Professional Documents
Culture Documents
-شعريّة الفضاء ودلالاته في رواية - المغامرة الغامضة - للشّيخ حامد كان -قراءة في تشظّي الذّات الإفريقيّة بين الأصالة والاستيلاب
-شعريّة الفضاء ودلالاته في رواية - المغامرة الغامضة - للشّيخ حامد كان -قراءة في تشظّي الذّات الإفريقيّة بين الأصالة والاستيلاب
-شعريّة الفضاء ودلالاته في رواية - المغامرة الغامضة - للشّيخ حامد كان -قراءة في تشظّي الذّات الإفريقيّة بين الأصالة والاستيلاب
ملخص:
يقف هذا المقال عند عالقة الفضاء -بوصفه ملمحا من
مالمح آداب مابعد الكولونياليّة -بك ّل من ّ
الرؤية السّرديّة
صيغة ،ونحاول من خالل هذه العالقة الكشف عن التّوترات وال ّ
القائمة بين األفضية في شكل تقاطبات ضدّية تعبّر عن واقع
المتشظية للذّات اإلفريقيّة المستلبة في واقع كولونيالي،ّ الهويّة
إسكندر سكماكجي شيخ حامد كان في رواية ومن ث ّم إبراز كيفيّة اشتغال ال ّ
قسم اآلداب واللّغة العربية
"المغامرة الغامضة"على مختلف األفضية /األمكنة في شكل
جامعة اإلخوة منتوري
عناصر منتجة للمعنى اإليديولوجي ،من قبيل تعميق الهويّة،
قسنطينة
سلب الذّات ،وممارسة الوجود...
الكلمات المفتاحيّة :الفضاء /المكان ،الهويّة ،مابعد
الكولونياليّة ،اإليديولوجيا ،الذّات اإلفريقيّة ،الرؤية السّردية،
صيغة ،رؤية العالم ،البنية الدّالّة.ال ّ
مقدّمة: Abstract:
This article is about the relation of space-as an aspect
عانت إفريقياا مان "اتساتدمار" حقباا
of post-colonial literature- tnarrative vision and mode.
ماان ال ادّهر جاثمااا علااى صاادرها ،خانقااا
ألنفاساها ،كاتمااا فيهااا حتاى الكلمااة وبعااد This relation helps to uncover the tensions existing
زوال هذا النظام "القائم علاى المراقباة، between spaces in the form of dyads expressing the
والهيمنااااة اليقافيّااااة بواسااااطة -القابليّااااة
لالسااتعمار حسااب تعبياار رامشااي -قااد reality of the fragmented identity of the alienated
تماام مقاومتااه عاان طريااق الكشااف عاان African self in a colonial world. This helps highlight
آليته ،ونهج إستراتيجية مضادة لاه تقاوم the way the author of the novel “the ambiguous
ساالبي ،وتعيااد األشااياء بنسااف التميياال ال ّ
الطبيعااي") ،(1أو مايسااميه إلااى وضااعها ّ adventure” acts on different spaces/places as elements
Helen "هيلاااااااااااين تااااااااااايفن producing ideology such as the deepening of identity,
("Tiffinبالخطااااب النّقاااير للتّااارا
the alienation of the self, and the practice of
المعتمااد ) ، 2والااذي تم ّخاار عنااه اتّجاااه
أدبي"مابعاااااااد كولونياااااااالي" ،يحااااااااول existence....
أصاااااحابه أن يواجهاااااوا األياااااديولوجيا Key words: space/place, identity, post-colonialism,
اتساااتعماريّة مااان خاااالل إعاااادة قاااراءة
ideology, African self narrative vision, mode, the
النّصوص التي تتض ّمنها ،ومن ث ّم
vision of the world, the signifying structure.
دفع محاوتت فرض تميّالت معيّنة على المستع َمر؛ مايعكس صراعا قائما على جدليّة الهيمنة والتّبعيّة.
بخطها الحضاري ّ وفي سياق مواجهة التّغريب ،وتعزيز كينونة الذّات ،ظهرت نزعة تعتمد اتلتزام
في نصوصها"،كحالة عقليّة للميقّف مابعد الكولونيالي ،الذي يجد نفسه أمام الضّرورة الملحّة للتفكير في
ّ
عرف على التّوتر الدّائم الحاصل في كنف إثبات الهويّة"(. 3 النّظريات إلى اية حدودها ،والت ّ ّ
ّ
شيخ حامد كان هذا الخط الدّفاعي في مواجهة آلة التّحويل تتميّل رواية "المغامرة الغامضة" لل ّ
الغربي؛ وهو مانروم الوقوف عليه من خالل مقاربة الفضاء/المكان في تعالقه مع الهويّة/الذّات اإلفريقيّة؛
صة مابعد حيث عدّ المكان "ملمحا من مالمح آداب مابعد الكولونياليّة ،وهو يعني هنا ظهور أزمة خا ّ
كولونياليّة تتعلّق بالهويّة واتهتمام بتطوير ،أو استعادة عالقة ف ّعالة بين الذّات ،والمكان لتحديد
أن هناك لبسا كبيرا بين الفضاء الهويّة"( . 4ولع ّل قراءة متأنّية في الدّراسات الحديية تكشف على ّ
أدق ،وبعضهم والمكان ،وهو ماأدّى إلى اختالفات في وجهات النّظر عند الباحيين فمنهم من يعدّ الفضاء ّ
أن "حميد لحمداني" له موقف آخر ّ
مرتاض"إت ّ يرى أنّه أوسع وأد ّل من ذلك ماذهب إليه" عبد المالك
مكون الفضاء ،ومادامم حين عدّ" :الفضاء أشمل وأوسع من معنى المكان ،والمكان بهذا المعنى هو ّ
الرواية هو الذي ينقلها جميعا إلى العالم فإن فضاء ّالروايات البا ماتكون متعدّدة ،ومتفاوتةّ ، األمكنة في ّ
شارع ،أوالسّاحة ،ك ّل واحد منها الروائيّة ،فالمقهى ،أوالمنزل ،أوال ّ ّ األحدا مجموع يشمل الواسع الذي
(5
الرواية" . ّ ّ
لرواية تشمل هذه األشياء كلها فإنها جميعا فضاء ّ يعتبر مكانا محدّدا ،ولكن إذا كانم ا ّ
أ ّما على مستوى المنهج المتّبع في الدّراسة ،فنروم توظيف"البنيويّة التّكوينيّة" ،ومفاهيمها
ميل":رؤية العالم"،و"البنية الدّالّة" هذه األخيرة؛ التي تعدّ مقولة متعدّدة الدّتتت ،فتارة تعني خلفة
متناقضين( ،صراع شخصيات منتمية إلى طبقتين متعارضتين ،وتارة أخرى تعني مفهوم "الفاعل
ّ
وبالطبقة صة به، المابعد فردي" ،أو "الفاعل الجماعي" ،الذي يعبّر ببنيته عن رؤية العالم الخا ّ
اتجتماعيّة التي ينتمي إليها( ، 2وهنا يمكننا اإلشارة إلى المكان كإيديولوجيا ،من خالل توظيف فضاءات
الروائي ،ليكون الفضاء بهذا المعنى ميخنا بحموتت ثقافيّة ،وفكريّة ،وعقائديّة، دون أخرى في النّص ّ
شمولي الذي "تتجاوز به اإلطار السّياسي ،لترقى إلى مستوى رؤية تتمظهر خالله اإليديولوجيا بمعناها ال ّ
(7
العالم"
صيغة؛ "إذ ّ
إن الرؤية السّرديّة ،وال ّ يرتكز البحث على دراسة (الفضاء/المكان ،وعالقته بك ّل من ّ
الروائي ،تحكمه ضوابط صيغة النّص السّردي للعالقة بين الرؤية السّرديّة في النّص ّ المستوى الذي تبنيه ّ
من يرى ،ومن يتكلّم"(. 8
وتتّخذ هذه الدّراسة مبدأ التّقاطبات المكانيّة كإجراء نحاول من خالله الكشف عن دتلة العالقة التي
تنشأ بين فضاء ،وآخر في شكل تقاطعات بحموتتها األيديولوجيا ،وقدرتها في إنتاج المعاني المتضادّة.
