Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 27

‫كلمات العلماء السائرة‬

‫ـ المجموعة األولى ـ‬

‫جمعها‬
‫عبدالباري بن حماد األنصاري‬

‫‪0‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصال ة والسالم عىل‬


‫نبينا حممد وعىل آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫وبعد‪.‬‬
‫فهذه كلامت سائر ة وأخرى ملحقة هبا‪ .‬فيها‬
‫ِح َكم تـجتنى‪ ،‬وعلوم تستفاد وتقتنى‪ ،‬وآداب‬
‫حيسن أن يتأمل فيها قارؤها واملطالع هلا‪ ،‬ويتحىل‬
‫ببعض ما فيها من األخالق واملواعظ‪ ،‬واآلداب‬
‫والرقائق‪ ،‬ويستفيد من مجال أسلوهبا‪ ،‬وحالو ة‬
‫صياغتها‪.‬‬
‫وأسأل اهلل عز وجل عز وجل أن ينفع هبا‪ ،‬فإهنا‬
‫من بوح قلوب العلامء‪ ،‬ونتائج عقوهلم‬
‫وقرائحهم‪ ،‬فرمحهم اهلل وجزاهم عىل ما قدموا‬
‫أحسن اجلزاء‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫كلمات سائرة‬
‫‪1‬ـ قال ربيعة بن أيب عبدالرمحن‪ :‬العلم وسيلة‬
‫إىل كل فضيلة‪.‬‬
‫‪2‬ـ وقال سعيد بن املسيب‪ :‬ليس من رشيف‬
‫وال عامل وال ذي سلطان إال وفيه عيب ‪ -‬ال بد‪،-‬‬
‫ولكن من الناس من ال تذ َكر عيوبه‪ :‬من كان‬ ‫ْ‬
‫ب نقصه لفضله‪.‬‬ ‫ه‬‫فضله أكثر من نقصه؛ و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪3‬ـ وقال احلسن البرصي‪ :‬تفقدوا احلالو ة يف ثالثة‬
‫أشياء‪ :‬يف الصال ة‪ ،‬ويف الذكر‪ ،‬وقراء ة القرآن‪،‬‬
‫أن الباب مغلق‪.‬‬ ‫فإن وجدتم‪ ،‬وإال فاعلموا َّ‬
‫‪4‬ـ وقال وقد أنكر عليه اإلفراط يف ختويف الناس‪:‬‬
‫األمن‪ ،‬خي ممن َّأمنَك حتى‬
‫َ‬ ‫تبلغ‬
‫خوفك حتى َ‬ ‫إن من َّ‬
‫َّ‬
‫تبلغ اخلوف‪.‬‬
‫َ‬
‫‪5‬ـ وقال‪ :‬كثر ة النظر إىل الباطل َتذهب بمعرفة‬
‫احلق من القلب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ف‬
‫اخلي من مل يتبعه‪ ،‬وال َع َر َ‬
‫َ‬ ‫‪6‬ـ وقال‪ :‬ما َع َرف‬
‫الرش من مل جيتنبه‪ ،‬وما أيقن عبد باجلنة والنار حق‬‫َ‬
‫يقين ِهام إال رؤي ذلك يف عمله‪ ،‬فانظر ما ُتب أن‬
‫يكون معك غد ًا فقدمه اليوم‪.‬‬
‫‪7‬ـ وقال له رجل ‪ :‬إين أجتهد أن أقوم الليل فال‬
‫أقدر؛ فقال‪ :‬بئس ما َأ َ‬
‫ثنيت‬ ‫أقدر‪ ،‬وأن أتصدق فال ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫صدأ‬ ‫به عىل نفسك! عليك بمجالسة العلامء‪ ،‬فإ َّن‬
‫القلوب ال يصقله إال ِ‬
‫الع ْلم‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪8‬ـ وقال شعبة بن احلجاج‪ :‬عقولنا قليلة فإذا‬
‫جلسنا مع من هو أقل عقال منا ذهب ذلك القليل‪،‬‬
‫وإين ألرى الرجل جيلس مع من هو أقل عقال منه‬
‫فأمقته‪.‬‬
‫‪9‬ـ وقال ابن عائشة‪ :‬جمالسة أهل الديانة جتلو عن‬
‫القلوب صدأ الذنوب‪ ،‬وجمالسة أهل املروآت تدل‬
‫عىل مكارم األخالق‪ ،‬وجمالسة العلامء تزكي‬
‫النفوس‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪10‬ـ وقيل أليب حازم‪ :‬من أعقل الناس؟ قال‪ :‬من‬
‫تعلم احلكمة ويعلمها الناس‪ .‬قيل‪ :‬فمن أمحق الناس‬
‫قال‪ :‬من حط يف هوى الرجل‪ ،‬فباع آخر َته بدنيا‬
‫غيه‪.‬‬
