Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 280

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮﺿﻴﺎف ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﻠﺔ‬

‫ﻛﻠﻴﺔ‪ :‬اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ‬


‫ﻗﺴﻢ‪ :‬ﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ‬
‫…………………‬ ‫اﻟﺮﻗﻢ اﻟﺘﺴﻠﺴﻠﻲ‪:‬‬
‫رﻗﻢ اﻟﺘﺴﺠﻴـ ـ ـ ـ ـ ـﻞ‪DG/10/16 :‬‬

‫أﻃﺮوﺣﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة دﻛﺘﻮراﻩ ﻋﻠﻮم ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ‬


‫ﺗﺨﺼﺺ‪ :‬ﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ‬

‫اﻟﻌﻨﻮان‪:‬‬

‫دور ﻣﺆﺷﺮات ﺣﻮﻛﻤﺔ اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﺘﻌﺜﺮ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت‬


‫‪-‬دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪-‬‬

‫إﺷﺮاف اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر‪:‬‬ ‫ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺷﺮﻳﻒ ﻣﺮاد‬ ‫‪ -‬ﻛﻤﻮش ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﻴﺪ‬

‫ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‪.2021/03/31 :‬‬

‫أﻣﺎم ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺎدة‪:‬‬

‫ﺴـ ـ ـﺎ‬
‫رﺋـﻴ ـ ً‬ ‫ﺟـ ـ ـﺎﻣﻌـ ـ ـ ـﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠـ ـ ـ ـ ـﺔ‬ ‫أﺳﺘ ـ ـ ــﺎذ ﻣﺤـﺎﺿـﺮ ‪ -‬أ‪-‬‬ ‫د‪ .‬ﺑـﺪروﻧــﻲ ﻋﻴﺴ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﺸﺮﻓًﺎ و ﻣﻘﺮرًا‬ ‫ﺟـ ـ ـﺎﻣﻌـ ـ ـ ـﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠـ ـ ـ ـ ـﺔ‬ ‫أﺳﺘ ـ ـ ــﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬ﺷـﺮﻳـ ـ ـﻒ ﻣ ـ ـ ـﺮاد‬
‫ﺸ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣـﻨـﺎﻗ ً‬ ‫ﺟ ـ ــﺎﻣﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮادي‬ ‫أﺳﺘ ـ ـ ــﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬ﻋ ـ ــﺰة اﻷزﻫ ـ ـ ـ ــﺮ‬
‫ﻣـﻨﺎﻗﺸًــ ـ ــﺎ‬ ‫ﺟ ـ ـﺎﻣﻌـ ـ ـ ـﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ‬ ‫أﺳﺘ ـ ـ ــﺎذ ﻣﺤـﺎﺿـﺮ ‪ -‬أ‪-‬‬ ‫د‪ .‬ﻗﻤــﺎن ﻣـﺼﻄ ــﻔﻰ‬
‫ﻣـﻨﺎﻗﺸًــ ـ ــﺎ‬ ‫اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻣﻴﻠــﺔ‬ ‫أﺳﺘ ـ ـ ــﺎذ ﻣﺤـﺎﺿـﺮ ‪ -‬أ‪-‬‬ ‫د‪ .‬ﺑﻮﻃﻼﻋﺔ ﻣﺤﻤـﺪ‬
‫ﺸ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣـﻨﺎﻗ ً‬ ‫ﺟ ـ ــﺎﻣﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟﻤﺪﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬ ‫أﺳﺘ ـ ـ ــﺎذ ﻣﺤـﺎﺿـﺮ ‪ -‬أ‪-‬‬ ‫د‪ .‬ﺑﻮﺟــﻄﻮ ﺣﻜﻴ ـ ــﻢ‬

‫‪2021 / 2020‬‬ ‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‪:‬‬


‫شكر وعرفان‬
‫اإلهداء‬

‫عبد اجمليد كموش‬


‫مـقدم ـ ــة ع ـ ـ ــامـة‬

‫متهيد‬
‫تشهد بيئة األعمال املعاص رة مستويات غري مسبوقة من التعقيد واحلركية؛ فالضغوط التنافسية الكبرية وسرعة‬
‫تغري مستمر ي ذووا وتطععات املستهعكن يفرض ععى الشركات اليت تسعى‬
‫التطورات التكنولوجية وما يتبعها من ّ‬
‫لعبقاء والنجاح والنمو ذن تعمل باستمرار من ذجل الرفع من كفاءهتا‪ ،‬ورسم خطط إسرتاتيجية واضحة وسياسات‬
‫حمكمة ملواجهة التحديات املستقبعية‪ ،‬ووضع اآلليات الكفيعة بضمان اإلدراك السريع والتكيّف الذكي مع مجيع‬
‫املتغريات احمليطة هبا‪.‬‬

‫كانعكاس لعظروف اليت تفرضها بيئة األعمال املعاصرة ازدادت حالة عدم التأكد‪ ،‬وتنوع معها وارتفع‬
‫تتعرض هلا الشركات‪ ،‬وهو ما جععها عرضة لععديد من التهديدات واملخاطر اليت قد ترهن‬ ‫حجم املخاطر اليت ّ‬
‫تطورها ووجودها خالل مراحل حياهتا املختعفة‪ ،‬األمر الذي يفرض ععى القائمن ععى إدارهتا وتسيريها القيام‬
‫بدراسة وحتعيل جوانبها املتعددة من ذجل تطوير قدراهتا ععى مقاومة التهديدات واملخاطر احمليطة هبا‪.‬‬

‫يعترب اجلانب املايل لعشركات ذحد ذهم اجلوانب اليت تستعزم عناية دائمة‪ ،‬وحرصا كبريا من املسؤولن وصناع‬
‫تعد كفاءة النشاط املايل لعشركات حجر الزاوية ي حتقيق ذهم ذهدافها‬
‫القرار ععى مستوى الشركات‪ ،‬حيث ّ‬
‫واملتمثعة ي البقاء والنمو واالستمرارية ‪ .‬كما ذن سوء إدارة هذا النشاط قد جيعل من تعك الشركات عرضة ملشاكل‬
‫وصعوبات مالية ميكن ذن تنتهي باإلفالس والتصفية إن مل يُستدرك الوضع ي الوقت املناسب من خالل القيام‬
‫تبن األسبا والعوامل احمليطة بالظاهرة‪ ،‬باإلضافة إىل البحث عن األساليب الناجعة اليت مت ّك ن‬
‫معمقة ّ‬
‫بدراسة ّ‬
‫الشركات من رصد ذي إشارات قد توحي بإمكانية مواجهتها لظروف غري اعتيادية‪ ،‬والتنبؤ هبا قبل حدوثها بفرتة‬
‫كافية‪.‬‬

‫تعترب مرحعة الثالثينات من القرن املاضي بداية االهتمام مبوضوع التنبؤ بالتعثر والفشل املايل لعشركات‪ ،‬من‬
‫خالل ذعمال عدد من الباحثن األمريكين الذين قاموا باستخدام بعض النسب املالية لعتنبؤ‪ .‬وموازاة مع حدوث‬
‫عدد من االهنيارات وحاالت اإلفالس لعدد من الشركات بداية الستينات من نفس القرن‪ ،‬وتأثري ولك ععى شرحية‬
‫واسعة من امل ّالك والدائنن وكافة األطراف ذصحا املصعحة‪ ،‬زاد اهتمام الباحثن واملمارسن باملوضوع‪ ،‬فحاولوا‬
‫من خالل عدد من األعمال والدراسات الوصول إىل التوليفة املثالية من املؤشرات والنسب املالية اليت مت ّكنهم من‬
‫معرفة ذو التنبؤ بإمكانية تعرض الشركات هلذه الظاهرة‪.‬‬

‫ب‬
‫مـقدم ـ ــة ع ـ ـ ــامـة‬

‫تعد املععومات املالية املستخعصة من القوائم املالية لعشركات ذحد ذهم املؤش رات اليت يتم استخدامها هلذا‬
‫ّ‬
‫الغرض‪ ،‬وولك من خالل استخدام تقنيات التحعيل املايل وبعض األساليب اإلحصائية والرياضية (كالتحعيل‬
‫التمييزي‪ ،‬واالحندار العوجسيت واالحتماالت وغريها) ومناوج الذكاء االصطناعي (الشبكات العصبية‪ ،‬واخلوارزميات‬
‫ومستقرة لعكشف عن احتمالية التعرض حلالة التعثر املايل‪ ،‬ولقد ذظهرت العديد‬
‫ّ‬ ‫الوراثية وغريها) لبناء مناوج دقيقة‬
‫من النماوج اليت مت توفيقها هلذا الغرض دقة عالية ي تصنيف الشركات حسب حالتها املالية (متعث رة‪/‬غري متعثرة)‪،‬‬
‫العادية] )‪(Altman 1968, 1983) ،(Beaver 1966‬‬ ‫وقدرة كبرية ععى التنبؤ بإمكانية حدوث الظاه رة ي الظروف‬
‫سجعت عجزا وفشال ي الظروف غري العادية؛ حيث‬
‫و )‪ (Kida 1980) ،(Springate 1978‬وآخرون [‪ ،‬غري ذهنا ّ‬
‫ذثبتت حمدوديتها موازاة مع ما شهده العامل من ذزمات مالية واقتصادية (ذزمة دول جنو شر آسيا ‪، 1997‬‬
‫األزمة املالية واالقتصادية لسنة ‪ ،) 2008‬وما تبعها من اهنيار لععديد من الشركات واملؤسسات املالية‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫(‪Enron‬‬ ‫جمموعة االهنيارات املفاجئة اليت شهدهتا كربيات الشركات العاملية البارزة مطعع األلفية الثالثة‪:‬‬
‫بإيطاليا وغريها‪ ،‬واملصنفة خارج‬ ‫( ‪)Parmalat‬‬ ‫بالواليات املتحدة األمريكية‪ (Vivendi) ،‬بفرنسا‪،‬‬ ‫و ‪)WorldCom‬‬

‫دائرة اخلطر حسب هذه النماوج‪.‬‬

‫لقد كشفت نتائج التحقيقات اليت تعت هذه االهنيارات قصورا كبريا ي النظم والقواعد واإلجراءات الرقابية‬
‫واإلشرافية املعمول هبا عن التصدي لعممارسات واألساليب املبتك رة ي الغش‪ ،‬والتدليس‪ ،‬والتضعيل‪ ،‬والتالعب‬
‫بالقوائم املالية لعشركات‪ ،‬والفساد املايل واإلداري الذي كان سائدا‪ ،‬وهو ما ساهم ي توجيه اهتمام الباحثن‬
‫واملختصن ي اإلدارة واملالية واالقتصاد القياسي إىل التفكري ي مراجعة مناوج التنبؤ املبنية ذساسا ععى املؤشرات‬
‫الكمية‪ ،‬والعمل ععى إد راج بعض املؤشرات النوعية املرتبطة بأساليب اإلدا رة والتسيري والرقابة ععى نشاط الشركات‬
‫ضمن مناوج جديدة مبتكرة‪ ،‬وهو ما تزامن مع موجة االنتقادات واملطالب بضرورة القيام بإصالحات عاجعة‬
‫وعميقة ي النظم والقوانن والتشريعات املعمول هبا من ذجل إقامة إطار حمكم وفعال لعممارسات السعيمة‬
‫لألعمال‪ ،‬وتوفري قدر ذكرب من احلماية لعمسامهن واملستثمرين واألط راف األخرى وات املصعحة‪ ،‬وهو ما ميثل‬
‫جوهر فعسفة حوكمة الشركات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إشكالية البحث‬


‫مستمرة من‬
‫ّ‬ ‫تقد م حوكمة الشركات جمموعة من اآلليات الداخعية واخلارجية املتكامعة ‪ ،‬واليت تشتغل بصفة‬
‫ّ‬
‫ذجل تنظيم العالقة بن األطراف الفاععة ي الشركة‪ ،‬واإلشراف والرقابة ععى ذداء الفريق اإلداري وتوجيهه‪ ،‬ودعم‬

‫ت‬
‫مـقدم ـ ــة ع ـ ـ ــامـة‬

‫ذداء الشركة واحلفاظ ععى استمراريتها‪ ،‬ومنع بروز ذي سعوكيات غري قانونية و‪/‬ذو غري ذخالقية ميكن ذن يكون هلا‬
‫آثا ار مالية وغري مالية كارثية ععى مالك الشركة‪ ،‬وتؤثر سعبا ععى عالقتها مع جمموعة األطراف ذصحا املصعحة‬
‫فيها وععى قدرهتا ععى إشباع رغباهتم‪ ،‬األمر الذي جيععها عرضة ملشاكل وصعوبات مالية (التعثر املايل) من‬
‫مكمنا لصراع املصعحة من ناحية ذخرى‪ ،‬وهو ما قد يرهن بقاءها ومنوها واستمراريتها‪.‬‬
‫ناحية‪ ،‬و ً‬
‫بناء ععى ولك‪ ،‬حياول كل من املالك والطواقم اإلدارية القائمة ععى إدا رة وتسيري الشركات واهليئا ت املكعفة‬
‫بتوجيهها وتقومي ذدائها والرقابة ععيه‪ ،‬إقامة اهلياكل واألطر الكفيعة بضمان عدم الوقوع ي مثل تعك الظروف‪ ،‬وهو‬
‫عكم الكا ي من املععومات حول العوامل املسببة هلا ‪ ،‬والتنبؤ بإمكانية‬
‫معمق‪ ،‬ومجع ل ّ‬ ‫ما يقتضي القيام بتشخيص ّ‬
‫وقوعها‪ ،‬ومن مث اختاو اإلجراءات التصح يحية الالزمة من ذجل تفاديها‪.‬‬

‫وععيه‪ ،‬وهبدف التعرف ذكثر ععى اجلوانب املختعفة املتععقة بالتعثر املايل لعشركات‪ ،‬واالنعكاسات املالية‬
‫املعرب عنها وحوكمة الشركات‪ ،‬وكذا إمكانية استخدام هذه األخرية لعتنبؤ‬
‫لعممارسات املثعى ي اإلدارة والتسيري ّ‬
‫باحتمالية التعرض لعظاه رة املدروسة‪ ،‬فإننا سنحاول من خالل وحثنا هذا التعرف ععى ممارسات احلوكمة ي‬
‫الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‪ ،‬والكشف عن إ مكاني ة االعتماد ععى هذه املمارسات ي التنبؤ بإمكانية الوقوع‬
‫ ي حالة التعثر املايل‪ .‬وععى هذا األساس‪ ،‬فإنه ميكن صياغة إشكالية البحث ي السؤال الرئيسي التايل‪:‬‬

‫‪ ‬هل يوجد أثر ذو داللة إحصائية ملؤشرات حوكمة الشركات على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات؟‬

‫وقد مت تقسيم هذا السؤال إىل سبعة (‪ )7‬ذسئعة فرعية هي‪:‬‬

‫‪ - 1‬هل يوجد ذثر وو داللة إحصائية لرتكي ز املعكية ععى التنبؤ بالتعثر املايل لعشركات؟‬
‫‪ - 2‬هل يوجد ذثر وو داللة إحصائية ملعكية املسريين ععى التنبؤ بالتعثر املايل لعشركات؟‬
‫‪ - 3‬هل يوجد ذثر وو داللة إحصائية ملعكية ذعضاء جمعس اإلدارة ععى التنبؤ بالتعثر املايل لعشركات؟‬
‫‪ - 4‬هل يوجد ذثر وو داللة إحصائية حلجم جمعس اإلدارة ععى التنبؤ بالتعثر املايل لعشركات؟‬
‫‪ - 5‬هل يوجد ذثر وو داللة إحصائية لعفصل بن منصيب رئيس جمعس اإلدارة واملدير العام ععى التنبؤ‬
‫بالتعثر املايل لعشركات؟‬
‫‪ - 6‬هل يوجد ذثر وو داللة إحصائية لنشاطات جمعس اإلدارة ععى التنبؤ بالتعثر املايل لعشركات؟‬
‫‪ - 7‬هل يوجد ذثر وو داللة إحصائية لتنوع جنس ذعضاء جمعس اإلدارة ععى التنبؤ بالتعثر املايل لعشركات؟‬

‫ث‬
‫مـقدم ـ ــة ع ـ ـ ــامـة‬

‫ثانيا‪ :‬فرضيات البحث‬


‫بناء ععى إشكالية البحث‪ ،‬وبغرض اإلجابة عن ذسئعتها‪ ،‬مت وضع الفرضية الرئيسية التالية‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬يوجد أثر ذو داللة إحصائية ملؤشرات حوكمة الشركات على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫قسمت إىل جمموعة الفرضيات الفرعية التالية‪:‬‬


‫وقد ّ‬
‫‪ - 1‬يوجد ذثر وو داللة إحصائية لرتكيز املعكية ععى التنبؤ بالتعثر املايل لعشركات‪.‬‬
‫‪ - 2‬يوجد ذثر وو داللة إحصائية ملعكية املسريين ععى التنبؤ بالتعثر املايل لعشركات‪.‬‬
‫‪ - 3‬يوجد ذثر وو داللة إحصائية ملعكية ذعضاء جمعس اإلدارة ععى التنبؤ بالتعثر املايل لعشركات‪.‬‬
‫‪ - 4‬يوجد ذثر وو داللة إحصائية حلجم جمعس اإلدارة ععى التنبؤ بالتعثر املايل لعشركات‪.‬‬
‫‪ - 5‬يوجد ذثر وو داللة إحصائية لعفصل بن منصيب رئيس جمعس اإلدارة واملدير العام ععى التنبؤ بالتعثر‬
‫املايل لعشركات‪.‬‬
‫‪ - 6‬يوجد ذثر وو داللة إحصائية لنشاطات جمعس اإلدارة ععى التنبؤ بالتعثر املايل لعشركات‪.‬‬
‫‪ - 7‬يوجد ذثر وو داللة إحصائية لتنوع جنس ذعضاء جمعس اإلدارة ععى التنبؤ بالتعثر املايل لعشركات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أمهية البحث‬


‫يعاجل البحث ذحد املواضيع احلديثة اهلامة ي الفكر املايل واحملاسيب واإلداري بصفة عامة‪ ،‬وولك من خالل‬
‫التعرض لظاهرة التعثر املايل لعشركات بالد راسة والتحعيل ‪ ،‬وتسعيط الضوء ععى جمموعة العوامل املسببة هلا ذو‬
‫املسامهة ي حدوثها‪ ،‬والرتكيز ععى العوامل املتععقة هبياكل اإلدارة واإلجراءات والقواعد املعتمدة ي تسيري وإدارة‬
‫الشركات‪ ،‬كما يعمل البحث ععى اختبار تأثري جمموعة من املؤش رات النوعية املتععقة باملعايري املثعى لدإدارة والتسيري‬
‫(مؤشرات حوكمة الشركات) ععى اجلوانب املالية لعشركات ي اجلزائر‪ ،‬وكذا حماولة تقدمي مدخل مبتكر قائم ععى‬
‫تعك املؤشرات لعكشف والتنبؤ باحتمالية وقوع ظاه رة التعثر املايل‪ ،‬وولك باالعتماد ععى ذسعو حتعيل االحندار‬
‫العوجسيت‪.‬‬

‫املصعحة‬ ‫ونظ ار ملا خيعفه وقوع الشركة ي حالة التعثر املايل من آثار سعبية ععى كافة األطراف ذصحا‬
‫الداخعية واخلارجية من ناحية‪ ،‬وكذا انعكاساهتا اخلطرية ععى اقتصاديات البعدان حمل النشاط وجمتمعاهتا ككل من‬
‫ناحية ذخرى‪ ،‬فإن الكشف عن األسبا والعوامل اليت ميكن ذن تساهم ي حدوث الظاهرة والتنبؤ هبا من شأنه‬

‫ج‬
‫مـقدم ـ ــة ع ـ ـ ــامـة‬

‫ذن يتيح لعقائمن ععى إدارة الشركات إمكانية اختاو القرارات املناسبة ي الوقت املناسب لتفادي الوقوع ي حالة‬
‫التعثر‪ ،‬وإجراء التصحيحات الالزمة ملعاجلته واحلد من خطورته وآثاره إوا كانت الشركة عرضة له‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أهداف البحث‬


‫يسعى البحث إىل حتقيق جمموعة من األهداف‪ ،‬ذمهها‪:‬‬

‫‪ -‬تسعيط الضوء ععى واقع ممارسات احلوكمة ي الشركات حمل الد راسة ‪ ،‬وإبراز األطر التشريعية والتنظيمية‬
‫املرتبطة هبا ي بيئة األعمال اجلزائرية؛‬
‫‪ -‬حتديد والتعرف ععى املفاهيم املرتبطة بظاهرة التعثر املايل لعشركات‪ ،‬والعوامل املسامهة ي حدوثها؛‬
‫‪ -‬إبراز ذمهية املؤشرات النوعية‪ ،‬ممثعة ي مؤشرات حوكمة الشركات‪ ،‬ي حتعيل والتنبؤ بأداء الشركات؛‬
‫‪ -‬التعرف ععى واقع ممارسات حوكمة الشركات ي الشركات املتعثرة وغري املتعث رة ماليا‪ ،‬والكشف عن‬
‫إمكانية وجود اختالف بينهما؛‬
‫‪ -‬اختبار والكشف عن ذثر ممارسات احلوكمة ععى التعثر املايل لعشركات؛‬
‫‪ -‬اختبار قدرة مؤشرات حوكمة الشركات ععى تفسري والتنبؤ باحتمالية التعرض لظاهرة التعثر املايل؛‬
‫‪ -‬تقدمي واقرتاح مجعة من التوصيات اليت قد تساهم ي بناء سياسات رشيدة تعمل ععى التقعيل من حدوث‬
‫التعثرات املالية ععى مستوى الشركات‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬دوافع اختيار موضوع البحث‬


‫هناك العديد من العوامل اليت حفّزت الباحث ععى اخلوض ي موضوع البحث‪ ،‬ذمهها‪:‬‬

‫‪ -‬االرتباط املباشر بتخصص الباحث وميوالته البحثية؛‬


‫‪ -‬حداثة موضوع حوكمة الشركات وذمهيته الكبرية بالنسبة لعشركات واالقتصاد واجملتمع ككل‪ ،‬وحماولة‬
‫االستفادة من جتار الدول الرائدة ي جمال حوكمة الشركات؛‬
‫‪ -‬تسعيط الضوء ععى ذحد ذهم اهلياكل اإلدارية (اإلدارة الععيا) املسرية لعشركات اجلزائرية‪ ،‬ووضعها حمل‬
‫احملددة لدورها‪ ،‬واملنظّمة‬
‫معم ق بغرض التحقق من كفاية وفعالية اإلجراءات والقواعد ّ‬
‫دراسة وحتعيل ّ‬
‫لنشاطها؛‬

‫ح‬
‫مـقدم ـ ــة ع ـ ـ ــامـة‬

‫‪ -‬الرغبة ي دراسة وتشخيص واقع ممارسات حوكمة الشركات ي اجلزائر‪ ،‬والكشف عن مواطن العجز‬
‫الفعالة من جهة ذخرى؛‬
‫والقصور من جهة‪ ،‬وتثمن اآلليات ّ‬
‫‪ -‬قعة البحوث والدراسات اليت تتناول موضوع التعثر املايل لعشركات اجلزائرية من خالل حتعيل مسبباته‬
‫املرتبطة باملمارسات اإلدارية والتنظيمية لعشركة‪ ،‬والكشف عن ذمهيتها ي التنبؤ بإمكانية التعرض لعظاهرة؛‬
‫‪ -‬الوضعية السيئة اليت تعيشها عينة من الشركات اجلزائرية ععى كل مستوياهتا التنظيمية واإلدارية واملالية‪ ،‬وما‬
‫ارتبط هبا من فساد مايل وإداري يعصف بواقع األعمال ي اجلزائر‪ ،‬وحماولة التطر لبعض العوامل احملتمعة‬
‫من وجهة نظر مرتبطة بالتخصص‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬منهج البحث‬


‫انطالقا من طبيعة البحث واحملاور اليت مت تصميمها بغرض معاجلته‪ ،‬وحتقيق األهداف اليت نسعى إليها‪ ،‬مت‬
‫االعتماد ععى املناهج اليت تتالءم مع اجلزذين النظري والتطبيقي لعبحث‪ ،‬وفيما يعي تفصيل ذوىف‪:‬‬

‫‪ ‬اجلزء النظري‪ :‬مت االعتماد ععى املنهج الوصفي التحعيعي باعتبا ره منهجا مالئما ملثل هذه املواضيع ؛ حيث‬
‫مت عرض املفاهيم واألطر الفكرية واملعرفية املرتبطة مبوضوعي حوكمة الشركات والتنبؤ ب ظاهرة التعثر املايل‪،‬‬
‫وكذا حتعيل اآلثار احملتمعة ملمارسات حوكمة الشركات ععى هذه األخرية‪ ،‬وهو ما من شأنه ذن يسمح‬
‫بالتعرف ذكثر ععى الظاهرة املدروسة وتفسري الظروف احمليطة هبا‪ ،‬وتقدمي صورة واضحة ودقيقة عنها‪ ،‬متهيدا‬
‫حملاولة قياسها وتقدمي دالئل ععمية معموسة حوهلا‪.‬‬
‫دراسة احلالة بالنسبة جملموعة من شركات املسامهة الناشطة‬ ‫‪ ‬اجلزء التطبيقي‪ :‬مت االعتماد ععى ذسعو‬
‫بواليات‪ :‬سطيف‪ ،‬برج بوعريريج واملسيعة‪ ،‬حيث مت مجع البيانات املتععقة بكل من املؤشرات الدالة ععى‬
‫واقع ممارسات احلوكمة ي الشركات حمل الدراسة‪ ،‬وكذا القوائم املالية لعشركات بغرض استخدامها ي‬
‫تصنيف الشركات إىل متعثرة وسعيمة‪ ،‬ليتم بعدها دراستها والنظر ي جزئياهتا هبدف الوصول إىل فهم ذعمق‬
‫لعظاهرة املدروسة‪.‬‬

‫خ‬
‫مـقدم ـ ــة ع ـ ـ ــامـة‬

‫سابعا‪ :‬الدراسات السابقة‬


‫نستعرض فيما يعي بعض الدراسات وات الصعة مبوضوع البحث مرتّبة حسب تسعسعها الزمين من‬
‫األحدث إىل األقدم‪:‬‬

‫‪ (Pramudena,‬بعنوان‪:‬‬ ‫‪2017)1‬‬ ‫‪ ‬دراسة‪:‬‬


‫‪"The Impact of good corporate governance on financial distress in the consume r goods‬‬
‫‪sector".‬‬

‫سعت الدراسة إىل الكشف عن ذثر املمارسات اجليدة حلوكمة الشركات ععى احتمالية التعرض لظاهرة‬
‫ا لتعثر املايل‪ ،‬وولك بإج راء دراسة ميدانية ععى شركات تصنيع السعع االستهالكية املدرجة ي البورصة اإلندونيسية‬
‫)‪ .The Indonesian Stock Exchange (BEI‬توصعت الدراسة إىل ذن مل عكية املستثمرين املؤسساتين ومعكية‬
‫املسريين ذثر عكسي ععى احتمالية التعرض لظاهرة ا لتعثر املايل؛ ذي ذنه كعما زادت نسبة معكية املستثمرين‬
‫املؤسساتين ونسبة معكية املسريين قعّت احتمالية التعرض لعظاه رة والعكس صحيح‪ ،‬ي حن ذن لنسبة معكية‬
‫وعدد ذعضاء جمعس اإلدارة ذثر طردي ععى‬ ‫)‪(The Board of Commissioners‬‬ ‫ذعضاء جمعس املفوضن‬
‫احتمالية حدوث الظاهرة‪.‬‬

‫‪ (Moghaddam‬بعنوان‪:‬‬ ‫‪& Filsaraei, 2016)2‬‬ ‫‪ ‬دراسة‪:‬‬


‫‪"The Impact of corporate governance characteristics on the financial distress ".‬‬

‫هدفت الدراسة إىل التحقق من طبيعة ذثر مؤشرات حوكمة الشركات باعتبارها ذحد ذهم املؤشرات اليت يتم‬
‫االعتماد ععيها من قبل مستخدمي التقارير املالية الختاو قراراهتم (مستوى استقاللية جمعس اإلدا رة‪ ،‬ومعكية‬
‫املستثمرين املؤسساتين‪ ،‬واجلمع بن منصيب رئيس جمعس اإلدارة والرئيس التنفيذي (املدير العام)) ععى التعثر املايل‬
‫)‪(Tahran Stock Exchange‬‬ ‫لعشركات‪ .‬مت االعتماد ععى التقارير املالية لـ ‪ 82‬شركة مدرجة ي بورصة طهران‬
‫حتعيل االحندار اخلطي املتعدد‪.‬‬ ‫لعفرتة املمتدة ما بن ‪ 2010‬و ‪ 2014‬جل مع البيانات وحتعيعها باستخدام ذسعو‬
‫توصعت الدراسة إىل ذن معكية املستثمرين املؤسساتين تساهم ي التقعيل من احتمالية التعثر املايل لعشركات‪ ،‬ي‬
‫حن ذهنا مل تثبت وجود ذي ذثر ملستوى استقاللية جمعس اإلدا رة واجلمع بن منصيب رئيس جمعس اإلدارة والرئيس‬
‫التنفيذي ععى الظاهرة املدروسة‪.‬‬

‫‪1 -Sri‬‬‫‪Mart i Pramudena, The Impact of g ood corporate governance on fi nancial distress in the consumer‬‬
‫‪goods sector, Journal of Finance and Banking Review, Vol. 2, No . 4, 2017.‬‬
‫‪2 -Reza Jarrahi Moghaddam and Mahdi Filsaraei, The Impact of corporate governance characteristics on the‬‬

‫‪financial distress, International Finance and Banking, Vol. 3, N°. 2, 2016.‬‬

‫د‬
‫مـقدم ـ ــة ع ـ ـ ــامـة‬

‫‪ (Manzaneque‬بعنوان‪:‬‬ ‫‪et al., 2016)1‬‬ ‫‪ ‬دراسة‪:‬‬


‫‪"Corporate governance effect on financial distress likelihood: Evidence from Spain".‬‬

‫وحثت الدراسة ي تأثري بعض آليات حوكمة الشركات ععى احتمالية وقوع الشركات اإلسبانية ي التعثر‬
‫املايل‪ ،‬حيث مت االعتماد ععى طبيعة املعكية وخصائص جمعس اإلدا رة لـ ‪ 308‬شركة إسبانية مدرجة ي البورصة‬
‫(نصفها متعثر والنصف اآلخر سعيم ) ي الفرتة املمتدة ما بن ‪ 2007‬و‪ .2012‬باستخدام ذسعو حتعيل االحندار‬
‫العوجسيت ي حتعيل البيانات‪ ،‬توصعت الدراسة إىل وجود تأثري عكسي ل نسبة معكية ذعضاء جمعس اإلدارة‬
‫واستقاللية جمعس اإلدا رة وحجمه ععى إمكانية التعرض لظاهرة التعثر املايل‪ ،‬ي حن مل يظهر ذي ذثر لرتكيز املعكية‬
‫واجلمع بن منصيب رئيس جمعس اإلدارة واملدير العام ععى احتمالية التعرض لعظاهرة‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة‪ (Li et al., 2015)2 :‬بعنوان‪:‬‬


‫‪"Corporate governance and financial distress: a discrete time hazard prediction‬‬
‫‪model".‬‬

‫سعت الدراسة إىل وضع منووج لعتنبؤ بالتعثر املايل لعشركات من خالل االعتماد ععى (‪ )35‬مؤشر من‬
‫املؤشرات وات العالقة وحوكمة الشركات مستخعصة من تشكيعة جمعس اإلدارة وهيكل املعكية وذجور وتعويضات‬
‫ومكافآت الطاقم اإلداري ومواصفات رئيس جمعس اإلدارة والرئيس التنفيذي‪ .‬من خالل البحث ي مؤشرات‬
‫‪ 1688‬شركة (جمتمع الدراسة) ملدة عشر (‪ )10‬سنوات ( ‪ ،)2012 - 2003‬توصعت الدراسة إىل ذن لكل من معكية‬
‫الدولة واملعكية املؤسساتية ‪ ،‬وذجور األعضاء املستقعن ي جمعس اإلدارة وعمر رئيس جمعس اإلدارة‪ ،‬واملستوى‬
‫التععيمي لعرئيس التنفيذي‪ ،‬وتقعد الرئيس التنفيذي ملنصب ي شركة ذخرى ارتباطا داال مع إمكانية تعرض الشركة‬
‫لظاهرة التعثر املايل‪ ،‬ي حن مل يثبت وجود ذثر لباقي املؤشرات (‪ 29‬مؤشر) ععى الظاهرة املدروسة‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة‪ (Miglani et al., 2015)3 :‬بعنوان‪:‬‬


‫‪"Voluntary corporate governance structure and financial distress: Evidence from‬‬
‫‪Australia".‬‬

‫سعت الد راسة إىل الكشف عن ذثر االلتزام الطوعي باإلرشادات التوجيهية حلوكمة الشركات ععى التخفيف‬
‫شركة سعيمة‬ ‫و‪106‬‬ ‫من مشاكل التعثر املايل ي الشركات‪ ،‬وولك من خالل حتعيل وضعية ‪ 171‬شركة متعثرة‬

‫‪1 - Montserrat Manzaneque et al., Corporate governance effect on financi al distress likelihood: Evi dence‬‬

‫‪from Spain, Spanish Accounting Review, Vol. 19, N°. 1, 2016.‬‬


‫‪2 - Zhiyong Li et al., Corporate g overnance and financial distress: A discrete ti me hazard prediction model,‬‬

‫‪SSRN Electronic Journal, January 2015.‬‬


‫‪3 -Seema Mig lani et al., Voluntary corporate governance structure and financi al distress: Evi dence from‬‬

‫‪Australia, Journal of Contemporary Accounting & Economics 11, 2015.‬‬

‫ذ‬
‫مـقدم ـ ــة ع ـ ـ ــامـة‬

‫ومدرجة ي البورصة األسرتالية ععى مدار ‪ 5‬سنوات (‪ ) 2003 – 1999‬باستخدام ذسعو حتعيل االحندار العوجسيت‪.‬‬
‫توصعت الدراسة إىل ذن تبين بعض مبادئ حوكمة الشركات من شأنه ذن حيسن من ذداء الشركات من ناحية‪،‬‬
‫ويقعل من احتمالية تعرضها حلالة التعثر املايل من ناحية ذخرى؛ حيث ذظهرت الدراسة ذثرا إجيابيا لوجود ذصحا‬
‫معكيات كبرية ي الشركة‪ ،‬ومعكية املسريين‪ ،‬ووجود جلنة تدقيق مستقعة وحكم هذه األخرية (حكم إجيايب) ععى‬
‫التخفيض من خماطر التعرض لظاهرة التعثر املايل ‪ ،‬ي حن مل يثبت وجود ذي ذثر الستقاللية جمعس اإلدارة‪ ،‬واجلمع‬
‫بن منصيب رئيس جمعس اإلدارة والرئيس التنفيذي ععى إمكانية التعرض لعظاهرة‪.‬‬

‫‪ (Brédart,‬بعنوان‪:‬‬ ‫‪2014)1‬‬ ‫‪ ‬دراسة‪:‬‬


‫‪"Financial distress and corporate governance: The impact of board configuration".‬‬

‫سعت الدراسة إىل الكشف عن ما إوا كان لرتكيبة جمعس اإلدارة ذثر ععى التعثر املايل لعشركات‪ ،‬وولك من‬
‫خالل االعتماد ععى واقع االلتزام بالرتتيبات املوصى هبا ضمن مفهوم حوكمة الشركات ( حجم اجملعس‪،‬‬
‫‪312‬‬ ‫واستقالليته‪ ،‬وعدد االجتماعات خالل السنة والفصل بن منصيب الرئيس التنفيذي ورئيس جمعس اإلدارة) ل ـ‬
‫شركة بالواليات املتحدة األمريكية وذسعو االحندار العوجسيت ي حتعيل البيانات ‪ .‬توصعت الدراسة إىل ذن حلجم‬
‫جمعس اإلدارة ذثر عكسي ععى التعثر املايل‪ ،‬فيما مل يظهر ذي ذثر لباقي املؤشرات‪.‬‬

‫‪ (Salloum & Azoury,‬بعنوان‪:‬‬ ‫‪2012)2‬‬ ‫‪ ‬دراسة‪:‬‬


‫‪"Corporate governance and firms in financial distress: Evidence from a Middle Eastern‬‬
‫‪country".‬‬

‫هدفت الدراسة إىل حتديد املوصفات اإلدارية املرتبطة مبمارسات احلوكمة ي الشركات املتعث رة ماليا‪ ،‬وولك‬
‫فشل ذي شركة هو التقصري ي مسؤوليات الرقابة واملتابعة املتكفل هبم ا من قبل‬ ‫من منطعق ذن ذحد ذهم ذسبا‬
‫جمعس اإلدارة‪ .‬من خالل استخدام ذسعو حتعيل االحندار العوجسيت ي حتعيل ودراسة بيانات ‪ 178‬شركة لبنانية‬
‫(عائعية وذشكال قانونية ذخرى غري مدرجة)‪ ،‬توصعت الدراسة إىل ذن جمالس اإلدارة املكونة من غالبية األعضاء‬
‫اخلارجين ذقل احتماال ألن تواجه تعثرا ماليا والعكس صحيح‪ ،‬كما ذظهرت الدراسة وجود عالقة طردية بن حجم‬
‫جمعس اإلدا رة واحتمال حدوث الظاهرة املدروسة‪ ،‬ي حن مل يظهر وجود ذي ذثر لعفصل بن منصيب رئيس جمعس‬
‫اإلدارة والرئيس التنفيذي‪ ،‬وتركيز املعكية‪ ،‬وتنوع جنس ذعضاء جمعس اإلدارة ععى إمكانية التعرض لعظاهرة‪.‬‬

‫‪1 -Xavier‬‬ ‫‪Brédart, Financi al distress and corporate governance: The i mpact of the board configurati on,‬‬
‫‪International Business Research, Vol. 7, N°. 3, 2014.‬‬
‫‪2 -Charbel Salloum and Neh me A zoury, Corporate governance and firms in financial distress: Evi dence from‬‬

‫‪a Middle Eastern country, International Journal of Business Governance and Ethics, Vol. 7, N°. 1, 2012.‬‬

‫ر‬
‫مـقدم ـ ــة ع ـ ـ ــامـة‬

‫‪ ‬دراسة‪ (Wang & Deng, 2006)1 :‬بعنوان‪:‬‬


‫‪"Corporate governance and financial distress: Evidence from Chinese Listed‬‬
‫‪Companies".‬‬

‫سعت الدراسة إىل الكشف عن العالقة بن خصائص حوكمة الشركات وخماطر التعثر املايل لعشركات‬
‫الصينية من خالل حتعيل بيانات ‪ 192‬شركة نصفها متعثر ماليا والنصف اآلخر سعيم‪ ،‬واستخدام ذسعو حتعيل‬
‫االحندار العوجسيت‪ .‬توصعت الدراسة إىل وجود ذثر عكسي لعمعكيات الكبرية لعمسامهن‪ ،‬ومعكية الدولة‪،‬‬
‫واستقاللية جمعس اإلدا رة ععى احتمالية التعرض حلالة التعثر املايل‪ ،‬ي حن مل تظهر الدراسة ذي ذثر لعمعكية‬
‫املتوازنة لعمسامهن‪ ،‬ومعكية املسريين ‪ ،‬وحجم جمعس اإلدارة والفصل بن منصيب رئيس جمعس اإلدارة والرئيس‬
‫التنفيذي ععى احتمالية التعرض لعظاهرة‪.‬‬

‫نالحظ من خالل الدراسات السابق وكرها وجود اختالف ومتايز ي النتائج املتوصل إليها‪ ،‬وولك‬
‫باختالف بيئة النشاط والقوانن والتشريعات املنظمة هلا‪ ،‬وععيه ميكن القول ذن اآلثار احملتمعة ملمارسات حوكمة‬
‫لعتبين دون األخذ بعن االعتبار‬
‫الشركات ععى ظاهرة التعثر املايل وإمكانية التنبؤ هبا تبقى غري حامسة‪ ،‬وال قابعة ّ‬
‫خصوصيات البعد وطبيعة الشركات الناشطة فيه‪ .‬وبناء ععى ما سبق‪ ،‬يظهر ذن هذا البحث هو امتداد لعبحوث‬
‫اليت تناولت املوضوع ‪ ،‬غري ذنه ميكن اإلشارة إىل العديد من النقاط اليت متيزه عنها‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -‬يعاجل البحث موضوع ممارسات حوكمة الشركات ي اجلزائر ‪ ،‬وهي دولة وات خصوصيات عديدة إوا ما‬
‫قورنت ببعدان ذخرى‪ ،‬حيث ختتعف القوانن املنظمة لعنشاط االقتصادي‪ ،‬وختتعف طبيعة الشركات‬
‫واآلليات اليت حتكم فعاليتها؛‬
‫‪ -‬تسعيط الضوء ععى ظاهرة التعثر املايل ي الشركات اجلزائرية‪ ،‬واملسامهة ي تقدمي حعول عمعية من وجهة‬
‫نظر متخصصة؛‬
‫‪ -‬حماولة استخالص ذهم املؤشرات املرتبطة مبمارسات حوكمة الشركات واليت ميكن هلا التنبؤ بالتعثر املايل‬
‫لعشركات اجلزائرية‪ ،‬مبا حتمعه هذه األخرية من خصوصيات؛‬
‫‪ -‬تعتمد دراستنا ععى استق راء القوانن والتشريعات املعمول هبا‪ ،‬واستنباط املفاهيم املرتبط وحوكمة الشركات‪،‬‬
‫وهذا لعدم وجود ذي نصوص صرحية تتععق باملوضوع‪.‬‬

‫‪1 -Zong-Jun‬‬
‫‪Wang and Xiao-Lan Deng, Corporate governance and financi al distress: Evi dence fr om Chinese‬‬
‫‪Listed Companies, The Chinese Economy, Vol. 39, N°. 5, 2006.‬‬

‫ز‬
‫مـقدم ـ ــة ع ـ ـ ــامـة‬

‫ثامنا‪ :‬صعوبات البحث‬


‫خالل مسرية إجناز هذا البحث‪ ،‬اعرتضت الطالب العديد من العوائق والصعوبات نعخصها فيما يعي‪:‬‬
‫‪ -‬عد م وجود بنك ذو قاعدة بيانات خاصة بالشركات اجلزائرية ميكن االعتماد ععيها ي مجع املععومات‬
‫الالزمة ‪ ،‬ما استعزم التنقل إىل مجيع الشركات املعنية بالدراسة‪ ،‬كما ذن هذه التنقالت قد تضاعفت‬
‫بسبب العوائق البريوقراطية وعدم جتاو بعض الشركات؛‬
‫‪ -‬امتناع ورفض العديد من الشركات منح املوافقة إلجراء الدراسة امليدانية‪ ،‬خاصة وذهنا تزامنت مع الفرتة‬
‫حادة‪ ،‬وما تبعه من تصاعد لعضغوط وحترك جلهاز العدالة من‬
‫اليت شهد فيها الوضع العام لعبعد تقعبات ّ‬
‫ذجل فتح حتقيقات حول نشاط الشركات؛‬
‫‪ -‬خصوصية موضوع البحث وطبيعة املععومات املطعوبة جععت العديد من الشركات حتجم عن منحنا‬
‫بالسر املهين و‪/‬ذو ذهنا ال حتظى خباصية اإلفصاح العام!‬
‫ّ‬ ‫إياها وحجة تععقها‬
‫‪ -‬صعوبة وطول املدة الالزمة من ذجل ترتيب لقاءات مع ذعضاء الطاقم اإلداري (اإلطارات املسرية)‬
‫وذعضاء جمعس اإلدارة‪ ،‬والتحفظ الكبري حول العديد من النقاط وات الصعة مبجعس اإلدارة‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬هيكلة البحث‬


‫بغرض معاجلة موضوع البحث‪ ،‬واإلحاطة بكافة عناصره‪ ،‬مت تقسيمه إىل ذربعة فصول رئيسية هي‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬
‫يتطر هذا الفصل لعجوانب النظرية والفكرية حلوكمة الشركات‪ ،‬من خالل استعراض ذهم املفاهيم املتععقة‬
‫وحوكمة الشركات والعوامل اليت سامهت ي تطور االهتمام هبا‪ ،‬وكذا إبراز ذمهيتها‪ ،‬ليتم بعدها اخلوض ي ذهم‬
‫آليات حوكمة الشركات ومؤشراهتا والعمل ععى حتعيل العالقة اليت جتمعها‪ .‬و ي األخري‪ ،‬إبراز مبادئها‪ ،‬مناوجها‬
‫وواقعها ي اجلزائر‪.‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬
‫يُستهل هذا الفصل بعرض تعريف لعتعثر املايل لعشركات واملفاهيم املرتبطة به وذسبابه واملؤش رات الدالة ععيه ‪،‬‬
‫وكذا ذهم األساليب املستخدمة ي عالجه‪ ،‬ليتم بعدها استع راض معىن التنبؤ بالتعثر املايل وذمهيته بالنسبة لعشركات‬
‫املصعحة فيها‪ ،‬وكذا األساليب والنماوج املستخدمة ي التنبؤ به‪ ،‬وخيتتم هذا الفصل‬ ‫وكافة األطراف ذصحا‬

‫س‬
‫مـقدم ـ ــة ع ـ ـ ــامـة‬

‫بتحعيل والبحث ي ذثر مؤشرات ذو ممارسات حوكمة الشركات املستخعصة من هيكل املعكية‪ ،‬وهيكعة وخصائص‬
‫ومميزات جمعس اإلدارة ععى التنبؤ باحتمالية التعرض لظاهرة التعثر املايل‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬
‫خصص هذا الفصل لتوضيح اإلجراءات املنهجية املتبعة ي إعداد الدراسة؛ من خالل حتديد العينة املبحوثة‬
‫ّ‬
‫وطريقة مجع البيانات املالية و غري املالية املستخدمة ي بناء النمووج الذي نسعى إىل تقديره‪ ،‬كما يستعرض هذا‬
‫الفصل األدوات واألساليب اإلحصائية املستخدمة ي حتعيل ومعاجلة البيانات الكمية والوصفية‪ ،‬وكذا مدخل‬
‫تعريفي موجز حول منووج حتعيل االحندار العوجسيت املستخدم ي الدراسة‪ ،‬ليتم بعدها عرض نتائج التحعيل‬
‫اإلحصائي الوصفي لعبيانات واختبار داللة الفرو بن املتوسطات ملتغريات الدراسة‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬
‫خصص املبحث األول لعتحقق من جودة منووج‬
‫ينقسم هذا الفصل إىل ثالث مباحث ذساسية؛ حيث ّ‬
‫خعوه من مشكعة التعدد اخلطي ومالءمته‬
‫حتعيل االحندار العوجسيت املستخدم‪ ،‬وولك من خالل التأكد من ّ‬
‫ملوضوع الدراسة بشكل عام‪ .‬ذما املبحث الثاين فيستعرض نتائج تقدير معامالت النمووج وتفسريها بطريقتن‪:‬‬
‫املقدرة ومناقشة فرضيات الدراسة‪.‬‬
‫مباشرة وغري مباشرة‪ .‬ليتم ذخريا –املبحث الثالث ‪ -‬اختبار معنوية املعامالت ّ‬

‫ش‬
‫الفصل األول‬
‫اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫متهيد‬
‫شهدت املشروعات االقتصادية مع ظهور الثورة الصناعية تطورات هامة وتغيريات جوهرية يف نشاطها‪،‬‬
‫وتنظيمها وتسيريها‪ ،‬حيث ساهم الطلب املت زايد على املنتجات الصناعية إىل كرب حجم املشروعات‪ ،‬وظهور‬
‫أشكال جديدة من الشركات ذات القد رة العالية على جتميع األموال وتوظيف أعداد كبرية من العمال‪ ،‬ما عج ل‬
‫بظهور فئة جديدة من الفاعلني االقتصاديني الذين يتحلون مبيزات ومهارات خاصة يف اإلدارة والتسيري لنيابة املالك‬
‫احلقيقيني يف إدارة شؤون هذا الشكل من الشركات‪.‬‬

‫إن انفصال امللكية عن اإلدارة الذي ميز األشكال اجلديدة من الشركات ما لبث أن أثار موجة من‬
‫املخاوف والشكوك املرتبطة بسلوك طبقة املدراء‪ ،‬وإمكانية استغالهلم ألصول الشركات من أجل خدمة أغراض‬
‫ومصاحل شخصية على حساب مصاحل املالك‪ ،‬خاصة يف ظل عدم امتالكهم لكافة املعلومات املرتبطة بنشاط‬
‫الشركة‪ ،‬وافتقارهم للمعارف واخلربات الالزمة اليت متكنهم من تقومي أدائها واحلكم على كفاءهتا‪.‬‬

‫موا زاة مع ما شهده العامل خالل العقود األخرية من اهنيار وإفالس العديد من الشركات العاملية الكبرية‪،‬‬
‫وهزات وأزمات مالية واقتصادية عنيفة‪ ،‬وامتداد آثارها السلبية اليت مست‪ ،‬ليس فقط مالك ومسريي الشركات‪ ،‬بل‬
‫مجيع األطراف ذات العالقة من عمال‪ ،‬ومؤسسات مالية‪ ،‬وعمالء وموردين وغريهم‪ ،‬وانعكاساهتا اخلطرية على‬
‫األوضاع االقتصادية واالجتماعية والسياسية للعديد من البلدان ‪ ،‬فقد برزت احلاجة العتماد وإقامة حزمة من‬
‫اإلجراءات والقواعد والقوانني التصحيحية العميقة اليت متكن من ضبط األطر التنظيم ية والرقابية واإلشرافية املعتمدة‬
‫يف إدارة االقتصاديات بشكل عام‪ ،‬والشركات بشكل خاص‪ ،‬من أجل إدارة العالقة بني كافة األطراف ذات‬
‫املصلحة‪ ،‬وضمان محاية مالئمة ومتوازنة لتلك اليت هلا مصاحل متعارضة بطبيعتها وفق مبادئ واضحة وشفافة‪.‬‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬فقد مت تقسيم هذا الفصل إىل ثالث مباحث رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬ماهية حوكمة الشركات؛‬
‫‪ ‬املبحث الثاين‪ :‬آليات حوكمة الشركات ومؤشراهتا؛‬
‫‪ ‬املبحث الثالث‪ :‬مبادئ حوكمة الشركات ومناذجها‪ ،‬وواقعها يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫املبحث األول‪ :‬ماهية حوكمة الشركات‬


‫شهد موضوع حوكمة الشركات خالل العقود األخرية اهتماما متزايدا من قبل املفكرين األكادمييني‬
‫واملمارسني على حد سواء‪ ،‬كما تعددت استخداماته يف كافة اجملاالت اإلدارية منها واالقتصادية والسياسية‬
‫والقانونية واالجتماعية‪ ،‬وهو ما وسع من مفهومه ومعانيه ودالالته وأبعاده‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم حوكمة الشركات‬

‫يعترب املفهوم احلديث حلوكمة الشركات نتاج سلسلة من التطورات اليت شهدهتا عدد من األفكار واملفاهيم‬
‫املعا ي الرييسية للووكمة كمفهوم عام‪ ،‬وختتلف‬ ‫املستخدمة منذ القدمي‪ ،‬واليت تشرتك يف كوهنا تعرب عن بع‬
‫باختالف داللتها الظرفية‪ ،‬والسياق الذي استخدمت فيه‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حملة تارخيية حول املصطلح وبروز فكرة احلوكمة‬

‫حوكمة ‪ ،‬واملقابل للرتمجة اإلجنليزية ملصطل‬ ‫تعود بديات ظهور املعا ي األساسية للمفهوم املعاصر مل صطل‬
‫املشتق من املصدر‬ ‫)‪(Kybernein‬‬ ‫)‪ ،(Governance‬والفرنسية ملصطل ( ‪ ،)Gouvernance‬إىل الفعل اليونا ي‬
‫)‪ (Kybernao‬مبعىن الشخص الذي يقود ويوجه ويتوكم يف السفينة ‪ ، 1‬وهو ما حيمل معا ي املسؤولية واإلشراف‬
‫على بلوغ السفينة مقصدها‪ ،‬وخضوع كل من هو حتت إمرة الرب ان لتوجيهات وقواعد يضمن من خالهلا حسن‬
‫تنظيم الرحالت‪ ،‬ورعاية وصون ممتلكاته وممتلكات غريه ممن عهد إليه بنقلها‪ ،‬األمر الذي يثري اجلوانب‬
‫للداللة على حكم وإدارة شؤون األفراد‪ ،‬ليظهر‬ ‫(‪)Platon‬‬ ‫والسلوكيات األخالقية للربان‪ .‬كما استخدمه أفالطون‬
‫فقد استخدم املصطل‬ ‫( ‪)Aristote‬‬ ‫بعدها الفعل الالتيين )‪ (Gubernare‬حامال لنفس املعىن السابق‪ .2‬أما أرسطو‬
‫وقيميا‪.‬‬
‫يف اإلشا رة إىل البلد الذي حيكمه شخص متخلق وعادل ‪ ،‬وهو ما أضفى على املصطل بعدا أخالقيا ً‬
‫‪3‬‬

‫وعليه‪ ،‬ميكن القول أن بدا يات ظهور مصطل حوكمة كانت من منطلق املمارسة الفعلية للمسؤوليات وتنفيذ‬
‫األعمال الالزمة وليس الرقابة واإلشراف على تنفيذها‪.‬‬

‫‪1 -David‬‬ ‫‪F. J. Campbell and Elias G. Carayannis., Epistemic g overnance in higher educati on: Quality‬‬
‫‪enhancement of universities for development, Springer Briefs In Business, New York, USA, 2013, p 3.‬‬
‫‪2 -Robert Joumard, Le concept de gouvernance, rapport n° LTE 910, présenté pour l’institut national de‬‬

‫‪recherche sur les transports et leur s écurité, Paris, France, 2009, p 9.‬‬
‫‪3 -Co mmission Européenne pour la démocratie par le dro it (Co mmission de Venise), Bilan sur les noti ons de‬‬

‫‪« bonne gouvernance » et de « bonne administration », Etude N° 470, Strasbourg, France, 2008, p 3.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫كناية‬ ‫)‪(Gouvernement‬‬ ‫ظهر املصطل يف فرنسا خالل القرن الثالث عشر كمرادف ملصطل حكومة‬
‫عن فن أو طريقة احلكم‪ ،‬كما استخدم مبعا ي أوسع انطالقا من سنة ‪1478‬م لإلشا رة إىل اهلياكل اليت تعتمد‬
‫مميز أو خاصا‪ ،‬وكذا أعباء والتزامات احلكم‪ ،‬ليشيع استخدام املصطل بعدها يف كل من اللغات‬
‫شكال إداري ا ا‬
‫اإلجنليزية‪ ،‬اإلسبانية والربتغالية حتت مفهوم وسيلة لإلدارة واحلكم‪ ،1‬وهو ما حيمل يف معانيه اآلليات اليت تضمن‬
‫ممارسة السلطة من أجل حتقيق تطلعات األفراد اخلاضعني للوكم‪.‬‬

‫وموا زاة مع بروز الثورة الصناعية وتوسع نشاط الشركات وكرب حجمها‪ ،‬وظهور شركات املسامهة‪ ،‬أصب من‬
‫غري املمكن ملالك هذه الشركات التوكم فيها وإدارهتا‪ ،‬وهو ما ساهم يف ظهور فئة خمتصة يف التسيري واإلدارة ‪،‬‬
‫باإلدارة‬ ‫على ما حيمله املعىن ذلك الوقت‪ ،‬تنوب عن املالك احلقيقيني يف إدا رة شؤون هذه الشركات‪ ،‬هذا التفوي‬
‫الباحثني تساؤالت عديدة‪ ،‬وأثار الكثري من املخاوف حول السلوك الذي ميكن لفئة املديرين أن‬ ‫طرح لدى بع‬
‫يتصرفوا به أو ذلك الذي جيب عليهم التول ي به‪ ،‬مبعىن آخر‪ :‬مدى حرصهم على حسن استغالل أصول الشركة‬
‫وفق ما خيدم مصاحل مالكها؛ وهو ما أشار إليه آدم مسيث سنة ‪ 1776‬م يف كتابه الشهري ثروة األمم بقوله‪:‬‬
‫وكوهنم (املدراء) يديرون أموال غريهم‪ ،‬فمن غري املتوقع أن يكونوا بنفس حرصهم ويقظتهم على أمواهلم اخلاصة‪،‬‬
‫أي أن اإلمهال واإلسراف سيكونان مظهرا من مظاهر إدارة هذه الشركات (شركات املسامهة) ولو اختلفت‬
‫حدهتما من شركة إىل أخرى ‪.2‬‬

‫ومع ذلك فإن االنطالقة احلقيقية يف حتليل املشاكل اليت ميكن أن تنجم عن انفصال ملكية الشركة عن‬
‫حيث تطرقا من خالل كت اهبما الصادر سنة ‪1932‬م واملعنون بـ‬ ‫)‪(Berle & Means‬‬ ‫إدارهتا يعود إىل الباحثني‬
‫إىل مسألة فصل امللكية عن اإلدارة يف شركات‬ ‫)‪(The Modern Corporation and Private Property‬‬

‫املسامهة‪ ،‬وما ميكن أن ينجر عنه من صراع للمصاحل‪ ،‬كنتيجة لتصاعد قوة وتأثري طبقة املدراء وحمدودية آليات‬
‫‪(Fama & Jensen,‬‬ ‫و‬ ‫)‪(Jensen & Meckling, 1976‬‬ ‫احملاسبة لدى املالك‪ ،‬وهو ما ع رف لدى الباحثني‬
‫من بعد باسم نظرية الوكالة‪ ،‬وهي النظرية اليت تعترب أساس قيام مفهوم حوكمة الشركات وبداياته الفعلية‪.‬‬ ‫)‪1983‬‬

‫‪1‬‬‫‪- Robert Joumard, Op. Cit., p 9.‬‬


‫‪2‬‬‫‪-Kent H. Baker and Ronald Anderson, An overview of corporate governance , 2010, p 3. In: Kent H. Baker‬‬
‫‪and Ronald Anderson (Eds), Corporate governance: A synthesis of theory, research, and practice, John‬‬
‫‪Wiley & Sons, Inc., New Jersey, USA.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫الفرع الثاين‪ :‬تعريف حوكمة الشركات‬

‫لقي تعريف حوكمة الشركات اهتماما بالغا من قبل املن ظمات‪ ،‬واألكادمييني واملمارسني على حد سواء‪،‬‬
‫وعليه فقد متايزت تعريفاهتم وتباينت حسب خلفياهتم الفكرية وجمال اختصاصهم‪ ،‬كما أن التوسع يف استخدام‬
‫املصطل والتطور يف اجملاالت اليت يشملها (االقتصادية منها واإلدارية والقانوني ة والسياسية) جعل حصر مفهومه يف‬
‫تعريف واحد أكثر صعوبة‪ .‬وفيما يلي نربز أهم التعريفات املقدمة من قبل املن ظمات واهليئات الدولية‪ ،‬مث من‬
‫طرف الكتاب والباحثني يف امليدان‪.‬‬

‫عرفت جلنة كادبوري *( ‪ )Cadbury Committee‬حوكم ة الشركات على أهنا‪ :‬نظام تدار من خالله‬
‫الشركات وتراقب ‪ ، 1‬كما أشار التقرير إىل دور ومسؤوليات كل من جملس اإلدارة‪ ،‬واملسامهني واملراجعني يف التأكد‬
‫من سالمة اهلياكل املعتمدة‪.‬‬

‫)‪(HIH Insurance Ltd.‬‬ ‫ويف تقريرها الصادر سنة ‪2001‬م بعد اهنيار أحد أكرب شركات التأمني يف أسرتاليا‬
‫حوكمة الشركات على أهنا‪ :‬اإلطار القانو ي والتنظيمي الذي ختضع‬ ‫)‪(HIH Royal Commission‬‬ ‫عرفت جلنة‬
‫له الشركات‪ ،‬واملبادئ واإلجراءات اليت تسري من خالهلا وتدار ‪ ،2‬ويظهر من هذا التعريف وجود إطارين أساسيني‬
‫حلوكمة الشركات؛ اإلطار القانو ي الذي يكتسي طابع العموم وإجبارية التنفيذ‪ ،‬واإلطار التنظيمي أو املؤسسي‬
‫الذي يسم للشركات بإقامة اهلياكل اليت تراها أكثر مالءمة يف اإلدا رة والتسيري‪ ،‬وذلك حسب خصوصية كل‬
‫شركة (لواي اختيارية)‪.‬‬

‫ويش ري مركز دراسات السياسات األوروبية )» ‪ (Centre for European Policy Studies « CEPS‬إىل أن‬
‫حوكمة الشركات هي‪ :‬نظام متكامل للوقوق‪ ،‬والعمليات والضوابط الداخلية واخلارجية املوضوعة لرصد ومتابعة‬
‫تسيري أي كيان اقتصادي‪ ،‬هبدف محاية مصاحل كافة األطراف ذات املصلوة ‪ .3‬واملالحظ من خالل هذا التعريف‬
‫هو أنه يشري إىل الغرض من حوكمة الشركات‪ ،‬وكذا تصنيف مكونات نظامها إىل داخلية وخارجية يرتبط بعضها‬
‫ويكمله‪.‬‬ ‫ببع‬

‫* لجنة مشكَّلة من قبل مجلس التقارير المالية التابع لسوق لندن لألوراق المالية والتي ترأسها أدريان كادبوري ( ‪ )Adrian Cadbury‬خصيصا‬
‫للنظر في الجوانب المالية المتعلّقة بحوكمة الشركات ومعالجتها سنة ‪.1992‬‬
‫‪1 -Cadbury Co mmittee, Report of the committee on: The financial as pects of corporate governance ,‬‬

‫‪Professional Publishing Ltd, London, United Kingdom, 1992, p 14.‬‬


‫‪2 -HIH Royal Co mmission, Directors’ duties and other obligations under the corporations Act , (November‬‬

‫‪2001), p 27.‬‬
‫‪3 -Cornelis A. de Kluyver , A pri mer on corporate governance (Corporate Governance Collection), Business‬‬

‫‪Expert Press, USA, 2009, p 2.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪(The Organisation for Economic Co-operation‬‬ ‫كما اعتربت منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬
‫)» ‪ and Development « OECD‬يف اجتماعها لسنة (‪ ) 2015‬مبمثلي دول جمموعة العشريني )‪ (G20‬وجمموعة‬
‫خرباء من املنظمات الدولية ذات الصلة‪ ،‬والسيما جلنة بازل للرقابة املصرفية‪ ،‬وجملس االستق رار املايل وجمموعة‬
‫البنك الدويل‪ ،‬حوكمة الشركات بأهنا ‪ :‬جمموعة من العالقات بني اإلدارة التنفيذية وجملس إدارهتا‪ ،‬واملسامهني فيها‪،‬‬
‫وغريهم من أصواب املصلوة‪ ،‬كما تقدم أيضا اهليكل الذي تتودد خالله أهداف الشركة‪ ،‬ووسايل حتقيق تلك‬
‫األهداف ومتابعة األداء ‪.1‬‬

‫واجلدير بالذكر أن مفهوم وممارسات احلوكمة تتسع باطراد إىل ما وراء املفهوم التقليدي للوقوق وااللتزامات‬
‫بوضع تعريف أوسع‬ ‫كادبوري‪(Adrian Cadbury) ‬‬ ‫القانونية‪ ،‬وعلى هذا األساس فقد قام السيد أدريان‬
‫للووكمة‪ ،‬حيث يعتربها‪ :‬النظام الذي يضمن احلفاظ على التوازن بني األهداف االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫فاهلدف هو التقريب بني مصاحل األفراد والشركات واجملتمع ككل ‪.2‬‬ ‫[‪]...‬‬ ‫وأهداف األفراد واجملتمع‬

‫هذا وقد عرفت حوكمة الشركات على أهنا‪ :‬إسرتاتيجية تتبناها املنظمة يف سعيها لتوقيق أهدافها الرييسية‪،‬‬
‫وذلك ضمن منظور أخالقي ينبع من داخلها باعتبارها شخصية معنوية مستقلة قايمة بذاهتا‪ ،‬وهلا من اهليكل‬
‫اإلداري واألنظمة واللواي الداخلية ما يكفل هلا حتقيق تلك األهداف بقدرهتا الذاتية بعيدا عن تسلط أي فرد‬
‫فيها‪ ،‬وبالقدر الذي ال يتعارض مع مصاحل الفئات األخرى ذات العالقة ‪.3‬‬

‫وتعرف أيضا على أهنا‪ :‬جمموعة العالقات بني طاقم اإلدارة التنفيذية للشركة وجملس إدارهتا ومسامهيها‬
‫وأصواب املصاحل اآلخرين فيها‪ ،‬حب يث تعترب البنية اليت يتم من خالهلا حتديد أهداف الشركة والوسايل احملددة‬
‫لبلوغ تلك األهداف والرقابة على اإلدارة‪ ،‬وهي بذلك تشكل جمموعة األنظمة واإلج راءات اليت تضعها الشركة‬
‫حلماية حقوق كل األط راف من ذوي املصاحل من مسامهني ومستثمرين مرتقبني وداينني وموظفني ومؤسسات‬
‫حكومية ‪.4‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪-OECD, G20/OECD Principles of corporate governance, OECD Publishing, Paris, France, 2017, p 9.‬‬
‫‪ ‬اسمه الكامل )‪ ،(George Adrian Hayhurst Cadbury‬ولد في ‪ 15‬أفريل ‪ .1929‬شغل منصب رئيس مجلس إدارة ثاني أكبر شركة‬
‫بريطانية لصناعة الحلويات لمدة ‪ 24‬سنة‪ ،‬كما عرف بمساهماته الكبيرة في رفع الوعي بأهمية حوكمة الشركات‪ ،‬خاصة في ظل ترأسه للجنة‬
‫الحاملة السمه (لجنة كادبوري) وإشرافه على إعداد التقرير الذي يحمل اسمه أيضا (تقرير كادبوري) سنة ‪ ،1992‬توفي في ‪ 03‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ - 2‬جون د‪ .‬سوليفان‪ ،‬البوصلة األخالقية للشركات‪. ..‬أدوات مكافحة الفساد‪ :‬قيم ومبادئ األعمال‪ ،‬آداب المهنة‪ ،‬وحو كمة الشركات‪ ،‬المنتدى العالمي‬
‫لحوكمة الشركات‪ ،‬الدليل السابع لمؤسسة التمويل الدولي‪ ،2009 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪3 - Oliver E. Williamson, The Mechanisms of governance, Oxford University Press, UK, 1999, p 18.‬‬

‫‪ - 4‬نعيم سابا خوري‪ ،‬الشفافية والحاكمية في الشركات‪ ،‬مجلة المدقق‪ ،‬جمعية المحاسبين األردنيين‪ ،‬العدد ‪ ،2006 ،68‬ص ‪.49‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫كما جند من يعرفها على أهنا‪ :‬النظام الذي يتم مبوجبه ضبط واإلش راف على نشاط الشركة‪ ،‬من خالل‬
‫حتقيق التوازن بني مصاحل مجيع األط راف أصواب املصلوة فيها‪ ،‬بغرض ضمان سلوك مسؤول‪ ،‬وأداء متميز ومنو‬
‫مستدام على املدى الطويل ‪.1‬‬

‫انطالقا من التعاريف السابقة‪ ،‬ميكن اإلشا رة إىل نقاط التوافق بينها‪ ،‬واليت متثل املعا ي األساسية ملفهوم‬
‫حوكمة الشركات على النوو التايل‪:‬‬

‫‪ ‬جمموعة األنظمة والقواعد الرقابية على نشاط الشركة وإدارهتا؛‬


‫‪ ‬جمموعة القواعد واإلجراءات اليت تسم بتوفري قدر أكرب من الشفافية واملساءلة؛‬
‫‪ ‬جمموعة اإلجراءات اليت تنظم ا لعالقات بني جملس اإلدارة واملديرين واملسامهني وأصواب املصاحل األخرى؛‬
‫‪ ‬جمموعة القواعد واإلجراءات اليت تضمن توازن حقوق أصواب املصاحل يف الشركة؛‬
‫‪ ‬جمموعة القواعد واإلجراءات اليت تدعم قدرة الشركة على حتقيق أهدافها وتعظيم قيمتها واستمراريتها على‬
‫املدى الطويل‪.‬‬

‫من جممل ما سبق ‪ ،‬ميكن القول أن حوكمة الشركات هي‪ :‬جمموعة األنظمة والقواعد واإلج راءات املرتبطة‬
‫بتسيري الشركة والرقابة عليها‪ ،‬ضمن إطار يضمن حتقيق التوازن يف إشباع رغبات املسامهني واملدراء واملسريين وكافة‬
‫األطراف ذات املصلوة األخرى‪ ،‬ويدعم قد رة الشركة على التنسيق بني مكوناهتا من أجل حتقيق أهدافها احلالية‬
‫واملستقبلية‪ ،‬ويضمن استمراريتها يف ظل بيئة معقدة وغري مستقرة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نظريات حوكمة الشركات‬

‫شهد مفهوم حوكمة الشركات العديد من النظريات اليت تقدم تفسريات متمايزة أحيانا ومتكاملة أحيانا‬
‫أخرى‪ ،‬وهذا ضمن سياق تطور النشاط االقتصادي والنشطات األخرى املرتبطة به‪ ،‬وكذا االختالفات البينية يف‬
‫مميزات وخصايص بيئة التوليل وزمانه‪.‬‬

‫تشكل النظ رة التعاقدية بداية التأصيل النظري حلوكمة الشركات؛ حيث تظهر الشركة على أهنا جمموعة أو‬
‫كال من أسواق رأس املال وأسواق العمل‬
‫تشكيلة مرتابطة من العقود‪ ،‬بدأت بني األفراد‪ ،‬وتوسعت لتشمل ً‬
‫اإلداري‪ ،‬وفيما يلي نبني تطور نظريات حوكمة الشركات‪.‬‬

‫‪1-Jean‬‬‫‪Jacques du Plessis et al., Princi ples of contemporary corporate governance, Third Edit ion, Camb ridge‬‬
‫‪University Press, UK, 2015, p 13.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫أوال‪ :‬نظرية الوكالة‬

‫موا زاة مع التوديات اليت فرضتها التطورات االقتصادية والسياسية واالجتماعية والثقافية املصاحبة للثورة‬
‫الصناعية يف أوربا وأمريكا انطالقا من النصف الثا ي للقرن ‪ ، 18‬ظهرت أشكال جديدة من الشركات االقتصادية‬
‫القادرة على تلبية حجم الطلب املتزايد على خمتلف املنتجات‪ ،‬وألهنا يف الغالب شركات كبرية؛ فهي تشغل عددا‬
‫كبريا من العمال‪ ،‬وتستثمر رؤوس أموال ضخمة وفق هيكلة مالية أكثر تعقيدا‪ ،‬األمر الذي يتطلب خربة وكفاءة‬
‫يف إدارة شؤوهنا من أجل ضمان مسايرهتا للتطورات اليت يفرضها احمليط‪ ،‬ما نتج عنه بروز ما مسي بطبقة املدراء‪،‬‬
‫وبه انفصال ملكية الشركة عن إدارهتا‪.‬‬

‫بالرغم من كون آدم مسيث هو أول من أشار إىل املشاكل احملتملة للفصل بني ملكية الشركة وإدارهتا‪ ،‬إال أن‬
‫مها أول من قام بدراسة حول الظاهرة سنة ‪1929‬م مشلت ‪ 20‬شركة يف الواليات‬ ‫)‪(Berle & Means‬‬ ‫الباحثني‬
‫املتودة األمريكية‪ ،‬حيث أشارا إىل أن انفصال ملكية الشركات عن إدارهتا يف البلدان الصناعية من شأنه أن يؤدي‬
‫إىل ترك ز السلطة الفعلية يف أيدي املدراء‪ ،‬وهو ما ميكن استغالله خلدمة مصاحلهم الشخصية على حساب مصاحل‬
‫املالك‪ ،‬األمر الذي يستلزم إقامة أنظمة إشراف ورقابة ذات كفاءة من أجل ضمان استمرارية الشركة وحتسني‬
‫أدايها‪.1‬‬

‫كما قام الباحثان )‪ (Jensen & Meckling‬سنة ‪ 1976‬بعرض وتفصيل اآلثار النامجة عن انفصال ملكية‬
‫الشركة وإدارهتا على إنشاء القيمة يف الشركة‪ ،‬وهو التوليل الذي يستند على مفهوم عالقة الوكالة‪ ،‬واليت تشري إىل‬
‫العقد الذي يقوم من خالله شخص أو عدة أشخاص (األصيل أو املوكل) بتوكيل شخص آخر (الوكيل) ألداء‬
‫من سلطة اختاذ القرار إىل الوكيل ‪ ،2‬واملقصود‬ ‫بع‬ ‫األعمال نيابة عنه(م)‪ ،‬والذي ينطوي على تفوي‬ ‫بع‬
‫باألصيل هنا هو مالك أصول الشركة‪ ،‬بينما يقصد بالوكيل املد راء املسؤولون عن عملياهتا التشغيلية؛ هذا التفوي‬
‫للسلطة من شأنه أن يثري احتمالية بروز صراع بني اإلدارة واملالكني‪ ،‬بسبب تباعد مصاحلهم واختالف أهدافهم‪،‬‬
‫حيث ميكن للمسريين أن يعتمدوا سياسات يهدفون من خالهلا إىل حتقيق مصاحلهم الشخصية ولو على حساب‬
‫مصلوة املالك‪ ،‬وعلى هذا األساس برزت األفكار األوىل حلوكمة الشركات من خالل إقامة هياكل وقواعد تعيد‬
‫التوازن هلذه العالقة ‪.3‬‬

‫‪1 -Bernard‬‬ ‫‪Maro is et Patrick Bo mpoint, Gouvernement d’entreprise et communicati on fi nancière, Ed ition‬‬
‫‪Economica, Paris, France, 2004, p 63.‬‬
‫‪2 -Michael C. Jensen and William H. Meckling, Theory of the firm: Managerial behavior, agency costs and‬‬

‫‪ownership structure, Journal of Financial Economics, Vol. 3, N°. 4, October 1976, p 308.‬‬
‫‪3 - Frédéric Parrat, Le Gouvernement d'entreprise, Edition Dunod, Paris, France, 2003, p 14.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ ‬فرضيات نظرية الوكالة‬

‫تقوم نظرية الوكالة على جمموعة من الفرضيات‪ ،‬نلخصها فيما يلي‪:1‬‬

‫الرشادة االقتصادية لكل من األصيل والوكيل‪ :‬حيث يسعى كل منهما إىل تعظيم مصلوته‬ ‫‪−‬‬

‫الشخصية؛‬
‫العمل يف ظل حالة عدم التأكد (الرشادة احملدودة)‪ :‬وهذا بسبب تعقد بيئة النشاط وعدم استقرار‬ ‫‪−‬‬

‫احمليط الذي تنشط فيه الشركة‪ ،‬األمر الذي يؤثر على دقة ا لقرارات‪ ،‬خاصة اإلسرتاتيجية منها؛‬
‫لألصيل والوكيل مواقف خمتلفة اجتاه حتمل املخاطرة‪ :‬حيث ميكن أن تكون لألصيل وجهة نظر‬ ‫‪−‬‬

‫مغايرة للقرارات املتخذة من طرف الوكيل فيما خيص املستويات املقبولة للمخاطرة‪ ،‬خاصة يف ظل العمل‬
‫يف حالة عدم التأكد من جهة‪ ،‬واملفاهيم املرتبطة بالرشادة االقتصادية من جهة أخرى؛‬
‫عدم متاثل املعلومات ما بني األصيل والوكيل‪ :‬حيث ال ميكن لألصيل الوصول إىل كافة املعلومات‬ ‫‪−‬‬

‫املالية وغري املالية اخلاصة بالشركة‪ ،‬واإلحاطة هبا وفهمها بالقدر الذي يتميز به الوكيل؛‬
‫كفاءة السوق‪.‬‬ ‫‪−‬‬

‫يف ظل الظروف والفرضيات السابقة فإن العقود بني األصيل والوكيل عادة ما تكون ناقصة‪ ،‬مما يتي اجملال‬
‫أمام الوكيل النتهاج سلوكيات يعظ م من خالهلا منفعته الشخصية على حساب مصلوة املسامهني؛ ويتجلى ذلك‬
‫من خالل عدم بذله العناية الالزمة يف تسيري ما وكل به (اخلطر األخالقي) أو عدم اختاذ القرارات املاليمة رغم‬
‫وجود بدايل أحسن خدمة ملصاحله ال شخصية (االختيار املعاكس)‪ ،‬وهذا بدوره ما يدفع األصيل إىل البوث عن‬
‫اإلجراءات والقواعد املاليمة اليت متك نه من حتفيز الوكيل على العمل وفق ما خيدم مصاحله (األصيل) من جهة‪،‬‬
‫وتلك اليت حتد وتضيق جمال التالعب من جهة أخرى‪ ،‬ما ينشأ عنه تكاليف الوكالة‪.‬‬

‫‪ ‬تكاليف الوكالة‬

‫يشكل حتول أو انتقال السلطة من املالك إىل املسريين أصل تكاليف الوكالة‪ ،‬حيث ترتبط أساسا بتنفيذ‬
‫عقود عالقة الوكالة بني األصيل والوكيل‪ ،‬ففي ظل سعي كل منهما إىل تعظيم مصلوته الشخصية املتعارضة‬
‫–أحيانا‪ -‬مع مصلوة الطرف اآلخر‪ ،‬وعدم اليقني الناجم عن التباين يف املعلومات‪ ،‬تربز هذه التكاليف كمقابل‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Peter Wright et al., A reexami nation of agency theory assumptions: extensions and extrapol ations , Journal‬‬
‫‪of Socio-Economics 30, 2001, p.p 414-419.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫& ‪(Jensen‬‬ ‫حملاولة إحالل التوازن بني طريف عقد الوكالة‪ ،‬وختفيف حدة التضارب يف املصلوة‪ ،‬وقد صنف كل من‬
‫‪ Meckling,‬و‪ (Fama & Jensen, 1983)2‬هذه التكاليف كما يلي‪:‬‬ ‫‪1976)1‬‬

‫تكاليف الرقابة والتحفيز‪ :‬هي التكاليف اليت يتوملها األصيل هبدف توجيه سلوك الوكيل وفق ما حيقق‬ ‫‪−‬‬

‫مصلوته ‪ 3‬؛ كإنشاء هياكل وكيانات من أجل الرقابة على نشاط الشركة‪ ،‬والتأكد من سالمة اإلجراءات‬
‫والقواعد املعمول هبا‪ ،‬وكذا االمتيازات اليت متن للوكالء من أجل دفعهم وترغيبهم يف تقدمي األحسن؛‬
‫تكاليف االلتزام‪ :‬هي التكاليف اليت يتوم لها الوكيل من أجل كسب ثقة األصيل يف أنه يتصرف وفق ما‬ ‫‪−‬‬

‫تقتضيه عناية الشخص احلريص‪ ،‬والتزامه بأن ال يقوم بأي سلوكيات تضر مبصلوة الشركة؛‬
‫اخلسارة املتبقية‪ :‬هي تكاليف يتوم لها األصيل‪ ،‬فبالرغم من جهود كال طريف عالقة الوكالة من أجل احلد‬ ‫‪−‬‬

‫من حالة تضارب املصاحل‪ ،‬إال أهن ا ستستمر بسبب اختالف وجهة نظر الطرفني إىل العديد من القضايا‬
‫والق اررات املتخذة‪.‬‬

‫وعلى ضوء ما سبق‪ ،‬ميكن القول أن نظرية الوكالة حبثت يف البدايل املمكنة حلل مشكلة تعارض املصاحل ما‬
‫بني مالك الشركة أو املسامهني والقايم ني على تسيريها‪ ،‬من خالل الرتكيز على املسايل االنضباطية؛ أي العوامل‬
‫اليت ميكن أن تساهم يف ضبط وتوجيه سلوك وتصرف املسؤولني عن إدا رة الشركة‪ ،‬وهو ما شك ل اللبنات األوىل‬
‫لفلسفة حوكمة الشركات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية تكاليف املعامالت‬

‫أول الباحثني الذين أسسوا لألفكار األوىل هلذه‬ ‫)‪(Ronald Coase, 1937‬‬ ‫يعترب االقتصادي الربيطا ي‬
‫النظرية‪ ،‬وذلك من خالل مقاله الشهري‪ :‬طبيعة املنشأة )‪(The Nature of the firm‬؛ والذي ناقش من خالله‬
‫سبب وجود الشركات وبروزها كهيكل منافس للسوق‪ ،‬مرتكزا يف ذلك على تكلفة التعاقد؛ حيث يشري إىل قد رهتا‬
‫(الشركة) على القيام مبعامالت داخلية أقل تكلفة من جلويها املتكرر إليه (السوق) ‪ ،‬وأن تنافسية أي شركة تعتمد‬
‫أساسا على مدى قدرهتا على ضبط والتوكم يف تكاليف معامالهتا من خالل التنسيق الفع ال بني مكوناهتا‪ ،‬غري‬
‫هو أنه مل يقدم حتليال دقيقا لطبيعة ومنشأ هذه التكاليف ‪4‬؛ لذلك فإن‬ ‫)‪(Coase‬‬ ‫أن ما يؤخذ على حتليل‬

‫‪1 -Michael‬‬‫‪C. Jensen and William H. Meckling, Op. Cit., p 308.‬‬


‫‪2 -Eugene‬‬ ‫‪F. Fama and Michael C. Jensen, Separati on of ownership and control, Journal of Law and‬‬
‫‪Economics, Vol. 26, No . 2, 1983, p 304.‬‬
‫‪3 -Darine Bakkour, L’Approche contractuelle du concept de g ouvernance, LAM ETA : Laboratoire‬‬

‫‪Montpellierain D'economie Theorique et Appliquee, ES N° 2013-04, France, Décembre 2013, p 6.‬‬


‫‪4 -Mary O’Sullivan, Contests for corporate control : Corporate governance and economic performance in‬‬

‫‪the United States and Germany, Oxford University press, UK, 2002, p 32.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫بداية من سنة ‪1970‬م هي ما يعترب الركيزة األساسية للنظرية‪،‬‬ ‫‪(Oliver E. Williamson(‬‬ ‫األعمال اليت قام هبا‬
‫حيث قام بتطوير والتوسع يف املفاهيم السابقة‪ ،‬مع تقدميه لتوليالت أكثر دقة ومشول؛ فتكاليف املعامالت‬
‫بالنسبة لـ (‪ (Williamson‬هي تكاليف عمل نظام التبادل يف اقتصاد السوق‪ ،‬وتشمل كافة التكاليف النامجة عن‬
‫سلوك األطراف حمل املعاملة‪ ،‬والظروف احمليطة باملعاملة يف حد ذاهتا‪ ،‬وهو ما يستلزم اإلحاطة هبذه املتغريات قبل‬
‫اختاذ أي قرار‪.‬‬

‫للمعامالت يرتكز على بعدين أساسيني‪:1‬‬ ‫(‪(Williamson‬‬ ‫ولتوضي ذلك نشري إىل أن حتليل‬
‫‪‬‬
‫فيما‬ ‫)‪(Herbert Simon‬‬ ‫‪ ‬البعد السلوكي (الفرضيات السلوكية)‪ :‬فمن خالل االعتماد على أفكار‬
‫‪ ،(Bounded‬وقصورهم عن‬ ‫)‪Rationality‬‬ ‫خيص مسألة العقالنية (الرشادة) احملدودة للمتعاقدين‬
‫اإلحاطة بكافة املتغريات احمليطة بعملية اختاذ القرار (القدرة على الوصول إىل كافة املعلومات‪ ،‬وجتميعها‪،‬‬
‫وحتليلها‪ ،‬وتفسريها وفهمها) من ناحية‪ ،‬وعدم إمكانية توقع مجيع االحتماالت املستقبلية لتأثريات القرار‬
‫إىل أن‬ ‫(‪(Williamson‬‬ ‫يف ظل حالة عدم التأكد اليت تتميز هبا بيئة النشاط من ناحية أخرى ‪ ،2‬يشري‬
‫العقود تكون غري كاملة‪ ،‬وهو األمر الذي من شأنه أن يؤثر على العالقة التعاقدية‪ ،‬خاصة مع إمكانية‬
‫السلوكيات االنتهازية )‪ ، (Opportunism‬الناجتة عن تعارض واختالف مصاحل املتعاقدين‪،‬‬ ‫بروز بع‬
‫حيث ميكن ألحد أطراف العقد أن يتالعب باملعلومات ويستخدمها وفق ما خيدم مصاحله الشخصية‪،‬‬
‫ما يستدعي إقامة وتفعيل آليات داخلية وخارجية من أجل التوكم يف الوضع وإحالل التوازن‪ ،‬وهو ما‬
‫يؤدي إىل حتمل ما يسمى بتكاليف املعاملة (تكاليف مجع املعلومات‪ ،‬واملفاوضات‪ ،‬واملتابعة والرقابة على‬
‫(‪(Williamson‬‬ ‫تنفيذ املعاملة)‪ .‬ووفق هذه الرؤية‪ ،‬فإن التساؤل الرييسي الذي يرتكز عليه حتليل‬
‫ويبوث فيه هو معرفة اهلياكل التنظيمية اليت متكن من االقتصاد يف هذه التكاليف وختفيضها إىل حدودها‬
‫الدنيا ‪.3‬‬

‫‪ ‬اقتصادي أمريكي (‪ 27‬سبتمبر ‪1932‬م – ‪ 21‬ماي ‪ 2020‬م)‪ ،‬حائز على جائزة ن وبل في العلوم االقتصادية عام ‪ 2009‬نظير أبحاثه ومساهماته‬
‫القيّمة في مجال حوكمة الشركات‪.‬‬
‫‪1 -Oliver .E. Williamson, Reflecti ons on the new institutional economics , Journal of Institutional and‬‬

‫‪Theoretical Economics, 2nd Symposium on The New Institutional Economics, 1985, p 187.‬‬
‫‪  ‬ولد بالواليات المتحدة األمريكية ف ي ‪ 15‬جوان ‪ 1916‬م ‪ ،‬برز من خال ل مساهماته البحثية في مجال اتخاذ القرارات والسلوك اإلد اري ‪ ،‬توف ي في ‪9‬‬
‫فيفري ‪2001‬م بالواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪2 -Michel Ghert man, Oli ver Williamson: Un noble pour l’economie et la gestion, Revue française de gestion 1,‬‬

‫‪N° 200, 2010, p 71.‬‬


‫‪3 - Mhammed Echkoundi, Le Renouveau de l a gouvernance d’entreprise: Vers une prise en compte des‬‬

‫‪parties prenantes, La Revue de l'Économie & de Management, N° 7, UABB- Tlemcen, Algérie, 2008, p 7.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ ‬البعد اخلاص بسمات املعامالت‪ :‬أي خصايصها ومواصفاهتا‪ ،‬وهي العوامل الرييسية احملددة لتكاليف‬
‫الصفقات‪ ،‬ما جيعل منها أساس توجيه عملية اختيار هيكل احلوكمة املاليم؛ ويشري (‪ (Williamson‬إىل‬
‫ثالثة عناصر رييسية هي‪:‬‬

‫خصوصية األصول )‪ :(Assets specificity‬تعترب أكثر العناصر أمهية‪ ،‬وتعرب عن إمكانية إعادة‬ ‫‪−‬‬

‫استخدام األصل دون حتمل تكاليف عالية‪ ،‬وبشكل آخر‪ ،‬ميكن القول عن أصل ما أنه ذا‬
‫خصوصية (متخص ص) عندما يستثمره العون االقتصادي حبيث خيدم فقط معاملة وحيدة بشكل ال‬
‫يسم باستخدامه يف صفقات أخرى دون حتمل تكاليف عال ية‪ ،‬أي ال ميكن أن يعاد استخدامه يف‬
‫إبرام عقود أخرى بتكلفة أقل من االستثمار يف أصول جديدة‪ ،‬مثل كابالت األلياف الزجاجية‬
‫املدفونة أو دراسة لرتكيب نظام املعلومات الداخلي لشركة معينة ‪1‬؛‬

‫عدم التأكد )‪ :(Uncertainty‬ففي ظل العمل يف حميط متغري يصعب التنبؤ باالحتياجات‬ ‫‪−‬‬

‫املستقبلية للشركة وكذا سلوكيات األعوان املتعاقدين من جهة (حالة عدم تأكد خارجية)‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى‪ ،‬فإنه ال ميكن اإلحاطة والتنبؤ بفعالية وتفاعل مكونات الشركة (حالة عدم تأكد داخلية)‪ ،‬أي‬
‫أن هذا العنصر يتموور أساسا حول التوديات الداخلية واخلارجية اليت تواجهها الشركة من أجل‬
‫التوكم يف عملياهتا اإلنتاجية؛‬

‫درجة التكرار )‪ :(Fre quency‬متثل عدد املعامالت اليت تتم بني عونني اقتصاديني أو أكثر‪ ،‬وهي‬ ‫‪−‬‬

‫ترتبط أساسا بدرجة خصوصية األصل‪ ،‬فكلما كان األصل ذا خصوصية كان من مصلوة الشركة‬
‫واحلد من عدد املعامالت املتعلقة به والعكس صوي ‪.‬‬ ‫التخفي‬

‫بناء على فرضيات البعد السلوكي وخصوصية األصول‪ ،‬يقدم ( ‪ (Williamson, 1985‬مصفوفة متكن من‬
‫املفاضلة بني أشكال املعامالت‪ ،‬أي حمددات االختيار بني السوق والشركة‪ ،‬واجلدول اآليت يوض ذلك‪:‬‬

‫‪ - 1‬إ لياس بن ساس ي ومريم فيها خير ‪ ،‬قراءة نظرية آلليات حوكمة المنظمات وفق مقاربة أوليفار ويليامسون الحائز على جائزة نوبل ‪،2009‬‬
‫الملتقى العلمي الدولي حول‪ :‬آليات حوكمة المؤسسات ومتطلبات تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 26- 25‬نوفمبر ‪ ،2013‬ص ‪.2‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ 0‬غري موجود)‬ ‫(‪ +‬موجود‪،‬‬ ‫اجلدول رقم (‪ :)01‬املفاضلة بني أشكال املعامالت حسب )‪(Williamson‬‬

‫الفرضيات السلوكية‬
‫طبيعة املعاملة‬ ‫خصوصية األصول‬
‫العقالنية احملدودة‬ ‫االنتهازية‬
‫ختطيط‬ ‫‪+‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬

‫وعد‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪0‬‬

‫منافسة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬

‫حوكمة (تسيري)‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬

‫‪Source: Oliver E. Williamson, The economic institutions of capitalism: Firms, Markets,‬‬


‫‪Relational contracting, Collier Macmillan Inc., New York, USA, 1985, p 31.‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول السابق أنه يتم املفاضلة بني أربعة ظروف خمتلفة؛ حيث يتم التخطيط الدقيق‬
‫للصفقات اخلاصة باألصول ذات اخلصوصية لتشمل أكرب قدر من االحتماالت‪ ،‬خاصة يف ظل العقالنية‬
‫(الرشادة) التامة أو املطلقة واالنتهازية املفرتضة يف الطرف املتعاقد معه‪ .‬أما يف حالة وجود الثقة وحسن النية يف‬
‫البداية أو ضمانات بني املتعاقدين (غياب االنتهازية) فإن طريف العقد يتفقان على أن يبذل كل منهم ا قصارى‬
‫جهده من أجل الوفاء بالتزاماهتما التعاقدية حىت ولو كانت األصول ذات خصوصية‪ ،‬خاصة يف ظل العقالنية‬
‫احملدودة‪ .‬ويلجأ الطرف املتعاقد إىل السوق (املنافسة) إذا كان موضوع املعاملة غري متخصص جمتنبا بذلك انتهازية‬
‫الطرف اآلخر وتأثريات عجزه عن اإلملام بكافة املعلومات املتعلقة مبوضوع العقد (العقالنية احملدودة) ؛ وعليه فإنه‬
‫يعمل على اختيار العرض األمثل املتوفر يف السوق‪ .‬أما يف حالة توفر كافة الظروف السابقة –وهي احلالة األصعب‬
‫بالنسبة للشركة ‪ -‬من انتهازية ألطراف العقد‪ ،‬وعقالنية حمدودة وخصوصية األصول فإن العالقة هي عالقة حوكمة‬
‫(تسيري) ‪ ،‬حيث تستلزم هذه احلالة العمل على تسيري العقود بكفاءة عالية‪ ،‬وبالشكل الذي يضمن التنسيق‬
‫والتوازن بني مصاحل املسريين واملالك على السواء‪.‬‬

‫وميكن القول أن هذه النظرية قد سامهت بشكل كبري يف تقدمي البدايل املاليمة حلل أو ختفيف حدة‬
‫املشاكل واخلالفات والتعارض يف مصاحل األط راف املتعاقدة‪ ،‬وهو ما مس للشركات باعتبارها جتم ع أو عقدة من‬
‫واالقتصاد يف تكاليف معامالهتا‪.‬‬ ‫العقود والصفقات من ختفي‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫ثالثا‪ :‬نظرية األطراف أصحاب املصلحة‬

‫يؤكد الباحثون يف اإلدارة واالقتصاد أن مصطل أصواب املصاحل ليس حديث النشأة‪ ،‬فهو مصطل دارج‬
‫يف القدامى من الباحثني‪ ،‬إال أن استخدامه مبفهومه احلايل يعد جديدا ضمن احلقل األكادميي للعلوم اإلدارية‬
‫خاصة‪ ،‬حيث يؤكدون أن أول ما سجل استخدام هذا املصطل كان يف عام ‪1708‬م ‪ ،‬إذ يعود شيوعه يف جمال‬
‫املراهنات أو الودايع‪ ،‬فيما شهد القرن العشرون أغلب التطورات اليت جرت خبصوصه‪ ،1‬من خالل جمموعة األحباث‬
‫والدراسات اهلادفة إىل تكوين وبناء نظرية متكاملة لألطراف أصواب املصلوة‪.‬‬

‫ظهر ألول‬ ‫)‪(Stakeholders‬‬ ‫يشري إىل أن مصطل أصواب املصلوة‬ ‫)‪(Freeman, 1984‬‬ ‫بالرغم من أن‬
‫‪(Standford Research‬‬ ‫مرة يف جمال البووث اإلدارية سنة ‪ 1963‬يف مذك رة داخلية ملعهد ستانفورد لألحباث‬
‫لتوديد اجملموعات اليت تقع حتت مسؤولية إدارة الشركة‪،2‬‬ ‫)‪(Ansoff & Stewart‬‬ ‫من قبل الباحثني‬ ‫)‪Institute‬‬

‫من خالل تعريفه لألهداف التنظيمية وإشارته إىل ضرورة أن تقوم الشركة بضبط أهدافها‬ ‫و )‪(Ansoff, 1968‬‬

‫بالطريقة اليت متك نها من إعطاء كل جمموعة حصة منصفة من الرضا‪3‬؛ إال أن العديد من الباحثني والكت اب يعتربون‬
‫مطور النظرية وأكرب املسامهني يف انتشارها وتوسيع مفاهيمها‪.‬‬ ‫)‪(Freeman‬‬

‫عرف )‪ (Freeman‬يف البداية أصواب املصلوة يف املنظمة على أهنم‪ :‬كل جمموعة أو فرد ميكن له أن‬
‫يؤثر و‪/‬أو يتأث ر بتوقيق أهداف املنظمة ‪ ، 4‬وهو مفهوم واسع يشمل كل األطراف (الكيانات) اليت هلا عالقة‬
‫بسلوك الشركة وإجنازاهتا‪ ،‬من مالك‪ ،‬وعمال‪ ،‬وعمالء‪ ،‬وموردين‪ ،‬وداينني وغريهم ممن تربطهم هبا عالقة‪ ،‬كما قام‬
‫بتصنيفهم إىل داخليني وخارجيني‪ ،‬غري أنه عاد سنة ‪ 2007‬يف عمل مجاعي‪ 5‬ليصنفهم وفق معيار الوزن النسيب‬
‫ألمهية صاحب املصلوة‪ ،‬وهو ما يوافق أحد أهم وأقدم التصنيفات؛ وهو تصنيف )‪ (Clarkson, 1995‬الذي قام‬
‫بتقسيم أصواب املصاحل يف الشركة حسب درجة أمهيتهم وتأثريهم إىل فئتني رييسيتني ومها‪:6‬‬

‫‪ - 1‬سعد العنزي‪ ،‬محاولة جادة لتأطير نظرية أصحاب المصالح في دراسات إدارة األعمال‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد‬
‫‪ ،48‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬العراق‪ ،2007 ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪2 -Edward R. Freeman, Strategic management: A stakehol der approach, Pit man Publishing Inc., Boston, USA,‬‬

‫‪1984, p 31.‬‬
‫‪3 -Samuel Mercier et Jean-Pascal Gond, La Théorie des parties prenantes, Working papers FARGO - Centre de‬‬

‫‪recherche en Finance, Architecture et Gouvernance des Organisations, N° 1050502, France, 2005, p 3‬‬
‫‪4 - Edward R. Freeman, Op. Cit., p 47.‬‬
‫& ‪5 -Edward R. Freeman et al., Managing for stakehol ders: Survi val, reputati on, and success , New Haven‬‬

‫‪London University press, England, 2007.‬‬


‫‪6 -Astrid Mullenbach-Servayre, L' apport de l a théorie des parties prenantes à la modélisation de l a‬‬

‫‪responsabilité sociétale des entreprises , La Revue des Sciences de Gestion, 2007/1, N°223, 2007, p 115.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ ‬أصحاب املصاحل األساسيني‪ :‬هم اجملموعات اليت تربطهم بالشركة عالقات تعاقدية رمسية‪ ،‬ويتوقف نشاط‬
‫الشركة واستمراريتها على استدامة العالقة التفاعلية اليت تربطها هبم‪ ،‬ويدخل ضمن هذه الفئة كل من‬
‫أصواب رؤوس األموال والعمال واملوردون والزباين؛‬
‫‪ ‬أصحاب املصاحل الثانويني‪ :‬وتضم كل الكيانات اليت تؤث ر على الشركة وأدايها‪ ،‬أو تتأثر باألنشطة اليت‬
‫متارسها ولكنهم ليسوا ضروريني لضمان بقايها واستمراريتها‪ :‬كوسايل اإلعالم‪ ،‬ومجاعات الضغط‪،‬‬
‫واملنافسني‪.‬‬

‫وميكن القول أنه يف ظل اعتماد هذا التصنيف فإن احلكم على أي صاحب مصلوة من حيث كونه‬
‫أساسي أو ثانوي خيضع ابتداء لطبيعة بيئة النشاط‪ ،‬فالبلدان ختتلف من حيث آليات تشغيل أنظمتها القانونية‪،‬‬
‫االقتصادية واملالية‪ ،‬وهو ما ميكن أن يشك ل اختالفا يف درجة تأثري وأمهية الكيان من بلد إىل آخر‪ ،‬وهو بدوره ما‬
‫ينعكس على تصنيفه‪.‬‬

‫كما قدم )‪ (Donaldson & Preston, 1995‬تصنيفا مغايرا ألصواب املصاحل‪ ،‬حيث قا ما ب تقسيمهم إىل‬
‫ثالث فئات‪ ،‬وذلك من خالل التمييز بني صاحب املصلوة يف الشركة وبني املؤثرين عليها‪ ،1‬فهناك من األعوان‬
‫من يتميز باخلاصيتني؛ أي أنه صاحب مصلوة ومؤث ر كالعمال واملسامهني مثال‪ ،‬وهناك من ميكن اعتباره صاحب‬
‫مصلوة ولكنه ال حيوز على أي قوة للتأثري على الشركة كطاليب التوظيف يف الشركة على سبيل املثال ال احلصر‪،‬‬
‫والشرحية األخرية هم أولئك الذين هلم تأثري على الشركة وليسوا من أصواب املصلوة فيها كوسايل اإلعالم‪.‬‬

‫بتقسيم أصواب املصاحل يف الشركة إىل‪ :‬أصواب املصاحل‬ ‫)‪) Carroll & Näsi, 1997‬‬ ‫بينما قام‬
‫الداخليني؛ كالعمال ومالك الشركة واملد راء‪ ،‬وأصواب املصاحل اخلارجيني؛ كاملستهلكني‪ ،‬واملنافسني‪ ،‬واحلكومة‪،‬‬
‫وسايل اإلعالم واجملتمع‪ ،2‬وهو تصنيف مماثل لذلك املقدم من قبل )‪ (Freeman, 1984‬يف بدايات تطرقه ملوضوع‬
‫أصواب املصاحل‪.‬‬

‫‪1 -Andrew‬‬ ‫‪L. Fried man and Samantha Miles, Stakehol ders: Theory and Practice, Oxford University Press,‬‬
‫‪Oxford, UK, 2006, p 14.‬‬
‫‪2 -Peggy Chiu, Looking Beyond Profi t: S mall Sharehol ders and The Values Imperati ve, Routledge‬‬

‫‪Publishing Inc., USA, 2016, p 32.‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫فقد قاموا بتصنيف أصواب املصاحل إىل سبع فئات من خالل‬ ‫‪)Mitchell et al., 1997) 1‬‬ ‫أما الباحثني‬
‫االعتماد على ثالث حمددات رييسية‪ :‬السلطة؛ واليت تعرب عن قوة التأثري ودرجة الضغط اليت ميارسها الكيان‬
‫صاحب املصلوة على القرا رات التنظيمية يف الشركة‪ ،‬والشرعية ودرجة اإلحلاح (االستعجال)؛ واللتا ن تشريان إىل‬
‫مالءمة مطالب أصواب املصلوة ملبادئ بنية النظام االجتماعي والقيم واملعتقدات السايدة‪ ،‬وكذا ترتيب أولويات‬
‫االستجابة ملطالب هذه الكيانات وتقديراهتا الزمنية‪ ،‬والشكل املوايل يقدم أكثر توضي للفئات املمكنة‪:‬‬

‫)‪)Mitchell et al., 1997‬‬ ‫الشكل رقم (‪ :)01‬تصنيف أصواب املصاحل حسب‬

‫السلطة‬ ‫ليس صاحب مصلحة‬

‫الساكنون‬

‫اخلطريون‬ ‫املهيمنون‬

‫احلامسون‬

‫التقديريون‬
‫املطالبون‬ ‫التابعون‬

‫االستعجال‬ ‫الشرعية‬

‫‪Source: Ronald K. Mitchell et al., Toward a theory of stakeholder identification and‬‬


‫‪salience: Defining the principle of who and what really counts, The Academy of‬‬
‫‪Management Review, Vol. 22, N°. 4, 1997, p 874.‬‬

‫نالحظ من الشكل السابق أن صاحب املصلوة يف الشركة ال بد أن تتوفر فيه خاصية واحدة على األقل‬
‫من خواص التصنيف السابق ذكرها‪ ،‬وعليه يتم تقسيم أصواب املصلوة إىل ثالث فئات رييسية‪:‬‬
‫‪ ‬أصحاب املصلحة الكامنون‪ :‬كل من يت صف خباصية وحيدة من خواص التصنيف الثالث‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫أصحاب املصلحة الساكنون‪ :‬ال ميلكون سوى القوة اليت ميكن فرضها على املنظمة أو املشروع‪ ،‬ال متلك‬ ‫‪−‬‬

‫الشرعية وال تشكل ضرورة ملوة بالنسبة إلدارة الشركة‪ ،‬فقوهتا يف الغالب غري مستخدمة؛‬

‫‪1 -Ronald‬‬ ‫‪K. Mitchell et al., Toward a theory of stakehol der i dentification and salience: Defining the‬‬
‫‪princi ple of who and what really counts , The Academy of Management Rev iew, Vo l. 22, N°. 4, 1997, p.p 872-‬‬
‫‪878.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫أصحاب املصلحة التقديريون‪ :‬ميتلكون الشرعية ولكن ليس لديهم السلطة وال أي مطالب عاجلة‪،‬‬ ‫‪−‬‬

‫وبالتايل فإهنم ضعيفي ا لتأثري على الشركة‪ ،‬األمر الذي جيعلهم خاضعني للسلطة التقديرية إلدارة الشركة؛‬
‫أصحاب املصلحة املطالبون‪ :‬رغم افتقار هذه الفئة للسلطة والشرعية إال أن إحلاحهم ومطالبتهم‬ ‫‪−‬‬

‫باالستعجال يف تلبية مطالبهم تثري قلق اإلدا رة وتشكل مصدر إزعاج مستمر‪ ،‬خاصة إذا جلأت إىل‬
‫تكوين حتالفات‪.‬‬
‫‪ ‬أصحاب املصلحة املرتقبون‪ :‬مجيع الكيانات اليت تت صف خباصيتني من خواص التصنيف الثالث‪ ،‬وتنقسم‬
‫إىل ثالثة أقسام‪:‬‬
‫أصحاب املصلحة املهيمنون‪ :‬تتميز هذه الفئة بامتالكها للشرعية والسلطة‪ ،‬وهو ما يوسع جمال تأثريها‬ ‫‪−‬‬

‫على الشركة ويزيده أمهية‪ ،‬ورغم أن مطالب هذه الفئة غري مستعجلة إال أنه من الضروري منوها قدرا‬
‫عاليا من االهتمام‪ ،‬وإنشاء آلية رمسية نشيطة للووار وإدارة العالقة مع املنتمني إليها؛‬
‫أصحاب املصلحة التابعون‪ :‬هلذا النوع من أصواب املصلوة مطالب مشروعة ومستعجلة إال أهنا تفتقد‬ ‫‪−‬‬

‫للسلطة أو قوة التأثري‪ ،‬وهو ما يعيق حتقيقها ألهدافها؛‬


‫أصحاب املصلحة اخلطريون‪ :‬هلذه الفئة مطالب ملوة وسلطة وقوة تأثري على الشركة‪ ،‬وألهنا ال تستووذ‬ ‫‪−‬‬

‫على الشرعية وجب احلذر يف إدارة العالقة معها خاصة يف ظل إمكانية جلويها إىل استخدام السلطة اليت‬
‫متتلكها لتوقيق مصاحل شخصية‪.‬‬
‫‪ ‬أصحاب املصلحة احلامسون‪ :‬متتلك هذه الفئة الصفات الثالث (السلطة‪ ،‬والشرعية والضرورة)‪ ،‬وهو ما‬
‫يستلزم إقامة آلية حمكمة وتفاعلية إلدا رة العالقة معها‪ ،‬ومنوها عناية خاصة‪ ،‬واحلرص الدايم على متابعة‬
‫حاجاهتا ومستويات إشباع رغباهتا‪.‬‬

‫ومن منظور آخر قدم الباحثان )‪ (Igalens & Point, 2009‬تصنيفا مميزا لألطراف أصواب املصلوة‪،‬‬
‫وذلك من خالل املزج بني املفاهيم املستمدة من أمهية صاحب املصلوة ومستوى تأثريه على الشركة‪ ،‬واملفاهيم‬
‫املتعلقة بالتنمية املستدامة‪ ،‬والشكل اآليت يظهر فئات التقسيم‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫)‪)Igalens & Point‬‬ ‫الشكل رقم (‪ :)02‬تصنيف أصواب املصاحل حسب‬

‫أصحاب املصلحة االجتماعيون‬

‫أصحاب املصلحة االقتصاديون‬

‫أصحاب املصلحة التنظيميون‬

‫‪Source: Jacques Igalens et Sébastien Point, Vers une nouvelle gouvernance des‬‬
‫‪entreprises: L’entreprise face à ces parties prenantes, Edition Dunod, France, 2009, p 45.‬‬

