1محاضرات غربي نجاح في مقياس منازعات العمل والضمان الاجتماعي.pdf الأستاذة غربي نجاح السنة الثانية ماستر تخصص ادارة عامة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 27

‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .

‬غربي نجاح‬

‫جامعة محمد ملني دابغني سطيف ‪2‬‬


‫لكية احلقوق والعلوم الس ياس ية‬
‫قسم احلقوق‬

‫حمـارضات يف منـازعات العمـل‬


‫والضـامن الاجـامتعي‬
‫ألقيت عىل طلبة الس نة الثانية ماسرت ادارة عامة‬

‫مقدمة من طرف‪:‬‬
‫د‪ /‬غريب جناح أس تاذة حمارضة صنف أ‬

‫الس نة اجلامعية‪2022/2021 :‬‬


‫‪1‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫الفصل األول‪ :‬منازعات العمل (الفردية والجماعية)‬

‫المحور األول‪ :‬منازعات العمل الفردية وإجراءات تسويتها في التشريع الجزائري‬

‫نظم المشرع الجزائري منازعات العمل الفردية في القانون رقم ‪ 04-90‬المؤرخ في ‪ 06‬نوفمبر‬
‫‪ ، 1990‬المتضمن منازعات العمل الفردية‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ 06‬الصادرة في ‪ 07‬نوفمبر ‪ ،1990‬المعدل‬
‫والمتمم بالقانون رقم ‪ 287-91‬المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر ‪ ،1991‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 68‬الصادرة في ‪25‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1991‬محددا فيه اآلليات واإلجراءات القانونية لفضها وتسويتها‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم منازعات العمل الفردية‬

‫‪ -1‬تعريف منازعات العمل الفردية‬

‫عرفت المادة الثانية ‪ 2‬من القانون ‪ 04-90‬المنازعات الفردية بأنه‪" :‬يعد نزاعا فرديا في العمل‬
‫بحكم هذا القانون‪ ،‬كل خالف في العمل قائم بين عامل أجير ومستخدم بشأن تنفيذ عالقة العمل التي‬
‫تربط بين الطرفين‪ ،‬إذا لم يتم حله في إطار عمليات تسوية داخل الهيئات المستخدمة" ‪.‬‬

‫يفهم من خالل هذه المادة أن النزاع الفردي ال يمكن اعتباره كذلك إال إذا كان متعلقا بعقد العمل‪،‬‬
‫إما لعدم تنفيذ بنوده بأن يكون هناك تقصير في تنفيذ االلتزام أو إخالل فيه‪ ،‬أو بسبب خرق اتفاق العمل‬
‫أو خرق أحكام قانون العمل‪ ،‬أو االخالل في تطبيق نص قانوني أو تنظيمي أو اتفاقي‪.‬‬

‫وحسب المادة المذكورة أعاله‪ ،‬فإنه ال يتم حل النزاع الفردي في العمل أمام الجهات القضائية أي‬
‫بتسويته قضائيا‪ ،‬إال بعد محاولة حله بالوسائل واإلجراءات الوقائية أو كما يطلق عليها بالتسوية الودية‬
‫لهذه المنازعات داخل الهيئة المستخدمة‪ ،‬ثم عرضه أمام مفتشية العمل عن طريق نظام المصالحة‪.‬‬

‫‪ -2‬عناصر منازعات العمل الفردية‬

‫استخلص الفقه من خالل تحليل نص المادة المذكورة أعاله ‪ ،‬أن عناصر منازعات العمل الفردية‬
‫تكمن في‪:‬‬

‫أ‪ -‬عنصر عضوي‪ :‬النزاع الفردي هو الذي يكون بين العامل أو بعض العمال ضد المستخدم ‪،‬‬
‫ويخص مصلحة فردية لعامل واحد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫ب‪ -‬عنصر مادي‪ :‬عدم خروج النزاع الفردي عن محتوى إطار عالقة العمل (اخالل بااللتزام أو‬
‫التقصير في تطبيق نص قانوني أو تنظيمي أو اتفاقي مما يعرض مصلحة العامل للضرر)‪.‬‬
‫ت‪ -‬عنصر غائي‪ :‬المنازعة الفردية ال تكون إال عند فشل الحلول الودية (التسوية الداخلية‬
‫للمنازعة)‪.‬‬
‫‪ -3‬أسباب المنازعة الفردية وهدفها‬

‫تنحصر أسباب النزاع خاصة في المساس بالحقوق وااللتزامات المترتبة عن عالقة عقد العمل‪،‬‬
‫السيما األجور‪ ،‬التعويضات‪ ،‬المنح‪ ،‬والحق في الحماية االجتماعية‪ ،‬والنزاعات ذات الطابع التقني‪...‬‬
‫فالنزاع الفردي يتعلق بقيام عالقة العمل‪ ،‬سريانها‪ ،‬تعديلها‪ ،‬وقفها أو انهائها‪ ،‬أي أنه يتخلل العالقة المهنية‬
‫من نشأتها إلى غاية نهايتها‪.‬‬

‫أما هدف المنازعة الفردية فيكمن في أساسا في التعويض عن الضرر أو المطالبة بحق مهني‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات تسوية منازعات العمل الفردية في التشريع الجزائري‬

‫يتم تسوية النزاع الفردي في العمل بإجراءين متتاليين هما‪ :‬التسوية الودية(‪ )1‬ثم التسوية القضائية‬
‫(‪ )2‬إذا فشلت التسوية الودية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التسوية الودية للنزاع الفردي‬

‫يقصد بها تلك االجراءات األولية التي يقوم بها كل من العامل وصاحب العمل (المستخدم) قصد‬
‫حل النزاع القائم بينهم قبل اللجوء إلى القضاء‪ ،‬والهدف منها هو الحفاظ على الرابطة القائمة بين العامل‬
‫والمستخدم‪ ،‬قبل اللجوء إلى الطرق األخرى‪ .‬وتتم هذه اإلجراءات على مرحلتين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬مرحلة التسوية الودية الداخلية (داخل الهيئة المستخدمة)‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 03‬على أنه‪ ":‬يمكن للمعاهدات واالتفاقيات الجماعية للعمل أن تحدد اإلجراءات‬
‫الداخلية لمعاجلة النزاعات الفردية في العمل داخل الهيئة المستخدمة‪".‬‬

‫* تعريفها‪ :‬حسب المادة ‪ 3‬المذكورة أعاله هي اتفاق طرفي عالقة العمل (العامل أو ممثال له‬
‫وصاحب العمل) على إمكانية تسوية النزاع بينهما داخل المؤسسة عن طريق إيجاد حل مشترك للنزاع‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫وهذا دون تدخل أي جهة أجنبية أو طرف خارجي في حل النزاع واالكتفاء بالحل الودي الداخلي للنزاع‪،‬‬
‫بشرط أن يتم ذلك في إطار االجراءات القانونية المنظمة للنزاع أو في إطار االجراءات المحددة في‬
‫االتفاقية المعمول بها ‪ .‬ويشترط إلعمال هذه األخيرة أال تخالف نص قانوني يتضمن ضمانات مقررة‬
‫للعامل‪.‬‬

‫‪ ‬االجراءات التي يتبعها العامل لعرض النزاع على الهيئة المستخدمة‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 4‬من ق ‪ 04-90‬يحق للعامل اللجوء إلى االجراءات التي نصت عليها في حالة‬
‫حدوث خالف بشأن العمل وفي حالة غياب اإلجراءات المنصوص عليها في االتفاقية الجماعية‪ ،‬بقيامه‬
‫باالجراءات التالية التي تمتاز بالسرعة والبساطة‪:‬‬

‫‪ -‬تقديم العامل أمره أو تظلمه إلى رئيسه مباشرة‪.‬‬

‫‪ -‬يجب على الرئيس المباشر أن يقدم الرد عليه أو الجواب خالل ‪ 08‬أيام من تاريخ االخطار‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة عدم الرد من طرف الرئيس المباشر أو عدم رضى العامل بمضمون الرد‪ ،‬يرفع العامل أمره أو‬
‫تظلمه إما إلى‪ :‬الهيئة المكلفة بتسيير المستخدمين أو المستخدم حسب الحالة‪.‬‬

‫‪ -‬يجب على الهيئة المكلفة بتسيير المستخدمين أو المستخدم الرد كتابيا عن أسباب الرفض الكلي أو‬
‫الجزئي خالل أجل ‪ 15‬يوما على األكثر من تاريخ االخطار‪.‬‬

‫‪ -‬قد ينتهي النزاع وديا أمام الهيئة المستخدمة‪ :‬إما بأن يقوم المستخدم صاحب العمل بسحب‬
‫ق ارره المتخذ ضد العامل‪ ،‬أو أن يعادله حسب درجة الخطأ المهني الذي ارتكبه العامل‪ ،‬مستجيبا في ذلك‬
‫لطلب العامل‪.‬‬

‫‪ -‬كما قد ال تؤدي التسوية الودية داخل الهيئة المستخدمة لحل يرضي الطرفين‪ ،‬خاصة إذا كانت‬
‫النزاع بينهما معقدا وأثره جسيما‪ ،‬حيث نجد أن المستخدم يتمسك بق ارره بمعاقبة العامل أو أن نجده يقوم‬
‫بالتنازل عن القرار ولكن وفق شروط يحددها هو‪ ،‬ففي هذه الحالة يمكن للعامل اللجوء إلى تسوية النزاع‬
‫أمام مكتب المصالحة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫‪ ‬ما مدى إجبارية التسوية الودية الداخلية؟‬

