Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ و ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري‬

‫)*(‬
‫ﻛﻣﺎل ﺑن ﻣوﺳﻰ‬
‫)**(‬
‫ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺑن ﺳﺎﻋد‬

‫اﻟﻣﻠﺧص‪:‬‬
‫ﻋرف اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن أزﻣﺔ اﻟرﻫون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛ ّﺷﻔت ﻣﻼﻣﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪2007‬‬
‫ﺟﻠﯾﺎ ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ ﻋﺎم ‪ ،2008‬و ذﻟك ﺑﺳﺑب ﻓﺷل ﻣﻼﯾﯾن اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن ﻟﺷراء ﻣﺳﺎﻛن وﻋﻘﺎرات ﻓﻲ‬ ‫وﺑرزت ّ‬
‫اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﺗﺳدﯾد دﯾوﻧﻬم ﻟﻠﺑﻧوك‪ ،‬وأدى ذﻟك إﻟﻰ ﺣدوث ﻫزة ﻗوﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣﯾرﻛﻲ‪ ،‬ووﺻﻠت‬
‫ﺗﺑﻌﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت أوروﺑﺎ وآﺳﯾﺎ ﻣطﯾﺣﺔ ﻓﻲ طرﯾﻘﻬﺎ ﺑﻌدد ﻛﺑﯾر ﻣن ﻛﺑرﯾﺎت اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﺿﺧت ﻓﻲ أﺳواق اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ ﺣد ﻷزﻣﺔ‬ ‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻟم ﺗﻔﻠﺢ ﻣﺋﺎت ﻣﻠﯾﺎرات اﻟدوﻻرات اﻟﺗﻲ ُ‬
‫اﻟرﻫون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﻠت ﺗﻌﻣل ﺗﺣت اﻟﺳطﺢ ﺣﺗﻰ ﺗطورت إﻟﻰ أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﻟم ﯾ ْﺧ ِ‬
‫ف اﻟﻛﺛﯾر‬ ‫ُ‬
‫ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﺧﺷﯾﺗﻬم ﻣن أن ﺗطﯾﺢ ﺑﻧظم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ وأن ﺗﺻل ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﻧﺣﺎء‬
‫اﻟﻌﺎﻟم‪.‬‬
‫و ﺑﻣﺎ أن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﺿﻣن ﻣﻧظوﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪،‬‬
‫ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﺑﺎت واﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟرواﺑط اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﻪ ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪،‬‬
‫ﻓﻣﺎ ﻫﻲ ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري؟‬

‫)*( أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿر ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر – ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪-3‬‬
‫)**( ﻣﺳﺟل ﺑﻘﺳم اﻟدﻛﺗوراﻩ‪ ،‬أﺳﺗﺎذ ﻣﺳﺎﻋد ﻣؤﻗت ﺑﺎﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻺﺣﺻﺎء و اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ‬

‫‪1‬‬
‫اﻟـﻣـﻘدﻣـﺔ‪:‬‬
‫ﯾﻌرف اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ‪ 2007‬أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣﺎدة‪ ،‬ﺗﻌﺗﺑر اﻷﺳوأ ﻣﻧذ أزﻣﺔ اﻟﻛﺳﺎد اﻟﻛﺑﯾر ﺳﻧﺔ‬
‫‪ ،1929‬ﺗﺳﺑﺑت ﻓﯾﻬﺎ أزﻣﺔ اﻟرﻫون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻷﻗل ﺟودة ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ .‬ﺛم اﻧﺗﻘﻠت ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‬
‫إﻟﻰ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟدول وﺑﺎت ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻋﺳﯾ اًر‪،‬ﻛﻣﺎ أن ﺗزاﯾد ظﺎﻫرة اﻟذﻋر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟدى اﻟﻣواطﻧﯾن‬
‫ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺿرﺑﺗﻬﺎ اﻷزﻣﺔ وﺗوﺟﻬﻬم ﻧﺣو ﺳﺣب أﻣواﻟﻬم ﻣن اﻟﻣﺻﺎرف‪ ،‬وﺗﺳﺎرع ﺣﻠﻘﺎت ﻫذﻩ اﻟﻣوﺟﺔ‬
‫أدى ﺑﺷﻛل واﺿﺢ إﻟﻰ اﻧﻬﯾﺎرات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺑرﯾﺎت اﻟﻣﺻﺎرف اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎن أﻫﻣﻬﺎ إﻓﻼس ‪(Lehman‬‬
‫)‪ ،Brothers Bank‬اﻟذي ﯾﺗﺟﺎوز ﻋﻣرﻩ ‪ 150‬ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي اﺳﺗطﺎع اﻟﺻﻣود و ﺗﺟﺎوز أزﻣﺔ‬
‫‪ ،1929‬ﻛﻣﺎ ﺗﺣدث ﻫذﻩ اﻷزﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﻪ ذﻟك ﻣن ﺳرﻋﺔ اﻧﺗﺷﺎر ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت و ﺗﻌدد‬
‫ﻗﻧوات اﻧﺗﻘﺎل اﻷزﻣﺎت‪.‬‬
‫و ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟورﻗﺔ ﺗﺑﯾﺎن ﺟواﻧب ﺗﺄﺛﯾر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري‬
‫ﺑﻌد اﻟﺗطرق إﻟﻰ أﻫم اﻟﺟواﻧب اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪،‬ﻣن ﺣﯾث ﺗﺣﻠﯾل‬
‫أﻫم أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ‪ ،‬و إﺑراز ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ و ﺗﺗﺑﻊ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻣن طرف اﻟدول ﻟﻠﺧروج ﻣن ﻫذﻩ اﻷزﻣﺔ أو‬
‫اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن آﺛﺎرﻫﺎ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬أﻫم اﻟﺟواﻧب اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪.1‬ﻣﻔﻬوم اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و أﻧواﻋﻬﺎ‪:‬‬
‫ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺣدث اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺻورة ﻣﻔﺎﺟﺋﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻷزﻣﺔ ﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣﺳﺑﺑﻬﺎ اﻟرﺋﯾﺳﻲ‬
‫ﺗدﻓق رؤوس أﻣوال ﺿﺧﻣﺔ ﻟﻠداﺧل ﯾراﻓﻘﻬﺎ ﺗوﺳﻊ ﻣﻔرط وﺳرﯾﻊ ﻓﻲ اﻹﻗراض دون اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻟﻣﻼءة‬
‫اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺗرﺿﯾن‪ ،‬وﻋﻧدﻫﺎ ﯾﺣدث اﻧﺧﻔﺎض اﺳﻣﻲ ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ إزاء اﻟﻌﻣﻼت اﻟﻘﯾﺎدﯾﺔ ﺣﺗﻰ‬
‫ﯾﺻﺑﺢ ﺳﻌر اﻟﺻرف اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أﻗرب إﻟﻰ ﺳﻌر اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﻧﺧﻔض‪ ،‬ﻣؤدﯾﺎ ذﻟك إﻟﻰ ﺣدوث ﻣوﺟﺔ ﻣن اﻟﺗدﻓﻘﺎت‬
‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎرج‪.‬‬
‫و ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ " أﻧﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺗذﺑذﺑﺎت اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣل‬
‫اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض‪ ،‬ﻋرض اﻷﺳﻬم واﻟﺳﻧدات وأﺳﻌﺎرﻫﺎ‪ ،‬ﺣﺟم اﻟوداﺋﻊ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ و‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺳﻌر اﻟﺻرف‪".‬‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺗﺑﯾن أن اﻷزﻣﺔ ‪ -‬واﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗرن ﺑﺎﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﺣﺎد واﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻠﻛﻣﯾﺎت واﻷﺳﻌﺎر‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎس ﺑﻬﺎ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ -‬ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺳﻠوك ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫‪2‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ ﻛل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﯾﺳﻌون‪ ،‬ﻓﺟﺄة وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت‪ ،‬ﺗﺑدﯾل ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻬم ﺑﺄدوات أﺧرى ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻬم‬
‫ﺑﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﺎوض واﺳﺗﺑداﻟﻬﺎ ﺑدون أي ﻗﯾد وﻻ أﺟل‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﺑدون ﺗﻛﺑد‬
‫أﺧطﺎر ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل‪.‬‬

