Professional Documents
Culture Documents
املتغريات املؤثرة يف القرار االسرتاتيجي لألمن الوطني العراقي
املتغريات املؤثرة يف القرار االسرتاتيجي لألمن الوطني العراقي
التعددية الحزبية ،واالعتراف بالرأي اآلخر ،وتطوير مؤسسات المجتمع المدني والتي تعطي للجماهير اكبر
قدر من المشاركة في صنع القرار والتدخل في الحياة السياسية وفقاً لما يحدده القانون الذي يعتبر هو
السلطة السياسية في تنظيم المجتمع وإدارته وتحقيق أهدافه ،والمتغيرات الداخلية تنبع من رغبة الشعب في
الحصول على المراد بمختلف المجاالت والوصول الى مستويات متقدمة من الحقوق التي فقدها من جراء
سياسات األنظمة السابقة(.)1
وان العراق يمر بمرحلة تعد من اعقد المراحل ،لصعوبة البناء وتعدد القوميات والطوائف واألعراف،
فاالختالف فيها ال يعني االختالف بالمسائل الجوهرية كالبنية االجتماعية والحفاظ على الهوية الوطنية
ومن هذه المتغيرات هي:
أوال :مشكلة إعادة بناء الدولة
وقع العراق في حالة من الفوضى واالنعدام االمني واالنهيار التدريجي بعد احتالل الواليات المتحدة
االمريكية له عام ،2003وغدا محاص ار بضغوط وتدخالت دينية وقومية وطائفية وسياسية من قبل العديد
من األطراف الداخلية والخارجية ،وكل هذه العوامل مجتمعة أثرت على طبيعة الحياة االجتماعية
واالقتصادية والسياسية واألمنية وعلى السلوك وأحدثت خلال وضعفا وصراعا زاد من حدة التحارب
السياسي والطائفي والطبقي ،وكذلك من وتيرة العنف واإلرهاب ،وبالتالي أثر على عملية بناء الدولة
وتقويض دعائم األمن واالستقرار (.)2
كما أن في العراق عاش الشعب ثقافة الخضوع لمدة طويلة ،حتى انعكس تأثيرها في مزاج وتعامل الناس
مع بعضهم البعض ،ولو تتبعنا ذلك لوجدنا بعض مالمحه في الحضارات العراقية القديمة ،وقد عرض
عالم االجتماع ماكس فيبر تصوره للثقافة السياسية من حيث تمحورها على ثالثة أوجه وهي (الثقافة
القديمة وثقافة الخضوع والثقافة المسهبة)(.)3
كما ان الديموقراطية تؤكد على حق الشعوب في اختيار شكل أنظمة الحكم التي تالئمها ،فتلك مسألة
داخلية يترك لكل شعب حرية اختيار أسلوب التعامل مع هذه المسألة لبلوغ الهدف المنشود المتمثل بإقامة
الحكم الذي يتالئم مع ظروفه ،تكون ضمانا للنظام السياسي بخصائصه التي تضمن حقوق االفراد
()4
وحرياتهم ومن المناسب تحديد هذه الخصائص بالشمولية اآلتية:
أ .ينبغي تعزيز التماسك والتضامن االجتماعي والثقافي بغية تحقيق التكامل الوطني وهو من متطلبات
نجاح الحكم وسالمته ألنه ينبثق من الشعب ويعبر عن ضميره.
ب .ضرورة إنشاء اقتصاد قوي ومتين يحقق المستوى المعاشي الالئق لعموم الشعب العراقي وحفظ كرامته
باتجاه تحقيق التنمية الشاملة.
ج .أساس االزدهار وإشاعة االستقرار واألمن الوطني هو في وجود حكم ديموقراطي رصين رصانة
تنظيرية وتطبيقية.
ان االدراك العراقي للديموقراطية تجاذبته رؤى ومواقف متضادة ومتناقضة ،فقد ذهبت التنمية العراقية
المثقفة وتحديدا اليسارية منها بالقول ان ما قيل عن الديموقراطية الكثير وما ال يعرف الكثير .وقال
جوزيف مغيزل ان الديموقراطية تأخذ بعين االعتبار ثالثة أُسس رئيسة :اولهما الحرية لي ولغيري ،والثانية
نتيجة لالولى حق غيري في ان يعارضني ويعمل في سبيل فوز نظريته التي يعارضني بها ،والثالث هو
()5
ان تكون مصالح الشعب .المقياس الذي يتغلب على الق اررات المتخذة والمنفذة.
كما ان االرادة السياسية والرغبة الفعلية بإقامة مشروع ديموقراطي عراقي تصطدم بجملة من المعوقات
()6
والصعوبات الفعلية وهي:
أوالً :الدستور العراقي :ان الدستور العراقي لعام 2005قد وضع في بضعة أشهر من قبل عدد قليل من
الساسة العراقيين ،األمر الذي جعله ال يعكس إنصافا سياسيا بالكامل فبعض نصوصه جاءت مقيدة لبناء
المشروع الديموقراطي العراقي ،سيما في مواجهة الظروف غير الطبيعية التي مرت وتمر على العراق.
ثانياً :النظام االنتخابي :هو أحد أهم الق اررات المؤسساتية ألي مجتمع ديموقراطي ،وان اعتماد نظام
انتخابي على أساس (القائمة المغلقة او المفتوحة) هو طريقة لضمان مصلحة االحزاب قبل ضمان
مصلحة المواطن.
ثالثاً :فوضى االحزاب :ان التعددية الحزبية شرط الديموقراطية الى انها تتقلب الى فوضى عندما تفتقد الى
منظم قانوني الذي ينظم نشاطها ،لذا فإن تشريع قانون االحزاب من شأنه أن يقوم عمل االحزاب بما يخدم
الهدف من تأسيسها ،وهذا ما يفتقد إليه الواقع العراقي ،إذ لم يزل العراقيون غير قادرين على انتاج قانوناً
ينظم وجود األحزاب وعملها(.)7
رابعاً :الفساد االداري والمالي :إن الفساد االداري في العراق قد امتد ليطال قسما من أعضاء البرلمان
والوزراء والمدراء العامين الى أصغر موظف ،فقد انعدمت المقاييس الموضوعية والشروط القانونية
والضوابط االدارية في تبوأ اغلب المناصب التي شغلوها ،اما الفساد المالي فقد وصل الى مراحل متقدمة
حيث احتل العراق رأس قائمة الدول االكثر فسادا في العالم ،وقد ساهم الفساد االداري والمالي في إعاقة
المشروع الديموقراطي العراقي(.)8
ثانياً :الفيدرالية
الفيدرالية من المتغيرات الداخلية الفاعلة في بناء الدولة العراقية حيث ان تطبيقها يعطي صالحيات أكبر
ومتعددة لألقاليم على حساب المركز ،وفقا لما نص عليه الدستور العراقي الجديد عام 2005في مادته
الرابعة والتي تضمنت أن العراق بلد فيدرالي اتحادي.
فأنم وذج الدولة الفيدرالية القائمة في العراق على األساس العرقي في الوقت الراهن والقابلة للتحول إلى
الفيدرالية الطائفية في المستقبل ،يمكن أن يكون نموذجيا في القضاء على الدولة المركزية القوية القادرة
على إحياء فكرة التوازن اإلقليمي الذي حققت فيه إسرائيل وإيران طفرة نوعية على جميع دول المنطقة.
()9
ونموذج العراق الفيدرالي يمكن أن يصمم على كل من مصر وسوريا والسعودية ،وهو نموذج مجرب في
إضعاف قوى اإلقليم الكلية لصالح القوة الدولية بعد أن تتحول تلك الدول الى بؤر صراع وتنافس محلي
كالذي يجري في العراق على مستوى الصراع بين األحزاب السياسية ،وعلى مستوى الصراع بين األقاليم
والمحافظات وبين المركز وما يجري في العراق هو أنموذج قادم لدول المنطقة(.)10
أما أنصار الفيدرالية يقدمون الكثير من المحاسن والمبررات الالزمة لتطبيقها فهي باتت تحتل االولوية
ضمن اهتمامات الدولة العراقية الجديدة .وذلك ألهميتها االدارية والسياسية التي يراد بموجبها تحقيق جملة
))11
من االنجازات أهمها:
أ .الفدرالية تدعم الديموقراطية وتضمن مساهمة سكان الوحدات االدارية الصغيرة في إدارة مناطقهم
وايصال صوتهم ورغباتهم وحاجاتهم الى الحكومات المحلية.
