Professional Documents
Culture Documents
الصيحة والشهادة الثالثة
الصيحة والشهادة الثالثة
الصيحة والشهادة الثالثة
1
بسم اهلل الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد صالة تكون ع اًز لمحمد وآل محمد ،وعجل فرج
من بفرجه فرج أوليائك.
المقدمة:
عن أبي الفضل عن أبي عبد اهلل الصادق (ع) قال( :إن لصاحب هذا األمر غيبة
ال بد منها يرتاب فيها كل مبطل .قلت :لم ُج ِـعـلت فداك ؟ قالٍ :
ألمر لم يؤذن لنا في
كشفه إليكم .قلت :فما وجه الحكمة في غيبته ؟ قال :وجه الحكمة في غيبته وجه
الحكمة في غيبات من تقدم من حجج اهلل تعالى ذكره .إن وجه الحكمة في ذلك
الينكشف إال بعد ظهوره ،كما الينكشف وجه الحكمة لما اتاه الخضر (ع) من خرق
السفينة ،وقتل الغالم ،واقامة الجدار لموسى (ع) ،إال وقت أفتراقهما .يا أبي
الفضل أن هذا األمر أمر من اهلل وسر من سر اهلل وغيب من غيب اهلل ،ومتى
صدقنا بأن أفعاله حكيمة ،وأن كان وجهها غير منكشف
علمنا أنه عز وجل حكيمّ ،
1
لنا).
....................................................
- 1علل الشرائع /الشيخ الصدوق – وايضا ً في( اكمال الدين وتمام النعمة)
2
أقول :ماهو الفرق بين هذا التفسير لهاتين المفردتين والتفسير اللغوي الذي يسميه
المرحوم النيلي بالتفسير األعتباطي للغة ،الذي نقده وهاجمه في كل مؤلفاته.
فالتفسير األعتباطي للغة يقول أيضاً بأن النداء هو الصيحة والصيحة هي النداء،
وكل هذه المفردات عنده مترادفات أو متشابهات لمعنى واحد.
إن الفارز الوحيد والحقيق لهاتين المفردتين هو القرآن الكريم ،فكل مفردة لها
خصوصية وأستعمال معين ،فالصيحة شيء والنداء شيء آخر ،وان كان كالهما
يشتركان بقواسم مشتركة بأن كالهما (صوت) وأن كالهما من خصوصيات جبريل
(ع) .فكل مفردة لها خصوصية معينة وأستعمال معين وهذا ما تبناه المرحوم النيلي
في نظريته في (اللغة الموحدة) ،وهذا األمر قد وقع فيه المرحوم النيلي ،كما ذكرنا
آنفاً في أعتراض رقم ( )1عندما تصرف مع مفردة (الكوكب) و(النجم) على أنها
شيء واحد وهما مفردتان قرآنيتان وردتا في موارد كثيرة ،ولكل واحدة منها خصوصية
وأستعمال معين خاص بها.
ذكرنا أن هناك عدة نداءات مرتقبة في آخر الزمان وبعدة صيغ ،وأن النداء هو
عالمة متداخلة مع بقية العالمات ،له أزمنة خاصة به ،وأن المنادي هو جبريل (ع)،
لك ن ما يخصنا في هذه الفقرة هو (النداء األول) وهو الظهور العلني األول لجبريل
(ع) ،وقد حددته األحاديث بأنه صباح يوم 23من شهر رمضان يوم الجمعة.
عن أبي عبد اهلل (ع) قال ( :يكون النداء ليلة الجمعة لثالث وعشرين من شهر
رمضان ،أول النهار بعد صالة الصبح .أال أن الحق في فالن بن فالن
1
وشيعته.).....