‫و ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع رﺋﯾﺳﯾﺔ)‪:(2‬‬


‫‪ ‬أزﻣﺔ اﻟﺻرف )اﻟﻌﻣﻠﺔ ( ‪ :‬ﻧﻘول أن ﻫﻧﺎك أزﻣﺔ ﺻرف ﻟﻣﺎ ﺗﺗﻌرض اﻟﻌﻣﻠﺔ إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﺣﺎد ﻓﻲ‬
‫ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌﻣﻠﺔ أو ﻋﻣﻼت ﻣرﺟﻌﯾﺔ )‪ (une monnaie de réference‬ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ‪ ،‬و ﯾﻛون‬
‫ﻫذا اﻟﺗدﻫور أﻛﺛر ﻣن اﻟﺣدود اﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻣﺎ ﻓوق ‪ 25‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ‪ :‬ﯾﺗم اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷزﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﺗﺟﻣﻊ ﻟدى اﻟﺑﻧك ﺣﺟم‬
‫ﻣﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﺻول ﻏﯾر اﻟﻛﻔؤة )‪ ، (taux d’actifs non performants‬و ﻛذا ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻔق‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻣن ﺟﻬﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ )ﺟراﺋد ‪،‬دراﺳﺎت‪ ،‬ﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺧﺑراء( ‪،‬ﺑﺄن ﻫﻧﺎك ﻣؤﺷرات ذﻋر‬
‫)‪) (indices de panique‬ﻛﺗﺟﻣﯾد اﻟوداﺋﻊ‪،‬ﻏﻠق اﻟﺑﻧوك‪ ،‬ﺿﻣﺎن وداﺋﻊ ‪ ،(....‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟود‬
‫ﻣﺧططﺎت إﻧﻘﺎذ ﻣﻌﺗﺑرة ﻣن طرف اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬أزﻣﺔ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ :‬ﻧﻘول أن ﺳوق ﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ أزﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﺧﻔض ﻣؤﺷر اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ‬
‫ﺑﺄﻛﺛر ﻣن‪ % 20‬ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ أزﻣﺗﻲ ‪ 1929‬و ‪1987.‬‬
‫‪ .2‬أﺳﺑﺎب اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻻ ﯾﻣﻛن إرﺟﺎع اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﺳﺑب واﺣد أو ﺳﺑﺑﯾن‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎك ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ﺗﺗﺿﺎﻓر ﻓﻲ آن واﺣد‬
‫)‪(3‬‬
‫‪:‬‬ ‫ﻹﺣداث أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ‪ .‬وﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أﻫم ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‬
‫‪ ‬ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻠﻲ‪:‬‬
‫إن أﺣد أﻫم ﻣﺻﺎدر اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫو اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ﻓﻲ ﺷروط اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺧﻔض ﺷروط‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻼء اﻟﺑﻧوك اﻟﻣﺷﺗﻐﻠﯾن ﺑﻧﺷﺎطﺎت ذات ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺗﺻدﯾر واﻻﺳﺗﯾراد اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬم‬
‫ﺧﺻوﺻﺎ ﺧدﻣﺔ اﻟدﯾون‪ .‬و ﺗﺷﯾر ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ إﻟﻰ أن ﺣواﻟﻲ ‪ 75‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺣدﺛت ﺑﻬﺎ أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺷﻬدت اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻓﻲ ﺷروط اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺣواﻟﻲ ‪ 10‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻗﺑل ﺣدوث‬
‫اﻷزﻣﺔ‪.‬‬
‫وﺗﻌﺗﺑر اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ أﺣد اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻸزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول‬
‫اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻻﻗﺗراض وﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺣﯾث ﻗدر أن ﻣﺎ‬
‫ﺑﯾن ‪ 67 – 50‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن ﺗدﻓﻘﺎت رؤوس اﻷﻣوال ﻣن ٕواﻟﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﻼل ﺣﻘﺑﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت‪ ،‬ﻛﺎن‬
‫ﺳﺑﺑﻬﺎ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وﻛذﻟك ﺗﻘﻠﺑﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻻﺿطراﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫ﺳﺑﺑﺎ ﻟﺣدوث اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻛﻠﻲ واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ً‬
‫‪ ‬اﺿطراﺑﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫ﯾﺷﻛل اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن وﺗدﻓﻘﺎت ﻛﺑﯾرة ﻟرؤوس اﻷﻣوال ﻣن اﻟﺧﺎرج واﻧﻬﯾﺎر أﺳواق اﻷوراق‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﺳم اﻟﻣﺷﺗرك اﻟذي ﺳﺑق ﺣدوث اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟذي ﯾﺗواﻛب ﻣﻊ اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﺟﺎري‬
‫واﻟﺗﺣرر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻏﯾر اﻟوﻗﺎﺋﻲ وﻏﯾر اﻟﺣذر‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﺷوﻩ ﻧظﺎم اﻟﺣواﻓز‪:‬‬
‫إن ﻣﻼك اﻟﻣﺻﺎرف واﻹدارات اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻻ ﯾﺗﺄﺛرون ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻣن ﺟراء اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣوا ﻓﻲ‬
‫ﺣدوﺛﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺗم ﻣﺛﻼ إﻧﻬﺎء ﺧدﻣﺎﺗﻬم أو ﺗﺣﻣﯾﻠﻬم اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻣن ﺟراء اﻷزﻣﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻧد‬
‫ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺻرف ﻣﺧﺎطر زاﺋدة ﻋن ﻣﻘدرﺗﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﻛورﯾﺎ‪ ،‬ﻛوﻟوﻣﺑﯾﺎ‪ ،‬اﻷرﺟﻧﺗﯾن‪ ،‬ﺳﻧﻐﺎﻓو ار‬
‫وﻫوﻧﺞ ﻛوﻧﺞ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺳﻌر اﻟﺻرف‪:‬‬
‫ﯾﻼﺣظ أن اﻟدول اﻟﺗﻲ اﻧﺗﻬﺟت ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺳﻌر اﻟﺻرف اﻟﺛﺎﺑت ﻛﺎﻧت أﻛﺛر ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﺻدﻣﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻔﻲ ظل ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ أن ﺗﻘوم ﺑدور ﻣﻘرض اﻟﻣﻼذ اﻷﺧﯾر ﻟﻼﻗﺗراض‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺣﯾث أن ذﻟك ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻘدان اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻻﺣﺗﯾﺎطﺎﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ وﺣدوث أزﻣﺔ‬
‫اﻟﻌﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻣﺛﺎل‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻛﺳﯾك واﻷرﺟﻧﺗﯾن‪ .‬و ﻗد ﺗﻣﺧض ﻋن أزﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ ظﻬور اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزان‬
‫اﻟﻣدﻓوﻋﺎت وﻣن ﺛم ﻧﻘص ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻧﻘود وارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن اﻟﺿﻐوط وﺗﻔﺎﻗم‬
‫ﺣدة اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺻرﻓﻲ‪.‬‬
‫‪ .3‬ﺗﻔﺳﯾر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻣﯾزت اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن ﻣدرﺳﺗﯾن ﻛﺑﯾرﺗﯾن ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬اﻷوﻟﻰ ﺗﺳﻣﻰ ﻣدرﺳﺔ‬
‫اﻷﺳواق اﻟﺗﺎﻣﺔ واﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ "‪"l’école des marchés parfait et des anticipation rationnelles‬‬
‫واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣدرﺳﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ "‪."L’école de l’instabilité financières‬‬
‫‪ ‬ﻣدرﺳﺔ اﻷﺳواق اﻟﺗﺎﻣﺔ واﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﺗﻘدم ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺗﻔﺳﯾ ار ﯾرﺗﻛز أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻓرﺿﯾﺔ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺄﻛﯾدﻫﺎ ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﻻ ﺗﻧﺎظرﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد "‪ "L’incertitude‬وﻫﻲ ﻣﺑﺎدئ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻔﺳر ﺳﻠوك اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن‬
‫ﻋﻧد اﻟﺗﻌرض ﻟﺻدﻣﺎت ﺧﺎرﺟﯾﺔ‪.‬‬
‫و اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ وﺑﻣﺟرد ظﻬور أزﻣﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ أﺻول‬
‫اﻟﺑﻧوك‪ ،‬ﯾﺻﯾب اﻟﻣودﻋﯾن ﻫﻠﻊ ﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻓﯾﻘﺑﻠون ﻧﺣو اﻟﺑﻧوك ﻟﺳﺣب وداﺋﻌﻬم‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺳود ﻗﺎﻋدة " أول ﻣن ﯾﺄﺗﻲ ﻟﻠﺑﻧك ﻫو أول ﻣن ﯾﺳﺗرﺟﻊ ودﯾﻌﺗﻪ " ) ‪règle le‬‬
‫‪ (premier arrivé premier servi‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﯾﺗم اﻟﺗﺣوﯾل اﻟﺗدرﺟﻲ ﻟﻠوداﺋﻊ إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺗﺣﺻل‬

