Professional Documents
Culture Documents
محاضرات الفرد والثقافة
محاضرات الفرد والثقافة
الحصة األولى
الثقافة :تعريفها و نشأتها
د: تمهي
يتم يز ك ل مجتم ع بثقافت ه الخاص ة ،كم ا إن لك ل ثقاف ة مميزاته ا وخصائص ها ومقوماته ا
المادي ة ال تي تت ألف من ط رق العيش واألدوات ال تي يس تخدمها أف راد المجتم ع في قض اء
ح وائجهم ،واألس اليب ال تي يض عونها الس تخدام ه ذه األدوات .ف أدوات الص يد والزراع ة
والقت ال أدوات ثقافي ة ،واألزي اء وأس لوب الترفي ه أيض ا أش كال ثقافي ة .وللثقاف ة أيض ا
مقوماته ا المعنوي ة وال تي تتمث ل في مجم وع الع ادات والتقالي د ال تي تس ود المجتم ع وال تي
يتوارثه ا أف راده جيال بع د جي ل ،مث ل الق انون أو الع رف ال ذي يحكمهم أو القيم والقواع د
األخالقية التي تحدد طبيعة العالقات بين بعضهم البعض.
أوال :مفهوم الثقافة :
1
لم تش هد كلم ة ازده ارا وانتش ارا ككلم ة الثقاف ة Cultureوليس هن اك مفه وم أك ثر ت داوال
واس تخداما كمفه وم الثقاف ة ،وم ع ذل ك يبقي الغم وض وااللتب اس متالزمين كلم ا ط رح
الموضوع للنقاش .وقد أحصي عالما االنثروبولوجيا األمريكيان كروبير وكلوكهون ما ال
يق ل عن مائ ة وس تين تعريف ا للثقاف ة قام ا بفرزه ا علي س بعة أص ناف :وص فية وتاريخي ة
وتقييمية وسيكولوجية وبنيوية وتكوينية وجزئية غير كاملة .
وق د اكتس بت كلم ة ثقاف ة معناه ا الفك ري في أورب ا في النص ف الث اني من الق رن الث امن
عش ر .فالكلم ة الفرنس ية ك انت تع ني في الق رون الوس طي ” الطق وس الديني ة ” لكنه ا في
الق رن الس ابع عش ر ك انت تع بر عن ” فالح ة األرض“ .وم ع الق رن الث امن عش ر اتخ ذت
منحي يعبر عن التكوين الفكري عموما وعن التقدم الفكري للشخص بخاصة .ولكن انتقال
الكلم ة الي األلماني ة في النصف الث اني من القرن الثامن عش ر أكسبها ألول مرة مضمونا
جماعي ا .فق د أص بحت ت دل بخاص ة علي التق دم الفك ري ال ذي يتحص ل علي ه الش خص أو
المجموعات أو اإلنسانية بصفة عامة .أما الجانب المادي في حياة األشخاص والمجتمعات
فقد أفردت لها األلمانية كلمة ” حضارة ” .وإ ذا كانت كلمة ثقافة قد مرت بهذه التطورات
فأن كلمة مثقف هي ترجمة للكلمة الفرنسية “”Intellectومعناها العقل أو الفكر وبالتالي
فهي تدل عندما تستعمل وصفا لشئ علي انتماء أو ارتباط هذا الشئ بالعقل أو بالروح .
بعض التعريفات :
الش ك في أن أق دم التعريف ات لمفه وم الثقاف ة وأكثره ا ذيوع ا ه و تعري ف االن ثروبولوجي
االنجل يزي ادوارد ت ايلور وال ذي قدم ه في كتاب ه ” الثقاف ة البدائي ة ” ع ام 1871م وال ذي
يذهب فيه الي التعريف الت الي ” الثقافة هي كل مركب يشتمل علي المعارف والمعتقدات
والفن والق انون واألخالق والتقالي د وك ل القابلي ات والع ادات األخ رى ال تي يكتس بها اإلنس ان
كعضو في مجتمع ” .ولعل أبسط التعريفات وأحدثها تعريف روبرت بيرستد الذي ظهر
في أوائ ل الس تينات من الق رن العش رين وال ذي يعت بر ”الثقاف ة هي ذلك الك ل الم ركب ال ذي
يتألف من كل ما نفكر فيه أو نقوم بعمله أو نتملكه كأعضاء في مجتمع ” .إال إن تعريف
روشيه أكثر شموال وعمقا ويقدمه علي الشكل التالي ” :الثقافة هي مجموعة من العناصر
لها عالقة بطرق التفكير والشعور والفعل ،وهي طرق صيغت تقريبا في قواعد واضحة
وال تي أكتس بها وتعلمه ا وش ارك فيه ا جم ع من األش خاص – تس تخدم بص ورة موض وعية
2
ورمزي ة في آن واح د من أج ل تك وين ه ؤالء األش خاص في جماع ة خاص ة ومم يزة
” .ويتم يز تعري ف كروب ير وكلوكه ون بأبع اد جدي دة فه و يعت بر ” الثقاف ة تتك ون من نم اذج
ظ اهرة وكامن ة من الس لوك المكتس ب والمنتق ل بواس طة الرم وز ،وال تي تك ون االنج از
المميز للجماعات اإلنسانية ،والذي يظهر في شكل مصنوعات ومنتجات .أم ا قلب الثقاف ة
فيتكون من األفكار التقليدية وبخاصة ما كان متصال منها بالقيم .ويمكن أن نعد األنساق
الثقافية نتاجا للفعل من ناحية ،كما يمكن النظر بوصفها عوامل شرطية محددة لفعل مقبل“
.
ثانيا :الحضارة والثقافة
استقطبت هذه الثنائية كتابات كثيرة ،وقد احتلت فرنسا وألمانيا صفوفها األمامية غير أن
تلك الكتابات التي دارت حول الثقافة والحضارة آلت الي تشتت األفكار في الغرب خالل
الثالثين سنة األولي من القرن العشرين ،بقي خاللها االستخدام الفرنسي لكلمة حضارة ”
” Civilizationيشمل مختلف أنواع التقدم ،فكرية كانت أم مادية ،مقابل النزعة األلمانية
ال تي نحت نح و التمي يز بين الثقاف ة بمعناه ا ال روحي والفك ري والعلمي وبين الحض ارة
بمعناها المادي.
علي العموم لم يعر عµ%لماء االنثروبولوجيا واالجتماع أي اهتمام لهذا التمييز الذي بدأ
لهم تمي يزا وهمي ا .إن الغالبي ة العظمي من علم اء االنثروبولوجي ا واالجتم اع تتجنب
استعمال مصطلح حضارة أو تستخدم مصطلح ثقافة بمعني حضارة ،وتعتبر االثنين من
الممكن أن تح ل اح دهما مح ل األخ رى وم ع ذل ك ق د نج د عن د بعض علم اء االجتم اع
واالنثروبولوجيا المعاصرين التمييز التالي :
فبعضهم يستخدم مصطلح حضارة لكي يشير الي مجموعة من الثقافات الخاصة التي بينها
تش ابه أو أص ول مش تركة ،وبه ذا المع ني يتح دث البعض عن الحض ارة الغربي ة ال تي
تنض وي تحته ا الثقاف ات الفرنس ية واالنجليزي ة واأللماني ة وااليطالي ة واألمريكي ة الخ ...أم ا
البعض األخ ر فيس تخدم مصطلح حضارة للدالل ة علي المجتمع ات التي بلغت درجة عالية
من التطور وتتصف بالتقدم العلمي والتقني والتنظيم المدني والتعقيد في التنظيم االجتماعي
في ك ل األح وال ورغم محاول ة مفك ري الق رن التاس ع عش ر األلم ان وض ع تفرق ة ص ارمة
بين الحضارة والثقافة ،من خالل التأكيد علي إن الحضارة تشمل العوامل المادية والتقنية
3
والثقافة تحتوي علي القيم والمثاليات والخصائص العقلية والفنية األخالقية العليا للمجتمع
إال إن هذه التفرقة لم تحظ بالقبول في أماكن أخري من العالم .