/0التّقاطبات الدّالليّة:
يتميّز الخطاب بيرائه وقدرته في إنتاج المعاني المتعدّدة ،ويتح ّمل الفضاء من خالله كدالّ ،مدلوتت
ترشح بحسب المنظورات التي تحقّق دتلته ،وتماسكه األيديولوجي؛ و كذلك حُمِ َل الفضاء الدّتلي-حسب
جيرار جينيم -على دتلتين فهو عنده ":يتأسّس بين المدلول المجازي ،والمدلول الحقيقي ،وهذا المدلول
ّ
الخطي للخطاب"(. 9 من شأنه أن يلغي الوجود الوحيد لالمتداد
ويتجلّى الفضاء الدّتلي في رواية المغامرة الغامضة ،من خالل تقاطبات( :الكتاب≠ المدرسة
ّ
اتجنبيّة و(أرض جالوبي≠ أرض البير ؛ والتي تحمل دتتتها في تضادّها.
74
شيخ حامد كان شعريّة الفضاء ودالالته في رواية "المغامرة الغامضة" لل ّ
تشظي الذّات اإلفريقيّة بين األصالة واالستيالب- ّ -قراءة في
يطرح عنوان "الكتّاب األجرد" جملة من األسئلة المتع ّلقة بالتّشكيل السّيميائي لدوال العنونة ،فدال
الرجل ،وأكتبه كتابا :علّمه الكتاب"( . 11والكتاب "كتّاب" ينتمي إلى إر دتلي علمي ديني؛"يقال :كتّب ّ
ّ ّ (16
عز وجلّ{:ألم ،ذلك الكتاب تريب فيه ، }...و"الكتاب موضع تعليم الكتاب، "القرآن الكريم" ،لقوله ّ
(13
والجمع الكتاتيب ،والمكاتب" .
ينفتح فضاء "الكتّاب" على بعد ثقافي وعقائدي ،ويتّضح بعده الدّتلي ،ويزداد هذا ترتباط "الكتّاب"
الرواية بمرجعيّتها الدّينية؛ ومن ثم نسجّل شخصية التي تتمظهر في ّ بشخصيّة "شيخ جالوبي" ،هذه ال ّ
شخصيّة التي تؤثّيه. شخصيّة بفضائها ،وأن ليس للفضاء استقالليّة إزاء ال ّ تعالق ال ّ
شخصيّة السّيرذاتيّة الرواية "سمبا جالو" ،ال ّ ّ ببطل جالوبي"، "شيخ ّة يشخص اب" ّ ت"الك فضاء يجمع
شخصيّة السّوية العارفة الرواية ،إذ يختاره "الشيخ" ليض ّمه إلى كتّابه ،متأ ّمال فيه ال ّ المحوريّة في مسار ّ
باهلل ،وهو ماينبيق عن هذا الخطاب المعروض الذي يسأل فيه "الشيخ" ،والد "سمبا جالو":
-كم عمره؟
-سمّ سنوات
-تنقصه سنة واحدة حتى يصبح واجبا عليه كما هو العرف أن يبدأ رحلة البحث عن هللا ،كم ّ
يسرني
الطريق الالّحب"(. 14 أن أكون دليله في ّ
في هذا الملفوظ يتجلّى (الفضاء /الكتّاب ،في صورة عرف جرى بأرض "قبائل الفوتني"
المسلمة ،بوصفه أولى محطات التّعليم التي يلجها األطفال في سن مبكرة ،وتختلف تسمية الكتاتيب
باختالف قبائلها؛" فعند قبائل "الوولوف" يطلق عليها اسم "درارا القرآنية في إفريقيا الغربيّة
،" Daraوعند قبائل "الموريطانيين "Les Mauresيسمونها " محضرة" ،وقبائل المندونغ تسميها
"كارا ،" Karaوعند قبائل التكرور يطلق عليها اسم "ديان جانتي . 15("Dayan Jinte
شخصيّته السّويّة في رحاب فضاء "الكتّاب" ،بمعيّة شيخه الذي يسعى يبدأ "سمبا جالو" رحلة بناء ّ
لتخليص تلميذه من ك ّل ما قد يعيق بناء ذاته السّوية ،من قبيل كبرياء مزعوم قد تحدّثه به نفسه؛ تنحداره
من أسرة "أرستقراطيّة" ،حيث الملكة الكبرى" ع ّمته ،و"أمير جالوبي" ع ّمه ،وهو ما قد يفسّر إصرار
شيخ" على هذا المنهج التّربوي في هذا المشهد بصيغة الخطاب المنقول ير المباشر ":ثم نادى "ال ّ
ّ
شيخ أفقر التالميذ ،وأخلق ،وأوسخ من في الكتاب لباسا فأمره أن يبادل سمباجالو بأسماله مالبسه ّ ال ّ
الراوي تقديم الحكاية إلى ّ
الجديدة" ؛ ويفسَّر هذا الملفوظ بالبنية الدّالة في شكل مسرود"يتجاوز بها ّ (12
البحث عن حكاية الحكاية ،عن أصل الحكاية"( ، 17يقول...":فالدّافع لقسوته عليه هو اإلسراع في
الطويلة"(. 18 تخليصه من ك ّل المعوقات التي يعانيها كي يجعل منه تحفة تكلّل مسيرته ّ
يتمظهر الفضاء/الكتّاب في نظر "الملكة المكبرى" ،بوصفه فضاء ينعكس سلبا على شخصية
"سمباجالو وهذا ما يتجلّى في سياق الخطاب المعروض ير المباشر؛ إذ خاطبم "الملكة""،ابن
شيخ ،...ويسعى شيخك أن أن المكان الالئق بك ليس كتّاب ال ّ اخيها":كنم قد حذرت والدك المجنون من ّ
يقتل فيك الحياة ،ويطفئ جذوتها المتّقدة في نفسك" .
