Professional Documents
Culture Documents
لقياس والتقويم الرياضي
لقياس والتقويم الرياضي
أوالً :التقويم
التقويم ً
لغة :عند الرجوع إلى معجمات اللغة العربية نجدها تشير إلى أن التقويم في اللغة مصدر من الفعل ( َق ّو َم) أي
قوم الشيء أي ق ّدر قيمته. قوم تقويما ً الشيء أزال اعوجاجهّ ،
وقوم السلعة ،س ّعرها وث ّمنها ،ويقال ّ عدَّ لّ ،
والتقويم اصطالحا ً ُي قصد به القدرة على الحكم على قيمة المادة لغرض معين ،وهذه األحكام يجب أن تبنى على معايير
محددة ،وقد تكون هذه المعايير ،معايير داخلية (التنظيم) ،أو معايير خارجية (مناسبة المادة للهدف).
يفهم التقويم على أنه العملية التي يجريها المربي الرياضي (مدرس التربية الرياضية أو المدرب) كل حسب مجال عمله
بقصد معرفة قدرة االستفادة من الدرس أو البرنامج التدريبي ومدى تأثيره في تغيير سلوك التالميذ أو الالعبين مع
اكتسابهم المهارات الحركية المتعددة ،والعادات الصحية السليمة ،فضالً عن تأشير مدى تقدم أو تأخر مستوى الالعب،
وما هي األسباب المؤدية لذلك؟ حيث يتم خالل عملية التقويم التأشير العلمي الصحيح لمواطن الضعف لتجاوزها أو
تعزيز مواطن القوة فيها.
ولتوضيح ما يعنيه التقويم في الميدان التربوي -الرياضي ،وعلى صعيد التدريس أو التدريب ،قد يتطلب عمل المدرس
أو المدرب أن يتخذ قرارات عديدة في مجال عمله المتشعب ،ومن القرارات المهمة التي يتخذها ،هو ما يتعلق في
اإلجابة عن األسئلة اآلتية:
والواجب هنا أن المدرب يحاول جمع البيانات عما ورد من أسئلة لغرض تكوين أحكام تمكنه من اتخاذ قرارات بشأنها،
كما أن نوعية القرارات التي يتخذها تعتمد على الدقة والفائدة واكتمال البيانات التي جمعها ،ولهذا فإن ا ّتباع الطريقة
العلمية المنظمة في جمع البيانات يعد أمراً مهماً ،وأن هذه العملية (جمع البيانات) عادة ما تعرف بالتقويم.
نعرف التقويم طبقا ً لـ(تينبرك) "هو عملية الحصول على المعلومات (البيانات) واستخدامها لتكوين
ومن هنا نستطيع أن ّ
األحكام والتي بدورها تستخدم في عملية صنع القرار".
وإن (البيانات) "هي حقائق حول متغيرات (أشخاص -مواد -برامج) يحصل عليها المدرس أو المدرب باستخدام أدوات
أو إجراءات معينة (اختبار ،قياس ،استفتاء ،مقابلة ،مالحظة...،ـ الخ) .أما (األحكام) فهي "تغيير البيانات لتحديد
الظروف الحالية أو التوقع لألداء المستقبلي".
وأخيراً (القرارات) هي "إقرار مبدأ عمل واحد أو إجراء واحد يتخذه الفرد من مجموعة إجراءات أو بدائل عدّ ة".
أنواع التقويم:
يكف عن التقويم ،إذ هو يعطي قيمة لما يدركه ويحسه ،إالّ أن هذا التقويمفي حياتنا اليومية كثيراً ما نجد أن اإلنسان ال ّ
يغلب عليه طابع التمركز حول الذات ،أي بمعنى أن أحكامه تكون بقدر ارتباطها بذاته ،فهي تعتمد على معايير ذاتية ذات
سمات متعددة منها :المنفعة الشخصية ،والعالقات الطيبة ،والشعور بتهديد الذات ،واإلحساس بقصور المكانة
خال من الدقة،
تروي ،أي إنه ٍاالجتماعية والحسد...ـ الخ ،وتكون أحكامه سريعة القرار ،وهذا القرار ال فحص فيه أو ّ
فيكون ال شعوريا ً في معظم األحيان.