‫‪4‬‬
‫اﻟﻣودﻋون واﺣد ﺑواﺣد ﻋﻠﻰ ودﯾﻌﺗﻪ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻧﻔﺎذ أﺻول اﻟﺑﻧك‪ ،‬ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟظروف ﻻﺑد ﻋﻠﻰ اﻟﻣودﻋﯾن‬
‫اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﯾن أن ﻻ ﯾﺗﺄﺧروا ﻓﻲ اﻟﻘدوم إﻟﻰ اﻟﺑﻧك ﻗﺻد ﺗﺣوﯾل وداﺋﻌﻬم إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﻗﺑل ﻧﻔﺎذ اﻷﺻول‪ ،‬اﻷﻣر‬
‫اﻟذي ﻗد ﯾﻌطﻲ ﺗﻔﺳﯾ ار ﻋﻘﻼﻧﯾﺎ ﻟﻸزﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ)‪.(4‬‬
‫وﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾق ﻧﻔس اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻓظﻬور اﻟﺷﻛوك ﺣول ﻣﺳﺗوى اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬أو ﺣول ﺳﻠوك ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻪ وﺻﻧﺎع اﻟﺳوق‪ ،‬ﻗد ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻪ ظﻬور اﻟﻣﯾل ﻟدى‬
‫اﻷﻋوان أﺻﺣﺎب اﻷﺻول إﻟﻰ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن أﺻوﻟﻬم‪ ،‬وﻫو اﻷﻣر اﻟذي ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺳﯾوﻟﺔ واﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻣن ﺛم ﻓﺳﯾﻛون ﻣن اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻟدى ﻛل ﻋون‪ ،‬اﻟﺗﺧﻠص اﻟﻔوري‬
‫ﻟﻛل اﻷﺻول اﻟﺗﻲ ﺑﺣوزﺗﻪ‪ ،‬ﻗﺑل ﻛل اﻷﻋوان اﻵﺧرﯾن وذﻟك ﻗﺻد ﺗﺟﻧب ﻛل اﺣﺗﻣﺎل ﻟﺗﻛﺑد ﺧﺳﺎرة ﻓﻲ رأس‬
‫اﻟﻣﺎل‪.‬‬
‫وﺗﻔرض ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻛذﻟك وﺟود ﻓﻘﺎﻋﺎت ﻣﺿﺎرﺑﯾﺔ ) ‪ (Bulles spéculatives‬وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺗﺣدث‬
‫اﻟﻔﻘﺎﻋﺔ إذا ﻛﺎن أﻏﻠب اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﻰ ﯾﻘﯾن ﻣن أن ﺑﻌض آﻟﯾﺎت ﺗﺷﻛﯾل اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻻ ﺗطﺎﺑق ﻣﺎ‬
‫ﺟرت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﺎدة ﻣن ﻣﺣددات اﻷﺳﻌﺎر‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌرف ﺑﺎﻷﺳﺎﺳﯾﺎت" ‪.(5) "Les fondamentaux‬‬
‫‪ ‬ﻣدرﺳﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻣدرﺳﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ أن اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﻧﺗﺎج آﻟﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ‪ ،‬وﺗؤﻛد‬
‫ﻋﻠﻰ ظﺎﻫرة ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﺗﻌﺗﺑرﻩ ﻛﻌﻧﺻر ﻣرﺗﺑط وذو ﺻﻠﺔ وطﯾدة ﻣﻊ ﺳﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد‪.‬‬
‫ﺗﻔﺗرض ﻣدرﺳﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺎﻟﻲ أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟﯾﺳوا ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﯾن‪ ،‬وأﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد إﻻ ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن أذﻛﯾﺎء وﻫم ﻋﻠﻰ دراﯾﺔ ﺑﻛل ﺷﻲء‪ ،‬وﯾﺗﻣﯾزون ﺑﺎﻟﺧﺑرة واﻟﻛﻔﺎءة‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﺿوء ذﻟك ﯾﺗﺑﯾن ﻋدم اﻟﺗﺟﺎﻧس ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬
‫ﻷن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﺗطﻠب أﯾﺿﺎ ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺑﺎﻫظﺔ‪ .‬ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻧظور وﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد ﻗد ﯾﻛون ﻣن‬
‫اﻟﻣﻧطﻘﻲ‪ ،‬أن ﯾﻌﻣد ﻛل ﻋون إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾد اﻷﻋوان اﻵﺧرﯾن واﻟذﯾن ﯾﻌﺗﺑر أﻧﻬم أﺻﺣﺎب ﺧﺑرة وﻛﻔﺎءة وﻟﻬم‬
‫ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﻣﻛﻧﻬم ﻣن اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎﺋﺑﺔ‪ ،‬وﺑﻔﻌل ذﻟك اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻟﻣﺣﺎﻛﺎة ﯾﻧﺗﺞ ﻫﻧﺎ ﺳﻠوك ﻋﻘﻼﻧﻲ)*(‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺻرف اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﺗﺑﻠور ﻋن ﺗﺟﻣﯾﻊ ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ﻓردﯾﺔ ﺳﻠوك ﺟﻣﺎﻋﻲ ﻻ‬
‫ﻋﻘﻼﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻷﻓراد ﯾﺗوﻫﻣون ﻣﺛﻼ وﺟود ﺳﯾوﻟﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق‪ ،‬ﻟﻛن ﻫذا اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺟﻣﺎﻋﯾﺎ ﻻ ﯾﻛون داﺋﻣﺎ‬
‫)‪(6‬‬
‫ﺻﺎﺋﺑﺎ إﻻ اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﺗﺧﻠو ﻋن أﺻوﻟﻬم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻣن أزﻣﺔ اﻟرﻫن اﻟﻌﻘﺎري إﻟﻰ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ‬
‫‪ .1‬أزﻣﺔ اﻟرﻫن اﻟﻌﻘﺎري‪ :‬ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ و ﺗطوراﺗﻬﺎ‬
‫‪ ‬ﻣﻔﻬوم اﻟرﻫون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻷﻗل ﺟودة ’‪:’Subprime‬‬
‫ﯾﻘﺻد ﺑﻣﺻطﻠﺢ ‪ Subprime‬أو اﻟرﻫون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻷﻗل ﺟودة أو ﻣن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻘروض اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ‬
‫ذات أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗﻐﯾرة ‪ .‬و ﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘروض ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطرة اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟﻌدم وﺟود ﺗدﻓﻘﺎت ﻧﻘدﯾﺔ‬
‫ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﺳواء ﻟﻠﻣﻘﺗرض أو اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻣول ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧك اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﻣﺻدر ﻟﺳداد اﻟﻘرض‪ ،‬ﻟﻬذا‬

‫‪5‬‬
‫اﻟﺳﺑب ﻗﺎﻣت اﻟﺑﻧوك ﺑرﻓﻊ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘروض ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋد ﻣﻣﻛن ﻣن‬
‫اﻟﻘرض و ﻣن اﺟل ﺗﻐطﯾﺔ ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﻧدرج ﺗﺣت ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘروض‪.‬‬
‫و ﺑﻣﺎ أن أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘروض ﻣﺗﻐﯾرة‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎك ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﻷن ﺗﺗﻌرض ﻟﺧطر اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ أي‬
‫ﻟﺣظﺔ‪ ،‬أو اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ أي وﻗت ﻣﻌﯾن ‪.‬و ﻋﻧد ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة‪ ،‬ﺳﺗﺟد اﻟﻌﺎﺋﻼت ذات اﻟدﺧل اﻟﺿﻌﯾف‬
‫ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺳدﯾد ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻫذﻩ اﻟﻘروض ﻧﺗﯾﺟﺔ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة)‪.(7‬‬
‫‪ ‬ﺗطورات أزﻣﺔ اﻟرﻫن اﻟﻌﻘﺎري‪:‬‬
‫ﻣﺎ أن اﻧﻔﺟرت ﻓﻘﺎﻋﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ 2000‬ﺣﺗﻰ ظﻬرت ﻓﻘﺎﻋﺔ أﺧرى ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻘطﺎع اﻟﻌﻘﺎري‪ .‬وﻣﻧذ‬
‫ذﻟك اﻟﻌﺎم أﺧذت ﻗﯾم اﻟﻌﻘﺎرات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺳﻬم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﺑﺎﻟﺑورﺻﺔ ﺑﺎﻻرﺗﻔﺎع ﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻣرة‬
‫ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﺑﺎت ﺷراء اﻟﻌﻘﺎر أﻓﺿل أﻧواع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻓﻲ‬
‫ﺣﯾن أن اﻷﻧﺷطﺔ اﻷﺧرى ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣﻌرﺿﺔ ﻟﻠﺧﺳﺎرة‪.‬‬
‫وأﻗﺑل اﻷﻣﯾرﻛﯾون أﻓراداً وﺷرﻛﺎت ﻋﻠﻰ ﺷراء اﻟﻌﻘﺎرات ﺑﻬدف اﻟﺳﻛن أو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟطوﯾل اﻷﺟل أو‬
‫اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ‪ .‬واﺗﺳﻌت اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ أن اﻟﻣﺻﺎرف ﻣﻧﺣت ﻗروﺿﺎً ﺣﺗﻰ ﻟﻸﻓراد ﻏﯾر اﻟﻘﺎدرﯾن‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳداد دﯾوﻧﻬم ﺑﺳﺑب دﺧوﻟﻬم اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ)‪.(8‬‬
‫و ﻟﻛن اﻟﺑﻧوك ﻟم ﺗﻛﺗف ﺑﺎﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘروض اﻷﻗل ﺟودة‪ ،‬ﺑل اﺳﺗﺧدﻣت " اﻟﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ "‬
‫ﻟﺗوﻟﯾد ﻣﺻﺎدر ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﻣوﯾل‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻠﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻹﻗراض‪.‬‬
‫و ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﺟﺄة ﻣن‪ 1‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ 2004‬إﻟﻰ‪ 5‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم‬
‫‪2007‬ﺑﺳﺑب اﻟﻘرار اﻟذي اﺗﺧذﻩ اﻟﺑﻧك اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻔدراﻟﻲ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة )‪ (FED‬ﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع‬
‫ﻗﯾﻣﺔ اﻟدوﻻر‪،‬ﻋﺟز اﻟﻣﻘﺗرﺿون ﻋن دﻓﻊ اﻷﻗﺳﺎط اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟدﯾﻬم‪ ،‬ﻓﻘﺎﻣت اﻟﺑﻧوك ﺑﻣﺻﺎدرة وﺣداﺗﻬم اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ‬
‫وﻋرﺿﺗﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ‪،‬وﻟﻛن ﻟم ﯾﻘﺑل اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﺷراﺋﻬﺎ ﻓﺎﻧﺧﻔﺿت أﺳﻌﺎرﻫﺎ إﻟﻰ أﻗل ﻣن ﺳﻌر اﻟﻛﻠﻔﺔ‪ ،‬وﺗﻬﺎﻓت‬
‫اﻟﻣودﻋون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎرف ﻻﺳﺗرﺟﺎع وداﺋﻌﻬم ﻓﻌﺟزت ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎرف ﻋن ﺗﻠﺑﯾﺗﻬﺎ وأﻋﻠﻧت إﻓﻼﺳﻬﺎ‪.‬‬
‫واﻣﺗدت اﻷزﻣﺔ إﻟﻰ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إذ أن اﻟﻣﺻﺎرف ﻛﺎﻧت ﻗد أﺻدرت أﺳﻬﻣﺎ ﺑﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫذﻩ اﻟوﺣدات‬
‫اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ وروﺟﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬وأﻣﺎم اﻧﺗﺷﺎر أﻧﺑﺎء اﻷزﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺗواﺟﻪ اﻟﺑﻧوك اﻧﺧﻔﺿت أﺳﻌﺎر‬
‫أﺳﻬﻣﻬﺎ‪ ،‬وﺷﻣﻠت ﻫذﻩ اﻷزﻣﺔ أﯾﺿﺎ ﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﺗﻲ أﻣﻧت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺳﻬم‪ .‬و ﺗﻌدى اﻷﻣر إﻟﻰ‬
‫اﻧﻬﯾﺎر ﺑﻌض اﻟﺑﻧـوك ﻣﺛـل)ﺑﻧك ﻟﯾﻣﺎن ﺑروذرز( و اﻟذي ﯾﻌد راﺑﻊ أﻛﺑر ﺑﻧك اﺳﺗﺛﻣﺎري ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬و اﻟذي ﯾﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣر‪ 150‬ﻋﺎﻣﺎ‪.‬‬
‫‪ .2‬أﺳﺑﺎب اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗرﺟﻊ أﺳﺑﺎب اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬ظروف اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ‪ :‬ﯾﻣﻛن إﺑراز أﻫﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ)‪:(9‬‬

