Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 141

‫سورة البقرة‬

‫‪"-231‬وإذا طلقتم النساء ‪"..‬‬ ‫‪"-173‬إنما حرم عليكم ‪"..‬‬ ‫‪"-115‬وهلل المشرق والمغرب‪"..‬‬ ‫‪"-57‬وظللنا‪ %‬عليكم‪"..‬‬ ‫تناسب الفاتحة مع البقرة‬
‫‪"-232‬وإذا طلقتم النساء ‪"..‬‬ ‫‪"-174‬إن الذين يكتمون‪"..‬‬ ‫‪"-116‬وقالوا اتخذ هللا ولداً‪"..‬‬ ‫‪"-58‬وإذقلناادخلوا‪"..‬‬ ‫هدف السورة‬
‫‪"-233‬والوالدات يرضعن ‪"..‬‬ ‫‪"-175‬أولئك الذين اشتروا‪"..‬‬ ‫‪"-117‬بديع السماوات ‪"..‬‬ ‫‪"-59‬فبدل الذين ظلموا‪"..‬‬ ‫‪"-1‬ألم"‬
‫‪"-234‬والذين يتوفون منكم ‪"..‬‬ ‫‪"-176‬ذلك بأن هللا نزّل ‪"..‬‬ ‫‪"-118‬وقال الذين اليعلمون‪"..‬‬ ‫‪"-60‬وإذ استسقى ‪"..‬‬ ‫‪"-2‬ذلك الكتاب‪"..‬‬
‫‪"-235‬والجناح عليكم فيما ‪"..‬‬ ‫‪"-177‬ليس الب َّر أن تولوا‪"..‬‬ ‫‪"-119‬إناأرسلناك‪ %‬بالحق‪"..‬‬ ‫‪"-61‬وإذقلتم ياموسى‪"..‬‬ ‫‪"-3‬الذين يؤمنون بالغيب‪"..‬‬
‫‪"-236‬الجناح عليكم إن ‪"..‬‬ ‫‪.."-178‬كتب عليكم القصاص‪"..‬‬ ‫‪"-120‬ولن ترضى عنك اليهود‪..‬‬ ‫‪"-62‬إن الذين آمنوا‪"..‬‬ ‫‪"-4‬والذين يؤمنون‪"..‬‬
‫‪"-237‬وإن طلقتموهن‪"..‬‬ ‫‪"-179‬ولكم فى القصاص ‪"..‬‬ ‫‪"-121‬الذين ءاتيناهم الكتاب‪"..‬‬ ‫‪"-63‬وإذأخذناميثاقكم‪"..‬‬ ‫‪"-5‬أولئك على هدى‪"..‬‬
‫‪"-238‬حافظواعلى الصلوات‪"..‬‬ ‫‪.."-180‬إذاحضرأحدكم الموت‪"..‬‬ ‫‪"-122‬يابنى إسرائيل اذكروا‪"..‬‬ ‫‪"-64‬ثم توليتم من بعد‪"..‬‬ ‫‪"-6‬إن الذين كفروا‪"..‬‬
‫‪"-239‬فإن خفتم فرجاالً‪"..‬‬ ‫‪"-181‬فمن بدله بعد ماسمعه ‪"..‬‬ ‫‪"-123‬واتقوا يوما ً التجزى‪"..‬‬ ‫‪"-65‬ولقدعلمتم‪"..‬‬ ‫‪"-7‬ختم هللا على قلوبهم‪"..‬‬
‫‪"-240‬والذين يتوفون منكم‪"..‬‬ ‫ص ‪"..‬‬
‫‪"-182‬فمن خاف من مو ٍ‬ ‫‪"-124‬وإذ ابتلى إبراهي َم ربه‪"..‬‬ ‫‪"-66‬فجعلناها نكاالً‪"..‬‬ ‫‪"-8‬ومن الناس من يقول‪"..‬‬
‫ع ‪"..‬‬ ‫‪"-241‬وللمطلقات متا ٌ‬ ‫‪.."-183‬كتب عليكم الصيام‪"..‬‬ ‫‪"-125‬وإذ جعلنا البيت مثابةً‪"..‬‬ ‫‪.." -67‬أن تذبحوابقرة‪"..‬‬ ‫‪"-9‬يخادعون هللا ‪"..‬‬
‫‪"-242‬كذلك يبين هللا لكم‪"..‬‬ ‫‪"-184‬أياما معدودات‪"..‬‬ ‫‪.."-126‬رب اجعل هذا بلداًآمناً‪"..‬‬ ‫‪"-68‬قالواادع لناربك‪"..‬‬ ‫‪"-10‬فى قلوبهم مرض‪"..‬‬
‫‪ "-243‬ألم ترإلى الذين خرجوا‪..‬‬ ‫‪"-185‬شهر رمضان ‪"..‬‬ ‫‪"-127‬وإذيرفع إبراهيم القواعد‪..‬‬ ‫‪"-69‬قالواادع لناربك‪"..‬‬ ‫‪"-11‬وإذا قيل لهم التفسدوا‪"..‬‬
‫‪"-244‬وقاتلوافى سبيل هللا ‪"..‬‬ ‫‪"-186‬وإذا سألك عبادى عنى‪"..‬‬ ‫‪"-128‬ربنا واجعلنا‪ %‬مسل َمين ‪"..‬‬ ‫‪"-70‬قالواادع لناربك‪"..‬‬ ‫‪"-12‬أال إنهم هم المفسدون‪"..‬‬
‫‪"-245‬من ذاالذى يقرض هللا‪"..‬‬ ‫‪"-187‬أحل لكم ليلة الصيام‪"..‬‬ ‫‪"-129‬ربناوابعث فيهم رسوالً‪"..‬‬ ‫‪"-71‬قال إنه يقول إنها‪".‬‬ ‫‪"-13‬وإذا قيل لهم أمنوا‪"..‬‬
‫‪"-246‬ألم ترإلى المأل ‪"..‬‬ ‫‪"-188‬وال تأكلوا أموالكم ‪"..‬‬ ‫‪"-130‬ومن يرغب عن ملة ‪"..‬‬ ‫‪"-72‬وإذقتلتم نفساً‪"..‬‬ ‫‪"-14‬وإذالقواالذين أمنوا‪"..‬‬
‫‪"-247‬وقال لهم نبيهم ‪"..‬‬ ‫‪"-189‬يسألونك عن األهلة‪"..‬‬ ‫‪"-131‬إذقال له ربه أسلم‪"..‬‬ ‫‪"-73‬فقلنا اضربوه ببعضها ‪"..‬‬ ‫‪"-15‬هللا يستهزئ بهم‪"..‬‬
‫‪"-248‬وقال لهم نبيهم ‪"..‬‬ ‫‪"-190‬وقاتلوا فى سبيل هللا ‪"..‬‬ ‫‪"-132‬ووصى بها إبراهيم ‪"..‬‬ ‫‪"-74‬ثم قست قلوبكم‪"..‬‬ ‫‪"-16‬اولئك الذين اشتروا‪"..‬‬
‫‪"-249‬فلمافصل طالوت‪"..‬‬ ‫‪"-191‬واقتلوهم حيث ثقفتموهم‪..‬‬ ‫‪"-133‬أم كنتم شهداء‪"..‬‬ ‫‪"-75‬أفتطمعون أن يؤمنوا‪"..‬‬ ‫‪"-17‬مثلهم كمثل الذى‪"..‬‬
‫‪"-250‬ولما برزوا لجالوت‪"..‬‬ ‫‪"-192‬فإن انتهوا ‪"..‬‬ ‫‪"-134‬تلك أمةٌ قد خلت‪"..‬‬ ‫‪"-76‬وإذا لقواالذين آمنوا‪"..‬‬ ‫‪"-18‬ص ٌم بك ٌم عم ٌى‪"..‬‬
‫‪"-251‬فهزموهم بإذن هللا ‪"..‬‬ ‫‪"-193‬وقاتلوهم‪ %‬حتى ‪"..‬‬ ‫‪"-135‬وقالوا كونوا هوداً‪"..‬‬ ‫‪"-77‬أواليعلمون أن هللا‪"..‬‬ ‫ب من السماء‪"..‬‬ ‫‪"-19‬أو كصي ٍ‬
‫‪"-252‬تلك ءايات هللا ‪"..‬‬ ‫‪"-194‬الشهر الحرام ‪"..‬‬ ‫‪"-136‬قولوا ءامنا باهلل ‪"..‬‬ ‫‪"-78‬ومنهم أميون‪"..‬‬ ‫‪"-20‬يكاد البرق‪"..‬‬
‫‪"-253‬تلك الرسل ‪"..‬‬ ‫‪ "-195‬وأنفقوا فى سبيل هللا ‪"..‬‬ ‫‪"-137‬فإن ءامنوا بمثل‪"..‬‬ ‫‪"-79‬فوي ًل للذين يكتبون‪"..‬‬ ‫‪"-21‬ياأيهاالناس اعبدوا‪"..‬‬
‫‪.."-254‬أنفقواممارزقناكم‪"..‬‬ ‫‪"-196‬وأتموا الحج والعمرة ‪"..‬‬ ‫‪ "-138‬صبغة هللا ‪"..‬‬ ‫‪"-80‬وقالوا لن تمسناالنار‪"..‬‬ ‫‪"-22‬الذىجعل لكم األرض‪"..‬‬
‫‪"-255‬هللا الإله إالهوالحى‪".‬‬ ‫‪"-197‬الحج أشهر معلومات ‪"..‬‬ ‫‪"-139‬قل أتحاجوننا‪"..‬‬ ‫‪"-81‬بلى من كسب سيئة‪"..‬‬ ‫‪"-23‬وإن كنتم فى ريب‪"..‬‬
‫‪"-256‬الإكراه فى الدين‪"..‬‬ ‫‪"-198‬ليس عليكم جناح ‪"..‬‬ ‫‪"-140‬أم تقولون‪ %‬إن إبراهيم‪"..‬‬ ‫‪"-82‬والذين آمنوا وعملوا‪"..‬‬ ‫‪"-24‬فإن لم تفعلوا‪"..‬‬
‫‪"-257‬هللا ولى الذين ءامنوا‪"..‬‬ ‫‪"-199‬ثم أفيضوا ‪"..‬‬ ‫‪ "-141‬تلك أمةٌ قد خلت‪"..‬‬ ‫‪"-83‬وإذأخذناميثاق بنى‪"..‬‬ ‫‪"-25‬وبشر الذين أمنوا‪"..‬‬
‫‪"-258‬ألم ترإلى الذى حاج ‪"..‬‬ ‫‪"-200‬فإذا قضيتم مناسككم ‪"..‬‬ ‫‪"-142‬سيقول السفهاء‪"..‬‬ ‫‪"-84‬وإذ أخذنا ميثاقكم‪"..‬‬ ‫‪"-26‬إن هللا ‪"..‬‬
‫‪"-259‬أوكالذى مرعلى قرية‪"..‬‬ ‫‪.."-201‬آتنا فى الدنيا حسنة ‪"..‬‬ ‫‪.."-143‬جعلناكم أمةً وسطاً‪"..‬‬ ‫‪"-85‬ثم أنتم هؤالء تقتلون ‪"..‬‬ ‫‪"-27‬الذين ينقضون‪"..‬‬
‫‪"-260‬وإذقال إبراهيم رب ‪"..‬‬ ‫‪"-202‬أولئك لهم نصيب ‪"..‬‬ ‫‪"-144‬قد نرى تقلب وجهك‪"..‬‬ ‫‪"-86‬أولئك الذين اشتروا‪"..‬‬ ‫‪"-28‬كيف تكفرون‪"..‬‬
‫‪"-261‬مثل الذين ينفقون‪".. %‬‬ ‫أيام ‪"..‬‬
‫‪"-203‬واذكروا هللا فى ٍ‬ ‫‪"-145‬ولئن أتيت الذين أوتوا‪"..‬‬ ‫‪"-87‬ولقدآتينا موسى ‪"..‬‬ ‫‪"-29‬هو الذىخلق لكم‪"..‬‬
‫‪"-262‬الذين ينفقون أموالهم‪"..‬‬ ‫‪"-204‬ومن الناس من يعجبك‪"..‬‬ ‫‪"-146‬الذين ءاتيناهم الكتاب‪"..‬‬ ‫‪"-88‬وقالوا قلوبنا غلف‪"..‬‬ ‫‪"-30‬وإذ قال ربك للمالئكة‪"..‬‬
‫‪ "-263‬قو ٌل معروفٌ ومغفرةٌ‪"..‬‬ ‫‪"-205‬وإذا تولى سعى ‪"..‬‬ ‫‪"-147‬الحق من ربك‪"..‬‬ ‫كتاب‪"..‬‬
‫ٌ‬ ‫‪"-89‬ول ّما جاءهم‬ ‫‪"-31‬وعلّم آدم األسماء‪"..‬‬
‫‪.."-264‬ال تبطلوا صدقاتكم‪"..‬‬ ‫‪"-206‬وإذاقيل له اتق هللا ‪"..‬‬ ‫‪"-148‬ولك ٍّل وجهةٌ‪"..‬‬ ‫‪"-90‬بئسما اشتروا به ‪"..‬‬ ‫‪"-32‬قالوا سبحانك‪"..‬‬
‫‪"-265‬ومثل الذين ينفقون‪"..‬‬ ‫‪"-207‬ومن الناس من يشرى‪"..‬‬ ‫‪"-149‬ومن حيث خرجت‪"..‬‬ ‫‪"-91‬وإذاقيل لهم آمنوا‪"..‬‬ ‫‪"-33‬قال ياآدم أنبئهم‪"..‬‬
‫‪"-266‬أيود أحدكم أن تكون ‪"..‬‬ ‫‪.."-208‬ادخلوا فى السلم كافة‪"..‬‬ ‫‪"-150‬ومن حيث خرجت‪"..‬‬ ‫‪"-92‬ولقد جاءكم موسى ‪"..‬‬ ‫‪"-34‬وإذ قلنا للمالئكة‪"..‬‬
‫‪.."-267‬أنفقوا من طيبات ‪"..‬‬ ‫‪"-209‬فإن زللتم من بعد ‪"..‬‬ ‫‪"-151‬كما أرسلنا فيكم رسوالً‪"..‬‬ ‫‪"-93‬وإذ أخذنا ميثاقكم ‪"..‬‬ ‫‪"-35‬وقلنا ياآدم اسكن‪"..‬‬
‫‪"-268‬الشيطان يعدكم الفقر‪"..‬‬ ‫‪"-210‬هل ينظرون إال ‪"..‬‬ ‫‪"-152‬فاذكرونى‪ %‬أذكركم‪"..‬‬ ‫‪"-94‬قل إن كانت لكم الدار‪"..‬‬ ‫‪"-36‬فأزلهما الشيطان‪"..‬‬
‫‪"-269‬يؤتى الحكمة من يشاء‪..‬‬ ‫‪"-211‬سل بنى إسرائيل ‪"..‬‬ ‫‪.."153‬استعينوابالصبروالصالة‪..‬‬ ‫‪"-95‬ولن يتمنّوه أبداً ‪"..‬‬ ‫‪"-37‬فتلقى‪ %‬آدم من ربه‪"..‬‬
‫‪"-270‬وماأنفقتم من نفقة ‪"..‬‬ ‫‪"-212‬زين للذين كفروا ‪"..‬‬ ‫‪"-154‬وال تقولوا لمن يقتل‪"..‬‬ ‫‪"-96‬ولتجدنّهم‪ %‬أحرص الناس‪"..‬‬ ‫‪"-38‬قلنا اهبطوا منها ‪"..‬‬
‫‪"-271‬إن تبدوا الصدقات‪"..‬‬ ‫‪"-213‬كان الناس أمة واحدة ‪"..‬‬ ‫‪"-155‬ولنبلونّكم بشى ٍء ‪"..‬‬ ‫عدواً‪"..‬‬
‫‪"-97‬قل من كان ّ‬ ‫‪"-39‬والذين كفرواوكذبوا‪"..‬‬
‫‪"-272‬ليس عليك هداهم ‪"..‬‬ ‫‪"-214‬أم حسبتم أن تدخلوا ‪"..‬‬ ‫‪.."156‬إناهلل وإناإليه راجعون‪"..‬‬ ‫عدواً هلل ‪"..‬‬
‫‪"-98‬من كان ّ‬ ‫‪"-40‬يابنى إسرائيل‪"..‬‬
‫‪"-273‬للفقراءالذين أحصروا‪"..‬‬ ‫‪"-215‬يسألونك ماذا ينفقون ‪"..‬‬ ‫‪"-157‬أولئك عليهم صلواتٌ ‪"..‬‬ ‫‪"-99‬ولقدأنزلناإليك‪ %‬آيات‪"..‬‬ ‫‪"-41‬وآمنوابماأنزلت‪"..‬‬
‫‪"-274‬الذين ينفقون أموالهم‪"..‬‬ ‫‪"-216‬كتب عليكم القتال ‪"..‬‬ ‫‪"-158‬إن الصفا والمروة‪"..‬‬ ‫‪"-100‬أو كلما عاهدوا‪"..‬‬ ‫‪ "-42‬وال تلبسوا الحق ‪"..‬‬
‫‪"-275‬الذين يأكلون الربا‪"..‬‬ ‫‪"-217‬يسألونك عن الشهر ‪"..‬‬ ‫‪"-159‬إن الذين يكتمون‪"..‬‬ ‫‪ "-101‬ولماجاءهم رسول‪"..‬‬ ‫‪"-43‬وأقيموا الصالة‪"..‬‬
‫‪"-276‬يمحق هللا الربا‪"..‬‬ ‫‪"-218‬إن الذين ءامنوا والذين‪..‬‬ ‫‪"-160‬إال الذين تابوا‪"..‬‬ ‫‪"-102‬واتبعوا ما تتلوا ‪"..‬‬ ‫‪"-44‬أتأمرون الناس بالبر‪"..‬‬
‫‪"-277‬إن الذين ءامنوا ‪"..‬‬ ‫‪"-219‬يسألونك عن الخمر‪"..‬‬ ‫‪"-161‬إن الذين كفروا وماتوا‪"..‬‬ ‫‪"-103‬ولوأنهم آمنواواتقوا‪"..‬‬ ‫‪"-45‬واستعينوا بالصبر ‪"..‬‬
‫‪"-278‬ياأيهاالذين‪ %‬ءامنوا ‪"..‬‬ ‫‪"-220‬فى الدنيا واآلخرة ‪"..‬‬ ‫‪"-162‬خالدين فيها‪"..‬‬ ‫‪.."-104‬التقولوا راعنا‪"..‬‬ ‫‪"-46‬الذين يظنون‪"..‬‬
‫‪"-279‬فإن لم تفعلوافأذنوا ‪"..‬‬ ‫‪"-221‬والتنكحوا المشركات‪"..‬‬ ‫‪"-163‬وإلهكم إلهٌ واحد ‪"..‬‬ ‫‪"-105‬مايودالذين كفروا ‪"..‬‬ ‫‪"-47‬يابنى أسرائيل‪"..‬‬
‫‪"-280‬وإن كان ذوعسرة‪"..‬‬ ‫‪"-222‬ويسألونك عن المحيض‪..‬‬ ‫‪"-164‬إن فى خلق السماوات‪"..‬‬ ‫‪"-106‬ما ننسخ من آية ‪"..‬‬ ‫‪"-48‬واتقوا يوما ً التجزى‪"..‬‬
‫‪"-281‬واتقوا يوما ً ترجعون‪"..‬‬ ‫حرث لكم ‪"..‬‬‫ٌ‬ ‫‪"-223‬نساؤكم‬ ‫‪"-165‬ومن الناس من يتخذ‪"..‬‬ ‫‪"-107‬ألم تعلم أن هللا ‪"..‬‬ ‫‪"-49‬وإذ نجيناكم‪"..‬‬
‫‪.."-282‬إذا تداينتم بدين ‪"..‬‬ ‫‪.."-224‬عرضةً أليمانكم‪"..‬‬ ‫‪"-166‬إذ تبرأ الذين اتبعوا ‪"..‬‬ ‫‪"-108‬أم تريدون أن تسألوا‪"..‬‬ ‫‪"-50‬وإذ فرقنا بكم البحر‪"..‬‬
‫‪"-283‬وإن كنتم على سفر‪"..‬‬ ‫‪"-225‬اليؤاخذكم هللا باللغو‪".. %‬‬ ‫‪"-167‬وقال الذين اتبعوا ‪"..‬‬ ‫‪"-109‬ودكثيرمن أهل الكتاب‪"..‬‬ ‫‪"-51‬وإذ واعدنا موسى‪"..‬‬
‫‪"-284‬هلل مافى السماوات ‪"..‬‬ ‫‪"-226‬للذين يؤلون من نسائهم‪..‬‬ ‫‪"-168‬ياأيها الناس كلوا‪"..‬‬ ‫‪"-110‬وأقيموا الصالة‪"..‬‬ ‫‪"-52‬ثم عفونا عنكم‪"..‬‬
‫‪"-285‬ءامن الرسول ‪"..‬‬ ‫‪"-227‬وإن عزموا الطالق ‪"..‬‬ ‫‪"-169‬إنما يأمركم بالسوء ‪"..‬‬ ‫‪"-111‬وقالوالن‪ %‬يدخل الجنة‪"..‬‬ ‫‪"-53‬وإذ آتينا موسى‪"..‬‬
‫‪"-286‬اليكلف هللا نفسا ً ‪"..‬‬ ‫‪ "-228‬والمطلقات يتربصن ‪"..‬‬ ‫‪"-170‬وإذا قيل لهم اتبعوا‪"..‬‬ ‫‪"-112‬بلى من أسلم‪"..‬‬ ‫‪"-54‬وإذ قال موسى لقومه‪"..‬‬
‫ترابط السورة‬ ‫‪"-229‬الطالق مرتان‪"..‬‬ ‫‪"-171‬ومثل الذين كفروا ‪"..‬‬ ‫‪"-113‬وقالت اليهود ‪"..‬‬ ‫‪"-55‬وإذ قلتم ياموسى‪"..‬‬
‫تناسب البقرة مع آل عمران‬ ‫‪"-230‬فإن طلقها‪ %‬فال تحل له‪"..‬‬ ‫‪"-172‬ياأيهاالذين ءامنوا كلوا‪"..‬‬ ‫‪"-114‬ومن أظلم ممن منع ‪"..‬‬ ‫‪"-56‬ثم بعثناكم‪"..‬‬
‫*تناسب خاتمة الفاتحة مع فاتحة البقرة*‬
‫ين (‪ ))7‬والبقرة تبدأ‬ ‫الضالِّ َ‬‫ال َّ‬‫وب َعلَي ِه ْم َو َ‬ ‫غض ِ‬ ‫ير ال َم ُ‬ ‫ِين أَن َع َ‬
‫مت َعلَي ِه ْم َغ ِ‬ ‫اط الَّذ َ‬
‫(ص َر َ‬‫تنتهي سورة الفاتحة بذكر المن َعم عليهم والمغضوب عليهم والضالين ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِين ك َف ُروا َس َوا ٌء َعلي ِ‬
‫ْه ْم أأنذ ْر َت ُه ْم أ ْم ل ْم‬ ‫َّ‬
‫ِين (‪ ))2‬وهؤالء من َعم عليهم ثم تقول (إِ َّن الذ َ‬ ‫ْب فِي ِه ُهدًى لِّلْ ُمتق َ‬
‫َّ‬ ‫ِك الْ ِك َت ُ‬
‫اب َ‬
‫ال َري َ‬ ‫بذكر هؤالء أجمعين‪ ،‬تبدأ بذكر المتقين ( َذل َ‬
‫ِين (‬‫‪C‬‬ ‫ول آ َمنَّا ِباللِهّ َو ِبالْ َي ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر َو َما هُم ِب ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫اس َمن َي ُق ُ‬
‫ِن النَّ ِ‬‫ون (‪ ))6‬تجمع الكافرين من المغضوب عليهم والضالين وتذكر المنافقين ( َوم َ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ِر ُه ْم َ‬
‫ال ي ْ‬ ‫تُنذ ْ‬
‫وب‬‫غض ِ‬ ‫ير ال َم ُ‬ ‫مت َعلَي ِه ْم َغ ِ‬ ‫ِين أَن َع َ‬
‫اط الَّذ َ‬ ‫(ص َر َ‬ ‫‪ ))8‬إذن اتفقت خاتمة سورة الفاتحة مع افتتاح سورة البقرة‪ .‬ذكر في خواتيم الفاتحة أصناف الخلق المكلفين ِ‬
‫ين (‪ ))7‬وذكرهم في بداية البقرة‪.‬‬ ‫الضالِّ َ‬
‫ال َّ‬ ‫َعلَي ِه ْم َو َ‬
‫ً‬
‫المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وحادوا عنه والضالون لم يعلموا الحق وإنما ضلوا الطريق ويضربون مثال اليهود والنصارى‪ ،‬المغضوب عليهم منهم‬
‫اليهود والنصارى‪ .‬وفواتح البقرة تحدثت عن هذه األصناف المتقين والكفار والمنافقين جمعت المغضوب عليهم والضالين يجمعهم الكفار‪.‬‬
‫*سؤال‪ :‬هل هذا األمر مقصود في حد ذاته من قِبل هللا سبحانه وتعالى* يعني هذه التوأمة بين خواتيم* السور وبداية السور التي تليها؟‬
‫قسم من الباحثين في عموم المناسبات قالوا القرآن كتاب حياة‪ ،‬اآلن خذ أي يوم من أيام الحياة هل هي مترابطة في مسألة واحدة؟ أو أن فيها أمور مختلفة‬
‫متعددة كلها تجمعها الحياة والقرآن كتاب حياة فيه ما فيه تقع أمور كثيرة متعددة مترابطة ولكن ال يبدو هذا الترابط ظاهرًا مثل الكتاب تقرأه من مقدمته إلى‬
‫خاتمته فصل أول وفصل ثاني ليست رسالة في موضوع معين‪ .‬اآلن نالحظ في هذا الوضع التوقيفي نالحظ إرتباط واضح في هذه المسألة ولذلك الرازي‬
‫قال أن آيات القرآن كلها كأنها كلمة واحدة من حيث الترابط آيات القرآن كأنها آية في ترابطها من حيث الترابط وهذه كأنها كلمة واحدة من حيث الترابط‪.‬‬
‫نحن ال نقول غير مقصود ولكننا اآلن ننظر في شيء موجود أمامنا ونبحث فيه هل هنالك تناسب أو ال؟ في هذا الوضع الحالي نحن اآلن نرى ترابطًا‬
‫واضحًا‪ ،‬نحن نصف في تقديرنا فيما يظهر لنا هذا األمر واهلل أعلم‪ ،‬هذا ما يبدو لنا كعلماء‪.‬‬

‫**هدف السورة‪ :‬االستخالف في األرض ومنهجه**‬


‫‪ C‬تعنى بجانب‬ ‫‪  C‬بعد هجرة الرسول ‪ ‬ومع بداية تأسيس االمة االسالمية (السور المدنية‬ ‫سورة البقرة وآياتها (‪ 286‬آية) هي أول سورة نزلت في المدينة‬
‫التشريع) وأطول سور القرآن وأول سورة في الترتيب بعد الفاتحة‪ .‬وفضل سورة البقرة وثواب قراءتها ورد في عدد من األحاديث الصحيحة منها‪( :‬يؤتى‬
‫بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) وفي رواية (كأنهما غمامتان او ظلتان)‬
‫وعن رسول اهلل ‪ ‬أنه قال‪" :‬ال تجعلوا بيوتكم مقابر‪ ،‬إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" أخرجه مسلم والترمذي‪ .‬وقال رسول اهلل ‪: ‬‬
‫"اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة وال يستطيعها البطلة" أي السحرة‪ ،‬رواه مسلم في صحيحه‪.‬‬
‫هدف السورة‪ :‬اإلستخالف في األرض ‪( ‬البشر هم المسؤولون عن األرض) ولذا جاء ترتيبها االول في المصحف‪ .‬فاألرض ملك هلل عز وجل وهو خلقها‬
‫وهو يريد ان تسير وفق إرادته فال بد أن يكون في األرض من هو مسؤول عنها وقد استخلف اهلل تعالى قبل آدم الكثير من األمم وبعد آدم أيضًا فمنهم من‬
‫فشل في مهمة االستخالف ومنهم من نجح‪  .‬لذا عندما نقرأ السورة يجب علينا أن نستشعر مسؤولية في خالفة االرض‪ .‬‬
‫كما أسلفنا فإن هدف السورة هو االستخالف في األرض‪ ،‬وسورة البقرة هي أول سور المصحف ترتيبًا وهي أول ما نزل على الرسول ‪ ‬في المدينة مع‬
‫‪ C‬اهلل كما شاء وأن نتبع‬ ‫بداية تأسيس وتكوين دولة اإلسالم الجديدة فكان يجب أن يعرف المسلمون ماذا يفعلون ومما يحذرون‪ .‬والمسؤولية معناها أن نعبد‬
‫أوامره وندع نواهيه‪.‬‬
‫والسورة مقسمة إلى أربعة أقسام‪ :‬مقدمة – القسم األول – القسم الثاني – خاتمة‪ .‬وسنشرح هدف كل قسم على حدة‪.‬‬
‫‪ ‬المقدمة‪ :‬وفيها وصف أصناف الناس وهي تقع في الربع األول من السورة من اآلية (‪)29 – 1‬‬
‫‪ ‬الربع األول‪ :‬أصناف الناس‪:‬‬
‫‪ .1‬المتقين (آية ‪)5 – 1‬‬
‫‪ .2‬الكافرين (آية ‪)7 – 6‬‬
‫‪ C‬الى عظيم خطرهم وكبير ضررهم ألنهم يظهرون االيمان‬ ‫‪ .3‬المنافقين (آية ‪ )20 – 8‬واالطناب في ذكر صفات المنافقين للتنبيه‬
‫ويبطنون الكفر وهم أشد من الكافرين‪.‬‬
‫‪ ‬ثم ننتقل الى القسم األول للسورة وهو باقي الجزء األول وفيه هذه المحاور‪:‬‬
‫ض َخلِي َف ًة) (اآلية ‪ )30‬واللطيف أنه سبحانه‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫اع ٌل فِي َ‬ ‫ُّك لِلْ َم َ‬
‫ال ِئ َك ِة إِنِّي َج ِ‬ ‫ال َرب َ‬ ‫‪ ‬الربع الثاني‪:‬استخالف آدم في األرض (تجربة تمهيدية ) َوإِ ْذ َق َ‬
‫ِين ) (آية ‪)31‬‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال ِئ َك ِة َف َقال أن ِبئُونِي ِبأ ْس َماء َهـؤُالء إِن كنتُ ْم َ‬ ‫ض ُه ْم َعلَى الْ َم َ‬ ‫(و َعلَّ َم آ َد َم َ‬
‫األ ْس َماء ُكلَّ َها ثُ َّم َع َر َ‬ ‫أتبع هذه اآلية بـ َ‬
‫وهذه اآلية محورية تعني أنه إذا أردت أن تكون مسؤوال عن األرض يجب أن يكون عندك علم لذا علّم اهلل تعالى االسماء كلها وعلّمه الحياة وكيف تسير‬
‫ات‬ ‫الس َماء َماء َفأَ ْخ َر َج ِب ِه م َ‬
‫ِن الثَّ َم َر ِ‬ ‫ِن َّ‬ ‫الس َماء ِبنَاء َوأَ َ‬
‫نز َل م َ‬ ‫ِراشًا َو َّ‬ ‫ض فَ‬ ‫األ ْر َ‬‫وعلّمه تكنولوجيا الحياة وعلّمه أدوات االستخالف في األرض (الَّذِي َج َع َل لَ ُك ُم َ‬
‫ون)(آية ‪ .)22‬وهذا إرشاد ألمة االسالم إن أرادوا ان يكونوا مسؤولين عن األرض فال بد لهم من العلم مع العبادة‬ ‫ال َت ْج َعلُواْ لِلِهّ أَندَادًا َوأَنتُ ْم َت ْعلَ ُم َ‬
‫ِر ْزقًا لَّ ُك ْم َف َ‬
‫ان َع ْن َها َفأَ ْخ َر َج ُه َما م َّ‬
‫ِما َكانَا فِي ِه‬ ‫ْط ُ‬ ‫فكأن تجربة سيدنا آدم ‪ ‬هي تجربة تعليمية للبشرية بمعنى كيفية المسؤولية عن األرض‪ .‬ثم جاءت اآلية ( َفأَ َزلَّ ُه َما َّ‬
‫الشي َ‬
‫ين( آية ‪ 36‬ترشدنا أن النعمة تزول بمعصية اهلل تعالى‪ .‬وتختم قصة آدم بآية مهمة‬ ‫اع إِلَى ِح ٍ‬ ‫ض ُم ْس َت َق ٌّر َو َم َت ٌ‬ ‫ُو َولَ ُك ْم فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫ض َعد ٌّ‬ ‫ض ُك ْم لَِب ْع ٍ‬‫اه ِب ُطواْ َب ْع ُ‬
‫َو ُقلْنَا ْ‬
‫ون) آية ‪ 38‬وهي تؤكد ما ورد في أول سورة البقرة (هدى‬ ‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬‫ال َخ ْو ٌ‬ ‫َاي َف َ‬ ‫ْ‬
‫اه ِب ُطواْ ِم ْن َها َجمِيعًا َفِإ َّما َيأ ِت َينَّ ُكم ِّمنِّي ُهدًى َف َمن َت ِب َع ُهد َ‬ ‫جدًا ( ُقلْنَا ْ‬
‫للمتقين) ومرتبطة بسورة الفاتحة (إهدنا الصراط المستقيم)‪.‬‬
‫‪ ‬الربع الثالث الى الربع السابع‪ :‬نموذج فاشل من االستخالف في األرض‪ :‬قصة بني اسرائيل الذين استخلفوا في األرض فأفسدوا (آلية ‪( )40‬يا‬
‫بني اسرائيل اذكروا تعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)‪.‬‬
‫وأول كلمة في قصة بني اسرائيل (أني فضلتكم على العالمين) اي أنهم مسؤولون عن األرض‪ ،‬وأول كلمة في قصة آدم ‪( ‬إني جاعل في األرض خليفة)‬
‫أي مسؤول عن االرض‪ ،‬وأول كلمة في قصة بني اسرائيل (واذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) وأول كلمة في الفاتحة (الحمد هلل رب العالمين) والحمد‬
‫يكون على النعم‪ .‬فذكر نعم اهلل تعالى واستشعارها هي التي افتتح بها القرآن الكريم والتي افتتحت بها قصة بني اسرائيل‪.‬‬
‫‪ ‬تعداد نعم اهلل تعالى على بني اسرائيل‪ :‬اآليات ‪52 - 51 – 50 – 49‬‬
‫نج ْينَا ُك ْم‬ ‫)"وإِ ْذ َف َر ْقنَا ِب ُك ُم الْ َب ْح َر َفأَ َ‬
‫ِساء ُك ْم َوفِي َذلِ ُكم َبالء ِّمن َّربِّ ُك ْم َع ِظي ٌم" (‪َ 49‬‬ ‫ُون ن َ‬ ‫ون أَ ْبنَاء ُك ْم َو َي ْس َت ْحي َ‬ ‫ِّح َ‬ ‫اب يُ َذب ُ‬ ‫ِر َع ْو َن َي ُسو ُمو َن ُك ْم ُس َو َء الْ َع َذ ِ‬
‫آل ف ْ‬ ‫" َوإِ ْذ ن َّ‬
‫َج ْينَا ُكم ِّم ْن ِ‬
‫ِك لَ َعلَّ ُك ْم‬
‫ون" (‪")51‬ثُ َّم َع َف ْونَا َعن ُكم ِّمن َب ْع ِد َذل َ‬
‫ِ‬ ‫ِج َل مِن َب ْع ِد ِه َوأَنتُ ْم َظالِ ُم َ‬ ‫وسى أَ ْر َبع َ‬
‫ِين لَ ْيلَ ًة ثُ َّم اتَّ َخ ْذتُ ُم الْع ْ‬ ‫اع ْدنَا ُم َ‬ ‫ون "(‪َ ")50‬وإِ ْذ َو َ‬ ‫ِر َع ْو َن َوأَنتُ ْم َت ُ‬
‫نظ ُر َ‬ ‫آل ف ْ‬ ‫َوأَ ْغ َر ْقنَا َ‬
‫ون "(‪)52‬‬ ‫َت ْش ُك ُر َ‬
‫‪ ‬عرض أخطاء بني اسرائيل (بهدف اصالح االمة االسالمية) اآليات ‪61 – 55‬‬
‫وفي عرض أخطاء بني اسرائيل التي وقعوا فيها توجيه ألمة محمد ‪ ‬واصالحها ومن هذه األخطاء‪ :‬أن بني اسرائيل لم يرضوا تنفيذ شرع اهلل تعالى –‬
‫المادية – الجدل الشديد – عدم طاعة رسل اهلل – التحايل على شرع اهلل – عدم اإليمان بالغيب‪.‬‬
‫وقصة البقرة باختصار أن رجال من بني اسرائيل قتل ولم يعرف قاتله فسألوا سيدنا موسى فأوحى اهلل تعالى اليه أن يأمرهم بذبح بقرة لها صفات معينة‬
‫ويضربوا الميت بجزء من البقرة المذبوحة فيحيا باذن اهلل تعالى ويدل على قاتله (اآليات ‪ )71 – 69‬وهذا برهان مادي لبني اسرائيل وغيرهم على قدرة‬
‫جل وعال في احياء الخلق بعد الموت‪ .‬وذلك أن بنو اسرائيل كانوا ماديين جدًا ويحتاجون الى دليل مادي ليصدقوا ويؤمنوا‪ .‬وهذه السورة تقول ألمة‬ ‫اهلل ّ‬
‫محمد ‪ ‬أنهم مسؤولون عن األرض وهذه أخطاء االمم السابقة قال يقعوا فيها حتى ال ينزل عليهم غضب اهلل تعالى ويستبدلهم بأمم أخرى‪ .‬وتسمية السورة‬
‫بهذا االسم (البقرة)‪  ‬إحياء لهذه المعجزة الباهرة وحتى تبقى قصة بني اسرائيل ومخالفتهم ألمر اهلل وجدالهم لرسولهم وعدم إيمانهم بالغيب وماديتهم وما‬
‫جراء ذلك تبقى حاضرة في أذهاننا فال نقع فيما وقعوا فيه من أخطاء أدت الى غضب اهلل تعالى عليهم‪ .‬وهذه القصة تأكيد على عدم ايمان بني‬ ‫أصابهم ّ‬
‫اسرائيل بالغيب وهو مناسب ومرتبط بأول السورة (الذين يؤمنون بالغيب) وهي من صفات المتقين‪ .‬وفي قصة البقرة أخطاء كثيرة ألنها نموذج من الذين‬
‫أخطأوا وهي امتحان من اهلل تعالى لمدى ايماننا بالغيب‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِين آ َمنُواْ َ‬ ‫وتتابع أخطاء بني اسرائيل الى اآلية ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫اب ألِي ٌم)(‪ )104‬وكان العرب يفهمون هذه‬ ‫ين َعذ ٌ‬ ‫اس َم ُعوا ْ َولِل َكاف ِ‬
‫ِر َ‬ ‫اعنَا َوقولوا انظ ْرنَا َو ْ‬ ‫ال َتقولوا َر ِ‬
‫الكلمة (راعنا) على أنها عادية ولكنها تعني السباب عند بني اسرائيل فأراد اهلل تعالى ان يتميز المسلمون عن اليهود حتى بالمصطلحات اللفظية وأمرهم أن‬
‫يقولوا (انظرنا)‪.‬‬
‫‪ ‬الربع الثامن‪ :‬نموذج ناجح لإلستخالف في األرض (قصة سيدنا ابراهيم ‪ )‬وهي آخر تجربة ورد ذكرها في السورة‪ .‬اوال ابتلى سبحانه آدم في‬
‫‪ C‬ثم بني اسرائيل فكانت تجربة فاشلة ثم ابتلى ابراهيم ‪ ‬فنجح (وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك‬ ‫أول الخلق (تجربة تمهيدية)‬
‫للناس إماما قال ومن ذريتي قال ال ينال عهدي الظالمين) وفي هذه اآلية اثبات أن االستخالف في االرض ليس فيه محاباة فالذي يسير على منهج‬
‫اهلل وطاعته يبقى مسؤوال عن األرض والذي يتخلى عن هذا المنهج ال ينال عهد اهلل (ال ينال عهدي الظالمين)‪ .‬امتحن اهلل تعالى سيدنا ابراهيم ‪‬‬
‫بكلمات فلما أتمهن قال تعالى (اني جاعلك للناس اماما) ثم دعا ابراهيم ربه أن يبعث في هذه األمة رسوال منهم (ربنا وابعث فيهم رسوال منهم )‬
‫آية ‪ .136‬وفي نهاية قصة سيدنا ابراهيم اآلية (قولوا آمنا بما أنزل الينا وما أنزل الى ابراهيم ) جاء ذكر االنبياء كلهم وهذا مرتبط بآية سورة‬
‫الفاتحة (صراط الذين أنعمت عليهم) فكأنما كل هؤالء المذكورين في آية سورة البقرة هم من الذين أنعم اهلل تعالى عليهم والذين يجب أن نتبع‬
‫هداهم والصراط الذي اتبعوه‪.‬‬
‫وملخص القول في القسم االول من السورة أن القصص الثالث ‪ :‬قصة آدم (إني جاعل في االرض خليفة) وقصة بني اسرائيل (واني فضلتكم على‬
‫العالمين) وقصة سيدنا ابراهيم ‪( ‬إني جاعلك للناس اماما) هذه القصص الثالث بدايتها واحدة وهي االستخالف في االرض وعلينا نحن امة المسلمين أن‬
‫نتعلم من تجارب الذين سبقونا وأن نستشعر األخطاء التي وقعت فيها االمم السابقة ونعرضها على انفسنا دائما لنرى ان كنا نرتكب مثل هذه االخطاء‬
‫فتوقف عن ذلك ونحذو حذو االمم السابقة الذين نجحوا في مهمة االستخالف في االرض كسيدنا ابراهيم ‪ .‬وفي القصص الثالث ايضًا اختبار نماذج‬
‫مختلفة من الناس في طاعة اهلل تعالى فاختبار سيدنا آدم ‪ ‬كان في طاعة اهلل (أكل من الشجرة ام ال) واختبار بني اسرائيل في طاعتهم ألوامر اهلل من خالل‬
‫رسوله واختبار سيدنا ابراهيم ‪ ‬بذبح ابنه اسماعيل ايضا اختبار طاعة هلل تعالى (واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات)‪ .‬وخالصة أخرى أن اآلمة مسؤولة عن‬
‫االرض والفرد أيضا مسؤول وللقيام بهذه المسؤولية فهو محتاج للعبادة ولألخذ بالعلم والتكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ ‬القسم الثاني من السورة (الجزء الثاني)‪ :‬أوامر ونواهي لألمة المسؤولة عن األرض‬
‫وفي هذا القسم توجيه للناس الذين رأوا المناهج السابقة وتجارب االمم الغابرة يجب أن يتعلموا من األخطاء وسنعطيكم أوامر ونواهي كي تكونوا مسؤولين‬
‫عن االرض بحق وتكونوا نموذجا ناجحا في االستخالف في االرض‪ .‬وينقسم هذا القسم الى‪:‬‬
‫ُ‬
‫نت َعلَ ْي َها إِالَّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الر ُسول َعل ْيك ْم ش ِهيدًا َو َما َج َعلنَا ال ِق ْبلة التِي ك َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ون َّ‬ ‫ُ‬
‫اس َو َيك َ‬ ‫ِك َج َعلْنَا ُك ْم أ َّم ًة َو َس ًطا لَِّت ُكونُواْ ُش َهدَاء َعلَى النَّ ِ‬ ‫‪ ‬الربع األول‪ :‬تغيير القبلة ( َو َك َذل َ‬
‫ُوف َّر ِحي ٌم‬ ‫‪C‬رؤ ٌ‬ ‫اس لَ‪َ C‬‬ ‫يع إِي َما َن ُك ْم إِ َّن اللَهّ ِبالنَّ ِ‬
‫ُض َ‬ ‫ِين َهدَى اللُهّ َو َما َك َ‬
‫ان اللُهّ لِي ِ‬ ‫ال َعلَى الَّذ َ‬ ‫ير ًة إِ َّ‬
‫َت لَ َك ِب َ‬ ‫ِب َعلَى َع ِق َب ْي ِه َوإِن َكان ْ‬ ‫ِمن َين َقل ُ‬ ‫الر ُس َ‬
‫ول م َّ‬ ‫لِن َْعلَ َم َمن َيتَّ ِب ُع َّ‬
‫‪C‬واْ‬ ‫ِين أ ْوتُ‪C‬‬ ‫ُ‬ ‫ْث َما ُكنتُ ْم َف َولُّواْ ُو ُج ِو َه ُك ْم َش ْط َر ُه َوإِ َّن الَّذ َ‬ ‫اها َف َو ِّل َو ْج َه َك َش ْط َر الْ َم ْس ِج ِد الْ َح َرام َو َحي ُ‬ ‫ضَ‬ ‫الس َماء َفلَنُ َولَِّينَّ َك ِق ْبلَ ًة َت ْر َ‬
‫َرى َت َقلُّ َب َو ْج ِه َك فِي َّ‬ ‫* َق ْد ن َ‬
‫ِ‬
‫ون) آية (‪ )143-144‬لماذا جاءت اآلية في تغيير القبلة من بيت المقدس الى بيت اهلل‬ ‫ُ‬
‫ِل َع َّما َي ْع َمل َ‬ ‫ْ‬
‫ون أنَّ ُه ال َح ُّق مِن َّربِّ ِه ْم َو َما اللُهّ ِبغَاف ٍ‬ ‫َ‬ ‫اب لََي ْعلَ ُم َ‬‫الْ ِك َت َ‬
‫‪C‬تكونون‬ ‫الحرام؟ المسلمون أمة أرادها اهلل تعالى ان تكون متميزة وقوله تعالى (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) فبما انكم س‪C‬‬
‫شهداء على الناس ال بد من ان تكونوا متميزين فال استخالف بدون تميز لذا كان ال بد من أن تتميزاألمة المسلمة‪:‬‬
‫‪ ‬بقبلتها (بدون تقليد أعمى لغيرها من االمم السابقة) آية ‪144‬‬
‫‪ ‬بمصطلحاتها (انظرنا بدل راعنا) آية ‪104‬‬
‫‪ ‬بالمنهج (اهدنا الصراط المستقيم) سورة الفاتحة‬
‫‪ ‬الربع الثاني‪ :‬التوازن في التميز‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِر َعلِي ٌم) آية‬ ‫َ‬
‫ْرا فإِ َّن اللَهّ شاك ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف ِب ِه َما َو َمن َتط َّو َع َخي ً‬ ‫َ‬
‫َاح َعل ْي ِه أن َيط َّو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اع َت َم َر فال ُجن َ‬ ‫ْت أ ِو ْ‬ ‫َ‬
‫ِر اللِهّ ف َم ْن َح َّج ال َبي َ‬ ‫الص َفا َوالْ َم ْر َو َة مِن ش َعآئ ِ‬
‫َ‬ ‫(إِ َّن َّ‬
‫‪ .158‬وسبب هذه اآلية أن الصحابة لما نزلت آيات تغيير القبلة ليتميزوا عن الكفار اعتبروا ان الصفا والمروة من شعائر الكفار‬
‫وعليهم ان يدعوه ايضا حتى يكونوا متميزين لكن جاءت اآلية من اهلل تعالى أن ليس على المسلمين أن يتميزوا عن كل ما كان يفعله‬
‫‪ C‬عن التقليد‬ ‫الكفار فال جناح عليهم أن يطوفوا بالصفا والمروة ألنها من شعائر اهلل وليس فيه تقليد لألمم السابقة‪ .‬إذن علينا أن نبتعد‬
‫األعمى لمن سبقنا لكن مع اإلبقاء على التوازن أي أننا أمة متميزة لكن متوازنة‪.‬‬
‫‪ o‬الربع الثالث‪:‬عملية اصالح شامل‬
‫ِّين َوآ َتى الْ َمالَ‬ ‫َّ‬
‫اب َوالن ِبي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اآلخ ِر َوال َمآل ِئك ِة َوال ِكت ِ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ِب َّر َم ْن آ َم َن ِباللِهّ َوال َي ْو ِم ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وهك ْم ِق َبل ال َمش ِر ِق َوال َمغ ِر ِب َولـك َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْس الْ ِب َّر أَن تُ َولُّواْ ُو ُج َ‬ ‫اآلية (لَّي َ‬
‫اهدُواْ‬ ‫ِه ْم إِ َذا َع َ‬ ‫ون ِب َع ْهد ِ‬ ‫الز َكا َة َوالْ ُمو ُف َ‬ ‫الصال َة َوآ َتى َّ‬ ‫اب َوأَ َقا َم َّ‬ ‫الر َق ِ‬ ‫ِين َوفِي ِّ‬ ‫السآ ِئل َ‬ ‫يل َو َّ‬ ‫الس ِب ِ‬ ‫ْن َّ‬ ‫ِين َواب َ‬ ‫َعلَى ُحبِّ ِه َذ ِوي الْ ُق ْر َبى َوالْ َي َتا َمى َوالْ َم َساك َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ين فِي الْ َب ْأ َساء َّ‬
‫ون (‪ )177‬فيها اشياء كثيرة‪ .‬فبعد أن اطاعوا‬ ‫ِك ُه ُم ال ُمتَّ ُق َ‬ ‫ص َد ُقوا َوأولَـئ َ‬ ‫ِين َ‬ ‫ِك الذ َ‬ ‫س أولَـئ َ‬ ‫ين الْ َبأ ِ‬ ‫والض َّراء َو ِح َ‬ ‫الصا ِب ِر َ‬‫َو َّ‬
‫وتميزوا مع الحفاظ على التوازن كان ال بد لهم من منهج اصالحي شامل (االيمان باهلل‪ ،‬بالغيب‪ ،‬ايتاء المال‪ ،‬اقامة الصدقة‪ ،‬ايتاء الزكاة‪،‬‬
‫‪ C‬لألمة طاعة وتميز بتوازن واصالح‬ ‫الوفاء بالعهود‪ ،‬الصابرين ‪ ،‬الصادقين‪ ،‬المتقين) وكأنما الربعين االول والثاني كانوا بمثابة تمهيد‬
‫شامل وتبدأ من هنا اآليات باالوامر والنواهي المطلوبة‪.‬‬
‫‪       o‬أوامر ونواهي شاملة لنواحي االصالح‪:‬‬
‫ون)‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫اب ل َعلك ْم َتتَّق َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اص َحَيا ٌة َيا أول ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِي األل َب ِ‬ ‫ِص ِ‬ ‫‪       o‬التشريع الجنائي‪ :‬آية ‪َ (179‬ولك ْم فِي الق َ‬
‫وف َح ًّقا‬ ‫ين ِبالْ َم ْع ُر ِ‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫َ َ ِ َ َِ َ‬‫ْ‬
‫ق‬ ‫األ‬ ‫و‬ ‫ْن‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫ِل‬‫ل‬ ‫ُ‬
‫َّة‬‫ي‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫ً َ‬ ‫ا‬ ‫ْر‬ ‫ي‬‫خ‬ ‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ِب َعلَ ْي ُك ْ ِ َ َ َ َ ُ َ ْ ِ َ‬
‫ال‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫‪       o‬التركات والوصيات آية ‪ُ (180‬كت َ‬
‫ِين)‬‫َعلَى الْ ُمتَّق َ‬
‫ون) التعبد واحكام‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِين مِن ق ْبلِك ْم ل َعلك ْم َتتق َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِب َعلى الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الص َيا ُم ك َما كت َ‬ ‫ُ‬
‫ِب َعل ْيك ُم ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِين آ َمنُوا كت َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪       o‬التشريع التعبدي آية ‪َ ( 183‬يا أيُّ َها الذ َ‬
‫الصيام‬
‫ال تُلْ ُقواْ ِبأَ ْيدِي ُك ْم إِلَى التَّ ْهلُ َك ِة َوأَ ْح ِسنُ َواْ‬ ‫يل اللِهّ َو َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪       o‬الجهاد واالنفاق فيها دفاع عن المنهج وال دفاع بدون مال وانفاق‪َ (.‬وأن ِفقوا فِي َس ِب ِ‬
‫ِين) آية ‪195‬‬ ‫ُح ُّب الْ ُم ْح ِسن َ‬ ‫إِ َّن اللَهّ ي ِ‬
‫ال َعلَى ُحبِّ ِه َذ ِوي‬ ‫ْ‬
‫ِّين َوآ َتى ال َم َ‬ ‫اب َوالنَّ ِبي َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫آل‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫اآلخ‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ِهّ‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫آ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫َّ‬
‫ِن‬ ‫ك‬ ‫ـ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫ِِ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫غ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِِ‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫وه‬
‫َ‬ ‫ْس الْ ِب َّر أَن تُ َولُّواْ ُو ُج‬ ‫آية ‪( 177‬لَّي َ‬
‫ين فِي الْ َب ْأ َساء َّ‬
‫والض َّراء‬ ‫الصا ِب ِر َ‬‫اهدُواْ َو َّ‬ ‫ِه ْم إِ َذا َع َ‬ ‫ون ِب َع ْهد ِ‬ ‫الز َكا َة َوالْ ُمو ُف َ‬ ‫الصال َة َوآ َتى َّ‬ ‫اب َوأَ َقا َم َّ‬ ‫الر َق ِ‬‫ِين َوفِي ِّ‬ ‫السآ ِئل َ‬
‫يل َو َّ‬ ‫الس ِب ِ‬‫ْن َّ‬ ‫ِين َواب َ‬‫الْ ُق ْر َبى َوالْ َي َتا َمى َوالْ َم َساك َ‬
‫ون) مفصلة في هذه االحكام وكلما تأتي اآليات في تشريع تنتهي بذكر التقوى ألنه ال يمكن تنفيذ‬ ‫ِك ُه ُم الْ ُمتَّ ُق َ‬ ‫َقوا َوأُولَـئ َ‬ ‫صد ُ‬ ‫ِين َ‬ ‫ِك الَّذ َ‬ ‫س أُولَـئ َ‬ ‫َو ِح َ ْ‬
‫ين الْ َبأ ِ‬
‫قوانين اال بالتقوى وهي مناسبة ومرتبطة بهدى للمتقين في اول السورة ونالحظ كلمة التقوى والمتقين في اآليات السابقة‪.‬إذن فاالطار العام لتنفيذ المنهج هو‬
‫‪ :‬طاعة – تميز – تقوى‪  ‬ونستعرض هذا التدرج الرائع‪:‬‬
‫ون) آية‪183‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِين مِن ق ْبلِك ْم ل َعلك ْم َتتق َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِب َعلى الذ َ‬ ‫َ‬ ‫الص َيا ُم َك َما ُكت َ‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ُم ِّ‬ ‫ِين آ َمنُواْ ُكت َ‬ ‫‪َ ( ‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫اب لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُقون) آية َ‪179‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِي األلْ َب ِ‬ ‫اص َح َيا ٌة َي ْا أول ْ‬ ‫ِص ِ‬ ‫‪َ ( ‬ولَ ُك ْم فِي الْق َ‬
‫ِين أُ ْوتُواْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ْث َما كنتُ ْم َف َولوا ُو ُج ِو َهك ْم َشط َر ُه َوإِ َّن الذ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اها َف َول َو ْج َه َك َشط َر ال َم ْس ِج ِد ال َح َرام َو َحي ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ضَ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬
‫الس َماء َفلَنُ َول َينَّ َك ِق ْبلَة َت ْر َ‬ ‫َرى َت َقلُّ َب َو ْج ِه َك فِي َّ‬ ‫‪َ ( ‬ق ْد ن َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الْ ِك َت َ‬
‫اع َت َم َر فال ُجن َ‬
‫َاح‬ ‫ْت أ ِو ْ‬ ‫ِر اللِهّ ف َم ْن َح َّج ال َبي َ‬ ‫الص َفا َوال َم ْر َو َة مِن ش َعآئ ِ‬ ‫ون )آية ‪( –144‬إِ َّن َّ‬ ‫ِل َع َّما َي ْع َمل َ‬ ‫ِّه ْم َو َما اللُهّ ِبغَاف ٍ‬ ‫ون أنَّ ُه ال َحق مِن َّرب ِ‬ ‫اب ل َي ْعل ُم َ‬
‫ِر َعلِي ٌم)آية ‪158‬‬ ‫ْرا َفإِ َّن اللَهّ َشاك ٌ‬ ‫ف ِب ِه َما َو َمن َت َط َّو َع َخي ً‬ ‫َعلَ ْي ِه أَن َي َّط َّو َ‬
‫وكل من هذه اآليات هي اول آية في الربع التي ذكرت فيه‪.‬‬
‫‪ ‬الربع الرابع‪ :‬باقي أجزاء منهج االستخالف‬
‫وهم ِّم ْن َحيْثُ‬ ‫ْ‬
‫وه ْم َوأخ ِر ُج ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫)واقتلو ُه ْم َحيْث ث ِقفت ُم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪َ 190C‬‬ ‫ِين(‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُح ِّب ال ُم ْعتد َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين يُقاتِلو َنك ْم َوال ت ْعتدُوا إِ َّن اللَهّ ال ي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يل اللِهّ الَّذ َ‬ ‫‪ ‬الجهاد واالنفاق( َو َقاتِلُواْ فِي َس ِب ِ‬
‫ين(‪)191‬‬ ‫ِر َ‬ ‫ِك َج َزاء الْ َكاف ِ‬ ‫ال تُ َقاتِلُو ُه ْم ِعن َد الْ َم ْس ِج ِد الْ َح َرام َحتَّى ُي َقاتِلُو ُك ْم فِي ِه َفِإن َقا َتلُو ُك ْم َفا ْقتُلُو ُه ْم َك َذل َ‬
‫ِ‬ ‫ِن الْ َق ْت ِل َو َ‬ ‫َة أَ َش ُّد م َ‬
‫أَ ْخ َر ُجو ُك ْم َوالْ ِف ْتن ُ‬
‫‪ ‬الحج وأحكامه (‪)200 - 196‬‬
‫لماذا جاء آيات أحكام الحج بعد الجهاد؟ ألن الحج هو أعلى تدريب على القتال واعلى مجاهدة النفس‪ .‬وأيات الحج بالتفصيل وردت في سورة البقرة‬
‫استجابة لدعوة سيدنا ابراهيم في الربع الثامن من القسم االول (وأرنا مناسكنا) آية ‪ 128‬ونالحظ أن سورة البقرة اشتملت على أركان االسالم الخمسة ‪:‬‬
‫فصلت في سورة البقرة‪.‬‬ ‫تفصل هذه االركان في القرآن كما ّ‬ ‫الشهادة والصالة والزكاة والصوم والحج ولم ّ‬
‫ين) آية ‪ 208‬والسلم هو اإلسالم وهو توجيه‬ ‫ُو ُّم ِب ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ان إِنه لك ْم َعد ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ات الشيْط ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫السل ِم كآفة َوال تت ِب ُعوا خط َو ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْخلُواْ فِي ِّ‬ ‫ِين آ َمنُواْ اد ُ‬ ‫االسالم منهج متكامل‪َ ( :‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ض) آية ‪ 85‬وأن يأخذوا الدين كامال‬ ‫ون ِب َب ْع ٍ‬‫اب َو َت ْك ُف ُر َ‬ ‫ض الْ ِك َت ِ‬ ‫ون ِب َب ْع ِ‬ ‫للمسلمين أن ال يكونوا كبني إسرائيل الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض(أَ َفتُ ْؤ ِمنُ َ‬
‫غير مجتزأ فكأنما يوجهنا اهلل تعالى في سياق السورة الى الطاعة والتميز ثم يعطينا بعض عناصر المنهج ثم يأمرنا أن نأخذ االسالم كافة و ال نفعل كما فعل‬
‫بنو اسرائيل ثم يكمل لنا باقي المنهج‪ .‬وهذ اآلية (ادخلوا في السلم كافة) كان ال بد من وجودها في مكانها بعد الطاعة والتميز واتباع االوامر والنواهي‬
‫والجهاد واالنفاق للحفاظ على المنهج ثم االخذ بالدين كافة ثم التقوى التي تجعل المسلمين ينفذون‪.‬‬
‫‪ ‬الربع‪ :  ‬اكتمال المنهج (اآليات ‪)242 – 219‬‬
‫وفيه اكمال المنهج من أحكام االسرة من زواج وطالق ورضاعة وخطبة وخلع وعدة وغيرها وسياق كل ذلك التقوى ونالحظ نهاية اآليات بكلمة تقوى‬
‫او مشتقاتها‪ .‬وقد تأخرت آيات احكام االسرة عن احكام الصيام ألن اهلل تعالى بعدما أعد المسلمين بالتقوى وبطاعته جاءت أحكام االسرة التي ال ينفذها‬
‫إال من اتقى وأطاع ربه فالمنهج االخالقي والعملي متداخلين في االسالم‪ .‬ال ينفع أن يبدأ باحكام االسرة ما لم يكن هنالك تقوى في النفوس البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬الربع ‪ :‬قصة طالوت وجالوت (آية ‪)251 – 246‬‬
‫وهي قصة أناس تخاذلوا عن نصرة الدين وجاء ذكرها في موضعها ألن المنهج يجب أن يحافظ عليه وال يتم ذلك إال بوجود أناس يحافظون عليه‪.‬‬
‫ض َمن َذا الَّذِي َي ْش َف ُع ِع ْن َد ُه إِ َّ‬
‫ال ِب ِإ ْذ ِن ِه َي ْعلَ ُم َما‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫ات َو َما فِي َ‬ ‫او ِ‬ ‫الس َم َ‬ ‫َو ٌم لَّ ُه َما فِي َّ‬ ‫ال ن ْ‬ ‫َة َو َ‬ ‫ال َت ْأ ُخ ُذ ُه ِسن ٌ‬ ‫ال ُه َو الْ َح ُّي الْ َقيُّو ُم َ‬ ‫ال إِلَـ َه إِ َّ‬ ‫‪ ‬آية الكرسي ‪( ‬اللُهّ َ‬
‫ِي ال َع ِظي ُم) (آية‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ال َيؤُو ُد ُه ِحفظ ُه َما َو ُه َو ال َعل ُّ‬ ‫ض َو َ‬ ‫َ‬
‫ات َواأل ْر َ‬ ‫او ِ‬ ‫الس َم َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ون ِب َش ْي ٍء ِّم ْن ِعل ِم ِه إِال ِب َما َشاء َو ِس َع ك ْر ِسيُّ ُه َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُحيط َ‬‫ُ‬ ‫ال ي ِ‬ ‫ْن أَ ْيدِي ِه ْم َو َما َخلْ َف ُه ْم َو َ‬ ‫َبي َ‬
‫‪ )255‬موضعها في السورة مهم جدا وتدلنا الى أنه اذا اردنا تطبيق المنهج يجب ان نستشعر قدرة اهلل وعظمته وجالله (اهلل ال إله اال هو الحي‬
‫القيوم) فالمنهج ثقيل ويتطلب الكثير من الجهد لكنه يستحق التطبيق ألنه منهج اهلل تعالى (اهلل ال اله إال هو)‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اس َت ْم َسك ِبال ُع ْر َو ِة ال ُوث َق َى َ‬
‫ال‬ ‫َ‬ ‫ُؤمِن ِباللِهّ َف َق ِد ْ‬ ‫وت َوي ْ‬ ‫اغ ِ‬ ‫الط ُ‬ ‫َي َف َم ْن َي ْك ُف ْر ِب َّ‬ ‫ِن الْغ ِّ‬ ‫الر ْش ُد م َ‬ ‫َّن ُّ‬ ‫ِّين َقد تَّ َبي َ‬ ‫ال إِ ْك َرا َه فِي الد ِ‬ ‫ثم تأتي بعدها آية غاية في كرم اهلل وعدله ( َ‬
‫ِصا َم لَ َها َواللُهّ َسمِي ٌع َعلِي ٌم) أمر من اهلل بان ال نكره أحدا على الدين لماذا؟ ألن الدين واضح معناه بعد قوله (اهلل ال اله اال هو) فالذي ال يعرف معنى (اهلل‬ ‫انف َ‬
‫‪ C‬فالرشد بيٌن والغي بيٌن‪.‬‬ ‫ال اله إال هو) وال يستشعر عظمة هذا المعنى ال مجال إلكراهه على الدين‪.‬‬
‫‪ ‬قدرة اهلل تعالى في الكون (دالئل احياء الموتى)‪:‬من اآلية (‪ )261 – 258‬جاءت في ثالث قصص‪:‬‬
‫ال أَنَا‬‫ِيت َق َ‬‫ُح ِيـي َويُم ُ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ِي‬ ‫ذ‬‫َّ‬
‫ال‬ ‫ِّي‬
‫ال إِب َ ُ َ َ‬
‫ب‬‫ر‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫اه‬
‫ِ‬ ‫ْر‬ ‫اهي َم فِي ِربِّ ِه أَ ْن آ َتا ُه اللُهّ الْ ُملْ َك إِ ْذ َق َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫آج إِب َ‬‫‪ ‬قصة ابراهيم مع النمرود آية ‪( 258‬أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذِي َح َّ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ال َي ْهدِي ال َق ْو َم الظالِم َ‬
‫ِين)‬ ‫َّ‬
‫ِن ال َم ْغ ِر ِب َفبُ ِه َت الذِي َك َف َر َواللُهّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِن الْ َم ْش ِر ِق َفأ ِت ِب َها م َ‬ ‫س مَ‬ ‫اهي ُم َفِإ َّن اللَهّ َي ْأتِي ِب َّ‬ ‫ِيت َق َ‬ ‫أُ ْح ِيـي َوأُم ُ‬
‫الش ْم ِ‬ ‫ْر ِ‬‫ال إِب َ‬
‫ُح ِيـي َهَـ ِذ ِه اللُهّ َب ْع َد َم ْو ِت َها َفأَ َما َت ُه اللُهّ ِم َئ َة‬ ‫ال أَنَّ َى ي ْ‬
‫وش َها َق َ‬ ‫او َي ٌة َعلَى ُع ُر ِ‬ ‫‪ ‬قصة عزير والقرية الخاوية آية ‪( 259‬أَ ْو َكالَّذِي َم َّر َعلَى َق ْر َي ٍة َو ِه َي َخ ِ‬
‫َج َعلَ َك آ َي ًة‬ ‫ار َك َولِن ْ‬ ‫انظ ْر إِلَى ِح َم ِ‬ ‫ِك َو َش َرا ِب َك لَ ْم َي َت َسنَّ ْه َو ُ‬ ‫انظ ْر إِلَى َط َعام َ‬ ‫ال َبل لَِّب ْث َت ِم َئ َة َعام َف ُ‬
‫ٍ‬ ‫ض َي ْو ٍم َق َ‬ ‫ال لَِب ْث ُت َي ْو ًما أَ ْو َب ْع َ‬‫ال َك ْم لَِب ْث َت َق َ‬ ‫ام ثُ َّم َب َع َث ُه َق َ‬
‫َع ٍ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِير)‬ ‫د‬
‫ٍْ ٌ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫َهّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫ْ ُ‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َّن‬‫ي‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫َ َّ ُ َ ْ ً َّ َ َ‬‫ا‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫وه‬ ‫س‬ ‫ك‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ث‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫ز‬ ‫نش‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ْف‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ام‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ِظ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫لِّلنَّ ِ َ ْ ِ‬
‫إ‬ ‫ر‬ ‫انظ‬ ‫و‬ ‫اس‬
‫َ‬
‫ال َف ُخ ْذ أ ْر َب َع ًة ِّم َن‬ ‫ِن َقلْ ِبي َق َ‬ ‫ْ‬
‫ال َبلَى َولَـكِن لَِّيط َمئ َّ‬ ‫ال أ َولَ ْم تُ ْؤمِن َق َ‬‫َ‬ ‫ْف تُ ْح ِيـي الْ َم ْو َتى َق َ‬ ‫َ‬
‫اهي ُم َر ِّب أ ِرنِي َكي َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫ال إِب َ‬‫‪ ‬قصة ابراهيم والطير آية ‪َ ( 261‬وإِ ْذ َق َ‬
‫يز َحكِي ٌم)‬ ‫َ‬
‫اعل ْم أ َّن اللَهّ َع ِز ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْع ُه َّن َيأتِينَك َس ْعيًا َو ْ‬‫ْ‬ ‫اج َع ْل َعلَى ُك ِّل َجَب ٍل ِّم ْن ُه َّن ُج ْز ًءا ث َّم اد ُ‬
‫ُ‬ ‫ْك ثُ َّم ْ‬
‫ُن إِلَي َ‬ ‫ص ْره َّ‬ ‫ْر َف ُ‬ ‫َّ‬
‫الطي ِ‬
‫‪ C‬المنهج أو نكون مسؤولين عن األرض بعدما أرانا اهلل تعالى قدرته‬ ‫وفي القصص الثالث تأكيد على قدرة اهلل تعالى وأنه (ال إله إال هو) فكيف ال نقبل بتنفيذ‬
‫في الكون؟‬
‫‪ ‬الربع األخير‪ :‬اإلنفاق (اآليات ‪)283 – 261‬‬
‫ال َت ْظلِ ُم َ‬ ‫ُوس أَ ْم َوالِ ُك ْم َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ون‬ ‫ْ ْ ُ ُ‬ ‫ؤ‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫َِ‬‫و‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫ََُ‬ ‫و‬ ‫ِهّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫ِ َ ْ ٍ ِّ‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫ِ ْ َ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫*‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ؤ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ُّ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ن‬‫ك‬‫ُ‬ ‫الر َبا إِن‬
‫ِن ِّ‬ ‫ِي م َ‬ ‫ِين آ َمنُواْ اتَّ ُقواْ اللَهّ َو َذ ُرواْ َما َبق َ‬
‫ون )آية ‪278‬‬ ‫ال تُ ْظلَ ُم َ‬‫َو َ‬
‫‪ C‬كيان المحتمع وتقوض بنيانه وحملت على المرابين بإعالن الحرب من اهلل‬ ‫وهو آخر جزء من المنهج وفيه حملة شديدة على جريمة الربا التي تهدد‬
‫تعالى ورسوله على كل من يتعامل بالربا أو يقدم عليه‪ .‬وعرض للمنهج البديل فاإلسالم ال ينهى عن أمر بدون أن يقدم البديل الحالل‪ .‬وقد جاءت آيات‬
‫الربا بين آيات اإلنفاق لتؤكد معنى وجود المنهج البديل للمال والرزق الحالل‪.‬‬
‫َ‬
‫ْن أ َح ٍد ِّمن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ون كل آ َم َن ِباللِهّ َو َمآل ِئك ِت ِه َوكت ِب ِه َو ُر ُسلِ ِه ال نف ِّرق َبي َ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫نز َل إِلَ ْي ِه مِن َّربِّ ِه َوال ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُس ُ‬
‫ول ِب َما أ ِ‬ ‫‪   o‬الخاتمة‪ :‬وهذه أروع آيات السورة (آ َم َن َّ‬
‫ير) آية ‪ 285‬فالتكاليف كثيرة والتعاليم والمنهج شاق وثقيل فكان ال بد من ان تأتي آية الدعاء‬ ‫َ ُ‬ ‫ص‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ْك‬‫َ‬ ‫ي‬‫َك َرَّبنَا َوإِلَ‬‫ِعنَا َوأَ َط ْعنَا ُغ ْف َران َ‬ ‫ُّر ُسلِ ِه َو َقالُواْ َسم ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اخ ْذنَا إِن نَّ ِسينَا أ ْو أ ْخ َطأنَا‬ ‫ال ُو ْس َع َها لَ َها َما َك َس َب ْت َو َعلَ ْي َها َما ْاك َت َس َب ْت َربَّنَا َ‬
‫ال تُ َؤ ِ‬ ‫ف اللُهّ َن ْف ًسا إِ َّ‬ ‫ال يُ َكلِّ ُ‬
‫هلل تعالى حتى يعيننا على أداء وتنفيذ هذا المنهج ( َ‬
‫انص ْرنَا‬ ‫النَا َف ُ‬ ‫نت َم ْو َ‬ ‫َ‬
‫ار َح ْمنَآ أ َ‬ ‫ِر لَنَا َو ْ‬ ‫اغف ْ‬‫ف َعنَّا َو ْ‬ ‫اع ُ‬ ‫ال طا َق َة لَنَا ِب ِه َو ْ‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال تُ َح ِّملنَا َما َ‬ ‫ِين مِن َق ْبلِنَا َربَّنَا َو َ‬ ‫ص ًرا َك َما َح َملْ َت ُه َعلَى الَّذ َ‬ ‫ِل َعلَ ْينَا إِ ْ‬ ‫ال َت ْحم ْ‬‫َربَّنَا َو َ‬
‫ين) آية ‪286‬‬ ‫ِر َ‬ ‫َعلَى الْ َق ْو ِم الكاف ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪ C‬الى‬ ‫اي أعنا يا ربنا على تنفيذ المنهج ألنه سيوجد أعداء يمنعوننا من ذلك ولن نقدر على تطبيق المنهج بغير معونة اهلل‪ .‬واشتملت الخاتمة بتوجيه المؤمنين‬
‫ال َطا َق َة لَنَا‬ ‫ال تُ َح ِّملْنَا َما َ‬ ‫(ربَّنَا َو َ‬ ‫وجل برفع األغالل واآلصار وطلب النصرة على الكفار والدعاء لما فيه سعادة الدارين َ‬ ‫عز ّ‬ ‫التوبة واإلنابة والتضرع إلى اهلل ّ‬
‫ين) وقد ختمت السورة بدعاء المؤمنين كما بدأت بأوصاف المؤمنين وبهذا يلتئم‬ ‫ِر َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫انص ْرنَا َعلى ال َق ْو ِم ال َكاف ِ‬ ‫النَا َف ُ‬ ‫نت َم ْو َ‬ ‫ار َح ْمنَآ أَ َ‬ ‫ِر لَنَا َو ْ‬ ‫اغف ْ‬ ‫ف َعنَّا َو ْ‬ ‫اع ُ‬‫ِب ِه َو ْ‬
‫شمل السورة أفضل التئام فسبحان اهلل العلي العظيم‪.‬‬
‫خالصة‪ :‬نحن مسؤولون عن االرض والمنهج كامل وعلينا ان ندخل في السلم كافة والمنهج له إطار‪ :‬طاعة اهلل وتميز وتقوى‪ .‬اما عناصر المنهج فهي‪:‬‬
‫تشريع جنائي‪ ،‬مواريث‪ ،‬إنفاق‪ ،‬جهاد‪ ،‬حج‪ ،‬أحكام صيام‪ ،‬تكاليف وتعاليم كثيرة فال بد أن نستعين باهلل تعالى على أدائها لنكون أهال لالستخالف في االرض‬
‫وال نقع في أخطاء االمم السابقة‪.‬‬
‫***من اللمسات البيانية فى سورة البقرة***‬
‫الحج و البقر ِة؟ (د‪.‬حسام‬
‫ِ‬ ‫*لماذا بعض أسماء السور وردت مرفوعة مثل الكافرون والمؤمنون وبعضها* بالج ّر باالضافة مثل سورة‬
‫النعيمى)‬
‫الناظر في فهرس السور وينظر فيها في مواطنها‪ .‬هو لما يقول البقرة ال يقول البقرة وإنما يقول هذه سورة البقر ِة هكذا اإلعراب‪ :‬سورة البقرة تٌعرب خبر‬
‫لمبتدأ محذوف وتقديره هذه سورة البقرة وهذه سورة آل عمران وهكذا‪ .‬فاألسماء المفردة جاءت بالجر مجرورة‪ .‬األسماء التي جاءت بصيغة جمع المذكر‬
‫السالم يبدو أن تسميتها جاءت مما ورد في السورة فلما كانت (قل يا أيها الكافرون) بالرفع سميت سورة الكافرون على الحكاية‪ .‬يعني لما نقول أحيانًا في‬
‫ُ‬
‫الفاتحة أي السورة التي إسمها الفاتحة هكذا‪ .‬في جمع المذكر السالم السور التي إسمها فيها جمع مذكر سالم أربع سور‪ :‬المؤمنون (قد‬ ‫الحكاية تقول قرأت‬
‫‪ C‬المنافقون (إذا جاءك المنافقون)‪ ،‬الكافرون (قل يا أيها الكافرون)‪ ،‬المطففين (ويل للمطففين) جاءت مجرورة بالالم فسميت المطففين‪ .‬فإذا‬‫أفلح المؤمنون)‪،‬‬
‫يونس‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الذي جمع مذكر سالم ُحكي في السورة والباقي عمومًا أخضع للقاعدة فإذا كان منصرفًا ُج ّر بالكسرة وإذا كان ممنوعًا من الصرف مثل سورة‬
‫َ‬
‫يوسف‪.‬‬ ‫مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة وكذلك سورة‬
‫آية (‪:)2(-)1‬‬
‫*ما داللة الحروف* المقطعة في أوائل بعض السور* في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ال سورة ق تتكرر فيها الكلمات التي فيها حرف القاف مثل (قول‪ ،‬رقيب‪،‬‬ ‫القدماء انتبهوا أن السور التي تبدأ باألحرف المقطعة بُنيت على ذلك الحرف فمث ً‬
‫القرآن‪ ،‬تنقص‪ ،‬ألقينا‪ ،‬باسقات‪ ،‬الخلق) وكذلك سورة ص تكثر فيها الكلمات التي فيها حرف الصاد مثل (مناص‪ ،‬اصبروا‪ ،‬أصحاب‪ ،‬صيحة‪ ،‬فصل‪،‬‬
‫الخصم) حتى أنهم جعلوا إحصائية في (ألر) وقالوا أنها تكررت فيها الكلمات التي فيها (ألر) ‪ 220‬كلمة هذا قول القدامى‪ .‬العلماء جمعوا األحرف المقطعة‬
‫وقالوا عندما نجمعها نجد أنها (‪ )14‬حرفًا تمثّل نصف حروف المعجم وجاءت في ‪ 29‬سورة وهي عدد حروف المعجم نصف األحرف المجهورة ونصف‬
‫األحرف الشديدة ونصف المطبقة ونصف المنقوطة ونصف الخالية من النقط ونصف المستقرة ونصف المنفتحة ونصف المهموسة ونصف المستعلية و‬
‫المفرغة من المعنى ُركبت تركيبًا خاصًا فصارت آيات مبينة‬ ‫نصف المقلقلة و نصف الرخوة وهكذا لكن هم خاضوا في هذا للنظر فيه‪ .‬هذه األحرف ّ‬
‫موضحة وهي موضع اإلعجاز وموضع التحدي للعرب الفصحاء‪ .‬هم يقينًا أدركوا هذا المعنى وإال لكانوا سألوا عنه‪.‬‬
‫ال كل سورة بدأت بـ (ألم) تذكر بدء الخلق (حرف األلف) ووسط الخلق (حرف الالم) ونهاية الخلق (حرف‬ ‫وقسم قال أنه تشتمل على أنصاف األحرف مث ً‬
‫ال‪ .‬وهناك من جعل منها معادلة رياضية فقال أن كل سورة فيها (ألم) نسبة‬ ‫الميم)‪ .‬وقسم قالوا أن كل السور التي تبدأ بحرف (ط) تبدأ بقصة موسى أو ً‬
‫الحروف ألف إلى الم تساوي نسبة الحروف الم إلى ميم‪.‬‬
‫ال متعددة وقسم جعلها رموزًا ألمور ستقع مثلما قالوا في‬ ‫وقسم يجمع الحروف في جمل وقسم أجروها على الطوائف فجعلوا من األحرف األربعة عشر جم ً‬
‫(حم عسق) في تفسير ابن كثير اشارة الى امور في احد من آل بيت الرسول ‪ ‬وقسم كانوا يجمعون على حساب الجمل فيجعلون األلف واحد‪.‬‬
‫ال والحظت أن كل طائفة تضع جملة‬ ‫ألم هي حروف متقطعة وليست كلمات وإن كان قسم من القدامى حاولوا أن يجمعوا هذه األحرف ويستخرجوا منها جم ً‬
‫تنصر بها طائفتها وقسم يقول لو جمعت األحرف تحصل على جملة "نص حكيم قاطع له سر"‪ .‬سألتمونيها‪ ،‬اليوم تنساه‪ ،‬وقسم يقول يا أوس هل نمت؟‬
‫السمان‪ ،‬تُجمع منها عبارات‪ ،‬يجمعون من األحرف بصور مختلفة كل واحدة لها معنى‪.‬‬ ‫الوسمي هتّان (أي المطر ينزل)‪ ،‬هويت ُ‬
‫سؤال‪ :‬هل كانت العرب تتكلم في لغتها العربية باألحرف المقطعة؟ كال ويقولون هذا لشد انتباههم ألنه غير مألوف في كالمهم‪ ،‬هم يسمون األحرف‪.‬‬
‫القول الفصل فيها أنها حروف لها سر من قبل اهلل تعالى ال نعلمه وقسم قالوا هي من المتشابه الذي ال نعلمه‪ .‬قد يكون هذا الرأي ولكن هذه المالحظات‬
‫جديرة باالنتباه أيضًا‪.‬‬
‫أيضًا انتبه القدامى أن هذه التي تبدأ بهذه األحرف يكون التعبير فيها طابع هذه األحرف يعني التي تبدأ بالصاد تكثر فيها الكلمات الصادية يعني هي تعطيك‬
‫بداية فنية لما يكثر من األحرف في هذه السورة‪ .‬مثل سورة ق تردد فيها الكلمات التي فيها قاف (ق والقرآن المجيد‪ ،‬إذ يتلقى المتلقيان‪ ،‬قعيد‪ ،‬سائق‪،‬‬
‫تشقق)‪ ،‬في ص ذكر الخصومات‪ ،‬الخصم‪ ،‬يختصمون‪ ،‬مناص‪ ،‬صيحة‪ ،‬اصبروا‪ ،‬صيحة‪ ،‬إصبر‪ ،‬الكلمات فيها صاد‪ .‬ثم استدلوا إلى اإلحصاء قالوا‬
‫ال في سورة يونس تبدأ بـ ألر وفي هذه السورة تكررت الكلمات التي فيها راء كثيرًا وأقرب السور إليها سورة النمل والنحل وهي أطول منها‬ ‫ضربوا مثا ً‬
‫‪ C‬الراء فيها كما في يونس ففيها (فيها ‪ 220‬راء) هكذا أحصوا‪ .‬ثم المالحظة أن كل السور التي تبدأ بالطاء (طه‪ ،‬طس‪ ،‬طسم) كلها تبدأ بقصة‬ ‫لكنها لم تتردد‬
‫ال تطبع طابع السورة فيكون من باب‬ ‫ال‪ ،‬كلها بال استثناء‪ .‬يبدو كما يقولون أن اللمسة البيانية إذا كان أنه هذه تشير إلى أن الحروف المذكورة أو ً‬
‫موسى أو ً‬
‫السمة التعبيرية‪ .‬قد تكون سمة تعبيرية‪ .‬ليس هذا فقط ولكن قبل سنوات أخرج دكتور مهندس أخرج كتابًا عن المناهج الرياضية في التعبير القرآني عملها‬
‫على الكمبيوتر وهو يقول أنه الحظ أن األحرف المذكورة في بداية السور تتناسب في السور تناسبًا طبيعيًا فالتي تبدأ بـ (ألم) يكون األلف أكثر تكرارًا في‬
‫السورة ثم الالم ثم الميم وليس هذا فقط وإنما نسبة األلف إلى الالم مثل نسبة الالم إلى الميم‪ ،‬هذه معادلة رياضية حتى أنني ناقشته وسألته هل راجعت‬
‫الصحف وتكبقها عليه فقال نعم طبقتها على الصحف لكنه وجد القرآن متفردًا بها‪.‬‬
‫‪ C‬في ذاتها‪ .‬وأن القرآن جاء بكالم‬ ‫والذي عليه الكثيرين أن هذه من دالئل اإلعجاز بمعنى أن هذا القرآن المبين الواضح مك ّون من هذه األصوات غير المبينة‬
‫معجز من جنس كالمهم فاتوا بمثله إن استطعتم‪ .‬والسلف كانوا يوكلون معاني هذه األحرف هلل تعالى‬
‫*لماذا لم يلتزم نفس األحرف المقطعة في كل السور؟وهل هناك مناسبة بين تلك األحرف واآلية التي تليها؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫إلى اآلن بقدر بحثنا ال توجد مناسبة ظاهرة لكن هناك مناسبة اختيار ما بعدها بالنظر إليها سأذكرها‪ :‬هذه المناسبة وجدت أنها من الجانب الصوتي تنطبق‬
‫على جميع ما ورد ذكره من كلمة كتاب وكلمة قرآن‪ .‬أنه حيثما اختار كلمة الكتاب تكون األحرف المقطعة كذا بمقاطعها الصوتية‬
‫األحرف المقطعة جاءت في ‪ 29‬موضعًا في القرآن الكريم والذي توصلنا إليه ما يأتي‪:‬‬
‫القاعدة‪ :‬أنه إذا كانت الحروف المقطعة أكثر من مقطعين فعند ذلك يأتي معها الكتاب ألن الكتابة ثقيلة‪ .‬وإذا كانت الحروف المقطعة من مقطعين يأتي معها‬
‫ال (حم) الحاء مقطع والميم مقطع ثقيل ألنه مديد (ميم‪ ،‬حركة طويلة‪ ،‬ميم‪ :‬قاعدتان وقمة طويلة) وهو‬ ‫ال‪ .‬مث ً‬
‫القرآن بإستثناء إذا كان المقطع الثاني مقطعًا ثقي ً‬
‫من مقاطع الوقف‪ .‬فالميم‪  ‬ثقيل ألنه يبدأ بصوت وينتهي بالصوت نفسه وبينهما هذه الحركة الطويلة والعرب تستثقل ذلك ولذلك جعلوه في الوقف‪.‬‬
‫ِين (‪ )2‬البقرة) أكثر من مقطعين‪ ،‬جاء بعدها كلمة الكتاب‪.‬‬ ‫ْب فِي ِه ُهدًى لِلْ ُمتَّق َ‬ ‫ِك الْ ِك َت ُ‬
‫اب لَا َري َ‬ ‫(الم (‪َ )1‬ذل َ‬
‫ُْ َ ْ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ ْ َ َ ُْ َ ْ‬
‫ِيم (‪ ))2‬ما قال الكتاب‬‫أما في سورة‪(  ‬طه (‪َ )1‬ما أ ْن َزلنَا َعليْك الق ْرآ َن لَِتش َقى (‪ )2‬طه)‪( ،‬ص َوالق ْرآ ِن ذِي الذك ِر (‪( ،))1‬يس (‪َ )1‬والق ْرآ ِن ال َحك ِ‬
‫رسم هذه الحروف رسم توقيفي أي على ما رسمه صحابة رسول اهلل ‪ ‬ألنه لم يكن يعرف الرسم‪.‬‬
‫هذه األحرف جميعًا حيثما وردت تشير إلى أصوات متناسقة ليس بينها تنافر‪ ،‬غير متنافرة يعني كأن القرآن يقول لهم هذه األصوات هكذا ينبغي أن ال يكون‬
‫فيها نوع من التنافر‪( .‬ألم) األلف من أقصى الحلق من الوترين‪ ،‬الالم مخرجها الذي هو فويق مفارز الثنايا والرباعية والناب والضاحك الالم مخرجه‬
‫منتشر ويميل‪ ،‬والميم بانضمام الضفتين‪( .‬كهيعص) في لفظ واحد ولذلك لما جاء عندنا في موضع حرفان من مخرج واحد مع ما فيهما من اختالف جعل‬
‫كل واحد في آية فقال (حم) آية‪،‬و (عسق) آية‪ .‬ألن الحاء والعين من مخرج واحد ال يكونان في لفظ واحد مع أن بين الحاء والعين فروقًا‪ .‬من الصفات في‬
‫مسألة الشدة والرخاوة‪ :‬الحاء رخوة معناه يجري به الصوت والعين متوسط‪ .‬نحن عندنا الصفات من حيث الشدة والرخاوة‪ :‬أصوات شديدة وأصوات‬
‫رخوة وأصوات متوسطة كأنها تبدأ شديدة وتنتهي رخوة أو ظاهرها الشدة لكن يجري بها الصوت من غير مخرجها مثل الميم أوالنون‪ .‬وشيء آخر الحاء‬
‫مهموس والعين مجهور يعني مع وجود هذا اإلختالف ُجعِل كل واحد في آية ال يكونا في بناء واحد‪ .‬فإذن نوعية الصوت أيضًا منتقاة‪.‬‬
‫ِين (‪ )2‬البقرة) ألم آية‪ .،‬أرقام اآليات توقيفي على ما‬ ‫ْب فِي ِه ُهدًى لِلْ ُمتَّق َ‬ ‫ِك الْ ِك َت ُ‬
‫اب لَا َري َ‬ ‫بعض الحروف المقطعة ُعدّت آيات وبعضها ما ُع ّد آية‪( .‬الم (‪َ )1‬ذل َ‬
‫فعله الصحابة‪ .‬هم ما وضعوا أرقامًا وإنما وضعوا فجوات ثم بعد ذلك وضعت األرقام‪.‬‬
‫ْب فِي ِه هُدًى لِ ْل ُمتَّقِينَ (‪)2‬‬
‫*ما الفرق بين داللة كلمة الكتاب والقرآن؟ وما داللة إستخدام ذلك الكتاب في اآلية (الم (‪َ )1‬ذلِكَ ْال ِكتَابُ اَل َري َ‬
‫البقرة) ولم تأت هذا الكتاب أو هذا القرآن أو ذلك القرآن؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كلمة قرآن هي في األصل في اللغة مصدر الفعل قرأ مثل غفران وعدوان‪( .‬فإِذا ق َرأنَا ُه فات ِب ْع ق ْرآ َن ُه {‪ }18‬القيامة) ثم استعملت علمًا للكتاب الذي أنزل على‬
‫الرسول ‪( ‬القرآن)‪.‬‬
‫ُ‬
‫ُنزل مكتوبًا وإنما أنزل‬ ‫ّ‬
‫أما الكتاب فهي من الكتابة وأحيانًا يسمى كتابًا ألن الكتاب متعلق بالخط‪ ،‬وأحيانًا يطلق عليه الكتاب وإن لم يُخط (أنزل الكتاب) لم ي ّ‬
‫ينزل على رسول اهلل ‪.‬‬ ‫مقروءًا ولكنه كان مكتوبًا في اللوح المحفوظ قبل أن ّ‬
‫‪ C‬ذكر القرآن أو‬ ‫هذا من ناحية اللغة أما من ناحية اإلستعمال فيالحظ أنه يستعمل عندما يبدأ بالكتاب يكون يتردد في السورة ذكر الكتاب أكثر بكثير مما يتردد‬
‫قد ال تذكر كلمة القرآن مطلقًا في السورة‪ .‬أما عندما يبدأ بالقرآن يتردد في السورة ذكر كلمة القرآن أكثر الكتاب أو قد ال يرد ذكر الكتاب مطلقًا في السورة‬
‫‪ C‬في السورة بشكل متساو تقريبًا ونأخذ بعض األمثلة‪:‬‬ ‫وإذا اجتمع القرآن والكتاب فيكونان يترددان‬
‫ِين {‪ )}2‬وذكر الكتاب في السورة ‪ 47‬مرة والقرآن مرة واحدة في آية الصيام َ‬
‫(ش ْه ُر‬ ‫ْب فِي ِه ُهدًى لِّلْ ُمتَّق َ‬ ‫ال َ َ‬
‫ي‬‫ر‬ ‫اب َ‬ ‫ِك الْ ِك َت ُ‬
‫في سورة البقرة بدأ بالكتاب ( َذل َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫نز َل فِي ِه الْ ُق ْر ُ‬‫ان الَّذ َ ُ‬
‫ان)‪.‬‬‫َات ِّم َن ال ُهدَى َوال ُف ْر َق ِ‬ ‫اس َو َبيِّن ٍ‬ ‫آن ُهدًى للنَّ ِ‬ ‫ِي أ ِ‬ ‫ض َ‬‫َر َم َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫نجيل {‪ )}3‬وورد الكتاب ‪ 33‬مرة في السورة ولم‬ ‫نزل الت ْو َرا َة َو ِ‬
‫اإل ِ‬ ‫ْن َي َد ْي ِه َوأ َ‬‫صدِّقًا ل َما َبي َ‬
‫اب ِبال َحق ُم َ‬ ‫في سورة آل عمران بدأ السورة بالكتاب (نَزل َعليْك ال ِكت َ‬
‫ترد كلمة القرآن وال مرة في السورة كلها‪.‬‬
‫آن لَِتش َقى {‪ )}2‬وورد القرآن فيها ‪ 3‬مرات والكتاب مرة واحدة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نزلنَا َعليْك الق ْر َ‬ ‫ْ‬ ‫في سورة طه‪ :‬بدأ السورة بالقرآن ( َما أَ َ‬
‫آن الْ َم ِجي ِد {‪ )}1‬وورد ‪ 3‬مرات في السورة بينما ورد الكتاب مرة واحدة‪.‬‬ ‫في سورة ق بدأ بالقرآن (ق َوالْ ُق ْر ِ‬
‫في سورة ص تساوى ذكر القرآن والكتاب‪.‬‬
‫ين {‪ )}1‬ورد ذكر القرآن ‪ 3‬مرات والكتاب مرتين‪.‬‬ ‫آن ُّم ِب ٍ‬ ‫ُ‬
‫اب َوق ْر ٍ‬ ‫ات الْ ِك َت ِ‬
‫في سورة الحجر بدأ (الَ َر تِلْ َك آ َي ُ‬
‫ين {‪ )}1‬ورد ذكر القرآن ‪ 3‬مرات والكتاب أربع مرات‪.‬‬ ‫اب ُّم ِب ٍ‬‫آن َو ِك َت ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ات الق ْر ِ‬ ‫في سورة النمل بدأ‪(  ‬طس تِلْ َك آ َي ُ‬
‫د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫الذي أنزله اهلل عز وجل على رسوله ‪ ‬يمكن أن يقال هو الكتاب ويمكن أن يقال هو القرآن ويمكن أن يقال هو الفرقان ويمكن ألن يقال هو الذِكر‬
‫‪ C‬كأنما يقدم عليه شيئًا ينبّه فقال (هذا)‪.‬‬ ‫لكن أسماء اإلشارة عندما تُستعمل تستعمل لغايتها فإسم اإلشارة في األصل هو (ذا) لوحدها لكن يدخله الهاء للتنبيه‬
‫فرط (ذلك) للبعيد جدًا‬ ‫‪ C‬ال ُم ِ‬
‫‪ C‬فيقول (ذاك) وقد تدخل عليه الالم التي تشير إلى البُعد‬ ‫وأحيانًا تدخل عليه الكاف الذي يشير إلى البُعد‬
‫ّ‬
‫علماؤنا يقولون هذا نوع من تشريف للكتاب بأنه لم يُشر إليه بإشارة القريب وإنما أراد أن يعظمه‪ .‬وقسم قال إذا أشار إلى الكتاب الذي في اللوح المحفوظ‬
‫‪ C‬فقد أشار إليه بهذا ألنه لما أراد ما بين أيدي الناس فيشير إليه‬ ‫قال (ذلك) معناه الكتاب الذي في اللوح المحفوظ والذي ال يمسه إال المط ّهرون من المالئكة‪.‬‬
‫إشارة القريب كقوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) هو بين أيديهم‪ .‬القرآن والكتاب واحد وهو اآليات التي أنزلها اهلل عز وجل على محمد ‪‬‬
‫مسطرًا في اللوح المحفوظ ثم نزل مقروءًا ثم قرأه الرسول ‪ ‬ثم ُس ِّطر‪.‬‬ ‫لكن لما يقول الكتاب كأنه إشارة إلى هذا المد ّون وهو نفسه المقروء‪ .‬هو كان ّ‬
‫هذه في مسألة (ذلك الكتاب) ألن اإلشارة إلى الكتاب الذي في اللوح المحفوظ ويراد إدراك الرسم‪ ،‬الكتابة فجاءت كلمة (الكتاب) وكان يمكن في غير‬
‫خال من الشك الذاتي يعني هو غير قابل ألن ي ّ‬
‫ُشك فيه‬ ‫القرآن أن يقال (ذلك القرآن) لكن ألن الكالم جاء على أنه في تكوينه ليس فيه شك‪ ،‬في ماهيّته هو ٍ‬
‫بذاته قال (ال ريب فيه) انصرف الذهن إلى الكتاب الذي في اللوح المحفوظ (ذلك الكتاب ال ريب فيه)‪ .‬والريب أدنى درجات الشك والشك أقوى من الريب‬
‫والريب كأنه أول درجات الشك‪ .‬هذا الكتاب بذاته يخلو من أي ذرة من ذرات الشك فإذن هو يخلو من الريب‪.‬‬
‫ْب فِي ِه هُدًى لِّ ْل ُمتَّقِينَ ) بدل إسم اإلشارة هذا؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ك ْال ِكتَابُ الَ َري َ‬
‫* ما داللة استخدام* إسم اإلشارة (ذلك) في اآلية ( َذلِ َ‬
‫إسم اإلشارة نفس اإلسم أحيانًا يستعمل في التعظيم وأحيانًا يستعمل في الذم والذي يبين الفرق بينهما هو السياق‪ .‬كلمة (هذا) تستعمل في المدح والثناء "هذا‬
‫الذي للمتقين إمام" ويستعمل في الذم (أَ َه َذا الَّذِي َب َع َث اللَّ ُه َر ُسولًا (‪ )41‬الفرقان) (كذلك) تستعمل في المدح "أولئك آبائي فجئني بمثلهم" أولئك جمع ذلك‬
‫وهؤالء جمع هذا‪ ،‬والذم‪( .‬ذلك) و(تلك) من أسماء اإلشارة ( َقالَ ْت َف َذلِ ُك َّن الَّذِي لُ ْمتُنَّنِي فِي ِه (‪ )32‬يوسف) تعظيم‪ ،‬وأحيانًا يكون في الذم تقول هذا البعيد ال‬
‫تريد أن تذكره فهنا الذي يميز بين ذلك االستعمال والسياق‪( .‬ذلك الكتاب ال ريب فيه) هنا إشارة إلى علوه وبعد رتبته وبعده عن الريب وأنه بعيد المنال ال‬
‫ْعواْ‬ ‫َزلْنَا َعلَى َع ْب ِدنَا َف ْأتُواْ ِب ُس َ‬
‫ور ٍة ِّمن ِّم ْثلِ ِه َواد ُ‬ ‫يستطيع أن يؤتى بمثله (ذلك) داللة على البعيد واهلل تعالى قال في نفس السورة ( َوإِن ُكنتُ ْم فِي َري ٍ‬
‫ْب ِّم َّما ن َّ‬
‫ِين (‪َ )23‬فإِن لَّ ْم َت ْف َعلُواْ َولَن َت ْف َعلُواْ (‪ ))24‬هذا األمر بعيد عن المنال أن يؤتى بمثله‪ .‬إذن ذلك الكتاب إشارة إلى بعده‬ ‫ُون اللِهّ إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫صا ِدق َ‬ ‫ُش َهدَاء ُكم ِّمن د ِ‬
‫آن ِي ْهدِي لِلَّتِي ِه َي أ ْق َو ُم (‪ )9‬اإلسراء) عندما قال يهدي للتي هي أقوم يجب أن يكون‬ ‫َ‬ ‫وعلو مرتبته‪ .‬والقرآن يستعمل (هذا) لكن في مواطن (إِ َّن َهـ َذا الْ ُق ْر َ‬
‫قريبًا حتى نهتدي به لكن لما قال ذلك الكتاب هو عالي بعيد ال يستطاع أن يؤتى بمثله‪ .‬ثم إنه لم يذكر القرآن إال بـ (هذا) ولم يقل (ذلك) كلما يشير إلى‬
‫ال مصدر‪ ،‬قرأ له مصدرين قراءة وقرآنًا‪ .‬لما تقرأ تقرأ القريب إذن هذا‬ ‫القرآن يشير بـ (هذا) ألن القرآن من القراءة وهو مصدر فعل قرأ وكلمة قرآن أص ً‬
‫‪ C‬ليس قراءة وإنما قد يكون في مكان آخر وهو في اللوح المحفوظ يسمى كتابًا‪ .‬هناك فرق بين الكتاب والقرآن فالكتاب فيه بعد‬ ‫هو القرآن‪ .‬الكتاب بعيد‬
‫ِّق الَّذِي َبي َ‬
‫ْن َي َد ْي ِه (‪)92‬‬ ‫صد ُ‬ ‫م‬ ‫ٌ‬
‫ك‬ ‫ار‬ ‫ب‬‫م‬
‫ُ ُ َ َ ُّ َ‬‫ه‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫نز‬‫َ‬
‫أ‬ ‫اب‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫كتابًا‬ ‫يقول‬ ‫أنزلنا‬ ‫يقول‬ ‫لما‬ ‫الكتاب‬ ‫كلمة‬ ‫في‬ ‫حتى‬ ‫ُقرأ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫حتى‬ ‫قريبًا‬ ‫فيكون‬ ‫متصور أما القرآن‬
‫‪C‬‬
‫األنعام)‪ .‬لو قال هنا في آية البقرة هذا الكتاب ال ريب فيه لكن كونه بعيد أن يؤتى بمثله ألنه في السورة نفسه قال (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) يعني بعيد‬
‫علو ِه منزلة‪.‬‬
‫عليكم فإسم اإلشارة (ذلك) دل على ِّ‬
‫*مقارنة بين بداية سورة لقمان وبداية سورة البقرة ؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫‪C‬ات‬ ‫‪C‬ير من اآلي‪C‬‬ ‫‪C‬ردد كث‪C‬‬ ‫ِيم) لم يشر إلى الكتاب كما في البقرة (ذلك الكتاب) لو الحظنا في سورة لقمان ت‪C‬‬ ‫ات الْ ِك َت ِ ْ‬ ‫‪ ‬أشار إلى اآليات (تِلْ َك آ َي ُ‬
‫اب ال َحك ِ‬
‫ال قال ( َوإِ َذا تُ ْتلَى َعلَ ْي ِه آ َياتُنَا َولَّى ُم ْس َت ْك ِب ًرا َكأَن لَّ ْم َي ْس َم ْع َها (‪ ))7‬اآليات الكونية (خلق السموات بغير عم‪CC‬د‪ ،‬إلق‪CC‬اء الرواسي‬ ‫السمعية والكونية‪ ،‬مث ً‬
‫ور (‪.))32‬‬ ‫ار َك ُف ٍ‬ ‫وإخراج النبات) وس ّماها آيات ( َو َما َي ْج َح ُد ِبآ َيا ِتنَا إِلَّا ُك ُّل َختَّ ٍ‬
‫‪ ‬ثم هنالك أمر وهو أن كلمة الكتاب ومشتقات الكتابة في البقرة أكثر من اآليات وفي لقمان كلمة اآليات أكثر من الكتابة‪ .‬في البقرة مشتقات الكتاب‬
‫‪ C‬أن التي بدأت بالكتاب ذكر فيها الكتاب‬ ‫والكتابة ‪ 47‬مرة واآليات ‪ 21‬مرة وفي لقمان ذكر الكتاب مرتين واآليات خمس مرات‪ ،‬هذه سمة تعبيرية‬
‫أكثر والتي بدأ فيها باآليات ذكر فيها اآليات أكثر‪.‬‬
‫ِيم) في البقرة لم يصف الكتاب‪ .‬ما معنى الحكيم؟ الحكيم قد يكون من الحكمة أو من الحكم‬ ‫ْ‬ ‫‪ ‬نالحظ أيضًا أن هنالك أمر‪ :‬قال في لقمان (الْ ِك َت ِ‬
‫اب ال َحك ِ‬
‫لخصص‪ .‬في سورة البقرة ما وصف الكت‪CC‬اب‬ ‫أو استواؤها وعدم وجود الخلل فيها وهذا من باب التوسع في المعنى‪ .‬لو أراد تعالى معنى محددًا ّ‬
‫‪C‬الحكيم هو‬ ‫‪C‬فه ب‪C‬‬ ‫ِين (‪ )2‬البقرة)‪ .‬وص‪C‬‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫ْب فِي ِه ُهدًى لل ُمتق َ‬ ‫اب َ‬
‫ال َري َ‬ ‫ِك الْ ِك َت ُ‬‫ألن السورة فيها اتجاه آخر‪ .‬قال الحكيم ثم قال هدى ورحمة‪ ،‬وهنا قال ( َذل َ‬
‫َزلْنَا َعلَى‬ ‫ْب ِّم َّما ن َّ‬ ‫(وإِن ُكنتُ ْم فِي َري ٍ‬ ‫ِين) متناسب مع َ‬ ‫ْب فِي ِه ُهدًى لِّلْ ُمتَّق َ‬ ‫ال َري َ‬ ‫الح َكم‪َ ( ،‬‬ ‫مناسب لما ورد في لقمان من الحكمة (آتينا لقمان الحكمة) وذكر ِ‬
‫‪C‬رة فكلمة حكيم‬ ‫‪C‬ثر من م‪C‬‬ ‫‪C‬ان أك‪C‬‬ ‫ور ٍة ِّمن ِّم ْثلِ ِه (‪ )23‬البقرة) في سورة البقرة وربنا وصف أن اهلل تعالى عزيز حكيم في سورة لقم‪C‬‬ ‫َع ْب ِدنَا َف ْأتُواْ ِب ُس َ‬
‫ان الْ ِح ْك َم َة (‪ ))12‬وذكر الحكمة‪.‬‬ ‫مناسبة لجو السورة تبدأ ( َولََق ْد آ َت ْينَا لُ ْق َم َ‬
‫ُون اللِهّ إِ ْن ُك ْنتُ ْم‬ ‫ْع‪ C‬واْ ُش‪َ C‬هدَاء ُكم ِّمن د ِ‬ ‫ور ٍة ِّمن ِّم ْثلِ ِه َواد ُ‬ ‫َزلْنَا َعلَى َع ْب ِدنَا َف ْأتُواْ ِب ُس َ‬ ‫ْب ِّم َّما ن َّ‬‫(وإِن ُكنتُ ْم فِي َري ٍ‬ ‫ِين) ثم قال َ‬ ‫(هدًى لِّلْ ُمتَّق َ‬ ‫في البقرة قال ُ‬ ‫‪‬‬
‫‪C‬رددت‬ ‫‪C‬وى ت‪C‬‬ ‫ار (‪ ))24‬اتقوا النار مقابل المتقين فإذن هناك مناسبة بين هدى للمتقين وكلمة التق‪C‬‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِين (‪ )23‬فإِن ل ْم تف َعلوا َولن تف َعلوا فاتقوا الن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫َ‬
‫ْب) والمتقين واتقوا اهلل‪ .‬في لقمان قال (ه‪CC‬دى ورحمة للمحس‪CC‬نين) وفي‬ ‫َ ٍ‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ن‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫َِ‬‫و‬ ‫(‬ ‫قوله‬ ‫مع‬ ‫متناسب‬ ‫ِ)‬ ‫ه‬ ‫ِي‬
‫ف‬ ‫ْب‬‫َ َ‬‫ي‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫(‬ ‫فإذن‬ ‫البقرة‪.‬‬ ‫في‬ ‫كثيرًا‬
‫حس‪CC‬ن يحسن إلى نفسه وإلى‬ ‫ال ما الفرق بين المتقي والمحسن؟ المتقي هو الذي يحفظ نفسه يتقي األش‪CC‬ياء‪ ،‬ال ُم ِ‬ ‫البقرة قال فقط (هدى للمتقين)‪ .‬أو ً‬
‫ْن إِ ْح َسانًا (‪ )83‬البقرة) اإلحسان يتعداه إلى نفسه وإلى غيره‪ .‬إذن اإلحسان ال يقتصر على النفس أما التقوى فتقتصر على النفس‪،‬‬ ‫(و ِبالْ َوالِ َدي ِ‬
‫غيره َ‬
‫اإلحسان إلى اآلخرين من الرحمة فلما رحموا اآلخرين وتعدى إحسانهم إلى غيرهم فرحموا اآلخرين ربنا يزيد الرحمة‪ ،‬أما التقوى للنفس وهؤالء‬
‫إحسان للنفس وإلى اآلخرين واإلحسان إلى اآلخرين هي الرحمة فلما زادوا هم زادهم والجزاء من جنس العمل‪ ،‬حتى في اآلخرة زاد لهم الجزاء‬
‫ِين)‬‫(هدًى لِّلْ ُمتَّق َ‬ ‫ِين أَ ْح َسنُواْ الْ ُح ْسنَى َو ِز َيا َد ٌة (‪ )26‬يونس) وهذه رحمة‪ ،‬فكما زاد الجزاء لهم في اآلخرة زاد لهم في الدنيا‪ُ ،‬‬ ‫قال تعالى في اآلخرة (لِّلَّذ َ‬
‫‪C‬‬
‫ِين)‪.‬‬ ‫و( ُهدًى َو َر ْح َم ًة لِّلْ ُم ْح ِسن َ‬
‫ولو الحظنا أن هذه األوصاف هدى ورحمة للمحسنين هي مناسبة لما ورد في عموم السورة وما شاع في جو السورة‪ ،‬قال هدى ورحمةوإحسان‪،‬‬
‫‪ C‬هذا هدى‪،‬جوالهداية في‬ ‫َاب إِلَ َّي (‪ ))15‬الذي يسلك السبيل يبتغي الهداية‪،‬‬ ‫يل َم ْن أَن َ‬ ‫لو الحظنا مظاهر الهدى المذكورة في سورة لقمان قال( َواتَّ ِب ْع َس ِب َ‬
‫‪ C‬بكم) هذا من الرحمة‪ ،‬ولما ذكر تسخير ما في السموات واألرض وأسبغ علينا نعمه‬ ‫سورة لقمان شائع‪ .‬والرحمة لما ذكر قوله تعالى (أن تميد‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِن النَّ ِ‬ ‫ً‬ ‫اه َر ًة َو َب ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َوأ ْس َب َغ َعل ْيك ْم ِن َع َم ُه ظ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ظاهرة وباطنة‪( ،‬أَلَ ْم َت َر ْوا أَ َّن اللَّ َه َس َّخ َر لَ ُكم َّما فِي َّ‬
‫ُجادِل فِي الل ِه ِب َغي ِ‬
‫ْر‬ ‫اس َمن ي َ‬ ‫اطنَة َوم َ‬ ‫ات َو َما فِي الأ ْر ِ‬ ‫او ِ‬ ‫الس َم َ‬
‫ِير (‪ ))20‬هل هناك أعظم من هذه الرحمة؟ من مظاهر اإلحسان إيتاء الزكاة‪  ‬وفي الوصية بالوالدين واإلحسان إليهما‪،‬‬ ‫اب ُّمن ٍ‬ ‫ِعلْ ٍم َولَا ُهدًى َولَا ِك َت ٍ‬
‫ْب‬‫ون ِبالْ َغي ِ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ِين ي ْ‬‫إذن جو السورة كلها شائع فيه الهدى والرحمة واإلحسان وهذه ليست في البقرة وإنما سورة البقرة ذكرت أمورًا أخرى (الَّذ َ‬
‫ون (‪ ))4‬وصف كثير ثم انتهى‬ ‫اآلخ َر ِة ُه ْم يُو ِقنُ َ‬‫ِك َو ِب ِ‬ ‫نز َل مِن َق ْبل َ‬ ‫ُ‬ ‫نز َل إِلَي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ِين ي ْ‬ ‫ون (‪( ))3‬والَّذ َ‬ ‫ِما َر َز ْقنَا ُه ْم يُن ِف ُق َ‬ ‫الصال َة َوم َّ‬
‫ْك َو َما أ ِ‬ ‫ون ِب َما أ ِ‬ ‫ون َّ‬ ‫َويُقِي ُم َ‬
‫ون)‪.‬‬ ‫آخ َر ِة ُه ْم يُو ِقنُ َ‬ ‫ْ‬
‫الز َكا َة َو ُهم ِبال ِ‬ ‫ون َّ‬ ‫ُؤتُ َ‬ ‫الصلَا َة َوي ْ‬‫ون َّ‬ ‫ِين يُقِي ُم َ‬ ‫َّ‬
‫ون (‪ ))5‬أما في لقمان فاختصر (الذ َ‬ ‫ِح َ‬ ‫ْ‬
‫ِك ُه ُم ال ُم ْفل ُ‬ ‫ُ‬
‫ِك َعلَى ُهدًى ِّمن َّربِّ ِه ْم َوأ ْولَـئ َ‬ ‫(أُ ْولَـئ َ‬
‫في لقمان كرر كلمة (هم) في البقرة لم يكررها (وباآلخرة هم يوقنون)‪.‬‬
‫‪ C‬المحسنين والمسلمين يعود إلى سياق‬ ‫اإليمان أع ّم من اإلحسان وال يمكن لإلنسان أن يكون متقيًا حتى يكون مؤمنًا وورود كلمة المتقين‪ ،‬المؤمنين‪،‬‬
‫اآليات في كل سورة‪.‬‬
‫نز َل مِن َق ْبل َ‬ ‫ُ‬ ‫نز َل إِلَي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ِين ي ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫‪ ‬في البقرة قال (الَّذ َ‬
‫ِك) ولم يقلها في لقمان‪،‬‬ ‫ْك َو َما أ ِ‬ ‫ون ِب َما أ ِ‬ ‫ْب) ما قالها في لقمان وقال في البقرة (والذ َ‬ ‫ون ِبال َغي ِ‬ ‫ِين ي ْ‬
‫ون) وهذه أعم من الزكاة والزكاة من اإلنفاق فإذن مما ينفقون تحت طياتها‬ ‫ِما َر َز ْقنَا ُه ْم يُن ِف ُق َ‬ ‫الز َكاة) وفي البقرة قال ( َوم َّ‬ ‫ون َّ‬ ‫ُؤتُ َ‬ ‫وقال في لقمان ( َوي ْ‬
‫ْب) وهذا متعلق بالسورة نفسها كما ذكرنا أن في لقمان شاع فيها تردد اذكر آلخرة وهنا جو السورة ومفتتح السورة‬ ‫ْ‬
‫ون ِبال َغي ِ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫الزكاة‪( .‬الَّذ َ‬
‫ِين ي ْ‬
‫اس َمن َي ُق ُ‬
‫ول آ َمنَّا‬ ‫ِن النَّ ِ‬ ‫(وم َ‬
‫ْب) وبعدها قال َ‬ ‫ون ِبالْ َغي ِ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬‫ِين ي ْ‬‫غالبًا ما يكون له عالقة بطابع السورة من أولها إلى نهايتها‪ .‬في سورة البقرة‪ ،‬قال (الَّذ َ‬
‫وسى لَن‬ ‫ْ‬
‫(وإِ ْذ ُقلتُ ْم َيا ُم َ‬ ‫ِين (‪ ))8‬هذا من الغيب لم يؤمنوا ال باهلل وال باليوم اآلخر‪ .‬وقال على لسان بني إسرائيل َ‬ ‫اآلخ ِر َو َما ُهم ِب ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ِباللِهّ َو ِبالْ َي ْو ِم ِ‬
‫ْب) وليس مثل هؤالء‬ ‫ون ِبالْ َغي ِ‬‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫َرى اللَّ َه َج ْه َر ًة (‪ ))55‬إذن هم ال يؤمنون بالغيب وطلبهم عكس الغيب لذلك هو قال (الَّذ َ‬
‫ِين ي ْ‬ ‫ِن لَ َك َحتَّى ن َ‬ ‫نُّ ْؤم َ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َوالأ ْر َ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ C‬وال مثل هؤالء الذين طلبوا أن يروا اهلل جهرة بينما في لقمان قال ( َولئِن َسأل َت ُهم َّم ْن َخل َق َّ‬ ‫الذين يقولون آمنا وما هم بمؤمنين‬
‫صد (‪)32‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َجاه ْم إِلى ال َب ِّر ف ِمن ُهم ُّمقت ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّين فل َّما ن َّ‬
‫ين له الد َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِص َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫َع ُوا الل َه ُمخل ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫لََي ُقولُ َّن اللَّ ُه (‪ ))25‬إذن هم مؤمنون بالغيب وقال ( َوإِذا غ ِش َي ُهم َّم ْو ٌج كالظل ِل د َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لقمان) إذن هم دعوا اهلل‪ ،‬يختلف الطابع‪ .‬الطابع العام في سورة البقرة اإليمان بالغيب وطلب اإليمان أو اإلنكار على عدم اإليمان بالغيب بينما‬
‫ض لََي ُقولُ َّن اللَّهُ) إذن يؤمنون بجزء من الغيب بينما أولئك‬ ‫ات َوالْأَ ْر َ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫في لقمان اإليمان بالغيب حتى الذين كفروا قال ( َولَئِن َسأَلْ َت ُهم َّم ْن َخلَ َق َّ‬
‫الز َكاةَ)‬
‫ون َّ‬ ‫ُؤتُ َ‬ ‫َرى اللَّ َه َج ْه َر ًة) هذه ليست إيمانًا بالغيب وربنا يريد اإليمان بالغيب‪ .‬ونالحظ قال َ‬
‫(وي ْ‬ ‫ِن لَ َك َحتَّى ن َ‬ ‫في سورة البقرة ينكرون (لَن نُّ ْؤم َ‬
‫ون) ألن تكرر في البقرة وذكر عدا الزكاة اإلنفاق ‪ 17‬مرة في البقرة وذكر الزكاة في عدة مواطن وذكر‬ ‫ِما َر َز ْقنَا ُه ْم يُن ِف ُق َ‬ ‫وفي البقرة قال ( َوم َّ‬
‫ون َما أَن َف ُقواُ‬ ‫ال يُ ْت ِب ُع َ‬ ‫يل اللِهّ ثُ َّم َ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُه ْم فِي َسِب ِ‬ ‫ِين يُن ِف ُق َ‬ ‫ْع َسنَا ِب َل (‪( ))261‬الَّذ َ‬ ‫يل اللِهّ َك َم َث ِل َحبَّ ٍة أَن َب َت ْت َسب َ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُه ْم فِي َسِب ِ‬ ‫ِين يُن ِف ُق َ‬‫(م َث ُل الَّذ َ‬
‫اإلنفاق َّ‬
‫ار ِس ًّرا َو َعال ِن َية (‪ 17 ))274‬مرة تكرر اإلنفاق عدا األمر بالزكاة في البقرة فإذن هذا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ال أَ ًذى (‪( ))262‬الذ َ‬
‫َّ‬ ‫َمنًّا َو َ‬
‫ْل َوالن َه ِ‬ ‫ون أ ْم َوال ُهم ِباللي ِ‬ ‫ِين يُن ِفق َ‬
‫ِك) لم يقل هذا في لقمان ألنه في‬ ‫نز َل مِن َق ْبل َ‬ ‫ُ‬ ‫نز َل إِلَي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬
‫ِين ي ْ‬ ‫أعم‪ .‬في لقمان ما ذكر اإلنفاق فطابع السورة يختلف‪ .‬حتى (والَّذ َ‬
‫ْك َو َما أ ِ‬ ‫ون ِب َما أ ِ‬
‫صدِّقًا ل َما َم َع ُك ْم (‪)41‬‬ ‫ِّ‬ ‫نزل ُت ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫البقرة جرى هذا وطلب من أهل الكتاب أن يؤمنوا بما أُنزل إليه وما أنزل من قبلك في آيات كثيرة جدًا ( َوآ ِمنُواْ ِب َما أ َ‬
‫َ‬
‫ِين آ َمنُواْ َقالُواْ آ َمنَّا (‪))76‬‬ ‫(وإِ َذا لَُقواْ الَّذ َ‬ ‫ُؤ ِمنُواْ لَ ُك ْم (‪َ ))75‬‬ ‫ون أَن ي ْ‬ ‫البقرة) إذن يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وهؤالء لم يؤمنوا (أَ َف َت ْط َم ُع َ‬
‫نز َل اللُهّ (‪ ))91‬هم ال يؤمنون بما أُنزل إليه بينما هو طلب يؤمنون بما أنزل إليك وحتى في آخر البقرة قال (آ َم َن‬ ‫ِيل لَ ُه ْم آ ِمنُواْ ِب َما أَ َ‬
‫(وإِ َذا ق َ‬
‫َ‬
‫ْن أَ َح ٍد ِّمن ُّر ُسلِ ِه (‪ ))285‬طابع السورة هكذا وفي‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫ِّ َ َ‬‫ق‬‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬‫ل‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫و‬
‫َ ِ َُُ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫آل‬ ‫م‬ ‫و‬
‫ََ ِ ََ‬‫ِهّ‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫آ‬ ‫ل‬‫ٌّ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ؤ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬
‫َّ ِّ َ ُ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫نز‬ ‫ُ‬
‫أ‬
‫َّ ُ ِ َ ِ ِ ْ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫ول‬ ‫س‬ ‫الر‬
‫ال ولذلك مفتتح سورة البقرة فيها طابع السورة‪.‬‬ ‫لقمان لم يجد مثل هذا أص ً‬
‫ون (‪ ))4‬أي‬ ‫اآلخ َر ِة ُه ْم يُو ِقنُ َ‬ ‫(و ِب ِ‬ ‫ون (‪ )4‬وفي آية البقرة قال َ‬ ‫آخ َر ِة ُه ْم يُو ِقنُ َ‬ ‫الز َكا َة َوهُم ِبالْ ِ‬ ‫ون َّ‬ ‫ُؤتُ َ‬ ‫الصلَا َة َوي ْ‬
‫ون َّ‬ ‫ِين يُقِي ُم َ‬ ‫قال تعالى فى سورة لقمان(الَّذ َ‬ ‫‪‬‬
‫كرر هم قبل (باآلخرة) ذلك أنه لو الحظنا في سورة لقمان تردد في السورة ذكر اآلخرة وأحوالها والتوعد بها في زهاء نصف عدد آيات السورة‬
‫اخ َش ْوا‬ ‫اح َد ٍة ‪َ ،‬و ْ‬ ‫س َو ِ‬ ‫وأولها وآخرها (لهم عذاب مهين‪ ،‬فبشره بعذاب أليم‪ ،‬لهم جنات النعيم‪ ،‬عذاب غليظ‪ ،‬إليه المصير‪َّ ،‬ما َخلْ ُق ُك ْم َولَا َب ْعثُ ُك ْم إِلَّا َك َن ْف ٍ‬
‫اع ِة (‪ ))34‬فناسب زيادة (هم)‬ ‫َي ْو ًما لَّا َي ْج ِزي َوالِ ٌد َعن َولَدِه) ثم هي بدأت باآلخرة (يوقنون) وانتهت باآلخرة بقوله تعالى (إِ َّن اللَّ َه ِعن َد ُه ِعلْ ُم َّ‬
‫الس َ‬
‫توكيدًا على طابع السورة وما جاء في السورة‪ .‬إضافة إلى أن هؤالء ذكر أنهم محسنون والمحسنون كما علمنا أنهم يحسنون إلى أنفسهم وإلى‬
‫غيرهم وزاد فيهم هدى ورحمة وليس كما في البقرة المتقين الذي يحفظ نفسه‪ .‬فزاد في وصف هؤالء الذين يعبدون اهلل كأنهم يرونه وهذا من‬
‫ِين أَ ْح َسنُواْ‬‫‪ C‬اهلل كأنك تراه" زاد في ذكر إيقانهم ويقينهم لما كانوا أعلى مرتبة وزاد لهم في الرحمة وزاد لهم في اآلخرة (لِّلَّذ َ‬ ‫اإلحسان "أن تعبد‬
‫ون) هم أعلى في اليقين ألن اليقين درجات واإليمان درجات‬ ‫ُ‬
‫آخ َر ِة ُه ْم يُو ِقن َ‬ ‫الْ ُح ْسنَى َو ِز َيا َد ٌة (‪ )26‬يونس) زاد في ذكر إيمانهم فقال ( َوهُم ِبال ِ‬
‫ْ‬
‫(و ُهم ِبالْ ِ‬
‫آخ َر ِة‬ ‫فاإليمان يزيد واالطمئنان درجات واليقين درجات والمحسنين يبعدون اهلل كأنهم يرونه إذن درجة يقينهم عالية فأكد هذا األمر فقال َ‬
‫ون) ‪.‬السورة واآلية كلها يختلف ويستدعي ذكر الزيادة‪.‬‬ ‫اآلخ َر ِة ُه ْم يُو ِقنُ َ‬ ‫ون) فأكدها على ما ذكر في سورة البقرة ( َو ِب ِ‬ ‫ُه ْم يُو ِقنُ َ‬
‫ون) لم يقل وهم يوقنون باآلخرة‪ .‬األصل في اللغة‬ ‫اآلخ َر ِة ُه ْم يُو ِقنُ َ‬‫(و ِب ِ‬ ‫لكن المالحظ أنه في البقرة وفي لقمان قدم الجار والمجرور على الفعل َ‬ ‫‪‬‬
‫العربية أن يتقدم الفعل ثم تأتي المعموالت الفاعل والمفعول به والمتعلق من جار ومجرور والتقديم ال بد أن يكون لسبب وهنا قدم (وباآلخرة)‬
‫ون) ألن اإليقان باآلخرة صعب ومقتضاه شاق أما اإليمان باهلل كثير من الناس يؤمنون باهلل لكن قسم منهم مع‬ ‫آخ َر ِة ُه ْم يُو ِقنُ َ‬ ‫(و ِبالْ ِ‬
‫وكذلك في البقرة َ‬
‫اعة (‪ )32‬الجاثية) وهم مؤمنون‬ ‫ُ‬ ‫الس َ‬ ‫ْري َما َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ْب فِي َها قلتم َّما ند ِ‬ ‫َ‬
‫اعة لا َري َ‬ ‫ُ‬ ‫الس َ‬ ‫ٌّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إيمانه باهلل ال يؤمن باآلخرة مثل كفار قريش ( َوإِذا قِيل إِن َو ْع َد الل ِه َحق َو َّ‬
‫ض لََي ُقولُ َّن اللَّ ُه (‪ )25‬لقمان) إذن هم مؤمنون باهلل لكن غير مؤمنين باآلخرة ولذلك هنا قدم اآلخرة‬ ‫ات َوالْأَ ْر َ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫(ولَئِن َسأَلْ َت ُهم َّم ْن َخلَ َق َّ‬ ‫باهلل َ‬
‫ون) اإليمان باهلل كأنه متسع لكن اليقين باآلخرة ليست متسعة والتقديم هنا لإلهتمام والقصر‪.‬‬ ‫آخ َر ِة ُه ْم يُو ِقنُ َ‬ ‫ْ‬
‫(و ِبال ِ‬‫ألهميتها فقال َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫النهاية واحدة (أُ ْولَـئ َ‬
‫ِّه ْم) واقتران لفظ‬ ‫ِك َعلَى ُهدًى ِّمن َّرب ِ‬ ‫ون)‪ .‬هؤالء المذكورون بهذه الصفات (أ ْولَـئ َ‬ ‫ِح َ‬ ‫ِك ُه ُم ال ُم ْفل ُ‬ ‫ِّه ْم َوأ ْولَـئ َ‬‫ِك َعلَى ُهدًى ِّمن َّرب ِ‬ ‫‪‬‬
‫الرب مع الهداية اقتران في غاية اللطف والدقة ألن الرب هو المربي والموجه والمرشد والمعلم‪ ،‬هذا الرب في اللغة‪ .‬لم يقل على هدى من اهلل‬
‫وإنما قال على هدى من ربهم وفيها أمران‪ :‬يمكن أن يقال هدى من اهلل ألن اهلل لفظ الجاللة إسم العلم كل األمور تنسب إليه يصح أن تُنسب إليه‬
‫بإسمه العلم وأحيانًا تنسب إلى صفاته بما يناسب المقام‪ ،‬ينسب هلل ما يشاء وكلها تنسب إلسمه العلم ولكن هناك أشياء من الجميل أن تنسب إلى‬
‫ال المربي والموجه والمرشد‬ ‫صفاته سبحانه وتعالى مثل أرحم الراحمين‪ ،‬الرحمن الرحيم فهنا قال على هدى من ربهم والرب في اللغة هو أص ً‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال َربُّنَا الذِي أ ْعطى كل َش ْي ٍء‬ ‫َّ‬ ‫فيناسب اللفظ مع الهداية واختيار لفظ الرب مع الهداية كثير في القرآن وهو مناسب من حيث الترتيب اللغوي ( َق َ‬
‫ِيم (‪ )161‬األنعام) كثيرًا ما تقترن‬ ‫اط ُّم ْس َتق ٍ‬ ‫ص َر ٍ‬ ‫(ق ْل إِنَّنِي َهدَانِي َربِّي إِلَى ِ‬ ‫ِين (‪ )62‬الشعراء) ُ‬ ‫ِي َربِّي َس َي ْهد ِ‬ ‫ال َكلَّا إِ َّن َمع َ‬ ‫َخلْ َق ُه ثُ َّم َهدَى (‪ )50‬طه) ( َق َ‬
‫ِك َعلَى ُهدًى‬ ‫ُ‬
‫الهداية بالرب وهو اقتران مناسب لوظيفة المربي‪ .‬إضافة إلى أن ربهم أمحض لهم بالنصح والتوجيه واإلرشاد وإفادته هو‪( .‬أ ْولَـئ َ‬
‫ِّمن َّربِّ ِه ْم) ال شك أن ربهم يهدهم فيه إخالص الهداية وإخالص التوجيه ورب اإلنسان يعني مربيه أخلص له من غيره‪ ،‬هناك داللة لطيفة بين‬
‫الرب والهدى وبين باإلضافة ربهم هم‪ ،‬لو استعمل إسم العلم ليس فيه عالقة بهم وإنما عامة لكن على هدى من ربهم ال شك أن ربهم هو أرحم بهم‬
‫وأرأف بهم لذا فاختيار كلمة رب مناسبة مع الهداية‪ .‬ثم إضافته إليهم أمر آخر أنه أرأف بهم وأرحم بهم "على هدى من ربهم هم" ألن ربه هو‬
‫أرأف به وأرحم به وأطلب للخير له‪ .‬الهدى مقترن بالرب وفيه من الحنو واإلرشاد والخوف على العباد ثم إضافة الضمير (ربهم) هذا فيه أن اهلل‬
‫يحبهم ويقربهم إليه وفيه من الحنو والنصح واإلرشاد والتوجيه وال شك أن رب اإلنسان أحنى عليه‪ .‬وناك أكر إلتفت إليه األقدمون‪ :‬قال تعالى‬
‫ين (‪ )8‬يوسف) هذا مالحظ‬ ‫ال ٍل ُّم ِب ٍ‬‫ضَ‬ ‫ِك َعلَى ُهدًى ِّمن َّربِّ ِه ْم) يستعمل مع الهداية لفظ (على) بعكس الضالل يستعمل لها لفظ (في ) (لَفِي َ‬ ‫(أُ ْولَـئ َ‬
‫ين (‪)47‬‬ ‫ال ُّم ِب ٍ‬‫ضلَ ٍ‬ ‫ين (‪ )79‬النمل) ويستعمل في للضالل (إِ ْن أَنتُ ْم إِلَّا فِي َ‬ ‫ِيم (‪ )4‬يس) (إِنَّ َك َعلَى الْ َح ِّق الْ ُم ِب ِ‬ ‫اط ُّم ْس َتق ٍ‬ ‫ص َر ٍ‬ ‫في القرآن الكريم ( َعلَى ِ‬
‫ون‬‫ون لِ َقاءنَا فِي ُط ْغ َيا ِن ِه ْم َي ْع َم ُه َ‬ ‫ال َي ْر ُج َ‬ ‫ِين َ‬ ‫ُون (‪ )45‬التوبة) ( َف َن َذ ُر الَّذ َ‬ ‫يس) وليس فقط في الضالل وإنما ما يؤدي إلى الضالل ( َف ُه ْم فِي َر ْي ِب ِه ْم َي َت َر َّدد َ‬
‫‪C‬‬
‫(‪ )11‬يونس) كأن المهتدي هو مستعلي يبصر ما حوله ومتمكن مما هو فيه مستعلي على الشيء ثابت يعلم ما حوله ويعلم ما أمامه أما الساقط في‬
‫اللجة أو في الغمرة أو في الضالل ال يتبين ما حوله بصورة صحيحة سليمة لذا يقولون يستعمل ربنا تعالى مع الهداية (على ) ومع الضالل (في)‪.‬‬
‫ال جاء بضمير الفصل (هم) وجاء بالتعريف (المفلحون) لم يقل أولئك مفلحون ولم يقل هم مفلحون‬ ‫ون) أو ً‬ ‫ِح َ‬ ‫ِك ُه ُم الْ ُم ْفل ُ‬ ‫ثم ختم اآلية بقوله ( َوأُ ْولَـئ َ‬ ‫‪‬‬
‫وإنما حصرًا إن هؤالء هم المفلحون حصرًا ليس هنالك مفلح آخر‪ .‬أولئك األصل إسم اإلشارة من الناحية الحسة المحسوسة إذا لم نرد المجاز أن‬
‫‪ C‬وهؤالء للقريب هذا األصل مثل هذا وذلك‪ .‬ثم تأتي أمور أخرى مجازية كأن هؤالء أصحاب مرتبة عليا فيشار إليهم لعلو مرتبتهم‬ ‫أولئك للبعيد‬
‫ً‬
‫بفالحهم وعلة مرتبتهم بأولئك إشارة إلى علو منزلتهم وعلو ما هم فيه فالذي على هدى هو مستعلي فيما يسير هو مستعلي أصال فيشار إليهم بما‬
‫ون) حصرًا فمن أراد الفالح وال شك أن كل إنسان يريد‬ ‫ِح َ‬ ‫ِك ُه ُم الْ ُم ْفل ُ‬‫عال ثم حصر الفالح فيهم قال ( َوأُ ْولَـئ َ‬ ‫هو بعيد وبما هو مرتفع وبما هو ٍ‬
‫الفالح‪ .‬والذي يؤمن باآلخرة يؤمن بكل شيء وبكل ما يتعلق بذلك وهي ليست كلمة تقال‪ .‬وذكر ركنين أساسيين واحدة في إصالح النفس وواحدة‬
‫ون) حصرًا‬ ‫ِح َ‬ ‫ِك ُه ُم الْ ُم ْفل ُ‬ ‫في اإلحسان إلى اآلخرين‪ :‬إقامة الصالة وإيتاء الزكاة فإقامة الصالة هي أول ما يسأل عنه المرء ولذلك هو قال ( َوأُ ْولَـئ َ‬
‫ال فالح في غير هؤالء ومن أراد الفالح فليسلك هذا السبيل أن يكون على هدى من ربه إذا أراد الفالح عليه أن يكون على هدى من ربه وليس‬
‫وراء ذلك فالح‪.‬‬
‫اس ﴿‪ ﴾185‬البقرة) – (هُدًى لِ ْل ُمتَّقِينَ ﴿‪ ﴾2‬البقرة) ‪َ -‬وهُدًى َو َرحْ َمةٌ لِقَوْ ٍم يُْؤ ِمنُونَ ﴿‪ ﴾203‬األعراف) ‪َ ( -‬وهُدًى‬ ‫*ما الفرق بين (هُدًى لِلنَّ ِ‬
‫َو َرحْ َمةً َوبُ ْش َرى لِ ْل ُم ْسلِ ِمينَ ﴿‪ ﴾89‬النحل) ‪َ ( -‬وهُدًى َوبُ ْش َرى لِ ْل ُم ْسلِ ِمينَ ﴿‪ ﴾102‬النحل) ‪( -‬هُدًى َوبُ ْش َرى* لِ ْل ُمْؤ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾2‬النم**ل) ‪( -‬هُ*دًى‬
‫َو َرحْ َمةً لِ ْل ُمحْ ِسنِينَ ﴿‪ ﴾3‬لقمان)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ْب فِي ِه ُهدًى لِلْ ُمتَّق َ‬ ‫ِك الْ ِك َت ُ‬ ‫ُ‬
‫ِين‬ ‫اب لَا َري َ‬ ‫هدى للمتقين (الم ﴿‪َ ﴾1‬ذل َ‬ ‫هدى للناس وعندنا ً‬ ‫اس﴿‪ ﴾185‬البقرة) ً‬ ‫ان الَّذِي أ ْن ِز َل فِي ِه الْ ُق ْرآَ ُن ُهدًى لِلنَّ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫(ش ْه ُر َر َم َ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫ِين ﴿‪﴾89‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫ون ﴿‪ ﴾203‬األعراف) بالنحل أيضًا ( َو ُهدًى َو َر ْح َمة َوبُش َرى لِل ُم ْسلِم َ‬ ‫ٌ‬
‫﴿‪ ﴾2‬البقرة) وعندنا أيضًا في سورة األعراف ( َو ُهدًى َو َر ْح َمة لَِق ْو ٍم ي ْ‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬
‫(هدًى َو َر ْح َمةً‬ ‫ِين ﴿‪ ﴾2‬النمل) وفي سورة لقمان ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾102‬النحل) وفي سورة النمل ( ُهدًى َوبُش َرى لِل ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ُش َرى لِلْ ُم ْسلِم َ‬ ‫النحل) وبالنحل أيضًا ( َو ُهدًى َوب ْ‬
‫هدى‬
‫هدى لمن؟ ً‬ ‫لقوم يؤمنون ومرة لقوم يتقون ومرة للمسلمين ومرة للمحسنين هو ً‬ ‫ِين ﴿‪ ﴾3‬لقمان) مرة هدى للناس مرة للمؤمنين مرة للمتقين مرة ٍ‬ ‫لِلْ ُم ْح ِسن َ‬
‫األمي يأخذ على قدر حاجته‪ ،‬الفيلسوف يأخذ على قدر حاجته‪ ،‬الحاكم على‬ ‫ّ‬ ‫كل يأخذ منه على قدر حاجته‬ ‫لهؤالء جميعًا‪ .‬طبيعة هذا القرآن أنه للناس كافة ٌ‬
‫‪ C‬يأخذ‪ ،‬كل واحد يجد في هذا القرآن هدايته من أجل ذلك نقول لماذا رب العالمين قال‬ ‫قدر حاجته‪ ،‬صاحب العقل البسيط يأخذ‪ ،‬العبقري العالم المفكر المتدبر‬
‫اس) كلمة الناس ال تعني‬ ‫هذا وهذا وهذا وهذا؟ وما الفرق؟ ما الفرق بين المحسنين والمسلمين والمؤمنين والمتقين؟ ال بد أن يكون هناك فرق‪ُ ( .‬هدًى لِلنَّ ِ‬
‫جميع المخلوقات البشرية الناس المصطلح القرآني ومصطلح اللغة العربية الناس هم أصحاب التأثير في المجتمع يعني الطبقات المتنفذة الفعالة البناءة‬
‫المهمة‪ ،‬هذا الناس‪ .‬السفهاء ليسوا من الناس المخربون ليسوا من الناس‪ ،‬الناس هم الصفوة الفعالة كما قال لما النبي صلى اهلل عليه وسلم انتصروا في بدر‬
‫أي كالم (الَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫أحد الصحابة كان يمزح وقال ما كأنها حرب وجدنا خرافًا فنحرناها فقال له (ال يا بني إنهم الناس) هؤالء وجهاء قريش الذين قتلناهم ليسوا ّ‬
‫اس) أي الوجهاء والقادة‪ .‬فرب العالمين يقول‬ ‫اس) الناس أي علية القوم (إِ َّن النَّ َ‬ ‫اخ َش ْو ُه ْم ﴿‪ ﴾173‬آل عمران) (النَّ ُ‬ ‫اس َق ْد َج َم ُعوا لَ ُك ْم َف ْ‬ ‫اس إِ َّن النَّ َ‬ ‫ال لَ ُه ُم النَّ ُ‬
‫َق َ‬
‫(هدى للناس) الذي نزل‬ ‫ً‬ ‫(هدى للناس) أصحاب النفوذ الفكر المؤثرين الذين لديهم أراء في المجتمع فعالين بُناة المجتمع هؤالء الناس هذا القرآن‬ ‫ً‬ ‫هذا القرآن‬
‫في رمضان واقتران رمضان بالقرآن اقتران غريب عجيب ولهذا المسلمون جميعًا عندما يأتي رمضان يتركون أعمالهم وأشغالهم وكل شيء وينشغلون‬
‫ِين) المسلم نوعان المسلم من قال ال إله إال اهلل خالص انتهى صار مسلمًا هذا مسلم‬ ‫بالقرآن الكريم ألن شهر رمضان اسمه شهر القرآن‪ ،‬هذا للناس‪( .‬لِلْ ُم ْسلِم َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾12‬الزمر) (قل إِنَّنِي‬ ‫ْ‬
‫ون أ َّو َل ال ُم ْسلِم َ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِر ُت لِأ ْن أك َ‬ ‫(وأم ْ‬‫ُ‬ ‫ً‬
‫عام المسلم الخاص هو الذي أسلم كل أعماله وأفكاره وحركاته هلل تسليمًا كامال هذا شأن األنبياء َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫صلاتِي َونُ ُسكِي َو َم ْح َي َ‬ ‫َ‬ ‫ِين ﴿‪ُ ﴾161‬ق ْل إِ َّن َ‬ ‫ِن الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫اهي َم َحنِي ًفا َو َما َك َ‬ ‫ِيم دِي ًنا ِق َي ًما مِلَّ َة إِب َ‬ ‫َهدَانِي َربِّي إِلَى ِ‬
‫ِين ﴿‬‫اي َو َم َماتِي لِل ِه َر ِّب ال َعالم َ‬ ‫ان م َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫اط ُم ْس َتق ٍ‬‫ص َر ٍ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾163‬األنعام) يعني جميع األنبياء والصالحون أمروا أن يكونوا من المسلمين فهذا اإلسالم النهائي‬ ‫ِر ُت َوأَنَا أَ َّو ُل الْ ُم ْسلِم َ‬ ‫ِك أُم ْ‬‫يك لَ ُه َو ِب َذل َ‬‫‪ ﴾162‬لَا َش ِر َ‬
‫أي كالم لكن صحيحة وليست باطلة‬ ‫ِين) هذا واحد‪ .‬المؤمنون نوعان أيضًا مؤمن عام يؤمن باهلل ويصلي ويصوم والخ ّ‬ ‫ُش َرى لِلْ ُم ْسلِم َ‬ ‫الذي قال عنه ( َوب ْ‬
‫ِين ُه ْم فِي‬ ‫َّ‬
‫ون ﴿‪ ﴾1‬الذ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ون َح ًّقا ﴿‪ ﴾4‬األنفال) هذا مؤمن حق الذي يؤدي الفرائض والطاعات أداء ممتاز ( َق ْد أ ْفلَ َح ال ُم ْؤ ِمنُ َ‬ ‫ْ‬
‫ِك ُه ُم ال ُم ْؤ ِمنُ َ‬ ‫المؤمن الخاص (أُولَئ َ‬
‫ون ﴿‪ ﴾3‬المؤمنون) إلى آخر اآليات تتكلم عن كيف أن هذا المؤمن دقيق في أداء ما أوجب اهلل عليه‬ ‫ض َ‬ ‫ِين ُه ْم َع ِن اللَّ ْغ ِو ُم ْع ِر ُ‬ ‫ون ﴿‪َ ﴾2‬والَّذ َ‬ ‫اش ُع َ‬ ‫صلَا ِت ِه ْم َخ ِ‬‫َ‬
‫ِين آ َمنوا اتقوا الل َه ﴿‪ ﴾278‬البقرة) المؤمن‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ون ﴿‪ ﴾6‬يونس) المتقي هو المسلم زائد المؤمن يساوي المتقي ( َيا أيُّ َها الذ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫سبحانه وتعالى‪ .‬أيضًا قال (لِق ْو ٍم َيتق َ‬
‫ِين‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫(ال‬ ‫المتقي‬ ‫هذا‬ ‫محفوظة‬ ‫وعينه‬ ‫محفوظ‬ ‫ولسانه‬ ‫محفوظ‬ ‫قلبه‬ ‫طلق‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫رائع‬ ‫بشكل‬ ‫النواهي‬ ‫يجتنب‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫تقي‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫رائع‬ ‫الحق هو الذي يؤدي الطاعات بشكل‬
‫ون) المتقي‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫‪ C‬قال (لِ َق ْو ٍم ي ْ‬ ‫لقوم يتقون وليس للمؤمنين‬ ‫ون) وليس للمتقين ٍ‬ ‫ون ﴿‪ ﴾63‬يونس) إذًا التقوى بعد ذلك‪ .‬يأتي بعد ذلك قال (لِ َق ْو ٍم َيتَّ ُق َ‬ ‫آَ َمنُوا َو َكانُوا َيتَّ ُق َ‬
‫خالص صار بطال في التقوى مثل شخص رياضي لعب باألولمبياد بالصين أخذ ميدالية هذا رياضي لكن نحن كل صبح نمشي شوي ونلعب حركات‬ ‫ً‬
‫ال لكن يحاول قدر‬ ‫بسيطة نحن نلعب رياضة لكن نحن لسنا أبطال رياضة فلقوم يتقون يتقي يوم ويخربط يوم ويتقي يوم ويخربط يوم يعني لم يصبح بط ً‬
‫ٍ‬
‫ال في الصالح‪ .‬حينئ ٍذ هؤالء‬ ‫ين ﴿‪ ﴾9‬العنكبوت) سنجعله بط ً‬ ‫ِح َ‬ ‫ْخلَنَّ ُه ْم فِي َّ‬
‫الصال ِ‬ ‫ات لَنُد ِ‬ ‫ِح ِ‬‫الصال َ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َو َعمِلُوا َّ‬ ‫ون)‪ ،‬هناك للمتقين ( َوالَّذ َ‬ ‫اإلمكان هذا (لِ َق ْو ٍم َيتَّ ُق َ‬
‫اجا ﴿‪ ﴾48‬المائدة) ولذلك إياك‬ ‫ال عليه (لِ ُك ٍّل َج َعلْنَا ِم ْن ُك ْم ِش ْر َع ًة َو ِم ْن َه ً‬
‫جميعًا هذا القرآن الكريم بشرى وهداية لهم كل واحد يستطيع أن يأخذ له منهجًا مفص ً‬
‫‪ C‬الكبار أو من العلماء الكبار وتزدري شخصًا لسه يؤدي الصلوات ثق هذا إذا كان يعترف أنه لسه في البداية‬ ‫أن تغتر وتشوف نفسك متقي أو من المؤمنين‬
‫وأنت ترى نفسك أحسن منه فهو أحسن منك بألف مرة فإياك هذا مستواه عيب على واحد طالب في الجامعة يحتقر طالبًا في الصف األول االبتدائي يا أخي‬
‫ون)‪ .‬رمضان إذًا (لِ ُك ٍّل َج َعلْنَا‬ ‫هذا هو مستواه ما ينفع إال يمر بهذه المرحلة لكن أن تحتقره ألنه في االبتدائي أنت أيضًا كنت في االبتدائي حينئ ٍذ هذا (لَِق ْو ٍم َيتَّ ُق َ‬
‫اجا ﴿‪ ﴾48‬المائدة) في منهاج ابتدائي وثانوي وكلية ودكتوراه وماجستير الخ كل هؤالء كل واحد له منهجه‪ .‬من أجل هذا عليك أن يكون‬ ‫ِم ْن ُك ْم ِش ْر َع ًة َو ِم ْن َه ً‬
‫القاسم المشترك بينكما القرآن من أجل هذا إذا احتقرت أحدًا فقد هلكت‪ .‬اهلل يقول لك (وعزتي وجاللي ألدخلنه الجنة وأدخلنك النار مكانه) هذا هو السر في‬
‫ُ‬
‫اس)‪ .‬باختصار شديد بقيت دقائق أقول لكم شيء كلنا خطاءون نعم (ولو لم تذنبوا لذهب اهلل بكم)‬ ‫ان الَّذِي أ ْن ِز َل فِي ِه الْ ُق ْرآَ ُن ُهدًى لِلنَّ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫(ش ْه ُر َر َم َ‬ ‫أن اهلل قال َ‬
‫‪ C‬والتي ال نقاش فيها رمضان إن لم يغفر لك في رمضان فمتى؟ واهلل إن لم يغفر لنا في هذا الشهر فال‬ ‫وأخطاؤنا بقدر السموات الفرصة األخيرة واألكيدة‬
‫أمل‪ .‬من أجل هذا الكيّس منا عليه أن يعتبر ويفترض أن هذا الرمضان آخر رمضان في حياته وراها سأموت وكل الذين يسمعونني اآلن عدد كبير‬
‫سيموتون قبل رمضان القادم‪ ،‬بعد رمضان إلى رمضان القادم مليون واحد نص مليون ربع مليون سيموتون إذًا افترض أنت واحد منهم وهذا محتمل "إذا‬
‫وع ّد نفسك من الموتى" طيب أنت هذا الشهر الذي هو آخر رمضان في حياتك ما أتقنته بحيث تؤدي به ثالث شروط أساسية‬ ‫أصبحت ال تنتظر المساء ُ‬
‫األول أن يكون أبواك راضيين عنك ال أمل في مغفرة وال قبول للصيام وال قيمة لرمضان إذا لم يكن أبوك وأمك يحبوك أو تحبهم يعني راضين عنك ال‬
‫يوجد رحمة واحد فإذا أبوك زعالن أو أمك زعالنة روح اآلن وقبل أحذيتهم قل يا أبي جاء رمضان وذنوبي بقد السموات أعفو عني يعفون عنك قطعًا‪،‬‬
‫ثانيًا أال تقطع الرحم ال يوجد بينك وبين رحمك قاطعهم يعني مرحبًا سالم عليكم خالتي عمتي ابن عمي خالي ما عندك قطيعة رحم واحد جوعان تعطيه‬
‫واحد محتاج تساعده‪ ،‬ثالثًا ليس بينك وبين مسلم قطيعة (أخوان متصارمان) هذا االثنين المتخاصمين ال يتحدثان ال يُغ َفر لهم في رمضان وال ليلة القدر وال‬
‫على عرفة اهلل يقول (دعوهما حتى يصطلحان) فإذا بينك وبين واحد خصومة ارفع التلفون مرحبًا يا أخي سالم عليكم غدًا رمضان ورمضان ما يقبل إذا‬
‫نحن متخاصمان يا أخي مرحبًا يا أخي إذا قال لك أهلين فالن قسمت بينكم سبعون رحمة إذا قفل التلفون كل السبعين رحمة لك وأنت حينئ ٍذ تفوز فوزًا‬
‫عظيمًا يوم القيامة‪ .‬فإكسر نفسك هلل واخزي الشيطان وإذا قبلت شخص أنت متعدي عليه أو هو متعدي عليك ال يهم لكن ال تتخاطبون وعندما تلتقون ال أحد‬
‫يسلِّم على الثاني قل له يا أخي نحن بكرة رمضان اهلل يخليك سامحني حتى يقبل صيامنا فإذا وافق فبها وإذا لم يوافق أنت الذي فزت بها‪ .‬والشيء المهم هذا‬
‫جربها جرب غدًا وبعد غد انتبه إذا اغتبت أحد أو ذكرته بالسوء أو حتى‬ ‫اللسان من أول رمضان إلى آخره ال تغتاب فيه أحد ترى هذه ليست سهلة فمن اآلن ِّ‬
‫بأي كالم ستكتشف أنك كم تغتاب وال تدري! تعودنا على الغيبة بحيث ال تلفت النظر! اضبط لسانك إذا جاءوا بذكر فالن ذكرهم بأن هذه غيبة وفالن غير‬ ‫ّ‬
‫موجود إذا اغتبت في رمضان فال رمضان لك (رمضان جنة ما لم يخترق قالوا‪ :‬ب َم يخترق يا رسول اهلل؟ قال‪ :‬بالغيبة) إذًا بر الوالدين رضا الوالدين رضا‬
‫الرحم صلح بين اثنين متخاصمين وأن ال تغتاب والذي بعث محمد بالحق كما قال صلى اهلل عليه وسلم ينتهي رمضان وليس عليك ذنب واحد‪ .‬هذا واحد‬
‫المكسب الثاني رب العالمين يضيف إلى رصيدك رصيد ‪ 83‬سنة قيام ليلها كامل وصيام نهارها كامل وكأنك تصلي خمس أوقات في الجامع وما أذنبت‬
‫ِن أَلْ ِ‬
‫ف َش ْه ٍر ﴿‪ ﴾3‬القدر) كل هذه المغانم العظيمة تضيعها على واهلل فالن ال‬ ‫ذنبًا ‪ 83‬سنة يضاف إلى رصيد حسناتك التي هي ليلة القدر (لَ ْيلَ ُة الْ َقد ِ‬
‫ْر َخي ٌ‬
‫ْر م ْ‬
‫أتكلم معه‪ ،‬تغتاب فالن وهو غير موجود‪ ،‬أمك وأبوك غير راضين عنك أو واحد منهم لماذا؟ يا مسكين وراءك قبر‪ ،‬وراءك حساب وكتاب ولهذا يا أوالد‬
‫الحالل هذا الرمضان افترضوا أنه آخر رمضان فاتقوا اهلل في أنفسكم يكون ما يأتي أخر يوم من رمضان إال وأنت مغفور لك والنبي يقول (رغم أنف عب ٍد‬
‫أدرك رمضان ولم يغفر له) إن لم يغفر له في رمضان فمتى؟ والسالم عليكم‪.‬‬
‫آية (‪:)3‬‬
‫*لم قال(الَّ ِذينَ يُْؤ ِمنُونَ بِ ْال َغ ْي ِ‬
‫ب َويُقِي ُمونَ الصَّالةَ ) ولم يقل آمنوا بالغيب مع أن إيمان المتقين بالغيب مؤكد في اآلية ؟(من برنامج ورتل‬
‫القرآن ترتيالً)‬
‫قال تعالى يؤمنون بصيغة المضارع ولم يقل آمنوا بصيغة الماضي ألن اإليمان منا مستمر متجدد ال يطرأ عليه شك وال ريبة‪.‬‬
‫آية (‪:)5‬‬
‫*ما الغرض البالغي من ضمير الفصل هو ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ون (‪ )254‬البقرة)‬ ‫ون ُه ُم َّ‬
‫الظالِ ُم َ‬ ‫(والْ َكاف ُ‬
‫ِر َ‬ ‫ون (‪ )5‬البقرة) حصرًا ليس هناك مفلح غيرهم حصر ومؤكد‪َ ،‬‬
‫ِح َ‬ ‫‪ C‬والقصر في الغالب ( َوأُ ْولَـئ َ‬
‫ِك ُه ُم الْ ُم ْفل ُ‬ ‫التوكيد‬
‫‪ C‬والقصر‪ .‬حتى تسمية ضمير الفصل قالوا يفصل الخبر عن الصفة وهذا أصل التسمية‪ ،‬أصل التسمية حتى يعلم‬ ‫هذا ضمير الفصل يفيد في الغالب التوكيد‬
‫أن الذي بعده خبر وليس صفة ألنه أحيانًا يأتي السائل أن هذا صفة وبعده خبر‪.‬‬
‫آية (‪:)7‬‬
‫ار ِه ْ*م ِغ َشا َوةٌ َولَهُ ْم َع َذابٌ ع ِ‬
‫َظي ٌم (‬ ‫* لماذا ترد السمع مفرد واألبصار ثم القلوب بالجمع (خَ تَ َم هَّللا ُ َعلَى قُلُوبِ ِه ْم َو َعلَى َس ْم ِع ِه ْم َو َعلَى َأب َ‬
‫ْص ِ‬
‫‪ )7‬البقرة) ؟(د‪.‬حسام* النعيمى)‬
‫ون (‪َ )6‬خَت َم اللَّ ُه َعلَى ُقلُو ِب ِه ْم‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ َس َوا ٌء َعلَ ْي ِه ْم أَأَن َذ ْر َت ُه ْم أَ ْم لَ ْم تُنذ ْ‬
‫ِر ُه ْم َ‬
‫ال ي ْ‬ ‫هذه هي اآلية الثانية في الكالم على الكفار في أول سورة البقرة (إِ َّن الَّذ َ‬
‫اب َع ِظي ٌم (‪.))7‬‬ ‫ار ِه ْم ِغ َشا َو ٌة َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫ْص ِ‬ ‫َو َعلَى َس ْم ِع ِه ْم َو َعلَى أَب َ‬
‫هؤالء كانوا من عتاة الكفرة من الذين علم اهلل سبحانه وتعالى أنهم قد أقفلوا قلوبهم لذا ال يقال لهم (سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم) هذه التصريحات في‬
‫القرآن تجاه أناس من دالئل النبوة‪ ،‬هذا ال يكون من كالم بشر ألنه ما يكون موقفك لو أن هؤالء تظاهروا باإلسالم وقالوا نحن أسلمنا؟ يكون الكالم غير‬
‫وارد‪ ،‬لكن هذا علم اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬هؤالء عتاة الكفر أغلقوا قلوبهم‪.‬‬
‫الختم هو الطا َبع من الطين‪،‬األصل أن العربي كان يغلق فوهة شيء من األشياء إذا أراد أن يحفظها ويأتي بشيء من الطين يضعه على مكان عقدة الخيط‬
‫ويختم بخاتِمه (خا َتم وخاتِم) واآلن مستعمل هذا الختم بالشمع األحمر‪ .‬متى يختم بالشمع األحمر؟ على الغلق‪ ،‬يعني يقفل المكان ثم يختم عليهم بالشمع‬
‫ال فختم اهلل سبحلنه وتعالى عليها‪ .‬ال يحتج أن اهلل سبحانه وتعالى هو الذي ختم فهم مسيّرون ألنهم هم‬ ‫األحمر وليس وهو مفتوح‪ ،‬إذن هم أغلقوا قلوبهم أو ً‬
‫ال ألن الختم ال يكون إال على شيء مغلق‪ .‬فهم أغلقوا قلوبهم وما عادوا مستعدين لإلستماع وال للتقبّل لذا قيل للرسول ‪( ‬سواء عليهم‬ ‫أغلقوا قلوبهم أو ً‬
‫أأنذرتهم أو تنذرهم) هؤالء ال يؤمنون هؤالءإنتهى حالهم‪ ،‬وهذا األمر ال يكون لعموم المسلمين ال يقول اإلنسان هذا مقفل قلبه ألنك أنت ال تعلم ذلك‪ .‬إذن‬
‫الختم ال يكون إال بعد اإلغالق هم أغلقوا قلوبهم فختم اهلل عليها‪.‬‬
‫القلب عند العرب هو موطن العقل والتفكير هم هكذا يستعملونه‪ ،‬والدماغ عندهم حشو الجمجمة‪ .‬في لغة العرب أن اإلنسان يعقل ويفكر والعاطفة وكلها في‬
‫القلب‪ .‬فالقرآن كلّم الناس أن موطن العقل وموطن التفكير عندهم القلوب‪،‬‬
‫بماذا يتدبر اإلنسان؟ بما يسمعه ألن األصل أن اآليات تلقى إلقاء على الناس‪.‬الدعوة شفاهًا‪ ،‬كالم شفاهًا‪ ،‬الرسول ‪ ‬كان يكلمهم فهم إذا أغلقوا قلوبهم ما‬
‫فائدة أن يأتي كأنهم ال يحتاجون إلى آذانهم‪ .‬فإذا سمعوا شيئًا هذا الشيء يدعوهم إلى التفكر‪ ،‬إلى النظر (قل انظروا ماذا في السموات واألرض) السمع هو‬
‫ال أغلقوا قلوبهم فختم عليها‪ .‬الطريق إلى القلوب هو السمع ما عاد ينفع فختم‬ ‫الوسيلة األولى الذي يدعوك إلى أن تنظر‪ ،‬تسمع‪ ،‬يقال لك انظر فتنظر‪ .‬أو ً‬
‫فغشيت األبصار(غشاوة) لذلك جاء هذا الترتيب الطبيعي وال يمكن أن يتغير إال في ظرف معين سنتطرأ إليه‬ ‫عليها أيضًا والسمع وسيلة التذكير باإلبصار ّ‬
‫ِيرا (‪)97‬‬ ‫ص ًّما َّم ْأ َوا ُه ْم َج َهنَّ ُم ُكلَّ َما َخَب ْت ِز ْدنَا ُه ْم َسع ً‬ ‫ُك ًما َو ُ‬ ‫َح ُش ُر ُه ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َعلَى ُو ُج ِ‬
‫وه ِه ْم ُع ْميًا َوب ْ‬ ‫في سورة االسراء( َون ْ‬
‫ومن جانب آخر ‪:‬‬
‫القلوب ما يحوك فيها التفكير هذا شيء واسع مطلق واإلنسان وهو ساكت وفي فكره وفي قلبه و في تفكيره ليس له حدود‪ .‬النظر أيضًا واسع لكنه ال شك‬
‫أقل من القلب‪ ،‬أنت تنظر إلى مكان محدود النظر يأتي في الدرجة الثانية في السعة‪ ،‬متنوع‪ ،‬يعني ترى أشياء كثيرة‪.‬أما السمع فيستقبل الصوت فقط ال‬
‫يستقبل شيئًا آخر فالسمع يتعامل مع شيء واحد وهو الصوت اللغوي‪ .‬البصر يتعامل مع أشياء كثيرة والقلب يتعامل مع أشياء كثيرة أكثر فالذي يتعامل مع‬
‫الكثير إستعمل له الجمع والذي يتعامل مع الواحد إستعمل له المفرد (السمع)‪ .‬ألنه لو مجموعة من الناس وألقي عليهم آية من اآليات‪ ،‬هم كلهم ستدخل في‬
‫آذانهم صورة واحدة ستدخل هذه الذبذبات وتترجم في رؤوسهم ‪ -‬إذا كانوا يعرفون العربية ‪ -‬بصورة واحدة ال تختلف (ختم اهلل على قلوبهم) ‪ ‬كلمة كلمة‬
‫كل سيفكر فيه بطريقة خاصة وليس بصورة واحدة‪ ،‬فهذا‬ ‫كلمة‪ ،‬عدة كلمات متصلة هذا الذي يستقبلونه فإذن المستقبل في السمع واحد لكن لما استقبلوه ٌ‬
‫فكل يرى حسب وجهة نظره‪.‬‬ ‫كل ينظر من زاويته ٌ‬ ‫يقتضي توحيد السمع وجمع القلوب‪ .‬لما ينظر فيما حوله ٌ‬
‫ّ‬
‫القلوب جمع قلب واألبصار جمع بصر ليس عندنا جمع آخر ‪ ،‬قلوب جمع كثرة وأبصار جمع قِلة وطبعًا كالهما يستعمل للكثرة والقلة‪ .‬مما قلناه أن القلوب‬
‫مشاربها وتهيؤاتها وتصورها شيء واسع فهذا كالم العرب‪ .‬العرب جاءوا على لغة القرآن‪ .‬العرب جمعوا القلب على قلوب إحساسهم هذا وجمعوا البصر‬
‫وحد كلمة السمع ألن صورتها صورة المصدر‬‫على أبصار‪ ،‬هذه ميزة للعربية ومن خالل النظر في كتاب اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬بعض علمائنا يقولون ّ‬
‫والمصدر عادة ال يُجمع ألنه يدل على الحدث المطلق‪ .‬ألن مدركات السمع واحد وهو الصوت بينما مدركات القلوب ومدركات األبصار متعددة‪ .‬ما يدركه‬
‫السمع واحد وهو الصوت اللغوي والترجمة تكون في الذهن أي في القلب والنظر مدركاته كثيرة والقلب مدركاته كثيرة ومدركات السمع هو الصوت‬
‫اللغوي وهو هذه الموجة‪(- .‬لكن العرب جمعت السمع على أسماع )‪-‬‬
‫هنا القرآن استخدم ختم على القلب وعلى السمع والعطف ألنه أراد أن يجمع بختم واحد القلوب والسمع الرتباط الموضوع‪ ،‬ألن موضوع التفكر يكون عن‬
‫طريق السماع فلما أغلقوا قلوبهم لم يعد هناك فائدة للسمع فختم على اإلثنين‪ :‬ختم على قلوبهم وعلى سمعهم بختمين وليس بختم واحد ألن القلب شيء‬
‫والسمع شيء آخر‪( .‬وعلى أبصارهم غشاوة) هذه جملة جديدة وليست معطوفة ولو أردنا أن نقف نقف على سمعهم ثم نقول وعلى أبصارهم غشاوة‪.‬‬
‫البصر يحتاج لتغطية أما السمع فيحتاج إلى ختم ألنه ليس هناك شيء يغطيه‪.‬‬
‫ار ِه ْم) جعل هللا تعالى القلوب واألبصار جمعا ً بينما أفرد السمع واإلنسان يملك قلبا ً‬ ‫*( َختَ َم هّللا ُ َعلَى قُلُوبِه ْ*م َو َعلَى َس ْم ِع ِه ْم َو َعلَى َأب َ‬
‫ْص ِ‬
‫واحداً بينما يملك عينين وأذنين فكان األوْ لى من حيث الظاهر أن ي ِ‬
‫ُفرد القلب فيقول ختم على قلبهم‪ ،‬فلِ َم أفرد السمع دون القلوب‬
‫واألبصار؟(من برنامج ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إن السمع يتعلق بما تسمع وما يُلقى إليك فكل الناس يسمعون الخبر متساويًا ال تفاوت فيه وال تفاضل وإنما نختلف أنا وأنت والناس جميعًا بتحليل المسموع‬
‫وتدبره وهذا يتم عبر القلوب‪.‬‬
‫آية (‪:)8‬‬
‫اس َمن يَقُو ُل آ َمنَّا بِاهّلل ِ َوبِ ْاليَوْ ِ*م اآل ِخ ِر َو َما هُم بِ ُمْؤ ِمنِينَ (‪ )8‬البقرة) هم جمع ومن يقول مفرد فما داللة الجمع بين الصيغتين؟‬
‫*( َو ِمنَ النَّ ِ‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(من) للمفرد والمثنى والجمع واألصل في (من) إذا ذكرت أن يُبدأ بداللة لفظها ثم ينصرف إلى المعنى‪ ،‬داللة اللفظ مفرد مذكر ثم يصرف إلى المعنى الذي‬
‫ول ا ْئ َذن لِّي‬
‫(و ِم ْن ُهم َّمن َي ُق ُ‬
‫ِين (‪ )8‬البقرة) هم جمع ومن يقول مفرد‪ ،‬يبدأ بالمفرد‪َ .‬‬ ‫اآلخ ِر َو َما ُهم ِب ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ول آ َمنَّا ِباللِهّ َو ِبالْ َي ْو ِم ِ‬
‫اس َمن َي ُق ُ‬
‫ِن النَّ ِ‬
‫(وم َ‬
‫يحدده السياق َ‬
‫اح َش ٍة ُّم َبيِّ َن ٍة (‪ )30‬األحزاب) من‬ ‫ْ‬ ‫ال فِي الْ ِف ْت َن ِة َس َقطواْ (‪ )49‬التوبة) من يقول مفرد‪ ،‬سقطوا جمع‪ ،‬يبدأ بالمفرد‪َ ( .‬يا ن َ‬
‫ِساء النَّ ِب ِّي َمن َيأ ِت مِن ُك َّن ِب َف ِ‬ ‫ُ‬ ‫ال َت ْفتِنِّي أَ َ‬
‫َو َ‬
‫يأت مفرد‪( ،‬من وما) يبدأ بلفظها تكونان للمفرد والمثنى والجمع مذكر أو مؤنث‪ .‬أكثر الكالم عند العرب إذا بدأوا بـ (من) حتى لو كان جمعًا (من) لها‬
‫ول آ َمنَّا ِباللِهّ َو ِبالْ َي ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر َو َما هُم‬ ‫اس َمن َي ُق ُ‬ ‫ِن النَّ ِ‬
‫لفظ ولها معنى‪ ،‬لفظها المفرد المذكر ومعناها يختلف‪ ،‬يبدأ بالمفرد المذكر ثم يوضح المعنى فيما بعد ( َوم َ‬
‫ِحا (‪ )31‬األحزاب)‪ ،‬وعليها يؤمنون به ويؤمن به‪.‬‬ ‫صال ً‬ ‫ِين (‪ )8‬البقرة) مفرد مذكر‪ ،‬وما هم بؤمنين جمع‪َ ( ،‬و َمن َي ْقنُ ْت مِن ُك َّن لِلَّ ِه َو َر ُسولِ ِه َو َت ْع َم ْل َ‬ ‫ِب ُم ْؤ ِمن َ‬
‫آية (‪:)13(-)12(-)9‬‬
‫* ما الفرق بين ( َو َما يَ ْخ َد ُعونَ ِإاَّل َأ ْنفُ َسهُ ْم َو َما يَ ْش ُعرُونَ (‪َ( ))9‬أاَل ِإنَّهُ ْم هُ ُم ْال ُم ْف ِس ُدونَ َولَ ِك ْن اَل يَ ْش ُعرُونَ (‪ ))12‬و (َأاَل ِإنَّهُ ْم هُ ُم ال ُّسفَهَا ُء‬
‫َولَ ِك ْن اَل يَ ْعلَ ُمونَ (‪ )13‬البقرة)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ون اللَهّ َوالَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُوا َو َما‬ ‫ِع َ‬ ‫ِين (‪ )8‬ي َ‬
‫ُخاد ُ‬ ‫ول آ َمنَّا ِباللِهّ َو ِبالْ َي ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر َو َما هُم ِب ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪C‬‬ ‫اس َمن َي ُق ُ‬
‫ِن النَّ ِ‬
‫هذه اآليات في الكالم على المنافقين وفي قوله تعالى ( َوم َ‬
‫ون (‪ )9‬لما يعلنون أنهم هم آمنوا كأنما يعتقدون أنهم يخادعون اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫ال أَن ُف َس ُهم َو َما َي ْش ُع ُر َ‬
‫ون إِ َّ‬ ‫َي ْخد ُ‬
‫َع َ‬
‫(وما يشعرون) الفعل المضارع يدل على الحال أو االستقبال أو أحيانًا الدوام والثبات يعني على الوصف‪ ،‬لما تقول‪ :‬زيد ينظم الشعر إما أن تعني ينظم‬
‫الشعر اآلن أو هو من الشعراء هذه حاله فاستعملوا (ما) لنفي الحاضر يقولون‪ :‬زيد ما ينظم الشعر أي اآلن ‪ .‬وإذا أرادوا المستقبل استعملوا (ال) قالوا‪ :‬ال‬
‫ينظم الشعر أي ليس شاعرا‪.‬‬
‫في مسألة يشعرون فى القرآن استعمل مرة (وما يشعرون) ومرة (ال يشعرون) معنى ذلك أنه يريد أن ينفي عنهم اإلحساس والشعور اآلن وفي المستقبل‬
‫*ما الفرق بين (ال يشعرون) و(ال يعلمون)؟(د‪.‬حسام* النعيمى)‬
‫‪C‬ذي‬ ‫هنا استعمل الشعور في الكالم على القضايا الظاهرة وعلى األحاسيس الواضحة‪ ،‬هنا المخادعة عمل ظاهر‪ ،‬يخادعون‪ ،‬يقولون‪ ،‬يتصرفون‪ ،‬فالشيء ال‪C‬‬
‫ون‬
‫ِح َ‬ ‫صل ُ‬ ‫ض َقالُواْ إِنَّ َما ن ْ‬
‫َح ُن ُم ْ‬ ‫ال تُ ْف ِسدُواْ فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫ِيل لَ ُه ْم َ‬
‫يكون باألحاسيس‪ ،‬يتلمسه بحواسه ‪ ،‬بالكالم‪،‬بالحركة يناسبه الشعور الذي فيه معنى اإلحساس ( َوإِ َذا ق َ‬
‫‪ C‬استعمل (ال يشعرون) الشعور ألن اإلفساد ظاهر‪ .‬لكن لما تكلم على القضايا القلبية المعنوية ( َوإِ َذا‬ ‫ون (‪)12‬‬ ‫ُون َولَـكِن َّ‬
‫ال َي ْش ُع ُر َ‬ ‫(‪ )11‬أَال إِنَّ ُه ْم ُه ُم الْ ُم ْف ِسد َ‬
‫ون (‪ CC)13‬استعمل (ال يعلم‪CC‬ون) ألن العلم داخلي‪ .‬لكن لما‬ ‫الس َف َهاء َولَـكِن َّ‬
‫ال َي ْعلَ ُم َ‬ ‫َ‬ ‫ِن َك َما آ َم َن ُّ‬
‫الس َف َهاء أال إِنَّ ُه ْم ُه ُم ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اس َقالواْ أنُ ْؤم ُ‬
‫ِيل لَ ُه ْم آ ِمنُواْ َك َما آ َم َن النَّ ُ‬
‫ق َ‬
‫استعمل دعاهم إلى اإليمان واإليمان شيء قلبي ال تعلمه استعمل (ال يعلمون) ما قال ال يشعرون ألن اإليمان ليس شعورًا ظاهرًا وإنما هو علم باطن‪.‬‬
‫آية (‪:)10‬‬
‫*(فِي قُلُوبِ ِهم* َّم َرضٌ (‪ )10‬البقرة) المرض هو الضعف والفتور فهل كل كافر مصاب بمرض في قلبه؟ تخيل شخصا ً مريضاً* ما الذي‬
‫يبدو عليه؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫وماذا يفعل المرض بجسده؟ إن مظهره يبدو شاحبًا والمرض يقتل جسده وروحه رويدًا رويدًا وكذلكم األمر بالنسبة إلى النفاق فالجهل وسوء العقيدة مرض‬
‫إيماني وأخالقي يميت نور اإليمان في قلب صاحبه‪.‬‬
‫آية (‪:)14‬‬
‫وا آ َمنَّا َوِإ َذا َخلَوْ ْا ِإلَى َشيَا ِطينِ ِه ْم قَالُ ْ‬
‫وا ِإنَّا َم َع ْك ْم ِإنَّ َما نَحْ نُ ُم ْستَه ِْزُؤ ونَ (‪ )14‬البقرة) ضبط واو الجماعة في‬ ‫وا قَالُ ْ‬
‫وا الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫* ( َوِإ َذا لَقُ ْ‬
‫ضم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫لقوا وخلوا؟ ومتى تُفتح الواو وتُ َ‬
‫الواو ليست مفتوحة وال مضمومة وإنما هي ساكنة في الحالتين وإنما هذا يتعلق بما قبلها‪ .‬واو الجماعة إذا كان الفعل منتهيًا بياء أو واو تُحذف ويضم ما‬
‫يدعون‪،‬‬
‫قبل واو الجماعة (لقي لقوا‪ ،‬نسي‪ ،‬نسوا‪ ،‬خشي‪ ،‬خشوا) األمر متعلق بطبيعة الفعل وماذا قبل الواو واو أو ياء أو ألف إذا كان قبلها ياء يضم (يدعو ُ‬
‫يرضون‪ ،‬يمشي‪ ،‬يمشون‪ ،‬يسعى يس َعون) إذا‬‫رضوا‪ ،‬يرضى‪َ ،‬‬ ‫خفي‪ ،‬خ ُفوا‪ ،‬خشي خشوا‪ ،‬رمى رموا‪ ،‬دعا دعوا‪ ،‬مشى‪ ،‬مشوا‪ ،‬قضى قضوا‪ ،‬رضي‪ُ ،‬‬
‫سبقت واو الجماعة بواو أو ياء يضم ما قبلها وإذا سبقت بألف يفتح ما قبلها وإنما هي ساكنة (لقي‪ ،‬ل ُقوا‪ ،‬خال‪ ،‬خلَوا)‪.‬‬
‫*ما الفرق بين (خال بعضهم إلى بعض(‪ )76‬و (خلوا إلى شياطينهم(‪)14‬فى سورة البقرة؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫(وإِ َذا َخلَ ْوا إِلَى َش َي ِ‬
‫اطي ِن ِه ْم ﴿‪ ﴾14‬البقرة) أي‬ ‫ض ُه ْم إِلَى َب ْع ٍ‬
‫ض ﴿‪ ﴾76‬البقرة) أي شياطين مع بعض أو الكفار مع بعض أما قوله َ‬ ‫(وإِ َذا َخلَا َب ْع ُ‬
‫في قوله تعالى َ‬
‫خلوا إلى رؤسائهم وإلى قادتهم‪  ‬والخ‪.‬‬
‫آية (‪:)15‬‬
‫*( َويَ ُم ُّدهُْ*م فِي طُ ْغيَانِ ِه ْم يَ ْع َمهُونَ (‪ )15‬البقرة) لِ َم قال يعمهون ولم يقل يعمون؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫العمى فقد البصر وذهاب نور العين أما ال َع َمه فهو الخطأ في الرأي والمنافقون لم يفقدوا بصرهم وإنما فقدوا المنطق السليم فهم في طغيانهم يعمهون‪.‬‬
‫آية (‪:)16‬‬
‫* ما داللة قوله تعالى في اآلية (اشتروا* الضاللة بالهدى)في سورة البقرة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِين ْ‬
‫اش َت َر ُوا‬ ‫‪ ‬لماذا جاءت الَضاللة بالهدى ولم تأتى الهدى بالضاللة ؟ فنقول أن هناك قاعدة تقول أن الباء تكون مع المتروك كما في قوله تعالى (أُولَئ َ‬
‫ِك الَّذ َ‬
‫ارتُ ُه ْم َو َما َكانُوا ُم ْه َتد َ‬
‫ِين (‪ )16‬البقرة)‪.‬‬ ‫الضلَالَ َة ِبالْ ُهدَى َف َما َر ِب َح ْت ت َ‬
‫ِج َ‬ ‫َّ‬
‫*ما الفرق بين الفسق والضاللة؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫اللَ َة ِبالْ ُهدَى (‪ )16‬البقرة) لكن الفرق بين الفسق والضالل أن الضالل قد يكون عن غير قصد وعن‬ ‫الض َ‬ ‫اش َت ُر ُواْ َّ‬
‫ِين ْ‬ ‫الضالل هو نقيض الهداية (أُ ْولَـئ َ‬
‫ِك الَّذ َ‬
‫ص ْن ًعا (‪ )104‬الكهف)‬ ‫ُون أَنَّ ُه ْم ي ْ‬
‫ُح ِسنُ َ‬
‫ون ُ‬ ‫ض َّل َس ْعيُ ُه ْم فِي الْ َح َيا ِة ُّ‬
‫الد ْن َيا َو ُه ْم َي ْح َسب َ‬ ‫ضل الطريق قال تعالى (الَّذ َ‬
‫ِين َ‬ ‫غير علم‪ .‬الضالل هو عدم تبيّن األمر تقول ّ‬
‫ْر ِعلْ ٍم (‪ )119‬األنعام) أما الفسق فهو بعد‬ ‫ون ِبأَ ْه َوا ِئ ِهم ِب َغي ِ‬ ‫ُضلُّ َ‬‫ِيرا لَّي ِ‬
‫ُضل بغير علم ( َوإِ َّن َكث ً‬ ‫ضل وال يعلم‪ ،‬ضل عن غير قصد‪ .‬وقد ي ّ‬ ‫هذا من دون معرفة ّ‬
‫ّ‬
‫العلم تحديدًا وحتى يكون فاسقًا ينبغي أن يكون مبلغًا حتى يكون فسق عن أمر ربه‪ .‬إذن هنا زيادة أنهم مبلغون ثم خرجوا فإذن هم فاسقون لو قال ضالون‬ ‫َّ‬
‫قد يعطيهم بعض العذر أنهم عن غير قصد لكنهم فاسقون بعد المعرفة وبعد التبليغ فسقوا‪ .‬في قوله (وال الضالين) وال الضالين عامة ألن الضالل عام‬
‫احبُ ُك ْم َو َما َغ َوى (‪ )2‬النجم) نفى عنه الضالل بعلم أو بغير علم أما الفسق فال يكون إال بعد علم‪،‬‬ ‫صِ‬ ‫ض َّل َ‬ ‫واليهود والنصارى منهم وليس حصرًا عليهم‪َ ( .‬ما َ‬
‫ون)‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫اس‬
‫ِ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ِير‬
‫ث‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫و‬ ‫د‬
‫‪C‬‬
‫ٍ‬
‫ُ ُّ ْ َ ٌ ِّ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ه‬‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫(‬ ‫التبليغ‬ ‫بعد‬ ‫هذا‬ ‫)‬ ‫اب‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫َّ َ‬‫َ‬ ‫ُو‬
‫ب‬ ‫ُّ‬
‫الن‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ِه‬
‫ت‬ ‫ي‬‫ر‬
‫ِّ َّ ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ذ‬ ‫ِي‬‫ف‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ال حتى يقال عنه فاسق ( َولََق ْد أَ ْر َسلْنَا ً َ ِ َ ِ َ َ َ َ‬
‫ع‬‫ج‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫اه‬ ‫ْر‬
‫ب‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ا‬‫وح‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ينبغي أن يعلم أو ً‬
‫تن ّكبوا الصراط بعد المعرفة‪ .‬أصل الفسق هو الخروج عن الطريق يقال فسقت الرطبة أي خرجت من قشرتها‪.‬‬
‫آية (‪:)17‬‬
‫ت اَل يُب ِ‬
‫ْص*رُونَ‬ ‫َب هَّللا ُ بِنُ ِ‬
‫ور ِه ْم َوت ََر َكهُ ْم فِي ظُلُ َما ٍ‬ ‫*ما داللة المثل في قوله تعالى ( َمثَلُهُ ْم َك َمثَ ِل الَّ ِذي ا ْستَوْ قَ َ*د نَارًا فَلَ َّما َأ َ‬
‫ضا َء ْ‬
‫ت َما َحوْ لَهُ َذه َ‬
‫(‪ )17‬البقرة) لماذا ذهب بنورهم وليس بنارهم؟ وما الفرق بين ذهب به وأذهب؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هذه اآلية الكريمة من مجموعة آيات تكلمت عن المنافقين ومعلوم أن المنافقين إنما ُس ّموا بهذه التسمية ألن ظاهرهم مع اللمسلمين وباطنهم في حقيقة األمر‬
‫ويخرب من داخل المجتمع‬‫ّ‬ ‫أنهم مع الكفار حتى قيل أن الكفار خير منهم ألن الكافر صريح يقول هو كافر لكن المنافق يقول لك هؤمؤمن مسلم ولكنه يهدم‬
‫ّ‬
‫المسلم‪ .‬فضرب اهلل عز وجل لهم هذا المثل فوجود النار في الصحراء عند العرب مثال معروف على الظهور واإلنكشاف وهداية الضال‪:‬‬
‫‪ C‬معناه أن هؤالء عاشوا في هذا‬ ‫اآلية تتحدث عن شخص أوقد هذه النار ولما أوقدها وتعالى لهيبها أضاءت ما حوله‪ ،‬هذه اإلضاءة تمتد إلى مسافات بعيدة‬
‫الضوء واستضاءوا واستناروا به ‪ -‬ونحن نقول أن هذا المثل يمكن أن يحمل أن الرسول ‪ ‬هو مثل الموقِد لهذه النار الهادية ‪ -‬فلما جاءوا من حولها ورأوا‬
‫هذا النور وتذوقوا حالوة ايمان طمسوا هم على قلوبهم ولم يستفيدوا منه و نالحظ (كمثل الذي استوقد نارًا ) هنا فرد‪( ،‬فلما أضاءت ما حوله) هو حوله‬
‫‪ C‬لهذه النار‪( .‬فلما أضاءت ما‬
‫أناس‪ ،‬فالعربي ال يعيش وحده‪ ،‬فلما يوقد النار قبيلته حوله فهم أيضًا يستضيؤون بهذه النار وكذلك األغراب البعداء يهتدون‬
‫حوله ذهب اهلل بنورهم) هم عاشوا في ضوء ولو لحقبة يسيرة‪ ،‬إطلعوا على اإلسالم بخالف الكافر الذي كان يضع إصبعيه في أذنيه ويقول ال أسمع‪( .‬فلما‬
‫أضاءت) بسبب أن هؤالء لم يستفيدوا من هذا النور قال ذهب اهلل بنورهم‪.‬‬
‫والفرق بين النور والضوء أن النور ال يكون فيه حرارة أما الضوء ففيه حرارة ومرتبط بالنار واإلنسان يمكن أن تأتيه حرارة الضوء فالنار المضيئة إذا‬
‫‪ C‬فلما يقول تعالى (ذهب اهلل بنورهم) يعني أصغر األمور التي فيها هداية‬ ‫خفتت وخمدت يبقى الجمر مخلفات النار وهو بصيص يُرى من مسافات بعيدة‪.‬‬
‫زالت عنهم‪ .‬لو قال في غير القرآن ذهب اهلل بضوئهم تعني يمكن أنه ذهب الضوء لكن بقيت الجمرات لكن يريد القرآن أن يبين أن هؤالء بعد أن أغلقوا‬
‫قلوبهم (ذهب اهلل بنورهم فهم ال يبصرون) ال يبصرون شيئًا حتى الجمر الصغير ما بقي عندهم‪.‬‬
‫*ما الفارق بين أذهب نورهم* وذهب بنورهم؟(د‪.‬حسام* النعيمى )‬
‫أذهبت هذا الشيء أي جعلته يذهب أذهبته فذهب‪ ،‬أنت فعلت وهو أيضًا إستجاب للفعل‪ .‬فلو قال أذهب اهلل نورهم كأنها تعني أمر النور أن يذهب فاستجاب‬
‫وذهب‪،‬لكن هذا الذي ذهب قد يعود‪ .‬أما صورة (ذهب اهلل بنورهم) كأن اهلل تعالى اصطحب نورهم بعيدًا عنهم وما اصطحبه اهلل عز وجل ال أحد يملك أن‬
‫يعيده‪ .‬هذا نوع من تيئيس الرسول ‪ ‬من المنافقين ألن الجهد معهم ضائع وهذه خصوصية للرسول ‪ ‬وال يقول اإلنسان أن هذا الشخص ال نفع من ورائه‬
‫فال داعي لوعظه وتذكيره‪ .‬لكن خص الرسول ‪ ‬بهذا األمر أن هؤالء المنافقون انتهى أمرهم‪.‬‬
‫َب هّللا ُ‬ ‫ض* ْ‬
‫اءت َما َحوْ لَ*هُ َذه َ‬ ‫اس*تَوْ قَ َ*د نَ**اراً فَلَ َّما َأ َ‬
‫*ل الَّ ِذي ْ‬
‫*ما سبب استخدام المف**رد والجمع في قوله تع**الى في س**ورة البق**رة ( َمثَلُهُ ْم َك َمثَ* ِ‬
‫ْصرُونَ {‪)}17‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ور ِه ْم َوتَ َر َكهُ ْم فِي ظُلُ َما ٍ‬
‫ت الَّ يُب ِ‬ ‫بِنُ ِ‬
‫‪      .1‬من الممكن ضرب المثل للجماعة بالمفرد كما في قوله تعالى (ال تكونوا كالتي نقضت غزلها‪...‬تتخذون أيمانكم دخ ً‬
‫ال بينكم)‬
‫‪(      .2‬الذي) تستعمل للفريق وليس للواحد فالمقصود بالذي في اآلية ليس الشخص إنما هي تدل على الفريق ويقال عادة الفريق الذي فعل كذا وال‬
‫‪C‬‬
‫يقال (الفريق الذين)‪.‬‬
‫‪      .3‬يمكن اإلخبار عن الفريق بالمفرد والجمع (فريقان يختصمون)‬
‫‪      .4‬الذي نفسها يمكن أن تستعمل للمفرد والجمع‪ .‬كما جاء في الشعر العربي‪:‬‬
‫وإن الذي حانت بفلج دماؤهم‪     ‬هم القوم كل القوم يا أم خالد‬
‫ت الَّ يُ ْب ِ‬
‫صرُونَ ) لِ َم قال تعالى ذهب هللا بنورهم؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫َب هّللا ُ بِنُ ِ‬
‫ور ِه ْم َوتَ َر َكهُ ْم فِي ظُلُ َما ٍ‬ ‫*يقول تعالى ( َذه َ‬
‫إنه يعني مضى به واستصحبه وهذا يدلك أنه لم يبقى لهم مطمع في عودة النور الذي افتقدوه كما تقول عن خبر ال يعرفه إال شخص واحد وقد مات فتقول‬
‫ذهب فالن بالخبر إذا لم يعد لك أمل في معرفته‪.‬‬
‫*سورة البقرة ورد فيها مثالين المنافقين فهل يمكن توضيحهما؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ون (‬ ‫ال َي ْر ِج ُع َ‬ ‫ُك ٌم ُع ْم ٌي َف ُه ْم َ‬‫ص ٌّم ب ْ‬
‫ون (‪ُ )17‬‬ ‫ْص ُر َ‬ ‫ال ُيب ِ‬‫ات َّ‬ ‫ور ِه ْم َو َت َر َك ُه ْم فِي ُظلُ َم ٍ‬‫اءت َما َح ْولَ ُه َذ َه َب اللُهّ ِبنُ ِ‬ ‫ض ْ‬ ‫اس َت ْو َق َد نَارًا َفلَ َّما أَ َ‬
‫المثال األول ( َم َثلُ ُه ْم َك َم َث ِل الَّذِي ْ‬
‫ض ْت َغ ْزلَ َها (‪)92‬‬ ‫ال َت ُكونُواْ َكالَّتِي َن َق َ‬ ‫اس َت ْو َق َد نَارًا) وهذا جائز أن تشبه حالة جمع بالمفرد َ‬
‫(و َ‬ ‫ال نالحظ شبّه حال الجمع بالمفرد ( َم َثلُ ُه ْم َك َم َث ِل الَّذِي ْ‬ ‫‪ .))18‬أو ً‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ارا (‪ )5‬الجمعة) هذا يجوز تشبيه هؤالء بحالة‪ ،‬أنتم‬ ‫ار َي ْحمِل أ ْس َف ً‬ ‫وها َك َم َث ِل ال ِح َم ِ‬ ‫ِين ُح ِّملوا التَّ ْو َرا َة ث َّم ل ْم َي ْحمِل َ‬ ‫النحل) ال تكونوا جمع والتي مفرد‪َ ( ،‬م َثل الذ َ‬
‫مثلكم كمثل كذا‪ .‬استوقد معناها أوقد أو طلبوا اإليقاد طلبوا النار فأوقدوها والنار لإلضاءة واالنتفاع‪ ،‬اإلضاءة فرط اإلنارة‪ ،‬مضيء أكثر من منير‪،‬‬
‫اإلضاءة أشد الضياء من النور لكن هو فرط اإلنارة والنور أعم يبدأ من صغير وينتهي إلى حاالت ال نعلمها‪ ،‬الضياء حالة من حاالت النور‪ ،‬فرط اإلنارة‪،‬‬
‫حالة من حاالته‪ .‬النور يصير ضياءًا ثم هنالك أمورًا أخرى ال نعلمها‪ ،‬النور مبدأه قليل بعد الفجر نور ثم يكون أعلى فأعلى هذا كل نور وضوء الشمس هو‬
‫من النور فرط اإلنارة‪ ،‬يبدأ في الفجر نور ويعلو حتى الظهيرة كله نور لكن فرط اإلنارة هو الضياء حالة من حاالت النور وهناك حاالت أخرى ال نعلمها‬
‫ض (‪ )35‬النور) ربما يقصد البدايات وهنالك أشياء ال نعلمها‪ .‬في وصف أهل الجنة قال ( َب َطا ِئنُ َها م ْ‬
‫ِن‬ ‫ات َوالْأَ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬
‫ور َّ‬ ‫من النور عندما قال تعالى (اللَّ ُه نُ ُ‬
‫ْر ٍق (‪ )54‬الرحمن) قالوا هذه البطائن والظهائر قالوا هو من النور الجامد‪ .‬هذه حاالت نحن ال نعلمها‪ ،‬نحن نعلم مبدأ النور ونعلم فرط النور باإلضاءة‬ ‫إِ ْس َتب َ‬
‫قربها إلى األذهان حتى نستوعبها أما بالعقل ال نتصور‪ .‬نحن نعرف حاالت من‬ ‫ِش َكاةٍ) ّ‬ ‫ور ِه َكم ْ‬‫ثم هنالك أمورًا ال نعلمها ولهذا وضحها ربنا بمثل ( َم َث ُل نُ ِ‬
‫ال النور عام والضياء حالة من حاالته‪ ،‬هناك أمور نعلمها وأمور ال نعلمها‪ ،‬هنالك‬ ‫ض) أو ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َوالأ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬
‫ور َّ‬ ‫حاالتها أما النور مطلق ولذلك ربنا قال (اللَّ ُه نُ ُ‬
‫ور ِه ْم) لم يقل ذهب اهلل‬ ‫اءت َما َح ْولَ ُه َذ َه َب اللُهّ ِبنُ ِ‬ ‫ض ْ‬ ‫نور البصر ونور البصيرة‪ .‬فإذن النور هو مبدأ واإلضاءة فرط اإلنارة‪ .‬عندما قال تعالى ( َفلَ َّما أَ َ‬
‫بضوئهم‪ ،‬ربنا شبه المنافقين كالذي استوقد نارًا ورجع تعالى للمنافقين ذهب اهلل بنورهم ولم يقل بضوئهم ألنه لو قال ذهب اهلل بضوئهم الحتمل أن يبقى‬
‫ور ِه ْم) إذن ال يبقى نور وال ضياء وإنما ظلمة‪ .‬ثم قال ( َفلَ َّما‬ ‫يجتث المعنى كله فلما قال ( َذ َه َب اللُهّ ِبنُ ِ‬ ‫ّ‬ ‫نور ألن الضياء فرط اإلنارة كان يبقى نور فأراد أن‬
‫‪ C‬أسبابها وهي في القرآن حيث وردت‬ ‫ات) جمع الظلمة لتعدد‬ ‫اءت َما َح ْولَهُ) ما قال ما حولها‪َ ( ،‬ما َح ْولَهُ) يعني حول المستوقد‪ .‬ثم قال ( َو َت َر َك ُه ْم فِي ُظلُ َم ٍ‬ ‫ض ْ‬ ‫أَ َ‬
‫ُك ٌم ُع ْم ٌي) واألبكم الذي يولد أخرس‪ .‬ولم يقل صم وبكم وعمي ألن صم وبكم وعمي محتمل أن يكون هناك جماعة بكم وهنالك‬ ‫(ص ٌّم ب ْ‬
‫مجموعة‪ .‬ثم قال ُ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫جماعة صم وهنالك جماعة عمي لو قلت هؤالء فقهاء وكتاب يعني محتمل أن يكون فيهم فقهاء ويحتمل أن يكون فيهم كتاب لكن لو قلت هؤالء فقهاء كتاب‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫شعراء يعني هم جمعوا الصفات كلها‪ ،‬هذا فقيه كاتب شاعر يجمع الصفات‪ ،‬لكن لو قلت هؤالء فقهاء وكتاب وشعراء فيها احتمالين إحتمال أن يكونوا‬
‫جمعوا واحتمال أن يكون قسم فقهاء وقسم كتاب وقسم شعراء‪ .‬صم بكم عمي هذا تعبير قطعي جمعوا كل هذه األوصاف يعني كل واحد فيهم أبكم وأصم‬
‫ون) تركهم متحيرين ال يرجعون إلى المكان الذي بدأوا منه واألعمى ال يبصر واألبكم ال يسأل واألصم ال يسمع كيف يرجع؟ فقدوا‬ ‫ال َي ْر ِج ُع َ‬ ‫وأعمى‪َ ( .‬ف ُه ْم َ‬
‫أشكال التواصل‪ .‬األعمى ال يبصر واألصم ال يسمع واألبكم ال يسأل وال ينطق كيف يرجعون؟ يقولون ال يعودون إلى الهدى بعد أن باعوه ألنه قال‬
‫اللَ َة ِبالْ ُهدَى (‪ )16‬البقرة)‪ ،‬ال يرجعون عن الضاللة بعد أن اشتروها‪.‬‬ ‫اش َت ُر ُواْ َّ‬
‫الض َ‬ ‫ِين ْ‬ ‫(أُ ْولَـئ َ‬
‫ِك الَّذ َ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ين (‬ ‫ِر َ‬ ‫اع ِق َح َذ َر الْ َم ْو ِت واللُهّ ُم ِحيط ِبالْكاف ِ‬ ‫الص َو ِ‬‫ِهم ِّم َن َّ‬ ‫صا ِب َع ُه ْم فِي آ َذان ِ‬‫ون أ ْ‬ ‫ات َو َر ْع ٌد َو َب ْر ٌق َي ْج َعلُ َ‬ ‫الس َماء فِي ِه ظلُ َم ٌ‬ ‫ِّب ِّم َن َّ‬ ‫صي ٍ‬ ‫والمثال اآلخر قوله تعالى (أ ْو َك َ‬
‫ِير (‪)20‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ار ِه ْم إِ َّن الله َعلَى كل َش ْي ٍء َقد ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ضاء لَ ُهم َّم َش ْوا فِي ِه َوإِ َذا أظلَ َم َعلَ ْي ِه ْم َقا ُموا َولَ ْو َشاء اللُهّ لَ َذ َه َب ِب َس ْم ِع ِه ْم َوأب َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ار ُه ْم كل َما أ َ‬ ‫ف أَب َ‬ ‫‪َ )19‬ي َكا ُد الْ َب ْر ُق َي ْخ َط ُ‬
‫ْص ِ‬ ‫ْص َ‬
‫البقرة) هذا هو المثال اآلخر‪ .‬الصيّب هو المطر‪ ،‬المطر الشديد اإلنصباب (من صاب يصوب) مطر شديد اإلنصباب وليس مجرد مطر‪ .‬إذن هذا هو‬
‫(سحمة يقال في ظالم أسحم شديد الظلمة)‬ ‫السحمة ُ‬ ‫ات َو َر ْع ٌد َو َب ْر ٌق) الظاهر أنها ظلمات كثيرة ألنه جمع ظلمات جمع ظلمة ُ‬ ‫الصيّب‪ .‬هو ذكر قال (فِي ِه ُظلُ َم ٌ‬
‫وتطبيقه للسماء وظلمة الليل‪ .‬هو نفسه مظلم كونه طبّق السماء فليس فيها مكان للضياء ظلمة الثانية والظلمة الثالثة ظلمة الليل‪ ،‬ظلمة الليل ألنه قال ( ُكلَّ َما‬
‫ضاء لَ ُهم َّم َش ْواْ فِيهِ) لو كان نهارًا لكانوا مشوا‪ .‬وفيه رعد وبرق إذن هذه هي الظلمات وفي القرآن لم ترد كلمة الظلمات مفردة أبدًا بخالف النور ورد‬ ‫أَ َ‬
‫ات َو َر ْع ٌد َو َب ْر ٌق) ليس فقط ظلمات‪.‬‬ ‫مفردًا‪ .‬إذن الصيّب مطر شديد اإلنصباب ينحدر‪ ،‬فيه هذه الظلمات فقال (فِي ِه ُظلُ َم ٌ‬
‫ات َو َر ْع ٌد َو َب ْر ٌق) مقصود في حد ذاته؟‬ ‫سؤال‪ :‬هل هذا الترتيب (فِي ِه ُظلُ َم ٌ‬
‫ار ِه ْم) فالسمع مقابل الرعد واألبصار مقابل البرق نفس‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ول ْو َشاء اللُهّ لذ َه َب ِب َس ْم ِع ِه ْم َوأب َ‬ ‫َ‬
‫ْص ِ‬ ‫هذا الترتيب مقصود بذاته ولذلك نالحظ حتى في آخرها قال َ‬
‫ْحة (‪ )73‬الحجر)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪( C‬فأ َخذت ُه ُم َّ‬
‫الصي َ‬ ‫َ‬ ‫الترتيب وذلك ألن الخوف من الرعد أشد من البرق ألن أقوامًا أهلكوا بالصيحة (الصيحة الصوت الشديد)‬
‫سؤال‪ :‬هل يمكن أن يكون تقديم السمع ألن سرعة الصوت أكبر من سرعة الضوء؟‬
‫ال‪ ،‬الضوء أسبق من الصوت‪ ،‬هناك مقام عقوبة ومقام خوف‪ ،‬في مقام الخوف الرعد أشد‪ .‬القرآن يراعي داللة الكلمات في السياق وال يرص الكلمات‬
‫صا ِب َع ُه ْم فِي آ َذا ِن ِهم ِّم َن‬ ‫ون أَ ْ‬‫(يج َعلُ َ‬
‫بعضها بجانب بعض‪ .‬إذن هو ظلمات ورعد وبرق‪ .‬إذن مطر شديد اإلنصباب وظلمات وليس ظلمة ورعد وبرق‪ .‬قال ْ‬
‫اع ِق َح َذ َر الْ َم ْو ِت) األصابع والمقصود هو األنامل ألن اإلصبع ال يمكن أن يدخل في األذن وهذا مجاز مرسل حيث أطلق ال ُك ّل وأراد الجزء وهذا‬ ‫الص َو ِ‬ ‫َّ‬
‫لشدة الخوف‪ ،‬كأنما يجعلون أصابعهم لو استطاعوا أن يُدخلوها كلها في آذانهم لفعلوا من شدة الخوف وما هم فيه‪ .‬الصواعق هي رعد شديد مع نار محرقة‬
‫اع ِق َح َذ َر الْ َم ْو ِت)‪ .‬إذن هو رعد شديد مع‬ ‫الص َو ِ‬ ‫صا ِب َع ُه ْم فِي آ َذا ِن ِهم ِّم َن َّ‬ ‫ون أَ ْ‬ ‫(يج َعلُ َ‬‫وقد يصحبها جرم حديد ليس مجرد رعد وليست صاعقة وإنما صواعق ْ‬
‫نار محرقة قد يكون معها حجر أو جرم‪ .‬والحظ من فرط الدهشة أنهم يسدون اآلذان من الصواعق وسد اآلذان ينفع من الصواعق ينفع من الرعد لكن ال‬
‫ينفع مع الصاعقة لكن لفرط دهشتهم ال يعلمون ماذا يفعلون إذن هم يتخبطون‪ ،‬وصواعق جمع صاعقة الحظ المبالغات الموجودة في اآلية صواعق‬
‫ضاء لَ ُهم َّم َش ْواْ فِيهِ) (كلما) تفيد التكرار إذن لم تكن مرة واحدة‪( .‬كلما) في اللغة‬ ‫ار ُه ْم ُكلَّ َما أَ َ‬‫ْص َ‬ ‫ف أَب َ‬ ‫وظلمات وصيّب وليس مجرد مطر‪َ ( .‬ي َكا ُد الْ َب ْر ُق َي ْخ َط ُ‬
‫ضاء لَ ُهم َّم َش ْواْ فِيهِ) كلما أضاء لهم البرق مشوا فيه وإذا أظلم ولم يقل إن‬ ‫عمومًا تفيد التكرار وجيء بها ألنهم حريصون على المشي لكي يصلون ( ُكلَّ َما أَ َ‬
‫(م َش ْواْ) ولم‬ ‫ال‪ .‬ثم قال َّ‬ ‫أظلم للتحقق ولو قال إن أظلم يكون أقل‪( ،‬إذا) للمتحقق الوقوع وللكثير الوقوع أما (إن) فهي قد تكون لالفتراضات وقد ال يقع أص ً‬
‫يقل سعوا ألن السعي هو المشي السريع أما المشي ففيه بطء إشارة إلى ضعف قواهم ال يستطيعون مع الخوف والدهشة ال يعلمون كيف يفعلون‪َ ( .‬ولَ ْو َشاء‬
‫ار ِه ْم) لذهب بسمعهم مع قصف الرعد يعني جعلهم صمًا‪ ،‬وأبصارهم مع البرق‪ ،‬لماذا لم يفعل إذن؟ كان يمكن أن يذهب بسمعهم‬ ‫ْص ِ‬ ‫اللُهّ لَ َذ َه َب ِب َس ْم ِع ِه ْم َوأَب َ‬
‫مع قصف الرعد وأن يذهب بأبصارهم مع ومض البرق‪ ،‬ال‪ ،‬هو أراد أن يستمر الخوف ألنه لو ذهب السمع لم يسمعوا ولو ذهب البصر لم يبصروا‬
‫فأصبحوا بمعزل‪ ،‬هو أراد أن يبقوا هكذا حتى يستمر الخوف‪ .‬وقدم السمع ألن الخوف معه أشد‪ .‬هذا عذاب مضاعف وفيه مبالغات (الصيب مبالغة ألنه‬
‫مطر شديد وظلمات وليس ظلمة ورعد وبرق وأصابعهم وليس أناملهم وصواعق وليست صاعقة ثم ذكر يخطف أبصارهم ثم قال (كلما) الدالة على‬
‫التكرار وقال مشوا ولم يقل سعوا وقال إذا أظلم ولم يقل إن أظلم وقال لو شاء اهلل لذهب بسمعهم وأبصارهم لم يرد أن يذهب بها حتى يبقى الخوف وهذه‬
‫كلها مبالغات‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬أال يمكن أن يقال (ولو أظلم عليهم قاموا)؟ وما الفرق بين لو وإذا؟‬
‫ال (لو) قد تكون حرف امتناع المتناع لو زارني ألكرمته‪ ،‬لو أظلم عليهم قاموا‪.‬‬ ‫ال‪ ،‬أص ً‬
‫ً‬
‫استطراد من المقدم‪ :‬إذن ال نقف عند األدوات هكذا يقول إذا‪ ،‬يقول لو‪ ،‬إذا فيها تحقق الوقوع و (لو) قد يكون امتناع المتناع وقد ال يحدث الفعل أصال‪.‬‬
‫(وإذا أظلم عليهم قاموا) يعني وقفوا لم يتحركوا وهذا عذاب أيضًا‪.‬‬
‫آية (‪:)18‬‬
‫(ص* ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌ‬
‫ي فَهُ ْم اَل يَرْ ِج ُع**ونَ (‪)18‬‬ ‫*ما داللة تك**رار ص**فة (صم بكم عمي) بنفس ال**ترتيب في الق**رآن؟ ولم**اذا إختالف الخاتمة ُ‬
‫ي فَهُ ْم الَ يَ ْعقِلُونَ (‪)171‬فى سورة البقرة ؟(د‪.‬حسام* النعيمى)‬
‫ص ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌ‬
‫و( ُ‬
‫ُك ٌم ُع ْم ٌي َف ُه ْم‬ ‫ص ٌّم ب ْ‬
‫ون (‪ُ )17‬‬ ‫ْص ُر َ‬
‫ال يُب ِ‬ ‫ور ِه ْم َو َت َر َك ُه ْم فِي ُظلُ َم ٍ‬
‫ات َّ‬ ‫اءت َما َح ْولَ ُه َذ َه َب اللُهّ ِبنُ ِ‬
‫ض ْ‬ ‫اس َت ْو َق َد نَارًا َفلَ َّما أَ َ‬
‫في سورة البقرة قال تعالى ( َم َثلُ ُه ْم َك َم َث ِل الَّذِي ْ‬
‫ون (‪ ))18‬نجد أن اآليات نزلت في المنافقين‪ .‬المنافقون الذين رأوا اإليمان وسمعوا كالم رسول اهلل ‪ ‬من كالم اهلل عز وجل وكأنه يُفترض أنهم‬ ‫لَا َي ْر ِج ُع َ‬
‫ُ‬
‫تذوقوا شيئًا من اإليمان‪ُ ،‬ع ِرض عليهم اإليمان ثم إنتكسوا بعد ذلك‪ ،‬يعني تحولوا من اإليمان إلى الضالل‪ ،‬فإذن َم َثلهم كمثل الذي استوقد نارًا‪ ،‬كأنه أضيء‬
‫أمامهم هذا الدين لكنهم لم ينتفعوا بذلك‪ .‬شرع اهلل كيف يُقدّم؟ يُقدَّم منطوقًا‪ .‬هؤالء كأنهم لم يستفيدوا مما سمعوه وكأنهم لم يشهدوه‪( .‬فهم ال يرجعون) ال‬
‫‪ C‬إبتعدوا لذلك إستعمل كلمة (ال يرجعون) وسنجد في موضع آخر في سورة البقرة استعمل (ال يعقلون) وسنتحدث عنها‬ ‫مجال لهم للرجوع إلى الدين‪،‬‬
‫الحقًا‪.‬اآلية األولى في الظلمة (في ظلمات ال يبصرون) هذا الهائم على وجهه ال يعرف طريقه فالتائه أول ما يفقد يفقد بصره‪ ،‬ال يرى ولو كان يرى لعرف‬
‫طريقه‪ .‬حينما يفقد البصر يريد أن يتسمع كأنه فقط ال يسمع فيحاول أن يصرخ لعل أحدًا يسمعه وإذا لم يسمعه أحد يحاول أن يبصر لعل نورًا ينبثق في‬
‫ص ٌّم ب ْ‬
‫ُك ٌم ُع ْم ٌي َف ُه ْم لَا‬ ‫داخل هذه الظلمة لكن قال ال يبصرون فالصورة مختلفة‪.‬فهذا الترتيب(صم بكم عمي)‪.‬ال يوجد حرف عطف في آيتى سورة البقرة ( ُ‬
‫ص ًّما) نية تكرار العامل يعني نحشرهم عميًا ونحشرهم صمًا ونحشرهم بكمًا فيكون فيها‬ ‫االسراء(ع ْميًا َوبُ ْك ًما َو ُ‬
‫ُ‬ ‫ون) يعني هذه حالهم‪.‬أما فى سورة‬ ‫َي ْر ِج ُع َ‬
‫نوع من التمييز لتنبيه أو لتركيز هذا المعنى‪.‬‬
‫*ماالفرق بين( ال يرجعون )و( ال يعقلون )؟(د‪.‬حسام* النعيمى)‬
‫ون (‪ )18‬بيّنا أنهم ال يرجعون إلى النور الذي فقدوه‬ ‫(ص ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌي َف ُه ْم لَا َي ْر ِج ُع َ‬
‫تبقى مسألة في اآلية التي سأل عنها السائل‪ :‬في اآليةاألولى قال تعالى ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫نزل اللُهّ قالوا َبل نَت ِب ُع َما أل َف ْينَا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وط ِبع على قلوبهم والعياذ باهلل فال مجال للرجوع فيناسبه (ال يرجعون)‪ .‬وفي اآلية الثانية ( َوإِذا قِيل ل ُه ُم ات ِب ُعوا َما أ َ‬ ‫ألنهم نافقوا ُ‬
‫ال َي ْعقِلُ َ‬
‫ون‬ ‫ص ٌّم ب ْ‬
‫ُك ٌم ُع ْم ٌي َف ُه ْم َ‬ ‫ُعاء َو ِندَاء ُ‬ ‫ال َي ْس َم ُع إِ َّ‬
‫ال د َ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ َك َم َث ِل الَّذِي َي ْنع ُ‬
‫ِق ِب َما َ‬ ‫ُون (‪َ )170‬و َم َث ُل الَّذ َ‬ ‫‪C‬‬ ‫ون َشيْئًا َو َ‬
‫ال َي ْه َتد َ‬ ‫ال َي ْعقِلُ َ‬ ‫َعلَ ْي ِه آ َباءنَا أَ َولَ ْو َك َ‬
‫ان آ َبا ُؤ ُه ْم َ‬
‫ون َشيْئًا) على أبائهم أنهم ال يعقلون فالمناسب أن تختم اآلية الثانية (ال‬ ‫ال َي ْعقِلُ َ‬
‫ان آ َبا ُؤ ُه ْم َ‬‫ال في اآلية السابقة لما تكلم على آبائهم قال (أَ َولَ ْو َك َ‬ ‫(‪ .))171‬هنا أو ً‬
‫يعقلون) فكما أن آباءهم ال يعقلون هم ال يعقلون‪.‬‬
‫ون (‪ ))171‬صورتهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ص ٌّم بُك ٌم ُع ْم ٌي ف ُه ْم ال َي ْعقِل َ‬ ‫ُعاء َو ِندَاء ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين كف ُروا ك َمث ِل الذِي َينعِق ِب َما ال َي ْس َم ُع إِال د َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض ِرب ( َو َم َث ُل الَّذ َ‬ ‫والمسألة الثانية أن المثال الذي ُ‬
‫صورة هؤالء وهم يُلقى عليهم كالم اهلل سبحانه وتعالى كمثل الذي ينعق بما ال يسمع إال دعاء‪ ،‬مثل مجموعة أغنام الراعي ينعق فيها‪ ،‬يصيح فيها وهذه‬
‫األغنام تسمع أصواتًا لكنها ال تستطيع أن تعقلها‪ ،‬ال تفهم‪ .‬فكأن هؤالء وهم يستمعون إلى كالم اهلل سبحانه وتعالى كاألغنام وعندنا آية آخرى ( َولَ َق ْد َذ َرأْنَا‬
‫ض ُّل أُ ْولَـئ َ‬‫ام َب ْل ُه ْم أَ َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫ان َّ‬
‫ون ِب َها َولَ ُه ْم آ َذ ٌ‬ ‫ُن َّ‬ ‫ون ِب َها َولَ ُه ْم أَ ْعي ٌ‬ ‫وب َّ‬
‫ال َي ْف َق ُه َ‬ ‫نس لَ ُه ْم ُقلُ ٌ‬ ‫ِيرا ِّم َن الْ ِج ِّن َو ِ‬
‫ِك ُه ُم‬ ‫ون ِب َها أ ْولـئِك َكاأل ْن َع ِ‬ ‫ال َي ْس َم ُع َ‬ ‫ْص ُر َ‬ ‫ال يُب ِ‬ ‫اإل ِ‬ ‫ِج َهنَّ َم َكث ً‬ ‫لَ‬
‫ون (‪ )179‬األعراف) مثلهم ألنهم ال يعقلون كالم اهلل سبحانه وتعالى وال يستعملون عقولهم في إدراكه جعلهم مثل األغنام والبهائم‪ .‬ولذلك هذه‬ ‫ّ‬ ‫الْغَافِل َ‬
‫ُ‬
‫الصورة التي يناسبها كلمة (ال يعقلون)‪ .‬وتلك الصورة تناسبها كلمة (ال يرجعون) ال يعودون إلى اإليمان‬
‫ص ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌ‬
‫ي فَهُ ْم‬ ‫ت (‪ )39‬األنعام‪ ،‬وفي البقرة لم يستخدم الواو ( ُ‬ ‫ص ٌّم َوبُ ْك ٌم فِي ُّ‬
‫الظلُ َما ِ‬ ‫* ما داللة الواو في اآلية ( َوالَّ ِذينَ َك َّذب ْ‬
‫ُوا بِآيَاتِنَا ُ‬
‫الَ يَرْ ِجعُونَ (‪))18‬؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫(ص ٌّم َوب ْ‬
‫ُك ٌم)‪.‬‬ ‫ُك ٌم ُع ْم ٌي) وفي األنعام قال ُ‬ ‫(ص ٌّم ب ْ‬
‫ما الفرق بين الصم والبكم وبين صم بكم؟‪ .‬الصم الذي ال يسمع واألبكم الذي ال يتكلم‪ .‬في البقرة لما قال ُ‬
‫(صم بكم عمي) هم في جماعة واحدة‪( ،‬صم وبكم) فيها احتماالن أن يكون جماعة أو أكثر من جماعة قسم صم وقسم بكم‪ .‬هؤالء شعراء فقهاء وكتاب‪،‬‬
‫الصفات الثالث في فئة واحدو هؤالء شعراء وفقهاء وكتاب أي يحتمل أن المجموعة فيها ثالث فئات‪ .‬عندما قال صم بكم عمي الكالم في فئة واحدة وعندما‬
‫قال صم وبكم احتمالين احتمال أن تكون جماعة واحدة واحتمال أن يكون جماعات متعددة قسم صم وقسم بكم وذكر في القرآن من يتكلم وال يبصر ( َق َ‬
‫ال‬
‫يرا (‪ )125‬طه) أعمى وليس أبكمًا‪ .‬إذن هذا المعنى اختلف كل واحدة لها داللة قطعية‪ .‬إحتمال أن تكون الصفة واحدة‬ ‫ص ً‬ ‫َر ِّب لِ َم َح َش ْر َتنِي أَ ْع َمى َو َق ْد ُك ُ‬
‫نت َب ِ‬
‫‪ C‬األوصاف بحسب الغرض منها‪ .‬يبقى السؤال لماذا اختار في آية البقرة أن ال يذكر‬ ‫والعطف ال يقتضي المغايرة دائمًا نقول هذا رجل كاتب وفقيه‪ ،‬تعدد‬
‫الواو وذكرها في آية األنعام؟ لماذا هذه المغايرة؟ آية البقرة أش ّد ألنها في جماعة واحدة ذكر العمى والصمم والبكم (صم بكم عمي) وقال أيضًا في الظلمات‬
‫ات) إذن أهل البقرة أشد‬ ‫ص ٌّم َوبُ ْك ٌم فِي ُّ‬
‫الظلُ َم ِ‬ ‫أقل لم يذكر العمى قال ( َوالَّذ َ‬
‫ِين َك َّذبُواْ ِبآ َيا ِتنَا ُ‬ ‫ون (‪ )17‬البقرة‪ ،‬آية األنعام ّ‬ ‫ْص ُر َ‬ ‫( َو َت َر َك ُه ْم فِي ُظلُ َم ٍ‬
‫ات َّ‬
‫ال يُب ِ‬
‫الموصوفين هؤالء ذكر في المنافقين تسع آيات من اآلية (‪ )8‬إلى اآلية (‪ )20‬ووصفهم بصفات متعددة فذكر اإلفساد ومخادعة اهلل والذين آمنوا واالستهزاء‬
‫ص ٌّم َوب ْ‬
‫ُك ٌم فِي‬ ‫وشراء الضاللة بالهدى إضافة إلى صفة التكذيب أما في األنعام آية واحدة فقط وذكر صفة التكذيب باآليات‪ ،‬صفة واحدة ( َوالَّذ َ‬
‫ِين َك َّذبُواْ ِبآ َيا ِتنَا ُ‬
‫ِيم (‪ ))39‬آية واحدة‪ .‬فأيها األولى بالذ ّم وكثرة الصفات السيئة؟ الذين في سورة البقرة‪ ،‬إذن‬ ‫اط ُّم ْس َتق ٍ‬ ‫ُضلِلْ ُه َو َمن َي َش ْأ َي ْج َعلْ ُه َعلَى ِ‬
‫ص َر ٍ‬ ‫ات َمن َي َشِإ اللُهّ ي ْ‬ ‫ُّ‬
‫الظلُ َم ِ‬
‫هم ليسوا جماعتين وإنما جماعة واحدة هؤالء صم بكم عمي وهم في الظلمات فال يمكن من الناحية البيانية وضع إحداهما مكان األخرى وال يصح فهذا‬
‫قانون بياني بالغي‪.‬‬
‫*ما الفرق بين(صم بكم عمي) كما جاءت في سورة البقرة و(صم وبكم) في سورة األنعام؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ُض‪CC‬لِلْ ُه َو َمن‬
‫ات َمن َي َشإِ اللُهّ ي ْ‬ ‫ُك ٌم فِي ُّ‬
‫الظلُ َم ِ‬ ‫ص ٌّم َوب ْ‬ ‫ون {‪ )}18‬وفي سورة األنعام ( َوالَّذ َ‬
‫ِين َك َّذبُواْ ِبآ َيا ِتنَا ُ‬ ‫ص ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌي َف ُه ْم َ‬
‫ال َي ْر ِج ُع َ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة ( ُ‬
‫ِيم {‪ )}39‬فما الفرق بين (صم بكم) و(صم وبكم)؟ صم بكم يحتمل أن يكون بعضهم صم وبعضهم بكم ويحتمل أن يكون‪CC‬وا في‬ ‫اط ُّم ْس َتق ٍ‬ ‫َي َش ْأ َي ْج َعلْ ُه َعلَى ِ‬
‫ص َر ٍ‬
‫مجموعهم صم بكم‪ ،‬أما (صم وبكم) فال تحتمل إال معنى واحدًا وهو أنهم جميعًا صم بكم‪ .‬ولو الحظنا سياق الآليات في السورتين نجد أن في سورة األنعام‬
‫لم يقل عمي وإنما قال صم وبكم فقط أما في البقرة فالكالم على المنافقين طويل وذكر فيه أشياء كثيرة كاإلستهزاء وغيره‪ .‬األعمى أشد من الذي في الظالم‬
‫ألن األعمى سواء كان في الظلمات أو في النور فهو ال يري‪ .‬والمعروف أن األصم هو أبكم لكن ليس كل أصم ال يتكلم فهناك أنواع من الص‪CC‬مم قسم من‬
‫الصم يتكلم وقد قال بعضهم أن آية سورة األنعام هي في اآلخرة (رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا) فهو أعمى ويتكلم ويسمع‪.‬‬
‫ص * ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌ‬
‫ي فَهُ ْم اَل‬ ‫ْص *رُونَ (‪ُ )17‬‬ ‫ت اَل يُب ِ‬ ‫َب هَّللا ُ بِنُ ِ‬
‫ور ِه ْ*م َوتَ َر َكهُْ*م فِي ظُلُ َم**ا ٍ‬ ‫ت َما َحوْ لَهُ َذه َ‬ ‫*( َمثَلُهُ ْم َك َمثَ ِل الَّ ِذي ا ْستَوْ قَ َد نَارًا فَلَ َّما َأ َ‬
‫ضا َء ْ‬
‫ي فَهُ ْم الَ يَ ْعقِلُ**ونَ (‪)171‬‬ ‫ص* ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌ‬‫ق بِ َما الَ يَ ْس* َم ُع ِإالَّ ُد َع**اء َونِ*دَاء ُ‬ ‫يَرْ ِجعُونَ (‪ )18‬البق**رة) – ( َو َمثَ* ُل الَّ ِذينَ َكفَ*ر ْ‬
‫ُوا َك َمثَ* ِل الَّ ِذي يَ ْن ِع* ُ‬
‫البقرة) ما الفرق بين المثالين؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ُك ٌم ُع ْم ٌي َف ُه ْم َ‬
‫ال‬ ‫ص ٌّم ب ْ‬
‫ُعاء َو ِندَاء ُ‬ ‫ال د َ‬ ‫ال َي ْس َم ُع إِ َّ‬ ‫ِق ِب َما َ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ َك َم َث ِل الَّذِي َي ْنع ُ‬
‫َارا (‪ )18‬البقرة) وفي آية أخرى ( َو َم َث ُل الَّذ َ‬ ‫قال تعالى ( َم َثلُ ُه ْم َك َم َث ِل الَّذِي ْ‬
‫اس َت ْو َق َد ن ً‬
‫ون (‪ )14‬اللَّ ُه َي ْس َت ْه ِز ُئ‬ ‫َح ُن ُم ْس َت ْه ِزئُ َ‬ ‫اطي ِن ِه ْم َقالُوا إِنَّا َم َع ُك ْم إِنَّ َما ن ْ‬
‫ِين آَ َمنُوا َقالُوا آَ َمنَّا َوإِ َذا َخلَ ْوا إِلَى َش َي ِ‬ ‫(وإِ َذا لَ ُقوا الَّذ َ‬
‫ون (‪ )171‬البقرة) األول مثل المنافقين َ‬ ‫َي ْعقِلُ َ‬
‫َارا َفلَ َّما‬ ‫ِين (‪َ )16‬م َثلُ ُه ْم َك َم َث ِل الَّذِي ْ‬
‫اس َت ْو َق َد ن ً‬ ‫ارتُ ُه ْم َو َما َكانُوا ُم ْه َتد َ‬
‫‪C‬‬ ‫ِج َ‬‫الضلَالَ َة ِبالْ ُهدَى َف َما َرِب َح ْت ت َ‬‫اش َت َر ُوا َّ‬ ‫ِين ْ‬‫ِك الَّذ َ‬ ‫ون (‪ )15‬أُولَئ َ‬ ‫ِب ِه ْم َو َي ُم ُّد ُه ْم فِي ُط ْغ َيان ِ‬
‫ِه ْم َي ْع َم ُه َ‬
‫ون (‪ ))18‬هذا عن الذي أمام ومعك ينافقك يجاملك‬ ‫ص ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌي َف ُه ْم لَا َي ْر ِج ُع َ‬
‫ون (‪ُ )17‬‬ ‫ْص ُر َ‬ ‫ات لَا يُب ِ‬ ‫ور ِه ْم َو َت َر َك ُه ْم فِي ُظلُ َم ٍ‬ ‫ضا َء ْت َما َح ْولَ ُه َذ َه َب اللَّ ُه ِبنُ ِ‬ ‫أَ َ‬
‫ويفعل هذا األمر مع كل الناس ال تعرف له حقيقة له وجهان‪ ،‬تعِب قلق يحاول إرضاء الجميع هذا اإلنسان هو الذي يفسد الحياة ورب العالمين ضرب له‬
‫مثل في غاية الدقة‪ ،‬قال مثل الذي استوقد نارًا هو ليس عنده هو في ظالم وإنما طلب من اآلخرين أن يضيؤا له نورًا ففعلوا أعطوه ضوءًا أعطوه نورًا‬
‫ون (‪ ))17‬في‬ ‫ْص ُر َ‬ ‫ات لَا يُب ِ‬ ‫ور ِه ْم َو َت َر َك ُه ْم فِي ُظلُ َم ٍ‬ ‫ضا َء ْت َما َح ْولَ ُه َذ َه َب اللَّ ُه ِبنُ ِ‬ ‫َارا َفلَ َّما أَ َ‬ ‫صار عنده شيء من الرؤية الواضحة ( َم َثلُ ُه ْم َك َم َث ِل الَّذِي ْ‬
‫اس َت ْو َق َد ن ً‬
‫قمة اإلضاءة وهو في غاية السعادة وفي غاية النور ويظن أنه فعل الصواب وأنه هو األفضل واألحسن على حين غرة ذهب اهلل بنورهم وتركهم في ظلمات‬
‫ال يبصرون صم بكم عمي فهم ال يرجعون‪ .‬برغم كل هذا الذي جرى له ال يعود إلى الحق أو النور الذي كان عليه‪ .‬مثل المنافقين ابو الوجهين أمامك‬
‫بلسان وخلفك بلسان يضمر الكفر ويظهر اإليمان‪ ،‬يضمر العداوة ويظهر لك المحبة وهذا أو هذه شريحة عريضة في الدنيا من ساسة وتجار وجيران‬
‫وأقارب‪ ،‬هذه قضية من قوانين هذه الدنيا ليس كل من يبتسم بوجهك حبيبًا قد يبتسم بوجهك وقلبه يتقطع عليك غيظًا وفي الظاهر هو ناصح ويبطن لك الشر‬
‫ويحقد عليك هذا موجود وهناك الصادقون‪ .‬رب العالمين شبه هذا المنافق كالذي كان في ظلمة ثم طلب شيء من النور استوقد نارًا فجاءته النار وأبصر‬
‫وعرف أين الحق وأين الباطل وأين موقعه فكان المفروض أن يرجع عن هذا الغي الذي هو فيه لكن رب العالمين ال أدري لماذا لم ييسر له هذه الرجعة قال‬
‫ور ِه ْم) ما قال أذهب اهلل نورهم ألن معناها أن اهلل بقي معهم‪ ،‬ال لرداءتهم ولسوئهم أخذ اهلل النور وذهب عنهم وتركهم في هذه الظلمات‬ ‫( َذ َه َب اللَّ ُه ِبنُ ِ‬
‫يتخبطون ليس لهم من معين ال من خالق وال من مخلوق‪( .‬صم بكم عمي فهم ال يرجعون) ال يسمع وال يرى وال ينطق ألنه في ظلمة تائهة‪ .‬التاريخ مليء‬
‫ال) و (كذلك نصرف اآليات) ضرب المثل عام كوني ينطبق على كل األمم‪،‬‬ ‫بهذه األمثال عاد وثمود وإلخ‪ .‬واألمثال في القرآن نوعين (ضرب اهلل مث ً‬
‫تصريف األمثال موضعي المسلمين مثل اإلنجليز مثل األميركان مثل يعني قواعد كونية ثابتة لكن مفصلة على بيئات محلية مثل ضرب العملة وتصريف‬
‫العملة‪ ،‬ضرب العملة العملة الرئيسية كالدوالر واليورو هذه عملة تتعامل بهذا العالم هذا يسمى ضرب العملة جزئياتها تصريف العملة يعني أنت تتعامل‬
‫ال اإلتحاد السوفياتي الذي كان شيوعيًا يقولون ما في اهلل ما في خالق‬ ‫ال في كل الحاالت نضرب مث ً‬ ‫بها داخليًا‪ .‬رب العالمين سبحانه وتعالى يضرب لنا مث ً‬
‫واإلنسان يموت وتنتهي حياته كالم معروف وساد ما يقارب القرن واإلتحاد السوفياني ليقيم عالقات مع العالم كان يتعامل مع المسلمين بوجه ومع اليهود‬
‫بوجه ومع النصارى بوجه كل من يتعتمل معه يحاول أن يتقولب معه حتى يرضيه ولذلك عاش في قلق مستمر دائم ال تعرف ما هو لونه إلى أن اهلل رب‬
‫ال جاءتهم أفكار يعملون دولة قوية كبيرة عندها من القوة والمنعة‬ ‫العالمين ذهب بنورهم‪ .‬ما معنى ذهب بنورهم؟ أي فعلوا شيئًا مثلهم كمثل استوقد نارًا فع ً‬
‫ال ودماعات‬ ‫ال كما هو اآلن هناك قوة كبيرة استفردت بالعالم ومزقت دو ً‬ ‫سببت التوازن في العالم بين الشرق والغرب لم تعد تستطيع أن تظلم العالم ظلمًا هائ ً‬
‫َ‬
‫َارا َفل َّما‬ ‫َ‬
‫اس َت ْوق َد ن ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وأصابت الناس بكارثة مالية‪ ،‬لما كان اإلتحاد السوفياتي لم يكن هذا موجودًا كان هناك توازت قوى إذن هم حققوا شيئًا ( َمثل ُه ْم ك َمث ِل الذِي ْ‬
‫ون (‪ ))17‬لما أضاءت ما حوله استعمل القتل قتل جمهوريات وناس واستعملوا اإلبادة‬ ‫ْص ُر َ‬ ‫ات لَا يُب ِ‬ ‫ور ِه ْم َو َت َر َك ُه ْم فِي ُظلُ َم ٍ‬ ‫ضا َء ْت َما َح ْولَ ُه َذ َه َب اللَّ ُه ِبنُ ِ‬ ‫أَ َ‬
‫فذهب اهلل بنورهم أخذه اهلل وذهب عنهم وتركهم في ظلمات ال يبصرون صم بكم عمي فهم ال يرجعون عن غيهم ولهذا برغم ما أصاب اإلتحاد السوفياتي‬
‫من إنهيار بقي الناس شيوعيين في كوبا وفي بعض الدول مثل الصين صم بكم عمي مع أن هذه النظرية أصبحت ساقطة بكل المقاييس ومع هذا فإن بعض‬
‫ال‪ ،‬هذا المنافق الذي يأتيك‬ ‫الدول والرجال والساسة والقادة ما زالت تتبنى هذا الفكر وهذه من معجزات القرآن الكريم أن صور هذه الحالة تصويرًا هائ ً‬
‫ص ٌّم ب ْ‬
‫ُك ٌم ُع ْم ٌي َف ُه ْم لَا‬ ‫ُعا ًء َو ِندَا ًء ُ‬ ‫ِق ِب َما لَا َي ْس َم ُع إِلَّا د َ‬ ‫ِين َك َف ُروا َك َم َث ِل الَّذِي َي ْنع ُ‬
‫بوجه وخلفك بوجه ثاني‪ .‬الوثني اذي يكرهك ظاهرًا وباطنًا قال ( َو َم َث ُل الَّذ َ‬
‫عطل عقله بالكامل ال يفكر في كل قضايا الكون إال‬ ‫‪ C‬قبرًا هذا ّ‬ ‫‪ C‬الصنم واآلخر يعبد شخصًا واآلخر يعبد شيخًا واآلخر يعبد‬ ‫ون (‪ )171‬البقرة) واحد يعبد‬ ‫َي ْعقِلُ َ‬
‫عن طريق هذا الذي يعبده هذا الكاهن أو هذا الشيخ أو هذا المرجع هو الذي يفكر نيابة عنه هذا أسلم عقله له من أجل هذا كان بال عقل هذا ال يرجع‪ .‬إذن‬
‫يق ِّم ْن ُهم َب ْل أَ ْك َث ُر ُه ْم َ‬
‫ال‬ ‫اهدُواْ َع ْهدًا نَّ َب َذ ُه َف ِر ٌ‬ ‫هكذا هو األمر إن هذا الصنف من البشر الذي ينافق في كالمه ويخفي غير ما يبطن وينقض العهد (أَ َو ُكلَّ َما َع َ‬
‫اس (‪ )41‬الروم) (إِن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ‬
‫َة‬ ‫(ظ َه َر الْ َف َسا ُد فِي الْ َب ِّر َوالْ َب ْح ِر ِب َما َك َس َب ْت أَ ْيدِي النَّ ِ‬ ‫ون (‪ )100‬البقرة) ال يلتزم بشيء هذا هو الذي يفسد الحياة َ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫يْ‬
‫ص ْبك ْم َسيِّئة َيف َر ُحوا ِب َها (‪ )120‬آل عمران) وهذه لما يسود العالم السياسية بالغرائز واألهواء والرغبات‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َت ُس ْؤ ُه ْم (‪ )120‬آل عمران) ولو شيء قليل و( َوإِن ت ِ‬
‫وليس بالقوانين‪ ،‬العالم اآلن قوانين واألمم المتحدة موجودة ولكنها معطلة وكانت في يوم من األيام الناس يحتكمون إليها واآلن يحتكمون إلى الغرائز‬
‫والرغبات كل واحد عنده قوة يفعل ما يشاء يكذب على شعبه وعلى الدول واألمم ويدمر ويكسر ويدعي دعوات ويفسد الحياة ويفشل كل شيء ويقف العالم‬
‫ال لكل حالة بمثل دقيق لو تأملنا فيه شارحين الستغرق ذلك‬ ‫على حافة الهاوية وال يستطيع أحد أن يقول ال وهذا هو الفرق بين الحالتين ضرب اهلل مث ً‬
‫ِق ِب َما لَا‬ ‫ِين َك َف ُروا َك َم َث ِل الَّذِي َي ْنع ُ‬ ‫َارا) هؤالء ال يرجعون يبقى منافقًا مع فشله الذريع والثاني ( َو َم َث ُل الَّذ َ‬ ‫ساعات تتأمل في االيتين ( َم َثلُ ُه ْم َك َم َث ِل الَّذِي ْ‬
‫اس َت ْو َق َد ن ً‬
‫ُعا ًء َو ِندَا ًء) تأمل في اآليتين ترى هذا الفرق بين من استوقد نارًا وبين الذي ينعق فرق هائل من حيث طبيعة هذا اإلنسان عن هذا اإلنسان ونسبة‬ ‫َي ْس َم ُع إِلَّا د َ‬
‫ضرره على العالم‪.‬‬
‫ما المقصود بـ(ينعق)؟‬
‫الحيوان يتبع بالغريزة عندما ينعق له الراعي يمشي خلف الراعي ال يملك أي خيار الذي يقوله الراعي هو وراءه‪ .‬هناك ناس ممن يعبدون أشخاصًا‬
‫وأحجارًا أو إمامًا أسقط عقله بالكامل وكل شيء يقوله له هذا المرجع يقول نعم وحينئذ هذا أصبح حيوانًا ليس له تفكير وإنما ألغى عقله ويفكر بعقل هذا‬
‫‪ C‬صنمًا؟! يعبد حجرًا؟! أين عقله؟! طبعًا هو تنازل عن عقله قال له هذا إلهك‪.‬‬ ‫الذي يعبده وإال واحد عبقري شخصية مهمة يعبد‬
‫آية (‪:)23‬‬
‫ص*ا ِدقِينَ (‪)23‬‬ ‫ب ِم َّما نَ َّز ْلنَا َعلَى َع ْب ِدنَا فَْأتُوا بِسُو َر ٍة ِم ْن ِم ْثلِ ِه َوا ْد ُع**وا ُش*هَدَا َء ُك ْم ِم ْن د ِ‬
‫ُون هَّللا ِ ِإ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬ ‫*ما الفرق بين ( َوِإ ْن ُك ْنتُ ْم فِي َر ْي ٍ‬
‫ْأ‬
‫ص*ا ِدقِينَ (‪ )38‬ي**ونس) و(قُ**لْ فَ* تُوا بِ َع ْش* ِر‬ ‫هَّللا‬
‫ُون ِ ِإ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬ ‫البقرة) و (َأ ْم يَقُولُونَ ا ْفتَ َراهُ قُلْ فَْأتُوا* بِسُو َر ٍة ِمثلِ ِه َوا ْدعُوا َم ِن ا ْستَطَ ْعتُ ْم ِم ْن د ِ‬
‫ْ‬
‫صا ِدقِينَ (‪)13‬هود )؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ت َوا ْدعُوا َم ِن ا ْستَطَ ْعتُ ْم ِم ْن دُو ِن هَّللا ِ ِإ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬ ‫ُس َو ٍر ِم ْثلِ ِه ُم ْفتَ َريَا ٍ‬
‫‪ C‬السور المكية جميعًا جاءت من غير (من) ( َفلْ َي ْأتُوا ِب َحد ٍ‬
‫ِيث م ِْثلِ ِه إِ ْن َكانُوا‬ ‫التحدي كان بأكثر من صورة‪ ،‬كان هناك تحدي في مكة وتحدي في المدينة‪.‬‬
‫ور ٍة م ِْثلِ ِه‬ ‫ْ‬
‫ون ا ْف َت َرا ُه ُق ْل َفأتُوا ِب ُس َ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪ )34‬الطور)‪ ،‬الحديث يمكن أن يكون آية أو عشر آيات أو سورة كاملة‪ ،‬بحديث مثله‪ :‬الحديث مطلق‪( .‬أ ْم َي ُقولُ َ‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫َ‬
‫ِن‬‫اس َتط ْعتُ ْم م ْ‬ ‫َ‬ ‫ْعوا َم ِن ْ‬ ‫ات َواد ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ون اف َت َرا ُه قل َفأتُوا ِب َعش ِر ُس َو ٍر مِثلِ ِه ُم ْف َت َر َي ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪ )38‬يونس) بسورة مثله‪( ،‬أ ْم َيقول َ‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ُون الل ِه إِ ْن ك ْنتُ ْم َ‬
‫د‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫اس‬
‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫َ‬ ‫وا‬ ‫ْع‬
‫ُ‬ ‫د‬ ‫ا‬‫َو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫ان َب ْع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س َوال ِج ُّن َعلى أ ْن َيأتوا ِبمِث ِل َهذا الق ْرآ ِن لا َيأت َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اج َت َم َع ِت الإِ ْن ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ُون الل ِه إِ ْن ك ْنت ْم َ‬
‫ض ُه ْم لَِب ْع ٍ‬ ‫ون ِبمِثلِ ِه َول ْو ك َ‬ ‫ِن ْ‬
‫ِين (‪ )13‬هود) بعشر سور‪( ،‬قل لئ ِ‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫د ِ‬
‫يرا (‪ )88‬اإلسراء) حكاية حالهم بأسلوب القرآن الكريم‪ .‬فكان أحيانًا يطالبهم بحديث‪ ،‬أحيانًا يقول لهم‪ :‬فإتوا بقرآن مثله‪ ،‬أحيانًا عشر سور‪ ،‬أحيانًا سورة‬ ‫َظ ِه ً‬
‫مثل الكوثر أو اإلخالص‪ ،‬هذا كان في مكة‪ .‬سورة واحدة فكان يقول (مثله)‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ُون الل ِه إِ ْن ك ْنت ْم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ْعوا ش َهدَا َءك ْم م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ور ٍة م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َزلنَا َعلى َع ْب ِدنَا َفأتوا ِب ُس َ‬‫ِما ن َّ‬ ‫في المدينة (في سورة البقرة) المكان الوحيد الذي قال ( َوإِ ْن ُك ْنتُ ْم فِي َري ٍ‬
‫ِن د ِ‬ ‫ِن مِثلِ ِه َواد ُ‬ ‫ْب م َّ‬
‫ِين (‪ )23‬البقرة)‪ .‬هنا القرآن إنتشر وأسلوبه صار معروفًا‪ ،‬اآلن يقول لهم (بسورة من مثله) لو قال ‪ :‬بسورة مثله كما قال سابقًا يعني سورة مثل سور‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫َ‬
‫القرآن الكريم‪( .‬من) هذه للتبعيض‪ ،‬هو هل له مثل حتى يطالَبون ببعض مماثله؟ هو لم يقل ‪ :‬فاتوا بمثله وإنما ببعض ما يماثلهأو بعض ما تتخيلونه مماث ً‬
‫ال‬
‫ْس َكم ِْثلِ ِه‬ ‫وال يوجد ما يماثله فما معناه؟ هذا معناه زيادة التوكيد‪ .‬لما تأتي (مثل) ويأتي عليها حرف في شيء ليس له مثل معنى ذلك توكيد كما قال تعالى (لَي َ‬
‫ال لهذا القرآن فحاولوا أن‬ ‫ير (‪ )11‬الشورى) الكاف للتشبيه‪ ،‬ومثل للتشبيه معناه أنه لو تخيلتم لو أن تص ّوركم أنجدكم بأن تتخيلوا مثا ً‬ ‫صُ‬ ‫ِيع الْ َب ِ‬
‫السم ُ‬‫ُو َّ‬ ‫َش ْي ٌء َوه َ‬
‫تأتوا بمثل ذلك المثال ‪ ،‬بجزء من ذلك المثال الذي تخيلتموه فهذا أبعد في التيئيس من قوله (مثله) مباشرة‪.‬‬
‫هذا إمعان في التحدي وأبعد ألنه صار القرآن منتشرًا‪ .‬وهذا غير ممكن ألنه سبق وقال تعالى (ال يأتون بمثله) فإتوا ليس بمثله وإنما بجزء من مما تتخيلونه‬
‫ال له‪.‬‬ ‫مماث ً‬
‫*ما الفرق البياني بين قوله تعالى (من مثله) و(مثله)؟‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى* ‪:‬‬
‫ِن م ِْثلِ ِه‬ ‫َزلْنَا َعلَى َع ْب ِدنَا َف ْأتُوا ِب ُس َ‬
‫ور ٍة م ْ‬ ‫ِما ن َّ‬
‫ْب م َّ‬ ‫تحدّى اهلل تعالى الكفار والمشركين بالقرآن في أكثر من موضع فقال تعالى في سورة البقرة ( َوإِ ْن ُك ْنتُ ْم فِي َري ٍ‬
‫ُون اللَّ ِه إِ ْن‬
‫ِن د ِ‬ ‫اس َت َط ْعتُ ْم م ْ‬
‫ْعوا َم ِن ْ‬ ‫ون ا ْف َت َرا ُه ُق ْل َف ْأتُوا ِب ُس َ‬
‫ور ٍة م ِْثلِ ِه َواد ُ‬ ‫ِين (‪ ))23‬وقال في سورة يونس (أَ ْم َي ُقولُ َ‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫ُون اللَّ ِه إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬ ‫ْعوا ُش َهدَا َء ُك ْم م ْ‬
‫ِن د ِ‬ ‫َواد ُ‬
‫ِين (‪.))13‬‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫َّ‬
‫ُون الل ِه إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬ ‫اس َت َط ْعتُ ْم م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ون ا ْف َت َرا ُه ُقل َفأتُوا ِب َع ْش ِر ُس َو ٍر م ِْثلِ ِه ُم ْف َت َر َي ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪ ))38‬وفي سورة هود (أ ْم َي ُقول َ‬ ‫ُك ْنتُ ْم َ‬
‫ِن د ِ‬ ‫ْعوا َم ِن ْ‬ ‫ات َواد ُ‬ ‫صا ِدق َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ال ينبغي أن نلحظ الفرق في المعنى بين (من مثله) و(مثله) ثم كل آية تنطبع بطابع الفرق هذا‪ .‬فإذا قلنا مثال ‪ :‬إن لهذا الشيء أمثاال فيقول‪ :‬ائتني بشيء‬ ‫*أو ً‬
‫من مثله فهذا يعني أننا نفترض وجود أمثال لهذا الشيء أما عندما نقول ‪ :‬ائتني بشيء مثله فهذا ال يفترض وجود أمثال لكنه محتمل أن يكون لهذا الشيء‬
‫مثيل وقد ال يكون فإن كان موجودًا ائتني به وإن لم يكن موجودًا فافعل مثله‪ .‬هذا هو الفرق الرئيس بينهما‪.‬‬
‫ال قال تعالى في سورة البقرة (وإن كنتم في ريب) وفي آيتي سورة يونس وهود قال تعالى (افتراه) وبال شك (إن كنتم في‬ ‫هذا األمر طبع اآليات كلها ‪ .‬أو ً‬
‫ريب) هي أع ّم من (افتراه) أن مظنة اإلفتراء أحد أمور الريب (يقولون ساحر يقولون يعلمه بشر يقولون افتراه) أمور الريب أعم وأهم من اإلفتراء‬
‫واإلفتراء واحد من أمور الريب‪.‬‬
‫**واألمر اآلخر أننا نالحظ أن الهيكلية قبل الدخول في التفصيل (وإن كنتم في ريب) أع ّم من قوله (افتراه) و(من مثله) أع ّم من (مثله) لماذا؟‪ ‬لو الحظنا‬
‫المفسرين نجد أنهم وضعوا احتمالين لقوله تعالى (من مثله) فمنهم من قال من مثله أي من مثل القرآن وآخرون قالوا أن من مثله أي من مثل هذا الرسول‬
‫األمي الذي ينطق بالحكمة أي فاتوا بسورة من القرآن من مثل رجل أمي كالرسول ‪ .‬وعليه فإن (من مثله) أع ّم ألنه تحتمل المعنيين أم (مثله) فهي ال‬
‫‪ C‬وعليه فإن (إن كنتم في‬ ‫تحتمل إال معنى واحدًا وهو مثل القرآن وال تحتمل المعنى الثاني‪ .‬اإلحتمال األول أظهر في القرآن ولكن اللغة تحتمل المعنيين‪.‬‬
‫ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله) أعم من (أم يقولون افتراه فاتوا بسورة مثله) ألن إن كنتم في ريب أع ّم من اإلفتراء و(من مثله) أع ّم من‬
‫(مثله)‪.‬‬
‫‪( C‬تفعلوا) في قوله تعالى (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) والحذف قد يكون لإلطالق في اللغة كأن‬ ‫***ثم هناك أمر آخر وهو أنه حذف مفعولين الفعلين المتعديين‬
‫نقول‪(" :‬قد كان منك ما يؤذيني" هذا خاص و" قد كان منك ما يُؤذي" وهذا عام‪ .‬وإن كان المعنى في اآلية هنا محدد واضح لكن الحذف قد يعني اإلطالق‬
‫عمومًا (سياق التحديد ظاهر جدًا والحذف قد يأتي في مواطن اإلطالق فحذف هنا)‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫َزلْنَا َعلَى َع ْب ِدنَا َف ْأتُوا ِب ُس َ‬
‫ور ٍة م ْ‬
‫ِن‬ ‫ِما ن َّ‬ ‫المسألة الثالثة رب العالمين تكلم عن الذين ينكرون نبوة محمد وينكرون أن هذا قرآن‪ ،‬مرة قال ( َوإِ ْن ُك ْنتُ ْم فِي َري ٍ‬
‫ْب م َّ‬
‫ور ٍة م ِْثلِ ِه ﴿‪ ﴾38‬يونس) بدون (من) طبعًا من أجل هذا في‬ ‫ِين ﴿‪ ﴾23‬البقرة) وفي مكان آخر ( َف ْأتُوا ِب ُس َ‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫ُون اللَّ ِه إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫ِن د ِ‬ ‫م ِْثلِ ِه َواد ُ‬
‫ْعوا ُش َهدَا َء ُك ْم م ْ‬
‫ُون اللَّ ِه ﴿‪ ﴾38‬يونس) في‬ ‫ِن د ِ‬‫اس َت َط ْعتُ ْم م ْ‬ ‫ون ا ْف َت َرا ُه ُق ْل َف ْأتُوا ِب ُس َ‬
‫ور ٍة م ِْثلِ ِه َواد ُ‬
‫ْعوا َم ِن ْ‬ ‫ون ا ْف َت َرا ُه (‪ )38‬يونس) على القرآن (أَ ْم َي ُقولُ َ‬ ‫سورة يونس يقول (أَ ْم َي ُقولُ َ‬
‫ور ٍة م ِْثلِهِ) في األولى شك في نبوة محمد أنه ليس نبي فالخالف‬ ‫ْ‬
‫ِن م ِْثلِهِ) والثانية ( َفأتُوا ِب ُس َ‬ ‫ور ٍة م ْ‬ ‫ْ‬
‫َزلْنَا َعلَى َع ْب ِدنَا َفأتُوا ِب ُس َ‬‫ِما ن َّ‬‫ْب م َّ‬‫(وإِ ْن ُك ْنتُ ْم فِي َري ٍ‬‫األولى قال َ‬
‫أنه ليس نبي قال إذا كان ليس نبيًا هاتوا برجل من عندكم من رجالكم اقترحوا أي واحد يأتي ويقول كالم مثل ما يقوله محمد وهاتوا شهداء على أننا نعرف‬
‫فالن الفالني الشاعر األديب الخ هذا قال كالم مثل كالم محمد بالضبط‪ ،‬مستحيل تجدوا هذا الشيء فليس هناك رجل يشبه محمد ال في أخالقه وال في خلقه‬
‫وال في صفاته وال في تاريخه وال في نصاعة نسبه الخ مستحيل هناك رجل يشبه محمد صلى اهلل عليه وسلم من كل قومكم وعشائركم وقبائلكم إذًا أين‬
‫ِن) من رجل مثل محمد يقول نفس السورة أو قريب منها فالشك هنا والريب كان في شخص النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬أما في‬ ‫اإلشكال؟ ( َف ْأتُوا ِب ُس َ‬
‫ور ٍة م ْ‬
‫ور ٍة م ِْثلِهِ) الشك في القرآن هم يقولون أن محمد نبي لكن هذا القرآن ممكن أنه هو قاله من عنده كان هو أديب والخ قال إذن أتوا بسورة مثل‬ ‫قوله ( َف ْأتُوا ِب ُس َ‬
‫ور ٍة م ِْثلِهِ)‪ .‬لهذا قال في البقرة لما قال هاتوا بشخص مثل‬ ‫ِن م ِْثلِهِ) و ( َف ْأتُوا ِب ُس َ‬ ‫ما قال وهناك من مثل محمد وهنا مثل القرآن‪ ،‬هذا الفرق بين ( َف ْأتُوا ِب ُس َ‬
‫ور ٍة م ْ‬
‫اس َت َط ْعتُ ْم)‪ .‬لما‬ ‫ْعوا ُش َهدَا َء ُك ْم) هاتوا شهود يشهدون بأننا رأينا واحدًا مثل محمد ويقول كالمًا مثل محمد وفي سورة يونس قال ( َواد ُ‬
‫ْعوا َم ِن ْ‬ ‫محمد قال ( َواد ُ‬
‫اس َت َط ْعتُ ْم) روحوا استعينوا بكل‬ ‫ْعوا َم ِن ْ‬
‫بكالم كالقرآن قال ( َواد ُ‬
‫ٍ‬ ‫بشخص كمحمد وهنا تحداهم أن يأتوا‬ ‫ٍ‬ ‫تحداهم أن يقولوا كالمًا كالقرآن هناك تحداهم أن يأتوا‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫من تستطيعون بكل الشعراء واألدباء والحكماء إذا استطعتم أن تقولوا سورة ولو (قل ُه َو الل ُه أ َح ٌد ﴿‪﴾1‬اإلخالص) نحن نقبل التحدي‪.‬‬
‫*هل يمكن أن نضيف* كلمة مفتراة في آية سورة البقرة؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ال فاتوا بسورة من مثله مفتراة؟ كما قال في (مفتريات)في سورة يونس؟‬ ‫فيقول مث ً‬
‫ً‬
‫هذا التعبير ال يصح من جهتين‪ :‬أوال هم لم يقولوا افتراه كما قالوا في سورة يونس وهود‪ .‬واألمر اآلخر وهو المهم أنه ال يُحسن أن يأتي بعد "من مثله"‬
‫بكلمة مفتراة ألنه عندما قال من مثله افترض وجود مثيل له فإذن هو ليس مفترى وال يكون مفترى إذا كان له مثيل إذن تنتفي صفة االفتراء مع افتراض‬
‫وجود مثل له‪ .‬واألمر اآلخر ال يصح كذلك أن يقول في سورتي يونس وهود مع اآلية (أم يقولون افتراه) أن يأتي بـ "فاتوا بسورة من مثله" بإضافة (من)‬
‫وإنما األصح كما جاء في اآلية أن تأتي كما هي باستخدام "مثله" بدون "من" (فاتوا بسورة مثله) ألن استخدام "من مثله" تفترض أن له مثل إذن هو ليس‬
‫بمفترى وال يصح بعد قوله تعالى (أم يقولون افتراه) أن يقلو (فاتوا بسورة من مثله) لنفس السبب الذي ذكرناه سابقًا‪ .‬إذن ال يمكن استبدال أحاهما باألخرى‬
‫أي ال يمكن قول (مثله) في البقرة كما ال يمكن قول (من مثله) في سورتي يونس وهود‪.‬‬
‫(وا ْدعُوا ُشهَدَا َء ُك ْم ِم ْن دُو ِن هَّللا ِ ِإ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫صا ِدقِينَ ) ولم يقل ادعوا من استطعتم كما في سورة يونس وهود ؟‬ ‫*ما داللة قوله تعالى َ‬
‫(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫في آية سورة البقرة عندما قال (من مثله) افترض أن له مثل إذن هناك من استطاع أن يأتي بهذا المثل وليس المهم أن تأتي بمستطيع لكن المهم أن تأتي بما‬
‫صح أن يأتي بقوله (وادعوا‬
‫بالنص؟ لماذا تدعو المستطيع في سورة البقرة طالما أنه افترض أن له مثل وإنما ّ‬ ‫ّ‬ ‫جاء به فلماذا تدعو المستطيع إال ليأتي‬
‫ّ‬
‫شهداءكم) ليشهدوا إن كان هذا القول مثل هذا القول فالموقف إذن يحتاج إلى شاهد محكم ليشهد بما جاءوا به وليحكم بين القولين‪ .‬أما في آية سورة يونس‬
‫وهود فاآلية تقتضي أن يقول (وادعوا من استطعتم) ليفتري مثله‪ .‬إذن فقوله تعالى (وادعوا شهداءكم) أع ّم وأوسع ألنه تعالى طلب أمرين‪ :‬دعوة الشهداء‬
‫ودعوة المستطيع ضمنًا أما في آية سورة يونس وهود فالدعوة للمستطيع فقط‪.‬‬
‫ال (ال ريب‪ ،‬من مثله‪ ،‬الحذف قد يكون للعموم‪ ،‬ادعوا شهداءكم)‪ .‬ثم إنه بعد هذه اآلية في سورة البقرة‬ ‫ومما سبق نالحظ أن آية البقرة بُنيت على العموم أص ً‬
‫ين (‪ ))24‬والذي ال يؤمن قامت عليه الحجة ولم يستعمل‬ ‫ِر َ‬ ‫ار ُة أُ ِعد ْ‬
‫َّت لِلْ َكاف ِ‬ ‫اس َوالْ ِح َج َ‬ ‫ار الَّتِي َو ُقود َ‬
‫ُها النَّ ُ‬ ‫هدّد تعالى بقوله ( َف ِإ ْن لَ ْم َت ْف َعلُوا َولَ ْن َت ْف َعلُوا َفاتَّ ُقوا النَّ َ‬
‫عقله فيكون بمنزلة الحجارة‪.‬‬
‫*ماداللة قوله تعالى (ولن تفعلوا)؟(د‪.‬حسام النعيمى )‬
‫قوله تعالى (فإن لم تفعلوا) هي الشرط وقوله تعالى (ولن تفعلوا)هي جملة اعتراضية بغرض القطع بعدم الفعل وهذا يناسب قوله تعالى (ال ريب فيه) ‪.‬‬
‫*ما داللة استخدام* إسم اإلشارة للبعيد (ذلك) في مطلع سورة البقرة ؟(د‪.‬حسام* النعيمى)‬
‫ِين (‪ ))2‬بينما في آيات أخرى جاء إسم اإلشارة القريب "هذا" كما في قوله تعالى في سورة اإلسراء (إِ َّن َه َذا الْ ُق ْرآَ َن َي ْهدِي‬ ‫ْب فِي ِه ُهدًى لِلْ ُمتَّق َ‬ ‫اب لَا َري َ‬ ‫ِك الْ ِك َت ُ‬
‫( َذل َ‬
‫يرا (‪))9‬؟ ونقول أنه تعالى عندما قال (ذلك الكتاب ال ريب فيه) ثم دعا من يستطيع‬ ‫ات أَ َّن لَ ُه ْم أَ ْج ًرا َك ِب ً‬
‫ِح ِ‬‫الصال َ‬
‫ون َّ‬ ‫ِين َي ْع َملُ َ‬
‫ِين الَّذ َ‬ ‫لِلَّتِي ِه َي أَ ْق َو ُم َو ُي َب ِّش ُر الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ال‪ .‬أما استخدام إسم االشارة "هذا" فجاء مع الهدى ألن الهداية‬ ‫أن يأتي بمثله وهذا أمر بعيد الحصول وفيه إشارة إلى أنهم لن يستطيعوا أن يصلوا إليه أص ً‬
‫ينبغي أن تكون قريبة من أفهام الناس حتى يفهموا ويعملوا‪ .‬أما في التحدي قيستعمل "ذلك" ألنه صعب الوصول إليه‪ .‬ونالحظ أيضًا أن اآلية (‪)))23‬‬
‫ِين (‪ ))2‬ومرتبطة بها حيث نفى الريب عن الكتاب في بداية السورة ثم جاءت هذه‬ ‫ْب فِي ِه ُهدًى لِلْ ُمتَّق َ‬ ‫ِك الْ ِك َت ُ‬
‫اب لَا َري َ‬ ‫جاءت مناسبة لما جاءفي أول السورة ( َذل َ‬
‫اآلية (وإن كنتم في ريب) فكأنما هذه اآلية جاءت مباشرة بعد اآلية في بداية السورة هذا الكتاب الريب فيه‪ ،‬وإن كنتم في ريب‪.‬‬
‫آية (‪:)25‬‬
‫ت تَجْ ِري ِمن تَحْ تِهَا اَأل ْنهَا ُر (‪ ))25‬وفي* الكهف يق**ول‬
‫ت َأ َّن لَهُ ْم َجنَّا ٍ‬ ‫وا َو َع ِملُ ْ‬
‫وا الصَّالِ َحا ِ‬ ‫* في سورة البقرة يقول تعالى ( َوبَ ِّش ِر الَّ ِذين آ َمنُ ْ‬
‫(تَجْ ِري ِمن تَحْ تِ ِه ُم اَأْل ْنهَا ُر (‪ ))31‬فما الفرق؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ار ُكلَّ َما ُر ِز ُقواْ ِم ْن َها مِن َث َم َر ٍة ِّر ْزقًا‬ ‫ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ‬
‫األ ْن َه ُ‬ ‫ات أَ َّن لَ ُه ْم َجنَّ ٍ‬
‫ِح ِ‬ ‫فى سورة البقرة (من تحتها) الكالم عن الجنة ( َو َب ِّش ِر الَّذِين آ َمنُواْ َو َعمِلُواْ َّ‬
‫الصال َ‬
‫ُون (‪ )25‬وفى سورة الكهف(من تحتهم) يتكلم عن ساكني الجنة‬ ‫ْل َوأُتُواْ ِب ِه ُم َت َشا ِبهًا َولَ ُه ْم فِي َها أَ ْز َو ٌ‬
‫اج ُّم َط َّه َر ٌة َو ُه ْم فِي َها َخالِد َ‬ ‫َقالُواْ َهـ َذا الَّذِي ُر ِز ْقنَا مِن َقب ُ‬
‫ُ‬
‫ِن أَ َس ِ‬
‫او َر‬ ‫ُحلَّ ْو َن فِي َها م ْ‬
‫ار ي َ‬‫ِه ُم الْأَ ْن َه ُ‬
‫ْن َت ْج ِري مِن َت ْحت ِ‬ ‫ات َعد ٍ‬ ‫يع أَ ْج َر َم ْن أَ ْح َس َن َع َملًا (‪ )30‬أ ْولَئ َ‬
‫ِك لَ ُه ْم َجنَّ ُ‬ ‫ضُ‬ ‫ات إِنَّا لَا نُ ِ‬ ‫ِح ِ‬ ‫ِين آ َمنُوا َو َعمِلُوا َّ‬
‫الصال َ‬ ‫‪( C‬إِ َّن الَّذ َ‬‫المؤمنين‬
‫‪ C‬يقول (من‬ ‫َت ُم ْر َت َف ًقا (‪ .)31‬إذا كان الكالم على المؤمنين‬ ‫اب َو َح ُسن ْ‬ ‫ِك ِن ْع َم الثَّ َو ُ‬ ‫َ‬
‫ِين فِي َها َعلَى الْأ َرائ ِ‬‫ْر ٍق ُّمتَّ ِكئ َ‬‫ُس َوإِ ْس َتب َ‬ ‫ض ًرا ِّمن ُسند ٍ‬ ‫مِن َذ َه ٍب َو َيلْ َب ُس َ‬
‫ون ِث َيابًا ُخ ْ‬
‫تحتهم) وإذا كان الكالم على الجنة يقول (من تحتها)‪ .‬قد يقول بعض المستشرقين أن في القرآن تعارض مرة تجري من تحتها ومرة من تحتهم لكن نقول أن‬
‫‪ C‬ليس فيها إشكال وال تعارض ولكن األمر مرتبط بالسياق‪.‬‬ ‫األنهار تجري من تحت الجنة ومن تحت المؤمنين‬
‫(والسَّابِقُونَ اَأْل َّولُونَ ِمنَ‬
‫ت تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِهَا اَأْل ْنهَا ُر ﴿‪﴾25‬البقرة) – َ‬ ‫ت َأ َّن لَهُ ْم َجنَّا ٍ‬ ‫*ما الفرق بين ( َوبَ ِّش ِر الَّ ِذينَ َآ َمنُوا َو َع ِملُوا الصَّالِ َحا ِ‬
‫ت تَجْ ِري تَحْ تَهَا اَأْل ْنهَارُ﴿‪ ﴾100‬التوبة) ؟‬
‫ي هَّللا ُ َع ْنهُ ْم َو َرضُوا َع ْنهُ َوَأ َع َّد لَهُ ْم َجنَّا ٍ‬‫ض َ*‬
‫ان َر ِ‬ ‫ار َوالَّ ِذينَ اتَّبَعُوهُْ*م بِِإحْ َس ٍ‬
‫ص ِ*‬ ‫ْال ُمهَا ِج ِرينَ َواَأْل ْن َ‬
‫(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ْس لِي ُملْ ُك م ْ‬
‫ِص َر‬ ‫خمس وثالثون آية في القرآن تقول من تحتها األنهار الجنات في الدنيا واآلخرة يتكلم رب العالمين عن جنات في الدنيا فرعون وغيره (أَلَي َ‬
‫السا ِب ُق َ‬
‫ون‬ ‫ِن َت ْحتِي﴿‪ ﴾51‬الزخرف) كثير في الدنيا واآلخرة جنات تجري من تحتها األنهار لكن مرة واحدة في سورة التوبة جاءت ( َو َّ‬ ‫ار َت ْج ِري م ْ‬ ‫َو َه ِذ ِه الْأَ ْن َه ُ‬
‫ار﴿‪ ﴾100‬التوبة) تحتها األنهار‬ ‫ات َت ْج ِري َت ْح َت َها الْأَ ْن َه ُ‬
‫ضوا َع ْن ُه َوأَ َع َّد لَ ُه ْم َجنَّ ٍ‬
‫ض َي اللَّ ُه َع ْن ُه ْم َو َر ُ‬ ‫ار َوالَّذ َ‬
‫ِين اتَّ َب ُعو ُه ْم ِب ِإ ْح َس ٍ‬
‫ان َر ِ‬ ‫صِ‬ ‫ين َوالْأَ ْن َ‬ ‫ِن الْ ُم َه ِ‬
‫اج ِر َ‬ ‫ون م َ‬ ‫الْأَ َّولُ َ‬
‫من غير (من)‪ ،‬ما الفرق؟ تجري من تحتها األنهار يعني على الكورنيش يعني أنت بيتك على الكورنيش على النهر على فرات على دجلة وهي في الحقيقة‬
‫ِص َر َو َه ِذ ِه‬ ‫نهر عذب‪ ،‬الفرات والنيل ودجلة وكثير هذه تجري من تحتها كما قال فرعون (أَلَي َ‬
‫ْس لِي ُملْ ُك م ْ‬ ‫من أعذب السكن أن يكون بيتك على شاطئ ٍ‬
‫ِن َت ْحتِي) يعني أنا أطلع من بيتي على النهر على طول على النيل هذا من تحتك فأنت بيتك منذ أن تخرج من باب البيت على النهر على‬ ‫ار َت ْج ِري م ْ‬ ‫الْأَ ْن َه ُ‬
‫طول هذا من تحتك لو فرضنا أن لك قصر داخل الماء تصور ماذا يعني أن يكون لك قصر في الماء؟! هذا قصر مشيد فقط لهذه الزمرة األنصار‬
‫ض َي اللَّ ُه َع ْن ُه ْم َو َر ُ‬
‫ضوا َع ْنهُ) ثمن هذا الرضى ونتائجه أن اهلل يجعل بيوتهم‬ ‫(ر ِ‬
‫والمهاجرون والذين اتبعهم بإحسان هؤالء يوم القيامة الذين قال عنهم اهلل َ‬
‫وجناتهم داخل الماء وطبعًا الملوك أحيانًا يعمل القصر داخل الماء هذا بحاجة إلى تكاليف هائلة لكي ترسي قواعده وهذا في العالم كله موجود‪ .‬فالذي بيته‬
‫داخل الماء يقال تجري تحته األنهار‪ ،‬إذا كان على الكورنيش يعني هو على اليابسة لكن مباشر على الماء يقال تجري من تحته األنهار‪.‬‬
‫ار) فهذه الزمرة العظيمة األنصار والمهاجرون والذين اتبعوهم الذين هم الرضوانيين‬ ‫ار) وبين ( َت ْج ِري َت ْح َت َها الْأَ ْن َه ُ‬
‫ِن َت ْح ِت َها الْأَ ْن َه ُ‬
‫إذًا هذا الفرق بين ( َت ْج ِري م ْ‬
‫أصحاب بيعة الرضوان ثالث أصناف هم قمة أصحاب النبي صلى اهلل عليه وسلم المقدسون الذي حبهم ٌ‬
‫فرض وكرهم نفاق كما قال تعالى في القرآن‬
‫كرههم نفاق قال هؤالء تجري تحتهم األنهار من حيث أن بيوتهم داخل الماء‪.‬‬
‫ت َأ َّن‬
‫(وبَ ِّش ِر الَّ ِذينَ َآ َمنُوا َو َع ِملُوا الصَّالِ َحا ِ‬ ‫*قال تعالى في سورة النساء (بَ ِّش ِر ْال ُمنَافِقِينَ بَِأ َّن لَهُ ْم َع َذابًا َألِي ًما (‪ ))138‬وفي* سورة البقرة َ‬
‫ُأ‬
‫ُز ْقنَا ِم ْن قَ ْب ُل َو تُوا بِ ِه ُمتَ َشابِهًا* َولَهُ ْم فِيهَا َأ ْز َوا ٌج‬ ‫ت تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِهَا اَأْل ْنهَا ُر ُكلَّ َما ر ِ‬
‫ُزقُوا ِم ْنهَا ِم ْن ثَ َم َر ٍة ِر ْزقًا* قَالُوا هَ َذا الَّ ِذي ر ِ‬ ‫لَهُ ْم َجنَّا ٍ‬
‫ُمطَهَّ َرةٌ َوهُ ْم فِيهَا خَالِ ُدونَ (‪))25‬ذكر الباء في اآلية األولى (بأن) وحذفها في الثانية (أن) مع أن التقدير هو (بأن) لماذا؟(د‪.‬فاضل*‬
‫السامرائى)‬
‫وفصل في عذاب المنافقين في عشرة آيات من قوله (ومن يكفر باهلل ومالئكته)‪ .‬أما‬ ‫ألن تبشير المنافقين آكد من تبشير المؤمنين‪ .‬ففي السورة األولى أ ّكد ّ‬
‫‪ C‬في كل سورة البقرة‪ .‬إذن (بأن) أكثر من (أن) فالباء الزائدة تناسب‬‫في اآلية الثانية فهي اآلية الوحيدة التي ذكر فيها كالمًا عن الجزاء وصفات المؤمنين‬
‫الزيادة في ذكر المنافقين وجزاؤهم‪.‬‬
‫‪ C‬وصفاتهم‪.‬‬ ‫فصل في السورة جزاء المؤمنين‬‫يرا (‪ ))47‬ألنه تعالى ّ‬ ‫ً‬
‫ضلا َك ِب ً‬ ‫َّ‬
‫ِن الل ِه َف ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫وقال تعالى في سورة األحزاب ( َو َبش ِر ال ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ِين ِبأ َّن ل ُه ْم م َ‬
‫‪C‬‬
‫* ما داللة المطهّرون* و المتطهرين ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪ C‬وال ُمط ّهر اسم مفعول وهي تعني ُمط ّهر من ِق َبل اهلل‬ ‫الذي يبدو واهلل أعلم أن المط ّهرون هم المالئكة ألنه لم ترد في القرآن كلمة المطهرين لغير المالئكة‪،‬‬
‫ين (‬ ‫َّ‬
‫ُح ُّب الْ ُمط ِّه ِر َ‬
‫ين (‪ )222‬البقرة) و( َواللَّ ُه ي ِ‬‫ُح ُّب الْ ُم َت َط ِّه ِر َ‬ ‫مط ّهرين كما في قوله تعالى (اللَّ َه ي ِ‬
‫ُح ُّب التَّ َّوا ِب َ‬
‫ين َوي ِ‬ ‫تعالى‪ .‬بالنسبة للمسلمين يقال لهم متطهرين أو ّ‬
‫مط ّهرين هي بفعل أنفسهم أي هم يطهرون أنفسهم‪.‬‬ ‫‪ ))108‬ومتطهرين أو ّ‬
‫ُون (‪ )25‬البقرة) فلم ترد إذن مط ّهرون إال للمالئكة ولذلك هذا‬ ‫ل ّما وصف اهلل تعالى نساء الجنة وصفهم بقوله تعالى ( َولَ ُه ْم فِي َها أَ ْز َو ٌ‬
‫اج ُم َط َّه َر ٌة َو ُه ْم فِي َها َخالِد َ‬
‫‪ C‬من سبب واهلل أعلم‪.‬‬ ‫المعنى يق ّوي القول أن المقصود في اآلية الكتاب المكنون الذي هوفي اللوح المحفوظ وليس القرآن الذي بين أيديناألكثر‬
‫ُزقوا)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫*ما داللة البناء للمجهول فى قوله تعالى(ر ِ‬
‫ان َيؤُوسًا {‪ }83‬اإلسراء)‪.‬‬ ‫ض َونَأَى ِب َجا ِن ِب ِه َوإِ َذا َم َّس ُه َّ‬
‫الش ُّر َك َ‬ ‫ان أَ ْع َر َ‬ ‫نس ِ‬
‫اإل َ‬ ‫َ‬
‫اهلل تعالى ينسب النعمة والخير إلى نفسه وال ينسب الشر لنفسه ( َوإِ َذا أ ْن َع ْمنَا َعلَى ِ‬
‫ار ُكلَّ َما ُر ِز ُقواْ ِم ْن َها مِن َث َم َر ٍة‬ ‫ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ‬
‫األ ْن َه ُ‬ ‫ات أَ َّن لَ ُه ْم َجنَّ ٍ‬
‫ِح ِ‬ ‫(و َب ِّش ِر الَّذِين آ َمنُواْ َو َعمِلُواْ َّ‬
‫الصال َ‬ ‫أما في الجنة حيث ال حساب وال عقاب يقول تعالى َ‬
‫ُون {‪ }25‬البقرة)‪.‬‬ ‫ْل َوأُتُواْ ِب ِه ُم َت َشا ِبهًا َ ُ ْ َ َ ٌ‬
‫اج ُّم َط َّه َر ٌة َو ُه ْم فِي َها َخالِد َ‬‫و‬ ‫ز‬‫ْ‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫ا‬ ‫ه‬‫ِي‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ه‬‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ِّر ْزقًا َقالُواْ َهـ َذا الَّذِي ُر ِز ْقنَا مِن َقب ُ‬