ب .الفيدرالية تتيح فرصه أكبر لسكان المجموعات العرقية والدينية المختلفة في التعبير عن رغباتهم في
اختيار ممثليهم في المجالس المحلية ومن ثم المركزية ضمن عملية ديموقراطية شفافة.
ج .الفيدرالية تساهم في تحقيق مزايا اقتصادية مهمة وفي مقدمتها االستغالل االمثل للموارد المحلية
(البشرية والطبيعية والمالية) لصالح التنمية المتوازنة.
د .الفيدرالية تساعد في تخفيض حدة النزاعات والتوتر اللذين قد ينجمان بين األقاليم المختلفة حول ملكية
األراضي واستغاللها او حول الموارد الطبيعية ،فيكون دور السلطة المركزية أكثر فاعلية في حل مثل تلك
النزاعات.
ه .الفيدرالية تؤمن زيادة مشاركة سكان االقاليم في وضع السياسات العامة واتخاذ الق اررات وتخلق الثقة
والشعور بالمسؤولية لدى سكان.
إن الفيدرالية تعزز القيم الديموقراطية الليبرالية عن طريق التأكيد على الشرعية الديموقراطية لكل من
الحكومات الفيدرالية وحكومات الوحدات المكونة للفيدرالية ،التي انتخبها ناخبوها مباشرًة وهي مسؤولة
امامهم بما يؤدي إلى كبح حكم الفرد بتوزيع السلطات الشرعية بين المراكز متعددة لصنع القرار بداخل
الكيان المدني ،وعلى المستوى السياسي ينبغي االشارة الى التوافق بين القيم الفيدرالية والقيم الليبرالية
والديموقراطية ،حيث ان االخيرة ليس قائمة فقط على حكم االغلبية ولكنها ايضا تؤكد على الدستورية
()12
وعلى حكم القانون واحترام االقليات وتوزيع السلطات السياسية
ان المتغيرات الرئيسة ادت دو اًر محوريا في معظم التجاوزات التي حدثت بين مختلف األطراف السياسية
على الساحة العراقية وهذه المتغيرات (السيادة الداخلية ،المشاركة في السلطة ،وتوزيع الثروات) ،والمالحظ
ان موقف االطراف السياسية العراقية من هذه المتغيرات يتسم بعدم الثبات فغياب الرؤية بعيدة المدى
وعدم تحديد األولويات واألهداف للجماعات العراقية المختلفة ،فضالً عن عدم فهم واضح للنظام
()13
الفيدرالي ،كان وراء تذبذب هذه المواقف.
()14
أما أهم العقبات التي تواجهها الفيدرالية في العراق هي:
.1هناك اختالف واضح على طبيعة الفيدرالية بين القوى السياسية ،حيث ان الكورد الذين يطرحون
الفيدرالية على أساس القومي الجغرافي كصيغة لكيانهم القومي الخاص بهم ،وبينما هناك بعض القوى
العربية التي طرحتها من باب وحدة العراق ،أما القوى الثالثة تنظر الى المسألة من باب إداري أكثر ،فيما
تبقى هناك مجموعات رافضة للفيدرالية من األساس.
إن الفيدرالية في العراق كصيغة للحكم تثير مخاوف وحفيظة الدول المجاورة ،وبشكل خاص التي ترى
َّ .2
فيها مدخال إلقامة دولة كوردية في العراق ستنعكس بظاللها على اكرادها في الداخل ،وكذلك االمر
بالنسبة إليران وسوريا ألسباب متشابهة.
من خالل ما تقدم يمكن ان نستنتج أن استباحة األمن الوطني العراقي قد جرى من عدة أطراف في
مقدمتها قوات االحتالل ،وعند زوال االحتالل بقيت آثاره وسياساته (من حلفائه وأعدائه) في المنطقة من
العرب وغيرهم ،يسيرون بذات التوجه التخريبي لكل ما تطاله قدراتهم ،بغية تحقيق أهدافهم ومصالحهم
بدون النظر ولو بطرفة عين إلى مصالح العراق وشعبه.
المبحث الثاني :المتغيرات اإلقليمية:
للمتغيرات االقليمية أثر فاعل في االمن الوطني العراقي وصياغة استراتيجيته ،فأثرها يكون تارًة مباش ار
وأخرى غير مباشر من خالل ممارستها وتارة تحمل وتوصف بداللة التهديد ويكون أثرها سلبي على
العراق داخليا وخارجيا ،وأخرى يكون دورها تفاعليا بما يحقق المصالح المشتركة ولو بالحد األدنى .وهذا
االمر ي حتم عل صناع االستراتيجية العراقية النظر بدقة الى حقيقة التعاطي مع هذه المتغيرات ،والسير
معها وفقا لما تقتضيه المصلحة العليا للبلد والحفاظ على الهوية والسيادة الوطنية(.)15
الشك أن االحتالل األمريكي للعراق حمل بين طياته أهدافاً تتعدى حدود العراق ليشمل عموم المنطقة
بكافة دولها ،وهذا ما أدركته دول اإلقليم المجاورة للعراق جغرافياً ،حيث دفعها ذلك إلى التدخل في الشأن
العراقي مستغلة حالة الفوضى التي أحدثها االحتالل بغية تحقيق أهدافها ،لذلك فقد شكلت التدخالت
اإلقليمية عامل ارباك للوضع العراقي في مختلف المجاالت والسيما في مجال األمن الوطني العراقي،
يضاف إلى ذلك ما تسببت فيه التغييرات الكبيرة والعميقة في البلدان العربية بعد عام 2010من تأثيرات
داخلية في أوضاع تلك البلدان التي شهدت تلك التغييرات وما ترتب على ذلك كله من انعكاسات سلبية
على الساحة العراقية( .)16سيتم ذلك وفق الفقرات الموزعة لكل دولة من هذه الدول وعلى النحو اآلتي:
أوال :إيران
يبدو أن إيران الدولة الرابحة األكبر من إسقاط النظام السياسي العراقي السابق الذي كان يشكل تهديداً
ألمنها القومي ،حتى رأت أن من أهم مصالحها إزالته والتخلص منه ،وفي الوقت نفسه العمل على منع
قيام نظام ٍ
معاد لها ،فضال عن السعي إليجاد مواقع نفوذ لها في النظام الجديد(.)17
كما أن ايران لم تكن مستعدة لتقبل النفوذ األمريكي في المنطقة وعلى طول حدودها الغربية ،بعد أن
جاورها هذا الوجود في حدودها الشرقية في افغانستان في عام ،2001وبذلك وجدت نفسها محاطة
بدولتين تعيشان وجوداً أمريكياً ،ناهيك عن ما شهدته العالقات االيرانية – األمريكية من توترات منذ قيام
الثورة االسالمية في ايران عام ،)18(1979
قد تكون هذه القواعد مفيدة في مواجهة ايران التي ترى أنها تعد الهدف الثاني المرشح بعد العراق لتلقي
الضربة األمريكية القادمة ،إذ كانت الواليات المتحدة األمريكية تنظر إلى ايران بوصفها احد عناصر
محور الشر الثالثة (العراق ،ايران ،وكوريا الشمالية) وتؤدي دو اًر يتناقض مع المصالح األمريكية في
المنطقة ،وترى فيها طرفاً ويدعم حزب هللا في لبنان ،وتدعم حركة حماس في فلسطين المحتلة ،وبذلك فإن
إقامة حكومة عراقية موالية للواليات المتحدة األمريكية ،ستؤمن الهدف األمريكي األساسي المتمثل في
الحصول على موقع آمن للتواجد العسكري األمريكي لضمان أمن اسرائيل والنفط ،وهو ما كان من أهم
األهداف من وراء الحملة األمريكية على العراق(.)19
ومن نافلة القول أن إيران دولة اقليمية مؤثرة نظ اًر لطبيعة مجتمعها ،وعدد سكانها ،وموقعها الجغرافي
االستراتيجي ،وثروتها الطبيعية ،وامتداداها الدينية والمذهبية ،وتحالفاتها داخل المنطقة وخارجها ،فضالً
عن سياساتها الرامية إلى تحقيق مجموعة من األهداف أبرزها الحصول على إقرار واعتراف أمريكي
بشرعية المصالح االيرانية في المنطقة ،وكونها قوة اقليمية ،والحصول على ضمانات بعدم تعرضها لعمل
عسكري أمريكي (.)20
وقد استمر في هذه الظروف التصعيد في المواقف بين ايران والواليات المتحدة األمريكية حول برنامج
ايران النووي ،حيث زادت الواليات المتحدة األمريكية من ضغطها على ايران وتهديداتها بشأن ضرب
مفاعالتها النووية ،وكان رد ايران بأن النفوذ االيراني في العراق سيظهر قدرة قتالية عالية ضد األمريكان
في العراق ،فقد صرح رئيس الحرس الثوري االيراني (رحيم صفوي) (أن األمريكان يعرفون جيداً أن
مراكزهم العسكرية في كل من افغانستان وخليج عمان والعراق تكون تحت تهديدنا ،وتكون عرضه للهجوم
ألنها تقع بجوار ايران)(.)21
ثم قامت ايران بعد ذلك باحتالل (بئر الفكة) النفطي العراقي على الحدود المشتركة بين إيران والعراق ،في
( ،)2009/12/18ألسباب لعل في مقدمتها إشعار الواليات المتحدة األمريكية بأن لدى ايران أوراقاً مهمة
تستطيع استخدامها لمواجهة العقوبات التي فرضها عليها مجلس االمن الدولي بتأثير الواليات المتحدة
بسبب مشروعها النووي ،فضالً عن كونه اجراء للضغط على الحكومة العراقية إللزامها بتنفيذ بنود اتفاقية
الجزائر عام .)22(1975
ثانياً :تركيا
تعد تركيا من الالعبين المؤثرين في الساحة العراقية التي شهدت تدخالً تركيا واضحاً بعد االحتالل
ً
()23
األمريكي للعراق في عام ،2003وذلك من خالل عدة محاور :
.1المحور األول :التالعب بالورقة االثنية بإعادة طرح تركيا لنفسها طرفاً مسؤوالً عن حماية المكون
الت ركماني في العراق ،وتجديد المطالبة بالحق التاريخي لتركيا في الموصل وكركوك اللتان تقول تركيا
أنهما أصبحتا ضمن الحدود العراقية بموجب قرار عصبة األمم المتحدة في 19كانون األول ،1925
نتيجة للضغوط البريطانية.
