Professional Documents
Culture Documents
1508
1508
)*(
ﻛﻣﺎل ﺑن ﻣوﺳﻰ
)**(
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺑن ﺳﺎﻋد
اﻟﻣﻠﺧص:
ﻋرف اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن أزﻣﺔ اﻟرﻫون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛ ّﺷﻔت ﻣﻼﻣﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم 2007
ﺟﻠﯾﺎ ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ ﻋﺎم ،2008و ذﻟك ﺑﺳﺑب ﻓﺷل ﻣﻼﯾﯾن اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن ﻟﺷراء ﻣﺳﺎﻛن وﻋﻘﺎرات ﻓﻲ وﺑرزت ّ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﺗﺳدﯾد دﯾوﻧﻬم ﻟﻠﺑﻧوك ،وأدى ذﻟك إﻟﻰ ﺣدوث ﻫزة ﻗوﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣﯾرﻛﻲ ،ووﺻﻠت
ﺗﺑﻌﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت أوروﺑﺎ وآﺳﯾﺎ ﻣطﯾﺣﺔ ﻓﻲ طرﯾﻘﻬﺎ ﺑﻌدد ﻛﺑﯾر ﻣن ﻛﺑرﯾﺎت اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﺿﺧت ﻓﻲ أﺳواق اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ ﺣد ﻷزﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﻟم ﺗﻔﻠﺢ ﻣﺋﺎت ﻣﻠﯾﺎرات اﻟدوﻻرات اﻟﺗﻲ ُ
اﻟرﻫون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﻠت ﺗﻌﻣل ﺗﺣت اﻟﺳطﺢ ﺣﺗﻰ ﺗطورت إﻟﻰ أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﻫﻧﺎ ﻟم ﯾ ْﺧ ِ
ف اﻟﻛﺛﯾر ُ
ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﺧﺷﯾﺗﻬم ﻣن أن ﺗطﯾﺢ ﺑﻧظم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ وأن ﺗﺻل ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﻧﺣﺎء
اﻟﻌﺎﻟم.
و ﺑﻣﺎ أن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﺿﻣن ﻣﻧظوﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ،
ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﺑﺎت واﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟرواﺑط اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﻪ ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ،
ﻓﻣﺎ ﻫﻲ ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري؟
)*( أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿر ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر – ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر -3
)**( ﻣﺳﺟل ﺑﻘﺳم اﻟدﻛﺗوراﻩ ،أﺳﺗﺎذ ﻣﺳﺎﻋد ﻣؤﻗت ﺑﺎﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻺﺣﺻﺎء و اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ
1
اﻟـﻣـﻘدﻣـﺔ:
ﯾﻌرف اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 2007أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣﺎدة ،ﺗﻌﺗﺑر اﻷﺳوأ ﻣﻧذ أزﻣﺔ اﻟﻛﺳﺎد اﻟﻛﺑﯾر ﺳﻧﺔ
،1929ﺗﺳﺑﺑت ﻓﯾﻬﺎ أزﻣﺔ اﻟرﻫون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻷﻗل ﺟودة ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ .ﺛم اﻧﺗﻘﻠت ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ
إﻟﻰ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟدول وﺑﺎت ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻋﺳﯾ اًر،ﻛﻣﺎ أن ﺗزاﯾد ظﺎﻫرة اﻟذﻋر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟدى اﻟﻣواطﻧﯾن
ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺿرﺑﺗﻬﺎ اﻷزﻣﺔ وﺗوﺟﻬﻬم ﻧﺣو ﺳﺣب أﻣواﻟﻬم ﻣن اﻟﻣﺻﺎرف ،وﺗﺳﺎرع ﺣﻠﻘﺎت ﻫذﻩ اﻟﻣوﺟﺔ
أدى ﺑﺷﻛل واﺿﺢ إﻟﻰ اﻧﻬﯾﺎرات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺑرﯾﺎت اﻟﻣﺻﺎرف اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎن أﻫﻣﻬﺎ إﻓﻼس (Lehman
) ،Brothers Bankاﻟذي ﯾﺗﺟﺎوز ﻋﻣرﻩ 150ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي اﺳﺗطﺎع اﻟﺻﻣود و ﺗﺟﺎوز أزﻣﺔ
،1929ﻛﻣﺎ ﺗﺣدث ﻫذﻩ اﻷزﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﻪ ذﻟك ﻣن ﺳرﻋﺔ اﻧﺗﺷﺎر ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت و ﺗﻌدد
ﻗﻧوات اﻧﺗﻘﺎل اﻷزﻣﺎت.
و ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟورﻗﺔ ﺗﺑﯾﺎن ﺟواﻧب ﺗﺄﺛﯾر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري
ﺑﻌد اﻟﺗطرق إﻟﻰ أﻫم اﻟﺟواﻧب اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ،ﻣن ﺣﯾث ﺗﺣﻠﯾل
أﻫم أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ ،و إﺑراز ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ و ﺗﺗﺑﻊ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻣن طرف اﻟدول ﻟﻠﺧروج ﻣن ﻫذﻩ اﻷزﻣﺔ أو
اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن آﺛﺎرﻫﺎ.
أوﻻ :أﻫم اﻟﺟواﻧب اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
.1ﻣﻔﻬوم اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و أﻧواﻋﻬﺎ:
ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺣدث اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺻورة ﻣﻔﺎﺟﺋﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻷزﻣﺔ ﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣﺳﺑﺑﻬﺎ اﻟرﺋﯾﺳﻲ
ﺗدﻓق رؤوس أﻣوال ﺿﺧﻣﺔ ﻟﻠداﺧل ﯾراﻓﻘﻬﺎ ﺗوﺳﻊ ﻣﻔرط وﺳرﯾﻊ ﻓﻲ اﻹﻗراض دون اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻟﻣﻼءة
اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺗرﺿﯾن ،وﻋﻧدﻫﺎ ﯾﺣدث اﻧﺧﻔﺎض اﺳﻣﻲ ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ إزاء اﻟﻌﻣﻼت اﻟﻘﯾﺎدﯾﺔ ﺣﺗﻰ
ﯾﺻﺑﺢ ﺳﻌر اﻟﺻرف اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أﻗرب إﻟﻰ ﺳﻌر اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﻧﺧﻔض ،ﻣؤدﯾﺎ ذﻟك إﻟﻰ ﺣدوث ﻣوﺟﺔ ﻣن اﻟﺗدﻓﻘﺎت
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎرج.
و ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ " أﻧﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺗذﺑذﺑﺎت اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣل
اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض ،ﻋرض اﻷﺳﻬم واﻟﺳﻧدات وأﺳﻌﺎرﻫﺎ ،ﺣﺟم اﻟوداﺋﻊ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ و
)(1
ﺳﻌر اﻟﺻرف".
ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺗﺑﯾن أن اﻷزﻣﺔ -واﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗرن ﺑﺎﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﺣﺎد واﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻠﻛﻣﯾﺎت واﻷﺳﻌﺎر
اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎس ﺑﻬﺎ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ -ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺳﻠوك ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
2
ﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ ﻛل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﯾﺳﻌون ،ﻓﺟﺄة وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،ﺗﺑدﯾل ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻬم ﺑﺄدوات أﺧرى ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻬم
ﺑﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﺎوض واﺳﺗﺑداﻟﻬﺎ ﺑدون أي ﻗﯾد وﻻ أﺟل ،وﯾﻣﻛن ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﺑدون ﺗﻛﺑد
أﺧطﺎر ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل.
3
وﻛذﻟك ﺗﻘﻠﺑﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻻﺿطراﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد
ﺳﺑﺑﺎ ﻟﺣدوث اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
اﻟﻛﻠﻲ واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ً
اﺿطراﺑﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺎﻟﻲ:
ﯾﺷﻛل اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن وﺗدﻓﻘﺎت ﻛﺑﯾرة ﻟرؤوس اﻷﻣوال ﻣن اﻟﺧﺎرج واﻧﻬﯾﺎر أﺳواق اﻷوراق
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﺳم اﻟﻣﺷﺗرك اﻟذي ﺳﺑق ﺣدوث اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟذي ﯾﺗواﻛب ﻣﻊ اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﺟﺎري
واﻟﺗﺣرر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻏﯾر اﻟوﻗﺎﺋﻲ وﻏﯾر اﻟﺣذر.