‫حسب اجتهاد المحكمة العليا‪ ،‬فإن عدم القيام بالطعون الداخلية ال يمس بإجراءات الدعوى‬
‫القضائية‪ ،‬ويبقى لمفتش العمل المختص إقليميا أن يأمر العامل باللجوء إلى الطعن الداخلي قبل القيام‬
‫باجراءات المصالحة‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحلة التسوية الودية الخارجية (أمام مكتب المصالحة)‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 05‬من قانون ‪ 04-90‬على أنه‪" :‬بعد استفادة إجراءات المعالجة الداخلية لنزاعات‬
‫العمل الفردية‪ ،‬داخل الهيئة المستخدمة يمكن للعامل إخطار مفتش العمل لإلجراءات التي يحددها هذا‬
‫القانون‪".‬‬

‫يفهم من نص المادة أعاله‪ ،‬أن العامل ال يلجأ إلى نظام المصالحة لتسوية النزاع وديا إال بعد‬
‫استنفاذ إجراءا ت التسوية لنزاع العمل داخل الهيئة المستخدمة‪ ،‬وذلك إما‪:‬‬

‫‪ -‬لفشلها بسبب عدم توصل الطرفين إلى حل أو لعدم رضى العامل بمضمون االتفاق‪.‬‬

‫‪ -‬أو في حالة عدم قيام العامل بعرض النزاع على الهيئة المستخدمة‪.‬‬

‫‪ ‬إجراءات التسوية الودية الخارجية بنظام المصالحة‬

‫‪ -‬تعريف نظام المصالحة‪ :‬هو عبارة عن إجراء يقوم به طرف ثالث (مكتب المصالحة) بغية‬
‫محاولة تقريب وجهات النظر بين الطرفين المتنازعين (العامل والمستخدم) وتسوية النزاع القائم بينهما‪،‬‬
‫والخروج في األخير بحل يرضي الطرفين والحفاظ على العالقة الودية بينهما‪ ،‬قبل اللجوء إلى القضاء‪.‬‬

‫وتمتاز هذه المرحلة من التسوية بأنها تخرج عن إطار المؤسسة‪ ،‬وذلك بتدخل طرف ثالث لحل‬
‫النزاع بين العامل والمستخدم ‪ ،‬وهو تدخل مفتش العمل المختص إقليميا‪ ،‬الذي يعتبر همزة وصل بين‬
‫أطراف المنازعة ومكاتب المصالحة‪.‬‬

‫‪ ‬ما مدى إجبارية التسوية الودية الخارجية؟‬

‫‪5‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫* األصل أن القانون ‪ 04-90‬جعل عملية الصلح وجوبية ومن اإلجراءات الجوهرية التي ال‬
‫يمكن االستغناء عنها في أي نزاع فردي في العمل‪ ،‬بحيث ال يمكن قبول أية دعوى قضائية ما لم تتم فيها‬
‫عملية الصلح ‪ ،‬وهو ما أكدت عليه الفقرة األولى من المادة ‪ 19‬التي تنص على أنه‪" :‬يجب أن يكون كل‬
‫خالف فردي خاص بالعمل موضوع محاولة للصلح أمام مكتب المصالحة قبل مباشرة أي دعوى‬
‫قضائية"‪.‬‬

‫* لكن استثناء جعل المشرع في الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 19‬من ق ‪ 04-90‬إجراء الصلح أمام‬
‫مكاتب الصلح جوازيا أو اختياريا وذلك في حالتين‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كان المدعى عليه (المستخدم) يقيم في الخارج‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة إفالس أو تسوية قضائية للطرف المستخدم‪.‬‬

‫* حسب الفقرة األخيرة من المادة ‪ 19‬ال تفصل مكاتب المصالحة مطلقا وال يدخل ضمن‬
‫اختصاصها الخالفات الفردية للعمل التي يكون طرفا فيها الموظفون واألعوان الخاضعون للقانون‬
‫األساسي للمؤسسات واإلدارات العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬مكاتب المصالحة‪:‬‬

‫أنشأها القانون ‪ 04/90‬لتتولى مهمة الصلح بين الطرفين‪ ،‬منتزعا بذلك هذا االختصاص من‬
‫مفتش العمل الذي كان معمول به في قانون ‪ ،1975‬حيث يتم تسوية النزاع أمامها بناء على اخطار يرفعه‬
‫لها مفتش العمل المختص إقليميا‪ ،‬وبهذا تحولت صالحية مفتش العمل في إطار هذا القانون إلى مجرد‬
‫وسيلة اتصال بين العمال وهذه المكاتب‪ ،‬أما من حيث الطبيعة القانونية لهذه األخيرة فإنها تكيف على‬
‫أنها جهاز خاص ال يكتسي الطابع االداري وال الطابع القضائي‪ ،‬وهذا بالنظر إلى طبيعة األعمال التي‬
‫تقوم بها ‪ ،‬وكذا من حيث طبيعة تشكيلتها‪.‬‬

‫‪ -‬تشكيلة مكاتب المصالحة‪:‬‬

‫حسب نص المادة ‪ 06‬من القانون ‪" :04-90‬يتكون مكتب المصالحة من عضوين ممثلين‬
‫للعمال وعضويين ممثلين للمستخدمين‪ ،‬وي أرس المكتب بالتداول ولفترة ستة ‪ 6‬أشهر عضو من العمال‬
‫ثم عضو من المستخدمين‪ ".‬فحسب المادة تعد مكتب المصالحة هيئة مصالحة متساوية األعضاء نصفها‬

‫‪6‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫من العمال والنصف اآلخر من أصحاب العمل‪ ،‬تختص بنزاعات العمل الفردية‪ ،‬تتكون من عضوين (‪)2‬‬
‫ممثلين للعمال‪ ،‬وعضوين (‪ )2‬ممثلين للمستخدمين‪ ،‬وتكون رئاسة المكتب بالتداول لفترة ‪ 6‬أشهر عضو‬
‫من العمال ثم عضو من المستخدمين‪ ،‬يتم تعيين أعضاء مكاتب المصالحة بصفة رسمية بأمر من رئيس‬
‫المجلس القضائي المختص إقليميا‪ ،‬من بين المترشحين الذين تم انتخابهم وفق الترتيب التنازلي في عدد‬
‫األصوات المحصل عليها‪( .‬أنظر المواد ‪ 9‬و‪ 10‬و‪ 11‬ق ‪.)04-90‬‬

‫‪ ‬يتم انتخاب األعضاء العاملون لمكاتب المصالحة لمدة ثالث ‪ 3‬سنوات‪ ،‬من قبل ممثلين عن‬
‫عمال الشركات والمؤسسات التي تقع في دائرة االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية المعنية‪.‬‬
‫‪ ‬يتم انتخاب األعضاء المستخدمون لمكاتب المصالحة لمدة ثالث ‪ 3‬سنوات‪ ،‬من قبل ممثلين عن‬
‫للمستخدمين (الشركات والمؤسسات التي تقع في دائرة االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية‬
‫المعنية)‪.‬‬

‫‪ -‬أما المادة ‪ 12‬من ق ‪ 04-90‬فقد حددت الشروط العامة التي يجب أن تتوفر في عضو مكتب‬
‫المصالحة‪ ،‬بينما نصت المادة ‪ 13‬من القانون ‪ 04-90‬على األشخاص الممنوعين من االنتخاب لعضوية‬
‫مكاتب المصالحة‪( .‬انظر المواد ‪ 13-12‬ق ‪.)04-90‬‬

‫‪ -‬وفيما يخص االختصاص النوعي لمكاتب المصالحة فقد نصت عليه المادة ‪ 19‬من ق ‪- 90‬‬
‫‪ 04‬حسبما تطرقنا اليه أعاله‪ ،‬أما االختصاص المحلي أو ما يطلق عليه بالنطاق الجغرافي الذي يمتد إليه‬
‫اختصاص كل مكتب‪ ،‬فقد نصت عليه المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي ‪ 273-91‬المتعلق بكيفيات تنظيم‬
‫انتخابات المساعدين وأعضاء مكتب المصالحة‪.‬‬

‫‪ ‬مراحل تسوية النزاع الفردي للعمل بين مفتش العمل ومكاتب المصالحة‪:‬‬

‫تمر مراحل تسوية المنازعات الفردية للعمل بين مفتش العمل ومكاتب المصالحة حسب ق ‪-90‬‬
‫‪ 04‬حسب المراحل التالية‪:‬‬

‫‪ ‬أمام مفتشية العمل‪:‬‬


‫‪ ‬إخطار العامل لمفتش العمل المختص إقليميا‪:‬‬
‫‪ ‬يعتبر إخطار مفتش العمل أمر اختياري وجوازي بالنسبة للعامل الذي يريد مواصلة المطالبة‬
‫بحقوقه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫‪ ‬ال يتم اخطار مفتش العمل من طرف العامل إال بعد فشل المساعي الودية داخل الهيئة المستخدمة‬
‫أو في حالة عدم عرض العامل للنزاع عليها‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم الشكوى أو االخطار من طرف العامل يكون إما في شكل عريضة مكتوبة يودعها لدى‬
‫مفتش العمل‪ ،‬أو بحضور العامل أو (المدعي) شخصيا أمام مفتش العمل لتقديم شكواه الشفوية‬
‫والذي يتعين عليه أن يدون تصريحاته في محضر معد لذلك (المادة ‪ 26‬ق ‪.)04-90‬‬
‫‪ ‬صالحيات مفتش العمل بعد تلقي االخطار‪:‬‬
‫‪ ‬يقوم مفتش العمل خالل ‪ 3‬أيام الموالية من تبليغه أو من تاريخ تلقيه لإلخطار أو من تاريخ‬
‫تحريره للمحضر‪ ،‬بتقديم الملف (المتضمن عريضة االخطار أو المحضر المدون فيه تصريحات‬
‫المدعي) إلى مكتب المصالحة المختص إقليميا للنظر في النزاع المعروض للمصالحة‪ ،‬حيث‬
‫يجتمع المكتب بعد ثالثة ‪ 3‬أيام على األقل من تاريخ االستدعاء إلى جانب حضور الطرفين بعد‬
‫استدعائهم‪.‬‬
‫‪ ‬يقوم مفتش العمل باستدعاء األطراف وتحسب مدة ‪ 8‬أيام على األقل من تاريخ االستدعاء إلى‬
‫اليوم المحدد لحضور األطراف (الم‪.)27‬‬
‫‪ ‬أمام مكاتب المصالحة‪:‬‬