‫‪11‬ـ وقال إبراهيم التيمي‪ :‬أي حرس ة عىل امرئ‬
‫أكرب من أن يصيب ماالً فيثه غيه فيعمل فيه بطاعة‬
‫اهلل تعاىل‪ ،‬فيصي وزره عليه‪ ،‬وأجره لغيه‪.‬‬
‫‪12‬ـ قيل حلمدون بن أمحد‪ :‬ما بال كالم السلف‬
‫أنفع من كالمنا؟ قال‪ :‬ألهنم تكلموا لعز اإلسالم‪،‬‬
‫ونجا ة النفوس‪ ،‬ورضا الرمحن‪ .‬ونحن نتكلم لعز‬
‫النفس‪ ،‬وطلب الدنيا‪ ،‬وقبول اخللق‪.‬‬
‫‪13‬ـ وسئل ماهان احلنفي‪ :‬ما كانت أعامل القوم؟‬
‫قال‪ :‬كانت أعامهلم قليلة وكانت قلوهبم سليمة‪.‬‬
‫‪14‬ـ وقيل‪ :‬إنام ارتفع القوم العتنائهم بإصالح‬
‫رسائرهم‪ ،‬فعند ذلك أمدهم اهلل بالنرص عىل‬

‫‪4‬‬
‫مكائده‪ ،‬وصاروا من األبطال‪،‬‬
‫َ‬ ‫وبرصهم‬
‫الشيطان‪َّ ،‬‬
‫حتى إن الشيطان ليفر من ظل أحدهم‪.‬‬
‫‪15‬ـ قال أبو عمرو بن العالء‪ :‬ما نحن فيمن مىض‬
‫إال كبقل يف أصول نخل طوال‪.‬‬
‫‪16‬ـ وقال‪ :‬كن من الكريم عىل حذر إذا أهنته‪،‬‬
‫ومن اللئيم إذا أكرمته‪ ،‬ومن العاقل إذا أحرجته‪،‬‬
‫ومن األمحق إذا رمحته‪ ،‬ومن الفاجر إذا عارشته‪.‬‬
‫وليس من األدب أن جتيب من ال يسألك‪ ،‬أو َ‬
‫تسأل‬
‫نصت لك‪.‬‬‫ث من ال ي ِ‬
‫من ال جييبك‪ ،‬أو ُتد َ‬
‫‪17‬ـ وقال خالد بن معدان ‪ :‬إذا فتح ألحدكم باب‬
‫خي فليرسع إليه فإنه ال َيدري متى يغلق عنه‪.‬‬
‫‪18‬ـ وقال‪ :‬خي مال العبد ما انتفع به‪ ،‬و رش‬
‫أموالك ما ال تراه و ال يراك‪ ،‬و حسابه عليك ونفعه‬
‫لغيك‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪19‬ـ وقال‪ :‬من التمس املحامد يف خمالفة احلق‪ ،‬رد‬
‫ذما‪ ،‬و من اجرتأ عىل املالوم يف‬
‫اهلل تلك املحامد عليه ًّ‬
‫محدا‪.‬‬
‫موافقة احلق رد اهلل تلك املالوم عليه ً‬
‫‪20‬ـ وقال عمر بن عبد العزيز‪ :‬ما يرسين أن‬
‫أصحاب رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‬
‫مل خيتلفوا‪ ،‬ألهنم إذا اجتمعوا عىل قول فخالفهم‬
‫رجل كان ضاالً‪ ،‬وإذا اختلفوا فأخذ رجل بقول‬
‫هذا‪ ،‬ورجل بقول هذا كان األمر يف سعة‪.‬‬
‫‪21‬ـ وقال‪ :‬إذا رأيتم الرجل يطيل الصمت‪،‬‬
‫وهيرب من الناس‪ ،‬فاقرتبوا منه‪ ،‬فإنه يل َّقن‬
‫احلكمة‪.‬‬
‫‪22‬ـ وقال عبد اهلل بن احلسن‪ :‬امل ِ َراء يفسد‬
‫الصداقة القديمة‪ ،‬و َيـحل العقد ة الوثيقة‪ ،‬وهو أمتن‬
‫أسباب القطيعة‪.‬‬
‫السمـاك‪ :‬ألن أكون يف السوق‬ ‫َّ‬ ‫‪23‬ـ وقال ابن‬
‫إل من أن أكون يف املسجد‬ ‫أحب َّ‬ ‫َّ‬ ‫وقلبي يف املسجد‬
‫وقلبي يف السوق‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪24‬ـ وقال سفيان الثوري‪ :‬إنام العلم عندنا‬
‫ِ‬
‫فيحسنه كل أحد‪.‬‬ ‫الرخصة من ثقة‪ ،‬فأما التشديد‬
‫‪25‬ـ وقال‪ :‬أفضل الذكر تالو ة القرآن يف الصال ة‪،‬‬
‫ثم تالو ة القرآن يف غي الصال ة‪ ،‬ثم الصوم‪ ،‬ثم‬
‫الذكر‪.‬‬
‫‪26‬ـ وقال حييى بن معاذ‪ :‬عىل قدر خوفك من اهلل‬
‫هيابك اخللق‪ ،‬وعىل قدر حبك هلل حيبك اخللق‪ ،‬وعىل‬
‫قدر شغلك بأمر اهلل يشتغل اخللق بأمرك‪.‬‬
‫‪27‬ـ قال الف َضيل بن عياض‪ :‬لو أن ل دعو ً ة‬
‫صالحه صالح العباد‬
‫َ‬ ‫فإن‬
‫مستجابة جلعلتها لإلمام‪َّ ،‬‬
‫والبالد‪.‬‬
