Professional Documents
Culture Documents
مراجعة كتاب رياح التغيير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
مراجعة كتاب رياح التغيير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
مراجعة كتاب رياح التغيير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
في بحث التجلي""ات الحديث""ة لع""الم الي""وم بتش""كالته كاف""ة ينبغي أن نق""رر أنن""ا ق""د تجاوزن""ا حال""ة الرص""د
المعرفي لتأثير الحداثة البالغ والفج ،باعتبار المساحة الزمانية/المكانية التي يترسم خطوطها هذا الكت""اب
في نعومة وارتياب .وإذا كان لنا أن نحدد عالمية الرصد فينبغي التأكيد أن الخطوات األولى لعالم البحث
في هذا الكتاب يبتدأ من عام ،1979أي منذ قيام الثورة اإلسالمية في إيران .وهو بدء كان له الكثير من
المراجعات التي وضعت هذه الثورة بكامل أفعاله""ا في الم""يزان ،وإن تم""يزت أغلبه""ا بالرؤي""ة األحادي""ة
فضال عن محدودية التأثير عند التقييم ،بحيث لم يتعد النظر إلى حدود التأثير الثوري في الرقعة الكبرى
التي تعتبر المكون األمثل للتجربة اإلسالمية عامة ،أقصد الشرق األوسط وشمال إفريقي""ا باإلض""افة إلى
الجمهورية اإلسالمية في إيران ،وما يزاحمها من أقليات ودويالت وتكوينات عرقية كامن""ة وكامل""ة .وال
أعتقد أنه من اليسير البحث في نقاط االتفاق فض""ال عن نق""اط االختالف ال""تي تعززه""ا ال""رؤى السياس""ية
التي حرص باحثو هذا الكتاب على النظر إليها ببعد غير استيرابي .وهذا معناه أن ينتقل اإلطار البح""ثي
من الرؤية التنظيرية إلى البحث في الرؤية التفاعلية والواقعية ،عالم تحقيق األفك""ار إلى أفع""ال وأح""داث
يكمن ظهورها في التشابك االجتماعي والتفاعل الثقافي داخ""ل المجتمع""ات ،فالش""جار بين النخب لم يع""د
عامال مساعدا في تكوين شارات مس""عفة ق""در االنحي""از إلى ع""الم الفع""ل ال""ذي يكون""ه الخلي""ط المجتمعي
المتفاعل .وهي رؤية كانت حاضرة عندما ضم هذا الكتاب العديد من وجهات النظر ال""تي أراه""ا ألص""ق
بالجانب التفاعلي في بنية المجتمعات وفي بالغة الوصف الهش ألفكار النخب التي ال تبني أصال.
ليس في اإلمكان تبيان الهدف من كتاب يتب""نى فك""ر االس""تمرارية والتجدي""د في ظ""رف غ""دا في""ه الح""دث
يمتلك بُنى اندهاشية مفرطة ،وكسرا لك""ل آف""اق تحمله""ا التوقع""ات .ف""التغيير واق""ع ك""ل وقت ع""بر ح""دود
األزمة ثم االنفراج ثم التحول .غير أن التحدي الحقيقي في جملة الدراسات التي جمعها ه""ذا الكت""اب ه""و
وقوفه على محاولة رسم سياسات التحول،وكيف يقع؟ فمن اليسير أن نتفق كث"يرا ح"ول وق"وع أزم"ة م"ا
وأسبابها باعتبار أن ما نشاهده قابل للتفسير والمراوحة ،وكذلك من العادة أن يق""ع أمامن""ا فع""ل االنف""راج
الذي الحظناه عند تعامل بعض الحكومات مع جمل""ة من الملف""ات الس""اخنة في الش""رق األوس""ط وش""مال
أفريقيا ،وبخاصة عند صعود اإلرهاب المتنامي والخفي والمتزيي بسلوك التدين .وهي مالمح ال نختلف
ح""ول وجوده""ا ومن ثم مالحظ""ة أفعاله""ا .وكي""ف تم التعام""ل معه""ا؟ وألنن""ا لس""نا دوم""ا على خط""أ بينم""ا
اآلخرون على صواب ،فإننا اآلن في بنية التحول الك""برى ال""تي تل""ونت مالمحه""ا م""ؤخرا وبمنط""ق أق""ل
تفاؤلية ،وبسيف السرعة الذي يغلف بنية الحدث ،وهنا ينبغي أن نكشف في طالقة عن بنية التحول التي
يقدمها هذا الكتاب ع""بر ع""دد من البح""وث والمق""االت (إث ني عش ر مقال ة في مجموعها) اهتمت بتن""اول
األحداث التي طغت على الساحة في الشرق األوسط ،وشمال أفريقيا منذ قيام الثورة اإلسالمية اإليراني""ة
في العام 1979حتى نشوب الثورات واالنتفاضات التي شهدها العقدان األول والثاني من القرن الحادي
والعشرين والتي عرفت بـ"الربيع العربي" ..وصوال إلى ما الذي نرج""وه ع""بر ه""ذا التح""ول .وفي بحث
لإلطار الهيكلي لهذا الكتاب ،نكتشف أن جملة المقاالت تقف على رأسها سياس""ة التح""ول المنش""ود ال""ذي
يب""دأ ب""البحث في ثقاف""ة االنفت""اح والعيش المش""ترك ،وسياس""ات الح""وار في مواجه""ة العن""ف ،ومب""ادىء
إرش""ادية لفن القي""ادة في الق""رن الح""ادي والعش""رين ،ثم سياس""ة االبتع""اد عن العن""ف وتح""ديات الش""رق
األوسط ،ومن ثم ينطق المحور الثاني بجملة مقاالت كاشفة لروح الدين اإلسالمي باعتباره ال َمعين الحي
لسياسات هذا التحول عبر قراءة جديدة لمبدإ الحكم الرشيد ،ومنظومة المبادىء االجتماعي""ة ال""تي ي""دعو
إليها واألخالق اإلسالمية بوصفها ميزانا للشريعة في سياحة فكرية واقعية ع""بر ثالث مق""االت تراتبي""ة.
