Professional Documents
Culture Documents
01 02 Minkunuz Alquran
01 02 Minkunuz Alquran
01 02 Minkunuz Alquran
العزيز
n
الحمد ل الذي أنزل على عبده الكتًب ولم يجعل له عوجًا ،وأشهد أن
ل إله لإل ا وحده ل شريك له ،أكم نل للمسلمين ديَنهم ومً جعل عليهم فيه
أن محمدا ا عبده ورسوله أكم لل الًَس إيمًنً ا وأحسَهم حرجًا ،وأشهد ل
أخلقً ا وأرجحهم حجى ،اللله لم ص يّل وسلم وبًرك عليه وعلى آله الط ييّبين
الغر الميًمين أعلم الهدى ومصًبيح الدجى ،وعلى
المط لهرين وأصحًبه ي ّ
الذين جًؤوا من بعدهم متلخذين مً كًنوا عليه مَهجًا.
أمً بعد ،فهذه كلمًت في تفسير آيًت من كتًب ا العزيز ،وسبب
كتًبتهً أنله عَد تلوة القرآن الكريم ر
أمر بآيًت يبدو لي شيء من كَوزهً،
وكَت أودر إبراز تلك الكَوز ،وقد تحقلق ذلك بحمد ا بهذا الكتًب ،وعَد
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 148
العزيز
سورة الفاتحة
.
سورة الفًتحة أعظم سورة في القرآن لحديث أبي سعيد بن المعلّى
أخرجه البخًري ( ،)4474وهي مشتملة على أنواع التوحيد الثلثة:
توحيد الربوبية ،وتوحيد اللوهية ،وتوحيد السمًء والصفًت؛ فتوحيد
والر ززق والحيًء والمًتة
ل الربوبية توحيد ا تعًلى بأفعًله ،كًلخلق
وغير ذلك من أفعًله تعًلى ،والمعَى أن ا واحد في أفعًله ل شريك له
في خلق الخلق وإحيًئهم وإمًتتهم.
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 150
العزيز
[الشورى،]11:
فإن هذه الية الكريمة واضحة الدللة لمذهب أهل السَة والجمًعة في
صفًت ا ،وهو الثبًت مع التَزيه ،ففي قول ا
وأمً توحيد السمًء والصفًت فإن الية مشتملة على اسمين من
،والرب في قوله أسمًء ا ،وهمً لفظ الجللة في قوله
،وفي الية جًء
ذكر الرب مضًفًا ،وجًء ذكره في سورة يس مجردا ا عن الضًفة في
قوله
[يس. ]58:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 152
العزيز
.]24
و
اسمًن من أسمًء ا يدلن على صفة من صفًت ا هي الرحمة،
والرحمن من السمًء التي ل تطلق إلّ على ا ،والرحيم جًء في القرآن
إطلقه على غيره ،قًل ا في نبيه محمد
يدل على توحيد الربوبية ،وا سبحًنه وتعًلى رب كل شيء ومليكه له
ملك السمًوات والرض ومً بيَهمً ،وهو مًلك الدنيً والخرة ،قًل ا
المفعول على الفعلين يدل على الحصر ،وأن العبًدة ل تكون إلّ ل ،وأن
الستعًنة فيمً ل يقدر عليه إلّ ا ل تكون إلّ بًل ،والجملة الولى تدل
على أن المسلم يأتي بعبًدته خًلصة لوجه ا مع موافقتهً لسَة رسول
ا ،والجملة الثًنية تدل على أن المسلم ل يستعين في أمور ديَه
ودنيًه إلّ بًل .
و
يدل على توحيد اللوهية،
وهو دعًء ،والدعًء من أنواع العبًدة ،كمً قًل ا :
[الجن ،]18 :وهذا الدعًء مشتمل على أعظم مطلوب للعبد ،وهو الهداية
إلى الصراط المستقيم ،الذي يحصل بسلوكه الخروج من الظلمًت إلى
الَور والظفر بسعًدة الدنيً والخرة ،وحًجة العبد إلى هذه الهداية أعظم
من حًجته إلى الطعًم والشراب؛ لن الطعًم والشراب زاد حيًته الفًنية،
والهداية إلى الصراط المستقيم زاد حيًته البًقية الدائمة ،ويشتمل هذا
الدعًء على طلب الثبًت على الهداية الحًصلة وعلى طلب المزيد من
الهداية ،قًل ا :
[محمد:
الية ،وقوله:
157 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
)).
ويتبين ممً تقدّم أن سورة الفًتحة مشتملة في أكثر من موضع على
أنواع التوحيد الثلثة :توحيد الربوبية وتوحيد اللوهية وتوحيد السمًء
والصفًت ،ومن العلمًء من يقسم التوحيد إلى نوعين :توحيد في المعرفة
والثبًت ويشتمل على توحيد الربوبية والسمًء والصفًت ،وتوحيد في
الطلب والقصد وهو توحيد اللوهية ،فل تًَفي بين القسمة الثًَئية
والثلثية ،قًل ابن أبي العز الحَفي في شرح العقيدة الطحًوية (ص42 :
ـ (( :)43ثم التوحيد الذي دعت إليه رسل ا ونزلت به كتبه نوعًن:
توحيد في الثبًت والمعرفة ،وتوحيد في الطلب والقصد.
فالول :هو إثبًت حقيقة ذات الرب تعًلى وصفًته وأفعًله وأسمًئه،
ليس كمثله شيء في ذلك كله ،كمً أخبر به عن نفسه ،وكمً أخبر رسوله
،وقد أفصح القرآن عن هذا الَوع كل الفصًح ،كمً في أول الحديد
وطه وآخر الحشر وأول
وأول آل عمران وسورة الخلص بكمًلهً ،وغير ذلك.
السجدة ّ
والثاني :وهو توحيد الطلب والقصد ،مثل مً تضمَته سورة
و
وأول سورة
ّ ،
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 158
العزيز
وأول
وآخرهًّ ،
وأول سورة العراف وآخرهً ،وجملة
سورة يونس وأوسطهً وآخرهًّ ،
سورة النعًم.
عي التوحيد ،بل كل سورة في وغًلب سور القرآن متضمَة لَو ن
القرآن؛ فإن القرآن إمً خبر عن ا وأسمًئه وصفًته وأفعًله ،فهو
التوحيد العلمي الخبري ،وإمً دعوة إلى عبًدته وحده ل شريك له وخلع
مً يلعبد من دونه ،فهو التوحيد الرادي الطلبي ،وإمً أمر ونهي وإلزام
بطًعته ،فذلك من حقوق التوحيد ومكملته ،وإمً خبر عن إكرامه لهل
توحيده ومً فعل بهم في الدنيً ومً يكرمهم به في الخرة ،فهو جزاء
توحيده ،وإمً خبر عن أهل الشرك ومً فعل بهم في الدنيً من الَكًل ومً
ين لحل بهم في العقبى من العذاب فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد،
فًلقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه ،وفي شأن الشرك وأهله
وجزائهم ،فـ
توحيد،
توحيد،
توحيد،
توحيد،
توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد الذين أنعم عليهم
159 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
،قًل :هذا لعبدي ولعبدي مً
سأل )).
فإذا قًل: (( ومعَى قول ا في هذا الحديث القدسي:
فلم يبق لبس في أن أبً بكر > على الصراط المستقيم ،ل
وأن إمًمته حق )).
سورة البقرة
افتتح ا تسعً ا وعشرين سورة من سور القرآن أولهً سورة البقرة
بًلحروف المقطعة ،وأشير حول هذه الحروف إلى مً يلي:
1ـ الحروف المقطعة التي وردت في أوائل السور هي :الصًد واللم
والهًء والسين والحًء واليًء والراء واللف والميم والَون والقًف
(ص زلهل
والطًء والعين والكًف ،وهي أربعة عشر حرفًا ،يجمعهً جملة :ي
(نص حكيم قًطع له سر) ،وأق رل هذه الحروف
ص س نحيرا نمن ق ن
طعنك) ،أو ل
ذكرا ا الكًف؛ حيث جًء مرة واحدة في سورة مريم ،وأكثرهً الميم؛ حيث
جًء في سبعة عشر موضعًا.
2ـ هذه الحروف تَقسم إلى خمسة أقسًم:
. و و آحادية :وهي
و و و وثنائية :وهي
.
و و وثلثية :وهي
.
. و ورباعية :وهي
و وخماسية :وهي
.
3ـ المشهور عَد كثير من العلمًء في معَى هذه الحروف قولهم :ا
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 162
العزيز
أعلم بمراده بذلك ،وقد جًء التَويه بًلقرآن بعد ذكر هذه الحروف في
جميع السور المفتتحة بًلحروف المقطعة إلل في أربع سور هي :مريم
والعَكبوت والروم والقلم ،وقد جًء التَويه بًلقرآن فيهً في آخر مريم
والروم والقلم وفي أثًَء العَكبوت ،فيلفهم من ذلك الشًرة إلى إعجًز
يؤلّف الًَس مَهً
القرآن ،ووجه ذلك أن القرآن مؤللف من الحروف التي ي
يؤلّفوا من هذه الحروف كلمً اكلمهم ،ومع ذلك فإنهم ل يستطيعون أن ي
مثل هذا الكلم ،قًل ابن كثير في تفسيره في أول سورة البقرة بعد أن
ذكر أقوالا في المراد بًلحروف المقطعة ،قًل (( :وقًل آخرون :بل إنمً
ذلكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذلكرت فيهً بيًنً ا لعجًز
القرآن ،وأن الخلق عًجزون عن معًرضته بمثله ،هذا مع أنه مركب من
هذه الحروف المقطعة التي يتخًطبون بهً ،وقد حكى هذا المذهب
الرازي في تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين ،وحكى القرطبي عن
وقرره الزمخشري في كشًفه ونصره أتم الفراء وقطرب نحو هذاّ ،
نصر ،وإليه ذهب الشيخ المًم العلمة أبو العبًس ابن تيمية وشيخًَ
الحًفظ المجتهد أبو الحجًج المزي وحكًه لي عن ابن تيمية )) إلى أن
قًل (( :قلت :ولهذا كل سورة افتلتحت بًلحروف فلبد أن يلذكر فيهً
النتصًر للقرآن وبيًن إعجًزه وعظمته ،وهذا معلوم بًلستقراء ،وهو
الواقع في تسع وعشرين سورة ،ولهذا يقول تعًلى:
***
ـ قوله:
.
الكتًب هو القرآن ،واللف واللم فيه للعهد ،أي الكتًب المعهود في
الذهًن ،وقد جًء ذكر الكتًب في القرآن كثيراا ،والمراد به القرآن
العظيم ،من ذلك في أول سورة آل عمران ويونس ويوسف والرعد
والحجر والشعراء والَمل والقصص ولقمًن والسجدة والزمر وغًفر
والزخرف والدخًن والجًثية والحقًف ،وجًء في سورة مريم:
الية ،وقوله:
[الحديد ،]25 :فإن المراد بًلكتًب في هذه اليًت الكتب ،واللف واللم
فيهً لستغراق الجَس ،وقد جًء الجمع بين الكتًب مرادا ا به القرآن،
والكتًب مرادا ا به الكتب في قول ا في سورة الَسًء:
اليتين القرآن ،والمراد بًلكتًب الثًني فيهمً الكتب التي أنزلهً ا على
رسله قبل القرآن.
وجًء في القرآن كثيرا ا ذكر الكتًب مرادا ا به التوراة ،واللف واللم
فيه للعهد الذهَي ،ففي البقرة في موضعين ،وفي النعًم في موضعين،
وفي هود والسراء والمؤمَون والفرقًن والقصص و(الم) السجدة
والصًفًت وفصلت وغير ذلك.
وجًء في القرآن ذكر اللف واللم في الكلمة مرادا ا بهً العهد
الذكري ،مثل قوله:
[الكهف ،]80 :وقوله:
[الكهف ،]82 :فإن اللف واللم في (الغلم) و(الجدار) ترجع إلى معهود
مذكور قبله في قوله:
[التوبة،]5 :
فإنه راجع إلى الربعة في قوله:
الية [التوبة،]36 :
قًله أبو جعفر البًقر ،ولكن قًل ابن جرير( :آخر الشهر الحرم في حقهم
ي بن أبي طلحة عن ابن عبًس، المحرم) ،وهذا الذي ذهب إليه حكًه عل ّ
وإليه ذهب الضحًك أيضًا ،وفيه نظر ،والذي يظهر من حيث السيًق مً
ذهب إليه ابن عبًس في رواية العوفي عَه ،وبه قًل مجًهد وعمرو بن
شعيب ومحمد بن إسحًق وقتًدة والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم
أن المراد بهً أشهر التسيير الربعة المَصوص عليهً في قوله:
،ثم قًل:
***
. ـ قوله:
المتقون هم الملزمون لتقوى ا ،والتقوى في اللغة من الوقًية ،وهي
أن تجعل بيَك وبين الذي تخًفه وقًية تقيك مَه ،كمً يتقي النسًن
حرهً والبرد بلبس اللبسة الثقيلة ،والشوك الشمس بًتخًذه مً يظله من ّ
ومً يؤذي في الرض بًتخًذ الحذية وغير ذلك ،وأمً في الشرع فتقوى
ا أن يجعل العبد بيَه وبين غضب ا وقًية تقيه مَه ،وذلك بًمتثًل
المأمورات واجتًَب المَهيًت ،فًلمعَى اللغوي هًَ عًم ،والمعَى
الشرعي جزء من جزئيًت المعَى اللغوي ،وكثيرا ا مً تأتي المعًني
الشرعية أجزاء من المعًني اللغوية ،مثل الصوم ،فإنه يطلق في اللغة
على كل إمسًك ،ويطلق في الشرع على إمسًك مخصوص ،وهو
المسًك عن الكل والشرب وسًئر المفطرات من طلوع الفجر إلى
غروب الشمس ،ومثل الحج فإنه في اللغة يطلق على كل قصد ،ويطلق في
الشرع على قصد البيت العتيق والطواف به والتيًن بشعًئر معيَة،
ومثل العمرة فإنهً تطلق على كل زيًرة ،وتطلق في الشرع على زيًرة
البيت العتيق للطواف به والسعي بين الصفً والمروة.
وتقوى ا وصيته للولين والخرين ،قًل ا :
[البقرة ،]197 :ورتلب كل خير وسعًدة في الدنيً والخرة على التقوى ،فقًل:
[البقرة،]282 :
وقًل:
[النفًل ،]29 :وقًل:
***
ـ قوله:
.
الغيب في اللغة كل مً غًب عن النسًن ،وفي الشرع كل مً غًب
عن النسًن ممً ل يلعرف إلّ بًلوحي ،وذلك مثل الخبًر عن بدء الخلق
169 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
ولعظم شأن اليمًن بًلغيب جعله ا أول صفًت المتقين التي ذكرهً
في قوله تعًلى:
***
ـ قوله:
[البقرة.]16 :
في هذه الية إخبًر عن المًَفقين بأنهم رغبوا في الضللة ورضوهً
لنفسهم وتركوا الهدى وأعرضوا عَه فخسروا هذا الذي رغبوا فيه ومً
ربحت تجًرتهم فيه ولم يظفروا بًلهدى الذي تركوه ،ولهذا قًل:
،
171 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
والبًء داخلة على الشيء المتروك ،وهكذا كل شيء يلشترى ،فإن البًء
فيه تدخل على المتروك وهو الثمن ،ومن ذلك مً جًء في آيًت أخرى
عن بعض الكفًر ،مثل قوله تعًلى:
[البقرة ،]175 :فإن البًء فيهمً داخلة على الشيًء المتروكة ،ونظير ذلك
قول ا تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 172
العزيز
[البقرة ،]61 :فإن البًء داخلة على المتروك ،وهو المن
والسلوى الذي هو خير.
***
ـ قوله:
[البقرة.]22 ،21 :
،وهذا هو معَى
ل إله إلّ ا؛ فإن قوله:
بمعَى (ل إله) ،وقوله:
بمعَى (إلّ ا)،
وفيهمً تقرير توحيد الربوبية ،وهو كون ا خًلقهم وخًلق من قبلهم،
وجًعل الرض تحتهم والسمًء فوقهم ،الذي يَزل الغيث فيخرج به من
الرض أرزاقهم ،والمراد من هذا التقرير لتوحيد الربوبية إلزام الكفًر
بتوحيد اللوهية ،والمعَى :كمً أنه ل خًلق الذين بلعث فيهم الرسول
إلّ ا ول رازق إلّ ا فإنه ل معبود حق سواه ،ولهذا يأتي كثيرا ا في
القرآن تقرير التوحيد الذي أقروا به للزامهم بًلتوحيد الذي جحدوه ،مثل
قوله تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 174
العزيز
175 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[البقرة.]23 :
في هذه الية الكريمة بيًن إعجًز القرآن ،وأن الذين نزل عليهم ـ
وهم أهل الفصًحة والبلغة ـ ت ل لحدّوا بأن يأتوا بسورة من مثله ،وأقصر
سور القرآن سور العصر والكوثر والخلص ،ومع ذلك لم يستطيعوا،
وقد كًن التحدي حصل بًلتيًن بمثله ،ثم بعشر سور مثله ،ثم بسورة من
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 176
العزيز
مثله ،وهذا التحدي مستمر ،وقد أخبر ا بحصول عجز الجن والنس
مجتمعين عن التيًن بمثله ،كمً قًل ا :
يقرأ في سمعت الَبي (( عن أبيه ـ وكًن في أسًرى بدر ـ قًل:
المغرب بًلطور )).
الَظًم المعتزلي من القول بًلصرفة ،وهو أن العرب ّ ومً جًء عن
كًنوا قًدرين على التيًن بمثل القرآن ،ولكَه لمً حصل التحدي عجزوا
بًطل؛ لنه كًن بإمكًنهم لمً عجزوا عَد التحدي أن يرجعوا إلى مً كًنوا
دونوه قبل ذلك من الكلم البليغ الذي يتًَفسون فيه في أسواقهم ،فيختًروا
ّ
مَه مً يقًبلون به القرآن ،لكَهم لم يفعلوا لنه ل قبل لهم في معًرضته
بشيء مثله.
ومن كلم العرب البليغ الوجيز مً يلذكر في علم البلغة وهو قولهم:
(القتل أنفى للقتل) ،وقد جًء في القرآن الكريم في هذا المعَى قول ا
:
حشو ل حًجة إليه ،وسببه اشتمًل ذلك على وصف الَصًرى بًلضلل،
وبعد أن أتى الشيخ محمد رشيد رضً ببيًن شيء ممً اشتملت عليه
سورة الفًتحة من المعًني السًمية والفصًحة والبلغة ،قًل:
(( هذه السورة الجليلة التي ذ لكرنًك ـ أيهً القًرئ! ـ بمجمل ممً فصلًَه
في تفسيرهً يزعم أحد دعًة الَصرانية في هذا العصر أنهً بمعزل من
البلغة؛ بأن كل مً بعد الصراط المستقيم فيهً (حشو وتحصيل حًصل)،
ومً قبله يمكن اختصًره بمً ل يض ييّع شيئً ا من معًَه كمً فعله بعضهم،
قًل هذا القول داعية من المبشرين المأجورين من قبل جمعيًت التبشير
179 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 180
العزيز
[المًئدة ،]98 :وقوله:
[النعًم ،]147 :وقوله في ختًم
سورة النعًم:
[الحجر 49 :ـ
،]50وقوله:
[الرعد،]6 :
وقوله:
[فصلت ،]43 :وقوله:
[الحديد ،]20 :وقوله:
[النفطًر13 :ـ ،]14وقوله:
183 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الزلزلة 7 :ـ ،]8إلى غير ذلك من اليًت ،وقد عمل أهل السَّة
بَصوص الوعد والوعيد ،فجعلوا مرتكب الكبيرة مؤمًَ ا نًقص اليمًن،
مؤمًَ ا بإيمًنه فًسقً ا بكبيرته ،فلم يضيفوا إليه اليمًن المطلق الكًمل ،ولم
يسلبوه مطلق اليمًن ،بخلف المرجئة الذين أعملوا نصوص الوعد
وأهملوا نصوص الوعيد ،فًعتبروا مرتكب الكبيرة مؤمًَ ا كًمل اليمًن،
وقًلوا :ل يضر مع اليمًن ذنب كمً ل يَفع مع الكفر طًعة!
وبخلف الخوارج والمعتزلة الذين أعملوا نصوص الوعيد وأهملوا
نصوص الوعد ،فسلبوا مرتكب الكبيرة اليمًن ،وقًلوا :إنه خًلد مخلد في
فرطوا والخوارج والمعتزلة أفرطوا ،وأهل السَّة الًَر! فًلمرجئة ل
والجمًعة اعتدلوا وتوسطوا ،وسلموا من الفراط والتفريط ،وقد قًل
الخطًبي ~:
كل طـرفي قصـد المور ول تغ لل في شيء من المر واقتصد
ذميم
***
ـ قوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 184
العزيز
[البقرة:
.]28
جمع ا في هذه الية بين موتتين وحيًتين ،فًلموتة الولى حيث كًن
النسًن في الرحم نطفة ثم علقة ثم مضغة قبل نفخ الروح فيه ،والحيًة
الولى بعد نفخ الروح فيه ،والموتة الثًنية عَد قبض روحه إذا بلغ أجله،
والحيًة الثًنية عَد البعث من القبور ،وهذه الية مب ييَّة للحيًتين والموتتين
في قول ا :
[غًفر.]11 :
وفي هذه الية الكريمة اللزام بتوحيد اللوهية ،وهو إفراد ا
بًلعبًدة وعدم الشراك به ،وذلك بتقرير توحيد الربوبية ،وأنه سبحًنه
مر عَد قول ا : وتعًلى الخًلق المحيي المميت ،وقد ل
اليتين بيًن
مجيء القرآن بتقرير توحيد الربوبية لللزام بتوحيد اللوهية ،وذكر
قًل له في جواب سؤاله :أي حديث عبد ا بن مسعود > أن الَبي
الذنب أعظم عَد ا ؟ قًل (( :أن تجعل ل ندّا ا وهو خلقك )).
***
ـ قوله:
185 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
في هذه الية الكريمة بيًن سعة علم ا ،وأنه عًلم غيب
السمًوات والرض ويعلم مً يخفيه العبًد ومً يعلَونه ،وأنه ل يخفى عليه
شيء في الرض ول في السمًء.
وعلم الغيب على الطلق اختص به ا ،فلم يشًركه فيه أحد،
قًل ا :
[الَمل ،]65 :وقًل:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 186
العزيز
[النعًم:
،]50وقًل:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 188
العزيز
[يوسف ،]102 :والمعَى:
مً كَت لدى إخوة يوسف لمً تكلموا فيمً بيَهم في قتله أو إلقًئه في غيًبة
الجب ،بل حصلت لك هذه الخبًر بًلوحي من ا ،ومثل ذلك مً
ذكره ا عن مريم ،فقًل:
189 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
يعلم مكًن العقد الذي فقدته عًئشة وكًنت معه وكذا لم يكن الَبي
على التمًسه وأقًم الًَس معه وليسوا على في سفر ،فأقًم رسول ا
مًء ،فلمً أصبحوا نزلت آية التيمم ،ولمً أثًروا الجمل الذي كًنت تركبه
عًئشة وجدوا العقد تحته ،أخرجه البخًري ( )334ومسلم ( ،)816ولو
يعلم الغيب لخبرهم من أول المر أن العقد تحت كًن رسول ا
الجمل ولم يقيموا للتمًسه ،وقًل (( :إنكم تختصمون إلي ،ولع ّل
بعضكم ألحن بحجته من بعض ،فمن قضيت له بحق أخيه شيئً ا بقوله
فإنمً أقطع له قطعة من الًَر فل يأخذهً )) رواه البخًري ()2680
يعلم الغيب لعرف المحق من المبطل من ومسلم ( ،)4473ولو كًن
المتخًصمين ،ولمً قًلت جًرية :وفيًَ نبي يعلم مً في غند ،قًل لهً :
(( دعي هذه ،وقولي بًلذي كَت تقولين )) رواه البخًري ( ،)5147وثبت
ل
ليردن (( : ل يعلم بعد موته بمً حصل من أصحًبه بعده ،قًل أنه
ي نًس من أصحًبي الحوض ،حتى إذا عرفتهم اختللجوا دوني، عل ل
فأقول :أصحًبي! فيقول :ل تدري مً أحدثوا بعدك )) رواه البخًري
( )6582ومسلم ( ،)5996والمراد بهؤلء الصحًب من ارتدّ بعد موته
وقلتل على أيدي الجيوش التي بعثهً أبو بكر > لقتًل المرتدّين.