‫‪6‬‬
‫‪-1‬اﻟﻌﺟز اﻟﺗﺟﺎري‪ :‬ﻣﻧذ ﻋﺎم ‪ 1971‬ﻟم ﯾﺳﺟل اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري أي ﻓﺎﺋض ﺑل ﻋﺟز ﯾزداد ﺳﻧوﯾﺎً وﺻل ﻓﻲ‬
‫ﻋﺎم ‪ 2006‬إﻟﻰ ‪ 758‬ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر‪ .‬وﯾﻌود اﻟﺳﺑب اﻷﺳﺎس إﻟﻰ ﻋدم ﻗدرة اﻟﺟﻬﺎز اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳﻠﻌﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻋﺟز اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ‪ :‬ﻻ ﯾزال اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣرﺗﻔﻌﺎً ﺣﯾث ﻗدر ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻋﺎم ‪ 2008‬ﺑﻣﺑﻠﻎ ‪ 410‬ﻣﻠﯾﺎر‬
‫دوﻻر أي ‪ 2.9‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪،‬ﺣﯾث ﯾﻐﻠب اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﺳﻛري ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫واﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺿراﺋب‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ‪ :‬أظﻬرت إﺣﺻﺎءات و ازرة اﻟﺧزاﻧﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ارﺗﻔﺎع اﻟدﯾون اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ )اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ‬
‫واﻹدارات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ( ﻣن ‪ 4.3‬ﺗرﯾﻠﯾوﻧﺎت دوﻻر ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ 1990‬إﻟﻰ ‪ 8.4‬ﺗرﯾﻠﯾوﻧﺎت دوﻻر ﻓﻲ ﻋﺎم ‪2003‬‬
‫ٕواﻟﻰ ‪ 8.9‬ﺗرﯾﻠﯾوﻧﺎت دوﻻر ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ .2007‬وأﺻﺑﺣت ﻫذﻩ اﻟدﯾون اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺷﻛل ‪ 64‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ‬
‫اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪ .‬وﻻ ﯾﺗوﻗف ﺛﻘل اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺑل ﯾﺷﻣل اﻷﻓراد واﻟﺷرﻛﺎت‬
‫أﯾﺿﺎً‪ .‬ﻓﻘد ﺑﻠﻐت اﻟدﯾون اﻟﻔردﯾﺔ ‪ 9.2‬ﺗرﯾﻠﯾوﻧﺎت دوﻻر ﻣﻧﻬﺎ دﯾون ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﺑﻣﺑﻠﻎ ‪ 6.6‬ﺗرﯾﻠﯾوﻧﺎت دوﻻر‪ .‬ﻫذﻩ‬
‫اﻟدﯾون ﺑذاﺗﻬﺎ أزﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺧطﯾرة‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺧرى ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﺗﺟﺎوز ‪ 4‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ‬
‫واﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ‪ 5‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗراﺟﻊ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ واﻟﻔﻘر‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗورﯾق اﻟدﯾون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﻋﻣدت اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗراض ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﻧﺢ ﻗروض ﻋﻘﺎرﯾﺔ‬
‫وذﻟك ﻋن طرﯾق أدوات اﻟﻬﻧدﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺎﻣت ﺑﺑﯾﻊ اﻟدﯾون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣرﻫوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر وﻏﯾرﻫﺎ‬
‫ﻣن اﻟﻘروض اﻟﻣﺗﻌﺛرة اﻟﺷﺑﯾﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺳﻧدات ﻣرﻫوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر ‪(Mortgage Collateraalized Debt‬‬
‫)‪ Obligation‬ﻟﺑﻧوك اﺳﺗﺛﻣﺎر وﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ أﺧرى وأﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ‪ 2006-2001‬ﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺔ‬
‫اﻟﻘروض ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻧدات وﺑﯾﻌت ﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣواﻟﻲ‬
‫‪ 80-60‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ وﻛﺎﻧت ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗورﯾق ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﺄﻣﯾن ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺑﻧوك أﺧرى ﺗﺷﺎرك‬
‫ﻓﻲ ﺗﺣﻣل ﻣﺧﺎطر اﻟﻘروض اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت ﻷﺷﺧﺎص ذوي ﺳﺟل اﺋﺗﻣﺎﻧﻲ ﺿﻌﯾف أو ﻏﯾر‬
‫ﻣﻌروف)‪.(10‬‬
‫‪ ‬ﻗﯾﺎم ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﻲ ﺑﺗﺻﻧﯾف اﻟﺳﻧدات اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺗﺻﻧﯾﻔﺎ ﻣرﺗﻔﻌﺎ ﻧظ ار ﻷﻧﻬﺎ ﺻﺎدرة‬
‫ﻋن ﺑﻧوك ﻗوﯾﺔ‪:‬‬
‫وﻧظ ار ﻷن اﻟدﯾون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻣدﯾﻧﯾن ﻣرﺗﻔﻌﻲ اﻟﻣﺧﺎطر ﻗد اﺷﺗرﯾت ﻣن ﻗﺑل ﺑﻧوك ﻛﺑﯾرة وﻗوﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺛل‬
‫ﻣورﻏﺎن ﺳﺗﺎﻧﻠﻲ)‪ ( Morgan stanley‬وﻟﯾﻣﺎن ﺑراذرز)‪ .( Lehman Brothers‬ﻓﻘد ﻗﺎﻣت وﻛﺎﻻت اﻟﺗﺻﻧﯾف‬
‫اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﻲ )‪ ، (credit rating agencies‬ﺑﻣﻧﺢ اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﺗﺿم ﺣزﻣﺔ ﻣن اﻟدﯾون اﻟﺧطرة واﻟﻣﺷﻛوك ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﺗﺻﻧﯾﻔﺎ ﻣرﺗﻔﻌﺎ آﻣﻧﺎ )‪ (AAA‬وﺑذﻟك ﺗﺣﻣﻠت ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﻲ ﺟزءا ﻣن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻷن ذﻟك اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻏﯾر اﻟدﻗﯾق ﺟﻌل اﻟﺑﻧوك ﺗﺗﺟﺎﻫل ﺣﺟم اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻪ أو ﻋﻠﻰ‬

‫‪7‬‬
‫اﻷﻗل ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣدرﻛﺔ ﻟﻪ آﻧذاك‪.‬ﻟذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ظﻬرت ﺣﺎﻻت اﻟﻌﺟز ﻋن اﻟﺳداد ﻛﺎﻧت أوﻟﻰ اﻟﺟﻬﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺿررة ﻫﻲ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت اﻟﻘروض اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻣﺗﺣﻣﻠﺔ ﺑذﻟك ﻣﺧﺎطر اﻻﺋﺗﻣﺎن)‪.(11‬‬
‫‪ ‬اﻟﺗﺣول ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪:‬‬
‫ﻟﻘد أﺻﺑﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻗﺗﺻﺎدا رﻣزﯾﺎ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻘدر ﺣﺟم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرﻣزي ﺑﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن أرﺑﻌﯾن ﻣرة ﻋن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‪ ،‬و ﻫو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺑروز اﻟﻔﻘﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬و ﻟم ﯾﻌد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺎ ﺗﻣﺛﻠﻪ ﻫذﻩ اﻷوراق ﺑﻘدر ﻣﺎ ﺻﺎر ﺗﻌﺑﯾ ار‬
‫ﻋن ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال‪.‬ﻟﻘد ﺗرﺗب ﻋن اﻻﻧﻔﺻﺎل اﻟﻣﺗزاﯾد ﺑﯾن ﺣرﻛﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرﻣزي و ﺣرﻛﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ إﺗﺑﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف اﻟﻌﺎﺋﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣﻼت ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﺗﺳﺎع ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻲ أﺳواق‬
‫اﻟﻌﻣﻼت)‪.(12‬‬
‫‪ .3‬اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻻﺣﺗواء اﻷزﻣﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻘد أدت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ردود اﻟﻔﻌل ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أﻫﻣﻬﺎ اﻋﺗﻣﺎد‬
‫ﺧطﺔ ﻹﻧﻘﺎذ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺑﻧوك اﻟﻣﺗﻌﺛرة ‪ ،‬ﻋرﻓت ﺑﺎﺳم "ﺧطﺔ اﻹﻧﻘﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ" و اﻟﺗﻲ ﻗدرت ﺑﻣﺑﻠﻎ‬
‫‪ 700‬ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ‪ ،‬و ﺗﻌد أﻛﺑر ﺗدﺧل ﺣﻛوﻣﻲ ﻣﻧذ اﻟﻛﺳﺎد اﻟﻛﺑﯾر و ﻗد أﻋﻠﻧت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ إﻧﻬﺎ‬
‫)‪(13‬‬
‫‪:‬‬ ‫اﺑﺗﻐت ﻣن وراء ﺧطﺔ اﻹﻧﻘﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋدة أﻫداف أﻫﻣﻬﺎ‬
‫وزرة اﻟﺧزاﻧﺔ ﻷوراﻗﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻗروض ﻋﻘﺎرﯾﺔ‬
‫‪ . 1‬إﻧﻘﺎذ اﻟﺑﻧوك و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺷراء ا‬
‫ذات أﺻول ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺎطر‪.‬‬
‫‪ .2‬إﻣداد ﺑﻧك اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻔدراﻟﻲ ﺑﺎﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻪ ﻷداء ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻓﻲ إﻧﻘﺎذ اﻟﺑﻧوك ﻟﺗﺟﻧب اﻧﻛﻣﺎش ﻣدﻣر‬
‫ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ .3‬طﻣﺄﻧﺔ اﻟﻣودﻋﯾن ﻋﻠﻰ وداﺋﻌﻬم ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻣﻧﻌﻬم ﻣن ﺳﺣب ﻣدﺧراﺗﻬم‪-‬ﺑﺳﺑب اﻟذﻋر اﻟﻣﺎﻟﻲ‬
‫اﻟﻣﺻﺎﺣب ﻟﻸزﻣﺔ‪ -‬و اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻷداء وظﺎﺋﻔﻬﺎ‬
‫و ﺳﺎرت ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﺧطط اﻧﻘﺎد وطﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛن‬
‫إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫اﻟﺟدول رﻗم )‪ :(1‬اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻻﺣﺗواء اﻷزﻣﺔ ﻟﺑﻌض اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‬