(19
يعرض هذا الملفوظ رؤية "الملكة"لفضاء الكتّاب ،وهي رؤية معادية ،معترضة على القيم التي
بقوة ،...كأنّما تسعى بذلك إلى يكتسبها "سمبا" في رحابه،إذ كانم "كييرا ماتنتزع سمباجالو من الكتّاب ّ
تصرف "الملكة"، ّ محو ماتلقاه في الكتّاب من تربية،وإزالة ك ّل أثر لها"( ، 61وهنا يستهجن الراوي
بالراوي مبئّرا؛ أي رائيا مدركا وليس صوتا ويضطلع من خالل تد ّخله في الحكاية بوظيفة "تتعلّق ّ ّ
صلة بوظيفته التبئيريّة"(. 61 ّ ال شديدة وهي ما، متكلّ
ّ
الراوي ،والشخصيات للكتاب ،في تباين ّ ّ
مرت معنا ،تتجلى منظورات ّ من خالل الملفوظات التي ّ
رؤاها وتضادّ مواقعها اتّجاهه ،ومن ث ّم تعبّر عن العالقات والتّوترات الحاصلة حول شخصيّة
ّ
الملفوظ...":إت المتصرف في حقّها ،وهو يغادر" ،الكتّاب" كما اتُّفِق عليه في هذا َّ "سمباجالو" الضحيّة
يطلع على مات ّم تداوله ،...ت ّم اتتفاق على إعادته إلى والده في"ل"(. 66 الطفل لم ّأن ّ ّ
الرؤية من الخلف أين وفي سياق تحويل البطل عن فضاء الكتّاب ،ينقلنا الخطاب المسرود ،وبتقنية ّ
صارمة مطلعا على ر بة صنعم بهجة البطل" ،وهو يم ّج اآليات تحم المراقبة ال ّ الراوي ّ تظهر رؤية ّ
75
إسكندر سكماكجي
شيخ ،فالحياة في الكتّاب مملوءة باآلتم ،وتطبعها المعاناة التي لم تكن جسديّة فقط ،إنّما كانم من ال ّ
تحصل باعتبارها لذّة جوهريّة"(. 63
هذا الحنين إلى الكتّاب يمعن السّارد في توصيفه؛ وهو مايتجلّى في هذا الملفوظ المسرود ،الذي
يصور حسرة البطل ،وألم فقده لفضاءه األليف ،الذي يتذكر فراقه له وكأنّه اقتلع من ذاته..." ،لم يتمالك
مرة على مغادرته الكتّاب الخشن"(. 64 مر ،وندم ندم ألف ّ نفسه فأفلم منه ال ّزمام ،ثم انخرط في بكاء ّ
6-0-0المدرسة األجنبيّة:
يميل الفضاء /المدرسة األجنبيّة بؤرة معرفيّة في رواية "المغامرة الغامضة" ،يتجلّى ذلك من خالل
الراوي قبل العرض ،أو المقاطع الحواريّة بصيغة المعروض ير المباشر "-:الذي نجد فيه مصاحبات ّ
المؤطرة لفضاء" المدرسة األجنبيّة"، ّ خالله ،أو بعده"( - 65والتي رسمم مشهد التباين بين األصوات
ّ
متشظي ترتسم على محياه مالمح الحيرة ،إزاء هذه التناقضات في المواقف ّ كوجهات نظر حول واقع
صية الحواريّة في ّ
والسّلوك وهو ماحاول الكاتب إبرازه والكشف عن توتراته التي "تتولد بالحوار ،والخا ّ
صة التي تحتفظ للواقع بقوامه المليء رواية األصوات وسيلة أساسيّة لتقديم الحقيقة ،والحقيقة الواقعيّة بخا ّ
بالمتناقضات ،والتفاوتات الفكريّة"(. 62
شخوص إزاء فضاء "المدرسة األجنبيّة" ،بين مؤيد لها ورافر ،بين توافر النّيّة ترتسم حيرة ال ّ
لرفضها ومقتضيات "البرا ماتيّة "pragmatismلقبولها ،وهو ماينبيق عن هذا المشهد من خالل
الخطاب المعروض ير المباشر ،إذ يسأل "مدير المدرسة األجنبيّة"" ،والد سمباجالو":
-أت تستنكفوا ياسيّد جالوبي ،أن ترسلوا أوتدكم إلى المدرسة األجنبيّة؟.
الرفر ،إن شاء هللا. صرا على ّ -إذا لم أر م فسأظ ّل م ّ
-ث ّم وجّه المدير كالمه إلى السّيد:
-أنا على رأيك ،ولقد أدخلم ابني ألنّني ت أملك خيارا آخر ،وكنّا ذهبنا قبلهم مر مين،...
المسألة محيّرة ومقلقة ،نرفر المدرسة حتى نبقى كما نحن ،ولكي نحافظ على وجود هللا في
المقومات مابها نبقي على ّ القوة ،...ولدينا من ّ صميم قلوبنا ،لكن أمازلنا نملك من
جوهرنا؟"(. 67
يكشف الملفوظ عن أسئلة الحيرة المعبّرة عن أزمة في الرؤى والمواقف إزاء أزمة الهويّة؛ إذ تعدّ
تتعرض لها إفريقيا بسبب فرض ثقافة أجنبيّة على تقاليدها ،وتدعو كبرى ّ "المدرسة أكبر معضلة
الرهائن"(. 68العائالت اإلقطاعيّة هذه المدرسة "بمدرسة ّ
تنكشف المغامرة التي عزمم "الملكة" خوضها بابن أخيها ،من خالل هذا الملفوظ المنقول ير
مفر من ابتعا طليعتنا إليها ،...ألنّها شيخّ ...":أت ّ المباشر ،حيث ترى مخاطِ بةً أخاها األمير بحضرة ال ّ
وألن الشيخ حاضر ،فأضيف مايلي ...":أرى أن يقوم ّ ّ األكير التصاقا بالجذور ،وأشدّ تشبيا بذواتهم،...
ّ
أوتدك ،وابن أخينا سمباجالو بتدشين المسيرة ،...وعلى وقع هذه الكلمات انقبر قلب الشيخ بشكل
ريب. 69("...
الرافر لمذهب "الملكة" ،والخائف على مستقبل "سمباجالو" شيخ ّنستشف من آخر الملفوظ ،رؤية ال ّ ّ
"جربم من خالله الملكة بك ّل تصميم ،مغامرة الحداثة...ألسباب سياسيّة ،وأخرى تكتيكيّة"( 31ومن ّ الذي
ثم نجده يعقد مقارنة ،يقف من خاللها على تجاذب هويّة اإلفريقي بين "فضائين" ،فضاء يع ّمق هويّة
الذّات ،وآخر سالب لكينونتها ،وهو ما يرشح به الخطاب المعروض ير المباشر:
ّ
-إذا قلم لهم أن يذهبوا إلى المدرسة الجديدة ،سيهرولون زرافات ،ووحدانا ،وسيتعلمون ك ّل فنون
جعل الخشب يلتصق بعضه ببعر ،...لكنّهم سينسون شيئا ،أيساوي ماسيتعلّمونه ذلك الذي
سينسونه؟...
-فالذي نعلّمه األطفال في الكتّاب هو هللا ،والذي ينسونه هو ذواتهم ،وأجسادهم. 31("...
