Professional Documents
Culture Documents
الاذان بطريق المسجلاتع ونحوه, والاذان المتعدد, وإجابته
الاذان بطريق المسجلاتع ونحوه, والاذان المتعدد, وإجابته
الاذان بطريق المسجلاتع ونحوه, والاذان المتعدد, وإجابته
المستوى الرابع (كلية اإلمام الشافعي) حضر موت – المكال.
تحت إشراف :الدكتور /عبدهللا أبو بكر بلفقيه.
إعداد:
إبراهيم شافعي
سيف العارف
محمد رضي
والمقصود من ذلك القضاء على ما قد يحصل من تفاوت زمني بين األذان لصالة المكتوبة في المساجد ببلد واحد.
وصورة أخرى ,ينبغي أن نتعرف عليها وهي أن يؤذن رجل واحد مباشر ثم يعمم صوته ألى أنحاء البالد.
فهل القضاء على ذلك التفاوت الزمني بين اآلذان يكون حاجة ضرورية ملجئة وملحة؟
فالحكم على المسألة يتطالب التعرف على حقيقة األذان وماهية المسجل.
المسجل
المسجل عبارة عن آلة قابلة للتزوير غير موثوق بها ليس ضامنا وباءمكان أي أحد تشغيلها .ويمكن أنينقطع الكهرباء فوقع الخلل.
وهو جماد ,وقد جاء في الحديث ( :ليؤذن احدكم -.)...نعم ,هو تسجيل لصوت أحد لكن التسجيل ليس بأحد.
وقد حكم العلماء أن قراءة القرآن من هذا الجهاز غير معتبرة قياسا على قراءة البغبغا.
وذكر الفقهاء أن من شروط المؤذن ألداء الواجب أن يكون مسلما عاقال .فال يصح من مجنون ,ويكره من صبي.
عند األحناف
مجمع األنهر في شرح ملتقى األبحر ()194 /1
( وال يؤذن لصالة قبل ) دخول ( وقتها ) ؛ ألنه شرع لإلعالم ب--الوقت ،وفي ذل--ك تض--ليل ولم يتع--رض لإلقام--ة ؛ ألن منع--ه باألولوي--ة
فإنها بعد األذان .
ولو أقام ولم يصل على الفور قالوا :إن طال الفصل يعاد ،وإال ال .
1
( ويعاد فيه لو فعل ) أي لو أذن قبل الوقت يعاد في دخول الوقت ( خالفا ألبي يوس--ف في الفج--ر ) ف--إن عن--ده يج--وز األذان للفج--ر قب--ل
وقته في النصف األخير من الليل ،وهو قول الشافعي في رواية ،وأخرى عنه في جميع الليل ،والحجة عليهما ما روي أن الن-بي علي-ه
الصالة والسالم أنه { قال يا بالل ال تؤذن حتى يطلع الفجر } .
( وكره أذان الفاسق ) لعدم االعتماد ولكن ال يعاد ( والصبي ) ؛ ألنه دع--اء إلى الص-الة ،والص-بي ليس بأه-ل له-ا ح-تى ي-دعو غ-يره ،
فيعاد ( والقاعد ) لترك سنة األذان من القيام وألن القائم أبلغ وال بأس بأن يؤذن لنفسه قاعدا مراعيا لسنة األذان .