‫اﻟـﺗداﺑـﯾر اﻟﻣـﻌـﺗﻣدة‬ ‫اﻟﺑـﻠد‬


‫‪ -‬ﺧطﺔ ﻟﺿﺦ ﻣﻠﯾﺎرات اﻟﺟﻧﯾﻬﺎت اﻹﺳﺗرﻟﯾﻧﯾﺔ ﻹﻧﻘﺎذ اﻟﺑﻧوك اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﺗﺷﻣل ﺿﺦ ﻣﺎ ﯾﺻل ‪250‬‬ ‫ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ‬
‫ﻣﻠﯾﺎر ﺟﻧﯾﻪ) ﻧﺣو ‪ 450‬ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر( ﻣن أﻣوال اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ أﻛﺑر ﺑﻧوك اﻟﺑﻼد ‪ .‬وﺗوﻓر ﺧطﺔ‬
‫اﻹﻧﻘﺎذ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﺧﻣﺳﯾن ﻣﻠﯾﺎر ﺟﻧﯾﻪ ) ‪ 86‬ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر(ﻣن أﻣوال داﻓﻌﻲ اﻟﺿراﺋب ﻟﺿﺧﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺑﻧوﻛﻬﺎ‪.‬‬
‫‪-‬ﻋرض ﺳﯾوﻟﺔ ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك ٕواﺗﺎﺣﺔ رؤوس أﻣوال ﺟدﯾدة ﻟﻬﺎ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر‬
‫أرﺻدة ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻣن أﺟل ﻣواﺻﻠﺔ ﺗﻘدﯾم ﻗروض ﻣﺗوﺳطﺔ اﻷﺟل‬

‫‪8‬‬
‫ﺧطﺔ إﻧﻘﺎذ ﺗﺻل ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ إﻟﻰ ‪ 549‬ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺗﺷﻣل ﺿﺦ رأس ﻣﺎل ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻣﻠﯾﺎرات اﻟدوﻻرات ﻓﻲ‬ ‫ﻓرﻧﺳﺎ‬
‫ﺑﻧوﻛﻬﺎ و ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻺﻗراض ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك‪.‬‬
‫‪ -‬ﺿﻣﺎن ﺟﻣﯾﻊ ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺗوﻓﯾر ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ‬ ‫أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ‬
‫‪ -‬إﻗرار ﺧطﺔ إﻧﻘﺎذ ﺗﺿﻣﻧت ﺗﺧﺻﯾص ‪ 80‬ﻣﻠﯾﺎر أورو ﻛﺳﯾوﻟﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ و ‪ 400‬ﻣﻠﯾﺎر أورو‬
‫ﻛﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻠﻘروض‪ ،‬و ﺳﺗﺑﻘﻰ ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘروض ﺳﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌول ﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ دﯾﺳﻣﺑر ‪2009‬‬
‫ﺗﺧﻔﯾض ﻧﺣو ‪ 100‬ﻣﻠﯾﺎر أورو ﻛﺿﻣﺎن ﻟﻠﻘروض ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك‪.‬‬ ‫اﺳﺑﺎﻧﯾﺎ‬
‫ﺿﻣﺎن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺈﻧﻔﺎق ﻣﺎ ﻫو ﺿروري ﻟﻣﺳﺎﻋدة ﺑﻧوﻛﻬﺎ و ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﻗدرت‬ ‫اﯾطﺎﻟﯾﺎ‬
‫ﺧطﺔ اﻹﻧﻘﺎذ ب ‪ 100‬ﻣﻠﯾﺎر أورو‪.‬‬
‫ﺗﺧﺻﯾص ‪ 20‬ﻣﻠﯾﺎر أورو ﻛﺿﻣﺎن ﻟﻠﻘروض ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك ‪.‬‬ ‫اﻟﺑرﺗﻐﺎل‬

‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬ﻣن إﻋداد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن‪.‬‬


‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ‬
‫أﻛدت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ و ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ أن أزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟن ﺗﻧﺟو ﻣﻧﻬﺎ أي دوﻟﺔ ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬وأﻧﻬﺎ ﺳﺗطول اﻗﺗﺻﺎد ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول وﻟﻛن ﺑﻧﺳب ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ‪.‬‬
‫‪ .1‬ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪:‬‬
‫ﺗﻣﺛﻠت أﻫم ﺗداﻋﯾﺎت ﻫذﻩ اﻷزﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺑﺎطؤ ﺣﺎد ﻓﻲ ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و اﻟذي أدى إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻷوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﻬﯾﺎً ﺑذﻟك ﻓﺗرة ﻣن‬
‫اﻻﻧﺗﻌﺎش اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ اﻣﺗدت ﻟﺧﻣس ﺳﻧوات‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌرض اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﻧوك ﺣول اﻟﻌﺎﻟم وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ آﺳﯾﺎ وأوروﺑﺎ ﻟﺧﺳﺎﺋر ﻣن ﺟراء ﻫذﻩ اﻷزﻣﺔ‪ ،‬اﻷﻣر‬
‫اﻟذي أدى إﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻣﺧﺎوف ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك ﻣن اﻹﻗراض‪ ،‬وﺗراﺟﻌت ﻣﻌدﻻت ﺗﻘدﯾم اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن‬
‫دول اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي دﻓﻊ اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟﺿﺦ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻷﻣوال ﻓﻲ أﺳواق اﻟﻣﺎل ﻟﺗﻘﻠﯾل ﺣدة ﻫذﻩ‬
‫اﻷزﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬أدت ﻫذﻩ اﻷزﻣﺔ إﻟﻰ إﯾﺟﺎد ﻧوع ﻣن ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار واﻟﺗذﺑذب ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ٕ ،‬واﻟﻰ وﺟود‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺧوف اﻟﺷدﯾد ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﺑﺷﺄن ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬دﻓﻌت ﺑﺎﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻣﻧﻬم‬
‫إﻟﻰ ﻋدم اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطر‪ ،‬واﻟﺑﺣث ﻋن اﺳﺗﺛﻣﺎرات آﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت أﺧرى‪ ،‬ﺑل ودﻓﻌت اﻟﺑﻌض‬
‫ﻣﻧﻬم ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻌﻼوات ﻋن اﻟﻣﺧﺎطر ﺗﻔوق ﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻪ اﻟﺣﻛوﻣﺎت‪ ،‬ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺣﺎط ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻻﻧدﻣﺎج‬
‫واﻻﺳﺗﺣواذ ﻣن ﺷﻛوك وﻏﻣوض ﺣﯾﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺟدﯾدة ﻣن أدوات اﻟدﯾن‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗدرت ﺣﺟم اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻠﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻷزﻣﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﺑﻧﺣو ‪ 10‬ﺗرﯾﻠﯾوﻧﺎت‬
‫دوﻻر‪ ،‬و ﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ‪ 6/1‬اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺳﻧوي‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﻧﻬﯾﺎرات اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺻرﻓﻲ و‬
‫و ﻫو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺣدوث ﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع و اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻛﺑرى)‪ ،(14‬و ﯾﺗوﻗﻊ أن‬ ‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪،‬‬
‫)‪(15‬‬
‫ﺗﺻل اﻟﺑطﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ ‪ 9‬ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ ‪ 2010‬ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدات اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫و ﻟﻘد ﺣذر ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﻌﻧوان "اﻵﻓﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ :2010‬اﻷزﻣﺔ واﻟﺗﻣوﯾل‬
‫واﻟﻧﻣو " ﻣن أﻧﻪ ﺑﯾﻧﻣﺎ أﺧذ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺣﺎﻟﯾﺎً ﻓﻲ اﻟﺧروج ﻣن ﻫذﻩ اﻷزﻣﺔ‪ ،‬وﺑدأت ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو‬
‫إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺳن‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻧﻣو ﻗد ﯾﺗﺑﺎطﺄ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣق ﻣن ﻫذا اﻟﻌﺎم‪ ،‬وذﻟك ﻣﻊ‬
‫اﻧﺣﺳﺎر ﺗﺄﺛﯾر ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺣﻔﯾز اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو‪ .‬ﻛﻣﺎ أن اﺳﺗرﺟﺎع ﻓرص اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻲ ﺗم اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء‬
‫ﻋﻧﻬﺎ ٕواﻋﺎدة اﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻔﺎﺋﺿﺔ ﺳﯾﺳﺗﻐرﻗﺎن أﻋواﻣﺎً‪.‬‬
‫ووﻓﻘﺎً ﻟﻬذا اﻟﺗﻘرﯾر‪ ،‬ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﻧﻣو إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬اﻟذي ﺗﻘﻠص ﺑواﻗﻊ ‪ 2.2‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ،2009‬ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ 2.7‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ، 2010‬و ‪ 3.2‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪. 2011‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺳﯾﻧﻣو ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟذي ﺗراﺟﻊ ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﻠﻐت ‪ 14.4‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ،2009‬ﺑﻧﺳﺑﺔ‬
‫‪ 4.3‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ 2010‬و ‪ 6.2‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪.2011‬‬
‫و وﻓﻘﺎً ﻷﻧدرو ﺑرﻧز‪ ،‬اﻟﻣؤﻟف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻬذا اﻟﺗﻘرﯾر‪ "،‬ﻓﺎن ﻗوة ﺗﻌﺎﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺳﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﺣﺳن اﻟطﻠب ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﻲ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن واﻟﺷرﻛﺎت‪ ،‬وﻛذﻟك وﺗﯾرة ﻗﯾﺎم اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﺑﺳﺣب ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺣﻔﯾز‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻧﻘدي‪ .‬ﻓﺈذا ﺗم ذﻟك ﻗﺑل أواﻧﻪ‪ ،‬ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾؤدي إﻟﻰ وأد اﻟﺗﻌﺎﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي؛ ﻟﻛن‬
‫اﻻﻧﺗظﺎر أطول ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي أﯾﺿﺎً إﻟﻰ ﻋودة ﺑﻌض اﻟﻔﻘﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻋﺟﻠت ﺑﺣدوث ﻫذﻩ‬
‫)‪(16‬‬
‫اﻷزﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺿﺧم"‪.‬‬
‫‪ .2‬ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻘد ﺗﻌدت ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﺗﺻﯾب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ذﻟك ﻟﻸﺳﺑﺎب‬
‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻧدﻣﺎج أﻧظﻣﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺑﻧوك اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﺑﻧوك اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أﺳواق اﻟﻣﺎل ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬إرﺗﻔﺎع اﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺻرف ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪ ،‬و اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ‪ 60‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن‬
‫اﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﺻرف اﻟﻛﻠﻲ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة )‪ ،(2007-2001‬و ﻫذﻩ اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺳﻧدات‬
‫ﺧزﯾﻧﺔ أو ﻓﻲ إطﺎر ﺻﻧﺎدﯾق ﺳﯾﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫و ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أﺛﺎر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ)‪:(17‬‬
‫‪ -‬اﻧﺧﻔﺎض اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ – ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻣواد اﻟﺧﺎم – ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻧﺧﻔﺎض‬
‫اﻟطﻠب اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬و ﻫو ﻣﺎ ﺳﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ ﻣوازﻧﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻣوﯾل ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ و‬
‫ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرارﻫﺎ ﻓﻲ دﻋم اﻟﻐذاء ﻟﺳﻛﺎﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺟود ﻣﺧﺎوف ﻣن أن ﺗؤﺛر اﻷزﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻠﻘﺎﻫﺎ اﻟدول اﻟﻔﻘﯾرة ﻣن اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ .‬و‬
‫ﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾزﯾد ﻣن ﻋدد اﻟﻔﻘراء‪ ،‬وﯾﻌﻣق ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻔﻘر ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -‬ﺗراﺟﻊ ﺗﺣوﯾﻼت اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬ذﻟك أن ﻫذﻩ اﻟﺗﺣوﯾﻼت أﺻﺑﺣت أﺣد ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺧﺳﺎﺋر اﻟﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺳﯾﺎدﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻷزﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﺣﺗﻣﺎل ﺗﻘﻠص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﻣﻣﺎ ﯾﻌﯾق ﻣن ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫و ﺣﺳب ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻓﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﻬﺑط ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﻣﺳﺗوﯾﺎت‬
‫اﻟذروة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ‪ 3.9‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ 2007‬إﻟﻰ‬
‫ﻧﺣو ‪ 2.8‬إﻟﻰ ‪ 3‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﻷﻣد اﻟﻣﺗوﺳط‪ .‬وﺳﺗﻛون ﻟﻬذا اﻟﻬﺑوط ﻋواﻗب ﺧطﯾرة ﻧظ اًر ﻷن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺗﻣﺛل ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ ‪ 20‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺟﻧوب‬
‫اﻟﺻﺣراء وأوروﺑﺎ وآﺳﯾﺎ اﻟوﺳطﻰ وأﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻫﺎﻧز ﺗﯾﻣر‪ ،‬ﻣدﯾر ﻣﺟﻣوﻋﺔ آﻓﺎق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ‪" ،‬ﻧظ اًر ﻷن ﺷﺢ رؤوس اﻷﻣوال‬
‫وارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﺗﺎ أﻣ اًر ﻻ ﻣﻔر ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻣﻧظور‪ ،‬ﻓﻣن اﻟﻣﻔﯾد ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ أن ﺗﻘوم‬
‫اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣد اﻟطوﯾل ﺑﺗﺧﻔﯾض ﺗﻛﻠﻔﺔ أﺳﻌﺎر اﻻﻗﺗراض اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺷﺟﯾﻊ أﺳواق رؤوس اﻷﻣوال‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق اﻟﻣراﻛز اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ وﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ"‪.‬‬
‫و ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﺷﻬد اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﻌﺎﻓﯾﺎً ﻗوﯾﺎً ﻧﺳﺑﯾﺎً ﺣﯾث ﺳﯾﺑﻠﻎ ﻧﻣو إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ‪5.8‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ، 2011‬و ذﻟك ﻣﻘﺎﺑل ‪ 1.2‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ .2009‬أﻣﺎ اﻟﺑﻠدان اﻟﻐﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻠص‬
‫إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ 3.3‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ،2009‬ﻓﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﺷﻬد ‪ 2.3‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻋﺎم ‪.2011‬‬
‫وﯾﺗﺑﺎﯾن ﻣﺳﺗوى اﻷداء ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﻣﻧطﻘﺔ إﻟﻰ أﺧرى‪ ،‬ﻓﺎﻟﻛﺳﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺎن ﺷدﯾداً‬
‫ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ أوروﺑﺎ وآﺳﯾﺎ اﻟوﺳطﻰ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن اﺳﺗﻣرت ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻟﻘوي ﻧﺳﺑﯾﺎً ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷرق آﺳﯾﺎ‬
‫واﻟﻣﺣﯾط اﻟﻬﺎدئ‪ .‬وأﻓﻠﺗت ﻣﻧطﻘﺗﺎ ﺟﻧوب آﺳﯾﺎ واﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺷﻣﺎل أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻣن اﻵﺛﺎر اﻷﺳوأ ﻟﻸزﻣﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺿررت ﻣﻧطﻘﺔ أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺟﻧوب اﻟﺻﺣراء ﺗﺿر اًر ﺷدﯾداً‪ ،‬وﻣﺎزال ﻋدم اﻟﯾﻘﯾن ﯾﺣﯾط‬
‫ﺑﺂﻓﺎﻗﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ)‪.(18‬‬
‫‪ .3‬ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري‪:‬‬
‫ﺗﻌد اﻟﺟزاﺋر ﺟزء ﻣن ﻣﻧظوﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬ﻟذا ﻓﻘد ﺗﺗﺄﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﺑﺎﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺻف‬
‫ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟم ﺑرﻣﺗﻬﺎ‪ ،‬و إن ﻣدى ﺗﺄﺛرﻫﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺑﻧﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ و‬
‫ﺑﻧﺎﻩ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ و أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ‬
‫اﻷزﻣﺔ ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫و ﯾﻣﻛن ﺣﺻر اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﯾﻬﺎ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻣن ﺧﻼل ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت‪:‬‬
‫ﯾﻣﺛل ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت اﻟﻣﺻدر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠدﺧل اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺻﺎد ارت اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﺗﻣﺛل ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ‬
‫اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺣواﻟﻲ‪ 98‬ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺻﺎدرات‪.‬‬
‫إن اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول ﻣن ‪ 147‬دوﻻ ار ﻟﻠﺑرﻣﯾل ﻓﻲ ﺷﻬر ﻓﯾﻔري ‪ 2008‬إﻟﻰ ‪ 33.87‬دوﻻ ار ﻟﻠﺑرﻣﯾل‬
‫ﻓﻲ ﺷﻬر دﯾﺳﻣﺑر ﻣن ﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ‪ ،‬أي ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﺗﻪ ‪ 334‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن ﻫذا‬
‫اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﺣﺎد ﺳﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﻣوازﻧﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻓﺿﻼ‬
‫ﻋن ﺗدﻧﻲ إﯾرادات اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻋﺗﻣﺎدا ﻛﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺑﻧﯾﺔ‬
‫)‪(19‬‬
‫اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ وﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣن ﺧﻼل اﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺻرف و ﺗدﻫور ﻗﯾﻣﺔ اﻟدوﻻر ‪:‬‬
‫إن واردات اﻟﺟزاﺋر ﺗﺗم ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ اﻟﻣوﺣدة )اﻟﯾورو( ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﺻدﯾر ﯾﺗم ﺑﺎﻟدوﻻر اﻟذي ﯾﻔﻘد ﻗﯾﻣﺗﻪ‬
‫ﺑوﺗﯾرة ﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ‪،‬ﻣﻣﺎ ﺳﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺗراﺟﻊ ﻣداﺧﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ‪.‬‬
‫أن اﻟﺧزاﻧﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﺗﺗﻛﺑد ﺧﺳﺎرة ﺗرﺑو‬
‫وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﯾذﻫب اﻟﺧﺑﯾر ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﺑﺗول إﻟﻰ ّ‬
‫ﻋن ﻧﺻف ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻣﺳك اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﺋر ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻬﺎ‬
‫اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻠﻔت إﻟﻰ ّأﻧﻪ ﺑﺣﻛم ﺳﯾطرة اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻋﻠﻰ ﺣواﻟﻲ ‪ 98‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﺻﺎدرات اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ و‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓوﺗرﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟدوﻻر ‪ ،‬ﺳﯾؤدي إﻟﻰ اﺿطرار اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻻﺳﺗﺧدام ﻣﺧﺻﺻﺎت ﻗﺎﻧون اﻟﻣوازﻧﺔ ﻟﻠﻌﺎم‬
‫اﻟﻘﺎدم‪ ،‬ﻣن أﺟل ﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎت ﻓﺎﺗورة اﻟﻐذاء اﻟﻣﺗزاﯾدة ‪ -‬اﻟﺗﻲ ﻗﺎرﺑت ‪ 40‬ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪،-2008‬‬
‫ﺑدل ادﺧﺎرﻫﺎ ﻟﻘطﺎﻋﺎت اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﻧﺗﺟﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﺗوظﯾف ‪ 43‬ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻣن اﺣﺗﯾﺎطﺎﺗﻧﺎ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻧدات اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﻣﻌدل ﻓﺎﺋدة ﻻ‬
‫ﯾﺗﻌدى ‪ 2‬ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗدﻫور اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﺳﻌر ﺻرف اﻟدوﻻر وارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﻲ‪ ،‬ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﺳﺎرة ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﺛﻠث اﺣﺗﯾﺎطﺎﺗﻧﺎ ﻣن اﻟﺻرف اﻷﺟﻧﺑﻲ‪.‬ﺣﯾث أن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ‬
‫اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وﺻﻠت إﻟﻰ ‪ 4.8‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﺧﻼل اﻟﺗﺳﻌﺔ أﺷﻬر اﻷوﻟﻰ ﻣن ‪ 2008‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﻗدرت ﻧﺳﺑﺔ‬
‫)‪(20‬‬
‫اﻟﻔﺎﺋدة ب ‪ 4.6‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ‪.2007‬‬
‫‪ ‬ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪:‬‬
‫إن اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺗﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻟﻧﻣو ﺑذﻟت ﻣﺟﻬودات ﺟﺑﺎرة طﯾﻠﺔ اﻟﻌﺷرﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺟذب‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻣﻊ اﻧﺗﺷﺎر اﻷزﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ و اﻧﺧﻔﺎض ﺣﺟم اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ أﺛر ﻋﻠﻰ ﻗدرة‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج أو ﺗﻣوﯾل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﻧدﻣﺎج واﻟﺗﻣﻠك ﻋﺑر اﻟﺣدود اﻟدوﻟﯾﺔ ) اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل‬
‫أﻫم أﺷﻛﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت(‪ .‬ﺣﯾث ﺗراﺟﻌت ﻗﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﻧدﻣﺎج واﻟﺗﻣﻠك ﺧﻼل ﻋﺎم ‪ 2008‬ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ 28‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﻌﺎم ‪.2007‬‬