يعكس هذا الملفوظ عمق المشكلة التي تعصف بالذّات اإلفريقية التّائهة بين حتميّة تعلّم فنون الصناعة
حول عن كينونة الذّات. ومقتضيات العدّة التي بها أر مهم اآلخر ،وبين خوف الت ّ ّ
76
شعريّة الفضاء ودالالته في رواية "المغامرة الغامضة" لل ّ
شيخ حامد كان
تشظي الذّات اإلفريقيّة بين األصالة واالستيالب-
ّ -قراءة في
تعدّد الملكة الكبرى المآسي التي ستحيق بأطفال مجتمعها ،ولكن بصيغة المنقول ير المباشر؛ حيث
الراوي مع شخصيّة "الملكة" ،فيسرد على لسانها رؤيته ،لعلّه يريد تحميلها تبعات خياراتها، يتماهى ّ
وانعكاساتها السّلبيّة على األطفال ،ومنهم البطل "سمبا"" ،فالمدرسة التي أدفع إليها أوتدنا ستقتل فيهم
ذكرياتنا ،وقد يحد أن ننكرهم حين يعودون من المدرسة؟ ،أ ّما الذي أقترحه ،فهو أن نقبل موتنا في
أطفالنا ،ث ّم يأتي األجانب الذين هزمونا ليحلّوا محلّنا فيهم ،ويأخذوا المكان الذي أخليناه. 36("...
يحاول هذا الملفوظ أن يستشرف واقع األجيال القادمة بعد أن تلج مصنع التّحويل" ،فضاء" يصوغ
صخور ،وهو الوصف الذي يصدّقه الخطاب المسرود ":ومن العقول ويتجاوز فعله فعل المدافع في ال ّ
وراء المدافع لحظم نظرات ملكة جالوبي اليّاقبة المدرسة الجديدة ،والمدافع ،والمغناطيس في
الطبيعة ،...فالمدفع ير م األجسام،أ ّما المدرسة فتسوغ العقول ،وتكيّف النّفوس 33("...؛ تجلّي هذه ّ
الراوي ّ
الراوي النّاقد المعلِم أو ّ ّ
الراوي ،بصفته"العليم المنقح ،والذي يمكن أن نطلق عليه ّ "البنية" رؤية ّ
الواعظ ،...يتد ّخل تد ّخال مباشرا ليظهر بهجته بالحد ،أو ضيقه به ،أو سخريته منه ،أو عدم تصديقه
له"(. 34
شن مرحلة جديدة في مسيرة للزج بابن أخيها في "المدرسة األجنبيّة" ،لتد َّ لقد سعم "الملكة" جاهدة ّ
شره األول في مسيرة بناء هويّته ،ومن ث ّم نجدها ترسل لوالده تب ّ ّ الخطير شرخعدَّ ال ّ البطل بانتقاله الذي ُ
الرسالة في صيغة المنقول ير المباشر ،وبتقنيّة ّ
بما يسوءه‼ ،يعبّر عن ذلك "الفارس"معلقا على ّ
المونولوج الدّاخلي الذي ينقل لنا إدراك "الفارس" لحقيقة المعادلة التي تل ّخص-من منظوره -مشهدا مؤلما
من مشاهد اتستالب الحضاري إذ يقول" :بهذا يكون انتصار األجانب شامال !هاهم آل جالوبي ،هاهي
الركب أمام بريق المنار المزيّف ،بريق شمس "صحيح" بريق الهاجرة لحضارة ذي أسرته يبحيون على ّ
هائجة"(. 35
بخطورة فضاء "المدرسة" ،إلى اإلقرار بجنايته على ولده "سمبا" ،كما يحمل َ "الفارس" وعيُه
َ يدفع
تتعرض لها، ّ ّ
رؤية نقديّة للذات اإلفريقيّة التي تتح ّمل جزءا من المسؤوليّة اتجاه محاوتت التغريب التي ّ
الرؤية المنبيقة عن الخطاب المعروض ير المباشر ،أين يوجّه "الفارس" كالمه "لالكروا": وهي ّ
-كنم أريد أن أقول إنّني الذي سعى إلى إدخال ولدي إلى مدرستكم في النّهاية...
... -
-أدخلم ولدي إلى مدرستكم ،ث ّم سألم هللا أن ينقذنا جميعا نحن ،وإيّاكم" .
(32
الروائي ،بوصفها فضاء تحويل للبطل "سمبا جالو" إلى هنا تتمظهر "المدرسة األجنبيّة" في النّص ّ
ّ
الخط الدّتلي عن ثقافته اإلفريقيّة ومن ث ّم تغريبه عن ذاته ،وسلب كينونته ،لترتسم "المدرسة" بحسب
للرواية بوصفها فضا ير أليف ،ت يعبّر عن الذّات اإلفريقيّة إزاء المشاريع التّغريبيّة التّضليليّة التي
تشظي الذّات اإلفريقيّة.ّ يتّبعها الغرب في
ملفوظ السّارد ماذهب إليه "بزيل دافيدسون "Basil Davidsonمن أ ّنه":إبّان الغزو اتستعماري كان
يمرون أصال بفترة عصيبة أ ّخر اتستعمار بشكل فضيع أمر الخروج منها"(. 39 اإلفريقيّون ّ
يتكفّل الخطاب المسرود بتقنيّة اتستذكار من إنجاز نقالت زمنيّة تضع المتلقي أمام صراع األرض،
الرجة العظيمة في صباح وهو ما يجلّيه هذا الملفوظ" ليسم أرض جالوبي هي الوحيدة التي أيقظتها تلك ّ
ذلك اليوم ،...وقد تالقى من ت تاريخ لهم ،بمن يحملون العالم فوق أكتافهم ،...أ ّما الذين نزلوا فكانوا بيضا
هائجين. 41("...
الراوي من خالل هذه "البنية الدّالّة" ،أن يستحضر ذلك التّاريخ الذي يحكي واقعة مؤلمة ،من يحاول ّ
وقائع لقاء "األنا""/من يحملون العالم فوق أكتافهم"" ،باآلخر" "/من تتاريخ لهم"؛ والتّاريخ يتمظهر هنا
بوصفه" مرجعيّة أساسيّة ومركزيّة فاعلة ،ومنتجة ،ومهيمنة على مقدرات السّرد ،وهو الذي يسيّر
(41
الرؤية".
الرواية ،ويبعث في أعماقها تفاصيل ّ فعاليّات الحراك السّردي في ّ
تتجلّى رؤية البطل عبر تشبّيه باألرض وإصراره على التّمسك بمرتكزاتها وثوابتها حين يبدي جمال
أرض جالوبي وافتتانه بأصالتها واعتزازه باتنتماء إليها؛ هذه األرض المرتسمة على قسمات محيا
المرة األولى
الراوي من خالل الخطاب المسرود ،الذي يتماهى فيه والبطل ":في ّ يصورها ّ ّ "الملكة"،
التي رأى فيه سمباجالو هذا الوجه ظ ّل مبهورا به ،إنّه يحكي صفحة حيّة لتاريخ أرض جالوبي ،تستطيع
أن تقرأ فيه ك ّل مايختزن بأرض جالوبي من تقاليد ،وميل. 46("...
ّ
يعتز" سمبا" بانتمائه ،وارتباطه الوجداني بأرضه ،وهنا يتكفل الخطاب المعروض ير المباشر، ّ
بتبيان ذلك ،من خالل حوار "سمبا" مع زميله في الدّراسة "جان تكروا":
-قل لي سمباجالو مامعنى جالوبي؟
... -جالوبي...أسرتي الجالوبي ،إنّهم شريحة ،وجزء من أ ّمة الجالوبي ،وتنحدر من ضفاف نهر
كبير ،وبالدي تعرف كذلك ب"جالوبي"...