ومن المالحظ من خالل الحديثين المباركين أن هذا النداء مستمر من ليلة الجمعة
إلى صباح يوم 23من شهر رمضان يوم الجمعة ،وهذا النداء المبارك في هذا
الشهر المبارك في هذه الليلة المباركة هي ليلة القدر المخصوصة ،هذه الليلة التي
﴿تنزل المالئكة والروح فيها بأذن ربهم من كل أمر﴾ ،وان أول م ْن يظهر من
المالئكة هو جبريل (ع) ،لذا يجب أن يكون النداء األول فيه من المميزات
وا لخصائص والمعلومات ما ليس لغيره من النداءات األخرى ،فهو األذن ببداية
مشروع خالفة اهلل على األرض .وعلى ما يبدو أن مدة إعالنه طويلة تمتد من ليلة
الجمعة إلى صبيحتها ،وهي مدة طويلة نسبياً تشعرنا بأن هذا النداء هو منشور
طويل سيق أر على أهل األرض ،فهذا النداء بالذات في هذه الليلة سيضع النقاط على
الحروف ،وسيصغي األعم األغلب من الناس ،بل كل م ْن له أذنان ،حتى أن األمام
الباقر(ع) قال في قوله تعالى ﴿إذا نقر في الناقور﴾ ( :الناقور هو النداء من
السماء إال أن وليكم فالن بن فالن القائم بالحق ينادي به جبريل في ثالث ساعات
من ذلك اليوم ،فذلك يوم عسير على الكافرين غير يسير).2
وقد وصفه األمام أبا عبد اهلل (ع) بأنه في صبيحة يوم النداء (سوف يصبح الناس
وكأن على رؤوسهم الطير من هول ما سمعوه بحيث صمت الكل ولم ينبس أحد
ببنت شفة).
األول :هو أن هذا الصوت (غير المألوف) ،والذي لم يسمعه أحد من قبل إال
األنبياء ،له من الشمولية بحيث يسمعه كل م ْن له أذنان وكل قوم بلغتهم ،بل يسمعه
- 1الغيبة /للنعماني
- 2تأويل االيات
207
األحياء واألموات ،فهو صوت اليؤثر على األسماع فقط ،بل يخترق النفوس ويخلع
القلوب ،وهي حالة مرعبة بالشك خصوصاً وأنه سيحدث في زمن تسود فيه حالة
الظلم واألبتعاد عن الدين وكل ما هو روحي نقي.
الثاني :يتعلق هذا األمر بـ(صيغة) النداء نفسه والمعلومات الواردة فيه ،فاألحاديث
تحدد أن هناك جملة من التعليمات والمعلومات يتضمنها هذا النداء ويصرح فيه عن
قائد وأمام الدولة المحمدية واألمر بالطاعة له بل يذكر النداء أسمه وأسم أبيه ونسبه
وكنيته .ففي رواية المفضل عن أبي عبد اهلل (ع) أنه قال ( :ويكون هذا أول طلوع
الشمس من ذلك اليوم ،فإذا طلعت الشمس وأضاءت صاح صائح بالخالئق من
عين الشمس بلسان عربي مبين يسمع َم ْن في السموات واألرضين ،يا معشر
الخالئق هذا مهدي آل محمد (ص) – ويسميه بأسم جده رسول اهلل (ص) ويكنيه
وينسبه إلى أبيه الحسن الحادي عشر إلى الحسين بن علي صلوات اهلل عليهم
أجمعين – بايعوه تهتدوا ،والتخالفوا أمره فتظلوا )0 1
لكن لماذا يكون (مضمون) النداء مرعباً علماً أن القواعد الشعبية لألمام وشيعته
في حالة أنتظار ،والمعلومات الواردة في هذا النداء هي معلومات معروفة من قبل
المنتظرين .فإذا كانت (حالة) النداء هي المرعبة والمخيفة ،فهذا أمر متوقع واليحتاج
إلى بيان ألن البشرية ألول مرة تسمع صوت جبريل (ع) ،أما أن يكون (مضمون)
النداء هو المرعب أيض ًا ،فهذا أمر يحتاج إلى توضيح ألن مضمون النداء سيصعق
األعم األغلب من الناس حتى مستويات معينة من المنتظرين أيضاً .كيف ؟
إن المحور األساسي الذي لعب عليه أبليس وأتباعه منذ البدايات األولى للرسالة
المحمدية الشريفة ،بل منذ خلق آدم (ع) ،هو موضوع األمامة ،فهو ،لعنه اهلل ،يعلم
أن موضوع التوحيد وموضوع النبوة معترف بها من قبل الكل وأن مساحة عمله
ضمن هذه الدائرة مساحة ضيقة جداً ،وقد عبرت عن هذه المعاني آيات قرآنية كثيرة
