‫إن عناية اإلس الم بالنظافة والص حة ج زء من عنايته‬
‫إن لبدنك عليك حق‬
‫بقوة املسلمني املادية واألدبية ‪ ،‬فهو يتطلب أجساماً‬
‫جتري يف عروقها دماء العافية ‪ .‬وميتلئ أصحاهبا فتوة‬
‫ونشاط‬
‫وللجسم الص حيح أثر يف تف اؤل اإلنس ان مع احلي اة‬
‫والناس ‪ ،‬ورسالة اإلسالم أوسع يف أهدافها وأصلب‬
‫يف كياهنا من أن حتيا يف أمة مرهقة ‪ ،‬موب وءة ع اجزة‬
‫‪ .‬ومن أجل ذلك ح ارب اإلس الم املرض ‪ ،‬ووضع‬
‫ام جراثيمه حىت ال تنتشر ‪ .‬وقد وفر‬ ‫العوائق أم‬
‫اإلس الم أس باب الوقاية مبا ش رع من قواعد النظافة‬
‫الدائمة كما سبق ذكره ‪.‬‬
‫وال تنس أن البعد عن املعاصي حص انة ك ربى من‬
‫األمراض اخلبيثة ‪.‬‬
‫وحرم اإلسالم اللجوء إىل اخلرافات يف طلب الشفاء‬
‫‪ ،‬ف إن لكل علم أهالً حيس نونه ‪ ،‬وجيب االس تماع‬
‫إليهم ‪ .‬أما ال دجالون ال ذين يقتحم ون أنفس هم فيما‬
‫ال ينبغي هلم فال جيوز ملس لم أن يقص دهم أو يص دق‬
‫مزاعمهم ‪.‬‬
‫إن طلب احلجب املكتوبة والتعاويذ‬ ‫ومع ذلك ف‬
‫املس حورة تلقى بني العامة رواج اً ! وقد ع دها‬
‫اإلسالم ضرباً من الشرك ‪.‬‬
‫ومن وس ائل الوقاية اليت ش رعها اإلس الم ( قض اء‬
‫احلاجة يف أم اكن معزولة ) حىت ال يتل وث هبا م اء‬
‫وال يتنجس طريق أو جملس ‪.‬‬
‫المعلمة ‪:‬‬
‫وقد أوجب اإلس الم النظافة من الطع ام ‪ ،‬فبعد أن‬
‫ندب إىل الوضوء له ‪ََ ،‬أم َر بأن يتخلص اإلنسان من‬
‫فضالته وروائحه وآثاره ‪ ،‬وهذا أنقى للمرء وأطيب‬ ‫الطهارة وتحريم ارتياد‬
‫‪.‬‬ ‫على املسلم يف كل ساعة من عمره أن يسعى حنو‬
‫وعناية ال دين بتطهري الفم ‪ ،‬وجتليه األس نان ‪ ،‬وتنقية‬ ‫الكم ال ‪ ،‬وأن حيث املسري إىل االرتق اء املادي‬
‫ما بينها ال نظري هلا يف وصايا الصحة القدمية واحلديثة‬ ‫والنفسي ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫وقد بنّي رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وس لم أن‬
‫قال الرسول ‪ (( :‬تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم‬ ‫الرجل احلريص على نق اوة بدنه ووض اءة وجهه‬
‫مرضاة للرب ))‬ ‫ونظافة أعضائه يبعث على حاله تلك وضئ الوجه‬
‫واألطعمة ذات ال روائح النف اذة واآلث ار الغليظة جيب‬ ‫‪ ،‬أغر اجلبني ‪ ،‬نقي البدن واألعضاء ‪.‬‬
‫أن حيذر اإلنسان منها ‪.‬‬ ‫إن ص حة األجس ام ومجاهلا ونض ارهتا من األم ور‬
‫ومن اح رتام اإلس الم للف رد واجملتمع حترميه على من‬ ‫وجه اإلس الم إليها عناية فائقة ‪ ،‬واعتربها من‬
‫اليت ّ‬
‫أكل ثوم اً أو بص الً أن حيضر اجملتمع ات ذاك أن ننت‬ ‫ص ميم رس الته ‪ ،‬ولن يك ون الش خص راجح اً يف‬
‫األف واه من ه ذه األطعمة ي ؤذي املخ اطبني وينفر من‬ ‫ميزان اإلسالم ‪ ،‬حمرتم اجلانب إال إذا تعهد جسمه‬
‫آكلها ‪.‬‬ ‫بالتنظيف والتهذيب وكان مطعمه ومشربه وهيئته‬
‫ويوصي اإلسالم بأن يك ون حسن املنظر ك رمي اهليئة‬ ‫اخلاصة بعي داً عن األدران واألح وال املنف رة ‪،‬‬
‫وقد أحلق هذا اخللق بآداب الصالة ‪.‬‬ ‫وليست صحة اجلسد وطهارته صالحاً مادي اً فقط‬
‫(( يا بين آدم خذوا زينتكم عند كل صالة ))‬ ‫‪ ،‬بل أثرها عميق يف تزكية النفس ‪ ،‬ومتكني‬
‫وقد امتد ه ذا التطهري والتجميل من أش خاص‬ ‫اإلنس ان من النه وض بأعب اء احلي اة ‪ .‬وما أح وج‬
‫املس لمني إىل بي وهتم وط رقهم ف إن اإلس الم نبه إىل‬ ‫أعباء احلياة إىل اجلسم القوي الصبور النظيف ‪.‬‬
‫ختلية ال بيوت من الفض الت والقمام ات ‪ ،‬حىت ال‬ ‫ك رم اإلس الم ( الب دن ) فجعل طهارته التامة‬
‫تكون مرتع للحشرات ومصدر للعلل ‪.‬‬ ‫أساس اً لكل صالة (( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم‬
‫وإماطة األذى عن الطريق ش عبة من ش عب اإلميان ‪،‬‬ ‫إىل الصالة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إىل املرافق‬
‫وقد اعترب هذا العمل اخلفيف اجلليل صدقة ‪.‬‬ ‫وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إىل الكعبني ‪ ،‬وإن‬
‫ففي احلديث ‪ ..... (( :‬بكل خط وة ميش يها إىل‬ ‫كنتم جنباً فاطهروا ‪ )) ...‬اآلية ‪.‬‬
‫الصالة صدقة ‪ ،‬ومييط األذى عن الطريق صدقة ))‬