وأمً قول البوصيري في البردة:
ومن علومك علم اللوح والقلم ل
فإن من جودك الدنيً وضرتهً
فهو من الغلو الذي ل يرضًه ا ول رسوله ؛ وذلك أن مثل هذا
الكلم ل يقًل إلّ ل ،فهو سبحًنه الذي من جوده الدنيً والخرة ،ومن
علمه علم اللوح والقلم.
وفيمً تقدّم من الَصوص دللة واضحة لَفي علم الغيب عن النس،
191 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
وأمً الملئكة فقد نفى ا سبحًنه علم الغيب عَهم بقوله عَهم:
[سبأ ،]14 :وقوله عَهم:
[الجن.]10 :
***
ـ قوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 192
العزيز
[البقرة.]47 :
المراد بًلعًلمين الذين فلضل عليهم بَو إسرائيل هم عًلمو زمًنهم،
هي خير المم ،قًل ا : وأمة نبيًَ محمد
وقًل:
[المًئدة ،]22 :وقًلوا له:
[العراف:
،]163فحداهم القرم والطمع في أكل الحوت إلى أن اعتدوا في السبت،
في فمسخهم ا قردة ،وقد امتحن ا ـ ج ّل وعل ـ أصحًب الَبي
عمرة الحديبية بًلصيد وهم محرمون ،فهيّأ لهم جميع أنواع الصيد من
الوحوش والطير ،من كبًرهً وصغًرهً ،ولم ين زعت ن يد رجل مَهم ولم يصد
في الحرام ،كمً بيَّه ج ّل وعل بقوله:
195 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[آل عمران ،]112 :وقوله:
[الَسًء.]155 :
ومن الصفًت الكًشفة قوله:
غير ا أنه ل برهًن له بذلك ،ول يلتصور أن يدعو غير ا ويكون له
وقوله: برهًن، به
[المًئدة ،]44 :فإن الذين أسلموا وصف
كًشف ،ومعَى أسلموا استسلموا وانقًدوا ل ،كمً قًل ا عن
إبراهيم:
[البقرة،]131 :
وقوله عن إبراهيم وإسمًعيل:
[البقرة،]128 :
وقوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 198
العزيز
،وقوله:
وصف كًشف ل مفهوم له؛ لن الربيبة
تحرم على زوج أمهً سواء نشأت في حجره أو لم تَشأ ،ويدل لذلك قوله
ي بًَتكن ول أخواتكن )) رواه البخًريلزوجًته (( :فل تعرضزنن عل ل
199 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
كل بَت )) بًَتكن (( ( )5101ومسلم ( ،)3586فيدخل تحت قوله:
للزوجة ،فيشمل بًَتهً وبًَت أبًَئهً وبًَت بًَتهً.
***
ـ قوله:
[البقرة.]104 :
هذه أول آية في القرآن بدأهً ا بَدائه للمؤمَين ،وتبلغ اليًت
المبدوءة بهذا الَداء قريبً ا من التسعين آية ،آخرهً قوله تعًلى في سورة
التحريم:
[التحريم،]8 :
والسور من الحديد إلى التحريم فيهً آيًت بدئت بهذا الَداء ،إلّ سورة
الطلق ففيهً:
[الَسًء ،]46 :وكذلك جًءت الحًديث بًلخبًر عَهم بأنهم كًنوا إذا
سلّموا إنمً يقولون :السًم عليكم ،والسًم هو الموت ،ولهذا ألمرنً أن نردّ
201 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[البقرة:
.]120
في هذه الية دليل واضح على أن الكفًر من اليهود والَصًرى ل
يكفيهم من المسلمين ول يرضيهم عَهم أن يتًَزلوا عن شيء ممً هم
عليه من الحق والهدى ،ومن أمثلة ذلك مً يحًول به بعض المسلمين في
هذا العصر من إظهًر السلم بمظهر يعجب الغربيين ،وهو أن الجهًد
في السلم إنمً شرع للدفًع وليس للغزو والطلب ،مع وجود الَصوص
الواضحة في الكتًب والسَّة الدالة على أن الجهًد مَه مً هو دفًع كغزوة
أحد ،ومَه مً هو انتقًل وذهًب إلى بلد الكفًر لدعوتهم إلى الدخول في
السلم أو الدخول تحت حكمه وأخذ الجزية مَهم ،فيشًهدون عدل
السلم و لحسن مً جًء به فيكون ذلك سببً ا في دخولهم السلم ،وكيف
يكون الجهًد دفًعً ا فقط وقد ذهبت جيوش المسلمين في زمن الرسول
وبعده في عهد الخلفًء الراشدين ومن بعدهم إلى الكفًر في ديًرهم
حتى وصلوا إلى الهَد والسَد والصين شرقً ا وإلى المحيط الطلسي
غربًا؟! ومع تقديم هذا التًَزل مَهم فإن ذلك غير كًف لرضًء الكفًر،
203 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
بل ل يرضيهم إلّ مً ذكره ا في هذه الية من اتبًع ملتهم والسير على
نهجهم والخذ بديمقراطيتهم المزعومة المبَية على الحرية في العتقًد
والرأي ،ولو كًن في ذلك السخرية بًلرسل الكرام عليهم الصلة
،وفي صحيح والسلم ،ولسيمً خيرهم وأفضلهم نبيًَ محمد
الًَس في أفًَء
ن البخًري ( )3159عن جبير ابن حية قًل (( :بعث عمر
المصًر يقًتلون المشركين...فَدبًَ عمرـ أي لقتًل الفرس ـ واستعمل
عليًَ الَعمًن بن مقرن ،حتى إذا كًَّ بأرض العدو وخرج عليًَ عًم لل
كسرى في أربعين ألفًا ،فقًم ترجمًن فقًل :ليكلمَي رجل مَكم ،فقًل
المغيرة :سل عمً شئت ،قًل :مً أنتم؟ قًل :نحن أنًس من العرب ،كًَّ في
نمص الجلد والَوى من الجوع ،ونلبس الوبر ّ شقًء شديد وبلء شديد،
والشعر ،ونعبد الشجر والحجر ،فبيًَ نحن كذلك إذ بعث رب السمًوات
ورب الرضين تعًلى ذكره وجلّت عظمته إليًَ نبيً ا من أنفسًَ نعرف أبًه
أن نقًتلكم حتى تعبدوا ا وحده أو وأمه ،فأمرنً نبيلًَ رسول ربًَ
تؤتوا الجزية ،وأخبرنً عن رسًلة ربًَ أنه من قلتل مًَ صًر إلى الجَّة
في نعيم لم ير مثلهً قط ،ومن بقي مًَّ ملك رقًبكم )).
(م زن) تأتي على
وقد ذكر ابن هشًم في مغَي اللبيب ( 14/2ـ )16أن ي
خمسة عشر وجهًا ،ومن هذه الوجوه البدنل ،ومن أمثلة هذا الوجه في
أي بدلا مَه ،ومن القرآن قوله في هذه الية:
: ا قول أيضً ا ذلك أمثلة
205 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
ذكر ا في هذه الية إسمًعيل من آبًء يعقوب وهو ع ّمه ،قًل ابن
كثير:
(( وهذا من بًب التغليب؛ لن إسمًعيل عمه ،قًل الَحًس :والعرب
تسمي الع لم أبًا ،نقله القرطبي )) ،وقًل في تفسير سورة النعًم عَد قوله
تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 206
العزيز
،
فإسمًعيل عمه ودخل في آبًئه تغليبًا ،وكمً قًل في قوله:
،فدخل إبليس في أمر الملئكة بًلسجود وذل لم
على المخًلفة؛ لنه كًن في تشبه بهم ،فعومل معًملتهم ودخل معهم
تغليبًا ،وإلّ فهو كًن من الجن وطبيعته من الًَر والملئكة من الَور )).
وفي كتًب المراسيل لبي داود ( )509قول المطلب بن عبد ا بن
حَطب وهو من التًبعين (( :العم في كتًب ا والد )) ،ولعلّه أراد
بقوله (( :في كتًب ا )) مً جًء في هذه الية من ذكر إسمًعيل في آبًء
يعقوب ،وأورد الشيخ اللبًني ~ في السلسلة الصحيحة ( (( :)1041العم
والد )) مرفوعً ا عَد الطبراني بإسًَد فيه ضعف ،وآخر مرسلا عَد سعيد
بن مَصور ،وثًلثً ا عَد ابن وهب في الجًمع مرسلا أو معضلا ،وفي
قًل في ع ّمه العبًس (( :يً عمر! أمً صحيح مسلم ( )2277أن الَبي
شعرت أن ع لم الرجل صَو أبيه )).
ن
***
ـ قوله:
207 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الشورى:
،]11أي ليس كًل شيء ،وكذا قوله:
[السراء.]88 :
***
ـ قوله:
[البقرة.]143 :
209 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
عل لم ا تعًلى محيط بكل شيء ،ول يخفى عليه خًفية في الرض
ول في السمًء ،ول يتجدّد له علم بشيء لم يكن عًلمً ا به في الزل؛ قًل
ا :
[الطلق،]12 :
وقًل:
.
وأمً مً جًء في هذه الية ونظًئرهً ،مثل قوله تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 210
العزيز
[سبأ ،]21 :وقوله:
[الجن ،]28 :وقوله:
211 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
،
فقوله:
بعد قوله:
دليل قًطع على أنه لم يستفد
بًلختبًر شيئً ا لم يكن عًلمً ا به سبحًنه وتعًلى عن ذلك علوا ا كبيراا؛ لن
العليم بذات الصدور غَي عن الختبًر ،وفي هذه الية بيًن عظيم لجميع
اليًت التي يذكر ا فيهً اختبًره لخلقه ،ومعَى
أي علمً ا يترتب عليه الثواب والعقًب ،فل
يًَفي أنه كًن عًلمً ا به قبل ذلك ،وفًئدة الختبًر ظهور المر للًَس ،أمً
س ّر والَجوى فهو عًلم بكل مً سيكون كمً ل يخفى )). عًلم ال ّ
***
ـ قوله:
[البقرة.]177 :
في هذه الية دليل لليمًن بخمسة من أصول اليمًن الستة ،وهي
اليمًن بًل وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر ،والكتًب في الية
المراد به الكتب ،واللف واللم فيه لستغراق الجَس ،وقد د لل على
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 212
العزيز
[البقرة،]285 :
وفي قوله:
إشًرة إلى اليمًن بًليوم الخر ،ويدل لهً أيضً ا قول ا :
213 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الَسًء،]136 :
ويأتي في الكتًب والسَّة الجمع بين اليمًن بًل وبًليوم الخر كقوله
تعًلى:
(( :من كًن يؤمن بًل واليوم الخر فل يؤذ جًره ،ومن كًن وكقوله
يؤمن بًل واليوم الخر فليكرم ضيفه ،ومن كًن يؤمن بًل واليوم الخر
فليقل خيرا ا أو ليصمت )) أخرجه البخًري ( )6018ومسلم ( )174عن
أبي هريرة > ،ووجه الجمع بيَهمً أن اليمًن بًل أصل الصول ،وهو
الذي يلبَى عليه بقية الصول ويلبَى عليه كل شيء يجب اليمًن به،
وفي ذكر اليمًن بًليوم الخر معه تَبيه على الحسًب والجزاء على
العمًل :إن خيرا ا فخير وإن شرا ا فشر ،فيل زقدم المسلم على فعل مً في تلك
الَصوص من الخير رجًء ثوابهً ،ويبتعد عن المحظورات التي حذّير
مَهً فيهً خوفً ا من العقًب عليهً.
***
ـ قوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 214
العزيز
[البقرة.]230 :
معَى الية أن الزوج إذا طلّق امرأته الطلق البًئن الذي ل رجعة
فيه ،فإنهً ل تحل له إلّ بعد أن يتزوجهً غيره زواج رغبة ،ثم يطلقهً
الزوج الثًني بعد استمتًعه بهً ،والَكًح في الية يراد به الوطء؛ يدل
لذلك حديث عًئشة < (( :أن رجلا طللق امرأة ثلثًا ،فتزوجت فطلق،
للول؟ قًل :ل! حتى يذوق عسيلتهً كمً ذاق فسئل الَبي :أتح رل ّ
الول )) رواه البخًري ( )5261ومسلم (.)3531
والَكًح يأتي يراد به الوطء ،ويأتي مرادا ا به العقد ،يقًل :نكح فلن
ابَة فلن ،أي عقد عليهً ،ونكح فلن امرأته ،أي وطئهً ،وأكثر ورود
الَكًح في القرآن يراد به العقد ،ومَه قوله تعًلى:
الية [الحزاب.]49 :
***
215 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[البقرة.]253 :
دلت هذه الية على تفضيل الرسل بعضهم على بعض ،ومثلهً قول
ا :
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 218
العزيز
[الحزاب:
،]7وقوله في سورة الشورى:
[الشورى ،]13 :وقد
قًل ابن كثير في تفسير قوله :
(( :وقد
اختلفوا في تعداد أولي العزم على أقوال ،وأشهرهً أنهم نوح وإبراهيم
نص على أسمًئهم
وموسى وعيسى وخًتم النبيًء كلهم محمد ،وقد ل
من بين النبيًء في آيتين من سورتي الحزاب والشورى ،وقد يحتمل أن
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 220
العزيز
الية ،فأمر ا ـ ج ّل وعل ـ نبيه في آية القلم هذه بًلصبر ،ونهًه عن
أن يكون مثل يونس؛ لنه هو صًحب الحوت ،وكقوله:
،فآية
القلم وآية طه المذكورتًن كلتًهمً تدل على أن أولي العزم من الرسل
بأن يصبر كصبرهم ليسوا جميع الرسل ،والعلم عَد الذين ألمر الَبي
ا تعًلى )).
وقًل ابن كثير في تفسير آية الحزاب :وقًل أبو بكر البزار :حدثًَ
ي حدثًَ أبو أحمد حدثًَ حمزة الزيًت حدثًَ عدي بن ثًبت
عمرو ابن عل ّ
عن أبي حًزم عن أبي هريرة > قًل( :خيًر ولد آدم خمسة :نوح
وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ،وخيرهم محمد صلى ا عليهم وسلم
أجمعين ،موقوف وحمزة فيه ضعف) ،ورجًل هذا السًَد رجًل
221 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
البخًري ومسلم إلّ حمزة الزيًت وهو من رجًل مسلم ،وقد قًل عَه
الحًفظ في التقريب(( :صدوق زاهد ربمً وهم )) ،وهذا الثر موقوف وله
حكم الرفع ،وقًل في تفسير آية التفضيل بين النبيًء في سورة السراء:
(( ول خلف أن الرسل أفضل من بقية النبيًء ،وأن أولي العزم مَهم
صً ا في آيتين من القرآن )) ،فذكرهمً،
أفضلهم ،وهم الخمسة المذكورون ن ّ
أفضلهم ،ثم بعده إبراهيم ،ثم موسى ثم قًل (( :ول خلف أن محمدا ا
على المشهور ،وقد بسطًَ هذا بدلئله في غير هذا الموضع ،وا
الموفق )).
***
ـ قوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 222
العزيز
[البقرة.]255 :
1ـ هذه آية الكرسي ،وهي أعظم آية في كتًب ا لحديث أبي بن
يً أبً المَذر! أتدري أي آية من (( : كعب > قًل :قًل رسول ا
كتًب ا معك أعظم؟ قًل :قلت :ا ورسوله أعلم .قًل :يً أبً المَذر!
أتدري أي آية من كتًب ا معك أعظم؟ قًل :قلت:
223 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الشورى:
،]15فإنهً مشتملة على عشر جمل ،نبّه على ذلك ابن كثير في تفسير آية
الشورى.
3ـ اشتملت آية الكرسي على خمسة أسمًء من أسمًء ا ،وهي :ا،
والحي ،والقيوم ،والعلي ،والعظيم ،وقد جًء اسم القيوم مقترنً مع اسم
الحي في ثلث آيًت في القرآن :في هذه الية ،وفي أول سورة آل
عمران:
[آل عمران1 :ـ ،]2وفي سورة طه:
[طه ،]111 :وقد جًء اسم الحي مَفردا ا
كمً في قوله:
[الفرقًن ،]58 :وأمً اسم العلي فقد جًء مقترنً ا بثلثة أسمًء ،وهي :العظيم
كمً في هذه الية ،وكمً في أول سورة الشورى:
[الشورى،]4 :
والحكيم كمً في قوله في سورة الشورى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 224
العزيز
[سبأ.]23 :
4ـ قوله:
أي إن ا هو الله الحق الذي ل تكون اللوهية إلّ
له ،فهو الذي يجب أن يلفرد بًلعبًدة وأن ل يلجعل له شريك فيهً؛ لنه
متفرد بًلخلق واليجًد ،وهو المستحق أن يلعبد وحده ل شريك له ،وكلمة
الخلص تشتمل على نفي عًم وإثبًت خًص ،ففيهً نفي العبًدة عن كل
مً سوى ا وإثبًتهً ل وحده ل شريك له.
5ـ قوله:
.
[الروم.]25 :
6ـ وقوله:
بيًن أنه مًلك السمًوات والرض ومً بيَهمً،
فهو رب كل شيء ومليكه ،المتصرف في ملكه كيف يشًء سبحًنه
وتعًلى ،وهو المَفرد بخلق السمًوات والرض وسًئر المخلوقًت ،وهو
المًلك لهً فل شريك له في خلقه ول في ملكه.
7ـ وقوله:
8ـ وقوله:
[البقرة.]256 :
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 228
العزيز
جًء في سبب نزول هذه الية مً رواه أبو داود في سََه ()2682
بسَد صحيح عن ابن عبًس { قًل (( :كًنت المرأة تكون مقلةا ،فتجعل
تهوده ،فلمً ألجلينت بَو الَضير كًن فيهم
على نفسهً إن عًش لهً ولد أن ّ ي
من أبًَء النصًر ،فقًلوا :ل ندع أبًَءنً ،فأنزل ا :
229 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[التوبة ،]123 :وقوله:
[التوبة،]73 :
وقوله:
[التوبة،]29 :
وقوله (( :ألمرت أن أقًتل الًَس حتى يشهدوا أن ل إله إل ا وأن
محمدا ا رسول ا ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكًة )) الحديث ،رواه
البخًري ( )25ومسلم ( ،)129وفي صحيح مسلم ( )4522عن بريدة
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 230
العزيز
إذا أ لمر أميرا ا على جيش أو بن الحصيب قًل (( :كًن رسول ا
سرية أوصًه في خًصته بتقوى ا ومن معه من المسلمين خيراا ،ثم
قًل :اغزوا بًسم ا في سبيل ا ،قًتلوا من كفر بًل )) ،وفيه أنهم
عون إلى السلم ،فإن أبنوا ل
طلب مَهم دفع الجزية ،فإن أبنوا قوتلوا. يلد ن
عمر
ل وفي صحيح البخًري ( )3159عن جبير بن حية قًل (( :بعث
الًَس في أفًَء المصًر يقًتلون المشركين ...فَدنبنًَ عمر ـ أي لقتًل
الفرس ـ واستعمل عليًَ الَعمًن بن مقرن ،حتى إذا كًَ بأرض العدو
وخرج إليًَ عًمل كسرى في أربعين ألفًا ،فقًم ترجمًن فقًل :ليكلمَي
رجل مَكم ،فقًل المغيرة :سل عمً شئت ،قًل :مً أنتم؟ قًل :نحن أنًس
من العرب ،كًَ في شقًء شديد وبلء شديد ،نمص الجلد والَوى من
الجوع ،ونلبس الوبر والشعر ،ونعبد الشجر والحجر ،فبيًَ نحن كذلك إذ
بعث رب السمًوات ورب الرضين تعًلى ذكره وجلّت عظمته إليًَ نبيً ا
أن نقًتلكم حتى من أنفسًَ نعرف أبًه وأمه ،فأمرنً نبيًَ رسول ربًَ
تعبدوا ا وحده أو تؤتوا الجزية ،وأخبرنً عن رسًلة ربًَ أنه من قتل مًَ
صًر إلى الجَّة في نعيم لم ير مثله قط ومن بقي مًَ ملك رقًبكم )).
يقول تعًلى: (( قًل ابن كثير في تفسير هذه الية:
أي ل
تلكرهوا أحدا ا على الدخول في دين السلم؛ فإنه ب ييّن واضح جلي دلئله
وبراهيَه ،ل يحتًج إلى أن يلكره أحد على الدخول فيه ،بل من هداه ا
ونور بصيرته دخل فيه على بيَّة ،ومن أعمى اللسلم وشرح صدره ل
قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه ل يفيده الدخول في الدين مكرهً ا
مقسورا ا )) ،وقًل (( :وقد ذهب طًئفة كبيرة من العلمًء إلى أن هذه
محمولة على أهل الكتًب ومن دخل في ديَهم قبل الَسخ والتبديل إذا
231 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
بذلوا الجزية ،وقًل آخرون :بل هي مَسوخة بآية القتًل؛ فإنه يجب أن
يلدعى جميع المم إلى الدخول في الدين الحَيف دين السلم ،فإن أبى
أحد مَهم الدخول فيه ولم يَقد له أو يبذل الجزية قوتل حتى يلقتل )).
ـ وقوله:
.
أي فقد ثبت في أمره واستقًم على الطريقة المثلى والصراط المستقيم )).
سورة آل عمران
ـ قوله تعالى:
)).
من ل تكون بًلتمسح بمً حول قبره ومحبة الرسول
الجدران .قًل الَووي في المجموع شرح المهذب ( (( :)206/8ل يجوز
أن يطًف بقبره ،ويكره إلصًق الظهر والبطن بجدار القبر ،قًله أبو
عبد ا الحليمي وغيره ،قًلوا :ويكره مسحه بًليد وتقبيله ،بل الدب أن
ينبعلد مَه كمً ينبعلد مَه لو حضره في حيًته ،هذا هو الصواب الذي
قًله العلمًء وأطبقوا عليه ،ول يغتر بمخًلفة كثير من العوام وفعلهم ذلك،
فإن القتداء والعمل إنمً يكون بًلحًديث الصحيحة وأقوال العلمًء ،ول
يلتفت إلى محدثًت العوام وغيرهم وجهًلتهم ،وقد ثبت في الصحيحين
قًل (( :من أحدث في ديًََ مً ليس مَه عن عًئشة < أن رسول ا
فهو ردّ )) ،وفي رواية لمسلم (( :من عمل عملا ليس عليه أمرنً فهو
ردّ )) ،وعن أبي هريرة > قًل :قًل رسول ا (( :ل تجعلوا قبري
ي؛ فإن صلتكم تبلغَي حيثمً كَتم )) رواه أبو داود عيداا ،وصلّوا عل ل
بإسًَد صحيح ،وقًل الفضيل بن عيًض ~ مً معًَه (( :اتبع طريق
الهدى ول يضرك قلّة السًلكين ،وإيًك وطرق الضللة ول تغتر بكثرة
الهًلكين )) ،ومن خطر ببًله أن المسح بًليد ونحوه أبلغ في البركة ،فهو
من جهًلته وغفلته ،لن البركة فيمً وافق الشرع ،وكيف يلبتغى الفضل
في مخًلفة الصواب )).