‫‪28‬ـ وقال‪ :‬ال تستوحش من الطريق لقلة‬
‫السالكني‪ ،‬وال تغرت بالباطل لكثر ة اهلالكني‪.‬‬
‫‪29‬ـ وقال لقامن البنه‪ :‬إياك والكسل والضجر‬
‫فإنك إذا كسلت مل تؤد حق ًا‪ ،‬وإذا ضجرت مل تصرب‬
‫عىل حق‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪30‬ـ وقال جعفر بن حممد‪ :‬من أخرجه اهلل من ذل‬
‫املعصية إىل عز التقوى أغناه بال مال‪ ،‬وأعزه‬
‫بال عشي ة‪ ،‬وآنسه بال أنيس‪ ،‬ومن خاف اهلل أخاف‬
‫كل يشء‪ ،‬ومن مل خيف اهلل أخافه من كل يشء‪.‬‬ ‫منه َّ‬
‫‪31‬ـ وقال اإلمام مالك‪ :‬كل أحد يؤخذ من قوله‪،‬‬
‫ويرتك‪ ،‬إال صاحب هذا القرب صىل اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫‪32‬ـ وقال‪ :‬كل علم يسأل عنه أهله‪.‬‬
‫‪33‬ـ كتب عبد اهلل العمري العابد إىل مالك حيضه‬
‫عىل االنفراد والعمل‪ ..‬فكتب إليه مالك‪ :‬إن اهلل قسم‬
‫األعامل كام قسم األرزاق‪ ،‬فرب رجل فتح له يف‬
‫الصال ة ومل يفتح له يف الصوم‪ ،‬وآخر فتح له يف‬
‫الصدقة‪ ،‬ومل يفتح له يف الصوم‪ ،‬وآخر فتح له يف‬
‫اجلهاد‪ ،‬فنرش العلم من أفضل أعامل الرب‪ ،‬وقد‬
‫رضيت بام فتح ل فيه‪ ،‬وما أظن ما أنا فيه بدون‬
‫ما أنت فيه‪ ،‬وأرجو أن يكون كالنا عىل خي وبر‪.‬‬
‫‪34‬ـ وقال اإلمام أبو حنيفة‪ :‬إذا جاء عن النبي‬
‫صىل اهلل عليه وسلم فعىل الرأس والعني‪ ،‬وإذا جاء‬
‫‪8‬‬
‫عن أصحاب النبي صىل اهلل عليه وسلم نختار من‬
‫قوهلم‪ ،‬وإذا جاء عن التابعني زامحناهم‪.‬‬
‫‪35‬ـ وقيل البن املبارك‪ :‬إىل كم تكتب؟ فقال‪:‬‬
‫إل‪.‬‬
‫لعل الكلمة التي فيها نجايت مل تقع َّ‬
‫‪36‬ـ وقال اإلمام الشافعي‪ :‬من حفظ القرآن‬
‫عظمت حرمته‪ ،‬ومن طلب الفقه نبل قدره‪ ،‬ومن‬
‫وعى احلديث قويت حجته‪ ،‬ومن نظر يف النحو‬
‫نفسه مل َيصنْه علمه‪.‬‬
‫يصن َ‬‫رق طبعه‪ ،‬ومن مل ْ‬ ‫َّ‬
‫‪37‬ـ وقال عن كلمة أعو َز ْته‪ :‬إين ألجد بياهنا‬
‫يف قلبي‪ ،‬ولكن ليس ينطلق هبا لساين‪.‬‬
‫‪38‬ـ وقال ابنه حممد‪ :‬رآين أيب وأنا أعجل يف‬
‫فإن العجلة‬‫ني؛ ِرف ًقا‪ّ ،‬‬‫بعض األمور‪ ،‬فقال‪ :‬يا ب َّ‬
‫َتنقض األعامل‪ ،‬وبالرفق تدرك اآلمال‪.‬‬
‫‪39‬ـ وقال حرملة عن الشافعي‪ :‬كان الربيع بن‬
‫َصبيح غزاء‪ ،‬وإذا م ِد َح الرجل بغي صناعته فقد‬
‫و ِه َص‪ .‬أي‪ :‬دق عنقه‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪40‬ـ وقال يونس الصديف‪ :‬ما رأيت أعقل من‬
‫الشافعي‪ ،‬ناظرته يوما يف مسألة‪ ،‬ثم افرتقنا‪،‬‬
‫ولقيني‪ ،‬فأخذ بيدي‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا أبا موسى‪ ،‬أال‬
‫يستقيم أن نكون إخوانا وإن مل نتفق يف مسألة‪.‬‬
‫ذيب‬
‫عيل أن ت َ‬ ‫‪42‬ـ وقال اإلمام أمحد‪ :‬عزيز َّ‬
‫الدنيا أكبا َد رجال وعت صدورهم القرآن‪.‬‬
‫يوما‪ :‬أوصني‬ ‫‪43‬ـ وقال ابنه عبد اهلل ألبيه ً‬
‫ني انو اخلي‪ ،‬فإنك ال تزال‬ ‫يا أبت‪ .‬فقال‪ :‬يا ب ّ‬
‫نويت اخلي‪.‬‬
‫َ‬ ‫بخي‪ ،‬ما‬
‫‪44‬ـ قال أبو سعيد احلداد‪ :‬دخلت عىل أمحد‬
‫احلبس قبل الرضب‪ ،‬فقلت له يف بعض كالمي‪ :‬يا‬
‫أبا عبداهلل عليك عيال‪ ،‬ولك صبيان‪ ،‬وأنت‬