4
معين ،فاألفع ال ال تي يق وم به ا الفالح ون في الزراعة وط رقهم في الحص اد وتخ زين
المحصول وطرق إعداد الطعام الخ...كل هذا يمثل نمطا ثقافيا.
-التراكم الثقافي :أي عملية نمو الثقافة جيال بعد جيل بفضل ما يضيفه األجيال الالحقة
من عناصر جديدة تتكون وتتراكم علي أساسها الثقافة.
-الم ركب الثق افي :إن العناص ر الفرعي ة للثقاف ة تتك ون ب دورها من رواب ط متش ابكة
وعن دما ترك ز الص الت بين العناص ر الفرعي ة للثقاف ة على س مة ثقافي ة بعينه ا يطل ق عليه ا
عندئذ المركب الثقافي .
-التالقح الثقافي :وقد يطلق عليه مصطلح االتصال الثقافي أو” التثاقف“ وهو يشير إلي
التأثير المتبادل بين الثقافات ،أو بمعني آخر إلى التغير الثقافي الذي يتم في ظروف خاصة
يح دث فيه ا اتص ال ش ديد بين ثق افتين أو أك ثر متناقض تين تناقض ا ملحوظ ا .كم ا يتض من
تغيرا واسع النطاق وسريع نسبيا في أي من الثقافتين أو كلتيهما.
-الغزو الثقافي :كما في حاالت االستعمار إليجاد الرغبة في التأليف مع الثقاف ة الخارجية
ويتم الغ زو الثق افي الي وم عن طري ق محاول ة ف رض التبعي ة الثقافية ومن خالل وس ائل
اإلعالم ومواقع االنترنت وغيرها.
-التمثل الثقافي :يشير إلي العملية التي عن طريقها تحاول الجماعات ذات أنم اط السلوك
المختلف ة أن تن دمج م ع بعض ها البعض في وح دة اجتماعي ة وثقافي ة مش تركة .أي إن ه ذه
العملي ة ت ؤدي إلي ان دماج أو انص هار ثق افتين أو أك ثر في وح دة ثقافي ة متجانس ة .
-االنتش ار الثق افي :يش ير إلي عملي ة انتق ال الس مات الثقافي ة من ثقاف ة إلى أخ ري.
والنتش ار الثقاف ة الب د من ت وافر ع دة عناص ر ،منه ا وج ود بعض الس مات أو العناص ر
الثقافي ة ال تي تس تحق أن تنتش ر ،ومنه ا ض رورة وج ود مجتم ع يتقب ل ه ذه الس مات ،
باإلضافة إلي ضرورة وجود طريقة أو وسيلة تستعمل كأداة للنشر كالتلفاز أو اإلذاعة أو
الكتب واألشخاص الذين ينتقلون بين الثقافات المختلفة الخ....
-الهوة الثقافية :أو التخلف الثقافي وهو يحث نتيجة تغير بعض جوانب الثقافة بمعدالت
أس رع من تغ ير الج وانب األخ رى ،فيح دث ه وة أو تخل ف لبعض العناص ر الثقافي ة نتيج ة
ع دم ت وازن عملي ات تغ ير الثقاف ة .وق د ورد مفه وم اله وة الثقافي ة في كت اب ” التغ ير
االجتماعي“ للعالم األمريكي ” وليم أوجبرن“ الذي نشره عام 1922م .
5
-النس بية الثقافية :أي منافس ة األش ياء بالنس بة لثقاف ات المن اطق المختلف ة ،أي في ح دود
الثقافة الخاصة بكل منطقة.
-الثقافة الفرعية :ويقصد بها أن هناك جماعة من الناس يشتركون في أنماط متميزة من
القيم والمعتق دات ،وتتم يز طريق ة حي اتهم عن الثقاف ة الكلي ة ال تي تس ود المجتم ع األك بر في
بعض األنم اط الثقافي ة الخاص ة بهم .وبمع ني أخ ر ف ان الثقاف ة الفرعي ة بمثاب ة نم ط من
السلوك تتميز به الجماعات الخاصة التي تعيش داخل المجتمع األكبر ،وقد يختلف سلوك
أفراد تلك الجماعات عن سلوك أفراد المجتمع الكلي ،ولكن في نفس الوقت تتضمن ثقافتهم
الفرعي ة علي عناص ر تش ترك فيه ا م ع الثقاف ة الكلي ة كم ا تحتف ظ لنفس ها بعناص ر أخ ري
تميزها عن غيرها من الثقافات .
-الحض ارة :تش ير إلي ن وع متق دم من المجتمع ات ال تي تتم يز بدرج ة متقدم ة من الفن ون
والعل وم والتنظيم ات االجتماعي ة .وق د م ال بعض الكت اب إلي إطالق لف ظ ”حض ارة“علي
األجهزة الفنية للمجتمع مثل العلم والتكنولوجيا واإلمكانيات المادية .أما لفظ ”ثقافة“ فتعني
المحصلة النهائية للتراث اإلنساني واالجتماعي سواء كان هذا التراث ماديا أو غير ماديا.
الحصة الثانية
المفهوم السوسيولوجي للثقافة
تمهيد :إن الثقافة كمفهوم سوسيولوجي تشمل كل ما في البعد األدبي والتراثي والمسرحي
والفني ،كما تشمل البعد األنثروبولوجي الذي يطال األدب والفن كما يطال حقل التعابير
التي نطلق عليها عادة صفة اجتماعية والتي تميز جماعة بشرية معينة ،كالتقاليد والعادات
واالحتفاالت علي أنواعها ومسالك التعبير وتقاليد الطبخ وأشكال اللباس فضال عن
التصورات واألساطير والمعتقدات .
وق د ق ام العدي د من السوس يولوجيين قب ل ذل ك بتف تيت الكلي ات الك برى للثقاف ة الي وح دات
أطلق عليها السمات الثقافية ،فأسلوب تبادل التحية بين األفراد وسلوكيات الفرح أو الحزن
بأبعاده ا وس ماتها المادي ة والالمادي ة علي س بيل المث ال هي الطريق ة ال تي يمكن من خالله ا
تحليل الثقافة السائدة في مجتمع ما.
أوال – التأصيل بين النمط والنظام :
6
يوجد داخل األنماط الثقافية بعض التشابهات وهذا ما يطلق عليه األنماط العامة للثقافة .