‫يتعين على مكتب المصالحة قبل إجراء الصلح بين الطرفين أن يتأكد من حضورهم إلجتماع‬
‫المصالحة‪ ،‬وقد فرق المشرع بين غياب المدعي وغياب المدعى عليه‪:‬‬

‫أ‪ -‬حالة غياب المدعي أو ممثله المؤهل في التاريخ المحدد في االستدعاء دون وجود مانع جدي‬
‫وشرعي‪ :‬يجوز لمكتب المصالحة أن يقرر شطب القضية‪ ،‬ويبلغ المدعي بالقرار خالل ‪ 8‬أيام من‬
‫تاريخ اتخاذه (الم ‪.)28‬‬
‫ب‪ -‬حالة عدم حضور المدعى عليه (المستخدم) أو ممثله المؤهل في التاريخ المحدد في االستدعاء‬
‫األول‪ :‬يتم استدعاؤه من جديد (من طرف مفتش العمل) الجتماع المصالحة الذي يعقد في أجل‬
‫أقصاه ‪ 8‬أيام من تاريخ االستدعاء (الم ‪.)29‬‬
‫ت‪ -‬في حالة غياب المدعى عليه أو ممثله المؤهل في اجتماعين متتاليين للمصالحة‪ :‬يعد مكتب‬
‫المصالحة محض ار بعدم المصالحة بسبب تغيب المدعى عليه بصفة نظامية‪ ،‬يستلم المدعي‬
‫نسخة من المحضر أثناء االجتماع (الم ‪.)30‬‬

‫‪8‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫‪ ‬نتائج اجتماع المصالحة‪:‬‬

‫ينتهي اجتماع المصالحة في كل الحاالت بتحرير محضر‪ ،‬سواء‪:‬‬

‫‪ ‬يحرر محضرا بالمصالحة وذلك إذا حدث اتفاق بين األطراف على كل أو جزء من الخالف (الم‬
‫‪/31‬ف‪.)1‬‬
‫‪ ‬أو يحرر محضرا بعدم المصالحة والذي يكون في حالتين‪:‬‬

‫‪ -‬حالة غياب المدعى عليه أو ممثله المؤهل في اجتماعين متتاليين للمصالحة (كما سبق وأن أشرنا)‪.‬‬

‫‪ -‬حالة فشل المصالحة بعدم حصول االتفاق بين األطراف (الم ‪/31‬ف‪.)2‬‬

‫يسلم المكتب لألطراف نسخا من المحضر‪ ،‬ويعد محضر عدم الصلح تأشيرة المدعي (العامل)‬
‫المتضرر في اللجوء إلى الجهة القضائية المختصة نوعيا (القسم االجتماعي للمحكمة المختصة اقليميا)‬
‫لمواصلة تسوية النزاع قضائيا‪.‬‬

‫‪ ‬الطبيعة القانونية لمحضر الصلح‪:‬‬


‫‪ ‬يعد محضر الصلح هو وثيقة قانونية رسمية لها قوة االثبات ال يطعن فيها إال بالتزوير (الم ‪/32‬‬
‫ف‪.)1‬‬
‫‪ ‬هو وثيقة لها حجة اثبات قوية على الطرفين‪ ،‬لكن بشرط أال يتضمن المحضر شروطا تتنافى مع‬
‫النصوص المعمول بها (الم ‪/32‬ف‪.)2‬‬
‫‪ ‬أنه يعد سندا تنفيذيا قابال للتنفيذ بمجرد الحصول عليه‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ اتفاقية الصلح‪:‬‬
‫‪ ‬األصل أن تنفيذ اتفاق المصالحة يكون راجعا إلى رغبة األطراف أنفسهم واإللتزام بما تم اإلتفاق‬
‫عليه في المحضر‪ ،‬لذلك نص المشرع في المادة ‪ 33‬من ق ‪ ،04-90‬بأن يكون اتفاق المصالحة‬
‫محل تنفيذ وفق الشروط واآلجال التي يحددها األطراف‪ ،‬وفي حالة عدم وجود اتفاق على األجل‪،‬‬
‫فإنه يتم تنفيذه في أجل ال يتجاوز ‪ 30‬يوم من تاريخ االتفاق‪.‬‬
‫‪ ‬في حالة عدم تنفيذ اتفاق المصالحة من قبل أحد األطراف‪ ،‬وفقا للشروط واآلجال المحددة في‬
‫المادة ‪ ،33‬يمكن للمدعي المتضرر من ذلك اللجوء إلى رئيس القسم االجتماعي للمحكمة‬

‫‪9‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫المختصة (بصفته قاضي استعجال)‪ ،‬وهذا بموجب عريضة يطلب فيها التنفيذ الفوري‪ ،‬فيصدر‬
‫القاضي في أول جلسة‪ ،‬بعد استدعاء المدعى عليه بصفة نظامية‪ ،‬أم ار مشموال بالتنفيذ المعجل‬
‫لمحضر المصالحة تحت طائلة غرامة تهديدية يومية ال تقل عن ‪ %25‬من الراتب الشهري األدنى‬
‫المضمون كما يحدده التشريع والتنظيم المعمول به‪( ،‬الم ‪/34‬ف‪ 1‬ق ‪ .)04-90‬والغرامة التهديدية‬
‫ال تنفذ إال عندما تنقضي مهلة الوفاء التي ال تتجاوز ‪ 15‬يوما (الم ‪/34‬ف‪ 2‬ق ‪ )04-90‬والمادة‬
‫‪ 612‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ .‬ويمتاز هذا األمر بأنه قابل للتنفيذ بقوة القانون رغم استعمال كل طرق الطعن‬
‫(الم ‪ 509‬ق‪ .‬إ‪.‬م‪.‬إ و الم ‪/34‬ف‪ 3‬ق ‪.)04-90‬‬

‫ثانيا‪ :‬التسوية القضائية لمنازعات العمل الفردية‬

‫علق المشرع شرط اللجوء إلى التسوية القضائية‪ ،‬باعتباره آخر طريق لحل منازعات العمل الفردية‪،‬‬
‫على شرط وهو فشل كل محاوالت التسوية الودية‪ ،‬سواء أكانت تسوية داخلية أو محاولة الصلح (الم ‪36‬‬
‫ق ‪.)04-90‬‬

‫ويمتاز القضاء االجتماعي بأنه قضاء ذو طابع استثنائي‪ ،‬وهذا مقارنة مع القضاء العادي‪ ،‬وترجع‬
‫مظاهر هذا االستثناء في‪ :‬طبيعة إجراءات التقاضي أمام القسم االجتماعي ذات الطابع االستعجالي‪ ،‬وفي‬
‫طبيعة تشكيل القسم االجتماعي عند النظر في النزاعات العمالية‪ ،‬وفي نوعية وطبيعة األحكام الصادرة‬
‫عنه‪.‬‬

‫(‪ -)1‬إجراءات وشروط التقاضي أمام القسم االجتماعي‪:‬‬

‫بين قانون االجراءات المدنية واالدارية والقانون ‪ 04-90‬إجراءات وشروط رفع الدعوى أمام القسم‬
‫االجتماعي‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬أن ترفع الدعوى من أحد طرفي عالقة العمل‪ ،‬الذي تتوفر فيه المصلحة (قائمة أو محتملة) وشرط‬
‫الصفة (المادة ‪ 13‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬
‫‪ ‬أن ترفع الدعوى أمام القسم االجتماعي بموجب عريضة افتتاح دعوى وفق الشروط الشكلية‬
‫المنصوص عليها في المواد ‪ 14‬و ‪ 15‬ق‪.‬إم‪.‬إ‪ .‬وهي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫* أن تكون العريضة مكتوبة موقعة ومؤرخة‪.‬‬

‫*أن ت تضمن العريضة اسم ولقب وموطن المدعي‪ ،‬واسم ولقب وموطن المدعى عليه فإن لم يكن له‬
‫موطن معلوم فآخر موطن له‪ ،‬وكذا االشارة إلى تسمية وطبيعة الشخص المعنوي ومقره االجتماعي‬
‫ووصف ممثله القانوني أو االتفاقي (السيما في الدعوى االجتماعية التي ترفع غالبا على شخص‬
‫معنوي‪ ،‬أي تحديد صفته) ‪.‬‬

‫*أن يعرض المدعي في عريضته الوقائع والطلبات بصفة موجزة‪ ،‬ويبين الوسائل والوثائق التي تؤسس‬
‫دعواه وتبرر طلباته (االثبات)‪.‬‬

‫* أن يتم إيداعها بأمانة ضبط المحكمة من قبل المدعي أو وكيله أو محاميه بعدد من النسخ يساوي‬
‫عدد األطراف‪.‬‬