‫معذور‪ ،‬كأين أسهل عليه اإلجابة‪ ،‬فقال ل أمحد بن‬
‫حنبل‪ :‬إن كان هذا عقلك يا أبا سعيد‪ ،‬فقد‬
‫اسرتحت‪.‬‬
‫َ‬
‫‪45‬ـ قال حممد بن طارق البغدادي‪ :‬كنت‬
‫جالسا إىل جنب أمحد بن حنبل فقلت يا أبا عبداهلل‬‫ً‬
‫‪10‬‬
‫أستمد من حمربتك؟ فنظر إل‪ ،‬فقال‪ :‬مل يبلغ َو َرعي‬
‫وو َرعك هذا‪ ..‬وتبسم‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪46‬ـ عبد اهلل بن حممد الوراق‪ :‬كنت يف جملس‬
‫أمحد بن حنبل‪ ،‬فقال‪ :‬من أين أقبلتم؟ قلنا‪ :‬من‬
‫جملس أيب كريب‪ ،‬فقال‪ :‬اكتبوا عنه‪ ،‬فإنه شيخ‬
‫صالح‪ ،‬فقلنا‪ :‬إنه َيطعن عليك‪ .‬قال‪ :‬فأي يشء‬
‫حيلتي؟ شيخ صالح قد بيل يب!‬
‫َ‬
‫الرجل‬ ‫رأيت‬
‫َ‬ ‫‪47‬ـ وقال أبو زرعة الرازي‪ :‬إذا‬
‫أحدا من أصحاب رسول اهلل صىل اهلل‬ ‫ينتقص ً‬
‫َ‬
‫الرسول‬ ‫عليه و سلم فاعلم أنه زنديق‪ ،‬وذلك أن‬
‫والقرآن حق‪،‬‬
‫َ‬ ‫صىل اهلل عليه و سلم عندنا حق‪،‬‬
‫وانام أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول‬
‫اهلل صىل اهلل عليه و سلم وانام يريدون ان جيرحوا‬
‫شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة واجلرح هبم أوىل‬
‫وهم زنادقة‪.‬‬
‫بني‬
‫‪48‬ـ وقال‪ :‬إذا مرضت شهرا أو شهرين َت َّ َ‬
‫أياما‬ ‫ركت ً‬
‫وأما احلديث فإذا َت َ‬‫عيل يف حفظ القرآن‪َّ ،‬‬‫َّ‬
‫‪11‬‬
‫بني عليك‪ ،‬ونرى قوما من أصحابنا‪ ،‬كتبوا‬ ‫َت َّ َ‬
‫عرشين سنة‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫احلديث‪ ،‬تركوا املجالسة منذ‬
‫أقل‪ ،‬إذا جلسوا اليوم مع األحداث كأهنم‬
‫ال َيعرفون‪ ،‬أو ال يـحسنون احلديث‪ .‬احلديث مثل‬
‫الشمس‪ ،‬إذا حبِ َس عن الرشق مخسة أيام‪،‬‬
‫ال يعرف السفر‪ ،‬فهذا الشأن َحيتاج أن تتعاهده‬
‫أبدا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪49‬ـ وقال نعيم بن محاد‪ :‬من ش َّبه اهللَ بخلقه‪،‬‬
‫نفسه فقد كفر‪،‬‬ ‫فقد كفر‪ ،‬ومن أنكر ما وصف به َ‬
‫نفسه وال رسوله تشبيه‪.‬‬ ‫وليس فيام وصف اهلل به َ‬
‫‪50‬ـ قال الطربي‪ :‬إين أعجب ممن قرأ القرآن‬
‫يعلم تأوي َله كيف يلتذ بقراءته؟!‬
‫ومل ْ‬
‫‪51‬ـ وسئل احلكيم الرتمذي عن َ‬
‫اخل ْلق‪ :‬فقال‪:‬‬
‫ضعف ظاهر‪ ،‬ودعوى عريضة‪.‬‬
‫‪52‬ـ وقال‪ :‬صالح مخسة يف مخسة‪ :‬صالح الصبي‬
‫يف ا َمل ْكتب‪ ،‬وصالح الفتى يف العلم‪ ،‬وصالح الكهل‬

‫‪12‬‬
‫يف املسجد‪ ،‬وصالح املرأ ة يف البيت‪ ،‬وصالح املؤذي‬
‫يف السجن‪.‬‬
‫أداء‬
‫‪53‬ـ قال سهل بن هارون‪ :‬وقال‪ :‬اجعلوا َ‬
‫مقدم ًا قبل الذي جتودون‬ ‫ما َجيِب عليكم من احلقوق َّ‬
‫فإن َت ْقديم النافلة مع اإلبطاء عن‬ ‫به من تفضلكم؛ َّ‬
‫الفريضة شاهد عىل َو ْه ِن العقيد ة‪ ،‬وتقصي الروية‪،‬‬
‫ثم هو م ِرض بالتدبي‪ ،‬وليس يف نفع تـ ْحمد به ً‬
‫عوضا‬
‫ِ‬
‫النقيصة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املروء ة ولزوم‬ ‫عن فساد‬
‫‪54‬ـ قال حبيش بن مبرش‪ :‬قعدت مع أمحد بن‬
‫حنبل وحييى بن معني والناس متوافرون‪ ،‬فأمجعوا‬
‫أهنم ال َيعرفون رجال صاحلا بخي ً‬
‫ال‪.‬‬
