Professional Documents
Culture Documents
المبحث الثاني
المبحث الثاني
الفرع :1السبب
الفرع :2الاختصاص
الفرع :3المحل
الفرع:5الهدف (الغاية)
يمكن للإدارة العامة أن تضع حدا لآثار القرارات الإدارية بإزالتها و القضاء عليها نهائيا بما لها من امتيازات
السلطة العامة و ذلك سواء:
-مراعاة لمبدأ الملائمة ،تكييفا مع مقتضيات المصلحة العامة و تلبية لاحتياجات الجمهور.
-أو احتراما لمبدأ المشروعية ،من حيث تصحيح أخطائها و الرجوع عنها.
يقصد بالإلغاء أن تلجأ إلى إصدار قرار إداري لاحق و يقضي على وجود قرار إداري سابق من حيث عدم
ترتيب هذا الأخير في المستقبل فقط.
و الإلغاء قد يكون شاملا للقرار كله و قد يكون جزئيا كإلغاء قرار التعيين بالنسبة لبعض الموظفين الذين
شملهم قرار التعيين الأول ،كما أن الإلغاء قد يأخذ شكل تعديل كلي أو جزئي لقرار إداري قائم.
-و الإلغاء قد يكون أكثر ملائمة للإدارة من سحب القرار لأنه ينهي القرار بالنسبة للمستقبل فقط.
و يتمتع الإلغاء بأثر فوري ،تماشيا مع مبدأ عدم رجعية القرارات الإدارية
أما السحب فهو إعدام لقرار و قلع جذوره حيث يزيل و يمحو جميع الآثار التي قد تترتب على تنفيذ القرار
الإداري المسحوب في الماضي ،كما يقتضي على كل آثاره في المستقبل.
-الإلغاء يقضي كأي قرار إداري أن يقوم على الأركان اللازمة لذلك ،و المتمثلة في الأركان الخمسة
التالية:السبب_ الاختصاص_ الشكل_ الإجراءات_ المحل و الغاية.
يجب أن ينبني قرار إداري علة حالة واقعية أو قانونية تشكل سببا للإلغاء
و عليه فإن السبب الذي يقوم عليه قرار الإلغاء يختلف باختلاف مدى مشروعية أو عدم مشروعية القرار
الإداري المراد إلغاؤه ،مع مراعاة طبيعته و نوعه و ما إدا كان تنظيميا أم فرديا:
أ) القرارات التنظيمية :يمكن للإدارة أن تلغي القرارات التنظيمية في كل وقت ،استنادا و مستجدات التسيير
الإداري للمرافق العامة (مبدأ التكييف) من ناحية ،و وجود الأفراد المخاطبين ( الجمهور) في مركز قانوني
عام لا يولد لهم أي حق مكتسب نظرا لكونهم في علاقة تنظيمية لائحية ،من ناحية أخرى.
ب) القرارات الفردية يكمن ركن السبب في مدى إلغاء هذا النوع من القرارات الفردية إلى قيام حالة
قانونية هي الحق المكتسب.
-لقد استقر الفقه و القضاء الإداري المقارن أن الإدارة العامة لا يمكنها إلغاء القرارات الفردية متى رتبت
حقوق الإداري المقارن أن الإدارة العامة لا يمكنها إلغاء القرارات الفردية متى رتبت حقوق مكتسبة تحقيقا
لمبدأ الجمود و الحصانة
-و مع ذلك فإن الإدارة يمكنها أيضا أن تنهي القرارات الفردية عن طريق ما يعر بالقرار المضاد ،حيث
تستطيع مثلا أن تضع حدا للعلاقة الوظيفية لا بواسطة إلغاء قرار التعيين و إنما بموجب قرار آخر هو قرار
الفصل طبقا للقانون.
يمكن لإدارة العامة ،من تلقاء نفسها أو بطلب و طعن من الغير ،أن تتراحع و تلغي قراراتها التنظيمية منها أو
الفردية إذ تبين لها عدم مشروعيتها لوجود عيب في أركانها ،كأن تكون صادرة من غير مختص ،أو دون
مراعاة الإجراءات الجوهرية اللازمة ،أو تكون مخالفة للقانون ،مثل تعيين شخص لا تتوافر فيه الشروط
القانونية فتقوم بإلغاء قرار التعيين ،لا اتخاذ بفصله ،و عليه فإن ركن السبب في إلغاء القرار الغير مشروع و
إنما يتمثل في انعدام السبب.