‫يظهر الشكل السابق ثالث فئات من أصواب املصلوة يف الشركة‪ ،‬وهم‪:‬‬

‫‪ ‬أصحاب املصاحل التنظيميون‪ :‬هم نواة وحمور ارتكاز الشركة‪ ،‬وتظم كل من‪ :‬املسامهني‪ ،‬املدراء‪ ،‬املوظفني‬
‫وممثليهم النقابيني؛‬
‫‪ ‬أصحاب املصاحل االقتصاديون‪ :‬هم املسامهون يف النشاط االقتصادي للشركة‪ :‬العمالء‪ ،‬واملوردون‪،‬‬
‫واملقرضون؛‬
‫‪ ‬أصحاب املصاحل االجتماعيون‪ :‬منهم ما هو مشرتك بالنسبة لكافة الشركات‪ :‬كالدولة‪ ،‬واجلماعات‬
‫احمللية‪ ،‬ومنه م ما هو خاص بقطاعات اقتصادية معينة‪ :‬كالوكاالت املتخصصة‪ ،‬واملنظمات غري احلكومية‬
‫على سبيل املثال‪.‬‬
‫واملالحظ من خالل مجلة التصن يفات السابقة هو أهنا تشمل نفس األفراد واجملموعات ذات العالقة بنشاط‬
‫الشركة وإجنازاهتا‪ ،‬مع اختالف زاوية النظر أو معايري التصنيف‪ ،‬وألن جمال نشاط املنظمات احلديثة شاسع‪،‬‬
‫ومعق د‪ ،‬وعابر للدول والقرارات‪ ،‬وموازاة مع ما يشهده العامل من تكامل واندماج لالقتصاديات واألسواق املالية؛‬
‫فإن ه من الصعب أو غري املمكن حتديد قايمة بكل أصواب املصاحل يف املنظمة‪ ،‬خاصة وأن شكلها وأهدافها‬
‫وحجمها وطبيعة نشاطها كلها عوامل جوهرية يف توسيع أو تضييق جمال التأثري والتأث ر؛ وهو ما جعل كثريا من‬
‫الباحثني ينتهجون هنجا مغايرا يف الوصف‪ ،‬من خ الل حماولة تصنيف أصواب املصاحل يف الشركة إىل داخليني‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫وخارجيني‪ ،‬أو من حيث الوزن االسرتاتيجي للكيان‪ ،‬أو باالعتماد على قوة العالقة وشدة تأثري وتأثر الكيان‬
‫بسلوك الشركة‪.‬‬

‫أي‬ ‫اجلدير بالذكر أنه وبالرغم من احملاوالت املتكررة لتصنيف أصواب املصاحل‪ ،‬إال أن هناك من يرف‬
‫تصنيف يعطى هلم ‪ ،‬منتقدين بذلك كل ما جاء به الباحثون من تصنيف ات؛ حيث يعتربون أن كل تصنيف‬
‫ألصواب املصاحل هو تعبري عن رؤية ضيقة هلم على اعتبار أن كل صاحب مصلوة يؤثر ويتأثر بشكل جوهري‬
‫بالنشاط املمارس من طرف الشركة ‪ ،‬وبالتايل فإن أي تصنيف ألصواب املصاحل فهو غري مؤسس‪.1‬‬

‫ي عترب حتديد أصواب املصاحل يف الشركة وتصنيفهم املرحلة األوىل إلدارة العالقة مع هذه األطراف‪ ،‬واليت‬
‫تعرب عن املفهوم اجلوهري للنظرية ككل‪ ،‬لتأيت بعدها مرحلة التوليل؛ واليت متك ن من فهم وحتليل تطلعاهتم‬
‫ومطالبهم‪ ،‬وأخذها بعني االعتبار عند اإلعداد ل عملية اختاذ القرار‪ ،‬من أجل إحالل التوازن بني أصواب املصاحل‬
‫املتعارضة وتفادي حدوث صراعات من خالل التوزيع العادل واملنصف للقيمة املنشأة ‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬فإنه ميكن‬
‫اعتماد اخلطوات الرييسية التالية يف عملية إدارة العالقة مع األطراف أصواب املصلوة‪:2‬‬

‫حتديد أصواب املصلوة يف الشركة؛‬ ‫‪−‬‬

‫حتديد تطلعات أصواب املصلوة؛‬ ‫‪−‬‬

‫حتليل وتصنيف أمهية كل صاحب مصلوة؛‬ ‫‪−‬‬

‫حتليل مسؤوليات الشركة اجتاه هذه األطراف (قانونية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬أخالقية‪)..‬؛‬ ‫‪−‬‬

‫وضع خمطط إسرتاتيجي يسم بتوقيق آمال ورغبات هذه األطراف وتفادي خماطر حدوث صراعات‪.‬‬ ‫‪−‬‬

‫وهنا ال بد من بيان أن ه يصعب بل يستويل على أي شركة أن تليب طلبات واحتياجات كافة الفئات‬
‫املشك لة ألصواب املصاحل يف آن واحد‪ ،‬فتوقيق مصاحل فئة معينة قد يؤدي إىل تقليل قدرة الشركة على حتقيق‬
‫مصاحل فئة أخرى ‪ ، 3‬وعليه ميكن القول أن إدارة الشركة تبوث عن احللول املرضية ال املثالية هلذه اإلشكالية‪ .‬ويف‬
‫هذا اإلطار يقول ( ‪ :)A. Chamaret‬إن حمدودية نظرية أصواب املصاحل تربز من خالل تعارض أهداف‬

‫‪ - 1‬عبد الرحمن العايب والشريف بقة ‪ ،‬إشكالية إدارة العالقة مع أصحاب المصالح كمدخل لممارسة المسؤولية االجتماعية من طرف منظمات‬
‫األعمال في الجزائر‪ :‬حالة المؤسسة االقتصادية ال عمومية للتوظيب وفنون الطباعة – برج بوعريريج‪ ،‬مداخلة ضمن الملتقى الدولي الثالث‪:‬‬
‫منظمات األعمال والمسؤولية االجتماعية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بجامعة بشار ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬يومي ‪ 14‬و ‪ 15‬فيفري‬
‫‪ ،2012‬ص ‪.10‬‬
‫‪2 -Samuel Mercier, L’apport de la théorie des parties prenantes au management stratégi que: une synthèse‬‬

‫‪de la littérature, 10e me conférence de l’association Internationale de Management Stratégique « AIMS », Faculté‬‬
‫‪des Sciences de l’Administration, Université LAVAL, Québec, du 13 au 15 juin 2001, p.p 10-11.‬‬
‫‪- 3‬مراد كواشي‪ ،‬دور نماذج اإلفصاح العالمية في تعزيز الحوكمة المحاسبية‪ ،‬الملتقى العملي الدولي حول الحوكمة المحاسبية للمؤسسة واقع‪،‬‬
‫رهانات وأفاق‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 7‬و‪ 8‬ديسمبر ‪ ،2010‬ص ‪.6‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫وتوقعات خمتلف الفئات املشكلة هلذه األط راف‪ ،‬كما قد يظهر هذا التعارض حىت بني أعضاء الفئة الواحدة ‪،1‬‬
‫هلذا فمن الضروري للشركة أن تقوم مبتابعة ورقابة عملية االستجابة ملطالب هذه الفئات بشكل منظ م وعادل‬
‫يضمن تلبية احلد املعقول من مطالب كل فئة‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أسباب بروز وتطور االهتمام حبوكمة الشركات‬

‫حظي موضوع حوكمة الشركات خالل العقود الثالثة املنصرمة باهتمام عاملي كبري ومتزايد‪ ،‬وذلك لربوز‬
‫تأثريات عدد من الظواهر واملتغريات اليت كانت ساكنة من قبل‪ ،‬وظهور عوامل وظروف ومستجدات جديدة يف‬
‫جمال اإلدارة والتسيري واالقتصاد؛ ولعل أمهها‪:‬‬

‫‪ ‬انفصال ملكية الشركات عن إدا رهتا‪ :‬وذلك بسبب كرب حجمها وتوسع نشاطها‪ ،‬وهو ما فرض على‬
‫املالك تعيني خرباء ممن هلم القدرة والكفاءة على إدارة وتسي ري هذه الشركات‪ ،‬األمر الذي أدى إىل بروز‬
‫مشاكل سببها التباعد يف وجهات نظر كل طرف وأهدافه‪ ،‬وسعي كل منها إىل حتقيق مصاحله الشخصية‬
‫ولو على حساب الطرف اآلخر؛ وألن املدراء ذوي خربة ومهارة يف التسيري برزت خماوف بإمكانية جلويهم‬
‫إىل سلوكيات غري مشروعة لتوقيق مصاحله م الشخصية‪ ،‬خاصة يف ظل عدم قد رة املالك على متابعة‬
‫ورصد واإلحاطة بكافة متغريات عملية صنع القرار يف الشركة‪ ،‬وال املعرفة واخلربة اليت متكنهم من التأكد‬
‫من صوة املعلومات املقدمة إليهم من أجل تق ييم النتايج ومقارنتها بشكل سليم‪ ،‬وهو ما استدعى‬
‫ضرورة إقامة وتفعيل آليات وقواعد وهياكل تنظيمية تضمن سالمة اإلجراءات املعمول هبا يف الشركة‪،‬‬
‫وتعيد التوازن إىل العالقة مدير‪/‬مالك‪.‬‬
‫‪ ‬االضطرابات اليت شهدهتا األسواق املالية العاملية خالل العقدين األخريين‪ :‬بداية باألزمة املالية لدول‬
‫جنوب شرق آسيا‪ ،‬وروسيا والربازيل ( ‪ ، )1999- 1997‬ومرورا باألزمة املالية واالقتصادية العاملية لسنة‬
‫‪ ، 2008‬واليت أثبتت قصور اإلج راءات والقواعد املعمول هبا من جهة‪ ،‬وتوسع وإفراط يف حتمل املخاطرة‬
‫من جهة أخرى‪ ، 2‬وما أعقب هذه األزمات من قلق وعدم ثقة املستثمرين يف مكونات األنظمة اليت تدار‬
‫وفقها األسواق واملؤسسات املالية احمللية والعاملية؛ كلها عوامل سامهت يف الضغط على املشرعني وصناع‬
‫القرار إل قامة قواعد ومعايري جديدة أكثر قدرة على التنظيم‪ ،‬واإلشراف والرقابة املالية‪.‬‬

‫‪- 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.6‬‬


‫‪2 -William‬‬‫‪Sun et al., Corporate g overnance and the global financial crisis, Cambridge Un iversity Press, UK,‬‬
‫‪2011, p 28.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ ‬فضائح االختالس والتدليس واالحتيال اإلداري واملايل ‪ :‬شهدت العديد من الشركات الكربى الناشطة‬
‫يف أقوى االقتصاديات العاملية (‪ Enron‬و‪ WorldCom‬بالواليات املتودة األمريكية‪ Parmalat ،‬بإيطاليا‪،‬‬
‫و‪ Vivendi‬بفرنسا‪ ،‬وغريها) سلسلة من االهنيارات والفضاي املالية الناجتة عن تالعب الطواقم اإلدارية‬
‫بالقوايم املالية‪ ،‬وحماولة رسم صورة مغايرة لواقع هذه الش ركات من خالل الغش والتدليس والتضليل يف‬
‫املعلومات املالية وغري املالية املنشورة‪ ،‬وبتواطؤ كبري من كربيات مؤسسات التصنيف االيتما ي ومكاتب‬
‫الدراسات اخلاصة باحملاسبة والتدقيق‪ ،‬وهو ما أثبت ضعف القواعد واإلج راءات املعمول هبا آن ذاك‪،‬‬
‫وضرورة إصالح وتدعيم اآلليات الرقابية والتوفيزية املاليمة اليت تضمن سالمة وكفاءة إدا رة وتوجيه‬
‫الشركات‪ ،‬وهو ما يشكل حمور ونقطة ارتكاز مفهوم حوكمة الشركات وأبعادها‪.‬‬
‫‪ ‬العوملة‪ :‬يتميز العامل املعاصر بشدة ضغوط حترير وتدويل االقتصاديات‪ ،‬واندماجها وتكاملها بفعل التطور‬
‫اهلايل لوسايل وتقنيات التواصل واالتصال‪ ،‬وهو ما جعل الشركات احلديثة أمام حتمية السوق العاملية‬
‫بكل ما حتمله من فرص وخماطر وحتديات؛ حيث اشتدت املنافسة وتوسعت‪ ،‬وتنوعت امل خاطر وازدادت‬
‫متغريات البيئة وتعق دت‪ ،‬وهو ما جعل من املفاهيم اخلاصة حبوكمة الشركات أحد أهم العوامل اليت من‬
‫شأهنا أن تدعم قد رة الشركات على مواجهة جزء من هذه التوديات‪ ،‬سواء من خالل إمكانية حتسني‬
‫تنافسيتها أو احلصول على التمويل الضروري من مصادر حملية وأجنبية وفق أحسن الشروط‪ ،‬فقد بينت‬
‫العديد من الدراسات والبووث أن املستثمرين يولون أمهية بالغة ملستوى احلوكمة يف الشركات اليت تشكل‬
‫حمور اهتمامهم وجمال استثمار أمواهلم ‪.1‬‬
‫‪ ‬اخلوصصة‪ :‬موازاة مع فشل واهنيار النظام االشرتاكي‪ ،‬شهدت العديد من الدول إصالحات واسعة‬
‫إلعادة هيكلة االقتصاد حتقيقا ملتطلبات النظام الرأمسايل‪ ،‬وهو ما برز من خالل موجات اخلوصصة‬
‫املكثفة يف كل من اإلحتاد السوفيايت سابقا‪ ،‬وأوربا الشرقية‪ ،‬وآسيا وأمريكا الالتينية‪ ،‬األمر الذي فرض‬
‫على احلكومات وصناع القرار واملنظمني إقامة وتفعيل أساليب وأنظمة رقابية وإشرافية ت ضمن من خالهلا‬
‫سالمة عمليات اخلوصصة وشفافيتها من جهة‪ ،‬وكفاءة وفعالية تسيري الشركات املخوصصة وفق ما‬
‫يضمن مصاحل كل األطراف ذات العالقة من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬تزايد عمليات االستحواذ‪ :‬حيث تواجه الشركات املعاصرة خماطر وهتديدات مستمرة بأن تكون عرضة‬
‫لعمليات استوواذ عدايية م ن قبل شركات حملية أو أجنبية منافسة‪ ،‬خاصة يف ظل حترير القطاع املايل‬

‫‪1 -Selim‬‬ ‫‪Serbetci, Corporate governance manufacturi ng companies' performances during the fi nancial‬‬
‫‪crisis in Turkey, LAP LAMBERT Academic Publishing, Saarbrücken, Germany, 2011, p.p 17-18.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫وحرية انتقال رؤوس األموال‪ ،‬واندماج وتكامل األسواق املالية‪ ،‬وعليه كان لزاما على اهليئات الرقابية‬
‫واإلشرافية توفري اآلليات املاليمة اليت متك نها من محاية الشركات الوطنية واالقتصاد ككل‪ ،‬وبالشكل الذي‬
‫ال يتعارض مع حتفيز االستثمار األجنيب واالستفادة من مفاهيم العوملة املالية‪ .‬كما ميكن هلذا التهديد أن‬
‫يشكل عامل ضغط على الشركات من أجل حتسني أدايها واحلفاظ على كفاءة وفعالية عملياهتا‪ ،‬ما‬
‫جيعلها يف منأى عن كل عملية سيطرة عدايية‪.‬‬
‫‪ ‬الظروف والعوامل االقتصادية ‪ :‬ففي ظل سعي الدول واحلكومات إىل حتقيق االستقرار يف أسواقها املالية‬
‫والتجارية‪ ،‬وتشغيل وتوظيف رؤوس األموال احمللية‪ ،‬وحتفيز وجذب رؤوس األموال األجنبية‪ ،‬وتعزيز فرص‬
‫معدالت البطالة‪ ،‬وحتقيق أعلى معدالت منو اقتصادية ممكنة‪ ،‬وحتسني وتعزيز ا لثقة يف‬ ‫العمالة وختفي‬
‫اقتصادياهتا ومؤسساهتا من أجل االستفادة ما أمكن من املؤسسات والصناديق املالية الدولية؛ كلها عوامل‬
‫وضغوط تفرض على القايمني على صناعة القرار توفري بيئة ومناخ ماليم لألعمال على املستويني اجلزيي‬
‫والكلي على السواء‪ ،‬وهو ما وسعه مفهوم وفلسفة احلوكمة مبا هلا من أبعاد‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬أمهية حوكمة الشركات‬

‫حوكمة الشركات نظام متكامل يهدف إىل استعادة وتعزيز أواصر الثقة بني خمتلف األطراف الدولية‬
‫واملؤسسية والفردية الفاعلة؛ وهو ما جعلها أحد أكثر املواضيع املعاصرة أمهية يف االقتصاديات املتطورة‪ ،‬حيث زاد‬
‫إحساس وشعور كل من املدراء واملالك واملديرين التنفيذيني باملي زات اليت يوفرها إقامة هيكل ماليم حلوكمة‬
‫الشركات ‪1‬؛ وفيما يلي ذكر ألمهها‪:‬‬

‫مشاكل وتكاليف الوكالة؛‬ ‫‪ -‬تساهم حوكمة الشركات يف ختفي‬


‫‪ -‬محاية حقوق املسامهني واملدراء ومجيع األطراف ذات املصلوة؛‬
‫‪ -‬بناء عالقة وثيقة وقوية بني إدارة الشركة وكافة األطراف أصواب املصلوة‪ ،‬مما يساهم يف رفع مستوى أداء‬
‫الشركة وحتقيق أهدافها اإلسرتاتيجية؛‬
‫‪ -‬الرفع من أداء وكفاءة الشركات من خالل وضع ضوابط للعالقة بني املديرين‪ ،‬جمالس اإلدارة واملسامهني؛‬
‫تكلفة رأس املال‪ ،‬األمر الذي جيعل الشركة أكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين‬ ‫‪ -‬احلد من املخاطر وبه ختفي‬
‫احملليني واألجانب؛‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Robert W. McGee, Corporate governance in developing economies , Springer Edition, USA, 2009, p 3.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫كما ميكن حلوكمة الشركات أن تساهم يف‪:‬‬

‫‪ -‬تنشيط ورفع حركية الطاقم اإلداري مبا حيف زهم على الولوج إىل أسواق جديدة‪ ،‬وتقدمي خدمات مبتكرة‬
‫وحمسنة لعماليهم‪ ،‬وميكنهم من االستجابة السريعة للضغوط اخلارجية والداخلية لبيئة النشاط؛‬
‫‪ -‬ضمان معدالت عالية من الشفافية يف املمارسات اإلدارية‪ ،‬وهو ما جيذب مزيدا من املستثمرين؛‬
‫‪ -‬تبين معايري الشفافية يف إدارة العالقة مع املستثمرين والداينني من شأنه أن مينع حدوث األزمات؛‬
‫‪ -‬الرفع من كفاءة القطاع االقتصادي على مستوى الدولة ككل‪ ،‬وبه حتقيق أعلى معدالت النمو‪1‬؛‬
‫‪ -‬يساهم أعضاء جملس اإلدا رة النشيطني واملستقلني يف حتقيق نظ رة إجيابية للشركة يف السوق املايل‪ ،‬مما يؤثر‬
‫إجيابيا على أسعار األسهم؛‬
‫‪ -‬تعترب حوكمة الشركات من املعايري اهلامة للمستثمرين املؤسساتيني األجانب الختاذ القرار بشأن الشركات‬
‫اليت يتم االستثمار فيها؛‬
‫‪ -‬املسامهة يف تطور ومنو االقتصاد يف ظل املنافسة العاملية اليت تفرضها العوملة‪2‬؛‬
‫‪ -‬تسهيل فرص الوصول إىل أسواق رأس املال‪3‬؛‬
‫‪ -‬إنشاء القيمة يف املؤسسة‪ ،‬والثروة على مستوى االقتصاد ككل‪4‬؛‬
‫‪ -‬تقليل املخاطر وحتسني األداء وفرص التطور لألسواق وزيادة القدرة التنافسية للسلع واخلدمات وتطوير‬
‫اإلدارة وزيادة الشفافية‪ ،‬كما تساهم يف زيادة عدد املستثمرين يف البورصات وأسواق املال؛‬
‫‪ -‬زيادة ثقة املستثمرين يف عمليات اخلصخصة‪ ،‬وحتقيق عايد أفضل للدولة على استثماراهتا؛‬
‫‪ -‬حتسني مستوى أداء الشركة ومساعدة املديرين وجمالس اإلدارات على تطوير إسرتاتيجية جيدة للشركات‬
‫وضمان اختاذ قراراهتم على أسس سليمة‪5‬؛‬

‫‪1 -Shahira‬‬ ‫‪Abdel Shahid, Corporate governance is becoming a global pursuit: what coul d be done i n Egypt?,‬‬
‫‪Cairo & Alexandria Stock Exchanges Working Paper Series, Egypt, September 2001, p 5.‬‬
‫‪2 -Meghna Thapar and Arjun Sharma, Corporate g overnance in Indi a: An anal ysis , Journal of Econo mic and‬‬

‫‪Social Development – Vol. 4, No . 1, March 2017, p 86.‬‬


‫‪3 - Robert W. McGee, Op. Cit., p 3.‬‬
‫‪4 - Jean-Paul Page, Corporate governance and value creation , The Research Foundation of CFA Institute, Vo l.‬‬

‫‪2005, N°. 1, 2005, p 5.‬‬


‫‪- 5‬أمين السيد أحمد لطفي‪ ،‬المراجعة وحوكمة الشركات‪ ،‬الدار الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2010 ،‬ص ص ‪.136- 135‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ -‬حتقيق التنمية االقتصادية وجتن ب الوقوع يف األزمات‪ ،‬إضافة إىل خلق التوازن بني األهداف االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وهو ما يساهم يف حتسني مستوى املعيشة وتعزيز التماسك االجتماعي‪1‬؛‬

‫ونظ ار لتشعب موضوع حوكمة الشركات وتوسع جماالت تطبيقه واستخدامه‪ ،‬فإن هذه القايمة ال متثل كل‬
‫السمات وامليزات واألمهية اليت تكتسبها الشركات واالقتصاد واجملتمع ككل من إقامة وتفعيل هياكل وأنظمة فعالة‬
‫تضمن سالمة اإلجراءات والقواعد املتبعة يف توجيه الشركة وإدارهتا ‪ ،‬والرفع من كفاءة االقتصاد وتنافسية مؤسساته‪،‬‬
‫بل هي أمهها‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪:‬آليات حوكمة الشركات ومؤشراهتا‬


‫تتمايز بيئات النشاط االقتصادي من بلد إىل آخر‪ ،‬وختتلف معه القواعد واإلجراءات والقوانني احلاكمة‬
‫لنشاط الشركات واملنظمة هلا‪ ،‬وهو ما جيعل من عملية حت ديد وتصنيف آليات تشغيل أنظمتها أمرا صعبا‪ ،‬يستويل‬
‫معه تعميم نتايج أي حماولة للتصنيف‪ ،‬وهو ما ينطبق على نظام حوكمة الشركات‪ ،‬ففي ظل تعدد النماذج‬
‫واألنظمة واملبادئ اخلاصة باملمارسات اجليدة من جهة‪ ،‬وتعقد وتعدد أشكال الشركات احلديثة من جهة أخرى‪،‬‬
‫فإنه من الصعب ت قدمي قايمة تشمل كل اآلليات؛ وبناء على ذلك‪ ،‬فقد جلأ الباحثون إىل اعتماد معايري وأسس‬
‫معينة للتصنيف‪ ،‬ميكن من خالهلا استنباط والتعرف على أهم العوامل اليت تؤثر يف نظم حوكمة الشركات‪ ،‬وتعمل‬
‫على تفاعل مكوناهتا‪ ،‬مع األخذ بعني االعتبار اختالف أمهية كل مكون من بيئة نشاط إىل أخرى‪ .‬وعليه؛‬
‫سنواول من خالل هذا املبوث تقدمي أهم آليات حوكمة الشركات من خالل تقسيمها إىل‪ :‬آليات داخلية‬
‫وخارجية‪ ،‬ومن مث إبراز موقعها ضمن احللقة التفاعلية لنظام احلوكمة ككل‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬اآلليات الداخلية حلوكمة الشركات ومؤشراهتا‬


‫تشري اآلليات الداخلية حلوكمة الشركات إىل جمموعة العناصر اليت تقع داخل اإلطار التنظيمي للشركة‪ ،‬واليت‬
‫من شأهنا أن تلعب دورا يف جتسيد ممارسات حوكمة الشركات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الرقابة املباشرة من قبل املسامهني (اجلمعية العامة)‬

‫بصفتهم مالكا للشركة‪ ،‬وأحد طريف عالقة الوكالة‪ ،‬واليت هي نتاج توسع الشركات وتعقد بيئة النشاط وتنوع‬
‫التوديات اليت تواجه ها الشركات املعاصرة؛ يقوم املسامهون مبمارسة حقوقهم املنصوص عليها قانونا أو من قبل‬

‫‪1-Shehu‬‬‫‪U. Hassan and Abubakar E. Ali Ah med, Corporate governance, earnings management and fi nancial‬‬
‫‪performance, American International Journal of Contemporary Research, Vol. 2, N o . 7, 2012, p 214.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫النظام الداخلي للشركة (النظام األساسي)‪ ، 1‬هبدف محاية واحملافظة على استثماراهتم‪ ،‬ويتم ذلك من خالل‬
‫املشاركة يف تعيني أعضاء جملس اإلدا رة‪ ،‬وإبداء الرأي‪ ،‬والتصويت على القرارات اليت ميكن أن تؤثر على طبيعة‬
‫ملكيتهم (االندماج مثال)‪ ،‬واحلق يف احلصول على كافة املعلومات اخلاصة بالشركة‪ ،‬وإقرار واملصادقة على‬
‫احلسابات اخلتامية وغريها من احلقوق ‪ ،‬وهو ما من شأنه أن ي ضمن حدا أدىن من الرقابة على طريقة تسيري وإدارة‬
‫أصول الشركة‪ ،‬خاصة يف ظل رغبتهم يف محاية ممتلكاهتم واستثما راهتم فيها‪ ،‬وحرصهم على دقة وصوة املعلومات‬
‫املقدمة وضرورة متثيلها للواقع الفعلي للشركة ووضعها املايل خاص ة‪ ،‬كما جيتهد املسامهون يف انتخاب أعضاء جملس‬
‫اإلدارة الذين يعتقدون أهنم قادرين على محاية استثماراهتم يف الشركة‪ ،‬وتنمية ثرواهتم‪ ،‬باإلضافة إىل حتقيقهم‬
‫ودراستهم املعمقة لكل قرار من شأنه أن يؤثر على قيمة استثماراهتم ‪.2‬‬
‫واجلدير بالذكر أن فعالية هذه اآللية تتأثر كثريا بطبيعة هيكل ملكية الشركات‪ ،‬حيث تعا ي الشركات ذات‬
‫هياكل امللكية املشتتة (عدد كبري من املستثمرين الذين ميتلكون نسبة صغرية من رأس املال) من اآليت‪:‬‬

‫‪ -‬قلة احلافز لدى امل سامهني للرقابة واإلشراف احلقيقي على أداء الطاقم اإلداري القايم على إدارة الشركة‪،‬‬
‫بسبب ارتفاع تكاليف العملية مقارنة بالعوايد املتوقعة على ملكياهتم الصغرية؛‬
‫‪ -‬وجود عدد كبري من املسامهني الذين ال يسعون من خالل امتالكهم ألسهم الشركة إىل احلصول على‬
‫جزء من األرباح التشغيلية بقدر حرصهم على حتقيق عوايد مالية نتيجة للتقلبات السعرية ألسهم الشركة‪،‬‬
‫وهو ما جيعلهم يركزون أكثر على حتقيق األداء على املد ى القصري على حساب األداء االسرتاتيجي‪ ،‬وكذا‬
‫ممارستهم لضغوط على اإلدارة من أجل اعتماد سياسات واسرتاتيجيات ماليمة لطموحاهتم؛‬
‫‪ -‬التغيري املستمر يف حقوق امللكية‪ ،‬خاصة بالنسبة للشركات املدرجة يف البورصة‪ ،‬واليت هبا عدد كبري من‬
‫املستثمرين املضاربني‪ ،‬وهذا ما جيعلهم غ ري مهتمني كثريا بتقومي والرقابة على أداء املسريين من خالل‬
‫حضور اجلمعيات العامة‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬جملس اإلدارة‬

‫يعترب جملس اإلدا رة حمور جتسيد املمارسات اجليدة حلوكمة الشركات‪ ،‬فمنذ صدور تقرير كادبريي‬
‫)‪ (Cadbury‬سنة ‪ 1992‬رك زت اإلصالحات اخلاصة بأساليب إدارة الشركات على حتديد املعايري املثلى اليت تزيد‬

‫‪1 -Jean‬‬ ‫‪Jacques Du Plessis et al., Op. Cit., p 35.‬‬


‫‪2 -Sanjay‬‬ ‫‪Anand, Essentials of corporate governance, John Wiley & Sons, Inc., New Jersey, USA, 2008, p.p‬‬
‫‪30-34.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫من فعالية دور جملس اإلدارة يف رسم االسرتاتيجيات والرقابة على سلوك املسريين يف الشركة‪ ،‬وهي املعايري اليت‬
‫تشكل حمور نقاش مستمر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف جملس اإلدارة‬

‫عرف جملس اإلدارة على أنه جمموعة من األعضاء املنتخبني بشكل مباشر من قبل محلة األسهم ووفقا‬
‫لقانون الشركات‪ ،‬وتكون مهمتهم األساسية هي متثيل مصاحل املالكني يف الشركة والرقابة على املديرين‬
‫التنفيذيني ‪ ، 1‬غري أن هذا التعريف ينطبق أكثر على النظرة التعاقدية (املالية) حلوكمة الشركات‪ ،‬فاملهام األساسية‬
‫جمللس اإلدارة ضمن نظري ات اإلدا رة احلديثة تتعدى بكثري جمرد الرقابة على املديرين التنفيذيني‪ ،‬حيث يعترب أحد‬
‫أهم اآلليات املساعدة على خلق القيمة يف الشركة ‪-‬مبا تتطلبه هذه األخرية من مهام ومسؤوليات ‪ -‬وضمان‬
‫تقسيمها بشكل عادل على كافة األطراف أصواب املصلوة وفق ضوابط وإجراءات حمددة‪ ،‬مبا جيعل الشركة يف‬
‫منأى عن بروز أي صراعات أو سلوكيات غري مرغوبة‪.‬‬

‫كما أن هناك من يرى أنه عموما‪ :‬ميثل اإلدا رة العليا املسؤولة عن وضع اسرتاتيجيات الشركة وحتقيق نتايج‬
‫أعماهلا‪ ،‬وعادة ما يتكون من أعضاء من داخل الشركة وأعضاء من خارجها‪ .‬ونظ را لوجوده يف القمة فبإمكان‬
‫أعضايه مراقبة قرارات اإلدارة والتأكد من أهنا تتماشى مع اهتمامات مصاحل محلة األسهم ‪ .2‬باإلضافة إىل تركيز‬
‫هذا التعريف على املهام املوكلة جمللس اإلدا رة‪ ،‬فهو يثري مسألة جوهرية تتعلق أساسا برتكيبته؛ حيث ميكن أن يكون‬
‫أعضاؤه ممن يشغلون مناصب تنفيذية يف الشركة‪ ،‬كما ميكنهم أن يكونوا أعضاء غري تنفيذيني مستقلني وغري‬
‫مستقلني‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬ميكن جمللس اإلدارة أن يضم‪:3‬‬

‫‪ ‬مدير تنفيذي ‪ :‬هو الذي يعمل يف ال شركة بدوام كامل وبقد رة ومهارة عالية‪ ،‬وترتبط مهامه أساسا مبا يتعلق‬
‫بالسياسات العامة وخطط العمل املهمة يف الشركة؛‬
‫‪ ‬مدير غري تنفيذي‪ :‬هو عضو يف اجمللس وال يشغل منصبا تنفيذيا يف الشرك ة‪ ،‬وقد يكون مستقال أو غري‬
‫مستقل ‪ ،‬ويساهم املديرون غري التنفيذيون يف تقدمي اخلربة اخلارجية اإلضافية واملعلومات والرأي اخلارجي‬
‫الذي قد يكون أكثر موضوعية‪ ،‬كما ميكن أن يكونوا مصدرا جيدا لتوفري االتصاالت اخلارجية للشركة؛‬

‫‪ - 1‬محمد جالب ‪ ،‬مجل س اإلدارة كأحد آليات الحوكمة المصرفية في مواجهة األطراف اآلخذة (المودعين والمساهمين) مع اإلشا رة لحالة الجزائر‪،‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،49‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 2‬بشير زناقي ومحمد معاريف ‪ ،‬مجلس اإلدارة وإسهاماته في تعزيز حوكمة المؤسسات العائلية‪ ،‬مجلة دفاتر اقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ، 11‬العدد ‪،1‬‬
‫‪ ،2019‬ص ‪.92‬‬
‫‪ - 3‬كمال قاسمي و وسيلة سعود‪ ،‬دور مجلس اإلدارة في ظل تبني الحوكمة المؤسس ية في المؤسسات االقتصاد ية‪ ،‬دراسة حالة بنك البركة اإلسالمي‬
‫‪-‬البحرين ‪ ،-‬مجلة معارف‪ ،‬العدد ‪ ،20‬جوان ‪ ،2016‬ص ‪.238‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ ‬مدير مستقل‪ :‬يعترب املدير مستقال إذا مل تكن له أي عالقة مباشرة بالشركة أو أي طرف له عالقة هبا ما‬
‫عدا عالقته كمدير‪ ،‬حيث يكون مستقال يف شخصه وحكمه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مهام ومسؤوليات جملس اإلدارة‬

‫يعترب أعضاء جملس اإلدا رة مبثابة الوكالء عن املسامهني يف القيام مبهام حمددة يف اإلدا رة‪ ،‬وهلذا فهم مطالبون‬
‫بضمان منو الشركة واستمرارها على املدى الطويل‪ ،‬كما أهنم مطالبون بتوقيق التوازن ورعاية حقوق كافة األطراف‬
‫أصواب املصلوة وليس املسامهني فقط‪ ،‬أي أن دورهم ال يقتصر فقط على حتقيق الرب ‪ ،‬ولكنه يتعداه إىل التأكد‬
‫من س المة اإلجراءات املعمول هبا يف الشركة وفق ما تقتضيه عناية الشخص احلريص‪ .1‬وعلى العموم‪ ،‬ميكن‬
‫اإلشارة إىل املهام واملسؤوليات الرييسية جمللس اإلدارة كاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة سلوكيات اإلدارة‪ ،‬واليت تعترب احلل التقليدي ملشكلة الوكالة؛‬
‫‪ -‬تعيني الرييس التنفيذي (املدير العام) للشركة وحتديد مكافآته وتعويضاته من جهة‪ ،‬واستبداله أو عزله إن‬
‫اقتضت الضرورة ذلك من جهة أخرى؛‬
‫‪ -‬مراقبة وإدارة أي تضارب حمتمل للمصاحل يف الشركة‪ ،‬واإلشراف على عملية إعداد التقارير املالية‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك التدقيق اخلارجي‪ ،‬واإلفصاح‪2‬؛‬
‫‪ -‬حتديد أهداف الشركة ووضع خططها اإلسرتاتيجية؛‬
‫‪ -‬التأكد من سالمة اإلجراءات املعمول هبا من قبل اإلدارة التنفيذية‪ ،‬وكذا تقييم أدايها؛‬
‫‪ -‬احلرص على إقامة أساليب فعالة إلدا رة املخاطر يف الشركة‪ ،‬وتفعيل آليات الرقابة الداخلية مبا حيد من‬
‫إمكانية بروز سلوكيات غري اليقة؛‬
‫‪ -‬احلرص على تلبية واملوازنة بني احتياجات املسامهني وكافة األطراف أصواب املصلوة اآلخرين‪3‬؛‬
‫‪ -‬اإلشراف على عملية التخطيط للوصول على املوارد املالية والبشرية الالزمة لتوقيق األهداف احملددة‬
‫وتنظيمها‪ ،‬واملصادقة عليها؛‬
‫‪ -‬مراجعة وتقومي أداء الشركة‪ ، 4‬وكذا التأكد من دقة التقارير املالية املفص عنها؛‬
‫‪ -‬تقدمي االستشارة والنص لإلدارة التنفيذية وعدم التدخل يف عملها‪.1‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Justine Simpson and John Taylor, Corporate g overnance, ethics and CSR, First Edit ion, Kogan Page Ltd.,‬‬
‫‪UK, 2013, p 120.‬‬
‫‪2 -Oliver Marnet, Behaviour and rationality in corporate governance, Routledge Edition, UK, 2008, p 27.‬‬
‫‪3 - Justine Simpson and John Taylor, Op. Cit., p.p 120-121.‬‬
‫‪4 - Jean Jacques Du Plessis et al., Op. Cit., p 97.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫من خالل جممل املهام واملسؤوليات اليت يقوم عليها جملس اإلدارة ميكن القول أن بإمكانه رصد ومتابعة‬
‫مدى سالمة اإلجراءات املعمول هبا‪ ،‬وكذا مساعدة املسريين يف اختياراهتم وقراراهتم التشغيلية منها واإلسرتاتيجية‪،‬‬
‫مما يساهم يف الرفع من قدراهتم املعرفية والفنية‪ ،‬ويفت هلم جماال أوسع لإلبداع املسؤول‪ ،‬وعدد أكرب من البدايل‬
‫املتاحة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬استقاللية جملس اإلدارة‬


‫تعترب االستقاللية أحد أهم املعايري اليت ميكن أن تدعم أداء جملس اإلدارة‪ ،‬ولكن التطبيق الفعلي وجتسيد‬
‫الصعوبات‪ ،‬خاصة من حيث نوعية االستقاللية املقصودة يف ظل ضرورة التزامه بتعزيز‬ ‫هذا املفهوم يلقى بع‬
‫كفاءة االستشراف‪ ،‬وعدم التويز يف إصدار األحكام‪ ،‬وكذا السعي إىل بناء اسرتاتيجيات فعالة؛ حيث أن‬
‫املم ارسات أثبتت أن االستقاللية ميكن أن تكون سببا يف غياب االلتزام من طرف أعضاء جملس اإلدا رة‪ ،‬وال يكون‬
‫هلم من ذلك إال االسم‪ ، 2‬وعادة ما يتم قياس استقاللية عضو جملس اإلدا رة من خالل الدرجة اليت يكون فيها‬
‫العضو بعيدا عن مواطن تعارض املصلوة يف الشركة ‪ ،3‬وأال تربطه بالشركة أي عالقة ‪-‬غري تلك املنصوص عليها‬
‫ضمن عقده ‪ -‬من شأهنا أن تؤثر على حيادية سلوكياته وموضوعية أحكامه‪ ،‬ما يسم له بالتصرف وفق ما خيدم‬
‫الشركة؛ ولو اقتضى األمر اختاذ مواقف معارضة لتلك اليت يتخذها املدراء التنفيذيون عند الضرورة‪.‬‬
‫سلطاهتم ملدراء خارجيني من أجل متثيلهم يف اجتماعات جملس اإلدا رة‪ ،‬وكذا‬ ‫هلذا يقوم املسامهون بتفوي‬
‫مناقشة والتصويت على القضايا اإلسرتاتيجية يف الشركة‪ ،‬مع احلرص على أال يكونوا مسامهني وال أجراء فيها‪ ،‬وهو‬
‫ما جيعلهم قادرين على استخدام مهاراهتم وخرباهتم اخلاصة لتقدمي نظرة نقدية مستقلة للمشاكل اليت تواجهها‬
‫الشركة واملشاريع اليت يقدمها التنفيذيون‪،4‬كما أنه من الضروري الرقابة على عوارض االستقاللية اليت ميكن أن‬
‫تنشأ مع مرور الزمن‪ ،‬كإمكانية تشكل روابط شخصية ناجتة عن طول فرتة عمل األعضاء املستقلني يف جملس إدارة‬
‫واحد‪ ،‬وهو ما يستدعي حتديد عدد الس نوات اليت ميكن للعضو املستقل أن يشغلها يف اجمللس‪.‬‬

‫‪ - 1‬كمال قاسم و وسيلة سعود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.237‬‬


‫‪2 -Harry‬‬ ‫‪Korine and Pierre-Yves Go mez, Strong managers, Strong owners: Corporate governance and‬‬
‫‪strategy, Cambridge University Press, UK, 2014, p 161.‬‬
‫‪3 -David F. Larcker and Brian Tayan., Corporate governance matters, First Edition, FT Press, USA, 2011, p‬‬

‫‪69.‬‬
‫‪4 -Khoufi Nouha et Khoufi Walid, Le rôle des mécanismes de gouvernance dans la prévention de la fraude‬‬

‫‪managériale, Management Accounting Research, Elsevier, 2016, p 5.‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫رابعا‪ :‬حجم جملس اإلدارة‬


‫ليس هناك معيار حمدد للوجم األمثل جمللس اإلدا رة ‪ ،‬حيث انقسم الباحثون إىل فريقني‪ :‬فريق مؤيد للتوسع‬
‫يف عدد األعضاء املشكلني جمللس اإلدارة‪ ،‬وفريق ينادي بضرورة التقليل من عددهم‪ ،‬ولكل من الفريقني حججه‪،‬‬
‫وفيما يلي مقارنة خمتصرة إلجيابيات وسلبيات كل من جملس اإلدارة كبري احلجم وجملس اإلدارة صغري احلجم‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)02‬إجيابيات وسلبيات كل من جملس اإلدارة كبري احلجم وجملس اإلدارة صغري احلجم‪.‬‬
‫السلبيات‬ ‫اإلجيابيات‬ ‫البيان‬
‫‪ -‬أكثر تنوعا من حيث املهارات‪ - ،‬صعوبة االتصال والتنسيق بني أعضايه؛‬
‫‪ -‬أقل قدرة على رصد ومتابعة سلوكيات‬ ‫واخلربات املتاحة؛‬
‫اإلدارة التنفيذية؛‬ ‫‪ -‬تقدمي جمال أوسع من البدايل املتاحة؛‬ ‫جملس اإلدارة‬
‫‪ -‬أكثر عرضة لتشكل حتالفات وبروز‬ ‫‪ -‬أكثر ارتباطا بالبيئة اخلارجية‪.‬‬ ‫كبري احلجم‬
‫صراعات مصاحبة هلا؛‬
‫‪ -‬أكثر تكلفة‪.‬‬
‫‪ -‬أكثر قدرة على إدارة النقاشات وحتقيق ‪ -‬أقل من حيث تنوع اخلربات واملهارات؛‬
‫‪ -‬أقل ارتباطا بالبيئة اخلارجية؛‬ ‫التوافق بشأن القرارات املتخذة؛‬
‫‪ -‬فعالية قنوات االتصال والتنسيق بني ‪ -‬حمدودية البدايل واملقرتحات املقدمة‪.‬‬
‫جملس اإلدارة‬
‫األعضاء؛‬
‫صغري احلجم‬
‫‪ -‬أقل عرضة ملشاكل تضارب وصراع‬
‫املصلوة؛‬
‫‪ -‬أقل تكلفة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب‪ ،‬باالعتماد على‪:‬‬
‫‐‬ ‫‪Pascal Forget et al., Inefficiency of public road transport and internal corporate‬‬
‫‪governance mechanis ms, Case Studies on Transport Policy Journal, Vol. 2, N°. 3,‬‬
‫‪December 2014, p 156.‬‬
‫‐‬ ‫‪Muhammad. F. Siddiqui et al., Inte rnal corporate governance mechanis ms and‬‬
‫‪agency cost: Evidence from Large KSE Listed Firms, European Journal of Business‬‬
‫‪and Management, Vol. 5, No . 23, 2013, p 104.‬‬

‫باإلضافة إىل ما سبق‪ ،‬فإنه من املهم اإلشارة إىل أن حجم جملس اإلدارة ميكن أن يتأثر بعدد من املعايري‬
‫األخرى‪ ،‬كوجم الشركة ووضعيتها يف السوق (احتكارية أم ال)‪ ،‬ونطاق أعماهلا‪ ،‬وتشتت امللكية؛ حيث تعا ي‬
‫الشركات ذات هيكل امللكية املشتتة من ضعف رقابة املسامهني لقلة احلافز من جهة‪ ،‬والتكلفة من جهة أخرى‪،‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫وهو ما يستلزم توسيع عدد أعضاء جملس اإلدا رة‪ ،‬يف حني تتميز الشركات ذات هياكل امللكية املركزة بوجود‬
‫مساهم أو عدد قليل من املسامهني احلايزين على ملكيات كبرية‪ ،‬وهم يف حد ذاهتم ميثلون أحد أهم اآلليات‬
‫الرقابية على نشاط الشركة وتقومي أدايها‪ ،‬األمر الذي جيعل جملس اإلدارة صغري احلجم أكثر مالءمة هلذا النوع من‬
‫الشركات‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة والرئيس التنفيذي (املدير العام)‬

‫يعترب الفصل بني منصيب رييس جملس اإلدا رة والرييس التنفيذي (املدير العام) للشركة أحد أهم التوصيات‬
‫املقرتحة ضمن نظرية الوكالة‪ ،‬كما ينظر إليه على أنه أحد املفاهيم املرتبطة باملمارسات اجليدة حلوكمة الشركات‪،‬‬
‫والذي من شأنه أن يؤدي إىل حتسني استقاللية وفعالية الدور الرقايب جمللس اإلدا رة‪ ،‬وضمان حكم موضوعي‬
‫وغري متوي ز حول أداء اإلدارة التنفيذية للشركة ‪ ، 1‬فويث أن دور الرييس التنفيذي هو اإلشراف على تنفيذ‬
‫القرارات املرتبطة بإسرتاتيجية الشركة‪ ،‬واختاذ القرارات التشغيلية اليومية اليت تضمن استمرارية نشاطها وحتقيقها‬
‫لألهداف املسطرة‪ ،‬ودور رييس جملس اإلدارة مبعية باقي األعضاء يقتضي تعيني‪ ،‬فصل ومكافأة الرييس التنفيذي‬
‫للشركة‪ ،‬والرقابة على سلوكياته وسلوكيات الطاقم اإلداري املساعد له‪ ،‬وتقومي أدايهم‪ ،‬فإنه ال ميكن القيام هبذا‬
‫الدور بنجاح إذا كان الدوران جمتمعان وحتت سلطة شخص واحد ‪.2‬‬

‫يف الشركات اليت جتمع بني‬ ‫)‪(CEO Duality‬‬ ‫كما تعترب ازدواجية الدور الذي يلعبه الرييس التنفيذي‬
‫املنصبني أحد العوامل اليت من شأهنا أن ترفع من إمكانية بروز سلوكيا ت انتهازية من قبل الرييس التنفيذي للشركة؛‬
‫أي زيادة املخاطر املرتبطة بإمكانية تأثريه على عملية صنع واختاذ القرار يف الشركة‪ ،‬واعتماده لسياسات ختدم‬
‫مصاحله ال شخصية على حساب مصاحل املسامهني‪ ،3‬وذلك كانعكاس مباشر لتمركز السلطة وتوسع الصالحيات‬
‫اليت ميتلكها على مس توى هيئيت اإلدارة والتسيري من جهة‪ ،‬والرقابة واإلشراف على اإلدارة والتسيري من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬وحتكمه يف حجم ونوعية املعلومات املتاحة أمام جملس اإلدا رة واملسامهني (عدم متاثل املعلومات) وباقي‬
‫األطراف ذات العالقة‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يرفع من تكاليف الوكالة‪ ،‬وينعكس سلبا على أداء الشركة‬
‫ومستقبلها‪.‬‬

‫‪1 - Elena‬‬ ‫‪Merino and Montserrat Manzaneque, Board of directors as a corporate governance mechanism‬‬
‫‪princi ples, practices, proposals and new challenges , 2016, p 7. In : Ed mund Klein (Ed ), Corporate‬‬
‫‪governance : Principles, practices and challenges , Chapter 1, Nova Science Publishers Inc., New York, USA.‬‬
‫‪2 -Su jani Thrikawala et al., Corporate g overnance practices and performance of the microfinance sector ,‬‬

‫‪2016, p 39. In : Ed mund Klein (Ed ), Corporate governance : Princi ples, practices and challenges , Chapter 2,‬‬
‫‪Nova Science Publishers Inc., New York, USA.‬‬
‫‪3 -Elena Merino and Montserrat Manzaneque, Op. Cit., p 7.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫يعد الفصل بني املنصبني أحد أهم التوصيات املقد مة من قبل منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬
‫)‪ ،(OCED‬حيث تعتربه أحد املمارسات اجليدة حلوكمة الشركات‪ ،‬وذلك لكونه يساعد يف حتقيق توازن ماليم‬
‫للسلطة‪ ،‬وتفعيل آلية املساءلة‪ ،‬وحتسني استقاللية اجمللس وقدرته على اختاذ القرارات اليت يراها مناسبة مبعزل عن‬
‫ضغوط وتأثريات اإلدارة التنفيذية ‪ . 1‬ويف ذات الشأن‪ ،‬يشري الناشطان يف جمال حوكمة الشركات السيدان‬
‫إىل ضرورة أن يكون الفصل بني املنصبني إلزاميا ضمن أي إصالحات مرتبطة‬ ‫)‪(MacAvoy & Millstein‬‬

‫حبوكمة الشركات‪ ،‬ويضيفان أن توقع املوضوعية التامة يف أحكام الرييس التنفيذي خبصوص األداء املرتبط‬
‫للطبيعة البشرية‪ ، 2‬وعلى هذا األساس فإنه ال بد أن يكون‬ ‫باإلسرتاتيجيات اليت ساعد على وضعها أمر مناق‬
‫رييس جملس اإلدا رة هو شخص مستقل عن الرييس التنفيذي‪ ،‬وأن يكون ممن حي وزون على معارف وخربات مهنية‬
‫عالية جتعله قادرا على متابعة األداء‪ ،‬وتسم له بإد راج كافة القضايا واملسايل اهلامة املرتبطة بالشركة ضمن جدول‬
‫أعمال اجمللس‪ ،‬وتوفري القدر الكايف من املعلومات املرتبطة هبا‪ ،‬واليت تساعد جملس اإلدارة على اختاذ القرارات‬
‫املناسبة‪.‬‬

‫يف امل قابل‪ ،‬هناك من يقلل من أمهية الفصل بني املنصبني ويعترب أن للجمع بينهما ميزات عديدة؛ حيث‬
‫تفرتض نظرية اإلش راف أن الشركات ذات البنية القيادية املوحدة تعمل بشكل أكثر كفاءة من خالل التنسيق‬
‫األفضل والقيادة احلكيمة‪ ،‬وبالتايل التعامل بشكل أكثر فعالية مع التوديات اإلسرتاتيجية اليت تواجه الشركة ‪،3‬‬
‫وأنه يساهم يف التقليل من حالة عدم التماثل يف املعلومات‪ ، 4‬كما أنه يرسم معامل واضوة لسلطة اختاذ القرار يف‬
‫الشركة‪ ،‬ووحدهتا التنظيمية‪ ،5‬مما يقلل من حالة عدم اليقني فيما يتعلق هبوية الشخص املسؤول عن اختاذ الق رارات‬
‫ومتثيل الشركة يف عالقاهتا مع األطراف اخلارجية‪ .6‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإنه يف حالة الفصل بني املنصبني فإن‬
‫رييس جملس اإلدا رة يف العادة سيكون من غري التنفيذيني يف الشركة‪ ،‬وعلى هذا األساس ‪ ،‬فإن مركزه اخلارجي أو‬

‫‪1‬‬ ‫‪-OECD, OECD Principles of corporate governance, Paris, France, 2004, p 63.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪-Morten Huse, Boards, governance and value creation, Cambridge University Press, UK, 2007, p 198.‬‬
‫‪ - 3‬حمز ة بوسنة ‪ ،‬أثر خصائص مجلس اإلدارة على أداء الشركات الفرنسية المدرجة بمؤشر )‪ (CAC 40‬خالل الفترة ‪ ،2017- 2015‬مجلة‬
‫المالية وحوكمة الشركات‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪ ،2‬ديسمبر ‪ ،2018‬ص ‪.29‬‬
‫‪4 -Abdul H. Zulkafli And Fazilah A. Samad, Corporate governance and performance of banking firms:‬‬

‫‪Evidence From Asian Emerging Markets , 2007, p 55. In: Mark Hirschy et al. (Eds), Issues in corporate‬‬
‫‪governance and finance, Advances in Financial Economics, Vol. 12, Elsevier Ltd, UK.‬‬
‫‪5 -Catherine M. Dalton et al., Governance and strategic leadership in entrepreneurial firms , 2005, p.190. In :‬‬

‫‪Kevin Keasey et al. (Eds), Corporate g overnance: Accountability, enterprise and international‬‬
‫‪comparisons, John Wiley & Sons, Chichester, England.‬‬
‫‪ - 6‬حمزة بوسنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫توقيت عمله اجلزيي سيكون مقرتنا مبشاكل عدم متاثل املعلومات‪ ،‬وهو بدوره ما حيد من فعاليته وفعالية الدور‬
‫الرقايب للمجلس‪.1‬‬

‫وعلى العموم‪ ،‬ميكن القول أنه بالرغم من أن معظم مدونات احلوكمة حول العامل توصي بضرورة الفصل‬
‫بني املنصبني ‪ ،2‬فإن احلكم على تأثريات هيكل القيادة املعتمد يبقى خاضعا لظروف وخصوصيات كل شركة‬
‫وبيئة األعمال اليت تنشط فيها‪ ،‬خاصة يف ظل اختالف وجهات النظر األكادميية‪ ،‬والنتايج املتعارضة للعديد من‬
‫الدراسات امليدانية‪ ‬اليت حاولت تقدمي داليل وبراهني ملموسة لآلثار احملتملة لالزدواجية أو الفصل على أداء‬
‫الشركات وقيمتها‪ .‬وكانعكاس هلذا‪ ،‬فإن التمايز واالختالف يف مستويات اعتماد هذا املعيار يبقى السمة الغالبة‬
‫لدى دول العامل‪ ،‬وهو ما ميكن أن نربزه من خالل اجلدول اآليت‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)03‬توصيات مواثيق حوكمة الشركات حول الفصل بني منصيب (ر‪.‬م‪.‬إ) و(ر‪.‬ت)‬

‫نسبة الشركات اليت جتمع بني‬ ‫التوصية بالفصل بني‬


‫سنة إصدار امليثاق‬ ‫اسم البلد‬
‫املنصبني (‪)%‬‬ ‫منصيب (ر‪.‬م‪.‬إ) و(ر‪.‬ت)‬
‫‪7.5‬‬ ‫نعم‬ ‫‪2009‬‬ ‫بلجيكا‬
‫‪80‬‬ ‫ال‬ ‫‪2010‬‬ ‫الصني‬
‫‪0‬‬ ‫ال‬ ‫‪2014‬‬ ‫الدمنارك‬
‫‪62.5‬‬ ‫اختياري‬ ‫‪2013‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪0‬‬ ‫نعم‬ ‫‪2015‬‬ ‫فنلندا‬
‫‪0‬‬ ‫ال‬ ‫‪2015‬‬ ‫أملانيا‬
‫‪22‬‬ ‫نعم‬ ‫‪2015‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪4‬‬ ‫نعم‬ ‫‪2008‬‬ ‫هولندا‬
‫‪7‬‬ ‫نعم‬ ‫‪2012‬‬ ‫سنغافورة‬
‫‪5.1‬‬ ‫نعم‬ ‫‪2009‬‬ ‫جنوب أفريقيا‬
‫‪57‬‬ ‫نعم‬ ‫‪2015‬‬ ‫إسبانيا‬
‫‪0‬‬ ‫نعم‬ ‫‪2010‬‬ ‫السويد‬

‫‪1‬‬ ‫‪-Jim Lai and Sudi Sudarsanam, Corporate restructuring in response to performance decline: Impact of‬‬
‫‪ownership, governance and lenders , 2008, p 572. In: Ruud A. I. van Frederikslust et al. (Eds), Corporate‬‬
‫‪governance and corporate finance, A European perspecti ve, Routledge Taylor & Francis Group, First‬‬
‫‪published, Abingdon, England.‬‬
‫‪2 -Morten Huse, Op. Cit., p 198.‬‬

‫‪ ‬أنظر‪ :‬حمزة بوسنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.30- 29‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪1.3‬‬ ‫نعم‬ ‫‪2014‬‬ ‫اململكة املتودة الربيطانية‬


‫‪52‬‬ ‫نعم‬ ‫‪2013‬‬ ‫الواليات املتودة األمريكية‬
‫‪Source: Elena Merino and Montserrat Manzaneque, Board of directors as a corporate‬‬
‫‪governance mechanis m principles, practices, proposals and ne w challenges, 2016, p 7.‬‬
‫‪In : Edmund Klein (Ed), Corporate governance : Principles, practices and challenges,‬‬
‫‪Chapter 1, Nova Science Publishers Inc., New York, USA.‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول السابق أن معظم مواثيق حوكمة الشركات يف البلدان املذكورة توصي بضرورة‬
‫الفصل بني منصيب رييس جملس اإلدا رة والرييس التنفيذي للشركة (املدير العام)‪ ،‬كما يظهر أيضا أن نسبة كبرية من‬
‫الشركات تستجيب هلذه التوصية‪ ،‬خاصة يف فنلندا والسويد واململكة املتودة وهولندا وجنوب إفريقيا وسنغافورة‬
‫وبلجيكا‪ ،‬حيث مل تتعدى نسبة اجلمع بني املنصبني ( ‪ .) %10‬ورغم أن ميثاق حوكمة الشركات يف أملانيا والدمنارك‬
‫ال يوصي بضرورة الفصل بني املنصبني غري أن املالحظ هو أن مجيع الشركات تعتمد هذه املمارسة‪ ،‬وهو األمر‬
‫مع واقع املمارسة يف إسبانيا؛ حيث أنه ورغم وجود توصيات بضرورة الفصل بني املنصبني يبقى ما‬ ‫الذي يتناق‬
‫نسبته (‪ ) % 57‬من الشركات جتمع بينهما‪ ،‬وهي نسبة تقرتب من تلك املسجلة يف كل من فرنسا والواليات‬
‫على التوايل)‪ .‬أما الصني‪ ،‬فتعترب أقل البلدان اعتمادا للممارسة‪ ،‬حيث جند أن‬ ‫( ‪ % 62.5‬و ‪%52‬‬ ‫املتودة األمريكية‬
‫ما نسبته (‪ ) %80‬من الشركات جتمع بني املنصبني‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬جلان جملس اإلدارة‬
‫سعيا منه إىل حتقيق مستويات ماليمة من الفعالية يف األداء‪ ،‬يقوم جملس اإلدا رة بإنشاء عدد من اللجان‬
‫املساعدة وفق ما تقتضيه الضرورة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ ‬جلنة التدقيق )‪ :(Audit Committee‬هتتم بالرقابة والتأكد من سالمة وصدق البيانات املالية‪ ،‬ومراجعة‬
‫نظام الرقابة الداخلية وتقوميه‪ ،‬وكذا ضمان سالمة إجراءات تعيني املدققني الداخلي واخلارجي‪ ،‬ومراقبة‬
‫مستوى استقالليتهما‪ ،‬وتوفري قنوات آمنة وسريعة لإلبالغ عن أي خمالفات‪ ، 1‬وعليه فمن الضروري أن‬
‫يكون أعضاء اللجنة من األعضاء املستقلني يف جملس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ ‬جلنة التعويضات واملكافآت )‪ :(Compensation and Remuneration Committee‬هتتم بكافة‬
‫املسايل املتعلقة بأجور وتعويضات ومكافآت الطاقم اإلداري للشركة‪ ،‬ومراقبة تنفيذها‪ ،‬وضمان خضوعها‬
‫ملعايري وقواعد موضوعية وسليمة تضمن من خالهلا املوازنة بني مصاحل املالك والوكالء وكافة األطراف‬
‫األخرى ذات العالقة‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪- Justine Simpson and John Taylor, Op. Cit., p 128.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ ‬جلنة التعيينات )‪ :(Nomination Committee‬تتوىل مسؤولية تعيني وتقييم أداء أعضاء جملس اإلدا رة‬
‫الشركة‪1‬‬ ‫وترشي أعضاء جدد عند احلاجة‪ ،‬كما هتتم بعملية التخطيط لشغل منصب الرييس التنفيذي يف‬
‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فهي مسؤولة عن ضمان توازن هيكلة جملس اإلدارة من تنفيذيني وغري‬
‫عدد األعضاء عند الضرورة‪.‬‬ ‫تنفيذيني‪ ،‬و مدى مالءمة حجم اجمللس واقرتاح زيادة أو ختفي‬
‫‪ ‬جلنة إدارة املخاطر )‪ :(Risk Management Committee‬تقوم بتقييم املخاطر اليت تواجهها الشركة‪،‬‬
‫وحتليلها‪ ،‬واإلشراف على إسرتاتيجيات إدارهتا‪.2‬‬
‫‪ ‬جلنة احلوكمة )‪ :(Governance Committee‬مسؤولة عن تقييم مدى فعالية اإلجراءات واملمارسات‬
‫املعمول هبا ومقارنتها بالقواعد واملبادئ املعيارية حلوكمة الشركات‪ ،‬واختاذ التدابري التصويوية يف حال‬
‫وجود خلل ما ‪ ،‬كما هتتم اللجنة بضمان مواكبة كافة املستجدات ذات الصلة حبوكمة الشركات؛ ملا هلذه‬
‫األخرية من أمهية وتأثري على نشاط الشركة وأدايها ومسعتها‪.‬‬
‫‪ ‬اللجان اخلاصة‪ :‬ميكن جمللس اإلدارة أن يقوم بإنشاء جلان ذات مسؤوليات أو مهام حمددة‪ ،‬من أجل‬
‫مواجهة ظروف أو عوامل غري اعتيادية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬هيكل امللكية‬

‫يعترب أحد أهم اآلليات املؤث رة على فعالية نظام حوكمة ا لشركات‪ ،‬وختتلف هذه الفعالية باختالف تشتت‬
‫أو تركيز امللكية يف حد ذاهتا؛ فعكس امللكية املشتتة فإن الشركات ذات هياكل امللكية املرك زة تعمل يف ظل رقابة‬
‫دايمة ومستمرة من قبل املسامهني الكبار (املسيطرين) ممن هلم القدرة واحلافز على رصد سلوك الطاقم اإلداري‬
‫وتقييم نتايجه‪ ،‬واختاذ اإلجراءات التصويوية الالزمة‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يشك ل عامل ضغط على املد راء من‬
‫أجل اعتماد املعايري واملمارسات السليمة يف األعمال‪ ،‬والعمل على حتسني أداء الشركة‪ ،‬خاصة يف ظل ما حيوزه‬
‫هؤالء املسامهون من حقوق تصويت وقوة تأثري يف اجلمعية العامة للشركة‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ينبغي اإلشارة إىل ضرورة احلذر من استخدام هذه السلطة خلدمة مصاحل شخصية على حساب‬
‫مصلوة صغار املسامهني (استغالل أصول الشركة‪ ،‬معاملة تفضيلية‪ ،‬سبق معلومايت‪...‬اخل)‪ ،‬حيث يشري كل من‬
‫إىل أن هذه املمارسات ميكن أن تظهر أكثر يف‬ ‫‪ (La Porta et al., 1998) 3‬و ‪(Dyck & Zingales, 2004)1‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪David F. Larcker and Brian Tayan, Op. Cit., p 73.‬‬


‫‪2-‬‬ ‫‪Justine Simpson and John Taylor, Op. Cit., p 129.‬‬
‫‪3 -Brett R. W ilkinson and Curtis E. Clements., Corporate governance mechanis ms and the early-filing of‬‬

‫‪CEO certification, Journal of Accounting and Public Policy, Vol. 25, N°. 2, March–April 2006, p 128.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫البلدان اليت تتميز بضعف احلماية القانونية للمستثمرين‪ ،‬حيث يكثر هذا الشكل من الشركات باعتبار تركيز‬
‫امللكية بديال للقصور يف تلك القواعد القانونية‪.‬‬
‫كما تعترب امللكية اإلدارية من بني الطرق األكثر فعالية يف حتقيق املواءمة والتوافق بني مصاحل املسريين‬
‫حجم التباين والتعارض يف املصاحل بينهما‪ ، 3‬وهو ما يشجعهم وحيفزهم على‬ ‫واملسامهني على السواء‪ ، 2‬وختفي‬
‫حتسني أداء الشركة ‪ ،‬الذي ينعكس بدوره إجيابيا على قيمة عوايدهم اخلاصة املرتبط به‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬املدققون الداخليون‬

‫يعترب معهد املدققني الداخليني )‪ (The Institute of Internal Audit‬أحد أهم املؤسسات اليت حددت‬
‫دور ومهام املدققني الداخلني‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل التعريف املقدم من قبلها للعملية‪ ،‬وهو تعريف القى شهرة‬
‫وقبوال عامليا‪ ،‬حيث يعتربها‪ :‬نشاط مستقل‪ ،‬وتأكيد موضوعي واستشاري مصمم لرفع قيمة الشركة وحتسني‬
‫عملياهتا‪ ،‬ومساعدهتا على حتقيق أهدافها من خالل إقامة منهج منظ م ومنضبط لتقييم وحتسني فعالية إدارة‬
‫املخاطر‪ ،‬وعمليات الرقابة واحلوكمة‪. 4‬‬
‫ويلعب التدقيق الداخلي دورا بارزا يف تدعيم نظام حوكمة الشركات؛ وذلك من خالل التوقق من فعالية‬
‫نظم وإجراءات الرقابة الداخلية واخلارجية يف الشركة‪ ،‬وتقدير حجم املخاطر ومالءمة اإلسرتاتيجيات املتبعة يف‬
‫إدارهتا‪ ،‬والتوقق من مستوى االلتزام بالقواعد املعتمدة من قبل التنظيم‪ ،‬وما يرتبط به من اللواي والقوانني ذات‬
‫الصلة‪ ،‬وهو ما يساهم يف محاية موارد الشركة واحلد من اإلسراف واالستغالل السيئ ألصوهلا‪ ،‬ويتماشى مع‬
‫اعتماد معايري الكفاءة والفعالية يف مجيع أنشطة الشركة‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أنه من الضروري أن ترفع كافة التقارير اليت تغطي أعمال التدقيق الداخلي (أو ملخصاهتا)‬
‫مباشرة إىل جلنة التدقيق–إن وجدت ‪ -‬اليت يقع على عاتقها عرضها على جملس اإلدا رة للمناقشة –عند الضرورة ‪،-‬‬
‫وأن يكون هناك اتصال مباشر وغري حمدود ما بني رييس إدارة التدقيق الداخلي وأعضاء جلنة التدقيق (توصيات‬
‫جلنة ‪ ) Treadway‬أو رييس جملس اإلدارة يف حال غياهبا‪ ،‬وكلها عوامل ميكن أن تساهم يف تأمني استقاللية‬
‫التدقيق الداخلي‪.‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Alexander Dyck And Luigi Zingales, Private benefits of control: an international comparison, The Journal‬‬
‫‪Of Finance, Vol. LIX, N°. 2 April 2004.‬‬
‫‪2 -Chokri Mamoghli et autres , Interacti on des mécanismes internes de gouvernement d'entreprise et effet sur‬‬

‫‪la performance, Revue Française de Gouvernance d'Entreprise (RFGE), N°. 2, 2008, p 1411.‬‬
‫‪3 -Wafa Masmoudi Ayadi, Mécanismes de gouvernance et qualité de l'audi t externe: Le cas français , La‬‬

‫‪Revue Gestion et Organisation Vol. 5, N°. 2, December 2013, p 186.‬‬


‫‪4 - IIA, The Institute of Internal Audit, available on: www.theiia.org (23/03/2018).‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫الفرع اخلامس‪ :‬أنظمة األجور واملكافآت‬


‫لسياسة األجور واملكافآت يف الشركة دور هام يف حتقيق وجتسيد املمارسات اجليدة يف التسيري‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل حتفيز الطاقم اإلداري (جملس اإلدا رة واإلدا رة التنفيذية) للشركة على احلفاظ على أصوهلا‪ ،‬والسعي لتوقيق‬
‫أحسن النتايج‪ ،‬ويعترب مدخل التوفيق أو التنسيق بني أهداف الشركة وأهداف مديريها أحد أكثر املداخل فعالية‪،‬‬
‫حيث يتم ربط أجورهم ومكافآهتم باألداء احملقق‪ ،‬خاصة فيما يتعلق باجلزء املتغري منها‪ ،‬كما ميكن القول أن أهم‬
‫احملاور اليت جيب أن تنطوي عليها أي سياسة لألجور واملكافآت هي كاآليت‪:1‬‬
‫– ضرورة أن تكون حزمة املكافآت واألجور تنافسية بالشكل الذي جيعلها حمط اهتمام أكرب املديرين خربة‬
‫ومهارة؛‬
‫– مرونة السياسة املعتمدة وقدرهتا على مواكبة املستجدات‪ ،‬ومسايرة التغريات اليت يفرضها السوق؛‬
‫– ضرورة التوفيق وحتقيق التوازن بني مصاحل الطاقم اإلداري واملسامهني؛‬
‫– الشفافية وسهولة فهم املسامهني لإلجراءات والقواعد املتبعة يف حتديد مكافآت وأجور الطاقم اإلداري‬
‫للشركة؛‬
‫– حتفيز الطاقم اإلداري وتوجيه اهتمامه إىل حتقيق األداء على املدى الطويل بدل القصري‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫تقدمي مكافآت على شكل أسهم وخيارات‪.‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬الرقابة املتبادلة )‪(Mutual Monitoring‬‬


‫هي الرقابة الناجتة عن تعدد املستويات اإلدارية يف الشركة من ناحية‪ ،‬ووجود سوق عمل إداري فعال من‬
‫ناحية أخرى‪ ،‬حيث خيضع أداء املدراء للمتابعة والتقييم املستمر من طرف الفاعلني األساسيني يف هذا السوق‪،‬‬
‫األمر الذي يدفعهم وحيف زهم على متابعة نشاط الشركة‪ ،‬واإلبالغ عن أي سلوكيات من شأهنا التأثري سلبا على‬
‫أدايها‪ ، 2‬وهو ما يدل على أن أمهيتها وممارساهتا تزداد كلما اجتهنا حنو املستويات العليا لإلدا رة‪ ،‬حيث يعمل‬
‫املدير التنفيذي مبعية الطاقم اإلداري التنفيذي حتت رقابة وإشراف جملس اإلدا رة املعني من قبل املسامهني‪ ،‬وهلذا‬
‫فإن من شأن اإلجراءات والقواعد التنظيمية املعمول هبا يف الشركة أن تشكل عامل ضغط على املدراء لتوقيق‬
‫مستويات جيدة من األداء‪ ،‬ففي ظل انضباط مكونات التنظيم‪ ،‬سيكون من السهل حتديد املسؤوليات النامجة عن‬
‫أي تقصري أو قصور يف األداء‪ ،‬وهو ما جيعلهم عرضة لإلجراءات العقابية من قبل التنظيم والسوق على حد‬

‫‪1‬‬ ‫‪-Yilaz Argüden, Boardroom secrets: corporate governance for quality of life, Palgrave Macmillan Ed,‬‬
‫‪England, 2009, p 56.‬‬
‫‪2 - Frédéric Parrat, Op. Cit., p 17.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫من مشاكل الوكالة‪ ،‬وحتسني األداء ‪،‬‬ ‫سواء‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإن فعالية هذه اآللية عند هذا املستوى من شأهنا التخفي‬
‫ما جيعلها أحد أهم آليات احلوكمة الداخلية يف الشركة ‪.1‬‬

‫الفرع السابع‪ :‬النقابات الداخلية‬

‫يقتصر الدور التقليدي للنقابات يف الشركات على الدفاع عن حقوق العمال املتعلقة باألجور وظروف‬
‫العمل (قضايا اجتماعية)‪ ،‬ولكنه شهد توسعا وتطورا خالل السنوات األخرية‪ ،‬موازاة مع تطور املفاهيم املتعلقة‬
‫باإلدارة التشاركية‪ ،‬وامللكية العمالية‪ ،‬وأصواب املصلوة والبعد االجتماعي للشركات‪ ،‬وعليه فقد أصب من‬
‫الضروري على مديري الشركات ومالكها اختاذ اإلجراءات الالزمة إلدا رة العالقة مع العمال بصفتهم أصواب‬
‫مصلوة‪.‬‬

‫وكون النقابات هي املمثل الشرعي للعمال ‪ ،‬فقد شهدت القوانني والقواعد املنظمة لسوق العمل صدور‬
‫العديد من اإلجراءات اهلادفة إىل من دور أكرب للهيئات املمثلة للعمال من أجل متكينهم من املسامهة بفعالية يف‬
‫إدارة الشركة (جلنة املشاركة يف اجلزاير مثال‪ :‬القانون ( ‪ ،)) 11- 90‬وكذا ضرورة إفادهتم وإطالعهم على كافة‬
‫املستجدات واملعلومات املتعلقة بنشاط الشركة ونتايجها‪ ،‬باإلضافة إىل التمثيل يف جملس اإلدا رة وإبداء الرأي يف‬
‫كافة املسايل اإلسرتاتيجية‪ ،‬وهو ما جيعلها أحد أهم آليات حتقيق احلوكمة يف الشركة؛ فهي من جهة تساهم يف‬
‫التسيري ومن جهة أخرى آلية رقابية فعالة‪ ،‬وهو ما أشارت إليه منظمة التعاون والتنمية االقتصادية )‪ (OCDE‬من‬
‫خالل تأكيدها على الدور اجلوهري الذي ميكن للنقابات (العمال) لعبه يف سبيل إرساء القواعد واملمارسات‬
‫اجليدة حلوكمة الشركات واملسامهة يف خلق القيمة‪. 2‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬اآلليات اخلارجية حلوكمة الشركات ومؤشراهتا‬

‫تشري اآلليات اخلارجية حلوكمة الشركات إىل جمموعة العناصر اليت تقع خارج احمليط التنظيمي للشركة‬
‫ومتارس ضغطا متواصال من أجل اعتماد املعايري املثلى يف اإلدارة والتسيري‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مراجعو احلسابات اخلارجيني‬


‫ميكن تلخيص مسامهتهم من خالل احملاور الرييسية احملددة ملهامهم‪ ،‬وهي كاآليت‪:‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Robert C. Bird and Stephen Park, Org anic corporate g overnance, Boston College Law Rev iew, Vo l. 59, No .‬‬
‫‪1, 2018, p 51.‬‬
‫‪2 -Salima Benhamou, Améliorer l a gouvernance d’entreprise et l a participati on des salariés , Centre d’analyse‬‬

‫‪stratégique, Paris, France, 2010, p 23.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ ‬مهام الرقابة احملاسبية‪ :‬حيث يقومون بالرقابة على الوضعية املالية واحملاسبية للشركة‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫التوقق من دقة احلسابات‪ ،‬وسالمة اإلجراءات والقواعد املعتمدة يف إعدادها‪ ،‬كما يعملون على ضمان‬
‫صدق احلسابات اخلتامية املقدمة جمللس اإلدارة واملسامهني؛‬
‫‪ ‬مهام اإلعالم‪ :‬حيث يعملون على تقدمي املعلومات الالزمة حال انعقاد اجلمعية العامة للمسامهني حول‬
‫املواضيع اخلاصة بتوجهاهتا االجتماعية‪1‬؛‬ ‫وضعية الشركة‪ ،‬وبع‬
‫‪ ‬مهام خاصة بالتبليغ‪ :‬وذلك من خالل إشعار اإلدارة واملسامهني يف حال وجود أي خروق للقواعد‬
‫واإلجراءات املعمول هبا‪.‬‬

‫من خالل ما سبق ميكن القول أن مراجعي احلسابات اخلارجيني هم أحد أهم اآلليات اليت من شأهنا‬
‫الضغط على إدارة الشركة من أجل العمل وفق قواعد املمارسات السليمة يف اإلدا رة‪ ،‬وتقدمي املعلومات اليت تعكس‬
‫النتايج احلقيقية لقراراهتم‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أصحاب املصلحة يف الشركة‬


‫يكون ذلك من خالل فهم جمموعة العالقات اليت تربط الشركة مع هذه األطراف وإدارة احلوار معهم‪ ،‬ومن‬
‫مث إنشاء آلية لتوقيق مطالبهم بشكل عادل ومتوازن‪ ،‬وتفادي حدوث صراعات تنعكس سلبا على أداء الشركة‬
‫وتطورها‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬البيئة القانونية والتنظيمية (قوانني الشركات‪ ،‬قوانني العمل‪ ،‬قوانني اإلفالس‪)...‬‬
‫تتمثل يف القواعد املنظمة لإلطار العام للنشاط االقتصادي يف البلد؛ والذي يشتمل على نوعية ومتانة‬
‫القوانني واإلج راءات املنظمة له مثل‪ :‬قوانني سوق املال‪ ،‬والشركات‪ ،‬وتنظيم املنافسة‪ ،‬ومنع املمارسات االحتكارية‬
‫واإلفالس‪ ،‬وكفاءة القطاع املايل (البنوك وسوق املال) يف توفري التمويل الالزم للمشروعات‪ ،‬ودرجة تنافسية أسواق‬
‫املؤسسات‬ ‫السلع وعناصر اإلنتاج‪ ،‬فضال عن كفاءة األجهزة واهليئات الرقابية (هيئة سوق املال والبورصة)‪ ،‬وبع‬
‫ذاتية التنظيم اليت تضمن عمل األسواق بكفاءة (كاجلمعيات املهنية اليت تضع ميثاق شرف للعاملني يف السوق‬
‫مثل‪ :‬املدققني‪ ،‬واحملاسبني‪ ،‬واحملامني‪ ،‬والشركات العاملة يف سوق األوراق املالية‪ ،‬باإلضافة إىل املراجعة اخلارجية‬

‫‪1‬‬‫‪-Ebondo Wa Mandzila, La gouvernance d'entreprise: Une approche par l'audi t et le contrôle interne ,‬‬
‫‪Edition l'Harmattan, Paris, France, 2005, p.p 39-40.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫واليت تعترب من بني أهم وسايل الرقابة اخلارجية)‪ .‬وتتمثل األمهية اجلوهرية هلذه العناصر يف أن وجودها يضمن تنفيذ‬
‫القوانني والقواعد اليت تساهم يف حتسني إدارة الشركة وتقليل التعارض بني العايد االجتماعي والعايد اخلاص‪.1‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬النقابات الوطنية‬

‫حيث تعمل جمتمعة على احلفاظ على حقوق العمال واملوظفني –بصفتهم أصواب مصلوة ‪ -‬املنتمني إىل‬
‫نفس القطاع أو جمال النشاط من ناحية‪ ،‬واملشاركة يف اختاذ القرارات واإلجراءات املاليمة للود من املمارسات‬
‫السلبية أو السلوكيات غري األخالقية اليت يشهدها قطاعهم بصفة خاصة من ناحية أخرى‪.‬‬

‫الفرع اخلامس‪ :‬آلية السوق‬

‫ميكن آللية ا لسوق أن تكون أحد أهم اآلليات فعالية يف جتسيد ممارسات حوكمة الشركات‪ ،‬وهذا بدوره‬
‫يتوقف على مستوى نشاط السوق وكفاءته‪ ،‬حيث ميكن الضغط على املشاركني فيه من خالل التهديد مبعاقبة كل‬
‫تكاليفها وحتسني فعالية استخدام‬ ‫من ينتهج ممارسات وسلوكيات غري مقبولة؛ فالشركات تعمل على ختفي‬
‫أصوهلا من أجل احلفاظ على قد راهتا التنافسية‪ ،‬وعل يه؛ فإن سوء استخدام اإلدارة ملمتلكات الشركة أو استخدامها‬
‫ألغراض شخصية‪ ،‬وسوء إدا رة العالقة مع األطراف أصواب املصلوة كلها عوامل من شأهنا أن تنعكس سلبا‬
‫على نشاط الشركة وأدايها‪ ،‬ويضعف مركزها يف السوق‪.‬‬
‫إن ضعف أداء الشركة جيعلها عرضة لعمليات اندماج واستوواذ عدايية من طرف املنافسني يف السوق‪،2‬‬
‫خاصة يف ظل احتمال إقدام املسامهني على بيع ما ميتلكونه من أسهم احتجاجا وتعبريا منهم عن استيايهم من‬
‫أداء الشركة واملمارسات اإلدارية املتعمدة‪ ، 3‬وهو ما جيعل املدراء حتت ضغط التهديد بإمكانية استبداهلم من قبل‬
‫الشركات املستووذة‪ ،‬وه و الضغط الذي يتزايد كلما ارتفع مستوى كفاءة ونشاط سوق العمل اإلداري (داخلي‬
‫وخارجي)‪ ،‬حيث حيرص املدراء على احلفاظ على قيمتهم اخلاضعة للتقييم املستمر من طرف اخلرباء‪ ،‬واملرتبطة‬
‫أساسا بأدايهم ومسعتهم كصانعي قرار وقادة أعمال‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬احللقة التفاعلية آلليات نظام حوكمة الشركات‬
‫تشكل آليات حوكمة الشركات يف جمموعها نظاما متكامال ومتناسقا يتفاعل باستمرار وفق أطر وقواعد‬
‫حمددة من طرف املنظمني‪ ،‬املنظمة أو عفوية مصدرها السوق‪ ،‬وهذا بغرض حتقيق مستويات ممي زة من األداء‬
‫‪ - 1‬عالء فرحان طالب و إيمان شيحان المشهداني‪ ،‬الحوكمة المؤسسية واألداء االستراتيجي للمصارف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫ع ّمان ‪ -‬األردن‪ ،2011 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪2 -Karen Moris, Le rôle de la gouvernance d'entreprise dans les stratégies de di versification des entreprises:‬‬

‫‪Revues de la littérature et perspectives, Revue Finance Contrôle Stratégie, Vol. 17, N°. 4, 2014, p 14.‬‬
‫‪3 - Frédéric Parrat, Op. Cit., p 17.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫بالنسبة للشركة‪ ،‬واحلفاظ على أصوهلا واستغالهلا استغالال أمثال مبا ميكنها من إشباع حاجات مسامهيها وكافة‬
‫األطراف أصواب املصلوة فيها‪ .‬وفيما يلي شكل توضيوي للولقة التفاعلية آلليات نظام حوكمة الشركات‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)03‬احللقة التفاعلية آلليات نظام حوكمة الشركات‬

‫‪ ‬آليات داخلية‬
‫‪ .1‬محاية حقوق املسامهني‪.‬‬ ‫‪ −‬اجلمعية العامة للمسامهني‬
‫‪ .2‬محاية حقوق أصحاب‬ ‫‪ −‬جملس اإلدارة‬
‫املصاحل‪.‬‬ ‫‪ −‬التدقيق الداخلي‬ ‫‪ ‬متطلبات قانونية‬
‫‪ −‬جلنة املراجعة‬
‫‪ .3‬حتقيق اإلفصاح والشفافية‪.‬‬
‫‪ −‬النقابة الداخلية ‪...‬‬ ‫‪ ‬متطلبات تشريعية‬
‫‪ .4‬تأكيد املعاملة املتساوية‬
‫والعادلة للمسامهني‬ ‫حركة تفاعلية متناسقة ومستمرة‬ ‫‪ ‬متطلبات إدارية‬
‫‪ .5‬تفعيل مسؤوليات جملس‬ ‫‪ ‬آليات خارجية‬ ‫‪ ‬متطلبات تنظيمية‬
‫اإلدارة‪.‬‬ ‫‪ −‬املراجعة اخلارجية‬
‫‪ .6‬ضمان األساس الالزم لتفعيل‬ ‫‪ −‬أصحاب املصاحل يف الشركة‬
‫‪ −‬البيئة القانونية والتنظيمية‬
‫إطار حوكمة الشركات‪.‬‬
‫‪ −‬اهليئات املهنية الوطنية‬
‫‪ −‬السوق‪...‬‬

‫خمرجات النظام‬ ‫نظام التشغيل‬ ‫مدخالت النظام‬


‫نظام‬
‫حدود النظام‬
‫املصدر‪ :‬حسني يرقي وعمر علي عبد الصمد‪ ،‬واقع حوكمة املؤسسات يف اجلزائر وسبل تفعيلها ‪ ،‬ملتقى احلوكمة‬
‫احملاسبية للمؤسسة‪ :‬واقع‪ ،‬رهانات وآفاق‪ ،‬جامعة العريب بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ 8- 7 ،‬ديسمرب ‪ ،2010‬ص‪( ،6‬بتصرف)‪.‬‬

‫يبني الشكل السابق أن احللقة التفاعلية لنظام حوكمة الشركات تتكون من ثالث عناصر رييسية‪:‬‬

‫‪ ‬مدخالت النظام‪ :‬وتشري إىل جمموعة القواعد واإلج راءات القانونية والتشريعية واإلدارية والتنظيمية يف البلد‪،‬‬
‫حيث متثل الركيزة األساسية لتوقيق إطار فعال حلوكمة الشركات‪ ،‬والدعامة اليت تستند عليها جمموعة‬
‫اآلليات اخلاصة بنظام التشغيل‪1‬؛‬

‫‪1 -More‬‬ ‫‪details: Mikra Krasniq, Corporate governance for emerging markets , Center for International Private‬‬
‫‪Enterprise; Reform Toolkit, Washington, USA, 2008, p.p 6-8.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ ‬نظام التشغيل‪ :‬وميثل جمموعة اآلليات الداخلية واخلارجية حلوكمة الشركات‪ ،‬واليت تتفاعل يف ظل إطار‬
‫حمكم من القواعد الرمسية وغري الرمسية لبيئة النشاط؛‬
‫‪ ‬خمرجات النظام‪ :‬وتشتمل على جمموعة األهد اف اليت يسعى نظام حوكمة الشركات إىل حتقيقها‪ ،‬وامليزات‬
‫اليت ميكن االستفادة منها‪ ،‬وكذا االنعكاسات اإلجيابية على نشاط الشركة ونتايجها واستمراريتها‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬مبادئ حوكمة الشركات ومناذجها‪ ،‬وواقعها يف اجلزائر‬


‫موا زاة مع ما شهده موضوع حوكمة الشركات من اهتمام عاملي‪ ،‬برزت العديد من املبادرات اهلادفة إىل‬
‫حتديد قايمة بأهم املعايري واملمارسات املثلى‪ ،‬واليت ميكن اعتبارها مرجعا إرشاديا مساعدا لوضعها موضع التنفيذ‪،‬‬
‫وعلى هذا األساس فقد شكلت العديد من العوامل املختلفة معامل نظام حوكمة الشركات لكل بيئة نشاط‪ ،‬ما‬
‫جعل تطبيقاهتا ختتلف من بلد إىل آخر‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مبادئ حوكمة الشركات‬

‫عملت العديد من املنظمات واهليئات الدولة واإلقليمية على وضع جمموعة من املعايري والقواعد اخلاصة‬
‫حبوكمة الشركات‪ ،‬ولعل ما جيمعها هو كوهنا معايري إرشادية هتدف أساسا إىل مساعدة البلدان املهتمة باملوضوع‪،‬‬
‫ومرافقتها يف كافة مراحل التجسيد على أرض الواقع أخذا بعني االعتبار مميزات وخصايص كل بلد‪ .‬إال أن هناك‬
‫من املنظمات الدولية من بذلت جمهودات ملموسة وجوهرية يف وضع مبادئ للووكمة‪ ،‬وهي املبادئ اليت القت‬
‫قبوال واستوسانا عامليني‪ ،‬ونذكر منها‪ :‬منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ ،‬والبنك الدويل وصندوق النقد الدويل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبادئ منظمة التعاون االقتصادي والتنمية )‪(OCED‬‬

‫القت املبادئ اإلرشادية حلوكمة الشركات الصادرة عن منظمة التعاون االقتصادي والتنمية الكثري من القبول‬
‫على املستوى الدويل‪ ،‬حيث تعترب املرجع األساسي الذي تعتمد عليه الدول من أجل وضع نظام حوكمة الشركات‬
‫موضع التنفيذ ‪ .‬بعد النسخة األوىل الصادرة سنة ‪ 1999‬م مت إصدار النسخة املعدلة بعد موافقة الدول األعضاء يف‬
‫املنظمة على حمتواها يف ‪ 22‬أفريل ‪2004‬م‪ ،‬وقد تضمنت ستة (‪ ) 6‬مبادئ رييسية حلوكمة الشركات‪ ،‬وفيما يلي‬
‫ملخص ملضموهنا‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫الشكل رقم (‪ :)04‬مبادئ حوكمة الشركات ملنظمة التعاون االقتصادي والتنمية )‪ (OCED‬لسنة ‪.2004‬‬
‫‪ - 1‬ذو تأثري على األداء االقتصادي ونزاهة األسواق؛‬
‫‪ - 2‬املتطلبات القانونية والتنظيمية يف نطاق اختصاص تشريعي؛‬
‫‪ .1‬ضمان وجود أساس فعال‬
‫‪ - 3‬توزيع املسؤوليات يف نطاق تشريعي؛‬
‫‪ - 4‬لدى اجلهات اإلشرافية والتنظيمية والتنفيذية السلطة والنزاهة‬ ‫حلوكمة الشركات‪.‬‬
‫واملوارد للقيام بواجباهتا‪.‬‬

‫‪ - 1‬توافر احلقوق األساسية للمسامهني؛‬


‫‪ .2‬حقوق املسامهني‬
‫‪ - 2‬احلق يف املعومات الكافية عن القرارات اجلوهرية يف الشركة؛‬
‫‪ - 3‬احلق يف املشاركة يف التصويت (شخصيا وغيابيا)؛‬ ‫والوظائف الرئيسية‬
‫‪ - 4‬تسهيل املشاركة الفعالة؛‬ ‫ألصحاب حقوق امللكية‪.‬‬
‫‪ - 5‬اإلفصاح عن اهلياكل والرتتيبات املتعلقة حبقوق التصويت‪.‬‬

‫‪ - 1‬معاملة املسامهني املنتمني لنفس الفئة معاملة متساوية؛‬


‫‪ - 2‬منع التداول بني الداخليني والتداول الصوري؛‬ ‫‪ .3‬املعاملة العادلة‬
‫‪ - 3‬إفصاح أعضاء اهليكل اإلداري (جملس اإلدارة والتنفيذيني)‬
‫للمسامهني‪.‬‬
‫عن وجود أي مصاحل شخصية مرتبطة بعمليات الشركة‪.‬‬

‫‪ - 1‬احرتام حقوق أصواب املصاحل القانونية والتعاقدية؛‬


‫‪ - 2‬التعوي املاليم يف حال انتهاك احلقوق؛‬
‫‪ - 3‬تطوير وتفعيل آليات املشاركة؛‬
‫‪ .4‬دور أصحاب املصاحل يف‬
‫‪ - 4‬تقدمي املعلومات الالزمة يف الوقت املناسب؛‬ ‫حوكمة الشركات‪.‬‬
‫‪ - 6‬إطار فعال وكفء لإلعسار وتنفيذ حقوق الداينني‪.‬‬

‫‪ - 1‬اإلفصاح عن املعلومات الضرورية واهلامة املتعلقة بالشركة؛‬


‫‪ - 2‬املستويات النوعية للمواسبة؛‬
‫‪ - 3‬جودة املراجعة اخلارجية واستقالليتها؛‬
‫‪ .5‬اإلفصاح والشفافية‪.‬‬
‫‪ - 4‬قابلية املراجعة للمساءلة أمام املسامهني؛‬
‫‪ - 5‬تكافؤ الفرص والتوقيت ملستخدمي املعلومات‪.‬‬

‫‪ - 1‬العمل وفقا للمعلومات الكاملة؛‬


‫‪ - 2‬املعاملة العادلة للمسامهني؛‬
‫‪ .6‬مسؤوليات جملس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ - 3‬تبين معايري السلوك األخالقي؛‬
‫‪ - 4‬عرض السياسات؛‬
‫‪ - 5‬احلكم املوضوعي املستقل؛‬
‫املصدر‪:‬‬
‫‪ -‬حممد مصطفى سليمان‪ ،‬دور حوكمة الشركات يف معاجلة الفساد املايل واإلداري (دراسة مقارنة) ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ‪( ،50‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪- OCDE, Principes de gouvernement d'Entreprise de l'OCDE, Paris, France, 2004, p.p 17-74.‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫هتدف املنظمة من خالل جمموعة املبادئ هذه إىل وضع إطار متكامل للووكمة‪ ،‬يضمن التفاعل املستمر‬
‫واإلجيايب آللياته‪ ،‬وحيدد الصالحيات واملسؤوليات املتعلقة بكافة األطراف ذات العالقة بنشاط الشركة‪ ،‬وهو ما من‬
‫شأنه أن يساهم يف حتسني أدايها ويدعم قدرهتا على االستمرار والتطور‪.‬‬

‫مت إصدار نسخة معدلة ملبادئ حوكمة الشركات من طرف منظمة التعاون االقتصادي‬ ‫‪2015‬‬ ‫ويف سنة‬
‫والتنمية )‪ (OECD‬يف اجتماع جمموعة العشرين )‪ (G20‬بأنطاليا الرتكية‪ ،‬واليت مت االتفاق على أن يطلق عليها‬
‫تسمية‪ :‬مبادئ )‪ (OECD/G20‬للووكمة‪ ،‬وتتمثل هذه املبادئ فيما يلي‪:1‬‬

‫‪ -‬ضمان وجود أساس إلطار فعال حلوكمة الشركات؛‬


‫‪ -‬احلقوق واملعاملة املتكافئة للمسامهني والوظايف الرييسية ألصواب حقوق امللكية؛‬
‫‪ -‬املستثمرون من املؤسسات وأسواق األسهم وغريهم من الوسطاء؛‬
‫‪ -‬دور أصواب املصاحل يف أساليب حوكمة الشركات؛‬
‫‪ -‬اإلفصاح والشفافية؛‬
‫‪ -‬مسؤوليات جملس اإلدارة‪.‬‬
‫واملالحظ أنه مت دمج املبدأين الثا ي والثالث لنسخة (‪ ) 2004‬يف مبدأ وحيد هلذه النسخة (املبدأ الثا ي)‪ ،‬مع‬
‫احملافظة على نفس املضمون‪ ،‬كما مت إدراج مبدأ جديد هتدف من خال له املنظمة إىل تفعيل دور املؤسسات‬
‫االستثمارية وأسواق املال وغريهم من الوسطاء يف حوكمة الشركات‪ ،‬وذلك من خالل جمموعة إجراءاهتا التنظيمية‬
‫والرقابية على نشاط الشركات من جهة‪ ،‬وتوفري احلوافز السليمة للوث على تطبيق أفضل ملمارسات احلوكمة من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬مبادئ البنك الدويل )‪(World Bank‬‬


‫توصل البنك الدويل بعد مشاورات مع املنظمات األخرى إىل وضع منوذج لتقومي نظم حوكمة الشركات‪،‬‬
‫وقد صمم هذا النموذج حبيث يتي فرصة تقومي نقاط القوة والضعف يف خمتلف األسواق‪ ،‬وقد أكد البنك الدويل‬
‫على أمهية أن تتضمن قواعد وأسس حوكمة الشركات بعدين أساسيني مها‪:2‬‬

‫‪ ‬اإلعسار وحقوق الدائنني‪ :‬حيث توفر نظم اإلعسار جمموعة من القواعد املنصوص عليها مسبقا‪،‬‬
‫واملؤسسات اليت تعمل يف جمال اإلعسار وعمليات التصفية وإعادة التأهيل اليت ختص الشركة املعسرة‪،‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪- OECD, G20/OECD Principles of corporate governance, Op. Cit., p.p 13-61.‬‬
‫‪ - 2‬أمين السيد أحمد لطفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.175- 174‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫وتوزيع النتايج املالية بني األطراف املعنية‪ .‬كما تتي نظم اإلعسار أيضا للمقرضني احلصول على تقرير‬
‫أكثر دقة عن املخاطر‪ ،‬وتشجع على أن يكون اإلقراض يف صورة تدفق لألموال بدال من أن يكون عملية‬
‫إقراض توجهها العالقات السياسية‪ ،‬وتوجه املديرين لتخصيص املوارد الشويوة بكفاءة‪.‬‬
‫‪ ‬الشفافية يف نظم احملاسبة والتدقيق‪ :‬فمن أجل ضمان شفافية التقارير املالية للشركات‪ ،‬وصدورها يف‬
‫الوقت املناسب‪ ،‬وميكن االعتماد عليها؛ يقوم البنك الدويل مبراجعة مدى االلتزام مبعايري احملاسبة والتدقيق‬
‫يف عدد من الدول‪ ،‬وبذلك فإنه يعمل على وضع أسس ملقارنة األساليب املتبعة يف الدول موضع‬
‫البوث‪ ،‬ومراجعتها على أساس املعايري احمللية والدولية اليت ستؤدي بدورها إىل تسهيل عمليات املقارنة‬
‫عرب البالد‪ ،‬وتصميم الربامج لدعم طريقة تقدمي التقارير املالية للشركات‪ ،‬وتعترب كل من معايري احملاسبة‬
‫‪ (International‬ومعايري التدقيق الدولية ‪(International‬‬ ‫)‪Accounting Standards‬‬ ‫الدولية‬
‫أساس املقارنات‪.‬‬ ‫)‪Standards on Auditing‬‬

‫من خالل البعدين السابقني يتض مسعى البنك الدويل يف وضع بنية قانونية وتشريعية ماليمة لنشاط‬
‫الشركات‪ ،‬وكذا القواعد احلاكمة للظروف غري االعتيادية اليت ميكن أن متر هبا‪ ،‬وهو ما من شأنه أن ينعكس إجيابيا‬
‫على مستويات محاية حقوق املسامهني وكافة األطراف أصواب املصلوة يف الشركات‪ ،‬وتتعزز هذه املستويات من‬
‫احلماية بتوفري القدر الكايف من املعلومات الصادقة والشفافة عن نشاطات الشركات ونتايجها‪ ،‬ويف أوقاهتا‬
‫املاليمة‪ ،‬األمر الذي حيف ز املستثمرين احملليني وال دوليني على االستثمار يف هذه البلدان بشكل عام والشركات‬
‫بشكل خاص‪.‬‬

‫‪(International‬‬ ‫)‪Monetary Fund‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مبادئ صندوق النقد الدويل‬

‫بالرغم من كونه أحد املسامهني الفاعلني يف إصدار املعايري والقواعد اخلاصة بالبنك الدويل‪ ،‬ورغم كونه أحد‬
‫مؤسسات اجملموعة‪ ،‬إال أن خصوصية الدور الذي يلعبه صندوق النقد الدويل (حتقيق االستقرار يف االقتصاد‬
‫الدويل من خالل احلفاظ على االستقرار يف أسعار الصرف وحترير التجارة اخلارجية خاصة‪ ،‬وحتديد ومساعدة‬
‫البلدان يف رسم سياساهتا على مستوى االقتصاد الكلي) جعله يقوم بإصدار جمموعة قواعد املمارسات اجليدة‬
‫املتعلقة أساسا بشفافية السياسات املالية والنقدية احلكومية‪ ،‬وفيما يلي عرض خمتصر ملضموهنا‪:1‬‬

‫‪ - 1‬أمين السيد أحمد لطفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.178‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ ‬قانون السياسات املالية‪ :‬ويتعلق أساسا بتوفري املعلومات وشفافيتها يف كل ما يتعلق بإعداد ميزانية الدولة‬
‫وتنفيذها وتقدمي تقارير توضيوية عنها‪ ،‬مع ضرورة مراعاة معايري اجلودة املتفق عليها‪ ،‬وأن ختضع لنظام‬
‫تأكيد النزاهة‪ ،‬وهو ما ال يكون سوى يف ظل اعتماد جمموعة املؤشرات اآليت ذكرها‪:‬‬
‫‪ -‬وضوح األدوار واملسؤوليات؛‬
‫‪ -‬توافر املعلومات للجماهري؛‬
‫‪ -‬إعداد امليزانيات‪ ،‬وتنفيذها‪ ،‬وإصدار تقارير عنها بطريقة واضوة؛‬
‫‪ -‬تأكيد النزاهة‪.‬‬
‫‪ ‬قانون امل مارسات اجليدة عن شفافية السياسات املالية والنقدية‪ :‬حيث وضعت إجراءات الشفافية اجليدة‬
‫يف القانون على أساس أن السياسات النقدية واملالية من املمكن أن تصب أكثر فعالية إذا عرف املواطنون‬
‫أهدافها وأدواهتا‪ ،‬وإذا ما ألزمت احلكومة نفسها هبا‪ .‬وأيضا‪ ،‬فاإلدا رة اجليدة تدعو ألن تكون البنوك املركزية‬
‫واهليئات املالية خاضعة للمساءلة خاصة عندما تعطى السلطات النقدية واملالية درجة عالية من‬
‫االستقاللية‪ ،‬وقد وضع القانون يف سياق تطوير املعايري وقواعد اإلفصاح العلين للجماهري وإجراءات‬
‫الشفافية يف كل من البنوك التجارية وشركات األسهم وشركات التأمني والبنوك املركزية‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬مناذج حوكمة الشركات‬

‫ميكن وصف نظام أو منوذج حلوكمة الشركات بأنه ذلك اإلطار الذي يشمل جمموعة من اخلصايص البيئية‬
‫والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والقانونية واملؤسسية على مستوى الدولة الواحدة أو جمموعة من الدول‬
‫املتشاهبة‪ ،‬واليت تؤثر على آليات حل التعارض بني خمتلف األطراف الفاعلة يف املؤسسة ‪ .1‬وعليه‪ ،‬يظهر جليا أن‬
‫حدود النموذج تتودد وفقا ملستوى متاثل خصايص بيئة النشاط بكافة أبعادها‪ ،‬وهو ما ال جيعل للودود اجلغرافية‬
‫اآلليات اخلارجية حلوكمة الشركات نوعا من اخلصوصية‪،‬‬ ‫أي دور‪ ،‬ويضفي على املفاهيم اخلاصة ببع‬
‫كاالستثمار األجنيب مثال‪ ،‬واملستثمرين املؤسساتيني‪ ،‬وضغوط اهليئات واملنظمات الدولية بشأن قواعد املمارسات‬
‫السليمة وغريها؛ حيث يكون جمال تأثري هذه اآلليات على كافة مكونات النظام (النموذج أو البيئة متماثلة‬
‫اخلصايص) وليس على بلد بعينه‪.‬‬

‫عال ل بن ثابت‪ ،‬دراسة في مساهمة البورصات في وضع معايير وقواعد حوكمة المؤسسات‪ ،‬مجلة اإلصالحات االقتصادية واالندماج في‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫االقتصاد العالمي‪ ،‬مخبر اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬التنموية واستراتيجيات االندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬العدد ‪ ،10‬المدرسة العليا للتجارة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫وللتمييز بني هذه النماذج يتم االعتماد على عدد من املعايري أمهها‪ :‬الصفة الغالبة لشكل الشركات‬
‫وملكيتها (شركات أموال أو أشخاص‪ ،‬مملوكة للدولة‪ ،‬للخواص‪ ،‬لألجانب‪ ،‬ملكية خمتلطة)‪ ،‬ومستوى تشتت‬
‫هيكل ملكية الشركات أو تركزه‪ ،‬ومدى نشاط وقوة تأثري األسواق املالية والقطاع البنكي على الشركات واالقتصاد‬
‫ككل‪ ،‬وكذا كفاءة وفعالية آليات السوق مبختلف أشكاهلا (السلع واخلدمات‪ ،‬سوق العمل اإلداري الداخلي‬
‫واخلارجي‪ ،‬االندماج واالستوواذ)‪ ،‬باإلضافة إىل األطر القانونية والتشريعية والقضايية للبلدان‪ ،‬ومستوى التمكني‬
‫ألصواب املصاحل من أجل لعب دور فعال يف عمليات احلوكمة‪ ،‬وكل ما يتعلق بنظام اختيار وتعيني وتعوي‬
‫وحتديد أجور ومكافآت الطاقم اإلداري جمللس اإلدا رة وكبار التنفيذيني يف الشركة‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬فإنه ميكن‬
‫التمييز بني منوذجني أساسيني لتنفيذ حوكمة الشركات‪ :‬النموذج املوجه حنو السوق‪ ،‬والنموذج املوجه بالشبكة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬النموذج املوجه حنو السوق‬


‫يطلق عليه العديد من التسميات كالنظام األجنلو ‪-‬ساكسو ي‪ ،‬نظام املسامهني‪ ،‬ونظام اخلارجيني‪ ،‬يتميز هذا‬
‫النموذج بتشتت امللكية؛ أي أن رأمسال الشركات الناشطة يف هذه البيئة مملوك من طرف عدد كبري من املسامهني‪،‬‬
‫كل منهم حيوز على نسبة صغرية منه‪ ،‬وهي امللكيات اليت تنتقل من شخص إىل آخر بصفة مستمرة بسبب وجود‬
‫أسواق مالية قوية ونشطة وذات كفاءة‪ ،‬وهو ما جيعلها أحد أهم مصادر متويل الشركات‪ .‬كما يتميز هذا‬
‫النموذج بقوة ومتانة ومالءمة األطر القانونية اخلاص ة حبماية املسامهني واملستثمرين‪ ،‬وكفاءة وفعالية آليات السوق‬
‫يف الرقابة على الشركات‪ ،‬وعليه فإن اإلدارة تركز على األنشطة واالستثمارات اليت هلا انعكاس على قيمة الشركة‬
‫وأسهمها يف املدى القصري ‪ ، 1‬ومرد ذلك هو خطط التوفيز املبنية أساسا على األداء من جهة‪ ،‬وكون نسبة كبرية‬
‫من املسامهني يسعون إىل احلصول على أرباح رأمسالية من جهة أخرى‪.‬‬

‫يشكل محلة األسهم اجملموعة الرييسية اليت يأخذها أعضاء جملس اإلدارة –يتكون بشكل رييسي من‬
‫األعضاء غري التنفيذيني )‪ - (Non-Executive Directors‬بعني االعتبار خالل عملية صنع الق رارات‪ ،‬ولذلك فإن‬
‫( ‪Comply‬‬ ‫قواعد احلوكمة يف هذه احلالة متارس تنفيذا إلرادة املسامهني‪ ،‬وعليه فإن قواعد احلوكمة تكون إرشادية‬
‫‪ ، 2) & Explain‬وتعترب كل من الواليات املتودة األمريكية واململكة املتودة وأسرتاليا وكندا أهم البلدان اليت يسود‬
‫فيها هذا النموذج‪.‬‬

‫‪1-‬‬‫‪Mohammad H. Setayesh and Abbas A. Daryaei, Corporate governance and accounting (With emphasis on‬‬
‫‪theories and literature), Technical Journal of Engineering and Applied Sciences, Vol. 3, N°. 19, 2013, p 2417.‬‬
‫‪ - 2‬أحمد علي خضر‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2012 ،‬ص ‪.224‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫الفرع الثاين‪ :‬النموذج املوجه بالشبكة‬

‫يعرف هذا النموذج أيضا باسم‪ :‬النموذج األملا ي‪-‬اليابا ي‪ ،‬نظام الداخليني‪ ،‬ونظام أصواب املصلوة؛ أهم‬
‫ما مييز هذا النموذج هو تركيز امللكية‪ ،‬أي وجود عدد قليل من أصواب امللكيات الكبرية يف الشركات‪ ،‬وهي‬
‫ملكيات فردية أو حكومية أو مؤسساتية أو عايلية أو بنكية‪ ،‬هذه األخرية تلعب دورا هاما يف هذا النظام من‬
‫حيث مسامهتها يف جمموعة من الشركات واليت تشكل شبكة متكاملة فيما بينها أفقيا وعموديا من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة ثانية‪ ،‬من خالل توفري التمويل الالزم هلذه الشركات‪ ،‬وعليه فإن املي زة الغالبة يف هذا النظام هي ارتفاع‬
‫مستوى مديونية الشركات واخنفاض فعالية األسواق املالية كآلية للتمويل‪.‬‬

‫يعتمد هذا النظام على اآلليات الداخلية للووكمة‪ ،‬واملتمثلة أساسا يف جملس اإلدا رة وكبار املالك ممثلني يف‬
‫البنوك واملؤسسات‪ ،‬والذين يسيطرون على جملس اإلدا رة ‪ ،1‬وألن ما يتقاضاه املسريون ضمن هذا النموذج يقل‬
‫عما يتقاضاه املسريون ضمن النموذج السابق فإهنم –أي املسريين ‪ -‬يفتقرون للتوفيز املاليم والذي يدفعهم‬
‫لتوقيق األداء على املدى القصري‪ ،‬وعليه فهم يف الغالب ال يتخذون قرارات استثمارية ذات خماطر عالية‪ ،‬وال‬
‫يركزون على تعظيم القيمة احلالية للشركة واملسامهني فقط‪ ، 2‬هلذا جند أن املفاهيم املتعلقة هبذا النموذج تشمل‬
‫ضرورة الرتكيز على محاية مصاحل أصواب املصلوة مبا يف ذلك املوظفني والداينني والعمالء واملوردين واجملتمع‬
‫الذي تنشط فيه الشركة‪ ،‬وهنا تكون قواعد احلوكمة إلزامية التطبيق )‪ (Whole base‬وليست إرشادية‪ . 3‬يسود هذا‬
‫الدول النامية كالربازيل والصني واهلند‪.‬‬ ‫النموذج كال من أملانيا واليابان وبع‬

