Professional Documents
Culture Documents
محاضرات حضورية في مادة النشاط الإداري
محاضرات حضورية في مادة النشاط الإداري
1
13 /09 / 2019 المحاضرة األولى
مدخل عام
يهتم النشاط اإلداري بنشاط اإلدارة في مختلف مظاهره ،فهو يهتم أساسا بإختصاصات اإلدارة و إمتيازاتها التي تنحصر في مهمة
الشرطة اإلدارية و المرافق العمومية إلشباع الحاجيات العامة لألفراد و السهر على تحقيق رغباتهم.
الشخصية المعنوية :
يعتبر النشاط اإلداري جزءا من النظرية العامة للقانون اإلداري ،و هو جزء ال يتجزأ من القانون العام الداخلي إلى جانب قانون
المالية ،و في القانون العام ال يمكن ألي عمل قانوني أن ينعقد في ظل غياب الشخصية المعنوية ألن العمل اإلداري هو عمل
متطور.
غايات العمل اإلداري :
تدبير المرافق العمومية /الضبط اإلداري ( الشرطة اإلدارية ).
توجد اإلدارة في القانون الدستوري على ثالث حاالت ،و تعتبر مجرد آلية تضعها الحكومة لتنفيذ القوانين ،و هي سلطة تنفيذية
باعتبارها جهة إدارية.
يعتبر القانون اإلداري قانونا غير مقننا ،حيث أنه 5%فقط من قواعده موجودة في النصوص ،و ما تبقى ما شرعه القانون
اإلداري ،و من أهم مصادره اإلجتهاد القضائي و المبادئ العامة للقانون.
التمييز بين القضاء اإلداري و القضاء العادي :
القضاء اإلداري يتمثل في المحاكم اإلبتدائية و المحاكم اإلستئنافية اإلدارية ،و قبل سنة 2011كانت الغرفة اإلدارية في المجلس
األعلى و بعد ذلك صارت الغرفة اإلدارية في محكمة النقض .أما القضاء اإلداري فيضم المحكمة اإلبتدائية و محكمة اإلستئناف.
مهام القاضي اإلداري :
حماية المواطن ،قبل سنة 1945كان القاضي اإلداري يدافع عن إمتيازات الدولة ،لكن بعد ذلك أعطت منظمة األمم المتحدة مبادئ
جديدة تدخلت في القانون اإلداري فأصبح يحمي المواطن من التعسفات المحتملة للدولة.
يحكم القاضي اإلداري بقواعد اإلختصاص و هي من النظام العام ،أي أنه يحكم بها من تلقاء نفسه ،و ما يهم في القضاء اإلداري
هو قضاء اإللغاء ،و ترفع دعوى اإللغاء ضد السلطات اإلدارية بسبب إستعمال الشطط في إستعمال السلطة.
اإلدارة :
وظيفة تقوم بمزاولتها أشخاص تحددها الدولة ،و تقوم بمجموعة من اإلختصاصات التي تتخذها الدولة ،و بمفهومها الدستوري
ال تعتبر سلطة.
أشخاص القانون العام :
هم الدولة ،الجهات ،العماالت و األقاليم ،الجماعات الترابية ،و المؤسسات العمومية ،و من هذا فإن النشاط اإلداري هو كل ما
تقوم به الدولة و اإلدارة و يختص به رجال القانون العام.
الوسائل التي وضعها المشرع في يد اإلدارة :
الوسائل القانونية :
و تنقسم إلى قسمين :
قرارات إدارية فردية :
تصدر من جانب واحد ( أحد أشخاص القانون العام ) دون أن يكون ألي جهة أخرى دخل في هذه القرارات ( دون إستشارة ) شرط
إحترام المشروعية.
2
عقود إدارية :
أعمال إتفاقية و رضائية من طرفين ،ال وجود لمبدأي سلطان اإلرادة و العقد شريعة المتعاقدين.
الوسائل البشرية :
تتمثل في الموظفين ( ظهير 1958الذي ينظم الوظيفة العمومية ) ،العمال ،المستخدمين ...يخضعون للقانون التجاري و
اإلجتماعي.
الوسائل المادية :
يقصد بها المال العام و قد تكون عقارا ثابتا أو ماال متحركا ،و تسمى أيضا بأموال الضومين العام ،و هو مخصص للمنفعة العامة،
و بالتالي فاإلدارة تبحث عن المنفعة العامة ،و القواعد التي تحكم النشاط اإلداري ال دخل لها في العالقة بين األفراد ،و العقود و
القرارات تعتبر وسائل القانون العام.