‫آية (‪:)26‬‬
‫ُوض*ةً فَ َما فَوْ قَهَا* (‪ )26‬ما المقص*ود بـ (فما فوقه*ا)؟ الق*دامى يفس*رون ه*ذه اآلية أنها داللة‬ ‫*(ِإ َّن هَّللا َ الَ يَ ْستَحْ يِي َأن يَضْ ِر َ‬
‫ب َمثَالً َّما بَع َ‬
‫على قدرة هللا تعالى وفي* دراسة علمية حديثة تبين أن فوق البعوضة جرثومة صغيرة ال ترى بالعين المج*ردة فهل ه*ذا ما ك*ان يُقصد‬
‫باآلية أن ما فوقها* هو هذا الكائن الح ّي؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هنالك أشياء تعيش على البعوضة وقد ثبت علميًا هذا‪ .‬على أي حال من أبرز التفاسير قالوا فما دونها وقالوا فما فوقها في الداللة يعني يذكر البعوضة‬
‫وغيرها فال يستحي أن يضرب بعوضة فما فوقها في اإلستدالل على األشياء التي يريدها وليس بالضرورة أن تكون (فما فوقها) يعني ما أكبر منها وإنما ما‬
‫فوقها في االستدالل فهذا يشمل ما هو أصغر من البعوضة وما هو أعلى من البعوضة كالذباب‪.‬إذن (فما فوقها) يقولون في االستدالل على قوة اهلل وقدرته‬
‫والحكمة في مظاهر القوة واالستدالل فتكون عامة لما ذكر ولما لم يذكر‪ ،‬لما ذكر وأشار إليه األخ السائل ولغيره‪.‬‬
‫ُوض***ةً فَ َما فَوْ قَهَا* (‪ )26‬البق***رة) ما مع***نى فما فوقه***ا؟* هل هو بمع***نى دونه***ا؟(د‪.‬فاضل‬
‫ب َمثَالً َّما بَع َ‬ ‫*(ِإ َّن هَّللا َ الَ يَ ْس***تَحْ يِي َأن يَ ْ‬
‫ض*** ِر َ‬
‫السامرائى)‬
‫كلمة فوق قد تستعمل للزيادة في الحجم أكبر منها أو الزيادة في الوصف لما تقول هو حقير وفوق الحقير يعني هذا دون هذا‪ ،‬فوق الحقير هو دون الحقير‪.‬‬
‫إذن (فوق) فيها أمرين في الوصف إذا قلنا فوق سيصبح ترقي إلى أسفل وإذا في المدح سيكون أعلى هو كريم فوق الكريم والخسيس فوق الخسيس‪ .‬إذن‬
‫فوقها جمعت أمرين متناقضين تمامًا لما قال (فما فوقها) سواء كان في حجمها أو في صفاتها‪ ،‬اآلن جمع أمرين سواء في الحجم ضرب مث ً‬
‫ال في العنكبوت‬
‫اب َش ْي ًئا (‪ )73‬الحج) ال يستحي‪ ،‬وما فوقها بمعنى ما دونها في الصفات‪ .‬إذن فما فوقها جمعت‬ ‫ُوت (‪ )41‬العنكبوت) والذباب ( َوإِن َي ْسلُ ْب ُه ُم ُّ‬
‫الذ َب ُ‬ ‫( َك َم َث ِل الْ َعن َكب ِ‬
‫أمرين لو قال فما دونها ال تجمع األمرين‪ .‬نقول هو لئيم وفوق اللئيم أي أسوأ منه‪.‬إذن فما فوقها في الصفات وفي الكبر والحجم‪.‬‬
‫استطراد من المقدم‪ :‬كيف نفهم فما؟ (فما) بمعنى الذي فوقها وال يفهم منها أن ما دونها غير مخصوص بالكالم‪ .‬فما فوقها تجمع أمرين وأص ً‬
‫ال فوق في‬
‫‪ C‬وهي ظرف‪.‬‬ ‫اللغة تأتي بهذين المعنيين‬
‫ضةً فَ َما فَوْ قَهَا* (‪ )26‬البقرة)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫* ما تفسير قوله تعالى (ِإ َّن هَّللا َ اَل يَ ْستَحْ يِي* َأ ْن يَضْ ِر َ‬
‫ب َمثَاًل َما بَعُو َ‬
‫ون َما َذا أَ َرا َد اللَّ ُه‬ ‫ون أَنَّ ُه الْ َح ُّق مِن َّربِّ ِه ْم َوأَ َّما الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُرواْ َف َي ُقولُ َ‬ ‫وض ًة َف َما َف ْو َق َها َفأَ َّما الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ َف َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ض ِر َب َم َث ً‬
‫ال َّما َب ُع َ‬ ‫ال َي ْس َت ْح ِيي أَن َي ْ‬
‫قال تعالى (إِ َّن اللَّ َه َ‬
‫ِين (‪ ))26‬يقول علماؤنا أن هذه اآلية نزلت بعد أن تكلم بعض يهود وبعض المشركين‬ ‫اسق َ‬ ‫ال الْ َف ِ‬
‫ُض ُّل ِب ِه إِ َّ‬
‫ُض ُّل ِب ِه َكثِيرًا َو َي ْهدِي ِب ِه َكثِيرًا َو َما ي ِ‬
‫ال ي ِ‬ ‫ِب َهـ َذا َم َث ً‬
‫على األمثال التي يضربها القرآن الكريم وعلى ذِكر بعض مخلوقات اهلل سبحانه وتعالى‪ :‬ذكر الذباب فى سورة الحج‪ ،‬بعض يهود قالوا هذا كالم ال يقوله‬
‫اهلل سبحانه وتعالى وما هذه األمثلة؟ وهو نوع من المعاندة‬
‫ض ْ‬
‫اءت‬ ‫اس َت ْو َق َد نَارًا َفلَ َّما أَ َ‬
‫ْ‬ ‫ِي‬ ‫ذ‬‫َّ‬
‫ال‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫م‬‫ك‬‫َ‬
‫َ ُْ َ ِ‬‫م‬ ‫ه‬‫ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫م‬ ‫(‬ ‫للمنافقين‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫مثلين‬ ‫ضرب‬ ‫بعد‬ ‫جاءت‬ ‫اآليات‬ ‫هذا المثل لما يضربه القرآن نوع من التوضيح‪ .‬هذه‬
‫َ‬ ‫ات َو َر ْع ٌد َو َب ْر ٌق َي ْج َعلُ َ‬ ‫ُ‬
‫الس َماء فِي ِه ظلُ َم ٌ‬ ‫َ‬ ‫ات َّ‬‫ور ِه ْم َو َت َر َك ُه ْم فِي ُظلُ َم ٍ‬
‫صا ِب َع ُه ْم فِي آ َذا ِن ِهم ِّم َن‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ِّب ِّم َن َّ‬ ‫صي ٍ‬ ‫ون (‪ )17‬البقرة)‪( ،‬أ ْو َك َ‬ ‫ْص ُر َ‬ ‫ال يُب ِ‬ ‫َما َح ْولَ ُه َذ َه َب اللُهّ ِبنُ ِ‬
‫ً‬
‫ين (‪ )19‬البقرة) ضرب مثلين‪ .‬نحن لو نظرنا في المثل‪ :‬أوال المثل مستعمل عند العرب وفيه حكمة بالغة أي‬ ‫ِر َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫اع ِق َح َذ َر الْ َم ْو ِت واللُهّ ُم ِحيط ِبالكاف ِ‬ ‫الص َو ِ‬
‫َّ‬
‫ال "مصائب قوم عند قوم فوائد" عبارة هي صغيرة لكن تعطي صورة فالقرآن الكريم يستعمل هذه األمثال‪.‬‬ ‫يؤدي رسالة وكثير من أبيات المتنبي صارت أمثا ً‬
‫صغار‬ ‫ال المراد بالبعوضة هي ِ‬ ‫أما كون أن اهلل سبحانه وتعالى ذكر الذبابة وذكر العنكبوت والبعوضة‪ ،‬لو ف ّكر اإلنسان وتم ّعن هل البعوضة شيء سهل؟ أو ً‬
‫البق وسميت بعوضة من البعضية التي هي الجزئية‪ .‬القرآن كأنه يريد أن يقول‪ :‬اهلل سبحانه وتعالى ال يُحجم عن ذكر هذه األشياء‪ ،‬ألن كل‬ ‫البق ألنها بعض ّ‬‫ّ‬
‫واحدة من هذه األشياء لو تفكرت فيه لسجدت هلل سبحانه وتعالى لعظيم صنعه‪ .‬البعوضة هي أصغر ما يعرفه العربي حتى عندنا اآلن ما معروف أصغر‬
‫البق صغير جدًا أصغر منه ال يعرفه العربي من األحياء‪ ،‬فلما يقول الباري (إن اهلل ال يستحي) أي ال‬ ‫من البعوضة‪ .‬الذبابة كبيرة‪ ،‬البقة كبيرة‪ ،‬هذا صغار ّ‬
‫أي مثل‪ ،‬مطلق بعوضة فما فوقها‪ .‬هي بالنسبة للعربي ولنظرنا اليوم ال نعرف في حياتنا االجتماعية خلقًا هلل‬ ‫يتحرج وهلل المثل األعلى أن يضرب مث ً‬
‫ال ما‪ّ ،‬‬
‫سبحانه وتعالى أدق من التي تسمى البعوضة (الب ّقة هي كبيرة يمكن أن ترى وتنقل المالريا) البعوضة أصغر أصغر من الب ّقة حتى أحيانًا تكون بقدر‬
‫خرطومها لصغرها‪.‬‬
‫لكن بعض العلماء (فما فوقها) يقولون المقصود ما هو دونها ونحن ال نميل إلى هذا وإن كانت اللغة تحتمل ذلك‪ ،‬تقول "فالن جاهل" فيقول آخر‪" :‬وفوق‬
‫ذلك" يقصد دون ذلك‪ ،‬فما فوقها أي مما فوقها من البعوضة إلى البقة إلى الذبابة إلى العنكبوت إلى الطير ‪ ،‬كل واحد من هذه المخلوقات لو تفكر فيها‬
‫اإلنسان يسجد هلل سبحانه وتعالى لعجيب صنعه تبارك وتعالى فغير مستغرب أن يضرب اهلل هذه األمثال‪.‬هذا معنى ضرب المثل (بعوضة فما فوقها) ال‬
‫نُغلِّط الذي يقول فما تحتها لكن نرجح نختار فما فوقها أي فما فوقها ألن العربي ال يعرف شيئًا دون البعوضة ونحن اآلن هذه حالنا‪.‬‬
‫ُحجم عن شيء‪ ،‬يحجم عن كالم إستحياء ال يتكلم أحيانًا‪،‬‬ ‫الحياء – وهلل المثل األعلى – هذا كالم اهلل عز وجل‪ ،‬الحياء في اللغة حالة في نفس اإلنسان تجعله ي ِ‬
‫عن فعل ينوي أن يفعله أو فعل شيئًا إذا ُوجه فيه يصيبه الحياء‪ .‬هي حالة نفسية لكنها ال تنطبق على الباري سبحانه وتعالى وإنما ألنه يستعمل الطريقة التي‬
‫ذكر لهذه األمثال‪ .‬إذا ضرب هذا المثل المؤمن الواعي المدرك‬ ‫يتكلم بها العرب فيُفهم من ذلك أن كتاب اهلل تعالى يرد فيه من غير إحجام ومن غير تردد ٌ‬
‫يعلم أنه حق ألنه سيتفكر‪.‬أما الذين كفروا (فيقولون ماذا أراد اهلل بهذا مثال) فيرد عليهم القرآن (يضل به كثيرًا) هذا المثال يكون سببًا لإلضالل وسببًا‬
‫‪ C‬المؤمن لما يتفكر يهتدي وغير المؤمن أو الفاسق كما عبّرت اآلية (وما يضل به إال الفاسقين) الفاسق الخارج من طبعه أو الخارج من فطرته ‪-‬‬ ‫للهداية‪.‬‬
‫ألن المخلوق يولد على الفطرة‪.‬‬
‫آية (‪:)27‬‬
‫ض*ونَ َعهْ* َد هَّللا ِ) انظر كيف جعل هللا تع*الى التخلي‬ ‫*(الَّ ِذينَ يَنقُضُونَ َع ْه َد هَّللا ِ ِمن بَ ْع ِد ِميثَاقِ ِه (‪ )27‬البق**رة) تأمل قوله تع**الى (الَّ ِذينَ يَنقُ ُ‬
‫عن الميثاق والوعد نقضاً‪ .‬فما سبب اختيار لفظ النقض في هذه اآلية؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫حل ما كنت قد أبرمته وقطعك الحبل يعني جعله أجزا ًء ونقض اإلنسان لعهد ربّه يدلك‬ ‫إن النقض يدل على فسخ ما وصله المرء ور ّكبه فنقض الحبل يعني ّ‬
‫على عظمة ما أتى به اإلنسان من أخذ العهد وتوثيقه ثم ّ‬
‫حل هذا العهد والتخلي عنه فهو أبلغ من القطع ألن فيه إفسادًا لما عمله اإلنسان بنفسه من ذي قبل‪.‬‬
‫ُضلُّ بِ ِه ِإاَّل ْالفَا ِسقِينَ ﴿‪ ﴾26‬الَّ ِذينَ يَ ْنقُضُونَ َع ْه َد هَّللا ِ ِم ْن بَ ْع ِد ِميثَاقِ ِه َويَ ْقطَعُونَ َما َأ َم َر هَّللا ُ بِ* ِه َأ ْن‬
‫*ما وجه االختالف بين قوله تعالى( َو َما ي ِ‬
‫َأ‬ ‫هَّللا‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫َاسرُونَ ﴿‪ ﴾27‬البقرة) ‪َ ( -‬وال ِذينَ يَنقضُونَ َع ْه َد ِ ِم ْن بَ ْع ِد ِميثاقِ ِه َويَقطعُونَ َما َم َر ُ بِ ِه ْن‬ ‫ض ُأولَِئكَ هُ ُم ْالخ ِ‬
‫ص َل َويُ ْف ِس ُدونَ فِي اَأْلرْ ِ‬
‫يُو َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُأ‬ ‫َأْل‬ ‫ْ‬
‫ار ﴿‪ ﴾25‬الرعد)(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫ك لهُ ُم الل ْعنَة َولهُ ْم سُو ُء ال َّد ِ‬ ‫ض ولِئ َ‬ ‫ص َل َويُف ِس ُدونَ فِي ا رْ ِ‬ ‫يُو َ‬
‫ِك ُه ُم‬‫ض أُولَئ َ‬ ‫ُون فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫ُوص َل َويُ ْف ِسد َ‬‫ون َما أَ َم َر اللَّ ُه ِب ِه أَ ْن ي َ‬ ‫ون َع ْه َد اللَّ ِه م ْ‬
‫ِن َب ْع ِد مِي َثا ِق ِه َو َي ْق َط ُع َ‬ ‫ض َ‬ ‫ِين ﴿‪ ﴾26‬الَّذ َ‬
‫ِين َي ْن ُق ُ‬ ‫اسق َ‬ ‫ُض ُّل ِب ِه إِلَّا الْ َف ِ‬‫(و َما ي ِ‬ ‫في قوله تعالى َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ون َما أ َم َر الل ُه ِب ِه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن َب ْع ِد مِي َثا ِق ِه َو َيقط ُع َ‬ ‫َّ‬
‫ون َع ْه َد الل ِه م ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ُ‬
‫ِين َي ْنق ُ‬ ‫َّ‬
‫ون ﴿‪ ﴾27‬البقرة) تنتهي بقوله (أولئك هم الخاسرون)‪ ،‬نفس اآلية في سورة الرعد ( َوالذ َ‬ ‫الْ َخ ِ‬
‫اس ُر َ‬
‫َّار ﴿‪ ﴾25‬الرعد) هنا تنتهي (أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) فلماذا في النقض األول في‬ ‫َة َولَ ُه ْم ُسو ُء الد ِ‬ ‫ِك لَ ُه ُم اللَّ ْعن ُ‬‫ض أُولَئ َ‬ ‫ُون فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫أَ ْن ي َ‬
‫ُوص َل َويُ ْف ِسد َ‬
‫البقرة قال أولئك هم الخاسرون والنقض الثاني في الرعد قال أولئك عليهم اللعنة ولهم سوء الدار؟ الخطاب في البقرة لبني إسرائيل وبنو إسرائيل من حقهم‬
‫‪ C‬المهم أنهم على شريعتهم وعلى ما أوجب اهلل عليهم من إتباع‬ ‫حرفوا في هذا الدين‪،‬‬ ‫بل من واجبهم أن يتّبعوا سيدنا موسى وهم اتبعوا سيدنا موسى إال أنهم ّ‬
‫حرفوا ضمن المشروع‪ ،‬ضمن هذا الدين فرب العالمين قال هؤالء الذين نقضوا الميثاق‪.‬‬ ‫حرفوا ّ‬ ‫التوراة وما جاء به سيدنا موسى عليه السالم وعندما ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َه ْم َعلى أ ْنف ِس ِه ْم أل ْس ُت ِب َربِّك ْم قالوا َبلى َش ِه ْدنَا أ ْن َتقولوا َي ْو َم‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ور ِه ْم ذ ِّريَّ َت ُه ْم َوأش َهد ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِن َبنِي آ َد َم م ْ‬‫ُّك م ْ‬ ‫والميثاق هو الذي أخذ اهلل به على البشرية ( َوإِ ْذ أَ َخ َذ َرب َ‬
‫ِن ظ ُه ِ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾172‬األعراف) الميثاق الذي أخذه اهلل على كل بني آدم أنني أنا اهلل ال إله إال أنا وقالوا بلى‪ ،‬فمن كفر بعد ذلك فقد نقض‬ ‫الْ ِق َيا َم ِة إِنَّا ُكنَّا َع ْن َه َذا َغا ِفل َ‬
‫اب َو ِح ْك َم ٍة ثُ َّم َجا َء ُك ْم‬
‫ِن ِك َت ٍ‬‫ِّين لَ َما آََت ْيتُ ُك ْم م ْ‬ ‫الميثاق‪ .‬الميثاق الثاني لألنبياء جميعًا وأممهم أن يؤمنوا بمحم ٍد عليه الصالة والسالم ( َوإِ ْذ أَ َخ َذ اللَّ ُه مِي َث َ‬
‫اق النَّ ِبي َ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾81‬آل عمران)‬ ‫اهد َ‬
‫الش ِ‬‫ِن َّ‬ ‫َ‬
‫اش َهدُوا َوأنَا َم َع ُك ْم م َ‬ ‫ال َف ْ‬ ‫ص ِري َقالُوا أَ ْق َر ْرنَا َق َ‬ ‫ال أَأَ ْق َر ْرتُ ْم َوأَ َخ ْذتُ ْم َعلَى َذلِ ُك ْم إِ ْ‬
‫ص ُرنَّ ُه َق َ‬ ‫ِّق لِ َما َم َع ُك ْم لَتُ ْؤ ِمنُ َّن ِب ِه َولََت ْن ُ‬
‫صد ٌ‬ ‫َر ُس ٌ‬
‫ول ُم َ‬
‫ال أو جزءًا‪ ،‬جزءًا هم بنو إسرائيل ولهذا اهلل‬ ‫حرفوا ونقضوا هذا الميثاق إما ُك ً‬ ‫هذان هما الميثاق‪ ،‬جميع البشرية أخذ اهلل عليها هذا الميثاق‪ ،‬بعض البشرية ّ‬
‫ّ‬
‫قال أولئك هم الخاسرون نقضوا بعض ما جاء به سيدنا موسى ولم يتبعوه وحرفوه وإلى هذا اليوم هم يتبعون هذا التحريف واهلل قال هم خاسرون ألنهم ال‬
‫يزالوا أتباع سيدنا موسى‪ ،‬هذا في سورة البقرة‪ .‬في سورة الرعد خطاب للمسلمين المسلمون إذا نقضوا العهد وتركوا اإلسالم وحرفوه واتبعوا ما جاء به‬
‫َّار) فانحراف بني إسرائيل جزئي‪ ،‬انحراف المسلم الذي يترك دينه ويتبع ما جاءت به التوراة في تعليماته في‬ ‫َة َولَ ُه ْم ُسو ُء الد ِ‬ ‫ِك لَ ُه ُم اللَّ ْعن ُ‬‫بنو إسرائيل (أُولَئ َ‬
‫‪ C‬المسلمون الذين‬ ‫ون) ألنهم ضمن دينهم‪.‬‬ ‫اس ُر َ‬‫ِك ُه ُم الْ َخ ِ‬ ‫حرفوا (أُولَئ َ‬ ‫َّار) فاليهود الذين ّ‬ ‫َة َولَ ُه ْم ُسو ُء الد ِ‬ ‫أوامرها في والئه لهم في خدمته لهم (أُولَئ َ‬
‫ِك لَ ُه ُم اللَّ ْعن ُ‬
‫َّار)‪ .‬هؤالء اليهود صنعوا من المسلمين فرقًا فرقًا أعدى ما‬ ‫َة َولَ ُه ْم ُسو ُء الد ِ‬ ‫حرفوا تبعًا إلرادات اليهود ومشيئتهم وهذا في التاريخ كثير (أُولَئ َ‬
‫ِك لَ ُه ُم اللَّ ْعن ُ‬ ‫ّ‬
‫َّار)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫تكون لإلسالم نفسه (أولئِك ل ُه ُم الل ْعنَة َول ُه ْم ُسو ُء الد ِ‬
‫*ما داللة كلمة (خلفك) وما الفرق بينها وبين (بعدك) ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫بعد نقيضة قبل وأظهر استعمال لها في الزمان‪ .‬أما خلف فهي نقيضة ُقدّام (وهي في الغالب للمكان) هذا من حيث اللغة‪ .‬والخلف في اللغة هوالظهر أيضًا‪.‬‬
‫ِن َب ْع ِد‬‫تحل خلف محل بعد (ثُ َّم َع َف ْونَا َع ْن ُك ْم م ْ‬ ‫أحيانًا ال يصح وضع إحداهما مكان األخرى فال يمكننا أن نضع خلف مكان بعد ففي هذه اآليات ال يمكن أن ّ‬
‫ُ‬
‫ون (‬ ‫اس ُر َ‬ ‫ِك ُه ُم الْ َخ ِ‬ ‫ض أولَئ َ‬ ‫ُون فِي الْأَ ْر ِ‬‫ُوص َل َو ُي ْف ِسد َ‬‫ون َما أَ َم َر اللَّ ُه ِب ِه أَ ْن ي َ‬‫ِن َب ْع ِد مِي َثا ِق ِه َو َي ْق َط ُع َ‬ ‫ون َع ْه َد اللَّ ِه م ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ون (‪ )52‬البقرة) (الَّذ َ‬
‫ِين َي ْن ُق ُ‬ ‫ِك لَ َعلَّ ُك ْم َت ْش ُك ُر َ‬
‫َذل َ‬
‫ِن َب ْع ِد إِي َما ِن ُك ْم‬‫اب لَ ْو َي ُردُّو َن ُك ْم م ْ‬ ‫َ‬
‫ِن أ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬
‫ِير م ْ‬‫ين (‪ )64‬البقرة) ( َو َّد َكث ٌ‬ ‫ِن الْ َخ ِ‬
‫اس ِر َ‬ ‫ض ُل اللَّ ِه َعلَ ْي ُك ْم َو َر ْح َمتُ ُه لَ ُك ْنتُ ْم م َ‬‫ِك َفلَ ْولَا َف ْ‬ ‫‪ )27‬البقرة) (ثُ َّم َت َولَّ ْيتُ ْم م ْ‬
‫ِن َب ْع ِد َذل َ‬
‫ِن اتَّ َب ْع َت‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِي الل ُه ِبأ ْم ِر ِه إِ َّن الل َه َعلى كل َش ْي ٍء َقد ٌ‬‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َّن ل ُه ُم ال َح ُّق َف ْ‬ ‫ِن ِع ْن ِد أَ ْن ُف ِس ِه ْم م ْ‬ ‫ُك َّف ً‬
‫(ولئ ِ‬
‫ِير (‪ )109‬البقرة) َ‬ ‫اص َف ُحوا َحتَّى َيأت َ‬ ‫اعفوا َو ْ‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َت َبي َ‬ ‫ارا َح َسدًا م ْ‬
‫ْر ُه (‪ )230‬البقرة)‬ ‫ِح َز ْو ًجا َغي َ‬‫ِن َب ْع ُد َحتَّى َت ْنك َ‬‫ير (‪ )120‬البقرة) ( َف ِإ ْن َطلَّ َق َها َفلَا َت ِح ُّل لَ ُه م ْ‬ ‫َص ٍ‬ ‫ِي َولَا ن ِ‬ ‫ِن َول ٍّ‬‫ِن اللَّ ِه م ْ‬ ‫ِن الْعِلْ ِم َما لَ َك م َ‬ ‫أَ ْه َوا َء ُه ْم َب ْع َد الَّذِي َجا َء َك م َ‬
‫اب (‪ )8‬آل عمران) ألن كلها متعلقة بالزمان‪.‬‬ ‫ِن لَ ُد ْن َك َر ْح َم ًة إِنَّ َك أَ ْن َت الْ َو َّه ُ‬ ‫(ربَّنَا لَا تُ ِز ْغ ُقلُو َبنَا َب ْع َد إِ ْذ َه َد ْي َتنَا َو َه ْب لَنَا م ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫(و َج َعلنَا م ْ‬
‫ِن‬ ‫ين (‪ )17‬األعراف) َ‬ ‫ِر َ‬ ‫ك‬‫ا‬‫ش‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫ج‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫م‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِي‬‫د‬ ‫ي‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْن‬
‫ِ‬ ‫ي‬‫ب‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن‬‫م‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫آ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫(ث‬ ‫‪،‬‬ ‫للمكان‬ ‫األصل‬ ‫في‬ ‫فهي‬ ‫خلف‬ ‫أما‬ ‫‪ ‬‬
‫ِ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َو ٌم ل ُه َما فِي َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون (‪ )9‬يس) (الل ُه لا إِل َه إِلا ُه َو ال َح ُّي ال َقيُّو ُم لا َتأ ُخذ ُه ِسنَة َولا ن ْ‬‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن َخل ِف ِه ْم َسدًّا َفأ ْغ َش ْينَا ُه ْم َف ُه ْم لا يُب ِ‬ ‫َ‬
‫ْن أ ْيدِي ِه ْم َسدًّا َوم ْ‬
‫ات َو َما فِي الأ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫ْص ُر َ‬ ‫َبي ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ض َولا َيئو ُد ُه ِحفظ ُه َما‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َوالأ ْر َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِن ِعل ِم ِه إِلا ِب َما شا َء َو ِس َع ك ْر ِسيُّ ُه َّ‬
‫الس َما َو ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ون ِبش ْي ٍء م ْ‬ ‫ُحيط َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْن أ ْيدِي ِه ْم َو َما َخلف ُه ْم َولا ي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫َم ْن ذا الذِي َيشف ُع ِعن َد ُه إِلا ِبإِذ ِن ِه َي ْعل ُم َما َبي َ‬ ‫َ‬
‫‪ )9( C‬النساء) أي يلونهم‬ ‫ض َعا ًفا َخا ُفوا َعلَ ْي ِه ْم َفلْ َيتَّ ُقوا اللَّ َه َولْ َي ُقولُوا َق ْولًا َسدِي ًدا‬ ‫َّة ِ‬ ‫ِن َخلْ ِف ِه ْم ُذ ِّري ً‬ ‫ِين لَ ْو َت َر ُكوا م ْ‬‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ِي الْ َع ِظي ُم (‪ )255‬البقرة) ( َولْ َي ْخ‬ ‫ُو الْ َعل ُّ‬‫َوه َ‬
‫مباشرة كأنهم واقفين خلفهم‪.‬‬
‫آية (‪:)28‬‬
‫*( َك ْيفَ تَ ْكفُرُونَ بِاهَّلل ِ َو ُكنتُْ*م َأ ْم َواتا ً فََأحْ يَا ُك ْم (‪ )28‬البقرة) بدأت اآلية بأسلوب استفهام فاستعملت* إسم االس**تفهام (كي**ف) ال**ذي ي**دل على‬
‫الحال إال أن االستفهام قد يخرج عن معناه إلى معان أخرى يدلك عليها الكالم فما غرض اإلستفهام في اآلية؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إن االستفهام الحقيقي يحتاج إلى جواب فإذا سألك أحد كيف حالك؟ قلت الحمد هلل وهذا جواب لسؤاله أما إذا قلت لولدك وهو يضيع وقته أيام االمتحانات‬
‫كيف تضيع وقتك على التلفاز هل تنتظر منه جوابًا؟ وكذلك قوله تعالى(كيف تكفرون)هواستفهام ولكنه خرج إلى غرض آخر وهو التعجب واإلنكار‪.‬‬
‫*ما الفرق بين (ثُ ّم) و(ثَ ّم) في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ون ِباللَّ ِه َو ُكنتُ ْم أَ ْم َواتًا َفأَ ْح َيا ُك ْم ثُ َّم يُمِيتُ ُك ْم ثُ َّم ي ْ‬
‫ُح ِيي ُك ْم ثُ َّم‬ ‫ْف َت ْك ُف ُر َ‬‫ثُ ّم بض ّم الثاء هي حرف عطف تفيد الترتيب والتراخي كما في قوله تعالى في سورة البقرة ( َكي َ‬
‫ال {‪.)}37‬أما ( َث ّم) بفتح الثاء فهي‬ ‫اك َر ُج ً‬ ‫او ُر ُه أَ َك َف ْر َت ِبالَّذِي َخلََق َك مِن تُ َر ٍ‬
‫اب ثُ َّم مِن نُّ ْط َف ٍة ثُ َّم َس َّو َ‬ ‫احبُ ُه َو ُه َو ي َ‬
‫ُح ِ‬ ‫صِ‬ ‫ال لَ ُه َ‬
‫ون {‪ )}28‬وسورة الكهف ( َق َ‬
‫إِلَ ْي ِه تُ ْر َج ُع َ‬
‫ين {‪.)}64‬‬ ‫إسم ظرف بمعنى هناك كما في قوله تعالى في سورة الشعراء ( َوأَ ْزلَ ْفنَا َث َّم الْ َ‬
‫آخ ِر َ‬
‫ض َي اَأْل ْم ُر َوِإلَى هَّللا ِ تُرْ َج ُع اُأْل ُمو ُر (‪ )210‬البقرة) ‪( -‬ثُ َّم يُ ِميتُ ُك ْم ثُ َّم يُحْ يِي ُك ْم ثُ َّم ِإلَ ْي ِه تُرْ َجعُونَ (‪ )28‬البقرة) ‪ِ( -‬إلَ َّ‬
‫ي َمرْ ِج ُع ُك ْم (‪ )55‬آل‬ ‫*( َوقُ ِ‬
‫عمران) ‪َ ( -‬وَأ َّن َم َر َّدنَا ِإلَى هَّللا ِ (‪ )43‬غافر)ما وجه االختالف بين دالالت هذه الخواتيم؟(د‪.‬أحمد* الكبيسى)‬
‫ما الفرق بين ر ّد ورجع وكالهما في نفس السياق؟ ما الفرق بين (إِلَ َّي َم ْر ِج ُع ُك ْم) وبين ( َم َر َّدنَا إِلَى اللَّهِ)؟ الرجوع عندما كنت تعرفه مقدمًا أنت مسافر من هنا‬
‫ال مقرر من ساعة ما إنطلقت من النقطة التي انطلقت منها أنت ناوي إلى الرجوع هذا رجع‪،‬‬ ‫من دبي إلى الشام وأنت ناوي ترجع هذا رجوع يعني أنت أص ً‬
‫‪C‬ذ كل مؤمن يؤمن بأننا سوف نرجع إلى اهلل عز وجل بعد أن نموت هذا رجوع‪ .‬لكن واحد انطلق من دبي إلى الشام ومش ناوي يرجع كان مهاجرًا‬ ‫وحينئ ٍ‬
‫ليس في خطته وال في خريطته أن يعود انتهينا عوده يعني نهائي مهاجر كما يهاجر الكثيرون وألمر ما أجبره على العودة هذا يسمى ر ّد ولهذا فرق بين‬
‫َاك إِلَى أُ ِّم َك) وبين (رددناك إلى أمك)‪ ،‬رددناك هذه أم موسى وضعت الطفل في صندوق والصندوق في نايلون وترميه في البحر وال تعرف أين‬ ‫( َف َر َج ْعن َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ذهب؟ قطعًا وال في بالها أن هذا سيعود انتهى فلما اهلل قال (إِنَّا َرادُّو ُه) على خالف ما ظننتي‪( .‬إِل َّي َم ْر ِج ُعك ْم) و ( َم َر َّدنَا إِلى اللهِ) كل مؤمن باهلل يقول لك أنا‬
‫سأموت وأبعث مرة ثانية فهذا مرجعه إلى اهلل وهناك من الناس من ال يعرف قال لك ال خالص انتهت الدنيا ما في رجعة ما في عود هذا ردّ‪ .‬فالرد إذًا‬
‫‪C‬ذ الفرق بين الرد‬ ‫اب (‪ )17‬ص) آب إلى آخره‪ .‬حينئ ٍ‬ ‫إجبار اآلخر على العودة والعودة أنواع‪ .‬هناك العودة رجوع هناك العودة رد هناك العودة أوبة (إِنَّ ُه أَ َّو ٌ‬
‫والرجعة أن الر ّد لم يكن محسوبًا وال في الخطة وإنما أكرهت عليه ألمر ما ولم يكن في الحسبان بخالف الرجوع من ساعة ما انطلقت أنت في خطتك أن‬
‫تلجأ إلى النقطة التي‪ ،‬اثنين الرجوع ال يشترط أن يكون بنفس الطريقة الذي ذهبت منه أنت ذهبت بالطائرة من دبي إلى القاهرة لكن رديت بالسيارة عن‬
‫صا (‪)64‬‬ ‫صً‬ ‫ار ِه َما َق َ‬ ‫ار َتدَّا َعلَى آََث ِ‬
‫طريق األردن وكذا إلى آخره إلى أن وصلت إلى دبي فيقال رجع فالرجوع ال يشترط أن تعود من نفس الطريق‪ ،‬الر ّد ال ( َف ْ‬
‫ار ِه َما) على نفس الطريق فالرد على نفس المكان‬ ‫ار َتدَّا َعلَى آََث ِ‬ ‫َصبًا (‪ )62‬الكهف) قال نحن أضعنا الطريق ( َف ْ‬ ‫الكهف) (آَِتنَا َغدَا َءنَا لَ َق ْد لَقِينَا م ْ‬
‫ِن َس َف ِرنَا َه َذا ن َ‬
‫الذي جئت منه‪.‬‬
‫ِّه َّن (‪ )228‬البقرة)؟‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(وبُ ُعولت ُه َّن أ َحق ِب َرد ِ‬
‫سؤال‪ :‬ولذلك قال تعالى َ‬
‫بنفس الطريقة وإلى نفس المكان وإلى نفس الغرفة وإلى نفس الحضن هذا الردّ‪ .‬دقة القرآن الكريم معجزة وخاصة المتشابه هذا‪.‬‬
‫ون فِي ِه إِلَى اللَّهِ(‪ )281‬البقرة) هذا أواخر ما نزل والغريب أن أول ما نزل أيضًا (إِ َّن إِلَى َرب َ‬
‫ِّك‬ ‫(واتَّ ُقوا َي ْو ًما تُ ْر َج ُع َ‬
‫استطراد‪ :‬شيخ تذكرت اآلية الكريمة َ‬
‫الر ْج َعى (‪ )8‬العلق) ‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫أكيد طبعًا هذا من آمن بذلك ولهذا من البدايات كان هناك من يعتقد بالرجعى ومن ال يعتقد بالرجعى وإلى هذا اليوم ولهذا كلمة الرد رد فالن إذا كان الرد‬
‫رد كما أخبرنا أستاذ فؤاد أن هناك رد جميل وهناك رد غير جميل كريه أو لئيم إذا رديت رد كريم يقال (ر ّد إلى) فرددناه إلى أمه رد جميل جدًا ورد كريم‬
‫الرد هو المعقل أو‬ ‫الرد بكسر الراء ِّ‬ ‫ين (‪ )149‬آل عمران) ولهذا كلمة ِّ‬ ‫ورد مسعد ومفرح إذا رد محزن فبـ(على) ( َي ُردُّو ُك ْم َعلَى أَ ْع َقا ِب ُك ْم َف َت ْن َقلِبُوا َخ ِ‬
‫اس ِر َ‬
‫ُص ِّد ُقنِي (‪ )34‬القصص) يعني قويًا أو من يدفع عني‬ ‫ِي ِر ْد ًءا ي َ‬ ‫ِسا ًنا َفأَ ْر ِسلْ ُه َمع َ‬
‫ص ُح مِنِّي ل َ‬ ‫ون ُه َو أَ ْف َ‬ ‫ار ُ‬ ‫المعين أو الحصن أو المرجع الذي يدافع عنك ( َوأَ ِخي َه ُ‬
‫ال‪ ،‬هذا عن الموضوع الثالث‪.‬‬ ‫ويدافع عني حينئ ٍذ كلمة ر ّد بعلى ردًا حزينًا أو كريهًا ور ّد إلى ردًا جمي ً‬

‫آية (‪:)29‬‬
‫*ما تفسير قوله تعالى في سورة البقرة (ثُ َّم ا ْستَ َوى ِإلَى ال َّس َما ِء فَ َس َّواه َُّن َس ْب َع َس َم َوا ٍ‬
‫ت َوهُ َو بِ ُكلِّ َش ْي ٍء َعلِي ٌم (‪))29‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ال (خلق لكم) هذه الالم كأنها للمِلك فاهلل سبحانه وتعالى يخاطب هذا اإلنسان حتى يرى كيف أكرمه اهلل عز وجل‬ ‫لعله أشكل على السائل فكرة (سواهن)‪ .‬او ً‬
‫أنه خلق من أجله كل ما في الكون ألجله‪ .‬علماؤنا يقولون أن هناك شيئان في الكون هو ألجلك بعضه لتنتفع به مباشرة كالماء والنبات والحيوان وبعضه‬
‫لإلعتبار (أولم يتفكروا في خلق السموات واألرض) هذا أيضًا لك حتى يحوزك إلى اإليمان فإذن (خلق لكم) أي ألجلكم لإلنتفاع أو لإلعتبار‪.‬‬
‫(ثم إستوى إلى السماء) المفسرون يقولون إستوى أي عمد إلى خلقها‪ .‬ثم عمد إلى خلق السماء بإرادته سبحانه وتعالى (اإلستواء معلوم والكيف مجهول‬
‫والسؤال عنه بدعة واإليمان به واجب)‪.‬ثم عمد إلى خلقها وهذا نوع من التأويل المقبول اآلن نحن بحاجة إليه ألننا نترجم التفسير القرآني إلى‬
‫اآلخرين‪.‬يقول السماء لفظها لفظ الواحد وكل ما عالك فهو سماء‪ .‬لكن معناها معنى الجمع ولذلك قال (فسواهن سبع سموات) إشارة إلى تفصيالتها‪.‬‬
‫خلقهن ؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(فسواهن) ولم يقل‬ ‫*لِ َم قال تعالى‬
‫ودقته ونظامًا ال ُّ‬
‫يختل وال يغيب‪.‬‬ ‫خلق وبنا ٌء وتزيين أما كلمة خلق فهي تدل على اإليجاد والبناء ولو تأملت السموات لرأيت بدعة الخلق ّ‬
‫ألن التسوية ٌ‬

‫آية (‪:)30‬‬
‫اآلية(وِإ ْذ قَا َل َربُّكَ لِ ْل َمالَِئ َك ِة ِإنِّي َجا ِع ٌل فِي اَألرْ ِ‬
‫ض خَ لِيفَةً (‪ )30‬البقرة)؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬ ‫َ‬ ‫*ما داللة الصيغة اإلسمية فى‬
‫معلوم كما هو مقرر في البالغة وفي اللغة أن اإلسم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث والتجدد واإلسم أقوى من الفعل‪ ،‬هناك فرق بين أن تقول هو‬
‫متعلم أو هو يتعلم وهو يتثقف وهو مثقف‪ ،‬هو يتفقه وهو فقيه‪ ،‬هو حافظ أو هو يحفظ من الثوابت في اللغة أن اإلسم يدل على الثبوت في اللغة حتى لو لم‬
‫ال هل سينجح فالن؟ فتقول‪ :‬هو ناجح قبل أن يمتحن ألنك واثق‬ ‫يقع‪ .‬في البالغة عمومًا يذكر أن هذا أمر ثابت تذكره بالصيغة اإلسمية قبل أن يقع‪ ،‬تسأل مث ً‬
‫ون (‪ )37‬هود) لم يقل‬‫ِين َظلَ ُمواْ إِنَّ ُهم ُّم ْغ َر ُق َ‬ ‫َّ‬ ‫ال تُ َخ ِ‬
‫اط ْبنِي فِي الذ َ‬ ‫ض َخلِي َف ًة (‪ )30‬البقرة) َ‬
‫(و َ‬ ‫اع ٌل فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫ُّك لِلْ َم َ‬
‫ال ِئ َك ِة إِنِّي َج ِ‬ ‫أنه ناجح كما قال تعالى ( َوإِ ْذ َق َ‬
‫ال َرب َ‬
‫سأغرقهم‪ .‬هذا في التعبير أقوى داللة من الفعل‪ .‬اإلسم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث والتجدد‪ .‬فإذن في سورة الحديد قال (فالذين آمنوا) صيغة‬
‫فعل وفي اإلسراء (ويبشر المؤمنين) فالصيغة اإلسمية أقوى‪.‬‬
‫ك َونُقَ*دِّسُ لَ* َ‬
‫ك‬ ‫وا َأتَجْ َع ُل فِيهَا َمن يُ ْف ِس ُد فِيهَا َويَ ْسفِ ُ‬
‫ك ال* ِّد َماء َونَحْ نُ نُ َس*بِّ ُح بِ َح ْم* ِد َ‬ ‫ض َخلِيفَةً قَالُ ْ‬
‫ك لِ ْل َمالَِئ َك ِة ِإنِّي َجا ِع ٌل فِي اَألرْ ِ‬
‫*( َوِإ ْذ قَا َل َربُّ َ‬
‫قَا َل ِإنِّي َأ ْعلَ ُم َما الَ تَ ْعلَ ُمونَ (‪ )30‬البقرة)‪ :‬هل من فارق بين نقدس لك ونقدسك؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫الفعل يقدس فعل متعدي يأخذ مفعو ً‬
‫ال به دون حرف الجر الالم فنقول نقدس اهلل لكن اآلية أدخلت الالم على الكاف فما فائدة هذه الالم؟ فائدتها للتخصيص‬
‫أي التقديس لك ال لغيرك‪ .‬فالمالئكة ال تعصي اهلل ما أمرها فهي ال تقدس إال هلل بخالف البشر الذين قد يقدسون اهلل ومع تقديسهم هلل قد يقدسون غيره‪.‬‬
‫*من أين علمت المالئكة أنه سيكون هناك إفساد* في األرض (قَالُوا َأتَجْ َع ُل فِيهَا َم ْن يُ ْف ِس ُد فِيهَا َويَ ْسفِ ُ‬
‫ك ال ِّد َما َء)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ال كلمة خليفة فيها كالم من علماؤنا ‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫القول األول وعليه أغلب المفسرون أنه خليفة اهلل عز وجل في األرض أي أن اهلل سبحانه وتعالى أوكل إليه أن يعمر األرض‪ ،‬هو يتولى إعمارها أن يبني‬
‫هذه البيوت وهذه العمارات أن يشق األنهار هذه أفعال ال يفعلها من مخلوقات اهلل شيء ال الجن يفعلها وال الطيور وال الدواب وال المالئكة إال إذا كلفهم اهلل‬
‫عز وجل أن يفعلوا شيء فيفعلونه فهذا المخلوق‪ ،‬هذا اإلنسان زود بوسائل بحيث يستطيع أن يقوم باألعمال التي هيأه اهلل عز وجل لها فيكون خليفة اهلل عز‬
‫وجل في أرضه فيعمر األرض وليس هناك من مخلوقات اهلل سبحانه وتعالى من يصنع والتصنيع في اللغة هو الخلق‪ .‬فهذه األرض موجود فيها األشياء‬
‫وليس هناك في خلق اهلل سبحانه وتعالى من يجمع هذه األشياء ويجعل منها حاسوب إال هذا اإلنسان فهو ُمصنِّع في األرض وهذه ال تكون بكلمة ُكن فيكون‬
‫اإللهية‪.‬وهو ما يميل إليه الدكتور فاضل السامرائى أيضًا‪.‬‬
‫ٌ‬
‫القول الثاني يقول ممكن أن يكون هناك خلق قبلنا فهذا المخلوق الجديد آدم هو خلف لذلك الخلق الذي قبلنا‪.‬‬
‫القول الثالث أنه خليفة أي يخلف بعضهم بعضًا فيتوالد ويتكاثر‪ .‬هذه اآلراء جميعًا هي لكبار علمائنا ال نجادل فيها ألنه أمر غيبي انتهى خلق اإلنسان‪.‬‬
‫واإلنسان اآلن يعمل والجدل فيه ال يثمر‪.‬‬
‫قول آخر قسم من العلماء يقولون المراد األنبياء وبقية البشر تب ٌع لهم ألن األنبياء يبلّغون شرع اهلل ويبلّغون رساالته فهم بهذا المعنى خلفاء‪ ،‬أنهم ينقلون‬
‫شرع اهلل عز وجل‪ ،‬هذا المعنى وهذا المعنى تحتمله اللغة وال مساس فيه باإلعتقاد خليفة يخلف بعضهم بعضًا هذا الكالم وارد في الغة لكن سياق اآلية ال‬
‫يُسعف في هذا ألن سياق اآلية الكالم عن آدم قال إني جاعل في األرض خليفة فتساءل المالئكة ما هذا الخليفة ولم يعترضوا على اهلل سبحانه وتعالى؟ ما‬
‫شأنه؟ لإلستفسار فقط والكشف يريدون كشفًا‪.‬‬
‫من أين علمت المالئكة أن هذا المخلوق الجديد سوف يفسد في األرض ويسفك الدماء؟‬
‫لعلمائنا أكثر من قول في علم المالئكة لطبيعة هذا المخلوق وكلها محترمة‪ .‬وأولها‪ :‬وهو الذي يميل إليه عدد من العلماء وأكاد أجد اطمئنانًا إليه وال أنفي‬
‫ض َخلِي َف ًة) كأن المالئكة سألت ما شأن هذا الخليفة؟ ما الخليفة‬ ‫اع ٌل فِي الْأَ ْر ِ‬
‫الباقي وهو أن الحوار في القرآن مختصر كأن اهلل عز وجل حين قال (إِنِّي َج ِ‬
‫الد َما َء) وهم خالي الذهن؟ فكأنما سألوا ما هذا الخليفة؟ ما شأنه؟ فقال اهلل عز وجل أن هذا مخلوق‬ ‫ِك ِّ‬ ‫هذا؟ ألن كيف يقولون (أََت ْج َع ُل فِي َها َم ْن يُ ْف ِس ُد فِي َها َو َي ْسف ُ‬
‫ِّح ِب َح ْمد َ‬
‫ِك‬ ‫َح ُن نُ َسب ُ‬ ‫(ون ْ‬
‫له ذرية‪ ،‬من هذه الذرية من سيسبحني ويعبدني ويقدسني ومنهم من سوف يفسد‪ ،‬يسفك الدماء‪ ،‬ومن هنا نفهم لماذا ذكروا تسبيحهم َ‬
‫ِّس لَ َك) فإذا كان هناك من سيسبح ويقدس من هذه الذرية نحن نسبح ونقدس‪ ،‬والقسم اآلخر مفسد يسفك الدماء فما الداعي إليجاده؟ إذا كان هم صنفان‪:‬‬ ‫َونُ َقد ُ‬
‫من يفسد فيها ويسفك الدماء‪ ،‬ومن يقدس لك ويسبح‪ ،‬نحن ‪ -‬أي المالئكة ‪ -‬نقدس ونسبح فألغي هذا الثاني‪ .‬مجرد سؤال أو مقترح فنالحظ سؤال المؤدب‬
‫ِّس لَ َك) هذا‬ ‫ِّح ِب َح ْمد َ‬
‫ِك َونُ َقد ُ‬ ‫َح ُن نُ َسب ُ‬‫الد َما َء) فهذا الصنف سيفسدون والصنف اآلخر المسبحين نحن نعوض ( َون ْ‬ ‫ِك ِّ‬ ‫سؤال الملك (أََت ْج َع ُل فِي َها َم ْن ُي ْف ِس ُد فِي َها َو َي ْسف ُ‬
‫الرأي األول وقد مال إليه عدد من كبار علمائنا من المفسرين‪.‬‬
‫الرأي الثاني يقول لعله لديهم تجربة سابقة من خلق إنسان سابق أو مخلوق سابق أفسد وسفك دما ًء فقالوا هذا سيفعل كما فعل الذي قبله‪ ،‬وخلق إنسان سابق‬
‫فيه نظر وليس لدينا دليل وقد يكون‪ ،‬لكن الذي حقيقة يطمئن إليه القلب هو أنه هذا الحوار الذي حدث حتى بعض العلماء يسأل ويقول ما الداعي إلى أن اهلل‬
‫سبحانه وتعالى يحاورهم؟ ويجيب أن اهلل سبحانه وتعالى يذكر لنا ذلك في القرآن حتى يعلمنا المشورة والمشاورة فال ينفرد الحاكم برأيه‪ .‬فرب العزة يشاور‬
‫المالئكة ويحدثهم ويذكر لنا هذا األمر أنه عرض على المالئكة وقال لهم سيكون كذا فقالوا له‪ :‬يا رب ما شأنه؟ قال‪ :‬هذا شأنه منه من يسفك الدماء ويفسد‬
‫ومنه من سيسبحني ويقدسني‪ .‬وهذا واقع الحال فالبشر اآلن منهم من يفسد فيها ويسفك الدماء ومنهم من يسبح اهلل عز وجل ويعبده‪.‬‬
‫ِّح‬
‫ب‬ ‫س‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫َ َ ْ َ ُ‬‫ن‬‫ُ‬ ‫َح‬
‫ن‬ ‫و‬ ‫اء‬ ‫م‬ ‫ِّ‬
‫الد‬ ‫ُ‬
‫ِك‬ ‫ض َخلِي َف ًة َقالُواْ أََت ْج َع ُل فِي َها َمن يُ ْف ِس ُد فِي َها َو َي ْسف‬ ‫اع ٌل فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫ُّك لِلْ َم َ‬
‫ال ِئ َك ِة إِنِّي َج ِ‬ ‫ال َرب َ‬ ‫(وإِ ْذ َق َ‬
‫لما الباري عز وجل عرض على المالئكة َ‬
‫ون (‪ )30‬ألنهم مشتغلون في األرض‪ ،‬مهمتهم في األرض فعرض عليهم‪ ،‬ال يعقل أنه عرض على كل مالئكة‬ ‫ال َت ْعلَ ُم َ‬‫ال إِنِّي أَ ْعلَ ُم َما َ‬‫ِّس لَ َك َق َ‬ ‫ِب َح ْمد َ‬
‫ِك َونُ َقد ُ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫السماء والكون وإنما على فئة لها شغل بهذا المخلوق الجديد وبمكانه فإبليس كان من ضمن هؤالء ليس ملكًا لكن من ضمن الذين لهم شغل لذلك كلف‬
‫مباشرة (ما منعك أن تسجد إذ أمرتك) أُمِر مباشرة بالسجود‪.‬‬
‫ك َونُقَ*دِّسُ لَ* َ‬
‫ك‬ ‫وا َأتَجْ َع ُل فِيهَا َمن يُ ْف ِس ُد فِيهَا َويَ ْسفِ ُ‬
‫ك ال* ِّد َماء َونَحْ نُ نُ َس*بِّ ُح بِ َح ْم* ِد َ‬ ‫ض َخلِيفَةً قَالُ ْ‬
‫ك لِ ْل َمالَِئ َك ِة ِإنِّي َجا ِع ٌل فِي اَألرْ ِ‬
‫*( َوِإ ْذ قَا َل َربُّ َ‬
‫قَا َل ِإنِّي َأ ْعلَ ُم َما الَ تَ ْعلَ ُمونَ (‪ )30‬البقرة) كيف عرفت المالئكة أن هذا المخلوق* سيفسد في األرض؟(د‪.‬فاضل السامرائى )‬
‫مما ذكر أنهم احتمال أنهم اطلعوا على اللوح المحفوط واللوح المحفوظ كتب فيه كل شيء وما يفعله البشر فرأوا ما يفعله هؤالء فقالوا ( َقالُواْ أََت ْج َع ُل فِي َها َمن‬
‫يُ ْف ِس ُد فِي َها َو َي ْسف ُ‬
‫ِك ِّ‬
‫الد َماء) هم اطلعوا إما بإخبار اهلل لهم أو بما اطلعوا عليه في اللوح المحفوظ‪.‬‬
‫* ما وجه اإلختالف في قصة آدم بين سورتي البقرة واألعراف؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الد َماء‬ ‫ِك ِّ‬ ‫ض َخلِي َف ًة َقالُواْ أََت ْج َع ُل فِي َها َمن يُ ْف ِس ُد فِي َها َو َي ْسف ُ‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫اع ٌل فِي َ‬ ‫ُّك لِلْ َم َ‬
‫ال ِئ َك ِة إِنِّي َج ِ‬ ‫ال َرب َ‬ ‫(وإِ ْذ َق َ‬ ‫قصة آدم ‪ ‬في سورة البقرة تبدأ من أقدم نقطة في القصة َ‬
‫ون {‪ )}30‬لم تُذكر هذه النقطة في أي مكان آخر في القرآن وهي أول نقطة نبدأ فيها القصص‬ ‫ال إِنِّي أَ ْعلَ ُم َما َ‬
‫ال َت ْعلَ ُم َ‬ ‫ِّس لَ َك َق َ‬ ‫ِك َونُ َقد ُ‬ ‫ِّح ِب َح ْمد َ‬
‫َح ُن نُ َسب ُ‬ ‫َون ْ‬
‫القرآني‪:‬‬
‫القصة في سورة البقرة واردة في تكريم آدم ‪ ‬وما يحمله من العلم والقصة كلها في عباراتها ونسجها تدور حول هذه المسألة فهل كان التكريم آلدم أو لما‬
‫يحمله من العلم؟‬
‫وقوله تعالى (علم آدم) ينسحب على ذريته في الخالفة في األرض‪ .‬والخالفة تقتضي أمرين‪ :‬األول حق التصرف (خلق لكم ما في األرض جميعا)‪،‬‬ ‫ّ‬
‫والثاني القدرة على التصرف وهل هو قادر على القيام بالمهمة أو ال (أثبت القدرة بالعلم)‪ .‬وهل اإلنسان أكرم من المالئكة؟ اإلنسان الصالح التقي المؤمن‬
‫كرم اإلنسان بالعلم والعقل‪.‬‬ ‫كرمنا بني آدم) فاهلل تعالى ّ‬ ‫أكرم عند اهلل تعالى من المالئكة (ولقد ّ‬
‫ً‬
‫أما في سورة األعراف فورود قصة آدم ليست من باب التكريم (قليال ما تشكرون) عتاب من اهلل تعالى على قلة شكرهم‪.‬‬
‫إفتتاح كل قصة‪:‬‬
‫ون {‪ )}10‬سورة األعراف ثم قوله تعالى (قليال ما تشكرون) فيها عتاب وهذا لم يرد في‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ش قلِيال َّما َتشك ُر َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض َو َج َعلنَا لك ْم فِي َها َم َع ِاي َ‬ ‫َ‬
‫( َولََق ْد َم َّكنَّا ُك ْم فِي األ ْر ِ‬
‫البقرة‪.‬‬
‫ً‬
‫التكريم في البقرة أكبر وأكثر مما هو عليه في األعراف (قليال ما تذكرون) في األعراف‪.‬‬
‫َع َوا ُه ْم إِ ْذ‬
‫ْ‬ ‫د‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ا‬ ‫م‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫(‬ ‫ظلموا‬ ‫الذين‬ ‫على‬ ‫تعالى‬ ‫اهلل‬ ‫غضب‬ ‫سياق‬ ‫وفي‬ ‫سياق القصة في سورة األعراف ورد في العقوبات وإهالك األمم الظالمة من بني آدم‬
‫ال ما تشكرون)‪.‬‬ ‫ال ما تذكرون‪ ،‬قلي ً‬ ‫ِين {‪ )}5‬القائلون في اآلية بمعنى القيلولة‪ ،‬وفي سياق العتب عليهم (قلي ً‬ ‫ال أَن َقالُواْ إِنَّا ُكنَّا َظالِم َ‬ ‫َجاء ُه ْم َب ْأ ُسنَا إِ َّ‬
‫ين {‪( )}34‬أبى‪ ،‬استكبر‪،‬‬ ‫ِن الْ َكاف ِ‬
‫ِر َ‬ ‫ان م َ‬ ‫ِيس أََبى َو ْ‬
‫اس َت ْك َب َر َو َك َ‬ ‫ال إِ ْبل َ‬ ‫اس ُجدُواْ آل َد َم َف َس َجدُواْ إِ َّ‬ ‫ال ِئ َك ِة ْ‬ ‫في سورة البقرة جمع تعالى إلبليس ثالث صفات ( َوإِ ْذ ُقلْنَا لِلْ َم َ‬
‫ص َّو ْرنَا ُك ْم ثُ َّم ُقلْنَا‬‫(ولَ َق ْد َخلَ ْقنَا ُك ْم ثُ َّم َ‬
‫وكان من الكافرين) وهذه الصفات لم تأت مجتمعة إال في سورة البقرة لبيان شناعة معصية إبليس‪ ،‬أما في األعراف فقال َ‬
‫ِين {‪ )}11‬فذكر صفة لم يكن من الساجدين فقط‪.‬‬ ‫اجد َ‬ ‫ِيس لَ ْم َي ُكن ِّم َن َّ‬
‫الس ِ‬ ‫ال إِ ْبل َ‬ ‫اس ُجدُواْ آل َد َم َف َس َجدُواْ إِ َّ‬ ‫لِلْ َمآل ِئ َك ِة ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫نت َو َز ْو ُجك ال َجنَّة َوكال ِم ْن َها َر َغدًا َحيْث ِشئت َما َوال َتق َر َبا َهـ ِذ ِه الش َج َر َة ف َتكونَا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسك ْن أ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫في سورة البقرة جاء الخطاب بإسناد القول إلى اهلل تعالى ( َوقلنَا َيا آ َد ُم ْ‬
‫ِين {‪ )}35‬والمالحظ في القرآن أنه لما ينسب اهلل تعالى القول إلى ذاته يكون في مقام التكريم‪ ،‬أما في األعراف عندما طرد إبليس جمعهما في‬ ‫ِن الْ َّظالِم َ‬ ‫مَ‬
‫ال َت ْق َر َبا‬
‫ْث ِش ْئتُ َما َو َ‬ ‫ِن َحي ُ‬ ‫ال م ْ‬‫نت َو َز ْو ُج َك الْ َجنَّ َة َف ُك َ‬ ‫اس ُك ْن أَ َ‬ ‫م‬
‫ََ ُ ْ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫آ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫}‬ ‫‪18‬‬ ‫{‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫َ‬
‫أ‬
‫ََ َ ْ َْ‬‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫َّ‬
‫ألن‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫أل‬
‫ُْ ْ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ب‬‫ت‬‫َ‬
‫َ َِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ورًا‬ ‫ْح‬ ‫د‬
‫َّ ُ‬ ‫م‬ ‫ُومًا‬ ‫ؤ‬ ‫ْ‬
‫ذ‬ ‫م‬
‫ُْ َ َ‬‫ا‬ ‫ه‬‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫اخ‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫(‬ ‫الكالم‬
‫ِين {‪.)}19‬‬ ‫الظالِم َ‬ ‫ِن َّ‬ ‫الش َج َر َة َف َت ُكونَا م َ‬ ‫َهـ ِذ ِه َّ‬
‫ِين {‪)}35‬‬ ‫َّ‬
‫ِن الظالِم َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫نت َو َز ْو ُجك ال َجنة َوكال ِمن َها َر َغدًا َحيْث ِشئت َما َوال تق َر َبا َهـ ِذ ِه الش َج َر َة فتكونَا م َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسك ْن أ َ‬ ‫ُ‬ ‫(وقلنَا َيا آ َد ُم ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ذكر في سورة البقرة (رغدًا) َ‬
‫الش َج َر َة َف َت ُكونَا م َ‬
‫ِن‬ ‫ال َت ْق َر َبا َهـ ِذ ِه َّ‬ ‫ْث ِش ْئتُ َما َو َ‬‫ِن َحي ُ‬ ‫ال م ْ‬ ‫نت َو َز ْو ُج َك الْ َجنَّ َة َف ُك َ‬ ‫اس ُك ْن أَ َ‬ ‫م‬
‫ََ َُ ْ‬ ‫د‬ ‫آ‬ ‫ا‬ ‫ي‬‫(و‬ ‫األعراف‬ ‫سورة‬ ‫في‬ ‫ترد‬ ‫لم‬ ‫بينما‬ ‫المناسب للتكريم في السورة‬
‫ِين {‪ .)}19‬كما أن الواو في (و ُكال منها رغدًا) في سورة البقرة تدل على مطلق الجمع وتفيد أن آلدم ‪ ‬حق اإلختيار في كل األزمنة بمعنى اسكن‬ ‫الظالِم َ‬ ‫َّ‬
‫و ُكل غير محددة بزمان‪ .‬أما في سورة األعراف فاستخدام الفاء في قوله (ف ُكال من حيث شئتما) تدل على التعقيب والترتيب‪ ،‬بمعنى اسكن ف ُكل أي أن األكل‬
‫يأتي مباشرة بعد السكن مباشرة‪ .‬فالفاء إذن هي جزء من زمن الواو أما الواو فتشمل زمن الفاء وغيرها والجمع وغير الجمع فهي إذن أع ّم وأشمل ومجئيها‬
‫في سورة البقرة في مجال التكريم أيضًا فلم يقيّد اهلل تعالى آدم بزمن لألكل‪ .‬ونسأل هل الواو تفيد الترتيب؟ الواو ال تفيد الترتيب بدليل قوله تعالى (وما هي‬
‫إال حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إال الدهر) فلو كانت الواو تفيد الترتيب لكان الكافرون أقروا بالحياة بعد الموت‪ ،‬وكذلك في قوله تعالى (كذلك يوحي‬
‫إليك وإلى الذين من قبلك) ال تفيد الترتيب‪ .‬والعلماء الذين يستندون إلى أن الواو تفيد الترتيب يعتمدون على آية الوضوء ونقول ال مانع أن تأتي الواو‬
‫للترتيب لكن ال تُحصر للترتيب‪.‬‬
‫(حيث شئتما) في سورة البقرة تحتمل أن تكون للسكن واألكل بمعنى اسكنا حيث شئتما و ُكال حيث شئتما وفي هذا تكريم أوسع ألن اهلل تعالى جعل لهم مجال‬
‫اختيار السكن واألكل والتناسب مع الواو التي دلّت هي مطلقة فأوجبت السعة في اإلختيار‪ ،‬أما في اآلعراف (من حيث شئتما) بمعنى من حيث شئتما لألكل‬
‫فقط وليس للسكن‪ ،‬وبما أن الفاء استخدمت في السورة (ف ُكال) والفاء مقتصرة اقتضى الحصر لألكل فقط‪.‬‬
‫(فأزلهما الشيطان) في سورة البقرة ليس بالضرورة الزلة إلى محل أدنى بل يمكن أن يكون في نفس المكان وقد ُسميت زلة تخفيفًا في مقام التكريم الغالب‬
‫على السورة‪ ،‬أما في سورة األعراف (فدالهما بغرور) والتدلية ال تكون إال من أعلى ألسفل إذن في مقام التكليف سماها (زلة) وفي مقام العقوبة سماها‬
‫الهما) فخفف المعصية في البقرة ولم يفعل ذلك في األعراف‪.‬‬ ‫(فد ّ‬
‫الر ِحي ُم {‪ )}37‬لم يذكر معاتبة اهلل تعالى آلدم وتوبيخه له وهذا يتناسب مع مقام التكريم في‬ ‫اب َّ‬ ‫اب َعلَ ْي ِه إِنَّ ُه ُه َو التَّ َّو ُ‬ ‫ات َف َت َ‬ ‫في البقرة ( َف َتلَ َّقى آ َد ُم مِن َّربِّ ِه َكلِ َم ٍ‬
‫السورة حتى أنه لم يذكر في السورة إعتراف آدم ولم يقل أنهما تابا أو ظلما أنفسهما فطوى تعالى تصريح آدم بالمعصية وهذا أيضًا مناسب لجو التكريم في‬
‫َاه َما َربُّ ُه َما أَلَ ْم‬‫ان َعلَ ْي ِه َما مِن َو َر ِق الْ َجنَّ ِة َونَاد ُ‬ ‫ص َف ِ‬ ‫َت لَ ُه َما َس ْو َءاتُ ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخ ِ‬ ‫الش َج َر َة َبد ْ‬‫ور َفلَ َّما َذا َقا َّ‬ ‫َال ُه َما ِب ُغ ُر ٍ‬‫السورة‪ .‬أما في سورة األعراف قال تعالى ( َفد َّ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين {‪ )}22‬في مجال التوبيخ والحساب ثم جاء اعتراف آدم (قاال َربَّنَا ظل ْمنَا أنف َسنَا َوإِن ل ْم َت ْغف ْ‬
‫ِر‬ ‫ُو ُّم ِب ٌ‬ ‫ُ‬
‫آن لك َما َعد ٌّ‬‫َ‬ ‫ْط َ‬ ‫الش َج َر ِة َوأَ ُقل لَّ ُك َما إِ َّن َّ‬
‫الشي َ‬ ‫أَ ْن َه ُك َما َعن تِلْ ُك َما َّ‬
‫ين {‪ .)}23‬وفي األعراف تناسب بين البداية واإلختيار (عتاب على قلة الشكر وعتاب على عدم السجود) الندم الذي ذكره‬ ‫اس ِر َ‬ ‫ِن الْ َخ ِ‬ ‫َن م َ‬ ‫لَنَا َو َت ْر َح ْمنَا لََن ُكون َّ‬
‫آدم مناسب لندم ذريته عن معاصيهم وهذا ناسب لسياق اآليات في سورة األعراف‪.‬‬
‫ين {‪ .)}23‬ذرية (إنا كنا ظالمين) بالصيغة اإلسمية‬ ‫اس ِر َ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال َخ ِ‬ ‫َن م َ‬ ‫ُ‬
‫ِر لَنَا َو َت ْر َح ْمنَا ل َنكون َّ‬
‫َ‬ ‫ال َربَّنَا َظلَ ْمنَا أَن ُف َسنَا َوإِن لَّ ْم َت ْغف ْ‬ ‫اتفق ندم األبوين والذرية على الظلم ( َقا َ‬
‫الدالة على الثبوت واإلصرار وجاءت (ظلمنا) بالصيغة الفعلية أي أن التوبة فعلية وصادقة وليس فيها إصرار لذا جاءت العقوبة مختلفة فتاب سبحانه على‬
‫األولين وأهلك اآلخرين‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ذكر في البقرة أن اهلل تعالى تاب على آدم ولم يذكر أن آدم طلب المغفرة لكن وردت التوبة والمغفرة عليه وهذا مناسب لجو التكريم في السورة ( َف َتلقى آ َد ُم‬
‫ال َربَّنَا‬ ‫الر ِحي ُم {‪ ،)}37‬ولم تذكر في األعراف بل ذكر أن آدم طلب المغفرة لكن لم يذكر أن اهلل تعالى تاب عليه ( َقا َ‬ ‫اب َّ‬ ‫اب َعلَ ْي ِه إِنَّ ُه ُه َو التَّ َّو ُ‬ ‫ات َف َت َ‬ ‫مِن َّربِّ ِه َكلِ َم ٍ‬
‫ين {‪.)}23‬‬ ‫اس ِر َ‬‫ِن الْ َخ ِ‬ ‫َن م َ‬ ‫ِر لَنَا َو َت ْر َح ْمنَا لََن ُكون َّ‬ ‫َظلَ ْمنَا أَن ُف َسنَا َوإِن لَّ ْم َت ْغف ْ‬
‫ِين {‪ )}11‬وفي اآلية األخيرة من السورة‬ ‫اجد َ‬ ‫الس ِ‬‫ِيس لَ ْم َي ُكن ِّم َن َّ‬ ‫ال إِ ْبل َ‬‫اس ُجدُواْ آل َد َم َف َس َجدُواْ إِ َّ‬ ‫ص َّو ْرنَا ُك ْم ثُ َّم ُقلْنَا لِلْ َمآل ِئ َك ِة ْ‬ ‫(ولََق ْد َخلَ ْقنَا ُك ْم ثُ َّم َ‬ ‫في سورة األعراف َ‬
‫ُون {‪ )}206‬نفى تعالى عن المالئكة التكبر وأك ّد سجودهم ولكن بالنسبة إلبليس في‬ ‫ِّحو َن ُه َولَ ُه َي ْس ُجد َ‬ ‫ب‬ ‫ُس‬
‫َ َ ُ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ب‬‫ع‬‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ع‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ال َ ْ ِ ُ‬
‫ب‬ ‫ك‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ِين ِعن َد َرب َ‬
‫ِّك َ‬ ‫(إِ َّن الَّذ َ‬
‫ين {‬ ‫اغ ِر َ‬‫الص ِ‬ ‫ِن َّ‬ ‫اخ ُر ْج إِنَّ َك م َ‬
‫َّر فِي َها َف ْ‬ ‫َ‬
‫ون لَ َك أن َت َت َكب َ‬ ‫ْ‬
‫اه ِبط ِم ْن َها َف َما َي ُك ُ‬ ‫ال َف ْ‬ ‫ِين) وأك ّد له التكبر ( َق َ‬ ‫اجد َ‬ ‫الس ِ‬‫ِيس لَ ْم َي ُكن ِّم َن َّ‬ ‫ال إِ ْبل َ‬ ‫السورة نفسها نفى عنه السجود (إِ َّ‬
‫‪.)}13‬‬
‫(ولََق ْد‬
‫َ‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫القصة‬ ‫مقدمة‬ ‫وفي‬ ‫})‬ ‫‪17‬‬ ‫{‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ِر‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ُ‬
‫د‬ ‫ج‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ال‬
‫ِ َ ِ‬ ‫و‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫آ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬‫ِ َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬‫ن‬‫ِ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫و‬‫ِ َ‬‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬‫ف‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫خ‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن‬‫م‬ ‫و‬‫ِ َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ِي‬‫د‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْن‬
‫ِ‬ ‫ي‬‫ب‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِّ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫آل‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫(ث‬ ‫األعراف‬ ‫سورة‬ ‫في‬
‫ِ‬
‫ون {‪ )}10‬فصدّق عليهم إبليس ظنّه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ش َقلِيال َّما َتشك ُر َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض َو َج َعلنَا لك ْم فِي َها َم َع ِاي َ‬ ‫َ‬
‫َم َّكنَّاك ْم فِي األ ْر ِ‬
‫ُ‬
‫ْن أَ ْو َت ُكونَا‬ ‫ال أَن َت ُكونَا َملَ َكي ِ‬ ‫ال َما َن َها ُك َما َرُّب ُك َما َع ْن َهـ ِذ ِه َّ‬
‫الش َج َر ِة إِ َّ‬ ‫ِه َما َو َق َ‬ ‫ور َي َع ْن ُه َما مِن َس ْو َءات ِ‬ ‫ِي لَ ُه َما َما ُو ِ‬ ‫ان لُِي ْبد َ‬‫ْط ُ‬ ‫الشي َ‬
‫س لَ ُه َما َّ‬ ‫في سورة األعراف ( َف َو ْس َو َ‬
‫َ‬
‫اس التَّ ْق َو َى‬‫اري َس ْو َءا ِت ُك ْم َو ِريشًا َولَِب ُ‬ ‫نزلْنَا َعلَ ْي ُك ْم لَِباسًا يُ َو ِ‬ ‫ِين {‪ )}20‬اختار تعالى للتقوى كلمة اللباس الذي يواري السوءات الباطنة ( َيا َبنِي آ َد َم َق ْد أ َ‬ ‫ِن الْ َخالِد َ‬
‫مَ‬
‫ون {‪ )}26‬واختيار الريش مناسب للباس الذي يواري السؤات الخارجية‪ .‬وفي هذه اآليات تحذير من اهلل تعالى لذرية‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ات اللِهّ لَ َعل ُه ْم َيذك ُر َ‬ ‫ِك م ْ‬
‫ِن آ َي ِ‬ ‫ْر َذل َ‬
‫ِك َخي ٌ‬‫َذل َ‬
‫ون {‪.)}26‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ات اللِهّ ل َعل ُه ْم َيذك ُر َ‬ ‫ِن آ َي ِ‬ ‫َ‬
‫ْر ذلِك م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس التق َو َى ذلِك َخي ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اري َس ْو َءا ِتك ْم َو ِريشًا َولَِب ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫آدم (( َيا َبنِي آ َد َم ق ْد أ َ‬
‫نزلنَا َعل ْيك ْم لَِباسًا يُ َو ِ‬
‫واإللتهاء بالمال هو اإلنشغال بالوقت والقلب لذا جاءت فيما بعد (وأنفقوا مما رزقناكم) مما تفيد البعض وليس الكل فاإلنفاق يكون بشيء مما رزقنا اهلل‬
‫َ‬ ‫تعالى حتى تستسهل النفوس اإلنفاق ألن الرزق لو كان من عند الناس لبخلوا به ( ُقل لَّ ْو أَنتُ ْم َت ْملِ ُك َ‬
‫اق َو َك َ‬
‫ان‬ ‫ِن َر ْح َم ِة َربِّي إِذًا لَّأ ْم َس ْكتُ ْم َخ ْش َي َة ِ‬
‫اإلن َف ِ‬ ‫ون َخ َزآئ َ‬
‫ان َقتُورًا {‪ }100‬اإلسراء) ‪ .‬وكلمة (رزقناكم) بعني أن اهلل تعالى هو الرزاق‪ .‬فأنفقوا مما رزقكم اهلل وليس الرزق من أنفسكم أيها الناس فاهلل تعالى‬ ‫اإلنس ُ‬
‫َ‬
‫ان َيؤُوسًا {‪ }83‬اإلسراء)‪ .‬أما في‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ض َونَأى ِب َجا ِن ِب ِه َوإِذا َم َّس ُه الش ُّر ك َ‬ ‫َ‬ ‫ان أ ْع َر َ‬‫َ‬ ‫نس ِ‬ ‫اإل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ينسب النعمة والخير إلى نفسه وال ينسب الشر لنفسه ( َوإِذا أن َع ْمنَا َعلى ِ‬
‫ار ُكلَّ َما ُر ِز ُقواْ ِم ْن َها مِن َث َم َر ٍة ِّر ْزقًا‬ ‫َ ُ‬‫ه‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫األ‬ ‫ا‬ ‫ه‬‫ْ َ‬‫ت‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ات‬‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ات‬‫ِ‬ ‫الجنة حيث ال حساب وال عقاب يقول تعالى ( َو َب ِّش ِر الَّذِين آ َمنُواْ َو َعمِلُواْ َّ َ‬
‫ِح‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫الص‬
‫ِْ‬ ‫ُْ َ‬
‫ُون {‪ }25‬البقرة)‪.‬‬ ‫اج ُّم َط َّه َر ٌة َو ُه ْم فِي َها َخالِد َ‬ ‫ْل َوأُتُواْ ِب ِه ُم َت َشا ِبهًا َولَ ُه ْم فِي َها أَ ْز َو ٌ‬ ‫َقالُواْ َهـ َذا الَّذِي ُر ِز ْقنَا مِن َقب ُ‬

‫آية (‪:)31‬‬
‫*ال َأ ْنبُِئونِي بَِأ ْس* َما ِء هَ*ُؤاَل ِء‬
‫ضهُ ْم َعلَى ْال َماَل ِئ َك ِة فَقَ* َ‬
‫* ما داللة استعمال إسم اإلشارة هؤالء في قوله تعالى ( َوعَلَّ َم َآ َد َم اَأْل ْس َما َء ُكلَّهَا ثُ َّم ع ََر َ‬
‫صا ِدقِينَ (‪ ))31‬واستعماله للعاقل أو لغير العاقل؟ ولماذا ج**اءت عرض**هم لألس**ماء ب**دل عرض**ها في قوله تع**الى في س**ورة‬ ‫ِإ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫البقرة؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫‪ C‬أو أحيانًا تدخل الكاف فتصبح أولئك‪ .‬اإلشارة أوالء في األصل للعقالء لكن إذا اجتمع العقالء وغيرهم يغلّب‬ ‫هؤالء أصلها أوالء ثم تدخل الهاء للتنبيه‬
‫العقالء فيُشار إلى المجموع بكلمة هؤالء أو أولئك بحسب القرب والبعد هؤالء للقريب وأولئك للبعيد‪.‬‬
‫األسماء التي عرضت على المالئكة لما يقول (ثم عرضهم) هو عرض هذه المخلوقات ألن اهلل تعالى أودع في هذا المخلوق الذي هو اإلنسان (في آدم) ما‬
‫يمكن أن يش ّّغله ويرمز به إلى األشياء باألصوات‪ ،‬فلما عرض هذه األشياء من العقالء وغيرهم على آدم (حيوانات‪ ،‬مخلوقات‪ ،‬بشر من أبنائه) كان آدم‬
‫وحده لكن اهلل تعالى كشف عنه ما سيكون له في الدنيا هذا الذي سيكون لك في الدنيا (األسماء كلها) ألنه علّم هنا بعض علمائنا وهذا الذي نميل إليه يقول‪:‬‬
‫التعليم هنا ليس بمعنى التلقين وإنما بمعنى اإلقدار أي أقدره على أن س ّماها أي جعل فيه القدرة على أن يرمز لهذه األشياء‪ .‬وهذا كالم قديم وليس جديدًا‪.‬‬
‫عندما يتحدث البعض عن اللغة هل هي إلهام أو إصطالح من الناس‪ ،‬يقول اآلية ال تتناول موضع الخالف (وعلّم آدم األسماء كلها) يمكن أن يكون معناها‬
‫أقدر آدم على وضع هذه األسماء‪ ،‬جعل لديه القدرة على أن يكتشف ويخترع ويضع هذه األصوات لهذه المسميات من العقالء وغير العقالء ولذلك قال‬
‫عرضهم بالجمع ألن فيهم عقالء وغير عقالء‪ .‬كيف عرضهم؟ هذا شيء في الغيب ونحن نؤمن بالغيب‪ ..‬هؤالء تشمل العقالء وغير العقالء وبأسمائهم‬
‫عرضهم فلما أنبأهم بأسمائهم ما قال بأسمائها ألن فيها خليط من العقالء وغير العقالء‪.‬‬
‫*ما داللة استخدام* (أنبئونى) فى اآلية و ليس (نبئونى) ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ال‬ ‫(و َعلَّ َم آَ َد َم الْأَ ْس َما َء ُكلَّ َها ثُ َّم َع َر َ‬
‫ض ُه ْم َعلَى الْ َملَا ِئ َك ِة َف َق َ‬ ‫هذه الظاهرة إستعمال نبّأ وأنبأ مضطردة في القرآن الكريم بحيث أننا لما نأتي إلى أفعل كما في قوله َ‬
‫ِين (‪ ))31‬أنبأ وردت في أريعة مواضع في القرآن كله وسنجد أنها جميعًا فيها إختصار زمن‪ ،‬فيها وقت قصير وليس‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫أَ ْن ِبئُونِي ِبأَ ْس َما ِء َه ُؤلَا ِء إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫فيها وقت طويل‪ .‬أما نبّأ فحيث وردت‪ ،‬وردت في ستة وأربعين موضعًا‪ .‬الحظ (وعلّم آدم األسماء كلها) بمفهوم البشر التعليم يحتاج إلى وقت ولذا قال علّم‬
‫ولم يقل أعلم‪ .‬األسماء كلها أي هذا الشيء إسمه كذا عذا المخلوق إسمه كذا ورب العالمين يمكن أن يقول كن فيكون‪ .‬لكن أرادت اآلية أن تبيّن أنه ل ّقنه هذه‬
‫األشياء بوقت كما أنه خلق السموات واألرض في ستة أيام وكان بإستطاعته أن يقول كن فيكون‪( .‬وعلّم آدم األسماء كلها ثم عرضهم على المالئكة)‬
‫ال أَ ْن ِبئُونِي) ألنه هذا ما إسمه؟ فالن أو كذا وهذا ال يحتاج إلى‪  ‬شرح وتطويل ما‬ ‫وذكرنا في مرة سابقة استعمال عرضهم ألن فيها العاقل وغير العاقل‪َ ( .‬ف َق َ‬
‫َك لَا ِعلْ َم لَنَا إِلَّا َما َعلَّ ْم َتنَا إِنَّ َك أَ ْن َت الْ َعلِي ُم الْ َحكِي ُم (‪ ))32‬‬ ‫قال (نبّؤني) قال(أنبؤني) لكن في مكان آخر قال (نبؤني بعلم إن كنتم صادقين) ‪ .‬قالوا ( َقالُوا ُسب َ‬
‫ْحان َ‬
‫ال َيا آَ َد ُم أَ ْن ِب ْئ ُه ْم ِبأَ ْس َما ِئ ِه ْم َفلَ َّما أَ ْن َبأَ ُه ْم ِبأَ ْس َما ِئ ِه ْم) آدم هذا كذا إسمه وانتهى‪ ،‬وهذا؟ كذا وهذا؟ كذا‪ .‬اإلنباء بكل إسم على حدة ال‬ ‫أيضًا ما تعلّموه على وقت‪َ ( .‬ق َ‬
‫يأخذ وقتًا ولهذا قال (أَ ْن ِب ْئ ُه ْم ِبأَ ْس َما ِئ ِهم) ( َفلَ َّما أ ْن َبأ ُه ْم ِبأ ْس َما ِئ ِه ْم) واحدًا واحدًا ال يحتاج إلى وقت‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫آية (‪:)32‬‬
‫* أحيانا ً تختم اآليات ب(علي ٌم حكي ٌم) وفى* آيات أخرى (حكي ٌم علي ٌم) فما الفرق بينهما؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫إذا كان السياق في العلم وما يقتضي العلم يقدم العلم وإال يقدم الحكمة‪ ،‬إذا كان األمر في التشريع أو في الجزاء يقدم الحكمة وإذا كان في العلم يقدم العلم‪.‬‬
‫ِّن لَ ُك ْم َو َي ْه ِد َي ُك ْم‬
‫ُري ُد اللُهّ لِيُ َبي َ‬ ‫نت الْ َعلِي ُم الْ َحكِي ُم (‪ )32‬البقرة) السياق في العلم فقدّم العلم‪( ،‬ي ِ‬ ‫ال َما َعلَّ ْم َتنَا إِنَّ َك أَ َ‬ ‫ال ِعلْ َم لَنَا إِ َّ‬ ‫ْحان َ‬
‫َك َ‬ ‫حتى تتوضح المسألة ( َقالُواْ ُسب َ‬
‫ِيث َويُت ُِّم ن ِْع َم َت ُه‬
‫األ َحاد ِ‬ ‫يل َ‬ ‫ُّك َويُ َعلِّ ُم َك مِن َت ْأ ِو ِ‬
‫يك َرب َ‬‫ِك َي ْج َت ِب َ‬ ‫(و َك َذل َ‬
‫‪ C‬معناه هذا علم‪َ ،‬‬ ‫وب َعلَ ْي ُك ْم َواللُهّ َعلِي ٌم َحكِي ٌم (‪ )26‬النساء) هذا تبيين‬ ‫َن الَّذ َ‬
‫ِين مِن َق ْبلِ ُك ْم َو َيتُ َ‬ ‫ُسن َ‬
‫ُريدُواْ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َحق إِ َّن َربَّك َعلِي ٌم َحكِي ٌم (‪ )6‬يوسف) فيها علم فقدم عليم‪ .‬قال في المنافقين َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َعلَيْك َو َعلى ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫(وإِن ي ِ‬ ‫ْر ِ‬ ‫وب ك َما أت َّم َها َعلى أ َب َويْك مِن قبْل إِب َ‬ ‫آل َي ْعق َ‬
‫ال أَن َت َق َّط َع ُقلُو ُب ُه ْم‬ ‫َواْ ِري َب ًة فِي ُقلُو ِب ِه ْم إِ َّ‬
‫ال ُب ْن َيانُ ُه ُم الَّذِي َبن ْ‬ ‫ْل َفأَ ْم َك َن ِم ْن ُه ْم َواللُهّ َعلِي ٌم َحكِي ٌم (‪ )71‬األنفال) هذه أمور قلبية‪َ ( ،‬‬
‫ال َي َز ُ‬ ‫ِخَيا َن َت َك َف َق ْد َخانُواْ اللَهّ مِن َقب ُ‬
‫َواللُهّ َعلِي ٌم َحكِي ٌم (‪ )110‬التوبة) من الذي يطلع على القلوب؟ اهلل‪ ،‬فقدم العليم‪ .‬نأتي للجزاء‪ ،‬الجزاء حكمة وحكم يعني من الذي يجازي ويعاقب؟ هو الحاكم‪،‬‬
‫َّك َحكِي ٌم َعلي ٌم (‪ )128‬األنعام) هذا جزاء‪ ،‬هذا حاكم يحكم تقدير الجزاء والحكم قدم‬ ‫ال َما َشاء اللُهّ إِ َّن َرب َ‬ ‫ار َم ْث َوا ُك ْم َخالِد َ‬
‫ِين فِي َها إِ َّ‬ ‫تقدير الجزاء حكمة ( َق َ‬
‫ال النَّ ُ‬
‫ورنَا َو ُم َح َّر ٌم َعلَى أَ ْز َو ِ‬
‫اجنَا َوإِن َي ُكن‬ ‫ِص ٌة لِّ ُذ ُك ِ‬ ‫َ‬
‫ون َهـ ِذ ِه األ ْن َع ِ‬
‫ام َخال َ‬ ‫الحكمة‪ ،‬وليس بالضرورة أن يكون العالم حاكمًا ليس كل عالم حاكم‪َ ( .‬و َقالُواْ َما فِي ب ُ‬
‫ُط ِ‬
‫ص َف ُه ْم إِنَّ ُه ِحكِي ٌم َعلِي ٌم (‪ )139‬األنعام) هذا تشريع والتشريه حاكم فمن الذي يشرع ويجازي؟ اهلل تعالى هو الذي يجازي وهو‬ ‫يه ْم َو ْ‬‫َّم ْي َت ًة َف ُه ْم فِي ِه ُش َر َكاء َسَي ْج ِز ِ‬
‫ض إِلَ ٌه َو ُه َو الْ َحكِي ُم الْ َعلِي ُم (‪ )84‬الزخرف)‬ ‫الس َماء إِلَ ٌه َوفِي الْأَ ْر ِ‬‫ُون (‪َ )83‬و ُه َو الَّذِي فِي َّ‬ ‫وضوا َو َيلْ َعبُوا َحتَّى يُلَا ُقوا َي ْو َم ُه ُم الَّذِي ي َ‬
‫ُوعد َ‬ ‫الذي يشرع ( َف َذ ْر ُه ْم َي ُخ ُ‬
‫لما يكون السياق في العلم يقدّم العلم ولما ال يكون السياق في العلم يقدّم الحكمة‪.‬‬
‫آية (‪:)33‬‬
‫* ما داللة كنتم في اآلية ( َوَأ ْعلَ ُم َما تُ ْب ُدونَ َو َما ُك ْنتُ ْم تَ ْكتُ ُمونَ (‪ )33‬البقرة)؟(د‪.‬حسام* النعيمى)‬
‫ون (‬‫ُون َو َما ُكنتُ ْم َت ْكتُ ُم َ‬ ‫ض َوأَ ْعلَ ُم َما تُ ْبد َ‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫ات َو َ‬ ‫الس َما َو ِ‬
‫ْب َّ‬ ‫ال أَلَ ْم أَ ُقل لَّ ُك ْم إِنِّي أَ ْعلَ ُم َغي َ‬
‫ال َيا آ َد ُم أَن ِب ْئ ُهم ِبأَ ْس َمآ ِئ ِه ْم َفلَ َّما أَن َبأَ ُه ْم ِبأَ ْس َمآ ِئ ِه ْم َق َ‬ ‫اآلية موضع السؤال ( َق َ‬
‫ِّس لَ َك َق َ‬
‫ال‬ ‫ِك َونُ َقد ُ‬ ‫ِّح ِب َح ْمد َ‬ ‫َح ُن نُ َسب ُ‬ ‫ِك ِّ‬
‫الد َماء َون ْ‬ ‫َ‬
‫ض َخلِي َف ًة َقالُواْ أ َت ْج َع ُل فِي َها َمن يُ ْف ِس ُد فِي َها َو َي ْسف ُ‬ ‫َ‬
‫اع ٌل فِي األ ْر ِ‬ ‫ال ِئ َك ِة إِنِّي َج ِ‬ ‫ُّك لِلْ َم َ‬
‫ال َرب َ‬ ‫‪ ))33‬جاءت بعد اآلية ( َوإِ ْذ َق َ‬
‫ون (‪ ))30‬ولم لم يقل في غير القرآن‪ :‬يعلم ما تبدون وما تكتمون؟‬ ‫ال َت ْعلَ ُم َ‬‫إِنِّي أَ ْعلَ ُم َما َ‬
‫‪ C‬ما المراد بتلك العبارات التي قيلت وما المراد بهذه األسماء التي ُسئل عنها‬ ‫هذا الذي جرى في المأل األعلى يليق بذلك الموضع ال ندري على وجه التحديد‬
‫ألن اإلشارة كانت بصيغة العقالء فما الذي ُع ِرض أمام اللمالئكة؟ ما الذي سئل عنه المالئكة؟ ما عندنا خبر صحيح عنه‪ ،‬هو وقع‪ ،‬هناك إختبار كان‬
‫ِين (‪ ))31‬أعلنوا عجزهم وقالوا ( َقالُواْ‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫ال أَن ِبئُونِي ِبأَ ْس َماء َهـؤُالء إِن ُكنتُ ْم َ‬ ‫للمالئكة وفي الوقت نفسه كان إختبارًا آلدم‪ .‬لما طلب من المالئكة ( َف َق َ‬
‫ِه ْم) هذا اإلنباء‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫نت الْ َعلِي ُم الْ َحكِي ُم (‪ ))32‬ما عندنا علم إال الذي علمتنا إياه‪ ،‬عند ذلك قال تعالى (قال َيا آ َد ُم أن ِبئ ُهم ِبأ ْس َمآئ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َما َعلَّ ْم َتنَا إِنَّ َك أَ َ‬ ‫ال ِعلْ َم لَنَا إِ َّ‬
‫َك َ‬ ‫ْحان َ‬‫ُسب َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ُني على التعليم ( َو َعل َم آ َد َم األ ْس َماء كل َها) التعليم هنا قد يراد به التلقين أن آدم ‪ ‬لقن‪ُ ،‬حفظ وهو لديه في دماغه خاليا متخصصة للغة فاستقبلت هذا‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الذي ب َ‬
‫الذي ٌح ِّفظ إياه وإستطاع أن يسترجعها عندما احتاج إليها‪ .،‬فبدأ آدم يتكلم ويخبر بهذه باألسماء‪ ،‬إذن آدم نجح في اإلختبار الذي لم ينجح فيه المالئكة ألن‬
‫‪ C‬للخالفة في األرض‪ ،‬وأهم ركيزة من ركائز الخالفة في األرض اللغة‪ .‬المالئكة عندما قالوا ( َقالُواْ أََت ْج َع ُل فِي َها َمن يُ ْف ِس ُد فِي َها َو َي ْسف ُ‬
‫ِك‬ ‫المالئكة غير مهيئين‬
‫ِّس لك) هذا القول كان فيه شيء من اإلحساس أنهم هم أفضل من هذا المخلوق‪ ،‬هذا في داخلهم لم يصرحوا به‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّح ِب َح ْمدِك َونُ َقد ُ‬ ‫َح ُن نُ َسب ُ‬‫الد َماء َون ْ‬‫ِّ‬
‫في داخلهم كأنما أحسوا أنهم أميز من هذا المخلوق ولما أُمروا بالسجود سجدوا طاعة هلل‪ .‬لكن لما يكون هو غير مفسد مسبح هلل عز وجل وهذا المخلوق‬
‫سيكون من ذريته من يفسد قد يكون داخل في نفس بعضهم أنه نحن أميز منه وأفضل منه وهذا الذي أشير إليه في (وما كنتم تكتمون) في نفوسكم شيء‬
‫مكتوم في صدوركم لم تصرحوا به وما كانوا يعتقدون أنهم كتموه عن رب العزة‪ .‬لما ننظر في اآلية نجد حذفًا‪.‬‬
‫لما قال اهلل عز وجل (ألم أقل لكم إني أعلم) ألن الكالم على شمول علم اهلل سبحانه وتعالى العلم الشامل لكل الجزئيات ولكل دقائق األمور‪ ،‬أال نقول اهلل‬
‫سبحانه وتعالى (يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كان كيف كان يكون) هذه كلمة قديمة لعلمائنا لبيان عظيم علم اهلل سبحانه وتعالى وشموله‬
‫ض‬ ‫ات َو َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫او ِ‬ ‫الس َم َ‬‫ْب َّ‬ ‫وسعته‪ ،‬علم اهلل سبحانه وتعالى شامل‪ .‬هنا الكالم على شمول العلم لذا قال علماؤنا فيه حذف‪ .‬لما يقول (أَلَ ْم أَ ُقل لَّ ُك ْم إِنِّي أَ ْعلَ ُم َغي َ‬
‫ون) الذي يعلم الغيب يعلم الشهادة من باب أولى إذن هناك حذف (أعلم غيب السموات واألرض وأعلم شهادتهما)‪ ،‬وأعلم ما‬ ‫ُون َو َما ُكنتُ ْم َت ْكتُ ُم َ‬ ‫َوأَ ْعلَ ُم َما تُ ْبد َ‬
‫تبدون اآلن وفي المستقبل ويقابل ما تبدون وما تكتمون اآلن وفي المستقبل‪ .‬هي ثالث صور‪ :‬أعلم غيب السموات واألرض والحذف (وأعلم شهادتهما)‪،‬‬
‫والثانية أعلم ما تبدون اآلن وفي المستقبل وما تكتمون اآلن وما تكتمون في المستقبل‪ ،‬والثالثة وما كنتم تكتمون وما كنتم تبدون في الماضي‪.‬‬
‫ما تبدون اآلن وفي المستقبل وما تكتمون اآلن وفي المستقبل أعلمه وما كنتم تكتمون في الماضي وما كنتم تبدون أعلمه‪ ،‬غيب السموات واألرض‬
‫ال‪ :‬أعلم غيب السموات واألرض وأعلم شهادتهما هذه مفهومة من السياق‪ ،‬وأعلم ما‬ ‫وشهادتهما أعلمه‪ ،‬فإذن هو علم محيط لكن حذف من كل جملة فِع ً‬
‫‪ C‬حتى تأخذ‬ ‫تبدون وأعلم ما تخفون أو تكتمون اآلن وفي المستقبل‪ ،‬وأعلم ما كنتم تكتمون وما كنتم تبدون كله في علم اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬إذن (كنتم تكتمون)‬
‫الحيز الثالث من الكتمان وما يبدو ولذلك جاءت (كنتم) ألن تبدون في الحاضر وما كنتم تكتمون في الماضي‪ ،‬فالحاضر يكون لآلن وللمستقبل في صيغة‬
‫‪ C‬ومعه (وما كنتم تبدون) فإجتمع ما تبدون اآلن‬ ‫‪ C‬والكتمان جعله للماضي (وما كنتم تكتمون)‬ ‫اإلبداء ومعه الكتمان المحذوف يعني (ما تبدون وما تكتمون)‪،‬‬
‫وفي المستقبل وما تكتمون اآلن وفي المستقبل وما كنتم تكتمون في الماضي وما كنتم تبدون في الماضي وقبل ذلك غيب السموات واألرض وشهادة‬
‫السموات واألرض‪.‬‬
‫فإذن مجيء (كنتم) أشارت وأشعرت بهذا الحذف الموجود في المكانين حتى تستكمل صورة معرفة علم اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬نعلم كيف هو علم اهلل سبحانه‬
‫وتعالى‪ :‬يعلم غيب السموات واألرض ويعلم شهادتهما‪ ،‬ويعلم ما تبدي المالئكة اآلن وفي المستقبل وما تكتم اآلن وفي المستقبل‪ ،‬من أين علمنا تكتم؟ من ما‬
‫‪ C‬وما كنتم تكتمون في الماضي وما كنتم تبدون‪ ،‬من أين علمنا ما كنتم تبدون؟ من وما تبدون اآلن‪ ،‬كل واحدة صار فيها هذا الحذف‪ .‬فإذن‬ ‫كنتم تكتمون‪،‬‬
‫مجيء (كنتم) هو الذي أرشد إلى هذا الفهم العام الشامل الذي فهمه علماؤنا وهم يعتقدون أن العربي فهمه أيضًا‪ .‬هذا التفصيل مراد ألنهم أبدوا شيئًا وكتموا‬
‫الد َماء) هذا أبدوه‬ ‫ِك ِّ‬ ‫شيئًا‪ .‬الكالم على غيب السموات واألرض كالم عام لكن المالئكة بخصوصيتهم أبدوا شيئًا ( َقالُواْ أََت ْج َع ُل فِي َها َمن يُ ْف ِس ُد فِي َها َو َي ْسف ُ‬
‫صرح به أن هذا المخلوق الذي سيفسد نحن أكرم منه‪ ،‬نحن ال نفسد اآليات لم تفصح لكن ما معنى‬ ‫وبعضهم – كما قال علماؤنا ‪ -‬كتم شيئًا في نفسه ما ّ‬
‫(ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) في مقابل (أتجعل فيها من يفسد فيها)؟ المالئكة ال ينكرون وال يعترضون ألنه معلوم من صفتهم عدم اإلعتراض فهو‬
‫شيء حاك في نفوسهم وأظهره بعضهم في العبارة فال بد من الجمع بين اآليات والفهم في ضوء نسق اآليات ونحن ال نتألّى على اهلل وعلى العبارة القرآنية‬
‫لكن هذا الذي يُفهم‪ ،‬المالئكة قالوا كالمًا‪ ،‬هذا الكالم ال يمكن أن يدخل في إطار اإلعتراض على موقف أو حكم اهلل سبحانه وتعالى ألنهم ال يعصون اهلل ما‬
‫أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ليست لديهم القدرة على المحاجة والمناقشة هذه قدرة اإلنسان خلقه اهلل تعالى على هذا أما هم ال يناقشون وال يحاجون فلما ننظر‬
‫في العبارة نفهم ما ذكره علماؤنا‪.‬‬
‫آية (‪:)34‬‬
‫*هل كان إبليس مأموراً* بالسجود* آلدم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ين {‪ }34‬البقرة) وأمر‬ ‫ِن الْ َكاف ِ‬
‫ِر َ‬ ‫ان م َ‬ ‫ِيس أََبى َو ْ‬
‫اس َت ْك َب َر َو َك َ‬ ‫ال إِ ْبل َ‬ ‫اس ُجدُواْ آل َد َم َف َس َجدُواْ إِ َّ‬ ‫نعم أمر اهلل تعالى المالئكة بالسجود آلدم أمرًا عا ّمًا ( َوإِ ْذ ُقلْنَا لِلْ َم َ‬
‫ال ِئ َك ِة ْ‬
‫ين {‪  }12‬األعراف)‪.‬‬ ‫ار َو َخلَ ْق َت ُه مِن ِط ٍ‬ ‫ال أَن َْا َخي ٌ‬
‫ْر ِّم ْن ُه َخلَ ْق َتنِي مِن نَّ ٍ‬ ‫ال َت ْس ُج َد إِ ْذ أَ َم ْرتُ َك َق َ‬
‫ال َما َم َن َع َك أَ َّ‬
‫إبليس بالسجود أمرًا خاصًا ( َق َ‬
‫* لم**اذا ج**اء ذكر ابليس مع المالئكة عن**دما ام**رهم هللا تع**الى بالس**جود* آلدم مع العلم أن ابليس ليس من جنس المالئك**ة؟(د‪.‬فاضل*‬
‫السامرائى)‬
‫ين {‪ )}34‬وأمر‬ ‫ِن الْ َكاف ِ‬
‫ِر َ‬ ‫ان م َ‬ ‫ِيس أََبى َو ْ‬
‫اس َت ْك َب َر َو َك َ‬ ‫ال إِ ْبل َ‬ ‫اس ُجدُواْ آل َد َم َف َس َجدُواْ إِ َّ‬ ‫اهلل تعالى أمر المالئكة بالسجود آلدم في آية سورة البقرة ( َوإِ ْذ ُقلْنَا لِلْ َم َ‬
‫ال ِئ َك ِة ْ‬
‫ين {‪ )}12‬فليس‬ ‫ار َو َخلَ ْق َت ُه مِن ِط ٍ‬
‫ْر ِّم ْن ُه َخلَ ْق َتنِي مِن نَّ ٍ‬‫ال أََن ْا َخي ٌ‬
‫ال َت ْس ُج َد إِ ْذ أَ َم ْرتُ َك َق َ‬
‫ال َما َم َن َع َك أَ َّ‬ ‫ابليس على وجه الخصوص في آية سورة األعراف ( َق َ‬
‫بالضرورة أن اهلل تعالى أمر ابليس بالسجود مع المالئكة لكنه تعالى أمر المالئكة بالسجود كما في آية سورة البقرة وأمر ابليس وحده بالسجود آلدم‬
‫امرًاخاصًا به في آية أخرى (آية سورة األعراف)‪.‬‬
‫*لماذا استخدمت كلمة ابليس مع آدم ولم تستخدم* كلمة ‪ ‬الشيطان؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(ولََق ْد َخلَ ْقنَا ُك ْم ثُ َّم‬
‫ين {‪ )}34‬وفي سورة األعراف َ‬ ‫ِن ْال َكاف ِ‬
‫ِر َ‬ ‫ِيس أََبى َو ْ‬
‫اس َت ْك َب َر َو َك َ‬
‫ان م َ‬ ‫اس ُجدُواْ آل َد َم َف َس َجدُواْ إِ َّ‬
‫ال إِ ْبل َ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة ( َوإِ ْذ ُقلْنَا لِلْ َم َ‬
‫ال ِئ َك ِة ْ‬
‫ِين {‪ )}11‬ابليس هو أبو الشياطين كما إن آدم أبو البشر وبداية الصراع كان بين‬ ‫اجد َ‬ ‫ِيس لَ ْم َي ُكن ِّم َن َّ‬
‫الس ِ‬ ‫اس ُجدُواْ آل َد َم َف َس َجدُواْ إِ َّ‬
‫ال إِ ْبل َ‬ ‫ص َّو ْرنَا ُك ْم ثُ َّم ُقلْنَا لِلْ َمآل ِئ َك ِة ْ‬
‫َ‬
‫أبو البشر وأبو الشياطين‪ .‬والشيطان يُطلق على كل من كان كافرًا من الجن أي على الفرد الكافر من ّ‬
‫الجن‪.‬‬
‫*ما الفرق بين اسجدوا ‪ -‬قعوا له ساجدين – خرّوا سجداً؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ِين ﴿‪﴾72‬ص)‬ ‫اجد َ‬ ‫اس ُجدُوا لِآَ َد َم َف َس َجدُوا ﴿‪ ﴾34‬البقرة) هذه آية وفي سورة ص لم يقل اسجدوا وإنما قال ( َف َق ُعوا لَ ُه َس ِ‬ ‫(وإِ ْذ ُقلْنَا لِلْ َملَا ِئ َك ِة ْ‬
‫رب العالمين يقول َ‬
‫ين ﴿‪﴾34‬‬ ‫ِر َ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِن‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ب‬‫ك‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫اس‬ ‫و‬ ‫ى‬
‫َ َ َ ِ ِ َ َ َ ْ ََ َ‬ ‫ب‬‫َ‬‫أ‬ ‫ِيس‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ُوا‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِآ‬‫ل‬ ‫ُوا‬ ‫د‬ ‫ج‬‫ُْ‬‫اس‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫َ‬‫ل‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِل‬‫ل‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ذ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫يقول‬ ‫العالمين‬ ‫رب‬ ‫الشارقة‪.‬‬ ‫في‬ ‫راضي‬ ‫أم‬ ‫من‬ ‫يعين انتباهة هائلة‬
‫ِ‬ ‫َِ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾72‬ص) وآية أخرى‬ ‫اجد َ‬ ‫وحي َف َق ُعوا لَ ُه َس ِ‬ ‫ِن ُر ِ‬ ‫ين ﴿‪َ ﴾71‬فِإ َذا َس َّو ْيتُ ُه َو َن َف ْخ ُت فِي ِه م ْ‬ ‫ِن ِط ٍ‬ ‫ِق َب َش ًرا م ْ‬ ‫ْ‬
‫ُّك لِل َملَا ِئ َك ِة إِنِّي َخال ٌ‬‫ال َرب َ‬ ‫ْ‬
‫البقرة) في آية ص قال (إِذ َق َ‬
‫ً‬
‫(خ ُّروا ُس َّجدًا َوبُكِيًّا ۩﴿‪ ﴾58‬مريم) ما الفرق بين سجدوا وبين وقعوا له ساجدين وبين خروا سجدًا؟ واهلل تقتضي التفريق‪ .‬وفعال الفرق بين (سجدوا) هذا‬ ‫َ‬
‫سجود اعتيادي أنك أنت قمت بعملية السجود التي نفعلها في الصالة هذه سجود كلنا نفعل سجود كسجود الصالة سجدنا‪ .‬في يوم الجمعة من السنن أن نقرأ‬
‫ِّه ْم ﴿‪﴾15‬السجدة) خروا‬ ‫َّحوا ِب َح ْم ِد َرب ِ‬‫(خ ُّروا ُس َّجدًا َو َسب ُ‬ ‫سورة السجدة ونحن واقفون اإلمام نحن واقفون خلفه ويقرأ هو سورة السجدة ويأتي إلى قوله تعالى َ‬
‫والخر هو الهبوط مع صوت من خرير الماء وهنالك فرق بين جريان الماء بال صوت‪ .‬الخرير من‬ ‫ّ‬ ‫لماذا؟ ونحن واقفين ننزل رأسًا إلى تحت (خروا)‪.‬‬
‫(خ ُّروا ُس َّجدًا َوبُكِيًّا) إما صوت البكاء مع السجود شخص قرأ آية يسجد لكن قرأ آية مؤثرة فبدأ بالبكاء وهو يبكي نزل على‬ ‫خر َ‬ ‫شالل نازل بصوت هذا ّ‬
‫َّحوا)‬ ‫(خ ُّروا ُس َّجدًا َو َسب ُ‬ ‫(خ ُّروا ُس َّجدًا َوبُكِيًّا) البكاء صوت السجود قال َ‬ ‫(خ ُّروا ُس َّجدًا) ومرة قال َ‬ ‫األرض هبط بقوة لكي يسجد ولكن مع صوت هذا‪ .‬مرة قال َ‬
‫ً‬
‫من التسبيح سبحان اهلل وبحمده‪ .‬إذًا الفرق بين سجدوا وخروا سجدًا هذا‪ .‬الفرق بين سجدوا وخروا سجدًا وفقعوا له ساجدين كنت مشغوال‪ .‬رب العالمين‬
‫ِّك َف ْو َق ُه ْم َي ْو َم ِئ ٍذ َث َما ِن َي ٌة ﴿‪ ﴾17‬الحاقة) الذين يحملون العرش ومن حوله‬ ‫ش َرب َ‬ ‫ِل َع ْر َ‬ ‫يحمل عرشه ثمانية الذين حول العرش يا اهلل ال يحصى عددهم! ( َو َي ْحم ُ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾75‬الزمر) هذه من أعظم بشائر المسلمين‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِيل ال َح ْم ُد لِل ِه َر ِّب ال َعالَم َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ض َي َب ْي َن ُه ْم ِبال َح ِّق َوق َ‬ ‫ِّه ْم َو ُق ِ‬
‫ون ِب َح ْم ِد َرب ِ‬‫ِّح َ‬ ‫ُسب ُ‬‫ش يَ‬ ‫ِن َح ْو ِل الْ َع ْر ِ‬ ‫ين م ْ‬‫( َو َت َرى الْ َملَا ِئ َك َة َح ِّاف َ‬
‫ِين َتابُوا َواتَّ َب ُعوا‬ ‫ِر لِلَّذ َ‬
‫اغف ْ‬‫ِين آَ َمنُوا َربَّنَا َو ِس ْع َت ُك َّل َش ْي ٍء َر ْح َم ًة َو ِعلْ ًما َف ْ‬ ‫ون لِلَّذ َ‬‫ِر َ‬ ‫ون ِب ِه َو َي ْس َت ْغف ُ‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬‫ون ِب َح ْم ِد َربِّ ِه ْم َوي ْ‬
‫ِّح َ‬ ‫ش َو َم ْن َح ْولَ ُه ي َ‬
‫ُسب ُ‬ ‫ون الْ َع ْر َ‬
‫ِين َي ْحمِلُ َ‬ ‫(الَّذ َ‬
‫يز الْ َحكِي ُم ﴿‪َ ﴾8‬و ِق ِه ُم‬ ‫اج ِه ْم َو ُذ ِّريَّا ِت ِه ْم إِنَّ َك أَ ْن َت الْ َع ِز ُ‬
‫ِن آََبا ِئ ِه ْم َوأَ ْز َو ِ‬
‫صلَ َح م ْ‬ ‫ْن الَّتِي َو َع ْد َت ُه ْم َو َم ْن َ‬ ‫ات َعد ٍ‬ ‫يم ﴿‪َ ﴾7‬ربَّنَا َوأَد ِ‬
‫ْخلْ ُه ْم َجنَّ ِ‬ ‫َسِبيلَ َك َو ِق ِه ْم َع َذ َ ْ‬
‫اب ال َج ِح ِ‬
‫ِك ُه َو الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم ﴿‪ ﴾9‬غافر) يعني دعاء مستجاب ألن أكرم وأعظم وأقرب المالئكة إلى اهلل الذين‬ ‫ات َي ْو َم ِئ ٍذ َف َق ْد َر ِح ْم َت ُه َو َذل َ‬‫الس ِّي َئ ِ‬
‫ات َو َم ْن َت ِق َّ‬ ‫الس ِّي َئ ِ‬
‫َّ‬
‫يحملون العرش ومن حوله الحا ّفين‪ .‬الحافون كما يقول إمام الرازي وغيره ونقل هذا عن عدة مفسرين منهم الكشاف والرازي أثنى عليه قال إن لم يكن‬
‫لصاحب الكشاف إال هذه اللطيفة أنه تذكرها لكفاه‪ .‬الذين يحملون العرش ومن حوله كل واحد له طريقة عبادة‪ ،‬ناس واقفة هكذا من المالئكة طبعًا على‬
‫اليمين وعلى اليسار وناس تسبح فقط وناس راكعة فقط يقول حوالي مئات اآلالف من الخطوط حول العرش تصور لو أردنا أن نضع رجال حول دولة‬
‫(و َت َرى الْ َملَا ِئ َكةَ‬ ‫ش َو َم ْن َح ْولَهُ) َ‬ ‫ون الْ َع ْر َ‬
‫ِين َي ْحمِلُ َ‬ ‫اإلمارت جميع الحدود كم نحتاج؟ ماليين‪ .‬فكيف لما مليون صف؟! هؤالء كلهم أقرب المالئكة إلى اهلل (الَّذ َ‬
‫ش) رب العالمين في هذه القضايا يخاطب هؤالء أقرب وأحب المالئكة إليه‪ ،‬فلما خلق آدم قال لهؤالء أو جزء منهم ( َف ِإ َذا َس َّو ْيتُ ُه‬ ‫ِن َح ْو ِل الْ َع ْر ِ‬ ‫ين م ْ‬‫َح ِّاف َ‬
‫ِين) أنت ألست تعبدني؟ وأنت تسبح؟ اتركوا عملكم وقعوا له ساجدين‪ .‬إذًا رب العالمين يخاطب هؤالء المالئكة‬ ‫اجد َ‬ ‫وحي َف َق ُعوا لَ ُه َس ِ‬ ‫ِن ُر ِ‬‫َو َن َف ْخ ُت فِي ِه م ْ‬
‫المشغولون فالذي يقع هو الذي كان مشغوال بشيء ثم انتبه‪ .‬يعني واحد يشتغل أو يكتب سمع ابنه وقع أو طاح رأسًا ركض عليه ترك الشغل الذي بيده‬ ‫ً‬
‫وحي) من روحي‪ ،‬ال يستحق أن تسجدوا له ألنه طين أو أني سويته‬ ‫ِن ُر ِ‬ ‫ألهمية الحدث اآلخر‪ .‬فرب العالمين قال ( َف َق ُعوا) بالفاء ( َفإِ َذا َس َّو ْيتُ ُه َو َن َف ْخ ُت فِي ِه م ْ‬
‫كل ترك عمله قس ٌم منهم هو ما خاطب كل المالئكة ولكن مجموعة منهم أنتم عندما أنفخ فيه روحي‬ ‫ِين) ٌ‬ ‫اجد َ‬ ‫ولكن ألني نفخت فيه من روحي ( َف َق ُعوا لَ ُه َس ِ‬
‫ِين) وهذا الفرق بين فقعوا له وبين اسجدوا وبين خروا‪.‬‬ ‫اجد َ‬ ‫رأسًا فقعوا اتركوا الذي في أيديكم ( َف َق ُعوا لَ ُه َس ِ‬
‫آية (‪:)35‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫الش َج َرةَ﴿‪ ﴾35‬البقرة) علّمنا أن االقتراب من الشهوة ال بد أن تدخلها هذا لما خال‬
‫رب العالمين تعالى سبحانه وتعالى بعد أن تكلم مع آدم قال ( َولَا َت ْق َر َبا َه ِذ ِه َّ‬
‫‪C‬ذ إياك أن تقترب من أي شهوة ألنك إذا اقتربت منها فال بد‬ ‫بالجنة ‪ -‬الجنة جنة أرضية هي ليست بالسموات جنة بستان بين نينوى وبين الموصل ‪ -‬وحينئ ٍ‬
‫أن تقع فيها فالعبرة األساسية من هذه الشجرة إياك أن تقترب من الشهوة إياك (من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيها) حتى لو كنت من الصالحين هكذا‪.‬‬
‫الش* َج َرةَ فَتَ ُكونَا* ِمنَ ْالظَّالِ ِمينَ (‪ )35‬البق**رة)‪ :‬نهي‬ ‫ك ْال َجنَّةَ َو ُكالَ ِم ْنهَا َرغَداً َحي ُ‬
‫ْث ِش*ْئتُ َما َوالَ تَ ْق َربَا هَـ ِذ ِه َّ‬ ‫*( َوقُ ْلنَا* يَا آ َد ُم ا ْس ُك ْن َأنتَ َو َزوْ ُج َ*‬
‫آدم وزوجه عن االقتراب من الشجرة فأكال منها ووقعا في النهي‪ .‬فلِ َم قال تعالى (وال تقربا) ولم يقل وال تأكال؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫نهى اهلل تعالى آدم عن القرب من الشجرة حتى ال تضعف نفسه عند مشاهدة ثمارها فتتوق نفسه لألكل من ثمرها ولو نهي عن األكل القترب منها وعندها‬
‫‪ C‬عنها فلن تتوق نفسه إلى ثمار لم يرها‪.‬‬
‫سيقاوم نفسه التي تريد تناول ثمارها وإما يأكل منها وإما ال يأكل أما إذا ابتعد‬
‫*خاطب تعالى آدم لوحده ومرة خ**اطب آدم وح**واء فهل ك**ان الخط**اب م**رة واح**دة بص**يغ متع**ددة ؟وكيف نفهم الص**يغ المتع**ددة في‬
‫الخطاب؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ُو لَّ َك َول َ‬
‫ِز ْو ِج‪َ CC‬ك َفلَا‬ ‫اس ُك ْن أَ َ‬
‫نت َو َز ْو ُج َك الْ َجنَّ َة (‪ )35‬البقرة) ( َف ُقلْنَا َيا آ َد ُم إِ َّن َه َذا َعد ٌّ‬ ‫(و ُقلْنَا َيا آ َد ُم ْ‬
‫من الذي قال أن الخطاب مرة واحدة؟‪ .‬ربنا قال في القرآن َ‬
‫اه ِبطوا ِمن َها َجمِيعًا (‪ )38‬البق‪CC‬رة) من‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اه ِبطا ِمن َها َجمِي ًعا (‪ )123‬طه) (قلنَا ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِن الْ َجنَّ ِة َف َت ْش َقى (‪ )117‬طه) هذا الخطاب غير ذاك الخطاب‪( .‬قال ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُخ ِر َجنَّ ُك َما م َ‬
‫يْ‬
‫‪C‬ير (أَلَ ْم أَ ْن َه ُك َما َعن تِلْ ُك َما َّ‬
‫الش ‪َ C‬ج َر ِة (‪)22‬‬ ‫ِن َحي ُ‬
‫ْث ِش ْئتُ َما (‪ )19‬األعراف) غ‪C‬‬ ‫ال م ْ‬ ‫اس ُك ْن أَ َ‬
‫نت َو َز ْو ُج َك الْ َجنَّ َة َف ُك َ‬ ‫أدراه أن الخطاب كان واحدًا؟ لما قال ( َو َيا آ َد ُم ْ‬
‫األعراف) هذا وقت متغير‪.‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في استخدام كلمة (زوجك) بدل زوجتك* في قوله تعالى (اسكن أنت وزوجك* الجنة)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫لغويًا األصل هو كلمة زوج وفي اللغة الضعيفة تستعمل زوجة‪ .‬ففي اللغة يقال المرأة زوج الرجل والرجل زوج المرأة‪ .‬أما استخدام كلمة زوجة فهي لغة‬
‫ضعيفة رديئة فاألولى واألصح أن تستخدم كلمة زوج ولذا استخدمها القرآن الكريم في اآلية‪.‬‬
‫*ما الفرق بين الزوج والبعل ؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫البعل هو الذكر من الزوجين ويقال زوج لألنثى والذكر‪ .‬في األصل في اللغة البعل من اإلستعالء في اللغة يعني السيد القائم المالك الرئيس هو البعل وهي‬
‫ِين (‪ )125‬الصافات) ألنهم يعتبرونه سيدهم المستعلي‬ ‫ون أَ ْح َس َن الْ َخالِق َ‬
‫ون َب ْعلًا َو َت َذ ُر َ‬ ‫ْع َ‬ ‫ال (أََتد ُ‬
‫مي كل مستعل على غيره بع ً‬ ‫وس ّ‬
‫بعل المرأة سيّدها ُ‬ ‫عامة‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫عليهم‪ .‬األرض المستعلية التي هي أعلى من غيرها تسمى بعال والبعولة هو العلو واالستعالء ومنها أ ِخذ البعل زوج المرأة ألنه سيدها ويصرف عليها‬
‫اس ُك ْن أَ َ‬
‫نت َو َز ْو ُج َك الْ َجنَّ َة (‪ )35‬البقرة) الزوج يأتي‬ ‫(و ُقلْنَا َيا آ َد ُم ْ‬
‫والقائم عليها‪.‬الزوج هو للمواكبة ولذلك تطلق على الرجل والمرأة هي زوجه وهو زوجها َ‬
‫ُون (‪ )22‬الصافات) أي أمثالهم نظراءهم‪( ،‬وآخر من شكله‬ ‫اج ُه ْم َو َما َكانُوا َي ْعبُد َ‬
‫‪C‬‬ ‫ِين َظلَ ُموا َوأَ ْز َو َ‬ ‫(اح ُش ُروا الَّذ َ‬
‫من المماثلة سواء كانت النساء وغير النساء ْ‬
‫ِه َّن (‪ )31‬النور) يُنظر به الشخص وال ينظر به المماثلة ولذلك‬ ‫ت‬‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ع‬‫ب‬
‫ُ‬
‫ِ ُ ِ ُ ِ‬‫ِ‬
‫ل‬ ‫ا‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ه‬‫ت‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ي‬‫ز‬ ‫ِين‬
‫‪C‬‬
‫َ‬ ‫د‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫زوج‪.‬‬ ‫لها‬ ‫يقال‬ ‫وإنما‬ ‫أزواج) أي ما يماثله‪ .‬البعل ال يقال للمرأة‬
‫ِر َع ْو َن (‪ )11‬التحريم) لم يقل زوج فرعون ألنها ليست مماثلة له‪ ،‬امرأة لوط‬ ‫َ‬
‫هم يقولون أنه ال يقال في القرآن زوجه إال إذا كانت مماثلة له قال (اِ ْم َرأ َة ف ْ‬
‫وامرأة نوح ألنها مخالفة له‪ ،‬هو مسلم وهي كافرة‪ .‬لم يقل زوج وإنما ذكر الجنس (امرأة)‪ .‬لو قال زوج يكون فيها مماثلة حتى في سيدنا إبراهيم ‪ ‬لما‬
‫(وا ْم َرأَتُ ُه َقآ ِئ َم ٌة (‪ )71‬هود) هذا يراد به الجنس وليس المماثلة‪ ،‬الزوج للماثلة والمرأة للجنس الرجل كرجل والمرأة كامرأة‪.‬‬ ‫المسألة تتعلق باإلنجاب قال َ‬
‫وهن جميعًا مؤمنات وأزواجه في الدنيا أزواجه في‬ ‫اج ُه أُ َّم َهاتُ ُه ْم (‪ )6‬األحزاب) فيهن مماثلة ألنهن على طريقه ّ‬ ‫ِن أَن ُف ِ ِ ْ َ َ ُ‬
‫و‬‫ز‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫م‬‫ه‬‫س‬ ‫(النَّ ِب ُّي أَ ْولَى ِبالْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ِين م ْ‬
‫‪C‬‬
‫اآلخرة‪.‬‬
‫* أشار القرآن إلى الش**جرة ال**تي أكل منها آدم‪ :‬ه**ذه الش*جرة وتلكما الش*جرة ف*أين ك*انت الش*جرة ال*تي أش*ار إليها الخ*الق؟(د‪.‬حس**ام‬
‫النعيمى)‬
‫ِين (‬
‫الظالِم َ‬ ‫ِن َّ‬ ‫الش َج َر َة َف َت ُكونَا م َ‬
‫كلمة الشجرة وردت في القرآن في ثالث آيات‪ .‬شجرة الجنة التي أكل منها آدم‪ .‬وردت الشجرة في تحذيرهما ( َولَا َت ْق َر َبا َه ِذ ِه َّ‬
‫‪ )35‬البقرة) هي قريبة منهما حتى يتعرفاها حتى ال يقول آدم وحواء أنه اختلطت عليهما بغيرها‪.‬‬
‫ِين (‪)20‬‬ ‫ِن ال َخالِد َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْن أ ْو َتكونَا م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ال َما َن َها ُك َما َربُّ ُك َما َع ْن َه ِذ ِه الش َج َر ِة إِلا أ ْن َتكونَا َملكي ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫قربهما منها جلبهما إلى أن أوصلهما إليها ( َو َق َ‬‫لما جاء إبليس لغوايتهما ّ‬
‫األعراف) فإذن هما قريبان‪.‬‬
‫َاه َما َربُّ ُه َما أَلَ ْم أَ ْن َه ُك َما َع ْن‬
‫(ونَاد ُ‬‫وأحسا بما ارتكباه‪ ،‬اإلنسان لما يرتكب جرمًا يهرب منه فابتعدا عنها فقال تعالى َ‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬لكن لماذا ذاقا الشجرة وبدت لهم سوءاتهما‬
‫ال ثم للتهويل من شأنها‪ :‬هي شجرة كانت لمجرد التعليم أو اإلختبار ال تستحق أن يقال هذه‪ .‬أبعدها من حيث اللفظ‬ ‫تِلْ ُك َما َّ‬
‫الش َج َر ِة (األعراف)) لبعدهما أو ً‬
‫ومن حيث الواقع هما ابتعدا عنها‪.‬‬
‫ك ْال َجنَّةَ َو ُكالَ ِم ْنهَا َر َغ**داً َحي ُ‬
‫ْث ِش*ْئتُ َما َوالَ‬ ‫اس* ُك ْن َأنتَ َوزَ وْ ُج* َ*‬
‫(وقُ ْلنَا يَا آ َد ُم ْ‬
‫* ما سبب تقديم وتأخير* كلمة رغ**دا في آي**تى س**ورة البق**رة َ‬
‫*واْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫*اب ُس*جَّدا َوقول* *‬ ‫ْ‬
‫*وا البَ* َ‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وا هَـ ِذ ِه القَرْ يَةَ فَ ُكلوا ِم ْنهَا َحيْث ِشْئتُ ْم َر َغ**دا َوا ْد ُخل* *‬‫تَ ْق َربَا هَـ ِذ ِه ال َّش َج َرةَ فَتَ ُكونَا* ِمنَ ْالظَّالِ ِمينَ (‪َ ( ))35‬وِإ ْذ قُ ْلنَا ا ْد ُخلُ ْ‬
‫ِحطَّةٌ نَّ ْغفِرْ لَ ُك ْم َخطَايَا ُك ْم َو َسن َِزي ُد ْال ُمحْ ِسنِينَ (‪))58‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ال (اسكن أنت وزوجك الجنة) ثم باألكل‬ ‫العيش الرغد أو األكل الرغد هو الهنيء الذي ال جهد معه‪ .‬اآلية األولى الكالم مع آدم ‪ ‬الترخيص بسكن الجنة أو ً‬
‫من الجنة (وكال منها رغدًا) ثم بمطلق المكان (حيث شئتما) المكان مطلق غير مقيّد ثم قيّده بشجرة (وال تقربا هذه الشجرة) هذا التقييد بعد اإلطالق هو نوع‬
‫من اإلستثناء كأنه قال‪ :‬كلوا من كل هذه األماكن إال من هذا المكان‪ .‬لما كان الكالم إستثناء من مكان ربط بين المستثنى والمستثنى منه‪ ،‬المستثنى منه‬
‫(حيث شئتما) والمستثنى (قربان الشجرة) فال بد من إتصالهما‪ .‬ولو قيل في غير القرآن‪ :‬كال منها حيث شئتما رغدًا وال تقربا ستكون كلمة (رغدًا) فاصلة‬
‫بين المستثنى منه والمستثنى وهذا خلل في اللغة ال يجوز الفصل بين المستثنى والمستثنى منه أو على األقل فيه ضعف إن لم نقل خطأ ألن المستثنى‬
‫‪ C‬كأنه قيل في غير القرآن‪ :‬كال منها حيث شئتما إال من هذا المكان‪ .‬حيث شئتما إال من هذا‬ ‫والمستثنى منه بينهما عالقة وال يكون هناك شيء يفصل بينهما‪.‬‬
‫المكان ال يستوي أن يكون بينهما كالم لذلك قدّم رغدًا مع نوع من اإلهتمام بالعيش الهنيء لهما‪ .‬كال منها رغدًا حيث شئتما إال من هذا الموضع فجمع بين‬
‫المكان المستثنى منه وبين المكان المستثنى الذي ينبغي أن ال يقرباه وهذا السر في تقدّم رغدًا‪.‬‬
‫و قال تعالى آلدم ‪( ‬حيث شئتما) أثبت لهما المشيئة من أول خلقتهما‪.‬‬
‫أما اآلية األخرى (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية) أيضًا مكان (فكلوا منها حيث شئتم) المكان ثم قال (رغدًا) بعد أن جمع المكانين والمعنى هنا ليس فيه إستثناء‬
‫وإال كان يقدّم‪ ،‬وإنما قال (وادخلوا الباب سجدًا) إنتقل لموضوع آخر‪ .‬هذه القرية مفتوح أمامكم جميع نواحيها لألكل الرغد‪ ،‬لألكل الهنيء‪( ،‬ادخلوا هذه‬
‫‪ C‬ذلك‪ .‬ولو قال رغدًا حيث شئتم كأنه سيكون فاصل بين‬ ‫القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدًا) جمع المكانين القرية وحيث شئتم ثم جاء بـ (رغدًا) بعد‬
‫المكانين‪ :‬القرية وحيث شئتم من دون داعي‪،‬‬
‫التوجيه اإلعرابي لكلمة (رغدًا)‪ :‬عندنا توجيهان من حيث اإلعراب‪ :‬بعض النحويين ابتكر مصطلح نائب المفعول المطلق ألن أصل العبارة‪ :‬وكال منها‬
‫ال مفعول مطلق ورغدًا صفة للمفعول المطلق فلما ُحذِف المفعول المطلق وبقيت صفته قال هذه نائب عن المفعول المطلق‪ .‬ومنهم من قال ال‪،‬‬ ‫ال رغدًا‪ ،‬أك ً‬ ‫أك ً‬
‫هي صفة لموصوف محذوف والموصوف مفعول مطلق‪ .‬تستطيع أن تقول هي صفة لمفعول مطلق محذوف كأنك تبين غايتها وهدفها أنها تصف شيئًا أو‬
‫تقول إنها نائب لمفعول مطلق‪.‬‬
‫*ما اللمسة البيانية التي تضفيها كلمة رغدًا خاصة أنها جاءت بعد (حيث شئتم)؟ بيان أنه من غير جهد‪ ،‬من غير أن تبذلوا أي جهد‪ .‬هذه القرية كانت مليئة‬
‫ْر الَّذِي ق َ‬
‫ِيل لَ ُه ْم‬ ‫ال َغي َ‬ ‫َّل الَّذ َ‬
‫ِين َظلَ ُمواْ َق ْو ً‬ ‫بالثمار واألشجار ترتاحون فيها إكرامًا لهؤالء من اهلل سبحانه وتعالى لكن مع ذلك هم قابلوه بقولهم حنطة وبدلوا ( َف َبد َ‬
‫ون)‪ .‬هلل سبحانه وتعالى حكمة في التعامل مع بني إسرائيل‪ ،‬ال هم سجدوا وال قالوا حطة وإنما‬ ‫الس َماء ِب َما َكانُواْ َي ْف ُس ُق َ‬
‫ِين َظلَ ُمواْ ِر ْجزًا ِّم َن َّ‬ ‫َفأَ َ‬
‫نزلْنَا َعلَى الَّذ َ‬
‫اب ُس َّجدًا َو ُقولُواْ ِح َّط ٌة نَّ ْغف ْ‬
‫ِر لَ ُك ْم‬ ‫ْخلُواْ الْ َب َ‬ ‫ْخلُواْ َهـ ِذ ِه الْ َق ْر َي َة َف ُكلُواْ ِم ْن َها َحي ُ‬
‫ْث ِش ْئتُ ْم َر َغدًا َواد ُ‬ ‫(وإِ ْذ ُقلْنَا اد ُ‬
‫دخلوا القرية يزحفون على أعقابهم‪ .‬مع كل هذا اإلكرام َ‬
‫ِين) اإلغراء في الكالم وبالتكريم ومع ذلك بدّلوا‪.‬‬ ‫َزي ُد الْ ُم ْح ِسن َ‬
‫َخ َطا َيا ُك ْم َو َسن ِ‬
‫آية (‪:)37(-)36‬‬
‫َ**اب َعلَيْ** ِه (‪ ))37‬ذكر فأزلهم**ا‪،‬‬ ‫الش** ْيطَانُ َع ْنهَا فََأ ْخ َر َجهُ َما ِم َّما َكانَا فِي** ِه (‪)36‬فَتَلَقَّى آ َد ُم ِمن َّربِّ ِه َكلِ َم**ا ٍ‬
‫ت فَت َ‬ ‫* (ق**ال تع**الى (فََأزَ لَّهُ َما َّ‬
‫فأخرجهما* بالمثنى ثم ذكر آدم عند التلقّي بالمفرد دون حواء؟ فما داللة هذا االختالف؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ال كان آلدم (يا آدم اسكن أنت وزجك‪ ،‬وعلم آدم األسماء‪،‬‬ ‫هو نبي والنبي هو الذي أُنزل عليه وليس زوجه‪ .‬هو النبي الذي يتلقى وليس زوجه والتبليغ أص ً‬
‫ات) وهو نبي وهو الذي يتلقى الكلمات هذا السياق وهذا ليس تحقيرًا لحواء‪ .‬لو‬ ‫اسجدوا آلدم‪ ،‬الكالم كان مع آدم والسياق هكذا قال ( َف َتلَ َّقى آ َد ُم مِن َّربِّ ِه َكلِ َم ٍ‬
‫ِن الْ َجنَّ ِة‬
‫ُخ ِر َجنَّ ُك َما م َ‬ ‫ُو لَّ َك َول َ‬
‫ِز ْو ِج َك َفلَا ي ْ‬ ‫َج ْد لَ ُه َع ْز ًما (‪ ))115‬لم يذكر حواء‪َ ( ،‬ف ُقلْنَا َيا آ َد ُم إِ َّن َه َذا َعد ٌّ‬ ‫َس َي َولَ ْم ن ِ‬ ‫(ولََق ْد َع ِه ْدنَا إِلَى آ َد َم مِن َقب ُ‬
‫ْل َفن ِ‬ ‫ذكرنا في طه َ‬
‫صى آ َد ُم َربَّ ُه َف َغ َوى (‪ ))122‬لم يذكر حواء‪ ،‬السياق هكذا‪ .‬فتلقى آدم ألن آدم هو المنوط‬ ‫صى آ َد ُم َربَّ ُه َف َغ َوى (‪َ )121‬و َع َ‬ ‫َف َت ْش َقى (‪ ))117‬لم يذكر حواء‪َ ( ،‬و َع َ‬
‫به التواصل مع اهلل سبحانه وتعالى بالوحي‪.‬‬
‫* (فَتَلَقَّى آ َد ُم ِمن َّربِّ ِه َكلِ َما ٍ‬
‫ت) قرأها إبن عباس (فتلقى أد َم) فما وجه االختالف؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ٌ‬
‫كلمات) الكلمات فاعل‪ .‬هذه القراءة بالنصب فيها تكريم آلدم تلقته الكلمات كما يُتلقى الساقط إلى األرض لئا يهلك‪،‬‬ ‫هذه القراءة بالنصب (فتلقى آد َم من ربه‬
‫ال (كلمات) مؤنث مجازي والمؤنث المجازي يجوز فيه التذكير والتأنيث‪ ،‬ثم األمر اآلخر‬ ‫تلقته الكلمات ليتوب‪ .‬لم يقل فتلقت آدم من ربه كلمات ألنه أو ً‬
‫يحسن التذكير وحتى لو لم يكن مؤنثًا مجازيًا لو كان مؤنثًا حقيقيًا جمع مؤنث سالم أيضًا بالفصل يُذ ّكر‬
‫هناك فاصل بين الفعل والفاعل ألن وجود الفاصل ّ‬
‫ٌ‬
‫كلمات) تلقته‬ ‫َات (‪ )12‬الممتحنة) ما قال إذا جاءتك‪ ،‬فكيف إذا كان المؤنث مجازيًا؟ (فتلقى آد َم من ربه‬ ‫كما قال تعالى ( َيا أَيُّ َها النَّ ِب ُّي إِ َذا َج َ‬
‫اءك الْ ُم ْؤ ِمن ُ‬
‫الكلمات ألن آدم سقط وألن المعصية سقوط فتلقته الكلمات لئال يهلِك‪ .‬مسألة تقديم وتأخير المفعول به على الفاعل جائز في القرآن‪.‬‬
‫ال ا ْهبِطَا ِم ْنهَا َج ِميعًا بَ ْع ُ‬
‫ض ُك ْم‬ ‫* ما الفرق بين استخدام الجمع والمثنى في اآليات ( َوقُ ْلنَا ا ْهبِطُوا بَ ْع ُ‬
‫ض ُك ْم لِبَع ٍ‬
‫ْض َعد ٌُّو (‪)36‬البقرة و(قَ َ‬
‫ْض َع ُد ٌّو (‪ )123‬طه؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫لِبَع ٍ‬
‫ْث ِش ْئتُ َما َولَا َت ْق َر َبا َه ِذ ِه َّ‬
‫الش َج َر َة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الذي يوضح قراءة اآليات‪ .‬في البقرة كان الخطاب آلدم وزوجه ( َو ُقلنَا َيا آَ َد ُم ْ‬
‫اس ُك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُج َك ال َجنَّ َة َو ُكلَا ِم ْن َها َر َغدًا َحي ُ‬
‫ين (‪)36‬‬ ‫اع إِلَى ِح ٍ‬ ‫ض ُم ْس َت َق ٌّر َو َم َت ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ُو َولَك ْم فِي الأ ْر ِ‬ ‫ض َعد ٌّ‬ ‫ُ‬
‫ضك ْم لَِب ْع ٍ‬ ‫ُ‬
‫اه ِبطوا َب ْع ُ‬ ‫ان َع ْن َها َفأَ ْخ َر َج ُه َما م َّ‬
‫ِما َكانَا فِي ِه َو ُقلْنَا ْ‬ ‫ِين (‪َ )35‬فأَ َزلَّ ُه َما َّ‬
‫الشي َ‬
‫ْط ُ‬ ‫ِن َّ‬
‫الظالِم َ‬ ‫َف َت ُكونَا م َ‬
‫في طه الخطاب آلدم(ال تظمأ‪ ،‬فوسوس إليه‪ ،‬فتشقى‪ ،‬فعصى آدم ربه‪ )،‬فكان الكالم في طه (اهبطا) آلدم وإبليس وحواء تابعة ‪،‬إذن اهبطوا في البقرة أي‬
‫آدم وحواء وإبليس‪.‬‬
‫ض ُك ْ*م لِبَع ٍ‬
‫ْض َع ُد ٌّو (‪ )36‬البقرة)ما الفرق بين اآليتين؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫*(قُ ْلنَا ا ْهبِطُوا ِم ْنهَا َج ِميعًا (‪ )38‬البقرة) ( َوقُ ْلنَا ا ْهبِطُ ْ‬
‫وا بَ ْع ُ‬
‫ِن َربِّ ِه َكلِ َم ٍ‬
‫ات‬ ‫ين (‪َ ( ))36‬ف َتلَ َّقى آَ َد ُم م ْ‬ ‫اع إِلَى ِح ٍ‬ ‫ض ُم ْس َت َق ٌّر َو َم َت ٌ‬ ‫ُو َولَ ُك ْم فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫ض َعد ٌّ‬ ‫ض ُك ْم لَِب ْع ٍ‬ ‫اه ِب ُطوا َب ْع ُ‬
‫ِما َكانَا فِي ِه َو ُقلْنَا ْ‬ ‫ان َع ْن َها َفأَ ْخ َر َج ُه َما م َّ‬‫ْط ُ‬ ‫( َفأَ َزلَّ ُه َما َّ‬
‫الشي َ‬
‫ون (‪ )38‬البقرة) لماذا في‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫َاي َفلَا َخ ْو ٌ‬ ‫اه ِب ُطوا ِم ْن َها َجمِي ًعا َفِإ َّما َي ْأ ِت َينَّ ُك ْم مِنِّي ُهدًى َف َم ْن َت ِب َع ُهد َ‬ ‫الر ِحي ُم (‪ُ )37‬قلْنَا ْ‬ ‫اب َّ‬ ‫اب َعلَ ْي ِه إِنَّ ُه ُه َو التَّ َّو ُ‬‫َف َت َ‬
‫المرة األولى (وقلنا) وفي الثانية (قلنا)؟ ولم أجد في كتب المفسرين بل حتى في إعراب القرآن تجاوزوها ولم يعربوها‪ .‬بالتأمل البسيط عندما تجد واحد‬
‫عصى معصية عظيمة استحق عليها العقوبة مباشرة تقول فالن فعل كذا وحكمنا عليه بكذا مباشرة يعني جاءت العقوبة على الخطيئة مباشرة‪ .‬عندما تأتي‬
‫َوى (‪ )121‬طه) جاءت‬ ‫صى آ َد ُم َربَّ ُه َفغ َ‬ ‫العقوبة تالية للجريمة أو الخطيئة مباشرة تأتي بالواو وهذه واو التهديد والوعيد أنت عصيت وأنا أعاقبك ( َو َع َ‬
‫العقوبة بعد المعصية مباشرة إذن (وقلنا) متعلقة بالتهديد والعقوبة‪( ،‬قلنا) الثانية متعلقة بالمغفرة والتوبة والرضى إذن (قلنا) فيها غضب أنت عصيت يا آدم‬
‫ين (‪ ))36‬فيها واو‪.‬‬ ‫اع إِلَى ِح ٍ‬ ‫ض ُم ْس َت َق ٌّر َو َم َت ٌ‬ ‫ُو َولَ ُك ْم فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫ض َعد ٌّ‬ ‫ض ُك ْم لَِب ْع ٍ‬ ‫اه ِب ُطوا َب ْع ُ‬ ‫ِما َكانَا فِي ِه َو ُقلْنَا ْ‬ ‫ان َع ْن َها َفأَ ْخ َر َج ُه َما م َّ‬ ‫الشي َ‬
‫ْط ُ‬ ‫ونحن قلنا لك خذ ( َفأَ َزلَّ ُه َما َّ‬
‫الر ِحي ُم (‪ ))37‬استغفر آدم وكان االستغفار كما تعرفون أن بعض العبادات تطفئ غصب الرب‬ ‫اب َعلَ ْي ِه إِنَّ ُه ُه َو التَّ َّو ُ‬
‫اب َّ‬ ‫ات َف َت َ‬‫ِن َربِّ ِه َكلِ َم ٍ‬ ‫الثانية ( َف َتلَ َّقى آَ َد ُم م ْ‬
‫اس َت ْغ َف ُرواْ ل ُِذنُو ِب ِه ْم (‪ )135‬آل عمران) هذا االستغفار يطفئ غضب الرب فلما تلقى آدم من ربه كلمات‬ ‫اح َش ًة أَ ْو َظلَ ُمواْ أَ ْن ُف َس ُه ْم َذ َك ُرواْ اللَهّ َف ْ‬ ‫ِين إِ َذا َف َعلُواْ َف ِ‬ ‫( َوالَّذ َ‬
‫اه ِبطوا ِم ْن َها َجمِي ًعا)‪ .‬إذن (وقلنا) جاءت متعلقة بغضب اهلل عز وجل بعد المعصية مباشرة‪ ،‬أما (قلنا) فجاءت بعد‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وتاب عليه قال له بسكون وتبشير (قلنَا ْ‬
‫التوبة ورضى اهلل عز وجل مباشرة‪ .‬لو انتبهنا إلى هذا لعلمنا أن أول خطيئة على وجه األرض كانت األكل الحرام ولهذا يقول ‪" :‬كل لحم نبت من حرام‬
‫ال منهيًا عنه فأول معصية هلل تعالى على هذه األرض من بني آدم أثارت غضبه عز وجل هو األكل الحرام وأول‬ ‫فالنار أولى به" سيدنا آدم وحواء أكلوا أك ً‬
‫اب َعلَ ْيهِ) قال له قل أستغفر اهلل الذي ال إله إال هو الحي القيوم‬ ‫ات َف َت َ‬ ‫ِن َرِّب ِه َكلِ َم ٍ‬ ‫طاعة أثارت رحمته وشفقته ومغفرته هي التوبة واالستغفار ( َف َتلَ َّقى آَ َد ُم م ْ‬
‫وأتوب إليه وتعرفون قدر هذه الكلمة‪ ،‬يقول ‪ :‬من قال قبل أن ينام ثالث مرات أستغفر اهلل الذي ال إله إال هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر اهلل له ما تقدم‬
‫اح َش ًة أَ ْو َظلَ ُمواْ أَ ْن ُف َس ُه ْم َذ َك ُرواْ اللَهّ‬ ‫ِين إِ َذا َف َعلُواْ َف ِ‬‫من ذنبه وما تأخر وتكلمنا عن هذا في برنامجنا خير الغافرين في رمضان على قناة سما دبي ( َوالَّذ َ‬
‫ِك َيلْ َق أََثا ًما (‬ ‫ون َو َمن َي ْف َع ْل َذل َ‬ ‫س الَّتِي َح َّر َم اللَّ ُه إِلَّا ِبالْ َح ِّق َولَا َي ْزنُ َ‬ ‫ون النَّ ْف َ‬‫آخ َر َولَا َي ْقتُلُ َ‬‫ون َم َع اللَّ ِه إِلَ ًها َ‬ ‫ْع َ‬ ‫ِين لَا َيد ُ‬‫اس َت ْغ َف ُرواْ ل ُِذنُو ِب ِه ْم (‪ )135‬آل عمران) ( َوالَّذ َ‬ ‫َف ْ‬
‫ِحا‬
‫صال ً‬ ‫ِل َع َملًا َ‬ ‫اب َوآَ َم َن َو َعم َ‬ ‫اب َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َو َي ْخلُ ْد فِي ِه ُم َها ًنا (‪ )69‬إِلَّا َم ْن َت َ‬ ‫اع ْف لَ ُه الْ َع َذ ُ‬‫ُض َ‬ ‫ِك َيلْ َق أََثا ًما (‪ )68‬ي َ‬ ‫(و َم ْن َي ْف َع ْل َذل َ‬ ‫‪ )68‬الفرقان) شرك وقتل وزنا َ‬
‫ورا َر ِحي ًما (‪ )70‬الفرقان) ليس فقط مغفرة وإنما يبدل اهلل سيئاتهم حسنات‪ .‬هذه الكلمة األعجوبة (أستغفر اهلل‬ ‫ان اللَّ ُه َغ ُف ً‬ ‫َات َو َك َ‬‫ِّل اللَّ ُه َسيِّ َئا ِت ِه ْم َح َسن ٍ‬ ‫ِك يُ َبد ُ‬‫َفأُولَئ َ‬
‫الذي ال إله إال هو الحي القيوم وأتوب إليه) بعد الكفر بعد الشرك بعد قتل النفس بعد الزنا بعد أكل الحرام ومع هذا يبدل اهلل سيئاتهم حسنات ولهذا رب‬
‫‪ C‬أنين المتضرعين أحب إلى‬ ‫ون (‪ )42‬األنعام)‪ .‬حينئذ‬ ‫ض َّر ُع َ‬ ‫العالمين يبتلي العبد لكي يرى تضرعه استغفار مع البكاء ( َفأَ َخ ْذنَا ُه ْم ِبالْ َب ْأ َساء َو َّ‬
‫الض َّراء لَ َعلَّ ُه ْم َي َت َ‬
‫اهلل من زجل المسبحين‪ .‬إذن أول جريمة على هذه الكرة األرضية أكل مال الحرام وأول عبادة أطفأت غضب اهلل تمامًا هي االستغفار والتوبة‪ .‬من أجل هذا‬
‫ال هبطوا من مكان لمكان والمفسرون لهم في هذا أحكام‪ ،‬قطعًا الجنة‬ ‫بعد معصية آدم وثار غضب اهلل عليه (وقلنا اهبطوا) أنت عصيتنا وقلنا اهبطوا وفع ً‬
‫جنة أرضية فيها من الخير ما يكفي اإلنسان بكل حاجاته وقد يكون هبط من مكان إلى مكان من قمتها إلى ساهلها إلى أبوابها الخارجية هذا الهبوط األول‬
‫اه ِب ُطوا ِم ْن َها َجمِي ًعا) أنت وعيالك وذريتك‬ ‫(قلْنَا ْ‬
‫(وقلنا اهبطوا)‪ ،‬ثم بعد هذا بعد أن استغفر وتاب بعد يومين أو ثالثة أو أربعة تضرع آدم وحواء واستغفروا ُ‬
‫ِين (‪)172‬‬ ‫ور ِه ْم ُذ ِّريَّ َت ُه ْم َوأَ ْش َه َد ُه ْم َعلَى أَن ُف ِس ِه ْم أَلَ ْس َت ِب َربِّ ُك ْم َقالُواْ َبلَى َش ِه ْدنَا أَن َت ُقولُواْ َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة إِنَّا ُكنَّا َع ْن َه َذا َغا ِفل َ‬ ‫ُّك مِن َبنِي آ َد َم مِن ُظ ُه ِ‬ ‫( َوإِ ْذ أَ َخ َذ َرب َ‬
‫األعراف) كان يمكن أن يجعل اهلل تعالى لكم كلها كهذه الجنة فيها ما تشتيهه األنفس وتلذ األعين لكنكم أنتم عصيتم ولهذا الطرد األول كان عنيفًا والثاني‬
‫ون (‪ .))38‬هذا هو الفرق بين (وقلنا) و(قلنا) وهذه الواو تنبهنا إلى عبادة‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫َاي َفلَا َخ ْو ٌ‬‫كان هداية ( َف ِإ َّما َي ْأ ِت َينَّ ُك ْم مِنِّي ُهدًى َف َم ْن َت ِب َع ُهد َ‬
‫عظيمة وهي أول عبادة على وجه األرض من بني آدم وبعد التوحيد وهي االستغفار "ومن لزم االستغفار جعل اهلل له من كل ه ّم فرجًا ومن كل ضيق‬
‫مخرجًا ورزقه من حيث ال يحتسب" مثل حبة األسبرو ينفع في كل مرض للحمى والصداع والمغص وتخثر الدم‪ ،‬وهكذا هو االستغفار أسبرو هذه األعمال‬
‫ِين َو َي ْج َع ْل لَ ُك ْم‬
‫ال َو َبن َ‬ ‫ارا (‪َ )11‬ويُ ْم ِد ْد ُك ْم ِبأَ ْم َو ٍ‬ ‫ْر ً‬ ‫الس َما َء َعلَ ْي ُك ْم ِمد َ‬
‫ُر ِس ِل َّ‬ ‫ارا (‪ )10‬ي ْ‬ ‫ِروا َربَّ ُك ْم إِنَّ ُه َك َ‬
‫ان َغ َّف ً‬ ‫للمعصية‪ ،‬للرزق‪ ،‬يزيل الهم‪ ،‬يزيل الوجع ( َف ُقلْ ُت ْ‬
‫اس َت ْغف ُ‬
‫ارا (‪ )12‬نوح) كل هذا باالستغفار ولهذا يقول إبليس أهلكنا الناس بكثرة االستغفار يتعب ويوسوس فيتوب العبد إلى اهلل ويستغفر‬ ‫ات َو َي ْج َع ْل لَ ُك ْم أَ ْن َه ً‬
‫َجنَّ ٍ‬
‫ال َت َر ْو َن ُه ْم (‪)27‬‬ ‫ُ‬
‫ِن َحيْث َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويحثو التراب على رأسه ابليس وجنوده‪( .‬اهبطا) آدم وحواء‪( ،‬اهبطوا) آدم وذريته وإبليس وذريته وقبيلته (إِنَّ ُه َي َراك ْم ُه َو َو َق ِبيل ُه م ْ‬
‫األعراف) كل هذه الحشرة بالواو ليس في كتاب اهلل العزيز حرف زائد وال حركة زائدة الحركة آية والواو آية يعطي اهلل عليها عشر حسنات فإن اهلل‬
‫يأجركم بتالوته عشر حسنات ال أقول ألم حرف وإنما ألف حرف والم حرف وميم حرف وصدق رسول اهلل ‪ .‬هذه الواو موضوع كامل بين من يعصي‬
‫وب إِلَّا‬
‫الذنُ َ‬ ‫ِر ُّ‬ ‫اح َش ًة أَ ْو َظلَ ُموا أَ ْن ُف َس ُه ْم َذ َك ُروا اللَّ َه َف ْ‬
‫اس َت ْغ َف ُروا ل ُِذنُو ِب ِه ْم َو َم ْن َي ْغف ُ‬ ‫ِين إِ َذا َف َعلُوا َف ِ‬
‫اهلل ويمشي وهو غافل نعوذ باهلل وبين من إذا عصى ذكر اهلل ( َوالَّذ َ‬
‫ِين (‪)136‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِين فِي َها َون ِْع َم أ ْج ُر ال َعا ِمل َ‬ ‫ار َخالِد َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن َت ْح ِت َها الأ ْن َه ُ‬ ‫ات َت ْج ِري م ْ‬ ‫ِر ٌة م ْ‬
‫ِن َربِّ ِه ْم َو َجنَّ ٌ‬ ‫ِك َج َزا ُؤ ُه ْم َم ْغف َ‬‫ون (‪ )135‬أُولَئ َ‬ ‫ُص ُّروا َعلَى َما َف َعلُوا َو ُه ْم َي ْعلَ ُم َ‬ ‫اللَّ ُه َولَ ْم ي ِ‬
‫آل عمران) باالستغفار على أن تكون توبة نصوحة وأن ال تعود‪.‬‬
‫ورا (‪ )18‬األعراف)؟‬ ‫ْح ً‬ ‫اخ ُر ْج ِم ْن َها َم ْذؤُو ًما َّمد ُ‬‫ال ْ‬ ‫سؤال‪ :‬أليس من هذا القبيل لم يقل تعالى إلبليس قلنا اخرج منها وإنما قال ( َق َ‬
‫نعم رتبه على وسوسته فقال (فقلنا)‪.‬‬
‫آية (‪:)38‬‬
‫ف َعلَ ْي ِه ْم َوالَ هُ ْم يَحْ َزنُونَ {‪}38‬‬ ‫وا ِم ْنهَا َج ِميعا ً فَِإ َّما يَْأتِيَنَّ ُكم* ِّمنِّي هُدًى فَ َمن تَبِ َع هُد َ‬
‫َاي فَالَ خَ وْ ٌ‬ ‫* أين جواب الشرط في اآلية (قُ ْلنَا ا ْهبِطُ ْ‬
‫سورة البقرة)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫إن والفاء رابطة لجواب ّ‬
‫إن‬ ‫إن شرطية وما الزائدة بين أداة الشرط وفعل الشرط وجملة فمن تبع هداي هي جواب ّ‬
‫(إن وما جمعتا معًا) ّ‬
‫فإما يأتينكم ‪ :‬هي ّ‬
‫وجملة فال خوف عليهم فهي جواب لـ(من تبع هداي)‪.‬‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى (فمن تبع هداي)و(فمن اتبع هداي)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ون ﴿‪ ﴾38‬البقرة) تاء باء عين‪ ،‬هذا في البقرة‪،‬‬ ‫ْه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َز ُن َ‬ ‫ف َعلَي ِ‬ ‫َاي َفلَا َخ ْو ٌ‬ ‫الفرق بين تبع وأتّبع‪ ،‬رب العالمين يقول ( َف ِإ َّما َي ْأ ِت َينَّ ُك ْم مِنِّي ُهدًى َف َم ْن َت ِب َع ُهد َ‬
‫َاي)؟‬ ‫َاي) وهناك ( َف َم ِن اتَّ َب َع ُهد َ‬ ‫ض ُّل َولَا َي ْش َقى ﴿‪ ﴾123‬طه) لماذا هنا في البقرة ( َف َم ْن َت ِب َع ُهد َ‬ ‫مثلها جاءت في طه ( َف ِإ َّما َي ْأ ِت َينَّ ُك ْم مِنِّي ُهدًى َف َم ِن اتَّ َب َع ُهد َ‬
‫َاي َفلَا َي ِ‬
‫‪C‬ذ دائمًا إما تبعني وإما‬ ‫ِم َن اتَّ َب َع َه َوا ُه (‪ )50‬القصص) حينئ ٍ‬ ‫رب العالمين يقول عن سيدنا إبراهيم ( َف َم ْن َت ِب َعنِي َف ِإنَّ ُه مِنِّي ﴿‪ ﴾36‬إبراهيم) وفي مكان آخر (م َّ‬
‫اتّبعني ناهيك عن اشتقاقاتها َت ِبع زي ٌد عمرًا مر به فمضى معه‪ ،‬يعني أنت ماشي في شارع فرأيت شخصًا واقفًا أنت مررت به ما أن حاذيته حتى صار خلفك‬
‫الظ َّل َشا َء لَ َج َعلَ ُه َسا ِك ًنا (‪)45‬‬ ‫ْف َم َّد ِّ‬ ‫ِّك َكي َ‬ ‫تمامًا انقياد كامل‪ ،‬التُبُع باللغة العربية الظل التُبع أو التُبّع الظل أنت حيث ما تسير صار ظلك معك (أَلَ ْم َت َر إِلَى َرب َ‬
‫‪ C‬تلقائيًا محاذاة كظلِّك بشكل مباشر أما يتّبعك‪-‬‬ ‫‪ C‬ما الفرق؟ يتبعك‬ ‫‪C‬بتسكين التاء‪ -‬تمامًا وال يتّبعك‪ -‬بتشديد التاء‪ -‬يتبعك‬ ‫‪C‬ذ هذا الظل يتبعك‪-‬‬ ‫الفرقان) وحينئ ٍ‬
‫بتشديد التاء‪ -‬فيها جهود وفيها مراحل وفيها تلكؤ وفيها مشقات وفيها أشياء كثيرة نقول أنا أتتبع المسألة حتى حللتها أو تتبعت المسألة حتى وقفت على‬
‫سرها‪ ،‬تتبعت مرة مرتين ثالث أربع ليل نهار هذا اتَبّع‪ ،‬معنى ذلك أن كلمة َت ِبع إما الكفر وإما اإليمان‪ ،‬إما التوحيد وإما الشرك ‪ .‬وحينئ ٍذ رب العالمين حين‬
‫اح ٌد ﴿‪ ﴾6‬فصلت) هذا َت ِبع على طول ال‬ ‫يقول ( َفإِ َّما َي ْأ ِت َينَّ ُك ْم مِنِّي ُهدًى) يعني التوحيد أرسلت لكم نبيًا يقول اتركوا األصنام ال إله إال اهلل (أَنَّ َما إِلَ ُه ُك ْم إِلَ ٌه َو ِ‬
‫يتردد مثله بالضبط‪ .‬فلما قال ( َف ِإ َّما َي ْأ ِت َينَّ ُك ْم مِنِّي ُهدًى َف َم ِن اتَّ َب َع) هذه الشريعة أرسلت لكم شريعة حاولوا كل واحد يطبق منها ما يستطيع ( َفاتَّ ُقوا اللَّ َه َما‬
‫اس َت َط ْعتُ ْم﴿‪ ﴾16‬التغابن) وكل واحد على جهده وعلى قدره وعلى علمه وعلى نشاطه وعلى همته هذا إتٍذئنيح ‪.‬عابّ من أجل هذا نقول الفرق بين ت ِبع واتّبع‬ ‫ْ‬
‫في القرآن الكريم ت ِبع أنت كظل الشيء وأنت ال تكون ظل النبي إال في التوحيد ال إله إال اهلل البد أن تكون مثل ظله‪ ،‬لكن إتّباع ال أين أنت وأين هو؟! كل‬
‫ابن آدم خطاء وهذا معصوم وطبعًا النبي صلى اهلل عليه وسلم تعرفونه ال داعي أن نشرح من أجل ذلك عليك أن تفهم لما رب العالمين مرة قال تبع ومرة‬
‫ِر َع ْو ُن ِب ُجنُو ِد ِه ﴿‪ ﴾78‬طه) أتبعهم كان متخلفًا فلحق بهم سبقوه ( أتبع‬ ‫اتبع هذا ليس عبثًا ولهذا المفسرون ال يقولون هذا يقولون اتّبع وت ِبع وأتبع ( َفأَ ْت َب َع ُه ْم ف ْ‬
‫السيئة الحسنة تمحها) يعني السيئة سبقت أسبوع أسبوعين شهر شهرين فأنت أتبعها بحسنة لو كن معها بالضبط أنت ما أن أذنبت حتى تبت وأنت على‬
‫‪C‬ذ نقول بأن كلمة ت ِبع واتّبع وأتبع في القرآن الكريم كل واحدة‬ ‫ِر َع ْو ُن) وحينئ ٍ‬ ‫الذنب يقال ت ِبع لكن أنت اآلن ال أتبعتها هذه من زمان سبقتك وحينئ ٍذ ( َفأَ ْت َب َع ُه ْم ف ْ‬
‫معنى دقيقًا وترسم جزءًا من الصورة ال ترسمه الكلمة األخرى فعليك أن تعلم أن هذا المتشابه من أول ما ينبغي االنتباه إليه من قوله تعالى (أَ َفلَا‬ ‫تعطي ً‬
‫ِيرا‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْر الل ِه ل َو َجدُوا فِي ِه اخ ِتلافا كث ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ِن ِعن ِد َغي ِ‬ ‫ان م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ C‬أن هذا القرآن ال يمكن أن يفعله مخلوق ( َول ْو ك َ‬ ‫ون الْ ُق ْرآ َن ﴿‪ ﴾82‬النساء)‪ .‬وحينئ ٍذ هذا الذي نتدبره تتبين‬ ‫َ‬ ‫َّر َ‬ ‫َي َتدَب ُ‬
‫﴿‪ ﴾82‬النساء) كيف يمكن بهذه الدقة في كل كلمة في كل تصريف في كل فعل في كل حركة في كل صيغة ترسم صورة ثانية هذا ال يقوله إال رب العالمين‬
‫ير ٍة أَنَا َو َم ِن اتَّ َب َعنِي ﴿‪ ﴾108‬يوسف) يتكلم هذا يتكلم عن األمة نحن من أمة محمد صلى اهلل عليه‬ ‫ص َ‬ ‫ْعو إِلَى اللَّ ِه َعلَى َب ِ‬ ‫على لسان نبي‪ُ ( .‬ق ْل َه ِذ ِه َس ِبيلِي أَد ُ‬
‫‪ C‬إذا ت ِبع تأتي في العقائد إما الكفر وإما اإليمان يعني أن كفر تبعت الشيطان وأن تؤمن تبعت نبيك أو من دعاك‬ ‫وسلم لكن أين أعمالنا وأين النبي؟ نحن نتّبع‪.‬‬
‫هذا الفرق بين ت ِبع واتّبع‪ ،‬اتبع أنت بمحاوالت طويلة وهي قضية مخالفات الشريعة أو تطبيق الشريعة‪ .‬أخطر استعمال لكلمة اتبع هي ما جاءت في التحذير‬
‫ّ‬
‫ين ‪168‬البقرة) ما قال تتبعوا –بتسكين التاء‪ -‬هنا ما قال تكفروا إذا قالها تكون مع تتبع‪-‬بتسكين‬ ‫ان إِنَّ ُه لَ ُك ْم َعد ٌّ‬
‫ُو ُّم ِب ٌ‬ ‫ْط ِ‬ ‫الشي َ‬
‫ات َّ‬ ‫ال َتتَّ ِب ُعواْ ُخ ُط َو ِ‬
‫(و َ‬ ‫من إبليس َ‬
‫‪ C‬نقلده في بعض الذنوب‬ ‫‪ C‬إن شاء اهلل هذه بعيدة نتبعه‬ ‫‪ C‬التاء‪ -‬فحينئ ٍذ رب العالمين يحذرنا من أن نتّبع الشيطان ال أن نتبعه‪ ،‬أن نتبعه‬ ‫التاء‪ -‬وليس تتبع –بتشديد‬
‫ين (‪ )168‬البقرة) هذا في سورة‬ ‫ان إِنَّ ُه لَ ُك ْم َعد ٌّ‬
‫ُو ُّم ِب ٌ‬ ‫الشي َ‬
‫ْط ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫ال َتتَّ ِب ُعواْ ُخ ُط َو ِ‬ ‫ال َطيِّبًا َو َ‬ ‫ض َحال ً‬ ‫ِما فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫اس ُكلُواْ م َّ‬ ‫الخطيرة‪ .‬فرب العالمين يقول ( َيا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫األ ْن َعام َح ُمولَ ًة َو َف ْر ًشا ُكلُواْ‬ ‫ِن َ‬ ‫ين (‪ )208‬البقرة) وفي األنعام ( َوم َ‬ ‫ان إِنَّ ُه لَ ُك ْم َعد ٌّ‬
‫ُو ُّم ِب ٌ‬ ‫الشي َ‬
‫ْط ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫ال َتتَّ ِب ُعواْ ُخ ُط َو ِ‬‫السلْ ِم َك َّاف ًة َو َ‬
‫ْخلُواْ فِي ِّ‬ ‫البقرة ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ اد ُ‬
‫ِ‬
‫ان‬‫ْط ِ‬ ‫الشي َ‬ ‫ات َّ‬ ‫ان َو َمن َيتَّ ِب ْع ُخ ُط َو ِ‬ ‫ْط ِ‬ ‫الشي َ‬
‫ات َّ‬ ‫ِين آ َمنُوا ال َتتَّ ِب ُعوا ُخ ُط َو ِ‬ ‫ين (‪ )142‬األنعام) ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬ ‫ان إِنَّ ُه لَ ُك ْم َعد ٌّ‬
‫ُو ُّم ِب ٌ‬ ‫ْط ِ‬ ‫الشي َ‬
‫ات َّ‬ ‫ال َتتَّ ِب ُعواْ ُخ ُط َو ِ‬
‫ِما َر َز َق ُك ُم اللَّ ُه َو َ‬ ‫م َّ‬
‫ال َتتَّ ِب ُعواْ‬‫(و َ‬‫َ‬ ‫النور)‪.‬‬ ‫)‬ ‫‪21‬‬ ‫(‬ ‫م‬ ‫ِي‬
‫ل‬ ‫ع‬
‫َ ٌ َ ٌ‬ ‫ع‬ ‫ِي‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫الل‬‫و‬‫َ‬ ‫اء‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫َ َ‬‫ن‬‫م‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ُز‬ ‫ي‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫َّ‬
‫ِن‬ ‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ًا‬‫د‬ ‫ب‬
‫ِّ َ َ َ‬‫َ‬
‫أ‬ ‫د‬
‫ٍ‬ ‫ح‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ز‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫م‬‫ح‬
‫َ ْ ْ َََْ َ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ض‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ال‬ ‫و‬‫َ‬‫ل‬ ‫و‬ ‫ر‬
‫َ ُ ِ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫اء‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ح‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫َفِإ َ ُ ُ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫أ‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬
‫ان إِنَّ ُه‬
‫ْط ِ‬ ‫الشي َ‬
‫ات َّ‬ ‫ُ‬
‫ال َتتَّ ِب ُعواْ ُخط َو ِ‬ ‫(و َ‬‫ان) ما هي خطوات الشيطان؟ رب العالمين بهذا التحذير الشديد وهذا النهي القوي يعني أقوى أنواع الردع َ‬ ‫ْط ِ‬ ‫الشي َ‬‫ات َّ‬ ‫ُخ ُط َو ِ‬
‫ان َفِإنَّ ُه َي ْأ ُم ُر ِبالْ َف ْح َشاء َوالْ ُمن َك ِر) ما هذه خطوات الشيطان؟؟ مجمل اآلية لو تتبعنا ما‬ ‫ْط ِ‬ ‫الشي َ‬
‫ات َّ‬ ‫ان َو َمن َيتَّ ِب ْع ُخ ُط َو ِ‬ ‫ْط ِ‬ ‫الشي َ‬
‫ات َّ‬ ‫ين) (ال َتتَّ ِب ُعوا ُخ ُط َو ِ‬ ‫لَ ُك ْم َعد ٌّ‬
‫ُو ُّم ِب ٌ‬
‫يجري في هذه األمة وقد جرى في هذه األمة شيء تشيب لهوله الولدان من كثرة الفرق الضالة‪ .‬هذه الفرق الضالة ما جاءت من فراغ فهي دخلت في‬
‫اإلسالم وآمنت باهلل ورسوله واليوم اآلخر على حين غرة صارت عندنا فرق كثيرة خوارج وأشكال وألوان إلى هذا اليوم ما الذي حصل؟ قال كل واحد‬
‫منهم اتّبع خطوة من خطوات الشيطان‪ ،‬ما هي خطوات الشيطان إذًا؟ يقول إن معصية إبليس وإبليس عصى لما اهلل قال اسجد ما سجد قال (أَأَ ْس ُج ُد لِ َم ْن‬
‫ورا (‪ )18‬اإلسراء) فرب العالمين لعنه وأخرجه من الجنة ألنه عصى األمر قال أنا ما أسجد‬ ‫ْح ً‬ ‫اخ ُر ْج ِم ْن َها َم ْذؤُو ًما َّمد ُ‬ ‫ال ْ‬ ‫َخلَ ْق َت ِطي ًنا (‪ )61‬اإلسراء) قال ( َق َ‬
‫فرق بين أن غير‬ ‫ألدم أنا فقط أسجد هلل ‪ -‬في ظاهر األمر أنه هذا واهلل زين أن هذا موحد جدًا جدًا جدًا ولهذا ال يسجد إال هلل ‪ -‬لكن هذا الغبي أو المتغابي ما ّ‬
‫اهلل يأمره وأن اهلل يأمره‪ .‬رب العالمين هو الذي أمرك قال لك اسجد لهذا الرجل فعليك أن تطيع األمر‪ ،‬لو شخص آخر ملك نبي حاشاهم طبعًا قال لك تعال‬
‫اسجد تقول له ال أنا ال أسجد إال هلل‪ ،‬الذي أمرك بالسجود رب العالمين نفسه‪ ،‬الذي ق ِبلك من عباده وكنت من عباده جعلك أنت طاووس المالئكة كيف لم تفهم‬
‫كيف غاب عن فهمك أن الذي أمرك بهذا هو اهلل نفسه؟ وعليك أن ال تناقش وال تجادل لو أن الذي أمرك غيره حينئ ٍذ لك الحق أن تقول‪ .‬من أجل هذا‬
‫فرق بين األمر من اآلمِر وبين األمر من‬ ‫دعواك بأنك توحد اهلل وال تسجد لغيره هذه دعوة كذابة وغبية ومقصودة‪ ،‬فيها حسد ألنك أنت تعلم جيدًا هناك ٌ‬
‫غيره‪ .‬اآلمر الذي أمرك بأن تسجد هلل نفسه أمرك بأن تسجد آلدم فعملت أنت عملة أني أنا واهلل موحد وأنا ال أحب الشرك أنت لخبطت الدنيا بهذا المكان‬
‫ال لما خلقني وهو يعلم قبل خلقي ما سيصدر مني من‬ ‫‪ C‬هذه اإلساءة‪ .‬صار نقاش بينه وبين المالئكة‪ ،‬كيف كان يحاججهم؟ يقول لهم أو ً‬ ‫دليل على أنك متعمد‬
‫ِين (‪ )39‬الحجر) فلماذا خلقني إذًا؟‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫(وألغ ِو َينَّ ُه ْم أ ْج َمع َ‬ ‫ضالل واهلل يعلم قبل ما خلقني أني سأكون شيطانًا ومريدًا وأضل الناس وأوعد وقال ألضلنهم أجمعين َ‬
‫هذا السؤال األول‪ ،‬الثاني فلما خلقني لما كلفني بمعرفته وطاعته وهو ال ينتفع بطاعة وال يتضرر بمعصية؟ لماذا رب العالمين قال الزم نطيعه وال نعصيه‬
‫غني عن كل هذا فما فائدة أني أطيعه أو أعصيه؟ لماذا أطيعه فيكرمني وأعصيه يعذبني؟؟ ما هي فائدته هو ال ينتفع بشيء‪ ،‬ولما كلفني‬ ‫ورب العالمين ٌ‬
‫بمعرفته لما كلفني بالسجود آلدم؟ وذلك ال يزيد في معرفتي وال عصياني‪ ،‬يعني أنا رجل أعطاني معرفة وأعطاني علم كوني أسجد أو ما أسجد هذا ما يزيد‬
‫من معرفتي شيء وال يقلل منها شيء‪ ،‬ثم عملنا كل هذا خلقني وكلفني الخ ولما ما طعت لعنني وطردني‪ ،‬فلماذا طرقني طريق آدم وجعلني أمشي ورائه‬
‫ْط ُ‬
‫ان‬ ‫الشي َ‬
‫س إِلَ ْي ِه َّ‬ ‫حتى أوسوس له وأخرجه من الجنة؟ هو الذي بعثني هو قدر علي هذا‪ ،‬فلماذا يسر لي أن أتبع آدم وأتسلل إلى الجنة وأوسوس آلدم؟ ( َف َو ْس َو َ‬
‫طرقني هذا الطريق؟‬ ‫ان (‪ )36‬البقرة) لماذا سمح لي بهذا؟ لماذا ّ‬ ‫ْط ُ‬ ‫ال َيا آ َد ُم َه ْل أَدُلُّ َك َعلَى َش َج َر ِة الْ ُخلْ ِد َو ُملْ ٍك لّا َي ْبلَى (‪ )120‬طه) إلى أن قال ( َفأَ َزلَّ ُه َما َّ‬
‫الشي َ‬ ‫َق َ‬
‫ثم عملنا في آدم ما عملناه لماذا سلطني على أوالده حتى أني أنا وجنودي نراهم من حيث ال يروننا؟ لماذا سلطني هذا التسليط؟ كان ممكن يقتلني حتى بني‬
‫آدم يخلصون ثم أيضًا كونه أمهلني إلى يوم يبعثون لماذا فعل هذا؟؟ يعني كل هذه أسئلة في الحقيقة يعني تجعل كأنه في الظاهر تجعل إبليس يقول واهلل هذا‬
‫محق‪ ،‬رب العالمين لماذا سلطه؟؟ الخ‪ .‬طبعًا قالت المالئكة كلمة واحدة قالت له أنت مصيبتك في كلمة لِ َم ليس لعب ٍد أن يقول لربه اهلل عز وجل لِ َم‪ ،‬إياك أن‬
‫تقول لِ َم؟ الجندي الصالح ال يقول لقائده لِ َم؟ والمواطن الصالح ال يقول لرئيسه لِ َم؟ وخاصة أنهم يعرفون أن رئيسهم أو ملكهم أو قائدهم في غاية اإلخالص‬
‫في غاية الوطنية في غاية القدرة في غاية حب الشعب في غاية اإلنعام فال بد أن يكون له سر وأنت في كل حركة ستسأل لم؟ أين أنت؟ مفروض أنت تنفذ ثم‬
‫‪ C‬في كل جيوش العالم‬ ‫تسأل عن الحكمة هذا من حقك أما تقول ال أنا ما أفعل أنت رددت األمر على اآلمر‪ .‬هناك فرق بين من يناقش وبين من يتمرد‪،‬‬
‫المتمرد يقتل يعدم ألنه سيدمر المعركة سيدمر الخطة إذًا نقاش إبليس على هذا الشكل هذا كله نعتبره خطوة لو تأملتم كل الفرق الضالة لرأيتم أن كل فرقة‬
‫تتبع خطوة من هذه الخطوات يعني هناك ناس يعتبرون كل المسلمين مشركين هو فقط الموحد وبالتالي هو يقول أنا فقط موحد أنا ال أعبد غيرك وما هي‬
‫حكاية الخوارج؟ قالوا لسيدنا علي أنت كيف تحكم غير اهلل؟ الحكم فقط هلل كما قال إبليس (أَأَ ْس ُج ُد لِ َم ْن َخلَ ْق َت ِطي ًنا) بالضبط نفس الخطوة‪ ،‬الخوارج اتبعوا‬
‫خطوة من خطوات إبليس عندما ادعوا في الخارج أنهم ال يحتكمون إال إلى اهلل بينما اهلل عز وجل قال بين الزوجين ( َفا ْب َعثُواْ َح َك ًما ِّم ْن أَ ْهلِ ِه َو َح َك ًما ِّم ْن أَ ْهلِ َها‬
‫ِحوا َب ْي َن ُه َما (‪ )9‬الحجرات) ثم هذا اآلمر الذي هو سيدنا علي هذا الذي أجمعت‬ ‫صل ُ‬ ‫ِين ْاق َت َتلُوا َفأَ ْ‬
‫ِن الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ان م َ‬ ‫(‪ )35‬النساء) وقال بين المسلمين ( َوإِن َطا ِئ َف َت ِ‬
‫األمة على صالحه قال لك يا أخي تعال نعمل كذا حينئ ٍذ أنت اتّبعت خطوة من خطوات الشيطان كان عليك أن تسأل أن تستفسر أما أن تتمرد وتقتل عمر‬
‫وتقتل عثمان وتقتل علي وآالف الصحابة كلهم مشركون تبقى تعيث في األمة فسادًا في كل األجيال تقتل العلماء والصالحين واألولياء وأصحاب الرأي‬
‫وأصحاب العلم واهلل هؤالء كلهم مشركون وأنت فقط الصواب لماذا؟؟ أنا ال أحتكم إال هلل كلكم مشركون‪ .‬هذه خطوة من خطوات الشيطان وحينئ ٍذ كل فرقة‬
‫ضالة تجدها في النهاية قد ارتكبت خطوة من خطوات الشيطان التي كل وحدة فيها لما فعل؟ لما فعل؟ وأنتم كلكم تعرفون هذا النقاش الفلسفي بين مرتكب‬
‫الكبيرة وبين خلق األفعال التي سالت دماء المسلمين وبين الذات وبين الصفات كالم سخيف وتافه وغبي لكن هناك من تبناه وكل جماعة اتخذت لها شعارًا‬
‫وفالن وهؤالء جماعة الفالنيين بدون ذكر أسماء كلكم تعرفونها وكل واحد في النهاية قد اتخذ خطوة من خطوات الشيطان اتخذها مرجعية يسير فيها بين‬
‫الناس وهذا الذي حصل في األمة من إفساد وقتل ودماء وهذا الذي نحن فيه اآلن هذه األمة هذا التمزق الرهيب الذي لم يحدث في التاريخ مثله أساسه من‬
‫وكل وضع سيفه في رقاب اآلخر وهذه بالضبط هي‬ ‫يعتقد بأنه من علماء المسلمين وكل واحد له مذهبه وطريقته ومرجعيته وكل واحد يكفر اآلخر ويزندقه ٌ‬
‫ْث لَا َت َر ْو َن ُه ْم ﴿‪ ﴾27‬األعراف) هناك في كل‬ ‫ِن َحي ُ‬ ‫خطوات الشيطان‪ .‬كما أن الشيطان بث أعوانه لكي يقتل الناس بالذنوب والخطايا (إِنَّ ُه َي َرا ُك ْم ُه َو َو َق ِبيلُ ُه م ْ‬
‫مكان في التاريخ اإلسالمي واحد شيخ البس عمامة قذرة أقذر من قلبه مختبئ في مكان ال يعرفه أحد وينفث في سمومه منها خلْق القرآن‪ ،‬قتلوا العلماء‬
‫والقضاء الخ ومرتكب الكبيرة واألفعال هل الفعل مخلوق العبد أو هلل وكالم سقط تافه ولكن هذا الكالم التافه يقوله واحد منز ٍو في مكان في جامع في قوم‬
‫الخ وينفث في هذه السموم من غبائه أو متعمدًا في بعض األحيان حتى وصلت األمة إلى ما هي عليه اآلن‪ .‬الصف في الصالة بعضهم يكفر البعض‬
‫وبعضهم يتمنى أن يقتل البعض وتعرفون ما جرى في العراق‪ .‬الذي جرى في العراق كله حرب طائفية دينية وكلها جميعًا بال استثناء من خطوات‬
‫(والَ‬‫الشيطان‪ .‬إذا خطر بقلبك أن هذا الذي يقول ال إله إال اهلل أن قتله هذا هو الجهاد فأنت واح ٌد من أتباع هذا الشيطان وقد اتبعت خطواته كما قال تعالى َ‬
‫ِين) وهذه هي األمة اليوم في غواية ما بعدها غواية رب العالمين قال الناجون‬ ‫(و ُ‬
‫أل ْغ ِو َينَّ ُه ْم أَ ْج َمع َ‬ ‫‪ C‬وهو قال َ‬ ‫ين)‬ ‫ان إِنَّ ُه لَ ُك ْم َعد ٌّ‬
‫ُو ُّم ِب ٌ‬ ‫الشي َ‬‫ات َّ‬ ‫َتتَّ ِب ُعواْ ُخ ُط َو ِ‬
‫ْط ِ‬
‫ول َش ِهيدًا َعلَ ْي ُك ْم ﴿‪ ﴾78‬الحج) إذا وضعت لنفسك عنوانًا آخر فئويًا أو‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫ون َّ‬ ‫ْل َوفِي َه َذا لَِي ُك َ‬ ‫ِن َقب ُ‬‫ِين م ْ‬‫اهي َم ُه َو َس َّما ُك ُم الْ ُم ْسلِم َ‬ ‫ْر ِ‬‫الوحيدون قال (مِلَّ َة أَِبي ُك ْم إِب َ‬
‫حزبيًا أو طائفيًا فأنت واح ٌد من الذين ينفذون خطوات الشيطان في هذه األمة وما أكثرهم اليوم‪ .‬فمن عوفي من ذلك فليحمد اهلل من عوفي وقال كل من يقول‬
‫بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر اهلل لهم) ورحمة اهلل تسع كل شيء ما دمت توحد‬ ‫ال إله إال اهلل هو أخي وكلنا خطاءون (ولو لم تذنبوا لذهب اهلل بكم ثم جاء ٍ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫اهلل وتتبع الرسول ماذا يعني كل هذا؟ إياك أن تفلسف النص على حساب هواك (ات َب َع َه َواه) إياك أن تتبع هواك ألن النصوص ح ّمالة أوجه ورب العالمين‬
‫ون ﴿‪َ ﴾2‬ولََق ْد َف َتنَّا الَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫اس أَ ْن ُي ْت َر ُكوا أَ ْن َي ُقولُوا آَ َمنَّا َو ُه ْم ال ُي ْف َتنُ َ‬ ‫جعل هذه النصوص بهذا الثراء تحتمل الوجوب لكي يميز الخبيث من الطيب (أَ َح ِس َب النَّ ُ‬
‫ِن َق ْبلِ ِه ْم ﴿‪ ﴾3‬العنكبوت)‪ .‬وحينئ ٍذ ما من فتنة أعظم من الفتنة التي تأخذ طابع الدين كما هو اآلن في العراق وباكستان وأفغانستان وفي لبنان وفي كل العالم‬ ‫مْ‬
‫‪ C‬إما طائفية أو فئوية أو حزبية وأقولها بصراحة كلهم بال استثناء الذين نسمعهم في اإلعالم كل واحد منهم على خطوة من خطوات‬ ‫اإلسالمي اآلن الفتنة دينية‬
‫ْ‬
‫ين)‪ .‬إذًا هذا الفرق بين ت ِبع وبين اتبع ومن رحمة اهلل عز وجل ما قال ال تتبعوا‪-‬بتسكين‬ ‫ّ‬ ‫ُو ُّم ِب ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ان إِنَّ ُه لك ْم َعد ٌّ‬ ‫َ‬
‫ات الشيْط ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ال َتتَّ ِب ُعوا خط َو ِ‬
‫ُ‬ ‫الشيطان واهلل قال ( َو َ‬
‫التاء‪ -‬خطوات الشيطان هذه ليست لنا لو قال ال تتبعوا معناها أشركنا أقول أنا تركت اإلسالم وأنا وثني هذا ت ِبع خطوات الشيطان من حسن الحظ قال ال‬
‫تتبعوا‪-‬بتشديد التاء‪ -‬كأن اهلل عز وجل يقول ال أخاف على هذه األمة أن تشرك ولكني أخاف عليها أن تتّبع الشيطان ال أن تتبعه‪-‬‬
‫‪C‬بتسكين التاء‪ -‬لن تترك‬
‫دينها لدين آخر وإنما سوف تترك أحكام دينها‪ .‬هذا الفرق بين ت ِبع واتّبع وعلينا أن نفهم جديًا حيثما وجدت ت ِبع يعني إما تبعت إبليس في الكفر أو تبعت‬
‫محمدًا أو أي األنبياء اآلخرين في التوحيد فيما عدا هذا فأنت هالك فإياك أن تهلك وال تفرق بين ت ِبع وبين أتّبع وكل أفعالنا اليومية ممكن أن تقول الشر طبعًا‬
‫فينا ربما نقول نكون من جماعة َت ِبع أو من جماعة اتّبع فإن كنت من جماعة ت ِبع فأنت هالك وخالد في النار إذا كنت من جماعة اتّبع ال فأنت مذنب وعليك‬
‫أن تتوب‪.‬‬
‫*ما هي اآلية التي أشكلت على الدكتور فاضل فترة طويلة حتى اكتشف لمساتها البيانية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬
‫ال ُه ْم‬ ‫ال َخ ْو ٌ‬‫علي مدة طويلة أكثر من سنة ونصف وربما سنتين هو قوله تعالى ( َ‬ ‫علي وكنت أحلّه‪ ،‬لكن الذي أشكل ّ‬ ‫هنالك أكثر من تعبير أشكل ّ‬
‫ف َعلَ ْي ِه ْم) لماذا لم ال يخافون كما قال ال هم يحزنون؟ (ال‬ ‫ال َخ ْو ٌ‬
‫‪ C‬عدة أسئلة دارت في الذهن في حينها هو قال ( َ‬ ‫ون) من حيث التأليف والتركيبة البيانية‪.‬‬ ‫َي ْح َزنُ َ‬
‫ً‬
‫خوف عليهم) باإلسم و (وال هم يحزنون) بالفعل؟ لماذا هذه المخالفة؟ ولم يقل مثال ال خوف عليهم وال حزن؟ ثم لماذا خصص الحزن بتقديم (هم) (وال هم‬
‫ال؟ قدّم (هم) في (وال هم يحزنون) لماذا لم يقل ال عليهم خوف وال هم يحزنون؟ ثم (ال خوف‬ ‫يحزنون)؟ لماذا لم يخصص الخوف قال وال عليهم خوف مث ً‬
‫خوف بالفتح فلماذا فيها قراءتين؟ إذا كان مقصود نفي الجنس فلماذا فيها قراءتين؟ هذه كانت أسئلة شغلت ذهني‬ ‫َ‬ ‫عليهم) اإلسم مرفوع وهنالك قراءة ال‬
‫كثيرًا‪.‬‬
‫ار (‪ )37‬النور)‬ ‫ْص‬‫ب‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫وب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِي‬
‫ف‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬‫و‬ ‫ي‬
‫َْ ً‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫اليوم‬ ‫ذلك‬ ‫يخافون‬ ‫ً‬
‫ال‬ ‫فع‬ ‫ألنهم‬ ‫وذلك‬ ‫يحزنون‬ ‫هم‬ ‫وال‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫يخافون‬ ‫ال‬ ‫قال‬ ‫ما‬ ‫عليهم)‬ ‫خوف‬ ‫(ال‬ ‫قال‬
‫يرا (‪ )7‬اإلنسان) هؤالء مؤمنون يخافون‪ ،‬الخوف مدح هنا‪ .‬فلما‬ ‫ان َش ُّر ُه ُم ْس َت ِط ً‬ ‫يرا (‪ )10‬اإلنسان) ( َو َي َخا ُف َ‬
‫ون َي ْو ًما َك َ‬ ‫ُوسا َق ْم َط ِر ً‬ ‫َخ ُ‬
‫اف مِن َّربِّنَا َي ْو ًما َعب ً‬ ‫(إِنَّا ن َ‬
‫كان الخوف حقيقة عبّر عنه باإلسم وما قال ال يخافون ألنه يخافون ذلك اليوم‪ .‬هو قال ال خوف عليهم‪ ،‬هذا أمر آخر‪ .‬إذن هم يخافون في الواقع وخوفهم‬
‫يوم اآلخرة مدح لهم‪ ،‬كل الم ّكلفين يخافون حتى يؤ ّمن اهلل من يؤ ّمن‪ .‬يبقى ما معنى (ال خوف عليهم)؟ ال خوف عليهم يعني ال يُخشى عليهم خطر‪ ،‬ليس‬
‫عليهم خطر‪ ،‬ال خوف عليه يعني ليس عليه خطر أما (هم) فقد يكونوا خائفين أو غير خائفين‪ ،‬قد يكون هناك إنسان غير خائف وهنالك خوف عليه وال‬
‫ال ال يخاف الحية وال العقرب وال النار لكننا نحن نخاف عليه منها هو ال يعلم‬ ‫يقدّره‪ ،‬غير خائف ألنه ال يقدر الخطر لكن هنالك خطر عليه‪ ،‬الطفل مث ً‬
‫العواقب وال يقدرها ونحن نخاف عليه أو هو يخاف من شيء غير مخوف فالطفل أحيانًا يرى اللعبة مخيفة يخاف منها وليس عليه خوف منها‪ .‬إذن قد‬
‫يكون الشخص يخاف من شيء غير مخيف وال خطر المهم أن ال يكون عليه خوف‪ ،‬هذا المهم أما إن كان خائفًا أو غير خائف ما دام ليس عليه خوف هذا‬
‫موضوع آخر‪ .‬إذن لم يقل ال يخافون ألن واقع األمر أنهم يخافون فأ ّمنهم اهلل بقوله (ال خوف عليهم) وهذا هو المهم ألن قد يكون أحدهم ال يخاف اآلخرة‬
‫ألنه ال يعلمه‪.‬‬
‫هو قال (وال هم يحزنون) جعل الحزن بالفعل وأسند إليه (وال هم يحزنون)‪ .‬لو قال ال خوف عليهم وال حزن ال يصح المعنى‪ .‬ال خوف عليهم وال حزن‬
‫عليهم يعني وال حزن عليهم يعني ال يحزن عليهم أحد يعني نفى الحزن عن غيرهم ولم ينفه عنهم يعني هم قد يحزنون لكن ال يحزن عليهم أحد‪ .‬والمطلوب‬
‫أن تنفي عنهم الحزن ال أن تنفيه عن غيرهم‪ .‬فقد يكونوا حزينين وال يحزن عليهم أحد فما الفائدة؟ المهم هموال يحزنون لكن أن ال يحزن عليهم أحد ما‬
‫ون (‪ )127‬النحل) يعني ال يستحقون أن تحزن‬ ‫ْق ِّم َّما َي ْم ُك ُر َ‬
‫ضي ٍ‬‫ال َت ُك فِي َ‬ ‫ال َت ْح َز ْن َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬
‫الفائدة؟ ثم قد يكون هذا ذم أن ال يحزن عليهم أحد كما قال ربنا ( َو َ‬
‫عليهم‪ .‬إذن لو قال ال خوف عليهم وال حزن ال يستقيم المعنى قد يكون ذم وليس فيه فائدة وال ينفعهم‪.‬‬
‫ثم قال (وال هم يحزنون) بتقديم (هم) يعني أنهم ال يحزنون ولكن الذي يحزن هو غيرهم‪ ،‬ليس هم الذين يحزنون لكن الذي يحزن غيرهم من الكفرة هؤالء‬
‫أصحاب الحزن‪ .‬لو قال ال خوف عليهم وال يحزنون يعني هم ال يحزنون لكن لم يثبت الحزن لغيرهم من الكفرة لكن هنا هو أثبت الحزن لهم ونفاه عن‬
‫غيرهم التقديم أفاد الحصر‪ ،‬ما أنا فعلت هذا يعني فعله غيري أثبته لغيري‪ ،‬ما أنا قلته‪ .‬فأراد ربنا تبارك وتعالى أن ينفي عنهم الحزن ويثبته لغيرهم (وال‬
‫هم يحزنون)‪.‬‬
‫ما قال ال عليهم خوف بتقديم الجار والمجرور كما قال وال هم يحزنون وهذا أيضًا ال يصح‪ .‬عندما يقول ال عليهم خوف يعني ليس عليهم الخوف ولكن‬
‫الخوف على غيرهم وهذا أيضًا ال يصح‪ .‬أنت ال تخاف على الكفار‪ ،‬أنت نفيت الخوف عنه وأثبته على غيرهم يعني أنت تخاف على غيرهم وغيرهم أي‬
‫الكفار‪ ،‬من يخاف على الكفار؟ دعهم يذهبوا إلى الجحيم‪ ،‬إذن لماذا نخاف عليهم؟ هذا المعنى يفهم إذا قدّم لو قال ال عليهم خوف كان نفاه عنهم وأثبته على‬
‫غيرهم ونحن ال نخاف على الكفار من الذي يخاف على الكفار وهم مغضوب عليهم؟‪ .‬إذن ال يصح أن يقال ال عليهم خوف كما قال وال هم يحزنون‪.‬‬
‫(خوف)؟ ما الفرق‬ ‫ٌ‬ ‫(إن)‪ .‬لماذا رفع‬ ‫خوف عليهم نص في نفي الجنس وال النافية للجنس تعمل عمل ّ‬ ‫َ‬ ‫يبقى السؤال لماذا قال ال خوف عليهم برفع الخوف؟ ال‬
‫أي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫في المعنى من حيث الرفع والبناء في النصب؟ لما تقول ال رجل أو ال رجل‪ ،‬لما تقول ال رجل بالبناء على الفتح هذا نفي نص الجنس يعني ال يوجد ّ‬ ‫َ‬
‫رجل إحتمال وجود رجلين أو ثالثة أو أربعة هذا احتمال‬ ‫رجل يفيد نفي الجنس على الراجح ألنه يحتمل نفي الواحد‪ ،‬عندما نقول ال ٌ‬ ‫رجل مطلقًا‪ ،‬وال ٌ‬
‫خوف عليهم نص في‬ ‫َ‬ ‫خوف عليهم بل أكثر من خوف بينما ال‬ ‫ٌ‬ ‫خوف عليهم يعني في غير القرآن يمكن أن تجعله ال‬ ‫ٌ‬ ‫واحتمال نفي الجنس على األرجح‪ .‬ال‬
‫نفي الجنس‪ .‬ال شك السياق نفي الجنس تخصيصًا من أكثر من ناحية‪ :‬من ناحية مقام مدح‪ ،‬من ناحية قال (وال هم يحزنون) فإذا كانوا ال يحزنون فإنه ال‬
‫خوف عليهم ألن الحزن إذا كان هنالك شيء مخوف فتحزن لذلك‪ .‬إذن دلت القرائن على نفي الخوف تنصيصًا وجاء بـ (ال) النافية للجنس أيضًا في قراءة‬
‫أخرى‪ .‬فإذن القراءتان دلت على نفي الخوف تنصيصًا وبالقرينة‪ .‬لكن هنالك مسألة إذا كان هو أفاد نفي الجنس تنصيصًا أو بالقرينة إذن لماذا يأت بنفي‬
‫‪ C‬األول كون حرف الجر (عليهم) متعلق بالخوف مث ً‬
‫ال ( َفإِ َذا ِخ ْف ِت‬ ‫خوف عليهم) بالرفع هذا يفيد معنيين‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫خوف عليهم؟ هو عندما يقول (ال‬ ‫َ‬ ‫الجنس ولم يقل ال‬
‫َعلَ ْي ِه َفأَلْقِي ِه فِي الْ َي ِّم (‪ )7‬القصص) متعلق بـ(خاف)‪ ،‬إني أخاف عليك الذئاب (متعلق بخاف)‪ .‬لو كان الجار والمجرور (عليهم) متعلقًا بالخوف يكون الخبر‬
‫خوف عليهم الخبر يكون محذوفًا‪ .‬يحتمل أن يكون الجار والمجرور (عليهم) ليس متعلقًا بالخوف وإنما متعلق بكان واستقر يعني ال خوف‬ ‫ٌ‬ ‫محذوفًا ألن ال‬
‫‪ C‬وخبر) يعني‬ ‫كائن عليك‪ .‬مثل الجلوس في الصف أو الوقوف في الساحة‪ ،‬الجلوس في الصف يعني عليكم أن تجلسوا في الصف‪ ،‬الوقوف في الساحة (مبتدأ‬
‫عليكم أن تقفوا في الساحة‪ ،‬الجلوس في الصف ال يوجد خبر إذا تعلق الصف بالجلوس ال يكون هنالك خبر‪ ،‬الجلوس في الصف مطلوب نافع مفيد‪ ،‬الوقوف‬
‫‪ C‬واحتمالين وليست‬ ‫خوف عليك موجود‪ ،‬ال خوف عليك إذن فيها معنيين‬ ‫ٌ‬ ‫في الساحة مطلوب مأمور بها‪ ،‬الوقوف في الساحة عليكم أن تقفوا في الساحة‪ .‬ال‬
‫هنالك قرينة سياقية تحدد معنى معينًا‪ ،‬إذن هذا توسع في المعنى جمع معنيين‪ .‬إذا أخذناها على أن (عليهم) متعلقة بالخوف يكون الخبر محذوف يعني ال‬
‫خوف عليهم من أي مكروه أو ال خوف واقع عليهم إذن الرفع فيها احتمالين أن يكون (عليهم) متعلق بخوف فيكون الخبر محذوف تقديره كائن أو موجود‬
‫ٌ‬
‫خوف عليهم)‬ ‫نصًا ال يجوز أن يتعلق بالخوف نحويًا‪( .‬ال‬ ‫خوف عليهم ليس فيها احتمال‪( ،‬عليهم) هو الخبر ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الخوف عليهم‪ .‬أما ال‬ ‫أو (عليهم) هو الخبر‪،‬‬
‫َ‬
‫فيها احتماالن (عليهم) متعلقة بالخوف والخبر محذوف مقدر واآلخر أن (عليهم) هو الخبر وكل واحدة لها داللة‪ .‬لو قال ال خوف عليهم قطعًا (عليهم) هو‬
‫الخبر ألنه لو كان تعلق به سيكون شبيهًا بالمضاف فنقول ال خوفًا عليهم بالنصب وال يصح البناء مطلقًا ألنه شبيه بالمضاف وال يمكن أن نبني‪ .‬مثال‪ :‬ال‬
‫بائع في الدار يعني ليس هنالك أي بائع في الدار مطلقًا سواء كان هذا البائع يبيع في الدار أو في السوق أما ال بائعًا في الدار يعني الذي يبيع في الدار غير‬ ‫َ‬
‫موجود ربما يوجد واحد في الدار يبيع في السوق (يفتح في بيته ما يبيعه) وكأن الدار كان فيها متجر أو هو يبيع في بيته‪ ،‬ال بائعًا يعني الذي يبيع في الدار‬
‫َ‬
‫خوف)‬ ‫خوف عليهم سنفقد معنى‪( .‬ال‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫خوف عليهم فيها داللتان‪ .‬لو اكتفى ال‬ ‫خوف ليس له إال داللة واحدة (أن (عليهم) خبر ال) أما ال‬‫َ‬ ‫غير موجود‪.‬فإذن ال‬
‫خوف) (ال) نعربها إما عاملة عمل ليس وقسم يجعلها مهملة فيكون خوف مبتدأ وعليهم خبر‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫خوف نعربها إسم ال النافية للجنس‪ ،‬أما (ال‬
‫‪ C‬نفي الخوف الثابت والمتجدد ونفى الحزن الثابت والمتجدد‪ .‬قال (ال خوف عليهم) هذا ينفي الخوف الثابت ألنه‬ ‫هو نفى الخوف والحزن الثابت والمتجدد‪،‬‬
‫‪ C‬ألنك تخاف فتحزن‪ ،‬نفي الحوف الثابت ينفي الحزن‬ ‫استعمل الحزن و (وال هم يحزنون) نفي الحزن المتجدد‪ .‬نفي الحزن لمتجدد ينفي الخوف المتجدد‬
‫‪ C‬لما نفى‬‫الثابت فلما جاء أحدهما بالفعل واآلخر باإلسم وأحدهما مرتبط باآلخر‪ ،‬نفى (ال خوف) نفى الخوف الثابت (وال هم يحزنون) نفى الحزن المتجدد‪،‬‬
‫ال ثم الحزن يعدما يقع إذا وقع ما يخاف منه‪.‬‬ ‫‪ C‬ألن األمر قبل أن يقع مخوف منه فإذا وقع حزنت عليه‪ .‬الخوف أو ً‬ ‫‪ C‬يقتضي نفي الخوف المتجدد‬ ‫الحزن المتجدد‬
‫فهمنا الحزن المتجدد من الفعل المضارع (ال هم يحزنون) الذي فيه تجدد واستمرار وهذا يقتضي (ال خوف عليهم) ألن الحزن مرحلة تالية للخوف فإذا‬
‫نفى ما يستجد من الحزن ينفي ما يستجد من الخوف‪ .‬ونفى الخوف الثابت والحزن الثابت فإذن عندما جمع األمرين نفى الخوف عليهم الثابت والمتجدد‬
‫والحزن الثابت والمتجدد‪.‬‬
‫خوف عليهم وال حزن لهم؟ جملتان إسميتان تدالن على الثبوت؟ لو قال ال حزن لهم هو ينفي الحزن عنهم وال يثبته لغيرهم‪ ،‬هو قال (وال هم‬ ‫ٌ‬ ‫لماذا لم يقل ال‬
‫‪ C‬لغيرهم‪ .‬لو قال وال لهم حزن هذا تنصيص على الجنس بمعنى ليس هنالك نص في نفي الجنس‬ ‫يحزنون) أثبت الحزن لغيرهم لو قال ال حزن لهم لم يثبته‬
‫يعني ال لهم حزن ألن ال النافية للجنس ال يتقدم خبرها على إسمها فإذا تقدّم ال تعود نصًا في نفي الجنس ثم يجب رفع الحزن ال يجوز نصبه وال بناءه (وال‬
‫حزن) ما دام تقدم الخبر تصير (ال) مهملة‪ .‬ثم سنخسر الثابت والمتجدد ألنها تصبح كلها إسمًا إذن تنفي الثابت فقط وال تنفي الثابت والمتجدد‪ .‬ولذلك‬ ‫لهم ٌ‬
‫هذا التعبير أجمع تعبير للداللة على المعنى بحيث كل تغيير ال يمكن أن يكون فيه‪ ،‬هذا كله في (ال خوف عليهم وال هم يحزنون)‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬إلى أي كتب رجعت؟‬
‫هذه لم أجدها في الكتب‪ ،‬رجعت إلى كتب التفسير وقد يكون هناك كتبًا أخرى لم أطلع عليها‪ ،‬راجعت كل الكتب التي بين يدي من كتب اللغة فلم أجدها بهذا‬
‫التفصيل‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬إذن المدخل إلى فهم آي القرآن هو النحو والتركيب فما بال الدعاة ال يقيمون أود جملة صحيحة فصيحة؟ وكيف يفهمون القرآن وهم لم يفهموا اللغة‬
‫العربية الفصحى ويخطئون فيها؟‬
‫هذا نقص عجيب‪ .‬وال بد أن نفهم جيدًا قواعد اللغة حتى نعمل على سبر أغوار القرآن الكريم وهذا أول شرط وضعه أهل علوم القرآن لتفسير القرآن وهو‬
‫التبحر في علوم اللغة "وال تغني المعرفة اليسيرة" هذا أول شرطا‪ ،‬ليس المعرفة فقط وإنما التبحر في علوم اللغة نحوها وصرفها ولغتها وبالغتها هكذا نصًا‬
‫ال وهنالك أمور أخرى‪.‬‬ ‫"وال تغني المعرفة اليسيرة"‪ .‬إذن ال نأخذ التفسير من أي أحد وال بد أن يكون مشهودًا له بالتحصيل في علوم اللغة العربية هذا أو ً‬