حتى يكون المربي الرياضي (مدرس التربية الرياضية أو المدرب) منصفا ً في أحكامه وقراراته ،ال بد من أن يعتمد على
جر اء استعماله للعديد من المقاييس المقننة ذات المواصفات المتعارف عليها علميا ً وتقنياً،
بيانات يحصل عليها من ّ
ومثالها :القياسات واالختبارات ذات العالقة بالقياس الجسمي ،كقياس (األطوال ،والوزن ،والمحيطات ألعضاء الجسم)،
وكذلك األداء البدني والحركي (كاختبارات صفة السرعة ،وصفة القوة ،والمطاولة ...الخ) ،لتحديد مستويات النمو
البدني واللياقة البدنية والحركية لشخص ما ،حيث إن هذه العملية ال تتع ّدى إصدار أحكام على قيمة لـ(شيء أو شخص
ض ل إصدار أحكام موضوعية من خالل استخدام المعايير أو المستويات أو المحكات لتقدير أو موضوع) ،فإنه من المف ّ
القيمة.
فالمعايير" :قيم تصف مجموعات متعددة على اختبار أو مقياس والمعايير وصفية ألنماط موجودة من األداء وال يجب
اعتبارها مستويات ُمثلى أو مستويات مرغوب في الوصول إليها".
والمستويات" :ال يمكن هنا اعتبارها معايير ،ألن المعايير معلومات تدلنا على كيفية األداء لألفراد في أي من االختبارات
البدنية أو الحركية ،في حين نجد المستويات معلومات تدلنا على ما يجب أن يؤديه األفراد".
أما المحكات" :هي معايير نحكم بها على االختبار أو نق ّيمه ،وقد تكون مجموعة من الدرجات أو المقاييس أو التقديرات
أو اإلنتاج ،وهي أيضا ً من المفاهيم أو األفكار المستعملة في الحكم على محتوى االختبار عند تقدير مضمونه أو صدقه
المنطقي".
ال جدال في أن يكون كل من (الالعب ،والمدرب ،والمنهج التدريبي) األعمدة األساسية لبناء هيكل العملية التربوية-
التدريبية (أو التعليمية بالنسبة للميدان المدرسي).
وإن كل عمود من هذه األعمدة يؤثر في سائرها اآلخرين حيث فقدان أو ضعف إحداها يخل في هذا الترابط ومتانته؛
ولتقويم الحالة الراهنة أو تحديد ما أمكن إحرازه من تقدم لكل من هذه األعمدة عبر مراحل عملية التدريب واإلعداد
الرياضي ،نجد أن وسائل التقويم (االختبار والقياس) تعد جزءاً أساسيا ً في خطط تحسين المستوى الرياضي بأشكاله
(البدني ،والمهاري ،والخططي ،ولمعظم األلعاب الرياضية) ،وذلك في ضوء أسس متعارف عليها ،وضعت لتقويم
الكفاءة البدنية العامة للرياضيين؛ حيث إن معرفة نقاط الضعف والقوة لدى الالعب (الطالب أو الرياضي) أمر مهم
بالنسبة للرياضي نفسه ومدربه حيث إن التقدم الحاصل وبمعدالت جيدة سيوضح صالحية كل من الالعب والمدرب
واألساليب المنهجية المستعملة في التدريب ،أي بمعنى (عن طريق استعمال أساليب االختبار والقياس تتجمع البيانات
وتحو ل إلى درجات ومستويات معيارية) ،مما يسهل عملية التقويم ،ومن خاللها تكتشف حقائق الحالة التي عليها كل
ّ
من الالعب والمدرب والمنهج التدريبي.