‫‪12‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗراﺟﻊ اﻟﺣﺎد ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟﻧﻔط واﻟﻐﺎز ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻘطﺎع اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘطﺎع اﻷﻛﺛر ﺟذﺑﺎ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫)‪(21‬‬
‫اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫إﻻ أن ﺑﻌض اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﯾرون أن اﻟﺟزاﺋر ﺑﻣﻧﺄى ﻋن ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل‪.‬‬
‫ﻓﻘد أﻛد اﻟﺧﺑﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ووزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺳﺑق "ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ﺑن آﺷﻧﻬو" أن اﻟﺟ ازﺋر ﺳﺗﻛون ﺑﻣﻧﺄى‬
‫ﻋن اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﻔﺿل ﻣﺎ ﺗراﻛم ﻟدﯾﻬﺎ ﻣن اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺻرف و ﺑﻔﺿل ﺻﻧدوق ﺿﺑط‬
‫اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ)**(‪،‬اﻟذي ﺗراﻛم ﻓﯾﻪ ﺣواﻟﻲ ‪90‬ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر واﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺻرف ﺑﻠﻎ ‪135‬ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ‬
‫أﻛﺗوﺑر ‪،2008‬أي ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ‪ 3‬ﺳﻧوات ﻣن اﻻﺳﺗﯾراد ﺑﺎﻟوﺗﯾرة اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ‪.‬‬
‫و ﺑﺣﺳب ﺑن آﺷﻧﻬو‪ ،‬ﻓﺎن اﻟﺟزاﺋر ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻬﺎ ﻣواﺻﻠﻪ اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻋﻠﻲ اﻷﻗل ﺧﻼل‬
‫)‪(22‬‬
‫اﻟﺳﻧوات اﻟﺛﻼث اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ﺣﺗﻰ إذا "ﺗراﺟﻊ ﺳﻌر ﺑرﻣﯾل اﻟﻧﻔط إﻟﻲ ‪37‬دوﻻ ار "‪.‬‬
‫و أﻛد اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾرﻩ اﻷﺧﯾر أن اﻟﺟزاﺋر ﺗوﺟد ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﺟﯾدة ﻟﻣواﺟﻬﺔ آﺛﺎر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﻌز از ﺑذﻟك اﻟﺗﻘرﯾر اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟذي أﻋدﻩ ﻣؤﺧ ار ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﺣول ﺗوﺟﻬﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ‬
‫و اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺑﻼد‪.‬‬
‫و ﯾرﺗﻘب ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺷﻬدﻩ اﻟﻌﺎﻟم ﻧﺳﺑﺔ ﻧﻣو ﻟﻠﺟزاﺋر ﺑزاﺋد‬
‫‪ 5.2‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪.2013‬‬
‫و ﺻﻧف اﻟﺻﻧدوق اﻟﺟزاﺋر ﺿﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟداﺋﻧﺔ اﻟﻧﺎدرة اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺎرة اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ و‬
‫)‪(23‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ و ذﻟك ﺑﻔﺿل ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺳدﯾد اﻟﻣﺳﺑق ﻟﻠدﯾون‪.‬‬
‫اﻟـﺧـﺎﺗﻣﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻌﺗﺑر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻣن أﺳوأ اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬ذﻟك‬
‫ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟذي ﯾﺷﻛل ﻗﺎطرة اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬إذ ﯾﻣﺛل ‪ 5/1‬إﺟﻣﺎﻟﻲ‬
‫اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن ﻛوﻧﻪ اﻛﺑر ﻣﺳﺗورد و ﺛﺎﻧﻲ ﻣﺻدر ﺑﻌد ﻣﻧطﻘﺔ اﻷورو‪.‬‬
‫و ﯾﻌود ﺳرﻋﺔ ﺗطور و اﺳﺗﻔﺣﺎل اﻷزﻣﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ﻟﺷدة اﻹرﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻷﻧﺷطﺔ و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‬
‫ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺑﻌض اﻷﺧر‪ ،‬و ﺑﺳﺑب اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﺑﺷﻛل‬
‫ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﺑﻪ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﺗﺄﺛﯾر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻓﺎن ذﻟك ﻣرﺗﺑط ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺳﻌر‬
‫و اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ و اﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة‪ ،‬و ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺗﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣروﻗﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ أزﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )أزﻣﺔ ﻛﺳﺎد(‪.‬‬
‫إﻻ أن ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎرج و ﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﺑﺗﺷﺟﯾﻊ و ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ‪ ،‬و ﯾﺗطﻠب‬

‫‪13‬‬
‫ذﻟك اﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر ﻋﻼﺟﯾﺔ )وﻟﯾس َﻋ َرﺿﯾﺔ( ﺗدﺧل ﺿﻣن إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﺗوﺳطﺔ وطوﯾﻠﺔ اﻟﻣدى‪ ،‬ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل‬
‫اﻟوﻓرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻹﻗﺗﺻﺎدﻧﺎ اﻟﺗﺣرر ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣروﻗﺎت و‬
‫ﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗذﺑذﺑﺔ واﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻣن اﻟﻐذاﺋﻲ‪.‬‬

