003 آل عمران

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 83

‫سورة آل عمران‬

‫‪ -152‬ولقد صدقكم هللا وعده‪..‬‬ ‫‪ -101‬وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم‪..‬‬ ‫‪ -50‬ومصدقا ً لما بين يديه‪..‬‬ ‫تناسب البقرة مع آل عمران‬
‫‪ -153‬إذ تصعدون والتلوون ‪..‬‬ ‫‪.... -102‬اتقواهللا حق تقاته ‪...‬‬ ‫‪ -51‬إن هللا ربى وربكم‪..‬‬ ‫هدف السورة‬
‫‪ -154‬ثم أنزل عليكم من بعد الغم ‪..‬‬ ‫‪ -103‬واعتصموابحبل هللا ‪..‬‬ ‫‪ -52‬فلماأحس عيسى منهم الكفر‪..‬‬ ‫‪ -1‬الم‬
‫‪ -155‬إن الذين تولوا منكم ‪..‬‬ ‫‪ -104‬ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى ‪..‬‬ ‫‪ -53‬ربناآمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول‪..‬‬ ‫‪ -2‬هللا ال إله إال هو‪..‬‬
‫‪ .. -156‬التكونوا كالذين كفروا ‪..‬‬ ‫‪ -105‬والتكونواكالذين تفرقوا ‪..‬‬ ‫‪ -54‬ومكروا ومكر هللا‪..‬‬ ‫‪ -3‬نزل عليك الكتاب بالحق‪..‬‬
‫‪ -157‬ولئن قتلتم فى سبيل هللا ‪..‬‬ ‫‪ -106‬يوم تبيض وجوه ‪..‬‬ ‫‪ -55‬إذ قال هللا ياعيسى إنى متوفيك‪..‬‬ ‫هدى للناس‪..‬‬‫ً‬ ‫‪ -4‬من قبل‬
‫‪ -158‬ولئن ُّمتّم أو قتلتم ‪..‬‬ ‫‪ -107‬وأماالذين ابيضت وجوههم‪..‬‬ ‫‪ -56‬فأما الذين كفروا فأعذبهم‪..‬‬ ‫‪ -5‬إن هللا اليخفى عليه شى ٌء‪..‬‬
‫‪ -159‬فبمارحم ٍة من هللا لنت لهم ‪..‬‬ ‫‪ -108‬تلك ءايات هللا نتلوها عليك‪..‬‬ ‫‪ -57‬وأما الذين ءامنواوعملواالصالحات‪..‬‬ ‫‪ -6‬هو الذى يصوركم‪..‬‬
‫‪ -160‬إن ينصركم هللا فال غالب لكم ‪..‬‬ ‫‪ -109‬وهلل مافى السماوات ومافى ‪..‬‬ ‫‪ -58‬ذلك نتلوه عليك من اآليات‪..‬‬ ‫‪ -7‬هو الذى أنزل عليك الكتاب‪..‬‬
‫لنبى أن يغ ّل ‪..‬‬
‫‪ -161‬وما كان ٍ‬ ‫‪ -110‬كنتم خير أم ٍة أخرجت للناس‪..‬‬ ‫‪ -59‬إن مثل عيسى عند هللا ‪..‬‬ ‫‪ -8‬ربنا ال تزغ قلوبنا‪..‬‬
‫‪ -162‬أفمن اتبع رضوان هللا ‪..‬‬ ‫إالأذى ‪..‬‬
‫ً‬ ‫‪ -111‬لن يضروكم‬ ‫‪ -60‬الحق من ربك ‪..‬‬ ‫‪ -9‬ربنا إنك جامع الناس‪..‬‬
‫‪ -163‬هم درجاتٌ عند هللا ‪..‬‬ ‫‪ -112‬ضربت عليهم الذلّة‪..‬‬ ‫‪ -61‬فمن حاجك فيه ‪..‬‬ ‫‪ -10‬إن الذين كفروا لن تغنى عنهم‪..‬‬
‫‪ -164‬لقد منّ هللا على المؤمنين ‪..‬‬ ‫‪ -113‬ليسوا سواءاً ‪..‬‬ ‫‪ -62‬إن هذا لهوالقصص الحق‪..‬‬ ‫‪ -11‬كدأب آل فرعون‪..‬‬
‫‪ -165‬أول ّما أصابتكم مصيبةٌ ‪..‬‬ ‫‪ -114‬يؤمنون باهلل واليوم الآلخر‪..‬‬ ‫‪ -63‬فإن تولوا فإن هللا عليم ‪..‬‬ ‫‪ -12‬قل للذين كفروا ستغلبون‪..‬‬
‫‪ -166‬وماأصابكم يوم التقى الجمعان‪..‬‬ ‫‪ -115‬ومايفعلوامن خي ٍر فلن يكفروه‪..‬‬ ‫‪ -64‬قل ياأهل الكتاب تعالوا ‪..‬‬ ‫‪ -13‬قد كان لكم آية فى فئتين التقتا‪..‬‬
‫‪ -167‬وليعلم الذين نافقوا ‪..‬‬ ‫‪ -116‬إن الذين كفروالن تغنى عنهم‪..‬‬ ‫‪ -65‬ياأهل الكتاب لم تحاجون‪..‬‬ ‫‪ -14‬زين للناس حب الشهوات‪..‬‬
‫‪ -168‬الذين قالوا إلخوانهم وقعدوا ‪..‬‬ ‫‪ -117‬مثل ماينفقون فى هذه الحياة‪..‬‬ ‫‪ -66‬هاأنتم هؤالء حاججتم‪..‬‬ ‫‪ -15‬قل أؤنبئكم بخير من ذلكم‪..‬‬
‫‪ -169‬والتحسبن الذين قتلوا ‪..‬‬ ‫‪.. -118‬التتخذوابطانةً من دونكم ‪..‬‬ ‫‪ -67‬ماكان إبراهيم يهوديا ً ‪..‬‬ ‫‪ -16‬الذين يقولون ربنا إننا آمنا‪..‬‬
‫‪ -170‬فرحين بما ءاتاهم هللا ‪..‬‬ ‫‪ -119‬هاأنتم أوالء تحبونهم ‪..‬‬ ‫‪ -68‬إن أولى الناس بإبراهيم‪..‬‬ ‫‪ -17‬الصابرين والصادقين‪..‬‬
‫‪ -171‬يستبشرون بنعم ٍة من هللا ‪..‬‬ ‫‪ -120‬إن تمسسكم حسنةٌ تسؤهم‪..‬‬ ‫‪ -69‬ودت طائفةٌ من أهل الكتاب‪..‬‬ ‫‪ -18‬شهد هللا أنه الإله إال هو‪..‬‬
‫‪ -172‬الذين استجابوا هلل والرسول‪..‬‬ ‫‪ -121‬وإذ غدوت من أهلك ‪..‬‬ ‫‪ -70‬ياأهل الكتاب لم تكفرون‪..‬‬ ‫‪ -19‬إن الدين عند هللا اإلسالم‪..‬‬
‫‪ .. -173‬حسبنا هللا ونعم الوكيل ‪..‬‬ ‫‪ -122‬إذ همت طائفتان منكم ‪..‬‬ ‫‪ -71‬ياأهل الكتاب لم تلبسون الحق ‪..‬‬ ‫‪ -20‬فإن حاجوك فقل أسلمت‪..‬‬
‫وفضل‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ -174‬فانقلبوابنعم ٍة من هللا‬ ‫‪ -123‬ولقد نصركم هللا ببد ٍر ‪..‬‬ ‫‪ -72‬وقالت طائفة من أهل الكتاب‪..‬‬ ‫‪ -21‬إن الذين يكفرون بآيات هللا‪..‬‬
‫‪ -175‬إنما ذلكم الشيطان ‪..‬‬ ‫‪ -124‬إذتقول للمؤمنين ألن يكفيكم‪..‬‬ ‫‪ -73‬والتؤمنواإاللمن تبع دينكم‪..‬‬ ‫‪ -22‬أولئك الذين حبطت أعمالهم‪..‬‬
‫‪ -176‬واليحزنك الذين يسارعون ‪..‬‬ ‫‪ -125‬بلى إن تصبروا وتتقوا ‪..‬‬ ‫‪ -74‬يختص برحمته من يشاء‪..‬‬ ‫‪ -23‬ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً‪..‬‬
‫‪ -177‬إن الذين اشتروا الكفرباإليمان‪..‬‬ ‫‪ -126‬وما جعله هللا إال بشرى لكم ‪..‬‬ ‫‪ -75‬ومن أهل الكتاب من إن تأمنه‪..‬‬ ‫‪ -24‬ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار‪..‬‬
‫‪ -178‬واليحسبن الذين كفروا أنما ‪..‬‬ ‫‪ -127‬ليقطع طرفا ً من الذين كفروا ‪..‬‬ ‫‪ -76‬بلى من أوفى بعهده‪..‬‬ ‫‪ -25‬فكيف إذا جمعناهم‪..‬‬
‫‪ -179‬ماكان هللا ليذرالمؤمنين على ‪..‬‬ ‫‪ -128‬ليس لك من األمر شى ٌء ‪..‬‬ ‫‪ -77‬إن الذين يشترون بعهد هللا‪..‬‬ ‫‪ -26‬قل اللهم مالك الملك‪..‬‬
‫‪ -180‬واليحسبن الذين يبخلون ‪..‬‬ ‫‪ -129‬وهلل مافى السماوات ومافى ‪..‬‬ ‫‪ -78‬وإن منهم لفريقا ً يلوون ألسنتهم‪..‬‬ ‫‪ -27‬تولج الليل فى النهار‪..‬‬
‫‪ -181‬لقد سمع هللا الذين قالوا إن ‪..‬‬ ‫‪.. -130‬التأكلوا الربا أضعافا ً مضاعفة ‪..‬‬ ‫‪ -79‬ماكان لبش ٍر أن يؤتيه هللا‪..‬‬ ‫‪ -28‬ال يتخذ المؤمنون الكافرين‪..‬‬
‫‪ -182‬ذلك بما قدمت أيديكم ‪..‬‬ ‫‪ -131‬واتقوا النار التى أعدت للكافرين‬ ‫‪ -80‬وال يأمركم أن تتخذوا المالئكة‪..‬‬ ‫‪ -29‬قل إن تخفوا ما فى صدوركم‪..‬‬
‫‪ -183‬الذين قالواإن هللا عهد إلينا‪..‬‬ ‫‪ -132‬وأطيعوا هللا والرسول ‪..‬‬ ‫‪ -81‬وإذإخذهللا ميثاق النبيين‪..‬‬ ‫‪ -30‬يوم تجد كل نفس ماعملت‪..‬‬
‫‪ -184‬فإن كذبوك فقد كذب رس ٌل ‪..‬‬ ‫‪ -133‬وسارعواإلى مغفر ٍة من ربكم ‪..‬‬ ‫‪ -82‬فمن تولى بعد ذلك‪..‬‬ ‫‪ -31‬قل إن كنتم تحبون هللا‪..‬‬
‫س ذائقة الموت ‪..‬‬ ‫‪ -185‬كل نف ٍ‬ ‫‪ -134‬الذين ينفقون فى السراءوالضراء‪..‬‬ ‫‪ -83‬أفغير دين هللا يبغون‪..‬‬ ‫‪ -32‬قل أطيعوا هللا والرسول‪..‬‬
‫‪ -186‬لتبلون فى أموالكم وأنفسكم ‪..‬‬ ‫‪ -135‬والذين إذا فعلوا فاحشةً ‪..‬‬ ‫‪ -84‬قل ءامنا باهلل وماأنزل علينا‪..‬‬ ‫‪ -33‬إن هللا اصطفى آدم ونوحاً‪..‬‬
‫‪ -187‬وإأخذهللا ميثاق الذين أوتوا‪..‬‬ ‫‪ -136‬أولئك جزاؤهم مغفرةٌ من ربهم‪..‬‬ ‫‪ -85‬ومن يبتغ غيراإلسالم ديناً‪..‬‬ ‫‪ -34‬ذرية بعضهامن بعض‪..‬‬
‫‪ -188‬التحسبن الذين يفرحون‪..‬‬ ‫‪ -137‬قد خلت من قبلكم سننٌ ‪..‬‬ ‫‪ -86‬كيف يهدى هللا قوما ً كفروا‪..‬‬ ‫‪ -35‬إذ قالت امرأت عمران‪..‬‬
‫‪ -189‬وهلل ملك السماوات واألرض‪..‬‬ ‫وهدى ‪..‬‬
‫ً‬ ‫‪ -138‬هذا بيانٌ للناس‬ ‫‪ -87‬أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة هللا‪..‬‬ ‫‪ -36‬فلما وضعتها قالت‪..‬‬
‫‪ -190‬إن فى خلق السماوات واألرض‪..‬‬ ‫‪ -139‬والتهنوا والتحزنوا ‪..‬‬ ‫‪ -88‬خالدين فيهااليخفف عنهم‪..‬‬ ‫‪ -37‬فتقبلها ربها بقبول حسن‪..‬‬
‫‪ -191‬الذين يذكرون هللا قياما ً وقعوداً‪..‬‬ ‫قرح ‪..‬‬
‫‪ -140‬إن يمسسكم ٌ‬ ‫‪ -89‬إالالذين تابوامن بعد ذلك‪..‬‬ ‫‪ -38‬هنالك دعا زكريا‪..‬‬
‫‪ -192‬ربنا إنك من تدخل النار فقد ‪..‬‬ ‫‪ -141‬وليمحص هللا الذين ءامنوا ‪..‬‬ ‫‪ -90‬إن الذين كفروابعدإيمانهم ثم ازدادوا‪..‬‬ ‫‪ -39‬فنادته المالئكة وهوقائم‪..‬‬
‫‪ -193‬ربنا إننا سمعنا مناديا ً ينادى ‪..‬‬ ‫‪ -142‬أم حسبتم أن تدخلوا الجنة‪..‬‬ ‫‪ -91‬إن الذين كفرواوماتواوهم كفار‪..‬‬ ‫‪ -40‬قال رب أنى يكون لى غالم‪..‬‬
‫‪ -194‬ربنا وءاتنا ما وعدتنا ‪..‬‬ ‫‪ -143‬ولقد كنتم تمنّون الموت من قبل ‪..‬‬ ‫‪ -92‬لن تنالواالبرحتى تنفقوا ‪..‬‬ ‫‪ -41‬قال رب اجعل لى آية‪..‬‬
‫‪ -195‬فاستجاب لهم ربهم ‪..‬‬ ‫‪ -144‬وما محم ٌد إال رسو ٌل ‪..‬‬ ‫‪ -93‬كل الطعام كان حالً لبنى إسرائيل‪..‬‬ ‫‪ -42‬وإذ قالت المالئكة يامريم‪..‬‬
‫‪ -196‬اليغرنك تقلب الذين كفروا‪..‬‬ ‫س أن تموت إال ‪..‬‬ ‫‪ -145‬وما كان لنف ٍ‬ ‫‪ -94‬فمن افترى على هللا الكذب‪..‬‬ ‫‪ -43‬يامريم اقنتى لربك‪..‬‬
‫ع قلي ٌل ثم مأواهم جهنم ‪..‬‬ ‫‪ -197‬متا ٌ‬ ‫نبى قاتل معه ربّيون‪..‬‬ ‫‪ -146‬وكأين من ٍ‬ ‫‪ -95‬قل صدق هللا ‪..‬‬ ‫‪ -44‬ذلك من أنباء الغيب‪..‬‬
‫‪ -198‬لكن الذين اتقوا ربهم ‪..‬‬ ‫‪ -147‬وما كان قولهم إال أن قالوا ‪..‬‬ ‫ت وضع للناس‪..‬‬ ‫‪ -96‬إن أول بي ٍ‬ ‫‪ -45‬إذ قالت المالئكة يامريم‪..‬‬
‫‪ -199‬وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن‪..‬‬ ‫‪ -148‬فأاتاهم هللا ثواب الدنيا و ‪..‬‬ ‫‪ -97‬فيه ءاياتٌ بيناتٌ ‪..‬‬ ‫‪ -46‬ويكلم الناس فى المهد‪..‬‬
‫‪.. -200‬اصبروا وصابروا ورابطوا ‪..‬‬ ‫‪... -149‬إن تطيعواالذين كفروايردوكم‪...‬‬ ‫‪ -98‬قل ياأهل الكتاب لم تكفرون‪..‬‬ ‫‪ -47‬قالت لرب أنى يكون لى ولد‪..‬‬
‫تناسب بدايات آل عمران مع خواتيمها‬ ‫‪ -150‬بل هللا موالكم ‪..‬‬ ‫‪-99‬قل ياأهل الكتاب لم تصدون ‪..‬‬ ‫‪ -48‬ويعلمه الكتاب والحكمة‪..‬‬
‫تناسب الخاتمة مع فواتح النساء‬ ‫‪ -151‬سنلقى فى قلوب الذين كفروا ‪..‬‬ ‫‪.. -100‬إن تطيعوافريقا ً من الذين ‪..‬‬ ‫‪ -49‬ورسوالً إلى بنى اسرائيل‪..‬‬

‫*تناسب خواتيم البقرة مع أوائل آل عمران*‬


‫ِر لِ َمن َي َشاء َويُ َع‪ِّ 3‬‬
‫‪3‬ذ ُب َمن‬ ‫اس ْب ُكم ِب ِه اللُهّ َف َي ْغف ُ‬ ‫ض َوإِن تُ ْبدُواْ َما فِي أَن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه ي َ‬
‫ُح ِ‬ ‫األ ْر ِ‬‫اوات َو َما فِي َ‬ ‫البقرة من خواتيمها قوله تعالى (لِّلَّ ِه ما فِي َّ‬
‫الس َم ِ‬
‫‪3‬ران) هلل ما في‬ ‫‪َ 3‬ماء (‪ )5‬آل عم‪3‬‬ ‫الس‪3‬‬ ‫ال فِي َّ‬ ‫ض َو َ‬ ‫األ ْر ِ‬‫ال َي ْخ َف َى َعلَ ْي ِه َش ْي ٌء فِي َ‬ ‫ِير (‪ ))284‬وفي بداية آل عمران (إِ َّن اللَهّ َ‬ ‫َي َشاء َواللُهّ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬
‫‪3‬ا‪ ،‬إذن‬‫‪3‬زء منه‪3‬‬ ‫السموات وما في األرض وإن تبدوا ما في السموات وما في األرض إن اهلل ال يخفى عليه شيء في األرض وال في السماء كأنها ج‪3‬‬
‫‪ْ 3‬ي ٍء‬ ‫‪3‬ل َش‪3‬‬ ‫ِر لِ َمن َي َشاء َويُ َع ِّذ ُب َمن َي َشاء َواللُهّ َعلَى ُك‪ِّ 3‬‬ ‫ْف َي َشاء (‪ ))6‬في آل عمران وقال في البقرة ( َف َي ْغف ُ‬ ‫ام َكي َ‬ ‫َ‬ ‫(ه َو الَّذِي ي َ ُ‬ ‫مرتبطة‪ُ .‬‬
‫ُص ِّو ُرك ْم فِي األ ْر َح ِ‬
‫‪3‬رف كيف‬ ‫والخلقة يتص‪3‬‬ ‫‪3‬ذا في بداية األمر ِ‬ ‫ِير (‪ ))284‬ذكر ما يشاء في التصوير وذكر ما يشاء في الخاتمة‪ ،‬يصوركم في األرحام كيف يشاء ه‪3‬‬ ‫َقد ٌ‬
‫ِير (‪ ))284‬يتصرف كيف يشاء في الخاتمة إذن تصرف في التصوير كيف يشاء‬ ‫ِر لِ َمن َي َشاء َويُ َع ِّذ ُب َمن َي َشاء َواللُهّ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬ ‫يشاء ثم ( َف َي ْغف ُ‬
‫‪3‬ر لِ َمن َي َش ‪3‬اء‬ ‫ِر لِ َمن َي َشاء َو ُي َع ِّذ ُب َمن َي َشاء) المفهوم من اآلية أن اهلل يتصرف كما يشاء ( َف َي ْغ ِف‪ُ 3‬‬ ‫وتصرف في الخاتمة كما يشاء‪ .‬آية البقرة تقول ( َف َي ْغف ُ‬ ‫ّ‬
‫‪ 3‬والخاتمة بمشيئته سبحانه‪ .‬في نهاية البقرة ذكر من آمن باهلل والمالئكة‬ ‫ْف َي َشاء) صارت المبتدأ‬ ‫ام َكي َ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ُص ِّو ُر ُك ْم فِي َ‬
‫األ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِي‬ ‫ذ‬ ‫َويُ َع ِّذ ُب َمن َي َشاء) ( ُه َو الَّ‬
‫ِ‬
‫ْن أَ َح ٍد ِّمن ُّر ُسلِ ِه (‪ ))285‬وذكر في‬ ‫ون ُك ٌّل آ َم َن ِباللِهّ َو َمآل ِئ َك ِت ِه َو ُكتُ ِب ِه َو ُر ُسلِ ِه َ‬
‫ال نُ َف ِّر ُق َبي َ‬ ‫نز َل إِلَ ْي ِه مِن َّربِّ ِه َوالْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُس ُ‬
‫ول ِب َما أ ِ‬ ‫والكتب والرسل (آ َم َن َّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫أول آل عمران الكتب (نَزل َعليْك ال ِك َت َ‬
‫والمنزل عليهم هم الرسل إذن من آمن‬ ‫َ‬ ‫نجيل (‪ ))3‬هذه كتب‪،‬‬ ‫نزل الت ْو َرا َة َو ِ‬
‫اإل ِ‬ ‫ْن َي َد ْي ِه َوأ َ‬‫صدِّقًا ل َما َبي َ‬‫اب ِبال َحق ُم َ‬
‫ين (‬ ‫ِ َ‬ ‫ِر‬‫ف‬ ‫‪3‬ا‬
‫‪3‬‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ى‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫َا‬
‫ن‬
‫ُ ْ َ‬ ‫ر‬ ‫انص‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫نت‬‫َ‬ ‫َ‬
‫(أ‬ ‫البقرة‬ ‫خاتمة‬ ‫في‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫عمران‪.‬‬ ‫آل‬ ‫أول‬ ‫في‬ ‫وذكرها‬ ‫البقرة‬ ‫آخر‬ ‫بهذه آمن بتلك فإذن ذكر الكتب وما في‬
‫ِْ‬ ‫َْ‬
‫ون إِلَى َج َهنَّ َم‬ ‫ُون َوتُ ْح َش ُر َ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ َستُ ْغلَب َ‬ ‫ام (‪ُ ( ))4‬قل لِّلَّذ َ‬ ‫‪3‬د َواللُهّ َع ِز ٌ ُ‬
‫يز ذو ان ِت َق ٍ‬ ‫اب َشدِي ٌ‬ ‫ات اللِهّ لَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ ِبآ َي ِ‬ ‫‪ ))286‬وفي بداية آل عمران (إِ َّن الَّذ َ‬
‫‪ 3‬قال فانصرنا على القوم الكافرين ثم قال قل للذين كفروا ستغلوبن وكأنها استجابة لهم‪ ،‬استجاب لهم دعاءهم‪ ،‬كأنها استجابة‪ .‬ثم‬ ‫س الْ ِم َها ُد (‪))12‬‬ ‫َو ِب ْئ َ‬
‫ْن ال َتق َتا (‪))13‬‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪3‬ة فِي ِف َئ َتي ِ‬‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪3‬ان لك ْم آ َي‪3‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين (‪ ))286‬ثم ذكر في أوائل آل عمران نصر المسلمين في معركة بدر (ق‪ْ 3‬د ك‪َ 3‬‬ ‫ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫انص ْرنَا َعلى الق ْو ِم الكاف ِ‬ ‫َ‬
‫ذكر (ف ُ‬
‫ين)‪ ،‬قل لهم وفعل‪ ،‬قل لهم موجهة للكفار‪ ،‬قال للرسول ‪ ‬قل لهم ستغلبون‪ ،‬هم قالوا‬ ‫ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫انص ْرنَا َعلى الق ْو ِم الكاف ِ‬ ‫َ‬
‫فكأنها استجابة للدعاء الذي دعوا به (ف ُ‬
‫ِي‬‫َ َ‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫‪3‬‬‫ُ‪3‬‬ ‫(ه‬ ‫الترابط‬ ‫من‬ ‫‪3‬ون‬ ‫يك‪3‬‬ ‫وقد‬ ‫مترابطة‪.‬‬ ‫هي‬ ‫إذن‬ ‫وبالفعل‪،‬‬ ‫بالقول‬ ‫استجابة‬ ‫إذن‬ ‫وفعل‬ ‫ستغلوبن‬ ‫لهم‬ ‫قل‬ ‫فانصرنا على القوم الكافرين فقال تعالى‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ون فِي العِل ِم َي ُقول َ‬
‫ون آ َمنَّا ِب ِه‬ ‫اس ُخ َ‬ ‫ْ‬
‫(و َما َي ْعلَ ُم َتأ ِويلَ ُه إِ َّ‬ ‫ُ‬
‫اب َوأ َخ ُر ُم َت َشا ِب َه ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ات ُّم ْح َك َم ٌ‬ ‫اب ِم ْن ُه آ َي ٌ‬ ‫ْك الْ ِك َت َ‬ ‫أَ َ‬
‫نز َل َعلَي َ‬
‫الر ِ‬‫ال اللُهّ َو َّ‬ ‫ات (‪ ))7‬إلى أن يقول َ‬ ‫ُن أ ُّم ال ِك َت ِ‬ ‫ات ه َّ‬
‫ال يُ َكلِّ ُ‬ ‫ُك ٌّل ِّم ْن ِعن ِد َربِّنَا َو َما َي َّذ َّك ُر إ َّ ُ‬
‫‪3‬خون في‬ ‫‪3‬ابه والراس‪3‬‬ ‫ال ُو ْس َع َها (‪ ))286‬أنتم ال تعرفون المتش‪3‬‬ ‫ف اللُهّ َن ْف ًسا إِ َّ‬ ‫اب (‪ ))7‬وقال في البقرة ( َ‬ ‫ال أ ْولُواْ األلْ َب ِ‬ ‫ِ‬
‫ون فِي الْعِلْ ِم‬ ‫اس ُخ َ‬ ‫الر ِ‬ ‫(و َّ‬ ‫العلم يقولون آمنا به وال يعلم تأويله إال اهلل وال يكلف اهلل نفسًا إال وسعها‪ ،‬هذا ليس من شأنكم ليس في طاقتكم معرفة المتشابه َ‬
‫ال ُو ْس‪َ 33‬ع َها (‪  33))286‬في‬ ‫ف اللُهّ َن ْف ًسا إِ َّ‬ ‫ال ُي َكلِّ ُ‬
‫ون آ َمنَّا ِب ِه ُك ٌّل ِّم ْن ِعن ِد َر ِّبنَا) إذن ليس في طاقتكم أن تبحثوا هذا األمر واهلل ال يكلفكم هذا األمر ( َ‬ ‫َي ُقولُ َ‬
‫التفكير والقصد والفعل‪.‬‬
‫‪3‬دم التكليف‬ ‫‪3‬تى في التكليف أو ع‪3‬‬ ‫‪3‬ير‪ .‬ح‪3‬‬ ‫ربما تتمة اآلية (لَ َها َما ك َس َب ْت َو َعل ْي َها َما اك َت َس َب ْت) هذه في العمل وتلك في آل عمران في االعتقاد والتفس‪3‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫باالعتقاد‪ ،‬وسعها أي شيء ليس في وسعك ال تفكر فيه‪ ،‬إذن صار ترابط من حيث العمل ومن حيث االعتقاد والتفسير والتأويل الذي ليس في وسعك‬
‫ال يكلفك ربك به‪ ،‬إذن صار هناك ترابط في أكثر من نقطة‪.‬‬
‫**هدف السورة ‪ :‬الثبات**‬
‫كل سورة من سور القرآن الكريم لها وحدة موضوع واسم كل سورة مستوحى من هذا الموضوع‪ .‬وهدف سورة آل عمران‪ :‬الثبات‪ ،‬فبعد أن‬
‫‪ 3‬في سورة البقرة جاءت سورة آل عمران لتدلنا على الطرق التي تعيننا على الثبات على هذا‬ ‫عرض اهلل تعالى لنا المنهج الذي يجب علينا أن نتبعه‬
‫المنهج سواء كنا من حديثي العهد بالمنهج أو قديمي العهد فكل المؤمنين يحتاجون الى الثبات على المنهج حتى ال يتخاذلوا وال يخافوا أن يزيغوا أو‬
‫يضلوا‪.‬‬
‫وسورة آل عمران تنقسم الى قسمين اثنين‪:‬‬
‫‪ .1‬القسم األول من اآلية ‪ )120 – 1‬هذه اآليات تدلنا على كيفية الثبات فكريًا في مواجهة األفكار الخارجية‪.‬‬
‫‪ .2‬القسم الثاني من اآلية(‪ – 121‬الى نهاية السورة) وفيها كيفية الثبات داخليًا‪.‬‬
‫وقد بدأت سورة آل عمران بالثبات فكريًا من الخارج لتجهيز البيئة المحيطة ثم انتقلت للثبات الداخلي للفرد‪ .‬وسورة آل عمران تتمحور حول‬
‫‪3‬‬
‫حادثتين‪:‬‬
‫‪ .1‬حادثة وفد نصارى نجران الذي يمثل أول حوار لألديان في التاريخ وكيف نثبت في مواجهة األفكار الخارجية من خالل‬
‫المناقشة مع وفد نصارى نجران وهي تعلمنا فكرة مناقشة أهل الكتاب عامة‪.‬‬
‫‪ .2‬والحادثة الثانية غزوة أحد لتدلنا على كيفية الثبات العملي ورغم أن غزوة أحد وقعت قبل حادثة وفد نجران إال أن ورودها بعدها‬
‫ال ثم الداخلي‪.‬‬ ‫انما هو لتحقيق فكرة الثبات الخارجي او ً‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫بداية السورة ونهايتها يدالن على ان الحق معنا وعلينا ان نتمسك به‪( .‬نَزل َعليْك ال ِك َت َ‬
‫نجيل)‪ .‬آية ‪3‬‬ ‫اإل ِ‬‫نزل الت ْو َرا َة َو ِ‬ ‫ْن َي َد ْي ِه َوأ َ‬
‫صدِّقًا ل َما َبي َ‬ ‫اب ِبال َحق ُم َ‬
‫ون) ‪ .‬آية ‪ 200‬ونستعرض سورة آل عمران ومحاورها‪:‬‬ ‫ِح َ‬ ‫صا ِب ُرواْ َو َرا ِب ُطواْ َواتَّ ُقواْ اللَهّ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ‬ ‫اص ِب ُرواْ َو َ‬ ‫ِين آ َمنُواْ ْ‬ ‫و( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫الثبات على الحق‪ :‬اآليات كثيرة في الثبات لكل الطبقات وكل الناس‬
‫ون) آية ‪102‬‬ ‫ال َوأَنتُم ُّم ْسلِ ُم َ‬ ‫ال َت ُموتُ َّن إِ َّ‬‫ِين آ َمنُواْ اتَّ ُقواْ اللَهّ َح َّق تُ َقا ِت ِه َو َ‬ ‫‪َ ( ‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ال َت َف َّر ُقواْ) آية ‪103‬‬ ‫ْل اللِهّ َجمِي ًعا َو َ‬ ‫ص ُمواْ ِب َحب ِ‬ ‫اع َت ِ‬ ‫‪َ ( ‬و ْ‬
‫ين) آية ‪146‬‬ ‫الصا ِب ِر َ‬‫ُح ُّب َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫استكانوا َواللُهّ ي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض ُعفوا َو َما ْ‬ ‫ُ‬ ‫يل اللِهّ َو َما َ‬ ‫صا َب ُه ْم فِي َس ِب ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِير ف َما َو َهنوا لِ َما أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُّون كث ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪َ ( ‬و َكأيِّن ِّمن ن ِب ٍّي قاتل َم َع ُه ِربِّي َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ض ٍل لَّ ْم‬ ‫ِيل * َفان َقلَبُواْ ِبن ِْع َم ٍة ِّم َن اللِهّ َو َف ْ‬ ‫اخ َش ْو ُه ْم َف َزا َد ُه ْم إِي َمانًا َو َقالُواْ َح ْس ُبنَا اللُهّ َو ِن ْع َم الْ َوك ُ‬ ‫اس َق ْد َج َم ُعواْ لَ ُك ْم َف ْ‬ ‫اس إِ َّن النَّ َ‬ ‫ال لَ ُه ُم النَّ ُ‬ ‫‪( ‬الَّذ َ‬
‫ِين َق َ‬
‫يم) آية ‪174 – 173‬‬ ‫ض ٍل َع ِظ ٍ‬ ‫ان اللِهّ َواللُهّ ُذو َف ْ‬ ‫ض َو َ‬ ‫َي ْم َس ْس ُه ْم ُسو ٌء َواتَّ َب ُعواْ ِر ْ‬
‫ون) آية ‪200‬‬ ‫ِح َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫صا ِب ُروا َو َرا ِبطوا َواتقوا اللَهّ ل َعلك ْم تفل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اص ِب ُروا َو َ‬ ‫ِين آ َمنُواْ ْ‬ ‫‪( ‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫حذر من األشياء التي تضيع الثبات وتشكل عقبة في طريقه‪.:‬عقبات الثبات‪:‬‬ ‫وسورة آل عمران تُ ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْل ال ُم َس َّو َم ِة َواأل ْن َعام َوال َح ْر ِث َذل َ‬
‫ِك‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِض ِة َوال َخي ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِن الذ َه ِب َوالف َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ير ال ُم َقنط َر ِة م َ‬ ‫ْ‬
‫ِين َوال َقن ِ‬ ‫ْ‬
‫ِن النِّ َساء َوال َبن َ‬ ‫َّ‬ ‫‪ُ  ( .1‬زي َ‬
‫ِّن لِلنَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫َاط ِ‬ ‫ات م َ‬ ‫اس ُح ُّب الش َه َو ِ‬
‫آب )(آية ‪)14‬‬ ‫ْ‬
‫الد ْن َيا َواللُهّ ِعن َد ُه ُح ْس ُن ال َم ِ‬ ‫ْ‬
‫اع ال َح َيا ِة ُّ‬ ‫َم َت ُ‬
‫ور َحلِي ٌم) (آية‬ ‫ض َما َك َسبُواْ َولَ َق ْد َع َفا اللُهّ َع ْن ُه ْم إِ َّن اللَهّ َغ ُف ٌ‬ ‫ع‬
‫َِ ْ ِ‬ ‫ب‬‫ب‬ ‫ُ‬
‫ان‬ ‫َ‬
‫ْط‬ ‫ي‬ ‫َّ‬
‫الش‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ز‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫اس‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ََْ ِ ِ َ ْ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫ان‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬
‫ْ ََْ‬‫ي‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬
‫َ ْ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫‪( .2‬إِ َّن‬
‫‪ )155‬وهي تدل على أن الذين تولوا في غزوة أحد من المسلمين استزلهم الشيطان نتيجة بعض ذنوبهم السابقة‪.‬‬
‫ِير) (آية ‪ .)165‬أي كان‬ ‫ِن ِعن ِد أَ ْن ُف ِس ُك ْم إِ َّن اللَهّ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬ ‫ص ْب ُتم ِّم ْثلَ ْي َها ُقلْ ُت ْم أََّنى َهـ َذا ُق ْل ُه َو م ْ‬ ‫صي َب ٌة َق ْد أَ َ‬ ‫صا َب ْت ُكم ُّم ِ‬ ‫‪ ( .3‬أَ َولَ َّما أَ َ‬
‫المسلمون قد انتصروا أول االمر على الكفار ثم نتيجة حب الشهوات عصوا الرسول ‪ ‬لذا فان ما أصابهم هو من عند أنفسهم‬
‫ومن معاصيهم‪.‬‬
‫ثم تتحدث السورة عن‪ :‬عوامل الثبات‪:‬‬
‫اب) آية ‪ ،8‬واآليات في آخر‬ ‫نت الْ َو َّه ُ‬ ‫ُنك َر ْح َم ًة إِنَّ َك أَ َ‬ ‫ال تُ ِز ْغ ُقلُو َبنَا َب ْع َد إِ ْذ َه َد ْي َتنَا َو َه ْب لَنَا مِن لَّد َ‬ ‫(ربَّنَا َ‬ ‫‪ .1‬اللجوء الى اهلل تعالى‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ان أ ْن آ ِمنوا ِب َربِّك ْم‬ ‫َ‬ ‫ِإلي َم ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِين م ْ‬ ‫َّ‬
‫ار فق ْد أخ َز ْي َت ُه َو َما لِلظالِم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫(ربَّنَا إِنَّ َك َمن تُد ِ‬
‫ار * َّربَّنَا إِننَا َس ِم ْعنَا ُمنَا ِديًا يُنَادِي ل ِ‬ ‫نص ٍ‬ ‫ِن أ َ‬ ‫ْخ ِل الن َ‬ ‫السورة َ‬
‫ال تُ ْخ ِزنَا َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة إِنَّ َك َ‬
‫ال‬ ‫ِك َو َ‬ ‫ار * َر َّبنَا َوآ ِتنَا َما َو َعدتَّنَا َعلَى ُر ُسل َ‬ ‫ْر‬
‫َ ِ‬ ‫ب‬ ‫األ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َ َ ََ‬ ‫َا‬‫ن‬ ‫َّ‬
‫ف‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫و‬ ‫َا‬‫ن‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ئ‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ن‬
‫َ َ ْ َ َ ِّ‬‫ع‬ ‫ر‬ ‫ِّ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫و‬ ‫َا‬‫ن‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫ذ‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ِر‬
‫ْ‬ ‫ف‬ ‫اغ‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َفآ َمنَّا َر َّبنَا‬
‫ْ‬
‫ان َر ِّب إِنِّي َن َذ ْر ُت لَ َك َما فِي َبطنِي ُم َح َّر ًرا‬ ‫َ‬
‫ِف الْمِي َعادَ)(‪ )192،193،194‬وكذلك دعاء زوجة عمران (إِ ْذ َقالَ ِت ا ْم َرأ ُة ِع ْم َر َ‬ ‫تُ ْخل ُ‬
‫ال َر ِّب َه ْب لِي مِن لَّ ُد ْن َك ُذ ِّريَّةً‬ ‫َعا َز َك ِريَّا َربَّ ُه َق َ‬ ‫ِك د َ‬ ‫السمِي ُع ال َعلِي ُم) آية ‪ 35‬وكذلك دعوة سيدنا زكريا ( ُهنَال َ‬ ‫ْ‬ ‫نت َّ‬ ‫َ‬
‫َّل مِنِّي إِنَّ َك أ َ‬ ‫َف َت َقب ْ‬
‫ُّعاء)آية ‪ 38‬وسورة آل عمران هي أكثر السور التي ورد فيها دعاء ألننا إذا اردنا الثبات على المنهج علينا‬ ‫َطيِّ َب ًة إِنَّ َك َسمِي ُع الد َ‬
‫بأمس الحاجة إلى عون اهلل تعالى للثبات‪.‬‬ ‫أن ندعو اهلل تعالى ونلجأ إليه حتى يعيننا على الثبات ألننا ّ‬
‫ُول َح َس ٍن َوأَن َب َت َها َن َبا ًتا َح َس ًنا َو َك َّفلَ َها َز َك ِريَّا ُكلَّ َما‬ ‫ب‬
‫َ َ ِ ٍ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ُّ‬ ‫ر‬ ‫ّلها‬ ‫ب‬ ‫(فتق‬ ‫وعبادتها‪:‬‬ ‫‪ .2‬العبادة‪ :‬وهذه السورة مليئة بنماذج ُعبّاد‪ .‬السيدة مريم‬
‫ال َيا َم ْر َي ُم أنَّى لَ ِك َهـ َذا َقالَ ْت ُه َو م ْ‬ ‫َ‬ ‫َها ِر ْزقًا َق َ‬ ‫َخ َل َعلَ ْي َها َز َك ِريَّا الْم ْ‬
‫إن اللَهّ َي ْر ُز ُق َمن َي َشاء ِب َغي ِ‬
‫ْر‬ ‫ِن ِعن ِد اللِهّ َّ‬ ‫اب َو َج َد ِعند َ‬ ‫ِح َر َ‬ ‫دَ‬
‫ص ِّدقا ِب َكلِ َم ٍة ِّم َن اللِهّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫اب أ َّن اللَهّ يُ َبش ُرك ِب َي ْح َيـى ُم َ‬ ‫َ‬ ‫ِح َر ِ‬ ‫ْ‬
‫ُصلي فِي الم ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اب) آية ‪ ، 37‬وسيدنا زكريا ( َفنَا َد ْت ُه ال َمآل ِئ َكة َو ُه َو قا ِئ ٌم ي َ‬ ‫ِح َس ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِر لنَا ذنو َبنَا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ان أ ْن آ ِمنوا ِب َربِّك ْم فآ َمنا َربَّنَا فاغف ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِإلي َم ِ‬ ‫َّ‬ ‫ورا َو َن ِبيًّا ِّم َن َّ‬
‫(ربَّنَا إِننَا َس ِم ْعنَا ُمنَا ِديًا يُنَادِي ل ِ‬ ‫ين) آية ‪َّ ، 39‬‬ ‫ِح َ‬ ‫الصال ِ‬ ‫ص ً‬ ‫َو َسيِّدًا َو َح ُ‬
‫ار) آية ‪.193‬‬ ‫َ ِ‬ ‫ْر‬ ‫ب‬‫األ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َ َ ََ‬ ‫َا‬‫ن‬ ‫َّ‬
‫ف‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫و‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ئ‬‫َ‬ ‫َو َك ِّف ْر َعنَّا َ ِّ‬
‫ي‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ون‬
‫ْر َو َيأ ُم ُر َ‬ ‫ون إِلَى الْ َخي ِ‬ ‫ْع َ‬ ‫(ولْ َت ُكن ِّمن ُك ْم أ َّم ٌة َيد ُ‬ ‫‪ .3‬الدعوة إلى اهلل‪ :‬ألنه لما يدعو أحدنا غيره إلى اهلل تعالى فهذا يعين على الثبات‪َ .‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ون) آية ‪ ،104‬و( ُكنتُ ْم َخي َ ُ‬ ‫ِك ُه ُم الْ ُم ْفل ُ‬ ‫وف َو َي ْن َه ْو َن َع ِن الْ ُمن َك ِر َوأُ ْولَـئ َ‬ ‫ِبالْ َم ْع ُر ِ‬
‫وف َو َت ْن َه ْو َن‬ ‫ون ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫اس َتأ ُم ُر َ‬ ‫ْر أ َّم ٍة أ ْخ ِر َج ْت لِلنَّ ِ‬ ‫ِح َ‬
‫ون) آية ‪110‬‬ ‫اس ُق َ‬ ‫ون َوأَ ْك َث ُر ُه ُم الْ َف ِ‬ ‫ْرا لَّ ُهم ِّم ْن ُه ُم الْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬ ‫ان َخي ً‬ ‫اب لَ َك َ‬ ‫ون ِباللِهّ َولَ ْو آ َم َن أَ ْه ُل الْ ِك َت ِ‬ ‫َع ِن الْ ُمن َك ِر َوتُ ْؤ ِمنُ َ‬
‫ون فِي َخلْ ِق‬ ‫ون اللَهّ ِق َيا ًما َو ُق ُعودًا َو َعلَ َى ُجنُو ِب ِه ْم َو َي َت َف َّك ُر َ‬ ‫ِين َي ْذ ُك ُر َ‬ ‫‪ .4‬وضوح الهدف‪ :‬يجب أن يكون الهدف واضحًا في الحياة‪( .‬الَّذ َ‬
‫َك َف ِقنَا َع َذ َ‬ ‫ْحان َ‬ ‫اط ً‬ ‫ض َربَّنَا َما َخلَ ْق َت َهذا َب ِ‬ ‫ات َو َ‬
‫ار) آية ‪191‬‬ ‫اب النَّ ِ‬ ‫ال ُسب َ‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫َّ‬
‫ال َت َف َّر ُقواْ‬ ‫ْل اللِهّ َجمِي ًعا َو َ‬ ‫ْ‬
‫ص ُموا ِب َحب ِ‬ ‫اع َت ِ‬
‫‪ .5‬األخ ّوة‪ :‬تركيز على األخ ّوة في الدين بشكل شديد ألنها من أهم ما يُعين على الثبات‪َ ( .‬و ْ‬
‫ار َفأَن َق َذ ُكم ِّم ْن َها َك َذل َ‬
‫ِك‬ ‫‪3‬ه إِ ْخ َوا ًنا َو ُكنتُ ْم َعلَ َى َش َفا ُح ْف َر ٍة ِّم َن النَّ ِ‬ ‫ص َب ْحتُم ِبن ِْع َم ِت ِ‬ ‫ْن ُقلُو ِب ُك ْم َفأَ ْ‬ ‫ف َبي َ‬ ‫َو ْاذ ُك ُرواْ ِن ْع َم َة اللِهّ َعلَ ْي ُك ْم إِ ْذ ُكنتُ ْم أَ ْعدَاء َفأَلَّ َ‬
‫ِك لَ ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫اب‬ ‫َات َوأُ ْولَـئ َ‬ ‫اخ َتلَ ُفواْ مِن َب ْع ِد َما َجاء ُه ُم الْ َبيِّن ُ‬ ‫ِين َت َف َّر ُقواْ َو ْ‬ ‫ال َت ُكونُواْ َكالَّذ َ‬ ‫ُون) آية ‪ ،103‬و( َو َ‬ ‫ِّن اللُهّ لَ ُك ْم آ َيا ِت ِه لَ َعلَّ ُك ْم َت ْه َتد َ‬ ‫يُ َبي ُ‬
‫َع ِظي ٌم) آية ‪.105‬‬
‫النصف األول من سورة آل عمران يدعو للثبات فكريًا ‪ ‬ويتمثل في مناقشة راقية للرسول ‪ ‬مع أهل الكتاب ليعرض معهم أين الحق‪ .‬وقد أقام وفد‬
‫نجران في مسجد الرسول ‪ ‬وناقشهم فيه أيضًا‪ .‬وعلينا ان نتخذ هذه التعاليم لمحاورة الذين اختلفوا معنا في المعتقد ونقتدي بالرسول ‪‬‬
‫كيف تثبّت سورة آل عمران المؤمنين؟‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِس ِط ال إِلـ َه إِال ُه َو ال َع ِزيز ال َحكِي ُم *‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪       o‬تقوية عقيدة المسلمين قبل النقاش‪( .‬ش ِه َد اللُهّ أنَّ ُه ال إِلـ َه إِال ُه َو َوال َمال ِئكة َوأ ْولوا العِل ِم قآ ِئ َمًا ِبالق ْ‬ ‫َ‬
‫اب‬ ‫ْ‬
‫ات اللِهّ فإِن اللِهّ َس ِري ُع ال ِح َس ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ال مِن َب ْع ِد َما َجاء ُه ُم الْعِلْ ُم َب ْغيًا َب ْي َن ُه ْم َو َمن َيكف ْر ِبآ َي ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫اب إِ َّ‬ ‫ِين أُ ْوتُواْ الْ ِك َت َ‬ ‫ف الَّذ َ‬ ‫اخ َتلَ َ‬‫ال ُم َو َما ْ‬ ‫اإل ْس َ‬ ‫ِّين ِعن َد اللِهّ ِ‬ ‫إِ َّن الد َ‬
‫ْك‬ ‫اه َتدَواْ َّوإِن َت َولَّ ْواْ َفِإنَّ َما َعلَي َ‬ ‫ِّين أَأَ ْسلَ ْمتُ ْم َفِإ ْن أَ ْسلَ ُمواْ َف َق ِد ْ‬ ‫ُ‬
‫اب َواأل ِّمي َ‬ ‫ِين أ ْوتُواْ الْ ِك َت َ‬‫ُ‬ ‫وك َف ُق ْل أَ ْسلَ ْم ُت َو ْج ِه َي لِلِهّ َو َم ِن اتَّ َب َع ِن َو ُقل لِّلَّذ َ‬ ‫آج َ‬ ‫إن َح ُّ‬ ‫* َف ْ‬
‫ض‬ ‫َ‬
‫ات َواأل ْر ِ‬ ‫او ِ‬ ‫الس َم َ‬ ‫ون َولَ ُه أ ْسلَ َم َمن فِي َّ‬ ‫َ‬ ‫ِين اللِهّ َي ْب ُغ َ‬ ‫ْر د ِ‬ ‫َ‬
‫ير ِبال ِع َبادِ) (اآليات ‪ )20 – 18‬واآليات (‪( )87 –85 –83‬أ َف َغي َ‬ ‫ْ‬ ‫صٌ‬ ‫ال ُغ َواللُهّ َب ِ‬ ‫الْ َب َ‬
‫ين)‪.‬‬ ‫اس ِر َ‬ ‫ِن الْ َخ ِ‬ ‫اآلخ َر ِة م َ‬ ‫ال ِم دِي ًنا َفلَن يُ ْق َب َل ِم ْن ُه َو ُه َو فِي ِ‬ ‫اإل ْس َ‬‫ْر ِ‬ ‫ون * َو َمن َي ْب َت ِغ َغي َ‬ ‫ُر َج ُع َ‬ ‫َط ْو ًعا َو َك ْر ًها َوإِلَ ْي ِه ي ْ‬
‫ال اللَهّ‬ ‫‪3‬د إِ َّ‬‫َع ُب َ‬
‫ال ن ْ‬ ‫اب َت َعالَ ْواْ إِلَى َكلَ َم ٍة َس َواء َب ْي َننَا َو َب ْي َن ُك ْم أَ َّ‬ ‫‪       o‬إيجاد نقاط اتفاق بين المسلمين وأهل الكتاب (اآلية ‪ 64‬و‪ُ ( )84‬ق ْل َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫نز َل َعلَ ْينَا َو َما‬ ‫ون) ( ُقل آ َمنَّا ِباللِهّ َو َما أ ِ‬ ‫ْ‬ ‫اش َهدُواْ ِبأنَّا ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫ُون اللِهّ َفِإن َت َولَّ ْواْ َف ُقولُواْ ْ‬ ‫ضنَا َب ْعضًا أَ ْر َبابًا ِّمن د ِ‬ ‫ال َيتَّ ِخ َذ َب ْع ُ‬ ‫ال نُ ْش ِر َك ِب ِه َش ْي ًئا َو َ‬ ‫َو َ‬
‫َ‬
‫َح ُن ل ُه‬ ‫ْن أ َح ٍد ِّم ْن ُه ْم َون ْ‬ ‫َ‬ ‫ال نُ َف ِّر ُق َبي َ‬‫ُّون مِن َّربِّ ِه ْم َ‬ ‫يسى َوالنَّ ِبي َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اعيل َوإِ ْس َح َق َو َي ْعق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اط َو َما أوت َ‬ ‫وب َواأل ْس َب ِ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬ ‫ْر ِ‬‫نزل َعلى إِب َ‬ ‫أ ِ‬
‫ون)‪.‬‬ ‫ُم ْسلِ ُم َ‬
‫‪       o‬الحجج والبراهين وسيلة القرآن للتثبيت‪ :‬من أسس الحوار والمناقشة بعد ما سبق أن نقيم األدلة العقلية والمنطقية إلقناع من‬
‫اهي َم َو َما‬ ‫ْر ِ‬ ‫ون فِي إِب َ‬ ‫آج َ‬ ‫اب لِ َم تُ َح ُّ‬ ‫ون) آية ‪َ ( ،59‬يا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬ ‫ال لَ ُه ُكن َف َي ُك ُ‬ ‫اب ث َِّم َق َ‬ ‫يسى ِعن َد اللِهّ َك َم َث ِل آ َد َم َخلََق ُه مِن تُ َر ٍ‬ ‫نحاورهم‪( .‬إِ َّن َم َث َل ِع َ‬
‫ْس لَ ُكم ِب ِه ِعلْ ٌم َواللُهّ‬ ‫ون فِي َما لَي َ‬ ‫اج ْجتُ ْم فِي َما لَ ُكم ِب ِه ِعل ٌم َفلِ َم تُ َح ُّ‬ ‫(هاأَنتُ ْم َهؤُالء َح َ‬ ‫ال َت ْعقِلُ َ‬ ‫ال مِن َب ْع ِد ِه أَ َف َ‬ ‫يل إِ َّ‬ ‫اإلنج ُ‬ ‫نزلَ ِت التَّ َ‬ ‫ُ‬
‫آج َ‬ ‫ون) آية ‪َ ،65‬‬ ‫ورا ُة َو ِ‬ ‫أ ِ‬
‫ُون اللِهّ َولَـكِن‬ ‫اس ُكونُواْ ِع َبادًا لِّي مِن د ِ‬ ‫ول لِلنَّ ِ‬ ‫ُو َة ثُ َّم َي ُق َ‬ ‫اب َوالْ ُح ْك َم َوالنُّب َّ‬ ‫ُؤ ِت َي ُه اللُهّ الْ ِك َت َ‬ ‫ان لَِب َش ٍر أَن ي ْ‬ ‫ون) آية ‪َ ( ،66‬ما َك َ‬ ‫ال َت ْعلَ ُم َ‬ ‫َي ْعلَ ُم َوأَنتُ ْم َ‬
‫ون)آية ‪.79‬‬ ‫ْر ُس َ‬ ‫اب َو ِب َما ُكنتُ ْم َتد ُ‬ ‫ْ‬
‫ون ال ِك َت َ‬ ‫ِّ‬
‫ِّين ِب َما ُكنتُ ْم تُ َعل ُم َ‬ ‫ُكونُواْ َربَّانِي َ‬
‫اط ِل‬ ‫ون الْ َح َّق ِبالْ َب ِ‬ ‫اب لِ َم َتلْ ِب ُس َ‬ ‫ُون * َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬ ‫ات اللِهّ َوأَنتُ ْم َت ْش َهد َ‬ ‫ون ِبآ َي ِ‬ ‫اب لِ َم َت ْك ُف ُر َ‬ ‫‪       o‬تحذير أهل الكتاب من التكذيب ( َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ْك إِ َّ‬
‫ال‬ ‫َد ِه إِلَي َ‬ ‫ال يُؤ ِّ‬ ‫َار َّ‬ ‫ْك َو ِم ْن ُهم َّم ْن إِن َتأ َم ْن ُه ِبدِين ٍ‬ ‫َد ِه إِلَي َ‬‫ار ُيؤ ِّ‬ ‫اب َم ْن إِن َتأ َم ْن ُه ِبق َ‬
‫ِنط ٍ‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬ ‫ون) آية ‪َ ( ، 71-70‬وم ْ‬ ‫ون الْ َح َّق َوأَنتُ ْم َت ْعلَ ُم َ‬ ‫َو َت ْكتُ ُم َ‬
‫ون)آية ‪.75‬‬ ‫ِب َو ُه ْم َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ْ‬
‫ون َعلَى اللِهّ ال َكذ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِّين َسِبيل َو َي ُقول َ‬ ‫ُ‬
‫ْس َعلَ ْينَا فِي األ ِّمي َ‬ ‫ُ‬
‫ِك ِبأنَّ ُه ْم َقالواْ لَي َ‬ ‫َ‬ ‫ُم َت َعلَ ْي ِه َقآ ِئ ًما َذل َ‬ ‫َما د ْ‬
‫ِساء ُك ْم َوأَن ُف َسنَا وأَن ُف َس ُك ْم ثُ َّم َن ْب َت ِهلْ‬ ‫ِساءنَا َون َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْع أ ْبنَاءنَا َوأ ْبنَاءك ْم َون َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِن العِل ِم فقل َت َعال ْوا َند ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫آجك فِي ِه مِن َب ْع ِد َما َجاءك م َ‬ ‫َ‬ ‫‪( 3‬ف َم ْن َح َّ‬ ‫َ‬ ‫‪       o‬التحدّي الشديد‪:‬‬
‫‪ 3‬آية ‪61‬‬ ‫ين)‬ ‫ِ َ‬ ‫ب‬ ‫ذ‬‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ى‬ ‫َة اللِهّ َعلَ‬ ‫َج َعل لَّ ْعن ُ‬
‫َفن ْ‬
‫ْ‬ ‫اب َم ْن إِن َت ْأ َم ْن ُه ِبق َ‬
‫ال َما ُد ْم َت‬ ‫ْك إِ َّ‬ ‫َد ِه إِلَي َ‬
‫ال يُؤ ِّ‬ ‫َار َّ‬
‫ْك َو ِم ْن ُهم َّم ْن إِن َتأ َم ْن ُه ِبدِين ٍ‬ ‫َد ِه إِلَي َ‬ ‫ار يُؤ ِّ‬‫ِنط ٍ‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬ ‫‪       o‬العدل في النظرة الى أهل الكتاب ( َوم ْ‬
‫اب أُ َّمةٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْسوا َس َواء ِّم ْن أ ْه ِل ال ِكت ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ون)آية ‪( ،75‬لي ُ‬ ‫َ‬
‫ِب َو ُه ْم َي ْعل ُم َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ون َعلى اللِهّ الكذ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِّين َس ِبيل َو َيقول َ‬‫ٌ‬ ‫األ ِّمي َ‬‫ْس َعلَ ْينَا فِي ُ‬ ‫ِك ِبأَنَّ ُه ْم َقالُواْ لَي َ‬‫َعلَ ْي ِه َقآ ِئ ًما َذل َ‬
‫ُون) آية ‪.113‬‬ ‫ْل َو ُه ْم َي ْس ُجد َ‬ ‫ات اللِهّ آنَاء اللَّي ِ‬ ‫ون آ َي ِ‬ ‫َقآ ِئ َم ٌة َي ْتلُ َ‬
‫ِين) آية ‪،33‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ان َعلى ال َعالم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اهي َم َوآل ِع ْم َر َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫َ‬
‫وحا َوآل إِب َ‬ ‫اصط َفى آ َد َم َونُ ً‬ ‫َ‬ ‫‪       o‬الثناء على األنبياء الذين أرسلوا الى اليهود والنصارى (إِ َّن اللَهّ ْ‬ ‫ُ‬
‫ِين) آية ‪.42‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِساء ال َعالم َ‬ ‫اك َعلَى ن َ‬ ‫اص َط َف ِ‬ ‫اك َو َط َّه َر ِك َو ْ‬ ‫اص َط َف ِ‬ ‫ال ِئ َك ُة َيا َم ْر َي ُم إِ َّن اللَهّ ْ‬ ‫( َوإِ ْذ َقالَ ِت الْ َم َ‬
‫َة َت ُس ْؤ ُه ْم َوإِن‬ ‫بعد كل هذه البراهين يثبت المؤمن فكريًا‪ .‬ونالحظ أن القسم األول من السورة اختتمت اآليات بآية تتكلم عن الثبات (إِن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ‬
‫يط) آية ‪ .120‬واختتمت آيات القسم الثاني بآية تتكلم عن‬ ‫ون ُم ِح ٌ‬ ‫ض ُّر ُك ْم َك ْي ُد ُه ْم َش ْي ًئا إِ َّن اللَهّ ِب َما َي ْع َملُ َ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫ص ِب ُرواْ َو َتتَّ ُقواْ َ‬ ‫ص ْب ُك ْم َسيِّ َئ ٌة َي ْف َر ُحواْ ِب َها َوإِن َت ْ‬ ‫تُ ِ‬
‫ون) آية ‪200‬‬ ‫ِح َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫صا ِب ُروا َو َرا ِبطوا َواتقوا اللَهّ ل َعلك ْم تفل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اص ِب ُروا َو َ‬ ‫ْ‬
‫ِين آ َمنوا ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الثبات أيضًا (يا أيُّ َها الذ َ‬
‫جراء عصيانهم ألوامر الرسول ‪‬‬ ‫النصف الثاني من السورة‪ :‬يتحدث هذا القسم عن غزوة أحد ألنها تركت في نفوس المسلمين أثرًا شديدا من ّ‬
‫َو َت‬ ‫(وإِ ْذ َغد ْ‬ ‫ال يذكر اهلل تعالى فضله على المسلمين َ‬ ‫ونالحظ تسلسل قصة غزوة أحد وتثبيت المسلمين تأتي على سياق غاية في الحكمة سبحانه‪ ،‬أو ً‬
‫َص َر ُك ُم‬ ‫ون * َولََق ْد ن َ‬ ‫ال َواللُهّ َولِيُّ ُه َما َو َعلَى اللِهّ َفلْ َي َت َو َّك ِل الْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬ ‫ان مِن ُك ْم أَن َت ْف َش َ‬ ‫ال َواللُهّ َسمِي ٌع َعلِي ٌم * إِ ْذ َه َّمت َّطآ ِئ َف َت ِ‬ ‫اع َد لِلْ ِق َت ِ‬ ‫ِك تُ َب ِّوى ُء الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ِين َم َق ِ‬
‫‪3‬‬ ‫ِن أَ ْهل َ‬
‫مْ‬
‫ِين) (اآليات من ‪– 121‬‬ ‫نزل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ف ِّم َن ال َمآل ِئك ِة ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِدك ْم َربُّكم ِبثالث ِة آال ٍ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِين ألن َيكفِيك ْم أن يُم َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ون * إِذ تقول لِل ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ْر َوأنت ْم أذِلة فاتقوا اللَهّ ل َعلك ْم تشك ُر َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اللُهّ ِب َبد ٍ‬
‫َاز ْعتُ ْم‬‫ص َد َق ُك ُم اللُهّ َو ْع َد ُه إِ ْذ َت ُح ُّسو َن ُهم ِب ِإ ْذ ِن ِه َحتَّى إِ َذا َف ِشلْتُ ْم َو َتن َ‬ ‫َ‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫‪ ‬‬ ‫رقيقًا‬ ‫لومًا‬ ‫المخالفين‬ ‫يلوم‬ ‫ثم‬ ‫عنهم‬ ‫فيخفف‬ ‫المعنوية‬ ‫روحهم‬ ‫من‬ ‫يرفع‬ ‫ثم‬ ‫‪)124‬‬
‫ُ‬
‫ص َر َف ُك ْم َع ْن ُه ْم لَِي ْب َتلَِي ُك ْم َولَ َق ْد َع َفا َعن ُك ْم َواللُهّ ذو َف ْ‬ ‫اآلخ َر َة ثُ َّم َ‬ ‫َ‬ ‫فِي َ‬
‫ض ٍل‬ ‫ُري ُد ِ‬ ‫الد ْن َيا َومِن ُكم َّمن ي ِ‬ ‫ُري ُد ُّ‬‫ُّون مِن ُكم َّمن ي ِ‬ ‫ص ْيتُم ِّمن َب ْع ِد َما أ َرا ُكم َّما تُ ِحب َ‬ ‫األ ْم ِر َو َع َ‬
‫اسا َي ْغ َشى َطآ ِئ َف ًة ِّمن ُك ْم َو َطآ ِئ َف ٌة َق ْد أَ َه َّم ْت ُه ْم أَن ُف ُس ُه ْم‬ ‫َم أَ َمن ً‬
‫َة نُّ َع ً‬ ‫نز َل َعلَ ْي ُكم ِّمن َب ْع ِد الْغ ِّ‬ ‫ِين) (آية ‪ )152‬ثم يرفع روحهم المعنوية مرة أخرى (ثُ َّم أَ َ‬ ‫َعلَى الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ان لَنَا م َ‬
‫ِن‬ ‫ون لَ ْو َك َ‬ ‫ُون لَ َك َي ُقولُ َ‬ ‫ال يُ ْبد َ‬ ‫ون فِي أَن ُف ِس ِهم َّما َ‬ ‫ُخ ُف َ‬ ‫األ ْم َر ُكلَّ ُه لِلَّ ِه ي ْ‬ ‫األ ْم ِر مِن َش ْي ٍء ُق ْل إِ َّن َ‬ ‫ِن َ‬ ‫ون َهل لَّنَا م َ‬ ‫اهلِيَّ ِة َي ُقولُ َ‬ ‫ْر الْ َح ِّق َظ َّن الْ َج ِ‬ ‫ون ِباللِهّ َغي َ‬ ‫َي ُظنُّ َ‬
‫ص َما فِي ُقلُو ِب ُك ْم‬ ‫ُور ُك ْم َولُِي َم َّح َ‬ ‫ِه ْم َولَِي ْب َتل َ‬ ‫ْه ُم الْ َق ْت ُل إِلَى َم َ‬ ‫ِب َعلَي ِ‬ ‫األ ْم ِر َش ْي ٌء َّما ُقتِلْنَا َها ُهنَا ُقل لَّ ْو ُكنتُ ْم فِي ُبيُو ِت ُك ْم لََب َر َز الَّذ َ‬
‫ِين ُكت َ‬ ‫َ‬
‫صد ِ‬ ‫ِي اللُهّ َما فِي ُ‬ ‫اجع ِ‬‫ض ِ‬
‫ُور) (آية ‪ )154‬ثم يذكر أسباب الهزيمة والمعصية (اآلية ‪ .)152‬مرتبط ببدايات السورة في قوله تعالى (زين للناس حب‬ ‫الصد ِ‬ ‫ات ُّ‬ ‫َواللُهّ َعلِي ٌم ِب َذ ِ‬
‫ِين‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الشهوات) وهذه الشهوات هي التي تدفع للمعصية وكذلك الربا تؤدي الى الخالفات ولهذا وردت آية الربا في سورة آل عمران أيضًا ( َيا أيُّ َها الذ َ‬
‫ون) آية ‪.130‬‬ ‫ِح َ‬ ‫اع َف ًة َواتَّ ُقواْ اللَهّ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ‬‫ض َ‬ ‫ض َعا ًفا ُّم َ‬ ‫ال َت ْأ ُكلُواْ ِّ‬
‫الر َبا أَ ْ‬ ‫آ َمنُواْ َ‬
‫أما تسمية السورة بـ (آل عمران) فهي إكرام لزوجة عمران والسيدة مريم ابنة عمران فالسيدة مريم عليها السالم كانت رمزًا للثبات في العبادة‬
‫(ر ِّب إِنِّي َن َذ ْر ُت لَ َك َما فِي َب ْطنِي ُم َح َّر ًرا) وحينها كان المسجد األقصى مأخوذًا من‬ ‫والع ّفة وزوجة عمران كانت رمزًا للثبات بنصرة اإلسالم َ‬
‫‪ 3‬فنذرت ما في بطنها لخدمة المسجد األقصى ووضعتها أنثى وتقبلها اهلل تعالى منها‪ .‬وكذلك سورة آل عمران فيها نظرة عالية للمرأة بذكر‬ ‫المؤمنين‬
‫زوجة عمران ومريم عليها السالم التي رفعت من الروح المعنوية لدى سيدنا زكريا ‪ ‬فدعا ربه أن يهب له ذرية صالحة‪ .‬وفي هذا إشارة أن رمز‬
‫الثبوت هم النساء ولذا جاء ترتيب سورة النساء مباشرة بعد سورة آل عمران‪ .‬هذا واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪ 3‬للسورة أي سورة تكثر فيها كلمات معينة مثل كلمة اهلل في سورة البقرة وكلمة الرب في سورة آل عمران والرحمن‬ ‫ملحوظة‪:‬هناك سمة تعبيرية‬
‫والرحمة في سورة مريم أكثر سورة في القرآن تردد فيها الرحمة والرحمن‪.‬‬

‫***من اللمسات البيانية فى سورة آل عمران***‬


‫آية (‪:)3‬‬
‫*ما الفرق بين داللة كلمة الكتاب والقرآن؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫من ناحية اللغة كلمة قرآن هي في األصل في اللغة مصدر الفعل قرأ مثل غفران وعدوان‪ .‬ثم استعملت َعلَمًا للكتاب الذي أُنزل على الرسول ‪‬‬
‫(القرآن)‪.‬‬
‫أما الكتاب فهي من الكتابة وأحيانًا يسمى كتابًا ألن الكتاب متعلق بالخط‪ ،‬وأحيانًا يطلق عليه الكتاب وإن لم ي ّ‬
‫ُخط (أنزل الكتاب) لم ي ّ‬
‫ُنزل مكتوبًا وإنما‬
‫ينزل على رسول اهلل ‪.‬‬ ‫أُنزل مقروءًا ولكنه كان مكتوبًا في اللوح المحفوظ قبل أن ّ‬
‫‪ 3‬ذكر القرآن أو قد ال تذكر‬
‫أما من ناحية اإلستعمال فيالحظ أنه يستعمل عندما يبدأ بالكتاب يكون يتردد في السورة ذكر الكتاب أكثر بكثير مما يتردد‬
‫كلمة القرآن مطلقًا في السورة‪ .‬أما عندما يبدأ بالقرآن يتردد في السورة ذكر كلمة القرآن أكثر الكتاب أو قد ال يرد ذكر الكتاب مطلقًا في السورة وإذا‬
‫‪ 3‬في السورة بشكل متساو تقريبًا ونأخذ بعض األمثلة‪:‬‬ ‫اجتمع القرآن والكتاب فيكونان يترددان‬
‫يل {‪ )}3‬وورد الكتاب ‪ 33‬مرة في‬ ‫نج َ‬‫اإل‬ ‫و‬
‫َْ َ ِ ِ‬‫َ‬
‫ة‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫الت‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫نز‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬‫د‬‫ي‬ ‫ْن‬
‫ي‬
‫َ َ َ ََْ َ‬‫ب‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ِّ‬
‫ل‬ ‫ِّقًا‬
‫د‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ِّ‬
‫ق‬ ‫ح‬