قياس التحصيل ،والدافعية ،واالنتقاء ،والتصنيف ،والتقسيم ،والتشخيص ،والتوجيه واإلرشاد ،والتنبؤ ،والبحث العلمي،
ووضع وتقدير الدرجات ،وتقويم البرنامج ،وتقويم طرائق التدريس أو التدريب ،وتقويم المدرس أو المدرب ،وتقويم
الطالب أو الالعب.
. 1الصفات السلوكية واألخالقية ( :روح العزم والتصميم واإلرادة ،والشجاعة ،واألمانة ،وروح الجماعة ،واحترام
المنافس).
. 2القدرات العقلية( :الذكاء ،وسرعة اتخاذ القرار السليم ،والقدرة على التصرف في الظروف الحرجة ،وتفهم أبعاد
اللعبة).
. 4مكونات اللياقة البدنية والحركية( :الصفات البدنية المتخصصة في لعبة رياضية معينة ،مثل :القوة ،والسرعة،
والمطاولة ،والمرونة ،والرشاقة ،ومكوناتها من مطاولة السرعة ،والقوة المميزة بالسرعة ،ومطاولة القوة ...الخ).
وأخيراً وبعد أن أشرنا فيما سبق إلى أنواع التقويم ،ال بد هنا من أن نشير إلى الفرق بين التقويم الذاتي (التقويم غير
الموضوعي) و(التقويم الموضوعي أو العلمي).
التقويم الموضوعي
.1المالحظات دقيقة.
.3آراء مخصصة.
.3رأي عام.
.4الحياد.
.4التحيز.
.5ناتج عن التراث الفكري والمهاري.
ثانيا :القياس
للقياس مفهوم أضيق من التقويم على الرغم من أنه عملية ضرورية والزمة فيه،
إذ يشتمل على جمع البيانات والمالحظات والمعلومات الكمية (الرقمية) حول الصفة أو السمة المراد قياسها ،والقياس
في اللغة كثير االستعمال وخاصة الدارجة منها ،فهناك القياس في المنطق ،والقياس في اللغة ،والقياس بمعنى تقدير
األشياء.
هذا األمر يستدعي أحيانا ً أن يحدد المقصود من القياس تحديداً دقيقاً ،حتى ال يتطرق إليه اللبس ،إذ إن اختالف أساليب
القياس يؤدي حتما ً إلى اختالف درجة د ّقة القياس ،ولهذا نجد أن القياس غالبا ً ما يتأثر بعوامل متعددة منها:
.2أهداف القياس.
.5عوامل تتعلّق بـ(طبيعة الظاهرة المقاسة أو طبيعة المقياس وعالقته بنوع الظاهرة).
ومن المفيد أن نذكر أن القياس يجيب عن السؤال (كم؟) أو (ما مقدار؟) ويتضمن عمليتين أساسيتين هما:
. 1التقدير الكمي للظواهر المقاسة (جمع البيانات والمالحظات الكمية عن الظاهرة أو السمة المقاسة).
.2عملية المقارنة (إذ إن قياس الظاهرة كميا ً يتضمن مقارنة نتيجة القياس بغيرها).
أي بمعنى أن القياس هو" :العملية التي يتم بوساطتها التعبير عن األشياء والحوادث بأعداد بحسب قواعد محدودة .أو
إنه (القياس) :يعبر عنه إحصائيا ً بتقدير األشياء والمستويات تقديراً كميا ً وفق إطار معين من المقاييس المدرجة،
ويعتمد أساسا ً على القول المأثور( :كل ما يوجد ،يوجد بمقدار ..وكل مقدار يمكن قياسه) .أما القياس في التربية
فيعر فه (سالمة) " :تحديد درجة أو كمية أو نوع من الخصائص الموجودة في شيء ما". ّ الرياضية
نخلص من هذا أنه عند إجراء القياس ،ال بد من تحديد الشيء المراد قياسه ونوع القياس المستعمل ،فضالً عن طريقة
القياس ووحدة القياس المستعملة .وتتحدد بذلك الغاية من إجراء هكذا عملية؟ -أي تحديد هدف القياس -والذي يكون
غالبا ً تحديد الفروق الفردية في الظاهرة أو السمة ،ومثالها (الطول ،والوزن ،والذكاء ،والقوة العضلية ،والسرعة،
والمرونة ...الخ).