عند المالكية
إرشاد السالك )26 / 1( -
سنة مؤكدة للمصلين الفرض في وقته جماعة ،وال يؤذن وال يقيم إال مسلم ذكر مكلف عارف باألوقات
عند الشافعية
إعانة الطالبين )228 / 1( -
واختلفوا في كيفية مشروعيتهما فقيل فرضا كفاية ألنهما من الشعائر الظاهرة وفي تركهما تهاون بالدين وعليه فيقاتل أهل بلد تركوهما
واألصح أنها سنة عين للمنفرد وكفاية للجماعة كالتسمية عند األكل وعند الجماع والتضحية من أهل بيت وابتداء سالم وتشميت عاطس
وما يفعل بالميت من المندوب
( قوله ويحصل بفعل البعض ) األولى التعبير بفاء التفريع ألن المقام يقتضيه أي ويحصل المذكور من األذان واإلقامة أي سنيتهما بفع--ل
البعض كابتداء السالم من جماعة
وأقل ما تحصل به السنة في األذان بالنسبة ألهل البلد أن ينتشر في جميعها حتى إذا كانت كبيرة أذن في كل جانب واحد ف-إن أذن واح-د
في جانب فقط لم تحصل السنة إال ألهل ذلك الجانب دون غيرهم
( قوله لذكر ) متعلق بيسن وهو قيد بالنسبة لألذان ال اإلقامة لما سيصرح به قريبا أنها سنة لألن--ثى وال ب--د من كون--ه مس--لما وإن نص--به
اإلمام لألذان اشترط تكليفه وأمانته ومعرفته بالوقت ألن ذلك والية فاشترط كونه من أهلها ( قوله ول--و ص--بيا ) أي مم--يزا فال يص--حان
من غيره كمجنون وصبي غير مميز وسكران إال في أول نشوته ( قوله ومنفردا ) أي يسن األذان واإلقامة للذكر ولو صلى منف--ردا أي
من غير جماعة سواء كان بعمران أو صحراء ( قوله وإن سمع أذانا من غيره ) غاية ثانية لسنية األذان فقط
( ويشترط كونه مسلما ) فال يصح من كافر لعدم أهليته للعبادة وألنه ال يعتقد مضمونه وال الصالة التي هو دعاء إليها فإتيانه به ض--رب
من االستهزاء ويحكم بإسالمه به على تفصيل يأتي ( عاقال ) فال يصح من غ--يره لع--دم أهليت--ه للعب--ادة ( ذك--را ) ول-و عب--دا أو ص--بيا فال
يصح أذان غيره للرجال كما سيأتي
قوله ( :ولجماعة جهر ) بحيث يسمع كل واحد منهم ولو بالقوة ،وفي المنفرد إسماع نفسه كذلك ق ل .ويشترط أيضا ً ع--دم بن--اء الغ--ير
على أذانه أو إقامته وإن اشتبها صوتا ً وغيره ألنه يوقع في لبس .وعبارة الم--دابغي على التحري--ر :وجه--ر لجماع--ة بحيث يس--معون أي
بالقوة .ويكفي سماع واحد منهم بالفعل ،ويجزيه في أذانه لنفسه إسماع نفسه ألن الغرض حينئذ مجرد الذكر بخالف أذان اإلعالم اه .
عند حنابلة
اإلقناع في فقه اإلمام أحمد بن حنبل )76 / 1( -
2
ويسن كون المؤذن صيتا أمينا بصيرا عالما باألوقات ولو عبدا ويستأذن سيده ويستحب أن يكون حسن الصوت وأن يكون بالغا وإن كان
أعمى وله من يعلمه بالوقت لم يكره نصا فإن تشاح فيه اثنان فأكثر قدم أفضلها في ذلك ثم أفضلها في دينه وعقله ثم من يختاره الج-يران
المصلون أو أكثرهم فإن استووا أقرع بينهم وإن قدن أحدهم بعد االستواء 1لكونه عمر للمسجد وأتم مراع--اة ل--ه أو لكون--ه أق--دم تأذين--ا أو
أبوه أو لكونه من أوالد من جعل رس-ول هللا ص-لى هللا علي--ه وس-لم األذان في-ه فال ب-أس وبص-ير وح-ر وب-الغ أولى من ض-دهم وتش--ترط
ذكوريته وعقله وإسالمه وتمييزه وعدالته ولو مستورا وال يشترط علمه بالوقت
وال يصح األذان إال من واحد ذكر عدل ولو ظاهرا فلو أذن واحد بعضه وكمله آخر أو أذنت امرأة أو خنثى أو ظاهر الفسق لم يعتد -به
ويصح األذان ولو كان ملحنا أي مطربا به أو كان ملحونا لحنا ال يحيل المعنى 1ويكرهان ومن ذي لثغة فاحشة وبطل إن أحي--ل المع--نى
ويجزئ أذان من مميز لصحة صالته كالبالغ.