‫َ ِ َ ُ َ‬‫ْ‬
‫ال‬ ‫ب‬ ‫اب‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ْك‬‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َّ‬
‫َز‬ ‫ن‬‫(‬ ‫بالكتاب‬ ‫في سورة آل عمران بدأ السورة‬
‫السورة ولم ترد كلمة القرآن وال مرة في السورة كلها‪.‬‬
‫*من برنامج (ورتل القرآن ترتيالً)‪:‬‬
‫(نزل) لما ذكر القرآن و(أنزل) لما ذكر التوراة واالنجيل‪ ،‬أال يشعرك ذلك بمعنى جليل‬ ‫لقد عبّر السياق القرآني عن نزول الكتب السماوية بالفعلين‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫يريد اهلل تعالى أن يقذفه في قلبك في هذا التغاير بين الفعلين؟ نعم‪ ،‬عندما استخدم اهلل تعالى فعل (نزل) بالتضعيف أشعرك هذا التضعيف بالقوة‬
‫والشدة زيادة عن الفعل أنزل وهذه الشدة تؤذن بقوة نزول القرآن في كيفيته وك ّميته وذلك تعظيمًا لقدر القرآن وشأنه‪.‬‬
‫صدِّقًا لِّ َما َبي َ‬
‫ْن َي َد ْي ِه (‪ )3‬آل عمران) انظر إلى هذا التعبير وما يضفيه من تعظيم لقدر القرآن فقوله تعالى (بين يديه) فيه استعارة لفظية فكأنه جعل‬ ‫( ُم َ‬
‫القرآن أمام الكتب السابقة جميعها وجعلها في شرفه وضيافته أال تجد نفسك تقول إذا أردت تعظيم شخص ما "جلس الناس بين يدي فالن"؟‬
‫آية (‪:)6‬‬
‫*في اجتهاد من إحدى المشاهدات في التأمل في اآليات في سورة آل عم‪HH‬ران ال‪HH‬تي تختم بـ (العزيز‪ H‬الحكيم) وج‪HH‬دت أن الس‪HH‬ياق‬
‫يكون للمستقبل فهل هذا صحيح؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫تأملها كان في مكانه في سورة آل عمران لكن هذا الكالم ال يكون عامًا في كل كالم اهلل سبحانه وتعالى ‪ ‬وإنما الذي وجدناه أنه قد يكون للمستقبل‬
‫يز الْ َحكِي ُم (‪)6‬‬ ‫ْف َي َشا ُء لَا إِلَ َه إِلَّا ُه َو الْ َع ِز ُ‬ ‫ام َكي َ‬ ‫َْ‬ ‫وقد يكون لألمر الثابت حينما يكون وصفًا هلل سبحانه وتعالى كهذه اآلية‪ُ ( :‬ه َو الَّذِي ي َ ُ‬
‫ُص ِّو ُرك ْم فِي الأ ْر َح ِ‬
‫ال وإنما هو دائم ثابت‪.‬‬‫آل عمران) تصوير اهلل عز وجل للناس في األرحام ليس مستقب ً‬
‫في سورة البقرة ست آيات كلها للمستقبل (اآليات‪ ،)260-240-228-220-209-129 :‬في آل عمران أربع آيات كلها للدائم ( اآليات‪-6 :‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(ش ِه َد اللَّ ُه أَنَّ ُه لَا إِلَ َه إِلَّا ُه َو َوالْ َملَا ِئ َك ُة َوأولو‬
‫‪ ،)126-62-18‬في النساء (اآليات ‪ )165-158-56‬آية واحدة للمعنى الثابت كهذه اآلية في آل عمران َ‬
‫يز الْ َحكِي ُم (‪ .)18‬العزيز الحكيم قيامه بالقسط هو ليس للمستقبل وإنما هو ثابت دائم‪ .‬في المائدة مرة للمستقبل‬ ‫ِس ِط لَا إِلَ َه إِلَّا ُه َو الْ َع ِز ُ‬
‫الْعِلْ ِم َقا ِئ ًما ِبالْق ْ‬
‫ومرة حكم عام (اآليات‪ ،)118-38 :‬األنفال في أربعة مواضع للدوام (اآليات‪  )67-63-49-10 :‬وفي التوبة موضعين للمستقبل والدوام‬
‫(اآليات‪ ،)71-40 :‬إبراهيم اآلية ‪ ،4‬النحل آية ‪ ،60‬النمل اآلية ‪ ،9‬العنكبوت اآلية ‪ 26‬و ‪ ،42‬الروم ‪ ،27‬لقان ‪ 9‬و ‪ ،27‬سبأ ‪ ،27‬فاطر ‪ ،2‬الزمر‬
‫‪ ،1‬غافر ‪ ،8‬الشورى ‪ ،3‬الجاثية ‪ 2‬و ‪ ،27‬األحقاف ‪ ،2‬الفتح ‪ 7‬و ‪ ،19‬الحديد ‪ ،1‬الحشر ‪ 1‬و ‪ ،24‬الممتحنة ‪ ،5‬الصف ‪ ،1‬الجمعة ‪ 1‬و ‪ ،3‬التغابن‬
‫‪ . ،18‬فحتى يكون الحكم عامًا ينبغي أن نمر بكل اآليات ألن هذا كالم اهلل عز وجل ولذلك ينبغي أن يكون إستقصاء وإحاطة بما في السور‪.‬‬
‫آية (‪:)7‬‬
‫*ما داللة آيات متشابهات في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِين في ُقلُو ِب ِه ْم َز ْي ٌغ َف َيتَّ ِب ُع َ‬
‫ون َما‬ ‫ات َفأَ َّما الَّذ َ‬ ‫اب َوأُ َخ ُر ُم َت َشا ِب َه ٌ‬ ‫ات ه َّ ُ‬
‫ُن أ ُّم الْ ِك َت ِ‬ ‫ات ُّم ْح َك َم ٌ‬ ‫ْك الْ ِك َت َ‬
‫اب ِم ْن ُه آ َي ٌ‬ ‫نز َل َعلَي َ‬ ‫ِي أَ َ‬ ‫قال تعالى في سورة آل عمران ( ُه َو الَّذ َ‬
‫ون آ َمنَّا ب ِه ُك ٌّل ِّم ْن ِعن ِد َربِّنَا َو َما َي َّذ َّك ُر إ َّ ُ‬ ‫َت َشا َب َه ِم ْن ُه ا ْب ِتغَاء الْ ِف ْت َن ِة َوا ْب ِتغَاء َت ْأ ِويلِ ِه َو َما َي ْعلَ ُم َت ْأ ِويلَ ُه إِ َّ‬
‫اب {‪.}7‬‬ ‫ال أ ْولُواْ األلْ َب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون فِي الْعِلْ ِم َي ُقولُ َ‬ ‫اس ُخ َ‬
‫الر ِ‬‫ال اللُهّ َو َّ‬
‫هذه اآليات ال يعلمها إال اهلل تعالى وقد تكون متعلقة باهلل تعالى أو القدر أو أمور أخرى لسنا مكلّفين بها وال نعلمها‪ .‬أما اآليات المحكمات فهي التي‬
‫تكون متعلقة بالبشر فعلينا إتّباع المحكمات واإليمان بالمتشابهات‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫معنى هذا أن ثلثي القرآن فيه متشابه ( َوأُ َخ ُر ُم َت َشا ِب َه ٌ‬
‫ات﴿‪ ﴾7‬آل عمران) وفع ً‬
‫ال األحكام ثلث القرآن التي ال يوجد فيها تشابه‪ ،‬لكن التشابه في هذا‬
‫الكتاب في اآليات المتشابهة‪.‬‬
‫(و َما يَ ْعلَ ُم تَْأ ِويلَهُ ِإاَّل هَّللا ُ َوالرَّا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم يَقُولُونَ‬
‫*إذا كانت الوقفة على كلمة الراسخون في العلم في آية سورة آل عمران َ‬
‫ب (‪  ))7‬فكيف يكون تفسير اآلية؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫َآ َمنَّا بِ ِه ُك ٌّل ِم ْن ِع ْن ِد َربِّنَا َو َما يَ َّذ َّك ُر ِإاَّل ُأولُو اَأْل ْلبَا ِ‬
‫عالمات الوقف ليست توقيفية وإنما من خالل ما كتبه علماء الوقف واإلبتداء ومما أخذ‪ .‬لكن هنا يوجد رواية أنه هناك وقف على كلمة العلم‬
‫(والراسخون في العلم) فاعترض عليهم بعض الصحابة ونُ ِسب إلى إبن عباس أنه قال‪ :‬والراسخون يعلمونه وأنا أعلمه أنا من الراسخين الذين‬
‫ال كما قلت هناك رواية بالوقف على الراسخون في العلم وما ورد به رواية ال يُر ّد لكن نختار ما عليه‬ ‫يعلمونه‪ .‬الكالم في هذه اآلية يستدعي أو ً‬
‫ُ‬ ‫ْك الْ ِك َت َ‬
‫اب ِم ْن ُه آََي ٌ‬
‫ات ُم ْح َك َم ٌ‬
‫ات ُه َّن أ ُّم‬ ‫جمهور المسلمين وما يوافق سياق اآلية‪ .،‬عالمة الوقف في المصحف على كلمة (إال اهلل) ( ُه َو الَّذِي أَ ْن َز َل َعلَي َ‬
‫ون فِي الْعِلْ ِم‬
‫اس ُخ َ‬ ‫ون َما َت َشا َب َه ِم ْن ُه ا ْب ِتغَا َء الْ ِف ْت َن ِة َوا ْب ِتغَا َء َت ْأ ِويلِ ِه َو َما َي ْعلَ ُم َت ْأ ِويلَ ُه إِلَّا اللَّ ُه‪َ   3‬و َّ‬
‫الر ِ‬ ‫ِين فِي ُقلُو ِب ِه ْم َز ْي ٌغ َف َيتَّ ِب ُع َ‬
‫‪3‬‬ ‫اب َوأُ َخ ُر ُم َت َشا ِب َه ٌ‬
‫ات َفأَ َّما الَّذ َ‬ ‫الْ ِك َت ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َي ُقولُ َ‬
‫اب (‪  ))7‬ليس هناك عالمة على كلمة العِلم‪ .‬لكن في الروايات موجود هنا وقف واللجان‬ ‫ِن ِع ْن ِد َربِّنَا َو َما َيذك ُر إِلا أولو الأل َب ِ‬ ‫ون آ َمنَّا ِب ِه كل م ْ‬
‫العلمية إختارت الوقف على لفظة الجاللة‪.‬‬
‫هنا عندنا كلمات‪ :‬محكمات‪ ،‬متشابهات‪ ،‬تأويل ينبغي أن نفسر كل كلمة حتى نصل إلى المرجح في الوقف‪.‬اآلن بصورة أولية الراجح في الوقف هذا‬
‫(والراسخون في العلم يعلمون تأويله) حتى قسم رفض أن تكون الواو هنا عاطفة وإنما قال هي إستئنافية حتى في الوقف‪ :‬يعني وما يعلم تأويله إال‬
‫اهلل ألنه حصر ثم قال إستأنف كالمًا والراسخون في العلم يعلمونه أيضًا ويقولون‪.‬‬
‫ات ه َّ ُ‬
‫اب) هذه اآليات منها تستنبط األحكام‪ :‬الحالل والحرام والمواعظ والنصائح وكل شيء ألن القرآن‬ ‫ُن أ ُّم الْ ِك َت ِ‬ ‫ات ُم ْح َك َم ٌ‬‫حينما يقول تعالى (آََي ٌ‬
‫منهج حياة وكل ما يتعلق بمنهج الحياة يُستنبط من هذه اآليات فهي أ ٌم للكتاب كله‪.‬‬
‫إختص اهلل عز وجل بعلمه‪( .‬الراسخون في‬ ‫ّ‬ ‫ات)هي اآليات التي فيها مساحتان‪ :‬مساحة للفهم العام شأنها شأن المحكمات‪ ،‬ومساحة لما‬ ‫( َوأُ َخ ُر ُم َتشا ِب َه ٌ‬
‫كل من عند ربنا) وال يخوضون فيه ألنهم يعلمون جيدًا أنهم لن يصلوا فيه إلى نتيجة ألن هذا مما إختص اهلل عز وجل به نفسه‬ ‫العلم يقولون آمنا به ٌ‬
‫(الماهيّات)‪ .‬لكن المعنى العام مفهوم‪.‬‬
‫في زمن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه جاء رجل تحققت فيه هذه اآلية (الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله)‬
‫اب ) وبدأ يثير بلبلة بين المسلمين عن الماهية و‬ ‫ِن الْ َع َذ ِ‬
‫ُخ ِّف ْف َعنَّا َي ْو ًما م َ‬ ‫ْعوا َربَّ ُك ْم ي َ‬ ‫ِخ َز َن ِة َج َهنَّ َم اد ُ‬
‫ار ل َ‬ ‫ِين فِي النَّ ِ‬ ‫ال الَّذ َ‬‫يريد أن يحدث فتنة فبدأ يسأل ( َو َق َ‬
‫ِرة وصار يضربه بها‪.‬‬ ‫فرفِع األمر إلى عمر فقال‪ :‬هذا نحن نؤمن به فأخذ الد ّ‬ ‫الكيفية ُ‬
‫( َو َما َي ْعلَ ُم َتأ ِويل ُه إِلا الل ُه) التأويل له معنيان‪ :‬التفسير والبيان ويشمل جميع القرآن أو حقيقة الشيء ومآله ويشمل القسم الثاني من المتشابه‪.‬وهذا مما‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫إختص اهلل عز وجل به نفسه‪ .‬فإذن سيكون معنى اآلية فسيكون أن كتاب اهلل عز وجل كل آياته محكمة والمتشابه منها فيه مساحة‪ .‬من خالل هذا‬
‫الشرح هذا معنى السياق‪ .‬أين يكون الوقف السليم؟ (إال اهلل) وعند ذلك نقول (والراسخون في العلم يقولون آمنا به) ألنه ما الفائدة من مدحهم إذا لم‬
‫أقل علمًا أن يقولوا هذا في المساحة الثانية من‬ ‫يكونوا مؤمنين هذا اإليمان؟ فإذا كان الراسخون في العلم يقولون هذا الكالم فمن باب أولى الذين هم ّ‬
‫المتشابه مما ُسمي متشابهًا‪.‬‬
‫* ما الفرق بين االجتهاد والتأويل والتفسير؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫االجتهاد هو بذل الجهد والوسع في الوصول إلى الحكم في طلب األمر‪ .‬إجتهد أي بذل جهده للوصول إلى الحكم‪ .‬يقولون المراد بها رد القضية التي‬
‫والسنّة وال يقول من رأيه ويقول أنا‬ ‫تعرض للحاكم الذي يفتي بالقضية ويصل بها إلى الحكم الصحيح ويردّها عن طريق القياس إلى الكتاب ُ‬
‫والسنّة يحاول القياس عليها ويستخلص الحكم‪ .‬االجتهاد إذن بذل الجهد للوصول إلى الحكم‬ ‫‪ 3‬ماذا ورد في الكتاب ُ‬ ‫اجتهدت‪ .‬هنك شروط للمجتهد‪،‬‬
‫والسنّة وال يرده إلى رأيه مباشرة‪ .‬يُسأل ما حكم هذه؟ فاإلجتهاد بذل الوسع والجهد في‬ ‫(الحكم الشرعي) في رد األمر عن طريق القياس إلى الكتاب ُ‬
‫والسنّة في أمر مشابه للمسألة فمثالً‬ ‫والسنّة فينظر ماذا ورد في الكتاب ُ‬
‫طلب األمر للوصول إلى الحكم الصحيح عن طريق القياس بردّه إلى الكتاب ُ‬
‫يقيس حكم المحدرات على حكم الخمر‪.‬‬
‫ال تأويلها عند ابن‬ ‫التأويل هو نقل ظاهر اللفظ إلى داللة أخرى‪ .‬ظاهر اللفظ شيء وأنت تنقله إلى شيء آخر لسبب من األسباب‪ .‬سورة النصر مث ً‬
‫(و َما َي ْعلَ ُم َت ْأ ِويلَ ُه إِ َّ‬
‫ال اللُهّ‬ ‫مصرح به في اآلية وإنما ينقله إلى معنى آخر لسبب من األسباب‪ .‬قوله تعالى َ‬ ‫ّ‬ ‫عباس أنها نعي رسول اهلل ‪ ،‬هذا أمر غير‬
‫ً‬
‫ون آ َمنَّا ِب ِه (‪ )7‬آل عمران) هذا للمتشابه ينقل ظاهر اللفظ إلى داللة أخرى‪ .‬يقال مثال لشخص‪ :‬في بيتك فأر‪ ،‬ال يقصد به‬ ‫ون فِي الْعِلْ ِم َي ُقولُ َ‬
‫اس ُخ َ‬
‫الر ِ‬
‫َو َّ‬
‫ً‬
‫الفأر الحيوان وإنما في بيتك فاسق ألن الرسول ‪ ‬س ّمى الفأر بالفويسقات‪ .‬وتقول لشخص‪ :‬يلغ في إنائك كلب وهو ما عنده كلب أصال لكنك تقصد‬
‫شخص يدخل على بيته فيفعل كذا‪ .‬ال بد أن تكون لها قرينة تفهم منها‪ .‬المتكلم يضبط وال يتأول كما شاء وله شروط وال يمكن ألي كان أن يأ ّول‬
‫ْل (‪ )100‬يوسف) ‪ ‬أ ّول الشمس والقمر إلى األبوين والكواكب لإلخوة‪ ،‬ينقل‬ ‫اي مِن َقب ُ‬ ‫(هـ َذا َت ْأ ِو ُ‬
‫يل ُر ْؤ َي َ‬ ‫كيف يشاء‪ .‬تأويل األحالم يسمى تأوي ً‬
‫ال َ‬
‫ظاهر األمر إلى داللة أخرى‪ .‬هذا له ضوابط يعرفها أهل العلم‪.‬‬
‫التفسير كشف المراد عن اللفظ‪ ،‬كشف مفردات‪ ،‬ما معنى هذه الكلمة؟ تفسير عبارة غير واضحة لشخص تفسرها له‪ ،‬آية غير واضحة تشرحها‬
‫وتفسرها‪ .‬إذا كان المعنى العام ال يعرفه أو ال يعرف معنى مفردات نقول يفسر القرآن‪.‬‬
‫التبحر في علم‬ ‫هل لهذه الكلمات مراتب؟ أهل الشأن يذكرون ضوابط خاصة لكل واحد منهم وليس لكل واحد أن يفسر هكذا‪ .‬ومن أول الضوابط ّ‬
‫اللغة ويقولون وال تُغني المعرفة اليسيرة‪ ،‬ثم يذكرون أمورًا تتعلق بالحديث ُ‬
‫والسنّة وأسباب النزول‪.‬‬
‫ب َوُأخَ ُر ُمتَ َشابِهَ ٌ‬
‫ات (‪ )7‬آل عمران) أ ّم الشيء أص‪HH‬له ألن األم هي‬ ‫ات ه َُّن ُأ ُّم ْال ِكتَا ِ‬ ‫ي َأن َز َل َعلَ ْيكَ ْال ِكت َ‬
‫َاب ِم ْنهُ آيَ ٌ‬
‫ات ُّمحْ َك َم ٌ‬ ‫*(هُ َو الَّ ِذ َ‬
‫(هن أم الكتاب) ولم يقل ه ُّن أصل الكتاب أو أساسه؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫الوالدة وهي أصل المولود فلِ َم قال ربنا تعالى ّ‬
‫(هن أم الكتاب) تصوير عميق آليات القرآن وهو أسمى معنى مما لو قلنا‪ّ :‬‬
‫هن أصل الكتاب فقد جعل اهلل تعالى في هذا‬ ‫في هذا التعبير القرآني ّ‬
‫التعبير آيات القرآن كالمًا ال يمكن فصله فال يمكنك أن نتصور آيات اهلل جميعها بمعزل عن اآليات المحكمات كما ال يمكن لذي عقل أن يتصور‬
‫ون آ َمنَّا ِب ِه (‪ )7‬آل عمران) الرسوخ هو الثبات والتمكن في المكان‪ ،‬تقول رسخت القدم أي ال ّ‬
‫تزل‬ ‫ون فِي الْعِلْ ِم َي ُقولُ َ‬
‫اس ُخ َ‬
‫الر ِ‬
‫مولودًا دون والدة‪َ ( .‬و َّ‬
‫وجبل راسخ أي ال يتزحزح والراسخ في العلم هو الذي تمكن من علم كتاب اهلل وقامت عنده األدلة بحيث ال تزحزحه ُ‬
‫الش َبه‪ .‬فانظر لو جاء البيان‬ ‫ٌ‬
‫القرآني بقوله "والعلماء" هل كان سيعطي القوة ذاتها التي جاءت بهاهذه االستعارة (والراسخون في العلم)؟ تأمل واعرف الجواب بنفسك‪.‬‬
‫آية (‪:)10‬‬
‫*من برنامج (ورتل القرآن ترتيالً)‪:‬‬
‫ار (‪ )10‬آل عمران) في هذه الجملة من اآلية القرآنية لطائف عدة تجعلك تقف أمامها وقفة التأمل في محارب بيان اهلل تعالى‪.‬‬ ‫الن ِ‬ ‫( َوأُولَـئ َ‬
‫ِك ُه ْم َو ُقو ُد َّ‬
‫‪ 3‬والخبر ولو حذف الضمير (هم) لت ّم المعنى‪ :‬أولئك وقود النار‪ .‬فائدة‬
‫ار) فأتى بالضمير (هم) بين المبتدأ‬ ‫ال‪ :‬قال تعالى ( َوأُولَـئ َ‬
‫ِك ُه ْم َو ُقو ُد النَّ ِ‬ ‫أو ً‬
‫الضمير هنا تأكيد وقصر العذاب عليهم‪ .‬ثانيًا‪ :‬جاءت الجملة بتعبير (وقود النار) وهذا تصوير وتمثيل للكافرين حيث آلوا إلى وقود للنار وهذا‬
‫التعبير جاء ليسلب الكافرين كل خصائص اإلنسان ومميزاته ويصورهم في صورة الحطب والخشب الذي تُش ّعر به النار‪ .‬فانظر كيف شمل هذا‬
‫التصوير القرآني شدة العذاب مع شدة اإلهانة للكافرين‪.‬‬
‫آية (‪:)11‬‬
‫ب‪ )11(  ‬آل‬‫ُوا بِآيَاتِنَا فََأ َخ َذهُ ُ‪H‬م هّللا ُ بِ ُذنُوبِ ِه ْ‪H‬م َوهّللا ُ َش ِدي ُد ْال ِعقَا ِ‬
‫آل فِرْ عَوْ نَ َوالَّ ِذينَ ِمن قَ ْبلِ ِه ْم َك َّذب ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫* ما الفرق بين اآليات ( َك َدْأ ِ‬
‫ب (‪ )52‬األنفال) و‬ ‫ت هّللا ِ فََأ َخ َذهُ ُ‪H‬م هّللا ُ بِ ُذنُوبِ ِه ْ‪H‬م ِإ َّن هّللا َ قَ ِويٌّ َش ِدي ُد ْال ِعقَا ِ‬ ‫ب آ ِل فِرْ عَوْ نَ َوالَّ ِذينَ ِمن قَ ْبلِ ِه ْم َكفَر ْ‬
‫ُوا بِآيَا ِ‬ ‫عمران) و( َك َدْأ ِ‬
‫وا ظَالِ ِمينَ (‪ )54‬األنفال)؟‬‫ت َربِّ ِه ْم فََأ ْهلَ ْكنَاهُم‪ H‬بِ ُذنُوبِ ِه ْ‪H‬م َوَأ ْغ َر ْقنَا آ َل فِرْ عَونَ َو ُكلٌّ َكانُ ْ‬ ‫ُوا بآيَا ِ‬ ‫آل فِرْ عَوْ نَ َوالَّ ِذينَ ِمن قَ ْبلِ ِه ْم َك َّذب ْ‬ ‫( َك َدْأ ِ‬
‫ب ِ‬
‫ما الفرق بين كذبوا بآياتنا وكفروا بآياتنا؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪: H‬‬
‫‪3‬ار‬‫ال شك أن الكفر أع ّم من التكذيب ألن التكذيب حالة من حاالت الكفر‪ .‬ننظر كيف يكون التعبير مع كذبوا وميف يكون التعبير مع كفروا ولما اخت‪3‬‬
‫‪3‬اب (‪ )11‬آل‬ ‫ِه ْم َك َّذبُواْ ِبآ َيا ِتنَا َفأَ َخ َذ ُه ُم اللُهّ ِب ُذنُو ِب ِه ْم َواللُهّ َش‪3‬دِي ُد الْ ِع َق‪ِ 3‬‬ ‫ِين مِن َق ْبل ِ‬‫ِر َع ْو َن َوالَّذ َ‬ ‫آل ف ْ‬ ‫هنا كذبوا وهنا كفروا؟ في آل عمران قال تعالى ( َكدَأْ ِب ِ‬
‫اب (‪ )52‬األنفال) أ ّكد بـ‬ ‫‪3‬د الْ ِع َق ِ‬‫ات اللِهّ َفأَ َخ َذ ُه ُم اللُهّ ِب ُذنُو ِب ِه ْم إِ َّن اللَهّ َق ِو ٌّي َشدِي ُ‬ ‫ِر َع ْو َن َوالَّذ َ‬
‫ِين مِن َق ْبلِ ِه ْم َك َف ُرواْ ِبآ َي ِ‬ ‫عمران) وفي األنفال قال ( َكدَأْ ِب ِ‬
‫آل ف ْ‬
‫ال لما قال كفروا‬ ‫(إن) وأضاف كلمة (قوي) ألنه لما كان الكفر أع ّم وأش ّد شدد وأ ّكد (إن اهلل قوي شديد العقاب) وهناك قال (واهلل شديد العقاب) فإن أو ً‬ ‫ّ‬
‫‪3‬ون‬ ‫‪3‬وي فقد يك‪3‬‬ ‫وكفروا أع ّم من كذبوا فعمم (إن اهلل قوي شديد العقاب) أكد قوته وشدد عقابه ولو قال شديد العقاب في اآلية الثانية ال تدل على أنه ق‪3‬‬ ‫ّ‬
‫شديد العقاب ولكن غير قوي‪.‬‬
‫ون َو ُك ٌّل َكانُواْ َظالِم َ‬
‫ِين (‬ ‫ِر َع َ‬‫ْ‬ ‫ف‬ ‫آل‬‫َ‬ ‫َا‬‫ن‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫ر‬ ‫غ‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫و‬
‫ِ ِِ ْ َ َ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ب‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫ذ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َا‬‫ن‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ِّه‬
‫ب‬
‫َ َ ِْ‬‫ر‬ ‫ات‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫بآ‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫ُو‬
‫ب‬ ‫َّ‬
‫ذ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫م‬
‫ِْ‬‫ِه‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ِر‬
‫ِ ِ َْْ َ‬ ‫ف‬ ‫آل‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫َأ‬‫د‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫(‬ ‫أخرى‬ ‫في سورة األنفال نفسها آية‬
‫‪ )54‬األنفال) عرفنا كيف ختم اآلية (واهلل شديد العقاب) (إن اهلل قوي شديد العقاب) لم اختار هنالك كذبوا وهنا كفروا وهنا في األنفال كذبوا؟ نالحظ‬
‫ال أَ ْو َ‬
‫ال ُد ُهم ِّم َن اللِهّ َش ْي ًئا (‬ ‫ِي َع ْن ُه ْم أَ ْم َوالُ ُه ْم َو َ‬
‫ِين َك َف ُرواْ لَن تُ ْغن َ‬ ‫‪ 3‬ننظر في اآليات‪ :‬ذكر في آل عمران حالة جزئية (إِ َّن الَّذ َ‬ ‫قلنا أن الكفر أع ّم من التكذيب‪،‬‬
‫‪ )10‬آل عمران) ذكر أمرين‪ :‬األموال واألوالد ولكن هل عدم اإلغناء هذا فقط؟ هناك األتباع‪ ،‬اآللهة‪ ،‬السلطان واهلل تعالى ذكر كثيرًا من ح‪33‬االت‬
‫‪3‬ير‬ ‫‪3‬ذا غ‪3‬‬ ‫اب اللِهّ مِن َش ْي ٍء (‪ )21‬إبراهيم) ه‪3‬‬ ‫ِن َع َذ ِ‬
‫ون َع َّنا م ْ‬ ‫اس َت ْك َب ُرواْ إِنَّا ُكنَّا لَ ُك ْم َت َب ًعا َف َه ْل أَن ُتم ُّم ْغ ُن َ‬
‫ِين ْ‬ ‫الض َع َفاء لِلَّذ َ‬‫ال ُّ‬ ‫(و َب َر ُزواْ لِلِهّ َجمِي ًعا َف َق َ‬
‫االستغناء َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫َت َع ْن ُه ْم آلِ َهت ُه ُم التِي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َاه ْم َولـكِن ظل ُم‪33‬وا أنف َس‪ُ 33‬ه ْم ف َما أ ْغن ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األوالد‪َ ( ،‬ما أ ْغنَى َعنِّي َمالِي ْه (‪َ )28‬هلك َعنِّي ُسلطانِي ْه (‪ )29‬الحاقة) السلطان‪َ ( ،‬و َما ظل ْمن ُ‬ ‫َ‬
‫‪3‬فعاء‪ .‬إذن ذكر حالة جزئية فلما ذكر حالة جزئية ذكر‬ ‫اعتُ ُه ْم َش ْي ًئا (‪ )26‬النجم) الش‪3‬‬ ‫ُون اللِهّ مِن َش ْي ٍء (‪ )101‬هود) اآللهة‪( ،‬لَا تُ ْغنِي َش َف َ‬ ‫ون مِن د ِ‬ ‫ْع َ‬ ‫َيد ُ‬
‫حالة جئية من الكفر وهي التكذيب‪.‬‬
‫ال ٍم لِّلْ َع ِبي ِ‬
‫‪3‬د‬ ‫ِك ِب َما َق َّد َم ْت أَ ْيدِي ُك ْم َوأَ َّن اللَهّ لَي َ‬
‫ْس ِب َظ َّ‬ ‫يق (‪َ )50‬ذل َ‬ ‫اب الْ َح ِر ِ‬ ‫ار ُه ْم َو ُذو ُقواْ َع َذ َ‬ ‫وه ُه ْم َوأَ ْد َب َ‬
‫ُون ُو ُج َ‬ ‫ض ِرب َ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ الْ َمآل ِئ َك ُة َي ْ‬
‫( َولَ ْو َت َرى إِ ْذ َي َت َو َّفى الَّذ َ‬
‫‪3‬ال) حالة عامة ليس فيها ذكر‬ ‫‪3‬اب (‪ )52‬األنف‪3‬‬ ‫ات اللِهّ َفأَ َخ َذ ُه ُم اللُهّ ِب ُذنُو ِب ِه ْم إِ َّن اللَهّ َق ِو ٌّي َشدِي ُد الْ ِع َق‪ِ 3‬‬ ‫ِين مِن َق ْبلِ ِه ْم َك َف ُرواْ ِبآ َي ِ‬‫ِر َع ْو َن َوالَّذ َ‬‫آل ف ْ‬‫(‪َ )51‬كدَأْ ِب ِ‬
‫حالة جزئية‪ .‬لما ذكر حالة جزئية وصفهم بحالة جزئية وهو التكذيب ولما ذكر حالة عامة ذكر بأمر عام وختم كل آية بما يناسبها‪ .‬التكذيب جزء من‬
‫ُون (‪ )33‬األنعام) إذن الجحود‬ ‫ات اللِهّ َي ْج َحد َ‬ ‫ِين ِبآ َي ِ‬ ‫ِن َّ‬
‫الظالِم َ‬ ‫َك َولَك َّ‬ ‫ال يُ َك ِّذبُون َ‬
‫ون َفِإنَّ ُه ْم َ‬ ‫الكفر بآيات اهلل‪ .‬رب العالمين قال ( َق ْد َن ْعلَ ُم إِنَّ ُه لََي ْح ُزنُ َك الَّذِي َي ُقولُ َ‬
‫‪3‬ل)‬ ‫‪3‬وا (‪ )14‬النم‪3‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اس َت ْي َق َن ْت َها أن ُف ُس ُه ْم ظل ًما َو ُعل‪ًّ 3‬‬‫‪ 3‬هناك جحود وتكذيب وكفر‪ .‬ال يكذب لكن يرى أن هلل ولدًا! هناك فرق‪َ ( .‬و َج َحدُوا ِب َها َو ْ‬ ‫غير التكذيب‪،‬‬
‫حالة جزئية ألن حاالت الكفر ليست محددة بهذه الجزئية‪ .‬التكذيب من الكفر وهو حالة جزئية من الكفر‪.‬‬
‫هل يستقيم المعنى اللغوي السليم أن يأتي بجالة عامة ثم يأتي بالتكذيب؟ هذا ليس من اللغة وإنما من البالغة‪ .‬األحمق العربي يتكلم كالمًا ص‪33‬حيحًا‬
‫لكن ليست بليغًا‪ .‬أي جملة على السياق النحوي صحيحة لكن هل هي بليغة؟ فرق أن يأتي بالكالم صحيحًا وبين هل هو بالغة؟ هل هذا ما يقتض‪33‬يه‬
‫السياق والمقام؟ وجمال القرآن يكمن في هذه األشياء وليس في النحو‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ِن َق ْبلِ ِه ْم َك َّذبُوا ِب َآ َيا ِتنَا ﴿‪ ﴾11‬آل عمران) هنا الخالف ( َك َّذبُوا ِبآَ َيا ِتنَا) وفي األنفال ( َكدَأْ ِب‬ ‫ِين م ْ‬ ‫ِر َع ْو َن َوالَّذ َ‬ ‫عندنا ثالث آيات تبدأ تقول فيها ( َكدَأْ ِب آَ ِل ف ْ‬
‫ات اللَّهِ) وليس ( ِبآَ َيا ِتنَا) وعندنا في األنفال‬ ‫ات اللَّ ِه ﴿‪ ﴾52‬األنفال) ( َك َف ُروا) كفروا وليس كذبوا وكفروا ( ِبآَ َي ِ‬ ‫ِن َق ْبلِ ِه ْم َك َف ُروا ِبآَ َي ِ‬ ‫ِر َع ْو َن َوالَّذ َ‬
‫ِين م ْ‬ ‫آَ ِل ف ْ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات اللهِ) لماذا مرة‬ ‫ِّه ْم)( َك َف ُروا ِبآ َي ِ‬
‫ات َرب ِ‬ ‫ِّه ْم ﴿‪ ﴾54‬األنفال)‪ .‬إذًا ( َكذبُوا ِبآ َيا ِتنَا)( َكذبُوا ِبآ َي ِ‬ ‫ات َرب ِ‬ ‫ِه ْم َكذبُوا ِبآ َي ِ‬ ‫ِن َق ْبل ِ‬
‫ِين م ْ‬ ‫ِر َع ْو َن َوالذ َ‬ ‫مرة ثانية ( َكدَأ ِب آ ِل ف ْ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫كذبوا بآيتنا ربنا؟ يقول كذبوا بآيتنا نحن اهلل ثم قال كفروا بآيات اهلل اهلل طبعًا اإلسم األعظم (قل ُه َو الل ُه أ َح ٌد ﴿‪﴾1‬اإلخالص) اسم الجاللة ال إله إال‬
‫ات َربِّ ِه ْم) لماذا لم تكن بآيات إلههم؟ قطعًا هذا االختالف ال بد أن يكون له فروق في‬ ‫اهلل ال يقبل إال هكذا فاهلل هذا االسم األعظم‪ .‬ثم ( َك َّذبُوا ِبآَ َي ِ‬
‫ُ‬
‫ْن َم ْر َي َم َوأ َّم ُه آََي ًة﴿‪﴾50‬‬ ‫ْن﴿‪ ﴾12‬اإلسراء) ( َو َج َعلْنَا اب َ‬ ‫المعنى‪ .‬اآليات نوعان مادية ومعنوية المادية هي آيات الكون ( َو َج َعلْنَا اللَّي َ‬
‫ار آََي َتي ِ‬
‫ْل َوالنَّ َه َ‬
‫َ‬
‫ار آ َي َتي ِ‬
‫ْن)‬ ‫ْل َوالنَّ َه َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫(و َج َعلنَا اللي َ‬ ‫المؤمنون) وهكذا كثير من اآليات تقول هذا الكالم أن اهلل سبحانه وتعالى جعل هذه اآليات المادية فيذكرها بدون إضافة َ‬
‫كل شيء (بآياتنا) كل كلمة آية مضافة بآياتنا‪ ،‬بآيات اهلل‪ ،‬بآيات ربهم يتكلم عن الكتب السماوية كالم اهلل العظيم وأعظم ما يُعبد اهلل به ما خرج منه‬
‫وهو كالمه‪ .‬ولهذا رب العالمين تقديس لهذا الكالم مرة قال ( ِبآَ َيا ِتنَا) رب العالمين لما يتكلم بصيغة الجمع يعني أن الشيء الذي فعله ال يفعله غيره‬
‫ورا َر ِحي ًما ﴿‪ ﴾23‬النساء) هناك ناس غفورين ورحيمين أيضًا لكن‬ ‫ان َغ ُف ً‬ ‫ِين ﴿‪ ﴾58‬الحج) لكن هناك رازقين (إِ َّن اللَّ َه َك َ‬ ‫ازق َ‬ ‫الر ِ‬ ‫ْر َّ‬ ‫( َوإِ َّن اللَّ َه لَ ُه َو َخي ُ‬
‫السو َء‬ ‫ف َع ْن ُه ُّ‬ ‫َص ِر َ‬ ‫ِك لِن ْ‬ ‫ار ُه ْم ﴿‪ ﴾12‬يس) ( َك َذل َ‬ ‫ْ‬
‫َح ُن نُ ْح ِيي ال َم ْو َتى َو َن ْكتُ ُب َما َق َّد ُموا َوآََث َ‬ ‫الذ ْك َر﴿‪ ﴾9‬الحجر) هو فقط (إِنَّا ن ْ‬ ‫َزلنَا ِّ‬‫ْ‬ ‫َح ُن ن َّ‬ ‫لما يقول نحن (إِنَّا ن ْ‬
‫مشرد ونشأ في حضنها وفي بيتها وليس معهم‬ ‫شاب جميل وامرأة ملكة جميلة وشاب غريب ّ‬ ‫َوالْ َف ْح َشا َء ﴿‪ ﴾24‬يوسف) من الذي يفعل هذا غير اهلل؟! ٌ‬
‫ين ﴿‪﴾24‬‬ ‫ص َ‬ ‫ِن ِع َبا ِدنَا الْ ُم ْخلَ ِ‬
‫السو َء َوالْ َف ْح َشا َء إِنَّ ُه م ْ‬ ‫ف َع ْن ُه ُّ‬ ‫َص ِر َ‬ ‫ف) نحن اهلل (لِن ْ‬ ‫َص ِر َ‬ ‫ِك لِن ْ‬ ‫إال اهلل تراوده كل يوم فيأبى كيف؟ من يفعل هذا؟ قال ( َك َذل َ‬
‫يوسف)‪ ،‬فرب العالمين تكلم عن التوراة واإلنجيل و الزبور والفرقان والقرآن عن كل اآليات التي أنزلها على عباده بهذه إما ( ِبآَ َيا ِتنَا) ( َك َّذبُوا ِبآَ َيا ِتنَا)‬
‫ات اللَّهِ) لفظ الجاللة ما من قدسية‬ ‫ات َربِّ ِه ْم) إن اهلل رب العالمين الحمد هلل رب العالمين صاحب النعم كلها نعم الربوبية‪ .‬وبالتالي و( َك َف ُروا ِبآَ َي ِ‬ ‫أو ( ِبآَ َي ِ‬
‫لشيء أعظم من أن ينسبه اهلل عز وجل إلى نفسه المعظمة بضمير المتكلم الجمع أو إلى اهلل أو إلى الرب‪ .‬إذا رب العالمين أراد أن يقدس شيئًا نسبه‬
‫آن واحد ثالث مرات في كتابه العزيز إلى هذه اإلضافات العظيمة ومع هذا هؤالء الناس من كفار قريش‪ ،‬أنت الحظ لما تكلم عن كفار قريش‬ ‫في ٍ‬
‫قال كفروا‪ .‬الفرق بين كذبوا وكفروا‪ ،‬كذبوا قالوا هذا ليس نبي هذا ساحر هذا مجنون الخ‪ ،‬كلمة كفروا تكذيب زائد قتال وأن تعرف أن قريش قاتلوا‬
‫فاعل بكم) لكثرة ما آذوه فهذه حكاية األحزاب وتأليب‬ ‫اإلسالم مقاتلة رهيبة كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم لما في مكة قال (ما تظنون أني ٌ‬
‫‪3‬ذ هل هناك شيء في‬ ‫ات اللهِ) وهو القرآن وحينئ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫العرب على المسلمين وهم قلة وحصارهم في شعب أبي طالب يعني تعرفون السير‪ .‬إذًا ( َك َف ُروا ِبآ َي ِ‬
‫هذا الكون؟ طبعًا هلل آيات كثيرة شمس وقمر ونجوم وبحار ورب العالمين كل هذه اآليات الكونية ذكرها على أساس أنها من دالئل الوحدانية وهذا‬
‫شيء ظاهر كل هذه اآليات الوحدانية من جبال وبحار وشمس وقمر وفي أنفسكم السمع والبصر والخ هل في هذه اآليات على عظمتها وضخامتها‬
‫ودالالتها هل فيها واحد أو كلها مجموعة هل تساوي آية من كتاب اهلل؟ الجواب ال‪ ،‬كل هذه اآليات الكونية ال تساوي آية من كتاب اهلل عز وجل‪.‬‬
‫ومع هذا هذه آيات اهلل‪ ،‬هذه آياتنا‪ ،‬هذه آيات ربكم وتكذبون! ولهذا قال ( َفأَ َخ َذ ُه ُم اللَّ ُه ِب ُذنُو ِب ِه ْم ﴿‪ ﴾11‬آل عمران) ( َفأَ ْهلَ ْكنَا ُه ْم ِب ُذنُو ِب ِه ْم ﴿‪ ﴾54‬األنفال)‬
‫من أجل هذه اآلية تتكلم عن إضافة هذه اآليات القرآنية التوراتية اإلنجيلية الزبورية الصحفية إبراهيم الصحيحة كما نزلت أضافها مرة إلى نفسه‬
‫ات َربِّ ِه ْم) فأغلق عليهم الطرق وسد عليهم المنافذ من هذا الذي تأتيه آيات اهلل‬ ‫ات اللَّهِ) ومرة ( ِبآَ َي ِ‬ ‫( ِبآَ َيا ِتنَا) ومرة إلى اسم اهلل وهو لفظ الجاللة ( ِبآَ َي ِ‬
‫وآيات ربه وآياتنا نحن اهلل ومع هذا يكذب أو يكفر هكذا هو الفرق بين هذه اآليات‪.‬‬
‫آل فِرْ عَوْ نَ (‪ )11‬آل عمران) فرعون واحد من جمهرة كبيرة من المكذبين والجاحدين المتألهين في التاريخ ال‪HH‬ذين ذكر‬
‫ب ِ‬‫*( َك َدْأ ِ‬
‫بعضهم القرآن فهل من سبب في تخصيصه هنا دون غيره من أمثال عاد وثمود؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫َ‬
‫المخاطب بهذه اآلية وهم اليهود والنصارى ألنهم أعلم وألصق بأخبار فرعون كما أن العرب أعلم وألصق بأخبار‬ ‫نعم‪ ،‬فهذا التخصيص يناسب ثقافة‬
‫عاد وثمود‪ .‬وهالك فرعون معلوم لليهود بخالف هالك عاد وثمود‪.‬‬
‫آية (‪:)14‬‬
‫*ما داللة بناء الفعل ُزين للمجهول؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬
‫(وإِ َذآ أَ ْن َع ْمنَا َعلَى‬
‫في القرآن خط تعبيري واضح أن ربنا سبحانه وتعالى ال يسند العيب لنفسه وإنما ينسب له الخير وذكرنا أمثلة كثيرة في القرآن َ‬
‫ُوسا (‪ )83‬اإلسراء) لم يقل مسسناه بالشر وإن كان الكل من عند اهلل سبحانه وتعالى لكن تأدبًا‬ ‫ان َيؤ ً‬ ‫ض َونَأَى ِب َجا ِن ِب ِه َوإِ َذا َم َّس ُه َّ‬
‫الش ُّر َك َ‬ ‫ان أَ ْع َر َ‬ ‫نس ِ‬
‫اإل َ‬‫ِ‬
‫ان َو َزيَّ َن ُه فِي ُقلُو ِب ُك ْم (‪ )7‬الحجرات) (إِنَّا َزيَّنَّا‬
‫َّب إِلَ ْي ُك ُم الْ ِإي َم َ‬
‫ب‬
‫َ َ‬ ‫ح‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫َّ‬
‫ِن‬ ‫ك‬‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫يذكر‬ ‫بينما‬ ‫لهم‬ ‫زين‬ ‫يقل‬ ‫لم‬ ‫عمران)‬ ‫آل‬ ‫)‬ ‫‪14‬‬ ‫(‬ ‫ات‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ََ‬ ‫َّ‬
‫الش‬ ‫ب‬ ‫ُّ‬ ‫ح‬
‫ِ ُ‬‫اس‬ ‫َّ‬
‫ِلن‬‫ل‬ ‫ِّن‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫(ز‬
‫ِب (‪ )6‬الصافات)‪.‬‬ ‫ْ‬
‫الد ْن َيا ِب ِزي َن ٍة ال َك َواك ِ‬
‫الس َماء ُّ‬‫َّ‬
‫ير ْال ُمقَنطَ َر ِة ِمنَ ال َّذهَ ِ‬
‫ب‬ ‫ت ِمنَ النِّ َساء َو ْالبَنِينَ َو ْالقَن ِ‬
‫َاط ِ‬ ‫اس حُبُّ ال َّشهَ َوا ِ‬ ‫*ما داللة تقديم األوالد على األموال فى قوله تعالى( ُزيِّنَ لِلنَّ ِ‬
‫ب {‪ )}14‬س‪HH‬ورة آل عم‪HH‬ران؟(د‪.‬فاضل‬ ‫ُس‪H‬نُ ْال َم‪HH‬آ ِ‬
‫ع ْال َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َوهّللا ُ ِعن َدهُ ح ْ‬ ‫ض ِة َو ْال َخي ِْل ْال ُم َس َّو َم ِة َواَأل ْن َع ِام َو ْال َحرْ ِ‬
‫ث َذلِ َ‬
‫ك َمتَا ُ‬ ‫َو ْالفِ َّ‬
‫السامرائى)‬
‫ِن النِّ َساء َوالْ َبن َ‬
‫ِين‬ ‫ات م َ‬ ‫اس ُح ُّب َّ‬
‫الش َه َو ِ‬ ‫ِّن لِلنَّ ِ‬ ‫حب الشهوات قدّم النساء على باقي الشهوات ُ‬
‫(زي َ‬ ‫الح ّب يقدّم األوالد على غيرهم وفي ّ‬ ‫في مواطن ُ‬
‫آب {‪.)}14‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫اع ال َح َيا ِة الدن َيا َواللُهّ ِعن َد ُه ُح ْسن ال َم ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ام َوال َح ْر ِث ذلِك َمت ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ير الْ ُم َقنط َر ِة م َ‬
‫َ‬ ‫َوالْ َقن ِ‬
‫ْل ال ُم َس َّو َم ِة َواألن َع ِ‬
‫ِن الذ َه ِب َوالفِض ِة َوالخي ِ‬ ‫َاط ِ‬
‫أن ُح ّب األوالد أكثر‬ ‫أما فى مواطن االلهاء كقوله تعالى فى سورة المنافقون (التلهكم أموالكم وال أوالدكم عن ذكر اهلل) قدّم األموال على األوالد مع ّ‬
‫لكن اإللتهاء بالمال يكون أكثر لذا قدّم األموال على األوالد للتحذير‪.‬‬
‫ت ِمنَ النِّ َساء َو ْالبَنِينَ (‪ )14‬آل عمران) لِ َم لم يقل ُزيّن للرجال طالما ذكر في اآلية (من النساء)؟‬
‫اس حُبُّ ال َّشهَ َوا ِ‬
‫*( ُزيِّنَ لِلنَّ ِ‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫اع الْ َح َيا ِة ُّ‬
‫الد ْن َيا‬ ‫ِك َم َت ُ‬ ‫ْل الْ ُم َس َّو َم ِة َو َ‬
‫األ ْن َعام َوالْ َح ْر ِث َذل َ‬ ‫ِض ِة َوالْ َخي ِ‬
‫الذ َه ِب َوالْف َّ‬
‫ِن َّ‬ ‫ير الْ ُم َق َ‬
‫نط َر ِة م َ‬ ‫ِين َوالْ َقن ِ‬
‫ِن النِّ َساء َوالْ َبن َ‬ ‫اس ُح ُّب َّ‬‫ِّن لِلنَّ ِ‬ ‫اآلية ُ‬
‫ِ‬ ‫َاط ِ‬ ‫ات م َ‬
‫الش َه َو ِ‬ ‫(زي َ‬
‫‪ 3‬ليست خاصة‬ ‫آب (‪ ))14‬عندما ذكر البنين هذا ألمح إلى رغبة النساء في ذلك‪ ،‬هن يحملن البنين ويرغبن فيه‪ .‬إذن البنين‬ ‫ْ‬
‫َواللُهّ ِعن َد ُه ُح ْس ُن ال َم ِ‬
‫بالرجال‪ ،‬عندما ذكر البنين هذا إلماح وليس تصريح إلى رغبة النساء فيه لكن لم يشأ أن يخدش حياءها ولم يقل ُزين للنساء حب الشهوات من‬
‫‪ 3‬فيها إشارة إلى معاشرة الرجال وإال كيف يأتي األوالد؟ بمعاشرة الرجال فلما قال البنين دخل فيه النساء تضمينًا ال تصريحًا‪.‬‬ ‫الرجال‪ ،‬كلمة البنين‬
‫يصرح‬ ‫ِّ‬ ‫لم‬ ‫ولكن‬ ‫تصريحًا‬ ‫وليس‬ ‫تلميحًا‬ ‫اآلية‬ ‫في‬ ‫النساء‬ ‫دخلت‬ ‫إذن‬ ‫والنساء‬ ‫الرجال‬ ‫يحبها‬ ‫‪3‬‬
‫ن‬ ‫البني‬ ‫والفضة‪،‬‬ ‫والذهب‬ ‫والبنين‬ ‫النساء‬ ‫الناس يحبون شهوة‬
‫حتى ال يخدش حياءها ما قال زين للنساء حب الشهوات من الرجال‪ ،‬لما ذكر البنين دخل فيه النساء تلميحًا‪ .‬لم يقل ُزيّن للرجال حب الشهوات من‬
‫‪ 3‬والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ليست خاصة بالرجال ولو‬ ‫النساء ألن الرجال يسعون في ذلك وينفقون في ذلك والناس هذه أعم ألن البنين‬
‫‪3‬‬‫قال الرجال فأين يذهب النساء؟ أال يحبون القناطير المقنطرة؟! فعمم لكن دخل فيه النساء تلميحًا يعني حب النساء للرجال دخله تلميحًا بذكر البنين‬
‫ألنه ال يحسن أن يذكر أن يحب النساء الرجال لكن الرجال ليس عندهم مانع يجهرون بذلك ويتحدثون بذلك ويسعون في هذا األمر وينفقون المال في‬
‫يصرح بهم في اآلية لكن النساء في الغالب يتعففن عن ذكر ذلك ال يُحسن أن يقال فيهن ما يقال في الرجال لكن اآلية شملت‬ ‫هذا األمر فال مانع أن ّ‬
‫بحب البنين والقناطير المقنطرة إذن دخلت النساء في اآلية تلميحًا لكن لم يخدش‬ ‫ال دخلت تحت العموم في كلمة الناس وذكرها تلميحًا ِّ‬ ‫النساء أو ً‬
‫حياءها وكلمة الناس تضم الجنسين الرجال والنساء‪.‬‬
‫*ما من شك أن القناطير المقنطرة هنا يُراد بها المال واالتيان بهذا اللفظ (القناطير المقنطرة) يلقي ظالً ترسمه ه‪HH‬ذه العب‪HH‬ارة فلِ َم‬
‫عدل ربنا تعالى عن المال إلى هذه العبارة؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ال على المال المضاعف والكثرة وتضفي‬ ‫إنه َن َهم المال ولو كان ربنا يريد مجرد الميل إلى المال لعبّر باللفظ الصريح لكن القناطير المقنطرة تدل أو ً‬
‫تصويرًا لشره اإلنسان الذي ال يكتفي بالدراهم التي تسد حاجته بل يسعى إلى تكديس المالل وتجميعه إروا ًء لحبه للمال وشرهه‪.‬‬
‫الد ْن َيا (‪ )14‬آل عمران) انظر إلى هذا البيان وتأمل دقة األسلوب القرآني‪ .‬فبعد اإلطناب السابق واإلسهاب في ذكر الشهوات حتى‬ ‫اع الْ َح َيا ِة ُّ‬ ‫( َذل َ‬
‫ِك َم َت ُ‬
‫‪ 3‬وألمور البذخ والنعيم تأتي كلمة المتاع المؤذنة بالقِلّة وهو ما يُستمتع به مدة ثم يزول‪ .‬وما‬
‫كاد المرء يذهل من تصوير اهلل تعالى للشهوات الدنيوية‬
‫كان اهلل تعالى ليبين قيمة الحياة الدنيا الحقيقية لينتزع تعلق القلوب بها لوال استعمال هذه الكلمة فانظر واعتبر!‪.‬‬
‫آية (‪:)17‬‬
‫ين بِاَأل ْس َح ِ‬
‫ار (‪ )17‬آل عمران) تُرى أال يستقيم المعنى إذا أغفلنا حرف‬ ‫*(الصَّابِ ِرينَ َوالصَّا ِدقِينَ َو ْالقَانِتِينَ َو ْال ُمنفِقِينَ َو ْال ُم ْستَ ْغفِ ِر َ‪H‬‬
‫العطف (و) بين الصفات؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ال‪ :‬هذا هو المسلم الصدوق األمين المخلص‪ ،‬فلِ َم ورد حرف العكف بين الصفات؟ لقد اختاره اهلل‬ ‫‪ 3‬األخبار ترك العطف فنقول مث ً‬ ‫فاألصل في تعدد‬
‫ليتحصل لو ُحذِف حرف العطف وهذا القصد هو اإلشارة إلى كمال الموصوف وهو‬ ‫ّ‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫خصوصي‬ ‫بمعنى‬ ‫إيذانًا‬ ‫الجليل‬ ‫لبيانه‬ ‫سبحانه وتعالى‬
‫قوله (واهلل بصير بالعباد) في كل صفة بحيث تنزل كل صفة منزلة مستقلة وما ذاك إال لقوة الموصوف في تلك الصفة وكأنه يقول‪ :‬واهلل بصير‬
‫‪ 3‬وهكذا‪ .‬هذا هو المعنى الذي نستفيده من تكرار حرف العطف بين هذه‬ ‫بالعباد الصابرين‪ ،‬واهلل بصير بالعباد الصادقين‪ ،‬واهلل بصير بالعباد القانتين‬
‫الصفات‪.‬‬
‫ار (‪ )17‬آل عمران) لِ َم خصّ هللا سبحانه وتعالى‪ H‬االستغفار بوقت معين ولم يخص الصفات األخرى‬ ‫*( َو ْال ُم ْستَ ْغفِ ِرينَ بِاَألس َ‬
‫ْح ِ‬
‫بقيد أو صفة؟ فلِ َم لم يقل مثالً الصابرين في البأساء؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫بالس َحر ألمر أراده اهلل تعالى‬
‫يفضل فيه عن غيره وكذلكم الصدق ولكن تخصيص وقت االستغفار َ‬ ‫إن الصبر يُحمد في كل وقت وليس للصبر وقت ّ‬
‫لك أيها المؤمن أن هذا الوقت فيه من الهدوء ما يجعل العابد أشد إخالصًا وخشوعًا هلل تعالى وفيه بُع ٌد عن الرياء أمام الناس فال يراك في هذا الوقت‬
‫إال من تقصده وهو اهلل عز وجل‪.‬‬
‫آية (‪:)18‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)6‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫(ش ِه َد اللَّ ُه أَنَّ ُه لَا إِلَ َه إِلَّا ُه َو َوالْ َملَا ِئ َك ُة َوأُولُو الْعِلْ ِم ﴿‪ ﴾18‬آل عمران) (إِنَّ َما َي ْخ َشى اللَّ َه م ْ‬
‫ِن ِع َبا ِد ِه‬ ‫العلم والفهم في هذا الدين أفضل من أي عبادة أخرى َ‬
‫الْ ُعلَ َما ُء) ال يجب أن تكون عالمًا (من تعلّم كلمة أو كلمتين أو ثالثًا أو أربعًا أو خمسًا إال أدخله اهلل الجنة)‪ .‬حينئ ٍذ بعد هذا‪ ،‬بعد المتقين الذين هم‬
‫‪ 3‬إيمان خاص تطلع شريحة متقون يأتي اإلسالم األخير اإلسالم الذي هو اإلسالم المطلق العملي صفة الخلق المجتبون األخيار‬ ‫شريحة من المؤمنين‬
‫هؤالء طبعًا تفاصيلهم موجودة‪.‬‬
‫* ( َش ِه َد هّللا ُ َأنَّهُ الَ ِإلَـهَ ِإالَّ هُ َو َو ْال َمالَِئ َكةُ َوُأوْ لُ ْ‬
‫وا ْال ِع ْل ِم قَآِئ َما ً بِ ْالقِ ْس ِط الَ ِإلَـهَ ِإالَّ ه َُو ْال َع ِزي ُز ْال َح ِكي ُم (‪ )18‬آل عمران) ما الداللة‬
‫واإلعراب لقائما ً بالقسط؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الج ْور والظلم‪ .‬أقسط أزال الج‪33‬ور والظلم (هم‪33‬زة‬ ‫قائمًا بالقسط أي قائمًا بالعدل القسط هو العدل‪َ .‬ق َسط جار وظلم مصدره ال َق ْسط بفتح القاف وهو َ‬
‫ِج َهنَّ َم َح َطبًا (‪ )15‬الجن) القاس‪33‬طون أي‬ ‫ون َف َكانُوا ل َ‬ ‫ِسط بكسر القاف والمصدر إقساط (أفعل إفعال)‪ .‬القِسط هو العدل ( َوأَ َّما الْ َق ِ‬
‫اس ُط َ‬ ‫السلب) إسمه الق ْ‬
‫ين (‪ )42‬المائدة) أي الذين يعدلون‪ .‬إذن قائمًا بالقسط أي قائمًا بالعدل شهد اهلل وشهدت المالئكة وش‪33‬هد أولو العلم‬ ‫ُح ُّب الْ ُم ْق ِس ِط َ‬
‫الظالمون‪( ،‬إِ َّن اللَهّ ي ِ‬
‫شهدوا أنه ال إله هو أي شهدوا له بالتوحيد والقيام بالقسط‪ ،‬كونه قائمًا بالقسط‪( ،‬قائمًا) في أشهر األعاريب أنها ح‪33‬ال الزم‪33‬ة‪ .‬األصل في الح‪33‬ال‬
‫ال ألنها تتحول‪ ،‬أقبل راكبًا أقبل ضاحكًا‪ ،‬األصل فيها التحول وقد تأتي الحال الزمة ثابتة في مواطن‪ .‬الحال يتعلق بالفعل‬ ‫التحول واإلنتقال سمي حا ً‬
‫ض ْعتُ َها أُن َثى (‪ )36‬آل عم‪33‬ران)‬ ‫أو ما يشبه الفعل أو فيه معنى الفعل‪ .‬واألصل فيها أن تكون منتقلة وقد تكون ثابتة الزمة كما قال ( َقالَ ْت َر ِّب إِنِّي َو َ‬
‫‪3‬ديها‬‫‪3‬ون خلق اهلل الزرافة ي‪3‬‬ ‫أنثى حال ثابتة ألن األنثى لن تتحول إلى ذكر‪ ،‬جاء مبتسمًا سيتحول اآلن مبتسم وسيتغير‪ .‬إذن هنالك حال الزمة ويقول‪3‬‬
‫ض‪33‬عِي ًفا (‪)28‬‬‫ان َ‬‫نس ُ‬
‫اإل َ‬ ‫أطول من رجليها (أطول) حال لن تتحول‪ .‬مسألة اللزوم واالنتقال في الحال مخصوصة بالحال نفسها‪ .‬يقول تعالى ( َو ُخل َ‬
‫ِق ِ‬
‫‪3‬ذا‬‫‪3‬ون كاذبًا إذن ه‪3‬‬ ‫النساء) لن يقوى‪ ،‬ولدته أعمى لن يُبصر هذه الزمة ال تتحول‪ .‬إذن ربنا قال قائمًا بالقسط ال ينفك "هو الحق صادقًا" الحق ال يك‪3‬‬
‫يعوج‪ .‬هذه الشهادة أنه ال إله إال هو قائمًا بالقسط في هذه‬ ‫ّ‬ ‫ِّك ُم ْس َتقِي ًما (‪ )126‬األنعام) لن‬ ‫ص َر ُ‬
‫اط َرب َ‬ ‫الحق ال يتغير إذن (صادقًا) حال الزمة‪َ ( ،‬و َهـ َذا ِ‬
‫‪3‬ان والبعض يج ‪ّ 3‬وز‬ ‫‪3‬دوام وإن ك‪3‬‬ ‫الحال الالزمة التوحيد والقيام بالقسط على اللزوم‪ .‬شهدوا على أمرين ال إله إال هو مع القيام بالقسط على وجه ال‪3‬‬
‫‪ 3‬إسم ال النافية للجنس‪ .‬إذن على اإلعراب المشهور أن (قائمًا) حال وصاحب الحال اهلل‬ ‫‪( 3‬ال إله) مبنية‪،‬‬‫إعراب (قائمًا) صفة لكلمة إله التي هي مبنية‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫*ما الفرق بين القسط والعدل؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(وإِ ْن َح َك ْم َت‬ ‫صة والنصيب ولذلك كلمة القسط تستعمل في القرآن في الوزن وفي غيره َ‬ ‫والح ّ‬
‫ال في الوزن وغيره وله معنيان العدل ِ‬ ‫القسط يكون أو ً‬
‫ال لم يستعمل العدل مع الميزان مطلقًا في‬ ‫ِس ِط ُش َهدَاء لِلِهّ (‪ )135‬النساء) ‪ .‬أو ً‬ ‫ِين ِبالْق ْ‬
‫ِين آ َمنُواْ ُكونُواْ َق َّوام َ‬ ‫ِس ِط (‪ )42‬المائدة) ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬ ‫اح ُكم َب ْي َن ُه ْم ِبالْق ْ‬
‫َف ْ‬
‫القرآن كله لم يستعمل إال القسط ألن القسط هو الحصة والنصيب والغرض من الميزان أن يأخذ اإلنسان نصيبه ولذلك لم ترد في القرآن كلمة العدل‬
‫ِس َط ِ ْ‬ ‫ِس ِط (‪ )152‬األنعام) ومن أسماء الميزان القسطاس ( َوأَ ْو ُفوا الْ َكي َ‬
‫ْل إِذا كِلْتُ ْم َو ِزنُواْ ِبالق ْ‬ ‫ان ِبالْق ْ‬ ‫ْل َوالْم َ‬‫مع الوزن ( َوأَ ْو ُفواْ الْ َكي َ‬
‫ِيم (‪)35‬‬ ‫اس ال ُم ْس َتق ِ‬ ‫ِيز َ‬
‫اإلسراء) باعتبار يأخذ حقه‪ .‬القسط عامة لكن مع الميزان لم تستعمل إال كلمة القسط ألن من معاني القسط الحصة والنصيب والغرض من الميزان‬
‫(وأَن َت ُقو ُمواْ لِلْ َي َتا َمى‬
‫ِس ِط (‪ )25‬الحديد) َ‬ ‫اس ِبالْق ْ‬‫الحصة والنصيب‪ .‬وللعلم كلمة يقوم لم ترد في القرآن مع العدل (قوامين بالقسط) فقط (لَِي ُقو َم النَّ ُ‬
‫ِس ِط َولَا تُ ْخ ِس ُروا‬ ‫َ‬
‫ِس ِط (‪ )18‬آل عمران ) ( َوأقِي ُموا الْ َو ْز َن ِبالْق ْ‬ ‫ال ِئ َك ُة َوأُ ْولُواْ الْعِلْ ِم َقآ ِئ َمًا ِبالْق ْ‬
‫ال ُه َو َوالْ َم َ‬ ‫(ش ِه َد اللُهّ أَنَّ ُه َ‬
‫ال إِلَـ َه إِ َّ‬ ‫ِس ِط (‪ )127‬النساء) َ‬ ‫ِبالْق ْ‬
‫ِس ِط (‪ )85‬هود)‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ان ِبالق ْ‬ ‫ْ‬
‫ال َوالم َ‬
‫ِيز َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ان (‪ )9‬الرحمن) ( َو َيا َق ْوم أ ْوفوا ال ِمك َي َ‬ ‫الْم َ‬
‫ِيز َ‬
‫ِ‬
‫آية (‪:)19‬‬
‫*(ِإ َّن ال ِّدينَ ِعن َد هّللا ِ اِإل ْسالَ ُم (‪ )19‬آل عمران) هل عددت كلمات هذه اآلية؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إنها على قِلّتها استطاعت أن تأتي ببيان عظيم الدين اإلسالمي وفضيلته بأجمع عبارة وأوجزها‪ .‬لقد جاءت اآلية على صفة الحصر‪ ،‬حصر الدين في‬
‫اإلسالم دون غيره وذلك لتعريف إسم ّ‬
‫(إن) أي الدين وخبره أي اإلسالم وكأن اهلل تعالى يقول ال دين إال اإلسالم‪ .‬أال ترى أنك تقول أحمد الناجح‬
‫‪3‬‬ ‫ّ‬
‫ناجح أي هو ناجح من بين الناجحين‪ .‬ثم أكد اهلل تعالى انحصار الدين باإلسالم أكثر باستعمال حرف التوكيد‬
‫فتحصر النجاح بأحمد بخالف أحمد ٌ‬
‫ّ‬
‫(إن)‪.‬‬
‫آية (‪:)20‬‬
‫*ما هو السلوك التركيبي للفعل يُسلم من حيث التع ّدي واللزوم؟ هنا جاء الفعل يُسلم متعديا ً بـحرف الجر (إلى) وفي مواطن‬
‫ت َوجْ ِه َي هّلِل ِ (‪ )20‬آل عمران)‬
‫أخرى في القرآن متعديا ً بحرف الجر الالم (فَلَهُ َأ ْسلِ ُموا َوبَ ِّش ِر ْال ُم ْخبِتِينَ (‪ )34‬الحج) (فَقُلْ َأ ْسلَ ْم ُ‬
‫فما الفرق بين تعديه بالالم وتعديه بإلى؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ُسلِ ْم َو ْج َه ُه إِلَى اللَّهِ)‪ ،‬البقية بالالم أو من دون حرف جر َ‬
‫(ولَكِن‬ ‫أكثر ما ورد في القرآن متعديًا بالالم ولم ترد بإلى إال فقط في سورة لقمان ( َو َمن ي ْ‬
‫ِين (‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِر ِّب ال َعالم َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪ )44‬النمل) (قال أ ْسل ْمت ل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُقولُوا أَ ْسلَ ْمنَا (‪ )14‬الحجرات)‪ .‬ما الفرق بين أسلم إلى وأسلم لـ؟ ( َوأَ ْسلَ ْم ُت َم َع ُسلَ ْي َم َ‬
‫ان لِل ِه َر ِّب ال َعالم َ‬
‫ِين (‪ )66‬غافر) ما الفرق بينهما في الداللة؟ أسلم إليه معناه دفعه إليه‪ ،‬تسليم دفعه إليه أو ف ّوض أمره إليه‬ ‫ِر ُت أَ ْن أُ ْسلِ َم ل َ‬
‫ِر ِّب الْ َعالَم َ‬ ‫(وأُم ْ‬
‫‪ )131‬البقرة) َ‬
‫هذ المشهور‪ ،‬من التوكل‪ .‬أسلم بمعنى انقاد وخضع ومنها اإلسالم اإلنقياد‪ .‬أسلم الشيء إليه أي دفعه إليه‪ ،‬أعطاه إليه بانقياد هذه أسلمه إليه أو فوض‬
‫أمره إليه وهذا أشهر معنى ألسلم إليه‪ .‬أسلم هلل معناه انقاد له وجعل نفسه سالمًا له أي خالصًا له‪ ،‬جعل نفسه هلل خالصًا أخلص إليه‪ .‬لما قالت ملكة‬
‫ِين (‪ )44‬النمل) انقدت له وخضعت وجعلت نفسي سالمة له خالصة ليس ألحد فيه شيء‪ .‬وإبراهيم ‪ ‬قال‬ ‫ان لِلَّ ِه َر ِّب الْ َعالَم َ‬ ‫(وأَ ْسلَ ْم ُت َم َع ُسلَ ْي َم َ‬
‫سبأ َ‬
‫ِين) أسلم له أي انقاد له وجعل نفسه خالصة له أما أسلم إليه معناها دفعه إليه لذا يقولون أسلم هلل أعلى من أسلم إليه ألنه لم‬ ‫ِر ِّب الْ َعالَم َ‬ ‫ال أَ ْ ْ َ‬
‫ل‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫( َق َ‬
‫َّ‬