منها:
لذلك كان موضوع األمامة هدفه منذ البداية وهو يعمل على أفساده
فالصورة في آخر الزمان صورة معكوسة بل مقلوبة ،وهذه الحالة هي عملية تطور
منطقي وحتمي لمحاربة وأنكار موضوع األمامة ،فسوف يشن أبليس وأتباعه من
األنس والجن معركة شعواء حول هذا األمر بالذات للقضاء على هذا الدين ،وسيجهز
لهذا األمر كل أمكاناته في التحريف والتزييف والتضليل ،وسيقود هذه المعركة
مجموعة من المتدينين أنفسهم ،بل علمائهم ،تحت عدة حجج ضالة مظلة في
محاولة للعودة إلى المقولة األولى التي صدرت بعد وفاة رسول اهلل (ص) مباشرة
وهي عبارة أحدهم (حسبنا كتاب اهلل) ،في محاولة خبيثة لفصل القرآن عن العترة،
209
وقد قال رسول اهلل (ص) ( أني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي
علي الحوض).
أبداً كتاب اهلل وعترتي آل بيتي فأنهما لن يفترقا حتى يردا ّ
إن فصل القرآن عن العترة ،وهذا محال ،هو الحد الفاصل والنهائي في تسلسل
األحداث ،فمحاولة طمس آثار العترة بصورة كاملة هو ماعناه رسول اهلل (ص) من
أنها (تملئ ظلماً وجو ار) حتى يصبح الكالم والتفوه بموضوع األمامة جرم يعاقب
عليه اإلنسان إذا تكلم به أو جاهر به .لذلك أكدت األحاديث أن المؤمنين في آخر
الزمان قلة ضعفاء خائفون ألنهم اليتنازلون عن أعتقادهم باألمامة ،وهذه أصبحت
بدورها تهمة يطارد معتقدوها تحت كل حجر ومدر ،لذا صدرت عدة تعليمات
وأجراءات وقائية في أحاديث األئمة (ع) إلى المنتظرين في كيفية التصرف في هذا
الزمان الصعب ،منها معاشرة الناس باألبدان ومفارقتهم بالقلوب ،والصمت والجلوس
في البيت وأتخاذه صومعة ،واأللتجاء إلى الجبل كحل نهائي لتفادي هذه الحالة
الشيطانية حتى يصبح المؤمن كالقابض على جمرة.
وبناءاً عليه ،ترى أن السفياني عند دخوله إلى العراق سيطارد معتقدوا األمامة ويقتل
كل م ْن أسمه علي أو حسن أو حسين أو زينب أو فاطمة ...بل سيضع مكافأة مالية
لكل م ْن يدل على أماكن شيعة أمير المؤمنين (ع).
عن أبي عبد اهلل (ع) قال ( :كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله
في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديهَ :م ْن جاء برأس رجل من شيعة علي فله ألف
درهم ،فيثب الجار على جاره يقول :هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم .أما
أن أمارتكم يومئذ التكون إال ألوالد البغايا ،وكأني أنظر إلى صاحب البرقع .قلت:
وم ْن صاحب البرقع؟ قال :رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم َ
والتعرفونه فيغمز بكم رجالً رجالً ،أما أنه اليكون إال أبن بغي).1
- 1الغيبة /الطوسي
210
والمالحظة الغريبة في هذا الحديث أن هذه الواقعة تحدث في الكوفة وهي معقل
الشيعة في العراق والعالم منذ بدايات خالفة األمام علي (ع) ،وهذا األمر يدل على
أن أغلب الشيعة سينكرون موضوع األمامة تحت تأثير هذا المخطط الشيطاني الذي
تم أعداده أو العمل لتحقيقه مئات السنين ،بل آالف السنين .وهذا الضعف في
اإليمان ،بل األنسالخ عن اإليمان ،بموضوع األمامة واضح من خالل سياسة المال
المتبعة في تحقيقه وهي الوسيلة الفعالة التي يمكن من خاللها القبض وتصفية شيعة
أمير المؤمنين (ع) الحقيقيين حتى في ديارهم ووسط أهاليهم ،ويتم أصطيادهم من
خالل أبناء جلدتهم وممن كانوا معهم على الخط نفسه ،بعد أن أصبح موضوع
األمامة عندهم موضوع كفر تقدم فيه الرؤوس إلى الجالد مقابل دراهم معدودة.