،وال يصح إال من واحد ،ولو أذن واحد بعضه وكمله آخر لم يصح ،قال في اإلنصاف :بغير خالف أعلمه .وال يصح إال من مميز ،
قال في االختيارات :األشبه أن األذان الذي يسقط به الفرض عن أهل القرية ويعتمد -في وقت الصالة والصيام ال يجوز أن يباشره صبي
واحد ،وال يسقط الفرض به وال يعتمد في العبادات ،وأما األذان الذي يكون سنة مؤكدة في مثل المساجد التي في مصر ونحو ذلك فهذا
فيه الروايتان والصحيح جوازه .انتهى .وال يصح إال من عدل ولو ظاهرا ألنه وصف المؤذنين باألمانة والفاس--ق غ--ير أمين .ق--ال في
الشرح :أما مستور الحال فيصح أذانه بغير خالف علمناه .
الفقه المعاصر
فتاوى األزهر )179 / 9( -
السؤال
هل يجوز في صالة الجماعة االكتفاء باألذان المسجل على شريط أو المذاع بأجهزة اإلذاعة أم البد من قيام أحد برفع األذان ؟
الجواب
ال يكتفى باألذان المسجل أو المذاع فإن المسلمين مطالبون به كما صح في قول النبي صلى هللا عليه وسلم "إذا حضرت الصالة فلي--ؤذن
أحدكما وليؤمكما أقرؤكما" رواه البخارى ومسلم .واألذان سنة مؤكدة كما رآه أبو حنيفة والشافعي .وقال أبو بكر بن عب--د العزي--ز :ه--و
من فروض الكفاية وهو قول أكثر أصحاب أحمد بن حنبل وقول بعض أصحاب مالك .وي--دل علي فرض--يته أم--ر الن--بي ص--لى هللا علي--ه
وسلم به كما سبق ومداومته هو وخلفاؤه عليه واألمر هنا للوجوب والمداومة عليه تدل عليه ،وألنه ش--عار اإلس--الم "المغ--نى البن قدام--ة
ج 1ص " 431ومن أوجبه من الحنابلة أوجبه على أهل المصر" ،وق--ال مال--ك :يجب في مس--اجد الجماع--ة ،ويكفى في العص--ر أذان
واحد إذا كان يسمعهم .
وبهذا يعلم أنه واثب أو سنة بالنسبة للفرد أو بالنسبة للجماعة ،ويكره تركه وي--أثم من ترك--ه على رأى من يوجب--ه ،والب--د أن يك--ون من
مسلم وال يكفى إذاعة تسجيله
تقوم بعض اإلذاعات برفع األذان للصلوات الخمس ،فيسمعه الناس من الم--ذياع والتلف-از ،فه--ذا األذان ال يج-وز أله--ل مدين--ة أو قري--ة أو
إسكان أن يقتصروا عليه فال يُرفع فيهم األذان من مساجدهم ،فاألذان من المذياع والتلفاز ال يغنيهم عن رفع األذان ،بل ال بد ألهل ٍ م َُجم َِّع
األمصار من أن يرفعوا بأنفسهم األذان ،إذ ما دام األذان فرض كفاية عليهم فال بد من أن يُؤدُّوه بأنفسهم.
خاصة مؤذني المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة -،فمثل هذا التسجيل ال يجوز أن ً ويقوم الناس بتسجيل أذان بعض المؤذنين،
يوضع في إذاعات المساجد وإسماع الناس األذان المسجَّ ل عوضا ً عن رفعه مِن ِق َبل مؤذن المسجد ،ذلك أن رفع األذان فرض كفاية على
أهل المصر ،فال بد لهم من تأدية هذا الفرض ،أما إدارةُ آلة التسجيل وإسما ُع الناس األذان المسجَّ ل فإنه ال يُسقط عن أهالي المدينة أو
القرية الفرض عليهم ،فالمسجد الذي يُذاع منه األذان المسجَّ ل ال يُعتبر أنَّ أحداً من األهالي قام بأداء الفرض فيه.