-إذا كنم من جالوبي فلم لم تبق إذن في بالد الجالوبي؟
... -
-هنا أيضا بالدي ،وأرضي...دائما في بالدي" .
(43
نستشف
ّ من خالل الحضور المكيّف للمكان"/أرض جالوبي" باسمه ،وتكرار ذلك على لسان"سمبا"،
شخصيّة بفضائها/كيانها ،وإحساسها بوطنها ،إحساس تمظهر المكان من خالله هويّة التحام هذه ال ّ
تاريخيّة ،وطنيّة ونفسيّة.
المحطات التي يؤ ّكد من خاللها "البطل" تعالقه بأرضه ،وإعالن اتنتماء لها دونما تردّد، ّ تتوالى
المرة في حواره مع "بيير لويس" القاضي المعتز بإفريقيّته ،وهو الذي قضى عمره ينافح عن ّ وهذه
حريّة األفارقة ،نجده هنا يسأل "سمبا":
-من أي البالد أنم؟
-من أرض جالوبي
-هيه من إفريقا السّوداء...من السّنغال كما أعتقد" .
(44
يتصوره"ش.كريفلّ ينبيق هذا الملفوظ المعروض ،عن إيهام بواقعيّة المشاهد ،على النّحو الذي
"من":أن تعيين المكان بتحديد موقعه الجغرافي ،أو بذكر اسمه يحمل على اتعتقاد بحقيقة ّ Ch.Krevl
التّخييل"(. 45
تظ ّل "أرض جالوبي" فضاء حاضرا في وجدان "سمبا" ،ملهما له ،يؤنسه في ربته بباريس ،فضاء
شكوك التي قد يدسّها له "الغرب" بمكر ،يريد تحويله عن كيانه ،وهذا الحضور لفضاء يدفع عنه تلك ال ّ
"أرض جالوبي" ،يعدّ مزيّة ت تتوافر عند أميال "سمبا" ،من السّنغاليين الذين ولدوا ،ونشأوا في فضاء
"باريس" ،فضاء اآلخر" ،الذين لم يعرفوا "أرض جالوبي" ،ومن ث ّم لم يكن لهم رصيد يذكرهم بوجود
نموذج مختلف ير ربي ،وهي حال "آدل" حفيظة "بيرلويس" ،تنبيق هذه الجدليّة عن الخطاب
المسرود "...النّموذج الدّائم لبالده يظ ّل دائما حيّا ،وحاضرا ليدلّل له في لحظات ش ّكه ،على واقع عالم
ير ربي ،أ ّما "آدل" فال أرض جالوبي لها"(. 42
78
شعريّة الفضاء ودالالته في رواية "المغامرة الغامضة" لل ّ
شيخ حامد كان
تشظي الذّات اإلفريقيّة بين األصالة واالستيالب-
ّ -قراءة في
تتوضّح تلك العالقة بين الفضاء/الوطن ،كهويّة ،وبين اإلنسان الباحث عن ذاته ؛ إذ نجده يصبو
دائما إلى فضاء حميم يضرب فيه بجذوره من أجل تأهيل هويّته ،والتّعبير عن كينونته ،ووجوده حيث
يتحول هذا الفضاء المكاني إلى مرآة ترى فيها األنا صورتها"(. 47 ّ
6-6-0أرض البيض:
يتمظهر فضاء"أرض البير" ،مكانا سالبا لهويّة الذّات اإلفريقيّة ،فضاء ير أليف تعاني فيه
الرواية ،وميال ذلك ماينبري شخصيّة اإلفريقيّة ألم المنفى ،كما يتجلّى فعله في ذوات بعر شخوص ّ ال ّ
الملون بصيغة المنقول ير المباشر":وادّعى أنّه كان في بالد البير حيث ّ المسرود الخطاب لتبيانه
حارب هؤتء ،...ومنذ ذلك اليوم أيضا أصبح المجنون ت يفيق من أزماته ،...وبشكل دراماتيكي"(. 48
تعرضم فيه الذّات اإلفريقيّة -وهي هنا مميلة في شخص المجنون -لالستغالل يصور الملفوظ مشهدا ّ ّ
وظفها في حروبه-الحرب العالميّة اليّانية ،-والحالة المأساوية التي آلم إليها البشع من قبل اآلخر الذي ّ
شيخ" عن فضاء "باريس" صفه "المجنون"" ،لل ّ شخصيّة في فضاء ت إنساني ،قاتم ،قاتل ،هذا مايو ّ هذه ال ّ
في هذا الملفوظ...":هنا أمامي في مدينة ضخمة،...أتيح لي أن أتملّى بسطا تإنسانيّا حقيقة ،خاليا من
األناسي ،...هناك المساحات القاتلة هناك السّيطرة المطلقة لآلتت"(. 49
من خالل الخطاب المنقول ير المباشر ،وبصيغة المونولوج الدّاخلي؛ "الذي يقدّم فيه المؤلّف
يصورّ الواسع المعرفة مادّة ير متكلّم بها ،ويقدّمها كما لو أنّها كانم تأتي من وعي شخصيّة ما"(، 51
"الفارس" صورة الغرب "الممسوس" تلك العدوة التي ينقلها هذا "الفضاء" لك ّل من احتكّ به ،ويجهد في
الزائفة تارة": الطمع في حضارته ّ قوة منه أحيانا ،وبفعل ّ تحويل من ليس بغرب عن كينونته ،بفعل ّ
يتغرب فكلّما أو ل النّاس الوقم الكافي ،في مقاومتهم لجنون ّ ياللخسارة فالغرب ممسوس ،والعالم
يتحولون في ضون جيل بتأثير هذا المنكر ّ م
ّ ث الكافي،... من ّ
الز الغرب الغرب ،لجأو للتملّص من هذيان
الجديد الذي تناهى في القساوة التي يييرها الغرب"(. 51
يتجلّى الغرب/فضاء اآلخر في النّص بحمولته الفكريّة ،وآلته اليّقافيّة ،هذه اليّقافة التي سعى "سمبا"
تكتشافها مغامرا ،ومقتحما لها من بوابة فالسفتها ،في رحلة إشكاليّة؛ إذ البحث عن الذّات لم يكن ّإت عبر
هذه اليّقافة المغايرة؛ وهو ما يرشح به الخطاب المعروض ير المباشر ،الذي يسأل فيه" الفارس" والد
"سمبا":
-ماذا تقرأ هناك؟
-ابتسم الفارس الذي يطرح هذا السّؤال بين صالتين...
-األفكار ،هاه !إنّه باسكال وتريب ،إنّه رجل الغرب الجدير باليّقة ،لكن احذره أيضا ،لقد شكّ
هو اآلخر ،وعرف المنفي...