إذا كان ألشخاص القانون العام مبدئيا سلطة تقديرية واسعة فإن األنشطة التي تقوم بها تندرج ضمن اإلختصاص المقيد الذي يوجد
في دولة الحق و القانون.
3
المحور األول :القرارات اإلدارية
المبحث األول :ماهية القرار اإلداري
تعريف القرار اإلداري :
هو عمل إنفرادي صادر عن اإلرادة شرط إحترام كل ما يتعلق بالمشروعية ،و هو عمل حصري من إختصاص اإلدارة و يعبر عن
إرادتها ،و تهدف من خالله اإلدارة إلى إحداث أثر قانوني في المراكز و الوضعيات القانونية لألفراد أو الجماعات بواسطة التعديل
أو الزيادة أو النقصان إستنادا إلى سلطتها التقديرية.
الطابع اإلنفرادي هو الذي يميز القرار اإلداري عن العقد.
القرار اإلداري يحدث آثار قانونية عكس األعمال اإلدارية المشابهة فهذه األخيرة ليس لها أي آثار قانونية.
4
لما نص القانون على اإلختصاص إستهدف من خالله هدفا مزدوجا يتمثل في حماية القانون لألعمال و التصرفات اإلدارية التي
تكتسب حجة المشروعية بعد مرور مدة زمنية معينة من جهة ،و من جهة أخرى الحماية القانونية لألفراد تحقيقا لمصالحهم و
تحديدا لمسؤولية اإلدارة تجاههم.
الفقرة :المحل
النتيجة التي تترتب مباشرة عن إتخاذ القرار اإلداري ،النتائج التي ندخلها على الوضعية القائمة [ :إنشاء مركز قانوني ( تعيين
موظف ) ،تعديل مركز قانوني ( ترقية موظف أو تنقيله بقرار من جهة مختصة ) ،إنهاء مركز قانوني ( صدور قرار عزل أو
شطب موظف ) ] ،يجب أن يكون لها تأثيرات قانونية ،يجب أن يكون في عداد الممكن قانونا [ أن يحترم تدرج القوانين ،أن يحترم
تدرج القواعد القانونية ،القرارات اإلدارية المحطة الخامسة ال يمكن أن تتعارض مع الدستور و القوانين األخرى األعلى منها ] ،ال
يجب أن يكون له تفسيرا غامضا ،قد تخطئ اإلدارة في تطبيق القواعد على الوقائع و نقول أن محل القرار باطل ،و تتوقف
مشروعية القرار على تحقيق الشروط.
5
القرارات اإلدارية ال تتخذ شكال واحدا ،يمكن تقسيمها على األقل إلى عدة أنواع ،إستنادا إلى ثالثة معايير :مداها – أثرها بالنسبة
للمخاطبين بها ،خضوعها لمراقبة القضاء ،تنقسم القرارات اإلدارية من حيث المدى إلى قرارات إنفرادية و قرارات تنظيمية،
القرارات التنظيمية مجموعة قواعد متصفة بطابع العمومية و التجريد و ملزمة و مقترنة بجزاء.
قبل 1994القضاء العادي كان يراقب أعمال اإلدارة 1994 ،إنشاء المحاكم اإلدارية ،عالقة جدلية بين ثالثة مفاهيم :القرار
اإلداري ،السلطة اإلدارية ،و دعوى اإللغاء.
6
رقابة المالءمة :تكون عندما تكون السلطة التقديرية لإلدارة ،اإلدارة هي المطالبة باإلثبات في حالة رفع دعوى ،المشروعية في
الدول الديمقراطية معناها خضوع الجميع للقانون بما فيه الدستور و القانون العادي...
7
للمستقبل .و اإلدارة حتى و إن كانت قراراتها غير مشروعة ،فإنها ال تملك إتجاهاها سلطة مطلقة فهناك قيود زمنية ،فالقرار الغير
المشروع حين تنتهي المدة المحددة قانونا إللغائه يصبح محصنا ليلتحق بالقرار المشروع ،و يأخذ مكانته الطبيعية بين قواعد
القانون باعتباره مصدرا قانونيا للحقوق المكتسبة .و عليه ال يمكن لإلدارة إلغاؤه بعد مرور المدة الزمنية المحددة لإللغاء.