.2المحور الثاني :إعالن تركيا الى رفضها قيام دولة كوردية في شمال العراق من شأنها أن تغري كورد تركيا
المتواجدين في الجزء الجنوبي منها ،ويقدر عددهم بـ ( )10ماليين كوردي بالسعي لتحقيق تطلعاتهم في
االنفصال عن تركيا واالنضمام إلى الدولة الكوردية الفتية ،أو على األقل تكوين دولة مماثلة ومجاورة لها.
.3المحور الثالث :تركيز االهتمام التركي على تطور النظام والعملية السياسية في العراق ،بإعالن رفض
االعتراف بمجلس الحكم العراقي االنتقالي ،ألنه وفقاً للتصور التركي ،أتاح للكورد نفوذاً سياسياً كبي اًر في
الساحة العراقية ،وأوجد هيمنة كوردية على المكون التركماني في ظل عدم وجود تمثيل عادل للتركمان
فيه.
.4المحور الرابع :مخاوف تركيا من التصريحات التي صدرت من رئيس أقليم كوردستان العراق (مسعود
البرزاني) والتي أشار فيها إلى أن مدينة كركوك هي (قلب كوردستان) وهي شأن عراقي داخلي ،وتزايدت
مخاوف االتراك أيضاً بعد تشكيل أول حكومة عراقية منتخبة تولى فيها االكراد مناصب مهمة في الدولة
وهي رئاسة الجمهورية ،و ازرة الخارجية ،ورئاسة أركان الجيش.
.5المحور الخامس :الدوافع المهمة للتدخل التركي في العراق في موقف دول مجلس التعاون الخليجي التي
توصلت إلى صيغة للتفاهم مع تركيا حول العراق بما يضمن تحقيق التوازن بين النفوذ االيراني والنفوذ
التركي في العراق ،إذ رأت دول المجلس أن بإمكان تركيا أن تكون عامالً موازناً للنفوذ االيراني في
العراق ،العتبارات تمتاز بها تركيا ،منها موقعها وعدد سكانها وقوتها العسكرية المشابهة إلى حد كبير لقوة
ايران (.)24
لقد حاولت تركيا أن تعزز موقعها وتأثيرها في المشهد السياسي العراقي عن طريق تطوير العالقات في
مجال الطاقة مع إقليم كوردستان ،واالستثمار في قطاع النفط ،وسعت إلى توقيع معاهدة استراتيجية في
مجال الطاقة مع حكومة إقليم كوردستان ،تتلقى تركيا بموجبها كميات كبيرة من صادرات النفط والغاز من
ا لمنطقة الكوردية بشكل مستقل عن بغداد ،والشك أن هذا السيناريو يتطلب بالضرورة بناء خطوط أنابيب
جديدة داخل تركيا وإقليم كوردستان(.)25
ومنذ التدهور في العالقات بين رئيس الحكومة التركية ورئيس الوزراء العراقي السابق السيد "نوري
المالكي" في عام ،2011سعت الواليات المتحدة األمريكية إلى ايقاف اندفاع تركيا نحو إقامة عالقة طاقة
حصرية مع حكومة كوردستان على حساب بغداد .ولكن الواقع العملي يشير إلى أن الدور التركي في
العراق والمنطقة آخذ في السنوات منذ عام 2011حتى اآلن ،بالتصعيد نتيجة التدخل في األزمة السورية،
وأن هذا الدور التركي يحمل مشروعاً طائفياً ،يتوافق مع متبنيات كل من قطر والسعودية لدعم العناصر
المتشددة من القاعدة ،بحجة حماية السنة في العراق(.)26
وغني عن القول إن للتغيير الحاصل في العراق بصورة عامة ،وإقليم كوردستان بصورة خاصة ،أهمية
كبيرة بالنسبة إلى تركيا ومصالحها وأمنها القومي ،وقد أكد هذه األهمية رئيس الوزراء السابق ورئيس تركيا
الحالي (رجب طيب اردوغان) في أكثر من مناسبة قال في احداها" :إن العراق تحول إلى أولوية بالنسبة
إلى تركيا تتقدم على هدف انضمام تركيا إلى االتحاد االوربي" ،والسبب في ذلك يعود إلى تطور األوضاع
في العراق عامة وإقليم كوردستان خاصة ،لما لذلك من تداعيات وانعكاسات خطيرة على الشأنين الداخلي
()27
والخارجي التركي ،وهو ما سيدفع تركيا إلى المزيد من التدخل في الشأن العراقي.
ثالثاً :سوريا
تعد سوريا من أكثر الدول تأث اًر بأحداث العراق وتأثي اًر فيه ايضاً ،فبعد االحتالل األمريكي للعراق ،أصبحت
سوريا من أكبر الخاسرين بعد عملية التغيير ،وخاصة الخسارة االقتصادية المتمثلة بخسارة السوق
العراقية ،والخسارة الفورية لكميات النفط العابرة ألراضيها والتي قطعتها القوات األمريكية في نيسان عام
،2003فضالً عن شعور سوريا بالقلق لتواجد القوات األمريكية بجوارها ،والقلق الكبير من الرغبة
األمريكية في تغيير األنظمة في الشرق األوسط (.)28
لذلك سعت سوريا بعد احتالل العراق إلى تعزيز نفوذها في العراق ،وإفشال المشروع األمريكي في العراق
والشرق االوسط وذلك من خالل العمل على محورين (:)29
.1المحور اال ول :جعل سوريا البوابة الرئيسة لدخول المقاتلين المتشددين االجانب إلى العراق األمر الذي
دفع الواليات المتحدة األمريكية إلى اتهام سوريا بأنها تتساهل في قضية دخول االرهابيين للعراق.
.2المحور الثاني :احتضان سوريا للعديد من قيادات وأعضاء حزب البعث العراقي المنحل ،وتقديم الدعم
لهم ،حيث وجد هؤالء في سوريا مالذاً آمناً لمعاودة نشاطهم السياسي والمسلح ضد النظام السياسي الجديد
في العراق والواليات المتحدة األمريكية معاً.