‫‪ ‬يجب أن ترفع الدعوى االجتماعية في أجل ال يتجاوز ‪ 6‬أشهر من تاريخ تسليم محضر عدم‬
‫الصلح‪ ،‬وذلك تحت طائلة سقوط الحق في رفع الدعوى‪.‬‬
‫‪ ‬يجب إرفاق عريضة الدعوى االجتماعية وجوبا بنسخة من محضر عدم الصلح الصادر عن‬
‫مكتب المصالحة (الم ‪ 37‬ق ‪ )04-90‬وجوبا تحت طائلة عدم قبول الدعوى شكال‪.‬‬
‫‪ ‬تحدد أو جلسة في أجل أقصاه ‪ 15‬يوم من تاريخ رفع الدعوى‪ .‬ويجب على القاضي أن يفصل‬
‫فيها ويصدر حكمه في أقرب اآلجال‪( .‬الم ‪ 505‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ والم ‪ 38‬من ق ‪ .)04-90‬وهذا ما‬
‫يفسر الطابع االستعجالي للقضاء االجتماعي‪ ،‬الذي يرجع إلى ظروف العامل المادية والمهنية‬
‫واالجتماعية التي ال تسمح له في أغلب األحيان باالنتظار الطويل للنظر في قضيته‪ .‬إذ تنص‬
‫المادة ‪ 38‬من ق ‪ 04/90‬بأنه‪ " :‬تحدد الجلسة األولى في مدة أقصاها ‪ 15‬يوم من تاريخ توجيه‬
‫العريضة االفتتاحية للدعوى وعلى المحكمة أن تصدر حكمها في أقرب اآلجال باستثناء حاالت‬
‫إصدار أحكام تمهيدية أو تحضيرية "‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن االعفاء الجزئي أو الكلي لقضايا العمل من المصاريف القضائية (الم ‪ 25‬ق ‪.)04-90‬‬
‫كما أن توكيل المحامي غير إجباري بالنسبة للعامل أمام المحكمة وأمام جهة االستئناف فهو‬
‫معفى حسب نص المادة ‪ /538‬ف ‪ 2‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وهذا تسهيال وتبسيطا إلجراءات التقاضي وأيضا‬
‫حتى ال يثقل كاهل العامل بأعباء مالية إضافية ‪ ،‬لكونه الطرف الضعيف في العالقة‪ .‬أما أمام‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫المحكمة العليا فقد ألزم القانون أن ترفع عريضة الطعن بالنقض بعريضة موقعة من قبل محام‬
‫معتمد لدى المحكمة العليا (أنظر المادة ‪ 558‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ) ‪.‬‬
‫‪ ‬يجوز التدخل في الخصومة العمالية‪ ،‬كما أنه في حالة حدوث عارض أثناء سيرها فإنها تتوقف‬
‫الخصومة مؤقتا لحين مواصلة السير فيها بعد انتهاء العارض‪ ،‬كما في حالة وفاة العامل أو‬
‫تغيير أهليته‪ ،‬ففي هذه الحالة يحل الورثة وذوي الحقوق محل العامل لمواصلة السير في‬
‫الخصومة‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة لرب العمل إذا حدث تغيير في أهليته أو في أهلية ممثله‪.‬‬
‫‪ -)2( ‬االختصاص النوعي واإلقليمي للقسم االجتماعي‪:‬‬
‫* االختصاص النوعي للقسم االجتماعي‪:‬‬

‫يختص القضاء االجتماعي نوعيا حسب (الم ‪ 20‬من ق ‪ ) 04-90‬بتسوية الخالفات الفردية للعمل‬
‫الناجمة عن تنفيذ أو توقي ف أو قطع عالقة العمل أو عقد تكوين أو تمهين‪ .‬وكافة القضايا األخرى التي‬
‫يخولها لها القانون صراحة‪ ،‬وحسب المادة ‪ 500‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ نصت بأن القسم االجتماعي له اختصاص‬
‫نوعي مانع في المواد اآلتية‪ -1 :‬اثبات عقود العمل والتكوين والتمهين‪ -2 .‬تنفيذ وتعليق وإنهاء عقود‬
‫العمل والتكوين والتمهين‪ -3 .‬منازعات انتخاب مندوبي العمال‪ -4 .‬المنازعات المتعلقة بممارسة الحق‬
‫النقابي‪ -5 .‬المنازعات المتعلقة بممارسة حق االضراب‪ -6 .‬منازعات الضمان االجتماعي والتقاعد‪-7 .‬‬
‫المنازعات المتعلقة باالتفاقات واالتفاقيات الجماعية للعمل‪.‬‬

‫* االختصاص اإلقليمي للقسم االجتماعي‪:‬‬

‫يؤول االختصاص االقليمي في منازعات العمل وفق المادة ‪ 24‬ق ‪ 04-90‬والمادة ‪ 501‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ إلى‪:‬‬

‫‪ -‬محكمة موطن المدعى عليه‪ ،‬فيما يتعلق بإبرام عقد العمل أو تنفيذه‪.‬‬
‫‪ -‬إلى محكمة إبرام العقد أو تنفيذه أو موطن المدعى عليه بالنسبة للمنازعات التي تقوم بين صاحب‬
‫العمل واألجير‪( ،‬المادة ‪ 40‬فقرة ‪ 8‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬
‫‪ -‬إلى المحكمة التي يوجد بها موطن المدعي فيما يتعلق بإنهاء أو تعليق عالقة العمل (عقد العمل)‬
‫بسبب حادث أو مرض مهني‪.‬‬
‫(‪ -)3‬تشكيلة القسم االجتماعي‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫يمتاز القضاء االجتماعي بأنه قضاء مهني متساوي التمثيل‪ ،‬حيث يتشكل القسم االجتماعي من‬
‫تشكيلة جماعية وجوبية تحت طائلة البطالن‪ ،‬من قاض فرد رئيسا ويعاونه مساعدين (ممثل عن العمال‬
‫وممثل عن المستخدم أو اثنين من كل فئة) (‪ 502‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ ،‬تعد هذه التشكيلة من النظام العام يترتب‬
‫على عدم احترامها بطالن األحكام الصادرة عنها‪.‬‬

‫وحسب المادة ‪ 8‬من القانون ‪ 04/90‬المتعلق بتسوية النزاعات الفردية في العمل فإنه‪" :‬في حالة‬
‫غياب المساعدين من العمال أو المساعدين من المستخدمين أو كافة المساعدين‪ ،‬يتم تعويضهم‬
‫بالمساعدين االحتياطيين‪ ،‬وإذا تعذر ذلك يتم تعويضهم حسب الحالة بقاض أو قاضيين يعينهما رئيس‬
‫المحكمة‪ .‬وفي الحالة التي يكون فيها أحد المساعدين من العمال أو المستخدمين طرفا في النزاع أو له‬
‫مصلحة شخصية في ذلك يتم تعويضه بأحد المساعدين االحتياطيين‪ ،‬حسب الحالة وإذا تعذر ذلك يتم‬
‫تعويضة بقاض يعينه رئيس المحكمة‪.‬‬

‫للمساعدين من العمال والمساعدين من المستخدمين صوت تداولي‪ ،‬وفي حالة تساوي األصوات يرجح‬
‫صوت المحكمة" (رئيس القسم االجتماعي)‪.‬‬

‫يتم تعيين األعضاء المساعدين بموجب أمر من رئيس المجلس القضائي المختص محليا من بين‬
‫المترشحين المنتخبين لمدة ‪ 3‬سنوات (حسب الشروط نفسها التي تتطلب في األعضاء العاملون في‬
‫مكاتب المصالحة الواردة في المادتين ‪ 12‬و ‪ 13‬من ق ‪ .)04-90‬وقد اشترطت المادة ‪ 15‬أن يؤدي‬
‫المساعدون قبل استالم مهامهم أمام المحكمة اليمين القانونية‪.‬‬

‫(‪ -)4‬طبيعة األحكام الصادرة عن القسم االجتماعي‪:‬‬

‫أ‪ -‬األحكام االبتدائية والنهائية‪:‬‬

‫خروجا على مبدأ التقاضي على درجتين‪ ،‬حدد المشرع الجزائري على سبيل الحصر القضايا‬
‫والمنازعات التي يصدر فيها القسم االجتماعي أحكاما ابتدائية ونهائية‪ ،‬وذلك من خالل المادتين التاليتين‪:‬‬