األخص فكرة الشّكّ الخطيرة التي ّ ولم يجرؤ سمباجالو على أن يطلع والده على حقيقة تفكيره ،وعلى
ظن أنّه اكتشفها"(. 56 ّ
يكشف آخر هذا الملفوظ قدرة المبدع على الولوج إلى عمق شخصيّته من خالل معرفته بأحوالها دون
شخصيّة "سمبا" ،وهو يخفي الراوي وعي ّ أن يلفم انتباه القارئ مستفيدا من قدرته الفنيّة؛ إذ يخترق بها ّ
الراوي" إلى تسربم إليه ،و يمتح من حموتت الغرب الفكريّة ،فيعمد بذلك ّ عن أبيه فكرة الشّكّ التي ّ
صيّة الطبقة األلسنيّة المغلقة على ذاتها في بنيويّة النّص السّردي ،ونصوصيّته ،وفتح ممكناته النّ ّ كسر ّ
السّوسيوثقافيّة"(. 53
خلق (الغرب /الفضاء بحمولته المعرفيّة "للبطل" ارتباكا هويّتيا؛ إذ "أمام استحالة الدّمج بين كياني
بأن التّعليم الذي يزعم أنّه تلقّاه يبقيه فار ا، خط سيره ّ إفريقيا والغرب في نفسه ،يدرك سمباجالو ،حسب ّ
الرؤية المنبيقة من الخطاب المعروض" ،لسمبا" في محاروته و ير أكيد من هويّته الحقيقيّة"( ، 54وهي ّ
"لمارك" ابن "بيير لويس":
صا من المعرفة ،حيث كأنّه لم يكن ليت ّم -ويبدو لي ،وأنا قادم إلى هنا أنّني خسرت عالما خا ّ
ي من معلومات عن الكون"(. 55 شيء ّإت بواسطتي ،...وت يملك عالم أبدا ما اجتمع لد ّ
79
إسكندر سكماكجي
يعكس هذا الملفوظ اتنطباع المرتسم لدى" الفيلسوف ال ّناشئ" ابن إفريقيا ،انطباع ين ّم عن العزلة،
وبهذا المعنى وحده اكتشف المغالطة التي تأسّس عليها تعليمه كلّه ،لتتمظهر المعرفة والحمولة اليّقافيّة
"لآلخر"" ،كآلة فرضها العقل الغربي المدجّج برسائل وتقانات والمدرك لمقاصد ،وأهداف ذات طبيعة
أيديولوجيّة باألساس تستخدم المعرفة أداة من أجل إر ام العقل المناوئ على النّحو الذي يؤسّس بين
األنا ،واآلخر حوار هويّات ،أو تنازع هويّات"(. 52
/6التّقاطبات الجغرافيّة:
صه ،كما يميل مجموع الروائي في ن ّيميل "الفضاء الجغرافي" المرجعيّة الواقعيّة التي يحدّدها له ّ
ويتحرك خاللها األبطال ،وفي حدييها "جوليا كريستيفا Julia ّ األمكنة التي تدور فيها األحدا ،
ّ
"Kristevaعن الفضاء الجغرافي "لم تجعله أبدا منفصال عن دتلته الحضاريّة ،فهو إذ يتشكل من
خالل العالم القصصي يحمل معه جميع الدّتتت المالزمة له ،والتي تكون عادة مرتبطة بعصر من
صة للعالم"(. 57 العصور ،حيث تسود ثقافة معيّنة ،أو رؤية خا ّ
وتتميّل مقاربتنا لهذا الفضاء ،من خالل ثنائيّة (أماكن اتنتقال/أماكن اإلقامة ،وهي هنا الشارع/
شخوص المؤثّية المقهى /البيم ،وتترواح معانيها بين األلفة ،والعداء ،كما تتمظهر بوظيفة تأطير حكي ال ّ
لها.
0-6أماكن االنتقال:
شوارع:أ /ال ّ
الروائي ،بأهميّة بالغة ،كونها أفضية عاكسة لروح المدن التي تخترقها، شوارع في النّص ّ ّ
تضطلع ال ّ
شخوص التي تؤثّيها ،والمشاعر التي خلوها ،بهجتها ،أو كآبتها ،وبطبيعة ال ّ فبحسب ازدحامها ،أو ّ
والروحي ،وأن نمسك من خالل نستشف طابع الفضاء/المدينة ،اليّقافي ،والحضاريّ ، ّ صفها ،يمكننا أنتو ّ
وصفها بمجموع القيم والدّتتت المتّصلة بها.
شخوص التي شوارع الباريسيّة في رواية "المغامرة الغامضة" ،كأفضية ير أليفة لل ّ وتتمظهر ال ّ
ّ
تنتقل بين منعطفاتها وهي حال المهاجر اإلفريقي ،وهو يعاني استالب الذات ضمن فضاءات المنفى،
الطريد في هذا الخطاب المعروض ير شريدّ ، صف شعور ال ّ كحال شخصيّة "المجنون"،وهو يو ّ
المباشر ،الذي تتخلّله صيغة المنقول بضمير المتكلّم:
صة:... -طفق المجنون يتكلّم بطريقته الخا ّ
-كان ذلك يوم حططم رحالي ،ومع أولى خطواتي في الشارع ،أحسسم بحزن مبهم كان قلبي
ّ
المارة
ّ يتقلّص وجسدي ينكمش ،...وضعم حقائبي ،ث ّم جلسم على البالط البارد ،وحولي بدأ
يتوقّفون"(. 58
ليعوضه خطاب بضمير المتكلّم ،...وقد تكون في هذا الملفوظ "يتوقّف المسرود بضمير الغائب بغتة ّ
حق الكلمة عكس الحالة النّفسيّة التي هي عليها؛ فهي شخصيّة عن ّ الغاية من ا ّمحاء السّارد فجأة ،وتخلّيه لل ّ
لم تشأ أن تستأذن للتّلفظ ،ولم يقدر السّارد على منعها من التعبير عن أحاسيسها" .
(59 ّ
ّ
شخوص التي تؤثيها ،ويأتي الوصف الرواية موصوفة من وجهة نظر ال ّ قدّمم شوارع باريس في ّ
مح ّمال بإيديولوجيا رفر فضاء اآلخر وعدم األنس له ،وهو ما ينطق به الملفوظ..." :نزل سمباجالو إلى
شوارع عارية ،لكنّها صغيرة(هذه ال ّ شارع "سان ميشيل" ،...وفي رأسه تلمع فكرة مضيئة،...تلك الفكرة ال ّ ّ
ليسم فار ة تصطدم فيها بأشياء ،وكتل من اللّحم ،وأخرى من حديد ،باستيناء هذا فهي خالية.آه !،...كما
فالزمن مسدود األفق بتعقيدات آتتهم الجامدة "(. 21 شوارع مزدحمةّ ، تجعل األشياء ال ّ
تحمل هذه "البنية الدّالّة" ،رؤية "سمبا" لشوارع "باريس" ،رؤية فلسفيّة ،شعوريّة ،تنزع عن هذه
األفضية ك ّل بعد إنساني ،ويأتي توصيف الفضاء هنا في شكل "مونولوج منقول quoted
"monologueالذي يعتبره "دوريم كون "Dorit Cohenبأنّه ":استشهاد حرفي بتلك األفكار كما
يعبّر عنها باأللفاظ في الخطاب الدّاخلي ،الذي ليس المونولوج الدّاخليّ ،إت متغيّره األكير استقالت"(. 21
ب /المقهى:
80
شعريّة الفضاء ودالالته في رواية "المغامرة الغامضة" لل ّ
شيخ حامد كان
تشظي الذّات اإلفريقيّة بين األصالة واالستيالب-
ّ -قراءة في
الرواية (بييرلويس/لوسيان/آدل ، يؤطر فضاء "المقهى" حوارات البطل "سمبا" مع عديد شخوص ّ ّ
المعبّرة عن وجهات نظرها ضمن سياق بحث الذّات عن إفريقيّتها ،أو عالقتها "باآلخر" ،ضمن
أطروحة حوار اليّقافات تنازع الهويّات ،يتمظهر من خالل ذلك "المقهى" كفضاء دالّ ،...ومايدور بين
الجلساء من أحاديث ،وأفعال مدلول"(. 26
صف " بيير لويس" في حواره مع "سمبا" ،جرائم الغرب/فرنسا في بني جلدته ،هذه الجنايات التي يو ّ
عرفم أبشع تجلّياتها ،في محاولة سّلب اإلفريقي هويّته ،حدّا حرمته فيه حتّى من اسمه ،وهو اتستالب
الذي نستشفّه من الخطاب المعروض ير المباشر:
الرجالن مكانهما على شرفة المقهى -أخذ ّ
-اسمي بييرلويس ،كنم قاضيا،...ورحم أدافع عن إخواني...