***
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 234
العزيز
ـ قوله تعالى:
عيسى ابن مريم ـ عليه الصلة والسلم ـ رفعه ا حيًّ ا إلى السمًء
كمً في هذه الية ،وكمً في قوله تعًلى:
[الَسًء ،]158 :وقوله:
تعًلى:
[الزمر.]42 :
أو أنه على التقديم والتأخير ،كمً في قوله تعًلى:
[الحًقة ،]4 :وعًد في الوجود
قبل ثمود ،أو أنه محمول على أن المراد بًلتوفي أخذله ورفعله إليه ،كمً
ضه وأخذه ،قًل شيخًَ الشيخ محمد المين يقًل في توفي الدين :قب ل
الشَقيطي ~ في كتًب (دفع إيهًم الضطراب عن آيًت الكتًب :ص
(( :)57والجواب على هذا من ثلثة أوجه :الول :أن قوله تعًلى:
ل يدل على تعيين الوقت ،ول يدل
على كونه قد مضى ،وهو متوفيه قطعً ا يومً ا مً ،ولكن ل دليل على أن
على ذلك اليوم قد مضى ،وأمً عطفه
فل دليل فيه ،لطبًق جمهور أهل
اللسًن العربي على أن الواو ل تقتضي الترتيب ول الجمع ،وإنمً
تقتضي مطلق التشريك )) إلى أن قًل (( :الوجه الثاني :أن معَى
ي ،أي في تلك
أي :مَيمك ورافعك إل ل
الَومة .وقد جًء في القرآن إطلق الوفًة على الَوم في قوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 236
العزيز
،وقوله:
،وعزا ابن كثير
هذا القول للكثرين ،واستدل بًليتين المذكورتين ،وقوله (( :الحمد
ل الذي أحيًنً بعدمً أمًتًَ ))...الحديث.
اسم فًعل الوجه الثالث :أن
(( توفًه )) إذا قبضه وحًزه إليه ،ومَه قولهم (( :توفى فلن ديَه )) إذا
على هذا: قبضه إليه ،فيكون معَى
ي حيًّا ،وهذا القول هو اختيًر ابن جرير ،وأمً الجمع بأنهقًبضك مَهم إل ل
توفًه سًعًت أو أيًمً ا ثم أحيًه ،فًلظًهر أنه من السرائيليًت ،وقد نهى
عن تصديقهً وتكذيبهً)).
وأتبًع عيسى الذين فوق الذين كفروا إلى يوم القيًمة هم الذين على
شريعته المَزلة قبل بعثة نبيًَ محمد ،ثم اتبعوا الشريعة المحمدية
التي نسخت شريعة عيسى وغيرهً من الشرائع ،أمً الذين لم يتّبعوا
حرف وبلدّيل ،وهمفإنهم غير متبعين لعيسى ،بل متّبعون لمً ي ّ محمدا ا
من جملة الذين كفروا ،قًل (( :والذي نفس محمد بيده! ل يسمع بي
أحد من هذه المة يهودي ول نصراني ،ثم يموت ولم يؤمن بًلذي
أرسلت به إلّ كًن من أصحًب الًَر )) ،رواه مسلم (.)386
***
ـ قوله:
237 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الَسًء ،]1 :وكمل بخلق عيسى من أنثى بل ذكر القسمة الربًعية لخلق
البشر ،وليس بغريب ز
خلق عيسى من أنثى بل ذكر ،فإنه دون خلق آدم
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 238
العزيز
[مريم 34 :ـ .]35
يقول ـ ج لل وعل ـ: (( قًل ابن كثير في تفسير هذه الية:
،فًلذي خلق آدم من
غير أب قًدر على أن يخلق عيسى بًلطريق الولى والحرى ،وإن جًز
ادعًء البَوة في عيسى لكونه مخلوقً ا من غير أب ،فجواز ذلك في آدم
بًلطريق الولى ،ومعلوم بًلتفًق أن ذلك بًطل ،فدعواهً في عيسى أشد
بطلنً ا وأظهر فسًداا ،ولكن الرب ـ ج ّل جلله ـ أراد أن يظهر قدرته
لخلقه حين خلق آدم ،ل من ذكر ول من أنثى ،وخلنق حواء من ذكر بل
أنثى ،وخلنق عيسى من أنثى بل ذكر ،كمً خلق بقية البرية من ذكر
وأنثى )).
ومثل هذه القسمة الربًعية في أصل ز
خلق البشر ،القسمة الربًعية في
خلق بَي آدم ،إذ وهب لبعضهم الذكور ،ووهب لبعضهم النًث ،ووهب
لبعضهم الذكور والنًث ،وجعل من يشًء عقيمًا ،كمً قًل :
السلم ويموت عليه ،ومَهم من يَشأ على الكفر ويموت عليه ،ومَهم
من تكون بدايته حسَة ونهًيته سيئة ،ومَهم من تكون بدايته سيئة ونهًيته
حسَة ،ويدل للقسمين الخيرين حديث ابن مسعود > وفيه (( :فوالذي ل
إله غيره ،إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجَّة حتى مً يكون بيَه وبيَهً إلّ
ذراع ،فيسبق عليه الكتًب فيعمل بعمل أهل الًَر فيدخلهً ،وإن أحدكم
ليعمل بعمل أهل الًَر ،حتى مً يكون بيَه وبيَهً إلّ ذراع ،فيسبق عليه
الكتًب ،فيعمل بعمل أهل الجَّة فيدخلهً )) ،رواه البخًري ( )3208ومسلم
(.)6723
***
ـ قوله:
وقوله:
والخبيث يطلق على الحرام وعلى الرديء ممً هو حلل ،وهو المراد
بًلية.
))ومن إطلق الخبيث على الرديء قوله (( :كسب الحجًم خبيث
رواه مسلم ( ،)4012ويدل لكون المراد بًلخبيث في هذا الحديث
وأعطى الذي حجمه ،ولو الرديء ،قول ابن عبًس > (( :احتجم الَبي
كًن حرامً ا لم يعطه )) رواه البخًري ( )2103واللفظ له ،ومسلم
(.)4042
أسبق الًَس إلى كل خير وأحرصهم على وأصحًب رسول ا
كل خير ،ولهذا كًنوا يَفقون من أحب أموالهم إليهم ،قًل أنس بن
>: مًلك
ي ر بًلمديَة نخلا ،وكًن أحب أمواله إليه
(( كًن أبو طلحة أكثر أنصًر ّ
بيرحًء وكًنت مستقبلة المسجد ،وكًن رسول ا يدخلهً ويشرب من
مًء فيهً طيب ،فلمً نزلت
،قًم أبو طلحة فقًل :يً رسول
ا! إن ا يقول:
ي بيرحًء،
وإن أحب أموالي إل ل
وإنهً صدقة ل أرجو برهً وذخرهً عَد ا ،فضعهً يً رسول ا حيث
أراك ا .قًل رسول ا (( :بخ ذلك مًل رابح ،ذلك مًل رابح ،وقد
سمعت مً قلت ،وإني أرى أن تجعلهً في القربين )) ،قًل أبو طلحة:
أفع لل يً رسول ا ،فقسمهً أبو طلحة في أقًربه وبَي عمه )) رواه
243 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[النفطًر 13 :ـ ،]14وقد أمر ا بًلتعًون على البر والتقوى فقًل:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 244
العزيز
تقوى ا :أن يجعل العبد بيَه وبين غضب ا وقًية تقيه مَه،
وذلك بفعل الطًعًت واجتًَب المعًصي.
وتقوى ا حق تقًته :أن يطًع فل يعصى ،وأن يلذكر فل يلَسى ،وأن
سرهً بذلك عبد ا بن مسعود > ،كمً نقله ابن كثير يشكر فل يلكفر ،ف ّ
عن ابن أبي حًتم عَه بإسًَد صحيح ،ومن العلمًء من قًل إن هذه الية
بقوله مَسوخة
[التغًبن ،]16 :حكًه ابن كثير في
تفسير هذه الية عن سعيد بن جبير ،وأبي العًلية ،والربيع ابن أنس،
245 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 246
العزيز
أمر ا في هذه الية بأن يكون في بلد المسلمين طوائف مَهم
يدعون إلى الخير ويبصرون بطريق الحق والهدى ،ويأمرون
بًلمعروف ويَهون عن المَكر ،وهذا التصدي من هذه الطوائف للقيًم
بًلدعوة إلى الخير هو من فروض الكفًيًت ،وعلى كل مسلم القيًم
بًلدعوة إلى الخير والمر بًلمعروف والَهي عن المَكر حسب قدرته
وطًقته ،كمً جًء ذلك مبيًَ ا في حديث أبي سعيد الخدري > قًل :سمعت
يقول (( :من رأى مَكم مَكرا ا فليغيره بيده ،فإن لم يستطع رسول ا
فبلسًنه ،فإن لم يستطع فبقلبه ،وذلك أضعف اليمًن )) رواه مسلم
(.)177
وهذا الحديث من جوامع الكلم ،وهو الحديث الرابع والثلثون من
الربعين الَووية ،وقد قلت في شرحي (( :هذا الحديث مشتمل على
درجًت إنكًر المَكر ،وأن من قدر على التغيير بًليد تعيّن عليه ذلك،
وهذا يكون من السلطًن ونوابه في الوليًت العًمة ،ويكون أيضً ا من
صًحب البيت في أهل بيته في الوليًت الخًصة ،ورؤية المَكر يحتمل
أن يكون المراد مَهً الرؤية البصرية ،أو مً يشملهً ويشمل الرؤية
العلمية ،فإن لم يكن من أهل التغيير بًليد ،انتقل إلى التغيير بًللسًن،
حيث يكون قًدرا ا عليه ،وإلّ فقد بقي عليه التغيير بًلقلب ،وهو أضعف
اليمًن ،وتغيير المَكر بًلقلب يكون بكراهة المَكر وحصول الثر على
القلب بسبب ذلك ،ول تًَفي بين مً جًء في هذا الحديث من المر بتغيير
المَكر وقول ا :
247 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
قًل ابن كثير في تفسير هذه الية (( :والصحيح أن هذه الية عًمة في
جميع المة ،كل قرن بحسبه ،وخير قرونهم الذين بلعث فيهم رسول ا
ثم الذين يلونهم ،ثم الذين يلونهم ،كمً قًل في الية الخرى:
أي :خيًراا،
)).
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 248
العزيز
وقد للعن من لعن من بَي إسرائيل على ألسَة أنبيًئهم لتركهم المر
بًلمعروف والَهي عن المَكر ،كمً قًل :
[المًئدة 78 :ـ .]79
الية ،في كتًبه أضواء البيًن تحقيقًت
جيدة في مسًئل المر بًلمعروف والَهي عن المَكر.
***
ـ قوله تعالى:
249 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
وقوله:
مقبلة ،ولكل واحدة مَهمً بَون ،فكونوا من أبًَء الخرة ول تكونوا من
أبًَء الدنيً ،فإن اليوم عمل ول حسًب ،وغدا ا حسًب ول عمل )).
قًل ابن كثير في تفسير هذه الية (( :يخبر تعًلى إخبًرا ا عًمً ا يعم
جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت ،كقوله تعًلى:
،فهو
تعًلى وحده هو الحي الذي ل يموت ،والجن والنس يموتون ،وكذلك
الملئكة وحملة العرش ،ويَفرد الواحد الحد القهًر بًلديمومة والبقًء،
فيكون آخرا ا كمً كًن ّأولا )).
وفي قول ا :
بيًن أن من
أحسن عمله في الحيًة الدنيً يفوز بهذا الجزاء العظيم من ا ،وهو
السلمة من الًَر ودخول الجَّة ،ويقًبله من أسًء العمل في الدنيً ،فإن
كًن كًفرا ا خلد في الًَر ول سبيل له إلى دخول الجَّة ،ومن كًن مؤمًَ ا
مقترفً ا شيئً ا من المعًصي ،فأمره إلى ا ،إن شًء عفً عَه وأدخله
الجَّة ،وإن شًء عذّبه وأدخله الًَر ،لكَه ل يخلد فيهً ،بل يخرج مَهً
ويدخل الجَّة ،ومن أسبًب الزحزحة عن الًَر ودخول الجَّة :ثبًت
المسلم على السلم وأن يدوم عليه حتى الممًت ،وأن يعًمل الًَس بمثل
في حديث عبد ا بن عمرو { (( :فمن مً يحب أن يعًملوه به ،لقوله
أحب أن يزحزح عن الًَر ويلدخل الجَّة فلتأته مَيته وهو يؤمن بًل
251 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
رواه مسلم )) واليوم الخر ،وليأت إلى الًَس الذي يحب أن يؤتى إليه
(.)4776
ولمً بيّن عظم الجزاء في الدار الخرة ،وهو الفوز بدخول الجَّة،
والسلمة من الًَر ،بيّن حقًرة الدنيً وهوانهً ،وأنهً ليست بشيء ،فقًل:
***
ـ قوله:
[آل عمران:
.]187
هذه الية فيهً توبيخ لهل الكتًب الذين أخذ عليهم الميثًق ببيًن مً
جًءتهم به رسلهم من البيًَت والهدى ،فخًلفوا وكتموا ،واشتروا بذلك
ثمًَ ا قليلا ،وفيهً تحذير لعلمًء هذه المة من أن يقعوا فيمً وقع فيه أهل
الكتًب من الكتمًن.
(( :من سئل عن علم وعن أبي هريرة > قًل :قًل رسول ا
رواه الترمذي ()249 )) علمه ثم كتمه ألجم يوم القيًمة بلجًم من نًر
بإسًَد حسن.
قًل ابن كثير في تفسير هذه الية (( :هذا توبيخ من ا وتهديد لهل
الكتًب الذين أخذ ا عليهم العهد على ألسَة النبيًء أن يؤمَوا بمحمد
،وأن يَوهوا بذكره في الًَس ،فيكونوا على أهبة من أمره ،فإذا
أرسله ا تًبعوه ،فكتموا ذلك وتعوضوا عمً لوعدوا عليه من الخير في
253 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 254
العزيز
255 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 256
العزيز
[الَسًء 123 :ـ .]124
بيّن ا تعًلى في هذه الية أن العمل الذي يَفع صًحبه عَد ا هو
الذي يكون خًلصً ا لوجهه ومطًبقً ا لسَّة نبيه محمد ،وهذان شرطًن
لبد مَهمً في قبول العمل ،فإن قوله تعًلى:
يدل على الخلص ،وقوله:
وإذا فقد من العبًدة أحد الشرطين فإنهً مردودة ،أمً الرد لفقد
الخلص ،فيدل عليه قوله تعًلى:
رواه )) من أحدث في أمرنً مً ليس مَه فهو ردّ (( : عليه قوله
من (( البخًري ( )6297ومسلم ( ،)4492وفي لفظ لمسلم (:)4493
257 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الَسًء:
،]40وقوله:
[الَحل ،]97 :وقوله عن مؤمن آل
فرعون:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 258
العزيز
[غًفر.]40 :
وقوله في هذه الية:
أي :ل يَقص من حسًَتهم ،ول يزاد في
سيئًتهم ولو كًن شيئً ا يسيراا ،والَقير هو الَقرة التي تكون في ظهر نواة
التمر.
ونظير هذا قوله تعًلى:
،والفتيل :هو الخيط الذي في شق الَواة .وأمً
القطمير في قوله:
[فًطر:
،]13فهو اللفًفة الخفيفة التي تكون على ظهر نواة التمر .ذكر تفسير هذه
الكلمًت بهذا ابن كثير في تفسيره ،وجًء بيًنهً بذلك في كتًب (القًموس
المحيط) للفيروز أبًدي.
***
ـ قوله تعالى:
259 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الَسًء.]135 :
اشتملت هذه الية على بيًن كمًل عدل شريعة السلم ،وأن المسلم
عليه أن يقول الحق ولو على نفسه ،ول يحمله محبة الخير لَفسه ووالديه
وأقًربه على أن يقول قولا أو يشهد شهًدة هو مبطل فيهمً ،لجلب
مضرة ،وكذلك ل يحمله مً يكون في قلبه من عداوة ّ مصلحة أو دفع
وشحًَء لغيره ولو كًن كًفرا ا على أن يترك العدل ويصير إلى خلفه،
كمً قًل ا :
[النعًم.]152 :
(( قًل ابن كثير في تفسير هذه الية:
أي :اشهد بًلحق ولو
عًد ضررهً عليك ،وإذا سئلت عن المر فقل الحق فيه وإن كًن مضرة
عليك ،فإن ا سيجعل لمن أطًعه فرجً ا ومخرجً ا من كل أمر يضيق
عليه .وقوله:
،أي :وإن كًنت الشهًدة على
والديك وقرابتك ،فل تراعهم فيهً ،بل اشهد بًلحق وإن عًد ضررهً
عليهم؛ فإن الحق حًكم على كل أحد وهو مقدم على كل أحد .وقوله:
261 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
)).
)).
وقد ختم ا آيتي الَسًء والمًئدة بًلمر بًلعدل ببيًن كون ا خبيرا ا
بأعمًل العبًد ،والمعَى :أن مً يحصل مَهم من عدل أو جور ،فإن ا
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 262
العزيز
يعلمه ،ول يخفى عليه مَه شيء ،وسيجًزي كلل بمً عمل ،إن خيرا ا
شرا ا فشر.
فخير ،وإن ّ
وقًل ابن كثير في قوله تعًلى في آية المًئدة:
،قًل (( :من بًب استعمًل أفعل
التفضيل في المحل الذي ليس في الجًنب الخر مَه شيء ،كمً في
قوله تعًلى:
[الفرقًن ،]24 :وكقول
)). بعض الصحًبيًت لعمر :أنت أفظ وأغلظ من رسول ا
***
ـ قوله تعالى:
[الَسًء.]174 :
في هذه الية الكريمة إخبًر من ا تعًلى للعبًد بأنه جًءهم مَه الدلة
القًطعة الدالة على ربوبيته وألوهيته ،وأنه الله الحق الذي ل تكون
العبًدة إلّ له ،وإخبًر بأنه أنزل إليهم نورا ا مبيًَ ا وهو القرآن الذي أنزله
المشتمل على هدايتهم إلى الصراط المستقيم، ا على رسوله
وإخراجهم من الظلمًت إلى الَور ،ففي الخذ بًلكتًب والسَة هدايتهم
263 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
فيكون المراد بًلتقوى هًَ :ترك المعًصي ،ومثل ذلك الجمع بين البر
والتقوى في قوله تعًلى:
يحمل البر على فعل الطًعًت ،والتقوى على ترك المعًصي ،وتفسير
الوسيلة بًلقربة وهي التقرب إلى ا بطًعته ،ل خلف فيه بين
المفسرين كمً ذكره ابن كثير في تفسيره.
قًل شيخًَ الشيخ محمد المين الشَقيطي في كتًبه أضواء البيًن عَد
تفسير هذه الية (( :اعلم أن جمهور العلمًء على أن المراد بًلوسيلة هًَ
هو القربة إلى ا تعًلى بًمتثًل أوامره واجتًَب نواهيه على وفق مً
بإخلص في ذلك ل تعًلى؛ لن هذا وحده هو الطريق جًء به محمد
الموصلة إلى رضً ا تعًلى ،ونيل مً عَده من خير الدنيً والخرة،
وأصل الوسيلة الطريق التي تقرب إلى الشيء ،وتوصل إليه ،وهي
العمل الصًلح بإجمًع العلمًء؛ لنه ل وسيلة إلى ا تعًلى إلّ بًتبًع
رسوله ،وعلى هذا فًليًت المبيَة للمراد من الوسيلة كثيرة جداا،
كقوله تعًلى:
[الحشر ،]7 :وقوله:
[الَور ،]54 :إلى غير ذلك من اليًت ،وروي عن ابن عبًس { أن
المراد بًلوسيلة :الحًجة .وقًل (( :وعلى هذا القول الذي روي عن ابن
عبًس فًلمعَى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 266
العزيز
واطلبوا
حًجتكم من ا؛ لنه وحده هو الذي يقدر على إعطًئهً .وممً يبيّن معَى
هذا الوجه قوله تعًلى:
الية،
وقوله:
الية ،وفي الحديث (( :وإذا سألت فًسأل
ا )).
ثم قًل ~ (( :التحقيق في معَى الوسيلة هو مً ذهب إليه عًمة العلمًء
من أنهً التقرب إلى ا تعًلى بًلخلص له في العبًدة ،على وفق مً
جًء به الرسول ،وتفسير ابن عبًس داخل في هذا؛ لن دعًء ا
والبتهًل إليه في طلب الحوائج من أعظم أنواع عبًدته التي هي الوسيلة
إلى نيل رضًه ورحمته ،وبهذا التحقيق تعلم أن مً يزعمه كثير من
ملحدة أتبًع الجهًل المدعين للتصوف ،من أن المراد بًلوسيلة في الية
الشيخ الذي يكون له واسطة بيَه وبين ربه ،أنه تخبط في الجهل والعمى
وضلل مبين ،وتلعب بكتًب ا تعًلى .واتخًذ الوسًئط من دون ا
صرح به تعًلى في قوله عَهم:
من أصول كفر الكفًر ،كمً ّ
،وقوله:
267 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
)).
ومعَى الوسيلة في هذه الية ،هو معَى الوسيلة في قوله تعًلى:
[السراء ،]57 :والمعَى :أن
المدعوين من عبًد ا الصًلحين هم أنفسهم يبتغون إلى ربهم الوسيلة،
أي :يتقربون إلى ا بطًعته ،فعلى من دعًهم أن يكف عن ذلك ويدعو
ا وحده كمً كًن المدعوون يدعون ا وحده.
ومثل ذلك مً ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 268
العزيز
[المًئدة:
269 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
.]37
دلت هذه الية على أن الكفًر مخلدون في نًر جهَم إلى غير نهًية،
وأنهم يريدون الخروج مَهً ول يحصل لهم ذلك ،بل هم بًقون في
العذاب الدائم الذي ل انقضًء له ول نهًية .وقد جًء في هذه الية الكريمة
قوله:
،وجًء في سورة الحجر قوله عن أهل الجَّة:
بكون أهل الًَر خًلدين فيهً أبدا ا في سورة الَسًء والحزاب والجن ،وقوله
تعًلى:
[الَسًء.]56 :
ويجمع بين هذه اليًت الدالة على خلودهم في الًَر إلى غير نهًية،
وقوله في سورة النعًم:
[هود 106 :ـ ،]107بحمل
الستثًَء على طبقة الًَر التي فيهً عصًة الموحدين .وانظر توضيح
ذلك في كلم شيخًَ الشيخ محمد المين الشَقيطي ~ في كتًبه (دفع
إيهًم الضطراب عن آيًت الكتًب) في الكلم على آية سورة النعًم.
وقًل ابن القيم في كتًبه الوابل الصيب (ص (( :)49 :ولمً كًن الًَس
على ثلث طبقًت :ط ييّب ل يشيَه خبث ،وخبيث ل طيب فيه ،وآخرون
فيهم خبث وطيب ،كًنت دورهم ثلثة :دار الطييّب المحض ،ودار
الخبيث المحض ،وهًتًن الداران ل تفَيًن ،ودار لمن معه خبث وطيب،
وهي الدار التي تفَى ،وهي دار العصًة ،فإنه ل يبقى في جهَم من
عصًة الموحدين أحد ،فإنهم إذا عذّبوا بقدر جزائهم ،أخرجوا من الًَر،
فأدخلوا الجَّة ،ول يبقى إلّ دار الطيّب المحض ،ودار الخبيث
المحض )).
وقًل الشوكًني في تفسير آية هود مفَّدا ا كلمً ا للزمخشري المعتزلي
اعترض فيه على أهل السَّة في قولهم بإخراج أهل الكبًئر من الًَر،
فقًل (( :ولقد تكلم صًحب الكشًف في هذا الموضع بمً كًن له في تركه
المجبرة :أن
ز سعة ،وفي السكوت عَه غَى ،فقًل :ول يخدعَك قول
ن
المراد بًلستثًَء خروج أهل الكبًئر من الًَر ،فإن الستثًَء الثًني
يًَدي على تكذيبهم ويسجل بًفترائهم ،ومً ظَك بقوم نبذوا كتًب ا لمً
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 272
العزيز
صفلق
روى لهم بعض الَوابت عن ابن عمرو (( :ليأتين على جهَم يوم ت ن ز
فيه أبوابهً ليس فيهً أحد )) ،ثم قًل :وأقول :ومً كًن لبن عمرو في
ي بن أبي طًلب > مً يشغله عن تسيير هذا
سيفيه ومقًتلته بهمً عل ّ
الحديث )) انتهى.