وتعتمد الدوافع السورية بشكل جوهري للتدخل في الشأن العراقي على تطوير الوضع االمني الداخلي في
العراق واتجاه النظام في بغداد ،وتقييم دمشق لمصالحها السياسية الخارجية الواسعة .واالهتمام السوري
االبرز سيكون لمنع ظهور عراق مستقر تؤدي األوضاع فيه الى تهديد امن سوريا أو قادر عسكريا لدرجة
يمكن ان يستخدم لتهديد أمن سوريا نفسها .وال شك أن االزمة بين العراق وسوريا ليست مفصولة عن
الواقع والترتيبات التي تشهدها المنطقة وخاصة لجهة اعادة فك وترتيب التحالفات وضبط التوازنات بما
()30
يتناسب والتوجهات االمريكية الجديدة في المنطقة
ولعدم االستقرار في سوريا تداعيات كبيرة على االمن العراقي فبسبب الحدود الطويلة بين العراق وسوريا
فأن عدم االستقرار يفتح الباب على مصراعيه لتدفق العناصر االرهابية وعناصر القاعدة وال شك ان
تداعيات وجود مثل هذه المنطقة سوف تطال السعودية ودول الخليج ايضا ،كما أن عدم االستقرار في
سوريا قد يؤدي الى مطالبة المناطق الكوردية فيها الى الحكم الذاتي وتشكيل نوع من الوحدة مع المنطقة
الكوردية في شمال العراق مما يؤدي الى تغيير الجغرافية السياسية في المنطقة بشكل جذري ويشكل
تهديدا واضحا لتركيا التي تتميز القضية الكردية فيها بالحساسية الشديدة(.)31
رابعا :األردن
اتسمت السياسة االردنية إزاء العراق ،بعد االحتالل األمريكي للع ارق ،باتجاهين:
.1االتجاه األول :تطبيق سياسات براغماتية (نفعية) تنطلق من الواقع االقتصادي األردني الهش ،غير القادر
على تحمل هزات كبيرة ،وحاجة األردن للنفط العراقي من جهة ،وحرص األردن على الحفاظ على عالقاته
االستراتيجية مع الواليات المتحدة األمريكية ،وبالتالي تأييد السياسة األمريكية في العراق من جهة أخرى.
()32
.2االتجاه الثاني :تطبيق سياسات تعالج المخاوف من الوضع العراقي ،إذ ازداد القلق االردني من تزايد
عبر الملك (عبد هللا الثاني) عن هذا
النفوذ االيراني في العراق بعد سقوط النظام العراقي السابق ،وقد ّ
القلق في تصريح له في شهر كانون األول 2004قائالً (إذا أتيح لألحزاب الموالية إليران بالسيطرة على
العراق ،فأن النتيجة ستكون هالالً شيعياً تسيطر عليه الحركات والحكومات الشيعية ،يمتد من لبنان عبر
سوريا وايران والعراق إلى الخليج مطوقاً األردن)(.)33
وإذا كان هناك تأييداً أردنياً رسمي للغزو األمريكي للعراق ،فإن هناك رفضاً أردنياً شعبياً معارضاً للواليات
المتحدة األمريكية وحربها على العراق ومؤيداً لنظام الرئيس العراقي السابق ،السيما بين قطاعات االردنيين
من أصل فلسطيني والذين يكونون اكثر من نصف الشعب األردني ،لذلك فقد غضت الحكومة االردنية
الطرف عن الجماعات المتشددة التي روجت األفكار الجهادية بين الشباب االردني وعملت على تجنيدهم
للذهاب إلى العراق(.)34
وفي ذات السياق احتضنت األردن عائلة الرئيس العراقي السابق ،وفتحت الباب أمام عدد كبير من
القيادات البعثية والعسكرية الفارة من العراق ،ودعمت المجموعات المعارضة للنظام الجديد في الساحة
العراقية ،ودخلت العالقات بين البلدين العراق واالردن في أزمة حادة بعد تفجيرات الحلة االنتحارية ،حيث
قام انتحاري أردني يدعى (رائد منصور البنا) بتفجير نفسه وسط مئات العراقيين ،وتبع ذلك احتفاء
()35
االردنيين به حتى عدوه شهيداً.
وقد بذلت جهود عراقية – اردنية لتطويق االزمة عبر زيارات رسمية عالية المستوى بين البلدين وقعت فيها
اتفاقات تعاون عديدة تضمنت عدم سحب الدعم االقتصادي وخاصة المشتقات النفطية العراقية لألردن
مقابل التزام االردن بإغالق حدودها أمام المتسللين االرهابيين للعراق ،وبالفعل فقد بدأت أعدادهم بالتراجع،
خاصة بعد مقتل "احمد الخاليلة" الملقب بأبي مصعب الزرقاوي – االردني الجنسية -في 2006-6-7
بالتنسيق بين القوات األمريكية والمخابرات االردنية كما اشارت إلى ذلك المصادر المتوافرة (.)36
خامساً :السعودية
تعد المملكة العربية السعودية من أبرز الالعبين اإلقليميين في العراق ،حيث ألقت سياساتها بظاللها على
األوضاع السياسية في العراق ،فقد كان الهدف االساس للدبلوماسية السعودية هو احتواء النفوذ االيراني
عن طريق لعبة موازنة مزدوجة ،فمن ناحية تحاول السعودية احتواء النفوذ االي ارني في المنطقة ،وألنها ال
تستطيع تحجيم هذا النفوذ في العراق ،فإنها تركز على تحجيمه في كل من لبنان وفلسطين ،ومن ناحية
أخرى ترغب السعودية في تجنب المواجهة المباشرة مع ايران ،ومن ثم تقوم اللعبة السعودية على احتواء
النفوذ االيراني على الساحتين اللبنانية والفلسطينية ،ويمكن القول إن السياسة السعودية تعمل بالتوازي مع
()37
السياسة األمريكية ،إليقاف التأثير االيراني في المنطقة وفي العراق على حد سواء.
وتتمثل عالقة العراق بالسعودية بالعديد من الحلقات ومنها التاريخية والجغرافية فتتمثل تاريخيا من حيث
التداخل القبائلي بين قبائل العراق والسعودية واالحوال المشتركة لمعظم قبائل البلدين ،اما جغرافيا فأن
الخط الحدودي بين العراق والسعودية فهو يمتد الى نحو ( 814كم) وتندمج بمحافظة االنبار مما يجعل
االمتداد الجغرافي عامال من التقارب العقائدي وهو ما يثير مخاوف البلدين .ومن ناحية اخرى فان اغلب
االبار النفطية ومنشآت التصدير تقع على مقربة من الحدود العراقية وهي تتخذ اجراءات وقائية لالبتعاد
عن العراق الجديد اذ انها تقوم ببناء جدار عازل يمتد لمسافات طويلة متقطعة على الحدود العراقي كما
اعلنت ترددها قبل اعالن دخول سفيرها الى العراق عام 2008في ارسال الممثلين الدبلوماسيين الى
العراق بذريعة عدم االستقرار االمني(.)38
لقد أثار التغيير الذي حصل في العراق بعد عام ،2003المخاوف لدى السعودية من تغلغل النفوذ
االيراني في العراق بما يمكن أن يؤدي إلى تكوين ما يسمى بالهالل الشيعي ،بعد صعود االحزاب الشيعية
ب حكم أغلبيتها في العراق ،كما عبر عن ذلك وزير الخارجية السعودي (سعود الفيصل) عندما قال (لقد
حاربنا معاً من اجل منع ايران من احتالل العراق ،بعد طرد العراق من الكويت ،وإال فإننا لن نسلم البلد
بأكمله إلى ايران دون سبب)(.)39
إن السعوديين غير راضين عن الطريقة التي سارت عليها االمور في العراق وخاصة ما يتعلق برغبتها أن
يتم تغيير النظام السياسي العراقي السابق واالطاحة به من خالل االنقالب الداخلي عبر أدوات محلية
يمتلكها سنة العراق القائمون آنذاك على النظام ،وليس عن طريق الغزو ،كما انهم لم يكونوا راضين عن
تزايد نفوذ الشيعة في العراق وأخذهم دو اًر بار اًز فيه .إال أن ما حصل بعد التغيير جاء بخالف الرغبة
السعودية ،األمر الذي زاد من قلقها ،ودفعها إلى التدخل ومحاولة زيادة نفوذها في العراق ،وما ترتب على
ذلك من تعاظم االحداث التي شهدها العراق بعد التغيير(.)40
سادساً :الكويت
ألقت الكويت ،بعد االحتالل األمريكي للعراق في عام ،2003بكل نشاطاتها على الساحة العراقية ،حيث
تد خلت في محاولة لتجيير والءات بعض القبائل في الجنوب العراقي لصالحها من خالل تقديم الدعم
المالي لها ،كما قامت في الوقت نفسه بدعم العنف المتفجر في وسط العراق وغربه ،واتخذت المؤسسة