‫واجلدير بالذكر أن هناك العديد من البلدان اليت تعتمد على نظام هجني أو خمتلط حلوكمة الشركات‪،‬‬
‫الدول النامية كإندونيسيا‬ ‫اخلصايص من كال النظامني السابقني‪ ،‬كفرنسا وإيطاليا وبع‬ ‫حيث تقتبس بع‬
‫وتايالند وكوريا اجلنوبية‪.‬‬

‫‪ - 1‬عالل بن ثابت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.67‬‬


‫‪2-‬‬ ‫‪Mohammad H. Setayesh and Abbas A. Daryaei, Op. Cit., P 2417.‬‬
‫‪ - 3‬أحمد علي خضر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.224‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫املطلب الثالث‪ :‬واقع حوكمة الشركات يف اجلزائر‬

‫يعترب موضوع احلوكمة أحد أهم املواضيع اليت تسعى الدول إىل إرساء قواعدها وضمان ممارساهتا السليمة‪،‬‬
‫وذلك بغرض حتقيق أعلى مستويات التنمية االقتصادية املستدامة‪ ،‬وضمان مواكبتها للتطورات العاملية ومسايرهتا‪،‬‬
‫ما من شأنه أن يساهم يف استفادهتا من واقع االندماج والتكامل العاملي الذي تتميز به بيئة األعمال املعاصرة‪.‬‬

‫واجلزاير كغريها من البلدان‪ ،‬عرفت جمموعة من اإلصالحات ذات الصلة مبفاهيم احلوكمة‪ ،‬واليت مس ت‬
‫العديد من القطاعات االقتصادية‪ ،‬بغية تسهيل عملية اندماجها يف االقتصاد العاملي من جهة‪ ،‬وحتسني مناخ‬
‫أعماهلا من خالل ضمان أطر الشفافية واملساءلة يف إدا رة األعمال من جهة أخرى‪ ،‬سواء من خالل سن بع‬
‫املبادرات ذات الصلة بتوعية جمتمع األعمال وحثه على اعتماد املمارسات‬ ‫القوانني والتشريعات أو تبين بع‬
‫السليمة يف اإلدارة والتسيري‪.‬‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬سنواول من خالل هذا املطلب التعرف على أهم اجلهود اليت بذلتها السلطات اجلزايرية‬
‫من أجل إقامة إطار فعال للووكمة على املستويني الكلي (إدا رة االقتصاد) واجلزيي (إدارة الشركات)‪ ،‬وذلك من‬
‫املبادرات الصرحية واستقراء النصوص القانونية اليت تسري يف نفس االجتاه اخلاص باحلوكمة‪ ،‬ليتم‬ ‫خالل ذكر بع‬
‫بعدها اإلشارة إىل أه م التوديات والعوايق اليت تقف حايال أمام إقامة هيكل حوكمة ماليم يف اجلزاير‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬جهود اجلزائر من أجل إقامة إطار فعال للحوكمة على املستوى الكلي (االقتصاد)‬

‫لقد كان لدعم املنظمات واهليئات الدولية كصندوق النقد والبنك الدويل لإلصالحات االقتصادية يف اجلزاير‬
‫أث ار واضوا يف تبن يها للعديد من السياسات واإلجراءات الكفيلة بإرساء إطار فعال لتوسني مناخ األعمال وتفعيل‬
‫قواعد احلكم الراشد‪ ،‬خاصة يف ظل رغبتها املعلنة يف االرتقاء بسبل التكامل واالندماج يف االقتصاد العاملي‪،‬‬
‫وجذب املزيد من االستثمارات األجنبية املسا عدة على تنويع مصادر الدخل وحتقيق التنمية االقتصادية املنشودة‪.‬‬

‫موا زاة مع ما شهدته اجلزاير بداية من سنة ‪ 1988‬من إصالحات اقتصادية كربى‪ ،‬وإعادة هيكلة ملؤسساهتا‬
‫االقتصادية كخطوة حتمية النتقاهلا من نظام االقتصاد املوجه إىل نظام اقتصاد السوق‪ ،‬واليت تقضي مبن استقاللية‬
‫أكرب للمؤسسات االقتصادية التابعة للدولة (القانون ‪ ،) 01- 88‬ومرورا حبزمة القيود املفروضة من قبل املؤسسات‬
‫املالية العاملية وتوجيهاهتا امللزمة كنتيجة حتمية للوضع السايد آنذاك (مرحلة التسعينات)‪ ،‬وكإج راء ضروري‬
‫للتخفيف من املديونية اخلارجية واستد راك آثار فشل اإلصالحات االقتصادية اليت استهدفت حتسني أداء‬
‫املؤسسات العمومية‪ ،‬عملت اجلزاير على مراجعة آليات إدارة االقتصاد وزيادة االنفتاح على املبادرات اخلاصة‬

‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫الوطنية واألجنبية‪ ،‬ولقد جتسد هذا االنفتاح يف السعي إىل تقليص حجم ملكية الدولة يف رأمسال املؤسسات‬
‫االقتصادية والشروع يف خوصصة القطاع العام وإزالة القيود أمام تكوين مؤسسات القطاع اخلاص ‪ ،1‬وهو ما كرسه‬
‫املتعلق بتنظيم‬ ‫‪2001‬‬ ‫أكثر األمر رقم ( ‪ ) 25- 95‬الذي ألغي مبوجب األمر رقم ( ‪ )04- 01‬املؤرخ يف ‪ 20‬أوت‬
‫املؤسسات العمومية االقتصادية وتسيريها وخوصصتها‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬ونظرا لتصنيف اجلزاير يف مراتب متقدمة ضمن مؤشرات الفساد وضعف جاذبية املناخ‬
‫تأسيس اهليئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافوته‪ ،‬وذلك وفقا للقانون رقم‬ ‫‪2006‬‬ ‫االسـتثماري‪ ،‬فقد مت سنة‬
‫(‪ )01- 06‬املؤرخ يف ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬املتعلق بالوقاية من الفساد ومكافوته‪ ،2‬واليت تتموور مهامها أساسا يف‬
‫اقرتاح سياسات شاملة وتوجيهات وتدابري ختص سبل الوقاية واحلد من الفساد‪ ،‬وكذا وضع برامج للتوعية وحتسيس‬
‫املواطنني من خماطر الفساد وانعكاساته السلبية على كافة جماالت احلياة‪ ،‬باإلضافة إىل اعتماد آلية جلمع وتنظيم‬
‫وحتليل املعلومات اليت ميكن هلا أن تساهم يف الكشف عن وقايع الفساد والوقاية منه‪ ،‬والتقييم الدوري لآلليات‬
‫القانونية واإلجراءات اإلدارية ذات الصلة‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫املؤرخة يف‬ ‫‪03‬‬ ‫شرعت اهليئة عملها يوم ‪ 11‬جوان ‪ ، 2010‬وهذا بعد صدور التعليمة الرياسية رقم‬
‫ديسمرب ‪ 2009‬املتعلقة مبكافوة الفساد‪ ،‬واليت مت من خالهلا تصنيف مكافوة الفساد يف اجلزاير أولوية وطنية‪،‬‬
‫خاصة يف ظل استمرار تصنيف اجلزاير يف مراتب متقدمة من حيث مؤشرات الفساد ( املركز ‪ 111‬سنة ‪،2009‬‬
‫واملركز ‪ 105‬سنة ‪ ،) 2010‬كما مت يف ذات الشأن إنشاء ديوان مركزي لقمع الفساد مبوجب املادة ‪ 24‬مكرر لألمر‬
‫رقم (‪ )05- 10‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬املتمم للقانون رقم ( ‪ )01- 06‬املشار إليه سابقا‪ ،3‬مكلف أساسا بالبوث‬
‫والتوري و إجراء التوقيقات يف جمال مكافوة جرايم الفساد واجل رايم املقرتنة هبا عند االقتضاء‪ ،‬مع متكينه من‬
‫التدخل ضمن اختصاص إقليمي موسع لكامل الرتاب الوطين‪ ،‬وكذا تطوير التعاون مع اهليئات املماثلة‪ .‬باإلضافة‬
‫إىل ذلك‪ ،‬فقد مت إحلاق االختصاصات يف جمال مكافوة الفساد باالختصاصات القضايية اجلنايية ذات‬
‫الصالحيات املوسعة‪ ،‬وكذا إلزامية اعتماد القوانني والقواعد األخالقية يف إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬وتنظيمها‪،‬‬
‫ومراقبتها كما هو منصوص عليه يف املرسوم الرياسي رقم ‪ 236- 10‬املؤرخ يف ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،2010‬واملعدل مبوجب‬
‫املرسوم الرياسي رقم ‪ 247/15‬املؤرخ يف ‪ 16‬سبتمرب ‪.2015‬‬

‫‪ - 1‬عبد المجيد كموش ورحمة غزالي‪ ،‬جهود إرساء إطار فعّال للحوكمة ودورها في الحد من ظاهرة الفساد في الجزائر‪ ،‬مجلة المنهل االقتصادي‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،2‬العدد ‪ ،2‬ديسمبر ‪ ،2019‬ص ‪.97‬‬
‫‪ - 2‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،2006 ،14‬ص ‪.4‬‬
‫‪ - 3‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،50‬ص ‪.16‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫ويف األخري‪ ،‬نشري إىل أمهية املبادرة اليت تبناها اإلحتاد األورويب من خالل رصده ملبلغ ‪ 10‬ماليني أورو لدعم‬
‫احلوكمة يف اجلزاير يف إطار برنامج دعم الشراكة واإلصالح والنمو الشامل‪ ،‬ويهدف هذا الربنامج إىل تعزيز‬
‫مؤسسات احلكم يف اجملالني االقتصادي والسياسي‪ ،‬ويهدف كذلك إىل تعزيز سيادة القانون مبا يف ذلك الوصول‬
‫إىل العدالة وتعزيز مكافوة الفساد‪ ،‬وتشجيع مشاركة مجيع املواطنني يف الت نمية‪ ،‬وحتسني متابعة إدارة املالية‬
‫العامة‪. 1‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬جهود اجلزائر من أجل إقامة إطار فعال للحوكمة على املستوى اجلزئي (الشركات)‬

‫نقصد باإلطار الفع ال للووكمة على املستوى اجلزيي‪ :‬جمموعة اإلج راءات والقواعد واآلليات الداخلية‬
‫واخلارجية املرتبطة بطريقة تسيري وإدارة الشركات‪ ،‬واليت هتتم بتقسيم األدوار واملسؤوليات بني األطراف الفاعلة يف‬
‫الشركة‪ ،‬بشكل واض وشفاف‪ ،‬مما يساهم يف احلد من ظهور الصراعات‪ ،‬وتفعيل آليات املساءلة‪.‬‬

‫ومن هذا املنظور‪ ،‬فإن ه سيتم‪ ،‬من خالل هذا الفرع‪ ،‬اإلشارة إىل أهم التشريعات اإلصالحية واملبادرات‬
‫اإلرشادية املرتبطة مبفهوم حوكمة الشركات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اعتماد نظام حماسيب ومايل جديد وفقا ملعايري احملاسبة الدولية‬
‫سعيا منها الستدراك ومعاجلة النقايص اليت كانت متيز املخطط الوطين احملاسيب )‪ ،(PCN‬وتدعيما ملساعي‬
‫مسايرة املستجدات ومواجهة التوديات الدولية املعاصرة‪ ،‬عملت السلطات اجلزايرية منذ بداية األلفية الثالثة‬
‫(أفريل ‪ ) 2001‬على دعم مسعى إقامة نظام حماسيب بديل يتماشى أكثر مع معايري احملاسبة الدولية ومعايري اإلبالغ‬
‫املايل )‪ ،(IAS/IFRS‬حيث أوكلت هذه املهمة إىل اجمللس الوطين للمواسبة )‪ (CNC‬بالتعاون مع عدد من اخلرباء‬
‫احملاسبيني الفرنسيني‪ ،‬وقد أمثرت هذه اجلهود اإلصالحية إصدار النظام احملاسيب املايل )‪ (SCF‬مبوجب القانون‬
‫(‪ )11- 07‬املؤرخ يف ‪ 25‬نوفمرب ‪ ، 2007‬والذي مت االنطالق يف تطبيقه فعليا بداية من الفات جانفي ‪.2010‬‬

‫اعترب هذا النظام اجلديد تغيريا جذريا ملرجعية حماسبية محلت معها تغيريا الحتياجات خمتلف األطراف من‬
‫احملاسبة ومن املعلومات احملاسبية واملالية؛ حيث أصب النظام احملاسيب يف اجل زاير يستجيب ملتطلبات املعايري‬
‫احملاسبية الدولية ويتوافق معها ‪ ، 2‬خاصة من حيث اإلطار التصوري الذي يقوم عليه‪ ،‬والذي يسم بإعداد‬
‫كشوف مالية على أساس املبادئ احملاسبية املتعارف عليها‪ ،‬حيث ألزمت املؤسسات اخلاضعة له على احرتام مجلة‬

‫‪ - 1‬محمد كريم ميلودي‪ ،‬واقع وتحديات حوكمة المؤسسات في الجزائر‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،17‬العدد ‪ ،2018 ،)01( 35‬ص ‪.151‬‬
‫‪ - 2‬سارة عبد العالي‪ ،‬أهم ية تطبيق النظام المحاسبي المالي كإطار لتفعيل حوكمة المؤسسات في الجزائر‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬المجلد ‪،17‬‬
‫العدد ‪ ،2018 ،)02( 34‬ص ‪.244‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫من املبادئ والقواعد أمهها‪ :‬أن تكون املعلومات املالية املعدة من طرف املؤسسة قابلة للفهم واملقارنة‪ ،‬ودالة‪ ،‬وذات‬
‫مصداقية‪ ،‬ودقيقة‪ ،‬وخمتصرة‪ ،‬وكذا ضرورة احرتام الشفافية واإلفصاح يف عرض القوايم املالية‪ ،‬واليت حددها يف مخس‬
‫قوايم رييسية هي‪ :‬امليزانية‪ ،‬جدول حسابات النتايج‪ ،‬جدول سيولة اخلزينة‪ ،‬جدول تغريات األموال اخلاصة وملوق‬
‫يبني القواعد والطرق احملاسبية املستعملة ويوفر معلومات مكملة عن امليزانية وحساب النتايج‪.1‬‬

‫وعلى العموم‪ ،‬ميكن اإلشارة إىل أمهية النظام احملاسيب واملايل اجلديد يف إرساء مبادئ حوكمة الشركات‬
‫اجلزايرية من خالل سعيه لضمان حتقيق ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬توفري معلومة مالية مفصلة ودقيقة تعكس الصورة الصادقة للوضعية املالية للشركة؛‬
‫‪ -‬توضي املبادئ احملاسبية الواجب مراعاهتا عند التسجيل احملاسيب والتقييم‪ ،‬وكذا إعداد القوايم املالية‪ ،‬مما‬
‫يقلص حاالت التالعب؛‬
‫‪ -‬تدعيم شفافية احلسابات وتكريس الثقة يف الوضعية املالية للشركة‪ ،‬وتسهيل عملية مراقبة احلسابات اليت‬
‫يرتكز إعدادها على مبادئ حمددة بوضوح؛‬
‫‪ -‬تقدمي صورة وافية عن الوضعية املالية للشركة من خالل اعتماد القيمة العادلة يف تقييم أصول الشركة‬
‫باإلضافة إىل التكلفة التارخيية‪ ،‬وهو األمر الذي يؤدي إىل زيادة ثقة املسامهني من ناحية متابعة التطورات‬
‫احلقيقية املسجلة على أمواهلم يف الشركة‪2‬؛‬
‫‪ -‬االستجابة الفعلية الحتياجات املستثمرين احلالية واملستقبلية من املعلومات اليت تسم هلم بإج راء‬
‫املقارنات‪ ،‬واختاذ القرارات اخلاصة بتوجيه استثماراهتم؛‬
‫‪ -‬املسامهة يف االرتقاء بآليات تسيري الشركة من خالل فهم أفضل للمعلومات اليت تشك ل أساس اختاذ‬
‫القرار‪ ،‬وتفعيل قنوات تواصلها مع خمتلف األطراف املهتمة باملعلومة املالية؛‬
‫‪ -‬التمكن من مقارنة القوايم املالية للشركة مع الشركات األخرى الناشطة ضمن نفس القطاع‪ ،‬سواء داخل‬
‫البلد نفسه أو خارجه‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد المجيد كموش ورحمة غزالي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪ - 2‬هشام دغموم‪ ،‬أهم ية تطبيق المعايير الدولية للمحاسبة ‪ IAS/IFRS‬في دعم وإرساء مبادئ حوكمة الش ركات في الجزائر –دراسة ميدانية‬
‫استقصائية‪ ،‬مجلة جديد االقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،2015 ،10‬ص ص ‪.61- 60‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫ثانيا‪ :‬إصدار ميثاق احلكم الراشد للمؤسسة يف اجلزائر‬

‫‪ .1‬اخللفية التارخيية مليثاق احلكم الراشد للمؤسسة يف اجلزائر‬

‫تبلورت فك رة إعداد ميثاق جزايري للوكم الراشد من توصيات أول ملتقى دويل انعقد يف اجلزاير سنة‬
‫‪ 2007‬حول احلكم الراشد للمؤسسات ‪ ،‬لتتبعه بعد ذلك العديد من اخلطوات العملية املتخذة لرتمجته إىل مشروع‬
‫فعلي وضمان تنفيذه؛ حيث تفاعلت كل من مجعية حلقة العمل والتفكري حول املؤسسة ومنتدى رؤساء‬
‫املؤسسات مع الفكرة‪ ،‬وتبعها يف ذلك التفاعل اإلجيايب للسلطات العمومية ممثلة يف وزارة املؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة والصناعة التقليدية من خالل رعاية امللف ودعمه ماد يا‪ ،‬وهو ما أضفى عليه صبغة رمسية‪ .‬كما شهدت‬
‫املبادرة مشاركة جمموعة من اهليئات واملؤسسات الدولية املقيمة باجلزاير مثل مؤسسة التمويل الدويل واملنتدى الدويل‬
‫للوكم الراشد للمؤسسة بواسطة تدخالت خربايهم وإسدايهم للنصاي والتوجيهات فيما خيص التجارب الدولية‬
‫الناجوة يف ذات الشأن‪.‬‬

‫مت تشكيل فريق العمل للوكم الراشد باجلزاير يف نوفمرب ‪ 2007‬حتت تسمية )‪ (GOAL08‬واستمر عمله‬
‫إىل غاية نوفمرب ‪ ، 2008‬قام خالهلا بإقامة سلسلة من اللقاءات واملشاورات مع جمموعة األطراف الفاعلة‪ ،‬ما‬
‫مكنهم من التوليل العميق وتشخيص واقع ممارسات احلوكمة‪ ،‬وإبراز حالة االستعجال لتبين ميثاق احلكم الراشد‬
‫للمؤسسة يف اجلزاير مبا يتماشى مع خصوصياهتا‪ ،‬ليتم بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ 2009‬اإلعالن الرمسي عن صدور امليثاق‪.‬‬

‫‪ .2‬مفهوم احلوكمة وفق ميثاق احلكم الراشد للمؤسسة يف اجلزائر‬

‫عرف ميثاق احلكم الراشد اجلزايري احلوكمة على أهنا‪ :‬عبا رة عن فلسفة تسيريية وجمموعة من التدابري‬
‫الكفيلة‪ ،‬يف آن واحد‪ ،‬بضمان استدامة وتنافسية املؤسسة بواسطة تعريف حقوق وواجبات األطراف الفاعلة يف‬
‫املؤسسة‪ ،‬وتقاسم الصالحيات واملسؤوليات املرتتبة على ذلك ‪ ، 1‬وهو تعريف خمتصر املبىن وشامل املعىن؛ فكوهنا‬
‫النظر عن اإلجراءات والقواعد التنظيمية‬ ‫فلسفة تسيريية يشري إىل البعد الفين لعملية اإلدا رة والتسيري‪ ،‬بغ‬
‫الضرورية لكل مشروع اقتصادي‪ ،‬كما أنه يبني اهلدف أو املغزى األساسي لتبين هذه الفلسفة وهو ضمان استدامة‬
‫املؤسسة وتنافسيتها‪ ،‬وهو ما ال يكون إال من خالل التعريف الواض ملهام ومسؤوليات كافة األطراف ذات‬
‫املصلوة الداخلية واخلارجية‪ ،‬وكذا حقوقها‪ ،‬األمر الذي يسم بإدارة العالقة مع هذه األطراف وإشباع رغباهتا مبا‬
‫جيعل الشركة يف منأى عن بروز أي صراع أو تضارب للمصلوة‪.‬‬

‫‪ - 1‬وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية‪ ،‬ميثاق الحكم الراشد للمؤسسة في الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ .3‬التعريف مبحتوى ميثاق احلكم الراشد للمؤسسة يف اجلزائر‬

‫لقد مت اإلستن اد بشكل أساسي على مبادئ حوكمة الشركات الصادرة عن منظمة التعاون االقتصادي‬
‫والتنمية سنة ‪ ، 2004‬مع مراعاة خصوصية املؤسسات وبيئة النشاط اجل زايرية‪ ،‬وينقسم امليثاق إىل جزأين هامني‬
‫ومالحق‪ ،‬جتمع هذه األخرية‪ ،‬يف األساس‪ ،‬أدوات ونصاي عملية ميكن للمؤسسات اللجوء إليها بغرض‬
‫االستجابة النشغال واض ودقيق‪:1‬‬

‫‪ -‬اجلزء األول‪ :‬يوض الدوافع اليت أدت إىل أن يصب احلكم الراشد للمؤسسات‪ ،‬اليوم‪ ،‬ضروريا يف اجلزاير‪،‬‬
‫كما أنه يربط الصالت مع إشكاليات املؤسسة اجلزايرية‪ ،‬السيما املؤسسة الصغرية واملتوسطة؛‬
‫‪ -‬اجلزء الثاين‪ :‬يتطرق إىل املقاييس األس اسية اليت ينبين عليها احلكم الراشد للمؤسسات‪ ،‬فمن جهة يعرض‬
‫العالقات بني اهليئات التنظيمية للمؤسسة (اجلمعية العامة‪ ،‬جملس اإلدارة واملديرية التنفيذية)‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى‪ ،‬عالقات املؤسسة مع األطراف الشريكة األخرى كالبنوك واملؤسسات املالية واملمونون واإلدارة‪.‬‬

‫هذا وي عترب االنضمام إىل امليثاق مسعى حر وتطوعي‪ ،‬وهو مرتبط بدرجة الوعي بضرورة استغالل فرصة مثل‬
‫هذا املسعى من طرف املالكني بالدرجة األوىل وعزمهم الراسخ لبعث مبادئ احلكم الراشد على املستوى الداخلي‬
‫للمؤسسة ودعمها واستدامتها‪ ،‬كما يندرج هذا امليثاق ضمن سياق القوانني والنصوص التنظيمية السارية املفعول‪،‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإنه يشكل وثيقة مرجعية ومصدر هام يف متناول املؤسسات‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬سيتم التطرق ألهم‬
‫األطراف الفاعلة يف املؤسسة حسب امليثاق (العنصر رقم ‪ ) 5‬مع اإلشارة إىل الدعايم القانونية والتنظيمية ذات‬
‫الصلة‪.‬‬

‫‪ .4‬املعايري األساسية للحكم الراشد‬

‫يرتكز ميثاق احلكم الراشد للمؤسسة يف اجلزاير على أربعة (‪ )4‬حماور رييسية هي‪:2‬‬

‫‪ -‬اإلنصاف‪ :‬توزيع احلقوق والواجبات بني األطراف الفاعلة وكذا االمتيازات وااللتزامات املرتبطة هبا‪،‬‬
‫بطريقة منصفة؛‬
‫‪ -‬الشفافية‪ :‬هذه احلقوق والواجبات وكذا الصالحيات واملسؤوليات النامجة ينبغي أن تكون واضوة وجلي ة‬
‫للجميع؛‬

‫‪ - 1‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.17- 16‬‬


‫‪ - 2‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ -‬املسؤولية‪ :‬مسؤولية أي فرد حمددة بأهداف دقيقة وليست مقسمة؛‬


‫‪ -‬التبعية‪ :‬كل طرف فاعل مسؤول أمام اآلخر فيما ميارس من خالله املسؤوليات املنوطة له‪.‬‬

‫تشمل هذه املعايري العالقات اليت تربط بني األطراف الفاعلة الداخلية للمؤسسة من جهة‪ ،‬واألط راف‬
‫الفاعلة اخلارجية من جهة أخرى‪ ،‬كما تعترب هذه العالقات حمددة إىل حد كبري ومضبوطة بقانون األعمال‬
‫والقوانني األساسية للمؤسسة‪ ،‬والعقود واالتفاقيات احملررة من طرف هذه األخرية مع الغري‪.‬‬

‫‪ .5‬األطراف الفاع لة يف املؤسسة حسب ميثاق احلكم الراشد للمؤسسة يف اجلزائر‬

‫حدد ميثاق احلكم الراشد للمؤسسة يف اجلزاير جمموعة األط راف الفاعلة يف املؤسسة على أساس عالقتها‬
‫باملؤسسة من خالل تصنيفها إىل فئتني رييسيتني‪ :‬أطراف فاعلة داخلية وأطراف فاعلة خارجية‪.‬‬

‫‪ .1.5‬األطراف الفاعلة الداخلية وعالقتها باملؤسسة‬

‫متثل هذه الفئة جمموعة األطراف ذات املصلوة الداخلية للشركة اليت تقوم بإدا رة الشركة والرقابة عليها من‬
‫خالل جمموعة من الرتتيبات القانونية والتنظيمية اليت حتدد األدوار وتنسق اجلهود وتوحد األهداف‪ ،‬والشكل اآليت‬
‫يبني هذه األطراف وعالقتها باملؤسسة‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)05‬األطراف الفاعلة الداخلية وعالقتها باملؤسسة‬

‫اهليئات املختصة‬ ‫األطراف الفاعلة الداخلية‬

‫اجلمعية العامة‬ ‫املسامهون‬

‫جملس اإلدارة‬ ‫اإلداريون‬

‫املديرية‬ ‫املسريون‬

‫املصدر‪ :‬و از رة املؤسسات الصغرية واملتوسطة والصناعات التقليدية‪ ،‬ميثاق احلكم الراشد للمؤسسة يف اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪( ،30‬بتصرف)‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫يوض الشكل السابق جمموعة األطراف الفاعلة الداخلية باملؤسسة واهليئات التنظيمية املختصة اليت تسم‬
‫بتفعيل دورهم يف الشركة (اآلليات العملية للتدخل)‪ ،‬وفيما يلي نبني أمهية كل منها مع العمل على ربطها باإلطار‬
‫التشريعي والقانو ي الداعم هلا‪:‬‬

‫‪ .1.1.5‬اجلمعية العامة للمسامهني‬

‫هي اهليئة السيادية اليت يتمكن املسامهون من خالهلا التعبري عن إرادهتم ومشاركتهم يف تسيري الشركة‪،‬‬
‫وممارسة مهامهم الرقابية على األعمال اليت تقوم هبا هيئيت اإلدارة والتسيري ‪ ،‬والتمتع حبقوقهم احملددة وفقا للقانون‬
‫والوثايق التعاقدية األخرى بطريقة أكثر نزاهة وشفافية وثقة؛ وعلى هذا األساس فإنه ينبغي على كل مساهم‪:1‬‬

‫‪ -‬تلقي كل املعلومات املتعلقة بانعقاد اجلمعية العامة ويف الوقت املناسب‪ :‬التواريخ‪ ،‬األماكن‪ ،‬جدول األعمال‪،‬‬
‫والوثايق الكاملة واملاليمة اليت تسم بتوضي مشاريع قرارات ستتخذ؛‬
‫‪ -‬أن يكون بإمكاهنم أن يدلوا بآرايهم فيما خيص نقاط جدول األعمال والتعبري عن صوهتم يف املسايل املتعلقة‬
‫باالنتخاب‪ ،‬وعند احلاجة‪ ،‬تقدمي ترشيوهم لالنتخاب؛‬
‫‪ -‬إتاحة الفرصة هلم‪ ،‬ويف حدود اإلمكان‪ ،‬لطرح أسئلة على جملس اإلدا رة‪ ،‬مبا يف ذلك‪ ،‬املسايل اخلاصة باملراجعة‬
‫السنوية للوسابات املعدة من طرف املدققني اخلارجيني (حمافظي احلسابات) وكذا‪ ،‬اقرتاح تسجيل نقاط يف‬
‫جدول أعمال اجلمعيات العامة واقرتاح القرارات املنبثقة على ذلك‪.‬‬

‫يشكل اإلطار التشريعي داعما أساسيا جملموعة التوجيهات اإلرشادية املقدمة من قبل امليثاق؛ حيث جيتمع‬
‫املسامهون دوريا يف إطار ما يسمى باجلمعية العامة العادية ستة أشهر على األقل بعد إقفال السنة املالية‪ ،‬من أجل‬
‫مناقشة جمموعة القضايا واملستجدات اخلاصة بالشركة‪ .‬ول تمكني املسامهني من لعب الدور املنوط هبم بفعالية‪،‬‬
‫كوهنم املالك الفعليني للشركة‪ ،‬منوهم املشرع حق االطالع على الوثايق الضرورية اليت تبني الوضعية املالية‬
‫واإلدارية للشركة قبل انعقاد اجلمعية العامة؛ حيث ألزم املشرع اجلزايري جملس اإلدارة أو جملس املديرين‪ ،‬حسب‬
‫احلالة‪ ،‬أن يبل غ املسامهني أو يضع حتت تصرفهم قبل ثالثني (‪ ) 30‬يوما من انعقاد اجلمعية العامة الوثايق الضرورية‬
‫لتمكينهم من إبداء الرأي عن د راية واختاذ قرار دقيق فيما خيص إدارة أعمال الشركة وسريها‪ ،2‬كما حدد من‬
‫خالل املادة ‪ 678‬من القانون التجاري جمموعة املعلومات الواجب تبليغها للمسامهني‪ ،‬وهي كالتايل‪:‬‬

‫‪ - 1‬وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 677‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ -‬أمساء القايمني باإلدارة واملديرين العامني وألقاهبم ومواطنهم‪ ،‬أو عند االقتضاء بيان الشركات األخرى اليت‬
‫ميارس فيها هؤالء األشخاص أعمال تسيري أو مديرية أو إدارة؛‬
‫‪ -‬نص مشاريع القرارات اليت قدمها جملس اإلدارة أو جملس املديرين؛‬
‫‪ -‬عند االقتضاء‪ ،‬نص مشروع القرارات اليت قدمها املسامهون وبيان أسباهبا؛‬
‫‪ -‬تقرير جملس اإلدارة أو جملس املديرين الذي يقدم إىل اجلمعية؛‬
‫‪ -‬إذا تضمن جدول األعمال تسمية القايمني باإلدا رة أو أعضاء جملس املراقبة أو أعضاء جملس املديرين‪ ،‬أو‬
‫عزهلم‪:‬‬
‫‪ ‬اسم ولقب وسن امل رشوني واملراجع املتعلقة مبهنهم ونشاطاهتم املهنية طيلة السنوات اخلمس‬
‫األخرية‪ ،‬والسيما منها الوظايف اليت ميارسوهنا أو مارسوها يف شركات أخرى؛‬
‫‪ ‬مناصب العمل أو الوظايف اليت قام هبا املرشوون يف الشركة‪ ،‬وعدد األسهم اليت ميلكوهنا أو‬
‫حيملوهنا فيها؛‬
‫‪ -‬جدول حسابات الن تايج والوثايق التلخيصية واحلصيلة (كما هي مفصلة يف املادتني ‪ 716‬و‪ 717‬من نفس‬
‫القانون) والتقرير اخلاص مبندويب احلسابات املبني لنتايج الشركة خالل كل سنة مالية من السنوات اخلمس‬
‫األخرية أو كل سنة مالية مقفلة منذ إنشاء الشركة أو دمج شركة أخرى يف هذه الشركة‪ ،‬إذا كان عددها‬
‫يقل عن مخسة‪.‬‬

‫كما مس املشرع للمسامهني أيضا االستعانة خبرباء إذا اقتضت الضرورة ذلك‪ ،‬وهو ما من شأنه أن جيعلهم‬
‫على اطالع تام بطريقة إدارة شؤون الشركة والنتايج املرتتبة على ذلك‪ ،‬ويسم هلم بالتدخل‪ ،‬ضمن الصالحيات‬
‫اليت خوهلا هلم القانون‪ ،‬واختاذ اإلجراءات التصويوية الالزمة اليت حتفظ حقوقهم يف حالة عدم رضاهم عن النتايج‬
‫احملققة‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬ميكن للمسامهني االجتماع يف إطار مجعية غري عادية (استثنايية)‪ ،‬إذا تعلق األمر‬
‫رأس املال‪،‬‬ ‫بق اررات هامة ختص اهليكل القانو ي واملايل للشركة (تعديل القانون األساسي‪ ،‬زيادة رأس املال‪ ،‬ختفي‬
‫حل الشركة‪ ،‬اإلدماج‪ ،1)...‬وخيضع تأطري انعقاد هذ ه اجلمعية لنفس الشروط السالفة الذكر من حيث طبيعة‬
‫املعلومات الواجب تبليغها للمسامهني‪ ،‬باإلضافة إىل تقرير خاص من قبل مندويب احلسابات يقدم إىل اجلمعية‬
‫العامة عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ - 1‬المواد‪ 715 ،712 ،691 ،674 :‬مكرر ‪ 749 ،18‬من القانون التجاري الجزائري‬

‫‪56‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫كما وضع املشرع اجلزايري عدة ضمانات لضمان الرقابة الفعالة من طرف اجلمعية العامة‪ ،‬نذكر منها‪:1‬‬

‫‪ -‬املصادقة على العقد التأسيسي للشركة والقانون األساسي هلا؛‬


‫‪ -‬تعيني (انتخاب) القايمني باإلدارة وحتديد مدة عضويتهم يف القانون األساسي‪ ،‬وإعادة انتخاهبم‪ ،‬وعزهلم‬
‫إن اقتضت الضرورة ذلك؛‬
‫‪ -‬منع إبرام أي اتفاقية بني املؤسسة وأحد القايمني بإدارهتا سواء بصورة مباشرة أو غري مباش رة دون‬
‫االستئذان املسبق من اجلمعية العامة‪ ،‬وتقدمي تقرير من مندوب احلسابات (املراجع اخلارجي)‪ ،‬كما ال‬
‫جيوز للقايمني باإلدا رة املعنيني أن يشاركوا يف التصويت وال تؤخذ بعني االعتبار أسهمهم حلساب‬
‫النصاب واألغلبية؛‬
‫‪ -‬اجلمعية العامة هي املكلفة مبن املكافآت وأجر القايمني باإلدارة؛‬
‫‪ -‬اجلمعية العامة هي اليت تعني مندوب احلسابات (املراجع اخلارجي)‪ ،‬وتتوىل الفصل يف حسابات السنة‬
‫املالية وهي اليت حتدد أتعابه‪.‬‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬ميكن القول أن اإلطار التشريعي اجلزايري يشكل دعامة أساسية مليثاق احلكم الراشد يف‬
‫اجلزاير ‪ ،‬حيث جند أن هناك العديد من املواد اليت تلزم الشركات باعتماد عدد من املمارسات اليت تندرج ضمن‬
‫مفاهيم احلوكمة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال بد من اإلشارة إىل ما حيمله امليثاق من قيمة مضافة من خالل الرتكيز على ضرورة‬
‫تبين نظام احلوكمة كخيار اسرتاتيجي وتثبيت قواعده ليكون مبثاب ة ثقافة منظمة ال إلزام قانو ي وفقط‪ ،‬وهو ما ال‬
‫يتجسد إال من خالل حتسني نوعية املعلومات املقدمة إىل املسامهني‪ ،‬والشفافية يف إعدادها‪ ،‬واإلنصاف يف متكني‬
‫كل فئات املسامهني‪ ،‬سواء كانوا من األغلبية أو األقلية‪ ،‬من االطالع عليها وإبداء رأيهم فيها‪ ،‬وكذا متكينهم من‬
‫املشاركة بفعالية يف النقاش واحلوار اخلاص بالقضايا املتعلقة بالشركة‪.‬‬

‫‪ .2.1.5‬جملس اإلدارة (جملس املراقبة ‪ +‬جملس املديرين)‬

‫يشري ميثاق احلكم الراشد للمؤسسة يف اجلزاير‪ 2‬إىل أن جملس اإلدارة هو هيئة مكونة من إداريني يتم‬
‫تعيينهم (انتخاهبم) من طرف اجلمعية العامة للمسامهني‪ ،‬هتتم بتوجيه‪ ،‬وتنظيم إسرتاتيجية املؤسسة وم راقبة تنفيذها‪،‬‬
‫تعيني أعضاء الفريق التنفيذي وحتديد رواتبهم‪ ،‬وكذا ضمان االستقرار والسري احلسن للمؤسسة وفقا للقانون‪ ،‬وهو‬
‫ما جيب أن يكون ضمن إطار متناسق‪ ،‬وخطة عمل واضوة املعامل‪ ،‬شفافة‪ ،‬ومسايرة للتغريات اليت تفرضها بيئة‬

‫‪ - 1‬المواد‪ 715 ،632 ،628 ،613 ،611 ،600 :‬مكرر ‪ 4‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 2‬وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪( 38- 36‬بتصرف)‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫النشاط‪ ،‬مع العمل على االستشراف الدقيق إلمكانية بروز تضارب للمصاحل بني األطراف أصواب املصلوة‪،‬‬
‫ووضع خطة حمكمة لغرض جتنبها أو التقليل من آثارها على الشركة‪ .‬كما يقع على عاتق اجمللس مهام تسيري‬
‫املخاطر وال رقابة املالية والعملية فضال عن احرتام القانون واملعايري املطبقة‪ ،‬وهو ما يتم من خالل التفاعل الوثيق مع‬
‫حمافظ احلسابات الذي يتوىل املراقبة القانونية بكل استقاللية‪ ،‬أضف إىل ذلك‪ ،‬إمكانية طلب اخلربة الالزمة وكذا‬
‫وضع حتت تصرفه جلنة مكونة من إداريني تكون مسؤولة عن املساعدة يف املراقبة املالية للمؤسسة وكذا توجيه‬
‫عملية اختاذ القرارات ‪ ،‬وينبغي جمللس اإلدارة أن تتوفر فيه على األقل ثالث (‪ ) 3‬شروط رييسية حىت يتمكن من‬
‫القيام بدوره على أكمل وجه‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬أن على اإلداريني واجب القيام باملهام املوكلة هلم وبتفا ي؛‬
‫‪ -‬أن يكون بوسعهم الوصول إىل املعلومات الدقيقة واحلامسة يف الوقت املناسب؛‬
‫‪ -‬ينبغي أن يتمتعوا مبهارات تكفل هلم ممارسة مسؤولياهتم‪ ،‬وميكن أن يضم املسامهني‪ ،‬ومسريي املؤسسة‪،‬‬
‫واإلداريني اخلارجيني‪.‬‬

‫ووفقا للتشريع اجل زايري‪ ،‬فإنه ميكن للمؤسسة االقتصادية أن ختتار بني شكلني من التنظيم‪ ،‬فإما اجلمع بني‬
‫اإلدارة والرقابة على اإلدا رة من خالل اعتماد نظام جملس اإلدارة‪ ،‬وإما الفصل بينهما من خالل اعتماد جملس‬
‫املراقبة وجملس املديرين‪.‬‬

‫أ‪ .‬النظام اخلاص مبجلس اإلدارة‬

‫بالنسبة للنظام اخلاص مبجلس اإلدا رة‪ ،‬والذي يعترب النظام األك ثر تطبيقا‪ ،‬جند أن اجمللس يتشكل من ثالثة‬
‫أعضاء على األقل (‪ ) 3‬ومن اثين عشر عضو على األكثر (‪ ،) 12‬كما ميكن رفع العدد إىل غاية أربعة وعشرين‬
‫(‪ ) 24‬عضو يف حالة الدمج‪ ،‬يتم تعيينهم (انتخاهبم) من قبل اجلمعية العامة التأسيسية أو العادية‪ ،‬كما أن هلذه‬
‫األخرية احلق يف عزهلم يف أي وقت‪ ،‬وهو ما يظهر سلطتها الفعلية على اجمللس‪ .‬بعد تعيينهم يقوم أعضاء جملس‬
‫اإلدارة بانتخاب رييس له من بينهم‪ ،‬وحتديد أج ره‪ ،‬كما جيوز للمجلس عزله يف أي وقت‪ ،‬وي توىل رييس جملس‬
‫اإلدارة حتت مسؤوليته‪ ،‬اإلدارة العامة للشركة وميثل الشركة يف عالقاهتا مع الغري‪ ،‬ويتمتع بالسلطات الواسعة‬
‫للتصرف باسم الشركة يف كل الظروف مع مراعاة السلطات اليت خيوهلا القانون صراحة جلمعيات املسامهني وكذا‬
‫السلطات املخصصة بكيفية خاصة جمللس اإلدارة‪ ،‬كما جيوز جمللس اإلدا رة‪ ،‬بناء على اقرتاح الرييس‪ ،‬أن يكل ف‬

‫‪58‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫شخصا واحدا أو اثنني من األشخاص الطبيعيني ليساعد الرييس كمديرين عامني‪ ،‬كما جيوز للمجلس عزهلم يف‬
‫أي وقت‪ ،‬بناء على اقرتاح الرييس‪.1‬‬

‫يتوىل جملس اإلدارة إدارة شركة املسامهة وخيول كل السلطات للتصرف يف كل الظروف باسم الشركة‪،‬‬
‫وميارس هذه السلطات يف نطاق موضوع الشركة مع مراعاة السلطات املسندة صراحة يف القانون جلمعيات‬
‫املسامهني‪ ، 2‬وعلى العموم‪ ،‬ميكن اإلشا رة إىل جمموعة من املؤشرات اليت تتماشى مع األهداف اليت يسعى ميثاق‬
‫احلكم الراشد إىل حتقيقها‪ ،‬وهي كاآليت‪:3‬‬

‫‪ -‬ال ميكن لشخص طبيعي االنتماء يف نفس الوقت إىل أكثر من مخس (‪ ) 5‬جمالس إدارة لشركات املسامهة‬
‫يوجد مقرها يف اجلزاير؛ وهذا حىت يكون له متسع من الوقت من أجل القيام مبسؤولياته على أكمل وجه؛‬
‫‪ -‬ال جيوز لقايم باإلدا رة أن يقبل من الشركة عقد عمل بعد تاريخ تعيينه فيها؛ وهو م ا من شأنه أن حيافظ‬
‫على استقالليته‪ ،‬وتركيزه على مهام حمددة ودقيقة؛‬
‫‪ -‬جيب على جملس اإلدا رة أن يكون مالكا لعدد من األسهم ميثل على األقل ‪ %20‬من رأمسال الشركة‪،‬‬
‫وختصص هذه األسهم بأكملها لضمان مجيع أعمال التسيري وغري قابلة للتصرف فيها؛ األمر الذي يسم‬
‫باالستفادة من ميزات امللكية اإلدارية‪ ،‬ويضبط سلوك القايمني باإلدا رة ويوجهه خلدمة الشركة رغبة يف‬
‫احلصول على عوايد مستقبلية وتنمية ثرواهتم‪ ،‬وخوفا على ممتلكاهتم اليت تشكل ضمانا لشرعية نشاطاهتم؛‬
‫‪ -‬ال تص مداوالت اجمللس إال إذا حضر نصف عدد أعضايه على األقل‪ ،‬أي أن الق اررات ال بد أن تصدر‬
‫من األغلبية؛‬
‫‪ -‬ينبغي على القايمني باإلدارة كتم املعلومات ذات الطابع السري أو تلك اليت تعترب كذلك؛ وعليه‪ ،‬فإنه ال‬
‫ميكن ألي كان أن يستأثر باملعلومة على حساب اآلخرين‪ ،‬مع ضرورة أن تضع الشركة باقي املعلومات‬
‫القابلة للنشر يف متناول كل األطراف ذات العالقة؛‬
‫‪ -‬ال جيوز للقايمني باإلدا رة أن حيصلوا من الشركة على أية أجرة دايمة أم غري دايمة ما عدا األجور‬
‫االستثنايية اليت ميكن للمجلس أن مينوها عن املهام والوكاالت املعهود هبا للقايمني باإلدا رة‪ ،‬ومصاريف‬
‫السفر والتنقالت وما ارتبط هبا من مصاريف أداها القايمون باإل دارة يف مصلوة الشركة‪ ،‬ومتن مكافآت‬
‫نسبية طبقا للشروط املنصوص عليها يف املادتني ‪ 727‬و‪.728‬‬

‫‪ - 1‬المواد‪ 639 ،638 ،636 ،635 ،613 ،610 :‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 2‬المادتين‪ 622 ،610 :‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 3‬المواد‪ 634 ،633 ،632 ،631 ،627 ،626 ،619 ،616 ،612 :‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫التداخل والغموض بني سلطيت التسيري والرقابة ضمن هذا النظام؛‬ ‫واملالحظ من خالل ما سبق وجود بع‬
‫حيث جند أن جملس اإلدا رة هو جهاز رقايب‪ ،‬ويف الوقت نفسه‪ ،‬هو املسؤول عن التسيري والقايم عليه‪ ،‬خصوصا يف‬
‫الكبري ملسؤولياته لصاحل رييس اجمللس‪ ،‬وهو ما يظهر من خالل التطابق الشبه كلي لنص املادتني‬ ‫ظل التفوي‬
‫احملددين لسلطات كل من جملس اإلدا رة ورييسه‪ ،‬أضف إىل ذلك‪ ،‬خضوع املدراء العامني املساعدين‬ ‫‪ 638‬و‪622‬‬

‫لسلطة الرييس‪ ،‬بل وحىت تقدير ضرورة وج ودمها‪ .‬كما جند أن رييس جملس اإلدا رة هو نفسه املدير العام للشركة‪،‬‬
‫قايدها‪‬‬ ‫وهو ما يطرح التساؤالت حول فعالية الرقابة اليت يرتأسها على إدارة هو‬

‫ب‪ .‬النظام اخلاص مبجلس املراقبة وجملس املديرين‬

‫يهدف هذا النمط من التسيري إىل الفصل بني وظيفيت إدا رة الشركة والرقابة على إدارة الشركة؛ حيث يتوىل‬
‫جملس املديرين مهام تسيري وإدا رة الشركة‪ ،‬يف حني يهتم جملس املراقبة مبهام الرقابة على عمل جملس املديرين‪،‬‬
‫وميكن للشركة أن تتبىن هذا النمط من التسيري يف القانون األساسي عند بداية تأسيسها أو من بعد ذلك من‬
‫خالل انعقاد اجلمعية العامة غري ا لعادية‪ ،‬كما ميكن تغيريه إذا قرر املسامهون تعديل القانون األساسي بالرجوع إىل‬
‫منط التسيري عن طريق جملس اإلدارة‪ . 1‬وكون حمورنا هذا خمصص للجهاز الرقايب الوسيط بني املسامهني واملسريين‪،‬‬
‫فإننا سنركز على استقراء النصوص القانونية اخلاصة مبجلس املراقبة إلبراز املؤشرا ت اليت تشكل سندا ودعما مليثاق‬
‫احلكم الراشد‪.‬‬

‫يشبه جملس املراقبة من حيث املبدأ يف نظام تشكيله‪ ،‬نظام تشكيل جملس اإلدا رة‪ ،‬إال أن الفارق اجلوهري‬
‫بني اجلهازين يتعلق مبهامهما اليت هي أكثر حتديدا وأكثر وضوحا بالنسبة جمللس املراقبة‪ ،2‬ويتكون جملس املراقبة من‬
‫سبعة (‪ ) 7‬أعضاء على األقل ومن اثين عشر (‪ )12‬عضو على األكثر‪ ،‬وميكن أن يتجاوز هذا العدد يف حاالت‬
‫حددهتا املادة ‪ ، 658‬يتم تعيينهم (انتخاهبم) من قبل اجلمعية العامة التأسيسية أو اجلمعية العامة العادية للشركة‪،‬‬
‫وتعترب هذه األخرية صاحبة السلطة يف إعادة انتخاهبم أو عزهلم يف أي وقت‪ .‬بعد تعيينهم‪ ،‬يقوم أعضاء جملس‬
‫املراقبة بانتخاب رييس يتوىل استدعاء اجمللس وإدارة نقاشاته‪ ،‬على أنه ال ميكن للمجلس بأي حال من األحوال‬
‫تسيري الشركة وال ممارسة وظايف اإلدا رة‪ ،‬وال حىت سلطة التصرف باسم الشركة مع الغري‪ ،‬وهلذا الغرض‪ ،‬فإنه مينع‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 642‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬


‫‪ - 2‬تق ي الدين دغبوج‪ ،‬النظام الحديث إلدارة شركة المساهمة (مجلس المديرين‪ ،‬ومجلس المراقبة) ‪ ،‬مجلة النبرا س للدراسات القانونية‪ ،‬المجلد ‪،4‬‬
‫العدد ‪ ،1‬مارس ‪ ،2019‬ص ‪.46‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫على أي عضو من جملس املراقبة االنتماء إىل جملس املديرين ‪ ،‬كما ال ميكن لشخص طبيعي االنتماء يف نفس‬
‫الوقت إىل أكثر من مخسة (‪ ) 5‬جمالس مراقبة لشركات املسامهة اليت يكون مقرها يف اجلزاير‪.1‬‬

‫يقوم جملس املراقبة بتلقي تقرير حول نشاط جملس املديرين مرة كل ثالث أشهر على األقل‪ ،‬وكذا كافة‬
‫الوثايق اخلتامية للسنة املالية (حساب االستغالل العام‪ ،‬حساب النتايج‪ ،‬امليزانية) وتقريرا مكتوبا عن حالة الشركة‬
‫ونشاطها أثناء السنة املالية املنصرمة‪ ،‬قصد املراجعة والرقابة‪ ،‬ليقوم بعدها بتقدمي مالحظاته حوهلا للجمعية العامة‪،2‬‬
‫وال تص مداوالته إال حبضور نصف عدد أعضايه على األقل‪ ،‬كما تت خذ القرارات بأغلبية األعضاء احلاضرين‪،‬‬
‫هذا وختضع االتفاقيات أو العقود اليت تربم بني الشركة وأحد أعضاء جملس املراقبة لرتخيص مسبق من جملس املراقبة‬
‫وجمموعة من الشروط احملددة يف املواد ‪.672 ،671 ،670‬‬

‫باإلضافة إىل ما سبق‪ ،‬يتوىل جملس املراقبة املهام الرييسية التالية‪:3‬‬

‫‪ -‬الرقابة الدايمة على نشاط جملس املديرين يف تسيري الشركة؛‬


‫‪ -‬القيام بإج راء الرقابة اليت يراها ضرورية يف أي وقت من السنة‪ ،‬مع إمكانية اطالعه على الوثايق اليت يراها‬
‫مفيدة وضرورية للقيام مبهمته؛‬
‫‪ -‬تعيني أعضاء جملس املديرين‪ ،‬واقرتاح عزهلم على اجلمعية العامة؛‬
‫‪ -‬تقدمي مالحظاته للجمعية العامة فيما خيص تقرير جملس املديرين وحسابات السنة املالية‪.‬‬

‫وعلى العموم‪ ،‬ميكن القول أن جمللس املراقبة ضمن هذا النمط من التسيري مهام حمددة متكنه من لعب دور‬
‫الوسيط بني املسامهني (املالك) واملسريين (الوكالء)‪ ،‬وممارسة مسؤولياته وفق خطة عمل واضوة ودقيقة؛ حيث‬
‫ميارس الرقابة الدايمة على إدارة الشركة‪ ،‬ويعمل على التأكد من كوهنا تسري وفق أساليب ومناهج سليمة حتفظ‬
‫حقوق املسامهني وباقي األطراف أصواب املصلوة‪ ،‬وتضمن استقرار الشركة ومنوها‪.‬‬

‫‪ .3.1.5‬املديرية‪:‬‬

‫يعترب جملس اإلدا رة اجلهة املخولة بتنصيب أعضاء املديرية‪ ،‬واليت ميكن أن تتشكل من املسامهني واإلداريني‬
‫و‪/‬أو أعضاء خارجيني‪ ،‬وذلك بغرض تنفيذ اخلطة اإلسرتاتيجية املقرتحة من قبل اجمللس واملصادق عليها من قبل‬
‫اجلمعية العامة للمسامهني‪ ،‬وعلى العموم يقع على عاتق املديرية ما يلي‪:1‬‬

‫‪ - 1‬المواد‪ 664 ،661 ،666 ،622 ،657 :‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 656‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 3‬المواد‪ 656 ،645 ،644 ،655 ،643 ،654 :‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ -‬إعدا د واقرتاح إسرتاتيجية املؤسسة وعرضها على جملس اإلدارة؛‬


‫‪ -‬تنفيذ هذه اإلسرتاتيجية بعد اعتمادها‪ ،‬يف شكل خمططات سنوية وميزانيات معتمدة؛‬
‫‪ -‬ضمان اإلشراف واملراقبة اليومية على تسيري املؤسسة؛‬
‫‪ -‬تقدمي تقرير جمللس اإلدارة بالنتايج احملققة مقارنة مع األهداف احملددة ضمن اإلسرتاتيجية املعتمدة؛‬
‫‪ -‬تزويد جملس اإلدارة باملعلومة اليت متكنه من قيادة ومراقبة نشاطات املؤسسة‪.‬‬

‫ومن خالل استقراء اإلطار التشريعي املنظم للنشاط التجاري يف اجلزاير‪ ،‬يتجدد الغموض ويظهر التباعد‬
‫بني ما تدعو إليه مبادئ احلكم الراشد يف اجلزاير ومنط التسيري املبين على جملس اإلدارة؛ حيث تشري املادة ‪ 610‬إىل‬
‫أن جملس اإلدا رة هو من يتوىل إدارة شركة املسامهة‪ ،‬وذلك من خالل منوه الصالحية والسلطات الواسعة للتصرف‬
‫يف كل الظروف باسم الشركة‪ ،‬وهو مين أيضا نفس الصالحيات واملسؤوليات لرييسه من أجل التصرف باسم‬
‫الشركة‪ ،‬مع إمكانية اقرتاحه لتعيني مدير عام أو اثنني ملساعدته يف إدارة شؤون الشركة‪ ،‬وعلى هذا األساس فإنه‬
‫ميكننا القول أن رييس جملس اإلدا رة والطاقم اإلداري الذي خيتا ره لتنفيذ قرارات جملس اإلدارة هو من يقوم مبهام‬
‫هيئة املديرية كما اصطل على تسميتها من قبل امليثاق‪.‬‬

‫وعلى العكس من ذلك‪ ،‬يبدو منط التسيري املبين على جملس املراقبة وجملس املديرين أكثر انسجاما مع ما‬
‫تدعو إليه توجيهات ميثاق احلكم الراشد للمؤسسة يف اجلزاير‪ ،‬ففي حني يلعب جملس امل راقبة دور جملس اإلدارة‬
‫وفق امليثاق‪ ،‬يتماثل دور جملس املديرين مع املهام املوكلة للمديرية؛ فمجلس املديرين هو هيئة مكونة من ثالث‬
‫(‪ )3‬إىل مخسة (‪ ) 5‬أعضاء على األكثر‪ ،‬تتوىل إدارة شؤون شركة املسامهة‪ ،‬ومتارس وظايفها حتت رقابة جملس‬
‫املراقبة‪ ،‬هذا األخري يتوىل مهمة تعيني أعضايها وإسناد الرياسة ألحدهم‪ ،‬كما ينبغي أن حيدد قرار التعيني قيمة‬
‫أجورهم وكيفية منوها إياهم‪ ،‬غري أن عزل أعضاء جملس املديرين يبقى من صالحيات اجلمعية العامة بناء على‬
‫اقرتاح من جملس املراقبة‪ ، 2‬وهو ما مينوهم استقاللية مميزة وجيعلهم يف منأى عن التعرض ألي ضغوط غرب مربرة من‬
‫قبل جملس املراقبة‪ ،‬حيث ميكن للجمعية العامة مناقشة أسباب العزل ومربراته‪ ،‬ورفضه يف حالة عدم وجود داليل‬
‫وحجج مقنعة‪.‬‬

‫هذا ويتمتع جملس املديرين بالسلطات الواسعة للتصرف باسم الشركة يف كل الظروف مع مراعاة السلطات‬
‫اليت خيوهلا القانون صراحة جمللس املراقبة ومجعيات املسامهني‪ ،‬كما يقوم رييس جملس املديرين بتمثيل الشركة يف‬

‫‪ - 1‬وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ - 2‬المواد‪ 645 ،647 ،644 ،643 :‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫عالقاهتا مع الغري‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإنه جيوز أن يؤهل القانون األساسي جملس املراقبة ملن هذه الصالحية لعضو أو‬
‫عدة أعضاء آخرين يف جملس املديرين‪ ، 1‬غري أنه ينبغي احلرص على التوزيع الواض والدقيق للصالحيات واملهام‬
‫بينهم حىت يتم احلفاظ على التنظيم وتنسيق اجلهود خلدمة األهداف احملددة‪.‬‬

‫تت خذ معظم قرارات جملس املديرين من خالل اجتماعاته ومداوالته الدورية‪ ،‬كما يتوجب عليه إعداد تقرير‬
‫خاص بنشاطاته وقراراته املتخذة كل ثالثة أشهر يقدمه إىل جملس املراقبة‪ ،‬باإلضافة إىل تقرير سنوي عند هناية كل‬
‫سنة مالية يبني فيه حصيلة نشاط الشركة ومقرتحاته‪ ،‬وجمموعة ا لوثايق املذكورة يف املادة ‪ 716‬املقطعني ‪ 2‬و‪ 3‬سابقة‬
‫الذكر‪ ،‬لغرض املراجعة واملراقبة‪.‬‬

‫‪ .2.5‬األطراف الفاعلة اخلارجية وعالقتها باملؤسسة‬

‫تعمل الشركة وتتفاعل يف ظل سعيها إىل حتقيق أهدافها مع العديد من اجلهات واألعوان اخلارجيني‪ ،‬ولذلك‬
‫كان لزاما عليها أن تربط عالقات متمي زة معهم‪ ،‬وحتافظ عليها قصد توسيع جاذبيتها اجتاههم‪ ،‬وفيما يلي ذكر‬
‫ألهم هذه األطراف‪:2‬‬

‫‪ -‬السلطات العمومية كشريك؛‬


‫‪ -‬البنوك واهليئات املالية األخرى‪ :‬ثقة وشفافية؛‬
‫‪ -‬املوردون‪ :‬من أجل تعاون دايم؛‬
‫‪ -‬الزباين‪ :‬املالك احلقيقيون للمؤسسة؛‬
‫‪ -‬العمال‪ :‬هم أول زباين املؤسسة؛‬
‫‪ -‬املنافسون‪ :‬أخالق وواجبات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إنشاء مركز حوكمة اجلزائر‬

‫بناء على قوة الدفع اليت خلقها دليل حوكمة الشركات‪ ،‬قامت جمموعة عمل حوكمة الشركات اجلزايرية‬
‫بإنشاء مركز حوكمة اجلزاير يف أكتوبر ‪ 2010‬باجلزاير العاصمة‪ ،‬اهلدف منه هو‪:3‬‬

‫‪ -‬مساعدة الشركات اجلزايرية على االلتزام مبواد ميثاق حوكمة الشركات؛‬

‫‪ - 1‬المواد‪ 653 ،652 ،648 :‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬


‫‪ - 2‬وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.45- 44‬‬
‫‪ - 3‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬حوكمة الشركات قضايا واتجاهات ‪ ،‬نشرة دورية يصدرها مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬العدد ‪،21‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2011 ،‬ص ‪.1‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫‪ -‬العمل على اعتماد أفضل ممارسات حوكمة الشركات مبفاهيمها الدولية؛‬


‫‪ -‬رفع ا لوعي اجلماهريي والتوسيس بأمهية حوكمة الشركات؛‬
‫‪ -‬إعطاء فرصة جملتمع األعمال يف اجلزاير من أجل إظهار التزامه بالعمل على حتس ني البيئة االقتصادية يف‬
‫البالد؛‬
‫‪ -‬حتسني قيم ا حلوكمة الدميقراطية‪ ،‬مبا فيها الشفافية واملساءلة واملسؤولية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حتديات وعوائق تطبيق حوكمة الشركات يف اجلزائر‬

‫يعترب التطبيق السليم ملبادئ احلوكمة يف اجلزاير أحد أهم الرهانات الكربى اليت ينبغي على السلطات أن‬
‫توليها أمهية بالغة؛ فالوضع االقتصادي واالجتماعي والسياسي للبلد يقتضي القيام بإصالحات هيكلية عميقة‬
‫ومدروسة يف أقرب اآلجال‪ ،‬هبدف حتقيق النهضة الشاملة املنشودة‪ ،‬غري أن هذا املسعى سيواجه العديد من‬
‫العراقيل والعقبات‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬انتشار الفساد املايل واإلداري‬

‫عادة ما يرتبط ظهور الفساد بغياب احل وكمة‪ ،‬وينتج عنه العديد من اآلثار السلبية واخلطرية؛ فانتشار الفساد‬
‫الناتج عن غياب احلوكمة يعمل على هروب االستثمارات األجنبية‪ ،‬واخنفاض اإلنفاق احلكومي على املشاريع‬
‫ذات التوجهات االجتماعية‪ ،‬زيادة على سوء ختصيص املوارد‪ ،‬والتودي األكرب الذي يواجهه تطبيق احلوكمة هو‬
‫اتساع نطاع الفساد ليشمل األجهزة احلكومية املسؤولة أساسا عن حماربة الفساد‪ ،‬ألن احلكومات الفاسدة دايما‬
‫ما تقف يف وجه اإلصالحات‪ ،‬وذلك حلرصهم على استمرار املناخ الفاسد الذي مينوهم مكاسب كثرية‪.1‬‬

‫بالرغم من سلسلة اإلصالحات اليت تبنتها السلطات اجلزايرية‪ ،‬ال ت زال اجلزاير تسجل معدالت عالية من‬
‫الفساد‪ ،‬حتتل من خالهلا مراكز جد متقدمة ضمن ترتيب اهليئات واملنظمات الدولية؛ فقد احتلت اجلزاير املركزين‬
‫على التوايل (من أصل ‪ 180‬دولة) يف تصنيف منظمة الشفافية الدولية للدول‬ ‫‪ 2018‬و‪2019‬‬ ‫لسنيت‬ ‫‪ 105‬و‪106‬‬

‫حسب مؤشر مدركات الفساد العاملي‪ ، 2‬ومها مركزان جد متقدمان‪ ،‬يشريان إىل استفوال الظاه رة وكثرة انتشارها‪.‬‬
‫ولعل ما يدعم هذا التصنيف‪ ،‬هو تذيل اجلزاير لرتتيب الدول من حيث مناخ ممارسة أنشطة األعمال يف التقرير‬
‫السنوي الصادر عن البنك الدويل )‪ ،(Doing Business, 2020‬حيث احتلت املركز ‪ 157‬من أصل ‪ 190‬دولة‪.3‬‬

‫‪ - 1‬نعيمة زعرور وآخرون‪ ،‬تطبيق حوكمة الشركات في الجزائر‪ ،‬مجلة شعاع للدراسات االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬مارس ‪ ،2017‬ص ‪.212‬‬
‫‪ - 2‬متوفر على موقع منظمة الشفافية الدولية‪ . www.transparency.org ،‬تاريخ االطالع‪ ،2020/03/12 :‬التوقيت ‪.11:10‬‬
‫‪ - 3‬متوفر على الرابط‪ .www.doingbusiness.org/en/reports/global-reports/doing -business -2020 :‬تاريخ االطالع‪:‬‬
‫‪ ،2020/03/12‬التوقيت ‪.11:40‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فقد صنفت اجلزاير يف املركز ‪ 132‬من جمموع ‪ 149‬دولة لتقرير املنتدى العاملي لالقتصاد ‪(The‬‬
‫لسنة ‪ ، 12020‬والذي يشمل كل من مؤشرات‪ :‬الصوة‪ ،‬التعليم واملناخ السياسي‬ ‫)‪World Economic Forum‬‬

‫واالقتصادي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬احرتام سلطة القانون‬

‫ال ميكن ألي شيء أن يكون فعاال إال إذا تقي د بالقانون‪ ،‬وهكذا هو حال احلوكمة‪ ،‬فلن تكون هناك‬
‫حوكمة فعالة ورشيدة إال إذا كانت هناك قوانني تدعمها وحتميها‪ ، 2‬وتسري يف نفس اجتاهها‪ ،‬مع ضرورة أن تتسم‬
‫هذه القوانني بالوضوح‪ ،‬والتوديد واإللزام الفعلي بالتطبيق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬طبيعة وخصائص الشركة اجلزائرية‬

‫تتميز الشركات غري اململوكة من قبل الدولة ب تمركز وعدم انفصال امللكية عن اإلدارة والرقابة؛ فاملالك‬
‫الفعليني هم من يقومون بتسيريها والرقابة على نشاطاهتا‪ ،‬مع استغناء شبه تام عن االستعانة بأصواب الكفاءات‬
‫واخلربات اخلارجيني يف جملس اإلدا رة‪ .‬أما بالنسبة للشركات اململوكة من قبل الدولة فهي أصال تعا ي من تراكمات‬
‫املراحل املختلفة يف إدارة نشاطها منذ االستقالل‪ ،‬ومرورا بالتخطيط املوجه‪ ،‬وانتهاء مبرحلة التوجه حنو اقتصاد‬
‫السوق (استقاللية املؤسسات)؛ فدور الدولة كمالك وحيد جعلها هتتم بتغليب األهداف االجتماعية على‬
‫األهداف االقتصادية من جهة‪ ،‬وجتعل إدارة وتسيري هذه ال شركات خاضعة لسلطة اإلدارة ال املسريين من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬أي عدم إعطاء املسؤولني الصالحيات الضرورية اليت حيتاجوهنا ملمارسة وظايفهم‪ ،‬واالعتماد أكثر على‬
‫تدخل اإلدارة الوصية يف تسيري هذه الشركات (صناديق املسامهة‪ ،‬املؤسسات القابضة‪ ،‬مؤسسات تسيري‬
‫املسامهات‪ ،‬اجملمعات ال صناعية)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إنشاء عالقة سليمة مع أصحاب املصاحل‬
‫إن عمليات التواطؤ والفساد اليت تتم بني جمالس اإلدا رة وكبار املديرين التنفيذيني ال تضر فقط حبقوق‬
‫أصواب املصاحل‪ ،‬ولكنها تضر أيضا بالشركة ومستقبلها‪ ، 3‬لذا فمن الضروري أن تكون هناك خطة شاملة لربط‬
‫شبكة عالقات مميزة‪ ،‬واستعادة أواصر الثقة املتينة بني الشركة وكافة األط راف الداخلية واخلارجية ذات املصلوة من‬
‫أجل العمل معا على حتقيق نظام عادل وشفاف يضمن إشباع رغبات هذه األطراف وحيقق رضاها‪.‬‬

‫‪ - 1‬متوفر على الرابط‪ .www.weforu m.org/reports/global-gender-g ap -report -2020 :‬تاريخ االطالع‪ ،2020 /03/ 13 :‬التوقيت‬
‫‪.09:15‬‬
‫‪ - 2‬نعيمة زعرور وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ - 3‬إيمان بومعزة ‪ ،‬واقع حو كمة المؤسسات ف ي الجزائر وتحديات تطبيقها لمكافحة فساد اإلدارات العمومية ‪ ،‬المجلة المتوسطية للقانون واالقتصاد‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،2019 ،2‬ص ‪.136‬‬

‫‪65‬‬
‫خالصة‬
‫رغم أن البدايات األوىل الستخدام املعاين األساسية للمفهوم احلديث للحوكمة ضاربة يف عمق التاريخ فإن‬
‫االنطالقة احلقيقية الستخدامه يف حبوث اإلدارة واالقتصاد قد ارتبطت بانفصال ملكية الشركات عن إدارهتا‪ ،‬وما‬
‫تبعها من تضارب للمصاحل بني مالك هذه الشركات ومسرييها‪ .‬غري أنه ونظرا لالضط رابات اليت شهدهتا األسواق‬
‫املالية العاملية‪ ،‬وجمموعة فضائح االختالس والتدليس واالحتيال املايل واإلداري الذي كانت العديد من كربيات‬
‫الشركات العاملية مسرحا له‪ ،‬وكذا التصاعد الكبري لضغوط وتأثريات العوملة‪ ،‬وموجات اخلوصصة والعديد من‬
‫ا لعوامل األخرى‪ ،‬فقد توسعت دائرة االهتمام مبفهوم احلوكمة لتشمل كافة األطراف ذات املصلحة اليت تربطها‬
‫عالقات رمسية وغري رمسية بالشركة‪ ،‬وتشكل موضوع دراسات وأحباث ومبادرات عاملية وحملية ملزمة وإرشادية‪.‬‬

‫تعترب حوكمة الشركات نظاما متكامال إلدارة العالقة بني املالك واملد راء واملسريين وكافة األطراف ذات‬
‫املصلحة األخرى‪ ،‬وربط شبكة متينة من العالقات املبنية على أساس الثقة املتبادلة واملسؤولية والوضوح والشفافية‪،‬‬
‫وهو ما جيعلها ضمن أولويات الشركات املعاصرة اليت تسعى إىل رفع مستويات أدائها املايل وغري املايل‪ ،‬وإعطاء‬
‫انطباع جي د ملستثمريها احلاليني واحملتملني‪ ،‬مبا يضمن تفاعلهم اإلجيايب مع أي مبادرات مقدمة من قبلها‪.‬‬

‫ليس هناك‪ ،‬على املستوى العاملي‪ ،‬منوذج واحد مثايل مطبق ميكن اعتماده من قبل كافة البلدان؛ حيث أنه‬
‫ال بد أن تؤخذ بعني االعتبار االختالفات البينية وخصائص وخصوصيات كل اقتصا د عند أي مبادرة لتحقيق‬
‫املمارسات الفعلية حلوكمة الشركات ووضعها موضع تنفيذ‪ ،‬وهذا ما يظه ره تعدد النماذج الرائدة حلوكمة الشركات‪،‬‬
‫واملبادئ اإلرشادية املقدمة من قبل املنظمات واهليئات العاملية‪.‬‬

‫شهدت اجلزائر كغريها من البلدان عددا من املباد رات اهلادفة إىل وضع األسس واللبنات األوىل لنظام‬
‫احلكم الراشد يف املؤسسات وعلى مستوى االقتصاد ككل‪ ،‬غري أن التطبيق الفعلي هلذه املبادرات حيتاج إىل العديد‬
‫من اجلهود امليدانية اإلضافية‪ ،‬واإلصالحات التشريعية ومحالت التوعية بأمهية هذه املمارسات يف حتسني أداء‬
‫الشركات وضمان استمراريتها‪ ،‬ودعم اقتصاد البلد ‪ ،‬لتبقى أهم اآلليات الضابطة للنشاط االقتصادي يف اجلزائر هي‬
‫األطر التشريعية والقانونية ذات الصلة باحلوكمة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاين‬
‫أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬
‫متهيد‬
‫مترّّ الشركاتّعربّمراحلّعديدةّمنذّنشأهتا‪ّ،‬وقدّيتخللّبعضهاّفرتاتّمنّالتطورّورواجّاألعمال‪ّ ،‬كماّقدّ‬
‫تتسمّأخرىّبالتدهورّواخنفاضّاألداء‪ّ،‬وعلىّهذاّاألساس‪ّ،‬فإنّجناحّأوّفشلّهذهّالشركاتّيتحددّأساساّعلىّ‬
‫مدىّقدرهتاّعلىّاالستفادةّالقصوىّمنّفرتاتّالرواج‪ّ،‬والعملّاملستمرّمنّأجلّاستدامتهاّمن ّجهة‪ّ ،‬وحتديدّ‬
‫املعايريّواألساليبّاملثلىّملواجهة ّفرتاتّاالحندارّوالركودّمنّجهةّأخرى‪ّ .‬‬

‫إنّأفضلّماّميكنّللشركاتّاستخدامهّيفّمواجهةّخماطرّركودّأعماهلا‪ّ،‬وتدهورّنشاطاهتا‪ّ،‬وضعفّأدائهاّ‬
‫هوّالعملّاملستمرّعلىّتفاديّاملسبباتّوالعواملّاليتّميكنّأنّتؤديّهباّ إىلّهذهّالوضعية‪ّ،‬وذلكّمنّخاللّمجعّ‬
‫وحتليلّالقدرّالكايفّمنّاملعلوماتّالداخلية ّواخلارجيةّاملرتبطةّبنشاطها‪ّ،‬وتقديرّآثارهاّاملستقبليةّعلىّالشركة‪ّ،‬‬
‫وعلى ّكافةّاألطرافّأصحابّاملصلحةّفيها‪ّ،‬وهذاّماّمنّشأهناّأنّمينحهاّالوقتّالكايفّألجلّاختاذّاإلجراءاتّ‬
‫التصحيحيةّاملالئمة‪ّ .‬‬

‫متثلّاملعلوماتّاملاليةّاليتّتقدم هاّالقوائمّاملاليةّللشركات ّ الركيزةّاألساسيةّاليتّيتمّاالعتمادّعليهاّيفّتقييمّ‬


‫أدائها ‪ّ،‬غريّأنّشكلّهذهّاملعلوماتّومدى ّكفايتهاّيشكلّحمورّنقاشّدائمّومستمر‪ّ،‬ففيّحنيّأنّهناكّمنّ‬
‫يعتربّأنّهذاّالشكلّمنّاملعلومات ّكافّالستخالصّاملؤش راتّالرئيسيةّاليتّمتكنّمنّالتعرفّعلىّوضعيةّ‬
‫الشركات ّ وآفاقهاّاملستقبلية‪ّ،‬يعتربّآخرونّأنّهناكّمعايري ّوممارساتّأخرىّمرتبطةّ أساساّبطريقةّتنظيمّوإدارةّ‬
‫الشركات ّميكنّهلاّ أنّتلعبّدوراّهاماّيفّتشخيصّوضعيتها ّوتكوينّنظرةّاستشرافيةّملستقبلها‪.‬‬

‫بناءّعلىّماّتقدم‪ّ،‬متّ تقسيمّهذاّالفصلّإىلّثالثّمباحثّأساسية‪ّ :‬‬

‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للتعثر املايل للشركات؛‬


‫‪ ‬املبحث الثاين‪ :‬ماهية التنبؤ بالتعثر املايل للشركات؛‬
‫‪ ‬املبحث الثالث‪ :‬أثر مؤشرات احلوكمة على التنبؤ مبخاطر التعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫املبحث األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للتعثر املايل للشركات‬


‫يعترب موضوع التعثر املايل للشركات حديث النشأة إذا ما قورن مبجاالت املعرفة األخرى يف التسيري‬
‫واالقتصاد‪ ،‬وتزامنا مع سلسلة األزمات املالية واالهنيار املفاجئ جملموعة من الشركات االقتصادية الكربى حول‬
‫العامل تزايد االهتمام باملوضوع وتشعب‪ ،‬وتعمقت التحليالت والتفسريات للظاهرة‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف التعثر املايل للشركات واملفاهيم املرتبطة به‬

‫تعددت تعريفات الباحثني واملهنيني للتعثر املايل للشركات وتباينت‪ ،‬وذلك تبعا لوجهة نظر كل منهم‬
‫واملعايري اليت يستخدمها للحكم على الظاهرة ‪ ،‬كما تداخلت استخداماته مع بعض املفاهيم القريبة منه أو املرتبطة‬
‫به‪ ،‬ومن هذا املنطلق‪ ،‬سيستهل هذا املطلب بتعريف التعثر املايل للشركات‪ ،‬ليُتبع بعد ذلك مبختلف املفاهيم‬
‫املرتبطة به وأهم ما مييزها عنه‪.‬‬

‫)‪(Financial distress‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعثر املايل‬

‫تتعدد التعريفات املستخدمة يف وصف وتشخيص ظاهرة الشركات املتعثرة‪ ،‬فهناك من يعرفها على أهنا‪:‬‬
‫"احلالة اليت يكون فيها صايف التدفق النقدي للشركة أقل من التزاماهتا اجلارية‪ ،‬ما جيعلها عاجزة عن سدادها"‪،1‬‬
‫هذا العجز سيؤدي بالضرورة إىل خرق الشركة لعقودها مع دائنيها‪ ،‬األمر الذي جيعلها ملزمة بتقدمي احلجج الالزمة‬
‫من أجل طمأنتهم وضمان استدامة الثقة اليت تربطها هبم من أجل تفادي تفاقم الوضع من ناحية‪ ،‬ومتهيدا‬
‫إلمكانية إعادة التفاوض حول عقود جديدة أو حىت إعادة هيكلتها إن لزم األمر من ناحية أخرى‪.‬‬

‫ومنهم من يرى أن التعثر املايل هو‪" :‬وصف حلدث هام يتخلل الوضعية املالية للشركة لفرتة ما‪ ،‬يتطلب‬
‫إجراءات تصحيحية من أجل التحكم يف الوضع املضطرب"‪ ،2‬وبالرغم من أن التعريف ال يقدم تفصيال لطبيعة أو‬
‫سبب تعرض الشركة الختالالت مالية‪ ،‬إىل أنه أشار إىل الفرتة اليت يتخلل فيها الوضع املايل للشركة ظروف‬
‫وأحداث غري اعتيادية‪ ،‬ووفق هذه الرؤية فإن الشركة انتقلت من ظروف سابقة إىل الظروف احلالية‪ ،‬وهو ما يقودنا‬
‫إىل ضرورة البحث عن أسباب هذا االنتقال‪ ،‬كما أن ضرورة القيام بإجراءات تصحيحية تشري إىل وجود وضع‬

‫‪1 -Karen‬‬ ‫‪H. Wruck, Financial distress, reorganization, and organizational efficiency, Journal of Financial‬‬
‫‪Economies, Vol. 27, N°.2, 1990, p 421.‬‬
‫‪2 -Gregor Andrade and Steven N. Kaplan, How costly is financial (Not economic) distress? Evidence from‬‬

‫‪highly leveraged transactions that became distressed, The Journal of Finance, Vol. 53, N°. 5, 1998, p 1456.‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫الحق مرغوب فيه‪ ،‬وهو ما يدل على خصوصية القرارات الواجب اختاذها من قبل صانعي القرار‪ ،‬خاصة من‬
‫حيث ضرورة األخذ بعني االعتبار حقوق كافة األطراف أصحاب املصلحة مبا فيها تلك املتعارضة بطبيعتها‪.‬‬

‫ومن الباحثني من يعترب التعثر املايل على أنه‪" :‬توافر داللة أو بعد يتعلق بظاهرة اختالل هيكلة سواء كانت‬
‫مالية أو اقتصادية أو إدارية أو تسويقية وتعكسه القوائم املالية للشركة املتعثرة"‪ ، 1‬حيدد هذا التعريف أشكال أو‬
‫مكامن االختالالت اهليكلية اليت ميكن أن تشهدها الشركة وتعكسها قوائمها املالية‪ ،‬غري أنه من املهم اإلشارة إىل‬
‫وجود اختالف جوهري بني خصوصية كل هيكل (مايل‪ ،‬اقتصادي‪ ،‬إداري وتسويقي)‪ ،‬وهو ما من شأنه أن‬
‫ينعكس على تصنيف الشركة ما بني متعثرة‪ ،‬فاشلة أو مفلسة‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬جند من يعترب أن الشركة املتعثرة ماليا هي‪" :‬الشركة العاجزة عن الوفاء بالتزاماهتا‬
‫املالية‪ ،"2‬ورغم أن هذا التعريف يشري بوضوح إىل عدم قدرة الشركة على إبراء ذمتها املالية جتاه دائنيها‪ ،‬غري أنه‬
‫يثري العديد من القضايا اجلوهرية اليت من شأهنا أن متي ز الشركة املتعثرة عن غريها من الشركات اليت تعاين من‬
‫مشاكل وصعوبات مالية؛ فعجز الشركة مثال ميكن أن يكون عجزا عارضا أو مؤقتا وميكن أن يكون دائما‪ ،‬كما‬
‫ميكن للشركة أن ال تكون قادرة على الوفاء بالتزاماهتا عند تاريخ االستحقاق غري أهنا تفي هبا بعد ذلك‪ ،‬وقد‬
‫يكون هذا يف سنة واحدة‪ ،‬كما قد يتكرر األمر يف سنوات عديدة‪ ،‬ويف املقابل‪ ،‬فهي قد ال تفي هبا عند تاريخ‬
‫االستحقاق وبعده‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإنه ميكن للشركة أن تفي جبزء من التزاماهتا وتعجز عن الوفاء باجلزء‬
‫اآلخر‪ ،‬كما أهنا قد تكون غري قادرة عن الوفاء جبميع التزاماهتا‪.‬‬
‫جند يف تعريف آخر ضبطا إلحدى القضايا السابقة‪ ،‬حيث يعترب التعثر املايل على أنه‪" :‬عدم قدرة الشركة‬
‫على سداد التزاماهتا املالية عند تاريخ استحقاقها"‪ ، 3‬ويظهر من هذا التعريف أنه ميكن اعتبار الشركة متعثرة مبجرد‬
‫عجزها عن الوفاء بالتزاماهتا عند تاريخ االستحقاق‪ ،‬وذ لك كنتيجة لعدم قدرة الشركة على توليد عائد مالئم‬
‫ملواجهة نفقاهتا املالية‪.‬‬
‫ومن زاوية أخرى‪ ،‬جند من الباحثني من يستند على وصف اهليكلة املالية للشركة يف تعريفه للتعثر املايل‪،‬‬
‫حيث يعتربه‪" :‬احلالة اليت تكون فيها القيمة الدفرتية لديون الشركة أكرب من القيمة الدفرتية ألصوهلا‪ ،‬ما جيعلها‬

‫‪ - 1‬علي سليمان النعامي‪ ،‬نموذج محاسبي مقترح للتنبؤ بتعثر شركات المساهمة العامة‪ ،‬مجلة تنمية الرافدين‪ ،‬المجلد ‪ ،83‬العدد ‪ ،2006 ،28‬ص‪.4‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪-Kevin Keasey et al., The costs of SME’s financial distress across Europe, Leeds University, UK, 2009, p 4.‬‬
‫‪3 -William H. Beaver et al., Financial statement analysis and the prediction of financial distress , Foundations‬‬

‫‪& Trends in Accounting, Vol. 5, N°. 2, 2011, p 6.‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫عاجزة عن سداد التزاماهتا"‪ ،1‬يصف هذا التعريف بوضوح حالة الشركة من خالل مقارنة موجوداهتا مبطلوباهتا‪،‬‬
‫حيث يظهر حجم مديونية كبري وت آكل تام حلقوق امللكية يف الشركة بسبب اخلسائر املرتاكمة إىل درجة جتعل قيمة‬
‫موجوداهتا غري كافية لتغطية التزاماهتا‪ ،‬غري أن ما يالحظ هو اعتماد التعريف على القيمة الدفرتية ألصول الشركة‪،‬‬
‫هذه األخرية قد تكون أعلى أو أدىن من قيمتها السوقية أو مساوية هلا‪ ،‬وذلك بسبب اختالف نظرة السوق ملا‬
‫تستحقه الشركة من قيمة سوقية‪ ،‬مبعىن آخر‪ ،‬القيمة املفرتضة ألصول الشركة لو أهنا قررت التصفية الكاملة من‬
‫خالل بيع مجيع أصوهلا‪.‬‬

‫كما يشار إىل حالة التعثر املايل على أهنا‪" :‬احلالة اليت يفوق فيها جمموع التدفقات النقدية اخلارجة جمموع‬
‫التدفقات النقدية الداخلة‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل عجز الشركة عن الوفاء بالتزاماهتا املالية‪ ،‬وبالتايل حالة التعثر املايل"‪.2‬‬

‫‪Interest‬‬ ‫‪ (Pramudena,‬نسبة تغطية الفوائد (‬ ‫) ‪20173‬‬ ‫ومن الناحية التطبيقية‪ ،‬فقد استخدمت دراسة‬
‫‪(Earnings‬‬ ‫‪Before‬‬ ‫‪ )Coverage‬واليت يتم حساهبا من خالل مقارنة األرباح قبل الفوائد والضرائب‬ ‫‪Ratio‬‬

‫‪ (Interest‬كمؤشر للحكم؛ وذلك‬ ‫)‪Expenses‬‬ ‫إىل أعباء الفوائد املالية (فوائد الديون)‬ ‫)‪Interest and Taxes‬‬

‫من خالل اعتبار الشركة متعثرة يف حالة كانت النسبة أقل من واحد (‪ ،)1‬باإلضافة إىل عدم توزيعها ألرباح لفرتة‬
‫تفوق السنة‪.‬‬

‫أما يف دراسة ‪ (Kristanti & Herwany, 2017)4‬فقد اعتربت كل شركة ذات صايف حقوق ملكية سالبة‬
‫‪ )Negative‬هي شركة متعثرة‪ ،‬أي أن الشركات املتعثرة هي تلك اليت تفوق القيمة الدفرتية خلصومها‬ ‫(‪Equity‬‬

‫القيمة السوقية ألصوهلا‪.‬‬

‫فيما صنفت دراسة ‪ (Manzaneque et al., 2016)5‬الشركات املتعثرة كل شركة حتقق فيها أحد املؤشرات‬
‫التالية على األقل‪ :‬العائد قبل الفوائد والضرائب واإلهتالكات واملؤونات )‪ (EBITDA‬أقل من أعباء الفوائد املالية‬
‫)‪ (IE‬ملدة سنتني متتاليتني‪ ،‬واال فخنفاض يف قيمتها السوقية لسنتني متواليتني‪.‬‬

‫‪1 -Muhammad‬‬ ‫‪Rifqi and Yoshio Kanazaki, Predicting financial distress in indonesian manufacturing‬‬
‫‪industry, Center for Data Science and Service Research, Discussion paper N°. 62, Japan, 2016, p 3.‬‬
‫‪2 -Amirsaleh Azadinamin, Financial distress: Major signs, sources & ways to eliminate them, The Social‬‬

‫‪Science Journal, 2012, p 3.‬‬


‫‪3 -Sri Marti Pramudena, The Impact of good corporate governance on financial distress in the consumer‬‬

‫‪goods sector, Journal of Finance and Banking Review, Vol. 2, No . 4, 2017.‬‬


‫‪4 -Farida Titik Kristanti and Aldrin Herwany, Corporate governance, financial ratios, political risk and‬‬

‫‪financial distress: A survival analysis , Accounting and Finance Review, Vol. 2, N°.2, 2017.‬‬
‫‪5-Montserrat Manzaneque et al., Corporate governance effect on financial distress likelihood: Evidence from‬‬

‫‪Spain, Spanish Accounting Review, Vol. 19, N°. 1, 2016.‬‬

‫‪71‬‬
‫ أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬:‫الفصل الثاين‬

‫فقد مت اعتبار كل‬ (Salloum & Azoury, 2012)2 ‫( و‬Salloum et al.,2013)1 ‫أما يف دراسيت كل من‬
‫( ألعباء الفوائد‬EBITDA) ‫شركة يقل فيها معدل تغطية العائد قبل الفوائد والضرائب واإلهتالكات واملؤونات‬
.‫) يف السنة املعتربة‬0.8( ‫لسنتني متواليتني أو أن يكون املعدل أقل من‬ )1( ‫املالية عن واحد‬

‫) سنوات متتالية من‬5( ‫( فقد مت تصنيف كل شركة حققت مخس‬Miglani et al., 2015)3 ‫أما يف دراسة‬
‫ كما أن من الباحثني‬،(Wang & Deng, 2006)4 ‫ وسنتني فقط من اخلسائر يف دراسة‬، ‫اخلسائر شركة متعثرة‬
‫من اعترب افخنفاض قيمة أسهم الشركة إىل أقل من‬ (Zulridah & Takia ,2012)6 ‫( و‬Rohani et al., 2013)5

‫( مت اعتبار‬Polsiri & Sookhanaphibarn, 2009)7 ‫ ويف دراسة‬.‫مؤشر على تعثرها املايل‬


‫ا‬ ‫ من القيمة االمسية‬%25
‫كل شركة ألغي إدراجها من قبل السلطة املنظمة لبورصة تايالند أو خضعت خلطة إعادة اهليكلة شركة متعثرة‬
.‫ماليا‬

‫ مواجهة الشركة لظروف خاصة نتيجة عجزها عن‬:‫ ميكن تعريف التعثر املايل على أنه‬،‫بناء على ما سبق‬ ً
‫ أو حتقيقها خلسائر يف سنوات متتالية (عجزها عن حتقيق‬/‫ و‬،‫الوفاء جبزء من التزاماهتا املالية اليت حل أجلها أو كلها‬
.)‫أرباح لفائدة املسامهني‬

)Economic and financial Failure ( ‫ الفشل االقتصادي واملايل‬:‫الفرع الثاين‬

‫يستخدم مصطلح الفشل يف الشركات لوصف احلالة أو املرحلة اليت تعاين فيها الشركة من صعوبات‬
:‫ وعلى العموم فإن للفشل يف الشركات مفهومان رئيسيان‬،‫ومشاكل مالية ذات خصوصيات معينة‬

1 -Charbel Salloum et al., Board of directors’ effects on financial distress evidence of family owned
businesses in Lebanon, International Entrepreneurship and Management Journal, Vol. 9, N°. 1, 2013.
2 -Charbel Salloum and Nehme Azoury, Corporate governance and firms in financial distress: evidence from

a Middle Eastern country, International Journal of Business Governance and Ethics, Vol. 7, N°. 1, 2012.
3 -Seema Miglani et al., Voluntary corporate governance structure and financial distress: Evidence from

Australia, Journal of Contemporary Accounting & Economics 11, 2015.


4 -Zong-Jun Wang and Xiao-Lan Deng, Corporate governance and financial distress : Evidence from Chinese

Listed Companies, The Chinese Economy, Vol. 39, N°. 5, 2006.


5 - Rohani MD-Rus et al., Ownership structure and financial distress , Journal of Advanced Management

Science, Vol. 1, N°. 4, December 2013.


6 -Zulridah M. Noor and Takia M. Iskandar, Corporate governance and corporate failure: A survival

analysis, Prosiding Persidangan Kebangsaan Ekonomi Malaysia Ke VII, 2012.


7 -Piruna Polsiri and Kingkarn Sookhanaphibarn, Corporate distress prediction models using governance and

financial variables: Evidence from Thai Listed Firms during the East Asian Economic Crisis , Journal of
Economics and Management, Vol. 5, N°. 2, 2009.

72
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫)‪(Economic failure‬‬ ‫أوال‪ :‬الفشل االقتصادي‬

‫يُعرف الفشل االقتصادي على أنه‪":‬عدم قدرة املؤسسة على حتقيق معدل عائد على األصول املستثمرة‬
‫يساوي على األقل أو يفوق التكلفة املتوسطة املرجحة لرأس املال املستثمر فيها"‪.1‬‬

‫كما يشري آخر إىل أن مفهوم الفشل االقتصادي ينصب على‪ " :‬قياس النجاح أو الفشل اعتمادا على‬
‫مقدار العائد على رأس املال‪ ،‬وتعد الشركة فاشلة عند عجزها عن حتقيق عائد مناسب على رأس املال املستثمر‬
‫والذي يتناسب واملخاطر املتوقعة"‪.2‬‬

‫يف حني يعترب آخرون أن " مضمون هذا النوع من الفشل يتحدد عندما تعجز عوائد املؤسسة عن تغطية كل‬
‫التكاليف‪ ،‬ومن ضمنها كلفة متويل رأس املال‪ ،‬أو مبعىن آخر أنه يعين قدرة اإلدارة على حتقيق عائد على رأس املال‬
‫املستثمر يتناسب واملخاطر املتوقعة لتلك االستثمارات"‪.3‬‬

‫وبناء على ما سبق‪ ،‬ميكن القول أن مفهوم الفشل االقتصادي ال يتضمن مواجهة الشركة ملشاكل‬
‫وصعوبات مالية جتعلها عاجزة عن الوفاء بالتزاماهتا املالية جتاه دائنيها سواء يف تواريخ استحقاقها أو بعدها‪ ،‬وإمنا‬
‫يشري إىل العجز أو عدم القدرة على حتقيق عوائد مناسبة على استغالل موجوداهتا‪ ،‬حبيث تكون هذه العوائد أقل‬
‫من تكلفة متويلها‪ .‬وانطالقا من هذا التشخيص‪ ،‬ميكن استنتاج أهم ما ميي ز الفشل االقتصادي عن التعثر املايل‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)04‬الفرق بني الفشل االقتصادي والتعثر املايل‬


‫التعثر امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــايل‬ ‫الفشل االقتص ـ ــادي‬
‫‪ ‬حتقيق خسائر متالحقة يف النتيجة (سنتني على‬ ‫‪ ‬حتقيق عائد أقل من تكلفة رأس املال املستثمر؛‬
‫األقل)؛‬ ‫‪ ‬القدرة على الوفاء بالتزاماهتا املالية عند تاريخ‬
‫‪ ‬العجز عن الوفاء بالتزاماهتا املالية يف مواعيدها‪.‬‬ ‫استحقاقها‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب‪.‬‬

‫‪ - 1‬شريف ريحان‪ ،‬التعثر المالي‪ :‬المراحل‪ ،‬األسباب والطرق وإجراءات المعالجة‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،16‬جوان ‪،2007‬‬
‫ص ‪.29‬‬
‫‪ - 2‬خليفة الحاج وفريد بلقوم‪ ،‬دراسة تطبيقية ألسلوب التمييز بين المؤسسات الفاشلة والمؤسسات السليمة باستخدام التحليل اإلحصائي العاملي‬
‫‪ ،AFD‬حالة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية‪ ،‬مجلة االقتصاد الصناعي‪ ،‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪ ،2015‬ص ‪.529‬‬
‫‪ - 3‬عبد الوهاب رميدي ورضوان باصور‪ ،‬استخدام األساليب اإلحصائية والرياضية في التحليل المالي ألداء المؤسسة‪ ،‬المجلة الجزائرية لالقتصاد‬
‫والمالية‪ ،‬العدد ‪ ،7‬المجلد ‪ ،2‬أفريل ‪ ،2017‬ص ‪.148‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫إن استمرار ظاهرة الفشل االقتصادي من شأهنا أن تؤدي إىل بروز إختالالت هيكلية فيما خيص املزيج‬
‫التمويلي للشركة وعدم استقرار مايل قد ينعكس على قدراهتا التنافسية ويهدد مكانتها يف السوق‪ ،‬ما جيعلها عرضة‬
‫ملشاكل التعثر املايل على املدى الطويل‪.‬‬

‫)‪(Financial failure‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الفشل املايل‬

‫هناك من يطلق هذا املصطلح لوصف املرحلة اليت تسبق حلظة إعالن اإلفالس‪ ،‬أي "تلك املرحلة اليت‬
‫تتعرض فيها املؤسسة االقتصادية إىل اضطرابات مالية جد خطرية تتمثل يف عدم قدرهتا على سداد التزاماهتا اجتاه‬
‫الغري"‪ ،1‬أي أن الشركة يف هذه احلالة غري قادرة على إبراء ذمتها جتاه دائنيها بسبب عجزها عن حتقيق عوائد كافية‬
‫من جهة‪ ،‬واخلسائر املرتاكمة من جهة أخرى‪.‬‬

‫كما يعرف على أنه ‪" :‬عدم قدرة الشركة على مواجهة االلتزامات املالية اليت بذمتها بالكامل‪ ،‬ومن مث فهي‬
‫يف طريقها إىل اإلفالس قانونا أو التصفية"‪ ،2‬أي أن هناك يقينا جازما بعدم قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماهتا‬
‫املالية‪ ،‬وهو ما يدل على وجود عجز تام قد يضطر معه دائنيها إىل رفع دعوى قضائية ضد الشركة أو اللجوء إىل‬
‫حجز مرهوناهتا إن وجدت‪.‬‬

‫وهناك من يرى أنه‪" :‬تلك احلالة املرادفة حلالة العسر املايل احلقيقي أو القانوين اليت تعين عدم قدرة املشروع‬
‫على مواجهة وسداد التزاماته املستحقة للغري بكامل قيمتها‪ ،‬حيث تكون أصوله أقل من قيمتها احلقيقية ومن قيمة‬
‫خصومه‪ ،‬األمر الذي يصل باملشروع يف أغلب احلاالت إىل حالة اإلفالس"‪.3‬‬

‫ويف نفس السياق‪ ،‬هناك من يشري إىل أن الفشل املايل قد ال يعين أن الشركة انتهت‪ ،‬وإمنا ميكنه أن يتحول‬
‫إىل إفالس إذا ما حدث بشكل قاطع‪ ،‬وكانت أصول الشركة ال تكفي للوفاء خبصومها اإلمجالية‪ ،‬حيث يؤدي هذا‬
‫املوقف األخري إما إىل إعادة تنظيم الشركة أو إعالن اإلفالس والتصفية واخلروج من السوق‪ ،4‬ويف هذا التعريف‬
‫وصف آخر لوضعية املركز املايل للشركة يف حالة الفشل املايل‪ ،‬حيث تفوق خصوم الشركة موجوداهتا‪ ،‬أي أنه حىت‬
‫مع جلوئها إىل بيع مجيع موجوداهتا من أجل تسديد التزاماهتا فإهنا لن تستطيع ذلك‪ ،‬وهذا ما جيعلها على عتبة‬
‫اإلشهار القانوين إلفالسها‪.‬‬

‫‪ - 1‬الشريف ريحان وآخرون‪ ،‬الفشل المالي في المؤسسة االقتصادية –من التشخيص إلى التنبؤ ثم العالج‪ ،‬ملتقى وطني حول المخاطر في‬
‫المؤسسات االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري – قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 22- 21‬أكتوبر ‪ ،2012‬ص ‪.2‬‬
‫‪ - 2‬خليفة الحاج وفريد بلقوم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.529‬‬
‫‪ - 3‬عمر شريقي‪ ،‬التنبؤ بالفشل المالي للمؤسسة بين مسؤولية المدقق واإلدارة في ضوء معيار التدقيق الدولي رقم ‪" 570‬المنشأة المستمرة"‬
‫والتشريع الجزائري‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬العدد ‪ ،19‬جوان ‪ ،2016‬ص ‪.222‬‬
‫‪ - 4‬عبد الوهاب رميدي ورضوان باصور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫يظهر من التعاريف السابقة أن مفهوم الفشل املايل قريب من مفهوم التعثر املايل‪ ،‬حيث يعترب املرحلة اليت‬
‫تليه وتسبق مرحلة اإلفالس أو التصفية‪ .‬وعلى العموم‪ ،‬ميكن اإلشارة إىل أوجه االختالف بينهما من خالل‬
‫اجلدول اآليت‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)05‬الفرق بني الفشل والتعثر املايل‬


‫التعثر امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــايل‬ ‫الفشل امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــايل‬
‫‪ ‬العجز عن الوفاء بااللتزامات املالية يف مواعيدها؛‬ ‫‪ ‬التوقف كليا عن سداد االلتزامات املالية؛‬
‫‪ ‬حتقيق خسائر متالحقة يف النتيجة (سنتني على‬ ‫‪ ‬حتقيق خسائر متتالية يف النتيجة وتآكل تام‬
‫األقل)؛‬ ‫حلقوق امللكية (جمموع اخلصوم يفوق صايف‬
‫‪ ‬مرحلة تلي الفشل االقتصادي وتسبق الفشل‬ ‫األصول)؛‬
‫املايل‪.‬‬ ‫‪ ‬مرحلة تسبق حالة اإلفالس وتلي مرحلة التعثر‬
‫املايل‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب‪.‬‬

‫وعلى ضوء ما سبق‪ ،‬ميكن القول أن الفشل املايل يصف مرحلة جد حساسة متر هبا الشركة‪ ،‬حيث تربز من‬
‫خالهلا مؤشرات لرتاكم عدم القدرة و‪/‬أو الكفاءة يف استغالل أصول الشركة‪ ،‬وتآكل تام حلقوق امللكية يف الشركة‬
‫بسبب تراكم اخلسائر للعديد من السنوات‪ ،‬ما جيعلها عاجزة متاما عن سداد التزاماهتا املالية جتاه الغري من ناحية‪،‬‬
‫وغري قادرة عن احلصول على ائتمان جديد بسبب االختالالت الكبرية هليكلها املايل من ناحية أخرى‪ ،‬ما يرهن‬
‫قدرهتا على االستمرار يف نشاطها فضال عن حتقيق أهدافها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العسر املايل (‪)Insolvency‬‬

‫يُستخدم مصطلح العسر املايل بشكل عام لوصف حالة االختالالت املالية اليت قد تشهدها الشركات‪،‬‬
‫واليت جتعلها يف مواجهة ظروف غري اعتيادية وصعوبات أو عجز عن تربئة ذمتها املالية اجتاه الغري‪ .‬غري أن هناك‬
‫من الباحثني من يستخدم مصطلحات أكثر دقة وحتديد لوصف حالة العسر املايل‪ ،‬وذلك من خالل تصنيفها‬
‫وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫‪)Technical‬‬ ‫(‪Insolvency‬‬ ‫أوال‪ :‬العسر املايل الفين‬

‫يشار إىل العسر املايل الفين على أنه "احلالة اليت تكون فيها الشركة غري قادرة على سداد االلتزامات املرتتبة‬
‫عليها بالرغم من أن إمجايل املوجودات لديها يفوق إمجايل املطلوبات"‪.1‬‬

‫كما يقصد بالعسر املايل الفين أنه‪" :‬مبثابة املقدمة حلالة الفشل املايل‪ ،‬حيث يعرب عن عدم قدرة املؤسسة‬
‫على الوفاء بالتزاماهتا قصرية األجل‪ ،‬واليت تنشأ من االفخنفاض اجلوهري يف الرصيد النقدي املتاح للشركة والالزم‬
‫لدفع العناصر املتعددة املكونة حلالة العسر املايل الفين‪ ،‬واملتمثلة يف قيمة حسابات الدفع املستحقة واألجور‬
‫والضرائب والفوائد وأقساط الديون"‪.2‬‬

‫ويعرف أيضا ب أنه‪" :‬احلالة اليت ال يتوفر فيها لدى الشركة نقد جاهز لسداد حاجاهتا خالل فرتة حمددة‪،‬‬
‫وتستطيع بعدها سداد هذه احلاجات أو الوفاء بااللتزامات املستحقة عليها‪ ،‬أي أن لدى الشركة أمواال كافية‬
‫لسداد االلتزامات‪ ،‬غري أن هذه األموال ليست نقدا جاهزا"‪.3‬‬

‫وبناء على ما سبق ميكن القول أن العسر املايل الفين هو مرحلة عارضة أو ظرفية ال غري‪ ،‬حيث ال يظهر‬
‫على الشركة إختالالت مالية جوهرية قد ترهن وجودها واستمراريتها‪ ،‬ولعل عدم قدرهتا على سداد التزاماهتا عند‬
‫تاريخ استحقاقها مرده سوء إدارة املوارد املالية للشركة أو مواجهتها لظروف غري متوقعة اجنر عنها مصاريف أو‬
‫تدفقات نقدية خارجة‪ ،‬وهلذا فإن تدارك املوقف وجتاوز هذه املرحلة قد يعتمد أساسا على كفاءة إدارة الشركة‬
‫وشبكة الثقة اليت جتمعها باألطراف ذات املصلحة املعنية‪.‬‬

‫ويتوافق هذا املفهوم مع مفهوم التعثر املايل من حيث عدم القدرة على سداد االلتزامات عند تاريخ‬
‫االستحقاق‪ ،‬غري أنه خيتلف معه من حيث تكرار حالة العجز عن الوفاء بااللتزامات وحتقيق خسائر يف النتيجة‬
‫لسنوات متتالية بالنسبة للتعثر املايل‪.‬‬

‫‪)Accounting‬‬ ‫(‪Insolvency‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العسر املايل احلقيقي أو احملاسيب‬

‫يعرف العسر املايل احلقيقي على أنه‪" :‬تلك احلالة اليت تكون فيها الشركة غري قادرة على سداد االلتزامات‬
‫املرتتبة عليها باإلضافة إىل كون إمجايل املوجودات لديها يقل عن إمجايل املطلوبات"‪.4‬‬

‫‪ - 1‬شريف ريحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫‪ - 2‬عمر شريقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪ - 3‬عبد الوهاب رميدي ورضوان باصور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.150- 149‬‬
‫‪ - 4‬شريف ريحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫ويعرف أيضا بأنه‪" :‬احلالة املرادفة حلالة اخلطر املايل الكامل‪ ،‬حيث تكون القيمة الدفرتية إلمجايل اخلصوم‬
‫أكرب من القيمة السوقية إلمجايل األصول‪ ،‬مما ينجم عنه صايف حق ملكية سالبة‪ ،‬وهو ما يطلق عليه عسر‬
‫امللكية"‪.1‬‬

‫كما أن هناك من يعتربه األشد خطورة على الشركة‪ ،‬وينشأ عندما تكون القيمة السوقية جلميع املوجودات‬
‫(األصول) اليت متلكها الشركة ال تكفي للوفاء بالتزاماهتا املالية‪ ،‬أي أنه حىت لو أعطيت الشركة الوقت الكايف لبيع‬
‫موجوداهتا فإن حصيلة البيع ال تكفي لسداد االلتزامات املالية‪ ،‬وينشأ هذا الوضع عندما تنخفض القيمة السوقية‬
‫للموجودات اليت متلكها ا لشركة عن مطلوباهتا‪ ،‬وكثريا ما يؤدي هذا النوع من العسر املايل إىل تصفية وإهناء نشاط‬
‫الشركة لعجزها عن التسديد‪.2‬‬

‫من جممل التعاريف السابقة نالحظ أن وصف حالة العسر املايل احلقيقي تتطابق بشكل كبري مع املفاهيم‬
‫واملؤشرات املعتمدة يف تعريف واإلشارة إىل الفشل املايل‪ ،‬حيث تتوقف الشركة عن دفع والوفاء بالتزاماهتا املالية جتاه‬
‫الغري‪ ،‬مع بروز إختالالت مالية كبرية على قائمة املرك ز املايل للشركة وتآكل تام حلقوق امللكية‪ ،‬وعلى هذا األساس‬
‫فبإمكاننا القول أن ما مييز التعثر املايل عن العسر املايل احلقيقي هو نفسه ما مييزه عن الفشل املايل‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬اإلفالس (‪)Bankruptcy‬‬

‫يشري هذا املصطلح إىل‪" :‬حالة اإلفالس القضائي الذي تتعرض له الشركة كنتيجة لتوقفها عن سداد ديوهنا‪،‬‬
‫حبيث يتم إشهار إفالسها وذلك حبكم من احملكمة املختصة إقليميا بغرض تصفيتها وبيعها متهيدا لتسديد هذه‬
‫الديون إىل أصحاهبا"‪.3‬‬

‫كما يعرف اإلفالس على أنه‪" :‬تلك احلالة اليت ال تستطيع فيها الشركة دفع ديوهنا‪ ،‬ويتم التنازل عن أصوهلا‬
‫وتسليمها قضائيا إلدارهتا‪ ،‬أو أنه إجراءات قانونية لتسييل أو إعادة تنظيم األعمال‪ ،‬وأيضا نقل لبعض أو كل‬
‫أصول الشركة للدائنني"‪.4‬‬

‫‪ - 1‬خليفة الحاج وفريد بلقوم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.533‬‬


