Professional Documents
Culture Documents
الآثار المترتبة على الأخلاق الحسنة
الآثار المترتبة على الأخلاق الحسنة
الآثار المترتبة على الأخلاق الحسنة
وربه
ألن الدين اإلسالمي في نظر أهل البيت ( عليهم الس,,الم ) ليس مج,,رد عالقة بين العبد ّ
ذلك ّ
ربه لم تقبل أعماله
،وإ ّنما هو عالقة بين العبد وبين أخيه العبد ،ولم تتم عالقة اإلنس,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ان مع ّ
تمت عالقة مع أخيه اإلنسان .
وعباداته إالّ إذا ّ
قيل:خبر ذكرت امرأة عند الرسول األكرم ( صلى اهلل عليه وآله ) وأحسن الثناء عليها من جهة
ص,يامها وقيامها ،فق,ال الرس,,ول ( ص,,لى اهلل عليه وآله ) ( :كيف تعاملها مع جيرانها ) ؟ قي,ل:
هي امرأة تسب وتشتم ! فقال ( صلى اهلل عليه وآله ) ( :ال حاجة هلل في قيامها وصيامها ) .
وفي خبر آخر سمع الرس,ول ( ص,لى اهلل عليه وآله ) في نه,ار رمض,ان ام,رأة تش,تم جاريتها أو
جارتها ،فدعا بطعام وقال لها ( :كلي ) ،قالت :يا رسول اهلل ،كيف آكل وأنا صائمة ! فقال ( ص,,لى
ِ
شتمت جارتك ) ! اهلل عليه وآله ) ( :وكيف تكوني صائمة وقد
يق,ول اإلم,ام الص,ادق ( عليه الس,الم ) ( :من أراد أن يعلم أقبلت ص00الته أم لم تقب00ل ،فلينظر
هل منعته عن الفحشاء والمنكر ،فبقدر ما تمنعه تقبل منه ).
وعن اإلم ,, ,ام الص ,, ,ادق ( عليه الس ,, ,الم ) ( :ما تق0ّ 0 0 0دم الم00 0 0ؤمن على اهلل عز وجل بعمل بعد
إن
الف00 0 0رائض أحب إلى اهلل تع00 0 0الى من أن يص00 0 0نع الن00 0 0اس بخلقه ) ،وعنه ( عليه الس,,,,الم )ّ ( :
الخلق الحسن ليميت الخطيئة كما تميت الشمس الجليد ).
األثر الثالث :السعادة األبدية من خالل الفوز بالج ّنة والنجاة من النار:
وقد قال العارفون قديماً :حسن الخلق حسنة ال تضر معها كثرة السيئات ،وس,,وء الخلق س,,يئة ال
تنفع معها كثرة الحسنات.
والس,,,ؤال ال,,,ذي نح,,,اول اإلجابة عليه من خالل ه,,,ذه الس,,,طور المتواض,,,عة :لم,,,اذا ت,,,ترتّب على
األخالق الحس,,,,نة مثل ه,,,,ذه اآلث,,,,ار العظيمة ؟ إ ّنه ومن خالل معرفة قيمة األخالق في نظر اإلس,,,,الم
يتجلّى لنا الج ,,واب األمثل على ه ,,ذا الس ,,ؤال ،ففي نظر ال ,,دين اإلس ,,المي ال تشّ ,,كل األخالق الحس ,,نة
مهماً من جوانب الدين فحسب ،وإ ّنما هي تش ّكل العمق والواقعية .
جانباً ّ
لم,,اذا بعث الرس,,ول ؟ ولم,,اذا أن,,زل الق,,رآن ؟ ولم,,اذا ختمت الش,,رائع بش,,ريعة اإلس,,الم ؟ الج,,واب:
ألتمم مكارم األخالق ).
يقول الرسول األكرم ( صلى اهلل عليه وآله )ّ ( :إنما بعثت ّ
فقال:اية :جاء رجل إلى رسول اهلل ( صلى اهلل عليه وآله ) من بين يديه فق,,ال :يا رس,,ول اهلل ما
وألن األخالق الحس,,نة تش ّ ,كل عمق ال,,دين ،والتع,,اليم اإلس,,المية تحث المس,,لم نحو حسن الخلق
ّ
ليس مع إخوانه المس,,,,لمين فحسب ؛ بل حتّى مع المخ,,,,الفين له في المنهج واالعتق,,,,اد ،يق,,,,ول اهلل
وه ْم
َر ُ ين َولَ ْم ُي ْخ ِر ُجو ُكم ِّمن ِدي ِ
َار ُك ْم َأن تَب ُّ ين لَ ْم ُيقَاتِلُو ُك ْم ِفي ِّ
الد ِ َِّ َّ
تعالى ( :اَل َي ْنهَا ُك ُم اللهُ َع ِن الذ َ
ين ) الممتحنة . 8 : ِ ِ َوتُْق ِسطُوا ِإلَ ْي ِه ْم ِإ َّن اللَّهَ ُي ِح ُّ
ب اْل ُم ْقسط َ
ويقول رسول اهلل ( ص,,لى اهلل عليه وآله ) ( :أال ومن ظلم معاه00داً أو انتقصه أو كلّفه ف00وق
طاقته ،أو أخذ منه شيئاً على غير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة ) .