ثم المحور األخير والذي يخاطب سياسة القرن العش""رين وواقع""ه ،والبحث في سياس""ات التعليم وأخالق
العولمة وحقوق اإلنسان ،وخطاب البيئة بكافة مشتمالتها ع""بر إج""راءات التفاع""ل اإليكول""وجي اله""ادف
إلى تفعيل التنمية المستدامة في مجتمعات الشرق األوسط ،وواقع التواصل االجتماعي البناء .وفي سعي
نحو تفعيل دور الحوار ورسم إط""ار عقالني من أج""ل التغي""ير ع""رض الكت""اب ل""دور المس""اهمين ال""ذين
تنوعت تخصصاتهم واهتماماتهم (بين االقتصاد السياسي والدولي والعولمة ،ومج""االت ال""دين واألفك""ار
والحرك""ات السياس""ية المعاص""رة ،والسياس""ة الش""رعية وش""ؤون المجتمع""ات اإلس""المية ق""ديما وح""ديثا،
والعل""وم السياس""ية ،وح""وار األدي""ان ،وفلس""فة الت""اريخ والعل""وم السياس""ية ،ودراس""ات الق""انون ،وحق""وق
األقلي""ات ،ومج""ال التنمي""ة المس""تدامة ،وسياس""ات التعليم والعالق""ة بين العلم والقيم اإلنس""انية ،ثم عل""وم
االتصاالت والسينما ،ومناهج االتصاالت العابرة للثقاف""ات ) وب""الرغم من وف""رة التخصص""ات وتنوعه""ا
والتي تصب بالتأكيد في صالح هذا الكتاب ،وبالرغم من تنوع المشاركين اهتماما وموقعا ،ينبغي التأكيد
على وجوب مشاركة تخصصات أخرى أراها جديرة باإلس""هام في مس""ألة التغي""ير وتفعي""ل دور الح""وار
مثل علماء اللغة واللهجات ،وعلماء الجغرافيا الثقافي""ة ،وب""احثو ال""تراث الثق""افي غ""ير الم""ادي وبخاص""ة
المش""تغلون ب""الجمع المي""داني باعتباره""ا نق""اط اتف""اق ال نق""اط اختالف ،بحث""ا عن العام""ل المش""ترك في
التقارب والفعل .وقبل اإلجابة على سؤال متواتر لمن سيكون المستقبل؟ وه""و الس""ؤال ال""ذي يش""غل ب""ال
الكثيرين فضال عن المساهمين في إنج""از ه""ذا الكت""اب ،ي""أتي ه""ذا التص""ريح غ""ير الم""وارب في س""لوك
التمهيد في التأكيد على أن الجماعات اإلرهابية ليست لها فرص للنجاح على المدى الطويل عن""دما تق""ف
في مواجهة قوى الترقي والتقدم اإلنساني وزح""ف الت""اريخ ،لكن ق""د يك""ون بإمكانه""ا أن تص""ل إلى مقع""د
الحكم بص""فة مؤقت""ة ،لكنه""ا لن تس""تمر بس""بب رغب""ة الع""الم األكي""دة في االتج""اه نح""و االتح""اد واألمن
الجماعي ،والتطورات اإليجابية في الشرق األوسط ،فالنساء أكثر تعليما وأكثر وعي""ا وأك""ثر س""عيا نح""و
المطالبة بالحقوق والحريات ،وحركة المجتمعات المدنية والحركات الشبابية باتت أكثر وعي""ا وارتباط""ا
وتواصال ،مع وفرة البعد العمومي والس""مة العالمي""ة لإلس""الم وكون""ه وس""يلة للخ""روج من الم""أزق ،ففي
اإلسالم من المبادىء ما يجعله نقطة ارتكاز مهمة نح""و التغي""ير وتعزي""ز ثقاف""ة الس""الم والح""وار الجي""د،
وثقاف""ة الحب وتب""ني القيم المثالي""ة واله""دف النبي""ل من الحي""اة واإليم""ان وال""وعي والتحلي باألخالقي""ات،
والسعي الشغوف للعثور على معنى للوجود البش""ري والص""لة بين الحي""اة والم""وت وقيم الخ""ير والش""ر،
وكلها منطلقات عمومية تشترك فيها األديان كافة .وفيما يلي جولة سريعة مختصر ع بر ماحوت ه د ّف تي
هذا الكتاب من مساهمات ،ولكنها ال تغني أبدا عن قراءة الكتاب بكامل ما يحويه من أفكار ج ادت به ا
العديد من الشخصيات التي لها ثقل كبير على الصعيد العالميّ بينما ينص ب اهتمامه ا على هم وم ه ذه
المنطقة من العالم.