‫‪ ‬نص المادة ‪ 21‬من القانون ‪ ،04-90‬حيث نصت‪" :‬باستثناء االختصاص األصلي‪ ،‬تبت‬
‫المحاكم عند النظر في المسائل االجتماعية ابتدائيا ونهائيا عندما تتعلق الدعوى أساسا ب‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫‪ -‬إلغاء العقوبات التأديبية التي قررها المستخدم ضد المدعي دون تطبيق اإلجراءات التأديبية و‪/‬أو‬
‫االتفاقية االجبارية‪.‬‬
‫‪ -‬بتسليم شهادات وكشوفات الرواتب أو الوثائق األخرى المنصوص عليها قانونا إلثبات النشاط‬
‫المهني للمدعي‪.‬‬
‫‪ ‬نص المادة ‪ 73‬مكرر ‪ 4‬من ق ‪ 11/90‬المعدل والمتمم بموجب ق ‪ 29/91‬الصادر في‬
‫‪ 1991/12/21‬واألمر ‪ 21/96‬الصادر في ‪ ،1996/07/09‬على األحكام التي تتعلق بإلغاء‬
‫ق اررات التسريح التأديبي التي ال تراعى فيها اإلجراءات القانونية –أو االتفاقيات الملموسة –‬
‫وكذلك الحال بالنسبة للتسريح التأديبي الذي يعتبر تعسفيا لكونه اتخذ خرقا للمادة ‪.73‬‬
‫إن اختصاص المحكمة ابتدايا ونهائيا هي مسألة من مسائل النظام العام‪ ،‬والتي يمكن للقاضي أن‬
‫يثيرها تلقائيا ألنها متعلقة باالختصاص النوعي‪.‬‬
‫نشير إلى أن كل األحكام الصادرة في القضايا السابقة‪ ،‬تصدر لصالح العامل باعتباره الطرف‬
‫الضعيف في عالقة العمل‪ ،‬وتمتاز بأنها أحكاما ابتدائية ونهائية غير قابلة للطعن فيها باالستئناف بحكم‬
‫القانون‪ ،‬فهي تنفذ بمجرد تبليغها إلى المعنيين‪ ،‬والهدف من ذلك هو‪:‬‬
‫* تفادي التأخير نظ ار لحساسي ة وأهمية األضرار التي تلحق بالعمال من جراء مثل هذه القضايا‪،‬‬
‫ولكونها تتعلق بحقوق مكرسة قانونا األمر واسترجاع لحقوق يحميها القانون‪.‬‬
‫* كما تهدف هذه األحكام إلى التقليل من اللجوء إلى المحاكم االستئنافية في مثل هذه القضايا‬
‫الواضحة والبسيط‪ ،‬مع بقاء حق المستخدم في امكانية الطعن فيها بطرق الطعن غير العادية‪.‬‬
‫‪ -‬وقد أشارت المادة ‪ 23‬من ق ‪ 04-90‬إلى أن الطلب األصلي هو الذي يحدد اختصاص المحكمة‬
‫ابتدائيا ونهائيا‪ .‬لذلك يجب االهتمام بطبيعة النزاع وباألخص طبيعة الطلب األصلي‪ ،‬فهو الذي يحدد‬
‫االختصاص (االبتدائي أو ال نهائي) بغض النظر عن تأسيسه أو عدم تأسيسه وبغض النظر عن الحكم‬
‫الذي فصل في تأسيسه أو عدمه‪ .‬وعليه‪ ،‬ال يمكن للخصوم االحتجاج بالخطأ في تكييف األحكام من‬
‫طرف المحكمة لتبرير طعنهم باالستئناف وذلك ألن الخطأ في التكييف لطبيعة الحكم من طرف المحكمة‬
‫ال يرخص لألطراف ممارسة طرق الطعن المسخرة لهم قانونا على أساس الطبيعة الحقيقة للحكم‪.‬‬
‫ب‪ -‬األحكام االبتدائية العادية‪:‬‬
‫فيما عدا األحكام المشار إليها أعاله‪ ،‬تبقى األحكام األخرى الصادرة ابتدائيا قابلة للمراجعة والطعن‬
‫فيها بطرق الطعن العادية وغير العادية حسب الكيفيات والشروط المحددة في القانون‪ ،‬وهذه األحكام‬

‫‪14‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫اليمكن تنفيذها إال بعد استكمال واستنفاذ كافة اإلجراءات والضمانات المقررة صراحة وقانونا للمتقاضين‬
‫أي بعد حصول الحكم على حجية الشيء المقضي فيه‪.‬‬
‫* ونشير إلى أن األحكام العمالية النهائية قابلة للطعن فيها بطرق الطعن غير العادية (التماس إعادة‬
‫النظر‪ -‬الطعن بالنقض)‪ ،‬أما الطعن باعتراض الغير الخارج عن الخصومة فهو نادر لكون هذه األحكام‬
‫ال تهم إال طرفي العالقة "عقد العمل"‪.‬‬
‫*وقد أشارت المادة ‪ 23‬من ق ‪ 04-90‬إلى أن الطلبات المقابلة في مجال الطعون تلحق بالطلب‬
‫األصلي الذي تبنى عليه‪.‬‬
‫* كما يمكن للقسم االجتماعي أن يصدر أحكاما تمهيدية أو تحضيرية إذا اقتضى األمر ذلك‪ ،‬أو كما‬
‫يطلق عليها باألحكام الصادرة قبل الفصل في الموضوع والتي تمتاز بأنها ال تحوز على حجية الشيء‬
‫المقضي فيه حسب (الم ‪ 298‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ ،‬وال تقبل االستئناف إال مع الحكم الفاصل في الموضوع (الم‬
‫‪ 334‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬
‫ت‪ -‬األحكام االبتدائية القابلة للتنفيذ المؤقت المعجل تحت طائلة غرامة تهديدية‪:‬‬
‫هي نوع خاص من األحكام‪ ،‬إذ على الرغم من أنها أحكاما ابتدائية إال أن ميزتها تكمن في أنها‬
‫أحكاما قابلة للتنفيذ بصفة معجلة رغم المعارضة واالستئناف‪ ،‬إما بقوة القانون أو بناء على أمر من‬
‫القاضي (الم ‪ 34‬ق ‪ ،)04-90‬وهذا نظ ار لظروف العامل كما سبق القول‪ ،‬وتتمثل هذه األحكام محل‬
‫التنفيذ المؤقت بقوة القانون حسب المادة ‪ 22‬ق ‪ 04-90‬في‪:‬‬
‫‪ -‬تطبيق أو تفسير اتفاقية أو اتفاق جماعي للعمل‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق أو تفسير كل اتفاق مبرم في إطار اإلجراءات الخاصة بالمصالحة أمام مكتب المصالحة‪.‬‬
‫‪ -‬دفع الرواتب والتعويضات الخاصة باألشهر ‪ 06‬األخيرة‪.‬‬
‫كما يمكن للقاضي أن ينطق بالتنفيذ المؤقت دون كفالة فيما بعد ‪ 06‬أشهر‪ ،‬وهو ما قررته أيضا‬
‫المادة ‪ 323‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫* وفي كل الحاالت فإن هذه األحكام تنفذ بصفة مستعجلة‪ ،‬ولكنها تبقى قابلة للطعن فيها‬
‫بالمعارضة واالستئناف‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫المحور الثاني‪ :‬منازعات العمل الجماعية وإجراءات تسويتها في التشريع الجزائري‬

‫نظم المشرع الجزائري منازعات العمل الجماعية في القانون رقم ‪ 02-90‬المؤرخ في ‪ 06‬فبراير‬
‫‪ ،1990‬المتعلق بالوقاية من النزاعات الجماعية في العمل وتسويتها وممارسة حق االضراب ‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،02‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 27-91‬المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر ‪ ،1991‬الجريدة الرسمية رقم‬
‫‪ 68‬الصادرة في ‪ 25‬ديسمبر ‪ ،1991‬مبر از فيه اآلليات واإلجراءات القانونية لفضها وتسويتها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم منازعات العمل الجماعية‬

‫‪ -1‬تعريفها‪ :‬حسب نص المادة ‪ 2‬من ق ‪" :02-90‬يعد نزاعا جماعيا في العمل خاضعا ألحكام‬
‫هذا القانون‪ :‬كل خالف يتعلق بالعالقات االجتماعية والمهنية في عالقة العمل والشروط العامة للعمل‪،‬‬
‫ولم يجد تسويته بين العمال والمستخدم باعتبارهما طرفين في نطاق أحكام المادتين ‪ 4‬و ‪ 5‬أدناه"‪.‬‬

‫* وحسب المادة ‪ 4‬من القانون ‪ 27-91‬النزاع االجتماعي هو ذلك الخالف الواقع بين المستخدم وعماله‬
‫والمتعلق بالعالقات االجتماعية والمهني ة في العمل وشروطه العامة‪ ،‬عندما ال تتم تسويته أثناء‬
‫االجتماعات الدورية التي يعقدها المستخدمون والممثلون النقابيون للعمال وإلجراءات المصالحة‬
‫المنصوص عليها في العقود واالتفاقيات المبرمة بينهما‪.‬‬

‫تتمتع المنازعة الجماعية بنظام قانوني خاص يفرقها ويميزها عن باقي المنازعات العمالية ليس‬
‫فقط من حيث المفهوم بل كذلك من حيث طرق التسوية من خالل تفعيل التفاوض الجماعي بين الطرفين‬
‫وعدم تدخل السلطة العامة ال عند الضرورة أو بطلب من األطراف المتنازعة‪.‬‬

‫‪ -1‬شروط المنازعة الجماعية في العمل‪:‬‬


‫‪ -‬تعدد أطراف المنازعة‪ :‬يجب أن تضم المنازعة عمال المؤسسة أو مجموعة منهم‪ ،‬وأن يكون‬
‫الطرف الثاني في المنازعة صاحب عمل واحد أو عدة أصحاب عمل‪.‬‬
‫‪ -‬تعلق موضوع المنازعة بمصلحة جماعية للعمال‪ :‬وذلك عندما يقوم العمال بالمطالبة بالحقوق‬
‫المشتركة بينهم كتلك المتعلقة بشروط العمل‪ ،‬أو المطالبة بزيادة األجور‪ ،‬أو المطالبة بطبيق نص‬
‫قانوني‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫* تهدف النزاعات الجماعية كلها أو أغلبها إلى تعديل أو تغيير القانون‪ ،‬أو االتفاق القائم وتعويضه‬
‫بقانون أو نظام أو اتفاق جديد‪.‬‬

‫* ولالشارة يمكن للنزاعات الفردية أن تتحول إلى نزاعات جماعية‪ ،‬متى مست مطالب عدد من العمال‪،‬‬
‫كما في حالة التأخر في دفع األجور أو بعض الحقوق األخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬طرق تسوية منازعات العمل الجماعية (مراحل حل النزاع الجماعي)‬

‫أوجد المشرع طرقا مختلفة لحل النزاع الجماعي تتمثل أغلبها في التسوية الودية‪ ،‬إ ما عن طريق‬
‫المفاوضة المباشرة الجماعية‪ ،‬أو بنظام المصالحة‪ ،‬أو عن طريق الوساطة‪ ،‬أو التحكيم‪ ،‬وفي حالة فشل‬
‫كل تلك الوسائل قد يلجأ العمال إلى وسيلة ضغط قانونية تتمثل في االضراب‪ .‬أما التسوية القضائية‬
‫فاللجوء إليها محدد قانونا على سبيل الحصر في بعض الحاالت‪.‬‬