الدينية في الكويت أيضاً ذات الموقف الذي اتخذته المؤسسة السعودية في دعم المجموعات المتطرفة التي
ترفع شعار المقاومة في العراق عبر العمليات االنتحارية(.)41
وفي الوقت نفسه وقفت الكويت مع الحكومات العراقية التي تشكلت بعد التغيير ،سواء المؤقتة منها أم
االنتقالية أم الدائمية ،هذا التدخل المزدوج دعا اإلدارة األمريكية إلى لفت انتباه الحكومة الكويتية إلى
خطورة ما تفعله ،وهو ذات االمر الذي دعا رئيس البرلمان الكويتي إلى الطلب من حكومته وقف هذه
التصرفات مشي اًر الى أن حكومة الكويت يجب أن تتصرف بقدر قدرات الكويت وحجمها بدون الحاجة
لالنغماس في الشأن العراقي لما يشكله هذا األمر من خطورة على الكويت(.)42
ولكن مع ذلك تبقى الكويت ،كغيرها من دول الخليج ،وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ،تعاني بشكل
أساسي من هاجس الخوف من نفوذ ايراني قوي في العراق يهدد مصالحها ،األمر الذي قد يدفعها إلى
المزيد من التدخل في الشأن العراقي(.)43
سابعاً :اسرائيل
تميز الدور االس ارئيلي بعد احتالل الواليات المتحدة االمريكية العراق بالكثير من الغموض ،ورغم ان اكثر
أن الخوض في تفاصيله يكون من
من جهة وفي مقدمتهم الجانب االسرائيلي تؤكد هذا الدور ،إال َّ
المحظورات بعد ان شهد العراق عمليات اغتياالت وتصفيات واسعة شملت أصحاب الكفاءات العملية
وكبار الضباط واالطباء وغيرهم ،ولم يجد الكثيرون ،لتلك الحمالت من تفسير منطقي سوى االشارة الى
أن عناصر الموساد االسرائيلي دخلت العراق مع قوات االحتالل(.)44
وان قرار غزو العراق واحتالله لم يكن بعيدا عن الدوائر الداعمة لعالقة الواليات المتحدة وإسرائيل ،وقد
قال ن ائب الرئيس االمريكي السابق ديك تشيني (إن هدفنا في العراق هو إيجاد منطقة أكثر أمن
إلسرائيل) .وكما صرح كولن بإول امام مؤتمر منظمة ايباك بان (القضاء على النظام العراقي سيحرر
اسرائيل والشرق االوسط من التهديد الذي تشكله أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق)(.)45
ويتركز وجود الموساد االسرائيلي في العراق على اصطياد العلماء واآلثار والبحث عن تاريخ االجداد
والسعي الستعادة وثائق ومخطوطات وشراء األراضي ،والعمل على التخطيط لسلسلة من العمليات االمنية
ذات االبعاد السياسية وبالتأكيد تلك التي تكرس عدم االستقرار في العراق وتفتيت البالد اكثر (.)46
وترى إسرائيل أن ضرب العراق وازالة اسلحة الدمار الشامل (المحتملة في السنوات العشرة القادمة) منه
وتغيير النظام سوف يعمل على(:)47
.1إضعاف جبهة قوى (التشدد) في العالم العربي والتي تحمل رؤية قومية وتعارض عملية التسوية.
.2إنهاء فكرة الجبهة الشرقية الى االبد ،وهي الفكرة التي ظلت سوريا تراهن عليها للتغلب على الخلل الواضح
في موازين القوى بينها وبين اسرائيل.
.3وضع نظام البعث السوري تحت ضغط احتمال تعرضه لنفس المصير الذي واجهه البعث في العراق.
.4وضع ايران تحت حصار كامل وعجزها عن التأثير في مجريات الصراع العربي – االسرائيلي الضطرارها
الى التركيز على الخطر الذي يمثله الوجود االمريكي في العراق.
.5وجود نظام جديد في العراق يكون موالياً للواليات المتحدة يزيد من فرصة تجاوب هذا النظام مع الضغوط
االمريكية الرامية الى انتزاع اعترافه بإسرائيل وإقامة عالقات دبلوماسية معها.
وتطرقت كوندالي از رايس بكتابها "اسمى مراتب الشرف" الى (أن الواليات المتحدة لم تذهب الى العراق
لنشر الديموقراطية ،لقد ذهبنا للحرب ألننا رأينا في العراق تهديدا ألمننا القومي وامن حلفائنا) ،واستعرضت
أهدافهم غير المعلنة ،عراق جديد يرسم حكمه االمريكان سيمهد لشرق اوسط جديد ينهي الصراع العربي –
اإلسرائيلي ،وكان الرئيس االمريكي السابق جورج بوش كرر عدة مرات امام وسائل االعالم (ان
االمريكيين غزوا العراق لحماية إسرائيل)(.)48
المبحث الثالث :المتغيرات الدولية:
أوال :الواليات المتحدة االمريكية
عمدت الواليات المتحدة للعمل على إسناد دور فاعل وحيوي للعراق في المنطقة ،وذلك بسبب األهمية
الجيولولتيكية والجيوستراتيجية للعراق سيكون له الدور في تحديد توجهات السياسة االمريكية في المنطقة،
إذ أن للواليات المتحدة مجموعة أهداف غير االهداف المعلنة تتعلق بمصالحها ومشاريعها المستقبلية في
الشرق االوسط وهي تحاول رسم مستقبل العراق ودوره حسب مصالحها ومن ضمنها مشروع الشرق
االوسط الكبير(.)49
في حين دعم العراق من أجل تقديمة كنموذج والعمل على استبدال حلفائها السابقين واحتواء االعداء
المحتملين وضمان وصول النفط لها وأخي اًر دعم فعلها العسكري ،هذه المصالح تدفع الواليات المتحدة
إلعطاء العراق دو اًر فاعالً لكي يصبح مثاالً للشرق االوسط بأكمله ،االمر الذي سيسمح وفق وجهة النظر
االمريكية الى إعادة رسم التفاعالت االقليمية بما يخدم ويحقق مصالحها ،إنطالقاً من العراق .ولكن
ضخامة تلك المهمة وتعقيداتها جعلت مسارات وضوح الخطة غير واضحة المعالم(.)50
أهم الشروط الموضوعية التي ستعمد الواليات المتحدة االمريكية من خاللها في تفعيل الدور العراقي ليكون
أحد أهم الركائز االستراتيجية للنظام اإلقليمي المحتمل (-:)51
ال في التعامل والتفاعالت االقليمية بوصفه عضوا أساسياً في النظام الجديد
.1قيام العراق بلعب دو اًر فعا ً
المحتمل والمدعوم أمريكيا ،وتتركز الرؤية االمريكية في هذا الصدد في:
أ .دعوة الدول العربية الى تفعيل عالقتها مع العراق.
ب .إعادة التمثيل الدبلوماسي الكامل للعراق مع دول العالم كافة وبالخصوص االقليمية.
ج .السعي لعقد شراكة استراتيجية مع العراق في كل الميادين.
.2الدخول في عالقات ثنائية متكافئة مع دول الجوار والمنطقة االمر الذي يستلزم إقامة تحالفات ثنائية
وشراكات استراتيجية مع باقي الدول ،وزيادة التمثيل الدبلوماسي لجميع االطراف.
.3الحد من القيود والعوائق كافة التي تمنع العراق من تأدية دورة الفاعل وحرية حركته ،وبالخصوص
الخروج من البند السابع.
.4السعي لبناء مؤسسات إقليمية جديدة تعمل على مواجهة قضايا ومشاكل المنطقة وفق مبدأ االمن
الجماعي.
.5بناء سلسلة من التحالفات الجديدة من خالل اعادة ترتيب أولويات التحالف االمريكية في المنطقة بناء
على البيئة االستراتيجية الراهنة.
إن التغيرات في المنطقة العربية جاءت بدعاوى مختلفة ،منها الديموقراطية وحقوق االنسان ،اال انها في
الحقيقة تقدم خدمة (إلسرائيل) ،وقد استخدمت إدارة بوش هجمات 11ايلول 2001ألطالق سياسة
خارجية عدوانية .فاحتالل افغانستان ثم العراق لها اغراض واهداف اكثر من مكافحة االرهاب ،والنتيجة
فإنه دعم (إلسرائيل) والحملة االمريكية لمناهضة االرهاب قد أصبحت من القضايا االمريكية األساسية،
وهو بال شك جزء من المخطط الصهيوني ألجل ارهاب المنطقة وتهديد استقرارها وامنها(.)52
وان االستراتيجية االمريكية لتحقيق أهداف غزوها للعراق كانت قائمة منذ البداية على فهم خاطئ لما
يتمخض عنه غزو العراق(:)53
.1اعتقد االمريكيون أن الشعب العراقي الذي رحب بتحريرهم من طغيان حكومة النظام السابق سيدعم
الوجود االمريكي المستمر في بالدهم.