3
والبُلدان إما أن تتعدد فيها المساجد ،وإما أن ال يكون فيها سوى مسجد واحد ،فإن كان في المدينة أو القرية مسج ٌد واحد فال بد شرعا ً
األذان فيه شخصُ المؤذن ح َّيا ً على الهواء مباشرة ،وال يجوز له وال لغيره أن يسجِّ لوا َأذانهم ،ثم يقوموا ببثه بواسطة آلة
َ من أن َيرفع
التسجيل وإذاعة المسجد عند دخول كل وقت من أوقات الصالة ،فهذا ال يُسقط الفرض عنهم.
مؤذن مسج ٍد منها برفع األذان يُع َت َبر قياما ً بالفرض من أهل مدينته
ِ أمَّا في المدينة -أو القرية الكبيرة التي تض ُّم عدداً من المساجد ،فإن قيام
إعالم الناس
ِ أو قريته ،وفي هذه الحالة لو قامت المساجد األخرى ببث األذان المسجَّ ل فال بأس ،ويكون عملها في هذه الحالة مجرد
ثواب التأذين الذي يناله لو قام هو بنفسه برفع األذان .
َ ً
تأدية لفرض األذان ،فال ينال فاعلُه بدخول وقت الصالة ،وال يُعتبر فعلُها هذا
ومثل هذه الحالة الثانية أن ُتر َب َط مساج ُد المدين-ة الواح-دة بش-بكة إذاعٍ -ة موحَّ دة تق-وم ببث األذان من م-ؤذن إح-داها ،فيس-مع أه-ل المدين-ة-
الواحدة صوت مؤذن واحد في مسجد واحد فحسب من سمَّاعات المساجد كلها ،فهذه الحالة جائزة شر َط أن َيرف--ع األذان م--ؤذنٌ بشخص--ه
وليس من شريط مسجَّ ل ،أما إن حصلت هذه الحالة بواسطة شريط مسجَّ ل فإنها ال تفي بالغرض ،ويأثم أهل المدينة جميعُهم.
األذان في البلد الواحد شخصٌ واحد بنفسه على األقل ،ثم ال يضير َ فالعبرة في هذه الحالة وفي الحالة الثانية التي سبقتها هي أن َيرفع
ِّ
األذان في البلد الواحد أيُّ مُؤذن بنفسه فإنه ال يجوز،
َ أه َل البلد أن يستعملوا األذان المسجَّ ل في المساجد األخرى بعدئذٍ ،أمَّا أن ال َيرفع
ويأثم جميع السكان.
ويحصل أن تقع قريتان في منطقة ضيقة ال يفصل بينهما سوى ميلين أو ثالثة أميال مثالً ،بحيث لو ُأ ِّذن في مسجد إح--دى القري--تين س--مع
أه ُل القرية األخرى األذان هذا ،فإن األذان هذا يُسقط الفرض عن أهل القرية األولى ،وال يُسقطه عن أهل القرية األخرى ،إذ ال بد ألهل
القرية األخرى مِن أن يرفعوا هم أيضا ً األذان في قريتهم ،أي ال بد ألهل كل قرية من القريتين من القي--ام بف--رض الت--أذين ،س--واء وص--ل
أذان إحداهما إلى األخرى أو لم يصل.
ما حكم األذان بالراديو ،يعني :إذا أتى وقت األذان نقوم بتشغيل المسجل أو الراديو على تسجيل لألذان أو صوت مؤذن يؤدي األذان ؟
.
الجواب:
الحمد هلل
األذان من آلة التسجيل ،أو من المذياع ،أو من مكان واحد وإرساله عن طريق األجهزة إلى باقي المساجد :فبدعة محدثة .
هل األذان سنة للصلوات المفروضة ،وما حكمه بآلة التسجيل إن كان المؤذنون ال يتقنونه ؟ .
فأجابوا :
األذان فرض كفاية باإلضافة إلى كونه إعالما ً بدخول وقت الصالة ودعوة إليها ،فال يكفي عن إنشائه عن--د دخ--ول وقت الص--الة إعالن--ه
مما سجل به من قبل ،وعلى المسلمين في كل جهة تقام فيها الصالة أن يعيِّنوا من بينهم من يحسن أداءه عند دخول وقت الصالة .
الشيخ عبد العزيز بن عبد هللا بن باز ،الشيخ عبد الرزاق عفيفي ،الشيخ عبد هللا بن غديان .