وك ان بعض السوس يولوجيين ومن أب رزهم رال ف لنت ون ي ري أن حاج ات الف رد هي دواف ع
السلوك األساسية ،ولذلك فهي الدوافع المسئولة عن تفاعل المجتمع والثقافة .وهو يوسع
مفه وم الحاج ات ليش مل الحاج ات النفس ية فض ال عن البيولوجي ة .وم ع ذل ك يح ددها لنت ون
بثالثة عناصر أساسية صالحة لتفسير السلوك البشري وهي :
-1الحاجة الي االستجابة العاطفية.
2-الحاجة الي الخبرة الجديدة.
3-الحاجة الي األمن.
وم ع ذل ك ف ان أش كال الس لوك المختلف ة ال يمكن تفس يرها علي أس اس الحاج ات الدافع ة
وحدها ،فهذه الحاجات مجرد قوي ومحركات ودوافع .والسلوك المعبر عنها يتشكل بع دد
ال نهاية له من العوامل األخرى في المحيط الذي يحيا فيه اإلنسان .
ويعمق مالينوفسكي هذا االتجاه موكدا أن الحاجات األساسية للفرد وإ شباعها ترتبط ارتباط ا
وثيقا باشتقاق حاجات ثقافية جديدة ،وان هذه الحاجات الجديدة ال تتم إال بإنشاء بيئة جديدة
،بيئة ثانوية أو اصطناعية .وهذه البيئة هي الثقافة بعينها ال أكثر وال أقل .
ه ذه المقارب ة الوظيفي ة تتض من فك رة التنظيم ،ذل ك أن ه ال ب د من تع اون بين الن اس
والمجموعات إلشباع الحاجات وهذا ينطبق علي كل الجماعات في كل الثقافات .ويسمي
مالينوفس كي وح دة التنظيم اإلنس اني ” النظ ام االجتم اعي“ وال ذي يع ني ب ه االتف اق علي
مجموعة من القيم التقليدية تجمع الناس وتنظم حياتهم وعالقاتهم مع بعضهم ومع بيئاتهم
الطبيعية منها والصناعية. وقد تنشأ النظم االجتماعية تلقائيا أو عن قصد لتأمين الرغبات
األساس ية والحاج ات األولي ة الض رورية فض ال عن أنه ا تم د األف راد باألص ول والقواع د
والمبادئ العامة التي يجب أن تقوم عليها معامالتهم وهناك عدة تعريفات للنظم االجتماعية
،ولكنها بشكل عام ليست إال نماذج منظمة للسلوك توجه سلوك األفراد ومواقفهم.
للنظم االجتماعية أهمية كبري ،فهي التي تعمل علي تشكيل سلوك األفراد والجماعات
وتض عه في ق والب ونم اذج تس هل االتص ال والتفاع ل ،وبالت الي فهي ت ؤثر في أفك ارهم
ومعلوم اتهم ومه ارتهم وخ براتهم ودوافعهم وقيمهم واتجاه اتهم ألنه ا تحملهم علي تك ييف
س لوكياتهم وفق ا لمقتض ياتها .وهي تنق ل الي الف رد ال تراث الثق افي وتطبع ه بالط ابع المم يز
7
ه. ذي يعيش في المجتمع ال اص ب الخ
يعت بر امي ل دورك ايم النظم االجتماعي ة ذات خاص ية إلزامي ة وإ جباري ة ،أي أنه ا تف رض
نفس ها علي األف راد وتج برهم علي طاعته ا .ونظريت ه في ه ذا المج ال تق وم علي أس اس
التمييز بين ما يسميه :
-التص ورات الفردي ة :وأساس ها المش اعر الناتج ة عن تفاع ل كث ير من خالي ا المخ ،وم ا
ينتج عن هذا التفاعل من مركب ذي صفات خاصة به ،والمشاعر الناتجة تمتزج لتكون
الصور وهي بدورها تمتزج لتكون التصورات الفردية.
-التصورات الجمعية :وهي تنتج عن طريق مزج الضمائر الفردية واتحادها في النهاية .
وي ري دورك ايم أن التص ورات الجمعي ة هي أعظم ش كل للحي اة النفس ية .يكتس ب الف رد
األنم اط الثقافي ة المناس بة أثن اء عملي ة التنش ئة االجتماعي ة ب دءا باس اليب الس لوك المتنوع ة
وص وال الي األنش طة الجماعي ة .ويمكن الق ول ان لك ل مجتم ع أو طبق ة أو جماع ة أنماط ا
ثقافية تتشكل في أنساق متكاملة وتعمل كنماذج تفرض نفسها علي األفراد بما يضمن حد
أدني من التماثل في السلوك.
قد يكون النموذج الثقافي عموميا وشائعا في المجتمع كل ،كما قد يكون خاصا بقطاع
معين من المجتم ع ،وفي ه ذه الحال ة يس مي ثقاف ة فرعي ة .فط رق تن اول الطع ام ب دءا
بالمجتمع الغربي المدني وانتهاء بالمجتمع البدوي أو الريفي تعبر عن أنماط ونماذج ثقافية
،كما أن طرق التعبير عن الفرح أو الحزن واالحتفاالت وطقوس العبادات تعبر أيضا عن
أنماط ونماذج ثقافية تختلف باختالف المجتمعات .
ان تحلي ل ش كل الثقاف ة ومحتواه ا في مجتم ع م ا مهم ا ب دأ عليه ا من تج انس وبس اطة ،
ينطوي علي كثير من الصعوبات التي تفرض تحليل السمات الثقافة وما يندرج تحتها من
خصوصيات حتي يمكن فهم الثقافة في وحدتها وتكامل أجزائها.
ثانيا – اس تمرارية األنس اق االجتماعي ة والثقافي ة وتفاعلها :إذا ك ان دورك ايم واض حا في
رؤيته للمجتمع بصفته مصدر لتشكيل الفرد وقولبته كيفما شاء ضمن أطره الثقافية ،فان
الفرد هو ركيزة الحياة االجتماعية عند ماكس فيبر فهو يشكل المجتمع بإرادته الواعية .
وق د ق دم بارس ونز مف اهيم تحليلي ة متقدم ة تض منت نظري ة عام ة عن المجتم ع ال ت برز
8
الرأس مالية بق در م ا تق دم تفس يرا وفهم ا لص عوبات الرأس مالية دون أن ت دينها .لق د رأي
بارسونز الحياة االجتماعية من خالل أفكار البشر وبخاصة من خالل معاييرهم وقيمهم.
نظ ر بارس ونز في كتاب ه ” بني ة الفع ل االجتم اعي“ الي البش ر علي اعتب ار أنهم يقوم ون
باالختيار أو المفاضلة بين أهداف مختلفة ووسائل تحقيق هذه األهداف ووفق هذه الخالصة
– النموذج -هناك أوال اإلنسان الفاعل وثانيا نطاق األهداف التي ال بد أن يختار من بينها
الفاعل وهناك ثالثا الوسائل الممكنة لبلوغ تلك الغايات.
إن نقط ة االنطالق في التحلي ل البارس وني هي ” الفع ل ” أي الس لوك اإلنس اني الف ردي أو
الجمعي ،ل ذلك يش دد علي إن موق ع الفع ل يتح دد دائم ا في أربع ة س ياقات هي :
بية . ة والعص ه الفيزيولوجي ه ومتطلبات ديولوجي بحاجات ياق األي 1-الس
–2الس ياق النفس ي وال ذي يت درج في اختص اص علم النفس وإ ط ار الشخص ية .