ثقافة مهمة وعيش مشترك – عبد الحميد األنصاري:
بما أن االنحراف هو الضالل ،وبما أن التط""رف ه""و الالمعقولي""ة ،وبم""ا أن اإلره""اب بيئت""ه الش""ر ،ف""إن
محاربة االنحراف والتطرف واإلره""اب يجب أن تتم بص""ورة جماعي""ة متقن""ة تب""دأ من معرف""ة الطري""ق
المناس""ب الس""وي والمس""تقيم والموص""وف" باله""دف ثم االس""تقامة واالعت""دال والتوس""ط ال""ذي ه""و ض""د
التطرف ،ثم السماحة واإلقناع والحوار الذي يجهز على بيئات اإلرهاب كافة ،وتل""ك المس""لمات الس""ابقة
يتبناها إطار منهجي واضح هو االنفتاح اإليجابي على المعتقدات والحوار العقالني الناض""ج م""ع تعزي""ز
القواسم المشتركة وتفعيلها بما يحقق المصالح المتبادلة،ويعمق األخوة الدينية واإلنسانية والح""رص على
حق االختالف الذي هو حق أساسي من حقوق اإلنس""ان س""واء في المعتق"د ال"ديني أو الثق""افي ،ولعلن""ا لن
نصل إلى عالقة صحية ناضجة مع اآلخر (داخليا وخارجيا ) إال بعد ترس""يخ ه""ذه األسس .وه""ذا أم""ر –
كما يرى الدكتور عبد الحميد األنصاري أحد المساهمين في هذا الكت""اب -مره""ون بالق""درة على تفكي""ك
المنظومة الثقافية التي تش ّكل الفكر والسلوك المجتمعي الح""الي ،تربي""ة وتعليم"ا ً وخطاب"ا ً ديني"ا ً وإعالمي"ا ً
وثقافيا ً وتشريعياً ،وإعادة بنائها وترتيبها وفق رؤية شاملة.
سياسات الحوار في مواجهة العنف – سعد سلّوم:
لعلنا لن نجد مساحة لالختالف حول بنية العنونة المفترضة لهذا المقال الكاشف ،كما أن""ه ليس من الح""ق
افتراض مشاحة حول ج""وهره البنّ""اء وتبنّي سياس""ات الح""وار ال""تي يجب أن تُف ّع""ل في مواجه""ة خط""اب
العنف المتصاعد قوال وفعال .وألن الدين يملك موقعا مهما في شبكة العالقات االجتماعية والدولي""ة ك""ان
لزاما أن يكون حجر زاوية ،ال في فقه التباعد الذي تعززه خطابات معينة ،لكن في فقه الت""آزر والت""آخي
الذي يدعو إليه األستاذ الدكتور سعد سلوم أستاذ العلوم السياس""ية بالجامع""ات العربي""ة .وبالمث""ل فنحن ال
نختلف كثيرا حول هذا التصريح الواضح لهانز ك""ونج -كم""ا نق""ل" -إن أش""د النزاع""ات السياس""ية قس""وة
وتعصبا هي تلك التي تختبىء تحت عباءة الدين" .إن خطورة سفر هذا الفع""ل في البني""ات األيديولوجي""ة
والمجتمعي""ة للجماع""ات ال تحت""اج إلى تمث""ل إذا علمن""ا قطع""ا أن ج""ل األدي""ان ت""دعو إلى خل""ق ال""تراحم
وإن وقَ" َع االختالف فيجب أن يس""تملح فع""ل التج""ادل ال أن يب""تر س""ياقه المنهجي والتواص""ل والتح""اورْ ،
البناء .وحول آليات الحوار وتكويناته ينطلق المقال ليعرض ص""ورا للح""وار ال""دولي في ح""ل النزاع""ات
اإلثنية داخل بنية المجتمعات وعرض نماذج لتفاهم""ات وتحالف""ات اهتمت به""ذا الج""انب وص""وال لنج""اح
ملموس مثل مبادرة تحالف الحضارات الذي يمث""ل الي""وم حرك""ة دولي""ة تش""جع الح""وار بين الحض""ارات
واألديان لمحاربة األفكار الجامدة والمواقف السلبية .إن األخذ بسياسة حوار األديان برز كأهمية إقليمي""ة
دشنت أساسها مثال مفوضة األمم المتحدة لحق""وق اإلنس""ان فض""ال عن المب""ادرات اإلقليمي""ة والمنظم""ات
الدولي"ة ال"تي اهتمت به"ذا الج"انب .ل"ذلك يع"رض المق"ال لل ُم َوجِّه"ات األساس"ية لألط"ر الرس"مية وغ"ير
الرسمية للحوار وبخاصة عندما تساعد هذه األطر األفراد والجماعات على التكيّف مع العيش المش""ترك
واالحتفاء ب""ه بوص""فه مص""درا لق" ّوة ال" ّ
"ذات ومح""ورا للثقاف""ة المش""تركة ،ومن أمثل""ة ذل""ك لجن""ة األزه""ر
الشريف للحوار الديني وجمعية اإلخاء الديني ،والمركز القبطي للدراسات االجتماعي""ة ،لكن بعض ه""ذه
األطر والجمعيات ينبغي أن تسترش"د بجمل"ة موجِّه"ات منه"ا اش"تراك الش"باب في الح"وار ،تقبّ"ل اآلخ"ر
المختلف دينيا ،تقبّل العمل تحت إدارة رئيس من دين آخر ،وإشراك النس""اء وفئ""ات أخ""رى في الح""وار.