أما فيما يخص القرارات المشروعة ،فيجب التمييز بين القرارات التنظيمية الالئحية و القرارات الفردية.
8
25 / 10 / 2019 المحاضرة السادسة
ثالثا :أن تسلك اإلدارة إمتيازات السلطة العامة و وسائل القانون العام لتطبيق مقتضيات العقد
يعتبر هذا الشرط أساسيا للعقد اإلداري ،تأسيسا على أن أهم ما يميز العقد اإلداري هو موضوعه ،و ما يحتوي عليه من شروط
إستثنائية ،و وسائل القانون العام غير مألوفة في عقود القانون الخاص.
الشروط التي تتميز بها العقود اإلدارية و الغير المألوفة في القانون الخاص :
شروط تعطي اإلدارة إمتيازات في مواجهة المتعاقد معها ،و تستطيع تحميله إلتزامات تجعله في مركز غير متكافئ
و متساوي معها ،و قد تحتفظ اإلدارة لنفسها بالحق في تعديل مضمون العقد و سلطة اإلشراف على تنفيذه و تحديد
طريقة التنفيذ ،إنهاء أو فسخ العقد بإرادتها المنفردة ،و قد تحتفظ لنفسها يحق توقيع عقوبة على المتعاقد في حالة
عدم إحترامه لتعهداته.
الشروط الغير المألوفة تظهر كذلك على من خالل الوسائل المعترف بها للمتعاقد مع اإلدارة ،و ذلكبمنحه مثال
سلطات إستثنائية في مواجهة الغير ،كممارسة إمتيازات السلطة العامة تنفيذا لمقتضيات العقد ،من شرطة إدارية و
حق نزع الملكية للمنفعة العامة ،و تقاضي الرسوم...
اإلستناد على دفاتر الشروط اإلدارية العامة ،و دفاتر الشروط الخاصة ،هذه الدفاتر من صميم العقد اإلداري ،و تلزم
على حد سواء اإلدارة و المتعاقد معها بما تقتضيه من شروط و قيود ،و هي مجموع الشروط اإلستثنائية المضفية
للصفة اإلدارية على العقد.
9
المبحث الثاني :أنواع العقود اإلداري
العقود اإلدارية نوعان :عقود إدارية بطبيعتها ،و عقود إدارية بنص القانون.
عقد النقل عقد التوريد عقد األشغال العامة عقد اإلمتياز أو اإللتزام
يتعهد الطرف الخاص
يتعهد الطرف الخاص يقوم المقاول ببعض الطرف الخاص يتعهد
بنقل البضائع أو
بتوريد أجهزة أو سلع األشغال العامة لفائدة بتدبير مرفق عام أو
المنقوالت لحساب
للشخص المعنوي العام الشخص المعنوي العام إنجاز أشغال عامة
الشخص المعنوي العام
مقابل ثمن معين متفق مقابل أجر معين يتفق
عليه في العقد عليه في العقد مقابل أجر معين يتفق يتقاضى الطرف الخاص
عليه في العقد رسومات من المنتفعين
بهدف تحقيق مصلحة بهدف تحقيق مصلحة بهدف تحقيق مصلحة بهدف تحقيق مصلحة
عامة عامة عامة عامة
الفرع األول :حق اإلدارة في التوجيه ،اإلشراف ،و الرقابة على تنفيذ العقد
اإلدارة لها الحق في اإلشراف على تنفيذ المتعاقد معها إللتزاماته بإصدار األوامر ،و المنشورات ،و الدوريات ،و التعليمات العامة
الملزمة للتصرف في إتجاه دون آخر ،و ليس للمتعاقد حق في مناقشة أو رفض هذه المقتضيات فهو ملزم بالخضوع لشروطها و
إال أدى به األمر للمساءلة القانونية.
10
اإلدارة لها الحق في تعديل شروط العقد بكيفية إنفرادية دون موافقة المتعاقد معها ،و هي سلطة و إمتياز مقرر لإلدارة في جميع
العقود اإلدارية ،و مبدئيا سلطة التعديل ال يمكن أن تمس شروط العقد المالية و المتصلة بالمزايا المالية المعترف بها للمتعاقد.
11
نظرية فعل األمير هيكل عمل صادر عن السلطة العامة دون خطأ من جانبها ينتج عنه وضع المتعاقد في وضعية سيئة ،مما يصبح
معه في حكم الواجب تعويض اإلدارة للمتعاقد معها عن جميع األضرار التي تلحقه ،و ذلك بشكل يعيد التوازن المالي للعقد.