.2اعتقدوا أن االدارة العراقية بما فيها الجيش والشرطة ،ستبقى موجودة ،وباإلمكان اعادة بنائها سريعا.
.3اعتقدوا أن بوسعهم التوصل الى اتفاق لتقاسم السلطة بين الجماعات السياسية العراقية.
إن االتفاقية االمنية بين العراق والواليات المتحدة االمريكية واتفاقية اإلطار االستراتيجي ،فاألخيرة التي لم
تحظ بذات االهتمام الذي حظيت به االتفاقية االمنية ،وربما يعود ذلك الى ارجحية المتغير االمني
وضرورة تداعياته على سيادة العراق ومستقبله .وعلى الرغم من الجوانب اإليجابية التي تحتويها هذه
االتفاقية اال انها ال تخلوا من الجوانب السلبية فقد تم المصادقة عليها من قبل مجلس النواب العراقي فهي
ملزمة للعراق ،وبنفس الوقت لم يصادق الكونغرس االمريكي ،حتى انها لم تعرض عليه رسميا ،فهي اذا
غير ملزمة للواليات المتحدة(.)54
وكما ان االتفاقية االمنية بين العراق والواليات المتحدة لم تؤخذ بالحسبان ما يتطلبه الوضع في العراق
والظروف االمنية المحيطة بالبيئة العراقية ،فقد ضمت ثغرات عديدة منها انتهاء الفترة القانونية لبقاء
القوات االمريكية على أرض العراق ،عدم اكتمال بناء جاهزية القوات العراقية لضبط االمن ،وال توجد
خطة هيكلية لسحب القوات االمريكية من العراق وتحديد الفترة الزمنية لالنسحاب ،وغيرها من األمور التي
دعت إلى إيجاد وتنظيم واتفاق للقوات االجنبية المتواجدة في األراضي العراقية(.)55
وفي اعتقاد الكثيرين أن الواليات المتحدة االمريكية خططت للحرب أكثر مما خططت لما بعد الحرب،
وهناك عدد من الدراسات نشرت في مجلة الشؤون الخارجية في عام 2003تشير إلى الصعوبة ليست في
احتالل العراق ،وإنما الصعوبة فيما بعد االحتالل ،كذلك فأنه من الواضح للغاية أن أية فكرة تذهب إلى
()56
أن الواليات المتحدة مشتركة في عمليات ما بعد الحرب ال تكاد تزيد عن مهزلة
إن المتغيرات الدولية التي تخص األمن الوطني العراقي محصورة في الغالب بالجانب االمريكي من خالل
اعتماده على استراتيجيات طويلة األمد ،في الشرق األوسط وتحديداً في العراق ،فإن العالقات العراقية
االمريكية بعد االحتالل االمريكي سارت مسا اًر ايجابياً لصالح الواليات المتحدة وهي عالقة تابع ومتبوع،
بسبب الهيمنة الكبيرة للواليات المتحدة على رسم السياسة الداخلية للعراق وقد انسحب ذلك على بقية
مناحي الدولة العراقية االقتصادية واالجتماعية وغيرها ،واالهم من ذلك العسكرية ،فعلى الصعيد العسكري
فإن تأثيرها السلبي وصل إلى حد إضعاف الجيش العراقي الجديد ،وعدم تسليحه إلبقائه محتاجاً للدعم
االمريكي ،مما انعكس سلباً على واقع االمن الوطني العراقي(.)57
ثانيا :روسيا االتحادية
.1المتغيرات السياسية
ركزت روسيا جهودها على صعيد السياسة الدولية ومنذ عام 2003على التعامل مع المتغيرات التي تهدد
بتغيير الوضع الدولي ،وشكلت مسألة مناقشة قضية العراق في االمم المتحدة ومجلس االمن محور
االهتمام الروسي ،اذ أَعلنت روسيا أنها ستستخدم حق النقض ضد أي قرار يخول الواليات المتحدة
()58
االمريكية باستخدام القوة ضد العراق وحددت روسيا موقفها بضوء مصالحها
في حين أدى موقفها المعارض الستخدام القوة وتوافقه مع الموقف االلماني والفرنسي الى زيادة الخالف
والتناقض في المواقف داخل المجموعة االطلسية حول قضية العراق وهذا هدف استراتيجي روسي
ألضعاف تماسك التحالف الغربي ضدها ،فضال عن خشيتها من ظهور نتائج وعواقب غير محسوبة قد
تقع في المنطقة وتهدد أمنها ومصالحها جراء الحرب على العراق(.)59
روسيا االتحادية وضعت الملف النووي االيراني وأزمته في مقدمة المتغيرات التي يدور حولها التنافس
بينها وبين الواليات المتحدة االمريكية والغرب على صعيد التوازنات الجيوستراتيجية ،إذ ساندت روسيا حق
إيران في امتالك برنامج نووي سلمي ،ورفضت العقوبات احادية الجانب من قبل الواليات المتحدة
االمريكية والقوى الغربية ،ووصفت هذه العقوبات بأنها خرق لمبادئ القانون الدولي ،وانتهاك لسيادة إيران،
وترى روسيا أن عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعزز الثقة في الشرق
االوسط ،إذ تعكس عمليات التفتيش مظه اًر من مظاهر الشرعية الدولية ألنها تأتي في إطار إتفاق جماعي
لقوى دولية ،ومنظمة دولية(.)60
أما االزمة السورية التي كان في عام 2011بداية انطالق الحراك الشعبي فيها فقد ظهرت بوادرها في
كانون الثاني 2011اثر عمليات نشر وحدات من الجيش السوري في درعا لقمع االحتجاجات.)61( ،
ولسوريا مكانة مهمة في الشرق االوسط بوصفها عنص اًر مؤث اًر في مسارات التنافس والصراع في االقليم،
وانعكس ذلك على عالقات القوى الكبرى واستراتيجياتها تجاه سوريا خاصة بالنسبة لروسيا االتحادية التي
ارتبطت بعالقات استراتيجية مع سوريا منذ الحقبة السوفيتية واستمرت هذه العالقة بعد إنهيار االتحاد
السوفيتي مع روسيا االتحادية وتتداخل العديد من القضايا االقليمية والدولية ضمن تفاعالت االزمة
السورية ومن أبرزها(:)62
أ .التنافس االمريكي الروسي للسيطرة على الممرات البحرية عبر مضيق جبل طارق ،والبحر االحمر
والقرن االفريقي عبر قناة السويس ،وترى روسيا في ميناء طرطوس السوري الذي عززت وجودها فيه،
البوابة االستراتيجية للبحرية الروسية والتي تؤمن فاعليتها في البحر المتوسط والمحيط االطلسي عبر
الممرات المذكورة آنفاً ،والوجود البحري الروسي في طرطوس عنصر توازن استراتيجي تجاه النشاط
()63
البحري االمريكي في هذه المناطق
ب .أمن الخليج العربي وامدادات الطاقة ،وبرنامج ايران النووي ،ودورها االقليمي والصراع بين محور
أيران وسوريا وحزب هللا وحماس ،وبين تركيا ومعها السعودية وقطر على الدور االقليمي ومستقبل
المنطقة.
ج .الصراعات الطائفية والعرقية ونشاط الجماعات المتطرفة واالرهاب في الشرق االوسط.