–3الس ياق االجتم اعي بتفاعالت ه بين اإلف راد والجماع ات .وه و من اختص اص علم
اع االجتم
–4الس ياق الثق افي وه و يتمث ل بالمع ايير والنم اذج والقيم واإلي ديولوجيات والمع رف وه و
السياق الذي درسته األنثروبولوجيا بداية .
في التحليل البارسونزي نظر الي األنساق االجتماعية والثقافية والي األدوار بوصفها نتيجة
للفعل االجتماعي أو العكس ،إال إن ” التفاعلية الرمزية ” لم تقم بهذه النقلة ،بل ظلت مع
الفع ل االجتم اعي .أنه ا ت ري الب ني االجتماعي ة ض منا باعتباره ا ب ني لألدوار بطريق ة
بارس ونز نفس ها ،إال إنه ا ال تش غل نفس ها بالتحلي ل علي مس توي األنس اق .أنه ا تبقي
اهتماماته ا علي مس توي ” وح دة الفع ل الص غرى“ وال تهتم بقض ية االختي ار بين س لم
المفاض الت ق در اهتمامه ا بقض ية تش كيل المع اني .والمؤس س الفك ري له ذا االتج اه ه و
ج ورج مي د ،وه و اتج اه تجاذبت ه أك ثر من تي ار إال إن هرب رت بل ومر أوج ز فرض يات
الي : كل الت ة علي الش التفاعلي
–1إن البش ر يتص رفون حي ال األش ياء علي أس اس م ا تعني ه تل ك األش ياء لهم .
–2ه ذه المع اني هي نت اج للتفاع ل االجتم اعي في المجتم ع اإلنس اني .
– 3وه ذه المع اني تح ور وتع دل ويتم ت داولها ع بر عملي ة تأوي ل يس تخدمها ك ل ف رد في
تعامله مع اإلشارات التي يواجهها .
9
ه ذه الفرض يات الثالث ة ترك ز علي ” الرم ز ال دال ” وهو م ا يف رق اإلنس ان عن الحي وان .
فاللغة كرمز دال هي المعني المشترك ،وهو يتطور في سياق عملية التفاعل االجتماعي
الذي يولد المعاني ،والمعاني بدورها تشكل عالمنا .تبقي التفاعلية الرمزية مقربة معرفية
في دراسة الشخصية ويظل اهتمامها مركزا علي دراسة التفكير وعملياته .
11
بين المجتمع ات ناتج ة عن الحقيق ة القائل ة ب أن ال دوافع اإلنس انية األساس ية تتطلب أش كاال
متماثلة من اإلشباع.
-الثقاف ة تكييفي ه :إن الثقاف ة تتغ ير وتتم يز عملي ة التغ ير الثق افي بأنه ا عملي ة تكييفي ه ،
فتميل الثقافات – خالل فترات زمنية معينة – الي التكيف مع البيئة الجغرافية ،وتتكيف
الثقاف ات أيض ا عن طري ق االس تعارة والتنظيم وذل ك بالنس بة للبيئ ة االجتماعي ة للش عوب
المجاورة ،وتتكيف الثقافات لنفسها كذلك ،بمعني أن تتكيف للتغيرات المختلفة التي تطرأ
علي مظاهره ا بس رعات مختلف ة .وأخ يرا ف ان الثقاف ات عليه ا أن تتكي ف للمتطلب ات
البيولوجية والسيكولوجية للكائن الحي .
-الثقاف ة انتقائي ة :يتم انتق ال الثقاف ة من جي ل الي أخ ر علي نح و مختل ف ك ل االختالف
عن توارث الصفات الجسمية والحيوية في اغلب الكائنات الحية .فقوانين الوراثة الحيوية
ثابت ة مط ردة الي ح د بعي د ،أم ا انتق ال الثقاف ة فال يتم بمث ل ه ذه اآللي ة والحتمي ة ،ب ل يتم
غالبا عن وعي وإ دراك وانتقاء .ولكن يجب أن نبرز تلك الحقيقة الجوهرية وهي أنه ليس
معني االنتقاء هنا أن لنا اختيارا تاما في قبول عناصر ثقافية أو رفضها .فما ال شك فيه
أن هذه العناصر تعلو علي مشيئتنا الي حد ما ،وغاية ما هنالك أن قبولنا الواعي لعناصر
الثقافة يجعل لنا نوعا من القدرة علي تكييفها تبعا لظروفنا والوقوف منها موقف االنتق اء ال
موقف التلقي السلب.
-الثقافة مجتمعية :بمعني أنها عادات المجتمع ،ويلزم علي جميع أفراد المجتمع إتباعها
غ ير أن ه ال تتمت ع ك ل النظم الثقافي ة ب ذلك الش مول في التط بيق ،ب ل إن ع ددا كب يرا من
النظم يطبق علي جماعة معينة داخل المجتمع الواحد وال يطبق علي الجماعات األخرى
الحصة الرابعة :
التفاعل الثقافي و آلياته :
تمهيد :اإلنسان كائن اجتماعي ،وطالما هو كذلك فانه يعيش حياته في كل زمان ومكان
في اتصال مباشر وغير مباشر مع أقرانه ومحيطه .واالتصال هو أبرز آلي ات التفاع ل بين
األف راد والجماع ات .والتفاع ل تب ادلي يمكن مالحظت ه داخ ل الجماع ة وخارجه ا ،وه و ق د
يأخذ ثالثة أشكال :من شخص ألخر أو من شخص لجماعة أو من جماعة الي جماعة.
12
لكن آليات التفاعل متعددة تحاكي في كثرتها تعقد الحياة االجتماعية ،وبالتالي هي حاالت
ال يمكن تصنيفها بسهولة ألنها في الحياة العملية ال تعمل بمعزل بعضها عن بعض .وقد
اخترن ا خمس آلي ات أساس ية للتفاع ل الثق افي واالجتم اعي تتمث ل فيم ا يلي :
- 1التب ادل :لطالم ا اعتبرن ا التب ادل عملي ة اقتص ادية بحت ه ،لكن علم اء االجتم اع
المعاص رين أوض حوا أن التب ادل ه و أح د أش كال التفاع ل االجتم اعي .يح دث التب ادل بين
المجموع ات س واء ك انت كب يرة تح اكي بحجمه ا ال دول الحديث ة ،أم ص غيرة مس اوية
لمجموعة الزوجين األساسية .
إن علم االجتم اع م دين لج ورج س يمل في إب راز أهمي ة التب ادل في دراس ة التفاع ل
االجتم اعي .يش ير س يمل الي أن التب ادل ه و إعط اء ش كل محس وس للتفاع ل االجتم اعي
بحيث يصبح واقعة قابلة للقياس نوعا ما .وتتلخص نظرة سيمل بأنه مهما كانت العالقات
حميم ة وص ادقة ،فإنه ا تظ ل متم يزة بمع الم التب ادل بحيث يق وم س لوك أح د الط رفين علي
توق ع المكاف أة من الط رف األخ ر أو الش خص األخ ر .وال يقتص ر التب ادل علي ان ه يرس خ
روابط الصداقة بين اإلقران فحسب ،لكنه يوجد أيضا فوارق في المقام ،فالشخص الذي
يوفر لشخص أخر أشياء أو خدمات ال يمكن تعويضها أو مبادلة قيمتها ،ال يضع نفسه في
مقام أرفع فحسب ،وإ نما في مركز نفوز وسلطة .
