Professional Documents
Culture Documents
06 شريعة الذبائح - سفر اللاويين
06 شريعة الذبائح - سفر اللاويين
06 شريعة الذبائح - سفر اللاويين
شريعة الذبائح
(سفر الالويني)
لينك المحاضرات صوت
https://1drv.ms/u/s!AnXlhE3Ccmq1gTxRC_iS5c72CLhJ?e=UtcVTJ
المحاضرة االولي :سفر الالويين
اختصاره (ال).
هو ثالث أسفار موسى الخمسة ،أما من جهة الحجم هو أصغر أسفار موسى الخمسة ألنه 27أصحاح فقط ،بذلك
فهو يعتبر نصف حجم سفر التكوين.
هو سفر الشريعة أو التشريع:
شرائع وفروض وأحكام وطقوس ،هللا قد أعطاها للكهنة والشعب لكن يوجد بالسفر أصحاحات تاريخية.
موسى يسرد طقس تجليس الكهنة. من أصحاح 8حتى أصحاح 10 -
ابن المرأة الشونمية الذي جدف على إله إسرائيل. أصحاح 24 -
يسمى دليل العبادة (دليل الكاهن) ،ويعتبر مرجع للكاهن في تنفيذ الطقوس وعلى سبيل المثال وليس الحصر:
شريعة تطهير األم الوالدة. -
ترتيب االحتفال بعيد المظال. -
طقس سيامة الكهنة. -
فسفر الالويين يعتبر بمثابة الدليل والمرجع للكاهن في ترتيب وشكل الطقوس ..مثل كتاب البصخة كتاب يجمع
صلوات وترتيب طقس أسبوع اآلالم.
← يسمى سفر األحبار ،ألن األحبار هم الكهنة واإلكليروس.
ومن هنا تأتي صعوبة السفر ألن فيه ممارسات وطقوس تنظم خدمة الكاهن اليومية.
الفكرة العامة:
العبادة والتقديس /تنظيم العبادة.
هللا منذ القديم كان بيرسم طريق للشعب كيف يعبدونه (عبادة منظمة) ..ليس بأسلوب فردي فقط ..وهذا هو
المنهج األرثوذكسي القائم على قانون يقود العبادة الجماعية وليس األسلوب الفردي فقط.
فبعض الطوائف تطلب من شعبها أن تصوم بالطريقة التي يراها ويحبذها ..هللا ال يريد أن يعيش كل فرد بفكره
هو وحده في العبادة.
امش) ،لو كل الناس
← مثال :تخيل دولة تلتزم بإشارات المرور (أحمر ..قف /أصفر ..استعد /أخضرِ ..
التزمت بهذا النظام ..البلد كلها هتكون منظمة ..ألن لو كل واحد مشي بمزاجه هتبقى فوضى!
وكان هدف هللا القدير من وضع الطقوس هو تنظيم العبادة وليس لتقييدها ..والزم نخلي بالنا من الناس
اللي بتصرح وتقول "إن هللا يكره التدّين!".
فمن خالل العبادة المرتبة من قبل هللا ينال اإلنسان القداسة ..
الربُّ ِإل ُه ُك ْم فَتَتَقَ َّدسُونَ َوت َ ُكونُونَ قِ ّدِيسِينَ ،ألَنِّي أَنَا قُد ٌ
ُّوس". مفتاح السفر " ِإنِّي أَنَا َّ -
كلمة السر:
"قدوس" " ..مقدس"
تكررت أكثر من 80في السفر ألن هدف هذا السفر هو القداسة.
كلمة "كهنة" " ..دم" " ..كفارة" " ..ذبيحة". -
عنوان السفر:
كلمة الالويين نسبت إلى سبط الوي ألنه كان السبط المسئول عن الخدمة مكان تنظيم العبادة.
االسم من اليهود" :ودعا الرب موسى "..ودعا يعني Vekraباللغة العبرية ..ألن اليهود اعتادوا أنهم يسموا
السفر بأول كلمة في السفر.
مثال مزمور "الرب راعي مثل معلم الكنيسة حين يوزع المزامير على الحضور في الكنيسة ..فيقول سوف تأخذ ا
فال يعوزني شيء" ..هو يسمي المزمور بأول كلمتين وردت في المزمور ..
2
ا
ومثال لما تكتب أي حاجة على ملف Wordوتقفلها من غير ما تضع عنوان لها ..فالكمبيوتر سوف يحفظها
بأول ثالث كلمات وردت في الملف.
الكاتب:
موسى النبي ..معنى اسمه ال ُمنتشل. -
ولد في مصر. -
تقديرا له.
ا ال توجد أي شخصية في الكتاب المقدس تحمل اسم موسى ..غير موسى النبي -
في سفر الالويين نجد أن هللا كان يتكلم مع موسى على الجبل ،وبعد أن اكتمل إنشاء خيمة االجتماع -
وتابوت العهد أصبح هللا يكلم موسى من خاللهما.
ضا هللا يؤكد على احترامه للمبنى الكنسي ،ألن هللا كان يكلم موسى من خالل تابوت العهد ..
ونجد أي ا -
فأول مرة تحدث هللا فيها مع موسى من خيمة االجتماع كان في سفر الالويين.
تاريخ الكتابة:
ُكتب سفر الالويين في العام الثاني بعد خروج بني إسرائيل من أرض مصر وكان في عام 1445ق.م
أول 3شهور :هي المرة التي خروجوا فيها من أرض جاسان حتى برية سيناء. -
ثاني 3شهور :موسى كان يصعد إلى الجبل وينزل. -
6شهور :مدة إقامة خيمة االجتماع. -
أول سنة في البرية:
ابتدأ هللا في حديثه مع موسى في سفر الالويين حتى يوم ارتفاع السحابة وتحرك خيمة االجتماع مدة 50يوم
(أول 50يوم في العام الثاني بعد الخروج).
المكان:
أثناء إقامتهم على جبل سيناء.
ومصر تباركت بأنه تم اكتشاف األربع أسفار األولى ألسفار موسى الخمسة في برية سيناء ..أما سفر التثنية فقد
اكتشف ناحية األردن.
أهم الشخصيات:
موسى النبي. -
هارون الكاهن الذي سوف يصبح رئيس كهنة "رمز للسيد المسيح" الذي يدخل إلى التابوت. -
أوالد هارون: -
"مات" -ناداب
"مات" -أبيهو
-أليعازر
-إيثامار
أبعاد لفهم طقوس سفر الالويين
البعد التفسيري. -1
البعد الرمزي :الطقوس كانت ترمز للسيد المسيح وفدائه ..فلو تم دراسة سفر الالويين بعيداا عن المسيح -2
سفرا أجوف.
..فسوف يكون السفر بالنسبة ألي دارس ا
البعد الروحي :كيف يتم تطبيق ما ورد في السفر في حياته .فذبيحة المحرقة كان لها شروط في أنها -3
تحرق فتتحول إلى رماد بعد ؟ ..فهي تشير للسيد المسيح الذي قدم ذاته رائحة بخور لآلب السماوي (بعد
رمزي) ..أما كيف أكون ذبيحة محرقة لآلخرين فهذا (بعد روحي).
3
غرض السفر:
هللا يوضح لشعب بني إسرائيل طريقة العبادة. -
هللا يريد أن شعب بني إسرائيل يصل إلى القداسة من خالل الوسائل الموجودة في هذا الزمن ..مثل: -
ّ
دم الذبائح (الويين " )17ألن الدم يكفر عن النفس". -1
االبتعاد عن كل ما هو نجس ..نجد السفر يحتوي على قانون الممنوعات من األكل والزيجات ..ألن هذه -2
الممنوعات كانت ُمحلّلة بالنسبة للشعوب الوثنية التي كانت تشرب الدم.
ار ُد ُه ْم ِم ْن أ َ َم ِ
ام ُك ْم". ط ِوب الَّذِينَ أَنَا َ
شعُ ُ سوا ،ألَنَّهُ بِ ُك ِّل ه ِذ ِه قَ ْد تَنَ َّج َ
س ال ُّ (الويين «" )18بِ ُك ِّل ه ِذ ِه الَ تَتَنَ َّج ُ
ختام السفر:
الجزء األول من تقسيم السفر:
1حتى : 17الحديث عن الذبائح. -
18حتى : 27الحديث عن التقديس. -
أول 7أصحاحات يتكلم عن الذبائح (وهذا يعتبر أكبر جزء في الكتاب المقدس يتكلم عن الذبائح من -
الويين 1حتى الويين .7
أصحاح :1ذبيحة المحرقة. ←
أصحاح :2ذبيحة الدقيق. ←
أصحاح :3ذبيحة السالمة. ←
أصحاح :4ذبيحة الخطية. ←
أصحاح :5ذبيحة اإلثم. ←
أصحاح :7 & 6إعادة لهذه الذبائح الخمس. ←
وهذه الذبائح تعتبر ألف باء عبادة عند اليهود.
يعني لكي يقدم اليهودي عبادة هلل ..يجب أن يعي جيداا ويفهم الفروق بين الخمس ذبائح. -
ولكي نفهم اإلطار التنفيذي للعهد القديم ..ال بد من فهم الفروق بين الخمس ذبائح ..فكلهم ذبائح حيوانية -
ما عدا تقدمة الدقيق ..وكل ذبيحة فيهم تغطي جزء من ذبيحة السيد المسيح.
الجزء الثاني من السفر:
أصحاح 8حتى أصحاح :10
يتكلم عن طقس تكريس هارون وأوالده.
أصحاح ( 10قصة مأساوية) :قصة موت ناداب وأبيهو في أول يوم للخدمة. -
4
هارون أصبح رئيس كهنة ولديه 4أبناء كهنة وباقي السبط الويين ،في أول يوم لتكريس الخيمة وتكريس
مذبح المحرقة نزلت نار من السماء فأكلت الذبيحة ،وقتها قال الرب اإلله لهم إن هذه النار التي نزلت من السماء
ستظل مشتعلة باستمرار ألن مصدر هذه النار هو هللا نفسه ،وأثناء سفرهم كان الكهنة يأخذون هذه النار في إناء
فخاري محافظين عليها لكي عندما ينصبون المذبح مرة ثانية ،يضعوا هذه النار عليه مثل الشماس الذي يحمل
الفحم المشتعل في الهيكل وينتقل به.
ويذكر الكتاب المقدس واقعة أثناء سبي بابل حيث قام مجموعة من الكهنة بتخبأة هذه النار في أحد الكهوف لحين
العودة من السبي.
فاهلل هو المصدر الرئيسي لهذه النار. -
وفي حالة عدم وجود أحد يقدم الذبائح تنطفئ النار ..لذلك ربنا وضع شريعة اسمها "المحرقة الدائمة" -
عبارة عن تقدمة حمل صبا احا ومسا اءا لكي تظل النار مشتعلة على المذبح.
قام ناداب وأبيهو في أول يوم للخدمة بعمل خطأ رهيب في هذه الوصية ،حيث قدما نار غريبة لم يأخذوها -
من على مذبح المحرقة في أوقات غير الصباح والمساء موعد تقديم الذبيحة ،فأتت نار من عند هللا وأكلتهم وكان
هذا في أول يوم للخدمة!
وهذه الحادثة هي إنذار واضح وقرصة أذن لباقي الخدام لاللتزام بنظام العبادة. -
الجزء الثالث من السفر:
أصحاح :11قائمة الحيوانات الممنوعة والمسموح بها لألكل على مستوى الطيور والحشرات ( ..حديقة -
حيوانات) داخل الكتاب المقدس ..ويعتبر أصحاح 11أكثر أصحاح مدرج فيه أسماء الحيوانات.
أصحاح :12التطهير بعد اإلنجاب. -
أصحاح :14 & 13مرض البرص (شريعة تطهير األبرص) ..فهو مرض جلدي حين يُشفى منه -
اليهودي كان عليه أن يقوم بطقس معين لكي يرجع مرة أخرى.
أصحاح :15التطهير من إفرازات الجسد. -
الجزء الرابع من السفر:
أصحاح :16طقس يوم الكفارة (أحد األعياد الـ .. )7فيعد هذا األصحاح لُب السفر. -
أصحاح :17التطهير بالدم. -
الجزء الخامس من السفر:
شرائع تقديس الشعب: -
أصحاح :18الزيجات ال ُمحرمة.
أصحاح :19مجموعة من الشرائع المتعددة للحياة اليومية.
أصحاح :20العادات الوثنية التي يحر ّمها هللا على شعب بني إسرائيل من تقديم األبناء كذبيحة اإلله مولك عند
الوثنيين.
فهي كانت عبارة عن تمثال يدا مفرودة من النحاس ويأتون بالطفل يضعوه على يد التمثال ويوقدون النار في
التمثال فترتفع درجة حرارة التمثال وقتها يرفع الناس أصواتهم لكي يغطوا على صوت بكاء الطفل!!
والجدير بالذكر أن من ضمن طقوس العبادة الوثنية النجاسة والزنا ..مثل هيكل اإلله أبوللو في كورنثوس ..كان
حول هيكل هذا اإلله بيوت للنجاسة.
ضا واقعة تقديم يفتاح الجلعادي بنته كمحرقة عندما نذر أن أول شخص سيقابله بعد حربه ويذكر الكتاب المقدس أي ا
مع العمونيين إذا انتصر بها سيقدمه محرقة لإللهة (وأخذ هذه الواقعة من العبادات الوثنية).
الجزء السادس من السفر:
أصحاحات 21إلى :22خاصة بالكهنة ورئيس الكهنة وكيف يتزوج ..فكهنوت العهد القديم هو كهنوت -
وراثي.
5
ويذكر السفر الشروط التي يجب أن تتوفر في زوجة الكاهن وهي أن تكون عذراء غير مطلقة وال أرملة. -
العيوب الجسدية التي تمنع العمل الكهنوتي: -
ال أعمى وال أعرج وال رجل به كسر وال أجرب ..
الذبائح المعيبة: -
يجب فحص الذبيحة جيداا قبل أن تقدم كذبيحة.
فيجب أن تكون ذبيحة بال عيب رمز ذبيحة السيد المسيح التي بال عيب والذي لم يفعل خطية.
ويذكر الكتاب المقدس في سفر مالخي واقعة وبخهم فيها هللا ألنهم قبلوا ذبائح معيبة.
الجزء السابع من السفر:
األعياد اليهودية :في أصحاحات .24 & 23 -
الجزء الثامن السفر:
أصحاح :25سنة اليوبيل. -
أصحاح :26أصحاح البركات واللعنات. -
أصحاح :27شرائع خاصة باألرض. -
6
المحاضرة الثانية :سفر الالويين
* الذبيحة:
-هي ما يذبح لتقديم قربانا ا لإلله ،وهو عمل ديني مصاحب للعبادة يطلق عليها "القربان" بالعبري "يحضر
تقدمة" .لذلك دعيت الذبيحة قربانا ا أللهنا ،وهي وسيلة التقرب من هللا.
القربان:
-كلمة عامة تطلق على الذبائح وكل العطايا التي تقدم لربنا مثل :العطايا المادية .مش شرط القربان يكون ذبيحة
حيوانية.
لكن الذبيحة :كلمة خاصة تطلق على الكائن الذي يذبح.
* لماذا يقدم الناس ذبائح؟
-1للتقرب من هللا.
-2لتكوين عالقة مودة مع هللا ،مثل :أبونا إبراهيم (تك )12فظهر الرب إلبراهيم.
إبراهيم ليقوي عالقته مع ربنا عمل مذبح ،وعلى المذبح قدم ذبائح.
اسحق كان يقدم ذبائح.
-3الستعادة العالقة المفقودة مع هللا :أي واحد بعيد عن ربنا
( 2أخ )29حزقيال الملك لما استلم الحكم كانت الناس بعيدة عن ربنا فصعد إلى بيت الرب وقدم ذبيحة خطية
عن المملكة.
(عزرا )3عودة المسبين ألنهم في السبي انقطعت عالقتهم بربنا ولما رجعوا من السبي كانت أول شيء يعملوه،
هو إقامة مذبح محرقة وأقاموا عليه الذبيحة.
-4كانت تقدم الذبائح في االحتفاالت.
مثل :داود في اصعاد تابوت العهد إلى مدينة داود .كل ما مشي حاملي التابوت 6خطوات كان يذبح ثور وعجل
مخلوف.
وايضا ا سليمان في تدشين الهيكل قدم ذبائح كثيرة جداا.
-5للتكفير عن الخطايا.