واليخفى عن بالكم أن العنوان الكبير والمهم في مشروع األمامة عند الشيعة هو
كلمة (أشهد أن علياً ولي اهلل) في اآلذان والتي ينادي بها الشيعة كل يوم في مآذنهم،
فهي بحق هوية وعنوان الشيعة ،لذا سيتم تسديد سهام أبليس وأتباعه إلى هذا
الموضوع بالذات ،هذه العبارة التي كانت وماتزال تقظ مضاجع الظالمين منذ زمن
بني أمية عندما كانوا يسبون أمير المؤمنين (ع) على المنابر 80عاماً ،حتى
أصبحت هذه العبارة شعار مدوي مرعب لكل أعداء ( آل محمد) وسالت من أجلها
الدماء الزاكيات .لذا فإن سقوط هذا العنوان هو سقوط للموضوع نفسه ،فهذا العنوان
هو من العالمات الفارقة في أستمرار موضوع األمامة ،لذلك ستشهد السنوات القليلة
األخيرة ما قبل ظهور األمام المهدي (ع) قتال علني ألزالة هذه الكلمة ،بل قتل كل
م ْن يقول بها ،ليس من أعداء آل البيت فقط بل م ْن كان يدعي التشيع وضعيفي
اإليمان الراكضون خلف الدينار والدرهم.
ولقد أُسس لهذا الموضوع بالذات في زمن الغيبة الكبرى عندما َّ
عد جمهرة من علماء
الشيعة أن كلمة ( أشهد أن علي ًا ولي اهلل) كلمة غير موجودة في اآلذان األصلي
تقال أستحباباً ،قائلها يؤجر وتاركها اليأثم ،واذا قيلت في الصالة بنية الوجوب
سقطت صالته .فهي إذاً عندهم أمر مستحب وليس واجب ،وهذه الثغرة بالذات هي
التي سيدخل منها الشيطان أللغاء هذه الكلمة ،فالدين اليقوم بالمستحبات بل
211
بالواجبات ،وهذا هو المدخل التنظيري لهذا األمر وسيتبعهم الهمج الرعاع الذين
ينعقون مع كل ناعق ،وسيبدأ هذا المشروع تحت عنوان الحوار بين األديان والتقارب
بين المذاهب في محاولة لمسك العصا من الوسط ،فنحن نتنازل عن هذا الموضوع
وهم يتنازلون عن موضوع مماثل ،لكن ما سيحدث هو أن الشيعة سيتنازلون عن هذا
العنوان بدعوى التقارب وتوحيد الصفوف وجمع الكلمة ،لكن أعداءهم لن يتنازلوا قيد
أنملة من معتقداتهم وفي حينها (ستعاد مأساة أبو موسى األشعري).
عن أبي عبد اهلل (ع) قال ( :ال يخرج القائم حتى يق أر كتاب في البصرة وكتاب في
الكوفة بالبراءة من علي).1
وقد يقول قائل أن الحديث أعاله هو بالبراءة من علي (ع) وليس لرفع كلمة
الشهادة له من اآلذان .أقول :وهل يعني رفع أسم علي (ع) من االذان إال البراءة من
علي (ع) نفسه ،هذه البراءة التي ستقودهم بالضرورة إلى تولي أعداء محمد وآل
محمد (ص) ،أعاذنا اهلل واياكم .إن سقوط كلمة (أشهد أن علياً ولي اهلل) من اآلذان
هو سقوط لبيعة الغدير وسقوط لكل العناوين المرتبطة بمشروع األمامة ،بل فصل
القرآن عن العترة ،فال والية بال شهادة ،وهذا ما أكدت عليه عشرات اآليات القرآنية
بصورة مباشرة وغير مباشرة.