‫آية (‪:)39‬‬
‫ار هُ ْم فِيهَا خَالِ ُدونَ (‪ )39‬البقرة)؟(ورتل القرآن‬ ‫ُوا بِآيَاتِنَا ُأولَـِئ َ‬
‫ك َأصْ َحابُ النَّ ِ‬ ‫روا َو َك َّذب ْ*‬
‫*ما داللة اآليات فى قوله تعالى( َوالَّ ِذينَ َكفَ ْ‬
‫ترتيالً)‬
‫اآليات جمع آية وهي الشيء الذي يدل على أمر من شأنه أن يخفى‪ .‬ولذلك قيل ألعالم الطريق آيات ألنها وضعت إلرشاد الناس إلى الطرق الخفية في‬
‫ّ‬
‫الضال في متاهة الحياة إلى طريق الخير والفالح‪.‬‬ ‫الرمال‪ .‬وسميت ُج َمل القرآن آيات ألنها ترشد‬
‫آية (‪:)40‬‬
‫* أغلب السور* يضرب المثل بقصة موسى* فما داللة هذا؟ وما اللمسة البيانية في تكرار قصة موسى؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫وذكرت أكثر من القصص األخ‪CC‬رى أو ً‬
‫ال ألن تلك األق‪CC‬وام‬ ‫ليست القصة الوحيدة التي تتكرر في القرآن‪ ،‬لكن قصة موسى فيها تفاصيل كثيرة وأطيل فيها ُ‬
‫‪C‬داء وإلى‬‫‪C‬وادث ومواقف وع‪C‬‬ ‫بادت وهلكت ولم يبق منها أحدًا أما بنو إسرائيل فباقون في زمن الرسول ‪ ‬ومستمرون إلى اآلن وكان لهم مع الرسول ‪ ‬ح‪C‬‬
‫اآلن ومستمرون إلى ما قبل يوم القيامة‪ .‬فإذن التكرار له داللته ألنهم سيبقون معكم إلى ما شاء اهلل وهم يحاربونكم ويفعلون كذا ويمكرون‪ ،‬فذكر أفعالهم مع‬
‫موسى كيف فعلوا مع موسى؟ لقد أوذي أكثر من هذا فصبر وفي الحديث "رحم اهلل أخي موسى لقد أوذي أكثر من هذا فصبر" فآذوا موسى وذكر كثير من‬
‫أحوالهم فال نعجب أن يفعلوا مثل هذه األشياء أو أكثر معنا حتى نتعظ ونعرف كيف كانوا يفعلون وهم نفسهم فإذن تكرارها أنهم كتابهم ال يزال موجودًا مع‬
‫محرف والقوم ال يزالون وليس كبقية األقوام الذين انقرضوا مثل قوم عاد وصالح ولوط أما اليهود فبقوا وبقي كت‪CC‬ابهم وبقي لهم مواقف وس‪CC‬يبقى لهم‬ ‫أنه َّ‬
‫اآلخ َر ِة ِج ْئنَا ِب ُك ْم لَفِي ًفا (‪ )104‬اإلسراء) ولذلك كان ذكرهم واستمرارهم‬
‫ض َفِإ َذا َجاء َو ْع ُد ِ‬ ‫َ‬
‫اس ُكنُواْ األ ْر َ‬ ‫(و ُقلْنَا مِن َب ْع ِد ِه لَِبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫ِيل ْ‬ ‫مواقف إلى الوقت الذي َ‬
‫باستمرار بقائهم ووجودهم‪.‬‬
‫وا بِ َع ْه ِدي ُأ ِ‬
‫وف بِ َع ْه ِد ُك ْ*م َوِإيَّا َ‬
‫ي فَارْ هَب ِ‬
‫ُون (‪ )40‬البقرة) إخت**ار تع**الى لفظ العهد لليه**ود ولم يقل أوف**وا* وع**دكم فهل له**ذا من بُع* ٍد‬ ‫*( َوَأوْ فُ ْ‬
‫آخر؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫هذا من لطائف القرآن خاطبهم اهلل تعالى بإسم التوراة المعروف عندهم‪ .‬أليست التوراة تسمى عندهم العهد؟ ل‪CC‬ذلك الكلمة مزدوجة الداللة ألم‪CC‬رين‪ :‬ألنها‬
‫تأمرهم بإلتزام أوامر اهلل وتأمرهم بالتزام وصايا اهلل تعالى المبثوثة في طيّات العهد القديم والتي فيها اإليمان بمحمد ‪.‬‬
‫آية (‪:)41‬‬
‫*( َوالَ تَ ْشتَر ْ*‬
‫ُوا بِآيَاتِي ثَ َمنا ً قَلِيالً َوِإيَّا َ‬
‫ي فَاتَّقُو ِن (‪ )41‬البقرة)ما داللة الباء؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪C‬اء‬
‫عندما تشتري أمرًا ما من السوق تقول اشتريت هذا بمائة درهم فانظر إلى الباء في (بمائة) دخلت على ثمن السعر وفي اآلية (تشتروا بآياتي) دخلت الب‪C‬‬
‫على آياتي لتعلمنا أن اليهود جعلوا آيات اهلل تعالى كدراهم واشتروا به عرضًا من أعراض الدنيا ال قيمة له لذلك جاء وصفه بـ (قلي ً‬
‫ال) ألنهم ب‪CC‬ذلوا أنفس‬
‫شيء واشتروا به حظًا قلي ً‬
‫ال‪ .‬‬
‫* لماذا جاءت ثمنا ً قليالً مع أنها وردت في القرآن ثمنا ً وحدها ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫الثمن كما قلنا هو العوض‪ .‬والبخس دون قدر الشيء أي ال يناسب قدره‪.‬‬
‫الثمن القليل جاء حيثما ورد في الكالم عن حق اهلل سبحانه وتعالى ومعنى ذلك أن العدوان على حق اهلل سبحانه وتعالى مهما بلغ فهو ثمن قليل‪ .‬لما يكون‬
‫ون (‪ )41‬البقرة) أي ثمن يناسب آيات اهلل عز وجل؟ ال شيء‪ .‬فكل ثمن هو يقل في شأن آيات اهلل‬ ‫َّاي َفاتَّ ُق ِ‬‫الكالم عن اآليات ( َولَا َت ْش َت ُروا ِبآَ َياتِي َث َم ًنا َقلِيلًا َوإِي َ‬
‫سبحانه ‪ ‬وتعالى‪ .‬أيًا كان الثمن فهو قليل‪ .‬فحيثما ورد الكالم عن آيات اهلل وعن عهد اهلل سبحانه وتعالى كله ثمن قليل ال يقابل‪ .‬وليس معنى ذلك ثمن قليل‬
‫‪ C‬وإنما بيان إلى أن هذا الثمن الذي أخذتموه ال يقابل آيات اهلل فهو قليل في حق اهلل سبحانه وتعالى وكل ثمن يؤخذ‬ ‫أنه يمكن أن يشتروا به ثمنًا كثيرًا‪.‬كال‪،‬‬
‫عظم ألن القرآن يفسر بعضه بعضًا‪.‬‬ ‫مقابل ذلك فهو قليل مهما ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ون فِي بُطو ِن ِه ْم إِلا النَّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ون ِب ِه ث َم ًنا قلِيلا أولئِك َما َيأكل َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اب َو َيش َت ُر َ‬ ‫ْ‬ ‫ون َما أَ ْن َز َل الل ُه م َ‬
‫َّ‬ ‫(إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬
‫اب ألِي ٌم‬
‫ُزكي ِه ْم َول ُه ْم َعذ ٌ‬‫ار َولا يُكل ُم ُه ُم الل ُه َي ْو َم ال ِق َيا َم ِة َولا ي َ‬ ‫ِن ال ِك َت ِ‬
‫‪ C‬فيقول القرآن له‪ :‬هذا‬ ‫(‪ )174‬البقرة) هذا الذي اشتريتموه هو قليل وإن كان في نظركم كبيرًا‪ .‬لما يبيع اإلنسان دينه بدنياه‪ ،‬بدنيا عظيمة يريد أن يبيعه‪،‬‬
‫اب أَلِي ٌم) ألنهم أكلوا ثمن شرائهم مقابل آيات اهلل‬ ‫ار َولَا يُ َكلِّ ُم ُه ُم اللَّ ُه َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َولَا ي َ‬
‫ُز ِّكي ِه ْم َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫ون فِي ب ُ‬
‫ُطو ِن ِه ْم إِلَّا النَّ َ‬ ‫ِك َما َي ْأ ُكلُ َ‬ ‫الذي بعت به هو قليل‪( .‬أُولَئ َ‬
‫ال مهما كان نوعه‪.‬‬ ‫سبحانه وتعالى فسماه قلي ً‬
‫‪ C‬لهم بأنهم فعلوا‬ ‫في تسع آيات وصف الثمن بأنه قليل تحقيرًا لشأنه وتهوينًا من قدره‪ ،‬تسع آيات تتحدث عن الشراء بثمن قليل‪ :‬إما أن ينهاهم عن ذلك أو يثبته‬
‫ال (ثمنًا) ليشمل كل األشياء المادية والمعنوية وحتى ال يكون هناك نوع‬ ‫ذلك وما قبضوه قليل‪ .‬أما في قضية الوصية والشهادة فى سورة المائدة فتركه مجم ً‬
‫من التحايل‪.‬‬
‫أال يمكن أن يتعاور الوصف بالبخس والقليل مع بعضهم البعض؟ يمكن إذا أريد بالبخس ما هو ليس من قدر الشيء الذي بيع وال يستقيم مع آيات اهلل‪ .‬ليس‬ ‫ُ‬
‫هناك شيء بقدر اآليات لذلك ال يستقيم إال القلّة‪.‬‬
‫آية (‪:)45‬‬
‫خَاش* ِعينَ (‪ )45‬البق*رة) (يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ* ْ‬
‫*وا‬ ‫*يرةٌ ِإالَّ َعلَى ْال ِ‬
‫الص*الَ ِة َوِإنَّهَا لَ َكبِ َ‬
‫الص*ب ِ*ْر َو َّ‬ ‫اس*تَ ِعينُ ْ*‬
‫وا بِ َّ‬ ‫*ما الفرق بين الفاصلة فى اآلي*تين ( َو ْ‬
‫صالَ ِة ِإ َّن هّللا َ َم َع الصَّابِ ِرينَ (‪ )153‬البقرة)؟‬
‫صب ِ*ْر َوال َّ‬ ‫ا ْستَ ِعينُ ْ‬
‫وا بِال َّ‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى* ‪:‬‬
‫ير ٌة إِ َّ‬
‫ال‬ ‫ال ِة َوإِنَّ َها لَ َك ِب َ‬
‫الص َ‬
‫ْر َو َّ‬
‫الصب ِ‬ ‫اس َتعِينُواْ ِب َّ‬‫ِين (‪)43‬إذن ( َو ْ‬ ‫ار َك ُعواْ َم َع َّ‬
‫الرا ِكع َ‬ ‫ال َة َوآتُواْ َّ‬
‫الز َكا َة َو ْ‬ ‫في األولى تقدم ذكر الصالة والمطالبة بها قال ( َوأَقِي ُمواْ َّ‬
‫الص َ‬
‫ال َت ُقولُواْ لِ َم ْن يُ ْق َت ُل فِي َس ِ‬
‫بيل‬ ‫(و َ‬‫ِين (‪ )45‬البقرة‪ .‬في اآلية الثانية ختمها بالصبر ألن السياق في الصبر ‪ ،‬بعد أن قال (إن اهلل مع الصابرين) قال َ‬ ‫اشع َ‬‫َعلَى الْ َخ ِ‬
‫ين (‪ )155‬الَّذ َ‬ ‫ات َو َب ِّش ِر َّ‬‫س َوالثَّ َم َر ِ‬ ‫ال َواألن ُف ِ‬ ‫ص ِّم َن َ‬ ‫وع َو َن ْق ٍ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ال َت ْش ُع ُر َ‬‫ات َب ْل أَ ْح َياء َولَكِن َّ‬ ‫اللِهّ أَ ْم َو ٌ‬
‫ِين‬ ‫الصا ِب ِر َ‬ ‫األ َم َو ِ‬ ‫ون (‪َ )154‬ول َنبْل َونَّك ْم ِب َش ْي ٍء ِّم َن ال َخوف َوال ُج ِ‬
‫ين) أما في اآلية األولى السياق في‬ ‫الصا ِب ِر َ‬‫عون (‪ )156‬البقرة) السياق مع الصبر إذن ختمها (إِ َّن اللَهّ َم َع َّ‬ ‫اج َ‬ ‫ُ‬
‫صي َب ٌة َقالواْ إِنَّا لِلِهّ َوإِنَّـا إِلَ ْي ِه َر ِ‬ ‫إِ َذا أَ َ‬
‫صا َب ْت ُهم ُّم ِ‬
‫الصالة فقال (إال على الخاشعين)‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫ين ﴿‪﴾153‬‬ ‫الصا ِب ِر َ‬‫الصلَا ِة إِ َّن اللَّ َه َم َع َّ‬
‫ْر َو َّ‬ ‫(اس َتعِينُوا ِب َّ‬
‫الصب ِ‬ ‫ِين ﴿‪ ﴾45‬البقرة) ومرة قال ْ‬ ‫اشع َ‬‫ير ٌة إِلَّا َعلَى الْ َخ ِ‬ ‫الصلَا ِة َوإِنَّ َها لَ َك ِب َ‬
‫ْر َو َّ‬ ‫اس َتعِينُوا ِب َّ‬
‫الصب ِ‬ ‫قال تعالى ( َو ْ‬
‫البقرة) في األولى كان يخاطب بني إسرائيل ويقول الصالة عندكم كبيرة وشاقة عليكم وتتهاونون فيها وما تصلون وقلنا لكم قولوا حطة قلت زمحيقة يعني‬
‫ِين) الخاشعون من بني إسرائيل الرهبان أصحاب العلم الصالحون منهم يصلّون‬ ‫اشع َ‬‫ير ٌة إِلَّا َعلَى الْ َخ ِ‬
‫شغلتكم شغلة فعندما خاطب بني إسرائيل قال ( َوإِنَّ َها لَ َك ِب َ‬
‫‪ C‬ما تكون عن عبادة اهلل وهم يتثاقلون منها كما قال‬ ‫ولكن األكثرية الغالبة من اليهود ال يصلّون وإذا صلّوا صالة كلها غير صحيحة وفيها بدع كثيرة وأبعد‬
‫ين)‬ ‫اس ﴿‪ ﴾142‬النساء) بينما لما خاطب المسلمين قال ال إن اهلل يحب الصابرين (إِ َّن اللَّ َه َم َع َّ‬
‫الصا ِب ِر َ‬ ‫ون النَّ َ‬ ‫ُرا ُء َ‬ ‫الصلَا ِة َقا ُموا ُك َسالَى ي َ‬
‫تعالى ( َوإِ َذا َقا ُموا إِلَى َّ‬
‫ال هل هناك أمة في العالم تصلي في المساجد خمس مرات من الفجر إلى العشاء إال هذه األمة والجوامع مليئة الفجر والظهر والعصر والمغرب‬ ‫وفع ً‬
‫ين) يا أيها المسلمون بينما‬ ‫الصا ِب ِر َ‬ ‫َّ‬
‫‪ C‬بها واهلل قال (إِ َّن الل َه َم َع َّ‬
‫والعشاء وبالبيوت الضحى واألوابين والتهجد الصالة عند هذه األمة عماد الدين وهم يتلذذون‬
‫اليهود غير ذلك‪.‬‬
‫آية (‪:)47‬‬
‫*ما داللة تفضيل بني إسرائيل (وإني فضلتكم على العالمين)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫(وأني فضلتكم على العالمين) هؤالء أتباع موسى ‪ ‬في زمانه قبل مجيء عيسى ‪ ‬وأتباع كل نبي ّ‬
‫مفضلون على العالمين في زمانهم قبل أن يأتي النبي‬
‫اآلخر وليس العالمين إلى قيام الساعة ‪.‬‬
‫آية (‪:)48‬‬
‫س َش* ْيًئا َواَل يُ ْقبَ* ُل ِم ْنهَا َش*فَا َعةٌ َواَل‬
‫*ما داللة اإلختالف في الشفاعة والعدل بين آيتي سورة البق**رة ( َواتَّقُ**وا يَوْ ًما اَل تَجْ* ِزي نَ ْفسٌ ع َْن نَ ْف ٍ‬
‫س َش* ْيًئا َواَل يُ ْقبَ* ُل ِم ْنهَا عَ* ْد ٌل َواَل تَ ْنفَ ُعهَا َش*فَا َعةٌ َواَل هُ ْم‬ ‫يُْؤ خَ ُذ ِم ْنهَا َع ْد ٌل َواَل هُ ْم يُ ْن َ‬
‫صرُونَ (‪ ))48‬و ( َواتَّقُ*وا يَوْ ًما اَل تَجْ* ِزي نَ ْفسٌ ع َْن نَ ْف ٍ‬
‫صرُونَ (‪))123‬؟‬ ‫يُ ْن َ‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫الجرم الذي هو الفدية‪ .‬إيصال هذا المال أو المبلغ لمستحقه في حال قيام اإلنسان بجريمة أو ما شابه ألهل المرتكب عليه الجريمة أو‬‫العدل معناه ما يعادل ُ‬
‫الشخص نفسه اإليصال له أسلوبان‪ :‬األول أن يرسل وفد صلح وشفاعة حتى يقبلوا ما يقدمه لهم فيبدأوا أو ً‬
‫ال بإرسال الوفد ثم يذهب بالفدية أو المقابل‪.‬‬
‫والصورة األخرى أن يذهب إبتداء فيقدم ما عنده فإذا رفض يذهب ويأتي بوسطاء يسفعون له‪ .‬اآليتان كل واحدة منهما نظرت إلى صورة‪ .‬فنُفي الصورتان‬
‫(واتَّ ُقوا َي ْو ًما لَا َت ْج ِزي َن ْف ٌ‬
‫س‬ ‫عن القبول فيما يتعلق باألمم التي آمنت قبل اليهود بشكل خاص حتى يؤمنوا باهلل تعالى ورسوله محمد ‪ ‬وبكتابه‪ .‬اآلية األولى َ‬
‫ون (‪ ))48‬هذه الصورة األولى تقدمون الشفاعة غير مقبولة‪ .‬الشفاعة ى تقبل والفدية‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ْل َولَا ُه ْم يُ ْن َ‬ ‫ُؤ َخ ُذ ِم ْن َها َعد ٌ‬ ‫س َش ْي ًئا َولَا يُ ْق َب ُل ِم ْن َها َش َف َ‬
‫اع ٌة َولَا ي ْ‬ ‫َع ْن َن ْف ٍ‬
‫ون (‪ ))123‬هذه الصورة الثانية‪ .‬نجمع بين‬ ‫ص ُر َ‬‫اع ٌة َولَا ُه ْم يُ ْن َ‬ ‫س َش ْي ًئا َولَا يُ ْق َب ُل ِم ْن َها َعد ٌ‬
‫ْل َولَا َت ْن َف ُع َها َش َف َ‬ ‫س َع ْن َن ْف ٍ‬ ‫(واتَّ ُقوا َي ْو ًما لَا َت ْج ِزي َن ْف ٌ‬‫ال تؤخذ‪ .‬اآلية َ‬
‫اآليتين على بعد ما بينهما هذه نظرت في صورة وهذه نظرت في صورة فانتفت كلتا الصورتين يعني ال يمكن أن يقبل منكم إال أن تتبعوا هذا النبي ال‬
‫تقدموا ابتداء وال تأتون بالشفاعة هذا كله ال يُقبل والذي يقبل منكم هو اإليمان بما أنزلت مصدقًا لما معك‪.‬‬
‫(ال يقبل منها) استعمل المذكر (يقبل) مع الشفاعة‪ .‬الشفاعة مؤنثة حتى تكون الشفاعة مطلقة إذا فصلت بين المؤنث والمجازي‪.‬التأنيث‪ .‬مع المؤنث‬
‫الحقيقي يجوز التذكير والتأنيث يقول ذهب إلى الجامعة فاطوة وذهبت إلى الجامعة فاطمة هكذا إذا كان هناك فصل‪ .‬لكن ذهبت فاطمة ال يجوز غير هذا‪،‬‬
‫إال ذهبت فاطمة‪ .‬أما المؤنث المجازي تقول‪ :‬طلعت الشمس وطلع الشمس ابتداء فهنا مؤنث مجازي ومع ذلك فصل فذك ّكر حتى يكون الكالم عامًا عن‬
‫الشفاعة أيًا كانت ليس لتأنيثها وإنما جعلها عامة يعني ال يقبل منها أي شيء من أشياء الشفاعة‪.‬‬
‫كأنه نوع من التيئيس ألن اإلنسان إذا إرتكب جرمًا إما أن يذهب بالعدل أي المال المقابل للجرم إلى القبيلة فإذا ُرفِض يذهب ويأتي بالشفعاء أو العكس يأتي‬
‫ال حتى يقبلوا العدل منه‪ .‬فالقرآن الكريم يأّس بني إسرائيل من الحالتين ال يقبل منكم عدل إبتداء وبعده شفاعة وال شفاعة ابتداء ثم يأتي العدل‬ ‫بالشفعاء أو ً‬
‫بعد ذلك ال ينفعكم إال أن تتبعوا محمدًا ‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫س َش ْي ًئا َولَا ُي ْق َب ُل ِم ْن َها‬‫س َع ْن َن ْف ٍ‬ ‫ِين ﴿‪َ ﴾47‬واتَّ ُقوا َي ْو ًما لَا َت ْج ِزي َن ْف ٌ‬ ‫ضلْتُ ُك ْم َعلَى الْ َعالَم َ‬‫ِي الَّتِي أَ ْن َع ْم ُت َعلَ ْي ُك ْم َوأَنِّي َف َّ‬
‫ِيل ْاذ ُك ُروا ن ِْع َمت َ‬ ‫اآلية األولى ( َيا َبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫ال العدل الفداء يعني الفدية شخص يفتدي نفسه بمال الشفاعة ال بدون مال مجانًا لكنه‬ ‫ون ﴿‪ ﴾48‬البقرة) الشفاعة أو ً‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ُؤ َخ ُذ ِم ْن َها َعد ٌ‬
‫ْل َولَا ُه ْم يُ ْن َ‬ ‫اع ٌة َولَا ي ْ‬
‫َش َف َ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ُؤ َخذ ِم ْن َها َعدْل) شفاعة أوال وعدل ثانيًا في آية‪ 123‬غيّر الترتيب قال ( َواتَّقوا‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫اعة َولا ي ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫(ولا يُق َبل ِم ْن َها َش َف َ‬ ‫َ‬ ‫ًَا‬
‫بوجاهة أحد الناس يشفع لك ‪ .‬إذ أول مرة قال َ‬
‫ون ﴿‪ ﴾123‬البقرة) يقبل منها عدل أي فدية وال تنفعها شفاعة‪ .‬لماذا‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اعة َولا ُه ْم يُن َ‬‫ٌ‬ ‫س َش ْي ًئا َولَا يُ ْق َب ُل ِم ْن َها َعدْل َولا َتنف ُع َها شف َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫س َع ْن َن ْف ٍ‬ ‫َي ْو ًما لَا َت ْج ِزي َن ْف ٌ‬
‫وأخر الفدية وفي الثانية أخر الشفاعة وقدم الفدية؟ باختصار شديد الحديث لبني إسرائيل ورب العالمين يخاطبهم في هاتين اآليتين‬ ‫في األولى قدم الشفاعة ّ‬
‫(ولَا يُ ْق َب ُل‬‫يحذرهم من أن هذه النعم التي أنعم اهلل بها عليهم أنهم لم يؤدوا شكرها فيحذرهم يقول اتقوا ذلك اليوم القادم وهو يوم القيامة في ذلك اليوم مرة قال َ‬
‫ْل) الثانية بالعكس‪.‬‬ ‫ُؤ َخ ُذ ِم ْن َها َعد ٌ‬
‫اع ٌة َولَا ي ْ‬
‫ِم ْن َها َش َف َ‬
‫حريص جدًا على المال أكثر من حرصه على حياته هذا موجود في كل األمم لكن في اليهود أكثر‪ .‬المعروف‬ ‫ٌ‬ ‫نوع‬
‫الفرق أن بني إسرائيل ككل األمم نوعان ٌ‬
‫أن اليهود يحبون المال حبًا أكثر من أنفسهم ألف مرة بحيث أن اإلنسان يقدم نفسه فداء لحفظ ماله وال يقدم ماله فداء لحفظ نفسه وهذا موجود في كل الدنيا‬
‫ْل) قدّم العدل وهو الفداء في اآلية التي قدم فيها الفداء يخاطب أولئك اليهود الذين يفدون‬ ‫لكن في بني إسرائيل ظاهرة‪ .‬إذًا خاطبهم وقال ( َولَا يُ ْق َب ُل ِم ْن َها َعد ٌ‬
‫مالهم بأنفسهم‪ ،‬هذا واحد‪ .‬في اآلية الثانية أيضًا هناك فريق ثاني وال ينكر كما في كل األمم هناك من تكون نفسه عزيزة عليه ولهذا يفديها بماله يعطي المال‬
‫يعرض نفسه للموت‪ .‬من أجل هذا رب العالمين في اآليتين خاطب الفريقين والفريقان في بني إسرائيل ظاهران معروفان متميزان قو ٌم بلغ بهم البخل‬ ‫وال ّ‬
‫إلى حد أنه يفدي ماله بنفسه وقسم بلغ بهم حب الحياة كما رب العالمين سبحانه وتعالى وصفهم في آية أخرى أنهم يحبون الحياة هؤالء يفدي نفسه بالمال‬
‫عصر واحد يعني جاء عهد‬ ‫ٍ‬ ‫ترتيب من هاتين اآليتين رب العالمين يخاطب شريحة من شرائح بني إسرائيل وهاتان الشريحتان ليستا في‬ ‫ٍ‬ ‫وبالتالي في كل‬
‫شاع في بني إسرائيل حب المال حبًا عظيمًا وفي عهد شاع فيه حب الحياة وبالتالي هاتان اآليتان تخاطب جميع اليهود على اختالف أدوارهم في التاريخ‬
‫ض َي لَ ُه َق ْولًا ﴿‬ ‫الر ْح َم ُن َو َر ِ‬ ‫ِن لَ ُه َّ‬ ‫اع ُة إِلَّا َم ْن أَذ َ‬ ‫عمومًا‪ .‬نالحظ أيضًا أن كلمة شفاعة جاءت من ّكرة الشفاعة في القرآن تأتي عادة ّ‬
‫معرفة ( َي ْو َم ِئ ٍذ لَا َت ْن َف ُع َّ‬
‫الش َف َ‬
‫اع ٌة) الشفاعة المن ّكرة يعني‬ ‫(ولَا يُ ْق َب ُل ِم ْن َها َعد ٌ‬
‫ْل َولَا َت ْن َف ُع َها َش َف َ‬ ‫‪ ﴾109‬طه) حينئ ٍذ الشغاعة هناك معروفة شفاعة محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬لما نكرها قال َ‬
‫أن هناك شفاعات متعددة وأنواع متعددة من الشفاعات وهذه معروفة الشفاعات في اإلسالم كثيرة أهمها وأعظمها وأكرمها وأوفاها الشفاعة الكبرى شفاعة‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم (شفاعتي حق ألهل الكبائر من أمتي) (قم يا محمد فاشفع تشفع) هذه الشفاعة الكبرى ولكن هناك شفاعات إلى جانب هذه‬
‫الشفاعة‪ .‬النبي صلى اهلل عليه وسلم يقول للشهيد شفاعة إذا مات شخص وهو شهيد يشفع لسبعين من أهل بيته‪ ،‬هناك ال ُم ِس ّن المؤمن إذا بلغ المؤمن تسعين‬
‫عامًا يعني مات بعد التسعين شفعه اهلل في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار‪ ،‬العالم العامل يشفع في عشرة من أهل بيته‪ ،‬الزهراوان البقرة وآل‬
‫أي شفاعة كانت‬ ‫اع ٌة) ّ‬ ‫(ولَا َت ْن َف ُع َها َش َف َ‬
‫عمران يشفعان‪ ،‬رمضان يشفع‪ ،‬قيام الليل القرآن الكريم يشفع وهكذا شفاعات كثيرة فرب العالمين لما قال نكرة قال َ‬
‫من الشفاعات ال تنفع من ال يتقي ذلك اليوم وال يحسب له حسابًا وال يعمل له وإنما يكون كل همه في الدنيا كما هم بنو إسرائيل عمومًا‪ .‬الخطاب لبني‬
‫إسرائيل بنو إسرائيل أبصر الناس بالحياة ما من أحد بصير بالحياة كبني إسرائيل وهذا شيء معروف والتطبيق العملي أمام أعيننا جميعًا كما هم اآلن في‬
‫َت َو َظ َّن أَ ْهلُ َها‬ ‫ض ُز ْخ ُر َف َها َو َّ‬
‫ازيَّن ْ‬ ‫(حتَّى إِ َذا أَ َخ َذ ِت الْأَ ْر ُ‬ ‫العالم يحكمون العالم كله ما من بقعة وال دولة في العالم إال ولليهود عليها دالة‪ .‬حينئ ٍذ هؤالء اهلل قال َ‬
‫ون َعلَ ْي َها ﴿‪ ﴾24‬يونس) وأهل الدنيا هم اليهود من حيث أن اهلل أخبرنا بأنهم سوف يعلون علوًا كبيرًا بحيث يكون سلطانهم على جميع سكان‬ ‫ِر َ‬ ‫أَنَّ ُه ْم َقاد ُ‬
‫األرض كما هو الحال اليوم وهذا من عالمات القيامة كما هو في اآلية‪.‬‬
‫س َش *يْئا ً (‪)48‬‬ ‫(واتَّقُ ْ‬
‫وا يَوْ ما ً الَّ تَجْ * ِزي نَ ْفسٌ عَن نَّ ْف ٍ‬ ‫اخ َشوْ ا يَوْ ًما اَّل يَجْ ِزي َوالِ ٌد عَن َولَ ِد ِه) وفي البقرة قال َ‬
‫*قال تعالى فى سورة لقمان ( َو ْ‬
‫البقرة) فما الفرق بين الوالد والولد والنفس؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫الد ْن َيا َم ْع ُرو ًفا) والسورة تحمل إسم لقمان (والد) وهي مأخوذة من موقف وموعظة‬ ‫اح ْب ُه َما فِي ُّ‬
‫ص ِ‬‫ال ننسى أنه في سورة لقمان ذكر الوالدين والوصية بهما ( َو َ‬
‫ً‬
‫لقمان البنه وكيف أوصاه ووصية ربنا بالوالدين وهي داخل وصية لقمان البنه‪ ،‬إذن هذه أنسب أوال مع إسم السورة ومع ما ورد في السورة من اإلحسان‬
‫إلى الوالدين والبر بهما ومصاحبتهما في الدنيا معروفًا‪ ،‬في البقرة لم يذكر هذا‪ .‬فإذن ذكر الوالد والولد في آية لقمان مناسب لما ورد في السورة من‬
‫الد ْن َيا َم ْع ُرو ًفا) ذ ّكر أن هذا خاص بالدنيا‪ .‬في هذه اآلية (لَّا َي ْج ِزي َوالِ ٌد َعن َولَ ِدهِ) هذا في اآلخرة‬
‫اح ْب ُه َما فِي ُّ‬
‫ص ِ‬‫اإلحسان إلى الوالدين والبر ومع أنه قال ( َو َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫اخ َش ْوا َي ْو ًما لا َي ْج ِزي َوالِ ٌد َعن َول ِدهِ) إذن اإلحسان مرتبط بالدنيا‬
‫(و ْ‬
‫‪ C‬إلى اآلخرة َ‬
‫إذن المصاحبة بالمعروف واإلحسان إليهما وما وصى به في السورة ال يمتد‬
‫فقط‪ ،‬إذن ال يتوقع األب أن ولده سيجزي عنه في اآلخرة‪ ،‬عليه أن ال يتوقع ذلك وأن هذه المصاحبة ستنقطع في الدنيا وهي ليست في أمور اآلخرة فإذن‬
‫هذه مناسبة لقطع أطماع الوالدين المشركين أنه إذا كان ولدهما مؤمنًا فال ينفع عنهما وال يدفع وال يجزي عنهما شيئًا في اآلخرة فإذن هي مناسبة لما ورد‬
‫في السورة من ذكر الوالدين واألمر بالمصاحبة لهما ونحوه‪.‬‬
‫اخ َشوْ ا يَوْ ًما اَّل يَجْ ِزي َوالِ ٌد عَن َولَ ِد ِه) هذه جملة صفة والقياس كما نعلم أنه في جملة الصفة ال‬ ‫*في قوله تعالى فى سورة لقمان( َو ْ‬
‫ت َوهُ ْم الَ ي ْ‬
‫ُظلَ ُمونَ (‪ )281‬البقرة)‬ ‫وا يَوْ ًما تُرْ َجعُونَ فِي ِه ِإلَى هّللا ِ ثُ َّم تُ َوفَّى* ُكلُّ نَ ْف ٍ‬
‫س َّما َك َسبَ ْ‬ ‫يجزي فيه والد عن ولده كما قال ( َواتَّقُ ْ‬
‫صا ُر (‪ )37‬النور) فما الفرق؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫(يَخَافُونَ يَوْ ًما تَتَقَلَّبُ فِي ِه ْالقُلُوبُ َواَأْل ْب َ‬
‫جملة الصفة يكون فيها عائد يعود على الموصوف ضمير قد يكون مذكورًا وقد يكون مقدّرًا وهنا مقدر يعني النحاة يقدرون ال يجزي فيه هذا من حيث‬
‫ون فِي ِه إِلَى اللِهّ) يبقى لماذا اختار عدم الذكر؟ األمران جائزان وقد‬ ‫التقدير‪ ،‬هو جائز الذكر وجائز التقدير ألنه ذكرها في مواطن أخرى ( َو َّات ُقو ْا َي ْو ًما ُت ْر َج ُع َ‬
‫ذكرا في مواطن‪ .‬عادة الحذف يفيد اإلطالق عمومًا يعني فالن يسمعك أو فالن يسمع‪ ،‬يسمع أعم‪ ،‬يقول الحق أو يقول‪ ،‬يقول أعم‪ ،‬عدم ذكر المتعلقات يفيد‬
‫اإلطالق‪ ،‬يعطي المال أو يعطي‪ ،‬يعطي أع ّم‪ .‬إذن هو اآلن أظهر التعبير بمظهر اإلطالق لم يذكر (فيه) معناه أظهره بمظهر اإلطالق‪ .‬حق السؤال لماذا لم‬
‫يذكر هنا وفي مواطن ذكر؟ لو جزى والد عن ولده لو دفع في يوم القيامة هل هذا الجزاء يختص بهذا اليوم أو بما بعده؟ بذلك اليوم‪ ،‬لو جزى والد عن ولده‬
‫(بدون فيه) لو جزى عنه يعني لو قضى عنه ما عليه‪ ،‬هذا الجزاء سيكون الجنة‪ ،‬لو جزى لى يكون في ذلك اليوم انتهى وإنما الخلود وسيدخل الجنة‪ ،‬إذن‬
‫الجزاء ليس في ذلك الوقت وإنما أثر الجزاء سيمتد‪ ،‬الجزاء سيكون في هذا اليوم ولكن األثر هو باق ولذلك حيث قال ال يجزي لم يقل (فيه) في كل القرآن‬
‫(واتَّ ُقواْ َي ْومًا َّ‬
‫ال‬ ‫ون (‪ )48‬البقرة) ما قال (فيه)‪َ ،‬‬ ‫ُنص ُر َ‬ ‫ُؤ َخ ُذ ِم ْن َها َعد ٌ‬
‫ْل َو َ‬
‫ال ُه ْم ي َ‬ ‫ال ي ْ‬‫اع ٌة َو َ‬ ‫ال يُ ْق َب ُل ِم ْن َها َش َف َ‬
‫س َشيْئًا َو َ‬ ‫س َعن نَّ ْف ٍ‬‫ال َت ْج ِزي َن ْف ٌ‬‫(واتَّ ُقواْ َي ْومًا َّ‬ ‫مثال‪َ :‬‬
‫ون فِي ِه‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫(واتقوا َي ْو ًما ت ْر َج ُع َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ون (‪ )123‬البقرة) بخالف اآليات التي فيها (فيه) َ‬ ‫ُنص ُر َ‬ ‫َ‬
‫اعة َوال ُه ْم ي َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫س َشيْئًا َوال يُق َبل ِم ْن َها َعدْل َوال َتن َف ُع َها َش َف َ‬ ‫ْ‬
‫س َعن نَّف ٍ‬ ‫َت ْج ِزي َن ْف ٌ‬
‫وب‬‫ون َي ْو ًما َت َت َقلَّ ُب فِي ِه الْ ُقلُ ُ‬
‫ون (‪ )281‬البقرة) توفى في ذلك اليوم وإما يذهب للجنة وإما إلى النار‪َ ( .‬ي َخا ُف َ‬ ‫ُظلَ ُم َ‬‫ال ي ْ‬ ‫إِلَى اللِهّ ثُ َّم تُ َو َّفى ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫س َّما َك َس َب ْت َو ُه ْم َ‬
‫س) هذا في يوم القيامة وليس‬ ‫ار) في ذلك اليوم وبعدها ليس فيه تقلب ألنه يذهب للجنة‪ ،‬ذِكر (فيه) خصصها باليوم فقط لما قال (ثُ َّم تُ َو َّفى ُك ُّل َن ْف ٍ‬ ‫ْص ُ‬ ‫َوالْأَب َ‬
‫مستمرًا يوميًا‪ ،‬الذي في الجنة توفي والذي في النار توفي عمله‪ ،‬التوفي في يوم القيامة توفية الحساب في يوم هو يوم القيامة وأثر التوفية إما يذهب إلى‬
‫الجنة وإما إلى النار‪ ،‬تقلّب القلوب واألبصار في يوم القيامة ثم يذهب الناس إلى الجنة وال يعود هناك تقلب قلوب وال أبصار‪ ،‬وأصحاب النار في النار‪ .‬لو‬
‫‪ C‬إلى الخلود إلى األبد ولذلك لم يذكر (فيه) وأخرجه مخرج اإلطالق‪ .‬لذلك حيث‬ ‫جزى وال ٌد عن ولده لكان أثر الجزاء ليس خاصًا في ذلك اليوم وإنما تمتد‬
‫‪C‬‬‫قال ال تجزي لم يقل (فيه) لنفي المتعلق وما يترتب عليها فيما بعد‪.‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في تذكير كلمة شفاعة مرة وتأنيثها* مرة أخرى في سورة البقرة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ون {‪ )}48‬وقال في نفس‬ ‫ُنص ُر َ‬ ‫ال ُه ْم ي َ‬ ‫ْل َو َ‬ ‫ُؤ َخ ُذ ِم ْن َها َعد ٌ‬‫ال ي ْ‬ ‫اع ٌة َو َ‬ ‫ال يُ ْق َب ُل ِم ْن َها َش َف َ‬
‫س َشيْئًا َو َ‬ ‫س َعن َّن ْف ٍ‬ ‫ال َت ْج ِزي َن ْف ٌ‬‫قال تعالى في سورة البقرة ( َو َّات ُقواْ َي ْومًا َّ‬
‫ون {‪.)}123‬جاءت اآلية األولى بتذكير فعل (يقبل)‬ ‫ُنص ُر َ‬ ‫ال ُه ْم ي َ‬ ‫اع ٌة َو َ‬ ‫ال َتن َف ُع َها َش َف َ‬ ‫ْل َو َ‬‫ال يُ ْق َب ُل ِم ْن َها َعد ٌ‬
‫س َشيْئًا َو َ‬ ‫س َعن نَّ ْف ٍ‬ ‫ال َت ْج ِزي َن ْف ٌ‬‫(واتَّ ُقواْ َي ْومًا َّ‬
‫السورة َ‬
‫ّ‬
‫مع الشفاعة بينما جاء الفعل (تنفعها) مؤنثًا مع كلمة الشفاعة نفسها‪ .‬الحقيقة أن الفعل (يقبل) لم يُذكر مع الشفاعة إال في اآلية ‪ 123‬من سورة البقرة وهنا‬
‫المقصود أنها جاءت لمن سيشفع بمعنى أنه لن يُقبل ممن سيشفع أو من ذي الشفاعة‪ .‬أما في اآلية الثانية فالمقصود الشفاعة نفسها لن تنفع وليس الكالم عن‬
‫ض ٍّر َّ‬
‫ال‬ ‫الر ْح َمن ِب ُ‬‫ْن َّ‬ ‫ُرد ِ‬ ‫الشفيع‪ .‬وقد وردت كلمة الشفاعة مع الفعل المؤنث في القرآن الكريم في آيات أخرى منها في سورة يس (أَأَتَّ ِخ ُذ مِن دُو ِن ِه آلِ َه ًة إِن ي ِ‬
‫ضى {‬ ‫اعتُ ُه ْم َشيْئًا إِلَّا مِن َب ْع ِد أَن َي ْأ َذ َن اللَّ ُه لِ َمن َي َشا ُء َو َي ْر َ‬‫ات لَا تُ ْغنِي َش َف َ‬ ‫الس َما َو ِ‬‫ون {‪ )}23‬وسورة النجم ( َو َكم ِّمن َّملَ ٍك فِي َّ‬ ‫ال يُنق ُِذ ِ‬ ‫اعتُ ُه ْم َشيْئًا َو َ‬
‫تُ ْغ ِن َعنِّي َش َف َ‬
‫‪.)}26‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وفي لغة العرب يجوز تذكير وتأنيث الفعل فإذا كان المعنى مؤنّث يستعمل الفعل مؤنثًا وإذا كان المعنى مذكرًا يُستعمل الفعل مذكرًا‪ ،‬واألمثلة في القرآن‬
‫ين {‪ )}11‬وسورة يونس ( َف َك َّذبُو ُه َفن َّ‬
‫َج ْينَا ُه َو َمن َّم َع ُه فِي‬ ‫ان َعا ِق َب ُة الْ ُم َك ِّذ ِب َ‬
‫‪C‬‬ ‫ْف َك َ‬ ‫انظ ُرواْ َكي َ‬ ‫ض ثُ َّم ُ‬‫األ ْر ِ‬‫يرواْ فِي َ‬ ‫كثيرة منها قوله تعالى في سورة األنعام ( ُق ْل ِس ُ‬
‫ين {‪ )}73‬المقصود بالعاقبة هنا محل العذاب فجاء الفعل مذكرًا‪ ،‬أما في‬ ‫ان َعا ِق َب ُة الْ ُمن َذ ِر َ‬
‫ْف َك َ‬ ‫انظ ْر َكي َ‬ ‫ِف َوأَ ْغ َر ْقنَا الَّذ َ‬
‫ِين َك َّذبُواْ ِبآ َيا ِتنَا َف ُ‬ ‫الئ َ‬‫الْ ُفلْ ِك َو َج َعلْنَا ُه ْم َخ َ‬
‫ون {‪ )}135‬سوة‬ ‫الظالِ ُم َ‬ ‫ِح َّ‬ ‫ال يُ ْفل ُ‬ ‫ون لَ ُه َعا ِق َب ُة الد ِ‬
‫ِّار إِنَّ ُه َ‬ ‫ون َمن َت ُك ُ‬ ‫ف َت ْعلَ ُم َ‬ ‫ِل َف َس ْو َ‬‫اع َملُواْ َعلَى َم َكا َن ِت ُك ْم إِنِّي َعام ٌ‬ ‫(ق ْل َيا َق ْو ِم ْ‬
‫قوله تعالى في سورة ‪ ‬األنعام ُ‬
‫ون {‪ )}37‬فجاء الفعل مؤنثًا ألن المقصود هو الجنّة‬ ‫َّ‬
‫ِح الظالِ ُم َ‬ ‫َّار إِنَّ ُه لَا يُ ْفل ُ‬ ‫ُ‬
‫ون لَ ُه َعا ِق َبة الد ِ‬ ‫ُ‬
‫ِن ِعن ِد ِه َو َمن َتك ُ‬ ‫وسى َربِّي أَ ْعلَ ُم ِب َمن َجاء ِبال ُهدَى م ْ‬
‫ْ‬ ‫ال ُم َ‬ ‫القصص ( َو َق َ‬
‫نفسها‪.‬‬
‫آية (‪:)49‬‬
‫*( َوِإ ْذ نَ َّج ْينَا ُكم* ِّم ْن ِ‬
‫آل فِرْ عَوْ نَ (‪ )49‬البقرة)ما داللة كلمة آل وليس أهل؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫اآلل هم األهل واألقراب والعشيرة‪ .‬وكلمة آل ال تضاف إال لشيء له شأن وشرف دنيوي ممن يعقل فال تستطيع أن مث ً‬
‫ال أن تقول آل الجاني بل تقول أهل‬
‫الجاني‪.‬‬
‫* ما الفرق بين ( يذبّحون)فى* اآلية (‪)49‬من سورة البقرة و(ويذبّحون) فى اآلية (‪)6‬من سورة إبراهيم ؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ِساء ُك ْم َوفِي َذلِ ُكم َبالء ِّمن َّربِّ ُك ْم َع ِظي ٌم (‪))49‬‬ ‫ون أَ ْبنَاء ُك ْم َو َي ْس َت ْحي َ‬
‫ُون ن َ‬ ‫ِر َع ْو َن َي ُسو ُمو َن ُك ْم ُس َو َء الْ َع َذ ِ‬
‫اب يُ َذب ُ‬
‫ِّح َ‬ ‫آل ف ْ‬ ‫في سورة البقرة قال تعالى ( َوإِ ْذ ن َّ‬
‫َج ْينَا ُكم ِّم ْن ِ‬
‫ون أَ ْبنَاء ُك ْم َو َي ْس َت ْحي َ‬
‫ُون‬ ‫ِر َع ْو َن َي ُسو ُمو َن ُك ْم ُسو َء الْ َع َذ ِ‬
‫اب َويُ َذب ُ‬
‫ِّح َ‬ ‫آل ف ْ‬ ‫وسى لِ َق ْو ِم ِه ْاذ ُك ُرواْ ِن ْع َم َة اللِهّ َعلَ ْي ُك ْم إِ ْذ أَ َ‬
‫نجا ُكم ِّم ْن ِ‬ ‫ال ُم َ‬ ‫وفي سورة إبراهيم قال تعالى ( َوإِ ْذ َق َ‬
‫‪ C‬األبناء ( َبدَل)‪( ،‬وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب)‪ ،‬ما‬ ‫ِساء ُك ْم َوفِي َذلِ ُكم َبالء ِّمن َّربِّ ُك ْم َع ِظي ٌم (‪ .))6‬في البقرة جعل سوء العذاب هو تذبيح‬ ‫نَ‬
‫الج َمل‪،‬‬
‫فسرتها ووضحتها‪ ،‬البدل يكون في األسماء واألفعال وفي ُ‬ ‫هو سوء العذاب؟ (يذبحون أبناءكم)‪ ،‬هذه بدل من يسومونكم‪ ،‬هذه الجملة بدل لما قبلها ّ‬
‫ون أَ ْبنَاء ُك ْم) إذن هنا ذكر أمران سوء‬ ‫ِّح َ‬‫اب َويُ َذب ُ‬‫إذن (يذبّحون أبناءكم) تبيين لسوء العذاب فنسميها جملة َبدَل‪ .‬في سورة إبراهيم قال ( َي ُسو ُمو َن ُك ْم ُسو َء الْ َع َذ ِ‬
‫العذاب بالتذبيح وبغير التذبيح‪ ،‬سيدنا موسى ‪ ‬يقول لبني إسرائيل أن اهلل سبحانه تعالى أنجاهم من آل فرعون من أمرين‪ :‬يسومونهم سوء العذاب هذا أمر‬
‫‪ C‬وإنما باإلهانات األخرى‬ ‫ال وخدمًا فيعذبونهم بأمرين وليس فقط بالتذبيح‬ ‫‪ C‬باتخاذهم عبيدًا وعما ً‬ ‫‪ C‬هذا أمر آخر‪ .‬كان التعذيب لهم بالتذبيح وغير التذبيح‬ ‫والتذبيح‬
‫فذكر لهم أمرين‪ .‬إذن يسومونكم سوء العذاب هذا أمر‪ ،‬ويذبحونكم أبناءكم هذا أمر آخر‪ ،‬إذن بالتذبيح وفي غير التذبيح‪ ،‬سوء العذاب هذا أمر ويعذبونهم‬
‫آل‬ ‫يذكرهم بنعم اهلل عليهم ( اذكروا نعمة اهلل عليكم) فيذكر لهم أمورًا‪ .‬ربنا تعالى قال في سورة البقرة ( َوإِ ْذ ن َّ‬
‫َج ْينَا ُكم ِّم ْن ِ‬ ‫‪ C‬موسى ‪ِّ ‬‬ ‫عذابًا آخر غير التذبيح‪.‬‬
‫نجى يفيد التمهل‬ ‫نجاكم‪ .‬هناك فرق بين ف ّعل وأفعل‪ّ ،‬‬ ‫ِر َع ْو َن) أنجاكم ولم يقل هنا ّ‬ ‫نجاكم ِّم ْن ِ‬
‫آل ف ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِر َع ْو َن) وفي إبراهيم قال على لسان سيدنا موسى (إِذ أ َ‬ ‫فْ‬
‫‪ C‬النعم عليهم فقال (أنجاكم) فأنهى الموضوع‬ ‫والتلبّث والبقاء مثل علم وأعلم‪ ،‬علم تحتاج إلى وقت أما أعلم فهو إخبار‪ ،‬ف ّعل فيها تمهل وتلبّث‪ .‬موسى‪ ‬يعدد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال فقال أنجيناكم‪.‬حتى في‬ ‫ون (‪ )50‬البقرة)ألنهم لم يمكثوافي البحر طوي ً‬ ‫نظ ُر َ‬ ‫ِر َع ْو َن َوأَنتُ ْم َت ُ‬ ‫آل ف ْ‬‫نج ْينَا ُك ْم َوأَ ْغ َر ْقنَا َ‬
‫(وإِ ْذ َف َر ْقنَا ِب ُك ُم الْ َب ْح َر َفأَ َ‬
‫بسرعة‪.‬كما قال َ‬
‫نجاه ألنه لم يلبث كثيرًا في النار‪.‬‬ ‫ار (‪ )24‬العنكبوت)لم يقل ّ‬ ‫ِن النَّ ِ‬ ‫نجا ُه اللَّ ُه م َ‬‫إبراهيم قال ( َفأَ َ‬
‫سؤال‪:‬عندما عدّد اهلل تعالى النعم على بني إسرائيل (إذ نجيناكم) معنى هذا أنه أمهلهم في العذاب فترة؟ هم بقوا فترة وهذا واقع األمر أما سيدنا موسى ‪‬‬
‫حينما كان يعدد قال (أنجاكم) يعني خلّصكم منها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِساءك ْم َوفِي ذلِكم َبالء ِّمن َّربِّك ْم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ون أ ْبنَاءك ْم َو َي ْس َت ْحي َ‬
‫ُون ن َ‬ ‫ِّح َ‬ ‫َ‬
‫اب يُذب ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِر َع ْو َن َي ُسو ُمو َنك ْم ُس َو َء ال َعذ ِ‬ ‫ُ‬ ‫(وإِ ْذ ن َّ‬
‫َج ْينَاكم ِّم ْن ِ‬
‫آل ف ْ‬ ‫سؤال ‪ :‬ربما يقول قائل حينما تأتي اآلية َ‬
‫ون‬
‫ِّح َ‬ ‫َ‬
‫اب َويُذب ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِر َع ْو َن َي ُسو ُمو َنك ْم ُسو َء ال َعذ ِ‬
‫آل ف ْ‬ ‫ُ‬
‫نجاكم ِّم ْن ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وسى لِق ْو ِم ِه اذك ُروا ِن ْع َمة اللِهّ َعل ْيك ْم إِذ أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َع ِظي ٌم (‪ ))49‬تقولون إنها َبدَل وعندما تأتي اآلية ( َوإِذ قال ُم َ‬
‫ِساء ُك ْم َوفِي َذلِ ُكم َبالء ِّمن َّر ِّب ُك ْم َع ِظي ٌم (‪ ))6‬تقولون إن هذه غير تلك؟‬ ‫أَ ْبنَاء ُك ْم َو َي ْس َت ْحي َ‬
‫ُون ن َ‬
‫الواو عاطفة‪ ،‬وأظن أن الذي في الدراسة االبتدائية يعلم أن الواو عاطفة‪ .‬ربما يقول أن السياق واحد وإنما التعبير مختلف وهذا ال يوحي بمالحظة أو‬
‫عالمة استفهام أمام هذا التغير‪ .‬حتى في واقع الحياة أنت تذكر لشخص أمورًا وال تذكر أمورًا أخرى‪ ،‬يعني تذكر أمورًا ال تحب أن تشرحها كثيرًا وفي‬
‫موقف آخر تقولها‪ .‬اآليات تتكامل مع بعضها وتضيف إطارًا آخر حتى تكتمل مالمح الصورة وال تتعارض ولو تعارضت لقال اليذبحون أبناءكم‪.‬‬
‫ب يُ َذبِّحُونَ َأ ْبنَا َء ُك ْم َويَ ْستَحْ يُونَ نِ َسا َء ُك ْم ﴿‪ ﴾49‬البقرة) ‪-‬‬
‫(وِإ ْذ نَ َّج ْينَا ُك ْم ِم ْن َآ ِل فِرْ عَوْ نَ يَسُو ُمونَ ُك ْم سُو َء ْال َع َذا ِ‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ب يُقتلونَ ْبنَا َءك ْم َويَ ْستَحْ يُونَ نِ َسا َءك ْم ﴿‪ ﴾141‬األعراف)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫ُ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫( َوِإ ْذ َأ ْن َج ْينَا ُك ْ*م ِم ْن َآ ِل فِرْ عَوْ نَ يَسُو ُمونَك ْ*م سُو َء ال َعذا ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِسا َء ُك ْم ﴿‪ ﴾49‬البقرة) وفي ( َوإِ ْذ‬ ‫ون أَ ْبنَا َء ُك ْم َو َي ْس َت ْحي َ‬
‫ُون ن َ‬ ‫ِر َع ْو َن َي ُسو ُمو َن ُك ْم ُسو َء الْ َع َذ ِ‬
‫اب يُ َذب ُ‬
‫ِّح َ‬ ‫ِن آَ ِل ف ْ‬ ‫نتكلم عن قوله تعالى في بني إسرائيل ( َوإِ ْذ ن َّ‬
‫َج ْينَا ُك ْم م ْ‬
‫ِسا َء ُك ْم ﴿‪ ﴾141‬األعراف) عندنا (نجيناكم) وفي (أنجيناكم) وفي مرة يقول‬ ‫ون أَ ْبنَا َء ُك ْم َو َي ْس َت ْحي َ‬
‫ُون ن َ‬ ‫اب يُ َقتِّلُ َ‬
‫ِر َع ْو َن َي ُسو ُمو َن ُك ْم ُسو َء الْ َع َذ ِ‬ ‫ِن آَ ِل ف ْ‬ ‫أَ ْن َج ْينَا ُك ْم م ْ‬
‫(يذبحون أبناءكم) ومرة يقول (يقتلون أبناءكم) وهي نفس الموضوع وليس هذا عبثًا‪ .‬أنجيناكم تعني من الهالك يعني كان فرعون يهلككم فأنجيناكم بالهمزة‬
‫قتل وتذبيح هذه أنجيناكم‪( .‬نجيناكم) تعني شيء ثاني بعد أن‬ ‫‪ C‬أنجيناكم من هذا فأنجيناكم يعني أنجيناكم من ما كان يفعله بكم فرعون من ٍ‬ ‫كان فيكم قتل وتذبيح‬
‫بأمر منه إلى موسى‬ ‫ال أخذهم رب العالمين ٍ‬ ‫مكان ذي نجوى أي مرتفع و آمن وفع ً‬ ‫َج ْينَا ُك ْم) نجيناكم أي أخذنا بكم إلى ٍ‬ ‫أنجاهم اهلل من الذبح أين ذهبوا؟ قال (ن َّ‬
‫مكان آمن‪ .‬فالتنجية هي‬ ‫ون ﴿‪ ﴾23‬الدخان) وراحوا إلى سيناء ثم جاءهم المن والسلوى وفجر لهم الماء يعني دخلوا في ٍ‬ ‫أخذهم ( َفأَ ْس ِر ِب ِع َبادِي لَيْلًا إِنَّ ُك ْم ُمتَّ َب ُع َ‬
‫المكان المرتفع اآلمن في األرض كما يقول القاموس‪ .‬إذًا بعد ما أنجيناكم من القتل أوصلناكم أي نجيناكم إلى مكان آمن‪ ،‬وكل خائف بعد أن تنجيه من‬
‫الهالك تنجيه إلى مكان آمن وهذه قاعدة كما في القاموس‪ .‬إذن أنجى من الهالك نجا أوصله إلى نجوة من األرض لكي يعيش فيها آمنًا‪ .‬كما قال على سيدنا‬
‫وك َوأَ ْهلَ َك ﴿‪ ﴾33‬العنكبوت) يعني أخذه إلى مكان آمن لم يصبهم الهالك فنجى أخذهم سرى بهم إلى قرية أخرى إلى قرى بعيدة هكذا‪ ،‬هذا‬ ‫َج َ‬ ‫لوط (إِنَّا ُمن ُّ‬
‫الفرق بين أنجيناكم ونجيناكم‪ .‬وكلكم تعرفون أن التنجية أول مرة لبني إسرائيل كانت تنجية معجزة بدون أسباب اضرب بعصاك البحر فانفلق هذه‬
‫قشة وأي تنجية! تلك التنجية مبالغ فيها قال (نجيناكم) ثم هناك تنجيات أخرى على مدى أربعين‬ ‫(نجيناكم) ألنها تُبهر جعلت دولة فرعون تغرق وكأنها ّ‬
‫خمسين مائة سنة كم تنجية أنجاهم؟ التنجية األولى غير معقولة إسقاط دولة بشبر ماء‪.‬‬
‫ون أَ ْبنَا َء ُك ْم) ال يوجد تناقض‪ ،‬القتل قتل والقتل أنواع هناك إعدام‪ ،‬هناك شنق‪ ،‬هناك رصاص‪ ،‬هناك تحريق‪،‬‬ ‫ِّح َ‬ ‫ون أَ ْبنَاء ُك ْم) ومرة قال (يُ َذب ُ‬ ‫مرة قال (يُ َقتِّلُ َ‬
‫هناك تغريق‪ ،‬هذا مشاهد في العالم هكذا كان يفعل فرعون ببني إسرائيل كان يقتلهم عن طريق الذبح ولهذا سيدنا موسى لما ُولد جاء الذباحون أوحى تعالى‬
‫‪ C‬آية تتكلم عن مبدأ‬ ‫ِين (‪ )7‬القصص) فنجى من الذبح‪،‬‬ ‫ِن الْ ُم ْر َسل َ‬
‫اعلُو ُه م َ‬
‫ْك َو َج ِ‬ ‫إلى أم موسى ( َفإِ َذا ِخ ْف ِت َعلَ ْي ِه َفأَلْقِي ِه فِي الْ َي ِّم َولَا َت َخافِي َولَا َت ْح َزنِي إِنَّا َرادُّو ُه إِلَي ِ‬
‫‪ C‬هكذا الفرق بين اآليتين‪.‬‬ ‫ون أَ ْبنَا َء ُك ْم) فالقتل عن طريق الذبح‪.‬‬ ‫ِّح َ‬ ‫ون أَ ْبنَاء ُك ْم) وفي البقرة قال ( ُي َذب ُ‬ ‫القتل ( ُي َقتِّلُ َ‬
‫* ما الفرق بين األبناء واألوالد؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ون أَ ْبنَاء ُك ْم (‪ )49‬البقرة) أما األوالد فعامة للذكور واإلناث‪ .‬أبناء جمع إبن وهي للذكور أما أوالد‬ ‫ِّح َ‬ ‫‪ C‬مثل قوله تعالى (يُ َذب ُ‬ ‫األبناء أي الذكور جمع إبن بالتذكير‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْن (‪ )11‬النساء) الذكر واألنثى ( َوال َوالِد ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َه َّن َح ْولي ِ‬
‫ْن‬ ‫ض ْع َن أ ْوالد ُ‬
‫ُر ِ‬
‫َات ي ْ‬ ‫ُوصيك ُم اللُهّ فِي أ ْوال ِدك ْم لِلذك ِر مِثل َحظ األنث َيي ِ‬
‫فهي جمع ولد وهي للذكر واألنثى (ي ِ‬
‫ْن (‪ )233‬البقرة) اإلرضاع للذكور واإلناث‪.‬‬ ‫َكا ِملَي ِ‬
‫آية (‪:)50‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في ورود لفظة اليم ‪ 8‬م*****رات في قصة موسى ووردت* لفظة البحر ‪ 8‬م*****رات في القصة نفس*****ها ووردت* لفظة‬
‫البحرين مرة واحدة؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫القرآن الكريم يستعمل اليم والبحر في موقفين متشابهين كما في قصة موسى ‪ ‬مرة يستعمل اليم ومرة يستعمل البحر في القصة نفسها الي ّم كما يقول أهل‬
‫اللغة المحدثون أنها عبرانية وسريانية وأكادية وهي في العبرانية (ي ّما) وفي األكادية (يمو) الي ّم وردت كلها في قصة موسى ولم ترد في موطن آخر ومن‬
‫‪ C‬وهي كلمة عبرانية‪ .‬لكن من المالحظ أن القرآن لم يستعمل اليم إال في مقام الخوف والعقوبة أما البحر فعامة‬ ‫التناسب اللطيف أن ترد في قصة العبرانيين‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ولم يستعمل اليم في مقام النجاة‪ ،‬البحر قد يستعمله في مقام النجاة أو العقوبة‪ .‬قال تعالى ( َف ِإ َذا ِخ ْف ِت َعلَ ْي ِه َفألقِي ِه فِي ال َي ِّم (‪ )7‬القصص) هذا خوف‪َ ( ،‬فان َت َق ْمنَا‬
‫َش َي ُهم ِّم َن الْ َي ِّم َما َغ ِش َي ُه ْم (‪ )78‬طه) هذه عقوبة‪ ،‬أما البحر فعامة استعملها في النِعم‬ ‫ِم ْن ُه ْم َفأَ ْغ َر ْقنَا ُه ْم فِي الْ َي ِّم (‪ )136‬األعراف) ‪َ ( ،‬فأَ ْت َب َع ُه ْم ف ْ‬
‫ِر َع ْو ُن ِب ُجنُو ِد ِه َفغ ِ‬
‫نج ْينَا ُك ْم َوأَ ْغ َر ْقنَا‬
‫لبني إسرائيل وغيرهم ‪،‬في نجاة بني إسرائيل استعمل البحر ولم يستعمل اليم‪ .‬واستعمل البحر في النجاة واإلغراق ( َوإِ ْذ َف َر ْقنَا ِب ُك ُم الْ َب ْح َر َفأَ َ‬
‫ِر َع ْو َن (‪ )50‬البقرة) استعملها في اإلغراق واإلنجاء (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر) أي أنجيناهم‪ .‬اليم يستعمل للماء الكثير وإن كان نهرًا كبيرًا واسعًا‬ ‫آل ف ْ‬ ‫َ‬
‫يستعمل اليم ويستعمل للبحر أيضًا‪.‬‬
‫اللغة تفرق بين البحر والنهر واليم‪ :‬النهر أصغر من البحر والقرآن أطلق اليم على الماء الكثير ويشتق من اليم ما لم يشتقه من البحر (ميموم) أي غريق‬
‫لذلك تناسب الغرق‪ .‬العرب ال تجمع كلمة يم فهي مفردة وقالوا لم يسمع لها جمع وال يقاس لها جمع وإنما جمعت كلمة بحر (أبحر وبحار) وهذا من‬
‫خصوصية القرآن في االستعمال‪ .‬كونها خاصة بالخوف والعقوبة هذا من خصوصية االستعمال في القرآن‪.‬‬
‫آية (‪:)51‬‬
‫* ما الفرق بين قوله تعالى (وواعدنا موسى* أربعين ليلة) وقوله (وواعدنا موسى ثالثين ليلة وأتممناها بعشر)؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪*:‬‬
‫ِين‬ ‫وسى َث َ‬
‫الث َ‬ ‫اع ْدنَا ُم َ‬
‫(و َو َ‬
‫ون {‪ )}51‬وقال في سورة األعراف َ‬ ‫ِج َل مِن َب ْع ِد ِه َوأَنتُ ْم َظالِ ُم َ‬ ‫وسى أَ ْر َبع َ‬
‫ِين لَ ْيلَ ًة ثُ َّم اتَّ َخ ْذتُ ُم الْع ْ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة ( َوإِ ْذ َو َ‬
‫اع ْدنَا ُم َ‬
‫ِين {‪ )}142‬آية فيها إجمال وآية‬ ‫يل الْ ُم ْف ِسد َ‬
‫ال َتتَّ ِب ْع َسِب َ‬
‫ِح َو َ‬
‫صل ْ‬‫اخلُ ْفنِي فِي َق ْومِي َوأَ ْ‬ ‫ون ْ‬‫ار َ‬‫أل ِخي ِه َه ُ‬ ‫وسى َ‬ ‫ال ُم َ‬ ‫ات َرِّب ِه أَ ْر َبع َ‬
‫ِين لَ ْيلَ ًة َو َق َ‬ ‫لَ ْيلَ ًة َوأَ ْت َم ْمن َ‬
‫َاها ِب َع ْش ٍر َف َت َّم مِي َق ُ‬
‫فيها تفصيل لكن لماذا اإلجمال في موضع والتفصيل في موضع آخر؟ لو عدنا إلى سياق سورة البقرة نجد أنه ورد فيها هذه اآلية فقط في هذا المجال بينما‬
‫وسى‬ ‫ال ُم َ‬ ‫ات َربِّ ِه أَ ْر َبع َ‬
‫ِين لَ ْيلَ ًة َو َق َ‬ ‫ِين لَ ْيلَ ًة َوأَ ْت َم ْمن َ‬
‫َاها ِب َع ْش ٍر َف َت َّم مِي َق ُ‬ ‫وسى َث َ‬
‫الث َ‬ ‫اع ْدنَا ُم َ‬
‫في المشهد نفسه في سورة األعراف فيه تفصيل كبير من قوله تعالى ( َو َو َ‬
‫ال لِّ ُك ِّل َش ْي ٍء َف ُخ ْذ َها‬
‫صي ً‬‫اح مِن ُك ِّل َش ْي ٍء َّم ْو ِع َظ ًة َو َت ْف ِ‬ ‫و‬ ‫(و َك َت ْبنَا لَ ُه فِي َ‬
‫األل َْ‬ ‫َ‬ ‫قوله‬ ‫إلى‬ ‫ِين {‪)}142‬‬ ‫يل الْ ُم ْف ِسد َ‬
‫ال َتتَّ ِب ْع َسِب َ‬
‫ِح َو َ‬ ‫صل ْ‬ ‫اخلُ ْفنِي فِي َق ْومِي َوأَ ْ‬ ‫ون ْ‬ ‫ار َ‬ ‫أل ِخي ِه َه ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ِين {‪ )}145‬الكالم طويل والقصة واألحداث في المواعدة مفصلة أكثر في األعراف ولم تذكر في البقرة‬ ‫اسق َ‬ ‫ْ‬
‫َار ال َف ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِب ُق َّو ٍة َوأ ُم ْر َق ْو َم َك َيأ ُخذواْ ِبأ ْح َس ِن َها َسأ ِري ُك ْم د َ‬
‫ألن المسألة في البقرة فيها إيجاز فناسب التفصيل في سورة األعراف واإليجاز في سورة البقرة لذا جاء في األعراف أن موسى ‪ ‬صام ثالثين يومًا ثم‬
‫أفطر فقال تعالى صم فصام عشرة أيام أخرى أما في سورة البقرة فجاءت على سبيل اإلجمال (أربعين يومًا)‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫وسى أَ ْر َبع َ‬
‫ِين لَ ْيلَ ًة ﴿‪﴾51‬‬ ‫(وإِ ْذ َو َ‬
‫اع ْدنَا ُم َ‬ ‫َاها ِب َع ْش ٍر ﴿‪ ﴾142‬األعراف) وفي آية أخرى قال َ‬ ‫ِين لَ ْيلَ ًة َوأَ ْت َم ْمن َ‬
‫وسى َثلَاث َ‬
‫اع ْدنَا ُم َ‬
‫اآلن نفس الشيء اهلل قال ( َو َو َ‬
‫ً‬
‫البقرة) لماذا مرة أربعين ومرة ثالثين زائد عشرة؟ نفس الشيء لكن ما الحكمة؟ فعال بحثنا عنها في كل مكان ما وجدناها‪ .‬الذي حصل ما يلي‪ :‬رب‬
‫العالمين لماذا يقول له أربعين سنة روح ؟ كلهم قالوا أنه في الحقيقة قال له صم ال ينبغي وال يليق باهلل عز وجل أن تقابله وأن تكلمه وأنت مليء بالطعام‬
‫فر يعني انهزم هرب وهو موسى الحظ قال ما يليق أنت بطنك مليئة أشياء قد يخرج منك‪ -‬بول ‪ -‬فهناك من‬ ‫والغازات وطبعًا رب العالمين سيدنا موسى ّ‬
‫عندما يخاف يبول على نفسه فرب العالمين سبحانه وتعالى أراد أن يهيأ سيدنا موسى تهيئة كاملة بحيث يستطيع أن يصمد أمام تلك الحالة الوحيدة الفريدة له‬
‫في التاريخ وهو أن اهلل كلّمه‪ .‬فرب العالمين قال له أربعين يوم تصوم صومًا كامل وتأتي ناشف ما فيك أي احتمال ألي خلل يسيء األدب أو يفسد وجودك‬
‫ِين لَ ْيلَ ًة) اهلل قال يا موسى‬‫وسى َثلَاث َ‬‫اع ْدنَا ُم َ‬
‫معي‪ ،‬مقابلتك لي‪ ،‬أربعين يوم لكن أربعين يوم اهلل لم يأمره بها‪ .‬ففي اآلية التي تسبقها اآلية األساسية األولى ( َو َو َ‬
‫ال شهر الصوم في كل األديان شهر وراح موسى شهر ولما صام ونشف تمامًا بعقله البشري طبعًا ثالثين يوم لم يكن في ذلك الوقت‬ ‫صم ثالثين ليلة وفع ً‬
‫هنالك مطهر لم يكن هنالك شيء فجلس حوالي يوم كامل يفرك بأسنانه وينظفها وينظف رائحة فمه رب العالمين سيكلمه وجهًا لوجه فهذا اختراع سيدنا‬
‫موسى يعني هداه عقله والتفكير البشري منطقي‪ .‬كلنا لما تقابل أنت وجيه تقابل أمير تقابل شيخ تضع عطرًا وتتعطر وتنظف مالبسك تكون تليق بمقابلة‬
‫يحظ بها إال موسى من جميع بني آدم‬ ‫ال تعطر وتزين وغير من شكله مقابلة ملكية يا اهلل مقابلة تاريخية لم َ‬ ‫الملوك فما بالك بملك الملوك؟! سيدنا موسى فع ً‬
‫إلى يوم القيامة ونظف أسنانه بالتراب حاول بأي شيء عنده فجاء سيدنا موسى إلى رب العالمين كأنه عريس‪ .‬اهلل قال له ما الذي فعلته؟ ‪ -‬بما معناه طبعًا‬
‫هذا كالمنا نحن نشرح‪ -‬قال له ما هذا الذي فعلته؟ قال أنا أتيت ألكلمك فقال له أنا أمرتك بالصيام لكي أشم رائحة فمك (لخلوف فم الصائم أطيب عند اهلل‬
‫من رائحة المسك) كل عطور الدنيا ال تساوي عندي وأنا رب العالمين‪ ،‬نفحة من نفحات فمك التي ترونها غير الئقة أنا أراها مسك‪ ،‬أطيب عندي من‬
‫رائحة المسك ألنه ما من عبادة أحب إلي من عبادة الصيام (كل عمل ابن آدم له إال الصوم فإنه لي) ومن ضمن ذلك فإنه لي أنا أحب أن أشم رائحته – بما‬
‫خير من كل عطور الدنيا قال له إذهب عشرة أيام أخرى صم وال تنظف فمك‬ ‫يليق به سبحانه وتعالى‪ -‬رائحة فم الصائم التي تضايقنا نحن هي عند اهلل ٌ‬
‫ِين ل ْيلة ﴿‪ ﴾142‬األعراف)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِين لَ ْيلَ ًة َوأَ ْت َم ْمن َ‬
‫َاها ِب َع ْش ٍر) ثم قال اهلل (فت َّم مِيقات َربِّ ِه أ ْر َبع َ‬ ‫وسى َثلَاث َ‬
‫اع ْدنَا ُم َ‬
‫وتعال‪ .‬واضح إذًا الفرق ( َو َو َ‬
‫آية (‪: )52‬‬
‫*انظر آية (‪↑ ↑↑.)27‬‬
‫آية (‪:)53‬‬
‫َاب َو ْالفُرْ قَانَ لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْهتَ ُدونَ (‪ )53‬البقرة) ما الفرق بين الكتاب والفرقان؟ في سورة القصص َ‬
‫(ولَقَ ْد آتَ ْينَا ُمو َسى‬ ‫*( َوِإ ْذ آتَ ْينَا ُمو َسى ْال ِكت َ‬
‫اس َوهُدًى َو َرحْ َمةً لَّ َعلَّهُ ْم يَتَ َذ َّكر َ*‬ ‫ُأْل‬
‫َاب ِمن بَ ْع ِد َما َأ ْهلَ ْكنَا ْالقُرُونَ ا ولَى بَ َ‬
‫ْال ِكت َ‬
‫ُون (‪ ))43‬لم يذكر الفرقان وذكره في آية البقرة‬ ‫صاِئ َ*ر لِلنَّ ِ‬
‫فلماذا؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫الكتاب هو التوراة والفرقان هي المعجزات التي أوتيها موسى كالعصى والمعجزات األخرى وهي تسع آيات والفرقان بين الحق والباطل الذي يفرق بين‬
‫الحق والباطل‪.‬‬
‫لكن السؤال لماذا قال في األولى الكتاب والفرقان وفي الثانية قال الكتاب فقط؟ قلنا السياق هو الذي يحدد‪ .‬األولى جاءت في سياق الكالم عن بني إسرائيل‬
‫اس) من‬‫ِر لِلنَّ ِ‬ ‫ون الْأُولَى َب َ‬
‫صائ َ‬ ‫اب مِن َب ْع ِد َما أَ ْهلَ ْكنَا الْ ُق ُر َ‬ ‫ِي الَّتِي أَ ْن َع ْم ُت َعلَ ْي ُك ْم (‪ )40‬البقرة) أما الثانية فقال ( َولَ َق ْد آ َت ْينَا ُم َ‬
‫وسى الْ ِك َت َ‬ ‫ِيل ْاذ ُك ُرواْ ِن ْع َمت َ‬
‫( َيا َبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫الذي شاهد الفرقان؟ شاهده بنو إسرائيل وفرعون الذين كانوا حاضرين لكن الناس اآلخرين لم يشاهدوا هذا الشيء فلما قال بصائر للناس لم يقول الفرقان‬
‫‪ C‬كان الخطاب لهم هم الذين شاهدوا فلما تكلم مع بني إسرائيل خصوصًا قال الكتاب‬ ‫ألنهم لم يشاهدوا هذا الشيئ لكن لما خاطبهم قال (لَ َعلَّ ُك ْم َت ْه َتد َ‬
‫ُون)‬
‫والفرقان‪ ،‬لما قال بصائر للناس قال الكتاب‪ ،‬الفرقان ذهب وبقي الكتاب والكتاب بصائر للناس وكثير من الناس لم يشاهدوا هذه المعجزات الذين شاهدها هم‬
‫الحاضرون والباقون لم يشاهدوها‪ .‬هو يريد أن يركز لذلك يختار الكلمات بحيث المراد منها‪.‬‬
‫آية (‪:)57‬‬
‫وا َأنفُ َسهُ ْم يَ ْ‬
‫ظلِ ُمونَ (‪ )57‬البقرة) تق ّدم المفعول به وهو (أنفسهم) على الفعل وهو (يظلمون) أفكان التقديم لتناسب الفاصلة‬ ‫*( َولَـ ِكن َكانُ ْ‬
‫القرآنية وحسب أم كان لنكتة بالغية ولغوية؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إن في تقديم المفعول به على فعله تأكيدًا وتنويهًا‪ :‬فيه تأكيد على أن حالهم كحال الجاهل بنفسه فالجاهل يفعل بنفسه ما يفعله العدو بعد ّوه‪ ،‬وفيه تنويه لك أيها‬
‫المسلم أن الخروج من طاعة اهلل سبحانه وتعالى أو ً‬
‫ال وآخرًا فيه ظلم ولكنه ظل ٌم لنفسك قبل ظلمك لغيرك‪.‬‬
‫ظلِ ُمونَ (‪)57‬وفي آل عمران ( َو َما ظَلَ َمهُ ُم هّللا ُ َولَـ ِك ْن َأنفُ َسهُ ْم يَ ْ‬
‫ظلِ ُمونَ‬ ‫وا َأنفُ َسهُ ْم يَ ْ‬
‫البقرة(ولَـ ِكن َكانُ ْ‬
‫َ‬ ‫* ما الفرق بين قوله تعالى فى سورة‬
‫(‪ )117‬آل عمران) بدون (كانوا) ؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫‪C‬‬
‫في عموم القرآن لما يتكلم عن الحال أي الوقت الحالي وليس الزمن الماضي وإنما مطلق يقول (أنفسهم يظلمون) ‪ ،‬ولما يتكلم عن األقوام البائدة القديمة‬
‫الماضية يقول (كانوا أنفسهم يظلمون)‪.‬‬
‫آية (‪:)58‬‬
‫*انظر آية (‪.↑↑↑)35‬‬
‫وا هَـ ِذ ِه ْالقَرْ يَ*ةَ َو ُكلُ* ْ‬
‫*وا ِم ْنهَا‬ ‫اس* ُكنُ ْ‬ ‫(وِإ ْذ قِي* َ‬
‫*ل لَهُ ُم ْ‬ ‫ْث ِشْئتُ ْم َرغَداً (‪ )58‬البقرة) وفي آية أخرى َ‬ ‫وا هَـ ِذ ِه ْالقَرْ يَةَ فَ ُكلُ ْ‬
‫وا ِم ْنهَا َحي ُ‬ ‫*( َوِإ ْذ قُ ْلنَا ا ْد ُخلُ ْ‬
‫ْث ِشْئتُ ْم (‪ )161‬األعراف) فما الفرق بينهما؟‬ ‫َحي ُ‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى‪-:‬‬
‫هنالك أكثر من مسألة في اختالف التعبير بين هاتين اآليتين ‪ .‬إحدى اآليتين في البقرة والثانية في األعراف‪.‬‬
‫َزي ُد الْ ُم ْح ِسن َ‬
‫ِين (‪ ))58‬وفي‬ ‫ن‬‫س‬
‫ََ ِ‬ ‫و‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ط‬‫َ‬ ‫خ‬‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ِر‬
‫ْ‬ ‫اب ُس َّجدًا َو ُقولُواْ ِح َّط ٌة نَّ ْغف‬‫ْخلُواْ الْ َب َ‬ ‫ْخلُواْ َهـ ِذ ِه الْ َق ْر َي َة َف ُكلُواْ ِم ْن َها َحي ُ‬
‫ْث ِش ْئتُ ْم َر َغدًا َواد ُ‬ ‫آية البقرة ( َوإِ ْذ ُقلْنَا اد ُ‬
‫َزي ُد الْ ُم ْح ِسن َ‬
‫ِين (‪ ))161‬لو‬ ‫ِر لَ ُك ْم َخ ِطي َئا ِت ُك ْم َسن ِ‬
‫اب ُس َّجدًا نَّ ْغف ْ‬ ‫ْث ِش ْئتُ ْم َو ُقولُواْ ِح َّط ٌة َواد ُ‬
‫ْخلُواْ الْ َب َ‬ ‫اس ُكنُواْ َهـ ِذ ِه الْ َق ْر َي َة َو ُكلُواْ ِم ْن َها َحي ُ‬ ‫األعراف ( َوإِ ْذ ق َ‬
‫ِيل لَ ُه ُم ْ‬
‫‪C‬‬‫أردنا أن نُجمِل االختالف بين اآليتين‪:‬‬
‫سورة األعراف‬ ‫سورة البقرة‬
‫(وإذ قيل لهم) بالبناء للمجهول‬ ‫(وإذ قلنا)‬
‫(اسكنوا هذه القرية)‬ ‫(ادخلوا هذه القرية)‬
‫(وكلوا)‬ ‫(فكلوا)‬
‫لم يذكر رغدًا ألنهم ال يستحقون رغد العيش مع ذكر‬ ‫(رغدًا)‬
‫معاصيهم‪.‬‬
‫(وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدًا) قدم القول على‬ ‫سجدًا وقولوا حطة)‬
‫(وادخلوا الباب ّ‬
‫الدخول‬
‫(نغفر لكم خطيئاتكم)‬ ‫(نغفر لكم خطاياكم)‬
‫(سنزيد المحسنين)‬ ‫(وسنزيد المحسنين)‬
‫‪ ‬‬
‫قلنا في أكثر من مناسبة أن اآلية يجب أن توضع في سياقها لتتضح األمور والمعنى والمقصود‪ :‬آية البقرة في مقام التكريم تكريم بني إسرائيل‪ ،‬بدأ الكالم‬
‫ِين (‪ )47‬البقرة) العالمين هنا أي قومهم في زمانهم وليس‬ ‫ِي الَّتِي أَ ْن َع ْم ُت َعلَ ْي ُك ْم َوأَنِّي َف َّ‬
‫ضلْتُ ُك ْم َعلَى الْ َعالَم َ‬ ‫ِيل ْاذ ُك ُرواْ ِن ْع َمت َ‬
‫معهم بقوله سبحانه ( َيا َبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫ِين (‪ )70‬الحجر) يعني فضلناكم على العالمين في وقتهم وليس‬ ‫على كل العالمين اآلن واستعمل القرآن العالمين عدة استعماالت ( َقالُوا أَ َولَ ْم َن ْن َه َك َع ِن الْ َعالَم َ‬
‫كل العالمين‪ .‬إذن السياق في البقرة في مقام التكريم يذكرهم بالنعم وفي األعراف في مقام التقريع والتأنيب‪ .‬هم خرجوا من البحر ورأوا أصنامًا فقالوا يا‬
‫موسى اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة وعبدوا العجل وهذا لم يذكره في البقرة وانتهكوا حرمة السبت ورد في سياق آخر غير سياق التكريم وإنما في سياق‬
‫التقريع والتأنيب وذكر جملة من معاصيهم فالسياق اختلف‪ .‬قال في البقرة (وإذ قلنا) بإسناد القول إلى نفسه سبحانه وتعالى وهذا يكون في مقام التكريم وبناه‬
‫للمجهول في األعراف للتقريع (وإذ قيل لهم) مثل أوتوا الكتاب وآتيناهم الكتاب‪ ،‬أوتوا الكتاب في مقام الذم‪ .‬قال (ادخلوا القرية فكلوا) في البقرة فكلوا الفاء‬
‫تفيد الترتيب والتعقيب يعني األكل مهيأ بمجرد الدخول األكل موجود ادخلوا فكلوا أما في األعراف (اسكنوا وكلوا) الدخول ليس سكنًا فقد تكون مارًا إذن‬
‫األكل ليس بعد الدخول وإنما بعد السكن‪ ،‬ولم يأت بالفاء بعد السكن أما في البقرة فالفاء للتعقيب األكل بعد الدخول وأتى بالفاء‪( .‬وكلوا) الواو تفيد مطلق‬
‫الجمع تكون متقدم متأخر‪ ،‬ففي البقرة األكل مهيأ بعد الدخول أما في األعراف فاألكل بعد السكن وال يدرى متى يكون؟ األكرم أن يقول ادخلوا فكلوا‪ .‬وقال‬
‫ْخلُواْ الْ َب َ‬
‫اب‬ ‫(واد ُ‬‫(رغدًا) في البقرة ولم يقلها في األعراف ألنها في مقام تقريع‪ ،‬رغدًا تستعمل للعيش يعني لين العيش ورخاؤه‪ ،‬رغدًا تتناسب مع التكريم‪َ .‬‬
‫اب ُس َّجدًا)‪،‬‬‫ْخلُواْ َ َ‬
‫ب‬‫ْ‬
‫ال‬ ‫(و ُقولُواْ ِح َّط ٌة َواد ُ‬ ‫حط يحط حطة أي إرفع عنا‪ ،‬قدّم السجود على القول أما في األعراف َ‬ ‫ُس َّجدًا َو ُقولُواْ ِح َّط ٌة) يعني ُح ّط عنا ذنوبنا من ّ‬
‫ُ‬
‫ْخلواْ‬‫(واد ُ‬‫ال السجود أفضل الحاالت‪ ،‬أقرب ما يكون العبد لربه فالسجود أفضل من القول ألن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فقدّم ما هو أفضل َ‬ ‫أو ً‬
‫ال َة َوآتُواْ‬
‫الص َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(وأقِي ُموا َّ‬ ‫اب ُس َّجدًا َوقولوا ِحطة) وفي األعراف جاء بالسجود بعد القول‪ .‬إضافة إلى أن السياق في البقرة في الصالة والسجود قبلها قال َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الْ َب َ‬
‫ِين (‪)45‬‬ ‫اشع َ‬ ‫ال َعلَى الْ َخ ِ‬
‫ير ٌة إِ َّ‬
‫ال ِة َوإِنَّ َها لَ َك ِب َ‬
‫الص َ‬
‫ْر َو َّ‬ ‫اس َتعِينُواْ ِب َّ‬
‫الصب ِ‬ ‫(و ْ‬
‫ِين (‪ )43‬البقرة) والسجود من أركان الصالة وقال بعدها أيضًا َ‬ ‫ار َك ُعواْ َم َع َّ‬
‫الرا ِكع َ‬ ‫الز َكا َة َو ْ‬
‫َّ‬
‫البقرة) السياق في الصالة فتقديم السجود هو المناسب للسياق من نلحية أخرى في المقام‪ .‬في البقرة قال نغفر لكم خطاياكم وهو جمع كثرة وفي األعراف‬
‫خطيئاتكم جمع قلة‪ ،‬خطايا جمع كثرة وخطيئات جمع قلة‪ ،‬جمع المذكر السالم يفيد القلة إذا كان معه جمع كثرة وإذا لم يكن معه جمع كثرة فإنه يستعمل‬
‫للكثرة والقلة مثل سنبالت وسنابل‪ ،‬إذا كان معه في لغة العرب وليس في اآلية‪ ،‬خطايا جمع كثرة وخطيئات جمع قلة‪ ،‬كافرات وكوافر كافرات جمع قلة‬
‫وكوافر جمع كثرة‪ .‬طالما هناك جمع كثرة األصل في جمع السالم مذكر أو مؤنث يكون للقلة هذا األصل فيه‪ .‬فإذن خطايا جمع كثرة وخطيئات جمع قلة‪،‬‬
‫نغفر لكم خطاياكم وإن كثرت‪ ،‬خطيئاتكم قليلة‪ ،‬أيها األكرم؟ خطاياكم أكرم‪ .‬إذن آية األعراف لم تحدد أن خطاياهم قليلة لكن ما ُغفر منها قليل إذا ما قورن‬
‫بآية البقرة‪ .‬في آية البقرة يغفر كل الخطايا أما في األعراف فيغفر قسمًا منها‪ .‬وقال في البقرة (وسنزيد المحسنين) جاء بالواو الدالة على االهتمام والتنويه‬
‫وقال في األعراف (سنزيد المحسنين) بدون الواو‪ .‬وهنالك أمور أخرى في السياق لكن نجيب على قدر السؤال‪ .‬الخطاب في اآليتين من اهلل تعالى إلى بني‬
‫إسرائيل واألمر بالدخول للقرية واألكل واحد لكن التكريم والتقريع مختلف والسياق مختلف‪ .‬حتى نفهم آية واحدة في القرآن يجب أن نضعها في سياقها ال‬
‫ينبغي أن نفصلها‪ .‬إذا أردنا أن نفسرها تفسيرًا بيانيًا نضعها في سياقها وقال القدامى السياق من أهم القرائن‪ .‬ال يكفي أن نقول مرة قال وكلوا ومرة فكلوا‬
‫ألنه يبقى السؤال لماذا قال؟ هي في الحالين حرف عطف لكن حرف العطف يختلف‪ ،‬أقبل محمد ال خالد‪ ،‬وأقبل محمد وخالد‪ ،‬ما أقبل محمد بل خالد كلها‬
‫عاطفة لكن كل واحدة لها معنى‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪-:‬‬
‫سورة األعراف‬ ‫سورة البقرة‬
‫اسكنُوا َه ِذ ِه‬‫ُ‬ ‫ِيل لَ ُه ُم ْ‬ ‫ْ‬
‫(وإِذ ق َ‬‫ْخلوا َه ِذ ِه نفس اآلية بالضبط جاءت في سورة األعراف َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫آيتان من آيات بني إسرائيل يقول تعالى في سورة البقرة ( َوإِذ قلنَا اد ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِر لك ْم‬ ‫اب ُس َّجدًا َن ْغف ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ْخلوا ال َب َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الق ْر َية َوكلوا ِم ْن َها َحيْث ِشئت ْم َوقولوا ِحطة َواد ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اب ُس َّجدًا َو ُقولُوا ِح َّط ٌة َن ْغف ْ‬
‫ِر‬ ‫ْخلُوا الْ َب َ‬ ‫الْ َق ْر َي َة َف ُكلُوا ِم ْن َها َحي ُ‬
‫ْث ِش ْئتُ ْم َر َغدًا َواد ُ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾161‬األعراف)‬ ‫َزي ُد الْ ُم ْح ِسن َ‬
‫َخ ِطي َئا ِت ُك ْم َسن ِ‬ ‫ِين ﴿‪ ﴾58‬البقرة)‬ ‫َزي ُد الْ ُم ْح ِسن َ‬
‫لَ ُك ْم َخ َطا َيا ُك ْم َو َسن ِ‬
‫(وإذ قيل لهم)‬ ‫(وإذ قلنا)‬
‫(اسكنوا هذه القرية)‬ ‫(ادخلوا هذه القرية)‬
‫(وكلوا) بالواو‬ ‫(فكلوا)بالفاء‬
‫(نغفر لكم خطيئاتكم)‬ ‫(نغفر لكم خطاياكم)‬
‫(سنزيد المحسنين)‬ ‫(وسنزيد المحسنين) فيها واو‬
‫(قولوا حطة وادخلوا الباب سجدًا)‬ ‫(ادخلوا الباب سجدًا وقولوا حطة)‬
‫أرض واحدة ولكن تركيب اآلية أو الصياغة اللفظية تختلف اختالفًا شديدًا‬ ‫مقطع واحد في ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫حدث واحد في‬ ‫هذه مجمل االختالفات بين اآليتين وكلها تدور في ٍ‬
‫اختالف من هذه االختالفات يعطيك جانبًا من الصورة إذا ألممت بها كثيرًا فإنك حينئ ٍذ تكون‬ ‫ٍ‬ ‫بين اآليتين هذا ليس عبثًا‪.‬وكما نعلم أن هذا هو المتشابه وكل‬
‫قد عرفت تفاصيل القصة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ْخلوا) وإذ قلنا‪ ،‬في األعراف ( َوإِذ قِيل ل ُه ُم) نفس القضية؟ ال‪ ،‬في البداية رب‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫(وإِذ قلنَا اد ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪ o‬لنبدأ هنا في آية البقرة اهلل تعالى يقول لبني إسرائيل َ‬
‫ْ‬
‫ِن َبقلِ َها‬ ‫ضمْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِما تن ِبت الأ ْر ُ‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْع لنَا َربَّك يُخ ِر ْج لنَا م َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اح ٍد فاد ُ‬‫ام َو ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وسى ل ْن ن ْ‬ ‫العالمين لما تاهوا وقالوا يا موسى نحن ُجعنا ( َوإِ ْذ ُقلْتُ ْم َيا ُم َ‬
‫َص ِب َر َعلى ط َع ٍ‬
‫ْخلُوا َه ِذ ِه‬ ‫(وإِ ْذ ُقلْنَا) لهم نحن اهلل عز وجل قلنا لهم (اد ُ‬ ‫صلِ َها ﴿‪ ﴾61‬البقرة) وشكوا له الخ‪ ..‬رب العالمين أمرهم قال َ‬ ‫َس َها َو َب َ‬ ‫َوقِثَّا ِئ َها َو ُفو ِم َها َو َعد ِ‬
‫َّس َة ﴿‪ ﴾21‬المائدة) فهي إذًا بيت المقدس‪ .‬إذًا‬ ‫ض الْ ُم َقد َ‬ ‫َ‬
‫ْخلُوا الْأ ْر َ‬ ‫الْ َق ْر َي َة) وهي بيت المقدس كما تقول أصح الروايات ألن في آية أخرى تقول (اد ُ‬
‫رب العالمين في البداية أمرهم أن يدخلوا هذه القرية ( َوإِ ْذ ُقلْنَا) رب العالمين قالها مرة واحدة ولكن تعرفون بني إسرائيل ليسوا طيّعين وال طائعين‬
‫أهل نقاش فانظر فى قصة البقرة قالوا ما لونها وما هي الخ أهل لجاجة وكما هم اليوم فاليوم كل العالم يعلم أن أي مفاوضات مع اليهود ال تخرج‬
‫‪C‬ذ أنبيائهم واحد تلو اآلخر‬ ‫منها بنتيجة لشدة ولعهم بالدوران والفر والكر واأللفاظ المموهة واأللفاظ التي تحتمل معنيين ليسوا صريحين‪ .‬فحينئ ٍ‬
‫ِيل لَ ُه ُم) عن طرق أنبيائهم رب العالمين عندما قال ( ُقلْنَا) لما كان سيدنا موسى موجودًا‪ ،‬على لسان سيدنا موسى ثم على لسان‬ ‫بدأوا يحثونهم ( َوإِ ْذ ق َ‬
‫ْخلَ َها ﴿‪ ﴾22‬المائدة) يعني القرآن‬ ‫ين َوإِنَّا لَ ْن َند ُ‬ ‫َّار َ‬‫األنبياء يا جماعة ألم يقل رب العالمين ادخلوا؟ ادخلوا وكما تعرفون القصة (إِ َّن فِي َها َق ْو ًما َجب ِ‬
‫ِيل لَ ُه ُم) إذًا في زمن سيدنا موسى رب العالمين هو الذي قال‪ ،‬بعد سيدنا موسى‬ ‫وضح هذا من كثرة تكرار األنبياء لهم بعد سيدنا موسى قال ( َوإِ ْذ ق َ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫(وإِذ قِيل ل ُه ُم) قال لهم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫محاوالت أخرى جادة من أنبيائهم ضد لجاجات بني إسرائيل ادخلوا ادخلوا ادخلوا إذًا هذا الفرق بين ( َوإِذ قلنَا) نحن اهلل و َ‬
‫أنبيائهم مثل يوشع وذا النون الخ من بقية األنبياء‪ .‬هذا الفرق بين اآليتين لما رب العالمين قال ( َوإِ ْذ ُقلْنَا) أنت ستفهم أن هذا في زمن سيدنا موسى‬
‫ِيل لَ ُه ُم) عن طريق‬ ‫(وإِ ْذ ق َ‬ ‫عندما قال اهلل ذلك‪ ،‬بعد سيدنا موسى جاء أنبياء آخرون يقولون يا جماعة ألم يقل لكم رب العالمين ادخلوا؟ ادخلوا َ‬
‫َ‬
‫(وإِذ قِيل)‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫(وإِذ قلنَا) و َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫أنبيائهم‪ .‬إذًا هي هذه الفعل من الماضي قال قلنا وقيل معلوم مجهول رسم لقطة ال يمكن فهمها إال بهذه الطريقة هذه َ‬
‫(اس ُكنُوا َه ِذ ِه الْ َق ْر َي َة) واضح الفرق ادخلوا في البداية‪ ،‬رب العالمين أمركم أن تدخلوا‬ ‫ْخلُوا َه ِذ ِه الْ َق ْر َي َة) وفي األعراف ْ‬ ‫‪ o‬اللقطة الثانية‪ :‬في البقرة (اد ُ‬
‫(اس ُك ْن أَ ْن َت‬
‫‪C‬ذ رب العالمين ماذا قال لسيدنا آدم ْ‬ ‫هذه القرية‪ .‬يا ترى الدخول مؤقت؟ يوم يومين؟ قال ال تستقرون بها نهائيًا اسكنوا فيها فحينئ ٍ‬
‫َو َز ْو ُج َك الْ َجنَّ َة ﴿‪ ﴾35‬البقرة) هذه القرية إذًا فيها سكنكم وطمأنينتكم ومستقبلكم فهذا هو وطنكم الخ في البداية أمر بالدخول ماذا بعد الدخول؟‬
‫نخرج؟ أحيانًا كما تعلمون رب العالمين يأمر األنبياء بالهجرة ‪،‬هنا قال ال إذا دخلتم هذه القرية فإنها آخر قرية ‪ -‬نحن قلنا القرية في القرآن يعني‬
‫(اس ُكنُوا) يعني بعد أن تدخلوا ال‬ ‫‪C‬ذ رب العالمين لما قال (ادخلوا) في البداية لما قال ْ‬ ‫المجتمع كل مدينة كل قطر كل كتلة بشرية تسمى قرية ‪ -‬حينئ ٍ‬
‫ُ‬
‫(اسكنوا)‪.‬‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تفكروا بالخروج منها وإنما اسكنوا بها بشكل نهائي هذا الفرق بين (ادْخلوا) وبين ْ‬
‫‪ o‬مرة قال ( َف ُكلُوا ِم ْن َها) ومرة قال ( َو ُكلُوا ِم ْن َها) بالواو انظر إلى دقة القرآن الكريم لما شكوا له من الجوع وقالوا ابعث لنا شيئًا نأكله (م ْ‬
‫ِن َب ْقلِ َها‬
‫ْخلُوا‬ ‫‪C‬ذ ادخلوا هذه القرية بسبب هذا الدخول سوف تأكلون (اد ُ‬ ‫ْخلُوا َه ِذ ِه الْ َق ْر َي َة َف ُكلُوا) ألنهم جائعون وحينئ ٍ‬ ‫صلِ َها) قال (اد ُ‬ ‫َس َها َو َب َ‬ ‫َوقِثَّا ِئ َها َو ُفو ِم َها َو َعد ِ‬
‫َه ِذ ِه الْ َق ْر َي َة َف ُكلُوا) هذا بعد أن دخلوا ألول مرة‪ .‬لما سكنوا كلما جاعوا يأكلون قال ( َوكلوا) إذًا مستمرة والحظ أيضًا في البقرة قال ( َفكلوا ِم ْن َها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ْث ِش ْئتُ ْم َر َغدًا) إن كان ذلك الدخول في موسم في غاية الثراء من حيث الموسم الزراعي لكن في األعراف لم يقل رغدًا ألنك طبعًا أنت ساكن‬ ‫َحي ُ‬
‫في المدينة مرة رغدًا مرة ليس رغدًا‪ ،‬مرة في مطر مرة ما في مطر‪ ،‬مرة في نبات مرة مافي نبات بس قال ( َو ُكلُوا ِم ْن َها) لم يقل رغدًا ألن فرق‬
‫بعد الدخول أمروا بوقت محدد أن يدخلوا ذلك الوقت كان يهيئ لهم األكل رغدًا لما سكنوا بها مرة رغدًا ومرة ما في رغدًا فرب العالمين لم‬
‫يستخدم كلمة رغدًا في قصة األعراف‪.‬‬
‫ْخلوا‬‫ُ‬ ‫اب ُس َّجدًا) الباب باب المسجد فلما قال ( َواد ُ‬ ‫ْ‬
‫ْخلوا ال َب َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اب ُس َّجدًا َوقولوا ِحطة) في األعراف ( َوقولوا ِحطة َواد ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْخلُوا الْ َب َ‬ ‫‪ o‬ثم قال رب العالمين ( َواد ُ‬
‫اب ُس َّجدًا َو ُقولُوا ِح َّط ٌة) يعني ادخلوا الباب وقولوا حطة اللهم ُحط عنا خطايانا ألن خطايا بني إسرائيل كثيرة جدًا من زمن سيدنا موسى إلى‬ ‫َّ‬ ‫الْ َب َ‬
‫ِين آَ َمنُوا لَا َت ُكونُوا‬ ‫اليوم ما من أهل دين عصوا أنبياءهم وقتلوهم وشردوهم واتهموهم باللواطة وبالزنا كما فعل اليهود بأنبيائهم‪ .‬اهلل قال ( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬
‫اب ُس َّجدًا) للخضوع‬ ‫ْخلُوا الْ َب َ‬‫(واد ُ‬‫وسى ﴿‪ ﴾69‬األحزاب) اتهموه ولوط قالوا هذا زنا ببناته الخ فلم يتركوا نبي ولهذا اهلل يقول َ‬ ‫َكالَّذ َ‬
‫ِين آَ َذ ْوا ُم َ‬
‫اب ُس َّجدًا) هكذا كأنكم راكعون أو ساجدون زحفًا وقولوا يا رب حط عنا يا رب حط عنا الخطايا‬ ‫ْخلُوا الْ َب َ‬
‫والخشوع والتذلل حتى نغفر لكم ( َواد ُ‬
‫ال فما من تائب يقول يا رب اغفر لي بل بتذلل يقول اللهم أنت ربي أنت رب العالمين خلقتني وأنا عبدك بالتذلل‬ ‫حديث أن التوبة تقتضي تذل ً‬
‫والتضرع‪ ،‬التذلل باللسان ( َو ُقولُوا ِح َّط ٌة) ربي حط عنا خطايانا وقال ( ُس َّجدًا) يعني خاشعين خشعًا وهذه هي عناصر التوبة إذا أردت أن تتوب‬
‫فإن عليك أن تتذلل وتتضرع إلى اهلل بلسانك ربي اغفر لي يا أرحم الراحمين إنك الغفور الرحيم وقلبك في غاية الخشوع مع اهلل سبحانه وتعالى‬
‫اب ُس َّجدًا َو ُقولُوا ِح َّط ٌة) أنت ادخل وقل يا ربي اغفر لي ‪ .‬لكن في األعراف ( َو ُقولُوا‬ ‫ْخلُوا الْ َب َ‬ ‫وهذه من عالمات قبول التوبة‪ .‬إذًا اآلية تقول ( َواد ُ‬
‫اب ُس َّجدًا) معنى ذلك أنت عليك أن تستغفر اهلل عز وجل قبل الدخول وأثناءه وبعده وهذه حتى عند المسلمين من لزم االستغفار‬ ‫ِح َّط ٌة َواد ُ‬
‫ْخلُوا الْ َب َ‬
‫ضيق مخرجًا ورزقه من حيث ال يحتسب) كل حاجاتك إذا أردتها أن يوفقك اهلل إليها من‬ ‫ٍ‬ ‫هم فرجًا ومن كل‬ ‫(من لزم االستغفار جعل اهلل له من كل ٍ‬
‫َ‬
‫ِين‬
‫ال َو َبن َ‬ ‫و‬ ‫م‬‫أ‬ ‫ب‬ ‫م‬
‫َ ْ ْ ِ َْ ٍ‬‫ُ‬
‫ك‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ُم‬ ‫ي‬‫و‬ ‫﴾‬ ‫‪11‬‬ ‫﴿‬ ‫ا‬ ‫ار‬ ‫ْر‬ ‫د‬‫م‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬
‫ْ‬
‫ْ ِ َّ َ َ َ ْ َ ً‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫الس‬ ‫ل‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ُر‬ ‫ي‬ ‫﴾‬ ‫‪10‬‬ ‫﴿‬ ‫ا‬ ‫ار‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫أقصر الطرق إليها كثرة االستغفار ( َف ُقلْ ُت ْ ُ َ ْ ِ‬
‫إ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ب‬
‫َّ‬ ‫ر‬ ‫وا‬‫ِر‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫غ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫اس‬
‫ارا ﴿‪ ﴾12‬نوح) معنى هذا أن االستغفار يأتي بالرزق ويزيل الهم ويفرج الكروب ويأتي بالخصب ويأتي‬ ‫ات َو َي ْج َع ْل لَ ُك ْم أَ ْن َه ً‬
‫َو َي ْج َع ْل لَ ُك ْم َجنَّ ٍ‬
‫اب ُس َّجدًا) يعني أنتم‬ ‫ْخلُوا الْ َب َ‬ ‫بالبهجة والرغد‪ .‬حينئ ٍذ لما رب العالمين أراد أن يتوب عليهم وقد ساءت أعمالهم فرب العالمين قال ( َو ُقولُوا ِح َّط ٌة َواد ُ‬
‫عندما تدخلون المسجد ائتوه وأنتم تزحفون ساجدين وقولوا ربي اغفر ربي اغفر حطة حطة حط عنا حط عنا حط عنا يا رب العالمين فإذا دخلتم‬
‫اب ُس َّجدًا) اختالف التقديم والتأخير يقوم برسم مقطعين‬ ‫ْخلُوا الْ َب َ‬‫اب ُس َّجدًا َو ُقولُوا ِح َّط ٌة) ( َو ُقولُوا ِح َّط ٌة َواد ُ‬ ‫ْخلُوا الْ َب َ‬ ‫المسجد استمروا بهذا‪ .‬إذًا ( َواد ُ‬
‫مختلفين في هذه القصة‪.‬‬
‫ِر لَ ُك ْم َخ ِطي َئا ِت ُك ْم) ما الفرق؟ كل واحد منا ذنوبه ال تحصى من ساعة ما بلغ في الخامسة‬ ‫ِر لَ ُك ْم َخ َطا َيا ُك ْم) في األعراف (ن َْغف ْ‬ ‫‪ o‬في سورة البقرة ( َن ْغف ْ‬
‫العشرة إلى أن بلغ حتى المائة ال يمر يوم إال وعنده خطيئة ما يمكن يمر يوم إال وعندك خطيئة حتى لو أنك اغتبت أحدًا بمزحة ما معقول ليس‬
‫هناك واحدًا عنده جار جائع وما أنصفه ما معقول لم تتكلم مع أبويك بغلظة بسيطة ما معقول ما أسأت إلى زوجتك أو أهلك ال بد أن يكون عندك‬
‫ذنب فذنوبنا كالرمل لكن كل واحد منا في حياته ذنوب يئن منها ليل نهار وعندما يموت يتذكر قتل فالن ويوم من األيام كفر ويوم من األيام أكل‬
‫مال فالن ويوم من األيام لم يصلي ويوم عق والديه هذه الكبائر التي هي مفاصل ومعالم على طريق العمر‪ .‬كل واحد منا نحن عندما نقرأ عن‬
‫ال والملوك العرب وكل الملوك خاصة إذا كان هو يخاف اهلل ويؤمن باليوم اآلخر عند الفراش يئن من ذنب فعله ‪.‬هكذا كل من له ذنوب‬ ‫الخلفاء مث ً‬
‫ِر لَ ُك ْم َخ َطا َيا ُك ْم) كلها بدون تعداد كل الخطايا ربما يكون واحد‬ ‫كبيرة حينئ ٍذ يذكرها ساعة االحتضار إذا ما تاب عنها‪ .‬في اآلية األولى قال ( َن ْغف ْ‬
‫منهم شك قال لكن هذا خطاياكم شيء وأنا كوني قتلت فالن شيء آخر ألن بني إسرائيل عندهم جرائم رهيبة ورب العالمين أحيانًا سلط بعضهم‬
‫الر ِحي ُم ﴿‪﴾54‬‬ ‫اب َّ‬ ‫اب َعلَ ْي ُك ْم إِنَّ ُه ُه َو التَّ َّو ُ‬
‫ار ِئ ُك ْم َف َت َ‬ ‫ار ِئ ُك ْم َفا ْقتُلُوا أَ ْن ُف َس ُك ْم َذلِ ُك ْم َخي ٌ‬
‫ْر لَ ُك ْم ِع ْن َد َب ِ‬ ‫ِج َل َفتُوبُوا إِلَى َب ِ‬ ‫(ظلَ ْمتُ ْم أَ ْن ُف َس ُك ْم ِباتِّ َخا ِذ ُك ُم الْع ْ‬
‫على بعض َ‬
‫البقرة) يعني عاقبهم عقابًا أرسل عليهم زوبعة هائلة بحيث ال يرى الواحد اآلخر وبالسيوف قتل بعضهم بعضًا قتل حوالي سبعين ألف حينئ ٍذ هذه‬
‫ال سدينا موسى ذهب لكي يقابل رب العالمين فعبدوا العجل! من ينسى هذه الجريمة؟ اتخذوا العجل ( َقالُوا َيا‬ ‫ذنوب خطيرة ذنوب تتعلق يعني مث ً‬
‫اج َع ْل لَنَا إِلَ ًها َك َما لَ ُه ْم آَلِ َه ٌة ﴿‪ ﴾138‬األعراف) جرائم خطيرة عندهم حوالي سبع أو ثماني جرائم عددها القرآن الكريم من الموبقات‪ .‬هذه‬ ‫وسى ْ‬ ‫ُم َ‬
‫خطايا المعدودة خطيئات وجملة الذنوب سماها خطايا‪ .‬كلمة خطيئات وخطايا الخطايا كل ذنوبنا هي خطايا التي هي معالم خطيرة في حياتك تئن‬
‫ِر لَ ُك ْم َخ َطا َيا ُك ْم) كلها ثم قال حتى تلك الرهيبة وهي الخطيئات ألنها معدودة‬ ‫منها عند الموت هذه خطيئات فهنا لما رب العالمين مرة قال ( َن ْغف ْ‬
‫محددة معروفة ال ينساها العبد ويتذكرها جيدًا وهو على فراش الموت وهي التي تهلكه وتوبقه يوم القيامة‪ .‬النبي صلى اهلل عليه وسلم قال (إياكم‬
‫ال الموبقات حوالي خمسين ستين وحدها الكبائر حوالي سبعين ثمانين لكن هذه الموبقات المهلكات‬ ‫والسبع الموبقات) الموبقات لم يقل الموبقة وفع ً‬
‫قال سبعة وهي قتل النفس وعقوق الوالدين أكل الربا أكل مال اليتيم أما عندك الغيبة والحقد والكراهية والسباب كثير جدًا لكن هذه ال تقال عنها‬
‫ِر لَ ُك ْم َخ َطا َيا ُك ْم)‪.‬‬‫ِر لَ ُك ْم َخ ِطي َئا ِت ُك ْم) و (ن َْغف ْ‬ ‫‪ C‬هذا الفرق بين ( َن ْغف ْ‬ ‫موبقات تقال موبقة هذه الموبقات ألنها معروفة محددة ال تتغير وال تتبدل‬
‫ِين) أنت الحظ أن آية البقرة فيها يعني قوة لماذا؟ رب‬ ‫ْ‬
‫َزي ُد ال ُم ْح ِسن َ‬ ‫(سن ِ‬
‫ِين) بينما في األعراف قال َ‬ ‫َزي ُد الْ ُم ْح ِسن َ‬ ‫‪ o‬أخيرًا قال في سورة البقرة ( َو َسن ِ‬
‫المخاطب رب العالمين يكون عطاؤه أكثر يعني فرق بين الملك يخاطب‬ ‫ِ‬ ‫العالمين يقول ( َوإِ ْذ ُقلْنَا) أنا رب العالمين الذي قلت أنا قلت لكم‪ ،‬لما كان‬
‫زيد من الناس وبين الملك يبعث واحد قل لفالن وفالن شيء يعني عندما يخاطبك الملك مباشرة يكون عطاؤه أعظم بينما عندما يرسلك شخص‬
‫ِين) واو للتأكيد تدل على كمية العطاء الهائلة بينما في سورة األعراف أنبياء كانوا‬ ‫َزي ُد الْ ُم ْح ِسن َ‬ ‫(وإِ ْذ ُقلْنَا) قال ( َو َسن ِ‬ ‫يبلغك يكون العطاء أقل واهلل قال َ‬
‫ِين) يعني لو أنك ذهبت إلى الملك قلت له يا صاحب الجاللة في واحد فالن‬ ‫ْ‬
‫َزي ُد ال ُم ْح ِسن َ‬ ‫(سن ِ‬‫يتكلمون معهم وليس رب العالمين بشكل مباشر قال َ‬
‫َزي ُد‬
‫(و َسن ِ‬
‫ِين) و َ‬ ‫ْ‬
‫َزي ُد ال ُم ْح ِسن َ‬ ‫(سن ِ‬‫الفالني محتاج قال له سنكرمه فلما تقابله أنت وجهًا لوجه ال سنكرمك بقوة ألنه أنت عطاؤه مباشر‪ .‬هذا الفرق بين َ‬
‫ِين) ‪.‬‬ ‫الْ ُم ْح ِسن َ‬
‫اب ُس َّجدًا) وهذا حك ٌم عام جاء في الكتب الثالثة ونحن نعرف أن هناك أحكام مشتركة بين التوراة‬ ‫ْ‬
‫ْخلوا ال َب َ‬ ‫ُ‬ ‫إذًا رب العالمين سبحانه وتعالى لما قال ( َواد ُ‬
‫شرع لنا وأحكام محددة وآيات محددة حينئ ٍذ المسجد الذي هو مكان الصالة سواء كان كنيسة أو بيعة أو جامع مسجدًا في‬ ‫شرع من قبلنا ٌ‬ ‫واإلنجيل والقرآن ُ‬
‫العبادة الصحيحة في زمن سيدنا موسى وزمن سيدنا عيسى وزمن سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم أجرها واحد وكلنا نعرف ما هو أجر المساجد‪ ،‬مجرد‬
‫ضامن على اهلل) (ثالث مجالس العبد فيها على اهلل ضامن ما كان في مسجد جماعة وما كان في‬ ‫ٌ‬ ‫معلق قلبه بالمساجد) (من دخل المسجد فهو‬ ‫(رجل ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫حبها‬
‫اب‬ ‫ْ‬
‫ْخلوا ال َب َ‬‫ُ‬ ‫(واد ُ‬
‫‪ C‬فيها على اهلل ضامن‪ .‬فرب العالمين لما يقول لبني إسرائيل َ‬ ‫تعزره وتوقره) هذه المجالس العبد‬ ‫مجلس مريض وما كان في مجلس إمام ّ‬
‫ِر لَ ُك ْم َخ َطا َيا ُك ْم) قبل الدخول وبعد الدخول وأثناء الدخول كما يدخل المسلم المسجد كما قال صلى اهلل عليه وسلم (أحب البقاع إلى اهلل‬ ‫ُس َّجدًا َو ُقولُوا ِح َّط ٌة َن ْغف ْ‬
‫ُكرم زائره) والحديث في هذا الباب تعرفونه جيدًا ما هو فضل الصالة في المسجد على‬ ‫وحق للمزور أن ي ِ‬ ‫وع ّمارها ز ّواري ٌ‬ ‫المساجد) وقال (المساجد بيوتي ُ‬
‫‪C‬ذ فهذا الموضوع كله كان قد ُحكي لبني إسرائيل عندما قال لهم‬ ‫الصالة في البيت؟ ثم ما هو حكم من يعتاد المسجد عند اهلل؟ قال نشهد له باإليمان‪ .‬وحينئ ٍ‬
‫اب ُس َّجدًا َو ُقولُوا ِح َّط ٌة)‪.‬‬ ‫ْخلُوا الْ َب َ‬ ‫سبحانه وتعالى ( َواد ُ‬
‫ْت ﴿‪﴾3‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪َ C‬ر َّب َهذا ال َبي ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫إذًا رب العالمين كما تعلمون لما قال (ادْخلوا َه ِذ ِه الق ْر َية) كما اهلل قال بالضبط نفس المعنى مع اختالف كبير في الحيثيات (فل َي ْعبُدُوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ْف َف َعلَ‬ ‫ْث ِش ْئتُ ْم) يعني الشكر على تلك النعمة وقبلها قال (أَلَ ْم َت َر َكي َ‬ ‫(اس ُكنُوا َه ِذ ِه الْ َق ْر َي َة َو ُكلُوا ِم ْن َها َحي ُ‬ ‫ف ﴿‪ ﴾4‬قريش) ْ‬ ‫ِن َخ ْو ٍ‬ ‫وع َوآَ َم َن ُه ْم م ْ‬ ‫ِن ُج ٍ‬ ‫الَّذِي أَ ْط َع َم ُه ْم م ْ‬
‫ِيل ﴿‪ ﴾1‬الفيل) شكرًا لهذه النعمة الذي آمنكم من خوف وهنا أطعمكم من جوع‪.‬‬ ‫اب الْف ِ‬ ‫ص َح ِ‬ ‫ُّك ِبأَ ْ‬
‫َرب َ‬

‫آية (‪:)59‬‬
‫*قال تعالى (فََأ ْن َز ْلنَا َعلَى الَّ ِذينَ ظَلَ ُموا ِرجْ ًزا ِمنَ ال َّس َما ِء بِ َما َكانُوا يَ ْف ُسقُونَ (‪ )59‬البقرة) – (فََأرْ َس ْلنَا َعلَ ْي ِه ْم ِرجْ ًزا ِمنَ َّ‬
‫الس * َما ِء بِ َما َك**انُوا‬
‫ظلِ ُمونَ (‪ )162‬األعراف)ما الفرق بين اآليتين؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫يَ ْ‬
‫ِين َظلَ ُموا ِم ْن ُه ْم‬‫َّل الَّذ َ‬
‫ون (‪ )59‬البقرة) وفي األعراف ( َف َبد َ‬ ‫الس َما ِء ِب َما َكانُوا َي ْف ُس ُق َ‬ ‫ِيل لَ ُه ْم َفأَ ْن َزلْنَا َعلَى الَّذ َ‬
‫ِين َظلَ ُموا ِر ْج ًزا م َ‬
‫ِن َّ‬ ‫ْر الَّذِي ق َ‬‫ِين َظلَ ُموا َق ْولًا َغي َ‬ ‫َّل الَّذ َ‬
‫( َف َبد َ‬
‫ون (‪ .))162‬في البقرة (فأنزلنا) وفي األعراف (فأرسلنا)‪ .‬أنزلنا أول مرة لما عصى‬ ‫الس َما ِء ِب َما َكانُوا َي ْظلِ ُم َ‬ ‫ِيل لَ ُه ْم َفأَ ْر َسلْنَا َعلَ ْي ِه ْم ِر ْج ًزا م َ‬
‫ِن َّ‬ ‫ْر الَّذِي ق َ‬ ‫َق ْولًا َغي َ‬
‫بنو إسرائيل لما قيل لهم ادخلوا القرية وقولوا حطة قالوا كالمًا آخر فأنزل عليهم رب العالمين رجزًا من السماء وهذا الرجز أنواع منهم من قال هو غبار‬
‫ومنهم من قال قتل بعضهم بعضًا‪ ،‬كالم كثير‪ ،‬المهم أول مرة أنزل اهلل عليهم الرجز هذا لما كانوا في التيه‪ ،‬ثم غيروا في كل مرة يحرفون الكلم عن‬
‫مواضعه ومن بعد مواضعه قال (فأرسلنا) أصبح الرجز يأتيهم من غير أن يأمره اهلل بالخصوص‪ ،‬رب العالمين أمر هذا الرجز أن يأتي على بني إسرائيل‬
‫كلما عصوا وكلما بدلوا وحرفوا ما أمرهم بهم أنبياؤهم إلى يوم القيامة‪ ،‬هذا الرجز مستمر إلى يوم القيامة ( َوإِ ْذ َتأَ َّذ َن َرب َ‬
‫ُّك لََي ْب َع َث َّن َعلَ ْي ِه ْم إِلَى َي ْو ِم الْ ِق َيا َم ِة َمن‬
‫ون) األولى ( ِب َما َكانُوا‬ ‫اب (‪ )167‬األعراف) وهذا واقع في كل جيل ما من جيل إال ويقع عليهم الرجز لشدة ظلمهم قال ( ِب َما َكانُوا َي ْظلِ ُم َ‬ ‫َي ُسو ُم ُه ْم ُسو َء الْ َع َذ ِ‬
‫ون) الظلم باق إلى يوم القيامة وكل دول العالم بطشت بهم ويقول الكاتب األميركي صاحب كتاب "من يستطيع الكالم في أميركا" يقول إنه لشيء فظيع‬ ‫َي ْف ُس ُق َ‬
‫‪ C‬قال له كيسنجر لماذا؟ قال كأني أراهم وقد عمدوا إلى السالح‬ ‫ومخيف أن تكون يهوديًا في أميركا‪ ،‬يتكلم عن كيف أن اليهود يعبثون بمصالح األميركيين‬
‫عندما يكتشفون كيف نعبث بمصالحهم‪ .‬إذن هذا الرجز إلى يوم القيامة إسبانيا قتلوهم وألمانيا قتلوهم وروسيا قتلوهم والوحيدون الذين آووهم وأحسنوا‬
‫معاملتهم هم العرب والمسلمون لهذا ما من مكان آمن لهذه الديانة اليهودية والنصرانية إال دول اإلسالم التي تؤمن بكتابهم وبنبيهم ال نفرق بين أحد من‬
‫‪ C‬والشريعة النصرانية والشريعة اإلسالمية واحد المسلمون فقط هم‬ ‫رسله‪ ،‬قدسية سيدنا موسى وسيدنا عيسى كقدسية سيدنا محمد وقدسية الشريعة اليهودية‬
‫األمناء على هاتين الملتين ومع ذلك يفعلون بهم ما يفعلون‪ .‬إذن أرسلنا‪ ،‬والغريب أن اليهود يحبون ذلك ويسمونها لعنة بني إسرائيل ويستقبلونها ببالغ‬
‫البطولة والشجاعة ألنها عندهم شهادة كما نحن نحب الشهادة هم يحبونها عندما يقع عليهم الظلم واإلبادة في كل مكان‪ .‬ولذلك أتذكر كان ريغن يقول أتمنى‬
‫‪ C‬معركة تقع بين المسلمين وبين اليهود فيتغلب المسلمون على اليهود فيذبحونهم‬ ‫أن ال أموت إال أن أكون في هرم جدون وهي عند التوراتيين واإلنجيليين‬
‫ِن‬ ‫َ‬
‫ِين ظلَ ُموا ِر ْج ًزا م َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫بالكامل هكذا هم يقولون‪ ،‬ريغن يتمنى أن يعيش حتى يموت شهيدًا في هرم جدون في القدس‪ .‬إذن هذا الذي قال تعالى ( َفأ ْن َزلنَا َعلَى الذ َ‬
‫ون (‪ )162‬األعراف) وما من أحد يظلم أحدًا كما‬ ‫الس َما ِء ِب َما َكانُوا َي ْظلِ ُم َ‬
‫ِن َّ‬ ‫ون (‪ )59‬البقرة) مرة واحدة ثم قال ( َفأَ ْر َسلْنَا َعلَ ْي ِه ْم ِر ْج ًزا م َ‬ ‫الس َما ِء ِب َما َكانُوا َي ْف ُس ُق َ‬
‫َّ‬
‫يفعل اليهود عند من يساكنوهم تأويهم الدولة وتعطيهم ويتمكنوا منها حتى ينقلبوا عليهم وهم سعداء بأنهم يموتون شهداء‪ .‬وهذا الفرق بين قوله تعالى‬
‫ال ياتيهم بشكل متوالي بشكل تلقائي كلما ظلموا شعبًا يأتيهم‬ ‫الس َما ِء) أصبح مرس ً‬ ‫ِن َّ‬‫ْه ْم ِر ْج ًزا م َ‬ ‫الس َما ِء) و( َفأَ ْر َسلْنَا َعلَي ِ‬
‫ِن َّ‬ ‫( َفأَ ْن َزلْنَا َعلَى الَّذ َ‬
‫ِين َظلَ ُموا ِر ْج ًزا م َ‬
‫اب (‪ )167‬األعراف) وهذا يعترفون هم به‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ُّك لََي ْب َع َث َّن َعلَ ْي ِه ْم إِلَى َي ْو ِم ال ِق َيا َم ِة َمن َي ُسو ُم ُه ْم ُسو َء ال َع َذ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫العقاب‪ .‬اإلرسال مستمر إلى يوم القيامة ( َوإِذ َتأذ َن َرب َ‬
‫أنفسهم‪.‬‬

‫آية (‪:)60‬‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية بين (انفجرت) في سورة البقرة و(انبجست) في سورة األعراف في قصة موسى؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫َاس َّم ْش َر َب ُه ْم ُكلُواْ َو ْ‬ ‫ُ‬
‫اش َربُواْ مِن‬ ‫اك الْ َح َج َر َفان َف َج َر ْت ِم ْن ُه ْاث َن َتا َع ْش َر َة َعيْنًا َق ْد َعلِ َم ُك ُّل أن ٍ‬ ‫ص َ‬ ‫اض ِرب بِّ َع َ‬ ‫وسى لِ َق ْو ِم ِه َف ُقلْنَا ْ‬‫اس َت ْس َقى ُم َ‬ ‫(وإِ ِذ ْ‬‫‪ ‬جاء في سورة البقرة َ‬
‫َ‬
‫اس َت ْس َقا ُه َق ْو ُم ُه أ ِن‬
‫وسى إِ ِذ ْ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ح‬ ‫و‬‫َ‬‫أ‬ ‫و‬ ‫مًا‬‫م‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫اطًا‬ ‫ب‬‫س‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ْ‬
‫اث‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫َاه‬ ‫ن‬‫ع‬‫ْ‬ ‫ط‬‫َّ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫األعراف‬ ‫سورة‬ ‫في‬ ‫وجاء‬ ‫})‬ ‫‪60‬‬ ‫{‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫د‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ض‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫األ‬ ‫ال َت ْع َث ْواْ فِي‬‫ِّر ْز ِق اللَّ ِه َو َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َْ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫السل َوى كلوا مِن َطيِّ َب ِ‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ات َما‬ ‫ْه ُم ال َم َّن َو َّ‬ ‫نزلنَا َعلَي ِ‬ ‫ْه ُم ال َغ َما َم َوأ َ‬ ‫َاس َّم ْش َر َب ُه ْم َو َظللنَا َعلَي ِ‬ ‫اك ال َح َج َر َفان َب َج َس ْت ِم ْن ُه اث َن َتا َع ْش َر َة َعيْنًا َق ْد َعلِ َم كل أن ٍ‬ ‫ص َ‬ ‫اض ِرب بِّ َع َ‬ ‫ْ‬
‫ون {‪.)}160‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َر َزقنَاك ْم َو َما ظل ُمونَا َولـكِن كانُوا أنف َس ُه ْم َيظلِ ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫قل الماء بمعاصيهم‬ ‫ال بالماء الكثير ثم ّ‬ ‫ال هل انفجرت أو انبجست؟ والجواب كالهما وحسب ما يقوله المفسرون أن الماء انفجرت أو ً‬ ‫والسؤال ماذا حدث فع ً‬
‫والتفضل على بني إسرائيل جاء بالكلمة التي تدل على الكثير فجاءت كلمة (انفجرت) أما في‬ ‫ّ‬ ‫وفي سياق اآليات في سورة البقرة الذي يذكر الثناء والمدح‬
‫أمر مشاهد فالعيون واآلبار ال تبقى على حالة واحدة فقد تجفّ‬ ‫ّ‬
‫سورة األعراف فالسياق في ذ ّم بني إسرائيل فذكر معها اإلنبجاس وهو أقل من اإلنفجار وهذا ٌ‬
‫‪ C‬حصل بالفعل‪.‬‬ ‫العيون واآلبار فذكر اإلنفجار في موطن واإلنبجاس في موطن آخر وكال المشهدين‬
‫ِر لَ ُك ْم َخ َطا َيا ُك ْم‬‫اب ُس َّجدًا َو ُقولُواْ ِح َّط ٌة نَّ ْغف ْ‬ ‫ْخلُواْ الْ َب َ‬ ‫ْث ِش ْئتُ ْم َر َغدًا َواد ُ‬ ‫ْخلُواْ َهـ ِذ ِه الْ َق ْر َي َة َف ُكلُواْ ِم ْن َها َحي ُ‬‫(وإِ ْذ ُقلْنَا اد ُ‬‫إذا الحظنا سياق اآليات في سورة البقرة َ‬
‫وسى‬ ‫اس َت ْس َقى ُم َ‬ ‫ون {‪َ }59‬وإِ ِذ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الس َماء ِب َما َكانُوا َيف ُسق َ‬ ‫ِين ظل ُموا ِر ْجزًا ِّم َن َّ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫نزلنَا َعلى الذ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ْر الذِي قِيل ل ُه ْم َفأ َ‬ ‫ِين َظلَ ُمواْ َق ْوال َغي َ‬
‫ً‬ ‫َّل الَّذ َ‬
‫ِين {‪َ }58‬ف َبد َ‬ ‫َزي ُد الْ ُم ْح ِسن َ‬ ‫َو َسن ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫لَِق ْو ِم ِه فقلنَا ْ‬
‫َ‬
‫ِين {‬‫ض ُمف ِسد َ‬ ‫َاس َّمش َر َب ُه ْم كلوا َواش َربُوا مِن ِّرز ِق الل ِه َوال َت ْعث ْوا فِي األ ْر ِ‬ ‫صاك ال َح َج َر فانف َج َر ْت ِم ْن ُه اث َن َتا َعش َر َة َعيْنًا ق ْد َعلِ َم كل أن ٍ‬ ‫اض ِرب بِّ َع َ‬
‫‪)}60‬‬
‫ُ‬
‫ِر لك ْم َخ ِطي َئا ِتك ْم َسن ِ‬
‫َزي ُد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اب ُس َّجدًا نَّ ْغف ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ْخلوا ال َب َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اسكنُوا َهـ ِذ ِه الق ْر َية َوكلوا ِم ْن َها َحيْث ِشئت ْم َوقولوا ِحطة َواد ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫أما سياق اآليات في سورة األعراف ( َوإِذ قِيل ل ُه ُم ْ‬
‫ّ‬
‫ِين {‪ )}161‬يمكن مالحظة اختالفات كثيرة في اختيار ألفاظ معينة في كل من السورتين ونلخص هذا فيما يأتي‪:‬‬ ‫الْ ُم ْح ِسن َ‬

‫سورة األعراف‬ ‫سورة البقرة‬


‫السياق في ذكر ذنوبهم ومعاصيهم والمقام مقام تقريع وتأنيب‬ ‫سياق اآليات والكالم هو في التكريم لبني إسرائيل فذكر‬
‫ِيل الْ َب ْح َر َفأَ َت ْواْ َعلَى َق ْو ٍم‬
‫او ْزنَا ِب َبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫لبني إسرائيل ( َو َج َ‬ ‫والتفضل ( َوإِ ْذ‬
‫ّ‬ ‫والتكرم‬
‫ّ‬ ‫أمورًا كثيرة في مقام التفضيل‬
‫اج َعل لَّنَا إِلَـهًا َك َما لَ ُه ْم‬ ‫َ ُ َ ْ‬‫ى‬ ‫وس‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫وا‬‫ُ‬‫ال‬‫ق‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫َام ُ ْ‬
‫ل‬ ‫صن ٍ‬ ‫ون َعلَى أَ ْ‬ ‫َي ْع ُك ُف َ‬ ‫ون‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِر َع ْو َن َي ُسو ُم ْ ُ َ َ َ ِ ُ ُ َ‬
‫ِّح‬ ‫ب‬ ‫ذ‬ ‫ي‬ ‫اب‬ ‫ذ‬ ‫ع‬‫ال‬ ‫ء‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫و‬ ‫آل ف ْ‬‫َج ْينَا ُكم ِّم ْن ِ‬ ‫ن َّ‬
‫ون {‪ )}138‬والفاء هنا تفيد المباشرة أي‬ ‫ال إِنَّ ُك ْم َق ْو ٌم َت ْج َهلُ َ‬
‫آلِ َه ٌة َق َ‬ ‫ِساء ُك ْم َوفِي َذلِ ُكم َبال ٌء ِّمن َّربِّ ُك ْم َع ِظي ٌم {‬ ‫ُون ن َ‬‫أَ ْبنَاء ُك ْم َو َي ْس َت ْحي َ‬
‫‪C‬‬
‫بمجرد أن أنجاهم اهلل تعالى من الغرق أتوا على قوم يعبدون‬ ‫ِر َع ْو َن‬ ‫نج ْينَا ُك ْم َوأَ ْغ َر ْقنَا َ‬
‫آل ف ْ‬ ‫‪َ }49‬وإِ ْذ َف َر ْقنَا ِب ُك ُم الْ َب ْح َر َفأَ َ‬
‫األصنام فسألوا موسى أن يجعل لهم إلهًا مثل هؤالء القوم‪.‬‬ ‫ِيل ْاذ ُك ُرواْ ِن ْع َمت َ‬
‫ِي‬ ‫ون {‪ )}50‬و ( َيا َبنِي إِ ْس َرائ َ‬ ‫نظ ُر َ‬ ‫َوأَنتُ ْم َت ُ‬
‫ِين {‪)}47‬‬ ‫ضلْتُ ُك ْم َعلَى الْ َعالَم َ‬ ‫الَّتِي أَ ْن َع ْم ُت َعلَ ْي ُك ْم َوأَنِّي َف َّ‬
‫اس َت ْس َقا ُه َق ْو ُم ُه أَ ِن ْ‬
‫اض ِرب‬ ‫فموسى هو الذي استسقى لقومه (إِ ِذ ْ‬ ‫قوم موسى استسقوه فأوحى إليه ربه بضرب الحجر ( َوإِ ِذ‬
‫اك الْ َح َج َر)‬
‫ص َ‬‫بِّ َع َ‬ ‫اك الْ َح َج َر) وفيها‬ ‫ص َ‬ ‫اض ِرب بِّ َع َ‬ ‫وسى لِ َق ْو ِم ِه َف ُقلْنَا ْ‬ ‫اس َت ْس َقى ُم َ‬ ‫ْ‬
‫لنبي اهلل موسى ‪ ‬واستجابة اهلل لدعائه‪ .‬واإليحاء أن‬ ‫تكريم ّ‬
‫الضرب المباشر كان من اهلل تعالى‪.‬‬
‫(كلوا من طيبات ما رزقناكم) لم يذكر الشرب فجاء باللفظ‬ ‫(كلوا واشربوا) والشرب يحتاج إلى ماء أكثر لذا انفجرت‬
‫الذي يدل على الماء ّ‬
‫األقل (انبجست)‬ ‫الماء من الحجر في السياق الذي يتطلب الماء الكثير‬
‫لم يرد ذكر األكل بعد دخول القرية مباشرة وإنما أمرهم‬ ‫جعل األكل عقب الدخول وهذا من مقام النعمة والتكريم‬
‫بالسكن أو ً‬
‫ال ثم األكل (اسكنوا هذه القرية وكلوا)‬ ‫(ادخلوا هذه القرية فكلوا) الفاء تفيد الترتيب والتعقيب‪.‬‬
‫لم يذكر رغدًا ألنهم ال يستحقون رغد العيش مع ذكر‬ ‫(رغدًا) تذكير بالنعم وهم يستحقون رغد العيش كما يدلّ‬
‫معاصيهم‪.‬‬ ‫سياق اآليات‪.‬‬
‫سورة األعراف‬ ‫سورة البقرة‬
‫(وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدًا) لم يبدأ بالسجود هنا ألن‬ ‫سجدًا وقولوا حطة) بُديء به في مقام‬ ‫(وادخلوا الباب ّ‬
‫‪ C‬لربه وهم في السياق هنا‬ ‫التكريم وتقديم السجود أمر مناسب لألمر بالصالة الذي جاء السجود من أقرب ما يكون العبد‬
‫ار َك ُع ْ‬
‫وا َم َع مبعدين عن ربهم لمعاصيهم‪.‬‬ ‫ال َة َوآتُواْ َّ‬
‫الز َكا َة َو ْ‬ ‫في سياق السورة ( َوأَقِي ُمواْ َّ‬
‫الص َ‬
‫ِين {‪ )}43‬والسجود هو من أشرف العبادات‪.‬‬ ‫الرا ِكع َ‬
‫َّ‬
‫ّ‬
‫(نغفر لكم خطيئاتكم) وخطيئات جمع قلة وجاء هنا في مقام‬ ‫(نغفر لكم خطاياكم) الخطايا هم جمع كثرة‪  ‬وإذا غفر‬
‫ّ‬
‫التأنيب وهو يتناسب مع مقام التأنيب والذم في السورة‪.‬‬ ‫الخطايا فقد غفر الخطيئات قطعًا وهذا يتناسب مع مقام‬
‫التكريم الذي جاء في السورة‪.‬‬
‫(سنزيد المحسنين) لم ترد الواو هنا ألن المقام ليس فيه تكريم‬ ‫(وسنزيد المحسنين) إضافة الواو هنا تدل على اإلهتمام‬
‫ّ‬
‫ونعم وتفضل‪.‬‬ ‫التفضل وذكر النعم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والتنويع ولذلك تأتي الواو في موطن‬
‫(الذين ظلموا منهم) هم بعض ممن جاء ذكرهم في أول اآليات‬ ‫ال غير الذي قيل لهم)‬ ‫(فبدّل الذين ظلموا قو ً‬
‫(فأرسلنا ) أرسلنا في العقوبة أش ّد من أنزلنا‪ ،‬وقد تردد اإلرسال‬ ‫(فأنزلنا على الذين ظلموا)‬
‫في السورة ‪ 30‬مرة أما في البقرة فتكرر ‪ 17‬مرة‬
‫(بما كانوا يظلمون) والظلم أش ّد ألنه يتعلّق بالضير‬ ‫(بما كانوا يفسقون)‬

‫والتفضل وهي داللة (فانبجست) في مقام التقريع ّ‬


‫قل الماء بمعاصيهم فناسب ذكر‬ ‫ّ‬ ‫(فانفجرت) جاءت هنا في مقام التكريم‬
‫ّ‬
‫على أن الماء بدأ باإلنفجار بالماء الشديد فجاء بحالة الكثرة حالة قلة الماء مع تقريعهم‪.‬‬
‫‪C‬‬
‫مع التنعيم‪.‬‬
‫*هل خروج الماء كان كثيراً أو قليالً؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫قل بسبب معاصيهم‪ .‬ليس هذا تعارض كما يظن البعض لكن ذكر الحالة بحسب الموقف الذي هم فيه لما كان فيهم‬ ‫خروج الماء كان كثيرًا في البداية لكنه ّ‬
‫وسى لِ َق ْو ِم ِه (‪ )60‬البقرة) موسى هو الذي استسقى ومرة قال‬ ‫اس َت ْس َقى ُم َ‬
‫صالح قال انفجرت ولما كثرت معاصيهم قال انبجست‪ .‬حتى نالحظ مرة قال ( َوإِ ِذ ْ‬
‫اس َت ْس َقا ُه َق ْو ُم ُه (‪ )160‬األعراف) طلبوا منه السقيا‪ ،‬أيها اإلجابة أكثر أن يستقي النبي أو القوم يستسقون؟ لما يستسقي النبي إذن لما قال استسقى موسى‬ ‫(إِ ِذ ْ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قال انفجرت ولما قال استسقاه قومه قال انبجست‪ .‬هي كلها صحيحة وهي خروج اثنتا عشرة عينًا‪ .‬قال (كلوا َواش َربُوا مِن ِّرز ِق الل ِه (‪ )60‬البقرة) لم يقلها‬
‫ات َما َر َز ْقنَا ُك ْم (‪ )160‬األعراف)‪ .‬اشربوا يحتاج إلى ماء إذن الماء الكثير يأتي مع األكل والشرب فمع‬ ‫لما قال انبجست وإنما قال فقط كلوا ( ُكلُواْ مِن َطيِّ َب ِ‬
‫األكل والشرب قال انفجرت ألنه يحتاج إلى ماء ولما لم يذكر الشرب قال انبجست‪.‬‬
‫*هذه قضية يستعصي* على الكثير فهمها فما الموقف الذي حصل بالضبط؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫اك الْ َح َج َر َفان َف َج َر ْت ِم ْن ُه ْاث َن َتا َع ْش َر َة َعيْنًا) موسى ضرب الحجر لكنه لم‬ ‫ص َ‬ ‫اض ِرب بِّ َع َ‬ ‫وسى لِ َق ْو ِم ِه َف ُقلْنَا ْ‬
‫اس َت ْس َقى ُم َ‬ ‫(وإِ ِذ ْ‬ ‫انفجر بالماء الكثير‪ .‬من ناحية اللغة َ‬
‫اك الْ َح َج َر َفان َب َج َس ْت ِم ْن ُه ْاث َن َتا‬ ‫ص َ‬ ‫ع‬
‫ِ ِّ َ َ‬‫ب‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫اض‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫َ‬‫أ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫م‬‫و‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫َ ْ َْ ِ ُ َ ِ ْ ْ ُ ُْ ِ‬‫اس‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ى‬ ‫وس‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫ي‬‫ح‬ ‫و‬‫َ‬‫أ‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫كذلك‬ ‫يذكره‪.‬‬ ‫لم‬ ‫ولكن‬ ‫مفهوم‬ ‫يقل فضرب إذن الكالم محذوف وهو‬
‫ِيرا (‪ )36‬الفرقان)‬ ‫َاه ْم َت ْدم ً‬
‫َم ْرن ُ‬ ‫ِين َك َّذبُوا ِبآ َيا ِتنَا َفد َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َع ْش َر َة َع ْي ًنا) لم يقل معها ضرب إذن معناه هنالك تُختزل ُج َمل بحسب الحالة مثل ( َف ُقلنَا ْاذ َه َبا إِلَى ال َق ْو ِم الذ َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اب َك ِري ٌم (‪ ))29‬إذن هناك اختزال‪،‬‬ ‫َ‬
‫ِي إِل َّي ِك َت ٌ‬ ‫ون (‪َ )28‬قالَ ْت َيا أَيُّ َها ال َملَأ إِنِّي ألق َ‬
‫ْ‬ ‫(اذ َهب بِّ ِك َتا ِبي َه َذا َفأَلْ ِق ْه إِلَ ْي ِه ْم ثُ َّم َت َو َّل َع ْن ُه ْم َف ُ‬
‫انظ ْر َما َذا َي ْر ِج ُع َ‬ ‫وكذلك في النمل ْ‬
‫هناك قال انفجرت ثم عصوا ربهم فانبجست وهذا األمر في القرآن كثير‪.‬‬
‫وس*ى لِقَوْ ِم* ِه) ولم يقل وإذ استس*قى موسى ربّ*ه؟ أليس موسى*‬
‫*( َوِإ ِذ ا ْستَ ْسقَى ُمو َسى* لِقَوْ ِم ِه (‪ )60‬البقرة) لِ َم قال تعالى ( َوِإ ِذ ا ْست َْس*قَى ُم َ‬
‫‪ ‬أحد أفراد القوم؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫في هذا السؤال داللة على عناية اهلل تعالى بعباده الصالحين فهذا الدعاء واالستسقاء يدلك على أن موسى ‪ ‬لم يصبه العطش ألن اهلل تعالى وقاه الجوع‬
‫والظمأ كما قال ‪" ‬إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني"‪ .‬وانظر كيف كان االستسقاء لموسى ‪‬وحده دون قومه فلم يقل ربنا سبحانه وتعالى ‪ :‬وإذا استسقى‬
‫موسى‪ ‬وحده ولئال يظن القوم أن اهلل تعالى أجاب دعاءهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫موسى وقومه ربهم وذلك ليظهر لنا ربنا كرامة‬
‫ت ِم ْنهُ ْاثنَتَا َع ْش َرةَ َع ْينًا (‪ )160‬األعراف) ما الفرق بين‬
‫ت ِم ْنهُ ْاثنَتَا َع ْش َرةَ َعيْنا ً (‪ )60‬البقرة) وقال (فَانبَ َج َس ْ‬
‫*قال تعالى‪ (:‬فَانفَ َج َر ْ‬
‫انفجرت و انبجست؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫هذا في غاية الدقة‪ ،‬اإلنفجار ليس كاإلنبجاس كما كان يقول الكثير قبل أن نعرض برنامجنا الكلمة وأخواتها‪ ،‬إنفجر غير إنبجس‪ ،‬إنفجر ساعة خروج الماء‬
‫من األرض الصلبة أو الحجر الصلبة عندما إنفجر الحجر أين ذهب الماء؟ سال الماء هذا السيل يسمى إنبجاسًا فاالنبجاس كانبجاس الجرح‪ ،‬إذا انبجس‬
‫جرحك هو ينفجر أو ً‬
‫ال ثم ينبجس بحيث يسيل الدم إلى مكان بعيد‪ ،‬رب العالمين يذكر لنا الحالتين حالة بني إسرائيل مع موسى ساعة االنفجار عندما انفجر‬
‫هذا الحجر وخرج منه ماء زالل عذب وانفجر بقوة انفجاره بقوة أدى إلى أنه ينبجس أي سال في األرض التي هي بعد الحجر لكي يشرب منه ‪ 12‬لواء من‬
‫ألوية بني إسرائيل‪ ،‬كيف يشرب ‪ 12‬فرقة من حجر؟ فسال هذا الماء فانبجست‪ .‬إذن هاتان اآليتان تتحدثان عن تسلسل الواقعة وكل كلمة ترسم جزءًا من‬
‫صورة وهكذا هو كل القصص القرآني‪ .‬اإلنبجاس ال يكون إال بعد اإلنفجار‪.‬إذن هكذا هو الفرق بين انفجرت وانبجست‪.‬‬
‫آية (‪:)61‬‬
‫وا ِمصْ راً فَِإ َّن لَ ُكم َّما َسَأ ْلتُ ْم (‪ )61‬البقرة) ؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫*ما المقصود بمصر* في اآلية (ا ْهبِطُ ْ‬
‫ال ْم َرأَِت ِه (‪)21‬‬
‫ص َر ِ‬ ‫ال الَّذِي ْ‬
‫اش َت َرا ُه مِن ِّم ْ‬ ‫(و َق َ‬
‫‪ C‬من المدن وليست مصر المعروفة ألن هذه الثانية تكون ممنوعة من الصرف َ‬
‫مصرًا منونة يعني أي مدينة‬
‫يوسف)‪ ،‬إذا صرفت تكون أي مدينة‪ ،‬هذه مصر البلد‪ .‬أما (مصرًا) اي أي بلدة ألن ما طلبوه ليس هنا في الصحراء وإنما في أي مدينة‪.‬‬
‫أي بناء‪ ،‬أي ادخلوا أي قرية تجدون فيها عدس‬
‫الممصر أي الذي فيه ّ‬
‫ّ‬ ‫أي بلد‪ .‬المِصر هو‬‫د‪.‬حسام النعيمى‪ :‬لما قال (اهبطوا مصرًا) هنا ن ّونها فإذن ّ‬
‫ّ‬
‫وبصل وثوم – ومن المالحظ أن كل األشياء التي طلبوها مما ينفخ المعدة – البقل من البقوليات‪ ،‬القثاء هو الخيار الذي يسمونه اآلن خيار جثة وفومها قسم‬
‫قال الحنطة وقسم قال الثوم ألن العرب تبدل الثاء والفاء بالنسبة للثوم وهي لهجة من لهجات العرب‪.‬‬
‫*كلمة ضرب تكررت في القرآن كثيراً بمعاني مختلفة فكم معنى لها في اللغة؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الضرب كثير في اللغة وهو في اللغة إيقاع شيء على شيء الضرب باليد والعصى‪ .‬عندنا ضرب الدراهم أي ص ّكها‪ ،‬الض‪CC‬رب في األرض أي س‪CC‬ار أو‬
‫الذلَّ ُة َوالْ َم ْس َكن ُ‬
‫َة (‪ )61‬البقرة) مثل الخيمة‪ ،‬ض‪CC‬رب على يد فالن‬ ‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬‫ض (‪ )101‬النساء) تجارة أو ابتغاء الرزق‪َ ( ،‬و ُ‬ ‫ض َر ْبتُ ْم فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫تاجر ( َوإِ َذا َ‬
‫ِين َع َددًا (‪ )11‬الكهف) منعناهم من السمع‪ ،‬ضرب المثل‬
‫ف ِسن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َر ْبنَا َعلى آذا ِن ِه ْم فِي ال َك ْه ِ‬ ‫إذا حجر عليه‪ ،‬وضرب على يده إذا تبايعا وتعاقدا على البيع‪َ ( ،‬ف َ‬
‫ِين (‪ )5‬الزخرف) يعني نهملكم‪ .‬الضرب مختلف في‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صف ًحا أن كنت ْم ق ْو ًما ُّم ْس ِرف َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫َض ِر ُب َعنك ُم الذك َر َ‬‫َس َي َخلْ َق ُه (‪ )78‬يس)‪( ،‬أَ َفن ْ‬
‫ض َر َب لَنَا َم َثلًا َون ِ‬
‫(و َ‬
‫يعني بيّنه َ‬
‫‪ C‬معانيها بتعدد سياقها‪ ،‬ضرب الوتد يعني د ّقه‪ ،‬وضرب ابنه يعني ربّاه‪.‬‬ ‫مشترك لفظي كلمة تتعدد‬ ‫ِ‬ ‫يسمى‬ ‫اللغة وهذا‬
‫ت َعلَ ْي ِه ُم ال ِّذلَّةُ َو ْال َم ْس* َكنَةُ (‪ )61‬البق**رة) لِ َم لم يقل ربنا س**بحانه وتع**الى* أص**ابتهم الذلة والمس**كنة؟ أليس ه**ذه الص**يغة ت**ؤدي‬
‫ُربَ ْ*‬
‫*( َوض ِ‬
‫معنى ضربت عليهم الذلة والمسكنة؟(ورتل* القرآن ترتيال)ً‬
‫تخيل قومًا أقاموا في مكان ما فضربت عليهم ُقبّة كيف تشاهد هذه الصورة؟ إنك تتخيل أفرادًا ماكثين تحت ُقبّة بحيث تحوطهم من كل جانب وتظلّهم وكذلك‬
‫هذه اآلية فقد شبّه اهلل تعالى الذلة والمسكنة بالقبة التي أحاطت أهلها فالزموها ولم يغادروها فكانت الذلة والمسكنة بيتهم الذي اليغادرونه وال يحولون عنه‪.‬‬
‫والمسكنة هي الفقر وأُ ِخذ هذا المعنى من السكون ألن الفقر يقلل حركة صاحبه ويجعله يؤثِر السكون‪.‬‬
‫ب‬
‫َض* ٍ‬ ‫وا ِإالَّ بِ َحب ٍْل ِّم ْن هّللا ِ َو َحب ٍْل ِّمنَ النَّ ِ‬
‫اس َوبَ*آُؤوا* بِغ َ‬ ‫ت َعلَ ْي ِه ُم ال ِّذلَّةُ َأ ْينَ َما ثُقِفُ ْ‬ ‫ت َعلَ ْي ِه ُم ال ِّذلَّةُ َو ْال َم ْس َكنَةُ (‪ )61‬البقرة) – (ض ِ‬
‫ُربَ ْ‬ ‫ُربَ ْ*‬
‫*( َوض ِ‬
‫ت َعل ْي ِه ُم ال َم ْس َكنَة (‪ )112‬آل عمران) ما الفرق بين اآليتين؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُربَ *‬ ‫ِّمنَ هّللا ِ َوض ِ‬
‫ال ثم بعد فترة طويلة ضربت‬ ‫َة (‪ )61‬البقرة) مرة واحدة ضربت الذلة أو ً‬ ‫الذلَّ ُة َوالْ َم ْس َكن ُ‬
‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫يتكلم رب العالمين عن بني إسرائيل مرة قال ( َو ُ‬
‫ِما تُن ِب ُت‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْع لنَا َربَّك ي ْ‬
‫ُخ ِر ْج لنَا م َّ‬ ‫َ‬ ‫اح ٍد َفاد ُ‬ ‫ام َو ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وسى لن نَّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫المسكنة‪ ،‬إحداهما في البقرة واألخرى في آل عمران‪ ،‬في البقرة يقول تعالى ( َوإِذ قلتُ ْم َيا ُم َ‬
‫ص ِب َر َعل َى ط َع ٍ‬
‫المن وهذه الطيور السلوى تأتيكم مشوية جاهزة‬ ‫صلِ َها (‪ )61‬البقرة) أعطاكم رب العالمين هذه الحلوى الهائلة ّ‬ ‫َس َها َو َب َ‬ ‫ض مِن َب ْقلِ َها َوقِثَّآ ِئ َها َو ُفو ِم َها َو َعد ِ‬ ‫األ ْر ُ‬‫َ‬
‫المن حلوى تنزل من السماء ولم تعد موجودة في العالم كله إال عندما أنزلها اهلل على بني إسرائيل في‬ ‫هذا الطعام الراقي الذي ال نظير له في الكون‪ .‬هذا ّ‬
‫تيههم يتيهون في سيناء أربعين عامًا‪ ،‬بقيت بقايا هذا المن تنزل فقط في شمال العراق في هذه الجبال الشاهقة في فصل من فصول السنة تنزل على هذه‬
‫المن النازل من السماء وهو حلوى ال تجدها إال في العراق وفي العراق ال‬ ‫من السما أي ّ‬ ‫األشجار في قارس البرد ثم تج ّمع وتصنع يسمونها اآلن في العراق ّ‬
‫تجدها إال في شماله وتصنّع في العاصمة‪ .‬هذه النعمة اإللهية أعطاها اهلل لبني إسرائيل في تيههم ومع هذا قالوا يا موسى لن نصبر على طعام واحد فقط ّ‬
‫من‬
‫ض مِن َب ْقلِ َها َوقِثَّآ ِئ َها َو ُفو ِم َها َو َعد ِ‬ ‫ِما تُن ِب ُت َ‬‫ُخ ِر ْج لَنَا م َّ‬ ‫ْع لَنَا َرب َ‬ ‫َ‬ ‫وسلوى ( َوإِ ْذ ُقلْتُ ْم َيا ُم َ‬
‫صلِ َها) أعطاكم هاتان‬ ‫َس َها َو َب َ‬ ‫األ ْر ُ‬ ‫َّك ي ْ‬ ‫اح ٍد َفاد ُ‬‫ام َو ِ‬ ‫ص ِب َر َعلَ َى ط َع ٍ‬ ‫وسى لَن نَّ ْ‬
‫الذلَّ ُة‬
‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬‫ِصرًا َفِإ َّن لَ ُكم َّما َسأَلْتُ ْم َو ُ‬ ‫اه ِب ُطواْ م ْ‬ ‫ْر ْ‬ ‫ون الَّذِي ُه َو أَ ْدنَى ِبالَّذِي ُه َو َخي ٌ‬ ‫(قال أََت ْس َت ْبدِلُ َ‬
‫النعمتان العظيمتان وأنتم تريدون حشائش األرض؟! َ‬
‫ض ِر َب ْت‬ ‫ون (‪ُ )111‬‬ ‫ص ُر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ض ُّرو ُك ْم إِلا أ ًذى َوإِ ْن يُ َقاتِلو ُك ْم يُ َولو ُك ُم الأ ْد َب َ‬
‫ار ثُ َّم لَا يُ ْن َ‬ ‫َة) في آن واحد‪ ،‬هذا في البقرة‪ .‬في آل عمران يتكلم عنهم قال (لَ ْن َي ُ‬ ‫َوالْ َم ْس َكن ُ‬
‫َة) إذن هناك تفريق بين‬ ‫ْه ُم الْ َم ْس َكن ُ‬‫ض ِر َب ْت َعلَي ِ‬ ‫ِن اللَّ ِه َو ُ‬‫َض ٍب م َ‬ ‫اس َو َبا ُءوا ِبغ َ‬ ‫ِن النَّ ِ‬ ‫ْل م َ‬ ‫ِن اللَّ ِه َو َحب ٍ‬ ‫ْل م َ‬ ‫ْن َما ثُ ِق ُفوا (‪ ))112‬الذلة وحدها (إِلَّا ِب َحب ٍ‬ ‫الذلَّ ُة أَي َ‬ ‫ْه ُم ِّ‬‫َعلَي ِ‬
‫الزمن الذي ضربت عليهم الذلة والزمن الذي ضربت عليهم المسكنة بعد سنوات‪ .‬فلماذا أول مرة ضربت الذلة والمسكنة في آن واحد ثم ضربت الذلة أو ً‬
‫ال‬
‫ثم ضربت المسكنة ثانيًا؟ لعل واحدًا يقول ما الفرق؟ عندما نتأمل في تاريخ بني إسرائيل في زمن سيدنا موسى‪ ،‬كل األنبياء بال استثناء ُعذبوا من شعوبهم‬
‫وكأن هذا من أقدار اهلل عز وجل وقوانين هذا الكون‪ ،‬التبي ‪ُ ‬ع ّذب لكن ما إن جاءت معركة بدر حتى انتهى األمر ثم ساد التوحيد العالم كله بهذا النبي‬
‫ان ِع ْن َد اللَّ ِه َو ِجي ًها (‪)69‬‬ ‫ِما َقالُوا َو َك َ‬ ‫وسى َف َب َّرأَ ُه اللَّ ُه م َّ‬‫ِين آَ َذ ْوا ُم َ‬ ‫ِين آَ َمنُوا لَا َت ُكونُوا َكالَّذ َ‬‫‪ C‬سيدنا موسى ‪ ‬أوذي أذى عظيمًا واهلل تعالى يقول ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬ ‫الجديد‪.‬‬
‫حي إلى هذه‬ ‫األحزاب) سيدنا المسيح أوذي لكن أذاه كان أخف بكثير من أذى سيدنا موسى وحكاية الصلب واإلعدام غير صحيحة والحقيقة أن سيدنا عيسى ّ‬
‫الساعة ( َبل َّر َف َع ُه اللُهّ إِلَ ْي ِه (‪ )158‬النساء) وسينزل في آخر الزمان ومن عالمات القيامة الكبرى أن ينزل السيد المسيح عليه السالم والغريب أن الذين‬
‫صلب؟! هذا ليس موضوعنا‪ .‬موضوعنا أنه ما من قوم آذوا نبيهم كما آذى بنو إسرائيل‬ ‫صلب و ُقتل يؤمنون أنه سيعود لكن كيف يعود بعد أن ُ‬ ‫يقولون أنه ُ‬
‫أنبياءهم فمنهم من جعلوه لوطيًا ومنهم من جعلوه زانيًا أطلقوا على عيسى أنه ابن حرام وآذوهم أذى شديدًا فسيدنا موسى أتعبوه جدًا ومن ضمنها لما أنزل‬
‫ون الَّذِي ُه َو أَ ْدنَى ِبالَّذِي‬ ‫ال أََت ْس َت ْبدِلُ َ‬
‫اهلل ععليهم المن والسلوى شهر شهرين ثم ألحوا إلحاحًا شديدًا فقال لهم موسى ماذا ؟ قالوا نريد حشائش األرض قال ( َق َ‬
‫ْر) أراد رب العالمين أن يؤدبهم‪ .‬وأنتم تعرفون من القرآن الكريم ومن واقع الحال بنو إسرائيل كان اهلل تعالى يعذبهم كلما أساءوا ألن إساءتهم في‬ ‫ُه َو َخي ٌ‬
‫َرى اللَّ َه َج ْه َر ًة (‪ )55‬البقرة) بعد أن ذهب موسى ليكلمه اهلل اتخذوا العجل إلهًا فقال لهم‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ى‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ِن‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ؤ‬‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫ى‬ ‫وس‬ ‫م‬ ‫ا‬
‫َِ ْ َ ُ َ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ذ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫قالوا‬ ‫لما‬ ‫تصور‬ ‫القسوة‬ ‫غاية‬
‫َ‬
‫ار ِئ ُك ْم (‪ )54‬البقرة) جاءهم اهلل تعالى بزوبعة كل واحد يقتل الثاني حتى قتلوا‬ ‫ْر لَّ ُك ْم ِعن َد َب ِ‬ ‫ار ِئ ُك ْم َفا ْقتُلُواْ أن ُف َس ُك ْم َذلِ ُك ْم َخي ٌ‬
‫اهلل تعالى اقتلوا أنفسكم ( َفتُوبُواْ إِلَى َب ِ‬
‫باآلآلف عقوباتهم كانت صارمة ومع هذا ال يتوبون لشدة شوكتهم ولشدة عنادهم ولشدة اختالفهم على غيرهم ال يمكن أن يستسلموا وال أن ينقادوا وال أن‬
‫يطيعوا‪ .‬آذوا موسى عليه السالم كثيرًا حينئذ انتقم اهلل منهم لما فعلوه بموسى فقال (ضربت عليهم الذلة والمسكنة) في آن واحد الذلة الهزائم في الحرب‬
‫ال ما دخلوا حربًا مع العماليق إال هزموا لماذا؟ رب العالمين سلط عليهم العماليق فسرقوا منهم التابوت الذي فيه سكينة من ربكم هذه معجزة طالوت‬ ‫وفع ً‬
‫ون َت ْحمِلُ ُه الْ َمآل ِئ َك ُة (‪ )248‬البقرة) ظلوا يصابون‬ ‫ار َ‬ ‫آل َه ُ‬ ‫وسى َو ُ‬ ‫آل ُم َ‬ ‫َّة ِّم َّما َت َر َك ُ‬
‫َة ِّمن َّربِّ ُك ْم َو َبقِي ٌ‬‫ُوت فِي ِه َسكِين ٌ‬ ‫ْ‬
‫ال لَ ُه ْم ِن ِبيُّ ُه ْم إِ َّن آ َي َة ُملْ ِك ِه أَن َيأ ِت َي ُك ُم التَّاب ُ‬
‫( َو َق َ‬
‫بالذلة من الحروب والمسكنة بين الناس اليهودي دائمًا يبدي نفسه أمام اآلخرين أنه مسكين وأنه متواضع وأنه مظلوم إلى يوم القيامة وهم اليوم يحكمون‬
‫‪ C‬إذن هكذا هم ولذلك قال تعالى (ضربت‬ ‫العالم من مشرقه إلى مغربه ومع هذا يقولون نحن مساكين نحن مظلومين ونحن نرى ماذا يفعلون بالفلسطينيين‪.‬‬
‫ال فقط انهزموا في الحرب وكل المعارك التي خاضها اليهود مع المسلمين خسروا خسارة‬ ‫عليهم الذلة والمسكنة)‪ .‬في زمن الرسول ‪ ‬ضربت الذلة أو ً‬
‫ال ما إن انتهى العهد الراشدي‬ ‫عظيمة الذلة فقط وبقوا أعزاء والنبي ‪ ‬أعطاهم في خيبر وغير ذلك ولكن وعدهم في المستقبل سوف يصابون بالمسكنة وفع ً‬
‫إلى يومنا هذا وهم في العالم كله يشعرون بالمسكنة إضافة إلى الذلة‪.‬‬
‫نعود إلى اآليتين في البقرة وآل عمران (ضربت عليهم الذلة والمسكنة) جمع الذلة والمسكنة مع بعض هذا في عصر موسى وما بعده‪ .‬وفي آل عمران قال‬
‫ال أي أنهم انهزموا في الحروب خيبر وبني قريظة وبني المصطلق وبني قينقاع هذه المعارك التي دارت بينهم وبين المسلمين‬ ‫الذلَّ ُة) الذلة أو ً‬ ‫(ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫ُ‬
‫خسروها فأذلهم اهلل عز وجل لشدة مكرهم وتآمرهم كل هذه الحروب قامت ألنهم يتآمرون على النبي مع أنهم اتفقوا معه ثم يغدرون به في النقطة المهمة‬
‫َة (‪ )112‬آل عمران) إما أن‬ ‫ْه ُم الْ َم ْس َكن ُ‬
‫ض ِر َب ْت َعلَي ِ‬‫َض ٍب ِّم َن اللِهّ َو ُ‬
‫اس َو َبآؤُوا ِبغ َ‬ ‫ْل ِّم َن النَّ ِ‬
‫ْل ِّم ْن اللِهّ َو َحب ٍ‬ ‫ال ِب َحب ٍ‬ ‫الذلَّ ُة أَي َ‬
‫ْن َما ثُ ِق ُفواْ إِ َّ‬ ‫ْه ُم ِّ‬
‫(ض ِر َب ْت َعلَي ِ‬
‫ولهذا قال ُ‬
‫ون أَ ْبنَاء ُك ْم َو َي ْس َت ْحي َ‬
‫ُون‬ ‫اب يُ َذب ُ‬
‫ِّح َ‬ ‫ِر َع ْو َن َي ُسو ُمو َن ُك ْم ُس َو َء الْ َع َذ ِ‬
‫آل ف ْ‬ ‫(وإِ ْذ ن َّ‬
‫َج ْينَا ُكم ِّم ْن ِ‬ ‫ينصر اهلل بني إسرائيل عندما يكونوا على حق كما نصرهم على فرعون َ‬
‫ون (‪ )50‬البقرة) ثم بعد ذلك إذا رب العالمين‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِر َع ْو َن َوأنتُ ْم َتنظ ُر َ‬
‫آل ف ْ‬ ‫َ‬ ‫ِساء ُك ْم َوفِي َذلِ ُكم َبالء ِّمن َّربِّ ُك ْم َع ِظي ٌم (‪َ )49‬وإِ ْذ َف َر ْقنَا ِب ُك ُم الْ َب ْح َر َفأَ َ‬
‫نج ْينَا ُك ْم َوأ ْغ َر ْقنَا َ‬ ‫نَ‬
‫تخلى عنهم ينتصرون بأقوام آخرين مثل األمريكان والروس وغيرهم فيما عدا هذا وهذا لن يُنصروا هذا عندما جاء اإلسالم‪.‬‬
‫* ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله (يقتلون النبيين بغير الحق) سورة البقرة‪ ‬وقوله (ويقتلون األنبياء بغير حق) سورة آل عمران؟‬
‫اإلختالف بين النبيين واألنبياء وبغير* حق وبغير* الحق؟‬
‫* د‪.‬فاضل السامرائى* ‪:‬‬
‫ض مِن َب ْقلِ َها َوقِثَّآ ِئ َها َو ُفو ِم َها َو َعد ِ‬ ‫ِما تُن ِب ُت َ‬ ‫ُخ ِر ْج لَنَا م َّ‬ ‫ْع لَنَا َرب َ‬ ‫َ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة ( َوإِ ْذ ُقلْتُ ْم َيا ُم َ‬
‫َس َها‬ ‫األ ْر ُ‬ ‫َّك ي ْ‬ ‫اح ٍد َفاد ُ‬
‫ام َو ِ‬ ‫ص ِب َر َعلَ َى ط َع ٍ‬ ‫وسى لَن نَّ ْ‬
‫َ‬
‫ِك ِبأنَّ ُه ْم َكانُواْ‬‫َض ٍب ِّم َن اللَّ ِه َذل َ‬ ‫ُواْ ِبغ َ‬ ‫َة َو َبآؤ ْ‬ ‫الذلَّ ُة َوالْ َم ْس َكن ُ‬
‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫َ‬
‫ِصرًا َفِإ َّن لَ ُكم َّما َسألْتُ ْم َو ُ‬ ‫اه ِب ُطواْ م ْ‬ ‫ْر ْ‬ ‫ون الَّذِي ُه َو أَ ْدنَى ِبالَّذِي ُه َو َخي ٌ‬ ‫ال أََت ْس َت ْبدِلُ َ‬
‫صلِ َها َق َ‬ ‫َو َب َ‬
‫ون النَّ ِبي َ‬
‫ِّين‬
‫‪C‬‬ ‫ُ‬
‫ات اللِهّ َو َي ْقتُل َ‬ ‫ون ِبآ َي ِ‬ ‫ْ‬
‫ِين َيك ُف ُر َ‬ ‫َّ‬
‫ُون {‪ )}61‬وقال في سورة آل عمران (إِ َّن الذ َ‬ ‫ْ‬
‫صوا َّو َكانُوا َي ْع َتد َ‬
‫‪C‬‬ ‫ْ‬ ‫ِك ِب َما َع َ‬ ‫ْر ال َح ِّق َذل َ‬‫ْ‬ ‫ون النَّ ِبي َ‬
‫ِّين ِب َغي ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ات الل ِه َو َي ْقتُل َ‬ ‫َي ْك ُف ُر َ‬
‫ون ِبآ َي ِ‬
‫اس َو َبآؤُوا‬ ‫ْل ِّم َن النَّ ِ‬ ‫ْل ِّم ْن اللِهّ َو َحب ٍ‬ ‫ال ِب َحب ٍ‬ ‫ْن َما ثُ ِق ُفواْ إِ َّ‬ ‫الذلَّ ُة أَي َ‬
‫ْه ُم ِّ‬ ‫و(ض ِر َب ْت َعلَي ِ‬ ‫ِيم {‪ُ )}21‬‬ ‫اس َف َب ِّش ْرهُم ِب َع َذ ٍ َ‬
‫اب أل ٍ‬ ‫ِن النَّ ِ‬ ‫ِس ِط م َ‬ ‫ون ِبالْق ْ‬‫ِين َي ْأ ُم ُر َ‬ ‫ون الِّذ َ‬ ‫ق َو َي ْقتُلُ َ‬‫ْر َح ٍّ‬ ‫ِب َغي ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ُون {‪ .)}112‬جمع المذكر‬ ‫‪C‬‬
‫صوا َّوكانوا َي ْعتد َ‬ ‫ق ذلِك ِب َما َع َ‬ ‫ْر َح ٍ‬ ‫ون األن ِب َيا َء ِب َغي ِ‬‫ات اللِهّ َو َيقتل َ‬ ‫ون ِبآ َي ِ‬
‫َض ٍب ِّم َن اللِهّ َوض ِر َبت َعل ْي ِه ُم ال َم ْسكنَة ذلِك ِبأن ُه ْم كانوا َيكف ُر َ‬ ‫ِبغ َ‬
‫‪ C‬أما‬ ‫السالم إذا كان معه جمع كثرة فإنه يفيد ال َقلّة وإلذا لم يكن معه جمع تكسير يستعمل للقلة والكثرة‪ .‬فعندما يكون معه جمع تكسير يفيد القلة (النبيين)‬
‫(األنبياء) فتفيد جمع الكثرة‪.‬‬
‫وهناك أمر آخر هو عندما يذكر معاصي بني إسرائيل يذكر األنبياء‪.‬‬
‫معرفة تعني الحق الذي يدعو للقتل فهناك أمور يستحق بها‬ ‫ثم أن اإلختالف بين ذكر كلمة (بغير حق) و(بغير الحق) تدل على أن استعمال كلمة (الحق) ّ‬
‫القتل‪ .‬أما استعمال (بغير حق) نكرة فهي تعني ال حق يدعو إلى القتل وال إلى غيره‪ .‬فإذا أراد تعالى أن يبيّن لنا العدوان يذكر (بغير حق)‪.‬‬
‫من حيث اللغة األنبياء أكثر من النبيين من حيث العدد األنبياء جمع تكسير من جموع الكثرة والنبيين جمع مذكر سالم وهو من جموع القلة‪ ،‬هذا أمر‪ .‬بغير‬
‫ال بغير حق ال‬ ‫حق وبغير الحق‪ ،‬الحق معرفة وحق نكرة‪ ،‬بغير الحق أي بغير الحق الذي يدعو إلى القتل وهو معلوم (النفس بالنفس) بغير حق يعني أص ً‬
‫‪ C‬بغير حق ألن األنبياء أعم وأشمل وحق من دون‬ ‫يدعو إلى قتل وال غير قتل‪ ،‬فعندما يقول يقتلون األنبياء بغير حق هذا أعظم وأكبر جرمًا من يقتلون النبيين‬
‫‪ C‬أقل والحق الحق الذي يدعو إلى القتل فذاك أعظم‪ ،‬هذا من حيث اللغة وإن شاء اهلل‬ ‫أي داعي هذا أكبر جرمًا وأعظم من يقتلون النبيين بغير الحق والنبيين‬
‫‪ C‬بغير الحق‪.‬‬ ‫ثم ننظر في السياق الحقًا لما نالحظ مقام الذم والكالم على بني إسرائيل في قوله يقتلون األنبياء بغير حق أكثر وأعظم من يقتلون النبيين‬
‫صواْ‬ ‫ِك ِب َما َع َ‬ ‫ْر الْ َح ِّق َذل َ‬ ‫ِّين ِب َغي ِ‬‫ون النَّ ِبي َ‬‫ات اللَّ ِه َو َي ْقتُلُ َ‬ ‫ون ِبآ َي ِ‬ ‫ِك ِبأَنَّ ُه ْم َكانُواْ َي ْك ُف ُر َ‬ ‫َض ٍب ِّم َن اللَّ ِه َذل َ‬ ‫ُواْ ِبغ َ‬ ‫َة َو َبآؤ ْ‬‫الذلَّ ُة َوالْ َم ْس َكن ُ‬
‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫نقرأ سياق اآليتين ( َو ُ‬
‫َض ٍب ِّم َن اللِهّ‬ ‫اس َو َبآؤُوا ِبغ َ‬ ‫ْل ِّم َن النَّ ِ‬ ‫ْل ِّم ْن اللِهّ َو َحب ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ْن َما ث ِقفوا إِال ِب َحب ٍ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫(ض ِر َب ْت َعل ْي ِه ُم الذلة أي َ‬ ‫ُون (‪ )61‬البقرة) هذه آية البقرة‪.‬في آل عمران ُ‬ ‫َّو َكانُواْ َي ْع َتد َ‬
‫‪C‬‬
‫صوا َّو َكانُواْ َي ْع َتد َ‬ ‫ْر َح ٍّق َذل َ‬ ‫ون َ‬ ‫ات اللِهّ َو َي ْقتُلُ َ‬ ‫ِك ِبأَنَّ ُه ْم َكانُواْ َي ْك ُف ُر َ‬ ‫َة َذل َ‬ ‫ْه ُم الْ َم ْس َكن ُ‬‫ض ِر َب ْت َعلَي ِ‬ ‫َو ُ‬
‫ُون (‪ ))112‬هذه عامة‪ ،‬كرر (ضربت)‪.‬‬ ‫‪C‬‬ ‫ِك ِب َما َع َ‬ ‫األن ِب َياء ِب َغي ِ‬ ‫ون ِبآ َي ِ‬
‫الذلَّ ُة) ما قال المسكنة‪ ،‬ثم‬ ‫(ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫َة) جمعهما في كالم واحد بينما في آل عمران أ ّكد وكرر وعمم قال ُ‬ ‫الذلَّ ُة َوالْ َم ْس َكن ُ‬
‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫(و ُ‬ ‫َ‬ ‫قال‬ ‫البقرة‬ ‫في‬
‫َة) ضربت مرة أخرى‪ ،‬كرر أعاد فصار تكرار وتعميم وتأكيد ألنهم فعلوا أسوأ فإذن استحقوا هذا الكالم التأكيد في ضرب الذلة‬ ‫ْه ُم الْ َم ْس َكن ُ‬‫ض ِر َب ْت َعلَي ِ‬ ‫(و ُ‬ ‫قال َ‬
‫ْر َح ٍّق) هذه عامة هذه ليست في بني إسرائيل‬ ‫ون النَّ ِبي َ‬
‫ِّين ِب َغي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫(و َيقتُل َ‬ ‫والمسكنة‪ .‬هل يجوز في البيان أن نضع واحدة مكان أخرى؟ ال يمكن‪ .‬في آل عمران قال َ‬
‫ات اللِهّ‬ ‫ون ِبآ َي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض ِر َب ْت َعل ْي ِه ُم ال َم ْسكنَة ذلِك ِبأنَّ ُه ْم كانُوا َيكف ُر َ‬ ‫َ‬ ‫َض ٍب ِّم َن اللِهّ َو ُ‬ ‫اس َو َبآؤُوا ِبغ َ‬ ‫ْل ِّم َن النَّ ِ‬ ‫ْل ِّم ْن اللِهّ َو َحب ٍ‬ ‫ال ِب َحب ٍ‬‫ْن َما ثُ ِق ُفواْ إِ َّ‬ ‫الذلَّ ُة أَي َ‬
‫(ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫أما ُ‬
‫ات‬
‫ون ِبآ َي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِين َيكف ُر َ‬ ‫َّ‬
‫ُون (‪ ))112‬هذه في بني إسرائيل تحديدًا في بينما اآلية األخرى هذا حكم عام (إِ َّن الذ َ‬ ‫‪C‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫صوا َّوكانوا َي ْعتد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْر َحق ذلِك ِب َما َع َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َي ْقتُلُ َ‬
‫ون األن ِب َياء ِبغي ِ‬
‫ِين َحِب َط ْت‬ ‫ِك الَّذ َ‬ ‫ُ‬
‫ِيم (‪ ))21‬هذا حكم آخر ثم يتكلم عن اآلخرة (أولَـئ َ‬ ‫اس َف َب ِّش ْر ُهم ِب َع َذ ٍ َ‬ ‫ون ِبالْق ْ‬ ‫ْ‬ ‫ون الِّذ َ‬ ‫ْر َح ٍّق َو َي ْقتُلُ َ‬ ‫اللِهّ َو َي ْقتُلُ َ‬
‫اب أل ٍ‬ ‫ِن النَّ ِ‬‫ِس ِط م َ‬ ‫ِين َيأ ُم ُر َ‬ ‫ون النَّ ِبي َ‬
‫ِّين ِب َغي ِ‬
‫ين (‪ ))22‬أولئك كانت عقوبة الدنيا بينما هنا الحكم عام في الدنيا واآلخرة‪ ،‬هذا فيمن قتل النبيين فما بالك بمن‬ ‫اص ِر َ‬ ‫اآلخ َر ِة َو َما لَ ُهم ِّمن نَّ ِ‬ ‫الد ْن َيا َو ِ‬ ‫أَ ْع َمالُ ُه ْم فِي ُّ‬
‫قتل األنبياء؟! لو قال األنبياء يعني لم يشمل النبيين فلما قال النبيين شمل األنبياء فالذي قتل القلة هذا أمره فما بالك بمن قتل أكثر‪ ،‬هو قتل قلة بدون داعي‬
‫فما بالك بمن قتل أكثر؟! كل واحدة مناسبة في مكانها‪ .‬األلف والالم في اللغة ربما تحول الداللة بغير حق وبغير الحق وجمع الكثرة وجمع القلة‪ ،‬جمع‬
‫المذكر السالم وجمع التكسير‪ .‬جمع التكسير فيه جمع قلة وجمع كثرة‪ ،‬جمع التكسير أف ُعل أفعال أفعِلة ُفعلة جموع قلة وما عداها جمع كثرة ‪ 23‬وزن جموع‬
‫كثرة‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ِّين ِب َغي ِ‬
‫ْر‬ ‫ون النَّ ِبي َ‬ ‫ات اللَّ ِه َو َي ْقتُلُ َ‬ ‫ِك ِبأَنَّ ُه ْم َكانُوا َي ْك ُف ُر َ‬
‫ون ِبآَ َي ِ‬ ‫ِن اللَّ ِه َذل َ‬‫َض ٍب م َ‬ ‫َة َو َبا ُءوا ِبغ َ‬ ‫الذلَّ ُة َوالْ َم ْس َكن ُ‬‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫ِص ًرا َفإِ َّن لَ ُك ْم َما َسأَلْتُ ْم َو ُ‬ ‫(اه ِب ُطوا م ْ‬‫قال تعالى ْ‬
‫‪ C‬فعل مضارع مرفوع بالواو والنبيين مفعول به‬ ‫ِّين)‬ ‫(و َي ْقتُلُ َ‬
‫ون النَّ ِبي َ‬ ‫ُون ﴿‪ ﴾61‬البقرة) النبيين جمع مذكر سالم‪ ،‬نبي نبيّون َ‬ ‫ص ْوا َو َكانُوا َي ْع َتد َ‬
‫‪C‬‬ ‫ِك ِب َما َع َ‬‫الْ َح ِّق َذل َ‬
‫ض ِر َب ْت‬ ‫َّ‬
‫ِن الل ِه َو ُ‬ ‫َض ٍب م َ‬ ‫اس َو َبا ُءوا ِبغ َ‬ ‫ِن النَّ ِ‬ ‫ْل م َ‬ ‫َّ‬
‫ِن الل ِه َو َحب ٍ‬ ‫ْل م َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ْن َما ث ِق ُفوا إِلا ِب َحب ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫(ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم الذلة أي َ‬ ‫منصوب بالياء‪ ،‬هذا في البقرة‪ ,‬في آل عمران يقول ُ‬
‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ات اللَّ ِه َو َي ْقتُلُ َ‬
‫ون ِبآَ َي ِ‬‫ِك ِبأَنَّ ُه ْم َكانُوا َي ْك ُف ُر َ‬ ‫ْه ُم الْ َم ْس َكن ُ‬
‫َة َذل َ‬ ‫َعلَي ِ‬
‫ْر َحق) هناك‬ ‫ُون ﴿‪ ﴾112‬آل عمران) (الأ ْن ِب َيا َء ِب َغي ِ‬ ‫ص ْوا َوكانُوا َي ْع َتد َ‬
‫‪C‬‬ ‫ْر َحق ذلِك ِب َما َع َ‬ ‫ون الأ ْن ِب َيا َء ِب َغي ِ‬
‫ْر َح ٍّق) األنبياء جمع تكسير‬ ‫ْر الْ َح ِّق) األلف والالم‪ ،‬النبيين منصوب وجمع مذكر سالم ومع (بغير الحق) ألف الم حاء قاف هنا (الْأَ ْن ِب َيا َء ِب َغي ِ‬ ‫(النَّ ِبي َ‬
‫ِّين ِب َغي ِ‬
‫وبغير حق نكرة‪ ،‬ما الفرق؟ انظر الفرق بين كل جمع تكسير وجمع مذكر سالم أن جمع المذكر السالم أشرف وأكرم وأعلى من جمع التكسير‪ .‬يعني فرق‬
‫(وتِلْ َك الْأَ ْم َثالُ‬‫ِين ﴿‪ ﴾51‬األنبياء) َ‬ ‫(و ُكنَّا ِب ِه َعالِم َ‬ ‫بين طالب وطالبون طالب كلهم خلط زين على شين مثل خضرة آخر الليل لكن الطالبون النبهاء واهلل قال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِن ِع َبا ِد ِه الْ ُعلَ َما ُء ﴿‪ ﴾28‬فاطر) (أ َول ْم َيك ْن ل ُه ْم آ َية أ ْن َي ْعل َم ُه‬ ‫ون ﴿‪ ﴾43‬العنكبوت) جمع مذكر سالم (إِنَّ َما َي ْخ َشى اللَّ َه م ْ‬ ‫اس َو َما َي ْعقِلُ َها إِلَّا الْ َعالِ ُم َ‬
‫َض ِربُ َها لِلنَّ ِ‬ ‫نْ‬
‫ُعلَ َما ُء َبنِي إِ ْس َرائِيل ﴿‪ ﴾197‬الشعراء) عندنا علماء وعالمون‪ ،‬العلماء صغارهم وكبارهم وطالب العلم كل من يشتغل بالعلم ‪ -‬كما تعرفون اآلن في واقعنا‬ ‫َ‬
‫‪ C‬هناك عاقل هناك حفاظ هناك دراخ هناك من ال يفكر وهناك من يفكر خليط فلما‬ ‫نسق واحد هناك الصغير والمبتدئ والجديد‬ ‫الحالي ‪ -‬ليس العلماء على ٍ‬
‫ون) وحينئ ٍذ كل ما جئت به في لغتنا وفي القرآن الكريم جمع التكسير شامل‬ ‫تقول عالمون ال‪ ،‬هؤالء قمم مجتهدون أصحاب نظريات ( َو َما َي ْعقِلُ َها إِلَّا الْ َعالِ ُم َ‬
‫يشمل الزين والشين وبعضه يفضل بعضه‪ ،‬لكن لما جمع مذكر سالم ال‪ ،‬القمم يعني عندما تجمع أبو حنيفة والشافعي ومالك وأحمد وجعفر الصادق والباقر‬
‫وابن حزم الخ وتسميهم علماء! ال‪ ،‬هؤالء عالمون‪ ،‬هناك عموم الشيء وهناك خصوصهم إذًا ناس من اليهود يقتلون األنبياء الصغار حزقيل وغيره من‬
‫ض ﴿‪ ﴾55‬اإلسراء)‬ ‫ِّين َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫ض النَّ ِبي َ‬‫ضلْنَا َب ْع َ‬ ‫(ولَ َق ْد َف َّ‬
‫مجموعة أنبياء موجودين ذكرت قسمًا من الذين ذبحوهم لكنهم ليسوا من كبار األنبياء واهلل قال َ‬
‫الر ُس ِل ﴿‪ ﴾35‬األحقاف) لكن أولي العزم خمسة فقط من مجموع حوالي خمس وعشرين وكذلك‬ ‫ِن ُّ‬‫صَب َر أُولُو الْ َع ْز ِم م َ‬
‫اص ِب ْر َك َما َ‬
‫يعني اهلل تعالى قال ( َف ْ‬
‫ون الأ ْن ِب َيا َء) عامي شامي ‪ -‬كما يقول المثل الدارج ‪ -‬قتلوا صغار األنبياء قتلوا يحيى وزكريا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫(و َي ْقتُل َ‬
‫ض) حينئ ٍذ لما اهلل قال َ‬ ‫ِّين َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫ضلْنَا َب ْع َ‬
‫ض النَّ ِبي َ‬
‫‪C‬‬ ‫( َف َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صلبُو ُه َولك ْ‬
‫ِن شبِّ َه ل ُه ْم ﴿‬ ‫ُ‬
‫وشعيا وحزقيل وفالن وفالن الخ بتفاهات وبغير حق وهناك أل يعني ادعوا أنهم قتلوا عيسى وقال على سيدنا عيسى ( َو َما َق َتلو ُه َو َما َ‬
‫ول اللَّ ِه (‪ )157‬النساء) لكنه محسوب عليهم‪ .‬هذا الخطاب لليهود الذين في زمن النبي صلى اهلل عليه‬ ‫ْن َم ْر َي َم َر ُس َ‬
‫يسى اب َ‬ ‫‪ ﴾157‬النساء) (إِنَّا َق َتلْنَا الْ َم ِس َ‬
‫يح ِع َ‬
‫‪ C‬فهم قتلوا الصنفين ادعوا‬ ‫‪ C‬هذا هو الفرق بين األنبياء والنبيين‬ ‫وسلم هم ما قتلوه لكنهم يؤمنون بصواب وصحة ما فعله أجدادهم عندما قتلوا األنبياء والنبيين‪.‬‬
‫ْر َح ٍّق) بغير الحق أي بغير الحكم الثابت الحق‬ ‫ْر الْ َح ِّق) و ( ِب َغي ِ‬
‫أنهم قتلوا سيدنا عيسى بينما قتلوا أيضًا أنبياء صغار يعني أقل من هذا‪ .‬ثانيًا يقول ( ِب َغي ِ‬
‫المطلق‪ ،‬والفرق بين الحق وحق‪ ،‬الحق هو الثابت الحكم الشرعي الثابت وهذا واح ٌد من أسماء الحق‪ .‬ما من كلمة واسعة وغامضة ومتشابك ٍة ككلمة الحق‬
‫حق هو ثابت الموت‬ ‫ِين آَ َمنُوا ِبالْ َق ْو ِل الثَّا ِب ِت ﴿‪ ﴾27‬إبراهيم) يعني القول الحق فكل ٌ‬ ‫ِّت اللَّ ُه الَّذ َ‬ ‫في القرآن و كلمة الحق هو الشيء الثابت الذي ال يتغير (يُ َثب ُ‬
‫الصلَا َة ﴿‪ ﴾43‬البقرة)‬ ‫(وأَقِي ُموا َّ‬ ‫حق والجنة حق والنار حق واإلسالم حق الخ هذا تفسير‪ .‬إذًا كلمة الحق هنا بالحكم الشرعي الثابت الذي ال تأويل له إال كما َ‬
‫‪ C‬الخاصة‬ ‫‪ C‬أن النبيين‬ ‫حق شرعي من حقوق الناس ‪ -‬واهلل أعلم ‪ -‬لكن المهم أننا فرقنا بين األنبياء والنبيين‬ ‫ما فيها مشكلة ما فيها تأويل‪ .‬بغير حق أي بغير ٍ‬
‫ون) أن يصل إلى‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اس َو َما َي ْعقِل َها إِلا ال َعالِ ُم َ‬ ‫َض ِربُ َها لِلنَّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫واألنبياء العامة ولهذا رب العالمين سبحانه وتعالى يفرق بين هذا وذاك كما قال تعالى ( َوتِل َك الأ ْم َثال ن ْ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾51‬األنبياء) هكذا‪.‬‬ ‫ِن َقب ُ‬
‫ْل َو ُكنَّا ِب ِه َعالِم َ‬ ‫اهي َم ُر ْش َد ُه م ْ‬ ‫فلسفة المثل القرآني عندك علم أن تكون من أئمة العلماء ( َولَ َق ْد آََت ْينَا إِب َ‬
‫ْر ِ‬
‫آية (‪:)62‬‬
‫ص*الِحا ً فَلَهُ ْم َأجْ* ُرهُ ْم ِعن* َد َربِّ ِه ْم َوالَ خَ*وْ ٌ‬
‫ف‬ ‫ين َم ْن آ َمنَ بِاهَّلل ِ َو ْاليَ**وْ ِم اآل ِخ* ِ‬
‫*ر َو َع ِم* َل َ‬ ‫الص*ابِِئ َ*‬ ‫وا َوالَّ ِذينَ هَاد ْ‬
‫ُوا َوالنَّ َ‬
‫ص*ا َرى* َو َّ‬ ‫*(ِإ َّن الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫َعلَ ْي ِه ْم َوالَ هُ ْم يَحْ زَ نُونَ (‪ )62‬البقرة)‪ :‬لِ َم عبّر تعالى هنا بالذين هادوا ولم يقل اليهود؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫في هذا التعبير إشارة إلى أنهم ليسوا اليهود وإنما هم الذين انتسبوا إلى اليهود ولم يكونوا من سبط يهوذا‪ .‬والنصارى إسم جمع نصرى نسبة إلى الناصرة‬
‫وهي قرية نشأت فيها مريم عليها السالم أم المسيح وقد خرجت مريم من الناصرة قاصدة البيت المقدس فولدت المسيح ‪ ‬في بيت لحم ولذا سمي عيسى‬
‫يسوع الناصري ومن َثم أُطلق على أتباعه إسم النصارى‪.‬‬
‫*ما وجه اإلختالف من الناحية البيانية بين آية ‪ 62‬في سورة البقرة وآية ‪ 69‬في سورة المائدة؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى* ‪:‬‬
‫ون (‪ ))69‬وفي‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬
‫ال ُه ْم َي ْح َز ُن َ‬ ‫ال َخ ْو ٌ‬
‫ِحا َف َ‬‫صال ً‬ ‫ِل َ‬‫وعم َ‬ ‫ارى َم ْن آ َم َن ِباللِهّ َو ْال َي ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر َ‬ ‫صَ‬ ‫ُون َو َّ‬
‫الن َ‬ ‫الصا ِبؤ َ‬ ‫ِين َهاد ْ‬
‫ُوا َو َّ‬ ‫وا َوالَّذ َ‬ ‫في المائدة (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُن ْ‬
‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬
‫ون‬ ‫ف َعلَي ِ‬
‫ْه ْم َو َ‬ ‫ال َخ ْو ٌ‬‫ِّه ْم َو َ‬ ‫َ‬
‫صالِحًا َفلَ ُه ْم أ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َرب ِ‬ ‫ِل َ‬‫اآلخ ِر َو َعم َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِين َم ْن آ َم َن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم ِ‬ ‫الصا ِبئ َ‬ ‫ارى َو َّ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َهادُواْ َوالنَّ َ‬ ‫َّ‬
‫ِين آ َمنُواْ َوالذ َ‬ ‫البقرة (إِ َّن الَّذ َ‬
‫(‪ .))62‬النصب ليس فيه إشكال وإنما الرفع هو الذي كثيرًا ما يُسأل عنه‪ .‬النصب معطوف على منصوب‪ .‬الرفع في آية سورة المائدة من حيث الناحية‬
‫إن قبل أن تدخل عليه مرفوع فهذا مرفوع على‬ ‫إن‪ .‬في األصل إسم ّ‬ ‫(إن)‪ ،‬على محل إسم ّ‬ ‫اإلعرابية ليس فيه إشكال عند النحاة ألنهم يقولون على غير إرادة ّ‬
‫يخرج ألنه يمكن أن نجعلها‬ ‫ّ‬ ‫فاالعراب‬ ‫إعراب‬ ‫مسألة‬ ‫ليست‬ ‫هي‬ ‫نحويًا؟‬ ‫جناها‬ ‫خر‬
‫ّ‬ ‫لو‬ ‫المحل أو يجعلوه جملة‪ :‬والصابئون كذلك‪ .‬لكن لماذا فعل ذلك حتى‬
‫(إن) تفيد التوكيد معناه أنه قسم مؤ ّكد وقسم غير مؤكد‪( .‬الصابئون) غير مؤكد والباقي مؤكد لماذا؟ ألنهم‬ ‫جملة معترضة وينتهي اإلشكال‪ .‬لكن لماذا رفع؟ ّ‬
‫ّ‬
‫ال‪ ،‬يقول المفسرون أن هؤالء يعبدون النجوم‪ .‬صبأ في اللغة أي خرج عن المِلة‪ ،‬عن الدين‪ .‬فالصابئون خرجوا‬ ‫دونهم في المنزلة‪ ،‬أبعد المذكورين ضال ً‬
‫عن الديانات المشهورة‪ .‬وهم قسمان وقسم قالوا إنهم يعبدون النجوم وقسم متبعون ليحيى ‪ ‬فهما قسمان‪ .‬هؤالء أبعد المذكورين والباقون أصحاب كتاب‪،‬‬
‫الذين هادوا أصحاب كتاب عندهم التوراة والنصارى عندهم كتاب اإلنجيل والذين آمنوا عندهم القرآن الصابئون ما عنجهم كتاب ولكن قسم من الصابئين‬
‫ال ولذلك هم دونهم في الديانة واالعتقاد ولذلك لم يجعلهم بمنزلة واحدة فرفع فكانوا أقل توكيدًا‪.‬‬ ‫يقولون عندهم كتاب لكن بالنسبة لنا هم أبعد المذكورين ضال ً‬
‫‪ C‬ليست مؤكدة ألنهم دون هؤالء‪.‬‬ ‫(إن) للتوكيد‪ .‬نقول محمد قائم ونقول إن محمد قائم هذه أقوى‪ .‬هي من دون توكيد‬ ‫ّ‬
‫*لماذا لم يأت بها مرفوعة ووضعها في نهاية الترتيب؟ هنا ندخل في مسألة التقديم والتأخير وليست في مسألة المعنى‪ .‬وهي ليست اآلية الوحيدة التي فيها‬
‫ِين َو َر ُسولُ ُه (‪ )3‬التوبة) ما قال ورسولَه مع أنه‬ ‫األ ْك َب ِر أَ َّن اللَهّ َب ِري ٌء ِّم َن الْ ُم ْش ِرك َ‬
‫اس َي ْو َم الْ َح ِّج َ‬
‫ان ِّم َن اللِهّ َو َر ُسولِ ِه إِلَى النَّ ِ‬ ‫تغيّر إعرابي‪ .‬في آية التوبة ( َوأَ َذ ٌ‬
‫يمكن العطف على لفظ الجاللة اهلل‪ ،‬لم يعطف على إسم الجاللة وإنما عطف على المحل أي (ورسوله بريء) ألن براءة الرسول ‪ ‬ليست ندًّا براءة اهلل‬
‫تعالى ولكنها تبع لها وليست مثلها‪ ،‬براءة اهلل تعالى هي األولى ولو قال ورسولَه تكون مؤكدة كاألولى فإشارة إلى أن براءته ليست بمنزلة براءة اهلل سبحانه‬
‫(إن)‪ .‬حتى في الشعر العربي‪:‬‬ ‫وتعالى وإنما هي دونها ‪ ‬فرفع على غير إرادة ّ‬
‫أطهار‬
‫ُ‬ ‫والمكرمات وساد ٌة‬
‫ُ‬ ‫إن النبو َة والخالف َة فيهم ‪  ‬‬
‫المكرمات ألن هؤالء السادة ال يرتقون ال إلى النبوة وال إلى الخليفة‪ .‬هذه الداللة موجودة في الشعر ففهمها العرب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫المكرمات ولم يقل‬ ‫قال‬
‫‪ C‬في المائدة قدّم ورفع‬ ‫يبقى السؤال حول التقديم والتأخير في الترتيب‪ :‬آية المائدة قال (والصابئون والنصارى) وآية البقرة (والنصارى والصابئين)‪.‬‬
‫الصابئين أنه ذ ّم النصارى في المائدة ذمًا فظيعًا على معتقداتهم‪ ،‬تكلم على عقيدة التثليث جعلهم كأنهم لم يؤمنوا باهلل وكأنهم صنف من المشركين (لَ َق ْد َك َف َر‬
‫ون لََي َم َّس َّن الَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫اح ٌد َوإِن لَّ ْم َين َت ُهواْ َع َّما َي ُقولُ َ‬
‫ال إِلَـ ٌه َو ِ‬ ‫ِن إِلَـ ٍه إِ َّ‬
‫ال َث ٍة َو َما م ْ‬ ‫ِين َقالُواْ إِ َّن اللَهّ َثال ُ‬
‫ِث َث َ‬ ‫ْن َم ْر َي َم (‪( ))72‬لَّ َق ْد َك َف َر الَّذ َ‬ ‫يح اب ُ‬ ‫ِين َقالُواْ إِ َّن اللَهّ ُه َو الْ َم ِس ُ‬
‫الَّذ َ‬
‫أخر النصارى حتى‬ ‫ور َّر ِحي ٌم (‪ ))74‬لما كان الكالم على ذم العقائد عقيدة النصارى ّ‬ ‫ِرو َن ُه َواللُهّ َغ ُف ٌ‬
‫ُون إِلَى اللِهّ َو َي ْس َت ْغف ُ‬
‫ال َيتُوب َ‬ ‫اب أَلِي ٌم (‪ )73‬أَ َف َ‬ ‫َك َف ُرواْ ِم ْن ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫‪C‬‬
‫وأخر النصارى ألنه ذ ّم عقيدتهم‪.‬‬ ‫تكون منزلتهم أقل وقدّم الصابئين مع أنهم ال يستحقون ّ‬
‫*ما اللمسة البيانية في الترتيب؟‬
‫التقديم والتأخير بين الصابئين والنصارى إذا كان كما يقولون الصابئون هم التابعون للنبي يحيى ‪ ‬فهو معاصر للمسيح والمسيح ليس بينه وبين الرسول ‪‬‬
‫نبي‪ ،‬هم زمنيًا بعد الذين هادوا وقبل المسيح مع أنهم في عصر واحد ألن يحيى أسبق من المسيح‪ .‬النصارى معطوفة على المنصوب ألنه هو األصل (ال‬
‫تظهر عليها عالمة اإلعراب ألنه إسم مقصور) وهذا األرجح وليس فيه إشكال أن تكون الصابئون مرفوعة وليس بالضرورة أن يكون العطف على‬
‫أخر النصارى في المائدة ألنه ذ ّم عقيدتهم وفي البقرة لم يذم العقيدة ووضع الصابئين في آخر المِلل‪.‬‬ ‫األقرب‪ّ .‬‬
‫ف‬‫ال َخ ْو ٌ‬ ‫صالِحًا َفلَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َربِّ ِه ْم َو َ‬ ‫ِل َ‬ ‫اآلخ ِر َو َعم َ‬ ‫ِين َم ْن آ َم َن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم ِ‬ ‫الصا ِبئ َ‬
‫ارى َو َّ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َهادُواْ َوالنَّ َ‬ ‫ِين آ َمنُواْ َوالَّذ َ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة (إِ َّن الَّذ َ‬
‫صالِحًا َف َ‬
‫ال‬ ‫ِل َ‬ ‫وعم َ‬ ‫اآلخ ِر َ‬‫ارى َم ْن آ َم َن ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ‬ ‫صَ‬ ‫ُون َوالنَّ َ‬ ‫الصا ِبؤ َ‬ ‫ِين َهادُواْ َو َّ‬ ‫ِين آ َمنُواْ َوالَّذ َ‬ ‫ون {‪ )}62‬وقال في سورة المائدة (إِ َّن الَّذ َ‬ ‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ْه ْم َو َ‬ ‫َعلَي ِ‬
‫ون {‪ )}69‬اآليتان فيهما تشابه واختالف وزيادة في إحداها عن األخرى‪.‬‬ ‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬ ‫َخ ْو ٌ‬
‫أوالً‪ :‬في سورة البقرة قدّم النصارى على الصابئين (النصب جاء مع العطف لتوكيد العطف)‪ ،‬وفي آية سورة المائدة قدّم الصابئون على النصارى ورفعها‬
‫بدل النصب‪ .‬فمن حيث التقديم والتأخير ننظر في سياق السورتين الذي يعين على فهم التشابه واإلختالف‪ ،‬ففي آية سوة المائدة جاءت اآليات بعدها تتناول‬
‫يح اب ُ‬
‫ْن‬ ‫ِين َقالُواْ إِ َّن اللَهّ ُه َو الْ َم ِس ُ‬ ‫عقيدة النصارى والتثليث وعقيدتهم بالمسيح وكأن النصارى لم يؤمنوا بالتوحيد فيما تذكر اآليات في السورة (لَ َق ْد َك َف َر الَّذ َ‬
‫ار {‪ }72‬لََّق ْد َك َف َر‬ ‫نص ٍ‬ ‫ِن أَ َ‬‫ِين م ْ‬ ‫ِلظالِم َ‬‫ار َو َما ل َّ‬ ‫ُش ِر ْك ِباللِهّ َف َق ْد َح َّر َم اللُهّ َعلَي ِه الْ َجنَّ َة َو َم ْأ َوا ُه النَّ ُ‬ ‫اعبُدُواْ اللَهّ َربِّي َو َربَّ ُك ْم إِنَّ ُه َمن ي ْ‬ ‫ِيل ْ‬ ‫يح َيا َبنِي إِ ْس َرائ َ‬ ‫ال الْ َم ِس ُ‬ ‫َم ْر َي َم َو َق َ‬
‫اب أَلِي ٌم {‪ )}73‬ثم جاء التهديد َ‬
‫(وإِن لَّ ْم‬ ‫ِين َك َف ُرواْ ِم ْن ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫ون لََي َم َّس َّن الَّذ َ‬
‫اح ٌد َوإِن لَّ ْم َين َت ُهواْ َع َّما َي ُقولُ َ‬ ‫ال إِلَـ ٌه َو ِ‬ ‫ِن إِلَـ ٍه إِ َّ‬ ‫ال َث ٍة َو َما م ْ‬ ‫ِين َقالُواْ إِ َّن اللَهّ َثال ُ‬
‫ِث َث َ‬ ‫الَّذ َ‬
‫الط َعا َم ُ‬
‫انظ ْر‬ ‫ال ِن َّ‬ ‫صدِّي َق ٌة َكانَا َي ْأ ُك َ‬ ‫الر ُس ُل َوأُ ُّم ُه ِ‬
‫ول َق ْد َخلَ ْت مِن َق ْبلِ ِه ُّ‬ ‫ال َر ُس ٌ‬ ‫ْن َم ْر َي َم إِ َّ‬ ‫(ما الْ َم ِس ُ‬
‫يح اب ُ‬ ‫اب أَلِي ٌم {‪َّ )}73‬‬ ‫ون لََي َم َّس َّن الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُرواْ ِم ْن ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫َين َت ُهواْ َع َّما َي ُقولُ َ‬
‫ون {‪ )}75‬هذا السياق لم يذكر هذا األمر في سورة البقرة وهكذا اقتضى تقديم الصابئين على النصارى في آية سورة‬ ‫ُؤ َف ُك َ‬ ‫َ‬
‫انظ ْر أنَّى ي ْ‬‫ات ثُ َّم ُ‬ ‫ِّن لَ ُه ُم اآل َي ِ‬
‫ْف نُ َبي ُ‬‫َكي َ‬
‫المائدة‪ .‬فلما كان الكالم في ذم معتقدات النصارى اقتضى تأخيرهم عن الصابئين‪.‬‬
‫أما من حيث رفع الصابئون في آية سورة المائدة ونصبها في آية سورة البقرة فالنحاة يحددون أنه من حيث اإلعراب العطف على محل إسم إن (محل إسم‬
‫إن في األصل رفع) أو يجعل منه جملة مبتدأ أو جملة إعتراضية وال يهم الوجه اإلعرابي‪ .‬ونسأل لماذا رفع الصابئون؟ بغض النظر عن الناحية اإلعرابية‬
‫إن يعني ألن المعطوف‬ ‫إن فالرفع إذن جاء في آية سورة المائدة على غير إرادة ّ‬ ‫‪ C‬فإذا عطفنا عليها بالرفع يعني أننا عطفنا على غير إرادة ّ‬ ‫(إن) تفيد التوكيد‬ ‫ّ‬
‫إن) لكن لماذا؟ معنى ذلك أن الصابئون أقل توكيدًا ألن الصابئين أبعد‬ ‫‪ C‬وليس عطف على ما سبق وهي على غير إرادة ّ‬ ‫غير مؤكد (الصابئون جاءت مبتدأ‬
‫المذكورين عن الحق فهم ليسوا من أهل الكتاب ولذلك لم يلحقوا بهم في العطف‪ .‬مثال‪ :‬عندما نقول إن محمد حضر تكون أوكد من حضر محمد‪ .‬ففي‬
‫سورة المائدة جعل تعالى موازنة فقد قدّم الصابئين ولم يؤكدهم ولم يعطهم األولوية ليكون مقامهم كما جاء في آية سورة البقرة مؤخرين على من ُذكر معهم‬
‫وأخر الصابئين لكن جعلهم ملحوقين بالنصارى‪.‬‬ ‫وأخرالنصارى مأكدهم‪ ،‬أما في سورة البقرة فقد قدّم النصارى وأكدهم ّ‬ ‫في اآلية ّ‬
‫ثانيًا‪ :‬هناك فرق بين اآليتين (فلهم أجرهم عند ربهم وال خوف عليهم وال هم يحزنون) في آية سورة البقرة أما في سورة المائدة (فال خوف عليهم وال هم‬
‫يحزنون) المذكورين في اآليتين هم نفسهم (الذين آمنوا‪ ،‬الذين هادوا‪ ،‬النصارى‪ ،‬الصابئين) فلماذا جاء في سورة البقرة (فلهم أجرهم عند ربهم ولم تأتي في‬
‫سورة المائدة؟ في سورة المائدة السايق كما قلنا في ذ ّم عقائد اليهود والنصارى ذ ّمًا كثيرًا مسهب‪ .‬أما في البقرة فالكالم عن اليهود فقط وليس النصارى‬
‫‪ C‬في سورة المائدة الكالم على اليهود أش ّد مما جاء في البقرة حتى لما يذكر العقوبات‬ ‫ونستعرض آيات السورتين وننظر كيف تكلم عن اليهود في اآليتين‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وت أ ْولـئِك َش ٌّر َّمكانًا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ير َو َع َب َد الط ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َب َعل ْي ِه َو َج َعل ِم ْن ُه ُم الق َ‬ ‫ِك َمثُو َب ًة ِعن َد اللِهّ َمن لَّ َع َن ُه اللُهّ َو َغ ِ‬ ‫يذكرها في المائدة( ُق ْل َه ْل أُنَبِّئُ ُكم ِب َش ٍّر ِّمن َذل َ‬
‫اغ َ‬ ‫ِر َد َة َوال َخن ِ‬
‫َاز َ‬
‫ِين {‪ )}65‬وسياق الغضب في المائدة‬ ‫اسئ َ‬‫ِر َد ًة َخ ِ‬ ‫ْت َف ُقلْنَا لَ ُه ْم ُكونُواْ ق َ‬ ‫السب ِ‬ ‫اع َتدَواْ مِن ُك ْم فِي َّ‬ ‫ِين ْ‬ ‫يل {‪ )}60‬أكثر من البقرة ( َولََق ْد َعلِ ْمتُ ُم الَّذ َ‬ ‫ض ُّل َعن َس َواء َّ‬
‫الس ِب ِ‬ ‫َوأَ َ‬
‫على معتقدات النصارى واليهود أش ّد وما ذكرهم في المائدة إال بمعاصيهم‪  ‬فاقتضى السياق أن يكون زيادة الخير والرحمة في المكان الذي يكون الغضب‬
‫فيه أقل (في سورة البقرة) وجو الرحمة ومفردات الرحمة وتوزيعها في سورة البقرة ‪:‬ثر مما جاء في سورة المائدة ولم تُجمع القردة والخنازير إال في‬
‫سورة المائدة‪.‬‬
‫مبدئيًا بما أن سورة البقرة جاءت أقل غضبًا وذكرًا لمعاصي اليهود لذا جاءت الرحمة فقد وردت الرحمة ومشتقاتها في سورة البقرة ‪ 19‬مرة بينما وردت‬
‫في المائدة ‪ 5‬مرات لذا اقتضى التفضيل بزيادة الرحمة في البقرةواألجر يكون على قدر العمل فالنسبة للذين آمنوا من أهل الكتاب قبل تحريفه وهم مؤمنون‬
‫باهلل تعالى عليهم أن يؤمنوا إيمانًا آخر باليوم اآلخر المقصود الذين آمنوا إيمانًا حقيقيًا‪.‬‬
‫أنواع العمل الصالح في السورتين‪ :‬في سورة المائدة ورد ذكر ‪ 10‬أنواع من العمل الصالح (الوفاء بالعقود‪ ،‬الوضوء‪ ،‬الزكاة‪ ،‬األمر بإطاعة اهلل ورسوله‪،‬‬
‫واإلحسان‪ ،‬التعاون على البر والتقوى‪ ،‬إقام الصالة‪ ،‬الجهاد في سبيل اهلل واألمر باستباق الخيرات) وفي سورة البقرة ورد ذكر ‪ 30‬أو ‪ 33‬نوع من أعمال‬
‫الخير وتشمل كل ما جاء في سورة المائدة ما عدا الوضوء وفيها باإلضافة إلى ذلك الحج والعمرة والصيام واإلنفاق والعكوف في المساجد وبر الوالدين‬
‫والهجرة في سبيل اهلل وإليفاء الدين والقتال في سبيل اهلل واإلصالح بين الناس وغيرها كثير‪ ،‬لذا اقتضى كل هذا العمل الصالح في البقرة أن يكون األجر‬
‫أكبر (فلهم أجرهم عند ربهم)‪.‬‬
‫‪ C‬مفرداتها في كل سورة كما يلي‪:‬‬ ‫من ناحية أخرى (فلهم أجرهم عند ربهم) تتردد‬
‫‪      .1‬الفاء وردت في البقرة ‪ 260‬مرة ووردت في المائدة ‪ 180‬مرة‬
‫‪      .2‬لهم وردت في البقرة ‪ 29‬مرة وفي المائدة ‪ 15‬مرة‬
‫‪      .3‬أجرهم وردت في البقرة ‪ 5‬مرات وفي المائدة مرة واحدة فقط‬
‫‪      .4‬عند وردت في البقرة ‪ 19‬مرة وفي المائدة مرة واحدة‬
‫‪      .5‬ربهم وردت في البقرة ‪ 10‬مرات ومرتين في المائدة‪.‬‬
‫وهذه العبارة (فلهم أجرهم عند ربهم وال خوف عليهم وال هم يحزنون) لم ترد إال في سورة البقرة بهذا الشكل وقد وردت في البقرة ‪ 5‬مرات‪.‬‬
‫وتردد الكلمت في القرآن تأتي حسب سياق اآليات وفي اآليات المتشابهة يجب أن نرى الكلمات المختلفة فيها وعلى سبيل المثال‪:‬‬
‫‪(      ‬فمن آمن وأصلح فال خوف عليهم وال هم يحزنون) (األنعام) اإليمان ومشتقاته ورد ‪ 24‬مرة والتقوى وردت ‪ 7‬مرات‪ .‬بينما في سورة‬
‫األعراف (فمن اتقى أصلح فال خوف عليهم وال هم يحزنون) ورد اإليمان ومشتقاته‪ 21‬مرة والتقوى ‪ 11‬مرة‪.‬‬
‫‪(      ‬فأصابهم سيئات ما عملوا) في سورة النحل تكرر العمل ‪ 10‬مرات والكسب لم يرد أبدًا‪ .‬أما في سورة الزمر (فأصابهم سيئات ما كسبوا) تكرر‬
‫الكسب ‪ 5‬مرات والعمل ‪ 6‬مرات‪.‬‬
‫‪(      ‬فلما أتاها نودي يا موسى) (طه) تكرر لفظ اإلتيان أكثر من ‪ 15‬مرة والمجيء ‪ 4‬مرات بينما في سورة النمل (فلما جاءها نودي يا موسى)‬
‫تكررت ألفاظ المجيء ‪ 8‬مرات وألفاظ اإلتيان ‪ 13‬مرة‪.‬‬
‫‪(      ‬إن اهلل غفور رحيم) (البقرة) تكرر لفظ الجاللة اهلل ‪ 282‬مرة والرب ‪ 47‬مرة ولم ترد إن اهلل غفور رحيم أبدًا في سورة األنعم‪ ،‬بينما في سورة‬
‫األنعام (إن ربك غفور رحيم) تكررت كلمة الرب ‪ 53‬مرة ولفظ الجاللة اهلل ‪ 87‬مرة ولم تردفي سورة البقرة أبدًا إن ربك غفور رحيم‬
‫(فال خوف عليهم وال هم يحزنون) الفاء في موضعها وهي ليست حرف عطف ولكنها جواب للذين (هي جواب شرط) وال يُجاب عليه بغير الفاء أن جواب‬
‫الشرط أو جواب اسم الشرط الذين يؤتى بالفاء وال حرف غيرها ينوب مكانها‪.‬‬
‫(ال خوف عليهم وال هم يحزنون) تعبير في غاية العجب والدقة من الناحية التعبيرية والدقة وال تعبير آخر يؤدي مؤدّاه‪ .‬نفى الخوف بالصورة اإلسمية‬
‫ونفى الحزن بالصورة الفعلية كما خصص الحزن (وال هم) ولم يقل ال عليهم خوف‪:‬‬
‫‪      .1‬ال خوف عليهم ولم يقل ال يخافون كما قال ال يحزنون ألنهم يخافون وال يصح أن يقال ال يخافون ألنهم يخافون قبل ذلك اليوم (يخافون يومًا‬
‫تتقلب فيه القلوب واألبصار) (إنا نخاف من ربنا يومًا عبوسًا قمطريرا) وهذا مدح لهم قبل يوم القيامة أما يوم القيامة يخافون إال َمن أ ّمنه اهلل‬
‫تعالى‪ .‬كل الخلق خائفون (يوم ترونها تذهل كل مرضعة ع ّما أرضعت) لذا ال يصح أن يقال ال يخافون فالخوف شيء طبيعي موجود في‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫‪      .2‬ال خوف عليهم معناها ال يُخشى عليهم خطر‪ .‬ليس عليهم خطر فقد يكونوا خائفين أو غير خائفين كما يخاف األهل على الطفل مع أنه هو ال‬
‫يشعر بالخوف وال يُقدّر الخوف فالطفل ال يخاف من الحيّة ولكنا نخاف عليه منها ألنه ال يُقدّر الخوف‪ .‬الخوف موجود ولكن األمان من اهلل تعالى‬
‫أ ّمنهم بأنه ال خوف عليهم ليس المهم أن يكون اإلنسان خائفًا أو غير خائف المهم هل يكون عليه خطر أم ال (ال خوف عليهم) وقد يخاف اإلنسان‬
‫من شيء ولكن ليس خوف كالطفل يخاف من لعبة ال تشكل عليه خطرًا‪.‬‬
‫‪      .3‬وال هم يحزنون‪ :‬جعل الحزن بالفعل فأسنده إليهم لماذا لم يقل (وال حزن)؟ ألنه ال يصح المعنى ألنه لو قالها تعني وال حزن عليهم أي ال يحزن‬
‫عليهم أحد المهم أن ال يكون اإلنسان حزينًا لكن ال أن يُحزن عليه أحد (إما ألنه ال يستحق الحزن عليه أو ال يشعر)‪.‬‬
‫‪      .4‬وال هم يحزنون‪ :‬بتقديم (هم) الذين يحزن غيرهم وليس هم‪ .‬نفي الفعل عن النفس ولكنه إثبات الفعل لشخص آخر كأن نقول (ما أنا ضربته)‬
‫وأثبت وجود شخص آخر ضربه (يُس ّمى التقديم للقصر) أما عندما نقول (ما ضربته) يعني ال أنا وال غيري‪ .‬نفى الحزن عنهم‬ ‫ّ‬ ‫نفيته عن نفسي‬
‫‪C‬‬
‫وأثبت أن غيهم يحزن (أهل الضالل في حزن دائم)‪ .‬ولم يقل ال خوف عليهم والحزن لهم ألنها ال تفيد التخصيص (نفى عنهم الحزن ولم يثبته‬
‫ال وال ينفي التجدد وقوله تعالى (ال خوفٌ عليهم وال هم يحزنون) ال يمكن أن‬ ‫لغيرهم) ولو قال وال لهم حزن النتفى التخصيص على الجنس أص ً‬
‫‪( C‬ال هم يحزنون بمعنى ال يخافون) والثابت (ال خوف) وال يمكن لعبارة أخرى‬ ‫‪ C‬والثابت ونفى الحزن المتجدد‬ ‫يؤدي إلى حزن فنفى الخوف المتجدد‬
‫أن تؤدي هذا المعنى المطلوب‪.‬‬
‫‪      .5‬لماذا إذن لم يقل (ال عليهم خوف) ولماذا لم يقدم هنا؟ ألنه ال يصح المعنى ولو قالها لكان معناها أنه نفى الخوف عنهم وأثبت أن الخوف على‬
‫غيرهم يعني يخاف على الكفار لكن من الذي يخاف على الكفار‪ .‬لذا ال يصح أن يقال ال عليهم خوف كما قال وال هم يحزنون‪.‬‬
‫َ‬
‫خوف‪ :‬ال النافية للجنس تفيد التنصيص في نفي الجنس (ال رجل هنا معناها‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خوف عليهم (مبنية على الفتح)؟ ال‬ ‫ٌ‬
‫خوف ولم يقل ال‬ ‫‪      .6‬لماذا قال ال‬
‫خوف عليهم وال هم يحزنون من باب‬ ‫ٌ‬ ‫خوف) عندما تأتي بالرفع يحتمل نفي الجنس ونفي الواحد‪ .‬والسياق عيّن أنه ال‬ ‫ٌ‬ ‫نفينا الجنس كله) أما (ال‬
‫‪ C‬ال يمكن أن يفيدها البناء على الفتح‪ ،‬ال‬ ‫خوف (قراءة يعقوب)‪ .‬الرفع أفاد معنيين‬ ‫َ‬ ‫المدح على سبيل اإلستغراق وفي مقام المدح‪ .‬وفي قراءة أخرى‬
‫خوف عليهم والخبر محذوف بمعنى ال خوف عليهم من أي خطر (ال‬ ‫ٌ‬ ‫ال إما أن يكون حرف الجر متعلق بالخوف‬ ‫‪ C‬أو ً‬ ‫ٌ‬
‫خوف عليهم يفيد داللتين‬
‫خوف) من باب الحذف الشائع ويحتمل أن يكون الجار والمجرور هو الخبر (عليهم) قد يكون هو الخبر‪ .‬مثال قولنا‪ :‬الجلوس في الصف‪ :‬قد‬
‫ّ‬
‫الصف‪.‬‬ ‫تحتاج إلى خبر فنقول الجلوس في الصف نافع وجيّد‪ ،‬وقد تحتمل معنى أن الجلوس (مبتدأ) في (الصف) خبر بمعنى الجلوس كائن في‬
‫خوف عليهم) تدل على معنيين ال خوف عليهم من أي شيء وتحتمل ال خوف عليهم وهذا متعلق بالخوف ومتعلق بالخبر المحذوف‬ ‫ٌ‬ ‫في الرفع (ال‬
‫خوف عليهم) ال يمكن أن يكون هذا األمر وال بد أن يكون الجار والمجرور هو الخبر (ال خوف عليهم)‬ ‫َ‬ ‫(من أي خطر)‪ .‬أما في النصب (ال‬
‫عليهم ال يحتمل أن يكون متعلقًا وهذا يؤدي إلى معنى واحد وليس معنيين أي يأخذ شق من المعنيين ويكون متعلقًا بالخبر المحذوف وليس بالخبر‪.‬‬
‫فلماذا ال يصح؟ ألنه إذا تعلق بالمضاف يجب القول ال خوفًا عليهم (آلنه يصبح شبيه بالمضاف) وال يعد مبنيًا على الفتح إنما منصوبًا‪.‬‬
‫د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫ف‬‫ِحا َفلَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َربِّ ِه ْم َولَا َخ ْو ٌ‬ ‫صال ً‬ ‫ِل َ‬ ‫ِين َم ْن آَ َم َن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْوم الْآَ ِخ ِر َو َعم َ‬
‫الصا ِبئ َ‬
‫ارى َو َّ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َهادُوا َوالنَّ َ‬‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬
‫اآلية الكريمة في سورة البقرة (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِ‬
‫وس‬‫ارى َوالْ َم ُج َ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َوالنَّ َ‬ ‫الصا ِبئ َ‬ ‫ِين َهادُوا َو َّ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬
‫ون (‪ ))62‬ذكر الذين هادوا ثم قال النصارى ثم قال الصابئين‪ .‬في الحج (إِ َّن الَّذ َ‬ ‫َعلَ ْي ِه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬
‫ارى َم ْن آَ َم َن‬ ‫صَ‬ ‫ون َوالنَّ َ‬ ‫الصا ِبئُ َ‬ ‫ِين َهادُوا َو َّ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬‫ص ُل َب ْي َن ُه ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة إِ َّن اللَّ َه َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِهي ٌد (‪ ))17‬وفي المائدة (إِ َّن الَّذ َ‬ ‫ِين أَ ْش َر ُكوا إِ َّن اللَّ َه َي ْف ِ‬
‫َوالَّذ َ‬
‫ون (‪ .))69‬في آية البقرة سنجد أن الكالم هنا على مصائب بني إسرائيل والجرائم التي‬ ‫ْه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬
‫ف َعلَي ِ‬ ‫ِحا َفلَا َخ ْو ٌ‬ ‫صال ً‬ ‫ِل َ‬ ‫ِباللَّ ِه َوالْ َي ْوم الْآَ ِخ ِر َو َعم َ‬
‫ِ‬
‫‪ C‬بغير الحق بحيث أن القارئ أو الذي يسمع القرآن يدخل في روعه أن هؤالء ال يمكن أن يرحمهم اهلل تعالى فدخلت هذه‬ ‫ارتكبوها‪ :‬فعلتم كذا تقتلون النبيين‬
‫اآلية في خالل الكالم على مصائبهم ومشاكلهم لتبين أن باب التوبة وباب اللجوء إلى اإلسالم مفتوح أمامهم ولذلك قال (فلهم أجرهم) ها ذكر األجر ولم يكن‬
‫ال وذكر الذين هادوا ثم ذكر النصارى الذين يلونهم ثم الصابئون الذين‬ ‫‪ C‬أو ً‬ ‫قد ذكر النصارى وال الصابئين‪ .‬فلما كان الكالم على أجر األمم ذكر المؤمنين‬
‫درجها تدريجًا تاريخيًا‪ .‬أما‬ ‫يلونهم‪ .‬ألن الصابئون قوالن‪ :‬فمنهم من يقول هم فريق من النصارى صأوا ومنهم من يقول هو قوم جاءوا بعد المسيح‪ .‬فالمهم ّ‬
‫في سورة الحج فكان المقصود إظهار التأكيد على أن الذين هادوا والنصارى والصابئين والمجوس والذين أشركوا يفصل بينهم يوم القيامة‪ .‬كلمة الذين‬
‫‪ C‬فجعلت الصابئين بين الذين هادوا والنصارى ألن‬ ‫هادوا ال يظهر إعرابها ألن (الذين) مبنية والنصارى ال يظهر عليها اإلعراب واآلية تريد أن نبين التوكيد‬
‫ارى‬ ‫صَ‬ ‫ِين َوالنَّ َ‬
‫الصا ِبئ َ‬ ‫ِين َهادُوا َو َّ‬ ‫َّ‬
‫ِين آ َمنُوا َوالذ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫(إن) في ثالثة مواضع (إِ َّن الذ َ‬ ‫‪ C‬هنا مراد‪ .‬وظاهر التوكيد استعمال ّ‬ ‫اإلعراب ظاهر فيها حتى يٌعلم أن التوكيد‬
‫ص ُل َب ْي َن ُه ْم َي ْو َم ال ِق َيا َم ِة إِ َّن الل َه َعلى كل ش ْي ٍء ش ِهي ٌد (‪ ))17‬من أين عرفناها؟ عرفناها من قوله (الصابئين) ألنها جاءت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ِين أَ ْش َر ُكوا إِ َّن اللَّ َه َي ْف ِ‬ ‫وس َوالَّذ َ‬ ‫َوالْ َم ُج َ‬
‫ص ُل َب ْي َن ُه ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة إِ َّن اللَّ َه َعلَى‬‫ِين أَ ْش َر ُكوا) (إِ َّن اللَّ َه َي ْف ِ‬‫وس َوالَّذ َ‬ ‫ارى َوالْ َم ُج َ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َوالنَّ َ‬
‫الصا ِبئ َ‬
‫ِين َهادُوا َو َّ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬
‫منصوبة‪ .‬والنصارى أيضًا ((إِ َّن الَّذ َ‬
‫إن‪ .‬وضع الصابئين بين إسمين ال يظهر اإلعراب فيهما والعمل نفسه ُك ّرر مع حالة الرفع‬ ‫‪ّ C‬‬‫‪ C‬حتى نفهم أن هذا الموضع موضع توكيد‬ ‫ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِهي ٌد)‬
‫(والصابئون) من يعلم أن الذين هادوا في موضع رفع والنصارى وسبق أن تكلمنا عنها (الصابئون والصابئين)‪ :‬تقسم الناس إلى قسمين (الذين آمنوا ال‬
‫خوف عليهم وال هم يحزنون) و (الذين هادوا والنصارى والصابئين ال خوف عليهم وال هم يحزنون) بشرط اإليمان باهلل واليوم اآلخر والعمل الصالح‪.‬‬
‫اإليمان باهلل واليوم اآلخر وفق دين اإلسالم بعد أن نزل اإلسالم‪.‬‬
‫ف َعلَ ْي ِه ْم َولَا‬ ‫ِحا َفلَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َربِّ ِه ْم َولَا َخ ْو ٌ‬
‫صال ً‬ ‫ِل َ‬‫ِين َم ْن آَ َم َن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْوم الْآَ ِخ ِر َو َعم َ‬‫الصا ِبئ َ‬ ‫ارى َو َّ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َهادُوا َوالنَّ َ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬ ‫في سورة البقرة‪( :‬إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِ‬
‫ون (‪ ))62‬هنا (والصابئون)‪.‬‬ ‫ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬
‫‪ C‬في موضعين جاء منصوبًا وفي موضع جاء مرفوعًا‪.‬‬ ‫االسم ورد في ثالث مواضع‪ :‬الصابئون والصابئين‪:‬‬
‫إعراب (إن الذين آمنوا)‪ :‬إن‪ :‬حرف مشبه بالفعل‪ ،‬الذي اسمها في موضع نصب‪ ،‬آمنوا‪ :‬صلة الموصول‪ .‬الواو هنا استئنافية أو عاطفة لجملة يعني وخبر‬
‫إن محذوف سيدل عليه ما سيأتي تقديره الكالم‪ :‬إن الذين آمنوا ال خوف عليهم وال هم يحزنون‪ .‬ابتدأ كالمًا آخر معطوف على الكالم السابق (والذين هادوا‬
‫والصابئون والنصارى) الذين‪ :‬مبتدأ في محل رفع خبره (من آمن باهلل واليوم اآلخر فلهم أجرهم عند ربهم وال خوف عليهم وال هم يحزنون) جملتا الشرط‬
‫‪ُ C‬حذِف خبره‬ ‫والجواب يعني الذين هادوا هذا حكمهم (من آمن باهلل واليوم اآلخر) هذه جملة خبر المبتدأ (الجملة خبرية جملة خبر) فماذا عندي؟ عندي مبتدأ‬
‫‪ C‬ومعطوفات على المبتدأ وجملة خبرية‪ .‬الذين‬ ‫لداللة ما بعده عليه (ال خوف عليهم وال هم يحزنون) جاءت الواو لتعطف الجملة الجديدة المكونة من مبتدأ‬
‫‪ C‬وهذه (هادوا) في موضع رفه وهذه معطوفة على المرفوعات وهذا شبيه تمامًا قول ِبشر (إننا وأنتم بغاة) أخبر عن أنتم بقوله بغاة ولو كانت‬ ‫وحدها مبتدأ‬
‫الواو عاطفة على مفرد كان ال يستطيع أن يقول أنتم‪ .‬عطف الجملة واستأنفت وعطفت الجملة‪.‬‬
‫اآلية في سورة المائدة‪:‬الكالم على اليهود والنصارى‪ ،‬مرة يذكر اليهود ومرة يذكر النصارى ثم يتكلم عن دعوتهم (‪ )67‬األمر أمر دعوة لهؤالء أن يدخلوا‬
‫في االسالم‪ ،‬ثم يقول (إن الذين آمنوا والذين هادوا)‪ .‬نأتي الى التطبيق‪( :‬إن الذين آمنوا) الذي‪ :‬اسم موصول مبني في محل نصب ولم تظهر عالمة‬
‫‪ C‬آمنوا‪ :‬صلة الموصول ال محل لها من اإلعالاب‪ ،‬الواو في كلمة(والذين هادوا) الواو عاطفة لجملة على جملة‪ .‬أوضح األمر أكثر‪:‬‬ ‫النصب على كلميتن‪،‬‬
‫َ‬
‫ِحا) هذا القيد ليس لمن آمن بمحمد ‪ ‬ألن األمر أمر دعوة‪ .‬لما يقول ( َيا أيُّ َها‬ ‫صال ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الذين آمنوا ال يحتاجون إلى أن يقال لهم ( َم ْن آ َم َن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم الآ ِخ ِر َو َعمِل َ‬
‫ين (‪ ))67‬تبليغ ثم يقول ( ُق ْل َيا أَ ْهلَ‬ ‫ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اس إِ َّن الل َه لا َي ْهدِي الق ْو َم الكاف ِ‬ ‫َّ‬
‫ِن الن ِ‬ ‫َ‬
‫ص ُمك م َ‬ ‫ِّك َوإِ ْن لَ ْم َت ْف َع ْل َف َما َبلَّ ْغ َت ِر َسالََت ُه َواللَّ ُه َي ْع ِ‬
‫ِن َرب َ‬ ‫ْك م ْ‬ ‫ول َبلِّ ْغ َما أُ ْن ِز َل إِلَي َ‬‫الر ُس ُ‬ ‫َّ‬
‫س َعلَى الْ َق ْو ِم‬ ‫ْ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬‫َ‬‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ا‬‫ر‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫ي‬‫غ‬‫ْ‬ ‫ط‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِّك‬‫ب‬‫ر‬ ‫ِن‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ْك‬‫َ‬ ‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ز‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ِير‬‫ث‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َّ‬
‫َن‬ ‫د‬‫ي‬ ‫ز‬ ‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ز‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫يل‬ ‫ج‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫الت‬ ‫وا‬ ‫م‬ ‫ِي‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ى‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫ح‬ ‫ء‬
‫ٍْ َ‬ ‫ي‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫الْ ِ ِ ْ ْ َ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫اب‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ً ُْ َ ِ ِ‬ ‫َ ِّ ْ َ َ ِ‬ ‫ْ َ َ ِ ِ ََ ِ ِْ ْ‬ ‫ُ‬
‫ين (‪ ))68‬المفسرون يقولون‪ :‬ما أنزل إليكم االسالم الذي أنزل إليكم ينبغي أن تتبعوه‪ .‬الذين آمنوا يعني المسلمين والمسلمون ال يحتاج إلى أن يقيدهم‬ ‫ِر َ‬‫الْ َكاف ِ‬
‫ِحا)‪.‬‬‫صال ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ويقول ( َم ْن آ َم َن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم الآ ِخ ِر َو َعمِل َ‬
‫تقدير الكالم في غير القرآن‪ :‬إن الذين آمنوا ال خوف عليهم وال هم يحزنون هذا فريق‪ ،‬والذين هادوا والصابئون والنصارى بقيد ال خوف عليهم وال هم‬
‫ِحا)‪ .‬أن يكونوا مؤمنين حتى يكونوا ال خوف عليهم وال هم يحزنون لذا‬ ‫صال ً‬ ‫ِل َ‬ ‫يحزنون‪ .‬ما هو القيد؟ أن يكونوا مؤمنين ( َم ْن آَ َم َن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْوم الْآَ ِخ ِر َو َعم َ‬
‫ِ‬
‫نقول‪ :‬ينبغي أن يرتبط الكالم بكالم العربي‪ .‬إن هناك حذف يدل عليه المذكور‪ .‬الذين آمنوا شيء وهؤالء شيء آخر‪ .‬الذين آمنوا ال خوف عليهم وال هم‬
‫ِحا)‪.‬‬ ‫صال ً‬ ‫ِل َ‬ ‫يحزنون وهؤالء ال خوف عليهم وال هم يحزنون إذا التزموا بهذا القيد الذي هو ( َم ْن آَ َم َن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْوم الْآَ ِخ ِر َو َعم َ‬
‫ِ‬
‫‪ C‬هادوا‪ :‬صلة الموصول ال محل لها من االعراب‪ ،‬الصابئون والنصارى من آمن باهلل واليوم اآلخر ال‬ ‫(والذين هادوا)‪ :‬الواو عاطفة للجملة‪ .‬الذين‪ :‬مبتدأ‪،‬‬
‫خوف عليهم وال هم يحزنون‪ :‬جملتا الشرط والجواب خبر للذين هادوا والجملة كلها معطوفة على الجملة األولى‪ .‬فإذن نحن عندنا جملتان تمامًا كقول‬
‫طب فإني (تقديره‪ :‬إني دنف) وأنتما دنفان‪.‬‬ ‫الشاعر (إنا وأنتم بغاة) والتقدير‪ :‬إنا بغاة وأنتم بغاة لكن حذف من األول للداللة في الثانية كقول ‪ :‬خليلي هل ٌ‬
‫وبهذا (الذين هادوا)‪ :‬الذين صارت في محل رفع ودليل كونها مرفوعة أن الصابئون جاءت مرفوعة وهنا عطف مفردات (الذين هادوا والصابئون‬
‫‪ C‬بدليل رفع الصابئون‪.‬‬ ‫والنصارى) صار عندنا أن الذين هادوا مبتدأ‬
‫حتى هذا الذي يتحدث ويقول القرآن فيه غلط في اإلعراب هو يجهل العربية أو يتجاهلها واهلل تعالى يقول (أفال يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) لو لم‬
‫ال لتفهمها‪.‬‬ ‫يكن قلب مقف ً‬
‫في العصر العباسي لما بدأت الدراسة والفالسفة‪ ،‬اعترض أحدهم في جزئية فقال له أحد العلماء‪ :‬يا هذا هب أن محمدًا ليس نبيًا أفتنكر أنه كان عربيًا؟‬
‫‪ C‬تقول أن‬ ‫‪ C‬التوحيدية)‬ ‫يعنب افرض أنه لم يكن نبيًا معناه هو الّفه إذن هوعربي فتعترض على لغة العربي؟ اآلن أحدث النظريات اللسانية (النظرية التوليدية‬
‫ابن اللغة لديه الكفاية اللغوية في أن يدرك ما يوافق لغته وما ال يوافقها‪ ،‬يستطيع أن يقول هذه جملة الحنة وهذه جملة صواب ومن غير دراسة وإنما أعني‬
‫بابن الغة التي لم يدرسه‪ .‬أنت اآلن إذا قلن لبائع مصري أعطني كيلوين خيار يوزن لك كيلو واحد أنه تعود أن يقول في لغته ‪ 2‬كيلو‪ .‬لم يؤثر مع أن‬
‫الرسول ‪ ‬كل اآلسئلة التي ُسئلها وكل الحركات التي تحركها وكل األقوال التي قالها في فراش نومه ألى ساحة المعركة وما بينهما ُس ّجلت وما ُس ّجل أن‬
‫أحدًا اعترض لم ُرفِعت هنا ولم نصبت هنا ألنهم كانوا يدركون ذلك‪.‬‬
‫في سورة الحج‪ :‬المجال في سورة المائدة مجال دعوة‪ .‬في مجال الدعوة‪ :‬الذين آمنوا صنف وهؤالء المدعوون صنف آخر‪ .‬في الحج الكالم على الفصل‬
‫يوم القيامة فإذا كان عندك مجموعات تريد أن تفصل بينهم وهلل المثل األعلى ستجعلهم كتلةواحدة وتجمعهم جمعًا واحدًا ثم تفصل بينهم أما ابتداء تفصل؟‬
‫إذن أنت فصلت من األول‪ .‬الحظ اآليات في سورة الحج‪ :‬لم يتكلم عن اليهود والنصارى وبالمناسبة الحقيقة الصابئون فيها كالم هل هم نوع من الموحدين‬
‫خلطوا من اليهود والنصارى والعرب؟ هذا قول‪ ،‬وقول يقول هم من أتباع يحيى ابن زكريا ولذلك سننظر في التقديم والتأخير ألنهم متأخرين في اليهود‬
‫والنصارى ‪.‬‬
‫ال بالتأكيد ثم جمعهم جميعًا حتى يأتي معنى كلمة يفصل‬ ‫في سورة الحج تحدث عن مطلق االيمان والكفر والحساب يوم القيامة لذلك لما ذكر ذكرهم أو ً‬
‫ِين أَ ْش َر ُكوا‬ ‫وس َوالَّذ َ‬ ‫ارى َوالْ َم ُج َ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َوالنَّ َ‬
‫الصا ِبئ َ‬
‫ِين َهادُوا َو َّ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬ ‫ُري ُد (‪ )16‬إِ َّن الَّذ َ‬ ‫َات َوأَ َّن اللَّ َه َي ْهدِي َم ْن ي ِ‬ ‫ات َبيِّن ٍ‬ ‫ِك أَ ْن َزلْنَا ُه آََي ٍ‬
‫(و َك َذل َ‬
‫بينهم‪ .‬الحظ اآلية‪َ :‬‬
‫‪ C‬ألن الفصل سيكون يوم القيامة ما ذكر لهم‬ ‫‪C‬د (‪ ))17‬إذن هنا ال مجال وال معنى لفصل المؤمنين‬ ‫ص ُل َب ْي َن ُه ْم َي ْو َم ال ِق َيا َم ِة إِ َّن الل َه َعلى كل َش ْي ٍء َش ِهي ٌ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫إِ َّن اللَّ َه َي ْف ِ‬
‫شيئًا أن هؤالء سيفصل اهلل بينهم‪ ،‬كيف يفصلهم؟ أنت كيف تفصل بين المتالزمات؟ ال بد أن تكون متالزمة تجمعها ثم تفصل هذا يكون هكذا وهذا يكون‬
‫ِين أَ ْش َر ُكوا) حتى‬ ‫وس َوالَّذ َ‬ ‫ارى َوالْ َم ُج َ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َوالنَّ َ‬‫الصا ِبئ َ‬
‫ِين َهادُوا َو َّ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬ ‫هكذا‪ .‬فلما جاء الى ذكر الفصل جمعهم وجعل العطف عطفًا طبيعيًا (إِ َّن الَّذ َ‬
‫يظهر أن الكالم في محل نصب‪ .‬هنا صار جمع بينهما وهناك‬
‫في المائدة‪ :‬إن الذين آمنوا لهم حكم وهؤالء لهم حكم مقيّد إذا فعلوا هذا معناه أنه سينحازون الى االيمان واالسالم‪ .‬لكن هنا ليس هناك كالم على االيمان أو‬
‫ال ثم يفصل‪.‬‬ ‫غيره وإنما كالم على الفصل‪ ،‬كيف يفصل؟ ال بد أن يجمعهم أو ً‬
‫ال‪ :‬آية المائدة تكلمت عن اليهود والنصارى‪ ،‬وفي الحج لم يذكر يهود وال نصارى أو أي شيء‪ ،‬أما هنا في‬ ‫آية البقرة‪ :‬ممكن أن تُحمل على الوجهين‪ .‬أو ً‬
‫البقرة فذكر اليهود فقط وتكلم فيهم كالمًا يوحي لمن يقرأه أن هؤالء ليس لهم شفاعة وال يمكن أن يكونوا على خير مطلقًا‪ .‬لما نأتي الى اآليات نجد في هذه‬
‫المواطن تجميع لمصائبهم وما صنعوا (وإذ فرقنا بكم البحر‪ ،‬وإذ واعدنا موسى‪ ،‬ثم اتخذتم العجل‪ ،‬لن نؤمن لك حتى نرى اهلل جهرة‪ ،‬لن نصبر على طعام‬
‫ْر الْ َح ِّق) تكاد تقول هل لهؤالء من منجاة؟ هل‬ ‫ِّين ِب َغي ِ‬ ‫ون َّ‬
‫الن ِبي َ‬ ‫ات اللَّ ِه َو َي ْقتُلُ َ‬ ‫ِك ِبأَ َّن ُه ْم َكا ُنوا َي ْك ُف ُر َ‬
‫ون ِبآَ َي ِ‬ ‫ال غير الذي قيل لهم‪َ ،‬ذل َ‬ ‫واحد‪ ،‬فبدل الذين ظلموا قو ً‬
‫لهؤالء من مخلص؟ لما كان هذا ما لهم جاءت اآلية في وسط الكالم عليهم كأنها يريد أن تبين أن هناك باب مفتوح لهم ولغيرهمللولوج فيه وهو الدخول في‬
‫ات اللَّ ِه َو َي ْقتُلُ َ‬
‫ون النَّ ِبي َ‬
‫ِّين‬ ‫ِك ِبأَنَّ ُه ْم َكانُوا َي ْك ُف ُر َ‬
‫ون ِبآَ َي ِ‬ ‫ِن اللَّ ِه َذل َ‬
‫َض ٍب م َ‬ ‫َة َو َبا ُءوا ِبغ َ‬ ‫الذلَّ ُة َوالْ َم ْس َكن ُ‬
‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫هذا الدين‪ .‬خالل الكالم في اآليات التي قبلها ( َو ُ‬
‫َ‬
‫ِحا َفلَ ُه ْم أ ْج ُر ُه ْم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِين َم ْن آ َم َن ِبالل ِه َوال َي ْوم الآ ِخ ِر َو َعم َ‬ ‫ِين َهادُوا َوالنَّ َ‬ ‫َّ‬
‫ِين آ َمنُوا َوالذ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ص ْوا َو َكانُوا َي ْع َتد َ‬ ‫ْر الْ َح ِّق َذل َ‬
‫صال ً‬ ‫ِل َ‬ ‫ِ‬ ‫الصا ِبئ َ‬
‫ارى َو َّ‬ ‫صَ‬ ‫ُون (‪ )61‬إِ َّن الذ َ‬ ‫ِك ِب َما َع َ‬ ‫ِب َغي ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ور ُخذوا َما آ َت ْينَاك ْم ِبق َّو ٍة َواذك ُروا َما فِي ِه ل َعلك ْم‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ون (‪ ))62‬ثم يعود إليهم مباشرة ( َوإِذ أ َخذنَا مِيثا َقك ْم َو َر َف ْعنَا َف ْو َقك ُم الط َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ِع ْن َد َربِّ ِه ْم َولا َخ ْوف َعل ْي ِه ْم َولا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِحا فل ُه ْم‬ ‫صال ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِين َم ْن آ َم َن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم الآ ِخ ِر َو َعمِل َ‬ ‫الصا ِبئ َ‬ ‫ارى َو َّ‬ ‫صَ‬ ‫َّ‬
‫ِين َهادُوا َوالن َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ِين آ َمنوا َوالذ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ون (‪ ))63‬الكالم هل هؤالء لهم مخرج؟ عند ذلك ذكر (إِ َّن الذ َ‬ ‫َتتَّ ُق َ‬
‫ون) هناك ما ذكر األجر وهنا تحدث عن األجر ألن الكالم على اليهود لوحدهم حتى يعلم االنسان أن هؤالء‬ ‫ْه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ف َعلَي ِ‬ ‫أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َرب ِ‬
‫ِّه ْم َولَا َخ ْو ٌ‬
‫وغيرهم لهم منجاة وله منفذ والمنفذ هو االيمان باهلل واليوم اآلخر عند ذلك يكون له أجره وال خوف عليهم وال هم يحزنون‪ .‬الفارق (إن الذين آمنوا) يحسن‬
‫فيها أن نحملها على وجهين‪ :‬إما أن تقول كما قلنا في المرة األولى (إن الذين آمنوا ال خوف عليهم وال هم يحزنون) ثم جاء المعطوف منصوبًا ألن‬
‫ُ‬
‫ِين َو َر ُسول ُه‬ ‫ِن الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫‪ C‬عند ذلك مثل (أَ َّن اللَّ َه َب ِري ٌء م َ‬ ‫إن يمكن أن يأتي مرفوعًا ويمكن أن يأتي منصوبًا‪ .‬المرفوع تكون جملة ابتدائية‬ ‫المعطوف على اسم ّ‬
‫(التوبة)) أي ورسوله كذلك بريء ت ّم الكالم هنا‪ .‬لكن الحديث هنا قبل تمام الخبر كأن تقول‪ :‬إن زيدًا وخالدًا في المكتبة ولك أن تقول‪ :‬إن زيدًا وخال ٌد في‬
‫‪ C‬وهذا رأي جمهور الكوفيين في الحقيقة‪ .‬أنت تستطيع أن تقول هناك جملة اعتراضية ‪ :‬إن زيدًا في المكتبة وخالد في المكتبة‪ .‬صار العطف قبلهم‬ ‫المكتبة‬
‫ون َعلَى النَّ ِب ِّي) ُقريء والقراءة منسوبة الى ابن عباس وألى ابي عمر (ومالئكتُه) معناه أن اهلل يصلي على‬ ‫ُّ‬
‫ُصل َ‬ ‫َّ‬
‫لكن أنا أميل الى قراءة (إِ َّن الل َه َو َملَا ِئ َك َت ُه ي َ‬
‫النبي ومالئكته يصلون وعند ذلك نكون فصلنا صالة اهلل تعالى عن صالة عباده من المالئكة وغيرهم‪ .‬هذا المعنى ممكن أن نفهمه حتى مع النصب وهو‬
‫إن وتكون منصوبة‬ ‫‪ C‬يصلون هنا التأكيد مراد‪ .‬الواو عاطفة ومالئكته معطوفة على اسم ّ‬ ‫‪ C‬إن اهلل يصلي وإن مالئكته‬ ‫الذي نميل إليه حقيقة (إن اهلل ومالئك َته)‬
‫مباشرة والخبر يكون الخبر للثاني‪.‬‬
‫هذا ليس تشتتًا هذا كالم العرب هذا المعنى كيف تتحصل على هذا المعنى لو كان المضوع كله منصوبًا لو الكالم في غير القرآن لو قال الصابئين بالنصب‬
‫ال له صفته‪ .‬تغيّر الوجه اإلعرابي داللة على تغيّر المعنى‪ .‬تقول إن‬ ‫سيختلط الذين آمنوا بالذين هادوا والصابئين بينما نحن نريد لهم أن يكونوا كيانًا مستق ً‬
‫الذين آمنوا ال خوف عليهم وال هم يحزنون وهؤالء ال خوف عليهم وال هم يحزنون بشرط كذا وكذا هذا الشرك لم تذكره مع الذين آمنوا ألنهم آمنوا فهي‬
‫ليست مسألة تشتت‪.‬‬
‫حكمة التقديم والتأخير‪:‬‬
‫الصابئون وردت في ثالثة أمكنة‪ :‬في المائدة والحج الصابئين مقدمة لغرضين‪ :‬األول لبيان اإلعراب حمل الكلمة التي قبلها في موضع نصب أو موضع‬
‫رفع لو وضعها بين النصارى والذين هادوا ألن كالهما ال يظهر عليه عالمة اإلعراب فوضعها بالنصف فتبيّن األول‪ .‬والشيء الثاني يرتبط بالمعنى حتى‬
‫ال يُفهم أن اليهود والنصارى واحد‪ .‬أما في البقرة فحشرهم على الجانب التاريخي ألنه لم يذكر النصارى إنما ذكر اليهود لوحدهم فذكر اليهود ومن ورائهم‬
‫بالترتيب التاريخي ألن النصارى لم يرد لهم ذكر هنا‪ .‬الذين آمنوا (المؤمنون) مقدّمون على الجميع ‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ف َعلَ ْي ِه ْم‬ ‫ِحا َفلَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َربِّ ِه ْم َولَا َخ ْو ٌ‬
‫صال ً‬ ‫ِل َ‬ ‫ِين َم ْن آَ َم َن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْوم الْآَ ِخ ِر َو َعم َ‬
‫الصا ِبئ َ‬
‫ارى َو َّ‬ ‫صَ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬
‫ِين َهادُوا َوالنَّ َ‬ ‫الفرق بين قوله تعالى (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِ‬
‫ون ﴿‪ ﴾69‬المائدة) كلكم تعرفون أن (إن) تنصب األول وترفع الثاني‬ ‫الصا ِبئُ َ‬ ‫ِين َهادُوا َو َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِين آ َمنُوا َوالذ َ‬ ‫َّ‬
‫ون ﴿‪ ﴾62‬البقرة) في آية أخرى (إِ َّن الذ َ‬ ‫َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬
‫إن‪ ،‬هذا على النحو‪( .‬إِ َّن‬ ‫ِين) الواو حرف عطف‪ ،‬الصابئين منصوبة بالياء ألنه جمع مذكر سالم معطوف على إسم ّ‬ ‫الصا ِبئ َ‬
‫(و َّ‬ ‫‪ C‬الذين منصوبة َ‬ ‫(إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين)‬
‫ون) كيف؟ كأن أقول إن الطالب والمعلمون! ال يصح! إن الطالب والمعلمين كيف يأتي القرآن الكريم مرتين إن الطالب‬ ‫الصا ِبئُ َ‬‫ِين َهادُوا َو َّ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬
‫الَّذ َ‬
‫والمعلمين وهذا صح على القاعدة وإن الطالب والمعلمون قد حضروا كيف يعني؟ هكذا هي في القرآن الكريم‪ ،‬هي ثالث آيات آية في الحج تلك آية البقرة‬
‫ِين أَ ْش َر ُكوا ﴿‪ ﴾17‬الحج)‬ ‫وس َوالَّذ َ‬ ‫ارى َوالْ َم ُج َ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َوالنَّ َ‬
‫الصا ِبئ َ‬
‫ِين َهادُوا َو َّ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬
‫ون) وفي آية الحج (إِ َّن الَّذ َ‬ ‫الصا ِبئُ َ‬
‫ِين) وفي آية المائدة ( َو َّ‬ ‫الصا ِبئ َ‬‫( َو َّ‬
‫أضاف المجوس ومعها والذين أشركوا ‪ ،‬طيب فهمنا اليهود والنصارى والمسلمين الذين آمنوا أصحاب كتاب ال ينكر أنهم أصحاب كتب سماوية ولم‬
‫ِرق انحرفت في هذه اآليات لماذا قال الصابئين والمجوس ومرة قال صابئون ومرة قال مجوس؟ هذه اآليات الثالث تتكلم‬ ‫ينحرفوا إلى الوثنية بينما هناك ف َ‬
‫عن حسن الخاتمة وحسن الخاتمة نظام رباني (ومنكم من يعمل بعمل أهل النار حتى ال يبقى بينه وبين النار إال ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل‬
‫ف َعلَ ْي ِه ْم َولَا‬ ‫الجنة فيدخل الجنة) ولو قبل الموت بساعة بدقائق قبل أن يغرغر يقول ال إله إال اهلل محمدًا رسول اهلل انتهى نجا ( َفلَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َربِّ ِه ْم َولَا َخ ْو ٌ‬
‫ون) هذه قاعدة ربانية ال تختلف‪ ،‬كل مسيء إذا أحسن قبل الموت فقد نجا كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم (األعمال بخواتيمها) وكما قال (إنما‬ ‫ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬
‫يبعث المرء على ما ختم عليه) هذه قضية ثانية‪.‬‬
‫إذًا رب العالمين في هذه الثالث آيات يعطينا عدة أنظمة‪ .‬هناك مسميات كالذين آمنوا والذين هادوا والنصارى ثالثة هؤالء من صنف هؤالء يتبعون أنبياء‬
‫رسول محد ٍد معين وال يبعثون مع الذين‬ ‫ٍ‬ ‫اختالف بينهم في بعض القضايا ولكنهم يبعثون على أنهم من أتباع‬ ‫ٍ‬ ‫كل آمن بنبيه على‬ ‫معروفين مشهورين وهؤالء ٌ‬
‫ال‪ ،‬هذا واحد إذًا هناك ناس من أمم الرسل‪ ،‬هذا واحد‪ .‬هناك ناس كانوا من أمم الرسل ولكنهم تركوا جزءًا‬ ‫تخريف آخر كام ً‬ ‫ٍ‬ ‫تحريف أو‬
‫ٍ‬ ‫هم تركوا نبيهم إلى‬
‫ال حتى انزلقوا إلى الوثنية لكنهم في البداية كانوا يتبعون رسوال صحيحًا نبيًا صحيحًا حقيقيًا كالصابئة وسنتكلم عنهم بعد قليل‪ .‬هؤالء ناس من أتباع‬ ‫ً‬ ‫أو ك ً‬
‫األنبياء ولكن في األخير صار عندهم شيء من الخلل وأصبحوا بين اليهود والنصارى ال هم يهود وال هم نصارى يعني صار تحريفهم كبيرًا هؤالء صنف‬
‫بنبي‪ ،‬ال قبل هذا في ناس يؤمنون بنبي ولكن‬ ‫لكنه محسوب مع الذين يؤمنون بأنبياء حقيقيين ولو أنهم ابتعدوا عنهم‪ .‬وهناك ناس ال‪ ،‬مشركون ال يؤمنون ٍ‬
‫نبي متنبئ يدعي النبوة وهو ليس نبيًا وهم المجوس هذا صنف ثالث الصنف الرابع المشركون والوثنيون‪ .‬رب العالمين عز وجل من‬ ‫ليس نبيًا حقيقيًا هو ٌ‬
‫ِين أش َركوا) إذا‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وس َوالذ َ‬ ‫ْ‬
‫ارى َوال َم ُج َ‬ ‫صَ‬ ‫َّ‬
‫ِين َوالن َ‬ ‫الصا ِبئ َ‬
‫ِين َهادُوا َو َّ‬ ‫َّ‬
‫ِين آ َمنوا َوالذ َ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ناج (إِ َّن الذ َ‬‫رحمته شمل هؤالء جميعًا بأن كل واحد منهم يتوب قبل الموت فإنه ٍ‬
‫آمن وعمل صالحًا انتهى‪ .‬طبعًا هو جمع الذين آمنوا يعني المسلمون واليهود والنصارى والصابئين والصابئون هؤالء من أتباع األنبياء ولو أن الصابئين‬
‫ال إلى ح ٍد ما أكثر من الجميع لماذا رب العالمين رفعها؟ رفعها كما يقول أحد المفسرين طاهر بن عاشور رضي اهلل تعالى عنه وهو مفسر عظيم‬ ‫تغيروا قلي ً‬
‫ِين َم ْن آ َم َن ِباللهِ) ناس قالوا صابئين؟ كيف تجعلون‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫الصا ِبئ َ‬
‫ارى َو َّ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َهادُوا َوالنَّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِين آ َمنُوا َوالذ َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫يقول عن صابئون ألنهم فعال ربما لما نزل قوله تعالى (إِ َّن الذ َ‬
‫الصابئين مع الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى هؤالء ثالثة من األديان الرئيسية وهؤالء رسل حقيقيون والخ؟ هؤالء الصابئة تغيروا راحوا اندثروا‪ ،‬اهلل‬
‫‪ C‬وخبرها محذوف تقديره كذلك‪ .‬إذًا معنى الصابئون لكي يلفت النظر إلى أن من أنكر على أن يكون الصابئون مع‬ ‫قال والصابئون كذلك فالصابئون مبتدأ‬
‫ِون)‬
‫الصا ِبئ َ‬
‫ارى َو َّ‬ ‫صَ‬ ‫َّ‬
‫ِين َهادُوا َوالن َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِين آ َمنوا َوالذ َ‬ ‫َّ‬
‫الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى رب العالمين قال لك أل هو معهم كذلك فال ينبغي أن تعجب (إِ َّن الذ َ‬
‫جواب لمن عنده اعتراض على الصابئين قال لك هؤالء في يوم من األيام كانوا أبتاع نبي وهم موحدون وعندهم خرافات ووثنيات طبعًا‬ ‫ٌ‬ ‫كذلك هذا‬
‫الصابئون ليسوا نوعًا واحدًا حقيقة هم عدة أنواع وأفضلهم الصابئة المندائيون هؤالء يصلون ويصومون وعندهم نبي ولكن عندهم بعض األشياء انحرفوا‬
‫إليها كالتعميد في الماء وما شابه يعني ابتعدوا عن سمت الديانات السماوية‪ .‬أما الحرانيون اللي هم وثنيون تمامًا انقرضوا المندائيون صاروا في العراق‬
‫مكانهم في الفرات وال يزالون حوالي مائة ألف واحد ‪ -‬كما يقول بعض المحققين ‪ -‬توسعوا بعد هذه األحداث األخيرة في العراق والحروب وهذا االحتالل‬
‫الخ منهم من ذهب إلى الكويت ومنهم من ذهب إلى سوريا وقسم منهم إلى استراليا وفتحوا لهم مراكز وهم غامضون يوحدون اهلل سبحانه وتعالى يغتسلون‬
‫نبي حقيقي هؤالء جانب واحد‪،‬‬ ‫من الجنابة يتوضأون يصومون يصلون على طريقتهم الخاصة عندهم الصلوات سبع مرات يعني لكنهم محسوبون على ٍ‬
‫وس) أيضًا ولو أن نبيهم غير صحيح فهو متنبئ كذاب لكنهم يؤمنون بأن هناك أنبياء‪ .‬كونه يؤمن بأن هذا نبي إذًا معناه‬ ‫أصحاب األديان ثم اهلل قال ( َوالْ َم ُج َ‬
‫أنه هو عنده فكرة عن األنبياء وعنده فكرة أن اهلل يرسل األنبياء فهو يعلم أن اهلل سبحانه وتعالى يرسل أنبياء‪ .‬فواحد ادّعى النبوة كما ادّعى مسيلمة ولو شاء‬
‫اهلل سبحانه وتعالى أن ينجح مسيلمة لكان عندنا اآلن فرقة كبيرة اسمهم المسيلميون يدّعون أن مسيلمة هو النبي إذًا هم يؤمنون بأن هناك نبوة ورب العالمين‬
‫يقول كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم يوم القيامة (أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان) واحد يعلم أن اهلل موجود‪ ،‬إله كما هم الصابئة‬
‫موحدون يعلمون بأن اهلل واح ٌد ال إله إال هو ولكن ناس قالوا هذا عنه وناس قالوا كذا فهؤالء المندائيون يعني أقرب الناس إلى أصحاب األديان فهم ال يهود‬
‫وال نصارى ولكنهم يصلون ويؤدون الزكاة يتصدقون يؤمنون بالطهر الزم تكون دائمًا طاهر بيتك طاهر ولهذا يستحمون في الماء إلى حد أن بعضهم عبد‬
‫‪ C‬أو االغتسال أو التطهير وكلها ممكن استعمالها ولهذا هم كما أن النصارى‬ ‫الماء‪ .‬كلمة صابئة مأخوذ من لغتهم المندائية تعني االنغماس بالماء أو التعميد‬
‫‪ C‬أيضًا‪ ،‬لهذا قال سيدنا علي كرم اهلل وجه عن المجوس (سنوا بهم سنة أهل الكتاب)‪.‬‬ ‫يعمدون فهم يعمدون‬
‫الشيخ الشعراوي رحمة اهلل عليه عنده التفاتة حلوة قال (العرب أصحاب أذن حساسة في اللغة) يعني كثيرًا ما يقرأ من الصحابة واحد موجود من البدو من‬
‫األعراب يقول لك اهلل ما يقول هذا الكالم؟ فاإلذن حساسة في اللغة كالشعراء يعرف الزحاف متى يكون؟ إذا واحد قرأ بيت أي زحاف يقول له هذا غير‬
‫موزون‪ .‬ولهذا رب العالمين سبحانه وتعالى كما يقول لك واحد كان جالسًا عند المنصور لما ولي الحكم واحد إعرابي جالس والمنصور يخطب وهو أمير‬
‫‪ C‬وحكم العالم فأخطأ قال له أنت أخطأت رجع وعاد الكالم بعد ساعة أخطأ قال له ما هذا؟ أخطأ باللغة وبعد قليل أخطأ قام هذا اإلعرابي وقال (واهلل‬ ‫المؤمنين‬
‫أعلم أنك وليت األمة بالقضاء والقدر) يعني أنت ال تستحق الحكم لكن قضاء وقدر أتى بك وال واحد أمير عربي يغلط ثالث مرات هكذا فرب العالمين نزل‬
‫ون) كلهم انتبهوا‪.‬‬ ‫الصا ِبئُ َ‬
‫(و َّ‬‫ِين) ساكتين ولكن لما قال َ‬ ‫الصا ِبئ َ‬
‫ارى َو َّ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َهادُوا َوالنَّ َ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬
‫القرآن العرب وهو معجزتهم فرب العالمين لما قال (إِ َّن الَّذ َ‬
‫إذًا الصابئون أداؤه سبب من أسباب شدة انتباه المسلمين أيها العرب المسلمون انتبهوا إلى هذه الكلمة الصابئون مقصودة لنفسها ولذاتها عليكم أن تدرسوها‬
‫‪ C‬فالقرآن دق الحروف فلما قال‬ ‫دراسة مستقلة فالصابئون إذًا مرفوعة على أساس لفت االنتظار كما واحد يدق جرس أو يدق طاولة حتى الناس ينتبهون‬
‫كل فز شو الصابئون؟ يعني انتبهوا وأعربوها كما تشاءون ولكن انتبهوا إلى أن الصابئين لهم وض ٌع خاص‪.‬‬ ‫ون) ٌ‬
‫الصا ِبئُ َ‬
‫( َو َّ‬
‫حس لغوي وهذا الحس اللغوي منذ القرون العباسية بدأ يخفت فلم ننتبه إلى سر هذا العلو سور هذا الرفع‬ ‫سؤال‪ :‬لكن سيدي الفاضل إذا كانت القضية قضية ٌ‬
‫قرون متأخرة ولم نعاملهم معاملة أهل الكتاب في بعض األحيان؟‬ ‫ٍ‬ ‫في هذه الكلمة في‬
‫نحن اآلن في عصر العجمة اللغة العربية لغة اآلن ال يعرفها إال القلة من الناس البارعون فيها‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬لذلك كثيرًا مما ورد في هذه اآلية والتي تشير إلى أن يعاملوا معاملة أهل الكتاب فيخيرون بين اإلسالم والجزية وفي حالة مقاتلتهم إيانا القتال فقط؟‬
‫كما قال عن المجوس في األثر (سنوا بسنة أهل الكتاب) اإلسالم يريد أن يدفع القتل وسواء كان حدود أو قطع يد أو رجم أو جلد أو قصاص بكل الوسائل‬
‫فمن ضمنها كما تفضلت "سنوا بهؤالء المجوس سنة أهل الكتاب" لماذا؟ هم يقولون عندنا نبي يعني معناه أنه يعرف أن هناك رب وأنبياء ورسل ألدنى‬
‫شيء في األثر قال سواء كان حديثًا أو قول سيدنا علي حينئ ٍذ نقول الفكرة العامة حسن الخاتمة حتى في الدنيا هذا مبدأ في تطور فما الفرق بين أمة متخلفة‬
‫وأمة متقدمة؟ الشيخ محمد بن راشد له كلمة جميلة في كتابه القيم "رؤيتي" أعتقد في الفصل الثالث في الجزء الثاني يقول (ليس المطلوب أن نتمرد على‬
‫الماضي يعني فقط ليس المفروض أن نخرج من الماضي إلى المستقبل إنما المطلوب أن ال نبقى نعيش في الماضي) يعني أنت قد تعيش في عقلية الماضي‬
‫في عقلية التفكير الماضي بأساليبه بحكمه بعمرانه صحيح أنك في القرن الواحد والعشرين لكن أنت تعيش القرن األول أنت تحررت من الماضي لكن ما‬
‫ِحا) أنت سواء كنت يهوديًا مجوسيًا‬ ‫صال ً‬ ‫زلت أنت ساكن فيه وعايش فيه‪ .‬هذا معناه أنت لما تكون مسلم كهذه اآلية ( َم ْن آَ َم َن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْوم الْآَ ِخ ِر َو َعم َ‬
‫ِل َ‬ ‫ِ‬
‫صابئيًا كل شيء حتى مشرك وثني تركت هذا وآمنت هذا صحيح أنت تركت الماضي وصرت في المستقبل‪ ،‬إياك أن تبقى عايش في الماضي وأنت في‬
‫المستقبل‪ .‬يعني على واقعنا الحالي هناك إنسان ترك الخمر ولكن كل ما يشوف الخمر يتذكر ويتمنى وبشكل رومانسي وهذا النبي صلى اهلل عليه وسلم لما‬
‫حرم‬‫جاء وحرم اإلسالم الخمر منع أحد أن يستعمل أواني الخمر ألنه يحن لها كما قال الشيخ محمد هو لسه عايش في الماضي ولو أنه تركه‪ ،‬لماذا اإلسالم ّ‬
‫التماثيل ألن الناس لسه يعرفون األصنام كان يعبدونها ال يكون يحن حينئ ٍذ هذه قاعدة عامة في الحياة في القيادة في الشغل في العمل في التطور في البناء‬
‫حرر نفسك من البقاء في الماضي وليس من الماضي وحده كل الناس‬ ‫في االختراع في األفكار إياك أن تترك الماضي للمستقبل ولكنك لسه أنت عايش فيه‪ِّ ،‬‬
‫تتحرر من الماضي وكل الناس تدعي التقدم تحررنا من الماضي ولكننا لسه عايشين فيه حرر قلبك من أن تعيش في الماضي وليس التحرر من الماضي‬
‫وحده‪.‬‬
‫‪ C‬لفت أنظار الناس ولقطع اليأس ال تيأس والصابئون‬ ‫ألمر مقصود متعمد‬ ‫ٍ‬ ‫ذلك‬ ‫معنى‬ ‫فالصابئون‬ ‫والصابئون‬ ‫الصابئين‬ ‫بين‬ ‫الفرق‬ ‫موجز‬ ‫هذا‬ ‫حال‬ ‫كل‬ ‫على‬
‫كذلك كلهم يغفر لهم إذا تابوا التوبة هذه باب اهلل الواسعة‪ ،‬هذه الحالة األولى‪.‬‬
‫صالِحًا)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫* ما الفرق بين( َع ِم َل َع َماًل َ‬
‫صالِحًا) و ( َو َع ِم َل َ‬
‫ِحا (‪ ))110‬ألنه تكلم‬ ‫صال ً‬‫ان َي ْر ُجو لَِقاء َربِّ ِه َفلْ َي ْع َم ْل َع َملًا َ‬
‫ال صالحًا)‪ .‬كما في آخر سورة الكهف ( َمن َك َ‬ ‫في عموم القرآن إذا كان السياق في العمل يقول (عم ً‬
‫ض َّل َس ْع ُي ُه ْم فِي الْ َح َيا ِة ُّ‬
‫الد ْن َيا َو ُه ْم‬ ‫ِين َ‬ ‫ين أَ ْع َمالًا (‪ )103‬الَّذ َ‬ ‫ال سيئة ويكون السياق في األعمال ( ُق ْل َه ْل نُن َِّبئُ ُك ْم ِبالْأَ ْخ َس ِر َ‬ ‫عن األشخاص الذين يعملون أعما ً‬
‫َ‬
‫ات أ َّن لَ ُه ْم أ ْج ًرا َح َس ًنا (‪.))2‬‬ ‫َ‬ ‫ِح ِ‬‫الصال َ‬
‫ون َّ‬ ‫ِين َي ْع َملُ َ‬
‫ِين الَّذ َ‬
‫ال بدأت بالعمل ( َويُ َب ِّش َر الْ ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ص ْن ًعا (‪ ))104‬والسورة أص ً‬ ‫ون ُ‬ ‫ُون أَنَّ ُه ْم ي ْ‬
‫ُح ِسنُ َ‬ ‫َي ْح َسب َ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صالِحًا فل ُه ْم أ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َربِّ ِه ْم َوال َخ ْوف َعل ْي ِه ْم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِين َم ْن آ َم َن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر َو َعمِل َ‬ ‫الصا ِبئ َ‬
‫ارى َو َّ‬
‫صَ‬ ‫ْ‬
‫ِين َهادُوا َوالنَّ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ِين آ َمنُوا َوالذ َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫مع العمل يقول عمال‪( .‬إِ َّن الذ َ‬
‫ون (‪ )62‬البقرة) ليست في سياق األعمال فقال (عمل صالحًا)‪.‬‬ ‫َو َ‬
‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬
‫آية (‪:)63‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في تقديم كلمة( الجبل) فى سورة األعراف وتأخير (الطور) فى سورة البقرة؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫قاعدة نحوية‪ :‬يقول سيبويه في التقديم والتأخير‪ :‬يقدمون الذي هو أه ّم لهم وهم أعنى به‪.‬‬
‫(وإِذ‬ ‫والتقديم والتأخير في القرآن الكريم يقرره سياق اآليات فقد يتقدم المفضول وقد يتقدم الفاضل‪ .‬والكالم في سورة األعراف عن بني إسرائيل والطور َ‬
‫ون {‪ )}171‬قدّم الجبل على بني إسرائيل ‪ .‬أما في آية أخرى‬ ‫َن َت ْقنَا الْ َج َب َل َف ْو َق ُه ْم َكأَنَّ ُه ُظلَّ ٌة َو َظنُّواْ أَنَّ ُه َوا ِق ٌع ِب ِه ْم ُخ ُذواْ َما آ َت ْينَا ُكم ِب ُق َّو ٍة َو ْاذ ُك ُرواْ َما فِي ِه لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬
‫أخر الطور ألن سياق اآليات في السورة‬ ‫ون {‪ّ )}63‬‬ ‫ور ُخ ُذواْ َما آ َت ْينَا ُكم ِب ُق َّو ٍة َو ْاذ ُك ُرواْ َما فِي ِه لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬ ‫الط َ‬‫في سورة البقرة ( َوإِ ْذ أَ َخ ْذنَا مِي َثا َق ُك ْم َو َر َف ْعنَا َف ْو َق ُك ُم ُّ‬
‫هو في الكالم عن بني إسرائيل وليس في الطور نفسه‪.‬‬
‫‪ C‬أما النتق فهو أشد وأقوى من الرفع الذي هو ضد‬ ‫وعظم من أوتاد األرض والجبل أكبر وأهم من الطور من حيث التكوين‪.‬‬ ‫والجبل هو إسم لما طال ُ‬
‫‪ C‬كبيرين ولذلك ذكر الجبل في آية سورة األعراف ألن الجبل‬ ‫‪ C‬للرمي به وفيه إخافة وتهديد‬ ‫الوضع‪ .‬ومن الرفع أيضًا الجذب واإلقتالع وحمل الشيء والتهديد‬
‫وسى لِمِي َقا ِتنَا َو َكلَّ َم ُه‬
‫أعظم ويحتاج للزعزعة واإلقتالع وعادة ما تُذكر الجبال في القرآن في موتقع التهويل والتعظيم ولذا جاء في قوله تعالى ( َولَ َّما َجاء ُم َ‬
‫صعِقًا َفلَ َّما‬ ‫موسى َ‬ ‫ف َت َرانِي َفلَ َّما َت َجلَّى َربُّ ُه لِلْ َج َب ِل َج َعلَ ُه َد ّكًا َو َخ َّر َ‬ ‫انظ ْر إِلَى الْ َج َب ِل َف ِإ ِن ْ‬
‫اس َت َق َّر َم َكا َن ُه َف َس ْو َ‬ ‫ِن ُ‬ ‫ال لَن َت َرانِي َولَـك ِ‬ ‫ْك َق َ‬ ‫ال َر ِّب أَ ِرنِي أَ ُ‬
‫نظ ْر إِلَي َ‬ ‫َربُّ ُه َق َ‬
‫ً‬
‫ِين {‪ )}143‬ولم يقل الطور‪ .‬إذن النتق والجبل أشد تهديدًا وتهويال‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْت إِليْك َوأنَا أ َّول ال ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْحانَك تب ُ‬ ‫َ‬
‫اق َقال ُسب َ‬ ‫أَ َف َ‬
‫*ما الف*رق بين(ف*وقهم)فى* قوله تع*الى( َو َرفَ ْعنَا* فَ*وْ قَ ُك ُ*م ُّ‬
‫الطور (‪ )63‬البق*رة) و(من ف*وقهم)فى قول*ه(لَهُم ِّمن فَ*وْ قِ ِه ْ*م ظُلَ* ٌل ِّمنَ النَّ ِ‬
‫ار َو ِمن‬
‫تَحْ تِ ِه ْم ظُلَ ٌل (‪ )16‬الزمر) ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪ C‬ما الفرق بينهما؟ بين يديه يعني أمامه قد يكون الرصد قريبًا أو بعيدًا والخلف قد يكون‬ ‫(من) يسموها إبتداء الغاية‪ .‬لو حذف (من) يقول يسلك بين يديه‪.‬‬
‫اس َي مِن َف ْو ِق َها (‪ )10‬فصلت) من‬ ‫(و َج َع َل فِي َها َر َو ِ‬ ‫بعيدًا أو قريبًا‪ ،‬خلفك يمتد إلى ما ال نهاية‪ .‬بينما (من) إبتداء الغاية مالصق ال يسمح ألحد بأن يدخل مث ً‬
‫ال َ‬
‫ُّ‬
‫(و َر َف ْعنَا َف ْو َقك ُم الطور (‪ )63‬البقرة) ليس مالصقًا لهم وإنما‬‫ُ‬ ‫الس َماء َف ْو َق ُه ْم (‪ )6‬ق) َ‬ ‫فوقها الرواسي مالصقة لألرض لو قال فوقها تحتمل (أَ َفلَ ْم َي ُ‬
‫نظ ُروا إِلَى َّ‬
‫ش (‪ )75‬الزمر) ليس هنالك فراغ بين العرش‬ ‫ِن َح ْو ِل الْ َع ْر ِ‬ ‫(و َت َرى الْ َملَا ِئ َك َة َح ِّاف َ‬
‫ين م ْ‬ ‫ات (‪ )19‬الملك)‪َ ،‬‬ ‫ص َّاف ٍ‬
‫ْر َف ْو َق ُه ْم َ‬ ‫فوق رؤسهم‪( ،‬أَ َولَ ْم َي َر ْوا إِلَى َّ‬
‫الطي ِ‬
‫ُوس ِه ُم الْ َحمِي ُم (‬ ‫ِه ْم ُظلَ ٌل (‪ )16‬الزمر) مباشرة عليهم لو قال فوقهم تحتمل بُعد المسافة‪( .‬ي َ‬
‫ُص ُّب مِن َف ْو ِق ُرؤ ِ‬ ‫ِه ْم ُظلَ ٌل ِّم َن النَّ ِ‬
‫ار َومِن َت ْحت ِ‬ ‫والمالئكة‪( .‬لَ ُهم ِّمن َف ْوق ِ‬
‫‪ )19‬الحج) مباشرة على رؤوسهم‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل هنالك معاني للحروف في اللغة العربية؟‬
‫هناك كتب كثيرة مؤلفة في معاني الحروف مثل المغني اللبيب وغيره‪.‬‬
‫(وِإ ْذ َأ ْ‬
‫خَذنَا ِميثَ**اقَ ُك ْ*م َو َرفَ ْعنَا* فَ**وْ قَ ُك ُم‬ ‫ور ُخ ُذوا َما َآتَ ْينَا ُك ْم بِقُ َّو ٍة َوا ْس َمعُوا) ‪َ -‬‬ ‫خَذنَا ِميثَاقَ ُك ْ*م َو َرفَ ْعنَا* فَوْ قَ ُك ُ*م ُّ‬
‫الط َ‬ ‫تعالى‪(:‬وِإ ْذ َأ ْ‬
‫َ‬ ‫*ما الفرق بين قوله‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الطو َر ُخ ُذوا َما َآتَ ْينَاك ْم بِق َّو ٍة َواذكرُوا* َما فِي ِه )؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ور‬
‫الط َ‬ ‫اس َم ُعوا ﴿‪ ﴾93‬البقرة) في نفس البقرة ( َوإِ ْذ أَ َخ ْذنَا مِي َثا َق ُك ْم َو َر َف ْعنَا َف ْو َق ُك ُم ُّ‬
‫ور ُخ ُذوا َما آََت ْينَا ُك ْم ِب ُق َّو ٍة َو ْ‬ ‫قال تعالى ( َوإِ ْذ أَ َخ ْذنَا مِي َثا َق ُك ْم َو َر َف ْعنَا َف ْو َق ُك ُم ُّ‬
‫الط َ‬
‫ُخ ُذوا َما آََت ْينَا ُك ْم ِب ُق َّو ٍة َو ْاذ ُك ُروا َما فِي ِه ﴿‪ ﴾63‬البقرة) في األولى ساعة ما نتق اهلل الجبل ‪ -‬وهذه قضية معروفة شرحناها في قصص األنبياء رفع اهلل الجبل‬
‫جبل الطور على رؤوس بني إسرائيل لكي يأخذوا ما جاء به موسى بعد أن اشتطوا مع موسى اشتطاطًا كبيرًا كما هو واقع الحال ‪ -‬فرب العالمين في‬
‫(خ ُذوا َما آََت ْينَا ُك ْم ِب ُق َّو ٍة‬
‫البداية قال اسمعوا ما سوف أقول‪ ،‬واسمعوا هذا في األول ثم لما سمعوا ما قال اهلل عز وجل ولم يأخذوا بذلك أمرهم بأن يأخذوه قال ُ‬
‫َو ْاذ ُك ُروا َما فِيهِ) في الكتاب في التوراة وإياكم أن تنسوه‪.‬‬
‫فى إجابة أخرى للدكتور الكبيسى ‪:‬‬
‫(وإِ ْذ أَ َخ ْذنَا مِي َثا َق ُك ْم‬
‫ون (‪ ))63‬وفي البقرة أيضًا َ‬ ‫ور ُخ ُذواْ َما آ َت ْينَا ُكم ِب ُق َّو ٍة َو ْاذ ُك ُرواْ َما فِي ِه لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬ ‫الط َ‬ ‫في سورة البقرة ( َوإِ ْذ أَ َخ ْذنَا مِي َثا َق ُك ْم َو َر َف ْعنَا َف ْو َق ُك ُم ُّ‬
‫اس َم ُعواْ (‪ )93‬البقرة) هذه األولى في زمن موسى خذوا ما آتيناكم من التوراة بقوة وطبقوا ما فيه‪ .‬أما في زمن‬ ‫ور ُخ ُذواْ َما آ َت ْينَا ُكم ِب ُق َّو ٍة َو ْ‬ ‫الط َ‬ ‫َو َر َف ْعنَا َف ْو َق ُك ُم ُّ‬
‫َوا فِي ِه (‪ )26‬فصلت) إذا سمعتم القرآن‬ ‫ْ‬
‫آن َوالغ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِين َك َف ُروا لَا َت ْس َم ُعوا لِ َه َذا ال ُق ْر ِ‬ ‫ال الذ َ‬ ‫َّ‬ ‫النبي ‪ ‬اليهود حاربوا النبي أن ال يسمحوا ألحد بأن يسمع القرآن ( َو َق َ‬
‫ضعوا أصابعكم في آذانكم وإذا مر مسلم ال تضعوا أعينكم في أعينهم احتقارًا عملوا خطة عجيبة كما يفعلوا اآلن ال يسمعوك في جعوة وال في حقيقة إذا‬
‫اس َم ُعواْ) اسمعوا اآلخر أنت كيف‬ ‫(خ ُذواْ َما آ َت ْينَا ُكم ِب ُق َّو ٍة َو ْ‬‫قلت شيئًا طيبًا ال ينقلوه وإنما ينقلون الشيء الرديء‪ ،‬سدوا آذانهم عن كل حسناتك فقال تعالى لهم ُ‬
‫ون أَ ْح َس َن ُه (‬ ‫ون الْ َق ْو َل َف َيتَّ ِب ُع َ‬ ‫فن (الَّذ َ‬
‫ِين َي ْس َت ِم ُع َ‬ ‫تعيش مع اآلخر إن لم تسمعه؟ اسمع ما يقول ولهذا رب العالمين يمتدح السماعين البارعين في السماع والسماع ّ‬
‫‪ )18‬الزمر) والسماع ّ‬
‫فن‬
‫من لي بإنسان إذا حدثته وجهلت كاد الحلم رد جوابه‬
‫وتراه ينصت للحديث بقلبه وبسمعه ولعله أدرى به‬
‫‪ C‬عليك وأثني عليك هذا إنسان صاحب خلق وذوق راقي أما الساقط الفوضوي أصحاب اللغة‬ ‫ما هذا الذوق الرفيع؟ أنا أعرف الذي تتكلم عنه لكن أنا منتبه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ص ِد َية (‪ )35‬األنفال) هذا كان ديدنهم واهلل تعالى قال لهم (خذوا َما آت ْينَاكم ِبق َّو ٍة‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْت إِال ُمكاء َوت ْ‬ ‫َّ‬ ‫التُ ُه ْم ِعن َد الْ َبي ِ‬
‫صَ‬ ‫ان َ‬ ‫يهرج ( َو َما َك َ‬ ‫هؤالء ال يسمعون وإنما ّ‬
‫اس َم ُعواْ)‪.‬‬ ‫َو ْ‬
‫آية (‪:)64‬‬
‫*انظر آية (‪.↑↑↑ )27‬‬
‫آية (‪:)66‬‬
‫خَاس *ِئينَ (‪ )65‬فَ َج َع ْلنَاهَا نَ َك**االً لِّ َما بَ ْينَ يَ * َد ْيهَا َو َما خَ ْلفَهَا َو َموْ ِعظَ *ةً‬ ‫ت فَقُ ْلنَا لَهُ ْم ُكونُ* ْ*‬
‫*وا قِ * َر َدةً ِ‬ ‫*( َولَقَ * ْد َعلِ ْمتُ ُم الَّ ِذينَ ا ْعتَ *د ْ‬
‫َوا ِمن ُك ْم فِي َّ‬
‫الس * ْب ِ‬
‫لِّ ْل ُمتَّقِينَ (‪ )66‬البقرة) على من يعود الضمير* في (جعلناها)؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫يعود على الحادثة‪.‬‬
‫آية (‪:)67‬‬
‫* ما الفرق في إستعماالت الفعل كاد في (فَ َذبَحُوهَا* َو َما َكادُوا يَ ْف َعلُونَ (‪ )71‬البقرة) و (ِإ َذا َأ ْخ َر َج يَ َدهُ لَ ْم يَ َك ْد يَ َراهَا (‪ )40‬النور) و َ‬
‫(وِإ ْن‬
‫ار ِه ْ*م (‪ )51‬القلم)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫يَ َكا ُد الَّ ِذينَ َكفَرُوا لَي ُْزلِقُونَكَ بَِأ ْب َ‬
‫ص ِ‬
‫(كاد) في دراسات النحو يقولون هي من أفعال المقاربة‪ .‬لما تقول‪" :‬كاد زيد يفعل كذا" يعني قارب الفعل‪ ،‬نقول "كاد المتسابق يفوز" يعني هو لم يفز لكن‬
‫قارب الفوز‪ .‬واستعمال (كاد) يأتي بعدها الفعل المضارع الغالب من غير (أن) إال النادر (ما كدت أن أصلي العصر) األصل أن تأتي من غير (أن) كاد‬
‫يفوز‪ ،‬كاد يعني قارب الفعل ولم يفعله‪.‬‬
‫ال لم يقارب‪ ،‬يعني ال قاربه وال فعل من باب أولى‪" .‬كاد يفوز" يعني قارب الفوز لكن "ما كاد يفوز" أو "لم يكد يفوز" هذا‬ ‫(ما كاد) أو (لم يكد) معناه أص ً‬
‫األصل‪ .‬نفي المقاربة‪ .‬لكن قلنا أكثر من مرة أن العربي يتصرف في األلفاظ و صار يستعملها بمعنى فعلت بعد جه ٍد وإبطاء‪ .‬في العامية نحن نستعملها‬
‫"وصلت إليك وما كدت‬ ‫ُ‬ ‫أحيانًا فنقول‪ :‬بالكاد فعلت هذا األمر‪ ،‬يعني ما كدت أفعله‪ ،‬هو فعله معناه فعله بعد إبطاء‪ .‬فإذن لما يقول أحيانًا في بعض النصوص‪:‬‬
‫أصل"‪ ،‬قال ابتداء وصلت إليك‪ ،‬ما كدت أصل يعني وصلت إليك ولكن بعد جهد وبعد تعب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اآلن ِج ْئ َت ِبالْ َح ِّق َف َذ َب ُح َ‬
‫وها‬ ‫ال ِشَي َة فِي َها َقالُواْ َ‬ ‫ال َت ْسقِي الْ َح ْر َث ُم َسلَّ َم ٌة َّ‬ ‫ض َو َ‬ ‫ِير َ‬
‫األ ْر َ‬ ‫ول تُث ُ‬ ‫ال َذلُ ٌ‬ ‫ال إِنَّ ُه َي ُق ُ‬
‫ول إِنَّ َها َب َق َر ٌة َّ‬ ‫نرجع الى السياق فلما نأتي إلى النص ( َق َ‬
‫ال أَ ُع ُ‬
‫وذ ِباللِهّ‬ ‫وسى لِ َق ْو ِم ِه إِ َّن اللَهّ َي ْأ ُم ُر ُك ْم أَ ْن َت ْذ َب ُحواْ َب َق َر ًة َقالُواْ أََتتَّ ِخ ُذنَا ُه ُزوًا َق َ‬
‫ال ُم َ‬ ‫ون (‪ )71‬البقرة) هذا بعد قصة البقرة في البداية قال ( َوإِ ْذ َق َ‬ ‫َو َما َكادُواْ َي ْف َعلُ َ‬
‫ِين (‪ )67‬البقرة) وجاء (بقرة) بالتنكير المطلوب أن يمسكوا أي بقرة فيذبحوها فشددوا فشدد اهلل سبحانه وتعالى عليهم لما انسد كل‬ ‫ِن الْ َج ِ‬
‫اهل َ‬ ‫ون م َ‬ ‫أَ ْن أَ ُك َ‬
‫المنافذ قالوا اآلن جئت بالحق‪ ،‬فذبحوها إذن هي ُذ ِبحت‪ .‬لما قال (وما كادوا يفعلون) نفهم منها أنهم فعلوا بعد إبطاء وجهد من خالل النص‪ .‬ويق ّويها لفظة‬
‫ال لكن لما يأتي سياق آخر يقول (ما كاد فالن يفوز)‬ ‫(فذبحوها) كما تقول وصلت إليك وما كدت أصل‪ ،‬ال يعني بقوله وما كدي أصل ما قاربت الوصول أص ً‬
‫ال ما قارب الفوز من خالل السياق‪.‬‬ ‫يسأله أفاز فالن في السباق؟ فيقول له‪ :‬ما كاد يفوز أي أص ً‬
‫خالصة األمر السياق هو الذي يعين المعنى الطبيعي الذي عليه أو المعنى الذي تحول إليه العربي بتحول الداللة يعني صار يعطيه داللة جديدة لكن وفق‬
‫السياق هو الذي يبين مراده منها‪.‬‬
‫آية (‪:)69‬‬
‫ص ْف َراء فَاقِـ ٌع لَّوْ نُهَا تَسُرُّ النَّا ِظ ِرينَ (‪ )69‬البقرة)ما داللة (فاقع لونها)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫*(قَا َل ِإنَّهُ يَقُو ُل ِإنّهَا بَقَ َرةٌ َ‬
‫الصفرة سيما أن هذا اللون نادر في البقر فلم قيّد الصفرة بصفة فاقع؟في هذا التعبير مزيد من التعجيز‬
‫لو قال تعالى بقرة صفراء لعلِم بنو إسرائيل أنه لون ُ‬
‫والتقييد وتحديد لبقرة بعينها دون سواها وهنا تضييق على بني إسرائيل فعندما شدّدوا شدّد اهلل تعالى عليهم‪.‬‬
‫آية (‪:)70‬‬
‫*(ِإ َّن البَقَ َر تَ َشابَهَ َعلَ ْينَا (‪ )70‬البقرة) لم قالوا هذه الجملة في هذه اآلية مع أنهم لم يقولوها في المرات السابقة؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫َّك يُ َبيِّن لَنّا َما ِه َي (‪ )68‬البقرة) ومرة طلبوا تحديد لونها ( َقالُواْ اد ُ‬
‫ْع‬ ‫طلب بنو إسرائيل صفات البقرة على ثالث مراحل طلبوا تحديد ماهيتها ( َقالُواْ اد ُ‬
‫ْع لَنَا َرب َ‬
‫َّك يُ َبيِّن لَّنَا َما ِه َي إِ َّن ال َب َق َر َت َشا َب َه َعلَ ْينَا‬ ‫َّك يُ َبيِّن لَّنَا َما لَ ْونُ َها (‪ )69‬البقرة) ولم يعللوا سبب طلبهم فلما لجأوا للتعليل في المرة الثالثة قالوا ( َقالُواْ اد ُ‬
‫ْع لَنَا َرب َ‬ ‫لَنَا َرب َ‬
‫ُون (‪ )70‬البقرة) ألن فعل الشيء ثالث مرات يكون له وقع في النفس من الضجر فال بد من إضافة تعليل في المرة الثالثة‪ .‬ولهذا‬ ‫َوإِنَّآ إِن َشاء اللَّ ُه لَ ُم ْه َتد َ‬
‫‪ C‬في الرقم ‪.3‬‬
‫إنتشر في حياتنا التوكيد‬
‫آية (‪:)71‬‬
‫*انظر آية (‪.↑↑↑)67‬‬
‫*ما الفرق بين يعملون ويفعلون وبين الفعل والعمل؟(د‪.‬حسام* النعيمى)‬
‫أخص من الفعل فكل عمل فعل وال ينعكس‪ .‬والعمل فيه إمتداد زمن (يعملون له ما يشاء من محاريب) هذا‬ ‫يقولون العمل ما كان فيه إمتداد زمن‪ ،‬العمل ّ‬
‫للجان وهذا العمل يقتضي منهم وقتًا لكن لما نحدث تعالى عن المالئكة قال (ويفعلون ما يؤمرون) ألن فعل المالئكة برمش العين‪ .‬عندنا آيات وكالم‬ ‫ّ‬
‫علماؤنا دقيق في هذا الباب‪( .‬مما عملت أيدينا) ما قال فعلت (وما عملته أيديهم) ألن خلق األنعام والثمار يحتاج لوقت‪ ،‬اهلل تعالى لما يخلق التفاحة ال تخلق‬
‫فجأة فقال عملت أيدينا يعني هذا النظام معمول بهذا الشكل ألن فيه إمتداد زمن‪ .‬لكنه تعالى قال (ألم تر كيف فعل ربك بعاد) باللحظة أرسل عليهم حجارة‪،‬‬
‫(ألم تر كيف فعل ربك بعاد) خسف بهم وقال تعالى (وتبين لكم كيف فعلنا بهم) العقوبات‪ ،‬غضب اهلل سبحانه وتعالى لما ينزل على الضالين والظالمين‬
‫ض َولَا َت ْسقِي الْ َح ْر َث ُم َسلَّ َم ٌة لَا ِش َي َة فِي َها‬‫ِير الْأَ ْر َ‬ ‫ول تُث ُ‬ ‫ول إِنَّ َها َب َق َر ٌة لَا َذلُ ٌ‬
‫ال إِنَّ ُه َي ُق ُ‬
‫أنفسهم ينزل فورًا وال يحتاج إلمتداد زمن‪ .‬خواتيم اآليات في سورة البقرة ( َق َ‬
‫ِين‬
‫ِن الذ َ‬‫َّ‬ ‫اس َعلى َحَيا ٍة َوم َ‬‫َ‬ ‫ص النَّ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون (‪ ))71‬كادوا ال يفعلون والذبح سريع فهو فعل لكنه قال ( َول َت ِجدَنَّ ُه ْم أ ْح َر َ‬ ‫وها َو َما َكادُوا َي ْف َعلُ َ‬ ‫َقالُوا الْآَ َن ِج ْئ َت ِبالْ َح ِّق َف َذ َب ُح َ‬
‫أي حياة‪ ،‬ألن مدة العمل فيه فيه مدة‪ .‬في ضوء‬ ‫ون (‪ّ ))96‬‬ ‫ير ِب َما َي ْع َملُ َ‬ ‫صٌ‬ ‫اب أَ ْن يُ َع َّم َر َواللَّ ُه َب ِ‬
‫ِن الْ َع َذ ِ‬ ‫ُه ْم لَ ْو يُ َع َّم ُر أَلْ َ‬
‫ف َس َن ٍة َو َما ُه َو ِب ُم َز ْح ِز ِح ِه م َ‬ ‫أَ ْش َر ُكوا َي َو ُّد أَ َحد ُ‬
‫هذا نستطيع أن ننظر معاني اآليات التي فيها زمن يقول يعلمون وما ليس فيه إمتداد زمن وهو مفاجئ يقول يفعلون واهلل أعلم‪.‬‬
‫آية (‪:)76‬‬
‫*ما الفرق بين فتح هللا لك وفتح هللا عليك؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(حتَّى‬
‫ون (‪ )14‬الحجر) َ‬ ‫الس َماء َف َظلُّواْ فِي ِه َي ْع ُر ُج َ‬ ‫يقال فتح لك وفتح عليك لكن فتح عليك يكون من فوق قد يكون في الخير والشر ( َولَ ْو َف َت ْحنَا َعلَي ِ‬
‫ْهم َبابًا ِّم َن َّ‬
‫ض (‪ )96‬األعراف) ( َقالُواْ أَتُ َحدِّثُو َن ُهم ِب َما‬ ‫الس َماء َو َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫ات ِّم َن َّ‬‫ون (‪ )77‬المؤمنون) (لَ َف َت ْحنَا َعلَ ْي ِهم َب َر َك ٍ‬ ‫‪C‬د إِ َذا ُه ْم فِي ِه ُم ْبل ُ‬
‫ِس َ‬ ‫إِ َذا َف َت ْحنَا َعلَ ْي ِهم َبابًا َذا َع َذ ٍ‬
‫اب َشدِي ٍ‬
‫ون (‪ )76‬البقرة) إذن فتح اهلل عليك تأتي في الخير والشر لكن تأتي من فوق‪.‬‬ ‫ال َت ْعقِلُ َ‬ ‫َ‬
‫آجو ُكم ِب ِه ِعن َد َربِّ ُك ْم أ َف َ‬ ‫َف َت َح اللُهّ َعلَ ْي ُك ْم لِي َ‬
‫ُح ُّ‬
‫آية (‪:)77‬‬
‫*(َأ َوالَ يَ ْعلَ ُمونَ َأ َّن هّللا َ يَ ْعلَ ُم َما ي ُِسرُّ ونَ َو َما يُ ْعلِنُونَ (‪ )77‬البقرة)‪ :‬هل هذا االستفهام في اآلية حقيقي؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫هل ينتظر المتسف ِهم جوابًا لسؤاله؟ إنك قد تقول لولدك أو عاملك ألم تعلم أني أكره هذا األمر؟ فسؤالك ال تنتظر له جوابًا وإنما غايتك لوم الفاعل‪ .‬هذا ال‬
‫ينتظر منه جوابًا وإنما الغاية لوم الفاعل وفي قوله تعالى (أوال يعلمون) استفهام غايته التوبيخ ولوم القوم‪.‬‬
‫آية (‪:)78‬‬
‫*( َو ِم ْنهُْ*م ُأ ِّميُّونَ الَ يَ ْعلَ ُمونَ ْال ِكت َ‬
‫َاب ِإالَّ َأ َمانِ َّ‬
‫ي َوِإ ْن هُ ْم ِإالَّ يَظُ ُّنونَ (‪ )78‬البقرة)‪ :‬األمي هو من ال يع**رف الق**راءة وال الكتابة لكن من أين‬
‫أتى هذا اللفظ؟ ومن أين اكتسب معناه؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫األمي؟ إن‬
‫ّ‬ ‫يمني فما الكلمة التي نُ ِسب إليها‬
‫ال إلى اليمن نقول هو ّ‬ ‫أمي إسم منسوب والنسبة هي كل اسم انتهى بياء مشددة فإذا أردنا أن ننسب رج ً‬ ‫إن كلمة ّ‬
‫أمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عنه‬ ‫قيل‬ ‫لذلك‬ ‫جديدًا‬ ‫علمًا‬ ‫يكتسب‬ ‫فلم‬ ‫له‬ ‫أمه‬ ‫حضانة‬ ‫مدة‬ ‫عليها‬ ‫بقي‬ ‫التي‬ ‫الحال‬ ‫على‬ ‫بقي‬ ‫ألنه‬ ‫الوالدة‬ ‫أي‬ ‫األم‬ ‫إلى‬ ‫منسوب‬ ‫هذا اإلسم‬