‫ض أ ْم ِري إِلَى الل ِه (‪ )44‬غافر)‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يجعل معه ألحد شيء‪ ،‬ومن يسلم وجهه إلى اهلل اختلفت الداللة أسلم إليه أي ف ّوض أمره إليه يعني في الشدائد ( َوأ َف ِّو ُ‬
‫أو في االنقياد أما أسلم هلل فجعل نفسه خالصًا ليس ألحد شيء‪ .‬لذلك قال القدامى أسلم له أعلى من أسلم إليه ألنه إذا دفعه إليه قد يكون لم يصل لكن‬
‫سلّم له اختصاص والالم للملك (أسلم هلل) ملّك نفسه هلل ولذلك قالوا هي أعلى‪.‬‬
‫* متى تثبت الياء ومتى تحذف كما في قوله (واخشوني‪ ،‬واخشون)؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬
‫واخشون فوردت األولى في سورة البقرة والثانية‬ ‫ِ‬ ‫أخرتن)‪ .‬أما إخشوني‬ ‫ِ‬ ‫أخرتني‪،‬‬ ‫كيدون‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫إتبعن‪ ،‬كيدوني‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫هذا التعبير له نظائر في القرآن (ا ّتبعني‪،‬‬
‫إتق ربك وقد يريد أن‬ ‫ال لو أحدهم اغتاب آخر تقول له ِ‬ ‫تحذر أحدهم التحذير يكون بحسب الفِعلة قد تكون فِعلة شديدة‪ .‬مث ً‬ ‫وردت في المائدة‪ .‬عندما ّ‬
‫يقتل شخصًا فتقول له إتقي اهلل‪ ،‬فالتحذير يختلف بحسب الفعل إذا كان الفعل كبيرًا يكون التحذير أشد‪ .‬فعندما يُط ِهر الياء يكون التحذير أشد في جميع‬
‫ُظهر الياء يكون األمر أكبر‪.‬‬ ‫القرآن عندما ي ِ‬
‫ِين (‪ )108‬يوسف) بالياء‬ ‫ِن الْ ُم ْش ِرك َ‬‫ان اللِهّ َو َما أََن ْا م َ‬‫ْح َ‬ ‫ب‬‫س‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫ََِ َ َ َ‬ ‫ِي‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ات‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ير‬
‫َ‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ِهّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ْع‬
‫ُ‬ ‫د‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ِي‬‫ل‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫س‬
‫َِ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫(‬ ‫التحذير‬ ‫غير‬ ‫مثال آخر في‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫اه َتدَوا َّوإِن َت َول ْوا َف ِإنَّ َما َعلَي َ‬
‫ْك ال َب َ‬
‫الغ َواللُهّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّين أأ ْسلَ ْمتُ ْم َف ِإ ْن أ ْسلَ ُموا َف َق ِد ْ‬
‫‪3‬‬ ‫ُ‬
‫اب َواأل ِّمي َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِين أ ْوتُوا ال ِك َت َ‬ ‫َّ‬‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وك َفقل أ ْسلَ ْم ُت َو ْج ِه َي لِلِهّ َو َم ِن اتَّ َب َع ِن َوقل للذ َ‬
‫آج َ‬ ‫( َف ْ‬
‫إن َح ُّ‬
‫ّ‬
‫ير ِبال ِع َبا ِد (‪ )20‬آل عمران) بدون ياء‪ .‬ننظر أي الذي يحتاج إلى اتباع أكثر؟ الذي يدعو إلى اهلل على بصيرة أو مجرد أن يكون مسلمًا فقط؟ ال‬ ‫ْ‬ ‫صٌ‬ ‫َب ِ‬
‫ً‬
‫شك أن الداعية ينبغي أن يكون متبعًا أكثر في سلوكه وعمله ألنه داعية إلى اهلل ينبغي أن يكون مثال في سلوكه ومعرفته هذا يحتاج للياء (فاتبعوني)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المتبعين ليسوا كالدعاة الذين يحتاجون التّباع أكثر لذا قال (ومن اتبعني) أما عموم المسلمين فال يعرفون إال القليل من األحكام‪ .‬إذن موطن الدعوة‬
‫إلى اهلل على بصيرة تحتاج لمقدار اتّباع أكثر فقال (فاتبعوني) بالياء‪.‬‬
‫آية (‪:)21‬‬
‫ت هَّللا ِ َويَ ْقتُلُ‪HH‬ونَ النَّبِيِّينَ‬
‫وا يَ ْكفُ‪H‬رُونَ بِآيَ‪HH‬ا ِ‬ ‫ب ِّمنَ هَّللا ِ َذلِ‪HH‬كَ بِ‪َH‬أنَّهُ ْم َك‪HH‬انُ ْ‬ ‫ت َعلَ ْي ِه ُم ال ِّذلَّةُ َو ْال َم ْس َكنَةُ َوبَآُؤ وْ ْا بِغ َ‬
‫َض ٍ‬ ‫ُربَ ْ‬
‫(وض ِ‬ ‫*في سورة البقرة َ‬
‫ق‬‫‪H‬ر َح‪ٍّ H‬‬ ‫ُ‬
‫ت ِ َويَ ْقتُلونَ النَّبِيِّينَ بِ َغ ْي‪ِ H‬‬ ‫هّللا‬ ‫َّ‬
‫صوا َّو َكانُوا يَ ْعتَ ُدونَ (‪ )61‬البقرة) وفي آل عمران (ِإ َّن ال ِذينَ يَ ْكفُرُونَ بِآيَا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ك بِ َما َع َ‬ ‫ق َذلِ َ‬ ‫بِ َغي ِْر ْال َح ِّ‬
‫ت َعلَ ْي ِه ُم ال ِّذلَّةُ َأ ْينَ َما ثُقِفُ ْ‬ ‫ْأ‬
‫وا ِإالَّ بِ َحبْ‪ٍ HH‬ل‬ ‫ب َألِ ٍيم (‪ ))21‬وفي‪ H‬آل عمران (ض ِ‬
‫ُربَ ْ‬ ‫َويَ ْقتُلُونَ الِّ ِذينَ يَ ُمرُونَ بِ ْالقِ ْس ِط ِمنَ النَّ ِ‬
‫اس فَبَ ِّشرْ هُم‪ H‬بِ َع َذا ٍ‬
‫ت هّللا ِ َويَ ْقتُلُونَ اَألنبِيَاء بِ َغي ِْر‬ ‫وا يَ ْكفُرُونَ بِآيَا ِ‬ ‫ت َعلَ ْي ِه ُم ْال َم ْس َكنَةُ َذلِكَ بَِأنَّهُ ْم َكانُ ْ‬ ‫ب ِّمنَ هّللا ِ َوض ِ‬
‫ُربَ ْ‬ ‫ض ٍ‬ ‫اس َوبَآُؤوا‪ H‬بِ َغ َ‬ ‫ِّم ْن هّللا ِ َو َح ْب ٍل ِّمنَ النَّ ِ‬
‫وا يَ ْعتَ ُدونَ (‪ )))112‬فما اللمسة البيانية في اآليات؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫صوا َّو َكانُ ْ‬
‫ك بِ َما َع َ‬ ‫ق َذلِ َ‬ ‫َح ٍّ‬
‫ْر َح ٍّق) يعني هناك نبيين وأنبياء وتنكير‬ ‫ون َ‬ ‫ْر الْ َح ِّق) وفي آل عمران ( َو َي ْقتُلُ َ‬ ‫ون النَّ ِبي َ‬ ‫وردت في أكثر من آية وردت في البقرة ( َو َي ْقتُلُ َ‬
‫األن ِب َياء ِب َغي ِ‬ ‫ِّين ِب َغي ِ‬
‫المعرف المعرفة تدل على أنه كانوا يقتلون األنبياء بغير الحق‬ ‫َّ‬ ‫ْر َح ٍّق)‪( .‬الحق)‬ ‫ون النَّ ِبي َ‬
‫ِّين ِب َغي ِ‬ ‫(و َي ْقتُلُ َ‬‫الحق وتعريفه‪ ،‬وفي آية أخرى في آل عمران َ‬
‫الذي يدعو إلى القتل‪ ،‬ما يدعو إلى القتل معلوم إذن هم يقتلونهم بغير الحق الذي يستوجب القتل إذن إذا كان أي واحد يقتل واحدًا بغير الحق الذي‬
‫ال ليس هنالك ما يدعو إلى هذه‬ ‫ْر الْ َح ِّق) يعني بغير األسباب الداعية إلى القتل‪( .‬بغير حق) أص ً‬ ‫ون النَّ ِبي َ‬
‫ِّين ِب َغي ِ‬ ‫يستوجب القتل كان ظالمًا هذا ( َو َي ْقتُلُ َ‬
‫الفعلة ال سبب يدعو إلى القتل وال غيره من األسباب‪ ،‬أحيانًا واحد يقسوعل واحد بالكالم يقول له أنت سفيه فيقتله هذا بغير حق الذي يدعو للقتل قد‬
‫يكون أثاره‪ ،‬حتى أحيانًا تحصل عندنا مشادات إذن هذا بغير الحق الذي يستوجب القتل هذه (يقتلون النبيين بغير الحق) يعني ليس هنالك سبب يدعو‬
‫فأي األسوأ؟ بغير حق أسوأ‪ .‬هذا أمر‬ ‫إلى القتل‪ ،‬إعتداء هكذا ُّ‬
‫أي األسوأ؟ (يقتلون األنبياء بغير حق)‬ ‫واألمر اآلخر النبيين جمع مذكر سالم جمع قلة واألنبياء جمع كثرة إذن هم يقتلون كثرة من األنبياء بغير حق‪ُّ ،‬‬
‫أسوأ من ناحيتين من ناحية الكثرة ومن ناحية بغير حق يقتلون كثيرًا من األنبياء بدون داعي‪.‬‬
‫وهناك أمر آخر هو عندما يذكر معاصي بني إسرائيل يذكر األنبياء‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ْر ال َحق ذلِك ِب َما‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُواْ ِبغ َ‬ ‫الذلَّ ُة َوالْ َم ْس َكن ُ‬
‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬‫نقرأ سياق اآليتين ( َو ُ‬
‫ِّين ِبغي ِ‬ ‫ون الن ِبي َ‬‫ات الل ِه َو َيقتل َ‬ ‫ون ِبآ َي ِ‬ ‫َض ٍب ِّم َن الل ِه ذلِك ِبأن ُه ْم كانوا َيكف ُر َ‬ ‫َة َو َبآؤ ْ‬
‫َض ٍب‬‫اس َو َبآؤُوا ِبغ َ‬ ‫ْل ِّم َن النَّ ِ‬ ‫ْل ِّم ْن اللِهّ َو َحب ٍ‬ ‫ال ِب َحب ٍ‬ ‫ْن َما ثُ ِق ُفواْ إِ َّ‬ ‫َ‬
‫الذلَّ ُة أي َ‬
‫(ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫ُون (‪ )61‬البقرة) هذه آية البقرة‪.‬في آل عمران ُ‬ ‫صواْ َّو َكانُواْ َي ْع َتد َ‬ ‫َع َ‬
‫ْ‬
‫صوا َّو َكانُوا َي ْع َتد َ‬ ‫ْر َح ٍّق َذل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ات اللِهّ َو َي ْقتُل َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِك ِبأنَّ ُه ْم َكانُوا َيك ُف ُر َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ال َم ْس َكنَة َذل َ‬‫ِّم َن اللِهّ َو ُ‬
‫ُون (‪ ))112‬هذه عامة‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ِك ِب َما َع َ‬ ‫ون األن ِب َياء ِب َغي ِ‬ ‫ون ِبآ َي ِ‬
‫َ‬
‫(ض ِر َب ْت َعلي ِ‬
‫ْه ُم‬ ‫ّ‬
‫ْه ُم الذلة َوال َم ْسكنَة) جمعهما في كالم واحد بينما في آل عمران أكد وكرر وعمم قال ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ض ِر َب ْت َعلي ِ‬ ‫كرر (ضربت)‪ .‬في البقرة قال ( َو ُ‬
‫‪ 3‬ألنهم فعلوا أسوأ فإذن استحقوا‬ ‫ض ِر َبت َعل ْي ِه ُم ال َم ْسكنَة) ضربت مرة أخرى‪ ،‬كرر أعاد فصار تكرار وتعميم وتأكيد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الذلَّ ُة) ما قال المسكنة‪ ،‬ثم قال ( َو ُ‬ ‫ِّ‬
‫ِّين ِب َغي ِ‬
‫ْر‬ ‫(و َي ْقتُلُ َ‬
‫ون النَّ ِبي َ‬ ‫هذا الكالم التأكيد في ضرب الذلة والمسكنة‪ .‬هل يجوز في البيان أن نضع واحدة مكان أخرى؟ ال يمكن‪ .‬في آل عمران قال َ‬
‫ض ِر َب ْت‬ ‫َض ٍب ِّم َن اللِهّ َو ُ‬ ‫اس َو َبآؤُوا ِبغ َ‬ ‫ْل ِّم َن النَّ ِ‬ ‫ْل ِّم ْن اللِهّ َو َحب ٍ‬ ‫ْن َما ثُ ِق ُفواْ إِ َّ‬
‫ال ِب َحب ٍ‬ ‫الذلَّ ُة أَي َ‬
‫(ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫َح ٍّق) هذه عامة هذه ليست في بني إسرائيل أما ُ‬
‫ْ‬
‫صوا َّو َكانُوا َي ْع َتد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْر َح ٍّق ذلِك ِب َما َع َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ات اللِهّ َو َيقتُل َ‬ ‫ِك ِبأَنَّ ُه ْم َكانُواْ َي ْك ُف ُر َ‬ ‫َعلَ ْي ِه ُم الْ َم ْس َكن ُ‬
‫َة َذل َ‬
‫ُون (‪ ))112‬هذه في بني إسرائيل تحديدًا في‬ ‫‪3‬‬ ‫ون األن ِب َياء ِب َغي ِ‬ ‫ون ِبآ َي ِ‬
‫ِيم‬ ‫اس َف َب ِّش ْر ُهم ِب َع َذ ٍ َ‬
‫اب أل ٍ‬ ‫ِن النَّ ِ‬
‫ِس ِط م َ‬ ‫ون ِبالْق ْ‬ ‫ِين َي ْأ ُم ُر َ‬
‫ون الِّذ َ‬ ‫ْر َح ٍّق َو َي ْقتُلُ َ‬ ‫ون النَّ ِبي َ‬
‫ِّين ِب َغي ِ‬ ‫ات اللِهّ َو َي ْقتُلُ َ‬ ‫ون ِبآ َي ِ‬ ‫ِين َي ْك ُف ُر َ‬‫بينما اآلية األخرى هذا حكم عام (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ين (‪ ))22‬أولئك كانت عقوبة الدنيا‬ ‫اص ِر َ‬‫اآلخ َر ِة َو َما لَ ُهم ِّمن نَّ ِ‬ ‫الد ْن َيا َو ِ‬ ‫ِين َحِب َط ْت أَ ْع َمالُ ُه ْم فِي ُّ‬ ‫ِك الَّذ َ‬ ‫ُ‬
‫(‪ ))21‬هذا حكم آخر ثم يتكلم عن اآلخرة (أولَـئ َ‬
‫‪ 3‬شمل‬ ‫‪ 3‬فلما قال النبيين‬ ‫‪ 3‬فما بالك بمن قتل األنبياء؟! لو قال األنبياء يعني لم يشمل النبيين‬ ‫بينما هنا الحكم عام في الدنيا واآلخرة‪ ،‬هذا فيمن قتل النبيين‬
‫األنبياء فالذي قتل القلة هذا أمره فما بالك بمن قتل أكثر‪ ،‬هو قتل قلة بدون داعي فما بالك بمن قتل أكثر؟! كل واحدة مناسبة في مكانها‪ .‬األلف والالم‬
‫في اللغة ربما تحول الداللة بغير حق وبغير الحق وجمع الكثرة وجمع القلة‪ ،‬جمع المذكر السالم وجمع التكسير‪ .‬جمع التكسير فيه جمع قلة وجمع‬
‫كثرة‪ ،‬جمع التكسير أف ُعل أفعال أفعِلة ُفعلة جموع قلة وما عداها جمع كثرة ‪ 23‬وزن جموع كثرة‪.‬‬
‫يمكن قراءة ما جاء حول هذا الموضوع في كتاب التعبير القرآني للدكتور فاضل في موضوع التشابه واالختالف‬
‫*الدكتور أحمد الكبيسي في إحدى حلقات برنامجه الكلمة وأخواتها‪:‬‬
‫‪ 3‬واألنبياء‪ :‬قال أن النبيين هي كصفة ساعة يُنبأ أما األنبياء فهي جمع نبي أي بعد أن أصبح نبيًا(هذا واهلل أعلم‪).‬‬
‫عن معنى كلمة النبيين‬
‫*( َويَ ْقتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِ َغي ِْر َح ٍّ‬
‫ق (‪ )21‬آل عمران) قال تعالى (بغير حق) أفيجوز‪ H‬قتل النبيين بحق؟ وهل من حق في قتل النبيين؟‬
‫(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫للوهلة األولى يظن الغافل عن بيان اهلل تعالى وقصده أنه يجوز قتل األنبياء بحق ويحرم قتلهم بغير حق وهذا ضعف في فهم الحكم‪ .‬فالقيد (بغير‬
‫حق) جاء في الجملة ليوضح زيادة وتشويه قبح فعل بني إسرائيل بقتل األنبياء‪ ،‬فتأمل!‪.‬‬
‫آية (‪:)23‬‬
‫صيبًا ِّمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب (‪ )23‬آل عمران) لقد جاءت اآلية بعبارة (أوت‪H‬وا الكت‪H‬اب) فما المع‪H‬نى ال‪H‬ذي أض‪H‬افته‬ ‫*(َألَ ْم تَ َر ِإلَى الَّ ِذينَ ُأوْ تُ ْ‬
‫وا نَ ِ‬
‫عبارة (نصيباً)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إن النصيب هو القسط والحظ وقد جاءت نكرة للداللة على التهاون بهم والتقليل من شأنهم‪ .‬وجاءت (من) بمعنى التبعيض زيادة في ذلك التهاون‬
‫والتقليل تعريضًا بأنهم ال يعلمون من كتابهم إال حظًا يسيرًا‪.‬‬
‫آية (‪:)24‬‬
‫*ما الفرق بين داللة الجمع في معدودة ومعدودات؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪H:‬‬
‫‪3‬‬
‫القاعدة‪ :‬جمع غير العاقل إن كان باإلفراد يكون أكثر من حيث العدد من الجمع السالم كأنهار جارية وأنهار جاريات‪ ،‬فالجارية أكثر من حيث العدد‬
‫‪ 3‬من شاهقات ‪ ،‬فهذه من المواضع التي يكون فيها المفرد أكثر من‬ ‫من الجاريات‪ ،‬وأشجار مثمرة أكثر من مثمرات وجبال شاهقة أكثر من حيث العدد‬
‫الجمع‪.‬‬
‫س‬ ‫َ‬
‫معدودات جمع قلة وهي تفيد القلة (وهي أقل من ‪ )11‬أما معدودة تدل على أكثر من ‪ ،11‬وقد قال تعالى في سورة يوسف ( َو َش َر ْو ُه ِبث َم ٍن َب ْخ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اه َم َم ْعدُو َد ٍة) أي أكثر من ‪ 11‬درهما‪ ،‬ولو قال معدودات لكانت أقل‪.‬‬ ‫َر ِ‬
‫دَ‬
‫ون {‪ )}24‬اختيار كلمة‬ ‫ال أَيَّامًا َّم ْعدُود ٍ‬
‫َات َو َغ َّر ُه ْم فِي دِي ِن ِهم َّما َكانُواْ َي ْف َت ُر َ‬ ‫ِك ِبأَنَّ ُه ْم َقالُواْ لَن َت َم َّسنَا النَّ ُ‬
‫ار إِ َّ‬ ‫مثال‪ :‬قال تعالى في سورة آل عمران ( َذل َ‬
‫(معدودات) في هذه اآلية ألن الذنوب التي ُذكرت في هذه اآلية ّ‬
‫أقل‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫َات (‪ )24‬آل عمران)‬ ‫ال أَيَّا ًما َّم ْعدُود ٍ‬
‫ار إِ َّ‬ ‫ِك ِب َأ َّن ُه ْم َقالُ ْ‬
‫وا لَن َت َم َّسنَا َّ‬
‫الن ُ‬ ‫ال أَيَّامًا َّم ْعدُو َد ًة (‪ )80‬البقرة) وآية أخرى ( َذل َ‬
‫ار إِ َّ‬ ‫اليهود قالوا ( َو َقالُ ْ‬
‫وا لَن َت َم َّسنَا َّ‬
‫الن ُ‬
‫َات (‪)203‬‬ ‫َّام َّم ْعدُود ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ْ‬
‫المعدودات يعني أنا عندي أيام محددة تتكرر كل سنة ما تختلف مثل أيام العيد‪ ،‬مثل رمضان وفي الحج ( َواذك ُروا اللَهّ فِي أي ٍ‬
‫البقرة) في كل سنة ما تتغير‪ ،‬هذه المعدودات‪ .‬حينئذ هذه لها معنى‪ .‬في أيام معدودة عندنا ‪ 360‬يوم أنا أربع خمس أيام ال على التعيين سنسافر أيام‬
‫معدودة ألمر ما‪ ،‬هذه معدودة ألنها ليست محددة ‪.‬‬
‫إذن هما مذهبان كما قلنا اليهود والنصارى وغيرهم كما أن المسلمين مذاهب وآراء وأفكار ونحن في كل جزئية هناك أفكار للعلماء تختلف وهذا في‬
‫ُعاء‬ ‫ال َي ْس َم ُع إِ َّ‬
‫ال د َ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ َك َم َث ِل الَّذِي َي ْنع ُ‬
‫ِق ِب َما َ‬ ‫غاية الصحة العلمية أن العلماء يختلفون وهذا العقل البشري الذي ال يختلف هو الحيوان ( َو َم َث ُل الَّذ َ‬
‫َو ِندَاء (‪ )171‬البقرة) مليون نعجة تقودها بصوت واحد‪ .‬قسم من بني إسرائيل اهلل سيعذبنا خمسة أيام من أيام شهر ما وآخرون قالوا خمسة أيام‬
‫ليست معلومة واهلل تعالى لما نقل آراءهم وأفكارهم بهاتين الكلمتين لخص لنا أن بني إسرائيل منقسمون في هذه األيام‪.‬‬
‫*ما داللة (غرهم) فى قوله تعالى( َو َغ َّرهُْ‪H‬م فِي ِدينِ ِهم َّما َكانُ ْ‬
‫وا يَ ْفتَرُونَ (‪ )24‬آل عمران) وليس طمعهم؟(ورتل‪ H‬القرآن ترتيالً)‬
‫غرهم‪ .‬إن‬ ‫ّ‬
‫جل جالل اهلل في إحكام بيانه فلو قال ط ّمعهم في دينهم لما عبرت كلمة ط ّمعهم عما أراده اهلل تعالى من معنى كما عبّرت عنه لفظة ّ‬
‫السياق التعبيري يعلمك أن المخالفة إذا لم تكن عن غرور فاالقالع عنها مرجو أما المغرور فال ي ّ‬
‫ُترقب منه إقالع أبدًا‪.‬‬
‫آية (‪:)25‬‬
‫* ما الفرق بين (ماعملت) و (ماكسبت)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال ي ْ‬ ‫ْ‬
‫ون (‪ ))111‬قال وتوفى كل نفس ما عملت وفي آيات أخرى‬ ‫ُظلَ ُم َ‬ ‫س َّما َع ِملَ ْت َو ُه ْم َ‬ ‫ِل َعن نَّ ْف ِس َها َوتُ َو َّفى ُك ُّل َن ْف ٍ‬ ‫س تُ َجاد ُ‬ ‫اآليتان هما ( َي ْو َم َتأتِي ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫س‬ ‫ْب فِي ِه َو ُو ِّف َي ْت ُك ُّل َن ْف ٍ‬ ‫ال َري َ‬ ‫ْف إِ َذا َج َم ْعنَا ُه ْم لَِي ْوم َّ‬
‫ٍ‬ ‫س َّما َك َس َب ْت (‪ )281‬البقرة) وآل عمران ( َف َكي َ‬ ‫ون فِي ِه إِلَى اللِهّ ثُ َّم تُ َو َّفى ُك ُّل َن ْف ٍ‬ ‫(واتَّ ُقواْ َي ْو ًما تُ ْر َج ُع َ‬
‫قال َ‬
‫ان لَِن ِب ٍّي‬ ‫َ‬
‫(و َما ك َ‬‫َّما َك َس َب ْت (‪ .))25‬في آية النحل قال ماعملت‪ .‬في سياق األموال يقول (ما كسبت) وفي سياق العمل يقول (ما عملت)‪ .‬في آل عمران َ‬
‫ْ‬
‫ون (‪ )161‬آل عمران) الغل هو األخذ من المغنم قبل اقتسام‬ ‫ال ي ْ‬
‫ُظلَ ُم َ‬ ‫س َّما َك َس َب ْت َو ُه ْم َ‬ ‫أَن َي ُغ َّل َو َمن َي ْغلُ ْل َيأ ِت ِب َما َغ َّل َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة ثُ َّم تُ َو َّفى ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫س َّما َك َس َب ْت (‬ ‫ون فِي ِه إِلَى اللِهّ ثُ َّم تُ َو َّفى ُك ُّل َن ْف ٍ‬‫الغنائم‪ ،‬وهو متعلق باألموال والكسب فقال(ما كسبت)‪ ،‬في البقرة في سياق األموال ( َواتَّ ُقواْ َي ْو ًما تُ ْر َج ُع َ‬
‫ِين (‪ )278‬البقرة) الربا كسب‬ ‫الر َبا إِن ُكنتُم ُّم ْؤ ِمن َ‬
‫ِن ِّ‬ ‫ِي م َ‬ ‫‪ )281‬البقرة) وقبلها أمور مادية من ترك الربا ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ اتَّ ُقواْ اللَهّ َو َذ ُرواْ َما َبق َ‬
‫ْس َر ٍة (‪ ،))280‬آية الدين ((‪ )282‬البقرة) في سياق األموال فناسب ذكر الكسب أما آية النحل‬ ‫َظ َر ٌة إِلَى َمي َ‬ ‫ان ُذو ُع ْس َر ٍة َفن ِ‬ ‫(وإِن َك َ‬ ‫المعسر َ‬‫ِ‬ ‫حرام‪ ،‬آية‬
‫ور َّر ِحي ٌم (‪ )110‬النحل)‬ ‫ُ‬
‫ِها ل َغف ٌ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ص َب ُروا إِ َّن َربَّك مِن َب ْعد َ‬ ‫ْ‬
‫اهدُوا َو َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اج ُروا مِن َب ْع ِد َما ف ِتنوا ث َّم َج َ‬ ‫ِين َه َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ليس لها عالقة بالكسب وقال قبلها (ث َّم إِ َّن َربَّك لِلذ َ‬
‫ليس فيها كسب فالجهاد والفتنة والصبر ليست كسبًا‪ .‬ففي سياق األموال قال كسب وفي سياق األعمال قال عمل‪ .‬الكسب منوط بالمال في الغالب‬
‫ولهذا يقول تعالى (تِلْ َك أُ َّم ٌة َق ْد َخلَ ْت لَ َها َما َك َس َب ْت َولَ ُكم َّما َك َس ْبتُ ْم (‪ )134‬البقرة) جعلها كاألموال وككسب اإلنسان‪.‬‬
‫آية (‪)26‬‬
‫ع ْال ُم ْل َ‬
‫ك ِم َّمن تَ َشاء َوتُ ِع ُّز َمن تَ َشاء َوتُ ِذلُّ َمن تَ َشاء (‪ )26‬آل عمران) لو ت‪HH‬أملت‬ ‫ك تُْؤ تِي ْال ُم ْلكَ َمن تَ َشاء َوت ِ‬
‫َنز ُ‪H‬‬ ‫ك ْال ُم ْل ِ‬
‫*(قُ ِل اللَّهُ َّم َمالِ َ‬
‫السياق لرأيت أنه يقتضي أن يقول تؤتي الملك من تشاء وتأخذه ممن تشاء للمقابلة بين اإلتيان واألخذ كما قابل بين العزة وال‪HH‬ذل‬
‫(وتعز من تشاء وتذل من تشاء) فلِ َم خصّ ال ُملك بالنزع دون األخذ؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪3‬‬
‫مقره بشدّة ألن المالك ال يتخلى عنه لو كان األمر بيده‪.‬‬
‫إن لفظ النزع يفيد تمسك المالك بملكه وعدم خروجه عنه بسهولة كما يفيد اقتالع الملك من ّ‬
‫ك ِم َّمن تَ َشاء َوتُ ِع ُّز َمن تَ َشاء َوتُ ِذلُّ َمن تَ َشاء بِيَ ِدكَ ْالخَ ْي ُر ِإنَّكَ َعلَ َى ُك ِّل‬ ‫ع ْال ُم ْل َ‬ ‫ك تُْؤ تِي ْال ُم ْلكَ َمن تَ َشاء َوت ِ‬
‫َنز ُ‪H‬‬ ‫ك ْال ُم ْل ِ‬
‫*(قُ ِل اللَّهُ َّم َمالِ َ‬
‫ق َمن تَ َشاء‬ ‫ت َوتُ ْخ ِر ُج الَ َميَّتَ ِمنَ ْال َح ِّي َوتَرْ ُز ُ‬‫ي ِمنَ ْال َميِّ ِ‬ ‫ار َوتُولِ ُج النَّهَا َر فِي اللَّ ْي ِل َوتُ ْخ ِر ُج ْال َح َّ‬
‫َش ْي ٍء قَ ِدي ٌ‪H‬ر (‪ )26‬تُولِ ُج اللَّ ْي َل فِي ْالنَّهَ ِ‬
‫ُول َح َس ٍن َوَأنبَتَهَا‪ H‬نَبَاتًا َح َسنًا َو َكفَّلَهَا‬‫ب (‪ )27‬آل عمران) ما اللمسات البيانية في اآليتين؟ وفي اآلية (فَتَقَبَّلَهَا َربُّهَا بِقَب ٍ‬ ‫بِ َغي ِْر ِح َسا ٍ‬
‫ق َمن يَ َشاء‬ ‫إن هّللا َ يَرْ ُز ُ‪H‬‬
‫ت ه َُو ِم ْن ِعن ِد هّللا ِ َّ‬‫ك هَـ َذا قَالَ ْ‬ ‫اب َو َج َد ِعن َدهَا ِر ْزقاً‪ H‬قَا َل يَا َمرْ يَ ُم َأنَّى لَ ِ‬ ‫زَ َك ِريَّا ُكلَّ َما َد َخ َل َعلَ ْيهَا َز َك ِريَّا‪ْ H‬ال ِمحْ َر َ‬
‫ب (‪ ))37‬هل هناك رابط بين اآليتين ألنهما ختمتا بنفس الخاتمة؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫بِ َغي ِْر ِح َسا ٍ‬
‫تكلمنا في حلقة قديمة عن قوله تعالى (يرزق من يشاء بغير حساب) ذكرنا في حينها أن ربنا ال يُسأل عما يفعل وال أحد يحاسبه يرزق من يشاء من‬
‫ان َع َطاء‬ ‫ِن َع َطاء َرب َ‬
‫ِّك َو َما َك َ‬ ‫ِد َهـؤُالء َو َهـؤُالء م ْ‬ ‫دون أن يحاسبه أحد‪ ،‬هذا أمر‪  ‬ثم إنه ال يحاسب المرزوق ال يرزق على قدر الطاعة ( ُك ًّ‬
‫ال نُّم ُّ‬
‫ورا (‪ )20‬اإلسراء) ثم ال يخشى أن تنفذ خزائنه‪ ،‬بغير حساب يعطي كيفما تقتضي الحكمة بينما الناس والحكومات كلها تنظر إلى‬ ‫ِّك َم ْح ُظ ً‬
‫َرب َ‬
‫الخظينة والموازنة ولو أنها ترى أن هذا ينبغي لكن ربما ليس عندها ما تنفق عليه لكن ربنا تعالى يعطي بما تقتضي حكمته ال يخشى أن تنفذ‬
‫ْث لَا َي ْح َت ِس ُب (‪ )3‬الطالق) ال يحسب لذلك‬ ‫ِن َحي ُ‬ ‫الخزائن‪ .‬ثم أحيانًا العبد ال يعلم من أين يأتي الرزق ( َو َمن َيتَّ ِق اللَّ َه َي ْج َعل لَّ ُه َم ْخ َر ًجا (‪َ )2‬وَي ْر ُز ْق ُه م ْ‬
‫حسابًا قد يأتيه الرزق من غير أن يعلم كيف وصله الرزق‪ .‬وبالنسبة إلى مريم هو تطبيق لهذه القاعدة العامة تلك حالة عامة وهذه حالة فردية تطبيق‬
‫َها ِر ْزقًا َق َ‬
‫ال َيا‬ ‫اب َو َج َد ِعند َ‬ ‫َخ َل َعلَ ْي َها َز َك ِريَّا الْم ْ‬
‫ِح َر َ‬ ‫على الواقع أن اهلل تعالى يرزق من غير حساب أن يأتي الرزق من غير السبل المعروفة ( ُكلَّ َما د َ‬
‫اب (‪ ))37‬هذه تطبيق على ما ذكر‪.‬‬ ‫(إن اللَهّ َي ْر ُز ُق َمن َي َشاء ِب َغي ِ‬
‫ْر ِح َس ٍ‬ ‫َم ْر َي ُم أَنَّى لَ ِك َهـ َذا) إذن من غير السبل المعروفة َّ‬
‫*ما الفرق بين ِملك بكسر الميم و ُملك بضم الميم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِص َر (‪ )51‬الزخرف) يعني الحكم وليس‬ ‫ال َيا َق ْو ِم أَلَي َ‬
‫ْس لِي ُملْ ُك م ْ‬ ‫ِر َع ْو ُن فِي َق ْو ِم ِه َق َ‬ ‫الحكم فرعون قال ( َونَادَى ف ْ‬ ‫هناك فرق بين ُملك ومِلك‪ ،‬ال ُملك ُ‬
‫مملوكة له‪ .‬والمِلك من التملّك فصاحب ال ُملك َملِك وصاحب المِلك مالك في الفاتحة نقول ملك يوم الدين ومالك يوم الدين ألنه تعالى الملك والمالك‪.‬‬
‫لما يقول (ملك السموات واألرض) يعني هو الحاكم ولما يقول (له ما في السموات واألرض) هذا التملك مملوكة له‪ .‬فإذن في مجموعة هذه اآليات‬
‫ِك الْ ُملْ ِك (‬
‫أنه هو المالك وهو الملك‪ ،‬كل آية ال تدل على األخرى (له ما في السموات) من التملك فهو ملكهما ومالكهما كما قال تعالى ( ُق ِل اللَّ ُه َّم َمال َ‬
‫ِمن َت َشاء) بيده التصرف فهي ملكه‪ .‬في الفاتحة هنالك قراءتان متواتران ملك‬ ‫نز ُع الْ ُملْ َك م َّ‬
‫‪ )26‬آل عمران) ال ُملك هو مِلكه (تُ ْؤتِي الْ ُملْ َك َمن َت َشاء َو َت ِ‬
‫‪ 3‬اآلية نزلت مرتين مرة ملك يوم الدين ومرة مالك يوم الدين وهي قراءات نزل بها جبريل وأقرها رسول اهلل ‪ ‬بأمر من‬ ‫يوم الدين ومالك يوم الدين‪،‬‬
‫ربه‪ .‬هناك عشر قراءات متواترة عن الرسول ‪ ‬أقرها الرسول ‪ ‬بأمر من ربه‪.‬‬
‫آية (‪:)27‬‬
‫*ما اللمسة اليانية في استخدام‪ H‬فعل (يخرج) وليس الصيغة االسمية كما فى سورة األنعام؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫قاعدة نحوية‪ :‬اإلسم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث والتجدد‪ .‬وهذه اآلية تدخل في هذه القاعدة‪.‬‬
‫ون (‪ ))95‬و ( َفال ُ‬
‫ِق‬ ‫ِن ْال َح ِّي َذلِ ُك ُم اللَّ ُه َف َأنَّى تُ ْؤ َف ُك َ‬ ‫ِّت َو ُم ْخ ِر ُج ْال َمي ِ‬
‫ِّت م َ‬ ‫ِن الْ َمي ِ‬
‫ُخ ِر ُج الْ َح َّي م َ‬
‫ِق الْ َح ِّب َوالنَّ َوى ي ْ‬ ‫(إن اللَّ َه َفال ُ‬‫فى سورة األنعام قال تعالى َّ‬
‫‪( 3‬من الحياة) وقد قال تعالى‬ ‫الحي الحركة والتجديد‬ ‫ِيم (‪ ))96‬أبرز صفات ّ‬ ‫ِير الْ َع ِز ِ ْ‬ ‫س َوالْ َق َم َر ُح ْس َبا ًنا َذل َ‬
‫ِك َت ْقد ُ‬ ‫ص َباح َو َج َع َل اللَّي َ‬
‫ْل َس َك ًنا َو َّ‬ ‫ْ‬
‫يز ال َعل ِ‬ ‫الش ْم َ‬ ‫ال ِإ ْ ِ‬
‫الحي (يُخرج الحي من الميت) جاء بالصيغة الفعلية التي تدل على الحركة‪ .‬ومن صفات الميّت هو السكون لذا جاء بالصيغة اإلسمية مع ما‬ ‫مع ّ‬
‫تقتضيه من السكون‪.‬‬
‫ْل‬
‫ِ‬ ‫ي‬‫َّ‬
‫الل‬ ‫ِي‬
‫ف‬ ‫ار‬ ‫ه‬‫َّ‬
‫الن‬ ‫ِج‬
‫َ ِ َ ُ َ َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫و‬ ‫ار‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫ْل‬ ‫ي‬‫َّ‬
‫الل‬ ‫ِج‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫(‬ ‫عمران‬ ‫آل‬ ‫سورة‬ ‫في‬ ‫كما‬ ‫اآليات‬ ‫سياق‬ ‫حسب‬ ‫تأتي‬ ‫وإنما‬ ‫الحركة‬ ‫مع‬ ‫دائمًا‬ ‫تأتي‬ ‫وكلمة (يُخرج) ال‬
‫اب {‪ )}27‬ألن سياق اآليات كلها في التغييرات والتبديالت واألحداث‬ ‫ْر ِح َس ٍ‬‫ِن الْ َح ِّي َو َت ْر ُز ُق َمن َت َشاء ِب َغي ِ‬ ‫َّت م َ‬ ‫ِن الْ َمي ِ‬
‫ِّت َوتُ ْخ ِر ُج الَ َمي َ‬ ‫َوتُ ْخ ِر ُج الْ َح َّي م َ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْر إِنَّك َعل َى كل َش ْي ٍء َقد ٌ‬
‫ِير {‬ ‫ْ‬
‫ِك ال َخي ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ِز َمن َت َشاء َوتُذِل َمن َت َشاء ِب َيد‪3‬‬ ‫ِمن َت َشاء َوتُع ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫نز ُع ال ُملك م َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪ُ ( 3‬ق ِل الل ُه َّم َمالِك ال ُمل ِك تُ ْؤتِي ال ُملك َمن َت َشاء َو َت ِ‬ ‫التي تتجدد‬
‫‪()}26‬إيتاء الملك ونزعه‪ ،‬تعز من تشاء وتذل من تشاء‪ ،‬تولج الليل وتولج النهار) كلها في التغيرات وليست في الثبات وهذا ما يُعرف بمطابقة‬
‫الكالم لمقتضى الحال‪.‬‬
‫آية (‪:)28‬‬
‫* على من يعود الضمير في يحذركم‪ H‬وفي نفسه في اآلية ( َويُ َح ِّذ ُر ُك ُ‪H‬م هّللا ُ نَ ْف َسهُ (‪ )28‬آل عمران)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الضمير يعود على اهلل تعالى‪ ،‬أن اهلل سبحانه وتعالى يحذر العباد نفسه‪.‬‬
‫*( َويُ َح ِّذ ُر ُك ُم هّللا ُ نَ ْف َسهُ (‪ )28‬آل عمران) لِ َم لم يقل ويحذركم‪ H‬هللا غضبه أو سطوته؟(ورتل‪ H‬القرآن ترتيالً)‬
‫أي رادع لك أشد من هذا اللفظ واهلل تعالى يحذرك من نفسه أي يحذرك من ذاته‪ ،‬فبهذا اللفظ كان المعنى أعم في األحوال ألنه لو قيل ويح‪33‬ذركم اهلل‬
‫وهم أن رضى اهلل ال يضر معه مخالفة أوامره‪.‬‬‫غضبه لتُ ِ‬
‫صي ُر اُأْل ُمو ُ‪H‬ر ﴿‪ ﴾53‬الشورى) ‪َ ( -‬وِإلَى هَّللا ِ تُرْ َج ُع اُأْل ُمو ُ‪H‬ر ﴿‪﴾109‬‬
‫صي ُر ﴿‪ ﴾28‬آل عمران) ‪ِ( -‬إلَى هَّللا ِ تَ ِ‬ ‫*ما الفرق بين ( َوِإلَى هَّللا ِ ْال َم ِ‬
‫ور ﴿‪ ﴾22‬لقمان)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫ُأْل‬
‫آل عمران) ‪َ ( -‬وِإلَى هَّللا ِ عَاقِبَةُ ا ُم ِ‪H‬‬
‫(وإلى اهلل المصير) فيما يتعلق بنهاية رحلتنا نحن كبشر من عباد اهلل من بني آدم رحلتنا طريقة وطويلة مما كنا في ظهور آدم في عالم األمر ورب‬
‫العالمين خاطبنا (أَلَ ْس ُت ِب َربِّ ُك ْم َقالُوا َبلَى ﴿‪ ﴾172‬األعراف) ثم بقينا هناك إلى أن تزوج آباؤنا بأمهاتنا ثم حملوا بنا ثم ولدنا ثم مشينا في الطريق إلى‬
‫ال ثم سوف نبعث يوم القيامة ثم سوف نحشر مسيرة طويلة جدًا إلى أن تصل أجسامنا‬ ‫أن متنا ثم ذهبنا إلى البرزخ والبرزخ عالم تحدثنا عنه طوي ً‬
‫ير) تبقى الخطوة األخيرة عندما نتوجه إما إلى الجنة وإما إلى النار ذاك ممشى آخر‪ .‬إذًا‬ ‫صُ‬ ‫وأجسادنا إلى ساحة المحشر هذا مصيرنا ( َوإِلَى اللَّ ِه الْ َم ِ‬
‫ير ﴿‪ ﴾126‬البقرة) المصير في أجسادنا عندما نقف أمام اهلل وبين يديه (إلى اهلل المصير) انتهت الرحلة‪ .‬عندما أصبحنا في‬ ‫صُ‬ ‫س الْ َم ِ‬
‫(و ِب ْئ َ‬
‫صار َ‬
‫ِّ‬
‫المصير النهائي لمن تصير األمور؟ في الدنيا كان األمر ألبيك ألختك ألمك للملك للحاكم للمعلم للمدرس للمؤدب لألنبياء الخ‪ ،‬في تلك الساعة لمن‬
‫ير) أمرك بيد من؟ مصيرك بيد من؟ بيد اهلل إذًا صار (إلى اهلل المصير) بجسدك (إِلَى‬ ‫صُ‬ ‫تصير األمور؟ أنت جسدك صار إلى النهاية ( َوإِلَى اللَّ ِه الْ َم ِ‬
‫ور) بالحكم عليك وشؤونك وأحوالك كلها إلى ما ال نهاية‪ .‬هذا الفرق بين مصيرك أنت كإنسان وبين أن تصير أمورك كلها مباشرة‬ ‫ير الْأُ ُم ُ‬
‫صُ‬ ‫اللَّ ِه َت ِ‬
‫ور)‪.‬‬‫ير الْأُ ُم ُ‬
‫صُ‬ ‫ير) وبين (إِلَى اللَّ ِه َت ِ‬ ‫صُ‬ ‫بدون أسباب بيد اهلل عز وجل هذا الفرق بين ( َوإِلَى اللَّ ِه الْ َم ِ‬
‫نحن وقفنا أما رب العالمين فهذا المصير رب العالمين سبحانه وتعالى في تلك الساعة سوف يحاسبنا‪ ،‬من الذي يملك المحاكمة؟ ومن الذي يملك أن‬
‫يحكم عليك بالخلود في النار أو بالخلود في الجنة؟ هذا يسمى مرجعية الحكم‪ .‬من هي المرجعية التي يكون كالمها هي الفصل؟ عند الخصومة في‬
‫الدنيا القاضي هو الذي ترجع إليه األمور تذهب أنت والخصم عندك محامي وهو عنده محامي وتذهب إلى المحكمة وأوراق ودعاوى ثم يقف‬
‫الخصمان أمام القاضي فالقاضي هو الذي يحكم بينكما فترجع األمور إلى القاضي الذي يقوله القاضي هو الصح ليس هناك غيره‪ ،‬هذا في الدنيا إلى‬
‫القاضي ترجع األمور يوم القيامة لمن ترجع األمور؟ إلى اهلل عز وجل‪ .‬فهذه تتكلم لما رب العالمين ينزل كما في الحديث ثم بعد المحشر ينزل اهلل‬
‫ور) ثم حكم عليه‪ ،‬صدر الحكم المرجعي صدر‬ ‫(وإِلَى اللَّ ِه تُ ْر َج ُع الْأُ ُم ُ‬ ‫سبحانه وتعالى للفصل بين العباد‪ ،‬هذا الفصل الحساب ثم إصدار الحكم هذا َ‬
‫ور) إما خال ٌد في الجنة أو خالد في‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫(وإِلى الل ِه َعا ِق َبة الأ ُم ِ‬ ‫الحكم من مرجعيته المباشرة وهو اهلل عز وجل إلى أين نتوجه؟ قال ستتوجهون حتى النهاية َ‬
‫النار‪ ،‬فلما تمشي من ساعة الحساب ثم تعبر الصراط وعلى الصراط هناك مشاكل وبعد الصراط حوض الكوثر وبعد حوض الكوثر دخول الجنة ثم‬
‫ُ‬
‫ور) العاقبة آخر شيء‪ ،‬عقب اإلنسان آخر‬ ‫(وإِلَى اللَّ ِه َعا ِق َب ُة الْأ ُم ِ‬ ‫يستقبلونك على الباب ويكون لديك مدير أعمال يأخذوك إلى دارك هذا الممشى َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ور) الذي يدخل النار‬ ‫شيء‪ ،‬إلى اهلل في الطريق وأنت ذاهب إلى أن تستقر استقرارًا نهائيًا إما في الجنة خالدًا أو في النار خالدًا ( َوإِلَى الل ِه َعا ِق َبة الأ ُم ِ‬
‫ُ‬
‫ور) المرحلة‬ ‫ثم يخرج منها هذا إلى العاقبة على أن يخرج من النار ثم يغتسل ثم يذهب إلى الجنة في الطريق كل هذا إلى اهلل ( َوإِلَى اللَّ ِه َعا ِق َب ُة الأ ُم ِ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ور ﴿‪ ﴾41‬الحج)‪ .‬هذا‬ ‫النهائية لما يصل كل واحد منا إلى داره إلى سكناه ويدخل القصر واستقبال حافل كما جاء في الكتاب والسنة ( َولِلَّ ِه َعا ِق َب ُة الْأ ُم ِ‬
‫ِن ُك ِّل َب ٍ‬ ‫ْخلُ َ‬‫ور)‪ .‬وهناك انتهى األمر وأصبحنا ( َوالْ َملَا ِئ َك ُة َيد ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اب ﴿‪َ ﴾23‬سلَا ٌم‬ ‫ون َعلَ ْي ِه ْم م ْ‬ ‫ور) وبين ( َولِلَّ ِه َعا ِق َب ُة الْأ ُم ِ‬
‫(وإِلَى اللَّ ِه َعا ِق َب ُة الْأ ُم ِ‬
‫الفرق بين َ‬
‫ير‬
‫صُ‬ ‫ير) (إِلَى اللَّ ِه َت ِ‬ ‫صُ‬ ‫َّار) هذا هو الفرق بين ( َوإِلَى اللَّ ِه الْ َم ِ‬ ‫َّار ﴿‪ ﴾24‬الرعد) هذه العاقبة آخر شيء ( َف ِن ْع َم ُع ْق َبى الد ِ‬ ‫صَب ْرتُ ْم َفن ِْع َم ُع ْق َبى الد ِ‬ ‫َعلَ ْي ُك ْم ِب َما َ‬
‫ور)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫(وإِلى الل ِه تُ ْر َج ُع الأ ُم ُ‬ ‫َ‬ ‫الْأُ ُم ُ‬
‫ور) و ( َولِل ِه َعا ِق َبة الأ ُم ِ‬‫ور) ( َوإِلى الل ِه َعا ِق َبة الأ ُم ِ‬ ‫ور) َ‬
‫آية (‪:)29‬‬
‫*ما داللة تقديم وتأخير كلمة (تخفوا) في آية سورة البقرة وسورة آل عمران؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪: H‬‬
‫ِر لِ َمن َي َشا ُء َويُ َع ِّذ ُب َمن َي َشا ُء‬
‫اس ْب ُكم ِب ِه اللُهّ َف َي ْغف ُ‬ ‫ض َوإِن تُ ْبدُواْ َما فِي أَن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه ي َ‬
‫ُح ِ‬ ‫اوات َو َما فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة (لِّلَّ ِه ما فِي َّ‬
‫الس َم ِ‬
‫ض‬ ‫األر ِ‬
‫ات َو َما فِي ْ‬ ‫َ‬
‫ُور ُك ْم أ ْو تُ ْبدُو ُه َي ْعلَ ْم ُه اللُهّ َو َي ْعلَ ُم َما فِي َّ‬
‫الس َما َو ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِير {‪ )}284‬وقال في آل عمران (قل إِن تُ ْخ ُفوا َما فِي ُ‬ ‫َواللُهّ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬
‫صد ِ‬
‫ِير {‪ .)}29‬المحاسبة في سورة البقرة هي على ما يُبدي اإلنسان وليس ما يُخفي ففي سياق المحاسبة قدّم اإلبداء أما في سورة‬ ‫َواللُهّ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬
‫آل عمران فاآلية في سياق العلم لذا قدّم اإلخفاء ألنه سبحانه يعلم السر وأخفى‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ِر لِ َم ْن َي َشا ُء َويُ َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء‬ ‫اس ْب ُك ْم ِب ِه اللَّ ُه َف َي ْغف ُ‬ ‫ض َوإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه ي َ‬
‫ُح ِ‬ ‫ات َو َما فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫فى نهايات سورة البقرة (لِلَّ ِه َما فِي َّ‬
‫الس َما َو ِ‬
‫ُور ُك ْم أَ ْو تُ ْبدُو ُه َي ْعلَ ْم ُه‬
‫صد ِ‬ ‫(ق ْل إِ ْن تُ ْخ ُفوا َما فِي ُ‬ ‫ال وتخفوا ثانيًا هذه في البقرة‪ ،‬وفي آية أخرى يقول ُ‬ ‫ِير ﴿‪ ﴾284‬البقرة) تبدوا أو ً‬ ‫َواللَّ ُه َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬
‫ال ثم تخفيه فلماذا قدّم؟ لماذا مرة قال أهم شيء‬ ‫‪ 3‬أو ً‬ ‫اللَّ ُه ﴿‪ ﴾29‬آل عمران) إذًا مرة بدأ بما تخفيه أنت في صدرك أو تبديه في الثانية بدأ بما تبديه‬
‫‪ 3‬فهو مهم إذًا لماذا هناك اإلخفاء أخطر وهنا اإلبداء‬ ‫عندك الذي تخفيه ومرة أهم شيء عندك الذي تبديه؟ فمرة بدأ بتخفيه وهو مهم مرة بدأ بتبديه‬
‫اس ْب ُك ْم ِب ِه اللَّهُ) يعني بالشر الشر‬ ‫ُح ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫(‬ ‫يقول‬ ‫لما‬ ‫العلم‬ ‫عن‬ ‫ال رب العالمين تكلم مرة عن المحاسبة ومرة‬ ‫أخطر؟‪ .‬الذي حصل ما يلي كما تعرفون أو ً‬
‫عادة يُخفى وال يُظهر فرب العالمين يخاطب الذين يخفون الشر ويفعلونه كثيرًا قال رب العالمين أعلم وأكرم وأشد إحاطة بالعلم منكم بما تخفونه في‬
‫‪ 3‬ويعرف ما تُخفيه‪ .‬من أجل هذا لماذا قدم ما تبديه‬ ‫‪ 3‬ومنكرًا تُخفيه فرب العالمين عز وجل يعرف ما تبديه‬ ‫صدوركم‪ .‬فأنت عندما تفعل منكرًا تبديه‬
‫( َوإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم)؟ هذا عن الشر ترتكبون الذنوب قدّم إن تبدوا من حيث أن إبداء الذنب أخطر بكثير جدًا من إخفائه‪ .‬يقول النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم (من ارتكب من هذه القاذورات) يعني الذنوب الحدود (شيئًا فاستتر) ال أحد يعرف وأخفاها (فهو بستر اهلل إن شاء عاقبه وإن شاء عفى‬
‫عنه ومن أبدأ صفحته أقمنا عليه الحد) لماذا؟ ألنه يفسد الجماعة هذا الذي يجاهر بشرب الخمر بالزنا بالقمار علنًا وأمام الناس وتخرج في الشارع‬
‫هذا تحدي للنظام للمجتمع ولستره ولكرامته ولواجهة الجماعة اإلسالمية والمجتمع اإلسالمي الذي ينبغي أن يكون مجتمعهم نظيفًا فكونك أنت‬
‫تتحداهم بهذا الشكل‪ ،‬ماذا لو مشى أحد الناس عاريًا في الشارع؟ يا أخي ال بد أن تستتر الستر في هذه الحالة هذا ضرورة فرب العالمين بالمسيئين‬
‫قال يحاسبكم فكلمة يحاسبكم يعني اآلن أنتم ترتكبون ذنوبًا‪ ،‬أيهم أخطر الذنب الخفي أو الذنب الظاهر؟ الذنب الظاهر في تحدي للجماعة وللمجتمع‬
‫وللشعب وللحكومة وللقوانين والنظام واآلداب يعني كالم طريف يعني خدش اآلداب العامة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى الذنب فيه وقاحة وفيه مجاهرة (ومن‬
‫أبدى صفحته أقمنا) (لعن اهلل المجاهرين الذي يرتكب ذنبًا في الليل وقد ستره اهلل يصبح فيحدِّث به) يقول فعلت باألمس كذا وكذا واهلل شربت خمرًا‬
‫اس ْب ُك ْم ِب ِه اللَّهُ) بدأ بأنه كيف أنت تبدي الذنوب؟!‬ ‫وفعلنا كذا وفالن شيء هذا ملعون‪ .‬فرب العالمين لما بدأ قال ( َوإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه ي َ‬
‫ُح ِ‬
‫ُور ُك ْم أَ ْو تُ ْبدُو ُه ) من حيث أن المفروض أن األعمال الحسنة‬ ‫صد ِ‬ ‫أنت استتر لعل اهلل يغفر لك هذا بالذنوب‪ .‬أما باألعمال ال قال (إِ ْن تُ ْخ ُفوا َما فِي ُ‬
‫وها الْ ُف َق َرا َء َف ُه َو‬‫وها َوتُ ْؤتُ َ‬‫ِما ِه َي َوإِ ْن تُ ْخ ُف َ‬ ‫الص َد َق ِ‬
‫ات َف ِنع َّ‬ ‫‪ 3‬ما أنفقت شماله) (إِ ْن تُ ْبدُوا َّ‬ ‫مفروض يعني يقول (تصدّق بصدقة فأخفاها حتى ال تعلم يمينه‬
‫ْر لَ ُك ْم ﴿‪ ﴾271‬البقرة) اإلخفاء أبعد عن الرياء والسمعة وفيها إخالص هلل عز وجل‪ .‬من أجل هذا رب العالمين يبدأ باألهم من حيث أنه بالذنوب‬ ‫َخي ٌ‬
‫ْل‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون أ ْم َوال ُه ْم ِباللي ِ‬ ‫ُ‬
‫ِين يُ ْن ِفق َ‬ ‫َّ‬
‫اإلبداء مصيبة وهو الخطأ والخطورة في الذنب‪ .‬أما في اإلنفاق اإلصرار بالعطاء أفضل واإلبداء غير مرغوب فيه (الذ َ‬
‫(وإِ ْن‬ ‫ّ‬
‫ار ِس ًّرا َو َعلَا ِن َي ًة ﴿‪ ﴾274‬البقرة) قدّم السر‪ .‬إذًا المطلوب في الذنوب أن ال تبدي فاإلبداء جريمة ثانية يعني جريمة مغلظة ولهذا قدمها َ‬ ‫َوالنَّ َه ِ‬
‫ال عرفنا الفرق بين تبدوا وتخفوا‪ .‬لكن لماذا مرة قال قلوبكم مرة قال صدوركم؟‬ ‫ُور ُك ْم) أو ً‬ ‫صد ِ‬ ‫تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم) في اإلنفاق قال (إِ ْن تُ ْخ ُفوا َما فِي ُ‬
‫اس‬‫ِّن لِلنَّ ِ‬
‫(زي َ‬‫ُور ُك ْم) مكان آخر إن تخفوا ما في قلوبكم‪ .‬هذه مقصودة النفس مكمن الشهوات ُ‬ ‫صد ِ‬ ‫(وإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم) هنا (إِ ْن ُت ْخ ُفوا َما فِي ُ‬ ‫هناك َ‬
‫ات ﴿‪ ﴾14‬آل عمران) الشهوة والهوى هذا من النفس وخالِف النفس والشيطان واعصهما فلما يقول في أنفسكم يعني من باب الشهوة‪ .‬لما‬ ‫ُح ُّب َّ‬
‫الش َه َو ِ‬
‫وحب وحقد وبغضاء وانكسار وحزن وألم الخ حينئ ٍذ‬ ‫ُور ُك ْم) الهواجس والعواطف واألحاسيس من وساوس وعواطف مختلفة من كر ٍه ٌ‬ ‫صد ِ‬ ‫قال (فِي ُ‬
‫ُور ﴿‪ ﴾19‬غافر) هكذا‬ ‫ُّ ُ‬‫د‬ ‫الص‬ ‫ِي‬
‫ف‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ا‬‫م‬ ‫و‬ ‫ُن‬‫ي‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫خ‬‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫َْ ُ‬ ‫ع‬‫ي‬‫(‬ ‫العنكبوت)‬ ‫﴾‬ ‫‪49‬‬ ‫﴿‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ِل‬‫ع‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ُور‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫ٌ‬
‫َات‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ات‬‫ٌ‬
‫َ َ َ َ ِّ‬‫ي‬ ‫َ‬
‫آ‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ب‬ ‫(‬ ‫اآلية‬ ‫في‬ ‫كما‬ ‫لما يقول‬
‫ِ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ‬
‫وحب وكر ٍه وما شاكل ذلك ما فيها من‬ ‫فخر ورياء وطمع وجشع ٍ‬ ‫كل هذه السيئات الخطيرة التي نحاسب عليها يوم القيامة والتي مكمنها الصدور من ٍ‬
‫سوء هذا يرجع إلى الصدور ألن الصدر هو مكان القلب وفي القرآن الكريم هذا موجود‪ .‬إن تخفوا ما نفوسكم من الشهوات أو ما في صدوركم من‬
‫ُور ُك ْم ﴿‬‫صد ِ‬ ‫ُر فِي ُ‬ ‫‪ ﴾50﴿ 3‬أَ ْو َخلْ ًقا م َّ‬
‫ِما َي ْكب ُ‬ ‫ار ًة أَ ْو َحدِي ًدا‬
‫الوساوس وعلى هذا النحو وليبتلي اهلل ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم ( ُق ْل ُكونُوا ِح َج َ‬
‫اس ﴿‬ ‫ُور النَّ ِ‬
‫صد ِ‬ ‫س فِي ُ‬ ‫ُور ُك ْم ﴿‪ ﴾80‬غافر) وهكذا كما قال عن الشيطان (الَّذِي ُي َو ْس ِو ُ‬ ‫صد ِ‬ ‫اج ًة فِي ُ‬ ‫‪ ﴾51‬اإلسراء) ( َولَ ُك ْم فِي َها َمنَا ِف ُع َولَِتبْلُ ُغوا َعلَ ْي َها َح َ‬
‫س ِب ِه َن ْف ُس ُه ﴿‪ ﴾16‬ق) إذًا كل نوع من أنواع الجرائم القلبية هذه لها قسم من الصدور وقسم من النفوس وقسم من‬ ‫(ون َْعلَ ُم َما تُ َو ْس ِو ُ‬
‫‪ ﴾5‬الناس) َ‬
‫ُورك ْم أ ْو تُ ْبدُو ُه) في الخير أن عليك أن تُخفي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫القلوب‪ .‬هكذا هو الفرق بين قوله تعالى ( َوإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أ ْن ُف ِسك ْم أ ْو تُ ْخ ُفو ُه) وبين (إِ ْن تُ ْخ ُفوا َما فِي ُ‬
‫صد ِ‬
‫اس ْبك ْم ِب ِه اللهُ) إذًا قضية إجرام أما‬‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫وال تُبدي في الخير عليك أن تكون قدوة والحظ الفرق في اآلية األولى قال ( َوإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم أ ْو ت ْخفو ُه ي َ‬
‫ُح ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُور ُك ْم أَ ْو تُ ْبدُو ُه َي ْعلَ ْم ُه اللَّهُ) وهكذا اآليات بعضها يكمل بعض من حيث كل كلمة في‬ ‫صد ِ‬ ‫هنا قضية إنفاق عمل صالح فقال يعلمه اهلل (إِ ْن تُ ْخ ُفوا َما فِي ُ‬
‫توجه هذا التغيير في التقديم والتأخير أو زيادة حرف أو نقصانه أو زيادة حركة أو نقصانها عليك أن تقرأ ما حول اآلية لكي تعرف‬ ‫اآلية هي التي ّ‬
‫َت ُقلوبُ ُك ْم﴿‪ ﴾5‬األحزاب) هذه النية فالنية في القلب معنى هنا على‬ ‫ُ‬ ‫ِن َما َت َع َّمد ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْس َعلَ ْي ُك ْم ُجن ٌ‬
‫َاح فِي َما أ ْخ َطأتُ ْم ِب ِه َولَك ْ‬ ‫ماذا أراد اهلل بهذا وفي قوله ( َولَي َ‬
‫النيات الحظ هنا أن للنفس وظيفة وللصدر وظيفة وللقلب وظيفة‪ .‬واآلن ثبت علميًا وهذا من إعجاز القرآن ثبت علميًا أن الدماغ له ارتباط بالقلب‬
‫فالقلب ليس فقط مجرد آلة تضخ الدم بل ثبت علميًا اآلن أن القلب ليس فقط مجرد آلة تضخ الدم وإنما هناك ربط في العمل بين الدماغ وبين القلب‬
‫َت ُقلُو ُب ُك ْم) ما قال تعمدت‬ ‫كل منهما يرسل لآلخر إشارات ولهذا رب العالمين قال ( َت َع َّمد ْ‬ ‫من حيث أن عمل الدماغ مرتبط بعمل القلب من حيث أن ٌ‬
‫َت ُقلُوبُ ُك ْم)‪.‬‬‫أدمغتكم‪ .‬هذا ألول مرة في التاريخ يثبت اآلن أن القلب ليس مجرد عضلة تضخ الدم وإنما فيها من عمل الدماغ شيء فلهذا اهلل قال ( َت َع َّمد ْ‬
‫آية (‪:)30‬‬
‫* هل أفردت الرأفة عن الرحمة في القرآن؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ات اللِهّ َواللُهّ‬ ‫ض ِ‬ ‫اس َمن َي ْش ِري َن ْف َس ُه ا ْب ِتغَاء َم ْر َ‬ ‫ِن النَّ ِ‬‫فقط في موطنين في القرآن كله قال (واهلل رؤوف بالعباد) في موطنين‪ :‬في سورة البقرة ( َوم َ‬
‫ض ًرا َو َما َع ِملَ ْت مِن ُس َو ٍء َت َو ُّد لَ ْو أَ َّن َب ْي َن َها َو َب ْي َن ُه أَ َمدًا‬ ‫ْر ُّم ْح َ‬ ‫ِن َخي ٍ‬ ‫س َّما َع ِملَ ْت م ْ‬ ‫ُوف ِبالْ ِع َبا ِد (‪ )207‬البقرة) وفي سورة آل عمران ( َي ْو َم َت ِج ُد ُك ُّل َن ْف ٍ‬ ‫َرؤ ٌ‬
‫ُوف ِبال ِع َبا ِد (‪ ))30‬ما قال تعالى رؤوف رحيم‪ .‬فلماذا؟‬ ‫ْ‬ ‫ُحذ ُر ُك ُم اللُهّ َن ْف َس ُه َواللُهّ َرؤ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َبعِيدًا َوي َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫الدن َيا َويُش ِه ُد اللَهّ َعلى‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُع ِجبُك ق ْوله فِي ال َح َيا ِة ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اس َمن ي ْ‬ ‫َّ‬
‫ِن الن ِ‬ ‫لو الحظنا السياق الذي وردت فيه اآليتان يتوضح األمر‪ .‬في سورة البقرة قال تعالى ( َوم َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِك الْ َح ْر َث َ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ض لُِي ْف ِس َد ف ِِي َها َو ُي ْهل َ‬ ‫صام (‪َ )204‬وإِ َذا َت َولَّى َس َعى فِي َ‬ ‫َما فِي َقلْ ِب ِه َوه َ ََ ْ‬
‫ض‬ ‫ْ ِ‬ ‫ر‬ ‫األ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫ى‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫ُّ َ َ ِ َ َ َ‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬‫و‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ُح‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ُهّ‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫الن‬ ‫و‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫ُو أل ُّد ال ِخ َ ِ‬