ﺗﺷوﻩ ﻧظﺎم اﻟﺣواﻓز:
إن ﻣﻼك اﻟﻣﺻﺎرف واﻹدارات اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻻ ﯾﺗﺄﺛرون ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻣن ﺟراء اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣوا ﻓﻲ
ﺣدوﺛﻬﺎ ،ﻓﻼ ﯾﺗم ﻣﺛﻼ إﻧﻬﺎء ﺧدﻣﺎﺗﻬم أو ﺗﺣﻣﯾﻠﻬم اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻣن ﺟراء اﻷزﻣﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻧد
ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺻرف ﻣﺧﺎطر زاﺋدة ﻋن ﻣﻘدرﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﻛورﯾﺎ ،ﻛوﻟوﻣﺑﯾﺎ ،اﻷرﺟﻧﺗﯾن ،ﺳﻧﻐﺎﻓو ار
وﻫوﻧﺞ ﻛوﻧﺞ.
ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺳﻌر اﻟﺻرف:
ﯾﻼﺣظ أن اﻟدول اﻟﺗﻲ اﻧﺗﻬﺟت ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺳﻌر اﻟﺻرف اﻟﺛﺎﺑت ﻛﺎﻧت أﻛﺛر ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﺻدﻣﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ،
ﻓﻔﻲ ظل ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ أن ﺗﻘوم ﺑدور ﻣﻘرض اﻟﻣﻼذ اﻷﺧﯾر ﻟﻼﻗﺗراض
ﺑﺎﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺣﯾث أن ذﻟك ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻘدان اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻻﺣﺗﯾﺎطﺎﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ وﺣدوث أزﻣﺔ
اﻟﻌﻣﻠﺔ ،ﻣﺛﺎل :ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻛﺳﯾك واﻷرﺟﻧﺗﯾن .و ﻗد ﺗﻣﺧض ﻋن أزﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ ظﻬور اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزان
اﻟﻣدﻓوﻋﺎت وﻣن ﺛم ﻧﻘص ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻧﻘود وارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن اﻟﺿﻐوط وﺗﻔﺎﻗم
ﺣدة اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺻرﻓﻲ.
.3ﺗﻔﺳﯾر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ:
ﻣﯾزت اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن ﻣدرﺳﺗﯾن ﻛﺑﯾرﺗﯾن ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻷوﻟﻰ ﺗﺳﻣﻰ ﻣدرﺳﺔ
اﻷﺳواق اﻟﺗﺎﻣﺔ واﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ ""l’école des marchés parfait et des anticipation rationnelles
واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣدرﺳﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ "."L’école de l’instabilité financières
ﻣدرﺳﺔ اﻷﺳواق اﻟﺗﺎﻣﺔ واﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ :
ﺗﻘدم ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺗﻔﺳﯾ ار ﯾرﺗﻛز أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻓرﺿﯾﺔ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ ،ﻣﻊ ﺗﺄﻛﯾدﻫﺎ ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﻻ ﺗﻧﺎظرﯾﺔ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد " "L’incertitudeوﻫﻲ ﻣﺑﺎدئ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻔﺳر ﺳﻠوك اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن
ﻋﻧد اﻟﺗﻌرض ﻟﺻدﻣﺎت ﺧﺎرﺟﯾﺔ.
و اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ وﺑﻣﺟرد ظﻬور أزﻣﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ أﺻول
اﻟﺑﻧوك ،ﯾﺻﯾب اﻟﻣودﻋﯾن ﻫﻠﻊ ﻣﺎﻟﻲ ،ﻓﯾﻘﺑﻠون ﻧﺣو اﻟﺑﻧوك ﻟﺳﺣب وداﺋﻌﻬم.
وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺳود ﻗﺎﻋدة " أول ﻣن ﯾﺄﺗﻲ ﻟﻠﺑﻧك ﻫو أول ﻣن ﯾﺳﺗرﺟﻊ ودﯾﻌﺗﻪ " ) règle le
(premier arrivé premier serviوﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﯾﺗم اﻟﺗﺣوﯾل اﻟﺗدرﺟﻲ ﻟﻠوداﺋﻊ إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺗﺣﺻل
4
اﻟﻣودﻋون واﺣد ﺑواﺣد ﻋﻠﻰ ودﯾﻌﺗﻪ ،ﺣﺗﻰ ﻧﻔﺎذ أﺻول اﻟﺑﻧك ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟظروف ﻻﺑد ﻋﻠﻰ اﻟﻣودﻋﯾن
اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﯾن أن ﻻ ﯾﺗﺄﺧروا ﻓﻲ اﻟﻘدوم إﻟﻰ اﻟﺑﻧك ﻗﺻد ﺗﺣوﯾل وداﺋﻌﻬم إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﻗﺑل ﻧﻔﺎذ اﻷﺻول ،اﻷﻣر
اﻟذي ﻗد ﯾﻌطﻲ ﺗﻔﺳﯾ ار ﻋﻘﻼﻧﯾﺎ ﻟﻸزﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ).(4
وﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾق ﻧﻔس اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓظﻬور اﻟﺷﻛوك ﺣول ﻣﺳﺗوى اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﻲ
اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،أو ﺣول ﺳﻠوك ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻪ وﺻﻧﺎع اﻟﺳوق ،ﻗد ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻪ ظﻬور اﻟﻣﯾل ﻟدى
اﻷﻋوان أﺻﺣﺎب اﻷﺻول إﻟﻰ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن أﺻوﻟﻬم ،وﻫو اﻷﻣر اﻟذي ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ
اﻟﺳﯾوﻟﺔ واﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻣن ﺛم ﻓﺳﯾﻛون ﻣن اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻟدى ﻛل ﻋون ،اﻟﺗﺧﻠص اﻟﻔوري
ﻟﻛل اﻷﺻول اﻟﺗﻲ ﺑﺣوزﺗﻪ ،ﻗﺑل ﻛل اﻷﻋوان اﻵﺧرﯾن وذﻟك ﻗﺻد ﺗﺟﻧب ﻛل اﺣﺗﻣﺎل ﻟﺗﻛﺑد ﺧﺳﺎرة ﻓﻲ رأس
اﻟﻣﺎل.
وﺗﻔرض ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻛذﻟك وﺟود ﻓﻘﺎﻋﺎت ﻣﺿﺎرﺑﯾﺔ ) (Bulles spéculativesوﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺗﺣدث
اﻟﻔﻘﺎﻋﺔ إذا ﻛﺎن أﻏﻠب اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﻰ ﯾﻘﯾن ﻣن أن ﺑﻌض آﻟﯾﺎت ﺗﺷﻛﯾل اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻻ ﺗطﺎﺑق ﻣﺎ
ﺟرت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﺎدة ﻣن ﻣﺣددات اﻷﺳﻌﺎر ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌرف ﺑﺎﻷﺳﺎﺳﯾﺎت" .(5) "Les fondamentaux
ﻣدرﺳﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺎﻟﻲ:
ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻣدرﺳﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ أن اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﻧﺗﺎج آﻟﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ،وﺗؤﻛد
ﻋﻠﻰ ظﺎﻫرة ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﺗﻌﺗﺑرﻩ ﻛﻌﻧﺻر ﻣرﺗﺑط وذو ﺻﻠﺔ وطﯾدة ﻣﻊ ﺳﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد.
ﺗﻔﺗرض ﻣدرﺳﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺎﻟﻲ أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟﯾﺳوا ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﯾن ،وأﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد إﻻ ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن أذﻛﯾﺎء وﻫم ﻋﻠﻰ دراﯾﺔ ﺑﻛل ﺷﻲء ،وﯾﺗﻣﯾزون ﺑﺎﻟﺧﺑرة واﻟﻛﻔﺎءة.