و حتى تدخل نظرية فعل األمير حيز التنفيذ من الالزم توفر ضوابط معينة :
وحود عقد إداري يترتب عن تعديله إلحاق ضرر بالمتعاقد يزيد من أعبائه.
أنيكون اإلجراء اإلداري المتخذ غير متوقع وقت إبرام العقد.
أنيكون اإلجراء صادرا عن الجهة اإلدارية.
أن يصدر اإلجراء بكيفية مشروعة بدون خطأ من اإلدارة.
في مثل هذه الفرضية ،لما كان المتعاقد يتحمل أعباء جديدة غير متوقعة أثناء إبرام العقد ،فإن تعويضه يكون شامال على أساس
ضرورة تحقيق التوازن المالي للعقد.
و قد يتخذ فعل األمير شكل تدابير عامة صادرة عن المشرع المتمثلة في القوانين ،أو قرارات تنظيمية اتخذتها اإلدارة المتعاقدة و
تزيد من أعباء المتعاقد مع اإلدارة عن طريق التعديل المباشر لشروط العقد ،أو التأثير على ظروف التنفيذ الخارجية .في كل هذه
الفرضيات ،للمتعاقد الحق في التعويض ،و هو ما أكده القضاء في عدة أحكام استنادا إلى المبادئ العامة للقانون و مبادئ العدالة.
12
المحور الثالث :الشرطة اإلدارية
الضبط اإلداري هو مجموعة من األوامر و النواهي و التوجيهات التي من خاللها تعمل السلطات على العمومية على تنظيم
الحريات العامة و تقييد الحرية الفردية و الجماعية للمواطنين.
13
المطلب األول :الوسائل القانونية
الوسائل القانونية هي مجموعة من الوسائل و اآلليات القانونية تستند عليها الشرطة اإلدارية بكيفية إنفرادية أو وفق طلب
المعنيين باألمر ،و قد تكون قرارات تنظيمية أو قرارات فردية :
الحظر :
المغزى من الحظر أن تمنع الالئحة من إتخاذ إجراءات أو تدابير معينة ،مانعة ممارسة نشاط على أن يكون المنع مؤقتا و جزئيا
دون إلغاء حرية األفراد في ممارسة ذلك النشاط مستقبال ،و إال كان الحظر غير مشروعا،
اإلذن :
قد تفترض لوائح الضبط اإلداري في بعض الحاالت وجود إلزامية الحصول على إذن مسبق من الجهة اإلدارية المختصة لممارسة
نشاط معين ،في هذه الحالة من الالزم أن ينص القانون المنظم لهذه الحرية موضوع الممارسة صراحة على ضرورة إشتراط
الحصول على اإلذن.
اإلخطار :
قد تشترط لوائح الضبط اإلداري في بعض الحاالت ضرورة إخطار السلطات اإلدارية مسبقا لممارسة المواطنين لنشاط معين حتى
تتمكن السلطات من إتخاذ اإلجراءات الضرورية لدرء المخاطر التي قد تهدد النظام العام لمنع وقوع كل ما من شأنه اإلضرار
بأرواح أو ممتلكات المواطنين ،و النشاط في هذه الحالة غير محضور و ال يشترط عادة الحصول على إذن سابق لمزاولته.
14
أن تبلغ اإلدارة األفراد قبل التنفيذ الجبري على ضرورة التصرف إختياريا ]
عدم اإللتجاء إلى القوة إال في حالة الضرورة و اإلستعجال وفق متطلبات المصلحة العامة.
أن يكون هناك تناسب بين إستعمال القوة و بلوغ الهدف الذي رسمه القانون.
15
من إنعكاسات خطيرة على حقوق و حريات األفراد في دولة الحق و القانون ،ال يمكن للسلطات اإلدارية أن تنكر أو أن تتجاهل
بكيفية مطلقة تلك الحقوق و الحريات.
16
مزاولة هذا النشاط ألنه ال يحقق األرباح و كثير النفقات ،أو ألن الدولة ترى أن األفراد ال يمكن أن يزاولوا هذا النشاط في ظروف
جيدة ،و قد يعهد بتسييره للخواص و الشركات ،و هو ما يطلق عليه إصطالحا بامتيازات المرفق العام.