-حتى يكون إلغاء القرار الإداري سليما ،يشترط فيهكأي قرار إداري أن يقوم على ركن اختصاص مكتمل
الأبعاد و الأشكال ،و خاصة من حيث الاختصاص الشخصي و الزمني
-القاعدة أن يصدر قرار الإلغاء الجهة نفسها التي كانت قد أصدرت القرار الملغى :فالقرار الصادر من طرف
مدير المؤسسة نفسها طبقا للتشريع الساري المفعول ،سواء تلقائيا ،أو بناءا على طعن من الموظف أمامه و مثل
هذا الطعن يعرف بالطعن الولائي.
-و مع ذلك يكمن أن يتم الإلغاء من طر السلطة الرئاسية أي الجهة الإدارية التي تعلو الجهة مصدرة القرار ،و
هو ما يسمى بالإلغاء الرئاسي ،فقرار الوالي يمكن إلغاؤه من طرف وزير الداخلية مثلا ،طبقا للقانون ،سواء
كان ذلك تلقائيا أو بناء على تظلم أو طعن رئاسي.
-و هذان الطعنان الرئاسي و الولائي هما ما أشارت إليهما المادة 275من قانون الإجراءات المدنية حينما
نصت على ما يلي:
” لا تكون الطعون بالبطلان مقبولة أمام (مجلس الدولة) ما لم يسبقها الطعن الإداري التدرجي الذي يرفع
أمام السلطة الإدارية التي تعلو مباشرة الطعن الإداري التدرجي الذي يرفع أمام السلطة الإدارية التي
أصدرت القرار ،فإن لم تجد فأمام من أصدرت القرار نفسه”
-كما يمكن أيضا أن يصدر قرار الإلغاء من طرف الجهة الوصية وفقا لإجراءات و الحالات التي تكفل
استقلالية الهيئة المحلية و تحافظ على طابعا اللامركزية :فللوالي كجهة وصية سلطة إلغاء مداولات المجلس
الشعبي البلدي الباطلة بطلانا مطلقا (غير مشروعة) بموجب المادة 44من القانون البلدي صفحة 134
حفاظا على المراكز القانونية و الاستقرار الاجتماعي فإن السلطة أو الجهة المختصة بالإلغاء يجب عليها أن تتقيد
بالمدة الزمنية التي تقررها النصوص.
-و قرار الإدارة اللامركزية (البلدية و الولاية و المؤسسات العامة ذات الصبغة الإدارية) يمكن إلغاؤها من
طرف الإدارة خلال أربعة أشهر ،لأن الطعن فيها بالإلغاء أمام الغرفة الإدارية بالمجلس القضائي (محلية أو
جهوية) يكون خلال الأربعة أشهر الموالية لتاريخ تبليغ القرار أو نشره طبقا للمادة 169مكرر ممن قانون
الإجراءات المدنية و لذلك فإن فوات تلك المدة تجعل القرار الإداري الغير مشروع سواء كان فرديا أو
تنظيميا محصنا.
القاعدة العامة أن إلغاء القرار الإداري يجب أن يتم وفق الإجراءات و الأشكال نفسها اللازمة لإصداره،
إعمالا لقاعدة توازي الأشكال
أمثلة:
-1يتم إلغاء تعيين رئيس الدائرة بموجب صدور مرسوم رئاسي باقتراح من رئيس الحكومة ،لأن قرار تعيين
الدائرة إنما يتم بمرسوم رئاسي من رئيس الحكومة طبقا لأحكام المرسوم الرئاسي رقم 240 -99المؤرخ في
27أكتوبر 1999بالتعيين في الوظائف المدنية و العسكرية للدولة.
-2يلغى القرار الوزاري بقرار وزاري آخر حيث لا يصح إلغاء قرار وزاري بمجرد منشور وزاري.
-إن احترام قاعدة توازي الأشكال أصبح مبدأ مستقر فقه قضاء ،خاصة بالنسبة للقرارات
التنظيمية ،خلافا للقرارات الفردية إذ يتميز تطبيق هذا المبدأ حيالها ببعض المرونة حيث أنه لا يسري إلا إذا
كانت اعتبارات و مبررات فرض و تقرير تلك الأشكال مازالت قائمة اعتبارات و مبررات فرض و تقرير
تلك الأشكال مازالت قائمة.
يمكن للإدارة المختصة أن تعتمد إلى إلغاء قراراتها الإدارية سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة ،التنظيمية
منها أو الفردية على النحو الذي رأيناه حينما تطرقنا إلى ركن السبب في الإلغاء.