والمحبة لهم،
ّ وج,,,اء في عهد اإلم,,,ام علي ( عليه الس,,,الم ) ( :وأش 00 0عر قلبك الرحمة 0للرعية
إما أخ لك في
0إنهم ص00 0نفانّ :
واللطف عليهم ،وال تك00 0ونن عليهم س00 0بعاً ض00 0ارياً تغتنم أكلهم ،فّ 0 0
الدين ،وإ ّما نظير لك في الخلق ).
ويقول ( عليه السالم ) ( :يا مالك ،الناس ينقسمون إلى قسمين :
0درهم
األول :وهم ال 00ذين يتّفق 00ون معك في الفكر والعقي 00دة ،وعليك أن تح 00ترمهم وتق ّ 0
القسم ّ
لوحدة الفكر والهدف.
القسم الث 00اني :وهم ال 00ذين يختلف 00ون معك في العقي 00دة ،وعليك أن تح 00ترمهم وأن ال تعت 00دي
أن ه0ذا
ألنهم بشر يملكون مش00اعر وأحاس00يس ،فهم وإ ن اختلف00وا معك في االعتق0اد إالّ ّ
عليهمّ ،
االختالف يجب أن ال يكون مسوقاً لسوء الخلق ).
سجل لنا التاريخ وقائع كثيرة تتجلّى لنا من خاللها رحابة اإلسالم في تعاليمه الخلقية ،فه,,ذه
وقد ّ
جس,,دت لنا مع,,نى أن يحافظ اإلنس,,ان على قيمه
أخالق أهل ال,,بيت ( عليهم الس,,الم ) ش,,اهدةً بعد أن ّ
وأخالقه حتّى مع المخالف في المذهب والدين.
فقد ش,, ,كا يه,, ,ودي علي بن أبي ط,, ,الب ( عليه الس,, ,الم ) للخليفة عمر ،فق,, ,ال عمر لعلي ( عليه
الس,,,الم ) :قم يا أبا الحسن واجلس بجنب خص,,,مك اليه,,,ودي ،ففعل اإلم,,,ام علي ( عليه الس,,,الم )
فلما فصل عمر ق,,ال لإلم,,ام علي ( عليه الس,,الم ) :أك,,رهت أن تس,,اوي
وعلى وجهه عالمة الت,,أثّر ّ ،
خصمك ؟
ذمي0اً ،فق00ال
إن علي0اً ( عليه الس00الم ) ص00احب ّ
قال:إلمام الباقر عن أبيه ( عليهما السالم )ّ ( :
0ذمي ع 00دل معه علي
فلما ع 00دل الطريق بال ّ 0
0ذمي أين تريد يا عبد اهلل ؟ ق 00ال :أريد الكوفة ّ ،
ال ّ 0
( عليه السالم ) .
الذمي :أليس زعمت تريد الكوفة ؟ قال ( عليه السالم ) :بلى .
فقال له ّ
فق 00ال ل 00ه :فلم ع 00دلت معي وقد علمت ذلك ؟ فق 00ال ( عليه الس 00الم ) :ه 00ذا من تم 00ام حسن
الص00حبة ،أن يش00يع الرجل ص00احبه هنيهة إذا فارقه ، 0بك00ذا أمرنا نبينا ( ص00لى اهلل عليه وآله
) ،فقال له :بهذا ؟ فقال :نعم .
0ذمي :ال ج 00 0رم ّإنما تبعه من تبعه ألفعاله الكريمة ،وأنا أش 00 0هد ّأني على دينك ،
فق 00 0ال ال ّ 0 0
الذمي مع علي ( عليه السالم ) وأسلم ) . فرجع ّ
أن ابن عباس أمر غالمه بعد سلخ ش,,اة أن يب,,دأ بج,,اره اليه,,ودي ،وك,ّ ,رر أم,,ره
فقال:ينقل في ذلك ّ
إن رس,,ول اهلل ( ص,,لى اهلل عليه وآله ) لم ي,,زل يوص,,ينا
له حتّى ق,,ال الغالم :كم تق,,ول ذلك ؟ فق,,الّ :
سيورثه.
ّ بالجار ،حتّى خشينا أ ّنه
ليس من العجب أن تتمتّع الش,ريعة اإلس,المية به,ذه التع,اليم العالي,ة ،ف,الخلق الحسن يشّ ,كل واقع
وتدينه في كل األح,,,,وال وعلى جميع األص,,,,عدة في معامالته
ال,,,,دين ،واإلنس,,,,ان مط,,,,الب بحفظ دينه ّ
وأخالقه ،سواء كان التعامل مع الموافق في المذهب واالعتقاد أو لم يكن.
*******************************************
مالحظة :يمكنكم نشر الموضوع بالمنتديات والمدونات وغيرها مع ذكر المصدر
**********************************************
موقع الشيخ عقيل الحلواجي
http://akeel.jeeran.com