‫‪ ‬التسوية الودية لمنازعات العمل الجماعية‪:‬‬


‫‪ -1‬تسوية النزاع الجماعي عن طريق التفاوض الجماعي المباشر‪:‬‬

‫هو أسلوب وقائي لتسوية الخالف الجماعي في العمل‪ ،‬نصت عليه المادة ‪ 4‬من ق ‪ 02-90‬المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬حيث أشارت إلى وجوب عقد لقاءات دورية بين الشركاء االجتماعيين لتدارس المشاكل المهنية‬
‫واالجتماعية بغية إيجاد الحلول لها‪ .‬تمتاز هذه االجتماعات الدورية بكونها‪:‬‬

‫‪ -‬أسلوبا مباش ار للحوار وفرصة مناسبة للتشاور والتعاون الفعال وتبادل اآلراء واقتراح الحلول‬
‫للوصول إلى حل مشترك للنزاع‪.‬‬
‫‪ -‬تمكن أطراف العالقة المهنية من عرض وطرح التصورات والتحليالت الخاصة باألوضاع المهنية‬
‫واالجتماعية دون تدخل طرف أجنبي أو أي جهاز خارجي‪.‬‬
‫‪ -‬تعد إجراء تفاوض اختياري‪ ،‬لذلك فقد أحالت الفقرة ‪ 3‬من المادة ‪ 4‬من ق ‪ 02-90‬إلى‬
‫االتفاقيات أو العقود التي تبرم بين المستخدمين وممثلي العمال‪.‬‬
‫‪ -2‬تسوية النزاع الجماعي عن طريق المصالحة‪:‬‬

‫هي المرحلة الثانية من مراحل تسوية النزاع الجماعي‪ ،‬تمتاز بأنها إجبارية إذ يجب على األطراف‬
‫المرور عليها في حالة استمرار الخالف فيما بينهم دون حل‪ ،‬أي بعد فشل المفاوضات المباشرة‪ ،‬وقد‬

‫‪17‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫قيدها المشرع بمواعيد قصيرة لفض النزاع (في أقرب اآلجال)‪ .‬حيث يتم من خالل المصالحة تقريب‬
‫وجهات النظر بين األطراف المتنازعة للوصول إلى حل‪.‬‬

‫وتتخذ المصالحة صورتين‪:‬‬

‫أ‪ -‬المصالحة االتفاقية (االتفاق على تشكيل لجان مختصة)‪:‬‬

‫يتكفل أطراف المنازعة قبل نشوء النزاع بتحديد إجراءات المصالحة وذلك في صلب االتفاقية‬
‫الجماعية‪ ،‬والتي تنص على التسوية الودية االتفاقية بواسطة لجان أو لحنة دائمة أو مشتركة أو هيئات‬
‫تنشأ خصيصا لهذا الغرض‪ ،‬لذا يجب احترام ما نصت عليه االتفاقية الجماعية تحت طائلة بطالن‬
‫االجراءات الالحقة‪ ،‬ومنها عرض المنازعة على مفتشية العمل من الطرف األكثر استعجاال إلجراء‬
‫المصالحة القانونية‪.‬‬

‫ب‪ -‬المصالحة القانونية (تحت اشراف مفتش العمل)‪:‬‬

‫هي مصالحة يتكفل بها مفتش العمل المختص اقليميا طبقا للمادة ‪/5‬ف‪ 2‬من ق ‪ ،02-90‬الذي‬
‫يجب عليه إجراءها متى أخطر بها (الم ‪ ،)6‬كما أن المصالحة القانونية التي تعقب المصالحة االتفاقية‬
‫إن وجدت هي وجوبية بالنسبة ألطراف المنازعة‪:‬‬

‫* يشرف مفتش العمل على المصالحة القانونية بعد إخطاره من الطرف المستعجل بالخالف‪ ،‬حيث‬
‫يخضع األطراف للمصالحة ويجب عليهم حضور جلسات المصالحة التي ينظمها مفتش العمل‪.‬‬

‫* يقوم مفتش العمل باستدعاء األطراف خالل ‪ 4‬أيام الموالية لتسجيل موقف كل طرف في كل مسألة من‬
‫مسائل الخالف وتقريب وجهات النظر‪.‬‬

‫* ال يجب أن يتجاوز أجل المصالحة ‪ 15‬يوم من تاريخ الجلسة األولى‪.‬‬

‫* تتوج المصالحة بتحرير محضر إما‪:‬‬

‫‪ -‬محضر اتفاق أو صلح يشرف عليه مفتش العمل المكلف باالجراء‪ ،‬حيث يوقع على المحضر األطراف‬
‫ويدون فيه المسائل المتفق عليها‪ ،‬والتي تعد بمثابة اتفاق جماعي جديد حول المسائل التي ينظمها‪ ،‬كما‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫يدون فيه المسائل التي ي ستمر الخالف الجماعي بشأنها قائما إن وجدت‪ .‬وتصبح المسائل المتفق عليها‬
‫نافذة من اليوم الذي يودعها الطرف األكثر استعجاال إلى كتابة ضبط المحكمة المختصة اقليميا‪.‬‬

‫‪ -‬محضر عدم الصلح يحرره المفتش في حالة فشل المصالحة (كليا أو جزئيا)‪ ،‬المواد ‪ 9-8‬ق ‪.02-90‬‬

‫* يجب على المفتش أن يحرر المحضر (سواء بالصلح أو بعدم الصلح) في أجل أقصاه ‪ 8‬أيام‪.‬‬

‫‪ -3‬تسوية النزاع الجماعي عن طريق الوساطة‪:‬‬

‫نصت عليها المادة ‪ 10‬من ق ‪ ، 02-90‬وتعرف بأنها‪" :‬اتفاق يتفق بموجبه أطراف الخالف الجماعي‬
‫في العمل على اسناد مهمة اقتراح تسوية ودية للنزاع إلى شخص محايد من الغير يدعى الوسيط‬
‫ويشتركون في تعيينه"‪.‬‬

‫أ‪ -‬مميزات الوساطة‪ :‬تمتاز الوساطة بأنها‪:‬‬

‫* إجراء اختياري يخضع التفاق االطراف المتنازعة‪.‬‬

‫* أن مهمة الوساطة تسند إلى طرف محايد متفق عليه يسمى (الوسيط)‪ ،‬حيث يعرض عليه النزاع‬
‫ألجل تسويته‪ ،‬دون تدخل مفتش العمل إال بطلب صريح من الوسيط لالحاطة بالموضوع‪.‬‬

‫ب‪ -‬مهام الوسيط‪ :‬يتمتع الوسيط بصالحيات واسعة في سبيل تسوية النزاع المعروض عليه وتقريب‬
‫مطالب األطراف المتنازعة‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬يتولى التحقيق في النزاع من خالل القيام بالبحث عن أسباب وصحة إدعاء كل طرف من أجل‬
‫االحاطة بموضوع الخالف‪.‬‬
‫‪ -‬يتلقى المعلومات التي لها عالقة بموضوع الخالف وكل وثيقة أعدت لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن للوسيط أن يطلب المساعدة من مفتش العمل المختص اقليميا في مجال تشريع العمل‬
‫(م‪ 11‬ق ‪.)02-90‬‬
‫‪ -‬استدعاء كل شخص يرى االستماع إليه واألخذ بشهادته ضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على الوسيط أن يتقيد بالسر المهني إزاء الغير في كل المعلومات التي يكون قد أطلع عليها‬
‫أثناء قيامه بمهامه‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫‪ -‬اقتراح ما توصل إليه من حلول في شكل "توصية معللة" يعرضها على أطراف المنازعة في‬
‫األجل الذي يحددانه‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم الوسيط بارسال نسخة من التوصية إلى مفتش العمل المختص اقليميا‪( ،‬المادة ‪ 12‬ق ‪-90‬‬
‫‪.)02‬‬
‫ت‪ -‬نتائج الوساطة‪ :‬يترتب على الوساطة إحدى النتيجتين التالييتين‪:‬‬
‫‪ ‬إذا رضي األطراف بنتائج الوساطة يلتزمون باحترام الحل المتوصل إليه في توصية الوسيط‪،‬‬
‫لتصبح إلزامية عليهم‪.‬‬
‫‪ ‬إذا لم ت رض األطراف المتنازعة بتوصية الوسيط أو في حالة عدم توصل الوسيط لتسوية لهذا‬
‫النزاع‪ ،‬فإنه يتم إحالة الخالف إلى التحكيم‪.‬‬
‫‪ -4‬تسوية النزاع الجماعي عن طريق التحكيم‪:‬‬

‫يعتبر اللجوء إلى التحكيم المرحلة األخير في تسوية النزاع الجماعي في العمل بالطرق الودية‪،‬‬
‫حيث ال يلجأ إليه إال في حالة فشل مهمة الوسيط في التسوية‪ ،‬فالتحكيم من حيث اللجوء إليه اختياري‬
‫ولكنه اجباري من حيث آثاره‪.‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 13‬من ق ‪ 02-90‬على أنه في حالة اتفاق الطرفين على عرض الخالف على‬
‫التحكيم‪ ،‬تطبق عليه أحكام قانون االجراءات المدنية ذات الصلة (هذه المواد هي من ‪ 1006‬إلى‬
‫‪ 1038‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬

‫واتفاق التحكيم حسب المادة ‪ 1011‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ هو‪" :‬االتفاق الذي يقبل األطراف بموجبه عرض نزاع‬
‫سبق نشوؤه على التحكيم"‪.‬‬

‫‪ ‬شروط وإجراءات التحكيم‪:‬‬

‫من خالل أحكام قانون االجراءات المدنية واالدارية (المواد ‪ )1011-1008‬يمكن استخالص‬
‫شروط وإجراءات التحكيم‪:‬‬

‫* شرط الكتابة الثبات التحكيم إما في االتفاقية األصلية أو في الوثيقة التي تستند إليها‪ ،‬تحت طائلة‬
‫البطالن‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫* إذا تم اللجوء إلى التحكيم فإنه يمنع استعمال اإلضراب أو يتوقف االضراب‪.‬‬

‫* يجب أن يتضمن اتفاق التحكيم تحت طائلة البطالن موضوع النزاع‪ ،‬أسماء المحكمين أو كيفية تعيينهم‬
‫وإال كان باطال‪ ،‬وإذا رفض المحكم المعين القيام بالمهمة المسندة إليه‪ ،‬يستبدل بغيره بأمر من طرف‬
‫رئيس المحكمة المختصة (الم ‪ 1012‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬

‫* يعرض النزاع على محكمة التحكيم التي يجوز أن تتشكل من محكم واحد أو عدة محكمين بعدد فردي‬
‫(م ‪ ،)1017‬حيث يقوم الطرفين بتعيين أشخاص خواص يشكلون محكمة التحكيم‪.‬‬

‫* يجب على الطرفين المتنازعين أن يختار كل منهما حكما يمثله‪ ،‬على أن يتفق الحكمان المعنيان على‬
‫اختيار وتعيين حكم مرجح بينهما‪.‬‬

‫*يتم االتفاق على التحكيم بحضور الحكمين المختارين ويدون االتفاق إما في محضر أو عقد رسمي أو‬
‫عرفي أو (يرد النص عليه في االتفاقيات الجماعية)‪.‬‬

‫* يعرض النزاع على محكمة التحكيم من قبل األطراف معا أو من الطرف الذي يهمه التعجيل‪.‬‬

‫* تطبق على الخصومة التحكيمية اآلجال واألوضاع المقررة أمام الجهات القضائية‪ ،‬ما لم يتفق األطراف‬
‫على خالف ذلك‪.‬‬

‫* في حالة عدم االتفاق على تعيين المحكمين من أحد الطرفين أو كالهما فيعينه رئيس الجهة القضائية‬
‫الواقع في دائرتها محل العقد لتعيين المحكم أو المحكمين بناء على عريضة ترفع إليه‪ ،‬وعلى المحكمين‬
‫إصدار ق ارراتهم خالل ‪ 30‬يوم من تاريخ تعيينهم (الم ‪ 13‬من ق ‪.)02-90‬‬

‫* أحكام التحكيم تصدر بأغلبية األصوات وتحوز حجية الشيء المقضي فيه بمجرد صدورها‪ ،‬وذلك فيما‬
‫يخص النزاع المفصول فيه‪( .‬أنظر المواد المتعلقة بأحكام التحكيم ‪ 1038-1025‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬

‫‪ ‬اإلضراب كطريقة ضغط مشروعة لتسوية النزاعات الجماعية‬


‫قد يلجأ العمال إلى سلوك أسلوب الضغط على المستخدم عن طريق انتهاج أسلوب اإلضراب كوسيلة‬
‫ضغط قانونية‪ ،‬وذلك عند فشل طرق التسوية الودية للن ازعات الجماعية التي سبق بيانها بين ممثلي العمال‬
‫بالري أو عدم االقتناع بالحلول المقترحة أو‬
‫وأصحاب العمل‪ ،‬وقد يرجع ذلك ألسباب مختلفة كالتعنت أ‬

‫‪21‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫لعدم وجود ضمانات كافية لتحقيق الحلول المقترحة‪ .‬كما قد يقوم العما ل باإلضراب إلظهار السخط أو‬
‫التذمر أو التعبير عن االحتجاج إزاء قضية من القضايا السياسية أو االقتصادية أو االجتماعية‪.‬‬
‫ويعتبر اإلضراب من الحقوق الدستورية والقانونية المكفولة للعمال للدفاع عن المصالح المهنية يخضع‬
‫ممارسته إلطار قانوني معين‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف اإلضراب‪:‬‬
‫* يمكن تعريف اإلضراب على أنه توقف إرادي عن العمل من أجل تدعيم مطالب مهنية مقررة‬
‫مسبقا في القوانين أو االتفاقيات الجماعية لم يتم الوفاء بها من طرف صاحب أو أصحاب العمل‪.‬‬
‫* كما يعرف بأ نه امتناع عن العمل لمدة محدود يتمسك فيها العمال المضربون بمناصب عملهم‬
‫بهدف إحداث ضغط ‪ ،‬و التأثير على السلطة التي تملك تحقيق المطالب‪.‬‬
‫* ويعرف أيضا بأنه رفض جماعي ومدبر للعمل بقصد تحلل العمال مؤقتا من شروط عقد العمل‪،‬‬
‫بغية تأييد نجاح مطالبهم‪.‬‬
‫‪ ‬عناصر اإلضراب‪:‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة يمكن ابراز أهم عناصر االضراب التي ال يتحقق إال بهم‪:‬‬
‫‪ -‬توقف عن العمل‪.‬‬
‫‪ -‬قرار جماعي (لوجود خالف جماعي)‪ .‬فالصفة الجماعية هي التي تعطي لإلضراب وزنه‪.‬‬
‫‪ -‬مطالب ذات طابع مهني أو اجتماعي أو متعلقة بالشروط العامة في العمل‪.‬‬
‫‪ ‬شروط اإلضراب‪:‬‬
‫حدد المشرع من خالل القانون ‪ 02-90‬الشروط المطلوبة في ممارسة اإلضراب‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬أال يشرع في اإلضراب إال بعد استنفاذ كافة وسائل التسوية الودية المتمثلة في الوساطة‬
‫والمصالحة‪ ،‬وبعد التأكد من انعدام أي طريق أو وسيلة أخرى لحل النزاع‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يمكن اللجوء إلى ممارسة اإلضراب إذا اتفق الطرفين على اللجوء إلى التحكيم‪ ،‬كما أنه بمجرد‬
‫اتفاق الطرفين في الخالف الجماعي على عرض خالفهما على التحكي‪ ،‬يوقف اإلضراب إذا كان‬
‫قد شرع فيه (المادة ‪ 25‬من القانون ‪.)02-90‬‬
‫‪ -3‬أن يكون قرار اللجوء إلى اإلضراب‪ ،‬صاد ار عن أغلبية العمال بصورة ديمقراطية وإرادة حرة‪ ،‬حيث‬
‫تتم الموافقة على اللجوء إلى اإلضراب عن طريق االقتراع السري‪ ،‬و تكون الموافقة بأغلبية العمال‬

‫‪22‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫المجتمعين في جمعية عامة تضم نصف عدد العمال الذين تتكون منهم جماعة العمال المهنية‬
‫على األقل (المادة ‪ 28‬من القانون ‪.)02-90‬‬
‫‪ -4‬ضمان أمن وسالمة أماكن ووسائل العمل وعدم احتاللها بالقوة‪ ،‬وهذا باتخاذ كافة االحتياطات‬
‫واإلجراءات الالزمة لضمان المحافظة على وسائل وأدوات وأماكن العمل‪ ،‬وعدم تعريضها ألية‬
‫أضرار أو تخريب أو إتالف أو مساس باألمالك العقارية والمنقولة والمنشآت التابعة‬
‫لصاحب العمل‪.‬‬
‫‪ -5‬وجوب اإلش عار المسبق بتاريخ و مدة اإلضراب‪ ،‬حيث يتم إعالم صاحب العمل مسبقا بتاريخ‬
‫بداية اإلضراب ومدت ه وإذا ما كان محدودا أو غير محدود‪ ،‬هذا وتحسب مدة اإلشعار المسبق‬
‫باإلضراب ابتداء من تاريخ إيداعه لدى المستخدم وإعالم مفتشية العمل المختصة إقليميا‪ ،‬وتحدد‬
‫هذه المدة بناء على المفاوضة وال يمكن أن تقل عن ‪ 08‬أيام ابتداء من تاريخ إيداعه‪.‬‬
‫‪ -6‬توفير القدر األدنى من الخدمة‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 37‬من ق ‪ 02-90‬بأنه‪" :‬إذا كان اإلضراب‬
‫يمس األنظمة التي يمكن أن يضر انقطاعها التام استمرار المرافق العمومية األساسية‪ ،‬أو يمس‬
‫األن شطة االقتصادية الحيوية أو تموين المواطنين أو المحافظة على المنشآت واألمالك الموجودة‪،‬‬
‫فيتعين تنظيم مواصلة األنشطة الضرورية في شكل قدر أدنى من الخدمة إجباري أو ناتج عن‬
‫مفاوضات أو اتفاقيات أو عقود كما نصت على ذلك المادتان ‪ 38‬و‪ 39‬أدناه‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 38‬منه على أنه‪" :‬ينظم قدر أدنى من الخدمة اإلجبارية في المجاالت التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬المصالح االستشفائية‪ ،‬المناوبة ومصالح االستعجاالت وتوزيع األدوية‪،‬‬