‫‪55‬ـ قال ابن قتيبة‪ :‬من طلب عي ًبا َو َج َده‪ ،‬أو‬
‫ال متحي ًفا‪َ ،‬‬
‫غي‬ ‫أراد إعنا ًتا َق َدر عليه‪ ،‬إذا كان متحام ً‬
‫قاصد للحق واإلنصاف‪.‬‬
‫‪56‬ـ قال عبد اهلل بن يوسف اجلويني‪ :‬اخلوارج‬
‫احلرورية ابتالهم اهلل تعاىل بال َغ َلق يف غي موضع‬
‫ال َق َلق‪ ،‬وبالتهاون يف موضع االحتياط‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪57‬ـ وقال إلكيا اهلرايس‪ :‬إذا جالت فرسان‬
‫األحاديث يف ميادين الكفاح طارت رؤوس‬
‫املقاييس يف مهاب الرياح‪.‬‬
‫‪58‬ـ قال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ :‬من أراد‬
‫السعاد ة األبدية فليلزم عتبة العبودية‪.‬‬
‫ـ وقال‪ :‬الرسل بعثوا بتحصيل املصالح‬
‫وتكميلها‪ ،‬وتعطيل املفاسد وتقليلها‪ ،‬وتقديم خي‬
‫اخليين عىل أدنامها حسب اإلمكان‪ ،‬ودفع رش‬
‫الشـرين بخيمها‪.‬‬
‫‪59‬ـ وقال‪ :‬الرافضة أعظم الفرق تكذيبا باحلق‪،‬‬
‫وتصديقا بالكذب‪ ،‬وليس يف األمة من يامثلهم‪.‬‬
‫‪60‬ـ وقال‪ :‬قالت طائفة من العلامء‪ :‬االلتفات‬
‫إىل األسباب رشك يف التوحيد‪ ،‬وحمو األسباب ‪-‬‬
‫أن تكون أسباب ًا ‪ -‬نقص يف العقل‪ ،‬واإلعراض عن‬
‫األسباب بالكلية قدح يف الرشع‪ ،‬وإنام التوكل‬
‫املأمور به ما اجتمع فيه مقتىض التوحيد والعقل‬
‫والرشع‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪61‬ـ وقال‪ :‬االحتياط أحسن ما مل يفض‬
‫بصاحبه إال خمالفة السنة‪ ،‬فإذا أفىض إىل ذلك‬
‫فاالحتياط ترك هذا االحتياط‪.‬‬
‫‪62‬ـ وقال ابن القيم‪ :‬إن يف القلب فاق ًة‬
‫ال يسدها يشء سوى اهلل تعاىل‪ ،‬وفيه َش َعث ال َيلمه‬
‫غي اإلقبال عليه‪ ،‬وفيه مرض ال َيشفيه غي‬
‫اإلخالص له وعبادته وحده‪.‬‬
‫‪63‬ـ وقال‪ :‬من أعجب األشياء أن تعرفه ثم‬
‫ال ُتبه!‬
‫تسمع داع َيه ثم تتأخر عن اإلجابة!‬
‫َ‬ ‫وأن‬
‫وأن تعرف قدر الربح يف معاملته‪ ،‬ثم تعامل غيه!‬
‫وأن تذوق أمل الوحشة يف معصيته ثم ال تطلب‬
‫األنس بطاعته!‬
‫وأن تذوق َع ْرص ة القلب عند اخلوض يف غي‬
‫حديثه واحلديث عنه‪ ،‬ثم ال َتشتاق إىل انرشاح‬
‫الصدر بذكره ومناجاته!‬

‫‪15‬‬
‫وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيه‪،‬‬
‫وال هترب منه إىل نعيم اإلقبال عليه‪ ،‬واإلنابة إليه‪.‬‬
‫وأعجب من هذا علمك أن ال َّبد لك منه‪ ،‬وأنك‬
‫معرض‪ ،‬وفيام يبعدك‬ ‫أحوج يشء إليه‪ ،‬وأنت عنه ِ‬
‫عنه راغب‪.‬‬
‫‪64‬ـ وقال‪ :‬إذا طلع نجم اهلمة‪ ،‬يف ظالم ليل‬
‫البطالة‪ ،‬وردفه قمر العزيمة‪ ،‬أرشقت أرض القلب‬
‫بنور رهبا‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪65‬ـ وقال ابن اجلوزي‪ :‬من أصلح رسيرته فاح‬


‫عبي فضله‪ ،‬و َعبِ َقت القلوب بنرش طيبه‪.‬‬
‫‪66‬ـ وقال ابن أيب العز‪ :‬من مل يطلب االهتداء‬
‫من مظانه يعاقب باحلرمان‪ ،‬نسأل اهلل العفو‬
‫والعافية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫إن معظم الناس‬ ‫‪67‬ـ وقال ابن ر ْشد احلفيد‪َّ :‬‬
‫ال يتأ َّثرون إال بالعبارات ِ‬
‫اخلطاب َّية‪ ،‬دون َ‬
‫اجل َدلية‬
‫والربهان َّية‪.‬‬
‫ْ‬