17
المطلب الثاني :تنظيم المرافق العامة
يقصد بتنظيم المرافق العامة وضع القواعد المتعلقة بتشغيلها على الوجه المحقق للصالح العام من حيث كيفية إدارتها ،و تنظيم
شؤون العاملين بها ،و تنظيم العالقة بين أقسامها و فروعها ،و تحديد إختصاصات كل من هذه االقسام و تلك الفروع ،فهذه
القواعد هي التي تبين ما إذا كان المرفق الجديد سيلحق بشخص إداري أم ستكون لشخصية مستقلة و تبين طريقة إستقالله.
المطلب األول :تقسيم المرافق العامة من حيث طبيعة النشاط الذي تزاوله
من هذه الزاوية يمكن تصنيف المرافق العامة إلى األنواع التالية :
المطلب الثاني :تقسيم المرافق العامة على أساس اإلمتداد الترابي و الجغرافي لنشاطها
تأسيسا على هذا المعيار تقسم المرافق العامة إلى األنواع التالية :
18
الفرع الثاني :المرافق العامة المحلية
المرافق العامة المحلية هي تلك المرافق المعهود بإدارتها للجماعات المحلية ،و هي وفق المقتضيات الدستورية لتعديلي 1992و
1996و كذا 2011الجهات ،العماالت ،األقاليم ،و الجماعات الحضرية و القروية .و المشرع يعمل على تحديد اإلختصاصات
المعهود بها لهذه الجماعات ،و غالبا ما يعمل على حصرها في إطار ترابي و جغرافي محدد ،و عليه تسمى بالمرافق الجهوية ،أو
المرافق اإلقليمية ،أو المرافق الحضرية أو البلدية أو القروية.
المطلب الثالث :تقسيم المرافق العامة من حيث مدى تمتعها بالشخصية المعنوية
من هذه الزاوية يمكن تصنيف المرافق العامة إلى األنواع التالية :
المرافق العامة اإلدارية إصطالح الصندوق ( الصندوق الوطني القرض الفالحي ) ،أو المركز ( المركز السينماتوغرافي المغربي )،
أو المكتب ( مكتب إستغالل الموانئ ) ،و هي مؤسسات عامة وطنية ،أما محليا فنجد مصطلح الوكالة ( الوكالة المستقلة لتوزيع
الماء و الكهرباء ) ،و هي مؤسسات عامة محلية.
المطلب الرابع :تقسيم المرافق العامة على أساس سلطة الدولة في إحداثها
تأسيسا على هذا المعيار تقسم المرافق العامة إلى األنواع التالية :
19
22 / 11 / 2019 المحاضرة العاشرة
القضاء اإلداري هو الذي وضع المبادئ األساسية المرفقية الجوهرية أول مرة ،لويس غولون كان وراء صياغتها ألول مرة ،و
بعد ذلك عمل القضاء اإلداري على تطوير هذه المبادئ األساسية،
كانت في البداية مبادئ كالسيكية تقليدية متمثلة في اإلستمرارية ،المساواة ،و القابلية للتغيير ،لكن بعد الحرب العالمية الثانية و
التطورات الكبرى التي شهدها العالم أضيفت إلى هذه المبادئ مبادئ عصرية تماشات مع التطورات وفق ما تطلبته الحاجيات
األساسية للمرتفقين ،و تتمثل هذه المبادئ في الشفافية و الجودة.
اإلدارة لها مسؤولية ضمان إستمرار سير المرافق العمومية ،و مبدأ اإلستمرارية من القواعد الجوهرية و األساسية ،ال تحتاج
لنص تنظيمي أو تشريعيي يقرها ،بل هي من الحاجيات األساسية ،من باب تحصيل الحاصل .على اعتبار أن وجود مرفق عام
طبيعته تقتضي ضمان سيره خدمة للمصلحة العامة.
إن قاعدة إستمرارية المرافق العامة مؤسسة على ضرورة كفالة حقوق المنتفعين بكيفية فعالة و مستديمة ،و هي مسألة إذا كانت
متعذرة الحصول بالنسبة لبعض المرافق فهي واجبة بالنسبة لمرافق أخرى مما يصبح معه إلزاميا فتح أبواب قسم المستعجالت
بالمستشفيات العامة بصفة دائمة ،و تسري نفس القواعد على مكاتب البريد ،و مصالح الماء و الكهرباء.
تطبيقا لمبدأ اإلستمرارية ،من الالزم اإلعتداد بالتوقيت اإلداري بكيفية منتظمة للمرفق ،لذا وجب فتح أبوابه في الساعة النظامية
القانونية ،و ال يمكن إغالقها قبل األوقات المحددة ،فالعبرة أن يتمكن المرتفقون من الخدمات بشكل جيد حتى يستجيب المرفق
للغاية التي أنشأ من أجلها.
و في جميع الحاالت ،فإن تطبيق مبدأ اإلستمرارية يؤدي إلى نتائج مقيدة للحريات الفردية و الجماعية ،و إلى حماية إمتيازات
الدولة و سلطاتها اإلدارية ،و يتضح ذلك على األقل في خمسة مجاالت :
20
الفرع الثاني :قاعدة تنظيم االستقالة
االستقالة إنهاء لخدمة الموظف بناءا على رغبته في التخلي نهائيا عن الوظيفة التي يشغلها ،و االستقالة حتى تصبح سارية النفاذ
فإنها خاضعة لشكلية تقديم طلب كتابي من المعني باألمر ،يعبر فيه بشكل صريح و واضح عن رغبته في مغادرة أسالك الوظيفة
بصفة نهائية ...و االستقالة لما كانت إحدى الحقوق التي بإمكان الموظفين مزاولتها ,فإنهم ملزمون بعدم اإلخالل بالمصلحة العامة
و احترام المبادئ األساسية الضامنة لسير المرفق بانتظام و باضطراد .و قد عمل المشرع المغربي على تنظيم االستقالة بمقتضى
الفصول 75إلى 79من ظهير 24فبراير ,1958المعتمد بمثابة النظام األساسي للوظيفة العمومية.
و أعمال و تصرفات الموظف الفعلي تعتبر صحيحة و مشروعة ،خالل فترة ممارستها ،على الرغم من كون أ ،التطبيق المنطقي
لقواعد المشروعية يقتضي عدم االعتراف بصحتها ،و تعتبر صحيحة و مشروعة بالنسبة للقضاء على اعتبار انها اساسية للحفاظ
على مبدأ االستمرارية.
الفرع الرابع :تحريم الحجز على األموال المعتمدة و المخصصة لتسيير المرافق العامة
مبدأ تحريم الحجز على األموال المعتمدة و المخصصة لتسيير المرافق العامة باعتبارها أداة لتحقيق المصلحة العامة ،و عليه ال
يمكن أن تكون موضوع حجز ضمانا الستمرارية المرافق العمومية ،و قد يتساءل المرء من هذا المنطلق عن الضامن الفعلي
لحقوق دائني الدولة ما دام ال يمكن الحجز على أموال المرافق العمومية ؟
إجابة عن هذا السؤال ،يمكن الجزم أن تصرف الدولة كقاعدة عامة يفترض المالءمة ،أي تأخذ مالها من حقوق عامة و تنفذ ما
عليها من التزامات دون إكراه ،أو لجوء إلى االحتيال على الغير أو اإلضرار بحقوقه .و الجهاز القضائي متى ما كان مستقال ،يعد
خير و أفضل سلطة مراقبة لإلدارة حماية للمواطن من اعتداءاتها المفترضة.
21
أو رأت اإلدارة أن هناك وسيلة أحسن للزيادة في تفعيل أدائها كان من حقها إدخال تعديالت في كيفية تدبيرها ،إدارته ،و تنظيمه،
كأن تفرض رسوما على االنتفاع .فالدولة في هذا المجال ،تنفرد بسلطات تقديرية واسعة ،فالشرط الوحيد المقيد لتصرفاتها هو
مراعاة المصلحة العامة ،و المساواة بين المنتفعين.
-أسلوب مشاطرة االستغالل :هذا األسلوب مختلف عن األسلوب السابق في كون أن الشركة أو الشخص الذي عهد إليه تدبير
المرافق يخضع لنظام تعاقدي مع اإلدارة ،و ال يستفيد من المكافآت إال إذا حقق أرباحا نتيجة حسن تسييره.
-التخصص :مفاده أن إحداثها الغاية منه تدبير و إدارة مرفق عام معين ،و محدد ،على سبيل الحصر و ال يمكنها العمل خارج
إطاره .و هي بذلك مقيدة بالغرض و األهداف التي أنشأت من أجلها.
تجدر اإلشارة إلى أنه توجد طرق أخرى لتدبير المرافق العامة ،كالمقاولة العامة ،االمتياز أو االلتزام ،أسلوب االقتصاد
المختلط ،و التدبير المفوض.
22