قوله تعالى﴿يريدون ليطفؤا نور اهلل بأفواههم واهلل متم نوره ولو كره الكافرون﴾
(الصف .)8/الحظ أنهم يريدون أن يطفؤا هذا النور (باألفواه) وفيها عبرة لمن أعتبر
فهذه حرب (إعالم) ضد هذا النور.
وقوله تعالى﴿وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة اهلل هي العليا﴾ (التوبة.)40/
وقوله جل وعال﴿ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وأن لم تفعل فما بلغت
رسالته واهلل يعصمك من الناس﴾ (المائدة.)67/
إن الحديث السابق وهذه اآليات المباركة تؤكد ما قلناه حتى تصبح هذه الكلمة تهمة
ُيطارد كل م ْن يعتقد بها .ومن خالل هذه المقدمة سنفهم لماذا يكون مضمون (النداء)
األول مرعب أيضاً ،ألنه سينادي ( بأسمه وأسم أبيه حتى ينسبه إلى علي (ع) ).
هذا األمر الذي أنكره األعم األغلب من الناس ،فعند تأكيد النداء عليه في هذه الليلة
المباركة وبهذه الصيغة وبصوت جبريل (ع) ،سيكون بأمكانك أن تتصور مدى
الرعب والهلع الذي سيحس به أعداء اهلل وأعداء محمد وآل محمد (ص) وأعداء
(أشهد أن علياً ولي اهلل).
وبما أن صيغة اآلذان األولى التي سمعها رسول اهلل (ص) في السماء ليلة األسراء
والمعراج كان بصوت جبريل (ع) ،وكان هذا اآلذان هو البداية الفعلية للصالة
كفريضة حينما صلى رسول اهلل (ص) بالمالئكة وكل األنبياء في السماء ،لذا ستجد
هناك تناغم واضح بين اآلذان األول واآلذان المرتقب في آخر الزمان ،فالمنادي واحد
وهو جبريل (ع) ،وكالهما يأتي من جهة السماء .وستكون أحدى فقرات هذا النداء
المرتقب في آخر الزمان كلمة جامعة شاملة لموضوع األمامة (أشهد أن علياً ولي
اهلل) هذه الكلمة التي ستطبق صدورهم على ظهورهم وتجحظ أعينهم وترجف
فرائصهم ،هذا األمر الذي أنكره الجميع ستقره السماء رغم أنف الكل،
هذا األمر الذي أنكرتموه وقاتلتموه بكل قواكم ،ظهر على مرأى ومسمع الكل
وبصوت واحد من سادات المالئكة المؤذن األول في السماء والمؤذن في آخر
الزمان ،فما جبريل (ع) إال جندي من جنود المهدي (ع) ،وما المهدي إال جندي من
جنود علي بن أبي طالب (ع).
213
وهناك في صباح ذلك اليوم ستعرف تأويل قوله تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا
نودي للصالة من يوم الجمعة فأسعوا إلى ذكر اهلل﴾ (الجمعة .)9/فالمنادي جبريل
(ع) ،والصالة علي (ع) ،والجمعة هي صبيحة ليلة القدر 23من شهر رمضان
الموعود ،وذكر اهلل هو الحجة بن الحسن (عج).
لذلك فنحن نكون غير مجانبين للصواب إذا قلنا أن اآلذان سيكون من جملة فقرات
النداء األول ،فالنداء للصالة عند المسلمين هو اآلذان ،وستكون كلمة (أشهد أن علياً
ولي اهلل) من مكونات هذا اآلذان المرتقب.
214