‫‪68‬ـ وقال النيسابوري‪ :‬املبادر ة باالعرتاض قبل‬
‫الفهم التام‪ ،‬ليس من دأب العلامء املتقنني‪.‬‬
‫‪69‬ـ وقال الرساج البلقيني‪ :‬االنتهاض ملجرد‬
‫االعرتاض من مجلة األمراض‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪70‬ـ قيل ليحيى بن سعيد القطان‪ :‬أما َختشى أن‬


‫يكون هؤالء الذين تركت حديثهم خصامءك عند اهلل‬
‫أحب إل من‬‫َّ‬ ‫تعاىل؟ قال‪ :‬ألن يكون هؤالء خصامئي‬
‫أن يكون خصمي رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‬
‫يقول‪ِ :‬مل َ َّ‬
‫حد ْث َ‬
‫ت عني حديثا َت َرى أنه كذب‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪71‬ـ وقال‪ :‬ال تنظروا إىل احلديث ولكن انظروا إىل‬
‫اإلسناد فإن صح اإلسناد وإال فال تغرت باحلديث إذا‬
‫مل يصح اإلسناد‪.‬‬
‫‪72‬ـ وقال‪ :‬ينبغي يف احلديث غي خصلة‪ :‬ينبغي‬
‫لصاحب احلديث تثبت يف األخذ‪ ،‬ويكون يفهم ما‬
‫يقال له‪ ،‬ويبرص الرجال‪ ،‬و َيتعاهد ذلك من نفسه‪.‬‬
‫‪73‬ـ وقال عبد الرمحن بن مهدي‪ :‬خصلتان‬
‫ال يستقيم فيهام حسن الظن‪ :‬احل ْكم واحلديث‪.‬‬
‫‪74‬ـ وقال‪ :‬ألن أعرف عل َة حديث هو عندي‬
‫أحب إل من أن أكتب عرشين حديثا ليس عندي‪.‬‬
‫‪75‬ـ وقال‪ :‬ال ينبغي للرجل أن يشغل نفسه بكتابة‬
‫أقل ما فيه أن َيفو َته بقدر ما‬‫أحاديث الضعفاء‪ ،‬فإن َّ‬
‫يكتب من حديث أهل الضعف يفوته من حديث‬
‫الثقات‪.‬‬
‫‪76‬ـ وقال حييى بن معني‪ :‬كتبنا عن الكذابني‪،‬‬
‫نضيجا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وسجرنا به التنور‪ ،‬وأخرجنا به خب ًزا‬

‫‪18‬‬
‫‪77‬ـ وقال عيل بن املديني‪ :‬الباب إذا مل تـجمع‬
‫طرقه مل يتبني خطؤه‪.‬‬
‫احلدث أول ما يكتب‬ ‫َ‬ ‫‪78‬ـ وقال‪ :‬إذا رأيت‬
‫احلديث جيمع حديث الغسل‪ ،‬وحديث من كذب =‬
‫فاكتب عىل قفاه‪ :‬ال يفلح ‪.‬‬
‫‪79‬ـ وقال اإلمام أمحد‪ :‬تركوا احلديث وأقبلوا عىل‬
‫الغرائب ما أقل الفقه فيهم‪.‬‬
‫‪80‬ـ وقال عبد اهلل بن أمحد بن حنبل قال قلت‬
‫أليب‪ :‬ما تقول يف أصحاب احلديث يأتون الشيخ‪،‬‬
‫لعله أن يكون مرج ًئا أو شيع ًيا أو فيه يشء من خالف‬
‫السنة‪ ،‬أيسعنى أن أسكت عنه أم أحذر عنه؟ فقال‬
‫أيب‪ :‬إن كان يدعو إىل بدعة وهو إمام فيها ويدعو‬
‫إليها ُتذر عنه‪.‬‬
‫َ‬
‫حديث‬ ‫‪81‬ـ وقال داود بن عيل‪ :‬من مل يعرف‬
‫سامعه‪ ،‬ومل يميز بني صحيحه‬ ‫ِ‬ ‫رسول اهلل بعد‬
‫وسقيمه فليس بعامل‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫وجدت يف إسناد‬
‫َ‬ ‫‪82‬ـ وقال ابن منده‪ :‬إذا‬
‫زاهدا‪ ،‬فاغسل يدك من ذلك احلديث‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪83‬ـ وقال احلازمي‪ :‬علم احلديث يشتمل عىل‬
‫أنواع كثي ة‪ ،‬تقرب من مائة نوع‪ ، ،‬وكل نوع منها‬
‫علم مستقل‪ ،‬لو َأ ْن َف َد الطالب فيه عم َره لـمـا أدرك‬
‫هناي َته‪.‬‬
‫‪84‬ـ وقال احلافظ املزي‪ :‬هذا من التصحيف‬
‫ِ‬
‫واألخذ‬ ‫جمرد الصحف‬‫يقف صاحبه إال عىل ِ‬ ‫الذي مل ْ‬
‫منها‪.‬‬
‫نحا‬ ‫‪85‬ـ وقال ابن مالك‪ :‬إذا كانت العلوم ِ‬
‫م‬
‫ً‬