وﻋﻠﻰ ﺿوء ذﻟك ﯾﺗﺑﯾن ﻋدم اﻟﺗﺟﺎﻧس ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
ﻷن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﺗطﻠب أﯾﺿﺎ ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺑﺎﻫظﺔ .ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻧظور وﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد ﻗد ﯾﻛون ﻣن
اﻟﻣﻧطﻘﻲ ،أن ﯾﻌﻣد ﻛل ﻋون إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾد اﻷﻋوان اﻵﺧرﯾن واﻟذﯾن ﯾﻌﺗﺑر أﻧﻬم أﺻﺣﺎب ﺧﺑرة وﻛﻔﺎءة وﻟﻬم
ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﻣﻛﻧﻬم ﻣن اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎﺋﺑﺔ ،وﺑﻔﻌل ذﻟك اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻟﻣﺣﺎﻛﺎة ﯾﻧﺗﺞ ﻫﻧﺎ ﺳﻠوك ﻋﻘﻼﻧﻲ)*(.
أﻣﺎ اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺻرف اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر ،ﻓﻘد ﺗﺗﺑﻠور ﻋن ﺗﺟﻣﯾﻊ ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ﻓردﯾﺔ ﺳﻠوك ﺟﻣﺎﻋﻲ ﻻ
ﻋﻘﻼﻧﻲ ،ﻓﺎﻷﻓراد ﯾﺗوﻫﻣون ﻣﺛﻼ وﺟود ﺳﯾوﻟﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻟﻛن ﻫذا اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺟﻣﺎﻋﯾﺎ ﻻ ﯾﻛون داﺋﻣﺎ
)(6
ﺻﺎﺋﺑﺎ إﻻ اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﺗﺧﻠو ﻋن أﺻوﻟﻬم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣن أزﻣﺔ اﻟرﻫن اﻟﻌﻘﺎري إﻟﻰ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ
.1أزﻣﺔ اﻟرﻫن اﻟﻌﻘﺎري :ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ و ﺗطوراﺗﻬﺎ
ﻣﻔﻬوم اﻟرﻫون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻷﻗل ﺟودة ’:’Subprime
ﯾﻘﺻد ﺑﻣﺻطﻠﺢ Subprimeأو اﻟرﻫون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻷﻗل ﺟودة أو ﻣن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﺑﺎﻟﻘروض اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ
ذات أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗﻐﯾرة .و ﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘروض ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطرة اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟﻌدم وﺟود ﺗدﻓﻘﺎت ﻧﻘدﯾﺔ
ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﺳواء ﻟﻠﻣﻘﺗرض أو اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻣول ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧك اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﻣﺻدر ﻟﺳداد اﻟﻘرض ،ﻟﻬذا
5
اﻟﺳﺑب ﻗﺎﻣت اﻟﺑﻧوك ﺑرﻓﻊ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘروض ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋد ﻣﻣﻛن ﻣن
اﻟﻘرض و ﻣن اﺟل ﺗﻐطﯾﺔ ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﻧدرج ﺗﺣت ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘروض.
و ﺑﻣﺎ أن أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘروض ﻣﺗﻐﯾرة ،ﻓﻬﻧﺎك ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﻷن ﺗﺗﻌرض ﻟﺧطر اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ أي
ﻟﺣظﺔ ،أو اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ أي وﻗت ﻣﻌﯾن .و ﻋﻧد ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ،ﺳﺗﺟد اﻟﻌﺎﺋﻼت ذات اﻟدﺧل اﻟﺿﻌﯾف
ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺳدﯾد ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻫذﻩ اﻟﻘروض ﻧﺗﯾﺟﺔ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة).(7
ﺗطورات أزﻣﺔ اﻟرﻫن اﻟﻌﻘﺎري:
ﻣﺎ أن اﻧﻔﺟرت ﻓﻘﺎﻋﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﻓﻲ ﻋﺎم 2000ﺣﺗﻰ ظﻬرت ﻓﻘﺎﻋﺔ أﺧرى ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻘطﺎع اﻟﻌﻘﺎري .وﻣﻧذ
ذﻟك اﻟﻌﺎم أﺧذت ﻗﯾم اﻟﻌﻘﺎرات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺳﻬم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﺑﺎﻟﺑورﺻﺔ ﺑﺎﻻرﺗﻔﺎع ﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻣرة
ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،ﺣﺗﻰ ﺑﺎت ﺷراء اﻟﻌﻘﺎر أﻓﺿل أﻧواع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻓﻲ
ﺣﯾن أن اﻷﻧﺷطﺔ اﻷﺧرى ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣﻌرﺿﺔ ﻟﻠﺧﺳﺎرة.
وأﻗﺑل اﻷﻣﯾرﻛﯾون أﻓراداً وﺷرﻛﺎت ﻋﻠﻰ ﺷراء اﻟﻌﻘﺎرات ﺑﻬدف اﻟﺳﻛن أو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟطوﯾل اﻷﺟل أو
اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ .واﺗﺳﻌت اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ أن اﻟﻣﺻﺎرف ﻣﻧﺣت ﻗروﺿﺎً ﺣﺗﻰ ﻟﻸﻓراد ﻏﯾر اﻟﻘﺎدرﯾن
ﻋﻠﻰ ﺳداد دﯾوﻧﻬم ﺑﺳﺑب دﺧوﻟﻬم اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ).(8
و ﻟﻛن اﻟﺑﻧوك ﻟم ﺗﻛﺗف ﺑﺎﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘروض اﻷﻗل ﺟودة ،ﺑل اﺳﺗﺧدﻣت " اﻟﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ "
ﻟﺗوﻟﯾد ﻣﺻﺎدر ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﻣوﯾل ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻠﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻹﻗراض.
و ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﺟﺄة ﻣن 1ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم 2004إﻟﻰ 5ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم
2007ﺑﺳﺑب اﻟﻘرار اﻟذي اﺗﺧذﻩ اﻟﺑﻧك اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻔدراﻟﻲ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ) (FEDﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع
ﻗﯾﻣﺔ اﻟدوﻻر،ﻋﺟز اﻟﻣﻘﺗرﺿون ﻋن دﻓﻊ اﻷﻗﺳﺎط اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟدﯾﻬم ،ﻓﻘﺎﻣت اﻟﺑﻧوك ﺑﻣﺻﺎدرة وﺣداﺗﻬم اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ
وﻋرﺿﺗﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ،وﻟﻛن ﻟم ﯾﻘﺑل اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﺷراﺋﻬﺎ ﻓﺎﻧﺧﻔﺿت أﺳﻌﺎرﻫﺎ إﻟﻰ أﻗل ﻣن ﺳﻌر اﻟﻛﻠﻔﺔ ،وﺗﻬﺎﻓت
اﻟﻣودﻋون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎرف ﻻﺳﺗرﺟﺎع وداﺋﻌﻬم ﻓﻌﺟزت ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎرف ﻋن ﺗﻠﺑﯾﺗﻬﺎ وأﻋﻠﻧت إﻓﻼﺳﻬﺎ.
واﻣﺗدت اﻷزﻣﺔ إﻟﻰ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إذ أن اﻟﻣﺻﺎرف ﻛﺎﻧت ﻗد أﺻدرت أﺳﻬﻣﺎ ﺑﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫذﻩ اﻟوﺣدات
اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ وروﺟﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.وأﻣﺎم اﻧﺗﺷﺎر أﻧﺑﺎء اﻷزﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺗواﺟﻪ اﻟﺑﻧوك اﻧﺧﻔﺿت أﺳﻌﺎر
أﺳﻬﻣﻬﺎ ،وﺷﻣﻠت ﻫذﻩ اﻷزﻣﺔ أﯾﺿﺎ ﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﺗﻲ أﻣﻧت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺳﻬم .و ﺗﻌدى اﻷﻣر إﻟﻰ
اﻧﻬﯾﺎر ﺑﻌض اﻟﺑﻧـوك ﻣﺛـل)ﺑﻧك ﻟﯾﻣﺎن ﺑروذرز( و اﻟذي ﯾﻌد راﺑﻊ أﻛﺑر ﺑﻧك اﺳﺗﺛﻣﺎري ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،و اﻟذي ﯾﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣر 150ﻋﺎﻣﺎ.