‫آية (‪:)79‬‬
‫ت َأ ْي* ِدي ِه ْم َو َو ْي* ٌل لَّهُ ْم ِّم َّما‬ ‫*اب بَِأ ْي* ِدي ِه ْم ثُ َّم يَقُولُ**ونَ هَـ َذا ِم ْن ِعن* ِد هّللا ِ لِيَ ْش*تَر ْ*‬
‫ُوا بِ* ِه ثَ َمن*ا ً قَلِيالً فَ َو ْي* ٌل لَّهُم ِّم َّما َكتَبَ ْ‬ ‫*(فَ َو ْي ٌل لِّلَّ ِذينَ يَ ْكتُبُ**ونَ ْال ِكتَ* َ‬
‫ُ*رف بداهة أنهم كتب*وا بأي*ديهم فلِ َم ذكر كلمة (أي*ديهم) إذن؟(ورتل الق*رآن‬ ‫يَ ْك ِسبُونَ (‪ )79‬البق*رة) لو ق*ال تع*الى فويل لهم مما كتب*وا لع ِ‬
‫ترتيالً)‬
‫ذكر كلمة (أيديهم) مع أن الكتابة تتم بالي ّد لتأكيد وقوع الكتابة من ِق َبلهم وتبيان أنهم عامدون في ذلك كما تقول نظر بعينه‬
‫‪ C‬مع أن النظر ال يك‪CC‬ون وال يتم إال‬
‫بالعين وتقول تكلّم بفمك فالغاية من هذا كله تأكيد العمل‪.‬‬
‫آية (‪:)80‬‬
‫*ما الفرق بين داللة الجمع في معدودة ومعدودات؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫‪ C‬من‬ ‫القاعدة‪ :‬جمع غير العاقل إن كان باإلفراد يكون أكثر من حيث العدد من الجمع السالم كأنهار جارية وأنهار جاريات‪ ،‬فالجارية أكثر من حيث العدد‬
‫الجاريات‪ ،‬وأشجار مثمرة أكثر من مثمرات وجبال شاهقة أكثر من حيث العدد من شاهقات فالعدد في األولى أكثر‪ ،‬وجمع السالم قلة‪ .‬فهذه من المواضع‬
‫التي يكون فيها المفرد أكثر من الجمع‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫معدودات جمع قلّة وهي تفيد القلّة (وهي أقل من ‪ )11‬أما معدودة فهي تدل على أكثر من ‪ ،11‬وقد قال تعالى في سورة يوسف عليه السالم َ‬
‫(وش َر ْو ُه ِبث َم ٍن‬
‫ِين (‪ ))20‬أي أكثر من ‪ 11‬درهما‪ ،‬ولو قال معدودات لكانت أقل‪.‬‬ ‫اهد َ‬
‫الز ِ‬ ‫اه َم َم ْعدُو َد ٍة َو َكانُوا فِي ِه م َ‬
‫ِن َّ‬ ‫َر ِ‬ ‫َب ْخ ٍ‬
‫س دَ‬
‫ون {‪ )}24‬اختيار كلمة (معدودات)‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِهم َّما َكانُوا َيف َت ُر َ‬ ‫َات َو َغ َّر ُه ْم فِي دِين ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ار إِال أيَّامًا َّم ْعدُود ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مثال‪ :‬قال تعالى في سورة آل عمران ( َذلِك ِبأنَّ ُه ْم َقالوا لن َت َم َّسنَا النَّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫(وقالوا لن َت َم َّسنَا النَّ ُ‬
‫ار إِال أيَّامًا َّم ْعدُو َدة قل أت َخذت ْم ِعن َد اللِهّ َع ْهدًا فلن‬ ‫َ‬ ‫أقل‪ .‬وقال تعالى في سورة البقرة َ‬ ‫في هذه اآلية ألن الذنوب التي ُذكرت في هذه اآلية ّ‬

‫ون {‪ )}80‬اختيار كلمة (معدودة)في هذه اآلية ألن الذنوب التي ُذكرت في هذه اآلية أكثر‪.‬‬
‫ال َت ْعلَ ُم َ‬ ‫ِف اللُهّ َع ْه َد ُه أَ ْم َت ُقولُ َ‬
‫ون َعلَى اللِهّ َما َ‬ ‫يْ‬
‫ُخل َ‬
‫وا لَن تَ َم َّسنَا النَّا ُر ِإالَّ َأيَّا ًما َّم ْعدُودَا ٍ‬
‫ت(‬ ‫ك بَِأنَّهُ ْم قَالُ ْ‬
‫وا لَن تَ َم َّسنَا النَّا ُر ِإالَّ َأيَّاما ً َّم ْعدُو َدةً (‪ )80‬البقرة) وآية أخرى ( َذلِ َ‬
‫* اليهود قالوا ( َوقَالُ ْ‬
‫‪ )24‬آل عمران) ما الفرق؟(من برنامج أخر متشابهات للدكتور أحمد الكبيسى)‬
‫‪ C‬مثل رمضان‬ ‫لألسف المفسرون قالوا أنهما نفس المعنى وهذا غير صحيح‪ .‬المعدودات يعني أنا عندي أيام محددة تتكرر كل سنة ما تختلف مثل أيام العيد‪،‬‬
‫َات (‪ )203‬البقرة) في كل سنة ما تتغير‪ ،‬هذه المعدودات‪ .‬حينئذ هذه لها معنى‪ .‬في أيام معدودة عندنا ‪ 360‬يوم أنا‬ ‫َّام َّم ْعدُود ٍ‬ ‫َ‬ ‫وفي الحج َ ْ ُ ْ‬
‫(واذك ُروا اللَهّ فِي أي ٍ‬
‫‪ C‬سنسافر أيام معدودة ألمر ما‪ ،‬هذه معدودة ألنها ليست محددة ‪.‬‬ ‫أربع خمس أيام ال على التعيين‬
‫إذن هما مذهبان كما قلنا اليهود والنصارى وغيرهم كما أن المسلمين مذاهب وآراء وأفكار ونحن في كل جزئية هناك أفكار للعلماء تختلف وهذا في غاية‬
‫ُعاء َو ِندَاء (‪)171‬‬ ‫ال َي ْس َم ُع إِ َّ‬
‫ال د َ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ َك َم َث ِل الَّذِي َي ْنع ُ‬
‫ِق ِب َما َ‬ ‫(و َم َث ُل الَّذ َ‬
‫الصحة العلمية أن العلماء يختلفون وهذا العقل البشري الذي ال يختلف هو الحيوان َ‬
‫البقرة) مليون نعجة تقودها بصوت واحد‪ .‬قسم من بني إسرائيل اهلل سيعذبنا خمسة أيام من أيام شهر ما وآخرون قالوا خمسة أيام ليست معلومة واهلل تعالى‬
‫لما نقل آراءهم وأفكارهم بهاتين الكلمتين لخص لنا أن بني إسرائيل منقسمون في هذه األيام‪.‬‬
‫آية (‪:)81‬‬
‫ار هُ ْم فِيهَا خَالِ ُدونَ (‪ )81‬البقرة) كيف تحيط الخطايا واإلثم باإلنس**ان؟‬ ‫ت بِ ِه َخ ِطيـَئتُهُ فَُأوْ لَـِئ َ*‬
‫ك َأصْ َحابُ النَّ ِ‬ ‫ب َسيَِّئةً َوَأ َحاطَ ْ‬
‫*(بَلَى َمن َك َس َ‬
‫(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫السوار الذي يحيط بالمعصم ال يبقي منفذًا من اليد خاليًا دون إحاطة وهذه صورة الخطايا واآلثام‬
‫الخطيئة إسم لما يقترفه اإلنسان من آثام جرائم‪ ،‬تأمل ِ‬
‫ال لحرية من الهروب من الخطأ كذلك الفاسق لو أبصر أيمن منه وأيسر منه ولو أبصر‬ ‫عندما تكثر فهي تلتف حول الجسم والروح وال تدع لإلنسان مجا ً‬
‫فوقه أو أسفل منه لما رأى إال المنكر الذي ألَِفه واعتاده‪.‬‬
‫ب َسيَِّئةً َوَأ َحاطَ ْ‬
‫ت بِ ِه َخ ِطيـَئتُهُ (‪ )81‬البقرة) ما إعراب أحاطت به وما شرحها؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫* (بَلَى َمن َك َس َ‬
‫أحاط فعل ماضي مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة‪.‬‬
‫آية (‪:)83‬‬
‫*ما الفرق بين (ذي القربى(‪)83‬البقرة) و(بذي القربى(‪)36‬النساء؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ْن إِ ْح َسا ًنا َوذِي الْ ُق ْر َبى ﴿‪ ﴾83‬البقرة) (وذي) واو ذاء ياء ال يوجد باء‪ ،‬اآلية األخرى‬ ‫ُون إِلَّا اللَّ َه َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬
‫ِيل لَا َت ْعبُد َ‬ ‫(وإِ ْذ أَ َخ ْذنَا مِي َث َ‬
‫اق َبنِي إِ ْس َرائ َ‬ ‫يقول تعالى َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫(وذِي الق ْر َبى) آية المسلمين ( َو ِبذِي الق ْر َبى)‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫ْن إِ ْح َسانا َو ِبذِي الق ْر َبى﴿‪﴾36‬النساء) عندنا آيتين آية اليهود َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اعبُدُوا الل َه َولا تش ِركوا ِب ِه ش ْيئا َو ِبال َوالِ َدي ِ‬ ‫للمسلمين ( َو ْ‬
‫هل هذه الباء زائدة يعني ليس لها معنى؟في الحقيقة ال‪ ،‬فرب العالمين بهذه الباء يرسم ما هومستقبل القربى عند اليهود وما هو مستقبل القربى عند المسلمين‬
‫الخلقي مدى مسؤولية كل واحد في األسرة فعندنا نحن ناس فروع ابنك وبنتك وأبناؤهم وعندنا أصول أبوك جدك وآباؤهم‬ ‫أي الترابط األسري‪ ،‬التناسب َ‬
‫ً‬
‫وعندنا أطراف اللي هم الجناحين أخوة وأخوات وأوالدهم وأعمام وعمات وهكذا هذا التناسق أين سيكون كامال بالمائة مائة؟ أين ستكون العناية به كاملة‬
‫كما أمر اهلل؟ فرب العالمين يعلم مقدمًا أنه ما من أمة على وجه األرض سوف تصل إلى ما وصل إليه المسلمون من هذا الرحم وهؤالء القربى والكل يشهد‬
‫بذلك‪ .‬نحن ال يوجد لدينا من يترك أمه وأبوه في الملجأ وال يوجد من ال يعرف عمه أو خاله أو من ال يعرف أبوه أو جده هذا مستحيل‪ .‬في حين األمم كلها‬
‫ال تُعنى بهذا اليوم فرب العالمين عز وجل عندما ترك الباء بهذه اآلية الموجهة للمسلمين إشارة إلى أن هذه األمة وحدها هي التي سوف تُعنى باألرحام‬
‫واألقارب والوالدين والتماسك األسري أعمام وأخوال وأجداد وجدات كما ال يمكن أن تفعل أمة أخرى هذا هو أثر الباء‪ ،‬وجودها في آية المسلمين وحذفها‬
‫من آية أخرى لغير المسلمين‪.‬‬
‫فى إجابة أخرى للدكتور الكبيسى‪:‬‬
‫العرب يقولون القربى نوعين القربى قرابة األب يعني آباءك وأجدادك وأعمامك يعني أبوك وجدك وأمك وجدتك وأعمامك الذين هم قرابة األب وأخوالك‬
‫قرابة األم‪ ،‬هذا نوع هذا قسم‪ .‬األقوى منه ‪ -‬طبعًا هذا القسم الماضي بالنسبة لك أنت يعني أنا أبي وجدي وأبو جدي وأمي وجدتي وأم جدتي هؤالء يعني‬
‫مشرق أنا آتي ‪ -‬من قرابتي الحقيقيون األقوى هم أبنائي أبناء أبنائي بنات أبنائي‬ ‫راحوا وخالي وابن خالي يعني قطعًا هؤالء ماضي هؤالء مغربون أنا ِّ‬
‫بناتي أوالد بناتي أخواني أوالد أخواني هذا النصف اآلخر فالقربى األصلية القوية الذين هم جايين معك النبي صلى اهلل عليه وسلم لما قال تعالى ( ُق ْل لَا‬
‫أَ ْسأَلُ ُك ْم َعلَ ْي ِه أَ ْج ًرا إِلَّا الْ َم َو َّد َة فِي الْ ُق ْر َبى ﴿‪ ﴾23‬الشورى) من القربى؟ أبوه وأمه؟ ال القربى علي وفاطمة ونسلهم‪ .‬إذًا صار هذه القربى العظيمة األساسية‬
‫ْن إِ ْح َسا ًنا َوذِي الْ ُق ْر َبى) يعني بها أنت تهتم على قرابة أبوك وتراعيهم فإياك أن تنسى جدك وجدتك وخالك وخالتك وعمك‬ ‫فلما اهلل تعالى قال ( َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬
‫(و ِبذِي الْ ُق ْر َبى) فاطمة‬ ‫(وذِي الْ ُق ْر َبى) ال تتصور أن كلهم سواء ال ليس كلهم سواء الجاي أوالد بناتك أقوى َ‬ ‫وعمتك وأوالدهم هؤالء أرحام يقفون معك هذا َ‬
‫ُري ُد اللَّ ُه لِي ُْذ ِه َب َع ْن ُك ُم‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫(إ‬ ‫ى)‬ ‫ب‬‫ر‬
‫َْ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬‫ف‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫و‬ ‫م‬‫ْ‬
‫ال‬ ‫ا‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ر‬
‫ْ ْ َ ْ ْ ً ِ ََ‬ ‫ج‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫س‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫(ق‬ ‫الجنة‬ ‫ملوك‬ ‫هؤالء‬ ‫كلها‬ ‫الدنيا‬ ‫عند النبي صلى اهلل عليه وسلم وأوالدها يساوون‬
‫َِ ِ‬
‫(وذِي الْ ُق ْر َبى) ( َو ِبذِي الْ ُق ْر َبى) هذه الباء قال لك هناك أرحام‬ ‫يرا ﴿‪ ﴾33‬األحزاب) وهم فاطمة وأوالدها‪ .‬حينئ ٍذ الفرق بين َ‬ ‫ُط ِّه َر ُك ْم َت ْط ِه ً‬
‫ْت َوي َ‬ ‫س أَ ْه َل الْ َبي ِ‬ ‫الر ْج َ‬‫ِّ‬
‫ان َعلَ ْي ُك ْم َرقِيبًا ﴿‪ ﴾1‬النساء) واألرحام ليسوا شكالً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ون ِب ِه َوالأ ْر َحا َم إِ َّن الل َه َك َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫أقوى من أرحام وهذه في سورة النساء وهي بدأت بقوله ( َواتَّقوا الل َه الذِي َت َسا َءل َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ُون إِلا الل َه‬ ‫َ‬
‫واحدًا بل شكلين فاألرحام مجموعة القربى ولكن القربى شكلين‪ .‬الرحم واحد تطلق على نوعي القرابة فالقرابة المحترمة المقدسة قال (لا َت ْعبُد َ‬
‫ْن إِ ْح َسا ًنا َوذِي‬ ‫ُون إِلَّا اللَّ َه َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬‫ْن إِ ْح َسا ًنا َوذِي الْ ُق ْر َبى) ثم قال ( َوذِي الْ ُق ْر َبى) إذًا هؤالء قربة األب بر الوالدين هو بر أهله وقرابته (لَا َت ْعبُد َ‬
‫‪C‬‬ ‫َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬
‫الْ ُق ْر َبى) الوالدين والقربى قرابته شيء واحد‪ .‬هناك ال ليس شيء واحد وبالوالدين شيء وباآلخرين هذه قرابة الوالدة هذه قرابة األبوة فانظر إلى الدقة‬
‫ال هناك قرابة األب واضحة ومباشرة (لَا‬ ‫العجيبة فأنت اآلن لست بحاجة إلى أن تقول من هم األرحام؟ هو يقول لك بالباء هذه الباء شملت لك الموضوع كام ً‬
‫(و ِبذِي) هؤالء نوع ثاني فالباء هذه أهميتها ومهمتها وكلنا‬ ‫ْن إِ ْح َسا ًنا َوذِي الْ ُق ْر َبى) هؤالء مجموعة واحدة مع الوالدين‪ ،‬الثانية ال َ‬ ‫ُون إِلَّا اللَّ َه َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬
‫َت ْعبُد َ‬
‫صل رحمك هذا هو الموضوع‬ ‫نعرف ماذا يعني الرحم؟ الرحم جنتك ونارك وخاصة الكاشح منهم فإذا أردت أن تنجو وأن ينسئ اهلل في عمرك وفي رزقك ِ‬
‫(و ِبذِي الْ ُق ْر َبى)‪.‬‬‫والفرق بين ( َوذِي الْ ُق ْر َبى) َ‬
‫*ما داللة الوالدين وليس األبوين؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ضى َرب َ‬
‫ُّك‬ ‫في القرآن عادة خط ال يتخلّف إذا ذكر الوصية بهما أو البر بهما أو الدعاء لهما يقول الوالدين وال يقول األبوين هذا خط لم يتخلف في القرآن ( َو َق َ‬
‫ِر لِي‬ ‫(ر ِّب ْ‬
‫اغف ْ‬ ‫ْن إِ ْح َسانًا (‪ )83‬البقرة) َ‬ ‫ال اللَهّ َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬ ‫ُون إِ َّ‬ ‫ِيل َ‬
‫ال َت ْعبُد َ‬ ‫ْن إِ ْح َسا ًنا (‪ )23‬اإلسراء) ( َوإِ ْذ أَ َخ ْذنَا مِي َث َ‬
‫اق َبنِي إِ ْس َرائ َ‬ ‫أَلَّا َت ْعبُدُوا إِلَّا إِيَّا ُه َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬
‫ُس (‪ )11‬النساء)‪ .‬ال شك أن‬ ‫السد ُ‬ ‫(ولِأَ َب َو ْي ِه لِ ُك ِّل َو ِ‬
‫اح ٍد ِم ْن ُه َما ُّ‬ ‫َي (‪ )28‬نوح) لم يتخلف في القرآن وال مرة واحدة‪ .‬أما األبوين فقد تأتي في الميراث َ‬ ‫ِوالِد َّ‬‫َول َ‬
‫األبوين هو تغليب هو األب واألم (مثنى األب واألم) لكن تغليب األب والوالدين هو الوالد والوالدة وأيضًا تغليب لفظ الوالد مع أنه لم يلد والوالدة لألم‪،‬‬
‫الوالدة لألم بالفعل ولألب للنسب‪ .‬إذن لما يقول الوالدين تذكير بالوالدة (يعني األم) يعني فيها إلماح إلى إحسان الصحبة إلى األم أكثر وهذا يتطابق مع‬
‫حديث النبي ‪ ‬ألن الوالدة منها‪ .‬إذن كل القرآن فيه إلماح إلى أن األم أولى بحسن الصحبة واإلحسان إليها أكثر من األب اإلهتمام باألم أكثر‪.‬‬
‫آية (‪:)84‬‬
‫ار ُك ْم ثُ َّم َأ ْق َررْ تُْ*م َوَأنتُ ْم تَ ْشهَ ُدونَ (‪ )84‬البقرة) هذه اآلية تخاطب بني‬
‫*( َوِإ ْذ َأخ َْذنَا ِميثَاقَ ُك ْ*م الَ تَ ْسفِ ُكونَ ِد َماء ُك ْم َوالَ تُ ْخ ِرجُونَ َأنفُ َس ُكم ِّمن ِديَ ِ‬
‫إسرائيل الذين مضوا ومع ذلك جاءت بصيغة المخاطب ‪ ،‬فما السبب في مخاطبة من مضى؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫للخلَف من بني إسرائيل لتبين للمؤمنين أن الخلف من بني إسرائيل هم بمنزلة أسالفهم فأفعالهم واحدة وتصرفاتهم موروثة‪.‬‬
‫إن المخاطبة جاءت َ‬
‫آية (‪:)86‬‬
‫*ما الفرق بين استخدام كلمة (يُنصرون) في سورة البقرة وكلمة (يُنظرون) في سورة البقرة وآل عمران؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِين‬
‫(خالِد َ‬ ‫ون {‪ )}86‬وقال في سورة البقرة أيضًا َ‬ ‫ُنص ُر َ‬ ‫ال ُه ْم ي َ‬ ‫اب َو َ‬ ‫ف َع ْن ُه ُم الْ َع َذ ُ‬ ‫ُخ َّف ُ‬ ‫اآل ِخ َر ِة َف َ‬
‫ال ي َ‬ ‫اش َت َر ُواْ الْ َح َيا َة ُّ‬
‫الد ْن َيا ِب َ‬ ‫ِين ْ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة (أُولَـئ َ‬
‫ِك الَّذ َ‬
‫ون {‪)}88‬‬ ‫ُنظ ُر َ‬ ‫ال ُه ْم ي َ‬ ‫اب َو َ‬‫ف َع ْن ُه ُم الْ َع َذ ُ‬‫ُخ َّف ُ‬
‫ال ي َ‬‫ِين فِي َها َ‬ ‫(خالِد َ‬ ‫ون {‪ )}162‬وفي سورة آل عمران َ‬ ‫ُنظ ُر َ‬‫ال ُه ْم ي َ‬ ‫اب َو َ‬ ‫ف َع ْن ُه ُم الْ َع َذ ُ‬ ‫ُخ َّف ُ‬
‫ال ي َ‬‫فِي َها َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ارك ْم ث َّم أق َر ْرت ْم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫لو نظرنا في سياق اآليات في سورة البقرة التي سبقت آية ‪ 86‬لوجدنا اآلية ( َوإِذ أ َخذنَا مِيثاقك ْم ال َت ْس ِفك َ‬
‫ون أنف َسكم ِّمن ِد َي ِ‬ ‫ون ِد َماءك ْم َوال تخ ِر ُج َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ون أَن ُف َس ُك ْم َوتُ ْخ ِر ُج َ‬ ‫ُون {‪ }84‬ثُ َّم أَنتُ ْم َهـؤُالء َت ْقتُلُ َ‬ ‫َوأَنتُ ْم َت ْش َهد َ‬
‫ُو‬ ‫َ‬
‫ارى تفادُو ُه ْم َوه َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ان َوإِن َيأتوك ْم أ َس َ‬ ‫اإلث ِم َوال ُع ْد َو ِ‬‫ون َعلَ ْي ِهم ِب ِ‬‫اه ُر َ‬ ‫ون َف ِريقًا ِّمن ُكم ِّمن ِد َي ِ‬
‫ار ِه ْم َت َظ َ‬
‫ُّون إِلَى أَ َش ِّد الْ َع َذ ِ‬
‫اب‬ ‫ُرد َ‬‫الد ْن َيا َو َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة ي َ‬
‫ال ِخ ْز ٌي فِي الْ َح َيا ِة ُّ‬ ‫ِك مِن ُك ْم إِ َّ‬‫ض َف َما َج َزاء َمن َي ْف َع ُل َذل َ‬ ‫اب َو َت ْك ُف ُر َ‬
‫ون ِب َب ْع ٍ‬ ‫ض الْ ِك َت ِ‬ ‫اج ُه ْم أَ َفتُ ْؤ ِمنُ َ‬
‫ون ِب َب ْع ِ‬ ‫ُم َح َّر ٌم َعلَ ْي ُك ْم إِ ْخ َر ُ‬
‫ون {‪ )}85‬فاآليات تتكلم عن القتال والحرب والمحارب يريد النصر لذا ناسب أن تختم اآلية ‪ 86‬بكلمة (ينصرون) أما في اآلية‬ ‫ُ‬
‫ِل َع َّما َت ْع َمل َ‬ ‫َو َما اللُهّ ِبغَاف ٍ‬
‫الثانية في سورة البقرة وآية سورة آل عمران ففي اآليتين وردت نفس اللعنة واللعنة معناها الطرد من رحمة اهلل واإلبعاد والمطرود كيف تنظر إليه؟ كلمة‬
‫وطرد من رحمة اهلل فكيف يُنظر إليه فهو خارج النظر‬ ‫‪ C‬ال يُمهلون في الوقت وال يُنظر إليهم نظر رحمة فإذا أُبعد اإلنسان عن ربه ُ‬ ‫يُنظرون تحتمل معنيين‬
‫فلما ذكر األيتين في سورة البقرة وسورة آل عمران استوجب ذكر (يُنظرون)‪.‬‬
‫آية (‪:)87‬‬
‫ُوح ْالقُد ِ‬
‫ُس (‪ )87‬البقرة)هل لمعنى أيدناه عالقة باليد؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫ت َوَأيَّ ْدنَاهُ بِر ِ‬
‫*( َوآتَ ْينَا* ِعي َسى ا ْبنَ َمرْ يَ َم ْالبَيِّنَا ِ‬
‫معنى أيّدناه أي ق ّويناه وشددنا أزره وعضده والعفل أيدناه مأخوذ من اليد فما صلة اليد بقويّناه؟ اليد تطلق عادة على القدرة والمنعة ألنها آلة القوة والدفاع‬
‫عن النفس ومنع اآلخرين من االعتداء‪.‬‬
‫*لماذا اختالف صيغة الفعل في قوله تعالى (ففريقا ً كذبتم وفريقا ً تقتلون) البقرة آية ‪87‬؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِين اتَّ َق ْوا َربَّ ُه ْم إِلَى الْ َجنَّ ِة ُز َمرًا َحتَّى إِ َذا‬
‫يق الَّذ َ‬
‫كذبتم فعل ماضي وتقتلون فعل مضارع‪ .‬زمن األفعال تعبّر أحيانًا عن األحداث المستقبلية بأفعال ماضية ( َو ِس َ‬
‫ُ‬
‫ِين {‪ }73‬الزمر) واألحداث الماضية بأفعال مضارعة حكاية الحال تعبّر عن حدث‬ ‫وها َخالِد َ‬ ‫ْخلُ َ‬ ‫ِح ْت أَ ْب َوابُ َها َو َق َ‬
‫ال لَ ُه ْم َخ َز َنتُ َها َسلَا ٌم َعلَ ْي ُك ْم ِط ْبتُ ْم َفاد ُ‬ ‫ُوها َو ُفت َ‬
‫َجاؤ َ‬
‫َي َر ْح َم ِت ِه َحتَّى إِ َذا‬‫د‬‫ي‬ ‫ْن‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫رًا‬ ‫ْ‬
‫ُش‬ ‫ب‬ ‫اح‬ ‫ي‬
‫ِّ َ َ‬‫الر‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ُر‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ِي‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫َ َ‬‫ُ‬ ‫(و‬ ‫األعراف‬ ‫سورة‬ ‫في‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫مثل‬ ‫أمامنا‬ ‫الحدث‬ ‫نستحضر‬ ‫أن‬ ‫نريد‬ ‫كأنما‬ ‫مضارع‬ ‫بفعل‬ ‫ماضي‬
‫ون {‪.)}57‬‬ ‫مو َتى لَ َعلَّ ُك ْم َت َذ َّك ُر َ‬
‫ِك نُ ْخ ِر ُج الْ ْ‬ ‫نزلْنَا ِب ِه الْ َماء َفأَ ْخ َر ْجنَا ِب ِه مِن ُك ِّل الثَّ َم َر ِ‬
‫ات َك َذل َ‬ ‫ِّت َفأَ َ‬ ‫أَ َقلَّ ْت َس َحابًا ِث َقا ً‬
‫ال ُس ْقنَا ُه لَِبلَ ٍد َّمي ٍ‬
‫آية (‪:)89‬‬
‫ص ِّدقًا لِ َما َم َعهُ ْم (‪ )91‬البق**رة) ( َولَ َّما‬ ‫ق لِ َما َم َعهُ ْم (‪ )89‬البقرة) ( َويَ ْكفُرُونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّ‬
‫ق ُم َ‬ ‫*( َولَ َّما َجا َءهُ ْم ِكتَابٌ ِم ْن ِع ْن ِد هَّللا ِ ُم َ‬
‫ص ِّد ٌ‬
‫ق لِ َما َم َعهُ ْم (‪ )101‬البقرة) متى يرفع كلمة مصدق ولماذا ومتى ينصب ولماذا؟(د‪.‬حسام* النعيمى)‬ ‫ص ِّد ٌ‬‫َجا َءهُ ْم َرسُو ٌل ِم ْن ِع ْن ِد هَّللا ِ ُم َ‬
‫ال يركض‪ ،‬جملة يركض صفة لرجل ألن رجل نكرة لكن لو قال رأيت الرجل‬ ‫الجمل ‪-‬بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال‪ .‬لما نقول رأيت رج ً‬ ‫ُ‬
‫ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه‬ ‫‪ C‬أما المعرفة يبيّن حالها‪ .‬هكذا لما قال اهلل عز وجل ( َولَ َّما َجا َء ُه ْم ِك َت ٌ‬
‫اب م ْ‬ ‫يركض أو ستكون لبيان حاله‪ ،‬فالنكرة تحتاج إلى وصف حتى تتبين‬
‫(مصدق) مرفوعة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫(مصدق لما معهم) فجاء به وصفًا لكتاب وكتاب مرفوع فتكون الصفة‬ ‫ٌ‬ ‫ِّق لِ َما َم َع ُه ْم (‪( )89‬كتاب) نكرة قال بعدها‬ ‫صد ٌ‬‫ُم َ‬
‫ص ِّدقا لِ َما َم َع ُه ْم (‪ )91‬البقرة)‪( ،‬وهو الحق) معرفة فقال‪ :‬مصدقًا‪ ،‬لو قيل في غير القرآن‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫ون ِب َما َو َرا َء ُه َو ُه َو ال َحق ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اآلية األخرى في السورة نفسها ( َو َيكف ُر َ‬
‫عرفه (وهو الحق) يعني هو الحق وال شك في ذلك والكالم على القرآن‪ ،‬يعني هو الحق ال‬ ‫ّ‬ ‫لما‬ ‫لكن‬ ‫وصف‬ ‫إلى‬ ‫تحتاج‬ ‫مصدق ألنه كما قلنا نكرة‬ ‫ٌ‬ ‫وهو ٌ‬
‫حق‬
‫تصديق لما معكم أن هذا القرآن يصدق لما معكم‪ ،‬الذي معهم هم كأنهم متلبسون‬ ‫ٍ‬ ‫ريب فيه كأن الحق مجسمًا بهذا القرآن الكريم فجاء بالحال يعني في حال‬
‫به‪ ،‬الذي معهم هو التوراة وما حولها التوراة فيها أوصاف للرسول ‪ ‬بالمكان الذي سيظهر فيه‪ ،‬ببعض صفاته‪ ،‬إذن هذا القرآن يصدق األوصاف لهذا‬
‫حرف فهو في بيان حال‪.‬‬ ‫الرسول أو مصدق لما معكم من التشريعات التي لم تُنسخ أو التي لم تُ ّ‬
‫تصديق لما عندهم‪ ،‬كأنهم ال‬ ‫ٌ‬ ‫صد ٌ‬
‫ِّق لِ َما َم َع ُه ْم (‪ )101‬البقرة) كأنما هم لم يعلموا أن هذا هو‬ ‫ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه ُم َ‬ ‫واآلية األخرى في البقرة ( َولَ َّما َجا َء ُه ْم َر ُس ٌ‬
‫ول م ْ‬
‫يعلمون‪ ،‬تكلفوا أن يظهروا بهذا المظهر فإذن (رسول) نكرة فقال (مصدق)‪.‬‬
‫آية (‪:)91‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)89‬‬
‫ُ‬
‫*ز َل َعلَ ْينَا َويَ ْكف*رُونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوهُ* َو‬ ‫ُأ‬ ‫ُ‬ ‫هَّللا‬ ‫َأ‬ ‫َآ‬
‫تعالى(وِإ َذا قِي* َل لَهُ ْم ِمنُ**وا بِ َما ْن**زَ َل ُ قَ**الوا نُ*ْؤ ِمنُ بِ َما ْن* ِ‬
‫َ‬ ‫* ما المقصود ب(بما وراءه) في قوله‬
‫ص ِّدقًا* لِ َما َم َعهُ ْم قُلْ فَلِ َم تَ ْقتُلُونَ َأ ْنبِيَا َء ِ ِم ْن قَ ْب ُل ِإ ْن ُك ْنتُ ْم ُمْؤ ِمنِينَ (‪ )91‬البقرة) ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هَّللا‬ ‫ْال َح ُّ‬
‫ق ُم َ‬
‫الدين الذي كان سائدًا قبل اإلسالم في جزيرة العرب هو اليهودية وليس النصرانية‪ .‬اليهود كانوا قبائل في جزيرة العرب‪ .‬اليهودية اآلن أي يهودي لو سألته‬
‫ما قولك بعيسى ‪‬؟ ال يقول هو نبي وأُنزل عليه كتاب‪ ،‬هو ال يؤمن بعيسى ‪ ‬وال بكتابه كما أنه ال يؤمن بمحمد ‪ ‬وال بكتابه‪ .‬اليهودي هذه عقيدته ولذلك‬
‫بقي يهوديًا وإال كان يصبح نصرانيًا أو مسلمًا‪ .‬والذي يعرف دين موسى فقط إذا كان يهوديًا ال يعترف بعيسى ألنهم حاولوا قتله‪ .‬لو إعترفوا به نبيًّا ما‬
‫ُو الْ َحقُّ‬ ‫ِن ِب َما أُ ْن ِز َل َعلَ ْينَا َو َي ْك ُف ُر َ‬
‫ون ِب َما َو َرا َء ُه َوه َ‬ ‫ِيل لَ ُه ْم آَ ِمنُوا ِب َما أَ ْن َز َل اللَّ ُه َقالُوا نُ ْؤم ُ‬
‫صلبوا هذا المشبّه وقتلوه على أنه عيسى ‪ ‬وقتلوا من وراءه ( َوإِ َذا ق َ‬
‫ِين (‪ )91‬البقرة) حتى يكتمل إيمان المسلم ينبغي أن يؤمن بما ورد في كتاب اهلل عز وجل‬ ‫ْل إِ ْن ُك ْنتُ ْم ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ون أَ ْن ِب َيا َء اللَّ ِه م ْ‬
‫ِن َقب ُ‬ ‫ِّقا لِ َما َم َع ُه ْم ُق ْل َفلِ َم َت ْقتُلُ َ‬
‫صد ً‬‫ُم َ‬
‫وفي كتاب اهلل إثبات نبوة عيسى ‪.‬‬
‫* ما داللة صيغة الفعل المضارع فى (تقتلون) ؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذا يُس ّمى حكاية الحال بمعنى إذا كان الحدث ماضيًا وكان مهمًا فإن العرب تأتي بصيغة المضارع حتى تجعل الحدث وكأنه شاخص و ُمشاهد أمامك‪.‬‬
‫‪ C‬فالعرب‬ ‫والمضارع يدل على الحال واالستقبال واإلنسان يتفاعل عادة مع الحدث الذي يشاهده أكثر من الحدث الذي لم يره أو الذي وقع منذ زمن بعيد‬
‫ون أَ ْن ِب َيا َء‬
‫تحول صيغة األحداث إلى صيغة مضارع وإن كانت ماضية‪ ،‬وهذا األمر ورد في القرآن كثيرًا كما في قوله تعالى‪  ‬في سورة البقرة ( ُق ْل َفلِ َم َت ْقتُلُ َ‬
‫ِين (‪ ))91‬قتل األنبياء هي حالة مستغربة وفي القرآن يأتي بصيغة المضارع مع األشياء التي تدل على الحركة والحيوية والمهمة‪.‬‬ ‫ِن َقب ُ‬
‫ْل إِ ْن ُك ْنتُ ْم ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫اللَّ ِه م ْ‬
‫ور (‪ ))9‬جاء فعل‬ ‫ِك النُّ ُش ُ‬ ‫ض َب ْع َد َم ْو ِت َها َك َذل َ‬‫ِّت َفأَ ْح َي ْينَا ِب ِه الْأَ ْر َ‬
‫ِير َس َحابًا َف ُس ْقنَا ُه إِلَى َبلَ ٍد َمي ٍ‬
‫اح َفتُث ُ‬ ‫وقد جاء في قوله تعالى في سورة فاطر ( َواللَّ ُه الَّذِي أَ ْر َس َل ِّ‬
‫الر َي َ‬
‫السوق يأتي بعد اإلثارة واألحداث كلها ماضية لكن اإلثارة‬ ‫أرسل بصيغة الماضي ثم فعل (فتثير) بصيغة المضارع ثم فعل (فسقناه) بصيغة الماضي مع أن ّ‬
‫مشهد حركة فجعلها بصيغة المضارع ليدل على الحضور‪ .‬وهذا األمر نجده أيضًا في السيرة ففي ما روي عن الصحابي الذي قتل أبا رافع اليهودي الذي‬
‫آذى الرسول ‪ ‬قال يصف ما حصل شعرًا‪:‬‬
‫فناديت أبا رافع فقال نعم ‪    ‬فأهويت عليه بالسيف فأضربه وأنا دهش‬
‫فجعل صيغة المضارع للمشهد األبرز وهو الضرب فكأن السامع يرى الحادثة أمامه ويرى الصحابي وهو يضربه‪.‬‬
‫*من برنامج ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫جاء الفعل (تقتلون) بصيغة المضارع مع أن هذا األمر قد مضى في عهود سابقة ولكن اهلل تعالى عبّر عنه بالمضارع لتبقى مستحضرًا لهذا الفعل الشنيع‬
‫الذي قد ارتكبه اليهود من قتلهم ألنبياء اهلل‪.‬‬
‫آية (‪:)93‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)63‬‬
‫*قال تعالى‪َ (:‬وُأ ْش ِرب ْ*‬
‫ُوا فِي قُلُوبِ ِه ُم ْال ِعجْ َل بِ ُك ْف ِر ِه ْم (‪ )93‬البقرة)ما معنى اآلية؟(ورتل القرآن ترتيال)ً‬
‫اإلشراب هو أن تسقي غيرك وتجعله يشرب‪ ،‬فكيف أُشربوا العجل؟‪ .‬إن الشرب هو جريان الماء في عروق اإلنسان وقد عبّر اهلل تعالى عن شدة شغف‬
‫اليهود بالعجل بشرب الماء ألن الماء أسرى األجسام في غيره ولذلك يقال الماء مطية األدوية ومركبها التي تسافر به في أقطار البدن فجعل شدة حبهم‬
‫للعجل وعدم قدرتهم على إخراج هذا الحب الذي خالطهم أشبه ما يكون بالماء الذي ال غنى ألحد عنه وهو يسري في عروق اإلنسان فيصبح جزءًا من‬
‫جسم اإلنسان وكذلك ُحب بني إسرائيل للعجل خالط لحومهم ودماءهم حتى غدا جزءًا منهم‪.‬‬
‫آية (‪:)95‬‬
‫ت َأ ْي ِدي ِه ْم (‪ )95‬البقرة)لم خص هللا اليد؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫*( َولَن يَتَ َمنَّوْ هُ َأبَدًا بِ َما قَ َّد َم ْ‬
‫خص اليد بالذنب دون غيرها مع أنهم أساءوا‬ ‫انظر كيف عبّر اهلل تعالى عن الذنوب والمعاصي التي ارتكبها بنو إسرائيل بقوله ( ِب َما َق َّد َم ْت أَ ْيدِي ِه ْم) فلِ َم ّ‬
‫لعيسى ‪ ‬بلسانهم وكذبهم عليه؟ إذا رجعت إلى فظائعهم وجدت أفظعها باليد فأكثر ما صنعوه هو تحريف التوراة ووسيلته اليد وأفظع ما اقترفوه قتل األنبياء‬
‫تحد سافر لليهود إحدى معجزات القرآن وإحدى دالئل النبوة‪ ،‬أال ترى أنها نفت صدور تمني الموت مع حرصهم على‬ ‫‪ C‬تُع ّد هذه اآلية بما فيها من ٍّ‬
‫وآلته اليد‪.‬‬
‫أن يظهروا تكذيب النبي ‪ ‬فكان تمني الموت فيه تكذيب لهذه اآلية ومن ثم تكذيب للنبي ‪ ‬ومع ذلك لم يُنقل عن أحد منهم أنه تمنى الموت‪.‬‬
‫آية (‪:)96‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)71‬‬
‫*ما داللة استخدام* كلمة (حياة) نكرة في قوله تعالى (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة)؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫اب أَن يُ َع َّم َر‬
‫ِن الْ َع َذ ِ‬ ‫ُه ْم لَ ْو يُ َع َّم ُر أَلْ َ‬
‫ف َسَن ٍة َو َما ُه َو ِب ُم َز ْح ِز ِح ِه م َ‬ ‫ِين أَ ْش َر ُكواْ َي َو ُّد أَ َحد ُ‬
‫ِن الَّذ َ‬
‫اس َعلَى َح َيا ٍة َوم َ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة ( َولََت ِجدَنَّ ُه ْم أَ ْح َر َ‬
‫ص النَّ ِ‬
‫ون {‪ )}96‬وجاءت كلمة حياة نكرة وهي تعني أي حياة سواء كانت حياة حيوانات أو حشرات وهذه إشارة إلى أنهم يريدون أي كانت‬ ‫ير ِب َما َي ْع َملُ َ‬
‫صٌ‬ ‫َواللُهّ َب ِ‬
‫‪ C‬لذا هم حرصوا على حياة تافهة وال يتمنون الموت كما‬ ‫وإن كانت ذليلة أو ُمهينة أو تافهة ودنيا وليست الحياة الكريمة وإنما أي حياة مهما كانت دنيئة‪،‬‬
‫تحدّاهم به القرآن‪.‬وهى فى سياق الحديث عن اليهود‪.‬‬
‫آية (‪:)99( - )97‬‬
‫* ما الفرق بين (نزله على) فى قوله تعالى‪( :‬قُلْ َم ْن َك**انَ َع* ُد ًّوا لِ ِجب ِْري* َل فَِإنَّهُ نَ َّزلَ*هُ َعلَى قَ ْلبِ*كَ بِ*ِإ ْذ ِن هَّللا ِ ُم َ‬
‫ص* ِّدقًا لِ َما بَ ْينَ يَ َديْ* ِه َوهُ*دًى‬
‫اس*قُونَ (‪))99‬؟(د‪.‬حس**ام‬ ‫ت َو َما يَ ْكفُ* ُر بِهَا ِإاَّل ْالفَ ِ‬ ‫ك َآيَ*ا ٍ‬
‫ت بَيِّنَ**ا ٍ‬ ‫َوبُ ْش َرى* لِ ْل ُم* ْؤ ِمنِينَ )‪ ))97‬وأنزلنا* اليك في س**ورة البق*رة ( َولَقَ* ْد َأ ْن َز ْلنَا ِإلَيْ* َ‬
‫النعيمى)‬
‫يل) اليهود كأنهم صاروا يشتمون جبريل وأعلنوا عداءهم له فكأن اآلن‬ ‫ْر َ‬ ‫ِجب ِ‬
‫ُوا ل ِ‬
‫ان َعد ًّ‬‫(ق ْل َم ْن َك َ‬
‫اآليات لو تأمل فيها اإلنسان تتضح له اإلجابة‪ .‬آية البقرة ُ‬
‫َ‬
‫َزل ُه َعلى‬ ‫َ‬ ‫نزل هذا القرآن على قلب محمد ‪ ‬بإذن من اهلل سبحانه وتعالى أو أمر من اهلل تعالى ( َف ِإنَّ ُه ن َّ‬ ‫يقول لهم‪  :‬جبريل لم يصنع شيئًا من عند نفسه وإنما ّ‬
‫َقلْ ِب َك ِبإِ ْذ ِن اللَّهِ) وتكلمنا في المرة الماضية على فكرة على وإلى (على فيها معنى اإلستعالء وإلى فيها معنى اإليصال)‪.‬‬
‫فنزله على قلبك هو هذا التدرج الذي‬ ‫‪ّ C‬‬ ‫درجه في العلم فتعلّم فيه نوع من التدريج‪.‬‬ ‫نزله هنا على وزن ف ّعل تأتي للتكثير والتدريج‪ .‬عندما تقول علّمه معناه ّ‬ ‫ّ‬
‫نزل به‪.‬‬
‫ون (‬ ‫اسق َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َات َو َما َيكف ُر ِب َها إِلا الف ِ‬ ‫ات َبيِّن ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين (‪َ )98‬ولق ْد أن َزلنَا إِليْك آ َي ٍ‬
‫ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْريل َومِيكال فإِ َّن الل َه َعد ٌّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫في اآلية األخرى ( َم ْن ك َ‬
‫ُو لِلكاف ِ‬ ‫ُوا لِل ِه َو َملا ِئك ِت ِه َو ُر ُسلِ ِه َو ِجب ِ‬
‫ان َعد ًّ‬
‫ُوا لِلَّ ِه َو َملَا ِئ َك ِت ِه‬ ‫َ ًّ‬‫د‬ ‫ع‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫وتعالى‬ ‫سبحانه‬ ‫اهلل‬ ‫وهو‬ ‫األول‬ ‫المصدر‬ ‫إلى‬ ‫أشارت‬ ‫وإنما‬ ‫جبريل‬ ‫إلى‬ ‫تشر‬ ‫لم‬ ‫القرآن‬ ‫نزول‬ ‫حال‬ ‫في‬ ‫لكن‬ ‫‪ ))99‬ذكر جبريل نعم‬
‫ْك‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يل) لما ذكر السياق اهلل سبحانه وتعالى (فإن اهلل عدو للكافرين) قال (ولقد أنزلنا إليك) الباري عز وجل يتحدث عن نفسه ( َولََق ْد أ ْن َزلنَا إِلَي َ‬ ‫ْر َ‬
‫َو ُر ُسلِ ِه َو ِجب ِ‬
‫ّ‬
‫َات) فهذا اإلنزال بمعنى اإليصال أنه أوصلنا إليك هذه اآليات لتبلغها للناس‪.‬‬ ‫ات َبيِّن ٍ‬ ‫آََي ٍ‬
‫ال فَِإ َّن هّللا َ َع ُد ٌّو لِّ ْل َكافِ ِرينَ (‬ ‫* ما داللة‪  ‬ذكر المالئكة ثم ذكر جبريل وميكال في اآلية ( َمن َكانَ َع ُد ًّوا هّلِّل ِ َو َمآلِئ َكتِ ِه َو ُر ُسلِ ِه َو ِجب ِْر َ*‬
‫يل َو ِمي َك َ‬
‫‪ )98‬البقرة)؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ين (‪)98‬‬ ‫ُو لِّلْ َكاف ِ‬
‫ِر َ‬ ‫يل َومِي َك َ‬
‫ال َفِإ َّن اللَهّ َعد ٌّ‬ ‫ُوا لِّلِهّ َو َمآل ِئ َك ِت ِه َو ُر ُسلِ ِه َو ِجب ِ‬
‫ْر َ‬ ‫ان َعد ًّ‬‫‪َ ( C‬من َك َ‬
‫هذا يسمى من باب عطف الخاص على العام ألهمية المذكور‪.‬اآلية‬
‫ال ِة الْ ُو ْس َطى (‪ )238‬والصالة‬ ‫والص َ‬
‫ات َّ‬ ‫الصلَ َو ِ‬ ‫ِظواْ َعلَى َّ‬ ‫(حاف ُ‬‫جبريل وميكال من المالئكة وهما من رؤوساء المالئكة فذكرهم ألهميتهم وهذا كثير في القرآن َ‬
‫ان (‪ )68‬الرحمن) هذا ألهمية وخصوص هذا األمر‪.‬‬ ‫َخ ٌل َو ُر َّم ٌ‬ ‫الوسطى من الصلوات فهذا من باب عطف الخاص على العام‪ .‬في الجنة (فِي ِه َما َفا ِك َه ٌة َون ْ‬
‫ُ‬
‫(قولُواْ آ َمنَّا ِباللِهّ َو َمآ أ ِ‬
‫نز َل إِلَ ْينَا َو َما‬ ‫فجبريل وميكال ليسا كعموم المالئكة لكنهم منهم فيسمونه عطف الخاص على العام كما عندنا عطف العام على الخاص ُ‬
‫ون (‬ ‫ْن أَ َح ٍد ِّم ْن ُه ْم َون ْ‬
‫َح ُن لَ ُه ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫ال نُ َف ِّر ُق َبي َ‬
‫ِّه ْم َ‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يل َوإِ ْس َح َق َو َي ْع ُق َ‬
‫اع َ‬ ‫نز َل إِلَى إِب َ‬‫ُ‬
‫ُّون مِن َّرب ِ‬ ‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬‫ِي ُم َ‬‫اط َو َما أوت َ‬
‫األس َب ِ‬
‫وب َو ْ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬
‫ْر ِ‬ ‫أ ِ‬
‫‪ C‬عطف الشيء على مرادفه‪ ،‬عطف الخاص على العام وعطف العام على الخاص وهذا له قيمة بالغية‬ ‫‪ )136‬البقرة) وابراهيم واسماعيل من النبيين‪.‬هناك‬
‫داللية ليُظهر أهميته فلما يذكر الصالة الوسطى والمحافظة عليها معناله ألهميتها الخاصة ولما يذكر جبريل وميكال فهما ليسا كعموم المالئكة فجبريل‬
‫مختص بالوحي وذكر هؤالء داللة على أن للمذكور مزية خاصة ليست كالعموم‪.‬‬
‫*ما معنى اسم جبريل؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫المرسل من اهلل تعالى بالوحي لرسله وهو مر ّكب من كلمتين‪ :‬كلمة ِ‬
‫(جبر) وكلمة (إيل) فأما كلمة ِجبر فمعناها عبد أو الق‪CC‬وة‬ ‫َ‬ ‫(جبريل) إسم عبراني للملك‬
‫وكلمة إيل تعني إسمًا من أسماء اهلل في العبرانية‪ .‬وقد ورد إسم جبريل في القرآن في عدة صور منها‪ِ :‬جبريل وبها قرأ الجمهور ومنها َجبريل وبها قرأ ابن‬
‫وجبرائيل وبها قرأ أبو بكر عن عاصم‪.‬‬
‫كثير ومنها جبرائيل وبها قرأ حمزة والكسائي َ‬
‫ُس*لِ ِه َو ِجب ِْري* َ*ل َو ِمي َك**ا َل فَ*ِإ َّن هّللا َ َع* د ٌُّو لِّ ْل َك**افِ ِرينَ {‪)}98‬؟( د‪.‬فاضل‬
‫*ما داللة ختام اآلية في قوله تعالى ( َمن َكانَ َع ُد ّواً هّلِّل ِ َو َمآلِئ َكتِ ِه َور ُ‬
‫السامرائى)‬
‫‪C‬ود بها إرادة‬
‫‪C‬رط فقط والمقص‪C‬‬ ‫ين {‪ )}98‬هي إجابة عامة وليست للش‪C‬‬ ‫ِر َ‬ ‫ُو لِّلْ َك‪C‬‬
‫‪C‬اف ِ‬ ‫يل َومِي َك َ‬
‫ال َفإِ َّن اللَهّ َعد ٌّ‬ ‫ان َع ُد ّوًا لِّلِهّ َو َمآل ِئ َك ِت ِه َو ُر ُسلِ ِه َو ِجب ِ‬
‫ْر َ‬ ‫قال تعالى( َمن َك َ‬
‫العموم ال يكون الجواب منحصرًا بالشخص المذكور ولكن تأتي للعموم لم يقل عدو لهم فأفاد أن هؤالء كافرون واآلية تشمل كل الكافرين‪ ،‬هؤالء دخلوا في‬
‫زمرة الكافرين وال تختص عداوة اهلل تعالى لهؤالء وإنما لعموم الكافرين فأفاد أمرين أن هؤالء كافرين وأن عداوة اهلل ال تنحصر بهم ولكن بكل كافر‪ .‬وهي‬
‫‪C‬وم ولم يقل‬
‫‪C‬اءت للعم‪C‬‬
‫ين {‪ )}170‬ج‪C‬‬
‫ِح َ‬ ‫ضي ُع أَ ْج َر الْ ُم ْ‬
‫صل ِ‬ ‫ال نُ ِ‬ ‫اب َوأَ َقا ُمواْ َّ‬
‫الص َ‬
‫ال َة إِنَّا َ‬ ‫ون ِبالْ ِك َت ِ‬ ‫(والَّذ َ‬
‫ِين يُ َم َّس ُك َ‬ ‫أشمل كما جاء في قوله تعالى في سورة األعراف َ‬
‫تعالى (ال نضيع أجرهم) لألفراد وكلمة أجرهم تفيد أن المذكورين دخلوا في المصلحين‪..‬‬
‫آية (‪:)100‬‬
‫*قال تعالى(َأ َو ُكلَّ َما* عَاهَد ْ‬
‫ُوا َعهْداً نَّبَ َذهُ فَ ِري ٌ‬
‫ق ِّم ْنهُم) لِ َم عبّر هللا تعالى عن نقض اليهود للعهد والميثاق* بالنبذ؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫أقر به اليهود بكتاب أحكموا قبضته بيدهم‬
‫‪ C‬هو الطرح واإللقاء فما عالقة الطرح بنقض الميثاق؟ لقد جعل اهلل تعالى العهد والميثاق الذي ّ‬
‫أنت تعلم أن النبذ‬
‫حتى ال يقع ولكنهم سرعان ما تخلوا عن عهدهم وألقوا هذا الكتاب وطرحوه أرضًا إشارة إلى نقضهم للميثاق‪.‬‬
‫آية (‪:)101‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)89‬‬
‫*ما الفرق بين (أوتوا* الكتاب) و(آتيناهم الكتاب)؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ِّق لِّ َما َم َع ُه ْم َن َب َذ‬
‫صد ٌ‬ ‫ول ِّم ْن ِعن ِد اللِهّ ُم َ‬‫القرآن الكريم يستعمل أوتوا الكتاب في مقام الذم ويستعمل آتيناهم الكتاب في مقام المدح‪ .‬قال تعالى ( َولَ َّما َجاء ُه ْم َر ُس ٌ‬
‫اب إِلَّا مِن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُه ُم الْ َبيِّن ُ‬
‫َة (‬ ‫ِين أُوتُوا الْ ِك َت َ‬
‫(و َما َت َف َّر َق الَّذ َ‬
‫ون (‪ )101‬البقرة) هذا ذم‪َ ،‬‬ ‫ور ِه ْم َكأَنَّ ُه ْم َ‬
‫ال َي ْعلَ ُم َ‬ ‫اب اللِهّ َو َراء ُظ ُه ِ‬ ‫اب ِك َت َ‬ ‫ِين أُوتُواْ الْ ِك َت َ‬ ‫يق ِّم َن الَّذ َ‬‫َف ِر ٌ‬
‫يل (‪ )44‬النساء) ذم‪ .‬بينما آتيناهم الكتاب تأتي مع‬ ‫الس ِب َ‬‫ضلُّواْ َّ‬‫ُون أَن َت ِ‬ ‫ُريد َ‬ ‫اللَ َة َوي ِ‬ ‫الض َ‬ ‫ون َّ‬ ‫اب َي ْش َت ُر َ‬‫َصيبًا ِّم َن الْ ِك َت ِ‬ ‫ِين أُوتُواْ ن ِ‬
‫‪ )4‬البينة) هذا ذم‪( ،‬أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذ َ‬
‫ْك (‪ )36‬الرعد) مدح‪ .‬هذا خط عام في‬ ‫نز َل إِلَي َ‬‫ُ‬ ‫اب َي ْف َر ُح َ‬‫ِين آ َت ْينَا ُه ُم الْ ِك َت َ‬
‫ال َو ِت ِه (‪ )121‬البقرة) مدح‪َ ( ،‬والَّذ َ‬ ‫اب َي ْتلُو َن ُه َح َّق ِت َ‬‫ِين آ َت ْينَا ُه ُم الْ ِك َت َ‬
‫المدح (الَّذ َ‬
‫ون ِب َما أ ِ‬
‫القرآن على كثرة ما ورد من أوتوا الكتاب وآتيناهم الكتاب حيث قال أوتوا الكتاب فهي في مقام ذم وحيث قال آتيناهم الكتاب في مقام ثناء ومدح‪ .‬القرآن‬
‫الكريم له خصوصية خاصة في استخدام المفردات وإن لم تجري في سنن العربية‪ .‬أوتوا في العربية ال تأتي في مقام الذم وإنما هذا خاص بالقرآن الكريم‪.‬‬
‫عمومًا رب العالمين يسند التفضل والخير لنفسه (آتيناهم الكتاب) لما كان فيه ثناء وخير نسب اإليتاء إلى نفسه‪ ،‬أوتوا فيها ذم فنسبه للمجهول ( َم َث ُل الَّذ َ‬
‫ِين‬
‫اب الَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫يب (‪ )14‬الشورى)‪ ،‬أما قوله تعالى (ثُ َّم أَ ْو َر ْثنَا الْ ِك َت َ‬ ‫ِه ْم لَفِي َش ٍّك ِّم ْن ُه ُم ِر ٍ‬ ‫اب مِن َب ْعد ِ‬‫ورثُوا الْ ِك َت َ‬ ‫وها (‪ )5‬الجمعة) ( َوإ َّن الَّذ َ ُ‬ ‫ُح ِّملُوا التَّ ْو َرا َة ثُ َّم لَ ْم َي ْحمِلُ َ‬
‫ِين أ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِن ِع َبا ِدنَا (‪ )32‬فاطر) هذا مدح‪.‬‬ ‫اص َط َف ْينَا م ْ‬
‫ْ‬
‫آية (‪:)102‬‬
‫*(يُ َعلِّ ُمونَ النَّ َ‬
‫اس السِّحْ َر (‪ )102‬البقرة)لم نسب هللا تعالى تعليم السحر لليهود؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪ C‬أن‬
‫وعرف بهم حتى غدا سمة من سماتهم وقد اعتقد المسلمون في المدينة‬ ‫نسب اهلل تعالى تعليم السحر لليهود ألنهم اشتُهروا في هذا المجال ُ‬
‫وع ِرفوا به ُ‬
‫اليهود سحروا المسلمين فال يولد لهم فلذلك استبشروا لما ُولِد عبد اهلل بن الزبير وهو أول ولد للمهاجرين في المدينة‪.‬‬
‫* ما داللة استخدام* صيغة الفعل المضارع* في قوله تعالى (وما يعلمان من أحد)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ُ‬
‫وت‬ ‫ار َ‬ ‫ْن ِب َبا ِب َل َه ُ‬ ‫الس ْح َر َو َما أ ْن ِز َل َعلَى الْ َملَ َكي ِ‬ ‫اس ِّ‬ ‫ون النَّ َ‬ ‫ين َك َف ُروا يُ َعلِّ ُم َ‬ ‫اط َ‬ ‫ِن َّ‬
‫الش َي ِ‬ ‫ان َولَك َّ‬
‫ان َو َما َك َف َر ُسلَ ْي َم ُ‬ ‫ين َعلَى ُملْ ِك ُسلَ ْي َم َ‬ ‫اط ُ‬ ‫قال تعالى ( َواتَّ َب ُعوا َما َت ْتلُو َّ‬
‫الش َي ِ‬
‫ِن أَ َح ٍد إِلَّا ِبإِ ْذ ِن اللَّ ِه‬‫ين ِب ِه م ْ‬‫ار َ‬ ‫ض ِّ‬ ‫ْن الْ َم ْر ِء َو َز ْو ِج ِه َو َما ُه ْم ِب َ‬ ‫ون ِب ِه َبي َ‬ ‫َة َفلَا َت ْك ُف ْر َف َي َت َعلَّ ُم َ‬
‫ون ِم ْن ُه َما َما يُ َف ِّر ُق َ‬ ‫ِن أَ َح ٍد َحتَّى َي ُقولَا إِنَّ َما ن ْ‬
‫َح ُن ِف ْتن ٌ‬ ‫وت َو َما يُ َعلِّ َم ِ‬
‫ان م ْ‬ ‫ار َ‬ ‫َو َم ُ‬
‫ون (‪ )102‬البقرة) وهما علّما‬ ‫س َما َش َر ْوا ِب ِه أَ ْن ُف َس ُه ْم لَ ْو َكانُوا َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ْ‬
‫ئ‬
‫ٍ َِ َ‬‫ب‬‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫اق‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫آ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ََُ‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫اش‬‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫وا‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫َو َي َت َع ُ َ َ ُّ ْ َ َ ُ ُ ْ َ َ ُ َ ِ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫م‬‫َّ‬
‫ل‬
‫الناس وانتهى األمر‪ .‬الفعل المضارع قد يستخدم ليعبّر به عن الماضي في ما نسميه حكاية الحال كما يُعبّر عن الماضي للمستقبل كما في قوله تعالى ( َق ْد‬
‫اب لََي ْعلَ ُم َ‬
‫ون‬ ‫ِين أُوتُوا الْ ِك َت َ‬ ‫وه ُك ْم َش ْط َر ُه َوإِ َّن الَّذ َ‬
‫ْث َما ُك ْنتُ ْم َف َولُّوا ُو ُج َ‬ ‫اها َف َو ِّل َو ْج َه َك َش ْط َر الْ َم ْس ِج ِد الْ َح َرام َو َحي ُ‬
‫ِ‬ ‫ضَ‬ ‫الس َما ِء َفلَنُ َولَِّينَّ َك ِق ْبلَ ًة َت ْر َ‬ ‫َرى َت َقلُّ َب َو ْج ِه َك فِي َّ‬ ‫نَ‬
‫ون ِب َما َو َرا َء ُه َو ُه َو‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِن ِب َما أن ِزل َعل ْينَا َو َيكف ُر َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون (‪ )144‬البقرة) وقوله ( َوإِذا قِيل ل ُه ْم آ ِمنوا ِب َما أن َزل الل ُه قالوا ن ْؤم ُ‬ ‫ُ‬
‫ِل َع َّما َي ْع َمل َ‬ ‫َّ‬
‫ِّه ْم َو َما الل ُه ِبغَاف ٍ‬ ‫أَنَّ ُه ال َحق م ْ‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫ِن َرب ِ‬
‫ِين (‪ ))91‬تقتلون وقال معها من قبل‪ .‬وحكاية الحال هو أن يُعبّر عن الحال الماضية‬ ‫ْل إِ ْن ُك ْنتُ ْم ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ِن َقب ُ‬ ‫ون أَ ْن ِب َيا َء اللَّ ِه م ْ‬‫ِّقا لِ َما َم َع ُه ْم ُق ْل َفلِ َم َت ْقتُلُ َ‬
‫صد ً‬ ‫الْ َح ُّق ُم َ‬
‫بالفعل المضارع للشيء المهم كأن يجعله حاضرًا أمام السامع واستحضار الصورة في القرآن كثير وفي غير القرآن‬
‫*ز َل َعلَى ْال َملَ َك ْي ِن‬ ‫ُأ‬ ‫ُوا يُ َعلِّ ُمونَ النَّ َ‬‫ْاطينَ َكفَر ْ‬ ‫ك ُسلَ ْي َمانَ َو َما َكفَ َر ُسلَ ْي َمانُ َولَـ ِك َّن ال َّشي ِ‬ ‫وا ال َّشيَا ِطينُ َعلَى ُم ْل ِ‬ ‫ُوا َما تَ ْتلُ ْ‬
‫* ( َواتَّبَع ْ‬
‫الس *حْ َر َو َما ن* ِ‬ ‫اس ِّ‬
‫ون ِم ْنهُ َما َما يُفَرِّ قُ**ونَ بِ* ِه بَ ْينَ ْال َم**رْ ِء َو َزوْ ِج* ِه َو َما‬
‫بِبَابِ َل هَا ُروتَ َو َما ُروتَ َو َما يُ َعلِّ َما ِن ِم ْن َأ َح ٍد َحتَّى يَقُوالَ ِإنَّ َما نَحْ نُ فِ ْتنَةٌ فَالَ تَ ْكفُرْ فَيَتَ َعلَّ ُم َ*‬
‫س َما‬ ‫ق َولَبِْئ َ‬ ‫اش*ت ََراهُ َما لَ*هُ فِي اآل ِخ َ‬
‫*ر ِة ِم ْن َخالَ ٍ‬ ‫*وا لَ َم ِن ْ‬‫ض*رُّ هُْ*م َوالَ يَنفَ ُعهُ ْم َولَقَ* ْد َعلِ ُم ْ‬ ‫ضآرِّينَ بِ ِه ِم ْن َأ َح ٍد ِإالَّ بِِإ ْذ ِن هّللا ِ َويَتَ َعلَّ ُم َ*‬
‫*ون َما يَ ُ‬ ‫هُم بِ َ‬
‫َش َروْ ْا بِ ِه نف َسهُ ْم لوْ كانوا يَ ْعل ُمونَ (‪ )102‬البقرة) ما هو إعراب ما؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َأ‬
‫(واتبعوا ما تتلوا الشياطين) هذه مفعول به (إسم موصول)‪( .‬وما كفر سليمان) هذه نافية‪( ،‬يعلمون الناس السحر وما أنزل) معطوفة على السحر‪( ،‬وما‬
‫‪ C‬منهما ما يفرقون به) هذه مفعول به بمعنى الذي‪( ،‬وما هم بضارين به من أحد) هذه نافية‪( ،‬ولقد علموا‬
‫يعلمان من أحد حتى يقوال) هذه نافية‪( ،‬فيتعلمون‬
‫لمن اشتراه ما له في اآلخرة من خالق) هذه نافية بمعنى ليس‪ ،‬ما دام تقدم الجار والمجرور فال تعمل قد تكون حجازية لكن ال نعرفها لوجود (من) الزائدة‪،‬‬
‫ال أو تمييز (ما بعد بئس‬‫المفروض أنها تكون حجازية ولكن ال يمكن أن نعرفها ألن الخبر جار ومجرور‪( ،‬لبئس ما شروا به أنفسهم) يمكن أن تكون فاع ً‬
‫وبعد نعم) كالهما يجوز إما نعم شيئًا أو نعم الشيء‪ ،‬يحث لنا أن نعرب (ما) تمييز أو فاعل‪.‬‬
‫آية (‪:)104‬‬
‫وا َرا ِعنَا َوقُولُ ْ‬
‫وا انظُرْ نَا* َوا ْس َمعُوا)ما مناسبة نزول هذه اآلية عقب آيات السحر؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫وا الَ تَقُولُ ْ‬
‫*(يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫سرًا فأعلنوا بها اآلن‬
‫نسب الرسول ‪ّ ‬‬ ‫نُ َ‬
‫هي المؤمنون عن التلفظ بكلمة راعنا وهذه كلمة تشبه كلمة في العبرانية تعني المسبّة فقال المنافقون واليهود كنا ّ‬
‫فأنزل اهلل تعالى النهي عن هذه الكلمة وكشف عمل اليهود والمنافقين لكن ما مناسبة نزول هذه اآلية عقب آيات السحر؟ لو رجعنا إلى أصل السحر لرأيناه‬
‫يرجع إلى التمويه وأن من ضروب السحر ما هو تمويه األلفاظ فأذى الشخص بقول أو فعل ال يُعلم مغزاهما كخطابه بلفظ يفيد معنى ومقصود المتكلم به‬
‫أذى كما فعل المنافقون بقولهم (راعنا) فهم يظهرون معنى ويبطنون غيره‪.‬‬
‫آية (‪:)105‬‬
‫*ما داللة وصف* الفضل بالعظيم؟(د‪.‬حسام* النعيمى)‬
‫صف الفوز في القرآن الكريم وكذلك الفضل بأنه عظيم وكبير ومبين‪.‬‬ ‫‪ُ  ‬و ِ‬
‫صف بالعظيم في ثماني آيات في القرآن كله ووصف بالكبير في ثالث آيات ووصف بالمبين في آية واحدة والخالصة التي نقدمها في هذا‬ ‫الفضل ُو ِ‬
‫الموضوع ابتداء قبل استعراض اآليات هي أن الوصف إذا كان بلفظ العظيم فيكون متصل االسناد مباشرة باسم الجاللة (اهلل) ويكون الوصف متعددًا‬
‫وعندما تكون االشارة الى فضل من اهلل تعالى بغير اسناد مباشر للفظ الجاللة (اهلل) يوصف الفضل بالكبير وعندما يكون األمر دنيويًا ويكون شيئًا مباشرًا‬
‫معرفة وجاءت نكرة‬ ‫ظاهرًا ملموسًا يستعمل كلمة مبين في وصف الفضل‪ .‬وسنقف عند التعريف والتنكير لكلمة الفضل قد جاءت كلمة الفضل في القرآن ّ‬
‫معرفة وإذا كان ما قبلها نكرة جاءت نكرة‪ .‬ونستعرض اآليات التي جاء فيها لفظ (الفضل العظيم)‪:‬‬ ‫معرفًا جاءت ّ‬ ‫ايضًا فإذا كان ما قبلها ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِين أ ْن يُنَزل َعل ْيك ْم‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِن أ ْه ِل ال ِك َت ِ‬
‫اب َولا ال ُمش ِرك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين كف ُروا م ْ‬ ‫َّ‬
‫اب ألِي ٌم (‪َ )104‬ما َي َو ُّد الذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين َعذ ٌ‬ ‫ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِين آَ َمنُوا لَا َت ُقولُوا َر ِ‬ ‫( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫اس َم ُعوا َولِلكاف ِ‬
‫اعنَا َوقولوا انظ ْرنَا َو ْ‬
‫‪ )29( C‬الحديد (‪)4‬‬ ‫يم (‪ )105‬البقرة (‪ )74‬آل عمران (‪ )29‬االنفال (‪ )21‬الحديد‬ ‫ص ِب َر ْح َم ِت ِه َم ْن َي َشا ُء َواللَّ ُه ُذو الْ َف ْ ْ‬ ‫ِن َربِّ ُك ْم َواللَّ ُه َي ْخ َت ُّ‬
‫ْر م ْ‬‫ِن َخي ٍ‬ ‫مْ‬
‫ض ِل ال َع ِظ ِ‬
‫الجمعة (‪ )174‬آل عمران (‪ )113‬النساء‬
‫في آية سورة البقرة اسم الجاللة (اهلل) مبتدأ و(ذو الفضل) انتسب الفضل الى اهلل تعالى فاهلل هو صاحب الفضل (ذو هو خبر (اهلل) أضيف الى الفضل وبما‬
‫‪ C‬الذي هو اسم الجاللة (اهلل) وجاءت‬ ‫ان ذو الفضل مضاف ومضاف اليه وهما كالكلمة الواحدة قكأن الفضل أُخ ِبر به عن اهلل تعالى‪ ،‬ذو الفضل خبر للمبتدأ‬
‫ال بخبر اسم الجاللة كان استعمال كلمة العظيم للفضل‪ .‬هذا من حيث‬ ‫كلمة العظيم وصفًا للفضل ألنها مسندة بشكل مباشر هلل تعالى فلما كان الفضل متص ً‬
‫العظيم في القراءات العشر المتواترة هذا‬ ‫ِ‬ ‫الفضل‬
‫ِ‬ ‫االسناد أن الفضل اسند هلل تعالى (ذو الفضل) خبر للفظ الجاللة والعظيم صفة للفضل حصرًا وهي تُقرأ‬
‫ص ِب َر ْح َم ِت ِه َم ْن َي َشا ُء) ذكر اختصاص الرحمة التي هي شيء واسع‬ ‫من حيث التركيب أما من حيث المعنى فلو نظرنا الى اآليات في قوله تعالى ( َواللَّ ُه َي ْخ َت ُّ‬
‫(ورحمتي وسعت كل شيء) فلما يكون الشيء واسعًا تستعمل كلمة العظيم وعندما يكون الشيء منحصرًا تستعمل كلمة الكبير‪.‬‬
‫ب َوالَ ْال ُم ْش* ِر ِكينَ َأن يُنَ* َّز َل َعلَ ْي ُكم ِّم ْن خَ ْي* ٍ‬
‫*ر ِّمن َّربِّ ُك ْم) لِ َم عطف هللا تع**الى قوله (وال‬ ‫*ل ْال ِكتَ**ا ِ‬
‫ُوا ِم ْن َأ ْه* ِ‬
‫*قال تع**الى ( َّما يَ* َو ُّد الَّ ِذينَ َكفَ*ر ْ‬
‫المشركين) على (الذين كفروا من أهل الكتاب) مع أن المشركين كافرون؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫لقد عطف اهلل تعالى قوله (وال المشركين) على (الذين كفروا من أهل الكتاب) لئال يقع في الظن أن الحسد يقع من أهل الكتاب وحدهم دون غيرهم فالكفر‬
‫سبب البُغض والحسد ألينما كان وفي أي زمن كان‪.‬‬
‫آية (‪:)106‬‬
‫*ر ِّم ْنهَا َأوْ ِم ْثلِهَا (‪ )106‬البق**رة) هن**اك قراءت*ان لكلمة (ننس*ها) ما الف*رق بينهم*ا؟(ورتل* الق*رآن‬ ‫نس*هَا نَ*ْأ ِ‬
‫ت بِ َخ ْي* ٍ‬ ‫*( َما نَن َس ْخ ِم ْن آيَ ٍة َأوْ نُ ِ‬
‫ترتيالً)‬
‫وخلَف ( ُننسها) وقرأه ابن كثير وأبو عمرو (ننسأها) فأما قراءة نُنسها فهي من النسيان‬
‫قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وأبو جعفر َ‬
‫أي نُنسي الناس إياها وذلك بأمر الرسول ‪ ‬بترك قراءتها حتى ينساها المسلمون‪ ،‬وقراءة (ننسأها) بمعنى نؤخرها أي نؤخر تالوتها أو نؤخر العمل بها مما‬
‫يؤدي إلى إبطال العمل بقراءتها أو بحكمها‪.‬‬
‫*ولكن لِ َم قال تعالى (نأت بخير منها) ولم يبين بأي شيء هي أفضل وخير من اآلية المنسوخة؟؟(ورتل* القرآن ترتيالً)‬
‫(نأتي بخير منها) أُجمِلت جهة الخيرية ولم يُذكر وجه الخير لتذهب نفسك كل مذهب ممكن فقد ترى أن الخيرية في االشتمال على ما يناسب مصلحة الناس‬
‫ويرى غيرك ما فيه رفق بالمكلفين ورحمة بهم في مواضع الشدة وهكذا‪.‬‬
‫آية (‪:)107‬‬
‫* ما الفرق بين الملك والملكوت؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫كلمة الملك والملكوت كلمتان من اشتقاق من ملك وزيادة المبنى تؤدي إلى زيادة المعنى‪ .‬فبصورة أولية كلمة الملكوت هي أوسع من كلمة الملك وبهذا‬
‫ِن َش ْي ٍء ‪ 185‬األعراف) عطف‬ ‫ض َو َما َخلَ َق اللَّ ُه م ْ‬‫ات َوالْأَ ْر ِ‬
‫الس َما َو ِ‬
‫وت َّ‬ ‫المعنى استعملت في القرآن الكريم فعندما نأتي إلى قوله تعالى (أَ َولَ ْم َي ْن ُظ ُروا فِي َملَ ُك ِ‬
‫ِن َش ْيءٍ) كله داخل في ملكوته فالعطف هنا هو من عطف الخاص على العام فكل ما خلق هو داخل ضمن عموم كلمة الملكوت‪.‬‬ ‫(و َما َخلَ َق اللَّ ُه م ْ‬
‫الخلق العام َ‬
‫ير ﴿‬‫َص ٍ‬ ‫َ‬
‫ِي َولا ن ِ‬ ‫ِن َول ٍّ‬ ‫َّ‬
‫ُون الل ِه م ْ‬‫ِن د ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ض َو َما لك ْم م ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َوالأ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والملك والملكوت كله هلل سبحانه وتعالى ولذلك في اآلية الكريمة (أل ْم َت ْعل ْم أ َّن الل َه ل ُه ُملك َّ‬
‫‪ ﴾107‬البقرة) وقدم له للحصر ملك السموات واألرض هلل سبحانه وتعالى‪ .‬الفارق أنه يمكن أن يعطي من ملكه جلت قدرته لعبيده يتصرفون فيه من‬
‫باق ويستعمله عبيده‬ ‫سلطان أو مال فكل ما في الكون هو ملك هلل سبحانه وتعالى فيعطي لهؤالء العبيد وهو ال يخرج من ملكية اهلل سبحانه وتعالى بل هو ٍ‬
‫على سبيل العارية المردودة والمسترجعة فله ملك السموات واألرض‪ .‬وعندما ننظر الستعمال الملك والملكوت في القرآن الكريم نجد أن الملك يمكن أن‬
‫ِك الْ ُملْ ِك تُ ْؤتِي الْ ُملْ َك َم ْن‬‫‪ C‬اهلل سبحانه وتعالى أي إلى البشر لكن الملكوت لم يرد في القرآن الكريم أنه أعطي من الملكوت للبشر ( ُق ِل اللَّ ُه َّم َمال َ‬ ‫يوجه إلى عبيد‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ال الل ِه الذِي آ َتاكم ْ(‪)33‬‬ ‫َّ‬ ‫ِن َم ِ‬ ‫وه ْم م ْ‬ ‫ُ‬
‫(وآت ُ‬ ‫َ‬ ‫َت َشا ُء )﴿‪ ﴾26‬آل عمران) فالملك ملك اهلل سبحانه وتعالى ممكن أن بعضه يُعار‪ ،‬يملك على سبيل كما قلنا اإلعارة َ‬
‫النور) هو مال اهلل‪.‬‬
‫أما الملكوت العز والسلطان‪ ،‬وملكوت اهلل سلطانه‪ ،‬والملكوت ملك اهلل خاصة" أي ال يعطي منه ألحد‪ .‬والملك داخل في الملكوت والملكوت عام‪ .‬فاهلل عز‬
‫وجل لم يقل يؤتي الملكوت من يشاء بل يؤتي الملك‪ ،‬وملك اهلل عز وجل ما في السموات وما في األرض‪ .‬فملكوت اهلل عز وجل واسع‪ ،‬والملكوت هو هذا‬
‫ض (‪ )75‬األنعام) أي هذا الشيء الخاص باهلل‬ ‫ات َوالْأَ ْر ِ‬
‫او ِ‬ ‫الس َم َ‬
‫وت َّ‬ ‫اهي َم َملَ ُك َ‬ ‫ِك نُ ِري إِب َ‬
‫ْر ِ‬ ‫الملك الواسع بكل ما يمكن أن يتخيله اإلنسان‪ .‬وفي قوله ( َو َك َذل َ‬
‫سبحانه وتعالى ليس كل الملكوت ولكن بعضه فقد أراه ما في السموات الدنيا ولكن ألن الموطن موطن تعجب وموطن عظمة فقال نريه ملكوت السماوات‬
‫واألرض وموضعين آخرين في المؤمنون ويس فبذلك تكون وردت كلمة ملكوت أربع مرات وليس فيها إشارة إلى إعطائها ألحد‪ .‬وملكوت كلمة عربية‬
‫وهذه الزيادة فعلوت مثل رهبوت الرهبة عندنا والرهبوت وتعني الرهبة العظيمة‬
‫آية (‪:)109‬‬
‫* انظرآية (‪↑↑↑.)27‬‬
‫ب لَوْ يَ ُر ُّدونَ ُكم ِّمن بَ ْع ِد ِإي َمانِ ُك ْم ُكفَّاراً َح َسدًا ِّم ْن ِعن ِد َأنفُ ِس ِهم (‪ )109‬البقرة) لم قال تعالى (من عند أنفسهم) ولم‬
‫*( َو َّد َكثِي ٌر ِّم ْن َأ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫يقل منهم؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫في قوله تعالى‪(:‬من عند أنفسهم) تأكيد على تأصيل هذا الحسد فيهم وصدوره من أنفسهم أكثر من قوله منهم‪.‬‬
‫ِي اللُهّ ِبأَ ْم ِرهِ) العفو ترك عقوبة المذنب والصفح هو الجانب لصفحة الوجه والصفح هو ترك اللوم والتثريب وهو أبلغ من العفو‬ ‫ْ‬
‫اص َف ُحواْ َحتَّى َيأت َ‬
‫اع ُفواْ َو ْ‬
‫( َف ْ‬
‫ألنك قد تعفو عن ذنب امرئ لكنك تبقى له الئمًا وأما الصفح فهو ترك اللوم ولذلك هو أبلغ من العفو لذا قال تعالى (فاعفوا واصفحوا)‪.‬‬
‫و(واَل يَزَ الُونَ يُقَاتِلُونَ ُك ْ*م َحتَّى يَ ُر ُّدو ُك ْم ﴿‪﴾217‬‬ ‫*ما سبب االختالف بين قوله تعالى ( َو َّد َكثِي ٌر ِم ْن َأ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب لَوْ يَ ُر ُّدونَ ُك ْ*م ﴿‪ ﴾109‬البقرة) َ‬
‫البقرة)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫(ولَا َي َزالُ َ‬
‫ون‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬
‫اب لَ ْو َي ُردُّو َن ُك ْم ﴿‪ ﴾109‬البقرة) يردونكم فعل مضارع مرفوع بثبوت النون هذه قضية نحوية‪ ،‬في آية أخرى في البقرة َ‬ ‫( َو َّد َكث ٌ‬
‫ِير م ْ‬
‫يُ َقاتِلُو َن ُك ْم َحتَّى َي ُردُّو ُك ْم ﴿‪ ﴾217‬البقرة) لماذا هناك يردونكم بالنون وهنا يردوكم؟ وهذه (حتى) تنصب بأن مضمرة بعدها (حتى يرجع إلينا موسى)‪ .‬إذًا‬
‫حتى يردوكم هي حتى أن يردوكم فيردوكم فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى وعالمة نصبه حرف النون فهذه ما فيها تشابه وإنما قضية نحوية‬
‫ال أكثر وال أقل‪.‬‬
‫آية (‪:)110‬‬
‫*يقول تعالى (بما تعملون بصير) وفي آية أخرى يقول (بصير بما تعملون) فهل للتقديم والتأخير لمسة بيانية؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫التقديم والتأخير يأتي لسبب والسياق قد يكون الحاكم والموضح لألمور‪ .‬إذا كان سياق الكالم أو اآلية في العمل يقدّم العمل وإذا لم يكن السياق في العمل أو‬
‫ألن ُف ِس ُكم ِّم ْن َخي ٍ‬
‫ْر‬ ‫الز َكا َة َو َما تُ َق ِّد ُمواْ َ‬ ‫ال َة َوآتُواْ َّ‬ ‫الص َ‬‫إذا كان الكالم على اهلل سبحانه وتعالى وصفاته يقدّم صفته‪ .‬من باب تقديم العمل على البصر‪َ ( :‬وأَقِي ُمواْ َّ‬
‫ير (‪ )110‬البقرة) بهذا العمل بصير‪ ،‬إذا كان السياق عن العمل يقدم العمل على البصر وإذا كان الكالم ليس في‬ ‫صٌ‬ ‫ون َب ِ‬ ‫َت ِجدُو ُه ِعن َد اللِهّ إِ َّن اللَهّ ِب َما َت ْع َملُ َ‬
‫صا َب َها‬ ‫ْو ٍة أَ َ‬
‫ات اللِهّ َو َت ْث ِبي ًتا ِّم ْن أَن ُف ِس ِه ْم َك َم َث ِل َجنَّ ٍة ِب َرب َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُه ُم ا ْب ِتغَاء َم ْر َ‬ ‫ِين يُن ِف ُق َ‬ ‫(و َم َث ُل الَّذ َ‬ ‫السياق عن العمل أو الكالم على اهلل تعالى وصفاته يقدم صفته‪َ .‬‬
‫َ‬
‫ْن لِ َم ْن أ َرا َد‬ ‫ْن َكا ِملَي ِ‬‫َه َّن َح ْولَي ِ‬ ‫َ‬
‫ض ْع َن أ ْو َ‬
‫الد ُ‬ ‫ُر ِ‬ ‫ير (‪ )265‬البقرة) هذا إنفاق‪َ ( ،‬والْ َوالِد ُ‬
‫َات ي ْ‬ ‫صٌ‬ ‫ون َب ِ‬ ‫ُص ْب َها َوا ِب ٌل َف َط ٌّل َواللُهّ ِب َما َت ْع َملُ َ‬ ‫ْن َفِإن لَّ ْم ي ِ‬ ‫َوا ِب ٌل َفآ َت ْت أُ ُكلَ َها ِ‬
‫ض ْع َفي ِ‬
‫ِك‬ ‫ار ِث م ِْث ُل َذل َ‬ ‫ال َم ْولُو ٌد لَّ ُه ِب َولَ ِد ِه َو َعلَى الْ َو ِ‬ ‫ِها َو َ‬‫آر َوالِ َد ٌة ِب َولَد َ‬ ‫ض َّ‬ ‫ال تُ َ‬
‫ال ُو ْس َع َها َ‬ ‫س إِ َّ‬ ‫ف َن ْف ٌ‬ ‫ال تُ َكلَّ ُ‬
‫وف َ‬ ‫ِس َوتُ ُه َّن ِبالْ َم ْع ُر ِ‬‫اع َة َوعلَى الْ َم ْولُو ِد لَ ُه ِر ْز ُق ُه َّن َوك ْ‬ ‫ض َ‬ ‫أَن يُت َِّم َّ‬
‫الر َ‬
‫وف َواتَّ ُقواْ اللَهّ‬ ‫َاح َعلَ ْي ُك ْم إِ َذا َسلَّ ْمتُم َّمآ آ َت ْيتُم ِبالْ َم ْع ُر ِ‬ ‫ال ُجن َ‬ ‫ال َد ُك ْم َف َ‬‫ض ُعواْ أَ ْو َ‬ ‫َاح َعلَ ْي ِه َما َوإِ ْن أَ َردتُّ ْم أَن َت ْس َت ْر ِ‬ ‫ال ُجن َ‬ ‫اض ِّم ْن ُه َما َو َت َشا ُو ٍر َف َ‬ ‫ال َعن َت َر ٍ‬ ‫ِصا ً‬ ‫َفإِ ْن أَ َرادَا ف َ‬
‫ون أَ ْو َي ْع ُف َو‬ ‫ال أَن َي ْع ُف َ‬ ‫ضتُ ْم إَ َّ‬ ‫ف َما َف َر ْ‬ ‫ِص ُ‬ ‫يض ًة َفن ْ‬ ‫ضتُ ْم لَ ُه َّن َف ِر َ‬ ‫ُن َو َق ْد َف َر ْ‬ ‫ْل أَن َت َم ُّسوه َّ‬ ‫ُن مِن َقب ِ‬ ‫ير (‪ )233‬البقرة) ( َوإِن َطلَّ ْقتُ ُموه َّ‬ ‫صٌ‬ ‫ون َب ِ‬ ‫اعلَ ُمواْ أَ َّن اللَهّ ِب َما َت ْع َملُ َ‬ ‫َو ْ‬
‫ُّك أَ ْع َمالَ ُه ْم إِنَّ ُه‬‫ُو ِّف َينَّ ُه ْم َرب َ‬ ‫ي‬
‫َّ َ‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ًّ‬
‫ـال‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫إ‬
‫َِ‬‫(و‬ ‫البقرة)‬ ‫)‬ ‫‪237‬‬ ‫(‬ ‫ير‬
‫ٌ‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬‫ت‬‫َ‬
‫َِ ْ َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫َهّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫إ‬ ‫م‬
‫َ ِْ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ض‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫نس‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫و‬‫َ َ‬‫ى‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫َّ‬
‫ِلت‬‫ل‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ع‬‫ت‬‫َ‬
‫ِ َ ْ‬‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫اح‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِّ‬
‫الن‬ ‫ُ‬
‫ة‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫الَّذ ِ َ‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ِي‬
‫اع َملْ‬ ‫َ‬
‫ير (‪ )112‬هود) الكالم على العمل فقدم العمل (أ ِن ْ‬ ‫صٌ‬ ‫ون َب ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َوا إِنَّ ُه ِب َما َت ْع َمل َ‬ ‫ْ‬
‫ال َتطغ ْ‬ ‫اب َم َع َك َو َ‬ ‫ِر َت َو َمن َت َ‬ ‫ُ‬
‫اس َت ِق ْم َك َما أم ْ‬
‫ير (‪ )111‬هود) ( َف ْ‬ ‫ون َخ ِب ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِب َما َي ْع َمل َ‬
‫ير (‪ )40‬فصلت) هذا في القرآن‬ ‫صٌ‬ ‫ون َب ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫(اع َملوا َما ِشئت ْم إِنَّ ُه ِب َما َت ْع َمل َ‬ ‫ُ‬ ‫ير (‪ )11‬سبأ) قدم العمل‪ْ ،‬‬ ‫صٌ‬ ‫ون َب ِ‬ ‫ُ‬
‫ِحا إِنِّي ِب َما َت ْع َمل َ‬ ‫صال ً‬ ‫ُ‬
‫اع َملوا َ‬ ‫الس ْر ِد َو ْ‬ ‫ِّر فِي َّ‬ ‫َ‬
‫َات َوقد ْ‬ ‫َسا ِبغ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين أش َركوا َي َو ُّد أ َح ُد ُه ْم ل ْو يُ َع َّم ُر ألف َسَن ٍة َو َما ُه َو‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِن الذ َ‬ ‫اس َعلى َح َيا ٍة َوم َ‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫ص الن ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كله إذا كان الكالم ليس على العمل أو على اهلل تعالى ( َولت ِجدَن ُه ْم أ ْح َر َ‬
‫اب اللُهّ َعلَ ْي ِه ْم ثُ َّم َع ُمواْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ث‬ ‫ْ‬
‫وا‬
‫َ ُ َ َ ُّ َّ َ‬ ‫م‬‫ص‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫وا‬ ‫م‬‫ع‬‫ف‬‫َ‬ ‫ٌ‬
‫َة‬‫ن‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ُوا‬ ‫ب‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ح‬‫ََ‬‫(و‬ ‫عمل‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫ليس‬ ‫ون (‪ )96‬البقرة)‬ ‫ير ِب َما َي ْع َملُ َ‬
‫صٌ‬ ‫اب أَن ُي َع َّم َر َواللُهّ َب ِ‬ ‫ِن الْ َع َذ ِ‬ ‫ِب ُم َز ْح ِز ِح ِه م َ‬
‫ون (‪ )18‬الحجرات)‬ ‫ُ‬
‫ير ِب َما َت ْع َمل َ‬ ‫صٌ‬ ‫َّ‬
‫ض َوالل ُه َب ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َوالأ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫ْب َّ‬ ‫َّ‬
‫ون (‪ )71‬المائدة) ال يوجد عمل‪( ،‬إِ َّن الل َه َي ْعلَ ُم َغي َ‬ ‫ُ‬
‫ير ِب َما َي ْع َمل َ‬ ‫صٌ‬ ‫ص ُّمواْ َكث ٌ‬
‫ِير ِّم ْن ُه ْم َواللُهّ َب ِ‬ ‫َو َ‬
‫يتكلم عن اهلل تعالى فيقدم صفة من صفات اهلل تعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)112‬‬
‫*في سورة البقرة قال تعالى (بَلَى َم ْن َأ ْسلَ َم َوجْ هَهُ هّلِل ِ َوه َُو ُمحْ ِس ٌن) ورد الفعل أسلم بالماضي* وفي لقمان بالمضارع* فما الفرق بينهما؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى* ‪:‬‬
‫ور) وآية البقرة ( َبلَى َم ْن أَ ْسلَ َم َو ْج َه ُه لِلِهّ َوه َ‬ ‫ُ‬
‫ُو ُم ْح ِس ٌن َفلَ ُه‬ ‫اس َت ْم َس َك ِبالْ ُع ْر َو ِة الْ ُو ْث َقى َوإِلَى اللَّ ِه َعا ِق َب ُة ْالأ ُم ِ‬
‫ُسلِ ْم َو ْج َه ُه إِلَى اللَّ ِه َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن َف َق ِد ْ‬ ‫(و َمن ي ْ‬ ‫في لقمان َ‬
‫ون (‪ ))112‬هناك أكثر من اختالف بين اآليتين‪ :‬الماضي والمضارع‪ ،‬والالم وإلى‪ ،‬ثم تأتي أمور أخرى (فقد‬ ‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬ ‫ال َخ ْو ٌ‬ ‫أَ ْج ُر ُه ِعن َد َربِّ ِه َو َ‬
‫استمسك بالعروة الوثقى) في لقمان ولم يقلها في البقرة واختلف الجواب (فله أجره عند ربه) في البقرة ولم يقلها في لقمان‪ .‬المضارع والماضي سياق‬
‫اآليتين يوضح االستعمال‪ .‬أسلم إلى قلنا بمعنى اإلتباع وتفويض األمر إذا كان بمعنى اإلتباع فأمور االتباع كثيرة وإذا كان بمعنى التفويض وما يقع لإلنسان‬
‫من حوادث ونوازل كثيرة وهذا يقتضي إذن التعدد وقلنا سابقًا أنه إذا وقع فعل الشرط مضارعًا بعد أداة الشرط فهذا يفيد التكرار غالبًا وإذا وقع بالماضي‬
‫يفيد وقوع الحدث مرة في الغالب‪ .‬آية لقمان يتعلق باإلتباع ( َقالُوا َب ْل نَتَّ ِب ُع َما َو َج ْدنَا َعلَ ْي ِه آ َباءنَا) وأمور االتباع كثيرة في الحياة ما يتعلق بالحالل والحرام‬
‫‪ C‬هذه كثيرة إذن يقتضي تكرر المسألة‪ .‬في آية البقرة جاءت في الرد على اليهود والنصارى‬ ‫وإذا كان بمعنى التفويض إلى اهلل في حال النوازل والشدائد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪َ )111‬بلى َم ْن أ ْسل َم َو ْج َه ُه لِلِهّ‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُر َها َنك ْم إِن كنت ْم َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ارى (‪ ))111‬قال ربنا تعالى (تِلك أ َمانِيُّ ُه ْم قل َهاتوا ب ْ‬ ‫َص َ‬‫ان ُهودًا أَ ْو ن َ‬ ‫ال َمن َك َ‬ ‫ْخ َل الْ َجنَّ َة إِ َّ‬
‫( َو َقالُواْ لَن َيد ُ‬
‫ون (‪ ))112‬يدخلها المسلم في مقابل اليهود والنصارى الذين قالوا (لن يدخل الجنة إال من كان‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬
‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ُو ُم ْح ِس ٌن َفلَ ُه أَ ْج ُر ُه ِعن َد َرِّب ِه َو َ‬
‫ال َخ ْو ٌ‬ ‫َوه َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪َ )111‬بلَى َم ْن أ ْسلَ َم َو ْج َه ُه لِلِهّ َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن َفلَ ُه أ ْج ُر ُه ِعن َد َربِّ ِه َو َ‬
‫ال‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫ُر َها َن ُك ْم إِن ُكنتُ ْم َ‬ ‫َ‬
‫هودًا أو نصارى) القرآن رد عليهم (تِلْ َك أ َمانِيُّ ُه ْم ُق ْل َهاتُواْ ب ْ‬
‫ون (‪ ))112‬يعني بلى يدخلها كل مسلم واإلسالم كم مرة يدخل اإلنسان به؟ مرة واحدة من قال أشهد أن ال إله اهلل مرة واحدة فهو‬ ‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬
‫َخ ْو ٌ‬
‫مسلم أما تفويض األمر واالتباع كثير فلما يتعلق األمر بالتفويض واالتباع يقول (يسلم) بالمضارع ألنها تتكرر ولما يذكر الدخول في اإلسالم فهو مرة‬
‫واحدة فيستعمل الماضي (أسلم)‪ .‬الحاكم في السياق هو المسرح الذي تتم فيه األحداث‪.‬‬
‫في آية البقرة لم يقل (فقد استمسك بالعروة الوثقى) كما ذكر في آية لقمان وإنما ذكر األجر ألنه ليس في اآلية تفويض أمر‪ ،‬ذكر األجر‪ .‬قال (من يسلم‬
‫وجهه هلل فقد استمسك بالعروة الوثقى) وقال (ومن أسلم وجهه هلل فله أجره عند ربه) أيها أعلى العاقبتين؟ العاقبة في البقرة أعلى‪ ،‬جعل األجر مع اإلسالم هلل‬
‫واإلخالص هلل أن يكون سالمًا خالصًا هلل جعل عاقبته األجر (فله أجره عند ربه) ناسب بين علو األجر وبين معنى داللة اإلسالم لما جعل نفسه خالصًا له‬
‫ألننا قلنا أسلم هلل أي جعل نفسه خالصًا هلل ليس ألحد آخر فيه نصيب هذا عاقبته (فله أجره عند ربه) ذاك بمعنى التفويض قال (فقد استمسك بالعروة‬
‫الوثقى)‪ ،‬لما جعل نفسه خالصًا هلل قال (فله أجره عند ربه) جعل هذه عاقبته‪ .‬بالمناسبة أذكر مسألة عرضًا في السابق أذكر حادثة كثيرًا ما كنت أدعو اهلل‬
‫إني أسألك الفردوس األعلى فجاءني زمن كنت دائمًا أقول هذا الدعاء رأيت في المنام كأني في يدي كتاب من كتاب اهلل ليس هو القرآن وال التوراة وال‬
‫اإلنجيل (وقد قرأتها جميعًا عندما ألّفت كتاب نبوءة محمد من الشك إلى اليقين) كأني أقرأ كتاب من كتاب اهلل مكتوب فيها " إن الذي يسأل الفردوس األعلى‬
‫عليه أن ال يدع حظًا لنفسه" بمعنى أن تجعل كل شيء هلل خالصًا أن يجعل نفسه خالصة هلل وأن ال يدع حظًا لنفسه‪ ،‬هذا ما قرأت‪.‬‬
‫في كال اآليتين من أسلم هلل وأسلم إلى اهلل كالهما محسن لذلك قال القدامى أسلم هلل أعلى من أسلمت إلى اهلل كما قال الرازي واختلف األجر وكل أجر مناسب‬
‫لكل واحد ذاك فوض أمره إلى اهلل فقد استمسك بالعروة الوثقى وذاك جعل نفسه خالصًا هلل فله أجره عند ربه وكونه مسلم دخل في اإلسالم‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫اس َت ْم َس َك ِبالْ ُع ْر َو ِة‬ ‫ُسلِ ْم َو ْج َه ُه إِلَى اللَّ ِه َوه َ‬
‫ُو ُم ْح ِس ٌن َف َق ِد ْ‬ ‫قال تعالى ( َبلَى َم ْن أَ ْسلَ َم َو ْج َه ُه لِلَّ ِه َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن ﴿‪ ﴾112‬البقرة) هلل الم حرف جر هلل‪ ،‬أخرى ( َو َم ْن ي ْ‬
‫ُ‬
‫ور ﴿‪ ﴾22‬لقمان) مرة الم ومرة إلى‪ ،‬هناك واحد أسلم وجهه إلى اهلل واآلخر أسلم وجهه هلل طبعًا ربما لم تخطر على بال أحد‬ ‫الْ ُو ْث َقى َوإِلَى اللَّ ِه َعا ِق َب ُة الْأ ُم ِ‬
‫درهم لفالن ما الفرق؟ حروف‬ ‫درهم إلى فالن أو أقول أعطيت ألف‬ ‫ال أنا أقول أعطيت ألف‬ ‫لماذا؟ مرة واحد أسلم وجهه إلى اهلل وواحد أسلم وجهه هلل‪ .‬مث ً‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الجر هذه معجزة اللغة العربية هذه هي العكوس للحنفيّات يعني هذا البوري الذي تشرب أنت منه الماء هذا يخرج يمين ويسار ويصعد هذا يربط بعكس هذا‬
‫العِكس هو الذي يوجه الماء بدونه الماء ال يصل ينفرط الماء في كل مكان الذي يمسك الماء ويوجهه توجيهًا صحيحًا هذه العكوس التي تربط المواسير‬
‫نزل علينا) على‬ ‫ُ‬
‫ببعضها هذا العكس الصغير كحرف الجر هو الذي يوجه معنى اللغة العربية وخاصة لغة الكتاب العزيز‪ .‬فرق كبير بين كما علمتم (أ ِ‬
‫نزل إلينا) إلى حرف جر هنا أيضًا فرق كبير بين أسلمت وجهي هلل للذي فطرني وبين أسلمت وجهي إلى اهلل‪ .‬كما قلنا أعطيت إلى فالن ألف‬ ‫ُ‬
‫حرف جر و(أ ِ‬
‫‪C‬‬
‫‪ C‬مع شخص يا فالن خذ هذا المال وأعطه إلى فالن فالعطاء تم لكن طريقته أني أرسلته إليه من بعدي بواسطة من بعيد‬ ‫درهم أنت لم تعطيه بيدك ولكن بعثته‬
‫وقد يكون لم يصل بعد‪ .‬لكن لما أقول أعطيته لفالن وصل ووضعه في جيبه‪ .‬هذا الفرق بين كما يقول الدكتور نجيب الفرق بين أسلمت وجهي إلى اهلل‬
‫واحد أسلم حديثًا هو مسلم لكن إلى اآلن لم يصل فال يزال في بداياته تعلم كيف يصلي وتعلم كيف يتوضأ وكيف يتقرب من رب العالمين وكيف يتقدم‬
‫‪ C‬إلى أن يصير (الَّذ َ‬
‫ِين ِع ْن َد‬ ‫درجات درجات ويتدرج من مسلم عام إلى مسلم كذا إلى مؤمن عام إلى مؤمن خاص إلى تقي إلى أن ينتقل من البعد إلى العند‬
‫َ‬
‫ِّك (‪ )206‬األعراف) وصلوا من هذا الطريق إلى أن صار عند ربك‪ .‬هذا طبعًا من البداية اسلم وجهه إلى اهلل ولكن بعد ما وصل ولكن عندما يقول ( َبلى‬ ‫َرب َ‬
‫(و َم ْن‬ ‫َم ْن أَ ْسلَ َم َو ْج َه ُه لِلَّ ِه َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن) هذا وصل‪ .‬حينئ ٍذ هذا وصل للقمة بدليل اإلحسان حينئ ٍذ عندما تقرأ ( َبلَى َم ْن أَ ْسلَ َم َو ْج َه ُه لِلَّ ِه َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن)‪ .‬األخرى َ‬
‫اس َت ْم َس َك ِبالْ ُع ْر َو ِة الْ ُو ْث َقى) ما زال متمسكًا وانظر القرآن هذا نهايات اآليات أعجوبة (إِلَى اللَّهِ) يعني هو ما زال بادئًا‬ ‫ُسلِ ْم َو ْج َه ُه إِلَى اللَّ ِه َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن َف َق ِد ْ‬ ‫يْ‬
‫‪ C‬بمصعد‬ ‫(اس َت ْم َس َك ِبال ُع ْر َو ِة ال ُوث َقى) ما زال هو بتسلق يعني أنت ما زلت تصعد لكن هذا بأسلوب عروة وثقى وأنت ماسك ويسحبونك أو أنت تندفع‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫يقول ْ‬
‫كهربائي إلى الجبال كما رأينا هذا في بعض دول العالم تطلع هكذا بشكل عامودي حينئ ٍذ هذا إلى اهلل متجه إلى اهلل متوجه حينئ ٍذ كما قلنا عن إلينا وعلينا‪.‬‬
‫ض َحنِي ًفا َو َما أَنَا م َ‬
‫ِن‬ ‫ات َوالْأَ ْر َ‬
‫او ِ‬ ‫‪C‬ذ إذا قرأت في القرآن الكريم (أَ ْسلَ َم َو ْج َه ُه لِلَّهِ) سيدنا إبراهيم بعد ما عرف قال (إِنِّي َو َّج ْه ُت َو ْج ِه َي لِلَّذِي َف َط َر َّ‬
‫الس َم َ‬ ‫فحينئ ٍ‬
‫ُسلِ ْم‬ ‫ي‬
‫ََ ْ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫و‬ ‫(‬ ‫بين‬ ‫الفرق‬ ‫هذا‬ ‫الحظ‬ ‫وصل‪.‬‬ ‫اآلن‬ ‫ربه‬ ‫إلى‬ ‫اهلل‬ ‫إلى‬ ‫كان‬ ‫ربه‬ ‫عن‬ ‫يبحث‬ ‫كان‬ ‫عندما‬ ‫البداية‬ ‫في‬ ‫هذا‬ ‫الذي‬ ‫إلى‬ ‫وليس‬ ‫للذي‬ ‫األنعام)‬ ‫﴾‬ ‫‪79‬‬ ‫﴿‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ر‬‫الْ ُم ْش ِ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾99‬الصافات) إلى لسه في الطريق في األخير‬ ‫اه ٌب إِلَى َربِّي َس َي ْهد ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َو ْج َه ُه إِلَى اللهِ) وبين ( َم ْن أ ْسلَ َم َو ْج َه ُه لِلهِ) كما قال سيدنا إبراهيم ( َو َق َ‬
‫ال إِنِّي َذ ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫(وإِلى الل ِه‬ ‫ور (‪ )41‬الحج) وتقول األخرى َ‬ ‫وصل ( َو َّج ْه ُت َو ْج ِه َي لِلَّذِي) مش إلى الذي هكذا وعلى هذا النسق نفس اآليتين واحدة تقول ( َولِل ِه َعا ِق َبة الأ ُم ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(وإِلَى‬ ‫ور (‪ )41‬الحج)‪ .‬اآلخر َ‬ ‫ِّك) وصل هذا ( َولِلَّ ِه َعا ِق َب ُة الْأ ُم ِ‬ ‫ور) الذي قال (هلل) وصل أمري اآلن بيد اهلل وأنا معه أنا مع عبدي (الَّذ َ‬
‫ِين ِع ْن َد َرب َ‬ ‫َعا ِق َب ُة الْأ ُم ِ‬
‫ُ‬
‫ور) لسه عاد لما نوصل األمور تعود إلى اهلل في النهاية‪ .‬هذا الفرق بين التعبير القرآني المعجز‪.‬‬ ‫اللَّ ِه َعا ِق َب ُة الْأ ُم ِ‬
‫آية (‪:)113‬‬
‫* كلمة يختلف**ون وتختلف**ون وردت في الق**رآن في مواضع كث**يرة منه**ا(فَاهّلل ُ يَحْ ُك ُم بَ ْينَهُ ْم يَ**وْ َم ْالقِيَا َم* ِة فِي َما َك**انُ ْ‬
‫وا فِي* ِه يَ ْختَلِفُ**ونَ (‪)113‬‬
‫ض * َي بَ ْينَهُ ْم فِي َما فِي * ِه يَ ْختَلِفُ**ونَ (‪ )19‬ي**ونس) ما ُكنه‬ ‫ت ِمن َّربِّكَ لَقُ ِ‬ ‫وا َولَ**وْ الَ َكلِ َم* ةٌ َس *بَقَ ْ‬ ‫البق**رة) ( َو َما َك**انَ النَّاسُ ِإالَّ ُأ َّمةً َوا ِح* َدةً فَ* ْ‬
‫*اختَلَفُ ْ*‬
‫االختالف؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ون (‪ )113‬البقرة) االختالف في‬ ‫لما يقول (كانوا)أو(كنتم) الكالم عن يوم القيامة واالختالف كان في الدنيا ( َفاللُهّ َي ْح ُك ُم َب ْي َن ُه ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة فِي َما َكانُواْ فِي ِه َي ْخ َتلُِف َ‬
‫ون) ألنها تقصد الدنيا‪.‬‬ ‫ون (‪ )19‬يونس) هذه اآلن وليس في يوم القيامة (فِي َما فِي ِه َي ْخ َتلُِف َ‬ ‫ض َي َب ْي َن ُه ْم فِي َما فِي ِه َي ْخ َتلِ ُف َ‬ ‫ال َكلِ َم ٌة َسَب َق ْت مِن َّرب َ‬
‫ِّك لَ ُق ِ‬ ‫(ولَ ْو َ‬
‫الدنيا‪َ .‬‬
‫هل (كان) هنا فعل ناقص؟ نعم فعل ناقص وأحيانًا يأتي تام وله استخدامات كثيرة‪.‬‬
‫ارى‬
‫صَ‬ ‫ارى َعلَ َى َش ْي ٍء َو َقالَ ِت النَّ َ‬ ‫صَ‬ ‫ْس ِت النَّ َ‬‫كنه االختالف هنا هو االختالف في أمر العقيدة بين الملل المختلفة أو بين أهل الملّة الواحدة‪َ (.‬و َقالَ ِت الْ َي ُهو ُد لَي َ‬
‫ون (‪ )113‬البقرة) المسألة‬ ‫ون م ِْث َل َق ْولِ ِه ْم َفاللُهّ َي ْح ُك ُم َب ْي َن ُه ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة فِي َما َكانُواْ فِي ِه َي ْخ َتلِ ُف َ‬
‫ال َي ْعلَ ُم َ‬
‫ِين َ‬‫ال الَّذ َ‬ ‫ِك َق َ‬ ‫اب َك َذل َ‬ ‫ون الْ ِك َت َ‬
‫ْس ِت الْ َي ُهو ُد َعلَى َش ْي ٍء َو ُه ْم َي ْتلُ َ‬
‫لَي َ‬
‫هنا فى العقيدة واالختالف في العقيدة بين ملل مختلفة‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬االختالف بمعنى التضاد في اآلراء والمخالفة فهل يمكن أن نفهم معنى االختالف بمعنى التعقل بأن تأتي إلي وآتي إليك؟ يمكن وهذا مردود للسياق‪.‬‬
‫آية (‪:)114‬‬
‫*( َو َم ْن َأ ْ‬
‫ظلَ ُم ِم َّمن َّمنَ َع َم َس*ا ِج َد هّللا ِ َأن يُ* ْ*ذ َك َر فِيهَا ْ‬
‫اس* ُمهُ َو َس* َعى* فِي خ ََرابِهَا (‪ )114‬البق**رة)ما داللة االس**تفهام فى اآلي**ة؟(ورتل الق**رآن‬
‫ترتيالً)‬
‫هاهنا في هذه اآلية استفهام بـ (من) وليس الغرض منه االستفهام وإنتظار جواب وإنما هو استفهام إنكاري خرج إلى النفي أي ال أحد أظل ُم ممن منع‬
‫مساجد اهلل أن يُذكر فيها اسمه‪.‬‬
‫*ما هي المساجد المقصودة بقوله تعالى ( َو َم ْن َأ ْ‬
‫ظلَ ُم ِم َّمن َّمنَ َع َم َسا ِج َد هّللا ِ َأن ي ُْذ َك َر فِيهَا ا ْس ُمهُ) حتى ُج ِمعت؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬

‫نزلت اآلية في أهل مكة ألنهم منعوا المسلمين دخول المسجد الحرام ومع ذلك نرى أن اآلية قد ُجمِع فيها المسجد (مساجد) للتعظيم من شأن المسجد وهذا‬
‫مخرب لمسجد أو مانع‬
‫ال لكل ِّ‬‫واضح كما يقول الفرد في معرض الفخر والتعظيم لنفسه (نحن نقول) وكذلك كلمة المساجد أتت جمعًا ليكون الوعيد شام ً‬
‫العبادة فيه‪.‬‬
‫* ما الفرق بين استعمال كلمتي عقاب وعذاب كما وردتا في القرآن الكريم؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هذه الكلمات هي من لهجات مختلفة فليس بينها فروق ويستدلون بكلمة السكين وال ُمدية‪ .‬نجمع كل اآليات التي فيها كلمة عقب ومشتقاتها عقاب وعاقبة‬
‫‪ C‬الذي وجدناه في هذا أن العقاب وما إشتق منه ورد في ‪ 64‬موضعًا‬ ‫عذب عذاب يعذب معذب تعذيبًا يعذبون‪.‬‬ ‫وعوقب ومعاقبة بكل إشتقاقاتها وكذلك كلمة ّ‬
‫في القرآن الكريم والعذاب وما إشتق منه ورد في ‪ 370‬موضعًا‪ .‬فلما نظرنا في اآليات وجدنا أن هناك تناسبًا بين الصوت والمعنى‪ :‬هو العذاب عقاب‬
‫تعذب إنسانًا كأنك تعاقبه‪ .‬لكن الحظ لما نأخذ الفعل عقب كيف ننطق‬ ‫تعذبه بمعاقبته والعذاب نوع من العقوبة أنك ّ‬ ‫والعقاب عذاب أنت عندما تعاقب إنسانًا ّ‬
‫القاف؟ القاف يسمونه شديدًا يعني يُولد بإنطباق يعقبه إنفصال مفاجيء مثل الباء‪ ،‬بينما الذال المشددة فيها رخاوة وفيها طول‪ .‬من هنا وجدنا أن كلمة العقاب‬
‫‪ C‬يكون في الدنيا واآلخرة‪ ،‬العذاب يأتي في الدنيا ويأتي في‬ ‫‪ C‬هذا اإلمتداد‬
‫تكون للشيء السريع والسريع يكون في الدنيا ألن القاف أسرع‪ .‬والذال فيها إمتداد‪،‬‬
‫اآلخرة‪ .‬عندما نأتي إلى اآليات نجدها تتحدث عن عقوبة للمشركين في الدنيا يسميه عذابًا وفي اآلخرة يسميه عذابًا وال يسميه عقابًا في اآلخرة ال يسميه‬
‫عقابًا (فعذبهم بدخول النار)‪ .‬أما العقاب ففي الدنيا‪ .‬هذا من خالل النظر في جميع اآليات لكن هناك نظرية تحتاج لتنبيه أنه لما يأتي الوصف هلل عز وجل ال‬
‫يكون مؤقتًا ال بدنيا وال بآخرة فلما يقول‪( :‬واهلل شديد العقاب) هذه صفة ثابتة عامة يعني هذه صفته سبحانه لكن لما يستعمل كلمة العقاب مع البشر‬
‫يستعملها في الدنيا لم تستعمل في اآلخرة‪ .‬كذلك العذاب إستعملها للعذاب في الدنيا وفي اآلخرة وإستعملها (وأن اهلل شديد العذاب) ألن العقاب فيه سرعة‬
‫وردت في القرآن (إن ربك سريع العقاب) وليس في القرآن سريع العذاب‪ .‬لذلك بعض اآليات التي تؤكد هذا الذي بيّناه‪:‬‬
‫ور َر ِحي ٌم (‪ )165‬األنعام) وصف هلل سبحانه وتعالى لكن لم يصف نفسه جلّت قدرته بأنه سريع العذاب‪.‬‬ ‫العقاب‪( :‬إن ربك سريع العقاب َوإِنَّ ُه لَ َغ ُف ٌ‬
‫الد ْن َيا ِخ ْز ٌي)‪ ،‬وفي اآلخرة (ولهم في اآلخرة عذاب عظيم (‪ )114‬البقرة)‪ ،‬وجاء بها بمعنى العقاب (وليشهد‬ ‫عذب والعذاب في الدنيا (لَ ُه ْم فِي ُّ‬ ‫العذاب‪ :‬الفعل ّ‬
‫‪ C‬عقوبة س ّماه عذابًا ما يدل على أن العذاب أوسع من العقاب ألنه يستعمل دنيا وآخرة ويستعمل بمكان العقاب‪.‬‬ ‫عذابهما طائفة من المؤمنين)هذه‬
‫آية (‪:)115‬‬
‫ق َو ْال َم ْغ ِربُ (‪ )115‬البقرة) لِ َم خصّ هللا تعالى ملكه بالمشرق* والمغرب؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫*( َوهّلِل ِ ْال َم ْش ِر ُ‬
‫لم تذكر اآلية جهة الشمال والجنوب وإنما ذكرت فقط المشرق والمغرب ألن األرض تنقسم بالنسبة لمسير الشمس إلى قسمين قسم يبتدئ من حيث تطلع‬
‫الشمس وقسم ينتهي من حيث تغرب الشمس‪.‬‬
‫آية (‪:)116‬‬
‫ت َواَألرْ ِ‬
‫ض ُكلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ (‪))116‬؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫*ما داللة ختام اآلية بالوصف بالقنوت فى قوله تعالى (بَل لَّهُ َما فِي ال َّس َم َ‬
‫اوا ِ‬
‫القنوت هو الخضوع واالنقياد مع الخوف وهذا األمر ال يقوم به إال كل عاقل مبصر فلذلك جمع اهلل تعالى في هذه اآلية كلمة قانت جمع مذكر سالم (قانتون)‬
‫وهو مختص بجمع الذكور العقالء ليبيّن لنا سمة أهل الخشوع والقنوت إنهم أصحاب العقول الراجحة التي تخشى اهلل عن إرادة وبصيرة‪.‬‬
‫*( ُك ٌّل لَّهُ قَانِتُونَ (‪ )116‬البقرة) لماذا لم يقل قانت؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫‪( C‬كل) إذا أضيفت إلى نكرة هذا يراعى معناها مثل (كل رجل حضر) (كل امرأة حضرت) (كل رجلين حضرا) إذا أضيف إلى‬ ‫(كل) لها قواعد في التعبير‪.‬‬
‫نكرة روعي المعنى وإذا أضيفت إلى معرفة يصح مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى‪ ،‬مثال‪( :‬كل اخوتك) اخوتك جمع يجوز أن يقال كل إخوتك ذاهب ويقال‬
‫كل إخوتك ذاهبون‪ ،‬يجوز مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى‪ .‬إذن إذا أضيفت إلى نكرة روعي المعنى كل رجل حضر‪ ،‬كل رجلين حضرا‪ ،‬كل امرأة‬
‫حضرت‪( .‬كل) لفظها مفرد مذكر ومعناها تكتسبه بحسب المضاف إليه‪ .‬إذا أضيفت لنكرة يراعى المضاف إليه وإذا أضيفت لمعرفة يجوز مراعاة اللفظ‬
‫(كل حضروا) يجوز‪،‬‬ ‫(كل حضر) ٌ‬ ‫والمعنى‪ .‬نوضح القاعدة‪ :‬كل الرجال حضر وكلهم حضر‪ ،‬إذا قطعت عن اإلضافة لفظًا جاز مراعاة اللفظ والمعنى ٌ‬
‫الر ُس َل َف َح َّق َو ِعي ِد (‪ )14‬ق) مجموعة قوم نوح وعاد وفرعون‬ ‫ون (‪ )33‬األنبياء) ( ُك ٌّل َك َّذ َب ُّ‬ ‫ون ُك ٌّل آ َم َن ِباللِهّ (‪ )285‬البقرة) ( ُك ٌّل فِي َفلَ ٍك َي ْس َب ُح َ‬ ‫( َوالْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫ون) لفظًا جاز‬ ‫ون (‪ )116‬البقرة)‪ .‬إذن من حيث القاعدة النحوية أنه إذا قطعت عن اإلضافة هذا سؤال ( ُك ٌّل فِي َفلَ ٍك َي ْس َب ُح َ‬ ‫كل كذب الرسل‪ُ ( ،‬ك ٌّل لَّ ُه َقا ِنتُ َ‬ ‫قال ٌ‬
‫وكل في فلك يسبحون لكن هل هنالك اختالف في المعنى في القرآن ليختار هذا أو ذاك؟ هذا‬ ‫كل في فلك يسبح ٌ‬ ‫مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى يمكن أن يقال ٌ‬
‫ُ‬ ‫ٌّ‬
‫ون) (قل كل َي ْع َمل َعلَى َشا ِكلَِت ِه (‪)84‬‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬
‫ون (‪ )93‬األنبياء) (كل فِي َفلَ ٍك َي ْس َب ُح َ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬
‫هو السؤال‪ .‬من حيث اللغة جائز‪ .‬القرآن استخدم االثنين (كل إِلَ ْينَا َر ِ‬
‫اج ُع َ‬
‫الر ُس َل َف َح َّق َو ِعي ِد (‪ )14‬ق)‪ .‬مما قيل في هذا الخالف قال‪ :‬اإلخبار بالجمع يعني عندما يقول قانتوت حاضرون يسبحون يعني كلهم‬ ‫اإلسراء) ( ُك ٌّل َك َّذ َب ُّ‬
‫كل حضر يعني كل واحد‬ ‫كل حضروا يعني مجتمعون ولما يقال ٌ‬ ‫مجتمعون في هذا الحدث ولما يفرد يكون كل واحد على حدة ليسوا مجتمعين‪ .‬لما يقال ٌ‬
‫ون) يوم القيامة كلهم مع بعضهم‪ُ ( ،‬ق ْل ُك ٌّل َي ْع َم ُل َعلَى َشا ِكلَِتهِ) ٌ‬
‫كل‬ ‫اج ُع َ‬‫ون) كلهم يسبحون في آن واحد‪ُ ( ،‬ك ٌّل إِلَ ْينَا َر ِ‬ ‫على حدة‪ .‬قال تعالى ( ُك ٌّل فِي َفلَ ٍك َي ْس َب ُح َ‬
‫كل على حدة كل واحد في أزمان مختلفة‪.‬‬ ‫الر ُس َل) ٌ‬ ‫على حدة‪ُ ( ،‬ك ٌّل َك َّذ َب ُّ‬
‫آية (‪:)120‬‬
‫*انظر آية ‪↑↑↑ .27‬‬
‫*ما داللة كلمة (ملتهم) في آية سورة البق**رة (ولن ترضى عنك اليه**ود وال النص**ارى ح**تى تتبع ملتهم) ولم**اذا لم ت**رد كلمة ملتيهم**ا؟‬
‫( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ِن الْعِلْ ِم‬ ‫ِن اتَّ َب ْع َت أَ ْه َواءهُم َب ْع َد الَّذِي َج َ‬
‫اءك م َ‬ ‫ارى َحتَّى َتتَّ ِب َع مِلََّت ُه ْم ُق ْل إِ َّن ُهدَى اللِهّ ُه َو الْ ُهدَى َولَئ ِ‬
‫صَ‬ ‫نك الْ َي ُهو ُد َو َ‬
‫ال النَّ َ‬ ‫ضى َع َ‬
‫قال تعالى في سورة البقرة ( َولَن َت ْر َ‬
‫ير {‪ )}120‬ولو قال تعالى ملتيهم لكان المعنى لن ترضى عنك اليهود حتى تتبع ملتيهما ولن ترضى عنك النصارى حتى‬ ‫َص ٍ‬ ‫ِي َو َ‬
‫ال ن ِ‬ ‫َما لَ َك م َ‬
‫ِن اللِهّ مِن َول ٍّ‬
‫تتبع ملتيهما وهذا ال يصح ألن اليهود يريدون أن يتّبع ملتهم فقط وليس ملتيهما وكذلك النصارى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لدل المعنى على أنه لن يرضى عنك الجميع حتى تتبع ملتيهما‬ ‫وهناك سؤال آخر أنه لماذا جاء بـ (ال) في قوله (اليهود وال النصارى)؟ ألنه لو لم يأت بها ّ‬
‫وهذا ال يصح‪.‬‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى فى سورة البقرة(ِإ َّن هُدَى هَّللا ِ هُ َو ْالهُدَى) وفى سورة آل عمران (ِإ َّن ْالهُدَى هُدَى هَّللا ِ)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ارى َحتَّى َتتَّ ِب َع مِلََّت ُه ْم ُق ْل إِ َّن ُهدَى اللَّ ِه ُه َو الْ ُهدَى ﴿‪ ﴾120‬البقرة) في آل عمران ( ُق ْل إِ َّن الْ ُهدَى ُهدَى اللَّ ِه ﴿‪﴾73‬‬
‫صَ‬ ‫ضى َع ْن َك الْ َي ُهو ُد َولَا النَّ َ‬
‫(ولَ ْن َت ْر َ‬
‫في البقرة َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ارى َحتى َتت ِب َع‬
‫صَ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ضى َعنك ال َي ُهو ُد َولا الن َ‬ ‫َ‬
‫(ول ْن َت ْر َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫آل عمران) ما الفرق بينهما؟ طبعًا األولى (إِ َّن ُهدَى الل ِه ُه َو ال ُهدَى) اليهود ماذا قالوا؟ رب العالمين يقول َ‬
‫مِلََّت ُه ْم) عندهم يقين أنك أنت لست نبيًا والقرآن ليس كتاب اهلل عز وجل وإنما عليك أن تكون إما يهوديًا أو نصرانيًا حتى يرضون عنك ولن يرضى عنك‬
‫شر‪ .‬قضية ليس لها‬ ‫اليهود وال النصارى إلى يوم القيامة وهذا قدر أثبته التاريخ إلى هذا اليوم أنك مهما فعلت من خير أو أمن أو سالم أنت متهم عندهم بكل ّ‬
‫عالج حتى يرث اهلل األرض ومن عليها فرب العالمين يقول قل لهم يا محمد (إِ َّن ُهدَى اللَّ ِه ُه َو الْ ُهدَى) وهو القرآن هو الهدى‪ ،‬نهاية الوحي في هذا الكون‬
‫يحور وال يزيّف وال يبدّل وال يز ّور وال يختلف وليس فيه عوج ال يتناقض ويقبل القسمة على جميع البشر وعلى جميع األديان هو هذا القرآن (قل‬ ‫الذي ال َّ‬
‫إِ َّن ُهدَى اللَّهِ) القرآن ( ُه َو ال ُهدَى) وليس ما أنتم عليه من توراة وإنجيل توراتكم وإنجيلكم حرفتموها ولم تعد ولن يعد منها شيء مما جاء به سيدنا موسى‬ ‫ْ‬
‫اض ِع ِه ﴿‪ ﴾46‬النساء) ساعة وحيه ما أن يخبرهم سيدنا عيسى وسيدنا موسى بالوحي حتى يغيروه وآية‬ ‫ون الْ َكلِ َم َع ْن َم َو ِ‬ ‫ُح ِّر ُف َ‬ ‫وسيدنا عيسى كما قال تعالى (ي َ‬
‫ال كثير من‬ ‫اض ِع ِه ﴿‪ ﴾41‬المائدة) بعد ما مات سيدنا موسى ورفع سيدنا عيسى بعد قرون بعد مئات السنين غيروا فع ً‬ ‫ِن َب ْع ِد َم َو ِ‬ ‫ون الْ َكلِ َم م ْ‬
‫ُح ِّر ُف َ‬
‫أخرى تقول (ي َ‬
‫ضعت وضعها الرهبان والقساوسة بعد هذا بمئات السنين‪ .‬إذًا اآلية تقول إن هدى اهلل وهو القرآن هو الهدى وال شيء‬ ‫األناجيل وكثير من صيغ التوراة ُو ِ‬
‫غيره ليس هناك هدى غيره ثابت أناجيلكم كثيرة وتوراتكم مزورة وأنتم قلتم إن عيسى ابن اهلل وعزير ابن اهلل وز ّورتم واختلفتم ولم يعد الهدى الذي أنزله‬
‫ور﴿‪ ﴾46‬المائدة) لكن هذا الهدى ُز ّور‬ ‫يل فِي ِه ُهدًى َونُ ٌ‬ ‫(وآََت ْينَا ُه الْإِ ْن ِج َ‬
‫ور (‪ )44‬المائدة) َ‬ ‫اهلل عليكم وهو هدى التوراة اهلل قال (إِنَّا أَ ْن َزلْنَا التَّ ْو َرا َة فِي َها ُهدًى َونُ ٌ‬
‫وهذا ثابت بالدليل الواقعي حينئ ٍذ الهدى الوحيد الباقي على حاله غير قابل للتزوير مهما حاولت البشرية من غير المسلمين وقد حاولوا مرارًا وتكرارًا وال‬
‫يمكن تزويره فالهدى الباقي على وجه األرض بكماله وتمامه بالشكل الذي أنزله اهلل وأوحى به إلى محمد صلى اهلل عليه وسلم هو القرآن وحده قل إن هدى‬
‫اهلل وحده هو الهدى هذه (إِ َّن ُهدَى اللَّ ِه ُه َو الْ ُهدَى) هذا واحد‪.‬‬
‫ال حتى قالوا صلبناه وقتلناه‬ ‫في حالة ثانية اليهود تآمروا كالعادة اليهود تآمروا على المسلمين وعلى النصارى اليهود تآمروا باإلجماع على سيدنا عيسى أو ً‬
‫ون ﴿‬ ‫ار َو ْاك ُف ُروا آَ ِخ َر ُه لَ َعلَّ ُه ْم َي ْر ِج ُع َ‬ ‫اب آَ ِمنُوا ِبالَّذِي أُ ْن ِز َل َعلَى الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا َو ْج َه النَّ َه ِ‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬‫(و َقالَ ْت َطا ِئ َف ٌة م ْ‬‫وتآمروا على النبي صلى اهلل عليه وسلم وقالوا َ‬
‫‪ ﴾72‬آل عمران) يعني أنتم قولوا أنك أسلمتم بالليل قولوا كالم كفار وقولوا ما هذا؟ هذا ليس بقرآن والخ لعلكم تعملون فيهم فتنة وعدم ثقة بأنفسهم لعلهم‬
‫يرجعون عن هذا الدين ويؤمنون بالتوراة فقط فرب العالمين قال لهم التوراة واإلنجيل والقرآن كلها من اهلل ( ُق ْل إِ َّن الْ ُهدَى) الهدى كله سواء كان جاء الهدى‬
‫‪C‬ذ لماذا هذا‬ ‫من التوراة أو من اإلنجيل أو من القرآن من أين أتى كله؟ من اهلل عز وجل إذًا لماذا هذا الحرب على بعضكم بعض وكله من اهلل نازل فحينئ ٍ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ارى﴿‪ ﴾111‬البقرة) لماذا؟ قارنوا بينكم وبين ما جاء في القرآن (إِ َّن ُهدَى الل ِه ه َو ال ُهدَى)‬
‫ُ‬ ‫َص َ‬ ‫ان ُهودًا أَ ْو ن َ‬ ‫ْخ َل الْ َجنَّ َة إِلَّا َم ْن َك َ‬ ‫(و َقالُوا لَ ْن َيد ُ‬ ‫التحاسد؟ لماذا هذا َ‬
‫ِي النَّ ِبي َ‬
‫ُّون‬ ‫ت‬‫و‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ى‬
‫َ َ َ َ ََ‬ ‫يس‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫وس‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ِي‬ ‫ت‬‫و‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫و‬ ‫اط‬
‫ِ‬
‫َ َ ََ‬ ‫ب‬ ‫س‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫وب‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫اق‬
‫َِ َ ََ‬‫َ‬ ‫ح‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫إ‬‫و‬ ‫َ‬
‫يل‬ ‫اع‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫س‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ي‬‫اه‬
‫ِ‬ ‫ْر‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫َ ِ َ َ ِ ِ َ َ ِ ِ ِ َ َ َِ َ‬‫إ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ز‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬‫و‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ز‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬‫(آ‬ ‫قالوا‬ ‫وهو القرآن‪ ،‬لماذا؟‬
‫َ‬
‫نص في هذا؟ عندكم كالم رباني إلهي يقول إله الناس ورب الناس جميعًا ال فرق‬ ‫ون ﴿‪ ﴾136‬البقرة) عندكم ٌ‬ ‫َح ُن لَ ُه ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫َ‬
‫ْن أ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َون ْ‬ ‫ِّه ْم لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ‬
‫ِن َرب ِ‬ ‫مْ‬
‫ِحا‬
‫صال ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِين َم ْن آ َم َن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم الآ ِخ ِر َو َعمِل َ‬ ‫الصا ِبئ َ‬
‫ارى َو َّ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َهادُوا َوالنَّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِين آ َمنُوا َوالذ َ‬ ‫َّ‬
‫بينهم؟ القرآن يقول هذا فالقرآن إذًا لكل الناس ال يفرق بينهم (إِ َّن الذ َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ْن َم ْر َي َم َيا َبنِي إِ ْس َرائِيل إِني َر ُسول الل ِه‬ ‫يسى اب ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪ C‬واحد ( َوإِذ قال ِع َ‬ ‫ون ﴿‪ ﴾62‬البقرة) جمعكم كلكم بدين‬ ‫ْه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ف َعلَي ِ‬ ‫ِّه ْم َولَا َخ ْو ٌ‬ ‫َفلَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َرب ِ‬
‫اس ُم ُه أَ ْح َم ُد ﴿‪ ﴾6‬الصف) إذًا دين واحد جاء على فترات هل عندكم اآلن في هذه‬ ‫ِن َب ْعدِي ْ‬ ‫ول َيأتِي م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِن التَّ ْو َرا ِة َو ُم َب ِّش ًرا ِب َر ُس ٍ‬ ‫َي م َ‬ ‫ْن َيد َّ‬‫ص ِّد ًقا لِ َما َبي َ‬‫إِلَ ْي ُك ْم ُم َ‬
‫التوراة التي بين أيديكم وهي ليست توراة منزلة وهذا اإلنجيل الذي بين أيديكم وهو ليس منزل المنزل انتهى هل عندكم هذه النصوص أم عندكم تفرقة‬
‫وعنصرية واستعالء وطرد لآلخر ورفض لآلخر؟ هذا الفرق بين (إِ َّن ُهدَى اللَّ ِه ُه َو الْ ُهدَى) وهو القرآن وبين (إِ َّن الْ ُهدَى) الذي أُنزل على موسى وعيسى‬
‫ومحمد هذا من اهلل عز وجل فلما كان المصدر واحدًا لماذا هذا التنافس إذًا؟ فكال الحالين هي إقامة الحجة بينهم وعليهم من أجل هذا هذا الفرق الواضح بين‬
‫(إِ َّن ُهدَى اللَّ ِه ُه َو الْ ُهدَى) وبين (إِ َّن الْ ُهدَى ُهدَى اللَّهِ)‪.‬‬
‫ير (‪ )31‬الش*ورى)؟‬ ‫(و َما لَ ُكم ِّمن دُو ِن هَّللا ِ ِمن َولِ ٍّي َواَل ن ِ‬
‫َص* ٍ*‬ ‫ير (‪ )120‬البق*رة) وم*تى َ‬ ‫ك ِمنَ هّللا ِ ِمن َولِ ٍّي َوالَ ن ِ‬
‫َص* ٍ*‬ ‫* متى تستعمل ( َما لَ َ‬
‫( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫من دون اهلل يعني من غير اهلل‪ ،‬أما من اهلل أي ليس لكم ولي من اهلل ينصركم‪ ،‬لم يهيء أحدًا ينصركم ليس هنالك نصير من اهلل ينصركم‪ ،‬نص‪CC‬ير من اهلل لم‬
‫‪C‬ير اهلل‪ ،‬إذن المع‪C‬نى مختلف‬
‫يهيء لكم نصيرًا أوليًا ينصركم من المالئكة أو من غير المالئكة لكن يهيئه اهلل تعالى من جهته‪ .‬أما من دون اهلل فتعني من غ‪C‬‬
‫ولي‪.‬‬
‫ولي‪ ،‬لم يهيء لكم ّ‬ ‫ولي يعني ليس لكم من جهته ّ‬
‫تمامًا‪ .‬ليس لكم من اهلل ّ‬
‫*ما الفرق بين من بعد ما جاءك ومن بعد ما جاءك في اآليتين ( َولَِئ ِن اتَّبَعْتَ َأ ْه َواءهُم ِّمن بَ ْع ِد َما َج** اءكَ ِمنَ ْال ِع ْل ِم ِإنَّكَ ِإ َذاً لَّ ِمنَ الظَّالِ ِمينَ‬
‫ير (‪))120‬؟‬ ‫َص ٍ‬‫(‪ )145‬البقرة) وفي* اآلية ( َولَِئ ِن اتَّبَعْتَ َأ ْه َواءهُم بَ ْع َد الَّ ِذي َجاءكَ ِمنَ ْال ِع ْل ِم َما لَكَ ِمنَ هّللا ِ ِمن َولِ ٍّي َوالَ ن ِ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى* ‪:‬‬
‫‪ C‬الذي جاءك) واآلخر اختيار الذي‬ ‫ال مجيء من في إحداهما وعدم مجيء (من) في األخرى‪ .‬إحداهما فيها (من) قبل (بعد) واألخرى (بعد‬ ‫هنالك أمران‪ :‬أو ً‬
‫وما‪ .‬سبق أن ذكرنا أكثر من مرة (الذي) إسم موصول مختص و(ما) مشترك‪ .‬المختص أعرف من المشترك هذا عمومًا‪ .‬فمعناها أن (الذي) أعرف من‬
‫(ما) ألن (ما) تكون للمفرد والمذكر والمؤنث والمثنى والجمع أما الذي فهي خاصة بالمفرد المذكر‪ .‬إذن (الذي) أعرف باعتباره مختص و (ما) عام‪ .‬هذا‬
‫ارى َحتَّى َتتَّ ِب َع مِلََّت ُه ْم ُق ْل إِ َّن ُهدَى اللِهّ‬ ‫صَ‬ ‫نك الْ َي ُهو ُد َو َ‬
‫ال النَّ َ‬ ‫ضى َع َ‬ ‫حكم نحوي لكن كيف استعمل بعد الذي وكيف استعمل ما في اآليتين؟ نقرأ اآليتين ( َولَن َت ْر َ‬
‫ُ‬ ‫اب َي ْتلُو َن ُه َح َّق ِت َ‬ ‫ِين آ َت ْينَا ُه ُم الْ ِك َت َ‬
‫ير (‪ )120‬الَّذ َ‬ ‫ِن الْعِلْ ِم َما لَ َك م َ‬ ‫ِن اتَّ َب ْع َت أَ ْه َواء ُهم َب ْع َد الَّذِي َج َ‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬
‫ون‬ ‫ِك ي ْ‬‫ال َو ِت ِه أ ْولَـئ َ‬ ‫َص ٍ‬ ‫ال ن ِ‬ ‫ِي َو َ‬ ‫ِن اللِهّ مِن َول ٍّ‬ ‫اءك م َ‬ ‫ُه َو الْ ُهدَى َولَئ ِ‬
‫ون (‪ )121‬يتلون الكتاب إذن صار محدداً‪ ،‬يتلونه أي العلم الذي جاء به إذن تحدد الذي بالسياق في القرآن‪ .‬في اآلية‬ ‫اس ُر َ‬ ‫ْ‬
‫ِك ُه ُم ال َخ ِ‬ ‫ُ‬
‫ِب ِه َومن َي ْك ُف ْر ِب ِه َفأ ْولَـئ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْت الَّذ َ‬‫ِن أََتي َ‬‫األخرى ( َولَئ ْ‬
‫ِن ات َب ْع َت أ ْه َواءهُم ِّمن َب ْع ِد َما َجاءك م َ‬
‫ِن‬ ‫ض َولئ ِ‬ ‫ض ُهم ِب َتا ِب ٍع ِق ْبلة َب ْع ٍ‬ ‫نت ِب َتا ِب ٍع ِق ْبل َت ُه ْم َو َما َب ْع ُ‬
‫اب ِبكل آ َي ٍة َّما َت ِب ُعوا ِق ْبل َتك َو َما أ َ‬
‫ِين أ ْوتوا ال ِك َت َ‬
‫ِين (‪)145‬هذا مطلق لم يحدد بشيء إذن الذي أخص ألن الكالم كان على القرآن‪ ،‬مطلق فاستعمل (ما) في المطلق واستعمل (الذي)‬ ‫ِن َّ‬
‫الظالِم َ‬ ‫الْعِلْ ِم إِنَّ َك إِ َذًا لَّم َ‬
‫في المقيَّد‪.‬‬
‫َ‬
‫(و َج َعل فِي َها‬
‫‪( C‬من) هي البتداء الغاية‪ ،‬ابتداء المكان‪ ،‬بداية الشيء من كذا إلى كذا‪ ،‬وهي حرف جر ولذلك هناك فرق بين فوقهم ومن فوقهم‪َ ،‬‬ ‫(من بعد)‬
‫ور‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الس َماء ف ْوق ُه ْم (‪ )6‬ق) ( َو َرف ْعنَا ف ْوق ُه ُم الط َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪( C‬أفل ْم َينظ ُروا إِلى َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اس َي مِن ف ْو ِق َها (‪ )10‬فصلت) مباشرة ليس هنالك فاصل‪( ،‬فوقها) تحتمل القريب والبعيد‬ ‫َ‬ ‫َر َو ِ‬
‫ِبمِي َثا ِق ِه ْم (‪ )154‬النساء)‪ ،‬حرف الجر في اللغة يؤدي إلى تغيير الداللة‪.‬‬
‫ِن) ينطبق على األمور الحسية الملموسة أو األمور المعنوية أيضًا؟‬ ‫* هل هذه الداللة لـ (م ْ‬
‫(من) ليس لها داللة واحدة وإنما فيها معاني كثيرة فهي تأتي لمعاني ولكن أبرزها ابتداء الغاية‪.‬‬
‫(من بعد ما جاءك) السياق في الكالم في تحويل القبلة‪ ،‬تحويل القبلة متى يؤمر به المسلم؟ عندما تنزل اآلية مباشرة ينبغي أن يتحول إلى القبلة‪ ،‬من سمع بها‬
‫ن ّفذها‪ ،‬الذي كان في الصالة وسمع هذه اآلية إتجه مباشرة والذي سمع فينا بعد ال ينتظر وإنما ين ّفذ اآلية مباشرة إذن هذه ابتداء الغاية ال تحتمل أي تغيير‪،‬‬
‫تحويل القبلة متى سمعتها ن ّفذتها‪ .‬اآلية األولى ليس فيها هذا الشيء‪ .‬إذن (من) إبتداء الغاية‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ِن الْعِلْ ِم ﴿‪﴾120‬‬ ‫ِن اتَّ َب ْع َت أَ ْه َوا َء ُه ْم َب ْع َد الَّذِي َجا َء َك م َ‬ ‫ارى َحتَّى َتتَّ ِب َع مِلََّت ُه ْم ُق ْل إِ َّن ُهدَى اللَّ ِه ُه َو الْ ُهدَى َولَئ ِ‬ ‫صَ‬ ‫ضى َع ْن َك الْ َي ُهو ُد َولَا النَّ َ‬ ‫في سورة البقرة ( َولَ ْن َت ْر َ‬
‫ِن الْعِلْ ِم ﴿‪ ﴾145‬البقرة) مرة (بعد الذي جاءك من العلم) ومرة (بعد ما جاءك‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َجا َء َك م َ‬ ‫ِن اتَّ َب ْع َت أَ ْه َوا َء ُه ْم م ْ‬
‫البقرة) وفي البقرة في موضع آخر ( َولَئ ِ‬
‫ال ألن فيها ألف والم الذي وهذه‬ ‫من العلم)‪ .‬باختصار شديد (الذي) أقوى أدوات الوصل ألن الذي تختلف عن (ما) أن (الذي) تستعمل للقضية المهمة أو ً‬
‫األلف والالم تعطي معنى قويًا بخالف ما فال تدخل األلف والالم على ما‪ .‬الذي تثنى وتجمع اللذان والذين وما ال تجمع وهكذا عدة ميزات لهذا االسم‬
‫الموصول من حيث أنه يستعمل للقوة للشيء المهم‪ .‬أقول أنا صدّقتك بعد الذي قلته لي أو صدّقتك بعد ما قلته لي أو صدّقتك من بعد ما قلته لي‪ ،‬كل واحدة‬
‫ِن اتَّ َب ْع َت أَ ْه َوا َء ُه ْم َب ْع َد الَّذِي َجا َءكَ‬ ‫ِن َب ْع ِد َما)‪( .‬بعد الذي) قضية مهمة جدًا ( َولَئ ِ‬ ‫‪C‬د الَّذِي) ( َب ْع ِد َما) (م ْ‬ ‫لها معنى هذه الثالث صيغ جاءت في الكتاب العزيز ( َب ْع َ‬
‫ِن الْعِلْ ِم) هذا العلم الذي جاءك ألننا قلنا (الذي) فهو عل ٌم ال يمكن أن يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه وال يتغير وهو التوحيد ال إله إال اهلل الذي جاء‬ ‫مَ‬
‫ْ‬
‫ضى َع ْن َك ال َي ُهو ُد‬ ‫(ولَ ْن َت ْر َ‬
‫به الكتاب العزيز‪ ،‬هذه الرسالة التوحيدية العظيمة هذا التوحيد هو فصل الخطاب ال يتغير وال يتبدل وال فيه تساهل‪ ،‬واآلية تقول َ‬
‫ِن اتَّ َب ْع َت أَ ْه َوا َء ُه ْم) من أن اهلل ثالثة أو أن ال ُعزير ابن اهلل أو أن المسيح ابن اهلل هذه اإلشراكات‬ ‫ارى َحتَّى َتتَّ ِب َع مِلََّت ُه ْم ُق ْل إِ َّن ُهدَى اللَّ ِه ُه َو الْ ُهدَى َولَئ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫َولَا النَّ َ‬
‫ِن الْعِلْ ِم) من أن اهلل واحد ال شريك له وأن الشرك ال يُغ َفر وأنه ال يضر مع التوحيد ذنب هذه القضية‬ ‫ِن اتَّ َب ْع َت أَ ْه َوا َء ُه ْم َب ْع َد الَّذِي َجا َء َك م َ‬ ‫إياك أن تتبعهم ( َولَئ ِ‬
‫ير ﴿‪ ﴾120‬البقرة) هذا الذي‬ ‫َص ٍ‬ ‫ِي َولَا ن ِ‬ ‫ِن َول ٍّ‬ ‫ِن اللَّ ِه م ْ‬‫ِن الْعِلْ ِم َما لَ َك م َ‬‫ِن اتَّ َب ْع َت أَ ْه َوا َء ُه ْم َب ْع َد الَّذِي َجا َء َك م َ‬ ‫‪C‬د الَّذِي) ( َولَئ ِ‬ ‫الرئيسية المركزية في هذا الدين ( َب ْع َ‬
‫ير) أصبحت‬ ‫َص ٍ‬ ‫ِي َولَا ن ِ‬ ‫ِن َول ٍّ‬ ‫َّ‬
‫ِن الل ِه م ْ‬ ‫فبالتالي اإلتباع مطلق والرضى عنك إن لم تتّبعهم مطلق والعذاب إن اتبعتهم مطلق أو إن اتبعت أهوائهم ( َما لَ َك م َ‬
‫مشركًا مثلهم‪ .‬هكذا يعبَّر عن األشياء المهمة بـ (الذي) فحيثما وجدت (الذي) في جملة اعلم أن األمر خطير‪ .‬إذا جاءت ما قضية محدودة جدًا‪ ،‬رب‬
‫اب ِب ُك ِّل آََي ٍة َما َت ِب ُعوا ِق ْبلََت َك َو َما أَ ْن َت ِب َتا ِب ٍع ِق ْبل َت ُه ْم‬
‫َ‬ ‫ِين أُوتُوا الْ ِك َت َ‬‫ْت الَّذ َ‬ ‫ِن أََتي َ‬
‫(ولَئ ْ‬
‫العالمين حول القبلة وتكلم رب العالمين سبحانه وتعالى عن تحويل القبلة وقال َ‬
‫ض ﴿‪ ﴾145‬البقرة) اليهود لهم قِبلة والنصارى لهم قِبلة وأنت لك قِبلة وكل واحد مستقل بقِبلتهم فإياك أن تتبع قِبلتهم كما أنهم ال‬ ‫ض ُه ْم ِب َتا ِب ٍع ِق ْبلَ َة َب ْع ٍ‬ ‫َو َما َب ْع ُ‬
‫‪ C‬يعني أنت قبل أن جاءتك آية القبلة أنت ممكن توافقهم تحكي معهم ما في مشكلة بينك وبينهم في‬ ‫يتبعون قِبلتك ولئن اتبعت قبلتهم يعني أهواءهم (م ْ‬
‫ِن َب ْع ِد)‬
‫هذه الجزئية أنت كنت تصلي إلى بيت المقدس فكانت قِبلتك هي قِبلتهم فليس لديك مشكلة ولن نحاسبك على ما مضى‪ ،‬لو قلنا (الذي) كنا حاسبناك حتى على‬
‫‪ C‬من يوم ما جاءتك العلم الجديد بأن القبلة إلى الكعبة وليس إلى بيت المقدس عليك أن تتبع هذا وإياك أن تتبع‬ ‫ما مضى لكن هنا أنت من هذه (من) ابتدائية‬
‫ِن‬ ‫َ‬
‫ِن َب ْع ِد َما َجا َءك م َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِن ات َب ْع َت أ ْه َوا َء ُه ْم م ْ‬ ‫َ‬
‫ض َولئ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اب ِب ُك ِّل آََي ٍة َما ت ِب ُعوا ِق ْبلتك َو َما أن َت ِبتا ِب ٍع ِق ْبلت ُه ْم َو َما َب ْعض ُه ْم ِبتا ِب ٍع ِق ْبلة َب ْع ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِين أُوتُوا الْ ِك َت َ‬ ‫ْت الَّذ َ‬ ‫ِن أََتي َ‬ ‫قبلتهم ( َولَئ ْ‬
‫الْعِلْ ِم) (ما) وليس (الذي)‪ ،‬قضية نسبية وصغيرة وليست مشكلة من بعد من ساعة ما جاءك هذا العلم بتغيير هذه المسألة النسبية الجزئية فالقضية ليست‬
‫خطيرة‪ .‬هناك قضية توحيد ال إله إال اهلل أو أنك تعبد أصنام أو مشرك أو أن اهلل ثالث ثالثة وعنده ابن وعنده أب وعنده أم قضية أخطر ما في هذا الكون‪.‬‬
‫ِن‬‫(و َما أَ ْر َسلْنَا م ْ‬ ‫كل األديان تدور حول أنه ال إله إال اهلل ال أصنام وال أبناء وال مخلوقات وال بشر مع اهلل‪ ،‬اهلل وحد هذه القضية الرئيسية من رب العالمين َ‬
‫ِن َب ْع ِد َما) بعد‬ ‫‪C‬د الَّذِي) هنا ( َب ْع ِد َما) و (م ْ‬ ‫ُون ﴿‪ ﴾25‬األنبياء) هذه القضية المشتركة بين كل األنبياء ( َب ْع َ‬ ‫اعبُد ِ‬ ‫وحي إِلَ ْي ِه أَنَّ ُه لَا إِلَ َه إِلَّا أَنَا َف ْ‬ ‫ول إِلَّا نُ ِ‬ ‫ِن َر ُس ٍ‬ ‫ِك م ْ‬ ‫َق ْبل َ‬
‫ما ألن هذه قضية نسبية فقط تحويل قبلة كانت إلى بيت المقدس صارت إلى بيت الكعبة وبقي المسيحيون واليهود إلى بيت المقدس كل واحد عنده قبلته‬
‫فقضية جزئية‪ .‬الحظ إذن هذا الفرق بين بعد الذي وبعد ما فإذا دخلت (من) معناها الحساب من ساعة نزول العلم هكذا بهذه البساطة‪.‬‬
‫ِن َب ْع ِد َما‬ ‫َ‬
‫ِن اتَّ َب ْع َت أ ْه َوا َء ُه ْم م ْ‬ ‫إذن هذا الفرق في كل القرآن الكريم بين ما والذي‪ .‬يعني هما آيتان تقريبًا الواحدة وراء األخرى بينهم آية واحدة فرق لماذا ( َولَئ ِ‬
‫ِن اتَّ َب ْع َت أَ ْه َوا َء ُه ْم) بكل‬ ‫(ولَئ ِ‬‫ِن الْعِلْ ِم) يعني جئت لك بجزئية عن القبلة ( َف َو ِّل َو ْج َه َك َش ْط َر الْ َم ْس ِج ِد الْ َح َر ِام) هذا (ما جاءك من العلم) بالقبلة‪ ،‬الثانية َ‬ ‫َجا َء َك م َ‬
‫ِن الْعِلْ ِم) هذا القرآن كله‪ ،‬كله جاءك ولهذا هذا الخطاب للنبي صلى اهلل عليه وسلم ولكن ألمته‬ ‫‪C‬د الَّذِي َجا َء َك م َ‬ ‫اإلسالم بكل ما يريدون بكل التشريعات ( َب ْع َ‬
‫أيضًا وما أكثر الذين في تاريخنا القديم والمعاصر من ترك كل هذا وذهب يقلد ما عند اليهود والنصارى وهذا موجود إلى اليوم وإلى يوم القيامة‪ .‬فالخطاب‬ ‫ِّ‬
‫ِن الْعِلْ ِم)‪.‬‬‫ِن اتَّ َب ْع َت أَ ْه َوا َء ُه ْم َب ْع َد الَّذِي َجا َء َك م َ‬‫لهؤالء الذين تركوا كل دينهم واتّبعوا ما يأمر به اليهود والنصارى حينئ ٍذ هذا ( َولَئ ِ‬
‫آية (‪:)121‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)101‬‬
‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ْرفونَ*هُ َك َما يَع ِ‬
‫ْرف**ونَ ْبنَ**ا َءهُ ْم (‪)146‬‬ ‫ْ‬ ‫َآ‬ ‫َّ‬
‫ق تِاَل َوتِ ِه (‪ )121‬البقرة) – (ال ِذينَ تَ ْينَاهُ ُم ال ِكتَ* َ‬
‫*اب يَع ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َاب يَتلونَهُ َح َّ‬ ‫ْ‬
‫*ما الفرق بين(الَّ ِذينَ َآتَ ْينَاهُ ُم ال ِكت َ‬
‫البقرة)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫سورة البقرة هذه السورة العظيمة التي فيها من العمق ما تعجز عن اإلحاطة به كل عقول البشر ولن يصل الناس إلى معناها الحقيقي من مراد اهلل عز وجل‬
‫اب‬‫ِين آََت ْينَا ُه ُم الْ ِك َت َ‬
‫إال يوم القيامة وذاك الفهم لسنا مطالبين به في هذه الدنيا وإنما نحن مطالبون بالفهم على قدر عقولنا مهما تفاوتنا في الفهم‪ .‬في البقرة ‪( .‬الَّذ َ‬
‫اب َي ْع ِر ُفو َن ُه‬ ‫َاه ُم الْ ِك َت َ‬ ‫ون (‪ )121‬البقرة)‪.‬يتلونه حق تالوته‪ ،‬في البقرة آية ‪( 146‬الَّذ َ‬
‫ِين آََت ْين ُ‬ ‫ِك ُه ُم الْ َخ ِ‬
‫اس ُر َ‬ ‫ون ِب ِه َو َم ْن َي ْك ُف ْر ِب ِه َفأُولَئ َ‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ِك ي ْ‬ ‫او ِت ِه أُولَئ َ‬
‫َي ْتلُو َن ُه َح َّق ِتلَ َ‬
‫‪( C‬يعرفونه)‪ ،‬الضمير في اآلية األولى (يتلونه) منهم من المفسرين‬ ‫ون (‪ )146‬البقرة) (يتلونه)‬‫ون الْ َح َّق َو ُه ْم َي ْعلَ ُم َ‬‫ون أَ ْبنَا َء ُه ْم َوإِ َّن َف ِري ًقا ِم ْن ُه ْم لََي ْكتُ ُم َ‬
‫َك َما َي ْع ِر ُف َ‬
‫من قال يتلون التوراة والمخاطب هنا أو المقصود هم اليهود الذين أنزل اهلل عليهم الكتاب أي التوراة‪ .‬من هؤالء من يتلو التوراة تالوة صحيحة والتالوة‬
‫وح َي‬ ‫غير القراءة التالوة قراءة مع تدبر وتنسيق واستنتاج وإخالص حتى تصل إلى نهايات محمودة يريدها اهلل عز وجل من رساالته‪ ،‬هذه التالوة (ا ْت ُل َما أُ ِ‬
‫الصلَا َة (‪ )45‬العنكبوت) فالتالوة للعلماء القراءة لكل الناس ( َفا ْق َر ُءوا َما َت َي َّس َر ِم ْن ُه (‪ )20‬المزمل) فرب العالمين عز وجل يتحدث عن‬ ‫ِم َّ‬ ‫ِن الْ ِك َت ِ َ‬ ‫إِلَي َ‬
‫اب َوأق ِ‬ ‫ْك م َ‬
‫حرفوا وزيفوا ‪.‬وهذه الطوائف‬ ‫أن بعض أهل الكتاب أي بعض اليهود أجاد إجادة عظيمة في فهم كتاب اهلل عز وجل وهو التوراة في حين أن بعضهم ّ‬
‫فرق ضالة وكل فرقة ضالة انقسمت إلى جماعات ضالة والكل يقتل الكل الكل يقتل عند المسلمين وعند اليهود وعند‬ ‫الضالة كل طائفة انقسمت إلى ٍ‬
‫اب‬‫ِين آََت ْينَا ُه ُم الْ ِك َت َ‬
‫النصارى والتاريخ مليء بهذه الدماء التي تعرفون أنتم أسبابها ومذاهبها وطوائفها ورب العالمين قال منهم صادقون يتلونه حق تالوته (الَّذ َ‬
‫اس أُ َّمةً‬
‫ُّك لَ َج َع َل النَّ َ‬ ‫(ولَ ْو َشا َء َرب َ‬
‫ون (‪ )121‬البقرة) ثم رب العالمين عز وجل يقول َ‬ ‫ِك ُه ُم الْ َخ ِ‬
‫اس ُر َ‬ ‫ون ِب ِه َو َم ْن َي ْك ُف ْر ِب ِه َفأُولَئ َ‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ِك ي ْ‬ ‫او ِت ِه أُولَئ َ‬
‫َي ْتلُو َن ُه َح َّق ِتلَ َ‬
‫ِك َخلَ َق ُه ْم (‪ )119‬هود) إذًا هذه من قوانين هذه األرض‪ .‬إختالف األديان إلى طوائف وفرق هذا من‬ ‫ِين (‪ )118‬إِلَّا َم ْن َر ِح َم َرب َ‬
‫ُّك َولِ َذل َ‬ ‫ون ُم ْخ َتلِف َ‬ ‫اح َد ًة َولَا َي َزالُ َ‬‫َو ِ‬
‫ون (‪ )2‬العنكبوت) من أجل هذا رب العالمين سبحانه وتعالى أمرنا أن نسأل أهل الذكر‬ ‫اس أَ ْن يُ ْت َر ُكوا أَ ْن َي ُقولُوا آَ َمنَّا َو ُه ْم لَا يُ ْف َتنُ َ‬ ‫باب االمتحان (أَ َح ِس َب النَّ ُ‬
‫وينبغي في كل دين أن تكون هناك مرجعية إسالمية عالمة ال تخشى إال اهلل ‪.‬‬
‫ون الْ ُق ْرآَ َن (‪ )24‬محمد) هذه التالوة مستمرة‬ ‫‪ C‬على البحث والتذوق (أَ َفلَا َي َتدَب ُ‬
‫َّر َ‬ ‫هذه اآلية إذًا ( َي ْتلُو َن ُه َح َّق ِتلَا َو ِتهِ) وقلنا التالوة هي القراءة المنظمة التي تعتمد‬
‫ون أَ ْبنَا َء ُه ْم (‪ )146‬البقرة) بعض هؤالء الناس الذين أسلموا من علماء اليهود‬ ‫او ِتهِ)‪ .‬الثانية ( َي ْع ِر ُفو َن ُه َك َما َي ْع ِر ُف َ‬ ‫شيء وراء شيء هذا ( َي ْتلُو َن ُه َح َّق ِتلَ َ‬
‫والنصارى في التاريخ اإلسالمي كله واآلية نزلت في أربعين يهودي جاؤوا من سيناء مع جعفر بن أبي طالب رضي اهلل تعالى عنه وقد أسلموا وكان‬
‫معظمهم من العلماء‪ .‬علماء بني إسرائيل الذين دخلوا في اإلسالم لإلنصاف والواقع فهموا من هذا الكتاب العزيز من القرآن فهمًا أوسع من فهم العرب‬
‫الجاهليين الذين دخلوا في اإلسالم‪ .‬العرب أمة أميّة اليهود أصحاب علم وحضارة تاريخية (يا أهل الكتاب) وحينئ ٍذ هؤالء الناس تمرسوا في التوراة‬
‫وسى‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫وب َوالْأَ ْس َب ِ‬‫اق َو َي ْع ُق َ‬ ‫يل َوإِ ْس َح َ‬‫اع َ‬ ‫واإلنجيل وأنتم تعرفون لماذا رب العالمين قال ( ُقولُوا آَ َمنَّا ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْينَا َو َما أُ ْن ِز َل إِلَى إِب َ‬
‫اط َو َما أوت َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬ ‫ْر ِ‬
‫ِن َربِّ ِه ْم (‪ )136‬البقرة) ألن عيسى وموسى ومحمد متميزون برساالت ثالثة لكل رسالة كتاب والباقيين ليس لديهم كتب اللي‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬
‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫َو ِع َ‬
‫صحيفة واللي وحي مجرد واللي يأتيه ملك على شكل رجل الخ حينئ ٍذ هؤالء علماء اليهود الذين اهلل سبحانه وتعالى هداهم لإلسالم نفعوا المسلمين من حيثوا‬
‫أنهم فهموا من القرآن من هذا القرآن الخالد الذي يعطيك عطاء متجددًا على قدر علمك وسعة فهمك وشدة تدبرك ما ال يعطيه لغيرك حتى إلى اليوم وإلى‬
‫يوم القيامة مثل موريس‪.‬بوكاي وجارودي وغيرهم ناس حقيقة أثروا اإلسالم ثراءًا يعني أنا عندما أقرأ كتب هؤالء الناس أقول واهلل هذا علم لم يخطر على‬
‫ون أَ ْبنَا َء ُه ْم) فالذين آمنوا قالوا واهلل نعرفه أكثر مما نعرف‬ ‫(ح َّق ِتلَا َوتِه) اآلخرون الذين ما يؤمنوا قال ( َي ْع ِر ُفو َن ُه َك َما َي ْع ِر ُف َ‬ ‫بال أبو حنيفة وال غيره‪ .‬فهؤالء َ‬
‫أبناءنا قالوا لماذا؟ قال ألن ابني احتمال ولو واحد بالمليون أنه ال يكون ابني ربما زوجتي خانتني لكني ال أختلف في وصف محمد أبدًا فالضمير في‬
‫( َي ْتلُو َنهُ) على التوراة هذا رأي‪ .‬الرأي الثاني الذين أسلموا وبدأوا يقرأون القرآن تالوة حق تالوته بفهم وتدبر ويعرفونه يعرفون بعثة محمد عليه الصالة‬
‫ِك (‬‫اس ُم ُه أَ ْح َم ُد (‪ )6‬الصف) وكما قال سيدنا إبراهيم ( َوا ْب َع ْث فِي ِه ْم َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم َي ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آََيات َ‬ ‫ِن َب ْعدِي ْ‬ ‫ول َي ْأتِي م ْ‬ ‫والسالم كما قال سيدنا عيسى ( َو ُم َب ِّش ًرا ِب َر ُس ٍ‬
‫‪ )129‬البقرة) ولهذا النبي صلى اهلل عليه وسلم قال (أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة أخي عيسى) فليس هناك إشكال بين األنبياء كما قلنا قبل قليل حوار‬
‫‪ C‬أصحاب األديان! من أجل هذا هذه الحركات السياسية أنت تقف عند حد معين وهو‬ ‫األديان ليس مع األديان فاألديان متفقة بالكامل ولكن المختلف المتدينون‬
‫ّ‬
‫أن الناس أمزجة وتعصبات وسياسات وعلى الجميع يسيطر النفس اليهودي الذي ال يترك اثنين متفقين أبدًا‪ .‬فالمقاومة الفلسطينية شقوها شقين تعالوا نعملكم‬
‫(وإِ ْذ‬
‫دولة صار لهم سنين وهم يضحكون عليهم إلى أن شقوهم إلى شقين متحاربين يا اهلل يا للقدر ّة ولهذا اهلل قال ال أحد يقدر عليهم بس أنا رب العالمين َ‬
‫اب)‪.‬‬ ‫ْه ْم إِلَى َي ْو ِم الْ ِق َيا َم ِة َم ْن َي ُسو ُم ُه ْم ُسو َء الْ َع َذ ِ‬ ‫َتأَ َّذ َن َرب َ‬
‫ُّك لََي ْب َع َث َّن َعلَي ِ‬
‫إذًا ( َي ْتلُو َنهُ) يتلون التوراة حق التالوة بدون تزوير بدون تحريف ال يرحفون الكلم ال عن مواضعه وال من بعد مواضعه وإذا قرأت التوراة بحقيقتها التي‬
‫نزلت ال تجد مشكلة ال مع النصارى وال مع المسلمين في التوراة ذكر سدينا عيسى بالكامل وأوصافه وذكر سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم بالكامل‬
‫ال ورب العالمين نقل أحكامًا من التوراة صحيحة التي لم تعد موجودة اآلن جعلها في القرآن قال‬ ‫وأوصافه والتوراة واإلنجيل والقرآن متفقة اتفاقًا كام ً‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْن َوالْأَ ْن َ‬ ‫( َو َك َت ْبنَا َعلَ ْي ِه ْم فِي َها أَ َّن النَّ ْف َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ار ٌة ل ُه َو َم ْن ل ْم َي ْحك ْم‬ ‫َّ‬
‫َّق ِب ِه َف ُه َو َكف َ‬‫صد َ‬ ‫اص َف َم ْن َت َ‬ ‫ِص ٌ‬ ‫وح ق َ‬ ‫الس ِّن َوال ُج ُر َ‬ ‫الس َّن ِب ِّ‬ ‫ُ‬
‫ف َوالأذ َن ِبالأذ ِن َو ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ف ِبالأ ْن ِ‬ ‫ْن ِبالْ َعي ِ‬
‫س َوالْ َعي َ‬ ‫س ِبالنَّ ْف ِ‬
‫ون (‪ )45‬المائدة) والذي ال يحكم باإلنجيل (أولئك هم الظالمون) والذي ال يحكم بالقرآن (أولئك هم الفاسقون) كتاب واحد‪.‬‬ ‫الظالِ ُم َ‬ ‫ِك ُه ُم َّ‬ ‫ِب َما أَ ْن َز َل اللَّ ُه َفأُولَئ َ‬
‫ِن التَّ ْو َرا ِة َو ُهدًى‬ ‫ْن َي َد ْي ِه م َ‬ ‫صد ً‬
‫ِّقا لِ َما َبي َ‬ ‫ور َو ُم َ‬‫يل فِي ِه ُهدًى َونُ ٌ‬ ‫ِن التَّ ْو َرا ِة َوآََت ْينَا ُه الِْإ ْن ِج َ‬ ‫ْن َي َد ْي ِه م َ‬
‫ِّقا لِ َما َبي َ‬‫صد ً‬ ‫ْن َم ْر َي َم ُم َ‬ ‫ِيسى اب ِ‬ ‫ار ِه ْم ِبع َ‬ ‫اهلل قال ( َو َق َّف ْينَا َعلَى آََث ِ‬
‫ص ِّد ًقا لِ َما‬ ‫اب ِبالْ َح ِّق ُم َ‬ ‫ْك الْ ِك َت َ‬ ‫َ‬
‫ون (‪َ )47‬وأ ْن َزلْنَا إِلَي َ‬ ‫اس ُق َ‬ ‫ِك ُه ُم الْ َف ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يل ِب َما أ ْن َز َل اللَّ ُه فِي ِه َو َم ْن لَ ْم َي ْح ُك ْم ِب َما أ ْن َز َل اللَّ ُه َفأولَئ َ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪َ )46‬ولْ َي ْح ُك ْم أ ْه ُل الْ ِإ ْن ِج ِ‬ ‫َو َم ْو ِع َظ ًة لِلْ ُمتَّق َ‬
‫اجا (‪ )48‬المائدة) باهلل عليك‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬
‫ِن ال َح ِّق لِكل َج َعلنَا ِم ْنك ْم ِش ْر َعة َو ِم ْن َه ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫احك ْم َب ْي َن ُه ْم ِب َما أ ْن َز َل الل ُه َولَا َتتَّ ِب ْع أ ْه َوا َء ُه ْم َع َّما َجا َء َك م َ‬ ‫ُ‬ ‫اب َو ُم َه ْي ِم ًنا َعلَ ْي ِه َف ْ‬ ‫ِن الْ ِك َت ِ‬ ‫ْن َي َد ْي ِه م َ‬
‫َبي َ‬
‫هل هناك أوضح من هذا؟ و قلنا من أسماء القرآن الفرقان ألنه يعطيك القضية واضحة وضوحًا ال يحتمل اللبس فإذا التبس عليك ونتج عن ذلك فرقة‬ ‫ّ‬
‫ون أَ ْبنَا َء ُه ْم)‪.‬‬
‫او ِتهِ) و ( َي ْع ِر ُفو َن ُه َك َما َي ْع ِر ُف َ‬ ‫وطائفة وتؤ ّول بكيفك ونتج جماعات تكفر ناس فأنت المسؤول يوم القيامة‪ .‬هذا الفرق بين ( َي ْتلُو َن ُه َح َّق ِتلَ َ‬
‫آية (‪:)123 – 122‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)48‬‬
‫آية (‪:)123‬‬
‫*ما خصوصية استعمال القرآن لكلمتي العدل والقسط؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪C‬اه‬‫‪C‬دل معن‪C‬‬‫ِس ِط (‪ )9‬الرحمن)‪ .‬الع‪C‬‬ ‫أصل القسط الحظ والنصيب‪ ،‬القسط نصيب ولذلك في القرآن الكريم لم يستعمل مع الوزن إال القسط ( َوأَقِي ُموا الْ َو ْز َن ِبالْق ْ‬
‫ِس َط ِ ْ‬ ‫المساواة في األحكام‪َ ( .‬وأَ ْو ُفوا الْ َكي َ‬
‫ْل إِذا كِلْتُ ْم َو ِزنُواْ ِبالق ْ‬
‫ِيم (‪ )35‬اإلسراء) القسطاس هو ميزان العدل أصل كلمة قسطاس عدل فسموا الميزان‬ ‫اس ال ُم ْس َتق ِ‬
‫وعدل العِدل فيما يُبصر من األشياء هذا ِعدل هذا مثل حملين متساويين يقال هذا ِعدل هذا أما ال َعدل فهو أحكام ومساواة في‬ ‫قسطاس ألنه عدل‪ .‬عندنا َعدل ِ‬
‫َ‬
‫‪C‬دة) ذوا قسط (أو‬ ‫ُ‬
‫ْل ِّمنك ْم (‪ )95‬المائ‪C‬‬ ‫ُ‬
‫ِن النَّ َع ِم َي ْحك ُم ِب ِه َذ َوا َعد ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫‪َ C‬ف َج َزاء ِّمثل َما َق َتل م َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َت ْقتُلُواْ َّ‬
‫الص ْي َد َوأنتُ ْم ُح ُر ٌم َو َمن َق َتل ُه مِنكم ُّم َت َع ِّم ًدا‬ ‫الحكم ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ َ‬
‫ْل (‪ )123‬البق‪CC‬رة)‪.‬‬‫ال يُ ْق َب ُل ِم ْن َها َعد ٌ‬
‫ُؤ َخ ْذ ِم ْن َها (‪ )70‬األنعام) لم يقل كل قسط‪َ ( ،‬و َ‬ ‫ال ي ْ‬ ‫ْل َّ‬ ‫ِل ُك َّل َعد ٍ‬
‫صَيا ًما (‪ )95‬المائدة) الصيام ال يُبصر ( َوإِن َت ْعد ْ‬ ‫ِك ِ‬ ‫َعد ُ‬
‫ْل َذل َ‬
‫إذن القسط هو الحظ والنصيب والقرآن لم يستعمله إال مع الموازين وهذا من خصوصية االستعمال القرآني والقسط يستعمل مع غير الميزان لكن الق‪CC‬رآن‬
‫يستعمله مع الميزان وال يستعمل العدل مع الميزان‪ .‬القسط قد يكون في القسمة وفيه ارتباط باآللة (قسطاس)‪.‬‬
‫*ما داللة اختالف ترتيب العدل والشفاعة بين آية (‪)123‬و(‪)48‬؟(ورتل القرآن ترتيالً)؟‬
‫اع ٌة (‪ )123‬البقرة) إذا استحضرنا اآلية المماثلة لهذه اآلية وجدنا اختالفًا في‬ ‫ْل َو َ‬
‫ال َتن َف ُع َها َش َف َ‬ ‫ال يُ ْق َب ُل ِم ْن َها َعد ٌ‬
‫س َشيْئًا َو َ‬‫س َعن َّن ْف ٍ‬ ‫( َواتَّ ُقواْ َي ْومًا َّ‬
‫ال َت ْج ِزي َن ْف ٌ‬
‫ال يُ ْق َب ُل ِم ْن َها‬ ‫ُؤ َخ ُذ ِم ْن َها َعد ٌ‬
‫ْل) وهنا قدّم ( َو َ‬ ‫واخر ( َو َ‬
‫ال ي ْ‬ ‫ال يُ ْق َب ُل ِم ْن َها َش َف َ‬
‫اع ٌة (‪ّ ))48‬‬ ‫س َشيْئًا َو َ‬ ‫س َعن نَّ ْف ٍ‬ ‫ال َت ْج ِزي َن ْف ٌ‬ ‫(واتَّ ُقواْ َي ْومًا َّ‬
‫العدل والشفاعة فهناك قدّم َ‬
‫الجناة تختلف فمرة تراهم يٌقدّمون الفِداء فإذا لم يُقبل منهم يُقدِّمون الشفعاء وتارة‬ ‫ُ‬ ‫عن‬ ‫ِكاك‬ ‫ف‬‫ال‬ ‫طلب‬ ‫في‬ ‫األقوام‬ ‫أحوال‬ ‫أن‬ ‫وذاك‬ ‫ْل) لنُكتة أدبية وبالغية‬ ‫َعد ٌ‬
‫الجناة‪.‬‬
‫ال الشفعاء فإذا لم تقبل شفاعتهم عرضوا الفداء فعرضت اآليتان أحوال نفوس الناس في فِكاك ُ‬ ‫يُقدِّمون أو ً‬

‫آية (‪:)124‬‬
‫ت (‪ )124‬البقرة)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫*ما داللة تأخير لفظ الجاللة فى قوله تعالى ( َوِإ ِذ ا ْبتَلَى ِإ ْب َرا ِهي َم َربُّهُ بِ َكلِ َما ٍ‬
‫‪C‬واهٍ‪.‬‬ ‫االبتالء هو االختبار فإن كلّفت شخصًا بشيء ما يكون تكليفك له متضمنًا إنتظار فعله أو تركه وابتالء اهلل إلبراهيم تكليف له ألن اهلل كلفه ب‪C‬‬
‫‪C‬أوامر ون‪C‬‬
‫وفي هذه اآلية تقديم ما حقه التأخير فـ (إبراهيم) مفعول به وقد تقدّم على الفاعل (ربه) فما الهدف من هذا التقديم؟ المقصود من هذا تشريف سيدنا إبراهيم‬
‫‪ ‬بإضافة إسم ربه إلى اسمه وهو الهاء في قوله (ربه) أي رب إبراهيم‪.‬‬
‫*لم سمى هللا عز وجل إبراهيم إماما ً فى اآلية؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ال إلى تسميته إمامًا؟ ليكون ذلك دا ً‬
‫ال على أن رسالته تنفع‬ ‫س ّمى اهلل تعالى إبراهيم في هذه اآلية إمامًا وقصد بإمامته أنه رسول فلِ َم عدل عن تسميته رسو ً‬
‫المرسل إليها بالتبليغ وتنفع غيرهم من األمم بطريق االمتداد سيما وأن إبراهيم ‪ ‬قد ط ّوف باآلفاق‪.‬‬
‫َ‬ ‫األمة‬
‫*(قَا َل َو ِمن ُذ ِّريَّتِي* (‪ )124‬البقرة) لِ َم خصّ إبراهيم ‪ ‬بالدعاء بعض ذريته ؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫قال (ومن ذريتي)ولم يقل ذريتي ألنه يعلم أن حكمة اهلل تعالى تقتضي أال يكون جميع أبناء الرجل ممن يصلحون ألن يُقتدى بهم ولذلك لم يسأل اهلل تعالى ما‬
‫هو مستحيل عادة ألن ذلك ليس من آداب الدعاء ولم يجعل الدعاء عامًا شام ً‬
‫ال لكل الذرية بحيث يقول وذريتي‪.‬‬
‫ال الَ يَنَا ُل َع ْه ِدي الظَّالِ ِمينَ (‪ )124‬البقرة)؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫*لماذا نصبت كلمة الظالمين في اآلية (قَ َ‬
‫الظالمين مفعول به والعهد الفاعل‪،‬الظالمين مفعول به منصوب بالياء ألنه جمع مذكر سالم‪.‬‬
‫*وردت كلمة (ابراهيم) في القرآن كله بالياء إال في سورة البقرة جاءت بدون الياء (ابراهم) فما داللة ذلك؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ابراهيم في القرآن الكريم وردت منقوطة بالياء في كل القرآن إال في سورة البقرة‬
‫قاعدة‪ :‬خط المصحف ال يقاس عليه‪ .‬وعلينا أن نعلم أنه حصل تطور في تاريخ الكتابة منذ زمن الرسول ‪ ‬فبدأت الكتابة العربية تستقر وتأخذ أشكا ً‬
‫ال‬
‫أخرى ولذلك نرى أكثر من رسم للكلمة مثال كلمة لكيال ‪-‬لكي ال‪ ،‬كذلك كلمة إذن ‪( -‬إذًا) وكلمة مئة ومائة وغيرها وكال الكتابات جائز عند العرب‪.‬‬
‫فمرة يرسم حرف العلة ومرة ال يرسم وأحيانًا يكون الرسم الختالف‬ ‫والمصحف كتبه عدد كبير من الكتبة والرسم الذي كتبوا به هو كتابتهم في أزمانهم ّ‬
‫القراءات فيوضع الرسم الذي يجمع القرآءات المتواترة وشروط القرآءة الصحيحة أن تكون موافقة لرسم المصحف‪.‬‬
‫وكلمة ابراهم في سورة البقرة ورد فيها قراءتين متواترين أحداهما ابراهم بدون ياء والثانية ابراهيم بالياء فكتبت بالشكل الذي يحتمل القرآءتين‪.‬‬
‫د‪.‬حسام النعيمى‪ :‬كلمة إبراهيم كلمة أعجمية وليست عربية وكل كلمة غير عربية في لسان العربي يتصرف بها يعني يلفظونها بطرائق مختلفة‪ .‬إبراهيم‬
‫ُنطق إبراهام‪ ،‬إبراهيم بعض العرب كان ينطقها إبراهيم وبعضهم ينطقها إبراهام و كلمة إبراهيم وردت في ‪ 69‬موضعًا في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ي َ‬

‫آية (‪:)125‬‬
‫* لماذا ال يُذكر سيدنا اسماعيل مع ابراهيم واسحق ويعقوب في القرآن؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال هذا السؤال ليس دقيقًا ألنه توجد في القرآن مواطن ُذكر فيها ابراهيم واسماعيل ولم يُذكر اسحق وهناك ‪ 6‬مواطن ُذكر فيها ابراهيم واسماعيل واسحق‬ ‫أو ً‬
‫وهي‪:‬‬
‫َح ُن‬ ‫احدًا َون ْ‬ ‫َ‬
‫اق إِل ًها َو ِ‬ ‫اعيل َوإِ ْس َح َ‬ ‫َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬ ‫ْر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪C‬د إِل َهك َوإِل َه آ َبائِك إِب َ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِن َب ْعدِي قالوا َن ْعبُ ُ‬ ‫ُون م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وب ال َم ْو ُت إِذ قال لَِبنِي ِه َما َت ْعبُد َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ض َر َي ْعق َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪     ‬أ ْم ك ْنت ْم ش َهدَا َء إِذ َح َ‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ون (‪ )133‬البقرة‬ ‫لَ ُه ُم ْسلِ ُم َ‬
‫ِن َربِّ ِه ْم لَا‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وب َوالْأ ْس َب ِ‬ ‫اق َو َي ْع ُق َ‬ ‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫اع َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ُ     ‬قولُوا آَ َمنَّا ِباللَّ ِه َو َما أ ْن ِز َل إِلَ ْينَا َو َما أ ْن ِز َل إِلَى إِب َ‬
‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫اط َو َما أوت َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬ ‫ْر ِ‬
‫ون (‪ )136‬البقرة‬ ‫َح ُن لَ ُه ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫ْن أَ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َون ْ‬ ‫نُ َف ِّر ُق َبي َ‬
‫َّ‬
‫ِن الل ِه‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِم ْن كت َم ش َها َدة ِعن َد ُه م َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ارى قل أأنت ْم أ ْعل ُم أ ِم الل ُه َو َم ْن أظل ُم م َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َص َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وب َوالأ ْس َباط كانوا ُهودًا أ ْو ن َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اعيل َوإِ ْس َحاق َو َي ْعق َ‬ ‫َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬ ‫ْر ِ‬ ‫ون إِ َّن إِب َ‬ ‫‪     ‬أَ ْم َت ُقولُ َ‬
‫ون (‪ )140‬البقرة‪.‬‬ ‫ِل َع َّما َت ْع َملُ َ‬ ‫َو َما اللَّ ُه ِبغَاف ٍ‬
‫ِّه ْم لَا نُ َف ِّر ُق‬ ‫يسى َوالنَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اق َو َي ْع ُق َ‬ ‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫اع َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ُ     ‬ق ْل آَ َمنَّا ِباللَّ ِه َو َما أ ْن ِز َل َعلَ ْينَا َو َما أ ْن ِز َل َعلَى إِب َ‬
‫ِن َرب ِ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫اط َو َما أوت َ‬ ‫وب َوالأ ْس َب ِ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬ ‫ْر ِ‬
‫ون (‪ )84‬آل عمران‬ ‫َح ُن لَ ُه ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫ْن أَ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َون ْ‬ ‫َبي َ‬
‫ُّعا ِء (‪ )39‬ابراهيم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اعيل َوإِ ْس َحاق إِ َّن َربِّي ل َسمِي ُع الد َ‬ ‫َ‬ ‫‪     ‬الْ َح ْم ُد لِل ِه الذِي َو َه َب لِي َعلى ال ِك َب ِر إِ ْس َم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وب َوالْأ ْس َب ِ‬ ‫اق َو َي ْع ُق َ‬ ‫اع َ‬ ‫َ‬
‫ِن َب ْع ِد ِه َوأ ْو َح ْينَا إِلَى إِب َ‬ ‫َ‬ ‫‪     ‬إِنَّا أَ ْو َح ْينَا إِلَي َ‬
‫ون‬‫ار َ‬ ‫س َو َه ُ‬ ‫ُّوب َويُونُ َ‬ ‫يسى َوأي َ‬ ‫اط َو ِع َ‬ ‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬ ‫ْر ِ‬ ‫وح َوالنَّ ِبي َ‬
‫ِّين م ْ‬ ‫ْك َك َما أ ْو َح ْينَا إِلَى نُ ٍ‬
‫ُورا (‪ )163‬النساء‬ ‫ان َوآََت ْينَا دَا ُوو َد َزب ً‬ ‫َو ُسلَ ْي َم َ‬
‫ْ‬ ‫ًّ‬
‫وب َوكلا َج َعلنَا‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُون الل ِه َو َه ْبنَا له إِ ْس َحاق َو َي ْعق َ‬ ‫َّ‬ ‫ُون مِن د ِ‬ ‫ْ‬ ‫‪C‬‬ ‫َ‬
‫اعتزل ُه ْم َو َما َي ْعبُد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وكل موطن ُذكر فيه اسحق ذكر فيه اسماعيل بعده بقليل أو معه مثل قوله تعالى (فل َّما ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫(و َو َه ْبنَا لَ ُه إِ ْس َح َ‬
‫اق‬ ‫ان َر ُسولًا َن ِبيًّا (‪ ))54‬مريم)‪  ‬إال في موطن واحد‪  ‬في سورة العنكبوت َ‬ ‫ِق الْ َو ْع ِد َو َك َ‬ ‫صاد َ‬ ‫ان َ‬ ‫اع َ‬
‫يل إِنَّ ُه َك َ‬ ‫اب إِ ْس َم ِ‬ ‫و(و ْاذ ُك ْر فِي الْ ِك َت ِ‬ ‫َن ِبيًّا (‪َ )49‬‬
‫ين (‪.))27‬‬ ‫ِح َ‬ ‫الصال ِ‬ ‫ِن َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الد ْن َيا َوإِنَّ ُه فِي الآ ِخ َر ِة لَم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اب َوآ َت ْينَا ُه أ ْج َر ُه فِي ُّ‬ ‫ْ‬
‫ُو َة َوال ِك َت َ‬‫وب َو َج َعلْنَا فِي ذ ِّريَّ ِت ِه النُّب َّ‬
‫ُ‬ ‫َو َي ْع ُق َ‬
‫وفي قصة يوسف ‪ ‬ال يصح أن يُذكر فيها اسماعيل ألن يوسف من ذرية اسحق وليس من ذرية اسماعيل‬
‫صلًّى َو َع ِه ْدنَا إِلَى‬ ‫اهي َم ُم َ‬‫ْر ِ‬ ‫ام إِب َ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫م‬ ‫وا‬ ‫اس َوأَ ْم ًنا َواتَّ ِخ ُ‬
‫ذ‬ ‫ْت َم َثا َب ًة لِلنَّ ِ‬ ‫وقد ُذكر اسماعيل مرتين في القرآن بدون أن يُذكر اسحق في سورة البقرة ( َوإِ ْذ َج َعلْنَا الْ َبي َ‬
‫ِ‬
‫السمِي ُع‬ ‫َّل مِنَّا إِنَّ َك أَ ْن َت َّ‬‫يل َربَّنَا َت َقب ْ‬‫اع ُ‬ ‫ْت َوإِ ْس َم ِ‬ ‫ِن الْ َبي ِ‬ ‫اع َد م َ‬‫اهي ُم الْ َق َو ِ‬ ‫الس ُجو ِد (‪َ ( )125‬وإِ ْذ َي ْر َف ُع إِب َ‬
‫ْر ِ‬ ‫الر َّك ِع ُّ‬
‫ِين َو ُّ‬ ‫ِين َوالْ َعا ِكف َ‬ ‫ِي ل َّ‬
‫ِلطا ِئف َ‬ ‫يل أَ ْن َط ِّه َرا َب ْيت َ‬ ‫اع َ‬‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬
‫ْر ِ‬
‫إِب َ‬
‫الْ َعلِي ُم (‪ )))127‬ألن اسحق ليس له عالقة بهذه القصة وهي رفع القواعد من البيت أصال‪.‬‬
‫ً‬
‫*بعض العلماء يقول أن إسماعيل هو الذبيح والبعض يعترض ويقول (إسحق) فما المختار بين الرأيين؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫وب (‪ )71‬هود)‬ ‫َاها ِب ِإ ْس َح َق َومِن َو َراء إِ ْس َح َق َي ْع ُق َ‬
‫ض ِح َك ْت َف َب َّش ْرن َ‬ ‫ليس هناك أثر صريح صحيح‪ .‬لما ننظر في اآليات‪ :‬اآلية في سورة هود ( َو ْام َرأَتُ ُه َقآ ِئ َم ٌة َف َ‬
‫ُشرت بإسحق‪ .‬المرأة الثانية زوجة إبراهيم هي التي ولدت له هذا الذي أخذها وإياه‬ ‫هذه المرأة التي كانت عاقرًا وكانت كبيرة في السن‪ ،‬هي امرأته األولى ب ِّ‬
‫وأسكنهما بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم‪ .‬لما ننظر في الوقائع في اآليات نجد نوعًا من الترجيح أنه إسماعيل الذي ذهب إلى ديار العرب وتزوج‬
‫الس ْع َي َق َ‬
‫ِيم (‪َ )101‬فلَ َّما َبلَ َغ َم َع ُه َّ‬ ‫َّ‬
‫َي‬
‫ال َيا بُن َّ‬ ‫ام َحل ٍ‬ ‫منهم وعاش هناك‪ .‬ألن الكالم األول كان عن إسحق‪ .‬لما نأتي إلى اآليات في سورة الصافات ( َف َبش ْرنَا ُه ِب ُغلَ ٍ‬
‫ين (‪ ))102‬لما يمضي في القصة بعد أن ينتهي‬ ‫الصا ِب ِر َ‬ ‫ِن َّ‬ ‫ال َيا أََب ِت ا ْف َع ْل َما تُ ْؤ َم ُر َسَت ِج ُدنِي إِن َشاء اللَّ ُه م َ‬
‫انظ ْر َما َذا َت َرى َق َ‬ ‫إِنِّي أَ َرى فِي الْ َمنَام أَنِّي أَ ْذ َب ُح َك َف ُ‬
‫ِ‬
‫‪ C‬وإسحق ذكر إسمه في القرآن‬ ‫ين (‪ ))112‬إذن جاءت البشارة بإسحق بعد البشارة بالذبيح‬ ‫ِح َ‬ ‫‪ C‬يقول تعالى ( َو َب َّش ْرنَا ُه ِب ِإ ْس َح َق َن ِبيًّا ِّم َن َّ‬
‫الصال ِ‬ ‫من قصة الذبيح‬
‫يس‬
‫ْر َ‬ ‫َ‬
‫اعيل َوإِد ِ‬‫‪ C‬من الصابرين ولما ننقل إلى اآليات ( َوإِ ْس َم ِ‬ ‫وإسماعيل ذكر إسمه في القرآن فالمرجح أن الذبيح هو إسماعيل وليس إسحق‪ .‬ولكن نقول الذبيح‬
‫صف بوصف الصبر؟ إسماعيل‪ .‬إسحق ما وصف بهذا وإنما‬ ‫ين (‪ )85‬األنبياء) (ستجدني إن شاء اهلل من الصابرين) من الذي ُو ِ‬ ‫َو َذا الْ ِك ْف ِل ُك ٌّل ِّم َن َّ‬
‫الصا ِب ِر َ‬
‫قال (فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب) لكن نقول‪ :‬والمسألة ال يترتب عليها أمر من أمور الدين فالخوض فيها غير مثمر‪.‬‬
‫يل أَن َط ِّه َرا‬
‫اع َ‬
‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬ ‫صلًّى َو َع ِه ْدنَا إِلَى إِب َ‬
‫ْر ِ‬ ‫اهي َم ُم َ‬
‫ْر ِ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْت َم َثا َب ًة لِّلنَّ ِ َ‬
‫اس َوأ ْمنًا َواتَّ ِخذوا مِن َّم َق ِ‬
‫ام إِب َ‬ ‫العبرة أنه أحد إبني إبراهيم‪ ،‬عندنا قوله تعالى ( َوإِ ْذ َج َعلْنَا الْ َبي َ‬
‫الس ُجو ِد (‪ )125‬البقرة) إبراهيم كان موجودًا هنا وأقام هنا واتخذنا من مقامه مصلى وغبنه الذي كان معه ملحق وإسماعيل‬ ‫الر َّك ِع ُّ‬ ‫ِين َوالْ َعا ِكف َ‬
‫ِين َو ُّ‬ ‫ِي ل َّ‬
‫ِلطا ِئف َ‬ ‫َب ْيت َ‬
‫نبي واحد هوخاتم األنبياء والمرسلين ‪ .‬إسماعيل‬ ‫نبي‪.‬إبراهيم عنده ولدان إسماعيل وإسحق‪،‬من ذريةاسحق أنبياء ورسل إسرائيل كثيرون ومن إسماعيل ٌ‬
‫ومن أوالد إسماعيل محمد ‪ ‬وهؤالء أبناء عمومتهم" سأبعث من أبناء عمومتهم في فاران" (فاران هو المكان الذي ترك فيه إبراهيم ولده إسماعيل وهم‬
‫يزعمون أن فاران في مكان آخرفي فلسطين)‪.‬لوصح الحديث "أنا ابن الذبيحين" النتهى الحوارلكنه لم يصح عن الرسول ‪.‬‬
‫آية (‪:)126‬‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى (رب اجعل هذا بلداً آمناً) سورة البقرة وقوله تعالى (رب اجعل هذا البلد آمناً) ؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى*‪:‬‬
‫اآلية األولى هي دعاء سيدنا ابراهيم قبل أن تكون مكة بلدًا فجاء بصيغة التنكير (بلدًا) أما اآلية الثانية فهي دعاء سيدنا ابراهيم بعد أن أصبحت مكة بلدًا‬
‫معروفًا فجاء بصيغة التعريف في قوله (البلد)‪.‬‬
‫د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫اج َع ْل َه َذا َبلَدًا آَ ِم ًنا) لو نظرنا في اإلعراب‪ :‬اإلشارة (هذا) هو يشير إلى شيء‪ .‬كلمة (هذا) صارت المفعول األول‬ ‫اهي ُم َر ِّب ْ‬ ‫ْر ِ‬ ‫في اآلية األولى ) َوإِ ْذ َق َ‬
‫ال إِب َ‬
‫لفعل (إجعل) و(بلدًا) المفعول الثاني و (آمنا) صفته‪ ،‬أي صيّره بلدًا إذن لم يكن بلدًا إذن هو أشار إلى موضع المكان أو الوادي الذي وصفه في آية أخرى‬
‫ِك الْ ُم َح َّر ِم ) فاجعل هذا بلدًا‪ ،‬ثم وصف البلد بأنه آمن فكلمة (آمنا) ستكون صفة للبلد‪ .‬هذا كان في‬ ‫ْر ذِي َز ْرع ِع ْن َد َب ْيت َ‬
‫ٍ‬ ‫(ر َّبنَا إِنِّي أَ ْس َك ْن ُت م ْ‬
‫ِن ُذ ِّر َّيتِي ِب َوا ٍد َغي ِ‬ ‫َ‬
‫شب حديثًا عن الطوق ‪ ‬وبدأ الناس يجتمعون حوله وأمه والماء الذي ظهر فما كان بلدًا فكأنه قال‪ :‬إجعل هذا‬ ‫السكنى في بداياته‪ :‬إسماعيل ‪ ‬كان قد ّ‬ ‫أول ُ‬
‫الموضع بلدًا‪.‬‬
‫اهي ُم‬ ‫ْر‬
‫َِ ِ‬‫ب‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ال‬‫ق‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ذ‬ ‫إ‬‫و‬
‫َِ‬ ‫(‬ ‫الثانية‬ ‫اآلية‬ ‫إلى‬ ‫انظر‬ ‫ولذلك‬ ‫هاجر‬ ‫مع‬ ‫وسكن‬ ‫األصنام‬ ‫يعبد‬ ‫من‬ ‫إليه‬ ‫جاء‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫بل‬ ‫ناس‬ ‫فيه‬ ‫وصار‬ ‫بلدًا‬ ‫صار‬ ‫المكان‬ ‫الثانية‬ ‫في اآلية‬
‫جعلت البلد آمنًا صار المفعول الثاني‬ ‫ُ‬ ‫ال من (هذا) المفعول األول و(آمنًا) صارت المفعول الثاني يعني‬ ‫اج َع ْل َه َذا الْ َبلَ َد آَ ِم ًنا) صار بلدًا‪ .‬البلد صارت بد ً‬ ‫َر ِّب ْ‬
‫صنَا َم) ‪ ‬معناه أن هناك في البلد من القبائل أو من األعراب الذين سكنوا مع هاجر كانوا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِي أ ْن َن ْعبُ َد الأ ْ‬ ‫اجنُ ْبنِي َو َبن َّ‬
‫بعد أن كان صفة في اآلية األولى‪َ ( .‬و ْ‬
‫يعبدون األصنام فال يريد أن ذريته يتأثرون بهؤالء فإنصب ‪ ‬الطلب على األمن ودفع عبادة األصنام‪  .‬ليس هذا فقط ولكن انظر إلى رحمة اهلل سبحانه‬
‫يربّهم ويرعاهم لكن يُثيب المحسن يوم القيامة ويعاقب المسيء‪ .‬إبراهيم ‪ ‬أراد الرزق للمؤمنين‬ ‫وتعالى في اآلية األولى أنه رب العالمين مؤمنهم وكافرهم ُ‬
‫صير) حتى الكافر‪.‬‬ ‫س الْ َم ِ‬ ‫ْ‬
‫ئ‬ ‫ب‬‫و‬ ‫ار‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫اب‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ع‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ه‬‫ر‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ْ‬
‫ض‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ث‬ ‫ا‬‫ً‬‫ِيل‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ع‬‫ِّ‬
‫ت‬ ‫م‬‫ُ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫(‬ ‫جيب؟‬‫ُ‬
‫أ‬ ‫م‬‫ات َم ْن آَ َم َن ِم ْن ُه ْم ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخرِ) ِ َ‬
‫ب‬ ‫ف‬ ‫ار ُز ْق أَ ْهلَ ُه م َ‬
‫ِن الثَّ َم َر ِ‬ ‫( َو ْ‬
‫ِ َِ َ‬ ‫ُّ ُ ِ َ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫اج َع ْل َهَـ َذا َبلَدًا آ ِم ًنا) قبل أن يُبنى لما قال له تعالى إبن هذا البيت‬ ‫(ر ِّب ْ‬
‫هو ماذا قال؟ هو قال جملة ما هي؟ هو قال هذا بلدًا مرة وقال هذا البلد مرة‪ ،‬قال َ‬
‫ً‬
‫اج َعل َهَـذا َبلدًا آ ِمنا) أي هذا الذي سوف نبنيه اجعله بلدًا آمنًا فلما‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫(ر ِّب ْ‬
‫يل (‪ )127‬البقرة) لم يبنوه بعد هنا قال َ‬ ‫اع ُ‬ ‫ِن الْ َبي ِ‬
‫ْت َوإِ ْس َم ِ‬ ‫اهي ُم الْ َق َو ِ‬
‫اع َد م َ‬ ‫( َوإِ ْذ َي ْر َف ُع إِب َ‬
‫ْر ِ‬
‫اج َع ْل َهـ َذا الْ َبلَ َد آ ِم ًنا) أي الذي بنيناه اجعله آمنًا‪ .‬إذن معنى هذا أن سيدنا إبراهيم ‪ ‬دعا لهذا البلد مرتين‬ ‫(ر ِّب ْ‬
‫بُني البلد واكتمل وطافا به وأصبح بلدًا قال َ‬
‫اج َع ْل َهـ َذا الْ َبلَ َد آ ِم ًنا)‪.‬‬
‫(ر ِّب ْ‬
‫مرة قبل بنائه عندما كان مجرد بلد نكرة ال نعرف كيف سيكون وعندما انتهى منه أيضًا دعا له وقال َ‬
‫س ْال َم ِ‬
‫صي ُر (‪ ))126‬بضمير المفرد وفي لقمان بالجمع (نُ َمتِّ ُعهُ ْم قَلِياًل ثُ َّم نَضْ طَرُّ هُْ*م ِإلَى‬ ‫ار َوبِْئ َ‬ ‫*في البقرة قال (ثُ َّم َأضْ طَرُّ هُ ِإلَى َع َذا ِ‬
‫ب النَّ ِ‬
‫يظ) فما الفرق بينهما؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫َع َذا ٍ‬
‫ب َغلِ ٍ‬
‫ات َم ْن آ َم َن ِم ْن ُهم ِباللِهّ‬ ‫ار ُز ْق أَ ْهلَ ُه م َ‬
‫ِن الثَّ َم َر ِ‬ ‫اج َع ْل َهَـ َذا َبلَدًا آ ِم ًنا َو ْ‬
‫اهي ُم َر ِّب ْ‬
‫ْر ِ‬ ‫حتى نفهم المسألة نقرأ سياق آية البقرة ألن السياق هو الذي يوضح ( َوإِ ْذ َق َ‬
‫ال إِب َ‬
‫اج َع ْل َهَـ َذا َبلَدًا آ ِم ًنا) وقبل أن‬ ‫(ر ِّب ْ‬ ‫ير (‪ ))126‬إذن آية البقرة في مكة َ‬ ‫صُ‬ ‫س الْ َم ِ‬‫ار َو ِب ْئ َ‬ ‫ض َط ُّر ُه إِلَى َع َذ ِ‬
‫اب النَّ ِ‬ ‫ال َو َمن َك َف َر َفأُ َمتِّ ُع ُه َقلِي ً‬
‫ال ثُ َّم أَ ْ‬ ‫َوالْ َي ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر َق َ‬
‫اج َع ْل َهـ َذا الْ َبلَ َد آ ِم ًنا (‪ )35‬إبراهيم) هذا بعد البناء بعد أن صارت بلدًا‪ .‬فإذن آية البقرة في مكة وآية لقمان عامة‬ ‫اهي ُم َر ِّب ْ‬ ‫ْر ِ‬
‫ال إِب َ‬ ‫توجد مكة‪ ،‬ولما قال ( َوإِ ْذ َق َ‬
‫‪ C‬أيها األكثر؟ اآلية في لقمان‪ ،‬فجاء بضمير الكثرة وتسمى الكثرة النسبية (نمتعهم قلي ً‬
‫ال)‬ ‫ال) كالمًا عامًا وليس في بلد معين وال أناس معينين‪.‬‬ ‫(نمتعهم قلي ً‬
‫ً‬
‫يعني يُعبَّر عن األكثر بالضمير الذي يدل على الكثرة والجمع ويعبر عن األقل بالمفرد‪ .‬و (من) تحتمل ذلك إذن فمن كفر فأمتعه قليال وهؤالء أقل من الذين‬
‫الص َّم َولَ ْو َكانُواْ َ‬
‫ال‬ ‫ْك أَ َفأَ َ‬
‫نت تُ ْس ِم ُع ُّ‬ ‫ون إِلَي َ‬‫ال‪  ‬هذا أقل من الذين نمتعهم فجاء بضمير الجمع‪ .‬في القرآن يراعي هذا الشيء ( َو ِم ْن ُهم َّمن َي ْس َت ِم ُع َ‬ ‫قال فيهم أمتعه قلي ً‬
‫ون (‪ )43‬يونس) الذين يستمعون أكثر من الذين ينظرون فقال يستمعون هذه‬ ‫ْص ُر َ‬ ‫ال ُيب ِ‬‫نت َت ْهدِي الْ ُع ْم َي َولَ ْو َكانُواْ َ‬ ‫ْك أَ َفأَ َ‬
‫نظ ُر إِلَي َ‬ ‫ون (‪َ )42‬ومِن ُهم َّمن َي ُ‬ ‫َي ْعقِلُ َ‬
‫تسمى مناسبة وهذا ما جعل المفعول في لقمان بالجمع وفي البقرة بالمفرد‪.‬‬
‫*لم قال ( َو َمن َكفَ َر فَُأ َمتِّ ُعهُ قَلِيالً) في آية البقرة ونمتعهم* بالجمع في آية لقمان؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫يل أَن َط ِّه َرا َب ْيت َ‬
‫ِي‬ ‫اع َ‬‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬ ‫هذا يدخل فيه أكثر من مسألة‪ .‬مسألة التعظيم في البقرة ذكر اإلفراد أو ً‬
‫ال ثم الجمع‪ .‬هذه فيها أكثر من مناسبة ( َو َع ِه ْدنَا إِلَى إِب َ‬
‫ْر ِ‬
‫اهي َم)‪ .‬واألمر‬ ‫الس ُجو ِد (‪ )125‬البقرة) هذه جمع سيأتي بعدها مفرد‪ ،‬بعد الجمع يأتي المفرد‪ ،‬ضمير التعظيم ( َو َع ِه ْدنَا إِلَى إِب َ‬
‫ْر ِ‬ ‫الر َّك ِع ُّ‬
‫ِين َو ُّ‬ ‫ِين َوالْ َعا ِكف َ‬ ‫ل َّ‬
‫ِلطا ِئف َ‬
‫ُ‬
‫ال) وهو قال‬ ‫ِي) البيت نسبه تعالى إلى نفسه وصاحب البيت يتولى األمر وربنا صاحب البيت يتولى هذا فقال ( َو َمن َك َف َر َفأ َمتِّ ُع ُه َقلِي ً‬ ‫اآلخر قال (أَن َط ِّه َرا َب ْيت َ‬
‫طهرا بيتي للطائفين هو صاحب البيت ويتولى من يسيء فهي أنسب من كل ناحية وقال بيتي فمناسبة أكثر لإلفراد‪.‬‬
‫ك ُك ْف ُرهُ ِإلَ ْينَا َمرْ ِج ُعهُ ْم فَنُنَبُِّئهُم* بِ َما َع ِملُوا) ولم يقلها في البقرة ( َو َمن َكفَ َر فَُأ َمتِّ ُعهُ‬
‫* في لقمان قال (إلينا مرجعهم) ( َو َمن َكفَ َر فَاَل يَحْ ُزن َ‬
‫صي ُ*ر (‪ ))126‬ما الفرق؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫س ْال َم ِ‬ ‫ار َوبِْئ َ‬ ‫قَلِيالً ثُ َّم َأضْ طَرُّ هُ ِإلَى َع َذا ِ‬
‫ب النَّ ِ‬
‫‪ C‬إذن هذه‬ ‫ات) والرزق فيه تمتيع‬ ‫ار ُز ْق أَ ْهلَ ُه م َ‬
‫ِن الثَّ َم َر ِ‬ ‫(و ْ‬‫ال كان من دعاء إبراهيم لما قال َ‬ ‫ات) إذن لما قال فأمتعه قلي ً‬ ‫ار ُز ْق أَ ْهلَ ُه م َ‬
‫ِن الثَّ َم َر ِ‬ ‫(و ْ‬
‫إبراهيم سأل ربه َ‬
‫ال) ألنه طلب‬ ‫ات) الجواب (فأمتعه قلي ً‬ ‫ِن الثَّ َم َر ِ‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ق‬‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ز‬ ‫ار‬‫و‬
‫َ ْ‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫آ‬ ‫ًا‬
‫د‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫َـ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫اج‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ي‬‫اه‬‫ْر‬
‫ِ َ ِ ُ َ ِّ ْ َ َ‬‫ب‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ذ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫الرزق‬ ‫طلب‬ ‫هو‬ ‫وإنما‬ ‫بالتبليغ‬ ‫متعلقة‬ ‫المسألة ليست‬
‫َِ‬
‫ال وهذه ليست في التبليغ أما آية لقمان ففي التبليغ (ومن كفر) والسياق مختلف تمامًا‪ .‬فإذن لما كانت آية لقمان في التبليغ‬ ‫الرزق فالجواب يكون فأمتعه قلي ً‬
‫(و َمن َك َف َر َفلَا َي ْح ُز َ‬
‫نك‬ ‫ُ‬
‫نك ُك ْف ُر ُه إِلَ ْينَا َم ْر ِج ُع ُه ْم َفنُنَبِّئُ ُهم ِب َما َعمِلوا) أما في آية البقرة ليست في التبليغ فقال (فأمتعه قليال)‪ .‬في لقمان قال َ‬
‫ً‬ ‫(و َمن َك َف َر َفلَا َي ْح ُز َ‬
‫قال َ‬
‫ُور) ولم يقلها في البقرة أيضًا‪ ،‬هؤالء في آية لقمان الكفار موجودين أما هؤالء الذين قال فيهم‬
‫الصد ِ‬ ‫ُك ْف ُر ُه إِلَ ْينَا َم ْر ِج ُع ُه ْم َفنُنَبِّئُ ُهم ِب َما َعمِلُوا إِ َّن اللَّ َه َعلِي ٌم ِب َذ ِ‬
‫ات ُّ‬
‫اآلية في سورة البقرة لم يخلقوا بعد هذا باعتبار ما سيكون هم ليسوا مخلوقين أص ً‬
‫ال قال (اجعل هذا بلدًا آمنًا) فكيف يقول فال يحزنك كفره هم غير‬
‫موجودين ويأتون بعده بقرون‪ ،‬أما في آية لقمان فهو معاصر لهم يبلغهم‪.‬‬
‫ب َغلِي ٍظ (‪ ))24‬وفي* البقرة قال (فَُأ َمتِّ ُعهُ قَلِيالً ثُ َّم‬
‫*ما الفرق بين العاقبة في لقمان قال تعالى (نُ َمتِّ ُعهُ ْم قَلِياًل ثُ َّم نَضْ طَرُّ هُْ*م ِإلَى َع َذا ٍ‬
‫صي ُ*ر (‪))126‬؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫س ْال َم ِ‬
‫ار َوبِْئ َ‬ ‫َأضْ طَرُّ هُ ِإلَى َع َذا ِ‬
‫ب النَّ ِ‬
‫أيها األشد أن تقول إلى عذاب غليظ أو إلى عذاب النار وبئس المصير؟ عذاب النار‪ .‬عندما يقول عذاب غليظ هل معناه أنك ستحرقه؟ كال ألنك لم تصرح‬
‫أنه بالنار‪ ،‬عندما تقول سأعذبه عذابًا غليظًا هل معناه أنك ستحرقه؟ لم تصرح أنه بالنار‪ ،‬أما عذاب النار فيها حرق فأيها األشد؟ عذاب النار‪ .‬لم يذكر نار‬
‫في لقمان وفي البقرة ذكر نارًا وبئس المصير إذن هذا العذاب أشد‪ ،‬ذكر النار وقال أنه بئس المصير‪ .‬عذاب غليظ ال يشترط أن يكون بالنار قد يكون بعضا‬
‫غليظة‪ .‬قال (عذاب النار) في أهل مكة وإبراهيم يطلب البلد اآلمن والرزق‪ ،‬السيئة في مكة تتضاعف أكثر بكثير من مكان آخر وكذلك الحسنة تتضاعف‬
‫في مكة والسيئة في مكة تتضاعف فمن أساء في مكة في بلد اهلل الحرام ليس كمن أساء في غيرها‪ ،‬نفس السيئة إذا فعلها شخص في مكة ليست عقوبتها كمن‬
‫أساء في غير مكة السيئة فيها تتضاعف والحسنة فيها تتضاعف فإذن عندما تكون السيئة تتضاعف فالعذاب يتضاعف ويشتد لذا قال عذاب النار وبئس‬
‫المصير ألن ذكر السيئة والكفر في مكة ليس كالكفر في غير مكة والمعصية في مكة ليست كالمعصية في غير مكة الحسنة أكثر والسيئة أكثر ولذلك شدّد‬
‫العذاب فقال (عذاب النار وبئس المصير)‪.‬‬
‫آية (‪:)127‬‬
‫ت َوِإ ْس َما ِعي ُل َربَّنَا تَقَبَّلْ ِمنَّا ِإنَّكَ َأنتَ ال َّس ِمي ُع ْال َعلِي ُم (‪ )127‬البق**رة)؟‬
‫اع َد ِمنَ ْالبَ ْي ِ‬
‫*ما فائدة الضمير فى قوله تعالى( َوِإ ْذ يَرْ فَ ُع ِإب َْرا ِهي ُم ْالقَ َو ِ‬
‫(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫جاء الخبر (السميع العليم) معرفة ووقع بين (إن) والخبر (السميع) ضمير الفصل (أنت) بقصد المبالغة في كمال الوصفين السميع والعليم له سبحانه‬
‫عرفت فقلت أنت السامع فهذا يعني‬ ‫َ‬
‫ولينزل سمع وعلم غيره منزلة العدم‪ .‬أال ترى أنك لو قلت لرجل أنت سامع إذا أردت أنه أحد السامعين أما إذا ّ‬ ‫وتعالى‬
‫أنه السامع ال غيره‪.‬‬
‫*هل يُضمر القول في القرآن الكريم؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أحوال القول والمقول يمكن أن نجمل أهم أحكامها في عبارات صغيرة‪.‬‬
‫ير (‪ )285‬البقرة) القول هو الفعل و(سمعنا وأطعنا) هو المقول‪.‬‬ ‫صُ‬ ‫ْك ْال َم ِ‬ ‫َك َربَّنَا َوإِلَي َ‬ ‫الكثير أن يذكرالقول والمقول هواألصل ( َو َقالُو ْا َس ِم ْعنَا َوأَ َط ْعن ُ‬
‫َاغ ْف َران َ‬
‫يل َربَّنَا َت َقبَّلْ‬ ‫اع ُ‬ ‫ْت َوإِ ْس َم ِ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال َبي ِ‬ ‫اع َد م َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اهي ُم الق َو ِ‬ ‫ْر ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫يمكن أن يحذف فعل القول ويذكر المقول ال يقول قال أو يقول لكنه مفهوم وهذا كثير أيضًا مثال‪َ (:‬وإِذ َي ْرف ُع إِب َ‬
‫السمِي ُع الْ َعلِي ُم (‪ )127‬البقرة) هذا مقول القول ما قال يقولون ‪ ،‬حذف الفعل وأبقى المقول‪.‬‬ ‫نت َّ‬ ‫مِنَّا إِنَّ َك أَ َ‬
‫ال يُ ْفل ُ‬
‫ِح‬ ‫َ‬
‫ون لِل َح ِّق لَ َّما َجاء ُك ْم أ ِس ْح ٌر َهـ َذا َو َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وسى أت ُقول َ‬‫َ‬ ‫ال ُم َ‬ ‫أحيانًا يذكر فعل القول لكن يحذف المقول ولكنه ظاهر في السياق عكس الحالة السابقة مثل ( َق َ‬
‫ون (‪ )77‬يونس) ما هو القول؟ هم لم يقولوا أسحر هذا وال يفلح الساحرون وإنما هم قالوا هذا سحر‪ ،‬قول (أسحر هذا) هذا قول موسى وأضمر‬ ‫اح ُر َ‬ ‫الس ِ‬ ‫َّ‬
‫مقولهم هم وهو مفهوم من السياق‪.‬‬
‫وهنالك حالة أخرى أن يذكر مقوالن لقائلين مختلفين ويحذف فعل القول منهما اإلثنين ويتصالن كأنهما مقوالن لقول واحد لكن المعنى واضح يجري عليه‬
‫ون (‪ )28‬النحل) هم قالوا (ما كنا نعمل‬ ‫السلَ َم َما ُكنَّا ن َْع َم ُل مِن ُسو ٍء َبلَى إِ َّن اللَهّ َعلِي ٌم ِب َما ُكنتُ ْم َت ْع َملُ َ‬ ‫ِين َت َت َو َّفا ُه ُم الْ َمال ِئ َك ُة َظالِمِي أَن ُف ِس ِه ْم َفأَلْ َق ُواْ َّ‬
‫السياق مثل (الَّذ َ‬
‫ال واحدًا وإنما هذا قائل آخر وحذف فعل القول لم يقل قالوا ما كنا نعمل من سوء ولم يقل‬ ‫من سوء) والرد (بلى إن اهلل عليم بما كنتم تعلمون) هذا ليس قائ ً‬
‫قال بلى مفهوم من السياق فحذف فعل القول من االثنين وأدمج المقولين لكنه مفهوم من السياق‪.‬‬
‫يز‬ ‫ز‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ُ‬
‫ة‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ام‬
‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫(‬ ‫مثل‬ ‫ال‪،‬‬ ‫الحقيقة‬ ‫في‬ ‫لكن‬ ‫واحد‬ ‫لشخص‬ ‫مقوالن‬ ‫وهنالك حالة أخرى أن يذكر فعل القول ومقوله ويدرج معه قول لقائل آخر فيبدو كأنهما‬
‫ِ ِ‬
‫ِين (‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْب َوأ َّن اللَهّ ال َي ْهدِي ك ْي َد ال َخا ِئن َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪ )51‬يوسف)‪ ،‬ويوسف قال (ذلِك لَِي ْعل َم أنِّي ل ْم أ ُخ ْن ُه ِبال َغي ِ‬ ‫الصا ِدق َ‬‫ِن َّ‬ ‫ص الْ َح ُّق أََن ْا َرا َودتُّ ُه َعن نَّ ْف ِس ِه َوإِنَّ ُه لَم َ‬ ‫ص َح َ‬ ‫اآلن َح ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ْب َوأ َّن اللَهّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اب ألِي ٌم (‪( ،))25‬ذلِك لَِي ْعل َم أني ل ْم أخنه ِبال َغي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُس َج َن أ ْو َعذ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ ))52‬هذا كالم يوسف‪ ،‬هي رمته بالخيانة (قالت َما َج َزاء َم ْن أ َرا َد ِبأ ْهلِك ُس َو ًءا إِال أن ي ْ‬
‫ِّي إِ َّن‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ح‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫إ‬ ‫ء‬ ‫و‬ ‫الس‬ ‫ب‬ ‫ٌ‬
‫ة‬ ‫ار‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫أل‬ ‫س‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ء‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫ب‬
‫َ َ َ ِّ ُ‬‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫بالغيب‪،‬‬ ‫ِين (‪ ))52‬سيدنا يوسف يتحدث عن العزيز أنه لم يخن العزيز‬ ‫ال َي ْهدِي َك ْي َد الْ َخا ِئن َ‬ ‫َ‬
‫َ َّ َ ِ ُّ ِ ِ َ َ َ َ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ص ال َح ُّق أ َن ْا َر َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اودتُّ ُه‬ ‫ص َح َ‬ ‫اآلن َح ْ‬ ‫يز َ‬ ‫ور َّر ِحي ٌم (‪ ))53‬هذا كالم يوسف أيضًا (ذلك) أي الكالم الذي قالته امرأة العزيز‪ ،‬كالمها هي ( َقالَ ِت ْام َرأ ُة ال َع ِز ِ‬ ‫َربِّي َغ ُف ٌ‬
‫ِين (‪ .))52‬في قوله‬ ‫ْ‬
‫ال َي ْهدِي َك ْي َد ال َخا ِئن َ‬ ‫ْب َوأ َّن اللَهّ َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪ )51‬يوسف) وانتهى كالمها‪ ،‬ويوسف قال (ذلِك لَِي ْعل َم أنِّي ل ْم أ ُخ ْن ُه ِبال َغي ِ‬ ‫الصا ِدق َ‬ ‫ِن َّ‬ ‫َعن نَّ ْف ِس ِه َوإِنَّ ُه لم َ‬
‫َ‬
‫تعالى (يوسف أعرض عن هذا ()) يكلم شخصين لكن القائل واحد‪.‬‬
‫ال َة (‪ )31‬إبراهيم) قل هذا فعل القول‬ ‫الص َ‬ ‫ِين آ َمنُواْ يُقِي ُمواْ َّ‬ ‫ِي الَّذ َ‬
‫هنالك حالة أخرى أن يذكر فعل القول لكن ال يذكر المقول وإنما يذكر فحواه ( ُقل لِّ ِع َباد َ‬
‫(و ُقل لِّ ِع َبادِي َي ُقولُواْ الَّتِي ِه َي أَ ْح َس ُن (‪)53‬‬ ‫والمقول لم يذكره وإنما ذكر الفحوى يقيموا الصالة هذا فحوى قوله تعالى وليس هو القول لم يقل أقيموا الصالة‪َ ،‬‬
‫اإلسراء) هذا ليس هو نص القول وإنما فحواه‪ .‬فهذه أبرز أحوال القول في القرآن الكريم‪ .‬ولكل حالة من هذه الحاالت داللتها وسياقها الذي تروى فيه‪.‬‬
‫آية (‪:)129‬‬
‫*اب َو ْال ِح ْك َم* ةَ َويُ* َز ِّكي ِه ْم‬
‫ك َويُ َعلِّ ُمهُ ُم ْال ِكتَ* َ‬ ‫ث فِي ِه ْم َر ُسواًل ِم ْنهُ ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم َآيَاتِ َ‬‫*ما داللة الفرق في الترتيب بين آية سورة البقرة ( َربَّنَا َوا ْب َع ْ‬
‫ث فِي اُأْل ِّميِّينَ َر ُسواًل ِم ْنهُ ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم َآيَاتِ ِه َويُزَ ِّكي ِه ْم َويُ َعلِّ ُمهُ ُ*م ْال ِكتَ* َ‬
‫*اب‬ ‫ك َأ ْنتَ ْال َع ِزي ُز ْال َح ِكي ُم (‪ ))129‬وآية سورة الجمعة (ه َُو الَّ ِذي بَ َع َ‬ ‫ِإنَّ َ‬
‫ضاَل ٍل ُمبِي ٍن (‪))2‬؟(د‪ .‬عمر عبد الكافى من برنامج هذا ديننا)‬ ‫َو ْال ِح ْك َمةَ َوِإ ْن َكانُوا ِم ْن قَ ْب ُل لَفِي َ‬
‫‪ ‬‬
‫وردت في القرآن الكريم مثل هذه اآليات أربع مرات ثالث منها عن اهلل تعالى ومرة على لسان ابراهيم ‪ ‬وهي اآليات التالية‪:‬‬
‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َويُ َعلِّ ُم ُك ْم َما لَ ْم َتكونوا َت ْعل ُم َ‬
‫ون (‪))151‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ .1‬سورة البقرة ( َك َما أَ ْر َسلْنَا فِي ُك ْم َر ُسولًا ِم ْن ُك ْم َي ْتلُو َعلَ ْي ُك ْم آََيا ِتنَا َوي َ‬
‫ُز ِّكي ُك ْم َويُ َعلِّ ُم ُك ُم الْ ِك َت َ‬
‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َوإِ ْن َكانُوا‬
‫ُز ِّكي ِه ْم َويُ َعلِّ ُم ُه ُم الْ ِك َت َ‬‫ِن أَ ْن ُف ِس ِه ْم َي ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آََيا ِت ِه َوي َ‬ ‫ِين إِ ْذ َب َع َث فِي ِه ْم َر ُسولًا م ْ‬ ‫‪ .2‬آل عمران (لَ َق ْد َم َّن اللَّ ُه َعلَى الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪C‬‬
‫ين (‪))164‬‬ ‫ال ُم ِب ٍ‬ ‫ضلَ ٍ‬ ‫ْل لَفِي َ‬ ‫ِن َقب ُ‬
‫مْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِن َقبْل لفِي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اب َوال ِحك َمة َوإِ ْن َكانُوا م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫يه ْم َويُ َعل ُم ُه ُم ال ِك َت َ‬ ‫ُزك ِ‬ ‫ْه ْم آ َيا ِت ِه َوي َ‬ ‫ِّين َر ُسولا ِم ْن ُه ْم َي ْتلو َعلي ِ‬ ‫‪ .3‬سورة الجمعة (( ُه َو الذِي َب َع َث فِي الأ ِّمي َ‬
‫ين (‪)))2‬‬ ‫ضلَ ٍ‬
‫ال ُم ِب ٍ‬ ‫َ‬
‫‪ ‬وعلى لسان ابراهيم ‪:‬‬
‫يز الْ َحكِي ُم (‪)))129‬‬ ‫ُز ِّكي ِه ْم إِنَّ َك أَ ْن َت الْ َع ِز ُ‬ ‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َوي َ‬ ‫ِك َويُ َعلِّ ُم ُه ُم الْ ِك َت َ‬‫((ربَّنَا َوا ْب َع ْث فِي ِه ْم َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم َي ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آََيات َ‬
‫‪ .1‬سورة البقرة َ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫‪ ‬وهذا يعود إلى ترتيب األولويات واألهمية في الخطابين‪ ،‬فعندما دعا ابراهيم ‪ ‬ربه أن يرسل رسوال أخر جانب تزكية األخالق إلى آخر مرحلة بعد‬
‫تالوة اآليات وتعليمهم الكتاب والحكمة‪.‬‬
‫ً‬
‫أما في آية سورة الجمعة وسورة البقرة (‪ )151‬وسورة آل عمران فالخطاب من اهلل تعالى بأنه بعث في األميين رسوال يتلو عليهم آياته ويزكيهم قبل‬
‫الخلُقي يأتي قبل الجانب التعليمي وألن اإلنسان إذا كان غير مز ّكى في خلقه لن يتلقى الكتاب والحكمة على‬ ‫مرحلة يعلمهم الكتاب والحكمة ألن الجانب ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يم (‪ )4‬القلم)‪.‬‬ ‫ُمراد اهلل تعالى والرسول ‪ ‬من أهم صفاته أنه على خلق عظيم كما شهد له رب العزة بذلك في قوله ( َوإِنَّك ل َعلى ُخل ٍق َع ِظ ٍ‬
‫‪C‬‬
‫والتزكية هي ربع المه ّمة المحمدية (تالوة اآليات‪ ،‬تعليم الكتاب‪ ،‬تعليم الحكمة‪ ،‬التزكية)‪.‬‬
‫(من برنامج هذا ديننا للدكتور عمر عبد الكافي على قناة الشارقة)‪.‬‬
‫*من برنامج ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫هذا الترتيب في اآلية ألن آيات القرآن تعلمنا التفكير والمنطق ودقة اللفظ وترتيب األفكار واهلل سبحانه وتعالى رتب هذه الصفات على حسب ترتيب‬
‫وجودها ألن أول تبليغ الرسالة القرآن ثم يكون تعليم معانيه كما في قوله في موضع آخر (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه) فإذا ما حصلت‬
‫على علم القرآن انتقلت إلى المرحلة األخيرة وهي التزكية‪.‬‬
‫َ*اب َو ْال ِح ْك َم* ةَ َويُ* َز ِّكي ِه ْم (‪ )129‬البق*رة) ‪( -‬لَقَ* ْد‬
‫ك َويُ َعلِّ ُمهُ ُ*م ْال ِكت َ‬ ‫ث فِي ِه ْم َرسُوالً* ِّم ْنهُ ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آيَاتِ َ‬ ‫*ما الفرق بين قوله تعالى (ربَّنَا َوا ْب َع ْ‬
‫َاب َو ْال ِح ْك َمةَ (‪ )164‬آل عمران) ؟(د‪.‬أحمد‬ ‫ث فِي ِه ْم َرسُوالً* ِّم ْن َأنفُ ِس ِه ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آيَاتِ ِه َويُزَ ِّكي ِه ْ*م َويُ َعلِّ ُمهُ ُم ْال ِكت َ‬ ‫َم َّن هَّللا ُ َعلَى ْال ُمْؤ ِمنِينَ ِإ ْذ بَ َع َ‬
‫الكبيسى)‬
‫يه ْم (‪ )129‬البقرة) ‪ ،‬مرة قال‬ ‫ُز ِّك ِ‬‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َوي َ‬ ‫ِك َويُ َعلِّ ُم ُه ُم الْ ِك َت َ‬ ‫ال ِّم ْن ُه ْم َي ْتلُو َعلَي ِ‬
‫ْه ْم آ َيات َ‬ ‫ِيه ْم َر ُسو ً‬
‫في سورة البقرة عن قوله تعالى سيدنا إبراهيم (ربَّنَا َوا ْب َع ْث ف ِ‬
‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َوإِن َكانُواْ مِن َقبْلُ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫ُزكي ِه ْم َويُ َعل ُم ُه ُم ال ِك َت َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِين إِ ْذ َب َع َث فِي ِه ْم َر ُسوال ِّم ْن أنف ِس ِه ْم َي ْتلو َعل ْي ِه ْم آ َيا ِت ِه َوي َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫(من أنفسهم) ما الفرق بين (لَ َق ْد َم َّن اللَّ ُه َعلَى الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪C‬‬
‫اب‬‫ُز ِّكي ِه ْم َويُ َعلِّ ُم ُه ُم الْ ِك َت َ‬
‫ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم َي ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آََيا ِت ِه َوي َ‬ ‫ين (‪ )164‬آل عمران) هذا في سورة آل عمران وفي الجمعة ( ُه َو الَّذِي َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ‬ ‫الل ُّم ِب ٍ‬
‫ض ٍ‬ ‫لَفِي َ‬
‫ين (‪ )2‬الجمعة) لماذا؟ العرب ليش في العرب منهم وبالمؤمنين وهم قريش الذين هم أوائل المسلمين قال من‬ ‫ضلَ ٍ‬
‫ال ُم ِب ٍ‬ ‫ْل لَفِي َ‬ ‫ِن َقب ُ‬ ‫َوالْ ِح ْك َم َة َوإِ ْن َكانُوا م ْ‬
‫ال هناك فرق عدنا إلى كتب التفاسير وأهل الفضل وأهل التذوق لهذه اللغة وجدنا ما يلي‪ :‬تقول فالن من بني فالن هذا فقط كونك‬ ‫أنفسهم؟ الزم في فرق وفع ً‬
‫فراش خادم ملك ال يهم هذا منهم‬ ‫صى الْ َمدِي َن ِة (‪ )20‬القصص) كافر مؤمن شيخ سكرتير ّ‬ ‫منهم بغض النظر عن ميزة أو غير ميزة كقوله ( َو َجا َء َر ُج ٌل ِّم ْن أَ ْق َ‬
‫‪ C‬وليش قال العرب أميين؟ العرب األمة الوحيدة التي ليس لديها حساسية من أي أمة وما ثبت في التاريخ ال قبل‬ ‫ورب العالمين لما خاطب العرب واألميين‬
‫اإلسالم وال بعد اإلسالم أنهم ميزوا أنفسهم عن أمة أخرى وهم أمة أمية أي أنها تنتمي إلى جميع األمم وأخالقها أخالق أممية فجاء هذا الدين بناء على هذا‬
‫(ح ْك ًما َع َر ِبيًّا) فرب العالمين قدم هذا اإلسالم على طبق من أخالق‬ ‫نزلْنَا ُه ُح ْك ًما َع َر ِبيًّا (‪ )37‬الرعد) قال (لِّ َسا ًنا َع َر ِبيًّا (‪ )12‬األحقاف) وقال ُ‬ ‫اهلل قال (أَ َ‬
‫العرب ولهذا قال ‪( ‬بعثت ألتمم مكارم األخالق) من ضمنها حب الجار وليس حب فقط بل فداء يعني يفدي جاره بنفسه وأهله وذويه كما فعل كثير من‬
‫العرب السموأل وغيره وإلى يومنا هذا الجار يفدي جاره‪ .‬ثم أهل أسرة زوج وزوجة وأوالد وعائلة وعائلتين تصبح أسرة وأسرتين تصبح فصيل وفصيل‬
‫اح َد ًة (‪ )92‬األنبياء) هذه من‬ ‫يصبح عشيرة وعشيرة يصبح قبيلة والقرية يصبح شعب يعني هذه األمة متداخلة النسيج في النسب (إِ َّن َه ِذ ِه أُ َّمتُ ُك ْم أُ َّم ًة َو ِ‬
‫ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) فقط كونه منهم بغض النظر عن أن هذه منهم ال تعطي إيحاء بميزة أو عدم ميزة‪ .‬حينئ ٍذ‬ ‫(ه َو الَّذِي َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ‬ ‫خصوصياتها هي أمة أمية ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّين َر ُسولا ِمن ُه ْم)‪ .‬لكن هذه اآلية التي تخاطب المسلمين األوائل وهم أهل النبي وخاصته وعشيرته وقبيلته قال (لق ْد َمن الله َعلى‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫هذا قال ( َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ‬
‫ال ِّم ْن أَن ُف ِس ِه ْم) من أنفسهم يعني من خيارهم من أفضلهم معروف لديهم حسبًا ونسبًا وأخالقًا واحترامًا وهذه من ميزات‬ ‫ِين إِ ْذ َب َع َث فِي ِه ْم َر ُسو ً‬‫الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪C‬‬
‫كثير من الرسل كانوا مجهولين لشعوبهم يعني كما قال تعالى عن سيدنا موسى عليه السالم وهو من هو كما تعرفون فض ً‬
‫ال‬ ‫المصطفى صلى اهلل عليه وسلم ٌ‬
‫ِّك فِينَا َولِيدًا (‪ )18‬الشعراء) كيف تكون أنت نبي؟ أنت يتيم لقيط نحن وجدناك وربيناك‬ ‫َ‬
‫من أولي العزم يعني ما بعد النبي إال موسى وحينئ ٍذ قال (ألَ ْم نُ َرب َ‬
‫َاك (‪ )91‬هود) النبي صلى اهلل عليه وسلم لم يكن هنالك أحد يستطيع أن يقول له هذا‬ ‫ال َر ْه ُط َك لَ َر َج ْمن َ‬ ‫ضعِي ًفا َولَ ْو َ‬ ‫اك فِينَا َ‬‫َر َ‬ ‫واآلخر يقول لشعيب ( َوإِنَّا لَن َ‬
‫الكالم وإنما يقول له أنت فالن بن فالن بن فالن محمد بن عبداهلل بن عبدالمطلب إلى نهاية (ولم أزل خيارًا من خيار) هذا النسب الرصين والمقام الرفيع‬
‫إلى حد أنهم احتكموا إليه في أقدس عباداتهم في وضع الحجر األسود في مكانه لم يجدوا طريقة يفعلون بها بحيث تسوي بين القبائل إال أن هذه القبائل جميعًا‬
‫وهذه البيوتات جميعًا الشرسة فيما بينها اتفقوا على األمين على محمد األمين لكي يرفع الحجر وتعرفون هذا ونحن ال نشرح السيرة فهي معروفة فالنبي‬
‫(م ْن أَن ُف ِس ِه ْم)‪ .‬كلمة (من أنفسهم) على خالف‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم قبل اإلسالم وبعد اإلسالم هو وأسرته ونسبه وقبيلته وأخالقه وسمعته معروفة لهذا قال ِّ‬
‫ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) العرب كلهم لهم شأن آخر‪ ،‬الكالم في البيئة والمجتمع والمدينة والقبيلة التي نزل فيها هذا الدين هو من أنفسهم‪-‬بفتح الفاء‪-‬‬
‫َ‬ ‫( َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ‬
‫ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) ألن هناك أنت ال‬ ‫ُ‬
‫ومن أن ُفسهم‪-‬بضم الفاء‪ -‬وكونه من أنفسهم‪-‬بضم الفاء‪ -‬فإنه أيضًا من أنفسهم‪-‬بفتح الفاء‪ -‬هذا الفرق بين ( َب َع َث فِي الْأ ِّمي َ‬
‫‪ C‬ال يناقش وال يجادل أحد‬ ‫‪ C‬األوائل وهم محيط مكة والمدينة‬ ‫تفرض نفسك على بقية الناس العرب لهم شأنهم قبائل وناس والخ هذه األميين‪ .‬لكن في المؤمنين‬
‫(م ْن أَن ُف ِس ِه ْم) من هنا جاء النص على كلمة من أنفسهم للمسلمين األوائل الذين هم يعرفون من هو محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬والمنّة ولهذا قال (لََق ْد‬ ‫في هذا ِّ‬
‫‪ C‬التي ال يستطيع أحد أن يقدمها لك إال هذا ال ُمهدي بالذات يعني شخص عينوه رئيس وزراء هذا ما يفعله إال رئيس الدولة يعني هذه منّة‬ ‫َم َّن) المنة الهدية‬
‫‪ C‬إال‬ ‫‪C‬ذ كل رؤوساء الوزراء في العالم الذين أتى بهم الملك أو رئيس الجمهورية وال يستطيع أحد أن يعينه‬ ‫رئيس الدولة على شخص يختاره من شعبه‪ .‬وحينئ ٍ‬
‫َ‬
‫ان (‪ )17‬الحجرات) من الذي يمكن أن يفعل هذا إال اهلل؟! ال‬ ‫ِإلي َم ِ‬‫هذا فهذه منة‪ .‬فرب العالمين يقول ( ُقل لّا َت ُمنُّوا َعلَ َّي إِ ْسال َمكم َب ِل الل ُه َي ُم ُّن َعل ْيك ْم أ ْن َهدَاك ْم ل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ال من أنفس وأنفس قومك بحيث ال يناقش أحد ال في أخالقه واهلل‬ ‫يوجد فقط رب العالمين ولهذا سماها منة‪ .‬هنا أيضًا من الذي يمن عليك حتى يبعث لك رسو ً‬
‫أصل وكله أخالق‪ .‬من‬ ‫لو وجدوا في أخالقه ذرة شعرة حتى شيء لفضحوا النبي صلى اهلل عليه وسلم وما آمنوا به لكن من أين يؤتى؟ فكله مكارم وكله ٌ‬
‫(م ْن أَن ُف ِس ِه ْم) وهم‬
‫ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) ولكن من المؤمنين من ِّ‬ ‫أجل هذا لم يجد كفار المشركين ثلمة يأتوا منها النبي صلى اهلل عليه وسلم قال ( َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ‬
‫ِيه ْم َر ُسو ً‬
‫ال‬ ‫القاعدة األولى الرصينة التي بُني عليها هذا الدين بعد ذلك وقاموا به إلى العالم أجمع‪ .‬هذا الفرق بين ( َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ‬
‫ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) وبين ( َب َع َث ف ِ‬
‫ِّم ْن أَن ُف ِس ِه ْم) ‪.‬‬
‫آية (‪:)131‬‬
‫*ربِّ ْال َع*الَ ِمينَ (‪ )131‬البق*رة)‬ ‫ت َم* َع ُس*لَ ْي َمانَ هَّلِل ِ َربِّ ْال َع**الَ ِمينَ (‪ )44‬النم**ل) (قَ*ا َل َأ ْس*لَ ْم ُ‬
‫ت لِ َ‬ ‫(وَأ ْسلَ ْم ُ‬
‫*ما الفرق بين أسلم إلى وأسلم لـ؟ َ‬
‫ت َأ ْن ُأ ْسلِ َم لِ َربِّ ْال َعالَ ِمينَ (‪ )66‬غافر) ما الفرق بينهما في الداللة؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫( َوُأ ِمرْ ُ‬
‫أسلم إليه معناه دفعه إليه‪ ،‬تسليم دفعه إليه أو ف ّوض أمره إليه هذ المشهور‪ ،‬من التوكل‪ .‬أسلم بمعنى انقاد وخضع ومنها اإلسالم اإلنقياد‪ .‬أسلم الشيء إليه أي‬
‫دفعه إليه‪ ،‬أعطاه إليه بانقياد هذه أسلمه إليه أو فوض أمره إليه وهذا أشهر معنى ألسلم إليه‪ .‬أسلم هلل معناه انقاد له وجعل نفسه سالمًا له أي خالصًا له‪ ،‬جعل‬
‫ِين (‪ )44‬النمل) انقدت له وخضعت وجعلت نفسي سالمة له خالصة ليس‬ ‫نفسه هلل خالصًا أخلص إليه‪ .‬لما قالت ملكة سبأ ( َوأَ ْسلَ ْم ُت َم َع ُسلَ ْي َم َ‬
‫ان لِلَّ ِه َر ِّب الْ َعالَم َ‬
‫ِين) أسلم له أي انقاد له وجعل نفسه خالصة له أما أسلم إليه معناها دفعه إليه لذا يقولون أسلم هلل‬ ‫ال أَ ْسلَ ْم ُت ل َ‬
‫ِر ِّب الْ َعالَم َ‬ ‫ألحد فيه شيء‪ .‬وإبراهيم ‪ ‬قال ( َق َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض أ ْم ِري إِلى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫(وأف ِّو ُ‬‫أعلى من أسلم إليه ألنه لم يجعل معه ألحد شيء‪ ،‬ومن يسلم وجهه إلى اهلل اختلفت الداللة أسلم إليه أي ف ّوض أمره إليه يعني في الشدائد َ‬
‫اللَّ ِه (‪ )44‬غافر) أو في االنقياد أما أسلم هلل فجعل نفسه خالصًا ليس ألحد شيء‪ .‬لذلك قال القدامى أسلم له أعلى من أسلم إليه ألنه إذا دفعه إليه قد يكون لم‬
‫يصل لكن سلّم له اختصاص والالم للملك (أسلم هلل) ملّك نفسه هلل ولذلك قالوا هي أعلى‪ .‬الداللة فيها انقياد ‪.‬‬
‫آية (‪:)132‬‬
‫*ما الفرق بين وصى وأوصى؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫اهي ُم َبنِي ِه‬
‫ْر ِ‬
‫صى ِب َها إِب َ‬ ‫‪َ ( C‬و َو َّ‬‫(وصى) بالتشديد إذا كان أمر الوصية شديدا ومهمًا‪  ،‬لذلك يستعمل وصى في أمور الدين‪ ،‬وفي األمور المعنوية‪:‬‬ ‫اهلل تعالى يقول ّ‬
‫ِن َق ْبلِ ُك ْم َوإِيَّا ُك ْم أَ ِن اتَّ ُقوا اللَّهَ(‪)131‬‬
‫اب م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫ي‬‫ص‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫د‬
‫َ َ َّ ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫البقرة)‬ ‫"‬‫‪132‬‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫م‬‫ِ‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬
‫ِ َ ْ ُْ ُ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫ا‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫و‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ال‬‫ف‬‫َ‬ ‫ِّين‬
‫َ‬ ‫الد‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫اص‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ِي إِ َّن‬ ‫َو َي ْع ُق ُ‬
‫وب َيا َبن َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ُوصي ُك ُم الل ُه فِي أ ْوال ِد ُك ْم ل َّ‬
‫‪ C‬النساء‪.‬‬ ‫ْن)‬‫ِلذ َك ِر م ِْثل َحظ الأ ْن َث َيي ِ‬ ‫النساء)أما (أوصى) فيستعملها اهلل تعالى في األمور المادية ‪(:‬ي ِ‬
‫صانِي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ْن َما كنت َوأ ْو َ‬ ‫َ‬
‫اركًا أي َ‬ ‫َ‬
‫لم ترد في القرآن أوصى في أمور الدين إال في مكان واحد اقترنت باألمور المادية وهو قول السيد المسيح ‪َ " :‬و َج َعلنِي ُم َب َ‬
‫الز َكا ِة َما ُد ْم ُت َحيًّا ‪ "31‬مريم‪.‬في غير هذه اآلية لم ترد أوصى في أمور الدين‪ ،‬أما في هذا الموضع الوحيد فقد اقترنت الصالة باألمور المادية‬ ‫الصال ِة َو َّ‬
‫ِب َّ‬
‫وقد قالها السيد المسيح في المهد وهو غير مكلف أصال‪.‬وجاء بعدها ذكر الزكاة‪.‬‬
‫آية (‪:)133‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)125‬‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية بين فعل حضر وجاء في القرآن الكريم؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال يعني الوجود وليس معناه بالضرورة المجيء إلى الشيء (يقال كنت حاضرًا إذ كلّمه فالن بمهنى شاهد وموجود وهو‬ ‫فعل حضر والحضور في اللغة أو ً‬
‫نقيض الغياب) ويقال كنت حاضرًا مجلسهم‪ ،‬وكنت حاضرًا في السوق أي كنت موجودًا فيها‪.‬‬
‫أما المجيء فهو اإلنتقال من مكان إلى مكان‪ ،‬فالحضور إذن غير المجيء ولهذا نقول اهلل حاضر في كل مكان دليل وجوده في كل مكان‪ .‬وفي القرآن يقول‬
‫تعالى (فإذا جاء وعد ربي جعله د ّكاء) سورة الكهف بمعنى لم يكن موجودًا وإنما جاء األمر‪ .‬وكذلك قوله تعالى (فإذا جاء أمرنا وفار التنور) سورة هود‪.‬‬
‫إذن الحضورة معناه الشهود والحضور والمجيء معناه اإلنتقال من مكان إلى مكان‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ُون مِن َب ْعدِي َقالوا ن ْ‬
‫َعبُ ُ‬
‫‪C‬د إِلـ َهك َوإِلـ َه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وب ال َم ْو ُت إِذ َقال لَِبنِي ِه َما َت ْعبُد َ‬ ‫أما من الناحية البيانية فى قوله تعالى في سورة البقرة (أَ ْم ُكنتُ ْم ُش َهدَاء إِ ْذ َح َ‬
‫ض َر َي ْع ُق َ‬
‫ون {‪)}99‬‬ ‫ار ِج ُع ِ‬
‫ال َر ِّب ْ‬ ‫المؤمنون(حتَّى إِ َذا َجاء أَ َحد ُ‬
‫َه ُم الْ َم ْو ُت َق َ‬ ‫َ‬ ‫ون {‪ )}133‬وفي‬ ‫َح ُن لَ ُه ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫اق إِلَـهًا َو ِ‬
‫احدًا َون ْ‬ ‫اع َ‬
‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬
‫ْر ِ‬ ‫آ َبائ َ‬
‫ِك إِب َ‬
‫القرآن الكريم له خصوصيات في التعبير وفي كلمة حضر وجاء لكل منها خصوصية أيضًا‪ .‬حضور الموت يُستعمل في القرآن الكريم في األحكام‬
‫والوصايا كما في سورة آية سورة البقرة وكأن الموت هو من جملة الشهود فالقرآن هنا ال يتحدث عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت فالكالم هو‬
‫في األحكام والوصايا (إن ترك خيرًا الوصية) (ووصية يعقوب ألبنائه بعبادة اهلل الواحد)‪.‬‬
‫أما مجيء الموت في القرآن فيستعمل في الكالم عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت كما في آية سورة المؤمنون‪  ‬يريد هذا الذي جاءه الموت أن‬
‫يرجع ليعمل صالحًا في الدنيا فالكالم إذن يتعلق بالموت نفسه وأحوال الشخص الذي يموت‪ ..‬ويستعمل فعل جاء مع غير كلمة الموت أيضًا كاألجل (فإذا‬
‫جاء أجلهم) وسكرة الموت (وجاءت سكرة الموت) وال يستعمل هنا حضر الموت ألن كما أسلفنا حضر الموت تستعمل للكالم عن أحكام ووصايا بوجود‬
‫الموت حاضرًا مع الشهود أما جاء فيستعمل مع فعل الموت إذا كان المراد الكالم عن الموت وأحوال الشخص في الموت‪.‬‬
‫وب ْال َموْ ُ‬
‫ت)؟ وما الفرق بين حضر وج**اء وأدرك وأص**اب؟(د‪.‬حس**ام‬ ‫ض َر يَ ْعقُ َ‬
‫(حتَّى ِإ َذا َح َ‬
‫*ما داللة تقديم المفعول به مع ذكر الموت َ‬
‫النعيمى)‬
‫ال في أحد عشر موضعًا في القرآن كله‪ ،‬جاء المفعول به يكون متقدمًا دائمًا ً كأنه إبعاد للفظ الموت وتقديم للمفعول به وذلك التقديم‬ ‫جاء لفظ الموت فاع ً‬
‫للعناية واإلهتمام والتلهف لمعرفة الفاعل‪.‬‬
‫هذه األفعال التي هي‪ :‬جاء وحضر وأتى ويدرك ويتوفى كلها تجتمع في معنى واحد وهو اإلقتراب‪ ،‬القرب يعني هناك إشارة إلى القرب لكن ألفاظها‬
‫إختلفت ولما اختلفت ألفاظها إذن ال بد من إختالف في الصورة‪ .‬عندما تقول "حضر فالن" تقول حضر فالن وهو معك‪ ،‬الصورة في حضوره‪ ،‬لما تقول‬
‫جاء فالن كأنما تتصور فكرة المجيء تصير مرسومة صورة المجيء‪ ،‬أتى مثل جاء لكن تكون أقل ألن الصوت يختلف (جاء وأتى) كأنه بشكل أهون ليس‬
‫كك ُم الْ َم ْو ُت) كأنه يركض وراءهم‪َ ،‬‬
‫(حتَّ َى َي َت َو َّفاه َّ‬
‫ُن‬ ‫بشدة المجيء‪ ،‬اإلتيان أخف من المجيء‪ .‬أدرك كأنه كان يالحق شيئًا وأدركه لما يقول (أَ ْي َن َما َت ُكونُواْ يُد ِ‬
‫ْر ُّ‬
‫الْ َم ْو ُت) كأنه أخذهم وافيات غير منقوصات وكان سببًا ألن الموت ال يتوفى لكن المالئكة وبأمر اهلل سبحانه وتعالى‬
‫وب الْ َم ْو ُت إِ ْذ َق َ‬
‫ال لَِبنِي ِه َما َت ْعبُد َ‬
‫ُون مِن َب ْعدِي (‪ )133‬البقرة) كأن الموت حاضر مع من هو جالس بجوار‬ ‫ض َر َي ْع ُق َ‬‫لما ننظر في اآلية (أَ ْم ُكنتُ ْم ُش َهدَاء إِ ْذ َح َ‬
‫يعقوب ‪ ‬لكن هذا الحضور ليس فيه موت كامل‪ ،‬حضر الموت لكن لم تُقبض روحه‪ ،‬يعني إقترب منه الموت‪ .‬ما الدليل أنه كان في الحضرة ولم تقبض‬
‫ُون مِن َب ْعدِي) إذن هو لم يكن قد مات لكن الموت جالس عنده وشاهد على الوصية فكأنه إقترب‬ ‫الروح؟ أن يعقوب ‪ ‬كان يوصي أبناءه (إِ ْذ َق َ‬
‫ال لَِبنِي ِه َما َت ْعبُد َ‬
‫منه الموت لكن لم ينفذ‪.‬‬
‫*ال لِبَنِي* ِه َما تَ ْعبُ* ُدونَ ِمن بَ ْع* ِدي قَ**الُ ْ‬
‫وا نَ ْعبُ* ُد ِإلَـهَكَ َوِإلَـهَ آبَاِئ َ‬
‫ك ِإ ْب* َرا ِهي َم‬ ‫ت ِإ ْذ قَ* َ‬
‫*وب ْال َم**وْ ُ‬ ‫*في سورة البقرة (َأ ْم ُكنتُ ْم ُشهَدَاء ِإ ْذ َح َ‬
‫ض َر يَ ْعقُ* َ‬
‫احدًا َونَحْ نُ لَهُ ُم ْسلِ ُمونَ (‪ ))133‬إسحق هو عمهم فكيف* يكون من اآلباء؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ق ِإلَـهًا َو ِ‬ ‫َوِإ ْس َما ِعي َل َوِإ ْس َح َ‬
‫يمكن ألن ربنا سمى آدم ( َك َما أَ ْخ َر َج أََب َو ْي ُكم ِّم َن الْ َجنَّ ِة (‪ )27‬األعراف) األجداد من اآلباء لكن ليس من الوالدين‪.‬‬
‫‪C‬‬
‫آية (‪:)134‬‬
‫يقول تعالى (تِلْ َك أُ َّم ٌة َق ْد َخلَ ْت لَ َها َما َك َس َب ْت َولَ ُكم َّما َك َس ْبتُ ْم (‪ )134‬البقرة) جعلها كاألموال وككسب اإلنسان‪.‬‬
‫آية (‪:)135‬‬
‫*(قُلْ بَلْ ِملَّةَ ِإ ْب َرا ِهي َم َحنِيفًا (‪ )135‬البقرة)ما معنى حنيفا ً وما داللتها؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫الحنف هو الميل عن الضالل إلى اإلستقامة‪ .‬والحنف الميل في المشي عن الطريق المعتاد‪ .‬وسمي دين إبراهيم حنيفًا على سبيل المدح للمِلّة ألن الناس يوم‬
‫ال عنهم فلُّقب بالحنيف لقب مدح‪.‬‬
‫ظهور ملّة إبراهيم كانوا في ضاللة عمياء فجاء دين إبراهيم مائ ً‬