كذلك يطرح المقال استراتيجيات أخرى لتعزي""ز المواطن""ة الخاص""ة للتن" ّوع ال""ديني ومواجه""ة التوظي""ف
السياسي للدين .وعلى َو ْعي المقال الستراتيجيات الحوار وطرق بنائ""ه وبعض نماذج""ه البن""اءة واله""دف
األسمى من ذلك ينبغي أال نغفل األرضيات المشتركة األخرى التي تسمح بتعزيز ذلك ال س""يما في ع""الم
الي""وم ال""ذي تجتاح""ه العدي""د من النع""رات الطائفي""ة والص""راعات" الدولي""ة مم""ا يس""توجب بن""اء أرض""يات
مشتركة لهذا الحوار الذي أضاء المقال عن معالمها وأبعادها وصورا لهذا التنفيذ.
مبادىء إرشادية وإطار تفاعلي – سيروس روحاني:
ي""رى الب""احث س""يروس روح""اني أح""د المس""اهمين في ه""ذا الكت""اب أن من أب""رز س""مات الق""رن الح""ادي
والعشرين ه""و حال""ة الاليقين ،وص""عوبة التنب""ؤ ،وفي اإلمك""ان أن نض""يف إلى ذل""ك س""قوط المرجعي""ات
الكبرى ،والعبث المؤسسي ،أو ه""و الخط"ر ال"دائم تحت أق"دامنا جميع""ا ،أو ح"رب الجمي""ع ض"د الجميع.
وعليه فإن السعي لتقديم مبادىء إرشادية مس""اندة تنطل""ق من ك""ون الق""ادة عوام""ل تغي""ير من أولي""ات فن
القيادة في القرن الحادي والعشرين ،والدور الذي يجب أن تمارسه القيادة في مجتمع ع""المي دائم التغ""ير
والتح""ول ،فالمرون""ة والحيادي""ة والخالقي""ة والق""درة على التكي""ف وفن قي""ادة المواق""ف وإفس""اح المج""ال
لمختلف الحاجات والنظر للمؤثرات االجتماعية والثقافية ،والرؤية االقتصادية المتأثرة بسلوك العولم""ة،
من األمور الجديرة باالهتمام واالعتبار من أج""ل خل""ق مجتم""ع ع""المي وحقيقي تس""وده قيم الديمقراطي""ة
والعمل بمقتضاها في كل مكان في العالم .لكن السابق ال يمنع من التصريح بأن القيادة الفاعل""ة هي ال""تي
تحرص على تجسيد هذه القيم في مرؤوسيهم فال وجود للقائد الكام""ل ،وأنهم ق""ادرون على إنج""از الجي""د
في ظل غياب القائد الفذ ،فكل مساهمة تأتي من أي فرد كان هي قيمة فاعلة في التغيير المنشود.