‫‪ - 2‬عبد الوهاب رميدي ورضوان باصور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪ - 3‬الشريف ريحان وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ - 4‬خليفة الحاج وفريد بلقوم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.534‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫يف حني أن هناك من يعتربه ‪" :‬توقف الشركة عن تسديد التزاماهتا جتاه الغري‪ ،‬مث يتم إشهار إفالسها حبكم‬
‫قضائي"‪.1‬‬

‫مما سبق ميكن القول أن مفهوم اإلفالس جيمع بني معيارين مرتابطني‪ :‬معيار اقتصادي يشري إىل توقف‬
‫الشركة عن سداد التزاماهتا املالية‪ ،‬واليقني اجلازم بعدم قدرهتا على ذلك‪ ،‬ومعيار قانوين يثبت اختاذ اإلجراءات‬
‫القانونية الالزمة من أجل تصفية الشركة لغرض استيفاء الدائنني واألطراف ذات املصلحة حلقوقهم‪ ،‬وهي‬
‫اإلجراءات اليت تنتهي برتسيم خروج الشركة من النشاط االقتصادي والسوق‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬العوامل املسببة للتعثر املايل للشركات‬

‫تتعدد التحليالت املتعلقة بالعوامل اليت ميكن هلا أن تؤدي بالشركة إىل مواجهة ظروف مالية خاصة‪ ،‬وذلك‬
‫حسب منطق التحليل املستخدم ووجهة النظر املعتمدة‪ ،‬فالتعثر املايل كمفهوم مركب هو نتيجة أو حمصلة جملموعة‬
‫من العوامل املتفاعلة‪ ،‬وعليه سنقوم بتقسيم أهم هذه العوامل إىل داخلية‪ :‬نابعة من املؤسسة يف حد ذاهتا‪،‬‬
‫وخارجية مرتبطة باحمليط الذي تنشط فيه‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬العوامل الداخلية‬

‫تتشكل الشركة من جمموعة من العناصر املنظ مة يف حلقة تفاعلية متناسقة ومستمرة من أجل حتقيق‬
‫األهداف املسط رة‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإن قصور أو عدم كفاءة أي مكون من مكوناهتا ميكن أن يؤدي إىل بروز إختالالت‬
‫هيكلية قد تؤدي إىل ظروف خاصة وغ ري عادية لنشاط الشركة وأدائها‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن ينعكس على‬
‫قدرهتا على الوفاء بالتزاماهتا املالية‪ .‬وفيما يلي أهم هذه االختالالت‪:‬‬

‫أوال‪ :‬على املستوى اإلداري‬

‫تعترب العوامل اإلدارية أحد أهم العوامل اليت ميكن هلا أن تتسبب يف بروز إختالالت يف نشاط الشركة‬
‫وقدرهتا على الوفاء بالتزاماهتا‪ ،2‬ويظهر ذلك من خالل عدم كفاءة الطواقم اإلدارية القائمة على إدارة وتسيري‬
‫الشركة‪ ،‬وسوء ختطيط ورسم واختاذ القرارات اإلسرتاتيجية‪ ،‬و‪/‬أو ضعف آليات الرقابة واإلشراف لتلك املسؤولة‬
‫أن ما نسبته ‪ %94‬من الشركات املتعثرة سببها عوامل‬ ‫)‪(Edward I. Altman‬‬ ‫على تقومي أدائها‪ .‬ويقدر الباحث‬

‫‪ - 1‬موسى عساوس و آيت محمد مراد‪ ،‬التنبؤ بالتعثر المالي في مؤسسة عمومية اقتصادية –دراسة حالة مؤسسة أقمصة "جن جن" ‪ ،-‬مجلة‬
‫المعيار‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،2018 ،2‬ص ‪.273‬‬
‫‪2 -Edward I. Altman and Edith Hotchkiss, Corporate financial distress and bankruptcy, Third Edition, John‬‬

‫‪Wiley & Sons Inc., Hoboken, New Jersey, USA, 2006, p 30.‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫وظروف واختالالت على مستوى اهلياكل اإلدارية للشركات‪ ،1‬يف حني قدرهتا دراسة )‪ (Dun & Bradstreet‬ب ـ‬
‫(‪.2)%93‬‬

‫وبشكل عام‪ ،‬ميكن اإلشارة إىل أهم العوامل اإلدارية والتسيريية اليت قد تتسبب يف تعثر الشركة على النحو‬
‫اآليت‪:‬‬

‫‪ -‬قلة أو غياب خربة املدراء واملسريين‪ : 3‬وهو ما من شأنه أن يزيد من احتمالية الوقوع يف األخطاء‬
‫وسوء التقدير عند اختاذ القرارات؛‬
‫‪ -‬العجز عن فهم وحل املشاكل التنظيمية واملالية والتجارية‪ :‬وهو ما ميكن أن يعرقل ويزيد من تكاليف‬
‫العملية اإلنتاجية‪ ،‬ما يؤدي إىل تذبذب التد فقات املادية والنقدية على السواء‪4‬؛‬
‫‪ -‬سوء التنظيم وتداخل السلطات يف الشركة‪ :‬وهو ما من شأنه أن يعرقل عملية االتصال العمودية (بني‬
‫املستويات اإلدارية) واألفقية (اليت تتم يف نفس املستوى)‪ ،‬ويزيد من احتمالية نشوء صراعات بني‬
‫الوحدات التنظيمية؛‬
‫‪ -‬سوء استغالل أصول الشركة و‪/‬أو استخدامها ألغراض شخصية‪ :‬وهو بدوره ما يزيد من تكاليف‬
‫الوكالة؛‬
‫‪ -‬سوء إدارة املوارد البشرية وارتفاع معدل دوران اليد العاملة ‪ :‬وهو ما يعين خروج يد عاملة مؤهلة خبرية‪،‬‬
‫األمر الذي ينعكس على سريورة العملية اإلنتاجية من ناحية‪ ،‬ونوعية خمرجات الشركة من ناحية‬
‫أخرى؛‬
‫‪ -‬الفساد املايل واإلداري‪ ،‬واالختالس‪ ،‬والتزوير‪ ،‬واستغالل النفوذ‪ ،‬واستخدام املعلومات خلدمة مصاحل‬
‫وأغراض شخصية؛‬
‫‪ -‬ضعف نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬وآليات رصد سلوك املدراء واملسريين؛‬
‫‪ -‬إسراف املدراء واملسريين يف احلصول على االمتيازات‪ ،‬واملبالغة يف حجم العالوات واملكافآت‪.‬‬

‫‪1 -Edward‬‬ ‫‪I. Altman, Corporate financial distress and bankruptcy, First Edition, John Wiley & Sons, New‬‬
‫‪York , USA, 1983, p 40.‬‬
‫‪ - 2‬خليفة الحاج وفريد بلقوم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.536‬‬
‫‪3-Edward I. Altman and Edith Hotchkiss, Op. Cit., P 30.‬‬
‫‪4-Olivier Ferrier, Les très petites entreprises, Edition De Boeck, Bruxelles, 2002, p 83.‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫ثانيا‪ :‬على مستوى اإلدارة املالية‬

‫ميكن للق اررات املالية املتخذة والسياسات املالية املتبعة من قبل إدارة الشركة أن تنعكس ِس ًلبا على وضعها‬
‫املايل ككل‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يؤثر على قدرهتا على مواجهة التزاماهتا اجلارية واملستقبلية‪ ،‬وفيما يلي ذكر ألهم‬
‫االختالالت اليت ميكن أن تظهر على مستوى اإلدارة املالية الشركة‪:‬‬

‫‪ -‬ارتفاع تكلفة االقرتاض‪ :‬وهذا بسبب اإلفراط يف اللجوء إىل التمويل اخلارجي لنشاطات الشركة واعتماد‬
‫معدالت فائدة مرتفعة‪ ، 1‬باإلضافة إىل سوء التخطيط املايل ملوارد واستخدامات الشركة؛‬
‫‪ -‬عدم كفاية رأس املال للوفاء بكافة املتطلبات االستثمارية‪ ،‬وعدم كفاية الفوائض املالية اليت تتبقى للشركة‬
‫بعد التوزيعات للقيام بتمويل التوسعات الرأمسالية الالزمة لنشاطها؛‬
‫‪ -‬ضعف السيولة لدى الشركات واستخدام االئتمان يف أغراض غري اليت منح من أجلها‪ ،‬مما يؤثر تأثريا‬
‫سلبيا على السيولة الالزمة لدوران عملية اإلنتاج‪ ،‬وعدم القدرة على شراء املواد اخلام أو دفع أجور‬
‫العمال‪2‬؛‬
‫‪ -‬عدم قدرة الشركة على حتصيل ديوهنا يف تواريخ استحقاقها؛‬
‫‪ -‬البعد املايل للسلوكيات غري األخالقية يف الشركة؛‬
‫‪ -‬ضعف إسرتاتيجية إدارة املخاطر املالية يف الشركة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬على املستوى االسرتاتيجي‬

‫إن أحد أهم العوامل الرئيسية اليت تضمن استمرارية نشاط الشركة ومنوها هو قدرهتا على اإلحاطة مبتغريات‬
‫بيئة األعمال ومسايرهتا‪ ،‬والتكي ف معها وفق ما خيدم أهدافها‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن أي فشل أو تقصري يف‬
‫إدارة العملية من شأنه أن ينعكس ِسلبا على أدائها‪ .‬ولعل أهم ما ميكن ذكره يف هذا اخلصوص ما يأيت‪:‬‬

‫‪ -‬سوء اختيار جماالت استثمارية مالئمة و‪/‬أو عدم دقة دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية؛‬
‫‪ -‬الفشل يف إدارة العالقة مع األطراف أصحاب املصلحة يف الشركة‪ ،‬والعجز عن حتقيق رغباهتا وإحالل‬
‫التوازن بينها‪ ،‬وتوجيهها وفق ما خيدم أهداف الشركة؛‬
‫‪ -‬ضعف وعدم دقة اخلدمات االستشارية املقدمة للشركة؛‬
‫‪ -‬ضعف وعدم دقة الدراسات اإلستشرافية املعتمدة من قبل الشركة أو عدم وجودها أصال؛‬
‫‪1‬‬ ‫‪-Edward I. Altman and Edith Hotchkiss, Op. Cit., p 30.‬‬
‫‪ - 2‬علي سليمان النعامي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫‪ -‬سوء استغالل فرص ا لشركة ومكامن قوهتا من جهة‪ ،‬وعدم القدرة والتهاون يف مواجهة التهديدات‬
‫ومعاجلة مكامن العجز والضعف من جهة أخرى؛‬
‫‪ -‬ضعف املعايري والنظم املستخدمة يف إدارة عالقات العمالء‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل بروز إختالالت يف الوفاء‬
‫باملستحقات يف مواعيدها وتراكمها‪1‬؛‬
‫‪ -‬العجز عن مواكبة التطورات ومسايرة املستجدات على كافة املستويات‪ :‬توجهات املستهلكني‪،‬‬
‫التكنولوجيات احلديثة‪ ،‬نظم التسيري احلديثة‪ ،‬املسؤوليات االجتماعية واألخالقية للشركات‪...‬اخل‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬العوامل اخلاريية‬

‫تعترب الشركة مزجيا من نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي وقانوين‪ ،‬مفتوحة على حميطها تؤثر فيه وتتأثر به‪،‬‬
‫وعليه؛ فإن عجزها عن إدارة العالقة مع األطراف املكونة هلذا احمليط قد يؤدي إىل بروز إختالالت على مستوى‬
‫نشاطها ووضعها املايل بشكل خاص‪ ،‬وفيما يلي أهم العوامل اخلارجية اليت ميكن أن تؤثر سلبا على األداء املايل‬
‫للشركات‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االجتاهات التخممية الساددة على مستوى االقتصاد احمللي والعاملي‬

‫أي ارتفاع املستوى العام ألسعار السلع واخلدمات الضرورية لنشاط الشركة واستمرارها (مواد أولية‪ ،‬سلع‪،‬‬
‫منتجات‪ ،‬طاقة‪ ،)...‬وهو ما ينتج عنه احنرافات يف تقدير تكلفة املشاريع ودراسات اجلدوى االقتصادية‪ ،‬األمر‬
‫الذي ميكن أن يؤدي إىل تعثر الشركة وعدم قدرهتا على الوفاء بالتزاماهتا املالية يف مواعيدها بسبب التكلفة الزائدة‬
‫عما هو خمطط له‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التقلبات احلادة يف أسعار الصرف‬

‫حيث تؤثر بشكل خاص على الشركات اليت تصدر و‪/‬أو تستورد مواد و‪/‬أو خدمات من اخلارج‪ ،‬وينتج‬
‫عن هذه التقلبات تقومي غري دقيق لقيمة املستحقات أو االلتزامات املقومة بالعمالت األجنبية‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل‬
‫ارتفاع التكلفة الفعلية للمواد واخلدمات املستوردة‪.‬‬

‫‪1 -David‬‬‫‪J. Edwards et al., Financial distress and highway infrastructure delays , Journal of Engineering,‬‬
‫‪Design and Technology, Vol. 15, N°. 1, 2017, p 6.‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫ثالثا‪ :‬السياسات احلكومية‬

‫حيث ت لجأ احلكومات أحيانا إىل تغيري التشريعات والقواعد واإلجراءات املنظمة للنشاط االقتصادي للدولة‬
‫(السياسة الضريبية‪ ،‬السياسة النقدية‪ ،‬السياسة املالية‪ ،)...‬وهو ما من شأنه أن يزيد أو يقلل من الصعوبات‬
‫والتحديات اليت تواجهها القطاعات املعنية‪ ،‬األمر الذي ينعكس على أداء الشركات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬العوملة االقتصادية وتصاعد الخغوط التنافسية‬

‫إن زيادة انفتاح األسواق على التجارة العاملية من جهة‪ ،‬وإلغاء أو ختفيض التعريفة اجلمركية من جهة أخرى‬
‫من شأنه أن يؤدي إىل ارتفاع حدة املنافسة غرب املتكافئة بني السلع املنتجة حمليا وتلك املستوردة‪ ،‬وذلك نتيجة‬
‫للفروق البينية يف طرق وأساليب اإلنتاج‪ ،‬والقدرات الفن ية واإلدارية والتكنولوجية والتسويقية اهلائلة‪ ،‬وهو األمر‬
‫الذي من شأنه أن يؤثر على عدد من الشركات الصناعية واخلدمية ذات الكفاءة املنخفضة واإلمكانيات احملدودة‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مؤشرات التعثر املايل للشركات وأساليب عاليه‬

‫تظهر على الشركات املتعثرة أو تلك اليت يف طريقها ملواجهة الظاهرة العديد من املؤشرات اليت توحي‬
‫بتعرضها الختالالت هيكلية مالية وغري مالية‪ ،‬وعلى هذا األساس فإنه ينبغي على القائمني باختاذ القرار يف الشركة‬
‫أن يتصرفوا بسرعة وكفاءة عاليت ني من أجل تدارك الوضع القائم وتفادي تفاقمه‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مؤشرات التعثر املايل للشركات‬

‫تتعد د األسباب اليت تؤدي إىل تعثر الشركات‪ ،‬وهو ما يؤدي بدوره إىل متايز واختالف الظروف اليت تعيشها‬
‫رموز وعالمات ودالالت توحي بوجود إختالالت وظروف‬
‫خالل فرتة التعثر أو قبلها‪ ،‬غري أنه من املؤكد أن هناك ا‬
‫غري عادية بالشركة‪ .‬وفيما يلي ذكر ألهم املؤشرات اليت ميكن أن تظهر على الشركات املتعثرة‪:‬‬

‫‪ -‬افخنفاض يف رقم األعما ل مقارنة بالسنوات السابقة‪ :‬وذلك بسبب عجز الشركة عن تصريف منتجاهتا‪،‬‬
‫ما من شأنه أن يؤدي إىل تراكم املخزون وارتفاع تكلفة االحتفاظ به من جهة‪ ،‬واختالل وتعطل دورة‬
‫االستغالل ككل من جهة أخرى؛‬
‫‪ -‬ضعف املردودية‪ :1‬وهي نتيجة حتمية لعدم فعالية النشاط التشغيلي للشركة‪ ،‬وارتفاع التكاليف املصاحبة‬
‫له؛‬

‫‪1‬‬ ‫‪- Amirsaleh Azadinamin, Op. Cit., p 3.‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫‪ -‬اختالل اهليكل التمويلي للشركة‪ :‬بسبب الديون املرتاكمة و‪/‬أو اخلسائر املتتالية‪ ،‬وهو ما يصعب من‬
‫إمكانية حصوهلا على القروض والتسهيالت االئتمانية؛‬
‫‪ -‬تأخ ر الشركة عن دفع مستحقات مورديها‪ ،‬وصعوبة حصوهلا على االئتمان؛‬
‫‪ -‬ضعف وفقدان القوة التفاوضية مع العمالء‪ :‬ويظهر ذلك من خالل شروط التعاقد‪ ،‬واألسعار‪ ،‬وفرتات‬
‫االئتمان؛‬
‫‪ -‬افخنفاض نسبة السيولة‪ ،‬والناجتة عن عدم انتظام التدفقات النقدية الداخلة واخلارجة‪ ،‬بسبب‬
‫االختالالت على مستوى فرتات االئتمان؛‬
‫‪ -‬نتيجة الس نة املالية سالبة أو حتقيق خسائر يف سنوات متتالية؛‬
‫‪ -‬بروز املشاكل والصراعات اإلدارية وضعف االتصال والتنسيق؛‬
‫‪ -‬العجز عن سداد أقساط القروض و‪/‬أو فوائدها؛‬
‫‪ -‬ارتفاع معدل دوران اليد العاملة؛‬
‫‪ -‬افخنفاض قيمة الشركة ومسعتها‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أساليب عالج ظاهرة التعثر املايل للشركات‬

‫بعد أن مت حتديد مفهوم التعثر املايل للشركات ومؤشراته‪ ،‬وما ميي زه عن باقي املفاهيم القريبة منه‪ ،‬ميكن‬
‫القول أن الشركة املتعثرة بإمكاهنا اللجوء إىل العديد من األساليب‪ ،‬والقيام بالعديد من اإلجراءات من أجل جتاوز‬
‫حالة االختالل املايل اليت تواجهها‪ ،‬غري أنه من املهم اإلشارة إىل أن اعتماد أي أسلوب من هذه األساليب ال بد‬
‫أن يستند إىل دراسة وتشخيص معم ق لألسباب الفعلية للظاهرة‪ .‬وعلى العموم‪ ،‬ميكن للشركة أن تلجأ إىل أحد‬
‫األساليب اآلتية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إعادة اهليكلة ) ‪(Restructure‬‬

‫إن إعادة اهليكلة كمصطلح اجنليزي يتأل ف من قسمني‪ ،‬القسم األول وهو )‪ (Re‬ويعين البدء من جديد أو‬
‫إعادة تطبيق الفعل مرة أخرى (‪ ،)Again‬والقسم الثاين هو )‪ (Structure‬ويعين اهليكل أو البناء أو الرتكيب أو‬
‫التنظيم‪ ،‬والكلمة جبزئيتيها ككل تعين إعادة البناء‪ ،‬إعادة التنظيم أو إعادة الرتكيب‪.1‬‬

‫‪ - 1‬ازدهار نعمة أبو غنيم وزهراء جعفر فرج‪ ،‬إعتماد إستراتيجية إعادة الهيكلة التنظيمية كمدخل لتحسين األداء الوظيفي‪ :‬دراسة حالة في وزارة‬
‫العمل والشؤون االجتماعية‪ ،‬مجلة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،14‬العدد ‪ ،2017 ،2‬ص ‪.187‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫تشري إعادة اهليكلة إىل اعتماد الشركة جملموعة من اإلجراءات اجلديدة اليت من شأهنا أن تساهم يف تصحيح‬
‫مواطن القصور‪ ،‬ومعاجلة االختالالت املالية اليت تعيشها‪ ،‬وميكن أن متس إعادة اهليكلة جانبني رئيسيني‪ :‬إعادة‬
‫اهليكلة املالية وإعادة اهليكلة اإلدارية‪.‬‬

‫‪ .1‬إعادة اهليكلة املالية‬

‫هي جمموعة اإلجراءات اليت هتدف من خالهلا الشركة املتعثرة إىل التغيري يف بنيتها املالية (موجوداهتا‬
‫ومطلوباهتا) عن طريق إجراء التغيريات الضرورية على بنودها من حيث احملتوى‪ ،‬وميكن أن تأخذ العديد من‬
‫األشكال‪ ،‬نلخص أمهها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1.1‬إعادة هيكلة الديون‬

‫تسعى الشركات املتعثرة من خالل إعادة هيكلة ديوهنا إىل ضمان استمرارية نشاطها وإدارة عملياهتا‬
‫بشكلها املعتاد‪ ،‬وجتنب تفاقم الوضع القائم من جهة‪ ،‬وحبث السبل الكفيلة بتجاوز هذا الوضع من جهة أخرى‪.‬‬
‫وعلى العموم‪ ،‬ميكن القول أن عملية إعادة هيكلة الديون هي‪" :‬العملية اليت يتم مبوجبها استبدال عقود الدائنني‬
‫احلالية بأخرى جديدة وفق شروط معينة‪ ،" 1‬وذلك من خالل أحد أو بعض اإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬حتويل الديون القصرية إىل ديون طويلة األجل مما يتيح للشركة فرتة أطول الستثمار هذه الديون؛‬
‫‪ ‬وقف سداد أقساط الدين مؤقتا أو إعطاء فرتة مساح جديدة‪ ،‬ويساعد ذلك يف وقف جزء من التدفقات‬
‫النقدية اخلارجة مؤقتا حلني حتسن األحوال‪2‬؛‬
‫‪ ‬ختفيض أو التنازل عن قيمة الفوائد املستحقة و‪/‬أو سعر الفائدة املطبق‪ ،‬و‪/‬أو املدفوعات اخلاصة بأصل‬
‫الدين‪.‬‬
‫‪ .2.1‬إعادة تقييم األصول‬
‫تشري عملية إعادة تقييم األصول إىل تعديل قيمتها الدفرتية بالشكل الذي جيعلها مساوية أو قريبة من‬
‫قيمتها العادلة أو السوقية‪ ،‬وميكن للشركة أن تستفيد من هذه العملية يف حالة ما إذا كانت القيمة اجلديدة تفوق‬
‫القيمة الدفرتية قبل إعادة التقييم؛ حيث يؤدي هذا اإلجراء إىل حتسني مؤشراهتا املالية بصفة عامة‪ ،‬ونسبة‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Natalia Outecheva, Corporate financial distress: An empirical analysis of distress risk , Doctoral‬‬
‫‪dissertation, University of St. Gallen, Switzerland, 2007, p 39. Retrieved from:‬‬
‫‪http://www1.unisg.ch/www/edis.nsf/syslkpbyidentifier/3430/$file/dis3430.pdf‬‬
‫‪ - 2‬الشريف ريحان وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫مديونيتها بصفة خاصة‪ ،‬األمر الذي يتيح هلا فرصا أفضل للحصول على قروض إضافية من أجل استخدامها يف‬
‫جماالت استثمارية جديدة‪.‬‬
‫‪ .3.1‬إعادة هيكلة رأس املال (إعادة الرمسلة) )‪(Recapitalization‬‬

‫هي جمموعة الرتتيبات اليت تقوم هبا الشركة من أجل تعديل تشكيلة ديون الشركة أو أسهمها أو كالمها‪،‬‬
‫وذلك من أجل إعادة التوازن املايل للشركة‪ ،‬وختفيض حجم التزاماهتا املالية‪ ،‬وتوجيهها وفق ما خيدم خططها‬
‫اإلسرتاتيجية ويساعدها على حتقيق أهدافها‪ ،‬وعلى العموم ميكن للشركة أن تقوم مبا يلي‪:‬‬

‫‪ ‬مبادلة املديونية بامللكية‪ :‬ويف هذه احلالة يتم إصدار أسهم جديدة بقيمة الديون أو البعض منها‪ ،‬وذلك‬
‫لغرض حتويل تلك الديون إىل مسامهات يف رأس املال بغية رفع قيمة حقوق امللكية مقارنة باملديونية مما‬
‫حيسن املركز املايل للمنظمة‪ ،1‬غري أن هذا اإلجراء يتوقف أساسا على مدى تفهم وتقبل الدائن‪ ،‬وكذلك‬
‫املالك ؛ حيث أن وجود مالك جدد سيكون له تأثري مباشر على إدارة الشركة والتصويت واالنتخاب‪.2‬‬
‫‪ ‬زيادة رأس املال‪ :‬وتلجأ الشركة إىل إصدار أسهم جديدة لتوفري بعض السيولة وباألخص إذا كانت قادرة‬
‫على حتقيق أرباح مستقبلية يف ضوء توفري تلك السيولة‪ ،‬ولكن يواجه هذا البديل بعض االنتقادات‬
‫منها‪:3‬‬
‫‪ -‬ال يصلح هذا احلل إال يف حاالت التعثر املؤقت؛‬
‫‪ -‬ال جتد األسهم اجلديدة إقباال من قبل املسامهني خلوفهم من حالة املؤسسة وظروفها املستقبلية؛‬
‫‪ -‬إن محلة األسهم ميثلون قيدا جديدا على اإلدارة يقلل من قدرهتا على التحرك مبرونة كافية للخروج‬
‫باملؤسسة من ظروفها احلالية‪.‬‬
‫‪ .4.1‬إعادة ضبط والتحكم يف التدفقات النقدية‬

‫تعاين الشركة املتعثرة من قصور أو عدم كفاية الصايف النقدي لديها على الوفاء بالتزاماهتا اجلارية‪ ،‬وعليه‬
‫فمن الضروري أن تعتمد على إسرتاتيجية أو جمموعة من اإلجراءات اليت متك نها من إعادة التوازن النقدي للشركة‪،‬‬
‫ولعل أهم ما ميكن أن تعتمد عليه يف ذلك هو‪:‬‬

‫‪ - 1‬رافعة إبراهيم الحمداني وميادة سالم األعرجي‪ ،‬الخيارات المالية المتاحة في ظل إدارة التغيير لمراحل االنحدار المالي لمنظمات األعمال‪ ،‬مجلة‬
‫كركوك للعلوم اإلدارية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪ ،2012 ،2‬ص ‪.122‬‬
‫‪ - 2‬الشريف ريحان وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 3‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫‪ ‬زيادة التدفقات النقدية الداخلة‪ :‬بعد تشخيص ا لعوامل الرئيسية اليت تعيق الشركة عن حتقيق صايف نقدي‬
‫مالئم‪ ،‬ميكن للقائمني على إدارهتا اختاذ حزمة من التدابري الرامية إىل الرفع من حجم التدفقات النقدية‬
‫الداخلة‪ ،‬ونذكر على سبيل املثال‪:‬‬
‫‪ -‬التخل ص من املخزون الراكد إن وجد‪ ،‬وبيعه باملزاد أو باملبادلة مع مواد أخرى حتتاجها الشركة؛‬
‫‪ -‬بيع األصول القدمي ة والتالفة وغريها اليت ال حتتاجها الشركة‪1‬؛‬
‫‪ -‬اعتماد سياسات جديدة يف حتصيل الديون‪ ،‬وفتح التسهيالت واخلصومات على الديون املشكوك يف‬
‫حتصيلها؛‬
‫‪ -‬اعتماد سياسة التأجري لبعض املوجودات وخاصة الثابتة منها (تأجريها للغري أو بيعها وإعادة‬
‫استئجارها)‪2‬؛‬
‫‪ -‬اعتماد سياسة حمكمة لغرض ا لرفع من مبيعات الشركة وحتسني مكانتها يف السوق‪.‬‬
‫‪ ‬خفض التدفقات النقدية اخلارية‪ :‬يف ظل مواجهة الشركة لبعض الصعوبات املالية‪ ،‬ميكن هلا أن تلجأ إىل‬
‫اختاذ بعض اإلجراءات أو القيود اهلادفة إىل التخفيض من قيمة مدفوعاهتا النقدية‪ ،‬وذلك من خالل‪:3‬‬
‫‪ -‬االتفاق مع الدائنني على تأجيل سداد بعض األقساط و فوائد الدين؛‬
‫‪ -‬التفاوض مع املوردين على الشراء بالتقسيط أو باالئتمان أو بدون مقدم‪ ،‬وهو ما يسمح للشركة‬
‫ب تنشيط العمليات اإلنتاجية‪ ،‬وختفيض حجم التدفقات النقدية اخلارجة؛‬
‫‪ -‬احلصول على فرتات مساح جديدة من الدائنني؛‬
‫‪ -‬ترشيد خمتلف بنود اإلنفاق املباشر و غري املباشر؛‬
‫‪ -‬تأجيل سداد االلتزامات قصرية األجل أو حتويلها إىل التزامات طويلة األجل؛‬
‫‪ -‬خفض كمية املشرتيات‪ ،‬وذلك من خالل الشراء الفوري بدال من الشراء املقدم‪ ،‬وحماولة البحث عن‬
‫مواد بديلة أقل تكلفة من املواد احلالية‪.‬‬
‫‪ .2‬إعادة اهليكلة التنظيمية أو اإلدارية‬

‫إعادة اهليكلة التنظيمية هي‪" :‬عملية التحول من هيكل قائم معني إىل هيكل جديد‪ ،‬والذي يسمح بفاعلية‬
‫وكفاءة أفضل للشركة‪ ،‬من خالل تغيري وإعادة رسم العالقة بني هياكلها‪ ،‬وأقسامها‪ ،‬وعملياهتا‪ ،‬والعاملني فيها‬

‫‪ - 1‬غالب شاكر بحيت‪ ،‬استخدام نموذج ‪ sherrord‬للتنبؤ بالفشل المالي‪ :‬دراسة على عينة من المصارف التجارية الخاصة المدرجة في سوق‬
‫العراق لألوراق المالية للمدة ( ‪ ،)2013- 2009‬مجلة الكوت للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬العدد ‪ ،2015 ،19‬ص ‪.12‬‬
‫‪ - 2‬رافعة إبراهيم الحمداني وميادة سالم األعرجي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ - 3‬الشريف ريحان وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫وأصحاب املصاحل اآلخرين الذين يشاركون يف هذه العالقات"‪ ، 1‬أي أهنا إسرتاتيجية جديدة يف إدارة وتنظيم شؤون‬
‫الشركة‪ ،‬تسعى من خالهلا إىل زيادة فاعلية أنشطتها وختفيض التكاليف غري املناسبة ألعماهلا عن طريق إعادة‬
‫ترتيب عالقتها بكافة األطراف ذات املصلحة الداخلية واخلارجية‪ ،‬وإعادة النظر يف طريقة إدارة أصول الشركة‬
‫وموجوداهتا‪ ،‬وتوزيع األدوار واملهام واملسؤوليات والصالحيات للهياكل والرتتيبات القائمة على تسيري والرقابة على‬
‫إدارة الشركة (جملس اإلدارة واإلدارة العامة)‪ ،‬واختاذ القرارات التحفيزية أو العقابية املالئمة جتاهها‪ ،‬وهذا بغرض‬
‫جتاوز مرحلة االضطراب وعدم اال ستقرار اليت تعيشها‪ ،‬ودفعها إىل حتقيق االستقرار والنمو املستدام‪.‬‬

‫أما على املستوى التشغيلي فإنه ميكن للشركة إعادة النظر يف سياساهتا اإلنتاجية لغرض رفع جودة خمرجاهتا‬
‫وخفض تكاليفها‪ ،‬والبحث عن سياسات تسويقية حديثة واكتشاف منافذ جديدة للتسويق‪ ،‬فضال عن احلرص‬
‫على زيادة فاعلية العنصر البشري وخفض تكاليفه‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬االندماج‬

‫املقصود باالندماج‪" :‬انصهار شركتني أو أكثر يف كيان جديد‪ ،‬وهو عكس االحتاد الذي تظل شخصية‬
‫الشركات الداخلة فيه يف ما كانت عليه قبل الدخول يف االحتاد"‪ ،3‬والواقع أن عملية االندماج قد جاءت بدوافع‬
‫وأهداف عالجية ملواجهة بعض حاالت الفشل املايل وشدة املنافسة وخفض الضرائب‪ ،‬كما مثلت جوانب أخرى‬
‫تطويرية مرتبطة با الستفادة من اقتصاديات احلجم‪ ،‬وتطبيق نظام اإلنتاج الكبري وتنويع املنتجات والسيطرة على‬
‫حصة أكرب من السوق‪ ،‬وتقدمي حزمة متكاملة ومتنوعة من اخلدمات واملنتجات املالية واملصرفية واالستثمارية‪،‬‬
‫وبطرق حديثة ذات تكنولوجيا عالية وتكاليف منخفضة‪.4‬‬

‫واملالحظ يف عاملنا املعاصر أن التوجه حنو االندماج وتشكيل التكتالت االقتصادية الكربى هو السمة‬
‫الغالبة؛ حيث تستفيد الكيانات املندجمة حتت إدارة واحدة من عوائد وأرباح ومزايا تفوق بكثري ما ميكن لكل كيان‬
‫أن حيققه على حدة‪" ،‬غري أنه ينبغي اإلشارة إىل أن اعتماد هذا اخليار قد ال ينال رضا مجيع محلة األسهم يف‬

‫‪ - 1‬ازدهار نعمة أبو غنيم وزهراء جعفر فرج‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ - 2‬غالب شاكر بحيت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ - 3‬يونس الموسوي حيدر وعباس عبد هللا حيدر‪ ،‬قدرة المستثمرين في سوق األوراق المالية في التنبؤ بالفشل المالي للشركات وأثره في مؤشرات‬
‫األداء المالي للسوق (دراسة تطبيقية في عينة من الشركات المدرجة في سوق العراق لألوراق المالية للمدة من ‪ ،)2007- 2005‬المجلة العراقية‬
‫للعلوم اإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،2013 ،38‬ص ‪.228‬‬
‫‪ - 4‬غالب شاكر بحيت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫الشركة املستهدفة ألهنا تعمل على حمو شخصيتها أوال‪ ،‬ولعدم رغتهم يف االندماج ثانيا‪ ،‬وبذلك يعد اعتماد هذا‬
‫اخليار كخيار مفروض"‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬التأيري‬

‫يف حالة مواجهة الشركة ملشاكل وصعوبات مالية ميكن هلا االستفادة من آلية التأجري (تشغيلي أو منتهي‬
‫بالتمليك) كمصدر متويلي جديد يعمل على الرفع من التدفقات النقدية الداخلة أو احلد من التدفقات النقدية‬
‫اخلارجة؛ حيث بإمكاهنا أن تلجأ إىل تأجري بعض األصول اليت حتتاج إليها بدل شرائها‪ ،‬األمر الذي ميكنها من‬
‫احلفاظ على قيمة معينة من النقد اخلاص بعملية الشراء يف خزينتها من أجل استخدامه يف أوجه إنفاق أخرى‪ ،‬هذا‬
‫من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى ميكن هلا أن تقوم بتأجري أصوهلا ‪-‬اليت ال يؤثر غياهبا على سريورة أنشطتها العادية ‪-‬‬
‫للغري‪ ،‬وهو ما مينحها عوائد نقدية قد تساهم يف الوفاء بالتزاماهتا املالية ‪ ،‬مع إمكانية اسرتدادها هلا يف حال عودة‬
‫االستقرار إىل عملياهتا اإلنتاجية‪" ،‬إذ غالبا ما يت بع هذا العالج يف حالة تذبذب العملية اإلنتاجية للشركة‪ ،‬ومن مث‬
‫تفوق التكاليف اإليرادات احملققة‪ ،‬وهذا ما جيعلها حتقق خسائر قد تؤدي هبا إىل الفشل املايل‪."2‬‬

‫رابعا‪ :‬التصفية‬

‫إذا كان احتمال استعادة الشركة لسالمتها املالية بعيد املنال‪ ،‬وكان يف استمرار نشاطها تعريضا ألصحاب‬
‫املصاحل فيها والدائنني ملخاطر أكرب‪ ،‬فإن تصفية الشركة وإهناء وجودها هو اخليار األفضل‪ ،‬وبذلك تقوم باتباع‬
‫جمموعة من اإلجراءات القانونية اليت هتدف من خالهلا إىل بيع موجوداهتا لغرض توفري األموال الضرورية اليت متكنها‬
‫من تسديد التزاماهتا املالية وفقا لألسبقية املوضوعة (سداد تكاليف إجراءات التصفية والض رائب للدولة مث الديون‬
‫املضمونة وبعدها غري املضمونة‪ ،‬ويأيت أخريا حاملي األسهم املمتازة مث العادية )‪" ،‬وتلجا الشركة إىل هذا اخليار‬
‫طوعيا بدال من أن يصبح ال طوعي عن طريق قيام الدائنني وأصحاب االستحقاقات املالية بإجبارها على التصفية‪،‬‬
‫حيث تكون يف هذه احلالة عرضة ملخاطر أعلى وتكاليف أكرب ‪ ،‬نتيجة بيع املوجودات بقيمة أقل بكثري مما لو مت‬
‫بيعها باختيار املنظمة"‪.3‬‬

‫‪ - 1‬رافعة إبراهيم الحمداني وميادة سالم األعرجي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪ - 2‬يونس الموسوي حيدر و عباس عبد هللا حيدر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.228‬‬
‫‪ - 3‬رافعة إبراهيم الحمداني وميادة سالم األعرجي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫خامسا‪ :‬البيع‬

‫لعل أحد أهم القرارات اليت ميكن ملالك الشركة املتعثرة اختاذها هو عرضها للبيع على حالتها تلك‪ ،‬أي نقل‬
‫حقوق ملكيتها إىل مالك جدد‪ ،‬وهو يف الغالب يشري إىل فشلهم يف إدارة ومواجهة الوضع القائم‪ ،‬وعجزهم عن‬
‫اختاذ القرارات الكفيلة بتجاوزها لدائرة اخلطر‪ ،‬يف حني يرى املالك اجلدد فرصا وحوافز كبرية يف الشركة املتعثرة‪ ،‬وهو‬
‫ما يدفعهم حىت لدفع أكثر من قيمتها احلقيقية‪ .‬وعلى العموم‪ ،‬ميكن أن تتم عملية التنازل هذه عرب العديد من‬
‫األساليب‪ ،‬نذكر منها‪:1‬‬

‫‪ ‬طرح الشركة للبيع عن طريق املزاد‪ :‬وتلتزم هذه الطريقة مببادئ العالنية والشفافية وتكافؤ الفرص بني‬
‫خمتلف املستثمرين املتقدمني لعملية الشراء عند إدارة املزاد؛‬
‫‪ ‬طريقة الدعوة لتقدمي عروض الشراء (األظرف املغلقة)‪ :‬وهي طريقة هتدف إىل اختيار أفضل املشرتين‬
‫سواء من الناحية املالية أو القدرة على تشغيل الشركة أو استغالهلا‪ ،‬وتقوم هذه الطريقة أيضا على املنافسة‬
‫احلرة املشروعة وعلى املساواة أيضا؛‬
‫‪ ‬طرح املؤسسة لالكتتاب العام و بيع األسهم يف البورصة‪ :‬وفيها يتم توسيع قاعدة امللكية وزيادة‬
‫مسامهة األفراد والعاملني إذا أرادوا ذلك‪ ،‬ويتم بإعالن نشرة لدعوة اجلمهور إىل االكتتاب يف أسهم‬
‫الشركة العامة حمل البيع بعد تقييمها وحتديد سعر السهم املعروض‪ ،‬وعدد األسهم لكل شخص مدعو‬
‫لالكتتاب ومكان ذلك بعد أخذ موافقة السلطات الرمسية‪ ،‬وحتتاج هذه الطريقة إىل سوق مالية نشطة‬
‫وواعية‪ ،‬وبذلك تكون من أفضل الطرق واألساليب لبيع الشركات املطروحة للبيع‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬ماهية التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬
‫ترتبط مفاهيم التنبؤ بشكل عام بالعديد من جماالت احلياة‪ ،‬حيث ميارسه األفراد بصفة طوعية أو غري إرادية‬
‫بشكل مستمر يف عالقاهتم الشخصية ويف تعامالهتم مع اآلخرين‪ ،‬كما توليه منظمات األعمال أمهية بالغة على‬
‫مستوى كافة األنشطة التشغيلية واإلسرتاتيجية‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل حجم املبالغ اليت تستثمرها يف التنبؤ‬
‫بنجاح عملية طرح منتج جديد‪ ،‬أو إقامة مشروع استثماري‪ ،‬كما تعتمد الدولة على التنبؤات املتعلقة بتأثريات‬
‫السياسات والقرارات املتخذة من قبل صناع القرار فيها على املؤشرات االقتصادية واالجتماعية للبلد‪ ،‬وعلى هذا‬
‫األساس يظهر أن لعملية التنبؤ أمهية بالغة يف حياة األفراد واجملتمعات‪.‬‬

‫‪ - 1‬الشريف ريحان وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫يعرف التنبؤ على مستوى الشركات بشكل عام على أنه‪" :‬الدراسات املتعلقة باملستقبل سواء احتوت هذه‬
‫الدراسات على تقديرات تعتمد على األسلوب الشخصي أم انتهجت املنهج التخطيطي باتباع أساليب علمية‬
‫منظمة وشاملة‪ ،‬أو استخدمت أساليب رياضية وإحصائية لقياس العالقات الدالية بني املتغريات للوصول إىل‬
‫معدالت التغري بينها"‪.1‬‬

‫كما أن هناك من يشري إليه على أنه‪" :‬مجيع األنشطة اليت تتناول جتميع البيانات واملعلومات اليت تبني كل‬
‫العوامل والظروف واملتغريات احملتملة يف املستقبل‪ ،‬واليت تؤثر يف جممل األنشطة والفعاليات اليت تؤديها الشركة"‪.2‬‬
‫يرتكز التعريف على مدخالت عملية التنبؤ اليت تستلزم اإلحاطة جبميع العوامل والظروف واملتغريات اليت ختص‬
‫الظاهرة احملتملة احلدوث يف املستقبل‪ ،‬واليت ميكن أن تنعكس آثارها على نشاط الشركة‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فهناك من يرى انصراف معناه إىل‪" :‬الكشف عن املستقبل وتقديره باستخدام املنهج‬
‫العلمي"‪ ، 3‬وهو تعريف عام يربط التقدير املستقبلي باألسلوب العلمي فقط‪.‬‬

‫كما أن هناك من يرى أنه‪" :‬عبارة عن استخدام املنهج العلمي الستقراء األحداث املستقبلية‪ ،‬وحماولة‬
‫السيطرة على حالة التغري يف عوامل البيئة أو التكيف معها لتحقيق األهداف املنشودة‪ ،‬وجتنب الشركة التعرض‬
‫حلاالت التعثر والفشل"‪ ، 4‬ويضيف هذا التعريف اهلدف أو الغاية من عملية التنبؤ‪ ،‬وأهنا نتاج حالة عدم التأكد‬
‫النامجة عن التغريات يف بيئة النشاط‪.‬‬

‫ويقصد بالتنبؤ أيضا‪ " :‬الدراسات املتعلقة بالتقديرات يف املستقبل سواء اعتمدت تلك التقديرات على‬
‫األسلوب الشخصي أو األسلوب العلمي املنظم والشامل"‪.5‬‬

‫‪ - 1‬علي فضالة أبو الفتوح‪ ،‬إستراتيجية القوائم المالية‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ - 2‬غازي عبد العزيز سليمان البياتي‪ ،‬قيمة المعلومات المحاسبية التنبؤية ودورها في الرقابة مع التركيز على الرقابة القبلية (السابقة)‪ ،‬مجلة‬
‫تكريت للعلوم اإلدارية واإلقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،2007 ،7‬ص ‪.4‬‬
‫‪ - 3‬وحيد محمود رمو وسيف عبد الرزاق محمد الوتار‪ ،‬إستخدام أساليب التحليل المالي في التنبؤ بفشل الشركات المساهمة الصناعية‪ :‬دراسة على‬
‫عينة من الشركات المساهمة الصناعية العراقية المدرجة في سوق العراق لألوراق المالية‪ ،‬مجلة تنمية الرافدين‪ ،‬المجلد ‪ ،32‬العدد ‪،2010 ،100‬‬
‫ص ‪.15‬‬
‫‪ - 4‬زهراء صالح الخياط‪ ،‬استخدام نموذج ‪ Sherrord‬للتنبؤ بفشل المصارف‪ :‬دراسة تطبيقية لعينة من المصارف األهلية في محافظة نينوى‬
‫للمدرة ( ‪ ،)2009- 2007‬مجلة تنمية الرافدين‪ ،‬العدد ‪ ،115‬المجلد ‪ ،2014 ،36‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 5‬عبد الشكور عبد الرحمن موسى الفرا‪ ،‬أهمية القوائم المالية في التنبؤ بالتعثر المالي للشركات المساهمة الصناعية السعودية لصناعة اإلسمنت‬
‫–دراسة تحليلية على القوائم والتقارير المالية المنشورة للشركات المساهمة الصناعية السعودية لصناعة اإلسمنت باستخدام نموذج ‪Altman‬‬
‫‪ Z-Score 2000‬ونموذج ‪ ،Springate 1978‬مجلة الدراسات المالية المحاسبية واإلدارية‪ ،‬العدد ‪ ،7‬جوان ‪ ،2017‬ص ‪.748‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫كما يشري إىل العملية اليت يتم من خالهلا "التخطيط ووضع االفرتاضات حول أحداث املستقبل باستخدام‬
‫تقنيات خاصة عرب فرتات زمنية خمتلفة‪ ،‬وبالتايل فهو العملية اليت يعتمد عليها املدراء أو متخذو القرارات يف تطوير‬
‫االفرتاضات حول أوضاع املستقبل"‪.1‬‬

‫يظهر من التعريفات السابقة أن التنبؤ هو عملية تقديرية متعلقة أساسا باملستقبل‪ ،‬وأن هذه التقديرات‬
‫تتخذ أشكاال متعددة؛ فمنها ما يعتمد على التقديرا ت الشخصية‪ ،‬ومنها ما يبىن على أساس املناهج العلمية‬
‫املنظمة والشاملة‪ ،‬كما أن هناك من يستخدم األساليب الرياضية واإلحصائية‪.‬‬

‫وهنا ال بد من بيان أن هناك بعض التداخل والتكامل بني األساليب السابق ذكرها مبا جيعلها حمددات‬
‫أساسية لنجاح عملية التنبؤ؛ حيث أن دقة الت نبؤ بالنسبة للتقديرات الشخصية املبنية على أسس علمية منظمة‬
‫وشاملة ختتلف من حيث نتائجها اختالفا جوهريا عن التقديرات املبنية على أهواء أو خلفيات أو مالحظات‬
‫عشوائية‪ ،‬كما أن استخدام األساليب الرياضية واإلحصائية دون التقيد باملنهج العلمي املنظم ميكن أن يؤدي إىل‬
‫نتائج مغايرة متاما ملا ميكن أن يكون عليه الوضع حقيقة‪.‬‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬ميكن استخالص املعاين األساسية لعملية التنبؤ‪ ،‬من حيث كوهنا ترتبط أساسا بــ‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬حدث مستقبلي ‪ ،‬وعليه فإن عامل الزمن املتاح قبل حدوث الظاهرة املتنبأ هبا هو عامل مهم ملصداقية‬
‫ودقة نتائج العملية التنبؤية؛‬
‫‪ -‬نتاج حالة عدم التأكد (ترتبط باملخاطرة)‪ ،‬حيث من غري املنطقي التنبؤ حبدوث ظاهرة مؤكدة الوقوع؛‬
‫‪ -‬عملية تقديرية لظاهرة معينة‪ ،‬أو متغري معني‪ ،‬أو جمموعة من الظواهر و‪/‬أو املتغريات؛‬
‫‪ -‬مدى فهمنا وإحاطتنا بالعوامل املؤثرة يف الظاهرة املراد التنبؤ هبا؛‬
‫‪ -‬توفر معلومات أو بيانات حول الظاهرة املراد التنبؤ هبا (مدخالت عملية التنبؤ) باحلجم والنوعية‬
‫املالئمتني؛‬
‫‪ -‬استخدام املنهج العلمي (مدعوم باألحكام اإلنسانية واحلدس والبديهة)؛‬
‫‪ -‬إمكانية القيام بالعملية من خالل العديد من اآلليات‪ :‬أحكام شخصية‪ ،‬أساليب رياضية‪ ،‬أساليب‬
‫إحصائية‪.‬‬

‫‪ - 1‬موسى عساوس ومراد آيت محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.276‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫أما فيما خيص التنبؤ املايل فيعرف على أنه‪" :‬جمموعة التقديرات والنتائج املتعلقة باملستقبل‪ ،‬واليت يتم‬
‫إعدادها بناء على أسس علمية وأساليب رياضية وإحصائية باستخدام بيانات مالية تارخيية سابقة للوصول إىل‬
‫معلومات مستقبلية‪ ،‬هبدف املساعدة يف مواجهة الظواه ر واألحداث والنتائج املالية املستقبلية"‪ ،1‬يُظهر التعريف‬
‫ارتكاز عملية التنبؤ املايل للفرتات الالحقة على البيانات املالية التارخيية السابقة‪ ،‬وهذا ما يثري مسألة خصائص‬
‫املعلومة املالية يف حد ذاهتا‪ ،‬حيث أن دقة ومصداقية التنبؤات املستقبلية تعتمد أساسا على نوعية املعلومة املالية‬
‫املعدة‪ ،‬ومدى مالءمتها الختاذ القرار‪.‬‬

‫أما عملية التنبؤ بالتعثر املايل فهي‪":‬حماولة التنبؤ بوضع الشركة مستقبال من خالل قوائمها املالية‪ ،‬ومعرفة‬
‫مدى إمكانية استمراريتها واألخطار احملتملة اليت تواجهها‪."2‬‬

‫كما أن هناك من يعتربها‪" :‬عملية حسابية لتقدير املتغريات املستقبلية احملتملة من خالل دراسة النسب‬
‫املالية اليت ميكن احلصول عليها من خالل القوائم املالية املنشورة"‪.3‬‬

‫ويظهر من التعريفني السابقني أمهية االعتماد على املعلومات املالية (الكمية) يف التنبؤ بإمكانية التعرض‬
‫حلالة التعثر املايل‪ ،‬وذلك من خال ل استقراء املؤشرات والنسب املالية اليت ميكن احلصول عليها باستخدام تقنيات‬
‫التحليل املايل‪ ،‬كما نالحظ إمهاهلما الكلي ألمهية املؤشرات النوعية يف التنبؤ بالظاهرة‪.‬‬

‫وميكن القول أن التنبؤ بالتعثر املايل هو‪ :‬عملية تقدير إلمكانية تعرض الشركة لظاهرة موصوفة (التعثر) يف‬
‫املستقبل باستخدام املنهج العلمي املنظم يف معاجلة وحتليل البيانات واملعلومات املرتبطة بالظاهرة‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أمهية التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫حيتل التنبؤ بالتعثر املايل للشركات أمهية كبرية يف جمال اإلدارة املالية بصورة خاصة‪ ،‬ملا يرتتب على تعثر‬
‫الشركات من أضرار كبرية لألطراف ذات املصلحة يف الشركة‪ ،‬كما حيقق التنبؤ بالتعثر العديد من املزايا اإلجيابية ملن‬
‫يتوقعه يف الوقت املناسب‪ ،‬حيث ميكنهم من اختاذ اإلجراءات الالزمة ملعاجلته يف مراحله املبكرة من ناحية‪ ،‬وجتنب‬
‫الوصول إىل اإلفالس والتصفية من ناحية أخرى‪ . 4‬وتنبع أمهية التنبؤ بالتعثر املايل من اهتمام العديد من اجلهات‬
‫هبذا املوضوع‪ ،‬حيث ميثل التنبؤ بالتعثر أمهية كبرية للجهات اآلتية‪:‬‬

‫‪ - 1‬زهراء صالح الخياط‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫‪ - 2‬موسى عساوس ومراد آيت محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪ - 3‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪ - 4‬وحيد محمود رمو وسيف عبد الرزاق محمد الوتار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫‪ ‬اإلدارة‪ :‬حيث هتتم هبذا املوضوع ألجل التعرف على مؤشرات التعثر املايل وأسبابه وسبل معاجلته‪ ،1‬كما‬
‫أهنا ميكن أن تكون عرضة لإلقالة بسبب تعرض الشركة ملثل هذه الظروف‪ ، 2‬فالطاقم اإلداري للشركة هو‬
‫واضع إسرتاتيجية الشركة ومنفذها حتت إشراف الرئيس التنفيذي )‪ (CEO‬أو املدير العام‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإنه‬
‫املسؤول األول عن النتائج احملققة‪ ،‬وهذا ما جيعل استشرافه للوضع املستقبلي أمرا ضروريا من أجل القيام‬
‫باإلجراءات التصحيحية املالئمة‪.‬‬
‫‪ ‬املستثمرون‪ :‬حيث يهتم املستثمرون بالتنبؤ بتعثر الشركات هبدف ترشيد عملية اختاذهم للقرارات‬
‫االستثمارية واملفاضلة بني البدائل املتاحة‪ ،‬وجتنب االستثمارات ذات املخاطر العالية‪ ،3‬ومن املؤكد أن أمهية‬
‫التنبؤ بالتعثر قد ختتلف باختالف طبيعة املستثمرين ما بني مستثمرين حاليني ومستقبليني‪ ،‬وأصحاب‬
‫حقوق امللكية وحاملي السندات‪.‬‬
‫‪ ‬الدادنون‪ :‬حيث ميكن اعتبار البنوك واملقرضني اآلخرين أهم املستفيدين من التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‪،‬‬
‫فمن ضمن أهم النشاطات اليت يقومون هبا بصفة مستمرة هي تقييم املخاطر االئتمانية لعمالئهم‪ ،4‬وهلذا‬
‫فهي جد مهمة بالنسبة إليهم من أجل حتديد حجم املخاطر وطرق إدارهتا‪ ،‬وإسرتاتيجية التعامل مع‬
‫العمالء املتعثرين‪ ،‬وشروط منح االئتمان مبا فيها معدالت الفائدة املطبقة‪ ،‬وطرق التسديد والضمانات‬
‫املقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬اجلهات احلكومية‪ :‬حيث يندرج ضم ن مهامها الرقابية والتنظيمية مسؤولية متابعة ورصد بيئة نشاط‬
‫الشركات‪ ،‬وضمان الظروف املالئمة لتحسني األداء والفعالية االقتصادية‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن ينعكس‬
‫على نوعية املؤشرات االقتصادية واالجتماعية للبلد‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن التنبؤ بإمكانية تعرض أحد أهم مكونات‬
‫االقتصاد ملشاكل مالية مستقبلية قد يسمح لصناع القرار باختاذ التدابري الالزمة من أجل احلد أو جتنب‬
‫اآلثار السلبية النامجة عن ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬مرايعو احلسابات‪ :‬حيث تقع عليهم مسؤولية تدقيق ومراجعة القوائم املالية لتلك الشركات‪ ،‬واملصادقة‬
‫على صحتها ومدى تعبريها الصادق عن مركزها املايل ونتيجة نشاطها‪ ،‬ما ميكن من حتديد نقاط املخاطرة‬
‫فيها ومدى مالءمة العائد على األموال املستثمرة فيها‪.‬‬

‫‪ - 1‬انتصار سليماني‪ ،‬التنبؤ بالتعثر المالي باستخدام نموذج ‪ Sherrod‬دراسة تطبيقية على المؤسسات الصناعية الجزائرية‪ ،‬مجلة مقاربات‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،2016 ،1‬ص ‪.261‬‬
‫‪2 - Edward I. Altman and Edith Hotchkiss, Op. Cit., p 221.‬‬

‫‪ - 3‬انتصار سليماني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.261‬‬


‫‪4 - Edward I. Altman and Edith Hotchkiss, Op. Cit., p 282.‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫‪ ‬أصحاب املصلحة اآلخرين‪ :‬حيث ميكنهم التنبؤ بالتعثر املايل للشركة من حتديد اآلثار اليت ُحيتمل أن‬
‫تنعكس عليهم‪ ،‬وهذا ما يسمح هلم باختاذ التدابري الالزمة من أجل تفادي أو التخفيف من هذه اآلثار‬
‫على األقل‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مناذج التنبؤ بالتعثر‪/‬الفشل املايل للشركات‬

‫تعترب مرحلة الثالثينات من القرن املاضي بداية االهتمام مبوضوع التنبؤ بالتعثر‪/‬الفشل املايل للشركات‪ ،‬من‬
‫خالل أعمال عدد من الباحثني األمريكيني الذين قاموا باستخدام بعض النسب املالية للتنبؤ‪ ،‬إال أن استمرار وقوع‬
‫الظاهرة وتأثرياهتا الواسعة على كل من املالكني‪ ،‬والدائنني وكافة األطراف ذات املصلحة‪ ،‬وموازاة مع اجلدل الذي‬
‫أثري حول مسألة دور مدقق احلسابات يف اإلبالغ عن احتمال الفشل املايل مطلع الستينات؛ جعلها حمور اهتمام‬
‫الباحثني واملمارسني حول العامل‪ ،‬فحاولوا من خالل عدد من األعمال والدراسات الوصول إىل التوليفة املثالية من‬
‫املؤشرات اليت متكنهم من معرفة أو التنبؤ بإمكانية تعرض الشركة هلذه الظاهرة‪.‬‬

‫هناك مناذج متعددة لقياس والتنبؤ بالتعثر‪/‬الفشل املايل للمشروعات االستثمارية وأغلب هذه النماذج بنيت‬
‫على معادلة االحندار ‪ ،‬واليت تعتمد على جمموعة من املتغريات وأوزان نسبية معينة لكل متغري‪ ،‬وختتلف هذه‬
‫املتغريات من منوذج إىل آخر‪ ،‬باإلضافة إىل اختالف األوزان النسبية‪ ،‬وكل ذلك بسبب اختالف الظروف‬
‫االقتصادية للمشروعات‪ ،‬وبالتايل فإن النموذج الذي ينطبق على مشروع معني ليس بالضرورة أن ينطبق على‬
‫املشروع اآلخر‪ ،‬وهذه من ضمن السلبيات اليت تؤخذ على مناذج التنبؤ بالتعثر‪/‬الفشل املايل‪ .1‬وعلى العموم‪ ،‬ميكن‬
‫تصنيف مناذج التعثر‪/‬الفشل املايل إىل صنفني‪ : 2‬مناذج أحادية املتغري‪ ،‬ومناذج متعددة املتغريات‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬النماذج أحادية املتغري للتنبؤ بالتعثر‪/‬الفشل املايل‬

‫وهو اجتاه قدمي يف تكوين مناذج التنبؤ بالتعثر‪/‬الفشل املايل للشركات؛ حيث يعتمد على نسبة مالية وحيدة‪،‬‬
‫ومن بني الدراسات اليت متيزت بأسلوب املتغري الوحيد نذكر‪:3‬‬

‫ومن أفضل النسب اليت توصلت إليها هذه الدراسة يف التمييز بني‬ ‫(‪:)Pitz Patrik, 1932‬‬ ‫‪ ‬دراسة‬
‫املؤسسات االقتصادية جند‪ :‬حقوق امللكية ‪ /‬جمموع اخلصوم‪ ،‬العائد ‪ /‬حقوق امللكية‪.‬‬

‫‪ - 1‬شريف غياط وعبد المالك مهري‪ ،‬تحليل أسباب وأبعاد فشل األداء المالي للمشروعات االستثمارية والتنبؤ به باستخدام نموذج التحليل والتنبؤ‬
‫"دراسة تطبيقية لبعض المشاريع على مستوى الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بالجزائر"‪ ،‬مجلة رؤى اقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪،2015‬‬
‫ص ‪.12‬‬
‫‪ - 2‬جورج فوستر‪ ،‬تحليل القوائم المالية‪ ،‬ترجمة‪ :‬خالد عل ي كاجيجي وإبراهيم ولد محمد فال‪ ،‬دار المري خ للنشر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،2011 ،‬‬
‫ص ‪493‬‬
‫‪ - 3‬الشريف ريحان وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.07‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫‪ ‬دراسة )‪ :(Winakor & Smith, 1935‬ومتثلت أفضل نسبة توصلت إليها هذه الدراسة يف التمييز بني‬
‫املؤسسات االقتصادية يف‪ :‬صايف رأس املال العامل ‪ /‬جمموع املوجودات‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة (‪ :)Merwin, 1942‬وكانت أفضل النسب هي‪ :‬نسبة التداول‪ ،‬صايف رأس املال العامل‪ /‬جمموع‬
‫األصول‪ ،‬حقوق امللكية ‪ /‬جمموع اخلصوم‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬النماذج متعددة املتغريات للتنبؤ بالتعثر‪/‬الفشل املايل‬

‫تعترب من النماذج احلديثة اليت تسعى إىل استخراج توليفة متكاملة من النسب واملؤشرات املالية الكمية و‪/‬أو‬
‫غري الكمية (النوعية) اليت تسمح بالتمييز بني الشركات السليمة واملتعثرة‪/‬الفاشلة ماليا‪ ،‬وكذا التنبؤ والكشف عن‬
‫إمكانية تعرضها للظاهرة‪ ،‬وميكن تقسيمها إىل جمموعتني أساسيتني‪ : 1‬النماذج اإلحصائية وتقنيات احلوسبة اللينة‪.‬‬
‫‪(Multiple‬‬ ‫‪Discriminant‬‬ ‫‪ :(Statistical‬كالتحليل التمييزي املتعدد‬ ‫) ‪Models‬‬ ‫‪ ‬النماذج اإلحصادية‬
‫‪ ،(Multivariate‬والتوزيعات االحتمالية‬ ‫)‪logistic regression‬‬ ‫واالحندار اللوجسيت املتعدد‬ ‫)‪،Analysis‬‬

‫‪(Probit‬‬ ‫)‪Models‬‬ ‫‪ ،(Multivariate‬ومناذج بروبت‬ ‫)‪Probability Distributions‬‬ ‫متعددة املتغريات‬


‫وغريها؛‬
‫‪ :(Soft‬واليت تعد أحد احلقول العلمية للذكاء‬ ‫) ‪Computing Techniques‬‬ ‫‪ ‬تقنيات احلوسبة اللينة‬
‫‪ ، (Computational‬أي استخدام طرق وتقنيات الذكاء‬ ‫)‪Intelligence‬‬ ‫احلاسويب يف حتليل البيانات‬
‫‪(Neural‬‬ ‫االصطناعي لتقدمي حلول عملية للمشاكل املختلفة‪ ،‬ومن أمهها‪ :‬الشبكات العصبية‬
‫‪(Expert‬‬ ‫)‪Systems‬‬ ‫‪ (Genetic‬والنظم اخلبرية‬ ‫)‪Algorithms‬‬ ‫)‪ ،Networks‬اخلوارزميات الوراثية‬
‫وغريها‪.2‬‬

‫وتعد النماذج اإلحصائية أكثر النماذج استخداما‪ ،‬فحسب دراسة ‪ (Aziz & Dar, 2006)3‬فإن ‪ %64‬من‬
‫من الدراسات اعتمدت على التقنيات احلاسوبية‪ ،‬يف‬ ‫و‪%25‬‬ ‫الدراسات امليدانية استخدمت النماذج اإلحصائية‪،‬‬
‫حني أن ‪ %11‬اعتمدت على مناذج أخرى‪.‬‬

‫‪1 -Tomasz‬‬ ‫‪Korol, Early warning models against bankruptcy risk for Central European and Latin American‬‬
‫‪enterprises, Economic Modelling, Vol. 31, March 2013, p 23.‬‬
‫‪2 -Solomon Samanhyia et al., Financial distress and bankruptcy prediction: Evidence from Ghana, Expert‬‬

‫‪Journal of Finance, Vol. 4, 2016, p 56.‬‬


‫‪3 -Tomasz Korol, Op. Cit., p 23.‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫أما فيما خيص الدراسات اليت توصلت إىل تقدمي مناذج قادرة على التنبؤ بالتعثر‪/‬الفشل املايل للشركات‬
‫إىل إحصائه ملا يزيد عن ‪ 400‬دراسة حول العامل‪ ،‬غري أننا سنكتفي بذكر أهم وأشهر‬ ‫‪) Korol, 2013(1‬‬ ‫فيشري‬
‫مناذج هذه الدراسات‪:‬‬
‫‪(Beaver, 1966)2‬‬ ‫‪ ‬منوذج‬

‫يعترب )‪ (Beaver‬أول من وضع فكرة بناء منوذج لقياس فشل الشركات عام ‪ ،1966‬حيث قام ببناء منوذج‬
‫قائم على أساس ما يعرف بالنسب املالية املرك بة‪ ،‬واستخدم أسلوب التحليل األحادي من خالل حتليل كل نسبة‬
‫خلمس (‪ ) 5‬سنوات متتالية‪ ،‬ليتم بعدها فحص هذه النسب والبحث عن تلك اليت تعطي بشكل أدق وأصدق‬
‫مؤشر على جناح الشركة أو فشلها‪ ، 3‬وقد اعتمد الباحث يف دراسته على البيانات املالية لـ ‪ 79‬شركة فاشلة تنشط‬
‫يف صناعات خمتلفة (‪ 38‬صناعة) وغري متماثلة من حيث حجم األصول (ما بني ‪ 6‬و‪ 45‬مليون دوالر)‪ ،‬و‪ 79‬شركة‬
‫سليمة ماليا متاثل كل منها شركة من الشركات الفاشل ة ماليا من حيث نوع الصناعة وحجم األصول يف الفرتة ما‬
‫نسبة مالية ملدة مخس (‪ )5‬سنوات متتالية‪ ،‬وحتليلها‬ ‫‪30‬‬ ‫بني (‪ .) 1964- 1954‬قام الباحث بعدها باختبار‬
‫ومقارنتها من أجل التوصل إىل أدق النسب تصنيفا للشركات من حيث كوهنا فاشلة أو سليمة ماليا‪ ،‬وقد توصلت‬
‫الدراسة إىل أن النسب التالية هي أصدق املؤشرات على جناح الشركة أو فشلها‪:‬‬

‫‪ -‬التدفق النقدي إىل الدين الكلي؛‬


‫‪ -‬صايف الدخل إىل إمجايل األصول؛‬
‫‪ -‬إمجايل الديون إىل إمجايل األصول؛‬
‫‪ -‬رأس املال العامل إىل إمجايل األصول؛‬
‫‪ -‬األصول املتداولة إىل اخلصوم املتداولة؛‬
‫‪ -‬نسبة التداول السريعة [((األصول املتداولة ‪-‬املخزونات) ‪ -‬اخلصوم املتداولة) ‪(( /‬املبيعات – الربح قبل‬
‫الفوائد والضرائب – االهتالكات واملؤونات) ‪.])360 /‬‬

‫‪1 -Ibid,‬‬
‫‪p 22.‬‬
‫‪2 -William‬‬‫‪H. Beaver, Financial Ratios as Predictors of Failure, Journal of Accounting Research, Empirical‬‬
‫‪Research in Accounting: Selected Studies, Vol. 4, 1966, p.p 71-111.‬‬
‫‪ - 3‬عمر شريقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.224‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫‪(Altman,‬‬ ‫منوذج‪1968)1‬‬ ‫‪‬‬

‫شركة‬ ‫‪66‬‬ ‫يعترب منوذج )‪ (Altman‬للتنبؤ بالتعثر املايل للشركات نتاج دراسة ميدانية لعينة مكونة من‬
‫منها متعثرة‪ ،‬قام الباحث خالهلا باستخدام ‪ 22‬نسبة مالية للتقييم مقسمة إىل مخس (‪ )5‬جمموعات‪:‬‬ ‫‪33‬‬ ‫صناعية‪،‬‬
‫السيولة )‪ ،(Liquidity‬الرحبية )‪ ،(Profitability‬الرافعة املالية )‪ ،(Leverage‬املالءة )‪ (Solvency‬والنشاط‬
‫)‪ ، (Activity‬مت استخراجها باالعتماد على القوائم املالية املفصح عنها من قبل هذه الشركات‪ .‬ويعترب كل من‬
‫شيوع االستخدام األكادميي للمؤشر وأمهيته بالنسبة للموضوع مها املعياران اللذان مت على أساسهما اختيار هذه‬
‫املؤشرات املالية‪ ،‬كما قدم الباحث بعض املؤشرات املالية اليت مل يتم استخدامها من قبل (مبتكرة)‪.‬‬

‫من خالل االعتماد على أسلوب التحليل التمييزي املتعدد )‪ (MDA‬يف معاجلة البيانات وحتليلها توصل‬
‫الباحث إىل بناء أحد أكثر النماذج شهرة للتنبؤ بالتعثر املايل للشركات؛ حيث مت اختيار مخس (‪ )5‬نسب مالية‬
‫مرجحة مبعامالت ذات داللة وقدرة عالية على التمييز بني الشركات املتعثرة والسليمة من جهة‪ ،‬ودقة كبرية يف‬
‫التنبؤ مبخاطر التعثر املايل من جهة أخرى (‪ .) %95‬وقد عرفت معادلته بــ‪ Z-Score Model :‬حسب الصيغة‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪Z-score = 1.2 X1 + 1.4 X2 + 3.3 X3 + 0.6 X4 + 0.999 X5‬‬

‫حيث أن‪:‬‬

‫‪ = X1‬رأس املال العامل‪ /‬إمجايل األصول؛‬


‫‪ = X2‬األرباح احملتجزة‪ /‬إمجايل األصول؛‬
‫‪ = X3‬األرباح قبل الفوائد والضرائب ‪ /‬إمجايل األصول؛‬
‫‪ =X4‬القيمة السوقية حلقوق امللكية ‪ /‬إمجايل الديون (طويلة األجل ‪ +‬قصرية األجل)؛‬
‫‪ = X5‬املبيعات ‪ /‬إمجايل األصول؛‬
‫‪ =Z‬مؤشر إمجايل‪.‬‬
‫وقد أوضح )‪ (Altman‬أن أكثر النسب مسامهة يف الفصل بني جمموعة الشركات املتعثرة وغري املتعثرة هي‬
‫(‪ ) X3‬واليت متثل نسبة الرحبية‪ ،‬وهذا أمر منطقي‪ ،‬إذ أن أهم األهداف اليت تسعى إليها الشركات هو الربح‪ ،‬وإن مل‬

‫‪1-‬‬‫‪Edward I. Altman, Financial Ratios, Discriminant Analysis and the Prediction of Corporate Bankruptcy,‬‬
‫‪The Journal of Finance, Vol. 23, No . 4, Sep. 1968, p.p 589-609.‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫يتحقق هذا اهلدف فسوف يدل صراحة أو ضمنا على أن الشركة عاجزة عن تغطية تكاليفها ومن مث فهي عاجزة‬
‫عن سداد التزاماهتا إىل اآلخرين‪ ،‬وهذا ما يشري إىل ما إذا كانت الشركة متعثرة أو غري متعثرة‪.1‬‬

‫يتم احلكم على ما إذا كانت الشركة سليمة (ناجحة) أو معرضة ملخاطر التعثر املايل من خالل قيمة‬
‫(‪)Z-Score‬؛ حيث أن ارتفاع قيمة املؤشر هي داللة على سالمة املركز املايل للشركة والعكس صحيح‪ ،‬وقد وضع‬
‫الباحث املعايري التالية للحكم‪:2‬‬

‫أكرب من أو تساوي ‪ 2.99‬فإن الشركة قادرة على االستمرار (سليمة)؛‬ ‫قيمة (‪)Z-Score‬‬ ‫‪ -‬إذا كانت‬
‫‪ -‬إذا كانت قيمة (‪ )Z-Score‬أقل من أو تساوي ‪ 1.81‬فالشركة مهددة خبطر التعثر املايل‪ ،‬وحيتمل إفالسها؛‬
‫فهي شركات يصعب تصنيفها أو‬ ‫‪ 1.81‬و‪2.99‬‬ ‫فيها ما بني‬ ‫(‪)Z-Score‬‬ ‫‪ -‬أما الشركات اليت ترتاوح قيمة‬
‫إعطاء قرار حاسم بشأهنا‪ ،‬وهلذا فقد أطلق عليها الباحث تسمية "املنطقة الرمادية"‪ ،‬وعليه فإهنا حتتاج إىل‬
‫املزيد من الدراسة والبحث والتحليل‪.‬‬

‫إن اعتماد النموذج على القيمة السوقية ألسهم الشركات هو أحد العوامل اليت حتد من إمكانية تطبيقه‬
‫على الشركات الغري مدرجة يف السوق املالية‪ ،‬كما أن النموذج يعطي أمهية كبرية لنسبة املبيعات إىل إمجايل‬
‫األصول‪ ،‬وحيث أن هذه النسبة ختتلف باختالف الصناعات‪ ،‬فإن هذا ما ميكنه أن يرهن دقة النتائج املتوصل‬
‫إليها يف حال ما مت تطبيقه على جماالت صناعية أخرى‪ ،‬ناهيك عن استخدامه يف بيئات أعمال خمتلفة‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ما سبق‪ ،‬فإن وجود ارتباط داخلي بني النسب املالية املستخدمة بوصفها متغريات عند بناء‬
‫النموذج تؤدي إىل أن يكون ارتباط النسب املالية (املتغريات) بالتعثر املايل ارتباطا خاطئا‪ ،‬وهو ما يعرف بظاهرة‬
‫االزدواج اخلطي‪ ،‬كما مل يتمكن هذا ا لنموذج من قياس التعثر باملنطقة الرمادية‪.3‬‬

‫‪(Springate,‬‬ ‫)‪1978‬‬ ‫‪ ‬منوذج‬

‫اعتمد الباحث )‪ (Gordan Springate‬يف إجنازه للدراسة على أسلوب التحليل التمييزي املتعدد )‪(MDA‬‬
‫الختبار جمموعة من النسب املالية (‪ 19‬نسبة) والتعرف على أكثر أربع (‪ )4‬نسب دق ة يف التنبؤ باحتمالية التعثر‬
‫املايل‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إىل النموذج التايل‪:4‬‬

‫‪ - 1‬وحيد محمود رمو وسيف عبد الرزاق محمد الوتار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.21- 20‬‬
‫‪2 -Edward‬‬ ‫‪I. Altman, Op. Cit., p 606.‬‬
‫‪ - 3‬علي سليماني النعامي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪4-‬‬‫‪Januari et al., The analysis of the bankruptcy potential comparative by Altman Z-Score, Springate and‬‬
‫‪Zmijewski Methods at cement companies listed in Indonesia Stock Exchange, IOSR Journal of Business and‬‬
‫‪Management, Vol. 19, N°. 10, October 2017, p 82.‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬
‫‪Z = 1.03 X1 + 3.07 X2 + 0.66 X3 + 0.4 X4‬‬

‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ = X1‬رأس املال العامل ‪ /‬إمجايل األصول؛‬
‫‪ = X2‬األرباح قبل الفوائد والضرائب ‪ /‬إمجايل األصول؛‬
‫‪ = X3‬األرباح قبل الضرائب ‪ /‬اخلصوم املتداولة؛‬
‫‪ = X4‬صايف املبيعات ‪ /‬جمموع األصول؛‬
‫‪ =Z‬مؤشر إمجايل‪.‬‬

‫لتحديد واحلكم على احتمالية التعرض حلالة التعثر املايل حيث‪:‬‬ ‫قيمة )‪(Z‬‬ ‫ويعتمد النموذج على‬

‫‪ -‬إذا كانت قيمة )‪ (Z‬أكرب من ‪ 0.862‬فهذا يعين سالمة املركز املايل للشركة؛‬
‫‪ -‬إذا كانت قيمة )‪ (Z‬أقل من ‪ 0.862‬فمعىن ذلك أن الشركة متعثرة أو يف طريقها إىل التعثر‪.‬‬

‫وقد بلغت دقة النموذج نسبة ‪ %92.5‬يف تصنيفه لألربعني (‪ ) 40‬شركة اخلاضعة للدراسة‪ ،‬وهي نسبة جيدة‪.‬‬

‫‪ ‬منوذج )‪(Kida, 1980‬‬

‫يعترب منوذج )‪ (Kida, 1980‬أحد أهم النماذج املستخدمة يف عملية التنبؤ باحتمالية تعرض الشركات حلالة‬
‫التعثر املايل‪ ،‬وهذا من خالل االعتماد على مخس (‪ )5‬نسب مالية مقدرة بأوزان نسبية كمتغريات مستقلة وقيمة‬
‫)‪ (Z‬كمتغري تابع‪ ،‬كما هو مبني يف املعادلة التالية‪:1‬‬
‫‪Z = 1.042 X1 + 0.42 X2 – 0.461 X3 -0.463 X4 + 0.271 X5‬‬

‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ =X1‬صايف الربح بعد الفوائد والضرائب ‪ /‬جمموع األصول؛‬
‫‪ = X2‬جمموع حقوق املسامهني (األموال اخلاصة) ‪ /‬جمموع الديون؛‬
‫‪ = X3‬األصول اجلارية (النقديات ‪ / )quick assets‬اخلصوم املتداولة؛‬
‫‪ =X4‬صايف املبيعات ‪ /‬جمموع األصول؛‬
‫‪ =X5‬النقدية ‪ /‬جمموع األصول؛‬
‫‪ =Z‬مؤشر إمجايل‪.‬‬

‫‪ - 1‬عمر شريقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.226‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫يعتمد النموذج يف حكمه على قيمة وإشارة )‪(Z‬؛ حيث أنه كلما ارتفعت قيمة (‪ )Z‬عن الصفر دل ذلك‬
‫على سالمة املركز املايل للشركة وأهنا يف منأى عن التعثر‪ ،‬بينما تعرب القيمة السالبة ل ـ (‪ )Z‬عن وجود هتديد بتعثر‬
‫الشركة وفشلها‪ .‬وقد أثبت هذا النموذج دقة وقدرة عالية على التصنيف والتنبؤ بلغت ‪ %90‬لعينة الدراسة قبل سنة‬
‫من وقوع الظاهرة‪.‬‬

‫‪(Altman,‬‬ ‫)‪1983‬‬ ‫‪ ‬منوذج‬

‫‪ (Altman‬يف التنبؤ بالتعثر املايل‬ ‫)‪Z-Score Model, 1968‬‬ ‫نتيجة حملدودية استخدام النموذج السابق‬
‫للشركات غري املدرجة يف البورصة واملؤسسات اخلاص ة‪ ،‬قام الباحث يف دراسة أخرى بتقدمي منوذج معدل من‬
‫خالل استبدال القيمة السوقية حلقوق امللكية بالقيمة الدفرتية‪ ،‬كما نتج عن هذا التغيري تعديالت يف قيمة األوزان‬
‫النسبية للمؤشرات املالية املستخدمة يف النموذج السابق‪ ،‬وكذا داللة املؤشر اإلمجايل ‪ ،Z‬وفيما يلي النموذج اجلديد‬
‫املقرتح من قبل الباحث‪:1‬‬
‫‪Z = 0.717 X1 + 0.847 X2 + 3.107 X3 + 0.420 X4 + 0.998 X5‬‬

‫حيث أن‪:‬‬

‫‪ = X1‬رأس املال العامل ‪ /‬إمجايل األصول؛‬


‫‪ = X2‬األرباح احملتجزة ‪ /‬إمجايل األصول؛‬
‫‪ = X3‬األرباح قبل الفوائد والضرائب ‪ /‬إمجايل األصول؛‬
‫‪ = X4‬القيمة الدفرتية حلقوق املسامهني ‪ /‬إمجايل الديون؛‬
‫‪ = X5‬املبيعات ‪ /‬إمجايل األصول؛‬
‫‪ =Z‬مؤشر إمجايل‪.‬‬

‫فإذا كانت قيمته أكرب من أو‬ ‫(‪)Z‬؛‬ ‫ميكن احلكم على وضعية الشركات من خالل قيمة املؤشر اإلمجايل‬
‫فإن الشركة يف وضعية مالية سليمة وبعيدة عن احتمالية التعرض حلالة التعثر‪ ،‬أما إذا كانت قيمة‬ ‫‪2.9‬‬ ‫تساوي‬
‫املؤشر (‪ )Z‬أقل من أو تساوي ‪ 1.23‬فإن الشركة هي عرضة حلالة التعثر ‪ ،‬فيما يصعب احلكم على الشركات اليت‬
‫ترتاوح قيمة (‪ )Z‬فيها بني ‪ 1.23‬و‪ 2.9‬وهو ما اصطلح على تسميته "املنطقة الرمادية"‪.2‬‬

‫‪1 -Edward‬‬ ‫‪I. Altman, Predicting financial distress of companies: Revisiting the Z-Score and ZETA® Models,‬‬
‫‪Handbook of Research Methods and Applications in Empirical Finance, July 2000, p 25.‬‬
‫‪2 - Edward I. Altman and Edith Hotchkiss., Op. Cit., p 246.‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫‪(Sherrod,‬‬ ‫)‪1987‬‬ ‫‪ ‬دراسة‬

‫يعترب أحد أهم النماذج احلديثة للتنبؤ بالفشل املايل للشركات‪ ،‬ويعتمد على ستة (‪ )6‬مؤشرات مالية بأوزان‬
‫نسبية (معامالت) متمايزة لدالة التمييز‪ ،‬وذلك حسب الصيغة التالية‪:1‬‬
‫‪Z = 17 X1 + 9 X2 + 3.5 X3 + 20 X4 + 1.2X5 + 0.1 X6‬‬
‫حيث أن‪:‬‬

‫‪ =Z‬مؤشر إمجايل؛‬
‫‪ = X1‬رأس املال العامل ‪ /‬إمجايل األصول؛‬
‫‪ =X2‬األصول النقدية ‪ /‬إمجايل األصول؛‬
‫‪ =X3‬جمموع حقوق املسامهني ‪ /‬إمجايل األصول؛‬
‫‪ =X4‬األرباح قبل الفوائد والضرائب ‪ /‬إمجايل األصول؛‬
‫‪ = X5‬إمجايل األصول ‪ /‬إمجايل املطلوبات؛‬
‫‪ = X6‬جمموع حقوق املسامهني ‪ /‬األصول الثابتة امللموسة‪.‬‬
‫وبناء على رصيد (‪ ) Z‬يتم تصنيف الشركات إىل مخس (‪ ) 5‬فئات حسب قدرهتا على االستمرار أو‬
‫احتمالية تعرضها ملخاطر اإلفالس‪ ،‬واجلدول اآليت يبني هذه الفئات‪:‬‬

‫)‪(Sherrod, 1987‬‬ ‫اجلدول رقم (‪ :)06‬تصنيف الشركات حسب قيمة )‪ (Z‬الفاصلة وفق منوذج‬
‫قيمة ‪ Z‬الفاصلة‬ ‫خم ـ ـ ـ ـ ـ ــاطر اإلف ـ ــالس‬ ‫الفـ ـ ـ ـ ــئة‬
‫‪25 ≤ Z‬‬ ‫الشركة غري معرضة ملخاطر اإلفالس‬ ‫األوىل‬
‫‪20 ≤ Z ˂ 25‬‬ ‫احتمال قليل با لتعرض ملخاطر اإلفالس‬ ‫الثانية‬
‫‪5 ≤ Z ˂ 20‬‬ ‫يصعب التنبؤ مبخاطر اإلفالس‬ ‫الثالثة‬
‫‪-5 ≤ Z ˂ 5‬‬ ‫الشركة معرضة ملخاطر اإلفالس‬ ‫الرابعة‬
‫‪-5 ˃ Z‬‬ ‫الشركة معرضة بشكل كبري ملخاطر اإلفالس‬ ‫اخلامسة‬
‫املصدر‪ :‬عمر شريقي‪ ،‬التنبؤ بالفشل املايل للمؤسسة بني مسؤولية املدقق واإلدارة يف ضوء معيار التدقيق‬
‫الدويل رقم ‪" 570‬املنشأة املستمرة" والتشريع اجلزادري ‪ ،‬جملة أحباث اقتصادية وإدارية‪ ،‬العدد ‪ ،19‬جوان ‪،2016‬‬
‫ص ‪.227‬‬

‫‪ - 1‬دالل برابح‪ ،‬مدى إمكانية تعرض البنوك اإلسالمية لخطر الفشل المالي طبقا لنموذج ‪" Sherrod‬دراسة حالة بنك قطر اإلسالمي ( ‪- 2008‬‬
‫‪ ،")2015‬مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬العدد ‪ ،2017 ،18‬ص ‪.206‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫واجلدير بالذكر أن هذه الفئات تستخدم أيضا من قبل البنوك لتقييم املخاطر االئتمانية للشركات الطالبة‬
‫للتمويل (قروض)‪ ،‬ويعترب األساس الذي يتم من خالله منح أو عدم منح القروض؛ فمؤشر اجلودة (‪ )Z‬املستخدم‬
‫يف تصنيف الشركة الطالبة لالقرتاض يسري يف اجتاه عكسي الجتاه املخاطرة‪ ،‬وهو سري منطقي مبعىن أن ارتفاع قيمة‬
‫هذا املؤشر يدل على ج ودة القرض أو قوة املركز املايل للشركة طالبة االقرتاض‪ ،‬ومن مث افخنفاض درجة املخاطرة‪،‬‬
‫والعكس بالعكس‪ ،‬فإن افخنفاضه يشري إىل عدم انطباق فرض االستمرار على الشركة طالبة االقرتاض ومن مث ارتفاع‬
‫درجة املخاطرة فيها‪ ،‬وعلى وجه اخلصوص خماطر الفشل واإلفالس‪.1‬‬

‫‪(Altman,‬‬ ‫)‪Hartzel & Peck, 1995‬‬ ‫‪ ‬منوذج‬

‫نظ ار العتماد النماذج السابقة على الشركات الصناعية املدرجة وغري املدرجة‪ ،‬فقد كانت عرضة لالنتقاد‬
‫والتشكيك يف قدرهتا على التمييز أو التنبؤ باحتمالية التعرض حلالة التعثر املايل بالنسبة للشركات غري الصناعية‪،‬‬
‫إىل تبين منوذج )‪ (Zeta‬اخلاص بالشركات غري‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪ (Altman,‬سنة‬ ‫)‪Hatzel & Peck‬‬ ‫وهو ما دفع الباحثني‬
‫الصناعية‪ ،‬وقد صمم النموذج اجلديد بعد حذف معدل دوران األصول‪ ،‬للتقليل من األثر الصناعي احملتمل‪ ،‬حيث‬
‫أن معدل دوران األصول يف الشركات غري الصناعية أعلى منه يف الشركات الصناعية ذات الكثافة الرأمسالية‪ .‬وعلى‬
‫هذا األساس فقد مت اعتماد املعادلة التالية‪:2‬‬

‫‪Z = )3.25( + 6.56 X1 + 3.26 X2 + 6.72 X3 + 1.05 X4‬‬

‫حيث أن‪:‬‬

‫‪ = X1‬رأس املال العامل ‪ /‬جمموع األصول؛‬


‫‪ =X2‬األرباح احملتجزة املرتاكمة ‪ /‬جمموع األصول؛‬
‫‪ = X3‬األرباح قبل الفوائد والضرائب ‪ /‬جمموع األصول؛‬
‫‪ = X4‬القيمة الدفرتية حلقوق املسامهني ‪ /‬جمموع اخلصوم؛‬
‫‪ : 3.25‬مقدار ثابت يضاف يف حالة األسواق الناشئة؛‬
‫‪ =Z‬مؤشر إمجايل‪.‬‬

‫‪ - 1‬وحيد محمود رمو وسيف عبد الرزاق محمد الوتار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪2 -Edward‬‬ ‫‪I. Altman and Edith Hotchkiss., Op. Cit., p 248.‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫ووفقا لقيمة )‪ (Z‬ميكن احلكم على وضع الشركة‪ ،‬حيث أنه‪:‬‬

‫≤ ‪ 2.6‬فإن النموذج يتوقع أن الشركة مستمرة وغري معرضة خلطر اإلفالس؛‬ ‫‪Z‬‬ ‫‪ -‬عندما تكون‬
‫≥ ‪ 1.1‬فإن النموذج يتوقع أن الشركة معرضة خلطر اإلفالس؛‬ ‫‪Z‬‬ ‫‪ -‬عندما تكون‬
‫– ‪ )2.6‬وهي ما تعرف باملنطقة الرمادية‪ ،‬فإن النموذج ال يستطيع احلكم‬ ‫(‪1.1‬‬ ‫‪ -‬إذا كانت ‪ Z‬تقع ما بني‬
‫بدقة على احتمالية إفالس الشركة أو عدم إفالسها‪.‬‬

‫من خالل االطالع على هذه النماذج ميكن القول أن أغلبها يشرتك يف عدد من النسب املالية مع وجود‬
‫اختالف يف األوزان النسبية املعطاة لكل نسبة‪ ،‬وأن أكثر النماذج بينت قدرة عالية على التنبؤ من خالل االعتماد‬
‫على البيانات املالية لتقييم وضع الشركة يف املستقبل‪ .‬غري أن ما شهده العامل خالل العقدين األخريين من اهنيار‬
‫وإفالس عدد من الشركات الكربى والبنوك ومؤسسات التأمني اليت كانت مصنفة خارج دائرة اخلطر حسب هذه‬
‫النماذج‪ ،‬قد أثبتت حمدوديتها وقدمت براهني فعلية على وجود متغريات ومؤشرات أخرى ذات أمهية يف حتديد‬
‫والتنبؤ بالوضع املايل للشركات مل تتضمنها هذه النماذج‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬أثر مؤشرات احلوكمة على التنبؤ مبماطر التعثر املايل للشركات‬
‫تعترب خمرجات القوائم املالية للشركات أحد أهم املؤشرات املستخدمة يف التنبؤ حبالة التعثر املايل‪ ،‬إال أن‬
‫& ‪(Fich‬‬ ‫العديد من الدراسات املعاصرة )‪(Lee & Yeh, 2004‬؛ )‪(Wang & Deng, 2006‬؛ )‪(Wu, 2007‬؛‬
‫‪(Ciampi,‬‬ ‫& ‪(Salloum‬؛ )‪(Li et al., 2015‬؛‬ ‫)‪Slezak, 2008‬؛ )‪(Cheng et al., 2009‬؛ )‪Azoury, 2012‬‬

‫قد أثبتت أمهية املدخالت النوعية ممثلة يف القواعد‬ ‫)‪2015‬؛ )‪(Chan et al., 2015‬؛ )‪(Liang et al., 2016‬‬

‫واإلجراءات املعتمدة يف التسيري والرقابة على إدارة الشركات يف التنبؤ باحتمالية التعرض حلالة التعثر املايل‪ ،‬وفيما‬
‫يلي نربز أهم هذه املؤشرات وانعكاساهتا احملتملة على الوضع املايل للشركات‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬أثر هيكل امللكية‬

‫يعترب هيكل امللكية أحد أهم املفاهيم اليت تُبىن عليها نظرية حوكمة الشركات‪ ،‬وذلك لكونه يعكس العالقة‬
‫بني املستثمرين الداخليني (املدراء واملسريين املالكني ألسهم الشركة) واخلارجيني (مسامهني آخرين) يف الشركة‪.1‬‬
‫فمفهوم هيكل امللكية يثري مسائل متعددة منها‪ :‬تركيز‪/‬تشتت امللكية‪ ،‬شكل الرقابة‪ ،‬نسبة امللكية املؤسساتية‪،‬‬

‫‪1-Zhiyong‬‬‫‪Li et al., Corporate governance and financial distress: A discrete time hazard prediction model,‬‬
‫‪SSRN Electronic Journal, January 2015, p 6.‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫ملكية الدولة ‪ ،‬نسبة ملكية الداخليني‪ ،‬نسبة ملكية املسامهني املسيطرين‪...‬اخل‪ .‬وفيما يلي إبراز ألهم هذه املسائل‬
‫وأثرها املتوقع على احلالة املالية للشركة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تركيز امللكية‬

‫ميثل تركيز امللكية يف الشركة (أي وجود مسامهني مسيطرين) أحد أهم العوامل اليت من شأهنا أن تؤثر‬
‫بشكل إجيايب على أدائها؛ وذلك كون املسامهني من أصحاب امللكيات الكبرية واملسيطرة هلم احلافز واخلربة ‪-‬‬
‫عادة ‪ -‬يف ا لرقابة على قرارات وسلوك املسريين‪ ،1‬وذلك هبدف تعظيم قيمة ثروهتم والتقليل من احتمالية تعرض‬
‫الشركة للظواهر اليت حتمل آثارا سلبية أو معاكسة لرغباهتم كالتعثر املايل‪ ، 2‬وهذا ما يستلزم توفري اآلليات الالزمة‬
‫ملنع ظهور مسببات الظاهرة غري املرغوبة‪ ،‬واحلصول على املعلومات الالزمة من أجل تقييم مدى مالءمة القرارات‬
‫املتخذة من قبل الطاقم اإل داري للشركة‪ ،‬وحتليل آثارها على أدائها‪.‬‬

‫هذه اإلجراءات ميكن أن تنجر عنها تكاليف يعجز عنها صغار املسامهني‪ ،‬وهو ما يُظهر أمهية وجود‬
‫مسامهني من ذوي امللكيات الكبرية؛ فباإلضافة إىل قدراهتم املالية اجليدة فإن العائد املتوقع من العملية ميكن أن‬
‫يغطي تكاليفها‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يعد كبار املسامهني أكثر حرصا على مجع القدر املالئم من املعلومات اليت‬
‫تسمح هلم ومتكنهم من تضييق فجوة التمايز (عدم التماثل) يف املعلومات‪ ،‬والتغل ب على مشاكل األصيل‪/‬الوكيل‬
‫يف الشركات احلديثة‪ 3‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية فإن هلذه الفئة من املسامهني القدرة على احلد من توسع‬
‫ومبالغة املسريين يف استهالك االمتيازات اخلاصة مبناصبهم‪ ،‬والتأثري على عملية اختاذ القرارات اإلدارية اليت تقلل‬
‫من ذلك‪ ،‬كوهنم ميلكون خربة وكفاءة عالية يف القضايا واملسائل املالية وأنشطة تشغيل الشركة‪.4‬‬

‫إن عملية التقومي املتواصلة من قبل أصحاب امللكيات املسيطرة يف الشركة من شأهنا أن تشكل عامل ضغط‬
‫على املسريين‪ ،‬ما يدفعهم إىل احلرص على اختاذ القرارات املالئمة‪ ،‬وعلى جملس اإلدارة من أجل إقالتهم‬
‫واستبداهلم يف حالة ظهور بوادر احندار أو افخنفاض يف األداء‪.‬‬

‫تتعمق وتزداد مشاكل الوك الة وصراعات املصلحة بني املسريين واملسامهني يف حاالت التعثر املايل؛ ففي ظل‬
‫مواجهة الشركة ملشاكل وصعوبات مالية فإن املسريين يركزون اهتمامهم على حتقيق مصاحلهم الشخصية يف املدى‬
‫‪1-Francesco Ciampi, Corporate governance characteristics and default prediction modeling for small‬‬

‫‪enterprises: An empirical analysis of Italian firms, International Business Research, Vol. 68, N°. 5, 2015,‬‬
‫‪p 1016.‬‬
‫‪2-Seema Miglani et al., Op. Cit., p 20.‬‬
‫‪3-Han Donker et al., Ownership structure and the likelihood of financial distress in the Netherlands ,‬‬

‫‪Applied Financial Economics, Vol. 19, N°. 21, 2009, p 1688.‬‬


‫‪4 - Ibidem.‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫القصري بدال من الرتكيز على معاجلة وإجياد حلول للوضع القائم‪ ،‬وهذا كنتيجة لشعورهم بالتهديد بفقداهنم‬
‫ملناصبهم‪ ، 1‬وحتت هذه الظروف فإن تركيز ملكية املسامهني و‪/‬أو املدراء ميكن أن يساهم يف التقليل من صراع‬
‫املصلحة هذا‪ ،‬ويعمل على هتذيب سلوك املسريين وتوجيهه وفق ما خيدم األداء الطويل املدى (اإلسرتاتيجي)؛‬
‫مدفوعني يف ذلك بكوهنم األكثر عرضة لتحمل خسائر الشركة املتعثرة‪.‬‬

‫‪(Wang & Deng,‬‬ ‫& ‪(Elloumi‬؛‬ ‫)‪Gueyié, 2001‬‬ ‫ومن الناحية التطبيقية فقد أثبتت دراسة كل من‬
‫)‪2006‬؛ )‪(Li et al., 2008‬؛ )‪(Donker et al., 2009‬؛ )‪ (Miglani et al., 2015‬وجود عالقة عكسية بني تركيز‬
‫امللكية واحتمالية التعرض حلالة التعثر املايل‪ ،‬وأن وجود مسامهني مسيطرين يؤث ر بشكل إجيايب على الرقابة على‬
‫)‪(Ciampi, 2015‬‬ ‫املسريين ومنعهم من التصرف بانتهازية ‪ ،‬وهي نفس العالقة اليت أثبتتها دراسيت كل من‬
‫‪(Parker et al.,‬‬ ‫مع ظاهريت الفشل املايل واإلفالس على التوايل‪ .‬كما توصلت دراسة‬ ‫و)‪(Parker et al., 2002‬‬

‫إىل أن الشركات اليت هبا تركيز للملكية أكثر قدرة على جتاوز الظروف‬ ‫)‪2002‬؛ )‪(Deng & Wang, 2006‬‬

‫أن هليكل امللكية أمهية كبرية يف التنبؤ‬ ‫)‪(Liang et al., 2016‬‬ ‫والفرتات الصعبة واألزمات املالية‪ .‬فيما بينت دراسة‬
‫بإفالس الشركات‪.‬‬

‫هذا ويشري العديد من الباحثني إىل وجود تأثري سليب لرتكي ز امللكية على أداء الشركة وقيمتها‪ ،‬وكذا احتمالية‬
‫تعرضها ملشاكل مالية؛ حيث ميكن أن تنشأ وتتعمق حالة عدم التماثل يف املعلومات ما بني أصحاب امللكيات‬
‫الكبرية والصغرية من املسامهني‪ ، 2‬وتزداد معه مشاكل وتكاليف الوكالة مع شغل املسامهني الكبار لوظائف إدارية يف‬
‫إىل أنه يف بعض‬ ‫‪(Lee & Yeh, 2004)4‬‬ ‫‪(Shleifer‬؛‬ ‫‪& Vishny,1997)3‬‬ ‫الشركة‪ .‬ويف هذا الشأن‪ ،‬يشري‬
‫احلاالت اليت يتجاوز فيها تركي ز امللكية بعض املستويات أو العتبات مييل محلة األسهم الكبار إىل ممارسة قوهتم‬
‫التصويتية والرقابية خللق وإنشاء منافع خاصة‪ ،‬ويف بعض األحيان مصادرة أو االعتداء على حقوق أصحاب‬
‫امللكيات الصغرية ‪ ،‬وكلها عوامل تزيد من احتمالية تعرض الشركة ملشاكل وصراعات إدارية وتعثرات مالية‪.‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Montserrat Manzaneque et al., Op. Cit., p 113.‬‬


‫‪2-Ibidem.‬‬
‫‪3 -Andrei‬‬ ‫‪Shleifer and Robert W. Vishny, A survey of corporate governance, The Journal of Finance, Vol. 52,‬‬
‫‪N°. 2, 1997, p.p. 754-755.‬‬
‫‪4 -Tsun-Siou Lee and Yin-Hua Yeh, Corporate governance and financial distress: Evidence from Taiwan,‬‬

‫‪Corporate Governance: An International Review, Vol. 12, N°. 3, June 2004, p 8.‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يعترب ‪ (Jensen & Ruback, 1983)1‬أن االفرتاضات اليت تقوم عليها نظرية التجذر‬
‫)‪ (Entrenchment hypothesis‬أحد أهم الدالئل على أن وجود تركيز عال للملكية ليس له بالضرورة أثر إجيايب‬
‫على األداء ‪ ،‬وأنه أحد أهم العوامل اليت من شأهنا إثارة صراع املصلحة بني املسريين واملسامهني واملدراء بسبب‬
‫االختالف يف التفضيالت والتوجهات واملنافع اخلاصة‪.‬‬

‫وجود عالقة طردية بني تركيز‬ ‫)‪ (Lee & Yeh, 2004‬و)‪(Zeitun & Tian, 2007‬‬ ‫وقد أثبتت دراسيت‬
‫امللكية وخماطر التعثر والفشل املايل لكل منهما على التوايل ‪ ،‬فيما مل يظهر أي أثر هلذا املتغري على احتمالية التعثر‬
‫‪.(Manzaneque‬‬ ‫‪(McConnell & Servaes, 1990)2‬؛ و)‪et al., 2016‬‬ ‫املايل يف دراسة كل من‬

‫من جممل ما سبق‪ ،‬ميكن القول أن ه ال توجد دالئل قطعية ألثر تركي ز امللكية على أداء الشركة واحتمالية‬
‫تعرضها ملشاكل مالية‪ ،‬حيث تباينت النتائج ب تباين خصائص ومميزات بيئة النشاط‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬امللكية اإلدارية‬

‫يعترب متلك املسريين واملدراء ألسهم الشركة أحد أهم اآلليات املستخدمة لتوحيد واجلمع بني مصاحلهم‬
‫ومصاحل باقي املسامهني‪ ،‬وهو ما من شأنه أن ينعكس إجيابيا على قيمة الشركة‪ ،‬حيث يشري )‪ (Jensen, 1993‬إىل‬
‫أن ظهور العديد من املشاكل يف الشركة هو نتاج عدم امتالك املدراء واملسريين لنسب معتربة من األسهم‪ ،‬وهي‬
‫الوضعية اليت حتد من حرصهم على اختاذ القرارات اليت تعظم قيمة الشركة‪ . 3‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬فإن ملكية‬
‫املدراء واملسريين ألسهم الشركة من شأنه أن يتيح هلم إمكانية الوصول إىل كم أكرب من املعلومات املتعلقة بالشركة‬
‫من جهة‪ ،‬والتأثري بصفة مباشرة على عملية صنع واختاذ القرارات اليت تعظم ثروهتم من جهة أخرى‪ ،4‬وهو‬
‫بالضرورة ما ينعكس إجيابيا على أداء الشركة وقيمتها‪ ،‬وجيعلها يف منأى عن الوقوع يف حالة التعثر املايل‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن املدراء املالكني أكثر حرصا واهتماما بالقضايا اإلسرتاتيجية‪ ،‬والتشغيلية واملالية اليت‬
‫من شأهنا أن تعظم قيمة ممتلكاهتم‪ ،‬ما جيعل الشركة أقل عرضة حلالة التعثر املايل‪ ، 5‬وأكثر قدرة على جتاوز فرتات‬
‫األزمات وافخنفاض األداء؛ وذلك لتحكم املسريين اجليد يف موارد الشركة وإمكانية تسهيلهم لعملية الرقابة على‬

‫‪1 -Jia-Ling‬‬ ‫‪Wu, Do corporate governance factors matter for financial distress prediction of firms? Evidence‬‬
‫‪from Taiwan, Master Thesis, University of Nottingham, England, 2007, p 12.‬‬
‫‪2 -Francesco Ciampi, Op. Cit., P 1016.‬‬
‫‪3 -Montserrat Manzaneque et al., Op. Cit., p 113.‬‬
‫‪4 - Zulridah Mohd Noor and Takiah Mohd Iskandar, Corporate governance and corporate failure: A Survival‬‬

‫‪analysis, Prosiding Persidangan Kebangsaan Ekonomi Malaysia Ke VII, Malaysia, 2012, p 686.‬‬
‫‪5 -Harlan Platt and Marjorie Platt, Corporate board attributes and bankruptcy, Journal of Business Research,‬‬

‫‪Vol. 65, N°. 8, 2012, p 1142.‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫األداء ومتابعة تغرياته‪ ،1‬وهذا بدوره ما ي سمح باحلد من حالة عدم التماثل يف املعلومات ويرفع من كفاءة عملية‬
‫اختاذ القرارات يف الشركة‪ ،‬ويزيد من فعالية اإلجراءات املتخذة لتصحيح االحنرافات‪.‬‬

‫إىل إثبات وجود أثر إجيايب مللكية املسريين‬ ‫)‪(Liu et al., 2012‬‬ ‫ومن الناحية التطبيقية فقد توصلت دراسة‬
‫على أداء الشرك ات احلكومية أثناء فرتة األزمات‪ ،‬وأهنا أقل عرضة ملواجهة مشاكل مالية‪ .‬ويف نفس السياق‪ ،‬انتهت‬
‫إىل وجود أثر إجيايب دال مللكية الداخليني )‪(Insider Ownership‬‬ ‫(‪)Kaserer & Moldenhauer, 2008‬‬ ‫دراسة‬
‫‪(Abdullah,‬‬ ‫ممثلة يف ملكية جملس املسريين وجملس اإلشراف وعائالهتم على أداء الشركات‪ ،‬فيما أثبتت دراسة‬
‫‪(Pramudena,‬‬ ‫‪(Miglani‬؛‬ ‫)‪2006‬؛ )‪(Donker et al., 2009‬؛ )‪(Rohani et al., 2013‬؛ )‪et al., 2015‬‬

‫أن للملكية اإلدارية أثر دال على التقليل من احتمالية التعرض حلالة التعثر املايل‪،‬‬ ‫)‪2017‬؛ )‪(Wei et al., 2017‬‬

‫وأهنا تعمل على حتفيز اإلدارة من أجل حتسني األداء وجتاوز املشاكل املالية اليت ميكن أن تتعرض هلا‪ ،‬وهو نفس‬
‫)‪(Parker et al., 2002‬‬ ‫مع الفشل املايل‪ ،‬ودراسيت‬ ‫)‪(Noor & Iskandar, 2012‬‬ ‫األثر الذي أثبتته دراسة‬
‫على إمكانية التعرض حلالة اإلفالس‪.‬‬ ‫و(‪)Fich & Slezak, 2008‬؛‬

‫من جممل ما سبق‪ ،‬ميكن اعتبار ملكية املسريين واملدراء ألسهم الشركة أحد أهم اآلليات الرقابية الداخلية‬
‫حلوكمة الشركات‪ ،‬واليت تسمح حبل مشكلة الوكالة وجتنب الوقوع يف حالة التعثر املايل‪ ،‬وذلك من خالل حتفيز‬
‫الوكيل وتوجيه سلوكه للعمل وفق ما خيدم مصاحله ومصاحل األصيل يف آن واحد‪.‬‬

‫ويف املقابل يشري ‪ (Simpson & Gleason, 1999) 2‬و ‪ (Platt & Platt., 2012)3‬إىل أن لدى املسامهني‬
‫املسريين ميل أكثر لتحمل املخاطر من املسريين غري املالكني واملدراء‪ ،‬وعليه فإن استحواذ املسريين على ملكية‬
‫كبرية سيدفعهم وحيفزهم على حتمل مستويات عالية وغري مربرة من املخاطرة‪ ،‬وذلك بسبب توافق مصاحلهم‬
‫وسعيهم املشرتك إىل الرفع من حجم العوائد‪ ،‬وهذا ما يعين أن احتمالية التعرض حلالة التعثر املايل ستكون عالية‬
‫كلما زادت نسبة امللكية اإلدارية يف الشركة‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن اطالع املسريين واملدراء املالكني ألسهم الشركة على املعلومات الداخلية السرية‬
‫و‪/‬أو اليت ال ميكن نشرها بسبب حساسيتها وأمهيتها با لنسبة للشركة من شأنه أن خيلق العديد من القضايا املتعلقة‬
‫بإمكانية استغالهلم هلذه املعلومات والقضايا املرتبطة هبا اليت من شأهنا أن تنعكس على األداء لغرض حتقيق منافع‬

‫‪1 -Rohani‬‬ ‫‪Md-Rus et al., Op. Cit., p 364.‬‬


‫‪2 -Gary‬‬ ‫‪W. Simpson and Anne E. Gleason., Board structure, ownership, and financial distress in banking‬‬
‫‪firms, International Review of Economics and Finance, Vol. 8, N°. 3, 1999, p 284.‬‬
‫‪3 - Harlan Platt and Marjorie Platt, Op. Cit., p 1142.‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫شخصية‪ ،‬وذلك من خالل منحهم فرصة الختاذ القرارات املناسبة بشأن استثماراهتم املالية على حساب باقي‬
‫املسامهني‪ ،‬وهذا ما ميثل تعديا على مبدأ العدالة واملساواة ما بني املسامهني؛ ويف ذات السياق فقد توصلت دراسة‬
‫‪ (Haat et al., 2006)1‬إىل أن الشركات املتعثرة تشرتك يف امتالك مسرييها لنسبة معتربة من امللكية‪ ،‬وأهنا تعاين من‬
‫مشاكل يف األداء‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬امللكية املؤسساتية‬

‫تعترب مسامهة املستثمرين املؤسساتيني مسامهة قيمة وفع الة؛ فهم يستهدفون حتسني أداء الشركة واستمراريتها‬
‫على املدى البعيد (االسرتاتيجي) بدال من حتقيق عوائد يف املدى القصري (املايل) ‪ ،‬وهو ما يساعد اإلدارة على بناء‬
‫اسرتاتيجيات طويلة املدى‪ ، 2‬يدعمهم يف ذلك خربة وكفاءة هؤالء املستثمرين من ناحية‪ ،‬وقدرهتم على الرقابة على‬
‫سلوك املسريين بأقل التكاليف من ناحية أخرى‪ ،‬وهلذا فإن كرب ملكية املستثمرين املؤسساتيني من شأهنا أن ترفع‬
‫& ‪(Lee‬‬ ‫من قيمة الشركة وتقلل من احتمالية تعرضها للتعثر املايل‪ ،3‬وهو ما يسري يف نفس اجتاه نتائج دراسة‬
‫)‪ Yeh 2004‬اليت بي نت أن امللكية املؤسساتية يف الشركات املتعثرة أقل منها يف الشركات السليمة‪ ،‬ودراسات كل‬
‫اليت انتهت إىل إثبات‬ ‫)‪(Li et al., 2015‬؛ )‪(Moghaddam & Filsaraei, 2016‬؛ )‪(Pramudena, 2017‬‬ ‫من‬
‫وجود عالقة عكسية بني امللكية املؤسساتية وخماطر التعثر املايل يف الشركة‪ ،‬أي أنه كلما كانت نسبة ملكية‬
‫املستثمرين املؤسساتيني كبرية افخنفض احتمال تعرض الشركة لظاهرة التعثر املايل‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫هذا ويشري معارضي التحليل السابق إىل أن املستثمرين املؤسساتيني يتفادون التصويت ضد قرارات اإلدارة‬
‫احلالية للشركة خوفا من خسارهتم لعالقاهتم التجارية القائمة‪ ،4‬وهو ما يسمح بنشوء توافق بني املصاحل الشخصية‬
‫للمسريين ومصاحل املستثمرين املؤسساتيني من أجل خدمة أغراض شخصية على حساب باقي املسامهني‪ ،5‬كما‬
‫إىل أن املستثمرين املؤسساتيني من أصحاب احلصص الكبرية حيصلون‬ ‫)‪)Barclay & Holderness 1989‬‬ ‫أشار‬
‫على منافع خاصة من الشركات ال حيصل عليها باقي املسامهني‪ ، 6‬وكلها عوامل ميكن أن تنعكس سلبا على أداء‬
‫الشركة وقيمتها احلالية واملستقبلية‪ ،‬ويعرضها أكثر الحتمالية الوقوع يف مشاكل مالية‪ ،‬خاصة يف ظل إمكانية‬
‫ارتف اع تكاليف الوكالة وبروز صراع للمصاحل بني األطراف الفاعلة يف الشركة‪.‬‬

‫‪1 -Rohani‬‬ ‫‪Md-Rus et al., Op. Cit., p 364.‬‬


‫‪2 -Han‬‬ ‫‪Donker et al., Op. Cit., p 1689.‬‬
‫‪3 -Jia-Ling Wu, Op. Cit., p 12.‬‬
‫‪4 -Han Donker et al., Op. Cit., p 1689.‬‬
‫‪5 -Jia-Ling Wu, Op. Cit., p 12.‬‬
‫‪6 -Han Donker et al., Op. Cit., p 1689.‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أثر هيكلة (تشكيلة) جملس اإلدارة‬

‫يعترب جملس اإلدارة أحد أهم آليات حوكمة الشركات‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل جمموعة املهام الرقابية‬
‫واإلشرافية اليت تندرج حتت مسؤولياته‪ ،‬وهذا ما جيعله حمط اهتمام الباحثني واملمارسني واملستثمرين على حد سواء‪،‬‬
‫خاصة إذا ما برزت بوادر افخنفاض يف األداء أو مواجهة االقتصاد ألزمات وظروف غري اعتيادية؛ حيث تربز‬
‫التساؤالت وتتعدد حول املدى الذي ميكن أن يكون فيه اجمللس أحد مسببات هذه الظروف من جهة‪،‬‬
‫واملستويات اليت ميك ن له أن يكون فيها جزءا من احلل من جهة أخرى‪ ،‬ولعل أهم املؤشرات اليت ختضع للتقييم‬
‫والدراسة هي هيكلة اجمللس من حيث‪ :‬احلجم‪ ،‬واالستقاللية‪ ،‬ومتركز القيادة وعدد النشاطات أو االجتماعات اليت‬
‫يعقدها خالل الدورة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حجم جملس اإلدارة‬

‫يعد معيار احلجم األمثل لألداء أحد أهم املعايري اليت يتطرق إليها الباحثون يف حتليلهم لكفاءة وفعالية‬
‫جملس اإلدارة‪ ،‬والذي من شأنه أن ينعكس على كفاءة نظام حوكمة الشركات ككل‪ ،‬إال أن هذا املعيار ال يزال‬
‫حمور جدال أكادميي وعدم توافق ميداين؛ حيث جند مقاربتني رئيسيتني يف هذا الشأن‪ :‬جملس إدارة كبري احلجم‪،‬‬
‫وجملس إدارة صغري احلجم‪ ،‬ولكل منهما احلجج والرباهني اليت يقوم عليها حتليلهما‪ ،‬ونتائج الدراسات امليدانية اليت‬
‫تدعم آراءمها‪.‬‬

‫& ‪(Goodstein et al.,1994; Pearce‬‬ ‫‪(J.‬؛‬ ‫‪(Becon, 1973)1‬؛ ‪Pfeffer, 1992)2‬‬ ‫يعترب كل من‬
‫‪Zahra,1992)3‬؛ ‪(Dalton et al., 1999)4‬؛ أن جمالس اإلدارة كبرية احلجم ذات أثر إجيايب على الشركة من حيث‬
‫تقدميها لقدر أكرب من املعلومات‪ ،‬وتشكيل واالستفادة من اخلربات واملهارات املتنوعة ألعضائها‪ ،‬مما يساعدها‬
‫على ربط شبكة أوسع من العالقات بالبيئة اخلارجية‪ ،‬ويسمح بتقدمي عدد أكرب من البدائل واخليارات اإلسرتاتيجية‬
‫واحللول املقرتحة‪ ،‬وهذا بدوره ما يساهم يف حتسني أداء الشركة وقيمتها احلالية واملستقبلية‪ ،‬وميكنها حسب‬
‫‪ (Rindova,‬من التعامل مع املخاطر والتهديدات والفرص اليت توفرها بيئة األعمال‪.‬‬ ‫‪1999)5‬‬

‫‪1 -Ching-Chun‬‬ ‫‪Wei. et al., The Relationship between ownership structure and the probability of a financial‬‬
‫‪distress warning happening: Evidence of Listed Common Stock Companies in Taiwan, Applied Economics‬‬
‫‪and Finance, Vol. 4, N°. 1, January 2017, p 37.‬‬
‫‪2 - Zong-Jun Wang and Xiao-Lan Deng, Op. Cit., p 12.‬‬
‫‪3 -Francesco Ciampi, Op. Cit., p 1016.‬‬
‫‪4 -Montserrat Manzaneque et al., Op. Cit., p 120.‬‬
‫‪5 - Ching-Chun Wei et al., Op. Cit., p 37.‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫‪(Mangena & Chamisa, 2008)1‬؛ ‪(Pramudena, 2017)2‬؛ ‪(Wei et al.,‬‬ ‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يشري‬
‫إىل أن جملس اإلدارة كبري احلجم أكثر قدرة على اإلشراف والرقابة على سلوك وقرارات الطاقم اإلداري‬ ‫‪2017)3‬‬

‫املسري للشركة‪ ،‬ونشاطاهتا وتطور أدائها‪ ،‬وهذا ما جيعلها يف منأى عن الوقوع يف مشاكل صراع املصلحة‪ ،‬وخيفض‬
‫من تكاليف الوكالة واحتمالية التعرض ملشاكل مالية‪.‬‬

‫كما يعترب ‪ (Fich & Slezak, 2008)4‬التنوع الذي مييز جمالس اإلدارة كبرية احلجم أحد أهم العوامل اليت‬
‫تساعد الشركات اليت تواجه مشاكل مالية على اخلروج من هذه احلالة؛ وذلك من خالل توفريها لعدد أكرب من‬
‫االتصاالت التجارية اليت تزيد من احتمالية العثور على حتالفات إسرتاتيجية و‪/‬أو شركاء يدعموهنا ومينعون‬
‫إفالسها‪ ،‬وهو أيضا ما انتهت إليه دراسة )‪.(Platt & Platt, 2012‬‬

‫‪(Lipton & Lorsch,‬‬ ‫‪(Pearce‬؛‬ ‫)‪& Zahra,1992‬‬ ‫هذا وقد توصلت الدراسات امليدانية لكل من‬
‫إىل إثبات وجود عالقة طردية بني‬ ‫‪1992)5‬؛ )‪(Haniffa & Hudaib, 2006‬؛ )‪(Qadorah & Fadzi, 2018‬‬

‫حجم جملس اإلدارة وأداء شركاهتا‪ ،‬أي أن الزيادة يف عدد أعضاء جملس اإلدارة من شأهنا أن حتسن من أداء‬
‫وجود أثر إجيايب على قيمة الشركة‪ .‬ويف نفس‬ ‫‪(Coleman & Biekpe, 2006)6‬‬ ‫الشركات‪ ،‬كما أثبتت دراسة‬
‫على وجود عالقة عكسية‬ ‫)‪(Brédart, 2014‬؛ )‪(Manzaneque et al., 2016‬‬ ‫السياق‪ ،‬أكدت دراسات كل من‬
‫بني حجم جملس اإلدارة واحتمالية تعرض الشركات حلالة التعثر املايل‪ ،‬وهو ما يسري يف نفس اجتاه نتائج دراسات‬
‫‪ )Chaganti et‬اليت تشري‬ ‫‪al.,1985 ; Hambrick & D’Aveni,1992 ; Gales & Kezner, 1994(7‬‬ ‫كل من‬
‫إىل أن الشركات املفلسة أو اليت تقدمت بطلب اإلدراج حتت فصل احلماية من اإلفالس تشرتك يف كوهنا متتلك‬
‫جمالس إدارة صغرية‪.‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Musa Mangena and Eddie Chamisa, Corporate governance and incidences of listing suspension by the‬‬
‫‪JSE Securities Exchange of South Africa: An empirical analysis , The International Journal of Accounting,‬‬
‫‪Vol. 43, N°. 1, 2008, p 32.‬‬
‫‪2 -Sri Marti Pramudena., Op. Cit., p 52.‬‬
‫‪3 -Ching-Chun Wei et al., Op. Cit., p 37.‬‬
‫?‪4 -Eliezer M. Fich and Steve L. Slezak, Can corporate governance save distressed firms from bankruptcy‬‬

‫‪An empirical analysis, Review of Quantitative Finance and Accounting, Vol. 30, N°. 2, 2008, p 226.‬‬
‫‪5 - Ching-Chun Wei et al., Op. Cit., p 37.‬‬
‫‪6 -Asad Khan et al., An empirical analysis of corporate governance and firm value Evidence from KSE-100‬‬

‫‪Index, Accounting, Vol. 3, N°. 2, 2017, p 122.‬‬


‫‪7 -Xavier Brédart, Financial distress and corporate governance: The impact of the‬‬ ‫‪Board configuration,‬‬
‫‪International Business Research, Vol. 7, N°. 3, 2014, p 73.‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫‪(Zahra & Pearce, 1989; Judge & Zeithaml, 1992; Dalton et‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬يعترب عدد من الباحثني‬
‫‪al., 1999)1‬؛ ‪(Jensen, 1993; Lipton & Lorsch, 1992)2‬؛ ‪(Fich & Slezak, 2008)3‬؛ ‪(Khan & Malik,‬‬

‫أن جمالس اإلدارة كبرية احلجم ليست بنفس فعالية اجملالس الصغرية؛ خاصة من حيث صعوبة التواصل‬ ‫‪2017)4‬‬

‫واالتصال بني أعضائها‪ ،‬وارتفاع تكاليف عملية التنسيق وتبادل املعلومات‪ ،‬والبطء يف عملية اختاذ القرارات بسبب‬
‫النقاش واجلدال احملتمل بني أعضائها‪ ،‬وكذا إمكانية بروز حتالفات وصراعات بني أصحاب املصاحل املتعارضة‪ ،‬وهذا‬
‫ما من شأنه أن حيد من قدرة اجمللس على القيام مبهامه الرقابية واإلشرافية بفعالية‪ ،‬األمر الذي يغذي إمكانية بروز‬
‫سلوكيات واختاذ قرارات من طرف الطاقم اإلداري للشركة يهدفون من خالهلا إىل تعظيم منافعهم الشخصية على‬
‫حساب مصلحة الشركة‪ ،‬وهو ما ينعكس سلبا على أدائها واستمراريتها‪.‬‬

‫ويستند مؤيدو هذه املقاربة إىل نتائج جمموعة من الدراسات امليدانية‪ ،‬فقد أثبت كل من ‪(Yermack,‬‬
‫وجود عالقة عكسية بني‬ ‫‪1996 ; Mak & Khusnadi, 2001 ; Rouf, 2011)5‬؛ ‪(Eisenberg et al., 1998)6‬‬

‫حجم جملس إدارة الشركات وأدائها وقيمتها املستقبلية‪ ،‬كما بني ‪ (R. Whitaker, 1999)7‬وجود أثر سليب لزيادة‬
‫‪(Salloum‬‬ ‫)‪(Fich & Slezak, 2008‬؛ &‬ ‫حجم جملس اإلدارة على قيمة الشركة‪ ،‬يف حني توصلت دراسة‬
‫إىل أنه كلما زاد‬ ‫)‪(Salloum et al., 2013‬؛ )‪(Pramudena, 2017‬؛ )‪(Wei et al., 2017‬‬ ‫‪Azoury,‬؛‬ ‫)‪2010‬‬

‫عدد أعضاء جملس اإلدارة كلما ارتفعت احتمالية مواجهة الشركة حلالة التعثر املايل‪ .‬ويف نفس السياق‪ ،‬يضيف‬
‫أن جمالس اإلدارة األقل حجما واألكثر استقاللية أكثر قدرة على جتنب اإلفالس يف‬ ‫)‪(Fich & Slezak, 2008‬‬

‫احلاالت اليت متر فيها الشركة حبالة التعثر املايل‪.‬‬

‫من جممل ما سبق‪ ،‬ميكن القول أنه ال يوجد إمجاع بني األكادمييني واملمارسني حول تأثري حجم جملس‬
‫اإلدارة على أداء الشركة وسالمتها املالية؛ حيث أن لكل من الفريقني وجهة نظره وحججه وبراهينه امليدانية اليت‬
‫تؤيد منهج حتليله‪ ،‬إال أنه ميكننا اإلشارة إىل أن هذا املعيار ليس مستقل التأثري؛ وإمنا يرتبط بالعديد من املعايري‬
‫األخرى اليت ميكن هلا أن تؤثر يف فعاليته‪ ،‬أمهها‪ :‬عدد املدراء املستقلني يف اجمللس‪ ،‬هيكل ملكية الشركة‬

‫‪1 -Francesco‬‬ ‫‪Ciampi, Op. Cit., p 1016.‬‬


‫‪2 -Montserrat Manzaneque‬‬ ‫‪et al., Op. Cit., p 120.‬‬
‫‪3 - Eliezer M. Fich and Steve L. Slezak, Op. Cit., p 226.‬‬
‫‪4 -Asad Khan et al., Op. Cit., p 122.‬‬
‫‪5 - Ibidem.‬‬
‫‪6 -Charbel Salloum et al., Op. Cit., p 65.‬‬
‫‪7 - Charbel Salloum and Nehme Azoury, Op. Cit., p 46.‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫(مشتتة‪/‬مركزة)‪ ،‬القوانني املتعلقة مبجلس اإلدارة‪ ،‬القواعد واإلجراءات املطبقة هبدف ضمان حقوق أصحاب‬
‫امللكية‪ ،‬تنافسية جمال النشاط‪ ،‬طبيعة نشاط الشركة وديناميكية البيئة االقتصادية‪.‬‬

‫إن زيادة عدد أعضاء جملس اإلدارة من خالل إضافة مدراء مستقلني ميكن أن يعرب عن خسارة لسلطة وقوة‬
‫التنفيذيني يف اجمللس ‪ ،‬وعن حتويل ملزيد من السلطة الرقابية واإلشرافية ألعضاء حمايدين‪ ،‬وهذا ما من شأنه أن‬
‫ينعكس إجيابيا على أداء اجمللس ككل‪ ،‬كما أن كرب حجم اجمللس بالنسبة للشركات ذات هيكل امللكية املشتتة‬
‫يعين مزيدا من التمثيل لشرائح املسامهني الواسعة وأصحاب املصلحة‪ ،‬وهو ما جينب الشركة إمكانية بروز مشاكل‬
‫وصراعات بينها‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن تنوع اخلربات واملهارات اليت يتميز هبا جملس اإلدارة كبري احلجم ميكن أن‬
‫تتالءم أكثر مع الشركات األكثر تعقيدا‪ ،‬ومتعددة النشاطات‪ ،‬واليت تتوزع على مناطق جغرافية واسعة‪ ،‬إال أن هذا‬
‫املؤشر ال بد أن خي ضع لضابط الثبات النسيب لبيئة األعمال وقلة املنافسة‪ ،‬بسبب بطء عملية اختاذ القرارات اليت‬
‫متيز هذا النوع من اجملالس‪ ،‬وفعاليته احملدودة يف توجيه عملية التغيري االسرتاتيجي‪.‬‬

‫وتعترب جمالس اإلدارة صغرية احلجم أفضل يف الشركات اليت تتميز برتكيز امللكية‪ ،‬حيث يسيطر مساهم‬
‫وحيد أو جمموعة صغرية من املسامهني على سلطة اختاذ القرارات يف الشركة‪ ،‬وهي اآللية اليت ميكن أن تعوضهم‬
‫ضعف القواعد واإلجراءات املعمول هبا لضمان محاية حقوق أصحاب امللكية‪ ،‬كما يتالءم اجمللس صغري احلجم‬
‫مع الشركات األقل تعقيدا واليت تنشط يف بيئات تنافسية وغ ري مستقرة‪ ،‬حيث تكون احلاجة الختاذ قرارات سريعة‬
‫وفعالة ضرورة ملحة ملواكبة التطورات ومسايرة متطلبات بيئة األعمال‪.‬‬

‫وكخالصة‪ ،‬ميكن القول أن حجم جملس اإلدارة املثايل هو ذلك الذي يكون كبريا مبا يكفي ليكون مزجيا‬
‫مثاليا من اخلربات واملهارات واآلراء املميزة‪ ،‬وصغ ريا إىل احلد الذي ميكن اجمللس من إدارة نقاش فعال‪ ،‬وحوار بناء‪،‬‬
‫وإشراف ورقابة عالية‪ ،‬مع ضرورة املوازنة بني العائد والتكلفة اخلاصة بعملية تشغيل اجمللس‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬استقاللية جملس اإلدارة‬

‫تعترب استقاللية جملس اإلدارة أحد املعايري احلامسة يف حتديد كفاءة وفعالية عملياته الرقابية واإلشرافية يف‬
‫جزءا من سلطاهتم لتمثيلهم يف االجتماعات‬
‫عرب عنها بنسبة املدراء اخلارجيني الذين فوضهم املسامهون ً‬
‫الشركة‪ ،‬ويُ ر‬
‫واختاذ القرارات اإلسرتاتيجية ‪ ،‬والرقابة واإلشراف على تنفيذها نيابة عنهم‪ ،‬شرط أال يكونوا ممن يشغلون وظائف‬
‫تنفيذية يف الشركة‪ ،‬وليس هلم أي مصاحل مباشرة أو غري مباشرة يف الشركة غري تلك اليت تتضمنها عقودهم‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫إن استقاللية جملس اإلدارة هي أحد املفاهيم الرئيسية اليت تقوم عليها نظرية الوكالة‪ ،‬حيث تعترب أحد‬
‫احللول الفعالة للتقليل من مشاكل الوكالة وتكاليفها‪ 1‬؛ وذلك من خالل متابعة نشاط وقرارات الطاقم املسري‬
‫للشركة واإلشراف عليها‪ ،‬كما يعملون على رصد أي سلوكيات انتهازية حمتملة‪ ،‬واختاذ اإلجراءات التأديبية الالزمة‬
‫من أجل ضمان توجيه الشركة وفق ما خيدم مصلحة مسامهيها ويعظم ثرواهتم‪ .‬كما أن الرفع من نسبة املدراء‬
‫امل ستقلني من شأنه أن ينعكس إجيابيا على يقظة جملس اإلدارة‪ ،‬مما يساعد على التقليل من حالة عدم التماثل يف‬
‫ونوعا‪ ،2‬وهو‬
‫كما ً‬‫املعلومات من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية فإهنم يعملون على توفري املعلومات الالزمة الختاذ القرارات ً‬
‫ما ينعكس على أداء الشركة واستمراريتها‪ ،‬وحيفظ سالمتها املالية‪ ،‬وهو التحليل الذي يتوافق مع ما أشار إليه كل‬
‫‪(Raheja, 2005 ; Adams & Ferreira, 2007 ; Harris & Raviv, 2008)3‬؛ ‪(Daily, 1995 ; Chang,‬‬ ‫من‬
‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يعترب‪ (Mace, 1986; Cornett et al., 2008)5‬املدراء املستقلني أحد أهم املصادر‬ ‫‪.2009)4‬‬

‫اإلسرتاتيجية بالنسبة للشركة كوهنم يوسعون من حجم معرفتها التنظيمية )‪ ،(Organizational Knowledge‬وهو‬
‫ما ميكنها من مواكبة التطورات اليت تفرضها بيئة األعمال‪ ،‬واحلد من حالة عدم اليقني احمليطة بتطوير واختاذ‬
‫القرارات اإلسرتاتيجية يف الشركة وتنفيذها‪ ،6‬وهذا ما جيعلهم وسيلة فعالة للتغلب على حالة عدم التأكد احمليطة‬
‫بعملية اختاذ القرار يف بيئة ديناميكية‪ ،‬واليت تظهر على أهنا أحد أكثر العوامل ارتباطا بضعف األداء احملقق من قبل‬
‫الشركات‪.7‬‬

‫ويف ذات الشأن‪ ،‬ميكن أن يساهم وجود مدراء مستقلني يف اجمللس –على املدى الطويل ‪ -‬يف تطوير كفاءة‬
‫العمليات واإلجراءات اليت تعمل على اكتشاف ومراقبة بوادر ظهور أي سلوك انتهازي من قبل املسريين‪ ،8‬وهذا‬
‫ما من شأنه أن يعزز من فعالية نظام الرقابة الداخلي‪ ،‬ويتيح للقائمني عليه إجراء التعديالت الضرورية‬
‫والتصحيحات الالزم ة من أجل جتنيب الشركة احتماالت التعرض حلالة الفشل املايل‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإنه من‬
‫الصعب اهليمنة والتحكم يف قرارات جملس اإلدارة املستقل من قبل الرئيس‪ ،‬حيث يعترب اجمللس املستقل أكثر قدرة‬

‫‪1 -Montserrat Manzaneque‬‬ ‫‪et al., Op. Cit., p 114.‬‬


‫‪2 -Seema‬‬ ‫‪Miglani et al., Op. Cit., p 20.‬‬
‫‪3 -Hwa-Hsien Hsu and Chloe- Y-H Wu, Board composition, grey directors and corporate failure in the UK,‬‬

‫‪The British Accounting Review, Vol. 46, N°. 3, 2014, p 217.‬‬


‫‪4 -Montserrat Manzaneque et al., Op. Cit., p 114.‬‬
‫‪5 -Xavier Brédart,Op. Cit., p 73.‬‬
‫‪6 -Seema Miglani et al., Op. Cit., p 20.‬‬
‫‪7 - Charbel Salloum and Nehme Azoury.,Op. Cit., p 46.‬‬
‫‪8 -Montserrat Manzaneque et al., Op. Cit., p 114.‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫على دعم عملية التغيري التنظيمي وتشجيعها حىت يف ظل معارضة الرئيس‪ ،‬خاصة يف احلاالت اليت تواجه فيها‬
‫الشركة افخنفاضا مستمرا يف األداء و‪/‬أو حاجة ملحة ملسايرة ضغوط بيئة األعمال اليت قد ترهن استمراريتها‪.1‬‬

‫ولعل من أهم العوامل اليت حتفز املدراء املستقلني على لعب األدوار السابق ذكرها هو حماولتهم احلفاظ على‬
‫قيمتهم يف سوق العمل‪ ،‬واليت ترتبط أساسا مبدى فعالية وكفاءة األداء احملقق من قبل الشركات اليت يشغلون‬
‫مناصب يف جمالس إدارهتا‪ ،‬وسالمتها املالية؛ حيث تزداد املخاوف اخلاصة بسمعتهم كصناع قرارات إسرتاتيجية‬
‫وإشرافية ورقابية فعالة كلما ازداد نشاط سوق العمل الداخلي واخلارجي‪ ،‬والذي مينحهم الفرصة ألن يتقلدوا‬
‫مناصب يف جمالس إدارة شركات أخرى‪ ،‬واالستفادة من املزايا اليت ميكن أن تقدمها هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى‪ ،‬فهم عرضة لإلجراءات العقابية والفصل املصاحب لضعف أو افخنفاض مستوى األداء‪.‬‬

‫يدعم التحليل السابق نتائج جمموعة من الدراسات حول تأثري استقاللية جملس اإلدارة على أداء الشركات‬
‫‪(Baysinger & Butler, 1985)2‬؛ )‪(Pearce & Zahra, 1992‬؛ ‪(Weir‬‬ ‫وسالمتها املالية؛ حيث توصلت دراسة‬
‫)‪ et al., 2002‬إىل إثبات وجود أثر إجيايب الستقاللية جملس اإلدارة على أداء الشركات‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فقد أثبتت دراسيت‪ )Beasley, 1996; Peasnell et al., 2001(3‬أن جمالس اإلدارة اليت‬
‫هبا نسب عالية من املدراء املستقلني أقل عرضة لالحتيال‪ ،‬وممارسات إدارة األرباح يف دراسة (‪ .)Klein, 2002‬أما‬
‫فقد انتهت إىل أن تعيني مدير خارجي يف جملس اإلدارة ينعكس إجيابيا‬ ‫‪)Rosenstein & Wyatt, 1990(4‬‬ ‫دراسة‬
‫على رد فعل السوق املالية ‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل الرفع من ثروة املسامهني‪ ،‬كما أظهرت الدراسة أن الشركات اليت‬
‫تتعرض للتعثر املايل أكثر ميوال وسعيا لدمج وتعيني مدراء خارجيني‪.‬‬

‫& ‪(Elloumi‬‬ ‫‪(Gilson,‬؛‬ ‫‪(Baysinger & Butler,1985)5‬؛ ‪1990)6‬‬ ‫هذا وقد بينت دراسة كل من‬
‫‪(Ciampi,‬‬ ‫‪(Salloum‬؛‬ ‫)‪Gueyie, 2001‬؛ )‪(Wang & Deng, 2006‬؛ )‪(Li et al., 2008‬؛ )‪et al., 2013‬‬

‫& ‪(Fich‬‬ ‫أمهية استقاللية جملس اإلدارة يف التخفيض من احتمالية التعرض حلالة التعثر املايل‪ ،‬كما يعتربها‬ ‫)‪2015‬‬

‫أحد العوامل املهمة يف حتديد قدرة الشركات املتعثرة على تفادي‬ ‫)‪ Slezak, 2008‬و)‪(Platt & Platt, 2012‬‬

‫اإلفالس‪ ،‬حيث تعمل استقاللية جملس اإلدارة على الرفع من فعالية اإلجراءات التصحيحية املالئمة‪.‬‬

‫‪1 -Francesco‬‬ ‫‪Ciampi, Op. Cit., p 1015.‬‬


‫‪2-‬‬ ‫‪Charbel Salloum et al., Op. Cit., p 63.‬‬
‫‪3 - Musa Mangena and Eddie Chamisa, Op. Cit., p 33.‬‬
‫‪4 - Charbel Salloum and Nehme Azoury, Op. Cit., p 45.‬‬
‫‪5 - Charbel Salloum et al., Op. Cit., p 63.‬‬
‫‪6 - Charbel Salloum and Nehme Azoury, Op. Cit., p 45.‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫يف املقابل ‪ ،‬هناك من يشكك يف أمهية وجود مدراء مستقلني يف جملس اإلدارة‪ ،‬حيث يربز التخوف من أن‬
‫الزيادة يف استقاللية جملس اإلدارة قد تؤدي إىل التقليل من قدرة الشركة على التكيف‪ ،‬وبطء استجابتها يف‬
‫مواجهة الظروف االستثنائية اليت يفرضها احمليط خالل فرتات األزمات‪ ،1‬كما أن املدراء املستقلون يشغلون مناصب‬
‫يف جمالس إدارة العديد من الشركات‪ ،‬وعليه فمن غري املرجح أن خيصصوا وقتا كافيا لتحقيق فهم شامل ودقيق‬
‫لكل نشاط جتاري‪ ،‬ما جيعلهم يعتمدون على املعارف العامة ملراجعة وتقييم األداء اإلداري وحتديد مكافآته بدال‬
‫من املعرفة املتخصصة‪ ، 2‬وتزداد مشكلة االفتقار للمعرفة املتخصصة كلما متايز نشاط الشركات اليت يشغل األعضاء‬
‫فيها مناصب‪ ،‬وهذا ما من شأنه أن يفسح اجملال أمام إمكانية صياغة واعتماد الطاقم املسري للشركة السرتاتيجيات‬
‫غامضة متكنهم من حتقيق مصاحل شخصية وتزيد من قيمة ثرواهتم اخلاصة‪ ،‬األمر الذي ميكن أن يعمق من مشاكل‬
‫الوكالة ويرفع قيمة التكاليف املرتبطة هبا‪ ،‬وينعكس سلبا على أداء الشركة احلايل واملستقبلي‪.‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬للمدراء املستقلني اتصال حمدود ‪-‬بشكل عام ‪ -‬بالشؤون التنفيذية اليومية للشركة‪ ،‬وهو‬
‫ما جيعلهم يعتمدون بشكل أساسي على املعلومات اليت يقدمها هلم الطاقم املسري للشركة الختاذ القرارات‪ ،‬وكون‬
‫املدراء املستقلني مراقبني حمايدين؛ يشري )‪ (Adams & Ferreira, 2007‬إىل عدم رغبة الطاقم املسري يف مشاركة‬
‫املعلومات احلساسة واملميزة معهم خوفا من تدقيقهم الشديد‪ ، 3‬وهي وجهة النظر اليت تدعمها النتائج اليت انتهت‬
‫إليها دراسة )‪ (Adams, 2009‬و اليت تؤكد أن املدراء املستقلني يتلقون معلومات إسرتاتيجية أقل من قِبل املسريين‪،‬‬
‫وأن عدم التما ثل يف املعلومات هذا قد يقلل من تأثريهم على الرقابة على عملية اختاذ القرار يف الشركة‪.‬‬

‫‪Agrawal & Knoeber, 1996; Bhagat & Black, 2002; Vafeas & (4‬‬ ‫كما أثبتت دراسات كل من‬
‫وجود أثر سليب (ضعيف) الستقاللية جملس اإلدارة على أداء الشركة‪ ،‬يف حني مل تظهر‬ ‫‪)Theodorou, 1998‬‬

‫‪(Changanti‬؛‬ ‫‪et al., 1985 ; Simpson & Gleason, 1999 ; Lajili & Zéghal, 2010)5‬‬ ‫دراسات كل من‬
‫)‪ (Brédart, 2014‬وجود أثر الستقاللية جملس اإلدارة على إمكانية التعرض حلالة التعثر املايل‪.‬‬

‫‪1 -Xavier‬‬ ‫‪Brédart, Op. Cit., p 73.‬‬


‫‪2-‬‬ ‫‪Hwa-Hsien Hsu and Chloe- Y-H Wu, Op. Cit., p 217.‬‬
‫‪3 - Ibidem.‬‬
‫‪4 - Ibidem.‬‬
‫‪5 -Montserrat Manzaneque et al., Op. Cit., p 114.‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الفصل بني منصيب رديس جملس اإلدارة والرديس التنفيذي (املدير العام)‬

‫يعترب موضوع اهليكلة املثالية لسلطيت التسيري واإلدارة يف الشركة والرقابة عليهما أحد أهم احملاور الرئيسية‬
‫حلوكمة الشركات‪ ،‬حيث ميتد النقاش وختتلف وجهات الرأي حول أفضلية الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة‬
‫والرئيس التنفيذي يف الشركة َوالقيادة املركزة (تقلد شخص واحد للمنصبني)‪.‬‬

‫‪(Wang & Deng, 2006)1‬؛ ‪ (Miglani et al., 2015)2‬و ‪(Manzaneque et al., 2016)3‬‬ ‫يشري كل من‬
‫إىل ضرورة الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة والرئيس التنفيذي للشركة من أجل ضمان استقاللية جملس‬
‫اإلدارة‪ ،‬وهو ما يساهم يف حتسني فعالية مهامه الرقابية واإلشرافية؛ حيث تقود القيادة املرك زة للشركة إىل تعزيز‬
‫سلطة وقوة الرئيس التنفيذي‪ ،‬ومتركز صالحيات اختاذ القرار والرقابة على تنفيذه يف يد شخص واحد‪ ،‬ما يفسح‬
‫اجملال أمام إمكانية بروز سلوكيات انتهازية لتحقيق مصاحل شخصية على حساب مصاحل املسامهني وباقي األطراف‬
‫أصحاب املصلحة‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يعمق من مشاكل الوكالة ويزيد من قيمة التكاليف املرتبطة هبا‪ ،‬األمر‬
‫الذي ينعكس على أداء الشركة وسالمتها املالية‪ .‬كما يعترب ‪ (Miglani et al, 2015)4‬أن ضعف رقابة وإشراف‬
‫جملس اإلدارة من شأنه أن يوفر اجلو املالئم ملمارسات إدارة األرباح يف الشركة‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن القيادة املركزة يف الشركة تقود إىل جتذ ر الرئيس التنفيذي وزيادة هيمنته على‬
‫الشركة‪ ، 5‬وهو األمر الذي يقلل من احتمالية استبداله و‪/‬أو معارضة قراراته من قبل جملس اإلدارة إذا اقتضت‬
‫الضرورة ذلك‪ ،‬كما أن متركز عملية ا ختاذ القرار وضعف الرقابة من شأهنا أن جتعل التنفيذيني يف الشركة أكثر‬
‫مقاومة للتغيري ومييلون أكثر إىل احلفاظ على الوضع الراهن‪ 6‬؛ وبالتايل‪ ،‬فإن قدرة الشركة على التكيف ومسايرة‬
‫متغريات بيئة األعمال واالستجابة السريعة ملتطلباهتا ستضعف‪ ،‬وهو ما ينعكس سلبا على أدائها‪ ،‬ويرهن مستقبلها‬
‫واستمراريتها‪.‬‬

‫& ‪ (Daily‬إىل أن اجلمع بني منصيب‬ ‫‪Dalton, 1994)7‬‬ ‫ومـن النـاحـيـة التـطبيـقـيـة‪ ،‬فقد توصلت دراسة‬
‫رئيـس مـجلـس اإلدارة والـرئيـس التنـفـيـذي يـ زيد من احتمالية التعرض حلالة اإلفالس‪ ،‬كما بينت دراسة‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Zong-Jun Wang and Xiao-Lan Deng, Op. Cit., p 12.‬‬


‫‪2 -Seema‬‬ ‫‪Miglani et al., Op. Cit., p 20.‬‬
‫‪3 -Montserrat Manzaneque et al., Op. Cit., p 114.‬‬
‫‪4 -Seema Miglani et al., Op. Cit., p 20.‬‬
‫‪5 -Zhilan Chen et al., Ownership concentration, firm performance, and dividend policy in Hong Kong ,‬‬

‫‪Pacific-Basin Finance Journal, Vol. 13, N°. 4, 2005, p 433‬‬


‫‪6 -Francesco Ciampi, Op. Cit., p 1015.‬‬
‫‪7 -Montserrat Manzaneque et al., Op. Cit., p 114.‬‬

‫‪116‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫‪ (Hambrick & D’Aveni, 1992)1‬أن وجود قيادة مرك زة يسرع من عملية اهنيار وإفالس الشركات اليت تعاين من‬
‫مشاكل مالية‪ ،‬يف حني الحظ ‪ (Darrat et al., 2010)2‬أن اجلمع بني املنصبني أكثر انتشارا يف الشركات املفلسة‪،‬‬
‫وبالتايل ميكن اعتباره أحد املؤشرات اليت تنبئ بإمكانية الوقوع يف حالة اإلفالس‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فقد انتهت‬
‫‪ (Peasnell‬إىل وجود أثر سليب للقيادة املرك زة على األحكام الصادرة عن هيئة مراجعة‬ ‫دراسة‪et al., 2001)3‬‬

‫باململكة املتحدة ‪.UK‬‬ ‫املالية )» ‪(Financial Reporting Review Panel « FRRP‬‬ ‫التقارير‬

‫يف املقابل‪ ،‬هناك من يعترب أنه من األفضل للشركة أن يشغل املنصبني شخص واحد؛ حيث تسمح‬
‫االزدواجية يف شغل املنصبني بإقامة قيادة قوية وموحدة للشركة‪ ،‬وتسهل من عملية نقل املعلومات‪ ،‬وخفض‬
‫تكاليف التنسيق‪ ،‬باإلضافة إىل جتنب بروز صراع وتضارب للمصلحة بني الرئيس التنفيذي ورئيس جملس اإلدارة‪،4‬‬
‫وهو ما ميكن اعتباره أحد أهم العوامل احملددة لقدرة الشركات على التكيف بسرعة على املستوى االسرتاتيجي‬
‫والتنظيمي للتغريات اليت تطرأ على بيئة األعمال‪ 5‬؛ خاصة من حيث سرعة عملية اختاذ القرار‪ ،‬واليت تزداد أمهيتها‬
‫يف احلاالت اليت تواجه فيها االقتصاديات ظروفا غري اعتيادية تتطلب من الشركات ترتيبات استثنائية ملواجهتها‪،‬‬
‫كما أن القيادة املركزة من شأهنا أن متنح الرئيس فهما أحسن ومعرفة أكرب بتطور عمليات الشركة‪ ،‬وهو ما ميكنه‬
‫من توجيهها مع احلد األدىن لتدخل جملس اإلدارة‪.6‬‬

‫ميدانيا‪ ،‬توصلت دراسات كل من ‪(Simpson & Gleason, 1999)7‬؛ )‪ (Ciampi, 2015‬أن القيادة املركزة‬
‫‪(Godard & Schatt,‬‬ ‫من شأهنا أن ختفض من احتمالية الفشل املايل للشركات‪ ،‬يف حني انتهت دراسات‬
‫‪(Salloum et al.,‬‬ ‫& ‪(Lajili‬؛‬ ‫‪2005)8‬؛ )‪(Wang & Deng, 2006‬؛ )‪(Abdullah, 2006‬؛ ‪Zéghal, 2010)9‬‬

‫‪(Manzaneque‬؛‬ ‫)‪2013‬؛ )‪(Brédart, 2014‬؛ )‪(Miglani et al., 2015‬؛ )‪(Li et al., 2015‬؛ )‪et al., 2016‬‬

‫إىل عدم وجود أي أثر للجمع بني املنصبني على احتمالية تعثر وفشل‬ ‫)‪(Moghaddam & Filsaraei, 2016‬‬

‫الشركات‪.‬‬

‫‪1 -Chia-Ying‬‬ ‫‪Chan et al., The Role of corporate governance in forecasting bankruptcy: pre-and post-SOX‬‬
‫‪enactment, The North American Journal of Economics and Finance, Vol. 35, January 2016, p 6.‬‬
‫‪2 -Harlan Platt and Marjorie Platt, Op. Cit., p 1140.‬‬
‫‪3 - Musa Mangena and Eddie Chamisa, Op. Cit., p 33.‬‬
‫‪4 -Montserrat Manzaneque et al., Op. Cit., p 114.‬‬
‫‪5 -Francesco Ciampi, Op. Cit., p 1015.‬‬
‫‪6 -Roszaina Haniffa and Mohammad Hudaib, Corporate governance structure and performance of Malaysian‬‬

‫‪Listed companies, Journal of Business, Finance & Accounting, Vol. 33, N°. 7 & 8 , 2006, p 1040.‬‬
‫‪7 - Zong-Jun Wang and Xiao-Lan Deng, Op. Cit., p 12.‬‬
‫‪8 - Charbel Salloum and Nehme Azoury, Op. Cit., p 45.‬‬
‫‪9 - Harlan Platt and Marjorie Platt, Op. Cit., p 1140.‬‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫الفرع الرابع‪ :‬نشاطات جملس اإلدارة‬

‫يشري هذا املتغري إىل عدد االجتماعات اليت يعقدها جملس اإلدارة خالل السنة املالية‪ ،‬حيث جيتمع أعضاء‬
‫اجمللس لغرض مناقشة وتقييم أداء الشركة من جهة‪ ،‬ومراقبة مدى االلتزام بالتوجيهات والسياسات واالسرتاتيجيات‬
‫املصادق على انتهاجها من جهة أخرى‪ ،‬ويف األخري فإنه حيرص على اختاذ اإلجراءات التصحيحية املناسبة‪ .‬ويف‬
‫ذات الشأن‪ ،‬يعترب ‪ (Vafeas, 1999)1‬أن نشاط وتواتر اجتماعات جملس اإلدارة هو أحد أهم املؤشرات الدالة‬
‫على حرصه على رسم خطط عمل إسرتاتيجية أكثر كفاءة‪ ،‬وتقدمي مقرتحات فعالة لتحسني األداء احلايل‪ ،‬وحتقيق‬
‫إجنازات مستقبلية أفضل‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن تكرار اجتماعات جملس اإلدارة يتيح إمكانية إعادة اهليكلة‬
‫التنظيمية‪ ،‬مما يساهم الحقا يف حتسني كفاءة وفعالية وظيفته الرقابية‪ ،2‬والتصدي لظاهرة جتذر املسريين‪.3‬‬

‫هذا ويسمح تواتر وتكرار اجتماعات جملس اإلدارة بتبادل املعلومات بني أعضاء اجمللس‪ ،‬وتوفري فهم أوسع‬
‫لتطور أعمال الشركة ونشاطاهتا‪ ،‬وهو ما من شأنه أن ينعكس إجيابيا على نقاشات اجمللس وقراراته‪ ،‬وسرعة‬
‫استجابته للمتغريات اليت تفرضها بيئة األعمال‪ ،‬األمر الذي يساهم يف حتسني أداء الشركة واستمراريتها‪ .‬ويف نفس‬
‫السياق‪ ،‬فقد انتهت دراسة ‪ (Brick & Chidambaran, 2010)4‬إىل إثبات وجود أثر إجيايب لتكرار اجتماعات‬
‫جملس إدارة الشركة على قيمتها‪.‬‬

‫يف املقابل‪ ،‬يُ ِعرب )‪ (Jensen, 1993‬عن شكوكه حول فعالية تكرار االجتماعات؛ كون جدول أعماهلا يتم‬
‫حتديده من قبل أو حتت إشراف الرئيس التنفيذي للشركة‪ ،‬وبالتايل فإن املهام الروتينية تستغرق اجلزء األكرب من‬
‫وقت االجتماع‪ ،‬وهو ما حيد من قدرة اجمللس على مناقشة أو التطرق ملواضيع أخرى قد ال يرغب املسريون يف‬
‫‪ (Brick‬هذه الشكوك؛ حيث توصلت إىل أن الرفع من‬ ‫)‪& Chidambaran, 2008‬‬ ‫ذكرها‪ .‬وقد أثبتت دراسة‬
‫عدد دورات جملس اإلدارة هو نتاج ارتفاع مستوى اخلالفات بني أعضاء جملس اإلدارة املصاحب لضعف أداء‬
‫‪ (Vafaes,‬اليت تشري إىل أن جمالس اإلدارة‬ ‫)‪1999 ; Adams, 2005‬‬ ‫الشركة‪ ،‬وهو ما يتوافق مع نتائج دراسة‬
‫تستجيب لألداء الضعيف من خالل الرفع من نشاطها‪.5‬‬

‫ويف األخري ميكن اإلشارة إىل ضرورة األخذ بعني االعتبار التكلفة املتعلقة بارتفاع عدد اجتماعات جملس‬
‫اإلدارة؛ فباإلضافة إىل التكاليف املباشرة لالجتماع‪ ،‬فإن ارتفاع تكلفة الوقت الذي يق ضيه األعضاء يف الرتتيب‬
‫‪1-‬‬ ‫‪Zulridah Mohd Noor and Takiah Mohd Iskandar, Op. Cit., p 686.‬‬
‫‪2-‬‬ ‫‪Charbel Salloum and Nehme Azoury, Op. Cit., p 46.‬‬
‫‪3 -Xavier Brédart, Op. Cit., p 73.‬‬
‫‪4 -Ibidem.‬‬
‫‪5 - Ibidem.‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫لعقد هذه االجتماعات واإلعداد هلا وحضورها ميكن أن يتعدى بكثري النتائج املرتتبة عنها‪ ،‬خاصة إذا مل يكن‬
‫للمواضيع املدرج مناقشتها قيمة مضافة حقيقية‪ .‬كما أن إمكانية بروز روابط وعالقات شخصية بني أعضاء جملس‬
‫اإلدارة أو مع الطاقم اإلداري املسري للشركة من شأهنا أن ختفض من فعالية الدور الذي يقوم به جملس اإلدارة حىت‬
‫يف ظل تواتر عدد االجتماعات‪ ،‬إن مل يكن هذا األخري مسامها يف توطيد هذه العالقات؛ وعليه‪ ،‬تربز ضرورة‬
‫تشكيل جلان متخصصة‪ ،‬واختيار أعضائها بطريقة عشوائية من أجل كسر هذا التوافق وضمان التفاعل على أسس‬
‫غري شخصية‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬أثر خصادص ومميزات جملس اإلدارة‬

‫شهد جملس اإلدارة خالل العقود األخرية تطورا كبريا من حيث الشكل واخلصائص‪ ،‬وهو تطور مصاحب‬
‫حلجم وقيمة الدور املنوط به‪ ،‬وازدياد وتعدد مهامه‪ ،‬ما استلزم أن يتصف أعضاؤه مبجموعة من املعايري واملميزات‬
‫اليت متكنهم من القيام هبذا الدور‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تنوع ينس أعخاء جملس اإلدارة‬

‫يشري هذا املؤشر إىل ضرورة تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة‪ ،‬أي أن حيتوي على أعضاء من الذكور‬
‫واإلناث؛ حيث يعتربه‪ (Adams & Ferreira, 2009)1‬أحد أهم العوامل اليت تساهم يف الرفع من فعالية العملية‬
‫الرقابية وتعزيز إدارة الشركة‪ ،‬وقد توصلت دراسة ‪ (Wilson et al., 2014)2‬إىل وجود عالقة قوية بني السمات‬
‫واملواصفات الشخصية للمدراء واستمرارية الشركة‪ ،‬حيث أثبتوا أن وجود أعضاء إناث يف جملس اإلدارة من شأنه‬
‫أن يعزز من تدفقاهتا النقدية ويقلل من مديونيتها‪ ،‬وهو ما جيعلها يف منأى عن مسببات التعثر املايل‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب اختالف السلوكيات ومت ايز التفضيالت املتعلقة حبدود املخاطرة؛ فالرجال أكثر ميوال من النساء للتوسع يف‬
‫حتمل املخاطرة‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن وجود اجلنسني يف جملس إدارة من شأنه أن جيعله أكثر توازنا وأحسن أداء‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فقد كشفت دراسة ‪ (Burke,1994)3‬بكندا أن حوايل نصف املدراء التنفيذيني‬
‫وأعضاء جملس اإلدارة يفضلون اختيار مديرات؛ فهم يعتربون أهنن يزدن من قدرة جمالس اإلدارة على التكيف مع‬
‫التغريات اليت من شأهنا التأثري على أداء الشركات؛ كالتغريات املتعلقة باألسواق‪ ،‬والضغوط التنافسية الدولية‬

‫‪1 -Ali‬‬ ‫‪F. Darrat et al., Corporate governance and bankruptcy Risk, Journal of Accounting, Auditing and‬‬
‫‪Finance, Vol. 31, N°. 2, 2016, p 169.‬‬
‫‪2 -Nick Wilson et al., The survival of newly-incorporated companies and founding director characteristics ,‬‬

‫‪International Small Business Journal, Vol. 32, N°. 7, 2014.‬‬


‫‪3 - Ronald J. Burke, Women on corporate boards of directors: Views of Canadian Chief Executive Officers,‬‬

‫‪Women in Management Review, Vol. 9, N°. 5, 1994.‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫‪(Bonn‬‬ ‫)‪et al., 2004‬‬ ‫والـمحلية‪ ،‬والتقنيات اجلديدة واملعقدة‪ .‬ويف نفس السياق‪ ،‬توصلت دراسة كل من‬
‫‪ (Van‬إىل وجود عالقة طردية بني نسبة املديرات اإلناث وأداء الشركات‪ ،‬كما انتهت‬ ‫و‪der Zahn, 2006)1‬‬

‫& ‪ (Campbell‬إىل أن سوق األوراق املالية يتأثر إجيابيا أيضا بتعيني مديرات‬ ‫)‪Minguez-Vera, 2008‬‬ ‫دراسة‬
‫إناث ألن املستثمرين والشركاء احملتملني يعتقدون أن املديرات اإلناث يسامهن يف حتسني قيمة الشركة‪ .‬أما فيما‬
‫إىل عدم‬ ‫)‪ (Salloum & Azoury, 2012‬و)‪(Salloum et al., 2013‬‬ ‫يتعلق بالتعثر املايل‪ ،‬فقد انتهت دراسة‬
‫وجود أثر دال لنسبة اإلناث يف جملس اإلدارة على احتمالية التعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬ينسية أعخاء جملس اإلدارة‬

‫ميكن ألعضاء جملس اإلدارة األجانب أن يسامهوا يف دعم قرارات وكفاءة أداء اجمللس‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫اكتساهبم ملهارات وخربات من بيئات وقوانني ونظم رقابية خمتلفة‪ ،‬وهو ما أشار إليه ‪(Santen & Soppe, 2009)2‬‬
‫من أن عضوية األجانب جمللس اإلدارة له أثر إجيايب على العديد من املفاهيم‬ ‫و ‪(Ruigrok et al., 2007)3‬‬

‫واخلربات واملعارف‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإنه ال ميكن جتاهل األثر السليب الذي ميكن هلذه الفئة من املدراء تركها على قيم‬
‫الشركة ومعايريها‪ ،‬كما أنه ليس بالضرورة أن يكون املدير األجنيب أحسن من احمللي‪ ،‬ولكن هذا يعتمد أكثر على‬
‫شخصية املدير وتكوي نه من جهة‪ ،‬وحاجات الشركة وقدراهتا وتوجهاهتا من جهة أخرى‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اخللفية (املستوى) العلمية ألعخاء جملس اإلدارة‬

‫يشري املستوى العلمي العايل إىل مستوى معني من املعرفة والكفاءة‪ ،‬إال أنه خيتلف باختالف مركز التكوين‬
‫املانح للشهادة‪ ،‬فمخرجات املدارس العليا واجلامعات واملعاهد تتمايز فيما بينها بتمايز نوعية بيئة التكوين‬
‫واإلجراءات والقواعد املعتمدة‪ ،‬وهو ما ينعكس على املهارات التحليلية واخلربات التطبيقية هلذه املخرجات‪ ،‬وهذا‬
‫‪ (Li et‬من خالل اإلشارة إىل أن احلصول على شهادة عليا يف التسيري وإدارة األعمال‬ ‫يؤكده‪al., 2015)4‬‬ ‫ما‬
‫)‪ (MBA‬دليل على املعرفة النظرية واخلربة العملية يف اإلدارة‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن اخللفية العلمية للطاقم اإلداري بالشركات‬
‫من شأهنا أن تنعكس على أدائه وبالتايل أداء الشركات‪ .‬ورغم استخدام )‪ (Li et al., 2015‬للمؤشر يف دراسته‬
‫امليدانية إال أنه مل يتم إثبات وجود أي أثر له على التعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Charbel Salloum et al., Op. Cit., p 07.‬‬


‫‪2-‬‬ ‫‪Bernard Santen and Aloy Soppe, NED characteristics, board structure and management turnover in the‬‬
‫‪Netherlands in times of financial distress: a theoretical and empirical survey, Corporate Ownership‬‬
‫‪and Control, Vol. 7, N°. 1, 2009, p 289.‬‬
‫‪3 -Winfried Ruigrok et al., Nationality and gender diversity on Swiss corporate boards , Corporate‬‬

‫‪Governance Journal, Vol. 15, N°. 4, 2007, p 549.‬‬


‫‪4 - Zhiyong Li et al., Op. Cit., p 8.‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫الفرع الرابع‪ :‬خربة أعخاء جملس اإلدارة‬

‫تعرب اخلربة عن املعرفة أو املهارة املكتسبة من القضايا واملواقف واألشخاص الذين تعامل معهم العضو يف‬
‫السابق‪ ،‬وعليه فمن املتوقع أن تزداد مهارات وخربات العضو بازدياد عدد احلاالت اليت يكون طرفا فيها؛ ويف ظل‬
‫تعدد هذه األخرية واختالف السمات الشخصية لألفراد فإن حتديد معايري دقيقة لقياس خربة وجتربة العضو‬
‫ستكون نسبية‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإن معيار عدد سنوات العمل كعضو يف جملس إدارة سيكون املعيار األكثر موضوعية‪.‬‬

‫‪ ) Platt‬إىل أن خربة أعضاء جملس اإلدارة من شأهنا أن جتلب عددا كبريا من‬ ‫‪& Platt, 2012(1‬‬ ‫ويشري‬
‫املعرفة واملهارات واملعلومات اليت قد تنعكس بشكل إجيايب على عمل اجمللس وكفاءته‪ ،‬كما أنه ميكن االستفادة من‬
‫املعارف القابلة للتحويل اليت حيوزها أعضا ء اجمللس الذين يشغلون مناصب كرؤساء تنفيذيني يف شركات أخرى‪،‬‬
‫األمر الذي من شأنه أن يقلل من احتمالية التعرض حلالة التعثر واإلفالس‪.‬‬

‫يف ذات الشأن أن أعضاء جملس اإلدارة حديثي التوظيف ال ميلكون‬ ‫‪(Salloum et al., 2013)2‬‬ ‫ويضيف‬
‫نفس املعرفة حول الشركة كمن يشغلون املنا صب منذ فرتة طويلة‪ ،‬وعليه فإهنم لن يكونوا قادرين على التصرف وفق‬
‫ما خيدم مصلحة املالك‪ ،‬ويعظم ثرواهتم وحيفظها‪ ،‬وبالتايل فإن نقص خربهتم وجتربتهم من شأنه أن يزيد من‬
‫احتمالية التعرض حلالة التعثر املايل‪.‬‬

‫ومن الناحية التطبيقية‪ ،‬فقد أثبتت نتائج دراسة ‪ (Platt & Platt., 2012)3‬أن ألعضاء جملس اإلدارة الذين‬
‫يشغلون مناصب رؤساء تنفيذيون يف شركات أخرى أمهية كبرية يف حتديد وكون الشركة قادرة على تفادي اإلفالس‪.‬‬

‫هذا وجتدر اإلشارة إىل بعض املشاكل اليت ميكن أن تنشأ جراء ضم مدراء تنفيذيني من خارج الشركة إىل‬
‫جملس اإلدارة‪ ،‬حيث يشري ‪ ) Platt & Platt, 2012(4‬إىل أنه ميكن للرئيس التنفيذي للشركة أن يعتربهم كمنافسني‬
‫له على منصبه أو عقبات تقف يف طريق حصوله على تعويضات مالئمة أو انتهاجه لسياسات معينة‪ ،‬األمر الذي‬
‫من شأنه أن ينعكس سلبا على نشاط اجمللس وفعاليته‪ ،‬وبه أداء الشركة واستمراريتها‪ ،‬ما جيعلها عرضة للمشاكل‬
‫اإلدارية واملالية‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن الرئيس التنفيذي للشركة ميكن أن يكون عضوا يف جمالس إدارة شركات‬
‫أخرى‪ ،‬وهو ما يعين مزيدا من الوقت واالهتمام خارج الشركة اليت يديرها‪ ،‬وعليه‪ ،‬فمن املتوقع أن ينعكس أداؤه‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Harlan Platt and Marjorie Platt, Op. Cit., p 1142.‬‬


‫‪2-Salloum‬‬ ‫‪C., et al., Op. Cit., p 65.‬‬
‫‪3- Harlan Platt and Marjorie Platt, Op. Cit., p 1142.‬‬
‫‪4 -Ibidem.‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬

‫سلبا على القضايا املستعجلة اليت تواجهها شركته‪ ،‬خاصة إذا تزامنت مع اجتماعات جمالس إدارة الشركات‬
‫األخرى‪.‬‬

‫الفرع اخلامس‪ :‬عمر أعخاء جملس اإلدارة‬

‫ميكن لعمر أعضاء جملس اإلدارة أن يعرب عن مقدار التجربة واخلربة (بصفة عامة) اليت ميتلكوهنا‪ ،‬إال أنه ال‬
‫ميكن اجلزم بكوهنا معيارا ملقدار اخلربة يف العمل اإلداري‪ .‬ويشري ‪ )Platt & Platt, 2012(1‬يف ذات السياق إىل أنه‬
‫يف احلاالت اليت يكون فيها العمر مقرونا باخلربة فإن الشركات القادرة على جتنب الوقوع يف اإلفالس هي تلك اليت‬
‫متتلك مدراء متقدمني يف العمر‪ ،‬ولكنه يف املقابل حيذر من إمكانية أن يكون التقدم يف السن سببا يف جلب املزيد‬
‫من التحفظ وعدم الرغبة يف جتربة أفكار جديدة‪ ،‬األمر الذي ينعكس سلبا على الشركة وقدرهتا على مواكبة‬
‫التغريات‪.‬‬

‫أما ميدانيا‪ ،‬فقد توصلت دراسة ‪ (Zahra & Pearce, 1989)2‬إىل إثبات وجود عالقة إجيابية بني العمر‬
‫واألداء املايل للشركات‪ ،‬كما انتهت دراسة )‪ (Platt & Platt, 2012‬إىل أن كرب سن الرئيس التنفيذي ومتوسط‬
‫& ‪ (Fich‬إىل أن عمر‬ ‫)‪Slezak, 2008‬‬ ‫أعمار أعضاء جملس اإلدارة يقلل من احتمالية اإلفالس‪ ،‬فيما توصل‬
‫الرئيس التنفيذي فقط من له أثر إجيايب على واحد من أربعة مناذج للتنبؤ باإلفالس‪.‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Ibidem.‬‬
‫‪2-‬‬ ‫‪Zhiyong Li et al., Op. Cit., p 8.‬‬

‫‪122‬‬
‫خالصة‬
‫ميكن للشركات أن تتعرض ملشاكل واختالالت مالية جتعلها غري قاد رة عن الوفاء بالتزاماهتا جتاه الغري‪،‬‬
‫وذلك بسبب عجزها عن التحكم يف متغريات بيئة النشاط‪ ،‬و‪/‬أو عدم فاعلية وكفاءة أجهزهتا التسيريية والرقابية‬
‫الداخلية‪ ،‬وهو ما من شأنه أن ينعكس سلبا على مالكها ودائنيها وباقي األطراف األخرى ذات املصلحة‪ .‬وعلى‬
‫هذا األساس‪ ،‬تعمل العديد من اجلهات الفاعلة يف الشركات بصفة مستم رة على مجع الكم الكايف من املعلومات‬
‫املالية وغري املالية لغرض معاجلتها واستخدامها يف تقومي أداء الشركات والتنبؤ بوضعها املستقبلي‪ ،‬وكذا اختاذ‬
‫اإلجراءات التصحيحية الالزمة إن اقتضت الضرورة ذلك‪.‬‬

‫احتلت النماذج الكمية املستخدمة يف التنبؤ بالوضع املايل للشركات مكانة مميّزة لعقود من الزمن‪ ،‬وذلك ملا‬
‫أثبتته من دقّة عالية يف التصنيف‪ ،‬وقدرة كبرية على التنبؤ بإمكانية تعرض الشركات ملشاكل مالية يف املستقبل‪ ،‬غري‬
‫أن ما شهده العامل من اهنيارات مفاجئة للعديد من الشركات اليت كانت تعترب ناجحة‪ ،‬وما كشفت عنه نتائج‬
‫التحقيقات من ممارسات غري قانونية وسلوكيات غري أخالقية‪ ،‬وعجز هذه النماذج عن الكشف عن أي دالئل أو‬
‫عجل بظهور وتصاعد اهتمام الباحثني بضرورة‬
‫مؤشرات تعكس حجم املخاطر اليت تتعرض هلا هذه الشركات‪ ،‬قد ّ‬
‫األخذ بعني االعتبار عددا من املؤشرات واملمارسات املرتبطة بطريقة تسيري الشركات وإدارهتا‪ ،‬والرتتيبات املوضوعة‬
‫لغرض الرقابة على أدائها وتقوميه‪ ،‬يف بناء مناذج التنبؤ بالوضع املايل للشركات‪.‬‬

‫تعترب حوكمة الشركات أحد أهم املمارسات ال يت يوليها الباحثون واملمارسون على حد سواء أمهية بالغة من‬
‫أجل الكشف عن أي دالئل أو مؤشرات قد توحي بإمكانية تعرض الشركات ملشاكل أو إختالالت مالية‪ ،‬غري أن‬
‫استخدامهم هلذه املمارسات خيتلف اختالفا جوهريا باختالف خصوصيات بيئة النشاط‪ ،‬ومتايز القوانني‬
‫والتشريعات املنظّمة هلا‪ ،‬وهذا ما عجعلها بعيدة عن أي إمجا أكادميي أو نتائج ميدانية هنائية وحامسة‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫متهيد‬
‫تناول الفصالن النظريان السابقان األسس النظرية املرتبطة مبوضوع البحث؛ حيث مت عرض اإلطار النظري‬
‫حلوكمة الشركات من خالل التطرق ملفهومها واآلليات القائمة على تشغيل نظامها‪ ،‬ومبادئها العاملية املوصى هبا‬
‫وخمتلف النماذج السائدة عرب العامل‪ ،‬وكذا واقع ممارساهتا يف اجلزائر‪ ،‬ليتم بعدها استعراض املفاهيم املرتبطة بالتنبؤ‬
‫بالتعثر املايل للشركات‪ ،‬وأهم األساليب والنماذج املستخدمة يف عملية التنبؤ‪ ،‬باإلضافة إىل تسليط الضوء على‬
‫االنعكاسات احملتملة ملمارسات حوكمة الشركات على التنبؤ بظاهرة التعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫يعترب هذا الفصل مدخال توضيحيا لإلطار املنهجي للدراسة‪ ،‬ونتائج التحليل اإلحصائي األويل للبيانات؛‬
‫حيث استهل ب عرض اإلجراءات واألساليب اإلحصائية املستخدمة يف الدراسة التطبيقي ة اهلادفة إىل الكشف عن‬
‫دور مؤشرات احلوكمة يف التنبؤ بالتعثر املايل لعينة من شركات املسامهة الناشطة بواليات سطيف وبرج بوعريريج‬
‫واملسيلة‪ ،‬والغرض من اعتماد كل أسلوب‪ ،‬ليتم بعدها تعريف طريقة تقدير متغريات الدراسة وضبط أسس النموذج‬
‫الذي نسعى إىل توفيقه‪ ،‬ليتبعه بعد ذلك عرض ل نتائج التحليل اإلحصائي الوصفي واختبار داللة الفروق بني‬
‫املتوسطات ملتغريات الدراسة‪.‬‬

‫انطالقا مما سبق‪ ،‬فقد مت تقسيم هذا الفصل إىل ثالث مباحث رئيسية‪:‬‬

‫‪ ‬البحث األول‪ :‬اإلجراءات املنهجية للدراسة؛‬


‫‪ ‬املبحث الثاين‪ :‬أدوات حتليل ومعاجلة البيانات؛‬
‫‪ ‬امل بحث الثالث‪ :‬التحليل اإلحصائي الوصفي واختبار داللة الفروق بني املتوسطات ملتغريات‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫املبحث األول‪ :‬اإلجراءات املنهجية للدراسة‬


‫يتناول هذا املبحث اخلطوات اإلجرائية اليت مت إتباعها من أجل معاجلة موضوع الدراسة؛ انطالقا من تعريف‬
‫جمتمع وعينة الدراسة‪ ،‬ومرورا باإلجراءات اليت مت من خالهلا احلصول على البيانات الضرورية للتحليل‪ ،‬واملتعلقة‬
‫أساسا مبؤشرات حوكمة الشركات والقوائم املالية للشركات املبحوثة واإلطارين الزماين واملكاين للدراسة‪ ،‬يف حني‬
‫يستعرض اجلزء األخري توضيحات حول املعيار الذي مت على أساسه تصنيف الشركات إىل متعثرة وغري متعثرة‬
‫ماليا‪ ،‬وكذا تعريف املتغريات املستقلة واملتغري التابع للدراسة وطرق تقديرها‪ ،‬وانتهاء بتشكيل النموذج التصوري‬
‫األويل للد راسة ومعادلة االحندار اللوجسيت اليت يتم على أساسها الكشف عن الدور الذي تلعبه مؤشرات احلوكمة‬
‫يف التنبؤ باحتمالية التعرض لظاهرة التعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬جمتمع وعينة الدراسة‬

‫تعترب املؤسسات االقتصادية الناشطة يف اجلزائر هي جمتمع الدراسة املبحوث‪ ،‬وعلى هذا األساس فقد مت‬
‫االعتماد على عينة قصدية يف هذه الد راسة ‪ ،‬وهي جمموعة شركات املسامهة الناشطة بواليات‪ :‬سطيف‪ ،‬برج‬
‫بوعريريج واملسيلة‪ ،‬وذلك بسبب عدم وجود بنك للمعلومات ميكننا من احلصول على البيانات اخلاصة بكافة‬
‫الشركات الناشطة يف اجلزائر وعدم اعتمادها ملبدأ اإلفصاح ونشر قوائمها املالية وتقارير جمالس إدارهتا‪ ،‬واليت تعترب‬
‫بدورها أحد أهم مبادئ حوكمة الشركات‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن احلصول على البيانات الضرورية للدراسة يستلزم التنقل‬
‫الشخصي املتكرر إىل مقر الشركات املعنية بالدراسة‪.‬‬

‫مت االعتماد على أسلوب احلصر الشامل جملموعة شركات املسامهة )‪ (SPA‬الناشطة بواليات سطيف‪ ،‬برج‬
‫بوعريريج واملسيلة؛ حيث مت احلصول على القائمة األولية للشركات من املركز الوطين للسجل التجاري للواليات‬
‫املعنية‪ ،‬ليتم بعدها فرز وتنقيح هذه القائمة من خالل اخلطوات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬استبعاد األشكال القانونية األخرى للشركات واالحتفاظ بشركات املسامهة )‪ (SPA‬فقط‪ :‬وذلك‬
‫لغرض ضمان جتانس العينة من جهة‪ ،‬وكون هذا الشكل من الشركات من أكثر األشكال القانونية عرضة‬
‫ملشاكل الوكالة وصراع املصلحة من جهة أخرى‪ ،‬وهو ما يستدعي إقامة هياكل حوكمة مالئمة؛‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫‪ -‬استبعاد البنوك وشركات التأمني ‪ :‬يهدف هذا اإلج راء إىل ضمان جتانس القطاع الذي تنتمي إليه عينة‬
‫الدراسة؛ حيث ختتلف خصوصية نشاط املؤسسات املالية عن املؤسسات الصناعية والتجارية‪ ،‬وختتلف‬
‫معه اإلجراءات والقواعد املعتمدة يف إعداد القوائم املالية ودالالهتا‪ ،‬واملعايري واملبادئ اخلاصة حبوكمة‬
‫الشركات؛‬

‫‪ -‬استبعاد فروع الشركات‪ :‬فهي عبارة عن وحدات لإلنتاج و‪/‬أو التوزيع‪ ،‬ليس هلا جملس إدارة خاص هبا‪،‬‬
‫وإمنا ختضع لسلطة جملس إدارة الشركة األم أو اجملمع الصناعي التابعة له؛‬

‫‪ -‬استبعاد كل الشركات اليت توقفت عن النشاط خالل فت ة الدراسة‪ :‬وهذا بسبب صعوبة التواصل مع‬
‫مسرييها و‪ /‬أو مالكها لغرض احلصول على املعلومات املرتبطة مبؤشرات حوكمة الشركات‪.‬‬

‫بعد ضبط قائمة أولية تضم ‪ 38‬شركة مسامهة موزعة على واليات سطيف‪ ،‬برج بوعريريج واملسيلة‪ ،‬مت‬
‫االنطالق يف الدراسة امليدانية ومجع البيانات الضرورية‪ ،‬إال أنه وبسبب العديد من العوامل والظروف اليت تزامنت‬
‫مع فرتة مجع البيانات من ناحية (حالة عدم االستقرار اليت شهدهتا اجل زائر)‪ ،‬وخصوصية البيانات املرتبطة مبؤشرات‬
‫حوكمة الشركات من ناحية أخرى‪ ،‬فقد رفضت العديد من الشركات منح الرتاخيص وا ملوافقة على إجراء الرتبص‬
‫امليداين ‪ ،‬وامتنعت أخرى عن تقدمي كل البيانات املطلوبة‪ ،‬األمر الذي خفض من حجم العينة لتبلغ ‪ 22‬شركة‬
‫(امللحق رقم ‪ ) 01‬للفرتة املمتدة ما بني ‪ 2013‬و‪ ،2018‬وعليه فإن عدد املشاهدات اإلمجالية يكون ‪ 132‬مشاهدة‬
‫قيم ضائعة )‪ (Missing Value‬ما جيعلها ‪ 129‬مشاهدة‪ ،‬هذه األخرية تنقسم إىل‬ ‫‪3‬‬ ‫(شركة‪/‬سنة) حتذف منها‬
‫مشاهدات خاصة بالشركات املتعث رة ومشاهدات خاصة بالشركات غري املتعثرة ماليا (السليمة)‪ ،‬وذلك حبسب‬
‫معيار التعثر املعتمد يف الدراسة‪ ،‬واجلدول املوايل يبني توزيع الشركات حسب حالتها املالية وعدد املشاهدات‬
‫املرتبطة هبا لكل سنة‪:‬‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫للفرتة (‪)2018- 2013‬‬ ‫اجلدول رقم (‪ :)07‬توزيع الشركات حسب حالتها املالية‬

‫احلالة املالية للشركات‬


‫عدد الشركات‬ ‫السنوات‬
‫)‪(%‬‬ ‫النسبة‬ ‫غري متعثر ة‬ ‫)‪(%‬‬ ‫النسبة‬ ‫متعثر ة‬
‫‪72.73‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪27.27‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪72.73‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪27.27‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪72.73‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪27.27‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪66.67‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪33.33‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪66.67‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪33.33‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪66.67‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪33.33‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪69.77‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪30.23‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪129‬‬ ‫جمموع املشاهدات‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب‪.‬‬

‫نالحظ من اجلدول السابق أن الدراسة تعتمد على البيانات اخلاصة بـ ـ (‪ ) 22‬شركة يف ا لفرتة املمتدة ما بني‬
‫‪ 2013‬و‪ ،2015‬منها ست (‪ ) 6‬شركات متعثرة ماليا‪ ،‬وهو ما ميثل نسبة ( ‪ ،)%27.27‬و(‪ )16‬شركة غري متعثرة‪،‬‬
‫وهو ما يعادل نسبة ( ‪ ،)%72.73‬أما فيما خيص سنوات ‪ 2017 ،2016‬و‪ 2018‬فقد بلغ عدد الشركات ‪ 21‬شركة‪،‬‬
‫منها (‪ ) 7‬شركات متعث رة ماليا‪ ،‬و(‪ ) 14‬شركة سليمة‪ ،‬وبنسبيت متثيل ( ‪ )%33.33‬و( ‪ )% 66.67‬على التوايل‪.‬‬
‫وبشـكل عـام‪ ،‬فقد ب ـلـغ إجـ مـايل عـدد املشـاهـ دات (‪ )129‬مشـاه ـدة‪ ،‬مست ـمـ دة م ـن ‪ 22‬شـركة خـ الل الـفـرتة‬
‫(‪ ،)2018- 2013‬منها (‪ ) 39‬مشاهدة خاصة بالشركات املتعثرة ماليا‪ ،‬وهو ما ميثل ( ‪ ،)% 30.23‬و(‪ )90‬مشاهدة‬
‫للشركات غري املتعثرة (السليمة) ماليا‪ ،‬أي ما نسبته (‪.)%69.77‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬اإلجراءات املتعلقة جبمع البيانات‬

‫يستعرض هذا املطلب اخلطوات اليت مت االعتماد عليها لغرض احلصول على البيانات الضرورية للدراسة‪،‬‬
‫وكذا اإلطارين الزماين واملكاين املرتبط هبا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البيانات اخلاصة مبؤشرات حوكمة الشركات‬

‫بعد مراجعة األ دبيات النظرية والدراسات امليدانية ذات الصلة مبوضوع الدراسة ‪ ،‬مت إعداد منوذج خاص‬
‫(امللحق رقم ‪ )02‬حيتوي على كافة املعلومات املرتبطة مبؤشرات وممارسات حوكمة الشركات اليت سيتم االعتماد‬
‫عليها يف هذه الدراسة‪ ،‬ومن خالل القيام بزيارة مقرات الشركات اخلاضعة للدراسة‪ ،‬مت ملء االستمارة بصفة‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫شخصية من خالل االعتماد على تقارير جملس اإلدارة للشركات يف ا لفرتة املمتدة ما بني ‪ 2013‬و‪ ،2018‬واملقابلة‬
‫مع إطاراهتا (الرئيس املدير العام للشركة و‪ /‬أو مساعده‪ ،‬و‪/‬أو مسؤول الشؤون القانونية للشركة‪ ،‬و‪/‬أو مدير ا ملوارد‬
‫البشرية‪ ،‬و‪/‬أو مدير املالية واحملاسبة)‪ ،‬األمر الذي ساهم يف تعميق فهمنا للممارسات احلقيقية حلوكمة الشركات‬
‫فيها‪ ،‬وكذا اإلجراءات املعمول هبا وال عوائق اليت تعرتضها يف سبيل مواكبة التوجهات العاملية املرتبطة باملمارسات‬
‫السليمة لألعمال‪ ،‬باإلضافة إىل مناقشة وإبداء الرأي حول احلجج النظرية اخلاصة بالتأثريات احملتملة لكل مؤشر‬
‫من مؤشرات حوكمة الشركات على الوضع املايل للشركة‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬البيانات املالية‬

‫اعتمادا على التقارير النهائية جملالس إدارة الشركات املعنية بالدراسة يف سنوات ‪ ،2018- 2013‬مت احلصول‬
‫على قوائمها املالية السنوية‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يسمح بالتعرف على وضعيتها املالية يف تلك السنوات‪ ،‬ونظرا‬
‫لرفض بعض الشركات منحنا قوائمها املالية فقد مت التقرب من املصاحل التابعة للمركز الوطين للسجل التجاري أين‬
‫مت احلصول عليها‪ ،‬كما مت إجراء مقابالت عديدة مع مدراء املالية واحملاسبة لتلك الشركات من أجل التعرف أكثر‬
‫على حقيقة الوضعية املالية للشركات‪ ،‬وخاصة التزاماهتا وديوهنا املالية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حدود الدراسة‬

‫تشري حدود الدراسة إىل اإلطارين املكاين والزماين اللذان مت فيهما التواصل مع الشركات اخلاضعة للدراسة‪،‬‬
‫واحلصول على البيانات الضرورية‪ ،‬وفيما يلي توضيح أوىف‪:‬‬

‫‪ ‬اإلطار املكاين‪ :‬يشري إىل الواليات اليت مشلتها الدراسة امليدانية‪ ،‬وهي كل من واليات‪ :‬سطيف‪ ،‬برج‬
‫بوعريريج واملسيلة‪ ،‬حيث ارتكزت الدراسة على شركات املسامهة الناشطة يف أقاليمها‪.‬‬

‫‪ ‬اإلطار الزماين‪ :‬مت إج راء الد راسة امليدانية يف الفرتة املمتدة ما بني سبتمرب ‪ 2018‬وأكتوبر ‪ ،2019‬حيث مت‬
‫جـمـع والـحصول على البيانات واملعلومات الضرورية للدراسة‪ ،‬واليت تشمل ا لفرتة املمتدة ما بني عامي‬
‫‪ 2013‬و‪.2018‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫املطلب الثالث‪ :‬ضبط متغريات ومنوذج الدراسة‬

‫ُخصص هذا املطلب أساسا لتوضيح املعيار املستخدم يف حتديد الشركات املتعثرة وغري املتعث رة ماليا‪ ،‬ومن مث‬
‫تعريف وتقدير متغريات الدراسة‪ ،‬ليتبعه بعد ذلك تشكيل التصور النظري لنموذج الد راسة‪ ،‬وحتديد معادلة االحندار‬
‫اللوجسيت املعتمدة يف تقدير املعامالت‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معيار التعثر املعتمد‬

‫من خالل مراجعتنا للعديد من الدراسات الدولية والوطنية اليت تطرقت ملوضوع التعثر املايل للشركات‪،‬‬
‫الحظنا وجود تنوع يف املعايري املستخدمة لوصف الشركات املتعثرة؛ وقد يعزى ذلك إىل االختالف يف بيئات‬
‫النشاط االقتصادية ومدى توافر املعلومات الضرورية للتصنيف‪ ،‬باإلضافة إىل التحديد الدقيق ملفهوم التعثر املايل‬
‫مقارنة بباقي املفاهيم القريبة منه (الفشل‪ ،‬العسر‪ ،‬اإلفالس)‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬فقد مت تعريف الشركات املتعثرة‬
‫يف دراستنا على أهنا‪ :‬الشركات اليت مل تف بالتزاماهتا املالية يف تواريخ استحقاقها (تسديد أصل الدين و‪/‬أو فوائده‬
‫و‪/‬أو إعادة جدولته) و‪/‬أو تلك اليت حققت خسارة يف النتيجة ل سنتني متتاليتني على األقل خالل فرتة الدراسة‬
‫(عجزت عن حتقيق أرباح لفائدة مسامهيها)‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬هيكل الدراسة وتقدير املتغريات‬

‫يهتم هذا البحث بد راسة دور مؤش رات (ممارسات) حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات ‪،‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فقد مت حتديد جمموعة من املؤشرات اليت تكتسي أمهية بالغة يف املفاهيم املعاص رة ملمارسات‬
‫حوكمة الشركات بصفتها العوامل حمتملة التأثري من ناحية (املتغريات املستقلة)‪ ،‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬املعايري املعتمدة‬
‫يف حتديد حالة التعثر املايل (املتغري التابع)‪ ،‬أي املعايري اليت يتم من خالهلا احلكم على الوضعية املالية للشركة‬
‫وتصنيفها إىل متعثرة وغري متعث رة ماليا‪ ،‬كما مت إدراج نسبة املديونية إىل حجم األصول وحجم الشركة كمتغريي‬
‫مراقبة من أجل معرفة التأثري احملتمل هلما على إمكانية الوقوع يف ظاهرة التعثر املايل ‪ ،‬واحملافظة على جودة النموذج‬
‫الذي سيتم تقديره‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإنه ميكننا متثيل هذه العناصر بشكل أوضح من خالل الشكل التايل‪:‬‬

‫‪130‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫الشكل رقم (‪ :)06‬هيكل الدراسة‬

‫متغيـ ـ ـ ــري امل ـ ـ ــراقبـة‬ ‫تركيز امللكية‬


‫( نسبة املديونية‪ ،‬حجم الشركة)‬
‫ملكية املسريين‬

‫مـؤش ـ ـرات حـوك ـ ـ ـمـة الشــركـ ـ ـ ــات‬


‫ملكية أعضاء جملس اإلدارة‬

‫حجم جملس اإلدارة‬

‫التعثـ ـ ــر امل ـ ـ ــايل‬ ‫استقاللية جملس اإلدارة‬

‫الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة‬


‫املتغيـ ـ ـ ــر التـ ــابـع "‪"Y‬‬
‫(‪)1 / 0‬‬ ‫واملدير العام‬

‫نشاطات جملس اإلدارة‬

‫تنوع أعضاء جملس اإلدارة‬


‫التنبؤ بالتعثر املايل من خالل قيم‬
‫املتغيـ ـ ــر(ات) املـسـتـق ـ ـ ـ ــل( ة) )‪(X‬‬
‫األوزان النسبية ملؤشرات احلوكمة‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫يوضح الشكل السابق كل من املتغري املستقل الرئيس واملتغريات املستقلة الفرعية الثمانية (‪ ،)8‬ومتغريي‬
‫املراقبة واملتغري التابع للدراسة‪ ،‬وقد مت تقدير كل منها على النحو اآليت‪:‬‬

‫( ‪)Independent variable‬‬ ‫أوال‪ :‬املتغري املستقل‬

‫هو املتغري الذي يؤث ر على املتغريات األخرى‪ ،‬وميثل يف هذه الدراسة مؤشرات حوكمة الشركات‪ ،‬ويضم‬
‫جمموعة من املتغريات املستقلة الفرعية هي‪:‬‬

‫ترك يز امللكية (‪ :)Ownership Concentration‬يشري إىل وجود مساهم مسيطر يف الشركة‪ ،‬أي ملكية‬ ‫‪-1‬‬

‫من أسهم الشركة وقوته التصويتية‪ ،‬حيث يتم إعطاء الرمز (‪ ) 1‬للشركات‬ ‫(‪)% 50‬‬ ‫مساهم واحد ألكثر من‬
‫اليت يوجد هبا تركي ز للملكية خالل السنة املالية والرمز (‪ )0‬يف احلالة املعاكسة ‪ ،‬أي عدم وجود أي مساهم‬
‫مسيطر يف الشركة (هيكل ملكية مشتتة)‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫‪ :)Managerial‬تعرب عن نسبة ملكية املدراء‬ ‫(‪Owne rship‬‬ ‫ملكية املسريين (املدراء التنفيذيني)‬ ‫‪-2‬‬

‫التنفيذيني (املسريين) يف رأمسال الشركة خالل السنة املالية‪ ،‬أي عدد األسهم اململوكة من قبلهم مقسمة على‬
‫العدد اإلمجايل ألسهم الشركة‪.‬‬

‫ملكية أعضاء جملس اإلدار ة (‪ :)Board Owne rship‬متثل نسبة ملكية أعضاء جملس اإلدا رة جمتمعني يف‬ ‫‪-3‬‬

‫رأمسال الشركة عند هناية السنة املالية‪ ،‬أي عدد األسهم اململوكة من قبلهم مقسمة على العدد اإلمجايل‬
‫ألسهم الشركة‪.‬‬

‫حجم جملس اإلدار ة )‪ :(Size of Board of Directors‬ميثل العدد اإلمجايل ألعضاء جملس اإلدا رة يف‬ ‫‪-4‬‬

‫السنة املالية املعتربة‪.‬‬

‫استقاللية جملس اإلدار ة ( ‪ :)Independency of Board of Directors‬تقدر من خالل نسبة األعضاء‬ ‫‪-5‬‬

‫غري التنفيذيني الذين ليس هلم أي مصاحل خاصة مباشرة و‪/‬أو غري مباشرة يف الشركة (غري تلك املنصوص‬
‫عليها ضمن عقودهم) إىل العدد اإلمجايل ألعضاء جملس اإلدارة للسنة املالية املعتربة‪.‬‬

‫الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدار ة )‪ (PCA‬واملدير العام )‪ :(DG‬يشري هذا املتغري إىل ما إذا كان‬ ‫‪-6‬‬

‫الشخص الذي يرأس جملس اإلدارة هو نفسه من يرأس اإلدا رة العامة (التنفيذية) للشركة أم ال‪ ،‬حيث يتم‬
‫اإلشارة إىل الشركة اليت يتم فيها الفصل بني املنصبني بالرمز (‪ ، )1‬يف حني يتم اإلشا رة إىل الشركة اليت ال يتم‬
‫فيها الفصل بني املنصبني بالرمز (‪ )0‬يف السنة املالية املقصودة‪.‬‬

‫‪ :(The‬يشري إىل عدد الدورات‬ ‫)‪Activeness of Board of Directors‬‬ ‫نشاطات جملس اإلدار ة‬ ‫‪-7‬‬

‫(االجتماعات) اليت عقدها اجمللس خالل السنة املالية املعنية‪.‬‬

‫تنوع أعضاء جملس اإلدار ة )‪ :(Board Diversification‬يعرب عن تنوع جنس أعضاء جملس إدارة الشركة؛‬ ‫‪-8‬‬

‫أي ضم اجمل لس لكال اجلنسني (ذكور وإناث) خالل السنة املالية املعتربة ‪ ،‬ويتم احتسابه من خالل قسمة‬
‫عدد األعضاء من جنس اإلناث على العدد اإلمجايل لألعضاء املشكلني جمللس اإلدارة خالل السنة املالية‬
‫املعتربة‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫( ‪)Dependent Variable‬‬ ‫ثانيا‪ :‬املتغري التابع‬

‫هو املتغري الذي يتبع املتغري املستقل‪ ،‬أي املتغري الذي يقع عليه تأثري املتغري املستقل‪ ،‬ويتمثل املتغري التابع يف‬
‫هذه الدراسة يف التنبؤ باحتمال تعرض الشركة حلالة التعثر املايل ( ‪ ،)Financial Distress‬حيث يتم اإلشا رة إىل‬
‫الشركات املتعثرة ماليا بالرمز (‪ ، )1‬والذي يشري إىل حتقق الظاهرة املدروسة‪ ،‬والرمز ( ‪ )0‬للشركات الغري متعث رة ماليا‬
‫(السليمة)‪ ،‬والذي ي شري إىل عدم حتقق الظاهرة املدروسة‪.‬‬

‫)‪(Control Variables‬‬ ‫ثالثا‪ :‬متغريي املراقبة‬

‫مها املتغريان اللذ ان ُحيتمل أن يكون هلما أثر وقدرة على تفسري املتغري التابع وليسا ضمن املتغريات املستقلة‬
‫للدراسة‪ ،‬وعليه‪ ،‬ومن أجل التقدير اجليد والدقيق للمعامالت اليت هتتم الد راسة هبا ( املعامالت املقد رة للمتغريات‬
‫املستقلة( سيتم تضمينهما للنموذج املقرتح‪ ،‬أي أنه سيتم أخذمها بعني االعتبار يف حتليل أمهية املتغري املستقل يف‬
‫التنبؤ باملتغري التابع‪ ،‬ومها‪:‬‬

‫نسبة املديونية ) ‪ :(Leverage‬يتم احتساهبا من خالل قسمة إمجايل ديون الشركة )‪ (Total debts‬على‬ ‫‪-1‬‬

‫إمجايل أصوهلا )‪.(Total assets‬‬

‫)‪Ln ( Total assets‬‬ ‫حجم الشركة ( ‪ :)Company Size‬حيث يتم استخدام لوغاريتم إمجايل أصول الشركة‬ ‫‪-2‬‬

‫كمؤشر حلجمها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تقدير النموذج األويل للدراسة‬

‫هبدف دراسة دور مؤشرات احلوكمة يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات مت حتديد أهم املؤش رات اليت ميكن أن‬
‫يكون هلا أثر على احتمالية التعثر املايل‪ ،‬ومن مث اختبار قدرهتا على تفسري ظاهرة التعثر والتنبؤ هبا‪ ،‬ومبا أن املتغري‬
‫التابع هو متغري إمسي ثنائي التصنيف )‪(Dichotomous‬؛ أي أنه يأخذ الرمز (‪ )1‬عند حتقق الظاه رة املدروسة‬
‫(التعثر املايل) والرمز (‪ )0‬يف احلالة املعاكسة (عدم حتقق الظاهرة) ‪ ،‬واملتغري املستقل هو عبارة عن مزيج من‬
‫املؤشرات االمسية (الوصفية) والكمية‪ ،‬فقد مت استخدام منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ‪(Logistic Regression‬‬
‫)‪ Model‬والذي يعد مثاليا ملثل هذه احلاالت‪ ،‬وعليه‪ ،‬فقد مت تشكيل املعادلة األولية التالية‪:‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬
‫‪Distress.it =  +  1 Ownr. Conc.it +  2 M. Ownr.it +  3 B. Ownr.it +  4 B. Size.it +‬‬
‫‪ 5 B. Indp.it +  6 B. Separ.it +  7 B. Activ.it +  8 B. Divers.it +  9 Lever.it +  10 lnA.it‬‬
‫‪+ .‬‬

‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ :Distress.it‬التعثر املايل للشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬
‫‪ :Ownr.Conc.it‬تركيز امللكية للشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬
‫‪ :M.Ownr.it‬ملكية مسريي (املدراء التنفيذيني) الشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬
‫ملكية أعضاء جملس اإلدارة للشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬ ‫‪:B.Ownr.it‬‬

‫‪ :B.Size .it‬حجم جملس إدارة الشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬


‫‪ :B.Indp.it‬استقاللية جملس اإلدارة للشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬
‫‪ :B.Separ.it‬الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير التنفيذي (املدير العام) للشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬
‫‪ :B.Activ.it‬عدد اجتماعات جملس إدارة الشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬
‫‪ :B.Divers .it‬تنوع جنس أعضاء جملس إدارة الشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬
‫‪ :Lever.it‬نسبة مديونية الشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬
‫‪ :lnA.it‬لوغاريتم إمجايل أصول الشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬
‫‪ :‬قيمة الثابت‪.‬‬
‫‪ : 10 ،…..... ، 1‬امليل اخلاص باملتغريات املستقلة ومتغريي املراقبة (املتغريات املفسرة)‪.‬‬
‫‪ :‬مقدار اخلطأ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫املبحث الثاين‪ :‬أدوات حتليل ومعاجلة البيانات‬


‫مت إعداد وضبط استما رة خاصة جبمع البيانات الضرورية للد راسة‪ ،‬ليتبعها بعد ذلك زيارات متكررة‬
‫للشركات املعنية بالبحث‪ ،‬وباالعتماد على التقارير السنوية جملالس إدارهتا لسنوات ( ‪ )2018- 2013‬مت احلصول على‬
‫املعلومات الضرورية‪.‬‬

‫لغرض حتليل البيانات واختبار الفرضيات مت االعتماد على برنامج احلزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية‬
‫اإلصدار ‪ (SPSS 21) 21‬وذلك من خالل استخدام األساليب اإلحصائية الضرورية‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مقاييس اإلحصاء الوصفي‬

‫تتمثل أساسا يف مقاييس النزعة املركزية والتشتت‪ ،‬ويتم استخدامها لتوضيح خصائص متغ ريات الدراسة‬
‫ومدى تركزها وتشتتها‪ ،‬وهي كالتايل‪:‬‬

‫‪ ‬املتوسط احلسايب )‪ :(Mean‬يعد املتوسط احلسايب أحد أهم مقاييس النزعة املركزية وأكثرها‬
‫استخداما يف البحوث والدراسات التطبيقية‪ ،‬ويتم حسابه عموما من خالل قسمة جمموع القيم‬
‫املختلفة على عددها‪.‬‬

‫‪ ‬االحنراف املعياري )‪ : (Standard Deviation / St. D‬يعترب االحنراف املعياري أحد أبرز مقاييس‬
‫التشتت وأكثرها استخداما يف جمال البحوث والدراسات التطبيقية‪ ،‬إذ يُظهر مدى تشتت البيانات‬
‫عن متوسطها احلسايب‪ ،‬حيث يتم حسابه عموما من خالل أخذ قيمة االحنراف عن املتوسط‬
‫احلسايب‪ ،‬مث تربيع هذه القيم‪ ،‬وجتمع املقادير اليت تنشأ عن هذه العملية‪ ،‬وتقسم على عدد احلاالت‬
‫الدراسية‪ ،‬مث احلصول على اجلذر الرتبيعي هلا‪.‬‬

‫‪ ‬القيمة الدنيا )‪ :(Min‬وتُشري إىل أصغر قيمة أخذها املتغري املقصود يف التحليل‪.‬‬

‫‪ ‬القيمة القصوى )‪ :(Max‬وتُظهر أعلى قيمة أخذها املتغري املعين بالتحليل‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫املطلب الثاين‪ :‬األساليب اإلحصائية ملقارنة اجملموعات‬

‫هناك العديد من األساليب اإلحصائية اليت يتم استخدامها لتقييم والكشف عن وجود فروق ذات داللة‬
‫إحصائية بني اجملموعات أو احلاالت‪ ،‬غري أن عملية انتقاء األسلوب اإلحصائي املالئم قد ختضع للعديد من‬
‫العوامل املرتبطة مبوضوع البحث‪ ،‬خاصة ما تعلق منها بطبيعة البيانات اخلاصة بالدراسة وعد د اجملموعات أو‬
‫احلاالت اخلاضعة للتحليل‪.‬‬

‫يعتمد موضوع هذا البحث على عينة من الشركات االقتصادية‪ ،‬واليت تنقسم بدورها إىل جمموعتني حبسب‬
‫الظاهرة املدروسة (املتغري التابع)‪ :‬جمموعة الشركات املتعثرة ماليا ويشار إليها بالرمز (‪ )1‬وجمموعة الشركات غري‬
‫املتعثرة ماليا ويشار إليها بالرمز (‪ ،) 0‬وبالنسبة للمتغريات املستقلة فهي بدورها تشتمل على نوعني من املؤشرات‪:‬‬
‫املؤشرات الكمية واملؤشرات االمسية (غري الكمية)؛ وعلى هذا األساس فإننا سنعتمد على األسلوب اإلحصائي‬
‫املالئم لكل نوع من املؤشرات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬املؤشرات الكمية (املتية)‬

‫هي املؤشرات اليت ُتعرب عن قيم حقيقية‪ ،‬ويتم التعامل معها يف نطاق اإلحصاء املعلمي )‪،(Parametric‬‬
‫غري أن هذا األخري يشرتط اعتدالية توزيع البيانات (التوزيع الطبيعي)‪ ،‬ونظرا لكون عدد احلاالت (املشاهدات)‬
‫كبري نوعا ما (أكرب من ‪ 30‬حالة) فإنه ميكننا االستغناء عن هذا الشرط وفق ما تنص عليه نظرية النزعة (النهاية)‬
‫‪.(Central Limit‬‬ ‫(‪Theorem‬‬ ‫املركزية‬

‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فإنه سيتم االعتماد على اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات للعينات املستقلة‬
‫)‪ ،(Independent Samples T-test‬والذي يعترب من أهم االختبا رات اإلحصائية وأكثرها استخداما يف األحباث‬
‫والدراسات اليت هتدف إىل الكشف عن داللة الفروق اإلحصائية بني متوسطي عينتني مستقلتني ‪ ،‬حيث سيتم‬
‫اختبار ما إذا كان هناك اختالف ذا داللة إحصائية بني درجات املتوسط احلسايب للمجموعتني؛ أي حتديد ما إذا‬
‫كانت الشركات املتعثرة وغري املتعث رة (السليمة) ماليا ختتلف عن بعضها البعض بشكل داليل فيما يتعلق‬
‫باملؤشرات الكمية اليت تشري إىل ممارسات حوكمة الشركات ‪ ،‬معتمدين يف ذلك على قيمة مستوى الداللة )‪،(Sig.‬‬
‫حيث أنه‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كان مستوى الداللة أقل من أو يساوي ‪ (Sig. ≤ 0.05) 0.05‬فإن ذلك يدل على وجود فروق ذات‬
‫داللة إحصائية ملؤشرات حوكمة الشركات بني الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫‪ -‬إذا كان مستوى الداللة أكرب من ‪ (Sig.  0.05) 0.05‬فإن ذلك يدل على عدم وجود فروق ذات داللة‬
‫إحصائية ملؤشرات حوكمة الشركات بني الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬املؤشرات االمسية (الكيفية ‪ /‬الوصفية)‬

‫هي املؤشرات اليت ال تعرب عن قيم حقيقية وإمنا يتم التعبري عنها بألفاظ ويتم حتويلها إىل رموز كمية‪ ،‬ويتم‬
‫التعامل معها يف نطاق اإلحصاء غري املعلمي )‪ ،(Non-parametric‬ونظرا لكون بعض املؤشرات املعتمدة يف‬
‫الدراسة لوصف ممارسات حوكمة الشركات هي متغريات إمسية يتم ترميزها بقيمتني ومهيتني (‪ 1‬و‪ ،)0‬حيث يشري‬
‫الرمز (‪ ) 1‬إىل حتقق املمارسة والرمز (‪ ) 0‬إىل عدم حتققها‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن املتغري التابع بدوره‬
‫هو متغري إمسي يأخذ قيمتني ومهيتني (‪ 1‬و‪ ،)0‬حيث يأخذ هذا املتغري الرمز (‪ ) 1‬يف حال حتقق الظاهرة املدروسة‬
‫(التعثر املايل) والرمز (‪ ) 0‬يف حالة عدم حتققها‪ ،‬فإنه سيتم االعتماد على اختبار كا‪ (Chi- Square) 2‬لالستقاللية‬
‫يف حتديد ما إذا كان للحالة املالية للشركات (متعثرة‪/‬سليمة) عالقة حقيقة مبمارسات حوكمة الشركات املعتمدة‬
‫ضمن هذا اإلطار ‪ ،‬أي اختبار إمكانية وجود فروق ذات داللة إحصائية بني جمموعيت الشركات املتعث رة وغري املتعثرة‬
‫ماليا حنو ممارسات حوكمة الشركات‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬منوذج حتليل االحندار اللوجسيت )‪(Logistic Regression Model‬‬

‫مت توفيق البيانات اخلاصة مبؤشرات حوكمة الشركات مع املتغري التابع ثنائي التصنيف (التعثر املايل)‬
‫باستخدام منوذج حتليل االحندار اللوجسيت الثنائي )‪ ،(Binary Logistic Regression Model‬وذلك بغرض‬
‫اإلجابة عن السؤال الرئيسي‪ ،‬واألسئلة الفرعية للد راسة‪ ،‬واختبار الفرضيات املتعلقة هبا‪ ،‬وقد مت تبويب مجيع النتائج‬
‫ضمن جداول ليسهل حتليلها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تقدمي النموذج‪ ،‬تقدير املعامالت وتفسريها‬

‫يعد أسلوب حتليل االحندار اللوجسيت أحد أكثر النماذج استخداما يف العصر احلديث للتنبؤ بالتعثر‬
‫والفشل املايل للشركات‪ ،‬كما تتبناه البنوك ومؤسسات التصنيف االئتماين ومكاتب االستشارات حول العامل يف‬
‫إعدادها للتقارير‪ ،‬وتقدميها للخدمات االستشارية‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫أوال‪ :‬تقدمي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬

‫يعترب أسلوب حتليل االحندار بشكل عام أحد أهم األدوات اإلحصائية املستخدمة يف حتليل البيانات‪،‬‬
‫ودراسة وفهم طبيعة العالقات اليت تربط بني متغري تابع ومتغري أو أكثر من املتغريات املستقلة أو املفسرة‪ ،‬وعادة ما‬
‫يتم استخدامه يف وصف وتفسري طبيعة العالقة بني تلك املتغريات‪ ،‬وكذا حماولة تقدير والتنبؤ بقيم املتغري التابع من‬
‫خالل تقدير املعامالت والتعرف على أمهية‪ ،‬وقوة واجتاه العالقة بني املتغريات‪ ،‬وهذا من خالل ربطها مبعادالت‬
‫رياضية خطية يطلق عليها تسمية مناذج االحندار اخلطية )‪ ،(Linear Regression Models‬أو غري خطية وهي ما‬
‫يصطلح على تسميتها بنماذج االحندار غري اخلطية )‪ ،(Nonlinear Regression Models‬ويف كال النوعني فإنه‬
‫يتم اعتبارها مناذج احندار بسيطة )‪ (Simple Regression Models‬إذا كانت حتتوي على متغري مستقل واحد‪،‬‬
‫‪ (Multiple‬إذا تضمنت اثنني فأكثر من املتغريات املستقلة‪.‬‬ ‫)‪Regression Models‬‬ ‫ومناذج احندار متعددة‬

‫يعترب االحندار اللوجسيت )‪ (Logistic Regression‬أحد أنواع حتليل االحندار غري اخلطي املستخدم يف‬
‫توفيق ووصف العالقة بني متغري تابع إمسي (وصفي) ممثل مبتغريات ومهية )‪ (Dummy Variables‬قد تأخذ‬
‫تصنيفا ثنائيا أو أكثر‪ ،‬وواحد أو أكثر من املتغريات املستقلة أو املفس رة الكمية أو غري الكمية (االمسية)‪ ،‬وعلى‬
‫هذا األساس فإن لالحندار اللوجسيت عدة أنواع‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬االحندار اللوجسيت الثنائي )‪ :(Binary Logistic Regression‬يستخدم يف احلاالت اليت يأخذ فيها‬
‫املتغري التابع قيمتني أو تصنيفني )‪ 1 :(Dichotomous‬أو ‪0‬؛‬
‫‪ :(Multinomial‬يستخدم يف احلاالت اليت‬ ‫)‪Logistic Regression‬‬ ‫‪ -‬االحندار اللوجسيت املتعدد‬
‫يكون فيها املتغري التابع االمسي متعدد القيم؛ أي أن بإمكانه أن يأخذ أكثر من قيمتني؛‬
‫‪ -‬االحندار اللوجسيت الرتيب (التتييب) )‪ :(Ordinal Logistic Regression‬يستخدم يف احلاالت اليت‬
‫يكون فيها املتغري التابع متغري رتيب‪.‬‬

‫تتمحور هذه الد راسة أس اسا حول إمكانية التنبؤ بالتعثر املايل للشركات من خالل مؤشرات حوكمة‬
‫الشركات‪ ،‬واملالحظ أن املتغري التابع للدراسة هو متغري امسي (وصفي) يأخذ تصنيفا ثنائيا )‪(Dichotomous‬؛ أي‬
‫القيمة واحد (‪ ) 1‬إذا كانت الشركة متعثرة ماليا‪ ،‬واليت تشري إىل حتقق الظاه رة املدروسة‪ ،‬والقيمة صفر (‪ )0‬إذا‬
‫كانت الشركة غري متعثرة ماليا (سليمة)‪ ،‬واليت تشري إىل عدم حتقق الظاهرة املدروسة‪ ،‬يف حني أن املتغريات‬
‫املستقلة (مؤشرات حوكمة الشركات) هي مزيج من املتغريات االمسية (املنفصلة) والكمية (املتصلة)‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن‬
‫‪138‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫استخدام تقنية حتليل االحندار اللوجسيت )‪ (Logistic Analysis Technique‬هو األسلوب األمثل للتعامل مع‬
‫مثل هذه البيانات‪.‬‬

‫يستخدم أسلوب حتليل االحندار اللوجسيت الثنائي )‪ (Binary Logistic Regression Analysis‬لغرض‬
‫تقدير أو التنبؤ بإمكانية وقوع حدث ما ثنائي التصنيف ( ‪)Dichotomous‬؛ أي إمكانية التنبؤ بقيم املتغريات‬
‫التابعة النوعية اليت ميكن هلا أن تأخذ قيمتني‪ :‬واحد (‪ )1‬أو صفر (‪ )0‬من خالل واحد أو أكثر من املتغريات‬
‫املستقلة أيا كان نوعها ‪ ،‬كما يسمح هذا االختبار باختبار معنوية املعامالت واحلكم على قوهتا التفسريية‪ ،‬وهو ما‬
‫ميكن من التعرف على تأثري املتغري (املتغريات) املستقل (ة) يف املتغري التابع‪.‬‬

‫إن من أهم ميزات التعامل مع املتغري التابع ثنائي القيمة (‪ ) 0 ، 1‬هو أن املتوسط احلسايب هلذا املتغري (‪)i‬‬
‫سوف يساوي نسبة احلاالت اليت تأخذ الرمز (‪ ) 1‬من العدد اإلمجايل حلاالت العينة كلها؛ فحيث أن حاصل مجع‬
‫قيم املتغري )‪ (Yi‬هو نفسه عدد املشاهدات اليت تأخذ الرمز (‪ ،)1‬فإن متوسط هذا املتغري )̅‪ (Y‬احملسوب من خالل‬
‫العالقة (‪ ) 1‬أدناه‪ ،‬ميثل نسبة أو احتمال أن تكون املشاهدة متتلك الصفة أو اخلاصية اليت رمز هلا بالرمز ( ‪،)Yi=1‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فإنه ميكن القول أن هذا املتغري التابع هو دالة لالحتمال؛ أي احتمال أن تقع احلالة يف الفئة‬
‫ذات القيمة األعلى (‪ )1‬أو الفئة ذات القيمة األدىن (‪.1)0‬‬
‫( ‪̅ = 𝟏 ∑𝒏𝒊=𝟏 𝒀𝒊 ……………………………………… )01‬‬
‫𝒀‬
‫𝒏‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫)̅‪ :(Y‬املتوسط احلسايب للمتغري التابع؛‬
‫(‪ :)i‬املتغري التابع؛‬
‫‪ :n‬العدد اإلمجايل للمشاهدات‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن القيمة املتوقعة للمتغري التابع )‪ (Yi‬عند قيمة معينة من املتغري املستقل )‪ ،(Xi‬وبافرتاض أن‬
‫العالقة بني املتغريين (‪ )X‬و(‪ ) Y‬هي عالقة خطية‪ ،‬ميكن أن تفسر على أهنا االحتمال املتوقع بأن تكون تلك‬
‫احلالة تأخذ القيمة (‪ )1‬يف املتغري التابع (‪.)Y=1‬‬

‫من جممل ما سبق‪ ،‬ميكن القول أن ما نرغب يف التنبؤ به من خالل هذه الدراسة وباستخدام هذه التقنية‪،‬‬
‫ليس بالدقة قيمة املتغري التابع (‪ 1‬أو ‪ ،) 0‬وإمنا هو احتمال أن يكون املتغري التابع إما واحدا (‪ ) 1‬أو صفرا (‪ )0‬أي‬

‫‪ - 1‬عادل بن أحمد بن حسين بابطين‪ ،‬االنحدار اللوجيستي وكيفية استخدامه ف ي بناء نماذج التنبؤ للبيانات ذات المتغيرات التابعة ثنائية القيمة‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،2010 / 2009 ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫أو )‪ ،P(Yi = 0‬حيث أن‪ ،[P(Yi = 0) = 1 - P(Yi = 1)] :‬واللذان يشريان إىل احتمال أن يتم‬ ‫( ‪P(Yi = 1‬‬

‫تصنيف الشركة متعثرة أو غري متعث رة ماليا على التوايل‪ ،‬وهو ما مييز هذا النموذج عن االحندار اخلطي حيث نسعى‬
‫إىل تقدير قيمة املتغري التابع نفسها‪.‬‬
‫وفقا لنظرية االحتمال )‪ ،)Probability theory‬فإن قيم االحتماالت هي أعداد حمصورة بني قيمتني‬
‫حديتني‪ 0 :‬كأدىن قيمة و ‪ 1‬كأعلى قيمة‪ ،‬وهلذا فإن توفيقنا للبيانات باستخدام حتليل االحندار اخلطي املتعدد ميكن‬
‫أن يأخذ شكل املعادلة التالية‪:‬‬

‫)‪Y = P =  + β1X1 + β2X2 +…... + βkXk + δ ……………….…..(02‬‬

‫𝟏≤𝑷≤𝟎‬

‫حيث أن‪:‬‬

‫ميثل املتغري التابع؛‬ ‫‪:Y‬‬

‫ميثل احتمال حدوث السمة أو الفئة من املتغري التابع‪ ،‬أي (‪P(Yi = 1‬؛‬ ‫‪:P‬‬

‫‪ :‬ميثل احلد الثابت؛‬


‫متثل املعامالت املقدرة للمتغريات املستقلة؛‬ ‫‪:βk ،...،2 β ،β1‬‬

‫متثل املتغريات املستقلة؛‬ ‫‪:Xk ،...،X2 ،X1‬‬

‫‪ :k‬ميثل عدد املتغريات املستقلة؛‬


‫‪ :δ‬مقدار اخلطأ‪.‬‬

‫غري أنه وكما هو معلوم يف االحندار اخلطي‪ ،‬فإن الطرف األمين هلذه املعادلة ميكن أن يأخذ قيما متتد من‬
‫سالب ماالهناية ( ‪ ) -‬وحىت موجب ماالهناية (‪ ،) +‬وهو ما من شأنه أن يسمح بظهور قيم تفوق أو تقل عن‬
‫القيمتني احلديتني للمتغري التابع؛ أي قيم تفوق الواحد (‪ ) 1‬أو تقل عن الصفر (‪ )0‬وذلك حسب قيم املتغريات‬
‫املستقلة‪ ،‬وهو ما يتناىف متاما مع مفهوم االحتماالت‪ ،‬وبذلك يكون النموذج غري قابل للتطبيق من وجهة نظر‬
‫االحندار ‪ ،‬كما ال ميكن استخدامه يف التنبؤ باالحتمال )‪.P(Yi = 1‬‬

‫و‪ ،0‬هي اعتماد‬ ‫‪1‬‬ ‫إن أ حد احللول اليت ميكن اعتمادها لغرض معاجلة إشكالية جتاوز القيمتني احلديتني‬
‫صيغة القم ة والقاع )‪ ،(The Floor and Ceiling Form‬واليت تعرب عن وجود حدود للقيم املتنبأ هبا دون أن‬

‫‪140‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫تتجاوز هذه القيم الواحد (‪ )1‬أو أن تقل عن (‪ ،1) 0‬وهلذا فإن توفيق البيانات يف هذه احلالة (متغري تابع ثنائي)‬
‫لن يكون من خالل استخدام أفضل خط مستقيم‪ ،‬ولكن امل نحىن اللوجسيت الذي تقع قيمه بني (‪ )0‬و(‪ )1‬ويأخذ‬
‫شكل حرف )‪ (S- Shape) (S‬هو األنسب‪ ،‬فبافرتاض أن‪:‬‬

‫)‪Z =  + β1 X1 + β2 X2 +…...+ βk Xk + δ …..….......…….(03‬‬

‫فإنه ميكن متثيل الشكل البياين للدالة اللوجستية كاآليت‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)07‬الشكل البياين للدالة اللوجستية‬

‫‪Source: David G. Kleinbaum and Mitchel Klein, Logistic Regression: A Self-learning Text,‬‬
‫‪Second Edition, Springer, USA, 2002, p 5.‬‬

‫‪1‬‬
‫يوضح الشكل السابق الرسم البياين للدالة اللوجستية اليت تأخذ الصيغة‪ ،𝑓(𝑧) = 𝑃 = 1+𝑒 −𝑧 :‬ومتثل‬
‫الشكل الرياضي الذي يرتكز عليه منوذج االحندار اللوجسيت‪ .‬ويظهر من خالل هذا الشكل أنه قد مت التوصل إىل‬
‫حل مشكل القيم القصوى والدنيا لالحتمال ‪ ،‬حيث نالحظ أنه من أجل كل صورة )‪ (z‬املعرفة من ( ‪ )-‬إىل‬
‫أن حتصل عليها هي (‪ ،)1‬وأن أدىن قيمة هي (‪ ،)0‬وهو ما ميكن‬ ‫)‪f(z‬‬ ‫(‪ ) +‬فإن أقصى قيمة ميكن للرتتيبة‬
‫توضيحه أكثر من خالل الشكل التايل‪:‬‬

‫‪1-‬‬‫‪Fred C. Pampel, Logistique regression: A primer, SAGE Publications, Inc., USA, 2000, p 5.‬‬
‫تم الحصول على هذه الصيغة من خالل استخدام الدالة األسية للحصول على قيم موجبة للطرف األيمن للمعادلة (‪ )2‬كمرحلة أولى ) ‪ ،(ez‬ثم القسمة‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬ ‫𝑧𝑒‬
‫( بعد ضرب البسط والمقام‬ ‫(‪ ،‬وهي نفسها )‬ ‫على نفس القيمة مضاف إليها واحد ( ‪ )1‬لضمان عدم تجاوزها القيمة ( ‪ )1‬كمرحلة ثانية )‬
‫𝑧‪1+𝑒−‬‬ ‫𝑧𝑒‪1+‬‬
‫في ) ‪.(e-z‬‬

‫‪141‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫الشكل رقم (‪ :)08‬هنايات الدالة اللوجستية‬

‫𝟏 ≤ )𝒛(𝒇 ≤ 𝟎‬
‫‪Source: David G. Kleinbaum and Mitchel Klein, Logistic Regression: A Self-learning Text,‬‬
‫‪Second Edition, Springer, USA, 2002, p 6.‬‬

‫واملالحظ أيضا من الشكل السابق أن هذا النوع من توفيق البيانات‪ ،‬احملدد بقيم حدية للقمة والقاع‪،‬‬
‫والذي ال ميثل خبط مستقيم‪ ،‬يفرض حتديات جديدة جيب أخذها بعني االعتبار‪ :‬منها طبيعة العالقة غري اخلطية‬
‫بني املتغري التابع واملتغريات املستقلة؛ حيث يظهر أن تأثري التغري مبقدار وحدة واحدة يف املتغريات املستقلة للدراسة‬
‫)‪ (X’s‬سوف ينحسر كلما اقرتبنا من القيمة القصوى أو الدنيا‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬فإننا كلما اقرتبنا أكثر من الواحد‬
‫يتطلب تغيريا أكرب يف قيمة املتغريات املستقلة‬ ‫)‪(P‬‬ ‫(‪ )1‬والصفر (‪ ) 0‬فإن احلاجة إلحداث تغري يف قيمة االحتمال‬
‫مقارنة مبا حيتاج إليه نفس القدر من التغري يف قيمة (‪ )P‬عند منطقة وسط امل نحىن‪ ،‬وعلى هذا األساس‪،‬‬ ‫)‪(X’s‬‬

‫فإنه من الضروري القيام ببعض التحويالت الالزمة من أجل توفيق عالقة خطية بني طريف العالقة‪.‬‬

‫واملتغري التابع الثنائي التصنيف‬ ‫)‪(X’s‬‬ ‫إن اخلطوة األوىل لتوفيق البيانات بني املتغريات املستقلة للدراسة‬
‫)‪ ، (Yi‬هو التعامل مع هذا األخري كما لو كان متغريا متصال؛ حبيث أن القيمة املتوقعة له متثل احتمال أن يأخذ‬
‫بدال من املتغري التابع نفسه )‪ ، (Yi‬وهو ما من شأنه أن ميكننا من متثيله يف‬ ‫‪P(Yi = 1) 1‬‬ ‫املتغري التابع القيمة‬
‫منوذج خطي (العالقة رقم ‪ ،) 02‬غري أن إمكانية ظهور ق يم غري متوقعة ومنافية ملفهوم االحتمال (سالبة أو أكرب‬
‫من الواحد) يفرض علينا ضرورة القيام ببعض التحويالت اليت من شأهنا أن تضمن عدم الوقوع يف مثل هذه‬
‫التناقضات من جهة‪ ،‬وحتافظ على العالقة اخلطية بني املتغريات املستقلة واملتغري التابع من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫إن أول هذه ا لتحويالت هو استخدام معامل الرتجيح )‪ (Odds‬بدال من االحتماالت )‪(P‬؛ حيث يشري‬
‫معامل الرتجيح )‪ (Odds‬إىل احتمال حدوث حدث ما مقارنة باحتمال عدم حدوثه‪ ،‬ويتم متثيله من خالل‬
‫العالقة التالية‪:1‬‬
‫𝒊𝑷‬
‫= 𝒊𝑶‬ ‫)𝒊𝑷‪(𝟏−‬‬
‫(‪… ….………………………………….)04‬‬

‫حيث‪:‬‬

‫‪ : Oi‬ميثل معامل ترجيح وقوع احلدث‪ ،‬أي )‪Odds (Yi = 1‬؛‬


‫‪ :Pi‬ميثل احتمال حدوث السمة أو الفئة من املتغري التابع‪ ،‬أي (‪.P(Yi = 1‬‬
‫)‪ :(1- Pi‬ميثل احتمال عدم حدوث السمة أو الفئة من املتغري التابع‪ ،‬أي (‪.P(Yi = 0‬‬

‫علما أن قيمة االحتمال (‪ )P‬حمصورة دائما بني القيمتني ‪ 1‬و‪ 0‬كأعلى قيمة وأدناها على التوايل‪ ،‬فإنه ميكن‬
‫استنتاج القيم املمكنة ملعامل الرتجيح )‪ (Oi‬ضمن هذا اجملال؛ ففي حالة ما إذا كان االحتمال عند أدىن قيمة‬
‫ميكنه الوصول إليها وهي (‪ ) 0‬فإن قيمة معامل الرتجيح سوف تساوي (‪ ،) 0‬أما إذا وصل االحتمال إىل أقصى‬
‫قيمة وهي (‪ )1‬فإن قيمة االحتمال ستؤول إىل موجب ما الهناية (‪ ،) +‬وهو ما ميكن تلخيصه من خالل‬
‫العالقات التالية‪:‬‬

‫إذا كان احتمال حدوث مشاهدة ما هو‪:‬‬


‫)‪P = Pr (Y = 1‬‬

‫فإن احتمال عدم حدوثها هو‪:‬‬


‫)‪q = (1 - P) = Pr (Y = 0‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإن قيمة معامل الرتجيح )‪ (O‬تساوي‪:‬‬


‫𝑃‬ ‫𝑃‬
‫= )‪O (Odds‬‬ ‫=‬
‫𝑞‬ ‫)𝑃‪(1−‬‬

‫‪1-‬‬‫‪Scott Menard, Applied Logistic Regression Analysis, Second Edit ion, Sage Publicat ions, Inc., USA, 2002,‬‬
‫‪p.p 12-13.‬‬

‫‪143‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫وحيث أن قيمة االحتمال )‪ (P‬حمصورة بني قيمتني دنيا وقصوى‪ ،0 ≤ 𝑃 ≤ 1 ،‬فإن مدى القيم اليت ميكن‬
‫ملعامل الرتجيح )‪ (Odds‬أن يأخذها حمصورة يف اجملال التايل‪:‬‬
‫𝑃‬
‫≤ ‪0‬‬ ‫∞‪ +‬‬
‫)𝑃 ‪(1 −‬‬

‫أي‪:‬‬
‫∞ ‪0 ≤ 𝑂(𝑂𝑑𝑑𝑠)  +‬‬

‫من جممل ما سبق ميكن القول أنه قد مت حل مشكلة احلد األعلى لالحتمال (‪ ،)P‬وذلك من خالل‬
‫استخدام معامل الرتجيح )‪ (Odds‬بدال من االحتمال )‪ ، (P‬ومل يتبقى سوى مشكلة احلد األدىن‪.‬‬

‫لقد سبق الذكر أن توفيق البيانات بني املتغريات املستقلة )‪ (X’s‬واملتغري التابع الذي يعرب عن احتمال أن‬
‫يتم من خالل العالقة غري اخلطية املمثلة للمنحى اللوجسيت لعالقة‬ ‫)‪P(Y = 1‬‬ ‫يكون املتغري )‪ (Y‬يساوي واحد‬
‫)‪ (X’s‬مع االحتمال )‪ (P‬التالية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫= 𝑃 = )𝑧 ( 𝑓‬
‫𝑧‪1 + 𝑒 −‬‬

‫وهي نفسها العالقة‪:‬‬


‫‪𝑒z‬‬
‫= 𝑃 = )𝑧 (𝑓‬
‫‪1 + 𝑒z‬‬

‫حيث‪:‬‬

‫‪Z =  + β1X1 + β2X2 + …………..…. + βkXk + δ‬‬

‫بناء على هذا‪ ،‬ومن خالل استخدام العالقة بني معامل الرتجيح )‪ (O‬واالحتمال )‪ (P‬املبينة يف العالقة رقم‬
‫(‪ ،) 04‬فإنه ميكننا توفيق البيانات بني املتغريات املستقلة )‪ (X’s‬واملتغري التابع ملعامل الرتجيح بدال من االحتمال‬
‫)‪ (P‬على النحو التايل‪:‬‬

‫لدينا‪:‬‬
‫‪𝑒z‬‬
‫=𝑃‬
‫‪1 + 𝑒z‬‬
‫و‪:‬‬
‫𝑃‬
‫= )‪O (Odds‬‬
‫)𝑃‪(1−‬‬

‫‪144‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫بالتعويض جند أن‪:‬‬


‫𝑧𝑒‬
‫𝑧‬
‫𝑧 𝑒𝑒 ‪𝑂 (𝑂𝑑𝑑𝑠) = 1 +‬‬
‫‪1−‬‬
‫𝑧𝑒 ‪1 +‬‬

‫𝑧𝑒‬
‫𝑧‬
‫𝑒‪= 1+‬‬
‫‪1‬‬
‫𝑧𝑒 ‪1 +‬‬

‫‪= 𝑒z‬‬
‫وحيث أن‪:‬‬
‫‪Z =  + β1X1 + β2X2 + …………..…. + βkXk + δ‬‬

‫فإن‪:‬‬

‫(‪𝑶 (𝑶𝒅𝒅𝒔) = 𝒆  + 𝜷𝟏𝑿𝟏 + 𝜷𝟐𝑿𝟐 + …….….+ 𝜷𝒌𝑿𝒌+𝜹........................)05‬‬

‫املالحظ من املعادلة السابقة أنه باإلضافة إىل استمرار وجود قيمة دنيا (‪ ،) 0‬فإن العالقة بني معامل‬
‫الرتجيح )‪ (O‬واملتغريات املستقلة )‪ (X’s‬هي عالقة غري خطية‪ ،‬وهو ما يظهر احلاجة إىل ضرورة القيام بتحويالت‬
‫ما على املعادلة السابقة‪ ،‬حبيث نضمن من خالهلا إزالة قيد احلد األدىن من القيم املسموح هبا ملعامل الرتجيح من‬
‫نـاحية‪ ،‬وجـع ـل العـالقة مع الـ متغريات املستقلة عالقة خطية من ناحية أخرى‪ ،‬ومن أشهر هذه التحويالت هو‬
‫حتويل اللوغاريتم الطبيعي )‪ ،(Ln‬وانطالقا من العالقة رقم (‪ ) 05‬فإنه إذا مت أخذ اللوغاريتم الطبيعي ملعامل الرتجيح‬
‫(‪ ) ln Odds‬فإننا حنصل على املعادلة التالية‪:‬‬
‫𝑷‬
‫( ‪Ln Odds = ln‬‬ ‫(‪) =  + β1X1 + β2X2 + ……. + βk Xk + δ……………)06‬‬
‫𝑷‪𝟏−‬‬

‫وهبذا يكون‪:‬‬
‫𝑃‬
‫( ‪−∞ < ln‬‬ ‫∞‪) < +‬‬
‫𝑃‪1 −‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ : Ln Odds‬ميثل اللوغاريتم الطبيعي ملعامل الرتجيح؛‬
‫‪ :‬ميثل احلد الثابت؛‬
‫‪ :βk ،... ،2β ،1β‬هي معامالت املتغريات املستقلة ‪Xk ،...،X2 ،X1‬؛‬
‫‪ : δ‬مقدار اخلطأ‪.‬‬
‫‪145‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫املالحظ أنه من خالل االعتماد على اللوغاريتم الطبيعي ملعامل الرتجيح )‪ (O‬فقد مت توفيق عالقة خطية‬
‫بني املتغري التابع ( ‪ ln Odds‬يف هذه احلالة) واملتغريات املستقلة )‪ ،(X’s‬كما يالحظ أن احلد األدىن للقيم املسموح‬
‫هبا ملعامل الرتجيح‪ ،‬واليت كانت تساوي صفرا (‪ ،) 0‬قد زال وأصبح يقابله يف لوغاريتم معامل الرتجيح (‪)ln Odds‬‬
‫القيمة السالبة ماالهناية ( ‪ ،)-‬وعلى العموم ميكن القول أنه‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كانت قيمة معامل الرتجيح تساوي الواحد الصحيح (‪ )1‬فإن لوغاريتم معامل الرتجيح املقابل له هو‬
‫صفر (‪)0‬؛‬

‫‪ -‬إذا كانت قيمة معامل الرتجيح أكرب من الواحد (‪ ) 1‬فإن قيمة لوغاريتم معامل الرتجيح املقابلة له هي‬
‫عدد موجب؛‬

‫‪ -‬إذا كانت قيمة معامل الرتجيح أقل من الواحد (‪ ) 1‬فإن لوغاريتم معامل الرتجيح املقابل له سوف يكون‬
‫عددا سالبا‪.‬‬

‫تسمى‬ ‫)‪ln (Odds‬‬ ‫إن التحويالت السابقة من االحتمال )‪ (P‬وحىت الوصول إىل لوغاريتم دالة الرتجيح‬
‫بتحويل اللوجت )‪ ، (Logit Transformation‬وعليه فإن االحندار اللوجسيت يشري إىل مناذج االحندار اليت تتضمن‬
‫اللوجت )‪ (Logit‬كمتغري يف املعادلة‪ ،‬وتكون الصيغة العامة للنموذج كالتايل‪:1‬‬

‫(‪Ln Odds = + β1X1 + β2X2 + ..….+ βk Xk + δ…………………)07‬‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬تكون العالقة بني لوجت معامل الرتجيح )‪ (loge Odds‬واملتغريات املستقلة )‪ (X’s‬هي‬
‫عالقة خطية‪ ،‬وهبذا فإن االحندار اللوجسيت يتطلب توليفة خطية من املتغريات املستقلة مثل بقية مناذج االحندار‬
‫اخلطي‪ ،‬ويصبح الفرق هو املتغري التابع‪ ،‬حيث يكون يف حالة االحندار اللوجسيت هو عبا رة عن لوغاريتم معامل‬
‫الرتجيح )‪ ( loge Odds‬واملسمى اختصا را باللوجت )‪ ، (Logit‬يف حني يكون هو قيمة املتغري التابع (‪ )Y‬نفسه يف‬
‫حالة االحندار اخلطي‪.‬‬

‫‪ - 1‬عادل بن أحمد بن حسين بابطين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪146‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫ثانيا‪ :‬تقدير معامالت منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬

‫ميكن تقسيم عملية تقدير مع امالت منوذج حتليل االحندار اللوجسيت إىل مرحلتني رئيسيتني‪ :‬مرحلة متهيدية يتم‬
‫خالهلا ضمان خلو النموذج التقديري من التفسري املشرتك للمتغريات املستقلة‪ ،‬حيث يتم فحص مشكلة التعدد‬
‫اخلطي هلذه األخرية ‪ ،‬ومرحلة املعاجلة؛ حيث يتم التقدير اإلحصائي ملعامالت معادلة االحندار اللوجسيت‪.‬‬

‫للمتغريات املستقلة‬ ‫)‪(Multicollinearity‬‬ ‫‪ ‬املرحلة التمهيدية‪ :‬فحص مشكلة التعدد اخلطي‬

‫هبدف ضمان جودة النموذج ودقة تقديره للمعامالت اخلاصة باملتغريات املستقلة ال بد أن يتم استبعاد كل‬
‫العوامل اليت من شأهنا أن تؤثر عليه‪ ،‬ولعل من أهم العوامل اليت تعاين منها معادالت االحندار بصفة عامة هي‬
‫مشكلة تعدد العالقات اخلطية؛ حيث أن القاعدة األساسية يف اخت يار املتغريات املستقلة هي اختيار املتغريات اليت‬
‫ترتبط فيما بينها ارتباطا ضعيفا وترتبط باملتغري التابع ارتباطا قويا وهذا بغرض جتنب ظاهرة التكرار ‪ ،‬أو ما يصطلح‬
‫على تسميته االرتباط املشرتك أو املتعدد بني املتغريات املستقلة؛ والذي يشري إىل وجود ارتباط قوي بني اثنني أو‬
‫أكثر من املتغريات املستقلة يف منوذج االحندار ‪ ،‬ما من شأنه أن ينعكس سلبا على دقة تقدير العالقة بني املتغري‬
‫التابع واملتغريات املستقلة‪ ،‬وصعوبة أو استحالة عزل التأثريات الفردية هلذه األخرية على املتغري التابع ‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫أنه سيؤدي إىل ارتفاع قي مة األخطاء العشوائية ملعامالت املتغريات املستقلة واخنفاض داللتها اإلحصائية‪ ،‬أي أن‬
‫معامالت معادلة االحندار املقدرة قد تكون غري دالة إحصائيا و‪/‬أو قد تأخذ اإلشارة اخلطأ‪ ،‬األمر الذي من شأنه‬
‫أن يؤثر سلبا على جودة النموذج ككل‪ ،‬ودقة تقديره للمعامالت‪.‬‬

‫سيتم االعتما د على معيارين أساسيني للكشف عن وجود تعدد يف العالقات اخلطية مها‪:‬‬

‫‪ -‬معامل التسامح ) ‪  (Tolerance‬ومعامل تضخم التباين )‪ :(Variance Inflation Factor‬حيث يتم‬


‫تقدير قيمة املعاملني لكل عنصر من عناصر املتغ ريات املستقلة املكونة للنموذج‪" ،‬ويشرتط أال تتجاوز‬
‫نتيجة معامل تضخم التباين )‪ (VIF‬القيمة (‪ ،) 10‬وأن تكون قيمة اختبار التباين املسموح )‪(Tolerance‬‬
‫أكرب من القيمة (‪.1")0.1‬‬
‫‪ -‬مصفوفة معامالت ارتباط املتغريات املستقلة )‪ :(Correlation Matrix‬تستخدم للتحقق من عدم‬
‫وجود ارتباطات ذات داللة إحصائية بني املتغريات املستقلة واملتمثلة يف مؤش رات حوكمة الشركات‪ ،‬واليت‬

‫‪ - ‬ه و حجم التباين (لك ل متغير) الغير مفسر من قبل المتغيرات المستقلة األخرى‪ ،‬وكلما اقتربت من (‪ ) 1‬د ل ذلك على أن المتغيرات المستقلة‬
‫األخرى ال تفسر التباين في هذا المتغير‪.‬‬
‫‪1 - Andy Field, Discovering statistics using SPSS, Second Edition, SAGE Publications Ltd., USA, 2005, p 175.‬‬

‫‪147‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫تشري إىل وجود مشكلة التعدد اخلطي بني املتغريات املستقلة لنموذج الدراسة‪ ،‬حيث أنه إذا كانت قيمة‬
‫االرتباط أكرب من ‪ )r  0.80( 0.80‬ومستوى املعنوية أقل من أو يساوي ‪ (Sig. ≤ 0.05) 0.05‬فإنه ميكن‬
‫احلكم على أن النموذج يعاين من مشكلة تعدد العالقات اخلطية أو ارتباط متعدد‪ ،‬والعكس بالعكس‪.‬‬

‫‪ ‬مرحلة املعاجلة‪ :‬تقدير معامالت معادلة االحندار اللوجسيت‬

‫يتم اللجوء إىل طريقة اإلمكان (االحتمال) األعظم )‪ (Maximum Likelihood Method‬من أجل تقدير‬
‫معامالت معادلة االحندار اللوجسيت‪" ،‬اليت تعترب الطريقة األكثر مالءمة للنماذج اخلطية وغري اخلطية كافة‪ ،‬وتعرف‬
‫طريقة اإلمكان األعظم بأهنا طريقة تكرارية )‪ (Iterative‬تعتم د على تكرار العمليات احلسابية عدة مرات‪ ،‬حىت‬
‫يتم الوصول إىل أفضل تقدير للمعامالت اليت من خالهلا ميكن تفسري البيانات املشاهدة‪ ،‬وتستخدم طريقة‬
‫اإلمكان األعظم حلساب معامالت اللوجت )‪ (Logit‬يف االحندار اللوجسيت‪ ،‬وهتدف هذه الطريقة إىل تعظيم‬
‫لوغاريتم االحتمال )‪ (Log Likelihood‬الذي يعكس مدى إمكانية أو احتمال أن تكون تلك القيم املشاهدة‬
‫للمتغري التابع يف اإلمكان توقعها أو التنبؤ هبا من خالل املتغري أو املتغريات املستقلة"‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬تفسري معامالت معادلة االحندار اللوجسيت‬

‫بعد تقدير قيمة معامالت معادلة االحندار اللوجسيت‪ ،‬تأيت مرحلة التفسري‪ ،‬ويف هذا اخلصوص فإنه ميكن‬
‫االعتماد على طريقتني رئيسيتني يف ذلك‪:‬‬

‫‪ ‬الطريقة امل باشر ة يف التفسري ‪ :‬تعتمد هذه الطريقة أساسا على العالقة اخلطية اليت تربط معامالت اللوجت‬
‫)‪ (Logit‬املقد رة باملتغريات املستقلة‪ ،‬حيث تشري إىل مقدار التغري املتوقع يف لوغاريتم معامل الرتجيح ‪(Log‬‬
‫بأن يكون املتغري التابع يساوي واحد ( ‪ ) Y = 1‬لكل وحدة تغري يف أحد املتغريات املستقلة مع ثبات‬ ‫)‪Odds‬‬

‫باقي املتغريات األخرى‪ ،‬وهو ما يعين مقدار التغري يف لوغاريتم معامل الرتجيح )‪ (Log Odds‬بأن تكون الشركة‬
‫متعثرة ماليا نتيجة للتغري يف أحد مؤشرات حوكمة الشركات بوحدة واحدة وثبات باقي املؤشرات على حاهلا‪.‬‬

‫‪ ‬الطريقة غري املباشر ة يف التفسري‪ :‬نظرا لتعقد معىن وداللة التفسري عن طريق استخدام معامالت اللوجت‬
‫)‪ (Logit‬املقد رة‪ ،‬فإنه عادة ما يتم إجراء عدد من التحويالت الرياضية من أجل تبسيط وتوضيح املعىن‬

‫‪ - 1‬محمد صادق عبد الرزاق و ريسان عبد اإلمام زعالن‪ ،‬استخدام أسلوب االنحدار اللوجستي لتحليل أثر الضغط النفسي على اإلصابة بضغط الدم‪:‬‬
‫دراسة تطبيقية على عينة من المرضى في قضاء الزبير في محافظة البصرة‪ ،‬مجلة االقتصاد الخليجي‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،27‬ص ‪.56‬‬

‫‪148‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫احلقيقي لآلثار املتوقعة للمتغريات املستقلة على املتغري التابع‪ ،‬وعلى هذا األساس‪ ،‬فإنه ميكن استخدام‬
‫املؤشرات التالية يف التفسري‪:‬‬

‫‪ -‬معامالت التجيح ) ‪ :(Odds‬حيث يتم تقدير مقدا ر التغري يف معامل الرتجيح‪ ،‬بدال من لوغاريتم معامل‬
‫الرتجيح‪ ،‬نتيجة للتغري يف أحد املتغريات املستقلة مع ثبات باقي املتغريات األخرى‪ ،‬وهذا من خالل استنتاج‬
‫العالقة بني معامل الرتجيح واملتغريات املستقلة بناء على معادلة االحندار اللوجسيت املقدرة‪ ،‬حيث نعلم أن‪:‬‬
‫𝑃‬
‫( ‪Ln Odds = ln‬‬ ‫‪) =  + β1X1 + β2X2 + ..….. + βkXk + δ‬‬
‫𝑃‪1−‬‬

‫وبأخذ الدالة األسية )‪ (Exponent‬لطريف املعادلة‪ ،‬فإننا حنصل على العالقة التالية‪:‬‬
‫𝑃‬
‫( ‪ln‬‬ ‫)‬
‫𝑃‪𝑒 1−‬‬ ‫𝛿‪= 𝑒 + 𝛽1 𝑋1 + 𝛽2 𝑋2 + … + 𝛽𝑘 𝑋𝑘 +‬‬
‫ومبا أن الدالة األسية هي معكوس اللوغاريتم‪ ،‬وأن [‪ ،]e(x+y) = ex * ey‬فإن هذا ما يزيل اللوغاريتم عن‬
‫الطرف األيسر للمعادلة‪ ،‬وجيعل طرفها األمين خاضعا خلاصية الضرب بدل اجلمع‪ ،‬وعلى هذا األساس‬
‫تصبح معادلة االحندار على الشكل التايل‪:‬‬
‫𝑃‬
‫= 𝑠𝑑𝑑𝑂‬ ‫𝛿 𝑒 ∗ 𝑘𝑋 𝑘𝛽 𝑒 ∗ … ∗ ‪= 𝑒  +𝛽1 𝑋1 +𝛽2 𝑋2 +⋯+𝛽𝑘 𝑋𝑘 +𝛿 = 𝑒  ∗ 𝑒 𝛽1 𝑋1 ∗ 𝑒 𝛽2 𝑋2‬‬
‫𝑃 ‪1−‬‬

‫ممـ ا سـبـ ق ميـك ـن الـ قـول أنـه ميـكـ ن تـق ـديـر الـتـغري الـذي ينـعك ـس ع ـلى مـ عامالت الرتجيح )‪ (Odds‬نتيجة‬
‫للتـغـري ب ـوح ـ دة واحدة يف أحد املتغريات املستقلة وثبات املتغريات األخرى‪ ،‬وذلك من خالل حساب‬
‫النتيجة )‪.(eβ‬‬

‫‪ -‬نسبة التجيح )‪ :(Odds Ratio‬تستخدم ملقارنة معاملي ترجيح على شكل نسبة‪ ،‬أي التعبري عن العالقة‬
‫بني معامل الرتجيح عند مستوى معني من املتغري املستقل )‪ (Xi‬ومعامل الرتجيح لنفس املتغري املستقل عند‬
‫إضافة وحدة واحدة للمستوى السابق )‪ ،(Xi+1‬وعلى هذا األساس فإن‪:‬‬
‫‪𝑂𝑑𝑑𝑠′‬‬
‫= 𝑜𝑖𝑡𝑎𝑅 𝑠𝑑𝑑𝑂‬ ‫𝛽𝑒 =‬
‫𝑠𝑑𝑑𝑂‬
‫حيث‪:‬‬
‫'‪ :Odds‬ميثل معامل الرتجيح للمتغري املستقل )‪ (Xi‬عند إضافة وحدة واحدة‪ ،‬أي )‪(Xi+1‬؛‬
‫‪ :Odds‬ميثل معامل الرتجيح للمتغري املستقل )‪(Xi‬؛‬
‫‪ :eβ‬متثل نسبة الرتجيح‪.‬‬
‫‪149‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫وبناء على ما سابق‪ ،‬ميكن القول أنه ميكن احلصول على نسبة الرتجيح لتغري املتغري املستقل بوحدة واحدة‬
‫من خالل حساب قيمة الدالة األسية ملعامل االحندار اللوجسيت لذلك املتغري‪.‬‬

‫‪ -‬االحتماالت ) ‪ :(Probabilities‬يستند التفسري بداللة االحتماالت على نفس مبدأ التفسري بداللة نسبة‬
‫الرتجيح‪ ،‬حيث يتم مقارنة االحتمال عند مستوى معني من املتغري املستقل )‪ (Xi‬واالحتمال لنفس املتغري‬
‫املستقل عند إضافة وحدة واحدة للمستوى السابق )‪ ، (Xi+1‬ويتم تقدير قيمة هذا املؤشر )‪ (P‬انطالقا من‬
‫عالقته مبعامل الرتجيح املقدر سابقا‪ ،‬حيث أنه من املعلوم لدينا أن‪:‬‬
‫𝑃‬
‫𝑠𝑑𝑑𝑂 =‬
‫𝑃‪1 −‬‬

‫وبالتايل فإنه ميكننا استخالص قيمة )‪ (P‬بداللة معامل الرتجيح )‪ ،(Odds‬حيث‪:‬‬


‫𝑠𝑑𝑑𝑂‬
‫=𝑃‬
‫𝑠𝑑𝑑𝑂 ‪1 +‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬تقومي مالءمة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت واختبار داللة املعامالت املقدر ة‬

‫ال ميكن االعتماد على نتائج تقدير املعامالت اخلاصة بنموذج حتليل االحندار اللوجسيت لغرض تفسري و‪/‬أو‬
‫التنبؤ باملتغري التابع قبل القيام بالعديد من الفحوصات اإلحصائية والقياسية اليت تثبت صالحيته ومالءمته‬
‫لالستخدام‪ ،‬وميكن تقسيم هذه الفحوصات إىل مرحلتني‪ :‬تقومي مالءمة النموذج ككل‪ ،‬واختبار الداللة‬
‫اإلحصائية ملعامالت النموذج املقدرة بشكل مستقل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تقومي مالءمة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ككل‬

‫يتم خالل هذه املرحلة التحقق من مدى مالءمة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت بشكل عام‪ ،‬ويستخدم‬
‫هلذا الغرض العديد من املقاييس اإلحصائية‪ ،‬أمهها‪:‬‬

‫‪ - 1‬اختبار الداللة اإلحصائية الكلية لنموذج حتليل االحندار الل وجسيت‪ :‬يهدف هذا االختبار إىل الكشف‬
‫عن أمهية املتغريات املستقلة يف النموذج‪ ،‬وذلك من خالل املقارنة بني القدرة التنبؤية للنموذج (مقارنة القيم‬
‫املشاهدة للمتغري التابع بالقيم املتنبأ هبا بواسطة النموذج) اخلايل من أي متغريات مستقلة‪ ،‬والنموذج الذي‬
‫يتضمن املتغريات املستقلة للدراسة‪ ،‬حبيث أن جتاوز دقة هذا األخري للنموذج اخلايل من املتغريات املستقلة‬

‫‪150‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫يشري إىل وجود داللة إحصائية هلذه املتغريات‪ .‬ومن أجل التحقق من الداللة اإلحصائية للنموذج املقدر يتم‬
‫االعتماد على اختبار كا‪ ) Chi- Square) 2‬عند مستوى داللة قدره (‪ ،)0.05‬حبيث أنه‪:‬‬

‫‪ ‬إذا كـانت قيـمة مستـوى الداللـة أكبـر من (‪ ) 0.05‬فإن ذلك يدل على أن مجيع قيم املتغريات‬
‫املستقلة تساوي الصفر (فرضية العدم)‪ ،‬أي أن النموذج املقدر باالعتماد على املتغريات املستقلة غري‬
‫معنوي؛‬

‫‪ ‬إذا كانت قيمة مستوى الداللة أقل من أو تساوي (‪ ) 0.05‬فإن ذلك يدل على أن هناك متغري‬
‫مستقل واحد على األقل من املتغريات املستقلة خيتلف عن الصفر (‪( )0‬الفرضية البديلة)‪ ،‬أي أن‬
‫النموذج املقدر باالعتماد على املتغريات املستقلة معنوي وميكن االعتماد على نتائجه‪.‬‬

‫‪ - 2‬اختبارات القو ة التفسريية لنموذج حتليل االحندار اللوجسيت‪ :‬تعترب البدائل ملعامل التحديد اخلاص‬
‫باالحندار اخلطي ‪ ،‬وهي عبارة عن اختبارات إحصائية لقياس قوة أو درجة تفسري وتنبؤ املتغريات املستقلة اليت‬
‫تضمنها النموذج باملتغري التابع (التعثر املايل)‪ ،‬وذلك من خالل مقارنة القوة التفسريية والتنبؤية للنموذج دون‬
‫متغريات مستقلة مع النموذج بعد إدخال املتغريات املستقلة‪ ،‬حيث تستخدم إحصائييت )‪ (R2 Cox- Snell‬و‬
‫هلذا الغرض‪ ،‬واللتان تشريان إىل نسبة التباين املفسر يف النموذج املقدر الذي سببه‬ ‫)‪(R2 Nagelkerke‬‬

‫إدخال هذه املتغريات املستقلة‪.‬‬

‫‪ :(Hosmer-Lemeshow Goodness of Fit‬يستخدم‬ ‫)‪Test‬‬ ‫‪ - 3‬اختبار هوزمر ‪-‬ليمشو جلود ة املطابقة‬


‫هذا االختبار للكشف عن مدى مالءمة ومتثيل النموذج للبيانات‪ ،‬وذلك من خالل تقييم الفروق بني القيم‬
‫املشاهدة والقيم املتوقعة للنموذج باالعتماد على اختبار كا‪ )Chi- Square) 2‬حلسن املطابقة‪ ،‬حبيث يكون‬
‫القرار بقبول الفرضية الصفرية اليت تشري إىل تساوي حاالت املشاهدة مع احلاالت املتوقعة (أي أن النموذج‬
‫ميثل البيانات بشكل جيد) إذا كان مستوى الداللة إلحصائية كا‪ )Chi- Square) 2‬أكرب من مستوى الداللة‬
‫احملدد يف الدراسة ب ـ (‪ ،)0.05‬أما يف حالة ما إذا كان مستوى الداللة إلحصائية كا‪ )Chi- Square) 2‬أقل من‬
‫أو يساوي مستوى الداللة احملدد يف الدراسة (‪ )0.05‬فإنه يتم رفض الفرضية الصفرية وقبول الفرضية البديلة‬
‫اليت تشري إىل عدم تساوي حاالت املشاهدة مع احلاالت املتوقعة‪ ،‬واليت تدل بدورها على أن النموذج غري‬
‫صاحل وال ميثل البيانات بشكل جيد‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫‪ - 4‬جداول التصنيف )‪ :(Classification Tables‬تعترب جداول التصنيف أحد املؤشرات اليت يتم االعتماد‬
‫عليها لغرض الكشف عن جودة مطابقة النموذج للبيانات املشاهدة‪ ،‬وذلك من خالل تقومي قدرة النموذج‬
‫على تصنيف الشركات املتعث رة وغري املتعثرة ماليا بطريقة صحيحة‪ .‬بشكل أكثر تفصيل‪ ،‬ميكن القول أهنا‬
‫عبارة عن جداول تتكون من التصنيف املشاهد للحاالت والتصنيف املولد من طرف النموذج الذي مت‬
‫توفيقه‪ ،‬من خالل هذه اجلداول نستطيع معرفة نسبة التصنيف الصحيح للمشاهدات ونسبة التصنيف‬
‫اخلاطئ‪ ،‬فكلما كانت نسبة التصنيف الصحيح كبرية كلما كان النموذج ذو قدرة تنبؤية ج يدة‪ ،‬والعكس‬
‫بالعكس‪ ،‬ويكثر استخدام هذه اجلداول إذا كان الغرض من بناء النموذج هو غرض تنبؤي أكثر منه‬
‫تفسريي‪ .‬والشكل املوايل يبني شكل جدول التصنيف‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)08‬جدول التصنيف‬

‫املتوقع‬
‫اجملموع‬ ‫التصنيف‬
‫السالب‬ ‫املوجب‬
‫‪P‬‬ ‫‪FN‬‬ ‫السالب اخلاطئ‬ ‫‪TP‬‬ ‫املوجب الصحيح‬ ‫‪P‬‬ ‫املوجب‬
‫املشاهد‬
‫'‪P‬‬ ‫‪TN‬‬ ‫السالب الصحيح‬ ‫‪FP‬‬ ‫املوجب اخلاطئ‬ ‫‪N‬‬ ‫السالب‬
‫‪1‬‬ ‫'‪Q‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫اجملموع‬

‫املصدر‪ :‬عادل بن أمحد بن حسني بابطني‪ ،‬االحندار اللوجيسيت وكيفية استخدامه يف بناء مناذج التنبؤ للبيانات‬
‫ذات املتغريات التابعة ثنائية القيمة ‪ ،‬أطروحة دكتوراه غري منشورة‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪ ،2010 / 2009‬ص ‪.107‬‬

‫يوضح الشكل السابق الشكل النموذجي جلدول التصنيف املتولد عن منوذج االحندار اللوجسيت‪ ،‬حيث‬
‫يتضمن اجلدول يف جانبه األمين جمموع املشاهدات املوجبة )‪ (P‬والسالبة )‪ (N‬واليت تشري إىل املشاهدات اليت‬
‫تتحقق فيها الظاهرة املدروسة واملشاهدات اليت ال تتحقق فيها الظاهرة املدروسة على التوايل‪ ،‬ويليه التصنيف‬
‫املتوقع باالعتماد على البيانات املدرجة يف النموذج‪ ،‬حيث يشري التصنيف املتوقع املوجب الصحيح )‪ (TP‬إىل‬
‫عدد املشاهدات املوجبة ال يت مت تصنيفها تصنيفا صحيحا‪ ،‬يف حني يشري التصنيف املتوقع السالب اخلاطئ )‪(FN‬‬
‫إىل عدد املشاهدات املوجبة اليت مت تصنيفها تصنيفا خاطئا‪ ،‬ويشري التصنيف املتوقع املوجب اخلاطئ )‪ (FP‬إىل‬
‫عدد املشاهدات السالبة اليت مت تصنيفها تصنيفا خاطئا‪ ،‬ويليها التصنيف املتوقع السالب الصحيح )‪ (TN‬والذي‬

‫‪152‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫يشري إىل عدد املشاهدات السالبة اليت مت تصنيفها تصنيفا صحيحا‪ ،‬ويف األخري ميثل كل من )‪ (P‬و)'‪ (P‬نسبة‬
‫التصنيف الصحيح بالنسبة للمشاهدات املوجبة والسالبة على التوايل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اختبار معنوية معامالت منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬

‫يستخدم هذا االختبار لفحص الداللة اإلحصائية لكل متغري على حدة‪ ،‬أي اختبار معنوية كل معامل من‬
‫معامالت معادلة االحندار اللوج سيت امل قد رة باستخدام النموذج اللوجسيت‪ ،‬واملقابلة لكل متغري مستقل‪ ،‬وعادة ما‬
‫يتم االعتماد على إحصاءة والد )‪ (Wald Statistics‬هلذا الغرض‪ ،‬وهي إحصاءة تتبع توزيع كا‪)Chi- Square) 2‬؛‬
‫حيث يتم اختبار الفرضية الصفرية (فرضية العدم) اليت تنص على أن‪ :‬تأثري معامل االحندار ملتغري مستقل ما‬
‫)‪ (Sig.≤ 0.05‬فإننا نرفض الفرضية‬ ‫‪0.05‬‬ ‫يساوي صف ار (‪)0‬؛ فإ ذا كان مستوى الداللة أقل من أو يساوي‬
‫الصفرية ونقبل الفرضية البديلة‪ :‬أي أن املتغري املستقل له تأثري يف التنبؤ بقيمة املتغري التابع‪ ،‬أما إذا كان مستوى‬
‫الداللة أكرب من ‪ (Sig. 0.05) 0.05‬فإننا نقبل الفرضية الصفرية اليت تنص على أن معامل االحندار لذلك املتغري‬
‫املستقل يساوي صف ار (‪ ،)0‬وهو ما يعين أن هذا املتغري املستقل ليس له تأثري يف التنبؤ بقيمة املتغري التابع‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬التحليل اإلحصائي الوصفي واختبار داللة الفروق بني املتوسطات ملتغريات‬
‫الدراسة‬
‫يقدم هذا املبحث عرضا مفصال حول نتائج املعاجلة والتحليل اإلحصائي األويل ملتغريات الدراسة والبيانات‬
‫املرتبطة هبا من خالل تقنيات اإلحصاء الوصفي‪ ،‬ليتم بعدها الكشف عن إمكانية وجود فروق ذات داللة‬
‫إحصائية ملؤشرات حوكمة الشركات ما بني الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬التحليل اإلحصائي الوصفي للبيانات‬

‫سيتم من خالل هذا املطلب تقدمي عرض وصفي ملتغريات الدراسة والعناصر املرتبطة هبا‪ ،‬واليت من شأهنا أن‬
‫تقدم رؤية أوضح خلصائص ومميزات عينة الدراسة‪ ،‬وهلذا الغرض فقد مت جتميع هذه املتغ ريات يف شكل جمموعات‬
‫متجانسة‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫الفرع األول‪ :‬الوصف اإلحصائي للمتغري التابع (التعثر املايل)‬

‫تعترب ظاهرة التعثر املايل هي ا ملتغري التابع للدراسة‪ ،‬وهي تشري إىل عجز الشركة عن الوفاء بالتزاماهتا املالية‬
‫عند تاريخ االستحقاق و‪/‬أو حتقيقها خلسا رة يف النتيجة لسنتني متواليتني على األقل‪ ،‬واجلدول املوايل يبني نتائج‬
‫التحليل اإلحصائي هلذا املتغري‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)09‬الوصف اإلحصائي لظاهرة التعثر املايل (املتغري التابع)‬

‫االحنراف‬ ‫القيمة‬ ‫القيمة‬ ‫عدد‬


‫املتوسط‬ ‫املتغري‬
‫املعياري‬ ‫القصوى‬ ‫الدنيا‬ ‫املشاهدات‬

‫‪0.461‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪129‬‬ ‫التعثر املايل‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول السابق أن عدد املشاهدات اخلاصة باملتغري التابع قد بلغت ‪ 129‬مشاهدة‪ ،‬فيما‬
‫قدرت القيمة الدنيا بـ (‪ )0‬وهي تشري إىل سالمة الشركة من ظاه رة التعثر املايل ‪ ،‬كما بلغت القيمة القصوى القيمة‬
‫(‪ ) 1‬وهي ترمز إىل الشركة املتعث رة ماليا‪ ،‬أما التوسط احلسايب هلذا املتغري فقد بلغ (‪ ، )0.30‬وهو ما يعين أن‬
‫(‪ )%30‬من املشاهدات هي مشاهدات خاصة بالشركات املتعث رة ماليا‪ ،‬وبالتايل فإن ( ‪ )%70‬من الشاهدات هي‬
‫مشاهدات ختص الشركات غري امل تعثرة ماليا‪ ،‬هذا وقد بلغ االحنراف املعياري قيمة (‪.)0.461‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬الوصف اإلحصائي للمتغريات املستقلة (مؤشرات حوكمة الشركات)‬

‫متثل مؤشرات حوكمة الشركات املتغريات املستقلة للد راسة‪ ،‬وميكن جتميعها يف شكل جمموعتني أساسيتني‪:‬‬
‫مؤشرات خاصة بطبيعة (شكل) امللكية‪ ،‬ومؤشرات مرتبطة خبصائص جملس اإلدارة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬املؤشرات اخلاصة بطبيعة (شكل) امللكية‬

‫تشري هذه املؤشرات إىل شكل وتركيبة هيكل ملكية الشركات‪ ،‬واجلدول املوايل يبني نتائج الوصف‬
‫اإلحصائي هلذه املؤشرات‪:‬‬

‫‪154‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫اجلدول رقم (‪ :)10‬الوصف اإلحصائي للمؤشرات اخلاصة بطبيعة (شكل) امللكية‬


‫االحنراف‬ ‫القيمة‬ ‫القيمة‬ ‫عدد‬
‫املتوسط‬ ‫املتغري‬
‫املعياري‬ ‫القصوى‬ ‫الدنيا‬ ‫املشاهدات‬
‫‪0.403‬‬ ‫‪0.80‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪129‬‬ ‫تركيز امللكية‬
‫‪21.421‬‬ ‫‪6.60‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪129‬‬ ‫ملكية املسريين (‪)%‬‬
‫‪39.138‬‬ ‫‪21.93‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪129‬‬ ‫ملكية أعضاء جملس اإلدارة (‪)%‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من اجلدول السابق ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬قدرت القيمة الدنيا ملتغري تركي ز امللكية ب ـ (‪ ) 0‬وهي تشري إىل عدم وجود أي مساهم مسيطر يف الشركة‬
‫(نسبة ملكية تفوق ‪ ) % 50‬أي تشتت امللكية‪ ،‬يف حني بلغت القيمة القصوى (‪ )1‬وهي تعرب عن وجود‬
‫مساهم مسيطر بالشركة (نسبة ملكية تفوق ‪ ،) %50‬أما املتوسط احلسايب فقد قدر بـ ـ (‪ ،)0.80‬وهو ما‬
‫يعين أن (‪ )%80‬من املشاهدات هي مشاهدات خاصة بالشركات ذات هيكل ملكية مركزة‪ ،‬وبالتايل‬
‫فإن (‪ )%20‬فقط من املشاهدات ختص الشركات ذات هيكل ملكية مشتتة‪ ،‬ويعود ذلك لكون معظم‬
‫شركات املسامهة اليت مشلتها الدراسة هي شركات مملوكة بالكامل من قبل الدولة أو عائلية‪ ،‬وقد بل غ‬
‫االحنراف املعياري (‪)0.403‬؛‬

‫‪ -‬تتـراوح نـسبـة مـلكيـ ة املسـرييـ ن مـ ا بـ ني ( ‪ )%0‬كقيمة دنيـا و( ‪ )%100‬كقيمـ ة قـصـوى‪ ،‬وقـد ق ـدر املتوسط‬
‫احلـسـ ايب بـنسبـة ( ‪ )%6.60‬وه ـي نسـبـة ضعيفـة ت ـدل ع ـلى وجـود انفصـ ال شبـه ت ـام لل ـملكيـة عن اإلدارة‬
‫يف عينة الشركات املبحوثة‪ ،‬وهو ما جيعلها عرضة ملشاكل الوكالة‪ ،‬وما ميكن أن ينجر عنها من صراع‬
‫للمصلحة؛‬

‫‪ -‬بـلـغـت القـيمـة الـدنيا لـنسـبـة مـلكيـة أعـضـاء جمـل ـس اإلدا رة ( ‪ )%0‬أي عـدم امـ تـالكـهـ م ألي سـه ـم يف‬
‫الشركة (حالة الشركات اململوكة من قبل الدولة)‪ ،‬يف حني قدرت القيمة القصوى بنسبة ( ‪ )%100‬وهي‬
‫تشري إىل املـلكيـ ة التـ امـة مـ ن قـبـ ل أعـضـاء جمـ لس اإلدا رة ألسهم الشركة‪ ،‬أما املتوسط احلسايب فقد بلغ‬
‫وهو ما يدل على أن غالبية الشركات هبا نسبة ملكية ضعيفة من قبل أعضاء جملس‬ ‫(‪)%21.93‬‬ ‫نسبة‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫ثانيا‪ :‬املؤشرات املرتبطة خبصائص جملس اإلدار ة‬

‫متثل جمموعة املؤشرات اخلاصة بطبيعة وخصائص جملس اإلدارة ونشاطاته‪ ،‬واجلدول املوايل يبني نتائج‬
‫التحليل اإلحصائي الوصفي هلذه املؤشرات‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)11‬الوصف اإلحصائي للمؤشرات املرتبطة خبصائص جملس اإلدارة‬

‫االحنراف‬ ‫القيمة‬ ‫القيمة‬ ‫عدد‬


‫املتوسط‬ ‫املتغري‬
‫املعياري‬ ‫القصوى‬ ‫الدنيا‬ ‫املشاهدات‬
‫‪2.493‬‬ ‫‪5.30‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪129‬‬ ‫حجم جملس اإلدارة‬
‫‪37.144‬‬ ‫‪58.14‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪129‬‬ ‫استقاللية جملس اإلدارة (‪)%‬‬
‫‪0.481‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪129‬‬ ‫الفصل بني منصيب (ر‪.‬م‪.‬إ) و(م‪.‬ع)‬
‫‪2.242‬‬ ‫‪6.24‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪129‬‬ ‫عدد اجتماعات جملس اإلدارة‬
‫‪10.179‬‬ ‫‪04.90‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪129‬‬ ‫تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة (‪)%‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫يظهر من خالل اجلدول السابق ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬بلغ العدد املتوسط لألعضاء الذين يضمهم جملس اإلدارة حوايل مخسة (‪ ) 5‬أعضاء‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫قدره (‪ ،) 2.493‬يف حني قدر عدد أعضاء أكرب اجملالس بالنسبة للشركات املعنية بالدراسة (‪ )12‬عضوا‪،‬‬
‫وأقلها (‪ )3‬أعضاء؛‬

‫‪ -‬تنحصر نسبة استقاللية جمالس إدارة الشركات موضوع الدراسة ما بني ( ‪ )%0‬كأقل نسبة (انعدام تام‬
‫كأعلى نسبة (استقاللية تامة)‪ ،‬أما متوسط نسبة االستقاللية فقد بلغ‬ ‫و( ‪)%100‬‬ ‫لالستقاللية)‬
‫(‪ ،)%58.14‬وهي نسبة مقبولة توحي بأن غالبية جمالس إدارة الشركات يتمتعون بقدر مقبول من‬
‫االستقاللية ميكنهم من القيام باملهام واملسؤوليات املوكلة إليهم؛‬

‫‪ -‬قدرت القيمة الدنيا للفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام للشركة ب ـ (‪ )0‬وهي تدل على‬
‫عدم وجود فصل بني املنصبني‪ ،‬يف ح ني قدرت القيمة القصوى ب ـ (‪ )1‬واليت تعين وجود فصل بني‬
‫( ‪)%36‬‬ ‫املنصبني‪ ،‬أما قيمة املتوسط احلسايب فقد بلغت (‪ ) 0.36‬وهي تعين وجود فصل بني املنصبني يف‬

‫‪156‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫من جمموع املشاهدات خالل فرتة الدراسة‪ ،‬وبالتايل فإن رئيس جملس اإلدا رة يف ( ‪ )%64‬من املشاهدات‬
‫هو نفسه املدير العام ‪ ،‬هذا وقد بلغ االحنراف املعياري قيمة (‪)0.481‬؛‬

‫‪ -‬بلغ متوسط نشاطات جمالس إدارة الشركات موضوع الد راسة حوايل ستة (‪ )6‬اجتماعات سنويا‪ ،‬يف‬
‫حني قدر أقل نشاط باجتماع واحد (‪ )1‬يف السنة و(‪ ) 12‬اجتماع كأقصى حد ‪ ،‬أما االحنراف املعياري‬
‫فقد بلغ القيمة (‪)2.242‬؛‬

‫‪ -‬ميثل جنس الذكور الفئة الغالبة يف عضوية جمالس إدا رة الشركات املدروسة‪ ،‬حيث بلغت نسبة متثيلهم‬
‫كأقصى تقدير‪ ،‬وهو ما يشري إىل كوهنا الفئة املهيمنة على عضوية جمالس‬ ‫( ‪ )% 77‬و( ‪)%100‬‬ ‫مابني‬
‫كأقصى نسبة ‪،‬‬ ‫( ‪ )%0‬و( ‪)%33‬‬ ‫اإلدارة‪ ،‬أما فيما خيص فئة اإلناث فإهنا ترتاوح بني انعدام التمثيل‬
‫ومبتوسط (‪ )%4.90‬وهي نسبة جد ضئيلة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الوصف اإلحصائي ملتغريي املراقبة‬

‫متغريي املراقبة مها املتغريان اللذان يُتوقع أن يكون هلما أثر على التعثر املايل للشركات وليسا ضمن مؤشرات‬
‫حوكمة الشركات‪ ،‬واجلدول املوايل يبني نتائج التحليل اإلحصائي الوصفي للمتغريين‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)12‬الوصف اإلحصائي ملتغريي املراقبة‬

‫االحنراف‬ ‫القيمة‬ ‫القيمة‬ ‫عدد‬


‫املتوسط‬ ‫املتغري‬
‫املعياري‬ ‫القصوى‬ ‫الدنيا‬ ‫املشاهدات‬
‫‪0.275‬‬ ‫‪0.48‬‬ ‫‪1.10‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪129‬‬ ‫مديونية الشركة‬
‫‪1.361‬‬ ‫‪21.45‬‬ ‫‪24.87‬‬ ‫‪18.65‬‬ ‫‪129‬‬ ‫لوغاريتم حجم الشركة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول السابق ما يلي‪:‬‬

‫كأعلى‬ ‫و(‪) 1.10‬‬ ‫كأقل معدل‬ ‫(‪)0.01‬‬ ‫‪ -‬بلغت مديونية الشركات حمل الدراسة مقارنة حبجم أصوهلا ما بني‬
‫معدل‪ ،‬وعليه‪ ،‬فقد قدر متوسط املديونية ب ـ (‪ ،)0.48‬وباحنراف معياري قدره (‪)0.275‬؛‬

‫‪ -‬قدر لوغاريتم حجم أصول أصغر الشركات ب ـ (‪ )18.65‬وأكربها ب ـ (‪ ،)24.87‬وعليه فإن متوسط لوغاريتم‬
‫حجم األصول جملموع الشركات املدروسة قد بلغ (‪ )21.45‬وباحنراف معياري قدره (‪.)1.361‬‬

‫‪157‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الوصف اإلحصائي ملؤشرات أخرى ذات صلة مبوضوع الدراسة‬

‫باإلضافة إىل جمموعة املؤشرات السابق ذكرها‪ ،‬واليت متثل املتغريات األساسية للدراسة‪ ،‬هناك العديد من‬
‫املؤشرات املرتبطة مبمارسات حوكمة الشركات اليت ميكن االعتماد عليها يف تفسري النتائج اليت ستسفر عنها‬
‫الدراسة‪ ،‬وفيما يلي عرض ألهم هذه املؤشرات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬طبيعة حقوق ملكية الشركة‬

‫ميكن تصنيف املشاهدات اخلاصة بالشركات موضوع الدراسة حسب طبيعة حقوق امللكية إىل شركات‬
‫مملوكة بشكل كامل م ن قبل الدولة (مساهم وحيد) وشركات غري مملوكة بالكامل من قبل الدولة‪ ،‬واجلدول املوايل‬
‫يبني عدد املشاهدات اخلاصة بكل نوع حسب احلالة املالية للشركات‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)13‬الوصف اإلحصائي للعينة حسب طبيعة حقوق امللكية‬

‫طبيعة حقوق ملكية الشركة‬


‫عدد‬
‫الشركات غري اململوكة للدولة‬ ‫الشركات اململوكة للدولة‬ ‫البيان‬
‫املشاهدات‬
‫النسبة (‪)%‬‬ ‫العدد‬ ‫النسبة (‪)%‬‬ ‫العدد‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫متعثرة‬ ‫احلالة‬


‫املالية‬
‫‪33.33‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪66.67‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪90‬‬ ‫غري متعثرة‬ ‫للشركة‬
‫‪23.26‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪76.74‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪129‬‬ ‫اجملموع‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من اجلدول السابق أن عدد مشاهدات الد راسة (سنة‪/‬شركة) اخلاصة بالشركات املتعث رة قد بلغت‬
‫(‪ ) 39‬مشاهدة‪ ،‬تعود كلها لشركات عمومية (ملكية كاملة للدولة) أي بنسبة (‪ ،)%100‬ما يعين عدم وجود أي‬
‫شركة متعثرة غري مملوكة للدولة‪ .‬أما فيما خيص املشاهدات اخلاصة بالشركات غري املتعثرة ماليا فقد قدرت ب ـ (‪) 90‬‬
‫مشاهدة (سنة‪/‬شركة)‪ ،‬منها (‪ ) 60‬مشاهدة تعود لشركات عمومية‪ ،‬وهي ما متثل ( ‪ ،)%66.67‬يف حني بلغ عدد‬
‫املشاهدات اخلاصة بالشركات غري اململوكة للدولة (‪ ) 30‬مشاهدة‪ ،‬وبنسبة متثيل قدرها ( ‪ ،)%33.33‬وعلى العموم‬

‫‪158‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫ميكن القول أن (‪ )%76.74‬من جمموع املشاهدات اخلاضعة للتحليل هي مشاهدات خاصة بشركات عمومية‪ ،‬يف‬
‫حني أن (‪ ) %23.26‬من املشاهدات هي مشاهدات لشركات غري عمومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬متوسط عمر مدراء الشركات‬

‫سيتم التطرق إىل متوسط عمر مدراء الشركات حسب نوعية القيادة فيها؛ أي متوسط عمر الرئيس املدير‬
‫العام بالنسبة للشركات اليت جتمع بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‪ ،‬ومتوسط عمر رئيس جملس اإلدارة‬
‫واملدير العام بالنسبة للشركات اليت تفصل بني املنصبني‪ ،‬كل هذا حسب احلالة املالية للشركة‪ ،‬واجلدول املوايل يبني‬
‫نتائج التحليل اإلحصائي الوصفي هلذا املؤشر حسب احلالة املالية للشركات‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)14‬الوصف اإلحصائي ملتوسط عمر مدراء الشركات‬

‫االحنراف‬ ‫القيمة‬ ‫عدد‬


‫متوسط العمر‬ ‫القيمة الدنيا‬
‫املعياري‬ ‫القصوى‬ ‫املشاهدات‬
‫البيان‬
‫غري‬ ‫غري‬ ‫غري‬ ‫غري‬ ‫غري‬
‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬
‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬
‫‪5.8‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪52.6‬‬ ‫‪50.3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الرئيس املدير العام‬
‫‪10.5‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪49.3‬‬ ‫‪56.5‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪2‬‬ ‫رئيس جملس اإلدار ة‬
‫‪8.6‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪47.4‬‬ ‫‪40.5‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪2‬‬ ‫املدير العام‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول السابق ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬بلغ عدد املشاهدات اخلاصة بالشركات املتعثرة اليت جتمع بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‬
‫(‪ ) 37‬مشاهدة‪ ،‬يف حني قدر عدد املشاهدات اخلاصة بالشركات غري امل تعثرة اليت جتمع بني املنصبني‬
‫(‪ )46‬مشاهدة؛‬

‫‪ -‬قدر متوسط عمر الرئيس املدير العام للشركات املتعثرة حبوايل (‪ ) 50‬سنة‪ ،‬وهو أقل من متوسط عم ره يف‬
‫الشركات غري املتعثرة ماليا‪ ،‬حيث قدر هذا األخري حبوايل (‪ ) 53‬سنة‪ ،‬كما بلغ عمر أكرب رئيس مدير عام‬
‫يف الشركات املتعثرة ماليا (‪ ) 60‬سنة‪ ،‬وهو أقل بقليل عن عمر أكرب رئيس مدير عام يف الشركات غري‬

‫‪159‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫املتعثرة ماليا املقدر ب ـ (‪ ) 61‬سنة‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فقد سج ل أصغر رئيس مدير عام يف الشركات غري‬
‫املتعثرة ماليا عمرا قد ره (‪ ) 41‬سنة وهو أكرب من عمر أصغر رئيس مدير عام يف الشركات املتعث رة ماليا‪،‬‬
‫حيث بلغ هذا األخري (‪ )32‬سنة من العمر؛‬

‫‪ -‬بلغ عدد املشاهدات اخلاصة بالشركات املتعثرة اليت تفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدا رة واملدير العام‬
‫(‪ ) 2‬مشاهدات‪ ،‬يف حني قدر عدد املشاهدات اخلاصة بالشركات غري املتعثرة (‪ )44‬مشاهدة؛‬

‫‪ -‬قدر متوسط عمر رئيس جملس اإلدارة يف الشركات املتعثرة ماليا (‪ ) 57‬سنة‪ ،‬وهو أكرب من متوسط عمره‬
‫يف الشركات غري املتعث رة ماليا واملقدر حبوايل (‪ )49‬سنة‪ ،‬كما بلغ عمر أكرب رئيس جمللس إدارة الشركات‬
‫املتعثرة ماليا (‪ ) 57‬سنة‪ ،‬وهو أقل بكثري من عمر أكرب رئيس جمللس إدارة الشركات غري املتعث رة ماليا‬
‫والبالغ (‪ ) 67‬سنة‪ ،‬أما فيما خيص أصغر رئيس جملس إدارة يف الشركات املتعثرة ماليا فقد بلغ (‪ )56‬سنة‪،‬‬
‫وهو أكرب من عمره يف الشركات غري املتعثرة ماليا‪ ،‬والبالغ (‪ )32‬سنة؛‬

‫‪ -‬بلغ متوسط عمر املدير العام للشركات املتعث رة ماليا حوايل (‪ ) 41‬سنة‪ ،‬وهو أقل بكثري من متوسط عمره‬
‫يف الشركات غري املتعثرة ماليا‪ ،‬واملقدر حبوايل (‪ ) 47‬سنة‪ ،‬كما بلغ عمر أكرب مدير عام يف الشركات‬
‫الـمتعثـرة مـاليـ ا (‪ )41‬سنـة‪ ،‬وه ـو بـ دوره أقـ ل بكثيـ ر من عمر أكربه يف الشركات غيـر الـمتعثرة ماليـا والـمقدر‬
‫ب ـ (‪ ) 64‬سنة‪ ،‬يف حني فاق عمر أصغر مدير عام يف الشركات املتعث رة أصغره يف الشركات غري املتعثرة‬
‫ماليا‪ ،‬حيث سجال (‪ )40‬و(‪ )31‬سنة على التوايل‪.‬‬

‫وبشكل عام‪ ،‬ميكن القول أن أعمار املدراء يف الشركات غري امل تعثرة ماليا أكرب منها يف الشركات املتعثرة‬
‫ماليا‪ ،‬سواء من حيث املتوسط أو القيمتني القصوى والدنيا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬متوسط سنوات خرب ة مدراء الشركات‬

‫يشري هذا املؤشر إىل عدد سنوات اخلربة املهنية يف منصب الرئيس املدير العام و‪/‬أو رئيس جملس اإلدارة‬
‫و‪/‬أو املدير العام للشركة حسب احلالة‪ ،‬واجلدول املوايل يبني نتائج التحليل اإلحصائي الوصفي هلذا املؤشر حسب‬
‫احلالة املالية للشركات‪:‬‬

‫‪160‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫اجلدول رقم (‪ :)15‬الوصف اإلحصائي ملتوسط سنوات خربة مدراء الشركات‬

‫االحنراف‬ ‫القيمة‬ ‫عدد‬


‫متوسط اخلرب ة‬ ‫القيمة الدنيا‬
‫املعياري‬ ‫القصوى‬ ‫املشاهدات‬
‫البيان‬
‫غري‬ ‫غري‬ ‫غري‬ ‫غري‬ ‫غري‬
‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬
‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬
‫‪4.6‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الرئيس املدير العام‬
‫‪9.8‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪10.7‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪2‬‬ ‫رئيس جملس اإلدار ة‬
‫‪5.8‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪2‬‬ ‫املدير العام‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من اجلدول السابق أن عدد املشاهدات اخلاصة بالشركات املتعثرة اليت جتمع بني منصيب رئيس‬
‫جملس اإلدارة واملدير العام قد بلغ (‪ ) 37‬مشاهدة‪ ،‬يف حني قدر عدد املشاهدات اخلاصة بالشركات غري امل تعثرة‬
‫اليت جتمع بني املنصبني (‪ ) 46‬مشاهدة‪ ،‬وقد سجل متوسط خربة الرئيس املدير العام (اخلربة كرئيس مدير عام)‬
‫للشركات املتعث رة حبوايل (‪ )8‬سنوات‪ ،‬وهو أ كرب من متوسط خربته يف الشركات غري امل تعثرة ماليا‪ ،‬حيث قدر هذا‬
‫األخري حبوايل (‪ )6‬سنوات‪ ،‬كما أن أكرب رئيس مدير عام خربة يف الشركات املتعث رة ماليا قد سجل (‪ )28‬سنة‪،‬‬
‫وهو يفوق أكثرهم خربة يف الشركات غري املتعث رة ماليا‪ ،‬حيث سجل (‪ ) 17‬سنة من العمل يف املنصب‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل ذلك‪ ،‬يُظهر اجلدول تساوي أقل عدد من سنوات اخلربة للرئيس املدير العام يف الشركات املتعث رة وغري املتعثرة‬
‫ماليا‪ ،‬حيث أنه مل يسبق هلما تقلد املنصب من قبل‪ ،‬أي أن سنة إجراء الدراسة هي أول سنة عمل كرئيس مدير‬
‫عام لكليهما‪.‬‬

‫كما يظهر من اجلدول أن عدد املشاهدات اخلاصة بالشركات املتعثرة اليت تفصل بني منصيب رئيس جملس‬
‫اإلدارة واملدير العام قد سجل (‪ ) 2‬مشاهدات‪ ،‬يف حني قدر عدد املشاهدات اخلاصة بالشركات غري املتعث رة (‪) 44‬‬
‫مشاهدة‪ ،‬وقد بلغ متوسط خربة رئيس جملس اإلدارة يف الشركات املتعث رة ماليا حوايل سنة واحدة (‪ ،)01‬وهو أقل‬
‫من متوسط خربته يف الشركات غري املتعثرة ماليا واملقدر حبوايل (‪ ) 11‬سنة‪ ،‬كما سجل رئيس جملس اإلدا رة األكثر‬
‫خربة يف الشركات املتعثرة ماليا سنة واحدة (‪ ،) 1‬وهو أقل بكثري من أعلى سنوات خربته يف الشركات غري املتعثرة‬
‫ماليا والبالغ (‪ ) 35‬سنة‪ ،‬أما فيما خيص أصغر رئيس جملس إدارة خربة‪ ،‬فيُظهر اجلدول تعادهلما يف الشركات املتعثرة‬

‫‪161‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫وغري املتعثرة ماليا‪ ،‬حيث أنه مل يسبق هلما تقل د املنصب من قبل‪ ،‬أي أن سنة إجراء الدراسة هي أول سنة عمل‬
‫كرئيس جمللس اإلدارة لكليهما‪.‬‬

‫أما فيما خيص متوسط خربة املدير العام للشركات املتعثرة ماليا فقد بلغ حوايل سنة واحدة (‪ ،)01‬وهو أقل‬
‫بكثري من متوسط خربته يف الشركات غري امل تعثرة ماليا‪ ،‬واملقدر حبوايل (‪ ) 6‬سنوات‪ ،‬كما سجل املدير العام األكثر‬
‫خربة يف الشركات املتعث رة ماليا سنة واحدة (‪ ،)1‬وهو بدوره أقل بكثري من أكرب مدير عام خربة يف الشركات غري‬
‫املتعثرة ماليا واملقدر ب ـ (‪ ) 18‬سنة‪ ،‬يف حني يتساوى أقل عدد سنوات اخلربة لل مدير العام يف الشركات املتعث رة وغري‬
‫املتعثرة ماليا بعدم شغل املنصب من قبل لكليهما‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬املستوى التعليمي ملدراء الشركات‬

‫يوضح هذا املؤشر املستوى التعليمي والشهادات املتحصل عليها من قبل مدراء الشركات اخلاضعة‬
‫للدراسة‪ ،‬واجلدول املوايل يبني نتائج التحليل اإلحصائي الوصفي هلذا املؤشر حسب احلالة املالية للشركات‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)16‬الوصف اإلحصائي للمستوى التعليمي ملدراء الشركات‬


‫التكرارات‬ ‫املستوى‬ ‫عدد‬
‫البيان‬
‫املدير العام‬ ‫رئيس اجمللس‬ ‫الرئيس املدير العام‬ ‫التعليمي‬ ‫املشاهدات‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أقل من ليسانس‬

‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ليسانس‬


‫‪39‬‬ ‫متعثر ة‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪15‬‬ ‫مهندس‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫دكتوراه‬


‫احلالة‬
‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أقل من ليسانس‬
‫املالية‬
‫‪15‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ليسانس‬
‫للشركة‬
‫‪9‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪27‬‬ ‫مهندس‬ ‫غري‬
‫‪90‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ماسرت‬ ‫متعثر ة‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ماجستري‬

‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪-‬‬ ‫دكتوراه‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬


‫‪162‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫نالحظ من خالل اجلدول السابق أن (‪ )15‬رئيس مدير عام يف الشركات املتعث رة حيملون شهادة مهندس‪،‬‬
‫وهو ما ميثل نسبة (‪ ،)% 40.54‬يليهم (‪ ) 9‬مدراء حيوزون على شهادة ليسانس‪ ،‬أي ما نسبته ( ‪ )%24.32‬من‬
‫إمجايل الشركات املتعثرة اليت جتمع بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‪ ،‬يف حني بلغ عدد احلاصلني على‬
‫شهادة أقل من ليسانس والدكتوراه (‪ )7‬و(‪ ) 6‬مدراء‪ ،‬وهو ما يعادل نسبيت (‪ )%18.92‬و(‪ )%16.22‬على التوايل‪.‬‬

‫أما بالنسبة للشركات غري املتعثرة ماليا واليت جتمع بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‪ ،‬فيظهر من‬
‫اجلدول أن فئة احلاصلني على شهادة مهندس هي الفئة الغالبة‪ ،‬حيث قدر عدد املشاهدات اخلاصة هبم (‪) 27‬‬
‫مشاهدة‪ ،‬أي ما يعادل نسبة ( ‪ ،) % 58.7‬تليها فئة املدراء احلاصلني على شهاديت ليسانس وماسرت ب ـ (‪) 8‬‬
‫مشاهدات‪ ،‬وهو ما ميثل ( ‪ ) %17.39‬لكل منهما‪ ،‬ويف األخري جند فئة املدراء املتحصلني على شهادة املاجستري‬
‫ب ـ (‪ ) 3‬مشاهدات‪ ،‬أي بنسبة متثيل قدرها (‪.)%6.52‬‬

‫وفيما خيص الشركات اليت تفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‪ ،‬فيبني اجلدول السابق أنه‬
‫بالنسبة للشركات املتعث رة ماليا فإن لكل من رئيس جملس اإلدارة واملدير العام مشاهدتني اثنتني (‪ )2‬للحاصلني‬
‫على شهاديت مهندس وليسانس على التوايل‪ ،‬أما بالنسبة للشركات غري املتعث رة ماليا فقد قدر أكرب عدد للحاصلني‬
‫على شهادة الدكتوراه ب ـ (‪ ) 18‬مشاهدة لكل من رؤساء جمالس اإلدا رة واملدراء العامون‪ ،‬بنسبة متثيل قدرها‬
‫(‪ )%40.91‬لكليهما‪ ،‬تليهما (‪ ) 11‬مشاهدة لرؤساء جملس اإلدا رة املتحصلني على شهادة مهندس و(‪) 15‬‬
‫مشاهدة بالنسبة للمدراء العامون املتحصلون على شهادة ليسانس‪ ،‬وهو ما ميثل نسبيت ( ‪ )%25‬و( ‪)%34.09‬‬
‫لكل منهم ا على التوايل‪ ،‬يف حني قدر عدد احلاصلني على شهادة ليسانس من رؤساء جمالس اإلدا رة ب ـ (‪) 9‬‬
‫مشاهدات‪ ،‬وهو نفس عدد املشاهدات لشهادة مهندس بالنسبة للمدراء العامون‪ ،‬وهو ما يوازي (‪ ،)% 20.45‬ويف‬
‫األخري‪ ،‬جند أن أدىن نسبة متثيل بالنسبة لرؤساء جمالس اإلدارة واملد راء العامون هي تلك اخلاصة باحلائزين على‬
‫شهاديت ماسرت وأقل من ليسانس ب ـ (‪ )%13.64‬و(‪ )%4.55‬على التوايل‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫املطلب الثاين‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات للعينات املستقلة ‪(Independent Samples T-‬‬
‫)‪test‬‬

‫يستخدم هذا االختبار من أجل الكشف عن وجود فروق ذات داللة إحصائية ب ني متوسطات جمموعيت‬
‫عينة الدراسة‪ ،‬أي حتديد ما إذا كانت الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا ختتلف عن بعضها البعض بشكل داليل‬
‫فيما يتعلق مبؤشرات (ممارسات) حوكمة الشركات؟‬

‫سيتم االعتماد على مؤشر مستوى الداللة؛ حيث أنه إذا كانت قيمة مستوى الداللة أقل من أو تساوي‬
‫(‪ )0.05‬أي (‪ ) Sig. ≤ 0.05‬فإن ذلك يدل على وجود فروق ذات داللة إحصائية بني متوسط املؤشر أو املمارسة‬
‫يف الشركات املتعثرة وغري املتعث رة ماليا‪ ،‬أما إذا كانت قيمة مستوى الداللة أكرب من (‪ )0.05‬أي (‪)Sig. > 0.05‬‬
‫فإن ذلك يدل على عدم وجود اختالف جوهري بني متوسط املؤشر أو املمارسة يف الشركات املتعث رة وغري املتعثرة‬
‫ماليا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات للمؤشرات (املتغريات) املرتبطة بشكل امللكية‬

‫أوال‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات مللكية املسريين‬

‫يهدف هذا االختبار إىل الكشف عن ما إذا كانت هناك فروق معنوية ملتوسط ملكية املسريين يف الشركات‬
‫املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‪ ،‬واجلدول املوايل يبني نتائج هذا االختبار‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)17‬نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (ملكية املسريين)‬

‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫عدد‬ ‫احلالة‬


‫املتغري‬
‫الداللة‬ ‫(ت)‬ ‫املعياري‬ ‫احلسايب‬ ‫املشاهدات‬ ‫املالية‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪39‬‬ ‫متعثرة‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪3.57 -‬‬ ‫ملكية املسريين‬
‫‪25.15‬‬ ‫‪9.45‬‬ ‫‪90‬‬ ‫غري متعثرة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من اجلدول السابق أن قيمة املتوسط احلسايب مللكية املسريين يف الشركات املتعثرة ماليا قد بلغت‬
‫نسبة (‪ ) % 00‬بينما قدرت بالنسبة للشركات غري املتعث رة ماليا بنسبة ( ‪ ،) %9.45‬وهو ما يبني ضعف املمارسات‬
‫اخلاصة هبذا املؤشر بشكل عام‪ ،‬غري أنه أضعف (منعدم) يف الشركات املتعثرة ماليا إذا ما قورن بالشركات غري‬

‫‪164‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫املتعثرة ماليا‪ ،‬وقد قدرت قيمة (ت) احملسوبة ب ـ ( ‪ )3.57 -‬حتت مستوى داللة قدره (‪ ،)0.00‬وهو أقل من مستوى‬
‫الداللة املعتمد يف دراستنا هذه (‪ ،) 0.05‬ما يدل على وجود فروق ذات داللة إحصائية بني متوسط نسبة ملكية‬
‫املسريين يف الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا ‪ .‬فعكس الشركات غري املتعثرة‪ ،‬تشرتك الشركات املتعثرة ماليا يف‬
‫كوهنا ال تقدم حوافز مرتبطة بامللكية من أجل توحيد وحتقيق التوافق بني أهدا ف املسريين واملسامهني يف الشركة‪ ،‬ما‬
‫جيعلها عرضة للمشاكل والصراعات اليت ميكن أن تنشأ نتيجة لتباعد مصاحلهما؛ حيث يعمل املسريون‪ ،‬بصفتهم‬
‫أجراء فقط‪ ،‬على حتقيق األداء القصري املدى‪ ،‬فيما يفضل املسامهون الرتكيز على استمرارية الشركة وحتقيق األداء‬
‫الطويل املدى‪ ،‬خاصة وأن مجيع الشركات املتعثرة هي شركات مملوكة بشكل كامل من قبل الدولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات مللكية أعضاء جملس اإلدار ة‬

‫يرمي هذا االختبار إىل الكشف عن وجود فروق جوهرية ملتوسط ملكية أعضاء جملس اإلدا رة يف الشركات‬
‫املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‪ ،‬واجلدول املوايل يبني نتائج هذا االختبار‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)18‬نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (ملكية أعضاء جملس اإلدارة)‬

‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫عدد‬ ‫احلالة‬


‫املتغري‬
‫الداللة‬ ‫(ت)‬ ‫املعياري‬ ‫احلسايب‬ ‫املشاهدات‬ ‫املالية‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪39‬‬ ‫متعثرة‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪6.84 -‬‬ ‫ملكية أعضاء جملس اإلدار ة‬
‫‪43.60‬‬ ‫‪31.44‬‬ ‫‪90‬‬ ‫غري متعثرة‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫يظهر من اجلدول السابق أن قيمة املتوسط احلسايب مللكية أعضاء جملس اإلدارة يف الشركات املتعثرة ماليا‬
‫معدومة (‪ ) % 00‬بينما بلغت بالنسبة للشركات غري املتعث رة ماليا نسبة ( ‪ ،)% 31.44‬وهو ما يظهر الفرق الكبري بني‬
‫متوسط نسبة ملكية أعضاء جملس اإلدارة ما بني اجملموعتني‪ .‬وقد قدرت قيمة (ت) احملسوبة ب ـ ( ‪ )6.84 -‬حتت‬
‫مستوى داللة قد ره (‪ ،) 0.00‬وهو أقل من مستوى الداللة املعتمد يف دراستنا هذه (‪ ،)0.05‬ما يدل على وجود‬
‫اختالف جوهري بني متوسط نسبة ملكية أعضاء جملس اإلدارة يف الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫بالرغم من أن املادة (‪ ) 619‬من القانون التجاري اجلزائري تنص على ضرورة أن يكون جملس اإلدارة (املادة‬
‫(‪ ) 659‬بالنسبة جمللس املراقبة) مالكا لعدد من األسهم ميثل على األقل نسبة (‪ )% 20‬من رأمسال الشركة‪ ،‬جند أن‬
‫متوسط نسبة ملكية جمالس إدارة الشركات املتعثرة معدومة‪ ،‬وهذا راجع أساسا إىل كون كل هذه الشركات هي‬
‫شركات مملوكة من قبل الدولة‪ ،‬حيث جند أن أعضاء جملس اإلدارة ليسوا مالكني فعليني ألسهم الشركة وإمنا هم‬
‫وكالء ممثلني للدولة‪.‬‬

‫إن انعدام ملكية أعضاء جملس اإلدارة قد يكون أحد العوامل اليت من شأهنا أن ترهن كفاءة وفعالية الدور‬
‫الرقايب للمجلس‪ ،‬ويساهم يف تعميق مشاكل وتكاليف الوكالة املتعددة املستويات اليت تتميز هبا هذه الشركات؛‬
‫حيث يلعب األعضاء دور الوكالء عن اجملمع الصناعي الذي تنت مي إليه الشركة‪ ،‬ودور األصيل يف تفويضه‬
‫للسلطات والصالحيات الالزمة للتسيري لفائدة اإلدارة العامة للشركة‪ ،‬هذه األخرية متثل الوكيل القائم على إدارة‬
‫وتسيري الشركة فعليا‪ ،‬وكالمها (جملس اإلدا رة واإلدارة العامة) أجري لدى شخص معنوي‪ ،‬ممثل من قبل تنظيمات‬
‫مؤسسية معينة‪ ،‬هو الدولة‪.‬‬

‫رغم أن (‪ ) % 33.33‬فقط من الشركات غري املتعث رة ماليا غري مملوكة من قبل الدولة‪ ،‬إال أن التحليل قد‬
‫أثبت أمهية هذه اآللية يف حتديد الوضع املايل للشركة؛ وهنا جند أنه من املهم اإلشارة إىل الدور الذي يلعبه التشريع‬
‫يف ضبط هذه اآللية؛ فبهدف احلد أو التقل يل من إمكانية استغال ل أعضاء جملس اإلدارة املسامهني ملعلومات‬
‫خاصة على حساب باقي املسامهني لتحقيق عوائد شخصية‪ ،‬تشري املادة سالفة الذكر (‪ )619‬يف شطرها الثاين‬
‫واملادة (‪ ) 620‬من القانون التجاري اجلزائري إىل عدم إمكانية تصرف أعضاء اجمللس يف أسهمهم خالل الفرتة اليت‬
‫يقومون فيها على إدارة الشركة‪ ،‬إال بعد املصادقة على حسابات السنة املالية األخرية واملتعلقة بإدارته من قبل‬
‫اجلمعية العامة العادية للمسامهني‪ ،‬وأهنا ختصص كاملة لضمان مجيع أعماهلم التسيريية‪ ،‬وهلذا فإن هؤالء األعضاء‬
‫سيكونون أكثر حرصا على حتقيق أعلى مستويا ت األداء بغرض الرفع من قيمة العوائد اليت حيصلون عليها كوهنم‬
‫شركاء من جهة‪ ،‬واسرتجاع حق التصرف يف ملكياهتم (الضامن حلسن التسيري) من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫الفرع الثاين‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات للمؤشرات (املتغريات) املرتبطة مبجلس اإلدار ة‬

‫أوال‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات حلجم جملس اإلدار ة‬

‫يهدف هذا االختبار إىل الكشف عن ما إذا كان متوسط حجم جملس اإلدارة بالنسبة للشركات املتعث رة ماليا‬
‫خيتلف اختالفا معنويا عن متوسط حجمه يف الشركات غري املتعثرة ماليا‪ ،‬واجلدول املوايل يبني نتائج هذا االختبار‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)19‬نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (حجم جملس اإلدارة)‬
‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫عدد‬ ‫احلالة‬
‫املتغري‬
‫الداللة‬ ‫(ت)‬ ‫املعياري‬ ‫احلسايب‬ ‫املشاهدات‬ ‫املالية‬
‫‪1.11‬‬ ‫‪4.67‬‬ ‫‪39‬‬ ‫متعثرة‬
‫‪0.010‬‬ ‫‪2.61 -‬‬ ‫حجم جملس اإلدار ة‬
‫‪2.86‬‬ ‫‪5.58‬‬ ‫‪90‬‬ ‫غري متعثرة‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نـالحظ من خ ـالل اجلـدول أعـ اله أن قـيمـ ة املـتـوسـ ط احلس ـايب حل ـجـ م جمـل ـس إدارة الشـركـات املـتـع ـ ثـرة مـاليا‬
‫قد بلغت (‪ )4.67‬أي حوايل (‪ ) 5‬أعضاء‪ ،‬وباحنراف معياري قد ره (‪ ،)1.11‬وهو أقل من متوسط عدد أعضاء‬
‫جمـلـس اإلدا رة للـش ـركات غـري املـتـعثـرة مـاليـا والـذي ق ـ در ب ـ (‪ )5.58‬أي حـوال ـي (‪ )6‬أع ـضـ اء وب ـاحنـراف مـعيـ اري‬
‫قدره (‪ ،) 2.86‬وقد قدرت قيمة (ت) احملسوبة ب ـ ( ‪ )2.61 -‬مبستوى داللة قدره (‪ ،)0.01‬وهو أقل من مستوى‬
‫الداللة املعتمد (‪ ،)0.05‬ما يدل على وجود فروق دالة إحصائيا يف حجم جملس اإلدارة حسب احلالة املالية‬
‫للشركة‪ ،‬واجلدير بالذكر أن للشركات اخلاضعة لقانون األعمال اجلزائري احلرية يف حتديد العدد األمثل لألعضاء‬
‫الذين يشغلون منصبا يف جملس اإلدارة‪ ،‬شرط أال يقل عن ‪ 3‬وال يزيد عن ‪ 12‬عضو إال يف حاالت خاصة حمددة‬
‫مبوجب املادة (‪ ) 610‬من القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬باإلضافة إىل ممثلي العمال املنصوص عليهم يف املادة (‪) 91‬‬
‫املتعلق بعالقات العمل‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬ميكن القول أن‬ ‫‪1990‬‬ ‫من القانون ( ‪ )11- 90‬املؤرخ يف ‪ 21‬أفريل‬
‫الشركات غري املتعثرة ماليا أكثر استفادة من تنوع مهارات وخربات أعضاء جمالسها املوسعة‪ ،‬واليت جتعلها أكثر‬
‫ارتباطا وإدراكا ملتغريات بيئة النشاط‪ ،‬ومتكنها من تشكيل جمال أوسع للرؤى واألفكار الداعمة لصناعة واختاذ‬
‫القرار يف الشركة‪ ،‬وحتسني أدائها‪ ،‬وهو ما ال يكون إال من خالل التحكم يف صعوبات االتصال والتنسيق ال يت‬
‫ميكن أن تنشأ نتيجة لكرب حجم اجمللس‪ ،‬وما ميكن أن يتبعه من تشكل حتالفات وبروز صراعات وتضارب‬
‫للمصاحل بينها‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫غري أنه من املهم اإلشارة إىل أن ( ‪ )%80‬من الشركات هي شركات ذات هياكل ملكية مرك زة‪ ،‬أي أن هبا‬
‫مسامهني مسيطرين هلم احلافز والقد رة على مراقبة أداء الطا قم اإلداري القائم على تسيري الشركات‪ ،‬وهو ما ال‬
‫يستدعي –نظريا ‪ -‬التوسع يف عدد األعضاء الذين يشغلون منصبا يف جملس اإلدارة‪ ،‬وهلذا‪ ،‬فإنه ميكننا التساؤل‬
‫حول جدوى التوسيع يف حجم جملس اإلدارة يف ظل وجود ملكية مركزة؟‬

‫تتصل اإلجابة عن هذا السؤال مبجموعة العوامل األخرى املرتبطة مبجلس اإلدارة‪ ،‬فزيادة على احلرص على‬
‫أن يتمتع جملس اإلدارة باالستقاللية اليت تسمح له بإعطاء قيمة مضافة حقيقية‪ ،‬وحجم الشركة‪ ،‬وشساعة أعماهلا‪،‬‬
‫وحركية جمال النشاط‪ ،‬جند أن معظم هذه الشركات هي شركات مملوكة ملكية تامة من قبل الدولة‪ ،‬أي أنه ال‬
‫وجود ملساهم مسيطر فعلي‪ ،‬وإمنا هناك تفويض (عالقة وكالة) ألجراء من أجل التصرف يف حقوق ملكية الدولة‪،‬‬
‫والقيام مبهام اجلمعية العامة نيابة عنها (كشخص معنوي)‪ ،‬وعلى هذا األساس‪ ،‬فإنه ليس لديهم نفس حافز‬
‫املسامهني املسيطرين من األشخاص الطبيعيني من أجل اإلشراف والرقابة على نشاط الشركة وأدائها‪ ،‬وهو ما يرهن‬
‫فعالية هذه اآللية الرقابية (تركيز امللكية)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات الستقاللية جملس اإلدار ة‬

‫سنحاول من خالل هذا االختبار الكشف عن ما إذا كانت هناك فروق ذات داللة إحصائية ملتوسط نسبة‬
‫استقاللية جملس اإلدا رة ما بني الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‪ ،‬واجلدول املوايل يبني نتائج هذا االختبار‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)20‬نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (استقاللية جملس اإلدارة)‬

‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫عدد‬ ‫احلالة‬


‫املتغري‬
‫الداللة‬ ‫(ت)‬ ‫املعياري‬ ‫احلسايب‬ ‫املشاهدات‬ ‫املالية‬
‫‪9.53‬‬ ‫‪79.18‬‬ ‫‪39‬‬ ‫متعثرة‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪6.60‬‬ ‫استقاللية جملس اإلدار ة‬
‫‪40.83‬‬ ‫‪49.02‬‬ ‫‪90‬‬ ‫غري متعثرة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫يظهر من اجلدول السابق أن جمالس إدارة الشركات املتعثرة ماليا تتميز باستقاللية جيدة‪ ،‬حيث بلغ متوسط‬
‫نسبة االستقاللية هبا ( ‪ ) %79.18‬وهو أكرب بكثري من متوسط نسبة االستقاللية املسجل على مستوى الشركات‬
‫غري املتعثرة ماليا‪ ،‬والذي قدر بنسبة ( ‪ ،) %49.02‬وما يؤكد ذلك هي قيمة (ت) احملسوبة املقدرة ب ـ (‪ )6.60‬وهي‬

‫‪168‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫دالة إحصائيا عند مستوى الداللة املعتمد واملقدر ب ـ (‪ ،)0.05‬وهذا ما يعين أن هناك اختالفا ذا داللة إحصائية‬
‫بني متوسطي نسبة استقاللية جملس اإلدارة يف الشركات املتعث رة وغري املتعث رة ماليا‪ ،‬ويعزى ذلك إىل كون معظم‬
‫أعضاء جملس إدارة الشركات املتعثرة ماليا (مملوكة من قبل الدولة) من اخلارجيني ما عدى الرئيس املدير العام‪،‬‬
‫الذي يتوىل رئاسة اجمللس وكذا اإلدارة العامة للشركة‪ ،‬يف حني جند أن هناك ضعفا كبريا يف استقاللية جمالس إدارة‬
‫الشركات غري اململوكة من قبل الدولة والغري متعثرة‪ ،‬حيث أن املالك هم نفسهم من يشغلون عضوية جملس‬
‫اإلدارة‪ ،‬وناد ار ما يتم االستعانة بأعضاء مستقلني‪.‬‬

‫باإلضافة إ ىل ذلك‪ ،‬فإن االستقاللية اليت تتميز هبا جمالس إدارة الشركات املتعثرة ماليا هي‪ ،‬يف ظل هيمنة‬
‫الرئيس املدير العام‪ ،‬حتييد لدور باقي أعضاء اجمللس‪ ،‬حيث أهنم يف الغالب أشخاص يشغلون مناصب يف شركات‬
‫أخرى (تابعة لنفس اجملمع الصناعي) والبنوك اليت تتعامل معها الشركة‪ ،‬وهو ما يؤثر سلبا على استقالليتهم‬
‫العملية‪ ،‬وحيد من قدرهتم على اختاذ قرارات حمايدة‪ ،‬خاصة إذا كانت تتعارض مع توجهات الرئيس وتوجيهات‬
‫السلطات الوصية حىت يف ظل قانون استقاللية املؤسسات االقتصادية التابعة للدولة؛ حيث جند أن اإلسرتاتيجيات‬
‫املعتمدة من قبل هذه الشركا ت ختضع إلسرتاتيجيات أكرب وأمشل‪ ،‬ونقصد هبا تلك احملددة من طرف اجملمع‬
‫الصناعي الذي تنتمي إليه بالدرجة األوىل‪ ،‬وجملس تسيري املسامهات بالدرجة الثانية‪ ،‬وهي االسرتاتيجيات‬
‫والسياسات اليت عادة ما تنطوي على أهداف اجتماعية معلنة وخفية‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق‪ ،‬فإنه ميكننا القول أن الدور الفعلي ألعضاء جملس اإلدا رة املستقلني يف الشركة منحصر‬
‫يف تقدمي وإسداء النصح واملشورة للرئيس املدير العام‪ ،‬واملصادقة على القرارات والتقارير املرفوعة بعد رفع حتفظات‬
‫حمافظ احلسابات‪ ،‬وهو ما يربز حمدودية دورهم الرقايب باعتبارهم أحد أهم اآلليات املعول عليها يف ختفيف حدة‬
‫صراع املصلحة احملتمل بني املسامهني واملسريين‪ ،‬والتقليل من تكاليفها‪ ،‬وما يعم ق من هذا اإلشكال هو ضحالة‬
‫سوق العمل اإلداري يف اجلزائر‪ ،‬وقلة احلافز لدى األعضاء يف االرتقاء بسمعتهم كخرباء يف صناعة القرارات‪،‬‬
‫وإبراز قدراهتم يف اإلدارة اإلس رتاجتية للشركات والرقابة عليها‪.‬‬

‫ورغم التحليل السابق‪ ،‬فإنه من املهم اإلشارة إىل حرص املشرع اجلزائري واهتمامه مبعاجلة بعض‬
‫اإلشكاليات احملتملة لعوارض االستقاللية‪ ،‬واليت ميكن أن تنشأ مع مرور الزمن‪ ،‬كإمكانية تشكل روابط شخصية‬
‫ناجتة عن طول فرتة شغل األعضاء ملنصب يف جملس اإلدارة‪ ،‬حيث مت حتديد عدد السنوات اليت ميكن للعضو أن‬
‫يشغلها من خالل املادة (‪ ) 611‬من القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬واليت تنص على أنه "تنتخب اجلمعية العامة‬

‫‪169‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫التأسيسية أو اجلمعية العامة العادية القائمني باإلدا رة‪ ،‬وحتدد مدة عضويتهم يف القانون األساسي دون أن يتجاوز‬
‫ذلك ست (‪ )6‬سنوات"‪ ،‬وكذا بعض الشروط اليت جيب على عضو جملس اإلدا رة التحلي هبا واملذكورة يف املواد‬
‫(‪ 628 ،616‬و‪ )631‬من القانون السالف الذكر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات لنشاطات جملس اإلدار ة‬

‫نسعى من خالل هذا االختبار إىل الكشف عن وجود فروق جوهرية ملتوسط نشاطات جملس اإلدارة يف‬
‫الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‪ ،‬واجلدول املوايل يبني نتائج هذا االختبار‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)21‬نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (نشاطات جملس اإلدارة)‬

‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫عدد‬ ‫احلالة‬


‫املتغري‬
‫الداللة‬ ‫(ت)‬ ‫املعياري‬ ‫احلسايب‬ ‫املشاهدات‬ ‫املالية‬
‫‪0.62‬‬ ‫‪5.87‬‬ ‫‪39‬‬ ‫متعثرة‬
‫‪0.077‬‬ ‫‪1.79 -‬‬ ‫نشاطات جملس اإلدار ة‬
‫‪2.64‬‬ ‫‪6.40‬‬ ‫‪90‬‬ ‫غري متعثرة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول السابق أن قيمة متوسط نشاطات جملس اإلدارة يف الشركات املتعثرة ماليا قد‬
‫قدرت ب ـ (‪ )5.87‬أي حوايل (‪ ) 6‬اجتماعات سنويا‪ ،‬يف حني بلغت أعلى بقليل يف الشركات غري املتعثرة ماليا‬
‫اجتماعات سنويا‪ ،‬وما يؤكد ذلك هو قيمة (ت) احملسوبة اليت بلغت ( ‪)1.79 -‬‬ ‫( ‪)6‬‬ ‫(‪ ،)6.40‬أي يف حدود‬
‫ومستوى الداللة الذي بلغ حوايل (‪ ،)0.08‬وهو أعلى من مستوى الداللة املعتمد (‪ ،) 0.05‬ما يعين أنه ال وجود‬
‫لفروق ذات داللة إحصائية ملتوسط اجتماعات جمالس إدارة الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‪ .‬وعليه‪ ،‬ميكن‬
‫القول أن اجتماعات جملس اإلدارة ال ختضع بالضرورة لطبيعة الوضع املايل للشركات‪ ،‬وإمنا لظروف ومستجدات‬
‫العمل‪ ،‬ففي غالبية الشركات جند أن هناك أربع (‪ ) 4‬اجتماعات ثابتة خالل السنة خاصة مبناقشة تقارير النشاط‬
‫الفصلية‪ ،‬كما ميكن اللجوء إىل عقد اجتماعات أخرى كلما اقتضت الضرورة ذلك‪.‬‬

‫مل تُظهر النتائج أي فروق جوهرية ملتوسط عدد اجتماعات الشركات املتعثرة ماليا مقارنة بتلك اليت ال تعاين‬
‫من مشاكل مالية رغم الفروق الدالة ملتوسط حجم جمالس إدارة هذه األخرية مقارنة بسابقتها‪ ،‬وهو ما يدل على‬

‫‪170‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫قلة املشاكل احملتملة يف التنسيق واالتصال والقدرة على التوصل إىل املصادقة على قرارات توافقية‪ ،‬واليت عادة ما‬
‫تستدعي إقامة اجتماعات متكررة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات لتنوع جنس أعضاء جملس اإلدار ة‬

‫يهدف هذا االختبار إىل الكشف عن ما إذا كان متوسط تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة بالنسبة‬
‫للشركات املتعثرة ماليا خيتلف اختالفا داال إحصائيا عن متوسط تنوعه يف الشركات غري املتعث رة ماليا‪ ،‬واجلدول‬
‫املوايل يبني نتائج هذا االختبار‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)22‬نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة)‬

‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫عدد‬ ‫احلالة‬


‫املتغري‬
‫الداللة‬ ‫(ت)‬ ‫املعياري‬ ‫احلسايب‬ ‫املشاهدات‬ ‫املالية‬
‫‪11.06‬‬ ‫‪6.41‬‬ ‫‪39‬‬ ‫متعثرة‬ ‫تنوع جنس أعضاء جملس‬
‫‪0.294‬‬ ‫‪1.06‬‬
‫‪9.77‬‬ ‫‪4.24‬‬ ‫‪90‬‬ ‫غري متعثرة‬ ‫اإلدار ة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫يظهر من اجلدول السابق أن قيمة متوسط تنوع جنس أعضاء جملس اإلدا رة يف الشركات املتعثرة ماليا قد‬
‫بلغت نسبة (‪ ،) % 6.41‬وهو أكرب بقليل من نسبتها يف الشركات غري املتعثرة ماليا (‪ ،)% 4.24‬غري أن ما يالحظ‬
‫هو ضعف نسبة متثيل جنس اإلناث يف جمالس إدارة الشركات اخلاضعة للدراسة بشكل عام‪ ،‬هذا وقد قدرت قيمة‬
‫(ت) احملسوبة ب ـ (‪ )1.06‬حتت مستوى داللة قد ره (‪ ) 0.29‬وهو أعلى من مستوى الداللة املعتمد (‪ ،)0.05‬ما يعين‬
‫أنه ليس هناك اختال فات جوهرية يف تنوع جنس أعضاء جملس اإلدا رة يف الشركات املتعث رة وغري املتعث رة ماليا‪ .‬ومن‬
‫املهم اإلشا رة إىل أنه ليس هناك‪ ،‬ال على املستوى القانوين وال على املستوى التنظيمي‪ ،‬أي قيود حتد من إمكانية‬
‫ضم أعضاء إناث إىل جملس اإلدا رة‪ ،‬فشغل منصب يف اجمللس مبين على معايري وأسس أخرى غري اجلنس‪ ،‬غري أن‬
‫ما الحظناه هو وجود عدد قليل جدا من األعضاء اإلناث على مستوى كافة اجملالس‪ ،‬وهو ما ميكن اعتبا ره أحد‬
‫أهم العوامل اليت من شأهنا أن حتد من إمكانية ظهور أثر واضح لتنوع اجلنس على الوضع املايل للشركات‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات ملتغريي املراقبة‬

‫أوال‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات ملديونية الشركات‬

‫يعمل هذا االختبار على الكشف عن ما إذا كانت هناك فروق ذات داللة إحصائية ملتوسط معدل‬
‫املديونية ما بني الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‪ ،‬واجلدول املوايل يبني نتائج هذا االختبار‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)23‬نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (مديونية الشركات)‬

‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫عدد‬ ‫احلالة‬


‫املتغري‬
‫الداللة‬ ‫(ت)‬ ‫املعياري‬ ‫احلسايب‬ ‫املشاهدات‬ ‫املالية‬
‫‪0.32‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪39‬‬ ‫متعثرة‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪4.86‬‬ ‫مديونية الشركات‬
‫‪0.21‬‬ ‫‪0.40‬‬ ‫‪90‬‬ ‫غري متعثرة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول السابق أن متوسط معدل املديونية يف الشركات املتعثرة ماليا قد قدرت ب ـ‬
‫(‪ )0.67‬وباحنراف معياري قدره (‪ ،) 0.32‬وهو أعلى بكثري من متوسط معدل املديونية يف الشركات غري املتعثرة‬
‫ماليا‪ ،‬حيث بلغت (‪ )0.40‬وباحنراف معياري قدره (‪ ،) 0.21‬يف حني قدرت قيمة (ت) احملسوبة ب ـ (‪) 4.86‬‬
‫ومبستوى داللة قدره (‪ ) 0.00‬وهو أقل من مستوى الداللة املعتمد (‪ ،) 0.05‬األمر الذي يدل على وجود فروق دالة‬
‫إحصائيا يف معدل املديونية حسب احلالة املا لية للشركات ‪ ،‬وهو أمر منطقي؛ فبالرغم من مزايا الرفع املايل‪ ،‬فإن‬
‫حجم املخاطر اليت تتعرض هلا الشركات يزداد بازدياد معدل املديونية‪ ،‬وخاصة خماطر عدم السداد‪ ،‬واليت تنشأ من‬
‫عدم قد رة الشركات على توليد صايف تدفق نقدي كايف ملواجهة التزاماهتا املالية (دفعات أصل القروض وفوائدها)‪،‬‬
‫باإلضافة إىل ضرورة حتقيق عوائد مساوية‪ ،‬على األقل‪ ،‬ملعدل الفائدة املطبق على قروضها‪ ،‬أضف إىل ذلك‪،‬‬
‫املضاعفات اخلطرية اليت ميكن أن تنتج عن حتقيقها خلسائر يف النتيجة‪ .‬وعليه‪ ،‬فإنه ميكن القول أن مستوى‬
‫املديونية هو أحد أهم املؤشرات الدالة على إمكانية تعرض الشركات ملشاكل مالية‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫ثانيا‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات حلجم الشركة‬

‫يهدف هذا االختبار إىل الكشف عن ما إذا كان متوسط حجم الشركة بالنسبة للشركات املتعث رة ماليا‬
‫خيتلف اختالفا معنويا عن متوسط حجمه يف الشركات غري املتعثرة ماليا‪ ،‬واجلدول اآليت يبني نتائج هذا االختبار‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)24‬نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (حجم الشركة)‬

‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫عدد‬ ‫احلالة‬


‫املتغري‬
‫الداللة‬ ‫(ت)‬ ‫املعياري‬ ‫احلسايب‬ ‫املشاهدات‬ ‫املالية‬
‫‪0.95‬‬ ‫‪21.30‬‬ ‫‪39‬‬ ‫متعثرة‬
‫‪0.320‬‬ ‫‪1.00 -‬‬ ‫حجم الشركة‬
‫‪1.50‬‬ ‫‪21.52‬‬ ‫‪90‬‬ ‫غري متعثرة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫يبني اجلدول السابق أن متوسط لوغاريتم حجم أصول الشركات املتعث رة ماليا قد بلغ قيمة (‪) 21.30‬‬
‫وباحنراف معياري قدره (‪ ، )0.95‬وهو أقل بقليل من قيمته يف الشركات غري املتعث رة ماليا‪ ،‬حيث قدر ب ـ (‪) 21.52‬‬
‫واحنراف معياري معادل ل ـ (‪ ،) 1.50‬يف حني بلغت قيمة (ت) احملسوبة ( ‪ )1.00 -‬ومبستوى داللة قدره (‪،)0.32‬‬
‫وهو أكرب من مستوى الداللة املعتمد يف دراستنا (‪ ،)0.05‬ما يعين عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية يف حجم‬
‫الشركات حسب احلالة املالية للشركة‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬اختبار كا‪ (Chi-Square ) 2‬لالستقاللية‬

‫يستخدم اختبار كا‪ (Chi- Square) 2‬لالستقاللية للكشف عن العالقة بني متغريين امسيني أو فئويني‪،‬‬
‫وميكن أن يشتمل كل متغري منهما على فئتني أو أكثر‪ .‬ويف د راستنا هذه جند أن املتغري التابع (التعثر املايل) هو‬
‫متغري إمسي يأخذ القيمة (‪ ) 1‬إذا كانت الشركة متعث رة ماليا‪ ،‬والقيمة (‪ ) 0‬يف حالة ما إذا كانت ا لشركة غري متعثرة‬
‫ماليا‪ ،‬وهو نفس الشئ بالنسبة للمتغريات املستقلة الكيفية (امسية)‪ :‬تركيز امللكية والفصل بني منصيب رئيس جملس‬
‫اإلدارة واملدير العام للشركة‪ ،‬حيث يأخذ املتغريان القيمة (‪ )1‬إذا كانت الشركة ذات هيكل ملكية مركزة وكان‬
‫(كل على حدة)‪ ،‬ويأخذان القيمة (‪ )0‬يف احلالة املعاكسة‪.‬‬
‫هناك فصل بني املنصبني ٌ‬
‫نظ ار لكون املتغريات اليت نتعامل معها هي متغريات ذات مستويني (‪ ،)2x2‬واعتمادا على برنامج )‪(SPSS‬‬
‫يف حتليل البيانات‪ ،‬سيتم االعتماد على مستوى الداللة املقابل لقيمة )‪ (Continuity Correction‬املوضوعة من‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫قبل )‪ (Yates‬للحكم على إمكانية وجود فروق ذات داللة إحصائية بني جمموعيت الشركات املتعثرة وغري املتعثرة‬
‫ماليا حنو مؤشر حوكمة الشركات املقصود؛ حيث أنه إذا كان مستوى الداللة أقل من أو يساوي (‪ )0.05‬فإن هذا‬
‫يدل على وجود اختالف معنوي يف ممارسات املؤشر بني اجملموعتني‪ ،‬أما يف حالة ما إذا كان مستوى الداللة أكرب‬
‫من (‪ )0.05‬فإن هذا ما يدل على عدم وجود اختالف معنوي يف ممارسات املؤشر بني اجملموعتني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اختبار كا‪ (Chi-Square ) 2‬ملؤشر تركيز امللكية‬

‫يعمل هذا االختبار على الكشف عن إمكانية وجود فروق ذات داللة إحصائية لرتكيز امللكية بني عينيت‬
‫الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‪ ،‬األمر الذي ميكننا من احلكم على إمكانية أن تكون الشركات ذات هياكل‬
‫امللكية املركزة أكثر احتماال للتعرض حلالة التعثر املايل من الشركات ذات هياكل امللكية املشتتة‪ ،‬واجلدول املوايل‬
‫يبني نتائج هذا االختبار‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)25‬نتائج اختبار كا‪ (Chi- Square) 2‬ملؤشر تركيز امللكية‬

‫احلالة املالية للشركة‬


‫اجملموع‬ ‫البي ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫غري متعثرة‬ ‫متعثرة‬
‫‪103‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪39‬‬ ‫التكرار‬
‫نعم (مركز ة)‬
‫‪100‬‬ ‫‪62.1‬‬ ‫‪37.9‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫تركيز‬
‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪0‬‬ ‫التكرار‬ ‫امللكية‬
‫ال (مشتتة)‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪129‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪39‬‬ ‫التكرار‬


‫اجملموع‬
‫‪100‬‬ ‫‪69.8‬‬ ‫‪30.2‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫القرار‬ ‫مستوى الداللة‬ ‫درجة احلرية‬ ‫قيمة كا‪(Chi-Square ) 2‬‬


‫دال‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12.373‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج )‪(SPSS‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول السابق أن عدد املشاهدات اخلاصة بالشركات غري املتعثرة ماليا ذات هيكل‬
‫ملكية مركزة قد بلغت (‪ ) 64‬مشاهدة‪ ،‬وهو ما يعادل نسبة ( ‪ ،)% 62.1‬يف حني قدر عدد مشاهدات الشركات‬
‫املتعثرة ذات هيكل امللكية املركزة ب ـ (‪ ) 39‬مشاهدة‪ ،‬ما ميثل نسبة ( ‪ .)%37.9‬ويف نفس السياق‪ ،‬يُظهر اجلدول أنه‬

‫‪174‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫ال توجد أي مشاهدة لشركة متعثرة ذات هيكل ملكية مشتتة‪ ،‬وأن عدد مشاهدات الشركات غري املتعث رة ماليا‬
‫ذات هيكل ملكية مشتتة قد قدر ب ـ (‪ ) 26‬مشاهدة‪ ،‬وهي تقابل نسبة ( ‪ .) %100‬وعلى العموم‪ ،‬فقد بلغ عدد‬
‫مشاهدات الشركات املتعثرة ماليا (‪ )39‬مشاهدة‪ ،‬مقابل (‪ )90‬م شاهدة للشركات غري املتعثرة ماليا‪ ،‬وهو ما ميثل‬
‫نسبيت (‪ )%30.2‬و(‪ )%69.8‬على التوايل‪.‬‬

‫كما يبني اجلدول أن قيمة كا‪ 2‬قد بلغت (‪ ،) 12.37‬ومبستوى داللة قد ره (‪ ،)0.00‬وهو أقل من املستوى‬
‫الداللة املعتمد (‪ ،) 0.05‬ما يدل على وجود فروق ذات داللة إحصائية للحالة املالية للشرك ات حسب شكل‬
‫ملكيتها (مركزة‪/‬مشتتة) ‪ ،‬وهو ما يشري إىل أن تركيز امللكية ميكن أن يكون أحد املؤش رات الدالة على مواجهة‬
‫الشركة لظاهرة التعثر املايل‪.‬‬

‫نظ ار لكون الشركات املتعثرة ماليا هي شركات مملوكة من قبل الدولة بنسبة ( ‪ ،)%100‬فقد مت اعتبارها ذات‬
‫هيكل ملكية مركزة‪ ،‬غري أهنا يف واقع األمر تفتقد ألهم ميزات هذا الشكل من امللكية‪ ،‬فالدولة بصفتها املالك‬
‫الوحيد للشركة هي شخصية معنوية يقوم بتمثيلها وكالء على عدة مستويات‪ :‬جملس مسامهات الدولة (‪،)CPE‬‬
‫اجملمع الصناعي الذي تنتمي إليه الشركة‪ ،‬مث املؤسسة االقتصادية العمومية مبختلف هياكلها التنظيمية (اجلمعية‬
‫العامة‪ ،‬جملس اإلدارة واإلدارة العامة)‪ ،‬وهو ما يظهر تعدد عقود الوكالة املنشأة لغرض تسيري هذا النوع من‬
‫الشركات‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يعمق من مشاكل الوكالة ويزيد من تكاليفها‪ ،‬خاصة يف ظل خضوع هذا‬
‫النوع من الشركات لتوجيهات السلطات الوصية حىت يف ظل قوانني استقاللية املؤسسات االقتصادية العمومية‬
‫املعتمد منذ سنة ‪ ، 1988‬واليت هتدف إىل جعل هذا الشكل من املؤسسات ذات شخصية معنوية مستقلة ومتميزة‬
‫عن الدولة‪ ،‬على أن تعترب هذه األخرية مالكة مسامهة يف رأمسال املؤسسة‪ ،‬وهو ما ميثل فصال للدولة كسلطة‬
‫عامة‪ ،‬والدولة كمساهم يف رأس املال‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬اختبار كا‪ (Chi-Square ) 2‬ملؤشر الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدار ة واملدير العام‬

‫ميكن التعرف من خالل هذا االختبار عن إمكانية وجود فروق ذات داللة إحصائية بني جمموعيت الشركات‬
‫املتعثرة وغري املتعثرة ماليا حنو مؤشر الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام للشركة‪ ،‬وهو ما من شأنه‬
‫أن يسمح لنا باحلكم على كون الشركات ذات القيادة املوح دة أكثر عرضة لظاهرة التعثر املايل من تلك اليت‬
‫تفصل بني سلطيت التسيري والرقابة‪ ،‬واجلدول اآليت يبني نتائج هذا االختبار‪:‬‬

‫‪175‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫اجلدول (‪ :)26‬نتائج اختبار كا‪ (Chi- Square) 2‬ملؤشر الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‬
‫احلالة املالية للشركة‬
‫اجملموع‬ ‫البي ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫غري متعثر ة‬ ‫متعثر ة‬
‫‪46‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪2‬‬ ‫التكرار‬
‫موجود‬ ‫الفصل‬
‫‪100‬‬ ‫‪95.7‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫بني‬
‫‪83‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪37‬‬ ‫التكرار‬
‫غري موجود‬ ‫املنصبني‬
‫‪100‬‬ ‫‪55.4‬‬ ‫‪44.6‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪129‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪39‬‬ ‫التكرار‬


‫اجملموع‬
‫‪100‬‬ ‫‪69.8‬‬ ‫‪30.2‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫القرار‬ ‫مستوى الداللة‬ ‫درجات احلرية‬ ‫‪2‬‬ ‫قيمة كا‬


‫دال‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪20.843‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج )‪(SPSS‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول السابق أن معظم املشاهدات للشركات اليت تفصل بني منصيب رئيس جملس‬
‫اإلدارة واملدير العام هي مشاهدات لشركات غري متعثرة ماليا‪ ،‬حيث قدرت ب ـ (‪ ) 44‬مشاهدة‪ ،‬وهو ما يعادل نسبة‬
‫(‪ ،) %95.7‬يف حني قدر عدد مشاهدات الشركات املتعث رة اليت تفصل بني املنصبني مبشاهدتني (‪ ،)2‬ما ميثل نسبة‬
‫(‪ .)%4.3‬ويف نفس السياق‪ ،‬يُظهر اجلدول أن (‪ ) 46‬من مشاهدات الشركات اليت جتمع بني املنصبني هي‬
‫لشركات غري متعثرة‪ ،‬وهو ما يقابل نسبة ( ‪ ،)% 55.4‬بينما يقدر عدد مشاهدات الشركات اليت ال تفصل بني‬
‫املنصبني وتعاين من ظاه رة التعثر ب ـ (‪ ) 37‬مشاهدة‪ ،‬أي ما نسبته ( ‪ .) %44.6‬وعلى العموم‪ ،‬فقد بلغ عدد‬
‫مشاهدات الشركات املتعثرة ماليا (‪ )39‬مشاهدة‪ ،‬مقابل (‪ ) 90‬مشاهدة للشركات غري املتعثرة ماليا‪ ،‬وهو ما ميثل‬
‫نسبيت (‪ )%30.2‬و(‪ )%69.8‬على التوايل‪.‬‬

‫كما يبني اجلدول أن قيمة كا‪ 2‬قد بلغت (‪ ،) 20.84‬ومبستوى داللة قدره (‪ ،)0.00‬وهو أقل من مستوى‬
‫الداللة املعتمد (‪ ،) 0.05‬ما يدل على وجود فروق ذات داللة إحصائية للحالة املالية للشركات حسب شكل‬
‫القيادة فيها؛ أي حسب مجع الشركات بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام أو الفصل بينهما‪ ،‬وهي نتيجة‬
‫جد مهمة‪ ،‬وتشكل أساسا ومفتاحا ل فهم العديد من الظواهر السلبية اليت تعاين منها الشركات املتعثرة‪ ،‬فاجلمع‬

‫‪176‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬

‫بني منصيب رئيس جملس اإلدا رة واملدير العام للشركة يعين فشل أو احلد من فعالية الدور الرقايب جمللس اإلدا رة‪ ،‬كون‬
‫املسؤول على رئاسة هذا اجلهاز الرقايب هو نفسه القائم على تنفيذ املهام موضوع الرقابة والتقومي‪ ،‬وهو بدوره ما من‬
‫شأنه أن يؤثر سلبا على استقاللية اجمللس وقدرته على اختاذ قرارات حيادية؛ وهلذا فإن هيمنة الشخص الوحيد‬
‫)‪ (PDG‬يف صنع واختاذ القرار والرقابة عليه يف هذا النوع من الشركات تبقى هي امليزة البارزة والصفة الغالبة‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫خالصة‬
‫لقد مت االعتماد يف هذه الد راسة على بيانات عينة من شركات املسامهة الناشطة يف واليات سطيف‪ ،‬وبرج‬
‫بوعريريج واملسيلة للفرتة املمتدة ما بني ‪ 2013‬و‪ ، 2018‬وذلك من خالل مجع ومعاجلة البيانات املرتبطة مبمارسات‬
‫حوكمة الشركات واستخالص املؤشرات املالية اليت تسمح بتصنيف الشركات إىل متعثرة وغري متعثرة ماليا –حسب‬
‫معيار التعثر املعتمد ‪ -‬باالعتماد على التقارير السنوية جملالس إدارهتا‪ ،‬كما مت ضبط وتعريف مجيع متغريات الدراسة‬
‫اليت ميكن إدراجها يف النموذج املقدر‪.‬‬

‫مت استخدام العديد من األدوات اإلحصا ئية لتحليل البيانات املتحصل عليها؛ حيث استخدمت مقاييس‬
‫اإلحصاء الوصفي لتوضيح خصائص متغريات الدراسة‪ ،‬كما مت االعتماد على اختباري داللة الفروق (ت) بني‬
‫املتوسطات للعينات املستقلة ومربع كاي (كا‪ )2‬للكشف عن إمكانية وجود اختالف جوهري يف ممارسا ت حوكمة‬
‫الشركات على مستوى جمموعيت الشركات املتعثرة وغري املتعث رة ماليا‪ ،‬باإلضافة إىل تقدمي نظرة شاملة حول ماهية‬
‫منوذج حتليل االحندار اللوجسيت املستخدم يف الدراسة‪ ،‬وطريقة تقديره للمعامالت وتفسريها‪.‬‬

‫تعتمد الدراسة على (‪ )129‬مشاهدة‪ ) 90( ،‬مشاهدة خاصة بالشركات غري املتعثرة ماليا‪ ،‬يف حني ن (‪) 39‬‬
‫مشاهدة هي لشركات متعث رة ماليا‪ ،‬كما تتميز نغلبية الشركات برتكيز هيكل ملكيتها ( ‪ ،)% 80‬وضعف يف‬
‫( ‪ % 6.6‬و ‪%21.93‬‬ ‫مؤشرات ملكية املسريين‪ ،‬وملكية نعضاء جملس اإلدا رة وتنوع جنس نعضاء جملس اإلدا رة‬
‫و ‪ %4.9‬على التوايل)‪ ،‬كما ن ما نسبته ( ‪ )%36‬من الشركات املبحوثة تعتمد على اجلمع بني منصيب رئيس جم لس‬
‫اإلدارة واملدير العام‪ ،‬هذا وتتميز جمالس إدارة الشركات اخلاضعة للدراسة باستقاللية جيدة ( ‪ .)% 58.14‬باإلضافة‬
‫إىل ذلك‪ ،‬فقد قدر متوسط حجم جملس اإلدارة وعدد اجتماعات اجمللس حبوايل (‪ )5‬نعضاء و(‪ ) 6‬اجتماعات‬
‫لكل منهما على التوايل‪.‬‬

‫ختتلف جمموعيت الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا اختالفا جوهريا فيما خيص مؤشرات تركيز امللكية‪،‬‬
‫وملكية املسريين ونعضاء جملس اإلدا رة يف الشركة‪ ،‬وحجم واستقاللية هذا األخري‪ ،‬والفصل بني منصيب رئيس‬
‫جملس اإلدارة واملدير العام‪ ،‬يف حني مل تظهر ني دالئل على وجود فروق ذات داللة إحصائية يف نشاطات جملس‬
‫اإلدارة وتنوع جنس نعضائه بني الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬
‫ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫متهيد‬
‫بعد استعراضنا لإلجراءات املنهجية املعتمدة يف إعداد الد راسة‪ ،‬واخلطوات املت بعة يف مجع‪ ،‬ومعاجلة وحتليل‬
‫البيانات املتحصل عليها من الشركات اخلاضعة للدراسة‪ ،‬وشرح األساليب اإلحصائية املستخدمة يف التحليل‪،‬‬
‫اف حول خصائص عينة الدراسة بصفة عامة‪،‬‬ ‫والغرض من استخدام كل أسلوب‪ ،‬وتقدمينا لعرض وصفي و ٍ‬

‫وكشفنا لالختالفات املوجودة بني جمموعيت الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا فيما يتعلق مبمارسات حوكمة‬
‫الشركات‪ ،‬يعترب هذا ال فصل مبثابة املرحلة النهائية للدراسة اليت تسمح لنا بتحقيق أهداف البحث‪.‬‬

‫خص ص هذا الفصل لعرض تفاصيل اخلطوات املتبعة لتقنني أداة الدراسة‪ ،‬والتعرف على مؤشرات صالحية‬
‫النموذج‪ ،‬ليتم بعدها استعراض نتائج تقدير املعامالت اخلاصة بكل مؤشر من مؤشرات حوكمة الشركات‬
‫وتفسريها وفق طرق عديدة‪ ،‬لتأيت املرحلة األخرية حيث يتم اختبار معنوية كل معامل من املعامالت بشكل منفرد‪،‬‬
‫وهو ما ميكننا من مناقشة فرضيات الدراسة واحلكم عليها بالقبول أو الرفض‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فقد مت تقسيم هذا الفصل إىل ثالث مباحث أساسية‪:‬‬

‫‪ ‬البحث األول‪ :‬نتائج اختبار جودة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت؛‬


‫‪ ‬املبحث الثاين‪ :‬نتائج تقدير معامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت وتفسريها؛‬
‫‪ ‬املبحث الثالث‪ :‬اختبار معنوية املعامالت املق ّدرة للنموذج ومناقشة فرضيات الدراسة‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫املبحث األول‪ :‬نتائج اختبار جودة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬


‫سنقوم من خالل هذا املبحث باختبار جودة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت املقدر؛ وذلك من خالل‬
‫الكشف عن إمكانية وجود تعددية خطية بني املتغريات املستقلة للد راسة‪ ،‬والتأكد من خلوه من أي تفسريات‬
‫مشرتكة‪ ،‬ليتم بعدها حتليل نتائج االحندار اللوج سيت قبل إدراج املتغريات املفسرة (أي حتليل جودة النموذج الذي‬
‫يتضمن احلد الثابت فقط)‪ ،‬وقدرته على التنبؤ باحتمالية حدوث الظاهرة املدروسة (التعثر املايل)‪ ،‬ويف اخلطوة اليت‬
‫تليها سيتم التعرف على أمهية املتغريات املستقلة للدراسة يف حتسني جودة النموذج املقدر‪ ،‬فيما خيصص اجلزء‬
‫األخري للحكم على مدى مالءمة النموذج وقوته التفسريية‪ ،‬ومستوى متثيله للبيانات متثيال جيدا‪.‬‬

‫للمتغريات املستقلة‬ ‫)‪(Multicollinearity‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬نتائج فحص مشكلة التعدد اخلطي‬

‫يهدف حتليل ا لتعدد اخلطي للمتغريات املستقلة إىل الكشف عن إمكانية وجود ارتباط قوي بني متغريين أو‬
‫أكثر من املتغريات املستقلة‪ ،‬مما يرتتب عليه العديد من املشاكل عند حتليل االحندار اللوجسيت‪ ،‬كاخنفاض دقة‬
‫التقديرات النامجة عن زيادة مقدار التباين واخنفاض داللتها اإلحصائية‪ ،‬باإلضافة إىل صعوبة أو استحالة عزل‬
‫تأثرياهتا الفردية على املتغري التابع‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يؤثر على جودة النموذج املقدر‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نتائج اختبار معامل التسامح ) ‪ (Tolerance‬ومعامل تضخم التباين )‪(VIF‬‬

‫بغرض الكشف عن وجود مشكلة تعدد ا لعالقات اخلطية بني املتغريات املستقلة‪ ،‬مت االعتماد على قيمة‬
‫إحصائييت معامل التسامح )‪ (Tolerance‬ومعامل تضخم التباين )‪ (VIF‬لكل متغري مستقل على حدة‪ ،‬واجلدول‬
‫اآليت يوضح نتائج التحليل‪:‬‬

‫‪181‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫اجلدول رقم (‪ :)27‬نتائج اختبار معامل التسامح )‪ (Tolerance‬ومعامل تضخم التباين )‪(VIF‬‬

‫معامل تضخم التباين‬ ‫معامل التسامح‬ ‫متغريات الدراسة‬


‫‪6.246‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫تركيز امللكية‬
‫‪4.915‬‬ ‫‪0.203‬‬ ‫ملكية املسريين‬
‫‪14.445‬‬ ‫‪0.069‬‬ ‫ملكية أعضاء جملس اإلدارة‬
‫‪3.441‬‬ ‫‪0.291‬‬ ‫حجم جملس اإلدارة‬
‫‪17.383‬‬ ‫‪0.058‬‬ ‫استقاللية جملس اإلدارة‬
‫‪4.037‬‬ ‫‪0.248‬‬ ‫الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‬
‫‪2.378‬‬ ‫‪0.421‬‬ ‫نشاطات جملس اإلدارة‬
‫‪1.235‬‬ ‫‪0.810‬‬ ‫تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة‬
‫‪1.39‬‬ ‫‪0.720‬‬ ‫نسبة املديونية‬
‫‪1.519‬‬ ‫‪0.658‬‬ ‫حجم الشركة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من اجلدول السابق جتاوز قيميت معامل التسامح )‪ (Tolerance‬ومعامل تضخم التباين )‪(VIF‬‬
‫للمعاملني على التوايل ؛‬ ‫(‪ )0.1‬و( ‪)10‬‬ ‫ملتغريين مستقلني اثنني للحدود الدنيا املسموح هبا يف الدراسة واملقدرة ب ـ‬
‫بالنسبة‬ ‫(‪)17.383‬‬ ‫بالنسبة ملعامل التسامح وقيمة‬ ‫(‪)0.058‬‬ ‫حيث سجل متغري استقاللية جملس اإلدا رة قيمة‬
‫ملعامل تضخم التباين‪ ،‬يف حني قدرت قيمة معامل التسامح بالنسبة ملتغري ملكية أعضاء جملس اإلدارة بـ (‪، )0.069‬‬
‫وتقابلها قيمة (‪ )14.445‬بالنسبة ملعامل تضخم التباين لنفس املتغري‪.‬‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬فقد مت حذف متغري استقاللية جملس اإلدا رة حفاظا على جودة النموذج وقدرته‬
‫التنبؤية‪ ،‬لتكون النتائج النهائية للمعاملني بالنسبة لباقي املتغريات املفسرة على النحو املبني يف اجلدول اآليت‪:‬‬

‫‪182‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫اجلدول رقم (‪ :)28‬نتائج اختبار معامل التسامح )‪ (Tolerance‬ومعامل تضخم التباين )‪ (VIF‬بعد حذف متغري‬
‫استقاللية جملس اإلدارة‬

‫معامل تضخم التباين‬ ‫معامل التسامح‬ ‫متغريات الدراسة‬


‫‪4.247‬‬ ‫‪0.235‬‬ ‫تركيز امللكية‬
‫‪3.987‬‬ ‫‪0.251‬‬ ‫ملكية املسريين‬
‫‪5.918‬‬ ‫‪0.169‬‬ ‫ملكية أعضاء جملس اإلدارة‬
‫‪2.042‬‬ ‫‪0.490‬‬ ‫حجم جملس اإلدارة‬
‫‪3.365‬‬ ‫‪0.297‬‬ ‫الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‬
‫‪2.305‬‬ ‫‪0.434‬‬ ‫نشاطات جملس اإلدارة‬
‫‪1.234‬‬ ‫‪0.810‬‬ ‫تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة‬
‫‪1.369‬‬ ‫‪0.731‬‬ ‫نسبة املديونية‬
‫‪1.455‬‬ ‫‪0.687‬‬ ‫حجم الشركة‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬
‫نالحظ من خالل اجلدول السابق أن مجيع قيم معامالت التسامح (التباين املسموح) ملتغريات النموذج‬
‫اللوجسيت بعد حذف متغري استقاللية جملس اإلدا رة تفوق احلد األدىن املسموح به يف الد راسة‪ ،‬واملتمثل يف (‪ )0.1‬؛‬
‫حيث سج ل متغري ملكية أعضاء جملس اإلدارة أدىن قيمة‪ ،‬وقدرها (‪ ،)0.169‬يف حني بلغت أعلى قيمة (‪) 0.810‬‬
‫بالنسبة ملتغري تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة‪ .‬ويؤكد هذه النتائج‪ ،‬ما تظه ره قيم معامل تضخم التباين )‪،(VIF‬‬
‫والذي يساوي مقلوب معامل التسامح ؛ حيث تراوحت قيم معامل تضخم التباين للمتغريات املستقلة ما بني‬
‫(‪ )1.234‬و(‪ )5.918‬كأدىن قيمة وأعالها على التوايل‪ ،‬وهي قيم أدىن بكثري من احلد األعلى املقبول هلذه‬
‫اإلحصاءة واملقدر بالقيمة (‪.)10‬‬

‫وعلى هذا األساس ‪ ،‬ميكن القول أنه ال وجود ملشكلة التعدد اخلطي للمتغريات املستقلة املدجمة‪ ،‬وأن مجيع‬
‫هذه املتغريات صاحلة ألن يتم اعتمادها يف النموذج‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫‪(Correlation‬‬ ‫)‪Matrix‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬نتائج فحص مصفوفة معامالت ارتباط املتغريات املستقلة‬

‫هبدف التحقق من عدم وجود مشكلة التعدد اخلطي بني املتغريات املستقلة اليت يتضمنها النموذج الذي‬
‫نسعى إىل تقدي ره‪ ،‬نقوم بفحص مصفوفة معامالت االرتباط لبريسون )‪ (Pearson Correlation‬بني املتغريات‬
‫املستقلة‪ ،‬واجلدول رقم (‪ ) 29‬يبني نتائج االختبار قبل حذف متغري استقاللية جملس اإلدارة‪.‬‬

‫تأكيدا ملا أظهرته نتائج اختباري معامل التسامح ومعامل تضخم التباين‪ ،‬فإن مصفوفة االرتباط قبل حذف‬
‫متغري استقاللية جملس اإلدارة ( اجلدول رقم (‪ ))29‬تبني وجود معامل ارتباط مرتفع (يفوق ‪ )0.80‬بني متغريي‬
‫استقاللية جملس اإلدارة وملكية أعضاء جملس اإلدا رة قدره ( ‪ ،)0.884 -‬ومستوى داللة (‪ ،)0.000‬وهو أقل من‬
‫مستوى الداللة املعتمد يف دراستنا (‪ ،) 0.05‬ما يدل على أنه دال إحصائيا‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فقد سجل معامل‬
‫االرتباط بني متغريي استقاللية جملس اإلدارة وتركي ز امللكية قيمة قدرها (‪ ) 0.789‬وهي قيمة قريبة جدا من احلد‬
‫األقصى املسموح به (‪.)0.80‬‬

‫ومن الناحية االقتصادية‪ ،‬ميكن القول أن اإلشارة السالبة ملعامل االرتباط بني استقاللية جملس اإلدارة ونسبة‬
‫ملكية أعضائه تدل على وجود عالقة عكسية بني املتغريين؛ ويرجع ذلك أساسا إىل كون معظم الشركات اخلاضعة‬
‫للدراسة هي شركات عمومية (ملك للدولة) تنعدم فيها ملكية أعضاء جملس اإلدا رة‪ ،‬وترتفع فيها نسبة استقاللية‬
‫أعضائه‪ ،‬يف حني أن القانون التجاري اجلزائري ال يسمح لشركات املسامهة غري اململوكة من قبل الدولة بأن تقل‬
‫نسبة ملكية أعضاء جمالس إدارهتا عن (‪ ) % 20‬من رأس املال‪ ،‬وهلذا فإننا جند أن هذه النسبة مرتفعة نوعا ما يف‬
‫هذا ا لنوع من الشركات إذا ما قورنت بالنوع األول‪ ،‬أضف إىل ذلك اخنفاض نسبة استقاللية جمالس إدارهتا‪ ،‬حيث‬
‫جند أن هذا الشكل من الشركات ال يعتمد كثريا على مدراء أو خرباء من خارج الشركة لعضوية جملس اإلدارة‪.‬‬

‫ويف نفس السياق‪ ،‬فإن اإلشا رة املوجبة ملعامل االرتباط بني استقاللية جملس اإلدا رة وتركي ز امللكية تدل على‬
‫وجود عالقة طردية بني املتغريين؛ وهو ما يعزى إىل كون معظم الشركات اخلاضعة للدراسة هي شركات عمومية‬
‫مملوكة بشكل كامل من قبل الدولة (ملكية مركزة)‪ ،‬وهلذا فإن نسبة استقاللية أعضاء جملس اإلدارة فيها كبرية‪،‬‬
‫وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬فإن ما مييز باقي الشركات غري امل ملوكة من قبل الدولة هو اخنفاض نسبة استقاللية‬
‫جمالس إدارهتا وتشتت ملكية رأمساهلا‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫ نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬:‫الفصل الرابع‬

(Pearson Correlation Matrix) ‫ مصفوفة معامالت االرتباط لبريسون‬:)29( ‫اجلدول رقم‬

Ow.Conc. M.Ownr. B.Ownr. B.Size B. Indp. B.Separ. B.Activ. B.Divrs. Lever. LnA.

Person Correlation. 1
Ow.Conc. Sig. (2-tailed) - - - - - - - - -
N 129
Person Correlation. -.054 1
M.Ownr. Sig. (2-tailed) .546 - - - - - - - -
N 129 129
Person Correlation. -.624** .560** 1
B.Ownr. Sig. (2-tailed) .000 .000 - - - - - - -
N 129 129 129
Person Correlation. -.499** -.167 -.004 1
B.Size Sig. (2-tailed) .000 .059 .964 - - - - - -
N 129 129 129 129
Person Correlation. .789** .-.486 -.884** -.347 1
B. Indp. Sig. (2-tailed) .000 .000 .000 .000 - - - - -
N 129 129 129 129 129
Person Correlation. -.675** .415** .756** .255** -.732 1
B.Separ. Sig. (2-tailed) .000 .000 .000 .004 .000 - - - -
N 129 129 129 129 129 129
Person Correlation. -.067 .583** .112 .243** -.218* .181* 1
B.Activ. Sig. (2-tailed) .450 .000 .208 .006 .013 .040 - - -
N 129 129 129 129 129 129 129

185
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫‪Ow.Conc‬‬ ‫‪M.Ownr‬‬ ‫‪B.Ownr‬‬ ‫‪B.Size‬‬ ‫‪B. Indp.‬‬ ‫‪B.Separ‬‬ ‫‪B.Activ‬‬ ‫‪B.Divrs‬‬ ‫‪Lever‬‬ ‫‪LnA.‬‬

‫‪Person Correlation.‬‬ ‫‪.022‬‬ ‫‪.087‬‬ ‫*‪.199‬‬ ‫‪-.050‬‬ ‫‪-.126‬‬ ‫‪.023‬‬ ‫‪-.067‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪B.Divrs.‬‬ ‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.807‬‬ ‫‪.326‬‬ ‫‪.024‬‬ ‫‪.574‬‬ ‫‪.156‬‬ ‫‪.793‬‬ ‫‪.453‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬
‫‪Person Correlation.‬‬ ‫‪.005‬‬ ‫**‪-.260‬‬ ‫**‪-.264‬‬ ‫‪.154‬‬ ‫‪.148‬‬ ‫‪-.042‬‬ ‫‪.006‬‬ ‫‪.032‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Lever‬‬ ‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.953‬‬ ‫‪.003‬‬ ‫‪.002‬‬ ‫‪.081‬‬ ‫‪.094‬‬ ‫‪.634‬‬ ‫‪.950‬‬ ‫‪.721‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬
‫‪Person Correlation.‬‬ ‫‪-.061‬‬ ‫**‪-.335‬‬ ‫‪-.161‬‬ ‫‪.082‬‬ ‫‪.148‬‬ ‫**‪-.264‬‬ ‫**‪-.226‬‬ ‫‪.135‬‬ ‫*‪-.204‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪LnA.‬‬ ‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.492‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.068‬‬ ‫‪.358‬‬ ‫‪.094‬‬ ‫‪.003‬‬ ‫‪.010‬‬ ‫‪.126‬‬ ‫‪.020‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬
‫** االرتباط دال عند مستوى داللة (‪)0.01‬‬

‫(‪)0.05‬‬ ‫* االرتباط دال عند مستوى داللة‬


‫حيث‪ :Ow.Conc :‬تركيز امللكية؛ ‪ :M.Ownr‬ملكية املسريين؛ ‪ :B.Ownr‬ملكية أعضاء جملس اإلدارة؛ ‪ :B.Size‬حجم جملس اإلدارة؛ ‪ :B.Indp‬إستقاللية جملس اإلدارة؛ ‪ :B.Separ‬الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة‬
‫واملدير العام؛ ‪ :B.Activ‬نشاطات جملس اإلدارة؛ ‪ :B.Divrs‬تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة؛ ‪ :Lever‬نسبة املديونية؛ ‪ :LnA.‬لوغاريتم حجم األصول‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫‪186‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫كما سبق الذكر‪ ،‬فبسبب تسجيل معامل االرتباط ملتغري استقاللية جملس اإلدارة مستويات مرتفعة‪ ،‬فقد مت‬
‫حذف هذا املتغري ‪ ،‬لتكون مصفوفة االرتباط النهائية وفق ما يوضحه اجلدول رقم (‪ )30‬أدناه‪.‬‬

‫نالحظ من اجلدول رقم (‪ ) 30‬أن معامالت االرتباط بني مجيع املتغريات املستقلة أقل من احلد األعلى‬
‫املسموح به يف دراستنا (‪ ،)r  0.80‬أي أهنا ال تصل حلد احلكم على وجود مشكلة للتعدد اخلطي بني متغريين أو‬
‫أكثر من املتغريات املستقلة‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫ نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬:‫الفصل الرابع‬

‫( بعد حذف متغري استقاللية جملس اإلدارة‬Pearson Correlation Matrix) ‫لبريسون‬ ‫ مصفوفة معامالت االرتباط‬:)30( ‫اجلدول رقم‬

Ow.Conc. M.Ownr. B.Ownr. B.Size B.Separ. B.Activ. B.Divrs. Lever. LnA.

Person Correlation. 1
Ow.Conc. Sig. (2-tailed) - - - - - - - -
N 129
Person Correlation. -.054 1
M.Ownr. Sig. (2-tailed) .546 - - - - - - -
N 129 129
Person Correlation. -.624** .560** 1
B.Ownr. Sig. (2-tailed) .000 .000 - - - - - -
N 129 129 129
Person Correlation. -.499** -.167 -.004 1
B.Size Sig. (2-tailed) .000 .059 .964 - - - - -
N 129 129 129 129
Person Correlation. -.675** .415** .756** .255** 1
B.Separ. Sig. (2-tailed) .000 .000 .000 .004 - - - -
N 129 129 129 129 129
Person Correlation. -.067 .583** .112 .243** .181* 1
B.Activ. Sig. (2-tailed) .450 .000 .208 .006 .040 - - -
N 129 129 129 129 129 129
Person Correlation. .022 .087 .199* -.050 .023 -.067 1
B.Divrs. Sig. (2-tailed) .807 .326 .024 .574 .793 .453 - -
N 129 129 129 129 129 129 129

188
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫‪Ow.Conc‬‬ ‫‪M.Ownr‬‬ ‫‪B.Ownr‬‬ ‫‪B.Size‬‬ ‫‪B.Separ‬‬ ‫‪B.Activ‬‬ ‫‪B.Divrs‬‬ ‫‪Lever‬‬ ‫‪LnA.‬‬

‫‪Person Correlation.‬‬ ‫‪.005‬‬ ‫**‪-.260‬‬ ‫**‪-.264‬‬ ‫‪.154‬‬ ‫‪-.042‬‬ ‫‪.006‬‬ ‫‪.032‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Lever‬‬ ‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.953‬‬ ‫‪.003‬‬ ‫‪.002‬‬ ‫‪.081‬‬ ‫‪.634‬‬ ‫‪.950‬‬ ‫‪.721‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬
‫‪Person Correlation.‬‬ ‫‪-.061‬‬ ‫**‪-.335‬‬ ‫‪-.161‬‬ ‫‪.082‬‬ ‫**‪-.264‬‬ ‫**‪-.226‬‬ ‫‪.135‬‬ ‫*‪-.204‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪LnA.‬‬ ‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.492‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.068‬‬ ‫‪.358‬‬ ‫‪.003‬‬ ‫‪.010‬‬ ‫‪.126‬‬ ‫‪.020‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬
‫** االرتباط دال عند مستوى داللة (‪)0.01‬‬

‫(‪)0.05‬‬ ‫* االرتباط دال عند مستوى داللة‬


‫حيث‪ :Ow.Conc :‬تركيز امللكية؛ ‪ :M.Ownr‬ملكية املسريين؛ ‪ :B.Ownr‬ملكية أعضاء جملس اإلدارة؛ ‪ :B.Size‬حجم جملس اإلدارة؛ ‪ :B.Separ‬الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام؛ ‪ :B.Activ‬نشاطات‬
‫جملس اإلدارة؛ ‪ :B.Divrs‬تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة؛ ‪ :Lever‬نسبة املديونية؛ ‪ :LnA.‬لوغاريتم حجم األصول‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫‪189‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫املفسرة‬
‫املطلب الثاين‪ :‬نتائج االختبار قبل إدراج املتغريات ّ‬
‫خصص هذا املطلب لعرض منوذج حتليل االحندار اللوجسيت املقدر من خالل بيانات الدراسة‪ ،‬والذي‬
‫يتضمن احلد الثابت فقط‪ ،‬أي قبل إدراج املتغريات املفسرة ‪ ،‬ويتبعه يف ذلك حتليل لنتائج التصنيف اخلاص ة هبذا‬
‫النموذج‪ ،‬وكذا إبراز أمهية إدراج املتغريات املستقلة للدراسة يف منوذج حتليل االحندار اللوجسيت املقدر‪.‬‬

‫املتضمن للح ّد الثابت فقط‬


‫ّ‬ ‫الفرع األول‪ :‬منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬

‫يف البداية مت تضمني املعامل الثابت فقط يف النموذج‪ ،‬ويف اخلطوة اليت تليها قمنا بإضافة املتغريات اخلاصة‬
‫مبمارسات (مؤشرات) حوكمة الشركات لالستدال ل على أثرها على التنبؤ باحتمال التعرض لظاهرة التعثر املايل‪،‬‬
‫وكذا احلكم على كفاءة النموذج ككل‪.‬‬

‫اجلدول املوايل يبني نتائج حتليل االحندار اللوج سيت للنموذج الذي يتضمن احلد الثابت فقط (ال حيتوي على‬
‫املتغريات املستقلة املنبئة) حيث يتم اختبار الفرضية الصفرية بأن تكون قيمة ثابت النموذج معدومة‪ ،‬مقابل‬
‫الفرضية البديلة اليت تشري إىل أن هذه القيمة غري معدومة (ال تساوي الصفر)‪ ،‬عند مستوى داللة إحصائية قدره‬
‫(‪:)0.05‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)31‬منوذج حتليل االحندار اللوجسيت قبل إدراج املتغريات املفسرة‪.‬‬
‫مستوى‬ ‫درجة‬ ‫إحصاءة‬ ‫اخلطأ‬
‫قيمة الثابت‬ ‫البيان‬
‫الداللة‬ ‫احلرية‬ ‫)‪(Wald‬‬ ‫املعياري‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪19.028‬‬ ‫‪0.192‬‬ ‫‪0.836 -‬‬ ‫احلد الثابت ( ‪)‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫تشري نتائج اجلدول السابق إىل أن احلد الثابت قبل إدراج املتغريات املفس رة قد سجل القيمة ( ‪،)0.84 -‬‬
‫وخطأ معياري قدره (‪ ،)0.19‬فيما بلغت إحصاءة )‪ (Wald‬قيمة (‪ ) 19.03‬حتت مستوى داللة قدره (‪ )0.00‬وهو‬
‫أقل من مستوى الداللة املعتمد (‪ ،)0.05‬ما يعين أنه دال إحصائيا ‪ ،‬وعليه فإنه يتم رفض الفرضية الصفرية وقبول‬
‫الفرضية البديلة اليت تؤكد أن قيمة ثابت النموذج اللوجسيت ال تساوي الصفر (‪.)0‬‬

‫‪190‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫الفرع الثاين‪ :‬نتائج التصنيف لنموذج حتليل االحندار اللوجسيت املتضمن للح ّد الثابت فقط‬

‫يقـد م النمـوذج املتضـ من للحـ د الثابـ ت فقـ ط جـ دول التصنيف للشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا‬
‫باالعتماد على بيانات التصنيف فقط‪ ،‬أي دون إدراج أي متغـ ري مـ ن املت ـغـريات املـفس ـ رة‪ ،‬واجلـدول املـوايل يـبني‬
‫نتائج التصنيف‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)32‬نتائج التصنيف قبل إدراج املتغريات املفسرة‪.‬‬

‫نسبة التصنيف‬ ‫املتوقع‬


‫التصنيف‬
‫الصحيح‬ ‫متعثرة‬ ‫غري متعثرة‬
‫‪100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪90‬‬ ‫غري متعثرة‬
‫املشاهد‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪39‬‬ ‫متعثرة‬
‫‪69.8‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫النسبة املئوية الكلية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من اجلدول السابق أن نسبة التصنيف الكل ية للشركات املتعثرة وغري املتعثر ماليا قد بلغت‬
‫(‪ ،)%69.8‬وهي متثل نسبة الشركات غري املتعث رة اليت لملتها الدراسة؛ حيث أنه يف ظل غياب أي معلومات‬
‫إضافية تساعد النموذج اللوجسيت على التصنيف‪ ،‬فإنه حيكم على انتماء أي شركة من خالل الفئة األكثر تكرارا‪،‬‬
‫أي يعتربها مباشرة تنتمي إىل الفئة األكثر تكرارا (الشركات غري امل تعثرة ماليا هي الفئة األكثر تكرا ار يف هذه‬
‫الدراسة )‪ ،‬وهو ما نالحظه من خالل التصنيف الصحيح لكل الشركات غري املتعث رة ماليا ( ‪ ،)%100‬وعدم‬
‫تصنيف أي شركة متعث رة ماليا ( ‪ ) %0‬تصنيفا صحيحا‪ ،‬وعلى هذا األساس فإنه ال مي كن االعتماد على نتائج هذا‬
‫النموذج حىت يف ظل ا لداللة اإلحصائية للمعامل الثابت‪ ،‬األمر الذي يستدعي إدراج متغريات أخرى منبئة أو‬
‫مساعدة يف التنبؤ‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أمهية املتغريات املستقلة للدراسة يف حتسني جودة النموذج‬

‫يقدم االختبار األويل لنموذج حتليل االحندار اللوج سيت اختبارا ألمهية إدراج املتغريات املستقلة يف النموذج‬
‫املقد ر‪ ،‬وذلك من خالل مستوى الداللة الذي تظه ره؛ حيث أنه إذا كان مستوى الداللة أقل من (‪ ) 0.05‬فإن‬
‫ذلك يدل على أن إدخال هذا املتغري يف النموذج من شأنه أن حيسن من جودته وقدرته التنبؤية‪ ،‬والعكس‬
‫صحيح‪ ،‬وعلى العموم فإن هذا االختبار يقد م اختبارا ملعنوية املتغريات جمملة‪ ،‬وهو ما يعطينا فرصة إلصدار حكم‬
‫جامع جلميع املتغريات‪ ،‬وحتديد إمكانية إدخاهلا يف النموذج‪ ،‬واجلدول اآليت يبني نتائج هذا االختبار‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)33‬أمهية املتغريات املستقلة يف حتسني جودة النموذج‪.‬‬

‫مستوى الداللة‬ ‫درجة احلرية‬ ‫الرصيد‬ ‫املتغريات‬


‫‪0.000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14.111‬‬ ‫تركيز امللكية‬
‫‪0.021‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5.340‬‬ ‫ملكية املسريين‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪17.693‬‬ ‫ملكية أعضاء جملس اإلدارة‬
‫‪0.056‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3.664‬‬ ‫حجم جملس اإلدارة‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪22.711‬‬ ‫الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‬
‫‪0.217‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.522‬‬ ‫نشاطات جملس اإلدارة‬
‫‪0.265‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.242‬‬ ‫تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪26.152‬‬ ‫نسبة املديونية‬
‫‪0.398‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.715‬‬ ‫حجم الشركة‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪51.716‬‬ ‫كل املتغريات‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من اجلدول السابق أن مستوى الداللة لكل من تركيز امللكية‪ ،‬وملكية املسريين‪ ،‬وملكية أعضاء‬
‫جملس اإلدا رة‪ ،‬والفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدا رة واملدير العام ونسبة املديونية (متغري مراقبة) أقل من مستوى‬
‫الداللة املعتمد (‪ ، )0.05‬وبالتايل فإن إدخال هذه املتغريات يف النموذج اللوجسيت سيؤدي إىل حتسني جودته‬
‫وقدرته التنبؤية‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫ورغم أن مستوى الداللة بالنسبة ملتغري حجم جملس اإلدارة (‪ ) 0.06‬غري دال إحصائيا (كونه أكرب من‬
‫مستوى الداللة املعتمد (‪ )) 0.05‬غري أن قربه الكبري من مستوى الداللة املعتمد قد يساهم يف حتسني جودة‬
‫النموذج ودقة املعامالت املقدرة‪ ،‬يف حني مل تظهر أي داللة إحصائية لكل من نشاطات جملس اإلدا رة وتنوع‬
‫جنس أعضاء اجمللس وحجم الشركة‪ .‬وعلى العموم‪ ،‬فإن النتيجة النهائية جلميع املتغريات املفس رة تشري إىل مستوى‬
‫داللة قدره (‪ ) 0.00‬وهو أقل من مستوى الداللة املعتمد (‪ ) 0.05‬أي أن إد راج هذه املتغريات من شأنه أن ينعكس‬
‫بشكل إجيايب على جودة النموذج وقدرته التنبؤية من جهة‪ ،‬ودقة تقديره للمعامالت من جهة أخرى‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬نتائج اختبار تقومي مالءمة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ككل‬

‫يعاجل هذا املطلب أهم االختبارات اإلحصائية املعتمدة يف احلكم على مالءمة النموذج املقد ر من خالل‬
‫مؤشرات حوكمة الشركات للتنبؤ بظاهرة التعثر املايل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نتائج اختبار الداللة اإلحصائية الكلية لنموذج حتليل االحندار اللوجسيت‬

‫يكشف هذا االختبار عن مدى كفاية النموذج وجودته )‪ (Goodness of fit‬؛ حيث يعتمد على املقارنة‬
‫بني القيم املشاهدة‪ ،‬والقيم املتوقعة للنموذج الذي حيتوي احلد الثابت فقط والنموذج الذي حيتوي املتغريات‬
‫املفسرة‪ ،‬واجلدول اآليت يبني نتائج هذا االختبار‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)34‬اختبار الداللة اإلحصائية الكلية لنموذج حتليل االحندار اللوجسيت‬
‫مستوى الداللة‬ ‫درجة احلرية‬ ‫( ‪)Chi-Square‬‬ ‫‪2‬‬ ‫كا‬ ‫البيان‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪62.089‬‬ ‫النموذج‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من اجلدول السابق أن قيمة إحصائية كا‪ (Chi- Square) 2‬قد بلغت (‪ )62.089‬وهي معنوية عند‬
‫مستوى داللة أقل من (‪ )0.05‬املعتمدة يف الدراسة‪ ،‬إذ قدر مستوى الداللة ب ـ )‪ (Sig = 0.00‬مما يؤكد معنوية‬
‫النموذج املوفق بالكامل وقدرته على التصنيف اجليد والتنبؤ باحلالة املالية للشركات من أجل درجة حرية )‪(df = 9‬‬
‫واليت متثل عدد املتغريات املدرجة بأسلوب النموذج الكامل )‪ ، (Enter‬وهذا ما يدل على أن هناك متغري واحد‬
‫على األقل من املتغريات املفسرة املتضمنة يف النموذج له تأثري ومسامهة يف تصنيف والتنبؤ بقيم املتغري التابع‬
‫للدراسة (التعثر املايل للشركات)‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫الفرع الثاين‪ :‬نتائج اختبار القوة التفسريية لنموذج حتليل االحندار اللوجسيت‬

‫يتم االعتماد على إحصائييت )‪ (Cox- Snell R2‬و )‪ (Nagelkerke R2‬لغرض اختبار والكشف عن قوة‬
‫مؤشرات حوكمة الشركات يف تفسري والتنبؤ بالتعثر املايل للشركات‪ ،‬حيث يعتربان مقياسا لتحديد نسبة التباين‬
‫املفسر يف النموذج املقدر بعد إدراج متغريات حوكمة الشركات ومتغريي املراقبة مقارنة بالنموذج اخلايل من أي‬
‫متغريات مفسرة‪ ،‬واجلدول املوايل يبني نتائج هاتني اإلحصائيتني‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)35‬نتائج إحصائييت )‪ (Cox- Snell R2‬و)‪(Nagelkerke R2‬‬

‫القيمة‬ ‫املؤشرات‬

‫‪96.019‬‬ ‫‪-2 Log likelihood‬‬

‫‪0.382‬‬ ‫‪Cox & Snell R square‬‬

‫‪0.541‬‬ ‫‪Nagelkerke R square‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول السابق أن املتغريات املدرجة ضمن منوذج حتليل االحندار اللوجسيت قد متكنت‬
‫من تفسري حوايل ( ‪ )%38.2‬من التغريات اليت حتدث يف املتغري التابع (احلالة املالية للشركة) حسب إحصائية‬
‫‪ ) Nagelkerke‬نسبة أعلى قدرها‬ ‫( ‪R square‬‬ ‫& ‪ ،) Cox‬يف حني حققت إحصائية‬ ‫( ‪Snell R square‬‬

‫(‪ ،) %54.1‬وهذا ما يدل على فعالية منوذج االحندار اللوجسيت املقدر يف شرح وتفسري التغريات اليت تشهدها احلالة‬
‫املالية للشركات حمل الدراسة‪ ،‬وقدرته على تصنيفها والتنبؤ هبا‪ .‬يف املقابل‪ ،‬ميكن اإلشا رة إىل وجود نسبة غري‬
‫مفسرة تعود ملتغريات أخرى غري مدرجة يف النموذج‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نتائج اختبار هوزمر ‪-‬ليمشو (‪ )Hosmer and Lemeshow‬جلودة املطابقة‬

‫يقوم هذا االختبار على مبدأ الكشف عن الفروق بني القيم املشاهدة )‪ (Observed‬والقيم املتوقعة‬
‫)‪ ،(Expected‬حيث يتم تقسيم مفردات عينة الدراسة إىل عشر جمموعات اعتمادا على القيم املتوقعة‬
‫لالحتماالت‪ ،‬ومن مث يتم حساب كا‪ (Chi- Square) 2‬من التكرارات املشاهدة واملتوقعة‪ ،‬ليتم بعدها حساب‬
‫قيمة مستوى الداللة )‪ (Sig.‬من توزيع كا‪ 2‬بدرجة حرية (‪ ،)8‬وذ لك الختبار حسن مطابقة النموذج اللوجسيت‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫تتكون إحصائي ة هذا االختبار من جزء مشاهد )‪ (Observed‬ال يستند إىل أي منوذج نظري‪ ،‬واآلخر‬
‫متوقع ) ‪ (Expected‬حمسوب من تقدي رات منوذج االحندار اللوج سيت املوفق‪ ،‬حيث يتم اختبار الفرض الصفري‬
‫الذي ينص على أنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بني القيم املشاهدة والقيم املتوقعة من النموذج الذي مت‬
‫توفيقه‪ ،‬أي تساوي احلاالت املشاهدة مع احلاالت املتوقعة‪ ،‬وهو ما يتم إثباته من خالل جتاوز مستوى الداللة‬
‫اإلحصائية ملربع كاي )‪ (Chi-Square‬القيمة (‪ ،) 0.05‬فيما يتم رفض الفرض الصفري وقبول الفرض البديل الذي‬
‫يشري إىل عدم تساوي احلاالت املشاهدة مع احلاالت املتوقعة يف احلالة اليت يقل فيها مستوى الداللة اإلحصائية‬
‫ملربع كاي )‪ (Chi-Square‬عن القيمة (‪ ،)0.05‬وفيما يلي نتائج هذا االختبار‪:‬‬

‫‪ )Hosmer‬جلودة املطابقة‬ ‫(‪and Lemeshow‬‬ ‫اجلدول رقم (‪ :)36‬اختبار هوزمر ‪-‬ليمشو‬

‫مستوى الداللة‬ ‫درجة احلرية‬ ‫إحصائية كا‪(Chi-square ) 2‬‬


‫‪0.330‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9.147‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫يظهر من اجلدول السابق أن قيمة إحصائية كا‪ (Chi- Square) 2‬هلوزمر ‪-‬ليمشو ( ‪)Hosmer- Lemeshow‬‬
‫قـد بـلـغـت (‪ )9.147‬عنـد درج ـة حـري ـة مـس ـاويـة ل ـ (‪ )8‬ومـستـ وى داللـة قـدره (‪ )0.33‬وهـو أكـبـر مـن مسـتـ ـوى‬
‫الـداللة املـعتـمـد يف الـدراسـة (‪ ،)0.05‬ممـا يـشـري إىل أن هـنـاك ت ـقـ اربـا كـبـريا بـني احلـاالت املـش ـاهـ دة واملـتـوقـع ـة‪ ،‬وأنـ ه‬
‫ال وجود لفروق جوهرية بني النموذج التصوري وبياناته‪ ،‬كما يدل ذلك على قدرة النموذج على التمييز بني‬
‫جمـمـوعـيت الشـركـات املـ تـعـثـ رة وغري املتعث رة ماليا‪ ،‬وكذا قدرته على التنبؤ بكل جمموعة ارتكازا على العوامل‬
‫(املتغريات) املنبئة‪.‬‬

‫و اجلدول اآليت يوضح القيم املشاهدة واملتوقعة يف كل فئة من فئات التحليل للمجموعات العشر (‪:)10‬‬

‫‪195‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫اجلدول رقم (‪ :)37‬جدول توافق البيانات املشاهدة واملتوقعة الختبار (‪)Hosmer and Lemeshow‬‬

‫الوضعية املالية للشركة‬


‫اجملموعة‬
‫اجملموع‬ ‫متعثرة‬ ‫غري متعثرة‬
‫(العشري)‬
‫املتوقع‬ ‫املشاهد‬ ‫املتوقع‬ ‫املشاهد‬
‫‪13‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪0.213‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪12.787‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪1.528‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪11.472‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪2.359‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10.641‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪3.224‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9.776‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪4.459‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8.541‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪7.238‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5.762‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪9.555‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3.445‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪10.423‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1.577‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫ميثل اجلدول أعاله القيم احلقيقية والقيم املتوقعة (املولدة من قبل النموذج موضع الفحص) لكل جمموعة من‬
‫اجملموعات العشر ‪ ،‬ويظهر جليا التقارب الكبري املوجود بني هذه القيم‪ ،‬وهذا ما يدل على التالؤم املوجود بني‬
‫النموذج والبيانات‪ ،‬أي أن النموذج ميثل البيانات متثيال جيدا‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬جدول التصنيف‬

‫يقدم النموذج جدول تصنيف للشركات املتعثرة وغري امل تعثرة ماليا باالعتماد على املتغريات املفسرة املعتمدة‪،‬‬
‫واجلدول رقم (‪ ) 38‬يبني نتائج هذا التصنيف‪.‬‬

‫يظهر من اجلدول (‪ )38‬أن نسبة التصنيف الصحيح للشركات غري املتعثرة بعد إدراج املتغريات املفسرة قد‬
‫بلغت نسبة ( ‪ ،)% 91.1‬حيث وف ق النموذج يف تصنيف (‪ )82‬شركة غري متعثرة وأخطأ يف تصنيف (‪ )8‬شركات غري‬
‫متعثرة (صنفت متعث رة)‪ ،‬أما بالنسبة للشركات املتعثرة فقد كان تصنيف (‪ )27‬شركة متعث رة تصنيفا صحي حا‪ ،‬يف‬
‫شركة متعثرة على أهنا غري متعثرة ماليا‪ ،‬وهذا ما جعل نسبة التصنيف الصحيح (‪،)% 69.2‬‬ ‫(‪)12‬‬ ‫حني صنفت‬

‫‪196‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫وعلى العموم‪ ،‬فقد بلغت النسبة الكلية للتصنيف أو التنبؤ الصحيح ( ‪ )%84.5‬وهي نسبة جي دة تشري إىل أمهية‬
‫مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ باحتمال التعرض لظاهرة التعثر املايل‪.‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)38‬نتائج التصنيف بعد إدراج املتغريات املفسرة‪.‬‬

‫نسبة التصنيف‬ ‫املتوقع‬


‫التصنيف‬
‫الصحيح‬ ‫متعثرة‬ ‫غري متعثرة‬
‫‪91.1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪82‬‬ ‫غري متعثرة‬
‫املشاهد‬
‫‪69.2‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪12‬‬ ‫متعثرة‬
‫‪84.5‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫النسبة املئوية الكلية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬نتائج تقدير معامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت وتفسريها‬
‫بعد التحقق من أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات بصفة عامة‪ ،‬وكذا التأكد‬
‫من صالحية النموذج املوفق‪ ،‬مت ختصيص هذا املبحث الستعراض ومناقشة نتائج تقدير معامالت االحندار‬
‫اللوجسيت وتوضيح معانيها‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬نتائج تقدير معامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬

‫تسعى هذه الدراسة إىل تقدير معادلة لالحندار اللوجسيت اليت تسمح بتحليل دور مؤشرات احلوكمة يف‬
‫التنبؤ بالتعثر ا ملايل للشركات‪ ،‬وعلى هذا األساس فقد مت تشكيل النموذج التصوري النهائي ملعادلة االحندار‬
‫اللوجسيت على النحو التايل‪:‬‬
‫𝑫𝑭‬
‫( ‪Distress.it = ln‬‬ ‫‪) =  +  1 Ownr. Conc.it +  2 M. Ownr.it +  3 B. Ownr.it +‬‬
‫𝑫𝑭‪𝟏−‬‬

‫‪ 4 B.Size.it +  5 B.Separ.it +  6 B.Activ.it +  7 B.Divers.it +  8 Lever.it +  9 lnA.it + .‬‬

‫حيث أن‪:‬‬
‫𝐷𝐹‬
‫‪ :Distress.it‬التعثر املايل للشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪ ، t‬ويتم تقدي ره من خالل لوغاريتم معامل الرتجيح )𝐷𝐹‪ ln (1−‬بأن‬
‫تكون الشركة متعثرة )‪.(Y=1‬‬

‫‪197‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫‪ :Ownr.Conc.it‬تركيز امللكية للشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬

‫‪ :M.Ownr.it‬ملكية مسريي (املدراء التنفيذيني) الشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬

‫ملكية أعضاء جملس اإلدارة للشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬ ‫‪:B.Ownr.it‬‬

‫‪ :B.Size .it‬حجم جملس إدارة الشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬

‫‪ :B.Separ.it‬الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير التنفيذي (املدير العام) للشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬

‫‪ :B.Activ.it‬عدد اجتماعات جملس إدارة الشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬

‫‪ :B.Divers .it‬تنوع جنس أعضاء جملس إدارة الشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬

‫‪ :Lever.it‬نسبة مديونية الشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬

‫‪ :lnA.it‬لوغاريتم إمجايل أصول الشركة ‪ i‬يف الفرتة ‪.t‬‬

‫‪ :‬قيمة الثابت‪.‬‬

‫‪ : 9 ،…..... ، 1‬امليل اخلاص باملتغريات املستقلة ومتغريي املراقبة (املتغريات املفسرة)‪.‬‬

‫‪ :‬مقدار اخلطأ‪.‬‬

‫ومن خالل االعتماد على برنامج حتليل البيانات )‪ ،(SPSS‬مت تقدير معامالت معادلة منوذج االحندار‬
‫اللوجسيت‪ ،‬وقد مت تبويب النتائج ضمن اجلدول اآليت‪:‬‬

‫‪198‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫اجلدول رقم (‪ :)39‬نتائج تقدير معامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬

‫األسية‬
‫الدالة ّ‬ ‫مستوى‬ ‫درجة‬ ‫إحصاءة‬ ‫املعامالت‬
‫املتغريات‬
‫)‪Exp(β‬‬ ‫للمعامل‬ ‫الداللة‬ ‫احلرية‬ ‫)‪(Wald‬‬ ‫) ‪(‬‬

‫‪795858.843‬‬ ‫‪0.998‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪13.587‬‬ ‫تركيز امللكية‬


‫‪1.004‬‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪0.004‬‬ ‫ملكية املسريين‬
‫‪0.836‬‬ ‫‪0.998‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪0.179 -‬‬ ‫ملكية أعضاء جملس اإلدارة‬
‫‪1.009‬‬ ‫‪0.968‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.002‬‬ ‫‪0.009‬‬ ‫حجم جملس اإلدارة‬
‫الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة‬
‫‪0.108‬‬ ‫‪0.022‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5.258‬‬ ‫‪2.226 -‬‬
‫واملدير العام‬
‫‪0.746‬‬ ‫‪0.478‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.503‬‬ ‫‪0.293 -‬‬ ‫نشاطات جملس اإلدارة‬
‫‪1.035‬‬ ‫‪0.276‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.187‬‬ ‫‪0.034‬‬ ‫تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة‬
‫‪32.689‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12.624‬‬ ‫‪3.487‬‬ ‫نسبة املديونية‬
‫‪0.704‬‬ ‫‪0.154‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2.036‬‬ ‫‪0.351 -‬‬ ‫حجم الشركة‬
‫‪0.002‬‬ ‫‪0.999‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪6.400 -‬‬ ‫الثابت‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من اجلدول السابق أنه قد مت تقدير معامالت معادلة االحندار اللوجسيت اخلاصة جبميع املتغريات‬
‫املستقلة ممثلة يف مؤشرات حوكمة الشركات‪ ،‬ومتغريي املراقبة‪ :‬مديونية الشركة وحجمها‪ ،‬باإلضافة إىل احلد الثابت‬
‫للمعادلة‪ ،‬والذي بلغت قيمته ( ‪.)6.4 -‬‬

‫وفيما خيص متغريي املراقبة‪ ،‬فنالحظ أن قيمة املعامل املقدر )‪ (‬لنسبة املديونية قد بلغت (‪،)3.487‬‬
‫واإلشا رة املوجبة للمعامل دليل على وجود أثر طردي للمديونية على التعثر املايل‪ ،‬أي أنه كلما زادت نسبة مديونية‬
‫الشركة ارتفع احتمال تعرضها لظاه رة التعثر املايل‪ ،‬هذا وقد قدرت إحصاءة )‪ (Wald‬ب ـ (‪ )12.624‬عند مستوى‬
‫داللة حمسوب قدره (‪ ) 0.000‬وهو أقل من مستوى الداللة املعتمد يف الدراسة (‪ ،) 0.05‬ما يعين أهنا ذات داللة‬
‫إحصائية‪ ،‬وميكن االعتماد عليها‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫أما فيما خيص متغري املراقبة الثاين‪ :‬حجم الشركة‪ ،‬فيظهر من اجلدول السابق أن قيمة املعامل املقدر ) ‪(‬‬
‫قد بلغت ( ‪ ،) 0.351 -‬واإلشارة السالبة تدل على وجود أثر عكسي حلجم الشركة على التعثر املايل‪ ،‬مبعىن أنه كلما‬
‫كان حجم الشركة كبريا قل احتمال تعرضها لظاهرة التعثر املايل‪ ،‬هذا وقد قدرت إحصاءة )‪ (Wald‬ب ـ (‪)2.036‬‬
‫عند مستوى داللة حمسوب قدره (‪ ) 0.154‬وهو أكرب من مستوى الداللة املعتمد يف دراستنا (‪ ،)0.05‬ما يعين أهنا‬
‫غري دالة إحصائيا‪ ،‬وال ميكن االعتماد عليها‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬التفسري املباشر ملعامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬

‫اعتمادا على نتائج تقدير معامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت املبينة يف اجلدول رقم (‪،)37‬‬
‫سيتم خالل هذه املرحلة إبراز األثر احملتمل للمتغريات املستقلة على املتغري التابع‪ ،‬وذلك من خالل توضيح معانيها‬
‫الداللية ضمن النموذج املقدر‪ .‬واجلدير بالذكر أن تفسرينا هلذه املعامالت ال يعين بال ضرورة داللتها اإلحصائية‪،‬‬
‫وأنه بإمكاننا االعتماد عليها‪ ،‬حيث أننا نسعى بالدرجة األوىل إىل فهم طريقة التحليل واآلثار احملتملة‪ ،‬ومن مث‬
‫تأيت مرحلة اختبار الداللة اإلحصائية واحلكم على قبول أو رفض نتائجها‪ ،‬واليت متثل بدورها مناقشة لفرضيات‬
‫الدراسة‪ .‬وفيما يلي عرض ل تفسري معامالت معادلة االحندار اللوجسيت لكل متغري مستقل على حدة بداللة‬
‫معامالت اللوجت (الطريقة املباشرة)‪:‬‬

‫‪ ‬بلغت قيمة معامل اللوجت ) ‪ (‬ملتغري تركيز امللكية (‪ ،)13.587‬وهي تشري إىل أن كون الشركة ذات هيكل‬
‫ملكية مركزة (الزيادة يف هذا املتغري بوحدة واحدة) من شأهنا أن تنعكس على لوغاريتم معامل الرتجيح‬
‫)‪ (log odds‬بأن يأخذ املتغري التابع القيمة واحد (‪ ،)1‬أي بأن تكون الشركة متعثرة ماليا‪ ،‬بزيادة قدرها‬
‫(‪ ،)13.587‬وذلك يف ظل ثبات أثر املتغريات األخرى؛‬

‫‪ ‬قدرت قيمة معامل اللوجت ) ‪ (‬ملتغري ملكية املسريين ب ـ (‪ ،) 0.004‬واإلشارة املوجبة للمعامل دليل على‬
‫وجود أثر طردي مللكية املسريين على التعثر املايل للشركات‪ ،‬أي أن لوغاريتم معامل الرتجيح )‪(log odds‬‬
‫بأن تكون الشركة متعثرة ماليا يزداد مبقدار (‪ ) 0.004‬كلما زادت قيمة متغري ملكية املسريين مبقدار وحدة‬
‫واحدة‪ ،‬وذلك عند ضبط أثر املتغريات األخرى؛‬

‫‪ ‬سجلت قيمة معامل اللوجت ) ‪ (‬ملتغري ملكية أعضاء جملس اإلدا رة ( ‪ ،)0.179 -‬واإلشا رة السالبة تعرب عن‬
‫وجود أثر عكسي مللكية أعضاء جملس اإلدا رة على التعثر املايل للشركات‪ ،‬وهلذا فإن كل زيادة يف ملكية‬

‫‪200‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫أعضاء جملس اإلدارة بوحدة واحدة من شأهنا أن خختفض من لوغاريتم معامل الرتجيح )‪ (log odds‬بأن‬
‫يأخذ املتغري التابع القيمة واحد (‪ ،) 1‬أي بأن تكون الشركة متعث رة ما ليا‪ ،‬مبقدار (‪ ،)0.179‬مع ثبات أثر‬
‫املتغريات األخرى؛‬

‫‪ ‬قدرت قيمة معامل اللوجت ) ‪ (‬ملتغري حجم جملس اإلدا رة ب ـ (‪ ،) 0.009‬وهو ما يدل على أن الزيادة يف‬
‫حجم جملس اإلدارة مبقدار وحدة واحدة ستؤدي إىل زيادة لوغاريتم معامل الرتجيح )‪ (log odds‬بأن تكون‬
‫الشركة متعثرة ماليا مبقدار (‪ ،)0.009‬وذلك يف ظل ثبات أثر املتغريات األخرى؛‬

‫‪ ‬يوجد أثر عكسي ملتغري الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام على التعثر املايل للشركات‪،‬‬
‫حيث أن وجود فصل بني املنصبني من شأنه أن خيف ض من قيمة لوغاريتم معامل الرتجيح )‪ ( log odds‬بأن‬
‫تكون الشركة متعثرة ماليا مبقدار (‪ ،) 2.226‬مع ثبات أثر املتغريات األخرى؛‬

‫‪ ‬بلغت قيمة معامل اللوجت ) ‪ (‬ملتغري نشاطات جملس اإلدارة ( ‪ ،)0.293 -‬واإلشارة السالبة تعرب عن وجود‬
‫أثر عكسي لعدد اجتماعات جملس اإلدارة على التعثر املايل للشركات‪ ،‬أي أن كل زيادة يف نشاطات‬
‫جملس اإلدا رة بوحدة واحدة من شأهنا أن ختفض من لوغاريتم معامل الرتجيح )‪ (log odds‬بأن يأخذ‬
‫املتغري التابع القيمة واحد (‪ ،)1‬أي بأن تكون ا لشركة متعثرة ماليا‪ ،‬مبقدار (‪ ،)0.293‬وذلك يف ظل ضبط‬
‫أثر املتغريات األخرى؛‬

‫‪ ‬هنـاك أثـر طـردي ملـتغـري تـن ـوع جـ نس أعضاء جملس اإلدارة على التعثر املايل للشركات‪ ،‬وهو ما تظهره‬
‫اإلشـا رة امل ـوجـبـة ملعامل اللوجت ) ‪ (‬اخلاص هبذا املتغري الذي بلغت قيمته (‪ ،)0.034‬هذه األخرية تشري‬
‫إىل أن لوغـاريـتـم مـعـ امـل الـرتجـي ـح )‪ (log odds‬بـأن تـكـون الشركة متعثرة ماليا سيزيد مبقدار (‪) 0.034‬‬
‫نتيجة للزيادة يف نسبة أعضاء جملس اإلدا رة من جنس اإلناث مبقدار وحدة واحدة‪ ،‬شرط ثبات أثر‬
‫املتغريات األخرى‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫املطلب الثالث‪ :‬التفسري غري املباشر ملعامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬

‫نظ ار لتعق د وعدم وضوح التفسري املباشر ملعامالت اللوجت املقدرة ضمن معادلة منوذج حتليل االحندار‬
‫اللوجسيت فإنه ميكن االعتماد على تفسريات أخرى أقل تعقيدا وأكثر قربا من التفسري أو املعىن الواقعي امللموس‪،‬‬
‫وذلك باالعتماد على معامالت الرتجيح‪ ،‬ونسب الرتجيح واالحتماالت‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التفسري بداللة معامالت الرتجيح ) ‪(Odds‬‬

‫يعتمد التفسري بداللة معامالت الرتجيح على إبراز أثر التغري يف أحد املتغريات املستقلة بوحدة واحدة على‬
‫معامل الرتجيح بأن تكون الشركة متعثرة ماليا بدل لوغاريتم معامل الرتجيح‪ ،‬وذلك بأخذ الدالة األسية (معكوس‬
‫اللوغاريتم) ملعامل اللوجت ) ‪( (‬أي ) ‪ ،)(e‬ومن خالل االعتماد على النتائج الظاه رة يف اجلدول (‪ )37‬فإن‬
‫تفسري معامالت معادلة االحندار اللوجسيت لكل متغري مستقل على حدة بداللة معامالت الرتجيح سيكون على‬
‫النحو اآليت‪:‬‬

‫‪ ‬بلغت قيمة معامل الرتجيح )‪ (Odds coefficient‬ملتغري تركيز امللكية (‪ ،)795858.843‬وهي تعين أن‬
‫كون الشركة ذات هيكل ملكية مركزة من شأنه أن يؤدي إىل زيادة معامل الرتجيح )‪ (Odds‬لتصنيف‬
‫الشركة متعثرة ماليا مبقدار حاصل ضرب معامل الرتجيح األصلي يف (‪ ،)795858.843‬أي أنه سيبلغ‬
‫القيمة احملصل عليها نتيجة ضربه يف النسبة (‪)%79585884.3‬؛‬

‫‪ ‬قدرت قيمة معامل الرتجيح ملتغري ملكية املسريين ب ـ (‪ ،) 1.004‬وهو ما يدل على أن الزيادة يف نسبة‬
‫ملكية املسريين بوحدة واحدة ستؤدي إىل ارتفاع قيمة معامل الرتجيح بأن تكون الشركة متعث رة ماليا ليبلغ‬
‫املقدار الناتج من ضربه يف املعامل (‪ ،) 1.004‬وهي قيمة تعادل حاصل ضربه يف النسبة (‪)%100.4‬؛‬

‫‪ ‬بلغت قيمة معامل الرتجيح ملتغري ملكية جملس اإلدا رة (‪ ،) 0.836‬وهي تشري إىل أن الزيادة يف نسبة ملكية‬
‫أعضاء جملس اإلدارة بوحدة واحدة من شأهنا أن ختف ض معامل الرتجيح بأن تكون الشركة متعثرة ماليا‬
‫مبقدار حاصل ضرب معامل الرتجيح األصلي يف (‪ )0.836‬أو النسبة (‪)%83.6‬؛‬

‫‪ ‬سجلت قيمة معامل الرتجيح ملتغري حجم جملس اإلدارة (‪ ،) 1.009‬وهو ما يعين أن الزيادة يف عدد‬
‫أعضاء جملس اإلدارة بوحدة واحدة (عضو واحد) ستؤدي إىل الرفع من إمكانية تصنيف الشركة متعثرة‬

‫‪202‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫ماليا لتبلغ مقدار حاصل ضرب معامل الرتجيح األصلي يف (‪ ،)1.009‬وهي نفس القيمة احملصل عليها‬
‫نتيجة ضربه يف النسبة (‪)%100.9‬؛‬

‫‪ ‬إن قيمة معامل الرتجيح ملتغري الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدا رة واملدير العام قد قدرت ب ـ (‪،)0.108‬‬
‫وهي تشري إىل أن الفصل بني منصيب التسيري والرقابة يف الشركة من شأنه أن يقلل من معامل الرتجيح بأن‬
‫تكون الشركة متعثرة ماليا إىل مقدار حاصل ضرب معامل الرتجيح األصلي يف (‪ ،)0.108‬أو النسبة‬
‫املئوية املقابلة له (‪)%10.8‬؛‬

‫‪ ‬قدرت قيمة معامل الرتجيح ملتغري نشاطات جملس اإلدارة ب ـ (‪ ،) 0.746‬ما يعين أن الزيادة يف عدد‬
‫اجتماعات جملس اإلدارة بوحدة واحدة سينعكس على معامل الرتجيح بأن تكون الشركة متعث رة ماليا‬
‫باالخنفاض إىل القيمة الناجتة عن ضرب معامل الرتجيح األصلي يف (‪ ،)0.746‬أو النسبة (‪)%74.6‬؛‬

‫‪ ‬تعرب قيمة معامل الرتجيح بالنسبة ملتغري تنوع جنس أعضاء جملس اإلدا رة البالغة (‪ ) 1.035‬عن مقدار‬
‫معامل الزيادة يف معامل الرتجيح بأن تكون الشركة متعثرة ماليا نتيجة للرفع يف نسبة األعضاء من جنس‬
‫اإلناث يف جملس اإلدا رة بوحدة واحدة‪ ،‬وهو ما يعين بلوغ معامل الرتجيح األصلي املقدار احملصل عليه‬
‫من ضربه يف النسبة (‪.)%103.5‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬التفسري بداللة نسبة الرتجيح )‪(Odds Ratio‬‬

‫انطالقا من التفسري بداللة معامالت االحندار اللوجسيت (اللوجت)‪ ،‬ميكن االعتماد على معامل آخر يف‬
‫التفسري وهو نسبة الرتجيح‪ ،‬واليت تشري إىل النسبة املئوية للتغري يف معامل الرتجيح نتيجة للتغري يف أحد املتغريات‬
‫املستقلة بوحدة واحدة‪ ،‬وفيما يلي عرض لتفسري معامالت معادلة االحندار الل وجسيت لكل متغري مستقل على‬
‫حدة بداللة نسبة الرتجيح‪:‬‬

‫‪ ‬سجلت قيمة معامل االحندار اللوجسيت ملتغري تركي ز امللكية (‪ ،) 13.587‬وعلى هذا األساس فإن نسبة‬
‫الرتجيح املقابلة هلا (الدالة األسية ‪ eb‬هلذا املعامل) تساوي (‪ ، )795858.843‬أي أن الزيادة يف متغري تركيز‬
‫امللكية بوحدة واحدة (هيكل ملكية الشركة مركز ) من شأهنا أن تؤدي إىل ارتفاع قيمة معامل الرتجيح‬
‫األصلي للمتغري التابع بنسبة مئوية قدرها (‪ ،)%79585784.3‬وذلك يف ظل ثبات أثر املتغريات األخرى؛‬

‫‪203‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫‪ ‬بلغت قيمة معامل االحندار اللوجسيت ملتغري ملكية املسريين (‪ ،)0.004‬وعليه‪ ،‬فإن نسبة الرتجيح املقابلة هلا‬
‫(الدالة األسية ‪ eb‬هلذا املعامل) تساوي (‪ ،)1.004‬وهذا ما يخفس ر على أنه كلما زادت نسبة ملكية املسريين‬
‫بوحدة واحدة ‪ ،‬فإن معامل الرتجيح بأن يتم تصنيف الشركة متعث رة ماليا يزداد بنسبة مئوية قدرها ( ‪،)%0.4‬‬
‫يف ظل ضبط أثر املتغريات األخرى؛‬

‫‪ ‬بتسجيل معامل اللوجت ملتغري ملكية أعضاء جملس اإلدا رة القيمة ( ‪ ،) 0.179 -‬فإن نسبة الرتجيح املقابلة هلا‬
‫تساوي (‪ ،) 0.836‬وهو ما يشري إىل أن الزيادة بوحدة واحدة يف نسبة ملكية أعضاء جملس اإلدارة ستؤدي‬
‫إىل اخنفاض معامل الرتجيح األصلي للمتغري التابع بنسبة (‪)%16.4‬؛‬

‫‪ ‬قدرت قيمة معامل اللوجت ملتغري حجم جملس اإلدا رة ب ـ (‪ ،)0.009‬وهو ما يعين أن نسبة الرتجيح املقابلة‬
‫هلا تساوي (‪ ،)1.009‬وهذا ما يشري إىل أن الزيادة يف عدد أعضاء جملس اإلدا رة بوحدة واحدة (عضو‬
‫واحد) م ـن شـأهنـ ا أن تـؤدي إىل ارتفـاع قـ يمـة مـعـ امل الـرتجـيـح األص ـلي بـأن تـكـون الشـركـة مـت ـعـثرة ماليا‬
‫بنسبة (‪)%0.9‬؛‬

‫‪ ‬إن تسجيل معامل االحندار اللوجسيت ملتغري الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام لقيمة‬
‫( ‪ ،)2.226 -‬يدل على أن نسبة الرتجيح املقابلة هلا تساوي (‪ ،) 0.108‬وهو ما يعين أن الفصل بني منصيب‬
‫الرقابة والتسيري يف الشركة سيؤدي إىل اخنفاض قيمة معامل الرتجيح األصلي للمتغري التابع بنسبة‬
‫(‪)%89.2‬؛‬

‫‪ ‬ميكن لقيمة معامل الرتجيح األصلية للمتغري التابع أن تنخفض بنسبة ( ‪ ،)%25.4‬وذلك كانعكاس مباشر‬
‫للزيادة يف عدد اجتماعات جملس اإل دارة بوحدة واحدة‪ ،‬وهو ما تثبته نسبة الرتجيح ملعامل االحندار‬
‫اللوجسيت هلذا املتغري املقدرة ب ـ (‪)0.746‬؛‬

‫‪ ‬إن الزيادة يف نسبة تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة بوحدة واحدة ستؤدي إىل ارتفاع قيمة معامل الرتجيح‬
‫األصلي للمتغري التابع بنسبة ( ‪ ،) %3.5‬وهذا بسبب تسجيل نسبة الرتجيح ملعامل االحندار اللوجسيت هلذا‬
‫املتغري القيمة (‪.)1.035‬‬

‫‪204‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التفسري بداللة االحتماالت ) ‪(Probabilities‬‬

‫يعترب التفسري بداللة االحتماالت آخر املؤشرات اليت ميكن االعتماد عليها‪ ،‬وهو ما يتم من خالل‬
‫استخالص مقدار التغري يف االحتمال بأن تكون الشركة متعث رة ماليا نتيجة للتغري يف أحد املتغريات املستقلة بوحدة‬
‫واحدة‪ ،‬وثبات باقي املتغريات األخرى‪ ،‬وفيما يلي عرض لنتائج التفسري بداللة هذا املؤشر‪:‬‬

‫‪ ‬بلغت قيمة معامل االحندار اللوجسيت ملتغري تركيز امللكية القيمة (‪ ،) 13.587‬فيما قدرت نسبة الرتجيح‬
‫املقابلة له (‪ ،)795858.843‬ومبا أن االحتمال األصلي للمتغري التابع هو ( ‪ ،)%30.23‬فإن معامل‬
‫الرتجيح املقابل هلذا االحتمال يساوي (‪ .)0.4333 = 69.77 / 30.23‬وبناء على ذلك فإن حاصل ضرب‬
‫ستعطي معامل ترجيح جديد يساوي‬ ‫(‪) 795858.843‬‬ ‫معامل الرتجيح (‪ )0.4333‬يف نسبة الرتجيح‬
‫(‪ .)344845.637‬وحيث أن العالقة بني االحتمال ومعامل الرتجيح معلومة‪ ،‬فإن االحتمال املقابل ملعامل‬
‫الرتجيح (‪ )344845.637‬السابق تساوي (‪ .) 0.9999‬وهذا يعين أن الزيادة يف متغري تركيز امللكية بوحدة‬
‫واحدة‪ ،‬زادت من احتمال تصنيف الشركة على أهنا متعثرة ماليا بنسبة (‪)%69.76‬؛‬

‫‪ ‬قدرت قيمة معامل االحندار اللوجسيت ملتغري ملكية املسريين (‪ ،) 0.004‬وقيمة نسبة الرتجيح املقابل له‬
‫(‪ ،) 1.004‬ومبا أن االحتمال األصلي للمتغري التابع هو ( ‪ ،) %30.23‬فإن معامل الرتجيح املقابل هلذا‬
‫االحتمال يساوي (‪ .) 0.4333 = 69.77 / 30.23‬وبناء على ذلك‪ ،‬فإن حاصل ضرب معامل الرتجيح‬
‫(‪ )0.4333‬يف نسبة الرتجيح (‪ ) 1.004‬ستعطي معامل ترجيح جديد يساوي (‪ .)0.435‬وحيث أن العالقة‬
‫بني االحتمال ومعامل الرتجيح معلومة‪ ،‬فإن االحتمال املقابل ملعامل الرتجيح (‪ )0.435‬السابق يساوي‬
‫(‪ ،) 0.3031‬وهذا يعين أن الزيادة يف متغري نسبة ملكية املسريين بوحدة واحدة‪ ،‬جعلت قيمة احتمال‬
‫تصنيف الشركة على أهنا متعث رة ماليا ( ‪ ،) %30.31‬ونظرا لكون االحتمال األصلي يساوي ( ‪،)%30.23‬‬
‫فإن زيادة نسبة امللكية بوحدة واحدة قد زادت من احتمال تصنيف الشركة على أهنا متعث رة ماليا بنسبة‬
‫(‪)%0.08‬؛‬

‫‪ ‬سجلت قيمة معامل اللوجت ملتغري ملكية أعضاء جملس اإلدارة (‪ ،) 0.179 -‬وقيمة نسبة الرتجيح املقابل‬
‫له (‪ ،) 0.836‬ومبا أن االحتمال األصلي للمتغري التابع هو ( ‪ ) %30.23‬ومعامل الرتجيح املقابل له يساوي‬
‫(‪ ،) 0.4333‬فإن ضرب هذا األخري يف نسبة الرتجيح (‪ ) 0.836‬ستعطي معامل ترجيح جديد بأن تكون‬
‫الشركة متعثرة ماليا قدره (‪ ،)0.3622‬باحتمال قد ره (‪ ،) % 26.59‬وعلى هذا األساس‪ ،‬ميكن القول أن‬

‫‪205‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫الزيادة يف متغري نسبة ملكية أعضاء جملس اإلدا رة بوحدة واحدة قد أدت إىل اخنفاض احتمال تصنيف‬
‫الشركة على أهنا متعثرة ماليا بنسبة (‪)%3.64‬؛‬

‫‪ ‬يقدر االحتمال األويل لتصنيف الشركة على أهنا متعثرة ماليا (‪ ،) 0.3023‬ومعامل ترجيح مقابل له قدره‬
‫(‪ ،) 0.4333‬ونظرا لتسجيل نسبة الرتجيح ملتغري حجم جملس اإلدا رة القيمة (‪ ،)1.009‬فإن معامل‬
‫الرتجيح اجلديد املقابل هلذه النسبة سيبلغ (‪ )0.4372‬باحتمال قدره (‪ ،)0.3042‬وهذا يعين أن الزيادة يف‬
‫مـتغـري حجـم جمـ لـس اإلدا رة ب ـوح ـدة واحدة أدت إىل ارتفاع احتمال تصنيف الشركة على أهنا متعثرة ماليا‬
‫ب ـ (‪)0.0019‬؛‬

‫‪ ‬مبا أن قيمة املعامل اللوجسيت ملتغري الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدا رة واملدير العام قد بلغت‬
‫( ‪ ،) 2.226 -‬وقيمة نسبة الرتجيح املقابل له تساوي (‪ ،)0.108‬وكون االحتمال األصلي للمتغري التابع هو‬
‫(‪ ،)%30.23‬فإن معامل الرتجيح املقابل لذلك االحتمال يساوي (‪ .)0.4333‬وعليه‪ ،‬فإن حاصل ضرب‬
‫معامل الرتجيح (‪ )0.4333‬يف نسبة الرتجيح (‪ ) 0.108‬ستعطي معامل ترجيح جديد يساوي (‪) 0.0468‬‬
‫باحتمال قد ره (‪ .) 0.0447‬وهذا يعين أن الزيادة يف متغري الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير‬
‫العام بوحدة واحدة‪ ،‬جعلت قيمة احتمال تصنيف الشركة على أهنا متعث رة ماليا ( ‪ ،)%04.47‬وحيث أن‬
‫االحتمال األصلي يساوي ( ‪ ،) % 30.23‬فإن وجود فصل منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام أدى‬
‫إىل اخنفاض احتمال تصنيف الشركة على أهنا متعثرة ماليا بنسبة (‪)%25.76‬؛‬

‫‪ ‬قدرت قيمة معامل االحندار اللوجسيت ملتغري نشاطات جملس اإلدا رة ( ‪ ،) 0.293 -‬وقيمة نسبة الرتجيح‬
‫املقابل له (‪ ،) 0.746‬ونظرا لكون االحتمال األصلي للمتغري التابع هو ( ‪ ،)% 30.23‬فإن معامل الرتجيح‬
‫املقابل لذلك االحتمال يساوي (‪ .) 0.4333‬وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن معامل الرتجيح اجلديد املقابل‬
‫للزيادة يف نشاطات جملس اإلدا رة بوحدة واحدة سيبلغ (‪ )0.3232‬وباحتمال قد ره (‪ .)0.2443‬وحيث أن‬
‫االحتمال األصلي يساوي (‪ ،)0.3023‬فإن زيادة عدد اجتماعات جملس اإلدارة بوحدة واحدة أدى إىل‬
‫اخنفاض احتمال تصنيف ال شركة على أهنا متعثرة ماليا ب ـ (‪)0.058‬؛‬

‫‪ ‬سجل االحتمال األويل لتصنيف الشركات على أهنا متعثرة ماليا (‪ ، )0.3023‬ومعامل ترجيح مقابل له‬
‫قدره (‪ ،)0.4333‬ونظرا لتسجيل نسبة الرتجيح ملتغري تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة القيمة (‪،)1.035‬‬
‫فإن معامل الرتجيح اجلديد املقابل هلذه النسبة والناتج عن الزيادة يف قيمة متغري تنوع جنس أعضاء جملس‬

‫‪206‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫اإلدارة بوحدة واحدة سيبلغ (‪ ،)0.4485‬باحتمال قد ره (‪ ،)0.3096‬وعليه نستنتج أن الزيادة يف نسبة‬


‫تنوع جنس أعضاء جملس اإلدا رة بوحدة واحدة ستؤدي إىل ارتفاع احتمال تصنيف الشركة على أهنا‬
‫متعثرة ماليا ب ـ (‪.)0.0073‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬اختبار معنوية املعامالت املقدرة للنموذج ومناقشة فرضيات الدراسة‬
‫بعد تقدير قيمة معامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت وتفسريها باستخدام عدد من املؤش رات‬
‫املباش رة وغري املباشرة‪ ،‬مت ختصيص هذا املبحث الختبار معنوية املعامالت املقد رة ومناقشة الفرضية الرئيسية‬
‫للدراسة‪ ،‬واليت تنص على أنه‪ " :‬يوجد أثر ذو داللة إحصائية ملؤشرات حوكمة الشركات على التنبؤ بالتعثر‬
‫املا يل للشركات"‪ ،‬وينبثق عن هذه األخرية سبع (‪ ) 07‬فرضيات فرعية‪ ،‬تقابل كل منها متغ ريا مستقال واحدا‪،‬‬
‫والذي يشري إىل مؤشر من مؤشرات حوكمة الشركات اليت مت جتميعها يف قسمني أساسيني‪ :‬قسم خاص باملؤشرات‬
‫املرتبطة هبيكل امللكية‪ ،‬وقسم خاص باملؤشرات املرتبطة خبصائص جملس اإلدارة‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬اختبار معنوية املعامالت ومناقشة الفرضيات املرتبطة هبيكل امللكية‬

‫لقد مت اإلشارة إىل ممارسات حوكمة الشركات املرتبطة هبيكل امللكية من خالل ثالث مؤش رات رئيسية هي‪:‬‬
‫تركيز امللكية‪ ،‬وملكية املسريين وملكية أعضاء جملس اإلدا رة‪ ،‬واعتمادا على نتائج حتليل االحندار اللوجسيت فإنه‬
‫ميكن الكشف عن دور هذه املؤشرات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري تركيز امللكية ومناقشة الفرضية الفرعية األوىل‬

‫تنص الفرضية الفرعية األوىل على أنه‪" :‬يوجد أثر ذو داللة إحصائية لرتكيز امللكية على التنبؤ بالتعثر‬
‫املايل للشركات" ‪ ،‬وللحكم على هذه الفرضية ال بد من الكشف عن معنوية معامل اللوجت املقابل له واملقدر‬
‫من خالل معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت املبينة يف اجلدول اآليت‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)40‬نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري تركيز امللكية‬

‫درجة‬ ‫إحصاءة‬
‫مستوى الداللة‬ ‫املعامل ) ‪(‬‬ ‫املتغري‬
‫احلرية‬ ‫)‪(Wald‬‬

‫‪0.998‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪13.587‬‬ ‫تركيز امللكية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫‪207‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫نالحظ من اجلدول السابق أن قيمة إحصائية )‪ (Wald‬قد بلغت (‪ )0.000‬عند درجة حرية قدرها (‪) 1‬‬
‫ومـستـوى دالل ـة إحصـائيـة ق ـد ره (‪ ،)0.998‬وهـي قيـ مـة أعـل ـى م ـن مـست ـوى ال ـداللـة الـمعـ تمد ف ـي الدراسة والـ مقدر‬
‫ب ـ (‪ ،) 0.05‬وعليه يتم قبول الفرضية الصفرية القائلة بأن معامل االحندار اللوجسيت املرتبط باملتغري املستقل يساوي‬
‫صفر (‪ ،)0‬أي أن متغري تركيز امللكية ليس له أثر ذو داللة إحصائية على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫من خالل ما سبق‪ ،‬فإنه يتم رفض الفرضية الفرعية األوىل للدراسة (الفرضية الصفرية) واليت تنص على أنه‪:‬‬
‫"يوجد أثر ذو داللة إحصائية لرتكيز امللكية على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات"‪ ،‬وقبول الفرضية البديلة القائلة‬
‫بأنه‪" :‬ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية لرتكيز امللكية على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات"‪.‬‬

‫تتوافق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسات كل من )‪ (Manzaneque et al., 2016‬و ‪(Li et al.,‬‬
‫)‪ 2015‬و )‪ ، (Salloum & Azoury, 2012‬حيث انتهت مجيعها إىل عدم وجود أثر لرتكيز امللكية يف الشركة على‬
‫إمكانية التعرض لظاهرة التعثر املايل‪ ،‬وهو ما خيتلف مع ما توصلت إليه دراسة كل من )‪(Miglani et al., 2015‬‬
‫و )‪ (Wang & Deng, 2006‬اليت تشري إىل أن ألصحاب امللكيات الكبرية وتركيز امللكية أث ار إجيابيا يف التقليل من‬
‫خماطر التعرض للظاهرة‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري ملكية املسريين ومناقشة الفرضية الفرعية الثانية‬

‫تنص الفرضية الفرعية الثانية على أنه‪" :‬يوجد أثر ذو داللة إحصائية مللكية املسريين على التنبؤ بالتعثر‬
‫املايل للشركات" ‪ ،‬وللحكم على هذه الفرضية ال بد من الكشف عن معنوية معامل اللوجت املقابل له واملقدر‬
‫من خالل معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت املبينة يف اجلدول اآليت‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)41‬نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري ملكية املسريين‬

‫درجة‬ ‫إحصاءة‬
‫مستوى الداللة‬ ‫املعامل ) ‪(‬‬ ‫املتغري‬
‫احلرية‬ ‫)‪(Wald‬‬

‫‪1.000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪0.004‬‬ ‫ملكية املسريين‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫‪208‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫يظهر من اجلدول السابق أن قيمة إحصائية )‪ (Wald‬قد بلغت (‪ ) 0.000‬عند درجة حرية قدرها (‪)1‬‬
‫ومستوى داللة إحصائية قد ره (‪ ،) 1.000‬وهي قيمة أعلى من مستوى الداللة املعتمد يف الدراسة واملقدر ب ـ‬
‫(‪ ،) 0.05‬وعليه يتم قبول الفرضية الصفرية القائلة بأن معامل االحندار اللوجسيت املرتبط باملتغري املستقل يساوي‬
‫صفر (‪ ،)0‬أي أن متغري ملكية املسريين ليس له أثر ذو داللة إحصائية على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫من خالل ما س بق‪ ،‬يتم رفض الفرضية الفرعية الثانية للدراسة (الفرضية الصفرية) واليت تنص على أنه‪:‬‬
‫"يوجد أثر ذو داللة إحصائية مللكية املسريين على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات"‪ ،‬وقبول الفرضية البديلة‬
‫القائلة بأنه‪" :‬ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية مللكية املسريين على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات"‪.‬‬

‫تعترب هذه النتيجة متوافقة مع ما انتهت إليه دراسة )‪ (Wang & Deng, 2006‬من عدم وجود أثر لنسبة‬
‫ملكية املسريين على احتمالية التعرض لظاه رة التعثر املايل‪ ،‬غري أهنا ختتلف مع ما توصلت إليه دراسة كل من‬
‫)‪ (Pramudena, 2017‬و )‪ (Miglani et al., 2015‬واليت أثبتت أن مللكية املسريين دورا إجيابيا يف التقليل من‬
‫إمكانية تعرض الشركة حلالة التعثر املايل‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري ملكية أعضاء جملس اإلدارة وم ناقشة الفرضية الفرعية‬
‫الثالثة‬

‫تنص الفرضية الفرعية الثالثة على أنه‪" :‬يوجد أثر ذو داللة إحصائية مللكية أعضاء جملس اإلدارة على‬
‫التنبؤ بالتعثر املايل للشركات" ‪ ،‬وللحكم على هذه الفرضية ينبغي الكشف عن معنوية معامل اللوجت املقابل له‬
‫واملقدر من خالل معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت املبينة يف اجلدول اآليت‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)42‬نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري ملكية أعضاء جملس اإلدارة‬

‫درجة‬ ‫إحصاءة‬
‫مستوى الداللة‬ ‫املعامل ) ‪(‬‬ ‫املتغري‬
‫احلرية‬ ‫)‪(Wald‬‬

‫‪0.998‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪0.179 -‬‬ ‫ملكية أعضاء جملس اإلدارة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫يخظهر اجلدول السابق أن قيمة إحصائية )‪ (Wald‬قد بلغت (‪ ) 0.000‬عند درجة حرية قدرها (‪ )1‬ومستوى‬
‫داللة إحصائية قدره (‪ ،) 0.998‬وهي قيمة أعلى من مستوى املعنوية املعتمد يف الد راسة واملقدر ب ـ (‪ ،)0.05‬وعليه‬

‫‪209‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫يتم قبول الفرضية الصفرية القائلة بأن معامل االحندار اللوجسيت املرتبط باملتغري املستقل يساوي صفر (‪ ،)0‬أي أن‬
‫متغري ملكية أعضاء جملس اإلدارة ليس له أثر ذو داللة إحصائية على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫انطالقا مما سبق‪ ،‬فإنه يتم رفض الفرضية الفرعية الثالثة للدراسة (الفرضية الصفرية) واليت تنص على أنه‪:‬‬
‫"يوجد أثر ذو داللة إحصائية مللكية أعضاء جملس اإلدارة على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات"‪ ،‬وقبول الفرضية‬
‫البديلة القائلة بأنه‪ " :‬ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية مللكية أعضاء جملس اإلدارة على التنبؤ بالتعثر املايل‬
‫للشركات"‪.‬‬

‫تتفق هذا النتيجة مع خمرجات دراسة )‪ ، (Li et al., 2015‬حيث مل يظهر أي أثر لنسبة ملكية أعضاء‬
‫جملس ا إلدارة يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‪ ،‬إال أهنا ختتلف مع ما انتهت إليه دراسة )‪(Wang & Deng, 2006‬‬
‫من كوهنا تساهم يف التقليل من احتمال التعرض للظاهرة املدروسة‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬اختبار معنوية املعامالت ومناقشة الفرضيات املرتبطة خبصائص جملس اإلدارة‬

‫الفرع األول‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري حجم جملس اإلدارة ومناقشة الفرضية الفرعية الرابعة‬

‫تنص الفرضية الفرعية الرابعة على أنه‪" :‬يوجد أثر ذو داللة إحصائية حلجم جملس اإلدارة على التنبؤ‬
‫بالتعثر املايل للشركات"‪ ،‬وللحكم على هذه الفرضية جيب الكشف عن معنوية معامل اللوجت املقابل له واملقدر‬
‫من خالل معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت املبينة يف اجلدول اآليت‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)43‬نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري حجم جملس اإلدارة‬

‫درجة‬ ‫إحصاءة‬
‫مستوى الداللة‬ ‫املعامل ) ‪(‬‬ ‫املتغري‬
‫احلرية‬ ‫)‪(Wald‬‬

‫‪0.968‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.229‬‬ ‫‪0.009‬‬ ‫حجم جملس اإلدارة‬


‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫يبني اجلدول السابق أن قيمة إحصائية )‪ (Wald‬قد بلغت (‪ ) 0.229‬عند درجة حرية قدرها (‪ )1‬ومستوى‬
‫داللة إحصائية قدره (‪ ،) 0.968‬وهي قيمة أعلى من مستوى الداللة املعتمد يف الدراسة واملقدر ب ـ (‪ ،)0.05‬وعليه‬
‫يتم قبول الفرضية الصفرية القائلة بأن معامل االحندار اللوجسيت املرتبط باملتغري املستقل يساوي صفر (‪ ،)0‬أي أن‬
‫متغري حجم جملس اإلدارة ليس له أثر ذو داللة إحصائية على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬يتم رفض الفرضية الفرعية الرابعة للدراسة (الفرضية الصفرية) واليت تنص على أنه‪:‬‬
‫"يوجد أثر ذو داللة إحصائية حلجم جملس اإلدارة على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات"‪ ،‬وقبول الفرضية البديلة‬
‫القائلة بأنه‪" :‬ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية حلجم جملس اإلدارة على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات"‪.‬‬

‫يعترب هذا املؤشر أحد أكثر املؤشرات إثارة للجدل بسبب التمايز الكبري يف نتائج الدراسات امليدانية اليت‬
‫استخدمته‪ ،‬ففي حني تتوافق نتائج دراسيت )‪ (Li et al., 2015‬و )‪ (Wang & Deng, 2006‬مع ما انتهت إليه‬
‫دراستنا من عدم وجود أثر دال لعدد األعضاء الذين يشغلون منصبا يف جملس اإلدا رة على إمكانية التعرض حلالة‬
‫& ‪ (Salloum‬من جهة‪،‬‬ ‫)‪ (Pramudena, 2017‬و )‪Azoury, 2012‬‬ ‫التعثر املايل‪ ،‬تقدم دراسات كل من‬
‫و )‪ (Manzaneque et al., 2016‬و)‪ (Brédart, 2014‬من جهة ثانية‪ ،‬دالئل على وجود أثر دال طردي وعكسي‬
‫لكل منها على التوايل‪ ،‬وهو ما جيعل هذا املؤشر بعيدا عن أي إمجاع‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‬
‫ومناقشة الفرضية الفرعية اخلامسة‬

‫تنص الفرضية الفرعية اخلامسة على أنه‪" :‬يوجد أثر ذو داللة إحصائية للفصل بني منصيب رئيس جملس‬
‫اإلدارة واملدير العام على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات"‪ ،‬وللحكم على هذه الفرضية ينبغي الكشف عن معنوية‬
‫معامل اللوجت املقابل له واملقدر من خالل معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت املبينة يف اجلدول اآليت‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)44‬نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‬

‫مستوى‬ ‫درجة‬ ‫إحصاءة‬


‫املعامل ) ‪(‬‬ ‫املتغري‬
‫الداللة‬ ‫احلرية‬ ‫)‪(Wald‬‬

‫‪0.022‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5.258‬‬ ‫‪2.226 -‬‬ ‫الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫نالحظ من اجلدول السابق أن قيمة إحصائية )‪ (Wald‬قد بلغت (‪ )5.258‬عند درجة حرية قدرها (‪) 1‬‬
‫ومستوى داللة إحصائية قدره (‪ ،) 0.022‬وهي قيمة أدىن من مستوى الداللة املعتمد يف الدراسة واملقدر ب ـ‬
‫(‪ ،) 0.05‬وعليه يتم رفض الفرضية الصفرية القائلة بأن معامل االحندار اللوجسيت املرتبط باملتغري املستقل يساوي‬
‫صفر (‪ ،) 0‬وقبول الفرضية البديلة اليت تنص على أن معامل االحندار اللوجسيت املرتبط باملتغري املستقل ال يساوي‬

‫‪211‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫صفر (‪ ،)0‬أي أن متغري الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدا رة واملدير العام له أثر ذو داللة إحصائية على التنبؤ‬
‫بالتعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫انطالقا مما سبق‪ ،‬فإنه يتم قبول الفرضية الفرعية اخلامسة للدراسة (الفرضية الصفرية) واليت تنص على أنه‪:‬‬
‫"يوجد أثر ذو داللة إحصائية للفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام على التنبؤ بالتعثر املايل‬
‫للشركات"‪ ،‬ورفض الفرضية البديلة القائلة بأنه‪" :‬ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية للفصل بني منصيب رئيس‬
‫جملس اإلدارة واملدير العام على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات"‪.‬‬

‫ختتلف نتيجة هذا املؤشر مع نتائج مجيع الدراسات السابقة اليت استخدمته يف التنبؤ بالتعثر املايل‬
‫للشركات‪ ،‬حيث مل تقدم دراسات كل من )‪ (Moghaddam & Filsaraei, 2016‬و ‪(Manzaneque et al.,‬‬
‫‪ (Brédart,‬و)‪(Salloum & Azoury, 2012‬‬ ‫)‪ 2016‬و)‪ (Li et al., 2015‬و )‪ (Miglani et al., 2015‬و)‪2014‬‬

‫و)‪ (Wang & Deng, 2006‬أي دالئل على وجود أثر دال للفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة والرئيس‬
‫التنفيذي (املدير العام) على التنبؤ بالظاهرة املدروسة‪ ،‬وهو ما يشري إىل اخلصوصية الكبرية اليت تتميز هبا الشركات‬
‫اجلزائرية اخلاضعة للدراسة عن تلك اليت مت دراستها ضمن األحباث سالفة الذكر‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري نشاطات جملس اإلدارة ومناقشة الفرضية الفرعية‬
‫السادسة‬

‫تنص الفرضية الفرعية السادسة على أنه‪" :‬يوجد أثر ذو داللة إحصائية لنشاطات جملس اإلدارة على‬
‫التنبؤ بالتعثر املايل للشركات" ‪ ،‬وللحكم على هذه الفرضية ال بد من الكشف عن معنوية معامل اللوجت املقابل‬
‫له واملقدر من خالل معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت املبينة يف اجلدول اآليت‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)45‬نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري نشاطات جملس اإلدارة‬

‫درجة‬ ‫إحصاءة‬
‫مستوى الداللة‬ ‫املعامل ) ‪(‬‬ ‫املتغري‬
‫احلرية‬ ‫)‪(Wald‬‬

‫‪0.478‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.503‬‬ ‫‪0.293 -‬‬ ‫نشاطات جملس اإلدارة‬


‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫‪212‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫يظهر من اجلدول السابق أن قيمة إحصائية )‪ (Wald‬قد بلغت (‪ ) 0.503‬عند درجة حرية قدرها (‪)1‬‬
‫ومستوى داللة إحصائية قد ره (‪ ،)0.478‬وهي قيمة أعلى من مستوى الداللة املعتمد يف الدراسة واملقدر ب ـ‬
‫(‪ ،) 0.05‬وعليه يتم قبول الفرضية الصفرية القائلة بأن معامل االحندار اللوجسيت املرتبط باملتغري املستقل يساوي‬
‫صفر (‪ ،)0‬أي أن متغري نشاطات جملس اإلدارة ليس له أثر ذو داللة إحصائية على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫من خالل ما سبق‪ ،‬يتم رفض الفرضية الفرعية السادسة للدراسة (الفرضية الصفرية) واليت تنص على أنه‪:‬‬
‫"يوجد أثر ذو داللة إحصائية لنشاطات جملس اإلدارة على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات"‪ ،‬وقبول الفرضية‬
‫البديلة القائلة بأنه‪" :‬ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية لنشاطات جملس اإلدارة على التنبؤ بالتعثر املايل‬
‫للشركات"‪.‬‬

‫تتوافق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة )‪ (Brédart, 2014‬من عدم وجود أثر لعدد االجتماعات‬
‫اليت يعقدها جملس اإلدا رة خالل السنة على التعثر املايل للشركات‪ ،‬ليبقى نشاط اجمللس مرتبطا أساسا بالظروف‬
‫واملستجدات اليت تستدعي اجتماعه بغض النظر عن الظروف املالية اليت متر هبا الشركة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة ومناقشة الفرضية الفرعية‬
‫السابعة‬

‫تنص الفرضية الفرعية السابعة على أنه‪" :‬يوجد أثر ذو داللة إحصائية لتنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة‬
‫على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات"‪ ،‬وللحكم على هذه الفرضية ينبغي الكشف عن معنوية معامل اللوجت‬
‫املقابل له واملقدر من خالل معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت املبينة يف اجلدول اآليت‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)46‬نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة‬

‫درجة‬ ‫إحصاءة‬
‫مستوى الداللة‬ ‫املعامل ) ‪(‬‬ ‫املتغري‬
‫احلرية‬ ‫)‪(Wald‬‬

‫‪0.276‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.187‬‬ ‫‪0.034‬‬ ‫تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة‬


‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على خمرجات برنامج ‪.SPSS‬‬

‫يخظهر اجلدول السابق أن قيمة إحصائية )‪ (Wald‬قد بلغت (‪ ) 1.187‬عند درجة حرية قدرها (‪ )1‬ومستوى‬
‫داللة إحصائية قدره (‪ ،) 0.276‬وهي قيمة أعلى من مستوى الداللة املعتمد يف الدراسة واملقدر ب ـ (‪ ،)0.05‬وعليه‬

‫‪213‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫يتم قبول الفرضية الصفرية القائلة بأن معامل االحندار اللوجسيت املرتبط باملتغري املستقل يساوي صفر (‪ ،)0‬أي أن‬
‫متغري تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة ليس له أثر ذو داللة إحصائية على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬فإنه يتم رفض الفرضية الفرعية السابعة للد راسة (الفرضية الصفرية) واليت تنص على أنه‪:‬‬
‫"يوجد أثر ذو داللة إحصائية لتنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات" ‪ ،‬وقبول‬
‫الفرضية البديلة القائلة بأنه‪" :‬ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية لتنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة على التنبؤ‬
‫بالتعثر املايل للشركات"‪.‬‬

‫تعترب هذه النتيجة متوافقة مع ما توصلت إليه دراسة )‪ (Salloum & Azoury, 2012‬من ع دم وجود أثر‬
‫لتنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة على التنبؤ مبخاطر التعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫خالصة‬
‫لقد مت توفيق منوذج لتحليل االحندار اللوجسيت ٍ‬
‫خال من مشاكل التعددية اخلطية للمتغريات املستقلة‪ ،‬وقادر‬
‫على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات من خالل االعتماد على مؤشرات حوكمة الشركات‪ ،‬وهو ما تظهره الداللة‬
‫اإلحصائية الكلية للنموذج املقدرة ب ـ (‪ ،)0.00‬ونتائج اختبار قوته التفسريية البالغة ( ‪ ) %54.1‬بالنسبة إلحصائية‬
‫)‪ ، (Nagelkerke R square‬باإلضافة إىل قدرته العالية على التمييز بني الشركات املتعثرة وغري املتعثرة ماليا من‬
‫خالل اعتماده على املتغريات املنبّئة‪ ،‬حيث بلغت نسبة التصنيف الصحيح للشركات حسب وضعها املايل‬
‫(‪.)%84.5‬‬

‫من خالل تقدير معامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت واختبار معنوية كل منها على حدة‪ ،‬مت‬
‫قبول فرضية فرعية واحدة تشري إىل وجود أثر ذو داللة إحصائية للفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير‬
‫العام على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‪ ،‬ورفض مجيع الفرضيات الفرعية األخرى املرتبطة مبؤشرات حوكمة‬
‫الشركات‪ ،‬حيث مل يثبت وجود أثر ذو داللة إحصائية لكل من تركيز امللكية‪ ،‬وملكية املسريين وأعضاء جمالس‬
‫إدارة الشركات‪ ،‬وحجم جمالس اإلدارة ونشاطاهتا وتنوع جنس أعضائها على التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫اخل ـ ـاتـمـة الع ـ ـ ـ ـامة‬

‫ب ر ارماال اعممية ارمتطفة بالعام م ن اتطتدامله اوألى‬ ‫شهد موضوع احل ومة اعدددد م اعطوواا‬
‫مل هك حتة نةس ارمدىن احلددث مري نهنل شكفت اعادادل اوأتلتة عطافوا ارمدلين اعائةسة عةفسة احلومة‬
‫مبةهومهل اعواتع خصوصل م لةث اإلشلاة إى طاق اإلدااة لاعطسةري لاع اقلب لاإلشااف لاعطوجة لإثلاة‬
‫اعقضلدل اعسفومة لاوأخالقة عألطااف ارمطدلقدة بقودا صاحي نل ضةية ‪.‬‬

‫ب إدااهتل لمل ميك ن ديجا بي م صااع عفةصفح بني طايف بقد‬ ‫شك انةصلل مفكة اعشامل‬
‫اعوملع اعفايل اوألى عطشك مةهوم لومة اعشامل ؛ لذعك م خالل اعاحث ب اآلعةل اعكةةف بإدااة هذا‬
‫اعصااع لختةةض هكلعةة لاعطتةةف م آثلاه اعسفاة بفى اعشام مري ن مل شهده اعدلمل خالل اعدقود اوأخرية‬
‫لبضلئح إدااد‬ ‫وأتواق ارملل اعدلرمة‬ ‫لاضواابل‬ ‫لهيلم عفضغوط اعطيلبسة‬ ‫مارية عفتوصص‬ ‫م موجل‬
‫بكاد جدددة هدبوا إى ضالاة ن دط‬ ‫لاخطالتل ملعة يف بدد م اعشامل اعدلرمة قد بجفت ب رلز هةلاا‬
‫بإدااهتل عطشة ملب اوأطااف نصحلب ارمصفح بفى‬ ‫اعيت دهط نظلم لومة اعشامل‬ ‫هوتةع دائاة اعدالقل‬
‫هيوبهل مع احلاص اعدائ بفى االتطةلع إى انشغلالهتل لإشالع امالهتل بشك بلدل لمطواز لهذا مل م شأن‬
‫ن ديدكس إجيلبةل بفى نشلط اعشام لندائهل لقداهتل بفى حتقةق نهدابهل احللعة لارمسطقافة لدةطح هلل جملال ممةما‬
‫عالتطةلدة م اعةاص اعيت هوباهل بةئ اعيشلط لارمسلمه يف حتقةق اعطيةة االقطصلدد لاالجطةلبة ارميشودة‪.‬‬

‫هاهكم بدلعة نظلم لومة اعشامل بفى مدى بدلعة آعةله اعداخفة (اجلةدة اعدلم جمفس اإلدااة هةك‬
‫نصحلب ارمصلحل اخللاجةني اعسوق اعيقلبل‬ ‫اعطدقةق اعداخفي‪ )...‬لاخللاجة (ارمااجد اخللاجة‬ ‫ارمفكة‬
‫هذه اوأخرية‬ ‫اعوطية ‪ )...‬اعيت هشطغ ضة لفق هةلبفة مسطةاة لمطكلمف م نج حتقةق نلس ارمةلاتل‬
‫هاقى حم حبث لاجطهلد؛ لةث نن ال لجود عيةوذج نل مدلن جلمد جلةةع اعرتهةال اعضالاد عطةدة نظلم‬
‫لذعك بساب اخطالف طاةد لخصلئص اعاةئ االقطصلدد عك بفد لمتلدم اعقوابد لاإلجااءا‬ ‫لومة اعشامل‬
‫بةهل‪ .‬لبفى هذا اوأتلس بقد مت اعاحث لاعطقصي ب لاقع احلومة يف اجلمائا م‬ ‫ارميظة عيشلط اعشامل‬
‫لاتطقااء بدض اعيصوص اعطشاددة لاعقوابد اعقلنونة ذا اعصف ‪.‬‬ ‫خالل هسفةط اعضوء بفى بدض ارمالداا‬

‫بابت اجلمائا خالل اعسيوا اوأخرية جمةوب م ارمالداا لاإلصاللل ارماهاو مبةلهة احلومة بشك‬
‫يف اجلمائا ميذ تي (‪ )1988‬بلعطيسةق‬ ‫صادح نل ضةين؛ بدفى ارمسطوى اعكفي عالقطصلد مثال بةفت اعسفول‬
‫مع ارميظةل لاهلةئل ارملعة اعدلعة بفى هاين لمم م اإلصاللل اهلةكفة اعيت هسةح هلل بلالنطقلل إى اقطصلد‬
‫اعسوق مةل مت إصداا لمم م اعقوانني لاعطدفةةل اهللدب إى اعوقل د م اعةسلد لمكلبحط لدبةهل بإنشلء‬

‫‪217‬‬
‫اخل ـ ـاتـمـة الع ـ ـ ـ ـامة‬

‫هةئ لطية عذا اعغاض تي ‪2006‬م لددوانل ماممدل عقةع اعةسلد تي ‪2010‬م بلإلضلب إى ارمالداة اعيت هايلهل‬
‫احلك يف اجمللعني االقطصلدي‬ ‫اإلحتلد اوألاليب عدب احلومة يف اجلمائا لذعك م خالل هدمدم مؤتسل‬
‫بقد مت تي ‪2007‬م ابطةلد نظلم حملتيب لمليل‬ ‫لاعسةلتي لهدمدم ت ةلدة اعقلنو ‪ .‬نمل بةةل خيص نشلط اعشامل‬
‫جددد دطوابق بشك ماري مع مدلدري احمللتا اعدلعة لهو اعيظلم اعذي مت اعدة ب امسةل بداد م اعةلهح جلنةي‬
‫‪2010‬م مةل مت تي ‪ 2009‬م إصداا مةثلق احلك اعااشد عفةؤتس يف اجلمائا لهو مةثلق حية بني طةله اعدددد‬
‫اإلدااة اعاشةدة عألبةلل‬ ‫اجلمائاد بفى هاين مملاتل‬ ‫اهللدب إى هشجةع ارمؤتسل‬ ‫لاإلاشلدا‬ ‫م اعطوجةهل‬
‫لبق مل دطةلشى مع خصوصةلهتل خلص لنن دسري يف نةس اجتله اعدددد م اعقوابد اعقلنونة ارميظة عيشلطهل‬
‫لهو مل م شأن ن دضةي عإلعمام اإلجالاي بددا قةةةل‪.‬‬

‫عةس توى اندكلس رمل حيةف م قداة بفى دب نشلط‬ ‫إ االهطةلم ارمطمادد مبوضوع لومة اعشامل‬
‫ن نلد نه ارمدلدري اعيت‬ ‫لندائهل لضةل اتطةااادطهل لةث دداك اعقلئةو بفى إدااة هذه اعشامل‬ ‫اعشامل‬
‫نضحت هشك حموا مطلبد مسطةاة م قا ارمسطثةاد لاعايوك للملال اعطصيةف لمكلهب االتطشلاا اعدلرمة‬
‫هو مدى االعطمام بطواةق ارمةلاتل اعسفةة عألبةلل لهذا إلداامه بلآلثلا اعسفاة لاالندكلتل اخلورية اعيت‬
‫ميك ن هيجا ب اعطهلل نل اعطقصري يف إقلم إجااءا لقوابد لهاهةال بدلع يف اإلدااة لاعطسةري لاعاقلب بفى‬
‫اإلدااة لاعطسةري‪.‬‬

‫ميك ن دأخذ اعةش يف إقلم هةلم مالئة إلدااة اعشامل لهقوميهل اعدددد م اوأشكلل‪ :‬مضدف‬
‫لضدف ننظة اعاقلب‬ ‫لهداخ اعسفول‬ ‫لبدم مةلءة اعولق اإلدااي اعقلئ بفى هسةريهل لتوء اعطيظة‬
‫م خالل ات خوط‬ ‫لنصوهلل لاعةش يف هوجة اعشامل‬ ‫لإتلءة اتطتدام نموال ا عشامل‬ ‫اعداخفة‬
‫بةئ اوأبةلل لهذا مل‬ ‫إترتاهةجة حمكة لهيةةذهل بلإلضلب إى بدم اعقداة بفى مسلداة لاعطحك يف مطغريا‬
‫بفى مسطوى نشلط اعشامل لندائهل لبالز إخطالال هةكفة لملعة قد‬ ‫م شأن ن دؤدي إى ظهوا اضواابل‬
‫هاه قداهتل ب حتقةق بوائد ملعة مالئة بفى اتطثةلااهتل مةل قد دطةلق اعوضع عةص لد حتقةق خسلئا يف‬
‫اعيطةج ل‪/‬نل اعدجم ب اعوبلء بلعطماملهتل احللعة لارمسطقافة لهو اعوضع اعذي ديذا بإمكلنة إشهلا اعشام‬
‫إلبالتهل لهصةةطهل إ مل دط اختلذ اإلجااءا اعطصحةحة اعالزم ‪.‬‬

‫نلد نمثا اعظواها خواا بفى اتطةااادطهل؛‬ ‫ارملعة اعيت ميك ن هطداض هلل اعشامل‬ ‫هدط ر االخطالال‬
‫لةث جتدفهل بلجمة ب اعوبلء بلعطماملهتل ارملعة اجتله مجةع اوأطااف نصحلب ارمصفح لهو مل م شأن ن‬

‫‪218‬‬
‫اخل ـ ـاتـمـة الع ـ ـ ـ ـامة‬

‫ديدكس تفال بفى بالقطهل هب لدقوض الابط اعثق اعيت هابوهل هب لهلذا جند ن اعقلئةني بفى إدااة اعشامل‬
‫لصيلع اعقااا بةهل دائةل مل ددةفو بفى هةلدي اعوقوع يف مث هذه اعظالف لذعك م خالل مجع ارمدفومل‬
‫اعالزم اعيت متكيه م مطلبد نشلط شاملهت لهووا نبةلهلل لحتفةفهل بلتطتدام طاق لنتلعةب خمطفة م نج‬
‫لاعطياؤ مبسلاهل ارمسطقافي لهو مل م شأن ن دسةح هل بلختلذ اإلجااءا‬ ‫هشتةص لضدةطهل احللعة‬
‫اعطصحةحة ارمالئة يف اعوقت ارميلتب‪.‬‬

‫اعامةمة اوأتلتة عدةفة هشتةص لاعطياؤ‬ ‫ارملعة ارمسطتاج م اعقوائ ارملعة عفشامل‬ ‫هشك ارمدفومل‬
‫لةث قدم اعدددد م اعاللثني جمةوب م اعيةلذج اعيت هسطتدم ارمؤش اا ارملعة عطحقةق‬ ‫بلعوضع ارمليل عفشامل‬
‫ارمكون عفيةوذج لنلزاهنل‬ ‫هذا اعغاض مري ن هذه اعيةلذج قد اخطفةت يف اعدددد م اعيقلط‪ :‬ملرمؤشاا‬
‫اعيت ميك هواةق اعيةوذج بفةهل بلإلضلب إى حمدلددطهل يف اعكشف ب‬ ‫اعيساة لدقطهل لطاةد اعشامل‬
‫مري ارملعة اعيت نثاطت جمةوب االهنةلاا ارملعة عك ردل اعشامل اعدلرمة قداهتل بفى إضدلف‬ ‫مواط االخطالال‬
‫لدبدهل إى االهنةلا يف برتة لجةمة‪.‬‬ ‫اعشامل‬

‫بيلء بفى مل تاق نصاح م اعضالاي بفى صيلع اعقااا لارمسطثةاد لبلقي اوأطااف ارمهطة بيشلط‬
‫ن هأخذ بدني االبطالا اعسةلتل لاإلجااءا ارمدةول هبل يف إدااة لهسةري اعشامل لاعاقلب بفةهل بيد‬ ‫اعشامل‬
‫بدددة لدااتل مثرية هدة بفى اعكشف ب دلا هذه ارمةلاتل‬ ‫ني بةفة عطقوميهل لةث باز هةلاا‬
‫لنمهةطهل يف هشتةص لضدة اعشامل لاعطياؤ مبسطقافهل خلص مل ااهاط ميهل هبةك ارمفكة (هامةم ارمفكة ارمفكة‬
‫اإلدااد ارمفكة ارمؤتسلهة مفكة اعدلع ‪ )...‬لخصلئص جمفس اإلدااة لهشكةفط (احلج االتطقالعة اعةص‬
‫اجملفس جيسة اوأبضلء لجيسه ‪ )...‬مري ن‬ ‫بني ميصيب ائةس جمفس اإلدااة لاعائةس اعطيةةذي نشلطل‬
‫ارمةدانة بلخطالف‬ ‫لاآلااء اوأملدمية لاخطالف نطلئ اعدااتل‬ ‫هو مثاة اعطحفةال‬ ‫ارماللظ يف هذا اعشأ‬
‫طاةد بةئ اوأبةلل لخصوصة اعشامل اعيت هيشط بةهل لهو مل جيد اعاحث يف هذه ارمسلئ بدةدا ب ني‬
‫بةهل‪.‬‬ ‫إمجلع عةاقى جملل اعداات لاعطواةق بفى اعاةئل ارمتطفة مةطولل المطشلف نمهة هذه ارمةلاتل‬

‫دهط هذا اعاحث بداات لحتفة نمهة مملاتل احلومة يف اعطياؤ بظلهاة اعطدثا ارمليل عفشامل اجلمائاد‬
‫توةف باج بوباداد‬ ‫اخللص بـ (‪ ) 22‬شام مسلمه نلشو بوالدل‬ ‫لذعك م خالل مجع لحتفة اعاةلنل‬
‫ل‪ 2018‬م لحتفةفهل بلتطتدام اعدددد م اوأتلعةب اإللصلئة اعيت‬ ‫‪2013‬‬ ‫لارمسةف خالل اعةرتة ارمةطدة مل بني‬
‫لحتفة االحنداا‬ ‫هطالءم مع طاةد اعاةلنل ‪ :‬مةقلدةس اإللصلء اعوصةي لاخطالا دالع اعةالق بني ارمطوتول‬

‫‪219‬‬
‫اخل ـ ـاتـمـة الع ـ ـ ـ ـامة‬

‫لاعيت مت بفى نتلتهل هقدمي بدد م اعطوصةل‬ ‫اعفوجسيت‪ .‬هوصفت اعداات إى حتقةق اعدددد م اعيطلئ‬
‫لاإلشلاة إى اآلبلق اعاحثة ارماهاو بلرموضوع‪.‬‬

‫‪ ‬نتائج الدراسة‬

‫ن رزهل بةةل دفي‪:‬‬ ‫هوصفت اعداات إى حتقةق اعدددد م اعيطلئ‬

‫هةك مفكة مام مة اعيوع اعغلعب يف اعداات لةث بفغت‬ ‫ذا‬ ‫اخللص بلعشامل‬ ‫‪ -‬هشك ارمشلهدا‬
‫يف لني قدا بدد مشلهدا اعشامل ذا هةك ارمفكة ارمشطط‬ ‫نساطهل (‪ )%80‬م جمةوع ارمشلهدا‬
‫بيسا (‪)%20‬؛‬
‫اخللضد عفداات (‪)%6.6‬‬ ‫لنبضلء جملعس إدااة اعشامل‬ ‫مطوتط نسا مفكة ارمسريد‬ ‫‪ -‬تج‬
‫اخللص بلرمفكة اإلدااد‬ ‫ل(‪ )%21.93‬بفى اعطوايل لمهل نساطل ضئةفطل هد را ب ضدف ارمةلاتل‬
‫ب إدااهتل م جه‬ ‫م جه لاالنةصلل اعكاري رمفكة اعشامل‬ ‫لومة اعشامل‬ ‫مأ لد نه آعةل‬
‫نخاى؛‬
‫ارمدالت مل بني (‪ )12‬بضو وأم ر اجمللعس ل(‪ )3‬نبضلء‬ ‫‪ -‬درتالح بدد نبضلء جملعس إدااة اعشامل‬
‫وأدنلهل لمهل ميثال اعددد اوأقصى لاوأدىن ارمسةوح هبةل قلنونل بلعيسا هلذا اعشك م اعشامل )‪(SPA‬‬
‫لبق مل هيص بفة ارملدة (‪ )610‬م اعقلنو اعطجلاي اجلمائاي مةل تج مطوتط لج جمفس اإلدااة‬
‫لوايل (‪ )5‬نبضلء؛‬
‫ارماحوث بيسا اتطقالعة جةدة لةث قدا مطوتط نسا االتطقالعة‬ ‫‪ -‬هطةطع جملعس إدااة اعشامل‬
‫(‪)%58.14‬؛‬
‫‪ -‬دشغ ائةس جمفس اإلدااة ميصب ارمددا اعدلم يف (‪ ) %64‬م اعشامل ارمدالت يف لني ن (‪)%36‬‬
‫هي م هةص بني ميصيب ائةس جمفس اإلدااة لارمددا اعدلم لهو مل ددين ن ملعاة‬ ‫بقط م اعشامل‬
‫اعشامل جتةع بني تفويت اعطسةري لاعاقلب بفى اعطسةري؛‬
‫جملعس إدااة اعشامل اخللضد عفداات لوايل (‪ )6‬اجطةلبل تيودل؛‬ ‫‪ -‬بفغ مطوتط بدد اجطةلبل‬
‫لةث بفغت نساطه‬ ‫ارمدالت‬ ‫‪ -‬ميث جيس اعذموا اعةئ اعغلعا يف بضود جملعس إدااة اعشامل‬
‫(‪ ) %95.1‬يف لني قدا مطوتط نسا اإلنلث ب ـ (‪)%4.9‬؛‬

‫‪220‬‬
‫اخل ـ ـاتـمـة الع ـ ـ ـ ـامة‬

‫حم اعداات نسال هرتالح مل بني (‪ )%1‬ل(‪ )%110‬مأدىن لنبفى نساطني بفى‬ ‫‪ -‬تج فت مددونة اعشامل‬
‫اعطوايل يف لني قدا مطوتط نسا ارمددونة (‪ )%48‬م إمجليل اوأصول؛‬
‫‪ -‬درتالح لج اعشامل اعيت مشفطهل اعداات مد را بيهل بفوملادط لج اوأصول مل بني (‪ )24.87‬مأقصى‬
‫قةة ل(‪ ) 18.65‬مأدنلهل يف لني قدا ارمطوتط ب ـ (‪)21.45‬؛‬
‫‪ -‬بفغ بدد مشلهدا اعشامل ارمةفوم م قا اعدلع (‪ )99‬مشلهدة م نص (‪ )129‬مشلهدة لهو مل‬
‫ميث نسا (‪ )%76.74‬ميهل (‪ )39‬مشلهدة عشامل مطدثاة ل(‪ )60‬مشلهدة عشامل مري مطدثاة ملعةل يف‬
‫مري ارمةفوم م قا اعدلع (‪ )30‬مشلهدة لهو مل ميث‬ ‫اخللص بلعشامل‬ ‫لني قدا بدد ارمشلهدا‬
‫نسا (‪)%23.26‬؛‬
‫‪ -‬هيلك اخطالف جوهاي بني اعشامل ارمطدثاة لمري ارمطدثاة ملعةل م لةث شك ارمفكة لةث عولظ لجود‬
‫ااهالط دال مبسطوى دالع قداه (‪ )0.00‬بني هامةم ارمفكة لللع اعطدثا ارمليل عفشامل ؛‬
‫دالع إلصلئة عيسا مفكة ارمسريد مل بني اعشامل ارمطدثاة لمري ارمطدثاة ملعةل لةث‬ ‫‪ -‬هوجد بالق ذا‬
‫(‪ )0.00‬لهو نق م ارمسطوى احملدد يف‬ ‫بفغ مسطوى اعدالع الخطالا دالع اعةالق ( ) بني ارمطوتول‬
‫هذه اعداات لاعالعغ (‪ .)0.05‬لبلعام م اعضدف ارمسج يف هذا ارمؤشا بشك بلم إى نن نضدف‬
‫بفى مسطوى اعشامل ارمطدثاة ملعةل مي بفى مسطوى اعشامل مري ارمطدثاة ملعةل؛‬
‫‪ -‬دوجد اخطالف جوهاي بني مطوتط نسا مفكة نبضلء جمفس اإلدااة يف اعشامل ارمطدثاة لمري ارمطدثاة‬
‫ملعةل لةث تجفت اعيسا بفى مسطوى اعشامل ارمطدثاة (‪ )%0‬لهي نق بكثري م هفك ارمسجف بفى‬
‫مسطوى اعشامل مري ارمطدثاة ملعةل (‪)%31.44‬؛‬
‫‪ -‬هيلك بالق داع إلصلئةل حلج جمفس اإلدااة يف اعشامل ارمطدثاة لمري ارمطدثاة ملعةل لةث دةوق بدد‬
‫مري ارمطدثاة بدده يف اعشامل ارمطدثاة ملعةل لمل دؤمد ذعك هو مسطوى اعدالع‬ ‫اوأبضلء يف اعشامل‬
‫هلذا ارمؤشا لاعالعغ (‪)0.01‬؛‬ ‫الخطالا دالع اعةالق ( ) بني ارمطوتول‬
‫مري ارمطدثاة‬ ‫‪ -‬دةوق مطوتط نسا اتطقالعة جمفس اإلدااة يف اعشامل ارمطدثاة مطوتط نساطهل يف اعشامل‬
‫ملعةل ني ن جملعس إدااة اعشامل ارمطدثاة ملعةل نمثا اتطقالعة م جملعس إدااة اعشامل مري ارمطدثاة لهو‬
‫هلذا ارمؤشا لاعالعغ (‪)0.00‬؛‬ ‫مل دؤمده مسطوى اعدالع الخطالا دالع اعةالق ( ) بني ارمطوتول‬
‫‪ -‬هيلك ااهالط مديوي عفحلع ارملعة عفشام لشك اعقةلدة بةهل لةث ن اعشامل اعيت جتةع بني ميصيب‬
‫ائةس جمفس اإلدااة لارمددا اعدلم نمثا باض عظلهاة اعطدثا ارمليل م هفك اعيت هةص بني ارميصاني لدعة‬

‫‪221‬‬
‫اخل ـ ـاتـمـة الع ـ ـ ـ ـامة‬

‫ذعك هو مسطوى اعدالع الخطالا مابع ملي )‪ (Chi-Square‬عالتطقالعة اعذي تج قةة قداهل‬
‫(‪)0.00‬؛‬
‫جملعس إدااة اعشامل ارمطدثاة لمري ارمطدثاة ملعةل لةث تجال‬ ‫‪ -‬هيلك هقلاب ماري رمطوتط بدد اجطةلبل‬
‫لوايل (‪ ) 6‬اجطةلبل تيود عك ميهةل لمل ددب ذعك هو جتللز مسطوى اعدالع الخطالا دالع اعةالق‬
‫( ) بني ارمطوتول لارمقدا ب ـ (‪ )0.08‬ارمسطوى احملدد يف اعداات اعالعغ (‪)0.05‬؛‬
‫‪ -‬عةس هيلك اخطالف جوهاي يف هيوع جيس نبضلء جمفس اإلدااة بني اعشامل ارمطدثاة لمري ارمطدثاة ملعةل‬
‫(‪ )0.294‬لهو نبفى م مسطوى‬ ‫لةث بفغ مسطوى اعدالع الخطالا دالع اعةالق ( ) بني ارمطوتول‬
‫اعدالع احملدد يف اعداات اعالعغ (‪)0.05‬؛‬
‫ارمطدثاة لمري ارمطدثاة ملعةل لةث جتللز‬ ‫دالع إلصلئة عيسا ارمددونة بني اعشامل‬ ‫‪ -‬هوجد بالق ذا‬
‫مسطوى اعدالع اإللصلئة الخطالا دالع اعةالق ( ) بني ارمطوتول مسطوى اعدالع احملدد يف اعداات‬
‫اعالعغ (‪)0.05‬؛‬
‫‪ -‬عةس هيلك اخطالف جوهاي يف لج اعشامل اخللضد عفداات لسب للعطهل ارملعة لدعة ذعك هو‬
‫مسطوى اعدالع الخطالا دالع اعةالق ( ) بني ارمطوتول اعالعغ (‪)0.32‬؛‬
‫‪ -‬بفغت اعقوة اعطةسريد عيةوذج حتفة االحنداا اعفوجسيت اعذي مت هوبةق بلالبطةلد بفى مؤشاا لومة‬
‫نسا جةدة قداهل (‪ )%54.1‬لسب إلصلئة )‪ (Nagelkerke R square‬مةل نثات اخطالا‬ ‫اعشامل‬
‫‪ (Hosmer‬قداة اعيةوذج ارموبق بفى هصيةف لاعطياؤ‬ ‫)‪and Lemeshow‬‬ ‫جودة ارمولبق هلوزما لعةةشو‬
‫بلحللع ارملعة عفشامل حم اعداات ؛‬
‫بيسا‬ ‫لومة اعشامل‬ ‫‪ -‬دطةطع منوذج حتفة االحنداا اعفوجسيت اعذي مت هوبةق بلالبطةلد بفى مؤشاا‬
‫اعيت مت‬ ‫ارمطدثاة لمري ارمطدثاة ملعةل لةث قدا اعيسا اإلمجلعة عفحلال‬ ‫هصيةف بلعة عفةؤتسل‬
‫هصيةةهل هصيةةل صحةحل (‪)%84.5‬؛‬
‫لهو مل دثاط مسطوى‬ ‫‪ -‬ال دوجد نثا ذل دالع إلصلئة عرتمة م ارمفكة بفى اعطياؤ بلعطدثا ارمليل عفشامل‬
‫اعدالع اإللصلئة رمدلم اعفوجت اخللص هبذا ارمؤشا ارمقدا ب ـ (‪ ) 0.99‬لهو مري دال بيد مسطوى اعدالع‬
‫احملدد يف اعداات اعالعغ (‪)0.05‬؛‬
‫لةث بلق مسطوى اعدالع‬ ‫‪ -‬عةس هيلك نثا دال إلصلئةل رمفكة ارمسريد بفى اعطياؤ بلعطدثا ارمليل عفشامل‬
‫اإللصلئة رمدلم اعفوجت اخللص هبذا ارمؤشا ارمسطوى احملدد يف هذه اعداات لارمقدا ب ـ (‪)0.05‬؛‬

‫‪222‬‬
‫اخل ـ ـاتـمـة الع ـ ـ ـ ـامة‬

‫لةث قدا‬ ‫‪ -‬ال دوجد نثا ذل دالع إلصلئة رمفكة نبضلء جمفس اإلدااة بفى اعطياؤ بلعطدثا ارمليل عفشامل‬
‫مسطوى اعدالع اإللصلئة رمدلم اعفوجت اخللص هبذا ارمؤشا ب ـ (‪ ) 0.99‬لهو نبفى م ارمسطوى احملدد يف‬
‫هذه اعداات لارمقدا ب ـ (‪ ) 0.05‬مل ددين نن مري دال إلصلئةل لال ميك االبطةلد بفة ؛‬
‫لهو مل نثاطط‬ ‫بلالبطةلد بفى مؤشا لج جمفس إدااة اعشامل‬ ‫‪ -‬ال ميك اعطياؤ بلعطدثا ارمليل عفشامل‬
‫نطةج اخطالا ارمديود رمدلم اع فوجت اخللص هبذا ارمطغري لةث بلق مسطوى اعدالع اإللصلئة ارمسطوى‬
‫احملدد ضة هذه اعداات لارمقدا ب ـ (‪)0.05‬؛‬
‫‪ -‬دفدب مؤشا اعةص بني ميصيب ائةس جمفس اإلدااة لارمددا اعدلم دلاا هلمل يف اعطياؤ بلعطدثا ارمليل عفشامل‬
‫اعيت جتةع بني ارميصاني يف لني هكو‬ ‫لةث همداد الطةلعة اعطداض عظلهاة اعطدثا بلعيسا عفشامل‬
‫اعيت هةص بةيهة ل نق باض هلذه اعظلهاة لهو مل هؤمده مديود مدلم اعفوجت اخللص هبذا‬ ‫اعشامل‬
‫ارمؤشا لارمقداة ب ـ (‪)0.02‬؛‬
‫لةث بلق مسطوى اعدالع‬ ‫جمفس اإلدااة يف اعطياؤ بلعطدثا ارمليل عفشامل‬ ‫‪ -‬ال دسله مؤشا نشلطل‬
‫اإللصلئة رمدلم اعفوجت اخللص هبذا ارمؤشا ارمسطوى احملدد يف هذه اعداات لاعالعغ (‪)0.05‬؛‬
‫لهو‬ ‫‪ -‬ال دوجد نثا ذل دالع إلصلئة عطيوع جيس نبضلء جمفس اإلدااة بفى اعطياؤ بلعطدثا ارمليل عفشامل‬
‫مل دظهاه مسطوى اعدالع اإللصلئة رمدلم اعفوجت اخللص هبذا ارمؤشا ارمقدا ب ـ (‪ )0.276‬لهو نبفى م‬
‫ارمسطوى احملدد ضة هذه اعداات (‪ ) 0.05‬مل ددين نن مري دال إلصلئةل؛‬
‫‪ -‬بفغ مسطوى اعدالع اإللصلئة رمدلم اعفوجت اخللص مبؤشا نسا ارمددونة (‪ )0.000‬لهو نق م‬
‫مسطوى اعدالع اإللصلئة ارمدط ةد يف هذه اعداات مل ددل بفى نهنل داع إلصلئةل لبفة ميك اعقول ن‬
‫عيسا ارمددونة نثا ذل دالع إلصلئة بفى اعطياؤ بلعطدثا ارمليل عفشامل ؛‬
‫‪ -‬ال دوجد نثا ذل دالع إلصلئة حلج اعشام بفى اعطياؤ بلعطدثا ارمليل عفشامل ‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫اخل ـ ـاتـمـة الع ـ ـ ـ ـامة‬

‫‪ ‬توصيات الدراسة‬

‫هوصي اعداات بضالاة مل دأيت‪:‬‬ ‫بيلء بفى مل مت اعطوص إعة م نطلئ‬

‫بةفة عطةدة مملاتل لومة اعشامل اخللص مبفكة ارمسريد لنبضلء جمفس‬ ‫‪ -‬اعدة بفى لضع آعةل‬
‫لهولةد‬ ‫اإلدااة يف اعشام لذعك هبدف اعطقفة م لدة هضلاب ارمصلحل بني ارمالك لارمدااء لارمسريد‬
‫نهداف هذه اوأطااف لهوجةههل لبق مل خيدم نهداف اعشام ؛‬
‫اتطقالعة نبضلء جمفس اإلدااة لاعكشف ب ارمشلم لاعطحددل‬ ‫‪ -‬هشتةص لإبلدة اعيظا يف حمددا‬
‫اعيت دواجهوهنل؛‬
‫جمفس اإلدااة لحتسني ندائ يف‬ ‫‪ -‬هقةة بدلعة نبضلء جمفس اإلدااة ارمسطقفني يف اعابع م مةلءة بةفةل‬
‫لهوعة رميصيب اعطسةري لاعاقلب بفى اعطسةري؛‬ ‫ظ هةةي اعائةس ارمددا اعدلم يف مثري م اعشامل‬
‫‪ -‬اعدة بفى حتددد مدلدري لمؤشاا لاضح دط م خالهلل اعطوص إى اعددد ارمثليل وأبضلء جمفس اإلدااة‬
‫يف م شام لنذما بفى تاة ارمثلل ال احلصا ‪ :‬لج اعشام لشسلب نولق نبةلهلل لارميلبس يف‬
‫قولع اعيشلط للامة لتاب هغري بةئ اعيشلط؛‬
‫‪ -‬اعةص بني ميصيب ائةس جمفس اإلدااة لارمددا اعدلم لاعطحددد اعواضح رمهلم م ميهةل مبل دضة اعطيسةق‬
‫اجلة د لاالنسةلب ارمالئ عكلب ارمدفومل اعضالاة عطةدة نداء م ميهةل م نللة لنداء اهلةئطني اعاقلبة‬
‫لاعطسةريد اعفطني دانتلهنةل م نللة نخاى؛‬
‫‪ -‬هسف ةط اعضوء لاعاقلب بفى مسطودل ارمددونة ارمسةوح هبل يف اعشام لارمتلطا ارماهاو هبل لاعدة بفى‬
‫حتسني شالط االتطةلدة ميهل ل‪/‬نل االبطةلد بفى آعةل نخاى عفطةود ؛‬
‫لاعدة بفى إقلم هةك لومة مالئ ماين بفى‬ ‫احلومة بفى مسطوى اعشامل‬ ‫‪ -‬االهطةلم مبةلاتل‬
‫نتس لقوابد مدالت ؛‬
‫اعيت دط م خالهلل هقةة اعشامل‬ ‫لومة اعشامل مألد نه اعدوام لارمؤشاا‬ ‫‪ -‬ابطةلد مملاتل‬
‫لاحلك بفى نداءهل‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫اخل ـ ـاتـمـة الع ـ ـ ـ ـامة‬

‫‪ ‬آفاق الدراسة‬

‫انوالقل م اعيطلئ اعيت مت اعطوص إعةهل لاعطوصةل اعيت مت اقرتالهل ميك اإلشلاة إى جمةوب م اعيقلط‬
‫اعيت هشك حمللا حبث مسطقافة لهي‪:‬‬

‫إبالس)؛‬ ‫‪ -‬حمددا اتطقالعة جملعس اإلدااة لنثاهل بفى اعوضع ارمليل عفشامل (نداء هدثا بش‬
‫اعشتصة عفقلئةني بفى اإلدااة لاعطسةري يف اعطياؤ بلعوضع ارمليل عفشامل ؛‬ ‫‪ -‬نمهة ارمواصةل‬
‫‪ -‬آعةل هةدة مفكة (مسلمهل ) اعدلع )‪ (State Ownership‬لاندكلتلهتل بفى اعوضع ارمليل عفشامل ؛‬
‫‪ -‬نمهة ارمفكة ارمؤتسلهة يف اعطياؤ بلعوضع ارمليل عفشامل ؛‬
‫‪ -‬بيلء منوذج عفطياؤ بلعطدثا ارمليل عفشامل م خالل اتطتدام ارمؤشاا ارملعة لمؤشاا لومة اعشامل ؛‬
‫‪ -‬اتطتدام هقيةل اعذملء االصويلبي يف اعطياؤ بلعوضع ارمليل عفشامل ‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬املراجع باللغة العربية‬

‫أ‪ .‬الكتب‬
‫‪.2012‬‬ ‫أمحد علي خضر‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪.2010‬‬ ‫أمني السيد أمحد لطفي‪ ،‬املراجعة وحوكمة الشركات ‪ ،‬الدار اجلامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪-2‬‬

‫جورج فوسرت‪ ،‬حتليل القوائم املالية‪ ،‬ترمجة‪ :‬خالد علي كاجيجي وإبراهيم ولد حممد فال‪ ،‬دار املريخ للنشر‪،‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪.2011‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‪،‬‬


‫عالء فرحان طالب وإميان شيحان املشهداين‪ ،‬احلوكمة املؤسسية واألداء االسرتاتيجي للمصارف‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪.2011‬‬ ‫عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬


‫دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ّ ،‬‬
‫مصر‪.1996 ،‬‬ ‫علي فضالة أبو الفتوح‪ ،‬إسرتاتيجية القوائم املالية ‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪-5‬‬

‫حممد مصطفى سليمان‪ ،‬دور حوكمة الشركات يف معاجلة الفساد املايل واإلداري (دراسة مقارنة)‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-6‬‬

‫‪.2009‬‬ ‫الثانية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬


‫ب‪ .‬املذكرات والرسائل اجلامعية‬
‫عادل بن أمحد بن حسني بابطني‪ ،‬االحندار اللوج سيت وكيفية استخدامه يف بناء مناذج التنبؤ للبيانات ذات‬ ‫‪-1‬‬

‫‪/ 2009‬‬ ‫املتغريات التابعة ثنائية القيمة ‪ ،‬أطروحة دكتوراه غري منشورة‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫ت‪ .‬اجملالت والدوريات‬
‫إزدهار نعمة أبو غنيم وزهراء جعفر فرج‪ ،‬إعتماد إسرتاتيجية إعادة اهليكلة التنظيمية كمدخل لتحسني األداء‬ ‫‪-1‬‬

‫الوظيفي‪ :‬دراسة حالة يف وزارة العمل والشؤون االجتماعية ‪ ،‬جملة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬اجمللد ‪،14‬‬
‫العدد ‪.2017 ،2‬‬
‫إنتصار سليماين‪ ،‬التنبؤ بالتعثر املايل باستخدام منوذج ‪ Sherrod‬دراسة تطبيقية على املؤسسات الصناعية‬ ‫‪-2‬‬

‫اجلزائرية‪ ،‬جملة مقاربات‪ ،‬اجمللد ‪ ،4‬العدد ‪.2016 ،1‬‬


‫إميان بومعزة‪ ،‬واقع حوكمة املؤسسات يف اجلزائر وحتديات تطبيقها ملكافحة فساد اإلدارات العمومية‪ ،‬اجمللة‬ ‫‪-3‬‬

‫املتوسطية للقانون واالقتصاد‪ ،‬اجمللد ‪ ،4‬العدد ‪.2019 ،2‬‬

‫‪227‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫بشري زناقي وحممد معاريف‪ ،‬جملس اإلدارة وإسهاماته يف تعزيز حوكمة املؤسسات العائلية‪ ،‬جملة دفاتر اقتصادية‪،‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪.2019 ،1‬‬ ‫اجمللد ‪ ،11‬العدد‬


‫تقي الدين دغبوج‪ ،‬النظام احلديث إلدارة شركة املسامهة (جملس املديرين‪ ،‬وجملس املراقبة)‪ ،‬جملة النرباس‬ ‫‪-5‬‬

‫‪.2019‬‬ ‫للدراسات القانونية‪ ،‬اجمللد ‪ ،4‬العدد ‪ ،1‬مارس‬


‫محزة بوسنة‪ ،‬أثر خصائص جملس اإلدارة على أداء الشركات الفرنسية املدرجة مبؤشر )‪ (CAC 40‬خالل‬ ‫‪-6‬‬

‫‪.2018‬‬ ‫الفرتة ‪ ، 2017- 2015‬جملة املالية وحوكمة الشركات‪ ،‬اجمللد ‪ ،2‬العدد ‪ ،2‬ديسمرب‬
‫خليفة احلاج وفريد بلقوم‪ ،‬دراسة تطبيقية ألسلوب التمييز بني املؤسسات الفاشلة واملؤسسات السليمة‬ ‫‪-7‬‬

‫باستخدام التحليل اإلحصائي العاملي ‪ ، AFD‬حالة املؤسسات الصغرية واملتوسطة اجلزائرية ‪ ،‬جملة االقتصاد‬
‫‪.2015‬‬ ‫الصناعي‪ ،‬العدد ‪ ،9‬ديسمرب‬
‫دالل برابح‪ ،‬مدى إمكانية تعرض البنوك اإلسالمية خلطر الفشل املايل طبقا لنموذج ‪" Sherrod‬دراسة حالة‬ ‫‪-8‬‬

‫‪.2017 ،18‬‬ ‫بنك قطر اإلسالمي (‪ ، ")2015- 2008‬جملة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية‪ ،‬العدد‬
‫رافعة إبراهيم احلمداين وميادة سامل األعرجي‪ ،‬اخليارات املالية املتاحة يف ظل إدارة التغيري ملراحل االحندار املايل‬ ‫‪-9‬‬

‫‪.2012 ،2‬‬ ‫ملنظمات األعمال ‪ ،‬جملة كركوك للعلوم اإلدارية واالقتصادية‪ ،‬اجمللد ‪ ،2‬العدد‬
‫زهراء صاحل اخلياط‪ ،‬استخدام منوذج ‪ Sherrord‬للتنبؤ بفشل املصارف‪ :‬دراسة تطبيقية لعينة من املصارف‬ ‫‪- 10‬‬

‫‪.2014 ،36‬‬ ‫األهلية يف حمافظة نينوى للمدرة (‪ ، )2009- 2007‬جملة تنمية الرافدين‪ ،‬العدد ‪ ،115‬اجمللد‬
‫سارة عبد العايل‪ ،‬أمهية تطبيق النظام احملاسيب املايل كإطار لتفعيل حوكمة املؤسسات يف اجلزائر‪ ،‬جملة دراسات‬ ‫‪- 11‬‬

‫‪.2018‬‬ ‫اقتصادية‪ ،‬اجمللد ‪ ،17‬العدد ‪،)02( 34‬‬


‫سعد العنزي‪ ،‬حماولة جادة لتأطري نظرية أصحاب املصاحل يف دراسات إدارة األعمال ‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية‬ ‫‪- 12‬‬

‫‪.2007‬‬ ‫واإلدارية‪ ،‬اجمللد ‪ ،13‬العدد ‪ ، 48‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬العراق‪،‬‬
‫شريف رحيان‪ ،‬التعثر املايل‪ :‬املراحل‪ ،‬األسباب والطرق وإجراءات املعاجلة ‪ ،‬جملة العلوم االجتماعية واإلنسانية‪،‬‬ ‫‪- 13‬‬

‫العدد ‪ ،16‬جوان ‪.2007‬‬


‫شريف غياط وعبد املالك مهري‪ ،‬حتليل أسباب وأبعاد فشل األداء املايل للمشروعات االستثمارية والتنبؤ به‬ ‫‪- 14‬‬

‫باستخدام منوذج التحليل والتنبؤ "دراسة تطبيقية لبعض املشاريع على مستوى الوكالة الوطنية لدعم تشغيل‬
‫الشباب باجلزائر" ‪ ،‬جملة رؤى اقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،9‬ديسمرب ‪.2015‬‬

‫‪228‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫عبد الشكور عبد الرمحن موسى الفرا‪ ،‬أمهية القوائم املالية يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات املسامهة الصناعية‬ ‫‪- 15‬‬

‫السعودية لصناعة اإلمسنت –دراسة حتليلية على القوائم والتقارير املالية املنشورة للشركات املسامهة الصناعية‬
‫ومنوذج ‪ ،Springate 1978‬جملة‬ ‫‪Altman Z-Score 2000‬‬ ‫السعودية لصناعة اإلمسنت باستخدام منوذج‬
‫الدراسات املالية احملاسبية واإلدارية‪ ،‬العدد ‪ ،7‬جوان ‪.2017‬‬
‫فعال للحوكمة ودورها يف احلد من ظاهرة الفساد يف اجلزائر‪،‬‬
‫عبد اجمليد كموش ورمحة غزايل‪ ،‬جهود إرساء إطار ّ‬ ‫‪- 16‬‬

‫‪.2019‬‬ ‫جملة املنهل االقتصادي‪ ،‬اجمللد ‪ ،2‬العدد ‪ ،2‬ديسمرب‬


‫عبد الوهاب رميدي ورضوان باصور‪ ،‬استخدام األساليب اإلحصائية والرياضية يف التحليل املايل ألداء‬ ‫‪- 17‬‬

‫‪.2017‬‬ ‫املؤسسة ‪ ،‬اجمللة اجلزائرية لالقتصاد واملالية‪ ،‬العدد ‪ ،7‬اجمللد ‪ ،2‬أفريل‬


‫عالل بن ثابت‪ ،‬دراسة يف مسامهة البورصات يف وضع معايري وقواعد حوكمة املؤسسات‪ ،‬جملة اإلصالحات‬
‫ّ‬ ‫‪- 18‬‬

‫االقتصادية واالندماج يف االقتصاد العاملي‪ ،‬خمرب اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬التنموية واسرتاتيجيات االندماج يف‬
‫‪.2011‬‬ ‫االقتصاد العاملي‪ ،‬العدد ‪ ، 10‬املدرسة العليا للتجارة‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫علي سليمان النعامي‪ ،‬منوذج حماسيب مقرتح للتنبؤ بتعثر شركات املسامهة العامة‪ ،‬جملة تنمية الرافدين‪ ،‬اجمللد‬ ‫‪- 19‬‬

‫‪ ،83‬العدد ‪.2006 ،28‬‬


‫عمر شريقي‪ ،‬التنبؤ بالفشل املايل للمؤسسة بني مسؤولية املدقق واإلدارة يف ضوء معيار التدقيق الدويل رقم‬ ‫‪- 20‬‬

‫‪.2016‬‬ ‫‪" 570‬املنشأة املستمرة" والتشريع اجلزائري ‪ ،‬جملة أحباث اقتصادية وإدارية‪ ،‬العدد ‪ ،19‬جوان‬
‫غازي عبد العزيز سليمان البيايت‪ ،‬قيمة املعلومات احملاسبية التنبؤية ودورها يف الرقابة مع الرتكيز على الرقابة‬ ‫‪- 21‬‬

‫‪.2007 ،7‬‬ ‫القبلية (السابقة) ‪ ،‬جملة تكريت للعلوم اإلدارية واإلقتصادية‪ ،‬اجمللد ‪ ،3‬العدد‬
‫غالب شاكر حبيت‪ ،‬استخدام منوذج ‪ sherrord‬للتنبؤ بالفشل املايل‪ :‬دراسة على عينة من املصارف التجارية‬ ‫‪- 22‬‬

‫اخلاصة املدرجة يف سوق العراق لألوراق املالية للمدة ( ‪ ، )2013- 2009‬جملة الكوت للعلوم االقتصادية واإلدارية‪،‬‬
‫‪.2015 ،19‬‬ ‫العدد‬
‫كمال قامسي ووسيلة سعود‪ ،‬دور جملس اإلدارة يف ظل تبين احلوكمة املؤسسية يف املؤسسات االقتصادية‪،‬‬ ‫‪- 23‬‬

‫‪.2016‬‬ ‫دراسة حالة بنك الربكة اإلسالمي ‪-‬البحرين ‪ ،-‬جملة معارف‪ ،‬العدد ‪ ،20‬جوان‬
‫حممد جالب‪ ،‬جملس اإلدارة كأحد آليات احلوكمة املصرفية يف مواجهة األطراف اآلخذة (املودعني‬ ‫‪- 24‬‬

‫واملسامهني) مع اإلشارة حلالة اجلزائر‪ ،‬جملة ال علوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسك رة‪ ،‬العدد ‪ ،49‬ديسمرب‬
‫‪.2017‬‬

‫‪229‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫حممد صادق عبد الرزاق وريسان عبد اإلمام زعالن‪ ،‬استخدام أسلوب االحندار اللوجسيت لتحليل أثر الضغط‬ ‫‪- 25‬‬

‫النفسي على اإلصابة بضغط الدم‪ :‬دراسة تطبيقية على عينة من املرضى يف قضاء الزبري يف حمافظة البصرة‪،‬‬
‫‪.2016 ،27‬‬ ‫جملة االقتصاد اخلليجي‪ ،‬العدد‬
‫‪35‬‬ ‫حممد كرمي ميلودي‪ ،‬واقع وحتديات حوكمة املؤسسات يف اجلزائر‪ ،‬جملة دراسات اقتصادية‪ ،‬اجمللد ‪ ،17‬العدد‬ ‫‪- 26‬‬

‫‪.2018‬‬ ‫(‪،)01‬‬
‫موسى عساوس وآيت حممد مراد‪ ،‬التنبؤ بالتعثر املايل يف مؤسسة عمومية اقتصادية –دراسة حالة مؤسسة‬ ‫‪- 27‬‬

‫‪.2018 ،2‬‬ ‫أقمصة "جن جن" ‪ ،-‬جملة املعيار‪ ،‬اجمللد ‪ ،9‬العدد‬


‫نعيمة زعرور وآخرون‪ ،‬تطبيق حوكمة الشركات يف اجلزائر ‪ ،‬جملة شعاع للدراسات االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬مارس‬ ‫‪- 28‬‬
‫‪.2017‬‬
‫نعيم سابا خوري‪ ،‬الشفافية واحلاكمية يف الشركات ‪ ،‬جملة املدقق‪ ،‬مجعية احملاسبني األردنيني‪ ،‬العدد ‪.2006 ،68‬‬ ‫‪- 29‬‬

‫هشام دغموم‪ ،‬أمهية تطبيق املعايري الدولية للمحاسبة ‪ IAS/IFRS‬يف دعم وإرساء مبادئ حوكمة الشركات‬ ‫‪- 30‬‬

‫‪.2015 ،10‬‬ ‫يف اجلزائر –دراسة ميدانية استقصائية ‪ ،‬جملة جديد االقتصاد‪ ،‬العدد‬
‫وحيد حممود رمو وسيف عبد الرزاق حممد الوتار‪ ،‬إستخدام أساليب التحليل املايل يف التنبؤ بفشل الشركات‬ ‫‪- 31‬‬

‫املسامهة الصناعية‪ :‬دراسة على عينة من الشركات املسامهة الصناعية العراقية املدرجة يف سوق العراق‬
‫‪.2010 ،100‬‬ ‫لألوراق املالية‪ ،‬جملة تنمية الرافدين‪ ،‬اجمللد ‪ ،32‬العدد‬
‫يونس املوسوي حيدر وعباس عبد هللا حيدر‪ ،‬قدرة املستثمرين يف سوق األوراق املالية يف التنبؤ بالفشل املايل‬ ‫‪- 32‬‬

‫للشركات وأثره يف مؤشرات األداء املايل للسوق (دراسة تطبيقية يف عينة من الشركات املدرجة يف سوق‬
‫‪.2013 ،38‬‬ ‫العراق لألوراق املالية للمدة من ‪ ، )2007- 2005‬اجمللة العراقية للعلوم اإلدارية‪ ،‬اجمللد ‪ ،9‬العدد‬

‫ث‪ .‬امللتقيات واملؤمترات‬

‫إ لياس بن ساسي ومرمي فيها خري‪ ،‬قراءة نظرية آلليات حوكمة املنظمات وفق مقاربة أوليفار ويليامسون احلائز‬ ‫‪-1‬‬

‫على جائزة نوبل ‪ ، 2009‬امللتقى العلمي الدويل حول‪ :‬آليات حوكمة املؤسسات ومتطلبات حتقيق التنمية‬
‫املستدامة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري جبامعة ورقلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬يومي ‪ 26- 25‬نوفمرب ‪.2013‬‬
‫الشريف رحيان وآخرون‪ ،‬الفشل املايل يف املؤسسة االقتصادية –من التشخيص إىل التنبؤ مث العالج‪ ،‬ملتقى‬ ‫‪-2‬‬

‫وطين حول املخاطر يف املؤسسات االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة منتوري – قسنطينة‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬يومي ‪ 22- 21‬أكتوبر ‪.2012‬‬

‫‪230‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫عبد الرمحن العايب والشريف بقة‪ ،‬إشكالية إدارة العالقة مع أصحاب املصاحل كمدخل ملمارسة املسؤولية‬ ‫‪-3‬‬

‫االجتماعية من طرف منظمات األعمال يف اجلزائر‪ :‬حالة املؤسسة االقتصادية العمومية للتوظيب وفنون‬
‫الطباعة – برج بوعريريج‪ ،‬مداخلة ضمن امللتقى الدويل الثالث‪ :‬منظمات األعمال واملسؤولية االجتماعية‪ ،‬كلية‬
‫فيفري ‪.2012‬‬ ‫‪ 14‬و‪15‬‬ ‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري جبامعة بشار‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬يومي‬
‫مراد كواشي‪ ،‬دور مناذج اإلفصاح العاملية يف تعزيز احلوكمة احملاسبية‪ ،‬امللتقى العملي الدويل حول احلوكمة‬ ‫‪-4‬‬

‫احملاسبية للمؤسسة واقع‪ ،‬رهانات وأفاق‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬يومي ‪ 7‬و‪ 8‬ديسمرب ‪.2010‬‬
‫ج‪ .‬القوانني والتشريعات‬
‫القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪.2006 ،14‬‬ ‫‪-2‬‬

‫اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪.2010 ،50‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ح‪ .‬املنشورات والتقارير‬


‫جون د‪ .‬سوليفان‪ ،‬البوصلة األخالقية للشركات‪..‬أدوات مكافحة الفساد‪ :‬قيم ومبادئ األعمال‪ ،‬آداب‬ ‫‪-1‬‬

‫املهنة‪ ،‬وحوكمة الشركات ‪ ،‬املنتدى العاملي حلوكمة الشركات‪ ،‬الدليل السابع ملؤسسة التمويل الدويل‪.2009 ،‬‬
‫مركز املشروعات الدولية اخلاصة‪ ،‬حوكمة الشركات قضايا واجتاهات ‪ ،‬نش رة دورية يصدرها مركز املشروعات‬ ‫‪-2‬‬

‫‪.2011‬‬ ‫الدولية اخلاصة‪ ،‬العدد ‪ ،21‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬


‫‪.2009‬‬ ‫وزارة املؤسسات الصغرية واملتوسطة والصناعات التقليدية‪ ،‬ميثاق احلكم الراشد للمؤسسة يف اجلزائر‪،‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬املراجع باللغات األجنبية‬


‫أ‪ .‬الكتب‬
‫‪1- Abdul H. Zulkafli And Fazilah A. Samad, Corporate governance and performance of‬‬
‫‪banking firms: Evidence From Asian Emerging Markets , 2007. In: Mark Hirschy et al.‬‬
‫‪(Eds), Issues in corporate governance and finance, Advances in Financial Economics, Vol.‬‬
‫‪12, Elsevier Ltd, UK.‬‬
‫‪2- Andrew L. Friedman and Samantha Miles, Stakeholders: Theory and practice, Oxford‬‬
‫‪University Press, Oxford, UK, 2006.‬‬
‫‪3- Andy Field, Discovering statistics using SPSS, Second Edition, SAGE Publications Ltd.,‬‬
‫‪USA, 2005.‬‬
‫‪4- Bernard Marois et Patrick Bompoint, Gouvernement d’entre prise et communication‬‬
‫‪financière, Edition Economica, Paris, France, 2004.‬‬

‫‪231‬‬
‫قائمة املراجع‬
5- Catherine M. Dalton et al., Governance and strategic leadership in entrepreneurial firms,
2005. In: Kevin Keasey et al. (Eds), Corporate governance: Accountability, enterprise and
international comparisons, John Wiley & Sons, Chichester, England.
6- Cornelis A. de Kluyver , A prime r on corporate governance (Corporate Governance
Collection), Business Expert Press, USA, 2009.
7- David F. J. Campbell and Elias G. Carayannis., Epistemic governance in higher education:
Quality enhancement of universities for development, Springer Briefs In Business, New
York, USA, 2013.
8- David F. Larcker and Brian Tayan., Corporate governance matters, First Edition, FT Press,
USA, 2011.
9- David G. Kleinbaum and Mitchel Klein, Logistic regression: A self-learning text, Second
Edition, Springer, USA, 2002.
10- Ebondo Wa Mandzila, La gouvernance d'entreprise: Une Approche par l'audit et le
contrôle interne, Edition l'Harmattan, Paris, France, 2005.
11- Edward I. Altman, Corporate financial distress and bankruptcy, First Edition, John Wiley &
Sons, New York , USA, 1983.
12- Edward I. Altman and Edith Hotchkiss., Corporate financial distress and bankruptcy, Third
Edition, John Wiley & Sons Inc., Hoboken, New Jersey, USA, 2006.
13- Edward R. Freeman, Strategic manage ment: A stakeholder approach, Pitman Publishing
Inc., Boston, USA, 1984.
14- Elena Merino and Montserrat Manzaneque, Board of directors as a corporate governance
mechanism: Principles, practices, proposals and ne w challenges, 2016. In : Edmund Klein
(Ed), Corporate governance : Principles, practices and challenges, Chapter 1, Nova Science
Publishers Inc., New York, USA.
15- Fred C. Pampel, Logistique regression: A primer, SAGE Publications, Inc., USA, 2000.
16- Frédéric Parrat, Le Gouvernement d'entreprise, Edition Dunod, Paris, France, 2003.
17- Harry Korine and Pierre-Yves Gomez, Strong managers, strong owne rs: Corporate
governance and strategy, Cambridge University Press, UK, 2014.
18- Jacques Igalens et Sébastien Point, Ve rs une nouvelle gouvernance des entreprises:
L’entreprise face à ces parties prenantes, Edition Dunod, France, 2009.
19- Jean Jacques du Plessis et al., Principles of contemporary corporate governance , Third
Edition, Cambridge University Press, UK, 2015.
20- Jim Lai and Sudi Sudarsanam, Corporate restructuring in response to pe rformance decline:
Impact of owne rship, governance and lenders, 2008. In: Ruud A. I. van Frederikslust et al.
(Eds), Corporate governance and corporate finance, A European pe rspective , Routledge
Taylor & Francis Group, First published, Abingdon, England.
21- Justine Simpson and John Taylor, Corporate governance, Ethics and CSR, First Edition,
Kogan Page Ltd., UK, 2013.
22- Kent H. Baker and Ronald Anderson, An overvie w of corporate governance, 2010. In: Kent
H. Baker and Ronald Anderson (Eds), Corporate governance: A synthesis of theory,
research, and practice, John Wiley & Sons, Inc., New Jersey, USA.

232
‫قائمة املراجع‬
23- Mary O’Sullivan, Contests for corporate control: Corporate governance and economic
performance in the United States and Germany, Oxford University press, UK, 2002.
24- Mikra Krasniq, Corporate governance for emerging markets, Center for International
Private Enterprise; Reform Toolkit, Washington, USA, 2008.
25- Morten Huse, Boards, governance and value creation, Cambridge University Press, UK,
2007.
26- Oliver E. Williamson, The economic institutions of capitalism: Firms, Markets, Relational
contracting, Collier Macmillan Inc., New York, USA, 1985.
27- Oliver E. Williamson, The mechanisms of governance, Oxford University Press, UK, 1999.
28- Olivier Ferrier, Les très petites entreprises, Edition De Boeck, Bruxelles, 2002.
29- Oliver Marnet, Behaviour and rationality in corporate governance, Routledge Edition, UK,
2008.
30- Peggy Chiu, Looking beyond profit: Small shareholders and the values imperative,
Routledge Publishing Inc., USA, 2016.
31- Robert W. McGee, Corporate governance in developing economies, Springer Edition, USA,
2009.
32- Salima Benhamou, Améliore r la gouvernance d’entreprise et la participation des salariés ,
Centre d’analyse stratégique, Paris, France, 2010.
33- Sanjay Anand, Essentials of corporate governance, John Wiley & Sons, Inc., New Jersey,
USA, 2008.
34- Scott Menard, Applied logistic regression analysis, Second Edition, Sage Publications, Inc.,
USA, 2002.
35- Selim Serbetci, Corporate governance manufacturing companies' performances during
the financial crisis in Turkey, LAP LAMBERT Academic Publishing, Saarbrücken,
Germany, 2011.
36- Sujani Thrikawala et al., Corporate governance practices and performance of the
microfinance sector, 2016, p 39. In : Edmund Klein (Ed), Corporate governance: Principles,
practices and challenges, Chapter 2, Nova Science Publishers Inc., New York, USA.
37- William Sun et al., Corporate governance and the global financial crisis, Cambridge
University Press, UK, 2011.
38- Yilaz Argüden, Boardroom secrets: corporate governance for quality of life, Palgrave
Macmillan Edition, England, 2009.

‫ املذكرات والرسائل اجلامعية‬.‫ب‬


1- Natalia Outecheva, Corporate financial distress: An e mpirical analysis of distress risk,
Doctoral dissertation, University of St. Gallen, Switzerland, 2007.
2- Jia-Ling Wu, Do corporate governance factors matter for financial distress prediction of
firms? Evidence from Taiwan, Master Thesis, University of Nottingham, England, 2007.

233
‫قائمة املراجع‬
‫ اجملالت والدوريات‬.‫ت‬
1- Alexander Dyck And Luigi Zingales, Private be nefits of control: An international
comparison, The Journal Of Finance, Vol. LIX, N°. 2 April 2004.
2- Ali F. Darrat et al., Corporate governance and bankruptcy risk, Journal of Accounting,
Auditing and Finance, Vol. 31, N°. 2, 2016.
3- Almontaser Abdallah Mohammad Qadorah and Faudziah Hanim Bt Fadzil, The relationship
between board size and CEO duality and firm performance: Evidence from Jordan,
International Journal of Accounting, Finance and Risk Management, Vol. 3, N°. 3, 2018.
4- Amirsaleh Azadinamin, Financial distress: Major signs, sources & ways to eliminate them,
The Social Science Journal, 2012.
5- Andrei Shleifer and Robert W. Vishny, A survey of corporate governance, The Journal of
Finance, Vol. 52, N°. 2, 1997.
6- April Klein, Audit committee, board of director characteristics, and earnings
management, Journal of Accounting and Economics, Vol. 33, N°. 3, 2002.
7- Asad Khan et al., An empirical analysis of corporate governance and firm value : Evidence
from KSE-100 Index, Accounting, Vol. 3, N°. 2, 2017.
8- Astrid Mullenbach-Servayre, L'apport de la théorie des parties prenantes à la modélisation
de la responsabilité sociétale des entreprises, La Revue des Sciences de Gestion, N°. 223,
2007.
9- Bernard Santen and Aloy Soppe, NED characteristics, board structure and management
turnover in the Netherlands in times of financial distress: a theoretical and
empirical survey, Corporate Ownership and Control, Vol. 7, N°. 1, 2009.
10- Brett R. Wilkinson and Curtis E. Clements., Corporate governance mechanis ms and the
early-filing of CEO certification, Journal of Accounting and Public Policy, Vol. 25, N°. 2,
March–April 2006.
11- Charbel Salloum et al., Board of directors’ effects on financial distress evidence of family
owned businesses in Lebanon, International Entrepreneurship and Management Journal, Vol.
9, N°.1, 2013.
12- Charbel Salloum and Nehmé Azoury, Corporate governance and firms in financial distress:
Evidence from a Middle Eastern country, International Journal of Business Governance and
Ethics, Vol. 7, N°. 1, 2012.
13- Charbel Salloum and Nehmé Azoury, Gouvernance, stress financier et performance des
entreprises: Cas des entreprises libanaises, La Revue des Sciences de Gestion, N°. 243-244,
2010.
14- Charlie Weir et al., Internal and external gove rnance mechanisms: Their impact on the
performance of large UK public companies, Journal of Business Finance & Accounting, Vol.
29, N°. 5 & 6, June/July 2002.
15- Chia-Ying Chan et al., The role of corporate governance in forecasting bankruptcy: Pre-
and post-SOX enactment, North American Journal of Economics and Finance, 2015.

234
‫قائمة املراجع‬
16- Ching-Chun Wei. et al., The Relationship between ownership structure and the probability
of a financial distress warning happe ning: Evidence of Listed Common Stock Companies
in Taiwan, Applied Economics and Finance, Vol. 4, N°. 1, January 2017.
17- Chokri Mamoghli et autres, Interaction des mécanismes internes de gouvernement
d'entreprise et effet sur la pe rformance, Revue Française de Gouvernance d'Entreprise
(RFGE), N°. 2, 2008.
18- Christoph Kaserer and Benjamin Moldenhauer, Insider ownership and corporate
performance: Evidence from Germany, Review of Managerial Science, Vol. 2, N°. 1, 2008.
19- Chunyan Liu et al., Corporate governance and firm value during the global financial
crisis: Evidence from China, International Review of Financial Analysis (21), 2012.
20- Darine Bakkour, L’approche Contractuelle du concept de gouvernance , LAMETA:
Laboratoire Montpellierain D'economie Theorique et Appliquee, ES N° 2013-04, France,
Décembre 2013.
21- David J. Edwards et al., Financial dis tress and highway infrastructure de lays , Journal of
Engineering, Design and Technology, Vol. 15, N°. 1, 2017.
22- Deron Liang et al., Financial ratios and corporate governance indicators in bankruptcy
prediction: A comprehensive study, European Journal of Operational Research, 2016.
23- Edward I. Altman, Financial ratios, Discriminant analysis and the prediction of corporate
bankruptcy, The Journal of Finance, Vol. 23, N o . 4, 1968.
24- Edward I. Altman, Pre dicting financial distress of companies: Revisiting the Z-Score and
ZETA® Models, Research Methods and Applications in Empirical Finance, July 2000.
25- Eliezer M. Fich and Steve L. Slezak, Can corporate governance save distressed firms from
bankruptcy? An e mpirical analysis, Review of Quantitative Finance and Accounting, Vol.
30, N°. 2, 2008.
26- Eugene F. Fama and Michael C. Jensen, Separation of ownership and control, Journal of
Law and Economics, Vol. 26, N o . 2, 1983.
27- Farida Titik Kristanti and Aldrin Herwany, Corporate governance, financial ratios, political
risk and financial distress: A survival analysis, Accounting and Finance Review, Vol. 2, N°.
2, 2017.
28- Fathi Elloumi and Jean-Pierre Gueyié, Financial distress and corporate governance: An
empirical analysis, Corporate Governance International Journal of Business in Society, Vol 1,
N°. 1, 2001.
29- Francesco Ciampi, Corporate governance characteristics and default pre diction modeling
for s mall enterprises: An e mpirical analysis of Italian firms , International Business
Research, Vol. 68, N°. 5, 2015.
30- Gary W. Simpson and Anne E. Gleason., Board structure, ownership, and financial distress
in banking firms, International Review of Economics and Finance, Vol. 8, N°. 3, 1999.
31- Gregor Andrade and Steven N. Kaplan, How costly is financial (Not economic) distress?
Evidence from highly leveraged transactions that became distressed, The Journal of
Finance, Vol. 53, N°. 5, 1998.

235
‫قائمة املراجع‬
32- Han Donker et al., Ownership structure and the likelihood of financial distress in the
Netherlands, Applied Financial Economics, Vol. 19, N°. 21, 2009.
33- Harlan Platt and Marjorie Platt, Corporate board attributes and bankruptcy, Journal of
Business Research, Vol. 65, N°. 8, 2012.
34- Hong-Xia Li et al., Owne rship, independent directors, agency costs and financial distress:
Evidence from Chinese listed companies, Corporate Governance International Journal of
Business in Society, Vol. 8, N°. 5, 2008.
35- Hwa-Hsien Hsu and Chloe- Y-H Wu, Board composition, grey directors and corporate
failure in the UK, The British Accounting Review, Vol. 46, N°. 3, 2014.
36- Ingrid Bonn et al., Effects of board structure on firm performance: A comparison between
Japan and Australia, Asian Business & Management, Vol. 3, N°. 1, 2004.
37- Januari et al., The analysis of the bankruptcy potential comparative by Altman Z-Score,
Springate and Zmije wski Methods at ce ment co mpanies listed in Indonesia Stock
Exchange, IOSR Journal of Business and Management, Vol. 19, N°. 10, October 2017.
38- Jean-Paul Page, Corporate governance and value creation, The Research Foundation of CFA
Institute, Vol. 2005, N°. 1, 2005.
39- John A. Pearce and Shaker A. Zahra, Board composition from a strategic contingency
perspective, Journal of Management Studies, Vol. 24, N°. 4, 1992.
40- Karen H. Wruck, Financial distress, reorganization, and organizational efficiency, Journal
of Financial Economies, Vol. 27, N°. 2, 1990.
41- Karen Moris, Le rôle de la gouvernance d'entreprise dans les stratégies de diversification
des entreprises: Revues de la littérature et perspectives, Revue Finance Contrôle Stratégie,
Vol. 17, N°. 4, 2014.
42- Kevin Campbell and Antonio Mı´nguez-Vera, Gender diversity in the boardroom and firm
financial performance, Journal of Business Ethics, Vol. 83, N°. 3, 2008.
43- Kevin Keasey et Al., The costs of SME’s financial distress across Europe, Leeds University,
UK, 2009.
44- Khoufi Nouha et Khoufi Walid, Le rôle des mécanismes de gouve rnance dans la prévention
de la fraude managériale, Management Accounting Research, Elsevier, 2016.
45- Meghna Thapar and Arjun Sharma, Corporate governance in India: An analysis, Journal of
Economic and Social Development, Vol. 4, N o . 1, March 2017.
46- Mhammed Echkoundi, Le Renouveau de la gouvernance d’entreprise: Vers une prise en
compte des parties prenantes, La Revue de l'Économie & de Management, N° 7, UABB-
Tlemcen, Algérie, 2008.
47- Michael C. Jensen & William H. Meckling, Theory of the Firm: Managerial behavior,
agency costs and owne rship structure, Journal of Financial Economics, Vol. 3, N°. 4,
October 1976.
48- Michel Ghertman, Oliver Williamson: Un noble pour l’economie et la gestion, Revue
française de gestion 1, N°. 200, 2010.

236
‫قائمة املراجع‬
49- Mohammad H. Setayesh and Abbas A. Daryaei, Corporate governance and accounting
(With emphasis on theories and lite rature), Technical Journal of Engineering and Applied
Sciences, Vol. 3, N°. 19, 2013.
50- Montserrat Manzaneque et al., Corporate governance effect on financial distress likelihood:
Evidence from Spain, Spanish Accounting Review, Vol. 19, N°. 1, 2016.
51- Muhammad. F. Siddiqui et al., Internal corporate governance mechanis ms and agency cost:
Evidence from Large KSE Listed Firms, European Journal of Business and Management,
Vol. 5, N o . 23, 2013.
52- Musa Mangena and Eddie Chamisa, Corporate governance and incidences of listing
suspension by the JSE Securities Exchange of South Africa: An empirical analysis , The
International Journal of Accounting, Vol. 43, N°. 1, 2008.
53- Nick Wilson et al., The survival of ne wly-incorporated companies and founding director
characteristics, International Small Business Journal, Vol. 32, N°. 7, 2014.
54- Oliver .E. Williamson, Reflections on the ne w institutional economics, Journal of
Institutional and Theoretical Economics, 2nd Symposium on The New Institutional Economics,
1985.
55- Pascal Forget et al., Inefficiency of public road transport and internal corporate
governance mechanis ms, Case Studies on Transport Policy Journal, Vol. 2, N°. 3, December
2014.
56- Peter Wright et al., A reexamination of agency theory assumptions: extensions and
extrapolations, Journal of Socio-Economics 30, 2001.
57- Rami Zeitun and Gray Gang Tian, Does ownership affect a firm's performance and default
risk in Jordan?, Corporate Governance: The International Journal of Business in Society, Vol.
7, N°. 1, 2007.
58- Renée B. Adams, Asking directors about their dual roles, SSRN Electronic Journal, March
2009.
59- Reza Jarrahi Moghaddam and Mahdi Filsaraei, The impact of corporate governance
characteristics on the financial distress, International Finance and Banking, Vol. 3, N°. 2,
2016.
60- Robert C. Bird and Stephen Park, Organic corporate governance, Boston College Law
Review, Vol. 59, N o . 1, 2018.
61- Rohani MD-Rus et al., Owne rship structure and financial distress, Journal of Advanced
Management Science, Vol. 1, N°. 4, December 2013.
62- Ronald J. Burke, Women on corporate boards of directors: Vie ws of Canadian Chief
Executive Officers, Women in Management Review, Vol. 9, N°. 5, 1994.
63- Ronald K. Mitchell et al., Toward a theory of stakeholde r identification and salience:
Defining the principle of who and what really counts, The Academy of Management
Review, Vol. 22, N°. 4, 1997.
64- Roszaina Haniffa and Mohammad Hudaib, Corporate governance structure and
performance of Malaysian Listed companies, Journal of Business, Finance & Accounting,
Vol. 33, N°. 7 & 8 , 2006.

237
‫قائمة املراجع‬
65- Samuel Mercier et Jean-Pascal Gond, La Théorie des parties prenantes, Working papers
FARGO - Centre de recherche en Finance, Architecture et Gouvernance des Organisations, N°
1050502, France, 2005.
66- Seema Miglani et al., Voluntary corporate governance structure and financial distress:
Evidence from Australia, Journal of Contemporary Accounting & Economics 11, 2015.
67- Shamsul Nahar Abdullah, Board structure and owners hip in Malaysia: the case of
distressed listed companies, Corporate Governance: The International Journal of Business in
Society, Vol. 6, N°. 5, 2006.
68- Shehu U. Hassan and Abubakar E. Ali Ahmed, Corporate governance, earnings
manage ment and financial performance, American International Journal of Contemporary
Research, Vol. 2, N o . 7, 2012.
69- Solomon Samanhyia et al., Financial distress and bankruptcy prediction: Evidence from
Ghana, Expert Journal of Finance, Vol. 4, 2016.
70- Sri Marti Pramudena, The Impact of good corporate governance on financial distress in the
consumer goods sector, Journal of Finance and Banking Review, Vol. 2, N o . 4, 2017.
71- Susan Parker et al., Corporate governance and corporate failure: A survival analysis ,
Corporate Governance International Journal of Business in Society, Vol. 2, N°. 2, 2002.
72- Tomasz Korol, Early warning models against bankruptcy risk for Central European and
Latin American enterprises, Economic Modelling, Vol. 31, March 2013.
73- Tsun-Siou Lee and Yin-Hua Yeh, Corporate governance and financial distress: Evidence
from Taiwan, Corporate Governance: An International Review, Vol. 12, N°. 3, June 2004.
74- Wafa Masmoudi Ayadi, Mécanismes de gouvernance et qualité de l'audit externe: Le cas
français, La Revue Gestion et Organisation Vol. 5, N°. 2, December 2013.
75- Wen-Ying Cheng et al., Corporate governance and financial distress: evidence from
public- listed electronics companies in Taiwan, Journal of Statistics and Management
Systems, Vol. 12, N°. 5, 2009.
76- William H. Beaver, Financial ratios as predictors of failure, Journal of Accounting Research,
Empirical Research in Accounting: Selected Studies ,Vol. 4, 1966
77- William H. Beaver et al., Financial statement analysis and the prediction of financial
distress, Foundations & Trends in Accounting, Vol. 5, N°. 2, 2011.
78- Winfried Ruigrok et al., Nationality and gender diversity on Swiss corporate boards ,
Corporate Governance Journal, Vol. 15, N°. 4, 2007.
79- Xavier Brédart, Financial distress and corporate governance: The impact of the board
configuration, International Business Research, Vol. 7, N°. 3, 2014.
80- Zhilan Chen et al., Owne rship concentration, firm performance, and dividend policy in
Hong Kong, Pacific-Basin Finance Journal, Vol. 13, N°. 4, 2005.
81- Zhiyong Li et al., Corporate governance and financial distress: A discrete time hazard
prediction model, SSRN Electronic Journal, January 2015.
82- Zong-Jun Wang and Xiao-Lan Deng, Corporate governance and financial distress:
Evidence from Chinese Listed Companies, The Chinese Economy, Vol. 39, N°. 5, 2006.

238
‫قائمة املراجع‬
83- Zulridah Mohd Noor and Takiah Mohd Iskandar, Corporate governance and corporate
failure: A Survival analysis, Prosiding Persidangan Kebangsaan Ekonomi Malaysia Ke VII,
Malaysia, 2012.

‫ امللتقيات واملؤمترات‬.‫ث‬
1- Samuel Mercier, l’apport de la théorie des parties prenantes au manage ment stratégique:
une synthèse de la littérature, 10eme conférence de l’association Internationale de
Management Stratégique « AIMS », Faculté des Sciences de l’Administration, Université
LAVAL, Québec, du 13 au 15 juin 2001.
2- Muhammad Rifqi and Yoshio Kanazaki, Predicting financial distress in indonesian
manufacturing industry, Center for Data Science and Service Research, Discussion paper N°.
62, Japan, 2016.

‫ املنشورات والتقارير‬.‫ج‬
1- Robert Joumard., Le concept de gouvernance, rapport n° LTE 0910, présenté pour l’institut
national de recherche sur les transports et leur sécurité, Paris, France, 2009.
2- Commission Européenne pour la démocratie par le droit (Commission de Venise), Bilan sur
les notions de « bonne gouvernance » et de « bonne administration », Etude N° 470,
Strasbourg, France, 2008.
3- Cadbury Committee, Report of the committee on: The financia l aspects of corporate
governance, Professional Publishing Ltd, London, UK, 1992.
4- OCDE, Principes de gouvernement d'entreprise de l'OCDE, Paris, France, 2004.
5- OECD, G20/OECD Principles of corporate governance (Arabic version), OECD
Publishing, Paris, France, 2017.
6- Shahira Abdel Shahid, Corporate governance is becoming a global pursuit: What could be
done in Egypt?, Cairo & Alexandria Stock Exchanges Working Paper Series, September 2001.

‫ املواقع اإللكرتونية‬.‫ح‬
1- www.theiia.org
2- www.transparency.org
3- www.doingbusiness.org
4- www.weforum.org

239
‫ق ـائمة األشـكـال‬
‫‪ ‬قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪16‬‬ ‫تصنيف أصحاب املصاحل حسب )‪)Mitchell et al., 1997‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪18‬‬ ‫تصنيف أصحاب املصاحل حسب )‪)Igalens et Point‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪40‬‬ ‫احللقة التفاعلية آلليات نظام حوكمة الشركات‬ ‫‪3‬‬
‫‪42‬‬ ‫مبادئ حوكمة الشركات ملنظمة التعاون االقتصادي والتنمية )‪ (OCED‬لسنة ‪.2004‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪54‬‬ ‫األطراف الفاعلة الداخلية وعالقتها باملؤسسة‬ ‫‪5‬‬
‫‪131‬‬ ‫هيكل الدراسة‬ ‫‪6‬‬
‫‪141‬‬ ‫الشكل البياين للدالة اللوجستية‬ ‫‪7‬‬
‫‪142‬‬ ‫هنايات الدالة اللوجستية‬ ‫‪8‬‬

‫‪241‬‬
‫ق ـائمة اجلداول‬
‫‪ ‬قائمة اجلداول‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫رقم اجلدول‬


‫‪13‬‬ ‫املفاضلة بني أشكال املعامالت حسب )‪(Williamson‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪29‬‬ ‫إجيابيات وسلبيات كل من جملس اإلدارة كبري احلجم وجملس اإلدارة صغري احلجم‪.‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪32‬‬ ‫توصيات مواثيق حوكمة الشركات حول الفصل بني (ر‪.‬م‪.‬إ) و(ر‪.‬ت)‬ ‫‪03‬‬
‫‪73‬‬ ‫الفرق بني الفشل االقتصادي والتعثر املايل‬ ‫‪04‬‬
‫‪75‬‬ ‫الفرق بني الفشل والتعثر املايل‬ ‫‪05‬‬
‫‪101‬‬ ‫قيمة )‪ (Z‬الفاصلة وفق منوذج )‪(Sherrod, 1987‬‬ ‫تصنيف الشركات حسب‬ ‫‪06‬‬
‫‪128‬‬ ‫توزيع الشركات حسب حالتها املالية للفرتة (‪)2018- 2013‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪152‬‬ ‫جدول التصنيف‬ ‫‪08‬‬
‫‪154‬‬ ‫الوصف اإلحصائي لظاهرة التعثر املايل (املتغري التابع)‬ ‫‪09‬‬
‫‪155‬‬ ‫الوصف اإلحصائي للمؤشرات اخلاصة بطبيعة (شكل) امللكية‬ ‫‪10‬‬
‫‪156‬‬ ‫الوصف اإلحصائي للمؤشرات املرتبطة خبصائص جملس اإلدارة‬ ‫‪11‬‬
‫‪157‬‬ ‫الوصف اإلحصائي ملتغريي املراقبة‬ ‫‪12‬‬
‫‪158‬‬ ‫الوصف اإلحصائي للعينة حسب طبيعة حقوق امللكية‬ ‫‪13‬‬
‫‪159‬‬ ‫الوصف اإلحصائي ملتوسط عمر مدراء الشركات‬ ‫‪14‬‬
‫‪161‬‬ ‫الوصف اإلحصائي ملتوسط سنوات خربة مدراء الشركات‬ ‫‪15‬‬
‫‪162‬‬ ‫الوصف اإلحصائي للمستوى التعليمي ملدراء الشركات‬ ‫‪16‬‬
‫‪164‬‬ ‫نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (ملكية املسريين)‬ ‫‪17‬‬
‫‪165‬‬ ‫نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (ملكية أعضاء جملس اإلدارة)‬ ‫‪18‬‬
‫‪167‬‬ ‫نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (حجم جملس اإلدارة)‬ ‫‪19‬‬
‫‪168‬‬ ‫نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (استقاللية جملس اإلدارة)‬ ‫‪20‬‬
‫‪170‬‬ ‫نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (نشاطات جملس اإلدارة)‬ ‫‪21‬‬
‫‪171‬‬ ‫نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة)‬ ‫‪22‬‬
‫‪172‬‬ ‫نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (مديونية الشركات)‬ ‫‪23‬‬
‫‪173‬‬ ‫نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة (حجم الشركة)‬ ‫‪24‬‬
‫‪174‬‬ ‫نتائج اختبار كا‪ (Chi-Square) 2‬ملؤشر تركيز امللكية‬ ‫‪25‬‬
‫‪176‬‬ ‫ملؤشر الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‬ ‫نتائج اختبار كا‪(Chi-Square) 2‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪182‬‬ ‫نتائج اختبار معامل التسامح )‪ (Tolerance‬ومعامل تضخم التباين )‪(VIF‬‬ ‫‪27‬‬
‫نتائج اختبار معامل التسامح )‪ (Tolerance‬ومعامل تضخم التباين )‪ (VIF‬بعد حذف متغري‬
‫‪183‬‬ ‫‪28‬‬
‫استقاللية جملس اإلدارة‬

‫‪243‬‬
‫ق ـائمة اجلداول‬
‫‪185‬‬ ‫مصفوفة معامالت االرتباط لبريسون )‪(Pearson Correlation Matrix‬‬ ‫‪29‬‬
‫مصفوفة معامالت االرتباط لبريسون )‪ (Pearson Correlation Matrix‬بعد حذف متغري‬
‫‪188‬‬ ‫‪30‬‬
‫استقاللية جملس اإلدارة‬
‫‪190‬‬ ‫املفسرة‬
‫منوذج حتليل االحندار اللوجسيت قبل إدراج املتغريات ّ‬ ‫‪31‬‬
‫‪191‬‬ ‫املفسرة‬
‫نتائج التصنيف قبل إدراج املتغريات ّ‬ ‫‪32‬‬
‫‪192‬‬ ‫أمهية املتغريات املستقلة يف حتسني جودة النموذج‬ ‫‪33‬‬
‫‪193‬‬ ‫اختبار الداللة اإلحصائية الكلية لنموذج حتليل االحندار اللوجسيت‬ ‫‪34‬‬
‫‪194‬‬ ‫نتائج إحصائييت ) ‪ (Cox-Snell R2‬و) ‪(Nagelkerke R2‬‬ ‫‪35‬‬
‫‪195‬‬ ‫اختبار هوزمر ‪-‬ليمشو (‪ )Hosmer and Lemeshow‬جلودة املطابقة‬ ‫‪36‬‬
‫‪196‬‬ ‫توافق البيانات املشاهدة واملتوقعة الختبار (‪)Hosmer and Lemeshow‬‬ ‫جدول‬ ‫‪37‬‬
‫‪197‬‬ ‫املفسرة‬
‫نتائج التصنيف بعد إدراج املتغريات ّ‬ ‫‪38‬‬
‫‪199‬‬ ‫نتائج تقدير معامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬ ‫‪39‬‬
‫‪207‬‬ ‫نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري تركيز امللكية‬ ‫‪40‬‬
‫‪208‬‬ ‫نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري ملكية املسريين‬ ‫‪41‬‬
‫‪209‬‬ ‫نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري ملكية أعضاء جملس اإلدارة‬ ‫‪42‬‬
‫‪210‬‬ ‫نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري حجم جملس اإلدارة‬ ‫‪43‬‬
‫‪211‬‬ ‫نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‬ ‫‪44‬‬
‫‪212‬‬ ‫نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري نشاطات جملس اإلدارة‬ ‫‪45‬‬
‫‪213‬‬ ‫نتائج اختبار املعنوية ملعامل متغري تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة‬ ‫‪46‬‬

‫‪244‬‬
‫قـ ـ ــائمة املالح ـق‬
‫ قائمة الشركات املعنية بالدراسة‬:)01( ‫امللحق رقم‬

‫اسم الشركة‬ ‫الرقم‬ ‫اسم الشركة‬ ‫الرقم‬


DIVINDUS SPA 12 SOFIPLAST SPA 1
SPA PHARMA INVEST 13 SPA U-PROMEDIC 2
AMC SPA 14 SYNSET SPA 3
SPA Complexe Avicole HP Sétif 15 ENPEC SPA 4
Calplast SPA 16 SIPLAST SPA 5
SPA Condor Electronics 17 PROFIPLAST SPA 6
ROTAHEM SPA 18 TREFISOUD SPA 7
SPA EMBAG 19 SCAEK SPA 8
Travocovia SPA 20 SANIAK SPA 9
Complexe Ind. et Comercial d'El Hodna
21 ALMOULES SPA 10
SPA
Les Moulins des Hauts Plateaux
EATIT Spa 22 11
SPA

246
‫قـ ـ ــائمة املالح ـق‬
‫امللحق رقم (‪ :)02‬استمارة مجع البيانات املرتبطة حبوكمة الشركات‬
‫‪ -‬اسم الشركة‪.........................................................................................................:‬‬
‫‪ -‬جمال النشاط‪.......................................................................................................:‬‬
‫‪ -‬عدد مسامهي الشركة‪................................................................................................:‬‬
‫‪ -‬عدد أسهم الشركة‪.......................... ..........................................................................‬‬
‫احملور األول‪ :‬هيكل امللكية (شخص معنوي‪" :‬الدولة‪ ،‬خاص")‪( ،‬شخص طبيعي‪" :‬مسري‪ ،‬غري مسري‪ ،‬عضو يف جملس اإلدارة")‬
‫(السنة‪)............:‬‬
‫بيان املسامهني‬ ‫نسبة‬ ‫بيان املسامهني‬
‫نسبة املسامهة‬ ‫الرقم‬ ‫الرقم‬
‫شخص طبيعي‬ ‫شخص معنوي‬ ‫املسامهة‬ ‫شخص معنوي شخص طبيعي‬
‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ ‬نسبة ملكية املسريين‪................................................................................ :‬‬
‫‪ ‬نسبة ملكية أعضاء جملس اإلدارة‪.....................................................................:‬‬
‫(السنة‪)............:‬‬
‫بيان املسامهني‬ ‫نسبة‬ ‫بيان املسامهني‬
‫نسبة املسامهة‬ ‫الرقم‬ ‫الرقم‬
‫شخص طبيعي‬ ‫شخص معنوي‬ ‫املسامهة‬ ‫شخص معنوي شخص طبيعي‬
‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ ‬نسبة ملكية املسريين‪................................................................................ :‬‬
‫‪ ‬نسبة ملكية أعضاء جملس اإلدارة‪.....................................................................:‬‬
‫(السنة‪)............:‬‬
‫بيان املسامهني‬ ‫نسبة‬ ‫بيان املسامهني‬
‫نسبة املسامهة‬ ‫الرقم‬ ‫الرقم‬
‫شخص طبيعي‬ ‫شخص معنوي‬ ‫املسامهة‬ ‫شخص معنوي شخص طبيعي‬
‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪247‬‬
‫قـ ـ ــائمة املالح ـق‬
‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬
‫نسبة ملكية املسريين‪...............................................................................:‬‬ ‫‪‬‬
‫نسبة ملكية أعضاء جملس اإلدارة‪.....................................................................:‬‬ ‫‪‬‬

‫احملور الثاين‪ :‬جملس اإلدارة‬


‫جلان جملس‬ ‫عدد اجتماعات عدد اإلطارات‬ ‫منهم‬ ‫منهم‬ ‫منهم‬ ‫عدد أعضاء‬
‫السنة‬
‫اإلدارة*‬ ‫املسرية‬ ‫اجمللس‬ ‫األجانب‬ ‫املسريين‬ ‫اإلناث‬ ‫جملس اإلدارة‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫( *) (‪ )1‬جلنة تدقيق‪ )2( ،‬جلنة التعويضات واملكافآت‪ )3( ،‬جلنة التعيينات‪ )4( ،‬جلنة احلوكمة‪ )5( ،‬جلنة إدارة املخاطر ‪+‬احلجم وعدد املستقلني‬

‫احملور الثالث‪ :‬الرئيس املدير العام‬


‫منصب آخر(‪)4‬‬ ‫اجلنسية(‪)3‬‬ ‫اخلربة(‪)2‬‬ ‫الشهادة(‪)1‬‬ ‫العمر‬ ‫اجلنس‬ ‫إدارة‬
‫السنة‬
‫ر‪.‬م‪.‬إ‬ ‫م‪.‬ع‬ ‫م‪.‬ع ر‪.‬م‪.‬إ‬ ‫م‪.‬ع ر‪.‬م‪.‬إ‬ ‫م‪.‬ع ر‪.‬م‪.‬إ‬ ‫م‪.‬ع ر‪.‬م‪.‬إ‬ ‫مركزة* م‪.‬ع ر‪.‬م‪.‬إ‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬

‫*( نعم‪ ،‬ال)‬


‫(‪ - 1 )1‬أقل من بكالوريا‪ - 2 .‬أقل من ليسانس‪ - 3 .‬ليسانس‪ - 4 .‬مهندس‪ - 5 .‬ماسرت‪ - 6 .‬ماجستري‪ - 7 .‬دكتوراه‪.‬‬
‫(‪ )2‬عدد سنوات اخلربة كمدير‪.‬‬
‫(‪ )3‬جزائرية (نعم‪ ،‬ال)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كعضو يف جملس إدارة آخر (نعم‪ ،‬ال(‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫قـ ـ ــائمة املالح ـق‬
‫امللحق رقم (‪ :)3‬خمرجات برنامج الـ )‪:(SPSS‬‬

‫‪249‬‬
‫قـ ـ ــائمة املالح ـق‬

‫‪250‬‬
‫قـ ـ ــائمة املالح ـق‬

‫‪251‬‬
‫قـ ـ ــائمة املالح ـق‬

‫‪252‬‬
‫قـ ـ ــائمة املالح ـق‬

‫‪253‬‬
‫قـ ـ ــائمة املالح ـق‬

‫‪254‬‬
‫قـ ـ ــائمة املالح ـق‬

‫‪255‬‬
‫فهرس احملتويات‬
‫الصفحة‬ ‫البيان‬
‫‪-‬‬ ‫شكر وعرفان‬
‫‪-‬‬ ‫اإلهداء‬
‫أ ‪-‬ش‬ ‫املقدمة العامة‬
‫‪1‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري العام حلوكمة الشركات وواقعها يف اجلزائر‬
‫‪2‬‬ ‫متهيد‬
‫‪3‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬ماهية حوكمة الشركات‬
‫‪3‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مفهوم حوكمة الشركات‬
‫‪3‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حملة تارخيية حول املصطلح وبروز فكرة احلوكمة‬
‫‪5‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬تعريف حوكمة الشركات‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نظريات حوكمة الشركات‬
‫‪20‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬أسباب بروز وتطور االهتمام حبوكمة الشركات‬
‫‪22‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬أمهية حوكمة الشركات‬
‫‪24‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬آليات حوكمة الشركات ومؤشراهتا‬
‫‪24‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬اآلليات الداخلية حلوكمة الشركات ومؤشراهتا‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الرقابة املباشرة من قبل املسامهني (اجلمعية العامة)‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬جملس اإلدارة‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬هيكل امللكية‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬املدققون الداخليون‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع اخلامس‪ :‬أنظمة األجور واملكافآت‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬الرقابة املتبادلة )‪(Mutual Monitoring‬‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع السابع‪ :‬النقابات الداخلية‬
‫‪37‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬اآلليات اخلارجية حلوكمة الشركات ومؤشراهتا‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مراجعو احلسابات اخلارجيني‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬أصحاب املصلحة يف الشركة‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬البيئة القانونية والتنظيمية (قوانني الشركات‪ ،‬قوانني العمل‪ ،‬قوانني اإلفالس‪)...‬‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬النقابات الوطنية‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع اخلامس‪ :‬آلية السوق‬
‫‪39‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬احللقة التفاعلية آلليات نظام حوكمة الشركات‬
‫‪41‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬مبادئ حوكمة الشركات ومناذجها‪ ،‬وواقعها يف اجلزائر‬
‫‪41‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مبادئ حوكمة الشركات‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مبادئ منظمة التعاون االقتصادي والتنمية )‪(OCED‬‬

‫‪257‬‬
‫فهرس احملتويات‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬مبادئ البنك الدويل )‪(World Bank‬‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مبادئ صندوق النقد الدويل )‪(International Monetary Fund‬‬
‫‪45‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬مناذج حوكمة الشركات‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬النموذج املوجه حنو السوق ) ‪(Le Modèle orienté marché‬‬
‫‪47‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬النموذج املوجه بالشبكة )‪(Le Modèle orienté réseau‬‬
‫‪48‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬واقع حوكمة الشركات يف اجلزائر‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬جهود اجلزائر من أجل إقامة إطار فعال للحوكمة على املستو الكل (االقتصاد)‬
‫‪50‬‬ ‫فعال للحوكمة على املستو اجلزئ (الشركات)‬‫الفرع الثاين‪ :‬جهود اجلزائر من أجل إقامة إطار ّ‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬حتديات وعوائق تطبيق حوكمة الشركات يف اجلزائر‬
‫‪66‬‬ ‫خالصة‬
‫‪67‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬أمهية مؤشرات حوكمة الشركات يف التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬
‫‪68‬‬ ‫متهيد‬
‫‪69‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للتعثر املايل للشركات‬
‫‪69‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تعريف التعثر املايل للشركات واملفاهيم املرتبطة به‬
‫‪69‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعثر املايل )‪(Financial distress‬‬

‫‪72‬‬ ‫‪)Economic‬‬ ‫الفشل االقتصادي واملايل (‪and financial Failure‬‬ ‫الفرع الثاين‪:‬‬
‫‪75‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬العسر املايل (‪)Insolvency‬‬
‫‪77‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬اإلفالس (‪)Bankruptcy‬‬
‫‪78‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬العوامل املسببة للتعثر املايل للشركات‬
‫‪78‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬العوامل الداخلية‬
‫‪81‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬العوامل اخلارجية‬
‫‪82‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬مؤشرات التعثر املايل للشركات وأساليب عالجه‬
‫‪82‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مؤشرات التعثر املايل للشركات‬
‫‪83‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬أساليب عالج ظاهرة التعثر املايل للشركات‬
‫‪89‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬ماهية التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬
‫‪90‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مفهوم التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬
‫‪92‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬أمهية التنبؤ بالتعثر املايل للشركات‬
‫‪94‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬مناذج التنبؤ بالتعثر‪/‬الفشل املايل للشركات‬
‫‪94‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬النماذج أحادية املتغري للتنبؤ بالتعثر‪/‬الفشل املايل‬
‫‪95‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬النماذج متعددة املتغريات للتنبؤ بالتعثر‪/‬الفشل املايل‬
‫‪103‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬أثر مؤشرات احلوكمة على التنبؤ مبخاطر التعثر املايل للشركات‬
‫‪103‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬أثر هيكل امللكية‬
‫‪104‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تركيز امللكية‬
‫‪258‬‬
‫فهرس احملتويات‬
‫‪106‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬امللكية اإلدارية‬
‫‪108‬‬ ‫الفرع الثالث‪:‬امللكية املؤسساتية‬
‫‪109‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬أثر هيكلة (تشكيلة) جملس اإلدارة‬
‫‪109‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حجم جملس اإلدارة‬
‫‪112‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬استقاللية جملس اإلدارة‬
‫‪116‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة والرئيس التنفيذي (املدير العام)‬
‫‪118‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬نشاطات جملس اإلدارة‬
‫‪119‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬أثر خصائص ومميزات جملس اإلدارة‬
‫‪119‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة‬
‫‪120‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬جنسية أعضاء جملس اإلدارة‬
‫‪120‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اخللفية (املستو ) العلمية ألعضاء جملس اإلدارة‬
‫‪121‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬خربة أعضاء جملس اإلدارة‬
‫‪122‬‬ ‫الفرع اخلامس‪ :‬عمر أعضاء جملس اإلدارة‬
‫‪123‬‬ ‫خالصة‬
‫‪124‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة وحتليل البيانات‪ ،‬واختبار داللة الفروق بني املتوسطات‬
‫‪125‬‬ ‫متهيد‬
‫‪126‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬اإلجراءات املنهجية للدراسة‬
‫‪126‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬جمتمع وعينة الدراسة‬
‫‪128‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬اإلجراءات املتعلقة جبمع البيانات‬
‫‪128‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬البيانات اخلاصة مبؤشرات حوكمة الشركات‬
‫‪129‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬البيانات املالية‬
‫‪129‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬حدود الدراسة‬
‫‪130‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬ضبط متغريات ومنوذج الدراسة‬
‫‪130‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬معيار التعثر املعتمد‬
‫‪130‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬هيكل الدراسة وتقدير املتغريات‬
‫‪133‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تقدير النموذج األويل للدراسة‬
‫‪135‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬أدوات حتليل ومعاجلة البيانات‬
‫‪135‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مقاييس اإلحصاء الوصف‬
‫‪136‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬األساليب اإلحصائية ملقارنة اجملموعات‬
‫‪136‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬املؤشرات الكمية (املرتية)‬
‫‪137‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬املؤشرات االمسية (الكيفية ‪ /‬الوصفية)‬
‫‪137‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬منوذج حتليل االحندار اللوجسيت )‪(Logistic Regression Model‬‬

‫‪259‬‬
‫فهرس احملتويات‬
‫‪137‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تقدمي النموذج‪ ،‬تقدير املعامالت وتفسريها‬
‫‪150‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬تقومي مالءمة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت واختبار داللة املعامالت املقدرة‬
‫‪153‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬التحليل اإلحصائي الوصفي واختبار داللة الفروق بني املتوسطات ملتغريات الدراسة‬
‫‪153‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬التحليل اإلحصائ الوصف للبيانات‬
‫‪154‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الوصف اإلحصائ للمتغري التابع (التعثر املايل)‬
‫‪154‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬الوصف اإلحصائ للمتغريات املستقلة (مؤشرات حوكمة الشركات)‬
‫‪157‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الوصف اإلحصائ ملتغريي املراقبة‬
‫‪158‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬الوصف اإلحصائ ملؤشرات أخر ذات صلة مبوضوع الدراسة‬
‫‪164‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات للعينات املستقلة )‪(Independent Samples T-test‬‬
‫‪164‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات للمؤشرات (املتغريات) املرتبطة بشكل امللكية‬
‫‪167‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات للمؤشرات (املتغريات) املرتبطة مبجلس اإلدارة‬
‫‪172‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اختبار داللة الفروق (ت) بني املتوسطات ملتغريي املراقبة‬
‫‪173‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬اختبار كا‪ (Chi-Square) 2‬لالستقاللية‬
‫‪174‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اختبار كا‪ (Chi-Square) 2‬ملؤشر تركيز امللكية‬
‫‪175‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬اختبار كا‪ (Chi-Square) 2‬ملؤشر الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‬
‫‪178‬‬ ‫خالصة‬
‫‪179‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج اختبارات تقومي منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ومناقشة فرضيات الدراسة‬
‫‪180‬‬ ‫متهيد‬
‫‪181‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬نتائج اختبار جودة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬
‫‪181‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬نتائج فحص مشكلة التعدد اخلط )‪ (Multicollinearity‬للمتغريات املستقلة‬
‫‪181‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نتائج اختبار معامل التسامح )‪ (Tolerance‬ومعامل تضخم التباين )‪(VIF‬‬
‫‪184‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬نتائج فحص مصفوفة معامالت ارتباط املتغريات املستقلة )‪(Correlation Matrix‬‬
‫‪190‬‬ ‫املفسرة‬
‫املطلب الثاين‪ :‬نتائج االختبار قبل إدراج املتغريات ّ‬
‫‪190‬‬ ‫للحد الثابت فقط‬
‫املتضمن ّ‬
‫الفرع األول‪ :‬منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ّ‬
‫‪191‬‬ ‫للحد الثابت فقط‬
‫الفرع الثاين‪ :‬نتائج التصنيف لنموذج حتليل االحندار اللوجسيت املتضمن ّ‬
‫‪192‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أمهية املتغريات املستقلة للدراسة يف حتسني جودة النموذج‬
‫‪193‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬نتائج اختبار تقومي مالءمة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت ككل‬
‫‪193‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نتائج اختبار الداللة اإلحصائية الكلية لنموذج حتليل االحندار اللوجسيت‬
‫‪194‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬نتائج اختبار القوة التفسريية لنموذج حتليل االحندار اللوجسيت‬
‫‪194‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نتائج اختبار هوزمر ‪-‬ليمشو (‪ )Hosmer and Lemeshow‬جلودة املطابقة‬
‫‪196‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬جدول التصنيف‬
‫‪197‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬نتائج تقدير معامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت وتفسريها‬

‫‪260‬‬
‫فهرس احملتويات‬
‫‪197‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬نتائج تقدير معامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬
‫‪200‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬التفسري املباشر ملعامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬
‫‪202‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬التفسري غري املباشر ملعامالت معادلة منوذج حتليل االحندار اللوجسيت‬
‫‪202‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التفسري بداللة معامالت الرتجيح )‪(Odds‬‬
‫‪203‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬التفسري بداللة نسبة الرتجيح )‪(Odds Ratio‬‬
‫‪205‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التفسري بداللة االحتماالت )‪(Probabilities‬‬
‫‪207‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬اختبار معنوية املعامالت املقدرة للنموذج ومناقشة فرضيات الدراسة‬
‫‪207‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬اختبار معنوية املعامالت ومناقشة الفرضيات املرتبطة هبيكل امللكية‬
‫‪207‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري تركيز امللكية وناقشة الفرضية الفرعية األوىل‬
‫‪208‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري ملكية املسريين وناقشة الفرضية الفرعية الثانية‬
‫‪209‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري ملكية أعضاء جملس اإلدارة وناقشة الفرضية الفرعية الثالثة‬
‫‪210‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬اختبار معنوية املعامالت وناقشة الفرضيات املرتبطة خبصائص جملس اإلدارة‬
‫‪210‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري حجم جملس اإلدارة وناقشة الفرضية الفرعية الرابعة‬
‫الفرع الثاين‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام وناقشة الفرضية‬
‫‪211‬‬
‫الفرعية اخلامسة‬
‫‪212‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري نشاطات جملس اإلدارة وناقشة الفرضية الفرعية السادسة‬
‫‪213‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬اختبار معنوية معامل اللوجت ملتغري تنوع جنس أعضاء جملس اإلدارة وناقشة الفرضية الفرعية السابعة‬
‫‪215‬‬ ‫خالصة‬
‫‪216‬‬ ‫اخلامتة العامة‬
‫‪226‬‬ ‫قائمة املراجع‬
‫‪240‬‬ ‫قائمة األشكال‬
‫‪242‬‬ ‫قائمة اجلداول‬
‫‪245‬‬ ‫قائمة املالحق‬
‫‪256‬‬ ‫فهرس احملتويات‬
‫‪-‬‬ ‫امللخص‬

‫‪261‬‬
:‫ملخص‬
‫ ودورها يف حتسني عمليات الرقابة على أنشطة الشركات والتخفيض من عدم متاثل‬،‫نظرا لألمهية البالغة اليت تكتسيها حوكمة الشركات‬
‫ وهذا ملا هلذه الظاهرة من انعكاسات‬، ‫املعلومات؛ تسعى هذه الدراسة إىل اختبار دور مؤشرات احلوكمة يف التنبؤ بظاهرة التعثر املايل للشركات‬
‫ تعتمد الدراسة على املعلومات املتحصل عليها من‬.‫ ومسرييها وكافة األطراف ذات املصلحة املرتبطة هبا‬،‫سلبية وآثار خطرية على مالك الشركات‬
129 ‫ أي ما ميثل‬، (2018-2013) ‫ برج بوعريريج واملسيلة خالل الفرتة‬،‫ شركة مسامهة ناشطة بواليات سطيف‬22 ‫التقارير السنوية جملالس إدارة‬

‫اجملمعة وتطبيق‬
ّ ‫ ) من أجل حتليل البيانات‬21 ‫ وقد مت االعتماد على برنامج احلزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية (اإلصدار‬،)‫سنة‬/‫مشاهدة (شركة‬
‫ توصلت الدراسة إىل نتيجة مفادها أن للفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة والرئيس التنفيذي‬. ‫حتليل االحندار اللوجسيت املستخدم يف الدراسة‬
‫ وملكية املسريين وأعضاء‬،‫ يف حني مل يظهر أي أثر لكل من تركيز امللكية‬،‫(املدير العام) أثر عكسي على إمكانية التعرض لظاهرة التعثر املايل‬
‫ توصي الدراس ة بضرورة االهتمام مبمارسات‬.‫ وعدد أعضاء اجمللس واجتماعاته وتنوع جنس أعضائه على التنبؤ بالظاهرة املدروسة‬،‫جملس اإلدارة‬
‫ والتحديد‬،‫ وخاصة الفصل بني منصيب رئيس جملس اإلدارة واملدير العام‬، ‫ والعمل على الرفع من كفاءة وفعالية آلياهتا‬،‫حوكمة الشركات بشكل عام‬
.‫الواضح ملهام كل منهما ومسؤولياته‬

.‫ إحندار لوجسيت‬،‫ تعثر مايل‬،‫ جملس إدارة‬،‫ هيكل ملكية‬،‫ حوكمة الشركات‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract:
Giving more importance to corporate governance and its role in enhancement of company operations’ monitoring,
i.e., reducing information asymmetry and improving control over operations ; this study aims to empirically examine
the role of corporate governance indicators (CGI) in predicting financial distress. This Latter has serious negative
impacts on: owners, managers and other stakeholders. The req uired information is gathered from annual reports of 22
Joint-stock Companies operating in the Wilayas of Sétif, Bordj Bou-Arreridj and M’sila during the period 2013-2018
(which represents 129 observations «year/company»). Logistic regression was applied by using Statistical Packages
for Social Sciences (SPSS: 21). The results showed that the separation between the role of chairman of the board and
chief executive officer (CEO) has an inverse impact on financial distress likelihood. However, there was no significant
impact for Ownership concentration, managerial and board ownership, size, frequency of meetings and gender
diversity of the board in predicting the studied phenomenon. Based on the obtained results, it is recommended that
more attention on corporate governance practices has to be done, and that companies should make more efforts to
improve the efficiency and effectiveness of its mechanisms, especially the separation between the roles of the
chairman and the CEO, with clear delineation of their functions and responsibilities.
Keywords: Corporate governance; Ownership structure; Board of directors; Financial distress; Logistic regression.

Résumé:
Donnant plus d’importance à la gouvernance d’entreprise et à son rôle dans l’amélioration du suivi des opérations
de l’entreprise, c’est-à-dire, la réduction de l’asymétrie de l’information et le contrôle accru des opérations ; cette étude
vise, de manière empirique, à examiner le rôle des indicateurs de gouvernance d’entreprise (CGI) dans la prévision de
la détresse financière. Cette dernière a de sérieux impacts négatifs sur les propriétaires, les gestionnaires et les autres
parties prenantes. Les informations requises ont été collectées à partir des rapports annuels de 22 sociétés par actions
(SPA) activent dans les Wilayas de Sétif, Bordj Bou-Arreridj et M’sila pendant la période «2013-2018» (soit 129
observations «année / société»). La régression logistique a été appliquée en utilisant (SPSS: 21). Les résultats de
l’étude ont montré que la séparation entre le rôle de président du conseil d’administration (PCA) et le directeur général
(DG) a un impact inverse sur la probabilité de détresse financière. Cependant, il n'y a pas d'impact significatif pour:
«la concentration de la propriété, la propriété des dirigeants et des membres du conseil, le nombre d’administrateurs , le
nombre de réunions et la diversité du sexe au conseil » dans la prévision du phénomène étudié. S’appuyant sur les
résultats obtenus, il est recommandé d’accorder plus d'attention aux pratiques de la gouvernance d'entreprise, et que
les entreprises devraient faire plus d'efforts pour améliorer l'efficience et l'efficacité de ses mécanismes, notamment la
séparation entre les rôles de président du conseil d’administration d'une part et ceux du directeur général d'autre part,
avec une délimitation claire de leurs fonctions et de leurs responsabilités.
Mots-clés : Gouvernance d’entreprise; Structure de propriété; Conseil d’administration; Détresse financière;
Régression logistique.

You might also like