‫‪ .2‬المصالح المرتبطة بسير الشبكة الوطنية للمواصالت السلكية والالسلكية واإلذاعة والتلفزة‪،‬‬
‫‪ .3‬المصالح المرتبطة بإنتاج الكهرباء والغاز والمواد البترولية والماء ونقلها وتوزيعها‪،‬‬
‫‪ .4‬المصالح البلدية لرفع القمامة من الهياكل الصحية المسالخ‪ ،‬ومصالح المراقبة الصحية بما‬
‫فيها الصحة النباتية الحيوانية في الحدود والمطارات والموانئ والمصالح البيطرية العامة‬
‫والخاصة‪ ،‬وكذا مصالح التطهير‪.‬‬
‫‪ .5‬المصالح المرتبطة مباشرة بإنتاج الطاقة المخصصة لتزويد شبكة المواصالت السلكية‬
‫الالسلكية وكذلك المصالح الضرورية لسير مراكز العبور في المواصالت السلكية والالسلكية‬
‫الوطنية وصيانة الشبكة الوطنية لإلشارة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫‪ .6‬المصالح المكلفة بالعالقات المالية مع الخارج في البنك والبنوك العمومية‪.‬‬


‫‪ .7‬المصالح المكلفة بإنتاج المحروقات‪ ،‬ونقلها عبر قنوات الشحن والنقل البحري‪،‬‬
‫‪ .8‬نقل المحروقات بين السواحل الوطنية‪،‬‬
‫‪ .9‬مصالح الشحن والتفريغ المينائية والمطارية ونقل المنتجات المعترف بخطورتها والسريعة‬
‫التلف أو المرتبطة بحاجيات الدفاع الوطني‪،‬‬
‫المصالح المرتبطة بأمن وسائل النقل (األرصاد الجوي واإلشارة البحرية والسكة الحديدية‬ ‫‪.10‬‬
‫ومنها حراس حواجز المقاطع)‪،‬‬
‫مصالح النقل والمواصالت السلكية والالسلكية المرتبطة بحماية األرواح وعمليات الشحن‬ ‫‪.11‬‬
‫وإنقاذ السفن مباشرة‪،‬‬
‫مصالح الدفن والمقابر‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫المصالح المكلفة بمراقبة المرور الجوي (مراكز المراقبة الجوية واالستعداد للنزول وأبراج‬ ‫‪.13‬‬
‫المراقبة)‪،‬‬
‫مصالح كتابة الضبط في المجالس والمحاكم‪،‬‬ ‫‪.14‬‬
‫األنشطة المرتبطة بامتحانات التعليم الثانوي ذات الطابع الوطني وذلك طوال فترة‬ ‫‪.15‬‬
‫إجرائها‪،‬‬
‫مصالح اإلدارة العمومية التي تتولى األنشطة الدبلوماسية للدولة‪.‬‬ ‫‪.16‬‬

‫ونصت المادة ‪ 39‬بأنه‪ " :‬يحدد القدر األدنى من الخدمة في ميادين النشاط المنصوص عليها في‬
‫اتفاقية أو عقد جماعي‪ ،‬دون المساس باألحكام الواردة في المادة ‪ 38‬أعاله‪ .‬وإذا لم يكن ذلك‪ ،‬يحدد‬
‫المستخدم أو السلطة اإلدارية المعنية بعد استشارة ممثلي العمال ميادين النشاط التي تتطلب القدر األدنى‬
‫من الخدمة والعمال الضروريين للتكفل به‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 40‬فنصت على أنه‪" :‬يعد رفض العامل المعني القيام بالقدر األدنى من الخدمة المفروض‬
‫عليه خطأ مهنيا جسيما‪".‬‬

‫الحماية القانونية لإلضراب‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪24‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫فرض المشرع على ممارسة اإلضراب متى كان متوافقا مع الضوابط القانونية المشار إليها أعاله‬
‫حماية قانونية تكفل للعمال المضربين ممارستهم له دون تعرضهم ألي ضغوط مهنية أو مالية ‪ ،‬حيث‬
‫تبرز مظاهر هذه الحماية من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬اعتبر أن حق اإلضراب الذي شرع فيه حسب الشروط السابقة ال يقلع عالقة العمل ولكنه يوقف‬
‫فقط آثار عالقة العمل طوال مدة التوقف الجماعي عن العمل‪ ،‬ماعدا فيما اتفق عليه طرفا‬
‫الخالف بواسطة اتفاقيات وعقود يوقعانها‪.‬‬
‫‪ -‬منع استخالف ألي من العمال المضربين من قبل صاحب العمل طوال مدة اإلضراب ‪ ،‬مهما‬
‫كان شكل و هدف االستخالف‪ ،‬سواء بتوظيف عمال آخرين‪ ،‬أو تحويل عمال وحدة أو ورشة‬
‫أخرى إلى الورشة أو الوحدة التي يقوم فيها اإلضراب ‪ ،‬حيث رتب المشرع في حالة القيام بذلك من‬
‫قبل صاحب العمل توقيع جزاءات تمتد من ‪ 08‬أيام إلى شهرين حبسا وغرامة مالية تتراوح بين‬
‫‪ 50‬ألف دينار إلى ‪ 200‬ألف دينار جزائري ‪.‬‬
‫‪ -‬منع المشرع من خالل أحكام الفقرة ‪ 02‬من المادة ‪ 41‬من القانون ‪ 02-90‬سالف الذكر‪ ،‬تسليط‬
‫عقوبة على العمال المضربين بسبب مشاركتهم في اإلضراب‪ ،‬متى كان اإلضراب‬
‫شرعي ومستوفيا للشروط القانونية المطلوبة‪ ،‬وبالتالي فإن أي تصرف يأتيه صاحب العمل بقصد‬
‫االنتقام يعتبر تعسفا وباطال قانونا‪.‬‬
‫الجزاءات المترتبة على عدم احترام شروط ممارسة االضراب‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬إذا تم اإلضراب والتوقف الجماعي عن العمل‪ ،‬الناتج من النزاع الجماعي للعمل‪ ،‬مخالفا ألحكام‬
‫القانون‪ ،‬فإن ذلك يشكل خطأ مهنيا جسيما يرتكبه العمال الذين شاركوا فيه‪ ،‬ويتحمل المسؤولية‬
‫األشخاص الذين ساهموا فيه بنشاطهم المباشر‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬يتخذ المستخدم تجاه العمال‬
‫المعنيين اإلجراءات التأديبية‪ ،‬المنصوص عليها في النظام الداخلي‪ ،‬وذلك في إطار التشريع‬
‫والتنظيم المعمول بهما (المادة ‪ 33‬مكرر)‪.‬‬
‫‪ -‬يعاقب القانون على عرقلة حرية العمل‪ .‬ويعد عرقلة لحرية العمل كل فعل من شأنه أن يمنع‬
‫العامل أو المستخدم أو ممثليه من االلتحاق بمكان عمله المعتاد أو يمنعهم من استئناف ممارسة‬
‫نشاطهم المهني أو من مواصلته بالتهديد أو المناورات االحتيالية أو العنف أو االعتداء (الم ‪.)34‬‬

‫‪25‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫‪ -‬يمنع العمال المضربون عن احتالل المحالت المهنية للمستخدم‪ ،‬عندما يستهدف هذا االحتالل‬
‫عرقلة حرية العمل‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬يمكن إصدار أمر قضائي بإخالء المحالت بناء على طلب‬
‫المستخدم (الم ‪.)35‬‬
‫‪ -‬تشكل عرقلة حرية العمل كما يشكل رفض االمتثال لتنفيذ أمر قضائي بإخالء المحالت المهنية‬
‫خطأ مهنيا جسيما‪ ،‬دون المساس بالعـقوبات الجزائية (الم ‪.)36‬‬

‫‪ ‬التسوية القضائية لمنازعات العمل الجماعية‪:‬‬

‫خالفا للمنازعات الفردية في العمل‪ ،‬تمتاز منازعات العمل الجماعية بعدم خضوعها للتسوية القضائية‬
‫كأصل عام‪ ،‬لكونها منازعات ذات طابع مهني أو اجتماعي أو اقتصادي‪ ،‬ولكن استثناء قد تحال بعض‬
‫المنازعات على القضاء كما في حالة إخالء المحالت المهنية للمستخدم في حالة االضراب‪ ،‬وهو ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 35‬من ق ‪ ،02-90‬حيث يتم اللجوء القضاء االستعجالي إلصدار أمر قضائي‬
‫بإخالء المحالت المهنية للمستخدم في حالة االضراب)‪.‬‬

‫‪ -‬كما نصت المادة ‪ 37‬مكرر من القانون رقم ‪ 14-90‬المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي أنه‪:‬‬
‫" في حالة عدم تبليغ العناصر التي تسمح بتقدير تمثيلية هذه المنظمات خالل ال يتجاوز الثالثي األول من‬
‫السنة المدنية الم عنية‪ ،‬يمكن اعتبار المنظمات النقابية المخالفة غير التمثيلية من قبل السلطات المذكورة‬
‫في المادة ‪ 10‬من هذا القانون وكذا المستخدم أو السلطة اإلدارية بالنسبة للمنظمات النقابية المعنية ضمن‬
‫الهيئة المستخدمة‪.‬‬

‫يمكن أن يكون خالف و‪ /‬أو نزاع ناتج عن تطبيق المواد من ‪ 35‬إلى ‪ 37‬مكرر أعاله‪ ،‬موضوع‬
‫طعن لدى الجهة القضائية المختصة التي تبث في أجل ال يمكن أن يتجاوز ستين (‪ )60‬يوما‪ ،‬بحكم نافذ‪،‬‬
‫بصرف النظر عن االعتراض أو االستئناف"‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫محاضرات في مقياس منازعات العمل والضمان االجتماعي لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة عامة‬ ‫د‪ .‬غربي نجاح‬

‫الفصل الثاني‪ :‬المنازعات المتعلقة بالضمان االجتماعي وفق القانون ‪08/08‬‬

‫‪27‬‬

You might also like