(2صم )24حينما أخطأ داود في إحصاء الشعب ،ربنا عاقبه بانتشار الوباء بين أفراد الشعب ،حتى جاء جاد
وبنى داود هناك مذبحا ا للرب في بيدر أرونه اليبوسي وبعد الوباء عن شعب إسرائيل.
-6تعبير عن التوبة.
مثل نوح لما خرج من الفلك (تك ،)20 :8بنى نوح مذبحا ا للرب وهذا كان أول عمل يقوم به نوح بعد خروجه
من السفينة ،فتنسم الرب رائحة الرضا.
* مفهوم الذبيحة:
-هي حيوان بريء لموته عن إنسان مذنب ،ألنه بدون سفك ده ال تحدث مغفرة.
ألن حياة هذا المخلوق في دمه ولما بسفك دمه ببقى بنهي حياته ،يعني علشان الخاطئ ده يعيش الزم واحد
يموت.
حياة بدل حياة /حياة فداء حياة.
ألن اللي بيقدم ذبيحة خاطئ وأجرة الخطية هي الموت .يعني الخاطئ عليه حكم الموت ،فالزم يكون هناك هذا
الحيوان البريء الذي يدفع حياته ثمنا ا عن حياة الخاطئ .فالخاطئ وهو يرى الحيوان يذبح مكانه يقول أنا
المفروض اللي أكون يذبح دلوقتي.
وهذا هو القانون الذي وضعه هللا :بأن يكون هناك سفك دم.
لذلك رفض هللا تقدمة قايين وقبل تقدمة هابيل ،ألن قايين قدم من ثمار األرض وهي ليست فيها سفك دم.
أول ما يموت هذا الحيوان البريء تكون هناك كفارة عن خطية الخاطئ ويصفح عنه طالما فيه حد مات مكانه.
القيمة الروحية للذبيحة :هو التكفير وغفران الخطايا.
7
* الرمز:
كان دم الذبائح في العهد القديم يرمز إلى دم المسيح الذي صنع لشعبه فدا اء أبدياا.
الذبيحة تحمل معنى تكريس واسترضاء هللا.
الذبيحة تحمل معنى الشركة مع هللا.
* تاريخ الذبائح:
-فكرة الذبائح كانت موجودة عند كل الشعوب حتى الشعوب الوثنية ،وكذلك المصريين القدماء كانوا يقدمون
ذبائح لآللهة ،مثل :العروس التي كانت تلقي في النيل كل عام.
-فكرة الذبيحة من وضع هللا نفسه هو الذي وضع فكرة الذبيحة (فكرة إلهية) .وأول إشارة لها كانت بالكتاب
المقدس وليس من الشعوب الوثنية .وذلك حينما صنع هللا ألدم وحواء أقمصة من الجلد (يعني في حيوان ذبح
وجابوا الجلد بتاعه عشان أدم وحواء يلبسوه).
-يعني أول ذبيحة كانت بيد هللا نفسه ليستر بها عري أدم وحواء ،ثم سلم هللا هذا التقليد ألدم وأوالده فيما بعد.
فألتزم هابيل بهذا التقليد.
-أبونا نوح في (تك )8قدم ذبائح ،وكانت اول إشارة لبناء مذبح.
-أبونا إبراهيم ،وأبونا اسحق ،وأبونا يعقوب قدموا ذبائح.
-ألنه حتى هذا الوقت لم يظهر كهنوت هارون لكن كان فيه ذبائح وكان هللا يقبلها.
-أيوب كان يقدم ذبائح عن أوالده.
-حينما كان بني إسرائيل في مصر تكلم موسى مع فرعون لكي يخرج الشعب من مصر (خر )3 :5كان
الشعب يذبح ذبائح ربنا قبل استالم الناموس والشريعة.
-فكر الذبيحة كان متوارث وموجود ولكن تم إقرارها بوضوح في شريعة موسى لذلك ،من الخطأ أن تقول أن
موسى تعلم فكرة الذبائح من المصريين ونقلها لشعب بني إسرائيل ،ألن الفكرة من أول أبونا أدم وأخذتها الشعوب
الوثنية بعد ذلك.
-يثرون حمى موسى كان من "ميديان" قدم ذبيحة لربنا رغم إنه بعيد عن نسل إسرائيل لكن كان عنده فكرة
الذبيحة.
* لماذا سمح هللا بتقديم الذبائح الحيوانية؟
-ألن الحيوان غير خاطئ بريء ألن بدون إرادة.
-ألن الخطية تحسب على اإلنسان لما يكون له إرادة.
-فهو هنا يشير إلى الفادي الذي بال خطية.
-ربنا كان عاوز يربط بين الحيوان البريء وما بين الفادي الذي بال خطية ،ألن الذي يجب أن يكفر عن الخطاة
يكون بارا ا حتى تقبل كفارته.
مثال:
اثنين في قفص االتهام والقاضي حكم على واحد منهم باإلعدام ،فواحد قال يا سيادة القاضي أنا هموت عنه،
فالقاضي قال له أنت كمان عليك الحكم ما ينفعش اللي في القفص معاه يموت مكانه.
لذلك ال ينفع أي حد من البشر أن يفدي البشر ألن هو كمان عليه الحكم ولما يفدي نفسه يبقى يدور إزاي يفدي
األخرين.
-السيد المسيح كان بال خطية ليس عليه حكم الموت ،لذلك كان يستطيع أن يقدم الكفارة عن كل الخطاة.
لكن لم تكن الذبائح الحيوانية كافية ألنها لو كانت كافية ماكنش أتى السيد المسيح.
الحيوان الذي كان يقدم كان حيوان محدود يقدم كفارة محدودة ،لكن كفارة السيد المسيح غير محدودة ألنه إله،
كفارة تكفي لكل البشر.
وألن الحيوانات كفارتها محدودة كان الزم تقدم كل يوم ،لكن السيد المسيح قدم نفسه مرة واحدة وليس تكرار.
يعني المسيح ما ينفعش يتصلب أكثر من مرة ألن المرة دي كانت كافية" ،نحن مقدسون بتقدمة جسد المسيح مرة
واحدة".
8
"ليس له اضطرار كل يوم" (عب )27 :7
-كفارة ذبائح العهد القديم كانت تقدم تطهير للجسد فقط.
"ألنه إن كان دم الثيران والتيوس ورماد عجله مرشوش على المقدسين يقدس أو طهارة الجسد ،ولكن ذبيحة
السيد المسيح قدم نفسه هلل بال عيب يطهر الضمير من أعمال ميتة .عشان كده ذبيحة المسيح تقدم تطهير كامل من
الجسد والنفس والروح.
لذلك ،فإن ذبائح العهد القديم كانت قاصرة غير كافية ألنها لو كانت كافية فلم تحتاج أن يأتي السيد المسيح ألنها
كانت مجرد ستر من الخطية ،لكن ذبيحة المسيح ابطلت الخطية (عب .)9:25
* هل ربنا طلب ذبائح بشرية؟
-كان موجود عند المصريين القدماء يقدمون عروس للنيل كل سنة ،والشعوب الوثنية كانت تقدم أوالدها لآللهة.
(تث )12:31أحرقوا بنيهم وبناتهم أللهتهم مثل اإلله مولك.
-ربنا نهى عن تقديم الذبائح البشرية ،ألن هللا كان يريد أن يكون هناك ذبيحة بشرية واحدة فقط وهو السيد
المسيح.
لكن
ربنا طلب من أبونا إبراهيم إنه يقدم ابنه ذبيحة بشرية؟
الرد هللا لم يترك إبراهيم يذبح ابنه ،كان امتحان إلبراهيم ليعلن إيمانه.
هذه هي المرة الوحيدة التي طلب فيها هللا تقديم ذبيحة بشرية ،ألن اسحق كان رمز للمسيح .وليس تشريع للذبائح
البشرية.
9
المحاضرة الثالث :سفر الالويين -االصحاح االول
بنعمة المسيح نبدأ فى االصحاح األول من سفر الالويين وكنا قد تناولنا فى المحاضرات السابقة مقدمات هامة
لفهم ذبائح العهد القديم .وهنا سندخل مباشرة على االصحاح األول وهو عبارة عن دراسة لشريعة ذبيحة
المحرقة.
ذبيحة المحرقة كانت أول وأهم الذبائح وأقدمها .أى أول نوع من الذبائح عرفة االنسان فى عالقته مع هللا كانت
المحرقة .وأول إشارة للمحرقات فى الكتاب المقدس كانت فى قصة أبونا نوح بعد خروجه من الفلك قيل عنه
وبنى نوح مذبحا ا للرب وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح
فتنسم الرب رائحة الرضا .أى أن هللا رضى على البشر بعد هذه المحرقات .ثم ذكرت مرة اخرى صراحةا عندما
قال الرب البراهيم عن إبنه إسحق أصعده لى محرقة على أحد الجبال الذى أقوله لك .فطلب من أبونا إبراهيم أن
يقدم إسحق محرقة .وكان أبونا أيوب يقدم محرقات عن أوالده .فالمحرقة هى أقدم نوع من الذبائح عرفه االنسان.
لماذا سميت محرقة؟ ألنها تحرق كلها فى النار على المذبح .وما مفهوم أن تحرق الذبيحة كلها على المذبح؟ هذه
كانت رمز لطاعة السيد المسيح طاعة كاملة وخضوع كامل ألبوه السماوى .فمثلما يحرق الحيوان بالكامل على
المذبح المسيح أطاع حتى النهاية وخضع حتى النهاية.
()1فى بداية سفر الالويين أول آية تقول "ودعا الرب موسى وكلمه من خيمة االجتماع قائالا ":هذه المرة االولى
التى يدعو فيها هللا موسى ويكون الحديث من خالل خيمة االجتماع .انتهينا فى سفر الخروج وكان الحديث كله
على الجبل .وفى آخر اصحاح أقيمت فيه خيمة االجتماع .وبعدما أقيمت الخيمة دعا الرب موسى وكلمه من خيمة
االجتماع .فكان موسى يدخل إلى قدس االقداس وكان يسمع صوت هللا على غطاء التابوت بعدما كان يأتيه
صوت هللا من فوق على الجبل أصبح يسمع صوت هللا من على غطاء التابوت.
()2قال هللا لموسى "كلم بنى إسرائيل وقل لهم" هنا موسى ينقل إلى الشعب " ،إذا قرب إنسان منكم قربانا ا للرب
من البهائم فمن البقر والغنم تقربون قرابينكم ".هنا هللا يبدأ بعبارة إذا قرب إنسان .إذا هنا تفيد أن كل واحد حسب
رغبته الشخصية فهى محرقة ليست إلزامية وهى ذبيحة ليست إجبارية ولكن من أراد أن يقدم للرب محرقات إذا
قرب .لكن هناك ذبائح أخرى إلزامية إذا أخطأ أحد فى خطية معينة فكان ملزم أن يقدم ذبيحة عن هذه الخطية.
مثل ذبيحة الخطية وذبيحة االثم ..الخ .ولكن المحرقات هنا هى ذبيحة طواعية أى برغبة االنسان .وكلمة قربان
مشتقة من يتقرب .فإذا قدم شئ للرب فهو يتقرب من الرب بهذا الشئ .من البهائم تقربون من البقر والغنم تقربون
قرابينكم وقد شرحنا من قبل البقر بأنواعه والغنم بأنواعه .فما األنواع التى كانت تقدم هنا كذبيحة محرقة؟ كانت
تقدم أوالا من البقر ،ثانيا ا من الغنم ،والغنم عرفنا أنه هناك نوعان الضأن والماعز .الضأن الذى له صوف
والماعز المغطى بالشعر .وكانت أيضا ا تقدم من الطيور وعرفنا ان هناك نوعان من الطيور اليمام والحمام .هذه
هى األنواع التى طلب الرب أن تقدم محرقة.
(")3إن كان قربانه محرقة من البقر" بدأ هللا بأعلى شئ وهو البقر وهى كانت ذبيحة األغنياء ألنهم كانوا
يستطيعون أن يحضروا ثيران البقر" ،فذكرا ا صحيحا ا يقربوا إلى باب خيمة االجتماع يقدموا للرضا عنه أمام
الرب" .قال الرب أن الذبيحة التى تقدم يجب أن تكون لها شرطين :إذا كان القربان محرقة من البقر يقدم ذكرا ا
صحيحاا .فنجيب على سؤالكم هنا :فالبد أن يتوفر شرطين أن يكون ذكر .ولماذا إختار الرب فى هذه الذبيحة
الذكور؟ كان ينظر للذكر باعتباره األقوى واألكمل وكان يمثل القيمة األكبر والعافية والقوة فى القطيع وقيمة
القطيع تأتى من الذكور الموجودة فيه .وذكر أيضا ا ليمثل آدم الثانى أى المسيح أنه أتى ذكرا ا لكى يفدى البشر،
وفى بعض المواقف سيطلب الرب أنثى لتقدم لكن هنا يقدم الذكر بمعانى معينة مثلما قلنا .والشرط الثانى أن
يكون حيوان صحيح (بال عيب ..ليس هناك عيب جسدى فى الحيوان) .فكان يجب على الكاهن بفحص الحيوان
10
فحص جيد من كل الجهات لكى يطمئن أن ليس به عيب .وإذا تهاون الكاهن فى هذا الموضوع يصبح مخطئ
ألنه قبل ذبيحة معيبة .وفى سفر مالخى النبى وبخهم الرب ألنهم يقبلون ذبائح معيبة ،أشياء ليست جيدة تقدم
للرب ليأخذها .فكان موضوع فحص الحيوان هو مهمة الكاهن .وخاصة إذا كان مثالا خروف صغير يجب أن
يقلبه جيدا ا ألنه من الممكن أن يكون أجرب أو مقطوع األذن أو مكسور الساق وصاحبه غير مستفيد به فى قطيعة
فيعطيه للرب .كان الحيوان الصحيح الذى بال عيب هو إشارة للفادى الذى بال خطية .وهنا سؤال :كيف ترى
تحقيق هذين الشرطين فى شخص رب المجد يسوع؟ ذكر :فهو جاء رجل كامل ليفدى آدم وكل ذريته .وأين فداء
األنثى؟ األنثى كانت داخل الرجل ،األنثى كانت داخل آدم ،األنثى كانت داخل المسيح .لم يكن فداءه للذكور فقط
ولكن للجنس البشرى كله ألن حواء هى جزء من آدم لم تكن خلقه منفصلة .والشرط الثانى أن يكون حيوان
صحيح إشارة للمسيح الذى بال خطية .فهو قال بكل شجاعة من منكم يبكتنى على خطية .وكان بارا ا بال خطية
بشهادة حتى أعداءه .فحتى بيالطس الذى كان يحاكمه يقول لم أجد فيه علة واحدة للموت .ويأتى يهوذا الذى
أسلمه يقول أخطأت إذ أسلمت دما ا بريئاا .فكان بشهادة الجميع هو بال عيب وبال خطية ولذلك كان يصلح للموت
من أجل البشر .فلو كان سمة الخطية موجودة فيه لم يكن يصلح ليكون الفادى .كان يجب أن يكون خاليا ا من سمة
الخطية .فالشرطين اللذان قال عليهما الرب فى ذبيحة المحرقة متوفرين فى المسيح ،أى ذكرا ا صحيحاا.
ندخل بعد ذلك على طقس الذبيحة :هللا قد وصف طقس الذبيحة .فأول خطوة كان مقدم الذبيحة يأتى بها إلى باب
خيمة االجتماع .فكما هو موضح بالصورة الرجل يجر الذبيحة ويحضرها إلى باب خيمة االجتماع .وهى بها
عالمة طواعية الذات أى أنه جاء باختياره وبنفسه إلى باب خيمة االجتماع إشارة للمسيح الذى قبل الموت بارادته
وقال" :لهذا يحبنى اآلب ألنى أضع نفسى ألخذها أيضا ا ليس أحد يأخذها منى بل أضعها أنا من ذاتى لى سلطان
أن اضعها ولى سلطان أن آخذها أيضاا( ".يو )17 : 10إذا ا المسيح سلم نفسه بارادته .فمجئ الرجل هنا بارادته
إلى باب خيمة االجتماع يشير إلى طواعية تقديم المسيح لذاته .وكان مقدم الذبيحة يقف بذبيحته خارج الباب
ويخرج إليه الكاهن ويقوم بعملية فحص الحيوان وهذه كانت تحمل إشارة أن السيد المسيح تألم خارج الباب أو
خارج أورشليم .يقول بولس الرسول" :لذلك يسوع أيضا ا لكى يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب ".فمقدم
الذبيحة ومعه الذبيحة يقف خارج الباب إشارة آلالم المسيح خارج أورشليم .وهذا ما نراه فى طقس الكنيسة فى
أسبوع اآلالم أن الكهنة والشمامسة يصلون طقس أسبوع اآلالم كله فى الخورس األخير خارج الباب إن إعتبرنا
أن الهيكل هو أورشليم فوجود الشمامسة فى الخورس األخير كأنهم خارج الباب مع المسيح.