خطاب العنف :القول والممارسة – رامين جهان بيقلو:
العنف مورد من موارد الشر الكبرى والتي تت""وزع ع""بر بني""ات ثالث""ة هي المنب""ع واألص""ل والمص""در،
ويلعب التكوين األساسي لإلنسان ،والذي يشتبك فيه مع العالم ومع البشر الدور الكبير في تن""امي س""لوك
العنف الذي يؤدي حتما إلى الشر .وبصدقية السابق ينبغي التأكي""د على أن العن""ف واق""ع ع""المي بامتي""از
سواء على المستوى الفردي أو الجماعات أو حتى الدول التي تقع في صدام مسلح م""ع غيره""ا ،غ""ير أن
التمثالت الثالثة األخيرة تشهد ثبتا لها داخل الشرق األوسط .وفي تبيان ذلك نلمح هذا السعي نحو إيج""اد
مس""ببات للعن""ف لع""ل أوله""ا -كم""ا ي""ري رامين جه""ان (فيلس""وف إي""راني) ه""ذا االقتب""اس لفك""ر العولم""ة
والتحديث على النموذج األوروبي ،والبعيد تماما عن حركة المجتمع وتفاعله في الشرق األوسط ،األمر
ال""ذي أوج""د ه""وة س""حيقة م""ا بين االقتب""اس والفع""ل ،أو التنظ""ير والتط""بيق ،أو رغب""ة الح""اكم وس""لوك
المحكومين ،أو القبول والرفض المبني على مبررات منه""ا اعتب""ار تط""بيق العلماني""ة ض""غوطا خارجي""ة
معادية لإلسالم وتراثه .إننا نتفق جميعا في رغبة نبذ العنف ،لكننا نختلف أيضا في تحديد مسبباته ،ومن
ثم يلفت صاحب المقالة النظر إلى تبني نقاط االتفاق إطارا لالنطالق وتحقيق اله""دف الع""المي األس""مى،
وهو نبذ العنف الذي يقابله السالم الدائم.
المثل اإلسالمية Lوالحكم الرشيد – كريستوفر باك:
ثم"ة مس""لمات مؤك""دة على دور ال"دين في اس""تمرار المجتمع""ات وتماس""كها وتحقي"ق التكام""ل الشخص""ي
واالجتماعي لألفراد وحفز المجتمع ناحية الرقي والتقدم ،لكنه وبالرغم من دوره البن""اء والفاع""ل وقيم""ه
الحافزة على االتحاد ،غ""دت رس""الة ال""دين في بعض دول الش""رق األوس""ط عام""ل فرق""ة وس""يف عن""ف،
وتلفحت بعباءة الدين العديد من ب""ؤر العن""ف والجماع""ات المس""لحة في س""وريا والع""راق واليمن وإي""ران
وص""وال إلى دول تبتع""د في نطاقه""ا الجغ""رافي عن الش""رق األوس""ط مث""ل أفغانس""تان و نيجيري""ا وم""الي
وغيرها .لكن ذل"ك ال يع"د م"دخال للنق"د الح"اد ال"ذي يطالعن"ا ب"ه كريس"توفر ب"اك في مقالت"ه -وه"و أح"د
المساهمين في هذا الكتاب ويعمل باحثا في شؤون األقليات والدراسات الدينية – بأن "وصف المتمسكين
بروح الدين من بين المسلمين دينهم على أنه (دين سالم) يفتقر المنحى التبريري الدفاعي ال""ذي ال يوج""د
على الساحة سواه كما يفتقر المصداقية بمعنى الكلمة" فالمتفق عليه أنه ال يوج""د دين إال ويحم""ل رس""الة
حب وس""الم ،كم""ا أن جمل""ة نص""وص اإلس""الم وخطاب""ه ال ينف""ك ي""أمر ب""الحب والتس""امح والحلم والعلم
والمعرف""ة واألخالق القويم""ة ،والنج""دة والعف""و والح""وار والتناص""ح .وي""رفض الب""احث اعتب""ار"دس""تور
المدينة" الذي وض"عه رس"ول هللا ص"لى هللا علي"ه وس"لم وثيق"ة تح"دد مع"الم ومب"ادىء الحكم الرش"يد في
اإلسالم ،نظرا للفارق التاريخي بين ماضي البشرية وحاضرها ،مع كونه تغاضى عن ذلك عندما اعتبر
رسالة الخليفة علي بن أبي طالب إلى مالك األشتر نقطة بداية إلعادة خل""ق إجم""اع على نم""اذج إس""المية
في الحكم الرشيد .أما التبرير فكونها ذخرت بالعدي""د من المب""ادىء وال ت""زال ملفت""ة لألنظ""ار .وك""ان من