.2أﺳﺑﺎب اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ:
ﺗرﺟﻊ أﺳﺑﺎب اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ظروف اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ :ﯾﻣﻛن إﺑراز أﻫﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ):(9
6
-1اﻟﻌﺟز اﻟﺗﺟﺎري :ﻣﻧذ ﻋﺎم 1971ﻟم ﯾﺳﺟل اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري أي ﻓﺎﺋض ﺑل ﻋﺟز ﯾزداد ﺳﻧوﯾﺎً وﺻل ﻓﻲ
ﻋﺎم 2006إﻟﻰ 758ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر .وﯾﻌود اﻟﺳﺑب اﻷﺳﺎس إﻟﻰ ﻋدم ﻗدرة اﻟﺟﻬﺎز اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳﻠﻌﻲ
ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك.
-2ﻋﺟز اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ :ﻻ ﯾزال اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣرﺗﻔﻌﺎً ﺣﯾث ﻗدر ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻋﺎم 2008ﺑﻣﺑﻠﻎ 410ﻣﻠﯾﺎر
دوﻻر أي 2.9ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ،ﺣﯾث ﯾﻐﻠب اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﺳﻛري ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺿراﺋب.
-3اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ :أظﻬرت إﺣﺻﺎءات و ازرة اﻟﺧزاﻧﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ارﺗﻔﺎع اﻟدﯾون اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ )اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ
واﻹدارات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ( ﻣن 4.3ﺗرﯾﻠﯾوﻧﺎت دوﻻر ﻓﻲ ﻋﺎم 1990إﻟﻰ 8.4ﺗرﯾﻠﯾوﻧﺎت دوﻻر ﻓﻲ ﻋﺎم 2003
ٕواﻟﻰ 8.9ﺗرﯾﻠﯾوﻧﺎت دوﻻر ﻓﻲ ﻋﺎم .2007وأﺻﺑﺣت ﻫذﻩ اﻟدﯾون اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺷﻛل 64ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ
اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ .وﻻ ﯾﺗوﻗف ﺛﻘل اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺑل ﯾﺷﻣل اﻷﻓراد واﻟﺷرﻛﺎت
أﯾﺿﺎً .ﻓﻘد ﺑﻠﻐت اﻟدﯾون اﻟﻔردﯾﺔ 9.2ﺗرﯾﻠﯾوﻧﺎت دوﻻر ﻣﻧﻬﺎ دﯾون ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﺑﻣﺑﻠﻎ 6.6ﺗرﯾﻠﯾوﻧﺎت دوﻻر .ﻫذﻩ
اﻟدﯾون ﺑذاﺗﻬﺎ أزﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺧطﯾرة.
ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺧرى ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﺗﺟﺎوز 4ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ
واﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل 5ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗراﺟﻊ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ واﻟﻔﻘر.
ﺗورﯾق اﻟدﯾون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ :
ﻋﻣدت اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗراض ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﻧﺢ ﻗروض ﻋﻘﺎرﯾﺔ
وذﻟك ﻋن طرﯾق أدوات اﻟﻬﻧدﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻓﻘد ﻗﺎﻣت ﺑﺑﯾﻊ اﻟدﯾون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣرﻫوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر وﻏﯾرﻫﺎ
ﻣن اﻟﻘروض اﻟﻣﺗﻌﺛرة اﻟﺷﺑﯾﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺳﻧدات ﻣرﻫوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر (Mortgage Collateraalized Debt
) Obligationﻟﺑﻧوك اﺳﺗﺛﻣﺎر وﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ أﺧرى وأﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﻓﺧﻼل اﻟﻔﺗرة 2006-2001ﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺔ
اﻟﻘروض ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻧدات وﺑﯾﻌت ﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣواﻟﻲ
80-60ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ وﻛﺎﻧت ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗورﯾق ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﺄﻣﯾن ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺑﻧوك أﺧرى ﺗﺷﺎرك
ﻓﻲ ﺗﺣﻣل ﻣﺧﺎطر اﻟﻘروض اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت ﻷﺷﺧﺎص ذوي ﺳﺟل اﺋﺗﻣﺎﻧﻲ ﺿﻌﯾف أو ﻏﯾر
ﻣﻌروف).(10
ﻗﯾﺎم ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﻲ ﺑﺗﺻﻧﯾف اﻟﺳﻧدات اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺗﺻﻧﯾﻔﺎ ﻣرﺗﻔﻌﺎ ﻧظ ار ﻷﻧﻬﺎ ﺻﺎدرة
ﻋن ﺑﻧوك ﻗوﯾﺔ:
وﻧظ ار ﻷن اﻟدﯾون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻣدﯾﻧﯾن ﻣرﺗﻔﻌﻲ اﻟﻣﺧﺎطر ﻗد اﺷﺗرﯾت ﻣن ﻗﺑل ﺑﻧوك ﻛﺑﯾرة وﻗوﯾﺔ ،ﻣﺛل
ﻣورﻏﺎن ﺳﺗﺎﻧﻠﻲ) ( Morgan stanleyوﻟﯾﻣﺎن ﺑراذرز) .( Lehman Brothersﻓﻘد ﻗﺎﻣت وﻛﺎﻻت اﻟﺗﺻﻧﯾف
اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﻲ ) ، (credit rating agenciesﺑﻣﻧﺢ اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﺗﺿم ﺣزﻣﺔ ﻣن اﻟدﯾون اﻟﺧطرة واﻟﻣﺷﻛوك ﻓﯾﻬﺎ
ﺗﺻﻧﯾﻔﺎ ﻣرﺗﻔﻌﺎ آﻣﻧﺎ ) (AAAوﺑذﻟك ﺗﺣﻣﻠت ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﻲ ﺟزءا ﻣن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻷن ذﻟك اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻏﯾر اﻟدﻗﯾق ﺟﻌل اﻟﺑﻧوك ﺗﺗﺟﺎﻫل ﺣﺟم اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻪ أو ﻋﻠﻰ
7
اﻷﻗل ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣدرﻛﺔ ﻟﻪ آﻧذاك.ﻟذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ظﻬرت ﺣﺎﻻت اﻟﻌﺟز ﻋن اﻟﺳداد ﻛﺎﻧت أوﻟﻰ اﻟﺟﻬﺎت
اﻟﻣﺗﺿررة ﻫﻲ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت اﻟﻘروض اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻣﺗﺣﻣﻠﺔ ﺑذﻟك ﻣﺧﺎطر اﻻﺋﺗﻣﺎن).(11
اﻟﺗﺣول ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ:
ﻟﻘد أﺻﺑﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻗﺗﺻﺎدا رﻣزﯾﺎ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،ﺑﺣﯾث ﯾﻘدر ﺣﺟم
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرﻣزي ﺑﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن أرﺑﻌﯾن ﻣرة ﻋن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،و ﻫو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺑروز اﻟﻔﻘﺎﻋﺎت
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.و ﻟم ﯾﻌد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺎ ﺗﻣﺛﻠﻪ ﻫذﻩ اﻷوراق ﺑﻘدر ﻣﺎ ﺻﺎر ﺗﻌﺑﯾ ار
ﻋن ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال.ﻟﻘد ﺗرﺗب ﻋن اﻻﻧﻔﺻﺎل اﻟﻣﺗزاﯾد ﺑﯾن ﺣرﻛﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرﻣزي و ﺣرﻛﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ إﺗﺑﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف اﻟﻌﺎﺋﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣﻼت ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﺗﺳﺎع ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻲ أﺳواق
اﻟﻌﻣﻼت).(12
.3اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻻﺣﺗواء اﻷزﻣﺔ:
ﻟﻘد أدت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ردود اﻟﻔﻌل ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أﻫﻣﻬﺎ اﻋﺗﻣﺎد
ﺧطﺔ ﻹﻧﻘﺎذ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺑﻧوك اﻟﻣﺗﻌﺛرة ،ﻋرﻓت ﺑﺎﺳم "ﺧطﺔ اﻹﻧﻘﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ" و اﻟﺗﻲ ﻗدرت ﺑﻣﺑﻠﻎ
700ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،و ﺗﻌد أﻛﺑر ﺗدﺧل ﺣﻛوﻣﻲ ﻣﻧذ اﻟﻛﺳﺎد اﻟﻛﺑﯾر و ﻗد أﻋﻠﻧت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ إﻧﻬﺎ
)(13
: اﺑﺗﻐت ﻣن وراء ﺧطﺔ اﻹﻧﻘﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋدة أﻫداف أﻫﻣﻬﺎ
وزرة اﻟﺧزاﻧﺔ ﻷوراﻗﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻗروض ﻋﻘﺎرﯾﺔ
. 1إﻧﻘﺎذ اﻟﺑﻧوك و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺷراء ا
ذات أﺻول ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺎطر.