وأقول :أمً الطعن على من قًل بخروج أهل الكبًئر من الًَر فًلقًئل
كمً ص ّح عَه في دواوين السلم التي بذلك يً مسكين رسول ا
هي دفًتر السَّة المطهرة ،وكمً ص ّح عَه في غيرهً من طريق جمًعة
من الصحًبة يبلغون عدد التواتر ،فمً لك والطعن على قوم عرفوا مً
جهلته وعملوا بمً أنت عَه في مسًفة بعيدة ،وأي مًنع من حمل
الستثًَء على هذا الذي جًءت به الدلة الصحيحة الكثيرة كمً ذهب إلى
ذلك وقًل به جمهور العلمًء من السلف والخلف ،وأمً مً ظََته من أن
الستثًَء الثًني يًَدي على تكذيبهم ويسجل بًفترائهم ،فل مًَداة ول
مخًلفة ،وأي مًنع من حمل الستثًَء في الموضعين على العصًة من
هذه المة ،فًلستثًَء الول يحمل على معَى إلّ مً شًء ربك من خروج
العصًة من هذه المة من الًَر ،والستثًَء الثًني يحمل على معَى إلّ مً
شًء ربك من عدم خلودهم في الجَّة كمً يخلد غيرهم ،وذلك لتأخر
دخولهم إليهً مقدار المدة التي لبثوا فيهً في الًَر ،وقد قًل بهذا من أهل
العلم من قدّمًَ ذكره ،وبه قًل ابن عبًس حبر المة ،وأمً الطعن على
وحًفظ سَّته وعًبد الصحًبة عبد ا بن صًحب رسول ا
عمرو > فإلى أين يً محمود ،أتدري مً صَعت؟ وفي أي واد وقعت،
وعلى أي جَب سقطت؟ ومن أنت حتى تصعد إلى هذا المكًن وتتًَول
نجوم السمًء بيدك القصيرة ورجلك العرجًء ،أمً كًن لك في مكسري
طلبتك من أهل الَحو واللغة مً يردك عن الدخول فيمً ل تعرف والتكلم
273 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
بمً ل تدري ،فيً ل العجب مً يفعل القصور في علم الرواية والبعد عن
معرفتهً إلى أبعد مكًن من الفضيحة لمن لم يعرف قدر نفسه ول أوقفهً
حيث أوقفهً ا سبحًنه )).
***
ـ قوله:
،أي :بمً يَزله لهم من
بركًت السمًء من المطًر ،وبمً يخرجه لهم من بركًت الرض من
الكَوز والثمًر.
وهذا الجزاء الدنيوي والخروي ممً اشتمل عليه الدعًء الجًمع الذي
كمً في صحيح مسلم ( (( :)6840عن عبد كًن يكثر مَه الرسول
العزيز بن صهيب قًل :سأل قتًدة أنسًا :أي دعوة كًن يدعو بهً الَبي
أكثر؟ قًل :كًن أكثر دعوة يدعو بهً يقول (( :اللهم آتًَ في الدنيً
حسَة وفي الخرة حسَة وقًَ عذاب الًَر )) ،قًل :وكًن أنس إذا أراد أن
يدعو بدعوة دعً بهً ،فإذا أراد أن يدعو بدعًء دعً بهً فيه )).
(( قًل ابن كثير ~:
أي :لو أنهم عملوا بمً في الكتب التي
بأيديهم عن النبيًء ،على مً هي عليه من غير تحريف ول تبديل ول
275 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
تغيير ،لقًدهم ذلك إلى اتبًع الحق ،والعمل بمقتضى مً بعث ا به
محمدا ا ،فإن كتبهم نًطقة بتصديقه ،والمر بًتبًعه حتمً ا ل محًلة )).
قًل شيخًَ الشيخ محمد المين الشَقيطي ~ في أضواء البيًن (( :ذكر
تعًلى في هذه الية الكريمة أن أهل الكتًب لو أطًعوا ا ،وأقًموا كتًبهم
بًتبًعه والعمل بمً فيه ،ليسر ا لهم الرزاق ،وأرسل عليهم المطر،
وأخرج لهم ثمرات الرض ،وبين في مواضع أخر أن ذلك ليس خًصً ا
بهم ،كقوله عن نوح وقومه:
الية ،وقوله عن نبيًَ ـ عليه الصلة والسلم
ـ وقومه:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 276
العزيز
،وقوله تعًلى:
الية ،على أحد القوال ،وقوله:
الية ،وقوله:
الية،
وقوله:
،
ومفهوم الية أن معصية ا تعًلى سبب لَقيض مً يستجلب بطًعته ،وقد
277 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 278
العزيز
[الَسًء،]164 :
وقًل:
[غًفر.]78 :
صوا في القرآن خمسة وعشرون ،مَهم ثمًنية عشر جًء والذين ق ّ
ذكرهم في هذه اليًت ،والسبعة البًقون هم :محمد ،وهود ،وصًلح،
وشعيب ،وآدم ،وإدريس ،وذو الكفل.
وهذا العدد مَهم الذي جًء في هذه اليًت هو أكبر عدد جًء في
سورة من سور القرآن ،وقد جًء في سورة النبيًء ذكر سبعة عشر،
وجًء في سورة الَسًء ثلثة عشر في قوله:
279 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
اليتين.
2ـ هؤلء الثمًنية عشر ،خمسة عشر مَهم من ذرية إبراهيم الخليل،
والضمير في قوله:
قيل :إنه راجع إلى نوح ،لنه أقرب مذكور وهذا ل إشكًل فيه ،وقيل :إنه
راجع إلى إبراهيم ،لن سيًق اليًت فيه ،ولوط ليس من ذريّته وقد كًن
في زمًنه ،كمً قًل ا :
[البقرة ،]34 :ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.
3ـ أسمًء هؤلء الرسل ممَوعة من الصرف إل ستة ،فأسمًؤهم
مصروفة ،وهم :نوح وهود ،وصًلح ،وشعيب ،ولوط ،ومحمد ،يجمع
الحروف اللول من أسمًئهم (( ي
ص زن شنملنه )).
4ـ خمسة من هؤلء الرسل هم أولو العزم ،وقد ذكرهم ا في قوله
في سورة الحزاب:
[الحزاب ،]4 :وفي قوله في سورة الشورى:
[الشورى.]13 :
5ـ الرسل المذكورون في القرآن ذكروا بأسمًئهم ،وقد ذكر يونس
281 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[القلم.]48 :
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 282
العزيز
[هود.]89 :
.
***
ـ قوله تعالى:
283 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
أمر ا في هذه الية بلزوم صراط ا المستقيم ،وهو مً جًء في
،ونهى عن اتبًع السبل المخًلفة لهذا كتًب ا وسَّة رسوله
الصراط ،وقد أفرد الصراط وجمع السبل لن الطريق إلى ا واحد،
وهو مً جًء في الكتًب والسَّة ،والطرق المخًلفة لذلك كثيرة ،ونظير
ذلك قوله تعًلى:
[البقرة ،]257 :فأفرد
الَور وهو الحق ،وجمع الظلمًت التي هي طرق الضلل ،ولهذا يأتي
كثيرا ا في القرآن المر بًتبًع طريق الهدى والتحذير من اتبًع الطرق
الخرى كمً في قوله في سورة الفًتحة:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 284
العزيز
،فًلمسلم يسأل ربه أن يهديه
الصراط المستقيم ،وأن يسلمه من طرق المغضوب عليهم والضًلين،
وقوله:
[الشورى ،]13 :وقًل:
[آل عمران ،]103 :وقًل:
285 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الحزاب ،]36 :وقًل:
[الَور ،]63 :قًل ابن كثير في تفسير هذه الية (( :أي :عن أمر رسول ا
وهو سبيله ومَهًجه وطريقته وسَّته وشريعته ،فتوزن القوال
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 286
العزيز
والعمًل بأقواله وأعمًله ،فمً وافق ذلك قبل ،ومً خًلفه فهو مردود
على قًئله وفًعله ،كًئًَ ا مً كًن ،كمً ثبت في الصحيحين وغيرهمً عن
أنه قًل (( :من عمل عملا ليس عليه أمرنً فهو ردّ )) ،أي: رسول ا
فليحذر وليخش من خًلف شريعة الرسول بًطًَ ا أو ظًهرا ا
أي :في قلوبهم من
كفر أو نفًق أو بدعة،
أي :في الدنيً بقتل ،أو حدّر ،أو
حبس ،أو نحو ذلك )).
ر
في حديث العربًض بن سًرية عن وجود الختلف وقد أخبر
في هذه المة ،وأنه مع وجوده يكون كثيرا ا حيث قًل (( :فإنه من يعش
عَد وجود هذا الختلف إلى مَكم فسيرى اختلفً ا كثيرا ا )) ،ثم أرشد
الطريق المثل والمَهج القوم ،وهو اتبًع السَن وترك البدع ،فقًل:
(( فعليكم بسَّتي وسَّة الخلفًء الراشدين المهديين من بعدي ،عضّوا عليهً
بًلَواجذ ،وإيًّكم ومحدثًت المور ،فإن ك ّل محدثة بدعة ،وك لل بدعة
ضللة )) رواه أبو داود ( )4607والترمذي ( )2676وقًل :حديث حسن
صحيح.
وروى المًم أحمد في مسَده بإسًَد حسن ( )4142عن عبد ا بن
ّ
خطً ا ثم قًل (( :هذا سبيل ا ))، مسعود > قًل (( :ل
خط لًَ رسول ا
ثم ل
خط خطوطً ا عن يميَه وعن شمًله ثم قًل (( :هذه سبل الشيطًن
متفرقة ،على كل سبيل مَهً شيطًن يدعو إليه )) ،ثم قرأ:
287 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
)).
وقًل ابن عطية (( :وهذه السبل تعم اليهودية والَصرانية والمجوسية
وسًئر أهل الملل والبدع والضللت من أهل الهواء والشذوذ في
الفروع ،وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل والخوض في الكلم ،هذه
كلّهً عرضة للزلل ،ومظَّة لسوء المعتقد )) ،نقله عَه القرطبي في
تفسيره ،وقًل (( :قلت :وهو الصحيح )).
وقًل أبو عثمًن الَيسًبوري كمً في حلية الوليًء ( (( :)244 /10من
أ ّمر السَّة على نفسه قولا وفعلا نطق بًلحكمة ،ومن أ ّمر الهوى على
نفسه قولا وفعلا نطق بًلبدعة )).
وروى أبو داود في سََه ( )4612بإسًَد صحيح (( :أن رجلا كتب
إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر ،فكتب :أمً بعد ،أوصيك بتقوى
،وترك مً أحدث ا ،والقتصًد في أمره ،واتبًع سَّة نبيه
المحدثون بعد مً جرت به سَّته ،و لكفلوا مؤنته ،فعليك بلزوم السَّة فإنهً
لك ـ بإذن ا ـ عصمة ،ثم اعلم أنه لم يبتدع الًَس بدعة إلّ قد مضى
قبلهً مً هو دليل عليهً أو عبرة فيهً؛ فإن السَّة إنمً سَّهً من قد علم مً
في خلفهً من الخطأ والزلل والحمق والتعمق ،فًرض لَفسك مً رضي
به القوم لنفسهم؛ فإنهم على علم وقفوا ،وببصر نًفذ نكفّوا ،ولهم على
كشف المور كًنوا أقوى ،وبفضل مً كًنوا فيه أولى ،فإن كًن الهدى مً
أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه ،ولئن قلتم :إنمً حدث بعدهم مً أحدثه إلّ من
اتبع غير سبيلهم ورغب بَفسه عَهم ،فإنهم هم السًبقون ،فقد تكلموا فيه
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 288
العزيز
صر ،ومً فوقهم من بمً يكفي ،ووصفوا مَه مً يشفي ،فمً دونهم من نم زق ن
صر قوم دوننهم فجفنوا ،وطمح عَهم أقوام فغنلنوا ،وإنهم بين سر ،وقد ق ل
نم زح ن
ذلك لعلى هدى مستقيم )).
***
ـ قوله تعالى:
في هذه الية الكريمة بيًن فضل ا وعدله ،وأنه يثيب على
الحسًَت بمضًعفتهً إلى عشر ،وإلى سبعمًئة ضعف ،وإلى أضعًف
كثيرة ،ويجًزي على السيئة بمثلهً أو يعفو عَهً ،كمً قًل ا :
وقوله:
وجًء في السَّة توضيح الجزاء على الحسًَت والسيئًت إذا ه ّم بهً أو
فيمً يرويه عن ربه عملهً ،فعن ابن عبًس { عن رسول ا
قًل:
(( ل
إن ا كتب الحسًَت والسيئًت ،ثم بيّن ذلك ،فمن ه ّم بحسَة فلم يعملهً
كتبهً ا عَده حسَة كًملة ،فإن ه ّم بهً فعملهً كتبهً ا عَده عشر
حسًَت إلى سبعمًئة ضعف إلى أضعًف كثيرة ،وإن ه ّم بسيئة فلم
يعملهً كتبهً ا عَده حسَة كًملة ،وإن ه ّم بهً فعملهً كتبهً ا سيئة
واحدة )) .رواه البخًري ( )6491ومسلم ( ،)338وهذا الحديث أورده
الَووي في الربعين ،وهو الحديث السًبع والثلثون.
واعلم أن تًرك السيئة ل (( وقد قًل ابن كثير في تفسير هذه الية:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 290
العزيز
يعملهً على ثلثة أقسًم ،تًرة يتركهً ل ،فهذا تكتب له حسَة على كفّه
عَهً ل تعًلى ،وهذا عمل ونية ،ولهذا جًء أنه يكتب له حسَة ،كمً جًء
جرائي )) أي :من أجلي. في بعض ألفًظ الصحيح (( :فإنمً تركهً من ّ
وتًرة يتركهً نسيًنً ا وذهولا عَهً ،فهذا ل له ول عليه ،لنه لم يَو خيرا ا
ول فعل شراا ،وتًرة يتركهً عجزا ا وكسلا عَهً ،بعد السعي في أسبًبهً
قرب مَهً ،فهذا ّ
يتَزل مَزلة فًعلهً ،كمً جًء في الحديث والتلبس بمً يل ي ّ
أنه قًل (( :إذا تواجه المسلمًن بسيفيهمً في الصحيحين عن الَبي
فًلقًتل والمقتول في الًَر )) .قًلوا :يً رسول ا! هذا القًتل فمً بًل
المقتول؟ قًل (( :إنه كًن حريصً ا على قتل صًحبه )) .وأمً حديث (( :نية
المؤمن خير من عمله )) فهو ضعيف ،ذكر ذلك الحًفظ في الفتح
( ،)219/4وانظر السلسلة الضعيفة لللبًني ~ (.)2789
***
ـ قوله تعالى:
[يونس ،]72 :وقًل تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 292
العزيز
[البقرة 130 :ـ
،]132وقًل يوسف ـ عليه السلم ـ:
293 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[يونس 84 :ـ ،]86وقًل تعًلى:
الية [المًئدة ،]44 :وقوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 294
العزيز
[المًئدة،]111 :
فأخبر تعًلى أنه بعث رسله بًلسلم ،ولكَهم متفًوتون فيه ،بحسب
شرائعهم الخًصة التي يَسخ بعضهً بعضًا ،إلى أن نلسخت بشريعة
التي ل تلَسخ أبد البدين ،ول تزال قًئمة مَصورة ،وأعلمهً محمد
مشهورة إلى قيًم السًعة ،ولهذا قًل ـ عليه السلم ـ (( :نحن معًشر
النبيًء أولد علّت ديًََ واحد )) ،فإن أولد العلّت هم الخوة من أب
واحد وأمهًت شتّى ،فًلدين واحد وهو عبًدة ا وحده ل شريك له ،وإن
تَوعت الشرائع التي هي بمَزلة المهًت ،كمً أن إخوة الخيًف عكس
هذا :بَو الم الواحدة من آبًء شتّى ،والخوة العيًن :الشقًء من أب
واحد وأم واحدة )).
سورة العراف
ـ قوله تعالى:
[طه:
،]8وقوله:
[الحشر.]24 :
والعلم بأسمًء ا وصفًته من الغيب الذي ل يعرف إلّ بًلوحي،
فيلثبت ل مً أثبته لَفسه وأثبته له رسوله من السمًء والصفًت على
وجه يليق بكمًل ا وجلله من غير تكييف أو تشبيه ،ومن غير تحريف
أو تعطيل ،كمً قًل ا :
[الشورى:
،]11ففي هذه الية الثبًت في قوله:
،والتَزيه في
قوله:
.
وأسمًء ا غير محصورة بعدد ،يدل لذلك حديث ابن مسعود > قًل:
قًل رسول ا (( :مً أصًب أحدا ا قط هم ول حزن فقًل :اللهم إني
ي حكمك ،عد نل ف ل
ي عبدك ،ابن عبدك ،ابن أمتك ،نًصيتي بيدك ،مًض ف ل
قضًؤك ،أسألك بكل اسم هو لك ،سميت به نفسك ،أو علّمته أحدا ا من
خلقك ،أو أنزلته في كتًبك ،أو استأثرت به في علم الغيب عَدك ،أن
تجعل القرآن ربيع قلبي ،ونور صدري ،وجلء حزني ،وذهًب ه ّمي،
إلّ أذهب ا ه ّمه وحزنه ،وأبدله مكًنه فرحًا ،قًل :فقيل :يً رسول ا!
أل نتعلّمهً؟ فقًل :بلى ،يَبغي لمن سمعهً أن يتعلّمهً )) ،رواه المًم أحمد
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 296
العزيز
في المسَد ( .)3712قًل المعلّقون على المسَد :إسًَده ضعيف كمً قًل
الدارقطَي في العلل ،وقد نقلوا عن الحًفظ ابن حجر تحسيَه ،وص ّححه
اللبًني في السلسلة الصحيحة ( ،)198وقد ص ّحح هذا الحديث ابن القيم
وشرحه شرحً ا واسعً ا في كتًبه (شفًء العليل) في البًب السًبع والعشرين
مَه (ص 369 :ـ .)374
وأمً الحديث الذي رواه البخًري ( )2736ومسلم ( )6809عن أبي
قًل (( :إن ل تسعة وتسعين اسمًا ،مًئة إلّ هريرة > أن رسول ا
واحداا ،من أحصًهً دخل الجَّة )) ،فل يدل على حصر أسمًء ا في هذا
العدد ،بل يدل على أن من أسمًء ا تسعة وتسعين اسمًا ،من شأنهً أن
من أحصًهً دخل الجَّة ،كمً لو قًل قًئل :عَدي مًئة كتًب أعددتهً
لطلبة العلم ،فإنه ل يدل على أنه ليس عَده إلّ هذا العدد.
ولم يثبت في سرد السمًء حديث ،وقد أوردت في كتًب (قطف
الجَى الداني شرح مقدمة رسًلة ابن أبي زيد القيرواني) تسعة وتسعين
اسمً ا من أسمًء ا الحسَى مرتبة على حروف الهجًء ،ومع كل اسم دليله
من الكتًب أو السَّة.
وا تعًلى يلدعى بأسمًئه ،فيقًل :يً عزيز أعزني ،يً رزاق ارزقَي،
يً لطيف الطف بي ،يً رحمن يً رحيم ارحمَي ،وهكذا ،ويلتوسل إلى ا
بأسمًئه وصفًته.
واللحًد في أسمًء ا :الميل بهً عمً تدل عليه إلى أمور ل تدل
عليهً ،ومَه سمي اللحد في القبر لنه في نًحيته .قًل القرطبي في تفسير
الية: هذه
(( واللحًد يكون بثلثة أوجه( :أحدها) :بًلتغيير فيهً كمً فعله
297 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
المشركون ،وذلك أنهم عدلوا بهً عمً هي عليه فسموا بهً أوثًنهم،
فًشتقوا اللت من ا ،والعزى من العزيز ،ومًَة من المًَن ،قًله ابن
عبًس وقتًدة( ،الثاني) :بًلزيًدة فيهً( ،الثالث) :بًلَقصًن مَهً )).
وقًل (( :ومعَى الزيًدة في السمًء التشبيه ،والَقصًن التعطيل ،فإن
المشبهة وصفوه بمً لم يأذن فيه ،والمعطلة سلبوه مً اتصف به ،ولذلك
قًل أهل الحق :إن ديًََ طريق بين طريقين ،ل بتشبيه ول بتعطيل ))،
فًلمشبهة أثبتوا وشبهوا ،والمعطلة نزهوا وعطلوا ،وأهل السَّة جمعوا
بين الحسَيين ،وسلموا من السًءتين ،فأثبتوا ونزهوا ،كمً قًل ا :
فبإثبًتهم سلموا من التعطيل ،وبتَزيههم سلموا من التشبيه والتمثيل.
***
ـ قوله تعالى:
[العراف:
199ـ .]200
قًل القرطبي في تفسيره (( :هذه الية من ثلث كلمًت ،تضمَت
قواعد الشريعة في المأمورات والمَهيًت ،فقوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 298
العزيز
،وقًل في الثًني:
299 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[فصلت.)) ]36 :
سورة النفال
ـ قوله تعالى:
[النفًل.]64 :
اختلف في المعطوف عليه قوله:
، لم يرد مضًفً ا إلّ إلى ا ،فهو سبحًنه وتعًلى الكًفي لَبيه
وهو
الكًفي لتبًعه من المؤمَين ،ولهذا قًل في الية قبلهً:
[النفًل،]62 :
فأضًف الحسزب إليه وحده ،وجعل التأييد له بَصره وبتوفيقه المؤمَين
لَصره.
وقًل تعًلى:
[الحزاب،]37 :
فأضًف اليتًء والغًَء والنعًم إلى ا وإلى غيره ،ولم يأت إضًفة
فقًل: المؤمَين ا مدح وقد غيره، إلى الحسب
وانظر كلم شيخًَ الشيخ محمد المين الشَقيطي ~ على هذه الية
في كتًبه (أضواء البيًن في إيضًح القرآن بًلقرآن).
***
ـ قوله تعالى:
303 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[النفًل.]70 :
في هذه الية جًءت كلمة (خير) مرتين ،الولى في مقًبلة الشر،
كقوله تعًلى:
[الزلزلة 7 :ـ ،]8والثًنية (أفعل) تفضيل ،أي :أخينر ،ويأتي كثيرا ا حذف
وأشر في (أفعل) التفضيل ،وجًء الجمع بين المعَيين
ّ الهمزة من أخير
لخير وشر في حديث رواه الترمذي ( )2263بإسًَد حسن أن الَبي
خيركم (( قًل:
من يلرجى خيره ويؤ نمن شره ،وشركم من ل يلرجى خيره ول يؤ نمن
)). شره
فـ (خير) و(شر) في الول (أفعل) تفضيل ،وفي الثًني مً يقًبل الشر.
سورة التوبة
ـ قوله تعالى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 304
العزيز
[التوبة.]100 :
في هذه الية إخبًر من ا عن رضًه عن السًبقين الولين من
المهًجرين والنصًر وتًبعيهم بإحسًن ،ورضًهم عَه ،وأنه أعد لهم
هم جًَت الَعيم ،وأن ذلك هو الفوز العظيم ،وأصحًب رسول ا
التي هي خير المم ،وقد جًءت اليًت الكثيرة خير أمة محمد
والحًديث المتواترة ببيًن فضلهم ونبلهم رضي ا عَهم وأرضًهم.
قًل ابن كثير في تفسير هذه الية (( :يخبر تعًلى عن رضًه عن
السًبقين من المهًجرين والنصًر والتًبعين لهم بإحسًن ،ورضًهم عَه
بمً أعدّ لهم من جًَت الَعيم ،والَعيم المقيم ،قًل الشعبي :السًبقون
الولون من المهًجرين والنصًر :من أدرك بيعة الرضوان عًم
الحديبية ،وقًل أبو موسى الشعري ،وسعيد بن المسيب ،ومحمد بن
سيرين ،والحسن ،وقتًدة :هم الذين صلّوا إلى القبلتين مع رسول ا
)).