علي أي ة ح ال س واء ك انت آلي ة التب ادل مول دة للص داقة والحب أو لالس تياء والك ره ،فأنه ا
احدي أهم العناصر التي تدخل في عداد التفاعل االجتماعي .صحيح إنها أكثر وضوحا
في إط ار التب ادل االقتص ادي والعق ود القانوني ة ،إال أنه ا علي الق در نفس ه من األهمي ة في
ر. ية بين البش ات الشخص ار العالق إط
-2التعاون :هو السلوك التضامني أو المشترك لتحقيق هدف ما ،فيه مصلحة مشتركة
لجميع األطراف .والتعاون قد يكون عفويا أو موجها أو طوعيا أو قسريا ،رسميا أو غير
رسمي ،كبيرا وواسعا أو ضيقا وصغيرا .
وعلي ال رغم من ض رورة التمي يز بين التع اون والتن افس ،إال إنن ا في الحي اة العملي ة قلم ا
نجد هذين النشاطين منفصل احدهما عن األخر ،ذلك أن التن افس يتطلب علي األقل حدا
اون . من التع
-3اإلل زام :ه و الس لوك الن اتج عن اإلك راه والقه ر في الغ الب .وق د يب دو اإلل زام س لوكا
13
وحي د الج انب ال نمط ا من التفاع ل ،لكن ه م ع ذل ك ال ينفص ل عن الش خص أو الفري ق
الممارس عليه فعل اإللزام .كذلك يمكن للفرد أن يمارس اإللزام أو اإلكراه علي نفسه ،
فم ا نطل ق علي ه ”ق وة اإلرادة“ م ا ه و إال ش كل من أش كال اإلل زام ،يك ون فيه ا الفاع ل
ه. ا واحدابعين ه شخص ول ب والمفع
إن لإللزام درجات متفاوتة من الشدة في العالقة بين البشر والمجموعات ،وهي آلية عام ة
وشاملة ،ألنها فضال عن وجودها المستقل نظريا ،ال تعمل بمعزل عن األنماط األخرى
-4الصراع :انه السلوك الذي يحمل أفرادا أو مجموعات علي التنافس أو التناحر في ما
بينهم لبل وغ ه دف يس عي إلي ه الجمي ع .ويمكن للص راع أن ين دلع في اإلنس ان نفس ه وذل ك
حين يشتهي اإلنسان شيئا لكنه يقاوم تلك الشهوة وينشأ نتيجة لذلك صراع نفسي داخلي .
ومع ذلك يبقي الصراع بين اإلفراد والجماعات أكثر بروزا وتأثيرا في التعامل االجتماعي
.
إن مظ اهر الص راع كث يرة فق د يك ون بين شخص ين أو بين جم اعتين أو بين دول تين ،وق د
يكون الصراع بصفة مباشرة ووجه لوجه ،وقد يكون بصفة غير مباشرة حينما يسعي ك ل
طرف لتحقيق مصلحته الخاصة وهو يعلم أن ذلك لن يتم إال بالحيلولة دون تحقيق مصالح
الط رف األخ ر ،وق د ينم و الص راع في الخف اء ويتخ ذ مظ اهر غ ير مش روعة كالقت ل
ؤامرات . ائس والم ال والدس واالغتي
وإ ذا كان الصراع بين قوتين متكافئتين ،فأنه قد ينتهي الي التعاون بينهما ألن كال منهما
يسأم من استمرار فترة الصراع فتكون النتيجة تقارب وجهات النظر وإ مكان الوصول الي
حل ول وس طي .أم ا إذا ك ان الص راع بين ق وتين غ ير متك افئتين ف ان النص ر يك ون حلي ف
األق وى ولن يس تطيع األض عف االس تمرار في الص راع وغالب ا م ا ينتهي الص راع بس يادة
عف . وع األض وى وخض األق
وأخ يرا يمكنن ا الق ول أن ه ب دون التفاع ل ال يك ون هن اك حي اة اجتماعي ة أو ثقافي ة .فبمج رد
وضع األفراد في جوار مادي ينشأ عنه نوع من التفاعل البسيط ،لكنه يأخذ بالتعمق عندما
يتحدث أو يعمل األشخاص والجماعات مع بعضهم البعض في إطار هدف معين أو عندما
يتنافس ون أو يتش اجر م ع بعض هم البعض .وق د يح دث التفاع ل ويك ون مباش را وق د يك ون
رمزيا حين يتكون من أصوات أو إشارات أخري أو لغة سواء كانت منطوقة أو مقروءة .
14
الحصة الخامسة:
نسق القيم و التراث الشعبي و عالقته بالثقافة
تمهيد :من أين تأتي الثقافة ؟ من المجتمع ،أم من التاريخ ،أم من الدين ،أم من عمليات
التفاعل بين األفراد وبينهم وبين البيئة ؟ هل يكتسب اإلنسان القيم والعادات أم ينتجها ؟ هل
يكتفي باكتسابها أم يضيف عليها ويعدلها ؟ هل تأتي الثقافة من القيم والع ادات أم ان القيم
والعادات تأتي من الثقافة ؟
في الحقيقة تأتي الثقافة من كل االتجاهات وتشرب من أكثر من نبع .وبقدر تفاعل األفراد
م ع بيئ اتهم واس تجابتهم للحاج ات المس تجدة تنم و الثقاف ة ويتك ون المجتم ع .فتحت ه ذه
العن اوين :الثقاف ة والمجتم ع والت اريخ تت درج عملي ة التك وين ،فحيث ال ثقاف ة ،ال
مجتمع .وعندما توجد الثقافة البد من مجتمع ،ذلك أنه في الوقت الذي يصنع فيه اإلنسان
ثقافته يصنع بل يبني فيه مجتمعه .
وسوف نتناول عبر تلك المحاضرة والمحاضرة القادمة أبرز مصادر الثقافة كالدين والقيم
والعادات واألعراف والتقاليد والشعائر والطقوس والتراث الشعبي .
أوال – الثقافة والدين:
يمث ل ال دين ثقاف ة كامل ة لش عب أو أم ة أو حض ارة ،ليس في كون ه مجموع ة نص وص
وتعاليم وقيم فحسب ،بل بما هو كيان مجسد اجتماعيا ومبلور بالممارسة في أنماط وتقالي د
وأفعال .فالدين ثقافة كاملة فهو يعبر عن رؤية للعالم وللطبيعة والوجود واإلنسان وهو
كذلك أيضا ألنه يقدم تصور لبناء االجتماع اإلنساني علي نحو يغطي أحيانا أدق تفاصيل
ه ذا االجتم اع اقتص ادا وسياس ة وأخالق ا وأح وال شخص ية ...الخ وبق در م ا يق وم ال دين
بتشكيل الثقافة وتعبئتها يقوم أيضا بشحنها بالرموز والمضامين والقيم بل يسهم في تشكيل
حقله ا الخ اص داخل االجتم اع الم دني .إذا ثم ة حالتان يمث ل ال دين في األولي نسقا كامال
يم د المؤم نين بأنم اط متكامل ة فيم ا يتعل ق ب القيم وإ دراك الوج ود ويمث ل في الثاني ة عنص را
ف اعال وق درة دينامي ة داخ ل نس ق أش مل يتمث ل في االجتم اع الم دني بأبع اده السياس ية
واالجتماعية واالقتصادية والوطنية واإلنسانية .