.2إﻣداد ﺑﻧك اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻔدراﻟﻲ ﺑﺎﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻪ ﻷداء ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻓﻲ إﻧﻘﺎذ اﻟﺑﻧوك ﻟﺗﺟﻧب اﻧﻛﻣﺎش ﻣدﻣر
ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﻲ.
.3طﻣﺄﻧﺔ اﻟﻣودﻋﯾن ﻋﻠﻰ وداﺋﻌﻬم ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻣﻧﻌﻬم ﻣن ﺳﺣب ﻣدﺧراﺗﻬم-ﺑﺳﺑب اﻟذﻋر اﻟﻣﺎﻟﻲ
اﻟﻣﺻﺎﺣب ﻟﻸزﻣﺔ -و اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻷداء وظﺎﺋﻔﻬﺎ
و ﺳﺎرت ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﺧطط اﻧﻘﺎد وطﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛن
إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻵﺗﻲ:
اﻟﺟدول رﻗم ) :(1اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻻﺣﺗواء اﻷزﻣﺔ ﻟﺑﻌض اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
8
ﺧطﺔ إﻧﻘﺎذ ﺗﺻل ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ إﻟﻰ 549ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺗﺷﻣل ﺿﺦ رأس ﻣﺎل ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻣﻠﯾﺎرات اﻟدوﻻرات ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ
ﺑﻧوﻛﻬﺎ و ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻺﻗراض ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك.
-ﺿﻣﺎن ﺟﻣﯾﻊ ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺗوﻓﯾر ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ
-إﻗرار ﺧطﺔ إﻧﻘﺎذ ﺗﺿﻣﻧت ﺗﺧﺻﯾص 80ﻣﻠﯾﺎر أورو ﻛﺳﯾوﻟﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ و 400ﻣﻠﯾﺎر أورو
ﻛﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻠﻘروض ،و ﺳﺗﺑﻘﻰ ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘروض ﺳﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌول ﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ دﯾﺳﻣﺑر 2009
ﺗﺧﻔﯾض ﻧﺣو 100ﻣﻠﯾﺎر أورو ﻛﺿﻣﺎن ﻟﻠﻘروض ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك. اﺳﺑﺎﻧﯾﺎ
ﺿﻣﺎن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺈﻧﻔﺎق ﻣﺎ ﻫو ﺿروري ﻟﻣﺳﺎﻋدة ﺑﻧوﻛﻬﺎ و ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻗدرت اﯾطﺎﻟﯾﺎ
ﺧطﺔ اﻹﻧﻘﺎذ ب 100ﻣﻠﯾﺎر أورو.
ﺗﺧﺻﯾص 20ﻣﻠﯾﺎر أورو ﻛﺿﻣﺎن ﻟﻠﻘروض ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك . اﻟﺑرﺗﻐﺎل
9
و ﻟﻘد ﺣذر ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﻌﻧوان "اﻵﻓﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ :2010اﻷزﻣﺔ واﻟﺗﻣوﯾل
واﻟﻧﻣو " ﻣن أﻧﻪ ﺑﯾﻧﻣﺎ أﺧذ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺣﺎﻟﯾﺎً ﻓﻲ اﻟﺧروج ﻣن ﻫذﻩ اﻷزﻣﺔ ،وﺑدأت ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو
إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺳن ،ﻓﺈن اﻟﻧﻣو ﻗد ﯾﺗﺑﺎطﺄ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣق ﻣن ﻫذا اﻟﻌﺎم ،وذﻟك ﻣﻊ
اﻧﺣﺳﺎر ﺗﺄﺛﯾر ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺣﻔﯾز اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو .ﻛﻣﺎ أن اﺳﺗرﺟﺎع ﻓرص اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻲ ﺗم اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء
ﻋﻧﻬﺎ ٕواﻋﺎدة اﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻔﺎﺋﺿﺔ ﺳﯾﺳﺗﻐرﻗﺎن أﻋواﻣﺎً.
ووﻓﻘﺎً ﻟﻬذا اﻟﺗﻘرﯾر ،ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﻧﻣو إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،اﻟذي ﺗﻘﻠص ﺑواﻗﻊ 2.2ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ
ﻓﻲ ﻋﺎم ،2009ﺑﻧﺳﺑﺔ 2.7ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ، 2010و 3.2ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم . 2011
ﻛﻣﺎ ﺳﯾﻧﻣو ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،اﻟذي ﺗراﺟﻊ ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﻠﻐت 14.4ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ،2009ﺑﻧﺳﺑﺔ
4.3ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم 2010و 6.2ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم .2011
و وﻓﻘﺎً ﻷﻧدرو ﺑرﻧز ،اﻟﻣؤﻟف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻬذا اﻟﺗﻘرﯾر "،ﻓﺎن ﻗوة ﺗﻌﺎﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺳﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ
ﺗﺣﺳن اﻟطﻠب ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﻲ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن واﻟﺷرﻛﺎت ،وﻛذﻟك وﺗﯾرة ﻗﯾﺎم اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﺑﺳﺣب ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺣﻔﯾز
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻧﻘدي .ﻓﺈذا ﺗم ذﻟك ﻗﺑل أواﻧﻪ ،ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾؤدي إﻟﻰ وأد اﻟﺗﻌﺎﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي؛ ﻟﻛن
اﻻﻧﺗظﺎر أطول ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي أﯾﺿﺎً إﻟﻰ ﻋودة ﺑﻌض اﻟﻔﻘﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻋﺟﻠت ﺑﺣدوث ﻫذﻩ
)(16
اﻷزﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺿﺧم".
.2ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ:
ﻟﻘد ﺗﻌدت ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﺗﺻﯾب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ذﻟك ﻟﻸﺳﺑﺎب
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-إﻧدﻣﺎج أﻧظﻣﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺑﻧوك اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ
ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﺑﻧوك اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
-اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أﺳواق اﻟﻣﺎل ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-إرﺗﻔﺎع اﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺻرف ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﻔطﯾﺔ ،و اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب 60ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن
اﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﺻرف اﻟﻛﻠﻲ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ) ،(2007-2001و ﻫذﻩ اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺳﻧدات
ﺧزﯾﻧﺔ أو ﻓﻲ إطﺎر ﺻﻧﺎدﯾق ﺳﯾﺎدﯾﺔ.
و ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أﺛﺎر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ):(17
-اﻧﺧﻔﺎض اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ – ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻣواد اﻟﺧﺎم – ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻧﺧﻔﺎض
اﻟطﻠب اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،و ﻫو ﻣﺎ ﺳﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ ﻣوازﻧﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻣوﯾل ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ و
ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرارﻫﺎ ﻓﻲ دﻋم اﻟﻐذاء ﻟﺳﻛﺎﻧﻬﺎ.
-وﺟود ﻣﺧﺎوف ﻣن أن ﺗؤﺛر اﻷزﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻠﻘﺎﻫﺎ اﻟدول اﻟﻔﻘﯾرة ﻣن اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ .و
ﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾزﯾد ﻣن ﻋدد اﻟﻔﻘراء ،وﯾﻌﻣق ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻔﻘر ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
10
-ﺗراﺟﻊ ﺗﺣوﯾﻼت اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ذﻟك أن ﻫذﻩ اﻟﺗﺣوﯾﻼت أﺻﺑﺣت أﺣد ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-ﺧﺳﺎﺋر اﻟﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺳﯾﺎدﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻷزﻣﺔ.
-اﺣﺗﻣﺎل ﺗﻘﻠص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﻣﻣﺎ ﯾﻌﯾق ﻣن ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ.