‫آية (‪:)136‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑ .)125‬‬
‫ُأ‬ ‫َأْل‬
‫*وب َوا ْس*بَ ِ*‬ ‫ُ‬
‫ق َويَ ْعق* َ‬ ‫يل َوِإ ْس* َحا َ*‬ ‫َ‬
‫*ز َل ِإلى ِإ ْب* َرا ِهي َم َوِإ ْس* َم ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُأ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُأ‬ ‫هَّلل‬ ‫َّ‬ ‫َآ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اط َو َما وتِ َي‬ ‫اع َ‬ ‫*ز َل ِإل ْينَا َو َما ن* ِ‬
‫*ما الف**رق بين أنزلنا إليك (قول**وا َمنا بِا ِ َو َما ن* ِ‬
‫هَّلل‬ ‫َّ‬ ‫َآ‬ ‫ُ‬
‫ق بَ ْينَ َح* ٍد ِمنهُ ْم َونَحْ نُ ل*هُ ُم ْس*لِ ُمونَ (‪ )136‬البق**رة) وأنزلنا عليك (ق**لْ َمنا بِا ِ َو َما‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ُمو َسى َو ِعي َسى َو َما ُأوتِ َي النَّبِيُّونَ ِم ْن َربِّ ِه ْم اَل نُفَ ِّر ُ‬
‫ق بَ ْينَ‬‫يس*ى َوالنَّبِيُّونَ ِم ْن َربِّ ِه ْم اَل نُفَ* ِّر ُ‬ ‫وس*ى َو ِع َ‬ ‫*وب َواَأْل ْس*بَا ِط َو َما ُأوتِ َي ُم َ‬ ‫ق َويَ ْعقُ* َ‬‫ُأ ْن ِز َل َعلَ ْينَا َو َما ُأ ْن ِز َل َعلَى ِإب َْرا ِهي َم َوِإ ْس َما ِعي َل َوِإ ْس َحا َ‬
‫َأ َح ٍد ِم ْنهُ ْم َونَحْ نُ لَهُ ُم ْسلِ ُمونَ )‪ )84‬آل عمران)؟‬
‫د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫الجر يستعمل بعضها مكان بعض لكن يلفت النظر لِ َم استعملت هذا هنا وهذا هنا؟‬ ‫أحيانًا حروف ّ‬
‫لما تأتي (إلى) معناها الغاية‪ ،‬الوصول‪ .‬ولما تأتي (على) فيها معنى نوع من اإلستعالء‪ .‬الحظ عندما تقول‪ :‬دخل زيد إلى القوم‪ .‬يعني مشى ودخل إليهم‬
‫كأنه في مستوى واحد‪ .‬لكن لما تقول دخل عليهم كأنه مرتفع عنهم فيه نوع من التعالي‪ .‬كذلك (خرج على قومه في زينته) فيها نوع من العلو‪ .‬هو نفس‬
‫الفعل خرج ودخل‪.‬‬
‫ّ‬
‫مسنا‪ .‬وعلينا‪ :‬فيه نوع من التلقي من عل ّو‪ .‬لكن لِ َم استعمل هذا هنا واستعمل هذا هنا؟ ل َم‬ ‫لما تأتي‪ :‬أُرسل إليه أو أرسل إلينا كأنه قريب منا وباشرنا نحن‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫قال مرة إلينا ومرة علينا؟‬
‫ننظر في آية البقرة (وما أنزل إلينا) وفي آل عمران (وما أنزل علينا) نالحظ آية البقرة كان في بدايتها نوع من الدعوة أو مباشرة الدعوة لغير المسلمين من‬
‫المسلمين أن يكونوا معهم يأتوا إلى دينهم فهو حديث بشري بين البشر عندئذ قالوا نحن وصل إلينا أو ورد إلينا ما هو خير مما عنكم‪ .‬فيها معنى الوصول‬
‫الحظ اآليات (آمنا بما أنزل إلينا) هذا شيء وصل إلينا يعني تسلّمناه ال نحتاج إلى ما عندكم‪ .‬فلما قال (أنزل إلينا) العطف عادة يكون مثل المعطوف عليه‬
‫ِن َر ِّب ِه ْم لَا نُ َف ِّر ُق‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وب َوالْأَ ْس َب ِ‬
‫اق َو َي ْع ُق َ‬ ‫اع َ‬
‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫(قولُوا آَ َمنَّا ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْينَا َو َما أُ ْن ِز َل إِلَى إِب َ‬
‫ُ‬
‫يسى َو َما أوت َ‬
‫وسى َو ِع َ‬‫ِي ُم َ‬ ‫اط َو َما أوت َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬
‫ْر ِ‬
‫ون (‪))136‬‬ ‫َح ُن لَ ُه ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫َ‬
‫ْن أ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َون ْ‬
‫َبي َ‬
‫ّ‬
‫بينما في آية آل عمران الكالم عن ميثاق أ ِخذ على األنبياء أن يوصوا أتباعهم باتباع النبي الجديد الذي سيأتي‪ .‬ميثاق من اهلل عز وجل ففيه علو وفيه ذكر‬ ‫ُ‬
‫للسماء أو للسموات ففيها علو فناسب أن يقول (أُنزل علينا)‪.‬‬
‫ُ‬
‫ِن َربِّ ِه ْم) أعاد كلمة (أوتي) ‪ .‬وفي آل عمران‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬‫ِي ُم َ‬ ‫هناك شيء آخر يلفت النظر في اآليات‪ :‬أنه في آية البقرة قال ( َو َما أوت َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّه ْم) حذف أوتي‪ .‬لماذا؟ ألن إيتاء النبيين ورد في آل عمران قبل قليل (ل َما آ َت ْيتك ْم) فلم يكررها بينما هناك لم‬ ‫يسى َوالنَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫قال َ ُ‬
‫ِن َرب ِ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫(و َما أوت َ‬
‫يذكرها فكررها‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ال فى آل عمران ( ُقل) وفى البقرة (قولوا) يا مسلمون قولوا ‪.‬‬ ‫‪ ‬أو ً‬
‫اهي َم) إذًا عندنا ُقل وقولوا‪ ،‬علينا وإلينا‪،‬‬ ‫اهي َم) هنا ( َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْينَا َو َما أُ ْن ِز َل إِلَى إِب َ‬
‫ْر ِ‬ ‫ْر ِ‬ ‫‪ ‬في آل عمران ( َو َما أُ ْن ِز َل َعلَ ْينَا َو َما أُ ْن ِز َل َعلَى إِب َ‬
‫ِن َربِّ ِه ْم) ما أوتي مكررة إذًا موسى وعيسى أوتوا شيئًا والنبيون أوتوا شيئًا آخر ‪ .‬في آل‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫‪ ‬وفي البقرة ( َو َما أوت َ‬
‫ِن َرِّب ِه ْم)‪ .‬فروق دقيقة جدًا ما من شيء في‬ ‫يسى َوالنَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫ُ‬
‫عمران لم يذكر (وما أوتي) مكررة وإنما وردت فقط مرة واحدة ( َو َما أوت َ‬
‫هذا الكتاب اختالف ولو حركة إال وهو رس ٌم جديد‪.‬‬
‫ارى َت ْه َتدُوا ُق ْل َبلْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫قول ألهل الكتاب ( َوقالوا كونوا ُهودًا أ ْو ن َ‬
‫َص َ‬ ‫ال لماذا قال في البقرة قال قولوا وفي آل عمران قال قل؟ في البقرة وجدت هذه اآلية بعد ٍ‬ ‫أو ً‬
‫َص َرانِيًّا ﴿‪ ﴾67‬آل عمران) كان أبو‬ ‫اهي ُم َي ُهودِيًّا َولَا ن ْ‬
‫ْر ِ‬
‫ان إِب َ‬‫ِين ﴿‪ ﴾135‬البقرة) ِملَة إبراهيم حنيفًا تجمعنا جميعًا ( َما َك َ‬ ‫ِن الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫ان م َ‬ ‫اهي َم َحنِي ًفا َو َما َك َ‬ ‫مِلَّ َة إِب َ‬
‫ْر ِ‬
‫ُ‬
‫موحدون ( ُقولُوا آَ َمنَّا ِباللَّ ِه َو َما أ ْن ِز َل إِلَ ْينَا)‪.‬‬‫األنبياء جميعًا فنحن جميعًا على ملته‪ ،‬هذا المفروض نحن َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫(و َما أ ْن ِزل إِل ْينَا) ( َو َما أ ْن ِزل َعل ْينَا) الوحي لما يأتي من أين يأتي؟ من اهلل‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫(و َما أُ ْن ِز َل َعلَ ْينَا) إذًا الفرق بين قولوا يا مسلمون ُقل يا محمد هذا واحد‪َ .‬‬ ‫ثانيًا هناك َ‬
‫نزل علينا من اهلل لما يصل إلى محمد صلى اهلل عليه وسلم نقول نزل إلى محمد معنى هذا ماذا؟ آمنا باهلل‬ ‫ُ‬
‫عز وجل الذي هو أعلى فلما يأتي من اهلل نقول أ ِ‬
‫نزل علينا نحن سنؤمن بأن هذا الكالم أنزل علينا من اهلل فنحن إذًا‬ ‫وما أُنزل علينا من اهلل فإيمان باهلل بتصديق الربوبية أن هذا الكالم كالم اهلل لما نقول أُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نزل إلينا هذا الذي نزل نزل لمن؟ نزل لمحمد إذًا صار هناك تصديق النبوة والرسالة فاآليتان إحداهما تتحدث عن تصديق الربوبية‬ ‫تصديق الربوبية‪ .‬أُ‬
‫ِ‬
‫نزل علينا من اهلل عز وجل هذا كتاب كالم اهلل‬ ‫ُ‬
‫والثانية تتحدث عن تصديق الرسالة والرسول والنبوة‪ .‬إذًا كلمة علينا وإلينا ليست هي من باب الصدفة ما أ ِ‬
‫نزل علينا وهذا الذي نزل نزل على إبراهيم وموسى وعيسى‬ ‫ُ‬
‫التوراة واإلنجيل والزبور وما أوتي موسى وعيسى كل هذا نؤمن بأنه قادم من اهلل هذا أ ِ‬
‫وإسحاق ويعقوب واألسباط إلى أخرهم محمد أنزل إليهم وأنزل إليهم أي يعني نحن نصدق بأن هؤالء مرسلون من رب العالمين وهم صادقون في الرسالة‪.‬‬
‫فكلمة إلينا بحرف الجر هذا بشبه الجملة (علينا وإلينا) رب العالمين أوجز تصديق الربوبية وتصديق النبوة والرسالة هذا واحد‪.‬‬
‫ِن َربِّ ِه ْم) هذا في البقرة وما أوتي موسى وعيسى في جانب وما أوتي النبيون من ربهم في جانب‬ ‫ُّون م ْ‬‫ِي النَّ ِبي َ‬ ‫ُ‬ ‫أخيرًا قال َ ُ‬
‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫(و َما أوت َ‬
‫ِن َر ِّب ِه ْم)؟ أقول لك يا أخي جدًا‬ ‫ُّون م ْ‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬ ‫ُ‬ ‫يسى َوالنَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬
‫ِن َر ِّب ِه ْم) كله شيء واحد لماذا حدث ( َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫آخر‪ ،‬في آل عمران قال ( َو َما أوت َ‬
‫واضح نحن نتكلم اآلن عن موجز الرساالت وعالقتها باهلل عز وجل تصديق الربوبية وتصديق النبوة والرسالة‪ ،‬حينئ ٍذ هذا الذي نزل من السماء عليهم‬
‫اطلع عليه المسلمون لفسد أمرهم) كل الرسل من آدم إلى محمد صلى اهلل عليه وسلم كل واحد إن بينه‬ ‫وإليهم منه ما هو خاص بهم أبدًا (إن للرسول سرًا لو ّ‬
‫ول ﴿‪ ﴾27‬الجن) حينئ ٍذ رب العالمين يُعلِّم‬ ‫ِن َر ُس ٍ‬ ‫ضى م ْ‬ ‫ُظ ِه ُر َعلَى َغ ْي ِب ِه أَ َحدًا ﴿‪ ﴾26‬إِلَّا َم ِن ْ‬
‫ار َت َ‬ ‫ْب َفلَا ي ْ‬ ‫(عالِ ُم الْ َغي ِ‬ ‫سرًا ال يعلمه غيره إال ماذا قال َ‬ ‫وبين اهلل ّ‬
‫وسى‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫(و َما أوت َ‬ ‫رسله علمًا ال ينبغي لهم أن يعلموه ألتباعهم (لو علمتم ما أعلم لبكيتم كثيرًا) إذًا معنى ذلك علينا إلينا هناك ربوبية ورسالة ونبوة وهناك َ‬
‫المجرد بموسى ‪ ‬حيث أن الوحي كان يأتي‬ ‫ال أول مرة يبدأ الوحي‬ ‫ِن َربِّ ِه ْم) سيدنا موسى وعيسى لهم قطعًا خصوصية لماذا؟ أو ً‬ ‫ُّون م ْ‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫َو ِع َ‬
‫ون ﴿‪َ ﴾62‬قالُوا َبلْ‬ ‫ال إِنَّ ُك ْم َق ْو ٌم ُم ْن َك ُر َ‬
‫‪C‬ذ ﴿‪ ﴾69‬هود) ( َق َ‬ ‫ِج ٍل َحنِي ٍ‬ ‫َ‬
‫ال َسلَا ٌم َف َما لَِب َث أ ْن َجا َء ِبع ْ‬ ‫ُ‬
‫ُش َرى َقالوا َسلَا ًما َق َ‬ ‫ْ‬
‫اهي َم ِبالب ْ‬
‫ْر ِ‬ ‫ُ‬
‫(ولََق ْد َجا َء ْت ُر ُسلنَا إِب َ‬ ‫كهيئة رجل َ‬
‫المجرد لكي ينزل كتاب من اهلل عز وجل كما قال‬ ‫ّ‬ ‫ون ﴿‪ ﴾63‬الحجر) يأتي رجل ويقول لك أنا ملك وكالم مباشر وبسيط‪ ،‬الوحي‬ ‫َاك ِب َما َكانُوا فِي ِه َي ْم َت ُر َ‬ ‫ِج ْئن َ‬
‫الكتاب التوراة واإلنجيل والزبور والفرقان هذا أول بدايته كان بموسى ‪ .‬إذًا ما أوتي النبيون كلهم شيء وما أوتي موسى وعيسى ومحمد شيء ثاني قطعًا‪.‬‬
‫ثالثًا هؤالء من أولي العزم ليس كل األنبياء من أولي العزم‪ ،‬رابعًا أن النبي صلى اهلل عليه وسلم وموسى وعيسى التقوا قبل أن يخلق النبي بشرًا في عالم‬
‫ال وهكذا إذًا قطعًا بكل مقاييس الديانات‬ ‫ِن لَِقا ِئ ِه ﴿‪ ﴾23‬السجدة) هذا الذي التقيت به إنما هو موسى فع ً‬ ‫ِر َي ٍة م ْ‬ ‫اب َفلَا َت ُك ْن فِي م ْ‬ ‫وسى الْ ِك َت َ‬ ‫(ولََق ْد آََت ْينَا ُم َ‬‫الخلق َ‬
‫الثالثة أن لسيدنا موسى وعيسى ومحمد عليهم السالم جميعًا خصوصية ال يملكها بقية األنبياء والرسل فعندما أفردهم باإليتاء بإيتاء معين الرسل كلهم أوتوا‬
‫وحي‬ ‫ول إِلَّا نُ ِ‬ ‫ِن َر ُس ٍ‬ ‫ِك م ْ‬ ‫منزلة إلى يوم القيامة هذا واحد‪ .‬ثانيًا هناك قاسم مشترك بين كل األنبياء ( َو َما أَ ْر َسلْنَا م ْ‬
‫ِن َق ْبل َ‬ ‫شيئًا وموسى وعيسى ومحمد أوتوا كتبًا ّ‬
‫وسى‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫إِلَ ْي ِه أَنَّ ُه لَا إِلَ َه إِلَّا أَنَا َف ْ‬
‫ُون ﴿‪ ﴾25‬األنبياء) التوحيد والفقه المطلوب وما هو مطلوب للبشرية هذا مشترك بين جميع الرسل فإذا قال ( َو َما أوت َ‬ ‫اعبُد ِ‬
‫يسى) يشير إلى خصوصية هؤالء األنبياء الثالثة إذا جمعهم طبعًا جمعهم مع قواسم مشتركة كثيرة بين كل األنبياء والرسل هناك شروط وهناك أسباب‬ ‫َو ِع َ‬
‫وهناك علم وهناك فقه رب العالمين أوحى به لكل األنبياء‪ .‬وهناك خصوصيات لم يوحي بها إال إلى موسى وعيسى ومحمد عليهم السالم جميعًا‪ .‬اآلية التي‬
‫َوا ﴿‪ ﴾137‬البقرة) إذا آمن أهل الكتاب بما آمنتم به من أن جميع األديان الثالثة كما هو هنا كلها أديان من اهلل عز‬ ‫بعدها ( َف ِإ ْن آَ َمنُوا ِبم ِْث ِل َما آَ َم ْنتُ ْم ِب ِه َف َق ِد ْ‬
‫اه َتد ْ‬
‫يطلع عليه الناس وما هو عام في كال‬ ‫خاص باألنبياء فقط ال ينبغي أن ّ‬ ‫وجل أنزلت علينا أو إلينا تصديق الربوبية أو تصديق الرسالة والنبوة أو ما هو ٌ‬
‫السمِي ُع الْ َعلِي ُم (‪ )137‬البقرة) سيبقون‬ ‫َ َ َّ‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِي‬
‫ٍ ََ ُُ‬‫ف‬ ‫ك‬‫ْ‬ ‫ي‬‫س‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫اق‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ش‬
‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫َوا َوإِ ْن َت َولَّ ْوا َفِإنَّ َما ُ ْ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫الحاالت إذا آمن أهل الكتاب ( َف ِإ ْن آَ َمنُوا ِبم ِْث ِل َما آَ َم ْنتُ ْم ِب ِه َف َق ِد ْ‬
‫اه َتد ْ‬
‫ِيع ال َعلِي ُم) من حيث‬ ‫ْ‬ ‫السم ُ‬ ‫ُو َّ‬ ‫َّ‬
‫معكم إلى يوم القيامة في عداء وفي حرب وفي منازالت وفي مساجالت ين ّغصون عليكم كل شيء ولكن اهلل ( َف َس َي ْكفِي َك ُه ُم الل ُه َوه َ‬
‫لن يفلح كل من يشاد هذا الدين بأن يلغيه كما يمكن أن يدور في خلد بعض الناس‪ .‬والتاريخ اإلسالمي طموحات وآمال كثيرة في أن كثيرًا من الناس يلغون‬
‫هذا الدين‪ ،‬الشيوعية حاولت وقبلها الدهرية حاولت وقبلها كثير من األمم حاولوا إلغاء هذا الدين واآلن كما تعرفون الحرب على اإلسالم في كل مكان ولكن‬
‫اهلل تعالى قال ( َف َس َي ْكفِي َك ُه ُم اللَّهُ) ولهذا سقطت الشيوعية وبقي اإلسالم زاهرًا‪ .‬على كثرة ما حاولوا وبذلوا في أفريقيا جمهوريات سبع ثمان جمهوريات‬
‫إسالمية سبعين عامًا بقيت تحت الحكم الشيوعي ذبح وإبادة وقتل وتعذيب وما أن زال اإلتحاد السوفييتي حتى عادوا أقوى مما كانوا سابقًا ( َف َس َي ْكفِي َك ُه ُم اللَّ ُه‬
‫نزل إلينا وبين تكرار وما أوتي عيسى وموسى والنبيون هذه األولى هكذا هو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِيع الْ َعلِي ُم)‪ .‬إذًا هذا الفرق بين قولوا ُ‬
‫نزل علينا أو أ ِ‬ ‫وقل وبين وما أ ِ‬ ‫السم ُ‬ ‫ُو َّ‬ ‫َوه َ‬
‫الفرق بين اآليتين في آل عمران ‪ 84‬والبقرة ‪.136‬‬
‫ِن َربِّ ِه ْم) في اآلية األولى‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫يسى َو َما أُ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫وس‬ ‫م‬ ‫ِي‬ ‫ت‬‫و‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬‫و‬ ‫(‬ ‫األخرى‬ ‫وفي‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫م‬ ‫ُّون‬ ‫ي‬ ‫يسى َوالنَّ ِب‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ِْ‬‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫لماذا في سورة قال ( َو َما أوت َ‬
‫الكالم هناك عن األديان التي جاءت من حيث أن القواسم المشتركة بين جميع األنبياء أن اهلل يرسل إليهم وحيًا وأنزل إليهم رساالت فهم مشتركون بأن اهلل‬
‫يفصل بين ما أنزل على موسى‬ ‫مرسلين وأنبياء وأعطاهم شرعًا‪ .‬جميع األنبياء مشتركون في هذا‪ ،‬هذا واحد‪ .‬في اآلية الثانية رب العالمين ّ‬ ‫بعثهم لخلقه َ‬
‫ِن َربِّ ِه ْم) ما من أحد من األنبياء قبل سيدنا‬ ‫ُّون م ْ‬ ‫َّ‬
‫ِي الن ِبي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يسى) هذا واحد ثم ( َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫وعيسى ومحمد وبين ما أنزل على غيرهم قال ( َو َما أوت َ‬
‫موسى وما أكثرهم أعطاه اهلل ما أعطاه لموسى وعيسى‪ ،‬الوحي الحقيقي المجرد الكامل الذي يأتي على قمة نضج البشرية بدأ بسيدنا موسى بالتوراة سابقًا‬
‫ُش َرى َقالُوا َسلَا ًما َق َ‬
‫ال‬ ‫اهي َم ِبالْب ْ‬
‫ْر ِ‬‫كان يأتي الوحي األنبياء على هيئة رجل كان يأتي السالم عليكم عليكم السالم حاه حال االناس وهو ملك ( َولَ َق ْد َجا َء ْت ُر ُسلُنَا إِب َ‬
‫‪ C‬لهم ذبيحة فقالوا له نحن مالئكة الخ‪ .‬إذًا يتكلم رب العالمين عن القاسم المشترك بين األنبياء‬ ‫‪C‬ذ (‪ )69‬هود) كان يريد أن يذبح‬ ‫ِج ٍل َحنِي ٍ‬ ‫َسلَا ٌم َف َما لَِب َث أَ ْن َجا َء ِبع ْ‬
‫أن اهلل أنزل إليهم شرعًا الذي أنزل عليه صحفًا والذي أنزل عليه كلمتين والذي أنزل عليه أربع خمس أمثال واللي كتاب لكن عندما أراد رب العالمين أن‬
‫يفرق بين أسلوب الوحي وقيمة الرسالة قطعًا قيمة الرسالة اليهودية والمسيحية واإلسالمية تختلف عن ما كان قبلها من رسل وهذا هو الفرق بين اآلية‬
‫بـ(ما أوتي) وبدون(ما أوتي)‪.‬‬
‫ُأ‬ ‫ُأ‬
‫ق َويَ ْعقُ* َ‬
‫*وب َو ْ‬
‫األس *بَا ِط َو َما‬ ‫ْح َ‬
‫يل َوِإس َ‬ ‫نز َل ِإلَى ِإ ْب َرا ِهي َم َوِإ ْس َم ِ‬
‫اع َ‬ ‫وا آ َمنَّا بِاهّلل ِ َو َمآ ِ‬
‫نز َل ِإلَ ْينَا َو َما ِ‬ ‫* ما الفرق بين أنزل وأوتي* في اآلية (قُولُ ْ‬
‫ق بَ ْينَ َأ َح ٍد ِّم ْنهُ ْم َونَحْ نُ لَهُ ُم ْسلِ ُمونَ (‪ )136‬البقرة)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ُأوتِ َي ُمو َسى َو ِعي َسى َو َما ُأوتِ َي النَّبِيُّونَ ِمن َّربِّ ِه ْم الَ نُفَ ِّر ُ‬
‫هذه اآلية فيها إنزال وإيتاء‪.‬اإلنزال يأتي من السماء ويستعمل للكتب‪ .‬أما اإليتاء فهو يستعمل للكتب وغير الكتب مثل المعجزات نسأل سؤا ً‬
‫ال‪َ :‬م ْن من‬
‫األنبياء المذكورين ُذكرت له معجزة تحدّى بها المدعوين؟ موسى وعيسى عليهما السالم ولم يذكرمعجزات للمذكورين الباقين‪ .‬هل هذه المعجزة العصى‬
‫فرق بين من أوتي المعجزة التي كان بها البرهان على إقامة نب ّوته باإليتاء وبين اإلنزال‪ ،‬هذا أمر‪.‬‬ ‫ال ولذلك ّ‬ ‫وغيرها إنزال أو إيتاء؟ هي إيتاء وليست إنزا ً‬
‫كلمة (أوتي) عامة تشمل اإلنزال واإليتاء‪ .‬ال ُكتب إيتاء‪ .‬أنزل يعني أنزل من السماء وآتى أعطاه قد يكون اإلعطاء من فوق أو من أمامه بيده‪ .‬لما يُنزل‬
‫ربنا تبارك وتعالى الكتب من السماء هي إيتاء فاإليتاء أع ّم من اإلنزال ألن اإلنزال كما قلنا يشمل الكتب فقط‪ .‬لذلك لما ذكر عيسى وموسى عليهما السالم‬
‫اهي َم) قد يكون‬ ‫نز َل إِلَى إِب َ‬
‫ْر ِ‬ ‫‪ C‬ألنه ما أوتوا من وحي هو إيتاء‪ُ َ .‬‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬ ‫ُ‬
‫(و َما أ ِ‬ ‫ُّون مِن َّربِّ ِه ْم) دخل فيها كل النبييبن‬ ‫ذكر اإليتاء لم يذكر اإلنزال ثم قال ( َو َما أوت َ‬
‫ال ألنه يتحدث عن معجزة وألنهما الوحيدان بين المذكورين‬ ‫ال ويكون إيتاء لكن ما أوتي موسى وعيسى عليهما السالم في هذه اآلية هذا إيتاء وليس إنزا ً‬ ‫إنزا ً‬
‫اللذين أوتيا معجزة ونجد أن حجج موسى ‪ ‬لم تكن في الكتاب وإنما جاءه الكتاب بعدما أوتي المعجزات‪ .‬اآلخرون إنزال وعندما يتعلق األمر بالمعجزة قال‬
‫إيتاء‪ .‬وللعلم فإنه لم يرد في القرآن كلمة (أنزل) مطلقًا لموسى في القرآن كله وإنما استعملت كلمة (أوتي) لموسى‪ .‬أما بالنسبة للرسول ‪ ‬فقد جاء في‬
‫القرآن (ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم) وجاء أيضًا (وما أُنزل إليك)‪.‬‬
‫آية (‪:)137‬‬
‫وا بِ ِم ْث ِل َما آ َمنتُم بِ ِه فَقَ ِد ا ْهتَد ْ‬
‫َوا (‪ )137‬البقرة)لم اختص تعالى أداة الشرط إن وليس إذا؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫*(فَِإ ْن آ َمنُ ْ‬
‫(إن) حرف شرط جازم ولكنه يفيد الشك خالفًا لـ (إذا) وقد جاء الشرط هنا في اآلية بـ (إن) إيذانًا بأن إيمانهم غير مرجو وميؤوس منه‪.‬‬
‫*ما هو إعراب الضمائر في (فسيكفيكهم* هللا)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫افصل هاء‬
‫وصأل أو ِ‬
‫فسيكفيكهم اهلل‪ :‬الكاف مفعول أول ألن كفى تأخذ مفعولين‪( ،‬هم) مفعول ثاني‪( ،‬اهلل) لفظ الجاللة فاعل‪ .‬فسيكفيك اهلل إياهم‪( .،‬سلنيه) ِ‬
‫سلنيه‪ ،‬سلنيه‪ :‬إسأل فعل أمر‪ ،‬الياء مفعول أول والهاء مفعول ثاني والنون للوقاية إن شئت قلت سلنيه وإن شئت قلت سلني إياه‪.‬‬
‫آية (‪:)139‬‬
‫*(قُلْ َأتُ َحآجُّ ونَنَا فِي هّللا ِ َوه َُو َربُّنَا َو َربُّ ُك ْم (‪ )139‬البقرة)ما داللة اإلستفهام؟(ورتل* القرآن ترتيالً)‬
‫في قوله تعالى (أتحاجوننا) إستفهام ولكنه خرج عن داللة األصلية وهو اإلستفهام عن شيء مجهول إلى التعجب والتوبيخ‪.‬‬
‫*( َولَنَا َأ ْع َمالُنَا َولَ ُك ْم َأ ْع َمالُ ُك ْم (‪ )139‬البقرة)‪ :‬لِ َم قال تعالى لنا أعمالنا ولم يقل أعمالنا لنا ال سيما أن (لنا) متعلق بخبر محذوف للمبتدأ‬
‫(أعمالنا)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫قدّم تعالى الجار والمجرور (لنا) على قوله (أعمالنا) لإلختصاص أي لنا أعمالنا الخاصة بنا وال ِق َبل لآلخرين بها فال تحاجونا في أنكم أفضل منا‪.‬‬
‫آية (‪:)140‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑ .)125‬‬
‫آية (‪:)142‬‬
‫اس َما َوالَّهُ ْم عَن قِ ْبلَتِ ِه ُ*م الَّتِي َك**انُ ْ‬
‫وا َعلَ ْيهَا (‪ )142‬البق**رة) ما فائ**دة وص**فهم ب**أنهم من الن**اس طالما أن ذلك‬ ‫*(س *يَقُو ُل ُّ‬
‫الس *فَهَاء ِمنَ النَّ ِ‬ ‫َ‬
‫معلوم؟(ورتل القرآن ترتيال)ً‬
‫السفهاء جمع سفيه وهو صفة مشبّهة تدل على أن السفه غدا سجيّة من سجايا الموصوف وهذه الصفة ال تُطلق إال على اإلنسان فلِ َم قال تعالى (سيقول‬
‫السفهاء من الناس) ولم يكتف بـ سيقول السفهاء؟ وما فائدة وصفهم بأنهم من الناس طالما أن ذلك معلوم؟ إن فائدة وصفهم بالسفهاء أنهم من الناس مع كون‬
‫ذلك معلومًا هو التنبيه على بلوغهم الحد األقصى من السفاهة بحيث ال يوجد في الناس سفهاء غير هؤالء وإذا ُُق ِّسم الناس أقسامًا يكون هؤالء قسم السفهاء‬
‫وفي هذا إيماء إلى أنه ال سفيه غيرهم للمبالغة في وسمهم بهذه السمة‪.‬‬
‫آية (‪:)143‬‬
‫اس)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫ك َج َع ْلنَا ُك ْم ُأ َّمةً َو َسطًا لِّتَ ُكونُ ْ*‬
‫وا ُشهَدَاء َعلَى النَّ ِ‬ ‫*لم جاء اسم اإلشارة فى صدر اآلية فى قوله تعالى ( َو َك َذلِ َ‬
‫صدِّرت اآلية بإسم اإلشارة كذلك‬
‫لو قال ربنا "وجعلناكم أمة وسطًا لتكونوا" لما حدث خلل في سياق اآلية ظاهرًا فلِ َم صدّر اآلية إذن بإسم اإلشارة (وكذلك)؟ ُ‬
‫‪ C‬للتنويه إلى تعظيم المقصودين وهم المسلمون ومن هذا الباب قول إبي تمام‪:‬‬ ‫الذي يدل على البُعد‬
‫لعين لم يفض ماؤها عذر‪.‬‬
‫فليس ٍ‬ ‫كذا فليجل الخطب وليفدح األمر‬
‫ك َج َع ْلنَا ُك ْم ُأ َّمةً َو َسطًا (‪ )143‬ما المقصود باألمة الوسط؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫* ( َو َك َذلِ َ‬
‫ال‪ ،‬الوسط بين اإلفراط والتفريط يكون خيار وعدول‪ .‬لما تقول هو من أوسطهم أي من خيارهم‪ ،‬هذا ما ذكره أبو سفيان عندما‬ ‫وسطًا معناها خيارًا أو عدو ً‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ِك َج َعلْنَا ُك ْم أ َّم ًة َو َسطا) أي خيارًا وعدو ً‬
‫ال وبين اإلفراط والتفريط‪ ،‬هذا المقصود من‬ ‫ُسئل عن الرسول ‪ ‬قال هو من أوسطنا أي من خيارنا وأحسننا‪َ ( .‬و َك َذل َ‬
‫معنى الوسطية‪.‬‬
‫ك َج َع ْلنَ**ا ُك ْم ُأ َّمةً َو َس *طًا* (‪ )143‬البق**رة) من حيث أنها ص**فة ولم تتبع الموص**وف من حيث الت**ذكير‬ ‫*ما طبيعة كلمة وس**طا ً في َ‬
‫(و َك* َذلِ َ‬
‫والتأنيث؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫وصف بها (األسماء إما جامدة أو مشتقة‪ ،‬جامد يعني ليس مشتقًا) فهنا وصف بإسم جامد فهذا ال يطابق إنما الوصف‬‫كلمة وسط في األصل هي إسم جامد ِ‬
‫وصف بإسم جامد وال يطابق كما لو وصفنا بالمصدر نقول‬‫هو الذي يطابق التأنيث والتذكير‪ ،‬كلمة (وسط) بحد ذاتها هي إسم جامد وليست وصفًا فإذن هو ِ‬
‫رجل صوم وامرأة صوم‬
‫بمصدر كثيرا‪      ‬فالتزموا اإلفراد والتذكيرا‬
‫ٍ‬ ‫ووصفوا‬
‫إذا وصف بالمصدر يلزم اإلفراد والتذكير حتى لو كان جمعًا‪ .‬ال يقال أمة وسطة‪ ،‬وسط إسم جامد وليس في األصل وصف مشتق حتى يُ َذ ّكر مثل طويل‬
‫وصف به فيبقى على حاله‪.‬‬ ‫وطويلة‪ ،‬هو في األصل إسم جامد ِ‬
‫استطراد من المقدم‪ :‬نقول رجل صوم وامرأة صوم ورجال صوم؟‬
‫مذكر مؤنث مفرد جمع‪ ،‬التزموا اإلفراد والتذكير هذه قاعدة‪.‬‬
‫َّحي ٌم (‪ )143‬البقرة)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫ُضي َع ِإي َمانَ ُك ْم ِإ َّن هّللا َ بِالنَّ ِ‬
‫اس لَ َر ٌ*‬
‫ُؤوف ر ِ‬ ‫*ما المقصود باإليمان فى اآلية ( َو َما َكانَ هّللا ُ لِي ِ‬
‫عن ابن عباس رضي اهلل قال‪ :‬لما ُو ّجه النبي ‪ ‬إلى الكعبة قالوا يا رسول اهلل كيف إلخواننا الذين ماتوا وهم يصلّون لبيت المقدس؟ فأنزل اهلل تعالى هذه‬
‫يع إِي َما َن ُك ْم)‪ .‬فاإليمان في اآلية أُريد به الصالة فلم عدل ربنا عن ذكر الصالة ولم يقل الصالة وآثر أن يطلق اإليمان على الصالة‬
‫ُض َ‬ ‫اآلية ( َو َما َك َ‬
‫ان اللُهّ لِي ِ‬
‫للتنويه بعظم الصالة وعظم قيمتها فهي من أعظم أركان اإليمان‪.‬‬
‫َّحي ٌم) فى سورة البقرة وعدم التوكيد فى سورة النور(ِإ َّن الَّ ِذينَ‬ ‫اس لَ َر ٌ*‬
‫ُؤوف ر ِ‬ ‫(وِإ َّن هَّللا َ بِالنَّ ِ‬
‫(إن) والالم في هذه اآلية َ‬ ‫*ما داللة التوكيد* بـ ّ‬
‫اح َش*ةُ فِي الَّ ِذينَ آ َمنُ**وا لَهُ ْم َع* َذابٌ َألِي ٌم فِي ال* ُّد ْنيَا َواآْل ِخ* َر ِة َوهَّللا ُ يَ ْعلَ ُم َوَأنتُ ْم اَل تَ ْعلَ ُم**ونَ (‪َ )19‬ولَ**وْ اَل فَ ْ‬
‫ض* ُل هَّللا ِ َعلَ ْي ُك ْم‬ ‫ي ُِحبُّونَ َأن ت َِش*ي َع ْالفَ ِ‬
‫ُؤوف َر ِحي ٌم (‪ )20‬؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ٌ‬ ‫َو َرحْ َمتُهُ َوَأ َّن هَّللا َر‬
‫‪ C‬ال يؤكد ولو احتاج‬ ‫ال لما يذكر اهلل تعالى النعم التي أنزلها علينا يؤكد وإذا لم يحتج إلى توكيد‬ ‫‪ C‬بحسب ما يحتاجه المقام‪ ،‬إذا احتاج إلى توكيدين مث ً‬ ‫التوكيد‬
‫اح َش ُة فِي الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُوا‬ ‫يع الْ َف ِ‬
‫َ‬ ‫ش‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ُّون‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ُح‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ذ‬‫َّ‬
‫ال‬ ‫َّ‬
‫ِإ( ‪.‬دّن‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫البقرة)‬ ‫)‬ ‫‪143‬‬ ‫(‬ ‫م‬‫ي‬‫ح‬‫ِ‬
‫َّ ٌ‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬
‫ُوف‬ ‫ؤ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫اس‬
‫ِ ِ َ‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ب‬ ‫َهّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ي‬‫إ‬ ‫يع‬ ‫ُض‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ُهّ‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ا‬ ‫م‬‫و‬ ‫(‬ ‫بواحد‪.‬‬ ‫يؤكد‬ ‫واحد‬ ‫لتوكيد‬
‫ََِ ِْ‬ ‫ََ‬
‫ُوف َر ِحي ٌم (‪ )20‬النور) ما أ ّكد‪ .‬في اآلية‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ضل الل ِه َعلَ ْي ُك ْم َو َر ْح َمتُ ُه َوأ َّن الله َرؤ ٌ‬ ‫ون (‪َ )19‬ولَ ْولَا َف ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫آخ َر ِة َوالل ُه َي ْعلَ ُم َوأنتُ ْم لَا َت ْعلَ ُم َ‬ ‫ْ‬
‫الد ْن َيا َوال ِ‬ ‫َ‬ ‫لَ ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫اب ألِي ٌم فِي ُّ‬
‫يع إِي َما َنك ْم) ويقولون هذه اآلية نزلت لما تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة تساءل الصحابة عن الذين ماتوا‬ ‫ُ‬ ‫ُض َ‬ ‫ان اللُهّ لِي ِ‬ ‫(و َما َك َ‬
‫األولى كانوا في طاعة َ‬
‫ٌ‬
‫اس ل َرؤُوف َّر ِحي ٌم) أما في اآلية الثانية‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫هل ضاعت صالتهم؟ وهل ضاعت صالتنا السابقة؟ سألوا عن طاعة كانوا يعملون بها فأك ّد اهلل تعالى (إِ َّن اللَهّ ِبالن ِ‬
‫اس ل َرؤُوف َّر ِحي ٌم) لما هم في طاعة يؤكد‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫‪ C‬في تعداد النعم ( ألم تر أن اهلل سخر إِ َّن اللَهّ ِبالنَّ ِ‬ ‫فهم في معصية (يحبون أن تشيع الفاحشة) فال يحتاج إلى توكيد‪.‬‬
‫‪C‬‬
‫و(إن) أو (رؤوف بالعباد)‪.‬‬ ‫ولما يكون في معصية ال يؤكد‪ .‬ولم يقل في القرآن (واهلل رؤوف رحيم) أبدًا إما مؤكدة بالالم ّ‬
‫آية ( ‪:)144‬‬
‫ضاهَا (‪ )144‬البقرة) علما ً أنها تفيد التقليل؟(‬ ‫ك فِي ال َّس َماء فَلَنُ َولِّيَنَّ َ*‬
‫ك قِ ْبلَةً تَرْ َ‬ ‫* ما داللة إستخدام* (قد) في قوله تعالى (قَ ْد ن ََرى تَقَلُّ َ‬
‫ب َوجْ ِه َ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(قد) إذا دخلت على الماضي تفيد التحقيق وإذا دخلت على المضارع لها أكثر من معنى‪ ،‬منها التقليل (قد يصدق الكذوب) تقليل‪ ،‬لكن قد تأتي للتكثير‬
‫والتحقيق مع دخولها على المضارع‪ .‬لكن المشهور عند الطلبة أنها إذا دخلت على المضارع تكون للتقليل وهذا جانب من جوانب معانيها‪( .‬قد) تكون‬
‫ال قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء) أي كثيرًا ما تنظر إلى‬‫للتقليل وقد تكون للتحقيق (قد يعلم ما أنتم عليه) تحقيقًا أو للتكثير ويضربون مث ً‬
‫السماء‪( .‬قد) إذا دخلت على المضارع ليست مقتصرة على التقليل لكن التقليل من معانيها‪ .‬إذن (قد) إذا دخلت على الماضي تفيد التحقيق وإذا دخلت على‬
‫المضارع يكون من معانيها التقليل‪.‬‬
‫*(فَلَنُ َولِّيَنَّكَ قِ ْبلَ**ةً تَرْ َ‬
‫ض**اهَا* (‪ ))144‬عبّر تع**الى عن رغبة الن**بي ومحبته للكعبة بكلمة (ترض**اها) دون كلمة تحبها أو تهواها لم**اذا؟‬
‫(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫للداللة على أن ميله ‪ ‬إلى الكعبة ميل لقصد الخير بناء على أن الكعبة أجدر بيوت اهلل بأن يدل على التوحيد ولما كان الرضا مشعرًا بالمحبة الناتجة عن‬
‫التعقل اختار كلمة (ترضاها) دون تهواها أو تحبها فالنبي ‪ ‬يربو أن يتعلق ميله بما ليس فيه مصلحة راجحة للدين واألمة‪.‬‬
‫آية (‪:)145‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)120‬‬
‫آية (‪:)146‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)121‬‬
‫َأ‬ ‫ُ‬
‫ْرفونَ ْبنَ**اءهُ ْم (‪ )146‬البق**رة) ع**بر هللا تع**الى بلفظ المعرفة وق**ال (يعرفون**ه) ولم يقل يعلمونه‬ ‫ُ‬
‫ْرفونَهُ َك َما يَع ِ‬ ‫*(الَّ ِذينَ آتَ ْينَاهُ ُم ْال ِكت َ‬
‫َاب يَع ِ‬
‫لماذا؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ذلك أن المعرفة غالبًا ما تتعلق بالذوات واألمور المحسوسة فأنت تقول عن شيء ما أنك تعرفه حينما يكون علمك به أصبح كالمشاهد له وكذلك كانت‬
‫معرفة أهل الكتاب بصفات النبي ‪ ‬فهي لم تكن مجرد علم مستند إلى غيب بل إنهم يعرفونه ويعرفون صفاته كأنهم يشاهدونه أمامهم قبل بعثته لذلك عبّر‬
‫بالمعرفة ولم يعبّر بالعلم‪.‬‬
‫آية (‪:)147‬‬
‫*ما الفرق بين (فال تكونن من الممترين)و(فال تكن من الممترين)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ين ﴿‪ ﴾147‬البقرة) تكونن بنون التوكيد المشددة‪،‬‬ ‫ِن الْ ُم ْم َت ِر َ‬ ‫ِّك َفلَا َت ُكون َّ‬
‫َن م َ‬ ‫ِن َرب َ‬‫ون ﴿‪ ﴾146‬الْ َح ُّق م ْ‬ ‫ون الْ َح َّق َو ُه ْم َي ْعلَ ُم َ‬
‫(وإِ َّن َف ِري ًقا ِم ْن ُه ْم لََي ْك ُت ُم َ‬
‫فى قوله تعالى َ‬
‫ين ﴿‪ ﴾60‬آل عمران) لماذا‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُم ْم َت ِر َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِن َربِّك فلا َتك ْن م َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫ون ﴿‪ ﴾59‬ال َحق م ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اب ث َّم قال ل ُه ك ْن ف َيك ُ‬ ‫ُ‬
‫ِن ت َر ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫يسى ِع ْن َد الل ِه ك َمث ِل آ َد َم َخلق ُه م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫في آل عمران (إِ َّن َمثل ِع َ‬
‫ين)؟ يعني هي نفس القضية لماذا أكد هناك بالنون وما أكدها هنا؟ األولى عقيدة إما مسلم وإما كافر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُم ْمت ِر َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ C‬وهنا (فلا تك ْن م َ‬ ‫ين)‬ ‫ِن الْ ُم ْم َت ِر َ‬
‫َن م َ‬‫هناك ( َفلَا َت ُكون َّ‬
‫ين ﴿‬ ‫ِن الْ ُم ْم َت ِر َ‬ ‫ِّك َفلَا َت ُكون َّ‬
‫َن م َ‬ ‫ِن َرب َ‬ ‫ِك لَ َق ْد َجا َء َك الْ َح ُّق م ْ‬‫ِن َق ْبل َ‬
‫اب م ْ‬ ‫ون الْ ِك َت َ‬ ‫اسأَ ِل الَّذ َ‬
‫ِين َي ْق َر ُء َ‬ ‫ِما أَ ْن َزلْنَا إِلَي َ‬
‫ْك َف ْ‬ ‫فإياك أن تكون كما قال تعالى ( َف ِإ ْن ُك ْن َت فِي َش ٍّك م َّ‬
‫َن) لكن خلق عادي كيف خلق آدم ما عليك كيف خلق آدم؟ يمكن عقلك ما يدرك اهلل خلقه من‬ ‫‪ ﴾94‬يونس) لماذا؟ هذه قضية قرآن هو صح أو ال‪َ ( ،‬فلَا َت ُكون َّ‬
‫دين وقال نفخت فيه ما يفهمها إال أولي العلم خلق سيدنا عيسى كما خلق آدم يعني أنت ثق ‪ %99‬من المسلمين اآلن ال يعرفون كيف خلق آدم بالتفصيلة‬
‫ال وال يعفون كيف خلق سيدنا عيسى عليه السالم نفس الشيء لكن هناك من يتوصل إلى هذا بعلمه فإذا امتريت فأقل خوفًا أو ضررًا‬ ‫الدقيقة يعرفونها إجما ً‬
‫مما لو امتريت في العقيدة ألن اهلل سبحانه وتعالى أنزل هذا الكتاب‪ .‬إذًا الفرق بين (ال تكونن) إذا كان األمر في العقيدة واهلل هذا القرآن هذا كالم اهلل ( َفلَا‬
‫َن) إياك أن يكون في قلبك شك وال واحد بالمليار إياك هذا الشك ينهي كل شيء‪ .‬محمد رسول اهلل عيسى رسول اهلل يقينًا موسى رسول اهلل‪ ،‬إياك أن‬ ‫َت ُكون َّ‬
‫ين) لكن كيف أحيا سيدنا إبراهيم الطيور وكيف عزير أحيا ذلك الحمار وكيف رب العالمين خلق عيسى؟ هذه‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُم ْم َت ِر َ‬
‫َن م َ‬ ‫ُ‬
‫تشك بلحظة بشعرة ( َفلَا َتكون َّ‬
‫أمور إن عرفتها فبها ونعمت‪ ،‬ما عرفتها ما عليك شيء لكن ال ترتاب ما دام جاء بها نص صحيح أنت كن على يقين هكذا هو الفرق‪.‬‬
‫آية (‪:)149‬‬
‫* ما داللة تكرار لفظة في سورة البقرة (فو ّل وجهك) في اآليات‪ 150144-149 -‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫توجه المسلمين إلى غير الكعبة إمتحانًا إليمانهم إبتدا ًء ألنهم كانوا قد ألِفوا التوجه إلى الكعبة قبل اإلسالم وألِفوا إحترامها وإجاللها وأنها هي‬ ‫إبتداء كان ّ‬
‫ال عليه أيضًا فكان هذا‬ ‫ال عليهم فتوجهوا حتى الرسول ‪ ‬لم يكن األمر سه ً‬ ‫متوجههم وإذا بالرسول ‪ ‬يقول لهم توجهوا نحو بيت المقدس هذا لم يكن سه ً‬
‫إمتحانًا للمسلمين فنجحوا في اإلختبار لكن بقيت نفوسهم حائرة‪.‬‬
‫ُ‬
‫وهك ْم‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اها ف َول َو ْج َهك شط َر ال َم ْس ِج ِد ال َح َر ِام َو َحيْث َما كنت ْم ف َولوا ُو ُج َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ضَ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الس َما ِء فلن َول َينك ِق ْبلة ت ْر َ‬‫َرى َت َقلُّ َب َو ْج ِه َك فِي َّ‬ ‫وردت في ثالث آيات‪ :‬األولى ( َق ْد ن َ‬
‫ْث َخ َر ْج َت َف َو ِّل َو ْج َه َك َش ْط َر الْ َم ْس ِج ِد‬‫ِن َحي ُ‬ ‫ون (‪ ))144‬والثانية ( َوم ْ‬ ‫ِل َع َّما َي ْع َملُ َ‬ ‫ِن َر ِّب ِه ْم َو َما اللَّ ُه ِبغَاف ٍ‬‫ون أَنَّ ُه الْ َح ُّق م ْ‬
‫اب لََي ْعلَ ُم َ‬‫ِين أُوتُوا الْ ِك َت َ‬ ‫َش ْط َر ُه َوإِ َّن الَّذ َ‬
‫وه ُك ْم‬ ‫ُّ‬
‫ْث َما ُك ْنتُ ْم َف َولوا ُو ُج َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫ْث َخ َر ْج َت َف َول َو ْج َه َك َشط َر ال َم ْس ِج ِد ال َح َرام َو َحي ُ‬ ‫ِن َحي ُ‬ ‫(وم ْ‬‫ون (‪ ))149‬والثالثة َ‬ ‫ُ‬
‫ِل َع َّما َت ْع َمل َ‬ ‫َّ‬
‫ِّك َو َما الل ُه ِبغَاف ٍ‬ ‫الْ َح َر ِام َوإِنَّ ُه لَلْ َح ُّق م ْ‬
‫ِن َرب َ‬
‫ِ‬
‫ُون (‪ .))150‬هذا التكرار هي في كل مرة‬ ‫اخ َش ْونِي َولِأُت َِّم ن ِْع َمتِي َعلَ ْي ُك ْم َولَ َعلَّ ُك ْم َت ْه َتد َ‬
‫ِين َظلَ ُموا ِم ْن ُه ْم َفلَا َت ْخ َش ْو ُه ْم َو ْ‬ ‫اس َعلَ ْي ُك ْم ُح َّج ٌة إِلَّا الَّذ َ‬ ‫َش ْط َر ُه لَِئلَّا َي ُك َ‬
‫ون لِلنَّ ِ‬
‫جاءت لغاية‪ :‬في المرة األولى جاءت إستجابة لتقليب الرسول ‪ ‬وجهه في السماء كأنه يدعو اهلل تعالى بلسان الحال ال بلسان المقال كأنه يدعو ربه عز‬
‫وجل (قد نرى) قد قلنا أنها للتحقيق وإن دخلت على الفعل المضارع والفاعل قادر على إنجاز الفعل‪ .‬هذا كان في بيان اإلستجابة لدعاء الرسول ‪ ‬بلسان‬
‫الحال ال بلسان المقال‪.‬‬
‫اآلية الثانية بيّنت أن تولي الوجه هذا هو الحق من اهلل تعالى‪ .‬هو حق فلبيان كونه حقًا حتى ال يبقى شك في نفوس المسلمين من هذا التولي قال (وإنه للحق‬ ‫ٌ‬
‫من ربك) والحظ التأكيدات (إن والالم) حتى يطمئن المسلمون إلى هذا ّ‬
‫الحق‪.‬‬
‫في اآلية الثالثة جاءت للتهوين من شأن ثرثرة اآلخرين من غير المسلمين أنه سيثرثر اآلخرون ويقولون (ما والهم عن قبلتهم) (لئال يكون للناس عليكم‬
‫ال ومن هنا تأكيد التوجه إلى البيت الحرام بهذه اآليات الثالث وكل واحدة لها‬ ‫حجة) الذين سيثرثرون في اإلحتجاج عليكم هؤالء ظالمون فال تلقوا لهم با ً‬
‫معنى‬
‫ْج ِد ْال َح َر ِام (‪ )149‬البقرة) عطف هذه اآلية حكما ً على حكم قبله حيث بدأت اآليت**ان بقوله‬ ‫ك َش ْ‬
‫ط َر ْال َمس ِ‬ ‫*( َو ِم ْن َحي ُ‬
‫ْث خَ َرجْ تَ فَ َولِّ َوجْ هَ َ‬
‫تعالى (ومن حيث خرجت فول وجهك) أوليست اآلية الثانية تغني عن اآلية األولى؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫في هذا تنبيه إلى كل مؤمن أن استقبال الكعبة في الصالة ال تهاون فيه ولو في حالة العذر كالسفر ألن السفر مظنّة المشقة لإلهتداء لجهة الطعبة فربما تو ّهم‬
‫شخص ما أن االستقبال يسقط عنه‪.‬‬
‫آية (‪:)150‬‬
‫اس َعلَ ْي ُك ْم ُح َّجةٌ (‪ )150‬البق**رة) لِ َم ق**ال (لئال يك**ون للن**اس) ولم يقل لئال يك**ون‬ ‫وا ُو ُج**وهَ ُك ْ*م َش* ْ‬
‫ط َرهُ لَِئالَّ يَ ُك**ونَ لِلنَّ ِ‬ ‫ْث َما ُكنتُ ْم فَ َولُّ ْ‬
‫*( َو َحي ُ‬
‫للمشركين؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫معرفة بـ (أل) وذلك حتى تستغرق هذه الكلمة الناس جميعًا مهما اختلفت مللهم ولم يقتصر على ذكر المشركين الذين اعترضوا في ذلك‬‫ذكر تعالى الناس ّ‬
‫ّ‬
‫الوقت على تح ّول القِبلة وشككوا في النبي ‪ ‬بسبب ذلك وكأن هذه الكلمة (للناس) قد دلت على أن استقبال القبلة سيدحضها أي دعوة يزعمها إنسان في‬
‫ٌ‬
‫مبطل لمزاعم الناس المشككين كلهم في كل زمان وكل مكان‪.‬‬ ‫عصر من العصور أن هذا الدين مقتبس من اي دين قد سبقه فالتوجه إلى الكعبة المشرفة‬
‫* متى تثبت الياء ومتى تحذف كما في قوله (واخشوني‪ ،‬واخشون)؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫واخشون فوردت األولى في سورة البقرة والثانية وردت‬ ‫ِ‬ ‫أخرتن)‪ .‬أما إخشوني‬ ‫ِ‬ ‫أخرتني‪،‬‬ ‫كيدون‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫إتبعن‪ ،‬كيدوني‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫هذا التعبير له نظائر في القرآن (اتّبعني‪،‬‬
‫إتق ربك وقد يريد أن يقتل شخصًا‬ ‫ً‬
‫تحذر أحدهم التحذير يكون بحسب الفِعلة قد تكون فِعلة شديدة‪ .‬مثال لو أحدهم اغتاب آخر تقول له ِ‬ ‫في المائدة‪ .‬عندما ّ‬
‫ُظهر‬ ‫ُطهر الياء يكون التحذير أشد في جميع القرآن عندما ي ِ‬ ‫فتقول له إتقي اهلل‪ ،‬فالتحذير يختلف بحسب الفعل إذا كان الفعل كبيرًا يكون التحذير أشد‪ .‬فعندما ي ِ‬
‫الياء يكون األمر أكبر‪.‬‬
‫ْث َما ُكنتُ ْم‬ ‫ْث َخ َر ْج َت َف َو ِّل َو ْج َه َك َش ْط َر الْ َم ْس ِج ِد الْ َح َرام َو َحي ُ‬ ‫ِن َحي ُ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫(واخشوني)‬ ‫الياء‬ ‫فيها‬ ‫التي‬ ‫اآلية‬ ‫في‬ ‫السياق‬ ‫ننظر‬ ‫أكبر‪.‬‬ ‫التحذير‬ ‫عندنا (إخشوني) إذن‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِين ظل ُموا ِم ْن ُه ْم فال َت ْخش ْو ُه ْم َو ْ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وه ُك ْم َش ْط َر ُه لَِئال َيك َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َف َولُّواْ ُو ُج َ‬
‫ُون (‪ )150‬البقرة) هذه في‬ ‫ِم ِن ْع َمتِي َعل ْيك ْم َول َعلك ْم َت ْه َتد َ‬‫اخش ْونِي َوألت َّ‬ ‫اس َعل ْيك ْم ُح َّجة إِال الذ َ‬ ‫ون لِلنَّ ِ‬
‫(و َما َج َعلْنَا الْ ِق ْبلَ َة‬ ‫‪ C‬للقِبلة َ‬ ‫تبديل القِبلة فجاءت إخشوني بالياء ألنه صار كالم كثير ولغط وإرجاف بين اليهود والمنافقين حتى ارتد بعض المسلمين‪ ،‬هذا تبديل‬
‫اس‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ب‬ ‫َهّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يع إِي َم ْ ِ‬
‫إ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ُض َ‬ ‫ان اللُهّ لِي ِ‬‫ِين َهدَى اللُهّ َو َما َك َ‬ ‫ال َعلَى الَّذ َ‬ ‫ير ًة إِ َّ‬
‫َت لَ َك ِب َ‬‫ِب َعلَى َع ِق َب ْي ِه َوإِن َكان ْ‬ ‫ِمن َين َقل ُ‬ ‫ول م َّ‬‫الر ُس َ‬‫ال لَِن ْعلَ َم َمن َيتَّ ِب ُع َّ‬ ‫الَّتِي ُك َ‬
‫نت َعلَ ْي َها إِ َّ‬
‫ُوف َّر ِحي ٌم (‪ )143‬البقرة) هي أمر كبير لذا قال (واخشوني)‪.‬‬ ‫لَ َرؤ ٌ‬
‫ُع إِالَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ْر اللِهّ ِب ِه َوال ُمن َخ ِنقة َوال َم ْوقوذة َوال ُمت َر ِّد َية َوالن ِط َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫السب ُ‬
‫يحة َو َما أكل َّ‬ ‫ير َو َما أ ِهل لِ َغي ِ‬ ‫(ح ِّر َمت َعل ْيك ُم ال َم ْيتة َوال َّد ُم َول ْح ُم ال ِخن ِز ِ‬ ‫اآلية األخرى في سورة المائدة ُ‬
‫اخ َش ْو ِن‪ ))3(.‬هذا يأس وذاك إرجاف‪ .‬هذا‬ ‫ِين َك َف ُرواْ مِن دِي ِن ُك ْم َف َ‬
‫ال َت ْخ َش ْو ُه ْم َو ْ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ِس‬ ‫ئ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬
‫ِ ْ ْ ََْ َ َ‬‫ْ‬
‫ال‬ ‫ٌ‬
‫ق‬ ‫ِس‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫ز‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫األ‬ ‫ص ِب َوأَ ْ ُ ِ‬
‫ب‬ ‫ْ‬
‫وا‬ ‫م‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫َما َذ َّك ْيتُ ْم َو َما ُذ ِب َح َعلَى النُّ ُ‬
‫ِين َهادُواْ‬ ‫َ‬
‫ِين أ ْسلَ ُمواْ لِلَّذ َ‬‫ُّون الَّذ َ‬ ‫نزلْنَا التَّ ْو َرا َة فِي َها ُهدًى َونُ ٌ‬
‫ور َي ْح ُك ُم ِب َها النَّ ِبي َ‬ ‫َ‬
‫الموقف ليس مثل ذاك‪ ،‬هؤالء يائسين فصار التحذير أقل‪ .‬وفي اآلية الثانية (إِنَّا أ َ‬
‫َ‬
‫نزل اللُهّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫ال َتش َت ُروا ِبآ َياتِي َث َم ًنا َقلِيال َو َمن ل ْم َي ْحكم ِب َما أ َ‬ ‫ْ‬ ‫اخ َش ْو ِن َو َ‬ ‫اس َو ْ‬ ‫ال َت ْخ َش ُواْ النَّ َ‬ ‫اب اللِهّ َو َكانُواْ َعلَ ْي ِه ُش َهدَاء َف َ‬ ‫ِظواْ مِن ِك َت ِ‬ ‫استُ ْحف ُ‬
‫ار ِب َما ْ‬ ‫ُّون َو َ‬
‫األ ْح َب ُ‬ ‫الربَّانِي َ‬
‫َو َّ‬
‫(واخشون) بدون ياء‪ .‬إذن المواطن التي فيها شدة وتحذير شديد أظهر الياء‪ .‬والحذف في‬ ‫ِ‬ ‫ون (‪ ))44‬ليس فيها محاربة وال مقابلة فقال‬ ‫ِر َ‬ ‫َفأُ ْولَـئِك ُه ُم الكاف ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫قواعد النحو يجوز والعرب تتخفف من الياء لكن اهلل سبحانه وتعالى قرنها بأشياء فنية‪.‬‬
‫آية (‪:)151‬‬
‫َاب َو ْال ِح ْك َمةَ َويُزَ ِّكي ِه ْم ِإنَّكَ َأ ْنتَ ْال َع ِزي ُز ْال َح ِكي ُم ﴿‪ ﴾129‬البقرة) ‪َ ( -‬ك َما‬
‫ك َويُ َعلِّ ُمهُ ُ*م ْال ِكت َ‬
‫ث فِي ِه ْم َر ُسواًل ِم ْنهُ ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم َآيَاتِ َ‬
‫*( َربَّنَا َوا ْب َع ْ‬
‫َأرْ َس ْلنَا فِي ُك ْم َر ُسواًل ِم ْن ُك ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ُك ْم َآيَاتِنَا َويُ َز ِّكي ُك ْ*م ﴿‪ ﴾151‬البقرة) لماذا مرة رأسا ً بعد الكتاب تزكية وثانياً* بعد الكتاب والتعليم والعلم‬
‫تأتي التزكية وهذه في غاية الوجاهة ما الفرق؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫جميع األمم يأتيها النبي هذا جاء بالكتاب وهو العقيدة ثم علمهم من هذا الكتاب الصالة والصوم والحج يحجون إلى بيت المقدس الخ يعني علمهم أمور دينهم‬
‫وطبقوها وتعلموا عليها وبعد ذلك تزكو نفوسهم وتزكو أعمالهم وحركاتهم في المجتمع‪ .‬إذًا أنت بعد أن تكون لك عقيدة سليمة توحيديه وعمل صالح إيماني‬
‫تصل إلى التزكية هذا في كل األمم التي أرسل اهلل لهم نبيًاً (بعثنا فيكم رسو ً‬
‫ال يتلوا عليكم آياتنا ويعلمكم الكتاب) أول آياتنا يعلمكم الكتاب والحكمة ثم‬
‫ال الصالحون من اليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب الديانات جاءت عقيدة التوحيد وحدوا اهلل‪ ،‬جاءهم العمل عملوا ثم مع مرور األيام‬ ‫تتزكون وفع ً‬
‫صاروا زاكين‪ .‬التزكية غير‪ ،‬فالتزكية من الوساخة والطهارة من النجاسة أقول أنا طهرت ثوبي من النجاسة وزكيت ثوبي من الوساخة يعني وضعت فيه‬
‫رائحة وعطرته جميل الخ‪ .‬فرب العالمين يقول كل األمم ال تزكو إال بعد مرحلتين العقيدة التوحيدية والعمل اإليماني إال أمة محمد صلى اهلل عليه وسلم‬
‫‪ C‬من عباد اهلل ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل فقط بهذه العبارة إذا كان مصدقًا بها قلبه يزكو‪ ،‬تخيل اآلن واحد أو واحدة من الغرب ليس‬ ‫بمجرد أن يقول العبد‬
‫مسلمًا وهو يعيش حياة الغرب اليوم كما تعرفون ‪ ،‬ما أن يقول ال إله إال اهلل محمدًا رسول اهلل بهذه الشهادة انقلب بالمائة مائة صار زاكيًا‪ ،‬التي لم تكن‬
‫محجبة تحجبت والذي كان يعيش مع واحدة من دون عقد راح وتزوج والذي تزوج صار عنده أوالد وصار عنده أعمام وأخوال وعم وعمة وجد وجدة‬
‫وانتسب إلى هذه األمة أصبحت النجاسة في ثوبه خمر ما خمر مستحيل ال يصلي إال على طاهر وال يصوم إال على طاهر إذا كان له عالقة محرمة انتهت‬
‫‪ C‬تحب الجار‬‫إذا كان يأكل الربا انتهت وعدد من هذه الفضائل التي في هذه األمة كل فضائلها وهي التزكية أن األمة زاكية عن الخمر عن الغيبة عن النميمة‬
‫تحب الضيف تصل الرحم كل هذا عبارة عن تزكية بمجرد ال إله إال اهلل هكذا‪.‬‬
‫آية (‪:)153‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)45‬‬
‫*لماذا يأتي الخطاب في الحديث عن الصالة والزكاة في القرآن للمؤمنين أما في الحج فيكون الخطاب للناس؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِق الْ َو ْع ِد َو َك َ‬
‫ان‬ ‫صاد َ‬ ‫ان َ‬ ‫اع َ‬
‫يل إِنَّ ُه َك َ‬ ‫(و ْاذ ُك ْر فِي الْ ِك َت ِ‬
‫اب إِ ْس َم ِ‬ ‫الصالة والزكاة كان مأمور بهما من تقدّم من أهل الديانات كما جاء في قوله تعالى عن اسماعيل ‪َ ‬‬
‫ار ًكا أَي َ‬
‫ْن َما ُك ْن ُت‬ ‫ب‬‫م‬ ‫ِي‬‫ن‬
‫َ َ َ َُ َ‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫ج‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫‪‬‬ ‫عيسى‬ ‫عن‬ ‫‪C‬الى‬ ‫تع‪C‬‬ ‫قوله‬ ‫‪C‬ريم) وفي‬ ‫‪C‬يًّا (‪ )55‬م‪C‬‬ ‫ض‪C‬‬ ‫ان ِع ْن‪C‬‬
‫‪َ C‬د َربِّ ِه َم ْر ِ‬ ‫ان َي ْأ ُم ُر أَ ْهلَ ُه ِب َّ‬
‫الصلَا ِة َو َّ‬
‫الز َكا ِة َو َك َ‬ ‫َر ُسولًا َن ِبيًّا (‪َ )54‬و َك َ‬
‫‪C‬رة)‪ .‬أما‬ ‫ِين (‪ )43‬البق‪C‬‬ ‫الرا ِكع َ‬ ‫ار َك ُعوا َم َع َّ‬
‫الز َكا َة َو ْ‬ ‫َ‬
‫الصلَا َة َوآتُوا َّ‬ ‫َ‬
‫الز َكا ِة َما ُد ْم ُت َحيًّا (‪ )31‬مريم) وفي الحديث عن بني إسرائيل ( َوأقِي ُموا َّ‬ ‫الصلَا ِة َو َّ‬
‫صانِي ِب َّ‬ ‫َوأَ ْو َ‬
‫الحج فهو عبادة خاصة للمسلمين وعندما يكون الخطاب دعوة للناس إلى الحج فكأنها هي دعوة لدخول الناس في اإلسالم‪ .‬أما إذا كانت دعوة الناس للصالة‬
‫ال يفعلونها في عباداتهم‪.‬‬ ‫والزكاة فهم أص ً‬

‫آية (‪:)155‬‬
‫ص ِمنَ اَأْل ْم َوا ِل َواَأْل ْنفُ ِ‬
‫س َوالثَّ َم َرا ِ‬
‫ت َوبَ ِّش* ِر َّ‬
‫الص*ابِ ِرينَ (‪))155‬‬ ‫ف َو ْالج ِ‬
‫ُوع* َونَ ْق ٍ‬ ‫* قال تعالى في سورة البقرة ( َولَنَ ْبلُ َونَّ ُك ْ*م بِ َش ْي ٍء ِمنَ ْالخَ وْ ِ‬
‫هل لهذا الترتيب وجه بالغي؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ين (‪ ))155‬السبب في هذا أن اآلية تتكلم‬ ‫ات َو َب ِّش ِر َّ‬
‫الصا ِب ِر َ‬ ‫ال َوالْأَ ْن ُف ِ‬
‫س َوالثَّ َم َر ِ‬ ‫ِن الْأَ ْم َو ِ‬ ‫وع َو َن ْق ٍ‬
‫ص مَ‬ ‫ِن الْ َخ ْو ِ ْ‬
‫ف َوال ُج ِ‬ ‫(ولََنبْلُ َو َّن ُك ْم ِب َش ْي ٍء م َ‬
‫في سورة البقرة قدّم َ‬
‫عن قتل وقتال فالخوف وقدم على الجوع‪ ،‬هناك معركة وكلما كان الكالم على قتال وقتل ال يفكر اإلنسان بالجوع وإنما يفكر في ذهاب النفس فقدّم الخوف‪.‬‬
‫لما تكلم عن القتال قدّم الخوف ولما تكلم عن الرزق وعلى التجارة والتجارة رزق أيضًا قدّم الجوع‪ .‬والباقي مناسب (ونقص من األموال والثمرات) أيضًا‬
‫قدّم األموال‪.‬قال‪( :‬نقص من األموال) بمعنى قلّصها ولو يقل( نقص في األموال)ألن نقص فيها تعني في داخلها أصابها شيء أما نقص من األموال يعني‬
‫ذهب منها شيء‪ .‬والحظ أيضًا تقديم األموال في اآلية ألنه دائمًا تتقدم األموال إال عندما تتعامل مع اهلل تعالى فقدّم األسمى (األنفس)‪.‬‬
‫َوف َو ْالج ِ‬
‫ُوع (‪ )155‬البقرة)ما داللة كلمة شىء؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫*( َولَنَ ْبلُ َونَّ ُك ْم بِ َش ْي ٍء ِّمنَ ْالخ ْ‬
‫الحظ كيف جاء اهلل تعالى بكلمة (بشيء) فقال (بشيء من الخوف والجوع) ولم يقل لنبلونكم بالخوف والجوع وفي ذلك لفتتان جميلتان‪ :‬األولى أنه ذكر‬
‫كلمة شيء قبل الخوف فيه تخفيف من وقع هذا الخبر المؤلم للنفس فال أحد يرغب أن يكون خائفًا أو جائعًا فخفف اهلل تبارك وتعالى عنا هذا الخبر أن‬
‫االبتالء يكون بشيء من الخوف والجوع وليس بالخوف كله أو بالجوع كله‪ .‬والثانية إشارة إلى الفرق بين االبتالء الواقع على هذه األمة المرحومة وبين ما‬
‫َة ُّم ْط َمئِنَّ ًة‬
‫َت آ ِمن ً‬
‫ال َق ْر َي ًة َكان ْ‬
‫ض َر َب اللُهّ َم َث ً‬ ‫وقع من ابتالء على األمم السابقة فقد سلّط اهلل تعالى الخوف والجوع على أمم قبلنا كما أخبرنا في قوله تعالى َ‬
‫(و َ‬
‫وع َوالْ َخ ْو ِ‬ ‫ان َف َك َف َر ْت ِبأَ ْن ُعم اللِهّ َفأَ َذا َق َها اللُهّ لَِب َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ون (‪ )112‬النحل) ولذا جاء هنا بكلمة (بشيء) وجاء‬ ‫ف ِب َما َكانُواْ َي ْ‬
‫ص َن ُع َ‬ ‫اس ال ُج ِ‬ ‫ِ‬ ‫َيأتِي َها ِر ْز ُق َها َر َغدًا ِّمن ُك ِّل َم َك ٍ‬
‫وع َظم وقعه عليها وقد ُخ ِّفف عنا والحمد هلل‪.‬‬ ‫هنالك بما يدل على المالبسة والتمكن وهو أنه استعار لها اللباس الالزم مما يدل على تمكن هذا االبتالء فيها ِ‬
‫ات َو َب ِّش ِر َّ‬ ‫س َوالثَّ َم َر ِ‬
‫ال َواألن ُف ِ‬ ‫ص ِّم َن َ‬ ‫وع َو َن ْق ٍ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ين (‪ )155‬البقرة) انظر في لطائف القرآن كيف أسند البلوى هلل‬ ‫الصا ِب ِر َ‬ ‫األ َم َو ِ‬ ‫( َول َنبْل َونَّك ْم ِب َش ْي ٍء ِّم َن ال َخوف َوال ُج ِ‬
‫ين) تكريمًا لشأنه‬ ‫(و َب ِّش ِر َّ‬
‫الصا ِب ِر َ‬ ‫(ولََنبْلُ َونَّ ُك ْم) وأسند البشارة بالخير اآلتي من ِق َبل اهلل تعالى إلى الرسول ‪ ‬فقال َ‬ ‫سبحانه وتعالى دون واسطة الرسول ‪ ‬فقال َ‬
‫‪ C‬به ‪ ‬بحيث تحصل خيراتهم بواسطته دون أن يصيبهم أي مكروه بسببه ‪.‬‬ ‫وزيادة في تعلّق المؤمنين‬
‫آية (‪:)156‬‬
‫ك ِم ْن َح َسنَ ٍة فَ ِمنَ هّللا ِ َو َما َأ َ‬
‫ص*ابَكَ ِمن َس*يَِّئ ٍة فَ ِمن نَّ ْف ِس* َ‬
‫ك (‪ )79‬النس**اء)؟‬ ‫* ما أصل كلمة مصيبة؟وكيف تكون المصيبة خيراً ( َّما َأ َ‬
‫صابَ َ‬
‫(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫عون (‪ )156‬البقرة المصيبة مشتقة من جذر (ص و ب) ومنه صارت أصاب (أفعل)‬ ‫اج َ‬‫صي َب ٌة َقالُواْ إِنَّا لِلِهّ َوإِنَّـا إِلَ ْي ِه َر ِ‬ ‫ِين إِ َذا أَ َ‬
‫صا َب ْت ُهم ُّم ِ‬ ‫قال تعالى(الَّذ َ‬
‫يصيب وهذه النازلة مصيبة‪ .‬و لها معاني متعددة كلها تدور حول معنى اإلنزال ومنه الصيّب الذي هو المطر وفيه معنى النزول‪ .‬الشيء الذي ينزل على‬
‫اإلنسان قد يكون خيرًا أو شرًا‪ ،‬مثل المطر قد يكون نافعًا أوضارًا‪ .‬لكن كلمة مصيبة صار لها خصوصية والعربي صار ال يستعملها إال في السوء‪ .‬مصيبة‬
‫( ُمفعِلة) من أصاب مثل كلمة نازلة يعني القضية التي نزلت عليها‪ .‬والمصيبة صارت مخصصة لما يسيء اإلنسان‪ .‬ما يصيبه من مصيبة في ظاهر األمر‬
‫ُصب منه" أي يمتحنه فيصبّره فيصبر‬ ‫يراه سوءًا له وفي الحديث " عجبًا ألمر المؤمن إن أمره كله له خير" وفي حديث البخاري "من يُرد اهلل به خيرًا ي ِ‬
‫فترتفع درجته‪ .‬ففي كل األحوال له خيرًا فإذا أصابته مصيبة قال‪ :‬إنا هلل وإنا إليه راجعون‪ .‬نحن هلل سبحانه وتعالى‪ .‬المصيبة هنا بمعنى ما تراه ضررًا‪.‬‬
‫القرآن الكريم جاء على أساليب العرب أو إذا عكسنا األمر إن أساليب العرب إرتقت شيئًا فشيئًا إلى أن جاءت إلى لغة القرآن الكريم‪.‬‬
‫*هل هناك لمسة بيانية في طريقة إستعمال القرآن نفس الفعل مع الحسنة والسيئة (تصبك) لكن في كلمة مص**يبة ح**دد الداللة الخاصة‬
‫بها مع الشيء السيء ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫القرآن على لغة العرب والعرب كانوا يستعملون المصيبة وأصل اإلستعمال في المصيبة هي الرمية الصائبة للسهم‪ ،‬الرجل إذا إجتهد فأصاب فهو مصيب‬
‫والمرأة يقال أصابت حتى نتجنب القول أنها مصيبة ولو كان هذا يجوز من حيث اللغة‪،‬إذن اإلصابة يمكن أن تستعمل للحسنة ما أصابك أي ما نالك ونزل‬
‫بك‪ ،‬هذا في لغة العرب والمصيبة مخصصة‪.‬‬
‫*كيف نسب الحسنة إلى هللا والمصيبة إلى نفسك؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫مر ّد األمور جميعًا هي إلى اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬وأنت تقدم أسباب الوصول إلى الحسنة ويقدم اإلنسان أسباب الوصول إلى السيئة وال يكون وصوله إلى‬
‫الحسنةأو السيئة إال بأمر اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬قال تعالى (وهديناه النجدين) اهلل ال يُسأل عما يفعل في ملكه‪ ،‬والكون كله ملك اهلل سبحانه وتعالى ولذلك (ال‬
‫يُسأل عما يفعل وهم يُسألون) فهو قادر على أن يهدي الجميع وقادر على أن يضل الجميع‪ .‬حينما يجعلك تختار طريقك هو شاء لك أن تختار أو أنت‬
‫صارت لك مشيئة من ذاتك؟ اهلل يشاء (وما تشاءون إال أن يشاء اهلل) ال تكون لك مشيئة وإال يكون كالمالئكة أو الشياطين‪ ،‬الشياطين ال مجال للهداية فيهم‬
‫‪ C‬اهلل سبحانه وتعالى من لطفه وكرمه وإال المفروض أن‬ ‫والمالئكة ال مجال للضاللة لهم وشاء اهلل عز وجل لهذا اإلنسان أن ينظر في الطريقين وفق ما يبيّنه‬
‫العقل يوصله‪ ،‬مع ذلك أرسل الرسل ومعهم الكتب وبيّن طريق الهداية وطريق الضالل‪ .‬فإذن اإلنسان فيما يسلك طريقًا هو في األصل في خانة مشيئة اهلل‬
‫سبحانه وتعالى التي جعلت لك المشيئة أن تختار‪.‬‬
‫(ما أصابك من حسنة فمن اهلل) ألنك أنت سعيت وقدّمت لكن أنت ما كنت تستطيع أن تصل للحسنة حتى يرضاها اهلل تعالى فذكر تعالى األصل ألنه مرتبط‬
‫بالحسنة‪ .‬أنت سعيت نحو الحسنة وشاء اهلل سبحانه وتعالى أن تفعلها قدّمت وشاء لك ففعلت‪ ،‬الحسنة تُنسب إلى اهلل تعالى‪ .‬والسيئة أيضًا سعيت وشاء اهلل‬
‫ض أَ ْم أَ َرا َد ِب ِه ْم َرُّب ُه ْم‬ ‫ُ‬
‫ْري أَ َش ٌّر أ ِري َد ِب َمن فِي الْأَ ْر ِ‬
‫(وأَنَّا لَا َند ِ‬
‫تعالى لك أن تصل ولو أراد اهلل ما وصلت لكن يبقى منحصرًا بك ألنك سعيت وكما قال الجن َ‬
‫َر َشدًا) الخير معقود هلل تعالى دائمًا على أننا نؤمن بالقدر خيره وشره من اهلل سبحانه وتعالى فنسبت الحسنة إلى اهلل تعالى وحصرت السيئة بنفسك مع أن‬
‫نفسك سعت في الحسنة وسعت في السيئة وفي الحالين كانت بالمشيئة وهو تعليم للمسلم كيف يتأدب مع اهلل سبحانه وتعالى وأن ينسب الخير هلل وأن ينسب‬
‫‪ C‬هذا ما وصل إليه إجتهادي فإن كان خيرًا فمن اهلل تعالى وإن كان شرًا فمن نفسي ومن الشيطان‬ ‫السوء لنفسه ولذلك نجد علماءنا يقولون عندما يكتبون‪:‬‬
‫وهذا من األدب مع اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫*ما الفرق بين النفى ب(ال) و(ما)ول َم جاء النفى ب(ال)فى قوله تعالى(الَ ِإ ْك َراهَ فِي الد ِ‬
‫ِّين (‪ )256‬البقرة) ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫رجل إعالم لسائل وإخبار عن شيء ال يعلمه أو جواب عن سؤال‪،‬‬ ‫ال‪ .‬ال َ‬ ‫(ال) النافية للجنس إجابة على سؤال وما من رجل رد على قول إن في الدار رج ً‬
‫اس َمن َي ُق ُ‬
‫ول آ َمنَّا ِباللِهّ‬ ‫ِن النَّ ِ‬
‫اح ٌد (‪ )73‬المائدة) ( َوم َ‬ ‫ِن إِلَـ ٍه إِ َّ‬
‫ال إِلَـ ٌه َو ِ‬ ‫ال َث ٍة َو َما م ْ‬ ‫ِين َقالُواْ إِ َّن اللَهّ َثال ُ‬
‫ِث َث َ‬ ‫أما ما من رجل فهو رد على قول‪ .‬مثال (لَّ َق ْد َك َف َر الَّذ َ‬
‫ون ُه َو م ْ‬
‫ِن‬ ‫(و َي ُقولُ َ‬
‫ون إِ َّن بُيُو َتنَا َع ْو َر ٌة َو َما ِه َي ِب َع ْو َر ٍة (‪ )13‬األحزاب) هذه رد‪َ ،‬‬‫يق ِّم ْن ُه ُم النَّ ِب َّي َي ُقولُ َ‬
‫ِن َف ِر ٌ‬ ‫ِين (‪ )8‬البقرة) ( َو َي ْس َت ْأذ ُ‬ ‫َو ِبالْ َي ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر َو َما ُهم ِب ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ِّين (‪ )256‬البقرة) هذا‬ ‫ال إِ ْك َرا َه فِي الد ِ‬
‫ون ِباللِهّ إِنَّ ُه ْم لَمِن ُك ْم َو َما ُهم ِّمن ُك ْم (‪ )56‬التوبة) هذا رد‪ .‬بينما ( َ‬ ‫ِن ِعن ِد اللِهّ (‪ )78‬آل عمران) ( َو َي ْحلِ ُف َ‬ ‫ِعن ِد اللِهّ َو َما ُه َو م ْ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اعلَ ْم أنَّ ُه لَا إِلَ َه إِلا الل ُه (‪ )19‬محمد) هذا إخبار‪.‬‬ ‫ِين (‪ )2‬البقرة) هذا أمر‪ ،‬فى قوله تعالى ( َف ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫ْب فِي ِه ُهدًى لل ُمتَّق َ‬ ‫ال َري َ‬‫اب َ‬ ‫ْ‬ ‫تعليم وليس ردًا على قول‪َ ( ،‬ذل َ‬
‫ِك ال ِك َت ُ‬
‫ً‬
‫الفرق الثاني أنه بـ (ما) هذه و(من) نستطيع نفي الجنس بـ(ما متصلة ومنفصلة)‪ ،‬بمعنى أني ال أستطيع أن أنفي بـ (ال النافية) إذا كان منفصال‪ ،‬ال‬
‫رجل ال يمكن أن ننفي الجنس هنا وتكون (ال) هنا مهملة (لَا فِي َها َغ ْو ٌل (‪ )47‬الصافات)‪ .‬أما‬ ‫أستطيع أن أقول ال في الدار رجل‪ ،‬يمكن أن أقول ال في الدار ٌ‬
‫ْر ُه (‪ )59‬األعراف) ال يمكن أن نقول ال لكم من إله‬ ‫ِين (‪ )100‬الشعراء) ( َما لَ ُكم ِّم ْن إِلَـ ٍه َغي ُ‬ ‫(ما) فيمكن أن تكون متصلة أو منفصلة ( َف َما لَنَا مِن َشا ِفع َ‬
‫غيره‪ .‬فإذن (ما) تكون أوسع في نفي الجنس‪ .‬إذن هنالك أمران أن (ال) جواب عن سؤال وإخبار وإعالم و(ما) رد على قول و (ما) هي أوسع استعما ً‬
‫ال‬
‫لنفي الجنس من (ال)‪ .‬إذن هنالك ال النافية للجنس و (ما من) ما تُعرب نافية ألن الجنس يأتي من (من) وال يأتي من (ما) والتركيب (ما من) نافية للجنس‪،‬‬
‫(من) تسمى من االستغراقية ونعربها زائدة لكن معناها استغراق نفي الجنس‪.‬‬
‫آية (‪:)158‬‬
‫َاح َعلَ ْي ِه َأ ْن يَطَّوَّفَ بِ ِه َما‬
‫صفَا َو ْال َمرْ َوةَ ِم ْن َش َعاِئ ِر هَّللا ِ فَ َم ْن َح َّج ْالبَيْتَ َأ ِو ا ْعتَ َم َر فَاَل ُجن َ‬
‫* ما هو تفسير قوله تعالى في سورة البقرة (ِإ َّن ال َّ‬
‫ع َخ ْيرًا فَِإ َّن هَّللا َ َشا ِك ٌر َعلِي ٌم (‪ ))158‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫َو َم ْن تَطَ َّو َ*‬
‫ْرا َفِإ َّن اللَّ َه َشاك ٌ‬
‫ِر َعلِي ٌم (‬ ‫َاح َعلَ ْي ِه أَ ْن َي َّط َّو َ‬
‫ف ِب ِه َما َو َم ْن َت َط َّو َع َخي ً‬ ‫ْت أَ ِو ْ‬
‫اع َت َم َر َفلَا ُجن َ‬ ‫ِر اللَّ ِه َف َم ْن َح َّج الْ َبي َ‬ ‫الص َفا َوالْ َم ْر َو َة م ْ‬
‫ِن َش َعائ ِ‬ ‫هنا ننظر في قوله تعالى (إِ َّن َّ‬
‫‪ )158‬البقرة) الصفا والمروة من شعائر اهلل فهل معنى اآلية أنه يمكن أن يفعلوها ويمكن أن ال يفعلوها؟ كال‪ ،‬بل كانوا يريدون أن يتركوها ألنهم كانوا‬
‫يحسون أنها من أعمال الجاهلية‪.‬‬
‫*ما الفرق بين ال جناح عليكم وليس علكم جناح؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(ال جناح عليكم) جملة إسمية‪( ،‬ال) النافية للجنس وجناح إسمها‪ ،‬وإسمها وخبرها جار ومجرور (عليكم)‪ .‬ليس عليكم جناح جملة فعلية (ليس فعل ماضي‬
‫ناقص من أخوات كان) وقاعدة عامة الجملة اإلسمية أقوى من الفعلية ألنها دالة على الثبوت اإلسم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث والتجدد‬
‫‪ C‬وجملة إسمية‬ ‫والوصف باإلسم أقوى وأدوم من الوصف بالفعل‪ .‬إذن ال جناح عليك أقوى باإلضافة إلى أن ال جناح عليكم مؤكدة‪( .‬ال رجل) فيها توكيد‬
‫فستكون أقوى‪( .‬ال) أقوى في النفي من (ليس) والنفي درجات‪ .‬اللغة العربية سهلة ولكنها واسعة تعبر عن أمور كثيرة ال يمكن للغات أخرى أن تعبر عنها‬
‫(كيف تعبر باالنجليزية بين لن يذهب ولم يذهب ولما يذهب وليس يذهب‪ ،‬ال رجل حاضرًا‪ ،‬ليس رجل حاضرًا‪ ،‬ما رجل حاضرًا) أدوات النفي لها‬
‫دالالتها‪.‬‬
‫ال جناح عليه‪:‬‬
‫تستعمل فيما يتعلق بالعبادات وتنظيم األسرة وشؤونها والحقوق والواجبات الزوجية واألمور المهمة‪:‬‬
‫َت ِب ِه (‪،)229‬‬ ‫َاح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْف َتد ْ‬ ‫ن‬
‫ُ َ‬‫ج‬ ‫ا‬‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫(‬ ‫عبادة‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫ف ِب ِه َما (‪)158‬‬ ‫َاح َعلَ ْي ِه أَ ْن َي َّط َّو َ‬ ‫ْت أَ ِو ْ‬
‫اع َت َم َر َفلَا ُجن َ‬ ‫ِر اللَّ ِه َف َم ْن َح َّج الْ َبي َ‬
‫ِن َش َعائ ِ‬ ‫الص َفا َوالْ َم ْر َو َة م ْ‬
‫(إِ َّن َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َاح َعلَ ْي ِه َما َوإِ ْن أ َر ْدتُ ْم أ ْن‬
‫اض ِم ْن ُه َما َو َت َشا ُو ٍر َفلَا ُجن َ‬ ‫ً‬
‫ِصالا َع ْن َت َر ٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اج َعا إِ ْن َظنَّا أ ْن يُقِي َما ُحدُو َد الل ِه (‪َ ( ،)230‬ف ِإ ْن أ َرادَا ف َ‬ ‫َ‬
‫َاح َعلَ ْي ِه َما أ ْن َي َت َر َ‬ ‫َّ‬
‫( َف ِإ ْن َطل َق َها َفلَا ُجن َ‬
‫وف (‪َ ( ، )234‬ولاَ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َاح َعل ْيك ْم فِي َما َف َعل َن فِي أ ْنف ِس ِه َّن ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وف (‪َ ( ، )233‬ف ِإ َذا َبل ْغ َن أ َجل ُه َّن َفلا ُجن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َاح َعل ْيك ْم إِ َذا َسل ْمتُ ْم َما آ َت ْيتُ ْم ِبال َم ْع ُر ِ‬‫ض ُعوا أَ ْولَا َد ُك ْم َفلا ُجن َ‬
‫َ‬ ‫َت ْس َت ْر ِ‬
‫يضة (‪)236‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضوا ل ُه َّن ف ِر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُن أ ْو َتف ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َاح َعل ْيك ْم إِ ْن طلقت ُم الن َسا َء َما ل ْم َت َم ُّسوه َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِن ِخط َب ِة الن َسا ِء أ ْو أك َننت ْم فِي أنف ِسك ْم (‪( ، )235‬لا ُجن َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ضت ْم ِب ِه م ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َاح َعل ْيك ْم فِي َما َع َّر ْ‬ ‫ُجن َ‬
‫وف (‪ ))240‬هذه اآليات كلها في الحقوق وفي شؤون األسرة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َاح َعل ْيك ْم فِي َما ف َعل َن فِي أنف ِس ِهن مِن َم ْع ُر ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫( َفلَا ُجن َ‬
‫ليس عليكم جناح‪:‬‬
‫َاح أَن َت ْب َت ُغوا‬ ‫تستعمل فيما دون ذلك من أمور المعيشة اليومية كالبيع والشراء والتجارة وغيرها مما هو دون العبادات في األهمية‪ .‬بينما (لَّي َ‬
‫ْس َعلَ ْي ُك ْم ُجن ٌ‬
‫ضلًا مِن َربِّ ُك ْم ) هذه في التجارة ليست فى العبادة‪ .‬حتى لو الداللة واحدة وهي النفي ال بد أن يغاير بين األدوات الموجودة العربي كان يفهم هذا الكالم‬ ‫َف ْ‬
‫وأكثر من هذا وكانوا يتكلمون بها لكنهم ال يضعوها في مكانها في كالمهم يأتوا بجمل لكن ال يمكن أن يرتبوا كالمًا بمستوى القرآن لذلك هم قالوا أي كالم‬
‫عجز ألنه كيف يجمع كل هذه األمور وهذا الحشد البياني الهائل في هذا؟! ذكرنا سابقًا أنني أذكر أستاذًا في‬ ‫بمقدار أقصر سورة في القرآن (الكوثر) هو ُم ِ‬
‫ُدرس اللغة قال أال يفهم أستاذ األدب كالم‬ ‫‪ C‬سأل لماذا القرآن كالم معجز مع أن العرب فهموه وهو كالمهم؟ أستاذ آخر ي ِّ‬ ‫األدب العربي في جامعة بغداد‬
‫المتنبي ويشرح مفرداته للطالب؟ فلماذا لم يفعل مثله؟‬
‫* لم عبّر السياق بكلمة (يطوّف) بالتشديد ولم يقل يطوف؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫وحث على االزدياد من السعي بين الصفا والمروة واالزدياد من هذا الخير ٌ‬
‫كل بقدر طاقته‬ ‫في ذلك دليل على مزيد اعتناء بهذه الشعيرة من شعائر الحج ٌ‬
‫واستطاعته‪.‬‬
‫* ما الفرق بين الفاء والواو* في بعض آيات القرآن العاطفة (البقرة‪)152،184 ،274 ،262 :‬؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الفاء كما هو معلوم للتعقيب مع السبب‪ ،‬التعقيب أي يأتي بعدها مباشرة‪ ،‬في عقب الشيء‪ .‬أما الواو فهي لمطلق الجمع وال يدل على ترتيب أو تعقيب ‪ .‬الفاء‬
‫تفيد التعقيب وتأتي للسبب‪ ،‬سببية درس فنجح‪ ،‬الواو ليس فيها سبب‪ .‬هذه أحد األسباب درس فنجح‪.‬‬
‫ِر َعلِي ٌم (‪ )158‬البقرة)‬ ‫ْرا َفِإ َّن اللَهّ َشاك ٌ‬ ‫َ‬
‫ف ِب ِه َما َو َمن َتط َّو َع َخي ً‬ ‫َاح َعلَ ْي ِه أَن َي َّط َّو َ‬‫ال ُجن َ‬ ‫اع َت َم َر َف َ‬‫ْت أَ ِو ْ‬ ‫ِر اللِهّ َف َم ْن َح َّج الْ َبي َ‬ ‫الص َفا َوالْ َم ْر َو َة مِن َش َعآئ ِ‬ ‫قال تعالى‪( :‬إِ َّن َّ‬
‫صو ُمواْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ْر ل ُه َوأن ت ُ‬ ‫َ‬
‫ْرا ف ُه َو َخي ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين ف َمن تط َّو َع َخي ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ُطيقو َن ُه ِف ْد َية ط َعا ُم م ْ‬‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َّام أ َخ َر َو َعلى الذ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ان مِنكم َّم ِر ً‬ ‫َ‬
‫َات َف َمن ك َ‬ ‫(أَيَّا ًما َّم ْعدُود ٍ‬
‫ِسك ٍ‬ ‫ِين ي ِ‬ ‫ِدة ِّم ْن أي ٍ‬ ‫يضا أ ْو َعلى َسف ٍر فع َّ‬
‫ون (‪ )184‬البقرة) لماذا قال في األولى ومن تطوع خيرًا وفي الثانية فمن تطوع؟‪ .‬األولى في الحج والعمرة ومن تطوع خيرًا أي من‬ ‫ْر لَّ ُك ْم إِن ُكنتُ ْم َت ْعلَ ُم َ‬
‫َخي ٌ‬
‫جاء بعبادة أخرى بطواف‪ ،‬بحج ‪ ،‬بعمرة‪ ،‬بعبادة أخرى وليس نفس العبادة‪ .‬في اآلية الثانية في الصيام قال (فمن تطوع) كيف يتطوع؟ يزيد في الفدية في‬
‫نفس المسألة وفي نفس الطاعة ليست طاعة مستحدثة ألن هذه فدية‪ .‬كيف يتطوع أكثر؟ مكان مسكين مسكينان‪ .‬تلك عبادة أخرى مستحدثة أما هذه فنفس‬
‫العبادة لذا جاءت واحدة بالواو والثانية بالفاء‪.‬‬
‫ون (‪ )262‬البقرة)‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬
‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ال َخ ْو ٌ‬‫ال أَ ًذى لَّ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َربِّ ِه ْم َو َ‬
‫ون َما أَن َف ُقواُ َمنًّا َو َ‬‫ال يُ ْت ِب ُع َ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُه ْم فِي َسِب ِ‬
‫يل اللِهّ ثُ َّم َ‬ ‫اآلية األخرى (الَّذ َ‬
‫ِين يُن ِف ُق َ‬
‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ْه ْم َو َ‬ ‫ف َعلَي ِ‬ ‫ال َخ ْو ٌ‬‫ِّه ْم َو َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ال ِن َية َفلَ ُه ْم أ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َرب ِ‬
‫ار ِس ًّرا َو َع َ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُهم ِباللي ِ‬
‫َّ‬ ‫(الَّذ َ‬
‫ِين يُن ِف ُق َ‬
‫ون (‪ )274‬البقرة) لماذا جاء بالفاء في الثانية دون‬ ‫ْل َوالنَّ َه ِ‬
‫األولى؟ الفاء واقعة في جواب إسم الموصول وهنا اإلسم الموصول مشبّه بالشرط وإسم الموصول أحيانًا يشبّه بالشرط بضوابط فتقترن الفاء في جوابه كما‬
‫تقترن بجواب الشرط وكل واحدة لها معنى‪ .‬مثال‪ :‬الذي يدخل الدار له مكافأة والذي يدخل الدار فله مكافأة‪ .‬األولى فيها احتماالن إما أنه له مكافأة بسبب‬
‫دخوله الدار كأن الدار مقفلة وهو يفتحها أي أن المكافأة مترتبة على دخول الدار وإما أن يكون للشخص الذي يدخل الدار له مكافأة بسبب آخر‪ .‬إذن فيها‬
‫احتماالن عندما ال تذكر الفاء‪ .‬إذا ذكرت الفاء فال بد أن المكافأة مترتبة على الدخول قطعًا وليس ألي سبب آخر وهذا تشبيه بالشرط أي أن المكافأة شرط‬
‫‪ C‬أي أن ما يُذكر فيه الفاء آكد مما لم‬ ‫الدخول في الدار‪ .‬أيضًا هناك مالحظة أنه في تشبيه الموصول بالشرط أحيانًا يكون الغرض من ذكر الفاء هو التوكيد‬
‫ون) بدون فاء‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ال َخ ْوف َعل ْي ِه ْم َوال ُه ْم َي ْح َزن َ‬ ‫ال أَ ًذى لَّ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َربِّ ِه ْم َو َ‬‫ون َما أَن َف ُقواُ َمنًّا َو َ‬ ‫يل اللِهّ ثُ َّم َ‬
‫ال يُ ْت ِب ُع َ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُه ْم فِي َس ِب ِ‬
‫ِين يُن ِف ُق َ‬‫يذكر كقوله تعالى (الَّذ َ‬
‫ون) زاد بالليل والنهار وسرًا وعالنية أيها‬ ‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ف َعلَي ِ‬
‫ْه ْم َو َ‬ ‫ال َخ ْو ٌ‬ ‫ال ِن َي ًة َفلَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َرب ِ‬
‫ِّه ْم َو َ‬ ‫ار ِس ًّرا َو َع َ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُهم ِباللَّي ِ‬
‫ْل َوالنَّ َه ِ‬ ‫والثانية (الَّذ َ‬
‫ِين يُن ِف ُق َ‬
‫آكد؟ التي فيها الفاء‪ ،‬اآلية األولى قال فقط (ينفقون أموالهم في سبيل اهلل) أما الثانية فقال (بالليل والنهار سرًا وعالنية) حدد أكثر‪ .‬في جواب اسم الموصول‬
‫‪C‬‬
‫احتمالين تشبيه جواب الموصول بالشرط إما أن يكون السبب بمعنى أداة الشرط وإما لزيادة التوكيد‪.‬‬
‫آية (‪:)159‬‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى في سورة البقرة (أولئك يلعنهم هللا) و (أولئك عليهم لعنة هللا)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫َات َوالْ ُهدَى‬
‫ِن الْ َبيِّن ِ‬ ‫ون َما أَ َ‬
‫نزلْنَا م َ‬ ‫يلعن فعل والفعل يدل على الحدوث والتجدد أما اللعنة فهي إسم واإلسم يدل على الثبوت‪ .‬في اآلية األولى (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬
‫ون {‪ )}159‬اللعنة تستمر ما داموا يكتمون ما أنزل اهلل وهو ما زالوا أحياء‪ ،‬وهؤالء‬ ‫اعنُ َ‬ ‫اب أُولَـئ َ‬
‫ِك َيل َعنُ ُه ُم اللُهّ َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬ ‫اس فِي الْ ِك َت ِ‬‫مِن َب ْع ِد َما َبيَّنَّا ُه لِلنَّ ِ‬
‫المذكورين في اآلية تكونوا ملعونين ما داموا لم يتوبوا وكتموا ما أنزل اهلل أما إذا تابوا عما فعلوا يغفر اهلل لهم ولهذا جاء بالصيغة الفعلية (يلعنهم اهلل)‪ .‬أما‬
‫ِين {‪ )}161‬فالمذكورين في اآلية هم الذين كفروا وماتوا أي هم‬ ‫اس أَ ْج َمع َ‬
‫َة اللِهّ َوالْ َمآل ِئ َك ِة َوالنَّ ِ‬
‫ِك َعلَ ْي ِه ْم لَ ْعن ُ‬‫ار أُولَئ َ‬ ‫اآلية الثانية (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُروا َو َماتُوا َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬
‫ال وانتهى األمر وال مجال ألن يتوبوا بعدما ماتوا ولهذا جاء بالصيغة اإلسمية في (عليهم اللعنة) ألنها ثابتة ولن تتغير‬ ‫أموات واقد حلّت عليهم اللعنة فع ً‬
‫ألنهم ماتوا على الكفر‪.‬‬
‫ب ُأولَـِئكَ يَل َعنُهُ ُم هّللا ُ َويَ ْل َعنُهُ ُ*م الاَّل ِعنُ**ونَ (‪ِ )159‬إاَّل‬
‫اس فِي ْال ِكتَ**ا ِ‬
‫ت َو ْالهُ*دَى ِمن بَ ْع* ِد َما بَيَّنَّاهُ لِلنَّ ِ‬ ‫*(ِإ َّن الَّ ِذينَ يَ ْكتُ ُم**ونَ َما َأنزَ ْلنَا ِمنَ ْالبَيِّنَ**ا ِ‬
‫َّحي ُم (‪ )160‬البق**رة) ‪ِ( -‬إ َّن الَّ ِذينَ يَ ْكتُ ُم**ونَ َما َأن * َز َل هّللا ُ ِمنَ ْال ِكتَ**ا ِ‬
‫ب‬ ‫ك َأتُ**وبُ َعلَ ْي ِه ْم َوَأنَا التَّوَّابُ ال *ر ِ‬ ‫ص *لَحُوا َوبَيَّنُ**وا* فَُأولَِئ َ‬
‫الَّ ِذينَ تَ**ابُوا َوَأ ْ‬
‫ْأ‬
‫َويَ ْشتَرُونَ بِ ِه ثَ َمنًا قَلِيالً ُأولَـِئكَ َما يَ ُكلُونَ فِي بُطُونِ ِه ْ*م ِإالَّ النَّا َر َوالَ يُ َكلِّ ُمهُ ُم هّللا ُ يَ**وْ َم ْالقِيَا َم* ِة َوالَ يُ**زَ ِّكي ِه ْ*م َولَهُ ْم َع* َذابٌ َألِي ٌم (‪ )174‬البق**رة)‬
‫لماذا هناك توبة؟هذا كتم وهذا كتم فما الفرق بينهما؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ال أو عبثًا فتاب عليه فقال (ما أنزلنا) للتحبب هذا الهدى بعثناه لكم وأنت عبد من عبادنا‬ ‫الفرق ما يلي‪ :‬هناك من كتب ثم تاب كتب ألمر ما إما خوفًا أو ضال ً‬
‫َات َوالْ ُهدَى) إال الذين تابوا‪ ،‬يقال أن اإلمام‬ ‫ِن الْ َبيِّن ِ‬
‫نزلْنَا م َ‬ ‫ون َما أَ َ‬ ‫كيف تفعل هذا؟ فيه تحبيب للتوبة اهلل تعالى يسرها له بهذا األسلوب الرقيق (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬
‫ال فأجابه وفي الليل راجع اإلمام أحمد نفسه فوجد أنه أخطأ في الفتوى فسأل‬ ‫‪ C‬وقف عليه رجل على فرس فسأله سؤا ً‬ ‫أحمد بن حنبل وكان في مجلسه في بغداد‬
‫عن الرجل قالوا هذا من أهل البصرة فركب اإلمام أحمد على جواده فذهب للبصرة ووجد الرجل فأخبره بالجواب وما نزل عن حصانه وعاد ولهذا‬
‫‪ C‬ثالثًا ال ُفتيا والوديعة واإلمامة ال أحد يفتي ألن اإلثم على من أفتاه المفتي هو الذي يأخذ على عاتقه الفتيا وكذلك الوديعة‬ ‫الصحابة الكرام كانوا يتدافعون‬
‫واإلمامة‪ .‬حينئذ الذي يتوب يتوب وكلنا أخطأنا في يوم من األيام وتسرعنا في فتوى فنعترف بالخطأ وآخر يستحي فال يعترف لكن يستغفر رب العالمين‪.‬‬
‫اب) هنا قال اهلل وهناك أنزلنا فيها رقة وأمان واهلل يعلم أن هؤالء قاموا بهذا عن حمق لكن اآلخر ال‪ ،‬يكتمون‬ ‫ِن الْ ِك َت ِ‬ ‫ون َما أَ َ‬
‫نز َل اللُهّ م َ‬ ‫الثانية (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬
‫ازدَادُواْ ُك ْف ًرا لَّن تُ ْق َب َل َت ْو َبتُ ُه ْم (‪ )90‬آل عمران)‬ ‫عن استراتيجية وفلسفة في اإلضالل والتكفير وكما قلنا في الحلقة الماضية (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُرواْ َب ْع َد إِي َما ِن ِه ْم ثُ َّم ْ‬
‫هؤالء ليس لهم توبة لكن إن الذين كفروا ثم تابوا هؤالء لهم توبة‪ .‬واحد مثل لينين وستالين جعل نصف الكون ملحدين هؤالء ضلوا وأضلوا غيرهم‬
‫والتلريخ مليء‪ .‬جميع الفرق الملحدة اآلن جاء واحد وضحك عليهم وجعلها تلحد أخرجها من دينها وجعلها طائفة ملحدة مشركة ما لها عالقة باإلسالم‬
‫وليس بينها وبين اإلسالم إال كالذي بين إبليس والمالئكة‪ ،‬يقولون عن كل ما في اإلسالم خطأ القرآن ليس صحيحًا والنبي كذاب هؤالء ليسوا مسلمين واحد‬
‫أضلهم هؤالء لن تقبل توبتهم ألنه كفر وازداد كفرًا أي ك ّفر غيره‪ .‬هنا نفس الشيء رب العالمين واحد أفتى بين جماعة ثم استحى أن يتراجع لكنه استغفر‬
‫وتاب وندم إلى حد ما يغفر اهلل له لكن الرجل الجاهل تعلم آيتين فصار شيخًا يفتي ويك ّفر الناس والبعض يتصل بي بالهاتف يقولون فالن وفالن يقولون‬
‫ْك أَ ْن أَ ْسلَ ُموا ُقل لَّا َت ُمنُّوا َعلَ َّي إِ ْسلَا َم ُكم (‪)17‬‬
‫ون َعلَي َ‬
‫المسلمون مغيّبون عن التوحيد يتهم المسلمين جميعًا بالكفر وهو وحده الموحد! اهلل تعالى يقول ( َي ُمنُّ َ‬
‫مصر وجعل فرقة وحزب وما أكثرها في كل األديان‬ ‫ّ‬ ‫َات َوالْ ُهدَى) أتوب عليهم لكن هذا‬ ‫ون َما أَ ْن َزلْنَا م َ‬
‫ِن الْ َب ِّين ِ‬ ‫الحجرات)‪ .‬رب العالمين يقول (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬
‫‪C‬‬
‫يخرج الناس ويدعي أنه هو الصواب وكلهم على خطأ‪ .‬هذا الفرق بين اآليتين‪.‬‬
‫استطراد‪ :‬في التاريخ اإلسالمي وغير اإلسالمي وجدنا أن هذه الفرق التي انفصلت من األمة اإلسالمية إنما كانت من هذا الباب‪.‬‬
‫بالتأكيد وإال لوفقها اهلل للعودة ( ُقل لَّا َت ُمنُّوا َعلَ َّي إِ ْسلَا َم ُكم) المنّة هي النعمة التي ال يهبها إال اهلل عز وجل من أجل هذا إذا تعلقت باهلل وأنت على خطأ‬
‫سيوصلك إلى الهداية قطعًا‪.‬‬
‫*ما الفرق بين (ُأولَِئكَ يَ ْل َعنُهُ ُم هَّللا ُ َويَ ْل َعنُهُ ُ*م الاَّل ِعنُونَ ﴿‪ ﴾159‬البقرة) – (لَ َعنَهُ ُم هَّللا ُ (‪ )52‬النساء) ‪َ( -‬أ َّن َعلَ ْي ِه ْم لَ ْعنَةَ هَّللا ِ ﴿‪ ﴾87‬آل عمران)‬
‫ِّين ﴿‪ ﴾78‬ص) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫ار ﴿‪ ﴾25‬الرعد) ‪َ (-‬وِإ َّن َعلَ ْيكَ لَ ْعنَتِي ِإلَى يَوْ ِمُ الد ِ‬ ‫‪ُ( -‬أولَِئ َ‬
‫ك لَهُ ُم اللَّ ْعنَةُ َولَهُ ْم سُو ُء ال َّد ِ‬
‫ون ﴿‪﴾159‬البقرة) اللعنة هذه كما‬ ‫اعنُ َ‬ ‫ِك َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ُه َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬
‫اب أولَئ َ‬ ‫اس فِي الْ ِك َت ِ‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َبيَّنَّا ُه لِلنَّ ِ‬ ‫َات َوالْ ُهدَى م ْ‬ ‫ِن الْ َبيِّن ِ‬ ‫ون َما أَ ْن َزلْنَا م َ‬ ‫في اآلية (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬
‫تعرفون اللعنة هي الطرد فالن ملعون لعناه الخ كل كلمة لعن ويلعن يعني طردته من حضرتك أنت ملك فصلت وزيرًا يقال لعنه طردته من رحمتك من‬
‫ون) فعل مضارع ومرة قال (لَ َع َن ُه ُم اللَّ ُه (‪ )52‬النساء) فعل‬ ‫اعنُ َ‬‫ِك َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ُه َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬ ‫عطفك من ثقتك طرد‪ ،‬هكذا معنى اللعن‪ .‬في القرآن مرة قال (أُولَئ َ‬
‫َّار ﴿‪ ﴾25‬الرعد) تعبير رابع ومرة قال ( َوإِ َّن‬ ‫َة َولَ ُه ْم ُسو ُء الد ِ‬ ‫ْه ْم لَ ْع َن َة اللَّ ِه ﴿‪﴾87‬آل عمران) تعبير آخر ومرة قال (أُولَئ َ‬
‫ِك لَ ُه ُم اللَّ ْعن ُ‬ ‫ماضي ومرة قال (أَ َّن َعلَي ِ‬
‫ِّين) هكذا‪ ،‬من‬ ‫ْك لَ ْع َنتِي إِلَى َي ْو ِم الد ِ‬ ‫ِّين ﴿‪ ﴾78‬ص) مرة واحدة مرة واحدة قالها إلبليس لما رفض أن يسجد طرده ولعنه ( َوإِ َّن َعلَي َ‬ ‫ْك لَ ْع َنتِي إِلَى َي ْو ِم الد ِ‬‫َعلَي َ‬
‫أجل هذا عليك أن تعرف أن كل تعبير من هذه التعابير تعني أسلوبًا في اللعن واللعن هذا أخطر ما يمكن أن يصادفه المخلوق سواء كان إنسًا أو جنًا أو ملكًا‬
‫أو بشرًا حتى الحيوان إذا لعنت نعجة ال تؤكل كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم إذا لعنت بعيرًا ال يُركب إذا لعنت سيارة ال تُركب وإذا لعنت إنسانًا فإذا‬
‫كان يستحق اللعن ألنه ارتكب شيئًا يستحق عليه اللعن مما جاء في الكتاب والسنة خالص هو ملعون وإذا كان لم يكن يستحق اللعنة تدور اللعنة في‬
‫السموات واألرض فال تجد أحد تصيبه فتعود إلى من لعن ولهذا (ليس المؤمن ل ّعانًا) المؤمن ال يلعن ألنها مصيبة إذا لعنت أحدًا أو شيئًا أي شيء وكان ال‬
‫يستحق اللعن عادت اللعنة إليك إذا لعنت حيوانًا لم يؤذيك وسيارة ماشية لماذا لعنتها؟ ترجع عليك اللعنة وعندما تقع عليك اللعنة ال بركة وال توفيق ونحن‬
‫أرض ملعونة فانطلقوا ولم‬ ‫نقول هذه أرض ملعونة سيدنا علي وصل إلى بابل وكان وقت العصر سأل نحن أين اآلن قالوا في بابل قال أعوذ باهلل إنها ٌ‬
‫يصلوا العصر حتى يهربوا من هذا المكان الملعون ونفس الشيء أيضًا في ديار قوم لوط أرض ملعونة إذا مر بها شخص بسرعة يهرب ألنها أرض‬
‫ملعونة إذا مر بها واحد بسرعة يهرب ألنها أرض ملعونة وطبعًا الذي يدخل عليها يكون مطأطأ ومغطي رأسه لكي ال تصيبه اللعنة‪ .‬فاللعن هذا قضية من‬
‫الالمعقول ترى الشيء بيت ملعون ما فيه توفيق وغير مريح‪ ،‬سيارة كل يوم متعطلة رغم أنها جديدة‪ ،‬زوجة نعوذ باهلل مشاكسة أي شيء إذا أصابته اللعنة‬
‫أي طرد من رحمة اهلل ألمر ما رب العالمين يعلمه ولهذا إياك أن تتدخل في شغل اهلل عز وجل فقط رب العالمين يلعن‪ .‬قد يأمرك أنت أن تلعن أما أنت أن‬
‫تلعن متبرعًا ال‪ ،‬تعود اللعنة إليك وهذه اللعنة هي سر ما قد نعانيه جميعًا من بعض المظاهر والظواهر مما يضايقنا دون معرفة السبب أنا أصلي سنة‬
‫ورزقي واقف ال يوجد رزق صار لي سنة سيارتي خربانة ال تعمر صار لي سنة عندي ابن مريض ال يشفى الحق ال أدري ما مشكلته بالوظيفة أنا غير‬
‫‪ C‬شعور بالحزن شعور باله ّم شعور بعدم البهجة هذا نوع من اللعنة فيك شيء فإياك أن تلعن أحدًا ال يستحق اللعن‪ .‬ال‬ ‫موفق الخ عدم التوفيق والشعور بالنكد‬
‫ينبغي أن تلعن إال من لعنه اهلل ورسوله فإذا اجتهدت في لعن أحد ال يستحق اللعن تلف هذه اللعنة كل السموات واألرض فال تجد أحدًا تصيبه فتعود إليك‬
‫وإذا عادت اللعنة إليك ابتليت بعدم التوفيق في كل شيء‪.‬‬
‫اعنُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اب أولئِك َيل َعنُ ُه ُم الل ُه َو َيل َعنُ ُه ُم الل ِ‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬ ‫نعود إلى هذه الصيغ عندما قال تعالى (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ون)‬ ‫اس فِي ال ِك َت ِ‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َبيَّنَّا ُه لِلنَّ ِ‬ ‫َات َوال ُهدَى م ْ‬ ‫ِن ال َبيِّن ِ‬ ‫ون َما أ ْن َزلنَا م َ‬
‫ِن َب ْع ِد َما‬‫َات َوالْ ُهدَى م ْ‬ ‫ِن الْ َبيِّن ِ‬‫ون َما أَ ْن َزلْنَا م َ‬‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬ ‫قال يلعنهم فالقضية مستمرة إذًا‪ ،‬لماذا؟ في كل عصر هناك من يكتم اآليات البينات ويكتم الحق (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ون) في كل أدوار التاريخ ما من نبي جاء من آدم إلى محمد عليهم الصالة والسالم جميعًا إال وابتلي‬ ‫اعنُ َ‬ ‫اب أُولَئ َ‬
‫ِك َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ُه َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬ ‫اس فِي الْ ِك َت ِ‬ ‫َبيَّنَّا ُه لِلنَّ ِ‬
‫ذلك الدين بواحد مفتي كاهن أو قس أو شيخ أو عالم أو ُمال أو مط ّوع يعرف الحق تمامًا هذه اآلية واضحة وهذا الحديث واضح يلويه يغطيه لكي يصل إلى‬
‫‪ C‬لذلك الدين وألهله تمزقه تنخر فيه وهذا في كل األديان‪ .‬وما‬ ‫‪ C‬سيئة فينحرف بمجموعة‪ .‬هذه المجموعة تبقى طيلة حياتها وطيلة عمر الدنيا تكيد‬ ‫نتيجة دنيوية‬
‫عانت األديان أكثر مما عانت من هؤالء الذين ينحرفون عن الرسالة السماوية وما انحرفوا من اختيارهم هناك من أفتاهم‪ ،‬هؤالء الذين يسمون رجال الدين‬
‫يل اللَّهِ﴿‪ ﴾34‬التوبة) وهكذا علماء المسلمين وهكذا كل‬ ‫ُّون َع ْن َس ِب ِ‬ ‫صد َ‬ ‫اط ِل َو َي ُ‬ ‫اس ِبالْ َب ِ‬ ‫ال النَّ ِ‬ ‫ون أَ ْم َو َ‬ ‫ان لََي ْأ ُكلُ َ‬‫الر ْه َب ِ‬‫ار َو ُّ‬ ‫ِن الْأَ ْح َب ِ‬ ‫ِيرا م َ‬ ‫العلماء األحبار (إِ َّن َكث ً‬
‫رجال الدين حتى رجال الدين الوثنيين هناك تحريفيون ولو أن ذاك التحريف فاضل‪ .‬إذًا هذا الكتمان وهذا االنحراف موجود في التاريخ قال يلعنهم فعل‬
‫ون) حينئ ٍذ هذا الفعل المضارع كلما وجدته على ملعونين إعلم أن هذه القضية مستمرة‬ ‫اعنُ َ‬ ‫مضارع والمضارع في الحال والمستقبل ( َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ُه َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬
‫ما انقطعت‪ .‬إذا قال (لَ َع َن ُه ُم) شيء راح وانتهى ناس ارتدوا كفروا (لَ َع َن ُه ُم اللَّهُ) حينئ ٍذ شيء يتكرر هكذا لعنهم‪ .‬وحينئ ٍذ‪  ‬كلمة يلعنهم مضارع مستمرة كل من‬
‫ون) إذا كان شيء انتهى أو كان في الماضي يقول (لَ َع َن ُه ُم) إذا كان قضية خطيرة واحد‬ ‫اعنُ َ‬ ‫وما يستحق اللعن إذا هو مستمر يقول ( َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ُه َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬
‫عمل مبدأ انحراف ونشأت عليه جماعة أو طائفة وكل األديان الموجودة نحن عندنا ناس انسلخوا من اإلسالم يعبدون الشيطان وناس تعبد قبرًا وناس تعبد‬
‫نعل النبي وأشكال اقرأ التاريخ سبعين فرقة عند المسيحيين سبعين فرقة وعند اليهود سبعين فرقة وعند المسلمين سبعين فرقة واحد أضلهم واحد! وهذا‬
‫الواحد يقتل كل من انحرف بفتوى‪ ،‬هو سيدنا عمر سيدنا عثمان سيدنا علي سيدنا الحسين ُقتِلوا بفتوى واحد قال هؤالء مشركين اقتلوهم‪ ،‬تصور! وهؤالء‬
‫أنشأوا طائفة وإلى اليوم القتل مستحر في أيامنا نحن في هذا الزمان كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم (ال تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج القتل القتل‬
‫ال عرب مسلمون طيبون توجد مذاهب إسالمية متعايشة عيشًا سلميًا رائعة وهذا من عظمة اإلسالم المسألة الواحدة في اإلسالم‬ ‫القتل) نشأنا أمة واحدة فع ً‬
‫ُوها﴿‪ ﴾187‬البقرة) هذه خمسين في المائة (تِلْ َك ُحدُو ُد اللَّ ِه َفلَا‬ ‫حر بينهما (تِلْ َك ُحدُو ُد اللَّ ِه َفلَا َت ْق َرب َ‬ ‫لها أربع خمس حلول حدّان حد أعلى وحد أدنى وأنت ٌ‬
‫حر فيما بينها تأخذ ستين سبعين مقبول جيد جيد جدًا أنت حر‪ .‬إلى أن جاء واحد باعتقاده أن الذي ال يصل‬ ‫ُوها﴿‪ ﴾229‬البقرة) هذه بالمائة مائة وأنت ٌ‬ ‫َت ْع َتد َ‬
‫إلى المائة مائة فهو كافر واقتلوا اقتلوا وهكذا في زماننا كانت األمة متجانسة يعني في األربعينات الثالثينات التي نحن وعيناها أمة واحدة حيثما ذهبت في‬
‫‪ C‬أو اختالفك اختالفات فقهية صحيحة كلها واردة عن رسول اهلل‪ .‬النبي صلى اهلل عليه وسلم طبّق تطبيقات عديدة وكل واحد أخذ له‬ ‫العالم مهما كان مذهبك‬
‫رأي وهذا شيء جميل واتفق عليه المسلمون بأن هذا يجوز وهذا يجوز وهذا يجوز‪ .‬وعينا على ناس قالوا نحن فقط صح وكلكم أنتم رجعيين يعني يُطلِق‬
‫على من عداه رجعيون ويقتلهم وقد قتلوا وسحلوا وعلقوا ثالثين عامًا‪ .‬نعود إذًا إلى ما كنا نقول إن التعبير بـ (يلعنون) بالفعل المضارع ألمر أو جريمة أو‬
‫ون) طيلة‬ ‫اعنُ َ‬ ‫ِك َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ُه َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬ ‫اب أُولَئ َ‬ ‫اس فِي الْ ِك َت ِ‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َبيَّنَّا ُه لِلنَّ ِ‬‫َات َوالْ ُهدَى م ْ‬ ‫ون َما أَ ْن َزلْنَا م َ‬
‫ِن الْ َبيِّن ِ‬ ‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬‫دم سيستمر مدى الدهر كما قلنا (إِ َّن الَّذ َ‬ ‫ٍ‬
‫اب) بيان ظاهر قضية ال تقبل الخطأ‪ .‬وحينئ ٍذ هذا الذي يخالف هذا‬ ‫اس فِي الْ ِك َت ِ‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َبيَّنَّا ُه لِلنَّ ِ‬
‫التاريخ كان هناك من يكتم الحق مع وضوحه هنا النقطة (م ْ‬
‫ون) كما قلنا في زماننا كثير عناوين سياسية تقتل‬ ‫اعنُ َ‬ ‫ثم يُضل الناس ويكتم الحق عليهم هذا سوف يستمر وجوده إلى يوم القيامة ( َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ُه َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬
‫اآلخر بحجة أنك رجعي جاءت ثالثين عامًا بعدهم ثالثين عامًا جاء من يقتل اآلخر بحجة أنك أنت خائن وعميل إلى سنة األلفين ألفين وثالثة أربعة من اآلن‬
‫مستمر إلى يوم القيامة‪ .‬ما أن مات النبي صلى اهلل عليه وسلم حتى جاءت هذه الفرقة الخوارج‬ ‫ٍ‬ ‫فصاعدًا هناك من يقتل اآلخر ألن اآلخر مشرك وكافر وهذا‬
‫ك ّفروا كل من عداهم واستحلوا دمائهم بأبشع صورة يعني ال يقتلون قتال عاديًا ال‪ ،‬قتل مع التمثيل هذا مستمر ولم ينقطع من زمن موت النبي صلى اهلل عليه‬ ‫ً‬
‫وسلم إلى اليوم وإلى يوم القيامة (ال تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج القتل القتل القتل حتى يقتل الرجل أخاه وجاره وابن عمه حتى ال يدري القاتل لما‬
‫ون) لماذا؟ ألن هذا خالف قضية‬ ‫اعنُ َ‬ ‫قتل وال المقتول فيما قتل) نسمع اآلن أن فالن قتل أخوه فالن قتل أبوه باعتباره مشرك هذا ( َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ُه َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬
‫واضحة (أمرت أن أمر الناس حتى يقول ال إله إال اهلل فإذا قالوه عصموا مني دماءهم) وهذا الذي يقتل اآلن يصلي خمس أوقات وفي المسجد ويصوم‬
‫ْف َي ْهدِي اللَّ ُه َق ْو ًما َك َف ُروا َب ْع َد إِي َما ِن ِه ْم‬ ‫رمضان وهو مسلم ابن مسلم يُذ َبح ألنه مشرك حينئ ٍذ هذا مستمر اهلل قال ( َيلْ َعنُ ُه ُم) فعل مضارع‪ .‬الشيء اآلخر ( َكي َ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾87‬آل‬ ‫اس أَ ْج َمع َ‬ ‫ِك َج َزا ُؤ ُه ْم أَ َّن َعلَ ْي ِه ْم لَ ْع َن َة اللَّ ِه َوالْ َملَا ِئ َك ِة َوالنَّ ِ‬ ‫ِين ﴿‪ ﴾86‬أُولَئ َ‬ ‫الظالِم َ‬ ‫َات َواللَّ ُه لَا َي ْهدِي الْ َق ْو َم َّ‬ ‫ول َح ٌّق َو َجا َء ُه ُم الْ َب ِّين ُ‬‫الر ُس َ‬‫َو َش ِهدُوا أَ َّن َّ‬
‫عمران) هذا قضية أصبحت يعني ُحكم بها هؤالء الذين ارتدوا بعد اإلسالم بعد أن آمنوا باهلل وقالوا محمد رسول اهلل ثم ارتد وهكذا فعلوا مع سيدنا موسى‬
‫‪ C‬يعني هذا التعبير باإلسمين (إن واسمها‬ ‫ِين) وهذه من باب التهديد‬ ‫اس أَ ْج َمع َ‬ ‫وهكذا فعلوا مع سيدنا عيسى على هؤالء جميعًا (أَ َّن َعلَي ِ‬
‫ْه ْم لَ ْع َن َة اللَّ ِه َوالْ َملَا ِئ َك ِة َوالنَّ ِ‬
‫ِك لَ ُه ُم اللَّ ْعن ُ‬
‫َة‬ ‫‪ C‬مستمر منذ أن جاءت الرسل وإلى يوم القيامة‪ .‬عندنا تعبير آخر (أُولَئ َ‬ ‫ال كيف يمكن أن تتعامل مع مرتد واالرتداد‬ ‫‪ C‬وفع ً‬ ‫وخبرها) فيه رائحة تهديد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ض أولئِك ل ُه ُم‬ ‫ُون فِي الأ ْر ِ‬ ‫ُوصل َويُف ِسد َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ون َما أ َم َر الله ِب ِه أن ي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ون َع ْه َد الل ِه مِن َب ْع ِد مِيثا ِق ِه َو َيقط ُع َ‬ ‫ُ‬
‫ِين َينقض َ‬ ‫ْ‬ ‫َّار) هذا أيضًا تعبير جديد يقول ( َوالذ َ‬ ‫َولَ ُه ْم ُسو ُء الد ِ‬
‫َّار ﴿‪ ﴾25‬الرعد) مجموعة ذنوب كبيرة بعضها أكبر من بعض فاجتمعت فقال (لهم) هذه الالم لالختصاص وكأنه ال يلعن أح ٌد كما يلعن‬ ‫اللَّ ْعن ُ‬
‫َة َولَ ُه ْم ُسو ُء الد ِ‬
‫ِك لَ ُه ُم الل ْعنَة) كأن اللعن ما ُخلِق إال لهؤالء ينقضون عهد اهلل بالتوحيد ويقطعون ما‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫هؤالء فرق بين أن أقول هذه لك وهذه عليك‪ .‬هذه لك اختصاص (أولَئ َ‬
‫ُ‬
‫ور ِه ْم ذ ِّريَّ َت ُه ْم‬ ‫ُ‬
‫ِن ظ ُه ِ‬ ‫َ‬
‫ِن َبنِي آ َد َم م ْ‬ ‫أمر اهلل به طبعًا بعد ميثاقه فرب العالمين قال (أَلَ ْس ُت ِب َربِّ ُك ْم َقالُوا َبلَى﴿‪ ﴾172‬األعراف) أخذ علينا العهد ( َوإِذ أ َخذ َربُّك م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾172‬األعراف) هذا نقض عهد اهلل هذا واحد‪،‬‬ ‫َه ْم َعلَى أَ ْن ُف ِس ِه ْم أَلَ ْس ُت ِب َربِّ ُك ْم َقالُوا َبلَى َش ِه ْدنَا أَ ْن َت ُقولُوا َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة إِنَّا ُكنَّا َع ْن َه َذا َغا ِفل َ‬ ‫َوأَ ْش َهد ُ‬
‫ُوص َل) يقطع الرحم وقد أمره بها أن توصل ويقطع النعمة ويقطع الخ يعني ما ترك شيئًا رب العالمين يريد أن يصله إال قطعه‬ ‫ون َما أَ َم َر اللَّ ُه ِب ِه أَ ْن ي َ‬
‫( َو َي ْق َط ُع َ‬
‫َّ‬
‫ْه ْم لَ ْع َن َة اللهِ) وبين‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِك لَ ُه ُم الل ْعن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َّار)‪ .‬فرق بين ( َيل َعنُ ُه ُم اللهُ) وبين (أ َّن َعلَي ِ‬ ‫َة َولَ ُه ْم ُسو ُء الد ِ‬ ‫ض) قتل وإبادة وتكفير وما إلى ذلك هؤالء (أولَئ َ‬ ‫ُون فِي الأ ْر ِ‬‫( َويُ ْف ِسد َ‬
‫ِك لَ ُه ُم الل ْعنَة (‪ )25‬الرعد) يعني كأنها ما من أحد يُل َعن كما يلعن هؤالء‪ .‬أقوى هذه التعبيرات الرهيبة جاءت مرة واحدة في القرآن كل هذا جاء مرات‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫(أُولَئ َ‬
‫ِّين ﴿‪ ﴾78‬ص) أنا‬ ‫ْك لَ ْع َنتِي إِلَى َي ْو ِم الد ِ‬ ‫اخ ُر ْج ِم ْن َها َفإِنَّ َك َر ِجي ٌم ﴿‪َ ﴾77‬وإِ َّن َعلَي َ‬ ‫مرة واحدة في القرآن الكريم رب العالمين لعن بها إبليس لما قال له ( َق َ‬
‫ال َف ْ‬
‫رب العالمين وتعرف رب العالمين إذا اختص وحده باللعنة هناك لعنة اهلل والمالئكة والناس يعني لكن أنت إبليس عليك لعنتي وأنت تعرف وقد ال تعرف‬
‫ِّين) هذا الفرق بين عدة التعبيرات لكلمة اللعن‪.‬‬ ‫ْك لَ ْع َنتِي إِلَى َي ْو ِم الد ِ‬ ‫ماذا يعني أن أختص أنا وحدي بلعنك ( َوإِ َّن َعلَي َ‬

‫آية (‪:)160‬‬
‫*ما داللة استخدام* الفعل الماضي والمضارع* في اآلية‪  ‬؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ون {‪ }159‬إِ َّ‬
‫ال‬ ‫اعنُ َ‬ ‫اب أُولَـئ َ‬
‫ِك َيل َعنُ ُه ُم اللُهّ َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬ ‫اس فِي الْ ِك َت ِ‬
‫َات َوالْ ُهدَى مِن َب ْع ِد َما َبيَّنَّا ُه لِلنَّ ِ‬
‫ِن الْ َبيِّن ِ‬ ‫ون َما أَ َ‬
‫نزلْنَا م َ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة(إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬
‫الر ِحي ُم {‪ }160‬والفعل المضارع يدل على الحال والتجدد واإلستقبال والماضي مضى هذا هو‬ ‫اب َّ‬‫وب َعلَ ْي ِه ْم َوأَنَا التَّ َّو ُ‬
‫ِك أَتُ ُ‬ ‫صلَ ُحواْ َو َبيَّنُواْ َفأُ ْولَـئ َ‬
‫ِين َتابُواْ َوأَ ْ‬
‫الَّذ َ‬
‫األصل وقد يحتمل معنى المضي واإلستقبال فى األفعال الماضية في اآلية (تابوا وأصلحوا وبيّنوا)و تدل على احتمال اإلستقبال ألنها جاءت بعد الكتمان‬
‫ال زمن الفعل الماضي بعد اإلسم الموصول يحتمل المضي ويحتمل اإلستقبال‪ .‬وهنالك أمور قطعية وهنالك أمور تبقى مشتركة‪.‬‬ ‫‪ C‬أص ً‬ ‫(إن الذين يكتمون)‪.‬‬
‫ً‬
‫أما (كان) فلها أزمنة خاصة بها فهي تفيد اإلستمرارية (كان وال يزال) وتأتي أصال لإلستقبال كما في وصف اآليات لآلخرة (وفتحت السماء فكانت أبوابا)‬
‫وفي الحديث عن اهلل تعالى (وكان اهلل غفورًا رحيما) فهي تدل على كونه غفور رحيم وهذا كونه سبحانه‪.‬‬
‫وا فَُأوْ لَـِئ َ‬
‫ك َأتُوبُ َعلَ ْي ِه ْم َوَأنَا التَّوَّابُ ال* َّر ِحي ُم (‪ )160‬البق**رة) ق**ال تع**الى (وأنا الت**واب ال**رحيم) ولم يقل‬ ‫ُوا َوبَيَّنُ ْ*‬
‫ُوا َوَأصْ لَح ْ‬
‫*(ِإالَّ الَّ ِذينَ تَاب ْ‬
‫وهللا تواب رحيم فما الداللة التي تضفيها لفظة (وأنا)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫(أنا) من معطيات األمل والرجاء لمن يلفتهم اهلل تبارك وتعالى إليه ويتجلى عليهم بذاته ففي هذه الكلمة ما ال نجده في تعبير آخر في هذا المقام‪ .‬وكم نجد في‬
‫الواو العاطفة في قوله (وأنا) من قوى الجذب لهؤالء الضالين الظالمين وكذلك وصف اهلل سبحانه وتعالى نفسه التواب ولم يقل الغفور في هذه اآلية لما في‬
‫ُرغم الناس بالمبادرة والعودة إلى اهلل سبحانه وتعالى مهما عظمت ذنوبهم وكثرت خطاياهم وفي هذه‬ ‫كلمة التواب من المبالغة في الرحمة والتوبة مما ي ِ‬
‫الكلمة ما يجذب الناس جذبًا إلى التوبة واإلنابة طمعًا في توبة اهلل تبارك وتعالى عليهم ورحمته بضعفهم وزللهم‪.‬‬
‫آية (‪:)161‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)159‬‬
‫آية (‪:)162‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)86‬‬
‫* خالدين فيها وخالدين فيها أبداً‪ ،‬هل (خالدين فيها) فيها أمل الغفران أو االنتقال من مرحلة إلى أخرى؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫هناك قاعدة في القرآن الكريم سواء في أهل الجنة أو في أهل النار‪ ،‬إذا كان المقام مقام تفصيل الجزاء أو في مقام اإلحسان في الثواب أو الشدة في العقاب‬
‫ار أُولَئ َ‬
‫ِك‬ ‫يذكر (أبدا) وإذا كان في مقام اإليجاز ال يذكرها‪ .‬آيات كثيرة فيها خالدين وحدها وليس في العقيدة أنهم يغفر لهم (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُروا َو َماتُوا َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬
‫ون (‪ )162‬البقرة) مسألة وجود وعدم وجود (أبدًا) ليس‬ ‫ال ُه ْم ي َ‬
‫ُنظ ُر َ‬ ‫ف َع ْن ُه ُم الْ َع َذ ُ‬
‫اب َو َ‬ ‫ُخ َّف ُ‬ ‫ِين فِي َها َ‬
‫ال ي َ‬ ‫اس أَ ْج َمع َ‬
‫ِين (‪َ )161‬خالِد َ‬ ‫َة اللِهّ َوالْ َمآل ِئ َك ِة َوالنَّ ِ‬
‫َعلَ ْي ِه ْم لَ ْعن ُ‬
‫(قط) للماضي و(أبدًا) للمستقبل وخطأ أن نقول ما‬ ‫لها عالقة بالخلود الدائم‪( .‬أبدًا) ظرف زمان خاص بالمستقبل فقط وليس له داللة زمنية معينة‪ .‬نستعمل ّ‬
‫قط‪( .‬أبدًا) للمستقبل الذي ليس له نهاية‪.‬‬ ‫رأيته أبدًا وهذا خطأ لغوي شائع‪ .‬نقول ال أكلمه أبدًا وما رأيته ّ‬
‫يذكر (أبدًا) إذا كان هناك تفصيل‪ .‬هناك أمران‪ :‬إذا كان هناك تفصيل في الجزاء يقول (أبدًا) تكون مناسبة‪ ،‬تفصيل الجزاء سواء في العقاب أو الثواب‪.‬‬
‫(خالدين فيها أبدًا) أطول من (خالدين فيها) فيذكرها مع التفصيل‪ .‬أو كون العمل المذكور يستوجب الشدة فيستخدم (أبدًا)‪( .‬أبدًا) ال تحمل معنى التأبيد الدائم‬
‫أو عدم الخروج ألن الخلود وحده يحمل هذا المعنى‪ .‬القرآن يستعمل خالدين ألهل الجنة وأهل النار‪ .‬والخلود لغويًا يعني البقاء وهم يقولون الزمن الطويل‬
‫أحيانًا‪ .‬وقد وردت خالدين فيها أبدًا في أهل الجنة ‪ 8‬مرات في القرآن الكريم ووردت في أهل النار ‪ 3‬مرات وهذا من رحمته سبحانه وتعالى ألن رحمته‬
‫سبقت غضبه‪ .‬والخلود عند العرب تعني المكث الطويل وليس بالضرورة المكث األبدي‪.‬‬
‫آية (‪:)164‬‬
‫اس َو َما َأن* َز َل هّللا ُ ِمنَ‬
‫*ك الَّتِي تَجْ* ِري فِي ْالبَحْ* ِر بِ َما يَنفَ* ُع النَّ َ‬
‫ار َو ْالفُ ْل* ِ‬
‫ف اللَّي ِْل َوالنَّهَ ِ*‬ ‫ض َو ْ‬
‫اختِالَ ِ‬ ‫ت َواَألرْ ِ‬ ‫*قال تعالى (ِإ َّن فِي خَ ْل ِ‬
‫ق ال َّس َما َوا ِ‬
‫ت‬
‫ض آليَ*ا ٍ‬ ‫الس* َماء َواَألرْ ِ‬‫ب ْال ُم َس* ِّخ ِر بَ ْينَ َّ‬ ‫*اح َو َّ‬
‫الس* َحا ِ‬ ‫يف الرِّ يَ ِ‬‫َص* ِر ِ*‬ ‫ث فِيهَا ِمن ُك ِّل دَآبَّ ٍة َوت ْ‬ ‫ال َّس َماء ِمن َّماء فََأحْ يَا بِ ِه األرْ َ‬
‫ض بَ ْع َد َموْ تِهَا َوبَ َّ‬
‫لِّقَوْ ٍم يَ ْعقِلُونَ (‪)164‬ما داللة (تصريف* الرياح)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫تأمل كيف قال ربنا سبحانه وتعالى (وتصريف الرياح) فاستخدم كلمة تصريف للداللة على أحوال الرياح ولم يستخدم كلمة أخرى كالهبوب مث ً‬
‫ال‪ .‬ذلك ألن‬
‫هذه الكلمة ال يمكن أن يؤدي معناها أي كلمة أخرى فقد جمعت أحوال الرياح التي يحتاج إليها اإلنسان وفي كل حالة من أحوالها آية من آيات وجود الخالق‬
‫الحر عنهم وقد يحتاج أهل موضع آخر إلى إختالف هبوبها لتجيء رياح رطبة‬ ‫ال يحتاج إليه أهل موضع لتخفيف ّ‬ ‫وعظيم قدرته سبحانه‪ .‬فهبوب الريح مث ً‬
‫بعد رياح يابسة أو تهب من جهة الساحل مسيًةرّ السفن إلى البحر أو تهب إلى جهة الساحل ليرجع أهل السفن من أسفارهم أو صيدهم‪ .‬فكل تلك األحوال‬
‫التي أنعم اهلل تعالى بها على الناس وغيرها كثير اجتمعت في قوله تعالى (وتصريف الرياح)‪.‬‬
‫* ما الفرق بين كلمة ريح ورياح في القرآن الكريم؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫اب الْ ِخ ْز ِي فِي‬ ‫ات لِّنُذِي َق ُه ْم َع َذ َ‬ ‫َّام نَّ ِح َس ٍ‬ ‫َ‬ ‫فصلت ( َفأَ ْر َسلْنَا َعلَي ِ‬ ‫كلمة ريح في القرآن الكريم تستعمل ّ‬
‫صرًا فِي أي ٍ‬ ‫ص ْر َ‬ ‫ْه ْم ِريحًا َ‬ ‫للشر كما في قوله تعالى في سورة ّ‬
‫ِر {‪19‬‬ ‫س ُّم ْس َتم ٍّ‬ ‫َح ٍ‬
‫صرًا فِي َي ْو ِم ن ْ‬ ‫ص ْر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ون {‪ )}16‬وفي سورة القمر (إِنَّا أ ْر َسلنَا َعلَ ْي ِه ْم ِريحًا َ‬ ‫ُنص ُر َ‬‫آخ َر ِة أَ ْخ َزى َو ُه ْم لَا ي َ‬ ‫اب الْ ِ‬ ‫الْ َح َيا ِة ُّ‬
‫الد ْن َيا َولَ َع َذ ُ‬
‫ف‬ ‫ال ِ‬ ‫اخ ِت َ‬
‫ض َو ْ‬ ‫ات َو َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫او ِ‬ ‫الس َم َ‬‫المبشرات كما في قوله تعالى في سورة البقرة (إِ َّن فِي َخلْ ِق َّ‬ ‫أما كلمة الرياح فهي تستعمل في القرآن الكريم للخير كالرياح ّ‬
‫يف‬ ‫ص ِر ِ‬ ‫ض َب ْع َد َم ْو ِت َها َو َب َّث فِي َها مِن ُك ِّل د َّ‬
‫َآب ٍة َو َت ْ‬ ‫األر َ‬‫الس َما ِء مِن َّماء َفأَ ْح َيا ِب ِه ْ‬ ‫ِن َّ‬ ‫نز َل اللُهّ م َ‬ ‫اس َو َما أَ َ‬ ‫ار َوالْ ُفلْ ِك الَّتِي َت ْج ِري فِي الْ َب ْح ِر ِب َما َين َف ُع النَّ َ‬ ‫اللَّي ِ‬
‫ْل َوالنَّ َه ِ‬
‫َي َر ْح َم ِت ِه…‬ ‫ْن َيد ْ‬ ‫ُشرًا َبي َ‬ ‫اح ب ْ‬
‫الر َي َ‬ ‫ُ‬
‫ُر ِسل ِّ‬ ‫َّ‬
‫ون {‪ )}164‬وفي سورة األعراف ( َو ُه َو الذِي ي ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫ات ل َق ْو ٍم َي ْعقِل َ‬ ‫ض آل َي ٍ‬ ‫َ‬
‫الس َماء َواأل ْر ِ‬ ‫ْن َّ‬ ‫ْ‬
‫اب ال ُم َس ِّخ ِر َبي َ‬
‫الس َح ِ‬ ‫اح َو َّ‬ ‫الر َي ِ‬
‫ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِين {‪)}22‬‬ ‫ازن َ‬ ‫الس َما ِء َما ًء َفأ ْس َق ْينَاك ُمو ُه َو َما أنتُ ْم ل ُه ِب َخ ِ‬ ‫ِن َّ‬‫نزلنَا م َ‬‫ِح َفأ َ‬ ‫اح ل َواق َ‬‫الر َي َ‬
‫(وأ ْر َسلنَا ِّ‬ ‫( وسورة الحجر َ‬
‫ْن َي َد ْي ِه ِب ِإ ْذ ِن َرِّب ِه َو َمن َي ِز ْغ ِم ْن ُه ْم َع ْن أَ ْم ِرنَا نُذ ِْق ُه‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫م‬‫ع‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ َ َ ِ َ َْ َ َ َ‬ ‫ن‬‫ِّ‬ ‫ج‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ِط‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ْن‬‫ي‬
‫َ َ‬‫ع‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َا‬‫ن‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ول ُ ْ َ َ ِّ َ ُّ َ ْ ٌ َ َ َ ُ َ ْ ٌ َ َ‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ش‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫اح‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ش‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ُو‬‫د‬‫غ‬‫ُ‬ ‫يح‬ ‫الر‬ ‫ان‬ ‫م‬ ‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ِس‬ ‫وفي سورة سبأ َ‬
‫سخرها لسليمان يتصرف‬ ‫ِير {‪ )}12‬استعملت كلمة ريح مع سليمان لكنها لم تُخصص لشيء فجاءت عامة قد تكون للخير أو للشر ألن اهلل ّ‬ ‫السع ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫ِن َع َذ ِ‬ ‫مْ‬
‫بها كيف يشاء‪.‬‬
‫*ماتفسير اآلية الكريمة وما داللة وصف* السحاب في اآلية ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ات‬ ‫‪ C‬نِعم اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬مجرد تعداد وذكر لهذه النعم وهناك نوع من التناسق في هذه اآليات (إِ َّن فِي َخلْ ِق َّ‬
‫الس َما َو ِ‬ ‫في سورة البقرة في سياق تعداد‬
‫ِن ُك ِّل‬‫ض َب ْع َد َم ْو ِت َها َو َب َّث فِي َها م ْ‬‫ِن َما ٍء َفأَ ْح َيا ِب ِه الْأَ ْر َ‬
‫الس َما ِء م ْ‬
‫َّ‬ ‫ِن‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ز‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬‫و‬
‫َ ََ‬‫اس‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ب‬
‫َ ْ ِ َِ َ ُ‬‫ر‬ ‫ح‬ ‫ب‬‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ِْ‬‫ج‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ِي‬ ‫ت‬‫َّ‬
‫ال‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬‫ار َ‬ ‫اف اللَّي ِ‬
‫ْل َوالنَّ َه ِ‬ ‫اخ ِتلَ ِ‬
‫ض َو ْ‬ ‫َوالْأَ ْر ِ‬
‫(إن) ثم بعد ذلك تذكر الخبر‬ ‫ون (‪ ))164‬آية تذكر جملة أمور مؤكدة بـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ض لَآ َي ٍ‬
‫ات لَِق ْو ٍم َي ْعقِل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الس َما ِء َوالأ ْر ِ‬
‫ْن َّ‬ ‫ْ‬
‫اب ال ُم َس َّخ ِر َبي َ‬ ‫الس َح ِ‬ ‫اح َو َّ‬ ‫دَابَّ ٍة َو َت ْ‬
‫الر َي ِ‬
‫يف ِّ‬ ‫ص ِر ِ‬
‫ً‬
‫(آليات)‪.‬عندنا إيمان أن اهلل تعالى خلق السموات واألرض ألجل اإلنسان‪( .‬إختالف الليل والنهار) ليل ونهار يختلف ليس نهارًا سرمدًا وال ليال سرمدًا‪،‬‬
‫تعاقب الليل والنهار وتنويع ألن الماء إذا سكن في مكانه يفسد‪ .‬والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس من رحمة اهلل سبحانه وتعالى أن جعل اإلنسان‬
‫ال لكن ألِفناه والوصول إليه هداية من اهلل تعالى فهي إذن من نعم اهلل تعالى على اإلنسان‪ .‬وما أنزل‬ ‫يجعل أجسامًا يسكن فيها وتطفو على الماء ليس أمرًا سه ً‬
‫اهلل من السماء من ماء‪ :‬كل ما يتناوله اإلنسان والنبات والحيوان مما مصدره السحاب فهذا الماء في األرض ماء ملح يرتفع إلى السماء فيطهر فينزل‬
‫طاهرًا‪ .‬حتى الجبال التي فيها ثلج هي في أصلها من هذا السحاب المرتفع ليس ثلجًا إبتدا ًء لكنه من هذا الذي يتبخر‪ .‬وقلنا أن السماء هو العل ّو وكل ما‬
‫عالك فهو سماء‪ .‬فأحيا به األرض بعد موتها‪ :‬األرض من غير ماء ميتة‪ .‬وبث فيها من كل دابة‪ :‬هذه الدواب التي على األرض بسبب الماء أيضًا‪.‬‬
‫مسخر في‬ ‫وتصريف الرياح‪ :‬السفن تتحرك بالرياح‪ .‬والسحاب يتحرك بالرياح ولذلك أ ّكده (والسحاب المسخر) يعني هو مهيأ و ُمع ّد لكم‪ .‬السحاب مجرد ّ‬
‫سخره بين السماء واألرض‪ .‬كل هذا (آليات لقوم يعقلون) ‪.‬‬ ‫وصفه بأنه متراكم ثقيل وإنما اهلل تعالى ّ‬
‫كلمة سحاب هي إسم جنس جمعي‪ .‬لفظ مفرد ولكن معناه معنى جمع وليس له واحد من لفظه‪ .‬يمكن واحدها قطرة‪ .‬لكن موجود سحابة‪ .‬والسحابة هي‬
‫مجزأة تمامًا مثل كلمة ماء‪ .‬الماء إسم جنس جمعي ليس له واحد من لفظه لكن له‬ ‫القطعة من السحاب لكن ليست واحدة من السحاب هي قطعة والقطعة ّ‬
‫قطعة من الماء‪ .‬إسم جنس يعني لحالة معينة خاصة به السحاب للسحاب والماء للماء لهذا الجنس مثل كلمة رجل جنس لهذا المخلوق‪ .‬كلمة ماء في العربية‬
‫يفرق بينها وبين واحدة بالتاء‪ ،‬مثل شجر واحده شجرة تزيد على هذا اللفظ تاء يصبح مفردًا‪ ،‬هذا إسم جنس إفرادي يعني له مفردات‪ .‬الشجر‬ ‫هناك ماءة ّ‬
‫مفرده الشجرة الواحدة فيختلف‪ .‬كلمة ماءة يعني الواحد من الماء عادة يطلقونها على الماء المتبقي مثل الغدران وال سيما إذا خصت إحدى القبائل نفسها بها‬
‫ال فيقولون هذه ماءة لبني فالن‪.‬‬ ‫أن هذه لنا أو البئر الركيّة مث ً‬
‫هذه مناسبة للكالم على أن كلمة ماءة تكتب منفردة الهمزة وتاء مربوطة وليس في األعداد لفظ مئة وإنما مائة ألن ماءة تعني ماء لبني فالن‪ .‬أما كتبت‬
‫األلف من غير أن تُقرأ مثل واو عمرو‪ .‬مائة وتكسر الميم‪ ،‬ضع في ذهنك دائمًا أن ميم هذا الرقم ‪ 100‬ميمه مكسورة فانظر كيف تقرأه؟ ال يستطيع أن‬
‫يقرأها ماءة الميم مكسورة فإذن الماءة واحدة الماء الذي هو غدير أو ركيّة أو عين ماء أو بئر أو ما أشبه ذلك‪ .‬فالسحابة واحد السحاب والسحاب لفظه لفظ‬
‫مفرد وهذا سنستفيد منه الحقًا في الكالم على ورود كلمة السحاب‪.‬‬
‫السحاب يُذ ّكر ويؤنّث فالعرب تقول هذا السحاب وتقول هذه السحاب‪ ،‬ظهر السحاب وظهرت السحاب‪ .‬لكن اإلحالة عليه بالضمير بالمفرد المذ ّكر يعني‬
‫تقول السحاب رأيته وال تقول السحاب رأيتها‪ .‬فإذا جمعته على ُس ُحب تؤنّث تقول السحب رأيتها وال تقول رأيته للجمع كما تقول الشجر سقيته هذا أيضًا‬
‫إسم جمع إفرادي‪ ،‬األشجار سقيتها‪.‬‬
‫*ما الفرق بين (من بعدها( و(بعدها)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ون {‪)}63‬‬ ‫ض مِن َب ْع ِد َم ْو ِت َها لََي ُقولُ َّن اللَّ ُه ُق ِل الْ َح ْم ُد لِلَّ ِه َب ْل أَ ْك َث ُر ُه ْم لَا َي ْعقِلُ َ‬ ‫الس َما ِء َما ًء َفأَ ْح َيا ِب ِه الْأَ ْر َ‬
‫ِن َّ‬‫قال تعالى في سورة العنكبوت ( َولَئِن َسأَلْ َت ُهم َّمن نَّ َّز َل م َ‬
‫ار َوالْ ُفلْ ِك الَّتِي َت ْج ِري فِي الْ َب ْح ِر ِب َما‬ ‫ف اللَّي ِ‬ ‫اخ ِت َ‬
‫ض َو ْ‬ ‫ات َو َ‬ ‫وفي القرآن كله وردت (بعدها) بدون (من) كما في سورة البقرة (إِ َّن فِي َخلْ ِق َّ‬
‫ْل َوالنَّ َه ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬
‫ض‬ ‫الس َماء َو َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫ْن َّ‬ ‫اب الْ ُم َس ِّخ ِر َبي َ‬ ‫الس َح ِ‬ ‫اح َو َّ‬ ‫ض َب ْع َد َم ْو ِت َها َو َب َّث فِي َها مِن ُك ِّل دَآبَّ ٍة َو َت ْ‬ ‫الس َما ِء مِن َّماء َفأَ ْح َيا ِب ِه ْ‬ ‫اس َو َما أَ َ‬
‫نز َل اللُهّ م َ‬ ‫َين َف ُع النَّ َ‬
‫الر َي ِ‬‫يف ِّ‬ ‫ص ِر ِ‬ ‫األر َ‬ ‫ِن َّ‬
‫‪ C‬وآية سورة العنكبوت هي الموطن الوحيد الذي وردت فيه (من بعدها)‬ ‫ون {‪ ،)} 164‬واستعمال (بعدها) فقط يحتمل البعدية القريبة والبعيدة‪،‬‬ ‫ات لِّ َق ْو ٍم َي ْعقِلُ َ‬
‫آل َي ٍ‬
‫‪ C‬القريبة فقط دون البعيدة‪ .‬وإذا استعرضنا اآليات في سورة العنكبوت قبل اآلية نجد أن اإلحياء كلن‬ ‫فهي تدل على أنها بعد الموت مباشرة أي تحتمل البعدية‬ ‫ّ‬
‫ومجرد العقل ‪ ‬كان سيهديهم إلى أن اهلل تعالى هو القادر على إحياء األرض من بعد موتها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مباشرة بعد موتها وبدون مهلة‬
‫ض ِم ْن بَ ْع ِد َموْ تِهَا﴿‪ ﴾63‬العنكبوت) ‪َ( -‬أ ْن َز َل هَّللا ُ ِمنَ ال َّس َما ِء ِم ْن َما ٍء فََأحْ يَا بِ ِه اَأْلرْ َ‬
‫ض بَ ْع َد َموْ تِهَا (‬ ‫*ما داللة االختالف بين(فََأحْ يَا بِ ِه اَأْلرْ َ‬
‫‪ )164‬البقرة)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ِن َما ٍء َفأَ ْح َيا ِب ِه الْأَ ْر َ‬
‫ض َب ْع َد َم ْو ِت َها (‬ ‫الس َما ِء م ْ‬
‫ِن َّ‬ ‫ِن َب ْع ِد َم ْو ِت َها﴿‪ ﴾63‬العنكبوت) ومرة يقول (أَ ْن َز َل اللَّ ُه م َ‬ ‫ض مْ‬ ‫الس َما ِء َما ًء َفأَ ْح َيا ِب ِه الْأَ ْر َ‬
‫ِن َّ‬ ‫َز َل م َ‬ ‫يقول تعالى (ن َّ‬
‫ِن َب ْع ِد َم ْو ِت َها) وبين ( َب ْع َد َم ْو ِت َها)؟ من بعد موتها هذا الموت السنوي صيف شتاء ربيع خريف‪ ،‬ثلثي الكرة األرضية في‬ ‫‪ )164‬البقرة) ما الفرق بين (م ْ‬
‫ض َب ْع َد‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِن َب ْع ِد َم ْو ِت َها) ابتداءًا من بعد موتها السنوي‪( .‬فأ ْح َيا ِب ِه الأ ْر َ‬ ‫ضمْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الس َما ِء َما ًء فأ ْح َيا ِب ِه الأ ْر َ‬
‫ِن َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫الصيف والشتاء تموت ثم يأتي الربيع فتحيا هذا (نَزل م َ‬
‫َم ْو ِت َها) هذا من البداية أول ما خلق اهلل األرض خلقها ميتة ثم أحياها قطعة قطعة وهذا اإلحياء يعني يدور في الفلك العالمي مرة شرق ومرة آسيا اإلمارات‬
‫والخليج عمومًا والمملكة السعودية ألول مرة في التاريخ تصبح خصبة جدًا جدًا وهذا من عالمات الساعة كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم من عالماتها‬
‫ِن َب ْع ِد َم ْو ِت َها) هذا الموت السنوي ورب العالمين سبحانه‬ ‫ضمْ‬ ‫‪C‬ذ كل ما رأيت ( َفأَ ْح َيا ِب ِه الْأَ ْر َ‬ ‫‪C‬د َم ْو ِت َها)‪ .‬فحينئ ٍ‬ ‫اإليجابية أن الجزيرة تعود خضراء هذه ( َب ْع َ‬
‫ون ﴿‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ات لِق ْو ٍم َيشك ُر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ص ِّرف الآ َي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِّب َيخ ُر ُج َن َبات ُه ِبإِذ ِن َربِّ ِه َوالذِي َخبُث لا َيخ ُر ُج إِلا َن ِكدًا كذلِك نُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وتعالى يحييه على ما في تلك األرض من طيب ( َوال َبل ُد الطي ُ‬
‫‪ ﴾58‬األعراف) البلد الطيب الذي فيه ماء وفيه عدل ( َوالَّذِي خبُث لا َيخ ُر ُج إِلا َن ِكدًا) كل بلد حتى لو كان فيه خمسين نهر وكله أمطار ال ينبت إذا كان فيه‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ظلم والعكس صحيح إذا كان فيه عدل ينمو في الزرع اإلمارات كانت تربة رملية أصبحت بالكامل تربة زراعية تصدر إلى جميع أنحاء العالم وادي‬
‫ُث لَا َي ْخ ُر ُج إِلَّا َن ِكدًا) هذا‬ ‫ِّب َي ْخ ُر ُج َن َباتُ ُه ِب ِإ ْذ ِن َربِّ ِه َوالَّذِي َخب َ‬ ‫(والْ َبلَ ُد َّ‬
‫الطي ُ‬ ‫ال لما فيه من ظلم‪ .‬هكذا هو الفرق بين َ‬ ‫الرافدين أخصب وادي في العالم أصبح قاح ً‬
‫ض َب ْع َد َم ْو ِت َها) و (م ْ‬
‫ِن َب ْع ِد َم ْو ِت َها)‪.‬‬ ‫الفرق بين ( َفأَ ْح َيا ِب ِه الْأَ ْر َ‬

‫آية (‪:)165‬‬
‫اب َأ َّن ْالقُ َّوةَ هّلِل ِ َج ِميعا ً (‪ )165‬البقرة)أين جواب الشرط فى اآلية؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫وا ِإ ْذ يَ َروْ نَ ْال َع َذ َ‬
‫( َولَوْ يَ َرى الَّ ِذينَ ظَلَ ُم ْ‬
‫ال لتصدقت‬ ‫تأمل في قوله تعالى (ولو يرى) فإنك ال تجد جواب (لو) فاألصل في هذه األداة (لو) أن تأخذ فعل شرط وجوابه فتقول مث ً‬
‫ال‪ :‬لو رزقني اهلل ما ً‬
‫بنصفه‪ .‬فلِ َم حذف جواب (لو) في اآلية؟ حذف جواب (لو) في اآلية ألن حذفه يوقع أثرًا في نفس من ُو ِّجه إليهم الكالم أكثر مما لو ذكر جواب (لو) كأنه‬
‫‪ C‬إنسانًا بقولك‪" :‬لئن‬
‫يقال "لرأوا أمرًا عظيمًا" أو غيره‪ ،‬فقد ترك القرآن الكريم للخيال أن يذهب كل مذهب في تصور شدة الموقف وفظاعته وأنت عندما تهدد‬
‫لم تفعل" ثم تسكت فكالمك يُحدِث أثرًا في نفس السامع أكثر مما يُحدِث قولك‪" :‬لئن لم تفعل ألضربنّك"‪.‬‬
‫آية (‪:)167‬‬
‫* ما الفرق بين الحسرة والندامة ؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫الحسرة هي أشد الندم حتى ينقطع اإلنسان من أن يفعل شيئًا‪ .‬والحسير هو المنقطع في القرآن الكريم‪ .‬ويقولون يكون تبلغ به درجة ال ينتفع به حتى ينقطع‪.‬‬
‫الندم قد يندم على أمر وإن كان فواته ليس بذلك لكن الحسرة هي أشد الندم والتلهف على ما فات وحتى قالوا ينقطع تمامًا‪ .‬يقولون هو كالحسير من الدواب‬
‫الذي ال منفعة فيه (أدرك إعياء عن تدارك ما فرط منه)‪ .‬الندم له درجات أيضًا ولكن الحسرة أشد الندم‪ ،‬هي من الندم لكن أقوى من الندم يبلغ الندم مبلغًا‪.‬‬
‫ْه ْم (‪ )167‬البقرة) منقطعة وال فائدة من الرجوع مرة ثانية‪.‬‬ ‫يه ُم اللُهّ أَ ْع َمالَ ُه ْم َح َس َر ٍ‬
‫ات َعلَي ِ‬ ‫ُر ِ‬ ‫( َك َذل َ‬
‫ِك ي ِ‬
‫*ليتنا نأتي على كل اآليات نقوم بعمل دراسة في القرآن الكريم على من ي**ذهب والعي**اذ* باهلل أعاذنا منها إلى الن**ار ونبحث م**دة البق**اء‬
‫ار (‪ )167‬البقرة) وهن**اك البعض‬ ‫خَار ِجينَ ِمنَ النَّ ِ‬ ‫(و َما هُم بِ ِ‬ ‫فيها‪ ،‬هنالك من يجلس في النار وهنالك من (خالدين فيها أبداً) (خالداً فيها) َ‬
‫يقول يقضي ما عليه من السيئات ثم يخرج منها‪.‬‬
‫ِن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْس َ‬
‫ال ِم دِي ًنا َفلن يُق َبل ِم ْن ُه َو ُه َو فِي ِ‬
‫اآلخ َر ِة م َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫د‪.‬فاضل السامرائى‪ *:‬إذا كان مسلمًا يقضي من السيئات ما يقضي ثم يخرج بعدها َ‬
‫(و َمن َي ْب َت ِغ َغي َ‬
‫اط (‪ )40‬األعراف) معاصي مختلفة‪ ،‬هذا الباب الدخول فيه والكالم فيه يحتاج‬ ‫ِج الْ َج َم ُل فِي َس ِّم الْ ِخ َي ِ‬
‫ون الْ َجنَّ َة َحتَّى َيل َ‬
‫ْخلُ َ‬ ‫ين (‪ )85‬آل عمران) ( َو َ‬
‫ال َيد ُ‬ ‫الْ َخ ِ‬
‫اس ِر َ‬
‫لحذر شديد وربنا تعالى ذكر أن من يقتل نفسًا بغير نفس خالدًا فيها لكن كثير من الناس قال هذه تغليظ عقوبة القتل‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل هناك دليل في القرآن على هذا؟‬
‫هم يقولون بالنسبة للمسلم يستندون لألحاديث " من قال ال إله إال"‪.‬‬
‫آية (‪:)168‬‬
‫ان ِإنَّهُ لَ ُك ْم َع* د ٌُّو ُمبِ ٌ‬
‫ين‬ ‫ط ِ‬ ‫طيِّبًا َواَل تَتَّبِعُوا ُخطُ َوا ِ‬
‫ت ال َّش ْي َ‬ ‫ض َحاَل اًل َ‬‫*ما داللة االختالف بين هذه التعبيرات (يَا َأيُّهَا النَّاسُ ُكلُوا ِم َّما فِي اَأْلرْ ِ‬
‫ت َما َر َز ْقنَا ُك ْم َوا ْش ُكرُوا هَّلِل ِ ِإ ْن ُك ْنتُ ْم ِإيَّاهُ تَ ْعبُ ُدونَ (‪ )172‬البقرة) ‪( -‬يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ َآ َمنُوا‬
‫(‪ )168‬البقرة) ‪( -‬يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ َآ َمنُوا ُكلُوا ِم ْن طَيِّبَا ِ‬
‫ت َما َأ َح َّل هَّللا ُ لَ ُك ْم َواَل تَ ْعتَدُوا ِإ َّن هَّللا َ اَل يُ ِحبُّ ْال ُم ْعتَ ِدينَ (‪ )87‬المائدة)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫اَل تُ َح ِّر ُموا طَيِّبَا ِ‬
‫ين (‪ )168‬البقرة) الخطاب يا آيها الناس وفي البقرة ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫ُو ُم ِب ٌ‬ ‫ان إِنَّ ُه لَ ُك ْم َعد ٌّ‬ ‫ْط ِ‬‫الشي َ‬
‫ات َّ‬ ‫ض َحلَالًا َطيِّبًا َولَا َتتَّ ِب ُعوا ُخ ُط َو ِ‬ ‫ِما فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫اس ُكلُوا م َّ‬ ‫( َيا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫ات َما أَ َح َّل اللَّ ُه لَ ُك ْم َولَا‬ ‫ِين آَ َمنُوا لَا تُ َح ِّر ُموا َط ِّي َب ِ‬ ‫ُون (‪ )172‬البقرة) وفي المائدة ( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬ ‫اش ُك ُروا لِلَّ ِه إِ ْن ُك ْنتُ ْم إِيَّا ُه َت ْع ُبد َ‬
‫‪C‬‬ ‫ات َما َر َز ْقنَا ُك ْم َو ْ‬ ‫ِن َط ِّي َب ِ‬ ‫آَ َمنُوا ُكلُوا م ْ‬
‫ال لماذا يا أيها الناس ومرة يا أيها الذين آمنوا؟ (يا أيها الناس) يتكلم عن الذين أرادوا من سيدنا موسى عليه‬ ‫ِين (‪ )87‬المائدة) أو ً‬ ‫ْ‬
‫ُح ُّب ال ُم ْع َتد َ‬
‫‪C‬‬ ‫َت ْع َتدُوا إِ َّن اللَّ َه لَا ي ِ‬
‫ْر (‪ )61‬البقرة)‪ .‬غير المسلمين‬ ‫ون الَّذِي ُه َو أَ ْدنَى ِبالَّذِي ُه َو َخي ٌ‬ ‫المن والسلوى هذا فهمناه (أََت ْس َت ْبدِلُ َ‬ ‫السالم كما قلنا في حلقة سابقة أن يطلب لهم طعامًا غير ّ‬
‫ُو ُم ِب ٌ‬
‫ين‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ان إِن ُه لك ْم َعد ٌّ‬ ‫َ‬
‫ات الشيْط ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ض َحلالا طيِّبًا َولا َتت ِب ُعوا خط َو ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِما فِي الأ ْر ِ‬ ‫ُ‬
‫اس كلوا م َّ‬‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫من الجاهلية حرموا على أنفسهم بعض المباحات‪ ،‬اهلل تعالى قال ( َيا أيُّ َها الن ُ‬
‫َ‬
‫صيل ٍة‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ير ٍة َولا َسا ِئ َب ٍة َولا َو ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ون (‪ )169‬البقرة) رب العالمين قال لهم ( َما َج َعل الله مِن َب ِح َ‬ ‫السو ِء َوالْ َف ْح َشا ِء َوأَ ْن َت ُقولُوا َعلَى اللَّ ِه َما لَا َت ْعلَ ُم َ‬ ‫(‪ )168‬إِنَّ َما َي ْأ ُم ُر ُك ْم ِب ُّ‬
‫َ‬
‫ِب َوأ ْك َث ُر ُه ْم لَا َي ْعقِلُ َ‬ ‫ون َعلَى اللَّ ِه الْ َكذ َ‬ ‫ِين َك َف ُروا َي ْف َت ُر َ‬ ‫ِن الَّذ َ‬ ‫ام َولَك َّ‬
‫ون (‪ )103‬المائدة) وبالتالي لماذا تحرم على نفسك؟ أنت لماذا تحرم على نفسك أشياء‬ ‫َولَا َح ٍ‬
‫ض َحلَالا َطيِّبًا) وأنتم تعرفون اآلن كل األديان ماعدا المسلمين بل إن بعض طوائف‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِما فِي الأ ْر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اهلل حللها؟ من أجل هذا الخطاب للناس جميعًا (كلوا م َّ‬
‫ال ناس حرموا البقر وناس حرموا الجمال البحيرة والسائبة والوصيلة والحام هذه إذا جابت بنت وبنت وبنت‬ ‫المسلمين كغيرهم يحرمون الحالل يعني مث ً‬
‫حرموها الخ اإلسالم أبطل هذا كله‪ .‬المسيحيين عندهم بعض المحرمات اليهود بعض فرق المسلمين يحرمون أيضًا هناك ناس ال يأكلون أرنب وناس ال‬
‫ات َما أَ َح َّل اللَّ ُه لَ ُكم) فرب العالمين‬ ‫يأكلون سمك الجري بسبب خزعبالت يعتقدونها وهذا كله ال يجوز ألن رب العالمين أباحها وقال (لَا تُ َح ِّر ُموا َط ِّي َب ِ‬
‫‪C‬‬‫ال لماذا تحرم ما أحل اهلل لك؟ وما أكثر المحرمات في األديان السابقة وغير المتدينين من الوثنيين‬ ‫حرمت على نفسها حال ً‬ ‫يخاطب األمم غير المسلمة التي ّ‬
‫ض َحلالا طيِّبًا) والشيطان‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِما فِي الأ ْر ِ‬ ‫اس كلوا م َّ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫التي حرمت على أصحابها‪ .‬اهلل قال هذا كله خطأ قال يا أيها الناس وليس يا أيها الذين آمنوا بل ( َيا أيُّ َها النَّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِه ْم َو َع ْن أَ ْي َمان ِ‬
‫ِن َخلْف ِ‬ ‫ْن أَ ْيد ِ‬ ‫عدو مبين هو قال أعلن أعلن هذا علنًا يعني أعلن هذا عداء (ثُ َّم لَآَ ِت َينَّ ُه ْم م ْ‬
‫ين (‪)17‬‬ ‫ِر َ‬‫ِه ْم َولا َت ِج ُد أكث َر ُه ْم شاك ِ‬ ‫ِه ْم َو َع ْن ش َما ِئل ِ‬ ‫ِيه ْم َوم ْ‬ ‫ِن َبي ِ‬
‫ُ‬
‫ير َو َما أ ِه َّل لِ َغي ِ‬
‫ْر‬ ‫الد ُم َولَ ْح ُم الْ ِخ ْن ِز ِ‬ ‫(ح ِّر َم ْت َعلَ ْي ُك ُم الْ َم ْي َت ُة َو َّ‬ ‫حرمه عليكم محدود ُ‬ ‫األعراف) إياك أن تستمع إليه وتتبع ما أباح اهلل لكم فقط ما حرم عليكم والذي ّ‬
‫ِس ٌق (‪ )3‬المائدة) حينئ ٍ‬ ‫ام َذلِ ُك ْم ف ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫السبُ ُع إِلَّا َما َذ َّك ْيتُ ْم َو َما ُذ ِب َح َعلَى النُّ ُ‬ ‫يح ُة َو َما أَ َك َل َّ‬
‫اللَّ ِه ِب ِه َوالْ ُم ْن َخ ِن َق ُة َوالْ َم ْو ُقو َذ ُة َوالْ ُم َت َر ِّد َي ُة َوالنَّ ِط َ‬
‫‪C‬ذ ما‬ ‫ص ِب َوأ ْن َت ْس َتق ِس ُموا ِبالأ ْزل ِ‬
‫ات) كل كلمة طيّب في‬ ‫َ‬
‫ِن طيِّ َب ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ات َما أ َحل الل ُه لَك ْم) وبعدين رب العالمين سبحانه وتعالى قال (كلوا م ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِين آَ َمنُوا لَا تُ َح ِّر ُموا طيِّ َب ِ‬
‫َ‬ ‫عدا هذا كله مباح ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِن َطيِّ َب ًة (‪ )72‬التوبة) المسكن الطيب هو المسكن الواسع واآلمن‬ ‫ال مساكن طيبة قال ( َو َم َساك َ‬ ‫القرآن الكريم معناها شيء فيه ثالث عناصر إيجابية مث ً‬
‫المحب والبيت الواسع والمركب الهانيء عندك حصان أصيل ليس كل لحظة وهو‬ ‫وجيرانه محبين وغير مبغضين هذه من السعادة أربع من السعادة الجار ِ‬
‫ِّب َي ْخ ُر ُج َن َباتُ ُه ِب ِإ ْذ ِن َربِّ ِه (‪ )58‬األعراف) أو ً‬
‫ال‬ ‫الطي ُ‬ ‫في شأن أو سيارة جديدة ال تخرب وليس من النوع التي كل يوم في التصليح وهكذا البلد الطيب ( َوالْ َبلَ ُد َّ‬
‫ِن النِّ َسا ِء‬ ‫اب لَ ُك ْم م َ‬ ‫ِحوا َما َط َ‬ ‫رزقه فيه ثانيًا فيه عدل فال يوجد الظلم ثالثة فيه ماء فأحيانًا أنت تكون في صحراء ما فيها ماء نهائيًا هذا ثالثة أيضًا عندنا ( َفا ْنك ُ‬
‫ال عفيفة ثانيًا نسيبة يعني فالنة بنت فالن بنت فالن فهي ذات أصل معروف والتي مجهولة األصل‬ ‫(‪ )3‬النساء) من هي المرأة الطيبة؟ المرأة الطيبة أو ً‬
‫ين (‪ )26‬النور)‪.‬‬ ‫ِلطيِّ ِب َ‬ ‫ات ل َّ‬ ‫الطيِّ َب ُ‬‫(و َّ‬ ‫فليست طيبة ولهذا الطيبة ال ُك ّل يتمناها فهي عفيفة نسيبة ومطيعة لزوجها هذه الثالث عناصر هذه المرأة من الطيبات َ‬
‫َر َج ٌة (‪ )228‬البقرة) يعني‬ ‫ال َعلَ ْي ِه َّن د َ‬ ‫ِلر َج ِ‬ ‫(ول ِّ‬‫والطيب أيضًا العفيف النسيب الذي يحب زوجته ويكرمها ويعطيها ويتجاوز عن هفواتها واهلل تعالى قال َ‬
‫الدرجة هذه التي يفضل الرجل فيها المرأة عندما يعفو عن هفواتها إذا كانت كل ما غلطت يزعل ويصيح عليها ويضربها أو يطلقها فهو ليس بطيب وال‬
‫ض َر َب‬ ‫ْف َ‬ ‫أحسن منها بل هي أحسن منه‪ .‬ولهذا المرأة الطيبة للرجل الطيب وحينئ ٍذ الكلمة الطيبة ال إله إال اهلل يا اهللّ هذه لها مائة ألف جانب حسن (أَلَ ْم َت َر َكي َ‬
‫اس لَ َعلَّ ُه ْم َي َت َذ َّك ُر َ‬ ‫ض ِر ُب اللَّ ُه الْأَ ْم َث َ‬ ‫ُ‬ ‫اللَّ ُه َم َثلًا َكلِ َم ًة َطيِّ َب ًة َك َش َج َر ٍة َطيِّ َب ٍة أَ ْ‬
‫ون (‪)25‬‬ ‫ال لِلنَّ ِ‬ ‫الس َما ِء (‪ )24‬تُ ْؤتِي أ ُكلَ َها ُك َّل ِح ٍ‬
‫ين ِبإِ ْذ ِن َربِّ َها َو َي ْ‬ ‫صلُ َها َثا ِب ٌت َو َف ْر ُع َها فِي َّ‬
‫ال أصلها ثابت يعني مش أي هواء يطيحها ال فهي عميقة كالنخلة وفرعها في السماء ماهي ميتة تكبر وتؤتي أكلها‬ ‫إبراهيم) انظر كم طيبة هي الشجرة أو ً‬
‫صعِيدًا َطيِّبًا (‪)43‬‬ ‫‪َ C‬‬ ‫ِن الْ َق ْو ِل (‪ )24‬الحج) وهو ال إله إال اهلل‪َ ( .‬ف َت َي َّم ُموا‬ ‫ِّب م َ‬ ‫الطي ِ‬ ‫كل حين دائمًا فيها ثمر فهذه شجرة طيبة هكذا ال إله إال اهلل ( َو ُهدُوا إِلَى َّ‬
‫النساء) وهو ليس كما يقول بعض الفقهاء المساكين يصير أنت تتيمم بالحائط الخ ال فال يصح أن تتيمم إال بهذا الصعيد التراب الحر الزراعي الطيب الذي‬
‫فيه غبرة هذا الذي ينبت األشجار لماذا؟ ثبت أن هذا الغبار ينقي أكثر من ألف صابون في العالم يعني هذا التراب الصعيد الطيب الذي هو تراب أصلي‬
‫ليس فيه رمل وال فيه حصو وال هو أخضر وإنما يابس وفيه غبار‪.‬‬

‫آية (‪:)170‬‬
‫*ما الفرق بين وجدنا وألفينا ( َوِإ َذا قِي َل لَهُ ُم اتَّبِعُوا َما َأن َز َل هَّللا ُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِ ُع َما َو َج ْدنَا َعلَ ْي ِه آبَاءنَا َأ َولَوْ َكانَ ال َّش ْيطَانُ يَ ْدعُوهُ ْم ِإلَى َع* َذا ِ‬
‫ب‬
‫وا بَلْ نَتَّبِ ُع َما َأ ْلفَ ْينَا َعلَ ْي ِه آبَاءنَا َأ َولَوْ َكانَ آبَاُؤ هُ ْم الَ يَ ْعقِلُونَ َش *يْئا ً َوالَ يَ ْهتَ * ُدونَ (‬
‫(وِإ َذا قِي َل لَهُ ُم اتَّبِعُوا َما َأن َز َل هّللا ُ قَالُ ْ‬ ‫ال َّس ِع ِ‬
‫ير (‪ )21‬لقمان) َ‬
‫‪ )170‬البقرة)؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ون َشيْئًا َو َ‬
‫ال َي ْه َتد َ‬
‫ُون (‬ ‫ال َي ْعقِلُ َ‬‫ُه ْم َ‬ ‫ان آ َباؤ ُ‬‫نز َل اللُهّ َقالُواْ َب ْل نَتَّ ِب ُع َما أَلْ َف ْينَا َعلَ ْي ِه آ َباءنَا أَ َولَ ْو َك َ‬
‫ِيل لَ ُه ُم اتَّ ِب ُعوا َما أَ َ‬
‫نقرأ اآلية التي فيها ألفينا والتي فيها وجدنا ( َوإِ َذا ق َ‬
‫ِير (‪ )21‬لقمان)‬ ‫ْعو ُه ْم إِلَى َع َذ ِ‬ ‫ْط ُ‬‫الشي َ‬
‫ان َّ‬ ‫َ‬
‫نز َل اللَّ ُه َقالُوا َب ْل نَتَّ ِب ُع َما َو َج ْدنَا َعلَ ْي ِه آ َباءنَا أ َولَ ْو َك َ‬ ‫َ‬
‫ِيل لَ ُه ُم اتَّ ِب ُعوا َما أ َ‬ ‫‪ )170‬البقرة) وفي األخرى ( َوإِ َذا ق َ‬
‫السع ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫ان َيد ُ‬
‫ُون (‪ )104‬المائدة)‪ .‬آية ألفينا‬ ‫ال َي ْه َتد َ‬ ‫ال َي ْعلَ ُم َ‬
‫ون َش ْي ًئا َو َ‬ ‫ان آ َبا ُؤ ُه ْم َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ول َقالوا َح ْسبُنَا َما َو َج ْدنَا َعلَ ْي ِه آ َباءنَا أ َولَ ْو َك َ‬ ‫الر ُس ِ‬‫نز َل اللُهّ َوإِلَى َّ‬ ‫ِيل لَ ُه ْم َت َعالَ ْواْ إِلَى َما أَ َ‬
‫( َوإِ َذا ق َ‬
‫‪ C‬وجدنا‪ .‬في القرآن الكريم لم يرد الفعل ألفى إال فيما هو مشاهد محسوس ولذلك قال بعض النحاة أنه ليس من أفعال القلوب‪ ،‬قسم يدخلوه في أفعال‬ ‫وآيتين‬
‫ً‬
‫القلوب وقسم يقولون ال ليس من أفعال القلوب وإنما في األفعال المحسوسة المشاهدة‪ .‬أفعال القلوب قلبية يستشعر بها‪ .‬وهي فعال في القرآن لم ترد إال‬
‫اب (‪ )25‬يوسف) ( َب ْل نَتَّ ِب ُع َما أَلْ َف ْينَا َعلَ ْي ِه آ َباءنَا (‪)170‬‬ ‫َها لَدَى الْ َب ِ‬ ‫ين (‪ )69‬الصافات) ( َوأَلْ َف َيا َسيِّد َ‬ ‫ضالِّ َ‬ ‫مشاهدة‪ .‬في هذه اآليات في القرآن (إِنَّ ُه ْم أَلْ َف ْوا آ َباء ُه ْم َ‬
‫َها ِر ْزقًا (‬
‫اب َو َج َد ِعند َ‬ ‫ِح َر َ‬ ‫ْ‬
‫َخ َل َعلَ ْي َها َز َك ِريَّا الم ْ‬ ‫َّ‬
‫ال ( ُكل َما د َ‬ ‫البقرة)‪( .‬وجدنا) في القرآن وفي غير القرآن وردت قلبية وغير قلبية ومشاهدة وغير مشاهدة مث ً‬
‫ألكث ِر ِهم ِّم ْن َع ْه ٍد (‪ )102‬األعراف) يعني وجدهم يخلفون‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َها َق ْو ًما (‪ )86‬الكهف) ( َو َو َج َد اللَّ َه ِعن َد ُه (‪ )39‬النور) ( َو َما َو َج ْدنَا َ‬ ‫(و َو َج َد ِعند َ‬
‫‪ )37‬آل عمران) َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪َ ( C‬ولَن َت ِج َد ل ُ‬
‫ورا َّر ِحي ًما (‪ )110‬النساء) وجد هي أشمل‬ ‫ِر اللَهّ َي ِج ِد اللَهّ َغف ً‬ ‫ِسن ِة الل ِه ت ْبدِيلا (‪ )62‬األحزاب) ( َو َمن َي ْع َمل ُسو ًءا أ ْو َيظلِ ْم َنف َس ُه ث َّم َي ْستغف ِ‬ ‫الميعاد‪،‬‬
‫وتستعمل لألمور القلبية وألفينا لألمور المحسوسة هذا في القرآن أما في غير القرآن ففيها كالم‪ .‬من حيث اللغة قسم من النحاة يقول هي ليست من أفعال‬
‫ال‪ ،‬هذا حكم عند قسم من النحاة‪ .‬والنحاة في (وجد) هذه ال يختلفون فيها ويقولون هي من أفعال القلوب األفعال المحسوسة أما (ألفى) فهم‬ ‫القلوب أص ً‬
‫مختلفون فيها قسم يقول هي قد تأتي من أفعال القلوب وقسم يقول هي ليست من أفعال القلوب‪ .‬في القرآن لم ترد في أفعال القلوب وإنما هي محسوسة‪ .‬ماذا‬
‫ينبني على هذا؟ التعبير كيف اختلف بالنسبة لهذا األمر؟ الذي ال يؤمن إال بما هو مشاهد وحسوس معناه هو أقل علمًا ومعرفة وإطالعًا بمن هو أوسع‬
‫إدراكًا‪ ،‬أقل‪ ،‬ولذلك عندما يستعمل (ما ألفينا عليها آباءنا) يستعملها في الذم أكثر من (وجدنا)‪ ،‬يعني يستعمل (ألفى) إذا أراد أن يذم آباءهم أشد من الحالة‪،‬‬
‫نز َل اللُهّ َقالُواْ َب ْل نَتَّ ِب ُع َما أَلْ َف ْينَا‬
‫ِيل لَ ُه ُم اتَّ ِب ُعوا َما أَ َ‬
‫الذم مختلف وقد تكون حالة أشد من حالة في الحالة الشديدة يستعمل ألفينا‪ ،‬يستعملها أشد في الذم‪َ ( .‬وإِ َذا ق َ‬
‫ول َقالُواْ َح ْس ُبنَا َما‬ ‫الر ُس ِ‬‫نز َل اللُهّ َوإِلَى َّ‬ ‫ِيل لَ ُه ْم َت َعالَ ْواْ إِلَى َما أَ َ‬
‫(وإِ َذا ق َ‬
‫ُون (‪ )170‬البقرة) نفى عنهم العقل‪َ ،‬‬ ‫ال َي ْه َتد َ‬
‫‪C‬‬ ‫ون َشيْئًا َو َ‬ ‫ال َي ْعقِلُ َ‬ ‫َعلَ ْي ِه آ َباءنَا أَ َولَ ْو َك َ‬
‫ان آ َبا ُؤ ُه ْم َ‬
‫أي األشد تنفي العقل أو تنفي العلم؟ نفي العقل أشد‪.‬‬ ‫ُون (‪ )104‬المائدة) نفى عنهم العلم‪ّ .‬‬ ‫ون َش ْي ًئا َو َ‬
‫ال َي ْه َتد َ‬ ‫ال َي ْعلَ ُم َ‬‫ُه ْم َ‬ ‫َو َج ْدنَا َعلَ ْي ِه آ َباءنَا أَ َولَ ْو َك َ‬
‫ان آ َباؤ ُ‬
‫فاستعمل ألفى في نفي العقل ونفي العقل يعني نفي العلم‪ .‬نفى العقل وفي الثانية نفى العلم‪ ،‬العاقل يمكن أن يعلم لكن غير العاقل ال يعلم‪ .‬وحتى في اآلية‬
‫ِير (‪ )21‬لقمان) الشيطان يدعو‬ ‫السع ِ‬‫اب َّ‬ ‫وه ْم إِلَى َع َذ ِ‬ ‫ْع ُ‬ ‫ْط ُ‬
‫ان َيد ُ‬ ‫الشي َ‬ ‫نز َل اللَّ ُه َقالُوا َب ْل نَتَّ ِب ُع َما َو َج ْدنَا َعلَ ْي ِه آ َباءنَا أَ َولَ ْو َك َ‬
‫ان َّ‬ ‫ِيل لَ ُه ُم اتَّ ِب ُعوا َما أَ َ‬
‫األخرى ( َوإِ َذا ق َ‬
‫العاقل أو غير العاقل" يدعو العاقل ألن غير العاقل غير مكلف‪ ،‬يدعوهم معناه هم أصحاب عقل إذن هو يستعمل ألفى إذا أراد أن يذم أشد بنفي العقل‬
‫ويستعمل وجد لما هو أقل‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬الجاهليون كانوا يعلمون هذا الكالم ألفى ووجد والفروق الداللية؟‬
‫هم قطعًا يستعملون ألفى في األمور المادية المحسوسة أكثر ولذلك قال قسم من النحاة أنه ليس من أفعال القلوب‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬إذن كل كلمة في القرآن تحتاج إلى دراسة وإلى علم غزير وليس إلى وجهة نظر أو انطباع القارئ أو الباحث في القرآن الكريم وهناك عالقات‬
‫ترابطية وداللية ال بد أن تحتاج إلى علم وأي علم‪.‬‬
‫اإلجتهاد مبني على علم وأصحاب علوم القرآن يذكرون شروط للذي يتصدى لهذا العلم‪ ،‬ال يأتي أحد ويقول أنا أفسر القرآن الكريم‪.‬‬
‫آية (‪:)171‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)18‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً)‪:‬‬
‫ون (‪ )171‬البقرة) انظر في بديع التطبيق القرآني‬ ‫ال َي ْعقِلُ َ‬
‫ص ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌي َف ُه ْم َ‬
‫ُعاء َو ِندَاء ُ‬ ‫ال َي ْس َم ُع إِ َّ‬
‫ال د َ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ َك َم َث ِل الَّذِي َي ْنع ُ‬
‫ِق ِب َما َ‬ ‫قال تعالى‪َ (:‬و َم َث ُل الَّذ َ‬
‫لمعان كثيرة فهذه اآلية تحمل صورتين في وصف حال المشركين‪ :‬صورة المشركين والنبي ‪ ‬يدعوهم‬ ‫ٍ‬ ‫وعظيم بالغة القرآن وكيف أن آياته تصلح ألفاظها‬
‫ال من صوت من يناديها وال تدرك من كالمه معنى إال أنها تسمع أصواتًا ال مدلول لها عندها‪،‬‬ ‫لإليمان باهلل تعالى فحالتهم كحالة األغنام التي ال تفقه دلي ً‬
‫ُ‬
‫مجردة عن المعاني‪ .‬والصورة الثانية صورة المشركين وهم يعدون آلهتهم كمن يدعو أغنامًا ال تفقه شيئًا وال تجيب داعيًا‪.‬‬ ‫فالكالم عندها أصوات ّ‬
‫آية (‪:)172‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)168‬‬
‫ُ‬ ‫هّلِل‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫*ق**ال تع**الى (يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ**وا كل**وا ِمن طيِّبَ**ا ِ‬
‫ت َما َرزَ قنَ**اك ْ*م َواش*كرُوا ِ ِإن كنتُ ْم ِإيَّاهُ تَ ْعبُ* ُدونَ (‪)172‬لِ َم ق**ال ربنا س**بحانه وتع**الى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫(واشكروا هلل) ولم يقل واشكروني أو واشكروا* لي باستخدام* الضمير؟(ورتل* القرآن ترتيالً)‬
‫ذكر إسم اهلل تعالى ظاهرًا ذلك أن في اإلسم الظاهر إشعار باأللوهية التي قد ال يؤديها الضمير فكأنما يوميء أن اإلله الحق هو المستحق للعبادة دون غيره‬
‫من أوثان ومعبودات باطلة ألنه هو الذي يخلق ويُنعِم فهو وحده سبحانه الذي يستحق الشكر على نعمائه‪.‬‬
‫(وا ْش ُكرُوا* هَّلِل ِ ِإ ْن ُك ْنتُ ْم ِإيَّاهُ تَ ْعبُ ُدونَ (‪ )172‬البقرة) ؟(فاضل السامرائى)‬
‫*ما داللة تقديم المفعول به على فعله فى قوله تعالى َ‬
‫‪ C‬ونحو ذلك‪ .‬وهذا‬ ‫هناك تقديم المفعول به على فعله وتقديم الحال على فعله وتقديم الظرف والجار والمجرور على فعلهما وتقديم الخبر على المبتدأ‬
‫التقديم في الغالب يفيد اإلختصاص فقولك (أنجدت خالدًا) يفيد أنك أنجدت خالدًا وال يفيد أنك خصصت خالدًا بالنجاة بل يجوز أنك أنجدت غيره أو لم‬
‫تنجد أحدًا معه‪ .‬فإذا قلت‪ :‬خالدًا أنجدت أفاد ذلك أنك خصصت خالدًا بالنجدة وأنك لم تنجد أحدًا آخر‪.‬‬
‫اش ُك ُروا لِلَّ ِه إِ ْن ُك ْنتُ ْم إِيَّا ُه َت ْعبُد َ‬
‫ُون (‪ )172‬البقرة) فقدم المفعول به على فعل العبادة في‬ ‫(و ْ‬
‫ومثل هذا التقديم في القرآن كثير‪ :‬فمن ذلك قوله تعالى َ‬
‫الموضعين وذلك ألن العبادة مختصة باهلل تعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)173‬‬
‫*ر هّللا ِ بِ* ِه (‪ )3‬المائ**دة) وفي* آية أخ**رى (ِإنَّ َما َح* َّر َم َعلَ ْي ُك ُم ْال َم ْيتَ*ةَ َوال* َّد َم َولَحْ َم‬ ‫ُأ‬
‫ت َعلَ ْي ُك ُم ْال َم ْيتَةُ َو ْال َّد ُم َولَحْ ُم ْال ِخ ْن ِزي* ِ‬
‫*ر َو َما ِه* َّل لِ َغ ْي* ِ‬ ‫*(حُرِّ َم ْ‬
‫هّللا‬ ‫ُأ‬
‫ير َو َما ِه َّل بِ ِه لِ َغي ِْر ِ (‪ )173‬البقرة) ما داللة التقديم والتأخير لـ (به)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫نز ِ‬ ‫ْال ِخ ِ‬
‫ير َو َما أُ ِه َّل‬ ‫(ح ِّر َم ْت َعلَ ْي ُك ُم الْ َم ْي َت ُة َوالْ َّد ُم َولَ ْح ُم الْ ِخ ْن ِز ِ‬
‫ْر اللِهّ (‪ )173‬البقرة) وفي المائدة ُ‬ ‫ُ‬
‫ير َو َما أ ِه َّل ِب ِه لِ َغي ِ‬ ‫نز ِ‬‫الد َم َولَ ْح َم الْ ِخ ِ‬
‫في البقرة (إِنَّ َما َح َّر َم َعلَ ْي ُك ُم الْ َم ْي َت َة َو َّ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ْر اللِهّ ِب ِه (‪ )3‬المائدة)‪ .‬لو الحظنا السياق في المائدة الكالم على التحليل والتحريم ومن بيده ذلك‪ ،‬رفض أي جهة تحلل وتحرم غير اهلل قال تعالى (أ ِحل ْت‬ ‫لِ َغي ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫ُحل هو اهلل تعالى‪َ ( ،‬يا أيُّ َها‬ ‫ُري ُد (‪ )1‬المائدة) ليس لكم أن ت ِحلوا والذي ي ِ‬ ‫الص ْي ِد َوأنت ْم ُح ُر ٌم إِ َّن اللَهّ َي ْحك ُم َما ي ِ‬‫ْر ُم ِحلي َّ‬ ‫ام إِال َما يُتلى َعل ْيك ْم َغي َ‬ ‫لكم َب ِهي َمة األ ْن َع ِ‬
‫َك َما َذا أُ ِح َّل لَ ُه ْم ُق ْل أُ ِح َّل لَ ُك ُم‬ ‫ُح ّل هو ربنا سبحانه وتعالى‪َ ( ،‬ي ْسأَلُون َ‬ ‫ال الْ َقآل ِئ َد (‪ )2‬المائدة) الذي ي ِ‬ ‫ْي َو َ‬ ‫ال الْ َهد َ‬
‫الش ْه َر الْ َح َرا َم َو َ‬
‫ال َّ‬ ‫ِر اللِهّ َو َ‬ ‫ال تُ ِحلُّواْ َش َعآئ َ‬ ‫ِين آ َمنُواْ َ‬ ‫الَّذ َ‬
‫ين (‪ )4‬المائدة) إذن هو سبحانه يجعل التحليل والتحريم بيده حصرًا السياق ليس هنالك أي جهة تقوم بذلك ولذلك قدم‪ ‬‬ ‫ار ِح ُم َكلِِّب َ‬ ‫ات َو َما َعلَّ ْمتُم ِّم َن الْ َج َو ِ‬ ‫َّ‬
‫الط ِّي َب ُ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ْر اللِهّ ِب ِه (‪ )3‬المائدة) أ ِهل يعني ُرفِع الصوت بذبحه‪ ،‬أ ِهل يعني هذا باسم اهلل واهلل أكبر‪ ،‬هذا لفالن‪ ،‬هذا لفالن‪ .‬إذن هنا قدم (لغير اهلل) ألن ربنا‬ ‫( َو َما أ ِهل لِ َغي ِ‬
‫َ‬
‫هو الجهة األولى واألخيرة التي بيدها التحليل والتحريم‪ .‬أما في البقرة المقام هو فيما رزق اهلل تعالى عباده من الطيبات وليس فيها تحليل وتحريم ( َيا أيُّ َها‬
‫ُون (‪ )172‬إِنَّ َما َح َّر َم َعلَ ْي ُك ُم‬ ‫اش ُك ُرواْ لِلِهّ إِن ُكنتُ ْم إِيَّا ُه َت ْعبُد َ‬
‫‪C‬‬ ‫ات َما َر َز ْقنَا ُك ْم َو ْ‬ ‫ِين آ َمنُواْ ُكلُواْ مِن َطيِّ َب ِ‬ ‫ال َطيِّبًا (‪َ ( ))168‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬ ‫ال ً‬‫ض َح َ‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫ِما فِي َ‬ ‫اس ُكلُواْ م َّ‬ ‫النَّ ُ‬
‫ور َّر ِحي ٌم (‪ُ ( ))173‬كلُواْ مِن َطيِّ َب ِ‬ ‫اض ُط َّر َغي َ‬ ‫ُ‬
‫ات َما َر َز ْقنَا ُك ْم) هذا‬ ‫ال َعا ٍد َفال إِ ْث َم َعلَ ْي ِه إِ َّن اللَهّ َغ ُف ٌ‬
‫اغ َو َ‬ ‫ْر َب ٍ‬ ‫ْر اللِهّ َف َم ِن ْ‬ ‫ير َو َما أ ِه َّل ِب ِه لِ َغي ِ‬ ‫نز ِ‬ ‫الد َم َولَ ْح َم الْ ِخ ِ‬
‫الْ َم ْي َت َة َو َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْر اللِهّ) يعني ما ُرفِع الصوت بذبحه فقدم (به) ألن‬ ‫ْر اللِهّ) هذه الذبيحة‪َ ( ،‬و َما أ ِه َّل ِب ِه لِ َغي ِ‬ ‫(و َما أ ِه َّل ِب ِه لِ َغي ِ‬
‫ال َطيِّبًا) هذا طعام‪َ ،‬‬ ‫ال ً‬‫ض َح َ‬ ‫ِما فِي األ ْر ِ‬ ‫طعام‪ُ ( ،‬كلُواْ م َّ‬
‫هذا طعام متناسب مع الطعام ومتناسب مع طيبات ما رزقهم‪ .‬إذن في التحريم قال َ ُ‬
‫ْر اللِهّ ِبهِ) قدّم (لغير اهلل) ولما كان السياق في األطعمة قدّم‬ ‫(و َما أ ِه َّل لِ َغي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ْر اللِهّ ِبهِ) في سورة المائدة الجهة هي التي تُحلل وتُحرم‪ ،‬وفي المائدة قال ( َو ْاذ ُك ُرواْ ْ‬
‫اس َم‬ ‫الطعام ما أهل به (ما أهل به) يعني الذبيحة‪ ،‬التقديم ( َو َما أ ِه َّل لِ َغي ِ‬
‫ُ‬
‫ْر اللِهّ ِبهِ) ألنه ال يسمح أن يكون غير اهلل هو الذي يحلل ويحرم‪ ،‬هذا في آية المائدة ألن الكالم في التحليل والتحريم‪ ،‬هو‬ ‫(و َما أ ِه َّل لِ َغي ِ‬
‫اللِهّ َعلَ ْي ِه (‪ ))4‬قدّم َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫‪ C‬بذبحه‪ .‬لكن مسألة الذبح هنا أو هنا متعلقة‬ ‫ْر اللِهّ) (به) يعني البهيمة‪،‬‬ ‫سبحانه هو الذي يحلل ويحرم‪ .‬هذا الكالم في البقرة في الطعام فقال ( َو َما أ ِهل ِب ِه لِ َغي ِ‬
‫باهلل تعالى أو بغير اهلل سبحانه وتعالى لكن التقديم والتأخير هل هي في سياق التحليل والتحريم أو في سياق الطعام‪.‬‬
‫*ما الفرق بين (ُأ ِه ّل لغير هللا به)سورة المائدة و(أهل به لغير هللا)سورة البقرة ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ْر اللَّهِ﴿‪ ﴾173‬البقرة) (به) مقدمة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ير َو َما أ ِه َّل ِب ِه لِ َغي ِ‬
‫الد َم َولَ ْح َم ْال ِخ ْن ِز ِ‬
‫عندنا آيات شيء أعجوبة فما من آيتين إال وفيها سر انظر (إَِّن َما َح َّر َم َعلَ ْي ُك ُم ْال َم ْي َت َة َو َّ‬
‫ْر اللَّ ِه ِب ِه ﴿‪ ﴾3‬المائدة) وال في واحد يسأل عن الفرق‪ ،‬هناك حيوانات‪ ،‬ذبائح سواء كانت إبل أو غنم أو ما شاكل ذلك وهناك قسم‬ ‫ُ‬
‫اآلية األخرى ( َو َما أ ِه َّل لِ َغي ِ‬
‫أهل بها لغير اهلل ومنها أهل لغير اهلل بها‪ ،‬ليس هذا عبثًا‪ .‬فرق بين أني أنا رجل مسلم ولكن أنا ذبحت ذبائح وما أحسنت الذبح يعني ما سميت باسم اهلل وال‬
‫ْر اللَّ ِه ِبهِ)‪ .‬وهناك‬ ‫ذبحت على القبلة وال أهديتها لمن ينبغي أن تُهدى لها بالطريقة الشرعية وال قلت هذا لوجه اهلل والثواب لفالن أخطأت‪ ،‬هذا َ ُ‬
‫(و َما أ ِه َّل لِ َغي ِ‬
‫ال هو ذبحها على قبر‪ ،‬ذبحها على إمام‪ ،‬هذا لوجه اإلمام لوجه القبر الفالني‪ ،‬لوجه الحسين‪ ،‬لوجه الكاظم‪ ،‬لوجه عبد القادر‬ ‫ال ال يؤمن هو أص ً‬ ‫من هو أص ً‬
‫الجيالني‪ ،‬لوجه السيد البدوي هذا كل هذا غير مأكول ولكن الفرق أن الذبيحة كلها من أساسها دخلت في الشرك أو ال هي صحيحة لكن أنت عندما أردت‬
‫ام ﴿‪﴾103‬‬ ‫صيلَ ٍة َولَا َح ٍ‬ ‫ير ٍة َولَا َسا ِئ َب ٍة َولَا َو ِ‬
‫ِن َب ِح َ‬‫أن تذبح لم تحسن وأخطأت خطأً‪ ،‬إذًا فهما قضيتان وليست قضية واحدة ولهذا اهلل قال ( َما َج َع َل اللَّ ُه م ْ‬
‫ال لغير اهلل يعني شرك‪.‬‬ ‫المائدة) هذه أهل بها لغير اهلل‪ ،‬هي أص ً‬
‫*اغ َوالَ عَ*ا ٍد فَال ِإ ْث َم َعلَيْ* ِه ِإ َّن هّللا َ َغفُ*و ٌر َّر ِحي ٌم (‬ ‫اض*طُ َّر َغي َ‬
‫ْ*ر بَ ٍ‬ ‫*ورد في القرآن الكريم سبعين مرة غفور رحيم مثل قوله تع*الى (فَ َم ِن ْ‬
‫‪ )173‬البقرة) وورد مرة واحدة في سورة سبأ اآلية ‪ 2‬الرحيم الغفور فما داللة التقديم والتأخير؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫تكرارها سبعين مرة أو غيرها ال تعنينا وإنما هي في آية واحدة وردت تقديم الرحيم على الغفور وفي بقية اآليات تقديم الغفور على الرحيم‪ .‬لو الحظنا آية‬
‫ال المغفرة تكون للمكلّفين والرحمة عامة حتى الحيوانات تشملها الرحمة لكن المغفرة للمكلفين‪ .‬سورة سبأ لم يتقدم‬ ‫سبأ التي تقدم فيها الرحيم على الغفور‪ .‬أو ً‬
‫ير (‪َ )1‬ي ْعلَ ُم َما‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ُو ال َحكِي ُم ال َخ ِب ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ض َولَ ُه ال َح ْم ُد فِي ال ِ‬
‫آخ َر ِة َوه َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َو َما فِي الأ ْر ِ‬ ‫اآلية ما يتعلق بالمكلَّفين وإنما تقدّمها أمر عام قال (ال َح ْم ُد لِل ِه الذِي لَ ُه َما فِي َّ‬
‫الس َما َو ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ال الَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫ور (‪ ))2‬ليس فيها ذكر للمكلفين‪ .‬ذِكر المكلفين جاء بعدها ( َو َق َ‬ ‫الر ِحي ُم الْ َغ ُف ُ‬
‫الس َماء َو َما َي ْع ُر ُج فِي َها َو ُه َو َّ‬ ‫ِن َّ‬ ‫نز ُل م َ‬ ‫ض َو َما َي ْخ ُر ُج ِم ْن َها َو َما َي ِ‬ ‫ِج فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫َيل ُ‬
‫ين‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َك َف ُروا لا تأتِينَا َّ‬
‫اب ُّم ِب ٍ‬ ‫َر مِن ذلِك َولا أك َب ُر إِلا فِي ِكت ٍ‬ ‫صغ ُ‬ ‫ض َولا أ ْ‬ ‫ات َولا فِي الأ ْر ِ‬ ‫او ِ‬
‫الس َم َ‬
‫ْب لا َي ْعز ُب َعنه مِثقال ذ َّر ٍة فِي َّ‬ ‫اعة قل َبلى َو َربِّي لتأ ِت َينك ْم َعال ِِم الغي ِ‬ ‫الس َ‬
‫ض َو َما َي ْخ ُر ُج ِم ْن َها) تقدمت العامة ولهذا قدّم الرحمة لما كان‬ ‫ِج فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫(‪ ))3‬إذن تأخر ذكر المكلفين فتأخر ما يتعلق بهم (الغفور)‪ .‬األولى عامة ( َي ْعلَ ُم َما َيل ُ‬
‫ما تقدم أمرًا عامًا ليس خاصًا بالمكلفين قدم الرحمة ولما ذكر المكلفين فيما بعد قدم الغفور فيما بعد‪ .‬ولذلك في جميع المواطن في القرآن بال استثناء إذا قال‬
‫اض النَّ ُ‬
‫اس‬ ‫ْث أَ َف َ‬
‫ِن َحي ُ‬‫ِيضواْ م ْ‬ ‫ور َّر ِحي ٌم (‪ )173‬البقرة) (ثُ َّم أَف ُ‬ ‫ال َعا ٍد َفال إِ ْث َم َعلَ ْي ِه إِ َّن اللَهّ َغ ُف ٌ‬ ‫اغ َو َ‬‫ْر َب ٍ‬ ‫اض ُط َّر َغي َ‬ ‫غفور رحيم يتقدم ذكر المكلفين ( َف َم ِن ْ‬
‫ِين‬ ‫َّ‬
‫ِي الذ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ور َّر ِحي ٌم (‪ )74‬المائدة) (قل َيا ِع َباد َ‬ ‫ُ‬
‫ِرو َن ُه َواللُهّ َغف ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُون إِلى اللِهّ َو َي ْستغف ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ور َّر ِحي ٌم (‪ )199‬البقرة) هؤالء مكلفون‪( ،‬أفال َيتوب َ‬ ‫ِرواْ اللَهّ إِ َّن اللَهّ َغ ُف ٌ‬ ‫اس َت ْغف ُ‬
‫َو ْ‬
‫الر ِحي ُم (‪ )53‬الزمر)‪.‬‬ ‫ُ َّ‬ ‫ور‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫َ َ ً ِ َ‬‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ِي‬‫م‬ ‫ج‬ ‫وب‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ُّ‬
‫الذ‬ ‫ِر‬ ‫ف‬
‫َ ُ‬‫ْ‬
‫غ‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫إ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬
‫َّ ْ َ‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫َط‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬‫َ‬‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِْ‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ن‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫أَ ْس َ َ‬
‫وا‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ر‬
‫ِ‬
‫آية (‪:)174‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)41‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)159‬‬
‫بين(واَل يُ َكلِّ ُمهُ ُم هَّللا ُ يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة َواَل يُزَ ِّكي ِه ْم َولَهُ ْم َع َذابٌ َألِي ٌم ﴿‪ ﴾174‬البقرة) – َ‬
‫(واَل يُ َكلِّ ُمهُ ُم هَّللا ُ َواَل يَ ْنظُ ُر ِإلَ ْي ِه ْم يَ**وْ َم‬ ‫َ‬ ‫* ما وجه االختالف‬
‫ْالقِيَا َم ِة َواَل يُزَ ِّكي ِه ْ*م َولَهُ ْم َع َذابٌ َألِي ٌم ﴿‪﴾77‬آل عمران)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ار َولَا يُ َكلِّ ُم ُه ُم اللَّ ُه َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َولَا‬
‫ِه ْم إِلَّا النَّ َ‬
‫ُطون ِ‬ ‫ِك َما َي ْأ ُكلُ َ‬
‫ون فِي ب ُ‬ ‫ون ِب ِه َث َم ًنا َقلِيلًا أُولَئ َ‬‫اب َو َي ْش َت ُر َ‬ ‫ِن الْ ِك َت ِ‬‫ون َما أَ ْن َز َل اللَّ ُه م َ‬ ‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬ ‫في البقرة تقول اآلية (إِ َّن الَّذ َ‬
‫اب أَلِي ٌم ﴿‪ ﴾174‬البقرة) ال يكلمهم وال يزكيهم هذه عقوبتان أساسيتان لمن يكتم ما أنزل اهلل من األديان كل األديان فيها أناس متخصصون‬ ‫ُز ِّك ِ‬
‫يه ْم َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫يَ‬
‫بالتوجيه الديني تفسير التوراة تفسير اإلنجيل تفسير القرآن الفقه المذاهب األفكار هناك ناس الهوتيون ودينيون وعلماء مسلمون هؤالء من يكتم منهم شيئًا‬
‫يحرف أو يكتب أو يزور ال بد وأن يكون أسيرًا‬ ‫ال طبعًا هؤالء ال يفعلون السوء إال بالمال‪ .‬القرآن يقول أن كل من ّ‬ ‫مما أنزل اهلل فعقوبته يوم القيامة أو ً‬
‫مالي من أتباعه لكي يحصل على هذا المطمع المالي فإنه يفعل ذلك‪ ،‬هؤالء ما يأكلون في بطونهم إال النار وال يكلمهم اهلل يوم القيامة وال يزكيهم‪.‬‬ ‫لمطمع ٍ‬ ‫ٍ‬
‫‪C‬د الل ِه َوأ ْي َما ِن ِه ْم ث َمنا قلِيلا) هؤالء عقوبتهم قريبة من عقوبة هؤالء الناس األولين‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ِين َيش َت ُر َ‬
‫ون ِب َع ْه ِ‬ ‫َّ‬
‫عندنا شريحة ثانية أيضًا يوم القيامة موقفها صعب (إِ َّن الذ َ‬
‫اب أَلِي ٌم ﴿‪ ﴾77‬آل عمران) في هذه اآلية زيادة وال ينظر إليهم‬ ‫يه ْم َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫اق لَ ُه ْم فِي الْآَ ِخ َر ِة َولَا ُي َكلِّ ُم ُه ُم اللَّ ُه َولَا َي ْن ُظ ُر إِلَي ِ‬
‫ْه ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َولَا ي َ‬
‫ُز ِّك ِ‬ ‫ِك لَا َخلَ َ‬ ‫( أُولَئ َ‬
‫ال ال يكلمهم اهلل وال يزكيهم أيضًا لكن هناك عقوبة‬ ‫ال ال يكلمهم اهلل ثم ال يزكيهم‪ ،‬الذين يشترون بعهد اهلل ثمنًا قلي ً‬ ‫لماذا؟ عقوبة الذين يكتمون ما أنزل اهلل أو ً‬
‫ثالثة في الوسط وهي أنه ال ينظر إليهم ‪.‬عندنا فئتين فئة كالهما هالكتان يوم القيامة الفئة األولى ال يكلمهم اهلل وال يزكيهم الفئة الثانية نفس الشيء ال يكلمهم‬
‫اهلل وال يزكيهم إضافة إلى هذا وال ينظر إليهم‪ ،‬ما الفرق بين الحالتين؟ كلنا نعرف أن يوم القيام هذا يسمى يوم الفزع األكبر ذلك اليوم الذي يجثو األنبياء‬
‫أنفسهم األنبياء يجثون على الركب من الفزع لماذا؟ موقف هائل ‪ ،‬إذا نظر اهلل إلى عب ٍد فقد أحبه إذا أحب اهلل عبدًا نظر إليه وإذا نظر إليه فال يعذبه أبدًا‪.‬‬
‫ال اهلل سبحانه وتعالى ذكر أنه ال ينظر إليهم ال يكلمهم وال‬ ‫‪ C‬اهلل وأيمانهم ثمنًا قلي ً‬ ‫نظر إليه ونظر له ونظر فيه هكذا ما هو اإلشكال؟ لماذا الذين يشترون بعهد‬
‫ينظر إليهم وال يزكيهم ما معنى يزكيهم؟ يزكيهم أي يثني عليهم‪ .‬أنا أرى كل شيء لكن ال أنظر‪ ،‬أنا رأيت كل هذا لكن ال يعنيني الذي يعنيني أنظر إليه‬
‫بعين غير عين الرؤية هذا معنى رب العالمين فاهلل يراهم كلهم لكن الملك عندما يكون خمسين ستين واحد في مجلسه هو ال ينظر إليهم يراهم جميعًا ولكن‬
‫‪ C‬وكلنا متهم يوم القيامة األنبياء أنفسهم يشعرون بالخوف حينئ ٍذ‬ ‫ينظر إلى واحد يتكلم معه هذا نظر فرب العالمين يرى الجميع ولكن بعض العباد المتهمين‬
‫ال اهلل ال ينظر لهم وال يكلمهم وال يزكيهم؟ لكن ما قال وال ينظر إليهم لماذا علماء السوء علماء األديان جميعًا‬ ‫‪ C‬اهلل وأيمانهم ثمنًا قلي ً‬ ‫لماذا الذين يشترون بعهد‬
‫علماء السوء الذين حرفوا وأضلوا جمهورهم جعلوا من اليهود مشركين العزير ابن اهلل وجعل قسم من النصارى مشركين قالوا المسيح ابن اهلل وجعل من‬
‫المسلمين مشركين وطائفيين وحزبيين وناس تقتل ناس لماذا؟ ألنهم كتموا ما أنزل اهلل ناس بسطاء أميين بسطاء جدًا يثقون بهذا العالِم بهذا المجتهد وإذا هذا‬
‫ون ِب ِه‬‫اب َو َي ْش َت ُر َ‬ ‫ون َما أَ ْن َز َل اللَّ ُه م َ‬
‫ِن الْ ِك َت ِ‬ ‫الرجل لقاء المال القاسم المشترك بين كل الذين يحرفون وينحرفون باألديان بالمال الطمع بالمال (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬
‫يه ْم) وال ينظر إليهم لماذا؟ الذين يكتمون ما أنزل اهلل ما فيها هذه العقوبة‬ ‫ار َولَا يُ َكلِّ ُم ُه ُم اللَّ ُه َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َولَا ي َ‬
‫ُز ِّك ِ‬ ‫ِه ْم إِلَّا النَّ َ‬ ‫ون فِي ب ُ‬
‫ُطون ِ‬ ‫ِك َما َي ْأ ُكلُ َ‬
‫َث َم ًنا َقلِيلًا أُولَئ َ‬
‫‪C‬د اللَّهِ) يعني يكذب إذا اتفق معك يخونك ما له كلمة مسموعة يحلف باهلل وباأليمان ثم ينقض هذا كذبًا وزورًا وطمعًا وكم نقض‬ ‫بينما (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َي ْش َت ُر َ‬
‫ون ِب َع ْه ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اق لَ ُه ْم فِي الآ ِخ َر ِة َولَا يُ َكل ُم ُه ُم الل ُه َولَا َي ْنظ ُر إِلَ ْي ِه ْم)‬
‫ِك لَا َخلَ َ‬ ‫ُ‬ ‫أيمان وكم نقض مواثيق! إلى أن تقوم الساعة هناك واحد يشتري بعهد اهلل ويمينه ثمنًا قلي ً‬
‫ال (أولَئ َ‬
‫لهوانهم تافه ال يساوى شيء ‪.‬‬
‫ال فئتين مجرمتين توعدها اهلل توعدًا‬ ‫ال وأيمانهم ثمنًا قلي ً‬ ‫‪ C‬اهلل ثمنًا قلي ً‬
‫السؤال اآلن فريقان في غاية السوء الذين يكتمون ما أنزل اهلل والذين يشترون بعهد‬
‫عظيمًا وحده في سورة البقرة واألخرى في آل عمران الفرق بين الفئتين إحداهما قال ال ينظر إليها وهم هؤالء أهل األيمان لتفاهتهم وهوانهم على اهلل‬
‫العلماء ال العلماء هؤالء أخطر جرمًا من هؤالء ال بد من أن ينظر اهلل فيهم حتى يرعبهم حتى يشعرهم بأنهم هالكون وال أمل لهم في النجاة ربما ذلك األول‬
‫اهلل لم ينظر إليه نظرة عقاب وقسوة فلعل له أمل لكن هذا الذي حرف الدين وأضل الناس وجعلهم طوائف وشيع وكفرهم بحيث كتم ما أنزل اهلل آية واضحة‬
‫فسرها لهم تفسيرًا خسيسًا ناس بسطاء فاقتنعوا به هذا الذي أضل هذا اهلل قال ال يكلمه وال يزكيه ال يوجه له كالمًا وال يثني عليه لكن ما قال ال ينظر إليه‬
‫‪ C‬يوم القيامة مختلف‪.‬‬ ‫ألن نظر اهلل عز وجل على العبد‬
‫حينئ ٍذ نقول أن اهلل سبحانه وتعالى عندما حلف وال ينظر إليهم لكي يفرق بين جريمتين عظيمتين ولكن أحداهما أعظم جرمًا من األخرى رب العالمين جعل‬
‫ال أفضل من هذا الغبي الذي أضل الناس‪ .‬هذا هو الفرق بين آيتين إحداهما جاءت عقوبة ثالثة واآلخر ما جاءت‬ ‫هذا الذي يشتري بعهد اهلل ويمينه ثمنًا قلي ً‬
‫(ولَا َي ْن ُظ ُر إِلَ ْي ِه ْم) هذا هو األمر‪.‬‬ ‫وهي َ‬
‫آية (‪:)176‬‬
‫*وا فِي ْال ِكتَ**ا ِ‬
‫ب لَفِي ِش *قَا ٍ‬
‫ق بَ ِعي * ٍد (‪)176‬‬ ‫اختَلَفُ* ْ‬
‫ق َوِإ َّن الَّ ِذينَ ْ‬ ‫*اب بِ* ْ‬
‫*ال َح ِّ‬ ‫*ما داللة الوصف* بالبعيد فى قوله تع**الى ( َذلِ**كَ بِ *َأ َّن هّللا َ نَ * َّز َل ْال ِكتَ* َ‬
‫البقرة)؟ ؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫تأمل كيف وصف اهلل تعالى الشقاق بأنه بعيد ولم يصفه بكبير أو عظيم أو ما شابه ذلك من أوصاف وفي ذلك مجاز عقلي يعطينا عمقًا آخر وتصورًا لبُعد‬
‫صاخبه عن الوفاق وبيانًا لله ّوة الواسعة التي يسقط فيها أولئك المختلفون في الكتاب‪ .‬فالشقاق في القيم المنهجية السماوية هو ه ّوة كبيرة وإذا ما وقع فيه‬
‫البشر فلن يستطيعوا أن يُصلحوا فيما بينهم ومن هنا كانت شقة الخالف واسعة ال يقدر على حلها إال اهلل سبحانه وتعالى وهذا ما عبّرت عنه اآلية بوصف‬
‫الشقاق بأنه بعيد‪.‬‬
‫آية (‪:)177‬‬
‫ب (‪ )177‬البق**رة) هل هن**اك ق**راءة لكلمة ال**ب ّر ب**الرفع؟ وما داللة الرفع وداللة‬ ‫ق َو ْال َم ْغ* ِ‬
‫*ر ِ‬ ‫وا ُو ُج**وهَ ُك ْم قِبَ* َل ْال َم ْش* ِر ِ‬
‫ْس ْالبِ* َّر َأن تُ َولُّ ْ‬
‫*(لَّي َ‬
‫ُورهَا َولَـ ِك َّن ْالبِ َّر َم ِن اتَّقَى (‪ )189‬البقرة) فما الفرق؟‬ ‫ْأ‬
‫ْس ْالبِرُّ بَِأ ْن تَ تُوْ ْا ْالبُيُوتَ ِمن ظُه ِ‬ ‫النصب؟ وآية أخرى ( َولَي َ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى* ‪:‬‬
‫وه ُك ْم ِق َب َل الْ َم ْش ِر ِق َوالْ َم ْغ ِر ِب (‪:)177‬البر خبر ليس مقدّم ألن خبر ليس يجوز تقديمه (وخبر كان كلها أيضًا‬ ‫ْس الْ ِب َّر أَن تُ َولُّواْ ُو ُج َ‬
‫ال مختلف (لَّي َ‬ ‫التعبير أص ً‬
‫يجوز تقديمه)وأن تولوا وجوهكم مصدر مؤول خبر ليس‪ ،‬خارج القرآن معناها ليس أن تولوا وجوهكم البر‪.‬‬
‫البر ال يصح لغة‪.‬هذه الباء تدخل على‬‫ِن الْ ِب َّر َم ِن اتَّ َقى (‪ )189‬ال يصح في اآلية الثانية أن يقول ليس َ‬ ‫ور َها َولَـك َّ‬ ‫ُوت مِن ُظ ُه ِ‬ ‫ْس الْ ِب ُّر ِبأَ ْن َت ْأتُ ْواْ الْبُي َ‬
‫الثانية ( َولَي َ‬
‫ِين (‪ )8‬التين) ال تدخل الباء على اإلسم أص ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫ْس اللَّ ُه ِبأَ ْح َك ِم الْ َحا ِكم َ‬
‫ال ٍم لِّلْ َع ِبي ِد (‪ )182‬آل عمران) (أَلَي َ‬ ‫الخبر وال تدخل على اإلسم مثل‪َ ( :‬وأَ َّن اللَهّ لَي َ‬
‫ْس ِب َظ َّ‬
‫البر ألنه يمكن أن يكون هناك تقديم وتأخير لكن اآلية الثانية ال يمكن ألنه ما دام عندا (الباء) الباء تدخل‬ ‫البر أو ليس َ‬ ‫اآلية األولى يمكن أن يقال فيها ليس ُ‬
‫البر ألنه دخلت الباء‬
‫على الخبر حتمًا مزيدة على الخبر وال تزاد في اإلسم هذا قياس يعني متى ما شئت إفعل في خبر (ليس)‪ ،‬فإذن ال يمكن أن ننصب ّ‬
‫فاقتضى أن تكون الباء داخلة على خبر (ليس) وال يمكن غير ذلك‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ور َها (‪ ))189‬ليس‬ ‫ُوت مِن ُظ ُه ِ‬ ‫ْس الْ ِب ُّر ِبأَ ْن َت ْأتُ ْواْ الْبُي َ‬ ‫وه ُك ْم ِق َب َل ْال َم ْش ِر ِق َو ْال َم ْغ ِر ِب (‪ ))177‬و َ‬
‫(ولَي َ‬ ‫ْس ْال ِب َّر أَن ُت َولُّو ْا ُو ُج َ‬‫الفرق بين آيتين في سورة البقرة (لَّي َ‬
‫البر)؟‬
‫البر) ومرة قال (ليس ُّ‬ ‫البر) فلماذا قال مرة (ليس َّ‬ ‫البر إسم ليس مرفوع وإنما قال (ليس َّ‬ ‫فعل ماضي ناقص من أخوات كان والمفروض أن يقال ليس ُّ‬
‫أخر اإلسم وقدم الخبر‬ ‫ونحن نعلم أن ليس ترفع األول وتنصب الثاني هذه قاعدة نحوية معروفة فلماذا رفع إسم ليس وقدّمه في آية وفي آية أخرى ّ‬
‫البر) أو (ليس‬ ‫البر بأن تولوا)؟ ما هو السر في هذا التعبير البالغي الذي اختلف من آية إلى آية وكان يمكن أن تأتي اآليتان (ليس َّ‬ ‫المنصوب وقال (ليس َّ‬
‫البر) فال بد أن يكون‬ ‫َّ‬ ‫(وليس‬ ‫منصوب‬ ‫وهو‬ ‫خبرها‬ ‫ّم‬‫د‬ ‫وق‬ ‫ليس‬ ‫إسم‬ ‫ر‬ ‫ّ‬
‫أخ‬ ‫ومرة‬ ‫مرفوع‬ ‫وهو‬ ‫ليس‬ ‫إسم‬ ‫ّم‬‫د‬ ‫ق‬ ‫)‬ ‫البر‬
‫ُّ‬ ‫(ليس‬ ‫طبيعتها‬ ‫على‬ ‫البر) فلماذا جاءت مرة‬ ‫ُّ‬
‫لهذا حكمة‪ .‬عندما يقدم المولى سبحانه وتعالى فال بد أن يكون لهذا حكمة‪.‬‬
‫ال َعلَى ُحبِّ ِه َذ ِوي الْ ُق ْر َبى‬ ‫ِّين َوآ َتى الْ َم َ‬
‫اب َوالنَّ ِبي َ‬
‫‪C‬‬ ‫اآلخ ِر َوالْ َمآل ِئ َك ِة َوالْ ِك َت ِ‬
‫ِن الْ ِب َّر َم ْن آ َم َن ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ‬ ‫وه ُك ْم ِق َب َل الْ َم ْش ِر ِق َوالْ َم ْغ ِر ِب َولَـك َّ‬ ‫ْس الْ ِب َّر أَن تُ َولُّواْ ُو ُج َ‬‫(لَّي َ‬
‫ين‬
‫والض َّراء َو ِح َ‬‫ين فِي الْ َب ْأ َساء َّ‬ ‫اهدُواْ َو َّ‬
‫الصا ِب ِر َ‬ ‫ِه ْم إِ َذا َع َ‬ ‫الز َكا َة َوالْ ُمو ُف َ‬
‫ون ِب َع ْهد ِ‬ ‫الصال َة َوآ َتى َّ‬ ‫اب َوأَ َقا َم َّ‬
‫الر َق ِ‬
‫ِين َوفِي ِّ‬ ‫السآ ِئل َ‬
‫يل َو َّ‬ ‫الس ِب ِ‬
‫ْن َّ‬ ‫َوالْ َي َتا َمى َوالْ َم َساك َ‬
‫ِين َواب َ‬
‫ِك ُه ُم الْ ُمتَّ ُق َ‬ ‫ُ‬ ‫ِك الَّذ َ‬‫س أُولَـئ َ‬ ‫ْ‬
‫ون (‪ )177‬البقرة) باختصار شديد كان ه ّم اليهود والنصارى وفرحهم الشديد واغتباطهم العظيم وقضيتهم‬ ‫ص َد ُقوا َوأولَـئ َ‬ ‫ِين َ‬ ‫الْ َبأ ِ‬
‫الكبرى أن يتوجهوا بالصالة إألى بيت المقدس وكأن هذا هو كل دينهم وما هو إال شعيرة من الشعائر (الدين المعاملة) والمسلمون كان كل ه ّمهم أن يغيّر‬
‫اها (‪ )144‬البقرة) فلما رب العالمين قال ( َف َو ِّل َو ْج َه َك َش ْط َر الْ َم ْس ِج ِد‬ ‫ضَ‬ ‫الس َماء َفلَنُ َولَِّينَّ َك ِق ْبلَ ًة َت ْر َ‬
‫َرى َت َقلُّ َب َو ْج ِه َك فِي َّ‬ ‫اهلل تعالى القِبلة إلى المسجد الحرام ( َق ْد ن َ‬
‫ْث َما ُكنتُ ْم َف َولُّواْ ُو ُج ِو َه ُك ْم َش ْط َر ُه) فرح المسلمون واغتبطوا وكأن هذه هي قضية اإلسالم والدين‪ ،‬رب العالمين يخاطب الجميع المسلمين‬ ‫الْ َح َرام َو َحي ُ‬
‫ِ‬
‫واليهود والنصارى أن ليس هذا هو البر‪ .‬البر طبعًا يطلق على كل عمل فيه أجر وكل األعمال التي تؤجر عليها تسمى ِب ّرًا وهناك أبرار وهناك مجرمون‬
‫يم (‪ )14‬اإلنفطار) مقابل األبرار الفجار الذين كل عملهم سيء‪ .‬البر هو العمل الصالح‪ ،‬أما أن توجه نفسك‬ ‫ار لَفِي َج ِح ٍ‬ ‫ِيم (‪َ )13‬وإِ َّن الْ ُف َّج َ‬ ‫ار لَفِي َنع ٍ‬ ‫ْر َ‬ ‫(إِ َّن الْأَب َ‬
‫أين تصلي فرب العالمين في كل مكان ( َفأَ ْي َن َما تُ َولُّواْ َف َث َّم َو ْج ُه اللِهّ (‪ )115‬البقرة)‪ ،‬هذه شعيرة أنت تصلي لبيت المقدس وأنت تصلي للكعبة‪ ،‬أنتم فرحون جدًا‬
‫كأن هذه هي قضية البر من توجه إلى بيت المقدس فكأن اهلل سيغفر له كل زلل ألنها هذه العبادة العظمى‪ ،‬أبدًا وإنما هي شعيرة من الشعائر وأي عبادة من‬
‫ِن الْ ِب َّر َم ْن آ َم َن ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم‬
‫العبادات األخرى من أنواع البر األخرى أكثر أجرًا وأنتم يا مسلمين تتوجهون إلى الكعبة ليس هذا هو البر وإنما البر ( َولَـك َّ‬
‫اب) على حبّه مثل‬ ‫الر َق ِ‬
‫ِين َوفِي ِّ‬ ‫السآ ِئل َ‬
‫يل َو َّ‬ ‫الس ِب ِ‬‫ْن َّ‬‫ِين َواب َ‬‫ال َعلَى ُحبِّ ِه َذ ِوي الْ ُق ْر َبى َوالْ َي َتا َمى َوالْ َم َساك َ‬ ‫‪ C‬هذه عقيدة ثم ( َوآ َتى الْ َم َ‬ ‫اب َوالنَّ ِبي َ‬
‫ِّين)‬ ‫اآلخ ِر َوالْ َمآل ِئ َك ِة َوالْ ِك َت ِ‬
‫ِ‬
‫يرا (‪ )8‬اإلنسان) على حبه ال يعني أنك تعطي ما بقي من طعامك للفقراء أو المحتاجين فمن‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫أ‬
‫ََ ً َ ً‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ِي‬‫ت‬‫ي‬‫و‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫ن‬ ‫ِي‬
‫ك‬ ‫ِس‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِّ‬ ‫ح‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫َّ‬
‫الط‬ ‫ون‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ع‬‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ُط‬ ‫ي‬‫و‬ ‫(‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬
‫يطعم الناس بعد أن يشبع كمن يطعم الناس قبل الموت بدقائق وهو يحتضر قال أنفقوا أموالي‪ ،‬ال قال (على حبه) أنت تعطي من المال ال تعطي الناس بعد‬
‫الز َكاةَ) تلك أتى المال ليس زكاة ولك أتى المال في‬ ‫الصالةَ) أقام الصالة ليس صلّى يعني من أتم ركوعها وسجودها وخشوعها ( َوآ َتى َّ‬ ‫(وأَ َقا َم َّ‬ ‫أن تشبع أنت‪َ .‬‬
‫المناسبات تبرعات وإنفاق وذكر األصناف التي ال ينبغي أن تغفل عنهم ألن كل إنسان في ظل صدقته يوم القيامة فالصدقة تطفئ غضب الرب وتشفي‬
‫ين‬
‫والض َّراء َو ِح َ‬ ‫ين فِي الْ َب ْأ َساء َّ‬ ‫الصا ِب ِر َ‬
‫(و َّ‬ ‫اهدُواْ) الوفاء بالعهد‪َ ،‬‬ ‫ِه ْم إِ َذا َع َ‬ ‫المريض وتأتي بالرزق والصدقات لها نتائج كبيرة يوم القيامة‪َ ( ،‬والْ ُمو ُف َ‬
‫ون ِب َع ْهد ِ‬
‫ْ‬
‫س) في الفقر في الجوع في الحرب فيك صبر ألنك متوكل على اهلل‪ ،‬البر التعامل والدين المعاملة‪ .‬أنتم فرحون أنكم تصلون إلى بيت المقدس وغيركم‬ ‫الْ َبأ ِ‬
‫يصلون إلى البيت الحرام ليس هنالك ضرورة ألن تصلي لبيت المقدس ولكن ال بد لك من جهة ولو شاء رب العالمين أن يغيّر لكنه ال يغيّر ويقول الزنا‬
‫حالل أو البخل جيد‪ .‬البر هو العبادات التي يكون لها القدح المعلّا يوم القيامة ولذلك يتكلم اهلل تعالى عن األبرار الذين كان عملهم كله من البر‪ ،‬أعمالهه‬
‫ْس الْ ِب َّر أَن تُ َولُّواْ ُو ُج َ‬
‫وه ُك ْم ِق َب َل الْ َم ْش ِر ِق َوالْ َم ْغ ِر ِب)‬ ‫أخالقهه صفاتهه كظم غيظ هذا الذي هو البر ال يتعلق بأن تولي وجهك نحو المشرق والمغرب (لَّي َ‬
‫البر إسم ليس مقدّم‪( ،‬أن) ناصبة مصدرية وتولوا فعل مضارع منصوب بأن والمصدر (أن تولوا) إسم ليس‪ .‬في اللغة العربية المصدر المؤول‬ ‫إعرابها‪َّ :‬‬
‫البر توليتُكم وجوهكم قبل المشرق والمغرب‪،‬‬ ‫البر معرفة لكن تعريفها أقل من تعريف المصدر (التولية) ليس ّ‬ ‫المعرف بالالم إذن كلمة ّ‬ ‫ّ‬ ‫أقوى معرفة من‬
‫فجعل التولية هي األساس المشكلة في هذه اآلية العقدة المطروحة توليتكم وجوهكم قبل المشرق والمغرب فرحين بها كأنها هي الدين كله‪ ،‬ليس هذا البر‪،‬‬
‫ال أو إلى األمام أو إلى الخلف‬ ‫صل يمينًا أو شما ً‬ ‫تولية وجوهكم إلى الكعبة أو بيت المقدس ما هي إال شعيرة من الشعائر وأنت تتساوى عندك إذا قلنا لك ِّ‬
‫يتساوى عندك هذا لكن الذي ال يتساوى بين الناس هو اإليمان باهلل واليوم اآلخر ومالئكته ورسله وكتبه هذه عقيدة‪ ،‬تل ّفت حولك اآلن في هذا اليوم بعد ‪15‬‬
‫‪ C‬كم واحد يؤمن باهلل واحدًا وباليوم اآلخر يقينًا والكتاب والنبيين؟ قلة من امسلمين هم الوحيدون‬ ‫قرنًا من اإلسالم وبعد سبعين قرنًا من المسيحية واليهودية‬
‫ْن أ َح ٍد ِّمن ُّر ُسلِ ِه (‪ )285‬البقرة) وليس هناك أحد غير هذه‬ ‫َ‬ ‫ون ُك ٌّل آ َم َن ِباللِهّ َو َمآل ِئ َك ِت ِه َوكتُ ِب ِه َو ُر ُسلِ ِه َ‬
‫ال نُ َف ِّر ُق َبي َ‬ ‫ُ‬ ‫على وجه األرض الذين يؤمنون ( َوالْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫‪ C‬وهذا مقتل من مقاتل العقيدة في كل دين‪ .‬التولية جعلها إسم ليس ألنها أهم من الخبر (ليس البر أن تولوا‬ ‫‪ C‬كل واحد يؤمن بنبيّه‬ ‫األمة يؤمنون بالنبيين‬
‫وجوهكم) رب العالمين يعالج في هذه اآلية مسألة توليكم إلى المشرق والمغرب الذي اعتبرتوه كل شيء فإذن صار (أن تولوا) المصدر المؤول هو إسم‬
‫البر‪ ،‬ليست توليتُكم‬ ‫ُ‬
‫التولية َّ‬ ‫البر خبر ليس منصوب و(أن تولوا) في محل رفع إسم ليس وصار إسم ليس ألهميته يعني ليست‬ ‫والبر هو الخبر‪ .‬إذن َّ‬ ‫ليس َّ‬
‫‪C‬‬
‫البر إنما البر أن تؤمن باهلل واليوم اآلخر ومالئكته والكتاب والنبيين‪.‬‬ ‫وجوهكم قِبل المشرق والمغرب َّ‬
‫ون (‪ )189‬البقرة) كان من عادة‬ ‫ِح َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِن أ ْب َوا ِب َها َواتقوا اللَهّ ل َعلك ْم تفل ُ‬‫ُوت م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِن ال ِب َّر َم ِن اتقى َوأتوا البُي َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ور َها َولـك َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْس الْ ِب ُّر ِبأَ ْن َت ْأتُ ْواْ الْبُي َ‬‫اآلية الثانية ( َولَي َ‬
‫ُوت مِن ظ ُه ِ‬
‫البر وليست التولية قبل المشرق والمغرب أنت‬ ‫البر) هنا ّ‬ ‫العرب أنه إذا سافر يخرج من خلف البيت عندهم تقاليد بعض الخرافات فقال رب العالمين (ليس ُّ‬
‫ال ال هذا وال هذا‪ ،‬أنتم هنا ليس عندكم بر نهائيًا‪ ،‬هناك البر موجود ولكنهم كانوا يظنون أن هذا كون هذا‪ ،‬في اآلية األولى‬ ‫مشكلتكم أن البر ما عندكم أص ً‬
‫هناك نوعان من البر بر عظيم وبر أقل‪ ،‬البر العظيم هو التعامل مع اآلخر والبر األقل هو التوجه نحو الكعبة أو بيت المقدس أما في اآلية الثانية فليس‬
‫البر)‬
‫‪ C‬إذن (ليس ُّ‬ ‫ال‪ ،‬ما معنى أن تدخل من خلف الكعبة أو تطوف عريانًا أو غيره من الخرافات والتطير أفكار كانوا يتصوروها من الدين‪.‬‬ ‫عندهم بر أص ً‬
‫المشكلة في البر وليس في تولية الوجوه‪ ،‬البر نفسه فيه مشكلة وأدخل الباء على الخبر (بأن تأتوا) لما دخلت الباء على الجواب تعين أن يكون هذا خبر ليس‬
‫هذه قضية نحوية معروفة‪.‬‬
‫*لم قال سبحانه (على حبه) ولم يقل وهو يحبه فى قوله تعالى ( َوآتَى ْال َما َل َعلَى ُحبِّ ِه َذ ِوي ْالقُرْ بَى َو ْاليَتَا َمى* َو ْال َم َسا ِكينَ َوا ْبنَ ال َّسبِي ِل)؟‬
‫(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫تأمل كيف قال سبحانه (على حبه) ولم يقل وهو يحبه ألن (على) أفادت التمكن من حب المال وشدة التعلق به فنبّه بها على أبعد أحوال التعلق بالمال‪ .‬فإذا‬
‫كنت في حالة شدة حبك للمال تنفقه في سبيل اهلل وأنت مرتاح النفس فكيف بك في أحوالك األخرى؟‬
‫*ما داللة نصب (الصابرين) في قوله تعالى (والصابرين فى البأساء و الضراء و حين البأس ) ؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذا يُس ّمى القطع والقطع يكون في الصفات أو العطف إذا كان من باب الصفات‪ .‬القطع يكون لألمر المهم‪ .‬فالقطع موجود في اللغة‪ ،‬في الصفات يكون‬
‫القطع مع المرفوع للمنصوب ومع المنصوب للمرفوع ومع المجرور للمرفوع‪ .‬واآلية موضع السؤال هي من القطع يقطع من الصفات ألهمية المقطوع‬
‫ص أو أمدح ويسمى مقطوع على المدح أو الذم‪ .‬وفي اآلية (الصابرين) مقطوعة وهي تعني أخص أو أمدح‬ ‫أخ ُّ‬ ‫ال به بمعنى ُ‬ ‫والمقطوع يكون مفعو ً‬
‫الصابرين‪ .‬وكأننا نسلّط الضوء على المقطوع فالكلمة التي نريد أن نر ّكز عليها أو نسلّط عليها الضوء نقطعها‪.‬‬
‫الترحم ويكون االضمار وجوبًا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫دل على المدح أو الذم أو‬ ‫من باب الصفات ما ّ‬
‫ِّين َوآََتى الْ َم َ‬
‫ال َعلَى ُحبِّ ِه َذ ِوي‬ ‫ِن الْ ِب َّر َم ْن آَ َم َن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر َوالْ َملَا ِئ َك ِة َوالْ ِك َت ِ‬
‫اب َوالنَّ ِبي َ‬ ‫ْس الْ ِب َّر أَ ْن تُ َولُّوا ُو ُج َ‬
‫وه ُك ْم ِق َب َل الْ َم ْش ِر ِق َوالْ َم ْغ ِر ِب َولَك َّ‬ ‫قال تعالى (لَي َ‬
‫ْ‬
‫ين فِي الْ َبأ َسا ِء َو َّ‬ ‫ِه ْم إِ َذا َع َ‬ ‫الز َكا َة َوالْ ُمو ُف َ‬ ‫الصلَا َة َوآََتى َّ‬ ‫اب َوأَ َقا َم َّ‬ ‫الْ ُق ْر َبى َوالْ َي َتا َمى َوالْ َم َساك َ‬
‫الض َّرا ِء‬ ‫الصا ِب ِر َ‬
‫اهدُوا َو َّ‬ ‫ون ِب َع ْهد ِ‬ ‫الر َق ِ‬
‫ِين َوفِي ِّ‬ ‫السا ِئل َ‬‫يل َو َّ‬ ‫الس ِب ِ‬
‫ْن َّ‬‫ِين َواب َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِك الَّذ َ‬ ‫س أُولَئ َ‬ ‫َو ِح َ ْ‬
‫ون (‪ )177‬البقرة) الصابرين منصوبة ر ّكز عليها وقطع ولم يقل الصابرون معطوفة على الموفون عطف‬ ‫ِك ُه ُم ال ُمتَّ ُق َ‬ ‫ُ‬
‫ص َدقوا َوأولَئ َ‬ ‫ِين َ‬ ‫ين الْ َبأ ِ‬
‫والضراء في البدن والدين كله صبر فقطع‬ ‫ّ‬ ‫لكن ألن الصابرين يكونون في الحرب والسلم وفي البأساء وهي عموم الشدة واالصابة في األموال‬ ‫على خبر ّ‬
‫الصابرين ألهميتها‪.‬‬
‫ص َدقُوا* َوُأولَـِئ َ*‬
‫ك هُ ُم ْال ُمتَّقُونَ (‬ ‫س ُأولَـِئكَ الَّ ِذينَ َ‬ ‫ْأ‬ ‫‪ * ‬ما الفرق بين البأساء والضراء في اآلية ( َوالصَّابِ ِرينَ فِي ْالبَْأ َساء وال َّ‬
‫ضرَّاء َو ِحينَ ْالبَ ِ‬
‫‪ )177‬البقرة) ؟السامرائى‬
‫البأساء معناها البؤس والشدة والحرب والمشقة‪ .‬البؤس وما فيه من الفقر المشقة والشدة والبأساء بمعنى الحرب أيضًا‪ .‬الضراء المرض واألوجاع في‬
‫األبدان وما يصيب األموال أيضًا‪ ،‬اإلصابة في األبدان من مض وأوجاع واإلصابة في األموال‪ .‬البأساء في الشدة والمشقة عمومًا في الحرب وغيرها‬
‫والضراء إما إصابة في البدن من مرض وغير ذلك وإما إصابة في األموال‪.‬‬
‫*ما تفسير قوله تعالى ( َولَ ِك َّن ْالبِ َّر َم ِن اتَّقَى ) و ل َم لم يقل‪ :‬لكن البر أن تؤمنوا* باعتبار أن البر هو اإليمان ال المؤمن وليناسب الجزء‬
‫األول من اآلية الذي أتى بالخبر مصدرا؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ال َعلَى ُحبِّ ِه‬ ‫ِّين َوآ َتى الْ َم َ‬ ‫آخ ِر َوالْ َمال ِئ َك ِة َوالْ ِك َت ِ‬
‫اب َوالنَّ ِبي َ‬ ‫ِن الْ ِب َّر َم ْن آ َم َن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْ ِ‬ ‫ْس الْ ِب َّر أَ ْن تُ َولُّوا ُو ُج َ‬
‫وه ُك ْم ِق َب َل الْ َم ْش ِر ِق َوالْ َم ْغ ِر ِب َولَك َّ‬ ‫قال تعالى‪" :‬لَي َ‬
‫ْ‬
‫ين فِي الْ َبأ َسا ِء‬ ‫ِه ْم إِ َذا َع َ‬ ‫الز َكا َة َوالْ ُمو ُف َ‬ ‫اب َوأَ َقا َم َّ‬ ‫َذ ِوي الْ ُق ْر َبى َوالْ َي َتا َمى َوالْ َم َساك َ‬
‫الصا ِب ِر َ‬
‫اهدُوا َو َّ‬ ‫ون ِب َع ْهد ِ‬ ‫الصال َة َوآ َتى َّ‬ ‫الر َق ِ‬
‫ِين َوفِي ِّ‬ ‫السا ِئل َ‬
‫يل َو َّ‬ ‫الس ِب ِ‬
‫ْن َّ‬ ‫ِين َواب َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫س أُولَئ َ‬
‫ِك الَّذ َ‬ ‫الض َّرا ِء َو ِح َ ْ‬
‫ون" (البقرة‪)177:‬‬ ‫ِك ُه ُم ال ُمتَّ ُق َ‬ ‫ص َد ُقوا َوأولَئ َ‬ ‫ِين َ‬ ‫ين الْ َبأ ِ‬ ‫َو َّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ْوا ِب َها َواتقوا الل َه ل َعلك ْم‬ ‫ُوت م ْ‬
‫ِن أب َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِن ال ِب َّر َم ِن اتقى َوأتوا البُي َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ور َها َولك َّ‬ ‫ِن ظ ُه ِ‬‫ُ‬ ‫ُوت م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ْس ال ِب ُّر ِبأ ْن َتأتوا البُي َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اس َوال َح ِّج َولي َ‬ ‫" َي ْسأَلونَك َع ِن الأ ِهل ِة قل ِه َي َم َواقِيت لِلن ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ون" (البقرة‪)189:‬‬ ‫ِح َ‬ ‫تُ ْفل ُ‬
‫‪  ‬جاء في اآلية ‪ ‬بالمصدر المؤول (أن تولوا = التولية )‪ ،‬فافترض بعضهم أن يستعمل المصدر في الجزء الثاني من اآلية أيضا ليتناسب مع المصدر في‬
‫بدايتها فيقول‪ :‬ولكن البر أن تؤمنوا‪ ،‬وكذلك في اآلية الثانية‬
‫‪ ‬الجواب‪ :‬في لغة العرب يمكن أن يحذف المضاف ويقام المضاف إليه مقامه كما في قوله تعالى‪" :‬واسأل القرية"‪ ،‬ففيها مضاف محذوف (واسأل أهل‬
‫القرية) فحذف كلمة (أهل) وجعل كلمة (قرية) مكانها‪ ،‬وأخذت موقعها اإلعرابي‪.‬‬
‫"ولكن ال ِب ّر َمن اتّقى" كأن هذا المتقي صار هو البر بعينه‪ .‬فال ِبر الحقيقي هو هذا الذي وصفناه بهذه الكلمة‪ ،‬البر هو هذا الذي اتقى أو هذا‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬فعندما يقول‪:‬‬
‫الذي توفرت فيه هذه الصفات‪.‬‬
‫‪ ‬ولو عدنا إلى اآلية لتوقفنا فيها أكثر من وقفة‬
‫ـ هدف اآلية‬
‫ـ اإلفراد في الصفات ثم الجمع‬
‫ـ نصب الصابرين‬
‫ـ الرق واإلسالم‬
‫ـ توجيه رباني من اآلية الثانية‬
‫‪ ‬أصل الكالم في اآليتين هو قضية أي قبلة أولى باالتجاه نحوها؟ في أي اتجاه يكون البر ؟‬
‫جوهكم"‬
‫أن تولوا ُو َ‬ ‫البر ْ‬‫يس ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫"‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫والقرآن يريد أن يبين لمن يسمعه سواء أكان من المسلمين أو من غيرهم ما البر الحقيقي؟‬
‫نلحظ أنه استعمل الفعل المضارع بمعنى التحول والتحرك أي تولية الوجه‪ ،‬ووصف البر بأنه من تتمثل فيه هذه الصفات‪ ،‬وهي من اآليات الجامعة ‪ ‬تبين لنا‬
‫أن البر يكون ممثال كامال في هذا اإلنسان المتصف بهذه الصفات‪.‬‬
‫وتمضي اآلية تعدد صفاته‪:‬‬
‫ـ اإليمان باهلل بكل ما يقتضيه من تطبيق ومن اعتقاد‬
‫ـ ثم انتقل إلى الغيبيات من اإليمان باليوم اآلخر والمالئكة‬
‫ـ والكتاب‪ :‬ونلحظ استعمال الجنس (الكتاب) أي جنس الكتاب‪.‬‬
‫‪ C‬دون المرسلين ألن النبوة أوسع من الرسالة‪ ،‬فكل رسول نبي‪ ،‬وليس كل نبي رسوال‪،‬‬ ‫ـ والنبيين‪ :‬استعمل النبيين‬
‫ـ ثم انتقل إلى المعامالت ‪" :‬وآتى المال على حبه"‬
‫ـ ثم بين نوع اإليتاء‪ ،‬فهو ليس من الفرض‪.‬‬
‫ـ وبين الفئات التي يصلها العطاء وتستحقه‪ ،‬فبدأ بذوي القربى من باب حرصه على األرحام‪ ،‬وثنى باليتامى ثم بالمساكين الذ ين يحتاج المرء إلى البحث‬
‫عنهم ليعرفهم‪ ،‬وهذا من التوجيهات االجتماعية القرآنية في الرعاية المالية‪ ،‬ثم ذكر ابن السبيل ليطمئن المسلم على نفسه أنى كان فإذا انقطع به المال فى‬
‫سفر فإن له حقا في هذا المال‪ ،‬وذكر السائلين (من سأل باهلل فأعطوه) فال يبحث المرء أمحتاج هذا السائل أم ال؟ما دام يسأل فعلي أن أعطي إن كنت قادرا‪،‬‬
‫شبهة ضده فيقولون‪ :‬إن اإلسالم يقر الرق‬ ‫ً‬ ‫والسائلون ليسوا هم المساكين‪ .‬ثم ختم بالرقاب‪ ،‬وهذه الكلمة يثيرها بعض من لم يطلعوا على حقيقة اإلسالم‬
‫‪ C‬والحقيقة هي أن االسالموأبقى منفذا واحدا للرق وهو (رقيق الحرب) ثم فتح أبوابا إلخراج العبد من حالة عبوديته بالصدقات‬ ‫ويدعو إلى العبودية‪.‬‬
‫والكفارات والترغيب في العتق‪ ،‬وبابا آخر وهو(المكاتبة) فيحق لكل فرد من الرقيق أن يذهب إلى القاضي ويطلب مكاتبة سيده‪ ،‬فيرغمه القاضي على‬
‫‪ C‬من الرق‪.‬وهو من مصارف اإلنفاق الطوعي (وفي الرقاب)‪.‬‬ ‫المكاتبة إلى أن يتخلص العبد‬
‫ـ "وأقام الصالة" فانقل بعد ذلك إلى تهذيب النفس وصلتها باهلل‬
‫ـ "وآتى الزكاة" وهذا تأكيد على أن اإلنفاق المالي المتقدم ليس من الفرض والزكاة‪ ،‬فالزكاة مال تجمعه الدولة وتتولى إنفاقه في مصارفه‪ ،‬أما المذكور‬
‫سابقا فإنفاق شخصي يختلف عن هذا‪ .‬وفي أيامنا تركت دول كثيرة جمع الزكاة إلى الناس أنفسهم وهذا امتحان لهم‪.‬‬
‫‪ ‬ثم نلحظ انتقال الحديث إلى الجمع‪ ،‬فالكالم المتقدم إلى اآلن فردي‪ ،‬وقد تقدمت ( َمن) وهي تحتمل الجمع واإلفراد‪ ،‬فبدأ باإلفراد (اإليمان ـ اإلنفاق الفردي‬
‫من رعاية ذوي القربى واليتامى واإلنفاق على المساكين‪ ،‬والصالة والزكاة )‬
‫ثم انتقل إلى العمل الجماعي ألن (من) تجمع االثنين اإلفراد والجمع‬
‫ففي العمل الجماعي ذكر الوفاء بالعهد‪ ،‬ويجوز أن نقول (نحترم من يفي بعهده ـ ومن يفون بعهدهم) ألنها تصدق على الواحد والكثرة‪.‬‬
‫وقد جعل الوفاء بالعهد عاما ليشمل وفاء المجتمع بالعهد‪ ،‬والفرد جزء من المجتمع ‪  ،‬فأي فرد من المسلمين يكن أن يعاهد عن بقية المسلمين‪ ،‬وهم جميعا‬
‫‪ C‬أدناهم)‪.‬‬ ‫ملزمون بالوفاء بعهده (يسعى بذمتهم‬
‫والوفاء بالعهد ليس سهال على المرء في مواطن كثيرة‪ ،‬إذ يصعب على النفس‪ ،‬وقد تشعر أن فيه هضما لحقها‪ ،‬ونتذكر جميعا كيف كان المسلمون يأتون‬
‫من مكة إلى الرسول عليه الصالة والسالم فيردهم وفاء لعهده مع المشركين في صلح الحديبية‪.‬‬
‫‪ ‬ـ والصابرين‪ :‬وهنا قد يقال إن العطف يقتضي الرفع‪ ،‬وهذا قد يجوز في غير القرآن‪ ،‬ولكن الصبر هنا له منزلة عالية في البأساء والضراء‪ ،‬فنصبها‬
‫‪ C‬وتقديرا لفعل محذوف (أخص الصابرين)‪.‬‬ ‫إشارة إلى تخصص الصابرين وتمييزهم بين المذكورين‪،‬‬
‫‪ C‬ليقول إن على المسلم أن يسعى ليكون مثلهم ويصل إليهم وإلى هذه الصفات‪.‬‬ ‫‪( ‬أولئك الذين صدقوا)‪  ‬جاء باسم اإلشارة (أولئك)للبعيد‬
‫(وأولئك هم المتقون)والسؤال هنا لم جاء بالضمير (هم)؟‬
‫(هم) ضمير فصل يؤتى به ليميز بين الخبر والصفة‪ ،‬وفيه أيضا معنى التوكيد‪ ،‬ونفي الوصفية التي قد تفهم إن حذف الضمير‪ ،‬فأثبت لهم الخبرية توكيدا‬
‫وتخصيصا‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْس ال ِب ُّر ِبأ ْن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اس َوال َح ِّج َولي َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ ‬جاء بعد كل الصفات المتقدمة بوصف المتقين‪ ،‬وهذه الصفة هي نفسها في اآلية الثانية " َي ْسألونَك َع ِن الأ ِهل ِة قل ِه َي َم َواقِيت لِلن ِ‬
‫ِن أَ ْب َوا ِب َها َواتَّ ُقوا اللَّهَ" فبدأ بكلمة التقوى لإليجاز‪.‬‬ ‫ِن الْ ِب َّر َم ِن اتَّ َقى َوأْتُوا الْ ُبي َ‬
‫ُوت م ْ‬ ‫ِن ُظ ُه ِ‬
‫ور َها َولَك َّ‬ ‫َت ْأتُوا الْ ُبي َ‬
‫ُوت م ْ‬
‫‪ ‬والقرآن الكريم قد يجاري السائل أحيانا على طريقته في السؤال‪ ،‬فهؤالء قد سألوا الرسول عليه الصالة والسالم عن األهلة‪ : ،‬ما هي؟ ما فوائدها؟ فجاء‬
‫الحج"‬
‫واقيت للنِساّ َو َ‬ ‫"هي َم ُ‬ ‫الجواب مختصرا َ‬
‫وقد كان بعض األنصار إذا رجع من الحج فال يدخل من باب الدار‪ ،‬وإنما يأتي من ظهرها ويدخل‪ .‬فتقول له اآلية إن البر ليس بهذا العمل‪ ،‬وقد يكون األمر‬
‫من باب توجيه المجتمع المسلم بأال يعكس األمور بأن يسأل عن المسائل الصغيرة ويترك القضايا الجوهرية‪ ،‬فبدل السؤال عن األهلة فليتبصروا في خلق‬
‫اهلل عز وجل في هذا الهالل كيف يكون وكيف يصير؟‬
‫آية (‪:)178‬‬
‫*ال ُح ِّر َو ْال َعبْ* ُد بِ ْال َعبْ* ِد َواُأْل ْنثَى‬
‫ص*اصُ فِي ْالقَ ْتلَى ْالحُ*رُّ بِ ْ‬ ‫ب َعلَ ْي ُك ُم ْالقِ َ‬
‫* ما هو تفس*ير اآلية ‪ 178‬في س*ورة البق*رة (يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ َآ َمنُ*وا ُكتِ َ‬
‫ك فَلَهُ عَ** َذابٌ‬ ‫يف ِم ْن َربِّ ُك ْم َو َرحْ َمةٌ فَ َم ِن ا ْعتَدَى بَ ْع َد َذلِ َ‬
‫ك ت َْخفِ ٌ‬ ‫ُوف َوَأدَا ٌء ِإلَ ْي ِه بِِإحْ َسا ٍن َذلِ َ‬ ‫بِاُأْل ْنثَى فَ َم ْن ُعفِ َي لَهُ ِم ْن َأ ِخي ِه َش ْي ٌء فَاتِّبَا ٌ‬
‫ع بِ ْال َم ْعر ِ‬
‫َألِي ٌم )؟ وما الوجه البالغي في هذا التقسيم؟(د‪.‬حسام* النعيمى)‬
‫حر عبدًا ال يؤخذ به؟ وإنما يقول أعطونا ثمنه؟ هنا نقول في كثير من اآليات ينبغي الرجوع إلى سبب النزول‪ .‬نحن عندنا قاعدة عامة (ولكم في‬ ‫هل إذا قتل ٌ‬
‫القصاص حياة) هذه القاعدة العامة‪ .‬كان هناك ثأر بين حييّن من أحياء العرب أسلموا قبل أن تُ ّ‬
‫فض المشكلة وأحدهما كان قويًا متجبرًا فقبل أن يدخلوا في‬
‫بالحر منهم والمرأة منّا بالرجل منهم حتى نصطلح وإال الحرب مستمرة هكذا من التجبر والحرب مستمرة فلما دخلوا في‬ ‫ّ‬ ‫‪ C‬منّا‬
‫اإلسالم كانوا يقولون العبد‬
‫اإلسالم بقوا على حالهم وعلى قولهم فنزلت اآلية‪ :‬نعم في القصاص حياة لكن الحر بالحر والعبد بالعبد واألنثى باألنثى‪ .‬انظروا كم من أحراركم ُقتِل‬
‫‪ C‬وللنساء حتى تحل المشكل وهو مشكل مؤقت ‪ ‬لكن تبقى القاعدة عامة (ولكم في القصاص‬ ‫وأحرارهم ُقتِل؟ هذه بهذا والفارق‪  ‬تدفع عنهم الديّة وكذلك للعبيد‬
‫حياة) القصاص عامة ‪.‬‬