() 4الخطوة الثانية" :ويضع يده على رأس المحرقة فيرضى عليه للتكفير عنه ".يأتى الرجل مقدم الذبيحة ويضع
يده على رأس المحرقة .فما قيمة هذه الحركة؟ فهو ال يلمس المحرقة بل يضع يده بثقل أى يمسك فى رأس
الذبيحة بقوة ألن هذه الذبيحة صارت نائبة عنه وما يحدث فى هذا الحيوان كان ينبغى أن يحدث به هو .وعملية
الموت التى سوف تتم كان ينبغى أن تتم به هو .فهو بذلك يقول أن هذه الذبيحة نائبة عنى وما يحدث فيها كان
ينبغى أن يحدث بى .وكأنه يتوحد مع الذبيحة .وإذا كانت هذه الذبيحة ستعطيه الكفارة فنحن ننال الكفارة من
خالل توحدنا مع المسيح .نضع يدينا عليه بكل قوة كى ما نأخذ من الكفارة .وهذه قيلت عن المسيح "فألقوا أيديهم
عليه وأمسكوه" فى البستان .أى أنهم قبضوا عليه بأيديهم كأنهم يقولون هذا هو الذى سينوب عنا وهم ال يدركون.
كان هناك بعض المواقف يكون وضع اليد يتبعه االعتراف وسوف نرى هذا فى أنواع أخرى من الذبائح .حيث
كان يضع يده ويعترف بالخطية .فهذه هى الخطوة الثانية فى طقس الذبيحة.
()5ونستكمل القراءة فيقول "ويذبح العجل أمام الرب ويقرب بنو هارون الكهنة الدم ويرشونه مستديرا ا على
المذبح الذى لدى باب خيمة االجتماع" .فبعدما أحضر الرجل الذبيحة ووضع يده عليها فأصبحت نائبة عنه يقوم
مقدم الذبيحة بذبح الحيوان أمام الرب .فى البداية كان الرجل الذى يحضر الذبيحة هو الذى يقوم بعملية الذبح لكن
فيما بعد أصبح الكهنة هم من يقومون بعملية ذبح الحيوان .وهذا الذبح يتم على جانب المذبح إلى الشمال من
المذبح .أى أن الرب حدد مكان ذبح الحيوان .ومذبح المحرقة له أربعة جهات الجهة الغربية هى المرحضة
والجهة الشرقية هى باب الخيمة وموضع الرماد والجهة الجنوبية هو المطلع الذى يصعد عليه الكاهن ليضع
11
الذبيحة .لذلك كان المكان الفارغ الوحيد كان جهة الشمال .بعض المفسرين قالوا لعل الشمال إشارة إلى رياح
الشمال اللطيفة التى تنعش االنسان فكأن هذه الذبيحة ستجلب له إنعاش روحى بعدما تجلب له الكفارة .وقيل أن
المسيح صلب فى شمال أورشليم أى جهة الشمال .فهنا المكان أيضا ا يحدد مكان صلب المسيح .بعد عملية الذبح
كان الكهنة يسرعون الستقبال دم الحيوان فى أوعية أو فى طشوت .ونتذكر عندما درسنا خيمة االجتماع كان
مذبح المحرقة له أوانى .فبمجرد أن يتم ذبح الحيوان يأخذون دمه فى أوعية كى يقوم الكاهن برش الدم مستديرا ا
على المذبح .أى أن الكاهن فى العهد القديم يأخذ اإلناء وبه الدم ويحضر نبات الزوفا ويبدأ برش الدم على المذبح
فى شكل دائرة .فما قيمة هذه الدائرة؟ أن خالص المسيح مقدم للعالم كله .أى أن الكاهن عند رش الدم فى شكل
دائرى حول المذبح إشارة لخالص المسيح المقدم للعالم كله .وهذا ما يفعله الكاهن اآلن فى القداس حين يحمل
البشارة التى بها االنجيل ويلف حول المذبح لفة كاملة .وهذا الفعل أو هذه الدورة الكاملة مأخوذة من الكتاب
المقدس .وعملية رش الدم فى العهد القديم يقابلها شئ فى العهد الجديد .فنحن ال نرش دم المسيح على الناس بل
نتناوله .فنجد معلمنا بولس الرسول فى (عبرانين )22 : 10يقول" :لنتقدم بقلب صادق بيقين االيمان مرشوشة
قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقى ".مغتسلة أجسادنا بماء نقى هى إغتسال المعمودية ومرشوشة
قلوبنا ،إذا ا الرش فى العهد الجديد على القلب العهد القديم كان موسى يرش الدم على الشعب عالمة العهد ولكن
الرش فى العهد الجديد فى التناول فكأنك ترش قلبك بدم المسيح .الرش هو رش داخلى هنا حيث مرشوشة قلوبنا.
فكأن بولس هنا يربط ويقول أن فى العهد الجديد هناك رش أيضا ا ولكنه رش للقلب وليس رش للمذبح الخارجى.
وذكرها بطرس الرسول أيضا ا فى رسالته األولى إصحاح 1آية 2يقول" :بمقتضى علم هللا اآلب السابق فى
تقديس الروح ورش دم يسوع المسيح" .فهنا القديس بطرس عند كتابة الرسالة تخيل الطقس القديم ولكنة قال أن
الطقس الجديد هو رش دم يسوع المسيح ليس رش دم الذبيحة .وكما ذكرنا فى المقدمة أن كل هذه الذبائح كانت
تشير للمسيح ودماء هذه الذبائح كانت تشير لدم المسيح .عملية الرش سنجدها فى طقوس أخرى كثيرة عبر
دراسة سفر الالويين لكن هنا فى المحرقة كان يتم رش المذبح إشارة للتكفير عن الخطية.
()6وماذا يفعل الكاهن بعد ذلك؟ "ويسلخ المحرقة ويقطعها إلى قطعها" .يسلخ الذبيحة أى يزيل جلدها كله .عملية
السلخ هى تعرية الحيوان من الجلد .وإذا كانت المحرقة تحرق بكاملها على المذبح ولكن الجلد كان ال يحرق.
فالجلد هو الشئ الوحيد فى ذبيحة المحرقة الذى ال يحرق وكان من نصيب الكاهن الذى قام بالخدمة .وكما ذكرنا
من قبل أن الجلد فى الكتاب المقدس يشير للستر ألن عندما أخطأ آدم وحواء هللا ستر عريهم بأقمصة من جلد .فما
قيمة سلخ الذبيحة حتى تصير دواخلها مكشوفة؟ هنا نكشف الذبيحة كلها أمام هللا إشارة إلى أن هللا يكشف أعماق
القلب واالنسان يقف أمامه عريان وينسلخ من كل غطاء يحاول ان يغطى نفسه به .ثم بعد ذلك الكاهن يقطعها إلى
قطعها أى يأتى عند مفاصل الذبيحة ويقطعها كى يسهل إحتراقها ألنها عندما تتحول إلى قطع تشتعل بها النار
بسهولة أكثر من أن تكون قطعة واحدة وتمسك بها النار .فالقطع تسهل عملية االشتعال واالحتراق .وسلخ الذبيحة
وتقطيعها إشارة إلى الفحص الذى جازه السيد المسيح فى حياته ولم يوجد به خطية .أى أن عملية السلخ والدخول
داخل الحيوان وتقطيعه كأنهم كانوا يسلخون فى المسيح ولكنهم لم يجدوا به أى خطية.
()7وبعدما يقوم الكاهن بسلخ الذبيحة وتقطيعها ،آية 7تقول" :ويجعل بنو هارون الكاهن نارا ا على المذبح
ويرتبون حطبا ا على النار" فيقوم الكاهن بترتيب حطب على المذبح وهذا الحطب كان من قطع االشجار التى
تجمع وكان الكاهن يفحص الحطب (تخيلوا الحطب الذى سوف يحرق الكاهن يفحصه!) بحيث ال يكون مصاب
بأى آفة أو ديدان أو حشرات .فنرى هنا مدى تدقيق هللا فى تقديم الطقوس .ويرتب الحطب أى ال يضعه بطريقة
عشوائية بل يرتبه على المذبح .ألن من يعمل عمالا للرب يجب أن يكون بنظام شديد .ويجعل بنو هارون الكاهن
نارا ا ،فمن أين يأتون بالنار؟ النار التى نزلت يوم تكريس الخيمة نزلت النار وقال هللا لهم يجب أن تظل هذه النار
مشتعلة باستمرار ليل نهار على المذبح فكانت النار هى النار المقدسة التى اشعلها هللا بنفسه .لم يكن الكاهن يشعل
النار بطريقته الخاصة .وسندرس هذا فى االصحاح العاشر عندما لم يطيعوا أوالد هارون كالم هللا فى هذه النقطة
وأشعلوا نارا ا خاصة بهم خرجت نار من عند الرب وأكلتهم وكانوا فى أول يوم لهم فى الخدمة ألنهم لم يلتزموا
بالنار المقدسة التى أنزلها هللا.
12
() 8وبعد تجهيز المذبح بالحطب والنار "يرتب بنو هارون الكهنة القطع مع الرأس والشحم فوق الحطب الذى
على النار التى على المذبح" .فيقوم الكاهن بترتيب قطع الذبيحة بحيث يرتب شكل الحيوان الحى مرة أخرى
حيث يضع الرأس فى مكانها والجسم فى مكانه واألرجل فى مكانها بحيث يجتمع الشكل كله سليم جداا .ونجد هذا
فى طقس الكنيسة عندما يقسم الكاهن القربان فى صالة القسمة يقسم القربانة إلى ثالثة عشرة قطعة إشارة للمسيح
مع تالميذه اإلثنى عشر وبعدما ينتهى من التقسيم يجمع شكل القربانة مثلما كانت فى البداية تماما ا ويرصها
ويضغطها على بعضها كأنها لم تقسم .فما كان يفعله كاهن العهد القديم يفعله أيضا ا كاهن العهد الجديد .ولكن
كاهن العهد القديم كان يتمم ذلك بذبيحة حيوانية ولكن كاهن العهد الجديد يتمم ذلك بذبيحة خبز وهى مكان
الحيوانات .يرتب هارون الكاهن أو الكهنة أوالده القطع من أجزاء الجسم مع الرأس .والرأس فى الكتاب المقدس
تشير إلى اإلرادة .فالرأس عندما يتم إشعالها إشارة إلى تقديم اإلرادة والفكر هلل .كما يقدم الشحم مع القطع
والرأس .وكما ذكرنا فى المرة السابقة أن الشحم هو أثمن جزء فى الذبيحة وكان هذا إشارة لتقديم كل ما هو
ثمين .فكان من الممنوع أن يؤكل شحم الذبائح .وهناك عبارة تقول كل الشحم للرب .أى تقدم للرب أغلى شئ
عندك .وكان الشحم بالدهون الموجودة فيه يساعد على االشتعال عندما يوضع يزيد عملية إشتعال النار.
()9وصلنا هنا بعدما رتب الكاهن القطع والرأس والشحم ووضع كله فوق الحطب المشتعل( .الويين )9 : 1
يقول "وأما أحشائه وأكارعه فيغسلها بماء ويوقد الكاهن الجميع على المذبح محرقة وقود رائحة سرور للرب".
ما هى أحشاء الحيوان؟ هى األمعاء الدقيقة مع الكبد والكليتين وكل األحشاء .ونستغرب هنا ألن كل شئ سيحرق
بالنار فلماذا إذا ا يقوم الكاهن بغسل أحشاء الحيوان ويغسل أكارعه أيضاا؟ ما هى األكارع؟ األكارع هى الجزء
العارى من قدم الحيوان .فبالنسبة لألغنام هو الجزء العارى من الصوف يسمى كارع وبالنسبة للماعز هو الجزء
العارى من الشعر يسمى كارع .والمفرد فى اللغة العربية هى كوراع .وكلمة كوراع موجودة فى الكتاب المقدس.
كوراع جمعها أكارع وهى أقدام الحيوان .فلماذا يطلب الرب من الكاهن أن يغسل أحشائه ويغسل رجليه؟ هذا
رمز لطهارة السيد المسيح الداخلية كما الخارجية .فاالحشاء تمثل النقاوة الداخلية واألكارع تمثل السلوك
الخارجى .فالمسيح كان طاهرا ا من الداخل وطاهرا ا من الخارج نقيا ا فى سريرته ونقيا ا فى سلوكه .األحشاء أيضا ا
تمثل العاطفة .فنسمع أحيانا التأثر فى التعبير عن المشاعر يقول أن أحشاءه تمزقت عندما سمعت حكايته فهى
تشير إلى العاطفة .فعندما نقدم للرب يجب أن نقدم له عواطف ومشاعر وليس مجرد وقوف أمامه فقط ومجرد
صوم فقط ومجرد قراءة فقط ولكن أين المشاعر وأين العاطفة فى عالقتى بالرب .األكارع تشير إلى الجزء
الخارجى الذى يسير فى مسالك العالم وكثيرا ا ما يتلوث باألتربة فكان يحتاج إلى إغتسال إشارة إلى إغتسال
التوبة .فبعدما يغسل الكاهن األحشاء واألكارع يوقد الكاهن الجميع على المذبح كل شئ كل أجزاء الحيوان يتم
إشعالها على المذبح ألنها محرقة فكان يجب إحراق كل شئ فى الحيوان .ما معنى أن تشتعل النار فى كل أعضاء
الحيوان؟ فإذا إعتبرنا أن النار هى اآلالم التى لحقت بالمسيح فى الفداء فإن اآلالم قد شملت كل أعضاء جسده
فكل أعضاء الجسد تألمت .تعالوا نتأمل فيها من الرأس إلى القدمين .فى الرأس إكليل الشوك ثم ننزل على وجهه
الذى القى اللطم والبصق واللكم ثم ننزل على الكتف الذى حمل الصليب الثقيل ثم ننزل على الظهر حيث الجلد ثم
اليدين نجد المسامير ثم على الجنب حيث الحربة ثم فى األسفل حيث الرجلين والمسامير .فكان المسيح ذبيحة
محرقة وكل أعضاء الجسد تألمت من الرأس إلى الرجلين .يوقد الكاهن الجميع كل أعضاء الحيوان أو الذبيحة قد
إشتعلت .لذلك قال عنه أشعياء ال صورة له وال جمال ننظر إليه وال منظر فنشتهيه .وحرق الحيوان بالكامل
إشارة إلى التكريس الكامل حيث أعطى كل شئ هلل .وبعد ذلك يترك الكاهن النار تأكل الذبيحة حتى تتحول إلى
رماد وهو مخلف الحريق .ظهور الرماد إشارة إلى إستيفاء العدل االلهى حقه تماماا .وهذا نجدها فى المسيح على
الصليب عندما قال قد أكمل ألنى أستوفيت العدل االلهى .وعندما قال إلهى إلهى لماذا تركتنى .كان الكاهن يقوم
بكسح الرماد من فوق المذبح ويضعه إلى جانب المذبح وبعدها يلبس ثيابا ا أخرى ويحمل الرماد إلى خارج المحلة
إلى مكان طاهر .وكان الكاهن يقوم بهذا المشهد يوميا ا يقوم برفع الرماد ويأخذه ويخرج به إلى خارج المحلة لكى
يضعه فى مكان طاهر .بعض الدارسين يقولوا مثل مشهد جنازة صامتة يوميا ا كأنه يذهب ليدفن رماد الحيوان.
وكان هذا إشارة لمشهد دفن المسيح بعدما أنزله يوسف ونيقوديموس من على الصليب أخذوه إلى مكان طاهر
13
خارج المحلة .مكان طاهر ألنه قبر لم يوضع فيه احد من قبل .نرى هنا تطابق الرموز مع المسيح .خارج المحلة
ألن المسيح دفن خارج أورشليم .فكان رفع الرماد إلى خارج المحلة ووضعه فى مكان طاهر إشارة إلى دفن
المسيح فى قبر جديد خارج أورشليم .وهذا بالنسبة للمحرقة التى من الثيران .نرى هنا جمال التطابق بين الذبيحة
وبين المسيح .ولذلك من يدرس سفر الالويين ويربطه بالمسيح يجده ممتع ولذلك نحن مستمتعين.