و ﺣﺳب ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻓﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﻬﺑط ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﻣﺳﺗوﯾﺎت
اﻟذروة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ 3.9ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم 2007إﻟﻰ
ﻧﺣو 2.8إﻟﻰ 3ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﻷﻣد اﻟﻣﺗوﺳط .وﺳﺗﻛون ﻟﻬذا اﻟﻬﺑوط ﻋواﻗب ﺧطﯾرة ﻧظ اًر ﻷن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺗﻣﺛل ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ 20ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺟﻧوب
اﻟﺻﺣراء وأوروﺑﺎ وآﺳﯾﺎ اﻟوﺳطﻰ وأﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ.
وﻗﺎل ﻫﺎﻧز ﺗﯾﻣر ،ﻣدﯾر ﻣﺟﻣوﻋﺔ آﻓﺎق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ" ،ﻧظ اًر ﻷن ﺷﺢ رؤوس اﻷﻣوال
وارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﺗﺎ أﻣ اًر ﻻ ﻣﻔر ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻣﻧظور ،ﻓﻣن اﻟﻣﻔﯾد ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ أن ﺗﻘوم
اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣد اﻟطوﯾل ﺑﺗﺧﻔﯾض ﺗﻛﻠﻔﺔ أﺳﻌﺎر اﻻﻗﺗراض اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﺗﺷﺟﯾﻊ أﺳواق رؤوس اﻷﻣوال
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق اﻟﻣراﻛز اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ وﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ".
و ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﺷﻬد اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﻌﺎﻓﯾﺎً ﻗوﯾﺎً ﻧﺳﺑﯾﺎً ﺣﯾث ﺳﯾﺑﻠﻎ ﻧﻣو إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ 5.8
ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ، 2011و ذﻟك ﻣﻘﺎﺑل 1.2ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم .2009أﻣﺎ اﻟﺑﻠدان اﻟﻐﻧﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻠص
إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ 3.3ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ،2009ﻓﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﺷﻬد 2.3ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ
ﻓﻲ ﻋﺎم .2011
وﯾﺗﺑﺎﯾن ﻣﺳﺗوى اﻷداء ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﻣﻧطﻘﺔ إﻟﻰ أﺧرى ،ﻓﺎﻟﻛﺳﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺎن ﺷدﯾداً
ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ أوروﺑﺎ وآﺳﯾﺎ اﻟوﺳطﻰ ،ﻓﻲ ﺣﯾن اﺳﺗﻣرت ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻟﻘوي ﻧﺳﺑﯾﺎً ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷرق آﺳﯾﺎ
واﻟﻣﺣﯾط اﻟﻬﺎدئ .وأﻓﻠﺗت ﻣﻧطﻘﺗﺎ ﺟﻧوب آﺳﯾﺎ واﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺷﻣﺎل أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻣن اﻵﺛﺎر اﻷﺳوأ ﻟﻸزﻣﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺿررت ﻣﻧطﻘﺔ أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺟﻧوب اﻟﺻﺣراء ﺗﺿر اًر ﺷدﯾداً ،وﻣﺎزال ﻋدم اﻟﯾﻘﯾن ﯾﺣﯾط
ﺑﺂﻓﺎﻗﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ).(18
.3ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري:
ﺗﻌد اﻟﺟزاﺋر ﺟزء ﻣن ﻣﻧظوﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﻟذا ﻓﻘد ﺗﺗﺄﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﺑﺎﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺻف
ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟم ﺑرﻣﺗﻬﺎ ،و إن ﻣدى ﺗﺄﺛرﻫﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺑﻧﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ و
ﺑﻧﺎﻩ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ و أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ
اﻷزﻣﺔ ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ.
11
و ﯾﻣﻛن ﺣﺻر اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﯾﻬﺎ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻣن ﺧﻼل ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت:
ﯾﻣﺛل ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت اﻟﻣﺻدر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠدﺧل اﻟوطﻧﻲ ،ﻓﺎﻟﺻﺎد ارت اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﺗﻣﺛل ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ
اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺣواﻟﻲ 98ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺻﺎدرات.
إن اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول ﻣن 147دوﻻ ار ﻟﻠﺑرﻣﯾل ﻓﻲ ﺷﻬر ﻓﯾﻔري 2008إﻟﻰ 33.87دوﻻ ار ﻟﻠﺑرﻣﯾل
ﻓﻲ ﺷﻬر دﯾﺳﻣﺑر ﻣن ﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ ،أي ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﺗﻪ 334ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ،ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن ﻫذا
اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﺣﺎد ﺳﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﻣوازﻧﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺿﻼ
ﻋن ﺗدﻧﻲ إﯾرادات اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻋﺗﻣﺎدا ﻛﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺑﻧﯾﺔ
)(19
اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ وﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
ﻣن ﺧﻼل اﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺻرف و ﺗدﻫور ﻗﯾﻣﺔ اﻟدوﻻر :
إن واردات اﻟﺟزاﺋر ﺗﺗم ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ اﻟﻣوﺣدة )اﻟﯾورو( ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﺻدﯾر ﯾﺗم ﺑﺎﻟدوﻻر اﻟذي ﯾﻔﻘد ﻗﯾﻣﺗﻪ
ﺑوﺗﯾرة ﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ،ﻣﻣﺎ ﺳﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺗراﺟﻊ ﻣداﺧﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ.
أن اﻟﺧزاﻧﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﺗﺗﻛﺑد ﺧﺳﺎرة ﺗرﺑو
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﯾذﻫب اﻟﺧﺑﯾر ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﺑﺗول إﻟﻰ ّ
ﻋن ﻧﺻف ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻣﺳك اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﺋر ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻬﺎ
اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﯾﻠﻔت إﻟﻰ ّأﻧﻪ ﺑﺣﻛم ﺳﯾطرة اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻋﻠﻰ ﺣواﻟﻲ 98ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﺻﺎدرات اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ و
اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓوﺗرﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟدوﻻر ،ﺳﯾؤدي إﻟﻰ اﺿطرار اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻻﺳﺗﺧدام ﻣﺧﺻﺻﺎت ﻗﺎﻧون اﻟﻣوازﻧﺔ ﻟﻠﻌﺎم
اﻟﻘﺎدم ،ﻣن أﺟل ﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎت ﻓﺎﺗورة اﻟﻐذاء اﻟﻣﺗزاﯾدة -اﻟﺗﻲ ﻗﺎرﺑت 40ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ ،-2008
ﺑدل ادﺧﺎرﻫﺎ ﻟﻘطﺎﻋﺎت اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﻧﺗﺟﺔ.
ﻛﻣﺎ أن ﺗوظﯾف 43ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻣن اﺣﺗﯾﺎطﺎﺗﻧﺎ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻧدات اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﻣﻌدل ﻓﺎﺋدة ﻻ
ﯾﺗﻌدى 2ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗدﻫور اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﺳﻌر ﺻرف اﻟدوﻻر وارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﺳﺎرة ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﺛﻠث اﺣﺗﯾﺎطﺎﺗﻧﺎ ﻣن اﻟﺻرف اﻷﺟﻧﺑﻲ.ﺣﯾث أن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وﺻﻠت إﻟﻰ 4.8ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﺧﻼل اﻟﺗﺳﻌﺔ أﺷﻬر اﻷوﻟﻰ ﻣن 2008ﻓﻲ ﺣﯾن ﻗدرت ﻧﺳﺑﺔ
)(20
اﻟﻔﺎﺋدة ب 4.6ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ .2007
ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر:
إن اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺗﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻟﻧﻣو ﺑذﻟت ﻣﺟﻬودات ﺟﺑﺎرة طﯾﻠﺔ اﻟﻌﺷرﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺟذب
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ،إﻻ أﻧﻪ ﻣﻊ اﻧﺗﺷﺎر اﻷزﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ و اﻧﺧﻔﺎض ﺣﺟم اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ أﺛر ﻋﻠﻰ ﻗدرة
اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج أو ﺗﻣوﯾل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﻧدﻣﺎج واﻟﺗﻣﻠك ﻋﺑر اﻟﺣدود اﻟدوﻟﯾﺔ ) اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل
أﻫم أﺷﻛﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت( .ﺣﯾث ﺗراﺟﻌت ﻗﯾﻣﺔ
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﻧدﻣﺎج واﻟﺗﻣﻠك ﺧﻼل ﻋﺎم 2008ﺑﻧﺳﺑﺔ 28ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﻌﺎم .2007
12
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗراﺟﻊ اﻟﺣﺎد ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟﻧﻔط واﻟﻐﺎز ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻘطﺎع اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘطﺎع اﻷﻛﺛر ﺟذﺑﺎ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات
)(21
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
إﻻ أن ﺑﻌض اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﯾرون أن اﻟﺟزاﺋر ﺑﻣﻧﺄى ﻋن ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل.