خصائص القياس:
ال شك في أننا نسعى إلى القياس ونستعمله من آن آلخر لغرض الحصول على بيانات تشير إلى حقيقة المستويات التي
عليها األفراد في العديد من االختبارات (كاختبارات بدنية أو حركية أو وظيفية أو مهارية أو نفسية وعقلية) التي تشير
إلى ما يملكه الفرد الواحد من مقدار لهذه الصفات أو السمات كحصيلة لنمو تلك الصفات أو السمات المقاسة ،ويعبر عن
ذلك رقميا ً ،وقد يمكن استعمال تلك المقادير الكمية ألية صفة أو سمة مقاسة ألغراض المقارنة مع مقاييس رقمية
أخرى ،وهذا ما يطلق عليه تعبير (كمي نسبي) ،وتفسير ذلك :عند مقارنة (سالم وزيد) مثالً في صفة الوزن ،يمكننا
القول أن (زيد) أكثر وزنا ً من (سالم) أو أقل منه في الوزن أو يزيد عليه قليالً ...الخ ،وهذه التعبيرات هي وغيرها هي
تعبيرات كمية نسبية.
كثيراً ما نجد أن القياس يمكن أن يكون مباشراً لقياس صفة الطول مثالً (حيث استعمال وحدة القياس وهي
السنتيمترات) ،ولكن يحصل أن نكون بحاجة لقياس مقدار النمو البدني والحركي لالعبي كرة القدم ،وهذا ما لم نستطع
قياسه إالّ باألسلوب غير المباشر ،أي يمكننا قياسه بالمظاهر التي تدل عليه (حيث طريقة األداء الحركي أو اإلنجاز
البدني ،هي المع ّبر عن قياس مقدار النمو).
ومما تجدر اإلشارة إليه أن القياس المباشر أبسط وأدق من القياس غير المباشر ،ألن القياس المباشر يعتمد األجهزة
القياسية ويستعملها مباشر ًة.
.1قياس قوة قبضة اليد اليمنى واليد اليسرى بوساطة جهاز الداينموميتر Dynamometerأو المانيومتر
.Manuometer
. 1قياس صفة القوة المميزة بالسرعة بوساطة اختبار (االستناد األمامي ،ثني ومد الذارعين باستمرار لمدة 10
ثواني).
. 2قياس صفة مطاولة قوة الذارعين بوساطة اختبار (االستناد األمامي ،ثني ومد الذراعين باستمرار حتى استنفاذ
الجهد).
. 3قياس صفة القوة المميزة بالسرعة لعضالت الرجلين بوساطة اختبار (القفز الجانبي من فوق المسطبة وباستمرار
لمدة 10ثواني).
. 4قياس صفة مطاولة قوة عضالت الرجلين بوساطة اختبار (القفز الجانبي من فوق المسطبة حتى استنفاذ الجهد).
.5قياس صفة السرعة القصوى بوساطة اختبار (الركض لمسافة 20م من البدء الطائر).
إن من بداهة األمور أن نجد أفراد المجتمع متمايزين بفروق فردية في جميع الصفات أو السمات التي يتمتعون بها ،وأن
ظاهرة الفروقات الفردية هي ظاهرة عامة يمكن تصنيفها وفقا ً لمتغيرات ع ّدة منها( :السن ،والجنس ،ونوع السمة ،أو
الصفة المراد قياسها) .ومن الفروق الفردية التي يمكن قياسها اآلتي:
أ.الفروق في ذات الفرد :ونجدها عند مقارنة خصائص الفرد نفسه (بعضها ببعض) لتأشير نقاط القوة والضعف فيه
بغية تعديل سلوكه أو توجيهه نحو النشاط الرياضي األفضل والمناسب لقدراته.