15
ثانيا – القيم الثقافية:
يعت بر مفه وم القيم من أك ثر مف اهيم العل وم االجتماعي ة غموض ا وارتباط ا بع دد كب ير من
المف اهيم األخ رى كاالتجاه ات والمعتق دات وال دوافع والرغب ات ....وق د ص اغ ميلت ون
روكيش عددا من االفتراضات التي ينبغي أن يبدأ منها تحليل طبيعة القيم اإلنسانية منه ا :
بيا . ل نس رد قلي اه الف تي يتبن وع الكلي للقيم ال 1-إن المجم
–2إن األش خاص في أي مك ان يتبن ون ب درجات متباين ة مجموع ة من القيم العام ة .
ة. اق للقيم ل أنس ة داخ 3-إن القيم منتظم
ية . ع والشخص ة والمجتم انية في الثقاف ابع القيم اإلنس ع من –4يمكن تتب
– 5نتائج أو آثار القيم اإلنسانية تتبدي واضحة في كل الظواهر التي يجد المتخصصون
في العلوم االجتماعية أنها جديرة بالبحث.
إشكالية التعريف :هناك محاوالت عديدة لوضع تعريف واحد للقيم ،لكنها لم تسفر إال
عن تع دد وتب اين واض ح في ال رأي بين المش تغلين في العل وم االجتماعي ة وفيم ا يلي أب رز
ال : ذا المج ات في ه التعريف
-روب رت ب ارك وب رجس يري ان ” إن أي ش يء يحظى بالتق دير والرغب ة ه و قيم ة ” .
-جورج لندبرج يري” إن شيئا ما يصبح هو في ذاته قيمة حينما يسلك الناس إزاءه سلوكا
ه ”. ه أو تملك تهدف تحقيق يس
ات ” . بر عن حاج وعات تع ري أن ” القيم هي موض ري وارد بيك -ه
-ميلتون روكيش يري ” أن القيمة هي معتقد يحظى بالدوام ويعبر عن تفضيل شخصي أو
ود ”. ات الوج ة من غاي اعي لغاي اجتم
ال ش ك في أن ه ذه التعريف ات وغيره ا تعكس التب اين في وجه ات النظ ر تبع ا للم دارس
واالتجاهات المختلفة للباحثين ،غير أن هناك مجموعة من النقاط تمثل مؤشرات إجرائية
ا يلي : رها فيم وم القيم ،يمكن حص ف مفه د تعري عن
1 -القيم هي محك نحكم بمقتضاه ونحدد علي أساسه ما هو مرغوب فيه في موقف توجد
دائل . دة ب هع في
ائل . ات ووس ة أو غاي داف معين ا أه دد من خالله 2-تتح
16
3-يمكن من خالله ا الحكم س لبا أو إيجاب ا علي مظ اهر معين ة من الخ برة في ض وء عملي ة
التقييم التي يقوم بها الفرد
–4التعب ير عن ه ذه المظ اهر يتم في ظ ل ب دائل متع ددة أم ام الف رد.
5-تأخذ هذه البدائل أحد أشكال التعبير الو جوبي مث ل ” يجب أن “...حيث يكشف ذلك
ا القيم . م به تي تتس زام ال وب واإلل ية الوج عن خاص
– 6يختل ف وزن القيم ة من ف رد ألخ ر بق در احتك ام ه ؤالء األف راد الي ه ذه القيم ة في
ة. ف المختلف المواق
–7تمثل القيم ذات األهمية بالنسبة الي الفرد وزنا نسبيا أكبر في نسق القيم وتمثل القيمة
ق. ذا النس ل في ه بيا أق ا نس ة وزن ل أهمي األق
ولمزيد من التحديد في توضيح مفهوم القيم ينبغي التمييز بينه وبين عدد من المفاهيم التي
عادة ما تختلط بها وذلك علي النحو التالي :
أ – القيم ة ومفه وم االتج اه :علي المس توي الوص في ف ان الف رق بين االتجاه ات والقيم
كالفرق بين العام والخاص ،حيث تقف القيم كمحددات التجاهات الفرد ،فهي عبارة عن
تجري دات وتعميم ات عام ة تتض ح من خالل تعب يرات األف راد عن اتجاه اتهم حي ال
ددة وعات مح موض
ويمكن النظ ر الي االتجاه ات والقيم في ض وء مس تويات مختلف ة تمت د من الخصوص ية الي
العمومية .فالمستوي األول يتمثل في المعتقدات والثاني في االتجاهات ثم المستوي الثالث
حيث توجد القيم ثم المستوي الرابع ويتمثل في الشخصية .فالقيمة بناء أكثر عمومية من
االتج اه ،فهي عب ارة عن مجموع ة من االتجاه ات المرتبط ة فيم ا بينه ا .
ب – القيم والمع ايير االجتماعي ة :ثم ة ثالث ة ج وانب تختل ف فيه ا القيم عن المع ايير
االجتماعي ة ،فالقيمة تشير الي نم ط مقفل للس لوك أو غاي ة من غاي ات الوجود بينم ا يشير
المعي ار االجتم اعي الي نم ط س لوكي واح د .القيم تتس امي علي المواق ف الخاص ة بينم ا
المعي ار ه و تحدي د لس لوك أو من ع لس لوك أخ ر في موق ف معين .والقيم أيض ا هي أك ثر
ة. ة وخارجي ايير اتفاقي ا المع ة بينم ية وداخلي شخص
ويع ني ه ذا أن المع ايير هي قواع د للس لوك ،فهي تح دد م ا يجب وم ا ال يجب من أنم اط
17
س لوكية في ظ روف مح ددة ،بينم ا القيم هي مس تويات للتفض يل مس تقلة الي ح د م ا عن
المواقف الخاصة .فمثال من القيم السائدة في المجتمعات عموما العدالة والحرية والتهذيب
واللياق ة ،وفي المجتمع ات العربي ة الك رم والتس امح .ومن أمثل ة المع ايير نزاه ة الم درس
درس . ة ال ل قاع يزه داخ دم تح ه وع وعدالت
واع : ة أن دات الي ثالث م المعتق د :تنقس ة والمعتق ج–القيم
ف حة والزي ف بالص تي توص فية :وهي ال –1وص
2-تقييمي ه :أي ال تي يوص ف علي أساس ها موض وع االعتق اد بالحس ن أو القبح .
3-آم رة وناهي ة :حيث يحكم الف رد بمقتض اها علي بعض الوس ائل أو الغاي ات بج دارة
الرغبة أو عدم الجدارة .