أما إذا كان مقدم الذبيحة فقيرا ا ولم يستطع تقديم ذكر البقر ألنه ليس لديه المال .هنا يستطيع تقديم ذكر األغنام
وهو الضأن أو الماعز .وإذا كان فقير جدا ا ال يستطيع أن يشترى حتى خروف كان يقدم الحمام أو اليمام .وهذا ما
إستدلينا منه على فقر العذراء ويوسف النجار عندما قدمت محرقة فى الهيكل قدمتها زوج يمام أو فرخى حمام.
()13 -12 – 11 – 10نكمل االصحاح األول "وإن كان قربانه من الغنم" شرح آخر ولكن على الغنم" .وإن
كان قربانه من الغنم الضأن أو الماعز محرقة فذكرا ا صحيحا ا يقربه ويذبحه إلى جانب المذبح إلى الشمال أمام
الرب ويرش بنو هارون الكهنه دمه على المذبح مستديراا" وهو نفس الطقس الذى تم مع البقر يعاد ثانية مع
األغنام "ويقطعه إلى قطع مع رأسه وشحمه ويرتبهن الكاهن فوق الحطب الذى على النار التى على المذبح وأما
األحشاء واألكارع يغسلها بماء ويقرب الكاهن الجميع ويوقد على المذبح أنه محرقة وقود رائحة سرور للرب".
عبارة رائحة سرور معناها أن هللا يتنسم الرضا ويتنسم السرور بعد تقديم الذبيحة مثلما تنسم اآلب رائحة الرضا
عن البشر بعد ذبيحة ابنه على الصليب .فلدينا لحن نصلي فى التسبحة وفى عيد الصليب وفى أسبوع اآلالم إسمه
فاى إيطاف إينف هو هذا الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب من أجل خالص جنسنا فإشتمه أبوه الصالح
وقت المساء على الجلجثة .من كتب هذا اللحن يتخيل أمامه المسيح ذبيحة محرقة واآلب يشتم رائحة السرور من
ذبيحة إبنه ولذلك يقول من أجل السرور الموضوع أمامه .وهذا جمال ألحان كنيستنا المبنية على الكتاب المقدس
وعلى عقيدتنا .هذا هو معنى رائحة سرور للرب.
(")14إن كان قربانه للرب من الطير محرقة" وهذا بالنسبة للفقراء الذى ال يقدم ثور وال كبش وال تيس من
األغنام ولكن سيقدم طائر" .إن كان قربانه للرب من الطير محرقة يقرب قربانه من اليمام أو من أفراخ الحمام".
وتكلمنا فى المحاضرة التى كانت عن الحيوانات وقلنا أن اليمام يرمز إلى العفة وإلى معرفة إرادة هللا والحمامة
ترمز إلى البساطة وإلى الوداعة والسالم .لها معانى كثير وكل هذه المعانى الموجودة فى اليمام والحمام نجدها
فى المسيح .قيل عن اليمام يمام بصفة عامة أما عن الحمام قيل أفراخ الحمام أى صغار الحمام .بعض الدارسين
قالوا أن اليمام سواء صغير أو كبير لحمه جيد ولكن الحمام عندما يكون كبير لحمه يكون غير لذيذ .فالرب قد
طلب أفراخ الحمام أى الحمام الصغير .مفرده فرخ وهو الطائر الصغير .وما هو طقس تقديم الطائر؟ هو طقس
مختلف وسنعرضه بسرعة لنختم به االصحاح األول .يقدمه الكاهن على المذبح .وملحوظة هامة هنا أن من يقوم
بعملية تقديم الطائر كلها هو الكاهن .وذلك ألن الذى أحضر الذبيحة شخص فقير فمن أجل رفع معنويات هذا
الفقير يقوم الكاهن بكل الخطوات لكى ما يقول أنها ليست ذبيحة قليلة .ولكن لما كانت الذبيحة ثور وغنم كان من
الممكن أن يذبحها صاحب الذبيحة ومن الممكن أن يساعد الكاهن .ولكن فى حالة تقديم الطيور يقوم الكاهن بكل
الدور لكى يرفع من معنويات الفقير الذى يقدم الذبيحة ولكى يعلم الرب الكهنة أن يهتموا بذبائح الفقراء كما
يهتمون بذبائح األغنياء ويعاملوا اإلثنين نفس المعاملة.
(")15يقدمه الكاهن على المذبح ويجز رأسه" أى أن هنا عملية الذبح تكون بظفر أصبع الكاهن وليس بالسكين.
"ويوقد على" المذبح توقد الرأس أوالا .وعرفنا أن الرأس إشارة لإلرادة" .ويعصر دمه على حائط المذبح" الطائر
به كمية دم قليلة فليس هناك مجال أن يأخذ الدم فى وعاء فكان يتم عصر الدم مباشرة على المذبح .وأيضا ا سفك
دم هذا الطائر إشارة إلى سفك دم المسيح.
(")16وينزع حوصلته بفرثها .ما هى الحوصلة؟ هى مثل المعدة أو مكان تجميع الطعام فى الطائر والفرث هو
بقايا الطعام الموجوده فى هذا العضو يأخذها ويلقيها "يطرحها إلى جانب المذبح شرقا ا إلى مكان الرماد" .فهنا
الحوصلة بفرثها ال تقدم على المذبح ألن بقايا األطعمة إشارة إلى الشهوات الجسدية تطرح بجانب المذبح شرقا ا
مكان الرماد.
14
(")17يشق بين جناحيه ال يفصله" أى يفتحه فتحة مثل الكتاب "ويوقده الكاهن على المذبح فوق الحطب الذى
على النار" .شق الطائر إلى نصفين نجدها فى الذبيحة التى قدمها ابونا إبراهيم فى تكوين إصحاح 15عندما شق
الحيوانات كلها نصفين .ما معنى هذا األمر؟ أنه عالمة عهد فى هذا الزمن فمن يخون العهد يجب أن يشق
نصفين مثلما شق هذا الحيوان .فالمفروض أن شق الحيوان تحذير من خيانة العهد" .ويوقده الكاهن على المذبح
فوق الحطب الذى على النار أنه محرقة وقود رائحة سرور للرب" .كانت ذبيحة المحرقة تشير إلى ذبيحة المسيح
الذى أرضى اآلب بفداءه على الصليب حيث صار كفارة لخطايانا وكما قلنا نذكرها فى لحن فاى إيطاف إينف.
فتناولنا أوالا دراسة طقس الذبيحة ودرسنا ربطها بالمسيح ويتبقى المحور الثالث وهو التطبيق الروحى فى
حياتى.
ما معنى المحرقة فى حياتى وكيف أعيشها فى حياتى؟ إن كانت النار تشتعل فى كل أعضاء الذبيحة وتحولها إلى
رماد فيجب عليك أن نار الحب االلهى تشتعل فى كل أعضاءك .فالمفروض تحب الرب من فكرك ومن قلبك
ومن نفسيتك .تحب الرب من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك .نار الحب االلهى هل تشتعل فى كل
أعضائك؟ أم أن هناك عضو لديك ال يقدم هلل .هل عيناك أم أذناك ليست تابع هلل .يجب أن توقد الجميع يجب أن
تقدم الكل للرب .لكن تقول له أعطيك بعض األعضاء وآخذ جزء منها ال يجوز .إما أن تعطيه الكل أو ال تصلح
أن تكون محرقة .محرقة أى يوقد الجميع ،هل تقدم للرب الجميع؟ هل تقدم له أعضائك كاملة له؟ أم أن هناك
أعضاء يملكها الشيطان؟ فمثالا يملك الشيطان عيناك فال تستطيع أن تقدمها أو يملك أفكارك فال تستطيع أن
تقدمها .فهذا هو معنى المحرقة فى حياتنا .معنى آخر إذا كان المسيح بطاعته الكاملة قد أرضى اآلب فيجب أن
نعرف شئ هام أن الطاعة الكاملة هى طريق إرضاء هللا .أم أنك تطيع لبعض الوقت وفى أوقات أخرى ال تطيع.
تطيع وصيتين وأخرين ال تطيع .فشخص ممكن يطيع وصيتين ويأتى عند واحده وال ينفذها ،وهذا ال يجوز يا
أحبائى ألنه مطلوب منك أن تطيع فى الكل طاعة كاملة للرب والطاعة الكاملة هى موضع سرور اآلب .ليست
طاعة جزئية وهى ليست طاعة عمياء بل هى طاعة كاملة بكامل إرادتك فتقول له يارب سأنفذ وصيتك كاملة
فهذا معنى آخر لذبيحة المحرقة فى حياتك .فهناك أناس نفذوا هذه الذبيحة بصورة حرفية فى حياتها حينما قدموا
لالستشهاد حرقاا .فهناك اشخاص قدموا لالستشهاد حرقا ا مثل القديس أنتيباس الشهيد الموجود فى سفر الرؤيا هذا
القديس استشهد حرقاا ،ومثل القديس سيدهم بشاى وهناك أخرين كثيرين فى السنكسار .هذا هو المعنى الحرفى
المباشر لذبيحة المحرقة فهم قدموا أعضائهم ذبيحة للمسيح .أو مثل القديس أغناطيوس الذى إلتهمته الوحوش
التى أكلته فهو يعتبر ذبيحة .ألنه فى أيام الدولة الرومانية كانوا ينزلوا المسيحين فى حلبات المصارعة مع
الوحوش وهم يضحكون عليهم والوحوش تلتهمهم .والقديس أغناطيوس الشهيد والقديس بوليكربوس أستشهد
حرقا ا أيضاا .المهم إن لم تستطع تنفيذها حرفيا ا نفذها على مستوى جهادك الروحى أن تكون أعضائك كلها محرقة
للرب .قدم كل شئ فى حياتك للرب .إن أعطاك الرب علم فاعطه للرب ،وإن أعطاك خبرة فى مجال من
المجاالت إعطه للرب ،وإن أعطاك فكر إعطه للرب ،وإن أعطاك وقت إعطه للرب ،وإن أعطاك صحة إعطها
للرب .وتقول له أن أوقدت الجميع يا رب من أجلك كل ما أعطيتنى أنا أوقدته من أجلك .فكلمة يوقد الجميع
نحاول تنفيذها طيلة حياتنا كلها .فكيف نوقد جميع حياتنا من اجل هللا .البعض يقول أن سفر الالويين ليس به اى
معانى ولكن كيف هذا ألن به أعماق تحتاج سنوات طويلة كى تنفذها .فمثل يوقد الجميع .فهل كل أيامى أوقدها
للرب أم ان هناك أيام تمر عبثا ا مثل األيام التى أكسر فيها الصيام فهى ليست موقدة للرب .المهم أن ذبيحة
المحرقة هى أول شئ فى سفر الالويين وهى االفتتاحية وأتمنى أن تقرأوا االصحاح األول.
15
المحاضرة الرابعة
نكمل دراستنا فى سفر الالويين .ومازلنا فى الجزء األول من سفر الالويين الذى يتكلم على الذبائح .واالصحاح
الثانى الذى يكلمنا عن تقدمة تسمى تقدمة الدقيق .هذه التقدمة هى القربان الوحيد الغير الدموى بين الذبائح
الخمسة حيث كانت تقدم من دقيق الحبوب .وذكرنا من قبل أنه توجد خمسة ذبائح رئيسية أعطاها الرب لموسى
لكى يقدمها بنى إسرائيل فى عبادتهم الخاصة :ذبيحة المحرقة وقد درسناها فى االصحاح األول ،وذبيحة السالمة
وهى موجودة فى االصحاح الثالث ،وذبيحة الخطية فى االصحاح الرابع ،وذبيحة اإلثم وهى فى االصحاح
الخامس ،والذبيحة الخامسة هى تقدمة الدقيق .فكل الذبائح أو كل التقدمات كانت حيوانية باستثناء هذه التقدمة هى
الوحيدة التى أمر الرب أن تقدم من دقيق الحبوب .وسنفهم ونعرف لماذا طلب الرب هذه التقدمة بالذات.
()1عندما نفتح السفر سويا ا أول آية فى االصحاح تتكلم عن عناصر تقدمة الدقيق .فقال الرب لموسى "وإذا قرب
أحد قربان تقدمة للرب يكون قربانه من دقيق ويسكب عليها زيتا ا ويجعل عليها لباناا" .أى أن من يقدم قربان تقدمة
للرب فيكون قربانه من دقيق يسكب عليها زيت ويجعل عليها لبان .فعناصر التقدمة هنا وأول عنصر وهو
الدقيق .الدقيق وهو الطحين أو المسحوق الذى يخرج من طحن حبوب القمح أو حبوب الشعير وهى كانت المادة
األساسية وهى الدقيق .والدقيق يرمز للسيد المسيح ألن السيد المسيح قال إن لم تقع حبة الحنطة فى األرض فهى
تصير وحدها ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير .فالسيد المسيح شبه نفسه بحبة الحنطة .حبة الحنطة إشارة للمسيح
وطحن الحبوب كى تتحول إلى دقيق إشارة لآلالم التى مر بها المسيح فى حياته .فعمليات الطحن إشارة لعمليات
األلم التى مر بها المسيح .هذه أول مادة كانت تقدم وهى الدقيق.
ثانى مادة هى الزيت .فقال الرب يسكب عليها زيتا ا والزيت المستخدم كان زيت الزيتون وكان يجعل العجين هشا ا
وسهل االحتراق .وقلنا ان الزيت يرمز إلى عمل الروح القدس ويرمز إلى اإلضاءة واإلشراق ألنه كان يستخدم
فى اإلنارة.
المادة الثالثة األساسية التى كانت تضاف هى مادة اللبان .واللبان هو البخور الذى يستخدم فى العبادة وهو مادة
صمغية كانت تستخرج من األشجار وكانت تسيل على الشجر فكانوا يأخذوها ويعالجوها بعض المعالجات ثم
تستخدم كبخور ذو رائحة زكية .هناك بعض انواع البخور التى تخرج من الشجرة بطعنها .أى أن الرجل يأتى
بالسكين ويطعن ساق الشجرة ويطعن األغصان فيجد أن عصير الصمغ بدأ يخرج ويسيل على الشجرة .فهذا
المشهد مثل مشهد طعن المسيح بالحربة على الصليب .ولما كان يوضع اللبان أو البخور فى النار كان يخرج
رائحة طيبة .وكان البخور غالى الثمن وليس رخيص الثمن وكان معظمه يأتى من خارج فلسطين وخاصة من
شبه الجزيرة العربية .وكان يوضع البخور كتقدمة إشارة إلى أن هذه التقدمة هى موضع سرور هللا ألنه ذو
رائحة طيبة وإشارة إلى رائحة المسيح الذكية .هذه كلها معانى فى إضافة اللبان .وسنالحظ أن هللا يقول فيما بعد
فى اآلية " 2مع كل لبانها" أى كل اللبان الذى يقدم كان يوقد بخور .
لتبسيط الموضوع النقطة األولى :ما هى العناصر األساسية فى تقدمة الدقيق؟
ثالثة أشياء هامة:
هذه هى الثالثة مواد األساسية التى تكون منها هذه التقدمة .فالدقيق رمز للمسيح حبة الحنطة والزيت رمز لعمل
الروح القدس وأن المسيح ممسوح بالروح القدس والثالثة اللبان وهى البخور إشارة للرائحة الزكية التى للمسيح.
وهذه هى مكونات تقدمة الدقيق.
16
ما هو الطقس لتقريب هذه التقدمة؟ وصف هللا هذا الطقس فى اآليات 2و 3من
االصحاح.
(")2ويأتى بها إلى بنى هارون الكهنة" أى أن الرجل الذى سيقدم التقدمة يأتى بها إلى بنى هارون الكهنة وهم
الوسطاء بين الشعب وهللا وهم نائبين عن هللا ويأخذون تقدمات الشعب ويقربوها إلى هللا" .ويقبض منها ملء
قبضته" أى أن الكاهن يمسك التقدمة ويقبض ملء قبضة يده أى كبشة "من دقيقها وزيتها مع كل لبانها" أى يأخذ
بعض الدقيق وجزء من الزيت وكل اللبان " .ويوقد الكاهن تذكارها على المذبح وقود رائحة سرور للرب" .أى
أن الجزء الذى قبض عليه الكاهن بيده يضعه على المذبح كى يوقد رائحة سرور للرب.
هناك أنواع من الدقيق سنعرفها فيما بعد لكن إذا كان قد قدم دقيق طازج وليس مخبوز فكان يقبض من هذا الدقيق
ويضع عليه جزء من الزيت مع كل اللبان ويضعه على المذبح وسنعرف فيما بعد أن هناك أنواع من الدقيق
مخبوزة ولكن هنا الدقيق غير مخبوز وهو مقدم عطية للرب أى شخص يقدم تقدمة دقيق مطحون فقط للرب
فالكاهن هنا ياخذ من هذا الدقيق المطحون قبضة يده مع زيت ومع كل اللبان ويوقدها على المذبح.