‫ص***اصُ فِي ْالقَ ْتلَى (‪ )178‬البق***رة) ما الحكم***ةمن بن***اء الفعل ( ُكتِ َ‬


‫ب) هنا للمجه***ول؟( د‪.‬فاضل‬ ‫ب َعلَ ْي ُك ُم ْالقِ َ‬ ‫*(يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫***وا ُكتِ َ‬
‫السامرائى)‬
‫اص فِي الْ َق ْتلَى (‪)178‬‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ُم الْق َ‬
‫ِص ‪ُ C‬‬ ‫الص َيا ُم (‪ )183‬البقرة) ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ ُكت َ‬ ‫األمور المستكرهة يبنيها ربنا للمجهول ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ ُكت َ‬
‫ِب َعلَ ْي ُك ُم ِّ‬
‫ال َو ُه َو ُك ْر ٌه لَّ ُك ْم (‪ )216‬البقرة) في األشياء الصعبة المستكرهة والمشقة يبني الفعل للمجهول مع أنه كله بقدر اهلل عز وجل لكن ال‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ُم الْ ِق َت ُ‬
‫البقرة) ( ُكت َ‬
‫ينسبه لنفسه وهذا خط عام في القرآن‪.‬‬
‫آية (‪:)179‬‬
‫* ما القيمة الفنية لقوله تعالى (ولكم في القصاص حياة)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هذه فيها مقاالت طويلة حتى كتب مصطفى صادق الرافعي "كلمة مؤمنة في الرد على كلمة كافرة" بعضهم قال العرب تقول‪ :‬القتل أفنى للقتل‪ ،‬فكتب في‬
‫الفرق العظيم بين قولهم القتل أفنى من القتل التي فيها دماء وبين قوله تعالى (ولكم في القصاص حياة) التي فيها حياة وتلك فيها دماء‪ .‬والسيوطي ذكر‬
‫عشرين فرقًا في كتابه المزهر في اللغة والرافعي زاد عليه‪.‬‬
‫ُ‬
‫يقص‪ .‬في األصل القص هو‬ ‫قص ّ‬ ‫ون (‪ )179‬البقرة)‪ .‬كلمة القِصاص مأخوذة من فعل ّ‬ ‫ُ‬ ‫اص َح َيا ٌة َيا أولِي الْأَلْ َب ِ‬
‫اب لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّق َ‬ ‫اآلية بتمامها ( َولَ ُك ْم فِي الْق َ‬
‫ِص ِ‬
‫قص إال بعد أن يوضع عليها خط أين يقص‪.‬الذي يقص‬ ‫قص الثوب ألن الثياب لم تكن تُ ّ‬‫‪ C‬األثر الذي قد يكون خطًا ومنه ّ‬ ‫القطع‪ ،‬أوالقص تتبّع األثر تحديدًا‪،‬‬
‫ومقاصة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِصاصًا‬ ‫ق‬ ‫يقص‬ ‫قص‬‫ّ‬ ‫من‬ ‫بالمقص هو يتتبع أثرًا‪ .‬القِصاص‬
‫فأخرها على ُسنّة العرب في كالمها‪( .‬لكم في القصاص حياة) اإلسالم يريد مجتمعًا‬ ‫القِصاص لكم فيه حياة‪ .‬أي حياة للمجتمع‪ .‬وكلمة (حياة) جاءت نكِرة ّ‬
‫هانئًا‪ ،‬آمنًا فذكر القِصاص‪ .‬أما مقولة (القتل أنفى للقتل) هذه كلمة‪ ،‬مقولة عربية يوازنوها أحيانًا بـ (ولكم في القصاص حياة) ويبينون معايب هذه الكلمة‬
‫التي تبدو ألول وهلة جميلة (القتل أنفى للقتل) ولكن عندما ندقق في اآلية نجد سمو التعبير (ولكم في القصاص حياة)‪ .‬أما (القتل أنفى للقتل) يقول بعضهم‬
‫أنها كلمة جاهلية وحتى لو كانت جاهلية تحمل رائحة الدم وليس فيها رائحة بناء المجتمع‪ .‬أما كلمة (القصاص حياة) كلمة موجزة‪ .‬القصاص فيه حياة‬
‫تقص فعله حتى تعاقبه بمثل فعله‪ ،‬اختصرت بكلمة‬ ‫‪ C‬الذي فعله المخالِف ّ‬ ‫للمجتمع‪ .‬القصاص لم يحدد القتل وإنما هو عدالة‪ .‬لما تقول قصاص أي أنت تتتبّع‬
‫قصاص مهما كان الشخص الذي قتل حاكمًا أو سيدًا في قومه فيقتل وحده ‪ .‬بعد ذلك ُر ِّخص للمسلمين بقبول المقابل أو العدل‪ .‬أما الدية فهي مقابل القتل‪.‬‬
‫بينما القتل أنفى للقتل هذه مقولة تتكلم فقط عن القتل وما ذكرت بقية األحوال التي يصار بها في المجتمع بينما القصاص شامل ذكر كل هذه األشياء‪ ،‬فضالً‬
‫عن أن كلمة القتل أنفى للقتل كما يقول علماؤنا خطأ ألنه ليس دائمًا القتل ينفي القتل ففي بعض األحيان القتل يجلب قت ً‬
‫ال (قتل الظلم‪ ،‬قتل التعدّي) كما‬
‫يقولون (ومن يظلم الناس يُظلَم) وليس هكذا مفهوم اإلسالم‪.‬‬
‫ثم كلمة (حياة) نكرة والنكرة لها في كل موضع معنى‪ .‬في هذه اآلية (ولكم في القصاص حياة يا أولي األلباب) حياة نبيلة‪ ،‬عظيمة‪ ،‬قيمة لما نسمع السياق‬
‫صفوها بما شئتم من أوصاف الخير‪.‬‬ ‫تعطي معنى الحياة السعيدة الهانئة‪ ،‬حياة ِ‬
‫*لم جاءت كلمة (حياة) نكرة ؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫الحظ كيف بيّنت هذه اآلية على وجازتها حكمة القصاص بأسلوب ال يُمارى وعبارة ال ُتحاكى‪ .‬أال ترى كيف جعل اهلل تعالى القصاص وهو القتل حياة‬
‫اص َح َيا ٌة)؟ ولذلك نُ ِّكرت كلمة (حياة) قلم يقل الحياة إشعارًا أن في هذا القصاص نوع من الحياة عظيمًا ال يبلغه وصف‪ .‬ولكن كيف يكون‬ ‫( َولَ ُك ْم فِي الْق َ‬
‫ِص ِ‬
‫القصاص حياة وهو ٌ‬
‫قتل للقاتل؟ الجواب أنه إذا علِم القاتل أنه سيُقتل فال شك أنه سيمتنع عن القتل وهذا يصون النفس من القتل ويحمي القاتل فكان‬
‫القصاص حياة للنفسين وهذا يؤدي إلى إحياء البشرية بأسرها‪.‬‬
‫آية (‪:)180‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)133‬‬
‫ت) وتقديم (أحدكم)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬
‫ض َر َح َد ُك ُم ال َموْ ُ‬
‫ب َعلَ ْي ُك ْم ِإ َذا َح َ‬
‫*ما داللة حضر فى قوله تعالى ( ُكتِ َ‬
‫َّة لِلْ َوالِ َدي ِ‬
‫ْن‬ ‫صي ُ‬ ‫ض َر أَ َح َد ُك ُم الْ َم ْو ُت إِن َت َر َك َخي ً‬
‫ْرا الْ َو ِ‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ْم إِ َذا َح َ‬
‫حضر يمكن أن تلمس فيها ما هو شديد القرب وشدة القرب ظاهرة في قوله تعالى‪ُ (:‬كت َ‬
‫ِين (‪ )180‬البقرة) إهتمام بالمتقدم وإبعاد شبح الموت الحقيقي‪ .‬اآلية في الوصية والموصي يكون في وعيه ويتكلم لكن‬ ‫وف َح ًّقا َعلَى الْ ُمتَّق َ‬
‫ين ِبالْ َم ْع ُر ِ‬
‫َواأل ْق َر ِب َ‬
‫ليس أن الموت اقترب منه‪.‬‬
‫* ما داللة استعمال (إذا) فى اآلية؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫وف َح ًّقا َعلَى الْ ُمتَّق َ‬
‫ِين (‪ . )180‬نعرف الفرق بين (إذا)‬ ‫ين ِبالْ َم ْع ُر ِ‬ ‫َّة لِلْ َوالِ َدي ِ‬
‫ْن َواأل ْق َر ِب َ‬ ‫صي ُ‬ ‫ض َر أَ َح َد ُك ُم الْ َم ْو ُت إِن َت َر َك َخي ً‬
‫ْرا الْ َو ِ‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ْم إِ َذا َح َ‬
‫قال تعالى‪ُ (:‬كت َ‬
‫أقل عموم الشرط وقد يكون آكد وقد يكون مستحيل وقد يكون قليل‪.‬‬ ‫و(إن)‪ .‬إذا تستعمل فيما هو كثير وفيما هو واجب و(إن) لما هو ّ‬
‫ص *يَّةُ لِ ْل َوالِ * َدي ِْن َواأل ْق * َربِينَ‬
‫ك َخ ْي**راً ْال َو ِ‬ ‫ض * َر َأ َح* َد ُك ُم ْال َم**وْ ُ‬
‫ت ِإن تَ* َ‬
‫*ر َ‬ ‫ب َعلَ ْي ُك ْم ِإ َذا َح َ‬
‫*ما إع**راب كلمة (الوص**ية) في قوله تع**الى ( ُكتِ َ‬
‫ُوف َحقّا ً َعلَى ْال ُمتَّقِينَ {‪ )}180‬سورة البقرة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫بِ ْال َم ْعر ِ*‬
‫ُ‬
‫الوصية نائب فاعل‬
‫*اللمسات البيانية في آيات الصيام‪:‬‬
‫يضا أَ ْو َعلَى َس َف ٍر َفع َّ‬
‫ِد ٌة‬ ‫ان مِن ُكم َّم ِر ً‬
‫َات َف َمن َك َ‬ ‫ون (‪ )183‬أَيَّا ًما َّم ْعدُود ٍ‬ ‫ِين مِن َق ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬‫ِب َعلَى الَّذ َ‬ ‫الص َيا ُم َك َما ُكت َ‬
‫ِب َعلَ ْي ُك ُم ِّ‬ ‫ِين آ َمنُواْ ُكت َ‬ ‫قال تعالى‪َ (:‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫نز َل‬ ‫ان الَّذ َ ُ‬ ‫ون (‪َ )184‬ش ْه ُر َر َم َ‬ ‫ْر لَّ ُك ْم إِن ُكنتُ ْم َت ْعلَ ُم َ‬
‫صو ُمواْ َخي ٌ‬ ‫ْر لَّ ُه َوأَن َت ُ‬ ‫ْرا َف ُه َو َخي ٌ‬ ‫ِين َف َمن َت َط َّو َع َخي ً‬ ‫ُطي ُقو َن ُه ِف ْد َي ٌة َط َعا ُم م ْ‬ ‫َّام أُ َخ َر َو َعلَى الَّذ َ‬ ‫َ‬
‫ِي أ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ِسك ٍ‬ ‫ِين ي ِ‬ ‫ِّم ْن أي ٍ‬
‫ُري ُد اللُهّ ِب ُك ُم الْي ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يضا أَ ْو َعلَى َس َف ٍر َفع َّ‬ ‫الش ْه َر َفلْ َي ُ‬
‫ُس َر َو َ‬
‫ال‬ ‫ِد ٌة ِّم ْن أي ٍ‬
‫َّام أ َخ َر ي ِ‬ ‫ص ْم ُه َو َمن َك َ‬
‫ان َم ِر ً‬ ‫ان َف َمن َش ِه َد مِن ُك ُم َّ‬ ‫َات ِّم َن الْ ُهدَى َوالْ ُف ْر َق ِ‬ ‫آن ُهدًى لِّلنَّ ِ‬
‫اس َو َب ِّين ٍ‬ ‫فِي ِه الْ ُق ْر ُ‬
‫ون (‪.)185‬‬ ‫ِّرواْ اللَهّ َعلَى َما َهدَا ُك ْم َولَ َعلَّ ُك ْم َت ْش ُك ُر َ‬ ‫ُري ُد ِب ُك ُم الْ ُع ْس َر َولِتُ ْكمِلُواْ الْع َّ‬
‫ِد َة َولِتُ َكب ُ‬ ‫يِ‬
‫*موقع آيات الصيام كما جاءت في سياقها* في القرآن الكريم *( د‪.‬فاضل* السامرائى )‬
‫ص َد ُقوا‬ ‫ِين َ‬‫ِك الَّذ َ‬‫س أُولَـئ َ‬ ‫والض َّراء َو ِح َ ْ‬
‫ين الْ َبأ ِ‬ ‫ين فِي الْ َب ْأ َساء َّ‬ ‫الصا ِب ِر َ‬
‫(و َّ‬‫آيات الصوم وقعت بين آيات الشدة وذكر الصبر وما يقتضي الصبر‪.‬قبلها قال َ‬
‫اص فِي‬ ‫ِص ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِب َعل ْيك ُم الق َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِين آ َمنوا كت َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ون (‪ ))177‬والصوم نصف الصبر كما في الحديث والصبر نصف اإليمان وتقدّمها أيضًا ( َيا أيُّ َها الذ َ‬ ‫ِك ُه ُم الْ ُمتَّ ُق َ‬‫َوأُولَـئ َ‬
‫وف َح ًّقا َعلَى‬ ‫ين ِبالْ َم ْع ُر ِ‬ ‫ْن َواأل ْق َر ِب َ‬ ‫َّة لِلْ َوالِ َدي ِ‬
‫صي ُ‬‫ْرا الْ َو ِ‬ ‫ض َر أَ َح َد ُك ُم الْ َم ْو ُت إِن َت َر َك َخي ً‬ ‫الْ َق ْتلَى (‪ ))178‬هذه شدة وتحتاج إلى صبر وقبلها ( ُكت َ‬
‫ِب َعلَ ْي ُك ْم إِ َذا َح َ‬
‫ِين (‪ ))180‬هذه شدة وتحتاج إلى الصبر‪.‬‬ ‫الْ ُمتَّق َ‬
‫َة (‪ ))193‬الصوم من‬ ‫ون ِف ْتن ٌ‬‫ال َت ُك َ‬ ‫وه ْم َحتَّى َ‬ ‫(و َقاتِلُ ُ‬
‫ْث َث ِق ْفتُ ُمو ُه ْم (‪َ ))191‬‬ ‫وه ْم َحي ُ‬ ‫ِين يُ َقاتِلُو َن ُك ْم (‪َ ( ))190‬و ْاقتُلُ ُ‬ ‫يل اللِهّ الَّذ َ‬
‫(و َقاتِلُواْ فِي َسِب ِ‬‫وبعدها آيات القتال َ‬
‫المشاق والقتال من المشاق والقتال يقتضي الصبر والصوم نصف الصبر‪ .‬بعدها ذكر آيات الحج ألن الحج يقع بعد الصيام بعد شهر رمضان تبدأ أشهر‬
‫ْر َّ‬
‫الزا ِد‬ ‫ْر َي ْعلَ ْم ُه اللُهّ َو َت َز َّودُواْ َف ِإ َّن َخي َ‬‫ِن َخي ٍ‬ ‫َال فِي الْ َح ِّج َو َما َت ْف َعلُواْ م ْ‬‫ال ِجد َ‬
‫وق َو َ‬ ‫ال ُف ُس َ‬ ‫ال َر َف َث َو َ‬ ‫ض فِي ِه َّن الْ َح َّج َف َ‬‫ات َف َمن َف َر َ‬ ‫الحج فذكر (الْ َح ُّج أَ ْش ُه ٌر َّم ْعلُو َم ٌ‬
‫اب (‪ ))197‬ثم ذكر المريض في الحج كما ذكر المريض في الصوم وذكر الفدية في الحج ومن الفدية الصيام ( َف َمن لَّ ْم َي ِج ْد‬ ‫ون َيا أُ ْولِي َ‬
‫األلْ َب ِ‬ ‫التَّ ْق َوى َواتَّ ُق ِ‬
‫َّام فِي ال َح ِّج َو َس ْب َع ٍة إِ َذا َر َج ْعتُ ْم تِل َك َع َش َر ٌة َكا ِملَة (‪ ))196‬إذن موقع آيات الصيام تقع بين آيات الصبر وما يقتضي الصبر وعموم المشقة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ص َيا ُم َثال َث ِة أي ٍ‬
‫َف ِ‬
‫آية (‪:)183‬‬
‫ب َعلَى الَّ ِذينَ ِمن قَ ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَتَّقُ**ونَ (‪ ))183‬الفعل ُكتب مب**ني للمجه**ول وج**اء مع‬
‫الص**يَا ُم َك َما ُكتِ َ‬
‫ب َعلَ ْي ُك ُم ِّ‬ ‫*(يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫**وا ُكتِ َ‬
‫صالِ ٌح (‪ )120‬التوبة)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ب لَهُم بِ ِه َع َم ٌل َ‬‫(عليكم) تحديداً مع أنه ورد في القرآن (إالَّ ُكتِ َ‬
‫نالحظ ربنا تعالى قال يا ايها الذين آمنوا ناداهم بنفسه ولم يقل (قل يا أيها الذين آمنوا) لم يخاطب الرسول وإنما ناداهم مباشرة ألهمية ما ناداهم إليه ألن‬
‫الصيام عبادة عظيمة قديمة كتبها تعالى على من سبقنا فنادانا مباشرة ولم ينادينا بالواسطة‪ .‬استعمال كتب فيه شدة ومشقة وما يستكره من األمور عمومًا لما‬
‫اص فِي‬‫ِص ُ‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ُم الْق َ‬ ‫ال ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ ُكت َ‬ ‫يقول ُكتب عليكم يكون أمر فيه شدة وشقة وإلزام‪ ،‬في أمور مستثقلة ومن معاني كتب ألزم ووجب وفرض مث ً‬
‫ال َو ُه َو ُك ْر ٌه لَّ ُك ْم (‪ ،))216‬فيه شدة أما ( ُكتب له) فهو في الخير( َوا ْب َت ُغواْ َما َك َت َب اللُهّ لَ ُك ْم (‪ .))187‬إذن ُكتِب عليكم فيه شدة‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ُم الْ ِق َت ُ‬
‫الْ َق ْتلَى (‪ُ ( ،))178‬كت َ‬
‫ومشقة وإلزام والصوم مشقة يترك الطعام والشراب والمفطرات من الفجر إلى الليل فيه مشقة لذا لم يقل لكم‪.‬‬
‫بناء الفعل للمجهول ( ُكتِب) ألن فيها مشقة وشدة ألن اهلل تعالى يظهر نفسه في األمور التي فيها خير أما في األمور المستكرهة وفي مقام الذم أحيانًا يبني‬
‫و(زين للناس حب الشهوات) مبني للمجهول التي فيها شر ال ينسبها لنفسه ومثلها آتيناهم الكتاب‬ ‫للمجهول مثل (حبب إليكم اإليمان وزينه في لقوبكم) ّ‬
‫وأوتوا الكتاب‪ :‬في مقام الذم يقول أوتوا الكتاب مطلقًا وفي مقام الخير يقول آتيناهم الكتاب‪ .‬لما كان هناك مشقة على عباده قال ُكتب ولم يقل كتبنا‪ .‬في‬
‫الز َكـا َة َوالَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫ون َّ‬ ‫ُؤتُ َ‬
‫ون َوي ْ‬ ‫الر ْح َم َة (‪ )12‬األنعام) ( َو َر ْح َمتِي َو ِس َع ْت ُك َّل َش ْي ٍء َف َسأَ ْكتُبُ َها لِلَّذ َ‬
‫ِين َيتَّ ُق َ‬ ‫األمور التي فيها خير ظاهر يظهر نفسه ( َك َت َب َعلَى َن ْف ِس ِه َّ‬
‫ْن (‪ )45‬المائدة) هذه فيها إلزام لهم‪ ،‬كتب على‬ ‫ْ‬
‫ْن ِبال َعي ِ‬ ‫ْ‬
‫س َوال َعي َ‬ ‫س ِبالنَّ ْف ِ‬ ‫َ‬
‫ون (‪ )156‬األعراف) هذا خير‪ .‬قوله تعالى ( َو َك َت ْبنَا َعلَ ْي ِه ْم فِي َها أ َّن النَّ ْف َ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬
‫هُم ِبآ َيا ِتنَا ي ْ‬
‫بني إسرائيل األمور التي شددها عليهم شدد عليهم ألنهم شددوا على أنفسهم‪ .‬حرف الجر يغير الداللة وأحيانًا يصير نقيضها مثل رغب فيه يعني أحبّه‬
‫ورغب عنه يعني كرهه‪ ،‬وضعه عليه يعني ح ّمله ووضعه عنه أي أنزله‪.‬‬
‫*ما داللة استخدام* الصيام ال الصوم؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذا من خصائص التعبير القرآني لم يستعمل الصوم في العبادة وإنما استعملها في الصمت فقط (إني نذرت للرحمن صومًا)‪ .‬الصوم هو اإلمساك والفعل‬
‫صام يصوم صومًا وصيامًا كالهما مصدر وربنا استعمل الصوم للصمت وهما متقاربان في اللفظ والوزن (الصوم والصمت) واستعمل الصيام للعبادة أوالً‬
‫َّام فِي الْ َح ِّج) لم يستعمل الصوم في‬ ‫َ‬ ‫المدة أطول (صيام) والمتعلقات أكثر من طعام وشراب ومفطرات فهو أطول فقال صيام‪َ ( .‬ف َمن لَّ ْم َي ِج ْد َف ِ‬
‫ص َيا ُم َثال َث ِة أي ٍ‬
‫العبادة وهذا من خواص االستعمال القرآني يفرد بعض الكلمات أحيانًا بداللة معينة كما ذكرنا في الرياح والريح في الغيث والمطر في وصى وأوصى ومن‬
‫جملتها الصوم والصيام‪ .‬في الحديث الشريف يستعمل الصوم والصيام للعبادة "الصوم لي وأنا أجزي به"‪ " ،‬الصوم نصف الصبر" لكن من خواص‬
‫االستعمال القرآني أنه يستعمل الصيام للعبادة‪.‬‬
‫*ختمت اآلية (لعلكم تتقون) فما اللمسة البيانية فيها؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ون) هذا يدل على علو هذه العبادة وعظمتها وربنا سبحانه وتعالى كتب‬ ‫ِين مِن َق ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬‫ِب َعلَى الَّذ َ‬ ‫الص َيا ُم َك َما ُكت َ‬‫ِب َعلَ ْي ُك ُم ِّ‬ ‫ِين آ َمنُواْ ُكت َ‬ ‫قال ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫هذه العبادة على األمم التي سبقتنا معناها هذه العبادة عظيمة وال نعلم كيفيتها لكن كان الصيام موجودًا‪ .‬ثم يدل على الترغيب في هذه العبادة ألهميتها بدأ بها‬
‫تعالى في األمم السابقة ثم أن األمور إذا ع ّمت هانت والصيام ليس ِبدعًا لكم وإنما هي موجودة في السابق فإذن هذا األمر يدل على أهميتها ويدل على‬
‫تهوينها أنها ليس لكم وحدكم وإنما هي مسألة قديمة كما كتبت عليكم كتبت على الذين من قبلكم‪ .‬كلمة (تتقون) أطلقها ولم يقل تتقون كذا كما جاء اتقوا النار‬
‫ويحدّها (يا معشر الشباب من استطاع‬ ‫أو اتقوا ربكم يحتمل أشياء مرادة تحتمل تتقون المحرمات وتحذرون من المعاصي ألن الصوم يكسر الشهوة ويهذبها ُ‬
‫منكم الباءة فليتزوج ومن لم يتسطع فعليه بالصوم فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج)‪ .‬تتقون المفطرات واالخالل بأدائها أي تحفظون الصيام وتتقون‬
‫‪ C‬وهي كلها‬ ‫المفطرات اإلخالل بأشياء تؤدي إلى ذهاب الصوم‪ ،‬لعلكم تتقون تحتمل تصلون إلى منزلة التقوى وتكونوا من المتقين فإذن فيها احتماالت عديدة‬
‫ُمرادة‪ .‬إذا كان تتقون المعاصي فهي تحتمل ألن الصوم يكسر الشهوة وإذا كان تتقون المفطرات تحتمل وإذا كانت تصل إلى منزلة التقوى أيضًا تحتمل‪.‬‬
‫(ولَ ُك ْم‬
‫ون (‪َ ))177‬‬ ‫ص َد ُقوا َوأُولَـئ َ‬
‫ِك ُه ُم الْ ُمتَّ ُق َ‬ ‫ِين َ‬ ‫س أُولَـئ َ‬
‫ِك الَّذ َ‬ ‫والض َّراء َو ِح َ ْ‬
‫ين الْ َبأ ِ‬ ‫ين فِي الْ َب ْأ َساء َّ‬ ‫الصا ِب ِر َ‬ ‫في هذا السياق تكرر ذكر التقوى والمتقين قال ( َو َّ‬
‫َ‬
‫وف َحقا َعلى‬ ‫ًّ‬ ‫ْ‬
‫ين ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫ْ‬
‫ْن َواألق َر ِب َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫صيَّة لِل َوالِ َدي ِ‬ ‫ْ‬
‫ْرا ال َو ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ض َر أ َح َدك ُم ال َم ْوت إِن ت َرك خي ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِب َعل ْيك ْم إِذا َح َ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ون (‪( ))179‬كت َ‬ ‫اب لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬ ‫ِي َ‬
‫األلْ َب ِ‬ ‫اص َح َيا ٌة َي ْا أُول ْ‬ ‫ِص ِ‬ ‫فِي الْق َ‬
‫ِسآ ِئ ُك ْم ُه َّن‬‫الر َف ُث إِلَى ن َ‬ ‫ام َّ‬ ‫ُ‬
‫ون (‪( ))183‬أ ِح َّل لَ ُك ْم لَ ْيلَ َة ِّ‬ ‫ِين مِن َق ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬ ‫ِب َعلَى الَّذ َ‬ ‫الص َيا ُم َك َما ُكت َ‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ُم ِّ‬ ‫ِين آ َمنُواْ ُكت َ‬ ‫ِين (‪َ ( ))180‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬ ‫الْ ُمتَّق َ‬
‫الص َي ِ‬
‫َّن لَ ُك ُم‬
‫‪C‬‬‫اش َربُواْ َحتَّى َي َت َبي َ‬ ‫ُ‬
‫ُن َوا ْب َت ُغواْ َما َك َت َب اللُهّ لَ ُك ْم َو ُكلواْ َو ْ‬ ‫اش ُروه َّ‬ ‫اآلن َب ِ‬ ‫اب َعلَ ْي ُك ْم َو َع َفا َعن ُك ْم َف َ‬ ‫َ‬
‫ون أن ُف َس ُك ْم َف َت َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اس ل ُه َّن َعلِ َم اللُهّ أنَّ ُك ْم ُكنتُ ْم َت ْختانُ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اس ل ُك ْم َوأنتُ ْم لَِب ٌ‬ ‫لَِب ٌ‬
‫ِّن اللُهّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُوها َكذلِك يُ َبي ُ‬ ‫ْ‬
‫ال َتق َرب َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اج ِد تِلك ُحدُو ُد اللِهّ َف َ‬ ‫ْ‬
‫ون فِي ال َم َس ِ‬ ‫ُ‬
‫ُن َوأنتُ ْم َعا ِكف َ‬ ‫َ‬ ‫اش ُروه َّ‬ ‫ال تُ َب ِ‬ ‫ْل َو َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الص َيا َم إِلى اللي ِ‬ ‫ِموا ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال َف ْج ِر ث َّم أت ُّ‬ ‫َ‬
‫ْط األ ْس َو ِد م َ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال َخي ِ‬ ‫ض مَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الْ َخيْط األ ْب َي ُ‬
‫اع َتدَى َعلَ ْي ُك ْم َواتَّ ُقواْ اللَهّ‬ ‫اع َتدُواْ َعلَ ْي ِه ِبم ِْث ِل َما ْ‬‫اع َتدَى َعلَ ْي ُك ْم َف ْ‬ ‫اص َف َم ِن ْ‬ ‫ِص ٌ‬ ‫ات ق َ‬ ‫الش ْه ِر الْ َح َر ِام َوالْ ُح ُر َم ُ‬ ‫(الش ْه ُر الْ َح َرا ُم ِب َّ‬ ‫ون (‪َّ ))187‬‬ ‫اس لَ َعلَّ ُه ْم َيتَّ ُق َ‬
‫آ َيا ِت ِه لِلنَّ ِ‬
‫ِين (‪.))2‬‬ ‫ْب فِي ِه ُهدًى لِّلْ ُمتَّق َ‬ ‫اب َ‬
‫ال َري َ‬ ‫ِك الْ ِك َت ُ‬ ‫ِين (‪ ))194‬تكررت التقوى في السياق وهي مناسبة ألنه في أول السورة قال تعالى ( َذل َ‬ ‫اعلَ ُمواْ أَ َّن اللَهّ َم َع الْ ُمتَّق َ‬ ‫َو ْ‬
‫في عموم السورة إطالق التقوى‪ .‬وسورة البقرة تردد فيها التقوى ومشتقاتها ‪ 36‬مرة‪ .‬التقوى فِعلها وقى وقى نفسه أي حفظ نفسه وحذر‪ ،‬المتقون أي‬
‫حفظوا نفسهم من األشياء التي ينبغي أن يبتعدوا عنها‪ .‬قسم يقول أن التقوى هي أن ال يراك اهلل حيث نهاك وال يفتقدك حيث أمرك يعني االبتعاد عن‬
‫المحرمات واالنهماك في الطاعات هذه هي التقوى‪ .‬جاءت التقوى في سورة البقرة على اإلطالق ومنها قوله (لعلكم تتقون) يعني تتقون أي شيء عمومًا‪.‬‬
‫آية (‪:)184‬‬
‫*(َأيَّا ًما َّم ْعدُودَا ٍ‬
‫ت) لماذا معدودات وليس معدودة؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال لها ألن معدودة أكثر‪ ،‬معدودات قليلة‪ .‬الجمع في غير العاقل معدودات تدل على القلة ومعدودة تدل على‬ ‫فيها أمران من حيث اللغة قد يكون معدودات تقلي ً‬
‫الكثرة هذا قياس في اللغة‪ .‬في غير العاقل المفرد يدل على الكثرة والجمع يدل على القلة حتى يذكرون بقولهم‪ :‬الجذوع انكسرت (الجذوع كثرة فاستعمل‬
‫ور ِعن َد اللِهّ ْاثنَا َع َش َر َش ْه ًرا فِي ِك َت ِ‬
‫اب اللِهّ َي ْو َم َخلَ َق‬ ‫انكسرت بالمفرد) واألجذاع إنكسرن (األجذاع قِلّة فاستعمل انكسرن بالجمع) وفي اآلية (إِ َّن ِع َّد َة ُّ‬
‫الش ُه ِ‬
‫ال لهن تهوينًا للصائم‪ .‬وقسم يقول أنها‬ ‫ض ِم ْن َها أَ ْر َب َع ٌة ُح ُر ٌم (‪ )36‬التوبة)‪ .‬جمع القلة يكون من واحد إلى عشرة‪ ،‬قالوا (أيامًا معدودات) تقلي ً‬ ‫الس َما َوات َو َ‬
‫األ ْر َ‬ ‫َّ‬
‫ال ثم نُ ِسخ وجاء شهر رمضان فصارت معدودات‪ ،‬ثم قال شهر رمضان بعد هذه‬ ‫في أول فرض العبادة كانت ثالثة أيام في كل شهر ولم يبدأ بالشهر كام ً‬
‫األيام‪ .‬المعدودات تدل على القلة (حتى العشرة) ومعدودة أكثر من عشرة وإذا رجعنا إلى طتب التاريخ العرب تؤرخ بالليالي (لثالث خلون‪ ،‬ألربع خلون‬
‫ال‪ ،‬مائة‬ ‫‪ C‬نقول ثالثة رجال‪ ،‬عشرة رجال‪ ،‬إحد عشر رج ً‬ ‫يأتي بها بالجمع) (إلحدى عشرة ليلة خلت يأتي بها بالمفرد تدل على الكثرة) حتى نالحظ في العدد‬
‫رجل‪ ،‬مليون رجل‪.‬‬
‫َّام ُح ُسو ًما (‪ )7‬الحاقة)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْع لََي ٍ‬
‫ال َو َث َما ِن َي َة أي ٍ‬ ‫*أياما ً ما هو اليوم؟ المشهور األيام بمقابل الليالي َ‬
‫(س َّخ َر َها َعلَي ِ‬
‫ْه ْم َسب َ‬
‫*قال تعالى‪(:‬فَ َمن َكانَ ِمن ُكم َّم ِريضًا َأوْ َعلَى َسفَ ٍر فَ ِع َّدةٌ ِّم ْن َأي ٍَّام ُأخَ َر) لماذا على سفر؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫يقال ألنه أباح للمتهيء للسفر أن يفطر إذا اشتغل بالسفر قبل الفجر‪،‬على سفر أي لم يسافر وإنما هو متهيئ للسفر مثل ( َوإِن ُكنتُ ْم َعلَى َس َف ٍر َولَ ْم َت ِجدُواْ َكا ِتبًا‬
‫ُوض ٌة (‪ ))283‬أي تتهيأون‪( .‬على سفر) ال تعني أنه سافر بالفعل وكثير من الفقهاء قالوا على سفر أي أباح للمتهيء للسفر وإن لم يكن مسافرًا‬ ‫ان َّم ْقب َ‬
‫َف ِر َه ٌ‬
‫وقالوا لو كان يعني للمسافر فالمهتيئ للسفر ال يحق له اإلفطار‪ .‬لذا قال أو على سفر معناه أباح للمتهيء للسفر أن يفطر‪.‬‬
‫كلمة يطيقونه فيها كالم قسم قال‬ ‫ْر لَّ ُك ْم إِن ُكنتُ ْم َت ْعلَ ُم َ‬
‫ون)‬ ‫صو ُمواْ َخي ٌ‬‫ْر لَّ ُه َوأَن َت ُ‬ ‫ِين َف َمن َت َط َّو َع َخي ً‬
‫ْرا َف ُه َو َخي ٌ‬ ‫ُطي ُقو َن ُه ِف ْد َي ٌة َط َعا ُم م ْ‬
‫ِسك ٍ‬ ‫( َو َعلَى الَّذ َ‬
‫ِين ي ِ‬
‫‪ C‬على الصوم فمن شاء يصوم ومن شاء يفدي في زمن الرسول ‪ ‬لما نزلت هذه‬ ‫المقصود في بدء فرض اإلسالم عند بداية الفريضة أنهم لم يكونوا متعودين‬
‫ً‬
‫اآلية كأنهم فهموا أنهم مخيّرون بين الصوم واالفطار‪ .‬ما المقصود بـ (يطيق)؟ قسم قالوا هذه اآلية نسخت ألنه فعال في أول االسالم كانوا مخيرين من‬
‫شاء يفطر ويفدي ومن شاء يصوم‪ .‬وقسم قال أطاق أي تكلفه بمشقة وصعوبة وتكون الهمزة للسلب يعني سلبت طاقته وجهده‪ .‬الفعل الثالثي طاق أي تحمل‬
‫‪C‬‬
‫وأطاق فيها خالف ما هذه الهمزة؟ هل أطاقه بمعنى قدر عليه؟ أو همزة السلب أي سلب طاقته؟ يعني الذي ال يستطيع الصوم يسلب طاقته بحيث ال يتمكن‬
‫ْر لَّ ُك ْم) الصيام أفضل‪ .‬الفدية مرهونة بعدم الصيام وعدم الصيام هو أحد‬ ‫صو ُمواْ َخي ٌ‬‫(وأَن َت ُ‬ ‫أن يصوم فيفدي (طعام مسكين) وإذا كانت بمعنى التح ّمل يصوم َ‬
‫أمرين إذا كان كما يقولون أنه في أول االسالم كان المسلمون مخيرين في االفطار ودفع الفدية أو الصوم والصوم خير وإن كان غير ذلك أن الهمزة للسلب‬
‫تبقى على داللتها وليست منسوخة فالذي ال يستطيع أن يصوم والصوم يسلب طاقته بحيث ال يتمكن من الصوم فرب العالمين رخص اهلل تعالى بالفدية‬
‫كالشيخ الكبير ال ِهرم والمريض الذي ال يرجى شفاؤه‪ .‬تبقى على داللتها مستمرة ليس فيها نسخ إذا جعلت للسلب والحكم عام ساري إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫* ( َوَأن تَصُو ُم ْ‬
‫وا خَ ْي ٌر لَّ ُك ْم) ما اللمسات البيانية في هذه اآلية؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ذكرنا ما المقصود بـ(على سفر) و(الذين يطيقونه) و(فمن تطوع خيرًا فهو خير له) بأن زاد على القدر المذكور أو فعل أكثر من المطلوب يُطعم مسكينين‬
‫أو أكثر أو جمع بين الصيام والفدية وبين اإلطعام والصيام وقال (وأن تصوموا خير لكم) يعني أيها األصحاء أن تصوموا خير لكم ملتفتًا من ضمير الغائب‬
‫(على الذين يطيقونه) إلى المخاطب (وأن تصوموا)‪ .‬كان يمكن أن يقال في غير القرآن وأن يصوموا لكنه تح ّول من الغيبة إلى الخطاب لئال يخص‬
‫يضا أَ ْو َعلَى َس َف ٍر) لكن هذه‬
‫ان مِن ُكم َّم ِر ً‬
‫المرضى والمسافرين ألنه لو قال لو يصوموا خير لهم هذا يخص المرضى والمسافرين وتتداخل مع قوله ( َف َمن َك َ‬
‫أعم كل من هو مرخص له باإلفطار من صام خير له وليس فقط هؤالء وخاصة وإذا صح الكالم أنه في أول الصيام كان مخيرًا بين الفدية واإلطعام قبل أن‬
‫يفرض شهر رمضان‪ ،‬كان مخيرًا إما يصوم أو يخرج فدية لما قال أن تصوموا خير لكم دخل الجميع فيه لكن لو قال وأن يصوموا لكان يخص المرضى‬
‫المرخص لهم وغيرهم وليس خاصًا بالمرضى والمسافرين فهذا االلتفات كان للجمع وهذا اسمه‬ ‫ّ‬ ‫والمسافرين فقط بينما لما قال وأن تصوموا شمل الجميع‬
‫إلتفات في الخطاب‪.‬‬
‫ِد ٌة ِّم ْن أَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ِي أُ‬
‫َّام‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ع‬‫ف‬‫َ‬ ‫ر‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫يض‬ ‫ً‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ص‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫َّ‬
‫الش‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ان‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َى‬‫د‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫َات‬
‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫ِّ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫اس‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫لن‬ ‫ل‬ ‫ًى‬
‫د‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫آن‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِي‬
‫ف‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ان الَّذ َ ِ‬
‫نز‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬
‫(ش ْه ُر َر َم َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِّروا اللَهّ َعلى َما َهدَاك ْم َول َعلك ْم َتشك ُر َ‬ ‫ْ‬ ‫ِد َة َولِتُ َكب ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ُري ُد ِبك ُم ال ُع ْس َر َولِتُكمِلوا الع َّ‬ ‫ُس َر َو َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ون (‪))185‬‬ ‫ال ي ِ‬ ‫أ َخ َر ي ِ‬
‫ُري ُد اللُهّ ِبك ُم الي ْ‬
‫ون) لم يحدد وقتًا وال‬ ‫ِين مِن َق ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬
‫ِب َعلَى الَّذ َ‬‫الص َيا ُم َك َما ُكت َ‬‫ِب َعلَ ْي ُك ُم ِّ‬ ‫ال ( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ ُكت َ‬ ‫فكرة عامة عن اآلية‪ :‬المالحظ أنه ذكر الفريضة أو ً‬
‫ُحددها‪ ،‬ثم بيّن بقوله (شهر رمضان) فيما بعد‪ ،‬اآلن تعيّن الوقت‬ ‫مدة وال شيء وإنما ذكر الفريضة ثم بعدها ذكر األيام مبهمة قال (أيامًا معدودات) لم ي ّ‬
‫للصيام وحدّد إذن أصبح الفريضة هي صيام شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن أي الذي ابتدأ فيه نزول القرآن من اللوح المحفوظ جملة إلى السماء الدنيا‬
‫آن) فيها داللتان إما ما ذكرناه اآلن أي ابتداء إنزال القرآن فيه أو أنزل‬ ‫نز َل فِي ِه الْ ُق ْر ُ‬ ‫ُ‬
‫في ليلة القدر ثم نزل منجمًا فيما بعد على مدى ثالث وعشرون سنة‪( .‬أ ِ‬
‫في شأنه القرآن أي في تعظيمه‪ .‬إذن فيها داللتان أنه نزل فيه وأنه أُنزل في شأنه القرآن وهو من باب تعظيم هذا الشهر كما نقول قال فيه كالمًا طيبًا‬
‫واالحتماالن مرادان لما قال (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أي أنزلناه في ليلة القدر وأنزل في تعظيمها قرآن‪( .‬الذي أنزل فيه) يعود الضمير على الشهر كله‪.‬‬
‫نزل القرآن لو قال أنزلنا يكون الكالم عن اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫ُ‬
‫فقال (أنزل فيه القرآن) ولم يقل أنزلنا فيه القرآن ألنه يتكلم على شهر رمضان وليس على ُم ِ‬
‫وليس على الشهر لو قال أنزلنا يعود إلى ضمير المتكلم لكنه يريد الكالم على الشهر تعظيمًا لهذا الشهر‪ .‬بينما قال أنزلنا الحديد تعظيمًا هلل تعالى وعظمته‬
‫والنعمة التي أنعمها على خلقه‪( .‬تنزيل من حكيم حميد) أنزل إليك ثم قال من لدن حكيم حميد ألن الكالم عن الكتاب وتعظيم الكتاب وليس عن اهلل سبحانه‬
‫وتعالى‪ .‬الفعل مبني للمجهول والفاعل ُمضمر محذوف ليس له ذكر ألن سياق الكالم على شهر رمضان‪.‬‬
‫(وَأن تَصُو ُم ْ‬
‫وا خَ ْي ٌر لَّ ُك ْم ِإن ُكنتُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ (‪ )184‬البقرة)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫*ما داللة إستخدام* أداة الشرط (إن) هنا َ‬
‫تأمل كيف جاء أسلوب الشرط مستخدمًا (إن) التي تفيد التشكيك والتقليل ولم يستخدم (إذا) التي تفيد الجزم والتحقيق وفي ذلك إشارة إلى أن علمك أيها‬
‫المؤمن بفوائد الصيام في الدنيا واآلخرة ِعل ٌم غير محقق ألن فوائده خفية وأسراره قد ال تتوصل إلى معرفتها ولذلك ّ‬
‫يرغبك في هذه العبادة حتى لو لم تدرك‬
‫فوائدها إدراكًا كام ً‬
‫ال‪.‬‬
‫* في اآلية قبلها قال (أياما ً معدودات) جمع قلة والشهر ثالثون يوما ً وجمع القلة حتى العشرة فكيف* نفهمها؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫يجوز من باب البالغة للتكثير يجوز وضع أحدهما مكان اآلخر كما يستعمل القريب للبعيد والبعيد للقريب لكن قلنا هنالك أمران األمر األول أنه تهوين‬
‫األمر على الصائمين أنه شهر‪ ،‬أيامًا معدودة وهو ال يقاس بالنسبة لألجر أنت تدفع هذه األيام بالنسبة لما في األجر فهي قليلة جدًا‪ ،‬ال يقاس بأجره العظيم لما‬
‫فيه من عظمة األجر جزاء هذا الذي تعمله شيء قليل وليس كثيرًا هذا ثمن قليل لما سيعطيك ربك هذا ثمن قليلة فهي معدودات‪ .‬ومن ناحية قالوا أن الصيام‬
‫إذن تؤخذ‬ ‫ال ثالثة أيام في الشهر (أيامًا معدودات) وكان مخيرًا بين الفدية والصيام‪ ،‬فإذن كان فع ً‬
‫ال ايامًا معدودات (ثالثة أيام)‪.‬‬ ‫كان فع ً‬
‫من باب التهوين وأنها هي قليلة بالنسبة لما سيعطيك اهلل تعالى فهي قليلة وتهوينها على الصائم ‪.‬‬
‫ت ِّمنَ ْالهُدَى َو ْالفُرْ قَ ِ‬ ‫ضانَ الَّ ِذ َ ُأ‬
‫ان) ما إعراب كلمة هدى؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬ ‫نز َل فِي ِه ْالقُرْ آنُ هُدًى لِّلنَّ ِ‬
‫اس َوبَيِّنَا ٍ‬ ‫ي ِ‬ ‫* ( َش ْه ُر َر َم َ‬
‫فيها احتماالن أن تكون حال أي (هاديًا للناس) أُنزل القرآن هاديًا للناس أو مفعول ألجله أي ألجل هداية الناس‪ .‬المفعول ألجله ال يشترط أن يسبق بالم‬
‫وإنما هذا معنى المفعول ألجله وليس الزمًا (فعل ذلك ابتغاء مرضاة اهلل) لم يقل البتغاء مرضاة اهلل‪ ،‬معنى الالم أو معنى من ولكن هي في المعنى هكذا‬
‫اع ِق َح َذ َر الْ َم ْو ِت (‪ )19‬البقرة) من الحذر‪( ،‬حذر) مفعول ألجله‪ .‬المفعول ألجله بيان ِعلّة الفعل وسبب حدوث الفعل‬
‫الص َو ِ‬ ‫ون أَ ْ‬
‫صا ِب َع ُه ْم فِي آ َذان ِ‬
‫ِهم ِّم َن َّ‬ ‫( َي ْج َعلُ َ‬
‫ّ‬
‫أي السبب الذي من أجله حدث الفعل سواء كان علة مبتغاة كما تقول أدرس طلبًا للنجاح هذه علة مبتغاة غير موجودة أو هي الدافع للنجاح‪ .‬تقول قعد جبنًا‬
‫ليس البتغاء الجبن لكن الجبن سبب قعوده‪ ،‬الجبن هو علة القعود‪ .‬إذن المفعول ألجله نوعين إما أن يبتغي شيئًا غير موجود وإما يكون السبب الدافع لطلب‬
‫الفعل علّة موجودة في نفسه دفعته إلى القيام بهذا الفعل وليست البتغاء الفعل‪( .‬هدى للناس) في اآلية هداية للناس الهداية غير موجودة لوال القرآن‪ ،‬لوال‬
‫القرآن لم تكن هنالك هداية فإذن هي ابتغاء علة لم تكن حاصلة لكن بالقرآن يحصل هذا األمر‪ .‬فإذن فيها أمرين‪ :‬إما حال وإما مفعول ألجله‪ ،‬بهذه الطريقة‬
‫يجمع معنيين معنى الحالية ومعنى المفعول ألجله ولو أراد الحالية لقال هاديًا للناس وهناك فرق بين الحال والمفعول ألجله الحال يبين هيئة صاحبه‪.‬‬
‫*ما الفرق بين هاديا ً وهدى؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫هاديًا إسم فاعل وهدى مصدر وهناك فرق كبير بينهما حتى لو كان التنصيص على الحاليّة في غير هذا فهناك فرق كبير المصدر وإسم الفاع‪ ،‬فرق كبير‬
‫ِين َك َف ُرواْ َز ْحفًا (‪ )15‬األنفال) ما قال زاحفين هذه حال‪( ،‬يأتينك‬
‫‪ C‬سعيًا) لم يقل‬ ‫بين أقبل راكضًا وأقبل ركضًا وكلتاهما حال ( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ إِ َذا لَقِيتُ ُم الَّذ َ‬
‫ساعيات مع أنها حال لكن لماذا اختار؟ إسم الفاعل يدل على الحدث وذات الفاعل ‪،‬لما تقول قائم يدل على القيام مع الشخص الذي اتصف به‪ ،‬إذن قائم فيها‬
‫شيئين الحدث وهو القيام وذات الفاعل لكن القيام هوالمصدرالمجرد ليس فيه نفس االرتباط الذي مع اسم الفاعل‪ .‬لما تقول أقبل راكضًا‪ ،‬راكضًا يدل على‬
‫الحدث وصاحب الحدث‪ ،‬أقبل ركضًا تح ّول الشخص إلى مصدر‪ ،‬هو صار ركضًا‪ .‬ولذلك هذا ليس قياسًا عند الجمهور مع أنه يقع كثيرًا وربنا تعالى لما‬
‫َك َس ْعيًا (‪ )260‬البقرة) ما قال ساعيات اي ليس‬ ‫ْع ُه َّن َي ْأتِين َ‬
‫اج َع ْل َعلَى ُك ِّل َجَب ٍل ِّم ْن ُه َّن ُج ْز ًءا ثُ َّم اد ُ‬ ‫ْك ثُ َّم ْ‬
‫ُن إِلَي َ‬ ‫ْر َف ُ‬
‫ص ْره َّ‬ ‫ال َف ُخ ْذ أَ ْر َب َع ًة ِّم َن َّ‬
‫الطي ِ‬ ‫ذكر إبراهيم ( َق َ‬
‫هن أصبحن سعيًا ولو قال ساعيات يعني فيها صفة من الصفات فيها الحدث وصاحب‬ ‫فيهن شيء يُثقلهن من المادة يتحولن من أقصى الهمود إلى حركة أي ّ‬
‫الحدث‪ ،‬هناك فرق أقبل ماشيًا أقبل مشيًا ليس فقط ماشيًا وإنما تح ّول إلى مشي‪.‬‬
‫ساع هذا عادي ‪ ،‬لكن محمد َس ْع ٌي هذا ال يجوز إالعلى‬ ‫هدى) يذكرون في اإلخبار المصدرعن الذات أوالعكس أوالوصف‪ :‬محمد ٍ‬ ‫(الذي أُنزل فيه القرآن ً‬
‫ِح (‪ )46‬هود) لم يقل عامل أي إبنك‬ ‫ِن أَ ْهل َ‬
‫ِك إِنَّ ُه َع َم ٌل َغي ُ‬ ‫ْس م ْ‬ ‫ضرب من التجوز أي محمد تح ّول إلى سعي لذلك لما قال تعالى لنوح عليه السالم(إِنَّ ُه لَي َ‬
‫صال ٍ‬
‫ْر َ‬
‫تحول إلى كتلة عمل غير صالحة لم يبق فيه شيء من البشرية واإلنسانية ولذلك هذا ال يجوز إال على ضرب من التج ّوز والمبالغة‪.‬‬
‫هدى لها إعرابان إما حال وإما مفعول ألجله واالثنان مطلوبان ألنه لو أراد الحالية لقال هاديًا‪.‬‬ ‫إذن ً‬
‫نزل آيات بينات واضحات الداللة‪( ،‬وبينات) الواو حرف عطف‪ ،‬بينات معطوفة على هدى‪،‬‬ ‫المعنى الداللي للمفعول ألجله هو بيان العلة‪( .‬بيٍتانّ) أي وأُ‬
‫ِ‬
‫نزل آيات بينات‬ ‫العطف يصح من دون تقدير‪ ،‬مثل أقبل محمد وخالد أي أقبل محمد وأقبل خالد‪ ،‬ال يحتاج إلى تقدير فعل مغاير هنا افعل واحد إذن أُ‬
‫ِ‬
‫واضحات الداللة أُنزل هدى للناس وأُنزل آيات بينات واضحات الداللة من الهدى والفرقان (بينات صفة منصوبة)‪ ،‬الصفة ال نقصد إعرابها نعتًا ولكن هي‬
‫صفة يعني إما إسم فاعل أو إسم مفعول أو صفة مشبهة أو صيغ مبالغة أو إسم تفضيل هذه تسمى صفات وهذه صفة مشبهة (فيعل) مثل ميّت‪ ،‬جيّد‪ ،‬طيّب‪،‬‬
‫ليّن‪ ،‬هيّن‪ ،‬بيّن‪ ،‬هذه صفات مشبهة‪ .‬هنا أُنزل آيات بينات واضحات الداللة فتكون بيّنات حال ألنها مصدر والمفعول ألجله ال بد أن يكون مصدرًا هذا ليس‬
‫مصدرًا وإنما صفة مشبهة والحال إسم فضلة منصوب أما المفعول ألجله فال بد أن يكون مصدرًا مصدر فضلة مفيد ِع ّ‬
‫ألة (فضلة يعني ال مسند إليه وال‬
‫ُمسند‪ ،‬والركن هو المسند والمسند إليه)‪( ،‬بينات) حال‪( .‬الفرقان) أي الفارق بين الحق والباطل أي أُنزل بينات من الهدى‪ ،‬هو هدى للناس هذا للعموم وفيه‬
‫آيات بينات تبين الحجج الدامغة على أنه من عند اهلل هذه هدى وفيها أحطام عظيمة جدًا تهدي الناس‪ .‬هدى للناس هذه عامة‪ ،‬وبينات من الهدى والفرقان‬
‫خاصة‪ .‬في أول سورة البقرة قال (هدى للمتقين) هنا قال (هدى للناس) واآليتين في البقرة فإذن القرآن فيه هداية عامة وفيه هداية خاصة (ويزيد اهلل الذين‬
‫اهتدوا هدى)‪ ،‬هداية عامة (هدى للناس) (وبينات من الهدى) فيه آيات بينات تستدل منها على أن هذا القرآن قطعًا من فوق سبع سموات‪ ،‬فيه دالئل آيات‬
‫واضحة تحتج بها على أن هذا القرآن هومن عند اهلل وهناك آيات أحكام هادية للناس في معامالتهم تفرق بين الحق والباطل إذن هناك هداية عامة وهداية‬
‫‪ C‬بالمعنيين هنا‪( ،‬هدى للناس) هدى عام (وبينات من الهدى) هدى خاص‪،‬والفرقان تأتي ليس خاصة فقط بالقرآن‪(،‬قرآنًا فرقناه)نزل‬ ‫خاصة واستخدم الكلمتين‬
‫مفرقًا بين الحق والباطل‪.‬الفاروق صفة مبالغة(فاعول)والفرقان مصدروهي أقوى‪.‬‬ ‫ّ‬
‫*(فمن شهد منكم الشهر) كيف يشهد الشهر؟ هل يراه مثالً؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫(فمن شهد) أي من كان حاضرًا غير مسافر‪ ،‬من كان مقيمًا وليس مسافرًا شهد الشهر ليس شاهد الهالل أو رأى الهالل‪ .‬تقول أش ِهدت معنا؟ أي كنت‬
‫(و َمن َك َ‬
‫ان‬ ‫‪ C‬ثم قال َ‬
‫حاضرًا معنا؟‪( .‬وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود) وشرط الشهادة أن تكون حاضرًا وليس مسافرًا ألنه ذكر المسافر فيما بعد‪.‬‬
‫َّام أُ َخ َر) لم يقل من كان منكم مريضًا كما قال ومن شهد منكم الشهر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يضا أَ ْو َعلَى َس َف ٍر َفع َّ‬
‫ِد ٌة ِّم ْن أي ٍ‬ ‫َم ِر ً‬
‫السامرائى* )‬ ‫*قال في األولى ُكتب عليكم الصيام باستخدام عليكم فلماذا قال منكم؟ (د‪.‬فاضل‬
‫قال ُكتب عليكم‪ ،‬الفرق في االية األولى تقدمها قوله (كما كتب على الذين من قبلكم) لو قال فمن كان مريضًا ما قال منكم كات يُظن أن هذا حكم األولين‬
‫وليس لنا هذا الحكم (أي منكم وليس من الذين من قبلكم)‪ .‬هنا قيّد فال بد أن يذكر (منكم) لئال ينصرف المعنى للذين من قبلكم‪ ،‬إنما ليس لها نفس المكان في‬
‫الثانية (ومن كان مريضًا) وليس في القرآن وال حرف زائد مطلقًا‪ .‬لم يقل تعالى (وأن تصوموا خير لكم) كما قال في سابقتها ألنه إذا قرأنا اآلية نفسها‬
‫ُري ُد ِب ُك ُم الْ ُع ْس َر) قال يريد بكم اليسر فكيف يقول أن تصوموا خير لكم؟ وهذا من‬ ‫ُس َر َو َ‬‫ُري ُد اللُهّ ِب ُك ُم الْي ْ‬ ‫ِد ٌة ِّم ْن أَي ُ‬ ‫يضا أَ ْو َعلَى َس َف ٍر َفع َّ‬ ‫ان َم ِر ً‬ ‫( َو َمن َك َ‬
‫ال ي ِ‬ ‫َّام أ َخ َر ي ِ‬ ‫ٍ‬
‫تمام رأفته ورحمته بنا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫ون)هذه الالم فيها احتماالن‪ :‬احتمال أن تكون الالم زائدة في مفعول فعل اإلرادة يعني يريد لتكملوا‬ ‫ِّرواْ اللَهّ َعلَى َما َهدَا ُك ْم َولَ َعلَّ ُك ْم َت ْش ُك ُر َ‬ ‫( َولِتُ ْكمِلُواْ الْع َّ‬
‫ِد َة َولِتُ َكب ُ‬
‫ُري ُد ِبك ُم ال ُع ْس َر) وهنا جاء بالالم وهو يقع كثيرًا في مفعول فعل اإلرادة‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ال ي ِ‬ ‫ُس َر َو َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ُري ُد اللُهّ ِبك ُم الي ْ‬ ‫‪ C‬ألن فعل اإلرادة يتعدى بنفسه (ي ِ‬ ‫العدة والقصد منها التوكيد‬
‫ّ‬
‫‪ C‬واآلخر يحتمل أن يكون للتعليل والعطف على علة مقدرة وذكرنا أمثلة‬ ‫‪ C‬فاحتمال أن تكون هذه الالم مزيدة في مفعول فعل اإلرادة بقصد التوكيد‪.‬‬ ‫للتوكيد‬
‫ُح ِيـي‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وش َها قال أن َى ي ْ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫او َية َعلى ُع ُر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وهناك أمور يريدها لكن اآلن هو ذكر مناط األمر وذكرنا جملة أمثلة مثل قوله تعالى(أ ْو كالذِي َم َّر َعلى ق ْر َي ٍة َو ِه َي َخ ِ‬
‫ِك َو َش َرا ِب َك لَ ْم َي َت َسنَّ ْه َو ُ‬
‫انظ ْر‬ ‫ال َبل لَِّب ْث َت ِم َئ َة َعام َف ُ‬
‫انظ ْر إِلَى َط َعام َ‬ ‫ٍ‬ ‫ض َي ْو ٍم َق َ‬ ‫ال لَِب ْث ُت َي ْو ًما أَ ْو َب ْع َ‬
‫ال َك ْم لَِب ْث َت َق َ‬‫ام ثُ َّم َب َع َث ُه َق َ‬ ‫َ‬
‫َهَـ ِذ ِه اللُهّ َب ْع َد َم ْو ِت َها َفأ َما َت ُه اللُهّ ِم َئ َة َع ٍ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال أ ْعلَ ُم أ َّن اللَهّ َعلَى ُكل َش ْي ٍء َقد ٌ‬ ‫َّن لَ ُه َق َ‬ ‫نش ُز َها ثُ َّم َن ْك ُس َ‬
‫وها لَ ْح ًما َفلَ َّما َت َبي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬
‫َج َعلَ َك آ َية للنَّ ِ‬ ‫ار َك َولِن ْ‬
‫ِير (‪ )259‬البقرة) اآلن‬ ‫ْف نُ ِ‬ ‫ام َكي َ‬ ‫اس َوانظ ْر إِلى العِظ ِ‬ ‫إِلَى ِح َم ِ‬
‫المقصود العلة ولكن هناك علل بداللة الواو أن هنالك علل أخرى محذوفة ال يتعلق اآلن غرض بذكرها ألنها ليست فقط لهذه العلة ألن أصل السؤال أنى‬
‫وعلل لكن ما ذكرها وإنما ذكر ما يتعلق بإرادة‬ ‫يحيي اهلل هذه بعد موتها‪ ،‬فأماته اهلل‪ ،‬ما ذكرها بينما هو صاحب الشأن فذكر ما هو أهم وهنالك أمور أخرى ِ‬
‫ْن إِ ْح َسا ًنا (‪ )36‬النساء) في غير العلّة‪،‬‬ ‫ال تُ ْش ِر ُكواْ ِب ِه َش ْي ًئا َو ِبالْ َو َ ِ‬
‫ي‬ ‫د‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫اع ُبدُواْ اللَهّ َو َ‬ ‫المتكلم وهو أن يجعله آية للناس وذكرنا كيف يكون العطف على مقدّر ( َو ْ‬
‫قلنا وبالوالدين على أي شيء معطوف؟ ليس هناك شيء والمعنى أحسنوا بالوالدين إحسانًا‪ ،‬وهذا كثير في القرآن الكريم وفي لغة العرب‪.‬‬
‫‪ C‬فهما مرادان‪ ،‬أي على الذي هداكم وعلى هدايته‬ ‫‪ C‬بمعنى التي والمصدرية بمعنى الهداية ونرجح المعنيين‬ ‫ِّرواْ اللَهّ َعلَى َما َهدَا ُك ْم) (ما) تحتمل معنيين‬ ‫( َولِتُ َكب ُ‬
‫اهدُوا اللَّ َه َعلَ ْي ِه (‪ )23‬األحزاب) بمجرد أن قال (عليه) تحدد معنى (الذي)‬ ‫ص َد ُقوا َما َع َ‬ ‫ال َ‬ ‫ِين ِر َج ٌ‬ ‫ِن الْ ُم ْؤ ِمن َ‬‫لكم‪ .‬السياق أحيانًا يعين على فهم داللة واحدة‪( .‬م َ‬
‫ولو لم يقل عليه الحتملت ما الموصولة أو المصدرية فطالما لم يحدد يُطلق‪.‬‬
‫*هل البَدَل يفيد التوكيد؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫للبدل عدة أغراض منها‪:‬‬
‫ُطي ُقو َن ُه ِف ْد َي ٌة َط َعا ُم‬ ‫َّام أُ َخ َر َو َعلَى الَّذ َ‬
‫ِين ي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ِن أَ‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ٌ‬
‫ة‬ ‫َّ‬
‫ِد‬ ‫ع‬‫ف‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫س‬ ‫ى‬
‫ْ َ َ ٍ‬‫َ‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫و‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫يض‬‫ر‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ْ َِ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َات‬
‫ٍ‬ ‫د‬ ‫ُو‬ ‫د‬ ‫ع‬‫م‬
‫ً َْ‬‫ا‬ ‫م‬‫َّا‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫(أ‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫في‬ ‫كما‬ ‫‪C‬‬
‫ن‬ ‫والتبيي‬ ‫أن يكون لإليضاح‬
‫ون (‪ )184‬البقرة) طعام مسكين إيضاح للفدية‪.‬‬ ‫ْر لَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم َت ْعلَ ُم َ‬
‫صو ُموا َخي ٌ‬ ‫َ‬
‫ْر لَ ُه َوأ ْن َت ُ‬ ‫ِين َف َم ْن َت َط َّو َع َخي ً‬
‫ْرا َف ُه َو َخي ٌ‬ ‫ِسك ٍ‬
‫مْ‬
‫يض*ا* َأوْ َعلَى َس*فَ ٍر فَ ِع* َّدةٌ ِم ْن َأي ٍَّام‬
‫ت فَ َم ْن َك**انَ ِم ْن ُك ْم َم ِر ً‬ ‫*ما داللة ذكر (منكم) وحذفها في آيتي س**ورة البق**رة ‪َ( 185-184‬أيَّا ًما َم ْع* دُودَا ٍ‬
‫ُأ‬ ‫ُأخَ َر) (فَ َم ْن َش ِه َد ِم ْن ُك ُم ال َّش ْه َر فَ ْليَ ُ‬
‫ص ْمهُ َو َم ْن َكانَ َم ِريضًا َأوْ َعلَى َسفَ ٍر فَ ِع َّدةٌ ِم ْن َأي ٍَّام خَ َر)؟(د‪.‬حسام* النعيمى)‬
‫ان ِم ْن ُك ْم َم ِر ً‬
‫يضا‬ ‫ون (‪ )183‬أَيَّا ًما َم ْعدُود ٍ‬
‫َات َف َم ْن َك َ‬ ‫ِن َق ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬ ‫ِب َعلَى الَّذ َ‬
‫ِين م ْ‬ ‫الص َيا ُم َك َما ُكت َ‬
‫ِب َعلَ ْي ُك ُم ِّ‬ ‫في اآلية األولى قال (منكم) ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا ُكت َ‬
‫ون (‪ )183‬أَيَّا ًما َم ْعدُود ٍ‬
‫َات َف َم ْن َك َ‬
‫ان‬ ‫َّام أُ َخ َر)‪ .‬هنا ذكر قومًا آخرين (كما كتب على الذين من قبلكم) لما ذكر اآلخرين قال (لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬ ‫ِد ٌة م ْ َ‬
‫ِن أي ٍ‬ ‫أَ ْو َعلَى َس َف ٍر َفع َّ‬
‫يض‪CC‬ا أَ ْو َعلَى‬ ‫ِن أَيَّام أ َخ َر) الخطاب عن المسلمين‪ .‬اآلية األخرى بدأها بقوله ( َف َم ْن َش ِه َد ِم ْن ُك ُم َّ‬
‫الش ْه َر َفلْ َي ُ‬
‫ص ْم ُه َو َم ْن َك َ‬ ‫ُ‬ ‫يضا أَ ْو َعلَى َس َف ٍر َفع َّ‬ ‫ِم ْن ُك ْم َم ِر ً‬
‫ان َم ِر ً‬ ‫ِد ٌة م ْ ٍ‬
‫‪C‬هد‬‫‪C‬رآن ‪ :‬فمن ش‪C‬‬ ‫يضا أ ْو َعلَى َس َف ٍر) واضح (منكم) ألنهم مخاطبون‪ .‬فلو قال في غير الق‪C‬‬ ‫َ‬ ‫ان َم ِر ً‬ ‫َّام أ َخ َر) الكالم معهم وذكر (منكم) ( َو َم ْن َك َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َس َف ٍر َفع َّ‬
‫ِد ٌة م ْ‬
‫ِن أي ٍ‬
‫منكم الشهر فليصمه ومن كان منكم مريضًا يكون تكرارًا ال معنى أن يقال ومن كان منكم ألنها مذكورة فال تحتاج اإلعادة بينما في المرة لم ت‪CC‬ذكر (منكم)‬
‫وإنما ذكرت (من قبلكم) فقال (منكم) والخطاب والكالم مع المسلمين‪.‬‬
‫ُوا هّللا َ َعلَى َما هَدَا ُك ْم َولَ َعلَّ ُك ْم تَ ْش ُكرُونَ (‪ )185‬البقرة) لماذا كرر الشكر‬
‫وا ْال ِع َّدةَ َولِتُ َكبِّر ْ‬
‫*(ي ُِري ُد هّللا ُ بِ ُك ُم ْاليُس َْر َوالَ ي ُِري ُد بِ ُك ُم ْال ُع ْس َر َولِتُ ْك ِملُ ْ*‬
‫بعد ذكر أحكام الصيام (ولعلكم تشكرون) ولم يقل تفلحون؟)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ذلك أن الصيام قد يُظن ألول وهلة أن هذه العبادة شاقة عليه فإذا ما انتهى منها أدرك لطف اهلل سبحانه وتعالى به وهذا ما نجده بعد اإلنتهاء من صيام يوم‬
‫أو صيام شهر فنشعر بفضل اهلل تعالى علينا وكيف أعاننا على القيام بهذه الفريضة فندرك عظمتها ونستشعر آثارها في أرواحنا فنتوجه إلى اهلل تعالى‬
‫بالشكر على هذه العبادة العظيمة وعلى عونه لنا على أدائها‪.‬‬
‫آية (‪:)185‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)2‬‬
‫آية (‪:)186‬‬
‫ُوا لِي َو ْليُْؤ ِمنُ ْ‬
‫وا بِي لَ َعلَّهُ ْم يَرْ ُشد َ*‬ ‫َان فَ ْليَ ْستَ ِجيب ْ*‬
‫اع ِإ َذا َدع ِ‬ ‫ُأ‬ ‫* ( َوِإ َذا َسَألَ َ‬
‫ُون (‪ ))186‬هذه اآلية‬ ‫ك ِعبَا ِدي َعنِّي فَِإنِّي قَ ِريبٌ ِجيبُ َد ْع َوةَ ال َّد ِ‬
‫جاءت بين آيات الصيام فلماذا؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ون (‪ )183‬البقرة) وما يتعلق بالصوم (أُ ِح َّل‬ ‫ِين مِن َق ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬ ‫ِب َعلَى الَّذ َ‬ ‫الص َيا ُم َك َما ُكت َ‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ُم ِّ‬ ‫ِين آ َمنُواْ ُكت َ‬ ‫هذه اآلية وردت بين آيات الصوم ( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬
‫ِسآ ِئ ُك ْم (‪ )187‬البقرة)‪ .‬ورود هذه اآلية في هذا الموضع يدل على أن الصوم من دواعي اإلجابة‪ .‬إذن يحسن أو ينبغي أن يُدعى‬ ‫الر َف ُث إِلَى ن َ‬ ‫ام َّ‬ ‫لَ ُك ْم لَ ْيلَ َة ِّ‬
‫الص َي ِ‬
‫اهلل سبحانه وتعالى في هذا الوقت‪ .‬وفي الحديث" للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة" وحديث "ثالثة ال ترد دعوتهم اإلمام العادل والصائم حتى يُفطر" إذن‬
‫يوضح أن الصائم مستجاب الدعوة وإهابة بالصائم بأن يدعو‪ .‬أيضًا المالحظ أن هنالك أمر وهو أن اهلل سبحانه وتعالى هو‬ ‫وقوعها بين آيات الصوم ما ّ‬
‫َك َع ِن‬ ‫يض ُق ْل ُه َو أَ ًذى (‪ )122‬البقرة) ( َي ْسأَلُون َ‬ ‫َِ َ ِ‬ ‫ح‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫َك‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫س‬ ‫ي‬
‫ََ ْ‬‫و‬ ‫(‬ ‫كثيرة‬ ‫مواطن‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫كما‬ ‫قريب)‬ ‫إني‬ ‫لهم‬ ‫(فقل‬ ‫يقل‬ ‫ولم‬ ‫الذي تكفل باإلجابة عن السؤال‬
‫َس ًفا (‪)15‬‬ ‫نس ُف َها َربِّي ن ْ‬ ‫ال َف ُق ْل َي ِ‬ ‫َك َع ِن الْ ِج َب ِ‬ ‫َ‬
‫ون ُق ِل الْ َع ْف َو (‪ )219‬البقرة) ( َو َي ْسألُون َ‬ ‫َك َما َذا يُن ِف ُق َ‬ ‫َ‬
‫ال فِي ِه َك ِبير (‪ )217‬البقرة) ( َو َي ْسألُون َ‬ ‫ال فِي ِه ُق ْل ِق َت ٌ‬ ‫الش ْه ِر الْ َح َر ِام ِق َت ٍ‬ ‫َّ‬
‫يب) ربنا هو الذي أجاب وليس بالواسطة ليس‬ ‫طه)‪ .‬ربنا من دون تبيلغ تكفل باإلجابة مباشرة أما قوله (فقل إني قريب) هذا أمر بالتبليغ أما قوله ( َف ِإنِّي َق ِر ٌ‬
‫بالنقل‪ ،‬هو الذي أجاب حتى عباده يجأرون إليه بالدعاء‪ ،‬هذا أمر‪ .‬ثم ربنا سبحانه وتعالى تكفل باإلجابة إذا دعا الداعي ولم يعلق ذلك بالمشيئة فيقل إن شئت‬
‫ون إِن ُكنتُ ْم‬ ‫ْع َ‬ ‫ْر اللِهّ َتد ُ‬ ‫اع ُة أَ َغي َ‬ ‫الس َ‬‫اب اللِهّ أَ ْو أََت ْت ُك ُم َّ‬ ‫ان) لم يقل إن شئت أو شاء ربك كما في موطن آخر قال ( ُق ْل أَ َرأَ ْيتُ ُكم إِ ْن أََتا ُك ْم َع َذ ُ‬ ‫َع ِ‬ ‫َّاع إِ َذا د َ‬ ‫َع َو َة الد ِ‬ ‫يب د ْ‬ ‫(أُ ِج ُ‬
‫ون (‪ )41‬األنعام)‪ .‬وجود المشيئة يعني ربما يفعل سبحانه وتعالى وربما ال‬ ‫نس ْو َن َما تُ ْش ِر ُك َ‬ ‫ون إِلَ ْي ِه إِ ْن َشاء َو َت َ‬ ‫ْع َ‬ ‫ف َما َتد ُ‬ ‫ون َف َي ْك ِش ُ‬ ‫ْع َ‬ ‫ِين (‪َ )40‬ب ْل إِيَّا ُه َتد ُ‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫َ‬
‫يفعل وعدم وجود المشيئة يعني قطعًا تجاب دعوته‪ ،‬قطعًا الصائم تجاب دعوته إن لم تكن في الدنيا تُدّخر له في اآلخرة أو يُدفع عنه سوء‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل نفهم من هذا بأن النسق العام في سورة البقرة صيام وأن هذه اآلية خاصة بالصائم فقط؟‬
‫ون إِن‬ ‫ْع َ‬ ‫ْر اللِهّ َتد ُ‬ ‫اع ُة أَ َغي َ‬ ‫الس َ‬‫اب اللِهّ أَ ْو أََت ْت ُك ُم َّ‬ ‫(ق ْل أَ َرأَ ْيتُ ُكم إِ ْن أََتا ُك ْم َع َذ ُ‬ ‫دعاء في طاعة ليس في قطيعة رحم بينما اآلية األخرى جاءت عندما وقعوا في الحرج ُ‬
‫ون (‪ )41‬األنعام) أما هؤالء طائعين في وقت طاعة وهم صيام‪.‬‬ ‫نس ْو َن َما تُ ْش ِر ُك َ‬ ‫ون إِلَ ْي ِه إِ ْن َشاء َو َت َ‬ ‫ْع َ‬ ‫ف َما َتد ُ‬ ‫ون َف َي ْك ِش ُ‬ ‫ْع َ‬ ‫ِين (‪َ )40‬ب ْل إِيَّا ُه َتد ُ‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫ُكنتُ ْم َ‬
‫َّاع إِ َذا د َ‬ ‫ُ‬
‫ان) لقل إذا دعاني أجيبه‪ ،‬األصل أن يأتي بأداة الشرط ثم‬ ‫َع ِ‬ ‫َع َو َة الد ِ‬ ‫يب د ْ‬ ‫ونالحظ أمرًا آخرًا هو أنه قدم اإلجابة الدالة على جواب الشرط فقال (أ ِج ُ‬
‫جواب الشرط‪ ،‬اآلن قدم الجواب للتأكيد على قوة الوعد فقدم اإلجابة على الشرط تنبيهًا على قوة الوعد وأن هذا حاصل‪.‬‬
‫‪ C‬مطلوب منه أن يكثر الدعاء‪( .‬إذا) آكد من إن (إن) تأتي‬ ‫ان) ولم يقل إن دعان مع أن االثنين أدوات شرط وفي هذا إشارة أن العبد‬ ‫َع ِ‬ ‫ثم نالحظ أنه قال (إِ َذا د َ‬
‫ِلر ْح َم ِن َولَ ٌد َفأَنَا أَ َّو ُل‬ ‫ان ل َّ‬ ‫في األمور المحتملة الوقوع والمشكوك فيها والموهومة والنادرة والمستحيلة وسائر االفتراضات حتى إذا كانت مستحيلة ( ُق ْل إِن َك َ‬
‫ِين ْاق َت َتلُوا (‪ )9‬الحجرات) هذه قليلة ألن (إن) للمحتمل الوقوع القليل والوقوع المشكوك في حصوله‬ ‫ِن الْ ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ان م َ‬ ‫ِين (‪ )81‬الزخرف)‪َ ( ،‬وإِن َطا ِئ َف َت ِ‬ ‫الْ َعا ِبد َ‬
‫ف َت َرانِي (‬ ‫اس َت َق َّر َم َكا َن ُه َف َس ْو َ‬ ‫ْ‬
‫ِن انظ ْر إِلَى ال َج َب ِل َفِإ ِن ْ‬ ‫ُ‬ ‫ال لَن َت َرانِي َولَـك ِ‬ ‫ْك َق َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ال َر ِّب أ ِرنِي أنظ ْر إِلَي َ‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫وسى لِمِي َقا ِتنَا َو َكل َم ُه َربُّ ُه َق َ‬ ‫والموهوم والنادر ( َولَ َّما َجاء ُم َ‬
‫ض َياء أَ َفلاَ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ْر الل ِه َيأتِيكم ِب ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫‪ )143‬األعراف) ولو قال (إذا) يعني يستقر في الغالب‪( .‬قل أ َرأ ْيتُ ْم إِن َج َعل الل ُه َعل ْيك ُم الليْل َس ْر َمدًا إِلى َي ْو ِم ال ِق َيا َم ِة َم ْن إِل ٌه َغي ُ‬
‫ض َر أَ َح َد ُك ُم الْ َم ْو ُت إِن َت َركَ‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ْم إِ َذا َح َ‬ ‫ال‪ .‬بينما (إذا) للمقطوع بحصوله أو الكثير الوقوع مثل ( ُكت َ‬ ‫ون (‪ )71‬القصص) هذا افتراض وليس حاص ً‬ ‫َت ْس َم ُع َ‬
‫األ ْش ُه ُر الْ ُح ُر ُم (‪ )5‬التوبة) ال بد أن تنسلخ ( َف ِإ َذا‬ ‫انسلَ َخ َ‬ ‫ِين (‪ )180‬البقرة) الموت سيأتي‪َ ( ،‬ف ِإ َذا َ‬ ‫وف َح ًّقا َعلَى الْ ُمتَّق َ‬ ‫ين ِبالْ َم ْع ُر ِ‬ ‫ْن َواأل ْق َر ِب َ‬ ‫َّة لِلْ َوالِ َدي ِ‬
‫صي ُ‬ ‫ْرا الْ َو ِ‬‫َخي ً‬
‫الس َماء‬ ‫ض (‪ )10‬الجمعة) ال بد أن تقضى‪ ،‬ولذلك في يوم القيامة اآليات تأتي بـ (إذا) وال يمكن أن يؤتى بـ (إن) (إِ َذا َّ‬ ‫َ‬
‫الصلَا ُة َفان َت ِش ُروا فِي الْأ ْر ِ‬ ‫ض َي ِت َّ‬ ‫ُق ِ‬
‫ُّوها (‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض ِزل َزال َها (‪ )1‬الزلزلة) ألنها واقعة ال محالة‪ ،‬أو كثير الوقوع ( َوإِ َذا ُحيِّ ْيتُم ِب َت ِحيَّ ٍة َف َحيُّوا ِبأ ْح َس َن ِم ْن َها أ ْو ُرد َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫انشق ْت (‪ )1‬اإلنشقاق) (إِ َذا ُزل ِزل ِت الأ ْر ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِين آ َمنُوا إِذا ق ْمت ْم إِلى‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪ )86‬النساء) حتى لو اجتمعت إذا وإن في موطنين يأتي مع كثير الوقوع بـ (إذا) ومع قليل الوقوع يأتي بـ (إن) مثال ( َيا أيُّ َها الذ َ‬
‫ضى أَ ْو َعلى َسف ٍر (‪ )6‬المائدة)‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اط َّه ُرواْ َوإِن ُكنتُم َّم ْر َ‬ ‫ين َوإِن ُكنتُ ْم ُجنُبًا َف َّ‬ ‫ُوس ُك ْم َوأَ ْر ُجلَ ُك ْم إِلَى الْ َك ْع َب ِ‬ ‫ِق َوا ْم َس ُحواْ ِب ُرؤ ِ‬ ‫وه ُك ْم َوأَ ْي ِد َي ُك ْم إِلَى الْ َم َراف ِ‬ ‫فاغ ِسلُواْ ُو ُج َ‬ ‫الصال ِة ْ‬ ‫َّ‬
‫ض َر أَ َح َد ُك ُم الْ َم ْو ُت إِن َت َر َك‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ْم إِ َذا َح َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫(‬ ‫قليلة‪،‬‬ ‫النساء)‬ ‫)‬ ‫‪25‬‬ ‫(‬ ‫اب‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِن‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫َات‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫ُ َ‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ ِ ْ َ َ‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫ِص‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ْه‬ ‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫اح‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ب‬ ‫ْن‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫(‬ ‫قليلة‪،‬‬ ‫جنبًا‬
‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اكتُبُو ُه (‪ )282‬البقرة)‬ ‫ْن إِلَى أَ َج ٍل ُّم َس ًّمى َف ْ‬ ‫ِ ٍ‬‫ي‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫‪C‬‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ن‬‫ي‬‫َ‬ ‫َا‬
‫د‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫م‬‫َ‬ ‫آ‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ذ‬‫َّ‬
‫ال‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫البقرة)‬ ‫)‬ ‫‪180‬‬ ‫(‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ق‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ًّ‬
‫ق‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫وف‬‫ِ‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ب‬
‫ِ ِ‬‫ين‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫األ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ْن‬
‫ِ‬ ‫ي‬‫د‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِل‬‫ل‬ ‫صي ُ‬
‫َّة‬ ‫ْرا الْ َو ِ‬‫َخي ً‬
‫ْل (‪ ))282‬قليل‪ ،‬إذن هذا الخط العام في اللغة فلما يقول (إذا دعان)‬ ‫ْ‬
‫ُملِل َولِيُّ ُه ِبال َعد ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫يع أن يُمِل ُه َو َفلي ْ‬ ‫َ‬ ‫ال َي ْس َت ِط ُ‬ ‫َ‬
‫ضعِيفا أ ْو َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫ان الذِي َعل ْي ِه ال َحق َسفِي ًها أ ْو َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫( َفإن ك َ‬
‫ْس َر ٍة (‪ )280‬البقرة) هذا أقل ممن‬ ‫َ‬
‫َظ َرة إِلى َمي َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ان ذو ُع ْس َر ٍة فن ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫إذن المفروض أن يدعو وليس هكذا يدعو لما يقع في مصيبة ويدعو على حرف‪ .‬قوله ( َوإِن ك َ‬
‫ان) إذن الدعاء شرط اإلجابة وهو مطلوب والدعاء مخ العبادة وربنا يغضب إذا لم يُدعى ربنا‬ ‫َع ِ‬ ‫َّاع إِ َذا د َ‬‫َع َو َة الد ِ‬ ‫يب د ْ‬ ‫يستحق الزكاة‪ .‬هذا نسق اللغة قال (أُ ِج ُ‬
‫ون (‪َ )42‬فلَ ْوال إِ ْذ َج ُ‬
‫اءه ْم‬ ‫ض َّر ُع َ‬ ‫الض َّراء لَ َعلَّ ُه ْم َي َت َ‬‫َاه ْم ِبالْ َب ْأ َساء َو َّ‬ ‫ِك َفأَ َخ ْذن ُ‬ ‫غضب على أقوام أخذهم بالباساء والضراء فلم يتضرعوا ( َولَ َق ْد أَ ْر َسلنَآ إِلَى أُ َم ٍم ِّمن َق ْبل َ‬
‫ون (‪)76‬‬ ‫ض َّر ُع َ‬ ‫ِّه ْم َو َما َي َت َ‬ ‫ِرب ِ‬‫اس َت َكانُوا ل َ‬ ‫اب َف َما ْ‬ ‫َاهم ِبالْ َع َذ ِ‬ ‫ون (‪ )43‬األنعام) ( َولََق ْد أَ َخ ْذن ُ‬ ‫ان َما َكانُواْ َي ْع َملُ َ‬ ‫ْط ُ‬‫الشي َ‬
‫َّن لَ ُه ُم َّ‬ ‫ض َّر ُعواْ َولَـكِن َق َس ْت ُقلُوبُ ُه ْم َو َزي َ‬ ‫َب ْأ ُسنَا َت َ‬
‫المؤمنون) إذن الدعاء مطلوب ال تقول ربنا يعلم الحال وتسكت‪ ،‬الدعاء مخ العبادة‪ .‬ربنا يغضب إذا لم يُدعى والرسول ‪ ‬كان يدعو في بدر حتى ظهر‬
‫بياض إبطيه وسقطت عباءته فالدعاء مطلوب وهو مخ العبادة‪.‬‬
‫استطراد من المقدم‪ :‬البعض يقولون أن سيدنا إبراهيم لم يدع وإنما قال أن اهلل تعالى أعلم بحاله لكن هناك من محققي التاريخ من كذب هذه الرواية وقال‬
‫أنها مغلوطة وأن سيدنا إبراهيم ‪ ‬دعا بالفعل‪.‬‬
‫‪ C‬إلى مصالح‬ ‫ُون) يعني يهتدون‬ ‫ين (‪ )60‬غافر)‪( ،‬لَ َعلَّ ُه ْم َي ْر ُشد َ‬ ‫َاخ ِر َ‬ ‫ون َج َهنَّ َم د ِ‬ ‫ْخلُ َ‬ ‫ون َع ْن ِع َبا َدتِي َسَيد ُ‬ ‫ِين َي ْس َت ْك ِب ُر َ‬ ‫ْعونِي أَ ْس َت ِج ْب لَ ُك ْم إِ َّن الَّذ َ‬ ‫ال َربُّ ُك ُم اد ُ‬ ‫(و َق َ‬‫قال َ‬
‫‪ C‬يجيب الداعي بما‬ ‫دينهم ودنياهم‪ .‬قال أجيب دعوة الداعي ولم يقل أجيب الداعي الدعوة ما يريده الداعي لم يقل أجيب الداعي لكن بماذا يجيبه؟ بدعوته‪،‬‬
‫‪C‬‬
‫يبتغيه‪.‬‬
‫(وإِ َذا َسأَلَ َك ِع َبادِي) مرسومة بالياء ولم يقل "عبادِ" في القرآن الكلمتان موجودتان عبادي مرسومة بالياء وعبا ِد بالكسرة وكلتاهما مضافة إلى ياء‬ ‫قال َ‬
‫المتكلم‪ .‬في القرآن عندما يقول (عبادي) بالياء مجموعة العباد أكثر فكأنه يحذف معناه أن العباد أقل‪ .‬عبادي أحرفها أكثر من عباد فهم أكثر هذا في القرآن‬
‫وب َجمِي ًعا (‪ )53‬الزمر)‬ ‫الذنُ َ‬ ‫ِر ُّ‬ ‫َطوا مِن َّر ْح َم ِة اللَّ ِه إِ َّن اللَّ َه َي ْغف ُ‬ ‫ِين أَ ْس َر ُفوا َعلَى أَن ُف ِس ِه ْم لَا َت ْقن ُ‬ ‫ِي الَّذ َ‬ ‫كله إذا قال عبادي بالياء فالمجموعة أكثر مثال ( ُق ْل َيا ِع َباد َ‬
‫يب (‪ )186‬البقرة) كلهم بدون استثناء لم يستثني‬ ‫ِين (‪ )103‬يوسف)‪َ ( ،‬وإِ َذا َسأَلَ َك ِع َبادِي َعنِّي َف ِإنِّي َق ِر ٌ‬ ‫ص َت ِب ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫اس َولَ ْو َح َر ْ‬ ‫هؤالء كثرة ألنه ( َو َما أَ ْك َث ُر النَّ ِ‬
‫ِين آ َمنُوا اتَّ ُقوا َربَّ ُك ْم لِلَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫ون أ ْح َس َن ُه (‪ )18‬الزمر) قلة‪ُ ( ،‬ق ْل َيا ِع َبا ِد الَّذ َ‬ ‫َ‬ ‫ون الْ َق ْو َل َف َيتَّ ِب ُع َ‬
‫‪C‬‬ ‫ِين َي ْس َت ِم ُع َ‬ ‫فجاء عبادي بالياء‪ ،‬يجبهم كلهم ‪َ (.‬ف َب ِّش ْر ِع َبا ِد (‪ )17‬الَّذ َ‬
‫اس َع ٌة َفِإي َ‬
‫َّاي‬ ‫ضي َو ِ‬ ‫ِين آ َمنُوا إِ َّن أَ ْر ِ‬ ‫ِي الَّذ َ‬‫اب (‪ )10‬الزمر)‪َ ( ،‬يا ِع َباد َ‬ ‫ْر ِح َس ٍ‬ ‫ون أَ ْج َر ُهم ِب َغي ِ‬ ‫الصا ِب ُر َ‬‫اس َع ٌة إَِّن َما يُ َو َّفى َّ‬ ‫ض اللَّ ِه َو ِ‬ ‫َة َوأَ ْر ُ‬ ‫أَ ْح َسنُوا فِي َه ِذ ِه ُّ‬
‫الد ْن َيا َح َسن ٌ‬
‫ون أَ ْج َر ُهم ِب َغي ِ‬
‫ْر‬ ‫ُو َّفى َّ‬
‫الصا ِب ُر َ‬ ‫ُون (‪ )56‬العنكبوت) هناك قال اتقوا ربكم صارت التقوى إضافة إلى اإليمان وهنا لم يقل اتقوا ربكم‪ ،‬ثم هو قال (إِنَّ َما ي َ‬ ‫َف ْ‬
‫اعبُد ِ‬
‫ون (‪ )57‬العنكبوت)‬ ‫س َذا ِئ َق ُة الْ َم ْو ِت ثُ َّم إِلَ ْينَا تُ ْر َج ُع َ‬
‫ُون (‪ُ )56‬ك ُّل َن ْف ٍ‬ ‫اعبُد ِ‬ ‫اس َع ٌة َفِإي َ‬
‫َّاي َف ْ‬ ‫ضي َو ِ‬ ‫ِين آ َمنُوا إِ َّن أَ ْر ِ‬ ‫ِي الَّذ َ‬‫اب (‪ )10‬الزمر) هؤالء قلة‪َ ( ،‬يا ِع َباد َ‬ ‫ِح َس ٍ‬
‫كثرة فجاء بـ(عبادي) مع الكثرة و(عبادِ) مع القلة‪ .‬من حيث اإلعراب (عبادي وعبادِ) واحد‪( ،‬عبادي) عباد مضاف وياء المتكلم مضاف إليه وفي (عبادِ)‬
‫َع َو َة الد ِ‬
‫َّاع‬ ‫يب د ْ‬ ‫يب أُ ِج ُ‬‫(وإِ َذا َسأَلَ َك ِع َبادِي َعنِّي َفِإنِّي َق ِر ٌ‬ ‫هذه تقديرًا‪ ،‬مضاف ومضاف إليه مركب‪ .‬هذه من خصوصيات اإلستعمال القرآني فعندما قال تعالى َ‬
‫َعان) يعني هو يجيبهم كلهم‪.‬‬ ‫إِ َذا د َ‬
‫َّاع إِ َذا د َ‬ ‫ُ‬
‫ان) لم يقل أجيب دعوتهم‪ ،‬ما قال إذا سألك عبادي عني أجيب دعوتهم ألنه يقصد لعموم والشمول ليس فقط السائلين ال يجيب‬ ‫َع ِ‬ ‫َع َو َة الد ِ‬ ‫يب د ْ‬
‫قال (أ ِج ُ‬
‫فقط من سأل عنه وإنما يجيب كل داعي‪ .‬عندما قال ( َوإِ َذا َسألك ِع َبادِي َعنِّي) ليس كل العباد يسأل الرسول ‪ ‬عن اهلل وإنما هو في زمن معين في وقت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َع َو َة‬
‫يب د ْ‬ ‫ان) هذه ليست خاصة بالسائلين وإنما بكل داعي فقال (أُ ِج ُ‬ ‫َع ِ‬‫َّاع إِ َذا د َ‬ ‫َع َو َة الد ِ‬ ‫يب د ْ‬‫يب أُ ِج ُ‬ ‫معين في جماعة معينة‪َ ( ،‬وإِ َذا َسأَلَ َك ِع َبادِي َعنِّي َفإِنِّي َق ِر ٌ‬
‫وسع‬
‫َّاع) يعني ّ‬ ‫َع َو َة الد ِ‬
‫يب د ْ‬ ‫وسع (أُ ِج ُ‬ ‫َّاع) ألنه لو قال أجيبهم سيكون الكالم على من سأله فإني أجيبهم يعني الكالم عمن سأل وهو لم يخصص وإنما ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ان)‪.‬‬ ‫َع‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫إ‬ ‫َّاع‬‫الد‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫و‬ ‫َع‬
‫ْ‬ ‫د‬ ‫يب‬
‫ُ‬ ‫ج‬ ‫ُ‬
‫(أ‬ ‫أطلق‬ ‫وعندما‬ ‫عبادي‬ ‫في‬ ‫المتكلم‬ ‫بياء‬ ‫جاي‬ ‫عندما‬ ‫مرتين‬ ‫الدائرة‬
‫ِ ِ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ون (‪ )185‬البقرة) هذا يدل على أن الدعاء يكون بعد الثناء على اهلل‬ ‫ِّرواْ اللَهّ َعلَى َما َهدَا ُك ْم َولَ َعلَّ ُك ْم َت ْش ُك ُر َ‬ ‫نالحظ هناك أمر أن اآلية ُسبقت بقوله تعالى ( َولِتُ َكب ُ‬
‫الص َر َ‬
‫اط‬ ‫ِّرواْ اللَهّ َعلَى َما َهدَا ُك ْم) وما يوضح هذا قوله (اه ِدنَــــا ِّ‬ ‫(ولِتُ َكب ُ‬
‫تُكبر وتثني على اهلل بما هو أهله ثم تدعو ولذلك قالوا هي جاءت بعد قوله تعالى َ‬
‫ِين (‪ ))5‬ال‬ ‫َس َتع ُ‬ ‫‪C‬د َوإِي َ‬
‫َّاك ن ْ‬ ‫َع ُب ُ‬ ‫ِّين (‪ )4‬إِي َ‬
‫َّاك ن ْ‬ ‫ِك َي ْو ِم الد ِ‬ ‫يم (‪َ )3‬مال ِ‬ ‫الر ِح ِ‬
‫الر ْح َم ِن َّ‬ ‫ِين (‪َّ )2‬‬ ‫ال ُمس َتقِي َم (‪ )6‬الفاتحة) جاءت بعد الثناء على اهلل (الْ َح ْم ُد لِلَّ ِه َر ِّب الْ َعالَم َ‬
‫ال بأية صيغة مثل يا رب لك الحمد‪ ،‬سبحانك يا من تجيب دعوة المضطرين‪ ،‬يا رحمن يا رحيم‪.‬‬ ‫تدعوا هكذا‪ ،‬يجب أن نثني عليه أو ً‬
‫إن تفيد التوكيد فأكد قربه سبحانه وتعالى من عباده‬ ‫ّ‬ ‫(إن) المشددة لم يقل (فأنا) ألنها غير مؤكدة‪ّ .‬‬ ‫ّ‬
‫يب) ولم يقل "فأنا قريب" أكد قربه بـ ّ‬ ‫ثم قال ( َفإِنِّي َق ِر ٌ‬
‫وهي آكد من (أنا)‪.‬‬
‫َّاع إِ َذا د َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫*مداخلة في اآلية ( َوإِ َذا َسألك ِع َبادِي َعنِّي َف ِإنِّي َق ِر ٌ‬
‫ان (‪ )186‬البقرة) دعوة الداعي التركيز على الدعوة ولو كان التركيز على‬ ‫َع ِ‬ ‫َع َو َة الد ِ‬‫يب د ْ‬ ‫يب أ ِج ُ‬
‫الداعي والداعي إسم فاعل فكان يجب أن يحسن الدعاء ولكن ماذا عن األصم الذي يدعو بقلبه فلذلك يدخل في الدعوة‪.‬‬
‫*ما داللة استخدام* (وإذا) بدل (وإن)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫قبل هذه لم يقل فقل لهم إني قريب وإنما تكفل تعالى باإلجابة مباشرة كما خاطبهم مباشرة (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) ما قال قل لهم كتب عليهم‬
‫ال (يسألونك عن المحيض قل هو‬ ‫الصيام كذلك في الدعاء لم يقل قل لهم وإنما قال (فإني قريب) مع أنه في آيات أخرى عندما يكون هناك سؤال يقول قل‪ ،‬مث ً‬
‫أذى) أما في هذه اآلية تكفل اهلل تعالى باإلجابة مباشرة‪ .‬هو يُدعى سبحانه وتعالى بال واسطة وهو يجيب مباشرة حتى نالحظ معظم سألك في القرآن يأتي‬
‫ون إِلَ ْي ِه‬
‫ْع َ‬ ‫ف َما َتد ُ‬ ‫ون َف َي ْك ِش ُ‬‫ْع َ‬ ‫بعدها (قل)‪ .‬ثم إنه قال (أجيب دعوة الداع) لم يقل إن شئت أو إن شاء ربك كأنه أجاب بينما نالحظ في آية أخرى ( َب ْل إِيَّا ُه َتد ُ‬
‫ون (‪ )41‬األنعام) لم يقطع بينما في آية الصيام فاإلجابة ال بد أن تكون إما يعجل له أو ُيدّخر له أو يرد عنه بمقدارها من األذى‬ ‫نس ْو َن َما تُ ْش ِر ُك َ‬
‫إِ ْن َشاء َو َت َ‬
‫كما في الحديث‪ ،‬أجيب دعوة الداع لم يعلقها بشيء‪.‬‬
‫أما استخدام (إذا) ألنه أراد سبحانه وتعالى أن يكثر الناس من الدعاء ألن (إذا) تفيد الكثير والمقطوع ولم يقل (إن)‪،‬فالمطلوب أن يكثروا من الدعاء ويلحوا‬
‫ض َر أَ َح َد ُك ُم‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ْم إِ َذا َح َ‬
‫في الدعاء‪( ،‬إن) وتستعمل للشك لمحتمل الوقوع والنادر والمستحيل الوقوع أما (إذا ) فهي لمقطوع الوقوع أو كثير الوقوع‪ُ ( .‬كت َ‬
‫الْ َم ْو ُت (‪)180‬هذا مقطوع الوقوع ‪ ،‬وقال (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) هذه قليلة‪ .‬قال (إذا سألك) وقال (إذا دعان) هذه إشارة أن المطلوب من العبد‬
‫‪C‬‬
‫اإلكثار من الدعاء وعليه أن يكثر من الدعاء وفيها الدعاء شرط اإلجابة (أجيب دعوة الداع إذا دعان) جعل اهلل تعالى الدعاء شرط اإلجابة ومن باب التوكيد‬
‫إلي أُكرمك‪ ،‬أنت بنيت كالمك على اإلجابة حتى النحاة يقولون لما تقول أكرمك إن جئتني‪ ،‬هو قال له أُكرمك‪ .‬بنى‬ ‫ال إذا جئت ّ‬ ‫قدّم اإلجابة على الدعاء‪ .‬مث ً‬
‫على اإلخبار باإلكرام وهنا ربنا بنى على اإلجابة‪ ،‬اإلجابة بفضل اهلل متحققة واهلل تعالى يريد من العباد أن يدعوا والدعاء شرط اإلجابة‪ .‬وقال تعالى (أجيب‬
‫دعوة الداع) وليس أجيب الداعي ألن الدعوة هي المطلوبة بالذات‪ .‬يجيب ما تريد أنت أي يجيب الدعوة‪ .‬وربنا يغضب إذا لم يدعوه العبد ويحب الملحاح‬
‫ون (‪َ )42‬فلَ ْوال إِ ْذ َجاء ُه ْم َب ْأ ُسنَا‬ ‫ض َّر ُع َ‬ ‫ِك َفأَ َخ ْذنَا ُه ْم ِبالْ َب ْأ َساء َو َّ‬
‫الض َّراء لَ َعلَّ ُه ْم َي َت َ‬ ‫في الدعاء وغضب ربنا على أقوام ألنهم لم يدعوه ( َولََق ْد أَ ْر َسلنَآ إِلَى أُ َم ٍم ِّمن َق ْبل َ‬
‫ادع وقلها ال في نفسك فقط‪،‬‬ ‫ون (‪ )76‬المؤمنون) (قل أعوذ برب الفلق) أي ُ‬ ‫ض َّر ُع َ‬ ‫اس َت َكانُوا ل َ‬
‫ِربِّ ِه ْم َو َما َي َت َ‬ ‫ض َّر ُعواْ (‪ )43‬األنعام) ( َولَ َق ْد أَ َخ ْذنَا ُهم ِبالْ َع َذ ِ‬
‫اب َف َما ْ‬ ‫َت َ‬
‫‪ C‬فينبغي أن يقولها‪.‬‬ ‫عندما يقول أعوذ يعني أنه يحتاج لمن يعينه‬
‫ُوا لِي َو ْليُْؤ ِمنُ* ْ‬
‫*وا بِي لَ َعلَّهُ ْم يَرْ ُش*د َ*‬ ‫َان فَ ْليَ ْس*تَ ِجيب ْ*‬
‫اع ِإ َذا َدع ِ‬ ‫ُأ‬ ‫*( َوِإ َذا َسَألَ َ‬
‫ُون (‪ )186‬البق**رة) لِ َم عبّر‬ ‫ك ِعبَا ِدي َعنِّي فَِإنِّي قَ ِريبٌ ِجيبُ َد ْع َوةَ ال َّد ِ‬
‫بقوله (إذا) في أول اآلية ولم يقل (إن سألك)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ألن (إن) تفيد التشكيك والتقليل بخالف (إذا) التي تفيد الجزم ألنه عندما تذوق حالوة ما أعطاك اهلل تعالى من إشراقات في الصيام فإنك تتجه إلى شكره‬
‫وسؤاله أن يزيدك من فضله العظيم‪ .‬وانظر كيف جاء جواب السؤال في قوله (فإني قريب) ولم يقل (قل) ألن (قل) هنا يحتاج إلى مدة وإن كانت قصيرة‬
‫فهي ال تتناسب مع القرب في اإلجابة فأراد ربنا سبحانه وتعالى ألن يجعل القرب في اإلجابة عن السؤال دون وساطة فجعل الجواب منه لعباده مباشرة‬
‫وجاءت الفاء في الجواب (فإني) لتفيد السرعة والمباشرة الفورية التي تتناسب مع هذا العطاء الرباني العظيم فقال تعالى (فإني قريب)‪.‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في قوله تع**الى في س**ورة البق**رة (وإذا س**ألك عب**ادي ع**ني ف**إني ق**ريب أجيب دع**وة ال**داع إذا دع**ان)؟( د‪.‬فاضل*‬
‫السامرائى)‬
‫‪ C‬حتى قبل أن يبدأ بالدعاء‪ .‬وفي اآلية لفتة أخرى أنه في سياق‬ ‫في هذه اآلية تقدّم جواب الشرط على فعل الشرط ومعناه أن اهلل تعالى يجيب دعاء العبد‬
‫القرآن كله عندما تأتي اآلية فيها وإذا سألك أو يسألونك يأتي الر ّد من اهلل تعالى لرسوله (قل) إال في هذه اآلية فقد جاء الر ّد مباشرة من اهلل تعالى لعباده في‬
‫‪ C‬إال الدعاء واهلل تعالى يجيب دعاء عباده فسبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫خطاب مباشر ليس بين اهلل تعالى وعباده أي وسيط حتى لو كان الرسول الكريم ‪ .‬فما على العبد‬
‫(عبَا ِد)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(عبَا ِدي) ِ‬
‫* ما الفرق بين ذكر الياء وعدم ذكرها في ِ‬
‫هذه ظاهرة في القرآن‪ .‬عبادي وعبا ِد أيها األكثر حروفًا؟ عبادي‪ .‬كلما يقول عبادي يكون أكثر من عبا ِد مناسبة لسعة الكلمة وطولها وسعة المجموعة‪.‬‬
‫يب (‪ )186‬البقرة) كل العباد تسأل‪ ،‬هذا ال يخص عبدًا دون عبد إذن هي كثيرة‪َ ( .‬و ُقل لِّ ِع َبادِي َي ُقولُواْ الَّتِي ِه َي أَ ْح َس ُن (‪)53‬‬
‫( َوإِ َذا َسأَلَ َك ِع َبادِي َعنِّي َف ِإنِّي َق ِر ٌ‬
‫اإلسراء) كل العباد مكلفين أن يقولوا التي هي أحسن‪.‬‬
‫(فبشر عبا ِد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) ما قال يستمعون الحسن وإنما أحسنه وهؤالء قليل‪.‬‬
‫آية (‪:)187‬‬
‫*ما داللة كلمة اللباس فى اآلية (ُأ ِح َّل لَ ُك ْم لَ ْيلَةَ الصِّ يَ ِام ال َّرفَ ُ‬
‫ث ِإلَى نِ َسآِئ ُك ْ*م ه َُّن لِبَاسٌ لَّ ُك ْم َوَأنتُ ْم لِبَاسٌ لَّه َُّن (‪ )187‬البق**رة)؟ (ورتل الق**رآن‬
‫ترتيالً)‬
‫تأمل هذا التشبيه القرآني وقد جاءت هذه اآلية لتعبر عما تحمله نلك العالقة المقدسة بين الرجل والمرأة وما يمثله كل واحد منهما لصاحبه وذلك بتشبيه كل‬
‫‪C‬يرة‪ .‬فلو أردت أخي‬‫‪C‬افع الكث‪C‬‬
‫‪C‬ير ذلك من المن‪C‬‬ ‫واحد منهما باللباس لآلخر‪ .‬اللباس الذي يستر العورات ويدفيء صاحبه ويمنع عنه األذى والضرر إلى غ‪C‬‬
‫المؤمن وضع كلمة مكان (لباس) لما أدّت إلى المعنى المراد ولما وسعت ذلك الشمول الذي احتوى عليه التشبيه الرائع‪.‬‬
‫*ما الفرق بين (تِ ْل َ‬
‫ك ُحدُو ُد هَّللا ِ فَالَ تَ ْق َربُوهَا)و( فال تعتدوها)؟‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫(و َ‬
‫ال‬ ‫ُوها (‪ )229‬البقرة) في قضايا معينة‪ ،‬األولى قال َ‬ ‫ال َت ْع َتد َ‬ ‫ُوها (‪ )187‬البقرة) ومرة قال (تِلْ َك ُحدُو ُد اللَّ ِه َف َ‬ ‫ال َت ْق َرب َ‬ ‫رب العالمين يقول (تِلْ َك ُحدُو ُد اللَّ ِه َف َ‬
‫سبب منه‬ ‫ُوها (‪ )187‬البقرة) وآية أخرى يتكلم عن الخلع إذا كرهت المرأة زوجها من غير ٍ‬ ‫ال َت ْق َرب َ‬ ‫اج ِد تِلْ َك ُحدُو ُد اللَّ ِه َف َ‬ ‫ون فِي الْ َم َس ِ‬ ‫اش ُرو ُه َّن َوأَنتُ ْم َعا ِك ُف َ‬ ‫تُ َب ِ‬
‫ون (‪ )229‬البقرة) ما الفرق بين (تِلْ َك‬ ‫الظالِ ُم َ‬‫ِك ُه ُم َّ‬ ‫ُوها َو َمن َي َت َع َّد ُحدُو َد اللَّ ِه َفأُولَئ َ‬
‫ال َت ْع َتد َ‬‫َت ِب ِه تِلْ َك ُحدُو ُد اللَّ ِه َف َ‬ ‫َاح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْف َتد ْ‬
‫ال ُجن َ‬‫عليها أن تفتدي ( َف َ‬
‫ُوها)؟ الح ّد نوعان ح ٌد بين الحالل والحرام‪ ،‬هذا حالل وهذا حرام‪ .‬يعني ح ّد صالة الظهر الساعة ‪12‬‬ ‫ال َت ْع َتد َ‬‫ُوها) وبين (تِلْ َك ُحدُو ُد اللَّ ِه َف َ‬ ‫ال َت ْق َرب َ‬ ‫ُحدُو ُد اللَّ ِه َف َ‬
‫ال إلى الساعة ثالثة ونصف ليس لك الحق قبل هذا أن تفعل وليس لك بعد هذا أن تفعل فهذا ح ٌد بين الحالل والحرام‪ ،‬الصالة بعد الرابعة والنصف‬ ‫وثلث مث ً‬
‫ال حرام والصالة قبل الثانية عشر والربع حرام‪ ،‬إذًا هذا ح ٌد بين الحالل والحرام فهذا إذاٍ يقول ال تعتدوها ال تعتدي هذا الحد ال تتعدى هذا الحد الذي حدّه‬ ‫مث ً‬
‫ُوها) إذًا إذا سمعت اهلل سبحانه وتعالى يقول فال‬ ‫ال َت ْق َرب َ‬‫ال إذا كان هناك ذنب خطير قال ال تقربوها (تِلْ َك ُحدُو ُد اللَّ ِه َف َ‬ ‫اهلل لك في مسألة أوقات الصالة‪ .‬مث ً‬
‫ال ِبالَّتِي ِه َي أَ ْح َس ُن (‪ )152‬األنعام)‬ ‫ال الْ َيتِيم إِ َّ‬
‫ِ‬
‫ال َت ْق َربُواْ َم َ‬
‫ارى (‪ )43‬النساء) ( َو َ‬ ‫الصال َة َوأَنتُ ْم ُس َك َ‬ ‫ال َت ْق َربُواْ َّ‬ ‫تقربوها فاعلم أنك أمام جريمة خطيرة الحظ ( َ‬
‫ُوها) أنت زوجتك معتكفة في‬ ‫ش َما َظ َه َر ِم ْن َها َو َما َب َط َن (‪ )151‬األنعام) وهكذا كلها جرائم خطيرة‪ .‬كذلك (تِلْ َك ُحدُو ُد اللَّ ِه َف َ‬
‫ال َت ْق َرب َ‬ ‫اح َ‬‫ال َت ْق َربُواْ الْ َف َو ِ‬
‫( َو َ‬
‫رمضان أو في غير رمضان‪ ،‬في المسجد يعني كيف تواقعها في هذه الحالة؟ كيف استطعت أن تفعل هذا وهي في المسجد معتكفة؟ والمعتكف في المسجد‬
‫اجدِ) فهناك كانوا أيام المسلمين األوائل وحتى اآلن في رمضان هناك‬ ‫ون فِي الْ َم َس ِ‬‫ُن َوأَنتُ ْم َعا ِك ُف َ‬ ‫اش ُروه َّ‬ ‫ال تُ َب ِ‬
‫يعني ال يخرج منه‪ .‬إذًا رب العالمين قال ( َو َ‬
‫أماكن العتكاف النساء وهناك أماكن العتكاف الرجال‪ ،‬فربما تتاح خلوة لزوجين إياك أن تفعل شيئًا ألنك في بيت اهلل عز وجل وألنكما معتكفان‪ .‬فحينئ ٍذ‬
‫ُوها) أن تتوقف تمامًا‬ ‫ُوها)‪ .‬وحينئ ٍذ عليك أن تتأمل كلما جاءك في الكتاب العزيز (تِلْ َك ُحدُو ُد اللَّ ِه َف َ‬
‫ال َت ْق َرب َ‬ ‫ال َت ْق َرب َ‬ ‫خطير أنت تفعل هذا قال (تِلْ َك ُحدُو ُد اللَّ ِه َف َ‬
‫ُوها) هذا ح ٌد بين الحالل والحرام وهذا ح ٌد دون جريمة عظيمة‬ ‫ال َت ْع َتد َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ُوها) وبين (تِل َك ُحدُو ُد الل ِه َف َ‬ ‫ال َت ْق َرب َ‬ ‫بقوة وخشوع‪ .‬هكذا الفرق بين (تِلْ َك ُحدُو ُد الل ِه َف َ‬
‫َّ‬
‫يعاقب اهلل عليها عقابًا عظيمًا‪.‬‬
‫* ورتل القرآن ترتيالً ‪:‬‬
‫ون فِي الْ َم َس ِ‬
‫اج ِد‬ ‫ُن َوأَنتُ ْم َعا ِك ُف َ‬
‫اش ُروه َّ‬‫ال تُ َب ِ‬
‫ْل َو َ‬ ‫الص َيا َم إِلَى الَّلي ِ‬
‫ِمواْ ِّ‬ ‫ِن الْ َف ْج ِر ثُ َّم أَت ُّ‬ ‫ْط َ‬
‫األ ْس َو ِد م َ‬ ‫ِن الْ َخي ِ‬
‫ض مَ‬ ‫ْط َ‬
‫األ ْب َي ُ‬ ‫َّن لَ ُك ُم الْ َخي ُ‬
‫اش َربُواْ َحتَّى َي َت َبي َ‬
‫‪C‬‬ ‫قال تعالى‪َ (:‬و ُكلُواْ َو ْ‬
‫وشبِّهت األحكام بالحد ألن تجاوزها‬ ‫ُوها (‪ )187‬البقرة) الح ّد هو الحاجز ونهاية الشيء الذي إن تجاوزه المرء دخل في شيء آخر ُ‬ ‫تِلْ َك ُحدُو ُد اللِهّ َف َ‬
‫ال َت ْق َرب َ‬
‫ُوها (‬‫ال َت ْع َتد َ‬ ‫ْ‬
‫يُخرج من ِح ٍل إلى منع‪ .‬فلِ َم نهى اهلل تعالى المؤمن عن قربان الحد مع أنه في غير آية نهى عن تجاوزه كما في قوله تعالى (تِل َك ُحدُو ُد اللِهّ َف َ‬
‫‪ )229‬البقرة)؟ نهى اهلل تعالى عن المقاربة ألن بين الصيام واإلفطار قيد خيط أو شعرة وإن استمر المرء على األكل أفطر وإن أكل قبل هذا الخيط أفطر‬
‫أيضًا ولذلك نهى عن قربان هذا الحد ألنه دقيق سرعان ما يخرج المرء منه وهو غير شاعر بما فعل‪ .‬روى البخاري ومسلم عن عدي بن حاتم قال‪ :‬عندما‬
‫اج ِد تِلْ َك‬
‫ون فِي الْ َم َس ِ‬ ‫ُن َوأَنتُ ْم َعا ِك ُف َ‬
‫اش ُروه َّ‬ ‫ال تُ َب ِ‬
‫ْل َو َ‬ ‫الص َيا َم إِلَى الَّلي ِ‬
‫ِمواْ ِّ‬ ‫ِن الْ َف ْج ِر ثُ َّم أَت ُّ‬ ‫ْط َ‬
‫األ ْس َو ِد م َ‬ ‫ِن الْ َخي ِ‬
‫ض مَ‬ ‫ْط َ‬
‫األ ْب َي ُ‬ ‫َّن لَ ُك ُم الْ َخي ُ‬‫اش َربُواْ َحتَّى َي َت َبي َ‬‫نزلت ( َو ُكلُواْ َو ْ‬
‫ُوها) عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي فجعلت أنظر في الليل فال أستبين األبيض من األسود فغدوت إلى‬ ‫ال َت ْق َرب َ‬
‫ُحدُو ُد اللِهّ َف َ‬
‫رسول اهلل ‪ ‬فذكرت له ذلك فقال ‪ :‬إنك لعريض القفا (كناية عن ضعف إدراكه لهذه المسألة) إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار‪.‬‬
‫اس لَ َعلَّهُ ْم يَتَّقُونَ (‪ )187‬البقرة) ( َك َذلِكَ يُبيِّنُ هّللا ُ لَ ُك ُم‬
‫* ما الفرق بين (يبين هللا لكم آياته) و(يبين هللا لكم اآليات)؟ (ك َذلِكَ يُبَيِّنُ هّللا ُ آيَاتِ ِه لِلنَّ ِ‬
‫اس لَ َعلَّهُ ْم يَتَ َذ َّكرُونَ (‪))221‬؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬ ‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَتَفَ َّكرُونَ (‪َ ))219‬‬
‫(ويُبَيِّنُ آيَاتِ ِه لِلنَّ ِ‬ ‫اآليَا ِ‬
‫آياته مضافة إلى لفظ الجاللة لتشريفها وتعظيمها‪ .‬كلمة اآليات عامة من حيث اللغة أما (آياته) فخاصة إذن اإلضافة إلى ضمير اهلل سبحانه وتعالى فيها‬
‫تشريف وتعظيم‪ .‬اآليات عامة من هذا يبدو لنا أنه في المواطن التي تضاف فيها إلى ضميره معناها أنها أه ّم وآكد‪ ،‬يعني المواطن التي يقول فيها (آياته)‬
‫ال واألمر اآلخر أن آياته تكون في محل أه ّم وآكد لتشريفها‪ .‬األحكام‬ ‫باالضافة إلى ضميره سبحانه معناها أهم وآكد مما لم يضاف‪ .‬إذن اآليات أعم أو ً‬
‫اس لَّ ُه َّن َعلِ َم اللُهّ أَنَّ ُك ْم‬ ‫اس لَّ ُك ْم َوأَنتُ ْم لَِب ٌ‬ ‫ُن لَِب ٌ‬ ‫ِسآ ِئ ُك ْم ه َّ‬ ‫الر َف ُث إِلَى ن َ‬ ‫ام َّ‬ ‫المختصة بالحالل والحرام يقول آياته والتي األقل منها يقول اآليات‪( .‬أُ ِح َّل لَ ُك ْم لَ ْيلَ َة ِّ‬
‫الص َي ِ‬
‫ِن‬
‫األ ْس َو ِد م َ‬ ‫ْط َ‬ ‫ِن الْ َخي ِ‬‫ض مَ‬ ‫ْط َ‬
‫األ ْب َي ُ‬ ‫َّن لَ ُك ُم الْ َخي ُ‬‫اش َربُواْ َحتَّى َي َت َبي َ‬ ‫ُن َوا ْب َت ُغواْ َما َك َت َب اللُهّ لَ ُك ْم َو ُكلُواْ َو ْ‬ ‫اش ُروه َّ‬ ‫اب َعلَ ْي ُك ْم َو َع َفا َعن ُك ْم َف َ‬
‫اآلن َب ِ‬ ‫ون أَن ُف َس ُك ْم َف َت َ‬ ‫ُكنتُ ْم َت ْختانُ َ‬
‫ون (‪ )187‬هذه‬ ‫اس لَ َعلَّ ُه ْم َيتَّ ُق َ‬ ‫ِّن اللُهّ آ َيا ِت ِه لِلنَّ ِ‬‫ِك يُ َبي ُ‬ ‫ُوها َك َذل َ‬‫ال َت ْق َرب َ‬‫اج ِد تِلْ َك ُحدُو ُد اللِهّ َف َ‬ ‫ون فِي الْ َم َس ِ‬ ‫ُن َوأَنتُ ْم َعا ِك ُف َ‬ ‫اش ُروه َّ‬‫ال تُ َب ِ‬ ‫الص َيا َم إِلَى الَّلي ِ‬
‫ْل َو َ‬ ‫ِمواْ ِّ‬ ‫الْ َف ْج ِر ثُ َّم أَت ُّ‬
‫ْ‬
‫ون ُق ِل ال َع ْف َو َك َذل َ‬
‫ِك‬ ‫َك َما َذا يُن ِف ُق َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس َوإِ ْث ُم ُه َمآ أ ْك َب ُر مِن نَّ ْف ِع ِه َما َو َي ْسألون َ‬ ‫ِع لِلنَّ ِ‬ ‫ْ‬
‫ْس ِر ُقل فِي ِه َما إِ ْث ٌم َك ِب ٌ‬
‫ير َو َمنَاف ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َك َع ِن ال َخ ْم ِر َوال َمي ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أحكام‪ ،‬حالل وحرام قال آياته‪َ ( .‬ي ْسألون َ‬
‫ون ق ِل ال َعف َو) هذه في المندوبات وليست‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(و َي ْسألونَك َماذا يُن ِفق َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ون (‪ )219‬البقرة) قال اآليات ألن هذه ليس فيها حالل وحرام َ‬ ‫ات لَ َعلَّ ُك ْم َت َت َف َّك ُر َ‬
‫ِّن اللُهّ لَ ُك ُم اآل َي ِ‬ ‫يُبي ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْر ِّمن ُّمش ِرك ٍة َول ْو‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ِن َوأل َمة ُّم ْؤ ِمنَة َخي ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُؤم َّ‬ ‫َّ‬
‫ات َحتى ي ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِحوا ال ُمش ِرك ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(وال َتنك ُ‬ ‫في الفروض‪ ،‬وحتى في (يسألونك عن الخمر والميسر) لم يكن فيها تحريم بعد‪َ .‬‬
‫ِر ِة ِب ِإ ْذ ِن ِه َو ُي َبي ُ‬
‫ِّن‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫غ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ج‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ْع‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ُهّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ار‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ون‬ ‫ْع‬ ‫د‬‫ي‬ ‫َ‬
‫ِك‬ ‫ئ‬‫ـ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ْر ِّمن ُّم ْش ِر ٍك َولَ ْو أَ ْع َج َب ْ ْ‬
‫أ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِن َخي ٌ‬ ‫ُؤ ِمنُواْ َولَ َع ْب ٌ‬
‫‪C‬د ُّم ْؤم ٌ‬ ‫ِين َحتَّى ي ْ‬‫ِحواْ الْ ُم ِش ِرك َ‬ ‫ال تُنك ُ‬ ‫أَ ْع َج َب ْت ُك ْم َو َ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ِ َ َ َُ ِ‬ ‫َ ُ َ ِ‬
‫ون (‪ )221‬هذه أحكام ومحرمات فقال (آياته)‪ ،‬مع األحكام والحدود يقول آياته بإضافتها للفظ الجاللة وحسب األهمية‪.‬‬ ‫اس لَ َعلَّ ُه ْم َي َت َذ َّك ُر َ‬ ‫آ َيا ِت ِه لِلنَّ ِ‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَتَفَ َّكرُونَ (‪،))266‬‬
‫اس لَ َعلَّهُ ْم يَتَّقُونَ (‪ ،))187‬تتفكرون ( َك َذلِكَ يُبَيِّنُ هَّللا ُ لَ ُك ُم اَآْليَا ِ‬
‫ك يُبَيِّنُ هَّللا ُ َآيَاتِ ِه لِلنَّ ِ‬
‫* ما الفرق بين يتقون ( َك َذلِ َ‬
‫ُون (‪ ،))221‬تعقلون ( َك َذلِكَ يُبَيِّنُ هَّللا ُ لَ ُك ْم َآيَاتِ ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْعقِلُونَ (‪  * ))242‬في خواتيم اآلي**ات في‬ ‫اس لَ َعلَّهُ ْم يَتَ َذ َّكر َ*‬
‫يتذكرون ( َويُبَيِّنُ َآيَاتِ ِه لِلنَّ ِ‬
‫سورة البقرة؟ وكيف نميز بينهم في الحفظ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫حفظ كالم اهلل تعالى إنما يتأتّى بالتكرار ألن اآليات كما ُوصفت كأنها اإلبل الشوارد إذا لم تقيّدها بالمراجعة تشرد منك‪ .‬فاآليات تحتاج إلى مراجعة ولذلك‬
‫كانوا يقومون الليل بآيات طويلة ويراجعون وهم في الطريق ‪ ‬والمراجعة هي األصل‪ .‬لكن اإلنسان يحاول أن يجد رابطة ما بين خاتمة اآلية وبين اآلية‬
‫حتى ال تلتبس عليه‪ .‬وهذه اآليات ال نقول متشابهة وإنما هي متقاربة متماثلة وذكرنا سابقًا أن المتشابه هو الذي معناه مفهوم ولكن فيه مساحة للغيب‪.‬‬
‫‪ C‬لعلكم تفلحون‪ ،‬لعلكم تتفكرون‪ .‬لما ننظر إلى اآليات نجد فيها إرتباطًا وثيقًا‪.‬‬ ‫لو نظرنا في سورة البقرة‪  ‬وردت‪ :‬لعلكم تتقون‪ ،‬لعلكم تعقلون‪ ،‬لعلكم تهتدون‪،‬‬
‫لعل بمعنى (كي) يكون هذا لعلّكم كذا ألن لعل في القرآن من اهلل إذا كانت في وعد من اهلل‬ ‫عندما يقول (لعلكم تتقون) في أربع آيات في سورة البقرة‪ .‬طبعًا ‪ّ  ‬‬
‫سبحانه وتعالى فمعناها واقعة‪.‬ولما ننظر إلى اآليات نجد أنها تأتي بعد فرض طلب يعني فعل أمر(إفعلوا) أو فعل مضارع بـ ال الناهية(ال تفعلوا) أو‬
‫بـ (كتب) بمعنى فرض‪ .‬هذه في سورة البقرة ويمكن أن ننظر في القرآن بجملته حتى نجد قاعدة عامة ‪.‬‬
‫ون (‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِن ق ْبلِك ْم ل َعلك ْم تتق َ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِين م ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اعبُدُوا َربَّك ُم الذِي خلقك ْم َوالذ َ‬ ‫ُ‬ ‫اس ْ‬ ‫الذي وجدناه في سورة البقرة أن كلمة (تتقون) وردت أربع مرات في السورة كلها ( َيا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫ُ‬
‫اب لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬
‫ون‬ ‫اص َح َيا ٌة َيا أولِي الْأَلْ َب ِ‬ ‫ِص ِ‬ ‫ون (‪َ ( ))63‬ولَ ُك ْم فِي الْق َ‬ ‫ور ُخ ُذوا َما آََت ْينَا ُك ْم ِب ُق َّو ٍة َو ْاذ ُك ُروا َما فِي ِه لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬ ‫الط َ‬ ‫(وإِ ْذ أَ َخ ْذنَا مِي َثا َق ُك ْم َو َر َف ْعنَا َف ْو َق ُك ُم ُّ‬
‫‪َ ))21‬‬
‫ُن‬‫اش ُروه َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اب َعلَ ْي ُك ْم َو َع َفا َع ْن ُك ْم َفالآ َن َب ِ‬ ‫َ‬
‫ون أ ْن ُف َس ُك ْم َف َت َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اس لَ ُه َّن َعلِ َم الل ُه أنَّ ُك ْم ُك ْنتُ ْم َت ْخ َتانُ َ‬ ‫َ‬
‫اس لَ ُك ْم َوأ ْنتُ ْم لَِب ٌ‬ ‫ُن لَِب ٌ‬ ‫ِسا ِئ ُك ْم ه َّ‬ ‫الر َف ُث إِلَى ن َ‬ ‫ام َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫(‪( ))179‬أ ِحل لَ ُك ْم لَ ْيلَ َة ِّ‬
‫الص َي ِ‬
‫ون فِي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وه َّن َوأ ْنتُ ْم َعا ِكف َ‬ ‫اش ُر ُ‬ ‫َ‬
‫ْل َولا تُ َب ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الص َيا َم إِلى اللي ِ‬ ‫ِموا ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال َف ْج ِر ث َّم أت ُّ‬ ‫َ‬
‫ْط الأ ْس َو ِد م َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال َخي ِ‬ ‫ض مَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َّن لك ُم ال َخيْط الأ ْب َي ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َوا ْب َت ُغوا َما َك َت َب اللَّ ُه لَ ُك ْم َو ُكلوا َواش َربُوا َحتَّى َي َت َبي َ‬
‫‪C‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ون (‪ .))187‬لما ننظر إلى هذه اآليات‪ :‬التقوى هي تجنّب الوقوع فيما ال يرضي اهلل‬ ‫اس لَ َعلَّ ُه ْم َيتَّ ُق َ‬ ‫ِّن اللَّ ُه آََيا ِت ِه لِلنَّ ِ‬ ‫ُوها َك َذل َ‬
‫ِك يُ َبي ُ‬ ‫اج ِد تِلْ َك ُحدُو ُد اللَّ ِه َفلَا َت ْق َرب َ‬ ‫الْ َم َس ِ‬
‫سبحانه وتعالى حتى لما أحد الصحابة ُسئل‪ :‬ما التقوى؟ قال‪ :‬أمررت بأرض مشوكة (فيها شوك)؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬ماذا تصنع؟ قال‪ :‬أش ّمر يعني أرفع ثيابي‬
‫حتى ال تتمزق بالشوك‪ ،‬قال‪ :‬هذه التقوى‪،‬‬
‫ُوها) هنا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُوها) هناك موضوع معيّن يتكلم فيه وهو الصيام ثم تأتى اآلية ويقول تعالى (فلا َتق َرب َ‬ ‫اآليات الكريمة تتحدث في هذا المثال (تِلْك ُحدُو ُد الل ِه فلا َتق َرب َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ون) هذا الكالم عام ‪ ،‬هذه حدود شرع اهلل سبحانه وتعالى فال تقربوها‪ ،‬يبيّن آياته حتى تتقوا مخالفتها‪ .‬هناك‬ ‫اس لَ َعلَّ ُه ْم َيتَّ ُق َ‬
‫ِّن اللَّ ُه آََيا ِت ِه لِلنَّ ِ‬
‫ِك يُ َبي ُ‬‫نهي ( َك َذل َ‬
‫مناسبة بين صدر اآلية وخاتمتها‪.‬‬
‫‪ C‬لنا طبعًا اآليات تكون أحيانًا للخطاب (لعلكم تتقون) وأحيانًا للغيبة (لعلهم يتقون) و أحيانًا القرآن يخاطب وفجأة ينتقل للغيبة ذلك عندما يكون‬ ‫والذي يتبيّن‬
‫الكالم عامًا عندما يريد الحكم أن يكون عا ّمًا مطلقًا يتحول من المخاطب إلى الغائب ليكون لجميع الغائبين وليس لهؤالء الذين خوطبوا لجزئية معينة‪.‬‬
‫اس َوإِ ْث ُم ُه َما أَ ْك َب ُر م ْ‬
‫ِن‬ ‫ير َو َمنَا ِف ُع لِلنَّ ِ‬ ‫ِيه َما إِ ْث ٌم َك ِب ٌ‬‫ْس ِر ُق ْل ف ِ‬ ‫َك َع ِن الْ َخ ْم ِر َوالْ َمي ِ‬ ‫لما نأتي إلى (لعلكم تتفكرون) نجد أنها وردت مرتين في سورة البقرة ( َي ْسأَلُون َ‬
‫ِن َت ْح ِت َها‬
‫َاب َت ْج ِري م ْ‬ ‫يل َوأَ ْعن ٍ‬ ‫َخ ٍ‬ ‫ون لَ ُه َجنَّ ٌة م ْ‬
‫ِن ن ِ‬ ‫ون (‪( ))219‬أََي َو ُّد أَ َح ُد ُك ْم أَ ْن َت ُك َ‬ ‫ات لَ َعلَّ ُك ْم َت َت َف َّك ُر َ‬‫ِّن اللَّ ُه لَ ُك ُم الْآَ َي ِ‬‫ِك يُ َبي ُ‬ ‫ون ُق ِل الْ َع ْف َو َك َذل َ‬‫َك َما َذا يُ ْن ِف ُق َ‬ ‫َن ْف ِع ِه َما َو َي ْسأَلُون َ‬
‫ون (‪ ))266‬الكالم‬ ‫ات لَ َعلَّ ُك ْم َت َت َف َّك ُر َ‬
‫ِّن اللَّ ُه لَ ُك ُم الْآَ َي ِ‬ ‫اح َت َر َق ْت َك َذل َ‬
‫ِك يُ َبي ُ‬ ‫َار َف ْ‬‫ار فِي ِه ن ٌ‬ ‫صٌ‬ ‫صا َب َها إِ ْع َ‬ ‫ض َع َفا ُء َفأَ َ‬ ‫َّة ُ‬ ‫صا َب ُه الْ ِك َب ُر َولَ ُه ُذ ِّري ٌ‬ ‫ات َوأَ َ‬ ‫ِن ُك ِّل الثَّ َم َر ِ‬ ‫ار لَ ُه فِي َها م ْ‬ ‫الْأَ ْن َه ُ‬
‫طلب للتفكر إما بضرب َم َثل حتى يتأمل اإلنسان هذا المثل وإما يكون جوابًا عن سؤال حتى يتفكر في اإلجابة عن السؤال‪.‬‬ ‫على قضية تستدعي التفكيرو ٌ‬
‫واآليتان فيما يتعلق بالمال‪ .‬فى اآلية الثانية‪:‬اآليات السابقة واآليات الالحقة كلها على اإلنفاق فلما كان الكالم على اإلنفاق‪ ،‬على المال والعطاء ضرب اهلل‬
‫عز وجل للمخاطبين هذا المثل ‪ .‬أُنظر الصورة من يو ّد هذا؟ شيخ كبير عنده ذرية ضعفاء تز ّوج على ِك َبر أو تزوج فتاة صغيرة وهو كبير وصار عنده‬
‫ون) تف ّكر‪ ،‬ش ّغل عقلك‪ ،‬هذا المال الذي عندك قد‬ ‫ات لَ َعلَّ ُك ْم َت َت َف َّك ُر َ‬‫ِّن اللَّ ُه لَ ُك ُم الْآَ َي ِ‬‫ِك يُ َبي ُ‬‫ذرية ضعفاء يفكر فيهم وفيها ثمر تأتي نار تحرقه ال أحد يو ّد ذلك‪َ ( .‬ك َذل َ‬
‫يحرقه اهلل تعالى في أية لحظة فأنفق منه‪.‬‬
‫ِهم‪ .‬يعني األعراف عندهم بشيء معيّن ثم يأتي الحكم‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫مخالف‬ ‫بيان‬ ‫سياق‬ ‫في‬ ‫أنه‬ ‫فوجدنا‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫عظة‬ ‫له‬ ‫تكون‬ ‫(لعلهم يتذكرون)‪ :‬التذ ّكر لإلتّعاظ أنه‬
‫مخالفًا لل ُعرف اإلجتماعي فعند ذلك يُطلب إليهم أن يكون لهم بهذا الكالم عظة وعبرة يتّعظون به فال يخالفوه‪.‬‬
‫ْر م ْ‬
‫ِن‬ ‫ِن َخي ٌ‬ ‫‪C‬د ُم ْؤم ٌ‬ ‫ُؤ ِمنُوا َولَ َع ْب ٌ‬ ‫ِين َحتَّى ي ْ‬ ‫ِحوا الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫ِن ُم ْش ِر َك ٍة َولَ ْو أَ ْع َج َب ْت ُك ْم َولَا تُ ْنك ُ‬ ‫ْر م ْ‬ ‫َة َخي ٌ‬ ‫ِن َولَأَ َم ٌة ُم ْؤ ِمن ٌ‬ ‫ات َحتَّى ي ْ‬
‫ُؤم َّ‬ ‫ِحوا الْ ُم ْش ِر َك ِ‬ ‫في سورة البقرة ( َولَا َت ْنك ُ‬
‫ون (‪. ))221‬‬ ‫َّ‬
‫اس لَ َعل ُه ْم َي َت َذ َّك ُر َ‬ ‫َ‬
‫ِّن آ َيا ِت ِه لِلنَّ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ْعو إِلَى ال َجنَّ ِة َوال َم ْغف َ‬
‫ِر ِة ِب ِإذ ِن ِه َويُ َبي ُ‬ ‫َّ‬
‫ار َوالل ُه َيد ُ‬ ‫ون إِلَى النَّ ِ‬ ‫ْع َ‬‫ِك َيد ُ‬ ‫ُم ْش ِر ٍك َولَ ْو أَ ْع َج َب ُك ْم أُولَئ َ‬
‫اآلية تريد أن تعالج ُعرفًا إجتماعيًا أن اإليمان هو المقدّم ‪ ‬وليس النسب وليس أي شيء آخر ال ُعرف اإلجتماعي عند العرب أنه إذا أراد أن يتزوج ال يختار‬
‫لح ّر وإن كان أيًا كان‪( .‬أولئك أي المشركين)‪ ،‬لعلهم يتذكرون أي لعلهم يتعظون‪ ،‬تكون لهم بعذا‬ ‫أَ َمة ولكن يختار ُح ّرة وال يز ّوج إبنته لعبد وإنما يزوجها ُ‬
‫رف إجتماعي‪ .‬والرجوع إلى سائر اآليات يُظهر‬ ‫وخذ األ َمة إلبنك إذا كانا مؤمنين أفضل فهذه موعظة ألنها مخالفة ل ُع ٍ‬ ‫‪ُ C‬‬ ‫الكالم عظة وعبرة‪ُ :‬خذ العبد إلبنتك‬
‫هذا‪.‬‬
‫آية (‪:)189‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑. )177‬‬
‫* وردت في القرآن ( يسألونك) و (ويسألونك) فما داللة إضافة الواو وحذفها؟‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫ون َر ْح َم َة اللَّ ِه َواللَّ ُه َغ ُف ٌ‬
‫ور‬ ‫ِك َي ْر ُج َ‬ ‫يل اللَّ ِه أُولَئ َ‬ ‫اهدُوا فِي َسِب ِ‬ ‫اج ُروا َو َج َ‬ ‫ِين َه َ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬‫الواو تكون عاطفة لكن نجد اآليات (يسألونك) في قوله تعالى (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِّن اللَّ ُه لَ ُك ُم‬ ‫ون ُق ِل الْ َع ْف َو َك َذل َ‬
‫ِك يُ َبي ُ‬ ‫ِن َن ْف ِع ِه َما َو َي ْسأَلُون َ‬
‫َك َما َذا يُ ْن ِف ُق َ‬ ‫اس َوإِ ْث ُم ُه َما أَ ْك َب ُر م ْ‬ ‫ْس ِر ُق ْل فِي ِه َما إِ ْث ٌم َك ِب ٌ‬
‫ير َو َمنَا ِف ُع لِلنَّ ِ‬ ‫َر ِحي ٌم (‪َ )218‬ي ْسأَلُون َ‬
‫َك َع ِن الْ َخ ْم ِر َوالْ َمي ِ‬
‫ون (‪ ))219‬هنا الكالم إنتهى عند (غفور رحيم) فلما يبدأ موضوعًا جديدًا ال يبدأ بالواو وإنما يبدأ بـ (يسألونك) ألنه ال يريد أن يستكمل‬ ‫ات لَ َعلَّ ُك ْم َت َت َف َّك ُر َ‬
‫الْآَ َي ِ‬
‫ْس ِر) هذه اآلية نفسها فيها يسألونك وويسألونك‪ ،‬لما بدأ بها بعد كلمة (واهلل غفور رحيم) بدأ بها غير معطوفة‬ ‫َك َع ِن الْ َخ ْم ِر َوالْ َمي ِ‬ ‫كالمًا سابقًا فقال ( َي ْسأَلُون َ‬
‫على ما قبلها بدأ (يسألونك) ثم في اآلية نفسها قال (ويسألونك) معطوفة على يسألونك األولى التي هي غير معطوفة على شيء فال يقول (ويسألونك)‪.‬‬
‫أحصيت المرات التي وردت فيها (يسألونك) من غير واو في تسعة مواضع هي في جميعها تكون في بداية كالم جديد‪( :‬يسألونك عن الخمر والميسر (‬
‫األهلّة (‪ )189‬البقرة)‪( ،‬يسألونك ماذا ينفقون (‪ )215‬البقرة)‪( ،‬يسألونك عن الشهر الحرام (‪ )217‬البقرة)‪( ،‬يسألونك ماذا‬ ‫‪ )219‬البقرة)‪( ،‬يسألونك عن ِ‬
‫أُحل لهم (‪ )4‬المائدة)‪( ،‬يسألونك عن الساعة (‪ )187‬األعراف) (يسألونك كأنك حفي عنها (‪ )187‬األعراف)‪( ،‬يسألونك عن األنفال (‪ )1‬األنفال)‪،‬‬
‫(يسألونك عن الساعة (‪ )42‬النازعات)‬
‫‪ ‬ووردت (ويسألونك) في ستة مواضع كلها فيها عطف منها (ويسألونك ماذا ينفقون (‪ )219‬البقرة)‪( ،‬ويسألونك عن اليتامى (‪ )220‬البقرة)‪( ،‬ويسألونك‬
‫عن المحيض (‪ )222‬البقرة)‪( ،‬ويسألونك عن الروح (‪ )85‬اإلسراء)‪( ،‬ويسألونك عن ذي القرنين (‪ )83‬الكهف)‪ ،‬و(ويسألونك عن الجبال (‪ )105‬طه)‪.‬‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى* ‪:‬‬
‫يسألونك و(ويسألونك) له مواضع في القرآن‪ .‬أحيانًا تقع األسئلة في وقت واحد‪ ،‬عدة أسئلة في موضع واحد في وقت واحد فالسؤال األول (يسألونك) وفي‬
‫َك َما َذا‬ ‫(و َي ْسأَلُون َ‬ ‫ْس ِر (‪ )219‬البقرة) هذا ابتداء هذا أول سؤال وبعدها يأتي (ويسألونك) َ‬ ‫َك َع ِن الْ َخ ْم ِر َوالْ َمي ِ‬ ‫األسئلة األخرى يقول (ويسألونك)‪ ،‬مثال ( َي ْسأَلُون َ‬
‫يض (‪ )222‬البقرة) هذا‬ ‫َك َع ِن الْ َم ِح ِ‬ ‫َك َع ِن الْ َي َتا َمى (‪ )220‬البقرة) وبعدها ( َو َي ْسأَلُون َ‬ ‫ون ُق ِل الْ َع ْف َو (‪ )219‬البقرة) عطف على السؤال األول ( َو َي ْسأَلُون َ‬ ‫يُن ِف ُق َ‬
‫سؤال آخر إذن السؤال األول بدون واو (يسألونك) هذا ابتداء واآلخر عطف على السؤال األول فتأتي بالواو‪ ،‬هذه قد تكون من المواطن‪ .‬هذا أمر أو يقع‬
‫ْق (‬ ‫صد ٍ‬ ‫ْخ َل ِ‬ ‫ْخلْنِي ُمد َ‬ ‫(و ُقل َّر ِّب أَد ِ‬ ‫ْل َف َت َه َّج ْد ِب ِه (‪ )79‬اإلسراء) َ‬ ‫ِن اللَّي ِ‬ ‫ضمن متعاطفات يعني السياق فيه متعاطفات فيقع السؤال ضمن المتعاطفات‪ ،‬مث ً‬
‫ال ( َوم َ‬
‫ِين (‪ )82‬اإلسراء)‬ ‫آن َما ُه َو ِش َفاء َو َر ْح َم ٌة لِّلْ ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ِن الْ ُق ْر ِ‬‫َز ُل م َ‬ ‫اط ُل (‪ )81‬اإلسراء) عطف كلها نفس السياق َ‬
‫(ونُن ِّ‬ ‫‪ )80‬اإلسراء) ( َو ُق ْل َجاء الْ َح ُّق َو َز َه َق الْ َب ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫الروح (‪ )85‬اإلسراء) وبعدها ( َولَئِن ِش ْئنَا لَنَذ َه َب َّن ِبالذِي أ ْو َح ْينَا إِلَي َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ان أَ ْع َر َ َ‬ ‫َ‬
‫ْك (‪)86‬‬ ‫ض َونَأى ِب َجا ِن ِب ِه (‪ )83‬اإلسراء) ( َو َي ْسألونَك َع ِن ُّ ِ‬ ‫نس ِ‬
‫اإل َ‬ ‫( َوإِ َذآ أ ْن َع ْمنَا َعلَى ِ‬
‫آن (‪ )89‬اإلسراء) الحظ كلها في سياق المتعاطفات ابتداء إذن (ويسألونك) عطف على المتعاطفات‬ ‫اس فِي َهـ َذا الْ ُق ْر ِ‬ ‫ص َّر ْفنَا لِلنَّ ِ‬
‫اإلسراء) وبعدها ( َولَ َق ْد َ‬
‫َس ًفا (‪ )105‬طه) هذه‬ ‫نس ُف َها َربِّي ن ْ‬ ‫ال َف ُق ْل َي ِ‬
‫َك َع ِن الْ ِج َب ِ‬ ‫ال‪ .‬أو واقع ضمن مشهد يحسن السؤال أو يتناسب السؤال مثل ( َو َي ْسأَلُون َ‬ ‫الكثيرة وهذا هو السياق أص ً‬
‫َح ُن أَ ْعلَ ُم ِب َما‬‫ون َب ْي َن ُه ْم إِ ْن لَِب ْثتُ ْم إِلَّا َع ْش ًرا (‪ )103‬ن ْ‬ ‫ِين َي ْو َم ِئ ٍذ ُز ْر ًقا (‪َ )102‬ي َت َخا َفتُ َ‬ ‫َح ُش ُر الْ ُم ْج ِرم َ‬ ‫ور َون ْ‬‫الص ِ‬ ‫واقعة ضمن مشاهد القيامة قبلها قال ( َي ْو َم ُي ْن َف ُخ فِي ُّ‬
‫ص ًفا (‪ )106‬لَا َت َرى فِي َها ِع َو ًجا‬ ‫ص ْف َ‬ ‫اعا َ‬‫َس ًفا (‪َ )105‬ف َي َذ ُر َها َق ً‬ ‫ْ‬
‫ال َف ُقل َي ْن ِس ُف َها َربِّي ن ْ‬ ‫ْ‬
‫َك َع ِن ال ِج َب ِ‬ ‫ول أَ ْم َثلُ ُه ْم َط ِري َق ًة إِ ْن لَِب ْثتُ ْم إِلَّا َي ْو ًما (‪َ )104‬وَي ْسألون َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ون إِ ْذ َي ُق ُ‬
‫َي ُقولُ َ‬
‫ِلر ْح َم ِن َفلَا َت ْس َم ُع إِلَّا َه ْم ًسا (‪ )108‬طه) هي وقعت في أمر‬ ‫ات ل َّ‬ ‫ص َو ُ‬‫َّاع َي لَا ِع َو َج لَ ُه َو َخ َش َع ِت الْأَ ْ‬ ‫ون الد ِ‬ ‫َولَا أَ ْم ًتا (‪ 107‬طه) السياق هو هكذا ( َي ْو َم ِئ ٍ‬
‫‪C‬ذ َيتَّ ِب ُع َ‬
‫يحسن فيه‬ ‫يتناسب فيه السؤال‪ .‬إذن إما أن تكون ضمن أسئلة متعددة فيبدأ باألول بال واو واألخرى عاطفة أو هو ضمن متعاطفات كما ذكرنا أو الموقف ُ‬
‫السؤال‪.‬‬
‫*قال تعالى ( َولَـ ِك َّن ْالبِ َّر َم ِن اتَّقَى (‪ )189‬البقرة) البِر مصدر* ومن اتقى شخص‪ ،‬كيف البر هو الذي اتقى؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫البار من اتقى وليس البر‪ ،‬ال ِب ّر عمل وهو فعل الخير‪ ،‬لو تحول البر إلى شخص لكان شخصًا متقيًا‪ .‬فهم القرآن وأسراره هذا‬
‫البار هو الذي يتقي وليس ال ِب ّر‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫يفسره ق‪CC‬الوا‬
‫اختصاص واآلخرين غير مكلفين بهذا وبوابة الدخول لفهم القرآن معرفة اللغة العربية والقدامى اشترطوا فيمن من ينظر في القرآن يريد أن ِّ‬
‫التبحر في علم اللغة والبالغة والتصريف واالشتقاق ولم يقولوا معرفة اللغة‪.‬‬
‫آية (‪:)191‬‬
‫*ما الفرق بين كلمة ثقفتموهم* وكلمة وجدتموهم في القرآن؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال تُ َقاتِلُو ُه ْم ِعن َد الْ َم ْس ِج ِد الْ َح َر ِام َحتَّى يُ َقاتِلُو ُك ْم فِي ِه‬ ‫َة أَ َش ُّد م َ‬
‫ِن الْ َق ْت ِل َو َ‬ ‫ْث أَ ْخ َر ُجو ُك ْم َوالْ ِف ْتن ُ‬
‫ْث َث ِق ْفتُ ُمو ُه ْم َوأَ ْخ ِر ُجو ُهم ِّم ْن َحي ُ‬
‫قال تعالى في سورة البقرة ( َو ْاقتُلُو ُه ْم َحي ُ‬
‫ين {‪)}191‬‬ ‫ِك َج َزاء الْ َكاف ِ‬
‫ِر َ‬ ‫َفِإن َقا َتلُو ُك ْم َفا ْقتُلُ ُ‬
‫وه ْم َك َذل َ‬
‫ثقف‪ :‬ظفر به وأخذه ‪ .‬وال تستعمل ثقفتموهم إال في القتال والخصومة ومعناها أشمل من اإليجاد‪ .‬وعنما ال يمون السياق في مقام الحرب يستعمل‬
‫(وجدتموهم)‪.‬‬
‫*ما الفرق بين( َو ْالفِ ْتنَةُ َأ َش ُّد ِمنَ ْالقَ ْت ِل ﴿‪ ﴾191‬البقرة)و( َو ْالفِ ْتنَةُ َأ ْكبَ ُر ِمنَ ْالقَ ْت ِل﴿‪ ﴾217‬البقرة)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ِن الْ َق ْت ِل﴿‪ ﴾217‬البقرة)‪ .‬كلنا نعرف أن القتل من الجرائم العظيمة‬ ‫َة أَ ْك َب ُر م َ‬
‫ِن الْ َق ْت ِل ﴿‪ ﴾191‬البقرة) وفي آية أخرى ( َوالْ ِف ْتن ُ‬ ‫َة أَ َش ُّد م َ‬‫قال تعالى‪َ (:‬والْ ِف ْتن ُ‬
‫ال كما وقع في التاريخ المعاصر لو أن رج ً‬
‫ال‬ ‫واألحاديث في ذلك مخيفة جدًا (أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة الدماء)‪ .‬إذًا هذا القتل تصور لو أن رج ً‬
‫قتل مدينة كاملة فيها ماليين كما هو في هيروشيما وناكازاكي والخ والبقية تأتي‪ .‬كيف يمكن أن تتخيل عقابه يوم القيامة؟ ال بد أن يكون عقابه كبيرًا من‬
‫ِن الْ َق ْت ِل ﴿‪ ﴾191‬البقرة) يعني كيفًا أنت‬ ‫َة أَ َش ُّد م َ‬
‫(والْ ِف ْتن ُ‬
‫ِن الْ َق ْت ِل﴿‪ ﴾217‬البقرة) هذا حجمًا َ‬ ‫َة أَ ْك َب ُر م َ‬
‫حيث الك ّم وشديدًا من حيث الكيف‪ .‬هذا الفرق بين ( َوالْ ِف ْتن ُ‬
‫قد تعذب واحد بالضرب مليون سنة هذا كبير ولكنه ليس شديدًا وقد تعذبه مليون سنة بالخوازيق والنار واألفاعي والعقارب وأنواع الحريق الخ هذا شدة‪.‬‬
‫‪ C‬كاملة على قتل‬ ‫اس َجمِي ًعا) بحيث لو اجتمعت مدينة‬ ‫ض َف َكأَنَّ َما َق َت َل النَّ َ‬
‫س أَ ْو َف َسا ٍد فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫ْر َن ْف ٍ‬‫إذًا بقدر ما أن القتل سواء كان لفر ٍد واحد ( َم ْن َق َت َل َن ْف ًسا ِب َغي ِ‬
‫رجل واحد لكان ينبغي أن يقتل رجال هذه المدينة بالكامل من كل من اشترك في قتله‪ .‬تأمل هذا‪ ،‬تأمل هذه األحاديث الواردة في هذا الباب أنه لو اجتمع‬ ‫ٌ‬
‫عليه أهل السموات واألرض لو اجتمع على قتل رجل بغير حق قتل إنسان اجتمعت السموات واألرض كلهم ومن فيهن ألكبهم اهلل في النار من أجل قتل‬
‫واحد هذا القتل يهون إلى جانب الفتنة‪ .‬والفتنة لكي نكون واضحين في المعنى عندنا بالء وعندنا فتنة هذان األسلوبان من أساليب تمحيص اإليمان‬
‫ون ﴿‪ ﴾2‬العنكبوت) إذًا امتحان اإليمان‬ ‫اس أَ ْن يُ ْت َر ُكوا أَ ْن َي ُقولُوا آَ َمنَّا َو ُه ْم ال يُ ْف َتنُ َ‬‫ين ﴿‪ ﴾31‬محمد) (أَ َح ِس َب النَّ ُ‬ ‫الصا ِب ِر َ‬‫ِين ِم ْن ُك ْم َو َّ‬ ‫( َولََنبْلُ َونَّ ُك ْم َحتَّى ن َْعلَ َم الْ ُم َج ِ‬
‫اهد َ‬
‫إما ببالء تكرهه نفسك وإما بفتنة تحبها نفسك‪ .‬قد يمحص إيمانك بما تكرهه مرض‪ ،‬سرطان‪ ،‬ظلم‪ ،‬عمى‪ ،‬يعني أنواع األشياء المكروهة فقر شديد كل هذا‬
‫سجن أو ما شاكل ذلك منا‬ ‫مرض أو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ابتالء لكي اهلل رب العالمين يعلمك تشكر وتصبر أو تكفر‪ .‬وهذا دأبنا جميعًا كلنا نصاب ببالء تكرهه أنفسنا من فقر أو‬
‫من يصبر صبرًا مطلقًا ومنا نسبيًا ومنا من ال يصبر يجزع‪ .‬هذا عن البالء فيما تكرهه نفسك أما الفتنة فيما تحبه نفسك في النِعم كنت فقيرًا فصرت غنيًا‬
‫الحكم صرت ملكًا أو أميرًا أو‬ ‫جدًا هل ستستعمل هذه النعمة في شكر اهلل في الصالحات تعين الناس؟ أم سوف يدعوك هذا إلى التكبر والطغيان والجبروت؟ ُ‬
‫شيخًا أو رئيس جمهورية أو ما شاكل ذلك بعد أن كنت مغمورًا هل هذه النعمة التي أنعم اهلل بها عليك ستستعملها في طاعته بالعدل والرحمة والشفقة‬
‫ِين ﴿‬ ‫َ‬
‫ير الْأ َّول َ‬ ‫ال أَ َس ِ‬
‫اط ُ‬ ‫ِين ﴿‪ ﴾14‬إِ َذا تُ ْتلَى َعلَ ْي ِه آََياتُنَا َق َ‬ ‫ال َو َبن َ‬‫ان َذا َم ٍ‬ ‫وإحقاق الحق أو ال بالقتل والظلم والتعذيب في السجون وما إلى ذلك؟ العلم‪ ،‬األوالد (أَ ْن َك َ‬
‫‪ ﴾15‬القلم) إذًا هكذا الفرق بين الفتنة والبالء أن البالء فيما تكرهه نفسك والفتنة فيما تحبه نفسك وفي كال الحالتين أنت ممتحن‪ .‬بل أن النعم أحيانًا أقسى من‬
‫النقمة أحيانًا تصبر على البالء سجنت وعذبت وضربت وافتقرت صبرت ولكن عندما أصابتك النعمة لم تصبر طغيت صار عندك مال ونفوذ وحكم وهذا‬
‫العصر هكذا نشهد كل هؤالء الناس هناك طبقات من الناس تكافح حاكمًا ظالمًا‪ ،‬أحزاب وجماعات يسجنون تقطع أوصالهم بالتعذيب الذي فاحت روائحه‬
‫ال وقد صبروا على أنواع التعذيب الالمحدود ثم قفزوا إلى الحكم وإذا بهم أسوأ من ذلك الظالم ألف مليون مرة‪ .‬يعني‬ ‫يصبرون يخرجون من السجن أبطا ً‬
‫لما أصابهم البالء صبروا ولما أصابتهم النعمة لم يصبروا أشبعوا الناس ظلمًا وقهرًا وسرقات وفساد كما يحث في بعض دول العالم اآلن‪ .‬هذا الفرق إذًا‬
‫بين الفتنة وبين البالء‪ .‬كيف الفتنة أكبر من القتل؟الفتنة أكبر من من القتل بكثير ألنها تمتد قرونًا من العداوة والبغضاء مثل األوس والخزرج دامت الحرب‬
‫ِن اللَّ َه أَلَّ َ‬
‫ف َب ْي َن ُه ْم إِنَّ ُه َع ِز ٌ‬
‫يز َحكِي ٌم ﴿‬ ‫ض َجمِي ًعا َما أَلَّ ْف َت َبي َ‬
‫ْن ُقلُو ِب ِه ْم َولَك َّ‬ ‫ْن ُقلُو ِب ِه ْم لَ ْو أَ ْن َف ْق َت َما فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫وحد بينهم ( َوأَلَّ َ‬
‫ف َبي َ‬ ‫بينهما ‪ 120‬عامًا فلما جاء اإلسالم ّ‬
‫ال فالقتل يزول والفتنة ال‬ ‫‪ ﴾63‬األنفال) إذًا قد يصطلحان بعد حرب دامت قرنًا‪ .‬حينئ ٍذ الفتنة أكثر من هذا تدوم قرونًا طويلة ألنك أنت عملت فتنة لم تعمل قت ً‬
‫تزول‪.‬‬
‫آية (‪:)192‬‬
‫*( َوقَاتِلُوهُْ*م َحتَّى الَ تَ ُكونَ فِ ْتنَةٌ َويَ ُكونَ الدِّينُ ُكلُّهُ هّلِل فَ*ِإ ِن انتَهَ*وْ ْا فَ*ِإ َّن هّللا َ بِ َما يَ ْع َملُ*ونَ بَ ِ‬
‫ص*ي ٌر (‪ )39‬األنف*ال) ما داللة خاتمة اآلي*ة؟ وفي*‬
‫َّحي ٌم (‪))192‬؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬ ‫البقرة (فَِإ ِن انتَهَوْ ْا فَِإ َّن هّللا َ َغفُو ٌر ر ِ‬
‫ِن الْ َق ْت ِل َولَا تُ َقاتِلُو ُه ْم‬‫َة أَ َش ُّد م َ‬ ‫ْث أَ ْخ َر ُجو ُك ْم َوالْ ِف ْتن ُ‬ ‫ِن َحي ُ‬ ‫وه ْم م ْ‬ ‫ْث َث ِق ْفتُ ُمو ُه ْم َوأَ ْخ ِر ُج ُ‬ ‫السياقان مختلفان‪ ،‬نقرأ اآليتين حتى تتضح‪ :‬في البقرة قال تعالى ( َوا ْقتُلُو ُه ْم َحي ُ‬
‫ون ِف ْتن ٌ‬
‫َة‬ ‫وه ْم َحتَّى لَا َت ُك َ‬ ‫ور َر ِحي ٌم (‪َ )192‬و َقاتِلُ ُ‬ ‫ين (‪َ )191‬فإِ ِن ا ْن َت َه ْوا َفإِ َّن اللَّ َه َغ ُف ٌ‬ ‫ِر َ‬‫ِك َج َزا ُء الْ َكاف ِ‬ ‫ِع ْن َد الْ َم ْس ِج ِد الْ َح َرام َحتَّى يُ َقاتِلُو ُك ْم فِي ِه َفإِ ْن َقا َتلُو ُك ْم َفا ْقتُلُو ُه ْم َك َذل َ‬
‫ِ‬
‫ض ْت ُسنَّ ُة‬ ‫ف َوإِ ْن َي ُعودُوا َف َق ْد َم َ‬ ‫ُغ َف ْر لَ ُه ْم َما َق ْد َسلَ َ‬ ‫ِين َك َف ُروا إِ ْن َي ْن َت ُهوا ي ْ‬ ‫ِين (‪ ))193‬في األنفال قال ( ُق ْل لِلَّذ َ‬ ‫الظالِم َ‬ ‫ان إِلَّا َعلَى َّ‬ ‫ِّين لِلَّ ِه َفإِ ِن ا ْن َت َه ْوا َفلَا ُع ْد َو َ‬
‫ون الد ُ‬ ‫َو َي ُك َ‬
‫اعلَ ُموا أَ َّن اللَّ َه َم ْولَا ُك ْم ِن ْع َم الْ َم ْولَى‬ ‫ير (‪َ )39‬وإِ ْن َت َولَّ ْوا َف ْ‬ ‫صٌ‬ ‫ون َب ِ‬ ‫ِّين ُكلُّ ُه لِلَّ ِه َف ِإ ِن ا ْن َت َه ْوا َف ِإ َّن اللَّ َه ِب َما َي ْع َملُ َ‬
‫ون الد ُ‬ ‫ون ِف ْتن ٌ‬
‫َة َو َي ُك َ‬ ‫ِين (‪َ )38‬و َقاتِلُو ُه ْم َحتَّى لَا َت ُك َ‬ ‫الْأَ َّول َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِن ال َق ْت ِل َولَا تُ َقاتِلو ُه ْم ِع ْن َد ال َم ْس ِج ِد ال َح َر ِام)‪ ،‬األخرى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ْث أ ْخ َر ُجو ُك ْم َوال ِف ْتنَة أ َش ُّد م َ‬ ‫َ‬ ‫ِن َحي ُ‬ ‫َ‬
‫ير (‪ .))40‬األولى في قريش واضحة ألنه قال ( َوأ ْخ ِر ُجو ُه ْم م ْ‬ ‫صُ‬ ‫َون ِْع َم النَّ ِ‬
‫ِّين لِلهِ) لم يقل (كله)‪( ،‬كله) للتوكيد يفيد العموم‬ ‫َّ‬ ‫ون الد ُ‬ ‫ُ‬
‫(و َيك َ‬ ‫ِّين كل ُه لِلهِ) بينما في قريش قال َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ون الد ُ‬ ‫ُ‬
‫عامة ليست خاصة بقريش الكالم عموم ولذلك قال ( َو َيك َ‬
‫‪ C‬إذن جاء بما يدل على الشمول لما كان الكالم على الشمول والعموم عموم الكافرين‪ ،‬إذن هذه مسألة‬ ‫والشمول إذن فيها آكد وإال ما كان يأتي بالتوكيد‪،‬‬
‫ف) هذه أقرب وقتالهم كان أسبق‪،‬‬ ‫ور َر ِحي ٌم (‪ ))192‬بالماضي وفي األنفال قال (إِ ْن َي ْن َت ُهوا ُي ْغ َف ْر لَ ُه ْم َما َق ْد َسلَ َ‬ ‫السياق‪ .‬وقال في البقرة ( َف ِإ ِن ا ْن َت َه ْوا َف ِإ َّن اللَّ َه َغ ُف ٌ‬
‫(وإِ ْن َت َولَّ ْوا) لم يضع احتمال التولي ألنهم سيصبحوا مسلمين‪ ،‬لم يضع احتمال ( َوإِ ْن َت َول ْوا) في البقرة وإنما وضعها في االحتمال الثاني‬
‫َّ‬ ‫ما قال في البقرة َ‬
‫ِين) في البقرة‪ ،‬هذا أوضحه في‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ض ْت ُسنَّة الأ َّول َ‬ ‫ير (‪ )40‬األنفال)‪ ،‬لم يقل ( َوإِ ْن َي ُعودُوا َف َق ْد َم َ‬ ‫صُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اعلَ ُموا أ َّن الل َه َم ْولاك ْم ِن ْع َم ال َم ْولى َو ِن ْع َم النَّ ِ‬
‫َ‬ ‫( َوإِ ْن َت َولَّ ْوا َف ْ‬
‫اإلحتمال اآلخر‪ ،‬إذن سياق البقرة في قريش لم يضع احتمال إن يتولوا أو إن يعودوا‪ ،‬هذا االحتمال وضعه في األماكن األخرى‪ ،‬ولذلك قال في البقرة ( َفإِ َّن‬
‫تحسب لما سيفعلون في‬ ‫ير (‪ ))39‬هو ُّ‬ ‫صٌ‬ ‫ون َب ِ‬ ‫ور َر ِحي ٌم (‪ ))192‬ألنهم سيدخلون في اإلسالم‪ ،‬لكن في اآلخرين قال ( َفإِ ِن ا ْن َت َه ْوا َفإِ َّن اللَّ َه ِب َما َي ْع َملُ َ‬ ‫اللَّ َه َغ ُف ٌ‬
‫المستقبل لم يضع التحسب في قريش‪ ،‬فكل واحدة في سياقها‪ ،‬التحسب له احتماالت في هؤالء غير االحتماالت في غيرهم كل واحدة لها احتماالتها فخالف‬
‫االحتماالت وزاد كل واحدة بحسب احتماالتها كل واحدة في مكانها‪.‬‬
‫آية (‪:)193‬‬
‫(وقَاتِلُوهُْ*م َحتَّى اَل تَ ُك**ونَ فِ ْتنَ*ةٌ َويَ ُك**ونَ ال*دِّينُ ُكلُّهُ هَّلِل ِ (‪ )39‬األنف**ال)ما‬
‫*( َوقَاتِلُوهُْ*م َحتَّى اَل تَ ُكونَ فِ ْتنَةٌ َويَ ُكونَ الدِّينُ هَّلِل ِ (‪ )193‬البقرة) ‪َ -‬‬
‫داللة االختالف بين اآليتين؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ِّين ُكلُّ ُه لِلَّ ِه (‪)39‬‬ ‫َة َو َي ُك َ‬
‫ون الد ُ‬ ‫ِّين لِلَّ ِه (‪ )193‬البقرة) في األنفال نفس اآلية ( َو َقاتِلُو ُه ْم َحتَّى لَا َت ُك َ‬
‫ون ِف ْتن ٌ‬ ‫ون الد ُ‬ ‫في سورة البقرة ( َو َقاتِلُو ُه ْم َحَّتى لَا َت ُك َ‬
‫ون ِف ْتن ٌ‬
‫َة َو َي ُك َ‬
‫‪ C‬في قريش يعبدون األصنام وأتوا لقتال المسلمين وشنوا‬ ‫األنفال) إضافة كله‪ ،‬ما الفرق بين الحالتين؟ الحالة األولى تتكلم عن المشركين عن ناس وثنيين‬
‫الغارة عليهم كما تعرفون وهذه سنة اهلل في خلقه ضعيف وقوي حق وباطل والحرب بينهما سجال فبدأت هجمات المشركين حينئ ٍذ هؤالء رب العالمين يقول‬
‫( َو َقاتِلُو ُه ْم) وما قال اقتلوهم أنت الحظ الدقة رب العالمين هنا يأمر بالدفاع عن النفس ناس في مكة أنتم في المدينة جاءت جيوش الشرك كلها الذي يحمل‬
‫‪ C‬األصنام وجاؤا لكي يقتلون الناس يقتلون المسلمين‬ ‫صنم من تمر والذي من حجر والذي سكران والذي يغني أغاني األصنام القديمة ناس مشركين يعبدون‬
‫َح لَ َها َو َت َو َّك ْل َعلَى اللَّ ِه (‪ )61‬األنفال) قال‬ ‫ِلسلْ ِم َف ْ‬
‫اجن ْ‬ ‫(وإِ ْن َجن ُ‬
‫َحوا ل َّ‬ ‫اهلل قال قاتلوهم يعني بس دافعوا عن أنفسكم حتى إذا انهزموا خالص خليهم يذهبون َ‬
‫( َو َقاتِلُو ُه ْم) ما قال واقتلوهم حينئ ٍذ لماذا نقاتلهم؟ حتى ال تكون فتنة هذا واحد‪ ،‬اثنين يكون الدين هلل لم يقل كله فهناك ال يوجد دين ثاني ذاك ليس دينًا فالدين‬
‫َة) معروف أن كل جيش يغزو دولة صغيرة ويحتلها تصبح فتنة واضح بكل التاريخ منذ أن خلق‬ ‫ون ِف ْتن ٌ‬
‫(حتَّى لَا َت ُك َ‬‫الوحيد بين االثنين هو دين اهلل عز وجل َ‬
‫ُ‬
‫اهلل األرض لما جيش النمرود على إبراهيم جيش فرعون على موسى وجيش الرومان واليونان وكل الجيوش الغازية التي تحتل أرضًا أخرى تحدِث فيها‬
‫ال تخلق طبقة للجواسيس والعمالء يعني هذا السامري واحد من عمالء فرعون وقارون وهو ابن عم موسى لكنه انضم إلى فرعون‬ ‫فتنًا‪ .‬الفتن ما يلي‪ :‬أو ً‬
‫المحتل وهكذا كل المحتلين في العالم منذ فجر الخليقة إلى اآلن يحدثون فسادًا وأنتم تسمعون اآلن في كل الدول تشكو من الفساد خاصة الدول التي تُحتلّ‬
‫كأفغانستان والعراق والشيشان وغيرها دائمًا شكوى المحتلين الجيش الغازي من الفساد الذي يجدونه عند ذلك الشعب الذي احتلوه يعني هذا طبيعي وتلقائي‬
‫وقانون من قوانين االحتالل عندما تحتل بلد تطلع جماعة فيها أنواع الفتن يسمونهم أهل الفساد هناك فتنة مال يسرقون وينهبون وهؤالء يسمون أهل الفساد‬
‫هناك جاسوسية يصبحون عمالء هذا المحتل دائمًا يخلق الطائفية ويخلق التوتر العرقي يخلق التوتر الفئوي يشجع األديان المنافية المعاكسة لدين ذلك البلد‬
‫كما يحدث في كل الدول التي احتلها الغرب في هذا القرن في كل الدول من سنة ‪ 1917‬إلى اآلن جميع البلدان اإلسالمية احتُلّت من قبل الغربيين حينئ ٍذ‬
‫خلقوا طوائف وخلقوا أحزاب مرتدة وخلقوا ناس لصوص وخلقوا عمالء الخ هذا على الرأي أن الناس على دين ملوكهم أو محتليهم‪ .‬حينئ ٍذ أنت تفجر في‬
‫معرضون لفتنة فتنة مال فتنة جنس فتنة حكم فتنة سرقة فتنة باطل فتنة خيانة‪ ،‬الخير والشر في اإلنسان موجود فأنت إما أن تعين أخاك‬ ‫هذه النفس وكلنا ّ‬
‫على الخير وإما أن تعين الشيطان على أخيك ولذلك لكي ال تكون فتنة هذا واحد‪ ،‬عليك أن تدفع هذا الغازي وأن تدفعه عن أرضك فتقاتله وال تقتله إال إذا ما‬
‫من بُ ٍد إذا أراد أن يقتلك اقتله لكن قاتله لكي يخرج من بالدك لكي ال يُحدِث فتنة في بالدك بحيث يمزق شعبك وأمتك وبالدك مزقًا ال يبقي شيئًا على شيء‬
‫ِّين لِلَّهِ) اآلية تدل على ناس قادمين ليغزوا ديار المسلمين وهم وثنيون لكي يقضوا‬ ‫وهذا شأن كل احتالل في األرض بدون استثناء‪ ،‬هذا واحد‪َ ( .‬و َي ُك َ‬
‫ون الد ُ‬
‫(و َقاتِلُو ُه ْم َحتَّى لاَ‬
‫ِّين لِلَّهِ) وليس للصنم هذا عندما يهاجمك المحتلون الوثنيون‪ .‬اآلية الثانية في األنفال َ‬ ‫ون الد ُ‬‫على دين اهلل عز وجل فرب العالمين قال ( َو َي ُك َ‬
‫ِّين ُكلُّ ُه لِلَّ ِه (‪ ))39‬عندما يهاجمك ناس يدّعون بأنهم مسلمون أو يدّعون بأنهم موحدون أو يدّعون بأنهم يعرفون اهلل ولكن على‬ ‫ون الد ُ‬ ‫ون ِف ْتن ٌ‬
‫َة َو َي ُك َ‬ ‫َت ُك َ‬
‫‪ C‬فال بد من توحيدها على كلمة التوحيد وأنتم‬ ‫ضالالت وعلى ِبدَع وعلى غموض هذا ليس دينًا من أديان اهلل وإنما أديان تسمى بهذه العناوين وهي بعيدة‬
‫‪ C‬وإنما ما من طائفة انش ّقت عن دين سماوي اليهودية أو المسيحية او‬ ‫‪ C‬وإن ادّعت بأنها متدينة‬ ‫تعرفون جميع األديان السماوية انفلقت منها طوائف غير متدينة‬
‫ِّين ُكلُّ ُه لِلَّهِ) وهذا هو الفرق‬ ‫ون الد ُ‬ ‫‪ C‬أو طائفية ولهذا رب العالمين قال هؤالء لكي ( َو َي ُك َ‬ ‫مفرقة أو مبتدعة‬ ‫اإلسالم إال وهي مشركة بنوع من أنواع الشرك‪ ،‬أو ِّ‬
‫ِين (‬ ‫َّ‬
‫ان إِلا َعلى الظالِم َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫بين ويكون الدين هلل وبين ويكون الدين كله هلل هذا واحد‪ .‬اثنين رب العالمين عز وجل يختم اآلية األولى بقوله (فإِ ِن انت َه ْوا فلا ُع ْد َو َ‬
‫ير (‪ )39‬األنفال) من حيث أن الثاني ربما يتوسل إليكم بأساليبه مدّعيًا أنه منكم أنه مسلم‬ ‫صٌ‬ ‫ون َب ِ‬ ‫‪ )193‬البقرة) وفي الثانية يقول ( َف ِإ ِن ا ْن َت َه ْوا َف ِإ َّن اللَّ َه ِب َما َي ْع َملُ َ‬
‫‪ C‬في‬ ‫يوحد اهلل وهذا خطير أخطر من األول فاألول معروف أن هذا وثني ال يؤمن باهلل إطالقًا ولذلك جرت سنة اهلل في خلقه بنا ًء على هاتين النهايتين‬ ‫أنه ِّ‬
‫احتالل ظالم‪ُ ،‬خذ التاريخ كله ما من دولة محتلة دولة قوية تحتل بلدًا ضعيفًا إال انتهت تلك الدولة القوية إلى ال‬ ‫ٍ‬ ‫ِين) وكل‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ان إِلا َعلى الظالِم َ‬ ‫َ‬
‫اآليتين ( َفلا ُع ْد َو َ‬
‫ِن َت ْحتِي أَ َفلاَ‬ ‫ار َت ْج ِري م ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِص َر َو َه ِذ ِه الأن َه ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ْس لِي ُملك م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وبزمن قصير غير متوقع حتى تصبح عبرة يعني جيش النمرود جيش جيش دولة فرعون (ألي َ‬ ‫ٍ‬ ‫شيء‬
‫ون (‪ )51‬الزخرف) تغرق الدولة كلها في ساعة جيوشها وضباطها ووزراؤها وكنوزها دولة صار لها آالف السنين دولة فرعون آالف السنين‬ ‫ْص ُ َ‬
‫ر‬ ‫تُب ِ‬
‫عمرها وهكذا خذ اإلتحاد السوفييتي هذه الدولة الجبارة احتلت أرض بسيطة دمرتها تدميرًا واختفت هذه القوة الجبارة هي وحلف وارسو الخ اختفت من‬
‫زمن قصير هذا المحتل القوي الجبار المتمكن الذي ال يُقهر عندما يحتل دولة ضعيفة ينتهي بالالمنظور ال تعرف كيف‪،‬‬ ‫الوجود وهكذا كل محتل وفي ٍ‬
‫كالتسونامي تسونامي إما من مرض كما فعل في النمرود جراد وقمل وبعوض يدخل في اآلذان أو موجة مياه كما فعل في فرعون أو أزمة مالية كما يحدث‬
‫اآلن أو أمراض قاتلة كاإليدز والسرطان‪ .‬رب العالمين له قوانين إذا قوتان متعادلتان أو متكافئتان يتركهما لحالهما على قواعد النصر والهزيمة ولكن إذا‬
‫كانت قوة جبارة هائلة مع قوة يسيرة سواء كان شخصًا أو ملكًا أو شيخًا أو رب عائلة أو جارًا أو موظفًا أو مديرًا عامًا أو ضابطًا مع جندي يستضعفه‬
‫بأمر ال تدري كيف ويبقى الناس‬ ‫ال مباشرًا لكف هذه القوة الطاغية على القوة الضعيفة بحيث تذهب ٍ‬ ‫فيظلمه ظلمًا شديدًا البد رب العالمين يتدخل تدخ ً‬
‫محتارين ما الذي أذهب هذه القوة؟! يعني إلى اليوم نحن صار لنا كم سنة لماذا سقط االتحاد السوفييتي؟ ال تعرف‪ ،‬لماذا سقطت غواصاته الجبارة التي‬
‫تدمر األرض خمسين مرة وعليها خيرة العلماء والضباط العظام في الذرة والحرب الذرية سقطوا في البحر وال يعرف أح ٌد لماذا؟ غواصاتهم تعطلت‬
‫ون‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫ِين) ( َو َقاتِلُو ُه ْم َحتَّى لَ‬ ‫الظالِم َ‬ ‫ان إِلَّا َعلَى َّ‬ ‫ِّين لِلَّ ِه َف ِإ ِن ا ْن َت َه ْوا َفلَا ُعد َ‬
‫ْو َ‬ ‫ون الد ُ‬ ‫وانتهى األمر‪ .‬هذا تكرر في كل التاريخ ولهذا ( َو َقاتِلُو ُه ْم َحتَّى لَا َت ُك َ‬
‫ون ِف ْتن ٌ‬
‫َة َو َي ُك َ‬
‫ِّين ُكلُّ ُه لِلَّهِ) حربنا اليوم كله هلل الكل يدعي أن اهلل يحدثه كل من يقول لك واهلل أنا اهلل يتكلم معي ويقول لي كذا وهذا يقول أنا اهلل وياي ويقول‬ ‫ون الد ُ‬ ‫ِف ْتن ٌ‬
‫َة َو َي ُك َ‬
‫كذا الخ لكن هذا غير صحيح ال بد أن يكون الدين هذا المتنوع المدَعّى المتطرف الخ ال بد أن يكون كله هلل على وفق ما جاء في كتاب اهلل الذي ليس فيه‬
‫ْل (‪)90‬‬ ‫ال (إِ َّن اللَّ َه َي ْأ ُم ُر ِبالْ َعد ِ‬
‫ِن ُر ُسلِ ِه (‪ )285‬البقرة) المساواة في الخلقة ‪،‬كل الناس سواسية العدل أو ً‬ ‫ْن أَ َح ٍد م ْ‬ ‫لبس ال إله إال اهلل محم ٌد رسول اهلل (لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ‬
‫النحل) هذه هي القواعد العامة التي هي الدين كله هلل‪.‬‬
‫سل سيفه لمواجهة أولئك الذين امتنعوا عن دفع الزكاة مع دعواهم بأنهم مسلمون ومؤمنون‪.‬‬ ‫استطراد‪ :‬وهذا هو موقف الصديق سيدي الفاضل عندما ّ‬
‫الخوارج الذين ادعوا أنهم مسلمون وقتلوا مسلمين ثم أذهبهم بحيث ال تعرف يعني انتهوا بشكل ال تدري كيف اختفت فيهم األرض؟!‬
‫عظيم‬
‫ٍ‬ ‫بمكان‬
‫ٍ‬ ‫الضرورة‬ ‫استطراد‪ :‬اسمح لي سيدي الفاضل هذا التصنيف الذي تفضلت به من التفريق بين آيات القتال بحسب الزمان والمكان والفئة من‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وه ْم َحيْث ث ِقفتُ ُمو ُه ْم‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اليوم خاصة أن كثيرًا من الشباب الذين يأخذهم الحماس فهموا أن اآليات الالحقة قد نسخت اآليات السابقة فلم يأخذوا من القتال إال ( َواقتُل ُ‬
‫(‪ )191‬البقرة) كأن هذه اآلية هي النازلة وكأنما اآليات األخرى كلها منسوخة وغاب عن بالهم المرحلية والتدرج‪.‬‬
‫ُو اللَّ ِه َو َعد َّ‬
‫ُو ُك ْم‬ ‫ُون ِب ِه َعد َّ‬ ‫ْل تُ ْر ِهب َ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬‫خ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫اط‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ِن ُق َّو ٍة َوم ْ‬
‫ِن ِ‬ ‫(و َقاتِلُو ُه ْم) وقال ( َوأَ ِعدُّوا لَ ُه ْم َما ْ‬
‫اس َت َط ْعتُ ْم م ْ‬ ‫الكي ولهذا َ‬ ‫هذه النهاية يا سيدي هذا الدين يجعل القتل آخر ّ‬
‫ً‬
‫(‪ )60‬األنفال) يعني خليك قوي بحيث ال يحصل قتال‪ .‬إذًا إعداد القوة في اإلسالم تكون قويًا حتى عدوك ال يقاتلك وفعال لو أن العرب أو المسلمين أو أي‬
‫دولة في العالم قيوة جدًا لماذا روسيا وأمريكا لم يتقاتلوا؟ ألن كل واحدة ترى الثانية قوية فإعداد القوة يمنع القتال فإن هاجموك لضعفك فقاتلهم يعني أن‬
‫فرض كالصوم والصالة وهذه قضية كونية ال يختلف فيها اثنان القوانين الدولية واألمم المتحدة واألخالق والعرف والشرف‬ ‫تنهض لقتال الذي يحتل بالدك ٌ‬
‫كل هذا يقول إذا دخل عليك واحد إلى بيتك ال بد أن تطرده‪.‬‬
‫آية (‪:)194‬‬
‫ُوا َعلَ ْي ِه بِ ِم ْث ِل َما ا ْعتَدَى َعلَ ْي ُك ْم (‪ )194‬البقرة)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫* ما المقصود ببقوله تعالى (فَ َم ِن ا ْعتَدَى َعلَ ْي ُك ْم فَا ْعتَد ْ‬
‫ال على طريقة المشاكلة هذا يسمونه العرب وأهل البالغة المشاكلة أن يستعمل‬ ‫ال يجهلن أحد علينا فنعاقبه بمثل ما فعله أو بما يزيد‪ ،‬وسمى العقاب جه ً‬
‫اللفظة نفسها وإن كان المفهوم غير‪ .‬المفهوم عقاب لكن يأخذ اللفظة نفسها فيستعملها على سبيل المشاكلة وليس على سبيل المفهوم الثابت نفسه‪ ،‬نفس الداللة‬
‫اع َتدُواْ‬
‫اع َتدَى َعلَ ْي ُك ْم َف ْ‬
‫التي دل عليها ‪ .‬من ذلك قوله عز وجل هو ليس عدوانًا وإنما عقاب على عدوانهم ألن ر ّد العدوان ليس عدوانًا‪ .‬كما في قوله ( َف َم ِن ْ‬
‫اع َتدَى َعلَ ْي ُك ْم) صحيح أن اللفظة في داللتها األساسية عدوان لكنها في الحقيقة ر ٌد لعدوان وإنما استعملت للمشاكلة‪ .‬وكذلك هنا أيضًا‬ ‫َعلَ ْي ِه ِبم ِْث ِل َما ْ‬
‫(ويمكرون ويمكر اهلل) هم يمكرون ويمكر اهلل‪ ،‬هم يدبرون السوء‪ ،‬المشاكلة المكر هو نوع من عقاب اهلل تعالى يعاقبهم على مكرهم فعقوبة اهلل تعالى لهم‬
‫سميت مكرًا من قبيل المشاكلة‪( .‬ويمكر اهلل) هذا المكر من اهلل ليس تدبيرًا سيئًا في ذاته وإنما هو سوء لهم أوسوء عليهم واألصل في غير القرآن ‪ :‬ويدبر‬
‫اهلل لهم العقاب‪.‬‬
‫*لم سُم ّي جزاء العدوان عدوانا ً ؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫(و َج َزاء َسيِّ َئ ٍة َسيِّ َئ ٌة ِّم ْثلُ َها (‪ )40‬الشورى) وكأن في ذلك‬
‫هذا من قبيل المشاكلة اللفظية وهي اإلتفاق في اللفظ مع االختالف في المعنى ومثله قوله تعالى َ‬
‫األولى لك هو الصفح والعفو ال االنتقام ومجازاة المعتدي إذا كان المعتدي عليك مسلمًا مثلك فسمى حقك في الرد على‬ ‫إشارة لك أخي المؤمن إلى أنه َ‬
‫عدوان غيرك لك عدوانًا ترغيبًا لك في العفو والصفح‪.‬‬
‫آية (‪:)196‬‬
‫وا َأ َّن هّللا َ َش ِدي ُد ْال ِعقَا ِ‬
‫ب (‪ )196‬البقرة) لِ َم أظهر هنا لفظ الجاللة ؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫وا هّللا َ َوا ْعلَ ُم ْ‬
‫*( َواتَّقُ ْ‬
‫اب) أظهر لفظ الجاللة لتربية الهيبة في النفوس من عظمة اهلل تبارك وتعالى حتى تكون أكثر خشية وهذا ما يفعله‬ ‫اعلَ ُمواْ أَ َّن اللَهّ َشدِي ُ‬
‫‪C‬د الْ ِع َق ِ‬ ‫(و ْ‬
‫في قوله َ‬
‫التعبير باإلسم الظاهر أكثر مما يفعله الضمير في هذا الموضع‪.‬‬
‫آية (‪:)197‬‬
‫* ما الفرق بين الفسق والكفر والظلم؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سئل هذا السؤال أكثر من مرة‪ .‬الفسق الخروج عن الطاعة من فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها ويمتد من أيسر الخروج إألى الكفر كله يسمى فاسقًا‪.‬‬
‫ِن الْ ِج ِّن َف َف َس َق َع ْن أَ ْم ِر َربِّ ِه (‪)50‬‬ ‫ان م َ‬ ‫ال يسمى فاسق والكافر يسمى فاسقًا أيضًا وقال ربنا عن إبليس (إِلَّا إِ ْبل َ‬
‫ِيس َك َ‬ ‫فالذي يخرج عن الطاعة وإن كان قلي ً‬
‫ون (‪)18‬‬ ‫َّ‬
‫اس ًقا لا َي ْس َت ُو َ‬
‫ان َف ِ‬ ‫ان ُم ْؤ ِم ًنا َك َمن َك َ‬ ‫َ‬
‫ون (‪ )55‬النور) الكفر سماه فسوق والنفاق سماه فسوق (أ َف َمن َك َ‬ ‫اس ُق َ‬ ‫ْ‬
‫ِك ُه ُم ال َف ِ‬‫ِك َفأُ ْولَئ َ‬
‫الكهف) ( َو َمن َك َف َر َب ْع َد َذل َ‬
‫ال ِجدَال فِي ال َح ِّج (‪ )197‬البقرة) ليس كفرًا هنا كيف يكون‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وق َو َ‬ ‫ُ‬
‫ال ف ُس َ‬ ‫ال َر َف َث َو َ‬‫‪ C‬وهو الخروج عن الطاعة‪ .‬في غير هذا قال ( َف َ‬ ‫السجدة) فإذن الفسق ممتد‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫كفرًا في الحج؟ الفاسق ليس بالضرورة كافر فقد يصل إلى الكفر وقد ال يصل ( َوإِن تف َعلوا فإِن ُه ف ُسوق ِبك ْم (‪ )282‬البقرة) هذا ليس كفرًا‪ ،‬الفسوق يمتد‪.‬‬
‫‪C‬‬
‫ِن الْ ِج ِّن َف َف َس َق‬
‫ان م َ‬‫ِيس َك َ‬ ‫‪ C‬من أيسر الخروج إلى الكفر ولهذا وصف إبليس بالفسق (إِلَّا إِ ْبل َ‬ ‫فسق التمرة أي خرجت من قشرها أي خرج عن أمر ربه وهذا يمتد‬
‫ون (‪ )67‬التوبة)‪ .‬كذلك الظلم‪ ،‬الظلم هو مجاوزة الحد عمومًا وقد‬ ‫اس ُق َ‬ ‫َع ْن أَ ْم ِر َربِّهِ)‪ ،‬وليس كل فاسق كافرًا لكن كل كافر فاسق قطعًا (إِ َّن الْ ُمنَا ِفق َ‬
‫ِين ُه ُم الْ َف ِ‬
‫ون (‪ )254‬البقرة) وقد ال يصل‪ .‬أما الكفر فهو الخروج عن المِلّة‪ .‬الكفر أصله اللغوي الستر وتستعار الداللة اللغوية‬ ‫ون ُه ُم َّ‬
‫الظالِ ُم َ‬ ‫ِر َ‬ ‫يصل إلى الكفر ( َوالْ َكاف ُ‬
‫للداللة الشرعية‪.‬‬
‫ث َوالَ فُسُو َ*‬
‫ق َوالَ ِجدَا َل) ولم يعبّر بالنهي فلم يقل ‪ :‬وال ترفثوا وال تفسقوا وال‬ ‫*لم عبّر ربنا سبحانه وتعالى بالنفي في قوله (فَالَ َرفَ َ‬
‫تجادلوا؟(ورتل* القرآن ترتيالً)‬
‫ذلك ألن النفي أبلغ من النهي الصريح فالنهي قد يعني أنه يمكن أن يحصل هذا الفعل لكنكم منهي ّون عنه‪ .‬أما النفي فيعني أن هذا الفعل ينبغي أن ال يقع‬
‫ال عن أن يفعله أح ٌد منكم أيها المسلمون ومن ث ّم أدخل النفي على اإلسم لينفي جنس الفعل وأصله‪.‬‬ ‫ال وأن ال يكون له وجود أبدًا فض ً‬ ‫أص ً‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْر َي ْعل ْم ُه اللُهّ َوت َز َّودُوا فإِ َّن َخي َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اب (‪ )197‬البقرة) تأمل أخي المؤمن كيف ذكر األمر بالتقوى عامًا‬ ‫ون َيا أ ْولِي األل َب ِ‬
‫ْر الزا ِد التق َوى َواتق ِ‬ ‫ِن َخي ٍ‬
‫( َو َما تف َعلوا م ْ‬
‫للناس كلهم ثم أمر أولي األلباب خاصة بالتقوى‪ ،‬هذا يسمى اإلطناب وفائدة اإلطناب هنا أن األمر بالتقوى ليس خاصًا بأولي األلباب وحدهم وال يتوجه‬
‫‪ C‬على فضل الخاص وهم أولوا األلباب وأرجحيته على العام‬ ‫الكالم إليهم دون غيرهم ألن كل إنسان مأمور بالتقوى لكن ذكر هنا الخاص بعد العام للتنبيه‬
‫وهم عوام الناس ألن الناس يتفاضلون باأللباب وبها يتمايزون‪.‬‬
‫آية (‪:)199‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)173‬‬
‫*وا َأنفُ َس*هُ ْم َذ َك* رُواْ‬
‫اح َشةً َأوْ ظَلَ ُم* ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫هَّللا‬ ‫ْ‬ ‫*ما الفرق بين (ثُ َّم َأفِيضُوا ِم ْن َحيْث فَ َ‬
‫اض النَّاسُ َوا ْستَ ْغفِرُوا َ (‪ )199‬البقرة) – ( َوال ِذينَ ِإ َذا فَ َعلوا فَ ِ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ُوا لِ ُذنُوبِ ِه ْ*م (‪ )135‬آل عمران)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫هَّللا َ فَا ْستَ ْغفَر ْ‬
‫ِيه َّن الْ َح َّج َف َ‬
‫ال‬ ‫ضف ِ‬ ‫الموضوع الثاني في البقرة أيضًا استدراك على بعض األخوان قال نحن لم نفهم عن الحج في البقرة يقول (الْ َح ُّج أَ ْش ُه ٌر َّم ْعلُو َم ٌ‬
‫ات َف َمن َف َر َ‬
‫ِرواْ اللَّ َه (‪ )199‬البقرة) هل قمنا بشي؟ نحن كنا نعبد اهلل على ماذا نستغفر؟‬ ‫اس َت ْغف ُ‬
‫اس َو ْ‬ ‫اض النَّ ُ‬ ‫ْث أَ َف َ‬ ‫ِن َحي ُ‬ ‫ِيضواْ م ْ‬ ‫وق (‪ )197‬البقرة) وقال (ثُ َّم أَف ُ‬ ‫ال ُف ُس َ‬
‫َر َف َث َو َ‬
‫اس َت ْغ َف ُروا لِذنُو ِب ِه ْم (‪ )135‬آل عمران) هذه فهمناها فعل فاحشة يستغفر معقول‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اح َشة أ ْو ظل ُموا أنف َس ُه ْم َذ َك ُروا الل َه َف ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِين إِ َذا َف َعلوا َف ِ‬ ‫َّ‬
‫وهناك في آل عمران ( َوالذ َ‬
‫أما أن أحج وأستغفر؟! كيف الربط؟ واهلل كالم منطقي نصلي نستغفر نزني نستغفر فهمونا ما األمر؟ قال لك ال أنت واهم أنت تظن أنك صليت خالص ال؟‬
‫ال فأنت مصيبتك في الصالة والحج أكثر من مصيبتك في الزنا‪ .‬فالزنا ذنب تذنب تستغفر اهلل وخالص تبت توبة حقيقية تمامًا وندمت وحزنت وأقلعت واهلل‬
‫ما بقي عليك وال شعرة‪ .‬لكن أنت ذنوبك في العبادات تحبط األعمال الزنا ال يحبط األعمال‪ ،‬ذنوبك في العبادات يحبطها الرياء يقول النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم (من حسنت صالته في المسجد لِما يرى من نظر الناس إليه فقد حبط عمله) أنت تصلي مثلي أنا ونجيب نصلي بسرعة مستعجلين لكن لما كنت أنت‬
‫في المسجد والملك جالس واألمراء والمشايخ والمطاوعة وفالن وفالن فأنت تقوم بالخشوع في صالتك أنت هنا هلكت (من حسنت صالته في المسجد لِما‬
‫يرى من نظر الناس إليه) أنت مشهور أنت شيخ أمير ملك عالم داعية شاعر أديب فتسمع جاء فالن وفالن فالن حتى لو ممثل وممثلة الخ المهم أنت‬
‫مشهور فلما أتيت أشاروا عليك بالبنان هذا هذا فلما نظر الناس إليك أنت صليت صالة في غاية االحترام هلكت‪ ،‬يعني يا ريتك ما صليت هذه الصالة لو‬
‫تركتها لكان خيرًا لك تقضيها‪ ،‬لكن هنا هلكت ‪.‬من أجل هذا كان دعاء النبي صلى اهلل عليه وسلم بعد انتهاء الصالة مرة يقول اهلل أكبر ومرة يقول اللهم أنت‬
‫انص ْب(‪ )7‬الشرح) انصب بالدعاء واالستغفار‪ .‬أقول لك شيئًا لنكن‬ ‫السالم ومنك السالم أغلب الحاالت يقول استغفر اهلل‪ .‬استغفِر اهلل يا رجل ( َف ِإ َذا َف َر ْغ َت َف َ‬
‫‪ C‬كل واحد منكم زار رئيس دولة أمير ملك مسؤول كبير جدًا واحد شخصية عظيمة وأنت لك حاجة عنده قابلته وخرجت كلنا جميعًا عندما يخرج يا‬ ‫واقعيين‬
‫ً‬
‫ترى كان كالمي معقول؟ كان فيه غلط؟ يا فالن كيف كان موقفي؟ هذه الكلمة لم تكن حلوة؟ ومرة فعال يقال عن الملك الحسين ملك األردن عمل غداء‬
‫للناس فواحد أكل بشراهة شوية فغضب وقال أنا معدتي للشبع؟ أنا معدتي للشرف تأكل لقمة وتسكت‪ .‬ولهذا في األردن في تقليد جميل جدًا عندما تدعى‬
‫‪ C‬يعني في غاية الذوق واألدب أنت عندما تكون مدعو على الغداء‬ ‫لوليمة تأكل في بيتك نصف أكلة يسموها لقمة الكرامة وهذه سمعتها منهم األردنيين‬
‫والغداء الساعة ‪ 2‬بعد الظهر قطعًا أنت جائع وبالتالي ستأكل بشراهة وبعض الناس صغير فأنت عندما تكون مع الملوك تأكل لقمة ونصف فقط للشرف أنك‬
‫أنت حاضر المائدة وأجبت الدعوة وتشرفت بمقابلة هذا الوجيه أما أن تأكل والملك جالس! فإذا كان هذا مع ملك بشري فكيف مع اهلل يا ترى أنت كان‬
‫ون (‪ )2‬المؤمنون) رب مصلي ليس له من صالته إال القيام‬ ‫صلَا ِت ِه ْم َخ ِ‬
‫اش ُع َ‬ ‫ِين ُه ْم فِي َ‬ ‫ون (‪ )1‬الَّذ َ‬ ‫ال؟ لما قرأت كنت خاشعًا؟ ( َق ْد أَ ْفلَ َح الْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬ ‫وضوءك كام ً‬
‫حج ولكن حجت العير) أنت عندما حجيت لم‬ ‫والقعود‪ ،‬رب صائم ليس له من صيامه إال الجوع والعطش‪ ،‬رب قاريء للقرآن والقرآن يلعنه‪ ،‬يقول لك (وما ّ‬
‫‪ C‬وتتعارك مع‬ ‫تحج ولكن البعير التي حجت فما حجك أنت؟ ال رفث وال فسوق وال جدال ونحن نرى كلنا نتجادل ونتخاصم في الحج فوق الطاقة هذه يدفعك‬
‫هذا وهذا أما أصحاب الحمالت يتخاصمون لماذا لم تحضر البيض؟ ولماذا الشاي غير جيد؟ ولماذا لم تحضر كذا؟ يعني حج أيش هذا؟ وترى الحج الحقيقي‬
‫أناس أفارقة وآسيوين حاملون أشياءهم وحاجياتهم كلها على أكتافهم يمشي من مكة إلى عرفة ومن عرفة إلى العزيزية ومنها إلى الطواف مشي! ويمسي‬
‫ِرواْ اللَّهَ) واهلل العظيم لوال أن اهلل‬ ‫اس َت ْغف ُ‬
‫اس َو ْ‬ ‫ْث أَ َف َ‬
‫اض النَّ ُ‬ ‫ِن َحي ُ‬ ‫يكبر لبيك اللهم لبيك ويقف على الرصيف يأكل خبزه هذا الحج ولهذا اهلل قال (ثُ َّم أَف ُ‬
‫ِيضواْ م ْ‬
‫للف هذه الحجة وقذفها في صدرك كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم على بعض المصلين وصالتنا للعلم بال مبالغة حتى ال أتجنى‬ ‫واسع ولوال أن اهلل حليم ّ‬
‫على أنفسنا أنا ال أحب جلد النفس دائمًا نحن نجلد النفس لكن هذه حقيقة أنا واثق أن خمسين بالمائة من المصلين وأنا واحد منهم بعد الصالة المالئكة ّ‬
‫تلف‬
‫صالتنا بخرقة بالية وتقذفها في صدورنا كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم صالة ماذا؟ بسرعة وأنت طاير وخمسين شغلة ببالك والجماعة ينتظرونك‬
‫والسيارة واقفة بالغلط ال تأخذ عليها غرامة الخ صالة ايش؟ أين هذا الذي صلى وسقط المسجد وما درى؟! وهذا الذي صلى وقطعت يده ولم يشعر بها‬
‫ال قطعوها وما شعر! هذا‬ ‫كانت يده بها سرطان وقالوا له الزم نقطعها وال يوجد مخدر فقال عندما أدخل في الصالة وأنا في الركعة الثانية اقطعوها وفع ً‬
‫طبعًا حاالت نادرة لكن شوية خشوع‪ .‬معنى هذا أن عباداتنا تحتاج االستغفار أكثر من ذنوبنا ألن ذنوبنا أنا واثق سيأتي بعد قليل موضوع آخر ( َوإِن تُ ْبدُواْ‬
‫‪ C‬بشيء في صدرك وشيء في نفسك‪.‬‬ ‫َما فِي أَن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه (‪ )284‬البقرة) يعني أنت رب العالمين يبتليك‬
‫آية (‪:)201‬‬
‫* قال تعالى ( َربَّنَا َآتِنَا فِي ال ُّد ْنيَا َح َسنَةً َوفِي* اَآْل ِخ َر ِة َح َسنَةً) ما هي حسنة الدنيا وحسنة اآلخرة؟لم كانت هذه اآلية من أحب الدعاء لقلب‬
‫النبي ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ال شك هي من اآليات الجامعة ونحن نقرأها قبل السالم في الصالة ثم ‪ .‬والواقع أن االجابة سريعة بالنسبة لألخت السائلة أن نقول كلمة حسنة جاءت نكرة‬
‫ال آتنا في‬ ‫في الموضعين‪ .‬وهي في الحقيقة وصف لموصوف محذوف‪ ،‬هذا الموصوف المحذوف على إطالقه‪ :‬بما يفكر به االنسان ‪ ،‬هذه الحسنة لنقل مث ً‬
‫الدنيا عطايا حسنة والعطايا بتفاصيلها وفي اآلخرة عطايا حسنة أيضًا بتفاصيلها فحذف الموصوف وأبقى الصفة‪ .‬وكونها منكرة حتى تشير الى العموم‬
‫الغالب يعني شيء عام‪ ,‬وهناك شيء بالنسبة لهذه اآلية‪ :‬فاآليات من سورة البقرة كالم على الحج‪  ‬ونحن في موسم الحج‪.‬واهلل سبحانه وتعالى من رحمته‬
‫بهذا االنسان أن يرشده دائمًا إلى الخير‪ ..‬موسم الحج فرصة ‪ ‬للتوجه إلى اهلل عز وجل بالدعاء ‪ ،‬فرصة للمسلم حقيقة‪ ،‬فرصة للحاج أن يدعو فاآليات ماذا‬
‫َاس َك ُك ْم َف ْاذ ُك ُروا اللَّ َه‬ ‫ِروا اللَّ َه إِ َّن اللَّ َه َغ ُف ٌ‬
‫ور َر ِحي ٌم (‪ ))199‬توجيه ( َف ِإ َذا َق َ‬
‫ض ْيتُ ْم َمن ِ‬ ‫اس َت ْغف ُ‬ ‫ْث أَ َف َ‬
‫اض النَّ ُ‬
‫اس َو ْ‬ ‫ِن َحي ُ‬ ‫تقول لنا؟ بعد أن قال تعالى (ثُ َّم أَف ُ‬
‫ِيضوا م ْ‬
‫َك ِذ ْك ِر ُك ْم آََبا َء ُك ْم أَ ْو أَ َش َّد ِذ ْك ًرا) ألنه كانت العرب بعد موسم الحج يأتون الى األسواق األدبية ويتفاخرون ويذكرون آباءهم حتى صاروا يتفاخرون بالقتلى‬
‫يعني ‪ ‬مفاخرة‪( .‬أو أشد ذكرا) دائمًا المسلم ينبغي أن يكون ذاكرًا هلل سبحانه وتعالى وذكر اهلل يستتبع ذكر اآلخرة وما فيها من نعيم ومن شقاء حقيقة‪ .‬ولما‬
‫بدأ يتحدث عن الذكر في موسم الحج ويدعو (ربنا آتنا في الدنيا) ما قال آتنا ماذا؟ إما لتهوين شأنه أو ألنه عظيم عندهم‪  ‬يريدون كل شيء يريدون في الدنيا‬
‫وانظر حتى في دعائهم ما وصفوا هذا المأتي به بأنه حسن‪ ،‬يريد أي شيء في الدنيا وهذه ِسمة ال يحبها اهلل عز وجل لعباده فكيف أدّبهم؟ ماذا قال لهم؟ ( َو َما‬
‫الخلَق والخلقات أي الشيء البالي يعني حتى هذا النصيب البالي‬ ‫اق) والخالق هو النصيب لكن لِ َم لم يقل نصيب؟ نحن إلى اآلن نستعمل َ‬ ‫لَ ُه فِي الْآَ ِخ َر ِة م ْ‬
‫ِن َخلَ ٍ‬
‫ليس لهم في اآلخرة‪ .‬هم ال يفكرون باآلخرة فاهلل عز وجل ال يريد لعباده الصالحين أن يكونوا كهؤالء ويريد منهم أن يذكروه وأن يفكروا في اآلخرة ألن‬
‫هذه الحياة حقيقة مهما طالت هي كحلم رائي كما في األثر‪ :‬الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا‪ .‬الحظ االنسان في لحظة موته كأنه استيقظ من منام وكان يرى‬
‫مرت نراها كشريط نائم‪ .‬فاهلل تعالى يريد لعباده أن يذكروه‬ ‫حلمًا كل هذه السنوات‪ .‬وهذا واقع بالنسبة لنا جميعًا عندما ننظر في السنوات عمرنا التي ّ‬
‫ويتذكروا اآلخرة دائمًا أنت مصيرك الى اآلخرة‪.‬‬
‫ومن الناس من يقول (ربنا آتنا في الدنيا حسنة) يعني كونوا كهؤالء نفس العبارة هنا في هذا ذكرالوصف للموصوف المحذوف يعني هم يريدون في الدنيا‬
‫لكن بالوصف الحسن وليس كأولئك ولم يقفوا عند هذا وإنما قالوا (وفي اآلخرة حسنة) أيضًا بكل ما يتصور من العطايا الموضوفة بأنها حسنة في اآلخرة ثم‬
‫زاد عليهم في دعائهم وهذا تدريب ودعاء أن ادعوا هكذا (وقنا عذاب النار) االنسان ال ينبغي أن ينسى أن هناك نارًا وعمر رضي اهلل عنه يقول لجلسائه‪:‬‬
‫‪ C‬تزفر النار زفرة يوم القيامة (هذا الزفير النفخ) فال يبقى ملك وال شهيد وال نبي وال صالح إال ويجثو على ركبتيه ولو‬ ‫يا فالن ِعظنا‪ ،‬قال‪ :‬يا أمير المؤمنين‬
‫يحسون بهذه اللذة لذة النجاة من هذه‬ ‫ظننت أنك ناج منها‪ .‬يعني هذه الزفرة مخيفة من بعد ذلك وحتى عندما ينجي اهلل الذين اتقوا ّ‬ ‫َ‬ ‫كان لك عمل سبعين نبيًا ما‬
‫النار‪.‬‬
‫الحسن والحسنة؟‬ ‫‪ُ C‬‬ ‫هل هناك عالقة بين األحرف في الكلمتين‬
‫والح َسن والمحاسن وكل ما يُشتق منها ال بد أن يكون هناك الجذر‬ ‫فالحسن َ‬ ‫من غير‪  ‬شك الثالثي أو الحروف لما تكون هي هي ال بد أن يكون هناك ترابط ُ‬
‫محسن إليه‪ .‬دائمًا هذه‬ ‫محسن يعني فيه من الحسن أيضًا ‪ ،‬هذا شخص َ‬ ‫أو األصل ملموحًا فيها‪ .‬أنت لما تقول‪ :‬هذا شيء حسن يعني فيه حسن‪ ،‬هذا إنسان ِ‬
‫مسألة من بديهيات اللغة في الحقيقة لكن أحيانًا لما نأتي الى فعل أتى (أتي) والفعل عطى (عطو) نجد أن العين والطاء والواو أقوى من الهمزة والتاء والياء‬
‫ورقة والمعنى واحد‪ .‬أتى وأعطى معنى متقارب معجميًا لكن‬ ‫فمعناه أن العطاء أو اإلعطاء فيه نوع من القوة وليس فيه هذا اللين والرقة واإلتيان فيه لين ّ‬
‫وسمة القوة في أعطى لذلك كثريون من أهل اللغة قالوا أن اإلعطاء فيه تمليك واإليتاء ليس شرطًا أن‬ ‫ليس مترادفًا ‪ .‬هذه السمة ِسمة اللين والرقة في أتى ِ‬
‫يكون فيه تمليك‪.‬‬
‫آية (‪:)203‬‬
‫ُوا هّللا َ فِي َأي ٍَّام َّم ْعدُودَا ٍ‬
‫ت (‪)203‬؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫*لم خص هللا تعالى الذكر فى هذه األيام( َو ْاذ ُكر ْ*‬
‫الجمار وذلك ألن أهل الجاهلية‬
‫ص بالذكر في األيام المعدودات وهي أيام رمي ِ‬ ‫الحظ أخي أمر اهلل عباده بالذِكر مع أنهم في الحج والموسم موسم عبادة َ‬
‫وخ ّ‬
‫كانوا يشغلون هذه األيام بالتغامز ومغازلة النساء فأراد اهلل تعالى صرفهم عن هذا اإلثم إلى الخير دون ذِكر ما يفعلون‪.‬‬
‫آية (‪:)204‬‬
‫*كيف اضيفت كلمة أل ّد إلى كلمة بمعناها وهي ال ِخصام؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ام (‪ )204‬البقرة) إضافة كلمة (ألدّ) إلى الخصام مع أن معنى أل ّد شديد الخصومة هذا من باب مبالغة‬
‫صِ‬‫ُش ِه ُد اللَهّ َعلَى َما فِي َق ْل ِب ِه َو ُه َو أَلَ ُّد ْال ِخ َ‬
‫قال تعالى ( َوي ْ‬
‫مخاصم وخصامه غريب فظيع‪ .‬أال ترى كيف‬ ‫ِ‬ ‫مخاصمًا وحسب ولكنه‬
‫ِ‬ ‫المخاصم فهو ليس‬
‫ِ‬ ‫القرآن الكريم ليصف لنا ربنا مدى الخصومة التي تسكن قلب‬
‫تقول لفالن وقد غضب" ُج ّن فالن ولكنه إذا كان كثير الغضب تقول ُج ّن جنونه ونقول خصامه شديد ِ‬
‫الخصام‪.‬‬
‫آية (‪:)205‬‬
‫س ْال ِمهَا ُد (‪ )205‬؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫*كيف تكون جهنم دار ِمهاد ونوم (فَ َح ْسبُهُ َجهَنَّ ُم َولَبِْئ َ‬
‫س الْ ِم َهادُ) هذا أقصى أنواع التهكم بهؤالء‬
‫(ولَِب ْئ َ‬
‫وصف اهلل تبارك وتعالى األرض بأنها مِهاد لنا في حياتنا ألنها مهيئة للسعي والنوم وفي قوله تعالى َ‬
‫ِسخف عقله أخذ النار والعذاب مكان نومه فتأمل!‪.‬‬ ‫الكافرين فاإلنسان يتخذ المكان الوثير مهادًا ليهنأ بنومه أما الكافر فل ُ‬
‫آية (‪:)206‬‬
‫*ر ِع ْل ٍم َويَتَّ ِخ* َذهَا* هُ* ُز ًوا ُأولَِئكَ‬
‫يل هَّللا ِ بِ َغ ْي* ِ‬
‫ُض َّل عَن َسبِ ِ‬
‫ث لِي ِ‬ ‫اس َمن يَ ْشت َِري* لَه َْو ْال َح ِدي ِ‬ ‫*ما الفرق بين ختام اآليتين فى سورة لقمان( َو ِمنَ النَّ ِ‬
‫ك قَوْ لُهُ فِي ْال َحيَا ِة ال* ُّد ْنيَا َوي ُْش* ِه ُد هّللا َ َعلَى َما فِي قَ ْلبِ* ِه َوهُ* َو َألَ* ُّد ْال ِخ َ‬
‫ص* ِام (‬ ‫ْجبُ َ‬‫اس َمن يُع ِ‬ ‫ين (‪))6‬وفى سورة البقرة ( َو ِمنَ النَّ ِ‬ ‫لَهُ ْم َع َذابٌ ُّم ِه ٌ‬
‫س ْال ِمهَا ُد (‪)206‬؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬ ‫ق هّللا َ َأ َخ َذ ْتهُ ْال ِع َّزةُ بِاِإل ْث ِم فَ َح ْسبُهُ َجهَنَّ ُم َولَبِْئ َ‬
‫‪َ )204‬وِإ َذا قِي َل لَهُ اتَّ ِ‬
‫‪ C‬ليس‬ ‫بدأت آية لقمان بالمفرد (من يشتري) وانتهى بالجمع (أولئك) فهل هنالك رابط؟ لما قال ليضل عن سبيل اهلل هذا سيكون تهديدًا له ولمن يضلهم التهديد‬
‫اب‬ ‫ضل والضال إذن ليسا واحدًا وإنما أصبحت جماعة‪ .‬إذن هذا تهديد له ولكل من يضله (أُولَئ َ‬
‫ِك لَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫له فقط هو فجمعهم في زمرته هو ومن يتبعه ال ُم ِ‬
‫َ‬
‫ِيل لَ ُه اتَّ ِق اللَهّ أ َخ َذ ْت ُه‬
‫صام (‪َ )204‬وإِ َذا ق َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اس َمن يُ ْع ِجب َ‬
‫الد ْن َيا َويُش ِه ُد اللَهّ َعلى َما فِي َقل ِب ِه َو ُه َو أل ُّد ال ِخ َ ِ‬
‫ُك َق ْول ُه فِي ال َح َيا ِة ُّ‬ ‫ِن النَّ ِ‬
‫ين)‪ .‬في آية البقرة قال تعالى ( َوم َ‬ ‫ُّم ِه ٌ‬
‫س ال ِم َها ُد (‪ )206‬البقرة) قال (فحسبه جهنم) ألنه لم يذكر أحدًا معه بدأ بالمفرد وانتهى بالمفرد ألنه لم يتعلق باآلخر فقال‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اإلث ِم َف َح ْسبُ ُه َج َهنَّ ُم َول ِب ْئ َ‬ ‫الْع َّ‬
‫ِز ُة ِب ِ‬
‫فحسبه ولما هنا تعلق باآلخرين فقال أولئك لهم عذاب مهين‪.‬‬
‫آية (‪:)207‬‬
‫*ما الفرق بين الرضوان والمرضاة؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الرضوان هو الرضى (الرضوان مصدر) ولم يستعمل في القرآن كلمة الرضوان إال رضى من اهلل تعالى أما المرضاة فتأتي من اهلل ومن غيره والرضوان‬
‫اس َمن َي ْش ِري َن ْف َس ُه ا ْب ِتغَاء‬
‫ِن النَّ ِ‬
‫(وم َ‬
‫فخصه باهلل سبحانه وتعالى أما مرضاة فليست مختصة باهلل تعالى وإنما تأتي هلل تعالى ولغيره َ‬ ‫هو أعظم الرضى وأكبره ّ‬
‫اجك (‪ )1‬التحريم) أما الرضوان فهو هلل تعالى فقط‪ ،‬خاص باهلل تعالى‪ .‬والرضوان أعلى من الجنة وفي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ض َ‬
‫ات أز َو ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ات اللِهّ (‪ )207‬البقرة) (ت ْبتغِي َم ْر َ‬
‫ض ِ‬‫َم ْر َ‬
‫يط ّل اهلل تعالى على عباده أصحاب الجنة فيقول‬ ‫األثر أنكم لتحتاجون إلى علمائكم في الجنة كما تحتاجون إليهم في الدنيا‪ ،‬فقالوا كيف يا رسول اهلل؟ قال ُ‬
‫سلوني‪ ،‬فيحارون ماذا يسألونه وكل شيء موجود فينظر بعضهم إلى بعض فيذهبون إلى علمائهم يقولون ما نسأل ربنا؟ فيقول العلماء سلوه الرضى‪.‬‬
‫*ما الفرق بين الرأفة والرحمة ؟وهل أفردت الرأفة عن الرحمة في القرآن؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِين (‪ )107‬األنبياء)‪،‬‬ ‫َاك إِلَّا َر ْح َم ًة لِّلْ َعالَم َ‬ ‫(و َما أَ ْر َسلْن َ‬
‫أخص من الرحمة والرحمة عامة‪ .‬الرأفة مخصوصة بدفع المكروه وإزالة الضرر والرحمة عامة َ‬ ‫الرأفة ّ‬
‫ِن ِعن ِدنَا (‪ )65‬الكهف) ليست مخصوصة بدفع مكروه‪ .‬تقول أنا أرأف به عندما يكون متوقعًا أن يقع عليه شيء‪.‬‬ ‫( َف َو َجدَا َع ْبدًا ِّم ْن ِع َبا ِدنَا آ َت ْينَا ُه َر ْح َم ًة م ْ‬
‫ان مِنَّا َر ْح َم ًة َف ِر َح ِب َها (‪ )48‬الشورى) فالرحمة أع ّم من الرأفة‪ .‬عندما نقول في الدعاء يا رحمن ارحمنا هذه عامة أي‬ ‫نس َ‬ ‫(وإِنَّا إِ َذا أَ َذ ْقنَا الِْإ َ‬
‫الرحمة عامة َ‬
‫ينزل علينا من الخير ما يشاء ويرفع عنا من الضر ما يشاء وييسر لنا سبل الخير عامة‪.‬‬
‫اس َمن َي ْش ِري َن ْف َسهُ‬ ‫َّ‬
‫ِن الن ِ‬ ‫(وم َ‬ ‫أفردت الرأفة عن الرحمة في القرآن فقط في موطنين في القرآن كله قال (واهلل رؤوف بالعباد) في موطنين‪ :‬في سورة البقرة َ‬
‫ض ًرا َو َما َع ِملَ ْت مِن ُس َو ٍء َت َو ُّد لَ ْو أَ َّن‬ ‫ْر ُّم ْح َ‬‫ِن َخي ٍ‬ ‫س َّما َع ِملَ ْت م ْ‬ ‫ُوف ِبالْ ِع َبا ِد (‪ )207‬البقرة) وفي سورة آل عمران ( َي ْو َم َت ِج ُد ُك ُّل َن ْف ٍ‬ ‫ات اللِهّ َواللُهّ َرؤ ٌ‬ ‫ض ِ‬ ‫ا ْب ِتغَاء َم ْر َ‬
‫ُوف ِبال ِع َبا ِد (‪ ))30‬ما قال تعالى رؤوف رحيم‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫ُحذ ُر ُك ُم اللُهّ َن ْف َس ُه َواللُهّ َرؤ ُ‬ ‫‪َ C‬وي َ‬ ‫َ‬
‫َب ْي َن َها َو َب ْي َن ُه أ َمدًا َبعِي ًدا‬
‫*يثار سؤال لماذا رؤوف رحيم وهنا في الموطنين اختلف؟‬
‫ُش ِه ُد اللَهّ َعلَى َما فِي‬ ‫الد ْن َيا َوي ْ‬‫ُك َق ْولُ ُه فِي الْ َح َيا ِة ُّ‬‫ُع ِجب َ‬ ‫اس َمن ي ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ِن‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫البقرة‬ ‫سورة‬ ‫في‬ ‫لو الحظنا السياق الذي وردت فيه اآليتان يتوضح األمر‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫صام (‪َ )204‬وإِ َذا َت َولَّى َس َعى فِي َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ْ‬
‫ض لِيُف ِس َد ف ِِي َها‬ ‫ُح ُّب ال َف َسا َد َوإِذا َت َولى َس َعى فِي األ ْر ِ‬ ‫ال ي ِ‬ ‫ض لِيُف ِس َد ف ِِي َها َويُ ْهلِك ال َح ْر َث َوالنَّ ْسل َواللُهّ َ‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫َقل ِب ِه َو ُه َو أل ُّد ال ِخ َ ِ‬
‫اس َمن َي ْش ِري َن ْف َس ُه‬ ‫ِن النَّ ِ‬ ‫س الْ ِم َها ُد (‪َ )206‬وم َ‬ ‫اإل ْث ِم َف َح ْسبُ ُه َج َهنَّ ُم َولَِب ْئ َ‬
‫ِز ُة ِب ِ‬‫ِيل لَ ُه اتَّ ِق اللَهّ أَ َخ َذ ْت ُه الْع َّ‬
‫ُح ُّب ال َف َسا َد (‪َ )205‬وإِ َذا ق َ‬ ‫ِك الْ َح ْر َث َوالنَّ ْس َل َواللُهّ َ‬
‫ال ي ِ‬ ‫ُهل َ‬
‫َوي ْ‬
‫ُوف ِبالْ ِع َبا ِد (‪ )207‬البقرة) السياق ال يحتمل رحمة لما يقول (فحسبه جهنم) كيف يناسب الرحمة؟ ال يناسب ذكر الرحمة‪ .‬في‬ ‫ات اللِهّ َواللُهّ َرؤ ٌ‬ ‫ض ِ‬ ‫ا ْب ِتغَاء َم ْر َ‬
‫ال أَن َتتَّ ُقواْ ِم ْن ُه ْم تُ َقا ًة َوي َ‬
‫ُح ِّذ ُر ُك ُم اللُهّ َن ْف َس ُه‬ ‫ِن اللِهّ فِي َش ْي ٍء إِ َّ‬ ‫ْس م َ‬ ‫ِك َفلَي َ‬ ‫ِين َو َمن َي ْف َع ْل َذل َ‬ ‫ُو ِن الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪C‬‬ ‫ين أَ ْولَِياء مِن د ْ‬ ‫ون الْ َكاف ِ‬
‫ِر َ‬ ‫(ال َيتَّ ِخ ِذ الْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫اآلية الثانية قال تعالى َّ‬
‫‪ C‬فقط في هذين الموضعين والسياق‬ ‫َوإِلَى اللِهّ (‪ )28‬آل عمران) مقام تحذير وليس مقام رحمة وال يتناسب التحذير مع الرحمة ألن التحذير يعني التهديد‪.‬‬
‫اقتضاهم أفردت الرأفة عن الرحمة‪.‬‬
‫*ما داللة التوكيد* بـ ّ‬
‫(إن) والالم في هذه اآلية ؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪ C‬ال يؤكد ولو احتاج‬ ‫ال لما يذكر اهلل تعالى النعم التي أنزلها علينا يؤكد وإذا لم يحتج إلى توكيد‬ ‫‪ C‬بحسب ما يحتاجه المقام‪ ،‬إذا احتاج إلى توكيدين مث ً‬ ‫التوكيد‬
‫ِين آ َمنُوا‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اح َشة فِي الذ َ‬ ‫ْ‬
‫يع ال َف ِ‬ ‫َ‬
‫ُّون أن َت ِش َ‬
‫ُحب َ‬
‫ِين ي ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ِإ( ‪.‬دّن الذ َ‬ ‫اس لَ َرؤ ٌ‬
‫ُوف َّر ِحي ٌم (‪ )143‬البقرة) أك‬ ‫يع إِي َما َن ُك ْم إِ َّن اللَهّ ِبالنَّ ِ‬
‫ُض َ‬
‫ان اللُهّ لِي ِ‬‫لتوكيد واحد يؤكد بواحد‪َ ( .‬و َما َك َ‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ضل الل ِه َعل ْيك ْم َو َر ْح َمتُ ُه َوأ َّن الله َرؤُوف َر ِحي ٌم (‪ )20‬النور) ما أكد‪ .‬في اآلية‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون (‪َ )19‬ول ْولا َف ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫آخ َر ِة َوالل ُه َي ْعل ُم َوأنتُ ْم لا َت ْعل ُم َ‬ ‫اب أَلِي ٌم فِي ُّ‬
‫الد ْن َيا َوالْ ِ‬ ‫لَ ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫يع إِي َما َن ُك ْم) ويقولن هذه اآلية نزلت لما تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة تساءل الصحابة عن الذين ماتوا‬ ‫ُض َ‬‫ان اللُهّ لِي ِ‬‫(و َما َك َ‬
‫األولى كانوا في طاعة َ‬
‫اس لَ َرؤ ٌ‬
‫ُوف َّر ِحي ٌم) أما في اآلية الثانية‬ ‫َّ‬
‫الن‬
‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫َهّ‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫(إ‬
‫ِ‬ ‫تعالى‬ ‫اهلل‬ ‫ّ‬
‫د‬ ‫فأك‬ ‫بها‬ ‫يعملون‬ ‫كانوا‬ ‫طاعة‬ ‫عن‬ ‫سألوا‬ ‫السابقة؟‬ ‫صالتنا‬ ‫ضاعت‬ ‫وهل‬ ‫هل ضاعت صالتهم؟‬
‫ُوف َّر ِحي ٌم) لما هم في طاعة يؤكد‬ ‫اس لَ َرؤ ٌ‬
‫‪ C‬في تعداد النعم ( ألم تر أن اهلل سخر إِ َّن اللَهّ ِبالنَّ ِ‬ ‫فهم في معصية (يحبون أن تشيع الفاحشة) فال يحتاج إلى توكيد‪.‬‬
‫و(إن) أو (رؤوف بالعباد)‪.‬‬ ‫ولما يكون في معصية ال يؤكد‪ .‬ولم يقل في القرآن (واهلل رؤوف رحيم) أبدًا إما مؤكدة بالالم ّ‬
‫آية (‪:)208‬‬
‫*لِ َم قال تعالى ادخلوا في ال ِسلم ولم يقل سالموا بعضكم* مثالً؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ان إَِّن ُه لَ ُك ْم َعد ٌّ‬
‫ُو ُّم ِب ٌ‬
‫ين (‪ )208‬البقرة) الدخول يدل على العمق ومن دخل‬ ‫الشي َ‬
‫ْط ِ‬ ‫ال َت َّت ِب ُعو ْا ُخ ُط َو ِ‬
‫ات َّ‬ ‫الس ْل ِم َك َّآف ًة َو َ‬
‫ْخلُو ْا فِي ِّ‬ ‫قال تعالى ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنو ْا اد ُ‬
‫السلم صار في أقصى غاية المسالمة وليس مسالمًا فقط‪.‬‬ ‫المنزل صار داخله وفي عمقه ومحاطًا ببنائه ولذلك من دخل ِ‬
‫آية (‪:)209‬‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية بين (جاءهم البيّنات) و(جاءتهم البيّنات) في القرآن الكريم؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى* ‪:‬‬
‫هناك حكم نحوي مفاده أنه يجوز أن يأتي الفعل مذكرًا والفاعل مؤنثًا‪ .‬وكلمة البيّنات ليست مؤنث حقيقي لذا يجوز تذكيرها وتأنيثها‪ .‬والسؤال ليس عن‬
‫جواز تذكير وتأنيث البيّنات ألن هذا جائز كما قلنا لكن السؤال لماذا؟ لماذا جاء باالستعمال فعل المذكر (جاءهم البيّنات) مع العلم أنه استعملت في غير‬
‫مكان بالمؤنث (جاءتهم البيّنات)؟‬
‫تدل على النبوءات فأينما وقعت بهذا المعنى يأتي الفعل مؤنثًا كما في قوله تعالى في‬ ‫جاءتهم البيّنات بالتأنيث‪ :‬يؤنّث الفعل مع البيّنات إذا كانت اآليات ّ‬
‫ين‬
‫ِر َ‬ ‫ِّين ُم َب ِّش ِر َ‬‫اح َد ًة َف َب َع َث اللُهّ النَّ ِبي َ‬ ‫ُ‬
‫اس أ َّم ًة َو ِ‬ ‫ان النَّ ُ‬‫يز َحكِي ٌم {‪ )}209‬واآلية ( َك َ‬ ‫اعلَ ُمواْ أَ َّن اللَهّ َع ِز ٌ‬ ‫َات َف ْ‬ ‫سورة البقرة ( َف ِإن َزلَلْتُ ْم ِّمن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُك ُم الْ َبيِّن ُ‬
‫ين َو ُمنذ ِ‬
‫ِين آ َمنُواْ لِ َما‬ ‫َّ‬
‫َات َب ْغيًا َب ْي َن ُه ْم َف َهدَى اللُهّ الذ َ‬ ‫ْ‬
‫ِين أوتُو ُه مِن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُه ُم ال َبيِّن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ف فِي ِه إِ َّ‬ ‫اخ َتلَ ُفواْ فِي ِه َو َما ْ‬
‫اخ َتلَ َ‬ ‫اس فِي َما ْ‬ ‫اب ِبالْ َح ِّق لَِي ْح ُك َم َبي َ‬ ‫َوأَ َ‬
‫نز َل َم َع ُه ُم الْ ِك َت َ‬
‫ال الذ َ‬ ‫ْن النَّ ِ‬
‫ض ُه ْم‬‫ض ِّم ْن ُهم َّمن َكلَّ َم اللُهّ َو َر َف َع َب ْع َ‬ ‫ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫ضلْنَا َب ْع َ‬ ‫الر ُس ُل َف َّ‬
‫ِيم {‪ )}213‬و (تِلْ َك ُّ‬ ‫اط ُّم ْس َتق ٍ‬‫ص َر ٍ‬ ‫ِن الْ َح ِّق ِب ِإ ْذ ِن ِه َواللُهّ َي ْهدِي َمن َي َشا ُء إِلَى ِ‬ ‫اخ َتلَ ُفواْ فِي ِه م َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن اختلفوا ف ِمن ُهم َّم ْن آ َم َن‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِهم ِّمن َب ْع ِد َما َجاءت ُه ُم ال َبيِّنَات َولـك ِ‬ ‫ِين مِن َب ْعد ِ‬‫ُس َول ْو شاء اللُهّ َما اقتتل الذ َ‬ ‫وح القد ِ‬ ‫َات َوأيَّ ْدنَا ُه ِب ُر ِ‬ ‫ْن َم ْر َي َم ال َبيِّن ِ‬‫يسى اب َ‬ ‫ات َوآت ْينَا ِع َ‬ ‫َر َج ٍ‬‫دَ‬
‫ُري ُد {‪،)}253‬‬ ‫ي‬ ‫ا‬
‫ََ َ ِ‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫َهّ‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫َّ‬
‫ِن‬ ‫ك‬ ‫ـ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫وا‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫اق‬ ‫ا‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ُهّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫اء‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬
‫َ َ ْ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َو ُ َّ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫أما جاءهم البيّنات بالتذكير‪ :‬فالبيّنات هنا تأتي بمعنى األمر والنهي وحيثما وردت كلمة البيّنات بهذا المعنى من األمر والنهي يُذكر الفعل كما في قوله تعالى‬
‫ال َت ُكونُواْ‬ ‫(و َ‬
‫ِين {‪ )}86‬و َ‬ ‫الظالِم َ‬ ‫ال َي ْهدِي الْ َق ْو َم َّ‬ ‫َات َواللُهّ َ‬ ‫ول َح ٌّق َو َجاء ُه ُم الْ َبيِّن ُ‬‫الر ُس َ‬ ‫ْف َي ْهدِي اللُهّ َق ْومًا َك َف ُرواْ َب ْع َد إِي َما ِن ِه ْم َو َش ِهدُواْ أَ َّن َّ‬ ‫في سورة آل عمران ( َكي َ‬
‫ُون اللَّ ِه لَ َّما‬‫ون مِن د ِ‬ ‫ْع َ‬ ‫يت أَ ْن أَ ْعبُ َد الَّذ َ‬
‫ِين َتد ُ‬ ‫اب َع ِظي ٌم {‪ )}105‬وفي سورة غافر ( ُق ْل إِنِّي نُ ِه ُ‬ ‫ِك لَ ُه ْم َع َذ ٌ‬‫َات َوأُ ْولَـئ َ‬ ‫اخ َتلَ ُفواْ مِن َب ْع ِد َما َجاء ُه ُم الْ َبيِّن ُ‬ ‫َكالَّذ َ‬
‫ِين َت َف َّر ُقواْ َو ْ‬
‫ِين {‪.)}66‬‬ ‫ِر ِّب الْ َعالَم َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِر ُت أ ْن أ ْسلِ َم ل َ‬ ‫ُ‬
‫َات مِن َّربِّي َوأم ْ‬ ‫ِي الْ َبيِّن ُ‬‫َجاءن َ‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫َات ﴿‪ ﴾105‬آل عمران) جاءهم بدون تاء اآلية األخرى ( َف ِإ ْن َزلَلْتُ ْم م ْ‬
‫ِن َب ْع ِد َما‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َجا َء ُه ُم الْ َبيِّن ُ‬ ‫(ولَا َت ُكونُوا َكالَّذ َ‬
‫ِين َت َف َّر ُقوا َو ْ‬
‫اخ َتلَ ُفوا م ْ‬ ‫فى قوله تعالى َ‬
‫َات ﴿‪ ﴾209‬البقرة) مرة جاءهم البينات بدون تاء ومرة جاءتكم البينات‪ .‬نحن قلنا هذا العلم يكفي لخمسين ستين مائة تأويل وكلها صحيحة وجه‬ ‫َجا َء ْت ُك ُم الْ َبيِّن ُ‬
‫وجهين ثالثة أربعة خمسة والقرآن ال تنقضي عجائبه من ضمن ما أنقدح في ذهني واهلل أعلم فهذه أتعبتني كثيرًا وأنا ليل نهار أفكر ما الفرق بين جاءتكم‬
‫ِر َك َعلَى َما‬ ‫َات﴿‪ ﴾86‬آل عمران) ( َقالُوا لَ ْن نُ ْؤث َ‬ ‫ول َح ٌّق َو َجا َء ُه ُم الْ َبيِّن ُ‬ ‫البينات وجاءهم البينات؟ لما استعرضت اآليات الواردة فيها كثير ( َو َش ِهدُوا أَ َّن َّ‬
‫الر ُس َ‬
‫َات ﴿‪ ﴾66‬غافر) حينئ ٍذ نقول جاءت البينات‬ ‫ِي الْ َبيِّن ُ‬‫ُون اللَّ ِه لَ َّما َجا َءن َ‬
‫ِن د ِ‬‫ون م ْ‬
‫ْع َ‬ ‫ِين َتد ُ‬‫يت أَ ْن أَ ْعبُ َد الَّذ َ‬ ‫(ق ْل إِنِّي نُ ِه ُ‬
‫َات َوالَّذِي َف َط َرنَا﴿‪ ﴾72‬طه) ُ‬ ‫ِن الْ َبيِّن ِ‬
‫َجا َءنَا م َ‬
‫بالتاء اآليات القرآنية والتوراتية واإلنجيلية يعني طبعًا البينات الحجج والبراهين والمعجزات‪ .‬هناك بينات لفظية من اهلل عز وجل وعقلية في القرآن الكريم‬
‫اف َولَأُ َ‬
‫صلَِّبنَّ ُك ْم‬ ‫ِن ِخلَ ٍ‬ ‫يعني أدلة الوحدانية بالعقل وهناك بينات محسوسة وهي معجزات األنبياء ماذا قال السحرة لما فرعون قال ( َفلَأُ َق ِّط َع َّن أَ ْي ِد َي ُك ْم َوأَ ْر ُجلَ ُك ْم م ْ‬
‫َات َوالَّذِي َف َط َرنَا) اليد والعصا الخ يعني ما فعل‬ ‫ِن الْ َبيِّن ِ‬‫ِر َك َعلَى َما َجا َءنَا م َ‬ ‫وع النَّ ْخ ِل َولََت ْعلَ ُم َّن أَيُّنَا أَ َش ُّد َع َذابًا َوأَ ْب َقى ﴿‪ ﴾71‬طه) قالوا ( َقالُوا لَ ْن نُ ْؤث َ‬ ‫ُ‬
‫فِي ُجذ ِ‬
‫‪C‬ذ هذه المعجزات والخوارق التي هي حجة على أن هذا رسول ال بد‬ ‫َات) فحينئ ٍ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال َبيِّن ِ‬
‫سيدنا عيسى وموسى من معجزات تعرفونها عجبًا‪ .‬إذا قال ( َما َجا َءنَا م َ‬
‫من أن تؤمنوا به وجاءت التي هي اآليات القرآنية والتوراتية واإلنجيلية وما فيها من أحكام وما في القرآن الكريم خاصة من دالئل الوحدانية هلل سبحانه‬
‫َات) وهي آيات القرآن الكريم‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َجا َء ْت ُك ُم الْ َبيِّن ُ‬ ‫َات) وهي المعجزات والخوارق و (م ْ‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َجا َء ُه ُم الْ َبيِّن ُ‬
‫وتعالى ودالئل صدق النبوة‪ .‬هذا الفرق بين (م ْ‬
‫والتوراة واإلنجيل وما فيها من دالئل التوحيد وصدق النبوة هكذا هو الفرق‪ .‬وقد يكون هناك وجه آخر وهذا اختالف تنوع ال اختالف تضاد فقطعًا ليس‬
‫معنى وهذا إعجازه فأنت عندما تقرأ اآليات العلمية والكونية ترى عجبًا‪.‬‬ ‫هناك تضاد‪ .‬في تأويل المتشابه ال يوجد فهو يحتمل ألف ً‬