-من أين أنم بالتّحديد؟
إن جدّي األعلى كان يدعى محمد كاتي ،...ومن قلب إمبراطوريّة مالي العظيمة -تأدريّ ،
الرق ،فأرسل إلى الجزر حيث ت ّم تعميده باسم" العتيدة ،وقد وقع جدّي األكبر في مصيدة ّ
بييرلويس كاتي" ،وحتى ت يمتهن اسم "كاتي" تع ّمد حذفهن واكتفى ببيرلويس فقط"(. 23
يحفل هذا الملفوظ حضورا تاريخيا مكيّفا ،تطبعه معاناة الذّات اإلفريقيّة المستلبة ،هذا اتستدعاء
الرواية فحسب ،وإنّما ليكون إطارا شكليّا تستمدّ منه التّقنيات ،واللّغة أحيانا للتّاريخ" ،ت ليكون مادّة ّ
الهيكل العام للبناء"(. 24
يحتضن فضاء "المقهى" بعر السّجاتت الفكريّة ،التي ينبري لها ذلك "الفيلسوف النّاشئ""،سمبا"،
صراع الذي يخوضه إزاء تجاذب الهويّة في نفسه ،ويتجلّى هذا الوعي لدى "البطل" دفاعا عن كيانه ،وال ّ
شيوعيّة ،ويتكفّل بنقل هذا الحوار شابّة الفرنسيّة ذات الخلفيّة ال ّبمعركته ،في حواره مع "لوسيان" ال ّ
الخطاب المعروض ير المباشر:
-وعندما دلف سمباجالو إلى المقهى لمح اليد التي ّلوحم بها لوسيان ث ّم اتّجه نحوها مبتسما:
... -
إن معركتي لتطغى على تلك التي تخوضينها في ك ّل اتتّجاهات ،وتتجاوزها -لوسيان ّ
بمراحل. 25("...
صراع الذي يخوضه البطل ،وأهميّته ،كونه صراع األرض والفكر، صف الملفوظ خطورة ال ّ يو ّ
ّ
والوجود يضمحل الخاسر فيه.
يلتقي "سمبا" بشخصيّة"آدل" فرنسيّة المولد ،والمنشأ ،إفريقيّة األصل التي تشاركه منفيّته ،لكن
يقص "آلدل" الحكاية ،ويسرد ّ وعرضته لسبي هويّاتي، ّ بجريرة ير الجريرة التي أورثته محنة الذّات،
تعرض لها وينبري الخطاب المعروض لتقديمها "...آدل ّ لها بلسانه قناعته إزاء المؤامرة التي
لكنّهم...لكنّهم حالوا دون ذلك فبدأوا يحولونني إلى صوتهم وتدريجا جعلوا األشياء تنبيق في فؤادي،
وتعودت اتبتعاد عن العالم"(. 22
6-6أماكن اإلقامة:
أ /البيت:
يتمظهر (البيم /الفضاء في رواية "المغامرة الغامضة" ،كمكان تألفه الذّات اإلفريقيّة ،وتجد فيه
ذاتها ،تتعالق معه فتظفي عليه ظاللها ،وتمارس فيه ألفتها ،ويتيح لها هو إحساسها بالوجود ،هذا ماينطق
صالة هو اآلخر ،وجلس على به الملفوظ المسرود"...وعندما دلف إلى رفة األمير وجده في ال ّ
الحصير ،...وكان عمود من الدّخان العطر ينبعث من الكانون الموضوع تحم السّرير األبير
العرير ،...وك ّل شيء في الغرفة كان يش ّع نظافة ،وجمات ،أ ّما األمير فكان يرتدي قميصا أبير
فضفاضا ،ويجلس بسكون تجاه القبلة ،وبال ريب فهو التّش ّهد األخير"(. 27
الروحي ،كما يضعنا أمام شخصيّة األمير ،وهي تمارس صف لنا السّارد البيم في جماله ،وبعده ّ يو ّ
شخصيّة ،وتوصيف المكان الذي تؤثّيه ،ومن فعل كينونتها ،والسّارد في هذا الخطاب يتنقّل بين وصف ال ّ
ث ّم فهو فضاء يعبّر عن أصحابه.
81
إسكندر سكماكجي
تطرح رواية "المغامرة الغامضة" عالقة الذّات "بالمقدّس" ،ويظهر خاللها الجانب الدّيني بوصفه
يضطلع بتأطير هذه العالقة، ّ المتأزمة ،وهنا نجد فضاء البيم ّ رافدا من روافد الهويّة اإلفريقيّة للذّات
ّ
التي يرشح بتباينها الملفوظ السّردي" :وفي هذه األثناء تسلل سمباجالو من رفته خفية إلى ردهة
المنزل فأخذ يذرع السّاحة طوت ،وعرضا فما لبث أن افتتح ليلة القرآن"(. 28
شخصيّة اإلفريقيّة وجودها الرواية ،تمارس فيه ال ّ ت ينكفئ "البيم" عن دوره كفضاء ألفة في ّ
ُهرع إليه أنّىَ ي الذي جالوبي"، شيخ "بيم كحال ّة، يضطلع بأدوار اجتماعية ،وسياسي ّ الروحي ،بل نجده ّ
طرأ طارئ ،وطارئ آل جالوبي ،مسألة تقف بالقوم على هاوية استالب الذّات ،وهو شأن "المدرسة
األجنبيّة" ،التي يتدارس القوم أمر معضلتها ،في هذا الملفوظ المسرود...":وكان الوفد قد جاء مساء
اليوم السّابق بقيادة "أرط" جالوبي ،عميد أبناء جالوبي قاطبة ،وض ّم"جالتابي" سيد صيادي األسماك،
شيخ"(. 29ص بهم منزل ال ّ ّ "فرب" زعيم الحدّادين ،و"جون" رأس النّساجين ،و يرهم حتّى
ص إلى آخره ،وقد لقد تمظهر الفضاء في رواية "المغامرة الغامضة" خيطا رفيعا ممتدا من ّأول النّ ّ
الروائي من خالله إخراج اإليديولوجيات المتصارعة صراع الذّات بحيا عن هويّتها ،ومحاولتها حاول ّ
وظف خاللها الكاتب تقنية الحوار، اتنعتاق من فرض تميّالت اآلخر عليها ،وك ّل ذلك بلمسة فنيّة راقية ّ
شخوص أن تكشف عن وتجلّى ذلك من خالل صيغ المعروض ير المباشر؛ فاسحا المجال لرؤى ال ّ
الروائي كذلك من تقنيات تيّار الوعي التي تج ّلم من خالل صيغ المونولوج وعيها ،واستفاد ّ
تشظي الذّات اإلفريقيّة التي تمظهرت مترقّبة ،متوجّسة من اآلخر ،بل ومن ّ الدّاخلي،التي عكسم حالة
حولين بفعل التغريب الذي حاول الواقع الكولونيالي أن يحقق بها طموحه ،ورافع أدب بني جلدتها الم ّ
مابعد الكولونيالية لدفعه.