لذلك يري ميلتون روكيش أن القيمة أشبه بمعتقد من النوع الثالث ،ثابت نسبيا يحمل في
فحواه تفضيال شخص يا أو اجتماعيا لغاية من غايات الوج ود أو لش كل من أشكال السلوك
الموص لة الي ه ذه الغاي ة .وفي المقاب ل يف رق بعض الب احثين بين القيم والمعتق دات علي
أس اس أن القيم تش ير الي الحس ن مقاب ل الس يئ أم ا المعتق دات فتش ير الي الحقيق ة مقاب ل
ف. الزي
د – القيم ة والس لوك :القيم ة هي أك ثر تجري دا من الس لوك ،فهي ليس ت مج رد س لوك
ها. يل علي أساس دث التفض تي يح ايير ال من المع ل تتض ائي ب انتق
-مفهوم نسق القيم :تؤلف مجموع القيم المكتسبة نسقا متماسكا حيث تحتل كل قيمة في
هذا النسق أولوية خاصة بالقياس الي القيم األخرى .ويتضمن نسق القيم نوعين رئيسين
من القيم :القيم الغائي ة – وتمث ل غاي ات الوج ود اإلنس اني ،والقيم الوس يطة وهي أس اليب
الس لوك المفض لة لتحقي ق الغاي ات المرغوب ة .ومن األهمي ة التمي يز بين م درج القيم ونس ق
القيم فاألول يعني ترتيب الشخص للقيم من أكثرها أهمية الي أقلها أهمية بينما يشير الثاني
الي التنظيم الع ام لقيم الف رد وال ذي من خالل ه تتح دد أهمي ة ك ل قيم ة من ه ذه القيم وكي ف
تنتظم وما هي عالقة كل منها باألخرى .
تصنيف القيم :قدم نيكوالس ريتشر محاولة قيمة لعرض مختلف أسس تصنيف القيم علي
النحو التالي :
18
-التص نيف علي أس اس محتض ني القيم ة :حيث ينص ب االهتم ام في ه ذا التص نيف علي
أولئ ك ال ذين يحتض نون قيم ة من القيم مث ل القيم الشخص ية وقيم العم ل ...
-التص نيف في ض وء موض وعات القيم :وفي ه ينص ب االهتم ام علي موض وعات مح ددة
تكتس ب خاص ية قيمي ة ،فيتم مثال تق ييم الرج ال علي أس اس نس بة ال ذكاء واألمم في ض وء
ا. ائدة فيه ة النظم الس عدال
-التصنيف علي أساس الفائدة أو المنفعة :ترتبط القيم بفائدة أو منفعة يحققها أولئك الذين
يؤمن ون به ا س واء ك انت المنفع ة تتعل ق بإش باع حاج ة أم اهتم ام أم مص لحة.
-التصنيف علي أساس األغراض واألهداف :أي تصنيف القيم وفقا للغرض المحدد أو
الهدف الخاص الذي يتحقق بوجودها ،مثل القيمة الغذائية للطعام والقيمة التبادلية لبعض
برامج. ة لبعض ال ة التعليمي لع والقيم الس
-التص نيف علي أس اس العالق ة بين محتض ن القيم ة والفائ دة :يقص د به ذا التص نيف
مالحظ ة أن الش خص يحتض ن قيم ة معين ة ألن ه ي ري في وجوده ا فائ دة بالنس بة إلي ه أو
ة ... ة والقومي رية أو المهني ل القيم األس رين مث بة الي اآلخ بالنس
-التص نيف علي أس اس العالق ة بين القيم ذاته ا :ويعتم د ه ذا التص نيف علي م دي ارتب اط
القيم بعض ها ببعض ،فقيم ة الك رم نفس ها مثال تحق ق قيم ة أعلي هي س عادة اآلخ رين .في
ه ذه الحال ة تعت بر القيم ة األولي قيم ة وس يطة أو وس يليه ،وهن اك قيم أخ ري ل ذاتها مث ل
الوالء ،األمانة ،تلك هي القيم الغائية .
الحصة السادسة
العادات واألعراف
تمهي د :من بين العناص ر الثقافي ة تب دو الع ادات األك ثر عمومي ة ،فهي بطبيعته ا اس تجابة
لحاج ات ثابت ة نس بيا ومتغ يرة تبع ا ل ذلك ،ألنه ا تس تجيب في الزم ان والمك ان لحاج ة
اجتماعية .فإذا كان الطعام حاجة اجتماعية ثابتة ،فان عادة تحضير الطعام وكيفية صنعه
وطريقة تقديمه وتناوله خاضعة جميعها لمقولة الزمان والمكان .فالحاجة هنا ثابتة ،أما
عادة إشباع هذه الحاجة فهي متغيرة .
تنقس م الع ادات ال تي يكتس بها الف رد إلي ع ادات فردي ة وأخ ري جماعي ة :
-الع ادات الفردي ة :وهي ظ اهرة شخص ية يمكن أن تتك ون وتم ارس في ح االت العزل ة
19
عن المجتم ع .ويك اد يك ون اإلنس ان مجم وع ع ادات تمش ي علي األرض ،ب ل إن قيمت ه
تعتم د في بعض األحي ان علي عادات ه فطريق ة لبس ه ونظافت ه وكالم ه ومش يه وأكل ه
ربه....الخ وش
كلها عادات فردية تسهم في نجاح المرء وانسجامه في الحياة .والعادات الفردي ة ال تس تمر
إال ألنها تقوم بوظيفة فهي تسهل العمل المعتاد وتجعل تكراره سهال ،وهي أيضا تؤدي
ل. يز أق ل وبترك ه في زمن أق ان بأعمال ام اإلنس إلي قي
-الع ادات الجماعي ة :إذا نش أت ع ادة تبع ا لظ روف مش تركة في مجتم ع معين ومارس ها
ع دد كب ير ،فمن الممكن أن تص بح ع ادة جماعي ة .أنه ا مجموع ة من األفع ال واألعم ال
وأل وان الس لوك ال تي تنش أ في قلب الجماع ة بص فة تلقائي ة لتحقي ق أغ راض تتعل ق بمظ اهر
سلوكها وأوضاعها ،وتمثل ضرورة اجتماعية وتستمد قوتها من هذه الضرورة.
بعض العادات مفيد للحياة االجتماعية ويؤدي إلي تعزيز وحدة المجتمع وتقوية الروابط
بين أف راده ،مث ل آداب الس لوك الع ام وآداب الح ديث والمائ دة وص الت ذوي الق ربى .
وبعضها سلبي وقد يشيع الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد مثل العادات الخرافية وتعاطي
الخمور والمخدرات .
تميل العادات الجماعية إلي الجمود وتقف حائال أمام التجديد ويعتبر البعض هذه الخاصية
من عوام ل االس تقرار االجتم اعي ،وم ع ذل ك فالع ادات الجماعي ة قابل ة للتط ور والخ روج
عن قوالبه ا الجامدة والقديم ة .فقد انتقلت األشكال االجتماعية من البس اطة إلي التعقيد مما
أدي إلي اختفاء العادات الجماعية القديمة ونشوء عادات فردية بديلة عنها .