‫آية (‪:)210‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)28‬‬
‫ُون ِإالَّ‬ ‫ُ‬
‫ي ا ْم ُر َوِإلى ِ ترْ َج ُع األ ُمو ُ*ر (‪ )210‬البقرة) ‪( -‬هَلْ يَنظر َ*‬ ‫ُ‬ ‫هّللا‬ ‫َ‬ ‫َأل‬ ‫ض َ*‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هّللا‬ ‫ْأ‬
‫ُون ِإالَّ َأن يَ تِيَهُ ُم ُ فِي ظل ٍل ِّمنَ الغ َم ِام َوال َمآلِئكة َوق ِ‬
‫ْ‬ ‫*(هَلْ يَنظُر َ*‬
‫َت ِمن قَ ْب* ُل َأوْ‬ ‫ت َربِّكَ الَ يَنفَ* ُع نَ ْف ًس*ا ِإي َمانُهَا لَ ْم تَ ُك ْن آ َمن ْ‬ ‫ت َربِّكَ يَ**وْ َم يَ*ْأتِي بَعْضُ آيَ**ا ِ‬ ‫ك َأوْ يَ*ْأتِ َي بَعْضُ آيَ**ا ِ‬ ‫َأن تَْأتِيهُ ُم ْال َمآلِئ َك* ةُ َأوْ يَ*ْأتِ َي َربُّ َ‬
‫ك فَ َع* َل‬ ‫ُون ِإالَّ َأن تَْأتِيَهُ ُم ْال َمالِئ َكةُ َأوْ يَْأتِ َي َأ ْم* ُر َربِّكَ َك* َذلِ َ‬
‫ُوا ِإنَّا ُمنتَ ِظرُونَ (‪ )158‬األنعام) ‪( -‬هَلْ يَنظُر َ*‬ ‫ت فِي ِإي َمانِهَا َخ ْيرًا قُ ِل انتَ ِظر ْ‬ ‫َك َسبَ ْ‬
‫ظلِ ُمونَ (‪ )33‬النحل)ما الفرق بين هذه اآليات؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫وا َأنفُ َسهُ ْم يَ ْ‬
‫الَّ ِذينَ ِمن قَ ْبلِ ِه ْم َو َما ظَلَ َمهُ ُم هّللا ُ َولـ ِكن َكانُ ْ‬
‫لما تتبعت الموقف تبين أن الظلل جمع ظلة وهي الغمامة السوداء الكثيفة المجهول ما فيها‪ ،‬هذا السواد ماذا فيه؟ مطر ‪ .‬هذه الغمامة تبين رب العالمين من‬
‫ار َومِن َت ْح ِت ِه ْم ُظلَ ٌل (‪ )16‬الزمر) الخير‬ ‫الظلَّ ِة (‪ )189‬الشعراء) (لَ ُهم ِّمن َف ْو ِق ِه ْم ُظلَ ٌل ِّم َن النَّ ِ‬ ‫اب َي ْوم ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫أساليبه في الدنيا واآلخرة هذه الظلة ( َف َكذبُو ُه َفأ َخذ ُه ْم َعذ ُ ِ‬
‫في الظلة والشر في الظلة وكلمة ظلة لها صدارة ولها دوي في الدنيا واآلخرة‪ .‬أنت تعرف بأن العذابات تأتي بظلة إما بزوبعة وهذا العصف النووي يأتي‬
‫بظلل إذا ابتلى به رب العالممين كما ابتلى هيروشيما وناكازاكي وما حدث في العراق الذي أصبح مسرطنًا لـ‪ 450‬ألف سنة بظلة من يورانيوم خفيف ما‬
‫بالك لو كان كثيفًا؟! حينئذ كلمة ظلة في القرآن الكريم أعجوبة العجائب‪ .‬لما تقول (أََتى أَ ْم ُر اللِهّ (‪ )1‬النحل) هذا أمر اهلل قد يأتي ظلة وقد يأتي عاصفة وقد‬
‫ِّك إِلَّا ُه َو (‪ )31‬المدثر) ومن أعظم جنوده في الدنيا واآلخرة‬ ‫يأتي ريح صرصر وقد يأتي جراد فهذه جنود رب العالمين أنت ال تعلمها ( َو َما َي ْعلَ ُم ُجنُو َد َرب َ‬
‫اإلرعاب أن تأتيك غمامة سوداء كما جاء على قوم يونس وعلى قوم عاد وإلى اآلن تسونامي كان ظلة ثم انتهى إلى ما انتهى إليه وتشرنوبيل ال تزال ظلته‬
‫فوق أوروبا هذه مرعبة‪ ،‬فماذا لو فجر اهلل تعالى الكون بهذه القنابل الذرية التي تملؤه؟‪( .‬هل ينظرون) يعني هل ينتظرون ألن هذا االنتظار يقيني استعمل‬
‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫نظ ُر َ َّ َ ْ‬ ‫(ه ْل َي ُ‬
‫ام (‪ )210‬البقرة) كما قال‬ ‫ون إِال أن َيأ ِت َي ُه ُم اللُهّ فِي ظل ٍل ِّم َن ال َغ َم ِ‬ ‫رب العالمين كلمة ينظر ليقينية ما سوف يحدث يوم القيامة كأنك تراه ولذلك َ‬
‫َاظ َر ٌة (‪ )23‬القيامة) فكلمة ناظرة هنا إذا كان االنتظار يقيني النتيجة يقال نظر وال يقال انتظر ( َفن ِ‬
‫َاظ َر ٌة ِب َم َي ْر ِج ُع‬ ‫َاض َر ٌة (‪ )22‬إِلَى َربِّ َها ن ِ‬ ‫‪C‬ذ ن ِ‬ ‫( ُو ُجو ٌه َي ْو َم ِئ ٍ‬
‫نطقُ‬ ‫(هذا ِك َتابُنَا َي ِ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الْ ُم ْر َسلُ َ‬
‫ام) كل شيء يوم القيامة عاقل‪ ،‬المادة عاقلة كل شيء ينطق َ‬ ‫ون إِال أن َيأ ِت َي ُه ُم اللُهّ فِي ظل ٍل ِّم َن ال َغ َم ِ‬ ‫(هل َينظ ُر َ‬ ‫ون (‪ )35‬النمل)‪َ .‬‬
‫ِه ْم لِ َم َش ِهدتُّ ْم َعلَ ْينَا َقالُوا‬
‫ِجلُود ِ‬ ‫ون (‪َ )20‬و َقالُوا ل ُ‬ ‫ُه ْم ِب َما َكانُوا َي ْع َملُ َ‬‫ار ُه ْم َو ُجلُود ُ‬ ‫ْص ُ‬ ‫ُوها َش ِه َد َعلَ ْي ِه ْم َس ْم ُع ُه ْم َوأَب َ‬
‫(حتَّى إِ َذا َما َجاؤ َ‬ ‫َعلَ ْي ُكم ِبالْ َح ِّق (‪ )29‬الجاثية) َ‬
‫ون (‪ )21‬فصلت) فالغمام الذي سوف يكون باكورة يوم القيامة وعالماتها األولى ناطقة‬ ‫َ‬
‫نط َق ُك َّل َش ْي ٍء َو ُه َو َخلَ َق ُك ْم أ َّو َل َم َّر ٍة َوإِلَ ْي ِه تُ ْر َج ُع َ‬‫نط َقنَا اللَّ ُه الَّذِي أَ َ‬ ‫أَ َ‬
‫ض َجمِي ًعا‬ ‫ْر ِه َوالْأَ ْر ُ‬ ‫َروا اللَّ َه َح َّق َقد ِ‬ ‫ام) ألن هذه الظلل تتكلم وكأن اهلل معها بل هو معها‪ .‬هذا واحد‪ ،‬رب العالمين يقول ( َو َما َقد ُ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬
‫فقال تعالى (فِي ظل ٍل ِّم َن ال َغ َم ِ‬
‫ون (‪ )67‬الزمر) هذه كلها أساليب عليك أن تفهمها بما يليق باهلل عز وجل‪ .‬من‬ ‫ُش ِر ُك َ‬ ‫ْحا َن ُه َو َت َعالَى َع َّما ي ْ‬ ‫‪C‬ه ُسب َ‬ ‫ات َم ْط ِوي ٌ‬
‫َّات ِب َيمِي ِن ِ‬ ‫ماو ُ‬
‫الس َ‬ ‫ْضتُ ُه َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َو َّ‬‫َقب َ‬
‫أجل هذا ظلل الغمام يبدو أنها بداية العقاب في الدنيا ككل التاريخ اإلنساني من آدم إلى أن تقوم الساعة أعظم أنواع العذاب الظلل ريح صرصر عتية كلها‬
‫ظلل‪ .‬اآلن نحن على حافة الهاوية إذا حصل خالف بين األمم التي تملك هذه القنابل النووية يمكن أن تفجرها بثواني بمجرد ضغط زر وتأمل حال الحياة!‪.‬‬
‫في المتشابه ليس هناك كبير قل ما تشاء ويقول المفسرون في الحديث عن يوم القيامة يقولون إذا السماء انشقت وإذا الكواكب انتثرت قد يكون كل هذا‬
‫بعصف ذري واهلل أعلم‪ .‬نحن اآلن يقولون هناك كويكب صار له كم ألف سنة يتجه نحو األرض وسيصل في العام ‪ 2020‬وسيقع في أميركا في أحد‬
‫مكانين إذا وقع في المكان الفالني ستنفصل أميركا إلى قسمين من حيث ال يلتقيان وإذا وقع في المكان اآلخر األرض تلف بالعكس وحينئذ إذا لفت بالعكس‬
‫هذا تفسير علمي لقول الرسول ‪ "‬ال تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها" لما تلف بالعكس يصير المشرق مغربًا والمغرب مشرقًا وقد تقع عالمات‬
‫الساعة بشكل علمي متدرج وقسم منها وقع‪" .‬ال تقوم الساعة حتى يتكلم رجل في المشرق يسمعه من في المغرب" واآلن عندنا تلفزيون وتلفون وإذاعة‬
‫ض َي َ‬ ‫ام َوالْ َمآل ِئ َك ُة َو ُق ِ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬
‫األ ْم ُر) قضي األمر كأنه شيء وانتهى كأنه شيء واقع ما قال‬ ‫وراديو‪ .‬هذه الظلل حينئذ ربنا كما يقول تعالى (فِي ظل ٍل ِّم َن ال َغ َم ِ‬
‫ض َي الْأَ ْم ُر إِ َّن اللَّ َه َو َع َد ُك ْم َو ْع َد الْ َح ِّق َو َو َع ْدتُ ُك ْم َفأَ ْخلَ ْفتُ ُك ْم (‪ )22‬إبراهيم) هذا كالم في النار‬
‫ان لَ َّما ُق ِ‬
‫ْط ُ‬ ‫الشي َ‬
‫ال َّ‬
‫(و َق َ‬
‫وسيقضى األمر بل حقيقي كما قال الشيطان َ‬
‫وجهنم تحرق الجلود لكن ال تزهق األرواح فالناس في جهنم يتكلمون ويأكلون ويشربون لكنهم في النار تحرق الجلود وال تزهق األرواح‪ ،‬ربما يكون (فِي‬
‫ْ‬ ‫َُ‬
‫ام) هذا في اآلخرة أما في الدنيا فشيء آخر‪.‬‬‫ظل ٍل ِّم َن ال َغ َم ِ‬
‫آية (‪:)211‬‬
‫*ما الفرق بين فعل األمر إسأل وسل؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(ولََق ْد آ َت ْينَا ُم َ‬
‫وسى‬ ‫(س ْل َبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫ِيل َك ْم آ َت ْينَا ُهم ِّم ْن آ َي ٍة َبيِّ َن ٍة (‪ )211‬البقرة) وإذا تقدمها أي شيء يؤتى بالهمزة َ‬ ‫سل إذا بدأنا بالفعل فالعرب تخفف وتحذف َ‬
‫ِيل (‪ )101‬اإلسراء) هذه قاعدة عند أكثرية العرب‪ .‬إذا سبقها شيء يبدأ بالهمزة وإذا بدأنا بها يحذف (سل)‪.‬‬ ‫اسأَ ْل َبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫َات َف ْ‬
‫ات َبيِّن ٍ‬
‫ِس َع آ َي ٍ‬
‫تْ‬
‫آية (‪:)212‬‬
‫ُوا ْال َحيَاةُ ال ُّد ْنيَا (‪ )212‬البقرة) ما داللة التذكير (زين) ولم يقل زينت مع أن الدنيا مؤنث؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫* ( ُزيِّنَ لِلَّ ِذينَ َكفَر ْ‬
‫ال البقرة مؤنث حقيقي ألن‬ ‫من حيث الحكم النحوي يجوز وليس فيه إشكال ألن الحياة مؤنث مجازي والمؤنث المجازي الذي ليس له مذكر من جنسه فمث ً‬
‫الثور ذكر من جنسها‪ ،‬النعجة لها كبش من جنسها‪ ،‬إذا كان هنالك مذكر من جنسه هذا مؤنث حقيقي‪ .‬كلمة سماء ليست مؤنث حقيقي وكذلك الشمس مؤنث‬
‫ِّن لِلَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُرواْ‬ ‫مجازي والقمر مذكر مجازي‪ ,‬إذن كون (الحياة) مؤنث مجازي يجوز تذكيره وتأنيثه‪ ،‬هذا لغويًا؟ ثم هنالك فاصل بين الفعل والفاعل ُ‬
‫(زي َ‬
‫‪ C‬إذن‬‫الد ْن َيا) والفاصل حتى في المؤنث الحقيقي يمكن تذكيره هذه القاعدة (أقبل اليوم فاطمة) طالما فصلنا بين العامل والمعمول يجوز تذكيره وتأنيثه‪.‬‬ ‫الْ َح َيا ُة ُّ‬
‫(زيّن للذين كفروا‬ ‫من حيث النحو ليس فيه إشكال من حيث أمران‪ :‬كونه مجازي وكون هنالك فاصل‪ .‬لكن لماذا اختار التذكير؟ هنالك قراءة أخرى وهي َ‬
‫‪ C‬صار واجبًا‪ .‬إذن في اآلية قراءتان‪ :‬قراءة‬ ‫الحياةَ) بالبناء للمعلوم والفاعل الشيطان (الحياة مفعول به)‪ ،‬وهذه القراءة ال يمكن أن يقول فيها َزيّنت لذا التذكير‬
‫‪ C‬ما دام هنالك قراءة أخرى أصبحت (زينت) ال تنسجم مع القراءة الثانية‪.‬‬ ‫‪ C‬صار فيها معنيين‪،‬‬‫َزين بالبناء للمعلوم وهو يلزم التذكير‬
‫*لِ َم اختار هللا تعالى صيغة الماضي للتزيين ( ُزيّن) وصيغة المضارع* للسخرية (ويسخرون) ؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ِن الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنواْ (‪ )212‬البقرة) أتى فعل التزيين ماضيًا ليدلنا على أن التزيين أمر مستقر في الكافرين فهم أبد‬ ‫ِين َك َف ُرواْ الْ َح َيا ُة ُّ‬
‫الد ْن َيا َو َي ْس َخ ُر َ‬
‫ون م َ‬ ‫ِّن لِلَّذ َ‬ ‫ُ‬
‫(زي َ‬
‫الدهر يعشقون الدنيا ويكرهون الموت‪ .‬وأتى بفعل السخرية مضارعًا (يسخرون) ليبيّن لنا ربنا سبحانه وتعالى أن الكافرين يسخرون من اإليمان وأهله‬
‫بشكل متجدد متكرر‪ .‬وفي ترتيب الفعلين داللة منطقية ألن السخرية مبعثها حب الدنيا والشهوات والتزيين سابق للسخرية فعبّر عنه بالماضي والسخرية‬
‫ناشئة من تعلق القلب بالدنيا فعبّر عنها بالمضارع‪.‬‬
‫آية (‪:)213‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)209‬‬
‫*( َكانَ النَّاسُ ُأ َّمةً َوا ِح َدةً فَبَ َع َ‬
‫ث هّللا ُ النَّبِيِّينَ ُمبَ ِّش* ِرينَ َو ُمن* ِذ ِر َ*‬
‫ين (‪ )213‬البق**رة) ما مع**نى (ك**ان الن**اس أمة واح**دة)؟ وبما أن الن**اس أمة‬
‫واحدة فما الغرض من بعث النبيين مبشرين ومنذرين؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪ C‬ولكن‬ ‫مقرين بالعبودية‬ ‫‪ C‬أمة واحدة أي متفقين على التوحيد ّ‬ ‫ين)‬‫ِر َ‬ ‫ِّين ُم َب ِّش ِر َ‬
‫ين َو ُمنذ ِ‬ ‫‪C‬‬ ‫اس أُ َّم ًة َو ِ‬
‫اح َد ًة َف َب َع َث اللُهّ النَّ ِبي َ‬ ‫السائل الكريم يشير إلى قوله تعالى ( َك َ‬
‫ان النَّ ُ‬
‫ين‬
‫ِر َ‬ ‫ِّين ُم َب ِّش ِر َ‬
‫اح َد ًة َف َب َع َث اللُهّ النَّ ِبي َ‬ ‫ُ‬
‫اس أ َّم ًة َو ِ‬ ‫السؤال إذا كانوا كذلك لم أرسل الرسل؟ أظن لو أكمل السائل اآلية التضح األمر‪ ،‬نقرأ اآلية ( َك َ‬
‫ان النَّ ُ‬
‫ين َو ُمنذ ِ‬ ‫‪C‬‬
‫اخ َتلَ ُفواْ‬
‫اح َد ًة َف ْ‬ ‫ُ‬
‫ال أ َّم ًة َو ِ‬
‫اس إِ َّ‬
‫ان النَّ ُ‬ ‫اخ َتلَ ُفواْ فِي ِه (‪ )213‬إذن كانوا أمة واحدة فاختلفوا كما في آية أخرى ( َو َما َك َ‬ ‫اس فِي َما ْ‬ ‫اب ِبالْ َح ِّق لَِي ْح ُك َم َبي َ‬ ‫َوأَ َ‬
‫نز َل َم َع ُه ُم الْ ِك َت َ‬
‫ْن النَّ ِ‬
‫(‪ )19‬يونس) لما قال ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه إشارة إلى أنهم اختلفوا وهذا اقتضى إرسال النبيين والمرسلين‪.‬‬
‫*ما معنى كلمة أ ّمة في القرآن الكريم ؟(من برنامج فى ظالل آية للشيخ خالد الجندي)‬
‫كلمة أمة جاءت في القرآن الكريم بأربعة معاني هي‪:‬‬
‫ض َي َب ْي َن ُه ْم فِي َما فِي ِه‬ ‫ِّك لَ ُق ِ‬
‫ِن َرب َ‬ ‫اخ َتلَ ُفوا َولَ ْولَا َكلِ َم ٌة َس َب َق ْت م ْ‬ ‫اس إِلَّا أُ َّم ًة َو ِ‬
‫اح َد ًة َف ْ‬ ‫ان النَّ ُ‬ ‫‪     .1‬األ ّمة بمعنى المِلّة‪ :‬أي العقيدة كما في قوله تعالى ( َو َما َك َ‬
‫ُون (‪ )92‬االنبياء)‪.‬‬ ‫اعبُد ِ‬ ‫اح َد ًة َوأَنَا َربُّ ُك ْم َف ْ‬ ‫ون (‪ )19‬يونس) (إِ َّن َه ِذ ِه أُ َّمتُ ُك ْم أُ َّم ًة َو ِ‬ ‫َي ْخ َتلُِف َ‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫ُون ِبال َحق َو ِب ِه‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِم ْن َخلقنَا أ َّمة َي ْهد َ‬ ‫(وم َّ‬
‫ون (‪َ )159‬‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫ُون ِبال َحق َو ِب ِه َي ْعدِل َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫وسى أ َّمة َي ْهد َ‬‫ُ‬ ‫ِن ق ْو ِم ُم َ‬ ‫َ‬ ‫‪     .2‬األ ّمة بمعنى الجماعة كما في قوله تعالى ( َوم ْ‬
‫ون (‪ ))181‬األعراف)‬ ‫َي ْعدِلُ َ‬
‫ص ُرو ًفا َع ْن ُه ْم‬ ‫ْس َم ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اب إِلَى أ َّم ٍة َم ْعدُو َد ٍة لََي ُقول َّن َما َي ْح ِب ُس ُه ألَا َي ْو َم َيأتِي ِه ْم لَي َ‬ ‫ْ‬
‫ِن أ َّخ ْرنَا َع ْن ُه ُم ال َع َذ َ‬‫َ‬ ‫(ولَئ ْ‬‫‪     .3‬األ ّمة بمعنى الزمن كما في قوله تعالى َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ون (‪ )45‬يوسف)‬ ‫َجا ِم ْن ُه َما َو َّاد َك َر َب ْع َد أ َّم ٍة أنَا أنَبِّئُ ُك ْم ِب َتأ ِويلِ ِه َفأ ْر ِسل ِ‬ ‫ال الذِي ن َ‬ ‫ون (‪ )8‬هود) ( َو َق َ‬ ‫اق ِب ِه ْم َما َكانُوا ِب ِه َي ْس َت ْه ِزئُ َ‬ ‫َو َح َ‬
‫ُ‬
‫ِين (‪ )120‬النحل) أي القدوة‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُمش ِرك َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ان أ َّمة قا ِنتا لِل ِه َحنِيفا َول ْم َيك م َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اهي َم ك َ‬ ‫‪     .4‬األمة بمعنى اإلمام كما في قوله تعالى (إِ َّن إِب َ‬
‫ْر ِ‬
‫ف فِي ِه إِلَّا‬ ‫اخ َتلَ َ‬
‫اخ َتلَُفوا فِي ِه َو َما ْ‬ ‫اس فِي َما ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ْن‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ق‬‫ِّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫اب‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ز‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ِر‬
‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫اح َد ًة َف َب َع َث اللَّ ُه النَّ ِبي َ‬
‫ِّين ُم َب ِّش ِ‬ ‫اس أُ َّم ًة َو ِ‬ ‫وقوله تعالى ( َك َ‬
‫ان النَّ ُ‬
‫ِيم (‪)213‬‬ ‫اط ُم ْس َتق ٍ‬ ‫ص َر ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال َح ِّق ِب ِإذ ِن ِه َوالل ُه َي ْهدِي َم ْن َي َشا ُء إِلَى ِ‬ ‫ْ‬ ‫اخ َتلَ ُفوا فِي ِه م َ‬ ‫ِين آ َمنُوا لِ َما ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َات َب ْغيًا َب ْي َن ُه ْم َف َهدَى الل ُه الذ َ‬ ‫ْ‬
‫ِن َب ْع ِد َما َجا َء ْت ُه ُم ال َبيِّن ُ‬‫ِين أُوتُو ُه م ْ‬
‫الَّذ َ‬
‫لخصت تاريخ البشرية من عهد آدم إلى أن تقوم الساعة‪.‬ومعناها أن‬ ‫البقرة) في سورة البقرة األمة هنا بمعنى العقيدة الواحدة والمِلّة الواحدة‪ .‬وهذه اآلية ّ‬
‫ِّين ِع ْن َد اللَّ ِه‬ ‫‪ C‬فالدين واحد والغقيدة هي اإليمان باهلل تعالى (إِ َّن الد َ‬ ‫الناس كانوا على عقيدة واحدة من عهد آدم إلى زمن ما قبل نوح حيث بدّلوا عقيدتهم‪.‬‬
‫ام‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْر الِإ ْسل ِ‬ ‫(و َم ْن َي ْب َت ِغ َغي َ‬
‫اب (‪َ ))19‬‬ ‫ْ‬
‫يع ال ِح َس ِ‬ ‫َّ‬
‫ات الل ِه َفِإ َّن الل َه َس ِر ُ‬‫َّ‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َجا َء ُه ُم الْعِلْ ُم َب ْغيًا َب ْي َن ُه ْم َو َم ْن َي ْك ُف ْر ِبآ َي ِ‬
‫َ‬ ‫اب إِلَّا م ْ‬ ‫ِين أُوتُوا الْ ِك َت َ‬ ‫ف الَّذ َ‬ ‫الْ ِإ ْسلَا ُم َو َما ْ‬
‫اخ َتلَ َ‬
‫ين (‪ ))85‬آل عمران)‪ .‬وكأن في اآلية جملة مقدّرة (كان الناس أمة واحدة فضلّوا وتفرقوا فبعث اهلل‬ ‫ِن الْ َخ ِ‬
‫اس ِر َ‬ ‫دِي ًنا َفلَ ْن يُ ْق َب َل ِم ْن ُه َو ُه َو فِي الْآَ ِخ َر ِة م َ‬
‫‪C‬‬
‫‪ C‬مبشرين ومنذرين)‪.‬‬ ‫النبيين‬
‫*لم أفرد هللا عز وجل الكتاب وجمع النبيين؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫اب ِبالْ َح ِّق) ولم يقل الكتب مع أنهم جمع متتابع ولم يكن للكل كتاب‬ ‫‪ C‬ولكنه قال ( َوأَ َ‬
‫نز َل َم َع ُه ُم الْ ِك َت َ‬ ‫بعث اهلل تعالى األنبياء فعبّر عنهم بصيغة الجمع (النبيين)‬
‫واحد فلِ َم أفرده تعالى؟ أفرده ليعلّمنا أن الحق الذي نزل به األنبياء واحد ولكنه نزل على فترات وكل واحد منهم متمم لما قبله‪.‬‬
‫آية (‪:)214‬‬
‫*وا َحتَّى يَقُ*و َل الر ُ‬
‫َّس*و ُل‬ ‫وا ْال َجنَّةَ َولَ َّما يَْأتِ ُكم َّمثَ ُل الَّ ِذينَ خَ لَ*وْ ْا ِمن قَ ْبلِ ُكم َّم َّس* ْتهُ ُم ْالبَْأ َس*اء َو َّ‬
‫الض*رَّاء َو ُز ْل ِزلُ* ْ‬ ‫* قال تعالى‪َ(:‬أ ْم َح ِس ْبتُ ْم َأن تَ ْد ُخلُ ْ‬
‫***ريبٌ (‪ )214‬وفي* رواية ورش (يق***ولُ) بالضم فما داللة الض***م؟( د‪.‬فاضل‬ ‫َص*** َر هّللا ِ قَ ِ‬ ‫َص*** ُر هّللا ِ َأال ِإ َّن ن ْ‬ ‫***وا َم َع*** هُ َمتَى ن ْ‬ ‫َوالَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫السامرائى)‬
‫ال ما الفرق اللغوي في المعنى في النصب والرفع بعد (حتى)؟ (حتى) قد يأتي بعدها الفعل مرفوعًا وقد يأتي منصوبًا‪( .‬حتى) ال تنصب إال إذا كان الفعل‬ ‫أو ً‬
‫وسى (‪ )91‬طه) ‪.‬وليس هذا فقط‬ ‫ِين َحتَّى َي ْر ِج َع إِلَ ْينَا ُم َ‬ ‫ال‪َ ( ،‬قالُوا لَن نَّب َ‬
‫ْر َح َعلَ ْي ِه َعا ِكف َ‬ ‫أنجح‪ ،‬النجاح مستقب ً‬
‫بعدها مستقبل الوقوع هذه قاعدة مثل‪ :‬سأدرس حتى َ‬
‫نصًا‪ .‬إذن النصب يفيد االستقبال ولذلك هم قالوا إذا قلت‪ :‬جئت حتى‬ ‫وإنما عندهم كل النواصب (األفعال وليس األحرف) أدوات استقبال وينصون عليها ّ‬
‫َ‬
‫أدخل المدينة ال تقولها بالرفع إال وأنت في ِس َككِها‪ ،‬لو سمعناها بالنصب (حتى أدخل)‬ ‫‪ C‬وإن كان دخلها يقول جئت حتى ُ‬ ‫َ‬
‫أدخل المدينة يعني أنت لم تدخلها بعد‪،‬‬
‫أزور فالن يعني زاره‪ .‬إذا كانت‬
‫ُ‬ ‫أزور فالنًا يعني لم يزره بعد أما إذا قال جئت حتى‬ ‫َ‬ ‫نفهم أنه ما دخلها‪ .‬مثال‪ :‬أنت تقول ما الذي جاء بك؟ يقول جئت حتى‬
‫‪ C‬هذه القاعدة في المعنى‪.‬‬ ‫بالرفع تدل على فعل حدث وإذا كانت بالنصب يعني أن الفعل لم يحدث بعد‪.‬‬
‫ول) بالنصب إذن هذا بعد إصابة البأساء والضراء والزلزال يعني البأساء والضراء والزلزال ثم قال‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫(حتَّى َي ُق َ‬
‫ول َّ‬ ‫فى اآلية يتكلم عن جماعة مضوا َ‬
‫الرسول‪ ،‬إذن استقبال لما بعد اإلصابة‪ ،‬إذن هذا مستقبل بالنسبة إلصابة البأساء والضراء نفهم أن الرسول ‪ ‬ما قالها إال بعد البأساء والضراء والزلزال إذن‬
‫يقول) هذا ماضي بالنسبة لإلخبار عنهم ألن اإلخبار كله وقع فأنت اآلن تخبر عن أمر ماضي‬ ‫هذه منصوبة ألن القول يكون بعد البأساء والضراء‪( .‬حتى ُ‬
‫يقول) هذا إخبار عما وقع عن حادثة ماضية كلها وقعت فيقوله بالرفع‪.‬‬ ‫وقع‪ ،‬البأساء حدثت والرسول ‪ ‬قال هذا الكالم أنت تتكلم عن تاريخ فلما قال (حتى ُ‬
‫ُ‬
‫يقول) بالنصب‪ ،‬وإذا كان إخبار عن كل الحوادث يقولها بالرفع (حتى يقول)‪ .‬إذن (حتى‬ ‫إذن هناك أمران إذا كان اإلستقبال لما بعد اإلصابة يقول (حتى َ‬
‫يقول) هذه بالنسبة إلى بعد اإلصابة بالبأساء والزلزال ونفهم أن الرسول لم يقل بعد أما إذا جاءت بالرفع فتكون البأساء حدثت والرسول ‪ ‬قالها وتاريخ‬ ‫َ‬
‫يُذكر‪.‬‬
‫أليس هذا يتعارض مع بعض؟ القرآن ماذا يريد أن يقول؟ هل قالها الرسول قبل البأساء أو بعد؟‬
‫هذه فيها جانبان جانب أنه ذكر حالة الرسول ‪ ‬قبل القول فنصب وذكر حال اإلخبار عنها بعد القول فرفع وال يوجد تعارض بين القراءتين وإنما ذكر‬
‫حالتين حالة قبل القول وحالة إخبار بعد القول‪.‬‬
‫*وا) ؟(ورتل الق**رآن‬ ‫(ولَ َّما يَ*ْأتِ ُكم َّمثَ * ُل الَّ ِذينَ َخلَ**وْ ْا ِمن قَ ْبلِ ُكم َّم َّس * ْتهُ ُم ْالبَْأ َس*اء َو َّ‬
‫الض*رَّاء َو ُز ْل ِزلُ* ْ*‬ ‫*ما داللة الفعل زلزل**وا فى قوله تع**الى َ‬
‫ترتيالً)‬
‫انظر أخي المؤمن كيف عبّر اهلل عن شدة المصاب بقوله (وزلزلوا) وهذا الفعل يدلك على شدة اضطراب نظام معيشتهم ألن الزلزلة تدل على تحرك الجسم‬
‫في مكانه بشدة والتضعيف في الفعل زلزلوا يدل على تكرر هذا الحدث‪.‬‬
‫آية (‪:)215‬‬
‫*ما الفرق بين عالم وعالم وعليم؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫كلمة عالِم في القرآن لم ترد إال في عالم الغيب مفردًا أو الغيب والشهادة‪ ،‬إما الغيب وإما الغيب والشهادة في القرآن كله لم ترد كلمة عالِم في ‪ 14‬موضعًا لم‬
‫ير (‪)73‬‬ ‫ُو الْ َحكِي ُم الْ َخ ِب ُ‬ ‫ْب َو َّ‬
‫الش َها َد ِة َوه َ‬ ‫ُظ ِه ُر َعلَى َغ ْي ِب ِه أَ َحدًا (‪ )26‬الجن) أو بالغيب والشهادة َ‬
‫(عالِ ُم الْ َغي ِ‬ ‫ْب َفلَا ي ْ‬ ‫(عالِ ُم الْ َغي ِ‬
‫ترد بمعنى آخر‪ .‬مقترنة بالغيب َ‬
‫(وأَ َّن اللَهّ َع َّ‬
‫ال ُم‬ ‫َ‬ ‫للغيوب‬ ‫خصصها‬ ‫(عالم)‬ ‫‪C‬‬
‫‪.‬‬‫التكثير‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫بالمفرد‬ ‫فاستعملها‬ ‫عادة‬ ‫الكثير‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫ال‬ ‫فاعل‬ ‫األنعام) أو لم تقترن (عالِم) إسم‬
‫الم كثرة والغيوب كثرة مثل‬ ‫ُوب (‪ )78‬التوبة) ال تجد كلمة عالم في القرآن في غير عالم الغيوب ولم ترد إال مع الغيوب جمع الغيب مجموعة‪ ،‬الع ّ‬ ‫الْ ُغي ِ‬
‫ون لَ ُه ْم (‪ )47‬التوبة) وسميع إستعملها‬ ‫اع َ‬ ‫ُ‬
‫(وفِيك ْم َس َّم ُ‬ ‫ين (‪ )41‬المائدة) َ‬ ‫آخ ِر َ‬‫ون لِ َق ْو ٍم َ‬‫اع َ‬ ‫ِب َس َّم ُ‬ ‫ْ‬
‫ون لِل َكذ ِ‬
‫اع َ‬
‫(س َّم ُ‬
‫س ّماع وسميع في القرآن‪ :‬س ّماع استعملها في الذ ّم َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يرا (‪ )2‬اإلنسان) وسماع لم‬ ‫ص ً‬ ‫ان مِن نُّط َف ٍة أ ْمش ٍ‬
‫اج نَّ ْب َتلِي ِه ف َج َعلنَا ُه َسمِي ًعا َب ِ‬ ‫نس َ‬ ‫تعالى لنفسه ( َواللُهّ َسمِي ٌع َعلِي ٌم) واستعملها في الثناء على اإلنسان (إِنَّا َخلقنَا ال ِإ َ‬
‫يستعملها إال في الذم‪ .‬إذن القرآن يخصص في االستعمال‪ .‬عليم مطلقة ويستعملها في كل المعلومات على سبيل اإلطالق (بكل شيء عليم) يستعملها إما‬
‫ال لما يقول ( َو ُه َو ِب ُك ِّل َخلْ ٍق َعلِي ٌم (‪ )79‬يونس) هذه مطلقة‬ ‫لإلطالق على الكثير أو يطلقها بدون تقييد (واسع عليم) أو يستعملها مع الجمع أو فعل الجمع‪ .‬مث ً‬
‫ْ‬
‫نت ال َعلِي ُم‬ ‫َ‬
‫اس ٌع َعلِي ٌم) (إِنَّ َك أ َ‬ ‫اس ٌع َعلِي ٌم) ( َواللُهّ َو ِ‬ ‫(كل) تدل على العموم‪( ،‬بكل شيء عليم) هذا إطالق‪ ،‬أو على العموم‪ .‬قلنا إذن يستعملها مطلقة (إِ َّن اللَهّ َو ِ‬
‫(واللُهّ َعلِي ٌم‬‫ِين) جمع‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِمين) جمع‪َ ( ،‬ف ِإ َّن اللَهّ َعلِي ٌم ِبال ُمف ِسد َ‬ ‫الْ َحكِي ُم)‪ ،‬أو عامة (بكل شيء عليم) أو مع الجمع أو مع فعل الجمع‪ .‬مع الجمع ( َواللُهّ َعلِي ٌم ِب َّ‬
‫الظال َ‬
‫ُور) جمع‪ .‬إما أن تستعمل عامة مع لكل الخلق‪ ،‬كل شيء أو مطلقة (واسع عليم) (سميع عليم) ليست مقيدة بشيء‬ ‫الصد ِ‬ ‫ات ُّ‬ ‫ِين) جمع‪( ،‬إِ َّن اللَهّ َعلِي ٌم ِب َذ ِ‬ ‫ِبالْ ُمتَّق َ‬
‫ْر َف ِإ َّن اللَهّ ِب ِه َعلِي ٌم (‪ )215‬البقرة) لم يقل وما تفعل من خير‪،‬‬ ‫ِن َخي ٍ‬ ‫(و َما َت ْف َعلُواْ م ْ‬
‫‪ C‬الظالمين‪ ،‬بذات الصدور) أو بفعل الجمع َ‬ ‫أو بالجمع (المتقين‪ ،‬المفسدين‪،‬‬
‫ون َعلِي ٌم (‪ )28‬النور) للجمع أو فعل الجمع‪ .‬إذن كلمة عليم لم تحدد بشيء معين إما للعموم أو كونها‬ ‫(واللَّ ُه ِب َما َت ْع َملُ َ‬
‫ون (‪ )19‬يوسف) َ‬ ‫( َواللُهّ َعلِي ٌم ِب َما َي ْع َملُ َ‬
‫ّ‬
‫مطلقة من كل شيء أو مع الجمع أو مع فعل الجمع لم يأت مع متعلق مفرد مطلقًا في القرآن ال تجد عليم بفالن أو بفعل فالن‪ .‬عالم محددة‪ ،‬عالِم محددة‪،‬‬
‫عليم هذه استعماالتها‪ .‬إذا أراد أحدهم أن يدرس هذه االستعماالت تدرس في باب تخصيص األلفاظ القرآنية‪ ،‬هذه ظاهرة في القرآن وقد نأخذ عليها عدة‬
‫حلقات الحقًا‪.‬‬
‫آية (‪:)216‬‬
‫*ما الفرق بين كلمة ال َكره بفتح الكاف وال ُكره بضمها؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ض اِ ْئ ِت َيا َط ْو ًعا أَ ْو َك ْر ًها َقالََتا‬
‫ال لَ َها َولِلْأَ ْر ِ‬
‫ان َف َق َ‬ ‫ال َكره بفتح الكاف هو ما يأتي من الخارج يقابله الطوع كما في قوله تعالى (ثُ َّم ْ‬
‫اس َت َوى إِلَى َّ‬
‫الس َما ِء َو ِه َي د َ‬
‫ُخ ٌ‬
‫ِين (‪))11‬‬ ‫أََت ْينَا َطا ِئع َ‬
‫ْر لَ ُك ْم َو َع َسى أَ ْن تُ ِحبُّوا َش ْيئاً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أما ال ُكره بضم الكاف فهو ما ينبعث من الداخل ففي قوله تعالى (كت َ‬
‫ِب َعل ْيك ُم ال ِق َتال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َسى أ ْن َتك َر ُهوا َش ْيئا َو ُه َو َخي ٌ‬ ‫ُ‬
‫ص ْينَا الْإِ ْن َس َ‬
‫ان ِب َوالِ َد ْي ِه‬ ‫ون (‪ )216‬البقرة) جاءت كلمة ال ُكره ألن اإلنسان بطبيعته يكره القتال وكذلك في قوله تعالى َ‬
‫(و َو َّ‬ ‫ُو َش ٌّر لَ ُك ْم َواللَّ ُه َي ْعلَ ُم َوأَ ْنتُ ْم لَا َت ْعلَ ُم َ‬
‫َوه َ‬
‫ض َع ْت ُه ُك ْر ًها((‪ )15‬األحقاف) الحمل في نفس األم ثقيل ليس مفروضًا عليها وإنما آآلم الوضع والحمل وأي إنسان ال يريد المشقة‬ ‫إِ ْح َسا ًنا َح َملَ ْت ُه أُ ُّم ُه ُك ْر ًها َو َو َ‬
‫لنفسه أص ً‬
‫ال‪.‬‬
‫*ما معنى عسى في القرآن؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ْر لَّ ُك ْم َو َع َسى أَن تُ ِحبُّواْ‬
‫(و َع َسى أَن َت ْك َر ُهواْ َش ْي ًئا َو ُه َو َخي ٌ‬
‫يل (‪ )22‬القصص ‪،‬وفى سورة البقرة َ‬ ‫ال َع َسى َربِّي أَن َي ْه ِد َينِي َس َواء َّ‬
‫الس ِب ِ‬ ‫عسى طمع وترجي ( َق َ‬
‫ُو َش ٌّر لَّ ُك ْم (‪ )216‬ينبغي أن تتوقع فيما تحب قد يكون فيه شر‪ ،‬قد يتوقع أنه مما يكره وقد يون فيه خير‪ .‬عسى بمعنى طمع وترجي وقد تأتي للتوقع‬ ‫َش ْي ًئا َوه َ‬
‫ض َوتُ َق ِّط ُعوا أَ ْر َحا َم ُك ْم (‪ )22‬محمد)‪ .‬الفيصل في تحديد المعنى هو السياق والمعجم يعطي معنى الكلمة مفردة‪ .‬وال‬ ‫( َف َه ْل َع َس ْيتُ ْم إِن َت َولَّ ْيتُ ْم أَن تُ ْف ِسدُوا فِي الْأَ ْر ِ‬
‫يصح اإلستناد إلى المعجم وحده للفهم حتى في كل اللغات ال يمكن ترجمة النص من مجرد المعجم وإنما السياق‪.‬‬
‫آية (‪:)217‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)109‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(والَ يَزَ الونَ يُقَاتِلونَ ُك ْم َحتَّ َى يَ ُر ُّدو ُك ْ*م عَن ِدينِ ُك ْم ِإ ِن ا ْستَطَاعُوا (‪))217‬؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫*ما داللة قوله تعالى َ‬
‫أثير انتباهك أخي المؤمن إلى هذه اللفتة اإللهية فاهلل تعالى أخبرنا بأن الكافرين مستمرون على زعزعة إيماننا وإخراجنا من دوحة اإلسالم ما ُقدِّر لهم ذلك‪.‬‬
‫سهل إخراجه عن‬ ‫الحظ قوله تعالى (إن استطاعوا) فقد قيّد قدرتهم على إخراجك من الدين بقوله (إن استطاعوا) وهذا إحتراس لئال يظن السامع أن المؤمن ٌ‬
‫‪ C‬المنال لهم لقوة‬ ‫إيمانه فاستعمل تعالى حرف الشرط (إن) وهو يدل على الشك ال اليقين ليطمئن أن استطاعتهم في ذلك ولو على آحاد المسلمين أمر بعيد‬
‫اإليمان التي تتغلغل في القلب فال يفارقه‪.‬‬
‫ت َوه َُو َكافِ ٌر (‪ )217‬البقرة) لِ َم استعمل الفاء بدل (ثم)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫*( َو َمن يَرْ تَ ِد ْد ِمن ُك ْم عَن ِدينِ ِه فَيَ ُم ْ‬
‫(و َمن َي ْر َت ِد ْد‬
‫استعمل حرف العطف الفاء في قوله (فيمت) وهو حرف يفيد الترتيب والتعقيب ولم يستعمل (ثم) التي تفيد التراخي والمهلة في الزمن أي قال َ‬
‫ً‬
‫ِر) ولم يقل ثم يمت وهو كافر؟ نحن نعلم أن معظم المرتدين ال تحضر آجالهم عقب اإلرتداد بل قد يع ّمر المرتد طويال والفاء‬ ‫مِن ُك ْم َعن دِي ِن ِه َف َي ُم ْت َو ُه َو َكاف ٌ‬
‫تفيد الترتيب والتعقيب أن يقع األمران متعاقبين متتاليين فما وجه إستعمال الفاء إذن؟ في هذا ارتباط بديع في أن المرتد يُعاقب بالموت عقوبة شرعية فإن‬
‫ارت ّد فيُقتل حدًّا‪.‬‬
‫*لماذا جاءت (يرتدد) بفك االدغام؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫اب النَّ ِ‬
‫ار ُه ْم‬ ‫ص َح ُ‬ ‫الد ْن َيا َوالْآَ ِخ َر ِة َوأُولَئ َ‬
‫ِك أَ ْ‬ ‫ِر َفأُولَئ َ‬
‫ِك َح ِب َط ْت أَ ْع َمالُ ُه ْم فِي ُّ‬ ‫فك االدغام يكون مع الجزم و قوله تعالى ( َو َم ْن َي ْر َت ِد ْد ِم ْن ُك ْم َع ْن دِي ِن ِه َف َي ُم ْت َو ُه َو َكاف ٌ‬ ‫ّ‬
‫ُون (‪ )217‬وهذا يسري على جميع المض ّعفات في حالة الجزم إذا أُسند إلى ضمير مستتر أو اسم ظاهر‪.‬‬ ‫فِي َها َخالِد َ‬
‫ُأ‬ ‫ت َوهُ َو َكافِ ٌر فَُأولَِئ َ*‬
‫ت َأ ْع َمالُهُ ْم فِي ال ُّد ْنيَا َواَآْل ِخ َر ِة َو ولَِئكَ َأصْ َحابُ النَّ ِ‬
‫ار هُ ْم فِيهَا خَالِ ُدونَ (‪)217‬‬ ‫ط ْ‬‫ك َحبِ َ‬ ‫*( َو َم ْن يَرْ تَ ِد ْد ِم ْن ُك ْم ع َْن ِدينِ ِه فَيَ ُم ْ‬
‫ف يَ تِي هَّللا ُ بِقَوْ ٍم ي ُِحبُّهُ ْم َوي ُِحبُّونَهُ (‪ )54‬المائدة)ما الفرق بين (يرتد)و(يرتدد)؟‬ ‫ْأ‬ ‫البقرة) ‪( -‬يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ َآ َمنُوا َم ْن يَرْ تَ َّد ِم ْن ُك ْم ع َْن ِدينِ ِه فَ َسوْ َ*‬
‫(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫يرتدد هي ارتد والدال مدغومة ف ّكها قال ( َو َم ْن َي ْر َت ِددْ) وفي المائدة قال من يرتد منكم ولم يقل من يرتدد‪ ،‬فرق بين ارتد وارتدد‪ .‬ارتد هو ارتد جاء ناس‬
‫وجعلوه شيوعي قال أنا شيوعي ما في ال اهلل وال كذا كله هذا كالم فاضي‪ ،‬خالص ارتد رأسًا وقسم من الذين أسلموا ارتدوا وإلى اآلن تجد ناس يرتدّون عن‬
‫خصوم آخرين ناس جاؤا عليه بإعالم وأفالم ودعايات وبرامج يعني‬ ‫ٍ‬ ‫‪ C‬عن اإلسالم هذا ارتد‪ .‬إذا كان بعد معالجات من‬ ‫أي ديانة عن المسيحية عن اليهودية‬
‫ورا (‪ )112‬األنعام) كلمات‬ ‫ْ‬
‫ف ال َق ْو ِل ُغ ُر ً‬
‫ض ُز ْخ ُر َ‬ ‫َ‬
‫ض ُه ْم إِلى َب ْع ٍ‬ ‫ُوحي َب ْع ُ‬ ‫ْ‬
‫س َوال ِج ِّن ي ِ‬ ‫ْ‬
‫ين ال ِإ ْن ِ‬ ‫اط َ‬ ‫شوشوا على الرجل ليل نهار ليل نهار ناس توسوس له َ‬
‫(ش َي ِ‬
‫وطبعًا أفالم وطعن بالنبي صلى اهلل عليه وسلم وطعن باإلسالم كما يحدث اآلن في كل العالم إلى أن هذا يوم ليل نهار ليل نهار يسمع هذه اإليحاءات وهذه‬
‫(و َم ْن َي ْر َت ِد ْد ِم ْن ُك ْم َع ْن‬
‫المحاوالت وما يعرف رد لها حتى وصل إلى حد يعني فقد التوازن وفقد العقل وفقد الفهم فقال أنا خالص تركت اإلسالم هذا ارتدد َ‬
‫دِي ِنهِ) فإذا تاب تاب اهلل عليه فيمت وهو كافر انتهينا أنت خسرت ولهذا لماذا؟ ألنك أنت أنزل عليك الفرقان طبعًا هذا من يرتد رأسًا دخل اإلسالم ثاني يوم‬
‫ارتد هذا هو اختار لكن واحد ُولِد على اإلسالم وتربّى منذ الطفولة على اإلسالم هذا ليس من السهولة أن يرتد محاوالت طويلة عريضة وأفالم ومدارس‬
‫ُر ِد اللَّ ُه أَ ْن‬
‫تبشيرية ومبشرين ودعايات وفضائيات تنخر في جسم األمة اليوم ليل نهار كالكالب النابحة ال تعرف من أين ينبح عليك؟ الثابت ثابت ( َف َم ْن ي ِ‬
‫الد ْن َيا َوفِي الْآَ ِخ َر ِة (‪ )27‬إبراهيم) في قد يكون واحد اثنين ثالثة يصير‬ ‫ِين آَ َمنُوا ِبالْ َق ْو ِل الثَّا ِب ِت فِي الْ َح َيا ِة ُّ‬
‫ِّت اللَّ ُه الَّذ َ‬
‫ْر ُه (‪ )125‬األنعام) (يُ َثب ُ‬ ‫َيه ِد َي ُه َي ْش َر ْح َ‬
‫صد َ‬
‫تشويش عليه بحيث يضيع أو عاش في الغرب وارتد عن الدين ألنهم أغروه بمنصب صار رئيس أمريكا الخ قال لك يلال بال إسالم بال بطيخ حتى أصير‬
‫ال هناك مناصب عليا رؤساء شركات ورؤساء جمهوريات في البرازيل وغيره وغيره واحد اثنين ثالثة أربعة ارتدوا قال لك دعني أصير رئيسًا‬ ‫شيئًا وفع ً‬
‫‪ C‬بناء على محاوالت وغسل دماغ فكل من يرت ّد اليوم هو مرتدد لشدة المحاوالت التي تجري‬ ‫يعني في عدة عوائل مسلمة وصار بعدها رئيس هذا ارتدد‬
‫ً‬
‫عليه‪ ،‬هذا الفرق بين من يرتد وبين من يرتدد‪ .‬وطبعًا اهلل سبحانه وتعالى فتح الباب يعني هناك ناس ارتددوا ثم عادوا يعني مثال رحمة اهلل على الجميع طه‬
‫حسين بدأ يشكك بالقرآن والشعر الجاهلي والقرآن كالم محمد الخ وجعلوا من طه حسين عميد األدب ومش عارف ايه ثم تاب إلى اهلل وكتب على هامش‬
‫السيرة والخ محمد حسين هيكل صاحب كتاب محمد‪ ،‬يعني كان الثمن لكي يرفعوك ويجعلون منك شيئًا عظيمًا أن تكفر بدينك هذه واحدة من بنغالديش‬
‫كفرت باهلل والخ جعلوا منها رئيسة بنغالديش وبعدين يتوبون يعني كثير كتاب وأدباء يقول لك دنيا يعني مغنيين وممثلين رفعوهم إلى السموات وآخر عمره‬
‫ال يرجع إذا رجع رب العالمين سيتوب عليه‪ .‬هذا من يرتدد محاوالت بعد أن كان مسلمًا قويًا هذا الفرق بين يرتد ثاني يوم ثالث يوم كما ارتد بعض‬ ‫ندم وفع ً‬
‫ون ُي َقاتِلُو َن ُك ْم َحتَّى َي ُردُّو ُك ْم َع ْن دِي ِن ُك ْم إِ ِن ْ‬
‫اس َت َط ُ‬
‫اعوا)‪.‬‬ ‫َة أَ ْك َب ُر م َ‬
‫ِن الْ َق ْت ِل َولَا َي َزالُ َ‬ ‫العرب الجاهليين وبين يرتدد لماذا؟ يقول لك ( َوالْ ِف ْتن ُ‬
‫*هل البَدَل يفيد التوكيد؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الذم و التوكيد و التفخيم و االيضاح و غيره ‪.‬‬ ‫للبدل أنواع منها االشتمال والتخصيص والمدح أو ّ‬
‫ِ ِ ٍ ِِ ِ ِِ‬ ‫َّ‬
‫ك َع ِن الش ْه ِر اْل َح َرام قتَال فيه ُق ْل قتَا ٌل فيه َكبِ ٌ‬
‫ير) قتال هي بدل اشتمال‪.‬‬ ‫ون َ‬
‫(ي ْسَألُ َ‬
‫و فى قوله تعالى َ‬
‫* هل كل ما جاء عطف بيان يُعرب بدالً؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ال‪ :‬أقبل أخوك محمد‪ ،‬محمد يمكن أن تُعرب بدل أو عطف بيان‪ .‬لكن هنالك مواطن ينفرد فيها عطف البيان عن‬ ‫عطف البيان هو قريب من البدل نقول مث ً‬
‫البدل‪ .‬وقسم من النحاة يذكرون الفروق بين عطف البيان والبدل ثم يقول أشهر النحاة بعد ذكر هذه الفروق‪ ":‬لم يتبين لي فرق بين عطف البيان والبدل"‪.‬‬
‫عطف البيان على أي حال قريب من البدل ويصح أن يُعرب بدل إال في مواطن‪:‬‬
‫‪ ‬عطف البيان ال يمكن أن يكون فعل بينما البدل قد يكون فع ً‬
‫ال‪.‬‬
‫‪ ‬عطف البيان ال يمكن أن يكون مضمرًا أو تابعًا لمضمر (ضميرًا أو تابع لضمير) بينما البدل يصح أن يكون ‪.‬‬
‫‪ ‬عطف البيان ال يمكن أن يكون جملة وال تابع لجملة بينما البدل يمكن أن يكون كذلك‪.‬‬
‫‪ C‬يركزون عليهما‪:‬‬ ‫وهناك مسألتين أساسيتين‬
‫‪ .1‬البدل على نيّة إحالله محل األول‪.‬‬
‫‪ .2‬البدل على نية تكرار العامل أو على نية من جملة ثانية‪.‬‬
‫ً‬
‫على سبيل المثال وحتى ال ندخل في النحو كثيرًا نقول‪ :‬يا غالم محمدًا هذه جملة صحيحة الغالم اسمه محمد هذا ال يمكن أن يكون بدال ألنه ال يصح أن‬
‫(يوسف أعرض عن هذا) وال‬ ‫ُ‬ ‫نوح)‬
‫يحل محل األول ألننا قلنا سابقًا أن البدل على نية إحالله محل األول ومحمد علم مفرد يكون مبني على الض ّم مثل (يا ُ‬
‫نقول يا محمدًا‪.‬‬
‫تصح‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وكذلك إذا قلنا‪ :‬يا أيها الرجل غالم زيد‪ .‬ال يمكن أن يكون بدل فلو حذفنا الرجل تصير الجملة يا أيها غالم زيد ال‬
‫مثال آخر‪ :‬زيد أفضل الناس الرجال والنساء ‪ .‬إذا حذفنا الناس ال تصح الجملة وال يمكن أن تكون الناس بدل ألنه ال يصح قول‪ :‬زيد أفضل الرجال‬
‫والنساء‪ .‬وإنما تُعرب عطف بيان‪.‬‬
‫عرف األول‬ ‫ّ‬ ‫إذا‬ ‫ألنه‬ ‫د‬‫ٍ‬ ‫زي‬ ‫الضارب‬ ‫أنا‬ ‫يقال‬ ‫أن‬ ‫يصح‬ ‫فال‬ ‫بدل‬ ‫الرجل‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫زيد‪.‬‬ ‫الرجل‬ ‫الضارب‬ ‫أنا‬ ‫مثال‪:‬‬ ‫اء‬ ‫الفر‬
‫وهناك مواطن أخرى عند غير ّ‬
‫يعرف الثاني‪.‬‬ ‫فيجب أن ّ‬
‫فليس دائمًا يمكن أن يُعرب عطف البيان والبدل أحدهما مكان اآلخر وإنما هناك مواطن يذكرها النحاة لكننا نقول أن عطف البيان موجود في اللغة‪.‬‬
‫ال فِيهِ) قتال تُعرب بدل اشتمال وال يجوزإعرابهاعطف بيان ألنهما اختلفا تنكيرًا وتعريفا و ُفقِد الشرط‪.‬‬ ‫الش ْه ِر الْ َح َر ِام ِق َت ٍ‬ ‫‪ ‬وفي قوله تعالى ( َي ْسأَلُون َ‬
‫َك َع ِن َّ‬
‫ومع ذكر كل الفروق بين عطف البيان والبدل كما ذكرنا سابقًا يأتي أشهر النحاة فيقول أنه لم يتبين له الفرق بينهماوأنافي الحقيقة من هذا الرأي أيضًا‪.‬‬
‫آية (‪:)218‬‬
‫يل هّللا ِ ُأوْ لَـِئ َ‬
‫ك يَرْ جُ**ونَ َرحْ َمتَ هّللا ِ َوهّللا ُ َغفُ**و ٌر َّر ِحي ٌم (‪ )218‬البق**رة) ق**ال عن‬ ‫ُوا َو َجاهَ**د ْ*‬
‫ُوا فِي َس**بِ ِ‬ ‫**وا َوالَّ ِذينَ هَ**ا َجر ْ*‬
‫*(ِإ َّن الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫المهاجرين هاجروا ولم يقل هجروا مثالً فهل من فرق بين اللفظين؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫استعمل القرآن كلمة هاجروا دون هجروا ألن هاجر نشأ عن عداوة بين الجانبين ٌ‬
‫فكل من المنتقِل وهم أصحاب النبي ‪ ‬والمنت َقل عنهم وهم المشركون في‬
‫مكة‪ٌ ،‬‬
‫كل قد هجر اآلخر وقاله وطلب بُعده‪.‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)189‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً)‪:‬‬
‫( َي ْسأَلُون َ‬
‫َك َع ِن الْ َخ ْم ِر َوالْ َمي ِ‬
‫ْس ِر (‪ )219‬البقرة) الخمر فعله َخ َمر‪ .‬نقول‪ :‬خمره الشيء أي ستره ولذلك سمي الخمر خمرًا ألنه يستر العقل ويحجبه عن‬
‫التصرف ويحجبه عن عمله‪.‬‬
‫آية (‪:)219‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)189‬‬
‫آية (‪:)220‬‬
‫َك َع ِن ْاليَتَا َمى قُلْ ِإصْ الَ ٌح لَّهُ ْم خَ ْي ٌر (‪ )220‬البقرة)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫*لم قال تعالى (إصالح لهم) ولم يقل إصالحهم ( َويَ ْسَألُون َ*‬
‫انظر إلى عظيم عناية اهلل تعالى ولطفه بعباده الضعفاء‪ .‬يتجلّى هذا اللطف في قوله تعالى (إصالح لهم) حيث قال (لهم) ولم يقل إصالحهم لئال يظن‬
‫اإلنسان أه ملزم بإصالح جسده ورعاية جسمه والعناية به وحسب ثم يهمل ما عداه‪ ،‬ال‪ .‬فأنت أيها الكافل اليتيم مأمور بإصالح ذاته وروحه وعقيدته وخلقه‬
‫وكل ما يتعلق به‪.‬‬
‫آية (‪:)221‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)187‬‬
‫آية (‪:)222‬‬
‫يض قُلْ هُ َو َأ ًذى (‪ )222‬البقرة)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ك ع َِن ْال َم ِح ِ‬
‫*ما الوجه البالغى لكلمة أذى( َويَ ْسَألُونَ َ‬
‫انظر إألى هذه الدقة واالعجاز العلمي فقد أطلق اهلل سبحانه وتعالى األذى ولم يقيّده فقال هو أذى ولم يقل هو أذى لكم أو ّ‬
‫لهن فهل لهذا التعبير من سبب؟‬
‫نعم ألن جماع المرأة أثناء حيضها أذى للرجل يسببه الدم الفاسد وفيه أذى للمرأة ومرض وفيه أذى للطفل فاألطباء يقولون أن الجنين إذا تم ّون بجماع خالل‬
‫الحيض يصاب بمرض الجذام‪.‬‬
‫* ما داللة المتطهّرين في قوله تعالى (هللا يحب التوابين ويحب المتطهرين) في سورة البقرة؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪ C‬وال ُمط ّهر اسم مفعول وهي تعني ُمط ّهر من ِق َبل اهلل‬ ‫الذي يبدو واهلل أعلم أن المط ّهرون هم المالئكة ألنه لم ترد في القرآن كلمة المطهرين لغير المالئكة‪،‬‬
‫ين (‪ )222‬البقرة) و ومتطهرين هي بفعل‬ ‫ُح ُّب الْ ُم َت َط ِّه ِر َ‬ ‫ُح ُّب التَّ َّوا ِب َ‬
‫ين َوي ِ‬ ‫تعالى‪ .‬بالنسبة للمسلمين يقال لهم متطهرين أو ّ‬
‫مط ّهرين كما في قوله تعالى (اللَّ َه ي ِ‬
‫أنفسهم أي هم يطهرون أنفسهم‪.‬‬
‫(وهّللا ُ‬
‫(إن هّللا َ يُ ِحبُّ التَّ َّوابِينَ َوي ُِحبُّ ْال ُمتَطَه ِِّرينَ (‪ )222‬البقرة) بالتاء وآية أخرى َ‬
‫*بعض الكلمات مدغمة وبعضها غير مدغم مثالً َّ‬
‫ي ُِحبُّ ْال ُمطَّه ِِّرينَ (‪ )108‬التوبة) بالشدة ‪،‬ما الفرق؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫أحدهما عندما تكون متوضأ وهناك أناس من المسلمين وهذه سنة عظيمة من ساعة أن يستيقظ إلى ساعة ما ينام هو متوضأ وكلما انتقض وضوؤه يتوضأ‬
‫فهو دائم الطهور هذا المطهرين أما الذي يصلي وينقض وضوؤه ويجدد وضوءه قبل الصالة هذا متطهر‪ ،‬فرب العالمين يرسم بهذه التاء المدغمة يرسم‬
‫ِن َحي ُ‬
‫ْث‬ ‫ُن َحتَّ َى َي ْط ُه ْر َن َفِإ َذا َت َط َّه ْر َن َف ْأتُ ُ‬
‫وه َّن م ْ‬ ‫ال َت ْق َربُوه َّ‬ ‫اع َت ِزلُواْ النِّ َساء فِي الْ َم ِح ِ‬
‫يض َو َ‬ ‫أيهما ّ‬
‫مطهر وأيهما متطهر وكال الحالتين عظيمة كقوله تعالى ( َف ْ‬
‫أَ َم َر ُك ُم اللُهّ (‪ )222‬البقرة) لم تكن طاهرة مجرد انقطع عنها الدم‪.‬‬
‫آية (‪:)223‬‬
‫ث لَّ ُك ْم فَْأتُ ْ*‬
‫وا َحرْ ثَ ُك ْم َأنَّى ِشْئتُ ْم (‪)223‬؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬ ‫* ما اللمسة البيانية في اآلية (نِ َسآُؤ ُك ْم َحرْ ٌ‬
‫ِك الْ َح ْر َث‬ ‫ِسآ ُؤ ُك ْم َح ْر ٌث لَّ ُك ْم) الحرث هو وضع النبت والزرع والنسل هذا هو الحرث في اللغة ( َوي ْ‬
‫ُهل َ‬ ‫فيما يتعلق باللغة‪:‬الذي يظهر من التعبير اللغوي (ن َ‬
‫َوالنَّ ْس َل (‪ )295‬البقرة)‪ .‬فاتوا حرثكم أي مكان اإلنبات والنسل‪.‬‬
‫آية (‪:)225‬‬
‫*كلمة حليم في القرآن‪( :‬د‪ .‬عمر عبد الكافى)‬
‫وردت كلمة حليم في القرآن ‪ 15‬مرة عشرة منها ‪ 11‬مرة كإسم من أسماء اهلل عز وجل الحسنى‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫ور َحلِي ٌم (‪ )225‬البقرة)‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫غ‬‫َ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫و‬‫ُ ْ َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ك‬‫َ‬
‫ْ َِ َ َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ذ‬ ‫اخ‬‫ِ‬ ‫ؤ‬‫َُ‬‫ي‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬
‫َْ ْ َ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫غ‬‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ب‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ذ‬‫ُ‬ ‫اخ‬‫ِ‬ ‫ؤ‬
‫َُ‬‫ي‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫(‬ ‫‪.‬‬‫‪1‬‬
‫‪ًّ C‬را إِلَّا أَ ْن‬ ‫ُوه َّن ِس‪C‬‬ ‫‪C‬د ُ‬ ‫ِن لَا تُ َواعِ‪C‬‬ ‫ِن ِخ ْط َب ِة النِّ َسا ِء أَ ْو أَ ْك َن ْنتُ ْم فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم َعلِ َم اللَّ ُه أَنَّ ُك ْم َس َت ْذ ُك ُرو َن ُه َّن َولَك ْ‬ ‫ضتُ ْم ِب ِه م ْ‬ ‫َاح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َع َّر ْ‬ ‫‪َ ( .2‬ولَا ُ َ‬
‫ن‬ ‫ج‬
‫‪C‬وا أَ َّن اللَّ َه‬ ‫اعلَ ُم‪C‬‬‫اح‪َ C‬ذ ُرو ُه َو ْ‬ ‫اعلَ ُموا أَ َّن اللَّ َه َي ْعلَ ُم َما فِي أَ ْن ُف ِس‪ُ C‬ك ْم َف ْ‬ ‫اب أَ َجلَ ُه َو ْ‬ ‫اح َحتَّى َيبْلُ َغ الْ ِك َت ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً َ‬
‫َتقولوا َق ْولا َم ْع ُروفا َولا َت ْع ِز ُموا ُعق َد َة النِّ َك ِ‬
‫ً‬ ‫ُ ُ‬
‫ور َحلِي ٌم (‪ )235‬البقرة)‬ ‫َغ ُف ٌ‬
‫ِي َحلِي ٌم (‪ )263‬البقرة)‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ص َد َق ٍة َي ْت َب ُع َها أذى َوالل ُه َغن ٌّ‬ ‫ِن َ‬ ‫ْر م ْ‬ ‫ِر ٌة َخي ٌ‬ ‫‪َ ( .3‬ق ْو ٌل َم ْع ُروف َو َم ْغف َ‬
‫ٌ‬
‫‪C‬ور َحلِي ٌم (‪ )155‬آل‬ ‫ض َما َك َسبُوا َولَ َق ْد َع َفا اللَّ ُه َع ْن ُه ْم إِ َّن اللَّ َه َغ ُف‪ٌ C‬‬ ‫ان ِب َب ْع ِ‬ ‫ْط ُ‬ ‫الشي َ‬‫اس َت َزلَّ ُه ُم َّ‬ ‫ان إِنَّ َما ْ‬ ‫ِين َت َولَّ ْوا ِم ْن ُك ْم َي ْو َم الْ َت َقى الْ َج ْم َع ِ‬ ‫‪( .4‬إِ َّن الَّذ َ‬
‫عمران)‬
‫ْن َولَ ُه َّن‬ ‫ين ِب َها أَ ْو َدي ٍ‬ ‫ُوص‪َ CC‬‬ ‫ص َّي ٍة ي ِ‬ ‫ِن َب ْع ِد َو ِ‬‫ِما َت َر ْك َن م ْ‬ ‫الر ُب ُع م َّ‬‫ان لَ ُه َّن َولَ ٌد َفلَ ُك ُم ُّ‬ ‫اج ُك ْم إِ ْن لَ ْم َي ُك ْن لَ ُه َّن َولَ ٌد َفِإ ْن َك َ‬ ‫ف َما َت َر َك أَ ْز َو ُ‬ ‫ِص ُ‬ ‫‪َ ( .5‬ولَ ُك ْم ن ْ‬
‫ُور ُث‬‫ان َر ُج ٌل ي َ‬ ‫ْن َوإِ ْن َك َ‬ ‫ون ِب َها أَ ْو َدي ٍ‬ ‫وص َ‬‫صيَّ ٍة تُ ُ‬ ‫ِن َب ْع ِد َو ِ‬ ‫ِما َت َر ْكتُ ْم م ْ‬ ‫ان لَ ُك ْم َولَ ٌد َفلَ ُه َّن الثُّ ُم ُن م َّ‬ ‫ِما َت َر ْكتُ ْم إِ ْن لَ ْم َي ُك ْن لَ ُك ْم َولَ ٌد َفِإ ْن َك َ‬ ‫الربُ ُع م َّ‬‫ُّ‬
‫ُوصى ِب َها أَ ْو‬ ‫ي‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ُّ‬
‫الث‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ك‬‫َ‬
‫ُْ َ ُ‬ ‫ر‬ ‫ش‬‫ُ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ِك‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫ك‬‫ْ‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ُس‬ ‫د‬ ‫الس‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫د‬
‫ٍ‬ ‫اح‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ت‬‫ٌ‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫خ‬‫ٌ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫َ‬
‫َكلَ ِ ْ َ َ‬
‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ام‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ً‬
‫ة‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ا‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُّ ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن اللَّ ِه َواللَّ ُه َعلِي ٌم َحلِي ٌم (‪ )12‬النساء)‬ ‫َّة م َ‬ ‫صي ً‬ ‫ار َو ِ‬ ‫ض ٍّ‬ ‫ْر ُم َ‬ ‫ْن َغي َ‬ ‫َدي ٍ‬
‫ور َحلِي ٌم‬ ‫َز ُل الْ ُق ْرآَ ُن تُ ْب َد لَ ُك ْم َع َفا اللَّ ُه َع ْن َها َواللَّ ُه َغ ُف ٌ‬ ‫ين يُن َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين آَ َمنُوا لَا َت ْسألُوا َع ْن أ ْش َيا َء إِ ْن تُ ْب َد لَ ُك ْم َت ُس ْؤ ُك ْم َوإِ ْن َت ْسألُوا َع ْن َها ِح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪َ ( .6‬يا أيُّ َها الَّذ َ‬
‫(‪ )101‬المائدة)‬
‫‪C‬ورا (‪)44‬‬ ‫ً‬ ‫‪C‬‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫غ‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ِي‬
‫ل‬ ‫ح‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫يح‬ ‫ب‬‫س‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ِن‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ِّح‬ ‫ب‬ ‫ُس‬ ‫ي‬ ‫ا‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ء‬‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫م‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬‫و‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫ِيه‬ ‫ف‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫الس‬ ‫ُ‬
‫ات‬ ‫و‬‫الس َم َ‬‫ِّح لَ ُه َّ‬ ‫‪( .7‬تُ َسب ُ‬
‫َ ً‬ ‫ِْ َ ُْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ِ َ ُ َِ ْ َ‬ ‫ِ َِ‬ ‫ََ‬ ‫َّ ُ َ ْ‬
‫اإلسراء)‬
‫ض ْو َن ُه َوإِ َّن اللَّ َه لَ َعلِي ٌم َحلِي ٌم (‪ )59‬الحج)‬ ‫ْخلًا َي ْر َ‬ ‫ْخلَنَّ ُه ْم ُمد َ‬ ‫‪( .8‬لَُيد ِ‬
‫ْن‬‫ضي َ‬ ‫ِك أَ ْدنَى أَ ْن َت َق َّر أَ ْعيُنُ ُه َّن َولَا َي ْح َز َّن َو َي ْر َ‬ ‫ْك َذل َ‬ ‫َاح َعلَي َ‬ ‫ِم ْن َع َزلْ َت َفلَا ُجن َ‬ ‫ْت م َّ‬ ‫ْك َم ْن َت َشا ُء َو َم ِن ا ْب َت َغي َ‬ ‫‪( .9‬تُ ْر ِجي َم ْن َت َشا ُء ِم ْن ُه َّن َوتُ ْؤ ِوي إِلَي َ‬
‫ان اللَّ ُه َعلِي ًما َحلِي ًما (‪ )51‬األحزاب)‬ ‫ِب َما آََت ْي َت ُه َّن ُكلُّ ُه َّن َواللَّ ُه َي ْعلَ ُم َما فِي ُقلُو ِب ُك ْم َو َك َ‬
‫ورا (‪ )41‬فاطر)‬ ‫ُ‬
‫ان َحلِي ًما َغف ً‬ ‫َ‬
‫ِن َب ْع ِد ِه إِنَّ ُه ك َ‬ ‫َ‬
‫ِن أ َح ٍد م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِن َزال َتا إِ ْن أ ْم َسك ُه َما م ْ‬ ‫َ‬ ‫ض أَ ْن َت ُزولَا َولئ ْ‬
‫َ‬ ‫ات َوالْأَ ْر َ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫ُم ِس ُك َّ‬ ‫‪( .10‬إِ َّن اللَّ َه ي ْ‬
‫ور َحلِي ٌم (‪ )17‬التغابن)‬ ‫ِر لَ ُك ْم َواللَّ ُه َش ُك ٌ‬ ‫اع ْف ُه لَ ُك ْم َو َي ْغف ْ‬ ‫ُض ِ‬ ‫ضا َح َس ًنا ي َ‬ ‫ضوا اللَّ َه َق ْر ً‬ ‫‪( .11‬إِ ْن تُ ْق ِر ُ‬
‫‪ ‬ووردت مرتين في ابراهيم ‪ :‬‬
‫اهي َم لَأَ َّوا ٌه َحلِي ٌم (‪ )114‬التوبة)‬ ‫ْر ِ‬ ‫ب‬‫إ‬
‫ِ َِ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫ر‬ ‫ب‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ِل‬ ‫ل‬ ‫ُو‬ ‫د‬
‫َ ٌّ‬‫ع‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫َّن‬‫ي‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫اس ُ ِ َ َ ِ ِ َ َ ْ َ َ َ َ ِ ُ َّ َ َ‬
‫ف‬ ‫ه‬ ‫َّا‬
‫ي‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫َه‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ِأ‬‫ل‬ ‫م‬ ‫ي‬‫اه‬
‫ِ‬ ‫ْر‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫ار‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِغ‬ ‫ت‬ ‫ان ْ‬ ‫‪َ ( .1‬و َما َك َ‬
‫ِيب (‪ )75‬هود)‬ ‫َ‬
‫اهي َم ل َحلِي ٌم أ َّوا ٌه ُمن ٌ‬‫َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫‪( .2‬إِ َّن إِب َ‬
‫ِيم (‪ )101‬الصافات)‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ام‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫غ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫َا‬‫ن‬‫ر‬ ‫ش‬‫َّ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫(‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫في‬ ‫به‬ ‫البشارة‬ ‫عند‬ ‫‪‬‬ ‫ووردت مرة في اسماعيل‬
‫َ ْ ُِ ٍ َ ٍ‬
‫‪C‬ل فِي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪C‬د آ َبا ُؤنَا أ ْو أ ْن َن ْف َع‪َ C‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫صلَاتُ َك َتأ ُم ُر َك أ ْن َن ْت ُر َك َما َي ْعبُ ‪ُ C‬‬ ‫َ‬
‫ْب أ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ووردت مرة على لسان قول شعيب الذين كانوا يستهزئون به في قوله تعالى ( َقالوا َيا ش َعي ُ‬
‫الر ِشي ُد (‪.))87‬‬ ‫َشا ُء إِنَّ َك لَأَ ْن َت الْ َحلِي ُم َّ‬ ‫أَ ْم َوالِنَا َما ن َ‬
‫الخلُق العربي فالتزكية ربع المهمة المحمدية ألن عليه يقوم األمر كله‪ .‬والرسول ‪ ‬يق‪CC‬ول‪" :‬إنما بُعثت ألتمم‬ ‫والحليم ال يأتي إال بخير وهو السمت في ُ‬
‫مكارم األخالق" فكأن هذه المهمة هي المهمة الرئيسية للرسول ‪  .‬وكما أن األشياء توزن واألطوال تُقاس فإن وحدة قياس األخالق هي ُخلُق رس‪CC‬ول‬
‫اهلل ‪ ‬ألنه هو المثال البشري المنفوق هيّأه تفوقه أن يعيش واحدًا فوق الجميع فعاش واحدًا بين الجميع‪.‬‬
‫‪C‬د لع‪CC‬رب‬ ‫ونالحظ في القرآن الكريم أنه عند البشارة باسماعيل ‪ ‬جاءت بقوله تعالى (غالم حليم) فاسماعيل ج ّد العرب حليم فكأن الحلم يتصف به ج‪ُّ C‬‬
‫والحلم كله خير وال يأتي إال بخير "كاد الحليم أن يكون نبيًا"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وفي البشارة باسحق ج ّد اليهود كانت البشارة (غالم عليم) فكأن العلم يتّصف به ج ّد اليهود‪.‬‬
‫‪C‬‬
‫(من برنامج هذا ديننا للدكتور عمر عبد الكافي)‬
‫آية (‪:)226‬‬
‫*(لِّلَّ ِذينَ يُْؤ لُونَ ِمن نِّ َسآِئ ِه ْ*م (‪ )226‬البقرة) اإليالء أريد به الحلف فلِ َم قال تع**الى (يؤل**ون) ولم يقل يحلف**ون أو يقس**مون؟(ورتل الق**رآن‬
‫ترتيالً)‬
‫ألن اإليالء هو حلف ويمين ولكنه يقتضي التقصير في حق المخلوف عليه وهو مشتق من األلو وهو التقصير‪ .‬واإليالء فيه إجحاف وتقصير في حق المرأة‬
‫التي حلف زوجها أن ال يقربها‪.‬‬
‫*لِ َم ع ّدى الفعل (يؤلون) بـ (من) فقال (من نسائهم) مع أنه حقه أن يع ّدى بـ (على) لم يقل يؤلون على نسائهم؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪C‬‬
‫جر يناسب البُعد‬
‫ألن اهلل سبحانه وتعالى أراد أن يضعك في صورة مشهد هذا اليمين فالرجل حلف أن يبتعد عن زوجه ولذلك عدّى الفعل يؤلون بحرف ٍّ‬
‫‪ C‬عن نسائهم‪.‬‬
‫وهو (من) وتفهم معنى االبتعاد فكأنه قال للذين يؤلون متباعدين‬
‫آية (‪:)228‬‬
‫*انظر آية (‪.)28‬‬
‫آية (‪:)229‬‬
‫*( َوالَ يَ ِحلُّ لَ ُك ْم َأن تَْأ ُخ ُذ ْ‬
‫وا ِم َّما آتَ ْيتُ ُموه َُّن َش ْيًئا (‪ )229‬البقرة) لم قال آتيتموهن شيئا ً ولم يقل ماالً؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫وردت كلمة شيء نكرة وهو لفظ عميق داللة على النكرة ّ‬
‫فدل استعمال كلمة (شيئًا) على تحذير األزواج من أخذ أقل القليل بخالف لفظ المال فإنه يحذره‬
‫من أخذ المال ويسمح له بأخذ ما سواه‪.‬‬
‫(تِلْ َك ُحدُو ُد اللِهّ َف َ‬
‫ال َت ْع َتد َ‬
‫ُوها (‪ )229‬البقرة) انظر كيف شبه اهلل سبحانه وتعالى أوامره بالحدود ألن الحد هو الفاصل بين أمالك الناس وكذلك أحكام اهلل‬
‫تعالى هي الفاصلة بين الحالل والحرام والحق والباطل‪.‬‬
‫ك وإمساكا ً ؟(د‪,‬فاضل السامرائى)‬
‫*ما الفروق الداللية بين صب ٌر وصبراً* وإمسا ٌ*‬
‫ِيل (‪ )18‬يوسف) أما صبرًا‬ ‫ْر َجم ٌ‬ ‫صب ٌ‬ ‫صبر جميل هذا أمر بالصبر الثابت الدائم ( َف َ‬ ‫ٌ‬ ‫ال كل واحدة لها داللة في المعنى غير األخرى‪.‬‬ ‫صبر جميل وصبرًا جمي ً‬
‫ٌ‬
‫اب (‪)4‬‬‫الر َق ِ‬ ‫ِين َك َف ُروا َف َ‬
‫ض ْر َب ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ْرا َجمِيلا (‪ )5‬المعارج)‪ .‬نوضح أن هذه في القرآن مستعملة ( َف ِإذا لقِيتُ ُم الذ َ‬ ‫ً‬ ‫صب ً‬ ‫فهو أمر بالصبر في هذه المسألة فقط ( َف ْ‬
‫اص ِب ْر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين كف ُروا) وليس‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ضرب) بالنصب مثل صبرًا جميال يقول النحاة إنه منصوب ألنه هذا الضرب موقوف في هذه المعركة فقط (فإِذا لقِيت ُم الذ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫محمد)‬
‫ٌ‬
‫ان (‪ )229‬البقرة ) (فإمساك) مثل صبر وصبرًا‪ ،‬هذه الحالة‬ ‫يح ِبإِ ْح َس ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وف أ ْو ت ْس ِر ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ان فإِ ْم َساك ِب َم ْع ُر ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫كالمالقات العادية في الشارع والطرقات‪( .‬الطالق َم َّرت ِ‬
‫الثابتة على وجه الدوام فجاءت بالرفع‪ ،‬كيف نعبر عن هذا الفرق باللغات المبنية؟!‪.‬‬
‫آية (‪:)230‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)27‬‬
‫آية (‪:)231‬‬
‫*ما هو الفرق بين استهزأ بـ وسخر* من؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫وها‬ ‫ال ِة اتَّ َخ ُذ َ‬ ‫ال االستهزاء عام سواء تستهزئ باألشخاص وبغير األشخاص ( َوإِ َذا نَا َد ْيتُ ْم إِلَى َّ‬
‫الص َ‬ ‫هنالك أمران في اللغة يذكران في االستعمال القرآني‪ :‬أو ً‬
‫ُون (‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُز ًوا (‪ )231‬البقرة) ُ‬
‫(قل أ ِباللِهّ َوآ َيا ِت ِه َو َر ُسولِ ِه ُكنتُ ْم َت ْس َت ْه ِزؤ َ‬ ‫ال َتتَّ ِخ ُذ َواْ آ َي ِ‬
‫ات اللِهّ ه ُ‬ ‫ُز ًوا (‪ )58‬المائدة) الصالة ليست شخصًا وإنما أقاويل وأفاعيل ( َو َ‬ ‫هُ‬
‫ص َن ُع الْ ُفلْكَ‬
‫(و َي ْ‬
‫‪ )65‬التوبة) إذن االستهزاء عام في األشخاص وفي غير األشخاص أما السخرية ففي األشخاص تحديدًا لم ترد في القرآن إال في األشخاص َ‬
‫ون (‪ )38‬هود)‪ .‬إذن االستهزاء عام ومعنى االستهزاء هو السخرية‬ ‫َس َخ ُر مِن ُك ْم َك َما َت ْس َخ ُر َ‬ ‫ال إِن َت ْس َخ ُرواْ مِنَّا َفإِنَّا ن ْ‬ ‫َو ُكلَّ َما َم َّر َعلَ ْي ِه َم ٌ‬
‫أل ِّمن َق ْو ِم ِه َس ِخ ُرواْ ِم ْن ُه َق َ‬
‫هم يقولون المزح في خفية وهو جانب من السخرية‪ .‬االستهزاء أعم من السخرية والسخرية خاصة باألشخاص ولم ترد في القرآن إال لألشخاص أما‬
‫االستهزاء فعا ّم ورد في األشخاص وغير األشخاص‪.‬‬
‫آية (‪:)232‬‬
‫ْض**لُوه َُّن َأن يَن ِكحْ نَ َأ ْز َوا َجه َُّن (‪ )232‬البق**رة) اس**تعمل العضل بمع**نى المنع والحبس وهو لفظ أغ**رب بالداللة من المنع فما‬
‫*(فَالَ تَع ُ‬
‫سبب اختيار هذه الكلمة؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫الولي عن منع المرأة في العودة إلى زوجها دون‬
‫ّ‬ ‫إن المنع قد يحتمل أمرين‪ :‬من ٌع بحق ومن ٌع بغير حق أما العضل فهو منع ولكنه دون حق أو إصالح فنهى‬
‫وجه إصالح لذا كان اختيار كلمة تعضلوهن دون تمنعوهن‪.‬‬
‫*ما الفرق بين (ذلكم أزكى لكم)و(ذلك يوعظ به)؟‬
‫* د‪.‬فاضل السامرائى‪*:‬‬
‫ذلكن حسب المخاطبين المشار إليه‪َ .‬‬
‫ذلك المشار‬ ‫الكاف في (ذلك) حرف خطاب وحرف الخطاب في ذلك وتلك وأولئك هذا قد يطابق المخاطب ذلك‪ ،‬ذلكما‪ّ ،‬‬
‫ذلك المشار إليه واحد والمخاطبة امرأة وذلكما المشار إليه واحد والمخاطب اثنين وذلكم المشار إليه واحد‬ ‫َ‬
‫والمخاطب واحد مفرد مذكر و ِ‬ ‫إليه واحد‬
‫ذلكن المشار إليه واحد والمخاطب جماعة إناث ال يدل على جمع المشار إليه وإنما أولئك‪ ،‬ذانك‪ .‬تِلْ ُك َما هي شجرة واحدة‬ ‫والمخاطب جماعة ذكور و ّ‬
‫والمخاطب اثنان والكاف هو حرف خطاب ليس ضمير خطاب‪ .‬حرف الخطاب في اسم اإلشارة فيه لغتان لغة أنه تجعل مطابقًا للمخاطب إذا مفرد أو‬
‫المخاطب مثل ذلك إذا كانوا أربعة أو خمسة‪ ،‬تلك شجرة ذلكم‬ ‫َ‬ ‫مفردة أو مثنى أو جمع ذكور أو إناث ولك أن تجعله بلفظ واحد وهو اإلفراد والتذكير أيًا كان‬
‫كتاب‪ ،‬لك أن تقول ذلكم كتاب هذا ممكن وذلك كتاب هذا من حيث اللغة‪ .‬إذن فيها لغتان إما أن نجعل حرف الخطاب بصيغة التذكير أيًا كان المخطابين‬
‫مفرد مذكر مؤنث جمع أو يطابق‪ ،‬فيها لغتين لكن يبقى كيف استعملها القرآن؟ مرة يستعملها مفرد ومرة يستعملها جمع‪ .‬في اللغة ال يسأل عنها ألنه كله‬
‫ُفرد‪ ،‬لماذا؟ هذا سؤال آخر‪ .‬هناك فرق بين الحكم النحوي اللغوي‬ ‫جائز من حيث الحكم النحوي لكن نسأل من الناحية البيانية أحيانًا يطابق وأحيانًا ي ِ‬
‫واالستخدام البياني لماذا استخدم هذا بيانيًا؟ هنالك أسباب عدّة لهذا األمر من جملتها أن يكون في مقام التوسع واإلطالة في التعبير والمقام مقام توسع‬
‫وتفصيل وإطالة فيأتي بالحرف مناسبًا ألن (ذلكم) أكثر من (ذلك) من حيث الحروف إذا كان المقام كله مقام إطالة يأتي بكل ما يفيد اإلطالة لغة وإذا كان‬
‫ض ًرا نُّ ْخ ِر ُج ِم ْن ُه َحبًّا ُّم َت َرا ِكبًا‬ ‫ات ُك ِّل َش ْي ٍء َفأَ ْخ َر ْجنَا ِم ْن ُه َخ ِ‬ ‫الس َماء َماء َفأَ ْخ َر ْجنَا ِب ِه َن َب َ‬ ‫ِن َّ‬ ‫نز َل م َ‬‫ِي أَ َ‬‫في مقام اإليجاز يأتي بكل ما في اإليجاز لغة‪ ،‬مثال ( َو ُه َو الَّذ َ‬
‫ات لَِّق ْو ٍم‬‫انظ ُرواْ إِلِى َث َم ِر ِه إِ َذا أَ ْث َم َر َو َي ْن ِع ِه إِ َّن فِي َذلِ ُك ْم آل َي ٍ‬‫ْر ُم َت َشا ِب ٍه ُ‬ ‫ان ُم ْش َت ِب ًها َو َغي َ‬
‫الر َّم َ‬
‫ون َو ُّ‬ ‫الز ْيتُ َ‬ ‫ات ِّم ْن أَ ْعن ٍ‬
‫َاب َو َّ‬ ‫ِن النَّ ْخ ِل مِن َطلْ ِع َها ِق ْن َو ٌ‬
‫ان دَا ِن َي ٌة َو َجنَّ ٍ‬ ‫َوم َ‬
‫ات ِبأَ ْم ِر ِه إِ َّن فِي َذل َ‬
‫ِك‬ ‫س َوالْ َق َم َر َوالْنُّ ُجو ُم ُم َس َّخ َر ٌ‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫الش‬
‫َ َ َ َ ْ َ‬ ‫و‬ ‫ار‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ْ‬
‫ال‬‫و‬ ‫َ‬
‫ْل‬ ‫ي‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ر‬
‫َ ََ َ ُ‬ ‫خ‬‫َّ‬ ‫س‬ ‫(و‬ ‫)‪،‬‬ ‫ون‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ُؤ‬‫ي‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ِّ‬
‫ل‬ ‫ات‬‫ٍ‬ ‫ي‬‫آل‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫(إ‬ ‫فقال‬ ‫تفصيل‬ ‫فيها‬ ‫األنعام)‬ ‫)‬‫‪99‬‬ ‫(‬ ‫ون‬ ‫ُ‬
‫ُؤ ِم َ‬
‫ن‬ ‫يْ‬
‫ٍْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬
‫وتوسع فجمع (ذلكم) حتى تتالءم مع‬ ‫ّ‬ ‫ون (‪ )12‬النحل) ألن المقام مقام إيجاز‪ .‬صار توسع في المعنى لما عدّد أشياء كثيرة إذن صار إطالة‬ ‫ات لَِّق ْو ٍم َي ْعقِلُ َ‬
‫لَآ َي ٍ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫(وإِ َذا طلقتُ ُم النِّ َساء‬ ‫ُفرد‪ ،‬مثال‪َ :‬‬ ‫‪ C‬يأتي بما هو أكثر توكيدًا فيجمع وإذا كان أقل توكيدًا ي ِ‬ ‫‪ C‬وما هو أقل توكيدًا‪ :‬في مقام التوكيد‬ ‫ما قبلها‪ .‬وقد يكون في مقام التوكيد‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اآلخ ِر ذلِك ْم أزكى لك ْم َوأط َه ُر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن ِباللِهّ َوال َي ْو ِم ِ‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫ُ‬
‫ان مِنك ْم ي ْ‬ ‫َ‬
‫ُوعظ ِب ِه َمن ك َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وف ذلِك ي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اض ْوا َب ْي َن ُهم ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫َ‬
‫اج ُه َّن إِذا َت َر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِح َن أز َو َ‬ ‫ُن أَن َينك ْ‬ ‫ضلُوه َّ‬ ‫ال َت ْع ُ‬‫َف َبلَ ْغ َن أَ َجلَ ُه َّن َف َ‬
‫ِك َخي ٌ‬
‫ْر‬ ‫ص َد َق ًة َذل َ‬ ‫َج َوا ُك ْم َ‬ ‫َي ن ْ‬
‫ْن َيد ْ‬ ‫ول َف َق ِّد ُموا َبي َ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫ِين آ َمنُوا إِ َذا ن َ‬
‫َاج ْيتُ ُم َّ‬ ‫ون (‪ )232‬البقرة) هذا ُحكم في الطالق قال (ذلكم)‪َ ( ،‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬ ‫ال َت ْعلَ ُم َ‬ ‫َواللُهّ َي ْعلَ ُم َوأَنتُ ْم َ‬
‫الحكمين آكد وأدوم؟ الطالق آكد وأدوم ألنه‬ ‫أي ُ‬ ‫ور َّر ِحي ٌم (‪ )12‬المجادلة) قال (ذلك) األولى قال ذلكم وهذه قال ذلك‪ُّ ،‬‬ ‫لَّ ُك ْم َوأَ ْط َه ُر َفِإن لَّ ْم َت ِجدُوا َفِإ َّن اللَّ َه َغ ُف ٌ‬
‫حكم عام إلى قيام الساعة يشمل جميع المسلمين أما اآلية الثانية فهي لألغنياء ثم ما لبث أيام قليلة ونسخ الحكم (فإذ لم تفعلوا وتاب اهلل عليكم ())‪ ،‬فاآلية‬
‫‪ C‬إذا كان‬ ‫األولى آكد والحكم فيها عام مستمر أما الثانية فالحكم متعلق بجماعة من المسلمين ثم ألغي فاآلية األولى آكد فقال (ذلكم) ومع األقل قال (ذلك)‪.‬‬
‫عندنا مجموعتان إحداهما أوسع من األخرى يستعمل لألوسع ضمير الجمع ولألقل ضمير اإلفراد‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ِح َن أَ ْز َو َ‬
‫اج ُه َّن إِ َذا َت َر َ‬
‫اض ْوا َب ْي َن ُه ْم‬ ‫ُن أَ ْن َي ْنك ْ‬
‫ضلُوه َّ‬ ‫ال ( َوإِ َذا َطلَّ ْقتُ ُم النِّ َسا َء َف َبلَ ْغ َن أَ َجلَ ُه َّن َفلَا َت ْع ُ‬
‫إسم اإلشارة ذلك مرة يأتي (ذلك) ومرة يأتي (ذلكم) بالميم مث ً‬
‫ون ﴿‪﴾232‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر (‪ )232‬البقرة) ومرة قال ( َذلِك ْم أ ْز َكى لك ْم َوأط َه ُر َوالل ُه َي ْعل ُم َوأ ْنتُ ْم لا َت ْعل ُم َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُوع ُظ ِب ِه َم ْن َك َ‬
‫ان ِم ْن ُك ْم ي ْ‬
‫ُؤم ُ‬ ‫ِك ي َ‬‫وف َذل َ‬‫ِبالْ َم ْع ُر ِ‬
‫البقرة) ما الفرق ؟ إذا كانت اإلشارة إلى موضوع واحد اهلل يقول ذلك‪ .‬فهنا يتكلم عن العضل شخص لديه بنت ال يريد أن يزوجها أو شخص عنده أخت‬
‫ِك) ألن الموضوع نهي عن شيء واحد‪ .‬إذا‬ ‫منعها من الزواج‪ ،‬العضل هو المنع‪ .‬حينئ ٍذ رب العالمين ينهى عن هذا يقول ذلك أفضل إياك أن تفعل هذا ( َذل َ‬
‫كان النهي عن مجموعة أشياء يقال ذلكم للتفخيم ولبيان األهمية وأنك أمام كتاب من كتب الفقه كاملة ( َذلِ ُك ْم أَ ْز َكى لَ ُك ْم َوأَ ْط َه ُر) في الطالق عن العدة قال‬
‫اتركوا العدة كاملة قال ( َذلِ ُك ْم أَ ْز َكى لَ ُك ْم َوأَ ْط َه ُر) لما يقول ( َذلِ ُك ْم) إشارة إلى عدة مواضيع يعني هذه اآلية التي هي في البقرة (‪ )232‬لما قال ( َذلِ ُك ْم أَ ْز َكى‬
‫‪ C‬سبع مسائل من مسائل الطالق المسائل الخطيرة‪ :‬المسألة األولى حكم وجوب العدة‬ ‫لَ ُك ْم َوأَ ْط َه ُر) هذه ذلكم جاءت بعد ما فرغ القرآن الكريم من تعداد‬
‫َّص َن ِبأَ ْن ُف ِس ِه َّن (‪ )228‬البقرة) هذا الحكم األول‪ ،‬الحكم الثاني عن حقوق الزوجة ( َولَ ُه َّن م ِْث ُل الَّذِي َعلَ ْي ِه َّن (‪ )228‬البقرة)‪ ،‬المسألة الثالثة‬ ‫( َوالْ ُم َطلَّ َق ُ‬
‫ات َي َت َرب ْ‬
‫وف (‪ )229‬البقرة)‪ ،‬رابعًا حكم العوض في الخلع‪ ،‬خامسًا الطالق البائن بينونة كبرى‪ ،‬سادسًا‬ ‫ان َفِإ ْم َس ٌ‬
‫اك ِب َم ْع ُر ٍ‬ ‫اق َم َّر َت ِ‬ ‫الطالق الذي ثبت بالرجعة َّ‬
‫(الطلَ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اإلمساك للضرر واالعتداء‪ ،‬سابعًا حكم العضل أخيرًا قال بعد العضل قال ( َذلِ ُك ْم أ ْز َكى لَ ُك ْم َوأط َه ُر) بعد ما أشار للعضل وحده إنتهى الموضوع بعد سبع‬
‫مسائل سبع قضايا سبع أبواب من أبواب الفقه قال ( َذلِ ُك ْم) كله‪ ،‬ذلكم كله الذي مضى ( َذلِ ُك ْم أَ ْز َكى لَ ُك ْم َوأَ ْط َه ُر) فحيثما وجدت كلمة (ذلك) معناها موضوع‬
‫‪C‬‬
‫واحد‪ ،‬حيثما وجدت كلمة (ذلكم) إعلم أن اإلشارة إلى عدة مواضيع تأملها قبل هذه اآلية التي فيها هذه الكلمة فذلك إشارة إلى موضوع واحد عليك أن تنتبه‬
‫له وذلكم ال أنت في درس فقهي كبير في باب من أبواب الفقه سبع ثمان مسائل يعني اآلن هذه لكل مسألة يكون لها في الفقه باب أو فصل حينئ ٍذ (ذلكم)‬
‫إشارة للكثير و(ذلك) إشارة لواحد‪ ،‬هكذا هو الفرق بين ذلك وذلكم‪.‬‬
‫آية (‪:)233‬‬
‫* ما اللمسة البيانية في استعمال (الوالدات) بالجمع و(المولود* له) باإلفراد* في آية سورة البقرة؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ف‬ ‫وف لَا تُ َكلَّ ُ‬ ‫ِس َوتُ ُه َّن ِبالْ َم ْع ُر ِ‬
‫اع َة َو َعلَى الْ َم ْولُو ِد لَ ُه ِر ْز ُق ُه َّن َوك ْ‬
‫ض َ‬ ‫ْن لِ َم ْن أَ َرا َد أَ ْن يُت َِّم َّ‬
‫الر َ‬ ‫ْن َكا ِملَي ِ‬ ‫ض ْع َن أَ ْولَا َده َّ‬
‫ُن َح ْولَي ِ‬ ‫ُر ِ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة ( َوالْ َوالِد ُ‬
‫َات ي ْ‬
‫َاح َعلَ ْي ِه َما َوإِ ْن أَ َر ْدتُ ْم أَ ْن‬
‫اض ِم ْن ُه َما َو َت َشا ُو ٍر َفلَا ُجن َ‬ ‫ِصالًا َع ْن َت َر ٍ‬ ‫ِك َف ِإ ْن أَ َرادَا ف َ‬ ‫ار ِث م ِْث ُل َذل َ‬ ‫ِها َولَا َم ْولُو ٌد لَ ُه ِب َولَ ِد ِه َو َعلَى الْ َو ِ‬‫ار َوالِ َد ٌة ِب َولَد َ‬
‫ض َّ‬‫س إِلَّا ُو ْس َع َها لَا تُ َ‬
‫َن ْف ٌ‬
‫ير (‪))233‬‬ ‫صٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اعلَ ُموا أ َّن الل َه ِب َما َت ْع َمل َ‬
‫ون َب ِ‬ ‫َّ‬
‫وف َواتَّ ُقوا الل َه َو ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َاح َعلَ ْي ُك ْم إِ َذا َسل ْمتُ ْم َما آ َت ْيتُ ْم ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫َ‬
‫ض ُعوا أ ْولَا َد ُك ْم َفلَا ُجن َ‬
‫َت ْس َت ْر ِ‬
‫فرق وقال الوالدات والمولود له بدل الوالد أو‬ ‫هنالك أكثر من سؤال في هذه اآلية‪ :‬لماذا قال الوالدات ولم يقل على الوالد وإنما قال المولود له ولماذا ّ‬
‫الوالدين؟‬
‫َ‬
‫ُحكمًا أن المولود لآلباء مولود له أن الولد يُنسب لألب فهو له وليس لألم فهو مولود له وليس للوالدة (هي َولدت) لكن المولود لألب‪ .‬وحكمًا أن الولد ينتسب‬
‫إلى األب وهو المسؤول عنه والذي يتكفله ويرعاه فهو ليس مولودًا لألم وإنما مولود لألب فاألم والدة واألب مولود له‪.‬‬
‫األمر اآلخر محتمل أن يكون للمولود له أكثر من زوجة فقال تعالى (والوالدات) بالجمع لتشمل كل الزوجات وقال (وعلى المولود له) خاصة بواحدة من‬
‫الزوجات‪.‬‬
‫‪ C‬ولم يقل على الوالدات ألنهن لسن مكلفات بإرضاع الولد فيمكن لهن أن ال يُرضعن أوالدهن أو أن‬ ‫ثم نالحظ أنه قال تعالى (والوالدات يُرضعن أوالدهن)‬
‫يأتين بمرضعة فالوالدات لسن مكلفات شرعًا بإرضاع الولد‪ .‬لكنه قال تعالى (وعلى المولود له رزقهن) ألن هذا واجب األب فجمع سبحانه البيان والشرع‬
‫والحكم‪.‬‬
‫ّ‬
‫رزقهن؟‬ ‫*( َوعلَى ْال َموْ لُو ِد لَهُ ِر ْزقُه َُّن َو ِكس َْوتُه َُّن بِ ْال َم ْعر ِ‬
‫ُوف) ‪ ‬لِ َم لم يقل على الوالد‬
‫ورتل القرآن ترتيالً ‪:‬‬
‫منجرة إليه وهذا الطفل مآله إليك فأنت األجدر إلعاشته ولتهيء‬
‫ّ‬ ‫في هذا إيحاء لألب وتذكير له بأن هذا الولد لك وهذه المنافع التي تقدمها لزوجك المطلقة‬
‫أسباب الحياة الكريمة له وألمه‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ص ْينَا الْإِ ْن َس َ‬
‫ان ِب َوالِ َد ْي ِه إِ ْح َسا ًنا﴿‪ ﴾15‬األحقاف) الخ وكلنا نعرف ما هي قيمة الوالدين؟ يقول فقط مرة واحدة س ّمى‬ ‫(و َو َّ‬
‫وصى بالوالدين َ‬ ‫يقول رب العالمين ّ‬
‫الوالد والوالدين واألب س ّماهم‪ ،‬مرة واحدة قال (الْ َم ْولُو ِد لَ ُه ﴿‪ ﴾233‬البقرة) لم يقل الوالد بل المولود له عندما تكلم عن واجب المطلِّق تجاه زوجته المطلقة‬
‫ِس َوتُ ُه َّن ﴿‪ ﴾233‬البقرة) لم يقل وعلى األب يقول كأن اهلل سبحانه وتعالى يقول لهذا المطلِّق الذي طلق‬ ‫وابنه الرضيع قال ( َو َعلَى الْ َم ْولُو ِد لَ ُه ِر ْز ُق ُه َّن َوك ْ‬
‫زوجته يقول له أنت آخر من يتكلم عن هذا الموضوع لقد طلقت زوجتك ولم تقم بدورك الصحيح في التقويم ولم تستطع أن تمسك عليه زوجك وولدك فمن‬
‫تراه اآلن سيربيه لك؟ ومن الذي سيغرس فيه الدين؟ وقد تتزوج أمه وهو ال يزال في حضنها فال يحسن الزوج معاملة ولدك أي إن الحديث الموجه إليك‬
‫يحمل عبارات اللوم الشديد واالستخفاف والتوبيخ ذلك ألنه في اغلب األحوال غلّب مصلحته على مصلحة ولده ولذلك جاء الكالم عنه بالمولود له ما قال‬
‫الوالد األب أبدًا لومًا واستخفافًا ألنه لم يقم بحق القوامة والتقويم ولكن اهلل تعالى أمره باإلنفاق على ولده وسماه المولود له‪ ،‬مداخلة في غاية الروعة ومقبولة‬
‫ومعقولة جدًا جدًا‪.‬‬
‫ضآ َّر َوالِ َدةٌ بِ َولَ ِدهَا َوالَ َموْ لُو ٌ*د لَّهُ بِ َولَ ِد ِه (‪ )233‬لم لم يقل وال والد بولده بدل وال مولود له بولده؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫* (الَ تُ َ‬
‫الرجل المولود له يُنسب إليه الولد (مولود له) هو ابنه استحقاقًا يُدعى باسم أبيه وينسب له ويلتحق به في النسب له أما الوالد مثل والدة لكن يختلف الحكم‬
‫الشرعى‪،‬هذا ‪ ‬ولد له هذه الم االستحقاق‪ .‬لو قال ال تضار والدة بولدها وال والد بولده يكون الحكم واحد‪ ،‬هذا ولِد له ( َوعلَى الْ َم ْولُو ِد لَ ُه ِر ْز ُق ُه َّن ) هذا حكم‬
‫ال َم ْولُو ٌد‬
‫(و َ‬
‫آخر‪ ،‬ولِد له حكمًا وشرعًا وعرفًا ينتسب ألبيه ويلتحق بأبيه (ولِد له) ولو قال وال والد بولده لصار الحكم واحدًا فلما تغير الحكم تغيرت الصيغة َ‬
‫لَّ ُه ِب َولَ ِدهِ) هذه الم االستحقاق‪.‬‬
‫*ما الفرق بين (اَل نُ َكلِّفُ نَ ْفسًا ِإاَّل ُو ْس َعهَا) (اَل يُ َكلِّفُ هَّللا ُ نَ ْفسًا ِإاَّل ُو ْس َعهَا) (اَل تُ َكلَّفُ نَ ْفسٌ ِإاَّل ُو ْس َعهَا) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫س إِلَّا ُو ْس َع َها﴿‪﴾233‬‬ ‫ف َن ْف ٌ‬ ‫ف اللَّ ُه َن ْف ًسا إِلَّا ُو ْس َع َها ﴿‪ ﴾286‬البقرة) وعندنا (لَا تُ َكلَّ ُ‬ ‫ف َن ْف ًسا إِلَّا ُو ْس َع َها﴿‪ ﴾152‬األنعام) (لَا ُي َكلِّ ُ‬ ‫نأتي لآلية الخامسة (لَا ُن َكلِّ ُ‬
‫س إِلا ُو ْس َع َها﴿‪ ﴾233‬البقرة) هنا رب العالمين‬ ‫َّ‬ ‫ف َن ْف ٌ‬ ‫َّ‬
‫وف لَا تُ َكل ُ‬ ‫ْ‬
‫ِس َوتُ ُه َّن ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ال ( َو َعلَى ال َم ْولو ِد لَ ُه ِر ْز ُق ُه َّن َوك ْ‬ ‫البقرة) عدة صيغ والسياق واحد يعني مث ً‬
‫ف) ما قال أنا أكلفك‬ ‫يتحدث عن أن األب مكلّف شرعًا بأن يُنفق على أوالده فالتكليف هنا أثر من آثار عقد الزواج قضية فقهية صرفة ولهذا قال (لا تُ َكل ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫يُكلّف سواء كان من القانون من الشريعة من النظام من ال ُعرف كل أب مكلّف طبعًا (مبني للمجهول) من الذي كلفه؟ إما ال ُعرف أو الرحم أو القانون أو الفقه‬
‫وكله في النهاية يرجع إلى مشيئة رب العالمين لكن التكليف المباشر ليس من اهلل عز وجل وإنما إما من النبي صلى اهلل عليه وسلم عندما حدد حجم اإلنفاق‪،‬‬
‫س إِلَّا ُو ْس َع َها) فيما يتعلق بإنفاق األب على أطفاله وهذا في حالة الطالق فما بالك في حالة‬ ‫ف َن ْف ٌ‬‫اإلنفاق على األوالد تكليف من عدة مصادر قال (لَا تُ َكلَّ ُ‬
‫(وأقِي ُموا‬ ‫َ‬ ‫منصوص عليه بالقرآن الكريم بالتعيين يعني اهلل قال صل َ‬ ‫ٌ‬ ‫ف اللَّ ُه َن ْف ًسا إِلَّا ُو ْس َع َها) هذا عندما يكون هناك حك ٌم شرعي‬ ‫الزواج؟! ولما يقول (لَا يُ َكلِّ ُ‬
‫ف اللَّ ُه َن ْف ًسا إِلَّا ُو ْس َع َها) هذا التكليف إذًا ليس مبنيًا للمجهول هنا تكليف من رب‬ ‫الصلَاةَ﴿‪ ﴾43‬البقرة) واحد مريض واحد مسافر واحد عنده عذر قال (لَا يُ َكلِّ ُ‬ ‫َّ‬
‫ف َن ْف ًسا إِلاَّ‬‫ف َن ْف ًسا إِلَّا ُو ْس َع َها) رب العالمين يتكلم بصيغة التعظيم بنون المتكلم (لَا نُ َكلِّ ُ‬ ‫العالمين سبحانه وتعالى‪ .‬ثم هنالك صيغة عجيبة قال نحن (لَا نُ َكلِّ ُ‬
‫ُو ْس َع َها) على سبيل المثال الملك عندما يقول نحن الملك أمرنا بما هو آتي هذه قضية دستورية قضية تتعلق باألمة قضية أساسية جدًا أنت الحظ القرآن‬
‫َح ُن نُ ْح ِيي الْ َم ْو َتى َون َْكتُ ُب‬ ‫الكريم حيثما تكلم رب العالمين بصيغة الجمع معناه هو يفعل شيئًا ال يستطيع أحد غيره أن يفعله‪ ،‬فقط هذا من اختصاص اهلل (إِنَّا ن ْ‬
‫ف‬‫َص ِر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون ﴿‪ ﴾23‬الحجر) ( َكذلِك لِن ْ‬ ‫ارثُ َ‬ ‫َح ُن الْ َو ِ‬‫ِيت َون ْ‬ ‫َح ُن نُ ْح ِيي َونُم ُ‬ ‫ار ُه ْم﴿‪ ﴾12‬يس) رب العالمين فقط يفعل هذا واثبات مبدأ التيسير ( َوإِنَّا لَن ْ‬ ‫َما َق َّد ُموا َوآََث َ‬
‫السو َء﴿‪ ﴾24‬يوسف) من الذي يستطيع أن يصرف السوء عن رجل في غاية الجمال شباب عمره ‪ 25‬سنة مع امرأة ملك في غاية الجمال تراوده‬ ‫َع ْن ُه ُّ‬
‫ْح ًة‬
‫صي َ‬ ‫ْه ْم َ‬ ‫ين ﴿‪ ﴾24‬يوسف) (إِنَّا أَ ْر َسلْنَا َعلَي ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ِن ِع َبا ِدنَا الْ ُم ْخلَ ِ‬‫السو َء َوالْ َف ْح َشا َء إِنَّ ُه م ْ‬‫ف َع ْن ُه ُّ‬ ‫َص ِر َ‬ ‫ِك لِن ْ‬ ‫شهورًا وسنينًا وهو صامد من يفعل هذا؟ قال نحن ( َك َذل َ‬
‫َر ﴿‪ ﴾49‬القمر)‬ ‫يم الْ ُم ْح َت ِظ ِر ﴿‪ ﴾31‬القمر) من الذي يفعل هذا صوت كالقنبلة الفراغية يقتل كل من يسمعه؟! (إِنَّا ُك َّل َش ْي ٍء َخلَ ْقنَا ُه ِب َقد ٍ‬ ‫اح َد ًة َف َكانُوا َك َه ِش ِ‬‫َو ِ‬
‫ون ﴿‬‫اش ُع َ‬ ‫صلَا ِت ِه ْم َخ ِ‬ ‫ِين ُه ْم فِي َ‬ ‫َّ‬
‫ون ﴿‪ ﴾1‬الذ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف َن ْف ًسا إِلا ُو ْس َع َها) يتكلم مع المؤمنين المتميزين المخصوصين القلة ( َق ْد أفلَ َح ال ُم ْؤ ِمنُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫وهكذا فحينئ ٍذ لما يقول (لَا نُ َكل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ون َما آ َت ْوا َوقلوبُ ُه ْم َو ِجلة أنَّ ُه ْم إِلى‬ ‫َ‬ ‫ُؤت َ‬ ‫ُ‬ ‫ِين ي ْ‬ ‫َّ‬
‫ون ﴿‪ ﴾4‬المؤمنون) يعني كم صفة وصفة ( َوالذ َ‬ ‫اعل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِلزكا ِة ف ِ‬ ‫ِين ُه ْم ل َّ‬ ‫َّ‬
‫ون ﴿‪َ ﴾3‬والذ َ‬‫ض َ‬ ‫ِين ُه ْم َع ِن اللَّ ْغ ِو ُم ْع ِر ُ‬ ‫‪َ ﴾2‬والَّذ َ‬
‫الرقي أخذوا أنفسهم يعني األنبياء والصدّيقين ومن‬ ‫ّ‬ ‫ف َن ْف ًسا إِلَّا ُو ْس َع َها) يتكلم مع ناس مؤمنين في غاية‬ ‫ون ﴿‪ ﴾60‬المؤمنون) ولهذا اهلل قال (لَا نُ َكلِّ ُ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫َربِّ ِه ْم َر ِ‬
‫ف َن ْف ًسا إِلَّا ُو ْس َع َها) بيانًا وإظهارًا لقدرهم عند اهلل عز وجل حيث خاطبهم اهلل خطابًا حاضرًا مباشرة‬ ‫على شاكلتهم من أتباعهم ولهذا اختص هؤالء (لَا نُ َكلِّ ُ‬
‫وجهًا لوجه‪ .‬إذًا عرفنا الفرق بين يكلف وتكلف ونكلف الخ‪.‬‬
‫ضآ َّر َوالِ َدةٌ بِ َولَ ِدهَا َوالَ َموْ لُو ٌد لَّهُ بِ َولَ ِد ِه (‪ )233‬البقرة) ؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫*ما داللة كلمة (تضار) فى قوله تعالى (الَ تُ َ‬
‫ِب َو َ‬
‫ال‬ ‫آر َكات ٌ‬
‫ُض َّ‬
‫ال ي َ‬ ‫ال َم ْولُو ٌد لَّ ُه ِب َولَ ِد ِه (‪ )233‬البقرة) هذا حكم شرعي‪َ .‬‬
‫(و َ‬ ‫آر َوالِ َد ٌة ِب َولَد َ‬
‫ِها َو َ‬ ‫ال تُ َ‬
‫ض َّ‬ ‫‪C‬د (‪ )282‬البقرة) و ( َ‬ ‫آر َكات ٌ‬
‫ِب َو َ‬
‫ال َش ِهي ٌ‬ ‫ُض َّ‬ ‫ال ي َ‬ ‫قال تعالى ( َو َ‬
‫يضارر‪ ،‬هو ال يضر أحدًا؟ محتمل أن الكاتب‬ ‫ِ‬ ‫يضارر؟ أي ال يضره أحد أو ال‬ ‫َ‬ ‫(يضار) مفتوحة‪ .‬هل هي ال‬ ‫َّ‬ ‫‪( C‬ال) ناهية وليست نافية بدليل الراء في‬ ‫َش ِهي ٌد)‬
‫يضارر‬
‫َ‬ ‫والشهيد يضغط عليه ويضر عليه ويهدد فيغير من شهادته يحتمل هذا المعنى أو أن الشهيد ال يريد أن يشهد ألسباب في نفسه‪ ،‬يغير في الشهادة‪ .‬ال‬
‫يضارر‪ .‬مع أن اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ُضر يقول ال‬
‫يضارر فيكون قطعًا هو المقصود (نائب فاعل) لو أراد أن الكاتب هو الذي ي ِ‬ ‫َ‬ ‫يضارر؟ لو أراد أن يقيّد كان يقول وال‬ ‫ِ‬ ‫أو ال‬
‫يضارر‬
‫َ‬ ‫يضارر أو وال‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬في مكان وقال (ومن يرتد) في مكان آخر (من يشاقق) و (من يشاق) بدل أن يقول وال‬ ‫سبحانه وتعالى قال في القرآن (ومن يرتدد)‬
‫‪ C‬يجمعهما معًا يريد كالهما‪ .‬إذن لو فك يجعل هناك عطف لكنه أوجز تعبيرًا ويجمع المعاني ويسمى التوسع في المعنى‪.‬‬ ‫جاء بتعبير‬
‫ال َم ْولُو ٌد لَّ ُه ِب َولَ ِد ِه (‪ )233‬البقرة) ال يوقع عليها ضرر بحيث األب يضرها إذا كانت مطلقة؟ أو هي ال تضر زوجها بحيث تمنع‬ ‫آر َوالِ َد ٌة ِب َولَد َ‬
‫ِها َو َ‬ ‫ال تُ َ‬
‫ض َّ‬ ‫(َ‬
‫إبنها؟ ما المقصود؟ المعنيان مرادان وكالهما منهي‪ .‬عندنا باب إسمه التوسع في المعنى في علم المعنى‪ ،‬عندنا داللة قطعية وعندنا داللة احتمالية وهذه‬
‫االحتمالية تحتمل معاني قد تراد كلها أو بعضها فإذا أريد بعضها أو كلها يسموه التوسع في المعنى‪.‬‬
‫آية (‪:)234‬‬
‫َاح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما فَ َع ْلنَ فِي َأنفُ ِس** ِه َّن‬
‫*( َوالَّ ِذينَ يُت ََوفَّوْ نَ ِمن ُك ْم َويَ َذرُونَ َأ ْز َواجًا يَت ََربَّصْ نَ بَِأنفُ ِس ِه َّن َأرْ بَ َعةَ َأ ْشه ٍُر َو َع ْشرًا فَِإ َذا بَلَ ْغنَ َأ َجلَه َُّن فَالَ ُجن َ‬
‫ُوف (‪ )234‬البقرة) ما داللة إضافة األجل إلى النساء؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫بِ ْال َم ْعر ِ*‬
‫انظر أخي المؤمن كيف أضاف ربنا تعالى (األجل) إلى النساء المعتدّات فقال (فإذا بلغن أجلهن) ولم يقل إذا بلغن األجل إيحاء إلى أن مشقة هذا األجل‬
‫واقعة على المعتدّات فهن الصابرات والمتعبدات بترك الزينة والتزام بيت الزوجية وفي هذا مشقة ولذلك أضاف األجل إليهن إلزالة ما عسى أن يكون قج‬
‫تسرع النساء إلى التزوج بعد عدّة الوفاة ألن أهل الزوج المتوفى قد يتحرجون من ذاك فنفى اهلل تعالى هذا الحرج‪.‬‬ ‫بقي في نفوس الناس من إستفظاع ّ‬
‫( َوالَّذ َ‬
‫ِين يُ َت َو َّف ْو َن مِن ُك ْم (‪ )234‬البقرة) إن الفعل يتوفون من األفعال التي التزمت العرب فيها البناء للمجهول فنقول تُ ّ‬
‫وفي فالن وال نقول تو ّفى فالن‪ .‬وقد‬
‫علي بقوله (اهلل) ولم يجبه كما‬
‫ال عن المتوفى فأجاب ٌّ‬‫حدث ذات يوم أن عليًا رضي اهلل عنه كان يشيع جنازة فقال له قائل‪ :‬من المتو ّفي؟ بلفظ إسم الفاعل سائ ً‬
‫يقصد بأنه مات فالن لينبهه على خطئه‪.‬‬
‫*افتتحت اآليتان (‪)234‬و(‪ )240‬فى سورة البقرة بنفس العبارة ( َوالَّ ِذينَ يُتَ َوفَّوْ نَ ِمن ُك ْم َويَ َذرُونَ َأ ْز َوا ًجا* ) فما الف**رق بين خت**ام اآلي**تين‬
‫مع أنهماتتحدثان عن المتوفى* عنها زوجها؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫َاح‬ ‫َّص َن ِبأَن ُف ِس ِه َّن أَ ْر َب َع َة أَ ْش ُه ٍر َو َع ْش ًرا َفإِ َذا َبلَ ْغ َن أَ َجلَ ُه َّن َف َ‬
‫ال ُجن َ‬ ‫ون أَ ْز َو ً‬
‫اجا َي َت َرب ْ‬ ‫منطوق اآليتين يوضح‪ :‬اآلية األولى التي أشار إليها ( َوالَّذ َ‬
‫ِين يُ َت َو َّف ْو َن مِن ُك ْم َو َي َذ ُر َ‬
‫ير (‪ )234‬يعني خبير بما شرع ويعلم وجه الحكمة في اختيار التوقيت‪ ،‬يتبين الحمل بعد أربعة‬ ‫ون َخِب ٌ‬ ‫َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َف َعلْ َن فِي أَن ُف ِس ِه َّن ِبالْ َم ْع ُر ِ‬
‫وف َواللُهّ ِب َما َت ْع َملُ َ‬
‫أشهر كما في الحديث " يجمع أحدكم في بطن أمه أربعين يومًا ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه ملك فينفخ فيه الروح" ربنا‬
‫يعلم سبب اختيار التوقيت لماذا اختار هذا الخبير هذا التوقيت؟ أربعة أشهر وعشرًا‪ ،‬هذا يحتاج إلى خبرة ومعرفة حتى يعطي الحكم لماذا أربعة أشهر‬
‫وعشرًا؟ هذا خبرة‪ .‬ثم تترك المرأة هكذا أو تخرج من بيتها؟ هذا يحتاج إلى خبرة في المجتمع يعني هل يصح للمرأة أن تبقى هكذا؟ عند ذلك إذا أرادت أن‬
‫تخرج بعد ذلك فال بأس ألن بقاءها قد يكون فيه فتنة أو فيه أمر نفسي أو فيه شيء‪.‬‬
‫ِي أَن ُف ِس ِه َّن مِن‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َاح‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ج‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ج‬‫ْ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫خ‬‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫ِ ٍ ِ‬‫اج‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫خ‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ْر‬
‫َ‬ ‫ي‬‫غ‬‫َ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫اعا إِلَى الْ َح ْو‬ ‫اج ِهم َّم َت ً‬ ‫َّة لِّأَ ْز َو ِ‬
‫صي ً‬‫اجا َو ِ‬ ‫ون أَ ْز َو ً‬ ‫اآلية الثانية ( َوالَّذ َ‬
‫ِين يُ َت َو َّف ْو َن مِن ُك ْم َو َي َذ ُر َ‬
‫وصى األزواج أنهم ال يخرجوهن من بيوتهم‪ ،‬وصية لمن يتولى األمر ألن األزواج ماتوا‪ ،‬تبقى في البيت المرأة‬ ‫يز َحكِي ٌم (‪ )240‬ربنا ّ‬ ‫وف َواللُهّ َع ِز ٌ‬
‫َّم ْع ُر ٍ‬
‫وقد يقولون لها أخرجي من البيت‪ ،‬زوجك خرج فينبغي أن تخرجي فالقرآن يقول ال إياكم أن ال تراعوا الوصية‪ ،‬هن يخرجن من أنفسهن لكن أنتم ال‬ ‫ُ‬
‫تُخرجوهن‪ .‬أهل المتوفى يمكن أنهم يريدون أن ينتفعوا من البيت‪ .‬في اآلية األولى الوصية للمرأة تتربص بنفسها أربعة أشهر وعشرة أيام‪ ،‬هذه عدة‬
‫المتوفى عنها زوجها واآلية الثانية الوصية ألهل المتوفى بأن ال تُخرج المرأة من مسكنها وإنما تخرج بنفسها (ال تخرجوهن) أي ال تجبر على الخروج وال‬
‫تُخرج من البيت قسرًا ولها أن تبقى إلى الحول‪ .‬كلمة (وصية) في اآلية مفعول مطلق بمعنى يوصي وصية‪ .‬ربنا عزيز ينتقم بمن خالف هذا األمر‪.‬‬
‫المسألة في اآلية األولى متعلقة بالمرأة والثانية متعلقة بمن يُخرج المرأة‪ .‬فلما كان الحكم متعلقًا بالمرأة يحتاج إلى خبرة قال خبير واآلية الثانية عزيز حكيم‬
‫‪ C‬لمن يخرج المرأة ينتقم ممن خالف الوصية وفي ذلك حكمة وليس فقط عزيز وإنما حكيم فيها حكمة وفيها حكم إياكم أن تحكموها ألنه اهلل هو‬ ‫كأنه تهديد‬
‫والحكمة وهي بمثابة ردع وتحذير لمن يحاول أن يُخرج المرأة إذا كنت تحكم هذه المرأة فاهلل عزيز حكيم‪ .‬وإن تشابهت اآليتين‬ ‫الحكم ِ‬ ‫حكيم‪ .‬حكيم تشمل ُ‬
‫‪ C‬لمن يخرج المرأة أما ما يتعلق بحمل المرأة واستبراء الرحم يحتاج إلى خبرة‪.‬‬ ‫فإن السياق مختلف‪ ،‬اآلية الثانية تهديد‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى في سورة البقرة (فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف) و (من معروف)؟‬
‫* د‪.‬فاضل السامرائى* ‪:‬‬
‫دل على شيء غير معيّن‪ .‬وفي اآلية األولى ( َوالَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫دل على شيء معين والنكرة ما ّ‬ ‫ال يجب أن نالحظ داللة التعريف والتنكير فالمعرفة في اللغة هي ما ّ‬ ‫أو ً‬
‫ُ‬
‫وف َواللُهّ ِب َما َت ْع َمل َ‬
‫ون‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َاح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َف َعل َن فِي أن ُف ِس ِه َّن ِبال َم ْع ُر ِ‬
‫ال ُجن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّص َن ِبأن ُف ِس ِه َّن أ ْر َب َع َة أ ْش ُه ٍر َو َع ْشرًا َف ِإ َذا َبلَ ْغ َن أ َجلَ ُه َّن َف َ‬ ‫َ‬
‫ون أ ْز َواجًا َي َت َرب ْ‬ ‫يُ َت َو َّف ْو َن مِن ُك ْم َو َي َذ ُر َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن ِخط َب ِة النِّ َساء أ ْو أكنَنتُ ْم فِي أنف ِسك ْم َعلِ َم اللُهّ أنَّك ْم‬ ‫ضتُم ِب ِه م ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َاح َعل ْيك ْم فِي َما َع َّر ْ‬ ‫ال ُجن َ‬ ‫ير {‪ )}234‬المعروف يقصد به الزواج بالذات ألن اآلية بعدها ( َو َ‬ ‫َخِب ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫اح َحت َى َيبْل َغ ال ِك َت ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َسَت ْذك ُرو َن ُه َّن َولـكِن ال ت َو ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫احذ ُرو ُه‬‫اعل ُموا أ َّن اللَهّ َي ْعل ُم َما فِي أنف ِسك ْم ف ْ‬ ‫اب أ َجل ُه َو ْ‬ ‫ُن ِس ّرًا إِال أن َتقولوا ق ْوال َّم ْع ُروفًا َوال َت ْع ِز ُموا ُعق َد َة النك ِ‬ ‫اعدُوه َّ‬
‫اج َف ِإ ْن َخ َر ْج َن َف َ‬
‫ال‬ ‫ْر إِ ْخ َر ٍ‬‫اج ِهم َّم َتاعًا إِلَى الْ َح ْو ِل َغي َ‬‫َّة لِّأَ ْز َو ِ‬
‫صي ً‬ ‫ون أَ ْز َواجًا َو ِ‬ ‫ور َحلِي ٌم {‪ .)}235‬أما اآلية الثانية ( َوالَّذ َ‬
‫ِين ُي َت َو َّف ْو َن مِن ُك ْم َو َي َذ ُر َ‬ ‫اعلَ ُمواْ أَ َّن اللَهّ َغ ُف ٌ‬ ‫َو ْ‬
‫يز َحكِي ٌم {‪ )}240‬فهي عامة ويقصد بـ (معروف) هنا كل ما يُباح لها‪ .‬ول ّما جاء بالزواج جاء‬ ‫وف َواللُهّ َع ِز ٌ‬ ‫َ‬
‫ِي أن ُف ِس ِه َّن مِن َّم ْع ُر ٍ‬ ‫َاح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َف َعلْ َن ف َ‬‫ُجن َ‬
‫بالباء وهي الدالة على المصاحبة واإللصاق وهذا هو مفهوم الزواج بمعناه المصاحبة واإللصاق‪.‬‬ ‫ّ‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫َاح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َف َعلْ َن فِي أَ ْن ُف ِس ِه َّن‬
‫َّص َن ِبأَ ْن ُف ِس ِه َّن أَ ْر َب َع َة أَ ْش ُه ٍر َو َع ْش ًرا َفإِ َذا َبلَ ْغ َن أَ َجلَ ُه َّن َفلَا ُجن َ‬
‫اجا َي َت َرب ْ‬‫ون أَ ْز َو ً‬ ‫(والَّذ َ‬
‫ِين يُ َت َو َّف ْو َن ِم ْن ُك ْم َو َي َذ ُر َ‬ ‫آيتان تقول هذا َ‬
‫معرف بالمعروف على وصية األرامل إذا انتهت األربعة أشهر وعشرة أيام وراء هذه ال بأس تستطيع أن تفعل ما تريد بنفسها‬ ‫ّ‬ ‫البقرة)‬ ‫﴾‬ ‫‪234‬‬ ‫وف ﴿‬ ‫ِبالْ َم ْع ُر ِ‬
‫جائز في مجتمع‬ ‫للخطاب تنظف نفسها‪ ،‬على شرط أن يكون هذا بالمعروف المتفق عليه ال أن تخرج سافرة أو تظهر شعرها فقط بما هو ٌ‬ ‫ّ‬ ‫من أن تتزين ُ‬
‫اإلسالم ال يسبب عارًا وال يسبب عيبًا هذا بالمعروف‪ .‬نفس هؤالء األرامل طبعًا هذا الحكم واجب كل امرأة يموت زوجها عليها أن تتربص أربعة أشهر‬
‫وعشرة أيام كعدة ال تتزوج ال تخرج من البيت إال لحاجة ولكن طبعًا كما شرحنا هذا في برنامج خير الكالم على خالف ما في العالم العربي إذ يعتبرون‬
‫األرملة كأنها معتقلة ال تخرج من الغرفة ال ترى شمسًا وال تلفزيونًا وال مرآة هذا كله كالم فارغ ما تخرج من البيت‪ .‬إذًا بالمعروف هذا فيما يتعلق‬
‫وف) هذه األرملة وهذا فرض واجب‬ ‫َاح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َف َعلْ َن فِي أَ ْن ُف ِس ِه َّن ِبالْ َم ْع ُر ِ‬‫باألرملة التي مات زوجها وباقي في هذه العدة أربعة أشهر وعشرة أيام ( َفلَا ُجن َ‬
‫السنّة أن تبقى في بيت الرجل سنة ويجب أيضًا ُسنّة أن يكون الرجل أو أهل الرجل أو هو أوصى أن تنفقوا عليها تعطوها تكرمونها سنة كاملة إلى أن‬ ‫من ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اج فإِ ْن َخ َر ْج َن فلا ُجن َ‬
‫َاح‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اعا إِلى ال َح ْو ِل َغي َ‬ ‫َ‬ ‫اج ِه ْم َم َت ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِين يُ َت َوف ْو َن ِم ْنك ْم َو َيذ ُر َ‬ ‫َّ‬
‫ْر إِخ َر ٍ‬ ‫صيَّة لِأز َو ِ‬ ‫اجا َو ِ‬ ‫ون أز َو ً‬ ‫تخرج من البيت‪ .‬لكن في اآلية األخرى قال فإن ( َوالذ َ‬
‫َاح‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يز َحكِي ٌم ﴿‪ ﴾240‬البقرة) في اآلية األولى (فإِذا َبلغ َن) وفي الثانية (إِ ْن خ َر ْج َن) (فإِ ْن خ َر ْج َن فلا ُجن َ‬ ‫وف َواللَّ ُه َع ِز ٌ‬
‫ِن َم ْع ُر ٍ‬ ‫َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َف َعلْ َن فِي أَ ْن ُف ِس ِه َّن م ْ‬
‫وف)‬ ‫ِن َم ْع ُر ٍ‬ ‫وف) وفي الثانية (فِي َما َف َعلْ َن فِي أَ ْن ُف ِس ِه َّن م ْ‬ ‫وف) نفس السياق في األولى (فِي َما َف َعلْ َن فِي أَ ْن ُف ِس ِه َّن ِبالْ َم ْع ُر ِ‬ ‫ِن َم ْع ُر ٍ‬ ‫َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َف َعلْ َن فِي أَ ْن ُف ِس ِه َّن م ْ‬
‫ِن‬‫وف) وهنا (م ْ‬ ‫ْ‬
‫هي نفس الحكم ونفس األرملة ونفس الموضوع ونفس السورة اآلية األولى ‪ 234‬والثانية ‪ 240‬فرق بست آيات لماذا هناك ( ِبال َم ْع ُر ِ‬
‫وف)؟ يعني ما في شيء عبث أو شيء غير مقصود هذا كالم رب العالمين‪ .‬األلف والالم هناك سورة هذا خاص باألرملة بالعدة الواجبة عليها فرضًا‬ ‫َم ْع ُر ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َاح َعل ْيك ْم فِي َما ف َعل َن فِي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وهي أربعة أشهر وعشرة أيام تبقى في البيت ال تخرج نهائيًا إال بحاجة وال تتزين الخ إلى أن تنتهي العدة (فإِذا َبلغ َن أ َجل ُه َّن فلا ُجن َ‬
‫‪ C‬حتى تتزوج‪ .‬هنا ليس عدة هنا إبقاء وإكرام إذا رجل قال يا جماعة أنا سأموت زوجتي خلوها عندكم‬ ‫وف) لما تخلص تتطهر تتحسن تتمكيج‬ ‫أَ ْن ُف ِس ِه َّن ِبالْ َم ْع ُر ِ‬
‫َاح َعلَ ْي ُك ْم‬
‫في البيت ال تخرجوها من البيت وأنا أوصي لها بمبلغ مائة ألف درهم تبقى سنة كاملة عندكم فاهلل قال ( َف ِإ ْن َخ َر ْج َن) ما قال فإذا ( َف ِإ ْن َخ َر ْج َن َفلَا ُجن َ‬
‫وف) الفرق واضح هناك البقاء واجب وانتهاء العدة بالمائة مائة سيحصل بعد أربعة أشهر وعشرة أيام بالمائة مائة‪ ،‬في هذه‬ ‫ِن َم ْع ُر ٍ‬ ‫فِي َما َف َعلْ َن فِي أَ ْن ُف ِس ِه َّن م ْ‬
‫‪C‬ذ المعروف المعروف‬ ‫األربعة شهور هي بالضبط مقيمة على حدود قوية ومتفق عليها‪ ،‬كل تصرفات المرأة في العدة هذه كلها متفق عليها هذه (فإذا) وحينئ ٍ‬
‫لكل الناس كل الناس تعرف ما هي واجبات المرأة األرملة بالمعروف الذي تعرفونه أنتم هذه األلف والالم ‪.‬هناك ال انتهت العدة وستبقى في البيت ألن‬
‫الزوج وصى أن تبقى في بيت تخرج أو ال تخرج هي حرة‪ ،‬تتزين أو ال تتزين هي حرة‪ ،‬يعني قضية كلها اختيارية وقضية عائلية تبقى أو ال تبقى‪ ،‬تعطوها‬
‫وف) الذي هو متفق عليه وهو ضروري وأكيد وسيحصل‬ ‫َاح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َف َعلْ َن فِي أَ ْن ُف ِس ِه َّن ِبالْ َم ْع ُر ِ‬
‫‪C‬ذ الفرق بين ( َفلَا ُجن َ‬
‫أو ال تعطوها ليست قضية كبيرة‪ .‬فحينئ ٍ‬
‫بالدقيقة والساعة واليوم تنتهي اليوم األخير اليوم العاشر من الشهر الخامس فهذا بالمعروف قضية متفق عليها األلف والالم هذا ذهني نعرف هذا جميعًا‬
‫بدليل اآلن ما في تقريبًا واحد بالمليون يتركون األرملة في بيت المرحوم زوجها على مدى سنة ال يوجد وألنه ليس أكيدًا وال واجبًا بل من باب اإليصاء‬
‫بإكرامها قد يكون هذه األرملة ما عندها أحد أو أوالدها صغار يريدهم أن يعيشون مع أهله يعني أنتم أهل الزوج عطوفون على أوالد المرحوم يعني قضية‬
‫‪ C‬يبقى في بيته يتعلم على األهل يتعلم على عشيرته‬ ‫نوع من أنواع الندب رب العالمين سبحانه وتعالى يهيب بنا أن نكرم األرملة وأوالد المرحوم في بيته‪،‬‬
‫على قومه فهي اختيارية كونها اختيارية حتى عمل معروف ما الذي تفعله المرأة بنفسها؟ ال نعرف بالضبط؟ فإذا أحبت أن تخرج فهو من معروف ال‬
‫تخرج من معروف تتزين من معروف ال تتزين من معروف يمكن تزعل مرات الخ يعني كل تصرفاتها غير منضبطة وغير معروفة سلفًا وغير متفق‬
‫وف) ليست أكيدة وال منضبطة وال محددة وكلكم تعلمون بأن األحكام تناط بما‬ ‫ِن َم ْع ُر ٍ‬ ‫عليها وإنما تخضع لإلرادة والظروف الطارئة فهي من معروف (م ْ‬
‫وف) أما تحركاتها بعد األربعة أشهر لمدة سنة ليست منضبطة هي حرة‬ ‫ْ‬
‫ينضبط ال بما ال ينضبط‪ .‬فتحركات األرملة أربعة أشهر منضبطة هذا ( ِبال َم ْع ُر ِ‬
‫وف) فهذه األلف والالم تعطيك أن هذه األحكام التي على المرأة المعتدة من وفاة أحكام شرعية واجبة عليها أن تنضبط بها هي‬ ‫تروح وتأتي هذا (م ْ‬
‫ِن َم ْع ُر ٍ‬
‫وف) ما فيه شيء محدد‪.‬‬ ‫ِن َم ْع ُر ٍ‬ ‫تعرف هذا وأوالده يعرفون وأهل الزوج يعرفون لكن هناك ال قضية عامة ضيافة فقال (م ْ‬
‫(و هَّللا َ بِ َما تَ ْع َملُونَ َخبِيرٌ) فما داللة تقديم العمل على الخبرة اإللهية؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫*ختمت اآلية َ‬
‫هنالك قاعدة استنبطت مما ورد في القرآن الكريم‪ :‬إذا كان السياق في عمل اإلنسان قدم عمله (واهلل بما تعملون خبير) لو كان السياق في غير العمل أو كان‬
‫وها َوتُ ْؤتُ َ‬
‫وها‬ ‫ِما ِه َي َوإِن تُ ْخ ُف َ‬ ‫الص َد َق ِ‬
‫ات َف ِنع َّ‬ ‫في األمور القلبية أو كان الكالم على اهلل سبحانه وتعالى قدّم صفة اهلل خبير (خبير بما تعملون)‪ .‬مثال‪( :‬إِن تُ ْبدُواْ َّ‬
‫(و َما‬
‫ير (‪ )271‬البقرة) هذا عمل‪ ،‬لما ذكر عمل اإلنسان قدّم عمله (بما تعملون خبير)‪َ ،‬‬ ‫ون َخِب ٌ‬ ‫ْر لُّ ُك ْم َو ُي َك ِّف ُر َعن ُكم ِّمن َسِّي َئا ِت ُك ْم َواللُهّ ِب َما َت ْع َملُ َ‬ ‫الْ ُف َق َراء َف ُه َو َخي ٌ‬
‫َ‬
‫ِين أن َف ُقوا مِن َب ْع ُد َو َقا َتلُوا‬ ‫َر َج ًة ِّم َن الَّذ َ‬ ‫ِك أ ْع َظ ُم د َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْل الْ َف ْتح َو َقا َت َل أ ْولَئ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ات َوالْأ ْر ِ َ‬ ‫يل اللَّ ِه َولِلَّ ِه م َ‬
‫ِير ُ‬ ‫لَ ُك ْم أَلَّا تُن ِف ُقوا فِي َس ِب ِ‬
‫ض لا َي ْس َت ِوي مِنكم َّم ْن أن َف َق مِن َقب ِ ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫اث َّ‬
‫(والَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫‪ C‬هذا عمل‪ ،‬قتال وإنفاق ختمها (واهلل بما تعملون خبير) لما ذكر عمل اإلنسان قدّم عمله‪َ .‬‬ ‫ير (‪ )10‬الحديد)‬ ‫ون َخ ِب ٌ‬ ‫َو ُكلًّا َو َع َد اللَّ ُه الْ ُح ْسنَى َواللَّ ُه ِب َما َت ْع َملُ َ‬
‫وف َواللُهّ ِب َما َت ْع َملُ َ‬
‫ون‬ ‫َاح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َف َعلْ َن فِي أَن ُف ِس ِه َّن ِبالْ َم ْع ُر ِ‬ ‫ال ُجن َ‬ ‫َّص َن ِبأَن ُف ِس ِه َّن أَ ْر َب َع َة أَ ْش ُه ٍر َو َع ْش ًرا َفإِ َذا َبلَ ْغ َن أَ َجلَ ُه َّن َف َ‬ ‫ون أَ ْز َو ً‬
‫اجا َي َت َرب ْ‬ ‫يُ َت َو َّف ْو َن مِن ُك ْم َو َي َذ ُر َ‬
‫ِك َعلَى اللَّ ِه َي ِس ٌ‬
‫ير‬ ‫ُن ِب َما َعمِلْتُ ْم َو َذل َ‬ ‫ِين َك َف ُروا أَن لَّن يُ ْب َعثُوا ُق ْل َبلَى َو َربِّي لَتُ ْب َعثُ َّن ثُ َّم لَتُنَبَّؤ َّ‬ ‫(ز َع َم الَّذ َ‬ ‫ير (‪ )234‬البقرة) هذا عمل فقدّم (واهلل بما تعملون خبير)‪َ .‬‬ ‫َخِب ٌ‬
‫ص ْن َع‬ ‫اب ُ‬ ‫الس َح ِ‬ ‫ال َت ْح َسبُ َها َجا ِم َد ًة َو ِه َي َت ُم ُّر َم َّر َّ‬ ‫ير (‪ )8‬التغابن) هذا عمل أيضًا‪َ ( .‬و َت َرى الْ ِج َب َ‬ ‫ون َخِب ٌ‬ ‫نزلْنَا َواللَّ ُه ِب َما َت ْع َملُ َ‬ ‫ور الَّذِي أَ َ‬ ‫(‪َ )7‬فآ ِمنُوا ِباللَّ ِه َو َر ُسولِ ِه َوالنُّ ِ‬
‫ون (‪ )88‬النمل) هذا ليس عمل اإلنسان فقدّم الخبرة على العمل وقال خبير بما تفعلون‪ .‬أو لما يكون األمر قلبيًا‬ ‫ُ‬
‫ير ِب َما َت ْف َعل َ‬ ‫اللَّ ِه الَّذِي أَ ْت َق َن ُك َّل َش ْي ٍء إِنَّ ُه َخ ِب ٌ‬
‫ون (‪ )18‬الحشر) فهذا على العموم أنه إذا كان األمر في‬ ‫ير ِب َما َت ْع َملُ َ‬ ‫س َّما َق َّد َم ْت لِ َغ ٍد َواتَّ ُقوا اللَّ َه إِ َّن اللَّ َه َخِب ٌ‬ ‫نظ ْر َن ْف ٌ‬ ‫ِين آ َمنُوا اتَّ ُقوا اللَّ َه َولْ َت ُ‬ ‫غير ظاهر ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫عمل اإلنسان قدم العمل وإذا كان في غير عمل اإلنسان أو في األمور القلبية أو عن الكالم عن اهلل سبحانه وتعالى يقدم خبير‪ .‬العرب كان تعي هذه المعاني‬
‫والقواعد من حيث البالغة‪ ،‬البليغ هو الذي يراعي‪ ،‬هذه أمور بالغية فوق قصد اإلفهام يتفنن في صوغ العبارة ومراعاة البالغة‪ .‬على سبيل المثال عندما‬
‫تضيف إلى ياء المتكلم (هذا كتابي‪ ،‬أستاذي‪ ،‬قلمي) بدون نون‪ ،‬بالنسبة للفعل تقول أعطاني‪ ،‬أضاف نون الوقاية‪ ،‬عموم الكلمات نأتي بنون الوقاية مع الفعل‬
‫مثل ضربني وظلمني أما مع اإلسم فال تأتي هذه قاعدة وعموم الناس يتكلمون بها دون أن يفطنوا إلى أن هذا إسم وهذا فعل‪ ،‬الناس يقولونها وهي قواعد‬
‫أخذوها على السليقة‪ .‬الناس يتفاوتون في البالغة العرب كلهم كانوا يتكلمون كالمًا فصيحًا من حيث صحة الكالم ولذلك يؤخذ من كالم المجانين عندهم ألن‬
‫المجانين يتكلمون بلغة قومهم ويستشهدون بأشعار المجانين ألن كالمهم يجري على نسق اللغة أما البالغة فمتفاوتة ويقول ‪ :‬أنا أفصح من نطق بالضاد‪.‬‬
‫صحة الكالم كل واحد يتكلم على لغة قومه أما من ناحية البالغة فهناك تفاوت‪ .‬اهلل تعالى تحداهم في البالغة وفي طريقة النظم والتعبير وتحداهم بأن يأتوا‬
‫بسورة والسورة تشمل قصار السور مثل العصر والكوثر سورة‪ ،‬اإلخالص سورة قبل التشريع وهناك إعجاز كثير في القرآن في اإلخبار عن المغيبات‬
‫والمستقبل وعندما تحداهم اهلل تعالى تحداهم بسورة ليس فيها تشريع وليس فيها إخبار عن الغائب أو عن الماضي‪ .‬هذا في العلم والبصر وليس في العِلم‬
‫والخبرة والعمل فقط وهذا خط عام في القرآن‪.‬‬
‫آية (‪:)235‬‬
‫* لم قال ربنا سبحانه وتعالى* (وال تعزموا* عقدة النكاح) ولم يقل وال تعقدوا النكاح حتى يكون اللفظ صريحا ً في النهي عن العقد؟‬
‫(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫اب أَ َجلَ ُه (‪ )235‬البقرة) في هذه اآلية نهي عن‬
‫اح َح َّت َى َيبْلُ َغ الْ ِك َت ُ‬ ‫ال َت ْع ِز ُمواْ ُع ْق َد َة ِّ‬
‫الن َك ِ‬ ‫‪ C‬أثناء عدتها بقوله ( َو َ‬
‫آثر ربنا سبحانه وتعالى أن يبين حرمة نكاح المعتدة‬
‫ُ‬
‫عقد دون و ال تعقدوا ألن العزم يدل على التصميم وإذا ما نهي المؤمن عن التصميم واإلرادة كان هذا النهي أبلغ من نهي العمل وهو (وال تعقدوا) والمرء‬
‫إذا صمم على أمر ما ن ّفذه ولذلك كان النهي عن العزم أبلغ في النهي عن المعزوم عليه‪ .‬ومن هذا الباب قوله تعالى (تلك حدود اهلل فال تقربوها) فقد نُهي‬
‫عن القرب ألنه أبلغ من النهي في الوقوع في المحظور‪.‬‬
‫*ما داللة استعمال كلمة حليم بعد غفور ‪ ‬في الآية ؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫‪ًّ C‬را‬
‫ُن ِس‪C‬‬‫اعدُوه َّ‬ ‫ِن ِخ ْط َب ِة النِّ َسا ِء أَ ْو أَ ْك َن ْنتُ ْم فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم َعلِ َم اللَّ ُه أَنَّ ُك ْم َسَت ْذ ُك ُرو َن ُه َّن َولَك ْ‬
‫ِن لَا تُ َو ِ‬ ‫ضتُ ْم ِب ِه م ْ‬ ‫َاح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َع َّر ْ‬
‫‪ ‬قال تعالى في سورة البقرة ( َولَا ُجن َ‬
‫اعلَ ُم‪CC‬وا أَ َّن اللَّ َه َغ ُف‪ٌ C‬‬
‫‪C‬ور َحلِي ٌم (‬ ‫اح َذ ُرو ُه َو ْ‬ ‫اعلَ ُموا أَ َّن اللَّ َه َي ْعلَ ُم َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم َف ْ‬ ‫اب أَ َجلَ ُه َو ْ‬ ‫اح َحتَّى َيبْلُ َغ الْ ِك َت ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً َ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ ُ ُ‬
‫إِلا أ ْن َتقولوا َق ْولا َم ْع ُروفا َولا َت ْع ِز ُموا ُعق َد َة النِّ َك ِ‬
‫‪.))235‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِين أ ْس ‪َ C‬رفوا َعلى أ ْنف ِس ‪ِ C‬ه ْم لا َتقنَط‪ C‬وا م ْ‬
‫ِن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِي الذ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫لم نعتد في القرآن الكريم على أن يأتي لفظ غفور حليم وإنما الوارد في القرآن غفور رحيم (قل َيا ِع َباد َ‬
‫الر ِحي ُم (‪ )53‬الزمر)‪.‬‬ ‫ور َّ‬ ‫وب َجمِي ًعا إِنَّ ُه ُه َو الْ َغ ُف ُ‬ ‫الذنُ َ‬ ‫ِر ُّ‬ ‫َر ْح َم ِة اللَّ ِه إِ َّن اللَّ َه َي ْغف ُ‬
‫وردت صيغة غفورحليم في القرآن في‪ 6‬مواضع بينماوردت صيغ غفوررحيم ‪ 64‬مرة في القرآن‪.‬أما اآليات التي جاءت فيها صيغة غفور حليم فهي‪:‬‬
‫ور َحلِي ٌم (‪ )225‬البقرة)‬ ‫اخ ُذ ُك ْم ِب َما َك َس َب ْت ُقلُوبُ ُك ْم َواللَّ ُه َغ ُف ٌ‬ ‫ِن يُ َؤ ِ‬ ‫اخ ُذ ُك ُم اللَّ ُه ِباللَّ ْغ ِو فِي أَ ْي َما ِن ُك ْم َولَك ْ‬
‫‪( .1‬لَا يُ َؤ ِ‬
‫‪ًّ C‬را إِلَّا أَ ْن‬
‫ُوه َّن ِس‪C‬‬ ‫‪C‬د ُ‬ ‫ِن لَا تُ َواعِ‪C‬‬ ‫ِن ِخ ْط َب ِة النِّ َسا ِء أَ ْو أَ ْك َن ْنتُ ْم فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم َعلِ َم اللَّ ُه أَنَّ ُك ْم َس َت ْذ ُك ُرو َن ُه َّن َولَك ْ‬ ‫ضتُ ْم ِب ِه م ْ‬ ‫َاح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َع َّر ْ‬
‫‪َ ( .2‬ولَا ُجن َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اح‪َ C‬ذ ُرو ُه َو ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ‬
‫‪C‬وا أ َّن الل َه‬ ‫اعل ُم‪C‬‬ ‫اعل ُموا أ َّن الل َه َي ْعل ُم َما فِي أ ْنف ِس‪C‬ك ْم َف ْ‬ ‫اب أ َجل ُه َو ْ‬ ‫اح َحتَّى َيبْل َغ ال ِك َت ُ‬ ‫َتقولوا َق ْولا َم ْع ُروفا َولا َت ْع ِز ُموا ُعق َد َة النِّ َك ِ‬
‫ور َحلِي ٌم (‪ )235‬البقرة)‬ ‫َغ ُف ٌ‬
‫‪C‬ور َحلِي ٌم (‪ )155‬آل‬ ‫ض َما َك َسبُوا َولَ َق ْد َع َفا اللَّ ُه َع ْن ُه ْم إِ َّن اللَّ َه َغ ُف‪ٌ C‬‬ ‫ان ِب َب ْع ِ‬ ‫ْط ُ‬ ‫اس َت َزلَّ ُه ُم َّ‬
‫الشي َ‬ ‫ان إِنَّ َما ْ‬‫ِين َت َولَّ ْوا ِم ْن ُك ْم َي ْو َم الْ َت َقى الْ َج ْم َع ِ‬
‫‪(  .3‬إِ َّن الَّذ َ‬
‫عمران)‬
‫ور َحلِي ٌم‬‫َز ُل الْ ُق ْرآَ ُن تُ ْب َد لَ ُك ْم َع َفا اللَّ ُه َع ْن َها َواللَّ ُه َغ ُف ٌ‬ ‫ين ُين َّ‬ ‫ِين آَ َمنُوا لَا َت ْسأَلُوا َع ْن أَ ْش َيا َء إِ ْن تُ ْب َد لَ ُك ْم َت ُس ْؤ ُك ْم َوإِ ْن َت ْسأَلُوا َع ْن َها ِح َ‬ ‫‪َ ( .4‬يا أَُّي َها الَّذ َ‬
‫(‪ )101‬المائدة)‬
‫‪C‬ورا (‪)44‬‬ ‫‪C‬‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫غ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ِي‬
‫ل‬ ‫ح‬
‫َ َ ً‬ ‫ان‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫يح‬ ‫ب‬‫س‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ون‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ِّح‬
‫ْ ٍ ِ َ ُ َِ ْ ِ َ‬‫ب‬ ‫ُس‬ ‫ي‬ ‫ا‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ِن‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫إ‬‫و‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ه‬ ‫ِي‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬‫و‬ ‫ع‬ ‫ب‬‫الس‬ ‫ُ‬
‫ات‬ ‫و‬ ‫ِّح لَ ُه َّ‬
‫الس َم َ‬ ‫‪(  .5‬تُ َسب ُ‬
‫ً‬ ‫ُ َ ِْ َ ُْ ِ‬ ‫ِ َِ‬ ‫ََ‬ ‫َّ ْ ُ َ ْ‬
‫اإلسراء)‬
‫ورا (‪ )41‬فاطر)‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ان َحلِي ًما غف ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض أن تزولا َولئِن زالتا إِن أ ْم َسك ُه َما مِن أ َح ٍد مِن َب ْع ِد ِه إِنه ك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َوالأ ْر َ‬ ‫‪(  .6‬إِ َّن اللَّ َه يُ ْم ِسك َّ‬
‫الس َما َو ِ‬ ‫ُ‬
‫‪C‬نى‬ ‫‪C‬ماء اهلل الحس‪C‬‬ ‫الحليم ‪ :‬الحليم لغويا ‪ :‬األناة والتعقل ‪ ،‬والحليم هو الذى ال يسارع بالعقوبة ‪ ،‬بل يتجاوز الزالت ويعفو عن السيئات ‪ ،‬الحليم من أس‪C‬‬
‫‪ ، C‬وقد يتجاوز عنهم ‪ ،‬وقد يعجل العقوبة لبعض منهم وقال تع‪CC‬الى ( ولو يؤاخذ اهلل الن‪CC‬اس بما‬ ‫بمعنى تأخيره العقوبة عن بعض المستحقين ثم يعذبهم‬
‫‪C‬نيب ) ‪ ،‬وعن إس‪C‬ماعيل ( فبش‪C‬رناه بغالم حليم ) ‪.‬‬ ‫كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) ‪ .‬وقال تعالى عن سيدنا إبراهيم ( إن ابراهيم لحليم آواه م‪C‬‬
‫وروى أن إبراهيم عليه السالم رأى رجال مشتغال بمعصية فقال ( اللهم أهلكه ) فهلك ‪ ،‬ثم رأى ثانيا وثالثا فدعا فهلكوا ‪ ،‬فرأى رابعا فهم بالدعاء عليه‬
‫فأوحى اهلل اليه ‪ :‬قف يا إبراهيم فلو أهلكنا كل عبد عصا ما بقى إال القليل ‪ ،‬ولكن إذا عصى أمهلناه ‪ ،‬فإن تاب قبلناه ‪ ،‬وإن أصر أخرنا العقاب عنه ‪،‬‬
‫لعلمنا أنه ال يخرج عن ملكنا‬
‫ُحذر من بعض التجاوزات ال‪CC‬تي تحصل في الحي‪CC‬اة الزوجية وقد‬ ‫وإذا أخذنا اآلية ‪ 235‬من سورة البقرة ورجعنا إلى سياق اآليات نجد أن اهلل تعالى ي ّ‬
‫‪C‬ر َك َعلَى َظ ْه ِر َها‬ ‫اس ِب َما َك َسبُوا َما َت‪َ C‬‬ ‫اخ ُذ اللَّ ُه النَّ َ‬ ‫عجل اهلل تعالى العقوبة ألصحاب الذنوب ( َولَ ْو ُي َؤ ِ‬ ‫ينتهي األمر إلى الطالق وقد يكون هناك أوالد‪ .‬ولو ّ‬
‫يؤخر العقوبة من باب‬ ‫يرا (‪ )45‬فاطر) ما بقي من الناس أحد فاهلل تعالى ّ‬ ‫ص ً‬ ‫ان ِب ِع َبا ِد ِه َب ِ‬‫ُؤ ِّخ ُر ُه ْم إِلَى أَ َج ٍل ُم َس ًّمى َفِإ َذا َجا َء أَ َجلُ ُه ْم َفِإ َّن اللَّ َه َك َ‬ ‫َاب ٍة َولَك ْ‬
‫ِن ي َ‬ ‫مْ‬
‫ِن د َّ‬
‫الحلم وهو صفة من صفاته سبحانه وتعالى ومن أسمائه تعالى الحليم ألنه يُعطي الفرصة إلصالح األوضاع‪ .‬وقد يكون قد حصل بعض التقص‪CC‬ير أو‬ ‫ِ‬
‫بعض الذنوب بين الناس فتسيء أخالقهم وتضعف ضمائرهم واهلل تعالى سبحانه يعطي الناس فرصة للعودة عما حصل منا‪.‬‬
‫‪C‬تى‬ ‫‪C‬اس ح‪C‬‬ ‫‪C‬اس أن يُم ِهل الن‪C‬‬ ‫وبعض القلوب فيها ِغ ٌل وحسد ولو آخذنا اهلل تعالى بما في قلوبنا لن يبقى أحد على قيد الحياة‪ .‬ومن رحمة اهلل تعالى بالن‪C‬‬
‫اح َذ ُرو ُه) ألن اهلل تعالى أعلم بما في النفوس وعلينا نحن أن نعلم حقيقة أسماء اهلل تعالى الحس‪CC‬نى‬ ‫اعلَ ُموا أَ َّن اللَّ َه َي ْعلَ ُم َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم َف ْ‬ ‫(و ْ‬
‫يُصلحوا أنفسهم َ‬
‫‪C‬تى نطلبها من اهلل‬ ‫‪C‬فات ح‪C‬‬ ‫وصفاته ألنه ما نفع صفة إذا لم يعرف معناها الناس؟ وهذا هو المقصود بإحصاء أسماء اهلل الحسنى أي معرفة معاني الص‪C‬‬
‫تعالى فصفة القوي هي أن نتحاشى غضب اهلل تعالى وصفة الرحيم أننا ال نيأس من رحمته تعالى وكل من تطاول على الناس يك‪CC‬ون قد غ‪CC‬ابت عنه‬
‫صفة من صفات اهلل تعالى‪ .‬فالفائدة من معرفة األسماء والصفات هي معرفة كيفيتها وكيفية التخلّق بها في الحياة "إذا دعتك ق‪CC‬درتك على ظلم الن‪CC‬اس‬
‫والحلم من الحليم وهكذا‪.‬‬ ‫فتذكر قدرة اهلل عليك"‪ .‬فعلينا معرفة الصفات وترجمتها إلى سلوك فنأخذ الرحمة من الرحيم والصبر من الصبور ِ‬
‫ال صفة الرحمة‬ ‫‪ ‬ونحن مطالبون بمعرفة الصفات ولقد الحظ العلماء أن المولى تبارك وتعالى يأتي بنهايات اآليات بما يتناسب مع اآلية فال يستخدم مث ً‬
‫في آية العقاب وعلى سبيل المثال في قصة األعرابي الذي كلن واحد من التابعين يعلّمه القرىن وتال عليه قوله تع‪C‬الى في س‪C‬ورة الن‪C‬ور والس‪C‬ارق‬
‫أعد علي ما‬ ‫والسارقة ثم ختم اآلية واهلل غفور رحيم فقال له األعرابي أنت تكذب ثم جاء رجل تابعي آخر فسأل عن األمر فأخبروه فقال للتابعي األول ِ‬
‫عز فح َكم فقطع‬ ‫قلت فأعاد فقال له صدق األعرابي فاآلية تنتهي بقوله تعالى واهلل عزيز حكيم فسأل التابعي األول األعرابي لكن كيف عرفت؟ فقال له ّ‬
‫ولو غفرو ورحم لِ َم قطع؟‬
‫نعود آلية سورة البقرة فنقول أنه جاء فيها قوله غفور حليم بمعنى أنه ال يغرنك أيها الزوج ِحلم اهلل تعالى عليك فتتمادى في البطش بزوجتك وبما يحلم‬ ‫ّ‬
‫‪C‬راهيم)‪.‬‬ ‫ار (‪ )42‬اب‪C‬‬ ‫ْص ُ‬ ‫ص فِي ِه الْأَب َ‬ ‫ُؤ ِّخ ُر ُه ْم لَِي ْو ٍم َت ْش َخ ُ‬ ‫ون إِنَّ َما ي َ‬ ‫اهلل تعالى عليك لكنه ال ينسى عملك كما قال تعالى ( َولَا َت ْح َس َب َّن اللَّ َه َغافِلًا َع َّما َي ْع َم ُل َّ‬
‫الظالِ ُم َ‬
‫‪C‬ذين‬ ‫‪C‬ابرة ال‪C‬‬ ‫‪C‬ده بطش بالجب‪C‬‬ ‫‪ C‬بالعذاب فالذي ال يرتدع فاهلل تعالى حليم وعن‪C‬‬ ‫ور َحلِي ٌم)‪  ‬فكلمة حليم هنا جاءت كتهديد‬ ‫اعلَ ُموا أَ َّن اللَّ َه َغ ُف ٌ‬ ‫ول ّما قال تعالى ( َو ْ‬
‫يتجاوزون حدود اهلل تعالى وال يؤخذ من كلمة حليم هنا التبشير بالرحمة ألنها لو كانت كذلك لجلءت بصيغة غفور رحيم‪.‬‬
‫ونالحظ أن المولى تعالى في اآلية ‪ 235‬من سورة البقرة التي ختمت بقوله تعالى غفور حليم جاءت األفعال فيها بالمضارع وهذا ليدل على أن ه‪CC‬ذه‬
‫‪ C‬تواعدوهن‪ ،‬تقولوا‪ ،‬تعزموا‪ ،‬يبلغ‪ ،‬يعلم‪ ،‬فاحذروه)‪.‬‬ ‫األمور متجددة الحصول ونحن نقع فيها والبعض عليها اآلن (تذكرونهن‪،‬‬
‫ولو تأملنا في كل اآليات التي ُختمت بقوله تعالى غفور حليم نجد أن السياق فيها كان تحذيرًا للذي ال يرتدع عن تجاوز حدود اهلل تع‪CC‬الى وال يخ‪CC‬اف‬
‫بطشه سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)236‬‬
‫*ما الفرق بين (حقا ً على المحسنين) و(حقا ً على المتقين)؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫‪ ‬‬
‫َر ُه َو َعلَى الْ ُم ْقت ِ‬
‫ِر َقد ُ‬
‫َر ُه َم َت ً‬
‫اعا‬ ‫ُن َعلَى الْ ُم ِ‬
‫وس ِع َقد ُ‬ ‫يض ًة َو َمتِّ ُعوه َّ‬
‫ضوا لَ ُه َّن َف ِر َ‬‫ُن أَ ْو َت ْف ِر ُ‬
‫َاح َعلَ ْي ُك ْم إِ ْن َطلَّ ْقتُ ُم النِّ َسا َء َما لَ ْم َت َم ُّسوه َّ‬
‫الفرق بين قوله تعالى (لَا ُجن َ‬
‫ِين (‪ ))241‬في سورة البقرة‬ ‫وف َح ًّقا َعلَى الْ ُمتَّق َ‬ ‫اع ِبالْ َم ْع ُر ِ‬ ‫ِين (‪ ))236‬وقوله تعالى ( َولِلْ ُم َطلَّ َق ِ‬
‫ات َم َت ٌ‬ ‫وف َح ًّقا َعلَى الْ ُم ْح ِسن َ‬
‫ِبالْ َم ْع ُر ِ‬
‫وطلّقت قبل أن يتم الدخول بها ألو لم تُفرض لهم فريضة أي لم يحدد مهرها‪  ‬أما اآلية الثانية فهي في‬ ‫‪ ‬اآلية األولى هي في حالة المرأة المعقود عليها ُ‬
‫حالة المرأة التي ُعقد عليه ثم ُطلّقت وقد تم الدخول بها‪.‬‬
‫‪ C‬بها ولم يحصل بينهما مسيس فل ّما يدفع النفقة يكون هذا من باب‬ ‫ففي الحالة األولى الرجل طلّق المرأة لكنه لم يدخل بها ولم يستفد منها أو يتمتّع‬
‫كل حسب سعته لذا ُختمت اآلية بقوله تعالى (حقًا على المحسنين) بينما لو دخل عليها واختلى‬ ‫اإلحسان والقرآن الكريم لم يحدد القدر بل تركه مفتوحًا ُ‬
‫بهاوحدث المسيس وخدمته وأسعدته ثم طلّقها فيدفع لهاولولم يدفع لها سيدخل النارلذا ختمت اآلية بـ(حقًا على المتقين) الذين يتّقون العذاب يوم القيامة‪.‬‬
‫وهذا يدل على ا‪ ،‬البناء القرآني متماسك في اللفظ‪.‬‬
‫كلمة حقاّ تعني حق حققه القرآن للمرأة وليس ألحد أن يتجاوزه وال تقول المرأة ال أريده إنما تأخذه وتتصدق به إن شاءت‪.‬‬
‫آية (‪:)237‬‬
‫*مامعنى (أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح)؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫ون أَ ْو‬
‫ضتُ ْم إِلَّا أَ ْن َي ْع ُف َ‬
‫ف َما َف َر ْ‬ ‫يض ًة َفن ْ‬
‫ِص ُ‬ ‫ضتُ ْم لَ ُه َّن َف ِر َ‬ ‫ْل أَ ْن َت َم ُّسوه َّ‬
‫ُن َو َق ْد َف َر ْ‬ ‫ِن َقب ِ‬ ‫ُن م ْ‬ ‫‪ ‬معنى أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح في قوله تعالى ( َوإِ ْن َطلَّ ْقتُ ُموه َّ‬
‫ير (‪))237‬؟‬ ‫صٌ‬ ‫ون َب ِ‬ ‫ض َل َب ْي َن ُك ْم إِ َّن اللَّ َه ِب َما َت ْع َملُ َ‬‫اح َوأَ ْن َت ْع ُفوا أَ ْق َر ُب لِلتَّ ْق َوى َولَا َت ْن َس ُوا الْ َف ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ‬
‫َي ْعف َو الذِي ِب َي ِد ِه ُعق َد ُة النِّ َك ِ‬
‫وحدد مهرها فلها نصف المهر المس ّمى وهناك استثناء وهو أن تعفو‬ ‫‪ ‬هذه اآلية في حالة طالق الرجل للمرأة المعقود عليها لكن لم يتم المسيس بها ُ‬
‫ولي المرأة أما‬ ‫المرأة (إال أن يعفون) أما قوله تعالى (أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح) فاختلف فيها المفسرون فقال بعضهم أن الذي بيده عقدة النكاح هو ّ‬
‫البعض اآلخر فقال أن الذي بيده عقدة النكاح هو الرجل المطلِّق وهذا يوازن المعى في اآلية أكثر ألن الزوج هو بيده عقدة النكاح (وبدون إيجاب‬
‫وقبول ال يكون هناك عقدة نكاح) ومعنى أن يعفو الذي بيده عقدة النكاح أو الزوج كما قلنا هو أن يعفو الزوج المطلِّق عن النصف الثاني من المهمر‬
‫المس ّمى ويعطي المرأة المطلَّقة كامل المهر فيكون شهمًا كريمًا معها واهلل تعالى سيكافئه على ذلك إن شاء اهلل‪ .‬واهلل تعالى يقول ( َوأَ ْن َت ْع ُفوا أَ ْق َر ُب‬
‫لِلتَّ ْق َوى) فالقرآن انتصر لصالح الزوجة فلو عفى الزوج يكون أفضل فالخطاب في قوله (أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح) هو للمطلِّقين وليس للمطلقات‪.‬‬
‫واألنسب أن يعفو الزوج إذا أراد أن يكون من األتقياء يوم القيامة ألن الزوج يعمل وسيحصل على مال غيره أما الزوجة فهي التي تحتاج لمن‬
‫يع ّوضها ويؤنسها ويجبر خاطرها‪.‬‬
‫ْ‬
‫ون ق ِل ال َعف َو) أي أنفقوا من‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وكلمة العفو هي من األفاظ المستحبة في الشريعة وهي تعني ما زاد على الشيء كما في قوله تعالى ( َو َي ْسألونَك َماذا يُن ِفق َ‬
‫المال الزائد عن حاجتكم‪.‬‬
‫وال تنسوا الفضل بينكم‪ :‬الفضل هو الزيادة أي ال تكونوا دقيقين في الحساب‪.‬‬
‫آية (‪:)238‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)98‬‬
‫*قال تعالى (حافظوا* على الصلوات والصالة الوسطى) اآلية تحث على الصالة وقد* توسطت آيات الطالق والوفاة فما داللة هذا؟‬
‫( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫أقول واهلل أعلم أن المشكالت بين الزوجين وأحداث الطالق أو الوفاة قد تؤدي إلى أن يحيف أحد الزوجين على اآلخر وقد يؤدي هذا إلى ظلم اآلخر‬
‫والصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر فأمر اهلل تعالى بالصالة حتى ال يحيف أحدهما أو يظلم اآلخر ويذ ّكره بالعبادة‪ .‬وقد ينتصر أحد الزوجين لنفسه فأمره‬
‫اهلل تعالى بالصالة حتى ال يقع في ذلك‪ .‬ونذكر أن اهلل تعالى أمر بالصالة في أحداث أكبر من ذلك عند فقد األمن وفي حالة الخوف أمر تعالى بالصالة أيضًا‬
‫ين َكانُوا لَ ُك ْم َعد ًّ‬
‫ُوا ُم ِبي ًنا (‪ )101‬النساء)‪ .‬وكذلك‬ ‫ِر َ‬ ‫الصلَا ِة إِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَ ْن َي ْف ِت َن ُك ُم الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُروا إِ َّن الْ َكاف ِ‬ ‫ِن َّ‬ ‫َاح أَ ْن َت ْق ُ‬
‫ص ُروا م َ‬ ‫ْس َعلَ ْي ُك ْم ُجن ٌ‬ ‫ض َر ْبتُ ْم فِي الْأَ ْر ِ‬
‫ض َفلَي َ‬ ‫( َوإِ َذا َ‬
‫ال حتى ال ينشغل الزوجين بالمشكالت العائلية عن الصالة فيتركوها والثاني لئال يحيف أحده ما على اآلخر‬ ‫األمر بالصالة بين آيات الطالق لها سببين أو ً‬
‫وا هّلِل ِ قَانِتِينَ (‪ )238‬البقرة) اعترضت آيات أحكام الطالق فما غاية هذا‬
‫صالَ ِة ْال ُو ْسطَى َوقُو ُم ْ‬ ‫صلَ َوا ِ‬
‫ت وال َّ‬ ‫*( َحافِظُ ْ‬
‫وا َعلَى ال َّ‬
‫االعتراض؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ض َل َب ْي َن ُك ْم (‪ ))237‬وهذه دعوة من اهلل سبحانه وتعالى إلى‬‫نس ُو ْا ْال َف ْ‬ ‫(وأَن َت ْع ُفو ْا أَ ْق َر ُب ل َّ‬
‫ِلت ْق َوى َو َ‬
‫ال َت َ‬ ‫لو نظرت إلى اآلية قبلها لرأيت أنها ختمت بقوله تعالى َ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وج ِبلت على طبع الش ّح دلنا اهلل تعالى على ُخلق ناجع ووصف لنا دوائين‪ :‬األول‬ ‫ُخلُق حميد وهو العفو عن الحقوق وبما أن النفس ُجِبلت على ضرائب اللؤم ُ‬
‫‪ C‬ويصيّر عدوك صديقًا‪ ،‬والثاني دواء روحاني وهو الصالة فهي تنهى عن‬ ‫يقرب منك البعيد‬ ‫دنيوي فقال (وال تنسوا الفضل بينكم) فأرشدنا إلى أن العفو ّ‬
‫الفحشاء والمنكر‪.‬‬
‫*لماذا وردت آية الحفاظ على الصالة بين آيات الطالق؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫الصلَا ِة الْ ُو ْس َطى َو ُقو ُموا لِلَّ ِه َقا ِنت َ‬
‫ِين (‪))238‬‬ ‫ات َو َّ‬ ‫الصلَ َو ِ‬
‫ِظوا َعلَى َّ‬ ‫(حاف ُ‬‫قال تعالى في سورة البقرة َ‬
‫العلماء وقفوا متعجبين لماذا ذكرت الصالة والحفاظ عليها بين آيات األحوال الشخصية واألقوال اختلفت بين‪:‬‬
‫‪ C‬خاطب أن يتحرى أنه ال يضيع الصالة أو رب العالمين من قلبه ألنه‬ ‫أب يتقدم البنته‬ ‫أن الذي ال يحافظ على صالته لن يحفظ زوجته وهذه اشارة لكل ٍ‬
‫بهذا يطمئن أن هذا الرجل لن يضيّع ابنته‪ .‬قال عمر بن الخطاب‪ :‬إذا كان المرء للصالة مضيّعًا فلغيرها أضيع‪ .‬فمن ليس فيه خير لربّه فكيف يكون‬
‫فيه خير لغيره؟‬
‫وبعض العلماء يقولون إنها جملة اعتراضية‪.‬‬
‫الحث على الصالة في سورة البقرة ثالث مرات‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ولقد وردت آية‬
‫ِين (‪ ))45‬بين آيات خطاب بني اسرائيل‪.‬‬ ‫اشع َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫يرة إِلا َعلى ال َخ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الصلا ِة َوإِن َها لك ِب َ‬ ‫ْر َو َّ‬ ‫الصب ِ‬ ‫ُ‬
‫اس َتعِينوا ِب َّ‬ ‫‪َ ( .1‬و ْ‬
‫ين (‪ ))153‬بين آيات‪ ‬‬ ‫الصلَا ِة إِ َّن اللَّ َه َم َع َّ‬
‫الصا ِب ِر َ‬ ‫ْر َو َّ‬ ‫ب‬‫الص‬
‫َّ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ِي‬
‫ع‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫اس‬
‫ْ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫آ‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ذ‬‫َّ‬
‫ال‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫‪َ ( .2‬يا أ‬
‫ِ‬
‫ِين (‪ ))238‬بين آيات األحوال الشخصية ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الصلا ِة ال ُو ْسطى َوقو ُموا لِل ِه قا ِنت َ‬ ‫َ‬ ‫ات َو َّ‬ ‫َ‬
‫الصل َو ِ‬ ‫َ‬
‫(حافِظوا َعلى َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ .3‬‬
‫يصر القرآن على وضع الصالة بين هذه اآليات؟ هذا له معنى واحد وهو أنه لن تقوم لإلنسان عالقة باهلل تعالى إال عن طريق الصالة ألن‬ ‫ّ‬ ‫فلماذا‬
‫الصالة‪:‬‬
‫‪ .1‬الصالة تعلّم االنسان على االنضباط والله تعالى يريد أن يتعلم الناس االنضباط في حياتهم الزوجية قال قيام لهذا االنضباط إال‬
‫باالنضباط في الصالة‪.‬‬
‫‪ .2‬أُمِر االنسان بالمحافظة عليها فالذي يحافظ عليها سيحافظ على زوجته‪.‬‬
‫‪ .3‬الصالة بركة تمأل المكان والعقل والجسد واهلل تعالى يريد للجسدين المتقاربين أي الزوج والوزجة أن تع ّمهما بركة الصالة‪.‬‬
‫‪ C‬وربّه وعقدة الزواج عالقة بين ثالثة أطراف ‪ :‬اهلل تعالى والزوج والزوجة‪.‬‬ ‫صلة بين العبد‬ ‫‪ .4‬الصالة ِ‬
‫‪ .5‬الصالة فيها خشوع واهلل تعالى يريد أن ال يتجبّر الزوج على زوجته‪.‬‬
‫‪ .6‬الصالة فيها خضوع واهلل تعالى يريد من الزوجة أن تخضع لزوجها‪.‬‬
‫‪ .7‬الصالة فيها استغفار واهلل تعالى يريد لكل من الزوجين أن يغفر لآلخر‪.‬‬
‫فالصالة إذن فيها كل شيء وحياة زوجية بال صالة ال خير فيها ويجب أن تكون العالقة بين الزوجين مبنية على الدين والصالة هي أساس الدين‬
‫رحم اهلل امرأة قامت إلى زوجها فأيقظته فتأبّى‬ ‫وعالقة بدون صالة يعني عالقة بدون طهارة وعالقة فيها بُعد عن اهلل تعالى‪ .‬وفي الحديث الشريف‪ِ " :‬‬
‫عليها فنضحت وجهه بالماء فباتا الليلة وقد غفر اهلل لهما"‪.‬‬
‫األسر إلى أنه من أراد أن‬ ‫فيجب العودة إلى اهلل تعالى حتى تعود البركة على حياة الناس‪ .‬واهلل تعالى في آية المحافظة على الصالة يلفت نظرنا ويرشد ُ‬
‫يبارك اهلل تعالى في حياته فعليه بالمحافظة على الصالة وهل الذي يمشي مكبًّا على وجهه أهدى أم الذي يمشي سويًا على صراط مستقيم؟ (أَ َف َم ْن َي ْم ِشي‬
‫ِيم (‪ )22‬الملك)‬ ‫اط ُم ْس َتق ٍ‬‫ص َر ٍ‬ ‫ُمكِبًّا َعلَى َو ْج ِه ِه أَ ْهدَى أَ َّم ْن َي ْم ِشي َس ِويًّا َعلَى ِ‬
‫ولقد ُشبّهت الصالة بعمود الخيمة " الصالة عماد الدين" وفي رواية أخرى " الصالة عمود الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين"‬
‫"العهد الذي بيننا وبينهم الصالة فمن تركها فقد كفر" والعلماء انقسموا في ُحكم تارك الصالة فمنهم من قال من تركها متع ّمدًا منكرًا لها فقد كفر أما من‬
‫ال فهو فاسق وسواء كان فاسقًا أو كافرًا فكالهما في خطر‪ .‬وعلى االنسان أن ال يس ّوف ويبادر إلى الصالة ألننا بغيرها نكون بال قيمة‬ ‫تركها متكاس ً‬
‫فهي التي تحفظنا‪.‬‬
‫جمع الصلوات (حافظوا على الصلوات) وإفرادها (والصالة الوسطى)‬
‫الصالة أهم ركن ولها ثالثة أحوال وعلى هذه األحوال يترتب العقاب‪:‬‬
‫ِين فِي َها أَ ْح َقابًا (‪ )23‬لَا‬
‫ين َمآَبًا (‪ )22‬لَا ِبث َ‬ ‫اغ َ‬ ‫صادًا (‪ )21‬ل َّ‬
‫ِلط ِ‬ ‫ِر َ‬ ‫شخص غير معترف بالصالة ُحكمه كافر خارج عن المِلّة عقابه جهنم (إِ َّن َج َهنَّ َم َكان ْ‬
‫َت م ْ‬
‫ِذابًا (‪ )28‬النبأ)‬ ‫ون فِي َها َب ْردًا َولَا َش َرابًا (‪ )24‬إِلَّا َحمِي ًما َو َغ َّس ًاقا (‪َ )25‬ج َزا ًء ِو َف ًاقا (‪ )26‬إِنَّ ُه ْم َكانُوا لَا َي ْر ُج َ‬
‫ون ِح َسابًا (‪َ )27‬و َك َّذبُوا ِبآَ َيا ِتنَا ك َّ‬ ‫وق َ‬‫َي ُذ ُ‬
‫ِن‬
‫َك م َ‬‫شخص معترف بالصالة لكنه متكاسل عنها ُحكمه فاسق أو عاصي وعقابه في اآلخرة سقر وهو واد في جهنم ( َما َسلَ َك ُك ْم فِي َس َق َر (‪َ )42‬قالُوا لَ ْم ن ُ‬
‫ين (‪ )43‬المدثر)‬ ‫صلِّ َ‬‫الْ ُم َ‬
‫شخص يصلي ويسهى ويصلي فرضًا ويترك آخر أو يجمع كل الصلوات في وقت واحد أو يؤديها متقطعة عقابه في اآلخرة ويل وهو واد في جهنم‬
‫ون (‪ )5‬الماعون)‪.‬‬ ‫صلَا ِت ِه ْم َسا ُه َ‬ ‫ين (‪ )4‬الَّذ َ‬
‫ِين ُه ْم َع ْن َ‬ ‫صلِّ َ‬ ‫ْل لِلْ ُم َ‬
‫( َف َوي ٌ‬
‫فترك الصالة عاقبته وخيمة وأمره خطير جدًا والرسول ‪ ‬لن يشفع يوم القيامة لتارك الصالة وإنما سيشفع لمن استحق الشفاعة ولن تنفع تارك الصالة‬
‫‪ C‬عن التسويف ألن‬ ‫ِين (‪ ))48‬فعلى كل تارك للصالة أن يبادر ويسارع بالتوبة ويبتعد‬ ‫اع ُة َّ‬
‫الشا ِفع َ‬ ‫شفاعة الشهداء والصديقين والصالحين ( َف َما َت ْن َف ُع ُه ْم َش َف َ‬
‫األمر في منتهى الخطورة "اغتنموا خمسًا قبل خمس‪ :‬صحتك قبل مرضك‪ ،‬حياتك قبل موتك‪ ،‬فالغك قبل شغلك‪ ،‬شبابك قبل هرمك‪ ،‬دنياك قبل آخرتك"‬
‫والناس يوم القيامة ستندم على ساعة مرت عليهم لم يذكروا اهلل تعالى أو يقوموا بعبادة هلل أو يتنافسوا في طاعة اهلل وفي الحديث عن رسول اهلل ‪ "‬ما‬
‫‪ C‬يا رسول اهلل؟ قال يندم المسيء على إساءته ويندم المحسن على أنه لم يستزد من إحسانه"‪ .‬ويقول تعالى في‬ ‫من أحد مات إال ندم قالوا وما ندامته‬
‫الحديث القدسي ‪ " :‬يا ابن آدم خلقتك بيدي وربّيتك بنعمتي وأنت تهجرني وتعصيني فإن هجرتني وعصيتني حلمت عليك حتى تتوب إلغن تبت إلي‬
‫قبلتك فإن قبلتك غفرت لك فإن غفرت لك أدخلتك الجنة وأنجيتك من النار فمن أين تجد لك ربًا مثلي وأنا الغفور الرحيم"‪.‬‬
‫الذي ال يصلي ال يؤتمن على زوجته وعائلته وأوالده‪.‬‬
‫*ما داللة قوله تعالى ( الصالة الوسطى*)؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫(حافظوا على الصلوات والصالة الوسطى) سورة البقرة آية ‪،238‬بلغ عدد تفسيرات العلماء لمعنى الصالة الوسطى حوالي ‪ 32‬تفسيرًا منهم من قال‬
‫أنها صالة العصر ومنهم من قال الجمعة ومنهم من قال أنها صالة كانت مفروضة سابقًا وهناك مدرستين في التفسير مدرسة أهل الفقهاء ومدرسة أهل‬
‫الحديث فالفقهاء قالوا أنه صالة الفجر مستندين إلى حديث عن السيدة عائشة رضي اهلل عنها وأهل الحديث يقولون إنها صالة العصر مستندين إلى قول‬
‫النبي ‪ ‬في غزوة بني قريظة "شغلونا عن صالتنا الوسطى" إنما يوجد رأي آخر يقول إن الصحابة لم يسألوا عن هذه اآلية فاعتبروا أن كل صالة هي‬
‫صالة وسطى فهؤالء سمعوا وفهموا وطبّقوا بدون اعتراض وال جدل‪ .‬وبعض العلماء يقولون أنه بما أن عدد الصلوات في اليوم خمسة واهلل تعالى‬
‫يقلّب الليل والنهار أي أنه ال توجد نقطة ابتداء أو انتهاء كالدائرة فتكون صىة الفجر هي الوسطى بين العشاء والظهر (أي الليل والنهار) والظهر‬
‫وسطى بين طرفي النهار (الصبح والعصر) والعصر وسطى بين وقتي الليل والمغرب وسطى بين طرفي الليل والعشاء وسطى هذا من حيث الترتيب‬
‫والجبن والكرم‬
‫وبعض الناس قالوا وسطى من حيث الوصف فهي تفيد األفضلية والخيرية والفضيلة هي وسط بيم رذيلتين فالشجاعة فضيلة بين التهور ُ‬
‫‪ C‬وسط بين االفراط والتفريط ولهذا قال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) فالوسطية تركز للفضيلة فالصالة‬ ‫فضيلة بين االسراف والبخل والتدين‬
‫الوسطى هي الصالة الفاضلة‪.‬‬
‫وفريق آخر من العلماء قال أها صالة أخفاها اهلل تعالى لفضيلة خاصة تتحرك بين الصلوات حرص اهلل تعالى على إخفائها حتى يتحرك الناس‬
‫ويحافظوا على الصلوات كلها كما أخفى تعالى إسمه األعظم حتى ال يترك الناس باقي أسمائه الحسنى وكما أخفى ليلة القدر حتى يجتهد الناس في كل‬
‫ليالي رمضان وكما أخفى ساعة االستجابة في يوم الجمعة حتى يتحرك الناس بالعبادة والدعاء طوال اليوم‪ .‬فأخفى اهلل تعالى هذه الصالة ألنها تنتقل‬
‫‪ C‬بين األوقات فقد تكون الصبح اليوم والعصر في الغد وهكذا حتى ينتظم االنسان في صالته كلها فيكون من السعداء والعتقاء من النار يوم‬ ‫وتتعدد‬
‫القيامة‪.‬‬
‫فريق آخر قال أن اآلية فيها جمع وإفراد فهي تدل على الفروض (الصالة) والنوافل (الصلوات) ‪.‬‬
‫آية (‪:)239‬‬
‫ُوا هّللا َ َك َما عَلَّ َم ُكم َّما لَ ْم تَ ُكونُ ْ*‬
‫وا تَ ْعلَ ُمونَ (‬ ‫إن ِخ ْفتُ ْم فَ ِر َجاالً َأوْ ُر ْكبَانًا* فَِإ َذا َأ ِمنتُ ْم فَ ْاذ ُكر ْ*‬
‫*ما الفرق فين إستعمال إذا وإن فى قوله تعالى (فَ ْ‬
‫‪ )239‬البقرة)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫تأمل هذا اللفظ اإللهي وانظر كيف يسوق لك األمان واالطمئنان‪ ،‬ألم تر كيف جاء ربنا باألمن بـ (إذا) فقال (فإذا أمنتم) وجاء بالخوف بـ (إن) (فإن‬
‫خفتم)؟ فهذا بشارة لنا نحن المسلمين بأن النصر واألمن سيكون لنا مهما طال أمر الفزع والخوف ولكن من أين نفهم هذا المعنى؟ نفهمه من استعمال (إن)‬
‫و(إذا) في اآلية‪ .‬فـ (إن) تستعمل في الشك والتقليل فأدخلها ربنا تعالى على الخوف وتستعمل (إذا) لليقين والقطع فاستعملها ربنا مع األمن‪.‬‬
‫آية (‪:)240‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)234‬‬
‫آية (‪:)242‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)187‬‬
‫آية (‪:)243‬‬
‫*ما الفرق بين (ولكن أكثر الناس ال يشكرون)و(ولكن أكثرهم ال يشكرون)؟ (د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ون ﴿‪﴾60‬‬ ‫ِن أَ ْك َث َر ُه ْم لَا َي ْش ُك ُر َ‬
‫(ولَك َّ‬
‫ون (‪ )243‬البقرة) ومرة يقول َ‬ ‫ال َي ْش ُك ُر َ‬ ‫اس َ‬ ‫ِن أَ ْك َث َر َّ‬
‫الن ِ‬ ‫رب العالمين دائمًا يتكلم عن نعمه أو أفضاله على الناس ( َولَك َّ‬
‫فضل عليك تقول هذا‬ ‫ٍ‬ ‫يونس) ‪ ،‬في حياتنا اليومية عندما يكون هنالك شخص تحترمه أو من أقاربك المحترمين أبوك عمك خالك تحترمه أو تحبه أو ذو‬
‫عمي فالن أو جاء عمي فالن وراح عمي فالن فأكثر من مرة تذكر اسمه وإذا شخص مهين أو تحتقره أو ال شأن له تقول هذا واهلل هذا راح وهذا جاء‬
‫ون) صح أنهم ال يشكرون ولكنهم عباده‬ ‫ال َي ْش ُك ُر َ‬ ‫اس َ‬ ‫ِن أَ ْك َث َر النَّ ِ‬
‫فتشير له بعدم اكتراث‪ .‬فرب العالمين أحيانًا حين يتكلم عن عباده الصالحين يقول ( َولَك َّ‬
‫وقليل منا من يحسنها‪ ،‬الشكر‬ ‫ٌ‬ ‫مؤمنين باهلل وموحدون طيبون كرماء لكن عندهم أخطاء وطبيعة شكرهم هلل ليست واضحة‪ ،‬عبادة الشكر من أعظم العبادات‬
‫وقليل فأنت لست من القليل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ور ﴿‪ ﴾13‬سبأ)‬ ‫الش ُك ُ‬
‫ِي َّ‬ ‫ِن ِع َباد َ‬ ‫هذا باب هائل اهلل قال ( َو َقل ٌ‬
‫ِيل م ْ‬
‫ِن أَ ْك َث َر النَّ ِ‬
‫اس‬ ‫اس َولَك َّ‬
‫ض ٍل َعلَى النَّ ِ‬ ‫ال لَ ُه ُم اللَّ ُه ُموتُوا ثُ َّم أَ ْح َيا ُه ْم إِ َّن اللَّ َه لَ ُذو َف ْ‬‫وف َح َذ َر الْ َم ْو ِت َف َق َ‬‫ار ِه ْم َو ُه ْم أُلُ ٌ‬ ‫رب العالمين يقول (أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذ َ‬
‫ِين َخ َر ُجوا م ْ‬
‫ِن ِد َي ِ‬
‫اس) وهؤالء ناس وكلمة ناس عند العرب أي وجهاء الناس‬ ‫ِن أَ ْك َث َر النَّ ِ‬‫ون ﴿‪ ﴾243‬البقرة) هؤالء ناس مسلمين مؤمنين موحدون‪ .‬حينئ ٍذ قال ( َولَك َّ‬ ‫لَا َي ْش ُك ُر َ‬
‫ولهذا لما صارت معركة بدر والمسلمون قتلوا وجهاء قريش فواحد من المسلمين فرح بهذا االنتصار العظيم قال لقد ذبحنا خرافًا فالنبي قال له يا بني إنهم‬
‫الناس فهؤالء وجهاء القوم‪ .‬فرب العالمين لما تكلم عن عباده الضالين عندهم أخطاء لكنهم عباده فهو مؤمن موحد هلل عز وجل كحالنا جميعًا لكن إذا تكلم‬
‫ين َولَا‬ ‫ِن َه َذا الَّذِي ُه َو َم ِه ٌ‬ ‫ْر م ْ‬ ‫ِن أَ ْك َث َر ُه ْم) منهم هؤالء المشركين فكلما رب العالمين استعمل وانظر إلى الذي قاله فرعون (أَ ْم أَنَا َخي ٌ‬ ‫عن ناس كفرة قال ( َولَك َّ‬
‫ين) وحتى إبليس قال (أَ َرأَ ْي َت َك َه َذا الَّذِي َك َّر ْم َت َعلَ َّي ﴿‬ ‫ِن َه َذا الَّذِي ُه َو َم ِه ٌ‬ ‫ْر م ْ‬‫ين ﴿‪ ﴾52‬الزخرف) موسى من أولي العزم يقول فرعون عنه (أَنَا َخي ٌ‬ ‫َي َكا ُد يُ ِب ُ‬
‫ِن أَ ْك َث َر‬
‫‪ ﴾62‬اإلسراء) على آدم فكلمة هذا وهم الضمائر تستخدم للشخص الذي ال يعجبك يعني تستهين به‪ .‬فحينئ ٍذ إذا كان الحديث عمن يحبهم اهلل قال ( َولَك َّ‬
‫ِن أَ ْك َث َر ُه ْم) من هؤالء الناس الذي أنت ال تريد أن تذكرهم وهذا شأن العباد‬ ‫(ولَك َّ‬
‫اس) وهؤالء ولوال ال يشكرون ولكن اهلل يحبهم ألنهم موحدين أما إذا قال َ‬ ‫النَّ ِ‬
‫جميعًا في مثل هذه القضية‪.‬‬
‫*في بعض اآليات الخطاب للرسول صلى هللا عليه وسلم بصيغة (ألم تر) والرسول* لم يراها فما داللة هذا الخطاب؟( د‪.‬فاضل‬
‫السامرائى)‬
‫‪ C‬األول‪ :‬السؤال عن الرؤية البصرية والرؤية القلبية‪ ،‬ألم تر خالدًا اليوم؟ ألم تر األمر كما أراه؟‪ ،‬هذا معنى‪ ،‬والمعنى‬ ‫(ألم تر) في اللغة العربية تأتي بمعنيين‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫اآلخر معناها ألم تعلم ألم ينتهي علمك؟ للتعجيب‪ .‬هذه الصيغة تأتي للتعجيب سواء رآه أو لم يسبق له رؤيته‪ .‬إذن هي للتعجيب مثل (أ َولَ ْم َي َر ْوا إِلَى الطي ِ‬
‫ْر‬
‫ُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ات (‪ )19‬الملك) ألم تعجب من هذا؟ ألم تعجب مما يفعله الرحمن؟ هم يرون‪( .‬أَ َولَ ْم َي َر ْوا إِلَى الْأَ ْر ِ‬ ‫ص َّاف ٍ‬ ‫َف ْو َق ُه ْم َ‬
‫ض َك ْم أن َب ْتنَا فِي َها مِن كل َز ْو ٍج َك ِر ٍ‬
‫يم (‪)7‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الشعراء) هذه رؤيا مشاهدة لكن فيها تعجيب‪( .‬أل ْم َت َر إِلى الذ َ‬
‫ار ِه ْم َو ُه ْم ألوف َحذ َر ال َم ْو ِت (‪ )243‬البقرة) ألم ينتهي علمك؟ ألم تسمع‬ ‫ِين َخ َر ُجوا مِن ِد َي ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اهي َم فِي ِربِّ ِه أ ْن آتا ُه اللُهّ ال ُملك (‪)258‬البقرة) إقرأ الحوار بينهم أال تعجب من هذا المتكبر وكيف كان‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫منهم؟ أال تتعجب من أولئك؟ (أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذِي َح َّ‬
‫آج إِب َ‬
‫يعجبه من الحالة التي‬ ‫يحاوره إبراهيم؟‪ .‬هذا التركيب في العربية له داللتان (ألم تر إلى) إما الرؤية البصرية أو القلبية وإما ألم ينتهي علمك؟ ألم تعجب؟ ّ‬
‫َ‬
‫وسى (‪ )246‬البقرة) هي للتعجيب والقصد منها التعجيب يلفت نظر السامع الذي يحدثه والمخاطب إلى‬ ‫إل مِن َبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫ِيل مِن َب ْع ِد ُم َ‬ ‫يذكرها (ألَ ْم َت َر إِلَى الْ َم ِ‬
‫أمر يدعو إلى التأمل والعجب من الحالة أو من قدرة اهلل أو ما إلى ذلك‪.‬‬
‫* ما الفرق بين آآلف وألوف* (وهم ألوف) في القرآن؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫آآلف من أوزان القِلّة‪ ،‬جمع قلة‪( .‬أفعال) من أوزان ال ِقلُعفأ ‪:‬ةّل‪ ،‬أفعال‪ ،‬أفعِلة‪ ،‬فِعلة‪ .‬من أوزان القِلّة وألوف من الكثرة‪ .‬لذلك قال ربنا سبحانه وتعالى (أَلَن‬
‫ِين (‪ )124‬آل عمران) ألن القلة من الثالثة إلى العشرة فإن تجاوزها دخل في الكثرة (أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫ف ِّم َن الْ َمآل ِئ َك ِة ُم َ‬
‫نزل َ‬ ‫ال َث ِة آ َ‬
‫ال ٍ‬ ‫َي ْكفِي ُك ْم أَن يُم َّ‬
‫ِد ُك ْم َربُّ ُكم ِب َث َ‬
‫وف َح َذ َر الْ َم ْو ِت (‪ )243‬البقرة) قال بعضهم قطعًا أكثر من عشرة آآلف وقسم أوصلهم إلى أربعين ألفًا‪ .‬آآلف إلى حد العشرة‬ ‫ار ِه ْم َو ُه ْم أُلُ ٌ‬ ‫َخ َر ُجواْ مِن ِد َي ِ‬
‫جمع قلة‪ ،‬ألوف ما تجاوز العشرة وهي جمع كثرة‪.‬‬
‫آية (‪:)245‬‬
‫يرةً َوهّللا ُ يَ ْقبِضُ َويَ ْب ُسطُ* َوِإلَ ْي ِه تُرْ َجعُونَ (‬
‫اعفَهُ لَهُ َأضْ َعافًا* َكثِ َ‬
‫ض ِ‬ ‫*في سورة البقرة قال تعالى ( َّمن َذا الَّ ِذي يُ ْق ِرضُ هّللا َ قَرْ ً‬
‫ضا* َح َسنًا فَيُ َ‬
‫‪ ))245‬وفى الحديد قال (فيضاعفه له وله أجر كريم) واختلفت خاتمة اآليات فما الفرق بين اآليتين؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال في سورة البقرة قال تعالى (فيضاعفة له أضعافًا كثيرة) وفي الحديد ذكر المضاعفة مع األجر (فيضاعفه له وله أجر كريم) زاد هنا باألجر الكريم وهو‬ ‫أو ً‬
‫الحسن البالغ الجودة‪ .‬في البقرة ما قال هكذا وقال فقط (أضعافًا كثيرة) هنا مكان األضعاف الكثيرة قال (فيضاعفه له وله أجر كريم) هذه زيادة‪ .‬الفرق في‬
‫البقرة ذكر الك ّم ولم يذكر الكيف (اضعافًا كثيرة) وفي الحديد ذكر الك ّم (فيضاعفه له) وذكر الكيف (وله أجر كريم) ذكر أمرين‪ .‬أما في البقرة فذكر الك ّم‬
‫فقط وفي الحديد ذكر الك ّم والكيف‪ :‬المضاعفة واألجر الكريم‪ .‬وذكرنا بأن سورة الحديد مطبوعة بطابع اإليمان واالنفاق‪ ،‬هذا أمر‪ .‬واألمر اآلخر أنه قال‬
‫ْس ُط) يقبض معناه يضيّق الرزق ويمسك هذا في الدنيا‪ .‬محتمل إذن الشخص يناله قبض أو بسط‪ ،‬صاحب المال محتمل أن‬ ‫في سورة البقرة ( َواللُهّ َي ْق ِب ُ‬
‫ض َو َيب ُ‬
‫يصيبه قبض فهذا الذي يصيبه القبض والتضييق في الرزق يحتاج إلى المال ولذلك لما قال تعالى يقبض ويبسط هذا محتاج إلى المال فقال (فيضاعفه له‬
‫أضعافًا كثيرة) فأنت أنفِق حتى ال يصيبك القبض وحتى يأتيك البسط‪ .‬هذا من باب تبصيره في األمر يقول له‪ :‬أنفِق حتى ال يصيبك القبض وحتى يُبسط لك‬
‫فقال (فيضاعفه له أضعافًا كثيرة) ألنه يحتاج إلى المال‪ .‬أما في سورة الحديد فليس فيها تهديد بالقبض أما في آية البقرة ففيها تهديد بالقبض فقال تعالى في‬
‫يل اللِهّ َك َم َث ِل َحبَّ ٍة أَن َب َت ْت َسب َ‬
‫ْع َسنَا ِب َل فِي ُكلِّ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُه ْم فِي َسِب ِ‬ ‫(م َث ُل الَّذ َ‬
‫ِين يُن ِف ُق َ‬ ‫الحديد (فيضاعفه له وله أجر كريم)‪ .‬وفي سورة البقرة قال تعالى في آية أخرى َّ‬
‫اس ٌع َعلِي ٌم (‪ )261‬البقرة) في مقام التكثير فناسب التكثير التكثير في السورة‪.‬‬ ‫ف لِ َمن َي َشاء َواللُهّ َو ِ‬‫اع ُ‬
‫ُض ِ‬ ‫ُسنبُلَ ٍة ِّم َئ ُة َحبَّ ٍة َواللُهّ ي َ‬
‫اعفَهُ لَهُ َأضْ َعافًا* َكثِي َرةً) فهل هناك قرض سيئ؟(ورتل* القرآن ترتيالً)‬
‫ض ِ‬ ‫* قال تعالى ( َّمن َذا الَّ ِذي يُ ْق ِرضُ هّللا َ قَرْ ً‬
‫ضا* َح َسنًا فَيُ َ‬
‫ّ‬
‫انظر كيف وصف اهلل سبحانه وتعالى القرض بالحسن ألن اهلل تعالى مطلع على القلوب وال يقبل اهلل تعالى إال المال الحالل الصرف وال يرضى بالمال إال‬
‫ّ‬
‫والمن‪.‬‬ ‫إذا كان نقيًا خالصًا من شوائب الرياء‬
‫*ما فائدة حسنا ً بعد قرضاً؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ذكرنا سابقًا القرض الحسن‪ .‬وللعِلم أنه لم يذكر القرض إال وصفه بالحسن في جميع القرآن‪ .‬ذكرنا في حينها ما المقصود بالقرض الحسن‪ :‬في الشخص أن‬
‫ال َت َي َّم ُمواْ الْ َخ ِب َ‬
‫يث ِم ْن ُه‬ ‫(و َ‬
‫من‪ ،‬عن طيب نفس وبشاشة وجه‪ ،‬وفي المال ينبغي أن يكون في المال الحالل الطيب الكريم وأن ال يبتغي الخبيث َ‬ ‫يكون من دون ٍّ‬
‫المقرض وصفات في المال‬ ‫ون (‪ )267‬البقرة) ثم في الجهة أن يتحرى أفضل الجهات‪ ،‬هذا القرض الحسن‪ .‬القرض الحسن يكون له صفات في ِ‬ ‫تُن ِف ُق َ‬
‫من ويكون في أفضل الجهات التي فيها نفع للمسلمين ولذلك ال‬ ‫وصفات في الجهة‪ ،‬هذا هو القرض الحسن يكون من كريم المال وحالله ويكون من دون ّ‬
‫تجد في القرآن إال وصفه بالحسن‪ ،‬القرض بالذات‪ .‬أيضًا ال تجد القرض إال هلل‪ .‬الصدقة أطلقها لكن القرض لم يأت إال قرضًا حسنًا ومع اهلل تعالى‬
‫(أقرضوا اهلل قرضًا حسنًا) حتى يفرق بين القرض الذي هو في المعامالت والقرض الذي هو عبادة مع اهلل‪ .‬هنا اإلقراض قد يكون بين الناس في‬
‫المعامالت وهنا المقصود العبادات ولذلك دائمًا يقول وأقرضوا اهلل‪ .‬لو قال أقرضوا لم تختص بالعبادة وإنما بالمعاملة بين الناس ولذلك الصدقة دائمًا عبادة‬
‫أما اإلقراض فليس دائمًا عبادة فقد يكون في المعاملة والتعامل بين الناس ليس له عالقة بالعبادة‪ .‬ولذلك في القرآن هنالك أمران أنه وصف القرض بالحسن‬
‫‪ C‬أنه حسن وأنه هلل تعالى فقط ولهذا ثوابه من اهلل عز وجل يضاعف له‪.‬‬ ‫واآلخر أنه هلل تعالى‪ .‬هذان األمران في جميع القرآن لم يرد اإلقراض إال بهذين‬
‫* ما اللمسة البيانية في قوله تعالى (قرضا ً حسناً) ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫قسم ذهب إلى أن الصدقة غير القرض‪ .‬قسم قال القرض هو تطوع والصدقة في الواجب‪ .‬ربنا تعالى س ّمى الزكاة صدقة لكن هي ليست مقصورة على‬
‫الزكاة وإنما هي عبادة عامة (المال) ومنها الزكاة ‪ ‬لكن قسم من الصدقة هو فروض كصدقة الفطر وبعض الصدقات كالكفارات هذه فروض والزكاة‬
‫فرض‪ .‬فقسم قال اإلقراض المذكور هو من باب التطوع وال يدخل في باب الفروض‪ .‬المصدّقين قد يدخل فيها الفرض‪ .‬وقسم قال القرض هو أع ّم من‬
‫الصدقة يدخل في الفروض وغير الفروض‪ .‬فإذا كان األمر كذلك فهو من باب عطف العام على الخاص إذا كان القرض هو أعم من الصدقة (ما كان‬
‫تطوعًا وغير تطوع) أي الصدقة في عمومها يصير أعم من الصدقة فعند ذلك إذا كان األمر كذلك أي إذا كان القرض عموم الصدقة فتكون أعم من‬
‫الصدقة فيكون من باب عطف العام على الخاص‪ .‬وقسم يقول ال هي تطوع الصدقة هي في الفروض والقرض هو في التطوع والذي يبدو لي ‪ -‬واهلل‬
‫أعلم‪ -‬أن القرض في التطوع ويختلف عن الصدقة بدليل أنه فيما أظن أن القرض هو في صدقة التطوع نالحظ أن القرآن الكريم يذكر القرض الحسن بعد‬
‫ضا َح َس ًنا (‪)12‬‬ ‫الز َكا َة َوآ َمنتُم ِب ُر ُسلِي َو َع َّز ْرتُ ُمو ُه ْم َوأَ ْق َر ْ‬
‫ضتُ ُم اللَهّ َق ْر ً‬ ‫ال َة َوآ َت ْيتُ ُم َّ‬ ‫ِن أَ َق ْمتُ ُم َّ‬
‫الص َ‬ ‫الزكاة في مواطن وقد يأمر به بعد األمر بالزكاة كما في قوله (لَئ ْ‬
‫ضوا اللَّ َه‬ ‫الز َكا َة َوأَ ْق ِر ُ‬
‫الصلَا َة َوآتُوا َّ‬‫المائدة) ذكر الزكاة ثم ذكر القرض الحسن‪ ،‬الزكاة فرض فقال بعدها (وأقرضتم اهلل)‪ .‬وفي آية أخرى قال تعالى ( َوأَقِي ُموا َّ‬
‫ضا َح َس ًنا (‪ )20‬المزمل) هذا أمر‪ .‬يبدو لي أنه لما عطفها على الزكاة والزكاة فرض صار القرض من باب التطوع‪ ،‬من باب المندوبات وليس كل‬ ‫َق ْر ً‬
‫المندوبات فروض لكن علمنا أن الزكاة فرض وعطفها على الزكاة فال يأخذ نفس الحكم ألنه ليس بالضرورة أن يأخذ المعطوف نفس الحكم خاصة في‬
‫المندوبات فقد يكون عطف مندوب على فرض‪.‬‬
‫‪ C‬القرض إعطاء مال ويتوقع إسترداده أما الزكاة فال تُردّ‪ .‬لما قال‬ ‫قرض ليس ملزمًا باإلقراض‪ .‬القرض في اللغة إعطاء مال تحديدًا‪.‬‬ ‫ثم تسميته (قرض) ال ُم ِ‬
‫ُقرض شخصًا المفروض أن يرد عليه قرضه‪ .‬لذلك لما قال تعالى (من ذا الذي يقرض اهلل) رب‬ ‫المقرض عندما ي ِ‬ ‫المصدقين والمصدقات الصدقة ال تُردّ‪ِ ،‬‬
‫المقرض ليس ملزمًا باإلقراض إذا أردت االقتراض من أحد فهو ليس ملزمًا بإقراضك‬ ‫العالمين سيرده عليه بأضعاف كثيرة (فيضاعفه له)‪ .‬تسميته قرضًا ِ‬
‫فلما قال ربنا (قرض) معناه أنه ليس ملزمًا‪ ،‬معناه أنه من باب التطوع‪ .‬وبخالف التصدق ألن منه ما يلزم‪ .‬وقال تعالى في أكثر من موضع (من ذا الذي‬
‫يقرض اهلل قرضًا حسنًا) كأنه من باب الترغيب‪ .‬فتسميته قرض توحي واهلل أعلم بأنه ليس من باب الفروض وحتى طبيعة قوله تعالى (من ذا الذي يقرض‬
‫اهلل قرضًا حسنًا) من باب الترغيب وليس من باب اإللزام‪.‬‬
‫ً‬
‫(قرضًا) أحد أمرين‪ :‬إذا كان المقصود مال تحديدًا يكون مفعوال به وإذا كان مصدرًا فيكون مفعوال مطلقًا‪ .‬ما المقصود بالقرض في (قرضًا)؟ هل هو مال؟‬ ‫ً‬
‫ال مطلقًا ويصير حدثًا‪ .‬المصدر أقرض‬ ‫ال) وإذا كان مصدرًا يعني أقرضتك إقراضًا حسنًا يكون مفعو ً‬ ‫ال به (أقرضتك ما ً‬ ‫ال يكون (قرضًا) مفعو ً‬ ‫إذا كان ما ً‬
‫إقراضًا وليس قرضًا‪ .‬المسألة أن قرض مصدر َق َرض و َق َرض وأقرض كالهما بمعنى واحد ثالثي ورباعي وأحيانًا نأتي بالمصدر‪ ،‬نأتي بالفعل وتأتي‬
‫ض َن َبا ًتا (‪ )17‬نوح) لم يقل إنباتًا وقال في مريم عليها السالم ( َوأَن َب َت َها َن َبا ًتا َح َس ًنا (‪ )37‬آل‬ ‫بمصدر فعل آخر كما في قوله تعالى ( َواللَّ ُه أَن َب َت ُكم ِّم َن الْأَ ْر ِ‬
‫عمران) المفروض أن يقال إنباتًا‪ ،‬لكن هذا يكون لغرض‪ .‬إذا كان الفعالن بمعنى واحد قرض وأقرض أو حتى لم يكونا بمعنى واحد يكون لغرض آخر‬
‫‪ C‬تبتيل مصدر بتّل وبتل غير تبتّل تمامًا والمعنى مختلف‪ .‬ليجمع المعنيين يأتي بالفعل للداللة ويأتي‬ ‫مثل قوله تعالى (وتبتل إليه تبتيال) المفروض تبتّ ً‬
‫ال‪.‬‬
‫‪C‬‬ ‫ال يقول (وتبتل إليه تبتي ً‬
‫ال)‬ ‫‪C‬‬‫ال وبتّل نفسك إليه تبتي ً‬ ‫‪ C‬فبدل أن يقول‪ :‬وتبتل إليه تبت ً‬ ‫بالمصدر من فعل آخر من داللة أخرى فيجمع بينهما حتى يجمع المعنيين‪.‬‬
‫ِّك َو َت َبتَّل إِلَ ْي ِه َت ْبتِيلا (‪ )8‬المزمل) فيها أمور في غاية الغرابة في اإليجاز‪ .‬في مريم قال‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫اس َم َرب َ‬‫‪ C‬وهذا من أعجب اإليجاز‪ .‬هذه اآلية ( َو ْاذ ُك ِر ْ‬ ‫فيجمع المعنيين‬
‫ُول َح َس ٍن َوأَن َب َت َها َن َبا ًتا َح َس ًنا (‪ )37‬آل عمران) لم يقل إنباتًا ألنه لو قال إنباتًا هو اهلل تعالى أنبتها فالمن ِبت هو اهلل تعالى لم يجعل لها فض ً‬
‫ال‬ ‫( َف َت َقبَّلَ َها َربُّ َها ِب َقب ٍ‬
‫لكن أنبتها فنبتت نباتًا حسنًا جعل لها من معدنها الكريم قبول هذا النبات وأنبتها فنبتت نباتًا حسنًا أي طاوعت هذا اإلنبات فجعل لها قبول‪ ،‬فجعل لها فضل‬
‫ال‪ ،‬هي نبتت وجهل لها فض ً‬
‫ال فنبتت نباتًا‬ ‫ال رب العالمين أنبتها يفعل ما يشاء‪ ،‬لكن نباتًا جعل لها فض ً‬ ‫في معدنها الكريم‪ .‬بينما لو قال إنباتًا لم يجعل لها فض ً‬
‫حسنًا فجعل لها في معدنها قبول لهذا النبات فنبتت نباتًا حسنًا‪.‬‬
‫*ما الفرق بين خواتيم اآليتين (وإليه ترجعون) (وله أجر كريم)؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ون (‪ ))245‬وهنا قال (وله أجر‬ ‫ْس ُط َوإِلَ ْي ِه تُ ْر َج ُع َ‬
‫ض َو َيب ُ‬‫ِير ًة َواللُهّ َي ْق ِب ُ‬ ‫اع َف ُه لَ ُه أَ ْ‬
‫ض َعا ًفا َكث َ‬ ‫ضا َح َس ًنا َفي َ‬
‫ُض ِ‬ ‫ض اللَهّ َق ْر ً‬ ‫(من َذا الَّذِي يُ ْق ِر ُ‬ ‫في سورة البقرة قال تعالى َّ‬
‫ال لَ ُه ُم اللُهّ ُموتُواْ ثُ َّم أَ ْح َيا ُه ْم إِ َّن اللَهّ‬
‫وف َح َذ َر الْ َم ْو ِت َف َق َ‬ ‫ُ‬
‫ار ِه ْم َو ُه ْم ألُ ٌ‬ ‫ي‬‫د‬‫ِ‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬
‫َ َُ‬‫َ‬ ‫ِين‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫(أ‬ ‫والموت‬ ‫القتال‬ ‫سياق‬ ‫في‬ ‫واقعة‬ ‫ال سورة البقرة‬ ‫كريم)‪ .‬أص ً‬
‫َ ِ‬ ‫ْ َِ‬
‫ض اللَهّ‬ ‫اعلَ ُمواْ أ َّن اللَهّ َسمِي ٌع َعلِي ٌم (‪َّ )244‬من َذا الَّذِي يُ ْق ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫يل اللِهّ َو ْ‬ ‫ون (‪ ))243‬بعدها قال ( َو َقاتِلُواْ فِي َس ِب ِ‬ ‫ال َي ْش ُك ُر َ‬
‫اس َ‬ ‫َ‬
‫ِن أ ْك َث َر النَّ ِ‬ ‫اس َولَـك َّ‬ ‫ض ٍل َعلَى النَّ ِ‬ ‫لَ ُذو َف ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫إل مِن َبنِي‬ ‫ون (‪ ))245‬اإلقراض معلق على نية تجهيز الجيوش (ألَ ْم َت َر إِلَى ال َم ِ‬ ‫ْسط َوإِلَ ْي ِه تُ ْر َج ُع َ‬ ‫ض َو َيب ُ‬ ‫ض َعافا َكث َ‬
‫ِير ًة َواللُهّ َيق ِب ُ‬ ‫اع َف ُه لَ ُه أ ْ‬
‫ُض ِ‬ ‫ضا َح َس ًنا َفي َ‬ ‫َق ْر ً‬
‫يل اللِهّ (‪ ))246‬اآليات في الموت والقتال والموت والقتل مظنّة الرجوع إلى اهلل تعالى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫وسى إِذ قالوا لَِن ِب ٍّي ل ُه ُم ا ْب َعث لنَا َملِكا نُّقاتِل فِي َسِب ِ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫إِ ْس َرائِيل مِن َب ْع ِد ُم َ‬
‫فقال (وإليه ترجعون) مناسبة للموت والقتال‪ .‬أما في سورة الحديد فالكالم في اإلنفاق وليس في الموت والقتال‪ .‬أما في سورة البقرة فجاءت في سياق‬
‫ال لَ ُه ُم اللُهّ ُموتُواْ) ماتوا أي رجعوا إلى اهلل والموت والقتل مظنة الرجوع إلى اهلل تعالى فقال (وإليه ترجعون) ولما كان في مقام مظنة‬ ‫الموت والقتال ( َف َق َ‬
‫الرجوع إلى اهلل قال (وإليه ترجعون)‪  ‬ولما كان الكالم ليس في هذا السياق في سورة الحديد قال (وله أجر كريم)‪.‬‬
‫*ما الفرق بين إستعمال (وإليه ترجعون) و(إليه تحشرون) وما داللة كل كلمة في القرآن؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ون (‪ )245‬البقرة)‬ ‫ْس ُط َوإِلَ ْي ِه تُ ْر َج ُع َ‬ ‫ِير ًة َواللُهّ َي ْق ِب ُ‬
‫ض َو َيب ُ‬ ‫اع َف ُه لَ ُه أَ ْ‬
‫ض َعا ًفا َكث َ‬ ‫ُض ِ‬ ‫ض اللَهّ َق ْر ً‬
‫ضا َح َس ًنا َفي َ‬ ‫(من َذا الَّذِي يُ ْق ِر ُ‬ ‫اآلية األولى تتكلم على الجانب المالي َّ‬
‫ون (‪ )24‬الملك)‪ .‬لما كان الكالم على المال‪ ،‬على القرض‪ ،‬والمال يذهب ويجيء‪ ،‬اهلل سبحانه‬ ‫(ق ْل ُه َو الَّذِي َذ َرأَ ُك ْم فِي ْ ِ َ ِ ْ ْ ُ َ‬
‫ر‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ح‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫واآلية األخرى ُ‬
‫وتعالى يقبضه ويبسطه فيناسب الكالم على البسط والقبض الذهاب واإلياب‪ ،‬ذهاب المال وإياب المال يناسب كلمة الرجوع‪ ،‬أنتم وأموالكم ترجعون إلى اهلل‬
‫ّ‬
‫والبث‬ ‫ألن فيها قبض وبسط ففيها رجوع‪.‬أماالحشر إستعمله مع ذرأ ألن ذرأ بمعنى نشر‪ ،‬يذرؤكم في األرض أي يبثّكم وينشركم في األرض‪ .‬هذا الذرء‬
‫يحتاج إلى جمع أن يُجمع والحشر فيه معنى الجمع‪ .‬فإليه ترجعون كأنما هذا الرجوع لكن ليس فيه صورة ل ّم هذا المذروء المنثور فالذي يناسب الشيء‬
‫المنثور الموزع في األرض كلمة الحشر وليس الرجوع صحيح الرجوع كله إلى اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬واللفظة المناسبة لـ (ذرأكم في األرض) أي بثّكم‬
‫كلمة تحشرون ‪.‬‬
‫*انظر آية (‪.)247‬‬
‫آية (‪:)246‬‬
‫*(َألَ ْم تَ َر ِإلَى ْالمَِإل ِمن بَنِي ِإ ْس َراِئي َل (‪ )246‬البقرة) لِ َم قال ربنا المأل عن بني إسرائيل ولم يقل إلى قوم بني إسرائيل أو الجمع من ب**ني‬
‫إسرائيل؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫هذا من بديع القرآن واستعماالته المعجزة ولو عدنا إلى معنى المأل ومعنى القوم أو الجمع لعلمنا سبب اختيار هذا اللفظ دون غيره فنحن نعلم أن بني‬
‫إسرائيل كانوا خارجين على حدود اهلل ولم يشذ أحد منهم فناسب هذا اإلجتماع المطلق على الرأي استعمال كلمة المأل التي تعني الجماعة الذين أمرهم‬
‫واحد‪ .‬ألسنا نقول تماأل القوم عندما نقصد جماعة اتفقت على شيء؟ وهذا المعنى ال تفيده إال كلمة المأل‪.‬‬
‫آية (‪:)247‬‬
‫*ما الفرق بين (بسطة) بالسين و (بصطة) بالصاد ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫و(و َزا َد ُك ْم فِي الْ َخلْ ِق َب ْ‬
‫ص َط ًة (‬ ‫(و َزا َد ُه َب ْس َط ًة فِي الْعِلْ ِم َوالْ ِج ْس ِم (‪ )247‬البقرة) بالسين َ‬
‫العجيب توسيع مساحة المعنى في اللغة العربية مثل بسطة وبصطة َ‬
‫‪ )69‬األعراف) بالصاد‪ ،‬هذا واحد وهؤالء قوم‪ ،‬هي أصلها بالسين وأحيانًا تبدل والصاد أظهر وأقوى كما يقول النحاة‪ ،‬هذا لقوم وهذا لواحد فقال بسطة‬
‫ْص ُط (‪ )245‬البقرة)‪.‬‬ ‫ِر (‪ )26‬الرعد) لما ذكر الرزق قال يبسط وقال ( َواللُهّ َي ْق ِب ُ‬
‫ض َو َيب ُ‬ ‫ْس ُط ِّ‬
‫الر ْز َق لِ َم ْن َي َشاء َو َي َقد ُ‬ ‫وبصطة‪( ،‬اللُهّ َيب ُ‬
‫آية (‪:)248‬‬
‫وس*ى َوَآ ُل هَ**ارُونَ تَحْ ِملُ*هُ ْال َماَل ِئ َك* ةُ ِإ َّن فِي َذلِ**كَ َآَليَ*ةً لَ ُك ْم ِإ ْن‬ ‫*(ِإ َّن َآيَةَ ُم ْل ِك ِه َأ ْن يَْأتِيَ ُك ُم التَّاب ُ‬
‫ُوت فِي ِه َس ِكينَةٌ ِم ْن َربِّ ُك ْم َوبَقِيَّةٌ ِم َّما تَ َركَ َآ ُل ُم َ‬
‫ُك ْنتُ ْم ُمْؤ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾248‬البقرة) ما معنى اآلية؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫رب العالمين سبحانه وتعالى جعل كل سعد وخير بني إسرائيل في تابوت‪ ،‬صندوق كبير مستطيل فيه آثار موسى وهارون عمامة هذا ونعال ذاك والعصا‬
‫‪ C‬والملحدين‬ ‫يتبركون بهذا التابوت وكلما حاربوا أعداءهم من الوثنيين‬ ‫والشعر واألظافر وكثير من األمور في تابوت أي في صندوق كبير وكان بنو إسرائيل ّ‬
‫قدموا التابوت بين أيدي الجيش فينتصر الجيش‪ .‬ثم استطاعت العماليق وهم أعداؤهم أن يسرقوا هذا التابوت ‪ 500‬سنة وظل العماليق يُش ِبعون بين إسرائيل‬
‫ُهزمون ألن التابوت ذهب حتى أرسل اهلل لهم نبيًا وقال (إِ َّن آََي َة ُملْ ِك ِه‬ ‫ضربًا وانتصارًا وخسارة ولهذا كان اليهود وكان بنو إسرائيل ما أن يقاتلهم العدو إال وي َ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾248‬البقرة) فبهذا جاء‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ؤ‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫م‬
‫َ ِْ‬‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ً‬
‫ة‬ ‫ي‬‫َ‬
‫آ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ِك‬‫ل‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ِي‬
‫ف‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ون َت ْحمِلُ ُه الْ َملَا ِئ َك ِ‬
‫إ‬ ‫ُ‬
‫ة‬ ‫ار َ‬ ‫وسى َوآَ ُل َه ُ‬ ‫ِما َت َر َك آَ ُل ُم َ‬ ‫ِن َر ِّب ُك ْم َو َبقِي ٌ‬
‫َّة م َّ‬ ‫َة م ْ‬ ‫أَ ْن َي ْأ ِت َي ُك ُم التَّاب ُ‬
‫ُوت فِي ِه َسكِين ٌ‬
‫َح ُن أَ َح ُّق ِبالْ ُملْ ِك‬ ‫وت َملِ ًكا َقالُوا أَنَّى َي ُك ُ‬
‫ون لَ ُه الْ ُملْ ُك َعلَ ْينَا َون ْ‬ ‫ال لَ ُه ْم َن ِبيُّ ُه ْم إِ َّن اللَّ َه َق ْد َب َع َث لَ ُك ْم َطالُ َ‬
‫نبي البد له من معجزة وبنو إسرائيل ال يصدقون بسهولة ( َو َق َ‬
‫ً‬
‫ِم ْن ُه ﴿‪ ﴾247‬البقرة) قالوا ما هذا؟ نحن ال نقبل فيه قال ال بأس معجزته أن اهلل سوف يأتي بالتابوت بين يديه قالوا مستحيل وفعال جاءت المالئكة تحمله هم‬
‫ما كانوا يرون المالئكة فقط سيدنا طالوت هو الذي كان يراهم فكانت المالئكة تحمل التابوت وإذا به طائر وحده حتى وضعوه بين يدي طالوت فآمن به بنو‬
‫إسرائيل وبقي بنو إسرائيل ينتصرون على العماليق وغيرهم ببركة هذه اآلثار آثار موسى كما هو األمر في سورة البقرة سورة تحمل معنى آخرًا‪ .‬وألهمية‬
‫اآلثار أقول لك شيء كل من ذهب إلى الحج ورأى آثار النبي صلى اهلل عليه وسلم أو آثار المواقع أو ذهب إلى بدر أو إلى أحد واهلل يتضاعف إيمانه أضعافًا‬
‫مضاعفة إلى حد أنه يبكي بينما اآلن عندما تذهب إلى أي مكان من هذه اآلثار ال ليس كلها ُم ِسخت على أساس واهلل حتى الناس ال يشركون ورب العالمين‬
‫ِه ْم إِلَّا َقلِيلًا) وحينئ ٍذ هذه اآلثار للخير وللشر‪ ،‬للشر لكي‬ ‫ْف) انظر خيرًا وشرًا يقول ( َفتِلْ َك َم َسا ِكنُ ُه ْم لَ ْم تُ ْس َك ْن م ْ‬
‫ِن َب ْعد ِ‬ ‫يروا فِي الْأَ ْر ِ‬
‫ض َفا ْن ُظ ُروا َكي َ‬ ‫يقول ( َف ِس ُ‬
‫تحمد اهلل على العافية وللخير لكي تحمد اهلل على اإليمان من أجل هذا إن زيارة اآلثار عبادة عظيمة‪.‬‬
‫ال لَهُ ْم نِبِيُّهُ ْم ِإ َّن آيَةَ ُم ْل ِك* ِه َأن يَ*ْأتِيَ ُك ُم التَّاب ُ‬
‫ُوت فِي* ِه َس* ِكينَةٌ ِّمن َّربِّ ُك ْم َوبَقِيَّةٌ ِّم َّما‬ ‫(وقَ َ‬
‫*لماذاوردت كلمة بقيت في سورة البقرة مكتوبة بالتاء َ‬
‫ك آليَة لك ْم ِإن كنتم ُّمْؤ ِمنِينَ (‪ )248‬فهل جاء لها رسم بالهاء؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ك آ ُل ُمو َسى َوآ ُل هَارُونَ تَحْ ِملُهُ ْال َمآلِئ َكةُ ِإ َّن فِي َذلِ َ‬
‫تَ َر َ‬
‫َة ِّمن َّربِّ ُك ْم َو َبقِي ٌ‬
‫َّة ِّم َّما َت َر َك‬ ‫ال لَ ُه ْم ِن ِبيُّ ُه ْم إِ َّن آ َي َة ُملْ ِك ِه أَن َي ْأ ِت َي ُك ُم التَّاب ُ‬
‫ُوت فِي ِه َسكِين ٌ‬ ‫(و َق َ‬
‫كلمة (بقية) وردت في ثالثة مواضع من القرآن الكريم‪ :‬في سورة البقرة َ‬
‫ال َك َ‬
‫ان‬ ‫َ‬
‫ِين (‪ )248‬هذه رسمت بالهاء أو التاء المربوطة كما يقال‪ ،‬في سورة هود ( َفل ْو َ‬ ‫ِك آل َي ًة لَّ ُك ْم إِن ُكنتُم ُّم ْؤ ِمن َ‬ ‫ون َت ْحمِلُ ُه الْ َمآل ِئ َك ُة إِ َّن فِي َذل َ‬
‫ار َ‬ ‫آل َه ُ‬ ‫وسى َو ُ‬
‫آل ُم َ‬ ‫ُ‬
‫ِين (‪ ))116‬رس‪CC‬مت‬ ‫ِين َظلَ ُمواْ َما أُ ْت ِر ُفواْ فِي ِه َو َكانُواْ ُم ْج ِرم َ‬ ‫نج ْينَا ِم ْن ُه ْم َواتَّ َب َع الَّذ َ‬ ‫ال ِّم َّم ْن أَ َ‬
‫ال َقلِي ً‬ ‫ض إِ َّ‬ ‫ون مِن َق ْبلِ ُك ْم أُ ْولُواْ َبقِيَّ ٍة َي ْن َه ْو َن َع ِن الْ َف َسا ِد فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫ِن الْ ُق ُر ِ‬
‫مَ‬
‫ِيظ (‪ ))86‬وردت بالتاء‪ .‬هذا راجع إلى مسألة رسم المصحف‪.‬‬ ‫ِين َو َما أََن ْا َعلَ ْي ُكم ِب َحف ٍ‬
‫َ‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ؤ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ن‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫م‬‫ك‬‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ْر‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ِهّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫َّت‬ ‫ِي‬‫ق‬ ‫ب‬ ‫(‬ ‫نفسها‬ ‫السورة‬ ‫وفي‬ ‫بالهاء‬
‫ُّ‬ ‫ٌ ِْ‬ ‫َ‬
‫خط المصحف توقيفى نحن لو تأملنا في هذا المرسوم وفي إختالفاته ليس من السهل أن نجد ضابطًا لذلك ولهذا نقول الراجح أنه كان بسبب عدم إس‪CC‬تقرار‬
‫الخط‪ .‬فيكتبونها مرة بالتاء ومرة يكتبونها بالهاء‪ ،‬غير مستقرة‪ .‬وهناك من يقول هناك أسرار ونحن ال نعرف هذه األس‪CC‬رار‪ .‬مثل كلمة (رحمت) بالت‪CC‬اء‬
‫الطويلة وكتبت (رحمة) بالتاء المربوطة‪.‬‬
‫آية (‪:)249‬‬
‫ت فَِئةً َكثِي َرةً بِِإ ْذ ِن هّللا ِ َوهّللا ُ َم َع الصَّابِ ِرينَ )؟‬
‫الظن في قوله تعالى (قَا َل الَّ ِذينَ يَظُنُّونَ َأنَّهُم ُّمالَقُو* هّللا ِ َكم ِّمن فَِئ ٍة قَلِيلَ ٍة َغلَبَ ْ‬
‫ّ‬ ‫*ما داللة‬
‫( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ين {‪ )}249‬الظن عند أهل اللغة درجات ويترفع إلى‬ ‫ِير ًة ِب ِإ ْذ ِن اللِهّ َواللُهّ َم َع َّ‬
‫الصا ِب ِر َ‬ ‫ون أَنَّ ُهم ُّم َ‬
‫ال ُقو اللِهّ َكم ِّمن ِف َئ ٍة َقلِيلَ ٍة َغلََب ْت ِف َئ ًة َكث َ‬ ‫ِين َي ُظنُّ َ‬
‫ال الَّذ َ‬
‫قال تعالى ( َق َ‬
‫ّ‬
‫فالظن أبلغ‬ ‫ال‪ :‬ظننت أن الحائط‪ ...‬فهما كان متيقنًا ال يضن مكر اهلل‬ ‫درجة اليقين‪ .‬والظن هو علم ما لم يُعاين (أي علم ما ال تبصره) ال يمكن أن نقول مث ً‬
‫من اليقين هنا يوقن باليوم اآلخر لكن هل يمكن أن يوقن أنه يلقى ربه على ما هو عليه من إيمان‪ .‬بالطبع ال يمكن‪.‬‬
‫ْس ِمنِّي َو َم ْن لَ ْم يَ ْ‬
‫ط َع ْم* هُ فَِإنَّهُ ِمنِّي ِإاَّل َم ِن‬ ‫ب ِم ْن*هُ فَلَي َ‬ ‫* ما اللمسة البيانية في قوله تعالى في سورة البق**رة (ِإ َّن هَّللا َ ُم ْبتَلِي ُك ْم بِنَهَ* ٍ‬
‫*ر فَ َم ْن َش* ِر َ‬
‫ا ْغتَ َرفَ ُغرْ فَةً بِيَ ِد ِه) ولماذا جاءت صيغة الطعام مع النهر الذي فيه شراب؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ال ما معنى طعِم؟ لها في اللغة داللتان فتأتي بمعنى أكل أو ذاق نقول عديم الطعم أي المذاق‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ليس بالضرورة أن تكون طعِم بمعنى أكل ألنها كما قلنا تأتي بمعنى ذاق‪ .‬وقوله تعالى (فمن لم يطعمه) ال تعني بالضرورة أنه أكل لكن لماذا اختار ومن لم‬
‫يطعمه ولم يقل ومن لم يشربه؟‬
‫قال تعالى (فمن شرب منه فإنه مني) ألن الماء قد يُطعم إذا كان مع شيء يُمضغ‪ :‬شيء تمضغه تشرب ما ًء فأصبح يُطعم اآلن فهذا ممنوع ألنه لو قال لم‬
‫يشربه جاز أن يطعمه مع شيء آخر يعني يأكلون شيئًا ويمضغون فيشربون الماء بهذا يكون انتفى الشرب لكن حصل الطعم فأراد تعالى أن ينفي هذه‬
‫المسألة‪.‬‬
‫(فمن شرب منه فليس مني)‪ :‬شراب فقط بدون طعام كما نشرب الماء‪.‬‬
‫(لم يطعمه)‪ :‬لو قال لم يشربه جاز له أن يطعمه فأراد أن ينفي القليل وبالتالي ينفي الكثير‪.‬‬
‫إال من اغترف غرفة بيده‪ :‬هذه استثناها (غرفة بيده) ولو قال يطعمه لم تستثنى هذه يكون له ما يشاء‪ .‬لكن أال تدخل هذه في نطاق الطعام؟ إنه يطعم الماء‬
‫ليتذوقه اآلن تذوقه بهذا القدر ليس له الزيادة التي أباحها اهلل فيه ولو قال لم يطعمه اتّسع القدر يأكل مع الطعام‪.‬‬
‫وت بِ ْال ُجنُو ِ*د قَا َل ِإ َّن هّللا َ ُم ْبتَلِي ُكم بِنَهَ ٍر (‪ )249‬البقرة) ولم يقل نهْر؟( د‪.‬فاضل‬
‫ص َل طَالُ ُ‬
‫* ما داللة استخدام* (نَهَر) في اآلية (فَلَ َّما فَ َ‬
‫السامرائى)‬
‫هما لغتان ن َهر ون ْهر والقرآن استعمل َن َهر ولم يستعمل َن ْهر أبدًا‪ ،‬ما استعمل كلمة ن ْهر‪ .‬وال َن َهر جمع أنهار ويستعمل أحيانًا الجنس الواحد على الكثير‪ .‬ال َن َهر‬
‫والنهر واحد األنهار أيضًا‪.‬‬
‫واحد األنهار ْ‬
‫وا الَ طَاقَةَ لَنَا ْاليَوْ َم بِ َجالُوتَ َوجُنو ِد ِه (‪ )249‬البقرة) و (فَلَنَْأتِيَنَّهُ ْم بِ ُجنُو ٍ*د اَّل قِبَ َل لَهُم بِهَا (‪ )37‬النمل)؟‬
‫* ما الفرق بين الطاقة والقِبَل (قَالُ ْ‬
‫( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫الطاقة القدرة وال ِق َبل القدرة على المقابلة والمجازاة على شيء تقول أنا ال ِق َبل لي بكذا ولذلك (لَّا ِق َب َل لَ ُهم ِب َها) أي ال قدرة لهم عليها‪ ،‬ال قدرة لهم على‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫المقابلة‪ ،‬ال قدرة لهم على مقابلتها بينما هم أصحاب قوة‪( .‬ال قبل لهم بها) هذا كالم سليمان‪ ،‬جماعة بلقيس قالوا ( َقالُوا ن ْ ُ‬
‫َح ُن أ ْولُوا ُق َّو ٍة َوأولُوا َبأ ٍ‬
‫س َشدِي ٍ‬
‫‪C‬د (‬
‫‪ ))33‬أي عندهم قوة وعندهم بأس في الحرب يستطيعون المقابلة‪َ ( .‬فلَن َْأ ِت َينَّ ُه ْم ِب ُجنُو ٍد لَّا ِق َب َل لَ ُهم ِب َها) أي ال يستطيعون أن يقابلونا من البداية‪.‬أما في الثانية‬
‫ال ليس عندهم قوة‪.‬‬ ‫ال‪ .‬األولون قالوا ال طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده هم اص ً‬ ‫وت َو ُجنو ِدهِ) أي ليس عندنا قوة وال قدرة أص ً‬ ‫ال َطا َق َة لَنَا الْ َي ْو َم ِب َجالُ َ‬
‫( َقالُواْ َ‬
‫*ما الفرق بين الظن واليقين؟وما داللة (يظنون) فى اآلية؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ُ‬
‫ول َها ُؤ ُم ا ْق َر ُءوا ِك َتا ِب َي ْه (‪ )19‬إِنِّي َظ َن ْن ُت أَنِّي ُملَ ٍ‬
‫اق ِح َسا ِب َي ْه (‪)20‬‬ ‫ال في القرآن الكريم ( َفأَ َّما َم ْن أوت َ‬
‫ِي ِك َتا َب ُه ِب َيمِي ِن ِه َف َي ُق ُ‬ ‫اليقين ترتقي إلى درجة العلم‪ ،‬نذكر مث ً‬
‫ِير ًة ِب ِإذ ِن اللِهّ (‪ )249‬البقرة) يظنون يعني موقنون بلقاء اهلل تعالى‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫القو اللِهّ َكم ِّمن ِف َئ ٍة َقلِيلَ ٍة َغلََب ْت ِف َئة َكث َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ون أنَّ ُهم ُّم َ‬ ‫ُ‬ ‫ال الَّذ َ‬
‫ِين َيظنُّ َ‬ ‫الحاقة) هل كان شا ّكًا؟ ال‪َ ( .‬ق َ‬
‫الظن درجات هو هكذا يعتري من دون أي دليل يظن ثم يقوى بحسب األدلة إلى أن يصل إلى اليقين لكن أهل اللغة يقولون أن الظن هو علم ما لم يُبصر ما‬ ‫ّ‬
‫المبصرة ال تقول أظن أن الحائط مبنيًا‬ ‫َ‬ ‫ظن‪ ،‬الظن علم ما لم يُبصر أنت توقن لكن ليست األشياء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يقول ظننت الحائط مبنيًا األشياء التي ترى وتبصر ال يقال ّ‬
‫وهو أمامك ال يصح هذا التركيب لكن تقول أظن أن وراء الحائط فالن‪ ،‬هذا أمر آخر يجوز فيه الظن لكن شيء تبصره وتقول أظنه هذا ال يصح ولذلك هم‬
‫قالوا الظن درجات حتى يصل إلى اليقين‪.‬‬
‫آية (‪:)250‬‬
‫ِّت َأ ْقدَا َمنَا* َوانصُرْ نَا* َعلَى ْالقَوْ ِم ْال َكافِ ِرينَ (‪ )250‬البقرة) تقول‬ ‫وا َربَّنَا َأ ْف ِر ْغ َعلَ ْينَا َ‬
‫ص ْبرًا َوثَب ْ‬ ‫وا لِ َجالُوتَ َو ُجنُو ِد ِه قَالُ ْ‬
‫*قال تعالى ( َولَ َّما بَ َر ُز ْ‬
‫أفرغت الماء في اإلناء إذا صببته فلِ َم عبّر ربنا سبحانه وتعالى* عن الصبر باإلفراغ فقال (أفرغ علينا صبراً) ولم يقل صبِّرنا أو‬
‫اجعلنا صابرين؟(ورتل* القرآن ترتيالً)‬
‫إن التعبير عن طلب الصبر بقوله (أفرغ علينا صبرًا) فيه إبداع وجمال ساحر ألن إفراغ الصبر يدل على المبالغة في صبر الداعي لصفة الصبر وذلك أن‬
‫فرغ الصبر في قلوب المؤمنين الداعين فهذا يعني أن القلوب قد ملئت صبرًا‬‫ُ‬
‫المفرغ فيه وإذا أ ِ‬
‫الصب وإذا صببت الشيء أو أفرغته فقد مألت َ‬
‫ّ‬ ‫اإلفراغ معناه‬
‫حتى غدت وعا ًء له‪.‬‬
‫آية (‪:)251‬‬
‫ْض*هُ ْم‬
‫اس بَع َ‬ ‫ت اَأْلرْ ضُ َولَ ِك َّن هَّللا َ ُذو فَضْ ٍل َعلَى ْال َعالَ ِمينَ (‪ )251‬البقرة) ‪َ -‬‬
‫(ولَوْ اَل َد ْف* ُع هَّللا ِ النَّ َ‬ ‫ْض لَفَ َس َد ِ‬
‫ْضهُ ْم بِبَع ٍ‬‫اس بَع َ‬ ‫( َولَوْ اَل َد ْف ُع هَّللا ِ النَّ َ‬
‫َزي* ٌز (‪ )40‬الحج)ما‬ ‫*ويٌّ ع ِ‬ ‫ص* ُرهُ ِإ َّن هَّللا َ لَقَ* ِ‬ ‫ات َو َم َسا ِج ُ*د ي ُْذ َك ُر فِيهَا ا ْس ُم هَّللا ِ َكثِيرًا َولَيَ ْن ُ‬
‫ص َر َّن هَّللا ُ َم ْن يَ ْن ُ‬ ‫صلَ َو ٌ‬
‫ص َوا ِم ُع َوبِيَ ٌع َو َ‬
‫ت َ‬ ‫ْض لَهُ ِّد َم ْ‬‫بِبَع ٍ‬
‫الفرق بين اآليتين؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ِين (‪ )251‬البقرة) سورة البقرة ‪ 251‬وفي‬ ‫ض ٍل َعلَى الْ َعالَم َ‬ ‫ِن اللَّ َه ُذو َف ْ‬ ‫ض َولَك َّ‬ ‫َت الْأَ ْر ُ‬ ‫ض لََف َسد ِ‬ ‫ض ُه ْم ِب َب ْع ٍ‬ ‫اس َب ْع َ‬‫نبدأ هذه الحلقة بهذه اآلية ( َولَ ْولَا َد ْف ُع اللَّ ِه النَّ َ‬
‫ص ُر ُه‬ ‫ص َر َّن اللَّ ُه َم ْن َي ْن ُ‬ ‫اس ُم اللَّ ِه َكث ً‬
‫ِيرا َولََي ْن ُ‬ ‫اج ُد ي ُْذ َك ُر فِي َها ْ‬‫ات َو َم َس ِ‬ ‫صلَ َو ٌ‬ ‫ِع َو ِب َي ٌع َو َ‬ ‫ص َوام ُ‬ ‫ض لَ ُه ِّد َم ْت َ‬ ‫ض ُه ْم ِب َب ْع ٍ‬ ‫اس َب ْع َ‬ ‫سورة الحج ‪ 40‬نفس اآلية ( َولَ ْولَا َد ْف ُع اللَّ ِه النَّ َ‬
‫يز (‪ )40‬الحج) ماذا تحكي لنا هاتان اآليتان؟ تحكي لنا كيف أن اهلل عز وجل أراد أن يحفظ فطرته التي فطر عليها هذا الكون‪ .‬هذا الكون‬ ‫إِ َّن اللَّ َه لَ َق ِو ٌّي َع ِز ٌ‬
‫ض الَّذِي َعمِلُوا لَ َعلَّ ُه ْم‬ ‫اس لِيُذِي َق ُه ْم َب ْع َ‬‫(ظ َه َر الْ َف َسا ُد فِي الْ َب ِّر َوالْ َب ْح ِر ِب َما َك َس َب ْت أَ ْيدِي النَّ ِ‬ ‫فطره اهلل على النظافة نظافة البيئة ثم جاء اإلنسان فل ّوث هذه البيئة َ‬
‫يوحد اهلل ثم‬ ‫ون (‪ )41‬الروم) إن اهلل عز وجل خلق اإلنسان على الفطرة كل مولود يولد على ال إله إال اهلل بطبيعته بقوانينه يخلقه اهلل عز وجل وهو ّ‬ ‫َي ْر ِج ُع َ‬
‫الس ِبيلَا (‪ )67‬األحزاب) وهكذا رب العالمين عز وجل فطر هذه‬ ‫َّ‬ ‫َا‬‫ن‬‫و‬ ‫ُّ‬
‫ل‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ب‬‫ك‬‫ُ‬
‫ْ َ َ َ ََ َ‬‫و‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫د‬ ‫ا‬‫س‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫ع‬ ‫ط‬‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫(إ‬ ‫دين‬ ‫رجال‬ ‫أنهم‬ ‫ّعون‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ممن‬ ‫والوثنيات‬ ‫الدعاوى‬ ‫تأتي‬
‫ِ‬
‫األرض والتعايش عليها على األمن‪ ،‬أنعم على كل سكان هذه األرض باألمن ولكن اإلنسان بعد ذلك هو الذي يأتي على هذا األمن فينهيه ويجعل الخوف‬
‫ض) إذًا كيف رب العالمين يحفظ أمن هذه‬ ‫ض ُه ْم ِب َب ْع ٍ‬ ‫اس َب ْع َ‬ ‫مكانه بالطغيان والطمع واالستحواذ وهكذا في الحالتين رب العالمين يقول ( َولَ ْولَا َد ْف ُع اللَّ ِه النَّ َ‬
‫األرض؟ وما هي هذه الوسائل التي يحفظ اهلل بها هذه األرض؟ يحفظها بأسلوبين وأنتم تعرفون أن اهلل سبحانه وتعالى له وسائل وأسباب األسلوب األول هو‬
‫أن اهلل ال يترك قوة تستبد بالعالم كل قوة إذا انفردت بالعالم يومًا بعد يوم سنة بعد سنة يغريها انفرادها بالعالم بأن تظلمه وأن تستحوذ عليه وأن تظلم وتذل‬
‫اس‬‫(ولَ ْولَا َد ْف ُع اللَّ ِه النَّ َ‬‫شعوب األرض وأن تقتلهم وأن تشردهم وأن تغتصب أراضيهم كما هو الحال في التاريخ كله‪ .‬في اآلية األولى تتكلم عن حكم الطغاة َ‬
‫والسلم العالمي الذي أراده اهلل لهذه الكرة األرضية حفظه اهلل عز وجل بأن ما جعل قوة‬ ‫ض) لذهب أمنها وسالمها األمن العالمي ِ‬ ‫َت الْأَ ْر ُ‬
‫ض لَ َف َسد ِ‬ ‫ض ُه ْم ِب َب ْع ٍ‬‫َب ْع َ‬
‫واحدة تستبد باألرض فتمأل هذه األرض ظلمًا وطغيانًا وإنما جرت سنة اهلل سبحانه وتعالى أن تكون هناك قوتان متنافستان وحينئ ٍذ كل منهما تلجم طغيان‬
‫شعب ضعيف وهذا ما جرى في التاريخ كله من آدم إلى أن تقوم الساعة‬ ‫بمظهر إنساني إذا اعتدي على دولة أو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اآلخر وجموحه وكل منهما تحاول أن تظهر‬
‫هذه ُسنة اهلل في خلقه‪ .‬حدث في التاريخ أن استبدت قوة واحدة في األرض فعاثت فيه الفساد حينئ ٍذ بما أنه ليس هناك قوة أخرى تلجم هذه القوة وتكف شرها‬
‫عن الناس حينئ ٍذ يتدخل اهلل عز وجل بإسقاط هذه القوة الواحدة بالالمعقول ألن اهلل سبحانه وتعالى إذا تدخل فإنه ال يتدخل بالمعقول يتدخل بالالمعقول وهذا‬
‫أمر اهلل عز وجل‪ .‬سيدنا إبراهيم عندما ُكتِّف من دولة عظيمة يحكمها النمرود الباطش ثم كتفوه وألقوه في النار ليس هناك أي وسيلة أخرى إال أن يتدخل‬
‫اهي َم (‪ )69‬األنبياء) من يملك هذا إال اهلل؟ وهكذا كل ما جرى في التاريخ سيدنا موسى وقومه ضعفاء‬ ‫ْر ِ‬ ‫َار ُكونِي َب ْردًا َو َسلَا ًما َعلَى إِب َ‬ ‫اهلل بالالمعقول قال ( َيا ن ُ‬
‫ون (‪ )51‬الزخرف) ثم هرب موسى وقومه‬ ‫ر‬ ‫ْص‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ا‬‫َ‬‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ِي‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ار‬ ‫ه‬‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ه‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ِص‬‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫ِي‬ ‫ل‬ ‫ْس‬ ‫ي‬‫َ‬‫ل‬‫َ‬‫(أ‬ ‫األرض‬ ‫في‬ ‫قوته‬ ‫استبدت‬ ‫مساكين هذا فرعون‬
‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ََ ِ َ ُ ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِين (‬‫‪C‬‬
‫ِي َربِّي َسَي ْهد ِ‬ ‫ال َكلَّا إِ َّن َمع َ‬ ‫ون (‪َ )61‬ق َ‬ ‫ْر ُك َ‬‫وسى إِنَّا لَ ُمد َ‬ ‫اب ُم َ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫َ‬
‫ال أ ْ‬ ‫مئات اآلالف وخلفهم ماليين وإذا بفرعون يسد األفق خلفهم والبحر أمامهم قال ( َق َ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اك ال َب ْح َر َفا ْن َفلَ َق َف َك َ‬‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫‪)62‬الشعراء) لكن كيف ال أعرف إذن إن الذي سيحدث من الالمعقول ( َفأَ ْو َح ْينَا إِلَى ُم َ‬
‫يم (‬ ‫ِر ٍق َكالط ْو ِد ال َع ِظ ِ‬ ‫ان كل ف ْ‬ ‫اض ِر ْب ِب َع َ‬ ‫وسى أ ِن ْ‬
‫ِيت (‬ ‫ال أَنَا أُ ْح ِيي َوأُم ُ‬ ‫ِيت َق َ‬ ‫ُح ِيي َويُم ُ‬ ‫ِّي الَّذِي ي ْ‬‫اهي ُم َرب َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫ال إِب َ‬ ‫اهي َم فِي َربِّ ِه أَ ْن آََتا ُه اللَّ ُه الْ ُملْ َك إِ ْذ َق َ‬ ‫ْر ِ‬‫اج إِب َ‬ ‫‪ )63‬الشعراء) الالمعقول‪ ،‬النمرود (أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذِي َح َّ‬
‫‪ )258‬البقرة) ماذا يعني؟ حينئ ٍذ هذا النمرود له جيش كبير يسد األفق ويغزو كل يوم قومًا يذلهم ويسترقهم ويسرق أموالهم والناس يخافون منهم أرسل اهلل‬
‫إليه بعوضة تدخل في أذن الجندي فيظل يخبط رأسه بالحائط إلى أن يموت فهذا من الالمعقول‪ .‬وهكذا حيثما وجدت قوة تستبد في األرض وتظلم الناس‬
‫وعادة ما تستبد قوة في األرض إال وتظلم الناس حتى لو بدت في البداية فاضلة لماذا؟ هو السلطان يغري االنفراد في السلطان واستضعاف الضعفاء يغري‬
‫اآلخرين كما يقولون المصريين في أمثالهم المال السايب يعلم السرقة فالشعب الخانع الضعيف وعنده ثروات وعنده أموال يغري أي قوة غاشمة بأن تأخذه‬
‫كما هو الحال في الدنيا كلها‪ .‬إذًا رب العالمين عز وجل اإلسلوب األول أنه يهيء لقوة كبيرة في العالم متميزة في كبرها ( َم ْن أَ َش ُّد مِنَّا ُق َّو ًة (‪ )15‬فصلت)‬
‫كما تقول عاد أهل عاد هؤالء نفس الشيء شوية هواء تورنيدو سبعة أيام عاصفة أنهتهم تمامًا فهذه الريح الصرصر ما تركت منهم أحد والريح الصرصر‬
‫ِّك إِلَّا ُه َو َو َما ِه َي‬ ‫ال قادمة أيضًا‪ .‬حينئ ٍذ كل التاريخ كل القوى العظيمة ذهبت بالال معقول شيء تافه ( َو َما َي ْعلَ ُم ُجنُو َد َرب َ‬ ‫ال! ويبدو أنها ستهلك دو ً‬ ‫كم أهلكت دو ً‬
‫ِين (‪ )133‬األعراف)‬ ‫اس َتك َب ُروا َو َكانُوا َق ْو ًما ُم ْج ِرم َ‬ ‫ْ‬ ‫ات َف ْ‬ ‫صلَ ٍ‬ ‫ات ُم َف َّ‬ ‫َ‬
‫الد َم آ َي ٍ‬‫ِع َو َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ان َوال َج َرا َد َوالق َّم َل َو َّ‬
‫الض َفاد َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫إِلَّا ِذ ْك َرى لِلْ َب َش ِر (‪ )31‬المدثر) ( َفأ ْر َسلنَا َعلَ ْي ِه ُم الطو َف َ‬
‫ْ‬
‫هذه جنود اهلل عز وجل ال يعجزه شيء‪ .‬فحينئ ٍذ إذا رأيت أن قوة استبدت في األرض فأمامها خياران إما أن يكون فيها حكيم يقول لهم ال تغتروا وال تظلموا‬
‫أحدًا ألنكم إذا لم تظلموا أحدًا ربما تبقون لكن إذا استبدادكم وتفردكم في الكون لكي تظلموا الناس فسوف تُهلكون وتهلكون بالالمعقول سبب ال يخطر على‬
‫بال شوية فيضان حشرة ذبابة شوية مرض ال تدري واقرأ التاريخ كله‪ .‬من أجل هذا إذا كان هناك حكم في هذه الدولة وهناك من يقول في نهاية التاريخ‬
‫تنفرد دولة في العالم وأصحابها وحكامها وفالسفتها قالوا انتهى التاريخ هذه آخر قوة في العالم ولن تكون هناك قوة أخرى ما بقوا سنتين ثالثة!‪.‬هذه القوة‬
‫ال في عناصر قوتها من آدم إلى اآلن وربما إلى أن تقوم الساعة‬ ‫الجبارة التي لم يعرف لها التاريخ مثيل هناك قوة في األرض اآلن لم يعرف التاريخ لها مثي ً‬
‫(ولَ ْولَا َد ْف ُع‬ ‫كان مفروض تطول خمسين ستين مائة مائتين سنة بهذه القوة في حكم األرض وليس أربع خمس سنوات وليس أكثر هذا من صنع اهلل عز وجل َ‬
‫ض) هذه األسلوب األول أن يدفع اهلل الناس القوة الكبيرة الغاشمة التي فيها قدرة على أن تسيطر على العالم وأن تغتر‬ ‫َت الْأَ ْر ُ‬ ‫ض لََف َسد ِ‬ ‫ض ُه ْم ِب َب ْع ٍ‬‫اس َب ْع َ‬ ‫اللَّ ِه النَّ َ‬
‫حتى تقول ليس بعدي قوة نهاية العالم كما يقولون حينئ ٍذ ستغرق بال أسباب بشكل تام يعني هذا االتحاد السوفييتي هذا إلى اآلن ال نعرف لماذا سقط؟! هذا‬
‫الذي كان يملك نصف الكرة األرضية وغواصته الشهيرة التي هي أعظم غواصة في التاريخ اإلنساني فيها من األسلحة ما يزود الكرة األرضية خمسين‬
‫مرة إلى هذه الدقيقة ال نعرف لماذا غرقت؟! هذا الصرح هذا اإلعجاز البحري هذا الكتلة الهائلة التي هي معظم األرض التي تحسب حسابها كل الدول‬
‫تغرق بثواني من دون أن يعرف إلى هذا الدقيقة لماذا غرقت؟! هذا هو الالمعقول من أجل هذا الذين ال يفهمون يبدأ يتفلسف ال يعلم أن هذا الكون له خالق‬
‫ار (‪ )103‬األنعام) وهو أقرب إليك من‬ ‫ْص َ‬ ‫ْر ُك الْأَب َ‬ ‫ار َو ُه َو يُد ِ‬‫ْص ُ‬ ‫ْر ُك ُه الْأَب َ‬ ‫وفيه قوة المعقولة هذه القوة الالمعقولة هي اهلل عز وجل ال تحيط به العقول (لَا تُد ِ‬
‫متاع قليل أيام سنوات قليلة إذا طبقت‬ ‫س ال ِم َها ُد (‪ )197‬آل عمران) ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ِيل ثُ َّم َم ْأ َوا ُه ْم َج َهنَّ ُم َو ِب ْئ َ‬
‫اع َقل ٌ‬ ‫ِين َك َف ُروا فِي الْ ِبلَا ِد (‪َ )196‬م َت ٌ‬ ‫حبل الوريد (لَا َي ُغ َّرنَّ َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ‬
‫ون (‪ )117‬هود) إذا كان القرية المجتمع العظيم الدولة‬ ‫ِح َ‬ ‫صل ُ‬ ‫ِك الْ ُق َرى ِب ُظلْ ٍم َوأَ ْهلُ َها ُم ْ‬ ‫ُّك لِيُ ْهل َ‬
‫ان َرب َ‬ ‫العدل تسلم وانعم بالسلم والخلود كما قال تعالى ( َو َما َك َ‬
‫العظمى إذا حققت العدل فإن اهلل ال يهلكها في هذه الدنيا ولهذا يعني عندما تتفق القوتان رب العالمين خلق قوتين بعضها يدفع بعضًا ال تستطيع إحداهما أن‬
‫تستبد باألرض األخرى تمنعها من باب المنافسة إذا اتفقت القوتان على ظلم الضعفاء يرسل اهلل لهما من الالمعقول شيئًا ضعيفًا يسقطهما في عام واحد كما‬
‫‪ C‬عين التمر في العراق إلى مشرق الشمس‬ ‫حصل عندما جاء اإلسالم كانت األرض محكومة من دولتين ال ثالث لهما دولة الروم ودولة فارس‪ ،‬من مدينة‬
‫يملكها كسرى ومن عين التمر في العراق إلى مغرب الشمس يملكها قيصر وال ثالث لهما على وجه هذه األرض وإنما هناك دول صغيرة أو مجتمعات‬
‫ال حتى أنها لضعفها تأنف الدولتان أن تحكمها حكمًا رسميًا وأن تضع عليها أميرًا أو حاكمًا ال هكذا يعني استهزا ًء بهما هذه البقعة التي استنكف‬ ‫وليست دو ً‬
‫كسرى أن يضع عليها واليًا منهم واستنكف قيصر أن يضع عليها واليًا منهم وهي مكة والمدينة وجزيرة العرب ال قيمة لها عندهم فقد بعث لليمن حاكم‬
‫‪ C‬ليست شيئًا في أعينهم وال يسوون! من هذه التربة السوداء يخرج واحد يتيم يتربى يتيم حتى أهله‬ ‫وللحبشة حاكم فهي دول كانت زينة أما مكة والمدينة؟!‬
‫عام واحد بجيش بسيط ال يتجاوز الـ‪ 30‬ألف ثالثين ألف مجاهد مقاتل جندي ال يملكون من األسلحة إال بقدر‬ ‫يحاربونه هذا اليتيم يُسقِط الدولتين في ٍ‬
‫بحرب ال نظير لها في التاريخ هذا الجيش ليس لديه غيره هذا الجيش نفسه‬ ‫ٍ‬ ‫المغازل سيوف قصيرة يذهبون إلى القادسية فيسقطون مملكة فارس بالكامل‬
‫يذهب إلى قيصر فيسقط هذه الدولة في اليرموك ولهذا غولدن سيهر هذا الفيلسوف األمريكي الشهير قال واهلل بكل المقاييس العقلية والنقلية ال يمكن لهذا أن‬
‫عام واحد؟ هذا ال يمكن أن يحدث‬ ‫يحدث أن هذا البسيط الفقير الناس المساكين الجائعين الصحراويين الذين ليس لديهم إال خيل وبغال يسقطون دولتين في ٍ‬
‫ولكنه حدث وال أدري كيف؟! هذا الفيلسوف لو كان عنده عقل شوية كان عرف كيف؟ كان قال هذا الكون إذًا فيه قوة ثالثة قد ال أؤمن بها ولكنها موجودة‬
‫‪C‬ذ كان عليه أن يستنبط من هذه الحادثة أن للكون‬ ‫وال يلزم من عدم إيمانك بالشيء عدم وجوده كونك ال تؤمن باهلل هذا ال يعني أن اهلل غير موجود‪ .‬وحينئ ٍ‬
‫‪ C‬صغيرة وهي مكة اآلن بعد ‪ 200‬قرن من أيام الحبشة من أيام أبرهة إلى اآلن هي ليست‬ ‫ربًا‪ ،‬هذا أبرهة دولة الحبشة بفيلها وفوانقها جاءت على مدينة‬
‫مدينة هي مجتمع صغير وفيه الكعبة فيأتي أبرهة بجيوشه وعرباته لكي يهدمها ما الذي يمنعه؟ وتصور عبد المطلب جد المصطفى صلى اهلل عليه وسلم كم‬
‫كان حكيمًا بهذا الحس العربي المرهف لما راح لكي يطلب من القائد أن يعطيه اإلبل التي استولى عليها جنوده فهو كان شكله جميل وصبوح وكان له هيبة‬
‫فالملك كثير احترمه وقام في وجهه فرأى أن هذا وجاهته غير طبيعية فأجلسه الخ فكان هذا الملك مستعدًا أن يسمع كالم عبد المطلب ألي مطلب لهيبته قال‬
‫له تفضل ماذا تريد؟ قال‪ :‬أنا أريد اإلبل التي أخذها جنودك فاستغرب قال جئت ألجل اإلبل؟! قال‪ :‬نعم قال‪ :‬ظننتك جئت من أجل البيت الذي تعبدونه من‬
‫رب يحميه‪ ،‬هذا الخبل هذا أبرهة ال يفهم ال هو‬ ‫أكف عنها فقال‪ :‬ال أنا ما جئت على هذا هذا من شأني أنا رب اإلبل فأعطني إبلي وللبيت ٌ‬ ‫أجل الكعبة لكي ّ‬
‫وال غولدن سيهر ال يعرف أن للبيت وللكون وللدنيا ربًا يحميها لو أدركوا هذا لما حدث كل ما حدث في التاريخ!‪.‬‬
‫انتهينا من اإلسلوب األول الذي يحفظ اهلل به أمن األرض عندما يتعرض هذا األمن للذهاب فيعم األرض خوف واغتصاب وقهر واستعمار واحتالل بالكذب‬
‫اج ُد‬
‫ات َو َم َس ِ‬ ‫صلَ َو ٌ‬ ‫ص َوا ِم ُع َو ِب َي ٌع َو َ‬‫ض لَ ُه ِّد َم ْت َ‬ ‫ض ُه ْم ِب َب ْع ٍ‬‫اس َب ْع َ‬‫والبهتان والحجج الواهية‪ .‬اإلسلوب االثاني كما قال تعالى في سورة الحج ( َولَ ْولَا َد ْف ُع اللَّ ِه النَّ َ‬
‫يز) اإلسلوب الثاني بعد تعادل الكفتين في القوى الكبرى يأتي دَور دُور العبادة‪ .‬كلنا‬ ‫ص ُر ُه إِ َّن اللَّ َه لََق ِو ٌّي َع ِز ٌ‬ ‫ص َر َّن اللَّ ُه َم ْن َي ْن ُ‬ ‫اس ُم اللَّ ِه َكث ً‬
‫ِيرا َولََي ْن ُ‬ ‫ي ُْذ َك ُر فِي َها ْ‬
‫نعرف كم تأثير بيت العبادة سواء كنيسة أو بيعة أو مسجد أو صلوات (لليهود) كل هذه البيوت التي يعبد فيها اهلل عز وجل تؤثر في أصحابها تأثيرًا طوعيًا‬
‫ال وهذا أمر متفق عليه دور العبادة هذه في التاريخ كثيرًا ما تكون مستهدفة لماذا؟ ألن الحروب الدينية وهي أخطر الحروب كما تعرفون حروب طائفية‬ ‫هائ ً‬
‫يهاجم ال يؤمن بالدين‬ ‫في الدين الواحد كما حصل في المسيحية وفي اإلسالم وغيرهم وحروب دين مع دين يعني حروب إبادة وقسوة لماذا؟ ألن الدين الذي ِ‬
‫يهاجم يعتبرونهم كفارًا يجب قتلهم‪ .‬حينئ ٍذ رب العالمين عز وجل حمى هذه الدور بشدة لتأثيرها في سلوكيات الناس والح ّد من استشرائهم والحد من‬ ‫الذي َ‬
‫ض ُه ْم‬ ‫اس َب ْع َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫َ ْ‬ ‫(و‬ ‫ببعض‬ ‫الناس‬ ‫بعض‬ ‫بدفع‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫اهلل‬ ‫حماها‬ ‫اآلخرين‬ ‫وابادة‬ ‫اآلخرين‬ ‫وقتل‬ ‫اآلخرين‬ ‫اغتصاب‬ ‫سبيل‬ ‫في‬ ‫واندفاعهم‬ ‫طمعهم‬
‫أخر المساجد ألن تأثيرها أعظم وأكبر من كل التي قبلها‪ .‬قال المساجد يذكر فيها‬ ‫ِيرا) ّ‬ ‫َّ‬
‫اس ُم الل ِه َكث ً‬ ‫ْ‬
‫اج ُد يُذ َك ُر فِي َها ْ‬ ‫ات َو َم َس ِ‬ ‫صلَ َو ٌ‬ ‫ِع َو ِب َي ٌع َو َ‬‫ص َوام ُ‬ ‫ض لَ ُه ِّد َم ْت َ‬ ‫ِب َب ْع ٍ‬
‫اسم اهلل كثيرًا يذكر فيها اسم اهلل خمس مرات في اليوم يرتفع األذان اهلل أكبر ال إله إال اهلل ال إله غيره خمس مرات في اليوم وكلنا نعرف كم هو تأثير‬
‫ال محلة الجامع األموي محلة ابو حنيفة وهكذا حيثما ذهبت‬ ‫المسجد على شخصية المسلم بل كم هو تأثير المسجد على المحلة التي يكون فيها المسجد! خذ مث ً‬
‫‪ C‬أهلها يسمعون األذان تأمل في سلوكهم وأخالقياتهم ورحمتهم وشفقتهم وتآلفهم وسلمهم وأمنهم مع بعضهم مقارنة‬ ‫إلى مسج ٍد في محلة في قرية في مدينة‬
‫ِك َما َك َ‬
‫ان‬ ‫ُ‬
‫اس ُم ُه َو َس َعى فِي َخ َرا ِب َها أولَئ َ‬ ‫َ‬
‫اج َد اللَّ ِه أ ْن ي ُْذ َك َر فِي َها ْ‬ ‫ِم ْن َمن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫بمدن أو أحياء ليس فيها مسجد ولهذا رب العالمين تحدث عن من يظلم ( َو َم ْن أظلَ ُم م َّ‬
‫َع َم َس ِ‬ ‫ٍ‬
‫اب َع ِظي ٌم (‪ )114‬البقرة) عالمة اإلنهيار الثاني قلنا عالمة اإلنهيار األول عندما تستبد قوة‬ ‫الد ْن َيا ِخ ْز ٌي َولَ ُه ْم فِي الْآَ ِخ َر ِة َع َذ ٌ‬ ‫ِين لَ ُه ْم فِي ُّ‬ ‫وها إِلَّا َخا ِئف َ‬ ‫ْخلُ َ‬‫لَ ُه ْم أَ ْن َيد ُ‬
‫عظيمة بالعالم فتظلمه باحتالل وقهر واستبداد واستعمار واحتالل وسرقة ثروات والخ هذا نصف أسباب اإلنهيار‪ ،‬النصف الثاني أنك تحارب أديان العالم‬
‫أنت وضعت نفسك عدوًا ألديان العالم لكن اهلل سيدفعك إما بالمعقول بقوة أرضية أخرى وإما بالالمعقول‪ .‬وحينئ ٍذ إذا لم تكن هناك قوة أرضية وهذا كان‬
‫تدخل اهلل عز وجل مباشرة فلن يبقى لك أثر ما بقي أثر لفرعون وال‬ ‫ال لكنك تبقى لكن إذا ّ‬ ‫‪ C‬على األقل قد تؤذيك قلي ً‬ ‫أفضل لك لو كان هناك قوة أرضية تمنعك‬
‫للنمرود وال ألبرهة وال لكل من تدخل اهلل فأباده وأنهاه ألنه استبد باألرض وحده فظلم وتجبّر ونهب واغتصب انتهى شر نهاية وبشكل مهين بالذباب‬
‫بالبعوض شوية هواء وأعاصير وطوفان يغرق حينئ ٍذ كل هذا تدخل مباشر من رب العالمين حينئ ٍذ ماذا يمكن أن تنتظر؟ من أجل هذا إذا رأيت قوة تحارب‬
‫الدين اآلخر بحيث تحاربهم لدينهم وتتدخل في القضايا على أماكن عباداتهم وهي أماكن معترف فيها أماكن اليهود إلهية يعني عبادة رب العالمين عبادة‬
‫ص َوا ِم ُع‬ ‫ض لَ ُه ِّد َم ْت َ‬ ‫ض ُه ْم ِب َب ْع ٍ‬ ‫النصارى عبادة رب العالمين عبادة الصابئين عبادة رب العالمين عبادة المسلمين عبادة رب العالمين ( َولَ ْولَا َد ْف ُع اللَّ ِه النَّ َ‬
‫اس َب ْع َ‬
‫يز)‪.‬‬‫ص ُر ُه إِ َّن اللَّ َه لَ َق ِو ٌّي َع ِز ٌ‬ ‫ص َر َّن اللَّ ُه َم ْن َي ْن ُ‬ ‫اس ُم اللَّ ِه َكث ً‬
‫ِيرا َولََي ْن ُ‬ ‫اج ُد ي ُْذ َك ُر فِي َها ْ‬ ‫ات َو َم َس ِ‬ ‫صلَ َو ٌ‬ ‫َو ِب َي ٌع َو َ‬
‫ض) ورب العالمين بفضله جعلها قوتين فإن استمرت قوة ظالمة تهلك بالالمعقول شوية‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َت الأ ْر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض لف َسد ِ‬ ‫ض ُه ْم ِب َب ْع ٍ‬ ‫اس َب ْع َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إذًا هكذا هو األمر ( َول ْولا َدف ُع الل ِه الن َ‬
‫‪C‬ذ األخرى دور العبادة سبحانه رب العالمين جعل للمسجد في هذا الكتاب العزيز اإلسالم يدور حول المسجد أبدًا‬ ‫أعاصير بأرقام بالكمبيوتر انتهينا‪ ،‬وحينئ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ات َوالْأَ ْر ِ‬
‫ار َك ٍة َز ْيتُو َن ٍة لَا َش ْرقِيَّ ٍة َولَا‬ ‫ب‬
‫ََ َ َ‬‫م‬‫ُ‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ْ‬
‫ِن‬‫م‬ ‫د‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ُو‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٌّ‬ ‫ُر‬
‫ِّ‬ ‫د‬ ‫ب‬‫ٌ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ك‬
‫َ ْ‬ ‫ا‬ ‫ه‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ُ‬
‫ة‬ ‫اج‬
‫َ َ‬ ‫ج‬ ‫ُّ‬
‫الز‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫اج‬
‫َ َ‬ ‫ج‬ ‫ز‬‫ُ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫اح‬‫ُ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ِص‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫اح‬
‫ٌ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ِص‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ِي‬
‫ف‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ِش‬ ‫م‬ ‫ض َم َث ُل نُ ِ‬
‫ور ِه َك‬ ‫او ِ‬ ‫الس َم َ‬
‫ور َّ‬ ‫(اللَّ ُه نُ ُ‬
‫اس َواللَّ ُه ِب ُك ِّل َش ْي ٍء َعلِي ٌم (‪ )35‬النور) أين هذه‬ ‫ال لِلنَّ ِ‬‫ض ِر ُب اللَّ ُه الْأَ ْم َث َ‬ ‫ور ِه َم ْن َي َشا ُء َو َي ْ‬‫ور َي ْهدِي اللَّ ُه لِنُ ِ‬ ‫ور َعلَى نُ ٍ‬ ‫َار نُ ٌ‬ ‫ُضي ُء َولَ ْو لَ ْم َت ْم َس ْس ُه ن ٌ‬ ‫َغ ْر ِبيَّ ٍة َي َكا ُد َز ْيتُ َها ي ِ‬
‫ال حينئ ٍذ هذه‬ ‫ال (‪ )37‬النور) صباحًا مسا ًء فجرًا لي ً‬ ‫ال (‪ِ )36‬ر َج ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ُو َوالْآَ َ‬ ‫ِّح لَ ُه فِي َها ِبالْ ُغد ِّ‬
‫ُسب ُ‬ ‫ِن اللَّ ُه أَ ْن تُ ْر َف َع َوي ُْذ َك َر فِي َها ْ‬
‫اس ُم ُه ي َ‬ ‫ُوت أَذ َ‬
‫الصورة العظيمة؟ (فِي بُي ٍ‬
‫المساجد وهذه الصلوات وهذه الكنائس وهذه الب َيع إذا كانت توحد اهلل عز وجل فهي بيوت اهلل ورب العالمين حماها بنفس الطريقة التي حمى بها كل األديان‬
‫ال تأثير دور العبادة والعلماء والصالحين ورجال الدين من كل مذهب من كل دين قطعًا‬ ‫وجعل هذه الدور وسيلة من وسائل حفظ األمن في هذه األرض‪ .‬وفع ً‬
‫يؤثرون في أجزاء التاريخ ومع هذا األمر أمر مختلف لكن في العصور السابقة كانت كلمتهم مسموعة وكان هؤالء ال يرضون بالظلم وال باالجحاف وال‬
‫باالقتحام فكانت هذه الدور دور العبادة التي حماها اهلل عز وجل بدفع الناس بعضهم لبعض حماها لكي تساهم هي األخرى المساهمة الفعالة مع دفع اهلل‬
‫معلق قلبه بالمساجد) إذا نظفته فهو عبادة‬ ‫معلق به فهو عبادة عظيمة (ورجل ٌ‬ ‫للناس بعضهم لبعض الكالم في المساجد عجيب يعني المسجد إذا كان قلبك ٌ‬
‫عظيمة ( َق ّم المسجد مهر الحور العين) إذا بنيت به ولو كمفحص قطاة أو كبضعة قطرات ولو غرفة صغيرة بنى اهلل لك بيتًا في الجنة‪ .‬التعلم فيه التعلم في‬
‫ون (‪ )79‬آل عمران) أو‬ ‫ْر ُس َ‬ ‫ون الْ ِك َت َ‬
‫اب َو ِب َما ُك ْنتُ ْم َتد ُ‬ ‫ِّين ِب َما ُك ْنتُ ْم تُ َعلِّ ُم َ‬
‫ِن ُكونُوا َربَّانِي َ‬ ‫دور العبادة هذه كلها ال يمكن أن يشبهه أي تعلم في أي جامعة ( َولَك ْ‬
‫تدرسون‪-‬بكسر الراء‪ -‬ربانيون نسبهم اهلل إلى نفسه رب العالمين سبحانه تعالى ولهذا النبي صلى اهلل عليه وسلم لما مر بالمسجد ووجد فيها حلقة يذكرون‬ ‫ِّ‬
‫ِن‬ ‫َ‬
‫(ولك ْ‬ ‫اهلل وتعرفون أن حلقة الذكر في المسجد تغشاهم السكينة وتحفهم المالئكة وهناك حلقة يتدارسون العلم فجلس مع طالب العلم وقال (إنما بعثت معلمًا) َ‬
‫ون) قال ‪( ‬يا أبا ذر ألن تغدوا إلى بيت من بيوت اهلل تتعلم آية من كتاب اهلل خير لك من أن تصلي مائة ركعة وألن تغدو إلى‬ ‫ِّين ِب َما ُك ْنتُ ْم تُ َعلِّ ُم َ‬
‫ُكونُوا َربَّانِي َ‬
‫بيت من بيوت اهلل تتعلم بابًا من أبواب العلم) مسألة من مسائل العلم مسألة علمية (خير لك من أن تصلي ألف ركعة) تخيّل واحد في الليل من العشاء إلى‬
‫ون (‪)16‬‬ ‫ِما َر َز ْقنَا ُه ْم يُ ْن ِف ُق َ‬
‫ون َربَّ ُه ْم َخ ْو ًفا َو َط َم ًعا َوم َّ‬ ‫ْع َ‬ ‫اج ِع َيد ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫الصبح يصلي ألف ركعة يالها من عبادة عظيمة ياله من رجل ( َت َت َجا َفى ُجنُوبُ ُه ْم َع ِن الْ َم َ‬
‫ون (‪ )17‬الذارايات) وأنت تعلمت مسألة واحدة ونمت أنت أفضل منه‪.‬‬ ‫ْل َما َي ْه َج ُع َ‬ ‫ِن اللَّي ِ‬‫السجدة) ( َكانُوا َقلِيلًا م َ‬
‫‪C‬ذ عليك أن تعرف بأن حياتك المسجد‪،‬‬ ‫إذًا هكذا هو األمر رب العالمين سبحانه وتعالى في قضية المساجد وقضية حماية دور العبادة كل دور العبادة وحينئ ٍ‬
‫حبه‪ ،‬الصالة فيه‪ ،‬المشي إليه‪ ،‬الدخول فيه‪ ،‬االعتكاف فيه‪ ،‬تنظيفه واعتياده الخ كل هذا هو هذا الذي يدور عليه اإلسالم وكما هو كل دين يدور حول تلك‬
‫َّ‬
‫الدار والتي هي دور العبادة هلل عز وجل وقد جعل اهلل هذه الدور سببًا من أسباب حماية األمن في األرض ومن حماية اهلل لهذه الدور أنه قال ( َولَ ْولَا َد ْف ُع الل ِه‬
‫تحارب في كل مكان في العالم بحجة اإلرهاب والخ ولهذا سبب‬ ‫اجدُ) من أجل هذا اآلن المساجد َ‬ ‫صلَ َو ٌ‬
‫ات َو َم َس ِ‬ ‫ص َوا ِم ُع َو ِب َي ٌع َو َ‬ ‫ض لَ ُه ِّد َم ْت َ‬ ‫ض ُه ْم ِب َب ْع ٍ‬
‫اس َب ْع َ‬ ‫النَّ َ‬
‫آخر لما ذكره أخونا الكريم من بريطانيا عن حكاية تسونامي اإلقتصاد نسأل اهلل أن يخرج العالم بسالم من هذا التسونامي والعالم اآلن كله على حافة الهاوية‬
‫اب (‪ )25‬األنفال) على جميع الدول اآلن أن تتكاتف في‬ ‫‪C‬د الْ ِع َق ِ‬‫اعلَ ُموا أَ َّن اللَّ َه َشدِي ُ‬ ‫اص ًة َو ْ‬ ‫صي َب َّن الَّذ َ‬
‫ِين َظلَ ُموا ِم ْن ُك ْم َخ َّ‬ ‫َة لَا تُ ِ‬ ‫(واتَّ ُقوا ِف ْتن ً‬
‫وكل هذا كما قال تعالى َ‬
‫رفع الظلم عن الدول المظلومة وفي تحقيق العدل ورب العالمين في التو والساعة كما وعد يرفع هذا البالء‪.‬‬
‫آية (‪:)252‬‬
‫ات هّللا ِ‬
‫ص َرا ٍ*ط ُّم ْستَقِ ٍيم (‪ ))4‬وربنا* قال في موطن آخر اكتفى (تِ ْلكَ آيَ ُ‬ ‫*(يس (‪َ )1‬و ْالقُرْ آ ِن ْال َح ِك ِيم (‪ِ )2‬إنَّكَ لَ ِمنَ ْال ُمرْ َسلِينَ (‪َ )3‬علَى ِ‬
‫ك ِإنَّكَ‬ ‫ق َوِإنَّكَ لَ ِمنَ ْال ُمرْ َسلِينَ (‪ )252‬البقرة) لم يقل على صراط* مستقيم‪ ،‬وفى* الزخرف(فَا ْستَ ْم ِس ْ*ك بِالَّ ِذي ُأ ِ‬
‫وح َي ِإلَ ْي َ‬ ‫نَ ْتلُوهَا َعلَ ْيكَ بِ ْال َح ِّ‬
‫ص َرا ٍط ُم ْستَقِ ٍيم (‪))43‬ماالفرق؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬ ‫َعلَى ِ‬
‫ال لم نر فيها ذكرًا للدعوة‪ ،‬السياق ليس فيه ذكر للدعوة والدعوة هي صراط‬ ‫ضع كل واحدة في سياقها‪ :‬في البقرة التي لم يذكر على صراط مستقيم هذه أص ً‬
‫مستقيم‪ ،‬وردت في سياق القصص القرآني ذكرها في سياق قصة طالوت وجالوت وقسم من األنبياء أيضًا‪ ،‬عندما ذكر قصة طالوت وجالوت وذكر قسمًا‬
‫ِين (‪ )252‬البقرة) يعني أراد أن يُخبر أن هذا دليل على إثبات نبوته ‪ ‬بإخباره عما لم‬ ‫ِن الْ ُم ْر َسل َ‬
‫ْك ِبالْ َح ِّق َوإِنَّ َك لَم َ‬ ‫وها َعلَي َ‬ ‫ات اللِهّ َن ْتلُ َ‬ ‫من األنبياء قال (تِلْ َك آ َي ُ‬
‫يعلم من أخبار الماضي‪ ،‬قصة لم يعلمها ال هو وال قومه فأجراها على لسانه أخبر بها أعلمه بها اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬فإذن لما ذكر هذه القصة التي ال يعلمها‬
‫نت َت ْعلَ ُم َها أَ َ‬
‫نت‬ ‫ْك َما ُك َ‬ ‫وحي َها إِلَي َ‬ ‫ْب نُ ِ‬ ‫ِن أَن َباء الْ َغي ِ‬ ‫قومه وال يعلمها هو فأجراها على لسانه هذا يدل على رسالته‪ .‬كما ذكر تعقيبًا في قصة نوح لما قال له (تِلْ َك م ْ‬
‫ال من ِق َبل اهلل سبحانه وتعالى يعني هذه دليل على‬ ‫مرس ً‬
‫ِين (‪ )49‬هود) اهلل تعالى أعلمه‪ ،‬فيها داللة على كونه َ‬ ‫اص ِب ْر إِ َّن الْ َعا ِق َب َة لِلْ ُمتَّق َ‬
‫ْل َهـ َذا َف ْ‬ ‫ال َق ْو ُم َك مِن َقب ِ‬ ‫َو َ‬
‫مرسل من‬ ‫وحي ِه إِليْك (‪ ))102‬وهذه مثل تلك‪ ،‬يعني هذه هي البرهان والدليل على أنه ‪َ ‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْب نُ ِ‬ ‫ْ‬
‫ِن أن َباء ال َغي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إثبات نبوته ورسالته‪ ،‬في قصة يوسف (ذلِك م ْ‬
‫المرسلين لم يقل على صراط مستقيم هي ليست في سياق الدعوة وإنما في سياق إثبات نبوته‪ .‬آية الزخرف هي في سياق الدعوة إلى اهلل وفي هداية الخلق‬
‫ون (‪ )41‬أَ ْو نُ ِر َينَّ َك‬ ‫ين (‪ )40‬الزخرف) هو مكلَّف إذن بالهداية ( َف ِإ َّما ن َْذ َه َب َّن ِب َك َفِإنَّا ِم ْن ُه ْم ُم ْن َت ِق ُم َ‬ ‫ال ُّم ِب ٍ‬ ‫ضلَ ٍ‬ ‫ان فِي َ‬ ‫الص َّم أَ ْو َت ْهدِي الْ ُع ْم َي َو َمن َك َ‬ ‫ِع ُّ‬ ‫نت تُ ْسم ُ‬‫(أَ َفأَ َ‬
‫اسأَلْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف تُ ْسأل َ‬ ‫ِك َو َس ْو َ‬ ‫ِيم (‪َ )43‬وإِنَّ ُه لَ ِذ ْك ٌر لَ َك َولِ َق ْوم َ‬ ‫ْك إِنَّ َك َعلَى ِ‬ ‫وح َي إِلَي َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ون (‪َ )42‬ف ْ‬ ‫الَّذِي َو َع ْدن ُ‬
‫َاه ْم َفِإنَّا َعلَ ْي ِه ْم ُم ْق َتد ُ‬
‫ون (‪َ )44‬و ْ‬ ‫اط ُم ْس َتق ٍ‬
‫ص َر ٍ‬ ‫اس َت ْم ِسك ِبالذِي أ ِ‬ ‫ِر َ‬
‫اس َت ْم ِس ْك ِبالَّذِي‬ ‫ُون (‪ )45‬الزخرف) إذن الكالم في سياق الدعوة‪ .‬ثم الحظ عندما قال ( َف ْ‬ ‫ُع َبد َ‬‫الر ْح َم ِن آَلِ َه ًة ي ْ‬‫ُون َّ‬‫ِن د ِ‬ ‫ِن ُر ُسلِنَا أَ َج َعلْنَا م ْ‬ ‫ِك م ْ‬ ‫َم ْن أَ ْر َسلْنَا م ْ‬
‫ِن َق ْبل َ‬
‫ِن ُر ُسلِنَا) من قبلك‬ ‫ِك م ْ‬ ‫اسأَ ْل َم ْن أَ ْر َسلْنَا م ْ‬
‫ِن َق ْبل َ‬ ‫ْك) وقال ( َو ْ‬ ‫اس َت ْم ِس ْك ِبالَّذِي أُ ِ‬
‫وح َي إِلَي َ‬ ‫ْك) يعني إنك لمن المرسلين إذن هو جمع االثنين جمع الرسالة ( َف ْ‬ ‫وح َي إِلَي َ‬‫أُ ِ‬
‫اط ُّم ْس َتق ٍ‬
‫ِيم)‬ ‫ص َر ٍ‬ ‫يعني أنت بعدهم فأنت واحد منهم‪ .‬إذن هو جمع األمرين هنا ولكن بشكل آخر وذكر الدعوة إلى اهلل ألنه في سياق الدعوة فذكر (إنك َعلَى ِ‬
‫ثم وصف الصراط أنه مستقيم وليس الصراط يعني مستقيم الصراط هو الطريق الواسع (أصلها سراط (بالسين) من سرط بمعنى بلع ألنه يبلع السابلة ألنه‬
‫ضخم ولذلك قسم يسموه لَ ْقم ألنه يلتقمهم) مستقيم وصف آخر للصراط (فاهدوهم إلى صراط الجحيم)‬
‫سؤال‪ :‬نفهم مستقيم ال اعوجاج فيه؟‬
‫الموصلة إلى‬ ‫ِ‬ ‫صراط الجحيم يعني طريق الجحيم‪ ،‬هذا المستقيم الصراط هو الطريق الواسع والمستقيم وصف آخر للصراط‪ ،‬المستقيم هو أقرب الطرق‬
‫المراد أيًّا كان هذا المراد فهو أقرب الطرق إليه فليس هنالك أقرب منه طريق قويم ومستقيم وأقصر الطرق الموصلة إلى المراد وال يحمل إيجابًا أو سلبًا أو‬
‫وصفًاً طيبًا أو غير طيب‪ .‬المستقيم االستقامة أنه طريق مستقيم قويم التي توصلك إلى المطلوب بأقصر طريق وأقرب وأيسر طريق‪.‬‬
‫(فاستقم) استقم معناها كن معتدل األمر ال تميل إلى الباطل أو كذا ما أراد ربنا من األمور القويمة‪.‬‬
‫ِن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِيم) كل واحدة وردت في موطن بينما وردت في يس معًا كل واحدة في سياقها (إِنك لم َ‬ ‫اط ُّم ْس َتق ٍ‬ ‫ص َر ٍ‬ ‫(علَى ِ‬ ‫ِين) و َ‬ ‫ِن الْ ُم ْر َسل َ‬ ‫طبعًا ال يمكن‪( .‬إِنَّ َك لَم َ‬
‫وح َي‬ ‫ُ‬
‫اس َت ْم ِس ْك ِبالَّذِي أ ِ‬ ‫ِين) في سورة البقرة في سياق إثبات الرسالة وليست في سياق الدعوة بينما في الزخرف في سياق الدعوة ثم ذكر أنه رسول ( َف ْ‬ ‫الْ ُم ْر َسل َ‬
‫ْك)‪.‬‬‫إِلَي َ‬
‫آية (‪:)253‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)209‬‬
‫آية (‪:)254‬‬
‫(و ْال َكافِرُونَ هُ ُم الظَّالِ ُمونَ (‪ )254‬البقرة)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫*ما داللة الضمير* فى قوله تعالى َ‬
‫‪ C‬والخبر بالضمير (هم)‬‫انظر إلى هذا األسلوب القرآني فقد قصر ربنا تعالى صفة الظلم على الكافر فالكفر والظلم متالزمان‪ .‬ألم تر كيف فصل بين المبتدأ‬
‫مع أن حذف هذا الضمير ال يخل بالمعنى فلو قال والكافرون ظالمون لكان المعنى تامًا لكن ذكر الضمير (هم) أفاد حصر الظلم على الكافرين أي الكافرون‬
‫هم الظالمون حصرًا‪.‬‬
‫* لمسات بيانية في‪  ‬آية الكرسي ‪(:‬د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ض َمن َذا الَّ ِذي يَ ْشفَ ُع ِع ْن* َدهُ ِإالَّ بِِإ ْذنِ* ِه يَ ْعلَ ُم َما بَ ْينَ‬
‫ت َو َما فِي اَألرْ ِ‬ ‫"هّللا ُ الَ ِإلَـهَ ِإالَّ هُ َو ْال َح ُّي ْالقَيُّو ُم الَ تَْأ ُخ ُذهُ ِسنَةٌ َوالَ نَوْ ٌم لَّهُ َما فِي ال َّس َما َوا ِ‬
‫ض َوالَ يَُؤو ُدهُ ِح ْفظُهُ َما َوهُ َو ْال َعلِ ُّي ْال َع ِظي ُم"*‬ ‫ت َواَألرْ َ‬ ‫َأ ْي ِدي ِه ْم َو َما َخ ْلفَهُ ْم َوالَ ي ُِحيطُونَ بِ َش ْي ٍء ِّم ْن ِع ْل ِم ِه ِإالَّ بِ َما َشاء َو ِس َع ُكرْ ِسيُّهُ ال َّس َم َ‬
‫اوا ِ‬
‫آية الكرسي هي سيّدة آي القرآن الكريم‪ .‬بدأت اآلية بالتوحيد ونفي الشرك وهو المطلب األول للعقيدة عن طريق اإلخبار عن اهلل‪ .‬بدأ اإلخبار عن الذات‬
‫‪( C‬اهلل) آلن كل جملة فيها ضمير يعود إلى اهلل سبحانه وتعالى‪ :‬اهلل ال تأخذه سنة وال‬ ‫اإللهية ونالحظ أن كل جملة في هذه اآلية تصح أن تكون خبرًا للمبتدأ‬
‫نوم‪ ،‬اهلل له ما في السموات وما في األرض‪ ،‬اهلل من ذا الذي يشفع عنده إال بإذنه‪ ،‬اهلل يعلم مابين أيديهم وما خلفهم‪ ،‬اهلل ال يحيطون بعلمه إال بما شاء‪ ،‬اهلل‬
‫وسع كرسيّه السموات واألرض‪ ،‬اهلل ال يؤده حفظهما وهو العلي العظيم‪.‬‬
‫حي ألنها تفيد أنه من جملة األحياء‪.‬‬
‫والحي هو الكامل اإلتصاف بالحياة ولم لم يقل ّ‬
‫ّ‬ ‫معرفة‪.‬‬
‫معرفة والقيّوم ّ‬
‫الحي ّ‬ ‫"هّللا ُ الَ ِإلَـهَ ِإالَّ هُ َو ْال َح ُّي ْ‬
‫القَيُّو ُم" ّ‬
‫فالتعريف بـ(ال) هي داللة على الكمال والقصر ألن ما سواه يصيبه الموت‪ .‬والتعريف قد يأتي بالكمال والقصر‪ ،‬فاهلل له الكمال في الحياة وقصرًا كل من‬
‫حي سواه على الحقيقة آلن من سواه يجوز‬ ‫الحي ال ّ‬
‫عداه يجوز عليه الموت وكل ما عداه يجوز عليه الموت وهو الذي يفيض على الخلق بالحياة‪ .‬فاهلل هو ّ‬
‫عليه الموت‪.‬‬
‫القيّوم‪ :‬من صيغ المبالغة (على وزن فيعال وفيعول من صيغ المبالغة وهي ليست من األوزان المشهورة) هي صيغة المبالغة من القيام ومن معانيها القائم‬
‫في تدبير أمر خلقه في إنشائهم وتدبيرهم‪ ،‬ومن معانيها القائم على كل شيء ‪ ،‬ومن معانيها الذي ال ينعس وال ينام ألنه إذا نعس أو نام ال يكون قيّومًاز ومن‬
‫معانيها القائم بذاته وهو القيّوم جاء بصيغة المتعريف ألنه ال قيّوم سواه على األرض حصرًا‪.‬‬
‫سنَةٌ َوالَ نَوْ ٌم"سنة هي النعاس الذي يتقدم النوم ولهذا جاءت في ترتيب اآلية قبل النوم وهذا ما يعرف بتقديم السبق‪ ،‬فهو سبحانه ال يأخذه‬ ‫"الَ تَْأ ُخ ُذهُ ِ‬
‫نعاس أو ما يتقدم النوم من الفتور او النوم‪ .‬المتعارف عبيه يأتي النعاس ثم ينام اإلنسان‪ .‬ولم يقل سبحانه ال (تأخذه سنة ونوم) أو (سنة أو نوم) ففي قوله‬
‫سنة وال نوم ينفيهما سوا ًء اجتمعا أو افترقا لكن لو قال سبحانه سنة ونوم فإنه ينفي الجمع وال ينفي اإلفراد فقد تأخذه سنة دون النوم أو يأخذه النوم دون‬
‫السنة‪.‬‬
‫ت َو َما فِي اَألرْ ِ‬
‫ض"داللة (ما)‪ :‬ما تفيد ذوات غير العاقل وصفات العقالء‪ ،‬إذن ل ّما قال (له ما) جمع العقالء وغيرهم ولو قال‬ ‫"لَّهُ َما فِي ال َّس َم َ‬
‫اوا ِ‬
‫ال بقصد اإلحاطة والشمول‪ ،‬وثانيًا قدّم الجار والمجرور‬ ‫لخص العقالء‪( .‬ما) أشمل وعلى سبيل اإلحاطة‪ .‬قال (ما في السموات وما في األرض) أو ً‬ ‫ّ‬ ‫(من)‬
‫على المبتدأ (له ما في السموات) إفادة القصر أن ذلك له حصرًا ال شريك له في الملك (ما في السموات واألرض ملكه حصراُ قصرًا فنفى الشرك)‪ .‬وجاء‬
‫يدل على أنه قيوم على ملكه الذي ال يشاركه فيه أحد غيره وهناك فرق بين‬ ‫(الحي القيّوم) له داللة خاصة‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫ترتيب (له ما في السموات وما في األرض) بعد‬
‫من يقوم على ملكه ومن يقوم على ملك غيره فهذا األخير قد يغفل عن ملك غيره أما الذي يقوم على ملكه ال يقغل وال ينام وال تأخذه سنة وال نوم سبحانه‪.‬‬
‫فله كمال القيومية‪ .‬وفي قوله (له ما في السموات وما في األرض) تفيد التخصيص فهو ال يترك شيئًا في السموات واألرض إال هو قائم عليه سبحانه‪.‬‬
‫*انظر آية (‪.)27‬‬
‫* ما داللة استعمال صيغة المثنى للسموات واألرض في آية الكرسي؟‬
‫السموات واألرض الكالم عليهما بالمثنى ألنه جعل السموات كتلة واحدة واألرض كتلة واحدة فيتحدث عنهما بالمثنى‪ .‬هما مجموعتان‪.‬‬
‫ع ْن َدهُ ِإال َّ بِِإ ْذنِ ِه"داللة واضحة على تبيان ملكوت اهلل وكبريائه وأن أحدًا ال يملك أن يتكلم إال بإذنه وال يتقدم إال بإذنه مصداقًا‬
‫" َمن َذا الَّ ِذي يَ ْشفَ ُع ِ‬
‫لقوله تعالى‪( :‬ال يتكلمون إال من أذن له الرحمن وقال صوابا) هذا الجزء من اآلية والجزء الذي قبلها (له ما في السموات وما في األرض) يدل على ملكه‬
‫وحكمه في الدنيا واآلخرة ألنه ل ّما قال (له ما في السموات وما في األرض) يشمل ما في الدنيا وفي قوله (لمن ذا الذي يشفع عنده إال بإذنه) هذا في اآلخرة‬
‫حي قيّوم كيف؟ ألن الذي َيستشفع عنده‬ ‫فدل هذا على أنه ّ‬‫فدل هذا على ملكوته في الدنيا واآلخرة وأخرجه مخرج اإلستفهام اإلنكاري ألنه أقوى من النفي‪ّ .‬‬ ‫ّ‬
‫الحي القيّوم‪.‬‬
‫حي والذي ال يستطيع أحد أن يتقدم إال بإذنه يجعله قائم بأمر خلقه وكلها تؤكد معنى أنه ّ‬ ‫ّ‬
‫من ذا‪ :‬فيها احتمالين كما يذكر أهل النحو‪ :‬فقد تكون كلمة واحدة بمعنى (من) استفهامية لكن (من ذا) أقوى من (من) لزيادة مبناها (يقال في النحو‪ :‬زيادة‬
‫المبنى زيادة في المعنى)ز فقد نقول من حضر ‪ ،‬ومن ذا حضر؟‬
‫(من ذا) قد تكون كلمتان (من) مع اسم اإلشارة ذا (من هذا) يقال ‪ :‬من ذا الواقف؟ من الواقف؟ ومن هذا الواقف؟‪  ‬فـ (من ذا الذي) تأتي بالمعنيين (من‬
‫الذي) و(من هذا الذي) باعتبار ذا اسم إشارة فجمع المعنيين معًا‪ .‬‬
‫في سورة الملك قوله‪( :‬أ ّمن هذا الذي هو جند لكم) هذا مكون من (هـ) للتنبيه والتوكيد و(ذا) اسم اإلشارة وكذلك (هؤالء) هي عبارة عن (هـ)‬
‫و(أوالء) ‪ .‬فالهاء تفيد التنبيه والتوكيد فإذا كان األمر ال يدعو إليها ال يأتي بها فلنستعرض سياق اآليات في سورة الملك مقابل آية الكرسي‪ :‬آيات سورة‬
‫الملك في مقام تحدّي فهو أشد وأقوى من سياق آية الكرسي ألن آية سورة الملك هي في خطاب الكافرين أما آية الكرسي فهي في سياق المؤمنين ومقامها‬
‫في الشفاعة والشفيع هو طالب حاجة يرجو قضاءها ويعلم أن األمر ليس بيده وإنما بيد من هو أعلى منه‪ .‬أما آية سورة الملك فهي في مقام الن ّد وليس مقام‬
‫شفاعة ولذلك جاء بـ(هـ) التنبيه لإلستخفاف بالشخص الذي ينصر من دون الرحمن (من هو الذي ينصر من دون الرحمن) وهذا ليس مقام آية الكرسي‪.‬‬
‫‪ C‬قوة اإلستفهام واإلشارة بينما آية الملك دلت على اإلشارة فقط ولو قال من الذي لفاتت قوة‬ ‫واألمر اآلخر أن التعبير في آية الكرسي اكتسب معنيين‪:‬‬
‫اإلشارة‪ .‬وال يوجد تعبير آخر أقوى من (من ذا) لكسب المعنيين قوة اإلستفهام واإلشارة معًا بمعنى (من الذي يشفع ومن هذا الذي يشفع)‪.‬‬
‫ال وما وراءهم والقصود إحاطة علمه بأمورهم الماضية والمستقبلية ويعلم أحوال الشافع الذي‬ ‫"يَ ْعلَ ُم َما بَ ْينَ َأ ْي ِدي ِه ْم َو َما ْ‬
‫خَلفَهُ ْم"يعلم ما أمامهم مستقب ً‬
‫يشفع ودافعه ولماذا طلب الشفاعة ويعلم المشفوع له وهل يستحق استجابة الطلب هذا عام فهذ الداللة األولية‪.‬‬
‫في سورة مريم قال تعالى‪( :‬له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك) فما الحمكة أنها لم ترد على هذا االسلوب في آية الكرسي؟ في سورة مريم سياق اآليات‬
‫يورث فهو مالك وقوله رب السموات فهو‬ ‫عن الملك (ولهم رزقهم فيها‪ ،‬تلك الجنة التي نورث من عبادنا‪ ،‬رب السموات واآلرض‪ )..‬الذي يرزق هو الذي ّ‬
‫مالكهم) أما في سورة آية الكرسي فالسياق عن العلم (يعلم ما بين أيدينا) وبعد هذه الجملة يأتي قوله (وال يحيطون بلمه إال بما شاء) أي ان السياق في العلم‬
‫لذا كان أنسب أن تأتي (يعلم ما بين أيدينا وما خلفنا) وهذه الجملة هي كما سبق توطئة لما سيأتي بعدها‪.‬‬
‫شاء"ما هي فائدة (ما)؟ هي تحتمل معنيين في اللغة هنا تحتمل أن تكون مصدرية بمعنى (ال يحيطون‬ ‫" َوالَ ي ُِحيطُونَ بِ َش ْي ٍء ِّم ْن ِع ْل ِم ِه ِإالَّ بِ َما َ‬
‫ال بمعنى (إال بالذي شاء) وهنا جمع المعنيين أي ال يحيطون بعلمه إال بمشيئته وبالذي يشاؤه أي‬ ‫‪ C‬وتحتمل أن تكون اسمًاً موصو ً‬ ‫بشيء من علمه إال بمشيئته)‬
‫بالعلم الذي يريد وبالمقدار الذي يريد‪ .‬المقدار الذي يشاؤه نوعًا وقدرًا‪ .‬فمن سواه ال يعلم شيئًا إال إذا ما أراده اهلل بمشيئته وبما أراده وبالقدر الذي يشاؤه‬
‫والبشر ال يعلمون البديهيات ول أنفسهم وال علّموا أنفسهم‪ ،‬فهو الذي شاء أن يعلّم الناس أنفسهم ووجودهم والبديهيات التي هي أساس كل علم‪ .‬من سواه ما‬
‫كان ليعلم شيئًا لوال أن أراد اهلل تمامًا كما في قوله في سورة طه‪( :‬يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وال يحيطون به علما) أي بذاته في المعنى‪ .‬إذن لماذا ذكر‬
‫نفي اإلحاطة بالذات في سورة طه ونفى اإلحاطة بالعلم في آية الكرسي؟ في سورة طه جاءت اآلية تعقيبًا على عبادة بني اسرائيل للعجل وقد صنعوه‬
‫بأيديهم وأحاطوا به علمًا واهلل ال يحاط به‪ ،‬لقد عبدوا إلهًا وأحاطوا به علما فناسب أن ال يقول العلم وإنما قال (وال يحيطون به علما) أما في آية الكرسي‬
‫فالسياق جاء في العلم لذا قال تعالى (ال يحيطون بشيء من علمه)‬
‫ال على أنه من ملكه (السموات واألرض من ملكه) وقبل هذه الجملة قال تعالى (له ما في السموات وما‬ ‫ض" ّ‬
‫دل أو ً‬ ‫ت َواَألرْ َ‬ ‫" َو ِس َع ُكرْ ِسيُّهُ ال َّس َما َوا ِ‬
‫ال ( له ما في السموات وما في‬ ‫فدل على أن الذي فيهما هو ملكه أيضًا ألن المالك قد يملك الشيء لكن ال يملك ما فيه وقد يكون العكس‪ .‬فبدأ أو ً‬ ‫في األرض) ّ‬
‫األرض) أي أن ما فيهما ملكه لم يذكر أن السموات واألرض ملكه وهنا ذكر أن السموات واآلرض وما فيهما هو ملكه‪ .‬وإن الكرسي وسع السموات‬
‫واألرض كما ورد في الحديث القدسي (السموات واألرض كحلقة في فالة في العرش‪ ،‬والكرسي كحلقة في فالة في العرش)‬
‫ال فلو قال يسع لكان فقط إخبار عن مقدار‬ ‫تدل على أنه وسعهما فع ً‬ ‫فما الحكمة من استخدام صيغة الماضي في فعل (وسع)؟ الحكمة أن صيغة الماضي ّ‬
‫ال ‪.‬تسع ‪:‬‬‫السعة فعندما نقول تسع داري ألف شخص فليس بالضرورة أن يكون فيها ألف شخص ولكن عندما نقول وسعت داري ألف شخص فهذا حصل فع ً‬
‫ال وهذا أمر حاصل فع ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫تعني إخبار ليس بالضرورة حصل‪ ،‬لكن وسع بمعنى حصل فع ً‬
‫* ما معنى كرسيه في اآلية ولماذا جاء السموات مع أن السماء أعم؟‬
‫الكرسي محل جلوس الملك ولو في القرآن يتحدثون عن الكرسي والعرش كالمًا كثيرًا‪ .‬السموات هي محل المالئكة منازلهم‪ ،‬واألرض محل الثقلين الجن‬
‫واإلنس‪ .‬الملك ينبغي أن يكون على رعية والرعية تكون في السموات واألرض وليس السماء‪ .‬السماء عامة والسموات يقصد بها السموات السبع‪.‬‬
‫السموات يعني السبع والسماء عامة‪ .‬وكما قالوا السموات السبع واألرض بالنسبة للكرسي كحلقة في فالة كما في الحديث والكرسي في العرش كحلقة في‬
‫ْره هكذا في اآلثار والكرسي بالنسبة للعرش كحلقة في‬ ‫فالة‪ .‬العرش أكبر وقالوا الكرسي محل القدمين‪ .‬هم قالوا الكرسي محل القدمين والعرش ال يُقادر َقد ُ‬
‫فالة‪ .‬العرش عندنا مكان الجلوس والكرسي أقل‪ .‬مع الملك تستخدم عرش وفي البيت نقول كرسي‪ .‬إذا وسع كرسيه السموات واألرض فما بالك بالعرش؟!‬
‫ذكر ملك فقال السموات ولم يقل السماء وقالوا في اللغة من معاني الكرسي ال ُملْك والتدبير وال ُقدرة ولذلك المفسرين قالوا هذا من المتشابه ألن اللغة تحتمل‬
‫(و ِس َع ُك ْر ِسُّيهُ) أي قدرته وملكه ولذلك ذهب من ذهب إلى هذا المذهب قال وسع ملكه السموات واألرض‪ .‬وحتى استعمال الكرسي هنا هو‬ ‫معاني عديدة‪َ .‬‬
‫ال ِب ِإ ْذ ِن ِه َي ْعلَ ُم َما‬ ‫َّ‬
‫ض َمن َذا الذِي َي ْش َف ُع ِع ْن َد ُه إِ َّ‬ ‫َ‬
‫ات َو َما فِي األ ْر ِ‬ ‫او ِ‬ ‫َّ‬
‫الكرسي نقول للملك يجلس عليه فالملك ُملك وذكر هنا السياق في ال ُملك أيضًا (ل ُه َما فِي َّ‬
‫الس َم َ‬
‫ال ِب َما َشاء) يشفع يتقدم بالشفاعة إلى من يكون هو صاحب األمر‪ ،‬ناسب هؤالء يحتاج إلى ساكن‬ ‫ون ِب َش ْي ٍء ِّم ْن ِعلْ ِم ِه إِ َّ‬ ‫ُح ُ‬
‫يط َ‬ ‫ْن أَ ْيدِي ِه ْم َو َما َخلْ َف ُه ْم َو َ‬
‫ال ي ِ‬ ‫َبي َ‬
‫ض) وسع كرسيه السموات واألرض‬ ‫َ‬
‫ات َواأل ْر َ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫ُ‬
‫والساكن هو في السموات واألرض المالئكة والثقلين فإذن كلمة كرسي هي األنسب‪َ ( .‬و ِس َع ك ْر ِسيُّ ُه َّ‬
‫فما بالك بعرشه؟‬
‫ت َواَألرْ َ‬
‫ض (‪ )255‬البقرة)؟‬ ‫*ما هي اللمسات البيانية في اآلية ( َو ِس َع ُكرْ ِسيُّهُ ال َّس َم َ‬
‫اوا ِ‬
‫مسألة الكرسي لها عدة تفسيرات وفي الحديث أنها جسم بين العرض محيط بالسماء واألرض‪ ،‬الكرسي بالنسبة للعرش كحلقة في فالة وما في السموات‬
‫واألرض كحلقة في فالة بالنسبة للكرسي‪.‬‬
‫ما مسألة العرش والكرسي؟ الكالم عن العرش والكرسي نحن نتكلم في اللغة أما في اآلية فاهلل أعلم‪ .‬العرش هو عرش الملك‪ ،‬العرض ما يجلس عليه الملك‬
‫ان َع ْر ُش ُه َعلَى الْ َماء (‪ )7‬هود) وقال َ‬
‫(و ِس َع ُك ْر ِسيُّهُ) قالوا‬ ‫أي كرسي‪ .‬القرآن استخدم العرش ( َو َك َ‬ ‫‪ C‬الجالس عليه والكرسي ّ‬ ‫له عظمة وهيبة َّ‬
‫يعظم بهيبة‬
‫الكرسي محيط بالسموات واألرض والسموات واألرض وما فيها كحلقة في فالة بالنسبة للكرسي والكرسي وما فيه كحلقة في فالة بالنسبة للعرش‪ .‬وقسم‬
‫من المفسرين حاولوا أن يعطوا معاني أخرى وقالوا الكرسي هو القدرة والتدبير والملك وقسم قالوا هو العلم فذهبوا حتى يخرجوا من التجسيم والتشبيه‬
‫وأعطوه معاني أخرى‪ .‬في اللغة يستعملون الكرسي مجازًا يقصدون به الملك والتدبير‪.‬‬
‫ظي ُم"أي ال يثقله وال يجهده وجاء بـ (ال) للداللة على اإلطالق ال تدل على الزمن المطلق وإن كان كث‪CC‬ير‬ ‫" َوالَ يَُؤ و ُدهُ ِح ْفظُهُ َما َوهُ َو ْال َعلِ ُّي ْال َع ِ‬
‫‪C‬لطان والعلو عن‬‫والعلي من العلو والقهر والتسلط والغلبة والملك والس‪C‬‬
‫ّ‬ ‫من النحاة يجعلونها للمستقبل لكن األرجح أنها تفيد اإلطالق (ال يمكن أن يحصل) ‪.‬‬
‫العلي العظيم حصرًا‪.‬‬
‫عللي وال عظيم على الحقيقة سواه فهو ّ‬ ‫عرفهما ـ (أل التعريف) ألنه ال ّ‬ ‫النظير والمثيل‪ .‬والعظيم من العظمة وقد ّ‬
‫وهذين الوصفين وردا مرتين في ملك السموات واألرض في‪  ‬آية الكرسي في سورة البقرة‪ ،‬وفي سورة الشورى (له ما في السموات وما في األرض وهو‬
‫يدل على العلو والعظمة حصرًا له سبحانه‪.‬‬ ‫العلي العظيم) واألمرين في ملك السموات واألرض بما ّ‬
‫(العلي العظيم) وكل حملة في اآلية تدل على‬
‫ّ‬ ‫(الحي القيّوم) وانتهت بصفتين‬‫ّ‬ ‫‪ ‬المالحظ في آية الكرسي أنها ذكرت في بدايتها صفتين من صفات اهلل تعالى‬
‫حي وقيّوم والذي له ما في‬
‫ّ‬ ‫هو‬ ‫نوم‬ ‫وال‬ ‫سنة‬ ‫تأخذه‬ ‫ال‬ ‫والذي‬ ‫القيوم‬ ‫الحي‬ ‫هو‬ ‫والعلي العظيم سبحانه تقدست صفاته‪ .‬فالذي ال إله إال هو‬ ‫ّ‬ ‫الحي القيّوم‬
‫أنه ّ‬
‫الحي القيوم والذي ال يشفع عنده هو الحي القيوم وال يشفع إال باذنه والذي يعلم ما بين‬ ‫السموات وما في األرض أي المالك والذي يدبر أمر ملكه هو هو ّ‬
‫الحي القيّوم والذي ال يؤده‬ ‫الحي القيّوم القيّم على اآلخرين والذي وسع كرسيه السموات واألرض هو ّ‬ ‫أيديهم وما خلفهم وال يحاط بشيء من علمه هو ّ‬
‫الحي القيّوم ألن الذي يحفظ هو الحي القيوم وهو العلي العظيم‪.‬‬ ‫حفظهما هو ّ‬
‫والحي القيوم هو العلي العظيم والذي ال تأخذه سنة وال نوم والذي له ما في السموات واألرض والذي ال يشفع عنده إال باذنه والذي يعلم ما بين أيديهم وما‬
‫الحي القيّوم والعلي العظيم‪.‬‬ ‫تدل على أنه ّ‬ ‫العلي العظيم فكل جملة في آية الكرسي المباركة ّ‬ ‫خلفهم والذي ال يحاط بعلمه إال بما شاء هو ّ‬
‫ض‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬‫ف‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ات‬
‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫او‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫الس‬
‫َّ‬ ‫ِي‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫م‬
‫ٌ‬ ‫َو‬
‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫َة‬ ‫ن‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ذ‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬‫َ‬
‫ل‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ُّو‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ي‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫ِ ِ َ ُّ‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ا‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫(الل‬ ‫الكرسي‬ ‫آية‬ ‫في‬ ‫تعالى‬ ‫‪...‬ومن األمثلة على العطف في القرآن قوله‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ض َولا َيؤو ُد ُه ِحفظ ُه َما‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َوالأ ْر َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ِن ِعل ِم ِه إِلا ِب َما َشا َء َو ِس َع ك ْر ِسيُّ ُه َّ‬
‫الس َما َو ِ‬ ‫ون ِب َش ْي ٍء م ْ‬‫ُحيط َ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِيه ْم َو َما َخل َف ُه ْم َولا ي ِ‬ ‫َ‬ ‫َم ْن َذا الَّذِي َي ْش َف ُع ِع ْن َد ُه إِلَّا ِب ِإ ْذ ِن ِه َي ْعلَ ُم َما َبي َ‬
‫ْن أ ْيد ِ‬
‫ِي الْ َع ِظي ُم (‪ ))255‬وال نوم معطوفة على ِسنة‪ ،‬وما في األرض معطوفة على السموات‪ ،‬خلفهم معطوفة على ما بين أيديهم‪ ،‬األرض معطوفة على‬ ‫ُو الْ َعل ُّ‬
‫َوه َ‬
‫السموات‪ ،‬بينما وال يؤوده حفظهما فمعطوفة على ال تأخذه ِسنة وال نوم في أول السورة‪ .‬فبرغم وجود انواع متعاطفات كثيرة ومختلفة نعطف ال يؤوده‬
‫حفظهما على ال تأخذه ِسنة وال نوم‪.‬‬
‫الخطوط التعبيرية في اآلية‪ :‬المالحظ في اآلية أنها تذكر من كل األشياء اثنين اثنين‪ ،‬بدأها بصفتين من صفات اهلل تعالى (الحي القيوم) وذكر اثنين من‬
‫وكرر (ال) مرتين (ال تأخذه سنة وال نوم) وذكر اثنين في الملكية(السموات واألرض) وكرر (ما) مرتين وذكر اثنين من علمه في (يعلم‬ ‫النوم(سنة ونوم) ّ‬
‫(العلي العظيم)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫صفاته‬ ‫من‬ ‫باثنين‬ ‫اآلية‬ ‫وختم‬ ‫واألرض)‬ ‫السموات‬ ‫كرسيه‬ ‫(وسع‬ ‫الكرسي‬ ‫وسعه‬ ‫مما‬ ‫اثنين‬ ‫وذكر‬ ‫خلفهم)‬ ‫ما بين أيديهم وما‬
‫وقد ورد اسمين من أسماء اهلل الحسنى مرتين في القرآن‪ :‬في سورة البقرة (اهلل ال إله إال هو الحي القيوم) ومرة في سورة (آل عمران) في األية الثانية (اهلل‬
‫ال إله إال هو الحي القيوم) (الحظ الرقم ‪ .)2‬والعلي العظيم وردت في القرآن مرتين في القرآن أيضًا مرة في سورة البقرة ومرة (له ما في السموات وما في‬
‫‪C‬‬
‫األرض وهو العلي العظيم) في سورة الشورى في اآلية الرابعة (أربع أسماء في اآلية الرابعة)‪.‬‬
‫*من برنامج ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫( َمن َذا الَّذِي َي ْش َف ُع ِع ْن َد ُه إِ َّ‬
‫ال ِب ِإ ْذ ِن ِه (‪ )255‬البقرة) تأمل هذا األسلوب في االستفهام (من ذا) إنه استفهام لكنه خرج إلى معنى اإلنكار والنفي وكأن اهلل تعالى‬
‫خصه اهلل تعالى بهذا‬
‫يريد أن يخبرنا عن شرف ومكانة الشافع عند اهلل تعالى وهو محمد ‪ ‬فقال (إال بإذنه) فال أحد يشفع عند اهلل بحق اهلل ولكن يشفع من ّ‬
‫اإلذن‪ ،‬كرامة ما بعدها كرامة‪.‬‬
‫ون ِب َش ْي ٍء ِّم ْن ِعلْ ِم ِه إِ َّ‬
‫ال ِب َما َشاء (‪ )255‬البقرة) قال تعالى (وال يحيطون بشيء من علمه) ولم يقل وال يعلمون شيئًا من علمه ألن اإلحاطة‬ ‫ُح ُ‬
‫يط َ‬ ‫( َو َ‬
‫ال ي ِ‬
‫ّ‬
‫تقتضي اإلحتواء على جميع أطراف الشيء بحيث ال يشذ منه جزء من أوله وال آخره فأراد ربنا أن يصور لنا قصر علمنا وضعف مداركنا فنحن قد نعلم‬
‫ال باألمس ولكننا ال نستطيع أن نحيط بكل ما يلزم عنه وال نقدر على إدراك كل ما له به صلة ولذلك فإن علومنا قابلة للتبديل والتعديل‪.‬‬ ‫شيئًا كان مجهو ً‬
‫وانظر أيضًا إلى قوله تعالى (بشيء من علمه) ولم يقل وال يحيطون بعلمه وهذا مزيد من الدقة في تصغير معارفنا وعلومنا‪.‬‬
‫آية (‪:)256‬‬
‫*في آية البقرة يقول تعالى (فقد استمسك بالعروة الوثقى ال انفصام لها) ولم يقل في لقمان ال انفصام لها ‪ ،‬ما الفرق؟‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى* ‪:‬‬
‫اس َت ْم َس َك ِبالْ ُع ْر َو ِة الْ ُو ْث َق َى‬
‫ُؤمِن ِباللِهّ َف َق ِد ْ‬
‫وت َوي ْ‬ ‫َي َف َم ْن َي ْك ُف ْر ِب َّ‬
‫الط ُ‬
‫اغ ِ‬ ‫ِن الْغ ِّ‬
‫الر ْش ُد م َ‬
‫َّن ُّ‬ ‫ال إِ ْك َرا َه فِي الد ِ‬
‫ِّين َقد تَّ َبي َ‬ ‫السياق هو الذي يحدد‪ ،‬قال تعالى في سورة البقرة ( َ‬
‫ِصا َم لَ َها َواللُهّ َسمِي ٌع َعلِي ٌم (‪ ))256‬قال (فمن يكفر بالطاغوت) والطاغوت رأس كل طغيان من ظالم أو غيره‪ ،‬هذا معنى الطاغوت من كان رأسًا في‬ ‫َ‬
‫ال انف َ‬
‫الطغيان مثل فرعون والشيطان وجمعها طواغيت‪ .‬فمن يكفر بالطاغوت أحيانًا الكفر بالطاغوت يؤدي إلى أذى شديد وهلكة إذن تحتاج إلى (ال انفصام لها)‬
‫يعني ال يحصل فيها أي خدش أو انفصال أو شيء‪ .‬لما ذكر الكفر بالطاغوت الذي قد يؤدي إلى مظلمة كبيرة أو إلى عذاب أو إلى هلكة أ ّكد ربنا تعالى فقال‬
‫(ال انفصام لها) أما في لقمان فهي اتباع (ومن يسلم وجهه إلى اهلل فقد استمسك بالعروة الوثقى) ال تحتاج‪ .‬لذلك لما ذكر الكفر بالطاغوت الذي قد يؤدي إلى‬
‫هلكة (فرعون صلّبهم في جذوع النخل) قال (ال انفصام لها) تستمسك وال تنفصم وال تنفصل وكأنها تحفيز لإلستعصام واالستمساك باهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫ِصا َم لَ َها َواللَّ ُه َسمِي ٌع َعلِي ٌم ﴿‪﴾256‬‬
‫اس َت ْم َس َك ِبالْ ُع ْر َو ِة الْ ُو ْث َقى لَا ا ْنف َ‬
‫ِن ِباللَّ ِه َف َق ِد ْ‬ ‫وت َوي ْ‬
‫ُؤم ْ‬ ‫اغ ِ‬ ‫الط ُ‬‫َي َف َم ْن َي ْك ُف ْر ِب َّ‬
‫ِن الْغ ِّ‬
‫الر ْش ُد م َ‬
‫َّن ُّ‬ ‫قال تعالى (لَا إِ ْك َرا َه فِي الد ِ‬
‫ِّين َق ْد َت َبي َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ور ﴿‪ ﴾22‬لقمان) ليس فيها ال‬ ‫اس َت ْم َسك ِبال ُع ْر َو ِة ال ُوث َقى َوإِلى الل ِه َعا ِق َبة الأ ُم ِ‬ ‫ُسلِ ْم َو ْج َه ُه إِلى الل ِه َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن َف َق ِد ْ‬
‫البقرة) وفي لقمان يقول عز وجل ( َو َم ْن ي ْ‬
‫ِصا َم ل َها) ومرة ( ِبال ُع ْر َو ِة ال ُوثقى) فقط بدون ال انفصام لها كيف؟ مع أن العروة عادة الوثقى هو لكل شيء مكان‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫انفصام لها‪ .‬مرة ( ِبالْ ُع ْر َو ِة الْ ُو ْث َقى لَا ا ْنف َ‬
‫يوم عاصف ولكي ال يتطاير الناس في البحر‬ ‫ً‬
‫تحمله منه ولكل شيء آلة تتمسك بها من الوقوع أو الهالك يعني مثال ركاب في سفينة وجاءتها عاصفة في ٍ‬
‫‪ C‬يتمسك بها حتى ال يطيره الهواء هذه هي العروة الوثقى عروة وثيقة‬ ‫كل واحد تمسك في مكان إما في حبل أو في زردة أو في حلقة من الحلقات الحديدية‬
‫جدًا‪ .‬فرب العالمين عز وجل يشبه هذا الدين ببناء كبير وال بد أن تتمسك فيه بعروة لماذا؟ ألن العواصف حولك ال حدود لها‪ ،‬إبليس هذا شغله هذا الشيطان‬
‫فجور أو بدعة أو طائفية أو كفر أو زندقة والتاريخ مليء كل األديان‬ ‫ٍ‬ ‫بفسق أو‬
‫‪ C‬من التمسك بهذه العروة ٍ‬ ‫كل همه أنه يراكم هو وقبيله يحاول أن يرخي يديك‬
‫السماوية تاريخ الذين تمسكوا بعروة ثم أفلتوها وانحرفوا وصاروا بفكر آخر وطائفية أخرى وأضلوا الناس والقرآن يحدثنا عن هذا في بني إسرائيل في‬
‫‪ C‬التاريخ ما خال جيل من طائفة تحاول أن ترخي يديك عن هذه العروة‬ ‫التوراة واإلنجيل والقرآن وإلى هذا اليوم نحن نعاني من هؤالء معاناة على امتداد‬
‫يق ﴿‪ ﴾31‬الحج) حينئ ٍذ هذه‬ ‫ان َس ِح ٍ‬ ‫يح فِي َم َك ٍ‬ ‫الر ُ‬ ‫ْر أ ْو َت ْه ِوي ِب ِه ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الوثقى التي أنت متمسك بها ومتى ما ارتخت يداك هلكت تخطفتك الطير ( َف َت ْخ َط ُف ُه الطي ُ‬
‫العروة الوثقى مرة قال (ال انفصام لها) ومرة قال فقط (العروة الوثقى) بدون ال انفصام لها معناها تنفصم‪ .‬عندنا تنفصم وتنقسم وتنفصل معروفة ‪،‬تنفصم‬
‫يعني أنت يدك هي التي انفصمت عن العروة التيار قوي السحب قوي سحبوك فيدك لم تتحمل هذا الضغط فانفتحت يدك فانفصمت عنها‪ .‬هناك انقسمت من‬
‫شدة تمسكك أنت بهذه الحلقة بهذه العروة انكسرت هي انكسرت هذا انقسم‪ .‬وانفصل بدون عنف أنت رأسا تركته والتاريخ ملئ بهذا و بهذا و بهذا كل دعاة‬
‫الشر هؤالء شياطين يحاولون أن يجعلوك تنفصم عن هذه العروة الوثقى وهي اإلسالم كما قال الرسول صلى اهلل عليه و سلم‪ .‬إذن هذه العروة الوثقى‬
‫نوعين نوع هو العقيدة ال اله إال اهلل كما قال صلى اهلل عليه وسلم في الحديث الذي رواه احمد و غيره شخص رأى رؤيا متمسك فقال له النبي هذه العروة‬
‫هي اإلسالم فتمسك بها ماحييت إال أن يدركك الموت وأنت عليها وهي ال اله إال اهلل‪ .‬هذه ال انفصام لها رب العالمين يشهد أن من تمسك بالعروة الوثقى ‪-‬‬
‫‪ C‬األوثان أنت لماذا تكرهه؟ فقط قل له اترك األصنام واعبد اهلل واحد إذا جاء‬ ‫وهو يقول قبلها ال إكراه في الدين ‪ -‬فهي قضية إيمان وكفر إذا شخص يعبد‬
‫وقال ال اله إال اهلل بهذه القولة سوف يبقى عليها إلى يوم القيامة ولن ينفصم عنها هذا من تمسك بالعروة الوثقى التي هي ال اله إال اهلل اإلسالم نفسه عندما‬
‫نزل رب العالمين قال إن المشرك إذا صار مسلما لن يرجع عنه أبدا ولهذا قال صلى اهلل عليه وسلم (ال أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم‬
‫أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها فتهلككم) ‪.‬‬
‫ِّين) ال تكره هؤالء المشركين الذي يريد أن يسلم‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اآلية الثانية في سورة لقمان وهذا الخطاب للمسلمين في األولى خطاب لغير المسلمين قال (لا إِك َرا َه فِي الد ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ور) وهو محسن أي رجل تقي‬ ‫م‬
‫َ َ ُ ِ‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫ة‬ ‫ب‬‫ق‬‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫الل‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫اس َت ْم َس َك ِبالْ ُع ْر َو ِة الْ ُو ْث َقى َوإِ‬
‫ُسلِ ْم َو ْج َه ُه إِلَى اللَّ ِه َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن َف َق ِد ْ‬‫حياه اهلل‪ ،‬في الثانية يخاطب المسلمين ( َو َم ْن ي ْ‬
‫صالح مصلي الخ محسن في صالته في صيامه في زكاته فهو ليس عابد بل عابد بإحسان بشكل جيد هذا استمسك بالعروة الوثقى فقط ما قال ال انفصام لها‬
‫قد تنفصم كلنا ما في أحد في هذه الدنيا إال وفي يوم من األيام ارتكب ذنبًا مع كونه من المحسنين‪ .‬إذًا ال نزال في العروة الوثقى في األولى يتحدث عن‬
‫العروة الوثقى التي هي اإليمان باهلل الواحد األحد ال إله إال اهلل هذه اآلية تقول هذه العروة ال انفصام لها هذا واحد وهذا واقع الحال‪ .‬الثانية العمل العروة‬
‫الوثقى الثانية العمل وليس التوحيد العبادات والحالل والحرام الحالل كله هذا ما قال ال انفصام لها قد تنفصم كل ابن آدم خطاء ما فينا واحد تقي وصالح في‬
‫يوم ما صلى سنة سنتين ترك الصالة سنة من السنين ترك الصيام مرة مرتين شرب خمر يعني كل ابن آدم خطاء (المؤمن كالسنبلة يميل تارة ويستقيم‬
‫‪ C‬واألحاديث (المسلم كالفرس في أخيّته) هذه الحلقة التي يربطون فيها الفرس (يجول ويدور ويعود‬ ‫بقوم يذنبون)‬ ‫أخرى) (لو لم تذنبوا لذهب اهلل بكم ثم جاء ٍ‬
‫ال عن اإلسالم لكن يرجع إذًا تنفصم عروة العمل تنفصم وعروة اإليمان والتوحيد ال تنفصم أبدًا ببركة النبي عليه الصالة‬ ‫‪ C‬قلي ً‬ ‫إلى أخيته) يروح ويبتعد‬
‫ُزكي ِه ْم ﴿‪ ﴾2‬الجمعة) إذًا هذه التزكية التي زكى اهلل بها هذه األمة أنها ال تشرك باهلل أبدًا ولكن نعم هكذا مرة‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫والسالم الذي هو كما قال ( َيتلو َعل ْي ِه ْم آ َيا ِت ِه َوي َ‬
‫ومرة ولكن كما قال صلى اهلل عليه وسلم (ولكن ساعة وساعة لسنا على ساعة واحدة) هكذا كما جاء في األحاديث الكثيرة لن نطيل عليكم في سردها وإال‬
‫الحظ لكل إنسان عروته هذه عروة متحدة كل واحد منا له عروة عروة الحاكم العدل إذا تمسك بها ولم تنفصم جاء يوم القيامة متجليًا غفر اهلل كل ذنوبه‬
‫عروة العالم الصدق إذا كان صادقًا وال يخاف في اهلل لومة الئم جاء يوم القيامة وكل ذنوبه مغفورة عروة التاجر اإلخالص والنصيحة وهكذا‪ .‬حديث‬
‫عجيب عن النبي صلى اهلل عليه وسلم يقول كما في الحديث عن البراء بن عازم قال كنا جلوسًا عند رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فسألهم النبي (أي عرى‬
‫اإلسالم أوثق؟) اهلل قال العروة الوثقى ما هي أوثق عروة؟ قالوا (الصالة يا رسول اهلل قال‪ :‬حسنة وما هي بها‪ ،‬ثم قالوا‪ :‬الزكاة يا رسول اهلل قال‪ :‬حسنة‬
‫ٌ‬
‫حسن وما‬ ‫حسن وما هو به قالوا‪ :‬الجهاد قال‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫وما هي بها) ليست هذه هي األوثق هذه عروة وثقى ولكن ليست األوثق (قالوا‪ :‬الصوم صوم رمضان قال‪:‬‬
‫هو به) تصور الصالة الصوم الزكاة الحج الجهاد كله قال رسول اهلل ما هو إذًا ما هي أوثق عروة؟ قال (أوثق عرى اإليمان أن تحب في اهلل وتبغض في‬
‫ال يعني بك بخل على أمك وأبوك‬ ‫اهلل)‪ .‬تأمل فيها أنت قد تصلي ولكن قد تنافق قد تصلي وأنت غضوب وتحقد على الناس وحاسد قد تصلي وأنت مث ً‬
‫ووالديك وأهلك الخ أنت إذا بلغ إيمانك أن جعلك تحب في اهلل وتبغض في اهلل ال تحب لصداقة وال لمن أعطاك معروفًا إنما ألن هذا إنسان طيب ابن حالل‬
‫َ َّ ْ‬ ‫َّ‬
‫ِيم ﴿‪ ﴾89‬الشعراء)‬ ‫فتحبه‪ ،‬معنى هذا أن قلبك ال فيه حسد وال غيرة وال غل قلب كهذا ال يمكن إال أن يكون صالحًا فهو قلب سليم (إِلا َم ْن أ َتى الل َه ِب َقل ٍب َسل ٍ‬
‫مصل صالح ولكن كل من يحب في اهلل ويبغض في اهلل‬ ‫ٍ‬ ‫بالضبط هو هذا القلب السليم قطعًا صالته عظيمة وحجه عظيم وصومه عظيم والخ وحينئ ٍذ ليس كل‬
‫صالح إذًا عالمة القلب السليم أن يحب في اهلل ويبغض في اهلل‪ .‬إذًا هذه أوثق عروة الكالم في العروة الوثقى كالم طويل ولهذا كل نوع من أنواع العبادة هو‬
‫ِين آَ َمنُوا اتَّ ُقوا اللَّ َه َوا ْب َت ُغوا إِلَ ْي ِه الْ َو ِسيلَ َة ﴿‪ ﴾35‬المائدة) كل واحد من هذه األمة سيأتي يوم القيامة مشهورًا بعمل (إن لكل‬ ‫عروة ونحن قلنا مرة ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫عب ٍد في السماء صيتًا كصيته في الدنيا) هذا العالم هذا المنفق هذا الصابر هذا المجاهد هذا الكريم هذا البار بوالديه كل واحد له صيت هذه العروة كل واحد‬
‫له عروته العروة األساسية ال إله إال اهلل وهذه اطمئن ما دمت دخلت بها مصدقًا بها قلبك أو أنك ولدت عليها فلن ترتد أبدًا ارتاح يبقى العمل ال األولى ال‬
‫ِصا َم لَ َها) وهذه شهادة من رب العالمين الثانية قال من يعمل صالحًا ويسلم وجهه استمسك بالعروة الوثقى‬ ‫اس َت ْم َس َك ِبالْ ُع ْر َو ِة الْ ُو ْث َقى لَا ا ْنف َ‬
‫انفصام لها ( َف َق ِد ْ‬
‫اس َت ْم َسك ِبال ُع ْر َو ِة ال ُوثقى) لكنه ما قال ال انفصام لها ألنك قد تنفصم يا ما ناس راحوا ورجعوا وراحوا ورجعوا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ُسلِ ْم َو ْج َه ُه إِلى الل ِه َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن فق ِد ْ‬ ‫( َو َم ْن ي ْ‬
‫َ‬
‫ِصا َم ل َها) وآية قال فقط‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫است ْم َسك ِبال ُع ْر َو ِة ال ُوثقى لا انف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وراحوا ورجعوا ويختم له إن شاء اهلل على خير وبخير‪ .‬هكذا هي مسألة الفرق بين آيتين آية قال (فق ِد ْ‬
‫اس َت ْم َس َك ِبالْ ُع ْر َو ِة الْ ُو ْث َقى) ما وصفها بأنها ال انفصام لها ألنها قد تفصم وعليك أن تعود لها مرة أخرى‪.‬‬ ‫( َف َق ِد ْ‬
‫* ما داللة (فقد) في قوله تعالى (فقد استمسك بالعروة الوثقى)؟( د‪.‬فاضل السامرائى* )‬
‫(قد) حرف تحقيق على الماضي وإن كان على المضارع حصل أكثر من سؤال هل هي تفيد التقليل؟ هي من معانيها التقليل‪( ،‬قد) إذا دخلت على المضارع‬
‫ِين مِن ُك ْم َوالْ َقا ِئل َ‬
‫ِين‬ ‫الس َماء (‪ )144‬البقرة) ( َق ْد َي ْعلَ ُم اللَّ ُه الْ ُم َع ِّوق َ‬ ‫َرى َت َقلُّ َب َو ْج ِه َك فِي َّ‬ ‫‪ C‬والتكثير ( َق ْد ن َ‬
‫تفيد التحقيق والتكثير ومن معانيها الشك‪ .‬تفيد التوكيد‬
‫ِه ْم َهلُ َّم إِلَ ْينَا (‪ )18‬األحزاب)‪ .‬أحيانًا يسألون أليست (قد) للتقليل إذا دخلت على المضارع؟ هذا من أحد معانيها وليس معناها الكامل كما يذكر النحاة‪.‬‬ ‫لِِإ ْخ َوان ِ‬
‫(قد نرى تقلب وجهك) هذا يقين‪ ،‬للتحقيق إذا عرفنا أن الفعل متحقق إذن (قد) تفيد التحقيق‪ .‬اهلل تعالى يرى ويعلم سبحانه وتعالى‪ .‬إذا دخلت (قد) على‬
‫ال تقول رزقك اهلل محتمل أنك تدعو له بالرزق وتحتمل أنك تخبر أن‬ ‫الماضي فهي للتحقيق أن األمر تحقق وأحيانًا قد تغير معنى الفعل من دعاء إلى خبر مث ً‬
‫اهلل رزقه وأعطاه لكن لو قلت (قد رزقك اهلل) ال يمكن أن تكون دعاء وإنما إخبار لذا ال يصح أن تقول قد غفر اهلل لك وإنما تقول غفر اهلل لك أنت مخبر‬
‫ولست داعيًا‪ .‬إذن (قد) تفيد التحقيق إذن (فقد استمسك بالعروة الوثقى) تعني تحقق استمساكه‪.‬‬
‫أيها الراكب الميمم أرضي‪           ‬أقري من بعضي السالم لبعضي‬
‫بأرض‬
‫ِ‬ ‫بأرض‪         ‬وفؤادي وساكنيه‬ ‫ٍ‬ ‫إن جسمي كما علمت‬
‫قد قضى اهلل بالفراق علينا‪           ‬فعسى باجتماعنا سوف يقضي‬
‫الس ُرج‬
‫إن بيتًا أنت ساكنه ‪         ‬غير محتاج إلى ُ‬
‫ومريضًا أنت عائده ‪        ‬قد أتاه اهلل بالفرج‬
‫إذن (فقد استمسك) تحقق استمساكه‪ ،‬هذا تحقق ألنه في الغالب الفعل الماضي بعد جواب الشرط في الغالب استقبال (درست نجحت) إذا قلت فقد نجحت أي‬
‫ون (‪ )1‬المؤمنون) هذا إخبار وتحقق‪ .‬إذن (فقد استمسك‬ ‫تحقق األمر مثل الدعاء تقول‪ :‬غفر اهلل له يعني تدعو له‪ ،‬قد غفر اهلل له تحقق‪َ ( .‬ق ْد أَ ْفلَ َح الْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫بالعروة الوثقى) تحقق استمساكه‪.‬‬
‫* ما معنى كلمة والطاغوت؟ وهل هي موجودة في لغة العرب؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الطاغوت‪ :‬الطاغوت يذكرون له معاني‪ ،‬هو من الطغيان‪ ،‬اشتقاقه العربي من الطغيان‪ ،‬فِعلها طغى (وعندنا فعلوت‪ ،‬أصلها طغووت ثم صار بها إبدال‪،‬‬
‫هذه مسائل صرفية ال نريد أن ندخل فيها)‪ ،‬عندنا مصادر على فعلوت مثل الملكوت والجبروت ورهبوت وهي عندنا في العربية وهي مصادر تدل على‬
‫بالعزة والملكوت"‪ .‬طاغوت من هذه األوزان لكن صار فيها تداخل صرفي وإبدال كلمة (أصلها طغووت‬ ‫المبالغة كما في الحديث " جللت األرض والسماء ّ‬
‫على وزن فعلوت)‪ .‬هي من الطغيان‪ ،‬من الفعل طغى‪ .‬كل رأس في الضالل يسمى طاغوت (ما ُع ِبد من دون اهلل) حتى الساحر يسمى طاغوت والكاهن‬
‫والصنم وفي العربية المارد من الجن يسمى طاغوت وهي عامة وكلمة طاغوت تستعمل للمذكر والمؤنث والمفرد والجمع‪ .‬للمفرد طاغوت وللجمع‬
‫طاغوت وللمذكر طاغوت وللمؤنث طاغوت‪ .‬عندنا جمع (طواغيت) وعندنا طاغوت مثل الطفل يُجمع على طفل وأطفال وضيف يجمع على ضيف‬
‫وضيوف وخصم قد يكون مفرد وقد يكون جمعًا عندنا كلمات قد تكون جمع وقد تكون مفرد حتى كلمة عدو وأعداء‪ ،‬عدو مفرد وجمع عندنا كلمات تكون‬
‫الكلمة تعبر عن المفرد والجمع بحسب السياق الذي وردت فيه ومنها طاغوت‪ .‬يوجد طواغيت في اللغة مثل طفل وأطفال‪ .‬الطاغوت موجودة والطواغيت‬
‫موجودة‪.‬‬
‫الطاغوت تستعمل للمفرد والجمع والمذكر والمؤنث فنقول هذا طاغوت وهذه طاغوت‪ .‬حتى في القرآن الكريم استعملها عدة استعماالت‪ ،‬إستعملها مفرد‬
‫ات‬ ‫ُخ ِر ُج ُهم ِّم َن ُّ‬
‫الظلُ َم ِ‬ ‫ِي الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ ي ْ‬ ‫اس َت ْم َس َك ِبالْ ُع ْر َو ِة الْ ُو ْث َق َى (‪ )256‬البقرة) هذا جنس عام‪( ،‬اللُهّ َول ُّ‬
‫ُؤمِن ِباللِهّ َف َق ِد ْ‬
‫وت َوي ْ‬
‫اغ ِ‬ ‫واستعملها جمع‪َ ( :‬ف َم ْن َي ْك ُف ْر ِب َّ‬
‫الط ُ‬
‫ولي واحد وهو اهلل سبحانه‬ ‫ات (‪ )257‬البقرة) هنا الطاغوت جمع ألن للمؤمنين ّ‬ ‫ور إِلَى ُّ‬
‫الظلُ َم ِ‬ ‫ُخ ِر ُجو َن ُهم ِّم َن النُّ ِ‬‫وت ي ْ‬‫اغ ُ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ أَ ْولَِيآ ُؤ ُه ُم َّ‬
‫الط ُ‬ ‫إِلَى النُّ ُو ِر َوالَّذ َ‬
‫وت) للمؤمنين ولي واحد‬ ‫الط ُ‬
‫اغ ُ‬ ‫ُه ُم َّ‬‫ِين َك َف ُرواْ أَ ْولَِيآؤ ُ‬
‫(والَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ) أما الكافرون أولياؤهم متعددون الشياطين وغيرهم لذا قال تعالى َ‬ ‫ِي الَّذ َ‬‫وتعالى (اللُهّ َول ُّ‬
‫‪ C‬لذا لم يقل وليهم الطاغوت‪.‬‬ ‫وهو اهلل تعالى صحيح المؤمنين بعضهم أولياء بعض لكن الولي الواحد هو اهلل تعالى والكفرة أولياؤهم متعددون‬
‫*ما الفرق بين الرُشد وال َر َشد والرشاد؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫َستُم ِّم ْن ُه ْم ُر ْشدًا (‪ )6‬النساء) في الدنيا‪َ ( ،‬‬
‫ال‬ ‫الر َشد ففي األمور اآلخروية فقط‪ ،‬هكذا قرر علماء اللغة‪َ ( .‬فإِ ْن آن ْ‬ ‫‪ُ C‬‬
‫واألخروية أما َ‬ ‫الرشد يقال في األمور الدنيوية‬ ‫ُ‬
‫‪C‬‬
‫الرشد في األمور الدنيوية‬ ‫ُ‬ ‫الكهف)‬ ‫)‬‫‪24‬‬ ‫(‬ ‫ًا‬
‫د‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫ا‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ِن‬‫م‬ ‫ب‬‫ر‬
‫ََ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ِأ‬‫ل‬ ‫ِّي‬
‫ب‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫د‬‫ِ‬
‫َْ َ ِ َ‬‫ه‬‫ي‬ ‫ن‬‫َ‬‫أ‬ ‫ى‬ ‫س‬ ‫ع‬
‫َ ََ‬‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫‪،‬‬‫البقرة)‬ ‫)‬‫‪256‬‬ ‫(‬ ‫َي‬‫غ‬‫ْ‬
‫ال‬
‫َ ِّ‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫د‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫الر‬ ‫َّن‬
‫ي‬
‫َ َ ُّ‬ ‫ب‬‫َّ‬
‫ت‬ ‫د‬‫ق‬‫َ‬ ‫ِّين‬
‫ِ‬ ‫الد‬ ‫ِي‬
‫ف‬ ‫إِ ْك َ َ‬
‫ه‬ ‫ا‬‫ر‬
‫الر َشا ِد (‪ )29‬غافر) أي سبيل‬‫يل َّ‬ ‫َ‬
‫فالرشد أع ّم‪ .‬الرشاد هو سبيل القصد والصالح ( َو َما أ ْهدِي ُك ْم إِلَّا َسِب َ‬ ‫الرشد ففي األمور األخروية ال غير ُ‬ ‫واألخروية أما َ‬
‫ور َشد‪.‬‬
‫رشد َ‬‫والرشد والرشاد كلها مصادر‪ِ .‬‬ ‫الرشد َ‬ ‫الصالح عمومًا‪ ،‬طريق الصواب‪ .‬الرشاد مصدر‪ .‬المادة اللغوية واحدة لهذه الكلمات وهي كلها ُ‬
‫آية (‪:)257‬‬
‫*ما معنى كلمة الولي؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِي الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ (‪)257‬‬ ‫الولي التابع المحب الذي يتولى أمره والولي الناصر‪ ،‬يعني اهلل ولينا ونحن أولياء اهلل (اللُهّ َول ُّ‬ ‫ّ‬ ‫تستعمل للتابع والمتبوع والناصر‪،‬‬
‫ون (‪ )62‬يونس) فالولي تستعمل للفاعل والمفعول وتسمى من األضاد‪ .‬يقال مولى‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬
‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫البقرة) يتولى أمرهم (أَال إِ َّن أَ ْولَِياء اللِهّ َ‬
‫ال َخ ْو ٌ‬
‫رسول اهلل واهلل موالنا‪ ،‬كلمات كثيرة في اللغة العربية تستعمل في هذا وهي واضحة في اللغة وفي االستعمال القرآني‪.‬‬
‫آية (‪:)258‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)124‬‬
‫*ما الفرق بين ( ِمتم) بكسر الميم و( ُمتم) بضم الميم؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ِيت (‪ )258‬البقرة) إستعمل المضارع فلم يرد ال في القرآن وال في الشعر العربي غير هذا الموضع إستعمال المضارع‪ .‬جاءت على‬ ‫ال أَنَا أُ ْح ِيـي َوأُم ُ‬
‫( َق َ‬
‫لسان من يحاجج ابراهيم فى ربه وليس اهلل عز وجل‬
‫ِت) والتاء نائب فاعل أي أماته اهلل ثم بناه لصيغة المفعول‪ .‬ولما يقول ( ُم ُّت) ينسب الموت‬‫ِت) أصلها (أُم ُّ‬
‫أمات من الرباعي ويميت من الرباعي لما يقول (م ُّ‬
‫ُ‬
‫ِت) التاء ضمير مبني في محل رفع نائب فاعل مثل أكرمت وأكرمت‪ .‬وفي الحالين‬ ‫لنفسه فتُعرب التاء في ُم ُّت ضمير مبني في محل رفع فاعل‪ ،‬وفي (م ُّ‬
‫ِت) على سبيل المجاز ألن اهلل سبحانه وتعالى هو المميت سبحانه واإلنسان ال يميت نفسه‪ .‬فإذن هذه‬ ‫األمر مردّه إلى اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬إذا قال (م ّ‬
‫القراءات (مِت) قراءة سبعية و( ُم ّت) قراءة سبعية لكن الفهم إذا كسر يفهم كأنه بُني للمجهول ( ُمت) وإذا ضم الميم تكون نسب الفعل إلى نفسه‪ ،‬وفي الحالين‬
‫الفاعل الحقيقي هو اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)259‬‬
‫* ما داللة ( فأماته) فى قوله تعالى‪( :‬فأماته هللا مئة ع**ام ثم بعثه (‪ )259‬س**ورة البق**رة)و إس**تخدام الض**رب على الس**مع للتعب**ير عن‬
‫ض َر ْبنَا* َعلَى َآ َذانِ ِه ْم فِي ْال َكه ِ‬
‫ْف ِسنِينَ َع َددًا (‪ )11‬الكهف)وما* داللة استخدام ( بعثه )وليس أحياه؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫الموت في اآلية (فَ َ‬
‫اع ْي ِه ِبالْ َو ِ‬
‫صي ِد لَ ِو‬ ‫اس ٌط ذ َ‬
‫ِر َ‬ ‫ال َو َكلْبُ ُهم َب ِ‬ ‫ات ِّ‬
‫الش َم ِ‬ ‫ِين َو َذ َ‬ ‫ات الْ َيم ِ‬ ‫ال أهل الكهف لم يموتوا وإنما ناموا ألنه تعالى قال‪َ ( :‬و َت ْح َسبُ ُه ْم أَ ْي َق ً‬
‫اظا َو ُه ْم ُر ُقو ٌد َونُ َقلِّبُ ُه ْم َذ َ‬ ‫أو ً‬
‫ارا َولَ ُملِ ْئ َت ِم ْن ُه ْم ُر ْعبًا (‪ )18‬الكهف) الراقد ليس ميتًا ولذلك ال يصلح أن يقول‪ :‬أماتهم‪.‬‬ ‫ْت ِم ْن ُه ْم ف َ‬
‫ِر ً‬ ‫اطلَ ْع َت َعلَ ْي ِه ْم لَ َولَّي َ‬‫َّ‬
‫ال لَِب ْث ُت‬ ‫ال َك ْم لَِب ْث َت َق َ‬
‫ام ثُ َّم َب َع َث ُه َق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وش َها َق َ‬ ‫او َي ٌة َعلَى ُع ُر ِ‬ ‫َ‬
‫أما قوله تعالى (أ ْو َكالَّذِي َم َّر َعلَى َق ْر َي ٍة َو ِه َي َخ ِ‬
‫ُح ِيـي َهَـ ِذ ِه اللُهّ َب ْع َد َم ْو ِت َها َفأ َما َت ُه اللُهّ ِم َئ َة َع ٍ‬ ‫ال أنَّ َى ي ْ‬
‫ُ‬
‫نش ُز َها ث َّم‬
‫ْف نُ ِ‬ ‫ام َكي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس َوانظ ْر إِلى العِظ ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫َج َعلك آ َية للنَّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ارك َولِن ْ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫انظ ْر إِلَى ط َعامِك َو َش َرا ِبك ل ْم َي َت َسنَّ ْه َوانظ ْر إِلى ِح َم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َبل لَِّب ْث َت ِم َئ َة َعام َف ُ‬
‫ٍ‬ ‫ض َي ْو ٍم َق َ‬ ‫َي ْو ًما أَ ْو َب ْع َ‬
‫ِير (‪ )259‬البقرة)‬ ‫ال أَ ْعلَ ُم أَ َّن اللَهّ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬
‫َّن لَ ُه َق َ‬‫وها لَ ْح ًما َفلَ َّما َت َبي َ‬‫ن َْك ُس َ‬
‫األصل في تعاملنا مع القرآن أن ما سكت عنه ربنا سبحانه وتعالى نسكت عنه ألنه ال ثمرة فيه إال إذا ورد فيه خبر صحيح من رسول اهلل ‪ ‬يكون موضحًا‬
‫لجزئية معينة‪(.‬وهو المار بالقرية)‬
‫ُح ِيـي َهَـ ِذ ِه اللُهّ َب ْع َد َم ْو ِت َها) نالحظ أنه إستعمل كلمة يحيي وكلمة الموت فلما إستعمل األحياء والموت ناسب ذلك أن يقول (فأماته اهلل) ألنه تكلم عن‬ ‫(أَنَّ َى ي ْ‬
‫ام ثُ َّم َب َع َثهُ) فأماته مناسب للموت‪.‬‬ ‫َ‬
‫موت وحياة‪ .‬لكن قد يقول قائل هو لما تكلم عن موت وحياة قال (أماته) فلم لم يقل (وأحياه)؟ قال ( َفأ َما َت ُه اللُهّ ِم َئ َة َع ٍ‬
‫يُفترض في غير القرآن أن يقال فأماته اهلل مائة عام ثم أحياه‪ .‬لو قال ثم أحياه أي جعل فيه الروح‪ ،‬جعله حيًا‪ .‬أما بعثه فالبعث فيه معنى اإلنهاض‪ ،‬بعثه‬
‫يعني الحياة جزء منه‪ ،‬لما يقول بعثه أي جعله ينهض‪ .‬الفعل بعث له معنيان متقاربان‪ :‬المعنى األول‪ :‬أرسله واإلرسال كأنه بعد تقييده كأنه كان عنده ثابت‬
‫حل رباطها‪ .‬هذان المعنيان‬ ‫ثم أرسله لذلك يقولون أرسل السهم‪ .‬ثم فيه معنى النهوض‪ :‬يقول بعث الناقة لما تكون باركة بعثها أي أقامها وأنهضها بأن ّ‬
‫ال ألنه بعث بمعنى إستوى قائمًا كما تستوي الناقة واقفة إذا بعثتها‪ ..‬فلما ينهض هذا النائم الميت أي نهض‬ ‫ال مبصرًا عاق ً‬ ‫متقاربان‪ :‬بعثه أي أنهضه كام ً‬
‫ض َي ْوم) لما ُع ِّرف قدرة اهلل سبحانه وتعالى ( َف ُ‬
‫انظ ْر إِلَى َط َعام َ‬ ‫َ‬ ‫بوعيه بعقله حتى يحاور حتى يقال له كم لبثت؟ ويجيب‪ .‬ثم ختامها ( َق َ ْ‬
‫ِك‬ ‫ال لَِبث ُت َي ْو ًما أ ْو َب ْع َ ٍ‬
‫نش ُز َها ثُ َّم ن َْك ُس َ‬
‫وها لَ ْح ًما) بدأ الحمار شيئًا فشيئًا يتك ّون فعند ذلك قال ( َفلَ َّما‬ ‫ام َكي َ‬
‫ْف نُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َج َعلَ َك آ َي ًة لِّلنَّ ِ‬
‫ار َك َولِن ْ‬ ‫َو َش َرا ِب َك لَ ْم َي َت َسنَّ ْه َو ُ‬
‫انظ ْر إِلَى ِح َم ِ‬
‫اس َوانظ ْر إِلى العِظ ِ‬
‫ِير) مسألة كان يعلمها لكنها اآلن أصبحت يقينًا كأنه متعجب أنها قرية ميتة كيف يبعثها اهلل تعالى؟ فجعلها اهلل‬ ‫ال أَ ْعلَ ُم أَ َّن اللَهّ َعلَى ُكل َش ْي ٍء َقد ٌ‬
‫ِّ‬ ‫َّن لَ ُه َق َ‬‫َت َبي َ‬
‫تعالى آية لمن بعده ونحن من هؤالء الذين يرون فيها آية من آيات اهلل أنه يحيي الموتى ويكسو العظام لحمًا‪.‬‬
‫ازدَادُوا تِ ْسعًا (‪ )25‬الكهف)و(بَل لَّبِ ْثتَ ِمَئةَ ع ٍ‬
‫َام (‬ ‫*ما الفرق بين ذكر التنوين وحذفه فى اآليتين( َولَبِثُوا فِي َك ْهفِ ِه ْم ثَاَل َ‬
‫ث ِماَئ ٍة ِسنِينَ َو ْ‬
‫‪ )259‬البقرة) ؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫يقولون سنين شمسية وقمرية‪ .‬سنين بدل‪ ،‬لو أضفنا نقول مائة سنة لكن فى الكهف ليست مضافة‪ ،‬ثالث مائة لم تضفها حتى تقول ثالث مائة سنة‪ ،‬هذا بدل‬
‫ين َعا ًما (‪ )14‬العنكبوت)‬ ‫‪ C‬له أحكام بعد المائة واأللف يكون مفرد مضاف إليه ( َفلَِب َث فِي ِه ْم أَلْ َ‬
‫ف َسَن ٍة إِلَّا َخ ْم ِس َ‬ ‫‪( C‬سنين) بدل ألن تمييز العدد‬ ‫وليس تمييز عدد‪.‬‬
‫ام (‪ )259‬البقرة) ( َثلَ َ‬ ‫َّ ْ‬
‫‪ C‬لكن الغرض منه‪ ،‬لماذا لم يضف؟ ألن األمر يدعو إلى‬ ‫اث مِا َئةٍ) ن ّون ألن هذا أمر عجيب فن ّون‪ ،‬هذا تنوين التمكين‬ ‫( َبل ل ِبث َت ِم َئ َة َع ٍ‬
‫اث مِا َئةٍ) السامع ال يتوقع أو ال ينتظر منك شيئًا آخر ألنه لو أردت أن‬ ‫اث مِا َئةٍ) أبهمت ويسمى اإليضاح بعد اإلبهام‪ .‬إذا قلنا ( َثلَ َ‬‫العجب والتعجيب ( َثلَ َ‬
‫تضيف ألضفت بعد المائة‪ ،‬إذن انتهى السائل فإذا جئت بالبدل تكون أتيت بشيء جديد ما كان يتوقعه قالوا اإليضاح بعد اإلبهام‪ .‬‬
‫ك آيَةً لِّلنَّ ِ‬
‫اس) ما داللة استخدام الواو ؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫*قال تعالى ‪َ (:‬ولِنَجْ َعلَ َ‬
‫عندنا العطف على مقدر موجود في القرآن كثيرًا‪.‬‬
‫ال لَِب ْثتُ‬
‫ال َك ْم لَِب ْث َت َق َ‬
‫ام ثُ َّم َب َع َث ُه َق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫مثال قوله تعالى‪(:‬أَ ْو َكالَّذِي َم َّر َعلَى َق ْر َي ٍة َو ِه َي َخ ِ‬
‫ُح ِيـي َهَـ ِذ ِه اللُهّ َب ْع َد َم ْو ِت َها فأ َمات ُه اللُهّ ِمئة َع ٍ‬
‫وش َها قال أن َى ي ْ‬ ‫او َية َعلى ُع ُر ِ‬
‫اس (‪ )259‬البقرة) (ولنجعلك) على ماذا‬ ‫َج َعلَ َك آ َي ًة لِّلنَّ ِ‬
‫ار َك َولِن ْ‬ ‫ِك َو َش َرا ِب َك لَ ْم َي َت َسنَّ ْه َو ُ‬
‫انظ ْر إِلَى ِح َم ِ‬ ‫ال َبل لَِّب ْث َت ِم َئ َة َعام َف ُ‬
‫انظ ْر إِلَى َط َعام َ‬ ‫ٍ‬ ‫َي ْو ًما أَ ْو َب ْع َ‬
‫ض َي ْو ٍم َق َ‬
‫مععطوفة؟ عندما أحيا اهلل تعالى العزير هل أحياه فقط ليجعله آية للناس؟ هنالك أمور أخرى ذكر اآلن منها (ولنجعلك آية للناس)‪ ،‬لما نجد العطف مقدر على‬
‫محذوف نفهم أن هناك أمورًا أخرى لم يذكرها الشرع‪.‬‬
‫*هناك قراءتان لكلمة ننشزها فما الفرق بينهما؟( ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫نش ُز َها ثُ َّم ن َْك ُس َ‬
‫وها لَ ْح ًما (‪ )259‬البقرة) في كلمة (ننشزها) قراءتان‪ :‬قِرئت (ننشرها) من أنشر إذا بعث فـ (ننشرها)‬ ‫ام َكي َ‬
‫ْف نُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫قال تعالى‪َ (:‬وانظ ْر إِلى العِظ ِ‬
‫هنا أي نحييها‪ .‬وقرئت (ننشزها) من أنشز إذا ُرفع الشيء واآلية تعني رفعها حين تغلظ بإحاطة العصب واللحم والدم بها‪ ،‬فالقراءتان تدالن على معنى‬
‫واحد‪.‬‬
‫آية (‪:)260‬‬
‫ال فَ ُخ ْذ َأرْ بَ َعةً ِّمنَ الطَّي ِْر فَصُرْ ه َُّن ِإلَ ْي َ‬
‫ك‬ ‫* ( َوِإ ْذ قَا َل ِإ ْب َرا ِهي ُم َربِّ َأ ِرنِي َك ْيفَ تُحْ يِـي ْال َموْ تَى قَا َل َأ َولَ ْم تُْؤ ِمن قَا َل بَلَى َولَـ ِكن لِّيَ ْ‬
‫ط َمِئ َّن قَ ْلبِي قَ َ‬
‫َزي ٌز َح ِكي ٌم (‪ )260‬البقرة) ما داللة ختام اآلية (عزيز حكيم)‬ ‫ثُ َّم اجْ َعلْ َعلَى ُك ِّل َجبَ ٍل ِّم ْنه َُّن ج ُْز ًءا ثُ َّم ا ْد ُعه َُّن يَْأتِينَ َ‬
‫ك َس ْعيًا َوا ْعلَ ْم َأ َّن هّللا َ ع ِ‬
‫بدل هللا على كل شيء قدير؟(د‪ .‬فاضل السامرائى)‬
‫ال سياق اآلية قد يحسم األمر لدى المتكلم حسب ما يريد المتكلم عن أي شيء يريد أن يتكلم؟ لما يذكر ربنا إحياء األرض بعد موتها التعقيب في ختام اآلية‬ ‫أو ً‬
‫ون (‪ )33‬يس) إحياء األرض الميتة ذكر أمرًا آخر وفي آية‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َاها َوأ ْخ َر ْجنَا ِم ْن َها َحبًّا َف ِم ْن ُه َيأكل َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ض ال َم ْي َتة أ ْح َي ْين َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫(وآ َية ل ُه ُم الأ ْر ُ‬ ‫ليست واحدة وإنما ماذا يريد َ‬
‫ون (‪ )19‬الروم) يستدل بها على أمر آخر غير األكل‪،‬األمر الواحد ماذا يريد أن يعقب المتكلم عن أي‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َب ْع َد َم ْو ِت َها َوكذلِك تخ َر ُج َ‬ ‫ُح ِيي الْأَ ْر َ‬ ‫أخرى قال ( َوي ْ‬
‫‪ C‬من أجمل المدن أو تعقب على أهلها فتقول وجدت فيها أناس طيبين أو‬ ‫‪ C‬من المدن فتقول سافرت إلى مدينة‬ ‫أمر؟ في حياتنا اليومية تقول سافرت إلى مدينة‬
‫ُح ِيـي‬ ‫ال أَنَّ َى ي ْ‬‫وش َها َق َ‬ ‫او َي ٌة َعلَى ُع ُر ِ‬ ‫خ‬‫َ‬
‫َ َ َ ِ‬ ‫ي‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ي‬‫ر‬‫ْ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ِي‬ ‫ذ‬‫َّ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(أ‬ ‫مباشرة‬ ‫قبلها‬ ‫التي‬ ‫اآلية‬ ‫ً‬
‫ال‬ ‫أو‬ ‫اآلية‬ ‫لهذه‬ ‫تعقب على المدة التي قضيتها فيها‪ .‬فبالنسبة‬
‫ُ‬
‫ِك َو َش َرا ِب َك لَ ْم َي َت َسنَّ ْه َوانظ ْر‬ ‫ُ‬
‫ام َفانظ ْر إِلَى َط َعام َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ض َي ْو ٍم َق َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال لَِبث ُت َي ْو ًما أ ْو َب ْع َ‬ ‫ْ‬
‫ال َك ْم لَِبث َت َق َ‬ ‫ام ثُ َّم َب َع َث ُه َق َ‬ ‫َ‬
‫ال َبل ل ِبث َت ِم َئ َة َع ٍ‬ ‫َهَـ ِذ ِه اللُهّ َب ْع َد َم ْو ِت َها َفأ َما َت ُه اللُهّ ِم َئ َة َع ٍ‬
‫ِير (‪ ))259‬واألمر اآلخر‬ ‫ال أَ ْعلَ ُم أَ َّن اللَهّ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬ ‫َّن لَ ُه َق َ‬
‫وها لَ ْح ًما َفلَ َّما َت َبي َ‬‫نش ُز َها ثُ َّم َن ْك ُس َ‬
‫ْف نُ ِ‬ ‫ام َكي َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫اس َوانظ ْر إِلى العِظ ِ‬ ‫َج َعلَ َك آ َي ًة لِّلنَّ ِ‬
‫ار َك َولِن ْ‬ ‫إِلَى ِح َم ِ‬
‫ال أَنَا‬
‫ِيت َق َ‬‫ُح ِيـي َويُم ُ‬ ‫ِّي الَّذِي ي ْ‬
‫اهي ُم َرب َ‬‫ْر ِ‬ ‫اهي َم فِي ِربِّ ِه أَ ْن آ َتا ُه اللُهّ الْ ُملْ َك إِ ْذ َق َ‬
‫ال إِب َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫قبلها كان الكالم أيضًا عن إبراهيم ‪ ‬والنمرود (أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذِي َح َّ‬
‫آج إِب َ‬
‫ِين (‪ ))258‬لما قال ربي‬ ‫ال َي ْهدِي الْ َق ْو َم َّ‬
‫الظالِم َ‬ ‫ِن الْ َم ْغ ِر ِب َف ُب ِه َت الَّذِي َك َف َر َواللُهّ َ‬ ‫ِن الْ َم ْش ِر ِق َف ْأ ِت ِب َها م َ‬ ‫س مَ‬ ‫الش ْم ِ‬‫اهي ُم َفِإ َّن اللَهّ َي ْأتِي ِب َّ‬ ‫ْر ِ‬ ‫ال إِب َ‬‫ِيت َق َ‬‫أُ ْح ِيـي َوأُم ُ‬
‫الذي يحيي ويميت أال يعلم أن اهلل على كل شيء قدير؟ يعلم‪ .‬واعلم أن اهلل على كل شيء قدير هو يعلم أن اهلل على كل شيء قدير واستدل بذلك على ما‬
‫ِن الْ َم ْغ ِر ِب) إذن هو قبل قليل يعلم‪ ،‬فهو اآلن يريد أمرًا آخر غير األمر الذي‬ ‫ِن الْ َم ْش ِر ِق َف ْأ ِت ِب َها م َ‬ ‫س مَ‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫اهي ُم َفِإ َّن اللَهّ َي ْأتِي ِب َّ‬ ‫ْر ِ‬ ‫ال إِب َ‬ ‫سبق من اآليات ( َق َ‬
‫ال أن اآليات جاءت في‬ ‫ِن َقلْ ِبي) إذن هو يؤمن وإنما اآلن يريد شيئًا آخر غي هذا األمر‪ .‬نالحظ أو ً‬ ‫ال َبلَى َولَـكِن لَِّي ْط َمئ َّ‬ ‫ال أَ َولَ ْم تُ ْؤمِن َق َ‬ ‫ذكره واستدل عليه ( َق َ‬
‫ِيت) جاء بشخصين قتل واحد وأطلق اآلخر‪ ،‬هو معتز بحكمه عزيز وحاكم لذا قال‬ ‫ُ‬
‫ال أَنَا أ ْح ِيـي َوأم ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ C‬معتز بحكمه‪ ،‬لما قال ( َق َ‬ ‫سياق النمرود وهو معتد‬
‫ات إِلَى‬ ‫ُخ ِر ُج ُهم ِّم َن ُّ‬
‫الظلُ َم ِ‬ ‫ِي الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ ي ْ‬ ‫يز َحكِي ٌم) ربنا هو العزيز الحكيم والخطاب في اآلية موجه إلى إبراهيم ‪ .‬قبل هذه اآلية (اللُهّ َول ُّ‬ ‫اعلَ ْم أَ َّن اللَهّ َع ِز ٌ‬ ‫( َو ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ات أ ْولَـئ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ور إِلَى الظل َم ِ‬ ‫وت ي ْ‬ ‫َّ‬
‫ُه ُم الط ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِين َك َف ُروا أ ْولَِيآؤ ُ‬ ‫َّ‬
‫رأس ظالم يعتز‬ ‫ُون (‪ ))257‬والطاغوت كل ٍ‬ ‫ار ُه ْم فِي َها َخالِد َ‬ ‫اب النَّ ِ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ِك أ ْ‬ ‫ُخ ِر ُجو َن ُهم ِّم َن النُّ ِ‬ ‫اغ ُ‬ ‫النُّ ُو ِر َوالذ َ‬
‫بحكمه ويخرج الناس بالبطش واإلنكال والتنكيل من النور إلى الظلمات‪ ،‬طاغوت‪ ،‬كل رأس في الطغيان والظلم هو طاغوت يُخرج الناس بقوته وتحكمه‬
‫وعزته فالسياق يقتضي إن اهلل عزيز حكيم‪ ،‬ال الطاغوت المتجبر وال الظالم إنما اهلل‪ .‬ثم هنالك أمر يقوله المفسرون أن اهلل تعالى إذا خرق الناموس‬
‫ولعزته هو سبحانه‬ ‫واألسباب فلعزته وحكمة يريدها هو‪ ،‬الذي يفعل هكذا بالنواميس هو الحاكم والقادر والعزيز فاهلل تعالى ال يفعل ذلك إال لحكمة يريدها ّ‬
‫وتعالى فأراد ربنا ال أن يبين قدرته ألن إبراهيم يعلم قدرته لكنه أراد أن يبين عزته وحكمته تبعًا للسياق التي وردت فيه اآلية‪ .‬اآلية تحتمل عدة أمور فماذا‬
‫تركز؟ ختام اآلية تناسب اآلية وتناسب ماذا يريد المتكلم من هذه المناسبة؟ هذا ال يتضارب مع السياق وإنما هو على ماذا يريد أن يركز؟‬ ‫ّ‬ ‫تريد أنت أن‬
‫سياق اآلية هنا واعلم أن اهلل عزيز حكيم وقبلها قال إن اهلل على كل شيء قدير إذن هي متماشية مع السياق‪.‬‬
‫ال فَ ُخ ْذ َأرْ بَ َعةً ِّمنَ الطَّي ِْر فَصُرْ ه َُّن ِإلَ ْي َ‬
‫ك‬ ‫*( َوِإ ْذ قَا َل ِإ ْب َرا ِهي ُم َربِّ َأ ِرنِي َك ْيفَ تُحْ يِـي ْال َموْ تَى قَا َل َأ َولَ ْم تُْؤ ِمن قَا َل بَلَى َولَـ ِكن لِّيَ ْ‬
‫ط َمِئ َّن قَ ْلبِي قَ َ‬
‫َزي ٌز َح ِكي ٌم (‪ )260‬البقرة) تكررت (ثم) مرتين فهل هي تفيد‬ ‫ثُ َّم اجْ َعلْ َعلَى ُك ِّل َجبَ ٍل ِّم ْنه َُّن ج ُْز ًءا ثُ َّم ا ْد ُعه َُّن يَْأتِينَ َ‬
‫ك َس ْعيًا َوا ْعلَ ْم َأ َّن هّللا َ ع ِ‬
‫التراخي في هذه اآلية؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪( C‬ثم اجعل عل‬ ‫(فصرهن إليك) أي أمل ُه ّن إليك‪ .‬السؤال لم لم يقل فاجعل أو فادعهن؟ (ثم) تفيد الترتيب والتراخي والفاء تدل على التعقيب‪( .‬ثم) تفيد معنيين‬
‫ال حتى يجعل إلبراهيم سعة في أن يلتقط الطير لو جاء بالفاء لم يجعل له سعة وإنما (ثم)‬ ‫كل جبل) معناه هناك أكثر من جبل هناك صعود جبال أربعة أو ً‬
‫يجعل له متسعًا في الحركة هذا أمر واألمر اآلخر هذا يدل على قدرة اهلل ألنه بمرور الزمن اللحم قد يفسد وكلما كان أقرب للذبح سيكون أسرع في الحياة‬
‫والعجينة واحدة لكن حتى يبين أنه حتى لو تأخر الوقت وفسد اللحم سيحصل األمر لو قال (ثم) لم يفد هذا المعنى‪ ،‬ليجعل إلبراهيم سعة في الحركة وينتقل‬
‫من جبل إلى جبل هذا يحتاج وقتًا فجاء بالفاء سيجعل له متسع في الحركة لو جاء بالفاء ال يجعل له متسعًا في الحركة ثم يدل على قدرة اهلل ألنه حتى لو‬
‫تأخر الوقت سيحصل األمر الطيور ستأتيك مسرعة حتى لو تأخر الوقت وهذا أدل على قدرة اهلل بينما لو جاء بالفاء لم يفد هذين المعنيين‪.‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في كلمة (لكن ليطمئن قلبي) على لسان إبراهيم في آية ‪ 260‬من سورة البقرة؟و قصة عزير؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ص ْر ُه َّن‬ ‫ْر َف ُ‬
‫الطي ِ‬‫ِن َّ‬ ‫ال َف ُخ ْذ أَ ْر َب َع ًة م َ‬‫ِن َقلْ ِبي َق َ‬ ‫ِن لَِي ْط َمئ َّ‬‫ال َبلَى َولَك ْ‬ ‫ال أَ َولَ ْم تُ ْؤم ْ‬
‫ِن َق َ‬ ‫ْف تُ ْح ِيي الْ َم ْو َتى َق َ‬ ‫اهي ُم َر ِّب أَ ِرنِي َكي َ‬ ‫ْر ِ‬‫ال إِب َ‬‫الكالم على لسان إبراهيم ‪َ ( ‬وإِ ْذ َق َ‬
‫ال أن إبراهيم ‪ ‬في هذا الطلب‬ ‫يز َحكِي ٌم (‪ )260‬البقرة) ينبغي أن نتذكر أو ً‬ ‫اعلَ ْم أَ َّن اللَّ َه َع ِز ٌ‬
‫َك َس ْعيًا َو ْ‬ ‫ْع ُه َّن َي ْأتِين َ‬
‫اج َع ْل َعلَى ُك ِّل َجَب ٍل ِم ْن ُه َّن ُج ْز ًءا ثُ َّم اد ُ‬ ‫ْك ثُ َّم ْ‬
‫إِلَي َ‬
‫كان يخاطب اهلل سبحانه وتعالى وكان اهلل تعالى يخاطبه وليس وراء مخاطبة اهلل عز وجل إيمان‪ .‬يعني لما يكلّم اهلل عز وجل ويسمعه ويسمع كالم اهلل تعالى‬
‫هل يحتاج إلى إيمان فوق هذا؟ هل يحتاج إلى دليل؟ هو يناجي ربه وربه يخاطبه إذن المسألة ليست مسألة إيمان أو ضعف إيمان أو محاولة تثبيت إيمان‬
‫ألن مخاطبة اهلل عز وجل هي أعلى ما يمكن أن يكون من أسباب اإليمان‪ .‬وهو أي إبراهيم ‪ ‬األ ّواه الحليم‪ ،‬كليم اهلل عز وجل ‪ .‬فالقضية ليست قضية إيمان‬
‫بمعنى أنه كان يمكن في غير القرآن أن يقال (أرني كيف تحيي الموتى ليطمئن قلبي) لماذا دخلت (أولم تؤمن‪  ‬قال بلى)؟ اهلل سبحانه وتعالى يعلم أنه مؤمن‬
‫ول اللَّ ِه َواللَّ ُه َي ْعلَ ُم‬ ‫َش َه ُد إِنَّ َك لَ َر ُس ُ‬ ‫ون َقالُوا ن ْ‬ ‫ألنه يكلّمه فكيف ال يؤمن‪ .‬والتساؤل هو لتقرير أمر كما قال اهلل عز وجل في سورة المنافقون (إِ َذا َجا َء َك الْ ُمنَا ِف ُق َ‬
‫ُون (‪ ))1‬كان يمكن في غير القرآن أن يقول (قالوا نشهد إنك لرسول اهلل واهلل يشهد أن المنافقون لكاذبون) وإنما‬ ‫ِين لَ َكا ِذب َ‬ ‫إِنَّ َك لَ َر ُسولُ ُه َواللَّ ُه َي ْش َه ُد إِ َّن الْ ُمنَا ِفق َ‬
‫وضع بين هذه وهذه (واهلل يعلم إنك لرسوله) لدفع ما قد يتوهمه إنسان أن تكذيب اهلل عز وجل لهم في الرسالة فجاءت في مكانها وهي جملة إيضاح وتثبيت‬
‫معنى‪.‬‬
‫هنا قال (أولم تؤمن قال بلى) هذا للسامعين ألن السامع لما يسمع إبراهيم ‪ ‬يقول‪ :‬أرني كيف تحيي الموتى سيسأل ‪ :‬ألم يكن إبراهيم كامل اإليمان؟ فحكى‬
‫لنا قال (أولم تؤمن قال بلى) إذن أثبت اإليمان إلبراهيم ‪ ‬حتى ال يخطر في قلوبنا أن إبراهيم ‪ ‬طلب هذا األمر ليثبت إيمانه وهو مؤمن‪ .‬إذن ما موضع‬
‫اإلطمئنان هنا؟ علماؤنا يقولون أن إبراهيم ‪ ‬كليم اهلل عز وجل األ ّواه الحليم كان في قلبه شيء يريد أن يراه‪ ،‬أن يلمسه‪ ،‬أن يرى سر الصنعة اإللهية‪ ،‬أن‬
‫يرى هذه الصناعة كيف تكون؟‪ .‬القلب نقول أنه غير مطمئن إذا كان يشغله شيء‪( .‬أرني) تعني أريد أن أرى رؤية العين ألن إحياء الموتى ال يُرى فهو‬
‫مقربون إلى اهلل سبحانه وتعالى هو يختارهم فال يفجأهم بر ٍد‬ ‫كان يتطلع إلى أن يرى هذا الشيء ‪ .‬واهلل تعالى لم يجبه لِماذا تريد أن ترى؟‪ .‬هؤالء األنبياء ّ‬
‫يضربهم على أفواههم‪ ،‬ال‪ .‬كما قلنا (أولم تؤمن) إعالم لآلخرين حتى يثبت إيمان إبراهيم ‪ ‬وأنه كان يريد أن يرى كيف تعمل يد اهلل تعالى في إحياء‬
‫ال‪.‬‬‫الموتى ولذلك قيل له‪ :‬خذ أربعة من الطير‪ .‬األربعة يبدو أن الجبال التي حوله كانت أربعة والجبل هو كل مرتفع صخري عن األرض وإن كان قلي ً‬
‫قطعهن ألن هذا معلوم من‬ ‫(فصرهن إليك) أي إحملهن إليك حتى تتعرف إليهن وترى أشكالهن وهي أيضًا تشم رائحتك وتتعرف من أنت‪ .‬ما قال القرآن ّ‬
‫كلمة (واجعل على كل جبل منهن جزءًا)‪ .‬إذن أربعة طيور قسمهن أربعة أقسام ومن كل طير وضع قسمًا على جبل فاجتمعت‪ .‬جميعًا بمجرد أن ناداها‬
‫وجاءت إليه مسرعات (يأتينك سعيا)‪ .‬هذا ليس مجرد إخراج ميت إلى الحياة وإنما بهذا التقسيم إبراهيم ‪ ‬كان يريد أن يرى هذا الشيء ليس ش ّكًا فرأى يد‬
‫أحب أن يراه ‪ ‬وال عالقة له بقوة اإليمان ألن إيمانه ال شك فيه وأثبته لنا القرآن الكريم ‪ ‬بعبارة (أولم تؤمن قال بلى) كان‬ ‫اهلل عز وجل كيف تعمل شيء ّ‬
‫يمكن في غير القرآن أن تحذف هذه العبارة‪.‬‬
‫ال َك ْم لَِب ْث َت‬ ‫ام ثُ َّم َب َع َث ُه َق َ‬ ‫ع‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ئ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫ه‬‫ت‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬‫ُح‬
‫ِْ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ا‬ ‫ه‬‫وش‬
‫ُ َ‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ٌ‬
‫ة‬ ‫ي‬‫او‬ ‫خ‬‫َ‬
‫ْ َ َ َ َِ َ‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫في موقف شبيه ‪ ‬قصة العزير (أَ ْو َكالَّذِي َم َّر َ‬
‫َ ٍ‬ ‫َْ َ ْ َ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫َج َعلَ َك آ َية لِلنَّ ِ‬ ‫ار َك َولِن ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ام َفا ْنظ ْر إِلَى َط َعام َ‬ ‫ض َي ْوم َق َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َق َ ْ‬
‫ْف‬‫ام َكي َ‬ ‫اس َوا ْنظ ْر إِلى العِظ ِ‬ ‫ِك َو َش َرا ِب َك لَ ْم َي َت َسنَّ ْه َوا ْنظ ْر إِلَى ِح َم ِ‬ ‫ال َبل لَِبث َت ِم َئ َة َع ٍ‬ ‫ال لَِبث ُت َي ْو ًما أ ْو َب ْع َ ٍ‬
‫ِير (‪ )259‬البقرة) أراه مثاال في نفسه هو‪ .‬مسألة إحياء الموتى كانت تداعب أذهان‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّن ل ُه َقال أ ْعل ُم أ َّن الل َه َعلى كل َش ْي ٍء َقد ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وها ل ْح ًما َفل َّما َت َبي َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫نُ ْن ِش ُز َها ث َّم َنك ُس َ‬
‫وفكر الكثيرين من باب اإلطالع على الشيء ولمعرفته وليس للشك ألنه كان هناك يقين بأن اهلل تعالى يحيي الموتى وهذا هو اإليمان‪.‬‬
‫*(قَا َل فَ ُخ ْذ َأرْ بَ َعةً ِّمنَ الطَّي ِْر (‪ )260‬البقرة) ما داللة (من) في قوله (من الطير)؟ ( ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫وهل تفيد معنى زائدًا فيما لو قال‪ :‬فخذ أربعة طيور؟ جيء بـ (من) في اآلية لتدل على التبعيض وهذا ما يضيف معنى آخر وهو التعدد واالختالف خالفًا‬
‫‪ C‬واالختالف‬
‫لقولنا أربعة طيور فهذه العبارة ال تدل على تعدد أنواعها فقد تكون الطيور من صنف واحد وقد دخلت (من) على هذه اآلية لتدلنا على التعدد‬
‫حتى ال يتوهم مشكك بأن بعض األنواع أهون باإلحياء والبعث من بعض‪.‬‬
‫*(ثُ َّم ا ْد ُعه َُّن يَْأتِينَكَ َس ْعيًا (‪ )260‬البقرة) السعي هو ن**وع من أن**واع المشي ال من أن**واع الط**يران فلِ َم خصّ ربنا تع**الى إجابة الطي**ور‬
‫بالسعي ال بالطيران مع أن هذا مخالف لطبيعة الطير؟( ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫جعل اهلل سبحانه وتعالى هذا السعي دلي ً‬
‫ال وآية على عودة الحياة بعد موت والحياة التي ُردّت إليهن مخالفة لحياتهن السابقة ولذلك عجزن عن الطيران ألنه‬
‫غير معهود بهذه الحياة الجديدة‪.‬‬
‫*ما اللمسة البالغية فى قوله تعالى (سعياً)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪C‬دثًا‬
‫‪C‬بح ح‪C‬‬‫‪C‬ذات أص‪C‬‬ ‫ْع ُه َّن َي ْأتِين َ‬
‫َك َس ْعيًا (‪ )260‬البقرة) أبلغ من ساعيات ألن أخبرت عن الذات بالحدث المجرد كأنه ليس شيء يثقله من ال‪C‬‬ ‫قال تعالى (ثُ َّم اد ُ‬
‫مجردًا‪ .‬مثل قوله تعالى (وال تمش فى األرض مرحًا) حال جاء بها على وزن المصدر (مرح) هذا يفيد المبالغة إذا أتيت بالحال مصدرًا فهو المبالغة قطعًا‬
‫عندما تقول جاء ركضًا أبلغ من جاءك راكضًا في األرض مبالغة في المشي‪ ،‬ومرحًا مبالغة‪.‬‬
‫آية (‪:)261‬‬
‫يل هّللا ِ َك َمثَ ِل َحبَّ ٍة َأنبَت ْ‬
‫َت َس ْب َع َسنَابِ َل (‪ )261‬البقرة) ما وجه الخصوصية في الحبّة التي اختارها هللا‬ ‫* ( َّمثَ ُل الَّ ِذينَ يُنفِقُونَ َأ ْم َوالَهُ ْم فِي َسبِ ِ‬
‫تعالى للداللة على مضاعفة األجر والثواب؟( ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ذاتي فهي تزداد وتنمو وتخلف بنفسها ال شيء يزاد عليها وكذلك الحسنة‬ ‫جعل اهلل سبحانه وتعالى الحبة مث ً‬
‫ال لمضاعفة األجر والثواب ألن تضعيفها ّ‬
‫يضاعفها اهلل تعالى بذاتها ال بعمل آخر يضاف إليها‪.‬‬
‫*متى يستعمل جمع القلة وجمع الكثرة في القرآن الكريم مثل كلمتي (سنبالت) و(سنابل) ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪ C‬جمع قلة و(دراهم معدودات) جمع ك‪CC‬ثرة‪ ،‬و(أربعة أش‪CC‬هر) جمع قلة‬ ‫القاعدة النحوية أن يكون جمع القلة للقلة وجمع الكثرة للكثرة‪ .‬مثل (دراهم معدودة)‬
‫و(عدة الشهور) جمع كثرة‪( ،‬سبعة أبحر( جمع قلة و(وإذا البحار ُس ّجرت) جمع كثرة‪( ،‬ثالثة آآلف) جمع قلة و(ألم تر إلى الذين خرجوا من دي‪CC‬ارهم وهم‬
‫ألوف حذر الموت) أكثر من عشرة جمع كثرة‪.‬‬
‫جمع المذكر السالم والمؤنث السالم من جموع القِلة خاصة إذا كان معه جمع آخر يدل على الكثرة فإذا لم يكن معه جمع آخر يستخدم للقليل والكثير‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وس ّجد وسجود ‪ .‬عندنا أكثر من جمع فتكون ساجدون للقلة ألنه يوجد مجموع للكثرة والجموع في العربية ‪ 47‬منها ‪ 4‬للقلّة‬ ‫ال جمع ساجد ساجدون ُ‬ ‫مث ً‬
‫(أف ُعل‪ ،‬أفعال‪ ،‬فِعلة‪ ،‬أفعِل) والباقي للكثرة‪.‬‬
‫ويجوز أن يستعمل القلة للكثرة والكثرة للقلة حسب المقام أما في القرآن قد يُعطى وزن القلة للكثرة والعكس ألمر بليغ‪.‬‬
‫ون أَ ْم َوالَ ُه ْم‬ ‫(م َث ُل الَّذ َ‬
‫ِين يُن ِف ُق َ‬ ‫سنبالت قِلّة وسنابل للكثرة‪ .‬العدد واحد سبع وسبع في اآليتين فلماذا استعمل القِلة مرة والكثرة مرة؟ وقد جاء في سورة البقرة َّ‬
‫اس ٌع َعلِي ٌم {‪ )}261‬سبع جمع قلة استعملت مع جمع ك‪CC‬ثرة‬ ‫ف لِ َمن َي َشا ُء َواللُهّ َو ِ‬ ‫اع ُ‬ ‫ْع َسنَا ِب َل فِي ُك ِّل ُسنبُلَ ٍة ِّم َئ ُة َحبَّ ٍة َواللُهّ ي َ‬
‫ُض ِ‬ ‫يل اللِهّ َك َم َث ِل َحبَّ ٍة أَن َب َت ْت َسب َ‬ ‫فِي َس ِب ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ْع ُس ‪C‬نبُال ٍت خض ‪ٍ C‬ر َوأخ‪َ C‬ر‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ان َيأكل ُه َّن َس ْب ٌع ِع َجاف و َ‬
‫َسب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ات ِس َم ٍ‬
‫ْع َبق َر ٍ‬‫ألنها في مقام مضاعفة األجور والتكثير‪ .‬وفي سورة يوسف ( َوقال ال َملِك إِني أ َرى َسب َ‬
‫‪C‬ير‬ ‫ون {‪ )}43‬سبع استعملت مع جمع القلة (سنبالت) ألن اآلية تتحدث عن رؤيا وال مجال للتكث‪C‬‬ ‫ُر َ‬‫ِلر ْؤ َيا َت ْعب ُ‬‫اي إِن ُكنتُ ْم ل ُّ‬‫أل أَ ْفتُونِي فِي ُر ْؤ َي َ‬ ‫ات َيا أَيُّ َها الْ َم ُ‬
‫َيا ِب َس ٍ‬
‫فيه إنما هو مجرد حلم لذا استعملت بمعنى القلة ونقلها كما هي (سنبالت) فالسياق في مقام ذكر حادثة كما هي‪.‬‬
‫وتستعمل للمقارنة بين معنيين مثل‪ :‬قيام جمع كثرة وقائمون جمع قلة وكذلك أعين للبصر وعيون للماء‪ ،‬واألبرار جمع قلة وهي تستعمل للمؤمنين فقط (إن‬
‫األبرار لفي عليين) والبررة جمع كثرة وهي تستعمل للمالئكة فقط ألنهم أكثر (كرام بررة)‪.‬‬
‫وقوله تعالى (دراهم معدودة) مناسبة مع كلمة (بخس في قوله (وشروه بثمن بخس) في سورة يوسف (أكثر من عشرة فهي كثرة) لكن حتى لو دفعوا أك‪C‬ثر‬
‫من عشرة دراهم يبقى ثمنًا بخسًا‪ .‬وقوله (أيامًا معدودات) في آية الصيام في سورة البقرة‪ ،‬قللّها فهي أيام مع‪C‬دودات ليس كث‪C‬يرة وهنا تنزيل الكث‪C‬ير على‬
‫القليل‪ ،‬وقد قلل أيام الصيام لكن أجرها كبير‪.‬‬
‫*ما الفرق بين سنابل وسنبالت ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ان َي ْأ ُكلُ ُه َّن‬ ‫ِك إِنِّي أَ َرى َسب َ‬
‫ْع َب َق َر ٍ‬
‫ات ِس َم ٍ‬ ‫ال الْ َمل ُ‬ ‫يل اللِهّ َك َم َث ِل َح َّب ٍة أَن َب َت ْت َسب َ‬
‫ْع َسنَا ِب َل (‪ )261‬البقرة) و( َو َق َ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُه ْم فِي َس ِب ِ‬ ‫(م َث ُل الَّذ َ‬
‫ِين يُن ِف ُق َ‬ ‫كما في قوله تعالى َّ‬
‫ات (‪ )43‬يوسف) رأى الملك رؤيا سبع سنبالت وحدها في الصحراء في حديقة وحدها يعني هي واحدة اثنتان‬ ‫ُ‬
‫ض ٍر َوأ َخ َر َيا ِب َس ٍ‬ ‫ال ٍت ُخ ْ‬‫ْع ُسنبُ َ‬ ‫َس ْب ٌع ِع َج ٌ‬
‫اف َو َسب َ‬
‫ثالثة أربعة خمسة ستة سبعة في حديقة في صحراء رآها وحدها‪ ،‬أما في قوله تعالى (سنابل) سبع سنابل في حقل من السنبل‪ ،‬سبع سنابل محددة معينة لها‬
‫ال صالحًا إطالقًا في حياته كلها عمل سبع عمالت هذا سبع‬ ‫ميزة في حقل كبير من السنبل وهي ليست منفردة أو منقطعة وهذا الفرق بين واحد ال يعمل عم ً‬
‫سنبالت وواحد من الصالحين يصوم ويصلي وهو ملتزم لذلك حسناته ال حصر لها لكن فيها سبعة في غاية الروعة والرسول ‪ ‬يقول ‪ " :‬سبعة يظلهم اهلل‬
‫في ظله يوم ال ظل إال ظله" معناها هؤالء جزء من كل‪ .‬حينئذ هذا الكتاب العزيز فيه عجائب وفيه إعجاز ال يمكن لك أن تتصورها إال أن نبدأ بها واحدة‬
‫واحدة كما انتيهنا من الكلمة وأخواتها وبدأنا في هذا البرنامج " وأُخر متشابهات" واهلل سبحانه وتعالى إذا م ّد في أعمارنا يكون لنا شأنًا آخر‪.‬‬
‫آية(‪:)262‬‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية في ذكر الفاء (فلَّهُ ْم َأجْ ُرهُ ْم) وحذفها* (لَّهُ ْم َأجْ ُرهُ ْم) في آيتي سورة البقرة؟‬
‫* د‪.‬فاضل السامرائى* ‪:‬‬
‫ون {‪ )}262‬و(الَّذ َ‬
‫ِين يُن ِف ُق َ‬
‫ون‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬
‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ال َخ ْو ٌ‬ ‫ال أَ ًذى لَّ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َر ِّب ِه ْم َو َ‬‫ون َما أَن َف ُقواُ َمنًّا َو َ‬ ‫يل اللِهّ ثُ َّم َ‬
‫ال ُي ْت ِب ُع َ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُه ْم فِي َس ِب ِ‬ ‫(الَّذ َ‬
‫ِين يُن ِف ُق َ‬
‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬ ‫ال َخ ْو ٌ‬ ‫َ‬
‫ال ِن َي ًة َفلَ ُه ْم أ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َربِّ ِه ْم َو َ‬
‫ار ِس ّرًا َو َع َ‬ ‫أَ ْم َوالَ ُهم ِباللي ِ‬
‫َّ‬
‫ون {‪.)}274‬‬ ‫ْل َوالنَّ َه ِ‬
‫‪ C‬وقوله تعالى (بالليل والنهار سرًا وعالنية) فيها توكيد‬ ‫ذكر الفاء في اآلية الثانية جاء حسب ما يقتضيه السياق‪ .‬والذكر هنا يس ّمى تشبيه من أغراضه التوكيد‬
‫وتفصيل في اإلنفاق وداللة على اإلخالص فاقتضى السياق زيادة التوكيد لذا جاء الفاء في مقام التوكيد والتفصيل‪ .‬أما اآلية األولى فذكر فيها اإلنفاق في‬
‫سبيل اهلل ولم يفصل (بالليل والنهار أو سرًا وعالنية) فاقتضى الحذف‪.‬‬
‫الفاء كما هو معلوم للتعقيب مع السبب‪ ،‬التعقيب أي يأتي بعدها مباشرة‪ ،‬في عقب الشيء‪ .‬أما الواو فهي لمطلق الجمع وال يدل على ترتيب أو تعقيب ‪ .‬الفاء‬
‫تفيد التعقيب وتأتي للسبب‪ ،‬سببية درس فنجح‪ ،‬الواو ليس فيها سبب‪ .‬هذه أحد األسباب درس فنجح‪.‬‬
‫لماذا جاء بالفاء في الثانية دون األولى؟ الفاء واقعة في جواب إسم الموصول وهنا اإلسم الموصول مشبّه بالشرط وإسم الموصول أحيانًا يشبّه بالشرط‬
‫بضوابط فتقترن الفاء في جوابه كما تقترن بجواب الشرط وكل واحدة لها معنى‪ .‬مثال‪ :‬الذي يدخل الدار له مكافأة والذي يدخل الدار فله مكافأة‪ .‬األولى‬
‫فيها احتماالن إما أنه له مكافأة بسبب دخوله الدار كأن الدار مقفلة وهو يفتحها أي أن المكافأة مترتبة على دخول الدار وإما أن يكون للشخص الذي يدخل‬
‫الدار له مكافأة بسبب آخر‪ .‬إذن فيها احتماالن عندما ال تذكر الفاء‪ .‬إذا ذكرت الفاء فال بد أن المكافأة مترتبة على الدخول قطعًا وليس ألي سبب آخر وهذا‬
‫‪C‬‬
‫تشبيه بالشرط أي أن المكافأة شرط الدخول في الدار‪ .‬أيضًا هناك مالحظة أنه في تشبيه الموصول بالشرط أحيانًا يكون الغرض من ذكر الفاء هو التوكيد‬
‫ف‬‫ال َخ ْو ٌ‬ ‫ال أَ ًذى لَّ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َرب ِ‬
‫ِّه ْم َو َ‬ ‫ون َما أَن َف ُقواُ َمنًّا َو َ‬‫ال يُ ْت ِب ُع َ‬‫يل اللِهّ ثُ َّم َ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُه ْم فِي َس ِب ِ‬ ‫أي أن ما يُذكر فيه الفاء آكد مما لم يذكر كقوله تعالى (الَّذ َ‬
‫ِين يُن ِف ُق َ‬
‫ون) زاد‬ ‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬ ‫ال ِن َي ًة َفلَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َربِّ ِه ْم َو َ‬
‫ال َخ ْو ٌ‬ ‫ار ِس ًّرا َو َع َ‬
‫ْل َوالنَّ َه ِ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُهم ِباللَّي ِ‬ ‫ون) بدون فاء والثانية (الَّذ َ‬
‫ِين يُن ِف ُق َ‬ ‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬
‫بالليل والنهار وسرًا وعالنية أيها آكد؟ التي فيها الفاء‪ ،‬اآلية األولى قال فقط (ينفقون أموالهم في سبيل اهلل) أما الثانية فقال (بالليل والنهار سرًا وعالنية)‬
‫حدد أكثر‪ .‬في جواب اسم الموصول احتمالين تشبيه جواب الموصول بالشرط إما أن يكون السبب بمعنى أداة الشرط وإما لزيادة التوكيد‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫ون َما أَ ْن َف ُقوا َمنًّا َولَا أَ ًذى لَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َربِّ ِه ْم ﴿‪ ﴾262‬البقرة) (لهم أجرهم) ‪ ،‬نفس اآلية في سورة البقرة‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُه ْم فِي َس ِب ِ‬
‫يل اللَّ ِه ثُ َّم لَا يُ ْت ِب ُع َ‬ ‫(الَّذ َ‬
‫ِين يُ ْن ِف ُق َ‬
‫ِّه ْم ﴿‪ ﴾274‬البقرة) (فلهم أجرهم) بالفاء‪ ،‬أنت الحظ هذا الكتاب العزيز الحرف يغير‬ ‫ار ِس ًّرا َو َعلَا ِن َي ًة َفلَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َرب ِ‬ ‫ْل َوالنَّ َه ِ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُه ْم ِباللَّي ِ‬ ‫(الَّذ َ‬
‫ِين يُ ْن ِف ُق َ‬
‫ألف حرف وال ٌم‬ ‫المعنى تمامًا كما شاهدنا في كل حلقة ولهذا الحرف في كتاب اهلل آية (من قرأ حرفًا في القرآن فله عشر حسنات ال أقول آلم حرف ولكن ٌ‬
‫حرف معنى يغير النسق اآلية وسياقها واتجاهها ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫حرف ومي ٌم حرف) فمن قرأ آلم له ثالثين درجة فهي ليست كلمة واحدة حينئ ٍذ لماذا؟ ألن لكل‬
‫لما قال لهم أجرهم كشخص دخل على ملك وسلم على الملك وقال له استرح كيف حالك ترى أنت إنسان طيب أنت كريم وانتهى األمر‪ .‬أما الثاني الذي جاء‬
‫ال وقال أشهدكم أن هذا الرجل من الكرام هذا من األجاود هذا من الطيبين يعني بدأ يمدح فيه علنًا هو أراد‬ ‫ليسلم على الملك قام الملك في وجهه نهض استقبا ً‬
‫أن يقول عن كال الرجلين أنهم كرام لكن هنا قالها بشكل آخر بشكل فيه عناية وفيه قوة وفيه إصرار مما يدل على أن هديته وهبته وهبة الملك ستكون بال‬
‫حساب‪ .‬اآلخر الملك يحبه على قدر حاله قال له أنت كريم لكن هذا يبدو كرمه عجيب ولهذا الحروف عجيبة رب العالمين كان يقول لمحمد صلى اهلل عليه‬
‫ُ‬
‫يم ﴿‬‫خلق عظيم واضحة لكنه قال ( َوإِنَّ َك لَ َعلى ُخل ٍق َع ِظ ٍ‬ ‫خلق عظيم عبارة جميلة عربية فصيحة جملة مفيدة مبتدأ وخبر أنت يا محمد على ٌ‬ ‫وسلم أنت على ٍ‬
‫‪ ﴾4‬القلم) زاد الحرف واو والحرف إن والحرف الم كل واحدة فيها معنى الواو قسم قال له وعزتي وجاللي إنك لعلى خلق عظيم هذه الواو إن للتأكيد كما‬
‫تعرفون هذه إن وأخواتها للتأكيد أن هذه قضية مؤكدة ما تقبل النقاش وال أغير رأيي فيك إطالقًا ( َوإِنَّ َك) لعلى الم التأكيد حينئ ٍذ األولى واو للقسم إن لمن‬
‫ينكر أنا أقول أنت ناجح شك فأقوله وأنك لناجح أي أقسم باهلل أنك ناجح لما أقول أنك فيأتي شخص ينفي هذا فأقول وإنك لناجح إن للتأكيد والالم للتصديق‪.‬‬
‫معان وآفاق أخرى ال يمكن أن تأتيك إال بهذا الحرف من هنا هذا المتشابه في القرآن‬ ‫إذًا كل حرف يعطيك معنى جديدًا ينتقل بالجملة باآلية بالكلمة إلى ٍ‬
‫الكريم على غرار ما تكلمنا في الكلمة وأخواتها كيف أن المترادفات كل واحدة عالم هذا لب أو من المهمات في كتاب اهلل عز وجل التي تفتح لك آفاقًا يعني‬
‫كثر خيرك إذا استطعت أن تقرأ في اليوم صفحة ألنك تقرأ بعلم والعلم بالقرآن شيء والقراءة بالقرآن شيء آخر كل الناس تقرأ القرآن وعمل عظيم وفي‬
‫غاية الجمال لكن‬
‫ون َما أَ ْن َف ُقوا َمنًّا َولَا أَ ًذى لَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم) أو ( َفلَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم) لهم أجرهم أجر عام كمن لو أعطى تمرة النبي قال‬ ‫ع‬
‫َّ ُ ِ ُ َ‬‫ب‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ث‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫يل‬
‫َِ ِ‬ ‫ب‬‫س‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ون ْ َ ُ ْ‬
‫ه‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫لذا (الَّذ َ‬
‫ِين ُي ْن ِف ُق َ‬
‫(اتقوا النار ولو بشق تمرة) واآلية نزلت على الذي أحضر تمرتين ليس لديه غيرهما والمنافقين يضحكون عليه هي تمرتين لكنها عند اهلل عظيمة هؤالء لهم‬
‫الض َّرا ِء ﴿‪ ﴾134‬آل‬ ‫الس َّرا ِء َو َّ‬ ‫ون فِي َّ‬ ‫ِين ﴿‪ ﴾133‬الَّذ َ‬
‫ِين يُ ْن ِف ُق َ‬ ‫َّت لِلْ ُمتَّق َ‬ ‫ض أُ ِعد ْ‬ ‫ات َوالْأَ ْر ُ‬
‫الس َم َو ُ‬‫ض َها َّ‬ ‫ِن َربِّ ُك ْم َو َجنَّ ٍة َع ْر ُ‬ ‫ار ُعوا إِلَى َم ْغف َ‬
‫ِر ٍة م ْ‬ ‫أجرهم لكن واحد ( َو َس ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ار ِس ًّرا َو َعلا ِن َية فل ُه ْم أ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َربِّ ِه ْم) لم يقل ينفقون من‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ْل َوالنَّ َه ِ‬ ‫ون أ ْم َوال ُه ْم ِباللي ِ‬‫ِين يُ ْن ِفق َ‬
‫عمران) سواء كان لديه أو لم يكن لديه شيء وهذه اآلية تقول (الذ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أموالهم بل ينفقون أموالهم كل الذي عنده يشارك جيرانه وأهله والفقراء بكل الذي عنده ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة قال هؤالء (فل ُه ْم‬
‫ملك قادر فلهم أجرهم أي سأعطيهم عطاء ولهذا مقدمة هذه فلهم أن هؤالء أصحاب إنفاق متميز كل الذي عنده في سرائه‬ ‫أَ ْج ُر ُه ْم) مثل الوعد الهائل من ٍ‬
‫وضرائه إذا جائع أو عطشان أو مريض يعطي فقير أو غني يعطي ال يمن ففيه صفات وقيود تجعل هذا اإلنفاق من النوع الراقي جدًا‪ .‬ولهذا أنت الحظ‬
‫ون ﴿‪ ﴾3‬البقرة) الشورى الجهاد الكفاح العلم يأتي وراءها‬ ‫ِما َر َز ْقنَا ُه ْم يُ ْن ِف ُق َ‬‫الثالثيات والرباعيات في القرآن ما من مجموعة عبادة إال وفيها في النهاية ( َوم َّ‬
‫ون) معناها أن هذا اإلنفاق لب العبادات هكذا‪.‬‬ ‫ِما َر َز ْقن ُ‬
‫َاه ْم يُ ْن ِف ُق َ‬ ‫( َوم َّ‬
‫إذًا (لَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم) و ( َفلَ ُه ْم أ ْج ُر ُه ْم) إذًا طريقة إنفاقك من كل ما تملك ال يعني هذا أن تعطيهم كل ما تملك لكن أنت ممتلكاتك قليلة فتؤثر على غيرك ولو كان‬ ‫َ‬
‫امرئ يوم القيامة في ظل صدقته) يعني أعظم أنواع‬ ‫ٍ‬ ‫بك خصاصة وبحرية وبطيبة نفس وال تمن وال تؤذي هذا يوم القيامة أجره عجيب ألن اإلنفاق (كل‬
‫الشفاعات والوسائل المنجية الصدقات ولهذا قال ( َفلَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم) والثانية قال (لَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم)‪.‬‬
‫آية (‪:)264‬‬
‫* لم ختمت اآلية بقوله تعالى‪َ (:‬وهّللا ُ الَ يَ ْه ِدي ْالقَوْ َم ْال َكافِ ِرينَ (‪ )264‬لماذا لم يقل الظالمين؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫اب َفأَ َ‬
‫صا َب ُه َوا ِب ٌل‬ ‫ان َعلَ ْي ِه تُ َر ٌ‬ ‫اآلخ ِر َف َم َثلُ ُه َك َم َث ِل َ‬
‫ص ْف َو ٍ‬ ‫ِن ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ‬ ‫ِق َمالَ ُه ِرَئاء النَّ ِ‬
‫اس َو َ‬
‫ال ي ْ‬
‫ُؤم ُ‬ ‫ص َد َقا ِت ُكم ِبالْ َم ِّن َواأل َذى َكالَّذِي يُنف ُ‬‫ْطلُواْ َ‬ ‫( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ َ‬
‫ال تُب ِ‬
‫اآلخ ِر) هذا كافر ولو قال ظالم فالظالم ليس‬ ‫ِن ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫ين (‪ )264‬قال ( َو َ‬
‫ال ي ْ‬ ‫ِر َ‬‫ال َي ْهدِي الْ َق ْو َم الْ َكاف ِ‬
‫ون َعلَى َش ْي ٍء ِّم َّما َك َسبُواْ َواللُهّ َ‬‫ِر َ‬ ‫صلْدًا َّ‬
‫ال َي ْقد ُ‬ ‫َف َت َر َك ُه َ‬
‫ون َعلَى‬ ‫ِر َ‬ ‫(ال َي ْقد ُ‬
‫بالضرورة كافر فقد يكون ظالمًا غير كافر إنما هذا هو كافر ال يؤمن باهلل وال باليوم اآلخر لو قال ظالمين ال تعني أنه كافر‪ .‬حتى لما قال َّ‬
‫َش ْي ٍء ِّم َّما َك َسبُواْ) وصف الذين كفروا أعمالهم (كسراب بقيعة) (كرماد اشتدت به الريح)‪.‬‬
‫*ما الفرق بين( َواَل يُْؤ ِمنُ بِاهَّلل ِ َو ْاليَوْ ِم اَآْل ِخ ِر) – ( َواَل يُْؤ ِمنُونَ بِاهَّلل ِ َواَل بِ ْاليَوْ ِ*م اَآْل ِخ ِر)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ون‬ ‫(والَّذ َ‬
‫ِين يُ ْن ِف ُق َ‬ ‫ِن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) في سورة النساء َ‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫ِن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر ﴿‪ ﴾264‬البقرة) ( َولَا ي ْ‬
‫ُؤم ُ‬‫اس َولَا ي ْ‬ ‫في سورة البقرة ( َكالَّذِي يُ ْنف ُ‬
‫ِق َمالَ ُه ِرَئا َء النَّ ِ‬
‫ِن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) هنا‬
‫ُؤم ُ‬‫اس َولَا ي ْ‬ ‫ون ِباللَّ ِه َولَا ِبالْ َي ْوم الْآَ ِخ ِر ﴿‪ ﴾38‬النساء) فيها (وال) زيادة هناك ( َكالَّذِي يُ ْنف ُ‬
‫ِق َمالَ ُه ِر َئا َء النَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس َولَا ي ْ‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫أَ ْم َوالَ ُه ْم ِر َئا َء النَّ ِ‬
‫ون ِباللَّ ِه َولَا ِبالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر ﴿‪ ﴾29‬التوبة) إذًا في‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ِين لَا ي ْ‬ ‫ون ِباللَّ ِه َولَا ِبالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) (وال) ما الفرق بينهما؟ وفي سورة التوبة أيضًا ( َقاتِلُوا الَّذ َ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫( َولَا ي ْ‬
‫سورة النساء والتوبة (ال يؤمن باهلل وال باليوم اآلخر) وفي البقرة (يؤمن باهلل واليوم اآلخر)‪ ،‬الذي ال يؤمن باهلل واليوم اآلخر كافر شخص يقول أنا ال أؤمن‬
‫باهلل وال في اآلخرة أنا أعبد األصنام وإذا مت صرت ترابًا ال يوجد ال قيامة وال الخ هذا ال يؤمن باهلل واليوم اآلخر هذا إعالن الكافر هو قال أنا رجل‬
‫ِن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) هو معلن عن‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫شيوعي أنا أمام الناس شيوعي وحزبي الشيوعي أنا ستالين أنا لينين أنا غورباتشوف ال يوجد ال اهلل وال الخ هذا (لَا ي ْ‬
‫ال بالنسبة له فهو ملحد هذا ال يؤمن باهلل واليوم اآلخر وهذا أصدق من األول‪ .‬األول يدعي أنه مؤمن فهو يقول أنه مؤمن‬ ‫كفره وشركه باهلل ال يوجد اهلل أص ً‬
‫وأنه مؤمن بوجود اهلل لكنه كذاب دجال يعني فقط بالظاهر فهو منافق يقول أنا أؤمن باهلل واليوم اآلخر فاهلل قال له ال أنت ال تؤمن ال باهلل وال باليوم اآلخر‪.‬‬
‫ون ِباللَّ ِه َولَا ِبالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) هؤالء المنافقون‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬‫ِن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) هذا منطق الكفار جميعًا ولما يقول لك ( َولَا ي ْ‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫‪C‬ذ هذا الفرق فقوله تعالى (لَا ي ْ‬ ‫فحينئ ٍ‬
‫ِين‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ون الل َه َوالذ َ‬ ‫ِع َ‬ ‫ِين ﴿‪ ﴾8‬ي َ‬
‫ُخاد ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اس َم ْن َيقول آ َمنَّا ِبالل ِه َو ِبال َي ْو ِم الآ ِخ ِر َو َما ُه ْم ِب ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪C‬‬ ‫ِن النَّ ِ‬
‫فالمنافق كافر لكن يدعي أنه هو مؤمن وال يتبع اإليمان ومتناقض ( َوم َ‬
‫ً‬
‫ون ِبالل ِه َولا ِبال َي ْو ِم الآ ِخ ِر) الحظ‪ ،‬مثال كشخص جاء وقال لك أنا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ُؤ ِمن َ‬ ‫َ‬
‫ون ﴿‪ ﴾9‬البقرة) هذا الذي اهلل يقول عليه ( َولا ي ْ‬ ‫ون إِلَّا أَ ْن ُف َس ُه ْم َو َما َي ْش ُع ُر َ‬
‫َع َ‬ ‫آَ َمنُوا َو َما َي ْخد ُ‬
‫راسب خالص هذا فالن راسب بالدروس لكن لو قال ال أنا ناجح في الرياضيات واإلنجليزي المدير قال له ال أنت لست ناجح ال بالرياضيات وال‬
‫ِن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) فهو مشرك عادي ومعلن هذا وال يغيره فهو يقول ال يوجد اهلل وال آخرة وال‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫باإلنجليزي أنت كاذب‪ .‬جدًا واضح هذا الفرق بين (لَا ي ْ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اس َم ْن َيقول آ َمنَّا ِبالل ِه‬ ‫ِن النَّ ِ‬‫(وم َ‬
‫حساب وال كتاب وآخر وهو غير مؤمن أيضًا لكن يخفي هذا األمر إما لطمع أو خوف أو نفاق أو آلخره قال هذا الذي قال َ‬
‫ون ِباللَّ ِه َولَا ِبالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) هذا الفرق بين التعبيرين‪.‬‬
‫‪C‬‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ِين) هذا اهلل يقول عليه ( َولَا ي ْ‬ ‫َو ِبالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر َو َما ُه ْم ِب ُم ْؤ ِمن َ‬
‫*ما داللة التقديم والتأخيرفى قوله تعالى(اَل يَ ْق ِدرُونَ َعلَى َش ْي ٍء ِم َّما َك َسبُوا ﴿‪ ﴾264‬البقرة) ‪( -‬اَل يَ ْق ِدرُونَ ِم َّما َك َسبُوا َعلَى َش ْي ٍء ﴿‪﴾18‬‬
‫إبراهيم)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ِما‬‫ون م َّ‬ ‫ِر َ‬ ‫ِما َك َسبُوا ﴿‪ ﴾264‬البقرة) ومرة ثانية يقول عليه (لَا َي ْقد ُ‬ ‫ون َعلَى َش ْي ٍء م َّ‬ ‫ِر َ‬ ‫نفس االثنين اهلل يقول عن الذين ال يؤمنون باهلل واليوم اآلخر يقول (لَا َي ْقد ُ‬
‫ص َد َقا ِت ُك ْم ِبالْ َم ِّن َوالْأَ َذى‬
‫ْطلُوا َ‬ ‫‪ C‬ما الفرق بينهما؟ وحينئ ٍذ رب العالمين يقول ( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا لَا تُب ِ‬ ‫َك َسبُوا َعلَى َش ْي ٍء ﴿‪ ﴾18‬إبراهيم) يعني آيتين عجيبتين‬
‫َّ‬
‫ِما َك َسبُوا َوالل ُه لَا‬ ‫ون َعلَى َش ْي ٍء م َّ‬ ‫ِر َ‬ ‫ْ‬
‫صلدًا لَا َي ْقد ُ‬ ‫ٌ‬
‫صا َب ُه َوا ِبل َف َت َر َك ُه َ‬ ‫َ‬
‫اب َفأ َ‬ ‫ان َعلَ ْي ِه تُ َر ٌ‬ ‫ص ْف َو ٍ‬ ‫ِن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر َف َم َثل ُه َك َم َث ِل َ‬
‫ُ‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫اس َولَا ي ْ‬
‫ِق َمالَ ُه ِرَئا َء النَّ ِ‬‫َكالَّذِي يُ ْنف ُ‬
‫ِما َك َسبُوا َعلَى َش ْيءٍ) ما الفرق بينهما؟ أنا أقول لك‬ ‫ون م َّ‬ ‫ين ﴿‪ ﴾264‬البقرة) على شي ِء مما كسبوا‪ ،‬في مكان آخر في آية أخرى (لَا َي ْقد ُ‬
‫ِر َ‬ ‫ِر َ‬ ‫َي ْهدِي الْ َق ْو َم الْ َكاف ِ‬
‫حسنها ور ّقاها حتى وصلت إلى‬ ‫أنت ال تملك شيئًا من مالك أو أقول أنت ال تملك من مالك شيئًا لغة أعجوبة‪ .‬رب العالمين عندما اختار هذه اللغة العربية ّ‬
‫معنى جديدًا‬ ‫ً‬ ‫تعطيك‬ ‫القرآنية‬ ‫الكلمة‬ ‫قمة رقيها فنزل القرآن على تلك القمة وما كان للغة أخرى غير العربية أن تحمل هذا المطلق اإللهي والفهم النسبي‪ .‬هذا‬
‫بمعان ال تنضب وكل واحد على قدر ثقافته وفهمه وعقله وحضارته وعصره وحاجاته يستطيع من الجملة الواحدة من اآلية الواحدة‬ ‫ٍ‬ ‫إلى يوم القيامة معبأة‬
‫أن يستنبط فيها حكمًا جديدًا مدلال عليه لم يخطر على بال األجيال الذين سبقوه‪ .‬لما نقول نحن لدينا كافر ومنافق كما قلنا قبل قليل أن هناك فرق بين االثنين‬ ‫ً‬
‫بين كافر وبين مؤمن لكن مؤمن منافق‪ ،‬الكافر ال يقدر على شيء مما كسب ليس لديه كسب يعني واحد يقول ال يوجد إله وفرضنا تصدق هل له أجر؟‬
‫ال هؤالء الشيوعيين في روسيا الذين كانوا ينكرون وجود اإلله عمل خدمات للبشرية اخترع شيئًا‬ ‫الجواب ال‪ .‬عمل مشروع عظيم ولكنه ال يؤمن باهلل مث ً‬
‫ون آَ َمنَّا ِب ِه ﴿‪ ﴾7‬آل عمران) لكي يكون‬ ‫ون فِي الْعِلْ ِم َي ُقولُ َ‬ ‫اس ُخ َ‬ ‫الر ِ‬ ‫ْ‬
‫اخترع سيارة أو طيارة أو دواء ليس له فيها أجر واهلل تعالى يقول ( َو َما َي ْعلَ ُم َتأ ِويلَ ُه إِلَّا اللَّ ُه َو َّ‬
‫أجر على اإلبداعات اختراع البنسلين واختراع األسبرين واختراع الطيران يعني خدمات ناس قدمت خدمات للبشرية واهلل كلما ركبت طيارة أو سيارة‬ ‫لك ٌ‬
‫أو قطار أو ما شاكل ذلك تقول ما هذا؟ العالم أصبح جميال أصبح مريحًا ناس بعقولها اخترعت هذا هؤالء من كان منهم يؤمن باهلل قال ال أنا أؤمن بأن اهلل‬ ‫ً‬
‫ِين َم ْن آَ َم َن‬
‫الصا ِبئ َ‬ ‫ارى َو َّ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َهادُوا َوالنَّ َ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬ ‫وهو رب العالمين إله الناس وهناك يوم القيامة وحساب وكتاب هذا له أجره عند اهلل عز وجل (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) وشخص آخر قال لك ال يوجد إله أنا شيوعي هذا عمل أعمال صالحة لكن ليس له شيء فالذي هو يعتقد بأن اهلل موجود هذا انتهينا هذا‬
‫يقدر على شيء مما كسب‪ .‬المنافق والمشرك‪ ،‬المنافق تكتب حسناته نقول عنه مؤمن أنا مسيحي أنا يهودي أنا مسلم لكنه كاذب هو منافق‪ ،‬في األعماق هو‬
‫ملحد فهناك من الناس من ارتدوا‪  ‬بعد وفاة النبي صلى اهلل عليه وسلم أعلن الكفر وأعلن اإلسالم وأخفى الكفر وارتدوا بعد ذلك فهذا كونه مسلم تكتب له‬
‫ِما َك َسبُوا َعلَى‬ ‫ون م َّ‬ ‫ِر َ‬ ‫وتسجل له أعمال حسنة لكن ليس له منها شيء‪ .‬عنده فلوس وأموال لكن ال يستطيع أن يسحب وال درهم محجور عليه هذا (لَا َي ْقد ُ‬
‫ال ليس لديه كسب ال يستطيع أن يأتي بما فعل لكي يضعه‬ ‫ِما َك َسبُوا) ليس لديه كسب أص ً‬ ‫ون َعلَى َش ْي ٍء م َّ‬ ‫ِر َ‬ ‫َش ْيءٍ)‪ .‬ذاك الذي هو يقول ال يوجد اهلل هذا (لَا َي ْقد ُ‬
‫ال كافر والكافر‬ ‫ِما َك َسبُوا) يعني ال يمكن أن تأتي بهذه الحسنات يضعها في حسابه في بنك الرحمن عز وجل إذًا هو أص ً‬ ‫ون َعلَى َش ْي ٍء م َّ‬ ‫ِر َ‬ ‫في حسابه (لَا َي ْقد ُ‬
‫ال أن لدينا شخص‬ ‫ال يحاسب على الفروع وليس له أي عمل‪ ،‬اإليمان شرط العمل‪ .‬الثاني المنافق ال هو في الظاهر مؤمن هو مواطن‪ .‬يعني نفترض جد ً‬
‫مندس هنا وهو جاسوس للعدو لكن لديه جواز سفر وهو جالس هنا في الظاهر هو منتمي هذا في الظاهر يدخل ويخرج ال بأس لكن ليس له قدرة على أن‬
‫ِما َك َسبُوا)‬ ‫ون َعلَى َش ْي ٍء م َّ‬ ‫ِر َ‬ ‫يكون في أي مكان ألن الدولة تعرف أن هذا مندس‪ .‬هذا الفرق بين الملحد وبين الكافر المشرك العلني فالمشرك (لَا َي ْقد ُ‬
‫ِما َك َسبُوا َعلَى َش ْيءٍ) هذا هو الفرق بين هاتين اآليتين‪.‬‬
‫‪C‬‬ ‫ون م َّ‬‫ِر َ‬ ‫والمنافق الذي يعلن اإليمان واإلسالم (لَا َي ْقد ُ‬
‫آية (‪:)265‬‬
‫*ما معنى ط ّل في اآلية (فَِإن لَّ ْم يُ ِ‬
‫ص ْبهَا َوابِ ٌل فَطَ ٌّل)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ّ‬
‫الطل هو الندى‬
‫* ما الفرق بين خبير وبصير* في اآليتين (ِإ َّن هّللا َ َكانَ بِ َما تَ ْع َملُونَ َخبِيرًا (‪ )94‬النساء) ( َوهّللا ُ بِ َما تَ ْع َملُونَ بَ ِ‬
‫صي ٌر (‪ )265‬البقرة)؟‬
‫( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫البصير‪ ،‬البصر يؤخذ من أمرين‪ ،‬البصر يأتي بمعنيين في اللغة إما البصر هي الحاسة التي ينظر بها الباصرة ويأتي لما في القلب اإلبصار بالقلب ربنا‬
‫يسميه بصيرة ‪،‬البصيرة في القلب والبصر ليست العين وإنما الرؤية وهذا الفرق بين النظر والبصر‪ .‬إذن كلمة بصير فيها أمران بصير ضد األعمى ( ُقلْ‬
‫ير (‪ )16‬الرعد) من ناحية الرؤية‪ ،‬وبصير لمن كان قلبه بصيرًا عنده معرفة في قلبه‪ .‬الخبير العليم ببواطن األمور فربنا لما‬
‫صُ‬ ‫األ ْع َمى َوالْ َب ِ‬ ‫َه ْل َي ْس َت ِوي َ‬
‫ير (‪ )31‬فاطر) يعني محيط ببواطن األمور وظواهرها‪ .‬بواطن األمور من خبير وظواهرها من بصير األصل األول هو‬ ‫صٌ‬ ‫يقول (إِ َّن اللَّ َه ِب ِع َبا ِد ِه لَ َخ ِب ٌ‬
‫ير َب ِ‬
‫اإلبصار‪ .‬البصير من اإلبصار ومن قوة القلب‪ ،‬إذن خبير العلم ببواطن األمور خبير بصير يعني عليم ببواطن األمور وظواهرها ولعلمه ببواطن األمور‬
‫فمن باب أولى أنه عليم بظواهر األمور‪.‬‬
‫آية (‪:)266‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)187‬‬
‫َأل‬
‫ب تَجْ ِري ِمن تَحْ تِهَا ا ْنهَا ُر لَهُ فِيهَا ِمن ُك ِّل‬ ‫يل َو ْعنَا ٍ‬‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫* ما معنى الضعف في القرآن في قوله تعالى ( يَ َو ُّد َح ُد ُك ْم ن تَ ُكونَ لَهُ َجنَّةٌ ِّمن نَّ ِخ ٍ‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَتَفَ َّكرُونَ (‪ )266‬البق*رة)‬ ‫ت َك* َذلِكَ يُبَيِّنُ هّللا ُ لَ ُك ُم اآليَ*ا ِ‬
‫صا ٌر فِي ِه نَا ٌر فَاحْ تَ َرقَ ْ*‬ ‫ض َعفَاء فََأ َ‬
‫صابَهَا ِإ ْع َ‬ ‫صابَهُ ْال ِكبَ ُر َولَهُ ُذ ِّريَّةٌ ُ‬
‫ت َوَأ َ‬
‫الثَّ َم َرا ِ‬
‫ض ِعيفًا (‪ )28‬النساء)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ق اِإل ن َسانُ َ‬ ‫وقوله تعالى (ي ُِري ُد هّللا ُ َأن يُ َخفِّفَ عَن ُك ْم َو ُخلِ َ‬
‫‪ C‬في اآلية األولى (‪ )266‬البقرة) هي مثال لمن يح ّول عمله الصالح إلى سيء‪ .‬سؤال بصورة‬ ‫كلمة الضعف ضد القوة إما القوة المادية أو القوة المعنوية‪.‬‬
‫ات) هذه جنة الدنيا حديقة واسعة فيها من كل الثمرات واألنهار‬ ‫ار لَ ُه فِي َها مِن ُك ِّل الثَّ َم َر ِ‬
‫َ ُ‬‫ه‬‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫األ‬ ‫ا‬ ‫ه‬‫ت‬‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫يل َوأَ ْعن ٍ‬
‫َاب َت ْج ِري مِن ْ َ‬
‫َ‬ ‫(أََي َو ُّد أَ َح ُد ُك ْم أَن َت ُك َ‬
‫ون لَ ُه َجنَّ ٌة ِّمن نَّ ِخ ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫تجري من تحتها ‪ ،‬ماذا يريد اإلنسان بعد هذا من حيث الجانب المادي؟ وأصابه الكبر ال يستطيع أن يزرع ( َولَ ُه ذ ِّريَّة ُ‬
‫ض َع َفاء) هذا الرجل الكبير عنده‬
‫أطفال صغار السن (فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت) مصيبة عظمى وهذه الصورة التي يرسمها القرآن صورة جنة أثمار وأعناب ونخيل والعربي يحب‬
‫النخلة وال يترك شيئًا منها بدون إستفادة منه‪ ،‬الثمرة يستفيد منها والنواة والسعف والجذع بعد أن يموت يجعله سقفًا لبيته‪ ،‬هناك عالقة بالنخلة لذا يذكر‬
‫القرآن بها‪ .‬الذرية ضعفاء ما عندهم قوة إلعادة الزراعة واحترقت الجنة وهذه مصيبة عظمى‪ ،‬هكذا شأن الذي يتحول من اإليمان إلى الضالل والمعصية‬
‫والكفر‪.‬‬
‫(الضعف)‪ .‬هما لهجتان عربيتان فصيحتان نزل بهما جبريل ‪ ‬على صدر رسول اهلل ‪ ‬حتى ال‬‫(الضعف) وبالضم ُ‬
‫الضعف فيه لغتان‪ :‬بفتح الضاد َ‬
‫يعترض أح ٌد على أحد‪.‬‬
‫ضعف هذا أي بقدره فإذا أردت‬
‫ضعفه وليس مرتين كما هو الشائع‪ .‬تقول هذا ِ‬
‫ضعف كذا يعني مرة بقدر شيء آخر ِ‬
‫الضعف بالكسر فيعني المكرر‪ِ ،‬‬
‫أما ِ‬
‫ضعفين‪.‬‬ ‫بقدر مرتين تقول ِ‬
‫* هل يحتمل معنى قوله تعالى (جنات تجري من تحتها األنهار) أن الجنات تجري؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ال أعلم إذا كانت الجنات تجري لكن بال شك أن األنهار تجري فالجريان يكون لألنهار في الدنيا كما في قوله تعالى في سورة البقرة (أََي َو ُّد أَ َح ُد ُك ْم أَ ْن َت ُك َ‬
‫ون لَ ُه‬
‫ِّن اللَّ ُه‬ ‫اح َت َر َق ْت َك‪َ CC‬ذل َ‬
‫ِك يُ َبي ُ‬ ‫َار َف ْ‬
‫ار فِي ِه ن ٌ‬
‫صٌ‬ ‫صا َب َها إِ ْع َ‬‫ض َع َفا ُء َفأَ َ‬ ‫صا َب ُه الْ ِك َب ُر َولَ ُه ُذ ِّري ٌ‬
‫َّة ُ‬ ‫ات َوأَ َ‬‫ِن ُك ِّل الثَّ َم َر ِ‬
‫ار لَ ُه فِي َها م ْ‬ ‫ِن َت ْح ِت َها الْأَ ْن َه ُ‬ ‫يل َوأَ ْعن ٍ‬
‫َاب َت ْج ِري م ْ‬ ‫َخ ٍ‬ ‫َجنَّ ٌة م ْ‬
‫ِن ن ِ‬
‫ِك َج َزا ُء َم ْن َت َز َّكى (‪ ))76‬وفي س‪CC‬ورة‬ ‫ِين فِي َها َو َذل َ‬
‫ار َخالِد َ‬ ‫ِن َت ْح ِت َها الْأَ ْن َه ُ‬
‫ْن َت ْج ِري م ْ‬ ‫(جنَّ ُ‬
‫ات َعد ٍ‬ ‫ون (‪ ))266‬وقال تعالى في سورة طه َ‬ ‫ات لَ َعلَّ ُك ْم َت َت َف َّك ُر َ‬
‫لَ ُك ُم الْآَ َي ِ‬
‫ِيم (‪ ))9‬لكن هل هناك أمر آخر أن الجنات تج‪CC‬ري؟‬ ‫ات النَّع ِ‬ ‫ار فِي َجنَّ ِ‬ ‫ِن َت ْح ِت ِه ُم الْأَ ْن َه ُ‬
‫‪C‬م َربُّ ُه ْم ِبإِي َما ِن ِه ْم َت ْج ِري م ْ‬
‫ات َي ْهدِي ِه ْ‬ ‫ِح ِ‬ ‫الصال َ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َو َعمِلُوا َّ‬ ‫يونس (إِ َّن الَّذ َ‬
‫اهلل أعلم لكن األمر فيها أن قطعًا األنهار تجري ويمكن من قدرة اهلل تعالى أن تجري الجنات في اآلخرة ولكن هذا ليس ظاهرًا مما نعرفه‪.‬‬
‫آية (‪:)267‬‬
‫ض َوالَ تَيَ َّم ُم* ْ‬
‫*وا‬ ‫ت َما َك َس * ْبتُ ْم َو ِم َّما َأ ْخ َرجْ نَا لَ ُكم ِّمنَ اَألرْ ِ‬ ‫*وا ِمن طَيِّبَ**ا ِ‬ ‫*وا َأنفِقُ* ْ‬
‫* ما داللة االختالف في نهاي**ات اآلي**ات (يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ* ْ‬
‫ص َدقَ ٍة يَ ْتبَ ُعهَآ‬ ‫وا َأ َّن هّللا َ َغنِ ٌّي َح ِمي ٌد (‪(، )267‬قَوْ ٌل َّم ْعر ٌ‬
‫ُوف َو َم ْغفِ َرةٌ خَ ْي ٌر ِّمن َ‬ ‫ُوا فِي ِه َوا ْعلَ ُم ْ‬‫آخ ِذي ِه ِإالَّ َأن تُ ْغ ِمض ْ*‬ ‫ْال َخبِ َ‬
‫يث ِم ْنهُ تُنفِقُونَ َولَ ْستُم* بِ ِ‬
‫اس* ٌع َعلِي ٌم (‬ ‫ض*الً َوهّللا ُ َو ِ‬ ‫ْأ‬
‫َأ ًذى َوهّللا ُ َغنِ ٌّي َحلِي ٌم (‪ ، *)263‬وفي* اآلية (ال َّش ْيطَانُ يَ ِع ُد ُك ُم ْالفَ ْق َر َويَ ُم ُر ُكم بِ ْالفَحْ َشاء َوهّللا ُ يَ ِع ُد ُكم َّم ْغفِ* َ‬
‫*رةً ِّم ْن*هُ َوفَ ْ‬
‫‪ )268‬البقرة)؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ون (‬ ‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬ ‫ال َخ ْو ٌ‬‫ال أَ ًذى لَّ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َربِّ ِه ْم َو َ‬ ‫ون َما أَن َف ُقواُ َمنًّا َو َ‬ ‫ال يُ ْت ِب ُع َ‬‫يل اللِهّ ثُ َّم َ‬‫ون أَ ْم َوالَ ُه ْم فِي َس ِب ِ‬
‫ِين يُن ِف ُق َ‬ ‫نأخذ كل آية في سياقها (الَّذ َ‬
‫ِي َحلِي ٌم (‪ )263‬لما ذكر األذى ناسب ذكر الحلم ألن الحليم ال يعجل بالعقوبة وال يغضب‬ ‫ص َد َق ٍة َي ْت َب ُع َهآ أَ ًذى َواللُهّ َغن ٌّ‬
‫ْر ِّمن َ‬ ‫ِر ٌة َخي ٌ‬ ‫‪َ )262‬ق ْو ٌل َّم ْع ُر ٌ‬
‫وف َو َم ْغف َ‬
‫َ‬
‫ِما أ ْخ َر ْجنَا لَ ُكم ِّم َن‬
‫ات َما َك َس ْبتُ ْم َوم َّ‬ ‫َ‬
‫ِين آ َمنُواْ أن ِف ُقواْ مِن َطيِّ َب ِ‬ ‫َ‬
‫الحلم‪ .‬اآلية األخرى ليس فيها ذكر أذى ( َيا أيُّ َها الَّذ َ‬ ‫سريعًا إذا أُوذي فلما ذكر األذى ناسب ذكر ِ‬
‫ِي َحمِي ٌد (‪ )267‬هذه ليس فيها أذى وإنما إنفاق ما هو ِخالف‬ ‫اعلَ ُمواْ أَ َّن اللَهّ َغن ٌّ‬ ‫ِضواْ فِي ِه َو ْ‬ ‫ال أَن تُ ْغم ُ‬ ‫آخذِي ِه إِ َّ‬
‫ون َولَ ْستُم ِب ِ‬ ‫يث ِم ْن ُه تُن ِف ُق َ‬‫ال َت َي َّم ُمواْ الْ َخ ِب َ‬
‫ض َو َ‬ ‫َ‬
‫األ ْر ِ‬
‫ون) والناس يجب أن تنفق الطيب وليس الخبيث الرديء‪ ،‬أنت‬ ‫ال َت َي َّم ُمواْ الْ َخ ِب َ‬
‫يث ِم ْن ُه تُن ِف ُق َ‬ ‫األ ْولى‪ ،‬أنت أنفقت من الخبيث واهلل غني عن هذا‪ .‬اهلل تعالى قال ( َو َ‬ ‫َ‬
‫تنفق الخبيث في سبيل اهلل واهلل غني عن هذا‪ .‬اآلية األولى فيها أذى فناسب ذكر الحليم وهذه فيها خالف األولى في اإلنفاق فاهلل غني وحميد فذكر فيها‬
‫اس ٌع َعلِي ٌم (‪ )268‬واسع‬ ‫ال َواللُهّ َو ِ‬ ‫ضً‬ ‫ان َي ِع ُد ُك ُم الْ َف ْق َر َو َي ْأ ُم ُر ُكم ِبالْ َف ْح َشاء َواللُهّ َي ِع ُد ُكم َّم ْغف َ‬
‫ِر ًة ِّم ْن ُه َو َف ْ‬ ‫ْط ُ‬ ‫(الشي َ‬
‫(حميد) ألنه يجب أن تفعل حتى تُحمد على ما تُنفق‪َّ .‬‬
‫بالرحمة والفضل‪ ،‬هو واسع المغفرة والفضل عليم بما تنفقون فيجازيكم على ما تنفقون فهو واسع العطاء واسع الخير واسع الرحمة وعليم بما تفعل‬
‫فيجازيك فلماذا تخشى الفقر؟ الشيطان يعدكم الفقر واهلل تعالى واسع العطاء وواسع المغفرة وواسع الرحمة فلماذا تخشى الفقر‪ ،‬فواصل اآلية نفهمها من‬
‫السياق‪.‬‬
‫آية (‪:)268‬‬
‫*(ال َّش ْيطَانُ يَ ِع ُد ُك ُم ْالفَ ْق َر َويَْأ ُم ُر ُكم بِ ْالفَحْ َشاء (‪ )268‬البقرة) فلِ َم ق ّدم ربنا سبحانه وتعالى الفاعل على فعله؟( ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫الفاعل هو الشيطان والفعل يعدكم قال تعالى (الشيطان يعدكم) ولم يقل يعدكم الشيطان بل قدم الفاعل على فعله؟ إن في تقديم إسم الشيطان وابتداء اآلية به‬
‫الحكم الذي سيأتي بعده لتحذر الوقوع به‪ .‬أال ترى أنك تحذر السامع فتقول له‪ :‬السفاح في دار صديقك وذلك بخالف قولك‪ :‬في‬ ‫إيذانًا لك أيها المؤمن بذ ّم ُ‬
‫دار صديقك الس ّفاح‪.‬‬
‫آية (‪:)269‬‬
‫*قال تعالى‪( :‬يُؤتِي ْال ِح ْك َمةَ َمن يَ َشاء َو َمن يُْؤ تَ ْال ِح ْك َمةَ فَقَ ْد ُأوتِ َي َخ ْيرًا َكثِيرًا َو َما يَ َّذ َّك ُر ِإالَّ ُأوْ لُ ْ‬
‫وا اَأل ْلبَا ِ‬
‫ب (‪ )269‬اآليات السابقة‬
‫والالحقة لآلية تتحدث عن اإلنفاق فهل من أوتي الحكمة فهو ينفق أو من ينفق يؤتى الحكمة؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ُؤ َت الْ ِح ْك َم َة َف َق ْد‬
‫اس ٌع َعلِي ٌم (‪ )268‬يُؤتِي الْ ِح ْك َم َة َمن َي َشاء َو َمن ي ْ‬ ‫ال َواللُهّ َو ِ‬ ‫ضً‬ ‫ان َي ِع ُد ُك ُم الْ َف ْق َر َو َي ْأ ُم ُر ُكم ِبالْ َف ْح َشاء َواللُهّ َي ِع ُد ُكم َّم ْغف َ‬
‫ِر ًة ِّم ْن ُه َو َف ْ‬ ‫ْط ُ‬ ‫(الشي َ‬
‫اآلية الكريمة َّ‬
‫ال أ ْولُواْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اب (‪ )269‬طلب المغفرة والفضل من اهلل هو إنما من الحكمة يعني لقد أوتي صاحبها من الحكمة ومن الخير أكبر‬ ‫األلْ َب ِ‬ ‫ِيرا َو َما َي َّذ َّك ُر إِ َّ‬
‫ْرا َكث ً‬
‫ِي َخي ً‬
‫أوت َ‬
‫ال) ثم قال (يُؤتِي الْ ِح ْك َم َة َمن َي َشاء) الذي‬ ‫ضً‬ ‫(واللُهّ َي ِع ُد ُكم َّم ْغف َ‬
‫ِر ًة ِّم ْن ُه َو َف ْ‬ ‫وأوسع مما في المال من أوتي خير كثير أكثر من هذا المال الذي يظنه السائل‪َ .‬‬
‫يطلب المغفرة والفضل هو ال شك هذا خيره أكبر من مجرد المال مهما كان هذا المال‪ ،‬أوسع من المال إذن داخل في الخير وداخل في الفضل وداخل في‬
‫المال وداخل في كل شيء ففيها ارتباط والكالم عام‪.‬‬
‫)؟ولم َلم تنسب هلل عز وجل؟( د‪.‬فاضل*‬
‫ِ‬ ‫*ما المقصود بالحكمة فى قوله تعالى ("ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة ‪269‬‬
‫السامرائى)‬
‫الحكمة هي وضع الشيء في محله قوال وعمال‪ ،‬أو هي توفيق العلم بالعمل‪ ،‬فال بد من األمرين معا‪ :‬القول والعمل‪ ،‬فمن أحسن القول ولم يحسن العمل فليس‬
‫بحكيم‪ ،‬ومن أحسن العمل ولم يحسن القول فليس بحكيم‪.‬فالحكمة لها جانبان‪ :‬جانب يتعلق بالقول‪ ،‬وجانب يتعلق بالعمل‪ .‬والحكمة خير كثير كما قال اهلل‬
‫ان الْ ِح ْك َم َة"‬ ‫تعالى(ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا(‪ )269‬البقرة فاهلل تعالى مؤتي الحكمة ولذلك نالحظ أنه تعالى قال‪َ " :‬ولََق ْد آ َت ْينَا لُ ْق َم َ‬
‫قال (آتينا) بإسناد الفعل إلى نفسه‪ ،‬ولم يقل‪ :‬لقد أوتي لقمان الحكمة‪ ،‬بل نسب اإلتيان لنفسه‪ .‬واهلل تعالى في القرآن الكريم يسند األمور إلى ذاته العلية في‬
‫ض أَ ْم أَ َرا َد ِب ِه ْم َربُّ ُه ْم َر َشدًا‪"10‬‬ ‫ُ‬
‫ْري أَ َش ٌّر أ ِري َد ِب َم ْن فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫األمور المهمة وأمور الخير‪ ،‬وال ينسب الشر والسوء إلى نفسه البتة‪ .‬قال تعالى‪َ " :‬وأَنَّا ال َند ِ‬
‫الجـن‪.‬‬
‫ِي َخيْرًا َكثِيرًا‬‫ت‬‫و‬ ‫ُؤ َت الْ ِح ْك َم َة َف َق ْد أُ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ء‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫ش‬‫َ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫ح‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫(يؤ‬ ‫قبلها‪:‬‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫قال‬ ‫قد‬ ‫ف‬ ‫)‬‫‪269‬‬ ‫كثيرا(‬ ‫خيرا‬ ‫أوتي‬ ‫فقد‬ ‫الحكمة‬ ‫يؤت‬ ‫(ومن‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قوله‬ ‫أما فى‬
‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫اب) فنسب إتيان الحكمة إلى نفسه‪ ،‬ثم أعادها عامة بالفعل المبني للمجهول‪.‬‬ ‫َو َما َي َّذك ُر إِلا أولو الأل َب ِ‬
‫َّ‬
‫آية (‪:)273‬‬
‫ضرْ بًا فِي اَألرْ ِ‬
‫ض (‪ )273‬البقرة) ماذا أراد ربنا بقوله (الَ يَ ْست َِطيعُونَ َ‬
‫ض**رْ بًا فِي‬ ‫يل هّللا ِ الَ يَ ْست َِطيعُونَ َ‬ ‫*(لِ ْلفُقَ َراء الَّ ِذينَ ُأح ِ‬
‫صر ْ*‬
‫ُوا فِي َسبِ ِ‬
‫ض) وهل ضرب األرض فِعل األغنياء ؟( ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫اَألرْ ِ‬
‫هذا وجه بديع من أوجه اللغة العربية وهو باب الكناية والكناية أن تقول كالمًا وتريد ما يلزم عنه‪ .‬فتقول هذا رجل سيفه طويل يريد ما يلزم عنه وهو طول‬
‫ض) كناية عن عجزهم وفقرهم فهم عاجزون عن التجارة لقلة ذات اليد‬ ‫ض ْربًا فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫ون َ‬ ‫الرجل فال يحمل السيف الطويل إال الرجل الطويل‪َ ( .‬‬
‫ال َي ْس َت ِطي ُع َ‬
‫والضرب في األرض كناية عن المتاجرة ألن شأن التاجر أن يسافر ليبتاع ويبيع فهو يضرب األرض برجليه أو بدابته‪.‬‬
‫آية (‪:)274‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)262‬‬
‫آية (‪:)275‬‬
‫*(الَّ ِذينَ يَ *ْأ ُكلُونَ ال ِّربَا (‪ )275‬البق**رة) لِ َم ق**ال (ي**أكلون الرب**ا) ولم يقل يأخ**ذون الربا مع أن األكل يختص بالطع**ام* ال بالم**ال؟( ورتل‬
‫القرآن ترتيالً)‬
‫نعم األكل في حقيقته هو ابتالع الطعام ولكن ربنا عبّر عن أخذ الربا باألكل ليبين لنا حرص المرابي على أخذ المال َ‬
‫بش َره‪.‬‬
‫آية (‪:)276‬‬
‫ار َأثِ ٍيم (‪ )276‬البق**رة) فلِ َم خصّ ربنا الك**افر بع**دم المحبة دون الم**رابي؟‬
‫ت َوهّللا ُ الَ يُ ِحبُّ ُك* َّل َكفَّ ٍ‬ ‫ق هّللا ُ ْال ِّربَا َويُ**رْ بِي* َّ‬
‫الص * َدقَا ِ‬ ‫* (يَ ْم َح* ُ‬
‫( ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ِيم) مع أن بداية اآلية توحي أن ختامها ‪ :‬واهلل ال يحب كل مرابي أثيم‪ ،‬فلِ َم‬ ‫ُح ُّب ُك َّل َك َّف ٍ َ‬ ‫تأمل هذا السر البديع في خاتمة اآلية فقد ختمها بقوله ( َواللُهّ َ‬
‫ار أث ٍ‬ ‫ال ي ِ‬
‫خص ربنا الكافر بعدم المحبة دون المرابي؟ إن اإلخبار بأن اهلل تعالى ال يحب جميع الكافرين يؤذن ويشعر بأن الربا شعار أهل الكفر وهو سمة من سماتهم‬ ‫ّ‬
‫فهم الذين استباحوه‪ .‬وفي هذا تعريض بأن المرابي متٌمسّ بخالل أهل الكفر والشرك وإن كان مؤمنًا‪.‬‬
‫آية (‪:)277‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)262‬‬
‫آية (‪:)278‬‬
‫*وا هّللا َ َو َذر ْ*‬
‫ُوا َما بَقِ َي ِمنَ الرِّ بَا ِإن ُكنتُم ُّمْؤ ِمنِينَ (‪ )278‬البق**رة) لِ َم ق * ّدم ربنا تع**الى األمر ب**التقوى على األمر‬ ‫*وا اتَّقُ* ْ‬
‫*(يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ* ْ‬
‫بترك الربا مع أن اآليات تعالج قضية الربا؟( ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫أُمِر الناس بتقوى اهلل تعالى قبل األمر بترك الربا ألن تقوى اهلل هي أصل االمتثال واالجتناب وترك الربا من جملتها وخصلة من خصال التقوى‪.‬‬
‫آية (‪:)280‬‬
‫*ما داللة كلمة ‪ ‬ميسرة ؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ون {‪.)}280‬‬ ‫ْر لَّ ُك ْم إِن ُكنتُ ْم َت ْعلَ ُم َ‬
‫َّقواْ َخي ٌ‬
‫صد ُ‬‫ْس َر ٍة َوأَن َت َ‬ ‫ان ُذو ُع ْس َر ٍة َفن ِ‬
‫َظ َر ٌة إِلَى َمي َ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة ( َوإِن َك َ‬
‫يفسر أن يُنظر المعسر حتى يزول عذره‪ .‬وقد يكون الفقير موسرًا بين ساعة‬ ‫اليسار هو الغنى المؤقت كالفقير إذا جاءه مال فعليه أن يؤدي دينه وهذا ّ‬
‫موسع عليه‪(.‬وإن كان ذو عسرة) بمعنى إن ُو ِجد‪.‬‬ ‫وساعة وال يصبح غنيًا بين ساعة وساعة وقولنا ذو سعة بمعنى ّ‬
‫آية (‪:)281‬‬
‫*ما الفرق بين (ماعملت) و (ماكسبت)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال ي ْ‬ ‫ْ‬
‫ون فِي ِه إِلَى اللِهّ ثُ َّم تُ َو َّفى‬
‫ون (‪)111‬النحل) و قال ( َواتَّ ُقواْ َي ْو ًما تُ ْر َج ُع َ‬ ‫ُظلَ ُم َ‬ ‫ِل َعن نَّ ْف ِس َها َوتُ َو َّفى ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫س َّما َع ِملَ ْت َو ُه ْم َ‬ ‫س تُ َجاد ُ‬
‫قال تعالى( َي ْو َم َتأتِي ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫س َّما َك َس َب ْت (‪ )281‬البقرة)‪ .‬في آية النحل قال ماعملت‪ .‬في سياق األموال يقول (ما كسبت) وفي سياق العمل يقول (ما عملت)‪ .‬في البقرة في سياق‬ ‫ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫المعسر (‪ ،)280‬آية الدين (‪ )282‬البقرة‪ ،‬في سياق األموال فناسب ذكر الكسب أما‬ ‫ِ‬ ‫األموال وقبلها أمور مادية من ترك الربا (‪ )278‬الربا كسب حرام‪ ،‬آية‬
‫ور َّر ِحي ٌم (‪ )110‬النحل)‬ ‫ِها لَ َغ ُف ٌ‬
‫َّك مِن َب ْعد َ‬ ‫ص َب ُرواْ إِ َّن َرب َ‬ ‫اج ُرواْ مِن َب ْع ِد َما ُف ِتنُواْ ثُ َّم َج َ‬
‫اهدُواْ َو َ‬ ‫َّك لِلَّذ َ‬
‫ِين َه َ‬ ‫آية النحل ليس لها عالقة بالكسب وقال قبلها (ثُ َّم إِ َّن َرب َ‬
‫ليس فيها كسب فالجهاد والفتنة والصبر ليست كسبًا‪ .‬ففي سياق األموال قال كسب وفي سياق األعمال قال عمل‪.‬‬
‫في االية قبلها قلنا أن الكسب منوط بالمال في الغالب ولهذا يقول تعالى (تِلْ َك أُ َّم ٌة َق ْد َخلَ ْت لَ َها َما َك َس َب ْت َولَ ُكم َّما َك َس ْبت ْم (‪ )134‬البقرة) جعلها كاألموال‬
‫ُ‬
‫وككسب اإلنسان‪.‬‬
‫از ع َْن َوالِ ِد ِه َش ْيًئا ِإ َّن َو ْع َد هَّللا ِ َح ٌّ‬
‫ق فَاَل‬ ‫*قال تعالى ‪( :‬يَا َأيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا َربَّ ُك ْم َو ْ‬
‫اخ َشوْ ا يَوْ ًما اَل يَجْ ِزي َوالِ ٌد ع َْن َولَ ِد ِه َواَل َموْ لُو ٌ*د هُ َو َج ٍ‬
‫س َما َك َسبَ ْ‬
‫ت‬ ‫تَ ُغ َّرنَّ ُك ُم ْال َحيَاةُ ال ُّد ْنيَا َواَل يَ ُغ َّرنَّ ُك ْم بِاهَّلل ِ ْال َغرُو ُر (‪ )33‬لقمان) وقال تعالى ‪َ ( :‬واتَّقُوا يَوْ ًما تُرْ َجعُونَ فِي ِه ِإلَى هَّللا ِ ثُ َّم تُ َوفَّى ُكلُّ نَ ْف ٍ‬
‫ُظلَ ُمونَ (‪ )281‬البقرة) اآليتين جملتان وصفيتان فلماذا الحذف (فيه) في إحداها والذكر في األخرى؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫َوهُ ْم اَل ي ْ‬
‫السبب أن التقدير حاصل (يجزي فيه) لكن لماذا الحذف؟ الحذف يفيد اإلطالق وال يختص بذلك اليوم‪ .‬فالجزاء ليس منحصرًا في ذلك اليوم وإنما سيمتد‬
‫أثره إلى ما بعد ذلك اليوم وكلما يذكر الجزاء يحذف (فيه) (ال تجزي) و(ال يجزي)‬
‫أما في اآلية الثانية فذكر (فيه) ألنه منحصر فقط في يوم الحساب وليس عمومًا‪ .‬وكذلك في قوله تعالى (يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب واألبصار) اليوم‬
‫منحصر في يوم القيامة والحساب لذا ذكر (فيه)‪ .‬وحذف (فيه) عندما كان اليوم ليس محصورًا بيوم معين‪.‬‬
‫آية (‪:)282‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)233‬‬
‫هّللا‬
‫ق َ َربَّهُ (‪ )282‬البقرة) ؟ ولماذ ذكر هللا ورب في نفس اآلية؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ْ‬
‫* ما اللمسة البيانية في اآلية ( َوليَتَّ ِ‬
‫اهلل غير الرب فالرب هو المربي والموجه والمرشد والمعلم والقيّم ولذلك يصح أن تقول عن إنسان هو رب الدار‪ ،‬رب الشيء‪ .،‬لفظ الجاللة اهلل هو إسم‬
‫س ِم ْن ُه َش ْي ًئا‬ ‫ال َيب َ‬
‫ْخ ْ‬ ‫ِل الَّذِي َعلَ ْي ِه الْ َح ُّق َولْ َيتَّ ِق اللَهّ َربَّ ُه َو َ‬ ‫(ولْي ْ‬
‫ُمل ِ‬ ‫‪َ ( C‬ولْ َيتَّ ِق اللَهّ َربَّهُ) سبب اإلختيار؟ هذه اآلية جزء من آية الدين َ‬
‫العلم من العبادة هو اإلله المعبود‪.‬‬
‫(‪ )282‬يتكلم عن الدائن والمدين‪ .‬الدائن أحسن إلى المدين وأجره أعلى من أجر المتصدق ألن المتصدق أجره عشرة أضعاف والدائن ثمانية عشر كما في‬
‫‪ C‬في تعليمه وتوجيهه‬ ‫الحديث ألنه أخرج المحتاج من حاجته إذن الدائن أحسن إلى المدين فعلى المدين أن ال يبخس حق من أحسن إليه‪ ،‬الرب أحسن إلى العبد‬
‫فمكن له‪ .‬وقال في ختام اآلية ( َواللُهّ ِب ُك ِّل َش ْي ٍء َعلِي ٌم) والمعلم مربي رب فناسب رب‬ ‫إذن الدائن هو الذي أحسن إلى المدين واهلل هو الذي أحسن إلى الدائن ّ‬
‫من ناحية اإلحسان ومن ناحية التعليم‪ .‬لو قال (وليتق اهلل) فقط ليس فيها معنى اإلحسان واإلفادة وأ هذا أحسن إليك فكما أحسن اهلل إليك وآتاك المال وجعل‬
‫(ولْ َيتَّ ِق اللَهّ َربَّهُ)‪.‬‬
‫يجردها هلل سبحانه وتعالى ولهذا قال َ‬ ‫يدك أعلى‪ ،‬لو قال ليتق ربه كلمة رب ال تعني اهلل بالضرورة ألن الرب قد تكون رب ال َديْن‪ .‬أراد أن ّ‬
‫ق هّللا َ َربَّهُ َوالَ يَ ْب َخسْ ِم ْن*هُ َش * ْيًئا (‪ )282‬البق**رة) البخس هو النقص فهل اختي**ار البخس في قوله‬
‫ق َو ْليَتَّ ِ‬
‫*(فَ ْليَ ْكتُبْ َو ْليُ ْملِ ِل الَّ ِذي َعلَ ْي ِه ْال َح ُّ‬
‫تعالى (وال يبخس منه شيئاً) لغاية وسبب؟( ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫نعم فالبخس وإن كان بمعنى النقص إال أنه يدل على اإلنقاص بخفاء وغفلة عن صاحب الحق لذلك كان اختيار هذا اللفظ دون غيره‪.‬‬
‫*( َوا ْستَ ْش ِهد ْ*‬
‫ُوا َش ِهي َدي ِْن من رِّ َجالِ ُك ْ*م (‪ )282‬البقرة) ما الفرق بين قولنا* (واشهدوا شهيدين) وقوله تعالى (واستشهدوا* ش**هيدين)؟ ( ورتل‬
‫القرآن ترتيالً)‬
‫‪ C‬الذي ترسمه زيادة السين والتاء في قوله تعالى (واستشهدوا) هذه الكلمة تدل على طلب شهادة الش‪CC‬اهدين وتكليف بالس‪CC‬عي‬
‫انظر إلى هذا التصوير البديع‬
‫لإلشهاد وهذا ما ال يفيده لفظ (وأشهدوا) الذي يدل على مجرد الشهادة‪.‬‬
‫َض َّل ْإحْ دَاهُ َما فَتُ َذ ِّك َ*ر ِإحْ * دَاهُ َما اُأل ْخ* َرى (‬
‫ضوْ نَ ِمنَ ال ُّشهَدَاء َأن ت ِ‬ ‫*ما داللة (أن) فى اآلية (فَِإن لَّ ْم يَ ُكونَا َر ُجلَي ِْن فَ َر ُج ٌل َوا ْم َرَأت ِ‬
‫َان ِم َّمن تَرْ َ‬
‫‪ )282‬البقرة)؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ِين (‪ )46‬هود) يعني لئال‬ ‫ِن الْ َج ِ‬
‫اهل َ‬ ‫‪ C‬بكم (إِنِّي أَ ِع ُظ َك أَن َت ُك َ‬
‫ون م َ‬ ‫كراهة أن تضل إحداهما أو لئال تضل‪ .‬أن تميد بكم يقولون كراهة أن تميد بكم أو لئال تميد‬
‫تكون من الجاهلين‪.‬‬
‫ض َّل ْإحْ دَاهُ َما فَتُ َذ ِّك َ*ر ِإحْ* دَاهُ َما اُأل ْخ* َرى (‪ )282‬البق**رة) في قوله تع**الى (فت**ذكر إح**داهما األخ**رى) أظهر ربنا س**بحانه وتع**الى‬
‫*(َأن تَ ِ‬
‫إحداهما مع أن حقها اإلضمار فمقتضى* الظاهر أن تكون اآلية‪ :‬أن تضل إحداهما فتذكرها األخرى‪ ،‬فما فائدة تك**رار إح**داهما أي كما‬
‫ض َّل ْإحْ دَاهُ َما فَتُ َذ ِّك َر ِإحْ دَاهُ َما اُأل ْخ َرى)؟ ( ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫قال تعالى (َأن تَ ِ‬
‫تكررت كلمة إحداهما ألن كل واحدة من المرأتين يحوز عليها ما يجوز على صاحبتها من الضالل والتذكير وتكرار كلمة (إح‪CC‬داهما) مع الض‪CC‬الل ومع‬
‫‪ C‬لئال يُتوهم أن إحدى المرأتين ال تكون إال ِّ‬
‫مذكرة لألخرى‪.‬‬ ‫التذكير‬
‫(وَأ ْش ِه ُدوْ ْا ِإ َذا تَبَايَ ْعتُ ْم (‬
‫ِّجالِ ُك ْم (‪ )282‬وفي* نفس اآلية َ‬ ‫(وا ْستَ ْش ِهد ْ‬
‫ُوا َش ِهي َد ْي ِن من ر َ‬ ‫* ما الفرق بين استشهدوا* وأشهدوا* في آية البقرة َ‬
‫‪ )282‬؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫استشهد (إستفعل) يعني احتمال األول أن يكون للطلب أي اطلبوا شهيدين أو قد يكون للمبالغة أي اطلبوا ممن تكررت منه الشهادة وممن تعلمون قدرته‬
‫وعلمه على أدائها‪ .‬الهمزة والسين والتاء للطلب يعني اطلبوا شهيدين ومنها للمبالغة فالهمزة والسين والتاء تأتي ألمور منها هذه‪ ،‬أما أشهدوا فليس فيها هذا‬
‫ْن إِلَى أَ َج ٍل ُّم َس ًّمى‬ ‫ِين آ َمنُواْ إِ َذا َتدَا َينتُم‬
‫‪ِ C‬ب َدي ٍ‬ ‫األمر معنى ذلك أن استشهدوا معناها أقوى ولو الحظنا كيف قال استشهدوا والموضع الذي قال أشهدوا ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫س ِم ْن ُه َش ْي ًئا (‪ )282‬تقييدات‬ ‫ْخ ْ‬ ‫ِل الَّذِي َعلَ ْي ِه الْ َح ُّق َولْ َيتَّ ِق اللَهّ َربَّ ُه َو َ‬
‫ال َيب َ‬ ‫ِب أَ ْن َي ْكتُ َب َك َما َعلَّ َم ُه اللُهّ َفلْ َي ْكتُ ْب َولْيُ ْمل ِ‬‫ال َي ْأ َب َكات ٌ‬
‫ْل َو َ‬ ‫ِب ِبالْ َعد ِ‬
‫اكتُبُو ُه َولْ َي ْكتُب بَّ ْي َن ُك ْم َكات ٌ‬
‫َف ْ‬
‫اس َت ْش ِهدُواْ‬
‫(و ْ‬‫ْل) الذي ال يستطيع أن يحفظ حقه قال َ‬ ‫ِل َولِيُّ ُه ِبالْ َعد ِ‬‫ِل ُه َو َفلْيُ ْمل ْ‬ ‫ال َي ْس َت ِطي ُع أَن يُم َّ‬ ‫ضعِي ًفا أَ ْو َ‬‫ان الَّذِي َعلَ ْي ِه الْ َح ُّق َسفِي ًها أَ ْو َ‬ ‫في حفظ الحقوق ( َفإن َك َ‬
‫َّ‬
‫ْن من ِّر َجالِ ُك ْم َف ِإن ل ْم‬ ‫اس َت ْش ِهدُواْ َش ِهي َدي ِ‬ ‫ْن من ِّر َجالِ ُك ْم) في هذا الموقف نطلب من يستطيع أن يتحمل الشهادة أمين قادر على أن يتحمل أداءها قال َ‬
‫(و ْ‬ ‫َش ِهي َدي ِ‬
‫‪C‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫اض َر ًة تُد ُ‬
‫ِيرو َن َها‬ ‫ار ًة َح ِ‬ ‫ِج َ‬ ‫ون ت َ‬ ‫َّ‬
‫َاه َما َفتُذك َر إِ ْحدَا ُه َما األ ْخ َرى) أما في الثانية قال (إِال أن َتك َ‬ ‫َ‬ ‫ضل إ ْحد ُ‬ ‫ُّ‬
‫ِن الش َهدَاء أن َت ِ‬ ‫ض ْو َن م َ‬ ‫ِمن َت ْر َ‬ ‫ان م َّ‬‫ْن َف َر ُجل َوا ْم َرأ َت ِ‬ ‫َي ُكونَا َر ُجلي ِ‬
‫َ‬
‫ُواْ إِ َذا َت َبا َي ْعتُ ْم) في البيع ليس فيه أحد قاصر ال يستطيع أن يمل ماعليه الحق وما إلى ذلك وإنما حالة أكبر فقال‬ ‫ُوها َوأَ ْش ِهد ْ‬ ‫َاح أَ َّ‬
‫ال َت ْكتُب َ‬ ‫ْس َعلَ ْي ُك ْم ُجن ٌ‬ ‫َب ْي َن ُك ْم َفلَي َ‬
‫(أشهدوا) ألن البيع ال يحتاج‪ .‬إذن الحالة التي تستدعي دعوة األمين والقوي والمقتدر والعالم بالشهادة ذكرها في موطنها والتي ال تحتاج ما قال اكتبوها (إِ َّ‬
‫ال‬
‫ُوها) فيما هو أهم جاء بالفعل الذي يدل على األهمية الطلب ولمبالغة واألمر االعتيادي‬ ‫ال َت ْكتُب َ‬ ‫َاح أَ َّ‬
‫ْس َعلَ ْي ُك ْم ُجن ٌ‬‫ِيرو َن َها َب ْي َن ُك ْم َفلَي َ‬
‫اض َر ًة تُد ُ‬ ‫ار ًة َح ِ‬ ‫ِج َ‬
‫ون ت َ‬ ‫أَن َت ُك َ‬
‫الذي يحصل في األسواق قال أشهدوا فوضع كل فعل في الموضع الذي ينبغي أن يوضع فيه‪  .‬‬
‫ضآ َّر َكاتِبٌ َوالَ َش ِهي ٌد (‪ )282‬البقرة)؟( د‪.‬فاضل* السامرائى)‬
‫ناهية(والَ يُ َ‬
‫َ‬ ‫*هل الالم هنا نافية أم‬
‫آر َكات ٌ‬
‫ِب‬ ‫ُض َّ‬ ‫ال َم ْولُو ٌد لَّ ُه ِب َولَ ِد ِه (‪ )233‬البقرة) هذا حكم شرعي‪َ ( .‬و َ‬
‫ال ي َ‬ ‫آر َوالِ َد ٌة ِب َولَد َ‬
‫ِها َو َ‬ ‫ض َّ‬‫ال تُ َ‬
‫‪C‬د (‪ )282‬البقرة) و( َ‬
‫ال َش ِهي ٌ‬ ‫آر َكات ٌ‬
‫ِب َو َ‬ ‫ُض َّ‬ ‫(و َ‬
‫ال ي َ‬ ‫فى قوله تعالى َ‬
‫يضارر‪ ،‬هو ال يضر أحدًا؟ محتمل أن‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫أحد‬ ‫يضره‬ ‫ال‬ ‫أي‬ ‫ر؟‬ ‫يضار‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫هي‬ ‫هل‬ ‫مفتوحة‪.‬‬ ‫)‬ ‫(يضار‬
‫َّ‬ ‫في‬ ‫الراء‬ ‫بدليل‬ ‫نافية‬ ‫وليست‬ ‫ناهية‬ ‫‪( C‬ال)‬ ‫َو َ‬
‫ال َش ِهي ٌد)‬
‫‪ C‬فيغير من شهادته يحتمل هذا المعنى أو أن الشهيد ال يريد أن يشهد ألسباب في نفسه‪ ،‬يغير في الشهادة‪ .‬ال‬ ‫‪ C‬يضغط عليه ويضر عليه ويهدد‬ ‫الكاتب والشهيد‬
‫يضارر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُضر يقول ال‬‫يضارر فيكون قطعًا هو المقصود (نائب فاعل) لو أراد أن الكاتب هو الذي ي ِ‬ ‫َ‬ ‫يضارر؟ لو أراد أن يقيّد كان يقول وال‬ ‫ِ‬ ‫يضارر أو ال‬ ‫َ‬
‫يضارر أو‬
‫ِ‬ ‫مع أن اهلل سبحانه وتعالى قال في القرآن (ومن يرتدد) في مكان وقال (ومن يرتد) في مكان آخر (من يشاقق) و (من يشاق) بدل أن يقول وال‬
‫‪ C‬يجمعهما معًا يريد كالهما‪ .‬إذن لو فك يجعل هناك عطف لكنه أوجز تعبيرًا ويجمع المعاني ويسمى التوسع في المعنى‪.‬‬ ‫يضارر جاء بتعبير‬ ‫َ‬ ‫وال‬
‫ال َم ْولو ٌد ل ُه ِب َول ِد ِه (‪ )233‬البقرة) ال يوقع عليها ضرر بحيث األب يضرها إذا كانت مطلقة؟ أو هي ال تضر زوجها بحيث تمنع‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِها َو َ‬ ‫َ‬
‫آر َوالِ َد ٌة ِب َولد َ‬
‫ض َّ‬ ‫ال تُ َ‬
‫(َ‬
‫إبنها؟ ما المقصود؟ المعنيان مرادان وكالهما منهي‪ .‬عندنا باب إسمه التوسع في المعنى في علم المعنى‪ ،‬عندنا داللة قطعية وعندنا داللة احتمالية وهذه‬
‫االحتمالية تحتمل معاني قد تراد كلها أو بعضها فإذا أريد بعضها أو كلها يسموه التوسع في المعنى‪.‬‬
‫آية (‪:)283‬‬
‫ض ُكم* بَ ْعضًا فَ ْليَُؤ ِّد الَّ ِذي اْؤ تُ ِمنَ َأ َمانَتَ*هُ (‪ )283‬البق**رة) فلِ َم أطلق على‬
‫ُوضةٌ فَِإ ْن َأ ِمنَ بَ ْع ُ‬
‫َان َّم ْقب َ‬ ‫*( َوِإن ُكنتُ ْم َعلَى َسفَ ٍر َولَ ْم تَ ِجد ْ‬
‫ُوا َكاتِبًا فَ ِره ٌ‬
‫الرهان إسم األمانة؟( ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ُوض ٌة) س ّمى ربنا سبحانه‬ ‫ِن أَ َما َن َتهُ) يُراد بها البرهان الذي سبق ذكره ( َف ِر َه ٌ‬
‫ان َّم ْقب َ‬ ‫َد الَّذِي ْ‬
‫اؤ ُتم َ‬ ‫كل من يقرأ هذه اآلية يعلم أن األمانة في قوله تعالى ( َف ْليُؤ ِّ‬
‫‪ C‬فاسم األمانة له مهابة في نفس اإلنسان ال تضفيه كلمة الرهان وفيها تهويل من عدم الوفاء‬ ‫وتعالى ال َديْن في الذمة أو الرهن أمانة لتعظيم الحق عند المدين‬
‫باإلتفاق لئال يُسمى ناكث العهد خائنًا‪.‬‬
‫ق هّللا َ َربَّهُ (‪ )283‬البقرة) أليس من الممكن حذف لفظ الجاللة (هللا) من الجملة (وليتق هللا رب**ه)؟ فلِ َم ذكر رنا تع**الى كلمة (هللا)‬
‫*( َو ْليَتَّ ِ*‬
‫وكلمة (ربه) وهما إسمان لمس ّمى واحد؟( ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ذكر إسم الجاللة (اهلل) في اآلية مع أنه يمكن االكتفاء بقولنا وليتق ربه إلدخال الروع في ضمير السامع ولغرس المهابة في قلبه ليكون حذرًا من اإلخالف‬
‫فاسم الجاللة (اهلل) له وقع في نفس السامع يشعرك بالمهابة والتعظيم‪.‬‬
‫آية (‪:)284‬‬
‫*ما داللة تقديم وتأخير كلمة تخفوا في آية سورة البقرة وسورة آل عمران؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى* ‪:‬‬
‫ِر لِ َمن َي َشا ُء َويُ َع ِّذ ُب َمن َي َشا ُء َواللُهّ‬
‫اس ْب ُكم ِب ِه اللُهّ َف َي ْغف ُ‬ ‫ض َوإِن تُ ْبدُواْ َما فِي أَن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه ي َ‬
‫ُح ِ‬ ‫اوات َو َما فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة (لِّلَّ ِه ما فِي َّ‬
‫الس َم ِ‬
‫ض َواللُهّ َعلَى ُك ِّل‬ ‫األر ِ‬‫ات َو َما فِي ْ‬ ‫الس َما َو ِ‬‫ُور ُك ْم أَ ْو تُ ْبدُو ُه َي ْعلَ ْم ُه اللُهّ َو َي ْعلَ ُم َما فِي َّ‬
‫صد ِ‬ ‫ِير {‪ )}284‬وقال في آل عمران ( ُق ْل إِن تُ ْخ ُفواْ َما فِي ُ‬ ‫َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬
‫ِير {‪ .)}29‬المحاسبة في سورة البقرة هي على ما يُبدي اإلنسان وليس ما يُخفي ففي سياق المحاسبة قدّم اإلبداء أما في سورة آل عمران فاآلية في‬ ‫َش ْي ٍء َقد ٌ‬
‫سياق العلم لذا قدّم اإلخفاء ألنه سبحانه يعلم السر وأخفى‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ِر لِ َم ْن َي َشا ُء َو ُي َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء َواللَّ ُه َعلَى ُك ِّل‬
‫اس ْب ُك ْم ِب ِه اللَّ ُه َف َي ْغف ُ‬ ‫ض َوإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه ي َ‬
‫ُح ِ‬ ‫ات َو َما فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫نهايات سورة البقرة (لِلَّ ِه َما فِي َّ‬
‫الس َما َو ِ‬
‫َ‬
‫ُور ُك ْم أ ْو تُ ْبدُو ُه َي ْعلَ ْم ُه اللَّ ُه ﴿‪ ﴾29‬آل‬ ‫ال وتخفوا ثانيًا هذه في البقرة‪ ،‬وفي آية أخرى يقول ( ُق ْل إِ ْن تُ ْخ ُفوا َما فِي ُ‬ ‫ِير ﴿‪ ﴾284‬البقرة) تبدوا أو ً‬ ‫َش ْي ٍء َقد ٌ‬
‫صد ِ‬
‫‪ C‬أوال ثم تخفيه فلماذا قدّم؟ لماذا مرة قال أهم شيء عندك الذي تخفيه ومرة أهم‬ ‫ً‬ ‫عمران) إذًا مرة بدأ بما تخفيه أنت في صدرك أو تبديه في الثانية بدأ بما تبديه‬
‫‪ C‬فهو مهم إذًا لماذا هناك اإلخفاء أخطر وهنا اإلبداء أخطر؟‪ .‬الذي حصل ما يلي كما‬ ‫شيء عندك الذي تبديه؟ فمرة بدأ بتخفيه وهو مهم مرة بدأ بتبديه‬
‫اس ْبك ْم ِب ِه اللهُ) يعني بالشر الشر عادة يُخفى وال يُظهر فرب العالمين يخاطب‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُح ِ‬ ‫ال رب العالمين تكلم مرة عن المحاسبة ومرة عن العلم لما يقول (ي َ‬ ‫تعرفون أو ً‬
‫الذين يخفون الشر ويفعلونه كثيرًا قال رب العالمين أعلم وأكرم وأشد إحاطة بالعلم منكم بما تخفونه في صدوركم‪ .‬فأنت عندما تفعل منكرًا تبديه ومنكرًا‬
‫(وإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم)؟ هذا عن الشر ترتكبون الذنوب‬ ‫‪ C‬ويعرف ما تُخفيه‪ .‬من أجل هذا لماذا قدم ما تبديه َ‬ ‫تُخفيه فرب العالمين عز وجل يعرف ما تبديه‬
‫قدّم إن تبدوا من حيث أن إبداء الذنب أخطر بكثير جدًا من إخفائه‪ .‬يقول النبي صلى اهلل عليه وسلم (من ارتكب من هذه القاذورات) يعني الذنوب الحدود‬
‫(شيئًا فاستتر) ال أحد يعرف وأخفاها (فهو بستر اهلل إن شاء عاقبه وإن شاء عفى عنه ومن أبدأ صفحته أقمنا عليه الحد) لماذا؟ ألنه يفسد الجماعة هذا الذي‬
‫يجاهر بشرب الخمر بالزنا بالقمار علنًا وأمام الناس وتخرج في الشارع هذا تحدي للنظام للمجتمع ولستره ولكرامته ولواجهة الجماعة اإلسالمية والمجتمع‬
‫اإلسالمي الذي ينبغي أن يكون مجتمعهم نظيفًا فكونك أنت تتحداهم بهذا الشكل‪ ،‬ماذا لو مشى أحد الناس عاريًا في الشارع؟ أو مشت امرأة عارية؟ يا أخي‬
‫ال بد أن تستتر الستر في هذه الحالة هذا ضرورة فرب العالمين بالمسيئين قال يحاسبكم فكلمة يحاسبكم يعني اآلن أنتم ترتكبون ذنوبًا‪ ،‬أيهم أخطر الذنب‬
‫الخفي أو الذنب الظاهر؟ الذنب الظاهر في تحدي للجماعة وللمجتمع وللشعب وللحكومة وللقوانين والنظام واآلداب يعني كالم طريف يعني خدش اآلداب‬
‫العامة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى الذنب فيه وقاحة وفيه مجاهرة (ومن أبدى صفحته أقمنا) (لعن اهلل المجاهرين الذي يرتكب ذنبًا في الليل وقد ستره اهلل يصبح‬
‫فيحدِّث به) يقول فعلت باألمس كذا وكذا واهلل شربت خمرًا وفعلنا كذا وفالن شيء هذا ملعون‪ .‬فرب العالمين لما بدأ قال ( َوإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه‬
‫ُور ُك ْم أَ ْو تُ ْبدُو ُه ) من‬ ‫صد ِ‬ ‫اس ْب ُك ْم ِب ِه اللَّهُ) بدأ بأنه كيف أنت تبدي الذنوب؟! أنت استتر لعل اهلل يغفر لك هذا بالذنوب‪ .‬أما باألعمال ال قال (إِ ْن تُ ْخ ُفوا َما فِي ُ‬ ‫ُح ِ‬ ‫يَ‬
‫ِما ِه َي َوإِ ْن‬ ‫ات َف ِنع َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ C‬ما أنفقت شماله) (إِ ْن ت ْبدُوا َّ‬
‫الص َدق ِ‬ ‫حيث أن المفروض أن األعمال الحسنة مفروض يعني يقول (تصدّق بصدقة فأخفاها حتى ال تعلم يمينه‬
‫ْر لَ ُك ْم ﴿‪ ﴾271‬البقرة) اإلخفاء أبعد عن الرياء والسمعة وفيها إخالص هلل عز وجل‪ .‬من أجل هذا رب العالمين يبدأ باألهم‬ ‫وها الْ ُف َق َرا َء َف ُه َو َخي ٌ‬
‫وها َوتُ ْؤتُ َ‬ ‫تُ ْخ ُف َ‬
‫من حيث أنه بالذنوب اإلبداء مصيبة وهو الخطأ والخطورة في الذنب‪ .‬أما في اإلنفاق اإلصرار بالعطاء أفضل واإلبداء غير مرغوب فيه (الَّذ َ‬
‫ِين ُي ْن ِف ُق َ‬
‫ون‬
‫ار ِس ًّرا َو َعلَا ِن َي ًة ﴿‪ ﴾274‬البقرة) قدّم السر‪ .‬إذًا المطلوب في الذنوب أن ال تبدي فاإلبداء جريمة ثانية يعني جريمة مغلّظة ولهذا قدمها‬ ‫ْل َوالنَّ َه ِ‬ ‫أَ ْم َوالَ ُه ْم ِباللَّي ِ‬
‫ال عرفنا الفرق بين تبدوا وتخفوا‪ .‬لكن لماذا مرة قال قلوبكم مرة قال صدوركم؟‬ ‫ُور ُك ْم) أو ً‬
‫صد ِ‬ ‫( َوإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم) في اإلنفاق قال (إِ ْن تُ ْخ ُفوا َما فِي ُ‬
‫اس ُح ُّب‬ ‫ِّن لِلنَّ ِ‬ ‫ُور ُك ْم) مكان آخر إن تخفوا ما في قلوبكم‪ .‬هذه مقصودة النفس مكمن الشهوات ُ‬
‫(زي َ‬ ‫صد ِ‬ ‫(وإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم) هنا (إِ ْن تُ ْخ ُفوا َما فِي ُ‬ ‫هناك َ‬
‫ات ﴿‪ ﴾14‬آل عمران) الشهوة والهوى هذا من النفس وخالِف النفس والشيطان واعصهما فلما يقول في أنفسكم يعني من باب الشهوة‪ .‬لما قال (فِي‬ ‫الش َه َو ِ‬‫َّ‬
‫وحب وحقد وبغضاء وانكسار وحزن وألم الخ حينئ ٍذ لما يقول كما في‬ ‫ُور ُك ْم) الهواجس والعواطف واألحاسيس من وساوس وعواطف مختلفة من كر ٍه ٌ‬ ‫صد ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُور ﴿‪ ﴾19‬غافر) هكذا كل هذه السيئات‬ ‫الصد ُ‬ ‫ُن َو َما تُ ْخفِي ُّ‬ ‫ِين أوتُوا العِل َم ﴿‪ ﴾49‬العنكبوت) ( َي ْعلَ ُم َخا ِئ َن َة الأ ْعي ِ‬ ‫ُور الذ َ‬‫صد ِ‬ ‫َات فِي ُ‬ ‫ات َبيِّن ٌ‬ ‫اآلية ( َبل ُه َو آ َي ٌ‬
‫وحب وكر ٍه وما شاكل ذلك ما فيها من سوء هذا يرجع إلى‬ ‫فخر ورياء وطمع وجشع ٍ‬ ‫الخطيرة التي نحاسب عليها يوم القيامة والتي مكمنها الصدور من ٍ‬
‫الصدور ألن الصدر هو مكان القلب وفي القرآن الكريم هذا موجود‪ .‬إن تخفوا ما نفوسكم من الشهوات أو ما في صدوركم من الوساوس وعلى هذا النحو‬
‫ُور ُك ْم ﴿‪ ﴾51‬اإلسراء) ( َولَ ُك ْم فِي َها َمنَا ِف ُع‬ ‫صد ِ‬ ‫ُر فِي ُ‬ ‫ِما َي ْكب ُ‬‫ار ًة أَ ْو َحدِيدًا ﴿‪ ﴾50‬أَ ْو َخلْ ًقا م َّ‬ ‫وليبتلي اهلل ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم ( ُق ْل ُكونُوا ِح َج َ‬
‫س ِب ِه َن ْف ُس ُه ﴿‬ ‫َعلَ ُم َما تُ َو ْس ِو ُ‬
‫(ون ْ‬
‫اس ﴿‪ ﴾5‬الناس) َ‬ ‫ُور النَّ ِ‬ ‫صد ِ‬ ‫س فِي ُ‬ ‫َّ‬
‫ُور ُك ْم ﴿‪ ﴾80‬غافر) وهكذا كما قال عن الشيطان (الذِي يُ َو ْس ِو ُ‬ ‫صد ِ‬ ‫اج ًة فِي ُ‬ ‫َولَِتبْلُ ُغوا َعلَ ْي َها َح َ‬
‫(وإِ ْن تُ ْبدُوا َما‬ ‫‪ ﴾16‬ق) إذًا كل نوع من أنواع الجرائم القلبية هذه لها قسم من الصدور وقسم من النفوس وقسم من القلوب‪ .‬هكذا هو الفرق بين قوله تعالى َ‬
‫ُور ُك ْم أَ ْو تُ ْبدُو ُه) في الخير أن عليك أن تُخفي وال تُبدي في الخير عليك أن تكون قدوة والحظ الفرق في‬ ‫صد ِ‬ ‫فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه) وبين (إِ ْن تُ ْخ ُفوا َما فِي ُ‬
‫اس ْب ُك ْم ِب ِه اللَّهُ) إذًا قضية إجرام أما هنا قضية إنفاق عمل صالح فقال يعلمه اهلل (إِ ْن تُ ْخ ُفوا َما فِي‬ ‫(وإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه ي َ‬
‫ُح ِ‬ ‫اآلية األولى قال َ‬
‫توجه هذا التغيير في التقديم والتأخير أو زيادة حرف‬ ‫ُور ُك ْم أَ ْو تُ ْبدُو ُه َي ْعل ْمه اللهُ) وهكذا اآليات بعضها يكمل بعض من حيث كل كلمة في اآلية هي التي ّ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫صد ِ‬ ‫ُ‬
‫ِن َما‬ ‫ْ‬
‫َاح فِي َما أَ ْخ َطأتُ ْم ِب ِه َولَك ْ‬
‫ن‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬
‫ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ٌ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ْس‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫قوله‬ ‫وفي‬ ‫بهذا‬ ‫اهلل‬ ‫أراد‬ ‫ماذا‬ ‫تعرف‬ ‫لكي‬ ‫اآلية‬ ‫حول‬ ‫ما‬ ‫تقرأ‬ ‫أن‬ ‫عليك‬ ‫نقصانها‬ ‫أو‬ ‫حركة‬ ‫زيادة‬ ‫أو‬ ‫نقصانه‬ ‫أو‬
‫َت ُقلُوبُ ُك ْم﴿‪ ﴾5‬األحزاب) هذه النية فالنية في القلب معنى هنا على النيات الحظ هنا أن للنفس وظيفة وللصدر وظيفة وللقلب وظيفة‪ .‬واآلن ثبت علميًا‬ ‫َت َع َّمد ْ‬
‫وهذا من إعجاز القرآن ثبت علميًا أن الدماغ له ارتباط بالقلب فالقلب ليس فقط مجرد آلة تضخ الدم بل ثبت علميًا اآلن أن القلب ليس فقط مجرد آلة تضخ‬
‫كل منهما يرسل لآلخر إشارات ولهذا رب‬ ‫الدم وإنما هناك ربط في العمل بين الدماغ وبين القلب من حيث أن عمل الدماغ مرتبط بعمل القلب من حيث أن ٌ‬
‫َت ُقلُو ُب ُك ْم) ما قال تعمدت أدمغتكم‪ .‬هذا ألول مرة في التاريخ يثبت اآلن أن القلب ليس مجرد عضلة تضخ الدم وإنما فيها من عمل‬ ‫العالمين قال ( َت َع َّمد ْ‬
‫َت ُقلُوبُ ُك ْم)‪.‬‬ ‫الدماغ شيء فلهذا اهلل قال ( َت َع َّمد ْ‬
‫فى إجابة أخرى للدكتور الكبيسى ‪:‬‬
‫ُور ُك ْم أَ ْو تُ ْبدُو ُه (‪ )29‬آل عمران) الذي في النفس نفسك وشهوات ووساوس هذا‬ ‫صد ِ‬ ‫(وإِن تُ ْبدُواْ َما فِي أَن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه) و (إِن تُ ْخ ُفواْ َما فِي ُ‬
‫يعني اآليتين َ‬
‫حديث نفسك أما صدوركم ال‪ ،‬مؤامرات وجرائم وإلحاد وكفر ونفاق وأنت مصايب وخيانة وتآمر مع العدو وارتداد شيء مصائب فهذه النفس يقول العلماء‬
‫األكارم يقولون عقوبته اله ّم كلنا فينا وساوس يعني واحد شاف له واحدة حلوة وفكر فيها واحد كان يسكر سابقًا وتاب ويقول اهلل ما أحلى تلك األيام التي كنا‬
‫حرم الخمرة طيب يا أخي بعضها كاسات حلوة وجميلة صحيح كنا نشرب فيها الخمر لكن اآلن‬ ‫حرم استعمال أواني الخمر بعد ما ّ‬ ‫نسكر فيها! ولهذا اإلسالم ّ‬
‫تبنا نشرب فيها شاي قال لك ال إكسرها ال أحد يترك في بيته هذه األواني لماذا؟ أنت بعد سنة أو سنتين من تركك للخمر ترى هذه األواني وتقول اهلل كيف‬
‫‪C‬ذ يقول عن هذا يبتلى باله ّم‪ .‬وساوس النفس رب العالمين يعاقبك عليها في الدنيا باله ّم لكن التي‬ ‫كانت ايام حلوة عندما كنا نسهر ولما كنا نسكر ال ال وحينئ ٍ‬
‫في الصدور ال هذه مصائب‪ .‬نحن قلنا سابقًا الشيطان يا جماعة مجرم كبير مجرم دولي ارهابي هائل هو ليس عمله أن يجعلك تنظر إلى امرأة أو تشرب‬
‫خمر هو ال ينزل نفسه إلى هذا المستوى فهذا كفيل بها نفسك األمارة بالسوء ال‪ ،‬يقول لك اكفر اشرك خون تعاون اقتل هذا شغل الشيطان هذا في الصدور‬
‫اس (‪ )5‬الناس)‪.‬‬ ‫ُور النَّ ِ‬
‫صد ِ‬ ‫س فِي ُ‬ ‫اس (‪ )4‬الَّذِي ي َ‬
‫ُو ْس ِو ُ‬ ‫اس الْ َخنَّ ِ‬
‫ِن َش ِّر الْ َو ْس َو ِ‬ ‫اس (‪ )2‬إِلَ ِه النَّ ِ‬
‫اس (‪ )3‬م ْ‬ ‫ِك النَّ ِ‬‫اس (‪َ )1‬مل ِ‬ ‫(ق ْل أَ ُع ُ‬
‫وذ ِب َر ِّب النَّ ِ‬ ‫كقوله تعالى ُ‬
‫نعود إلى ما كنا عليه في قوله تعالى ( َوإِن تُ ْبدُواْ َما فِي أَن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه) تبدوا وتخفوا وبعدين في أنفسكم أو صدوركم وشرحناه باختصار أنفسكم الشهوات‬
‫وهذه الشهوات كما تعرفون ما لم تنفذها فأنت غير محاسب عليها لكن إذا كنت هذه المشاعر الشهواتية والخواطر تتخيل لما كنت تسكر أو تزني أو فالنة أو‬
‫عالنة وقد تفرض نفسها عليك هذه الخياالت إذا أنت طردتها عن نفسك فلست محاسبًا عليها (تجاوز اهلل ألمتي عن ما حدثت بها نفسها ما لم تفعله) وطبعًا‬
‫تعرفون أنتم درجات الشعور أول مرة العلم اإلدراك يعني أنا أرى سيارة جميلة أدرك أن هذه سيارة جميلة هذا إدراك ثم أحبها هذا يسمونه وجدان ثم تتمنى‬
‫أن تحصل عليها أنت لست لديك مال فتفكر بسرقتها فهذا يسمى اله ّم ثم الشروع ثم رحت عليها إلى أن أخذتها فهذا يسمى اإلدراك ثم الوجدان كأن ترى‬
‫‪ C‬قلبك اشتهاها هذا وجدان ثم يفكر كيف يحصل عليها بأي طريقة كانتهذا النزوع إلى أن يصل إلى الشروع ويفعلها‪ .‬فكل‬ ‫امرأة وأدركت أنها جميلة بعدين‬
‫واحدة لها حكم أنت في كل شيء في سيارة في جريمة في قتل كل هذه إذا في النهاية عند مرحلة النزوع والشروع إذا لم تفعلها تغفر كلها كشخص فكر‬
‫ُ‬
‫ِر َما تُ ْن َه ْو َن َع ْن ُه نُ َك ِّف ْر َع ْنك ْم‬
‫بواحدة واشتهاها وذهب إلى بيتها فلم يجدها هذا انتهى فهذا ما دام لم يفعل الفعل تغفر له كل الحركات التي قبلها (إِ ْن َت ْج َت ِنبُوا َك َبائ َ‬
‫ْخلًا َك ِري ًما (‪ )31‬النساء) كل المقدمات مغفورة ما عدا الجرائم الجنسية أما ما عداها سرقة قتل خيانة صار عندك إدراك ووجدان‬ ‫ْخلْ ُك ْم ُمد َ‬
‫َسيِّ َئا ِت ُك ْم َونُد ِ‬
‫وشروع ونزوع ثم ذهبت ثم قلت ال ما أفعل هذا كلها مغفورة لكن القضايا الجنسية كلها محسوبة عليك يعني أنت أول نظرة محاسب عليها أدركت أن هذه‬
‫جميلة محاسب عليها اشتهيتها محاسب عليها صار عندك شروع محاسب عليها مديت يدك هذا نزوع أنت اآلن دخلت في جريمة كبيرة فقضايا الجنس‬
‫النظرة األولى والنظرة الثانية هذه التفصيالت تعرفونها جيدًا‪ .‬من أجل هذا في نفوسكم هذه القضايا أما في صدوركم الجرائم التآمرات الخيانات والعالم‬
‫مليء بمثل هذه األمور هذا شيء وهذا شيء وكل واحدة لها حكمها وإن تخفوا أو تبدوا‪ ،‬تبدوا أو تخفوا ومرة قال إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه‪ ،‬تبدوه‬
‫هذا قضايا العداء والتآمر هذا واضح أنت في حزب في جماعة تتآمر وتقتل طائفيًا وفئويًا أمام الناس بأن هذا مشرك وهذا قاتل وهذا خائن وتقتل في العالم‬
‫والباقي ال مخفية تبدأ بالخفاء‪.‬‬
‫ض َوِإ ْن تُ ْبدُوا َما فِي َأ ْنفُ ِس ُك ْم َأوْ تُ ْخفُوهُ يُ َح ِ‬
‫اس ْب ُك ْم بِ ِه هَّللا ُ‬ ‫ت َو َما فِي اَأْلرْ ِ‬
‫*ما داللة تقديم وتأخير (يغفر) في قوله تعالى (هَّلِل ِ َما فِي ال َّس َما َوا ِ‬
‫ت َواَأْلرْ ِ‬
‫ض‬ ‫اوا ِ‬ ‫فَيَ ْغفِ ُر لِ َم ْن يَ َشا ُء َويُ َع ِّذبُ َم ْن يَ َشا ُء َوهَّللا ُ َعلَى ُكلِّ َش ْي ٍء قَ ِدي ٌر (‪ )284‬البقرة)وقوله تعالى (َألَ ْم تَ ْعلَ ْم َأ َّن هَّللا َ لَهُ ُم ْل ُ‬
‫ك ال َّس َم َ‬
‫يُ َع ِّذبُ َم ْن يَ َشا ُء َويَ ْغفِ ُر لِ َم ْن يَ َشا ُء َوهَّللا ُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِدي ٌ*ر (‪ )40‬المائدة) ؟‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫رب العالمين قال (سبقت رحمتي غضبي) هذا شيء معروف‪ ،‬وفي كل القرآن عندما تأتي على المغفرة والعذاب يقول يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء يقدّم‬
‫ض َوإِ ْن‬ ‫ات َو َما فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫او ِ‬‫الس َم َ‬‫المغفرة على العذاب ما من موضوع في القرآن الكريم رب العالمين تكلم عن عباده الصالحين والطالحين ثم قال (لِلَّ ِه َما فِي َّ‬
‫ض َي ْغف ُ‬
‫ِر‬ ‫ات َو َما فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬‫(ولِلَّ ِه َما فِي َّ‬ ‫ِر لِ َم ْن َي َشا ُء َو ُي َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء ﴿‪ ﴾284‬البقرة)‪ ،‬في آل عمران َ‬ ‫اس ْب ُك ْم ِب ِه اللَّ ُه َف َي ْغف ُ‬ ‫تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه ي َ‬
‫ُح ِ‬
‫‪C‬م ِب ُذنُو ِب ُك ْم َب ْل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َح ُن أ ْبنَا ُء اللَّ ِه َوأ ِحبَّا ُؤ ُه ُق ْل َفلِ َم يُ َع ِّذبُ ُك ْ‬
‫ارى ن ْ‬‫صَ‬ ‫ور َر ِحي ٌم ﴿‪ ﴾129‬آل عمران)‪ ،‬وفي المائدة ( َو َقالَ ِت الْ َي ُهو ُد َوالنَّ َ‬ ‫لِ َم ْن َي َشا ُء َويُ َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء َواللَّ ُه َغ ُف ٌ‬
‫ً‬
‫ِر لِ َم ْن َي َشا ُء َويُ َعذ ُب َم ْن َي َشا ُء ﴿‪ ﴾18‬المائدة) هكذا موضع واحد فقط خالف هذا النسق العظيم من تقديم المغفرة أمال واستبشارًا‬ ‫ِّ‬ ‫ِم ْن َخلَ َق َي ْغف ُ‬ ‫أَ ْنتُ ْم َب َش ٌر م َّ‬
‫(ليرحمن اهلل الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها إبليس)‪ ،‬موقع واحد قال وهو في‬ ‫ّ‬ ‫ورحمة تطبيقًا لقوله تعالى (سبقت رحمتي غضبي) ورحمة اهلل واسعة‬
‫المائدة في سورة المائدة فقط تكلم عن هذا‪ .‬الفرق أنه فى آية المائدة فقط التعذيب فيها مقدّم؟ ما هو نسق اآليات التي قبلها؟ رب العالمين أرحم لعباده من‬
‫‪ C‬تُلقي الخوف والرعب وعدم االستقرار كما هو في بعض‬ ‫آبائهم وأمهاتهم تكلّم رب العالمين عن جرائم خطيرة بشعة إذا استشرت في أي مجتمع تُنهيه‪،‬‬
‫بلدان العالم العربي اآلن كالعراق والصومال وما لف لفهما‪ .‬تكلم رب العالمين عن جريمتين عظيمتين األولى قطع الطريق الحرابة ﴿‪ ﴾33‬المائدة) وهو‬
‫ار َق ُة َفا ْق َط ُعوا أَ ْي ِد َي ُه َما َج َزا ًء ِب َما َك َس َبا َن َكالًا م َ‬
‫ِن‬ ‫ار ُق َو َّ‬
‫الس ِ‬ ‫الس ِ‬
‫(و َّ‬ ‫قطع الطريق سواء كان بالداخل أو بالخارج ما دام صار قتل‪ .‬الثاني وراءها مباشرة السارق َ‬
‫يز َحكِي ٌم ﴿‪ ﴾38‬المائدة)‪.‬‬ ‫اللَّ ِه َواللَّ ُه َع ِز ٌ‬
‫د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫لو نظرنا في اآليات سنجد أن المغفرة تقدمت في ثالث آيات في البقرة قدّم المغفرة وفي آل عمران والمائدة وتقديم المغفرة على العذاب هو األصل ألنه‬
‫يعذب على يغفر في اآلية ‪40‬‬ ‫(كتب ربكم على نفسه الرحمة)‪  ‬وفي الحديث في صحيح البخاري "رحمتي سبقت غضبي" لكن يرد السؤال أنه لماذا تقدمت ّ‬
‫يز َحكِي ٌم (‪ ))38‬فال بد‬ ‫ار َق ُة َفا ْق َط ُعوا أَ ْي ِد َي ُه َما َج َزا ًء ِب َما َك َس َبا َن َكالًا م َ‬
‫ِن اللَّ ِه َواللَّ ُه َع ِز ٌ‬ ‫ار ُق َو َّ‬
‫الس ِ‬ ‫الس ِ‬
‫في سورة المائدة؟ هذا األمر يتعلق بقطع اليد الحظ اآلية ( َو َّ‬
‫أن يقدّم العذاب ألن الكالم في البداية كان على عذاب ثم على مغفرة ولو عسكت لما إستقام الكالم ‪.‬‬
‫ُوا َما فِي َأنفُ ِس ُك ْم َأوْ تُ ْخفُوهُ يُ َحا ِس ْب ُكم* بِ ِه هّللا ُ (‪ )284‬البقرة) ما داللة (يحاسبكم)؟( ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫*( َوِإن تُ ْبد ْ‬
‫المحاسبة مشتقة من الحسبان وهو الع ّد ويحاسبكم أي يعدّه عليكم ثم أطلق هذا اللفظ على ما ينجم عن الع ّد واإلحصاء وهو المؤاخذة والمجازاة فحساب اهلل‬
‫تعالى هو إحصاء ألعمالك وأفعالك ثم مجازاتك على ذلك‪.‬‬
‫آية (‪:)285‬‬
‫ك ْال َم ِ‬
‫صي ُر (‪ )285‬البقرة) فما الفرق بين المغفرة والغفران فى القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل* السامرائى)‬ ‫*قال تعالى ( ُغ ْف َرانَ َ‬
‫ك َربَّنَا َوِإلَ ْي َ‬
‫ير (‪ )285‬البقرة) في طلب المغفرة من اهلل تعالى‪ .‬إذن كلمة غفران‬ ‫صُ‬ ‫ْك الْ َم ِ‬ ‫َك َربَّنَا َوإِلَي َ‬‫(غ ْف َران َ‬
‫كلمة غفران لم ترد إال في موطن واحد في قوله تعالى ُ‬
‫‪ C‬المغفرة‬ ‫مخصصة بطلب المغفرة من اهلل تعالى‪ ،‬هذه دعاء أي نسألك المغفرة (غفرانك ربنا)‪ .‬إذن غفران تستعمل في طلب المغفرة ومن اهلل تعالى تحديدًا‪.‬‬
‫اس َعلَى‬‫ِر ٍة لِّلنَّ ِ‬
‫َّك لَ ُذو َم ْغف َ‬ ‫ضً‬
‫ال (‪ )268‬البقرة) ( َوإِ َّن َرب َ‬ ‫(واللُهّ َي ِع ُد ُكم َّم ْغف َ‬
‫ِر ًة ِّم ْن ُه َو َف ْ‬ ‫لم تأت في طلب المغفرة أبدًا وإنما جاءت في اإلخبار وفي غير الطلب َ‬
‫‪ C‬في طلب المغفرة فقط يستعمل كلمة غفران ومن جهة واحدة وهي المغفرة من اهلل عز وجل‪ .‬لم تأت المغفرة في الطلب وقد تأتي من‬ ‫ُظلْم ِ‬
‫ِه ْم (‪ )6‬الرعد)‪.‬‬
‫ِي َحلِي ٌم (‪ )263‬البقرة) قد تأتي من العباد‪ .‬إذن المغفرة‬ ‫ص َد َق ٍة َي ْت َب ُع َهآ أَ ًذى َواللُهّ َغن ٌّ‬ ‫ْر ِّمن َ‬ ‫ِر ٌة َخي ٌ‬ ‫غير اهلل سبحانه وتعالى كما في قوله ( َق ْو ٌل َّم ْع ُر ٌ‬
‫وف َو َم ْغف َ‬
‫ليست خاصة باهلل سبحانه وتعالى ولها أكثر من جهة ولم يستعملها القرآن في طلب المغفرة‪ .‬الغفران مختصة بطلب المغفرة ومن اهلل تعالى تحديدًا‪.‬‬
‫*في قوله تعالى (ال نفرُقّ بين أحد من رسله)(ال) هي النافية ال تجزم وال تؤثر على الفعل إنما نفي فقط للفعل الذي يليها‪.‬‬
‫*ما الفرق بين البناء للمعلوم والبناء للمجهول فى (أنزلناه) و (أنزل إليه)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪ C‬والخبر وما أصله‬ ‫المعروف في النحو واللغة أن ال ُمسنَد إليه هو المتحدَّث عنه وال ُمسنَد هو المتحدث به عنه‪ .‬من المسنَد إليه الفاعل ونائب الفاعل والمبتدأ‬
‫‪ C‬إذا أراد الحديث عن نائب الفاعل بنى الفعل للمجهول وإذا أراد الحديث عن الفاعل ذكره‪.‬‬ ‫مبتدأ وخبر‪ ،‬من المسنَد إليه بالذات الفاعل ونائب الفاعل والمبتدأ‪.‬‬
‫وفصل أي اهلل‬ ‫عموم الكالم ماذا يريد المتكلم؟ هل الكالم عن الفاعل أو عن نائب الفاعل؟‪ .‬في سورة هود‪ ،‬الحديث عن الكتاب وتعظيمه ال على من أحكم ّ‬
‫صلَ ْت) وليس الكالم عن الحكيم الخبير وإنما هذا فقط ذكره لتعظيم الكتاب‪ ،‬مثلها ما ورد في األعراف (اتَّ ِب ُعوا َما أُ ْن ِزلَ‬ ‫سبحانه وتعالى (أُ ْح ِك َم ْت آ َياتُ ُه ثُ َّم ُف ِّ‬
‫ون (‪َ ( ))3‬ما أ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم) إذن الكالم عن الكتاب والكالم عن الكتاب يبدأ بالسورة (المص (‪ِ )1‬ك َت ٌ‬
‫اب‬ ‫ُ‬ ‫ِن دُو ِن ِه أَ ْولَِيا َء َقلِيلًا َما َت َذ َّك ُر َ‬ ‫ِن َربِّ ُك ْم َولَا َتتَّ ِب ُعوا م ْ‬‫إِلَ ْي ُك ْم م ْ‬
‫ِين (‪ ))2‬فإذا كان الكالم على الفاعل ذكر الفاعل وإذا كان الكالم عن نائب الفاعل ذكره‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِر ِب ِه َوذِك َرى لِل ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ْر َك َح َر ٌج ِم ْن ُه لِتُ ْنذ َ‬ ‫صد ِ‬ ‫ُ‬
‫ْك َفلَا َيك ْن فِي َ‬ ‫أُ ْن ِز َل إِلَي َ‬
‫نزلَهُ) لكن الكالم عن الفاعل‬ ‫ورا َّر ِحي ًما (‪ )6‬الفرقان) يتكلم عن اهلل‪ ،‬ذكر الكتاب في (أَ َ‬ ‫ان َغ ُف ً‬ ‫ض إِنَّ ُه َك َ‬ ‫ات َوالْأَ ْر ِ‬ ‫او ِ‬ ‫الس َم َ‬‫الس َّر فِي َّ‬ ‫نزلَ ُه الَّذِي َي ْعلَ ُم ِّ‬ ‫(ق ْل أَ َ‬ ‫مثال ُ‬
‫ُ‬
‫نز َل إِلَ ْي ِه مِن َّربِّ ِه (‬ ‫الر ُس ُ‬
‫ول ِب َما أ ِ‬ ‫ورا َّر ِحي ًما (‪ )6‬الفرقان)‪( .‬آ َم َن َّ‬ ‫ان َغ ُف ً‬‫ض إِنَّ ُه َك َ‬ ‫ات َوالْأَ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬
‫الس َّر فِي َّ‬ ‫نزلَ ُه الَّذِي َي ْعلَ ُم ِّ‬ ‫المنزل ( ُق ْل أَ َ‬ ‫المنزل ال عن َ‬ ‫عن ِ‬
‫نزلْنَا) الكالم عن اهلل وليس عن الكتاب‪.‬‬ ‫ِّين (‪ )2‬الزمر) (إِنَّا أَ َ‬ ‫ِصا لَّ ُه الد َ‬‫ُ ً‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫خ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫اع‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ق‬‫ِّ‬ ‫ح‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫َ ِ َ‬‫ب‬ ‫اب‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ْك‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫نز‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫(إ‬
‫ِ‬ ‫بالكتاب‪.‬‬ ‫يؤمن؟‬ ‫بماذا‬ ‫البقرة)‬ ‫‪)285‬‬
‫ض)؟‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫نزلَ ُه الذِي َي ْعلَ ُم ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْك) ُ‬
‫(قل أ َ‬ ‫ُ‬
‫اب أ ْن ِز َل إِلَي َ‬
‫فإذن هناك إذا كان الكالم عن نائب الفاعل يبنيه للمجهول‪ .‬أليس هناك فرق بين ( ِك َت ٌ‬
‫ات َوالأ ْر ِ‬ ‫او ِ‬‫الس َم َ‬
‫الس َّر فِي َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اب أ ْن ِزل إِليْك) من‬ ‫ُ‬ ‫المنزل فيما بعد لتعظيم الكتاب ليس للكالم عن الفاعل وإنما لتعظيم الكتاب‪ِ ( ،‬ك َت ٌ‬ ‫اب أُ ْن ِز َل إِلَي َ‬
‫( ِك َت ٌ‬
‫ْك) الكالم عن الكتاب لكن يذكر من ِ‬
‫أنزله؟ اهلل‪ ،‬إذن (أنزل إليك من ربك) هذا استكمال لتعظيم الكتاب‪.‬‬
‫إذن البناء للمجهول له أغراض؟‪.‬‬
‫طبعًا له أغراض‪ ،‬عن ماذا تريد أن تتحدث؟ هذا من البالغة والبيان يركز على ما يريد التحدث عنه‪ .‬حتى إذا ورد الفاعل فهو لغرض ما يتعلق بالكتاب‬
‫يعني بنائب الفاعل أيضًا وليس بالفاعل لكن بما يأتي بالغرض في هذا السياق حسب الحاجة وحسب ما يريد المتحدث أن يتحدث عنه‪.‬‬
‫آية (‪:)286‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)233‬‬
‫اَّل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُ نفسًا ِإ ُو ْس َعهَا) البقرة؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫هَّللا‬ ‫فُ‬‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫اَل‬ ‫اَّل‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬
‫*ما الفرق بين (اَل يُ َكلِّفُ ُ نفسًا ِإ َما تَاهَا) الطالق‪ ،‬وبين ( يُكل‬
‫َآ‬ ‫ْ‬
‫ف اللَّ ُه َن ْف ًسا إِلَّا ُو ْس َع َها لَ َها َما َك َس َب ْت َو َعلَ ْي َها َما ْاك َت َس َب ْت َربَّنَا‬
‫لو نظرنا في اآليتين سنجد السبب واضحًا‪ .‬اآلية األولى كانت تتكلم على التكاليف عمومًا (لَا يُ َكلِّ ُ‬
‫ار َح ْمنَا أَ ْن َت‬
‫ِر لَنَا َو ْ‬
‫اغف ْ‬ ‫ف َعنَّا َو ْ‬ ‫اع ُ‬ ‫ِن َق ْبلِنَا َربَّنَا َولَا تُ َح ِّملْنَا َما لَا َطا َق َة لَنَا ِب ِه َو ْ‬ ‫ص ًرا َك َما َح َملْ َت ُه َعلَى الَّذ َ‬
‫ِين م ْ‬ ‫َسينَا أَ ْو أَ ْخ َط ْأنَا َربَّنَا َولَا َت ْحم ْ‬
‫ِل َعلَ ْينَا إِ ْ‬ ‫اخ ْذنَا إِ ْن ن ِ‬
‫لَا تُ َؤ ِ‬
‫ين (‪ ))286‬في التكاليف وفي أمور الحياة وفي العمل‪ .‬إذا عمل خيرًا يكون له وإذا عمل سوءًا يكون عليه وهذا في عموم‬ ‫ِر َ‬ ‫ص ْرنَا َعلَى الْ َق ْو ِم الْ َكاف ِ‬ ‫َم ْولَانَا َفا ْن ُ‬
‫كسب وإكتساب‪.‬‬ ‫التكاليف فقال اهلل عز وجل (لها ما اكتسبت وعليها ما اكتسبت) فهو ٌ‬
‫ُس ًرا (‪ ))7‬اإليتاء هو‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اها َس َي ْج َعل الل ُه َب ْع َد ُع ْس ٍر ي ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِما آ َتا ُه الل ُه لا يُكلف الل ُه َنف ًسا إِلا َما آ َت َ‬‫َ‬ ‫ِر َعلَ ْي ِه ِر ْز ُق ُه َفلْيُ ْنف ْ‬
‫ِق م َّ‬ ‫ِق ُذو َس َع ٍة م ْ‬
‫ِن َس َع ِت ِه َو َم ْن ُقد َ‬ ‫لكن اآلية الثانية (لِيُ ْنف ْ‬
‫اإلعطاء‪ .‬لما ننظر في سياق اآلية الكالم على المال أي ما آتاها من مال فالكالم على اإلنفاق ولما يكون الكالم على اإلنفاق اإلنسان ينفق‪ .‬والكالم هو على‬
‫المطلقات أي ما أعطاها من الرزق‪ ،‬فال يكلف الفقير أن ينفق ما ليس في وسعه بل ال يكلف اهلل نفسًا إال ما آتاها من حيث المال عندما يكون هناك إنفاق‬
‫فبقدر ما عندك تُنفِق أي بمقدار ما آتاه اهلل (ال يكلف اهلل نفسًا إال ما آتاها)‪.‬‬
‫‪ ‬والتي في التكاليف للعلماء وقفة فيها‪( :‬ال يكلف اهلل نفسًا إال وسعها) جمهور العلماء قالوا كما قال الرسول ‪" ‬إذا أمرتكم بأمر فاتوا به ما استطعتم" أي‬
‫بقدر طاقتكم‬
‫ّ‬
‫وقول آخر أن معناها إن جميع التكاليف هي في وسع البشر ألنه سبحانه و تعالى لم يكلف البشر شيئًا ال يطيقونه هذا يحتاج إلى إستنباط أنه لم يكلفهم ما ال‬
‫يطيقونه فإذا كانوا ال يطيقون يخفف عنهم‪ .‬بهذا الشكل حنى نجمع بين األمرين‪.‬‬
‫أي نفس ال يكلفها اهلل تعالى إال وسعها‪ ،‬إال ما تطيقه‪ .‬الرسول ‪‬‬
‫(ال يكلف اهلل نفسًا إال وسعها) داللة التنكير لألنفس هي للعموم والشمول أي جنس النفس ُّ‬
‫لما يقول "إذا أمرتكم بأمر فاتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن أمرفانتهوا" في مسألة النهي نقطع فلما نُهينا عن الربا إنتهى األمر ال نقول هذا ربا وهذا‬
‫بي ربا خفيف هذا ال يجوز‪ .‬وإذا أمرنا بأمر نأتي منه بقدر طاقتاتنا‪ .‬أمرنا بالصيام فإذا كان اإلنسان مريضًا يخفف عنه‪.‬‬ ‫ُر ّ‬
‫الداللة‪ :‬القرآن هو تعبير فني مقصود كل لفظة وكل عبارة وردت فيه لعظة على حروفها وهو مقصود قصداً‪.‬‬
‫*ما الفرق بين كسبت واكتسبت؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫اكتسب على وزن (إفتعل) وفيها تم ّهل مثل اصبر واصطبر وجهد واجتهد‪ .‬اصطبر هو صبر طويل شديد‪ ،‬صيغة افتعل فيها تم ّهل ومدّة واجتهاد وإبطاء‪.‬‬
‫ال ُو ْس َع َها لَ َها َما َك َس َب ْت َو َعلَ ْي َها َما ا ْك َت َس َب ْت (‪ )286‬البقرة) اإلكتساب فيها تع ّمل واجتهاد وليست اكتسب عامة أنها في الشر‪.‬‬ ‫ال ُي َكلِّ ُ‬
‫ف اللُهّ َن ْف ًسا إِ َّ‬ ‫قال تعالى ( َ‬
‫الكسب يكون في الخير والشر ألن الكسب أسرع واالكتساب فيه تع ّمل واجتهاد وكسب حتى يكتسب والسيئات تحتاج إلى مشقة أما الخير فقد يأتيك وأنت ال‬
‫تعلم‪ ،‬يغتابك أحد وتكسب أنت خيرًا وهو يكتسب شرًا‪.‬‬