ب.الفروق بين األفراد :ويهدف لمقارنة الفرد مع غيره -من نفس الفئة العمرية ونفس الجنس والبيئة -في أي من
السمات أو الصفات البدنية والحركية والمهارية وغيرها (لتأشير مكانة الفرد أو موقعه بالنسبة لألفراد).
ت .الفروق بين الجماعات الرياضية :هناك الكثير من األجناس والجماعات ذات الخصائص والصفات المتميزة عن
غيرها من الجماعات األخرى بصفة أو سمة معينة ...مثالً الفروق بين البنين والبنات في صفة القوة العضلية ،واللياقة
البدنية عند األطفال الذكور بحسب األعمار ( )14-13( ،)12-7سنة.
ال يمكن الحكم على نتائج القياس ألي من صفات أو سمات فرد ما بأنها مطلقة ،بل هي نسبية بالنسبة لآلخرين الذين
ينتمي إليهم ...فما حصل عليه (أحمد) في قياس صفة الطول مثالً ال يعني لنا شيئا ً ما لم نقارنه مع أطوال جماعته التي
ينتمي إليها في لعبة الكرة الطائرة مثالً ...والمقارنة يمكن أن تكون بأشكال متعددة منها:
أ.مقارنة صفة معينة لشخص ما بغيرها من الصفات المشابهة لها (مثالً مقارنة الصفات البدنية عند طالبات كلية التربية
الرياضية مع طالبات كلية المعلمين الالتي هن بالعمر نفسه والمرحلة الدراسية نفسها ويكن بنفس التخصص).
ب .مقارنة صفة بدنية لشخص ما بجداول ومعايير مشتقة من ذات الصفة ألقرانه .مثال ذلك (طول طالب في كلية
التربية الرياضية -المرحلة األولى مع جداول معيارية لصفة الطول عند جميع طالب المرحلة الدراسية ذاتها).
ت.مقارنة صفة معنية لشخص ما ،بما كانت عليه قبل م ّدة من الزمن أو بعدها بم ّدة معينة.
ثالثاً :االختبار
يعرفه
"تمرين مقنن وضع لقياس شيء محدد أو هو طريقة منظمة لمقارنة سلوك شخصين أو أكثر" .في حين نجد من ّ
بأنه "األداة التي تستعمل لجمع المعلومات بغية التقويم".
واالختبار يمكن أن يعطى على شكل (اختبار مكتوب أو اختبار شفوي أو اختبار عملي) ،كما أن له من التقسيمات ما
يتع ّدى النمط الواحد ،حيث اختالفها طبقا ً للشكل أو الغرض أو المحتوى .ومن هذه التقسيمات ما نجده بالصور اآلتية:
(اختبار االستعداد ،واختبار شخصي ،واختبار تنبؤي ،واختبار التصنيف ،واختبار فردي أو جماعي ،واختبار ذاتي
وموضوعي ،واختبار التحصيل ،واختبار األداء ،واختبار التمكين ،واختبار لفظي ،واختبار المسح ...الخ).
وقد يرجع البعض من الباحثين سبب اختالف تسميات أنواع االختبارات إلى مؤشرات متعددة منها اآلتي:
.4طبيعة االستجابة.
لعل من المفيد أن نذكر أن ما نحصل عليه من إجراء عمليتي القياس واالختبار من نتائج ال معنى لها أو مدلول خاص
بها ،وإنما نختبر ونقيس من أجل عملية أكبر تتيح لنا اتخاذ قرار ما بشأن الشيء المقاس أو المختبرين أال وهي عملية
التقويم وإصدار الحكم على ذلك الشيء ،أي بمعنى أن التقويم يتم على أساس نتائج تلك االختبارات والمقاييس ،وقد
تتوقف دقة القرارات التي نتخذها في عملية التقويم على سالمة ودقة االختبارات والمقاييس التي نستعملها والبيانات
التي نحصل عليها من إجراء تلك العمليات.
ولهذا نجد أن التقويم يعني فيما يعنيه "عملية تستعمل فيها المقاييس ،وأن غرض هذه المقاييس جمع البيانات التي
تفسر في هذه العملية بغية تحديد مستويات معينة لتمكننا من اتخاذ قرار معين.