المصادر والمراجع
.1أوبيدي كروبونيل كورتيس :ترجمة اآلخر ،نظريّة التّرجمة ،الغرابة ومابعد الكولونياليّة ،تر:
الزاوية ،المغرب ،ط ،6ص.19 أنور المرتجي ،منشورات ّ
شركة المصريّة العالميّة للنّشر لونجمان ،مصر، .6نبيل را ب :موسوعة النّظريّات األدبيّة ،ال ّ
ط ،6113 ،1ص.555
.3المرجع السّابق :ص.61
.4شيخ حامد كان :المغامرة الغامضة ،تر :محمد سعيد باه ،مر:وطفى هاشم ح ّمادي ،المجلس
الوطني لليّقافة والفنون واآلداب ،الكويم ،6116 ،ص.98
ص السّردي ،المركز اليقافي العربي ،بيروت ،ط ،1991 ،1ص.23 .5حميد لحمداني :بنية النّ ّ
ص األدبي ،إفريقيا ّ ّ
.2مح ّمد السّويرتي :المناهج النقديّة الحديية(آليات اشتغالها في تحليل الن ّ
(بتصرف .
ّ شرق ،الدّار البيضاء ،المغرب ،6115 ،ص161 ال ّ
صالرواية إلى سوسيولوجيا النّ ّ الروائي واإليديولوجي( من سوسيولوجيا ّ .7حميد لحمداني :النّقد ّ
الروائي ،المركز اليّقافي العربي بيروت ،لبنان،ط.1991 ،1 ّ
الروائي(دراسة سوسيوبنائيّة في روايات عبد الحميد بن ّ والخطاب عيالن:اإليديولوجيا عمرو .8
هدّوقة ،منشورات جامعة منتوري ،قسنطينة ،6111،ص116
ص السّردي ،ص.21-21 .9حميد لحمداني :بنية النّ ّ
الرواية الجزائريّة( ، 6116-1996رسالة دكتوراه، شطاح :شعريّة المكان في ّ .11عبد هللا ّ
ّ
مالح ،قسم اللغة العربيّة وآدابها ،كليّة اآلداب واللغات ،جامعة الجزائر بن ّ إشراف :علي ّ
يوسف بن خدة ،الجزائر،دت ،ص.364-363
.11ابن منظور :لسان العرب ،دار المعارف ،القاهرة ،ص.3818
.16القرآن الكريم :سورة البقرة ،اآلية( ، 6-1ص.6
.13ابن منظور :مصدر سابق ،ص.3817
شيخ حامد كان :رواية المغامرة الغامضة ،ص.36 .14ال ّ
82
شيخ حامد كان شعريّة الفضاء ودالالته في رواية "المغامرة الغامضة" لل ّ
تشظي الذّات اإلفريقيّة بين األصالة واالستيالب- ّ -قراءة في
صحراء،الهادي الدّا ّلي :دراسة في حركات التّبشير والتّنصير بمنطقة إفريقيا فيما وراء ال ّ .15
الدّار المصر ّية اللّبنانيّة ،القاهرة ،ط.6116 ،1ص.64
المرجع نفسه :ص.99 .12
ص القصصي ،دار النّشر للجامعات ،القاهرة ،ط.1992 ،6 الراوي والنّ ّ الرحيم الكرديّ : عبد ّ .17
شيخ حامد كان :المغامرة الغامضة ،ص.45 .18
المصدر نفسه :ص.43 .19
المصدر نفسه :ص.43 .61
الرواية ،دار الحوار ،الالذقيّة ،سورية، ّ في ة ي
ّ الجمع الفواعل تبئير جبارة: كوثر مح ّمد علي .61
ط،6116 ،1ص.147
شيخ حامد كان :المغامرة الغامضة ،ص.96 .66
المصدر نفسه :ص..25 .63
شيخ حامد كان :المغامرة الغامضة.99 ، .64
الزمن -السّرد – التّبئير ،المركز اليّقافي العربي، الروائي( ّ سعيد يقطين :تحليل الخطاب ّ .65
بيروت ،لبنان ،ط ،1997 ،3ص.197
الرواية الجزائريّة( ، 6111-1991رسالة د كتوراه، الرؤية في ّ نبيل بالسّليو :مرجع سابقّ ، .62
إشراف :رشيد قريبع ،قسم اللّغة العربيّة كليّة اآلداب والعلوم اإلنسانيّة ،جامعة األمير عبد
القادر للعلوم اإلنسانيّة ،قسنطينة ،الجزائر ،6111-6111 ،ص.172
شيخ حامد كان :المغمرة الغامضة ،ص .31-69 .67
28. Chevrier, Jacques : Littératures francophones d’Afrique noire-
éditions ; éd sud,Aix-en- Provence, 2000,P :78.
المصدر السّابق :ص.21 .69
30. Chevrier, Jacques : Littérature francophones, P : 79.
شيخ حامد كان :المغمرة الغامضة ص.58 .31
المصدر نفسه :ص.76 .36
المصدر نفسه :ص.72 .33
ص القصصي ،ص.119 ّ ّ نوال اوي الكردي:الر
ّ الرحيم
عبد ّ .34
شيخ حامد كان :المغامرة الغامضة ،ص.92 .35
المصدر نفسه :ص.119 .32
المصدر نفسه :ص.32 .37
ميشال فوكو :حفريات المعرفة ،سالم يفوت ،المركز اليّقافي العربي ،بيروت ،لبنان ،ط،6 .38
.1987ص.113
39. Chevrier, Jacques : Littératures francophones, P :114.
شيخ حامد كان :المغامرة الغامضة ،ص.75 .41
ّ
الرائي( أسئلة القيمة وتقانات التشكيل ،شركة المؤسّسة الحديية ص ّ مح ّمد صابر عبيد :النّ ّ .41
للكتاب ،لبنان ،6114 ،ص.316
شيخ حامد كان :المغامرة الغامضة ،ص.46 .46
المصدر نفسه :ص.85 .43
شيخ حامد كان :المغامرة الغامضة ،ص.171 .44
شطاح :مرجع سابق ،ص.449 عبد هللا ّ .45
المصدر السّابق :ص.195 .42
يوري لوتمان :مشكلة المكان الفنّي ،تر:سيزا قاسم درزا .عن كتاب :جماليات المكان :جماعة .47
من الباحيين ،عيون المقاتت الدّار البيضاء ،ط ،1988 ،6ص.23
83
إسكندر سكماكجي
84