وسئلوا :
قد سمعت من بعض الناس في الدول اإلسالمية أنهم يسجلون بالشريط الم--ذياع أذان الح-رمين الش--ريفين ويض-عون الم-ذياع أم-ام المك-بر
ويؤذن بدل المؤذن ،فهل تجوز الصالة ؟ مع ورود الدليل من الكتاب والسنة ،ومع تعليق بسيط ؟ .
فأجابوا :
إنه ال يكفي في األذان المشروع للصلوات المفروضة أن يؤذن من الشريط المسجل عليه األذان ،بل ال--واجب أن ي--ؤذن الم--ؤذن للص--الة
بنفسه ؛ لما ثبت من أمره عليه الصالة والسالم باألذان ،واألصل في األمر الوجوب .
4
وقد ق-رر " مجلس المجم--ع الفقهي اِإلس--المي برابط--ة الع-الم اإلس--المي " ،ال--دورة التاس--عة -في مك--ة المكرم--ة -من ي--وم الس--بت لع--ام
1406هـ ما يلي :
إن االكتفاء بإذاعة األذان في المساجد عند دخول وقت الصالة بواسطة آلة التسجيل ،ونحوها :ال يجزئ ،وال يجوز في أداء هذه
ت من أوقات الصلوات ،في ك ّل مسج ٍد ،على
العبادة ،وال يحصل به األذان المشروع ،وأنه يجب على المسلمين مباشرة األذان لكل وق ٍ
ما توارثه المسلمون من عهد نبيّنا ورسولنا محمد صلى هللا عليه وسلم إلى اآلن .
هل هذا يكون عبادة يكتفى به عن فرض الكفاية وأيضا ً هل نقول بمتابعته إذا سمعناه ؟ أو نقول بأنه ليس عبادة وليس مشروعا ً ؟
نقول هذا اآلذان الذي يكون عن طريق المسجل هذا ليس مشروعا ً ويخشى أن يكون بدعة والدليل على ذلك :
* أن اآلذان عبادة يحتاج إلى نية لحديث " إنما األعمال بالنيات " , 52ومثل ذلك ال يحصل من هذا المسجل .
* وكذلك أيضا ً ما ذكره بعض العلماء المتأخرين أن االعتماد على مثل هذا المسجل يفوت كثيراً من سنن المؤذن وآدابه وأحكامه ،ألن
المؤذن له سنن وله آداب وله شروط ,فمن السنن :االلتفات يمينا ً وشماالً و الطهارة واستقبال القبلة..إلخ فال توجد هذه األشياء في هذا
المسجل ,ومن شروط اآلذان أن يكون اآلذان من مسلم ذكر عاقل وهذا ال ينطبق على المسجل .
ولهذه األمور التي ذكرت فاآلذان من هذا المسجل غير صحيح وال يُكتفى به في فرض الكفاية وال يكتفى به في المشروعية إذا كان
هناك من يؤذن وسقط فرض الكفاية وال تترب عليه أحكام اآلذان من إجابة المؤذن إلى آخره .
المسألة الخامسة :هل يشرع متابعة المؤذن الذي يؤذن عن طريق اآلالت مثل المذياع..
إذا نقل اآلذان عن طريق المذياع فهل له حكم اآلذان من حيث أنه يتابع إذا سمعناه أو أنه ال يأخذ حكم اآلذان قال نتابعه فمثالً إنسان فتح
المذياع وسمع أنه يؤذن في البلد الفالني فهل يتابع هذا المؤذن وهل يقول أذكار اآلذان والدعاء ؟ أو نقول بأنه ال يتابع هذا اآلذان.
َ
سمعت المؤذن فإنك تتابعه وتجيبه ودليل ذلك عموم قول النبي " إذا سمعتم القسم األول :أن يكون منقوالً نقالً مباشراً ،فهذا يتابع فإذا
النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن " .54وهذا يشمل ما إذا أذن في بلد اإلنسان أو أذن في بلد آخر .