من هذا نستنتج أن كل من االختبار والقياس أدوات تستعمل في عملية التقويم ،وأن التقويم أعم وأشمل منهما ،ولكن ال
يمكن أن يكون هناك تقويم ما لم يكن هناك اختبار أو قياس ،إذ إن كل منهما عملية تكمل األخرى .وأن كل منها يعتمد
على اآلخر.
سبق وذكرنا أن االختبارات والمقاييس في التربية الرياضية أداة مهمة من أدوات التقويم ،وهي بهذا تكون "األداة التي
تستعمل لجمع البيانات بغية التقويم" ،كما أن لهذه االختبارات أو األدوات المعنية بعملية التقويم صفات جيدة ،منها
توافر المواصفات العلمية ،والتي من شروطها (الصدق ،والثبات ،والموضوعية).
ُيع ّد صدق االختبار واحداً من المؤشرات التي يجب توافرها في األداة االختبارية المعتمدة في قياس أي من الصفات
والظواهر الرياضية .والصدق في هذا المجال يعتمد على عاملين مهمين ،هما:
·الغرض من األداة أو الوظيفة التي ينبغي أن نقوم بها (أي غاية إجراء االختبار).
·الفئة أو الجماعة التي ستطبق عليها األداة (عينة البحث من األفراد المختبرين أو الخاضعين لالختبار ،والتي يستلزم
أن تمثل المجتمع المأخوذة منه أفضل تمثيل).
وصدق االختبارُ ،يقصد به أن يقيس االختبار فعالً القدرة أو السمة أو االتجاه أو االستعداد الذي ُوضع االختبار لقياسه،
أي يقيس فعالً ما يقصد أن يقيسه .بمعنى آخر ،يتعلّق صدق االختبار بما يقيسه ذلك االختبار ،وإلى أي حد ينجح في
قياسه ،وحينما نقول :إن االختبار صادق ،نحن نعني أنه يقيس ما ُوضع لقياسه .ولصدق االختبار أنواع يمكن أن نجدها
على النحو اآلتي:
.1الصدق الظاهري:ويعني أن االختبار يبدو مناسبا ً للهدف الذي ُوضع من أجله ،وهو ليس صادقا ً بالمعنى العلمي
للكلمة ،ألنه يدل على ما يبدو أن االختبار يقيسه من الظاهر ،ال على ما يقيسه االختبار بالفعل.
.2صدق المحتوى:و ُيقصد به مدى تمثيل االختبار للجوانب التي وضع لقياسها.
.3الصدق التنبؤي:و ُيقصد به قدرة االختبار وفاعليته في التنبؤ بنتيجة م ُع ّينة في المستقبل.
.4صدق التكوين الفرضي:ويعني قدرة االختبار على قياس تكوين فرضي مع ّين أو سمة مع ّينة .ومن أمثلة هذه
التكوينات الفرضية (الذكاء ،والعصابية ،والقلق،ـ واللياقة البدنية ،والتدريب الرياضي ...الخ) .ويعتمد هذا النوع من
الصدق على وصف أوسع ،ويتطلّ ب معلومات أكثر حول السمة السلوكية أو الصفة البدنية موضوع القياس ،والتي
نحصل عليها من مصادر مختلفة.
. 5الصدق التالزمي:وهو من أنواع الصدق التجريبي الذي يدل على وجود عالقة بين درجات االختبار ومقاييس األداء
الراهن للفرد ،والتي نحصل عليها في الوقت نفسه.
وللتحقق من صدق االختبارات واالطمئنان إلى صالحيتها -إذ من المحتمل أالّ تكون مناسبة لالستعمال نتيجة لتأثرها
ضل أن يقوم المر ّب ي الرياضي (الباحث ،والقائم باالختبار ،والمدرب ،والمدرس) بالتأكد من
بالعديد من المتغيراتُ -يف ّ
صحة استعمالها بنفسه ،وبطريقة إجرائية وعملية.