‫****تناسب افتتاح سورة البقرة مع خاتمتها****‬


‫ون (‪َ )3‬والَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫ِما َر َز ْقن ُ‬
‫َاه ْم يُ ْن ِف ُق َ‬ ‫الصلَا َة َوم َّ‬‫ون َّ‬ ‫ْب َويُقِي ُم َ‬ ‫ون ِبالْ َغي ِ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ِين (‪ )2‬الَّذ َ‬
‫ِين ي ْ‬ ‫ْب فِي ِه ُهدًى لِلْ ُمتَّق َ‬ ‫اب لَا َري َ‬ ‫ِك الْ ِك َت ُ‬‫في سورة البقرة تبدأ بقوله تعالى (الم (‪َ )1‬ذل َ‬
‫ون (‪ )5‬إِ َّن الَّذ َ‬ ‫ِك ُه ُم الْ ُم ْفل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِك َو ِبالْآَ ِخ َر ِة ُه ْم يُو ِقنُ َ‬ ‫ْك َو َما أُ ْن ِز َل م ْ‬ ‫ون ِب َما أُ ْن ِز َل إِلَي َ‬
‫ِين َك َف ُروا َس َوا ٌء َعلَي ِ‬
‫ْه ْم‬ ‫ِح َ‬ ‫ِّه ْم َوأولَئ َ‬ ‫ِن َرب ِ‬ ‫ِك َعلَى ُهدًى م ْ‬ ‫ون (‪ )4‬أولَئ َ‬ ‫ِن َق ْبل َ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫يْ‬
‫‪ C‬يؤمنون بما أنزل إليهم وما أنزل من قبل ثم ذكر الذين كفروا وقال في آخر السورة (آ َم َن‬ ‫ون (‪ ))6‬إذن هو ذكر المؤمنين‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫أَأَ ْن َذ ْر َت ُه ْم أ ْم لَ ْم تُ ْنذ ْ‬
‫ِر ُه ْم لَا ي ْ‬ ‫َ‬
‫ير‬
‫صُ‬ ‫ْك الْ َم ِ‬ ‫َك َربَّنَا َوإِلَي َ‬ ‫ِعنَا َوأَ َط ْعنَا ُغ ْف َران َ‬‫ْن أَ َح ٍد ِّمن ُّر ُسلِ ِه َو َقالُواْ َسم ْ‬ ‫ون ُك ٌّل آ َم َن ِباللِهّ َو َمآل ِئ َك ِت ِه َو ُكتُ ِب ِه َو ُر ُسلِ ِه َ‬
‫ال نُ َف ِّر ُق َبي َ‬ ‫نز َل إِلَ ْي ِه مِن َّربِّ ِه َوالْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُس ُ‬
‫ول ِب َما أ ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫ون كل آ َم َن ِباللِهّ َو َمآل ِئك ِت ِه‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫نزل إِل ْي ِه مِن َّربِّ ِه َوال ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫(و ِبالآ ِخ َر ِة ُه ْم يُو ِقن َ‬
‫الر ُسول ِب َما أ ِ‬ ‫ون) وهنا قال (آ َم َن َّ‬ ‫(‪ ))285‬هذا إيمان بالغيب‪ ،‬في مفتتح السورة قال َ‬
‫ْن أَ َح ٍد ِّمن ُّر ُسلِهِ)‪ .‬ذكر اإليمان ومن يؤمن وكيفية اإليمان وأصنافه في مفتتح السورة ثم الذين كفروا وفي آخر السورة قال (آ َم َن‬ ‫ال نُ َف ِّر ُق َبي َ‬‫َو ُكتُ ِب ِه َو ُر ُسلِ ِه َ‬
‫ُ‬
‫ون ِب َما أ ْن ِز َل‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫(والَّذ َ‬
‫ِين ي ْ‬ ‫ْن أ َح ٍد ِّمن ُّر ُسلِهِ) مقابل َ‬ ‫َ‬ ‫ال نُ َف ِّر ُق َبي َ‬ ‫ون ُك ٌّل آ َم َن ِباللِهّ َو َمآل ِئ َك ِت ِه َو ُكتُ ِب ِه َو ُر ُسلِ ِه َ‬ ‫نز َل إِلَ ْي ِه مِن َّربِّهِ) هذا غيب ( َوالْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُس ُ‬
‫ول ِب َما أ ِ‬ ‫َّ‬
‫نت َم ْو َ‬
‫النَا‬ ‫َ‬
‫ون) إذن بما أنزل إليه وما أنزل من قبله‪ .‬ثم قال (أ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫نزل إِل ْي ِه مِن َّربِّ ِه َوال ُم ْؤ ِمنُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِن َق ْبلِك) في مفتتح السورة‪ ،‬وهنا (آ َم َن َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫إِلَيْك َو َما أ ْن ِزل م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الر ُسول ِب َما أ ِ‬
‫ون) ثم ذكر في الخاتمة‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ِين َك َف ُروا َس َوا ٌء َعلَ ْي ِه ْم أَأَ ْن َذ ْر َت ُه ْم أَ ْم لَ ْم تُ ْنذ ْ‬
‫ِر ُه ْم لَا ي ْ‬ ‫ين (‪ ))286‬وذكر في المفتتح الذين كفروا (إِ َّن الَّذ َ‬ ‫ِر َ‬‫انص ْرنَا َعلَى الْ َق ْو ِم الْ َكاف ِ‬ ‫َف ُ‬
‫ين)‪ ،‬هذا تناسب‪.‬‬ ‫انص ْرنَا َعلَى الْ َق ْو ِم الْ َكاف ِ‬
‫ِر َ‬ ‫الدعاء ( َف ُ‬

‫*****تناسب خواتيم البقرة مع أوائل آل عمران*****‬


‫ِر لِ َمن َي َشاء َويُ َع ِّذ ُب َمن َي َش‪CC‬اء‬ ‫اس ْب ُكم ِب ِه اللُهّ َف َي ْغف ُ‬ ‫ُح ِ‬ ‫ض َوإِن تُ ْبدُواْ َما فِي أَن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه ي َ‬ ‫اوات َو َما فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫الس َم ِ‬ ‫البقرة من خواتيمها قوله تعالى (لِّلَّ ِه ما فِي َّ‬
‫الس َماء (‪ )5‬آل عمران) هلل ما في السموات وما في‬ ‫ال فِي َّ‬ ‫ض َو َ‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫ال َي ْخ َف َى َعلَ ْي ِه َش ْي ٌء فِي َ‬ ‫ِير (‪ ))284‬وفي بداية آل عمران (إِ َّن اللَهّ َ‬ ‫َواللُهّ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬
‫(ه‪َ C‬و الَّذِي‬ ‫‪C‬ة‪ُ .‬‬ ‫‪C‬ا‪ ،‬إذن مرتبط‪C‬‬ ‫‪C‬زء منه‪C‬‬ ‫األرض وإن تبدوا ما في السموات وما في األرض إن اهلل ال يخفى عليه شيء في األرض وال في السماء كأنها ج‪C‬‬
‫ِير (‪ ))284‬ذكر ما يشاء في‬ ‫د‬‫ق‬‫َ‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِر لِ َمن َي َشاء َو ُي َع ِّذ ُب َمن َي َشاء َواللُهّ َعلَى‬ ‫ْف َي َشاء (‪ ))6‬في آل عمران وقال في البقرة ( َف َي ْغف ُ‬ ‫ام َكي َ‬ ‫َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ٍْ ٌ‬ ‫ُص ِّو ُرك ْم فِي األ ْر َح ِ‬
‫ِر لِ َمن َي َشاء َويُ َع ِّذ ُب َمن َي َشاء‬ ‫والخلقة يتصرف كيف يشاء ثم ( َف َي ْغف ُ‬ ‫التصوير وذكر ما يشاء في الخاتمة‪ ،‬يصوركم في األرحام كيف يشاء هذا في بداية األمر ِ‬
‫وتصرف في الخاتمة كما يشاء‪ .‬آية البقرة تق‪CC‬ول‬ ‫ّ‬ ‫ِير (‪ ))284‬يتصرف كيف يشاء في الخاتمة إذن تصرف في التصوير كيف يشاء‬ ‫َواللُهّ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬
‫َ‬
‫ْ‪CC‬ف‬ ‫ام َكي‬ ‫َ‬ ‫(ه َو الَّذِي ي َ ُ‬ ‫ِر لِ َمن َي َشاء َويُ َع ِّذ ُب َمن َي َشاء) ُ‬ ‫ِر لِ َمن َي َشاء َويُ َع ِّذ ُب َمن َي َشاء) المفهوم من اآلية أن اهلل يتصرف كما يشاء ( َف َي ْغف ُ‬ ‫( َف َي ْغف ُ‬
‫ُص ِّو ُرك ْم فِي األ ْر َح ِ‬
‫‪C‬ز َل إِلَ ْي‪ِ C‬ه مِن َّربِّ ِه‬ ‫ُ‬ ‫الر ُس ‪ُ C‬‬ ‫َي َشاء) صارت المبتدأ والخاتمة بمشيئته‬
‫ول ِب َما أن‪ِ C‬‬ ‫‪C‬رة ذكر من آمن باهلل والمالئكة والكتب والرسل (آ َم َن َّ‬ ‫‪C‬بحانه‪ .‬في نهاية البق‪C‬‬ ‫‪ C‬س‪C‬‬
‫صدِّقًا لِّ َما‬ ‫اب ِبالْ َح ِّق ُم َ‬ ‫ْك الْ ِك َت َ‬‫َز َل َعلَي َ‬ ‫ْن أَ َح ٍد ِّمن ُّر ُسلِ ِه (‪ ))285‬وذكر في أول آل عمران الكتب (ن َّ‬ ‫ون ُك ٌّل آ َم َن ِباللِهّ َو َمآل ِئ َك ِت ِه َو ُكتُ ِب ِه َو ُر ُسلِ ِه َ‬
‫ال نُ َف ِّر ُق َبي َ‬ ‫َوالْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫نج َ‬ ‫َ‬
‫والمنزل عليهم هم الرسل إذن من آمن بهذه آمن بتلك فإذن ذكر الكتب وما في آخر البقرة وذكرها في أول‬ ‫َ‬ ‫يل (‪ ))3‬هذه كتب‪،‬‬ ‫نز َل التَّ ْو َرا َة َو ِ‬
‫اإل ِ‬ ‫ْن َي َد ْي ِه َوأ َ‬
‫َبي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اب َش‪C‬دِي ٌ‬
‫‪C‬د‬ ‫ات اللِهّ ل ُه ْم َع‪ C‬ذ ٌ‬ ‫ِين ك َف ُروا ِبآ َي ِ‬ ‫ين (‪ ))286‬وفي بداية آل عمران (إِ َّن الذ َ‬ ‫ِر َ‬ ‫انص ْرنَا َعلى ال َق ْو ِم الكاف ِ‬ ‫النَا َف ُ‬ ‫نت َم ْو َ‬ ‫آل عمران‪ .‬ثم قال في خاتمة البقرة (أ َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِين َك َف ُروا َستغلب َ‬
‫ُ‬ ‫ام (‪ُ ( ))4‬قل لِّلَّذ َ‬ ‫َواللُهّ َع ِز ٌ ُ‬
‫‪C‬روا‬ ‫‪C‬ذين كف‪C‬‬ ‫س ال ِم َها ُد (‪ ))12‬قال فانصرنا على القوم الكافرين ثم قال قل لل‪C‬‬ ‫َّ‬
‫ون إِلى َج َهن َم َو ِبئ َ‬ ‫َ‬
‫ُون َوت ْحش ُر َ‬ ‫ْ‬ ‫يز ذو ان ِت َق ٍ‬
‫‪C‬ران نصر‬ ‫ين (‪ ))286‬ثم ذكر في أوائل آل عم‪C‬‬ ‫ِر َ‬ ‫‪C‬اف ِ‬‫‪C‬و ِم الْ َك‪C‬‬ ‫انص ْرنَا َعلَى الْ َق‪ْ C‬‬ ‫ستغلوبن وكأنها استجابة لهم‪ ،‬استجاب لهم دعاءهم‪ ،‬كأنها استجابة‪ .‬ثم ذكر ( َف ُ‬
‫‪C‬ل‪ ،‬قل لهم‬ ‫ين)‪ ،‬قل لهم وفع‪C‬‬ ‫ِر َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫انص ْرنَا َعلَى ال َق ْو ِم ال َكاف ِ‬ ‫ْن الْ َت َق َتا (‪ ))13‬فكأنها استجابة للدعاء الذي دعوا به ( َف ُ‬ ‫ان لَ ُك ْم آ َي ٌة فِي ِف َئ َتي ِ‬
‫المسلمين في معركة بدر ( َق ْد َك َ‬
‫‪C‬ل‪ ،‬إذن‬ ‫موجهة للكفار‪ ،‬قال للرسول ‪ ‬قل لهم ستغلبون‪ ،‬هم قالوا فانصرنا على القوم الكافرين فقال تعالى قل لهم ستغلوبن وفعل إذن استجابة بالقول وبالفع‪C‬‬
‫ات (‪ ))7‬إلى أن يقول ( َو َما َي ْعلَ ُم َت ْأ ِويلَ ُه إِالَّ‬ ‫اب َوأُ َخ ُر ُم َت َشا ِب َه ٌ‬ ‫ات ه َّ ُ‬
‫ُن أ ُّم الْ ِك َت ِ‬ ‫ات ُّم ْح َك َم ٌ‬ ‫اب ِم ْن ُه آ َي ٌ‬‫ْك الْ ِك َت َ‬‫نز َل َعلَي َ‬ ‫ِي أَ َ‬ ‫(ه َو الَّذ َ‬
‫هي مترابطة‪ .‬وقد يكون من الترابط ُ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫ون فِي الْعِلْ ِم َي ُقولُ َ‬ ‫اس ُخ َ‬
‫َ‬
‫اب (‪ ))7‬وقال في البقرة (ال يُكلف اللُهّ نف ًس ‪C‬ا إِال ُو ْس ‪َ C‬ع َها (‪ ))286‬أنتم ال‬ ‫ون آ َمنَّا ِب ِه كل ِّمن ِعن ِد َربِّنَا َو َما َيذك ُر إِال أ ْولوا األل َب ِ‬
‫ْ‬ ‫الر ِ‬
‫اللُهّ َو َّ‬
‫‪C‬اقتكم معرفة‬ ‫‪C‬أنكم ليس في ط‪C‬‬ ‫‪C‬ذا ليس من ش‪C‬‬ ‫تعرفون المتشابه والراسخون في العلم يقولون آمنا به وال يعلم تأويله إال اهلل وال يكلف اهلل نفسًا إال وسعها‪ ،‬ه‪C‬‬
‫ف اللُهّ َن ْف ًس‪CC‬ا إِ َّ‬
‫ال‬ ‫ال يُ َكلِّ ُ‬
‫ون آ َمنَّا ِب ِه ُك ٌّل ِّم ْن ِعن ِد َربِّنَا) إذن ليس في طاقتكم أن تبحثوا هذا األمر واهلل ال يكلفكم هذا األمر ( َ‬ ‫ون فِي الْعِلْ ِم َي ُقولُ َ‬ ‫اس ُخ َ‬ ‫الر ِ‬
‫(و َّ‬
‫المتشابه َ‬
‫ُو ْس َع َها (‪  ))286‬في التفكير والقصد والفعل‪.‬‬
‫‪C‬اد‪،‬‬ ‫‪C‬دم التكليف باالعتق‪C‬‬ ‫ربما تتمة اآلية (لَ َها َما َك َس َب ْت َو َعلَ ْي َها َما ا ْك َت َس َب ْت) هذه في العمل وتلك في آل عمران في االعتقاد والتفسير‪ .‬حتى في التكليف أو ع‪C‬‬
‫وسعها أي شيء ليس في وسعك ال تفكر فيه‪ ،‬إذن صار ترابط من حيث العمل ومن حيث االعتقاد والتفسير والتأويل الذي ليس في وسعك ال يكلفك ربك به‪،‬‬
‫إذن صار هناك ترابط في أكثر من نقطة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد اهلل وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة البقرة للدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى من برنامج لمسات بيانية و‬
‫محاضرات وكتب الدكتور فاضل السامرائى زادهما اهلل علما ونفع بهما االسالم والمسلمين وجزاهما عنا خير الجزاء وإضافة بعض اللمسات للدكتور أحمد‬
‫الكبيسى من برنامج الكلمة وأخواتها وأخر متشابهات ومن برنامج هذا ديننا للدكتور عمر عبد الكافى ومن برنامج فى ظالل آية ومن برنامج ورتل القرآن‬
‫فضل فمن اهلل وما‬
‫ٍ‬ ‫ال وقامت بنشرها أختنا الفاضلة سمر األرناؤوط على موقعها إسالميات جزاهم اهلل عنى وعن المسلمين خير الجزاء ‪ ..‬فما كان من‬ ‫ترتي ً‬
‫كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬
‫أسأل اهلل تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا واآلخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى يرضيه‬
‫وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعًا يوم تقوم األشهاد وهلل الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى اهلل أن يرزقنا حسن الخاتمة‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء اهلل وجزى اهلل كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

You might also like