ﻓﻘد أﻛد اﻟﺧﺑﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ووزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺳﺑق "ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ﺑن آﺷﻧﻬو" أن اﻟﺟ ازﺋر ﺳﺗﻛون ﺑﻣﻧﺄى
ﻋن اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﻔﺿل ﻣﺎ ﺗراﻛم ﻟدﯾﻬﺎ ﻣن اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺻرف و ﺑﻔﺿل ﺻﻧدوق ﺿﺑط
اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ)**(،اﻟذي ﺗراﻛم ﻓﯾﻪ ﺣواﻟﻲ 90ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر واﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺻرف ﺑﻠﻎ 135ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ
أﻛﺗوﺑر ،2008أي ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل 3ﺳﻧوات ﻣن اﻻﺳﺗﯾراد ﺑﺎﻟوﺗﯾرة اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ .
و ﺑﺣﺳب ﺑن آﺷﻧﻬو ،ﻓﺎن اﻟﺟزاﺋر ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻬﺎ ﻣواﺻﻠﻪ اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻋﻠﻲ اﻷﻗل ﺧﻼل
)(22
اﻟﺳﻧوات اﻟﺛﻼث اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ﺣﺗﻰ إذا "ﺗراﺟﻊ ﺳﻌر ﺑرﻣﯾل اﻟﻧﻔط إﻟﻲ 37دوﻻ ار ".
و أﻛد اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾرﻩ اﻷﺧﯾر أن اﻟﺟزاﺋر ﺗوﺟد ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﺟﯾدة ﻟﻣواﺟﻬﺔ آﺛﺎر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﻌز از ﺑذﻟك اﻟﺗﻘرﯾر اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟذي أﻋدﻩ ﻣؤﺧ ار ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﺣول ﺗوﺟﻬﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ
و اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺑﻼد.
و ﯾرﺗﻘب ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺷﻬدﻩ اﻟﻌﺎﻟم ﻧﺳﺑﺔ ﻧﻣو ﻟﻠﺟزاﺋر ﺑزاﺋد
5.2ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻟﺳﻧﺔ .2013
و ﺻﻧف اﻟﺻﻧدوق اﻟﺟزاﺋر ﺿﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟداﺋﻧﺔ اﻟﻧﺎدرة اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺎرة اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ و
)(23
ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ و ذﻟك ﺑﻔﺿل ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺳدﯾد اﻟﻣﺳﺑق ﻟﻠدﯾون.
اﻟـﺧـﺎﺗﻣﺔ:
ﺗﻌﺗﺑر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻣن أﺳوأ اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ذﻟك
ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟذي ﯾﺷﻛل ﻗﺎطرة اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،إذ ﯾﻣﺛل 5/1إﺟﻣﺎﻟﻲ
اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﻛوﻧﻪ اﻛﺑر ﻣﺳﺗورد و ﺛﺎﻧﻲ ﻣﺻدر ﺑﻌد ﻣﻧطﻘﺔ اﻷورو.
و ﯾﻌود ﺳرﻋﺔ ﺗطور و اﺳﺗﻔﺣﺎل اﻷزﻣﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ﻟﺷدة اﻹرﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻷﻧﺷطﺔ و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺑﻌض اﻷﺧر ،و ﺑﺳﺑب اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﺑﺷﻛل
ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﺑﻪ.
أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﺗﺄﺛﯾر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻓﺎن ذﻟك ﻣرﺗﺑط ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺳﻌر
و اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ و اﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة ،و ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺗﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣروﻗﺎت
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ أزﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )أزﻣﺔ ﻛﺳﺎد(.
إﻻ أن ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎرج و ﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﺑﺗﺷﺟﯾﻊ و ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ،و ﯾﺗطﻠب
13
ذﻟك اﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر ﻋﻼﺟﯾﺔ )وﻟﯾس َﻋ َرﺿﯾﺔ( ﺗدﺧل ﺿﻣن إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﺗوﺳطﺔ وطوﯾﻠﺔ اﻟﻣدى ،ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل
اﻟوﻓرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻹﻗﺗﺻﺎدﻧﺎ اﻟﺗﺣرر ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣروﻗﺎت و
ﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗذﺑذﺑﺔ واﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻣن اﻟﻐذاﺋﻲ.
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻬواﻣش:
1- (BARTHALON .E), « Crises Financières : un panorama des explications », in revue
problème économiques, N°2595, 16 décembre1998, p01.
2-(Robert Boyer, Mario Dehove et Dominique Plihon), « Les crises financières », rapport du
conseil d’analyse économique, la documentation française, paris, 2004, P13 et 15.
) -3ﻧﺎﺟﻲ اﻟﺗوﻧﻲ( "،اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ"،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﺟﺳر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ،اﻟﻛوﯾت ،اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ واﻟﻌﺷرون،ﻣﺎي ،2007ص14
4-(Lacoue La Barthe.D), « les crises financières et leur propagation internationale », in
finance internationale : l’état actuel de la théorie. Édition économica. Paris, 1992, P409.
5-(M.Bassoui, A.Beitone), « Problèmes monétaires internationaux », édition Armand colin,
France, 1998, P39.
)*( ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻧﺟد ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ ﻣﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﻌﻧﯾﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ،وﻟﻛن ﻣﺗﻘﺎرﺑﯾن ﻓﻲ اﻟدﻻﻟﺔ ،وذﻟك ﻋﻧد ﻛل ﻣن
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻛﻼﺳﯾك وﻋﻧد ﻣدرﺳﺔ اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ .ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻛﻼﺳﯾك ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ أن ﯾﻘوم اﻷﻋوان
ﺑﺎﺧﺗﯾﺎراﺗﻬم ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻧظﺎم ﻣﻌﯾن ﻟﻠﺗﻔﺿﯾﻼت ﺑﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺎﻣﺔ وﺑدون ﺗﻛﻠﻔﺔ.
ﻏﯾر أن ﻣدرﺳﺔ اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ ،ﺗﻔرض أﻧﻪ ﻓﻲ ظل ﻋﺎﻟم ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣﺟﻬول ،ﯾﻣﻛن وﺻﻔﻪ ﻋن طرﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣن اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،اﻟﻣﺳﺗوﻋﺑﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،ﻓﺈذا طﺎﺑق ﺳﻠوك اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻧﻣوذج
اﻟﻣﻔروض واﻟﻣﻌطﻰ ،ﯾﻛون ذﻟك اﻟﺳﻠوك رﺷﯾدا وﻋﻘﻼﻧﯾﺎ.
6-(Barthalon.E), Opcit, P4-5.
)-7زاﯾري ﺑﻠﻘﺎﺳم وﻣﯾﻠود ﻣﻬدي("،اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ:أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ و أﺑﻌﺎدﻫﺎ و ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ" ،ﻣؤﺗﻣر ﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻐرﺑﻲ و اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻧﺎن ،ﻟﺑﻧﺎن14-13 ،ﻣﺎرس ،2009
ص9-8
ﻓﻲ ) -8ﻧﻌوش ﺻﺑﺎح(،ﺧطورة اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ،ﻋن ﻣوﻗﻊ اﻟﺟزﯾرة ﻧت،
،2008/2/7ﺗﺎرﯾﺦ اﻹطﻼع،2008/5/1:ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊhttp://www.aljazeera.net/eBusiness/ :
-9اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
) -10زﻛرﯾﺎ ﺑﻠﻪ ﺑﺎﺳﻲ("،اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺟذور و أﺑرز اﻷﺳﺑﺎب و اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣﻔزة و اﻟدروس اﻟﻣﺳﺗﻔﺎدة" .ﻣؤﺗﻣر
ﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻐرﺑﻲ و اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻧﺎن ،ﻟﺑﻧﺎن-13،
14ﻣﺎرس ،2009ص.10
-11اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 11.