األحرى لو أفاد من الوثيقة المحمدية في المدينة ثم أضاف إليها ما انفردت به رسالة الخليفة علي بن أبي
طالب لمالك بن األشتر .وكان يجب أن يقوم تحديد التميز والتفرد معيارا للقبول أو الرفض .وما يهم فيما
يعرضه الباحث هنا جملة الضوابط" التي أرسلها الخليفة إلى عامل""ه على مص""ر ويراه""ا الب""احث ج""ديرة
باالعتبار والتطبيق وهي كذلك بالتأكيد ،وبعيدا عن اإلسهاب في تحري نسبة الرس""الة لإلم""ام علي ك""رم
هللا وجهه والتي أفاض الباحث في تتبعها ،فإن من تجليها الجيد قيامها بفك""ر التق""ريب بين مفك""ري الس""نة
والشيعة ،وإيجاد مساحة للتقارب بين الفريقين باإلضافة إلى احتوائها على جمل"ة من التوص"يات المهم"ة
منها حث المتلقي على مراعاة مبدأ المصلحة العامة لمصر ،وهو أم""ر بال ش""ك ينس""حب على المص""لحة
العامة لألمة الواحدة ثم اإلقليم ثم الشؤون الداخلية والدولية للدولة ،وتولي الرسالة أيضا اهتمام""ا خاص""ا
بالسياسة الخارجية وتوصي الحكام ب"احترام التزام"اتهم تج"اه المعاه"دات والتمس"ك به"ا .وتق"دم الرس"الة
أيضا النصح في التجارة والصناعة واقتصاديات البالد ،وإدارة دخ""ل الخزان""ة العام""ة ،ومراع""اة حق""وق
الطبقات والفقراء ،وفصل االختصاصات بين األذرع التنفيذية والتش""ريعية والقض""ائية ،والح""رص على
شؤون القضاء ،وضمان دفع رواتب عمال األقاليم وحقوق الجن""د ومج""الس الش""ورى المقترح""ة للجمي""ع
وما إلى ذلك .وكلها مقترحات تصلح ولو بصفة مؤقتة منطلقات لمبادىء الحكم اإلسالمي الرش""يد ،وهي
أمور قد نجد صداها في تعريفات الحكم الرشيد ل""دى ال""دوائر المهتم""ة ب""ذلك ،ف""الحكم الرش""يد ه""و الحكم
الذي تقوم به قيادات سياسية منتخبة ،وكوادر إدارية ملتزمة بتطوير موارد المجتمع ،وبتقدم المواطنين،
وبتحسين نوعي"ة حي"اتهم ورف"اهيتهم ،وذل"ك برض"اهم وع"بر مش"اركتهم ودعمهم .أو كم"ا يعرف"ه البن"ك
الدولي ( )WBوه"و أول مؤسس"ة اس"تخدمت مص""طلح الحكم الرش"يد في ع"ام 1989م بأن"ه "مجموع""ة
القواعد والمؤسسات ال""تي يتم من خالله""ا ممارس""ة الس""لطة في إدارة الم""وارد االقتص""ادية واالجتماعي""ة
للدولة من أجل تحقيق المصلحة العامة" ،أو كما عرفته منظم""ة التع""اون االقتص""ادي والتنمية ()OCED
بأنه "استخدام السلطة السياسية وممارسة السيطرة في المجتم""ع إلدارة م""وارده من أج""ل تحقي""ق التنمي""ة
االقتص""ادية واالجتماعي""ة" .ومن منطل""ق التعري""ف ي""ذهب كريس""توفر ب""اك لتعري""ف الفك""ر اإلس""المي
األصولي ،والفكر اإلسالمي التقليدي ،والفكر اإلسالمي التقليدي الجديد ،وفكر الحداثة والفكر العلم""اني،
وفكر م""ا بع""د الحداث""ة وفك""ر م""ا بع""د اإلس""الم وكله""ا تعريف""ات جي""دة في بابه""ا ل""و تبنت مفه""وم التمثي""ل
والتوضيح ،فضال عن شرحه لمفهوم األخالق القرآنية بوصفها ميزانا للشريعة ،وهي نقاط إلغاز ساخنة
وحادة تس""تأهل أن يع""رض له""ا في مق""االت أخ""رى .م""ع التأكي""د على اختالفن""ا ح""ول مص""طلح األخالق
القرآنية ال""ذي أرى أن يس""تبدل ب""األخالق اإلس""المية ليك""ون أك""ثر ش""موال ووض""وحا وليض""م إلى ج""وار
منظومة األخالق القرآنية التي جاءت بالقرآن الكريم منظومة األحاديث النبوية الشريفة المهتمة باإلطار
األخالقي والقيمي.