و لهذا فإن قرار الإلغاء إنما يرتبط ارتباطا عضويا بركن السبب فيه تبعا لمدى مشروعيته.
إن الهدف عن إلغاء القرارات الإدارية التنظيمية المشروعة يتمثل في الاستجابة للمستجدات التي تظهر لاحقا
بفعل مقتضيات النشاط الإداري و تطويره و تغييره.
-إن الإدارة الرشيدة يجب عليها أن تبقى حبيسة قرارات تنظيمية انقضت مبررات و أسباب وجودها ،بل
من المفروض عليها أن تبقى حبيسة قرارات تنظيمية انقضت مبرراته و أسباب وجودها ،بل من المفروض
عليها أن تكون متحسسة و متيقظة لتطورات الإدارة العامة ،مراعاة لأحد المبادئ الأساسية التي تحكم المرافق
العامة ،ألا و هو مبدأ الملائمة أو التكييف الذي يحكم المرافق العامة.
يهدف إلغاء القرار الغير مشروع إلى ضمان احترام مبدأ المشروعية تجسيد لدولة القانون
يذهب الفقه و القضاء الإداري إلى أن الإدارة صاحبة الاختصاص تكون ملزمة بإلغاء القرارات الغير
مشروعة منذ إصدار صاحبة الاختصاص تكون ملزمة بإلغاء القرارات الغير مشروعة منذ إصدارها أصلا أو
بفعل عوامل ووقائع عوامل ووقائع جعلتها كذلك.
و بهذا الصدد نصت المادة 4من المرسوم 131-88المنظم العلاقات بين الإدارة و المواطن على ما يأتي:
“يجب أن يندرج عمل السلطة الإدارية في إطار القوانين و التنظيمات المعمول بها ،و بهذه الصفة يجب أن
تصدر التعليمات و المنشورات و المذكرات و الآراء ضمن احترام النصوص التي يقتضيها”.
-يشترط لصحة س حب القرارات الإدارية ،كأي قرار إداري توافر الأركان الشكلية و الموضوعية.
تسري على قرار السحب ،من حيث أركانه الشكلية ،القواعد و الشروط نفسها اللازمة في قرار الإلغاء سواء
بالنسبة لركن الاختصاص أو ركن الشكل و الإجراءات (سابقا الفقرة 151و . )154
تسري على الأركان الموضوعية لقرار سحب سواء بالنسبة لسبب قرار الإلغاء أو محله أو هدفه ،و القواعد
الأساسية التالية:
أولا :السبب :ينبني قرار السحب كما هو الحال في أي قرار إداري على وجود و قيام حالة واقعية أو قانونية
تشكل سببا للسحب.
ب) القرار الغير المشروع (المعيبة) :كما هو الحال بالنسبة لإلغاء القرارات غير المشروعة ،فإنه يمكن للإدارة أن
تلجأ إلى سحب قراراتها بإزالة ما كان قد ترتب عنها من نتائج قانونية ،بأثر رجعي (دون أن يكون لها ذلك
الأثر في المستقبل بطبيعة الحال) على أن يتم ذلك خلال المدة المحددة لقبول دعوى الإلغاء أمام القضاء ،كم
تبن سابقا (الفقرة 144و .)145
ثانيا :المحل ( :الأثر القانوني) خلافا للإلغاء فإن السحب يسري بأثر رجعي أي أنه من شأن أن يضع حدا
نهائيا لترتيب القرار لآثاره مستقبلا كما تمحو أي أثر (حق التزام) كما قد تولد عن القرار المسحوب ماضيا.
ثالثا :الهدف :يهدف سحب القرار الغير المشروع إلى ضمان احترام مبدأ المشروعية ،تجسيدا دولة القانون.
الخاتمة
و أخيرا يمكننا القول أن القرارات الإدارية تنتهي و تزول آثارها بسبب الآجال المقررة لسريانها أو بسبب
الإلغاء الإداري آثارها بسبب الإلغاء القضائي.
و هذا ما يبين لنا قيمتها العلمية ،النظرية و العملية الفعالة في إنهاء القرارات و ذلك بالمحافظة على شرعية و صحة
و ملائمة القرارات الإدارية باستمرارها ،كما تقوم لنا بتبيان القرارات الغير شرعية من الناحية القانونية و من
ناحية الملائمة و التكييفات الإيديولوجية و السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية لنهاية سريان القرارات
الإدارية.