‫ْ‬ ‫اإل ْث ِم َف َح ْسبُ ُه َج َهنَّ ُم َولَِب ْئ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِيل لَ ُه اتَّ ِق اللَهّ أ َخ َذ ْت ُه الع َّ‬
‫ُح ُّب ال َف َسا َد (‪َ )205‬وإِ َذا ق َ‬ ‫ِك الْ َح ْر َث َوالنَّ ْس َل َواللُهّ َ‬‫لِيُ ْف ِس َد ف ِِي َها َويُ ْهل َ‬
‫ِن النَّ ِ‬
‫اس‬ ‫س ال ِم َها ُد (‪َ )206‬وم َ‬ ‫ِز ُة ِب ِ‬ ‫ال ي ِ‬
‫ُوف ِبال ِع َبا ِد (‪ )207‬البقرة) السياق ال يحتمل رحمة لما يقول (فحسبه جهنم) كيف يناسب الرحمة؟ ال‬ ‫ْ‬ ‫ات اللِهّ َواللُهّ َرؤ ٌ‬
‫ض ِ‬ ‫َمن َي ْش ِري َن ْف َس ُه ا ْب ِتغَاء َم ْر َ‬
‫ال أَن‬ ‫ِن اللِهّ فِي َش ْي ٍء إِ َّ‬ ‫ْس م َ‬ ‫ِك َفلَي َ‬ ‫ِين َو َمن َي ْف َع ْل َذل َ‬ ‫ُو ِن الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪3‬‬ ‫ين أَ ْولَِياء مِن د ْ‬ ‫ِر َ‬‫ون الْ َكاف ِ‬ ‫(ال َيتَّ ِخ ِذ الْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫يناسب ذكر الرحمة‪ .‬في اآلية الثانية قال تعالى َّ‬
‫ُح ِّذ ُر ُك ُم اللُهّ َن ْف َس ُه َوإِلَى اللِهّ (‪ )28‬آل عمران) مقام تحذير وليس مقام رحمة وال يتناسب التحذير مع الرحمة ألن التحذير يعني‬ ‫َتتَّ ُقواْ ِم ْن ُه ْم تُ َقا ًة َوي َ‬
‫‪ 3‬فقط في هذين الموضعين والسياق اقتضاهم أفردت الرأفة عن الرحمة‪.‬‬ ‫التهديد‪.‬‬
‫ُؤوف بِ ْال ِعبَا ِد (‪ )30‬آل عمران) ما داللة تعريف‪ H‬العباد ؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫*( َوهّللا ُ َر ُ‪H‬‬
‫الحظ لو قلت واهلل رؤوف بعباده أال تجد أن المعنى سيكون قاصرًا على فئة من العباد دون غيرها إن التعريف في كلمة (العباد) بـ (أل) أفاد‬
‫االستغراق فرأفة اهلل تعالى شاملة لكل الناس مسلمهم وكافرهم‪.‬‬
‫آية (‪:)32‬‬
‫*ما الفرق بين(َأ ِطيعُوا‪ H‬هَّللا َ َو َرسُولَهُ َواَل تَ َولَّوْ ا َع ْنهُ َوَأ ْنتُ ْم تَ ْس َمعُونَ (‪ )20‬األنفال) ‪( -‬قُلْ َأ ِطيعُوا‪ H‬هَّللا َ َوال َّرسُو َل (‪ )32‬آل عمران) ‪-‬‬
‫َّس‪ُ َ H‬أ‬
‫ول َو ولِي اَأْل ْم‪ِ H‬‬
‫‪H‬ر ِم ْن ُك ْم (‬ ‫( َوَأ ِطيعُوا هَّللا َ َوَأ ِطيعُوا‪ H‬ال َّرسُو َل َواحْ َذرُوا‪ )92( H‬المائدة) ‪( -‬يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ َآ َمنُوا َأ ِطيعُوا هَّللا َ َوَأ ِطي ُع‪HH‬وا الر ُ‬
‫ُول لَ َعلَّ ُك ْم تُرْ َح ُمونَ (‪ )56‬النور) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫صاَل ةَ َوَآتُوا ال َّز َكاةَ َوَأ ِطيعُوا ال َّرس َ‬
‫‪ )59‬النساء) ‪َ ( -‬وَأقِي ُموا ال َّ‬
‫معنى يختلف عن المعنى اآلخر ‪:‬‬ ‫أساليب األمر القرآني بطاعة اهلل ورسوله جاءت بعدة صيغ وكل صيغة تعني ًً‬
‫األسلوب األول‪:‬‬
‫معرف باإلضافة إلى إسم الجاللة‪( .‬أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َر ُسولَهُ) الحظ أن الرسول أضيف إلى‬ ‫صيغة األنفال طاعة واحدة هلل ورسوله الرسول الكريم هنا ّ‬
‫الضمير يعني أطيعوا اهلل ورسوله الذي أرسله اهلل عز وجل بالكتاب هذا األمر بالطاعة طاعة الرسول هنا هي طاعة اهلل بالضبط لماذا؟ ألن الرسول‬
‫ِين َقالُوا‬ ‫ون) ( َولَا َت ُكونُوا َكالَّذ َ‬ ‫جاءك مبلغًا ينقل لكم هذا الكتاب فأطيعوه ولهذا قال وأنتم تسمعون (أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َر ُسولَ ُه َولَا َت َولَّ ْوا َع ْن ُه َوأَ ْنتُ ْم َت ْس َم ُع َ‬
‫ول َبلِّ ْغ َما أُ ْن ِز َل إِلَي َ‬
‫ْك‬ ‫ون (‪ )22‬األنفال) يعني قضية سماع ( َيا أَيُّ َها َّ‬
‫الر ُس ُ‬ ‫ِين لَا َي ْعقِلُ َ‬
‫الص ُّم الْبُ ْك ُم الَّذ َ‬
‫اب ِع ْن َد اللَّ ِه ُّ‬ ‫ون (‪ )21‬إِ َّن َش َّر َّ‬
‫الد َو ِّ‬ ‫ِعنَا َو ُه ْم لَا َي ْس َم ُع َ‬
‫َسم ْ‬
‫ِن َربِّك َوإِن ل ْم تف َعل ف َما َبلغت ِر َسالته (‪ )67‬المائدة) فلما جاءت هذه الصيغة وهي الصيغة األولى التي ينبغي أن نفهم بأنها أول الصيغ أنت أول‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫مْ‬
‫عمل تعمله أن تسمع القرآن الكريم‪ ،‬من الذي جاءك به؟ محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬فلما محمد صلى اهلل عليه وسلم يقول لك هذه آية في سورة كذا‬
‫هذا القرآن من عند اهلل هذا كالم اهلل إنما أنا رسول مبلِّغ عليك أن تطيع (أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َر ُسولَهُ) فيما بلغكم به عن ربه ولهذا أضاف الرسول إليه‬
‫(أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َر ُسولَهُ) ألن طاعة الرسول هنا هي بالضبط طاعة اهلل‪ .‬فحيثما رأيت في كتاب اهلل أطيعوا اهلل ورسوله إعلم أن الكالم يتحدث عن‬
‫القرآن الكريم‪ .‬هذا األسلوب األول‪.‬‬
‫األسلوب الثاني‪:‬‬
‫عرفه باأللف والالم هذا‬ ‫ول) ما أضاف الرسول إلى نفسه بل ّ‬ ‫في آل عمران أطيعوا اهلل والرسول هذا أسلوب جديد‪ .‬يقول ( ُق ْل أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َّ‬
‫الر ُس َ‬
‫ويفصل ما خفي منه والخ حينئ ٍذ أنتم أطيعوا اهلل في القرآن الكريم ثم أطيعوا الرسول في‬ ‫ِّ‬ ‫الرسول له صالحيات أن يفسر لكم القرآن ويبين مجمله‬
‫تصرفاته في هذا القرآن الكريم‪ .‬وقال صلى اهلل عليه وسلم (إنما أوتيت القرآن ومثله معه) الذي هو هذا الذي بلغنا هو من أين يعرف النبي أن‬
‫َ‬ ‫الصالة خمس اوقات والصبح اثنين والظهر أربعة من أين يعرف؟ كما نزل القرآن الكريم بلفظه للمصطفى جاء بيانه (لَا تُ َح ِّر ْك ِب ِه ل َ‬
‫ِسان َ‬
‫َك لَِت ْع َجل ِب ِه‬
‫(‪ )16‬إِ َّن َعلَ ْينَا َج ْم َع ُه َو ُق ْرآََن ُه (‪َ )17‬فِإ َذا َق َرأْنَا ُه َفاتَّ ِب ْع ُق ْرآََن ُه (‪ )18‬ثُ َّم إِ َّن َعلَ ْينَا َب َيا َن ُه (‪ )19‬القيامة) هذا الرسول (أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َر ُسولَهُ) فقط مبلّغ يا‬
‫ول)ال اآلن النبي صلى اهلل عليه وسلم هو يؤدي دوره كرسول له علم وله كالم موحى بمعناه ال بلفظه‬ ‫الر ُس َ‬ ‫مسلمون هذا أوحي إلي ‪( ،‬أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َّ‬
‫ْك َع ِظي ًما (‪ )113‬النساء) ورب العالمين علّم كل األنبياء كما قال عن سيدنا عيسى‬ ‫ض ُل اللَّ ِه َعلَي َ‬
‫ان َف ْ‬ ‫(و َعلَّ َم َك َما لَ ْم َت ُك ْن َت ْعلَ ُم َو َك َ‬
‫وله صالحية الفهم َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫اب َوال ِحك َمة َوالت ْو َرا َة َوالإِ ْن ِجيل (‪ )110‬المائدة) وهكذا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫( َوإِ ْذ َعلَّ ْمتُ َك الْ ِك َت َ‬
‫األسلوب الثالث‪:‬‬
‫في المائدة طاعتين مستقلة طاعة خاصة هلل وطاعة خاصة للرسول صلى اهلل عليه وسلم و فيها كلمة زيادة ما جاءت إال هنا هي واحذروا هذا األمر‬
‫اح َذ ُروا) أضاف كلمة واحذروا ‪ ،‬قلنا األولى (أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َر ُسولَهُ) فيما‬ ‫ول َو ْ‬‫الر ُس َ‬‫المهم إال في هذا المكان في سورة المائدة ( َوأَ ِطي ُعوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُعوا َّ‬
‫ال وما إلى ذلك‪،‬‬ ‫ول) بإضافات النبي صلى اهلل عليه وسلم شرحًا وبيانًا وإجما ً‬ ‫الر ُس َ‬ ‫يبلغ به عن القرآن الكريم مجرد تبليغ هذا واحد (أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َّ‬
‫ول) ال هنا طاعة خاصة بالنبي صلى اهلل عليه وسلم فيما شرعه عليه من سنن يعني النبي صلى اهلل عليه وسلم كما‬ ‫الر ُس َ‬ ‫( َوأَ ِطي ُعوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُعوا َّ‬
‫تعرفون له صالحيات التحليل والتحريم وحرام محمد وحالل محمد حرام وحالل إلى يوم القيامة وحينئ ٍذ كما أن اهلل أمر النبي أن يبلغكم بكالمه‬
‫حرفيًا ثم سمح له أن يشرح بعض أو يبين بعض معضالته ثم في هذه اآلية الثالثة النبي صلى اهلل عليه وسلم له تصريف تصريف في الكتاب من‬
‫اح َذ ُروا) قال‬ ‫ول َو ْ‬ ‫الر ُس َ‬‫(وأَ ِطي ُعوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُعوا َّ‬ ‫حيث معناه وأسباب نزوله ومناحيه وبياناته وهذا علم أصول التفسير مليء في هذا الباب هذه َ‬
‫(واحذروا) ألن هذه قمة الجهد المبيَّن والمبيِّن في هذه الفقرة أطيعوا اهلل وأطيعوا الرسول وحده أطيعوا اهلل فيما أمركم به من كتابه وأطيعوا الرسول‬
‫اب‬‫ول َف ُخ ُذو ُه َو َما َن َها ُك ْم َع ْن ُه َفا ْن َت ُهوا َواتَّ ُقوا اللَّ َه إِ َّن اللَّ َه َشدِي ُد الْ ِع َق ِ‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫للسنّة نحن من أين أتى علمنا؟ كتاب وسنة ( َو َما آََتا ُك ُم َّ‬ ‫باعتباره مشرعًا مشرعًا ُ‬
‫ول) نفس المعنى أيضًا فيها سنة هناك لكن هنا أضاف (واحذروا) لماذا أضافها؟ هنا‬ ‫الر ُس َ‬ ‫َ‬
‫(‪ )7‬الحشر) هنا أضاف (واحذروا) هناك (أ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َّ‬
‫القرآن الكريم بكلمة احذروا يلفت أنظارنا إلى أهمية االنتباه إلى منظومة الشهوات التي ينزلق إليها اإلنسان متى ما غفل عن ذكر اهلل‪ .‬هناك شهوات‬
‫آسرة فأنت عندما تسمع كالم النبي صلى اهلل عليه وسلم (لعن اهلل شارب الخمر وحاملها وعاصرها وبايعها والمحمولة إليه وووالخ) (لعن اهلل من‬
‫ِن النِّ َسا ِء َوالْ َبن َ‬
‫ِين‬ ‫ات م َ‬ ‫اس ُح ُّب َّ‬
‫الش َه َو ِ‬ ‫ِّن لِلنَّ ِ‬‫(زي َ‬ ‫نظر إلى المرأة ومن اختلى بها ومن لمسها وووالخ) هذه المنظومة الهائلة من الشهوات اآلسرة ُ‬
‫الد ْن َيا َواللَّ ُه ِع ْن َد ُه ُح ْس ُن الْ َمآَ ِب (‪ )14‬آل عمران) قال‬ ‫اع الْ َح َيا ِة ُّ‬ ‫ِك َم َت ُ‬ ‫ْل الْ ُم َس َّو َم ِة َوالْأَ ْن َعام َوالْ َح ْر ِث َذل َ‬‫ِض ِة َوالْ َخي ِ‬ ‫الذ َه ِب َوالْف َّ‬ ‫ِن َّ‬ ‫ير الْ ُم َق ْن َط َر ِة م َ‬
‫َاط ِ‬ ‫َوالْ َقن ِ‬
‫ِ‬
‫السنة ما الذي يقوله لك النبي صلى اهلل عليه وسلم ال تختلي ال تهمس ال تكلم ال تلمس ال تخضعي بالقول انظر‬ ‫(احذروا) تنزلقون بسرعة ف ُكن مع ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اب َوالأ ْزلا ُم‬ ‫ص ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْس ُر َوالأ ْن َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِين آ َمنُوا إِنَّ َما ال َخ ْم ُر َوال َمي ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ماذا احتاط النبي صلى اهلل عليه وسلم في سنته لمنظومة الشهوات اآلسرة واآلية تقول ( َيا أيُّ َها الذ َ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ص َّدك ْم َع ْن ِذك ِر الل ِه‬ ‫ُ‬ ‫ْس ِر َو َي ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ضا َء فِي ال َخ ْم ِر َوال َمي ِ‬ ‫ْ‬ ‫ان أَ ْن يُوق َ‬
‫ِع َب ْي َن ُك ُم الْ َعدَا َو َة َوالْ َبغ َ‬ ‫ْط ُ‬ ‫الشي َ‬
‫ُري ُد َّ‬ ‫ون (‪ )90‬إِنَّ َما ي ِ‬ ‫ِح َ‬ ‫اج َت ِنبُو ُه لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ‬
‫ان َف ْ‬ ‫ْط ِ‬ ‫الشي َ‬
‫ِن َع َم ِل َّ‬ ‫سمْ‬ ‫ِر ْج ٌ‬
‫ين (‪ )92‬المائدة) إذًا‬ ‫اغ الْ ُم ِب ُ‬‫اعلَ ُموا أَنَّ َما َعلَى َر ُسولِنَا الْ َبلَ ُ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ي‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫َّ ُ َ ْ ُ ِ َ ْ ْ ْ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫وا‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫اح‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ول‬ ‫س‬ ‫الر‬ ‫وا‬ ‫ع‬ ‫ي‬‫ط‬
‫َ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫ه‬‫َّ‬
‫الل‬ ‫وا‬ ‫ع‬
‫َ ُ‬‫ي‬ ‫ط‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫‪91‬‬ ‫(‬ ‫ون‬ ‫ه‬
‫ْ ُ ُ َ‬‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َو َع ِن َّ ِ َ‬
‫ف‬ ‫ة‬ ‫ا‬‫ل‬ ‫الص‬
‫اح َذ ُروا) وأطيعوا الرسول طاعة ثانية طاعة خاصة بالرسول صلى اهلل عليه وسلم في سننه فيما أمر فيما شرع‬ ‫ول َو ْ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫( َوأَ ِطي ُعوا اللَّ َه َوأ ِطي ُعوا َّ‬
‫َ‬
‫فيما نهى واحذروا عندما ينهاكم ألنه ينهاكم عن مزالق كثيرة‪.‬‬
‫األسلوب الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ول إِن كنت ْم‬ ‫الر ُس ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الر ُسول َوأولِي الأ ْم ِر ِمنك ْم فإِن تنَاز ْعت ْم فِي ش ْي ٍء ف ُردُّو ُه إِلى الل ِه َو َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِين آ َمنوا أ ِطي ُعوا الل َه َوأ ِطي ُعوا َّ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫في النساء أيضًا ‪َ ( 59‬يا أيُّ َها الذ َ‬
‫ْر َوأَ ْح َس ُن َت ْأ ِويلًا (‪ )59‬النساء) أطيعوا اهلل وأطيعوا الرسول لكن ليس وحده وأولي األمر منكم أيضًا المرة الوحيدة‬ ‫ِك َخي ٌ‬ ‫ون ِباللَّ ِه َوالْ َي ْوم الْآَ ِخ ِر َذل َ‬
‫ِ‬ ‫تُ ْؤ ِمنُ َ‬
‫رب العالمين جعل طاعتين طاعة هلل وطاعة للرسول لكن طاعة الرسول مشترك هو وأولي األمر‪ .‬أطيعوا اهلل انتهينا وأطيعوا الرسول وأولي األمر‬
‫ألول مرة وآخر مرة يأتي األمر بأن تطيع أولي األمر مع طاعة النبي بالضبط من حيث أن طاعة هؤالء أولي األمر هي طاعة الرسول صلى اهلل‬
‫شرع فيما أمر ونهى فرب العالمين كما جعل أن طاعة الرسول من طاعة اهلل ( َم ْن‬ ‫عليه وسلم ‪.‬فهمنا أطيعوا اهلل وأطيعوا الرسول فهمناها أيضًا فيما ّ‬
‫ول َوأُولِي الْأَ ْم ِر ِم ْن ُك ْم) من هم أولي األمر؟ طبعًا‬ ‫الر ُس َ‬ ‫َّ‬ ‫وا‬ ‫ع‬ ‫ي‬
‫َ ُ‬‫ط‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫الرسول‬ ‫أطاع‬ ‫فقد‬ ‫اع اللَّ َه (‪ )80‬النساء) هنا من يطع أولي األمر‬ ‫ول َف َق ْد أَ َط َ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫ُط ِع َّ‬ ‫يِ‬
‫الحكام وهذا ليس صحيحًا فالكالم يتكلم عن الشرع حالل وحرام (العلماء ورثة األنبياء) ولذلك قليل من العلم خير من كثير‬ ‫من الناس من يقول هم ُ‬
‫ِن ِع َبا ِد ِه ال ُعل َما ُء (‪ )28‬فاطر) والكالم طويل في هذا فرب العالمين يقول أطيعوا اهلل هذا انتهينا هنا طاعة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫من العبادة وأنتم تعرفون (إِنَّ َما َي ْخ َشى الل َه م ْ‬
‫جديدة بحقل خاص للرسول وأولي األمر الذي له مسألة الفتوى الحالل والحرام‪ .‬والسؤال من هم أولي األمر؟ طبعًا التفاصيل كثيرة موجزها‬
‫ير ٍة (‪ )108‬يوسف) يعني أرني دليلك وإال كل واحد تعلّم آيتين وصار شيخًا ويُلحن كل وقت‬ ‫ص َ‬ ‫ْعو إِلَى اللَّ ِه َعلَى َب ِ‬ ‫أصحاب الدليل ( ُق ْل َه ِذ ِه َس ِبيلِي أَد ُ‬
‫ُ‬
‫ول َوإِلَى أولِي‬ ‫الر ُس ِ‬‫ال للفتوى من أولي األمر الذين أنت من ورثة النبي تحلل وتحرم ( َولَ ْو َردُّو ُه إِلَى َّ‬ ‫إن تالها ال للعلم‪ .‬العلم هو الذي يجعلك أنت أه ً‬
‫ِر م ْ‬
‫ِن‬ ‫صائ ُ‬ ‫ِين َي ْس َت ْن ِب ُطو َن ُه ِم ْن ُه ْم (‪ )83‬النساء) العلم وحينئ ٍذ أصحاب العلم هم الذين يملكون الدليل ويملكون البصيرة ( َق ْد َجا َءك ْم َب َ‬
‫ُ‬ ‫الْأَ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َعلِ َم ُه الَّذ َ‬
‫ير ٍة أَنَا َو َم ِن اتَّ َب َعنِي (‪ )108‬يوسف) وحينئ ٍذ العلماء الذين لهم‬ ‫ص َ‬ ‫ْعو إِلَى اللَّ ِه َعلَى َب ِ‬ ‫(ق ْل َه ِذ ِه َس ِبيلِي أَد ُ‬ ‫َربِّ ُك ْم (‪ )104‬األنعام) أدلة على التوحيد والفقه ُ‬
‫ِيه َّن (‪)127‬‬ ‫َك فِي النِّ َسا ِء ُق ِل اللَّ ُه يُ ْفتِي ُك ْم ف ِ‬ ‫حق الفتوى هو الذي يملك الدليل والفتوى مصيبة المصائب النبي صلى اهلل عليه وسلم أول مفتي ( َو َي ْس َت ْفتُون َ‬
‫النساء) الخ فمن يملك الدليل حجة على من ال يملك الدليل ولهذا إذا شاعت الفوضى وتصدى الجهالء كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم (ال تقوم‬
‫الساعة حتى يرفع العلم وينزل الجهل) كل واحد تكلم كلمتين حلوين صار مفتي ويحلل ويحرم على أن الفتوى خطيرة يقول المصطفى صلى اهلل‬
‫عليه وسلم (أجرأكم على النار أجرأكم على اإلفتاء) أصحاب النبي رضوان اهلل عليهم كنت تسأل الواحد عن سؤال يقول لك اذهب إلى فالن وفالن‬
‫يقول لك اذهب إلى فالن وهكذا إلى أن تعود على األول كانوا يتدافعونها ألنها المسؤولية الكبيرة من أفتاه فإنما اثمه على من أفتاه إذا أفتيت فتوى‬
‫وعمل بها الناس وكانت خطأ بال دليل وال علم وال أصول فقه ما عندك حجة على اهلل هوى اتبع الهوى كما فعل بلعم ( َواتَّ َب َع َه َوا ُه) فكلهم يعملون هم‬
‫في السليم وأنت الذي تذهب في النار ألن إثم هؤالء في النهاية عليك‪.‬‬
‫األسلوب األخير‪:‬‬
‫‪3‬وش في‬ ‫‪3‬اره حاكمًا رئيس دولة قائد للجي‪3‬‬ ‫َ‬
‫الر ُس ‪3‬ول) هنا باعتب‪3‬‬ ‫‪3‬وا َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الصلا َة َوآتوا الزكا َة َوأ ِطي ُع‪3‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫آخر أسلوب طاعة الرسول وحده في النور ( َوأقِي ُموا َّ‬
‫ُّون (‪ )152‬آل عمران) ما عصوا حكمًا شرعيًا عصوا أن محمدًا كان‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ص ْيتُ ْم م َ ْ َ َ ْ َ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫َاز ْعتُ ْم فِي الْأَ ْم ِر َو َع َ‬ ‫(حتَّى إِ َذا َف ِشلْتُ ْم َو َتن َ‬
‫الحروب َ‬
‫َ‬
‫َاز ْعتُ ْم فِي الْأ ْم‪ِ 33‬ر‬
‫(حتَّى إِ َذا َف ِشلْتُ ْم َو َتن َ‬
‫قائد عصوا قائدهم العسكري محمد صلى اهلل عليه وسلم قال أنتم الرماة ابقوا جالسين ال تتحركوا أمر عسكري َ‬
‫ص ْيتُ ْم)واهلل قال وقد عفا عنهم ألنه ما هو حكم شرعي وإنما خلل تكتيكي عسكري عصوا القائد وأعظم أسباب اإلنكسارات العسكرية هو عصيان‬ ‫َو َع َ‬
‫الر ُسول) هذه في سورة النور ‪56‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الصلا َة َوآتوا الزكا َة َوأ ِطي ُعوا َّ‬ ‫َ‬
‫القائد أنت نفذ ثم ناقش هذه قاعدة معروفة ‪.‬فهذه آخر أسلوب الرسول وحده ( َوأقِي ُموا َّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬
‫ول إِلا ال َبلاغ ال ُم ِبين (‪ )54‬النور) يع‪33‬ني‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫فقط من حيث كونه قائدًا ( َفإِ ْن َت َولَّ ْوا َفإِنَّ َما َعلَ ْي ِه َما ُح ِّم َل َو َعلَ ْي ُك ْم َما ُح ِّملْتُ ْم َوإِ ْن تُ ِطي ُعو ُه َت ْه َتدُوا َو َما َعلى َّ‬
‫الر ُس ِ‬ ‫َ‬
‫فيها شيء من المرونة هكذا هذا هو أسلوب األمر بالطاعة خمس أساليب كل أسلوب له معنى‪.‬‬
‫آية (‪:)33‬‬
‫*ما الفرق بين اصطفى واختار؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫اإلختيار هو أن تختار من غير متشابهات كأن أختار قلمًا من بين ورقة وكتاب وقلم (وربك يخلق ما يشاء ويختار)‪ .‬أما اإلصطفاء فهو أن أختار من‬
‫بين أشياء متناظرة متشابهة (إن اهلل اصطفى آدم) اصطفاه من متناظرين‪.‬‬
‫آية (‪:)35‬‬
‫* ما الفرق بين (يتقبل من) و(يتقبل عن)فى الحديث عن التوبة ؟(د‪.‬حسام‪ H‬النعيمى)‬
‫الكف عن‬ ‫معرض للخطأ وخير الخطائين التوابون‪ .‬فالتوبة هي ّ‬ ‫كل إنسان ّ‬ ‫القبول هو أخذ الشيء برضى‪ .‬التوبة هي اإلنابة إلى اهلل سبحانه وتعالى‪ُ .‬‬
‫المخالفة و العودة إلى طاعة اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫استعمال (عن) بدل (من)‪:‬كلمة (عن) تستعمل حينما يكون الكالم هو عودة إلى اهلل سبحانه وتعالى والمتكلِم المباشر هو اهلل سبحانه وتعالى أو هو‬
‫معلوم عن طريق الغيبة لما يقول (هو) يعني اهلل سبحانه وتعالى عبّر عنها بصيغة الغيبة لرفع الشأن والمقام من حيث اللغة‪.‬‬
‫الفرق بين (عن الشيء) و(من الشيء)‪:‬عندما نقول‪":‬فالن كان يمشي بسيارته وخرج من الطريق السريع" معناه وجد منفذًا متصل بالطريق السريع‬
‫وخرج‪ .‬لكن لو قيل لك‪" :‬فالن بسيارته خرج عن الطريق السريع" معناه إنحرف كأنما انقلبت سيارته‪ .‬هذه الصورة اآلن نحن نفهمها بعد ألف عام‬
‫فكيف كان العربي يفهم الفرق بين من وعن؟‪.‬‬
‫الصلة هناك شيء ولو صلة متخيلة أما (عن) ففيها‬ ‫(عن) لمجاوزة الشيء‪( ،‬من) البتداء الغاية كأنه ابتدأت غايته من الطريق‪ .‬مع (من) كأنه تبقى ِ‬
‫انقطاع (يضلون عن سبيل اهلل) أي ال تبقى لهم صلة‪ .‬فما فائدة هذه القطيعة؟ القطيعة مقصودة مرادة‪ .‬التوبة ترتقي إلى اهلل سبحانه وتعالى ولو قيل‬
‫ال به‪ .‬وهذه التوبة يتخيل اإلنسان صورة مادية للصلة باهلل سبحانه وتعالى‬ ‫في غير القرآن (يقبل التوبة من عباده) كأن اإلثم الذي تاب عنه يبقى متص ً‬
‫والصلة‬
‫ون (‪ )90‬آل عمران) بناها للمجهول (بناها للمفعول) ولم يأت‬ ‫الضآلُّ َ‬ ‫ِك ُه ُم َّ‬ ‫ازدَادُواْ ُك ْف ًرا لَّن تُ ْق َب َل َت ْو َبتُ ُه ْم َوأُ ْولَـئ َ‬ ‫(إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُرواْ َب ْع َد إِي َما ِن ِه ْم ثُ َّم ْ‬
‫جر‪ ،‬ما قال لم يقبل اهلل توبتهم ألنهم ال يستحقون أن يذكر معهم إسم اهلل تعالى‪ .‬هذه التوبة الموجودة عنهم ال تقبل ال منهم وال عنهم وال لهم‬ ‫بحرف ّ‬
‫ألنهم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرًا‪.‬‬
‫ين (‪ )85‬آل عمران) الذي يصدر عنه أي دين ال يُقبل منه‪ ،‬يقال أنه ال يوجد‬ ‫اس ِر َ‬ ‫ِن الْ َخ ِ‬‫اآلخ َر ِة م َ‬‫ال ِم دِي ًنا َفلَن يُ ْق َب َل ِم ْن ُه َو ُه َو فِي ِ‬ ‫اإل ْس َ‬‫ْر ِ‬ ‫( َو َمن َي ْب َت ِغ َغي َ‬
‫إنسان بال دين حتى الملحد دينه اإللحاد ألن الدين هو أن تدين بشيء‪ .‬واإلسالم هو دين األنبياء جميعًا لكن مع مراعاة أن إسالم أي نبي هو لزمانه‬
‫‪ 3‬أتباع النبي السابق حتى يصل األمر إلى خاتم األنبياء ‪.‬‬ ‫فالنبي التابع الذي بعده ينبغي أن يتبعه‬
‫ين (‪ )91‬آل‬ ‫اص ِر َ‬ ‫اب أَلِي ٌم َو َما لَ ُهم ِّمن نَّ ِ‬ ‫ض َذ َهبًا َولَ ِو ا ْف َتدَى ِب ِه أُ ْولَـئ َ‬
‫ِك لَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫األر‬
‫ِّ ُ ْ ِ‬ ‫ء‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ِه‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ِن‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬‫ْ‬
‫ار َفلَن َ‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ َو َماتُواْ َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬ ‫(إِ َّن الَّذ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُول َح َس ٍن َوأن َب َت َها َن َبا ًتا َح َس ًنا (‪ )37‬آل عمران) لم يعدّيها وإنما تقبلها هي‪( ،‬إِذ َقالَ ِت ْام َرأ ُة ِع ْم َر َ‬
‫ان َر ِّب إِنِّي‬ ‫َ‬ ‫عمران) بناها للمجهول‪َ ( ،‬ف َت َقبَّلَ َها َربُّ َها ِب َقب ٍ‬
‫السمِي ُع ال َعلِي ُم (‪ )35‬آل عمران) ليس من كالم اهلل المباشر على لسان الباري سبحانه وتعالى وإنما‬ ‫ْ‬ ‫نت َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّل مِنِّي إِنَّك أ َ‬ ‫َن َذ ْر ُت لَ َك َما فِي َب ْطنِي ُم َح َّر ًرا َف َت َقب ْ‬
‫على لسان البشر‪.‬‬
‫آية (‪:)36‬‬
‫*ما الفرق بين ولدت ووضعت‪ H‬وربّت؟ (د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ض ْع ُت َها أُن َثى (‪ )36‬آل عمران) وناس يقولون أنجبت‪ .‬ربّت‬
‫نحن في العراق نقول هذه ولدت وفي مكان آخر يقولون وضعت ( َقالَ ْت َر ِّب إِِّني َو َ‬
‫يقولونها فقط في اإلمارت‪ ،‬ما الفرق بين وضعت وربّت؟ وضعت فقط عملية الوالدة‪ ،‬أما ربّت والدة مع تربية مع إعداد كامل منذ الطفولة أهل‬
‫المولود يفكرون ماذا يريدون من طفلهم فيعلمونه هذا العلم يقال أن داالس وزير الخارجية األميركية األسبق أيام العدوان الثالثي على مصر منذ أو‬
‫ُولِد قال والداه هذا سيكون وزير خارجية أميركا فعملوا على هذا وعلموه كل ما يحتاجه من تاريخ وسياسة ولغات‪ ،‬هذا يسمى ربّت‪ .‬في اإلمارات‬
‫ال أَلَ ْم نُ َرب َ‬
‫ِّك فِينَا َولِيدًا (‪ )18‬الشعراء)‪.‬‬ ‫يقولون ربّت والقرآن قال لموسى ( َق َ‬
‫ان ال‪َّ H‬ر ِج ِيم (‪ )36‬آل عم‪HH‬ران) انظر إلى التوكيد بـ ّ‬
‫(إن) في (وإني‬ ‫*( َوِإنِّي َس ‪َّ H‬م ْيتُهَا َم‪HH‬رْ يَ َم ِوِإنِّي ُأ ِعي‪ُ H‬ذهَا بِ‪HH‬كَ َو ُذ ِّريَّتَهَا‪ِ H‬منَ َّ‬
‫الش‪ْ H‬يطَ ِ‬
‫أعيذها) مع أن المقام مستعمل في إنشاء الدعاء فما الظل الذي يلقيه هذا التأكيد على العبارة؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إن مجيء مريم بنتًا خالفًا لما كانت ترجو أمها وتأمل يؤذن بأنها ستُ ِ‬
‫عرض عنها فال تشتغل بها فقالت (وإني أعيذها) مؤكدة هذا الخبر والدعاء‬
‫بإظهار الرضى بما قدّر اهلل تعالى لها ولذلك انتقلت إلى الدعاء لها تعبيرًا عن الرضى والمحبة‪.‬‬
‫آية (‪:)37‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)35‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)26‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َأ‬
‫(و نبَتَهَا نَبَاتا َح َسنا (‪ )37‬آل عمران) المف‪HH‬روض أن يق‪HH‬ال إنبات ‪H‬ا‪،‬ما اللمسة البياني‪HH‬ة؟(د‪.‬فاضل‬‫*قال تعالى في مريم عليها السالم َ‬
‫السامرائى)‬
‫ض َن َبا ًتا (‪ )17‬نوح) لم يقل إنباتًا لكن هذا يكون لغرض‪ .‬إذا كان‬ ‫أحيانًا نأتي بالفعل ونأتي بمصدر فعل آخر كما في قوله تعالى ( َواللَّ ُه أَن َب َت ُكم ِّم َن الْأَ ْر ِ‬
‫ال‪ .‬تبتيل مصدر بتّل وبتل‬ ‫‪ 3‬المفروض تبتّ ً‬ ‫الفعالن بمعنى واحد أو حتى لم يكونا بمعنى واحد يكون لغرض آخر مثل قوله تعالى (وتبتل إليه تبتيال)‬
‫غير تبتّل تمامًا والمعنى مختلف‪ .‬ليجمع المعنيين يأتي بالفعل للداللة ويأتي بالمصدر من فعل آخر من داللة أخرى فيجمع بينهما حتى يجمع‬
‫ال) فيجمع المعنيين وهذا من أعجب اإليجاز‪ .‬هذه اآلية ( َو ْاذ ُك ِر‬ ‫ال يقول (وتبتل إليه تبتي ً‬ ‫ال وبتّل نفسك إليه تبتي ً‬
‫المعنيين‪ .‬فبدل أن يقول‪ :‬وتبتل إليه تبت ً‬
‫َ‬ ‫ِّك َو َت َبتَّ ْل إِلَ ْي ِه َت ْبتِيلًا (‪ )8‬المزمل) فيها أمور في غاية الغرابة في اإليجاز‪ .‬في مريم قال ( َف َت َقبَّلَ َها َربُّ َها ِب َقب ٍ‬
‫ُول َح َس ٍن َوأن َب َت َها َن َبا ًتا َح َس ًنا (‪ )37‬آل‬ ‫اس َم َرب َ‬
‫ْ‬
‫ً‬
‫عمران) لم يقل إنباتًا ألنه لو قال إنباتًا هو اهلل تعالى أنبتها فالمن ِبت هو اهلل تعالى لم يجعل لها فضال لكن أنبتها فنبتت نباتًا حسنًا جعل لها من معدنها‬
‫الكريم قبول هذا النبات وأنبتها فنبتت نباتًا حسنًا أي طاوعت هذا اإلنبات فجعل لها قبول‪ ،‬فجعل لها فضل في معدنها الكريم‪ .‬بينما لو قال إنباتًا لم‬
‫ال فنبتت نباتًا حسنًا فجعل لها في معدنها قبول‬ ‫ال‪ ،‬هي نبتت وجهل لها فض ً‬ ‫ال رب العالمين أنبتها يفعل ما يشاء‪ ،‬لكن نباتًا جعل لها فض ً‬ ‫يجعل لها فض ً‬
‫لهذا النبات فنبتت نباتًا حسنًا‪.‬‬
‫ُ‪H‬ول َح َس‪ٍ H‬ن َوَأنبَتَهَا‪H‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في تقديم شبه الجملة (عليها زكريا) في قوله تع‪H‬الى في س‪H‬ورة آل عم‪H‬ران (فَتَقَبَّلَهَا َربُّهَا بِقَب ٍ‬
‫ُ‪H‬و ِم ْن ِعن‪ِ H‬د هّللا ِ َّ‬
‫إن‬ ‫ته َ‬ ‫‪H‬ك هَـ َذا قَ‪H‬الَ ْ‬ ‫ال يَا َمرْ يَ ُم َأنَّى لَ‪ِ H‬‬ ‫نَبَاتا ً َح َسنا ً َو َكفَّلَهَا زَ َك ِريَّا ُكلَّ َما َدخَ َل َعلَ ْيهَا َز َك ِريَّا‪ْ H‬ال ِمحْ َر َ‬
‫اب َو َج َد ِعن َدهَا ِر ْزقاً‪ H‬قَ َ‬
‫ب {‪)}37‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ق َمن يَ َشا ُء بِ َغي ِْر ِح َسا ٍ‬ ‫هّللا َ يَرْ ُز ُ‪H‬‬
‫قاعدة نحوية‪ :‬يقول سيبويه في التقديم والتأخير‪ :‬يقدمون الذي هو أه ّم لهم وهم أعنَى به‪.‬‬
‫والتقديم والتأخير في القرآن الكريم يقرره سياق اآليات فقد يتقدم المفضول وقد يتقدم الفاضل‪ .‬والكالم في اآلية في سورة آل عمران واآليات التي‬
‫سبقتها في مريم عليها السالم وليس في زكريا وال في المحراب لذا قدّم عليها ألن الكالم كله عن مريم عليها السالم‪.‬‬
‫*ما سر االختالف في اس‪HH‬تعمال (وكفّلها زكريا‪( )H‬فَتَقَبَّلَهَا َربُّهَا بِقَبُ‪HH‬و ٍل َح َس‪ٍ H‬ن َوَأ ْنبَتَهَا‪ H‬نَبَاتًا َح َس‪H‬نًا َو َكفَّلَهَا زَ َك ِريَّا‪ )37( H‬آل عم‪HH‬ران)‬
‫ب (‪)23‬‬‫‪H‬ال َأ ْكفِ ْلنِيهَا َو َع‪َّ H‬زنِي فِي ْال ِخطَ‪HH‬ا ِ‬ ‫بالتضعيف‪ H‬و(أكفلنيها) بالهمزة (ِإ َّن هَ َذا َأ ِخي لَهُ تِ ْس ٌع َوتِ ْسعُونَ نَ ْع َجةً َولِ َي نَ ْع َجةٌ َو ِ‬
‫اح َدةٌ فَقَ‪َ H‬‬
‫ص)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هي من الكفالة‪ .‬الكافل الذي يتولى التربية والرعاية والتوجيه هذا الكافل فهو قد كفله هذا المولود أو اإلنسان‪ .‬لما يُض ّعف (ك ّفلها) ك ّفلت مثل علّمت‬
‫فيه معنى التكثير والمبالغة والتدرج‪ .‬لما أُك ّفل شيئًا معناه أتدرج في تربيته وأتدرج في أمره‪َ ( .‬و َك َّفلَ َها َز َك ِريَّا) جعله يكفلها مع التشدد مع أنه يتدرج‬
‫في كفالتها‪.‬‬
‫فى سورة ص أكفلها ‪ :‬مجرد إيصال الكفالة‪( .‬أكفلينها) يعني أعطني هذه النعجة أجعلهامع نعاجي أى أكفلنى اياها‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً)‪:‬‬
‫الغض على طريق من االستعارة زيادة في‬ ‫ّ‬ ‫قال تعالى‪َ (:‬وأَن َب َت َها َن َبا ًتا َح َس ًنا (‪ )37‬آل عمران) انظر كيف شبّه اهلل تعالى إنشاءه مريم بإنبات النبات‬
‫‪ 3‬وجعل من ذاته فاع ً‬
‫ال لفعل اإلنبات وما ذلك إال تشريفًا وتعظيمًا لقدرها‬ ‫لطف اهلل تعالى بمريم والعناية بها أضف إلى ذلك أنه أورد أنبت بالتعدية‬
‫الشريف‪.‬‬
‫ِن ِعن ِد اللِهّ (‪ )37‬آل عمران) لقد سبق الجواب استفهام عن المكان (أنّى لك هذا) أي من أين لك هذا؟ فكان الجواب من جنس االستفهام‬ ‫( َقالَ ْت ُه َو م ْ‬
‫بإيراد ما يدل على المكان (عند)‪ .‬لكن كان يجزئها أن تقول (من اهلل) ويفهم السامع المقصود لكن جاءت اآلية بالضمير (هو) لداللة التعظيم‬
‫والتفخيم لرزق اهلل تعالى ثم جاءت بلفظ (عند) لتدل على نسبة الرزق إلى اهلل تعالى‪.‬‬
‫(إن هّللا َ يَرْ ُز ُ‬
‫ق َمن يَ َشاء بِ َغي ِْر ِح َسا ٍ‬
‫ب (‪ ))37‬وكيف يكون بغير حساب؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫*ما اللمسات البيانية في اآلية َّ‬
‫ال معناه ال يحاسبه أحد عما يفعل‬ ‫هو لم يقل بغير حكمة وإنما قال بغير حساب‪ .‬بغير حساب‪ .‬هذه العبارة (بغير حساب) تحمل عدة معاني مهمة أو ً‬
‫ًّ‬ ‫ُ‬
‫يرزق من يشاء وال يسأله أحد لِ َم فعلت هذا؟ وهو ال يحاسب المرزوق على قدر الطاعة يعني هو ال يرزق الناس على قدر طاعتهم (كال نُّم ُّ‬
‫ِد‬
‫‪ 3‬وليس المنع دليالً‬ ‫ال على رضى اهلل عن العبد‬ ‫ورا (‪ )20‬اإلسراء) يعني ليس الرزق دلي ً‬ ‫ِّك َم ْح ُظ ً‬ ‫ان َع َطاء َرب َ‬‫ِّك َو َما َك َ‬ ‫ِن َع َطاء َرب َ‬ ‫َهـؤُالء َو َهـؤُالء م ْ‬
‫على سخط اهلل‪ ،‬هذا ليس في حسابه تعالى عندما يرزق‪ ،‬ليس في حسابه أن هذا مطيع فينبغي أن يمنع وليس في حسابه أن هذا عاصي فينبغي أن‬
‫ِّك) من غير تقتير ثم أمر آخر أنه ال يخشى أن تنفد خزائنه وتنتهي كما سائر الناس‪،‬‬ ‫ِن َع َطاء َرب َ‬ ‫ِد َهـؤُالء َو َهـؤُالء م ْ‬ ‫يُحرم‪ ،‬ربنا قال هكذا ( ُك ًّ‬
‫ال نُّم ُّ‬
‫الناس عندما ينفقون شيئًا يتأكدون هل عنده رصيد؟ هنالك أمور ينبغي أن يفعلها لكن ليس عنده رصيد حتى الدول عندما تنفق تحسب حسابًا أما رب‬
‫‪ 3‬من غير‬ ‫العالمين يرزق بغير حساب ألن خزائنه ال تنتهي‪ .‬كل المعاني مقصودة وهذا اإلعجاز الذي فيها‪ .‬ثم من غير حساب من العبد يرزق العبد‬
‫أن يكون له حسابًا ( َو َمن َيتَّ ِق اللَّ َه َي ْج َعل لَّ ُه َم ْخ َر ًجا (‪َ )2‬وَي ْر ُز ْق ُه م ْ‬
‫ِن َحي ُ‬
‫ْث لَا َي ْح َت ِس ُب (‪ )3‬الطالق) ما كان له حسابًا‪ .‬إذن (بغير حساب) هو ال يُسأل‬
‫عما يفعل ال يحاسبه أحد ويرزق كما يشاء ولو كان هناك مسؤول في الدولة يرزق عليه تدقيق ومحاسبة لكن ربنا تعالى ال يُسأل عما يفعل‪ ،‬و‬
‫‪ 3‬يرزقه من حيث‬ ‫اليحاسب المرزوق أي ال يرزقه بحسب الطاعة من غير حساب لهذه المسألة وال يخشى أن تنفد خزائنه ومن غير حساب من العبد‬
‫ال يحتسب‪ ،‬العبد يُرزق من غير أن يحسب لذلك حسابًا‪ .‬هذا توسع في المعنى‪ ،‬كل هذه المعاني في (يرزق من يشاء بغير حساب) هذه اآلية من‬
‫جوامع الكلم‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ما معنى جوامع الكلِم؟‬
‫بمعان كثيرة ومدلوالت كثيرة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫عبارة تأتي‬
‫قصة زكريا عليه السالم‪:‬‬
‫آية (‪:)38‬‬
‫ال َربِّ هَبْ لِي ِمن لَّ ُد ْن َ‬
‫ك ُذ ِّريَّةً طَيِّبَةً (‪ )38‬آل عمران) لماذا أ ّخر زكريا الدعاء إلى هذا الوقت وفي‪H‬‬ ‫*(هُنَالِكَ َدعَا َز َك ِريَّا َربَّهُ قَ َ‬
‫هذا المقام أي وقت رؤيته ألمر خارق في رزق‪ H‬مريم؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪ 3‬إلى الدعاء مشاهدة خوارق العادة مع قول مرسم (هو من عند اهلل) فلذلك عمد إليه بطلب الولد في غير‬
‫تأمل وانظر إلى اآلية السابقة كيف نبّهته‬
‫أوانه مع ما يتناسب مع عطاء اهلل تعالى لمريم في غير أوانه‪.‬‬
‫آية (‪:)39‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫اب (‪ )39‬آل عمران) انظر إلى االسلوب الذي جاءت به البشرى لزكريا كيف بدأت اآلية‬ ‫ُصلِّي فِي الْم ْ‬
‫ِح َر ِ‬ ‫قال تعالى ( َفنَا َد ْت ُه الْ َمآل ِئ َك ُة َو ُه َو َقا ِئ ٌم ي َ‬
‫العاطفة إيذانًا بسرعة اإلجابة لدعاء زكريا‪ .‬ثم عبّر عن البشرى بالنداء وكأنه نداء من بعيد تعبيرًا عن فرح المالئكة العظيم باستجابة اهلل‬ ‫بالفاء ِ‬
‫تعالى لدعاء زكريا‪.‬‬
‫*ما سبب التذكير مرة والتأنيث مرة مع المالئكة في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬
‫اب أَ َّن اللَهّ‬ ‫ُصلِّي فِي الْم ْ‬
‫ِح َر ِ‬ ‫ون {‪ )}73‬بالتذكير‪ ،‬وفي سورة آل عمران ( َفنَا َد ْت ُه الْ َمآل ِئ َك ُة َو ُه َو َقا ِئ ٌم ي َ‬ ‫قال تعالى في سورة ص ( َف َس َج َد الْ َملَا ِئ َك ُة ُكلُّ ُه ْم أَ ْج َم ُع َ‬
‫ين {‪ )}39‬جاءت المالئكة بالتأنيث‪.‬‬ ‫ِح َ‬ ‫صورًا َو َن ِبيًّا ِّم َن َّ‬
‫الصال ِ‬ ‫صدِّقًا ِب َكلِ َم ٍة ِّم َن اللِهّ َو َسيِّدًا َو َح ُ‬ ‫يُ َب ِّش ُر َك ِب َي ْح َيـى ُم َ‬
‫‪ 3‬فيجوز‬ ‫الحكم النحوي‪ :‬يمكن أن يؤنّث الفعل أو يُذ ّكر إذا كان الجمع جمع تكسير كما في قوله تعالى (قالت األعراب آمنا) و(قالت نسوة في المدينة)‬
‫‪ 3‬والتأنيث من حيث الحكم النحوي‪.‬‬ ‫التذكير‬
‫‪ 3‬هي التي تحدد تأنيث‬ ‫اللمسة البيانية‪ :‬أما لماذا اختار اهلل تعالى التأنيث في موطن والتذكير في موطن آخر فهو ألن في اآليات خطوط تعبيرية‬
‫وتذكير الفعل مع المالئكة‪ .‬وهذه الخطوط هي‪:‬‬
‫‪( 3‬اسجدوا‪ ،‬أنبئوني‪ ،‬فقعوا له ساجدين)‬ ‫‪      .1‬في القرآن الكريم كله كل فعل أمر يصدر إلى المالئكة يكون بالتذكير‬
‫‪      .2‬كل فعل يقع بعد ذكر المالئكة يأتي بالتذكير أيضًا كما في قوله تعالى (والمالئكة يدخلون عليهم من كل باب) و(المالئكة يشهدون)‬
‫(المالئكة يسبحون بحمد ربهم)‬
‫المقربون) (المالئكة باسطوا أيديهم) (مس ّومين‪ ،‬مردفين‪ ،‬منزلين)‬ ‫‪      .3‬كل وصف إسمي للمالئكة يأتي بالتذكير (المالئكة ّ‬
‫‪( 3‬فسجد المالئكة كلهم أجمعين) (ال يعصون اهلل ما أمرهم) ألن المذكر في العبادة أكمل من عبادة األنثى‬ ‫‪      .4‬كل فعل عبادة يأتي بالتذكير‬
‫ً‬
‫ولذلك جاء الرسل كلهم رجاال‪.‬‬
‫‪( 3‬ولو ترى إذا يتوفى الذين كفروا المالئكة‬ ‫‪      .5‬كل أمر فيه ِشدّة وقوة حتى لو كان عذابين أحدهما أش ّد من اآلخر فاألش ّد يأتي بالتذكير‬
‫‪ 3‬ألن العذاب أشد (وذوقوا عذاب الحريق) أما في قوله تعالى‬ ‫يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق) (يتوفى) جاءت بالتذكير‬
‫أخف من اآلية السابقة‪ .‬وكذلك في قوله‬ ‫(فكيف إذا توفتهم المالئكة يضربون وجوههم وأدبارهم) (تتوفاهم) جاءت بالتأنيث ألن العذاب ّ‬
‫(تتنزل عليهم المالئكة) بالتأنيث وقوله (تنزل المالئكة والروح فيها من كل أمر)‬ ‫(ونزل المالئكة تنزيال) بالتذكير وقوله تعالى ّ‬ ‫تعالى ّ‬
‫بالتأنيث‪.‬‬
‫‪      .6‬لم تأت بشرى بصيغة التذكير أبدًا في القرآن الكريم فكل بشارة في القرآن الكريم تأتي بصيغة التأنيث كما في قوله تعالى (فنادته‬
‫‪ 3‬و(قالت المالئكة)‬ ‫المالئكة)‬
‫*ما الفرق التعبيري والبياني‪ H‬بين قصة زكريا‪ H‬عليه السالم في سورتي مريم وآل عمران ولماذ جاء في إحداها ثالث ليال وفي‬
‫األخرى ثالثة أيام؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫إذا استعرضنا اآليات في كلتا السورتين نجد فروقات منها‪ :‬ثالث ليال وثالثة أيام‪ ،‬وسبحوا بكرة وعشيا (نكرة) واذكر اسم ربك وسبح بالعشي‬
‫(معرفة)‪ ،‬وتقديم مانع الذرية من جهة زكريا على جهة زوجته في آية وتأخيرها في الثانية‪ ،‬وذكر الكبر مرة أنه بلغه ومرة أن زكريا بلغه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واإلبكار‬
‫وتقديم العشي على اإلبكار مرة وتأخيرها مرة‪ ،‬وطلب اهلل تعالى من زكريا التسبيح له مرة وطلب زكريا من قومه التسبيح هلل‪ ،‬وسياق اآليات في‬
‫السورتين يدل على أمور أخرى‪ ،‬وهنالك أكثر من مسألة تجعل المشهدين متقابلين تقابل الليل والنهار وسنستعرض كل منها على حدة فيما سيتقدم‪:‬‬
‫س َشيْبًا َولَ ْم أَ ُكن‬ ‫الرأْ ُ‬
‫اش َت َع َل َّ‬ ‫ال َر ِّب إِنِّي َو َه َن الْ َع ْظ ُم مِنِّي َو ْ‬ ‫ِّك َع ْب َد ُه َز َك ِريَّا {‪ }2‬إِ ْذ نَادَى َربَّ ُه ِندَاء َخ ِفيًّا {‪َ }3‬ق َ‬
‫ِك ُر َر ْح َم ِة َرب َ‬ ‫قال تعالى في سورة مريم (ذ ْ‬
‫اج َعلْ ُه َر ِّب‬
‫وب َو ْ‬ ‫آل َي ْع ُق َ‬ ‫ِن ِ‬ ‫ُنك َولِيًّا {‪َ }5‬ي ِرثُنِي َو َي ِر ُث م ْ‬ ‫َت ا ْم َرأَتِي َعاقِرًا َف َه ْب لِي مِن لَّد َ‬ ‫ِي مِن َو َرائِي َو َكان ِ‬ ‫ِك َر ِّب َش ِقيًّا {‪َ }4‬وإِنِّي ِخ ْف ُت الْ َم َوال َ‬ ‫ُعائ َ‬
‫ِبد َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِن ال ِك َب ِر‬‫َت ا ْم َرأتِي َعا ِقرًا َوق ْد َبلغت م َ‬ ‫ون لِي غلا ٌم َوكان ِ‬ ‫َج َعل له مِن قبْل َس ِميًّا {‪ }7‬قال َر ِّب أنى َيك ُ‬ ‫اس ُمه َي ْح َيى ل ْم ن ْ‬ ‫ام ْ‬ ‫ضيًّا {‪َ }6‬يا َزك ِريَّا إِنا ن َبش ُرك ِبغل ٍ‬ ‫َر ِ‬
‫ال َس ِويًّا {‪}10‬‬ ‫َ ٍ‬‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫اث‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫اس‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ا‬‫َّ‬
‫ل‬‫َ‬‫أ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫آ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ً‬
‫ة‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫آ‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫اج‬
‫َ َْ‬ ‫ب‬
‫ِّ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫}‬‫‪9‬‬ ‫{‬ ‫ْئًا‬
‫ي‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫َ ْ‬‫و‬ ‫ُ‬
‫ْل‬‫ب‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ْ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ِّن‬‫ي‬‫ه‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫َ َ َّ‬‫ع‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ُّك‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ِك‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫}‬ ‫‪8‬‬ ‫{‬ ‫ًّا‬
‫ِع ِتي‬
‫ال َر ِّب َه ْب لِي مِن‬ ‫َعا َز َك ِريَّا َربَّ ُه َق َ‬ ‫ِك د َ‬‫ُك َر ًة َو َع ِشيًّا {‪ )}11‬وقال في سورة آل عمران ( ُهنَال َ‬ ‫ِّحوا ب ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اب َفأ ْو َحى إِلَ ْي ِه ْم أن َسب ُ‬ ‫ِح َر ِ‬ ‫ْ‬
‫ِن الم ْ‬ ‫َف َخ َر َج َعلَى َق ْو ِم ِه م َ‬
‫صورًا‬ ‫صدِّقًا ِب َكلِ َم ٍة ِّم َن اللِهّ َو َسيِّدًا َو َح ُ‬ ‫اب أَ َّن اللَهّ يُ َب ِّش ُر َك ِب َي ْح َيـى ُم َ‬ ‫ِح َر ِ‬ ‫ُصلِّي فِي الْم ْ‬ ‫ُّعاء {‪َ }38‬فنَا َد ْت ُه الْ َمآل ِئ َك ُة َو ُه َو َقا ِئ ٌم ي َ‬ ‫َّة َطيِّ َب ًة إِنَّ َك َسمِي ُع الد َ‬ ‫لَّ ُد ْن َك ُذ ِّري ً‬
‫ال‬‫اج َعل لِّ َي آ َي ًة َق َ‬ ‫ال َر ِّب ْ‬ ‫ِك اللُهّ َي ْف َع ُل َما َي َشا ُء {‪َ }40‬ق َ‬ ‫ال َك َذل َ‬‫ِر َق َ‬ ‫ِي الْ ِك َب ُر َو ْام َرأَتِي َعاق ٌ‬ ‫ال ٌم َو َق ْد َبلَ َغن َ‬
‫ون لِي ُغ َ‬ ‫ال َر ِّب أَنَّ َى َي ُك ُ‬ ‫ين {‪َ }39‬ق َ‬ ‫ِح َ‬ ‫الصال ِ‬ ‫َو َن ِبيًّا ِّم َن َّ‬
‫ار {‪)}41‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال تُ َكلِّ َم الن َ‬
‫َّ‬ ‫آ َيتُ َك أَ َّ‬
‫اإل ْبك ِ‬‫ِّح ِبال َع ِش ِّي َو ِ‬ ‫َّام إِال َر ْمزًا َواذكر َّربَّك كثِيرًا َو َسب ْ‬ ‫اس ثالثة أي ٍ‬
‫الفرق بين ليال وأيام‪ :‬اليوم هو من طلوع الشمس إلى غروبها (باختالف المفهوم المستحدث السائد أن اليوم يشكل الليل والنهار)‪ ،‬أما اليلل هو من‬
‫َّام ُح ُسومًا َف َت َرى الْ َق ْو َم‬ ‫َ‬ ‫ْع لََي ٍ‬‫(س َّخ َر َها َعلَ ْي ِه ْم َسب َ‬
‫ال َو َث َما ِن َي َة أي ٍ‬ ‫فرق بينها القرآن في قوله تعالى في سورة الحاقة َ‬ ‫غروب الشمس إلى بزوغ الفجر‪ .‬وقد ّ‬
‫ّ‬
‫او َي ٍة {‪ )}7‬وهذا هو التعبير األصلي للغة‪ .‬وفي آية سورة آل عمران ال يستطيع زكريا ‪ ‬أن يكلم الناس ثالث أيام‬ ‫َخ ٍل َخ ِ‬ ‫ص ْر َعى َكأَنَّ ُه ْم أَ ْع َج ُ‬
‫از ن ْ‬ ‫فِي َها َ‬
‫بلياليهن لكن جعل قسم منها في سورة آل عمران وقسم في سورة مريم‪.‬‬
‫هناك مقدمات للقصة جعله يختار الليل في سورة مريم وهي‪:‬‬
‫النداء الخفي (إِ ْذ نَادَى َربَّ ُه ِندَاء َخ ِفيًّا {‪ )}3‬هذا النداء الخفي يذكر بالليل ألن خفاء النداء يوحي بخفاء الليل فهناك تناسب بين الخفاء والليل‪.‬‬ ‫ّ‬
‫س َشيْبًا) وكلمة عتيّا تعني التعب الشديد وقد ذكر في آيات‬ ‫الرأْ ُ‬
‫اش َت َع َل َّ‬ ‫ال َر ِّب إِنِّي َو َه َن الْ َع ْظ ُم مِنِّي َو ْ‬ ‫ذكر ضعفه وبلوغ الضعف الشديد مع الليل ( َق َ‬
‫سورة مريم مظاهر الشيخوخة كلها مع الليل مل لم يذكره في آل عمران ألن الشيخوخة تقابل الليل وما فيه من فضاء وسكون والتعب الشديد يظهر‬
‫على اإلنسان عندما يخلد للراحة في الليل‪ ،‬أما الشباب فيقابل النهار بما فيه من حركة‪.‬‬
‫وب) يعني بعد الموت والموت عو عبارة عن ليل طويل ولم يذكر هذا األمر في آل عمران‪.‬‬ ‫آل َي ْع ُق َ‬ ‫ِن ِ‬ ‫ويذكر في سورة مريم ( َي ِرثُنِي َو َي ِر ُث م ْ‬
‫واآلن نأتي إلى صلب الموضوع‪:‬‬
‫صدِّقًا‬ ‫‪      ‬هناك أمر أساسي لو نظرنا في ورود اآليتين في السورتين نجد أن البشارة بيحيى في سورة آل عمران (أَ َّن اللَهّ يُ َب ِّش ُر َك ِب َي ْح َيـى ُم َ‬
‫اس ُم ُه َي ْح َيى لَ ْم ن ْ‬ ‫ِّ‬
‫َج َعل‬ ‫ام ْ‬‫ين) أكبر وأعظم مما جاء في سورة مريم ( َيا َز َك ِريَّا إِنَّا نُ َبش ُر َك ِب ُغلَ ٍ‬ ‫ِح َ‬ ‫الصال ِ‬‫صورًا َو َن ِبيًّا ِّم َن َّ‬ ‫ِب َكلِ َم ٍة ِّم َن اللِهّ َو َسيِّدًا َو َح ُ‬
‫ْل َس ِميًّا {‪ )}7‬كان التفصيل بالصفات الكاملة في آل عمران ليحيى أكثر منها في سورة مريم وهذه البشارة لها أثرها بكل ما يتعلق‬ ‫لَّ ُه مِن َقب ُ‬
‫‪3‬‬
‫بباقي النقاط في اآليتين‪.‬‬
‫َّام إِال َر ْمزًا) وفي مريم ( َق َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪      ‬ومما ال شك فيه أن ِعظم البشارة يقتضي عظم الشكر لذا قال في آل عمران (آ َيتُ َك أال تُ َكل َم النَّ َ‬
‫ال‬ ‫ال َث َة أي ٍ‬ ‫اس َث َ‬
‫ال َس ِويًّا) فاليوم أبين من الليل بإلظهار هذه اآلية والذكر في الليل أقل منه في النهار واآلية أظهر وأبين في‬ ‫اث لََي ٍ‬ ‫اس َثلَ َ‬ ‫آ َيتُ َك أَلَّا تُ َكلِّ َم النَّ َ‬
‫النهار من الليل‪.‬‬
‫ار)‪ ،‬وفي مريم زكريا ‪ ‬هو الذي‬ ‫َ‬
‫ك‬
‫ِّ ِ ِ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫اإل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ش‬‫ِ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ِّح‬
‫ْ‬ ‫ب‬‫س‬ ‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ِيرًا‬ ‫ث‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫َّك‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫اذ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫عمران‬ ‫آل‬ ‫في‬ ‫والتسبيح‬ ‫ربه‬ ‫ذكر‬ ‫‪‬‬ ‫زكريا‬ ‫من‬ ‫‪      ‬طلب اهلل تعالى‬
‫ّ‬
‫ِّحوا بُك َر ًة َو َع ِشيًّا) وتسبيح زكريا أدل على‬ ‫ْ‬ ‫ْه ْم أن َسب ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اب َفأ ْو َحى إِلي ِ‬ ‫َ‬ ‫ِح َر ِ‬ ‫ْ‬
‫ِن الم ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طلب من قومه أن يسبحوا اهلل بكرة وعشيا ( َف َخ َر َج َعلى ق ْو ِم ِه م َ‬
‫شكره هلل تعالى من تسبيح قوم زكريا‪.‬‬
‫َّك َكثِيرًا) وهذا مناسب لعِظم البشارة وطلب منه الجمع بين الذكر الكثير والتسبيح‬ ‫‪      ‬طلب اهلل تعالى من زكريا ‪ ‬أن يذكره كثيرا ( َو ْاذ ُكر َّرب َ‬
‫ِّحوا بُ ْك َر ًة َو َع ِشيًّا)‪ .‬إذن في آية آل‬ ‫ْه ْم أَن َسب ُ‬ ‫اإل ْب َكار) أما في مريم فقال تعالى على لسان زكريا مخاطبًا قومه ( َفأَ ْو َحى إِلَي ِ‬ ‫ِّح ِبالْ َع ِش ِّي َو ِ‬ ‫( َو َسب ْ‬