أزمة التعليم في الشرق األوسط – بهروز ثابت:
وحول أزمة التعليم في الشرق األوسط يشير بهروز ث""ابت وه""و أك""اديمي ش""هير إلى أن التعليم ج""زء ال
يتجزأ من أي حوار مجتمعي ،وأن تطوير األنظمة التعليمية يعد واحدا من مؤشرات التحول االجتم""اعي
والتحديث ،وهو بالتأكيد أحد مكونات الهيكل الحكومي ،فضال عن خطورة العملية التعليمية كونها جزءا
من عمليات تربوية أعظم تجرى في نسيج الحي""اة االجتماعي""ة .وإذا ب""انت لن""ا أهمي""ة التعليم وخطورت""ه،
ي بالمسؤلين عند إعادة بن""اء منطق""ة الش""رق األوس""ط إج""راء التغي""يرات والتح""ويالت على المش""هد فحر ّ
التربوي مع التحول الشامل في المدارس والجامعات .أما عن جودة التعليم فبالرغم من الجهود المبذول""ة
لرفع جودة التربية والتعليم في الشرق األوسط فإنها تزال متدنية عن المستويات العالمية بص""ورة كب""يرة
وه""و أم""ر ن""اتج عن نقص ب""رامج ت""دريب المعلمين ،ومن اإلبق""اء على المنظوم""ة التعليمي""ة العتيق""ة
والتقليدية ،وعجز الهياكل واللوائح" التربوية عن أداء وظائفها ،وعدم اتباع الط""رق واألس""اليب التعليمي""ة
الجدي""دة .ويلفت الب""احث النظ""ر تمثيلي""ا إلى أن من""اهج م""واد المواطن""ة والتربي""ة االجتماعي""ة والعدال""ة
االجتماعية وحقوق اإلنسان تح""ولت من تعزي""ز اس""تراتيجية االستقص""اء والتفك""ير الناق""د إلى أداة في ي""د
الحكومات لفرض سلوكيات وقيم وتقاليد خاصة مع التشديد على س""لوك الطاع""ة ،م""ع ك""ون المتعلم اآلن
في حاجة إلى تعليم هادف يعزز حري""ة الفك""ر ،وينمي مه""ارة البحث واالستقص""اء واالس""تقالل البح""ثي،
ويحمي مقومات الفكر النقدي واالبتكار والحرية األكاديمية مستشهدا بما يراه رائد التربية الشهير ج""ون
ديوي في أن القيم المثالية – كالديمقراطية والحرية والتحول االجتماعي هي التي تشكل مختلف النواحي
التربوية ،وأن عمليات التعليم والتعلم تحدث كنتيجة لتفاعالت اجتماعي"ة متبادل"ة ،وي"ترتب على ذل"ك أن
تلعب المنظومة التربوية بوصفها إحدى المؤسسات المجتمعية دورا حيوي""ا في تحوي""ل المجتم""ع وإع""ادة
بنائه .ويشير بهروز ثابت إلى أن تعليم المرأة هو أحد مؤشرات التنمي""ة ألي""ة دول""ة من ال""دول ،كم""ا أن""ه
س""بب مهم في بعض الن""واحي اإليجابي""ة ،منه""ا خفض مع""دالت اإلنج""اب ،وزي""ادة المس""اهمة في ال""دخل
األسري ،وتحسين الحالة الغذائية لألطفال ،وزيادة الوعي الصحي والغذائي وتفعيل المشاركة السياس""ية
للنساء وتوعيتهن بضرورة ممارسة حقوقهن القانونية.
حول ترشيد المفاهيم وعولمة الشرق األوسط – شهرزاد ثابت:
ليس هناك مصطلح يحمل في طياته آليات القبول والرفض مثل مصطلح العولمة ،ذلك أنه يحمل مزيج""ا
من قوى البناء وقوى الهدم – كما تشير صاحبة المقال الدكتورة شهر زاد ثابت – التي تتساءل عن كون
العولمة منقذة لجماهير البشر من الفقر أم أنها تعزز مصالح النفر القليل المحظوظ ؟ وفي محاوالت الشد
والج""ذب عن العولم""ة في الش""رق األوس""ط ي""برز مح""وران األول يتعل""ق بهيمن""ة القيم المادي""ة الغربي""ة
والنزعة االستهالكية المفرطة والتغاضي الواضح عن بعض القيم األخالقية وهو أمر يخالف م""ا درجت
عليه المنطقة من قيم أخالقية وديني""ة .أم""ا المح""ور الث""اني فه""و القل""ق المترس""ب من ق""درة العولم""ة على
إحداث التماثل والتجانس بين بقاع األرض ومشاربها .وفي بحث لهذين المحورين تولي الباحثة األهمي""ة
حول قيمة التوجه المنفتح الفاعل المنصف والتوجيه المبتعد عن السلبية الفكرية ،وكيف يمكن الدمج ولو
بدرجة محدودة القتصاد منطقة الشرق األوسط في االقتصاد العالمي .ويتفق معظم خ""براء االقتص""اد في
الرأي بأن الضغوط االقتصادية التي تواجه الشرق األوسط آخذة في التفاقم جراء عدم ان""دماج بلدان""ه في
االقتصاد العالمي .وتتبنى الباحثة استراتيجية الثنائيات المتضادة إلظهار قيم العولمة ونقدها والمتوزع""ة
بين الماديات في مقابل الروحانيات والعمومي" في مقابل الخصوصي".
ثالث مقاالت مهمة: L
هي المقاالت التي يختتم به""ا ه""ذا الكت""اب ،وال""تي تض""م أش""د الملف""ات س""خونة في المنطق""ة وهي حق""وق
اإلنسان في الشرق األوسط والذي كتب بقلم (نازيال ق"انع) والتواص"ل اإللك"تروني أثن"اء الربي"ع الع"ربي
وصوال لتجليه اآلن للكاتبة (ديب""ورا كالرك ف""انس) ثم البيئ""ة المس""تدامة وتح""ديات المس""تقبل في الش""رق
األوسط لخبير البيئة الشهير الدكتور (آرثر ليون دال).