وذكر شيخ اإلسالم بن تيمية -رحمه هللا أنه يستحب أن يجيب مؤذنا ً ثانيا ً وثالثا ً ورابعا ً ،ألن هذا اآلذان ذكر والذكر هذا مأمور به ويدخل
ذلك تحت قول النبي ( " :إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن " .55
القسم الثاني :أن يكون هذا اآلذان تسجيالً كما تقدم كما تسلكه بعض اإلذاعات نقول هذا ال تشرع إجابته وذكرنا فيما تقدم أن أصل هذا
اآلذان غير مشروع وأنه يخشى أن يكون بدعة ألن العبادات توقيفية كما ذكرنا .
س :قد سمعت من بعض الناس في الدول اإلسالمية أنهم يسجلون بالشريط المذياع أذان الحرمين الشريفين ويضعون المذيع أمام المكبر
ويؤذن بدل المؤذن فهل تجوز الصالة ؟ مع ورود الدليل من الكتاب والسنة ،ومع تعليق بسيط ؟
ج :إنه ال يكفي في األذان المشروع للصلوات المفروضة أن يؤذن من الشريط المسجل عليه األذان ،بل الواجب أن يؤذن المؤذن
للصالة بنفسه لما ثبت من أمره عليه الصالة والسالم باألذان ،واألصل في األمر الوجوب .
5
وباهلل التوفيق وصلى هللا على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
قوله( :ولو تكرر) أي بأن أذن واحد بعد واحد ،أما لو سمعهم في آن واحد من جهات فسيأتي.
ويفيده ما في البحر أيضا عن التفاريق :إذا كان في المسجد أكثر من مؤذن أذنوا واحدا بعد واحد ،فالحرمة لالول ا ه.
لكنه يحتمل أن يكون مبنيا على أن االجابة بالقدم ،أو على أن تكراره في مسجد واحد يوجب أن يكون الثاني غير مسنون ،بخالف ما إذا
كان من محالت مختلفة.
ويظهر لي إجابة الكل بالقول لتعدد -السبب وهو السماع كما اعتمده بعض الشافعية.
قوله ( قال إجابة أذان مسجده بالفع--ل ) ق-ال في الفتح وه--ذا ليس مم-ا نحن في-ه إذ مقص-ود الس-ائل أي م-ؤذن يجيب باللس-ان اس-تحبابا أو
وجوبا والذي ينبغي إجابة األول سواء كان مؤذن مسجده أو غيره فإن سمعهم معا أجاب معتبرا كون إجابته لمؤذن مسجده ولو لم يعت--بر
ذلك جاز وإنما فيه مخالفة األولى ا هـ ملخصا
عند المالكية
فقه العبادات -مالكي )127 / 1( -
يندب إجابة المؤذن لسماعه ولو كانت حائضا أو نفساء وإذا تعدد -المؤذنون يكفيه إجابة مؤذن واح--د واخت--ار اللخمي تكري--ر اإلجاب--ة إذا
تريثوا أي واحدا بعد واحد .وتكون اإلجابة :مثل ما [ ص ] 128يقول المؤذن إلى نهاية الشهادتين وكذا يجيب على الترجيع إذا سمعه
.وإذا أراد أن يتم اإلجابة فيجيب الحيعلتين بالحوقلتين .لكن ال يردد السامع قول المؤذن في صالة الصبح " :الصالة خير من النوم " .