.2المتغيرات العسكرية
لعل شعور روسيا االتحادية بالتهديد القريب بعد االحتالل االمريكي للعراق عام ،2003دفعها ذلك لدراسة
ً
وتحليل استخدام الواليات المتحدة االمريكية للقوة ،والتركيز على نتائج الحرب والدروس المستخلصة منها،
لتحديد مكامن الضعف والخلل في االداء العسكري على المستوى االستراتيجي وعلى مستوى كفاءة أداء
()64
االفراد واالسلحة والمعدات
وقد أجرت روسيا اصالحات وعمليات تطوير في بنية قواتها المسلحة ،وحددت اولويات االصالحات
والمهام الجديدة لقواتها المسلحة في مجال الدفاع والتعرض بضوء الرؤية الروسية للبيئة االستراتيجية
والتغيير الحاصل في موازين القوى على الصعيدين االقليمي والدولي ،وقامت القوات المسلحة الروسية
بصنوفها البرية والجوية والبحرية وسالح الصواريخ البالستية بفعاليات ومناورات في اشارة لتأكيد مكانتها
بوصفها قوة نووية كبرى ،وأَعلن بوتين في كانون االول 2004عن تطوير جيل جديد من السالح النووي
لحماية روسيا من التهديدات والتحديات االمنية المستقبلية(.)65
كما أن االحتالل األمريكي للعراق جعل روسيا تعيد النظر في اجراء عملية اعادة هيكلة وتطوير القدرات
وعدته روسيا
العسكرية الروسية كمحصلة لتأثير عوامل عديدة في مقدمتها الهاجس االمني من االحتالل ّ
تهديداً إستراتيجياً تكاملت حلقاته مع عملية توسيع حلف الناتو شرقاً باتجاه تخوم روسيا مع أوروبا ،ومع
مشروع الدرع الصاروخي في وسط وشرق أوروبا ،ودفعت استجابة روسيا لهذه المتغيرات التي جرت على
أرض االطار المحيط بقلب االرض الذي تتحكم به ،الى سعيها لتحقيق التوازن الجيوستراتيجي مع الواليات
المتحدة االمريكية وحلف الناتو(.)66
الخاتمة:
مرت على العراق منذ االحتالل االمريكي في العام ،2003أحداث جسيمة جعلته في وضع شائك وفي
ظرف غاية في الصعوبة ،وال زالت تأثيراتها تحيط به ،ال شك أن سبب ذلك كله هو التدخل االجنبي،
سواء أكان تدخالً من قبل الواليات المتحدة االمريكية التي سعت الى التركيز على إقامة نظام سياسي
يحمل مالمح النظام الديموقراطي دون أن تتركه يواصل مسيرته على مبادئ الديموقراطية المعمول بها
عالمياً ،والتي تنبع من عمق المجتمعات وخصوصيتها ورغبتها في التغيير واإلصالح السياسي ،وإنما
تدخلت بكافة تفاصيل العملية السياسية منذ بداياتها األولى ،وأخضعتها لمعايير ال تتطابق مع الشعارات
التي أعلنتها خالل استعدادها للحرب ،فقد اتبعت ،بعد احتاللها العراق سياسة تفكيك الدولة وإعادة
صياغتها وفق المنظور االمريكي بعيداً عن االعتبارات الوطنية العراقية والمحيط اإلقليمي واالسالمي
للعراق ،األمر الذي أثار حفيظة دول المنطقة وخصوصاً دول الجوار الجغرافي التي أدركت مسبقاً أن
الواليات المتحدة االمريكية تحمل رؤياها وتصوراتها الخاصة اتجاه االصالحات السياسية والدعوات الى
الديموقراطية التي نادت بها ،ولذلك كان للعاملين الدولي واإلقليمي تأثير ملموس في خلق أوضاعاً أمنية
نتجت عنها آثار سلبية مباشرة وغير مباشرة ساهمت في خلق األزمة األمنية الراهنة وتصاعدها في
العراق ،وستستمر هذه األزمة طالما استمرت فاعلية هذين العاملين وتأثيراتهما ،واستمرت السياسات
الحكومية العاجزة عن مواجهتها والتصدي لها.
الهوامش:
( )1ليث عبد الحسن جواد الزبيدي ،مستقبل النظام السياسي في العراق ،مجلة قضايا سياسية ،العددان ،30 -29كلية
العلوم السياسية ،جامعة النهرين ،بغداد ،2012 ،ص .60
( )2نظلة الجبوري ،الحراك السياسي وتداعياته على التخطيط االستراتيجي ،بيت الحكمة ،بغداد ،2012 ،ص.135-93
( )3حميد حمد السعدون ،العراق وثقافة اإلخضاع السياسي ،في إستراتيجية التدمير ،آليات االحتالل األمريكي للعراق
وثقافة الطائفية .الهوية الوطنية ،السياسات االقتصادية ،ط ،1مركز ودراسات الوحدة العربية ،بيروت ،2006ص.95
( )4سعيد رشيد عبد النبي ،مالمح النظام السياسي الضامن لحقوق االنسان .مجلة المرصد الدولي ،العدد،2008 ،7
ص.32
( )5عبد الجبار أحمد ،آليات المصالحة الوطنية العراقية ،مجلة شؤون عراقية ،مركز العراق للدراسات ،العدد ،1بغداد،
،2008ص .163
( ) 6حافظ علوان حمادي الدليمي ،المشروع الديمقراطي في العراق (الواقع والطموح) دراسة نقدية ،مجلة قضايا سياسية،
كلية العلوم السياسية ،جامعة النهرين ،العددان ،2012 ،30-29ص.70
( )7حافظ علوان حمادي الدليمي ،المشروع الديمقراطي العراقي (الواقع والطموح) ،مصدر سبق ذكره ،ص.79
( )8سالم سليمان وخضر عباس عطوان ،الفساد السياسي واالداء االداري ،دراسة في جدلية العالقة ،مجلة دراسات
سياسية ،العدد ،20بيت الحكمة ،بغداد .2012 ،ص.6
( )9نجدت صبري ئاكري ،اإلطار القانوني لالمن القومي ،مصدر سبق ذكره ،ص .87
( )10حسين حافظ وهيب ،مالمح التحول في النظم العربية ،دورية اوراق دولية ،العدد ،215جامعة بغداد ،مركز الدراسات
الدولية ،تموز .2012ص.7-5
( )11دهام محمد العزاوي ،االحتالل االمريكي للعراق وأبعاد الفيدرالية الكردية ،ط ،1مركز الجزيرة للدراسات ،الدوحة
،2009ص.54 ،53
( )12جورج اندرسون ،مقدمة عن الفيدرالية ،ما هي الفيدرالية؟ وكيف يتجه نحوها العالم؟ منتدى االتحادات الفيدرالية ،بال
طبعة ،كندا ،2007ص.73
( )13جواد كاظم البكري ،العراق السنة صفر ،اشكالية الهوية االقتصادية في ظل االحتالل ،في المواطنة والهوية العراقية،
عصف احتالل ومسارات تحكم ،مركز حمورابي للبحوث والدراسات االستراتيجية ،بغداد ،2011 ،ص.189
( )14طه حميد حسن العنبكي ،العراق بين المركزية والالمركزية االدارية والفيدرالية ،مصدر سبق ذكره ،ص.54
( ) 15ابراهيم سعيد البيضاني ،الدولة العراقية الهشة :نتاج داخلي أم ضرورة امريكية ،مجلة حمواربي ،العدد( ،)9السنة
الثالثة اذار ،2014بغداد ،مركز حمورابي للبحوث والدراسات االستراتيجية ،ص .30
( )16عامر هاشم عواد ،دور العراق الجديد في االستراتيجية األمريكية اتجاه الشرق األوسط ،مجلة الدراسات الدولية ،العدد
،2007 ،33مركز الدراسات الدولية ،جامعة بغداد ،ص .199
( )17حسن لطيف الزبيدي واخرون ،العراق والبحث عن المستقبل ،المركز العراقي للبحوث والدراسات ،النجف االشرف،
،2008ص .478
( )18ايناس عبد السادة العنزي ،أثر المحددات الخارجية والداخلية في بناء الدولة العراقية ،مجلة العلوم السياسية ،كلية
العلوم السياسية ،جامعة بغداد ،العدد( ،)36السنة ،2008ص .139
( ) 19ابراهيم سعيد البيضاني ،الدولة العراقية الهشة :نتاج داخلي أم ضرورة امريكية ،مصدر سبق ذكره ،ص.35
( )20المصدر نفسه ،ص.27
( )21محمد كامل محمد الربيعي ،مستقبل العالقات العراقية –االيرانية ،مجلة السياسة الدولية ،كلية العلوم السياسية،
الجامعة المستنصرية ،العدد ( ،)10السنة ،2007ص .68