14
) -12ﻗدي ﻋﺑداﻟﻣﺟﯾد("،اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ" ،ﻣﺟﻠﺔ ﺑﺣوث اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ،ﻣرﻛز دراﺳﺎت
اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،اﻟﻌدد ،46رﺑﯾﻊ ،2009ص .13
) -13ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺳن ﻣﺻطﻔﻰ("،اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ،أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ،آﺛﺎرﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ"،اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻌﻠﻣﻲ
اﻟﺳﻧوي اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر ﺣول اﻟﺟواﻧب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻورة2-1 ،
أﻓرﯾل ،2009ص23.
) -14ﺑن ﺳﺎﻋد ﻋﺑداﻟرﺣﻣﺎن( "،إﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟدوﻟﻲ –دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،"-2007ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﻓرع ﻧﻘود و ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2009/2008،ص .133
-15ﺗﻘرﯾر ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ،آﻓﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﻋدد أﻓرﯾل ،2010ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊhttp://www.imf.org :
ﺗﺎرﯾﺦ اﻻطﻼع.2010/05/10:
-16ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،اﻵﻓﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ :2010اﻷزﻣﺔ و اﻟﺗﻣوﯾل و اﻟﻧﻣو ،ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ:
http://www.worldbank.orgﺗﺎرﯾﺦ اﻻطﻼع.2010/05/10:
) -17ﺑن ﺳﺎﻋد ﻋﺑداﻟرﺣﻣﺎن( "،إﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟدوﻟﻲ –دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،"-2007ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .140
-18ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ.
) -19ﻗدي ﻋﺑداﻟﻣﺟﯾد و اﻟﺟوزي ﺟﻣﯾﻠﺔ("،اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ و ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺎﺷرة -ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ،"-اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻟراﺑﻊ ﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ وِاﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
دول ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ" 9-8دﯾﺳﻣﺑر ،2009ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ داﻟﻲ
إﺑراﻫﯾم ،ص .97
) -20ﻣﺑﺗول ﻋﺑداﻟرﺣﻣﺎن(،اﺳﺗﻣرار اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺳﯾﻠﺣق أﺿ ار ار ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ،ورﻗﺔ ﻋﻣل ﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ ﻧدوة
اﻟﺷروق اﻟﯾوﻣﻲ ﺣول" اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ " 5 ،أﻛﺗوﺑر ،2008ﺗﺎرﯾﺦ اﻻطﻼع ،2009/02/03:ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ :
http://www.echoroukonline.com/ara/economie/26871.html
) -21ﻗدي ﻋﺑداﻟﻣﺟﯾد و اﻟﺟوزي ﺟﻣﯾﻠﺔ(،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .100
)**( ﯾﺿم ﺻﻧدوق ﺿﺑط اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ إﯾرادات اﻟﻔﺎرق ﺑﯾن اﻟﺳﻌر اﻟﻣرﺟﻌﻲ ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾﺔ وﺑﯾن ﺳﻌر ﺑرﻣﯾل اﻟﻧﻔط ﻓﻲ اﻟﺳوق.
-22اﻟﺟزاﺋر ﺑﻣﻧﺄى ﻋن ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ،ﻓﻲ ،2008/9/4ﺗﺎرﯾﺦ اﻹطﻼع2008/11/22 :
ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊhttp://www.irna.ir/ar/news/line-29/key-758 :
-23اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﯾؤﻛد ﻗدرة اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ ﺗداﻋﯾﺎت أﺛﺎر اﻷزﻣﺔ ،ﻓﻲ ،2008/12/31ﺗﺎرﯾﺦ اﻹطﻼع:
2009/3/3ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊhttp://www.radioalgerie.dz/?cat=4 :
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ:
ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ:
-01اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﯾؤﻛد ﻗدرة اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ ﺗداﻋﯾﺎت أﺛﺎر اﻷزﻣﺔ،ﻓﻲ ،2008/12/31ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ:
http://www.radioalgerie.dz/?cat=4
-02اﻟﺟزاﺋر ﺑﻣﻧﺄى ﻋن ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ،ﻓﻲ ،2008/9/4ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ:
http://www.irna.ir/ar/news/line-29/key-758
15
) -03ﺑن ﺳﺎﻋد ﻋﺑداﻟرﺣﻣﺎن( "،إﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟدوﻟﻲ– دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،"-2007ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﻓرع ﻧﻘود و ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.2010/2009،
-04ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،اﻵﻓﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ :2010اﻷزﻣﺔ و اﻟﺗﻣوﯾل و اﻟﻧﻣو،ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ:
http://www.worldbank.org
-05ﺗﻘرﯾر ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ،آﻓﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﻋدد أﻓرﯾل ،2010ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊhttp://www.imf.org :
) -06زاﯾري ﺑﻠﻘﺎﺳم وﻣﯾﻠود ﻣﻬدي("،اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ:أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ و أﺑﻌﺎدﻫﺎ و ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ" ،ﻣؤﺗﻣر ﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻐرﺑﻲ و اﻹﺳﻼﻣﻲ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻧﺎن،ﻟﺑﻧﺎن14-13،ﻣﺎرس 2009.
) -07زﻛرﯾﺎ ﺑﻠﻪ ﺑﺎﺳﻲ("،اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺟذور و أﺑرز اﻷﺳﺑﺎب و اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣﻔزة و اﻟدروس اﻟﻣﺳﺗﻔﺎدة" .ﻣؤﺗﻣر
ﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻐرﺑﻲ و اﻹﺳﻼﻣﻲ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻧﺎن،ﻟﺑﻧﺎن-13،
14ﻣﺎرس .2009
) -08ﻗدي ﻋﺑداﻟﻣﺟﯾد("،اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ" ،ﻣﺟﻠﺔ ﺑﺣوث اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ،ﻣرﻛز دراﺳﺎت
اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،اﻟﻌدد ،46رﺑﯾﻊ 2009.
) -09ﻗدي ﻋﺑداﻟﻣﺟﯾد و اﻟﺟوزي ﺟﻣﯾﻠﺔ("،اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ و ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺎﺷرة -ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ،"-اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻟراﺑﻊ ﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ وِاﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
دول ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ" 9-8دﯾﺳﻣﺑر ،2009ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ داﻟﻲ
إﺑراﻫﯾم.
) -10ﻣﺑﺗول ﻋﺑداﻟرﺣﻣﺎن(،اﺳﺗﻣرار اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺳﯾﻠﺣق أﺿ ار ار ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ،ورﻗﺔ ﻋﻣل ﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ ﻧدوة
اﻟﺷروق اﻟﯾوﻣﻲ ﺣول" اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ " 5 ،أﻛﺗوﺑر ،2008ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ :
http://www.echoroukonline.com/ara/economie/26871.html
) -11ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺳن ﻣﺻطﻔﻰ("،اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ،أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ،آﺛﺎرﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ"،اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻌﻠﻣﻲ
اﻟﺳﻧوي اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر ﺣول اﻟﺟواﻧب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻورة2-1 ،
أﻓرﯾل .2009
) -12ﻧﺎﺟﻲ اﻟﺗوﻧﻲ( "،اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ"،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﺟﺳر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ،اﻟﻛوﯾت ،اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ واﻟﻌﺷرون،ﻣﺎي 2007.
) -13ﻧﻌوش ﺻﺑﺎح( ،ﺧطورة اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ،ﻋن ﻣوﻗﻊ اﻟﺟزﯾرة ﻧت ،ﻓﻲ
،2008/2/7ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊhttp://www.aljazeera.net/eBusiness/ :
ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ:
14- (Barthalon.E), « Crises Financières : un panorama des explications », in revue
problème économiques, N°2595, 16 décembre1998.
15- (Bassoui.M, Beitone.A), « Problèmes monétaires internationaux », édition Armand colin,
France, 1998.
16- (Lacoue La Barthe.D), « les crises financières et leur propagation internationale », in
finance internationale : l’état actuel de la théorie. Édition économica. Paris, 1992.
17- (Robert Boyer, Mario Dehove et Dominique Plihon), « Les crises financières », rapport
du conseil d’analyse économique, la documentation française, paris, 2004.
16
17