‫ّ‬
‫عمران ذكر وتسبيح كثير ويوقم به زكريا نفسه وهو أدل على ِعظم الشكر هلل تعالى‪.‬‬
‫ال‬‫ِر َق َ‬ ‫ِي الْ ِك َب ُر َو ْام َرأَتِي َعاق ٌ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫و‬
‫ٌ َ‬‫م‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫غ‬‫ُ‬ ‫ِي‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫ون‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ال َر ِّب أَنَّ َى َي‬ ‫‪      ‬زكريا ‪ ‬قدّم مانع الذرية في آل عمران من جهته على جهة زوجته ( َق َ‬
‫ال َر ِّب‬ ‫ِك اللُهّ َي ْف َع ُل َما َي َشا ُء {‪ )}40‬وهذا ناسب أمره هو بالذكر والتسبيح‪ ،‬أما في مريم فقدّم مانع الذرية من زوجته على الموانع فيه ( َق َ‬ ‫َك َذل َ‬
‫ِن ال ِك َب ِر ِع ِتيًّا {‪ )}8‬وهذا ناسب األمر لغيره بالتسبيح‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َت ْام َرأتِي َعاقِرًا َوق ْد َبلغ ُت م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ون لِي غلا ٌم َوكان ِ‬ ‫أَنَّى َيك ُ‬
‫ُ‬
‫َت ا ْم َرأَتِي َعاقِرًا) ونسأل ما الداعي لتقديم المانع في كل سورة على‬ ‫‪      ‬وفي آل عمران قال ( َو ْام َرأَتِي َعاقِر) أما في سورة مريم فقال ( َو َكان ِ‬
‫الشكل الذي ورد في السورتين؟ نقول أن العقر إما أن يكون في حال الشباب أو أنه حدث عند الكبر أي انقطع حملها وفي آل عمران‬
‫(وامرأتي عاقر) يحتمل أنه لم تكن عاقرًا قبل ذلك هذا من حيث اللغة‪ ،‬أما في سورة مريم (وكانت امرأتي عاقرا) تفيد أنها كانت عاقرًا‬
‫منذ شبابها فقدّم ما هو أغرب‪ .‬والعقيم في اللغة هي التي ال تلد مطلقًا‪.‬‬
‫اب أَ َّن اللَهّ يُ َب ِّش ُر َك‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ِح‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫ل‬ ‫ُص‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ٌ‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫و‬‫َ َ‬‫ه‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫آل‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫َا‬‫ن‬‫ف‬‫َ‬ ‫(‬ ‫المحراب‬ ‫‪      ‬البشارة جاءت في آية آل عمران لزكريا وهو قائم يصلي في‬
‫َ‬
‫ِب َي ْح َيـى) ولم ترد في آيو سورة مريم فلم يذكر فيها أنه كان قائمًا يصلي في المحراب وإنما وردت أنه خرج من المحراب ( َف َخ َر َج َعلى‬
‫اب) فذكر في آل عمران الوضعية التي تناسب ِعظم البشارة‪.‬‬ ‫ِح َر ِ‬ ‫ِن الْم ْ‬ ‫َق ْو ِم ِه م َ‬
‫اإل ْب َكار) على خالف آية سورة مريم (بُ ْك َر ًة َو َع ِشيًّا)‪ .‬ل ّما ذكر الليل في‬ ‫ِّح ِبالْ َع ِش ِّي َو ِ‬ ‫‪      ‬قدّم العشي على اإلبكار في آية سورة آل عمران ( َو َسب ْ‬
‫سورة مريم (ثالث ليال) قدّم بكرة على عشيا (ان سبحوا بكرة وعشيا) ألن البكرة وقتها من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس والعشي وقتها‬
‫ال لكانت‬ ‫من صالة الظهر إلى المغرب فعندما ذكر الليل ناسب ذكر البكرة ألنها تأتي مباشرة بعد الليل ثم تأتي العشية ولو قال عشيًا أو ً‬
‫ذهبت فترة بكرة بدون تسبيح‪ .‬أما في آل عمران (ثالثة أيام) وجب تقديم العشي على اإلبكار ولو قال بكرة وعشيا لذهبت البكرة والعشي‬
‫أدل على الشكر في اآليتين‪.‬‬ ‫بدون تسبيح فقدّم ما هو ّ‬
‫‪      ‬لماذا جاءت بكرة وعشيا نكرة في سورة مريم ومعرفة في آل عمران (بالعشي واإلبكار)؟ ال تفيد العموم ال الخصوص والمقصود بـ‬
‫أدل على الدوام عظم الشكر لذا ناسب مجيئها في آية آل عمران لتناسب عظم البشارة وما تستوجبه من‬ ‫(العشي واإلبكار) على الدوام وهي ّ‬
‫عظم الشكر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ونسأل لماذا لم يقل صباحًا ومساء؟ ألن الصباح والمساء يكون في يوم بعينه‪.‬‬
‫ِي الْ ِك َب ُر) فكأن الكبر يسير وراءه حثيثًا حتى بلغه فالكِبر هنا هو الفاعل‪ ،‬أما في سورة مريم‬ ‫‪      ‬وذكر في آل عمران أن الكِبر بلغه ( َو َق ْد َبلَ َغن َ‬
‫ِن الْ ِك َب ِر ِع ِتيًّا) فكأنه هو الذي بلغ الكِبر وهذا يدل على اختالف التعبير بين السورتين‪.‬‬ ‫( َو َق ْد َبلَ ْغ ُت م َ‬
‫* ما الفرق بين كلمة ولد وغالم واستخدام الفعل يفعل ويخلق‪ H‬في قصتي زكريا‪ H‬ومريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ورا َو َن ِبيًّا م َ‬
‫ِن‬ ‫ص ً‬ ‫ِن اللَّ ِه َو َسيِّدًا َو َح ُ‬ ‫ِّقا ِب َكلِ َم ٍة م َ‬ ‫صد ً‬ ‫اب أَ َّن اللَّ َه يُ َب ِّش ُر َك ِب َي ْح َيى ُم َ‬
‫ِح َر ِ‬ ‫ُصلِّي فِي الْم ْ‬ ‫قال تعالى في سورة آل عمران ( َفنَا َد ْت ُه الْ َملَا ِئ َك ُة َو ُه َو َقا ِئ ٌم ي َ‬
‫ِك اللَّ ُه َي ْف َع ُل َما َي َشا ُء (‪ ))40‬في تبشير زكريا ‪ ‬بيحيى ‪.‬‬ ‫ال َك َذل َ‬ ‫ِي الْ ِك َب ُر َو ْام َرأَتِي َعاق ٌ‬
‫ِر َق َ‬ ‫ون لِي ُغلَا ٌم َو َق ْد َبلَ َغن َ‬ ‫ال َر ِّب أَنَّى َي ُك ُ‬ ‫ين (‪َ )39‬ق َ‬ ‫ِح َ‬ ‫الصال ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫الد ْن َيا َوالآ ِخ َر ِة َوم َ‬
‫ِن‬ ‫ْن َم ْر َي َم َو ِجي ًها فِي ُّ‬ ‫يسى اب ُ‬ ‫يح ِع َ‬ ‫ْ‬
‫اس ُم ُه ال َم ِس ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وقال تعالى في سورة آل عمران (إِذ َقالَ ِت ال َملَا ِئ َكة َيا َم ْر َي ُم إِ َّن الل َه يُ َب ِّش ُر ِك ِب َكلِ َم ٍة ِم ْن ُه ْ‬
‫ون (‪ ))47‬في تبشير‬ ‫ول لَ ُه ُك ْن َف َي ُك ُ‬ ‫ضى أَ ْم ًرا َفِإنَّ َما َي ُق ُ‬ ‫ِك اللَّ ُه َي ْخلُ ُق َما َي َشا ُء إِ َذا َق َ‬ ‫ال َك َذل ِ‬ ‫ون لِي َولَ ٌد َولَ ْم َي ْم َس ْسنِي َب َش ٌر َق َ‬ ‫ين (‪َ )45‬قالَ ْت َر ِّب أَنَّى َي ُك ُ‬ ‫الْ ُم َق َّر ِب َ‬
‫مريم بعيسى ‪.‬‬
‫*وإذا سألنا أيهما أيسر أن يفعل أوأن يخلق؟ الجواب أن يفعل ونسأل أحدهم لم تقعل هذا فيقول أنا أفعل ما أشاء لكن ال يقول أنا أخلق ما أشاء‪.‬‬
‫فالفعل أيسرمن الخلق ‪.‬‬
‫أب؟ يكون الجواب بالتأكيد اإليجاد من أبوين وعليه جعل تعالى الفعل‬ ‫ّ‬ ‫بال‬ ‫أم‬ ‫من‬ ‫اإليجاد‬ ‫أو‬ ‫أبوين‬ ‫من‬ ‫اإليجاد‬ ‫أسهل‬ ‫أيهما‬ ‫ال آخر‬ ‫*ثم نسأل سؤا ً‬
‫أب‪.‬‬ ‫األيسر (يفعل) مع األمر األيسر وهو اإليجاد من أبوين‪ ،‬وجعل الفعل األصعب (يخلق) مع األمر األصعب وهو اإليجاد من أم بال ّ‬
‫بشر زكريا بيحيى قال تعالى (أَ َّن اللَّ َه يُ َب ِّش ُر َك ِب َي ْح َيى (‪ ))39‬فكان ر ّد زكريا (قال َر ِّب أنَّى‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أما ما يتعلق باستخدام كلمة ولد أو غالم‪ :‬إن اهلل تعالى ل ّما ّ‬
‫ون لِي ُغلَا ٌم (‪ ))40‬ألن البشارة جاءت بيحيى ويحيى غالم فكان الجواب باستخدام كلمة غالم‪ .‬أما ل ّما بشرمريم بعيسى قال تعالى (إِ ْذ َقالَ ِت‬ ‫َي ُك ُ‬
‫ون لِي َولَ ٌد َولَ ْم َي ْم َس ْسنِي َب َش ٌر (‬ ‫ْن َم ْر َي َم (‪ ))45‬فجاء ردّها ( َقالَ ْت َر ِّب أَنَّى َي ُك ُ‬ ‫يسى اب ُ‬ ‫يح ِع َ‬ ‫اس ُم ُه الْ َم ِس ُ‬ ‫الْ َملَا ِئ َك ُة َيا َم ْر َي ُم إِ َّن اللَّ َه يُ َب ِّش ُر ِك ِب َكلِ َم ٍة ِم ْن ُه ْ‬
‫‪))47‬جاء في اآلية (كلمة منه) والكلمة أع ّم من الغالم ول ّما كان التبشير باستخدام (كلمة منه) جاء الر ّد بكلمة ولد ألن الولد يُطلق على الذكر واألنثى‬
‫َخلْ َت َجنَّ َت َك ُقلْ َت َما َشا َء اللَّ ُه لَا ُق َّو َة إِلَّا ِباللَّ ِه إِ ْن َت َر ِن أَنَا أَ َق َّل ِم ْن َك َمالًا‬ ‫وعلى المفرد والجمع وقد ورد في القرآن استخدامها في موضع الجمع ( َولَ ْولَا إِ ْذ د َ‬
‫َو َولَدًا (‪ )39‬الكهف)‪.‬‬
‫ص‪ِّ H‬دقًا بِ َكلِ َم‪ٍ H‬ة‬ ‫ب َأ َّن هَّللا َ يُبَ ِّش‪H‬ر َ‪H‬‬
‫ُك بِيَحْ يَى ُم َ‬ ‫صلِّي فِي ْال ِمحْ َرا ِ‬
‫* ما معنى قوله تعالى في سورة آل عمران (فَنَا َد ْتهُ ْال َماَل ِئ َكةُ َوه َُو قَاِئ ٌم يُ َ‬
‫ِمنَ هَّللا ِ َو َسيِّ ًدا‪َ H‬و َحصُو ًرا‪َ H‬ونَبِيًّا ِمنَ الصَّالِ ِحينَ (‪))39‬؟(د‪.‬حسام‪ H‬النعيمى)‬
‫كلمة السيّد هو النبيل الكريم المالك أحيانًا يعني سيكون وجيهًا في قومه هذا معنى السيّد‪ .‬الحصور هو من حصر النفس عن إرتكاب الشهوات أي أنه‬
‫‪ 3‬من صغره سيحصر نفسه عن ما ال ينبغي أن يرتكبه وإستعملت صيغة فعول التي هي للتكثير والمبالغة‪:‬‬
‫ُلزم نفسه بأن يكون عفيفًا‪ .‬من تكوينه‪،‬‬‫سي ِ‬
‫مثل حاصر حصور مثل غافر غفور‪.‬‬
‫آية (‪:)40‬‬
‫*ما داللة اختالف الفعل بين قوله تعالى(كذلك هللا يفعل ما يشاء)و(كذلك هللا يخلق ما يشاء)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ِك اللَّ ُه َي ْخلُ ُق َما َي َشا ُء ﴿‬
‫ِك اللَّ ُه َي ْف َع ُل َما َي َشا ُء ﴿‪ ﴾40‬آل عمران) وفي قصة السيدة مريم قال ( َك َذل ِ‬ ‫ال َك َذل َ‬‫نفس الموضوع في آية سيدنا زكريا قال ( َق َ‬
‫‪ ﴾47‬آل عمران) في األولى كذلك اهلل يفعل ألنه فعل صغير ضمن عمل كبير ضمن عملية اإلنجاب قوانين اإلنجاب زوج وزوجة وحيامن‬
‫صلَ ْحنَا لَ ُه َز ْو َجهُ)‪ .‬لكن مع مريم ما في‬ ‫ِك اللَّ ُه َي ْف َع ُل َما َي َشا ُء) حينئ ٍذ قال ( َوأَ ْ‬ ‫وبويضات وإخصاب الخ هذه فيها خلل ما تحمل واهلل أصلحه قال ( َك َذل َ‬
‫‪ 3‬يا مريم (اللَّ ُه َي ْخلُ ُق َما‬ ‫ِك)‬‫ِك) بالتأنيث ( َك َذل ِ‬ ‫اب) قال ( َك َذل ِ‬ ‫ِن تُ َر ٍ‬ ‫يسى ِع ْن َد اللَّ ِه َك َم َث ِل آَ َد َم َخلََق ُه م ْ‬ ‫خلل هي ليس فيها خلل ال بد من خلق جديد (إِ َّن َم َث َل ِع َ‬
‫َي َشا ُء)‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ما هو سر تعبير المشيئة؟ هل هذه بشارة ضمنية ألولئك الذين أصيبوا بالعقم أن هذه مشيئة اهلل ومشيئة اهلل قد تتبدل وتتغير؟‬
‫ور ﴿‪ ﴾49‬أَ ْو ي َ‬
‫ُز ِّو ُج ُه ْم ُذ ْك َرا ًنا‬ ‫الذ ُك َ‬ ‫ض َي ْخلُ ُق َما َي َشا ُء َي َه ُب لِ َم ْن َي َشا ُء إِن ً‬
‫َاثا َو َي َه ُب لِ َم ْن َي َشا ُء ُّ‬ ‫ات َوالْأَ ْر ِ‬‫او ِ‬ ‫رب العالمين سبحانه وتعالى قال (لِلَّ ِه ُملْ ُك َّ‬
‫الس َم َ‬
‫ِير ﴿‪ ﴾50‬الشورى) المشيئة قد تتغير كثير من الناس اآلن نفهم أن هذه بويضة ذكر وإذا بها تنقلب أنثى‪ .‬إن‬ ‫َاثا َو َي ْج َع ُل َم ْن َي َشا ُء َعقِي ًما إِنَّ ُه َعلِي ٌم َقد ٌ‬
‫َوإِن ً‬
‫اس َجمِي ًعا ﴿‪ ﴾31‬الرعد) لكنه لم يشأ‬ ‫اهلل يشاء وإن اهلل يريد‪ ،‬يشاء قد ال ينفذ ( َي ْم ُحوا اللَّ ُه َما َي َشا ُء َوي ُْث ِب ُت ﴿‪ ﴾39‬الرعد) قال (لَ ْو َي َشا ُء اللَّ ُه لَ َهدَى النَّ َ‬
‫ُري ُد ﴿‪ ﴾107‬هود) من أجل هذا قال يشاء اهلل ممكن يغير رب العالمين شاء أول مرة أن يعلم‬ ‫َّك َف َّع ٌ‬
‫ال لِ َما ي ِ‬ ‫وإذا أراد اهلل شيء البد أن ينفذه (إِ َّن َرب َ‬
‫ُّون (‪ )152‬آل عمران) شاء اهلل أن ينتصروا في‬ ‫َ‬
‫ِن َب ْع ِد َما أ َرا ُك ْم َما تُ ِحب َ‬ ‫ص ْيتُ ْم م ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َاز ْعتُ ْم فِي الأ ْم ِر َو َع َ‬ ‫ْ‬
‫(حتَّى إِ َذا َف ِشلتُ ْم َو َتن َ‬
‫ليلة القدر ثم ألغى هذا خذ اآلية َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ُري ُد الآ ِخ َر َة ﴿‪ ﴾152‬آل عمران) حينئ ٍذ لما قال (الل ُه َيف َعل َما َي َشا ُء) يعني‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الد ْن َيا َو ِم ْنك ْم َم ْن ي ِ‬
‫ُري ُد ُّ‬ ‫ُ‬
‫أحد ثم غير هذا قال ال أنتم ال تستحقون ( ِم ْنك ْم َم ْن ي ِ‬
‫هذا ممكن كان يتغير واألسباب التي تدعو إلى تغيير هذه المشيئة هذا باب طويل ال حصر له وأسباب من الداعي وأسباب من رب العالمين عز وجل‬
‫وأسباب بالداعي نفسه بتغيير النية أو بمدى ساعة بقائه على ما كان عليه يعني أسباب طويلة (إن الدعاء والقضاء ليصطرعان) ولهذا استجابة‬
‫الدعاء لها شروطها ورب العالمين قد يشاء أن يفعل لك كذا ثم يغير هذا الفعل ( َي ْم ُحوا اللَّ ُه َما َي َشا ُء) وكذلك –بفتح الالم‪ -‬وكذلك‪-‬بكسر الالم‪-‬‬
‫معروفة هذه متصرفة ذلك ذلكما ذلكن حسب المخاطب‪.‬‬
‫* ما الفرق بين العقيم والعاقر؟(د‪.‬حسام‪ H‬النعيمى)‬
‫كالهما إمتناع الحمل أو اإلنجاب‪ ,‬لكن أنظر إلى لغة العرب‪ .‬كيف ننطق الراء؟ الفم مفتوح والراء يتكرر‪ ،‬والميم‪ :‬الفم مقفل مجرى النطق الطبيعي‬
‫أُغلق ويخرج الصوت من األنف غنّة من األنف‪ .‬ويقال لقحت الناقة عن ُعقر‪ ،‬يعني ناقة مضى عليها زمن لم تحمل ثم حملت قالوا هذه عاقر‪ .‬عقر‬
‫ال َك َذل َ‬
‫ِك‬ ‫ِي الْ ِك َب ُر َو ْام َرأَتِي َعاق ٌ‬
‫ِر َق َ‬ ‫ال َر ِّب أَنَّى َي ُك ُ‬
‫ون لِي ُغلَا ٌم َو َق ْد َبلَ َغن َ‬ ‫بالراء ألن الراء أهون من الميم وليس فيها غلق‪ .‬إذن العقر قد يعقبه حمل‪َ ( .‬ق َ‬
‫اللَّ ُه َي ْف َع ُل َما َي َشا ُء (‪ )40‬آل عمران) لما قال عاقرًا يمكن أن تحمل‪ .‬لما دعا اهلل كان يتوقع أن يستجيب اهلل تعالى له لكن مع ذلك لما فوجيء بأن ما‬
‫دعا به اهلل صار صار مستغربًا (وكانت امرأتي عاقرًا) والعاقر يمكن أن تحمل‪.‬‬
‫ال ُعقم هوالداء الذي ال يُبرأ منه وكلمة العقم ال نتيجة من ورائه‪.‬يقال رح ٌم معقومة أي مسدودة ال تنفتح وال تلد‪ .‬ويقال ريح عقيم ال تلقح سحابًا وال‬
‫شجرًا ويوم القيامة يوم عقيم ألنه ال يوم بعده‪ .‬اآلن يستعملون معالجة العقم هذا إستعمال محدث‪ ،‬العقر يعالج لكن العقم فليس هناك مجال في‬
‫اإلنجاب‪.‬‬
‫*ما داللة االستفهام ب(أنّى)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ِي الْ ِك َب ُر (‪ )40‬آل عمران) المعنى المراد كيف يكون لي غالم؟ وجاءت اآلية من باب التعجب‬
‫ال ٌم َو َق ْد َبلَ َغن َ‬ ‫ال َر ِّب أَنَّ َى َي ُك ُ‬
‫ون لِي ُغ َ‬ ‫فى قوله تعالى ( َق َ‬
‫وليس من باب الشك في صدق الوعد‪ .‬لكن اآلية لم تستفهم بـ (كيف) الحالية وإنما استخدمت (أنّى) فهل يمكنك أن تستخلص معنى المكان الذي‬
‫وضعت (أنّى) له؟ إنهما مكانان وليس مكانًا واحدًا وهما الكِبر عدم اإلنجاب فيتعذر في هذين المكانين الوالدة‪.‬‬
‫ت ا ْم َرَأتِي عَاقِرًا)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫*ما الفرق بين ( َوا ْم َرَأتِي عَاقِرٌ) و َ‬
‫(و َكانَ ِ‬
‫ون لِي ُغلَا ٌم َو َق ْد َبلَ َغن َ‬
‫ِي‬ ‫ال َر ِّب أَنَّى َي ُك ُ‬ ‫سيدنا زكريا قال (لَا َت َذ ْرنِي َف ْردًا ﴿‪ ﴾89‬األنبياء) لما اهلل قال بشرناه بيحيى ومريم بشروها بعيسى زكريا قال ( َق َ‬
‫ون لِي ُغلَا ٌم َو َكان ِ‬
‫َت‬ ‫ال َر ِّب أَنَّى َي ُك ُ‬ ‫ِك اللَّ ُه َي ْف َع ُل َما َي َشا ُء ﴿‪ ﴾40‬آل عمران) هذا سيدنا زكريا‪ ،‬في مكان آخر قال ( َق َ‬ ‫ال َك َذل َ‬
‫ِر َق َ‬ ‫الْ ِك َب ُر َو ْام َرأَتِي َعاق ٌ‬
‫ِر)‪ ,‬واو حال امرأتي مبتدأ الياء مضاف إليه عاقر خبر‬ ‫ِن الْ ِك َب ِر ِعتِيًّا ﴿‪ ﴾8‬مريم)‪ .‬لماذا في اآلية األولى ( َوا ْم َرأَتِي َعاق ٌ‬ ‫ِرا َو َق ْد َبلَ ْغ ُت م َ‬ ‫ْام َرأَتِي َعاق ً‬
‫ِرا)‪ .‬سيدنا زكريا ماذا قال بالضبط؟ أي واحدة منهما؟ وحدة مبتدأ وخبر‬ ‫َ‬
‫َت ْام َرأتِي َعاق ً‬ ‫ِر)‪ .‬في اآلية الثانية أدخل (كان) ( َو َكان ِ‬ ‫( َو ْام َرأَتِي َعاق ٌ‬
‫ِرا) بالماضي ما الذي قاله سيدنا زكريا؟ في الحقيقة‬ ‫َت ا ْم َرأَتِي َعاق ً‬ ‫ِر) اآلن ( َو َكان ِ‬ ‫(وا ْم َرأَتِي َعاق ٌ‬ ‫واألخرى كان واسمها وخبرها ولكل واحدة معنى‪َ .‬‬
‫ِر َع ْو َن َو َملَأَ ُه ِزينَةً‬ ‫ْت ف ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وسى َربَّنَا إِنَّك آ َتي َ‬ ‫َ‬
‫(وقال ُم َ‬ ‫َ‬ ‫نحن كلنا نتصور أن كل هذا جرى بنفس الزمان والمكان ال طبعًا رب العالمين لما قال لسيدنا موسى َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َع َوتك َما‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اش ُد ْد َعلَى ُقلُو ِب ِه ْم ﴿‪ ﴾88‬يونس) ماذا قال له اهلل؟ (قال ق ْد أ ِجي َبت د ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِس َعلَى أَ ْم َوالِ ِه ْم َو ْ‬ ‫اطم ْ‬ ‫ِك َربَّنَا ْ‬ ‫ُضلُّوا َع ْن َس ِبيل َ‬ ‫َوأَ ْم َوالًا فِي الْ َح َيا ِة ُّ‬
‫الد ْن َيا َربَّنَا لِي ِ‬
‫َع َوتُ ُك َما) متى؟‬ ‫ُ‬
‫ال َق ْد أ ِجي َب ْت د ْ‬ ‫المؤمن والداعي سواء قال ( َق َ‬ ‫ِّ‬ ‫﴿‪ ﴾89‬يونس) أنت وهارون طبعًا الذي كان يدعو موسى هارون كان يقول آمين ولهذا‬
‫يعني رأسًا رب العالمين طمس على فرعون؟ ال بل بعد ‪ 40‬سنة‪ .‬حينئ ٍذ عندما تأتي آية أخرى تتحدث عن موضوع آخر نفس اآلية فيها اختالف‬
‫تتكلم عن ساعة نزول العذاب بعد أربعين سنة‪ .‬حينئ ٍذ نقول اختالف العبارتين تُفهم القارئ المسلم أن سيدنا زكريا وقف مع ربه عن طريق المالئكة‬
‫ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه إِ َّن اللَّ َه َي ْر ُز ُق َم ْن‬‫في حالتين‪ :‬الحال عندما بشروه عندما رأى السيدة العذراء يأتيها رزقها رغدًا وال يعلم من أين (أَنَّى لَ ِك َه َذا َقالَ ْت ُه َو م ْ‬
‫ِك) هنالك زمان‬ ‫(هنَال َ‬ ‫ُّعا ِء ﴿‪ ﴾38‬آل عمران) ُ‬ ‫َّة َط ِّي َب ًة إِنَّ َك َسمِي ُع الد َ‬ ‫ِن لَ ُد ْن َك ُذ ِّري ً‬
‫ال َر ِّب َه ْب لِي م ْ‬ ‫َعا َز َك ِريَّا َر َّب ُه َق َ‬‫ِك د َ‬ ‫اب ﴿‪ُ ﴾37‬هنَال َ‬ ‫ْر ِح َس ٍ‬ ‫َي َشا ُء ِب َغي ِ‬
‫َ‬
‫َّة َطيِّ َب ًة) أعطيني ولد‪ ،‬بشروه قال (أ َّن اللَّ َه يُ َب ِّش ُر َك ِب َي ْح َيى ﴿‪ ﴾39‬آل عمران) هذه‬ ‫ِن لَ ُد ْن َك ُذ ِّري ً‬
‫ال َر ِّب َه ْب لِي م ْ‬ ‫َعا َز َك ِريَّا َربَّ ُه َق َ‬ ‫ِك د َ‬ ‫ومكان ( ُهنَال َ‬
‫البشارة‪ ،‬متى صار التنفيذ؟ كما يقول الرازي وغيره بعد ستين سنة صار الحمل من أجل هذا رب العالمين سبحانه وتعالى بهذه العبارتين المختلفتين‬
‫ِرا) يحدثك وعليك أن تبحث وأنت العربي أو أنت متعلم العربية وكل مسلم ال بد أن يتعلمها كما يقول اإلمام‬ ‫َت ا ْم َرأَتِي َعاق ً‬ ‫ِر) ( َو َكان ِ‬ ‫( َو ْام َرأَتِي َعاق ٌ‬
‫ِرا) عندما‬ ‫َت ا ْم َرأَتِي َعاق ً‬ ‫(و َكان ِ‬ ‫ِر) ساعة ما بشر بيحيى َ‬ ‫فرض كالصالة والصوم)‪ .‬إذًا هذه في وقتين مختلفين ( َوا ْم َرأَتِي َعاق ٌ‬ ‫المودودي (تعلُّم العربية ٌ‬
‫ِّن﴿‪ ﴾9‬مريم)‪.‬‬ ‫ِك اللَّ ُه َي ْف َع ُل َما َي َشا ُء) ومرة قال ( ُه َو َعلَ َّي َهي ٌ‬ ‫حملت قال يا ربي أنى يكون لي ولد وهذه المرأة حامل وهي عاقر! مرة قال له ( َك َذل َ‬
‫ِك اللَّ ُه َي ْف َع ُل َما َي َشا ُء) كلمة فعل غير عمل وغير خلق‪ .‬فعل جزء من العمل يعني أنا أعمل سائق هنالك سائق قطار وسائق طائرة وسائق سيارة‬ ‫( َك َذل َ‬
‫وتاكسي ولوري إذًا فِعلك أن تسوق الشيء الفالني فالفعل جزء العمل‪ .‬فرب العالمين لما يعمل عمل هذا الكون كله لما أصلح امرأة فيها خلل‪ ،‬أنت‬
‫ِك اللَّ ُه َي ْخلُ ُق َما َي َشا ُء ﴿‬ ‫ون لِي َولَ ٌد َولَ ْم َي ْم َس ْسنِي َب َش ٌر َق َ‬
‫ال َك َذل ِ‬ ‫الحظ حتى ال نسبق األحداث لما السيدة العذراء نفس السؤال قالت ( َقالَ ْت َر ِّب أَنَّى َي ُك ُ‬
‫‪ ﴾47‬آل عمران) ما الفرق؟ ألن هذه العاقر وهنالك عقيم وعاقر العاقر فيها خلل يعني تذهب للطبيب ويعالجها كما يحصل اآلن كثير من الناس مدة‬
‫سنة سنتين ثالث أربع خمس عشرة ال تنجب تسمى عاقر ثم يصف لها الطبيب دواء فتنجب هذه عاقر فيها خلل أصلحوه‪ .‬أما العقيم ال لو تأتي بكل‬
‫صلَ ْحنَا لَ ُه َز ْو َج ُه‪ ﴾90﴿  ‬األنبياء) في‬ ‫يح الْ َعقِي َم ﴿‪ ﴾41‬الذاريات) ما فيها أبدًا خير فلما كانت عاقر قال ( َوأَ ْ‬ ‫الر َ‬‫أطباء العالم ال فائدة (أَ ْر َسلْنَا َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬
‫اب ﴿‪ ﴾59‬آل عمران)‪ .‬إذًا الفرق‬ ‫يسى ِع ْن َد اللَّ ِه َك َم َث ِل آَ َد َم َخلَ َق ُه م ْ‬
‫ِن تُ َر ٍ‬ ‫خلل أصلحناه هذا فِعل‪ .‬سيدنا عيسى بدون زوج خلقه كخلق آدم (إِ َّن َم َث َل ِع َ‬
‫ِك اللَّ ُه‬
‫ال َك َذل َ‬
‫ِرا) أن اهلل سبحانه وتعالى لما بشره بالبداية قال له كيف وأنا امرأتي عاقر؟ ( َق َ‬ ‫َت ْام َرأَتِي َعاق ً‬ ‫ِر) وآية أخرى ( َو َكان ِ‬ ‫(وا ْم َرأَتِي َعاق ٌ‬ ‫بين َ‬
‫ْعو َننَا َر َغبًا َو َر َهبًا َو َكانُوا لَنَا‬ ‫ات َو َيد ُ‬
‫ْر ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫ار‬ ‫ُس‬ ‫ي‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬
‫َْ ِ ْ‬ ‫إ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫ح‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫قال‬ ‫اهلل‬ ‫امرأتك‬ ‫في‬ ‫الخلل‬ ‫هذا‬ ‫لك‬ ‫سنصلح‬ ‫)‬ ‫ء‬‫َي ْف َع ُل َ َ ُ‬
‫ا‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ ِ‬ ‫َ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾90‬األنبياء) ولهذا العقر يزول بالدعاء كما هي هذه اآلية‪ .‬طبعًا الدعاء من الصالحين غير الدعاء من غيرهم فهو دعاء مصحوب‬ ‫اشع َ‬ ‫َخ ِ‬
‫معنى آخر من حيث أن هذا القرآن الكريم من‬ ‫بالعمل‪ ،‬هذا الفرق‪ .‬إذًا كما هي العادة أن كل اختالف في الجملة بأي شكل ال بد وأن يكون تحته ً‬
‫إعجازه أن اهلل أرسله للبشرية كافة على اختالف أفكارهم وحضارتهم وثقافتهم وعلى اختالف األجيال إلى يوم القيامة من حيث أن الكلمة الواحدة‬
‫بمعان كما معبأة األرض الكرة األرضية هذه معبأة بكنوز ومعادن ال حصر لها كل جيل يجد فيها معدنًا نفيسًا يجعل األرض تتطور إلى ح ٍد‬ ‫ٍ‬ ‫معبأة‬
‫كبير‪ .‬سابقًا كان في أنواع من الكنوز والمياه والزراعة وما شاكل ذلك ثم جاء الغاز ثم البترول ثم الفوسفات ثم الذهب ثم اآلن الزئبق األحمر وهذا‬
‫شيء جديد ويا عليم ما الذي سيظهر في المستقبل؟ كما أن األرض ال تنتهي كنوزها فإن الكلمة القرآنية ال تنقضي عجائبها وإذا قرأت القرآن الكريم‬
‫ورأيت كالمًا آخر ال تعجب فهذا معنى إضافي‪ .‬قلنا القاعدة أن كل جيل عليه أن يُؤ ّول هذا القرآن الكريم على وفق عقليته ومعرفته وحضارته‬
‫واكتشافات زمانه وال يكون أسيرًا للجيل الذي قبله نعم كل األجيال تتلمذ على الذي قبلها إال هذا القرآن كل جيل السابق يتتلمذ على الذي بعده من‬
‫حيث أن الذي بعده اكتشافاته وآفاقه وثقافته اتسعت‪ .‬ولهذا لو عاد الصحابة الكرام اليوم لسألونا ماذا وجدتم في هذا القرآن الكريم من معاني جديدة؟‬
‫ولو قلنا لهم نحن بقينا على ما قلتم ليئسوا منا ربما شتمونا وحاشاهم أن يفعلوا ذلك لكن وقالوا كيف تصلّون؟ قلنا واهلل على وفق ما أمرتمونا أنتم وما‬
‫نقلتوه عن النبي صلى اهلل عليه وسلم هذا هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات يعني حرام وحالل افعل وال تفعل هذا هو الذي نقله‬
‫الصحابة لنا وهم حجة علينا‪ .‬المتشابه نحن حجة عليهم من أجل هذا عليك أن تفترض أنك تؤول القرآن في المتشابه ألول مرة وال تلتفت إلى من‬
‫قبلك أبدًا ألنك أنت سيد الموقف من حيث أن ما تركوه تراث في المتشابه تراث فيه كالم‪ .‬اآلن نبتسم شفقة بهم نقول رحمكم اهلل هكذا كانت مفاهيم‬
‫عصركم فاإلنسان والمياه والحياة والكون والسموات والكرة األرضية كالم بسيط على قدر زمانهم وزمانهم كان عظيمًا لكن اآلن طبعًا كالم نبتسم‬
‫إشفاقًا واحترامًا لهم لكن نحن أصحاب الباع ونحن سنكون للذين سوف يأتون بعدنا بمائة عام كما هم أجدادنا بالنسبة لنا أيضًا سيضحكون علينا‬
‫وعلى تفاسيرنا‪ .‬إذًا هذا القرآن الكلمة في المتشابه ال تنقضي عجائبها فال يضيقن صدرك إذا سمعت تأويلين من شخصين آلية واحدة تحتمل مائة‬
‫تأويل وتأويل وكلها تضاف وهذا معنى ال تنقضي عجائبه هذا جزء من المعنى ومعانيه األخرى كثيرة هذا عن زكريا‪ .‬مرة أخرى عن سيدنا زكريا‬
‫اج َع ْل لِي آََي ًة ﴿‪ ﴾10‬مريم) طبعًا نحن لم نتكلم عن العقر فالعقر يا جماعة من العبادات العظيمة ما ابتلى اهلل عبدًا مؤمنًا باهلل إال وهو‬ ‫ال َر ِّب ْ‬ ‫قال ( َق َ‬
‫يريد أن ينجيه (إذا أحب اهلل عبدًا ابتاله) نحن نعلم أن العقر كالعقم يسبب لألم للمرأة ولزوجها آالمًا كثيرة لو يعلم كل من ابتلي بهذا الداء وحرمه اهلل‬
‫عمل أرجى له يوم القيامة من‬‫خير له من أن يجاهد بالدنيا كلها وأن يقضي عمره ساجدًا وأن ينفق كنوز الدنيا كلها‪ .‬ما من ٍ‬ ‫من الذرية أن هذا الداء ٌ‬
‫‪ 3‬لتسبق له المنزلة عند اهلل فال يبلغها بعمل) فالن الفالني اهلل قال اجعلوه في الفردوس‬ ‫هذا الهم الذي أصابه بهذا البالء الذي ابتاله اهلل به (إن العبد‬
‫‪ 3‬لتسبق له المنزلة عند اهلل فال يبلغها بعمل فيسلط اهلل‬ ‫‪ 3‬والصديقين والشهداء وهو رجل على قد حاله فعمله هذا ال يوصله (إن العبد‬ ‫األعلى مع النبيين‬
‫عليه اله ّم) اله ّم ه ّم المرض ه ّم العيال ه ّم الظلم إذا كان مظلومًا والهموم في الدنيا كثيرة ولكن ال شك كل ه ّم يفرج ه ّم سنة سنتين ثالث ويذهب يمكن‬
‫أسبوع يمكن شهر يكفر ذنوبك وتمشي ويمكن يوم كقصة هذا الذي معه حذاءه أو معه بضاعة وتركها تحت إبطه وظل يتكلم ثم هو تصور أنه تركها‬
‫في حجره ولما نظر إلى حجره ولم يجد شيئًا فزع وقال أين أشيائي حتى نبهوه أنها تحت إبطه يعني ثانية يقول فيغفر اهلل له بهذه الفزعة فزع لمدة‬
‫‪ 3‬إذا‬ ‫سنة كلنا رأينا أناس ابتالهم اهلل بعقم أو عقر مهمومين‬‫‪ 3‬غفر اهلل له انظر إلى رحمة رب العالمين‪ ،‬فما بالك بهم عشرين ثالثين أربعين ّ‬ ‫ثانية ثانيتين‬
‫ّ‬
‫مصاف‬ ‫جاءهم ضيف عنده أطفال ينقهرون زوجته تعبانه تخاف من أن يطلقها هو تعبان ليس لديه أوالد وال ذرية هذا اله ّم يرفعه يوم القيامة إلى‬
‫‪ 3‬هناك ناس قاتلوا وناس تقطعت أوصالهم وناس تصلي ليل نهار وهناك ناس علماء أفاضل وحكام عادلين عانوا األمرين مع شعوبهم بالعدل‬ ‫النبيين‬
‫ِر) تالحظ حينئ ٍذ فال تبتئس‪ .‬الدنيا فانية كما ترى واهلل الدنيا فانية‪.‬‬ ‫َ‬
‫كل هؤالء ال يوازون عاقرًا أو عقيمًا ( َو ْام َرأتِي َعاق ٌ‬
‫‪:‬آية (‪)41‬‬
‫ال َربِّ اجْ َعل لِّ َي آيَةً (‪ )41‬آل عمران)؟‬
‫* ما الحكمة في طلب زكريا عليه السالم أن يجعل هللا تعالى له آية (قَ َ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪: H‬‬
‫ال أَ َولَ ْم تُ ْؤمِن َق َ‬
‫ال َبلَى َولَـكِن لَِّي ْط َمئ َّ‬
‫ِن َقلْ ِبي (‪)260‬‬ ‫اهي ُم َر ِّب أَ ِرنِي َكي َ‬
‫ْف تُ ْح ِيـي الْ َم ْو َتى َق َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫ال قد يكون لالطمئنان كما قال سيدنا إبراهيم ( َوإِ ْذ َق َ‬
‫ال إِب َ‬ ‫أو ً‬
‫البقرة) احتمال كبير أنها الطمئنان القلب واآلية تعني عالمة تدل على هذا األمر ليطمئن قلبي وتثبت قلبي‪ .‬ليس فيها شيء أن يطلب زكريا‬
‫االطمئنان كما فعل سيدنا إبراهيم واألمر الثاني أن يتلقى النعمة بالشكر قبل حصول اآلية يبدأ بشكر هذه النعمة التي سينعم بها اهلل سبحانه وتعالى‬
‫على زكريا بأن يهب له غالمًا ما أراد أن ينتظر إلى حين مجيء الغالم وإنما أراد أن يسبق هذا بالشكر عند ظهور االية بمجيء الغالم فيبدأ بشكر‬
‫اهلل سبحانه وتعالى وال يؤخرها فهذه عالمة الحصول فيبدأ بالشكر وال يؤخرها إلى حين مجيء اآلية واستعجال السرور أيضًا يريد أن يرى التأييد‬
‫مباشرة حتى تدخل السرور على قلبه‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫اج َع ْل‬ ‫َّام إِلَّا َر ْم ًزا﴿‪ ﴾41‬آل عمران) هذا في آل عمران في آية مريم ( َق َ‬ ‫َ‬ ‫ال آََيتُ َك أَلَّا تُ َكلِّ َم النَّ َ‬
‫اج َع ْل لِي آََي ًة َق َ‬
‫اس َثلَا َث َة أي ٍ‬
‫ال َر ِّب ْ‬ ‫ال َر ِّب ْ‬ ‫نرجع إلى قوله ( َق َ‬
‫ال َس ِويًّا ﴿‪ ﴾10‬مريم) لماذا في اآلية األولى ثالث أيام وفي الثانية ثالث ليال؟ يريد أن يفهمك يقول لك يا عبد‬ ‫اث لََي ٍ‬‫اس َثلَ َ‬‫ال آََيتُ َك أَلَّا تُ َكلِّ َم النَّ َ‬
‫لِي آََي ًة َق َ‬
‫اض ِر ْب لَ ُه ْم َم َثلا﴿‪ ﴾32‬الكهف) هل صحيح أنك أنت مدرس ويأمرك مدير المدرسة بأمر فتنفذه كيفما يتفق‬ ‫ً‬ ‫أن أوامر اهلل عز وجل‪ .‬قبله اهلل قال ( َو ْ‬
‫يعني لم تتقنه مثل ما يأمرك الملك بأمر عسكري أو اقتصادي أو إداري ال تتلخبط به أبدًا ألنك ربما تعدم؟! ولهذا أشقى الناس القريبون من الملوك‬
‫يقول لك السلطان كالنار إذا اقتربت منه جدًا احترقت على غلطة على هفوة تنتهي وإذا ابتعدت عنه كثيرًا بردت فكن في النصف‪ .‬إذا كنت واثقًا من‬
‫نفسك أنك تستطيع أن تنفذ إرادته وأوامره بحب وإخالص وصدق وبحذافيرها فاذهب تصعد يجعلك أغنى الناس وأكرم الناس وأشهر الناس‬
‫وشخصية عظيمة على شرط أن ال تخطيء خطأ واحد وتنتهي بينما إذا كنت بعيدًا من الرعية وتلخبطت ال يهم فأنت ماشي عندك راتب والخ فما‬
‫بالك برب العالمين سبحانه وتعالى؟! القريبون من اهلل وهم األنبياء والرسل عليهم أن ينفذوا أوامر اهلل بالضبط وبحذافيرها أي خلل انتهوا‪ .‬فإياك أن‬
‫تخطئ‪ .‬من أجل ذلك هذه اآلية تُعلِّم سيدنا زكريا كيف يؤدي الذي عليه بالضبط قال تصوم ثالث ليال ومرة قال له ثالث أيام يعني أعطاه الوصف‬
‫ال نصف ساعة إذا زائد أو ناقص تلغى هذه المعجزة وهذا العطاء الكريم الذي هو من أعظم المعجزات‪ .‬هكذا هو الفرق بين ثالث ليال وثالثة‬ ‫كام ً‬
‫أيام حاصر الخطأ أن ال يقع خطأ‪.‬‬
‫‪:‬آية (‪)43‬‬
‫*ما داللة تقديم السجود على الركوع‪ H‬في الخطاب لمريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِّك‬ ‫األحكام تُذكر عمومًا لإلناث والذكور إال إذا كان الحكم خاصًا بالنساء مثل قوله تعالى مخاطبًا مريم في سورة آل عمران ( َيا َم ْر َي ُم ا ْقنُتِي ل َ‬
‫ِرب ِ‬
‫ِين {‪ )}43‬وفي تأخير الركوع هنا داللة مع أنه يأتي قبل السجود في الصالة وهذا ألنه تعالى جاء بالكثرة قبل القِلّة ألن‬ ‫ار َكعِي َم َع َّ‬
‫الرا ِكع َ‬ ‫اس ُجدِي َو ْ‬
‫َو ْ‬
‫في كل ركعة سجدتين وركوع واحد لذ قدّم السجود على الركوع في اآلية‪ .‬وفي األحكام على المرأة اإلقتداء بالرجال مع التخ ّفي‪.‬‬
‫*لفظ القنوت جاء في القرآن الكريم في أكثر من موضع في أحد المواضع جاء بصفة األمر (يَا َمرْ يَ ُم ا ْقنُتِي لِ َرب ِِّك ﴿‪ ﴾43‬آل‬
‫َت ِمنَ ْالقَانِتِينَ ﴿‪ ﴾12‬التحريم) ما الفرق بين هذا القنوت والذي قبله؟ (د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫عمران) وفي مواضع أخرى ( َو َكان ْ‬
‫‪ 3‬أمرك اهلل بالصالة فلما طالت صالتك كنت أنت من القانتين‬ ‫أمر أمرها اهلل بالقنوت ثم بعد ذلك لما قنتت وطال قنوتها كانت من القانتين‪.‬‬
‫هذا ٌ‬
‫والقنوت هو طول الصالة طول الوقوف والدعاء في الصالة لما تقعد تقرأ البقرة وآل عمران كما النبي صلى اهلل عليه وسلم في التهجد يقرأ البقرة‬
‫وآل عمران والنساء في ركعة هذا قنوت السيدة مريم عليها السالم كانت هكذا تقنت بما أمرها اهلل أن تقنت به‪.‬‬
‫(وا ْس ُج ِدي) التي وردت لمريم مرة واحدة في القرآن؟(د‪.‬فاضل السامرائى )‬
‫* لماذا وردت كلمة َ‬
‫أي أنثى أخرى وأمرها بالسجود لقال اسجدي وهناك كلمات عديدة لم تتكرر في الق‪33‬رآن مثل الص‪33‬مد والنفاث‪33‬ات والفلق‬
‫لم تتكرر ألنه لو خاطب ّ‬
‫وغاسق ووقب وضيزى ولو اقتضى األمر لكررها‪.‬‬
‫* ما اللمسة البيانية في ترتيب القنوت والركوع والسجود في اآلية (يَا َمرْ يَ ُم ا ْقنُتِي لِ َرب ِِّك َوا ْس ُج ِدي‪َ H‬وارْ َك ِعي َم َع الرَّا ِك ِعينَ (‪)43‬‬
‫آل عمران)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪ 3‬هذه كلها لم تتكرر ألنه لم يخاطب بها أنثى لكن هذه اآلية متدرجة‬ ‫ِين)‬
‫الرا ِكع َ‬ ‫ار َكعِي َم َع َّ‬ ‫اس ُجدِي َو ْ‬‫ِّك َو ْ‬ ‫أما اللمسة البيانية في اآلية ( َيا َم ْر َي ُم ْاق ُنتِي ل َ‬
‫ِرب ِ‬
‫اجدًا َو َقا ِئ ًما (‪ )9‬الزمر)‪ ،‬واسجدي أقل من‬ ‫ِت آنَاء اللَّي ِ‬
‫ْل َس ِ‬ ‫من الكثرة إلى القلة‪ ،‬اقنتي عموم العبادة في األصل‪ ،‬قنت أي عبد وخضع (أَ َّم ْن ُه َو َقان ٌ‬
‫القنوت واركعي أقل ألن السجود أكثر من الركوع ولكل ركعة سجدتان وهناك سجود ليس في الصالة كسجود السهو والتالوة والشكر فالسجود أكثر‬
‫اعبُدُوا َربَّ ُك ْم َوا ْف َعلُوا‬ ‫اس ُجدُوا َو ْ‬ ‫ار َك ُعوا َو ْ‬ ‫ِين آ َمنُوا ْ‬ ‫من الركوع‪ .‬لماذا التدرج من الكثرة إلى القلة؟ في آية أخرى تدرج من القلة إلى الكثرة ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ون (‪ )77‬الحج)‪ .‬في اآلية قال واركعي مع الراكعين والراكعين مذ ّكر وصالة المرأة في بيتها أكثر‪ ،‬ل ّما قال مع الراكعين (مع‬ ‫ْر لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ‬
‫ِح َ‬ ‫الْ َخي َ‬
‫أخرها وقدّم ما هو أفضل‪ .‬الرسول ‪ ‬قال ال تمنعوا النساء‬ ‫الرجال في المساجد) مفضولة ولو صلّت في بيتها لكان أفضل‪ .‬لما قال مع الراكعين ّ‬
‫ون) بدأ من القلة‬ ‫ْر لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ‬
‫ِح َ‬ ‫اع ُبدُوا َر َّب ُك ْم َوا ْف َعلُوا الْ َخي َ‬
‫اس ُجدُوا َو ْ‬ ‫ار َك ُعوا َو ْ‬
‫ِين آ َمنُوا ْ‬‫مساجد اهلل لكن صالتها في البيت أفضل‪ .‬في آية أخرى ( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬
‫إلى الكثرة وهذا بحسب ما يقتضيه السياق‪.‬‬
‫*ما داللة جمع المذكر فى قوله تعالى (يَا َمرْ يَ ُم ا ْقنُتِي لِ َربِّ ِ‬
‫ك َوا ْس ُج ِدي‪َ H‬وارْ َك ِعي َم َع الرَّا ِك ِعينَ (‪ )43‬آل عمران)؟(ورتل القرآن‬
‫ترتيالً)‬
‫َ‬
‫المخاطب بهذا األمر هو مريم وكان حريًّا أن تخاطبها المالئكة بقولهم‪ :‬واركعي مع الراكعات وال يخفى أن في ذلك إشارة واضحة إلى فضل‬ ‫إن‬
‫السيدة مريم عليها السالم باإلذن لها بالصالة مع الجماعة وهذه خصوصية لها من بين نساء بني إسرائيل إظهارًا لمعنى ارتفاعها عن النساء وهذا‬
‫هو السر في مجيء (الراكعين) بصيغة المذكر ال المؤنث‪.‬‬
‫‪:‬آية (‪)44‬‬
‫وحيهَا‪ِ H‬إلَ ْيكَ ﴿‪ ﴾49‬هود)؟(د‪.‬أحمد‬ ‫ك ِم ْن َأ ْنبَا ِء ْال َغ ْي ِ‬
‫ب نُ ِ‬ ‫ك ﴿‪ ﴾44‬آل عمران) – (تِ ْل َ‬
‫وحي ِه ِإلَ ْي َ‬ ‫*ما الفرق بين( َذلِكَ ِم ْن َأ ْنبَا ِء ْال َغ ْي ِ‬
‫ب نُ ِ‬
‫الكبيسى)‬
‫ْك ﴿‪ ﴾49‬هود) لماذا مرة نوحيه‬ ‫وحي َها إِلَي َ‬
‫ْب نُ ِ‬ ‫ِن أَ ْن َبا ِء الْ َغي ِ‬
‫ْك ﴿‪ ﴾44‬آل عمران) وفي سورة أخرى (تِلْ َك م ْ‬ ‫وحي ِه إِلَي َ‬
‫ْب نُ ِ‬ ‫ِن أَ ْن َبا ِء الْ َغي ِ‬ ‫قوله تعالى ( َذل َ‬
‫ِك م ْ‬
‫ْك) ما هي إال قصة واحدة هذه القصة يا محمد نحن أوحيناها إليك من أنباء الغيب‬ ‫وحي َها إِلَي َ‬ ‫ِن أَ ْن َبا ِء الْ َغي ِ‬
‫ْب نُ ِ‬ ‫ومرة نوحيها؟ قصة سيدنا نوح قال (تِلْ َك م ْ‬
‫ْك) نوحيه لماذا؟ ألن قبل قصة آدم وخلق آدم وبعدين‬ ‫وحي ِه إِلَي َ‬
‫ْب نُ ِ‬ ‫َ‬
‫ِن أ ْن َبا ِء الْ َغي ِ‬
‫ِك م ْ‬ ‫تلك قصة نوح التي قرأتها أوحيناها لكن عند قصة مريم قال ( َذل َ‬
‫قصة قابيل وهابيل وقصة إسماعيل وإدريس وإسحاق عدة قصص كثيرة يعني غيوبات كثيرة فإذا اسم اإلشارة كان يشير إلى قصص سابقة كثيرة‬
‫ْك) واهلل أعلم ‪.‬‬ ‫وحي َها إِلَي َ‬
‫ْب نُ ِ‬ ‫ِن أَ ْن َبا ِء الْ َغي ِ‬
‫ْك) قصص كثيرة إذا كان ال واحدة قال (تِلْ َك م ْ‬ ‫وحي ِه إِلَي َ‬
‫ْب نُ ِ‬ ‫ِن أَ ْن َبا ِء الْ َغي ِ‬ ‫قال ( َذل َ‬
‫ِك م ْ‬
‫‪:‬آية (‪)45‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)39‬‬
‫* ما اللمسة البيانية في ذكر عيسى مرة والمسيح مرة وابن مريم مرة في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬
‫لو عملنا مسحًا في القرآن الكريم كله عن عيسى نجد أنه يُذكر على إحدى هذه الصيغ‪:‬‬
‫‪     ‬المسيح‪ :‬ويدخل فيها المسيح ‪ ،‬المسيح عيسى ابن مريم‪ ،‬المسيح ابن مريم (لقبه)‬
‫‪     ‬عيسى ويدخل فيها‪ :‬عيسى ابن مريم وعيسى (إسمه)‬
‫‪     ‬ابن مريم ( ُكنيته)‬
‫‪3‬‬
‫ً‬
‫حيث ورد المسيح في كل السور سواء وحده أو المسيح عيسى ابن مريم أو المسيح ابن مريم لم يكن في سياق ذكر الرسالة وإيتاء البيّنات أبدأ ولم‬
‫ْن َم ْر َي َم‬ ‫يسى اب ُ‬ ‫يح ِع َ‬ ‫اس ُم ُه الْ َم ِس ُ‬ ‫ترد في التكليف وإنما تأتي في مقام الثناء أو تصحيح العقيدة‪( .‬إِ ْذ َقالَ ِت الْ َملَا ِئ َك ُة َيا َم ْر َي ُم إِ َّن اللَّ َه ُي َب ِّش ُر ِك ِب َكلِ َم ٍة ِم ْن ُه ْ‬
‫ِن ُشبِّ َه لَ ُه ْم‬ ‫صلَبُو ُه َولَك ْ‬ ‫ول اللَّ ِه َو َما َق َتلُو ُه َو َما َ‬ ‫ْن َم ْر َي َم َر ُس َ‬ ‫يسى اب َ‬ ‫يح ِع َ‬ ‫ين (‪ )45‬آل عمران) ( َو َق ْولِ ِه ْم إِنَّا َق َتلْنَا الْ َم ِس َ‬ ‫ِن الْ ُم َق َّر ِب َ‬ ‫الد ْن َيا َوالْآَ ِخ َر ِة َوم َ‬
‫َو ِجي ًها فِي ُّ‬
‫ْن َم ْر َي َم‬ ‫يح اب ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِين َقالوا إِ َّن الل َه ُه َو ال َم ِس ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اع الظ ِّن َو َما َق َتلو ُه َيقِي ًنا (‪ )157‬النساء) (ل َق ْد َك َف َر الذ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ِن ِعل ٍم إِلا اتِّ َب َ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬
‫اخ َتلفوا فِي ِه لفِي َشك ِم ْن ُه َما ل ُه ْم ِب ِه م ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِين ْ‬‫َوإِ َّن الَّذ َ‬
‫ُ‬
‫يخلُ ُق َما َي َشا ُء‬ ‫ض َو َما َب ْي َن ُه َما ْ‬ ‫ات َوالْأَ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫ض َجمِي ًعا َولِلَّ ِه ُملْ ُك َّ‬ ‫ْن َم ْر َي َم َوأ َّم ُه َو َم ْن فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫يح اب َ‬ ‫ِك الْ َم ِس َ‬ ‫ِن اللَّ ِه َش ْي ًئا إِ ْن أَ َرا َد أَ ْن يُ ْهل َ‬‫ِك م َ‬ ‫ُق ْل َف َم ْن َي ْمل ُ‬
‫ِين (‬ ‫ار َو َمع ٍ‬ ‫ات َق َر ٍ‬ ‫ْن َم ْر َي َم َوأُ َّم ُه آََي ًة َوآَ َو ْينَا ُه َما إِلَى َر ْب َو ٍة َذ ِ‬ ‫ِير (‪ )17‬المائدة) وكذلك ابن مريم لم تأتي مطلقًا بالتكليف ( َو َج َعلْنَا اب َ‬ ‫َواللَّ ُه َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬
‫ُّون (‪ )57‬الزخرف)‪.‬‬ ‫صد َ‬ ‫ْن َم ْر َي َم َم َثلًا إِ َذا َق ْو ُم َك ِم ْن ُه َي ِ‬‫ض ِر َب اب ُ‬ ‫‪ )50‬المؤمنون) ( َولَ َّما ُ‬
‫َّ‬
‫ِن الت ْو َرا ِة‬ ‫ْن َي َد ْي ِه م َ‬ ‫ً‬
‫ص ِّدقا لِ َما َبي َ‬ ‫ْن َم ْر َي َم ُم َ‬ ‫ِيسى اب ِ‬ ‫ار ِه ْم ِبع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫أما عيسى في كل أشكالها فهذا لفظ عام يأتي للتكليف والنداء والثناء فهو عام ( َوقف ْينَا َعلى آث ِ‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْن َم ْر َي َم ق ْول ال َحق الذِي فِي ِه‬‫َ‬ ‫عيسى اب ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪ )46‬المائدة) (ذلِك َ‬ ‫ِن التَّ ْو َرا ِة َو ُهدًى َو َم ْو ِع َظ ًة لِلْ ُمتَّق َ‬ ‫ص ِّد ًقا لِ َما َبي َ‬
‫ْن َي َد ْي ِه م َ‬ ‫ور َو ُم َ‬ ‫يل فِي ِه ُهدًى َونُ ٌ‬ ‫َوآََت ْينَا ُه الْإِ ْن ِج َ‬
‫ض‬ ‫ِّن لَ ُك ْم َب ْع َ‬ ‫ُ‬
‫ال َق ْد ِج ْئتُ ُك ْم ِبالْ ِح ْك َم ِة َولِأ َبي َ‬‫َات َق َ‬ ‫يسى ِبالْ َب ِّين ِ‬ ‫ون (‪ )34‬مريم) وال نجد في القرآن كله آتيناه البينات إال مع لفظ (عيسى) ( َولَ َّما َجا َء ِع َ‬ ‫َي ْم َت ُر َ‬
‫ون (‪ )63‬الزخرف) ولم يأت أبدًا مع ابن مريم وال المسيح‪ .‬إذن فالتكليف يأتي بلفظ عيسى أو الثناء أيضًا وكلمة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ون فِي ِه َفاتَّ ُقوا الل َه َوأ ِطي ُع ِ‬ ‫الَّذِي َت ْخ َتلُِف َ‬
‫ِين (‪ )112‬المائدة)‬ ‫ال اتَّ ُقوا اللَّ َه إِ ْن ُك ْنتُ ْم ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫الس َما ِء َق َ‬‫ِن َّ‬ ‫َز َل َعلَ ْينَا َما ِئ َد ًة م َ‬ ‫ُّك أَ ْن يُن ِّ‬
‫ْن َم ْر َي َم َه ْل َي ْس َت ِطي ُع َرب َ‬ ‫يسى اب َ‬ ‫ُّون َيا ِع َ‬ ‫اري َ‬ ‫ال الْ َح َو ِ‬‫عيسى عامة (إِ ْذ َق َ‬
‫فالمسيح ليس اسمًا ولكنه لقب وعيسى اسم أي يسوع وابن مريم كنيته واللقب في العربية يأتي للمدح أو الذم والمسيح معناها المبارك‪ .‬والتكليف جاء‬
‫باسمه (عيسى) وليس بلقبه وال ُكنيته‪.‬‬
‫‪:‬آية (‪)47‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)40(-)39‬‬
‫‪H‬ذلك)‬
‫(كذلك هللا يخلق ما يشاء) وقال في آية أخرى (كذلكَ هللا يفعل ما يشاء) فلم‪HH‬اذا ج‪HH‬اءت (ك‪ِ H‬‬
‫ِ‬ ‫*في سورة آل عمران قال تعالى‬
‫األولى بالكسر؟ (د‪.‬فاضل السامرائى )‬
‫ّ‬
‫وذلكن‬ ‫وذلك للمخاطبة وذلكما للمثنى‬
‫ذلك بفتح الكاف للمخاطب المذكر ِ‬ ‫كذلك هو في األصل لمخاطبة المذكر وقد تستعمل عامة لكن األصل أن يقال َ‬
‫ذلك المخاطب رجل‬ ‫بذلك) يخاطب المرأة‪ .‬ذا إسم اإلشارة للمشار إليه والكاف للمخاطب‪َ ،‬‬
‫لجمع المؤنث وذلكم لجمع المذكر‪.‬قال الشاعر (قد ظفرت ِ‬
‫وذلك المخاطب أنثى وليس له عالقة بالمشار إليه نفسه‪( .‬فذلكن الذي لمتنني فيه) في سورة يوسف المخاطب جمع النسوة‪ ،‬ذا إسم اإلشارة ليوسف و‬
‫ِ‬
‫‪3‬د‪ .‬قد‬
‫‪3‬اطب واح‪3‬‬ ‫َ‬
‫(أولئك رجال) المخ‪3‬‬ ‫ّ‬
‫(لكن) لمجموعة النسوة‪( ،‬فذانك برهانان من ربك)‪ .‬أسماء اإلشارة هي التي تتغير أما الكاف فهي للمخاطب‬
‫وذلك للمخاطبة المفردة وليس لها عالقة بالمشار‬
‫تستعمل الكاف المفتوحة للجمع لكن إذا أراد أن يخصص يستعمل الكاف المفتوحة للمخاطب المفرد ِ‬
‫إليه‪.‬‬
‫ك هّللا ُ يَ ْخلُ ُ‬
‫ق َما يَ َشاء (‪ )47‬آل عمران) لِ َم عبّر هللا تع‪HH‬الى عن تك‪HH‬وين عيسى ‪ ‬بالفعل (يخل‪HH‬ق) بينما ع‪HH‬بر عن تك‪HH‬وين‬ ‫*(قَا َل َك َذلِ ِ‬
‫يحيى ‪ ‬بالفعل (يفعل) في قوله (كذلك هللا يفعل ما يشاء)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫عبّر اهلل تعالى عن تكوين عيسى ‪ ‬بالفعل يخلق ألنه إيجاد كائن من غير األسباب المعتادة ولو كان بالوسائل المعتادة ألورد الفعل يفعل أو يصنع‬
‫كما في اآلية السابقة في جواب المالئكة لزكريا (كذلك اهلل يفعل ما يشاء)‪.‬‬
‫‪:‬آية (‪)49‬‬
‫*ما معنى الخلق فى اآلية الكريمة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ْرا ِب ِإ ْذ ِن اللِهّ‬ ‫ْر َفأَن ُف ُخ فِي ِه َف َي ُك ُ‬
‫ون َطي ً‬ ‫ين َك َه ْي َئ ِة َّ‬
‫الطي ِ‬ ‫الخلق له معاني وقد ينسب إلى اإلنسان تقول خلقت هذا الشيء كما قال عيسى (أَنِّي أَ ْخلُ ُق لَ ُكم ِّم َن ِّ‬
‫الط ِ‬
‫(‪ )49‬آل عمران) يأتي بمعنى التصوير‪.‬‬
‫* كيف أحيا عيسى الموتى مع أن الشهيد يطلب العودة ليقتل في سبيل هللا فال يؤذن له؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫عيسى ما أحيا الموتى من عند نفسه‪.‬اهلل سبحانه وتعالى ال يعيد الميت إلى حياته في الدنيا لكن هذه معجزة‪ .‬اهلل سبحانه وتعالى ال يجعل العصي‬
‫أفاعي لكنه جعلها أفعى معجزة لموسى‪ .‬اهلل سبحانه وتعالى ال يجعل الشجرة تمشي لكنه جعلها تمشي وتأتي إلى الرسول ‪ ‬هذه معجزة ولذلك لما‬
‫ْر َفأَ ْن ُف ُخ فِي ِه‬ ‫ين َك َه ْي َئ ِة َّ‬
‫الطي ِ‬ ‫ِن ِّ‬
‫الط ِ‬ ‫ِن َربِّ ُك ْم أَنِّي أَ ْخلُ ُق لَ ُك ْم م َ‬
‫ِيل أَنِّي َق ْد ِج ْئتُ ُك ْم ِبآَ َي ٍة م ْ‬ ‫ننظر في اآلية ‪ 49‬من سورة آل عمران ( َو َر ُسولًا إِلَى َبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫ِك لَآَ َي ًة لَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم‬
‫ون فِي بُيُو ِت ُك ْم إِ َّن فِي َذل َ‬‫َّخ ُر َ‬‫ون َو َما َتد ِ‬ ‫ص َوأُ ْح ِيي الْ َم ْو َتى ِبإِ ْذ ِن اللَّ ِه َوأُنَبِّئُ ُك ْم ِب َما َت ْأ ُكلُ َ‬ ‫ْر ُئ الْأَ ْك َم َه َوالْأَب َ‬
‫ْر َ‬ ‫ُ‬
‫ْرا ِبإِ ْذ ِن اللَّ ِه َوأب ِ‬ ‫َف َي ُك ُ‬
‫ون َطي ً‬
‫ِين (‪ ))49‬يقول تعالى على لسان عيسى قال‪ :‬بآية من ربكم ما قال من عندي وهي عالمة وأمارة على صدق نبوته (بإذن اهلل) فاهلل سبحانه‬ ‫ُم ْؤ ِمن َ‬
‫عطل القانون‪.‬‬ ‫يعطل قوانينه ألجل األنبياء‪ .‬ألم يعطل إحراق النار إلبراهيم؟ النار تحرق هذا قانون‪  ‬لكن ّ‬ ‫وتعالى ّ‬
‫* ما الفرق بين (بإذن هللا ) فى سورة آل عمران و(بإذني)فى‪ H‬سورة المائ‪HH‬دة؟ وما الف‪HH‬رق في اس‪HH‬تعمال الض‪HH‬مير‪ H‬فيها وفي‪HH‬ه؟ وما‬
‫داللة إستعمال إذ وعدم إستعمالها في اآليات (‪ )49‬آل عمران و (‪ )110‬المائدة؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫بإذني وبإذن اهلل‪ :‬‬
‫يسى اب ُ‬
‫ْن‬ ‫يح ِع َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اس ُمه ال َم ِس ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الكالم كان عن سيدنا عيسى ‪ ‬في اآلية األولى في سورة آل عمران (إِذ قال ِت ال َمآل ِئكة َيا َم ْر َي ُم إِ َّن اللَهّ يُ َبش ُر ِك ِبكلِ َم ٍة ِّمنه ْ‬
‫ين (‪ ))46‬الكالم على لسان المالئكة ثم بدأ كالم مريم‬ ‫ِح َ‬ ‫الصال ِ‬
‫ِن َّ‬ ‫ال َوم َ‬ ‫اس فِي الْ َم ْه ِد َو َك ْه ً‬ ‫ين (‪َ )45‬و ُي َكلِّ ُم النَّ َ‬ ‫ِن الْ ُم َق َّر ِب َ‬ ‫الد ْن َيا َو ِ‬
‫اآلخ َر ِة َوم َ‬ ‫َم ْر َي َم َو ِجي ًها فِي ُّ‬
‫ُ‬
‫ضى أ ْم ًرا َفِإنَّ َما َي ُقول لَ ُه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِك اللُهّ َي ْخل ُق َما َي َشاء إِ َذا َق َ‬ ‫ال َك َذل ِ‬ ‫ون لِي َولَ ٌد َولَ ْم َي ْم َس ْسنِي َب َش ٌر َق َ‬ ‫َ‬
‫عليها السالم متجهًا إلى اهلل سبحانه وتعالى ( َقالَ ْت َر ِّب أنَّى َي ُك ُ‬