( )22ايناس عبد السادة العنزي ،أثر المحددات الخارجية والداخلية في بناء الدولة العراقية ،مصدر سبق ذكره ،ص.68
( )23هيثم كريم صيوان ،العالقات العراقية – التركية :رؤية في امكانية التعاون واحتماالت الصراع /في :العراق تحت
االحتالل :تدمير الدولة وتكريس الفوضى ،سلسلة كتب المستقبل العربي ،العدد ( ،)60بيروت ،مركز دراسات الوحدة
العربية ،2008 ،ص .350
( )24علي حسين باكير ،نحو عالقات تركية – خليجية استراتيجية ،دبي ،مركز الخليج لألبحاث ،مجلة آراء حول الخليج،
العدد ( ،)49السنة ،2008ص .64
( )25ابراهيم سعيد البيضاني ،الدولة العراقية الهشة ،..مصدر سبق ذكره ،ص.44
( )26ابراهيم سعيد البيضاني ،الدولة العراقية الهشة ،..مصدر سبق ذكره ،ص.57
( )27عامر كامل احمد ،مواقف الدول اإلقليمية من آراء مرشحي الرئاسة األمريكية حيال العراق ،مجلة شؤون عراقية،
العدد ( )1السنة ،2008بغداد ،مركز العراق للدراسات ،ص .117
( )28المصدر نفسه ،ص .118
( )29حسين لطيف الزبيدي وآخرون ،العراق والبحث عن المستقبل ،مصدر سبق ذكره ،ص .497
( )30همام خضير مطلك ،اثر المتغيرات االقليمية على االوضاع الداخلية العراقية (ايران – سوريا) انموذجا ،مجلة قضايا
سياسية ،العدد 28-27جامعة النهرين ،كلية العلوم السياسية ،2012ص.259/256،1
( )31سامية بيبرس ،الف ارغ واشكاليات غياب الدور السوري في الشرق االوسط ،مجلة السياسة الدولية ،عدد ،185مطابع
االهرام ،القاهرة ،2011 ،ص.78
( ) 32عمار الكعبي ،مشوار الطائفية في العراق :دراسة في تغييب مجتمع الدولة ،مجلة مدارك ،العددان الخامس والسادس،
بغداد ،مؤسسة مدارك ،2008 ،ص.33
( )33ستار جبار عالي ،عالقات العراق مع دول الجوار العربية ،مجلة دراسات دولية ،العدد ( ،)13السنة ،2008بغداد،
دار الحكمة ،2008 ،ص.27
( )34المصدر نفسه ،ص.29
( )35مازن الياسري ،العراق والمجتمع الدولي ،بغداد ،دار السالم ،2010 ،ص .227
( )36مازن الياسري ،العراق والمجتمع الدولي ،مصدر سبق ذكره ،ص.229
( )37ابراهيم سعيد البيضاني ،الدولة العراقية الهشة ،..مصدر سبق ذكره ،ص .33
( )38عبد علي المعموري ،الحراك السياسي في دول الخليج بين عصف الديمقراطية وارث السلفية ،مجلة حمورابي،
العدد ،4مركز حمورابي للبحوث والدراسات االستراتيجية ،كانون االول ،2012ص.256
( )39محمد ماضي ،العالقات السعودية األمريكية بعد حرب العراق ،جريدة الشرق االوسط ،العدد .2004 ،1493
( )40ابراهيم سعيد البيضاني ،الدولة العراقية الهشة ،..مصدر سبق ذكره ،ص .33
( )41حسن لطيف الزبيدي ،العراق والبحث عن المستقبل ،مصدر سبق ذكره ،ص .501
( )42حميد حمد السعدون ،ازمة العالقات العراقية – الكويتية المتكررة ،مجلة الدراسات الدولية ،جامعة بغداد ،مركز
الدراسات الدولية ،العدد ( ،2008 ،)33ص .11
( )43المصدر نفسة ،ص .15
( )44ياسين البكري وحيدر علي ،متغيرات الشأن العراقي وعالقتها باستراتيجية امريكا في المنطقة :قراءة مستقبلية ،مجلة
حمورابي ،العدد ،2مركز حمورابي للبحوث والدراسات االستراتيجية ،اذار ،2012 ،ص.55
( )45كوثر عباس الربيعي ،االختراق االمني االسرائيلي في العراق ومواقف دول الجوار االقليمي ،مجلة شؤون عراقية،
العدد ،4مركز العراق للدراسات ،نيسان ،2010ص140
( )46غازي العريضي ،ادارة االرهاب ،ط ،1الدار العربية للعلوم ناشرون ،بيروت ،2009 ،ص.20
( )47كوثر عباس الربيعي ،االختراق االمني االسرائيلي في العراق ومواقف دول الجوار االقليمي ،مصدر سبق ذكره ،ص.145
( )48مجموعة باحثين ،حال االمة العربية ،2011-2010 ،رياح التغيير ،ط ،1مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت،
،2011ص.117
( )49برهان غيلون ،العرب وتحوالت العالم من سقوط جدار برلين الى سقوط بغداد ،حاور اجراه رضوان زيادة ،ط 2المركز
الثقافي العربي ،الدار البيضاء ،2003 ،ص.282
( )50أحمد فايز صالح ،دور المحافظين الجدد في السياسة الخارجية االمريكية ،ط ،1مركز باحث للدراسات ،بيروت،
،2011ص .129
( )51المصدر نفسه ص.72
( )52ايهاب علي الشموري ،المشروع الصهيوني االمريكي الجديد ومخاطرة على العالمين العربي واالسالمي ،مصدر سبق
ذكره ،ص.396،397
( )53مايكل روز ،حل النزاعات في عالم ما بعد الحرب الباردة وانعكاساته على العراق ،ط ،1سلسة محاضرات االمارات،
مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية ،ابو ظبي ،2007 ،ص.14،15
( )54منى حسين عبيد وخلود محمد خميس ،العالقات العراقية-االمريكية في ضوء اتفاقية االطار االستراتيجي في
استراتيجية بناء دولة بعد االنسحاب االمريكي من العراق ،المؤتمر السنوي لقسم الدراسات السياسية ،بيت الحكمة ،ط،1
بغداد ،2011 ،ص .134
( )55عالء عبد الوهاب المنذري ،خيارات الوجود االمريكي في العراق في ظل االتفاقية االمنية العراقية واالمريكية ،مجلة
دراسات سياسية ،العدد ،19بيت الحكمة ،بغداد ،2011 ،ص .98
( )56ياسين سعيد البكري ،حيدر علي ،متغيرات الشأن العراقي وعالقتها باستراتيجية امريكا بالمنطقة :قراءة مستقبلية،
مصدر سبق ذكره .ص .57
( ) 57عامر هاشم عواد ،العالقات العراقية االمريكية :الواقع الموضوعي واحتماالته المستقبلية ،دورية أوراق دولية ،عدد
،208مركز الدراسات الدولية ،بغداد ،2011 ،ص .7
) (58ديفيد دبليو .ليش ،سوريا وسقوط مملكة االسد :ماذا يحدث لولم يسقط االسد بالفعل؟ ،شركة المطبوعات للتوزيع
والنشر ،بيروت ،2014 ،ص.183-182
) (59ليليا شيفستوفا ،روسيا يلتسين الخرافات والحقيقة ،ترجمة عبد هللا حسن ،الدار العربية للعلوم ناشرون ،بيروت،
،2001ص.436
) (60وسام الدين العكلة ،تعثر المفاوضات النووية بين ايران والسدادسية :الخلفيات والتداعيات ،مركز عمران للدراسات
االستراتيجية ،استانبول ،2014 ،ص.4
) (61شذى زكي حسن ،الموقف الروسي من االزمة السورية :الدوافع واالهداف ،دراسات سياسية ،العدد ( ،)124بيت
الحكمة ،بغداد ،2013 ،ص.77-76
) (62ناصر زيدان ،دور روسيا في الشرق االوسط وشمال روسيا من بطرس االكبر حتى فالديمير بوتين ،مصدر سبق ذكره،
ص.303
) (63عالء سالم ،ادوار متقاطعة :تأثير العوامل الخارجية في مسار االزمة السورية ،السياسة الدولية ،العدد ( ،)188مركز
االهرام ،القاهرة ،2012 ،ص.115-114
) (64زهير حامدي ،االثار الجيوسياسية الكتشافات الغاز االسرائيلية في شرق المتوسط ،مجلة سياسات عربية ،العدد(،)1
المركز العربي لالبحاث ودراسة السياسات ،الدوحة ،2013 ،ص.112
) (65شانون ن .كايل وهانس م .كريستن ،القوى النووية العالمية لسنة ،2005مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت،
،2005ص.833-832
) (66عبد المنعم سعيد ،االتجاهات الراهنة لتطور القوة العسكرية الروسية ،السياسة الدولية ،العدد ( ،)170مؤسسة االهرام،
القاهرة ،اكتوبر ،2007ص.97