روي عن عمر رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم " :إذا قال المؤذن :هللا أكبر هللا أكبر فقال أحدكم هللا أك--بر هللا
أكبر ثم قال :أشهد أن ال إله إال هللا قال :أشهد أن ال إله إال هللا .ثم قال :أشهد أن محمدا رسول هللا قال :أشهد أن محمدا رس--ول هللا ثم
قال :حي على الصالة قال ال حول وال قوة إال باهلل ثم قال هللا أكبر هللا أكبر قال :هللا أكبر هللا أكبر ثم قال :ال إل--ه إال هللا ق-ال ال إل-ه إال
هللا من قلبه دخل الجنة " ( ) 1
وتطلب اإلجابة من المصلي السامع األذان إن كان متنفال أما إذا كان يصلي الفرض فتكره له اإلجابة ولو كان فرضه ن--ذرا ولكن تن--دب
له اإلجابة بعد االنتهاء من الصالة .وكذا تطلب اإلجابة من المعلم والمتعلم والقارئ والذاكر واآلكل
عند الشافعية
أسنى المطالب شرح روض الطالب )267 / 2( -
6
ومن المسائل التي عمت بها البلوى وهي ما إذا أذن المؤذنون واختلطت أصواتهم على السامع وصار بعضهم يسبق بعضا فق-ال بعض--هم
ال تستحب إجابة هؤالء والذي أفتى به الشيخ عز الدين بن عبد السالم وذكره في قواعده أنه تس--تحب إج--ابتهم وقول--ه لم تحص--ل ل--ه س--نة
اإلجابة قال شيخنا يحمل في مسألة المقارنة على الفضيلة الكاملة
( قوله سماعا يميز الحروف ) أي ولو في البعض ب--دليل قول--ه بع--د ول--و س--مع بعض األذان أج--اب في--ه ( قول--ه وإال ) أي وإن لم يس--مع
سماعا يميز الحروف ( وقوله لم يعتد -بسماعه ) أي فال يسن له أن يقول مثل قولهما ( قوله كما قال شيخنا آخرا ) هو ال--ذي في التحف--ة
والذي في شرح بافضل وفتح الجواد وكذلك اإليعاب واإلمداد خالفه وهو أنه يجيب ولو لم يسمع إال مج--رد الص--وت من غ--ير أن يم--يز
حروفه فالبن حجر قوالن القول األول ما في غير التحفة من كتبه والقول اآلخر ما فيها
وقال في النهاية ومما عمت به البل--وى م-ا إذا أذن المؤذن--ون واختلطت أص--واتهم على الس-امع وص--ار بعض--هم يس--بق بعض--ا وق--د ق-ال
بعضهم ال يستحب إجابة هؤالء
والذي أفتى به الشيخ عز الدين أنه يستحب إجابتهم اه وكتب ع ش قوله يستحب إجابتهم أي إجابة واحدة ويتحقق ذلك بأن يتأخر بك--ل
كلمة حتى يغلب على ظنه أنهم أتوا بها بحيث تقع إجابته متأخرة أو مقارنة اه
ومما عمت به البلوى ما إذا أذن المؤذنون واختلطت أصواتهم على السامع وصار بعضهم يسبق بعضا وقد قال بعضهم ال يستحب إجابة
هؤالء ،والذي أفتى به الشيخ عز الدين أنه يستحب إجابتهم ا هـ
عند الحنابلة
النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر )39 / 1( -
ويستحب لمن سمع األذان كان أدل على حكم هذه المسألة وظاهر كالمه وكالم األصحاب أنه يك-رر قول-ه مث-ل م-ا يق-ول الم-ؤذن بتك-رر
سماع األذان للصالة الواحدة وفي المسألة قوالن للعلماء وينبغي تقييد األذان الثاني بكونه مشروعا وذلك لظاهر حديث أبي سعيد ال--ذكور
وألن الظاهر من حال السامعين أذان ابن أم مكتوم إجابتهم له بعد سماعهم أذان بالل وإج--ابتهم ل--ه وألن--ه أذان مش--روع فاس--تحب إجابت--ه
كاألذان األول وكاألذانين لصالتي وقتين
( ويسن لمن سمع المؤذن ولو ) سمع مؤذنا ( ثانيا وثالثا حيث سن ) األذان ثانيا وثالثا ،لسعة البل--د أو نحوه--ا ق--ال في المب--دع :لكن ل--و
سمع المؤذن وأجابه وصلى في جماعة ال يجيب الثاني ألنه غير مدعو بهذا األذان.
أما اذا كان األذان في الشريط المسجل فال تسن اجابته ألنه حاك ,والحاكي ال يحاكي.
يسن اجابة المؤذ المباشر عبر التلفاز نحو ما عبر من المسجد الحرام ,أما ما عبر من التلفاز من غير مباش--ر فال يس--ن اجابت--ه
قياسا على المسجل ألنه عبارة عن آلة واآللة ليس انسانا وهذا تعارض مع الحديث (ليؤذن أحدكم-.)..
وهللا أعلم.
7