ث.النضج.
وفي ضوء ما جاء بالمؤشرات سابقة الذكر ،نستطيع أن ُنجمل أهم العوامل المؤثرة في صدق االختبار باآلتي:
.1طول االختبار:ال ش ّك في أن عدد مفردات االختبار تؤثر في صدقه ،إذ إن العالقة بينهما طردية .فكلما ازداد عدد
المفردات أو العبارات المستعملة فيه ،ارتفع معامل صدق ذلك االختبار ،وذلك ألن دراسة أ ّية ظاهرة لها من المكونات
األساسية المتعددة (كاللياقة البدنية مثالً ،التي لها من الصفات والمكونات المتعددة كالسرعة ،والقوة ،والقوة السريعة،
والمطاولة ،ومطاولة القوة ،ومطاولة السرعة ،والمرونة ،والرشاقة ...الخ) تستوجب زيادة عدد المفردات االختبارية
ذات العالقة بتلك الصفات والمكونات .وهذا األمر سيكون حتما ً مؤثراً في طول إجراء هذه االختبارات ،والذي سيؤثر
بدوره في صدقها.
. 2معامل الثبات :من بديهيات العمل الجماعي هو العالقة ما بين صدق وثبات االختبار ،إذ إن معامل الصدق يرتبط
ارتباطا ً مباشراً بثبات االختبار ،كما هو ارتباطه بالمحك الذي يستعمل لحساب صدق االختبار .ومما يجب التنويه إليه هو
أن ثبات االختبار أو المقياس يؤثر في صدقه ،فانخفاض معامل الثبات دليل على وجود عيب في ذلك االختبار ،مما يؤشر
الختبار ما سيكون دليالً على نحو دائم على
ٍ انخفاضا ً واضحا ً في صدق ذلك االختبار .ولكن ليس كل معامل ثبات ٍ
عال
صدق ذلك اآلخر.
. 3عينة البحث :ال يخفى أن من واجبات أي من االختبارات التي تجرى على العينات أو المجاميع الخاصة هو بيان
الفروق الفردية بين أفرادها .عليه ،فكلما كانت العينة متجانسة في الخاصية أو الصفة التي يقيسها االختبار سيكون
مصير نتائجها ضعيفاً.
. 4القصور في ضبط العوامل والمتغيرات التجريبية :يحصل في بعض األحيان أن تكون للمعيار في الصدق التجريبي
عالقة واضحة باالختبار الذي وضعه الباحث ،ولكن عدم الدقة في ضبط العوامل الداخلية بين المعيار واالختبار يؤثر
على معامل الصدق ،فالصعوبة أو السهولة المتناهية لالختبار أو عدم وجود رغبة لدى العينة في إجراء االختبار أو
ضعف محتويات االختبار ،كل ذلك يعد من العوامل الداخلية التي تؤثر كثيراً وتعمل على خفض معامل الصدق.
يقصد بثبات االختبار ،مدى دقة االختبار في القياس وا ّتساق نتائجه عند تطبيقه مرات متعددة على نفس األفراد ،أي إذا
طبقنا اختبار معين على عينة من األفراد ،ثم أعدنا تطبيقه مرة أخرى أو مرات متتالية على ذات العينة ،فإن درجاتهم ال
تتغير جوهريا ً من تطبيق لآلخر .كما أن وضع كل فرد أو ترتيبه بالنسبة لمجموعته ال يتغير جوهرياً.
ولثبات االختبار طرائق متعددة تستعمل في إيجاد معامله ،إذ أشارت إلى ذلك العديد من المراجع العلمية .ومن هذه
الطرائق اآلتي:
.1طريقة إعادة االختبار:وفيها يطبق االختبار على نفس األفراد مرتين (المدة بينهما من 7-1أيام) ،ويحسب معامل
االرتباط بين نتائج االختبار األول ونتائج االختبار في المرة الثانية .ويكون معامل الثبات هنا ال ُمع ّبر عن الثبات .هذا
بخصوص االختبار اإلجرائي والعملي .أما بالنسبة إلى االختبارات النظرية فتكون المدة بين االختبارين (القياسين األول
والثاني من 4-2أسابيع) لحساب معامل الثبات بطريقة االختبار وإعادة االختبار.