سؤال :يأتى بها إلى الكاهن الذى يأخذ العطايا المقدمة من الشعب هلل .وهنا ليس المقصود أن الكهنوت يفصل
الناس عن هللا لكن المقصود أن الكهنوت يصل بالشعب إلى هللا .فال نستطيع القول ان الرقبة تفصل الرأس عن
الجسم ولكن الرقبة توصل الرأس بباقى الجسم .فالرقبة تمر بها كل األعصاب وكل الشرايين التى تنزل من
الرأس لكى تتحكم فى الجسم كله .فالرقبة توصل الرأس بالجسم وال تفصل الرأس عن الجسم .هذا هو معنى
الكهنوت .نفس فكرة القربانة التى نجد بها صليب كبير فى المنتصف محاطا ا بإثنى عشر صليب والمقصود بهم
اإلثنا عشر تلميذ وهم الكهنة .فالمقصود أن القربانة تصل للمسيح عن طريق اإلثنا عشر صليب الموجودين فى
المنتصف.
يقبض الكاهن منها ملء قبضته أى كل ما تستطيع يده أن تحتوى من دقيقها وزيتها مع كل لبانها أو كل البخور
المقدم .ويجب أن نعرف أن اللبان يشير إلى العبادة ويشير إلى الصالة .ولذلك يقال فى سفر الرؤيا البخور الذى
كان يقدمه األربعة والعشرين قسيسا ا حول العرش الذى هو صلوات القديسين.
() 3وباقى التقدمة ألنه قد أحرق فقط كمية قبضة اليد "والباقى من التقدمة هو لهارون وبنيه قدس أقداس من وقائد
الرب ".فباقى التقدمة كان يأخذها هارون وأوالده الكهنة كنصيب لهم من عطايا الرب ليعيشوا عليه ألنكم كما
تعرفون أن فى هذا الزمن كان سبط الوى مكرس تماما ا لعبادة الرب ليس لديهم مجال والرب لم يعطيهم أراضى
ليزرعوها وال حيوانات لتربيتها فكانوا يعيشون على وقائد الرب وعلى الذبائح التى تقدم .فبالطبع الدقيق والزيت
كانوا يعتبروا المادتين األساسيتين فى هذا الزمن ليعملوا الخبز والخبز معجون بالزيت .هذه كانت األكلة الرئيسية
التى كان يحتاجها كل إنسان .فكانت قبضة اليد تقدم للرب وبقية التقدمة كلها تقدم لهارون وأوالده لكى يأكلوه.
وعندما يقول عنها قدس أقداس ألنها لم يكن يأكل منها غير هارون وأوالده الكهنة فقط .لكن كان هناك بعض من
الذبائح تسمى قدس فقط .القدس كان يأكل منها الكاهن وزوجته وأوالده لكن قدس أقداس يأكل منها الكاهن فقط.
فكانت تقدمة الدقيق من المستوى األعلى ألنها كانت قدس أقداس أى يأكل منها الكاهن فقط ويأكلها فى مكان
مقدس .أى كان يأكل باقى هذه التقدمة فى داخل بيت الرب كمكان مقدس .ولكن القدس كان يسمح ألسرة الكاهن
أن يأكلوا منها وممكن أن تؤكل فى منزل الكاهن .فهناك مستويان من أنصبة الكهنة مستوى كان يخص الكاهن
فقط وكان إسمه قدس أقداس ومستوى يخص الكاهن وأسرته وهو القدس فقط .والباقى من التقدمة هو لهارون
وبنيه قدس أقداس من وقائد الرب ..ووقائد الرب تعنى تقدمات للرب أو ذبائح يتم تقدمتها على المذبح.
نكمل باقى الطقس :يوقد الكاهن تذكارها على المذبح قبضة اليد التى كانت مملوءة من الدقيق والزيت وكل اللبان
التى وضعت على المذبح تسمى تذكار التقدمة ،هذا هو الجزء الذى سيأخذه الرب .والباقى من التقدمة يسمى قدس
17
أقداس للرب وهذا لهارون وبنيه كانوا يأخذون باقى تقدمة الدقيق ويأكلوها فى موضع مقدس .وهذا ببساطة طقس
تقدمة الدقيق سهل جدا ا وليس به أى تفاصيل كثيرة مثل ذبيحة المحرقة التى درسناها فيما سبق.
ما أنواع تقدمة الدقيق؟ لم تكن كلها دقيق طازج وزيت ولبان ولكن كان هناك أنواع أخرى مخبوزة أى كانت تقدم
فى صورة خبيز فكان يؤخذ منها جزء يحرق على المذبح وباقى الخبيز يأخذه الكاهن ليأكله .فمن الممكن أن
نعتبر الدقيق أو الطحين الذى كان يقدم هو صورة من صور تقدمة الدقيق .فهل هناك صور أخرى؟ نعم ،األنواع
المخبوزة .أول نوع المخبوزة فى التنور .والتنور هو الفرن وهو يشبه الفرن البلدى الموجود فى الريف المبنى
على إرتفاع نصف متر أو حوالى ستين أو سبعين سنتيمتر ثم يوضع عليه صاج ثم يصنع باقى الفرن والفالحين
حتى وقت قريب كانوا يخبزون فيه الخبز الشمسى .هذا هو التنور.
(")4وإذا قربت قربان تقدمة مخبوزة فى تنور (أى مخبوز فى الفرن ويوجد منها نوعين) تكون أقراصا ا من دقيق
فطيرا ا ملتوتة بزيت ورقاقا ا فطيرا ا مدهونة بزيت" .فما يخبز داخل الفرن هو نوعان :إما أن تكون أقراص ملتوتة
بزيت أى معجونة بزيت من الداخل أو تكون أقراص مدهونة بزيت مجرد وجهها فقط مدهون بزيت.ما كل هذه
التفاصيل؟ ألن لها معانى عميقة جداا .القرص المخبوز الملتوت أو المعجون بزيت إشارة للمسيح المعجون
بالروح القدس كان الروح القدس يمأل كل جزء منه .فما معنى أن المرأة تلت أو تعجن الخبيز فى الزيت حيث
تجعل الزيت يدخل فى كل جزء من الخبيز .فهى تظل تلت فى العجين حتى يتخلل الزيت كل أجزاء العجين.
فهو هنا المقصود أن الروح القدس كان يمأل المسيح تماما ا ويحل فيه كل ملء الالهوت .هذا بالنسبة لألقراص
الملتوتة بالزيت .أما بالنسبة لألقراص المدهونة بالزيت فهى إشارة للمسيح الذى مسح بالروح القدس فى
المعمودية .فالمرأة عندما تخبز القرص وتدهن وجهه بزيت إشارة للمسيح الذى مسح بالروح القدس فى
المعمودية .فهو فى األصل معجون بالروح القدس وفى المعمودية مسح بالروح القدس أيضاا .فهذان النوعان لهم
معنى روحى كبير" .وإذا قربت قربان تقدمة مخبوزة فى تنور (أى الفرن) تكون أقراصا ا من دقيق (أقراص أى
أرغفة) فطيرا ا ملتوتة بزيت (أو معجونة بزيت) ورقاقا ا فطيرا ا مدهونة بزيت" وهو النوع الثانى أقراص ولكن
يدهن وجهها بالزيت.
سؤال :كانت تقدم تقدمة الدقيق فى عدة صور :النوع األول صورة دقيق طازج يوضع عليها زيت ولبان وهو
النوع األول ،ثم النوع الثانى المخبوزة فى تنور أو فى فرن ومنها نوعان :أقراص فطير ملتوتة أو معجونة بزيت
ورقاق فطير مدهونة بزيت وعرفنا الفرق بين ملتوتة ومدهونة .أى شخص يقرأ هذا السفر يتسآل ما هذه
التفاصيل؟ فكل كلمة لها معنى فهناك فرق بين ملتوتة ومدهونة فكل كلمة قدمت جانب أو زاوية من حياة المسيح
فى عالقته بالروح القدس ألن الزيت هو رمز للروح القدس.
( ) 6 – 5هناك نوع ثالث وهو التقدمة المخبوزة على الصاج" .وإن كان قربانك تقدمة على الصاج تكون من
دقيق ملتوتة بزيت فطيراا" .ما هو الصاج؟ إذا ذهبت إلى صانع الفطير نجد أن الفطير الذى يصنعه يضعه على
صاج مستدير وبه تجويف ،ويجعل الوجه المحدب لفوق والناحية المقعرة هى المواجهة للنار فوجه الصاج محدب
الشكل فهو مثل القبة ولكنها ليست شديدة التحديب .فكان عندهم صاج يخبز عليه الفطير .فيقول الرب لهم أن
كان قربانك تقدمة على الصاج تكون من دقيق ملتوتة بزيت (أى معجونة بزيت) فطيراا.
والرب أضاف هنا "تفتها فتاتا ا وتسكب عليها زيتا ا إنها تقدمة" .ما معنى تفتها فتاتاا؟ هى الفتة أى تقطع الخبز قطع
وتضعها فى سائل مثل زيت أو مرقة أو شوربة مهما كان نوع هذا السائل .وكانت الفتة معروفة عند العرب فى
ذلك الوقت وما زالت موجودة حتى وقتنا هذا .كان من الممكن الخبز المفتوت هذا يكون فى اللبن أو فى السمن أو
فى العسل أو فى الزيت بغض النظر عن نوع السائل المستخدم .فهذا هو معنى كلمة تفتها فتاتا ا وتسكب عليها
زيتاا .أى من الممكن أن تقدم للرب فى صورة فتة ،وجزء منها يقدم على المذبح بنفس المعنى الذى ذكرناه فيما
قبل وباقى الطبق أو باقى التقدمة تقدم للكاهن يأكلها فى مكان مقدس كما قلنا .فهذا هو النوع الثالث التقدمة
المخبوزة على الصاج والرب أضاف لها نقطة أنها ممكن أن تقدم فى صورة فتة.
18
()10 – 7النوع الرابع التقدمة المخبوزة فى الطاجن" .وإن كان قربانك تقدمة من طاجن (الطاجن هو وعاء
فخارى جدرانه عالية ،وإلى اآلن الناس تستخدم الطاجن فى عمل األطعمة .فيقول الرب هنا إذا كنت ستقدم
التقدمة من طاجن مثل طواجن المكرونة الباشميل التى تقدم فى المحالت) فمن دقيق بزيت تعمله ".بنفس الطريقة
فالرب طالب هنا الدقيق المادة األساسية ويضاف إليه الزيت رمز للروح القدس أيضاا" .فتأتى بالتقدمة التى
تصطنع من هذه إلى الرب وتقدمها إلى الكاهن فيدنو بها إلى المذبح" .وهو نفس الخطوات أن تأتى بالتقدمة إلى
الكاهن الذى يدنو بها إلى المذبح .عبارة واضحة أنه من خالل هذه التقدمة يستطيع أن يقترب إلى المذبح كى يأخذ
التكفير عن الخطايا" .ويأخذ الكاهن من التقدمة تذكارها (التذكار هو قبضة يده أى يأخذ الكاهن قبضة يده من
التقدمة ويقربها على المذبح) ويوقد على المذبح وقود رائحة سرور للرب .والباقى من التقدمة هو لهارون وبنيه
قدس أقداس من وقائد الرب" .أى أن باقى التقدمة تذهب لهارون الكاهن وأوالده ليأكلوها.
السؤال الثالث والرابع :األنواع المخبوزة على الصاج والمخبوزة فى الطاجن.
تناولنا هنا أربعة أنواع :النوع األول هو الدقيق الطازج دقيق فقط وعليه زيت وعليه لبان .وهناك ثالثة انواع
مخبوزة تقدم للرب كخبيز يؤخذ جزء منها يوقد على المذبح والباقى يكون من نصيب الكاهن .وقلنا أنه هناك
المخبوزة فى تنور وهو الفرن ومخبوزة على الصاج ومخبوزة فى الطاجن .وكان هللا يقول لكل أحد على حسب
طعامك ممكن تقدم له .الذى لديه تنور فى بيته ويستطيع أن يخبز فى الفرن يستطيع أن يقدم للرب ومن لديه
صاج يستطيع أن يقدم للرب ومن يخبز فى طاجن يستطيع أن يقدم للرب .بغض النظر عن طريقة حياتك وطبيعة
أكلك تستطيع أن تقدم عطاياك هلل .لماذا هذا التنوع؟ ليقول هللا لكل أحد فى الشعب أنه من الممكن أن يقدم للرب.
هللا لم يفرض نوع واحد غير موجود عند الجميع ولكن الرب قدم أكثر من فكرة وأكثر من طريقة ليقول لكل أحد
قدم بطريقتك وعلى حسب حياتك.
ما شروط تقدمة الدقيق؟ هل هناك شروط أخرى غير المواد التى تضاف من
الزيت واللبان؟
(")11كل التقدمات التى تقربونها للرب ال تصطنع خميرا ا ألن كل خمير وكل عسل ال توقدوا منهما وقودا ا
للرب ".هنا قال الرب أن هناك مادتين ال يضافوا إلى هذه التقدمة وهما الخمير والعسل هم ممنوعين أن يضافوا
إلى التقدمة .أوالا ألن الخمير يشير إلى الخطية والخمير يشير إلى الشر .فيقول أن التقدمات تكون خالية من
الخمير إشارة لحياتنا التى يجب أن تكون خالية من الشر ولذلك قال عن هذه التقدمات فطير ألنى عندما أنزع
الخميرة من الخبز يتحول من خبز إلى فطير .فما الفرق بين كلمة خبز وفطير؟ خبز أى بداخله خمير لكن الفطير
خالى من الخمير .ولذلك إستخدم كلمة فطير فى كل التعبيرات السابقة .إذا ا كل كلمة فطير وردت تدل على أن
الفطير خالى من الخمير .وقد درسنا من قبل عيد الفطير الذى يمكثوا فيه سبعة أيام متتالية يأكلوا الفطير فقط
إشارة أن يجب ان تكون حياتهم خالية من الشر .إذا ا أول مادة ال يجب أن توضع على التقدمة هى الخمير .مع أننا
نضع الخمير فى القربان الذى نصلى عليه ويتحول إلى جسد الرب .والخمير يشير إلى الشر والخطية .ولكن
القربانة تشير إلى المسيح .فلماذا نضع الخمير؟ إشارة أن المسيح حمل خطايانا .فالمسيح بال خطية ولكن وضعنا
الخمير فى القربانة ألن المسيح حمل خطايانا .كما قال أشعياء وضع عليه إثم جميعنا أى تجمعت كل اآلثام
والخطايا ووضعت عليه فكأن الخميرة التى توضع فى القربانة هى إشارة للمسيح الذى حمل خطايانا أو الخطية
التى حملها المسيح .وهذه القربانة تدخل فى النار .ونالحظ أن وجود الخميرة فى الخارج تجعل الخبز يرتفع ولكن
عندما تدخل النار تموت ،فالخميرة ككائن حى تموت بالنار إشارة للمسيح الذى أبطل الخطية فى جسده باآلالم
ألن النار إشارة آلالم المسيح ،فالمسيح أبطل الخطية فى جسده باآلالم .كل التقدمات التى تقربونها للرب ال
تصطنع خميرا ا ألن كل خمير وكل عسل ال توقدوا منهما وقودا ا للرب .أى ممنوع وضع الخمير تماما ا على
المذبح .فعندما تقدم تقدمة للرب يجب أن تكون خالية من الخطية ومتبوعة بالتوبة .فال يجوز أن تقدم تقدمة للرب
وأنت تعيش فى الخطية وبعيد عن الرب .ولكن تكون متبوعة بالتوبة .ال توقد خميرا ا على مذبح الرب أى ال
تقترب من الذبيحة وهناك خمير فى حياتك .يجب أن تتقدم للذبيحة وأنت فطير خالى من الخمير .ولماذا ال يوضع
19
العسل؟ كان فى هذا الوقت عسل النحل هو األشهر .لم يكن هناك العسل والسكر الموجودين حالياا .البعض يقول
أنه كان يستخدم فى ذلك الوقت البلح الرطب كنوع من العسل ألن به نسبة سكر عالية .المهم أن كل أنواع العسل
ال تضاف إلى هذه التقدمة ألن العسل إشارة إلى مباهج الدنيا التى تخدع اإلنسان ،حلوة الشكل .لذلك قال سليمان
الحكيم النفس الشبعانة تدوس العسل .النفس الشبعانة بالمسيح تدوس عسل العالم .فما يقدمه العالم مثل العسل
شكله حلو جداا .فالنفس الشبعانة بالمسيح تدوس العسل .فالعسل هنا رمز لمباهج الدنيا التى تخدع الناس ولذلك
قال الرب ال تقدم العسل .فهل ال يجوز تقديم خمير أو عسل تماماا؟
() 12ال بل قيل "قربان أوائل تقربونهما للرب لكن على المذبح ال يصعدان لرائحة سرور" .أى من الممكن فى
هذا الوقت تقدم الخميرة كتقدمة يستفاد بها فى الخدمة لكن ال تقدم على المذبح والعسل ممكن أن يقدم كتقدمة لكن
ال يصعد على المذبح .أى ممكن تقدم إلى الكاهن وأسرته فيستفيد بها .قربان أوائل تعنى أول الشئ أو بكور
الشئ .فاذا كان أحدهم لديه محصول أو عنده كمية خميرة كبيرة ويريد أن يقدم بكورها أو العسل لدية كمية كبيرة
ويريد تقديم بكورها فى هذه الحالة ممكن أن يقدم لكن ال يصعدان لرائحة سرور أى ال يوقدان على المذبح.