وقًل (( :فقد أخبر ا العظيم أنه قد رضي عن السًبقين الولين من
305 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
الية [الحشر ،]10 :وقوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 306
العزيز
صرح في هذه
[النفًل ،]75 :ول يخفى أنه تعًلى ّ
الية الكريمة أنه قد رضي عن السًبقين الولين من المهًجرين
والنصًر ،والذين اتبعوهم بإحسًن ،وهو دليل قرآني صريح في أن من
يسبهم ويبغضهم أنه ضًل مخًلف ل ،حيث أبغض من رضي ا
عَه ،ول شك أن بغض من رضي ا عَه مضًدة له ـ ج ّل وعل ـ
وتمرد وطغيًن )).
***
ـ قوله تعالى:
[التوبة.]111 :
في هذه الية الكريمة بيًن فضل الجهًد في سبيل ا بًلنفس
والموال ،وأن جزاءه عظيم عَد ا ،سواء قلتل المجًهد في سبيل
ا ،أو قنتل غيره من الكفًر ،وفي هذه الية قلدّمت النفس على الموال،
ولم تقدم في موضع آخر في القرآن ،وقدمت الموال على النفس في
آيًت كثيرة جداا ،وهو يدل على أهمية الجهًد بًلموال ،لن في ذلك
النفًق على المجًهدين ،وتوفير العتًد والسلح ،وغير ذلك ممً يلحتًج
إليه في الجهًد.
والجهًد في سبيل ا يكون بًلَفس والمًل واللسًن ،كمً قًل :
(( جًهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسَتكم )) رواه أبو داود
( )2504بإسًَد صحيح ،ويكون بًلقلب والَية ،لقوله (( :إن بًلمديَة
أقوامً ا مً سرتم مسيرا ا ول قطعتم واديً ا إلّ كًنوا معكم )) قًلوا :يً رسول
قًل: بًلمديَة؟ وهم ا،
(( وهم بًلمديَة حبسهم العذر )) .رواه البخًري ( )4423ومسلم
( ،)4932وفي لفظ لمسلم ( (( :)4933إلّ شركوكم في الجر )).
وفي قوله تعًلى:
دليل على أن قتل النسًن نفسه
سه.
حرام ،وأنه ليس من الجهًد ،بل هو من ظلم النسًن نف ن
قًل ابن كثير في تفسير هذه الية (( :يخبر تعًلى أنه عًوض عبًده
المؤمَين عن أنفسهم وأموالهم إذ بذلوهً في سبيله بًلجَّة ،وهذا من فضله
وكرمه وإحسًنه ،فإنه قن يبل العوض عمً يملكه بمً تفضّل به على عبًده
المطيعين له ،ولهذا قًل الحسن البصري وقتًدة :بًيعهم ـ وا ـ فأغلى
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 308
العزيز
ثمَهم )).
وهذا الجزاء العظيم للمجًهدين في سبيل ا وعد به ا في التوراة
والنجيل والقرآن ،وهي أعظم الكتب المَزلة وأشهرهً ،ومن أصول
أهل السَّة والجمًعة :اليمًن بًلكتب ،مً سمي مَهً في القرآن ومً لم
يس ّم ،والذي سمي مَهً في القرآن :التوراة ،والنجيل ،والزبور،
وصحف إبراهيم وموسى ،وقد ورد ذكر النجيل في القرآن كثيراا،
وورد ذكر التوراة أكثر بلفظ التوراة ،وبلفظ الكتًب ،وجًء ذكر الزبور
في سورة الَسًء والسراء في قوله تعًلى فيهمً:
.
فأمر عبًده المؤمَين أن يتقوه بفعل مً أمروا به ،وترك مً نلهوا عَه،
وأن يكونوا مع الصًدقين مع أصحًب رسول ا ،أهل الصدق
واليمًن ،وقد جًء في آية صفًت المهًجرين في سورة الحشر وصفهم
بًلصدق ،قًل ا تعًلى فيهم:
[الحشر.]8 :
[التوبة.]123 :
في هذه الية الكريمة المر بًلجهًد في سبيل ا وقتًل الكفًر،
القرب فًلقرب ،والدنى فًلدنى مَهم ،وهذا هو الصحيح في معَى قوله
تعًلى:
ثم اشتغل في السَة العًشرة ب نح لجته ح ّجة الوداع ،ثم عًجلته المَية
ـ صلوات ا وسلمه عليه ـ بعد ح لجته بأحد وثمًنين يومًا ،فًختًره ا
لمً عَده ،وقًم بًلمر بعده وزيره وصديقه وخليفته أبو بكر الصديق >،
وقد مًل الدين ميلة كًد أن يَجفل ،فثبّته ا تعًلى بهّ ،
فوطد القواعد وثبّت
الدعًئم ،ورد شًرد الدين وهو راغم ،وردّ أهل ّ
الردّة إلى السلم ،وأخذ
الزكًة ممن مَعهً من الطغًم ،وبيّن الحق لمن جهله ،وأدى عن الرسول
مً حمله ،ثم شرع في تجهيز الجيوش السلمية إلى الروم عبدة
الصلبًن ،وإلى الفرس عبدة الَيران ،ففتح ا ببركة سفًرته البلد،
وأرغم أنف كسرى وقيصر ومن أطًعهمً من البلد ،وأنفق كَوزهمً في
سبيل ا كمً أخبر بذلك رسول الله ،وكًن تمًم المر على يدي وصيه
من بعده ،وولي عهده الفًروق الواب ،شهيد المحراب ،أبي حفص عمر
بن الخطًب > ،فأرغم ا به أنوف الكفرة الملحدين ،وقمع الطغًة
والمًَفقين ،واستولى على الممًلك شرقً ا وغربًا ،وحملت إليه خزائن
الموال من سًئر القًليم بعدا ا وقربًا ،ففرقهً على الوجه الشرعي،
والسبيل المرضي.
ثم لمً مًت شهيداا ،وقد عًش حميداا ،أجمع الصحًبة من المهًجرين
والنصًر على خلفة أمير المؤمَين عثمًن بن عفًن > شهيد الدار،
فكسً السلم ريًسة حلّة سًبغة ،وامتدت في سًئر القًليم على رقًب
العبًد حجة ا البًلغة ،فظهر السلم في مشًرق الرض ومغًربهً،
وعلت كلمة ا وظهر ديَه ،وبلغت المة الحَيفية من أعداء ا غًية
مآربهً ،فكلمً علوا أمة انتقلوا إلى من بعدهم ،ثم الذين يلونهم من العتًة
الفجًر ،امتثًلا لقوله تعًلى:
313 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[التوبة ،]123 :وقوله تعًلى:
أي :ويجد الكفًر مَكم غلظة
عليهم في قتًلكم لهم ،فإن المؤمن الكًمل هو الذي يكون رفيقً ا لخيه
المؤمن ،غليظً ا على عدوه الكًفر ،كقوله تعًلى:
عدوهم ،ولم تزل الفتوحًت كثيرة ،ولم تزل العداء في سفًل وخسًر،
ثم لمً وقعت الفتن والهواء والختلفًت بين الملوك ،طمع العداء في
أطراف البلد ،وتقدّموا إليهً ،فلم يمًنعوا لشغل الملوك بعضهم ببعض،
ثم تقدّموا إلى حوزة السلم فأخذوا من الطراف بلدانً ا كثيرة ،ثم لم
يزالوا حتى استحوذوا على كثير من بلد السلم ،ول سبحًنه المر من
قبل ومن بعد ،فكلمً قًم ملك من ملوك السلم وأطًع أوامر ا وتوكل
على ا ،فتح ا عليه من البلد ،واسترجع من العداء بحسبه وبقدر مً
فيه من ولية ا ،وا المسؤول المأمول أن يمكن المسلمين من نواصي
أعدائه الكًفرين ،وأن يعلي كلمتهم في سًئر القًليم ،إنه جواد كريم )).
***
ـ قوله تعالى:
[التوبة.]128 :
في هذه الية الكريمة بيًن امتًَن ا على عبًده بأعظم مَّة،
لهدايتهم إلى الحق ،وإخراجهم وهي إرسًله رسوله الكريم محمدا ا
من الظلمًت إلى الَور ،كمً قًل :
315 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
.
سورة يونس
ـ قوله تعالى:
[يونس.]25 :
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 316
العزيز
لمً ضرب ا المثل للدنيً وبيّن زوالهً وفًَءهً ،أخبر سبحًنه أنه
يدعو عبًده إلى دار السلم وهي الجَة ،دار البقًء والدوام في الَعيم
المقيم ،ودار السلمة من الفًت والَقًئص .ثم أخبر أن من المدعوين من
هداهم إلى الصراط المستقيم الذي يوصل سًلكيه إلى سعًدة الدنيً
والخرة.
أ ّمتًن :أ ّمة دعوة ،وأ ّمة إجًبة ،فأ ّمة الدعوة هم الجن وأ ّمة محمد
إلى قيًم السًعة ،وأ ّمة الجًبة هم الذين وفّقهم والنس من حين بعثته
ا للهداية إلى الحق والدخول في الدين الحَيف ،وقد اشتملت هذه الية
على ذكر ال ّمتين ،فقوله:
لحذف فيه
المفعول ،والمعَى :وا يدعو إلى دار السلم كل أحد ،وهذه أ ّمة الدعوة.
وقوله:
ألظهر فيه المفعول ،وهو :من شًء ا هدايته وهم أ ّمة الجًبة ،فًلدعوة
عًمة لكل أحد ،والهداية إلى الصراط المستقيم خًصة لمن شًء ا هدايته.
والهداية في هذه الية هداية التوفيق التي اختص ا تعًلى بهً ،ونفًهً
في قوله: عن نبيه محمد
[الشورى،]52 :
317 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[يونس.]26 :
في هذه الية الكريمة بيًن أن الذين أحسَوا في عبًدة ربهم وأحسَوا
إلى غيرهم بأي وجه من وجوه الحسًن ،أن جزاءهم عَد ا الحسَى
وهي الجَّة وزيًدة وهي :الَظر إلى وجه ا ،روى مسلم في
قًل (( :إذا دخل صحيحه ( )450 ،449عن صهيب > عن الَبي
أهل الجَّة الجَّة ،يقول ا تبًرك وتعًلى :تريدون شيئً ا أزيدكم؟ فيقولون:
ألم تبيّض وجوهًَ؟ ألم تدخلًَ الجَّة وتَجًَ من الًَر؟ قًل :فيكشف
الحجًب ،فمً أعطوا شيئً ا أحب إليهم من الَظر إلى ربهم .ثم تل هذه
الية:
)) .فد ّل
هذا الحديث على تفسير الزيًدة بًلَظر إلى وجه ا .
ورؤية المؤمَين ربهم في الدار الخرة جًءت في آيًت ،مَهً قوله
تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 318
العزيز
:وأي فوز
أعظم من دخول الجَّة؟ أشًر به إلى عدم الرؤية )).
319 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
تعًلى:
[الرحمن ،]60 :وكمً أن جزاء
الذين أحسَوا الحسَى وهي الجَّة ،فإن عًقبة الذين أسًؤوا السوأى ،كمً
قًل ا :
قًل ابن كثير في تفسير هذه الية (( :يخبر تعًلى أن أوليًءه هم الذين
آمَوا وكًنوا يتقون كمً فسرهم ربهم ،فكل من كًن تقيً ا كًن ل وليًا ،فـ
أي :فيمً
سورة هود
ـ قوله تعالى:
[هود.]6 :
أخبر ا تعًلى في هذه الية أن كل دابة تدبر في الرض في البر
والبحر،
أنه متكفّل برزقهً ،ويصل إليهً مً كتبه ا لهً ،وأنه يعلم مستقرهً
عهً :حيث تموت .وقيل: ومستقرهً :حيث تأوي .ومستود ل
ر ومستودعهً،
مستقرهً :في الرحًم .ومستودعهً :في الصلب .حكًهمً ابن كثير عن
ّ
ابن عبًس {.
وكل هذه الدواب وحركًتهً وسكًَتهً وأرزاقهً في كتًب مبين ،هو
اللوح المحفوظ ،كمً قًل ا :
321 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[النعًم:
،]38وفي سَن ابن مًجه ( )2144بإسًَد حسن عن جًبر بن عبد ا >
(( :أيهً الًَس اتقوا ا وأجملوا في الطلب ،فإنقًل :قًل رسول ا
نفسً ا لن تموت حتى تستوفي رزقهً وإن أبطأ عَهً ،فًتقوا ا وأجملوا
في الطلب ،خذوا مً ح ّل ودعوا مً حرم )) .وانظر السلسلة الصحيحة
(( :لو أنكم لللبًني ~ ( .)2607وعن عمر > قًل :قًل رسول ا
لرزقتم كمً يلرزق الطير تغدو خمًصً ا
حق تو ّكله ل
كَتم توكلون على ا ل
وتروح بطًنً ا )) .وهو حديث صحيح ،رواه الترمذي ( )2344وغيره،
وانظر السلسلة الصحيحة لللبًني ~ (.)310
وقًل الشًعر:
ص ّمًء ملمومة لم زلس نواحيهً لو كًن في صخرة في البحر
راسية
حتى تؤدي إليه كل مً فيهً رزق لعبد براه ا لنفلقت
لس ّهل ا في المرقى مراقيهً أو كًن تحت طبًق السبع مطلبهً
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 322
العزيز
[هود:
.]112
أن يستقيم هو وأ ّمته على مً أمر أمر ا في هذه الية نبيه محمدا ا
ا به .والستقًمة :اللتزام بمً جًء في كتًب ا وسَّة رسوله ،
وذلك بًمتثًل الوامر على قدر الستطًعة واجتًَب الَواهي ،كمً قًل
(( :مً نهيتكم عَه فًجتَبوه ،ومً أمرتكم به فًفعلوا مَه مً استطعتم )).
رواه البخًري ( )7288ومسلم ( ،)6113ولمً سأل أحد الصحًبة رسول
أن يوصيه ،أمره بًلستقًمة ،ففي صحيح مسلم ( )159عن ا
سفيًن بن عبد ا الثقفي > قًل :قلت :يً رسول ا! قل لي في السلم
قولا ل أسأل عَه أحدا ا غيرك .قًل (( :قل آمَت بًل ثم استقم )).
وقد بيّن ا أن جزاء أهل الستقًمة الجَّة ،فقًل:
323 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الحقًف 13 :ـ ،]14وقًل:
[فصلت 30 :ـ .]32
قًل ابن كثير في تفسير هذه الية (( :يأمر تعًلى رسوله وعبًده
المؤمَين بًلثبًت والدوام على الستقًمة ،وذلك من أكبر العون على
الَصر على العداء ومخًلفة الضداد ،ونهى عن الطغيًن ،وهو البغي،
فإنه مصرعة حتى ولو كًن على مشرك ،وأعلم تعًلى أنه بصير بأعمًل
العبًد ،ل يغفل عن شيء ،ول يخفى عليه شيء )).
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 324
العزيز
آية هي وقًل القرطبي (( :قًل ابن عبًس :مً نزل على رسول ا
أشد ول أشق من هذه الية ،ولذلك قًل لصحًبه حين قًلوا له :لقد أسرع
إليك الشيب ،فقًل :شيوبتني هود وأخواتها )).
سورة يوسف
ـ قوله تعالى:
[يوسف.]108 :
في هذه الية الكريمة أن يخبر الًَس أن الدعوة إلى أمر ا نبيه
عبًدة ا وحده ل شريك له ،وإخلص العبًدة له هي سبيله وسبيل
أتبًعه الذين يسيرون على نهجه ،وأن هذه الدعوة على علم وبصيرة،
وهكذا تكون الدعوة عن علم بمً يدعو الداعي إليه.
قًل ابن كثير في تفسير هذه الية (( :يقول تعًلى لعبده ورسوله
إلى الثقلين :الجن والنس ،آمرا ا له أن يخبر الًَس أن هذه سبيله أي
طريقه ومسلكه وسَّته ،وهي الدعوة إلى شهًدة أن ل إله إلّ ا وحده ل
شريك له ،يدعو إلى ا بهً على بصيرة من ذلك ويقين وبرهًن ،هو
على بصيرة ويقين وك ّل من اتبعه إلى مً دعً إليه رسول ا
وبرهًن شرعي وعقلي .
أي :وأنزه ا وقوله:
325 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
وأعظمه وأقدّسه عن أن يكون له شريك أو نظير ،أو عديل أو ّ وأجلّه
نديد ،أو ولد أو والد ،أو صًحبة أو وزير أو مشير ،تبًرك وتقدّس ّ
وتَزه
وتعًلى عن ذلك كلّه علوا ا كبيراا،
***
ـ قوله تعالى:
[يوسف.]109 :
في هذه الية الكريمة بيًن أن الرسل من الرجًل ل من الَسًء ،ل
لن
الرجًل أكمل من الَسًء ،قًل ابن كثير ~ في تفسير هذه الية (( :يخبر
تعًلى أنه إنمً أرسل رسله من الرجًل ل من الَسًء ،وهذا قول جمهور
العلمًء كمً د ّل عليه سيًق هذه الية الكريمة :أن ا تعًلى لم يوح إلى
امرأة من بًَت بَي آدم وحي تشريع .وزعم بعضهم أن سًرة امرأة
الخليل ،وأم موسى ،ومريم بَت عمران أم عيسى نبيًت ،واحتجوا بأن
الملئكة بشرت سًرة بإسحًق ومن وراء إسحًق يعقوب ،وبقوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 326
العزيز
الية،
وبأن الملك جًء إلى مريم وبشرهً بعيسى عليه السلم ،وبقوله تعًلى:
327 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 328
العزيز
[يوسف.]110 :
قراءتًن ،بتشديد في قوله في هذه الية
الذال المكسورة وتخفيفهً ،فعلى قراءة التشديد؛ تكون الضمًئر كلهً
راجعة إلى الرسل ،ومثل ذلك قوله تعًلى:
[النعًم ،]34 :وعلى
قراءة التخفيف؛ يكون رجوع الضمير في قوله:
إلى أقوام الرسل ل إلى الرسل ،والمعَى:
سل إليهم أن الرسلحتى إذا استيأس الرسل من إيمًن قومهم ،وظن المر ن
قد لكذيبوا فيمً لوعدوا به من الَصر ،جًءهم نصر ا.
اختًر ذلك ابن جرير في تفسيره وعزاه إلى ابن عبًس وابن مسعود
وسعيد ابن جبير ومجًهد والضحًك بأسًنيده إليهم .وروى بإسًَده أن
مسلم بن يسًر سأل سعيد بن جبير ،فقًل (( :يً أبً عبد ا ،آية بلغت مَي
كل مبلغ:
تظن الرسل أنهم قد لكذبوا،
فهذا الموت ،أن ّ
أو ّ
نظن أنهم قد كذبوا .قًل :فقًل سعيد بن جبير :يً أبً عبد الرحمن ،حتى
329 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
ّ
وظن قومهم أن الرسل إذا استيأس الرسل من قومهم أن يستجيبوا لهم،
كذبتهم
.
فرجت عَّي )).
فرج ا عَك كمً ّ
قًل :فقًم مسلم إلى سعيد فًعتَقه وقًلّ :
سورة الرعد
ـ قوله تعالى:
[الرعد.]11 :
معَى الية ـ وا أعلم ـ :أن للعبد ملئكة موكلين بحفظه ،وحف ل
ظهم
إيًه من أمر ا لهم بذلك ،وقيل (( :يمن )) بمعَى البًء ،أي :يحفظونه بأمر
ا.
وقوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 330
العزيز
[النفًل ،]53 :قًل ابن كثير في
تفسير آية النفًل (( :يخبر تعًلى عن تمًم عدله وقسطه في حكمه ،بأنه
تعًلى ل يغيّر نعمة أنعمهً على أحد إلّ بسبب ذنب ارتكبه )) .يبيّن ذلك
: ا قول ويوضحه
[الَحل،]112 :
وقوله:
331 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الشورى.]30 :
وقوله:
،المعَى :أن مً كتبه ا وقضًه لبد من وقوعه ،فإنه مً
شًء ا كًن ،ومً لم يشأ لم يكن.
والرادة في الية :إرادة كونية قدنرية ،لبد من وقوع المراد ،كمً قًل
ا :
[يس.]82 :
سورة إبراهيم
ـ قوله تعالى:
[إبراهيم.]7 :
وعد ا في هذه الية من شكر نعمه بًلزيًدة فيهً ،وأوعد من كفرهً
بًلعذاب الشديد .وشكر الَعم سبب ثبًتهً وزيًدتهً ،وكفرهً سبب زوالهً
فرت.
قرت ،وإذا ككفرت روذهًبهً ،كمً قيل :النعم إذا شككرت ر
وقد قًل ا :
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 332
العزيز
[الَحل.]112 :
[الَمل ،]40 :وقًل عن لقمًن:
[لقمًن ،]12 :وفي صحيح مسلم ( )7500عن
صهيب > قًل :قًل رسول ا (( :عجبً ا لمر المؤمن ،إن أمره كلّه
سراء شكر ،فكًن خيرا اله خير ،وليس ذلك لحد إلّ للمؤمن ،إن أصًبته ّ
ضراء صبر ،فكًن خيرا ا له )).
له ،وإن أصًبته ّ
سورة الحجر
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 334
العزيز
ـ قوله تعالى:
قًل ا :
[السراء:
.]106وروى ابن جرير في تفسيره ( )74/1بإسًَد صحيح عن عبد ا
بن مسعود > أنه قًل (( :كًن الرجل مًَ إذا تعلّم عشر آيًت لم يجًوزهن
حتى يعرف معًنينهن والعمل بهن )) ،وقًل ابن سعد في (الطبقًت:
:)172/6أخبرنً حفص بن عمر الحوضي قًل :حدثًَ حمًد بن زيد قًل:
حدثًَ عطًء بن السًئب أن أبً عبد الرحمن السلمي قًل (( :إنً أخذنً هذا
القرآن عن قوم أخبرونً أنهم كًنوا إذا تعلموا عشر آيًت لم يجًوزوهن
إلى العشر الخر حتى يعلموا مً فيهن ،فكًَّ نتعلم القرآن والعمل به.))...
وهذا إسًَد حسن ،وحمًد بن زيد ممن سمع من عطًء قبل اختلطه.
جمع أبي بكر الصديق > القرآن في صحف ،ثم ز
جمع الثالث :ز
عثمًن > القرآن في مصحف.
الرابع :توفيق ا لللوف من المسلمين في مختلف العصور
لحفظه عن ظهر قلب.
سورة النحل
ـ قوله تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 336
العزيز
[الَحل.]36 :
أخبر ا في هذه الية أنه بعث في كل أ ّمة من المم رسولا من
رسله الكرام للدعوة إلى عبًدة ا وحده ،وترك عبًدة كل مً سواه ،وهذا
معَى هو
(( ل إله إلّ ا ))؛ فإنهً مشتملة على نفي عًم ،وهو نفي العبًدة عن كل
مً سوى ا ،وإثبًت خًص ،وهو إثبًتهً ل وحده ل شريك له ،وفي
الية إخبًره تعًلى بأن هذه المم مَهً من وفقه ا للهداية ،فآمن بًلرسل
واستجًب لدعوتهم ،ومَهم من كفر بمً جًءت به الرسل ،فبقي في
الضللة.
ومثل هذه الية قوله تعًلى:
ومً جًء في هذه الية من إرسًل الرسل في كل أ ّمة ،ل يلشكل عليه
مً جًء في قوله تعًلى:
337 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[البقرة:
.]253
***
ـ قوله تعالى:
[الَحل.]90 :
نقل القرطبي عن ابن مسعود > أنه قًل (( :هذه أجمع آية في القرآن
لخير يلمتثل ،ولشر يجتَب )) .والعدل :هو القسط والنصًف ،وضدّه الجور
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 338
العزيز
[الشورى،]41 :
وهو عدل ،ثم قًل:
339 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
،وهو إحسًن.
والفواحش :مً فحش وعظم من الذنوب ،قًل ا :
[الَسًء.]22 :
محرم حرمه ا ونهى ّ والمَكر :هو مً يقًبل المعروف ،وهو كل
عَه .والبغي :العتداء والظلم ،وهو من جملة المَكرات ،لكَه ألفرد
لخطورته وشدّة ضرره.