‫يل (‪ ))48‬وجيهًا في الدنيا واآلخرة ويعلمه‪ ،‬هذا العطف‪ .‬ما زال الكالم على لسان‬ ‫نج َ‬ ‫اإل ِ‬ ‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َوالتَّ ْو َرا َة َو ِ‬ ‫ون (‪َ )47‬ويُ َعلِّ ُم ُه الْ ِك َت َ‬ ‫ُكن َف َي ُك ُ‬
‫ين‬
‫الط ِ‬‫ِيل أَنِّي َق ْد ِج ْئتُ ُكم ِبآ َي ٍة ِّمن َّربِّ ُك ْم أَنِّي أَ ْخلُ ُق لَ ُكم ِّم َن ِّ‬ ‫ال إِلَى َبنِي إِ ْس َرائ َ‬ ‫ال إلى بني إسرائيل‪ ،‬رسول بماذا؟ ( َو َر ُسو ً‬ ‫المالئكة لمريم‪ .‬وجيهًا ورسو ً‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ص َوأ ْح ِيـي الْ َم ْو َتى ِب ِإ ْذ ِن اللِهّ َوأن َِّبئُ ُكم ِب َما َتأ ُكلُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْرى ُء األ ْك َم َه َ‬ ‫ُ‬ ‫ْر َفأَن ُف ُخ فِي ِه َف َي ُك ُ‬ ‫َك َه ْي َئ ِة َّ‬
‫ون فِي ُبيُو ِت ُك ْم إِ َّن فِي‬ ‫َّخ ُر َ‬ ‫ون َو َما َتد ِ‬ ‫ْر َ‬ ‫واألب َ‬ ‫ْرا ِب ِإ ْذ ِن اللِهّ َوأب ِ‬ ‫ون َطي ً‬ ‫الطي ِ‬
‫ِين (‪ ))49‬يعني عيسى ‪ ‬هو سيقول هذا الكالم‪( ،‬حكاية حال ماضية) في الماضي قال هكذا‪ .‬فإذن الذي بدأ يتكلم اآلن‬ ‫ِك آل َي ًة لَّ ُك ْم إِن ُكنتُم ُّم ْؤ ِمن َ‬ ‫َذل َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْر َفأن ُف ُخ فِيهِ َف َيك ُ‬‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سيدنا عيسى ‪ ‬فقال‪( :‬أنِّي َق ْد ِج ْئتُكم ِبآ َي ٍة ِّمن َّربِّك ْم) ما هذه اآلية؟ بيان هذه اآلية؟ (أنِّي أ ْخل ُق لَكم ِّم َن الط ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْرا ِب ِإذ ِن‬ ‫ون طي ً‬ ‫ين َك َه ْي َئ ِة الطي ِ‬
‫ِين (‪))49‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ون فِي بُيُو ِت ُك ْم إِ َّن فِي ذلِك آل َية لك ْم إِن كنتم ُّم ْؤ ِمن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّخ ُر َ‬ ‫ون َو َما َتد ِ‬ ‫ص َوأُ ْح ِيـي الْ َم ْو َتى ِب ِإ ْذ ِن اللِهّ َوأُنَبِّئُ ُكم ِب َما َت ْأ ُكلُ َ‬ ‫ْر َ‬ ‫األك َم َه َ‬
‫واألب َ‬ ‫ْرى ُء ْ‬ ‫ُ‬
‫اللِهّ َوأب ِ‬
‫بيان هذه اآلية (فأنفخ فيه) يعني أنا ألنه يتكلم عن نفسه فقال (فأنفخ)‪.‬‬
‫ُس تُ َكلِّ ُم‬ ‫د‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫وح‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫د‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ذ‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ِك‬ ‫ت‬‫د‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫لى‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ْك‬‫َ‬ ‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ِي‬ ‫ت‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫اذ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ْن‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫يس‬
‫َ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ال اللَّ ُه َي‬‫فى آية سورة المائدة‪ :‬الكالم هنا من اهلل سبحانه وتعالى (إِ ْذ َق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْر ُئ‬ ‫ْرا ِب ِإ ْذنِي َوتُب ِ‬‫ون َطي ً‬ ‫ْر ِب ِإ ْذنِي َف َت ْن ُف ُخ فِي َها َف َت ُك ُ‬ ‫الطي ِ‬ ‫ين َك َه ْي َئ ِة َّ‬ ‫الط ِ‬‫ِن ِّ‬ ‫يل َوإِ ْذ َت ْخلُ ُق م َ‬ ‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َوالتَّ ْو َرا َة َوالْ ِإ ْن ِج َ‬ ‫اس فِي الْ َم ْه ِد َو َك ْهلًا َوإِ ْذ َعلَّ ْمتُ َك الْ ِك َت َ‬ ‫النَّ َ‬
‫ين (‪)110‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِين كف ُروا ِمن ُه ْم إِ ْن َهذا إِلا ِس ْح ٌر ُم ِب ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َات فقال الذ َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ص ِبإِذنِي َوإِذ تخ ِر ُج ال َم ْوتى ِبإِذنِي َوإِذ كففت َبنِي إِ ْس َرائِيل َعنك إِذ ِجئت ُه ْم ِبال َبيِّن ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْر َ‬ ‫الْأَ ْك َم َه َوالأب َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫المائدة) الكالم مع عيسى ‪ ‬وليس على لسانه فقال (تخلق) ‪َ ( ،‬ف َت ْن ُف ُخ فِي َها) الكالم من اهلل عز وجل إلى عيسى ‪.‬‬
‫فيه وفيها‪:‬‬
‫هو خلق لهم بمعنى التكوين أو الصنع من مواد أولية كان اهلل سبحانه وتعالى قد جعلها بين أيدينا‪ ،‬اإليجاد على غير مثال سابق هذا هلل سبحانه‬
‫وتعالى من ال شيء‪ ،‬هو صنع هيئة طير من طين‪ ،‬عندنا هيئة الطير والطين فإذا أريد اإلشارة إلى الهيئة قال (فأنفخ فيها) يعني في هذه الهيئة أي‬
‫في هذه الصورة‪ .‬هو صنع صورة تشبه الطير فهذه الصورة هي هيئة طير من طين‪ ،‬وإذا أراد أن يشير إلى الطين قال (فأنفخ فيه) ‪ .‬ولكن لماذا هنا‬
‫نظر إلى الهيئة وهنا نظر إلى الطين؟‬
‫ْرا) هنا (فيه) أي في هذا الطين‪ .‬يعني ذكر أصل‬ ‫ً‬ ‫ي‬‫ط‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ون‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫ِيه‬ ‫ف‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ن‬‫َ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ْر‬ ‫ي‬ ‫َّ‬
‫الط‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫ئ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ك‬
‫ِ َ‬ ‫ين‬ ‫ِّ‬
‫الط‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫خ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫(أ‬ ‫فى آية آل عمران هذا كالم عيسى ‪‬‬
‫ِ‬
‫التكوين حتى يذكرهم أن هذا طين جعلت منه طيرًا‪ ،‬عندنا قراءة (فيكون طائرًا) يطيرأو من الطيور‪ .‬هنا يريد أن يكلمهم عن‬
‫معجزة‪،‬والشيءالمعجز إذا قدّمه حالة واحدة تكفي‪ ،‬يأتي بطين يصنع منه كالطير ينفخ فيه فيكون طيرًا ويطير‪ ،‬هذه تكفي في الحجة على صدق‬
‫‪( 3‬فأنفخ فيه) أي في هذا الطين الموجود بين أيديكم‪.‬‬ ‫نبوءته‪ .،‬فلما كان يتحدث عن حاله معهم ذكر حالة واحدة وكان اإلشارة إليها بالتذكير‬
‫اس فِي الْ َم ْه ِد َو َك ْهلًا َوإِ ْذ َعلَّ ْمتُ َك الْ ِك َت َ‬ ‫ُس تُ َكلِّ ُم النَّ َ‬
‫وح الْ ُقد ِ‬ ‫َْ َ‬
‫اب‬ ‫آية المائدة كانت في تعداد نعم اهلل عز وجل على عيسى ‪ ‬ولذلك جاءت (إِذ أيَّ ْدتُك ِب ُر ِ‬
‫ص ِبإِ ْذنِي َوإِ ْذ تُ ْخ ِر ُج الْ َم ْو َتى‬ ‫ْر َ‬ ‫ْر ُئ الْأَ ْك َم َه َوالْأَب َ‬‫ْرا ِبإِ ْذنِي َوتُب ِ‬ ‫ْر ِبإِ ْذنِي َف َت ْن ُف ُخ فِي َها َف َت ُك ُ‬
‫ون َطي ً‬ ‫ين َك َه ْي َئ ِة َّ‬
‫الطي ِ‬ ‫الط ِ‬ ‫ِن ِّ‬ ‫يل َوإِ ْذ َت ْخلُ ُق م َ‬ ‫َوالْ ِح ْك َم َة َوالتَّ ْو َرا َة َوالْإِ ْن ِج َ‬
‫َات) كله اذكر هذا واذكر هذا‪ ،‬نُ ِظر فيه إلى الهيئة وجاء التأنيث ألن التأنيث أصلح للتعدد‪ .‬لما تقول‬ ‫ِيل َع ْن َك إِ ْذ ِج ْئ َت ُه ْم ِبالْ َبيِّن ِ‬
‫ِب ِإ ْذنِي َوإِ ْذ َك َف ْف ُت َبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫‪ 3‬نعم اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫لغير العاقل "الشجرات فيها" لما تقول (فيها) يعني متعددة كأن الهيئة صارت أكثر من حالة فهي إذن في مجال بيان تعداد‬
‫ين‬ ‫ِّ‬
‫ِن الط ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(وإِذ َت ْخلق م َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ 3‬النِعم كثير يعني هو يذكر له نعمًا كثيرة‪ :‬اذكر كذا واذكر كذا َ‬ ‫عليه فاختار التأنيث ألن التأنيث أليق مع جمع غير العاقل‪ .‬تعداد‬
‫ْرا ِبإِ ْذنِي)‪ .‬لما قال (فيها) معناه صارت هيئات متعددة ألن اإلشارة بضمير المؤنث (فيها) يشير إلى هذا‬ ‫ون َطي ً‬ ‫ْر ِبإِ ْذنِي َف َت ْن ُف ُخ فِي َها َف َت ُك ُ‬ ‫َك َه ْي َئ ِة َّ‬
‫الطي ِ‬
‫التعدد‪ ،‬فهذا هو االختيار‪ .‬هو من حيث اللغة األصل أنه إذا نظر إلى الهيئة أنّث وإذا نظر إلى الطين ذ ّكر فمرة نظر إلى الهيئة ومرة نظر إلى‬
‫‪3‬‬‫‪ 3‬فجاء بضمير المؤنث في موضع تعداد النعم ألن فيه تعداد‬ ‫الطين‪ .‬لكن الذي ق ّوى اختيار النظر إلى الهيئة أن ضمير المؤنث يشار به إلى المتعدد‬
‫للنعم فاختير التأنيث‪ .‬هذا جزء من السؤال‪ ،‬واتضح الفرق بين (بإذني) و(بإذن اهلل) ألن جهة الكالم مختلفة‪.‬‬
‫تكرار (إذ)‪:‬‬
‫‪ 3‬لنِعم اهلل سبحانه وتعالى عليه‪ ،‬أما في آل عمران ما‬ ‫تكررت في آية سورة المائدة ولم تذكر في آية سورة آل عمران ألنه في المائدة كان هناك تعداد‬
‫‪ 3‬للنعم وإنما كان نوع من بيان حال عيسى ‪ ‬وهو يتكلم ‪.‬‬ ‫كان هناك نوع من التعداد‬
‫ص َوُأحْ يِـي ْال َموْ تَى بِ‪ِH‬إ ْذ ِن هّللا ِ) لِ َم خصّ هللا تع‪HH‬الى معج‪HH‬زة عيسى عليه الس‪HH‬الم بش‪HH‬فاء ه‪HH‬ذه األم‪HH‬راض؟‬
‫*( َوُأب ِْرى ُ‪H‬ء األ ْك َمهَ واَأل ْب َر َ‬
‫(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إنك لو عدت إلى التوراة لوجدت اهتمامًا بالغًا في أحكام األبرص الذي أطال في بيانها بعدما وصفه الوحي لموسى ‪ ‬وكيف يمكن عالجه فجاءت‬
‫هذه المعجزة فائدة لهم في دينهم ودنياهم ودلي ً‬
‫ال آخر على فقه عيسى ‪ ‬بالتوراة وأحكامها‪.‬‬
‫*أربعة مدلوالت لفظية تن ّزه هللا تعالى وتثبت صفاته وتنفي ألوهية عيسى عليه السالم كما ي ّدعيها البعض‪ (:‬الشيخ خالد‬
‫الجندي)‬
‫ْر َفأَ ْن ُف ُخ فِي ِه َف َي ُك ُ‬
‫ون‬ ‫الطي ِ‬ ‫ين َك َه ْي َئ ِة َّ‬ ‫ِن ِّ‬
‫الط ِ‬ ‫ِن َربِّ ُك ْم أَنِّي أَ ْخلُ ُق لَ ُك ْم م َ‬
‫ِيل أَنِّي َق ْد ِج ْئتُ ُك ْم ِبآَ َي ٍة م ْ‬ ‫قال تعالى في سورة آل عمران ( َو َر ُسولًا إِلَى َبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫ِك لَآَ َي ًة لَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ِين‬ ‫ون فِي بُيُو ِت ُك ْم إِ َّن فِي َذل َ‬ ‫َّخ ُر َ‬ ‫ون َو َما َتد ِ‬ ‫ص َوأُ ْح ِيي الْ َم ْو َتى ِبإِ ْذ ِن اللَّ ِه َوأُنَبِّئُ ُك ْم ِب َما َت ْأ ُكلُ َ‬ ‫ْر َ‬ ‫ْر ُئ الْأَ ْك َم َه َوالْأَب َ‬ ‫ُ‬
‫ْرا ِبإِ ْذ ِن اللَّ ِه َوأب ِ‬
‫َطي ً‬
‫ال هلل تعالى وإثباتًا لصفاته ونفيًا أن تكون هذه األفعال لعيسى ‪ ‬بأربعة مدلوالت لفظية هي‪:‬‬ ‫(‪ ))49‬هذه اآلية حملت تنزيهًا كام ً‬
‫ال فال بد‬ ‫مرس ً‬ ‫مرسل فإذا كان َ‬ ‫مرسل وليس ِ‬ ‫ال فعيسى ‪ ‬هو َ‬ ‫مرس ً‬
‫ال إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم) كونه ‪ ‬رسول يقتضي ِ‬ ‫ال‪ :‬قوله (ورسو ً‬ ‫او ً‬
‫أن يكون هناك من أرسله وهو اهلل تعالى‪ .‬إذن كل األفعال التي تؤيد صدق الرسالة ال بد أن تكون ممن أرسله ال من الرسول نفسه والمعجزات‬
‫التي صاحبت عيسى ‪ ‬هي من قِبل اهلل تعالى وليس من نفسه‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬قوله تعالى (أني قد جئتكم بآية من ربكم) اآلية هي المعجزة والعالمة والبرهان فالذي جاء به عيسى ‪ ‬هو آية من اهلل تعالى لذا قال (من‬
‫ربكم) واختيار لفظ من ربكم ليستثير اإليمان فيهم ونوازع اليقين ونالحظ الفرق بين استعمال كلمة ربكم في هذه القصة واستعمال كلمة (اهلل)‬
‫في قصة موسى مع بني اسرائيل (إن اهلل يأمركم أن تذبحوا بقرة) وهذا ألن بني اسرائيل يميلون الى التكذيب واالعتراض لذا جاءت اآليات‬
‫كلها تشير إلى أن األمر من اهلل تعالى (إن اهلل يأمركم‪ ،‬إنه يقول)‪.‬‬
‫ْرا ِب ِإ ْذ ِن اللَّ ِه ) قوله (بإذن اهلل) نقلت الفعل من دائرة االمكان بالنسبة لعيسى‬ ‫ون َطي ً‬ ‫ْر َفأَ ْن ُف ُخ فِي ِه َف َي ُك ُ‬ ‫ين َك َه ْي َئ ِة َّ‬
‫الطي ِ‬ ‫الط ِ‬‫ِن ِّ‬ ‫ثالثًا‪ :‬قوله (أَنِّي أَ ْخلُ ُق لَ ُك ْم م َ‬
‫إلى دائرة القدرة واالستطاعة هلل تعالى‪.‬‬
‫ص َوأ ْح ِيي ال َم ْوتى ِبإِذ ِن اللهِ) تكرير قوله (بإذن اهلل) تنسب الفعل إلى اهلل تعالى وهذا يدل على أن‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْر َ‬ ‫ْر ُئ الْأَ ْك َم َه َوالْأَب َ‬ ‫ُ‬
‫رابعًا‪ :‬قوله تعالى ( َوأب ِ‬
‫المعجزات كانت من قبل اهلل تعالى وليس من قِبل عيسى ‪.‬‬
‫*ما‪ ‬الفرق بين المعجزة والكرامة والخارقة؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫المعجزة‪ :‬هي أمر خارق للعادة يجريه اهلل تعالى على أيدي األنبياء إذا أرسلهم ألحد من خلقه وشرحها علماء التوحيد بأنها أمر خارق للعادة‬
‫يقترن بدعوى النبو ة ‪ .‬وللمعجزة شروط هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬أنها قد تتكرر وتكون مصاحبة لدعوة النبوة ‪.‬‬
‫‪ .2‬ومن شروطها أن يبيّن النبي من فعل هذه المعجزة وينسبها هلل تعالى وكل األنبياء في القصص القرآني نسبوا المعجزات إلى اهلل تعالة‬
‫(ناقة اهلل وسقياها) (رحمة من ربي) (وما فعلته عن أمري) (هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر) وفي قصة االسراء والمعراج‬
‫‪ 3‬لي ً‬
‫ال)‪.‬‬ ‫قال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده‬
‫‪ .3‬والشرط األخير أن تكون المعجزة من جنس ما برع به القوم في زمن النبي الذي تجري المعجزة على يديه (بنو اسرائيل اشتهروا‬
‫بالسحر في زمن موسى ‪ ،‬وفي زمن عيسى ‪ ‬اشتهروا بالطب وفي زمن محمد ‪ ‬اشتهر العرب باللغة وبرعوا فيها فكانت‬
‫معجزات األنبياء من جنس ما برع به القوم‪.‬‬
‫الكرامة‪ :‬هي أمر خارق للعادة يجريه اهلل تعالى على أيدي األولياء لكن لها مواصفات‪:‬‬
‫الولي ال يستطيع تكرار هذه الكرامة ألنها ال تقتون بدعوة نبوة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫*وهي أن‬
‫*ثم إن الكرامة تثبيت للولي وليس للناس كما في حال المعجزة ‪.‬‬
‫والولي يستحي من إظهار الكرامة وإذا ظهرت نبّه الناس إلى فاعلها الحقيقي وهو اهلل تعالى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫*‬
‫* ثم إن الوالية تترتب على االيمان الذي هو في القلب وال يعلمه إال اهلل تعالى فالكرامة تُمنح وال تُطلب‪.‬‬
‫الخارقة‪ :‬أمر خارق للعادة يجريه الشيطان على أيدي أوليائه (المعالجة باإليحاء) كما قال تعالى في قصة موسى مع فرعون (يخيّل إليه من‬
‫سحرهم أنها تسعى) وهذه الخارقة أو المعالجة باإليحاء يستخدمها األطباء في هذا العصر من باب الطب الحديث لشفاء المرضى يحبث‬
‫يستثيرون قوة المناعة في الجسد‪ .‬ولعل من أمثلة هذه الخوارق ما نراه في الهند من الذين يعبدون البقر ويمشون على النار أو على الماء فهذا‬
‫مما يجريه الشيطان على أيدي أوليائه‪.‬‬
‫ين َكهَيَْئ ِة الطَّي ِْر فََأ ْنفُ ُخ فِي ِه فَيَ ُكونُ طَ ْيرًا بِِإ ْذ ِن هَّللا ِ) هل هناك خالق غير هللا تعالى؟(الشيخ خالد الجندي)‬ ‫*(َأنِّي َأ ْخلُ ُ‬
‫ق لَ ُك ْم ِمنَ الطِّ ِ‬
‫‪ 3‬في القرآن الكريم‪:‬‬ ‫الخلق يأتي بمعنيين‬
‫*‪ ‬أولهما الخلق بمعنى التصرف واإليجاد المطلق وهذا هلل تعالى فقط وااليجاد من عدم هو فعل اهلل تعالى فقط كما خلق تعالى آدم وخلق الماء‬
‫والروح والتراب وكل الموجودات في الكون‪.‬‬
‫*وثانيهما الخلق بمعنى التصرف واإليجاد المقيّد‪ .‬وهذا للبشر ألنه يخلق من موجودات في الكون وخلق البشر هو عبارة عن تصوره لشيء ثم‬
‫يخلق هذا الشيء من خامات موجودة فع ً‬
‫ال‪.‬‬
‫والفرق بين خلق اهلل تعالى المطلق وخلق البشر المقيّد هو‪:‬‬
‫‪      ‬أن اهلل تعالى يخلق من عدم أما البشر فيخلق من خامات موجودة في الكون‪.‬‬
‫‪      ‬أن خلق اهلل تعالى يتكاثر ألن اهلل تعالى خلق الكائنات وأوجد لها القدرة على التكاثر (تكاثر فردي كالخاليا وتكاثر زوجي وغيرها)‬
‫أما خلق االنسان فليس له قدرة على التكاثر بنفسه ‪ .‬االستنساخ ال يعتبر خلقًا وإنما هي خلية تتكاثر واهلل تعالى هو الذي أعطى هذه‬
‫الخلية القدرة على التكاثر وليس البشر‪.‬‬
‫ً‬
‫‪      ‬خلق اهلل تعالى له القدرة على النمو فيخلق االنسان طفال ثم يكبر فيصبح شابًا ثم يشيخ ويهرم ثم يموت فله عمر محدد وأجل‬
‫مسمى أما خلق البشر فليس له هذه القدرة على النمو وليس له عمر‪.‬‬
‫فكلمة خلق تطلق على معنى عام وهو الخلق من عدم وهذه قدرة اهلل تعالى وحده وتطلق على معنى خاص وهو خلق االنسان المحدود وهو ليس‬
‫من عدم وليس له قدرة على التكاثر وال النمو‪.‬‬
‫حي ينمو ويتكاثر أما االنسان فيخلق تمثال أي الهيئة فقط ولهذا‬ ‫اهلل تعالى لديه ما يسمى بالحياة وهي تحويل الكائن المادي الصامت الميت إلى ّ‬
‫قال تعالى على لسان عيسى ‪( ‬وأخلق لكم من الطين كهيئة الطير) في هذه المرحلة خلق عيسى ‪ ‬هيئة الطير ولم يخلق طيرًا وهذه الهيئة‬
‫سمي طيرًا لما نفخت فيه الروح بإذن اهلل تعالى‪.‬‬ ‫صارت طيرًا بإذن اهلل في المرحلة الثانية (فيكون طيرًا بإذن اهلل) ّ‬
‫ال على شكل هيئة ثم سواه ثم عدله‬ ‫اك َف َع َدلَ َك (‪ ))7‬خلق تعالى االنسان أو ً‬ ‫ِّك الْ َك ِريم (‪ )6‬الَّذِي َخلََق َك َف َس َّو َ‬
‫ِ‬
‫ان َما َغ َّر َك ِب َرب َ‬‫قال تعالى ( َيا أَيُّ َها الْ ِإ ْن َس ُ‬
‫ور ٍة َما َشا َء َر َّك َب َك (‪ ))8‬نحن الصور‬ ‫ص َ‬ ‫بكل الوظائف الحيوية بقي أن يجعله في الصورة المناسبة التي اختارها اهلل تعالى له فقال (فِي أَ ِّي ُ‬
‫واالنسان الحقيقي هو من أسرار الحياة التي أودعها اهلل تعالى في الكائنات‪ .‬فالذي يموت تكون جثته هي صورة االنسان أما االنسان الحقيقي‬
‫ون (‪ ))169‬هؤالء الشهداء‬ ‫ُر َز ُق َ‬ ‫يل اللَّ ِه أَ ْم َوا ًتا َب ْل أَ ْح َيا ٌء ِع ْن َد َرب ِ‬
‫ِّه ْم ي ْ‬ ‫ِين ُقتِلُوا فِي َسِب ِ‬‫الذي كان فيه يصعد إلى اهلل تعالى وقال تعالى ( َولَا َت ْح َس َب َّن الَّذ َ‬
‫ون َعلَ ْي َها ُغد ًّ‬
‫ُوا‬ ‫ض َ‬‫ُع َر ُ‬ ‫والمؤمنون أحياء عند ربهم يرزقون والكافرون أحياء عند ربهم لكنهم ال يرزقون وإنما يعذبون بدليل قوله تعالى (النَّ ُ‬
‫ار ي ْ‬
‫اب (‪ ))46‬ونحن نرى أجساد الفراعنة محنطة في المتاحف أمامنا فالجسد يمر بمراحل‬ ‫ِر َع ْو َن أَ َش َّد الْ َع َذ ِ‬
‫ْخلُوا آَ َل ف ْ‬‫اع ُة أَد ِ‬
‫الس َ‬ ‫َو َع ِشيًّا َو َي ْو َم َت ُقو ُم َّ‬
‫تكوينية طينية ثم تعود للتراب أما االنسان الحقيقي فهو عند اهلل تعالى‪.‬‬
‫ّ‬
‫فالهيئة هي الشيء الذي يمكن لإلنسان أن يعمله وتحتاج إلى خلق لكنه مقيّد على قدرة االنسان (وعلم آدم األسماء كلها) العلم االستنتاجي‬
‫الجن وباقي المخلوقات فليس لها قدرة على‬ ‫يفرق االنسان عن الحيوان‪ .‬أودع اهلل تعالى العقل البشري القدرة على االستنتاج أما ّ‬ ‫التراكمي الذي ّ‬
‫االستنتاج‪ .‬العلم عند االنسان تراكمي يمكنه من أن يصنع الشيء من مشاهداته (كالسيارة والطائرة والغواصة) لكنه ال يصنع الشيء‪.‬‬
‫*ماالفرق بين قوله تعالى (بإذني) وقوله (بإذن هللا) ؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫ْر َفأَ ْن ُف ُخ فِي ِه َف َي ُك ُ‬
‫ون‬ ‫الطي ِ‬‫ين َك َه ْي َئ ِة َّ‬ ‫ِن ِّ‬
‫الط ِ‬ ‫ِن َربِّ ُك ْم أَنِّي أَ ْخلُ ُق لَ ُك ْم م َ‬‫ِيل أَنِّي َق ْد ِج ْئتُ ُك ْم ِبآَ َي ٍة م ْ‬ ‫قال تعالى في سورة آل عمران ( َو َر ُسولًا إِلَى َبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫ِك لَآَ َي ًة لَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ِين‬ ‫ون فِي بُيُو ِت ُك ْم إِ َّن فِي َذل َ‬ ‫َّخ ُر َ‬ ‫ون َو َما َتد ِ‬ ‫ص َوأُ ْح ِيي الْ َم ْو َتى ِب ِإ ْذ ِن اللَّ ِه َوأُنَبِّئُ ُك ْم ِب َما َت ْأ ُكلُ َ‬ ‫ْر َ‬ ‫ْر ُئ الْأَ ْك َم َه َوالْأَب َ‬ ‫ُ‬
‫ْرا ِب ِإ ْذ ِن اللَّ ِه َوأب ِ‬
‫َطي ً‬
‫اس فِي الْ َم ْه ِد َو َك ْهلًا َوإِذْ‬ ‫ِّ‬
‫ُس تُ َكل ُم النَّ َ‬ ‫ْ‬
‫وح ال ُقد ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫(‪ ))49‬وفي سورة المائدة (إِذ َق َ‬
‫ْن َم ْر َي َم اذك ْر ِن ْع َمتِي َعليْك َو َعلى َوالِ َدتِك إِذ أيَّ ْدتُك ِب ُر ِ‬ ‫يسى اب َ‬ ‫ال الل ُه َيا ِع َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ون َطي ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ْر ِب ِإذنِي َف َت ْن ُف ُخ فِي َها َف َتك ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يل َوإِذ َت ْخل ُق م َ‬ ‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َوالتَّ ْو َرا َة َوالِإ ْن ِج َ‬
‫ْ‬ ‫َعلَّ ْمتُ َك الْ ِك َت َ‬
‫ص ِب ِإذنِي‬ ‫ْر َ‬ ‫ْر ُئ الأك َم َه َوالأب َ‬ ‫ْرا ِب ِإذنِي َوتُب ِ‬ ‫ين َك َه ْي َئ ِة الطي ِ‬ ‫ِن الط ِ‬
‫ين (‪))110‬‬ ‫ِين َك َف ُروا ِم ْن ُه ْم إِ ْن َه َذا إِلَّا ِس ْح ٌر ُم ِب ٌ‬ ‫ال الَّذ َ‬ ‫ِيل َع ْن َك إِ ْذ ِج ْئ َت ُه ْم ِبالْ َبيِّن ِ‬
‫َات َف َق َ‬ ‫َوإِ ْذ تُ ْخ ِر ُج الْ َم ْو َتى ِب ِإ ْذنِي َوإِ ْذ َك َف ْف ُت َبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫(بإذني) جاءت في سورة المائدة ألن اهلل تعالى يعلم أن هناك من سيدّعي ألوهية عيسى ‪ ‬فقطع عليهم تعالى خط من زعم األلوهية‪ .‬فإذا فهم‬
‫أحدهم من آية سورة آل عمران (بإذن اهلل) أن عيسى هو اهلل كما يقولون افتراء يعود إلى سورة المائدة التي فيها الكالم موجه من اهلل تعالى إلى‬
‫عيسى ‪ ‬حتى يفهم الناس أن الذي يبرئ األكمه واألبرص ويحي الموتى هو اهلل تعالى وليس عيسى ‪ ‬فالقرآن يدعم بعضه بعضًا‪.‬‬
‫آية (‪:)50‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫ِن التَّ ْو َرا ِة (‪ )50‬آل عمران) في هذا الجزء من اآلية تمثيل جميل لحاله المسبق فإنك تعلم أن معنى ما بين يدي أي ما تقدم‬
‫َي م َ‬ ‫ِّقا لِّ َما َبي َ‬
‫ْن َيد َّ‬ ‫صد ً‬‫( َو ُم َ‬
‫قبلي ولكن الغريب في هذا األمر أن الكالم يُفهم منه أنه ذو عهد قريب بنزول التوراة والمعلوم أن بينه أي بين عيسى ‪ ‬ونزول التوراة أزمنة طويلة‬
‫لكن استطاعت هذه الصورة أن تدل على إتصال العمل بأحكامها حتى مجيء عيسى ‪ ‬فكأنها لم تسبقه بزمن طويل‪.‬‬
‫آية (‪:)51‬‬
‫ص َراطٌ‪ُ H‬م ْس ‪H‬تَقِي ٌم ﴿‪﴾36‬‬
‫ص َراطٌ ُم ْستَقِي ٌم ﴿‪ ﴾51‬آل عمران) – ( َوِإ َّن هَّللا َ َربِّي َو َربُّ ُك ْم فَا ْعبُدُوهُ هَ َذا ِ‬
‫*(ِإ َّن هَّللا َ َربِّي َو َربُّ ُك ْ‪H‬م فَا ْعبُدُوهُ هَ َذا ِ‬
‫ص َراطٌ ُم ْستَقِي ٌم ﴿‪ ﴾64‬الزخرف)ما‪ H‬الفرق بين اآليات الكريمات؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫مريم) – (ِإ َّن هَّللا َ هُ َو َربِّي َو َربُّ ُك ْ‪H‬م فَا ْعبُدُوهُ هَ َذا ِ‬
‫ض الَّذِي ُح ِّر َم َعلَ ْي ُك ْم َو ِج ْئتُ ُك ْم ِبآَ َي ٍة‬ ‫ِن التَّ ْو َرا ِة َولِأُ ِح َّل لَ ُك ْم َب ْع َ‬ ‫َي م َ‬ ‫ْن َيد َّ‬ ‫ص ِّد ًقا لِ َما َبي َ‬‫يقول رب العالمين عن سيدنا عيسى عليه السالم قال لبني إسرائيل ( َو ُم َ‬
‫َّ‬
‫ص َراط ُم ْستقِي ٌم ﴿‪ ﴾51‬آل عمران) ثالث آيات آية بآل عمران يقول (إِ َّن الل َه‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫اعبُدُو ُه َه َذا ِ‬ ‫ون ﴿‪ ﴾50‬إِ َّن اللَّ َه َربِّي َو َربُّ ُك ْم َف ْ‬ ‫ِن َربِّ ُك ْم َفاتَّ ُقوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُع ِ‬ ‫مْ‬
‫ون ﴿‪َ ﴾35‬وإِ َّن اللَّ َه َربِّي‬ ‫ول لَ ُه ُك ْن َف َي ُك ُ‬ ‫ضى أَ ْم ًرا َف ِإنَّ َما َي ُق ُ‬ ‫اط ُم ْس َتقِي ٌم) من غير واو (إن اهلل ربي) اآلية الثانية (إِ َذا َق َ‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫اع ُبدُو ُه َه َذا ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َرب َ َ ُّ ْ ْ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ِّي‬
‫ص َراط ُم ْس َتقِي ٌم) ففي سورة مريم فيها إضافة واو‬ ‫ٌ‬ ‫اعبُدُو ُه َه َذا ِ‬ ‫َّ‬
‫ص َراط ُم ْس َتقِي ٌم ﴿‪ ﴾36‬مريم) هنا في واو ( َوإِ َّن الل َه َربِّي َو َربُّ ُك ْم َف ْ‬ ‫ٌ‬ ‫اعبُدُو ُه َه َذا ِ‬ ‫َو َربُّ ُك ْم َف ْ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫أما في اآلية األولى من غير إضافة واو وهي آيتين نفس النسق ما في فرق غير هذه الواو‪ ،‬اآلية الثالثة في الزخرف (إِ َّن الل َه ُه َو َربِّي َو َربُّك ْم‬
‫اط ُم ْس َتقِي ٌم) هذه‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫اعبُدُو ُه َه َذا ِ‬ ‫اط ُم ْس َتقِي ٌم ﴿‪ ﴾64‬الزخرف) هذه اآلية جاءت بثالث صيغ بثالث سور (إِ َّن اللَّ َه َربِّي َو َربُّ ُك ْم َف ْ‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫اعبُدُو ُه َه َذا ِ‬ ‫َف ْ‬
‫اط ُم ْس َتقِي ٌم)‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫اعبُدُو ُه َه َذا ِ‬ ‫اط ُم ْس َتقِي ٌم) هذه فيها واو‪ ،‬الثالثة (إِ َّن اللَّ َه ُه َو َربِّي َو َربُّ ُك ْم َف ْ‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫اعبُدُو ُه َه َذا ِ‬ ‫صيغة إن الثانية ( َوإِ َّن اللَّ َه َربِّي َو َربُّ ُك ْم َف ْ‬
‫ص َر ٌ‬
‫اط‬ ‫اعبُدُو ُه َه َذا ِ‬ ‫تكررت هذه اآليات ثالث مرات وكل مرة فيها زيادة الثانية فيها زيادة واو والثالثة فيها زيادة هو ما الفرق؟ (إِ َّن اللَّ َه َربِّي َو َربُّ ُك ْم َف ْ‬
‫ُم ْس َتقِي ٌم) هذا للتأكيد رجل يسأل من ربك؟ تقول له إن اهلل ربي حينئ ٍذ هذا الرجل الذي سألك قلت له إن اهلل ربي أكدت له أنت كان بإمكانك أن تقول له‬
‫(وإِ َّن اللَّ َه َربِّي) لو تقرأ اآليات التي قبلها تراها تمامًا بالضبط‬ ‫اهلل ربي لكن لكي تؤكد له المعنى قلت إن اهلل ربي‪ ،‬طيب هذا جواب لسائل‪ .‬الثانية َ‬
‫ُ‬
‫ِن َربِّك ْم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ض الذِي ُح ِّر َم َعل ْيك ْم َو ِجئتك ْم ِبآ َي ٍة م ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ِن التَّ ْو َرا ِة َولِأ ِحل لك ْم َب ْع َ‬ ‫َي م َ‬ ‫ْن َيد َّ‬ ‫ص ِّد ًقا لِ َما َبي َ‬‫هكذا مرة سيدنا عيسى يعرض نفسه ال يجادله أحد قال ( َو ُم َ‬
‫اط ُم ْس َتقِي ٌم) حينئ ٍذ سيدنا عيسى عليه السالم كان يعظهم جاء يعلمهم الدين إن اهلل‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫اع ُبدُو ُه َه َذا ِ‬ ‫ون ﴿‪ ﴾50‬إِ َّن اللَّ َه َربِّي َو َرُّب ُك ْم َف ْ‬ ‫َفاتَّ ُقوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُع ِ‬
‫‪ 3‬في اآلية الثانية صار نقاش بينه وبينهم قالوا نحن نريد آية أخرى مش معقول أنت عبد من عباد اهلل أنت فالن الفالني أنت ابن‬ ‫ربي وربكم بالتأكيد‪.‬‬
‫(وإِ َّن اللَّ َه َربِّي َو َربُّك ْم) هذه الواو مع إن للمنكر واحد تقول له أنت ناجح ال يصدق فأقول له إنك ناجح تأكيد الحظ إذا ما صدق تقول له‬ ‫ُ‬ ‫اهلل فقال ال َ‬
‫وإنك ناجح هذه كأنها واو قسم فاألولى لسائل والثانية لمنكِر‪ .‬إذًا قلنا بأن هذه اآليات الثالث التي تتكلم عن حوار سيدنا عيسى عليه السالم مع قومه‬
‫األولى يؤكد لهم (إِ َّن اللَّ َه َربِّي َو َرُّب ُك ْم) ثم مرت سنين على الدعوة المسيحية من السماء وصار فيها خالفين كما هو معروف في القرآن الكريم وفي‬
‫ْحا َن ُه إِ َذا‬‫ِن َولَ ٍد ُسب َ‬ ‫ان لِلَّ ِه أَ ْن َيتَّ ِخ َذ م ْ‬
‫ون ﴿‪َ ﴾34‬ما َك َ‬ ‫ْن َم ْر َي َم َق ْو َل الْ َح ِّق الَّذِي فِي ِه َي ْم َت ُر َ‬ ‫عيسى اب ُ‬ ‫ِك َ‬ ‫اإلنجيل والتوراة حينئ ٍذ نقول قال رب العالمين ( َذل َ‬
‫ص َراط ُم ْس َتقِي ٌم ﴿‪ ﴾36‬مريم) يتكلم عن هؤالء الذين قالوا أنت ابن اهلل‬ ‫ٌ‬ ‫اعبُدُو ُه َه َذا ِ‬ ‫ون ﴿‪َ ﴾35‬وإِ َّن اللَّ َه َربِّي َو َربُّك ْم َف ْ‬
‫ُ‬ ‫ضى أَ ْم ًرا َفِإنَّ َما َي ُق ُ‬
‫ول لَ ُه ُك ْن َف َي ُك ُ‬ ‫َق َ‬
‫ُم ُت َحيًّا ﴿‪َ ﴾31‬و َب ًّرا ِب َوالِ َدتِي‬ ‫الزكا ِة َما د ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الصلا ِة َو َّ‬ ‫صانِي ِب َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْن َما ك ْن ُت َوأ ْو َ‬ ‫َ‬
‫اركا أي َ‬‫ً‬ ‫َ‬
‫اب َو َج َعلنِي َن ِبيًّا ﴿‪َ ﴾30‬و َج َعلنِي ُم َب َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فقال (قال إِنِّي َع ْب ُد الل ِه آ َتان َ‬
‫ِي ال ِك َت َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ان لِل ِه أ ْن‬ ‫َ‬
‫ون) يجادلون ( َما ك َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْن َم ْر َي َم ق ْول ال َحق الذِي فِي ِه َي ْمت ُر َ‬ ‫َ‬ ‫عيسى اب ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّارا َشقِيًّا ﴿‪ ﴾32‬مريم) أنا عبد من عباد اهلل إلى أن قال (ذلِك َ‬ ‫َولَ ْم َي ْج َعلْنِي َجب ً‬
‫جواب لمنكِر قالوا ال أنت لست عبدًا من عباد اهلل أنت ابنه أنت إله أيضًا هذا منكر‪ .‬الحالة‬ ‫ٌ‬ ‫ْحا َنهُ) قال لهم ( َوإِ َّن اللَّ َه َربِّي َو َربُّ ُك ْم) هذا‬ ‫ِن َولَ ٍد ُسب َ‬ ‫َيتَّ ِخ َذ م ْ‬
‫ون فِي ِه (‪ )63‬الزخرف) بعض وليس كله بل‬ ‫ض الذِي َت ْخ َتلُِف َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّن لَ ُك ْم َب ْع َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ال َق ْد ِج ْئتُ ُك ْم ِبال ِح ْك َم ِة َولِأ َبي َ‬‫َات َق َ‬ ‫ْ‬
‫يسى ِبال َبيِّن ِ‬ ‫الثالثة فرقة ثانية تقول ( َولَ َّما َجا َء ِع َ‬
‫بعض انظر إلى دقة القرآن الكريم ما استطاع لهم أن يبين لهم كل الذي يختلفون فيه وكأن هذا من قدر هذا الكون ال يمكن ألح ٍد أن يوحد بين أتباعه‬
‫(ولَا‬
‫بالكامل ليس في وسع بشر من األنبياء أو الرسل أو غيرهم أن يوحد أتباع دين من األديان على ما أنزل اهلل من الحق ال بد من االختالف َ‬
‫ون‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫ض الَّذِي َت‬ ‫ِّن لَ ُك ْم َب ْع َ‬‫ال َق ْد ِج ْئتُ ُك ْم ِبالْ ِح ْك َم ِة َولِأَُبي َ‬ ‫َات َق َ‬ ‫يسى ِبالْ َب ِّين ِ‬ ‫(ولَ َّما َجا َء ِع َ‬ ‫ِين ﴿‪ ﴾118‬هود) ولذلك خلقهم سيدنا عيسى مرسل َ‬ ‫ون ُم ْخ َتلِف َ‬ ‫َي َزالُ َ‬
‫ص َراط ُم ْس َتقِي ٌم ﴿‪ ﴾64‬الزخرف) (إِ َّن اللَّ َه ُه َو َربِّي) هنا هذا لماذا قال ذلك؟ ألن‬ ‫ٌ‬ ‫اعبُدُو ُه َه َذا ِ‬ ‫ون ﴿‪ ﴾63‬إِ َّن اللَّ َه ُه َو َربِّي َو َربُّ ُك ْم َف ْ‬ ‫َ‬
‫فِي ِه َفاتَّ ُقوا اللَّ َه َوأ ِطي ُع ِ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾80‬الشعراء) كلمة هو عن‬ ‫ْ‬
‫ض ُت َف ُه َو َيشف ِ‬ ‫اليهود قالوا أن المسيح هذا ابن اهلل فما أفردوا الربوبية‪ .‬ما الذي قاله سيدنا إبراهيم؟ ( َوإِ َذا َم ِر ْ‬
‫ض ُت‬ ‫(وإِذا َم ِر ْ‬ ‫َ‬ ‫ِين) قال يطعمني ويسقيني الخ َ‬ ‫ْ‬
‫ض ُت ف ُه َو َيشف ِ‬ ‫َ‬ ‫المرض فقط ال تظن أن الطبيب هو الذي شافاك الطبيب سبب‪ ،‬المشافي هو اهلل ( َوإِ َذا َم ِر ْ‬
‫ِين) ألن الطعام والسقي تعرف هذه من اهلل لكن الشفاء يمكن تقول ال من الطبيب أو الدواء نعم هذه أسباب لكن المشافي الذي وضع قوة‬ ‫َف ُه َو َي ْشف ِ‬
‫الشفاء في هذا الدواء هو اهلل عز وجل‪.‬‬
‫آية (‪:)52‬‬
‫اريِّينَ َأ ْن َآ ِمنُوا بِي َوبِ َرسُولِي قَالُوا َآ َمنَّا َوا ْشهَ ْ‪H‬د بَِأنَّنَا ُم ْسلِ ُمونَ (‪ H)111‬المائدة) و(فَلَ َّما َأ َحسَّ‬ ‫ْت ِإلَى ْال َح َو ِ‬
‫* ما الفرق بين ( َوِإ ْذ َأوْ َحي ُ‬
‫اش‪H‬هَ ْد بَِأنَّا ُم ْس‪H‬لِ ُمونَ (‪ H)52‬آل عم‪HH‬ران)؟‬ ‫اريُّونَ نَحْ نُ َأ ْن َ‬
‫ص‪H‬ا ُ‪H‬ر هَّللا ِ َآ َمنَّا بِاهَّلل ِ َو ْ‬ ‫اري‪ِ H‬إلَى هَّللا ِ قَا َل ْال َح َو ِ‬ ‫ِعي َسى ِم ْنهُ ُم ْال ُك ْف َر قَا َل َم ْن َأ ْن َ‬
‫ص ِ‬
‫(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫يسى ِم ْن ُهم(ُ ‪ ‬كلمة منهم إشارة إلى بني إسرائيل‪ ،‬بعد أن كلّمهم ودعاهم وأظهر لهم المعجزات وطالبوه بإحياء‬ ‫س ِع َ‬ ‫فى آية آل عمران ‪َ (:‬فلَ َّما أَ َح َّ‬
‫الموتى وإبراء األكمه واألعمى يبصر‪ .‬بعد كل هذه المعجزات المفروض اإلنسان أن ال تأخذه العزة باإلثم‪ .‬لما يرى هذه األشياء وهي معجزات‬
‫ملموسة ومشاهدة من قبل مئات من الناس وليس شخصًا واحدًا‪ .‬مع ذلك كفروا به وقالوا هذا سحر وأنت ساحر والسحرة يفعلون هذا‪ .‬فأحس عيسى‬
‫توجه إليهم بالدعوة وبالسؤال‪ :‬من يناصرني إلى إبالغ دين اهلل عز وجل؟ هذه الشريعة؟ إذن هو يسأل عمن ينصره؟ عن‬ ‫‪ ‬منهم الكفر عند ذلك ّ‬
‫ّ‬
‫أنصار والنصرة تقتضي الجمع‪( .‬من أنصاري إلى اهلل)‪  ‬قال الحواريون (والحواري في اللغة بمعنى المنقى المص ّفى بحيث لما تذهب عنه الشوائب‬
‫يكون أبيض كالثوب األبيض منقى من الشوائب)‪( .‬قال الحواريون نحن أنصار اهلل) كان يمكن أن يكتفوا بقول (نحن) وإنما أرادوا أن يوضحوا‬
‫ويبينوا أي نحن أنصار دين اهلل‪ ،‬فقولهم أنصار اهلل فيه بيان وتأكيد‪( .‬آمنا باهلل) ألن هو سألهم من أنصاري إلى اهلل؟ فقالوا آمنا باهلل الذي تدعوننا‬
‫لنصرة دينه (واشهد بأنا مسلمون)فعل أمر لعيسى ‪ ‬اشهد علينا أننا مطبقون لشرع اهلل‪ ،‬لهذا اإليمان‪ .‬اإليمان في القلب ال يظهر واإلسالم تطبيق‬
‫‪ 3‬في ّ‬
‫(أن) حتى‬ ‫‪ 3‬فيها معنى الضم‪ .‬فقلّل التوكيد‬ ‫عملي فنحن نطبق عمليًا‪ .‬اآليات تضمنت تأكيدات وبيان‪ :‬أنصار اهلل‪ ،‬آمناباهلل‪ ،‬بأنا‪ّ ،‬‬
‫وأن للتوكيد‬
‫(أن والتحقت بها‪ :‬نا) نحن عندنا األحرف المشبهة بالفعل فيها‬ ‫يتوصل إلى اإلدغام الموحي بصورة الجمع ولم يقل (بأننا) ألن فيها تفريق‪.‬أصلها ّ‬
‫المعظم لنفسه يكون عندنا ثالث نونات فأحيانًا العرب يخففون بحذف‬ ‫ِّ‬ ‫‪ 3‬أو‬
‫إن منتهية بنون مشددة لما تلتحق بها (نا) التي هي للمتكلمين‬ ‫لكن ّ‬
‫كأن‪ّ ،‬‬
‫أن‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫إحدى النونين فيقولون إنّي وإنّك‪ .‬مع (نا)‪  ‬للمتكلمين يفعل الشيء نفسه إنّا وإننا‪ ،‬لكنا ولكننا وكأنا وكأننا ما أن يحافظ على كيانها فتكون (نا)‬
‫مفصولة عنها (إننا‪ ،‬كأننا‪ ،‬لكننا)‪ .‬وإما أن يخفف بحذف النون الثانية فتدغم النون األولى ألنها نون الضمير فتصير‪ :‬كأنا‪ ،‬لكنا‪ ،‬إنا‪ .‬فهنا حذف‬
‫وتوصل عن طريق هذا إلى اإلدغام المشعِر بهذا اإللتصاق بين أنصار اهلل‪  ‬لذا قال (واشهد بأنا مسلمون)‬
‫ّ‬ ‫وخفف ألن التوكيدات كثرت فخفف التأكيد‬
‫ّ‬
‫ولم يقل بأننا ألن الصورة صورة مناصرة يراد لها صف وقرب وإلتصاق‪.‬‬
‫(إن) كاملة حتى يكون‬‫في آية المائدة الكالم على اإليمان وهو إلهام اهلل عز وجل لهذه الصفوة أن تؤمن‪ ،‬و هذه اآلية ليس فيها تأكيدات فحوفظ على ّ‬
‫فيها التأكيد إلسالمهم‪( .‬واشهد بأننا) أننا آكد من أنّا من حيث التأكيد‪( .‬واشهد بأننا مسلمون) فيها إلتفات‪ .‬قال آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد‬
‫بأننا مسلمون ولم يقولوا مؤمنون ألن اإليمان ال يظهر وعيسى عليه السالم يحتاج لمن يظهر له عالمة اإليمان وعالمة اإليمان التطبيق (اإلسالم)‬
‫النبي يريد منهم أن يظهروا إسالمهم واشهد أننا مطبقون لهذا اإليمان ألن اإليمان يكون ضمنًا‪.‬‬
‫اش‪H‬هَ ْ‪H‬د بَِأنَّنَا ُم ْس‪H‬لِ ُمونَ ﴿‬
‫اش‪H‬هَ ْ‪H‬د بَِأنَّا ُم ْس‪H‬لِ ُمونَ ﴿‪ ﴾52‬آل عم‪H‬ران) – (قَ‪H‬الُوا َآ َمنَّا َو ْ‬
‫*ما سبب اختالف الضمير بين اآلي‪H‬تين(َآ َمنَّا بِاهَّلل ِ َو ْ‬
‫‪ ﴾111‬المائدة)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ون ﴿‪ ﴾52‬آل عمران) بأنا مسلمون نون واحدة الحواريون يخاطبون‬ ‫اش َه ْد ِبأَ َّنا ُم ْسلِ ُم َ‬
‫ار اللَّ ِه آَ َم َّنا ِباللَّ ِه َو ْ‬
‫صُ‬ ‫َح ُن أَ ْن َ‬
‫ُّون ن ْ‬ ‫ال الْ َح َو ِ‬
‫اري َ‬ ‫مرة يقول تعالى ( َق َ‬
‫َ‬
‫ِّين أ ْن‬
‫اري َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سيدنا المسيح عليه السالم هو قال من أنصاري قال نحن وأشهد بأنا مسلمون يا عيسى هذه بأنا‪ ،‬في سورة المائدة ( َوإِذ أ ْو َحي ُ‬
‫ْت إِلى ال َح َو ِ‬
‫اش َه ْد ِبأَناَّ‬
‫(و ْ‬
‫ون ﴿‪ ﴾111‬المائدة) لماذا في األولى الحواريون قالوا لسيدنا عيسى عليه السالم َ‬ ‫اش َه ْد ِبأَنَّنَا ُم ْسلِ ُم َ‬
‫آَ ِمنُوا ِبي َو ِب َر ُسولِي َقالُوا آَ َمنَّا َو ْ‬
‫ون) (بأننا)؟ أنتم تعرفون أن كلمة أنّا غير كلمة أننا‪ ،‬أننا أشد‬ ‫اش َه ْد ِبأَنَّنَا ُم ْسلِ ُم َ‬
‫(و ْ‬
‫ون) (أنا) نون واحدة ولماذا لما تكلموا مع رب العالمين قالوا َ‬ ‫ُم ْسلِ ُم َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫قوة وتأكيدًا وثباتًا ويقينًا اهلل قال (إِنِّي أنَا الل ُه ﴿‪ ﴾30‬القصص) و (إِنَّنِي أنَا الل ُه ﴿‪ ﴾14‬طه) وإن كان في فرق بين الـ (إن) فالـ (إن) هذه غير هذه‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َزلْنَا ﴿‪﴾9‬الحجر) إنا الحظ مرة يقول إننا‪ .‬حينئ ٍذ لماذا رب العالمين نفس الحواريين وبنفس الشهادة‬ ‫َح ُن ن َّ‬‫الـ (إن) لكن التعبير في النهاية واحد (إِنَّا ن ْ‬
‫نحن مسلمين يعني موحدين كلمة مسلمون موحدون كل موحد هلل عز وجل توحيدًا مطلقًا هو مسلم سواء كان يهوديًا أو نصرانيًا أو مسلمًا أو ما‬
‫شاكل ذلك‪ .‬الفرق أن المسلمون أطلق اهلل عليهم نفس االسم يعني واحد اسمه كريم وهو أيضًا كريم واحد كريم جدًا اسمه عبد اهلل فاليهودي‬
‫والنصراني نفس واحد مسلم قال أنا ليس لي رب إال اهلل هذا مسلم من حيث فعله ولكن عنوانه هذا يهودي وهذا مسيحي أو نصراني كما هو لغة‬
‫ون) فباهلل‬ ‫اش َه ْد ِبأَنَّنَا ُم ْسلِ ُم َ‬
‫ون) ومرة قالوا ( َو ْ‬ ‫اش َه ْد ِبأَنَّا ُم ْسلِ ُم َ‬
‫القرآن المسلم اسمه ودينه نفس الشيء قال أنا مسلم إذن لماذا الحواريون مرة قالوا ( َو ْ‬
‫ْت) كيف اهلل أوحى‬ ‫(وإِ ْذ أَ ْو َحي ُ‬
‫عليكم واحد يتكلم مع نبي قال يا جماعة أنتم مسلمين قالوا واهلل يا عيسى اشهد بأنا مسلمون رب العالمين قال َ‬
‫للحواريين؟ شيء ثاني إما أوحى لهم بعض المسلمين العلماء يقولون أن الحواريين كانوا أنبياء مثل أخوة يوسف األسباط كانوا أنبياء كذلك حواريي‬
‫ال النبي شيء والرسول شيء فإذا كان هذا الرأي صائب أو على هذا الرأي إن اهلل أوحى لهم قال يا‬ ‫عيسى عليه السالم أيضًا كانوا أنبياء وليسوا رس ً‬
‫حواريين هل آمنتم بأني أنا ربكم؟ قالوا نعم يا ربنا واشهد بأننا مسلمون‪ .‬التخاطب مع رب العالمين فال بد أن يكون اإلسالم على يقين مطلق يا رب‬
‫ال بأنك واحد أحد ال شريك لك واشهد علينا بأننا مسلمون هذا مع اهلل ألن هذا مطلق‪ .‬رب العالمين يعلم‬ ‫العالمين اشهد علينا بأننا موقنون إيقانًا كام ً‬
‫الغيب ال يمكن أن يكذبوا وال يمكن ألحد منهم أن يخفي في قلبه شيء فعندهم طالقة وإطالق في اليقين مع اهلل عز وجل قالوا واشهد بأننا يا ربنا‬
‫مسلمون واحد تسأله هل تحب الملك؟ يقول أشهدك بأني أحب الملك ثم الملك نفسه سأله قال له يا فالن هل تحبني؟ قال له يا صاحب الجاللة اشهد‬
‫ون) من حيث اهلل قال أنا‬ ‫اش َه ْد ِبأَنَّنَا ُم ْسلِ ُم َ‬
‫(و ْ‬‫ون) وقولهم هلل عز وجل َ‬ ‫اش َه ْد ِبأَنَّا ُم ْسلِ ُم َ‬
‫بأنني أحبك‪ .‬إذًا هذا الفرق بين قول الحواريين لسيدنا عيسى ( َو ْ‬
‫وحي باإللهام كما أوحى إلى أم‬ ‫وحي مباشر وإذا لم يكونوا أنبياء فهو ُ‬ ‫أوحيت تكلمت مع الحواريين (أَ ْن آَ ِمنُوا ِبي َو ِب َر ُسولِي) فإن كانوا أنبياء هذا ٌ‬
‫اش َه ْد ِبأَنَّنَا‬
‫(و ْ‬ ‫ضعِي ِه ﴿‪ ﴾7‬القصص)‪ .‬إذًا هكذا هو الفرق بين قول الحواريين في سورتين بالمائدة َ‬ ‫وسى أَ ْن أَ ْر ِ‬ ‫موسى وأوحى للنحل ( َوأَ ْو َح ْينَا إِلَى أُ ِّم ُم َ‬
‫ال نبيًا‬ ‫ون) الخطاب مع سيدنا عيسى وقطعًا الخطاب مع بشر ولو كان مرس ً‬ ‫اش َه ْد ِبأَنَّا ُم ْسلِ ُم َ‬
‫ون) الخطاب مع اهلل عز وجل وفي آل عمران ( َو ْ‬ ‫ُم ْسلِ ُم َ‬
‫غير الخطاب مع رب العالمين عز وجل من هنا ترى أن هذا الكتاب العزيز ما فيه شيء زائد ومن المؤسف أنك تسمع أو تقرأ في بعض التفاسير‬
‫هذه الواو زائدة إذا ما زائدة إن زائدة الم زائدة هذا غير صحيح قد يكون في زيادة من ناحية اإلعراب أما بالمعنى فليس هنالك حركة وال حرف وال‬
‫ون ﴿‪﴾95‬‬ ‫ِن الْ َح ِّي َذلِ ُك ُم اللَّ ُه َفأَنَّى تُ ْؤ َف ُك َ‬
‫ِّت م َ‬‫ِّت َو ُم ْخ ِر ُج الْ َمي ِ‬
‫ِن الْ َمي ِ‬‫ُخ ِر ُج الْ َح َّي م َ‬ ‫فعل ماضي وال بماضي يأتي مضارع وال مضارع يأتي اسم فاعل (ي ْ‬
‫ون) وقس‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫(واش َه ْد ِبأننَا ُم ْسلِ ُم َ‬‫ْ‬ ‫ون) و َ‬ ‫األنعام) إال وله معنى وصورة أخرى هكذا كلمة (إِنِّي أَنَا اللَّهُ) و (إِنَّنِي أنَا اللهُ) هناك حالتين ( َواش َه ْد ِبأنا ُم ْسلِ ُم َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫على هذا حيث ما جاءك هذا األمر هذا الكتاب الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‪.‬‬
‫اري ِإلَى هَّللا ِ‬
‫ص ِ‬‫اريِّينَ َم ْن َأن َ‬
‫صا َ‪H‬ر هَّللا ِ َك َما قَا َل ِعي َسى ابْنُ َمرْ يَ َم لِ ْل َح َو ِ‬
‫*في سورة الصف قال تعالى ‪(:‬يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ َآ َمنُوا ُكونوا َأن َ‬
‫اري ِإلَى هّللا ِ‬
‫ص ِ‬‫ال َم ْن َأن َ‬
‫نصا ُر هَّللا ِ (‪ ))14‬وفي‪ H‬آل عمران تكررت اآلية (فَلَ َّما َأ َحسَّ ِعي َسى ِم ْنهُ ُم ْال ُك ْف َر قَ َ‬ ‫اريُّونَ نَحْ نُ َأ َ‬
‫قَا َل ْال َح َو ِ‬
‫نصا ُر هّللا ِ آ َمنَّا بِاهّلل ِ َوا ْشهَ ْد بَِأنَّا ُم ْسلِ ُمونَ (‪ ))52‬عيسى ينسب النصرة إليه وهم يقولون نحن أنصار هللا‬ ‫اريُّونَ نَحْ نُ َأ َ‬
‫قَا َل ْال َح َو ِ‬
‫مباشرة فما داللة هذا؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫نص ْر ُك ْم (‪ )7‬محمد) ينصر دينكم‪ ،‬فمن يكون‬ ‫نص ُروا اللَّ َه َي ُ‬ ‫اري إِلَى اللِهّ)؟ هذا التعبير يحتمل معنيين‬
‫‪ 3‬األول أنا أنصر اهلل (إِن َت ُ‬ ‫نص ِ‬‫ال ما معنى ( َم ْن أَ َ‬ ‫أو ً‬
‫نص ُروا اللَّ َه‬
‫معي في نصرة دين اهلل؟ أنا أنصر حتى أنتهي إلى اهلل‪ ،‬حتى أفضي إلى ربي حتى نصل إلى ربنا‪ .‬فمن يكون معي في نصرة اهلل (إِن َت ُ‬
‫نص ْر ُك ْم)؟ أنا أنصر اهلل أنصر دينه فمن يكون معي في ذلك؟ هذا شكل والشكل الثاني إن اهلل ينصرني في هذا األمر فمن يكون معي في نصرة اهلل‬ ‫َي ُ‬
‫اري إِلَى اللِهّ) يعني أنا سأفعل وينصرني اهلل بشكل ما‬ ‫نص‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫(‬ ‫بـ‬ ‫عنها‬ ‫يعبر‬ ‫وهذه‬ ‫األمر؟‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫معي‬ ‫يكون‬ ‫فمن‬ ‫يؤيدني‬ ‫يعني‬ ‫ينصرني‬ ‫إياي؟‬
‫َ ِ‬ ‫َ‬
‫‪3‬‬
‫‪ 3‬وقد ذكرهما المفسرون واآلية تستوعب المعنيين‪.‬‬ ‫فمن يكون معي في ذلك؟‪ ،‬أنا أنصره وهو ينصرني فمن يكون معي؟ هذا السؤال يحتمل المعنيين‬
‫‪3‬‬ ‫نص ُروا اللَّ َه َي ُ‬
‫نص ْر ُك ْم) ولذلك األمران مطلوبان والمعنيين‬ ‫ومن ينصر دين اهلل ينصره اهلل هي متالزمة وفي الحالتين يجمعهما قوله تعالى (إِن َت ُ‬
‫‪ 3‬من يكون نصيرًا معي لدين اهلل واهلل ينصره؟ نصر اهلل له صور كثيرة وليس له‬ ‫نص ُروا اللَّ َه َي ُ‬
‫نص ْر ُك ْم) فيها المعنيين‬ ‫ذكرهما المفسرون ألن (إِن َت ُ‬
‫صورة واحدة‪ ،‬التثبيت هو نوع من النصر وكون اإلنسان ثابتًا على دينه والفتنة ال تضره هذا نصر‪ .‬إذن هذان المعنيان هما مما يجمعهما قوله‬
‫نص ْر ُك ْم)‪ .‬يبقى السؤال لماذا قال نحن أنصار اهلل؟ ولم يقل نحن أنصارك إلى اهلل؟ هم لإلعالم بأنهم سينصرونه وإن لم يكن‬ ‫نص ُروا اللَّ َه َي ُ‬
‫تعالى (إِن َت ُ‬
‫معهم حتى لو مات أو قتل ألنهم لو قالوا نحن أنصارك إلى اهلل سيتعلق التصر بوجوده إذا كان معهم (أنصارك) فإذا أفضى انفضوا‪ ،‬نحن أنصارك‬
‫ار اللِهّ) يعني سنكون سواء كنت معنا أو لم تكن معنا على اإلطالق‪ .‬لو‬ ‫َح ُن أَ َ‬
‫نص ُ‬ ‫‪ 3‬نحن أنصار فالن فإذا ذهب انتهى األمر‪ .‬قالوا (ن ْ‬ ‫انتهى ما بينهما‪،‬‬
‫قالوا نحن أنصارك إلى اهلل معناه أن النصرة ستنقطع بعد ذهابه لكن لما قالوا نحن أنصار اهلل النصرة ال تنقطع حتى بعد ذهابه‪ .‬حتى هو لم يقل من‬
‫اري إِلَى اللِهّ) ألنه لو قال من أنصار اهلل؟ الدّعى كل واحد أنه أنصار اهلل وحتى اليهود تقول نحن أنصاره‪ .‬إذن هو‬ ‫أنصار اهلل؟ وإنما قال ( َم ْن أَ َ‬
‫نص ِ‬
‫يريد نصرة اهلل عن طريق الدين الذي جاء به فهو مكلف ورسول ولم يرد أن يعمم السؤال وإال لقال كل واحد نحن أنصار اهلل من وجهة نظرهم‪.‬‬
‫ار اللِهّ) لم يقولوا نحن‬ ‫َح ُن أَ َ‬
‫نص ُ‬ ‫اري إِلَى اللِهّ) ولم يقل من أنصار اهلل؟ السؤال فيه نظر واإلجابة فيها نظر أيضًا‪ .‬واإلجابة (ن ْ‬ ‫إذن السؤال ( َم ْن أَ َ‬
‫نص ِ‬
‫أنصارك يعني هو ما يسأل من أنصار اهلل؟ ألنه سيجيب كثيرون وسيدّعون أنهم أنصار اهلل وإن لم يكونوا من أتباعه‪ .‬الكل أنصار اهلل واإلجابة لم‬
‫ال صادقون ولم‬ ‫تكن نحن أنصارك إلى اهلل حتى ال تكون متعلقة به وإنما باهلل مباشرة حتى لو ذهب وهذا يعلم صدقهم من خالل هذا الكالم فهم فع ً‬
‫يربطوا اإلجابة به شخصيًا وإنما بأصل الرسالة وأصل الدعوة‪.‬‬
‫ال هذا الكالم؟‬ ‫سؤال‪ :‬هل قالوا فع ً‬
‫هم قالوا مدلول هذا الكالم ألن ربنا سبحانه وتعالى حتى لو كان بغير لسان العرب يترجم أدق الترجمة لكن بأسلوب معجز‪ ،‬أدق الترجمة وينقل‬
‫المعاني أدقهل لكن بأسلوب معجز‪ .‬هم لم يتكلموا العربية فربنا نقل عنهم معنى الكالم تمامًا بأسلوبه المعجز كما قالوا وبالتالي حينما نقل عن‬
‫فرعون نقل الكالم الذي يريده فرعون لكن بأسلوب معجز وتعبير أدبي‪ .‬أنا قرأت ترجمات لشاعر مترجمين مختلفين هي المعاني واحدة لكن لكل‬