. 2طريقة الصور المتكافئة:وفيها تعد من االختبار الواحد (البطارية أو المجموعة االختبارية المعنية بقياس ظاهرة ما
أو أي صفة تتعلق بتلك الظاهرة) صورتان متكافئتان من حيث تمثيل المتغيرات أو الوظائف التي تقاس .بمعنى أن يكون
عدد مكونات الوظيفة في كل من الصورتين واحداً ،أو إن نسب العناصر التي تقيس المكونات في الصورتين متماثلة.
كذلك مستوى صعوبتها وطريقة صياغتها ،فضالً عن تكافؤ الصورتين من حيث الطول وطريقة اإلجراء والتصحيح
والزمن المخصص لالختبار .هذا وتطبق الصورتان على نفس المجموعة ،ثم يحسب معامل االرتباط بين درجات كل من
االختبارين الممثلين لكال الصورتين ،ويكون هذا المعامل هو المع ّبر عن معامل الثبات.
إن لكل طريقة من الطرائق المذكورة آنفاً ،سلبيات تحيط بها وإيجابيات تتضمنها ،بحيث تجعل منها غير صالحة
بمجموعها لجميع االختبارات ،فهناك بعض االختبارات تتميز بإمكان حساب ثباتها بأسلوب من دون آخر ،ولهذا يتع ّين
اختيار أصلح األساليب ،واألصلح الذي نعنيه هو الذي يعطي أعلى درجة ممكنة من الثبات.
.1طول االختبار.
.2درجة صعوبة وسهولة مفردات االختبار.
معان عدّ ة ،وموضوعية االختبار ترجع في أصلها إلى مدى وضوح التعليمات الخاصة بإجراء ٍ الموضوعية مفهوم له
االختبار ،وحساب الدرجات أو النتائج الخاصة به .وقد تعني موضوعية االختبار أن االختبار ال يتأثر بالعوامل الذاتية
للمحكمين القائمين على ذلك االختبار ،إذ إن االختبار الموضوعي هو الذي ال يحدث فيه تباين بين آراء المحكمين ،إذا ما
قام بالتحكيم للفرد المختبر أكثر من حكم.
ومن المعروف أن للموضوعية عالقة كبيرة بثبات االختبار .ولهذا نجد أن ما يؤثر في الموضوعية عامالن مهمان،
هما:
إن موضوعية االختبار في التربية الرياضية يمكن أن تتحقق عن طريق توافر الشروط اآلتية:
. 3استعمال األدوات واألجهزة الميكانيكية في االختبار والقياس كلما أمكن ذلك ،ألنها ال تتأثر بالتقدير الذاتي للمحكمين.
.4استعمال الدرجات الناتجة عن األداء مباشر ًة ،ومن دون الدخول في استعمال الدرجات الناتجة عن عمليات حسابية
معقدة.
. 6من الضرورة أن تكون ميول واتجاهات المختبرين نحو االختبار إيجابية مع توافر الدافعية لديهم لضمان إنجازهم
القصوي.
. 7ال بد من االطالع على كل ما هو جديد في أساليب القياس ،وطرق ضبط المتغيرات وطرق تقنين االختبارات وأساليب
تحليلها إحصائياً.
شروط (متطلبات) إجراء االختبار
قد يحصل المسؤول أو المربي الرياضي على عدد كبير من االختبارات ذات الصدق والثبات والموضوعية العالية ،فضالً
عن كونها ذات جداول معيارية خاصة بها ،مما يساعد في تقويمها للمفاضلة فيما بينها على وفق شروط خاصة
باإلجراء العملي لها .وهذه الشروط في مجموعها تهدف إلى توفير الوقت والمجهود واالقتصاد بهما .ومن أهم هذه
الشروط: