Professional Documents
Culture Documents
Alzheimer S PDF
Alzheimer S PDF
Alzheimer S PDF
يعتقد العلماء إن مرض الزهايمر ناجم عن مزيج من عوامل وراثية وعوامل أخرى تتعلق بنمط
الحياة والبيئة المحيطة .ومن الصعب جدا فهم مسببات وعوامل الزهايمر ،ولكن تأثيره على خاليا
الدماغ واضح ،إذ أنه يصيب خاليا المخ (ذهب ،2021 ،صفحة ،)17ويؤدي إلى انكماش حجم
الدماغ بالكامل بسبب المرض ويقل عدد الخاليا والترابطات العصبية تدريجيا .أظهرت عمليات
التشريح لألدمغة المصابة بهذا المرض أيضا شوائب صغيرة في األنسجة العصبية تسمى
اللويحات والحبيكات ويعتقد أنها المشتبه الرئيسي في تلف وموت الخاليا العصبية .وجدت
اللويحات بين خاليا الدماغ الميتة ،وهي تتشكل من تراكم بروتين يدعى "بيتا أميلويد" .وهذه
الكتل هي بين نقاط التشابك العصبي التي تنشط خاليا نظام المناعة لتسبب التهابا وإبادة للخاليا
العاجزة.
الحبيكات ،وهي ألياف ملتوية لبروتين آخر يدعى بروتين تاو ويتراكم داخل الخاليا الدماغية،
ليؤثر على توريد المواد الغذائية والعناصر األساسية األخرى من الخاليا ،تتجمع من خالل
الخاليا والتي ستموت في نهاية المطاف .يزداد تشكل اللويحات والحبيكات في أهم أقسام الدماغ
وهي الذاكرة والتفكير والتخطيط على نحو أكثر مما كانت عليه في المراحل المبكرة ،ما ينتج عنه
ازدياد المشاكل في الذاكرة والتفكير والتفاعل بالعمل أو المحيط االجتماعي .فينتاب المرضى
حالة من االضطراب والصعوبة في التعامل العالي والتعبير عن أنفسهم وترتيب أفكارهم .تنتشر
اللويحات والحبيكات لتصل إلى المناطق المعنية بالنطق وإدراك الكالم وبإحساس الجسم باألشياء
المحيطة به ،كما تتغير شخصية المريض وسلوكه خالل هذه المرحلة ويصبح عاجزا عن
التعرف إلى األصدقاء وأفراد العائلة( .معال)
*عامل نقص فيتامين : B12من المحتمل أن يكون األشخاص الذين يفتقرون إلى فيتامين بي
اثني عشر أو فيتامين الفوليك ،معرضين أكثر من غيرهم لمرض الزهايمر .إن نقص الفيتامينين
المذكورين ربما يؤثر على مستوى المواد الكيمياوية التي تلعب دورا حيويا في نقل االشارات
داخل الدماغ .وقد يساهم نقص الفيتامين ب زيادة المكونات الكيمياوية المعروفة بهوموسيستين
التي تعمل على تسميم الخاليا العصبية .ويقول الباحث الدكتور هويزين وانج أنه اكتشف في هذه
الدراسة أن انخفاض مستوى هذين الفيتامينين لع عالقة باإلصابة بمرض الزهايمر) ( .
*نقص فيتلمين ( B9حمض الفوليك) :حيث أن األشخاص الذين يعانون من نقص حمض
الفوليك معرضون بشكل أكبر لمخاطر اإلصابة بالخرف( .طبيب العرب)2014 ،
* العوامل الوراثية :إن إمكانية اإلصابة بمرض الزهايمر تكون مضاعفة ثالث مرات إذا
أصيب أحد اآلباء من الجيل األول بهذا المرض ،هذا ويزداد احتمال اإلصابة بهذا المرض عند
األشخاص الذين يحملون نسختين من مورثة األليلين E4للبروتين الشحمي APO Eوهو
بروتين ناقل للكولسترول في الدم ،ومن خالل عدة دراسات في مجال الوراثة تم تأكيد وجود
عالقة ترابطية بين هذا البروتين والخصائص الفيزيوباتولوجية لمرض الزهايمر ،حيث يتدخل
البروتين الشحمي APO Eفي إعادة بناء الخاليا العصبية المهدمة ،لكن تكون هذه العملية أقل
فاعلية إذا ما تمت عن طريق تدخل األليلين ) ( .E4
*العوامل النفسية واالجتماعية :تتمثل في المستوى الثقافي حيث توصلت الدراسات أن عامل
المستوى الثقافي الضعيف يزيد من احتمال اإلصابة بمرض الزهايمر أو الخرف عامة ،كما
أكدت أيضا أن تأثير هذا العامل هو أكثر وضوحا عند فئة النساء منه عند فئة الرجال ،في حين
فسرت الدراسات تأثير المستوى الثقافي العالي على أنه انعكاس إليجابيات المستوى االجتماعي
االقتصادي الجيد المتمثل في التغذية وكل الظروف المالئمة للحياة (شابي،2019/2018 ،
صفحة .)83
*عامل اإلصابة الوعائية :حيث أن السوابق المرضية يمكن أن تكون عامل من العوامل التي
تهدد باإلصابة مرض الزهايمر ومن هذه األمراض نجد ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وارتفاع
الكولسترول في الدم (شابي ،2019/2018 ،صفحة .)83
-المرحلة الثانية :يستطيع المريض في هذه المرحلة إنجاز بعض المهام البسيطة ولكنه يحتاج
للمساعدة إلنجاز المهام األكثر تعقيدا ،وتتراجع قدرة المريض عند استخدام وسائل النقل العامة،
وينسى غالبا دفع ثمن البطاقة ،وبما أن المريض يعي ما يحصل له ولو جزئيا فإنه يصاب بحالة
من االكتئاب وا لتهيج ،يستطيع المريض في هذه المرحلة استعادة الذكريات القديمة أما الذاكرة
الحديثة فيصيبها قدر كبير من التراجع بالترافق ،مع ضياعه في الزمان والمكان ،ويحتاج
المريض في هذه المرحلة إلى درجة كبيرة من المساعدة ،ويصبح حديثه غير مفهوم ،إضافة إلى
اختراعه لكلمات جديدة وعدم قدرته على تمييز الوجوه المألوفة.
-المرحلة الثالثة :وهي المرحلة النهائية حيث تخفت ذاكرته حتى التالشي ،ويصبح غير قادر
على التحكم في البول والبراز ويحتاج إلى مساعدة تامة ،يفقد المريض في هذه المرحلة القدرة
على المضغ والبلع ويصاب عادة بإنتان رئوي بشكل متكرر بسبب دخول أجزاء من الطعام
والتراب إلى الطرق التنفسية عند األكل ،مع تحوله إلى طريح الفراش تتكرر لدى المريض
اإلنتانات التنفسية والبولية ،وتكثر االختالطات الطبية ويصل المريض في النهاية إلى حتفه
(حامد ،2009 ،صفحة .)22،21
*االضطرابات العاطفية (تثبيط الحماس واالكتئاب) يساهم في تقييد األنشطة اليومية ،والتي تؤدي
بدورها إلى انخفاض احترام الذات وظهور األفكار االكتئابية أو تعزيزها ،وفي النهاية تفاقم الخلل
المعرفي.
يختلف تواتر وشدة األعراض المختلفة حسب المرحلة والمرض)jaques selmes( .
-يتأثر فهم الجمل المعقدة ولكن يتم استبعاد فهم الجمل البسيطة.
-المعلومات الصريحة يتم التقاطها بشكل أفضل كمعلومات ضمنية(Thierry, 2011, p. 8) .
أما بالنسبة لالضطرابات اللغوية المصاحبة لمرض الزهايمر ،فتتميز بالتباين ،وتتفاوت مظاهرها
تفاوتا كبيرا إذ ليس ثمة ملمح يمكن التعويل عليه وحده ليكون معبرا عن العجز اللساني للمصابين
بالمرض ،ويجمع الباحثون واألطباء على أن االضطرابات اللغوية يمكن أن تظهر مبكرا مع
بداية المرض ،بل قد تكون هي العالمة الباكورة التي تقودنا إلى الكشف عنه أو قد تتأخر في
الظهور إلى مراحل متقدمة من سير المرض.
إن ظهور أعراض المرض قبل سن 65سنة أو اقتران المرض مع وجود حالة مرض الزهايمر
العائلي كلها عوامل منذرة بخطر تطور مبكر االضطرابات اللغوية ويظهر المرضى اضطرابات
احتباسية phasiquesمنذ مراحل المرض األولى ويمكن أن تبرز هذه الصعوبات حتى في
مرحلة سابقة من ظهور اضطرابات المرض اإلكلينيكية ،سنتين قبل تحديد أي تشخيص.
تتميز المرحلة األولى من سير المرض بغياب تام لالضطرابات على المستوى الفونولوجي
والصوتي والتركيبي غير أن خطاب المريض تكثر فيه ظاهرة حبسة التسمية ،أو فقد الكلمة
الهدف والتي يعبر عنها غالبا بكلمة على طرف اللسان ،ويمس هذا االضطراب في البداية أسماء
األعالم والتو اريخ والكلمات قليلة التداول في اللغة ثم الكلمات المتداولة ،ويلجأ المرضى إلى
استراتيجيات تعويضية منها الحبسة االستبدالية الداللية paraphasie sémantiquesوذلك
بإحالل كلمة من فئة مفتوحة محل أخرى محددة ،ومثال ذلك :استعمال المريض كلمة "منظف"
وهي اسم جنس بدل كل مة "صابون" ،وقد يحدث العكس باستعمال اسم مدرج في جنس معين
للداللة على اسم عام أو صنف ،مثل استعمال كلمة "ذبابة" للداللة على "حشرة" ،ومنها اإلطناب
circonlocutionsوتتمثل في إجابة كثيرة الكلمات ،لما يمكن قوله في كلمة ،كقولهم "تلك
األشياء التي يكتبون بها" ويريد بذلك "األقالم" .وشيئا فشيئا تتكاثر في كالم المصاب الكلمات
الفضفاضة العامة ،ويصبح خطابه ملتبسا وقليل اإلفادة( .قماري ،2016 ،صفحة )50
بعد أن يجتاز المرض مراحله األولى ،تتفاقم ظاهرة "الكلمة المفقودة" ،ويجد المريض نفسه
مكرها أحيانا على االستعانة بكلمات بعيدة عن الكلمات المقصودة (الهدف) ،من مثل استعمال
كلمة "مئزر" للداللة عن "الطبيب".