ويولي المقال المهتم بحقوق اإلنسان في الشرق األوسط حقوق المرأة تحديدا أهمي""ة بالغ""ة مث""ل () 1
س""ن ال""زواج ،وحض""انة األبن""اء ،ومفه""وم القوام""ة الزوجي""ة ،وض""رورة التص"" ّدي لج""رائم
واجتراجات ترتكب يوميا في حق النساء مثل القتل بدعوى الشرف ،وتزويج القصر ،واالتجار
بالبشر .ويرصد المقال للفجوة الواسعة بين القوانين وتطبيقها عند النظر لحقوق الم""رأة ،فض""ال
عن الفجوة الثقافية التي تحرم المرأة من ممارسة حقوقها ،والذي يترجم""ه ه""ذا البن""د من جمل""ة
التدابير المناسبة لتفعيل الحقوق ،وهو يتعلق بتعديل األنماط االجتماعية والثقافية لسلوك الرجل
والمرأة به"دف تحقي"ق القض""اء على التح"يزات والع"ادات العرفي""ة،وك"ل الممارس"ات األخ"رى
القائمة على فكرة دونية أو تفوق أحد الجنسين أو على أدوار تقليدية للرجل والمرأة.
وعن دور شبكات التواصل االجتماعي في ثورات الربيع العربي تس"تعرض الباحث"ة مجري"ات () 2
األحداث في أكثر من بلد في الشرق األوسط (تونس – مصر – سوريا – اليمن) وترصد لواقع
الحركة والتفاعل ،األمر الذي أوجد زخما معرفيا وثوريا .وتلفت النظر إلى أن التاريخ يخبرن""ا
بمقدرة الجمهرة العظمى من الناس على التخاطب في حرية ،وأن القبضة الحديدية التي تطوق
بها بعض السلطات الشعوب أصبحت تلقى اآلن تحديا على يد التقدم التكنولوجي الح""ديث .لكن
الباحثة تلفت النظر لعالقة االطراد الواقعة بين كل مظهر من مظاهر التقدم في ع""الم التواص""ل
وتكنولوجيا االتصاالت ،وبين السعي المتنامي للسلطة في فرض قيودها بص"ورة أك"ثر إحكام"ا
وتلصصا.ومع أن الناس – على حد تعبير الباحثة – شديدة االشتياق للتعبير عن اآلراء عالني""ة
وبك""ل حري""ة ،ف""إن ه""ذه الحري""ة تتطلب الحف""اظ على قيم المواطن""ة ،والمش""اركة في القض""ايا
الحواري""ة ال""تي ينتج عنه""ا الحل""ول ،وانته""اج المس""لك الط""وعي الم""راعي للق""انون ودول""ة
المؤسسات.
وعن قضايا التنمية ومحاولة رسم خطة اقتصادية انتقالية من أجل التحول إلى اقتص""اد أخض""ر () 3
يحافظ على سالمة البيئة ،وإدارة الموارد المائية،وبخاصة بعد تفاقم مشكالت المياه (أزم""ة س""د
النهضة بين مصر والسودان وأثيوبي"ا ،ون"درة المي"اه في الع"راق واليمن وليبيا) وتحقي"ق األمن
الغذائي والتكيف مع الظروف المناخي""ة غ""ير المتوقع""ة (يمكن مالحظ""ة الحرائ""ق ال""تي تش""تعل
بوتيرة سنوية في تركيا واليونان والجزائ""ر وغيرها) ومسلس""ل الفيض""ان ال""ذي ال ينقض""ي (في
السودان وبعض دول جنوب شرق آسيا ) يلفت (آرثر دال) النظر إلى ضرورة ال""وعي بحماي""ة
البيئة،وتفعيل القيم االجتماعية التي من شأنها أن تحافظ على البيئة مث""ل منظوم""ة القيم ال""واردة
في اإلسالم ،مع توجيه النظام التنموي السائد نح""و االس""تدامة ،ونب""ذ سياس""ة االس""تهالك البي""ئي
المجحف ،وتبني الخط"اب ال"ذي يع"زز التوج"ه نح"و األنم"اط المس"تدامة إنتاج"ا واس"تهالكا في
دوائر التعليم المختلفة،ومحاوالت كتابة سيناريوهات المستقبل ع""بر فرض""يات مختلف""ة ت""راعي
طاقات اإلقليم البيئية وحدود موارده الطبيعية.
وأخيرا يلزمني التأكيد على شيئين يرتبطان بهذا الكتاب ،األول تنوع مادة الكتاب المقص""ودة" بُغي""ة رس""م
سياسة شاملة للتحول في الش"رق األوس"ط وش"مال أفريقي"ا ،ت"راعي الس"ياقات الراهن"ة وتحتف"ظ في اآلن
نفسه بالخصوصية الثقافية واالجتماعية لشعوب المنطقة ،مع بقاء ملفات هذا الكتاب مفتوحة للنقد وثقافة
المراجعة ألجل خلق بيئة تسعى للتغيير بالتوعية والمعرفة .وأخيرا نحن ال نعاني من ندرة المعرفة لكننا
نفتقد في بعض اللحظات كيف نفيد منها.