سؤال :شروط التقدمة :مواد ال يسمح باضافتها إلى التقدمة .أول شئ الخمير
ألنه يرمز إلى الشر والخطية .ثانياً العسل حيث يشير إلى مباهج الدنيا التى تخدع
االنسان .هل هناك شروط أخرى؟ نعم.
() 13وكل قربان من تقادمك (أى تقدماتك) بالملح تملحه وال تخل تقدمتك من ملح عهد إلهك على جميع قرابينك
تقرب ملحاا" .هنا يشترط الرب إضافة مادة أخرى وهى مادة الملح .فالملح مادة كانت منتشرة ورخيصة جدا ا .
والتعبير من ملح عهد إلهك ألن فى الماضى الملح كان يشير إلى العهود ..فعندما كان يدخل إنسان فى عهد مع
آخر كان يعطية كمية من الملح كعادة .ما معنى هذا؟ ألن الملح يشير إلى عدم الفساد فبذلك يقول أتمنى أن االتفاق
الذى بينى وبينك ال يرى الفساد ،أى نظل متفقين أن عهدنا يظل سليم ومن هنا جاءت عبارة (اكل الخبز والملح)
إشارة إلى العهد الذى بينى وبينك .فعندما يصنع شخص بآخر شر يقال أننا أكلنا خبز وملح سويا ا أى إتفقنا أن ال
يخون أحد اآلخر ألنه كان هناك عهد بينى وبينه .فالملح يشير إلى العهد ويشير إلى عدم الفساد فوضعه فى
الذبيحة يشير إلى جسد المسيح الذى لم يرى فسادا ا فى القبر .وكانت من ضمن الصور التى كانت موجودة فى هذا
الزمن أن عندما يصنعون معاهدة كانت المعاهدة يجب أن تكون متبوعة بطعام يحتوى على الملح :مثل لحم مملح
أو يأكلون خبز وملح مثلما نفعل اآلن تماماا .فبعض الناس عندما يقدمون على الدخول فى تجارة معينة أو شركة
تجارة يقولوا نأكل سويا ا خبز وملح أوالا .وهذا على أساس أن ال يحدث خيانة من طرف لطرف داخل هذه
الشركة .فهنا عندما يقول الرب "ال تخلى تقدمتك من ملح عهد إلهك" أى حافظ على العهد الذى بينك وبين هللا.
فالعالقة مع هللا هى عالقة عهد بين طرفين فمن جهة هللا هو ال ينقض عهده وإن كنا غير أمناء هو يبقى أمينا ا
فالمشكلة فينا ألننا ننقض العهد .فالرب يحذرهم هنا ويقول أنك عندما تدخل فى عالقة معى وتقدم ذبيحة فأنت قد
دخلت فى عهد .ال تخلى تقدمتك من ملح عهد إلهك أى ال تكسر العهد الذى بينى وبينك .على جميع قرابينك تقدم
ملحا ا أى كل القرابين التى تقدمها يكون عليها ملح.
سؤال :مادة هامة البد من إضافتها وهى الملح عالمة العهد مع هللا والملح دائماً
يشير إلى عدم الفساد.
( )13آخر جزء فى االصحاح تقدمة إسمها تقدمة باكورات الغالل .وسنفهم كل كلمة .وهذا هو النوع الخامس من
التقدمات غير الدموية على المذبح .تقدمة باكورات ..وكلمة باكورات جمع باكورة وهى أول الشئ .مثالا إذا
زرعت الحقل قمح فأول حزمة خرجت من الحقل إسمها باكورة .مثال آخر إذا أمسكت عمالا جديدا ا فأول مرتب
نقول عليه باكورة المرتب .فباكورة هى أول الشئ .والغالل هى المحاصيل .أى أن الرب يقول لهم إذا زرعت
محصوالا فى األرض أحضر باكورته تقدم على المذبح .ماقيمة هذا العمل؟ علمهم الرب هذا األمر لكى يقول إنك
إذا زرعت الحقل الذى هو فدانين أو ثالثة أفدنة وستحضر أول حزمة تقدمها للرب لكى يبارك الرب فى الباقى.
20
فتقديم الباكورة يقدس الكل وهذا هو المعنى الروحى لتقدمة الباكورة .فمثالا شخص يقدم أول مرتب أو شخص
يقدم أول زيادة ..حصلت على زيادة هذا العام خمسون جنيه فوق المرتب فتعتبر هذه باكورة الزيادة التى تقدم
لكى يبارك الرب فى كل ما تبقى .هذا معنى تقديم الباكورة .فهم لم يكن لديهم مرتبات ولكن دخلهم األساسى كان
المحاصيل فكل محصول تزرعه تأتى بأول جزء حصدته إلى الرب كى يبارك الرب فى باقى المحصول .هذا هو
المعنى الذى قصده الرب.
(")14وإن قربت تقدمة باكورات للرب ففريكا ا مشويا ا بالنار جريشا ا سويقا ا تقرب تقدمة باكوراتك ".ما معنى هذه
العبارة؟ أوالا الفريك وهو حبوب القمح الخضراء المشوية بالنار تترك فى الشمس وتترك حتى تشوى وتتحول
إلى فريك .وسميت فريك ألنهم كان يفركونها باليد فتخرج الحبة من القشرة فيستطيعون أكلها .وهذا ما فعله
تالميذ المسيح أنهم كانوا يفركون السنابل ومن هنا جاءت كلمة فريك .فكلمة فريك أتت من فرك السنبلة كى ما
أخرج الحبة من قشرتها وأستطيع أكلها .وهذا ال ينطبق على القمح فقط بل من الممكن أن ينطبق على حبوب
أخرى .مشوى بالنار ألنهم كانوا يفردوه فى الشمس التى كانت تقوم بتسويته وهذا معنى كلمة مشويا ا بالنار.
عملية الفرك والشوى بالنار إشارة آلالم المسيح .جريشا ا أو مجروشا ا فى بعض النصوص األخرى ،فكلمة جريش
أى مدشوش أو مدقوق وممكن أن يكون متكسر فعملية التكسير هذه إشارة آلالم المسيح .سويقا ا أى ناعما ا فمن
الممكن أن يكون مطحون لدرجة ناعمة جداا .تقرب تقدمة باكوراتك .عادة كان يتم دش الفريك ثم يتم نخله كى
يصبح ناعما ا جدا ا وهذا معنى كلمة سويقا ا أن يكون ناعما ا جداا.
( )16 - 15وبنفس الطريقة "وتجعل عليها زيتا ا وتضع عليها لبانا ا إنها تقدمة" فبنفس المعنى كان يوضع عليها
الزيت واللبان وكانت تقدم للرب جزء منها على المذبح ثم "يوقد الكاهن تذكارها من جريشها ( وذكرنا أن
الجريش هو المدقوق أو المدشوش) وزيتها مع جميع لبانها وقودا ا للرب".
السؤال األخير :تقدمة الباكورات وهى أوائل الغالت حيث يقدم الفريك مشوياً
بالنار .وكلمتين أخريين قيلوا عن الفريك :جريشاً ومعناها مدشوشاً وسويقاً أى
ناعم .فكان يقدم مدشوشاً وناعم وكان يقدم باكورة للرب أى أوائل المحصول.
آخر شئ ما هو مفهوم هذه التقدمة؟ ولماذا طلب الرب أن يقدم الدقيق الموضوع عليه الزيت واللبان بصور
مختلفة؟ أخذنا خمس صور مختلفة ،ألن الفريك هو أصالا دقيق ولكن بصورة أخرى بعدما تم شوية فى الشمس
تحول إلى جريش ناعم .فالدقيق يشير إلى المسيح ويشير إلى ناسوت المسيح .فهذه التقدمة رمز إلى طهارة
ناسوت المسيح وكمال سيرته على األرض .فاذا كانت ذبيحة المحرقة تشير إلى للمسيح الذى أرضى اآلب بآالمه
فتقدمة الدقيق إشارة للمسيح الذى أرضى اآلب بسلوكه وحياته على األرض .إرضاء اآلب لم يكن باآلالم فقط
ولكن بحياته المقدسة عندما رآى اآلب فيه نموذج مقدس نموذج كامل لم يسلك أحد من البشر هذا الكمال المطلق
فالمسيح أرضى اآلب بحياته وكمال سيرته وأرضى االب بفداءه على الصليب.
درسنا هنا تقدمة الدقيق وهو ثانى نوع من الذبائح الخمسة وهى النوع الوحيد الغير الدموى من الذبائح الخمسة.
21
المحاضرة الخامسة
بنعمة المسيح نكمل مع بعض دراستنا لسفر الالويين وكنا توقفنا لفترة شهر كيهك واألعياد كل سنة وحضراتكم
طيبين .أذكركم إننا قد تناولنا مقدمة لسفر الالويين وتكلمنا عن أهم الحيوانات المقدمة ذبائح ،وتكلمنا عن شروط
وطقوس الذبائح كمقدمة أيضاا ،وبدأنا ندرس السفر سوياا ،ودرسنا اإلصحاح األول وكان يتكلم عن ذبيحة
المحرقة ،أهم وأشهر الذبائح وأكثرها شيوعاا .ثم فى اإلصحاح الثانى درسنا تقدمة الدقيق بأنواعها المختلفة
وعرفنا كيف أن ذبيحة المحرقة تشير إلى المسيح الذى أرضى اآلب بفداءه وتقدمة القربان أو تقدمة الدقيق تشير
إلى المسيح الذى أرضى اآلب بسيرته الفاضلة.
اليوم موعدنا مع اإلصحاح الثالث الذى يتكلم عن ذبيحة السالمة وهى الذبيحة الثالثة .حيث عندنا خمسة ذبائح
هامة تمثل أركان العبادة اليهودية .تناولنا منها المحرقة وتقدمة الدقيق .والذبيحة الثالثة موعدنا اليوم مع ذبيحة
السالمة أو ذبيحة الشكر .وهى فى اإلصحاح الثالث ،وعدد آياتها قليلة فسوف تكون إن شاء هللا خفيفة .وأيضا ا
سوف تجدوا فيها جوانب كثيرة مشتركة مع باقى الذبائح .فسوف تكون سهلة إن شاء هللا.
ذبيحة السالمة لها أسماء مختلفة تسمى أيضا ا ذبيحة الشكر وتسمى ذبيحة الحمد وتعنى ذبيحة سالم أو صلح .الذى
يتضح من إسمها أنها كانت ذبيحة إختيارية ولم تكن إجبارية .ألنه فيما بعد عندما ندرس سنعرف أن هناك بعض
الذبائح كانت إجبارية .إذا شخص فعل خطية كان يجب أن يقدم ذبيحة تعبر عن توبته ،فهى إلزامية للشخص.
لكن هناك ذبائح وتقدمات كانت إختيارية أى بمحض إرادة الشخص ويقدمها بطريقتة الخاصة ،مثل ذبيحة الشكر
أو ذبيحة الحمد .ما المناسبات التى كانت تقدم فيها هذه الذبيحة؟ مثالا شخص أنقذه الرب من مشكلة معينة أو عمل
الرب معه عمل ما ،فيريد أن يقدم شكر أو إعتراف بعمل الرب معه ،فيقدم هذه الذبيحة كتعبير عن شكره هلل الذى
صنع معه هذا المعروف .أو ممكن كانت تقدم هذه الذبيحة إيفاءا ا لنذر .أى شخص لديه طلبة والطلبة لها سنوات
ونذر نذرا ا للرب فكان من ضمن إيفاء النذر أن يقدم ذبيحة شكر للرب ألن النذر قد تم .أو كانت تقدم نافلة .ما
معنى كلمة نافلة؟ أى زائدة ،أى بدون أى سبب تقدم ذبيحة للرب ذبيحة شكر وحمد للرب .مثل شخص يقبض
ألف جنية فعشوره تكون مئة جنية وهذا هو المطلوب منه .ولكنه يعطى مئة جنية أخرى ..فالمئة جنية األخرى
تسمى نافلة أو زائدة أى زيادة عن ما طلب الرب .فمن كثرة حبه للرب يقدم أزيد من الوصية .هذا معنى كلمة
نافلة وسنجدها كثيرا ا فى سفر الالويين .فكانت ذبيحة السالمة كانت تقدم كنافلة .أى شخص من كثر أن قلبه
ملتهب نحو هللا ومشغول به ويشكره على كل شئ قال أقدم ذبيحة للرب بدون أن يكون هناك سبب واقعى فعالا إذا
كانت طلبة أو مشكلة تم حلها ..إلخ .هذه كانت مناسبات الذبيحة.
نبدأ نقرأ سويا ا اإلصحاح الثالث اآلية األولى"
(")1وإن كان قربانه (وعرفنا كلمة قربان هى ما يتقرب به اإلنسان هلل) ذبيحة
سالمة فان قرب من البقر ذكراً أو أنثى فصحيحاً يقربه أمام الرب".
هنا يقول الرب عن شروط تقديم الذبيحة :يؤخذ من البقر مثلما قلنا سابقا ا فى ذبيحة المحرقة ،وسنعرف الحقا ا أنه
سيؤخذ من الضأن أى الغنم والماعز .ونالحظ شئ هنا أن هذه الذبيحة ال تؤخذ من الطيور .تذكرون فى ذبيحة
المحرقة ذكرنا أنه من الممكن أن يقدم زوج يمام أو فرخ حمام أو أفراخ الحمام .وعرفنا أن السيدة العذراء عندما
دخلت إلى الهيكل قدمت من هذا النوع أفراخ الحمام وزوج اليمام .فلماذا هذه الذبيحة لم تكن تقدم من الطيور؟ إذا
فهمنا مغزى هذه الذبيحة أنها كانت ذبيحة يأخذ منها هللا جزءاا ،ويأخذ منها الكاهن جزءاا ،ومقدم هذه الذبيحة
وعائلته يأخذ باقى الذبيحة ويأكلها فى ساحة خيمة اإلجتماع .فالموضوع هنا يحتاج إلى ذبيحة بحجم كبير كى
يأخذ هللا جزء والكاهن جزء والمقدم وعائلته تأكل من هذه الذبيحة .فهذا الكالم ال ينطبق على الطيور ألن الطير
حجمه صغير فال يكون مناسبا ا لهذا الموقف .فكان نقطة الشبع البد أن تتوفر مثال المسيح الذى يشبعنا .فلم يكن
مجرد أن كل أحد يأخذ قطعة وحسب ،ولكن يجب تحقيق الشبع .فطبعا ا تقدمة الطيور ال تصلح مع هذه الجزئية.
22
ولكن هللا وضع تقدمة الطيور فى الذبائح األخرى من أجل أن الفقراء يستطيعون تقديمها .لكن هنا نقطة الشركة،
كيف تشترك األسرة كلها فى هذه الذبيحة.
وهنا يقول "إن قرب من البقر ذكرا ا أو أنثى" ونتذكر أن فى ذبيحة المحرقة ماذا كانت يجب أن تكون؟ ذكر فقط.
ولكن هنا فى ذبيحة السالمة ممكن أن تكون ذكرا ا وممكن أن تكون أنثى .ألن البعض يقول هل هذا نوع من
التحيز أن يقدم للرب الذكور فقط؟ ال فهنا فى بعض الذبائح تقدم فيها األنثى .وقلنا فى المقدمة أن الذكر يشير إلى
الرجولة الروحية .اإلنسان الذى يسلك برجولة هو اإلنسان الذى يصل إلى النضوج الروحى .واألنثى تشير إلى
الخصوبة الروحية ..فاألنثى تمثل الخصوبة ألنها هى التى تنجب البنين وهى التى ترضع البنين فتشير إلى
الخصو بة والثمر .فهنا اإلثنين يقدموا فى هذه الذبيحة .وإذا كانت ذبيحة الشكر أو ذبيحة السالمة تقدم كذكر أو
كأنثى أن الشكر مطلوب من اإلثنين الذكر واألنثى وأن اإلثنين واحد .إذا كنا نقول أن هذه الذبيحة ذبيحة سالم.
فاهلل صنع سالم مع الذكر واألنثى ،مع كل البشر بال إستثناء .ولذلك يقول بولس الرسول "ليس رجل أو إمرأه"
كله واحد فى المسيح".
"فصحيحا ا يقربه" صحيحا ا أى بدون عيب وقلنا هذه النقطة من قبل أن الذبيحة يجب أن تكون غير معيبة ،ويقوم
الكاهن بفحصها جيدا ا لئال يكون فيها شئ مكسور مثل رجل أو جزء أجرب أو الحيوان يكون أكلف أو به نمش
ناحية وجهه وممكن يكون أعمى أو بثير أى به بثور .فيجب على الكاهن أن يفحص الحيوان .وهذه النقاط سوف
ندرسها فى اإلصحاح الثانى والعشرين .كيف يطمئن الكاهن أن هذا الحيوان بال عيب إشارة للمسيح الذى بال
خطية .فيؤكد هللا فى كل ذبيحة أنها يجب أن تكون صحيحة أى حيوان سليم بال عيوب جسدية.
"فصحيحا ا يقربه أمام الرب" أى أن هذه التقدمة أمام هللا .يعمل مقدم الذبيحة طقوس مقاربة للطقوس التى درسناها
من قبل تقريباا.
(") 2يضع يده على رأس قربانه" يضع يده على رأس الحيوان وقلنا أن وضع اليد إشارة أن هذا الحيوان صار
نائبا ا عنه وما سيحدث فى هذا الحيوان كان يجب أن يحدث فيه .فيضع يده على رأس الحيوان .فى الذبائح التى
كانت مرتبطة بالتوبة كان يضع يده ويعترف بخطيته بإعتبار أن الخطية تنتقل إلى رأس الحيوان فيصير الحيوان
نائبا ا عنه فى حمل خطيته .أما فى حالة ذبيحة الشكر أو ذبيحة السالمة كان يضع يده ويعترف هلل بفضله ،أى
يشكر الرب .يضع يده على رأس الذبيحة ويشكر الرب ،ويقول أشكرك يا رب أنك فعلت معى كذا وكذا ،أشكرك
يا رب ألنك إستجبت لطلبة ما .فوضع اليد هنا فى حالة ذبيحة السالمة كان مصحوبا ا باإلعتراف هلل.
"يضع يده على رأس قربانه ويذبحه لدى باب خيمة اإلجتماع" .يقوم مقدم الذبيحة بالذبح وهذا كان فى البداية.
ففى تاريخ متأخر أصبح الكهنة والالويين هم من يقومون بعملية الذبح.
"لدى باب خيمة اإلجتماع" الباب إشارة للمسيح ،والذبح خارج الباب إشارة للمسيح الذى تألم خارج الباب مثلما
قال بولس الرسول.
"ويرش بنو هارون الكهنة الدم على المذبح مستديراا" فالكاهن يحمل الدم ويدور حول المذبح ويرشه ،وقلنا أن
هذه الحركة الدائرية تشير لخالص المسيح المقدم للعالم .إذا كانت ذبيحة السالمة تشير للسالم والصلح مع هللا،
فهذه الدائرة تشير أن المسيح صنع سالما ا مع كل البشر .فهذه الحركة الدائرية تشير أن المسيح صنع سالما ا مع
الجميع ،اليهود واألمم ،وصنع سالما ا أيضا ُ بين السمائيين واألرضيين.
(")3ويقرب من ذبيحة السالمة وقودا ا للرب" ما هو الجزء الذى سيقدم للرب؟ "الشحم الذى يغشى األحشاء
وسائر الشحم الذى على األحشاء" الشحم هو الجزء الدسم أو الدهون الموجودة فى الحيوان واألحشاء هى
المصران أو األمعاء.
23
(")5 - 4والكليتين والشحم الذى عليهما الذى على الخاصرتين (كل هذه أجزاء من الشحم فى داخل جسم
الحيوان) وزيادة الكبد مع الكليتين ينزعها .ويوقدها بنو هارون على المذبح على المحرقة التى فوق الحطب الذى
على النار وقود رائحة سرور للرب".
فالجزء الذى كان يقدم للرب هو كل الشحم الموجود فى هذه الذبيحة .أى يقوم الكاهن بنزع كل األجزاء السمينة
الموجودة فى الحيوان .ويذكرها هنا هللا باإلسم ويقول الشحم الذى يغشى األحشاء وسائر الشحم الذى على
األحشاء والكليتين والشحم الذى عليهما والذى على الخاصرتين وزيادة الكبد مع الكليتين ينزعهم .أى كل األجزاء
المشحمة أو كل األجزاء السمينة أو الدسمة فى الحيوان يقوم الكاهن بفصلها ووضعها على المذبح .وقلنا فيما
سبق ما معنى تقديم الشحم للرب؟ الشحم هو أسمن جزء فى الحيوان يمثل أنك تعطى هلل أثمن شئ وتعطى هلل
أغلى شئ .هنا يعلمهم أن يقدموا للرب أغلى شئ .أغلى شئ فى الحيوان يكون للرب .طبعا ا فى ذلك الزمن الجزء
الدسم فى الحيوان هو أهم جزء ..وقلنا أن لفترة قريبة عندما يقوم أحد بزيارة آخر لكى يجامله كان يعطيه الجزء
الدسم كنوع من المجاملة للضيف .القديس مارإسحق السريانى يقول أن الشحم المقدم فى الذبيحة إشارة إلى تقديم
العقل فى الصالة .أى أن ممكن اإلنسان يقف بجسمه فى الصالة لكن عقله فى الخارج .يقول عندما تقدم العقل
الذى بال تشتيت فى الصالة للرب رمز أنك تقدم له الشحم ..أغلى شئ ..فكر وتركيز الفكر .فما فائدة الوقوف
ألن أناس كثيرين يقفون .شخص يمسك األجبية ويقف ليصلى لكن أين عقله؟ يفكر فى خمسة آالف شئ كأنه يقدم
له الجسد فقط .أين الشحم؟ الشحم هو تركيز العقل وتركيز الفكر فى الصالة .هذا هو الشحم الذى تقدمه .ولذلك
ضبط الفكر فى الصالة هو من أهم الفضائل أو من أهم الجهادات التى يجب أن تنتبه لها وأنت تقف للصالة .كيف
يكون فكرك فى الرب ،ليس مجرد أن يخرج الكالم من الشفايف وتشعر بالرضا أنك إنتهيت من قانونك وسردت
المزامير المطلوبة سريعاا .لكن عليك أن تطبق اآلية التى تقول "أصلى بالروح وأصلى بالذهن أيضاا" ،أن الفكر
يكون فى الرب .هذا هو الشحم ،هذا الشئ الثمين الصعب .ولكن الوقوف سهل ألن أناس كثيرين يقفون .األصعب
هو أن تركز فى الصالة .وهذا هو الشحم الذى فى الذبيحة الذى تقدمه للرب.
وتقدم هلل أغلى ما عندك ،ال تقدم البواقى للرب .فأحدهم يقدم للرب بواقى الوقت فى الليل بعد أن يكون إستهلك
فيع طى للرب ما تبقى أو يعطى للرب بواقى ما عنده ..بواقى األكل وبواقى الملبس .غير إن الشخص يقدم الشحم
للرب ،يعطيه أغلى شئ فى الموضوع .فموضوع الشحم هذا فهناك آية تقول "كل الشحم للرب" .وقالها الرب
أكثر من مرة .وكان الرب يقول لمقدم الذبيحة الذى يأخذ الشحم لنفسه تقطع تلك النفس .أى أنه لم يكن مسموح
حتى لمقدم الذبيحة أن يأكل من هذا الشحم بل يعطيه للرب .وطبعا ا الشحم كمادة سريعة االشتعال كانت تشتعل
على المذبح وهنا يقول أن "يوقدها بنو هارون على المذبح على المحرقة التى فوق الحطب الذى على النار وقود
رائحة سرور للرب" .فننتبه هنا :المذبح يكون عليه محرقة ويأتى بالشحم الذى فى ذبيحة السالمة يضعه على
ذبيحة المحرقة .ما المعنى المقصود بهذا؟ قلنا أن ذبيحة المحرقة تشير إلى صليب المسيح ،وكيف المسيح أرضى
اآلب بآالمه وفداءه على الصليب .ومن خالل هذه اآلالم حقق سالما ا وصلحا ا بين هللا وبين البشر .فمن خالل
المحرقة التى سيحترق فيها شحم ذبيحة السالمة تحقق السالم بين هللا وبين البشر بصليب المسيح.
(")6وإن كان قربانه من الغنم ذبيحة سالمة للرب (الغنم وهى أقل فى القيمة) ذكرا ا أو أنثى (أيضا ا هنا مسموح أن
يقدم الذكر واألنثى من البقر أو من األغنام) فصحيحا ا يقربه".
هللا مازال يؤكد على نقطة أنه صحيح بال عيب.
(")7إن قرب قربانه من الضأن (والضأن هو الخراف المغطاه بالصوف) يقدمه أمام الرب".
أمام الرب أى أنك تعطى الشئ أمام هللا ،وأنت تقدم للرب وليس للناس .ياليت تكون هذه النقطة فى ذهننا أنك
عندما تعطى ،تعطى أمام الرب .فاذا كنت تعطى أمام الرب هل الشخص يذل الذى يعطى له؟ هل يهين الذى
يعطى له؟ هل يجرح الذى يعطى له؟ هو أمام الرب وهذه العطية هى أمام الرب .يعطى هذه العطية أمام الرب.
تخيل فى موقف أن األب الكاهن أرسل إليك شخص وقال لك أن تعطيه شئ من عندك ،وأنا سوف أنظر ألرى
24
كيف تعطى له ..فالشخص هنا يتجمل فى أجمل صورة ويأخذ السائل فى حضنه ويقول له إنك أرسلت من عند
األب الكاهن فأنت بركة لى ..ألن األب الكاهن يراه ماذا سيفعل معه .فكم بالحرى إذا كان هللا يرى ماذا تفعل مع
الناس وأنت تعطيهم .فكيف تعطيهم وأنت تشعر أنك تعطى أمام الرب؟ هللا يراك وأنت تتعامل معهم" .إن قرب
قربانه من الضأن يقدمه أمام الرب".
(") 8يضع يده على رأس قربانه (نفس الموضوع وضع اليد) ويذبحه قدام خيمة االجتماع .ويرش بنو هارون دمه
على المذبح مستديراا".
(")10 - 9ويقرب من ذبيحة السالمة شحمها وقودا ا للرب( :وهنا أيضا ا يؤكد ،هنا بالنسبة للغنم أضاف جزء لم
يكن موجودا ا بالبقر) االلية صحيحة من عند العصعص ينزعها والشحم الذى يغشى األحشاء وسائر الشحم الذى
على األحشاء والكليتين والشحم الذى عليهما الذى على الخاصرتين وزيادة الكبد مع الكليتين ينزعها".
يؤكد الرب هنا على نفس األجزاء .هذا جزء الدهون الموجودة مع الكبد .فبالنسبة لألغنام هناك االلية وهى الجزء
الذى يخزن فيه الحيوان كل الدهون .وهى أسمن جزء وأدسم جزء وتعتبر هى المخزن بالنسبة للحيوان .االلية
صحيحة من عند العصعص وهى آخر فقرة من العمود الفقرى عند الحيوان ،يقول تنزعها من أولها وتعطيها
للرب كلها .وهللا يركز على هذه النقاط ألنها كان من الممكن أن تغريهم وتعجبهم هذه األجزاء .ألن االلية هى أهم
جزء فى الحيوان .وفى الماضى قبل إكتشاف الكوليسترول واألمراض ،كانت تعتبر أهم شئ .وطبعا ا كانت تؤكل
هذه األجزاء الدسمة ألنها كانت تعطى طاقة شديدة .ألن السعرات الحرارية الموجودة بالدهون والنشاط الغذائى
لها عالى جداا .فتمثل لهم كل أنواع الدهون .فتعالوا نصوم فترة بدون سمن أو زيت ..حتى الزيت .تجد نفسك
غير قادر على المشى وتترنح ألن حتى الزيت يعطى طاقة حتى فى أيام الصيام .فتخيل فى مرة صمت أسبوع
بالماء والملح وبدون زيت تماماا ،فلن يكون لديك طاقة على االطالق .هذه األشياء كانت تمثل جزء مهم فى
الحيوان.
ونحتاج أن نتوقف عند االلية ألنها المخزن عند الحيوان .المخزن الروحى الذى فى حياتك .ما هو التخزين الذى
تقوم به فى حياتك؟ هناك البعض يخزنون المال والبعض يخزنون المقتنيات والبعض يخزنون العالقات والبعض
يخزنون دراسات وأفكار وأبحاث كثيرة .وهناك من يخزن العمل الروحى وصلوات دائمة ،وعندما يتكلم يخرج
من هذا المخزن" .من فضلة القلب يتكلم اللسان" .أى ينطق اللسان من المخزن الداخلى .فإذا كان المخزن الداخلى
فارغ أو به أشياء تافهة ماذا يفعل اللسان؟ سيكون تافه مثله أو فارغ مثله .لكن إذا كان المخزن الداخلى دسم
ومملوء بعمل هللا فما يخرج إلى الخارج سيكون له نفس الطعم .فهنا االلية تذكرك بخزينك الروحى .ماذا تخزن
فى قلبك؟ هل أنت لديك صلوات دائمة وتأمالت دائمة ومزامير ترددها وترانيم ترددها وتمأل مخزنك؟ فأنظروا
إلى الخروف الذى يزنوه بااللية .فإذا كانت االلية دسمة يكون الخروف جيد وصالح .وإذا وجدوا خروف بال الية
يكون بدون ثمن ألن ثمنه وقيمته تأتى من وجود هذه األجزاء فيه .ماذا يوجد فى مخزونك الروحى؟ أو فى
خزانتك الروحية؟ فبالنسبة للغنم طلب الرب أن تقدم االلية .وقال ينزعها من عند العصعص أى يأخذها كلها
كاملة للرب.
(")11ويوقدها الكاهن على المذبح طعام وقود للرب".
يأخذ كل هذه األشياء الثمينة ويضعها طعام وقود للرب ،ليس ألن هللا يأكل الشحم .لعل يختلط األمر مع البعض
ويقول أن الشحم طعام وقود للرب أى أن هذا طعام هلل .ومثلما إكتشف دانيال الخدعة التى عملوها كهنة اإلله بعل
وقالوا للملك أن اإلله بال يأكل كل هذه األشياء .فدانيال قال له ياجاللة الملك هو ال يأكل هذه األشياء ألنه صنم.
فسأله الملك من يأكل كل هذه األشياء التى توضع كل يوم غير اإلله بال .وعندما كشف دانيال الخدعة أن الكهنة
وأوالدهم يدخلون من باب سرى ليأكلوا هذا األكل .هللا ال يأكل هذه األشياء .هللا منزه عن كل هذا وهللا ال يحتاج
25
إلى شئ لكنه يحب أن االنسان يقدم له هذه األشياء ليس ألنه محتاج إليها بل ألننا محتاجون أن نقدمها هلل .وكما
يقول القداس "لست أنت محتاجا ا إلى عبوديتى بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك ".فهنا ليس المقصود بكلمة طعام وقود
للرب أن هللا يأكل هذه األشياء .هللا طبيعته تسمو فوق كل هذا .ولكن الفكرة هى كيف تشعل األشياء من أجل هللا
حتى لو كانت أشياء غنية أو ثمينة مثل الشحم نوقده من أجل الرب .أقدم أغلى شئ فى حياتى لك يارب .ألم يكن
إسحق هو شحم إبراهيم .هو أثمن شئ فى حياته .وقال له الرب قدم الشحم يا إبراهيم ،فقال له هذا هو الشحم
سأضعه لك فوق المذبح وأوقده لك .ألم يكن أغلى شئ؟ .فهنا يقول قدم هذا الثمين وقودا ا للرب ..أوقده أمام الرب
ألنه ال يوجد شئ أغلى من الرب فى حياتك.
(")13 - 12وإن كان قربانه من المعز (الماعز هو المغطى بالشعر والضأن هو المغطى بالصوف) يقدمه أمام
الرب .يضع يده على رأسه ويذبحه قدام خيمة االجتماع( .أيضا ا بنفس الطريقة) ويرش بنو هارون دمه على
المذبح مستديراا ".نفس الحركة الطقسية.
(")15 – 14ويقرب منه قربانه وقودا ا للرب :الشحم الذى يغشى األحشاء وسائر الشحم الذى على األحشاء
(يكرر هنا الرب لثالث مرة) والكليتين والشحم الذى عليهما الذى على الخاصرتين وزيادة الكبد مع الكليتين
ينزعها ".والماعز هنا ليس لديه إلية ،فاهلل لم يذكر االلية مع الماعز بل ذكرها مع الغنم.
( ")16ويوقدهن الكاهن على المذبح طعام وقود لرائحة سرور .كل الشحم للرب ".فاهلل مازال يؤكد حيث ذكرها
ثالثة مرات .مرة مع البقر ومرة مع الغنم ومرة مع الماعز .يقول كل الشحم للرب" .توقد وقود رائحة سرور"
أى عندما تقدم شئ للرب يجب أن تكون فرحان وأنت تقدمها .ال تقدم وأنت متضرر ،وال تقدم وأنت تشعر أنك
خسران ،وال تقدم وأنت تشعر أنك مضغوط عليك.
(")17فريضة دهرية فى أجيالكم فى جميع مساكنكم :ال تأكلوا شيئا ا من الشحم وال من الدم" .أى أن هللا يختم
االصحاح بتأكيد مهم جدا ا ..ال تأكلوا الشحم الخاص بالذبائح لكن من الممكن أن يأكلوا الشحم من حيوانتهم
الخاصة .فلم تكن خطية أن يأكلوا الشحم من حيوانتهم الخاصة عندما يذبح ذبيحة خاصة به .ولكن المقصود هنا
ال تأكلوا الشحم الخاص بالذبائح .شئ يقدم للرب فأثمن ما فيها للرب .وال من الدم ألن الدم فيه حياة الحيوان.
وشرب الدم كانت عادة غير صحية وكانت تسبب نوع من الوحشية فى السلوك .فوجدوا القبائل التى تشرب الدم
تتميز بالوحشية .فاهلل كان ال يريدهم أن يكونوا لهم هذه السمات التى يرفضها فى األمم األخرى.
وسيأتى ذكر ذبيحة السالمة مرة أخرى فى جزء كبير من اإلصحاح السابع .لكن أحب أن أختم بجزئية بسيطة هنا
وسنكمل عندما نصل لالصحاح السابع ،أن ذبيحة السالمة كما ذكرنا فى البداية تشير إلى السالم الذى حققه
المسيح بصليبه.
نقرأ بعض اآليات التى قالها بولس الرسول لتحقيق هذا المعنى فى كورنثوس الثانية اإلصحاح الخامس عدد :19
"أى أن هللا كان فى المسيح مصالحا ا العالم لنفسه ،غير حاسب لهم خطاياهم ،وواضعا ا فينا كلمة المصالحة2( ".كو
)19 : 5
وفى أفسس إصحاح 2يقول" :ألنه هو سالمنا ،الذى جعل اإلثنين واحدا ا (السمائيين واألرضيين كما نقولها فى
مديح العنصرة) ونقض حائط السياج المتوسط (حائط السياج المتوسط هو حجاب الهيكل الذى فتحه المسيح
بالصليب) أى العداوة .مبطالا بجسده ناموس الوصايا فى فرائض ،لكى يخلق اإلثنين فى نفسه إنسانا ا واحدا ا جديدا ا
صانعا ا سالماا ،ويصالح اإلثنين فى جسد واحد مع هللا بالصليب قاتالا العداوة به( ".أف )16 – 14 : 2
26
المصالحة التى تمت فى الصليب تمت على ثالثة مستويات .المستوى األول المصالحة بين هللا والبشر ففى
الماضى كان الطريق مقطوع والحجاب كان مغلق وتابوت العهد بالداخل وال يستطيع أحد االقتراب من هللا ألن
هناك عداوة كما قال بولس الرسول .فعندما شق حجاب الهيكل بصليب المسيح حصل صلح بين هللا والبشر
وأصبحنا نستطيع االقتراب من هللا ،فهذا هو أول سالم .المستوى الثانى صالح هللا اليهود مع األمم ألن اليهود
كانوا معزولين ومقاطعين لكل الشعوب األخرى .فاهلل عمل صلح بينهم وبين الشعوب األخرى وجعل الكل هم
شعبه المختار .هذا هو المستوى الثانى من الصلح .والمستوى الثالث صالح اإلنسان على نفسه وصالح اإلنسان
بين روحه وجسده فأصبح يوجد سالم داخلى ،أن الروح والجسد يشتهيان معاا .من الممكن أنه فى بداية جهادك
الروحى تجد أن الروح يشتهى ضد الجسد والجسد يشتهى ضد الروح ،لكن عندما تدخل فى الحياة مع هللا وسالم
المسيح يصير فى قلبك تجد اإلثنان يسيران معاا .تجد الجسد يفعل ما تطلبه الروح والروح تفعل ما يطلبه الجسد،
ألن أصبح هناك توافق بين اإلثنين ويسيران فى طريق الرب.
ونريد أن نأخذ درس من هذا األمر أو الجانب فى هذه التسبحة ما هو السالم الموجود فى حياتك؟ هل أنت تختبر
السالم بالثالثة مستويات؟
هل هناك سالم بينك وبين هللا؟ أم أن هناك خصومة بينك وبين هللا؟ .1
هل هناك سالم بينك وبين اآلخرين وتعيش فى حب ومودة مع الكل؟ أم أنك مقاطع فالن وال تكلم فالن .2
وتخاصم فالن؟
النقطة الثالثة هل هناك سالم بينك وبين نفسك أم ال؟ .3
إذا إستطعت تحقيق الثالثة نقاط السابقة فأنت تعيش فى ذبيحة سالمة .تعيش فى سالم مع هللا ،تعيش فى سالم مع
الناس ،تعيش فى سالم مع نفسك .وتصبح حياتك ذبيحة سالمة ،كل حياتك مملوءة بالسالم.
النقطة الثانية واألخيرة أن هذه الذبيحة تشير إلى جسد الرب ودمه ،ذبيحة الشكر .فنقول على سر التناول هو سر
الشكر أو االفخارستيا ،سر الحمد .نشكر الرب من أجل عطيته التى ال يعبر عنها .أعطانا جسده ودمه ،الخبز
والخمر الذان نراهما كل يوم على المذبح .هذه الذبيحة أيضا ا من أجل سالمك .الناس الذين يمنعون نفسهم من
التناول يفقد هذا السالم وهذا العمل اإللهى فى داخله .فذبيحة السالمة تشير إلى سر االفخارستيا ألنها ذبيحة شكر
وحمد عندما نرفعها كل يوم فى القداس.
باقى ذبيحة السالمة سندرسها إن شاء هللا مع االصحاح السابع عندما نصل إليه.
27
المحاضرة السادسة
الذبيحة
هى ما يذبح ليقدم قربانا ا لإلله وهو عمل دينى مصاحب للعبادة
يطلق عليها " القربان " بالعبرى " يحضر تقدمه " لذلك دعيت الذبيحة قربانا ا ألنها وسيلة التقرب من هللا
قربان :كلمة عامة تطلق على الذبائح وكل العطايا التى تقدم لربنا مثل العطايا المادية مش شرط يكون القربان
ذبيحة حيوانية
لكن الذبيحة :كلمة خاصة تطلق على الكائن الذى يذبح
لماذا يقدم الناس ذبائح ؟
للتقرب من هللا
لتكوين عالقة مودة مع هللا مثل أبونا إبراهيم تك " 12وظهر الرب إلبراهيم "....
إبراهيم لكى يقوى عالقته مع ربنا عمل مذبح وعلى المذبح قدم ذبائح
اسحق كان يقدم ذبائح
الستعادة العالقة المفقودة مع هللا
أى واحد بعد عن ربنا 2أخ 29حزقيا الملك لما استلم الحكم كانت الناس بعيدة عن ربنا صعد إلى بيت الرب
وقدم ذبيحة خطية عن المملكة
عزرا 3عودة المسبيين ألنهم فى السبى انقطعت عالقتهم بربنا ولما رجعوا من السبى كانت أول شئ يعملوه هو
إقامة مذبح المحرقة وأقاموا عليه الذبيحة
كانت تقدم الذبائح فى االحتفاالت مثل احتفاالت واحد فى إصعاد تابوت العهد إلى مدينة داود
كل ما يمشى حاملوا التابوت 6خطوات كان يذبح ثور وعجل مخلوف
وأيضا سليمان فى تدشين الهيكل قدم ذبائح كثيرة جدا ا
للتكفير عن الخطأ
2صم 24حينما أخطأ داود فى إحصاء الشعب ربنا عاقبه بانتشار الوباء بين أفراد الشعب حتى جاء جاد وبنى
داود هناك مذبحا ا للرب فى بيدر أرونة اليبوسى وبعد الوباء عن شعب إسرائيل
تعبير عن التوبة
قصة صموئيل النبى لما جعل الشعب يتوب فى أيامه فقام صموئيل بتقديم حمل كذبيحة
شكرا ا هلل
مثل نوح لما خرج من الفلك تك 20 :8بنى نوح مذبحا ا للرب وهذا كان أول عمل يقوم به نوح بعد خروجه من
السفينة فتنسم الرب رائحة الرضا
مفهوم الذبيحة
هى حيوان برئ يموت عن إنسان مذنب
28
ألنه بدون سفك دم ال تحدث مغفرة
ألن حياة هذا المخلوق فى دمه ولما يسفك دمه يبقى ينهى حياته
يعنى علشان الخاطئ ده يعيش الزم واحد يموت
حياة بدل حياة /حياة فداء حياة
ألن اللى بيقدم ذبيحة خاطئ وأجرة الخطية هى الموت يعنى الخاطئ عليه حكم الموت
فالزم يكون هناك هذا الحيوان البرئ الذى يدفع حياته ثمنا عن حياة الخاطئ
فالخاطئ وهو يرى الحيوان يذبح مكانه بقول أنا المفروض الى أكون بتدبح دلوقتى
وهذا هو القانون الذى وضعه هللا بأن يكون هناك سفك دم
لذلك رفض هللا تقدمة قايين وقبل تقدمة هابيل
ألن هابيل قدم من ثمار األرض وهى ليس فيها سفك دم
أول ما يموت هذا الحيوان البرئ بتكون هناك كفارة عن خطية الخاطئ ويصفح عنه طالما فيه حد مات مكانه
القيمة الروحية للذبيحة هو التكفير وغفران الخطايا
الرمز
كان دم الذبائح فى العهد القديم يرمز لدم المسيح الذى صنع لشعبه فداءا ا أبديا ا
الذبيحة تحمل معنى التكريس وإسترضاء هللا
الذبيحة تحمل معنى الشركة مع هللا
تاريخ الذبائح
فكرة الذبائح كانت موجودة عند كل الشعوب حتى الشعوب الوثنية
وكذلك المصريين القدماء كانوا يقدمون ذبائح لآللهة مثل العروس التى كانت ترمى فى النيل كل عام
فكرة الذبيحة من وضع هللا نفسه هو الذى وضع فكرة الذبيحة ( فكرة إلهية )
وكانت أول إشارة لها كانت فى الكتاب المقدس وليس من الشعوب الوثنية
وذلك حينما صنع هللا لآلدم وحواء أقمصة من جلد ( يعنى فيه حيوان اتدبح وجابوا الجلد بتاعه علشان آدم وحواء
يلبسوه )
عرى آدم وحواء
يعنى أول ذبيحة كانت بيد هللا نفسه ليستر بها ُ
ثم سلم هللا هذا التقليد لآلدم وأوالده فيما بعد
فإلتزم هابيل بهذا التقليد
أبونا نوح فى تك 8قدم ذبائح وكان أول إشارة لبناء مذبح
أبونا إبراهيم وأبونا إسحق وأبونا يعقوب قدموا ذبائح
ألنه حتى هذا الوقت لم يظهر كهنوت هارون لكن كان فيه ذبائح وكان هللا يقبلها
29
أيوب كان يقدم ذبائح عن أوالده
حينما كان بنى إسرائيل فى مصر تكلم موسى مع فرعون لكى يخرج بالشعب من مصر
خر 3 :5كان الشعب يذبح ذبائح لربنا قبل استالم الناموس والشريعة
فكر الذبيحة كان توارث وموجود ولكن تم اقرارها بوضوح فى شريعة موسى
لذلك
من الخطأ أن تقول أن موسى تعلم فكرة الذبائح من المصريين ونقلها لشعب بنى إسرائيل
ألن الفكرة من أول أبونا آدم وأخدتها الشعوب الوثنية بعد ذلك
يثرون حمى موسى كان من "مديان " قدم ذبيحة لربنا رغم أنه بعيد عن نسل إسرائيل لكن كان عنده فكرة
الذبيحة
لماذا سمح هللا بتقديم الذبائح الحيوانية ؟
ألن الحيوان غير خاطئ برئ ألنه بدون إرادة
ألن الخطية تحسب على االنسان لما يكون حر اإلرادة
فهو هنا يشير إلى الفادى الذى بال خطية
النه كان عاوز يربط بين الحيوان البرئ وما بين الفادى الذى بال خطية
ألن الذى يجب أن يكفر عن الخطاة يكون بارا ا حتى تقبل كفارته
مثال
اثنين فى قفص االتهام والقاضى حكم على واحد فيهم باإلعدام
فواحد قال يا سيادة القاضى أنا هموت عنه
مينفعش اللى فى القفص معاه يموت مكانه
لذلك ال ينفع أى حد من البشر أنه يقدى البشر ألن هو كمان عليه الحكم لما يفدى نفسه يبقى يدور إزاى يفدى
اآلخرين
السيد المسيح كان بال خطية ليس عليه حكم الموت لذلك كان يستطيع أن يقدم الكفارة عن كل الخطاه
لكن
لم تكن الذبائح الحيوانية كافية ألنها لو كانت كافية مكنش أتى المسيح
الحيوان الذى كان يقدم كان حيوان محدود يقدم كفارة محدودة لكن كفارة المسيح غير محدودة ألنه إله
كفارة تكفى لكل البشر
وألن الحيوانات كفارتها محدودة كان الزم تتقدم كل يوم
لكن السيد المسيح قدم نفسه مرة واحدة وليس لها تكرار يعنى المسيح مينفعش يتصلب أكتر من مرة ألن المرة
دى كافية " نحن مقدسون بتقدمة جسد المسيح مرة واحدة "
" ليس له اضطرار كل يوم " عب 27 :7
30
كفارة ذبائح العهد القديم كانت تقدم تطهير للجسد فقط
" ألنه ان كان دم الثيران وتيوس ورماد عجله مرشوش على المقدسين يقدس إلى طهارة الجسد
لكن ذبيحة المسيح قدم نفسه هلل بال عيب يطهر الضمير من أعمال ميتة
علشان كدة ذبيحة المسيح تقدم تطهير كامل من الجسد والنفس والروح
لذلك
فان ذبائح العهد القديم كانت قاصرة غير كافية ألنها لو كانت كافية فلم تحتاج أن يأتى المسيح ألنها كانت مجرد
ستر من الخطية لكن ذبيحة المسيح أبطلت الخطية عب 25 :9
الذبائح البشرية
هل ربنا طلب ذبائح بشرية ؟
كان موجود عند المصريين القدماء يقدمون عروس للنيل كل سنة
والشعوب الوثنية كانت تقدم أوالدها لآللهة
تث 31 :12
أحرقوا بنيهم وبناتهم مثل اإلله مولك
ربنا نهى عن تقديم الذبائح البشرية ألن هللا كان يريد أن يكون هناك ذبيحة بشرية واحدة فقط هو السيد المسيح
لكن
ربنا طلب من أبونا إبراهيم إنه يقدم إبنه ذبيحة بشرية ؟
الرد
هللا لم يترك إبراهيم يذبح ابنه ،كان امتحان البراهيم ليعلن إيمانه هذه هى المرة الوحيدة التى طلب فيها هللا تقديم
ذبيحة بشرية ألن إسحق كان رمز للمسيح وليس تشريع للذبائح البشرية
31