‫ومواهب اختصاصية‪ ،‬فغي مستبعد أن‬ ‫َ‬ ‫إلـهية‪،‬‬
‫ي َّدخر لبعض املتأخرين‪ ،‬ما عرس عىل كثي من‬
‫املتقدمني‪ ،‬أعاذنا اهلل من حسد َيسد باب‬
‫اإلنصاف‪ ،‬ويصد عن مجيل األوصاف‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫مضيق‬‫َ‬ ‫‪86‬ـ قال ابن رشيد‪ :‬إن السالكني‬
‫التحقيق أفذاذ قليلون‪ ،‬فالكثي يسلكون املسلك‬
‫الر ْحب‪ ،‬ويتنكبون عن الصعب الضيق‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪‬‬
‫‪87‬ـ قال ابن السكيت‪ :‬خ ْذ من األدب ما َيعلق‬
‫بالقلوب‪ ،‬وتشتهيه اآلذان‪ ،‬وخذ من النحو ما تقيم‬
‫به الكالم‪ ،‬ودع الغوامض‪ ،‬وخذ من الشعر ما‬
‫يشتمل عىل لطيف املعاين‪ ،‬واستكثر من أخبار‬
‫ولعن بالغث‬ ‫الناس‪ ،‬وأقاويلهم وأحاديثهم‪ ،‬وال ت َّ‬
‫منها‪.‬‬
‫‪88‬ـ قال ابن املقفع‪ :‬من أخذ كالم ًا حسن ًا‪ ،‬وإن‬
‫كان لغيه‪ ،‬فتكلم به يف موضعه‪ ،‬وعىل َو ْج ِهه‪ ،‬فال‬
‫ِ‬
‫حفظ‬ ‫رين عليه يف ذلك ضؤولة؛ فإن من أعني عىل‬ ‫َت َّ‬
‫كال ِم املصيبني‪ ،‬وه ِدي لالقتداء بالصاحلني‪ ،‬ووف َق‬
‫ِ‬
‫بناقصه‬ ‫ِ‬
‫لألخذ ِ‬
‫عن احلكامء = فقد بلغ الغاي َة‪ ،‬وليس‬
‫غامطه من حقه‪ ،‬أن ال يكون هو‬ ‫ِ‬ ‫يف رأيه‪ ،‬وال‬
‫استحدث ذلك‪ ،‬وسبق إليه‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫َ‬
‫اجلهال والنَّوكى‬ ‫جالست‬
‫َ‬ ‫‪89‬ـ وقال اجلاحظ‪ :‬لو‬
‫تنق من أوضار‬ ‫والسخفاء واحلمقى شهرا فقط مل َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫البيان‬ ‫ِ‬
‫أهل‬ ‫ِ‬
‫بمجالسة‬ ‫وخبال معانِيهم‬‫كالمهم‪َ ،‬‬
‫ألن الفسا َد أرسع إىل الناس‪ ،‬وأشد‬ ‫ِ‬
‫والعقل دهرا؛ َّ‬
‫إلنسان بالتعلم والتكلف‪،‬‬ ‫التحاما بالطبائع‪ ،‬وا ِ‬
‫وبطول االختالف اىل العلامء‪ ،‬ومدارسة كتب‬
‫احلكامء = جيود لفظه‪ ،‬وحيسن أدبه‪ ،‬وهو ال حيتاج يف‬
‫ِ‬
‫فساد البيان إىل‬ ‫اجلهل إىل أكثر من ترك التعلم‪ ،‬ويف‬
‫أكثر من ترك التخي‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪90‬ـ وقال القايض الفاضل عبد الرحيم‬
‫البيساين‪ :‬إين رأيت أنه ال يكتب إنسان كتا ًبا يف‬
‫غده‪ :‬لو غي هذا لكان أحسن‪،‬‬ ‫يومه‪ ،‬إال قال يف ِ‬ ‫ِ‬
‫ولو ِز َيد لكان يستحسن‪ ،‬ولو قدم هذا لكان‬
‫أفضل‪ ،‬ولو ترك هذا لكان أمجل‪ .‬وهذا من أعظم‬
‫استيالء النقص عىل مج ِ‬
‫لة‬ ‫ِ‬ ‫عىل‬ ‫دليل‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫رب‬ ‫ِ‬
‫الع‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ال َب َرش‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪91‬ـ وقال ابن َخ ْلدون‪ :‬حصول ملكة اللسان‬
‫العريب إ ّنام هو بكثر ة احلفظ من كالم العرب‪ ،‬ح ّتى‬
‫ّ‬
‫يرتسم يف خياله املنوال الذي نسجوا عليه تراكي َبهم‪،‬‬
‫فينسج هو عليه‪ ،‬ويتن َّز َل بذلك منزلة من نشأ معهم‪،‬‬
‫َ‬
‫حصلت له امللكة‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫كالمهم‪ ،‬ح ّتى‬ ‫ِ‬
‫عباراهتم يف‬ ‫وخالط‬
‫املستقر ة يف العبار ة عن املقاصد عىل نحو كالمهم‪.‬‬
‫َّ‬
‫أحسن معون َة الكلامت‬