‫‪ ‬ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻬواﻣش‪:‬‬
‫‪1- (BARTHALON .E), « Crises Financières : un panorama des explications », in revue‬‬
‫‪problème économiques, N°2595, 16 décembre1998, p01.‬‬
‫‪2-(Robert Boyer, Mario Dehove et Dominique Plihon), « Les crises financières », rapport du‬‬
‫‪conseil d’analyse économique, la documentation française, paris, 2004, P13 et 15.‬‬
‫‪) -3‬ﻧﺎﺟﻲ اﻟﺗوﻧﻲ(‪ "،‬اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ"‪،‬ﺳﻠﺳﻠﺔ ﺟﺳر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻛوﯾت‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ واﻟﻌﺷرون‪،‬ﻣﺎي ‪ ،2007‬ص‪14‬‬
‫‪4-(Lacoue La Barthe.D), « les crises financières et leur propagation internationale », in‬‬
‫‪finance internationale : l’état actuel de la théorie. Édition économica. Paris, 1992, P409.‬‬
‫‪5-(M.Bassoui, A.Beitone), « Problèmes monétaires internationaux », édition Armand colin,‬‬
‫‪France, 1998, P39.‬‬
‫)*( ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻧﺟد ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ ﻣﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﻌﻧﯾﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن‪ ،‬وﻟﻛن ﻣﺗﻘﺎرﺑﯾن ﻓﻲ اﻟدﻻﻟﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻋﻧد ﻛل ﻣن‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻛﻼﺳﯾك وﻋﻧد ﻣدرﺳﺔ اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ‪ .‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻛﻼﺳﯾك ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ أن ﯾﻘوم اﻷﻋوان‬
‫ﺑﺎﺧﺗﯾﺎراﺗﻬم ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻧظﺎم ﻣﻌﯾن ﻟﻠﺗﻔﺿﯾﻼت ﺑﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺎﻣﺔ وﺑدون ﺗﻛﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫ﻏﯾر أن ﻣدرﺳﺔ اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻔرض أﻧﻪ ﻓﻲ ظل ﻋﺎﻟم ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣﺟﻬول‪ ،‬ﯾﻣﻛن وﺻﻔﻪ ﻋن طرﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ‬
‫ﻣن اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺳﺗوﻋﺑﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا طﺎﺑق ﺳﻠوك اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻧﻣوذج‬
‫اﻟﻣﻔروض واﻟﻣﻌطﻰ‪ ،‬ﯾﻛون ذﻟك اﻟﺳﻠوك رﺷﯾدا وﻋﻘﻼﻧﯾﺎ‪.‬‬
‫‪6-(Barthalon.E), Opcit, P4-5.‬‬
‫‪)-7‬زاﯾري ﺑﻠﻘﺎﺳم وﻣﯾﻠود ﻣﻬدي(‪"،‬اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪:‬أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ و أﺑﻌﺎدﻫﺎ و ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ"‪ ،‬ﻣؤﺗﻣر ﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻐرﺑﻲ و اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻧﺎن‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪14-13 ،‬ﻣﺎرس ‪،2009‬‬
‫ص‪9-8‬‬
‫ﻓﻲ‬ ‫‪) -8‬ﻧﻌوش ﺻﺑﺎح(‪،‬ﺧطورة اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪،‬ﻋن ﻣوﻗﻊ اﻟﺟزﯾرة ﻧت‪،‬‬
‫‪ ،2008/2/7‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻹطﻼع‪،2008/5/1:‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ‪http://www.aljazeera.net/eBusiness/ :‬‬
‫‪ -9‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫‪) -10‬زﻛرﯾﺎ ﺑﻠﻪ ﺑﺎﺳﻲ(‪"،‬اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺟذور و أﺑرز اﻷﺳﺑﺎب و اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣﻔزة و اﻟدروس اﻟﻣﺳﺗﻔﺎدة"‪ .‬ﻣؤﺗﻣر‬
‫ﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻐرﺑﻲ و اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻧﺎن‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪-13،‬‬
‫‪14‬ﻣﺎرس ‪ ،2009‬ص‪.10‬‬
‫‪ -11‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪11.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪) -12‬ﻗدي ﻋﺑداﻟﻣﺟﯾد(‪"،‬اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ"‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﺑﺣوث اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ‪،‬ﻣرﻛز دراﺳﺎت‬
‫اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬اﻟﻌدد‪ ،46‬رﺑﯾﻊ ‪ ،2009‬ص ‪.13‬‬
‫‪) -13‬ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺳن ﻣﺻطﻔﻰ(‪"،‬اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪،‬أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ‪،‬آﺛﺎرﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ"‪،‬اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫اﻟﺳﻧوي اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر ﺣول اﻟﺟواﻧب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻورة‪2-1 ،‬‬
‫أﻓرﯾل ‪ ،2009‬ص‪23.‬‬
‫‪) -14‬ﺑن ﺳﺎﻋد ﻋﺑداﻟرﺣﻣﺎن(‪ "،‬إﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟدوﻟﻲ –دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،"-2007‬ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﻓرع ﻧﻘود و ﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،2009/2008،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ -15‬ﺗﻘرﯾر ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬آﻓﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪،‬ﻋدد أﻓرﯾل ‪،2010‬ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ‪http://www.imf.org :‬‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻻطﻼع‪.2010/05/10:‬‬
‫‪-16‬ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬اﻵﻓﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪:2010‬اﻷزﻣﺔ و اﻟﺗﻣوﯾل و اﻟﻧﻣو‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ‪:‬‬
‫‪ http://www.worldbank.org‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻻطﻼع‪.2010/05/10:‬‬
‫‪) -17‬ﺑن ﺳﺎﻋد ﻋﺑداﻟرﺣﻣﺎن(‪ "،‬إﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟدوﻟﻲ –دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،"-2007‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -18‬ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬
‫‪) -19‬ﻗدي ﻋﺑداﻟﻣﺟﯾد و اﻟﺟوزي ﺟﻣﯾﻠﺔ(‪"،‬اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ و ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷرة‪ -‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،"-‬اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻟراﺑﻊ ﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ وِاﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت‬
‫دول ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ" ‪ 9-8‬دﯾﺳﻣﺑر‪ ،2009‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ داﻟﻲ‬
‫إﺑراﻫﯾم‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪) -20‬ﻣﺑﺗول ﻋﺑداﻟرﺣﻣﺎن(‪،‬اﺳﺗﻣرار اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺳﯾﻠﺣق أﺿ ار ار ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ورﻗﺔ ﻋﻣل ﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ ﻧدوة‬
‫اﻟﺷروق اﻟﯾوﻣﻲ ﺣول" اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ "‪ 5 ،‬أﻛﺗوﺑر ‪ ،2008‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻻطﻼع‪ ،2009/02/03:‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ ‪:‬‬
‫‪http://www.echoroukonline.com/ara/economie/26871.html‬‬
‫‪) -21‬ﻗدي ﻋﺑداﻟﻣﺟﯾد و اﻟﺟوزي ﺟﻣﯾﻠﺔ(‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫)**( ﯾﺿم ﺻﻧدوق ﺿﺑط اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ إﯾرادات اﻟﻔﺎرق ﺑﯾن اﻟﺳﻌر اﻟﻣرﺟﻌﻲ ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾﺔ وﺑﯾن ﺳﻌر ﺑرﻣﯾل اﻟﻧﻔط ﻓﻲ اﻟﺳوق‪.‬‬
‫‪ -22‬اﻟﺟزاﺋر ﺑﻣﻧﺄى ﻋن ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل‪ ،‬ﻓﻲ ‪ ،2008/9/4‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻹطﻼع‪2008/11/22 :‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ‪http://www.irna.ir/ar/news/line-29/key-758 :‬‬
‫‪ -23‬اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﯾؤﻛد ﻗدرة اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ ﺗداﻋﯾﺎت أﺛﺎر اﻷزﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ‪ ،2008/12/31‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻹطﻼع‪:‬‬
‫‪ 2009/3/3‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ‪http://www.radioalgerie.dz/?cat=4 :‬‬
‫‪ ‬ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‪:‬‬
‫ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪:‬‬
‫‪-01‬اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﯾؤﻛد ﻗدرة اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ ﺗداﻋﯾﺎت أﺛﺎر اﻷزﻣﺔ‪،‬ﻓﻲ ‪،2008/12/31‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ‪:‬‬
‫‪http://www.radioalgerie.dz/?cat=4‬‬
‫‪ -02‬اﻟﺟزاﺋر ﺑﻣﻧﺄى ﻋن ﺗداﻋﯾﺎت اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل‪ ،‬ﻓﻲ ‪،2008/9/4‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ‪:‬‬
‫‪http://www.irna.ir/ar/news/line-29/key-758‬‬

‫‪15‬‬
‫‪) -03‬ﺑن ﺳﺎﻋد ﻋﺑداﻟرﺣﻣﺎن(‪ "،‬إﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟدوﻟﻲ– دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،"-2007‬ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﻓرع ﻧﻘود و ﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪.2010/2009،‬‬
‫‪ -04‬ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬اﻵﻓﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪:2010‬اﻷزﻣﺔ و اﻟﺗﻣوﯾل و اﻟﻧﻣو‪،‬ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ‪:‬‬
‫‪http://www.worldbank.org‬‬
‫‪ -05‬ﺗﻘرﯾر ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬آﻓﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪،‬ﻋدد أﻓرﯾل ‪،2010‬ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ‪http://www.imf.org :‬‬
‫‪) -06‬زاﯾري ﺑﻠﻘﺎﺳم وﻣﯾﻠود ﻣﻬدي(‪"،‬اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪:‬أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ و أﺑﻌﺎدﻫﺎ و ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ"‪ ،‬ﻣؤﺗﻣر ﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻐرﺑﻲ و اﻹﺳﻼﻣﻲ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻧﺎن‪،‬ﻟﺑﻧﺎن‪14-13،‬ﻣﺎرس ‪2009.‬‬
‫‪) -07‬زﻛرﯾﺎ ﺑﻠﻪ ﺑﺎﺳﻲ(‪"،‬اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺟذور و أﺑرز اﻷﺳﺑﺎب و اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣﻔزة و اﻟدروس اﻟﻣﺳﺗﻔﺎدة"‪ .‬ﻣؤﺗﻣر‬
‫ﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻐرﺑﻲ و اﻹﺳﻼﻣﻲ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻧﺎن‪،‬ﻟﺑﻧﺎن‪-13،‬‬
‫‪14‬ﻣﺎرس ‪.2009‬‬
‫‪) -08‬ﻗدي ﻋﺑداﻟﻣﺟﯾد(‪"،‬اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ"‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﺑﺣوث اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ‪،‬ﻣرﻛز دراﺳﺎت‬
‫اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬اﻟﻌدد‪ ،46‬رﺑﯾﻊ ‪2009.‬‬
‫‪) -09‬ﻗدي ﻋﺑداﻟﻣﺟﯾد و اﻟﺟوزي ﺟﻣﯾﻠﺔ(‪"،‬اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ و ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷرة‪ -‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،"-‬اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻟراﺑﻊ ﺣول اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ وِاﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت‬
‫دول ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ" ‪ 9-8‬دﯾﺳﻣﺑر‪ ،2009‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ داﻟﻲ‬
‫إﺑراﻫﯾم‪.‬‬
‫‪) -10‬ﻣﺑﺗول ﻋﺑداﻟرﺣﻣﺎن(‪،‬اﺳﺗﻣرار اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺳﯾﻠﺣق أﺿ ار ار ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ورﻗﺔ ﻋﻣل ﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ ﻧدوة‬
‫اﻟﺷروق اﻟﯾوﻣﻲ ﺣول" اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ "‪ 5 ،‬أﻛﺗوﺑر ‪،2008‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ ‪:‬‬
‫‪http://www.echoroukonline.com/ara/economie/26871.html‬‬
‫‪) -11‬ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺳن ﻣﺻطﻔﻰ(‪"،‬اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪،‬أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ‪،‬آﺛﺎرﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ"‪،‬اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫اﻟﺳﻧوي اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر ﺣول اﻟﺟواﻧب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻورة‪2-1 ،‬‬
‫أﻓرﯾل ‪.2009‬‬
‫‪) -12‬ﻧﺎﺟﻲ اﻟﺗوﻧﻲ(‪ "،‬اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ"‪،‬ﺳﻠﺳﻠﺔ ﺟﺳر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻛوﯾت‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ واﻟﻌﺷرون‪،‬ﻣﺎي ‪2007.‬‬
‫‪) -13‬ﻧﻌوش ﺻﺑﺎح(‪ ،‬ﺧطورة اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪،‬ﻋن ﻣوﻗﻊ اﻟﺟزﯾرة ﻧت‪ ،‬ﻓﻲ‬
‫‪،2008/2/7‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ‪http://www.aljazeera.net/eBusiness/ :‬‬
‫ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‪:‬‬
‫‪14- (Barthalon.E), « Crises Financières : un panorama des explications », in revue‬‬
‫‪problème économiques, N°2595, 16 décembre1998.‬‬
‫‪15- (Bassoui.M, Beitone.A), « Problèmes monétaires internationaux », édition Armand colin,‬‬
‫‪France, 1998.‬‬
‫‪16- (Lacoue La Barthe.D), « les crises financières et leur propagation internationale », in‬‬
‫‪finance internationale : l’état actuel de la théorie. Édition économica. Paris, 1992.‬‬
‫‪17- (Robert Boyer, Mario Dehove et Dominique Plihon), « Les crises financières », rapport‬‬
‫‪du conseil d’analyse économique, la documentation française, paris, 2004.‬‬

‫‪16‬‬
17

You might also like