األع راف :يع رف ”س منر“ األع راف بأنه ا تل ك الس نن االجتماعي ة ال تي ت دل علي المع ني
الش ائع للع ادات والتقالي د والمعتق دات واألفك ار والق وانين وم ا ش ابه وبخاص ة عن دما تح وي
حكما .إنها تحوي جانبا كبيرا لما يطلق عليه ” الصواب“ أو ” الخطأ“ .فاألعراف يمكن
النظر إليها بأنها قوانين اجتماعية غير مكتوبة لكن متعارف عليها .ويتكون العرف أساسا
ة. عورية وتدريجي ة ال ش ة بطريق مير الجماع في ض
الف رق بين الع ادة الجمعي ة والع رف ه و ف رق تكوي ني فلكي يتك ون الع رف ال ب د من ت وافر
ع املين :األول م ادي يتمث ل بع ادة قديم ة وغ ير مخالف ة للنظ ام الع ام .والث اني معن وي
20
ويتمث ل ب أن يش عر الن اس بض رورة اح ترام ه ذا الع رف وبأن ه يوج د ج زاء يق ع عليهم إذا
خالفوها.
أما العادة فال يلزم لنشوئها إال توفر العامل المادي وهم يحترمونها بالتعود .وهكذا فالعادة
عرف ناقص إذ يعوزها لتصبح عرفا أن يشعر الناس بضرورة احترامها ،كذلك تختلف
العادة عن العرف في إن األخير قانون يطبق علي الناس سواء رغبوا أم لم يرغبوا ،أما
العادة فهي ليست قانون وهي تلزم الناس بذاتها وإ نما تطبق عليهم إذا قصدوا إتباع حكمها
وب ذلك يك ون ك ل ع رف ع ادة ولكن ليس ك ل ع ادة عرف ا .
رابعا – التقاليد والشعائر والطقوس:
التقاليد والشعائر والطقوس :تعرف التقاليد بأنها عبارة عن مجموعة من قواعد السلوك
الخاص ة بطبق ة معين ة أو طائف ة أو بيئ ة محلي ة مح دودة النط اق ،وهي تنش أ من الرض ي
واالتفاق الجمعي علي إجراءات وأوضاع معينة خاصة بالمجتمع المحدود الذي تنشأ فيه .
أما المظهر الغالب للشعائر والطقوس ،أنها من طبيعة دينية وهي تنطوي في جانب منها
علي مجموعة من المحرمات المقدسة المعروفة باسم ” التابو“ وهي تشير الي مجموعة من
األم ور واألفع ال والمواق ف ال تي يجب علي األف راد القي ام به ا وبخاص ة أنه ا تس تند الي
الجزاء الديني والردع الخلقي.
ويقص د بالش عائر والطق وس الديني ة مجموع ة األفع ال المرعي ة والممارس ات ال تي تنظمه ا
قواع د نظامي ة من طبيع ة مقدس ة أو م وقرة ذات س لطة قهري ة ملزم ة ض ابطة لتت ابع بعض
الحركات الموجهة لتحقيق غايات ذات وظيفة محددة .هي إذن قواعد ضابطة للمناسبات
ال ته دف الي تحقي ق منفع ة وإ نم ا هي أدوات تنظيمي ة من طبيع ة الحي اة االجتماعي ة تعم ل
علي تث بيت قواع د الحي اة الجمعي ة ألنه ا تتك رر بص فة منتظم ة.
21
-الفولكل ور :مع ني كلم ة فولكل ور حرفي ا ه و مع ارف الن اس أو حكم ة الش عب ،وه و
اس تخدام لي دل علي الع ادات والمعتق دات واآلث ار الش عبية القديم ة الم أثورة .وق د اختلفت
م دارس الفولكل ور ح ول تحدي د موض وعه فمنه ا من قص ره علي األدب الش عبي وبعض ها
حدده في الحكايات الخرافية واألساطير وبعضها األخر ضم إليه طرائق الحياة الشعبية.
ويمكن القول إن المتخصصين بالفولكلور قد حدد ميدانه أخيرا في تلك الفنون التي تمتاز
بعراقتها وانتقالها عن طريق التقليد والمحاكاة أو النقل الشفهي وهي غالبا ما تكون مجهولة
ا يلي : المؤل ف .يتض من ال تراث الش عبي اعتق ادات متنوع ة منه ا م
-االعتق اد بالكائن ات العلوي ة والس فلية ك الجن والعف اريت وأرواح الم وتى .
-االعتقادات الخاصة بالتشاؤم أو بالتفاؤل من أشياء أو أفعال أو التوقي مما يجلب النحس
ة“ . ” األحجب
-ماله عالقة باستقراء الغيب والكشف عن المستقبل بقراءة الكف وما يطلق عليه ” ضرب
ودع ”. ال
زيم . حر والتع اد في الس من االعتق ا يتض -م
رابين . ات والق ان بالهب طاء واإليم اء والوس اد باألولي -االعتق
-الع ادات المرتبط ة ب دورة الحي اة وال تي ت دور ح ول ال والدة والس بوع والخت ان والخطب ة
وت. رض والم والم
-منها ما يتعلق بالحكايات واألدب الشعبي كالسير الشعرية والنثرية والقصص واألس طورة
اني وال واألغ والم
-ومنه ا م ا يتعل ق بالمواس م الزراعي ة أو الزمني ة أو األعي اد والموال د .
خص ائص الثقاف ة الش عبية :يمكن أن ن وجز أهم الخص ائص ال تي تتس م به ا الثقاف ة الش عبية
ا يلي : فيم
اإللزام :مما الشك فيه أن نفوذ الثقافة الشفهية كبير وهو يصل الي حد اإللزام .وقد أشار
اميل دور كايم الي خاصية القهر واإللزام فيما أسماه بالعقل أو ” الضمير الجمعي“ الذي
جع ل من ه ” فك رة ق اهرة“ متحقق ة في ذاته ا وخارج ة عن إرادة األف راد .
التلقائي ة :وهي في أساس ها تلقائي ة غ ير واعي ة ألن أساس ها المحاول ة العش وائية في س د
الحاج ات الطبيعي ة الض رورية وإ ش باعها وال تي تتح ول م ع ال وقت الي ع ادات فردي ة
22
وجماعية .غير مدونة :فالمجتمع ال يتصدى لبناء ثقافته الشعبية وعاداته وتقاليده بعمل
ش عوري واع ل ذلك ه و ال ي دونها بين أخب ار تاريخ ه ،وإ ذا أردن ا الوق وف عليه ا فهي في
ة. ة متناهي ا بدق ة ويتم تناقله ة محفوظ ذاكرة الجماعي ال
االستمرار والثبات :تبدو هذه الخاصية واضحة بانتقال تلك الثقافة من جيل الي جيل دون
تغي ير أو تحري ف في األس لوب الع ام ،م ع قابلي ة نس بية للتع ديل تبع ا لظ روف جدي دة .
الجاذبي ة :تبقي الثقاف ة الش عبية مقبول ة ومرغوب ة علي ال رغم مم ا فيه ا من إل زام وقه ر ،
فهي تنط وي علي م ا تواض ع علي ه أف راد الجماع ة من أفع ال س لوكية .
وأخيرا يمكننا القول إن للثقافة الشعبية وظائف متعددة منها الوظيفة االقتصادية والتوجيهية
والجمالية والتنبؤية ،لكن أهمها بال شك وظيفة الضبط االجتماعي
23