‫َ‬ ‫‪92‬ـ قال ابن املراغي‪ :‬ما‬
‫القصار‪ ،‬املشتملة عىل ِ‬
‫احل َكم الكبار‪ ،‬ملن كانت‬ ‫ِ‬
‫بالغته يف صناعته بالقلم واللسان‪ ،‬فإهنا توافيه عند‬
‫ِ‬
‫أخواهتا عىل سهولة‪.‬‬ ‫احلاجة‪ ،‬و َتستصحب‬
‫‪93‬ـ قال ابن وهب األديب‪ :‬ظن كل امرئ عىل‬
‫فإن من كان عقله صحيحا‪،‬‬ ‫مقدار علمه وعقله‪َّ ،‬‬
‫وكان متييزه معتدال‪ ،‬وعلمه ثاقبا‪ ،‬وسلم من متابعة‬
‫اهلوى فيام يوقع الظن فيه = صدق ظنه‪ ،‬وقد قيل‪:‬‬
‫ظن الرجل قطعة من عقله‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫َ‬
‫شيخوخة‬ ‫إن يف بعض شبابنا‬‫‪94‬ـ وقال الرافعي‪َّ :‬‬
‫خف هبم حتى ثقلت‬ ‫اهلمم والعزائم‪ ،‬وإن اللهو قد َّ‬
‫فرجعت هلم‬
‫ْ‬ ‫عليهم حيا ة اجلد‪ ،‬فأمهلوا املمكنات‬
‫هون عليهم كل صعب ًة‬‫كاملستحيالت‪ ،‬وإن اهلزل قد َّ‬
‫هزئوا بالعدو يف كلمة فكأنام‬ ‫فاخترصوها؛ فإذا ِ‬
‫هزموه يف معركة‪ ،‬وإن الشاب منهم يكون رجال يف‬
‫الشكل‪ ، ،‬وإنه ليشكل عليك اجلمع بني رجولة‬
‫جسمه‪ ،‬وطفولة أعامله‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪95‬ـ وقال أحد احلكامء‪ :‬الصدق منجا ة‪ ،‬والكذب‬
‫مهوا ة‪ ،‬واحلزم مركب صعب‪ ،‬والعجز مركب وطي‪،‬‬
‫وآفة الرأي اهلوى‪ ،‬والعجز مفتاح الفقر‪ ،‬وخي‬
‫األمور مغب ًة الصرب‪ ،‬ح ْسن الظن ورطة‪ ،‬وسوء الظن‬
‫عصمة‪ ،‬املرء يعجز ال املحالة‪ ،‬خي األعوان من مل‬
‫يراء بالنصيحة‪ ،‬يكفيك من الزاد ما بلغك املحل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫رش سامعه‪.‬‬‫حسبك من ٍّ‬

‫‪24‬‬
‫‪96‬ـ قال َس ْلم بن قتيبة‪ :‬الدنيا العافية‪ ،‬والشباب‬
‫الصحة‪ ،‬واملروء ة الصرب عىل الناس ومداراهتم‪.‬‬
‫‪97‬ـ مرض الفضل بن سهل مد ة طويلة ثم ّ‬
‫أبل‬
‫واستقل وجلس للناس‪ ،‬فدخلوا عليه وهنّأوه‬ ‫ّ‬
‫تقىض كالمهم‪ ،‬ثم اندفع‬ ‫بالعافية‪ ،‬فأنصت هلم حتى ّ‬
‫إن يف العلل نعام ال ينبغي للعقالء أن جيهلوها‪،‬‬ ‫فقال‪ّ :‬‬
‫منها‪ :‬متحيص الذنوب‪ ،‬وإحراز لثواب الصرب‪،‬‬
‫وإيقاظ من الغفلة‪ ،‬وتذكي بنعمة الصحة‪ ،‬واستدعاء‬
‫وحض عىل الصدقة‪.‬‬‫ّ‬ ‫للتوبة‪،‬‬
‫أعرايب لصديق له‪ :‬إذا ثبتت األصول يف‬ ‫ي‬ ‫‪98‬ـ قال‬
‫القلوب‪ ،‬نطقت األلسنة الفروع‪ ،‬واهلل َيعلم َأ َّن قلبي‬
‫ظهر‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫ـحال‬ ‫وم‬ ‫ر‪،‬‬ ‫لك شاكر‪ ،‬ولساين لفضلك ذاكِ‬
‫َ َ‬
‫الود املستقيم‪ ،‬من الفؤاد السقيم‪.‬‬
‫‪99‬ـ ودعا بعض البلغاء لرجل فقال‪ :‬النعم ثالث‪:‬‬
‫نعمة يف حال كوهنا‪ ،‬ونعمة ترجى مستقبلة‪ ،‬ونعمة‬
‫تأيت غي حمتسبة‪ ،‬فأبقى اهلل عليك ما أنت فيه‪ ،‬وحقق‬
‫وتفضل عليك بام مل ُتتسبه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ظنك فيام ترجتيه‪،‬‬
‫‪25‬‬
‫‪100‬ـ وقال بعض األدباء‪ :‬إن ل إخوانا صاحلني‬
‫ينطوون عىل مود ة أذكى من الورد والعنرب‪ ،‬فإين‬
‫ألذكرهم فأجد يف روحي َع َبق ًا من حديثِهم‬
‫ِ‬
‫وذ ْكراهم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪26‬‬

You might also like