سورة السراء
ـ قوله تعالى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 340
العزيز
وغفر له.
***
ـ قوله تعالى:
[السراء.]31 :
نهى ا في هذه الية عن قتل الولد خشية الفقر ،وأخبر سبحًنه
أنه رازق الولد والوالدين ،ومثل هذه الية ،قوله تعًلى في سورة
النعًم:
[الكهف.]109 :
في هذه الية الكريمة بيًن أن كلم ا ل يَتهي ،وأنه ل نفًد له،
وأنه لو كًنت البحور مدادا ا يلكتب به كلم ا ،لَفدت البحور ولو
ضوعفت ،لن مًءهً محصور ،ول يَفد كلم ا ،لنه ل حصر له ول
نفًد ،وذلك أن ا ل بداية له ،فل بداية لكلمه ،ول نهًية له ،فل
نهًية لكلمه.
ومثل هذه الية قوله تعًلى في سورة لقمًن:
[لقمًن:
343 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
.]27
سورة مريم
ـ قوله تعالى:
وممً يقوي القول بأن المراد بًلورود المرور على الصراط :مً رواه
يقول عَد مسلم في صحيحه ( )6404عن أم لمبن ّ
شير أنهً سمعت الَبي
حفصة (( :ل يدخل الًَر إن شًء ا من أصحًب الشجرة أحد من الذين
بًيعوا تحتهً )) ،قًلت :بلى يً رسول ا .فًنتهرهً ،فقًلت حفصة:
)).
قًل الَووي في شرح هذا الحديث (( :والصحيح أن المراد بًلورود في
الية المرور على الصراط ،وهو جسر مَصوب على جهَم فيقع فيهً أهلهً
ويَجو الخرون )).
سورة طه
ـ قوله تعالى:
[طه.]114 :
أن يسأله الزيًدة من في هذه الية الكريمة زأمر ا نبيه محمدا ا
العلم ،وذلك دال على فضل العلم الشرعي ،ومن أدلته في القرآن قوله
:
345 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[آل عمران:
،]18وقوله تعًلى:
[الزمر ،]9 :وقوله:
[المجًدلة.]11 :
قًل الحًفظ ابن حجر في الفتح ( (( :)141/1وقوله :
،واضح الدللة
في فضل العلم؛ لن ا تعًلى لم يأمر نبيه بطلب الزديًد من شيء إل
من العلم )).
وقد أورد البخًري في صحيحه ( )82في بًب فضل العلم حديث ابن
قًل (( :بيًَ أنً نًئم ألتيتل بقندنح لبن، عمر { قًل :سمعت رسول ا
ي يخرج في أظفًري ،ثم أعطيت فضلي الر ّ
فشربت حتى إني لري ي ّ
عمر بن الخطًب )) .قًلوا :فمً أولته يً رسول ا؟ قًل (( :العلم )).
اللبن بًلعلم .وقد جًء في السَّة أمر ففي هذا الحديث تأويل رؤيًه
بًلدعًء عَد شرب اللبن بطلب الزيًدة مَه ،فعَد الترمذي الَبي
سَه ،وعَد ابن مًجه ( )3322بإسًَدين يقوي بعضهمً ( )3455وح ّ
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 346
العزيز
[النبياء.]34 :
دلّت الية الكريمة على أن مصير البشر إلى فًَء ،وأن ا لم
يجعل الخلد لحد قبله ،فل يكون له ول لغيره البقًء ،بل ك صل صًئر إلى
الفًَء ،كمً قًل ا :
فلن؛ فقًل ا تعًلى :قد مًت النبيًء من قبلك ،وتولى ا ديَه بًلَصر
والحيًطة ،فهكذا نحفظ ديَك وشرعك )).
وقد استلدل بهذه الية على أن الخضر ـ عليه السلم ـ قد مًت ،سواء
كًن وليً ا أو نبيً ا أو رسولا ،لنه بشر وكًن في زمن موسى عليه السلم،
وقد قًل ا :
.
سورة الحج
ـ قوله تعالى:
في هذه الية الكريمة وعزد ا أنه نًصر من يَصره ،ومم ّكن له
في الرض ،ونصر ا يكون بإقًمة شرعه ،والعمل بمً جًء في
الكتًب والسَّة المطهرة .وهذه الية نظير قوله :
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 348
العزيز
[الَور.]55 :
وفي الية الثًنية بيًن صفًت المستحقين لَصر ا ،لكونهم
نصروه وهي :إقًمة الصلة ،وإيتًء الزكًة ،والمر بًلمعروف والَهي
عن المَكر ،قًل شيخًَ الشيخ محمد المين الشَقيطي ~ في (أضواء
البيًن) بعد إيراد جملة من اليًت التي فيهً بيًن نصر ا من يَصره،
قًل (( :وفي قوله تعًلى:
الية دليل
على أنه ل وعد من ا بًلَصر إلّ مع إقًمة الصلة وإيتًء الزكًة،
349 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
الية .والحق أن اليًت المذكورة تشمل
وكل من قًم بَصرة دين ا على الوجه أصحًب رسول ا
الكمل )).
سورة المؤمنون
ـ قوله تعالى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 350
العزيز
.
[الكهف.)) ]110 :
وروى ابن جرير في تفسير هذه الية ( )68/17عن الحسن أنه كًن
يقول (( :إن المؤمن جمع إحسًنً ا وشفقة ،وإن المًَفق جمع إسًءة وأمًَا.
الحسن: تل ثم
إلى
)).
سورة النور
ـ قوله تعالى:
[الَور.]21 :
نهى ا عبًده المؤمَين في هذه الية عن اتبًع خطوات الشيطًن،
وهي طرائقه ومًَهجه ومسًلكه ،وأخبر أن من كًن كذلك ،فإنه يأمر
: ا قًل كمً والمَكر، بًلفحشًء
353 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الكهف.]17 :
قًل شيخًَ الشيخ محمد المين الشَقيطي ~ في (أضواء البيًن):
بيّن ج ّل وعل في هذه الية أنه لول فضله ورحمته مً زكً أحد من ((
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 354
العزيز
خلقه ،ولكَه بفضله ورحمته يزكي من يشًء تزكيته من خلقه ،ويلفهم من
الية أنه ل يمكن أحد أن يزكي نفسه بحًل من الحوال ،وهذا المعَى
الذي تضمَته هذه الية الكريمة جًء مبيًَّ في غير هذا الموضع ،كقوله
تعًلى:
،وقوله تعًلى:
،والزكًة
في هذه الية :هي الطهًرة من أنجًس الشرك والمعًصي.
وقوله:
أي :يطهره من أدنًس الكفر والمعًصي
بتوفيقه وهدايته إلى اليمًن ،والتوبة الَصوح ،والعمًل الصًلحة ،وهذا
الذي دلّت عليه هذه اليًت المذكورة ل يعًرضه قوله تعًلى:
،ول
قوله:
355 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
على القول بأن معَى تزكى تطهر من أدنًس الكفر والمعًصي ،ل
على أن المراد بهً خصوص زكًة الفطر .ووجه ذلك في قوله:
أنه ل يزكيهً إل بتوفيق ا وهدايته إيًه
للعمل الصًلح وقبوله مَه ،وكذلك المر في قوله:
كمً ل يخفى )).
سورة الفرقان
ـ قوله تعًلى:
[الفرقًن:
.]32
في هذه الية الكريمة مثًل من أمثلة تعَت المشركين واعتراضهم على
مفرقًا ،ولم يَزل كًلكتب
الرسول ،وذلك في كون القرآن نزل مَ ّجمً ا ّ
السًبقة دفعة واحدة ،وقد بيّن ا في هذه الية وغيرهً الحكمة في ذلك،
وهي ترجع إلى تثبيت فؤاده ،وإلى قراءته على الصحًبة على نم نهل
ليتمكَوا من حفظه.
وفي هذه الية بيًن أنه إنمً نزل مفرقً ا ليثبت ا به فؤاده ،وذلك
أنه كلمً حصل له شيء من إيذاء الكفًر له ونزل عليه قصة نبي من
النبيًء ،يكون في ذلك تسلية له ،وتثبيت لفؤاده ،كمً قًل ا في آخر
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 356
العزيز
سورة هود:
[هود:
،]120وجًء في آخر سورة السراء قول ا :
[السراء.]106 :
ففي هذه الية بيًن حكمة أخرى لتَزيله كذلك ،وهي قراءته
القرآن على الصحًبة في أوقًت متعددة ليتمكَوا من حفظه والعًَية به.
***
ـ قوله تعالى:
[الشعراء 205 :ـ .]207
[البقرة:
.]96
وهذا الَعيم الدنيوي للكفًر ولو امتدّت بهم العمًر ،إذا ذاقوا شيئً ا
سوه ،فلم يكن لهم على بًل ،كمً قًل (( :يؤتى قليلا من عذاب الًَر ن ل
359 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
بأنعم أهل الدنيً من أهل الًَر يوم القيًمة ،فيلصبغ في الًَر صبغة ثم
مر بك نعيم قط؟ فيقول :ل وا يقًل :يً ابن آدم ،هل رأيت خيرا ا قط؟ هل ل
يً رب .ويؤتى بأشد الًَس بؤسً ا في الدنيً من أهل الجَّة ،فيصبغ صبغة
مر بك شدّة قط؟في الجَّة ،فيقًل له :يً ابن آدم ،هل رأيت بؤسً ا قط؟ هل ّ
بؤس قط ،ول رأيت شدّة قط )) رواه
ن مر بيفيقول :ل وا يً رب ،مً ّ
مسلم ( )7088عن أنس بن مًلك >.
قًل شيخًَ الشيخ محمد المين الشَقيطي ~ عن هذه الية (( :وهذه
هي أعظم آية في إزالة الداء العضًل الذي هو طول المل ،كفًنً ا
شره )) .ذكر ذلك عَد الكلم على آية البقرة في كتًبه (أضواء
والمؤمَين ّ
البيًن).
سورة النمل
ـ قوله تعالى:
تعًلى:
[النعًم ،]110 :وقًل:
[الصف:
،]5وقًل:
[محمد.]14 :
(( قًل ابن كثير في تفسير هذه الية:
361 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
أي :يلكذبون بهً ،ويستبعدون وقوعهً
)).
أي :أنهم أشد الًَس خسرانً ا في الخرة ،لنهم ليس لهم فيهً إلّ
العذاب الشديد الدائم الذي ل نهًية له ،كمً قًل ا :
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 362
العزيز
[الشورى.]45 :
سورة القصص
ـ قوله تعالى:
في هذه الية الكريمة بيًن أن الدعًء ـ وهو نوع من أنواع العبًدة ـ ل
يكون إلّ ل وحده ،فل يدعى مع ا غيره ،لن ا سبحًنه وتعًلى هو
الله الحق الذي ل تكون العبًدة إل له ،ول يجوز أن يصرف شيء من
أنواع العبًدة لغيره سبحًنه وتعًلى.
يشتمل وقوله:
ي عًم ،وهو نفي العبًدة عن كل مً سوى ا، على نفي وإثبًت ،نف ن
وإثبًت خًص ،وهو إثبًتهً له سبحًنه.
وقوله:
سير بأن ا تعًلى وحده هو الحي الذي ل ف ّ
يموت ،وأنه ل يبقى إلّ هو سبحًنه وتعًلى ،وأهل السَّة يثبتون ل صفة
الوجه على وجه يليق بكمًله وجلله ،دون مشًبهة لخلقه ،والبقًء يكون
سير بأن كلل المتصف بصفًت الكمًل ،ومَهً :صفة الوجه .وفل ّ
363 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
إخبًر بأنه الدائم البًقي الحي القيوم الذي تموت الخلئق ول يموت؛
كمً قًل تعًلى:
(( التفسير:
:إلّ ملكه ،ويقًل :إلّ مً أريد به وجه ا )).
وقًل في كتًب التوحيد (( :بًب قول ا :
)) .وسًق بإسًَده ( )7406عن جًبر بن عبد ا قًل (( :لمً نزلت هذه
الية:
ويكون هذا مثل تفسير من فسره بإلّ هو ،أو إلّ إيًه ،كمً ل
مر في كلم ابن
جرير وابن كثير .والفرق بين تعبير من عبّر بهذا من أهل السَّة ،ومن
عبّر به من أهل الهواء :أن أهل الهواء يقولون :الوجه صلة أي زائد،
ول يثبتون ل صفة الوجه ،وأمً أهل السَّة ،فإنهم يثبتون ل صفة الوجه،
ويعتقدون أن البقًء للذات المتصفة بًلصفًت ،ومَهً :صفة الوجه.
سورة العنكبوت
ـ قوله تعالى:
[العَكبوت.]69 :
وأصحًبه الكرام ،ومن تبعهم الذين جًهدوا في ا هم :الرسول
بإحسًن إلى يوم الدين ،والجهًد في ا يكون بجهًد الَفس على طًعة
ا ،وجهًد الكفًر والمًَفقين ،والجهًد بًلدعوة إلى الخير ،والمر
بًلمعروف والَهي عن المَكر ،ومن جًهد في ا أثًبه ا على جهًده
بهدايته إلى سبل السعًدة والفلح في الدنيً والخرة.
قًل ابن كثير في تفسير هذه الية (( :قًل ابن أبي حًتم :حدثًَ أبي
حدثًَ أحمد بن أبي الحواري حدثًَ عبًس الهمداني أبو أحمد ـ من أهل
عكً ـ في قول ا:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 366
العزيز
،وقوله تعًلى:
الية )).
وقًل أيضً ا في الكلم على آخر آية في سورة الَحل (( :وهذه المعية
وكرر هذا
ّ خًصة بعبًده المؤمَين ،وهي بًلعًنة والَصر والتوفيق،
المعَى في مواضع أخر ،كقوله تعًلى:
،وقوله:
،وقوله:
367 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
،وقوله:
وقوله: الية،
،وقوله:
الية ،إلى غير
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 368
العزيز
ذلك من اليًت ،فهو ـ ج لل وعل ـ مستو على عرشه كمً قًل ،على
الكيفية اللئقة بكمًله وجلله ،وهو محيط بخلقه ،كلهم في قبضة يده ،ل
ذرة في الرض ول في السمًء ،ول أصغر من ذلك يعزب عَه مثقًل ّ
ول أكبر إلّ في كتًب مبين )).
سورة الروم
ـ قوله تعالى:
[الروم.]41 :
قًل:
(( مستريح ومستراح مَه )) .قًلوا :يً رسول ا ،مً المستريح والمستراح
مَه؟ قًل (( :العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيً وأذاهً إلى رحمة ا
،والعبد الفًجر يستريح مَه العبًد والبلد والشجر والدواب )).
وقوله تعًلى:
هو مثل قوله:
،وقوله:
سورة لقمان
ـ قوله تعالى:
371 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[لقمًن.]10 :
في هذه الية الكريمة بيًن كمًل قدرة ا في خلقه السمًوات
والرض ،ومً بث فيهً من الدواب ،ومً أخرج مَهً من الرزاق ممً
يَزله عليهً من السمًء من المطر.
وقوله:
،قيل :إنه نفي للقيد دون المقيلد،
والمعَى :أن لهً عمدا ا لكَهً ل ترى ،وقيل :إنه نفي للقيد والمقيلد،
والمعَى :أنهً مرفوعة بغير عمد مرئية أو غير مرئية .ومثل هذه الية
قول ا في سورة الرعد:
[الرعد ،]2 :قًل ابن كثير
في تفسير آية الرعد (( :وقوله:
،روي عن ابن عبًس ومجًهد والحسن
وقتًدة وغير واحد أنهم قًلوا :لهً عمد ولكن ل ترى ،وقًل إيًس بن
معًوية :السمًء مقببة على الرض مثل القبة ،يعَي :بل عمد ،وكذا
روي عن قتًدة ،وهذا هو اللئق بًلسيًق ،والظًهر من قوله تعًلى:
[البقرة.]22 :
سورة السجدة
ـ قوله تعالى:
373 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[سبأ ،]7 :وقد جًء في القرآن الكريم تقرير أمر البعث بثلثة أدلة عقلية
خلقهم الول ،وعلى خلق السمًوات في آيًت عديدة وهي :التَبيه على ز
والرض ،وعلى إحيًء الرض بًلَبًت بعد موتهً ،ومن اليًت في ذلك:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 374
العزيز
قول ا :
[يس 78 :ـ ،]79وقوله:
[غًفر،]57 :وقوله:
375 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[فصلت.]39 :
وفي الية الثًنية بيًن أن نملنك الموت يتوفًهم ،وأنهم مبعوثون
وراجعون إلى ا ،وسيجًزيهم على أعمًلهم بإدخًلهم الًَر وتخليدهم
فيهً إلى غير نهًية ،ومً جًء في هذه الية من ذكر توفي ملك الموت ،ل
يًَفيه مً جًء من توفي الملئكة لهم في قول ا تعًلى:
ويخرج مَهً كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الرض )) ...إلى أن
قًل (( :وإن العبد الكًفر إذا كًن في انقطًع من الدنيً وإقبًل من الخرة،
نزل إليه من السمًء ملئكة سود الوجوه ،معهم المسوح ،فيجلسون مَه
مد البصر ،ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عَد رأسه ،فيقول :أيتهً
الَفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من ا وغضب ،قًل :فتفرق في
جسده ،فيَتزعهً كمً يَتزع السفود من الصوف المبلول ،فيأخذهً ،فإذا
أخذهً لم يدعوهً في يده طرفة عين حتى يجعلوهً في تلك المسوح،
ويخرج مَهً كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الرض )) الحديث.
سورة الحزاب
ـ قوله تعالى:
[الحزاب 1 :ـ .]3
في هذه اليًت ونظًئرهً خطًب لمته ،وهذا خطًب ا لَبيه
377 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
أنه له ولمته ،إلّ إذا د ّل دليل هو الصل فيمً يخًطب ا به نبيه
على اختصًصه بًلخطًب ،فيختص به الحكم ،وفي قوله تعًلى:
مً يدل على ذلك ،فإنه قًل في أولهً:
بًلفراد ،وفي آخرهً قًل:
بًلجمع .ومثل هذه الية :قول ا في سورة
الروم:
[الروم ،]30 :ثم قًل بعد
ذلك:
الية [الروم .]31 :ويدل لذلك أيضًا ،قول
ا :
اليًت[،الطلق.]1 :
وتقوى ا :طًعته بًمتثًل أوامره ،واجتًَب نواهيه ،ونقل ابن
كثير في تفسير هذه الية عن طلق بن حبيب أنه قًل (( :التقوى :أن تعمل
بطًعة ا على نور من ا ،ترجو ثواب ا ،وأن تترك معصية ا
على نور من ا مخًفة عذاب ا )).
وفي الية الولى الَهي عن طًعة الكفًر والمًَفقين وسمًع مً
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 378
العزيز
[الَسًء،]48 :
،وجحد فإنله يدخل فيه مً كًن كفرا ا كسبّ ي ا ل
عز وج لل وسبّ ي رسوله
مً هو معلوم من دين السلم بًلضرورة كًلصلة والزكًة والصيًم
379 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[العراف.]3 :
وفي الية الثًلثة المر بًلتوكل على ا ،وهو العتمًد عليه ،وأن من
توكل على ا ،فإنه سبحًنه وتعًلى حسبه وكًفيه ،والتوكل من أنواع
العبًدة ،فل يتوكل إلّ عليه سبحًنه وتعًلى كمً قًل تعًلى:
[المًئدة.]23 :
سورة سبأ
ـ قوله تعالى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 380
العزيز
[سبأ.]3 :
السًعة تطلق على موت من كًن حيً ا في آخر الدنيً عَد الَفخة
الولى ،وتطلق على البعث عَد الَفخة الثًنية ،وإنكًر الكفًر للبعث هو
المراد بقول ا عَهم:
.
ومن أدلة إطلق قيًم السًعة على البعث :قول ا عن آل
فرعون:
[غًفر.]46 :
قًل ابن كثير في تفسير هذه الية (( :هذه إحدى اليًت الثلث التي ل
أن يقسم بربه العظيم على وقوع المعًد رابع لهن ممً أمر ا رسوله
لمً أنكره من أنكره من أهل الكفر والعًَد ،فإحداهن في سورة يونس:
،والثًلثة في التغًبن:
[التغًبن.)) ]7 :
وقًل (( :قًل مجًهد وقتًدة:
ل يغيب عَه ،أي :الجميع مَدرج تحت علمه فل
يخفى عليه مَه شيء ،فًلعظًم ـ وإن تلشت وتفرقت وتمزقت ـ فهو
مرة ،فإنه بكل
عًلم أين ذهبت وأين تفرقت ،ثم يعيدهً كمً بدأهً أول ّ
شيء عليم )) .ومثل هذه الية قوله تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 382
العزيز
383 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
،ووعد الجميع بًلجَّة بقوله:
،وبيّن أنهم ثلثة أقسًم:
الول :الظًلم لَفسه ،وهو الذي يطيع ا ولكَه يعصيه أيضً ا فهو
الذي قًل ا فيه:
.
الثاني :المقتصد وهو الذي يطيع ا ول يعصيه ،ولكَه ل يتقرب
بًلَوافل من الطًعًت.
والثالث :السًبق بًلخيرات ،وهو الذي يأتي بًلواجبًت ويجتَب
المحرمًت ،ويتقرب إلى ا بًلطًعًت والقربًت التي هي غير واجبة،
وهذا على أصح القوال في تفسير الظًلم لَفسه ،والمقتصد والسًبق .ثم
إنه تعًلى بيّن أن إيراثهم الكتًب هو الفضل الكبير مَه عليهم ،ثم وعد
الجميع بجًَت عدن ،وهو ل يخلف الميعًد في قوله:
إلى قوله:
والواو في يدخلونهً شًملة للظًلم والمقتصد
387 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
والسًبق على التحقيق .ولذا قًل بعض أهل العلم :حق لهذه الواو أن
تكتب بمًء العيَين ،فوعزده الصًدق بجًَت عدن لجميع أقسًم هذه المة،
وأولهم الظًلم لَفسه يدل على أن هذه الية من أرجى آيًت القرآن ،ولم
يبق من المسلمين أحد خًرج عن القسًم الثلثة ،فًلوعد الصًدق بًلجَّة
في الية شًمل لجميع المسلمين ،ولذا قًل بعدهً متصلا بهً:
[يس 10 :ـ .]11
قسمًن :قسم في هًتين اليتين بيًن أن أمة الدعوة لَبيًَ محمد
مستفيد من النذار ،وهم المستجيبون لدعوته ،الداخلون في ديَه الحَيف،
وقسم لم تحصل له الفًئدة لعمًه وارتكًسه في الضلل ،ومثل الية
الولى ،قول ا في أول سورة البقرة:
[البقرة 6 :ـ
.]7
ومثل الية الثًنية ،قوله تعًلى:
389 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الملك .]12 :والمستفيدون من
النذار هم المتبعون للوحي ،المتمسكون بكتًب ا وسَّة رسوله ،
الذين يخشون ربهم في السر والعلنية ،وقد وعدهم ا بًلمغفرة
لذنوبهم ،وحصول الجر الكريم الذي فيه رفعة درجًتهم ،وعلو مًَزلهم.
وفي السبعة الذين يظلهم ا في ظله يوم ل ظل إلّ ظله (( :ورجل
دعته امرأة ذات مَصب وجمًل فقًل :إني أخًف ا ،ورجل تصدّق
بصدقة فأخفًهً حتى ل تعلم شمًله مً تَفق يميَه ،ورجل ذكر ا خًليً ا
ففًضت عيًَه )) رواه البخًري ( ،)1423ومسلم (.)2380
سورة الصافات
ـ قوله تعالى:
في هذه اليًت الكريمًت بيًن تكذيب قوم لوط له ،وأن ا تعًلى
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 390
العزيز
أهلكهم ون ّجى لوطً ا وأهله إلّ امرأته؛ فإنهً كًنت في الهًلكين ،وقد جعل
ا ديًرهم المدمرة في طريق أهل الحجًز إلى الشًم ،وهم يمرون عليهً
ليلا ونهًراا ،وقًل:
أي :أفل يعتبرون ويتعظون بمً حل بهم ،كمً قًل ا في آخر قصة
لوط في سورة هود:
.
وقد جًء في القرآن الكريم ذكر إهلك المم السًبقة وأن كفًر قريش
لم يعتبروا بمً حل بمن قبلهم ،قًل ا :
[النعًم.]11 :
وجًء مثل هذه اليًت في سورة يوسف ،والَحل ،والروم في
موضعين ،وسبأ ،وغًفر في موضعين.
هي بمعَى والبًء في قوله:
: ا قول ومثلهً الظرفية، (في)
سورة ص
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 392
العزيز
[يونس.]2 :
وفي الية الثًنية :النكًر عليهم في جحدهم ألوهية ا ،وزعمهم
إلى ألوهية ا وحده آلهة أخرى يعبدونهً مع ا ،وأن دعوة الرسول
شيء عجيب عَدهم .وهذه المور الثلثة التي أنكرهً الكفًر الذين بلعث
393 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 394
العزيز
ويدل أيضً ا لتفًق الكفًر على الكفر بًلرسل واتبًع مً كًن عليه آبًؤهم
في عبًدة آلهة مع ا ،قول ا في سورة سبأ:
395 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الزخرف:
.]23
سورة الزمر
ـ قوله تعالى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 396
العزيز
تعًلى: وقوله [الفرقًن 68 :ـ ،]70
397 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[النفًل .]38 :وفي صحيح البخًري
( )4810ومسلم ( )322عن ابن عبًس (( :أن نًسً ا من أهل الشرك كًنوا
فقًلوا :إن الذي تقول قد قتلوا وأكثروا ،وزنوا وأكثروا ،فأتوا محمدا ا
ز
عملًَ كفًرةا ،فَزل: وتدعو إليه لحسن لو تخبرنً أن يلمً
)).
[الزمر:
.]55قًل شيخًَ الشيخ محمد المين الشَقيطي ~ في (أضواء البيًن) في
الكلم على قوله تعًلى:
الكريمة الية هذه في تعًلى وقوله (( قًل:
أي :يقدمون الحسن الذي هو أشد لحسًَ ا على الحسن الذي هو دونه في
ال لحسن ،ويقدمون الحسن مطلقً ا على الحسن ،ويدل لهذا آيًت من كتًب
من الوحي، ا ،أمً الدليل على أن القول الحسن المتبع مً أنزل عليه
399 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الَحل ،]97 :وقًل تعًلى:
[الزمر.)) ]35 :
[الَحل،]126 :
فًلمر في قوله:
للجواز ،وا ل يأمر
إلّ بحسن ،فدل ذلك على أن النتقًم حسن ،ولكن ا بيّن أن العفو
والصبر خير مَه وأحسن في قوله:
[غًفر.]60 :
في هذه الية الكريمة زأمر الرب سبحًنه وتعًلى عبًده بدعًئه ،وو زعدله
401 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
.
قًل شيخًَ الشيخ محمد المين الشَقيطي ~ في (أضواء البيًن):
قًل بعض العلمًء: ((
.
وقًل بعض العلمًء:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 402
العزيز
[فصلت 19 :ـ .]20
أخبر ا عن أهل الًَر أنهم يحشرون ويسًقون إليهً ،ويلجمع
أولهم وآخرهم ويقذفون في الًَر ،كمً قًل ا :
[مريم،]86 :
وقًل:
[الطور.]13 :
وأخبر أنهم إذا وقفوا على الًَر شهد عليهم سمعهم وأبصًرهم
وجلودهم بأعمًلهم التي عملوهً ،وفي صحيح مسلم ( )7439عن أنس
فضحك فقًل (( :هل تدرون مم بن مًلك > قًل :كًَ عَد رسول ا
أضحك؟ )) قًل :قلًَ :ا ورسوله أعلم .قًل (( :من مخًطبة العبد ربه،
يقول :يً رب! ألم تجرني من الظلم؟ قًل :يقول :بلى .قًل :فيقول :فإني ل
أجيز على نفسي إلّ شًهدا ا مَي .قًل :فيقول :كفى بَفسك اليوم عليك
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 404
العزيز
شهيداا ،وبًلكرام الكًتبين شهوداا .قًل :فيلختنم على فيه ،فيقًل لركًنه:
انطقي .قًل :فتَطق بأعمًله .قًل :ثم يخلي بيَه وبين الكلم .قًل :فيقول:
سحقًا ،فعَكن كَت أنًضل )).
بعدا ا لن لك لن و ل
في قوله: و
زائدة لتأكيد الكلم ،ومثلهً قوله تعًلى:
[الَور ،]24 :وقوله في سورة يس:
405 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
وفي شهًدة أعضًء النسًن عليه بأعمًله التي عملهً في الدنيً ،دليل
على أن البعث والمعًد يكون للجسًد التي كًنت في الدنيً؛ لنهً هي
التي شهدت مً حصل من أعمًله في الدنيً .ويدل على ذلك من السَّة
يحرقوا جسده ويرموا صة الرجل الذي أوصى بَيه إذا مًت أن ّ حديث ق ّ
جزءا ا من رمًده في البر وجزءا ا مَه في البحر ،فأمر ا البحر بأن
يخرج مً فيه ،والبر بأن يخرج مً فيه ،حتى عًد الجسد كمً كًن.
والحديث رواه البخًري ( ،)7506ومسلم ( )6980من حديث أبي
هريرة >.
سورة الشورى
ـ قوله تعالى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 406
العزيز
[الشورى 27 :ـ
.]28
أخبر ا في الية الولى :أن من أسبًب البغي والطغيًن :بسزط
ا الرزق للعبًد ،كمً قًل ا :
[السراء ،]16 :وقًل:
[الَحل،]112 :
وقًل:
407 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
أي :لو أعطًهم فوق حًجتهم من الرزق،
لحملهم ذلك على البغي والطغيًن من بعضهم على بعض أشرا ا وبطراا.
وقًل قتًدة :كًن يقًل :خير العيش مً ل يلهيك ول يطغيك )).
وقًل (( :وقوله:
ّ
ولتعطلت الصًَئع .وقيل :أراد بًلرزق المطر الذي هو سبب الرزق ،أي
لو أدام المطر لتشًغلوا به عن الدعًء ،فيقبض تًرة ليتضرعوا ،ويبسط
أخرى ليشكروا .وقيل :كًنوا إذا أخصبوا أغًر بعضهم على بعض ،فل
يبعد حمل البغي على هذا )).
وأخبر تعًلى في الية الثًنية أنه يَزل الغيث وهو المطر في وقت
قَوطهم وشدّة حًجتهم إليه ،فيَشر الرحمة ويعم بفضله الخير ،كمً قًل
تعًلى:
[الروم 48 :ـ
.]49
ورحمة ا رحمتًن :رحمة هي صفة من صفًته ،قًئمة بذاته على
الوجه الذي يليق بكمًله ،وا تعًلى من أسمًئه الرحمن والرحيم ،ومن
صفًته الرحمة .ورحمة هي من مخلوقًته ،وهي من آثًر رحمته التي
هي صفة من صفًته ،ومَه قوله تعًلى في هذه الية:
،وقوله:
سورة الزخرف
ـ قوله تعالى:
أخبر ا عن براءة إبراهيم رسوله وخليله ممً كًن يعبده أبوه
وقومه من النداد ،وأن عبًدته ل تكون إلّ ل وحده الذي خلقه وهو
يهديه .وهذا هو معَى ل إله إلّ ا ،فإن قوله:
[الشعراء 75 :ـ ،]78وقوله في سورة الممتحَة:
[الممتحَة ،]4 :وقوله في سورة العَكبوت:
411 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[العَكبوت 16 :ـ ،]17وقوله في سورة النبيًء:
[الدخًن 40 :ـ .]42
يوم الفصل هو يوم القيًمة ،كمً قًل ا :
[الممتحَة ،]3 :فيفصل ا بين المؤمَين
والكًفرين ،فيلدخل الكفًر الًَر ويدخل المؤمَين الجَّة ،ويفصل بين
الخلق فيمً يختصمون فيه ،كمً قًل:
[الزمر:
.]31
والفصل بإنصًف المظلوم من الظًلم ،وذلك بإعطًئه من حسًَته وإن
لم يكن له حسًَت ،أخذ من سيئًت المظلوم فوضعت على الظًلم ،يدل
لذلك مً رواه مسلم في صحيحه ( )6579عن أبي هريرة > أن رسول
قًل: ا
413 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
،]17وقوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 414
العزيز
ول يظفر بًلسلمة في ذلك اليوم إلّ من رحمه ا ،كمً قًل تعًلى:
وفي ختم اليًت بًسميه العزيز والرحيم ،ترغيب وترهيب؛ فهو عزيز
يعًقب من يستحق العقوبة ،ورحيم بمن يتفضل عليه بًلرحمة ،كمً قًل
تعًلى:
[الحجر 49 :ـ
،]50وقًل:
[النعًم ،]147 :وقًل:
سورة الجاثية
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 416
العزيز
ـ قوله تعالى:
[الجًثية 18 :ـ .]20
لمً أخبر تعًلى أنه آتى بَي إسرائيل الكتًب والحكم والَبوة ،ورزقهم
من الطيبًت ،وفضلهم على عًلمي زمًنهم ،وأنه آتًهم اليًت البيًَت،
وأنهم اختلفوا بعدمً جًءهم العلم بغيً ا بيَهم ،وأنه تعًلى يقضي بيَهم يوم
أن تسلك القيًمة فيمً يختلفون فيه ،وفي ذلك تحذير لمة محمد
أنه جعله على شريعة كًملة ،وأن طريقهم؛ لمً أخبر بذلك ،أخبر نبيه
عليه وعلى أمته اتبًع هذه الشريعة ،والتمسك بمً فيهً ،وأل يتبعوا الهواء
التي ل تغَي عَهم من ا شيئًا.
(( تفسيره: في كثير ابن قًل
417 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
أي :اتبع مً أوحي إليك من ربك ل إله إلّ هو ،وأعرض عن المشركين.
وقًل هً هًَ:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 418
العزيز
الية [النعًم ،]91 :ثم قًل:
.
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 420
العزيز
[القصص 48 :ـ .]50قًل في سورة المًئدة:
[المًئدة ،]44 :ثم ذكر
النجيل وقًل:
إلى قوله:
421 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 422
العزيز
مرة.
وثلثين ّ
وفي جًمع الترمذي ( )3291عن جًبر > قًل (( :خرج رسول ا
على أصحًبه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولهً إلى آخرهً
فقًل: فسكتوا،
(( لقد قرأتهً على الجن ليلة الجن فكًنوا أحسن مردودا ا مَكم؛ كَت كلمً
أتيت على قوله:
قًلوا :ل
بشيء من نعمك ربًَ نكذب ،فلك الحمد )) .وله شًهد عن ابن عمر عَد
ابن جرير ،انظر تخريجه في السلسلة الصحيحة لللبًني ~ (.)2150
وممً يتعلق في هذه اليًت مسألتًن:
الولى :أن الجن فيهم نذر ،وليس فيهم رسل ،ولم يأت دليل يدل على
بعث رسل من الجن ،وأمً مً جًء في قوله تعًلى في سورة النعًم وفي
سورة العراف وهو قوله تعًلى:
اليتين؛ فإنه ل يدل على رسل من الجن،
والضمير فيهمً يرجع إلى المجموع ل إلى الجميع ،وهو يصدق
بحصوله من أحد الثقلين وهم الرسل من النس ،وفي هذه اليًت إشًرة
إلى ذلك ،لن الجن قًلوا:
رسولا أرسل إليهم ،وإنمً ذكروا موسى وكتًبه ،وكتًب موسى قد جًء
بعده الزبور والنجيل ،ولم يشيروا إليهمً ،مع أنهمً بعد التوراة ،لنهمً
متممًن للتوراة ،ومشتملن على شيء من أحكًمهً.
والمسألة الثانية :هل ثواب الجن على إيمًنهم :المغفرة والجًرة من
العذاب الليم فقط؟ أو ثوابهم ذلك مع دخول الجَّة؟ فذهب بعض العلمًء
إلى أن ثوابهم :مغفرة الذنوب ،والجًرة من العذاب الليم فقط ،كمً جًء
في هذه اليًت ،وذهب جمهور العلمًء ـ وهو الحق ـ إلى ل
أن ثوابهم:
السلمة من العذاب ،ودخول الجَّة ،لقول ا :
[الكهف ]107 :ومً أشبه ذلك من اليًت ،وقد أفردت هذه المسألة في
جزء على حدة ول الحمد والمَّة ،وهذه الجَّة ل يزال فيهً فضل حتى
يَشئ ا لهً خلقًا ،أفل يسكَهً من آمن به وعمل له صًلحًا؟ ومً ذكروه
هً هًَ من الجزاء على اليمًن من تكفير الذنوب والجًرة من العذاب
الليم ،هو يستلزم دخول الجَّة ،لنه ليس في الخرة إلّ الجَّة أو الًَر،
فمن أجير من الًَر دخل الجَّة ل محًلة ،ولم يرد معًَ نص صريح ول
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 426
العزيز
[الَسًء،]82 :
وقوله:
[الدخًن.]58 :
وقد استوفى شيخًَ الشيخ محمد المين الشَقيطي ~ في كتًبه
(أضواء البيًن :ص 457ـ )618الكلم في هذه الية ،وذكر مسًئل
الجتهًد والتقليد والكلم عليهً.
سورة الفتح
ـ قوله تعالى:
429 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الفتح.]29 :
اشتملت هذه الية الكريمة على بيًن فضل أصحًب رسول ا
وثًَئه تعًلى عليهم في التوراة والنجيل ،وأنهم أهل صلة وعبًدة فيمً
بيَهم وبين ربهم ،وذوو رفق ولين وتراحم فيمً بيَهم ،وذوو شدّة وقوة
في جهًد الكفًر ،وأنهم يفعلون مً يفعلون من العبًدة والتآلف فيمً بيَهم
والشدة في جهًد أعدائهم يبتغون الفضل من ا والرضوان ،وأنهم فيمً
يتصفون به من القوة والشدة في جهًد أعدائهم يغيظ ا بهم الكفًر ،وأن
ا وعدهم المغفرة لذنوبهم والجر العظيم الذي فيه رفعتهم وعلو
درجًتهم.
وقوله:
وصف،
ن مبتدأ وخبر ،أو
معطوف على
المبتدأ ،والخبر
،ومثل هذه الية في التراحم بين المؤمَين
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 430
العزيز
[المًئدة.]54 :
قًل شيخًَ الشيخ محمد المين الشَقيطي في (أضواء البيًن)136/2 :
في آية المًئدة (( :أخبر تعًلى المؤمَين في هذه الية الكريمة أنهم إن ارتد
بعضهم فإن ا يأتي عوضً ا عن ذلك المرتد بقوم من صفًتهم الذل
للمؤمَين والتواضع لهم ولين الجًنب ،والقسوة والشدة على الكًفرين،
وهذا من كمًل صفًت المؤمَين ،وبهذا أمر ا نبيه ،فأمره بلين
الجًنب للمؤمَين بقوله:
،
وقوله:
بقوله:
وصرح بأن ذلك المذكور من اللين
ّ الية،
وأصحًبه } للمؤمَين والشدة على الكًفرين من صفًت الرسول
بقوله:
)).
.
وقوله:
سير
سير (السيمً) بًلسمت الحسن ،وف ّ
:ف ّ
بًلخشوع والتواضع ،حكى ابن كثير في تفسيره الول عن ابن عبًس،
والثًني عن مجًهد وغيره ،ثم نقل عن ابن أبي حًتم بإسًَد صحيح عن
مَصور عن مجًهد(( :
قًل :الخشوع ،قلت :مً كَت أراه إلّ هذا
الثر في الوجه ،فقًل :ربمً كًن بين عيَي من هو أقسى قلبً ا من
سين وجوههم ،وقًل بعض فرعون )) ،وقًل (( :وقًل السدي :الصلة تح ّ
السلف :من كثرت صلته بًلليل حسن وجهه بًلَهًر )) ،وقًل:
(( وقًل بعضهم :إن للحسَة نورا ا في القلب ،وضيًء في الوجه ،وسعة في
الرزق ،ومحبة في قلوب الًَس ،وقًل أمير المؤمَين عثمًن :مً أسر أحد
سريرة إلّ أبداهً ا على صفحًت وجهه وفلتًت لسًنه )) ،وقًل:
(( فًلصحًبة } خلصت نيًتهم وحسَت أعمًلهم ،فكل من نظر إليهم
أعجبوه في سمتهم وهديهم ،وقًل مًلك ~ :بلغَي أن الَصًرى كًنوا إذا
رأوا الصحًبة الذين فتحوا الشًم يقولون :وا لهؤلء خير من الحواريين
فيمً بلغًَ ،وصدقوا في ذلك؛ فإن هذه المة معظمة في الكتب المتقدمة،
وأعظمهً وأفضلهً أصحًب رسول ا ،وقد لنوه ا بذكرهم في
433 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
أي فراخه،
أي شدّه،
أي شب وطًل،
أي فكذلك أصحًب
آزروه وأيدوه ونصروه ،فهم معه كًلشطء مع الزرع )). محمد
وقوله:
:هذا أشد شيء على الرافضة الذين
بلغ
،فقًل مًلك :نمن أصبح من الًَس في قلبه غيظ على أحد من أصحًب
فقد أصًبته هذه الية ،ذكره الخطيب أبو بكر )). رسول ا
وقوله:
[الحديد:
(من) فيهً لبيًن الجَس وليست للتبعيض ،ومثل هذه الية في كون
،]10و ي
(من) للجَس ل للتبعيض ،قول ا :
ي
435 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
(من) في قوله:
[المًئدة ،]73 :فإن ي
لكل الذين قًلوا :إن ا ثًلث ثلثة وليست
وفي كتًب (( لبعضهم ،وقًل ابن هشًم في (مغَي اللبيب:)15/2 :
المصًحف لبن النبًري أن بعض الزنًدقة تمسك بقوله تعًلى:
437 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
فسمًهم المؤمَين )) مستدلا به على أن
القتل وغيره من الكبًئر دون الشرك ل يكفر به المسلم ،وهذا بخلف مً
عليه أهل البدع من الخوارج ونحوهم من التكفير بًرتكًب الكبًئر ،ولهذا
قًل البخًري ~ (( :فسمًهم المؤمَين )) ومثل قول البخًري هذا قول
أنه قًل في الحسن: سفيًن بن عييَة عقب حديث أبي بكرة عن الَبي
(( إن ابَي هذا سيد ،ولعل ا أن يصلح به بين فئتين من المسلمين )) رواه
البخًري ( ،)7109قًل (( :قوله( :من المسلمين) يعجبًَ جدا ا )) ذكره الحًفظ
وصف الفئتين في هذا ابن حجر في الفتح ()66/13؛ وذلك لن الَبي
الحديث بكونهمً من المسلمين.
والطًئفة هي القطعة من الشيء ،وتطلق على الواحد فمً فوقه عَد
الجمهور ،قًله الحًفظ في الفتح (.)85/1
وقد أمر ا بًلصلح بين الطًئفتين المقتتلتين من المؤمَين ،وذلك
بًلعمل على وقف القتتًل بيَهمً وحصول الصلح الذي به تكف كل
طًئفة عن الخرى ،فإن حصل بغي من إحداهمً على الخرى قوتلت
البًغية حتى تفيء إلى أمر ا وتترك البغي؛ لقوله (( :انصر أخًك
ظًلمً ا أو مظلومًا ،فقًل رجل :يً رسول ا! أنصره إذا كًن مظلومًا،
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 438
العزيز
أفرأيت إذا كًن ظًلمً ا كيف أنصره؟ قًل :تحجزه أو تمَعه من الظلم؛ فإن
ذلك نصره )) أخرجه البخًري ( ،)6952فإن فًءت تعيلن الصلح بيَهمً
فيمً حصل لهمً ،وذلك بًلقسط وهو العدل والنصًف.
ثم بيلن تعًلى عظم شأن الخوة الديَية بين المسلمين في قوله:
،وأمر بًلصلح فيمً يحصل بيَهم من خلف،
وقد جًء في السَّة أحًديث كثيرة في ذكر الخوة بين المسلمين المقتضية
للمر بإيصًل الخير إليهم والَهي عن إلحًق الضرر بهم ،مثل قوله :
(( ل يؤمن أحدكم حتى يحب لخيه مً يحب لَفسه )) رواه البخًري ()13
ومسلم ( ،)170وقوله (( :المسلم أخو المسلم ،ل يظلمه ول يسلمه،
ومن كًن في حًجة أخيه كًن ا في حًجته )) الحديث رواه البخًري
: وقوله (،)6578 ومسلم ()2442
(( مثل المؤمَين في توادهم وتراحمهم وتعًطفهم مثل الجسد ،إذا اشتكى
مَه عضو تداعى له سًئر الجسد بًلسهر والحمى )) رواه البخًري
( )6011ومسلم ( ،)6586وقوله (( :إن المؤمن للمؤمن كًلبَيًن يشد
بعضه بعضًا ،وشبّك بين أصًبعه )) رواه البخًري ( )481ومسلم
(.)6585
وأمً مً جرى بين الصحًبة } من خلف واقتتًل فمذهب أهل السَّة
والجمًعة الكف عن الخوض فيه إلّ بخير ،وأن يلح ن
سن بهم الظن ويلحمل
خرج على أحسن المخًرج؛ لنهم مجتهدون ل على أحسن المحًمل ويل ل
ينعديمون الجر والجرين ،قًل ابن حجر في الفتح ( (( :)34 /13واتفق
أهل السَّة على وجوب مَع الطعن على أحد من الصحًبة بسبب مً وقع
عرف المحق مَهم؛ لنهم لم يقًتلوا في تلك الحروب إلّ لهم من ذلك ولو ل
439 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
عن اجتهًد ،وقد عفً ا تعًلى عن المخطئ في الجتهًد ،بل ثبت أنه
يؤجر أجرا ا واحداا ،وأن المصيب يؤجر أجرين )).
سورة ق
ـ قوله تعالى:
[ق 16 :ـ
.]18
بسره
أخبر ا تعًلى في هذه الية الكريمة عن خلقه للنسًن و يعلمه ي ّ
وعلنيته ومً يختلج في صدره ،كمً قًل :
[آل
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 440
العزيز
سير بتفسيرين:
ف ّ
[هود ،]74 :وهو إنمً جًدل الملئكة ،كمً قًل ا :
الية ،وممً استدل به ابن القيم لترجيح قرب الملئكة أن ا سبحًنه قيلد
القرب في الية بًلظرف ،وهو قوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 442
العزيز
[الذاريًت 56 :ـ .]58
بيّن ا في هذه اليًت أنه خلق الجن والنس لعبًدته وحده ل
شريك له ،أي ل ن زمرهم ونهيهم ،ومن أطًعه أثًبه ومن عصًه عًقبه ،وأنه
سبحًنه وتعًلى الغَي عَهم وهم الفقراء إليه ،كمً قًل :
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 444
العزيز
[النعًم.]14 :
قًل القرطبي في تفسيره (( :قيل :إن هذا خًص فيمن سبق في علم ا
أنه يعبده ،فجًء بلفظ العموم ومعًَه الخصوص ،والمعَى :ومً خلقت
أهل السعًدة من الجن والنس إلّ ليوحدون )) ،وقًل ابن كثير في
تفسيره (( :أي :إنمً خلقتهم لمرهم بعبًدتي ل لحتيًجي إليهم )) ،وقًل
شيخًَ الشيخ محمد المين الشَقيطي في (أضواء البيًن 714 /7 :ـ
(( :)715والتحقيق ـ إن شًء ا ـ في معَى هذه الية الكريمة
أي :إلّ لمرهم بعبًدتي
وأبتليهم ،أي :أختبرهم بًلتكًليف ثم أجًزيهم على أعمًلهم ،إن خيرا ا
فخير وإن شرا ا فشر ،وإنمً قلًَ :إن هذا هو التحقيق في معَى الية؛ لنه
صرح تعًلى في آيًت من تدل عليه آيًت محكمًت من كتًب ا ،فقد ّ
كتًبه أنه خلقهم ليبتليهم أيهم أحسن عملا ،وأنه خلقهم ليجزيهم بأعمًلهم،
قًل تعًلى في أول سورة هود:
،وقًل تعًلى في أول سورة الملك:
،وقًل تعًلى في أول الكهف:
الية ،فتصريحه ـ ج ّل وعل ـ
في هذه اليًت المذكورة بأن حكمة خلقه للخلق هي ابتلؤهم أيهم أحسن
،وخير مً عملا يفسر قوله:
يفسر به القرآن القرآن.
ومعلوم أن نتيجة العمل المقصود مَه ل يتم إلّ بجزاء المحسن
صرح تعًلى بأن حكمة خلقهم أولا ّ بإحسًنه والمسيء بإسًءته ،ولذا
وبعثهم ثًنيً ا هو جزاء المحسن بإحسًنه والمسيء بإسًءته ،وذلك في قوله
يونس: أول في تعًلى
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 446
العزيز
)).
واليتًن الثًنية والثًلثة مبييَّتًن لقوله تعًلى في النعًم:
،فقوله:
[النعًم،]112 :
والثًني في سورة السراء في قوله:
[الجن.]5 :
سورة الطور
ـ قوله تعالى:
في هذه الية الكريمة بيًن تفضل ا على البًء والبًَء من أهل
الجَّة الذين تفًوتت مًَزلهم ،فيتفضل على البًَء برفعهم إلى مًَزل
تقر أعيَهم لمرافقة أبًَئهم دون أن
آبًئهم ،ويتفضل على البًء بأن ل
يَقص البً نء شيئً ا من ثوابهم ،ولهذا قًل:
.
وقوله:
أي مرتهن بعمله فيجًزى عليه،
إن خيرا ا فخير وإن شرا ا فشر ،ول يلَقص أحد من عمله شيئًا ،قًل ابن
449 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
)).
(( وقًل القرطبي في تفسيره:
قيل :يرجع إلى أهل
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 450
العزيز
الًَر ،قًل ابن عبًس :ارتهن أهل جهَم بأعمًلهم ،وصًر أهل الجَّة إلى
نعيمهم ،ولهذا قًل:
[الَجم:
.]26
هذه الية الكريمة تدل على أن الشفًعة عَد ا ل تَفع إلّ بتوفر
شرطين:
أحدهما :رضًه عن الشًفع وإذنه له بًلشفًعة.
والثاني :رضًه عن المشفوع له.
قًل الشوكًني في تفسيره (( :و (كم) هًَ هي الخبرية المفيدة للتكثير،
ومحلهً الرفع على البتداء ،والجملة بعدهً خبرهً ،و يلمً في (كم) من
معَى التكثير جمع الضمير في (شفًعتهم) مع إفراد ال نملنك ،والمعَى
451 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[البقرة ]48 :قًل (( :والشفًعة في
مضرة ،وأصلهً
ّ الصطلح هي التوسط للغير في جلب مصلحة أو دفع
من الشفع الذي هو ضد الوتر؛ لن صًحب الحًجة كًن فردا ا في حًجته
فلمً جًءه الشفيع صًر شفعً ا أي اثَين :صًحب الحًجة ومن يتوسط له
فيهً ،هذا أصل معَى الشفًعة )) ،وقًل (( :وقد د ّل الكتًب والسَّة أن نفي
الشفًعة المذكور هًَ ليس على عمومه ،وأن للشفًعة تفصيلا ،مَهً مً
هو ثًبت شرعًا ،ومَهً مً هو مَفي شرعًا ،أمً المَفي شرعً ا الذي أجمع
عليه المسلمون فهو الشفًعة للكفًر؛ لن الكفًر ل تَفعهم شفًعة البتة،
كمً قًل تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 452
العزيز
،ونحو ذلك من اليًت والحًديث ))( .العذب الَمير/1 :
64ـ .)67
سورة الحديد
ـ قوله تعالى:
أخبر ا في هذه الية أنه أرسل رسله بًليًت وهي المعجزات
الدالة على صدق رسل ا ،وأنزل الكتًب والمراد به الكتب ،وأنزل
الميزان وهو العدل والنصًف الذي يكون فيمً اشتملت عليه الكتب ،وقد
دلّت الية على أن الكتب مَزلة من ا تعًلى على رسله الكرام ،وهذه
صه ا عليًَ في القرآن وهو التوراة والنجيل الكتب مَهً مً ق ّ
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 454
العزيز
.
وإنزال الكتب هو من عَد ا ،كمً قًل ا :
[الزمر،]1 :
وقًل:
ومرهــف
وقًل آخر:
فإن الحسًم العضب نعم ومن لم يؤدبه البيًن وهديه
المؤدب فقد أنـزل ا الحـديد وبـأسـه
لمن سد أذنيه الهوى
والتعـصـب
سورة الصف
ـ قوله تعالى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 458
العزيز
[فًطر 29 :ـ
،]30وقد وصف ا هذه التجًرة بأنهً مَجية من عذاب أليم ،ورأس مًل
هذه التجًرة هو اليمًن بًل ورسوله والتقرب إليه تعًلى بًلعمًل
الصًلحة ،وفي مقدمتهً الجهًد في سبيل ا بًلَفس والمًل ،وأربًح هذه
التجًرة مغفرة الذنوب وإدخًل الجًَت والظفر بًلَعيم فيهً ،ومع هذا
459 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الحج.]40 :
واليًت التي جًء فيهً ذكر الجهًد في سبيل ا بًلَفس والمًل قدّيم
فيهً ذكر المًل والَفس على (في سبيل ا) إل في ثلثة مواضع ،أحدهً:
هذا الموضع ،وهو آخر مً ورد في القرآن في ذلك ،والثًني :وهو أول
موضع في القرآن قوله في سورة الَسًء:
[الَسًء ،]95 :والثًلث :في سورة
التوبة في قوله تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 460
العزيز
سورة المنافقون
ـ قوله تعالى:
461 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
.
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 462
العزيز
[وجوه ووجوه]
سورة القيامة
ـ قوله تعالى:
[القيًمة 22 :ـ .]25
معَى قوله:
465 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
وهي قوله:
.
وقًل في قوله تعًلى:
:
(( هذه وجوه الفجًر تكون يوم القيًمة بًسرة ،قًل قتًدة :كًلحة ،وقًل
أي: السدي :تغير ألوانهً ،وقًل ابن زيد:
أي :تستيقن، عًبسة.
قًل
مجًهد :داهية .وقًل قتًدة :شر .وقًل السدي :تستيقن أنهً هًلكة .وقًل
ابن زيد :تظن أن ستدخل الًَر )).
سورة عبس
ـ قوله تعالى:
[عبس:
38ـ .]41
أي :مضيئة مشرقة معَى قوله:
أي :فرحة مسرورة، مستَيرة .وقوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 468
العزيز
[الغًشية:
2ـ .]11
إن هذه الصفًت للوجوه وهي كونهً خًشعة عًملة نًصبة ،في قيل :ل
صب وتجتهد في العمل،الخرة .وقيل :إنه في الدنيً ،أي :أنهً تتعب وتَ ن
وتذيل فيه ،فل يَفعهً ذلك في الدار الخرة ،لنه مبَي على ضلل ،وقًل
البخًري في التفسير من صحيحه (( :وقًل ابن عبًس:
:الَصًرى.
ي > :أنهم أهل حروراء؛ يعَي ونقل القرطبي في تفسيره عن عل ّ
فقًل (( :تحقرون صلتكم مع الخوارج الذين ذكرهم رسول ا
صلتهم ،وصيًمكم مع صيًمهم ،وأعمًلكم مع أعمًلهم ،يمرقون من
الدّيين كمً يمرق السهم من الرمية ))...الحديث.
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 470
العزيز
بعد أن نقل أثرا ا عن سعد بن أبي وقًص أنهم اليهود والَصًرى ،قًل:
ي بن أبي طًلب والضحًك وغير واحد :هم الحرورية، (( وقًل عل ّ
ي > أن هذه الية الكريمة تشمل الحرورية ،كمً ومعَى هذا عن عل ّ
تشمل اليهود والَصًرى وغيرهم ،ل أنهً نزلت على هؤلء على
الخصوص ول هؤلء ،بل هي أعم من هذا ،فإن هذه الية مكية قبل
خطًب اليهود والَصًرى ،وقبل وجود الخوارج بًلكلية ،وإنمً هي عًمة
في كل من عبد ا على غير طريقة مرضية ،يحسب أنه مصيب فيهً،
وأن عمله مقبول وهو مخطئ ،وعمله مردود ،كمً قًل تعًلى:
.))...
وقوله:
،هو مثل قوله تعًلى:
،وقوله:
،وقوله:
471 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
،وقوله:
)).
وقد لحذيفت واو العطف في قوله:
،وهو من أدلة
جواز حذف واو العطف.
وهذه المواضع الثلثة :في القيًمة ،وعبس ،والغًشية ،قوبل فيهً بين
وجوه أهل الَعيم وأهل العذاب .ومثلهً قول ا في سورة آل عمران:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 474
العزيز
[آل
عمران 106 :ـ .]107
سورة الضحى
ـ قوله تعالى:
حمًر مرفوعًا ،وفيه (( :وإن ا نظر إلى أهل الرض فمقتهم :عربهم
وعجمهم ،إلّ بقًيً من أهل الكتًب )) ،قًل الَووي في شرحه (197 /17
ـ (( :)198والمراد بهذا المقت والَظر مً قبل بعثة رسول ا ،
والمراد ببقًيً أهل الكتًب البًقون على التمسك بديَهم الحق من غير
كونه لم يدر القرآن تبديل )) .والمراد بًلضلل الذي كًن عليه
وشرائع السلم؛ كمً قًل ا :
كقوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 476
العزيز
))،
وقًل شيخًَ الشيخ محمد المين الشَقيطي ~ في (أضواء البيًن) في
الكلم على قوله تعًلى عن موسى في سورة الشعراء:
مجيبً ا لفرعون :فعلتهً إذاا ،أي :إ زذ فعلتهً وأنً في ذلك الحين من الضًلين،
أي قبل أن يوحي ا إلي ويبعثَي رسولا ،وهذا هو التحقيق إن شًء ا
في معَى الية ،وقول نمن قًل من أهل العلم:
أي :من الجًهلين راجع
إلى مً ذكرنً؛ لنه بًلَسبة إلى مً علمه ا من الوحي يعتبر قبله جًهلا،
أي غير عًلم بمً أوحى ا إليه.
وقد بيلًَ مرارا ا في هذا الكتًب المبًرك أن لفظ الضلل يطلق في
القرآن وفي اللغة العربية ثلثة إطلقًت:
الطلق الول :يطلق الضلل مرادا ا به الذهًب عن حقيقة الشيء،
فتقول العرب في كل من ذهب عن علم حقيقة شيء :ضل عَه ،وهذا
الضلل ذهًب عن علم شيء مً ،وليس من الضلل في الدين ،ومن هذا
هًَ: قوله المعَى
أي :من الذاهبين عن علم حقيقة العلوم والسرار التي ل تعلم إل عن
طريق الوحي؛ لني في ذلك الوقت لم يوح إلي ،ومَه على التحقيق:
أي:
ذاهبً ا عمً علمك من العلوم التي ل تلدرك إلّ بًلوحي ،ومن هذا المعَى
قوله تعًلى:
،فقوله:
أي :ل يذهب عَه علم شيء كًئًَ ا مً
كًن ،وقوله:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 478
العزيز
،فقوله:
أي :تذهب عن علم حقيقة المشهود به
بدليل قوله بعده:
)).
قًل (( :والطلق الثًني :وهو المشهور في اللغة وفي القرآن :هو
إطلق الضلل على الذهًب عن طريق اليمًن إلى الكفر ،وعن طريق
الحق إلى البًطل ،وعن طريق الجَّة إلى الًَر ،ومَه قوله تعًلى:
.
والطلق الثًلث :هو إطلق الضلل على الغيبوبة والضمحلل،
تقول العرب :ضل الشيء إذا غًب واضمحل ،ومَه قولهم :ضل السمن
في الطعًم إذا غًب فيه واضمحل ،ولجل هذا س لمت العرب الدفن في
القبر إضللا؛ لن المدفون تأكله الرض فيغيب فيهً ويضمحل ،وفي هذا
قوله تعًلى:
الية ،يعَون
إذا دلفَوا وأكلتهم الرض فضلوا فيهً ،أي غًبوا فيهً واضمحلوا )).
479 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
سورة الكافرون
ـ قوله تعالى:
بقوله:
،وهو
تأكيد بًللفظ والمعَى.
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره في بيًن وجه التيًن بقوله تعًلى:
بعد قوله:
أربعة أوجه:
من معبودات الول :حًصله ل
أن اليتين الوليين في بيًن براءته
481 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
[الخلص 1 :ـ .]4
تقدم قريبً ا الستدلل لقراءة سورة الخلص مع سورة
في
ركعتي الطواف والركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب ،وثبت
أنهً تعدل ثلث القرآن ،روى البخًري في صحيحه عن الرسول
( )7374عن أبي سعيد > (( :أن رجلا سمع رجلا يقرأ:
يرددهً ،فلمً أصبح جًء إلى
فذكر له ذلك ،فكأن الرجل يتقًلّهً ،فقًل رسول ا :والذي الَبي
نفسي بيده! إنهً لتعدل ثلث القرآن )) .وروى أيضً ا ( )5015عن أبي
لصحًبه (( :أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن سعيد قًل :قًل الَبي
في ليلة؟ فشق ذلك عليهم وقًلوا :أيًَ يطيق ذلك يً رسول ا؟ فقًل :ا
الواحد الصمد ثلث القرآن )).
وروى مسلم في صحيحه ( )1888عن أبي هريرة قًل :قًل رسول
ا (( :احشدوا؛ فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن ،فحشد من حشد ،ثم
فقرأ: خرج نبي ا
،ثم دخل ،فقًل بعضًَ لبعض :إني أرى هذا خبر
فقًل :إني قلت جًءه من السمًء ،فذاك الذي أدخله ،ثم خرج نبي ا
لكم :سأقرأ عليكم ثلث القرآن ،أل إنهً تعدل ثلث القرآن )).
وجًء في السَّة قراءتهً مع المعوذتين في الصبًح والمسًء ثلثًا،
روى الترمذي ( )3575وغيره بإسًَد حسن عن عبد ا بن خبيب قًل:
483 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
يصلي لًَ، (( خرجًَ في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول ا
قًل :فأدركته ،فقًل :قل .فلم أقل شيئًا ،ثم قًل :قل .فلم أقل شيئًا ،قًل :قل.
فقلت :مً أقول؟ قًل :قل:
والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلث مرات تكفيك
من كل شيء )).
وجًءت السَّة بقراءة هذه السور الثلث عَد الَوم والَفث في اليدين
والمسح بهمً مً أمكن من الجسد ،ففي صحيح البخًري ( )5017عن
كًن إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ،ثم عًئشة < (( :أن الَبي
نفث فيهمً فقرأ فيهمً:
و
و
،ثم يمسح
بهمً مً استطًع من جسده ،يبدأ بهمً على رأسه ووجهه ومً أقبل من
جسده ،يفعل ذلك ثلث مرات )).
وقد اشتملت هذه السورة على أربع آيًت ،فًلولى والثًنية في إثبًت
أحديته وصمديته ،والثًلثة والرابعة في تَزيهه عن الصول والفروع
والشبًه والَظراء ،والحد من أسمًئه الحسَى ،قًل ابن كثير (( :ول
يطلق هذا اللفظ على أحد في الثبًت إلّ على ا ؛ لنه الكًمل في
جميع صفًته وأفعًله )).
سير بعدة تفسيرات ذكرهً ابن كثير في تفسيره ،وأولهً: والصمد فل ّ
الذي يصمد الخلئق إليه في حوائجهم ومسًئلهم ،عزاه إلى ابن عبًس
{ ،وهو سبحًنه وتعًلى الغَي عن كل مً سواه ،المفتقر إليه كل من
: قًل كمً عداه،
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 484
العزيز
.
وفي تَزهه سبحًنه وتعًلى عن الولد والوالد والشبيه والَظير تأكيد
لحديته تعًلى ،وتأكيد أيضً ا لصمديته؛ لن تَزهه عمً ذلكر دال على كمًل
غًَه عن غيره ،وأن غيره مفتقر إليه ل يستغَي عَه؛ لن من كًن والدا ا هو
بحًجة إلى الولد ،ومن كًن مولودا ا هو بحًجة إلى الوالد ،والمتشًبهًن
والمتمًثلن يحتًج بعضهمً إلى بعض.
سورة الفلق
ـ قوله تعالى:
عزاه ابن كثير إلى جًبر وابن عبًس { وغيرهمً ،وهو مثل قوله:
،وقوله:
،
وقوله:
،ولعل تخصيصه بًلذكر لهميته في حيًة الًَس
ومعًيشهم ،قًل ا :
.
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 488
العزيز
عليه فأسلم ،فل يأمرني إل بخير )) .رواه مسلم في صحيحه ()7108
(.)7109
وقوله تعًلى:
قيل :إنه بيًن للًَس في قوله
،فيدخل فيه الجن تغليبًا.
وقيل :إنه معطوف على الوسواس الخًَس ،وحذفت واو العطف.
وقوله: (( قًل ابن كثير:
هل يختص هذا ببَي آدم ـ كمً هو ظًهر ـ أو
يعم بَي آدم والجن؟ فيه قولن ،ويكونون قد دخلوا في لفظ الًَس تغليبًا.
وقًل ابن جرير (( :وقد استلعمل فيهم :رجًل من الجن .فل بدع في
إطلق الًَس عليهم.
وقوله:
هل هو تفصيل لقوله:
ثم بيَّهم فقًل:
.فهذا يقوي
القول الثًني .وقيل :قوله:
تفسير للذي يوسوس في صدور الًَس من
شيًطين النس والجن ،كمً قًل تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 490
العزيز
)).
ثم بيلن سبحًنه الذي يوسوس بأنه ضربًن :جَي (( وقًل الشوكًني:
وإنسي ،فقًل:
،أمً شيطًن الجن فيوسوس في صدور
الًَس ،وأمً شيطًن النس فوسوسته في صدور الًَس أنه يلرى نفسه
كًلًَصح المشفق فيوقع في الصدر من كلمه الذي أخرجه مخرج
الَصيحة مً يوقع الشيطًن فيه بوسوسته كمً قًل سبحًنه:
.
وقًل أيضًا (( :وقيل :يجوز أن يكون المراد :أعوذ برب الًَس من
الوسواس الخًَس ،الذي يوسوس في صدور الًَس ،ومن الجَة والًَس،
كأنه استعًذ بربه من ذلك الشيطًن الواحد ،ثم استعًذ بربه من جميع
الجَة والًَس )).
والحمد ل رب العًلمين وصلى ا وسلم وبًرك على نبيًَ محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين.
491 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
الفهرس
المقدمةا147..................................................................................................
الفاتحة 149....................................................................................... سورة
سورة البقرة 156.........................................................................................
ـ قوله تعًلى:
157..........................................................
160......... ـ قوله تعًلى:
ـ قوله تعًلى:
161............................................................
ـ قوله تعًلى:
162............................................................
ـ قوله تعًلى:
163...............................................................
ـ قوله تعًلى:
164........................................................................
ـ قوله تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 492
العزيز
167..........
ـ قوله تعًلى:
169...................................................
ـ قوله تعًلى:
169.................................................................................................................
ـ قوله تعًلى:
173...........................
ـ قوله تعًلى:
175.................................................................................................................
ـ قوله تعًلى:
176...................................................
ـ قوله تعًلى:
178.....
ـ قوله تعًلى:
493 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
180.............................................................................................................
ـ قوله تعًلى:
181...........................................................
ـ قوله تعًلى:
182...................................
ـ قوله تعًلى:
183...
ـ قوله تعًلى:
184......................................
ـ قوله تعًلى:
185....................................................................
ـ قوله تعًلى:
187.............
ـ قوله تعًلى:
189..........................
ـ قوله تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 494
العزيز
193...................................................................
سورة آل عمران
ـ قوله تعًلى:
195...................................
ـ قوله تعًلى:
197....................................................................................
ـ قوله تعًلى:
199.........................
ـ قوله تعًلى:
201...................................................................
ـ قوله تعًلى:
203...................................................................
ـ قوله تعًلى:
204..........
ـ قوله تعًلى:
206..............................................................
ـ قوله تعًلى:
208...........
495 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
سورة النساء
ـ قوله تعًلى:
210........................................................................................
ـ قوله تعًلى:
211............................................................
ـ قوله تعًلى:
213..........
سورة المائدة
ـ قوله تعًلى:
214........................................................
ـ قوله تعًلى:
216..........................
ـ قوله تعًلى:
219...................
سورة النعام
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 496
العزيز
ـ قوله تعًلى:
221..........................................
ـ قوله تعًلى:
224.................................................................................................................
ـ قوله تعًلى:
227.
ـ قوله تعًلى:
228....................................................
سورة العراف
ـ قوله تعًلى:
230.............................................................................................................
232....................................................
سورة النفال
ـ قوله تعًلى:
234...............................
497 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
ـ قوله تعًلى:
235....................................................................
سورة التوبة
ـ قوله تعًلى:
236.................................................................................................................
ـ قوله تعًلى:
237....................................................
ـ قوله تعًلى:
239.................................................................................................................
ـ قوله تعًلى:
243...........................................
سورة يونس
ـ قوله تعًلى:
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 498
العزيز
244...............................................
245..........
ـ قوله تعًلى:
246................................................................
سورة هود
ـ قوله تعًلى:
247........................................................................
ـ قوله تعًلى:
248............................................................................
سورة يوسف
ـ قوله تعًلى:
249........................................................................
ـ قوله تعًلى:
250....................................................................
ـ قوله تعًلى:
251.......................................................
499 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
252........................................................................
ـ قوله تعًلى: سورة إبراهيم
253...................................................
ـ قوله تعًلى: سورة الحجر
257..
سورة السراء
ـ قوله تعًلى:
258.
ـ قوله تعًلى:
259...................................................................
ـ قوله تعًلى: سورة الكهف
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 500
العزيز
259....................................................................
ـ قوله تعًلى: سورة مريم
260...............................................................
262...............................................................
264.......................
265.......................................................
سور الفرقان
ـ قوله تعًلى:
501 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
267...................................................................
ـ قوله تعًلى:
267.......................................
272..
ـ قوله تعًلى: سورة الروم
274..............
تعًلى: قوله ـ سورة لقمان
276...........................................................
ـ قوله تعًلى: سورة السجدة
من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب 502
العزيز
277.
ـ قوله تعًلى: سورة الحزاب
279...............................
ـ قوله تعًلى: سورة سبأ
281...............................................................
ـ قوله تعًلى: سورة فاطر
282.................................................................................................................
ـ قوله تعًلى: سورة يس
284.................................................................................................................
ـ قوله تعًلى: سورة الصافات
285.......................
503 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
288...........................................................
290.................................................................................................................
293......................
295.......................................
296...............................................................
298........................................................
300..
303........................................................
312.......................................................
ـ قوله تعًلى: سورة الطور
314...................
ـ قوله تعًلى: سورة النجم
315...........................
505 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
317.........................................................
ـ قوله تعًلى: سورة الصف
320......
سورة المنافقون ـ قوله تعًلى:
321..
وجوه ووجوه
ـ قوله تعًلى: سورة القيامة
323........................................................................
ـ قوله تعًلى: سورة عبس
325....................................................................
تعًلى: قوله ـ سورة الغاشية
326...............................
***
507 من كنوز القرآن الكريم ،تفسير آيات من الكتاب
العزيز
مقدمة 5...........................................................................................
نبذة عن المؤلف 6..............................................................................
أسمًء الكتب والرسًئل 9......................................................................
كتًب آيًت متشًبهًت اللفًظ في القرآن الكريم وكيف التمييز بيَهً 13................
كتًب من كَوز القرآن الكريم ،تفسير آيًت من الكتًب العزيز 145.......................
فهرس كتًب من كَوز القرآن الكريم 339.....................................................