واهتمت أبحاث كثيرة برصد ظاهرة االنفصال الداللي عند المرضى ،بإجراء اختبارات مقارنة
بين أسماء الموجودات البيولوجية واألشياء غير البيولوجية ،vivant/non-vivantوذهب
بعض تلك الدراسات إلى تأكيد ظهور انفصال عند تسمية الموجودات المتحركة وأنها أكثر
عرضة للتلف من األشياء الجامدة ،كما يتميز خطاب المريض أيضا بكثرة لجوئه إلى جمل
الشرح :périphrasesاستعمال عبارات تدور حول معنى مفردة معينة ،وإدراج األسماء
الموصولة دون وضوح جملة الصلة (ما يعني اضطراب الوظيفة المرجعية في خطاب
المريض).
وإذا نظرنا في مستوى بنية الخطاب ،plan discursifظهر واضحا التفكك السردي من خالل
غياب ألفاظ دالة على عناصر أساسية في السياق السردي وإقحام أحداث ال تمت بصلة للقصة
األصلية فالمرضى يبدون حرصا شديدا على االستغراق في التفاصيل الهامشية ويطغى على
خطابهم استعراض الجانب الشخصي ،وهو ما يسفر عن وجود اضطراب كبير في المهارة
التداولية pragmatiqueفي خطاب المريض.
*افتقار الخطاب :مع سير المرض إلى مراحله األخيرة ،يظهر خطاب المريض فقرا مجديا،
سواء من حيث الكم أو من حيث النوعية ،وتحل ظاهرة المثابرة واالتباع Persévérationفي
الكلمات أو الموضوعات مع تكرار الخروج عن الموضوع ،كما يشهد المستوى التركيبي
اضطرابات في التأليف ،حيث يشذ توالي األلفاظ عن القواعد المحكمة ،كما تشيع األسماء
الموصولة دون وجود رابط مرجعي للوصل ،ويشح مخزون الوحدات المعجمية المستعملة،
إضافة إلى بناء تركيبي ضعيف اإلحكام ،أو متهالك ،األمر الذي يجعل المحتوى اإلخباري
للخطاب شيئا فشيئا فارغا.
وفي هذه المرحلة يفقد المريض المبادرة في الحوار ،حيث يتناقص زمن الكالم خالل تبادل
الحديث وعدد مرات أخذ الكلمة ،وتندر الموضوعات المتحدث فيها ونادرا ما يلجأ المريض إلى
االستراتيجيات التي تعيد مواصلة تبادل الحوار إذا ما انقطع ،كطلب إعادة صياغة جملة أو طلب
معلومة إضافية ،ففي هذه المرحلة يلحق التلف بكل دوائر معالجة الكالم ،ويظهر لدى المرضى
اضطرابات في فهم معنى الرسائل اللغوية ،وفي القدرة على ربط العالقات بين معلومات
متجاورة ،ويترتب عن اإلصابة بمرض الزهايمر مشكلة تواصل حقيقية عند المريض ،ويصبح
يعاني صعوبات جمة في التعبير على حاجاته اليومية االجتماعية منها والعاطفية .ومن الوجهة
النظرية في تفسير ما عرضناه ،فإن اضطرابات الذاكرة الداللية تؤدي دورا حاسما في نشوء
هذه األعراض اللسانية( .قماري ،2016 ،صفحة )51
خاتمة :
في األخير يمكننا القول بأن مرض الزهايمر من أمراض العصر الخطيرة التي يجب التنبه لها
واالهتمام بها من طرف كافة الناس على وجه العموم ،واألخصائيين على وجه الخصوص.
وكوننا أخصائيين في مجال األرطفونيا وجب علينا النظر إلى هذا الموضوع بعين االعتبار ،لما
لألخصائي األ رطفوني من دور فعال في التكفل بمريض الزهايمر وخاصة على مستوى
اضطرابات التواصل اللفظي التي يعاني منها هذا المريض ،إضافة إلى مختلف القدرات المعرفية
والذهنية العليا التي ال يمكن عزلها عن اللغة ،كما ال ننسى إمكانية تكفل هذا األخصائي
باالضطرابات اللغوية التي تكون مصاحبة لهذا المرض وعلى رأسها الحبسة.
ومنه فإن غياب األخصائي األرطفوني أثناء عملية التكفل بمريض الزهايمر يترك فجوة وفراغ
واضحين في هذه العملية ،أو باألحرى في النتيجة المتوصل إليها مع المريض.