‫مترجم أسلوب مختلف بحسب ما أوتي من قوة بيان قصص نقرأها مترجمة لكن المترجم يعطيها وإن كانت األحداث هي واحدة لكن كيف تصاغ‬
‫وكيف تنقل؟ هذا ما حدث بالفعل لكن اهلل تعالى نقله لنا بأسلوب معجز‪.‬‬
‫‪:‬آية (‪)54‬‬
‫(و َم َكرُوا‪َ H‬و َم َك َر هَّللا ُ َوهَّللا ُ خَ ْي ُر ْال َما ِك ِرينَ (‪ )54‬آل عمران) ولماذا سماه هللا تعالى المكر؟(د‪.‬حسام‬
‫* ما هو المكر في قوله تعالى َ‬
‫النعيمى)‬
‫ين) هم دبروا واهلل عز وجل يدبّر وهو خير المدبرين‪.‬‬ ‫ْر الْ َماك ِ‬
‫ِر َ‬ ‫(و َم َك ُروا َو َم َك َر اللَّ ُه َواللَّ ُه َخي ُ‬
‫المكر في اللغة معناه التدبير‪ ،‬أن يدبر الشيء يرتبه‪َ .‬‬
‫آية (‪:)55‬‬
‫ُك ِمنَ الَّ ِذينَ َكفَ ‪H‬رُوا (‪ )55‬آل‬
‫ي َو ُمطَهِّر َ‪H‬‬ ‫*ما هي طبيعة وفاة عيسى في قوله تعالى (ِإ ْذ قَا َل هَّللا ُ يَا ِعي َسى ِإنِّي ُمتَ َوفِّي‪Hَ H‬‬
‫‪H‬ك َو َرافِ ُع‪HH‬كَ ِإلَ َّ‬
‫عمران) كيف يتوفاه هللا تعالى مع أننا نقول أنه ح ٌّي لم يُتوفى؟(د‪.‬حسام‪ H‬النعيمى)‬
‫قبل أن نخوض في مسألة عيسى ‪ ‬نحتاج الى تلخيص موجز جدًا‪  ‬فنقول إن الحياة هي وعاء للروح‪ ،‬هذا الوعاء ينكسر بالموت أو القتل فإذا انكسر‬
‫الوعاء توفيت الروح أو ُق ِبضت هذه الصورة األولى صورة انكسار الحياة وقلنا أن الحياة غير الروح فأن يكون الشيء حيًّا ليس شرطًا أن تكون فيه‬
‫وق ِبضت ولكن كل أجهزة جسمه تشتغل إنما‬ ‫روح‪ .‬والصورة الثانية التي تقبض فيها الروح هي صورة النائم وهو ليس ميّتًا‪ ،‬النائم أُ ِخذت روحه ُ‬
‫تشتغل بحدود معينة أما روحه فتسرح في ملكوت اهلل تعالى ولذا فإنها ترى ما ال يراه وهو يقظان‪ .‬أحيانًا روح االنسان ترى أشياء ممكن أن يكون‬
‫يراها وهي مستقبل أو تؤ ّول كما ورد في القرآن الكريم في سورة يوسف في قضية الملك وسبع سنبالت تأويلها مستقبلي وفي بعض األحيان يرى‬
‫االنسان شيئًا لو كان يقظانًا ال يراه وهو يقع في حاله‪ .‬روح النائم خارج الوعاء واهلل تعالى يردها الى الوعاء ولذلك نتكلم بجوار النائم فال يسمع‬
‫حي لكن ليس فيه روح‪ .‬وقلنا أن النطفة فيها حياة‬ ‫بعض األجهزة تكون معطلة مؤقتًا أما سائر األجهزة كالقلب وضخ الدم والتنفس فكلها تعمل فهو ّ‬
‫باتفاق العلماء لكن ليس فيها روح حتى ينفخ فيها الملك الروح بعد ‪ 120‬يومًا وهذه مسألة فقهية‪.‬‬
‫عندنا صورتان لخروج الروح بالموت (مفارقة الحياة) إما بالموت أو القتل وبالنوم‪ .‬عيسى ‪ ‬وجوده معجزة حقيقة‪ُ ،‬و ِجد بمعجزة (وجوده من األم‬
‫شيء معجز)‪ .‬فمجيء الحياة إليه معجزة فمفارقته الحياة معجزة أيضًا لذلك نقول هو صورة ثالثة للوفاة (الوفاة إما بانتهاء الحياة أو النوم) بالنسبة‬
‫ورفِع جسمه حيًّا (الموت هو توقف أجهزة وأجزاء الجسم) هي صورة ثالثة معجزة لعيسى ‪ .‬ل ّما ُرفِع الى السماء بجسمه‬ ‫لعيسى ‪ ‬قبضت روحه ُ‬
‫الحي وبروحه التي استوفيت وق ِبضت تعود روحه إلى جسمه ألن الرسول ‪ ‬رآه مع سائر األنبياء بأجسامهم وأرواحهم في رحلة المعراج ألن‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وجه الى‬‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫و‬ ‫يوم‬ ‫وسيأتي‬ ‫السماء‬ ‫في‬ ‫يحياها‬ ‫التي‬ ‫الحياة‬ ‫أن‬ ‫المسلمين‬ ‫عقيدة‬ ‫في‬ ‫خصوصية‬ ‫له‬ ‫‪‬‬ ‫وعيسى‬ ‫وأجسادهم‬ ‫أرواحهم‬ ‫لهم‬ ‫ّت‬ ‫د‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫أيضًا‬ ‫األنبياء‬
‫األرض‪ .‬في نزوله نحن عندنا المسيح عندما ينزل في األحاديث الصحيحة أنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية‪ .‬كسر الصليب وقتل‬
‫وسعه إال أن يتّبعني" النبي السابق إذا ُكتِب‬ ‫الخنزير تؤيد الحديث الصحيح اآلخر الذي يقول فيه ‪ " ‬والذي نفسي بيده لو كان موسى بين أظهركم ما ِ‬
‫‪ 3‬محمد ‪ ‬وهو أحد اتباع رسول اهلل ‪ ‬وال ينزل بشريعته هو‪ ،‬إن‬ ‫له أن يعود الى األرض ينبغي له أن يتّبع النبي الالحق‪ .‬فعيسى ‪ ‬سينزل بدين‬
‫شريعته نُ ِسخت بشريعة محمد ‪.‬‬
‫إلي) فقط؟‬
‫لكن اهلل تعالى قال ‪( :‬إني متوفيك ورافعك إليِلف )ّم لم يقل (ورافعك ّ‬
‫(متوفيك) هو ينبغي أن يغادر الدنيا بالوفاة هل هذا أمر منوط بعيسى ‪ ‬بحد ذاته أو هل وردت هذه الكلمة مع غيره؟‬
‫وه ُه ْم َوأَ ْد َب َ‬
‫ار ُه ْم (‪)27‬‬ ‫ُون ُو ُج َ‬ ‫ْف إِ َذا َت َو َّف ْت ُه ُم الْ َملَا ِئ َك ُة َي ْ‬
‫ض ِرب َ‬ ‫ون (‪ )61‬االنعام) و( َف َكي َ‬‫(حتَّى إِ َذا َجا َء أَ َح َد ُك ُم الْ َم ْو ُت َت َو َّف ْت ُه ُر ُسلُنَا َو ُه ْم لَا يُ َف ِّر ُط َ‬
‫قال تعالى َ‬
‫ُن ال َم ْو ُت أ ْو َي ْج َعل الل ُه ل ُه َّن َسِبيلا (‪ )15‬النساء) التوفي بوجود حدث كل األفعال تدل على سحب الروح‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ُوت َحتى َي َت َوفاه َّ‬ ‫ْ‬
‫ُن فِي البُي ِ‬ ‫محمد) و( َفأَ ْم ِسكوه َّ‬
‫ُ‬
‫‪ 3‬سبب ورسلنا إيضاح للمالئكة‪ .‬يبقى انقضاء الحياة بأحد طريقين إما بسبب‬ ‫فالموت في (يتوفاهن الموت) سبب والمالئكة في (توفتهم المالئكة)‬
‫ال وإما بغير سبب خارجي فيكون الموت‪( .‬الموت مفارقة الحياة ال بسبب خارجي والقتل بسبب خارجي)‪ .‬علماؤنا اتفقوا على أنه‬ ‫خارجي فيكون قت ً‬
‫مع عيسى ‪ ‬لم يكن نومًا ونسبوا ذلك الى ابن عباس وهذا رأي القرطبي والطبري يذكران ذلك وهذا تصحيح فيما نقل عن ابن عباس لم يكن نومًا‬
‫‪ 3‬رسلنا‪ ،‬الموت) هذا كله وسيلة لقبض الروح لكن‬ ‫ولم يكن مفارقة حياة فهو صورة ثالثة ألن وجوده معجزة‪ .‬وأسباب (ملك الموت‪ ،‬المالئكة‪،‬‬
‫المتوفي الحقيقي هو اهلل تعالى الذي يتوفى األنفس‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫حي عند قراءة هذا التعبير القرآني‪( :‬متوفيك ورافعك)؟‬ ‫هل نفهم من اآلية أن عيسى ‪ّ ‬‬
‫الحي‪ .‬لما قال تعالى (متوفيك) يعني قبض الروح ولما قال‬ ‫ّ‬ ‫بالجسم‬ ‫رفع‬ ‫والرفع‬ ‫الروح‬ ‫أخذ‬ ‫التوفي‬ ‫ورفعه‪.‬‬ ‫كال نفهم من قوله تعالى أنه مات‬
‫الحي أو الهيكل‪ .‬ونالحظ قوله تعالى (ومطهرك) التطهير للروح والبدن حتى ال يمسه أعداؤه بأذى أو بضرر أو بشيء‬ ‫الي) رفعًا بالجسم ّ‬ ‫(ورافعك ّ‬
‫ِيب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يسيء إليه‪ .‬الرفع لجسمه لتطهيره من كل أدران األرض ومن فيها‪ .‬قال تعالى ( َوك ْن ُت َعل ْي ِه ْم َش ِهيدًا َما ُد ْم ُت فِي ِه ْم َفل َّما َت َوف ْي َتنِي ك ْن َت أ ْن َت َّ‬
‫الرق َ‬
‫‪3‬د (‪ )117‬المائدة) هنا اقتصر على كلمة توفيتني أي أخذت روحي‪ .‬ل ّما تو ّفاه هل أخذ روحه وترك جسمه؟ القرآن‬ ‫َعلَ ْي ِه ْم َوأَ ْن َت َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِهي ٌ‬
‫ِين َك َف ُروا) هذه تثبت أنها ليست مجرد وفاة وإنما وفاة ورفع‬ ‫ِن الَّذ َ‬‫يك َو َرا ِف ُع َك إِلَ َّي َو ُم َط ِّه ُر َك م َ‬
‫يسى إِنِّي ُم َت َو ِّف َ‬ ‫ال اللَّ ُه َيا ِع َ‬ ‫يفسر بعضه بعضًا (إِ ْذ َق َ‬
‫وتطهير‪ .‬ورد ذكر اسم عيسى أو المسيح أو ابن مريم حسب االحصاء في القرآن الكريم في ‪ 35‬آية‪ 3 .‬مواضع فقط تتعلق بالوفاة‪ ،‬موضعان فيهما‬
‫(و َما َق َتلُو ُه َيقِي ًنا (‪)157‬‬
‫ِن ُشبِّ َه لَ ُه ْم (النساء)) والقرآن يقول (وما قتلوه وما صلبوه)‪َ .‬‬ ‫صلَبُو ُه َولَك ْ‬ ‫كلمة توفيتني ومتوفيك وموضع فيه ( َو َما َق َتلُو ُه َو َما َ‬
‫يزا َحكِي ًما (‪ )158‬النساء) هنا إشارة إلى الرفع‪ .‬اآلية األولى فيها التوفي فقط والثالثة الرفع فقط‬ ‫ان اللَّ ُه َع ِز ً‬ ‫النساء) تأكيد ( َب ْل َر َف َع ُه اللَّ ُه إِلَ ْي ِه َو َك َ‬
‫واآلية الثانية فيها توفي ورفع وتطهير‪.‬‬
‫ي َو ُمطَهِّ ُر َ‬
‫ك ِمنَ‬ ‫ُك ِإلَ َّ‬
‫ك َو َرافِع َ‪H‬‬ ‫* لماذا جاء نداء هللا تعالى لعيسى (يا عيسى) في سورة آل عمران (ِإ ْذ قَا َل هَّللا ُ يَا ِعي َسى ِإنِّي ُمتَ َوفِّي َ‪H‬‬
‫ي َمرْ ِج ُع ُك ْ‪H‬م فَ ‪َH‬أحْ ُك ُم بَ ْينَ ُك ْم فِي َما ُك ْنتُ ْم فِي ‪ِ H‬ه ت َْختَلِفُ‪HH‬ونَ (‪))55‬‬
‫ق الَّ ِذينَ َكفَرُوا ِإلَى يَوْ ِم ْالقِيَا َم ِة ثُ َّم ِإلَ َّ‬ ‫الَّ ِذينَ َكفَرُوا َو َجا ِع ُل الَّ ِذينَ اتَّبَعُو َ‬
‫ك فَوْ َ‪H‬‬
‫وليس(يا عيسى إبن مريم)كما في سورة المائدة ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫مجردًا وفي مرتين (يا عيسى إبن‬ ‫عيسى ‪ ‬نودي أربع مرات في القرآن الكريم كله‪ .‬في ثالث مرات يناديه اهلل سبحانه وتعالى في مرة قال (عيسى) ّ‬
‫المجرد بأداة النداء يا‪ .‬لما تنادي‬ ‫ّ‬ ‫مريم) والمرة األخرى نودي فيها على لسان الحواريين (يا عيسى إبن مريم)‪ .‬في النداء مرة واحدة نودي بإسمه‬
‫والتقرب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المجرد هذا نوع من التحبب‬ ‫ّ‬ ‫المجرد هناك صورتان‪ :‬األعلى ينادي األدنى (األعلى منصبًا وجاهًا) عندما يناديه بإسمه‬ ‫ّ‬ ‫إنسانًا بإسمه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫يسى إِنِّي ُم َت َوفيك َو َرا ِف ُعك إِل َّي‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫والمناسبة هنا مناسبة توفي فال بد أن يرقق الكالم معه أنه أنت قريب مني ألن هذا معناه قرب فقال (إِذ َقال الل ُه َيا ِع َ‬ ‫ّ‬
‫ون (‪ ))55‬هناك‬ ‫ِين َك َف ُروا إِلَى َي ْو ِم الْ ِق َيا َم ِة ثُ َّم إِلَ َّي َم ْر ِج ُع ُك ْم َفأَ ْح ُك ُم َب ْي َن ُك ْم فِي َما ُك ْنت ْم فِي ِه َتخ َتلِف َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫وك َف ْو َق الَّذ َ‬ ‫اع ُل الَّذ َ‬
‫ِين اتَّ َب ُع َ‬ ‫ِن الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُروا َو َج ِ‬ ‫َو ُم َط ِّه ُر َك م َ‬
‫إلي ففي هذا الموضع ال يحتاج‬ ‫مانع في غير القرآن أن يقول‪ :‬يا عيسى إبن مريم‪ ،‬ال ينفع معناه‪ .‬يا عيسى أنت قريب مني أنا سأتو ّفاك وسأرفعك ّ‬
‫بالتقرب (يا عيسى) وال مجال لذكر أمه هنا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إلى أن يذكر أ ّمه‪ .‬فيها نوع من التحبب ألنه يريد أن يتوفاه فناداه‬
‫*(ِإ ْذ قَا َل هّللا ُ يَا ِعي َسى ِإنِّي ُمت ََوفِّيكَ َو َرافِ ُع َ‬
‫ك ِإلَ َّ‬
‫ي (‪ )55‬آل عمران) ما داللة متوفيك؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى )‬
‫التوفي ليس هو الموت‪.‬‬
‫ين‬
‫س ِح َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ن‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ى‬ ‫َّ‬
‫ف‬ ‫‪3‬و‬
‫َ َ‬‫‪3‬‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫(الل‬ ‫الموت‬ ‫بالضرورة‬ ‫ليس‬ ‫التوفي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫ف‬ ‫التو‬ ‫حاالت‬ ‫من‬ ‫حالة‬ ‫هو‬ ‫الموت‬ ‫الموت‪.‬‬ ‫هو‬ ‫التوفي‬ ‫أن‬ ‫يفهمون‬ ‫قد‬ ‫‪3‬‬‫اإلشكال عند متوفيك‪،‬‬
‫ون (‪ )42‬الزم‪33‬ر) اهلل‬ ‫ِّ‬
‫ات ل َق ْو ٍم َي َت َف َّك ُر َ‬ ‫ِك لَآ َي ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ُر ِسل الأ ْخ َرى إِلَى أ َج ٍل ُم َس ًّمى إِ َّن فِي َذل َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ضى َعلَ ْي َها ال َم ْو َت َوي ْ‬‫َم ْو ِت َها َوالَّتِي لَ ْم َت ُم ْت فِي َمنَا ِم َها َفيُ ْم ِسك التِي َق َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫يتوفى األنفس حين موتها ويتوفى التي لم تمت في منامها قالوا القبض عن التصرف اإلختياري في حالة النوم هو ليس مختارًا فقبضه عن التصرف‬
‫اإلختياري ومن معاني التوفي في اللغة النوم فالتوفي ليس معناه الموت قد يكون من المعاني‪ .‬الموت انتهاء الحي‪3‬اة القبض الكامل ( َفأَ ْم ِس‪ُ 3‬كو ُه َّن فِي‬
‫ُن الْ َم ْو ُت (‪ )15‬النساء) الموت نزع الروح من الجسد بصورة نهائية دون إعادة في النوم فيها إع‪33‬ادة قبض ال‪33‬روح وذهب في‬ ‫الْ ُبي ِ‬
‫ُوت َحتَّ َى َي َت َو َّفاه َّ‬
‫ملكوت اهلل كما في الحديث تخرج الروح فتذهب وتأتي تحت العرش وربنا يطلعها على ما شاء وهذه عن الرؤى الص‪33‬ادقة‪ .‬متوفيك أي قبضه عن‬
‫إلي لكنه ليس ميتًا حصرًا كالنائم يتوفاه بروحه لكن جسده باق‪.‬‬ ‫التصرف في الدنيا اختيارًا لكنه لم يمت‪ .‬التوفي ليس معناه الموت حصرًا‪ ،‬ورافعك ّ‬
‫ِين َت َو َّفا ُه ُم الْ َمآل ِئ َك ُة َظالِمِي أَ ْن ُف ِس ِه ْم (‪ )97‬النساء) هذا بمعنى الموت‪ .‬إذن التوفي بمعنى الموت وبمعنى القبض عن التصرف في الحي‪33‬اة وفي‬ ‫(إِ َّن الَّذ َ‬
‫‪3‬وفي‬ ‫‪3‬ول نقطع به لكن من حيث اللغة الت‪3‬‬ ‫اآلية متوفيك أي قبضه عن التصرف في الحياة‪ .‬عندنا كالم في اللغة إذا كان هنالك أثر صحيح عن الرس‪3‬‬
‫(والَّتِي‬
‫َ‬ ‫روحها‬ ‫قبض‬ ‫انتهى‬ ‫تموت‬ ‫لما‬ ‫)‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫ين َم ْو ِت َ‬
‫س ِح َ‬ ‫ليس معناه الموت ضرورة ولكن من أحد معانيه الموت‪ .‬في اللغة وفي القرآن (اللَّ ُه َي َت َو َّفى الْأَن ُف َ‬
‫ُر ِس ُل الْأُ ْخ َرى إِلَى أَ َج ٍل ُم َس ًّمى) والتي لم تمت يتوفاها في منامها المنام تو ّفي فيسمك التي قضى‬ ‫ضى َعلَ ْي َها الْ َم ْو َت َوي ْ‬ ‫لَ ْم َت ُم ْت فِي َمنَا ِم َها َفيُ ْم ِس ُك الَّتِي َق َ‬
‫عليها الموت (أي يأخذها) ويرسل التي هي نائمة‪ .‬متوفيك هنا ال تعني بالضرورة الموت إال إذا كان هناك أثر صحيح عن الرسول ‪ ‬بذلك‪ .‬إذن من‬
‫حيث الداللة ال تعني اآلية أن عيسى ‪ ‬مات من حيث اللغة إال إذا كان هناك دليل والداللة الدقيقة تتأتى من حيث السياق‪.‬‬
‫(وَأ َّن َم َر َّدنَا ِإلَى‬ ‫*( َوِإلَى هَّللا ِ تُرْ َج ُع اُأْل ُمو ُر (‪ )210‬البقرة) ‪( -‬ثُ َّم ِإلَ ْي ِه تُرْ َجعُونَ (‪ )28‬البقرة) ‪ِ( -‬إلَ َّ‬
‫ي َمرْ ِج ُع ُك ْم (‪ )55‬آل عمران) ‪َ -‬‬
‫هَّللا ِ (‪ )43‬غافر) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ُح ِيي ُك ْم ُث َّم إِلَ ْي ِه ُت ْر َج ُع َ‬
‫ون (‪ )28‬البقرة) (إِلَ َّي َم ْر ِج ُع ُك ْم (‪ )55‬آل‬ ‫(ث َّم يُمِي ُت ُك ْم ُث َّم ي ْ‬
‫ور (‪ )210‬البقرة) ُ‬ ‫ض َي الْأَ ْم ُر َوإِلَى اللَّ ِه تُ ْر َج ُع الْأُ ُم ُ‬ ‫(و ُق ِ‬
‫فى قوله تعالى َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(وأَ َّن َم َر َّدنَا إِلى الل ِه (‪ )43‬غافر) ما الفرق بين ر ّد ورجع وكالهما في نفس السياق؟ كما قال تعالى عن سيدنا موسى َ‬
‫(وأ ْو َح ْينَا إِلى أ ِّم‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫عمران) َ‬
‫ِين (‪ )7‬القصص) ولهذا قال ( َف َر َج ْعنَاكَ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُم ْر َسل َ‬
‫اعلو ُه م َ‬ ‫ُ‬ ‫ْك َو َج ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضعِي ِه فإِذا ِخف ِت َعل ْي ِه فألقِي ِه فِي ال َي ِّم َولا َت َخافِي َولا َت ْح َزنِي إِنا َرادُّو ُه إِلي ِ‬ ‫وسى أَ ْن أَ ْر ِ‬‫ُم َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫إِلَى أ ِّمك (‪ )40‬طه) ما الفرق بين (إِل َّي َم ْر ِج ُعك ْم) وبين ( َم َردنَا إِلى اللهِ)؟ الرجوع عندما كنت تعرفه مقدمًا أنت مسافر من هنا من دبي إلى الشام‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ال مقرر من ساعة ما إنطلقت من النقطة التي انطلقت منها أنت ناوي إلى الرجوع هذا رجع‪ ،‬وحينئ ٍذ كل‬ ‫وأنت ناوي ترجع هذا رجوع يعني أنت أص ً‬
‫مؤمن يؤمن بأننا سوف نرجع إلى اهلل عز وجل بعد أن نموت هذا رجوع‪ .‬لكن واحد انطلق من دبي إلى الشام ومش ناوي يرجع كان مهاجرًا ليس‬
‫في خطته وال في خريطته أن يعود انتهينا عوده يعني نهائي مهاجر كما يهاجر الكثيرون وألمر ما أجبره على العودة هذا يسمى ر ّد ‪( .‬إِلَ َّي‬
‫َم ْر ِج ُع ُك ْم) و ( َم َر َّدنَا إِلَى اللَّهِ) كل مؤمن باهلل يقول لك أنا سأموت وأبعث مرة ثانية فهذا مرجعه إلى اهلل وهناك من الناس من ال يعرف قال لك ال‬
‫خالص انتهت الدنيا ما في رجعة ما في عود هذا ردّ‪ .‬فالرد إذًا إجبار اآلخر على العودة والعودة أنواع‪ .‬هناك العودة رجوع هناك العودة رد هناك‬
‫‪3‬ذ الفرق بين الرد والرجعة أن الر ّد لم يكن محسوبًا وال في الخطة وإنما أكرهت عليه ألمر ما‬ ‫اب (‪ )17‬ص) آب إلى آخره‪ .‬حينئ ٍ‬ ‫العودة أوبة (إِنَّ ُه أَ َّو ٌ‬
‫ولم يكن في الحسبان بخالف الرجوع من ساعة ما انطلقت أنت في خطتك أن تلجأ إلى النقطة التي‪ ،‬اثنين الرجوع ال يشترط أن يكون بنفس الطريقة‬
‫الذي ذهبت منه أنت ذهبت بالطائرة من دبي إلى القاهرة لكن رديت بالسيارة عن طريق األردن وكذا إلى آخره إلى أن وصلت إلى دبي فيقال رجع‬
‫َصبًا (‪)62‬‬ ‫صا (‪ )64‬الكهف) (آَِتنَا َغدَا َءنَا لَ َق ْد لَقِينَا م ْ‬
‫ِن َس َف ِرنَا َه َذا ن َ‬ ‫صً‬ ‫ار َتدَّا َعلَى آََث ِ‬
‫ار ِه َما َق َ‬ ‫فالرجوع ال يشترط أن تعود من نفس الطريق‪ ،‬الر ّد ال ( َف ْ‬
‫ار ِه َما) على نفس الطريق فالرد على نفس المكان الذي جئت منه‪.‬‬ ‫ار َتدَّا َعلَى آََث ِ‬
‫الكهف) قال نحن أضعنا الطريق ( َف ْ‬
‫آية (‪:)57-56‬‬
‫ص ِرينَ (‬‫*في سورة آل عمران عندما تحدث عن الكفار (فََأ َّما الَّ ِذينَ َكفَرُوا فَُأ َع ِّذبُهُ ْم َع َذابًا َش ِديدًا فِي ال ُّد ْنيَا َواَآْل ِخ َر ِة َو َما لَهُ ْم ِم ْن نَا ِ‬
‫‪H‬وفِّي ِه ْ‪H‬م ُأ ُج‪َ H‬‬
‫‪H‬ورهُ ْم َوهَّللا ُ اَل يُ ِحبُّ‬ ‫ت فَيُ‪َ H‬‬ ‫‪ ))56‬قال (فأعذبهم) حاضر وعندما تحدث عن المؤمنين ( َوَأ َّما الَّ ِذينَ َآ َمنُوا َو َع ِملُ‪HH‬وا َّ‬
‫الص‪H‬الِ َحا ِ‬
‫الظَّالِ ِمينَ (‪  H ))57‬ق‪HH‬ال (في‪HH‬وفّيهم) ولم يقل ف‪HH‬أوفيهم‪ .‬العمل كله هلل تع‪HH‬الى فلم‪HH‬اذا ق‪HH‬ال في األولى فأع‪HH‬ذبهم ثم في‪HH‬وفّيهم؟(د‪.‬حس‪HH‬ام‪H‬‬
‫النعيمى)‬
‫لكل موضعه‪ .‬ننظر‬ ‫اآليات التي في سورة آل عمران في هذا الموضع فيها نوع من التنويع والتلوين بين اإلفراد والجمع وبين الحاضر والغائب لكن ٍ‬
‫وك َف ْو َق الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُروا إِلَى َي ْو ِم‬ ‫اع ُل الَّذ َ‬
‫ِين اتَّ َب ُع َ‬ ‫ِن الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُروا َو َج ِ‬ ‫يك َو َرا ِف ُع َك إِلَ َّي َو ُم َط ِّه ُر َك م َ‬
‫يسى إِنِّي ُم َت َو ِّف َ‬ ‫ال اللَّ ُه َيا ِع َ‬ ‫في اآليات يبدأ بقوله تعالى (إِ ْذ َق َ‬
‫ون (‪ ))55‬ل ّما يقول‪( :‬إذ قال) قال للغائب لكن حينما نسمع (إذ قال اهلل) اهلل عز وجل حاضر‬ ‫الْ ِق َيا َم ِة ثُ َّم إِلَ َّي َم ْر ِج ُع ُك ْم َفأَ ْح ُك ُم َب ْي َن ُك ْم فِي َما ك ْنتُ ْم فِي ِه َت ْخ َتلِف َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫في القلب دائمًا فهو حاضر في قلبك عندما تقول اهلل الحضور دائم فصار عندك‪ :‬قال للغائب واهلل حاضر فل ّونت العبادة بين غائب وحاضر‪( .‬يا‬
‫‪ 3‬إنّي هنا اإلفراد ألن هذا أمر ال يُنسب إال هلل عز وجل‪(.‬وجاعل الذين اتّبعوك) نشدد على كلمة (اتبعوك) حتى ال تُفهم خطأ‪:‬‬ ‫عيسى إني متوفيك)‬
‫إلي مرجعكم فأحكم بينكم‬ ‫ّ‬ ‫(ثم‬ ‫التحريف‪.‬‬ ‫قبل‬ ‫اتبعوه‬ ‫الذين‬ ‫عن‬ ‫فالكالم‬ ‫فة‬ ‫المحر‬
‫ّ‬ ‫وليست‬ ‫فيها‬ ‫جاء‬ ‫التي‬ ‫‪3‬‬
‫ه‬ ‫بمبادئ‬ ‫عيسى‬ ‫اتبعوا‬ ‫الذين‬ ‫الذين اتبعوك اي‬
‫فيما كنتم فيه تختلفون) الذي هو خالف أمته‪( .‬فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابًا شديدًا في الدنيا واآلخرة وما لهم من ناصرين) الحظ الحضور المتكلم‬
‫الحاضر لماذا؟ ألن العذاب دنيا وآخرة‪.‬‬
‫ال‪ :‬األجور متى تُدفع؟ بعد العمل فينبغي أن ينتهي العمل حتى تُدفع‬ ‫(وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيو ّفيهم أجورهم واهلل ال يحب الظالمين) او ً‬
‫األجور فإذن األمر غائب سوف ينتهي العمل وسوف يو ّفون األجور‪ ،‬هذه واحدة‪( .‬أو ّفيهم) اآلن ال يستعمل السين معنى ذلك أنه تراخى األمر ألنها‬
‫تدل على التراخي تراخي الموضوع‪( .‬فيوفيهم) بالمضارع وهو الغيبة هنا تتناسب مع غيبة األجور التي ستعطى لهم هذه مسألة الحقيقة (فأعذبهم)‬
‫في الدنيا يعذبون‪( ،‬فأحكم) عند رجوعكم أحكم مباشرة‪ ،‬كيف؟ يتكلم عن نفسه يتحدث معهم ثم يقلب الكالم بهذا ال ُقرب؟‪( .‬أما الذين آمنوا وعملوا‬
‫‪ 3‬جاء ابتعاد في الكالم عن الكالم األول‪ .‬أنت أمام عبارة انتهت وبدأت عبارة أخرى‪ .‬لم يقل (والذين آمنوا)‬ ‫الصالحات فيو ّفيهم أجورهم) صار بُعد‪،‬‬
‫‪ 3‬ابتعدت فقال (فيوفيهم) هذه واحدة‪ .‬والمسألة الثانية‬ ‫وإنما العبارة تبدأ (أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيو ّفيهم أجورهم) صار هناك مسافة مبتعدة‬
‫لما استعمل الغيبة ألن عندنا في نهاية اآلية قاعدة عامة‪ ،‬القاعدة العامة جاءت بالغيبة (واهلل ال يحب الظالمين) هذه قاعدة عامة‪ .‬لم يقل أنا ال أحب‬
‫الظالمين إنما يعني هو ال يحب الظالمين فكأن يوفيهم كانت تمهيدًا لمجيء هذه القاعدة العامة (فيوفيهم أجورهم)‪( .‬واهلل ال يحب الظالمين) غيب‬
‫وهي قاعدة عامة فم ّهد لها بالعبارة التي فيها الغيب (فيوفيهم أجورهم) بينهما مجانسة ال شك لكن قلنا هناك تلوين في العبارة بين الحضور والغيبة‪:‬‬
‫ات‬ ‫ِن الْآَ َي ِ‬
‫ْك م َ‬‫ِك َن ْتلُو ُه َعلي َ‬
‫ممهدة لقوله ( َذل َ‬ ‫حضور وغيبة‪ ،‬حضور وغيبة‪ ،‬لكن وفي الوقت نفسه يمكن أن تكون (فنو ّفيهم أجورهم) وعند ذلك تكون ِ‬
‫‪( 3‬فيوفيهم) ترتبط بالقاعدة العامة ‪( ،‬نوفيهم) تنسجم مع ما قبلها من المتحدث لكن صار‬ ‫ِيم (‪ .))58‬هناك روايتان (فيوفيهم) و (فنوفيهم)‪.‬‬ ‫ِّ ْ ْ‬
‫َوالذك ِر ال َحك ِ‬
‫المعظم نفسه (نحن نصنع كذا وهو واحد لتعظيم اهلل تعالى) وم ّهدت لـ (ذلك نتلوه عليك من اآليات والذكر الحكيم) صار فيه تعظيم‪.‬‬
‫ون (‪ ))59‬رجع إلى اإلفراد‪ .‬الحظ الغيبة والحضور والتعظيم وعدم التعظيم كل‬ ‫اب ثُ َّم َق َ‬
‫ال لَ ُه ُك ْن َف َي ُك ُ‬ ‫ِن تُ َر ٍ‬ ‫يسى ِع ْن َد اللَّ ِه َك َم َث ِل آَ َد َم َخلَ َق ُه م ْ‬ ‫(إِ َّن َم َث َل ِع َ‬
‫في موضعه ألن هنا (خلقه) الخلق هنا إفراد لعيسى أوآلدم‪ .‬هذا التنويع نقول حقيقة التنويع بوصفه تنويعًا في األصل هو نوع من إراحة القراءة‬
‫كل يراد به واحد هذا التلوين لكن مع هذه‬ ‫يعني هذا التلوين يرتاح فيه القارئ ‪ :‬مرة مفرد ومرة جمع‪ ،‬مرة يتحدث عن نفسه ومرة غائب وفي ٍّ‬
‫األزمة نجد أن كل كلمة جاءت في موضعها‪.‬‬
‫آية (‪:)58‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫ال فيها تشريف الخطاب من اهلل العظيم‬ ‫الذ ْك ِر الْ َحكِيم (‪ )58‬آل عمران) أُنظر إلى األبعاد التي تحملها كلمة (عليك) فأو ً‬
‫ات َو ِّ‬
‫ِن اآل َي ِ‬ ‫ِك َن ْتلُو ُه َعلَي َ‬
‫ْك م َ‬ ‫( َذل َ‬
‫ِ‬
‫بداللة نون العظمة في (نتلوه)‪ .‬وثانيًا تجد إيراد هذه الكلمة أي (عليك) تصديقًا لدعوى الرسالة وآية من آيات صدق النبوة إذ أنه لم يكن يعلم ذلك‪.‬‬
‫*ما داللة (الحكيم)فى وصف‪ H‬الذكر؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الحكمة‪ .‬الحكيم قد تكون إسم مفعول بمعنى محكم (فعيل بمعنى مفعول مثل قتيل بمعنى‬ ‫الحكم أو من ِ‬ ‫الحكيم لها أكثر من داللة إما أن تكون من ُ‬
‫ُ‬ ‫ِيم (‪ )58‬آل عمران) وفي سورة هود قال تعالى (الَر ِك َت ٌ‬
‫اب أ ْح ِك َم ْت‬ ‫ْ‬ ‫ِن اآل َي ِ ِّ ْ‬ ‫ُ‬
‫ِك َن ْتلو ُه َعلَي َ‬
‫مقتول) وحكيم بمعنى ُمحكم قال تعالى ( َذل َ‬
‫ات َوالذك ِر ال َحك ِ‬ ‫ْك م َ‬
‫ير (‪ ))1‬يعني ُمحكم‪.‬‬ ‫ِيم َخِب ٍ‬ ‫صلَ ْت مِن لَّد ْ‬
‫ُن َحك ٍ‬ ‫آ َياتُ ُه ثُ َّم ُف ِّ‬
‫آية (‪:)60‬‬
‫*ما الفرق بين (فال تكونن من الممترين) – (فال تكن من الممترين)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫‪ 3‬المشددة‪ ،‬في آل‬ ‫ين ﴿‪ ﴾147‬البقرة) تكونن بنون التوكيد‬ ‫ِن ْال ُم ْم َت ِر َ‬
‫َن م َ‬ ‫ِّك َفلَا َت ُكون َّ‬
‫ِن َرب َ‬ ‫ون ﴿‪ْ ﴾146‬ال َح ُّق م ْ‬ ‫ون ْال َح َّق َو ُه ْم َي ْعلَ ُم َ‬ ‫( َوإِ َّن َف ِري ًقا ِم ْن ُه ْم لََي ْك ُت ُم َ‬
‫ين ﴿‪ ﴾60‬آل عمران) لماذا‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُم ْم َت ِر َ‬ ‫ُ‬
‫ِّك َفلَا َتك ْن م َ‬
‫ِن َرب َ‬ ‫ْ‬
‫ون ﴿‪ ﴾59‬ال َح ُّق م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ال لَ ُه ك ْن َف َيك ُ‬ ‫ُ‬
‫اب ث َّم َق َ‬‫ِن تُ َر ٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫يسى ِع ْن َد الل ِه َك َم َث ِل آ َد َم َخلَ َق ُه م ْ‬ ‫عمران (إِ َّن َم َث َل ِع َ‬
‫‪3‬؟ يعني هي نفس القضية لماذا أكد هناك بالنون وما أكدها هنا؟ األولى عقيدة إما مسلم‬ ‫ين)‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُم ْم َت ِر َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ 3‬وهنا (فلا َتك ْن م َ‬ ‫ين)‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُم ْم َت ِر َ‬
‫َن م َ‬ ‫هناك ( َفلَا َت ُكون َّ‬
‫ِّك َفلَا َت ُكون َّ‬
‫َن‬ ‫ِك لَ َق ْد َجا َء َك الْ َح ُّق م ْ‬
‫ِن َرب َ‬ ‫ِن َق ْبل َ‬ ‫ون الْ ِك َت َ‬
‫اب م ْ‬ ‫اسأَ ِل الَّذ َ‬
‫ِين َي ْق َر ُء َ‬ ‫ْك َف ْ‬‫ِما أَ ْن َزلْنَا إِلَي َ‬
‫وإما كافر فإياك أن تكون كما قال تعالى ( َفإِ ْن ُك ْن َت فِي َش ٍّك م َّ‬
‫َن) لكن خلق عادي كيف خلق آدم ما عليك كيف خلق آدم؟ يمكن عقلك‬ ‫ين ﴿‪ ﴾94‬يونس) لماذا؟ هذه قضية قرآن هو صح أو ال‪َ ( ،‬فلَا َت ُكون َّ‬ ‫ِن الْ ُم ْم َت ِر َ‬
‫مَ‬
‫ما يدرك اهلل خلقه من دين وقال نفخت فيه ما يفهمها إال أولي العلم خلق سيدنا عيسى كما خلق آدم يعني أنت ثق ‪ %99‬من المسلمين اآلن ال يعرفون‬
‫ال وال يعفون كيف خلق سيدنا عيسى عليه السالم نفس الشيء لكن هناك من يتوصل إلى هذا بعلمه‬ ‫كيف خلق آدم بالتفصيلة الدقيقة يعرفونها إجما ً‬
‫فإذا امتريت فأقل خوفًا أو ضررًا مما لو امتريت في العقيدة ألن اهلل سبحانه وتعالى أنزل هذا الكتاب‪ .‬إذًا الفرق بين (ال تكونن) إذا كان األمر في‬
‫َن) إياك أن يكون في قلبك شك وال واحد بالمليار إياك هذا الشك ينهي كل شيء‪ .‬محمد رسول اهلل‬ ‫العقيدة واهلل هذا القرآن هذا كالم اهلل ( َفلَا َت ُكون َّ‬
‫ين) لكن كيف أحيا سيدنا إبراهيم الطيور وكيف عزير‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُم ْم َت ِر َ‬ ‫عيسى رسول اهلل يقينًا موسى رسول اهلل‪ ،‬إياك أن تشك بلحظة بشعرة ( َفلَا َت ُكون َّ‬
‫َن م َ‬
‫أحيا ذلك الحمار وكيف رب العالمين خلق عيسى؟ هذه أمور إن عرفتها فبها ونعمت‪ ،‬ما عرفتها ما عليك شيء لكن ال ترتاب ما دام جاء بها نص‬
‫صحيح أنت كن على يقين هكذا هو الفرق‪.‬‬
‫آية (‪:)61‬‬
‫ع َأ ْبنَاءنَا َوَأ ْبنَاء ُك ْ‪H‬م َونِ َساءنَا َونِ َساء ُك ْ‪H‬م َوَأنفُ َسنَا وَأنفُ َس ُك ْم ثُ َّم نَ ْبتَ ِهلْ فَنَجْ َعل‬
‫ك ِمنَ ْال ِع ْل ِم فَقُلْ تَ َعالَوْ ْا نَ ْد ُ‬ ‫*(فَ َم ْن َحآ َّج َ‬
‫ك فِي ِه ِمن بَ ْع ِد َما َجاء َ‬
‫لَّ ْعنَةُ هّللا ِ َعلَى ْال َكا ِذبِينَ (‪ )61‬آل عمران) إن الفئة المجا ِدلة من وفد‪ H‬نجران كانت من الرجال البالغين فلِ َم جمع في المباهلة األبناء‬
‫والنساء ودُعوا إليها وكان يكفي أن يقال (وأنفسنا وأنفسكم)؟( ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إن من ظهرت مكابرته في الحق وحب الدنيا علِم أن أهله ونساءه أحب إليه من الحق وأنه يخشى سوء العيش وفقدان األهل وال يخشى عذاب‬
‫اآلخرة لذلك طالبهم اهلل تعالى بإحضارهم وهذا يزرع الخوف في قلوبهم من إلحاق األذى واللعنة بهم‪.‬‬
‫آية (‪:)62‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)6‬‬
‫هّللا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ق َو َما ِم ْن ِإلـ ٍه ِإال ُ (‪ )62‬آل عم‪HH‬ران) لو قلن‪HH‬ا‪ :‬ه‪HH‬ذا القصص الحق لت ّم المع‪HH‬نى الم‪HH‬راد فما فائ‪HH‬دة‬ ‫ْ‬
‫صصُ ال َح‪ُّ H‬‬‫*(ِإ َّن هَـ َذا لَهُ َو ْالقَ َ‬
‫(إن) والضمير (هو) في قوله تعالى (إن هذا لهو)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫دخول ّ‬
‫(إن) يفيد تأكيد الجملة وقد زاد تأكيدها بدخول ضمير الفصل (لهو) الذي يفيد التوكيد والقصر وما ذاك إال لزعزعة ثقة‬ ‫دخول الحرف المشبه بالفعل ّ‬
‫تقصه كتب أصحاب المِلل األخرى وعقائدهم‪.‬‬ ‫أصحاب المِلل بدينهم‪ .‬فكأن اهلل تعالى يقول لهم إن هذا هو القصص الحق وحده ال ما ّ‬
‫حتى تسمية ضمير الفصل قالوا يفصل الخبر عن الصفة وهذا أصل التسمية‪ ،‬أصل التسمية حتى يعلم أن الذي بعده خبر وليس صفة ألنه أحيانًا يأتي‬
‫ص الْ َح ُّق)‪ ،‬هذا القصص الحق يحتمل أن يكون القصص بدل فيها إلتباس فإذا أردنا أن نجعل‬ ‫ص ُ‬‫السائل أن هذا صفة وبعده خبر‪( ،‬إِ َّن َهـ َذا لَ ُه َو الْ َق َ‬
‫القصص هو الخبر وليس الصفة نقول هذا هو القصص والحق تكون صفة وإذا أردنا أن نقرر أن حتمًا القصص ليس خبرًا نقول هذا القصص هو‬
‫الحق يكون الحق هنا خبر للقصص‪ ،‬القصص بدل لهذا‪ ،‬هذا أصل التسمية حتى يفصل وأن ما بعجها خبر وليس صفة‪ ،‬هذا أصل التسمية ثم ذكر له‬
‫(ق ْل ُه َو اللَّ ُه أَ َحدٌ) هذا‬
‫‪ 3‬أما في قوله تعالى ُ‬ ‫فوائد في الغالب القصر الحقيقي أو اإلدعائي (تدعي أن فالن شاعر مث ً‬
‫ال وهو ليس بشاعر) أو التوكيد‪.‬‬
‫ضمير الشأن وليس ضمير الفصل‪ .‬ضمير الفصل على األرجح ليس له محل من اإلعراب‪ ،‬نقول هو ضمير مبني ونعده حرفًا وهذا من أشهر‬
‫األقوال ألنه لو كان إسمًا يذكر له محل من اإلعراب‪ ،‬في أشهر األقوال أنه حرف ال محل له من اإلعراب‪.‬‬
‫*ما فائدة (من)فى قوله تعالى ( َو َما ِم ْن ِإلَـ ٍه ِإالَّ هّللا ُ (‪ )62‬آل عمران)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال اللُهّ (‪ )62‬آل عمران) استغرقت جميع اآللهة‪( .‬أن َت ُقولُواْ‬
‫ِن إِلَـ ٍه إِ َّ‬
‫ِن االستغراقية التي تستغرق كل ما دخلت عليه‪َ ( .‬و َما م ْ‬
‫هذه تسمى في اللغة م ْ‬
‫ِير (‪ )19‬المائدة) تستغرق كل ما دخلت عليه‪ .‬لما تقول ما جاءني رجل فيها احتمالين أنه ما جاءك رجل وإنما رجلين أو‬ ‫ير َو َ‬
‫ال َنذ ٍ‬ ‫َما َجاءنَا مِن َب ِش ٍ‬
‫أكثر وما جاءني رجل أي واحد من هذا الجنس أما ما جاءني من رجل تستغرق الجنس بكامله لم يأتك ال واحد وال أكثر من هذا الجنس‪ .‬ما أصاب‬
‫من مصيبة أي أي مصيبة كبيرة أو صغيرة لم يشذ عنها مصيبة واحدة فيما يحدث في كل الدنيا ال يمكن أن تقع مصيبة إال وهي مدونة في كتاب‬
‫وخارج الكتاب ال تقع وهذا على سعة علم اهلل وإحاطته باألشياء صغيرة أو كبيرة حيثما وقعت هي مدونة مكتوبة في كتاب من قبل أن تقع‪.‬‬
‫*ما الفرق بين الرُشد والحق؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الرشد‪ ،‬يعني يوصف بالحق أحيانًا ما ال يوصف بالرشد ويُخبر عنه بما ال يخبر‬ ‫الرشد مناقضًا للحق‪ .‬الحق أعم من ُ‬ ‫للرشد وال ُ‬ ‫الحق ليس مناقضًا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ْر ال َحق (‪ )61‬البقرة) (إِ َّن َهـذا ل ُه َو‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِّين ِبغي ِ‬ ‫َّ‬
‫ون الن ِبي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َستم ِّمن ُه ْم ُرشدًا (‪ )6‬النساء) هل يمكن أن يقال آنستم منهم حقًا؟ كال‪َ ( .‬و َيقتل َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫بالحق يعني ( َفإِ ْن آن ْ‬
‫َي آ َد َم ِبالْ َح ِّق (‪ )27‬المائدة) كلها ال يصح فيها‬ ‫ْه ْم َن َبأَ ا ْبن ْ‬
‫ول َح ٌّق (‪ )86‬آل عمران) ( َوا ْت ُل َعلَي ِ‬ ‫(و َش ِهدُواْ أَ َّن َّ‬
‫الر ُس َ‬ ‫ص الْ َح ُّق (‪ )62‬آل عمران) َ‬ ‫ص ُ‬‫الْ َق َ‬
‫ْ‬
‫ال ُه ُم ال َح ِّق‪)62(  ‬‬ ‫ُ‬
‫الرشد‪( ،‬ث َّم ُردُّواْ إِلَى اللِهّ َم ْو َ‬ ‫ص ال َح َّق (‪ )57‬األنعام) ال يصح أن يقال يقص ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الرشد‪ ،‬الحق أعم من الرشد (إِ ِن ال ُح ْك ُم إِ َّ‬
‫ال لِلِهّ َي ُق ُّ‬ ‫ُ‬
‫األنعام) ( َفذلِك ُم اللُهّ َربُّك ُم ال َحق (‪ )32‬يونس) الحق أع ّم‪ .‬وهذا أول فرق بين الحق والرشد أن الحق أعم وأنه يُذكر في أمور ال يصح فيها ذكر‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الرشد‪.‬‬
‫ُ‬
‫بالرشد أما الحق عام‪ ،‬نقول القتل بالحق‪ ،‬هذا المال حق لك‪ ،‬إذن اهلل هو الحق‪ ،‬الجنة حق‬ ‫الرشد ال يقال إال في العاقل العاقل يوصف ُ‬ ‫األمر اآلخر أن ُ‬
‫الرشد خاص بالعاقل‪ ،‬إذن الرشد قسم من‬ ‫الرشد يُخبر به عن اإلنسان وغيره ومن ناحية اخرى ُ‬ ‫ال الحق أع ّم من ُ‬ ‫والنار حق‪ .‬هنالك أمران حقيقة‪ :‬أو ً‬
‫الحق وليس الحق كله‪ ،‬كل رشد هو حق لكن ليس حق رشدًا باعتبار الحق أع ّم‪.‬‬
‫آية (‪:)64‬‬
‫ب تَ َعالَوْ ْا ِإلَى َكلَ َم ٍة َس َواء بَ ْينَنَا َوبَ ْينَ ُك ْم َأالَّ نَ ْعبُ‪َ H‬د ِإالَّ هّللا َ (‪ )64‬آل عم‪HH‬ران)؟‬
‫*ما داللة الفعل (تعالوا) فى قوله تعالى(قُلْ يَا َأ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫عال وهو هنا (الكلمة) وهو تمثيل رائع‬
‫أال تجد أن في هذه اآلية رفعة وسموًا فتأمل صيغة األمر بفعل (تعالوا) واألصل فيه طلب االجتماع في مكان ٍ‬
‫سام يسمو بمن يلحق به‪.‬‬‫حيث جعل كلمة التوحيد تشبه المكان المراد به االرتفاع وهو مكان ٍ‬
‫( َف ِإن َت َولَّ ْواْ (‪ )64‬آل عمران) جيء في هذا الشرط بحرف (إن) ولم يأت بغيره وما ذاك إال ألن التولّي بعد نهوض الحجة وما قبلها من األدلة غريب‬
‫الوقوع وهذا من المعاني التي تفيدها (إن) التي جاءت في قوله تعالى (فإن تولوا) فتأمل!‪.‬‬
‫آية (‪:)66‬‬
‫*ما الفرق بين(هَا َأ ْنتُ ْم هَُؤاَل ِء َحا َججْ تُ ْم فِي َما لَ ُك ْم بِ ِه ِع ْل ٌم) – (هَا َأ ْنتُ ْم ُأواَل ِء تُ ِحبُّونَهُ ْم َواَل ي ُِحبُّونَ ُك ْم)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ون فِي َما‬ ‫اج َ‬ ‫اج ْجتُ ْم فِي َما لَ ُك ْم ِب ِه ِعلْ ٌم َفلِ َم تُ َح ُّ‬ ‫(ها أَ ْنتُ ْم َه ُؤلَا ِء َح َ‬ ‫األولى كلمة هاأنتم هؤالء والتي مثلها هاأنتم أوالء رب العالمين سبحانه وتعالى مرة يقول َ‬
‫ْس لَ ُك ْم ِب ِه ِعلْ ٌم (‪ )66‬آل عمران) ها أنتم هؤالء الخطاب لليهود أو ألهل الكتاب عموما ًلما قالوا بأن شريعة محمد ليس لها عالقة بشريعة إبراهيم‬ ‫لَي َ‬
‫َص َرانِيًّا‬ ‫اهي ُم َي ُهودِيًّا َولَا ن ْ‬ ‫ْر ِ‬ ‫ان إِب َ‬ ‫ْس لَ ُك ْم ِب ِه ِعلْ ٌم) الخ إلى أن قال ( َما َك َ‬ ‫ون فِي َما لَي َ‬ ‫اج َ‬‫اج ْجتُ ْم فِي َما لَ ُك ْم ِب ِه ِعلْ ٌم َفلِ َم تُ َح ُّ‬‫(ها أَ ْنتُ ْم َه ُؤلَا ِء َح َ‬
‫رب العالمين قال َ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾67‬آل عمران) ها أنتم هؤالء لماذا قال هؤالء؟ اآلية األخرى قال أوالء والخطاب هنا للمسلمين‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُمش ِرك َ‬ ‫ْ‬ ‫ان م َ‬ ‫ان َحنِي ًفا ُم ْسلِ ًما َو َما ك َ‬
‫َ‬ ‫ِن َك َ‬ ‫َولَك ْ‬
‫ُحبُّو َن ُك ْم ﴿‪ ﴾119‬آل عمران) يا مسلمون أنتم تحبون أهل الكتاب تحبون اليهود تحبون النصارى ألن دينكم ال يختلف‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(ها أ ْنتُ ْم أولَا ِء تُ ِحبُّو َن ُه ْم َولَا ي ِ‬
‫َ‬
‫ْن أ َح ٍد ِم ْن ُه ْم ﴿‪ ﴾136‬البقرة) لماذا خاطب اليهود‬ ‫َ‬ ‫معهم إال في بعض األشياء وأنتم تتمة لهم وهم تتمة لكم وأنتم دين يؤمن بكل األنبياء (لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ‬
‫ْس لك ْم ِب ِه ِعل ٌم (‪ )66‬آل عمران) هذا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون فِي َما لي َ‬ ‫اج َ‬ ‫ُ‬ ‫(ها أَ ْنتُ ْم َه ُؤلَا ِء َح َ‬
‫اج ْجتُ ْم فِي َما لَ ُك ْم ِب ِه ِعلْ ٌم َفلِ َم ت َح ُّ‬ ‫بقوله ها أنتم هؤالء وخاطب المسلمين ها أنتم أوالء؟ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ُجادِل اللَهّ َعن ُه ْم َي ْو َم ال ِق َيا َم ِة أم َّمن َيك ُ‬
‫ون‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الدن َيا ف َمن ي َ‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫(هاأنت ْم َهـؤُالء َجادَلت ْم َعن ُه ْم فِي ال َح َيا ِة ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫خطاب اليهود وخطاب المسلمين في سورة النساء مثلها َ‬
‫ال (‪ )109‬النساء) نفس النسق يا مسلمون ها أنتم هؤالء يا يهود ها أنتم هؤالء مرة واحدة خاطب المسلمين قال ها أنتم أوالء بدون هاء‬ ‫َعلَ ْي ِه ْم َوكِي ً‬
‫‪ 3‬باسم اإلشارة طبعًا للعلم أوالء هي األصل األصل في هؤالء أنها أوالء أضيف إليها هاء‬ ‫لماذا؟ ما الفرق؟ هل حذف هذا الحرف وهو حرف تنبيه‬
‫ألمر ما كبقية حروف اإلشارة فلماذا رب العالمين خاطب المسلمين مرة بقوله ها أنتم أوالء ومرة خاطب ها أنتم هؤالء؟ ونفس النسق نفس‬ ‫‪ٍ 3‬‬ ‫التنبيه‬
‫اآلية نفس الموضوع فما الفرق؟ يقول أصحاب الذوق في اللغة هناك لغة وهناك ذوق في اللغة كل الناس تعرف لغة لكن كم واحد شاعر عنده ذوق‬
‫في اللغة بحيث ينظم هذا البيت ويقولون أكمل العقول عقول الشعراء هذا الذي يستطيع أن يصوغ هذا الكالم الجميل الموزون المقفى مئات األبيات‬
‫على وزن واحد هذه ال يفعلها إال عقل كامل وبالتالي أصحاب ذوق اللغة عندنا أصحاب لغة وأصحاب نحو وأصحاب صرف وأصحاب فقه لغة‬
‫وأصحاب بالغة وأصحاب بيان وأصحاب بديع أنواع هذا العلم الذي نحن فيها اآلن في هذا البرنامج المتشابه من القرآن الكريم هذا ليس لغة وإنما‬
‫‪ 3‬مثل هذا وهذه والخ ما زادوا عن‬ ‫‪ 3‬وانتهينا‪ .‬اسم إشارة أوالء اسم إشارة و(ها) حرف تنبيه‬ ‫الذوق في اللغة وإال كل المفسرين قالوا (ها) حرف تنبيه‬
‫هذا‪ .‬أصحاب الذوق الحاسة كلنا نعرف أن هذا ذهب امرأة تلبس سوارًا أصفر يعني ذهب كلنا نعرف كم واحد يعرف هذا نوع الذهب؟ معيار‬
‫الذهب؟ كم غرام؟ من أي نوع؟ من أي فصيلة؟ والذهب أنواع كثيرة‪ .‬هذه الزوالي التي في األرض السجاد اإليراني عالم غريب نحن كلنا نرى هذه‬
‫سجادة هذه السجادة فصائل وعشائر وأنواع أقسام وفروع هذا يعرفها أصحاب الذوق أصحاب الجمال‪ .‬حينئ ٍذ لماذا رب العالمين مرة قال ها أنتم‬
‫هؤالء ومرة نفسها يقول ها أنتم أوالء؟ ها أنتم أوالء بدون هاء هذا أصل التعبير وأصل الكلمة ولذلك عندما يكون يخاطبهم بشيء مألوف وجيد‬
‫وفقط يريد أن يوجههم توجيهًا معينًا ليس فيه عتاب وال انتقاد وال زجر يقول ها أنتم أوالء أنا أرى طالبًا يمتحنون امتحانًا جيدًا وقاعدين يمتحنون‬
‫في أوراقهم بانتباه أقول ها أنتم أوالء تؤدون االمتحان ها أنتم أوالء رحت على مجموعة ثانية جالسين نفس الجلسة يضحكون ويتمسخرون وال هم‬
‫سائلين في االمتحان ها أنتم هؤالء في االمتحان وتضحكون هذا فيه توبيخ فيه احتجاج فيه تسجيل موقف فيه الفات نظر فيه قصور فيه خلل‪ .‬هناك‬
‫ال ذكر واقع بل فيه مسحة مدح مسحة تثمين ها أنتم أوالء تحبون يا مسلمون بارك اهلل فيكم أنتم ناس طيبون أنتم ال تفرقون بين أحد من رسلكم‬
‫اهي َم‬
‫ْر ِ‬ ‫انظروا اليهود والنصارى ها أنتم تحبونهم وال يحبونكم أنت تقول آمنا باهلل ومالئكته وكتبه ورسله (آَ َمنَّا ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْينَا َو َما أُ ْن ِز َل إِلَى إِب َ‬
‫ون ﴿‪﴾136‬‬ ‫َح ُن لَ ُه ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫ْن أَ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َون ْ‬
‫ِن َربِّ ِه ْم لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وب َوالْأَ ْس َب ِ‬‫اق َو َي ْع ُق َ‬ ‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫اع َ‬
‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫اط َو َما أوت َ‬ ‫َوإِ ْس َم ِ‬
‫البقرة) وأسماؤكم كلها أسماؤهم عيسى وموسى وإبراهيم وداود كلها أسماء بني إسرائيل ما عندكم مشكلة أنتم واهلل أنتم عظماء أنتم أمة عظيمة ( ُك ْنتُ ْم‬
‫ْن أَ َح ٍد ِم ْن ُه ْم) ها أنتم أوالء يا مسلمون يا أصحاب الفضل أوالء تكريم‪.‬‬ ‫اس ﴿‪ ﴾110‬آل عمران) ال تفرقون بين أحد (لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ‬ ‫َخي َ ُ ُ‬
‫ْر أ َّم ٍة أ ْخ ِر َج ْت لِلنَّ ِ‬
‫ال والباطل حقًا وهي‬ ‫ها أنتم هؤالء يا مسلمون في قضية ثانية واحد يهودي سرق درعًا هذا اليهودي استطاع أن يلبس األمور بحيث يجعل الحق باط ً‬
‫قصة طويلة معروفة عند بعض الذين قرأوا التفسير والقصة أن ناس من عرب المنافقين أسلموا إسالمًا ظاهريًا واحد منهم سرق وهو طعمة بن‬
‫‪ 3‬لنا‬ ‫أبيرق فقال قومه للنبي صلى اهلل عليه وسلم هذا ابننا وال تتهمه فاجعلها على هذا اليهودي والنبي صلى اهلل عليه وسلم يعرف أن اليهود يكيدون‬
‫ارى﴿‪ ﴾120‬البقرة) كما هو واقع التاريخ من زمن النبي صلى اهلل عليه وسلم وإلى‬ ‫ص َ‬ ‫ضى َع ْن َك الْ َي ُهو ُد َولَا النَّ َ‬ ‫(ولَ ْن َت ْر َ‬‫كيدًا وأن اليهود عداؤهم أبدي َ‬
‫ً‬
‫اليوم واليهود هذا شأنهم واقع وكأنه قدر القرآن قال قدر‪ .‬حينئ ٍذ كأن النبي صلى اهلل عليه وسلم وجد في نفسه أنه ربما فعال يكون السارق هذا‬
‫اليهودي وليس طعمة بن أبيرق وجد قال يمكن هذا لم يسرق أنت يا يهودي الذي سرقت هذا لم يسرق فرب العالمين قال ولو يهودي ولو عدوكم‬
‫َ‬
‫ون َعل ْي ِه ْم‬ ‫ِل اللَّ َه َع ْن ُه ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة أَ ْم َم ْن َي ُك ُ‬
‫ُجاد ُ‬ ‫(ها أَ ْنتُ ْم َه ُؤلَا ِء َجادَلْتُ ْم َع ْن ُه ْم فِي الْ َح َيا ِة ُّ‬
‫الد ْن َيا َف َم ْن ي َ‬ ‫الحق حق والعدل عدل ثم كيف تجادل عنهم يا محمد َ‬
‫َوكِيلًا ﴿‪ ﴾109‬النساء) يا اهلل‪ ،‬يعني أربع خمس آيات حينئ ٍذ رب العالمين في ساعة من ساعات االقتناع أو شبه أحيانًا أنت لك عدو أنت ال تظلمه‬
‫وارتكب جريمة لكن ألنه عدوك تقول يا ريت نثبتها عليه ونخلص لكن أنت فقد تمنيت أن تثبت عليه الجريمة حتى هذا ليس من حقك قضية العدل‬
‫ِس ِط ﴿‪ ﴾29‬األعراف) (إن اهلل سمى نفسه العدل) مع عدوك بالعكس عدوك أولى بأن تعدل معه‬ ‫في اإلسالم قضية اهلل عز وجل ( ُق ْل أَ َم َر َربِّي ِبالْق ْ‬
‫وتعدل إليه أكثر من صديقك ولهذا العدل في اإلسالم أعجوبة (الظلم ظلمات يوم القيامة) ولهذا أول السبعة الذين يحبهم اهلل يوم القيامة هناك سبع‬
‫شرائح يوم القيامة هؤالء ملوك الجنة أولهم اإلمام العادل ال عالم وال حافظ قرآن وال األخوان المتحابان وال المتعلق قلبه بالمساجد اإلمام العادل‬
‫ِي القضاء ذبح من غير سكين) ما معنى هذا؟ أنت لما تأتي‬ ‫القاضي العادل ولهذا القضاء في اإلسالم مصيبة المصائب كما في الحديث (من ول َ‬
‫‪ 3‬إنسانًا كما‬ ‫بخروف وعندك سكين حاد بأقل من ثانية انتهى ألمه يعني ألم الخروف من الذبح بالسكين الحاد ثواني وتنتهي المصيبة حتى لو تذبح‬
‫يفعلون اآلن في بعض الدول العربية ناس تذبح ناس بالسكاكين على أنت مشرك وأنت كافر فأحيانًا يذبحونه بثواني فانتهى ألمه هذا المذبوح انتهى‬
‫ألمه وبدأ ألم الذابح يوم القيامة سيلعب فيه لعبًا‪ .‬لكن عندما تذبح بغير سكين إما بحديدة تصور حديدة تذبحه فيه ساعة إلى أن يموت معناها كناية من‬
‫ولي القضاء ُذبح بغير سكين كناية عن شدة آالم الذبح المفرطة‪ .‬من هذا المذبوح المتألم جدًا الذي يصبح قاضيًا؟ (قاضيان في النار وقاضي في‬ ‫َ‬
‫الجنة) هذا في زمن النبي صلى اهلل عليه وسلم في تلك األمة خير األمة (خير القرون قرني) أصحاب ولهذا (قاضيان في النار وقاضي في الجنة)‬
‫ولهذا كان الصحابة يتدافعونها ولهذا عبد اهلل بن عمر لما طلبوه ليصبح قاضيًا رفض ال يريد يا أخي أنت أبوك كان قاضي قال أبي شكل وأنا شكل‪،‬‬
‫لما ألح عليه سيدنا عثمان قال له تعالى يا عبد اهلل صير قاضي قال ما أصير قال له‪ :‬عزمتك عليك إال أن تقبل‪ ،‬هذا الخليفة ال بد أن يطاع فقال له‪:‬‬
‫‪ 3‬إذا سبحت في البحر كم تصبر قبل أن تطمس‪ ،‬يعني واحد سبح في البحر الزم يعبر البحر من أوله إلى آخره كم يوم يجلس شهر‬ ‫يا أمير المؤمنين‬
‫ربما ستسبح يوم يومين أو حتى ثالثة ستغرق يعني ستغرق بالنهاية فأنا قاضي أعدل اليوم أعدل يومين كيف أنا أعدل يأتيني صديق يأتي أخي أو‬
‫وقاض في الجنة وليس اآلن فاآلن الثالثة‬ ‫ٍ‬ ‫عمي أو خالي أو واسطة أو رشوة أو كذا الخ إذا كان في زمن النبي صلى اهلل عليه وسلم قاضيان في النار‬
‫قضاة كلهم في النار‪ .‬يعني نحن اآلن عندنا القضاء في العالم العربي خاصة هذه الذي يسمونها محاكم الثورة يعني لما تقوم انقالبات وتصير‬
‫جمهورية ويأتوا بحكام يحاكمونهم عار على جبين األمة جمال سالم في عهد عبد الناصر هذا لما حاكم أفراد العهد السابق والمهداوي في العراق‬
‫ومعروف في كل الجمهوريات لما يصير رئيس الجمهورية يأتي بمحكمة مضحكة قذرة وسخة من أخس الناس حشاشين سكارين ال يساوون حذاء‬
‫‪ 3‬وأطباء هذا قاضي (من ولي القضاء ذبح من‬ ‫ويجعل منهم قضاء ويعدم وجبة وجبتين ثالثة عشرة عشرين من خيار القوم ضباط وقادة ومهندسين‬
‫هوى أن هذا المسلم ولم يكن يعرف أن هذا منافق جاءوا الناس وأسلموا‬ ‫غير سكين) فرب العالمين فقط ألن النبي صلى اهلل عليه وسلم كأنه وجد ً‬
‫وبعدين قالوا يا رسول اهلل هذا الدرع لم نسرقه طبعًا هو كان سارق طعمة بن أبيرق هو الذي سرق وقالوا أنه اليهودي هو الذي فعل كذا واليهود‬
‫‪ 3‬كيف يحكم بينهم وبالتأكيد‬ ‫فعلوا بنا وسرقوا ولشدة عداء اليهود النبي صلى اهلل عليه وسلم لم يكن عنده رد فعل مباشر كأنه سكت حتى يشوف بعدين‬
‫هوى أن التهمة تكون على هذا اليهودي وليس على هذا المسلم فرب العالمين قال له أو ً‬
‫ال‬ ‫أن اهلل اطلع على النبي صلى اهلل عليه وسلم ربما وجد ً‬
‫ال لما النبي صلى اهلل عليه وسلم حكم عليهم انهزموا وارتدوا عن اإلسالم وماتوا كفارًا نعوذ باهلل المهم أين؟ فرب العالمين لحبيبه‬ ‫هؤالء منافقين وفع ً‬
‫الد ْن َيا) من باب العظة أنك أخطأت أنك أنت كان‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(ها أ ْنتُ ْم َه ُؤلَا ِء َجادَلتُ ْم َع ْن ُه ْم فِي ال َح َيا ِة ُّ‬
‫اإلساءة قال له َ‬ ‫‪ٍ 3‬‬ ‫المصطفى صلى اهلل عليه وسلم ألنه ما تعمد‬
‫ُحبُّو َنك ْم)‪ .‬إذًا لما يكون هنالك هاء فيها أنك أخطأت‪ .‬ولهذا رب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(ها أ ْنت ْم أولا ِء ت ِحبُّو َن ُه ْم َولا ي ِ‬‫عليك أن تفعل العكس كذلك لما أنتم تحبون اليهود َ‬
‫ُ‬
‫اج ْجت ْم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(ها أنت ْم َهؤلا ِء َح َ‬ ‫العالمين تكلم عن اليهود والنصارى في زمن النبي صلى اهلل عليه وسلم قالوا محمد ليس له عالقة بشريعة إبراهيم اهلل قال َ‬
‫ْس لَ ُك ْم ِب ِه ِعلْ ٌم) تكلمتم عن موسى ومعجزاته وهذا شيء تعرفونه لكن كونكم تعرفون شريعة محمد متفقة أو غير‬ ‫ون فِي َما لَي َ‬
‫اج َ‬‫فِي َما لَ ُك ْم ِب ِه ِعلْ ٌم َفلِ َم تُ َح ُّ‬
‫متفقة هذا ليس من شأنكم فأنتم ال تعرفون بدليل أن محمد موحد وأنتم لستم بموحدين وأن محمدًا يرجع نسبه إلى إبراهيم كما أن إسماعيل أيضًا‬
‫اهي ُم‬ ‫ْر ِ‬ ‫يعقوب إسرائيل وهذا إسماعيل والخ إذًا انتم تجادلون فيما ليس لكم به علم ها أنتم يا يهود أخطأتم أنكم جادلتم فيما ليس لكم به علم ( َما َك َ‬
‫ان إِب َ‬
‫ِين‬ ‫ْ‬
‫ار ًكا َو ُهدًى لِل َعالم َ‬
‫َ‬ ‫اس لَلَّذِي ِب َب َّك َة ُم َب َ‬‫ض َع لِلنَّ ِ‬
‫ْت ُو ِ‬‫ِين ﴿‪ ﴾67‬آل عمران) (إِ َّن أَ َّو َل َبي ٍ‬ ‫ِن الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫ان َحنِي ًفا ُم ْسلِ ًما َو َما َك َ‬
‫ان م َ‬ ‫َص َرانِيًّا َولَك ْ‬
‫ِن َك َ‬ ‫َي ُهودِيًّا َولَا ن ْ‬
‫﴿‪ ﴾96‬آل عمران) الذي بناه إبراهيم إحقاق حق‪ ،‬لما في خلل يوشك أن يقع يقول ها أنتم هؤالء إذا كان ال في شيء إيجابي يقول ها أنتم أوالء يا‬
‫‪ 3‬اليهود والنصارى إلزامًا‬ ‫مسلمون يا كرام يا طيبون ها أنتم أوالء تحبون اليهود والنصارى وليس في قلوبكم حقد أبدًا ألنكم ملزمون أن تؤمنوا بدين‬
‫ِن رسله) وفي قوله تعالى ( َولَا َي ْج ِر َمنَّ ُك ْم َشنَآَ ُن َق ْوم َعلَى أَلاَّ‬ ‫ْن أَ َح ٍد م ْ‬
‫ال وال يكتمل إيمانك يا مسلم بمحمد إال إذا آمنت بموسى وعيسى (لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ‬ ‫كام ً‬
‫ٍ‬
‫اعدِلُوا ُه َو أَ ْق َر ُب لِلتَّ ْق َوى ﴿‪﴾8‬المائدة) كلمة العدل والقسط في القرآن أعجوبة‪.‬‬ ‫َت ْعدِلُوا ْ‬
‫سؤال‪ :‬إذا كان عدم المحاججة فيما ليس لنا به علم نهانا اهلل عنها فالتاريخ اإلسالمي كله خاصة في مجال الفكر مبني على المجادلة والمحاججة فيما‬
‫ليس لنا به علم خاصة في األمور الغيبية وهذه الفرق التي ظهرت ما هي إال نتيجة مخالفة هذه اآلية‪.‬‬
‫د‪ .‬الكبيسي‪ :‬الجدل الذي أصاب المسلمين هو الذي أوصلهم إلى حدود خطيرة جدًا من الخروج من اإليمان من حيث سرعة جنوحهم إلى تكفير‬
‫ال هذا الدين كالماء ال بد أن يبقى‬ ‫اآلخر وهذه قاصمة الظهر يوم القيامة‪ .‬وبناء عليها أُ ّولت اآليات القرآنية خاصة في مسائل العقيدة والفكر الخ فع ً‬
‫ما ًء بدون اسم‪.‬‬
‫إذًا خلصنا من اآلية السابقة وهي اآلية ‪ 66‬من آل عمران الفرق بين ها أنتم هؤالء وها أنتم أوالء حيث ما وجدتها في القرآن اعلم أن ها أنتم هؤالء‬
‫في خلل انتبه ال تفعل هكذا هذا خطأ يعني في توجيه لليهود كما يقولون شتيمة كيف تتهمون الناس بشيء أنتم ال تعرفونه! إذًا هذا الفرق بينهما وقلنا‬
‫القصة طعمة ابن أبيرق واحد من المنافقين مسلم بالظاهر وسرق درعًا وأراد أن يتهم به يهوديًا والقرآن قال له ال الحق مع اليهودي ضد المسلم‬
‫فاحكم لليهودي بالحق على هذا المسلم الذي هو صاحب الجريمة وهذه قضية العدل في اإلسالم تعرفونها جيدًا انتهينا من هذه‪.‬‬
‫آية (‪:)72‬‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫ون (‪))72‬‬ ‫ار َوا ْك ُف ُروا آَ ِخ َر ُه لَ َعلَّ ُه ْم َي ْر ِج ُع َ‬ ‫اب آَ ِمنُوا ِبالَّذِي أُ ْن ِز َل َعلَى الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا َو ْج َه النَّ َه ِ‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬
‫قال تعالى فى سورة آل عمران ( َو َقالَ ْت َطا ِئ َف ٌة م ْ‬
‫وفي هذه اآلية طريفة تُذكر وفيها فائدة وهي أن الكسائي وكان من أحد ال ُق ّراء وعالم نحو كان مؤدبًا ألوالد الرشيد وكان ذا صوت جميل فيقول‬
‫أخطأت خطأ ال يخطئه‬ ‫ُ‬ ‫صلّيت بالرشيد يومًا فأعجبتني نفسي (إذا أحب اهلل عبدًا ينبهه الى خطئه) واالعجاب بالنفس قد يُح ِبط العمل قال واهلل‬
‫علي فلما انتهيت قال الرشيد يا كسائي قراءة َم ْن هذه؟ قلت يا أمير المؤمنين قد يكبو الجواد فقال‬ ‫الصبيان قرأت (يرجعين) فتهيّب الرشيد أن يردها ّ‬
‫فنعم‪ .‬وهذا نوع من التربية‪  ‬فينبغي لالنسان أن ال تعجبه نفسه فيؤدّب‪.‬‬
‫لماذا قال القرآن (طائفة)؟‪  ‬يستعمل القرآن الكريم لفظ طائفة وفريق وفرقة والقرآن ال يجعل الكالم عامًا وهذا ما يسمى بالروح العلمي في التعبير‬
‫وس ّميت فرقة‬
‫فال نعمم ونقول قال جميع الناس‪.‬هناك فرق بين كلمة طائفة وفريق أو فرقة ولكل كلمة من هذه معناها فالفرقة هي جماعة عددها كثير ُ‬
‫فرقت جمعًا أما الطائفة فهي الجماعة البارزة التي كأنها تطفو على السطح ظاهرة وهي أقل من الفِرقة وهؤالء كأنهم ظاهرين بارزين ألنه‬ ‫كأنها ّ‬
‫كان لديهم مخططًا وهو أن يدخلوا في االسالم صباحًا ثم يرتدوا في المساء حتى يقول الناس ال بد أنهم رأوا ما ال ينبغي فيرتدوا ايضًا‪ .‬وليست كل‬
‫‪ 3‬اقتتلوا) لم ينزع عنهما صفة االيمان ويقال أن‬
‫طائفة تخطط‪ ‬وإنما الطائفة هم قوم ظاهرون كما في قوله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين‬
‫الصهيونية لها قيادة مستمرة على مدى الفي عام تنقل تجاربها الذين هم (حكماء صهيون) كلما هلك واحد دخل واحد آخر في هذه العصبة او القيادة‬
‫فتجاربهم مستمرة متواصلة وخبراتهم متراكمة ومن خبراتهم في ذلك الزمان أنهم يكلّفون بعضهم بالدخول في دين اهلل في الصباح (الكالم في آية‬
‫سورة آل عمران عن اليهود) ثم يرتدوا في المساء ليرتد اآلخرون‪.‬‬
‫آية (‪:)73‬‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى (ِإ َّن هُدَى هَّللا ِ ه َُو ْالهُدَى) – (ِإ َّن ْالهُدَى هُدَى هَّللا ِ)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ارى َحتَّى َتتَّ ِب َع مِلََّت ُه ْم ُق ْل إِ َّن ُهدَى اللَّ ِه ُه َو ْال ُهدَى ﴿‪ ﴾120‬البقرة) في آل عمران ( ُق ْل إِ َّن الْ ُهدَى‬ ‫صَ‬ ‫ضى َع ْن َك الْ َي ُهو ُد َولَا النَّ َ‬ ‫في سورة البقرة ( َولَ ْن َت ْر َ‬
‫ضى َع ْن َك الْ َي ُهو ُد‬ ‫(ولَ ْن َت ْر َ‬ ‫ُهدَى اللَّ ِه ﴿‪ ﴾73‬آل عمران) ما الفرق بينهما؟ طبعًا األولى (إِ َّن ُهدَى اللَّ ِه ُه َو الْ ُهدَى) اليهود ماذا قالوا؟ رب العالمين يقول َ‬
‫ارى َحتَّى َتتَّ ِب َع مِلََّت ُه ْم) عندهم يقين أنك أنت لست نبيًا والقرآن ليس كتاب اهلل عز وجل وإنما عليك أن تكون إما يهوديًا أو نصرانيًا حتى‬ ‫ص َ‬ ‫َولَا النَّ َ‬
‫يرضون عنك ولن يرضى عنك اليهود وال النصارى إلى يوم القيامة وهذا قدر أثبته التاريخ إلى هذا اليوم أنك مهما فعلت من خير أو أمن أو سالم‬
‫شر‪ .‬قضية ليس لها عالج حتى يرث اهلل األرض ومن عليها فرب العالمين يقول قل لهم يا محمد (إِ َّن ُهدَى اللَّ ِه ُه َو الْ ُهدَى)‬ ‫أنت متهم عندهم بكل ّ‬
‫يحور وال يزيّف وال يبدّل وال يز ّور وال يختلف وليس فيه عوج ال يتناقض ويقبل القسمة‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫الكون‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫الوحي‬ ‫نهاية‬ ‫وهو القرآن هو الهدى‪،‬‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫على جميع البشر وعلى جميع األديان هو هذا القرآن (قل إِ َّن ُهدَى اللهِ) القرآن ( ُه َو ال ُهدَى) وليس ما أنتم عليه من توراة وإنجيل توراتكم وإنجيلكم‬
‫اض ِع ِه ﴿‪ ﴾46‬النساء) ساعة‬ ‫ون الْ َكلِ َم َع ْن َم َو ِ‬ ‫ُح ِّر ُف َ‬
‫حرفتموها ولم تعد ولن يعد منها شيء مما جاء به سيدنا موسى وسيدنا عيسى كما قال تعالى (ي َ‬
‫اض ِع ِه ﴿‪ ﴾41‬المائدة) بعد ما مات‬ ‫ِن َب ْع ِد َم َو ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ون الكلِ َم م ْ‬‫ُح ِّر ُف َ‬
‫وحيه ما أن يخبرهم سيدنا عيسى وسيدنا موسى بالوحي حتى يغيروه وآية أخرى تقول (ي َ‬
‫ضعت وضعها الرهبان‬ ‫ال كثير من األناجيل وكثير من صيغ التوراة ُو ِ‬ ‫سيدنا موسى ورفع سيدنا عيسى بعد قرون بعد مئات السنين غيروا فع ً‬
‫والقساوسة بعد هذا بمئات السنين‪ .‬إذًا اآلية تقول إن هدى اهلل وهو القرآن هو الهدى وال شيء غيره ليس هناك هدى غيره ثابت أناجيلكم كثيرة‬
‫وتوراتكم مزورة وأنتم قلتم إن عيسى ابن اهلل وعزير ابن اهلل وز ّورتم واختلفتم ولم يعد الهدى الذي أنزله اهلل عليكم وهو هدى التوراة اهلل قال (إِنَّا‬
‫ور﴿‪ ﴾46‬المائدة) لكن هذا الهدى ُز ّور وهذا ثابت بالدليل الواقعي حينئ ٍذ‬ ‫يل فِي ِه ُهدًى َونُ ٌ‬‫(وآََت ْينَا ُه الْإِ ْن ِج َ‬
‫ور (‪ )44‬المائدة) َ‬ ‫أَ ْن َزلْنَا التَّ ْو َرا َة فِي َها ُهدًى َونُ ٌ‬
‫الهدى الوحيد الباقي على حاله غير قابل للتزوير مهما حاولت البشرية من غير المسلمين وقد حاولوا مرارًا وتكرارًا وال يمكن تزويره فالهدى‬
‫الباقي على وجه األرض بكماله وتمامه بالشكل الذي أنزله اهلل وأوحى به إلى محمد صلى اهلل عليه وسلم هو القرآن وحده قل إن هدى اهلل وحده هو‬
‫الهدى هذه (إِ َّن ُهدَى اللَّ ِه ُه َو الْ ُهدَى) هذا واحد‪ .‬في حالة ثانية اليهود تآمروا كالعادة اليهود تآمروا على المسلمين وعلى النصارى اليهود تآمروا‬
‫اب آَ ِمنُوا ِبالَّذِي‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬ ‫(و َقالَ ْت َطا ِئ َف ٌة م ْ‬ ‫ال حتى قالوا صلبناه وقتلناه وتآمروا على النبي صلى اهلل عليه وسلم وقالوا َ‬ ‫باإلجماع على سيدنا عيسى أو ً‬
‫ون ﴿‪ ﴾72‬آل عمران) يعني أنتم قولوا أنك أسلمتم بالليل قولوا كالم كفار وقولوا ما‬ ‫ار َوا ْك ُف ُروا آَ ِخ َر ُه لَ َعلَّ ُه ْم َي ْر ِج ُع َ‬ ‫أُ ْن ِز َل َعلَى الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا َو ْج َه النَّ َه ِ‬
‫هذا؟ هذا ليس بقرآن والخ لعلكم تعملون فيهم فتنة وعدم ثقة بأنفسهم لعلهم يرجعون عن هذا الدين ويؤمنون بالتوراة فقط فرب العالمين قال لهم‬
‫التوراة واإلنجيل والقرآن كلها من اهلل ( ُق ْل إِ َّن الْ ُهدَى) الهدى كله سواء كان جاء الهدى من التوراة أو من اإلنجيل أو من القرآن من أين أتى كله؟ من‬
‫ان ُهودًا‬ ‫ْخ َل الْ َجنَّ َة إِلَّا َم ْن َك َ‬ ‫‪3‬ذ لماذا هذا التحاسد؟ لماذا هذا ( َو َقالُوا لَ ْن َيد ُ‬ ‫اهلل عز وجل إذًا لماذا هذا الحرب على بعضكم بعض وكله من اهلل نازل فحينئ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ارى﴿‪ ﴾111‬البقرة) لماذا؟ قارنوا بينكم وبين ما جاء في القرآن (إِ َّن ُهدَى الل ِه ُه َو ال ُهدَى) وهو القرآن‪ ،‬لماذا؟ قالوا (آ َمنا ِبالل ِه َو َما أن ِزل إِل ْينَا‬ ‫َص َ‬ ‫أَ ْو ن َ‬
‫ْن أَ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َون ْ‬
‫َح ُن لَ ُه‬ ‫ِن َربِّ ِه ْم لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وب َوالْأَ ْس َب ِ‬ ‫اق َو َي ْع ُق َ‬‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫اع َ‬ ‫َو َما أُ ْن ِز َل إِلَى إِب َ‬
‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬‫اط َو َما أوت َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬
‫ْر ِ‬
‫نص في هذا؟ عندكم كالم رباني إلهي يقول إله الناس ورب الناس جميعًا ال فرق بينهم؟ القرآن يقول هذا فالقرآن‬ ‫ون ﴿‪ ﴾136‬البقرة) عندكم ٌ‬ ‫ُم ْسلِ ُم َ‬
‫َ‬
‫ِحا َفلَ ُه ْم أ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َربِّ ِه ْم َولَا‬
‫صال ً‬ ‫ِل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِين َم ْن آ َم َن ِبالل ِه َوال َي ْوم الآ ِخ ِر َو َعم َ‬‫الصا ِبئ َ‬
‫ارى َو َّ‬ ‫صَ‬ ‫ِين َهادُوا َوالنَّ َ‬ ‫َّ‬
‫ِين آ َمنُوا َوالذ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫إذًا لكل الناس ال يفرق بينهم (إِ َّن الذ َ‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫ص ِّدقا لِ َما َبي َ‬
‫ْن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْن َم ْر َي َم َيا َبنِي إِ ْس َرائِيل إِنِّي َر ُسول الل ِه إِل ْيك ْم ُم َ‬ ‫يسى اب ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ون ﴿‪ ﴾62‬البقرة) جمعكم كلكم بدين واحد ( َوإِذ قال ِع َ‬ ‫ْه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬‫ف َعلَي ِ‬ ‫َخ ْو ٌ‬
‫اس ُم ُه أَ ْح َم ُد ﴿‪ ﴾6‬الصف) إذًا دين واحد جاء على فترات هل عندكم اآلن في هذه التوراة التي بين‬ ‫ِن َب ْعدِي ْ‬ ‫ول َي ْأتِي م ْ‬ ‫ِن التَّ ْو َرا ِة َو ُم َب ِّش ًرا ِب َر ُس ٍ‬
‫َي م َ‬‫َيد َّ‬
‫أيديكم وهي ليست توراة منزلة وهذا اإلنجيل الذي بين أيديكم وهو ليس منزل المنزل انتهى هل عندكم هذه النصوص أم عندكم تفرقة وعنصرية‬
‫واستعالء وطرد لآلخر ورفض لآلخر؟ هذا الفرق بين (إِ َّن ُهدَى اللَّ ِه ُه َو الْ ُهدَى) وهو القرآن وبين (إِ َّن الْ ُهدَى) الذي أُنزل على موسى وعيسى‬
‫ومحمد هذا من اهلل عز وجل فلما كان المصدر واحدًا لماذا هذا التنافس إذًا؟ فكال الحالين هي إقامة الحجة بينهم وعليهم من أجل هذا هذا الفرق‬
‫الواضح بين (إِ َّن ُهدَى اللَّ ِه ُه َو الْ ُهدَى) وبين (إِ َّن الْ ُهدَى ُهدَى اللَّهِ)‪.‬‬
‫آية (‪:)74‬‬
‫*ما داللة وصف‪ H‬الفضل بالعظيم فى اآلية (‪ )74‬آل عمران؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ون (‪َ )72‬ولَا تُ ْؤ ِمنُوا إِلَّا لِ َم ْن َت ِب‪َ 3‬‬
‫‪3‬ع‬ ‫ار َوا ْك ُف ُروا آَ ِخ َر ُه لَ َعلَّ ُه ْم َي ْر ِج ُع َ‬ ‫ِين آَ َم ُنوا َو ْج َه َّ‬
‫الن َه ِ‬ ‫اب آَ ِم ُنوا ِبالَّذِي أُ ْن ِز َل َعلَى الَّذ َ‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬ ‫قال تعالى‪َ (:‬و َقالَ ْت َطا ِئ َف ٌة م ْ‬
‫ص‬‫اس ٌع َعلِي ٌم (‪َ )73‬ي ْخ َت ُّ‬ ‫ُؤتِي ِه َم ْن َي َشا ُء َواللَّ ُه َو ِ‬ ‫ض َل ِب َي ِد اللَّ ِه ي ْ‬‫اجو ُك ْم ِع ْن َد َربِّ ُك ْم ُق ْل إِ َّن الْ َف ْ‬ ‫ُؤ َتى أَ َح ٌد م ِْث َل َما أُوتِيتُ ْم أَ ْو ي َ‬
‫ُح ُّ‬ ‫دِي َن ُك ْم ُق ْل إِ َّن الْ ُهدَى ُهدَى اللَّ ِه أَ ْن ي ْ‬
‫يم (‪ )74‬آل عمران‪ .‬هنا الفضل منسوب مباشرة ومسند الى اهلل تعالى فجاء بلفظ العظيم وكذلك ذكر الرحمة‬ ‫ِب َر ْح َم ِت ِه َم ْن َي َشا ُء َواللَّ ُه ُذو الْ َف ْ ْ‬
‫ض ِل ال َع ِظ ِ‬
‫‪3‬ورة آل‬ ‫‪3‬التنكير (عظيم)‪  ‬كما في آية س‪3‬‬ ‫معرفًا ويأتي بالتنكير عندما يكون قد ُس ِبق ب‪3‬‬ ‫معرفًا ألن ما قبلها ّ‬ ‫الواسعة فذكر العظيم‪.‬و جاءت بلفظ العظيم ّ‬
‫يم (‪ )174‬فضل جاءت نكرة فجاء لفظ عظيم نك‪33‬رة‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ان الل ِه َوالل ُه ذو َف ْ‬ ‫َّ‬ ‫ض ٍل لَ ْم َي ْم َس ْس ُه ْم ُسو ٌء َواتَّ َب ُعوا ِر ْ‬ ‫ِن اللَّ ِه َو َف ْ‬
‫عمران( َفا ْن َقلَبُوا ِبن ِْع َم ٍة م َ‬
‫ض ٍل َع ِظ ٍ‬ ‫ض َو َ‬
‫ايضًا‪.‬‬
‫(وهّللا ُ ُذو فَضْ ٍل َع ِظ ٍيم (‪ )174‬آل عمران)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫*ما الفرق بين ( َوهّللا ُ ُذو ْالفَضْ ِل ْال َع ِظ ِيم (‪ )74‬آل عمران) – َ‬
‫اس َق ْد َج َم ُعواْ لَ ُك ْم َف ْ‬
‫اخ َش ْو ُه ْم‬ ‫ال لَ ُه ُم النَّ ُ‬
‫اس إِ َّن النَّ َ‬ ‫في الغالب يتكلم عن كرم اهلل (ذو الفضل) الفضل معرفة باألف والالم ومرة واحدة قال (الَّذ َ‬
‫ِين َق َ‬
‫يم (‬ ‫ض ٍل َع ِظ ٍ‬ ‫ان اللِهّ َواللُهّ ُذو َف ْ‬ ‫ض َو َ‬ ‫ض ٍل لَّ ْم َي ْم َس ْس ُه ْم ُسو ٌء َواتَّ َب ُعواْ ِر ْ‬ ‫ِيل (‪َ )173‬فان َقلَبُواْ ِب ِن ْع َم ٍة ِّم َن اللِهّ َو َف ْ‬ ‫َف َزا َد ُه ْم إِي َمانًا َو َقالُواْ َح ْسبُنَا اللُهّ َو ِن ْع َم الْ َوك ُ‬
‫(وإِن َت ُعدُّواْ‬ ‫يم) ما هو مأخوذ من فضل اهلل تعالى على عباده‪ ،‬الجنة وكل ما ذكر اهلل من نعمه َ‬ ‫‪ )174‬آل عمران) نكِرة‪ .‬هناك ( َواللُهّ ُذو الْ َف ْ ْ‬
‫ض ِل ال َع ِظ ِ‬
‫يم) جميع ما تفضل اهلل تعالى به على عباده‪ ،‬كلنا قد قرأنا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وها (‪ )34‬إبراهيم) كل نعم اهلل التي نعرفها قال ( َواللُهّ ذو ال َف ْ‬ ‫ال تُ ْح ُ‬‫ن ِْع َم َت اللِهّ َ‬
‫ض ِل ال َع ِظ ِ‬ ‫ص َ‬
‫ُون فِي َها َول َد ْينَا َم ِزي ٌد (‪ )35‬ق) هذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫عن فضل اهلل علينا في الدنيا واآلخرة‪ .‬لكن هلل فضال ال تعرفونه يأتيك به فجأة هذا المزيد يوم القيامة (ل ُهم َّما َي َشاؤ َ‬
‫من فضل اهلل الذي ال نعرفه‪ .‬نحن نعلم أن في الجنة قصور وأنهار وحور عين لكن هناك نوع من النعيم نحن ال نعرفه‪ .‬هذا في الدنيا رب العالمين‬
‫أنعم عليك بالصحة والعافية واألمن واألمان ونعم ال تحصى لكن في ساعات كثيرة رب العالمين يسهل لك تسهيالت ويفتح لك فتوحات في علمك‬
‫خرب وذاك أينما يعمل يأتي الخير والبركة واإلعمار واألمان والناس‬ ‫وفي مالك‪ .‬هذا رئيس دولة وهذا رئيس دولة‪ ،‬هذا يعمل ولكنه غير موفق بلده ِ‬
‫سعداء أدخل على قلب كل من يدخل أرضه السعادة‪ .‬األول ليس موفقًا زراعته تخرب الناس ال تحبه ال يوجد توفيق أما الثاني فموفق وهذا من فضل‬
‫اهلل العظيم الذي ال نعرفه‪ .‬أنت في صحراء وتتوه ثم تصرخ يا رب فال تدري من أين يأتيك الفرج تمر بك قافلة أو يأتيك فرج من السماء (لَ َع َّل اللَّ َه‬
‫يم) لذلك عليك أن تستمطر هذا الفضل الذي ال تعرفه هذا هو اللطف والسداد والتوفيق‬ ‫ض ٍل َع ِظ ٍ‬ ‫ِك أَ ْم ًرا (‪ )1‬الطالق) هذا ( َواللُهّ ُذو َف ْ‬ ‫ِث َب ْع َد َذل َ‬‫ُحد ُ‬‫يْ‬
‫والبركة يعني أنت عندك ماليين لكن ليس فيها بركة وغيرك عنده دريهمات فيها بركة‪ .‬واحد يعمل لك مائدة عظيمة لكن ال تشتهي أن تأكل وآخر‬
‫ال بعد‬ ‫ض ٍل َع ِظيم) ولذلك عليك أن تستمطر هذا الفضل الذي ال تعرفه والتاريخ مليء‪ .‬مث ً‬
‫ٍ‬ ‫يضع لك لقيمات ال تشبع منها من لذتها‪ ،‬هذا ( َواللُهّ ُذو َف ْ‬
‫ال جاء العام‬ ‫معركة أحد بعد أن خسر المسلمون قال أبو سفيان متهددًا موعدنا العام المقبل في بدر فقال الرسول ‪ ‬لعمر قل له ستجدنا هناك وفع ً‬
‫القادم خاف أبو سفيان من المسليمن وألقى اهلل تعالى في قلبه الرعب ثم أرسل واحدًا من جماعته نعيم ابن مسعود األشجعي فقل لهم أال يفضحونا أمام‬
‫العرب بأن يأتوا هم وال نأتي نحن فعمل نعيم نفسه مسلمًا وقال لهم إن أبا سفيان جمع الجيوش والعرب كلها وراءه فال تخرجوا إليه ألنكم لو خرجتم‬
‫ألخرجن حتى لو خرجت وحدي فخرج المسلمون إلى حمراء األسد ولم يخرج أبو سفيان وشاء اهلل أنه كان هناك سوق‬ ‫ّ‬ ‫ستنهزمون فالنبي ‪ ‬قال واهلل‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫من أسواق العرب فباعوا واشتروا وربحوا وكسبوا ونشروا الدين وعادوا منصورين وعاد أبو سفيان بخزيه فقال تعالى ( َفان َقلبُوا ِبن ِْع َم ٍة ِّم َن اللِهّ‬
‫يم (‪ )174‬آل عمران) هذا من فضل اهلل‪ ،‬أبو سفيان المنتصر في أحد خاف وجبن‬ ‫ض ٍل َع ِظ ٍ‬ ‫ان اللِهّ َواللُهّ ُذو َف ْ‬ ‫ض َو َ‬ ‫ض ٍل لَّ ْم َي ْم َس ْس ُه ْم ُسو ٌء َواتَّ َب ُعواْ ِر ْ‬ ‫َو َف ْ‬
‫مع أنه تحدى المسلمين بالجيوش التي وراءه وذهب المسلمون بعزيمة وقوة وأسلم كثيرون لما رأوا ه ّمة المسلمين ورجعوا منصورين ( َفان َقلَبُواْ‬
‫يم (‪ )174‬آل عمران) فضل خصوصي وكل عبد من عباد اهلل ينتظر‬ ‫ض ٍل َع ِظ ٍ‬ ‫ان اللِهّ َواللُهّ ُذو َف ْ‬ ‫ض َو َ‬ ‫ض ٍل لَّ ْم َي ْم َس ْس ُه ْم ُسو ٌء َواتَّ َب ُعواْ ِر ْ‬
‫ِب ِن ْع َم ٍة ِّم َن اللِهّ َو َف ْ‬
‫ال لم يعطه غيرك في وقت لم‬ ‫أن يمن اهلل عليه بفضل خصوصي‪ ،‬كل واحد منا لو عاد إلى الوراء لوجد أن اهلل تعالى في يوم من األيام أعطاك فض ً‬
‫ِع َم‬ ‫ْ‬
‫(وقالوا َح ْسبُنَا اللُهّ َون ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يم) ولهذا قال الفقهاء ألن هذا الفضل رتبه اهلل تعالى على قولهم َ‬ ‫تكن تتوقعه من حيث ال تحتسب هذا ( َواللُهّ ُذو َف ْ‬
‫ض ٍل َع ِظ ٍ‬
‫ال لم يكن يالفه ولم يكن يدور في خلده‪ .‬فحسبنا اهلل ونعم الوكيل من أعظم‬ ‫ِيل) لذا قالوا من قال حسنبا اهلل ونعم الوكيل مائة مرة فتح اهلل عليه فض ً‬ ‫الْ َوك ُ‬
‫ض ٍل لَّ ْم‬ ‫ِيل (‪َ )173‬فان َقلَبُواْ ِبن ِْع َم ٍة ِّم َن اللِهّ َو َف ْ‬ ‫(و َقالُواْ َح ْس ُبنَا اللُهّ َون ِْع َم الْ َوك ُ‬ ‫ال لم تعهده َ‬ ‫األذكار المأثورة التي إذا داومت عليها فإن اهلل تعالى يعطيك فض ً‬
‫ْك َع ِظي ًما (‪ )113‬النساء) ِمنّة على‬ ‫ُ‬
‫ضل اللِهّ َعلَي َ‬ ‫يم (‪ )174‬آل عمران) وقال لنبيه ‪َ ( ‬و َك َ‬
‫ان َف ْ‬ ‫ان اللِهّ َواللُهّ ُذو َف ْ‬ ‫َي ْم َس ْس ُه ْم ُسو ٌء َواتَّ َب ُعواْ ِر ْ‬
‫ض ٍل َع ِظ ٍ‬ ‫ض َو َ‬
‫النبي ‪ ‬ومنة على األمة‪.‬‬
‫آية (‪:)75‬‬
‫َار الَّ يُ‪َHH‬ؤ ِّد ِه ِإلَ ْي‪HH‬كَ ِإالَّ َما ُد ْمتَ َعلَ ْي‪ِ H‬ه قَآِئ ًما (‪ )75‬آل‬ ‫ْأ‬ ‫ْأ‬ ‫*( َو ِم ْن َأ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫‪H‬ار يُ‪َHH‬ؤ ِّد ِه ِإلَ ْي‪HH‬كَ َو ِم ْنهُم َّم ْن ِإن تَ َم ْن‪H‬هُ بِ‪ِ H‬دين ٍ‬
‫ب َم ْن ِإن تَ َم ْن‪H‬هُ بِقِنطَ‪ٍ H‬‬
‫عمران) إن الفعل (يأمن) يتعدى بحرف الجر (على) فنقول‪ :‬أمنته على ِسرّي وقال تعالى على لس‪HH‬ان يعق‪HH‬وب (هل آمنكم علي‪HH‬ه)‬
‫فلِ َم ع ّدى الفعل )تأمنه) في اآلية بالباء فقال (تأمنه بقنطار) دون تأمنه على قنطار؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ِّي الفعل تأمنه بالباء‬
‫الحرف (على) يدل على التمكن فإذا قلت أمنته على ِس ّري أي جعلته متمكنًا منه وراعيًا له‪ .‬وفي هذه اآلية (إن تأمنه بقنطار) ُعد َ‬
‫لإليماء إلى أن هذه األمانة أريد بها المعاملة والوديعة واألمانة بالمعاملة‪.‬‬
‫آية (‪:)77‬‬
‫*ما داللة وصف‪ H‬الثمن بالقليل؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫الثمن هو المقابل أو ال ِع َوض وكلمة ثمن أوالثمن وردت في أحد عشر موضعًا في القرآن الكريم كله‪ .‬في موضع واحد فقط لم يوصف فى سورة‬
‫المائدة(‪ .)106‬ووصف مرة واحدة بأنه بخسفى سورة يوسف وفى األماكن األخرى وصف بأنه قليل‪.‬‬
‫لما ننظر في اآليات‪ :‬اآلية التي لم يوصف بها تتعلق بشهادة على وصية فهنا األمر يتعلق بمصالح الناس الذين لهم وصية‪ .‬وحتى يشمل الحقير‬
‫والعظيم والمادي والمعنوي والنفيس والتافه يعني حتى يقطع عليهم الطريق ألي تأويل‪.‬‬
‫الثمن القليل جاء حيثما ورد في الكالم عن حق اهلل سبحانه وتعالى ومعنى ذلك أن العدوان على حق اهلل سبحانه وتعالى مهما بلغ فهو ثمن قليل‬
‫تحقيرًا لشأنه وتهوينًا من قدره‪.‬أي ثمن يناسب آيات اهلل عز وجل؟ ال شيء‪ .‬فكل ثمن هو يقل في شأن آيات اهلل سبحانه ‪ ‬وتعالى‪ .‬فحيثما ورد الكالم‬
‫عن آيات اهلل وعن عهد اهلل سبحانه وتعالى كله ثمن قليل ال يقابل‪ .‬وليس معنى ذلك ثمن قليل أنه يمكن أن يشتروا به ثمنًا كثيرًا‪.‬كال‪ ،‬وإنما بيان إلى‬
‫ِين َي ْش َت ُر َ‬
‫ون‬ ‫أن هذا الثمن الذي أخذتموه ال يقابل آيات اهلل فهو قليل في حق اهلل سبحانه وتعالى وكل ثمن يؤخذ مقابل ذلك فهو قليل مهما ُ‬
‫عظم‪( .‬إِ َّن الَّذ َ‬
‫اب أَلِي ٌم (‪ )77‬آل عمران) هذا‬ ‫يه ْم َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫اق لَ ُه ْم فِي الْآَ ِخ َر ِة َولَا يُ َكلِّ ُم ُه ُم اللَّ ُه َولَا َي ْن ُظ ُر إِلَي ِ‬
‫ْه ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َولَا ي َ‬
‫ُز ِّك ِ‬ ‫ِك لَا َخلَ َ‬ ‫ِه ْم َث َم ًنا َقلِيلًا أُولَئ َ‬
‫ِب َع ْه ِد اللَّ ِه َوأَ ْي َمان ِ‬
‫الثمن سماه قلي ً‬
‫ال‪.‬‬
‫ُ‬ ‫( َوإِ ْذ أَ َخ َذ اللَّ ُه مِي َث َ‬
‫ون (‪ )187‬آل عمران)‬ ‫اش َت َر ْوا ِب ِه َث َم ًنا َقلِيلًا َف ِب ْئ َ‬
‫س َما َي ْش َت ُر َ‬ ‫ور ِه ْم َو ْ‬ ‫اس َولَا َت ْكتُ ُمو َن ُه َف َن َب ُذو ُه َو َرا َء ُظ ُه ِ‬ ‫ِين أوتُوا الْ ِك َت َ‬
‫اب لَتُ َب ِّينُنَّ ُ‬
‫‪3‬ه لِلنَّ ِ‬ ‫اق الَّذ َ‬
‫هذا ماضي صار‪ .‬وصفه بالقِلة أيًا كان هذا الثمن هم باعوه في نظرهم بثمن عظيم لكن وصفه القرآن بالقِلة فبئس ما يشترون‪.‬‬
‫ات اللَّ ِه َث َم ًنا َقلِيلًا أُولَئ َ‬
‫ِك لَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َربِّ ِه ْم إِ َّن اللَّ َه‬ ‫ِين لِلَّ ِه لَا َي ْش َت ُر َ‬
‫ون ِبآَ َي ِ‬ ‫ِن ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َخ ِ‬
‫اشع َ‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬
‫اب لَ َم ْن ي ْ‬
‫ُؤم ُ‬ ‫( َوإِ َّن م ْ‬
‫اب (‪ )199‬آل عمران) ليس معناه يشترون ثمنًا عظيمًا ولكن هذا الثمن مهما كان نوعه فهو قليل في مقابل التضحية بآيات اهلل سبحانه‬ ‫َس ِري ُع الْ ِح َس ِ‬
‫وتعالى‪.‬‬
‫‪ 3‬لهم بأنهم فعلوا ذلك وما قبضوه قليل‪.‬‬ ‫في تسع آيات وصف الثمن بأنه قليل ‪ ،‬إما أن ينهاهم عن ذلك أو يثبته‬
‫أال يمكن أن يأتى الوصف بالبخس والقليل معا؟ يمكن إذا أُريد بالبخس ما هو ليس من قدر الشيء الذي بيع وال يستقيم مع آيات اهلل‪ .‬ليس هناك شيء‬
‫بقدر اآليات لذلك ال يستقيم إال القلّة‪.‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫ُز ِّكي ِه ْم َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫اب‬ ‫ال ي َ‬ ‫ال َي ُ‬
‫نظ ُر إِلَ ْي ِه ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َو َ‬ ‫ال ُي َكلِّ ُم ُه ُم اللُهّ َو َ‬ ‫ال َق لَ ُه ْم فِي ِ‬
‫اآلخ َر ِة َو َ‬ ‫ال َخ َ‬ ‫ال أُ ْولَـئ َ‬
‫ِك َ‬ ‫‪3‬د اللِهّ َوأَ ْي َما ِن ِه ْم َث َم ًنا َقلِي ً‬ ‫(إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َي ْش َت ُر َ‬
‫ون ِب َع ْه ِ‬
‫أَلِي ٌم (‪ )77‬آل عمران) تدبر في هذا التعبير عن غضب اهلل تعالى ومقته للكافرين‪ ،‬فلم يقل ربنا تعالى أولئك غضب اهلل عليهم ومقتهم بل قال َ‬
‫(و َ‬
‫ال‬
‫ُز ِّكي ِه ْم) ألن عدم الكالم يدل على شدة اغضب لدرجة أن التكلم ال يستطيع أن يخاطب المغضوب عليه‪.‬‬ ‫نظ ُر إِلَ ْي ِه ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َو َ‬
‫ال ي َ‬ ‫ال َي ُ‬
‫يُ َكلِّ ُم ُه ُم اللُهّ َو َ‬
‫وفي سلب النظر إليهم من اهلل سبحانه وتعالى إشارة إلى شدة مقتهم وعدم استحقاقهم ألدنى عذر وقم آثر اهلل تعالى أن يعبر عن غضبه عليهم بعدم‬
‫النظر وعدم الكالم لإليماء إلى أنهم ال يستحقون أن ينالوا أدنى عطف أو رحمة من اهلل تعالى بل قد استحقوا الغضب والنار‪.‬‬
‫تعالى(ولَا‬
‫َ‬ ‫*ما داللة االختالف بين قوله تعالى( َواَل يُ َكلِّ ُمهُ ُم هَّللا ُ يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة َواَل يُ َز ِّكي ِه ْ‪H‬م َولَهُ ْم َع َذابٌ َألِي ٌم ﴿‪ ﴾174‬البقرة) وقوله‬
‫يُ َكلِّ ُمهُ ُم هَّللا ُ َولَا يَ ْنظُ ُر ِإلَ ْي ِه ْم يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة َواَل يُ َز ِّكي ِه ْم َولَهُ ْم َع َذابٌ َألِي ٌم ﴿‪﴾77‬آل عمران)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ار َولَا يُ َكلِّ ُم ُه ُم اللَّ ُه َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة‬
‫ُطو ِن ِه ْم إِلَّا النَّ َ‬ ‫ون فِي ب ُ‬ ‫ِك َما َي ْأ ُكلُ َ‬ ‫ون ِب ِه َث َم ًنا َقلِيلًا أُولَئ َ‬ ‫اب َو َي ْش َت ُر َ‬ ‫ِن الْ ِك َت ِ‬ ‫ون َما أَ ْن َز َل اللَّ ُه م َ‬‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬‫في البقرة تقول اآلية (إِ َّن الَّذ َ‬
‫اب أَلِي ٌم ﴿‪ ﴾174‬البقرة) ال يكلمهم وال يزكيهم هذه عقوبتان أساسيتان لمن يكتم ما أنزل اهلل من األديان كل األديان فيها أناس‬ ‫ُز ِّكي ِه ْم َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫َولَا ي َ‬
‫‪ 3‬وعلماء مسلمون هؤالء‬ ‫متخصصون بالتوجيه الديني تفسير التوراة تفسير اإلنجيل تفسير القرآن الفقه المذاهب األفكار هناك ناس الهوتيون ودينيون‬
‫مالي من أتباعه‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫لمطمع‬ ‫أسيرًا‬ ‫يحرف أو يكتب أو يزور ال بد وأن يكون‬ ‫من يكتم منهم شيئًا مما أنزل اهلل فعقوبته يوم القيامة‪ .‬القرآن يقول أن كل من ّ‬
‫لكي يحصل على هذا المطمع المالي فإنه يفعل ذلك‪ ،‬هؤالء ما يأكلون في بطونهم إال النار وال يكلمهم اهلل يوم القيامة وال يزكيهم‪ .‬نقف عند ال يكلمهم‬
‫ون ِب َع ْه ِد اللَّ ِه َوأَ ْي َما ِن ِه ْم َث َم ًنا َقلِيلًا) هؤالء عقوبتهم قريبة من عقوبة‬ ‫ِين َي ْش َت ُر َ‬ ‫وال يزكيهم‪ ،‬عندنا شريحة ثانية أيضًا يوم القيامة موقفها صعب (إِ َّن الَّذ َ‬
‫اب أَلِي ٌم ﴿‪ ﴾77‬آل عمران) في‬ ‫يه ْم َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫ُز ِّك ِ‬ ‫ْه ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َولَا ي َ‬ ‫اق لَ ُه ْم فِي الْآَ ِخ َر ِة َولَا يُ َكلِّ ُم ُه ُم اللَّ ُه َولَا َي ْن ُظ ُر إِلَي ِ‬‫ِك لَا َخلَ َ‬ ‫هؤالء الناس األولين ( أُولَئ َ‬
‫ال ال يكلمهم‬ ‫‪ 3‬اهلل ثمنًا قلي ً‬ ‫ال ال يكلمهم اهلل ثم ال يزكيهم‪ ،‬الذين يشترون بعهد‬ ‫هذه اآلية زيادة وال ينظر إليهم لماذا؟ عقوبة الذين يكتمون ما أنزل اهلل أو ً‬
‫اهلل وال يزكيهم أيضًا لكن هناك عقوبة ثالثة في الوسط وهي أنه ال ينظر إليهم ‪.‬عندنا فئتين فئة كالهما هالكتان يوم القيامة ‪ ،‬ما الفرق بين الحالتين؟‬
‫كلنا نعرف أن يوم القيام هذا يسمى يوم الفزع األكبر (لَا َي ْح ُزنُ ُه ُم الْ َف َز ُع الْأَ ْك َب ُر ﴿‪ ﴾103‬األنبياء) ذلك اليوم الذي يجثو األنبياء أنفسهم األنبياء يجثون‬
‫على الركب من الفزع لماذا؟ موقف هائل كل مخلوق بشري يوم القيامة هو نفسه يضع نفسه في قفص االتهام طواعية كل واحد يشعر بأنه متهم وأن‬
‫عليه من الخطايا ما ال حصر وال بد أن يتعلق قلبه ونظره وسمعه باهلل عز وجل لعله يسمع عفوًا أو تزكية أو كالمًا أو نظرة إذا نظر اهلل إلى عب ٍد فقد‬
‫‪ 3‬اهلل‬ ‫أحبه إذا أحب اهلل عبدًا نظر إليه وإذا نظر إليه فال يعذبه أبدًا‪ .‬نظر إليه ونظر له ونظر فيه هكذا ما هو اإلشكال؟ لماذا الذين يشترون بعهد‬
‫ال اهلل سبحانه وتعالى ذكر أنه ال ينظر إليهم ال يكلمهم وال ينظر إليهم وال يزكيهم ما معنى يزكيهم؟ يزكيهم أي يثني عليهم‪ .‬رب‬ ‫وأيمانهم ثمنًا قلي ً‬
‫العالمين جاء أهل العلم قال يا عبادي هؤالء ناس كانوا طيبين وأنا أشهدكم أني قد غفرت لهم ما وضعت فيهم علمي وال حكمتي إال وأنا أريد أن‬
‫أعفو عنهم‪ ،‬جاء المجاهدون نفس الشيء زكاهم وأثنى عليهم كذلك الناس الذين يواظبون على الصالة والصوم والحج والزكاة الذين كانوا يذنبون‬
‫فيستغفرون أيضًا أثنى عليهم هناك فئات من عباد اهلل قد يكون عندهم أعمال صالحة ولكن عندهم عمل في غاية البشاعة عمل قضى على كل‬
‫ال أول من تسعر بهم النار يوم القيامة عالم ومنفق وشهيد تأمل شخص عالم وهو عامل ونفع الناس وآخر منفق‬ ‫حسناتهم المؤملة تصور كمثال مث ً‬
‫بنى مستشفيات ومدارس وجوامع وكان يساعد الفقراء أنفق ماله في هذا السبيل هؤالء أول من تسعر بهم النار لماذا؟ عندهم ذنب واحد خطير أفسد‬
‫‪ 3‬وكلنا متهم يوم القيامة أبدًا (كل ابن آدم خطاء) لكن ما قال وال ينظر‬ ‫كل هذا وهو الرياء‪ .‬رب العالمين يرى الجميع ولكن بعض العباد المتهمين‬
‫إليهم لماذا علماء السوء علماء األديان جميعًا علماء السوء الذين حرفوا وأضلوا جمهورهم جعلوا من اليهود مشركين العزير ابن اهلل وجعل قسم من‬
‫النصارى مشركين قالوا المسيح ابن اهلل وجعل من المسلمين مشركين وطائفيين وحزبيين وناس تقتل ناس لماذا؟ ألنهم كتموا ما أنزل اهلل ناس‬
‫بسطاء أميين بسطاء جدًا يثقون بهذا العالِم بهذا المجتهد وإذا هذا الرجل لقاء المال القاسم المشترك بين كل الذين يحرفون وينحرفون باألديان بالمال‬
‫ِن‬
‫ان م َ‬ ‫ان َف َك َ‬ ‫ْط ُ‬ ‫الشي َ‬ ‫(وا ْت ُل َعلَ ْي ِه ْم َن َبأَ الَّذِي آََت ْينَا ُه آََيا ِتنَا َفا ْن َسلَ َخ ِم ْن َها َفأَ ْت َب َع ُه َّ‬‫الطمع بالمال كما قال اهلل تعالى عن صدّيق موسى عليه الصالة والسالم َ‬
‫ض ﴿‪ ﴾176‬األعراف) أخذ مال ويضل هذا ويضحك على هذا وقسمهم وكان يفتي‬ ‫ين ﴿‪َ ﴾175‬ولَ ْو ِش ْئنَا لَ َر َف ْعنَا ُه ِب َها َولَكِنَّ ُه أَ ْخلَ َد إِلَى الْأَ ْر ِ‬ ‫الْغ ِ‬
‫َاو َ‬
‫ال وأحزابًا وفئات كما هو الحال عند النصارى‬ ‫فتاوى كاذبة لكي يرضي هؤالء ويرضي أذواقهم وأمزجتهم مع أنها أكاذيب حتى قسمهم أنواعًا وأشكا ً‬
‫وعند المسلمين وهذا ما نعاني منه اليوم كل الفئات والطوائف واألحزاب والمذاهب التي خرجت عن هذا الدين أخرجها واحد عالم واحد متخصص‬
‫ون َما أَ ْن َز َل‬ ‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬ ‫ال إنما أضلها واحد عالم (إِ َّن الَّذ َ‬ ‫بتوجيه الناس دينيًا سميه ما تسميه كل الفرق التي مألت األرض فسادًا وكفرًا وشركًا ودماءًا وقت ً‬
‫ُزكي ِه ْم) وال ينظر إليهم لماذا؟ الذين‬ ‫ِّ‬ ‫ار َولَا يُ َكلِّ ُم ُه ُم اللَّ ُه َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َولا ي َ‬
‫َ‬ ‫ُطو ِن ِه ْم إِلَّا النَّ َ‬ ‫ون فِي ب ُ‬ ‫ِك َما َي ْأ ُكلُ َ‬ ‫ون ِب ِه َث َم ًنا َقلِيلًا أُولَئ َ‬
‫اب َو َي ْش َت ُر َ‬‫ِن الْ ِك َت ِ‬
‫اللَّ ُه م َ‬
‫ون ِب َع ْه ِد اللَّهِ) يعني يكذب إذا اتفق معك يخونك ما له كلمة مسموعة يحلف باهلل‬ ‫ِين َي ْش َت ُر َ‬ ‫يكتمون ما أنزل اهلل ما فيها هذه العقوبة بينما (إِ َّن الَّذ َ‬
‫وباأليمان ثم ينقض هذا كذبًا وزورًا وطمعًا وكم نقض أيمان وكم نقض مواثيق! ال يمسكه وال يلزمه شيء لك هذا حتى يربح كم فلس كم درهم هذا‬
‫ال أيمانه كاذبة عهوده كاذبة ليس له كلمة طماع لدرجة كبيرة يطمع في‬ ‫‪ 3‬اهلل ثمنًا قلي ً‬ ‫ال يكلمه اهلل وال ينظر إليه لماذا؟ لهوانه هذا الذي يشتري بعهد‬
‫أموال الناس ويزور ويأتي بأدلة كاذبة وإثباتات كاذبة حتى يستولي على أموال الناس وهذا موجود في كل األرض من آدم إلى أن تقوم الساعة هناك‬
‫اق لَ ُه ْم فِي الْآَ ِخ َر ِة َولَا يُ َكلِّ ُم ُه ُم اللَّ ُه َولَا َي ْن ُظ ُر إِلَ ْي ِه ْم) لهوانهم تافه ال يسوى شيء ثم هذا رجل سقط‬ ‫ِك لَا َخلَ َ‬ ‫ال (أُولَئ َ‬ ‫‪ 3‬اهلل ويمينه ثمنًا قلي ً‬ ‫واحد يشتري بعهد‬
‫س﴿‪ ﴾179‬األعراف) الذرء هي المادة الخامة التي تحرق بها جهنم وقود النار خلق اهلل للنار الدنيا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫من الذرء ( َولََق ْد َذ َرأنَا ل َ‬
‫ِن ال ِجن َوالإِن ِ‬ ‫ِيرا م َ‬ ‫ِج َهن َم كث ً‬
‫س) السؤال اآلن‬ ‫ِن الْ ِج ِّن َوالْ ِإ ْن ِ‬ ‫وقود بترول حطب زيت وهكذا هذا وقود النار في الدنيا وقود النار في اآلخرة هؤالء الناس ( َولََق ْد َذ َرأْنَا ل َ‬
‫ِج َه َّن َم َكث ً‬
‫ِيرا م َ‬
‫ال فئتين مجرمتين توعدها اهلل توعدًا عظيمًا‬ ‫ال وأيمانهم ثمنًا قلي ً‬ ‫‪ 3‬اهلل ثمنًا قلي ً‬ ‫فريقان في غاية السوء الذين يكتمون ما أنزل اهلل والذين يشترون بعهد‬
‫وحده في سورة البقرة واألخرى في آل عمران الفرق بين الفئتين إحداهما قال ال ينظر إليها وهم هؤالء أهل األيمان لتفاهتهم وهوانهم على اهلل‬
‫العلماء ال العلماء هؤالء أخطر جرمًا من هؤالء ال بد من أن ينظر اهلل فيهم حتى يرعبهم حتى يشعرهم بأنهم هالكون وال أمل لهم في النجاة ربما‬
‫ذلك األول اهلل لم ينظر إليه نظرة عقاب وقسوة فلعل له أمل كما في المقولة (ليرحمن اهلل الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها إبليس) هذا الذي‬
‫اشترى بعهد اهلل ربما يطمع بها كإبليس لكن هذا الذي حرف الدين وأضل الناس وجعلهم طوائف وشيع وكفرهم بحيث كتم ما أنزل اهلل آية واضحة‬
‫فسرها لهم تفسيرًا خسيسًا ناس بسطاء فاقتنعوا به كما في الحديث (فإنما إثمه على من أفتاه) كثير ‪ %90‬من المذاهب الضالة ال مسؤولية عليهم‬
‫المسؤولية على من أضلهم ووثقوا به الشيخ الفالني العالم الفالني المجتهد الفالني عنده لحية والبس عمامة ووراءه جماعة وأتباع واستطاع أن‬
‫يضلهم ناس سماهم يزيدية وناس سماهم طائفية وناس رافضية شخص واحد أضلهم هذا الذي أضل هذا اهلل قال ال يكلمه وال يزكيه ال يوجه له كالمًا‬
‫ش َو َم ْن َح ْولَ ُه‬ ‫ون الْ َع ْر َ‬ ‫ِين َي ْحمِلُ َ‬
‫‪ 3‬يوم القيامة مختلف‪ .‬هناك نظر رحمة (الَّذ َ‬ ‫وال يثني عليه لكن ما قال ال ينظر إليه ألن نظر اهلل عز وجل على العبد‬
‫ات ﴿‪ ﴾9‬غافر) ما هي السيئات؟ السيئات هي نظر اهلل الغاضب إلى وجوههم في ساحة‬ ‫السيِّ َئ ِ‬
‫(و ِق ِه ُم َّ‬
‫ون ِب َح ْم ِد َربِّ ِه ْم (‪ )7‬غافر) إلى أن قال َ‬ ‫ِّح َ‬ ‫ُسب ُ‬‫يَ‬
‫ناج بها وإذا بها سبب‬ ‫الحشر عندما ينزل اهلل عز وجل للفصل بين العباد‪ ،‬نخلص من ذلك إلى أن من مكر اهلل عز وجل أن يهبك عبادة تظن أنك ٍ‬
‫شقائك يوم القيامة من أجل هذا أول من تسعر بهم النار يوم القيامة عالم ومنفق وشهيد‪ .‬حديثنا في العلماء كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم عندما‬
‫أي الناس شر؟ قال‪ :‬شر الناس شرار العلماء في الناس) ال القتلة‬ ‫سأله أبو ذر قال (لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وهو يطوف قلت يا رسول اهلل ُّ‬
‫وال المجرمين وال المرابين وال وال الخ ولكن أشر الناس يوم القيامة شرار العلماء من حيث أن المرابي والقاتل ذنبه على جنبه وذنبه واحد هذا‬
‫حرف دين‬ ‫‪ 3‬في العالم كله من آدم إلى أن تقوم الساعة في جميع األديان وجميع الرساالت وجميع األنبياء هناك من ّ‬ ‫ال الماليين‬ ‫تحمل ذنب الماليين وفع ً‬
‫ال من أتباعه وتأمل تتبع كل الفرق في كل األديان أساسها الطمع في مال‬ ‫اهلل وكتم ما أنزل اهلل بالتحريف والكتمان والكذب كل ذلك لكي يكسب ما ً‬
‫ض) يعني بدأ يكسب طمع من أصحابه ولكي يرضيهم بدأ يكذب عليهم ثم ينحرف بهم على وفق هواه‬ ‫(ولَكِنَّ ُه أَ ْخلَ َد إِلَى الْأَ ْر ِ‬
‫األتباع كما قال عن بلعم َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ض َواتَّ َب َع َه َوا ُه َف َم َثل ُه َك َم َث ِل ال َكل ِب إِ ْن َت ْحمِل َعلَ ْي ِه َيل َهث أ ْو َت ْت ُرك ُه َيل َهث ﴿‪ ﴾176‬األعراف) يعني هذا الذي يقوله في المواعظ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫( َولَكِنَّ ُه أَ ْخلَ َد إِلَى الْأَ ْر ِ‬
‫ِل َعلَ ْي ِه َيلْ َه ْث أَ ْو َت ْت ُر ْك ُه َيلْ َه ْث) هذا النوع من‬ ‫والمنابر وفي الكنائس وفي المساجد ويخطب به الناس ما هو إال نباح كلب ( َف َم َثلُ ُه َك َم َث ِل الْ َكلْ ِب إِ ْن َت ْحم ْ‬
‫‪ 3‬اهلل ويمينه واحد عقد معاك عقد وقال اشهد اهلل والحاضرين صفقة تجارة صفقة زواج صفقة سياسية صفقة‬ ‫الناس يختلف عن ذلك الذي اشترى بعهد‬
‫شراكة أي شيء وقال عهد اهلل بيننا وأشهدنا اهلل والحاضرين ونقسم باهلل العظيم ثم خنت صاحبك هذا لهوانه وتفاهته ورخصه على اهلل ال يكلمه فهذا‬
‫شخص تافه سيهلك والسالم‪ ،‬يهلك وحده بينما هذا أهلك الماليين أهلك الماليين من أجل ذلك األول ال ينظر اهلل إليه هذا ينظر لشدة جرمه فإن اهلل‬
‫ينظر إليه نظرة يرى أنه فيها آيس من رحمة اهلل ما أن يرى نظرة ‪ -‬وال ندري كيف طبعًا هذا أمر يليق باهلل عز وجل ‪ -‬يوم القيامة رب العالمين‬
‫‪3‬ذ هذا اإلنسان العالم الذي يضل فئة أو فرقة كما هو واقع في العالم كله ما من دين إال انحرفت منه‬ ‫يرى لكن النظر هذا الزم يكون عقل وحينئ ٍ‬
‫مجموعة كبيرة شكلت طائفة معادية مشاكسة قاتلة محرفة مشركة خرجت عن أبسط قواعد دينها الذي أنزله اهلل على عيسى وعلى موسى وعلى‬
‫ات) السيئات مجرد الخوف عندما تقف أمام اهلل‬ ‫السيِّ َئ ِ‬
‫محمد عليهم الصالة والسالم جميعًا هذا المسؤول عنها واحد هذا يوم القيامة وفي اآلية ( َو ِق ِه ُم َّ‬
‫عز وجل السعيد من ال يقف وإنما من البعث إلى الجنة بغير حساب يوفون أجورهم بغير حساب هذه النجاة الهائلة متى ما عرضت على اهلل حتى لو‬
‫نجوت مجرد العرض سيصيبك بالهلع وأنت مؤمن ما عليك هذه التهمة فكيف تعرض على اهلل عز وجل وعليك هذه التهمة أنك ممن أضللت ألنك‬
‫مال كنت تطمع فيه ولهذا قال النبي صلى اهلل عليه وسلم عن سؤال أبو ذر قال له (شرار الناس شرار العلماء في الناس)‬ ‫كتمت ما أنزل اهلل لقاء ٍ‬
‫هؤالء مصيبتهم يوم القيامة‪ .‬حينئ ٍذ نقول أن اهلل سبحانه وتعالى عندما حلف وال ينظر إليهم لكي يفرق بين جريمتين عظيمتين ولكن أحداهما أعظم‬
‫س‬ ‫ِك َفلْ َي َتنَا َف ِ‬
‫(وفِي َذل َ‬ ‫جرمًا من األخرى من أجل هذا رب العالمين قال إياكم والرياء التنافس مشروع والتميز مشروع طبعًا هذا من أجل الترقي َ‬
‫اق لَ ُه ْم فِي الْآَ ِخ َرةِ) ما هو الخلق؟ الخلق السجية هذا مجبول‬ ‫ِك لَا َخلَ َ‬ ‫مرهون باألخالق وتقول اآلية (أُولَئ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ون ﴿‪ ﴾26‬المطففين) ولكن كل ذلك‬ ‫ِس َ‬ ‫الْ ُم َتنَاف ُ‬
‫‪ 3‬هذا وفي بطبيعته ال يقدر أن يخون هي خلق‪-‬بفتح الالم‪ -‬وخلق‪-‬بتسكين‬ ‫‪ 3‬هو ال يقدر أن يكذب هذا كريم بطبيعته‬ ‫على الصدق هو صادق بطبيعته‬
‫اق لَ ُه ْم فِي الْآَ ِخ َرةِ) حينئ ٍذ كل الكلمات التي من نفس الجذر يعني الصفة التي فيك آليًا‬ ‫الالم‪-‬وخلق‪-‬بضم الالم‪ -‬وأخالق وخالق كل هذا (أُولَئ َ‬
‫ِك لَا َخلَ َ‬
‫‪ 3‬فلست متكلفًا هذه أخالق يعني صفة آلية كيف أن هذه اآللة تعمل بشكل طبيعي يعني كل‬ ‫‪ 3‬أنت كريم بطبيعتك أنت عادل بطبيعتك‬ ‫أنت صادق بطبيعتك‬
‫آلة حولك اآلن بالسيارة في البيت تعمل بوظيفتها عيناك هذه تعمل بوظيفتها ترى واألذن تسمع واللسان ينطق الخ هذه آلية هذه خالقات فرب‬
‫ال والذين يكتمون ما أنزل اهلل كله طمع دنيوي كله‬ ‫العالمين خلق عبادًا األخالق فيهم سجية هؤالء الناس الذين يشترون بعهد اهلل وأيمانهم ثمنًا قلي ً‬
‫تنافس‪ .‬هذا التنافس إما أن يكون تميزًا أو أن يكون حسدًا وحقدًا وطمعًا وجشعًا كل صفات الرذيلة‪ .‬ما هو الفاصل بين التنافس الشريف الذي يعتبر‬
‫تميزًا وعظمة وتطورًا ورقيًا ورفعة وبين هذا التميز الذي يعتبر خسة ونذالة وجشعًا وأنانية؟ هو فقط األخالق‪ .‬يعجبني في كتاب رؤيتي لسمو‬
‫ُّوها﴿‬ ‫(وإِ َذا ُحيِّيتُ ْم ِب َت ِحيَّ ٍة َف َحيُّوا ِبأَ ْح َس َن ِم ْن َها أَ ْو ُرد َ‬
‫الشيخ محمد عندما تكلم لماذا نريد التميز؟ تكلم وربط ربطًا ذكيًا بين التميز واألخالق وجاء باآلية َ‬
‫‪ ﴾86‬النساء) هذا التميز لتحيتك على صاحبك قال لك السالم عليكم قلت عليكم السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته هذه ال فيها طمع وال فيها رياء‬
‫ْ‬
‫(ولَ َق ْد َفضلنَا‬
‫َّ‬ ‫ات الْ ُعلَا ﴿‪ ﴾75‬طه) َ‬ ‫ِك لَ ُه ُم الد َ‬
‫َّر َج ُ‬ ‫وإنما أخالقك عالية فقط خلق فالتميز الذي يصاحبه األخالق هذا هو الذي يأجره اهلل تعالى قال ( َفأُولَئ َ‬
‫ض ﴿‪ ﴾55‬اإلسراء) بماذا؟ بالتميز الذي ليس وراءه مطمع مالي إذا أصبح هناك مطمع مالي صار طمعًا وصار حسدًا وصار‬ ‫ِّين َعلَى َب ْع ٍ‬
‫ض النَّ ِبي َ‬ ‫َب ْع َ‬
‫تميز ليس له‬ ‫غيظًا وعدد من هذه الصفات هذه سبب الحروب بين الدول على البترول وعلى المستعمرات وعلى االحتالالت وعلى األسواق كل هذا ٌ‬
‫أخالق وال ضوابط ولو كان له أخالق لتقدمت األمم‪ .‬ولهذا األمة التي تقدمت هناك أمم إلى هذا اليوم تقدمت بالتنافس فيما بينها لماذا؟ ألن تنافسها‬
‫كان محكومًا بقوانين صارمة جعلتهم أصحاب أخالق رغم أنوفهم كما في الحديث (عجبت لمن يدخل الجنة رغم أنفه) هناك قانون أجبرك على أن‬
‫تكون أمينًا إذًا األخالق أما هذا الذي اهلل قال لن يكلمه ولن يزكيه لن يقول هذا طيب رب العالمين قد يزكي بغيًا قد يزكي شخصًا بكى شخص تافه أو‬
‫شخص كان عنده أوالد وكان يحبهم ويأتي بالمال الحالل والحرام فقط يريد أن يغني أوالده قال يا أوالدي أنا اآلن كبير في السن إذا مت احرقوني‬
‫ال مات هذا األب وعندما مات األب حرقوه ورموه في البحر فرب العالمين جمع رماده كما يقول‬ ‫وارموا رمادي في البحر هذه وصيتي لكم وفع ً‬
‫الحديث النبوي الصحيح وسأله لماذا فعلت هذا؟ قال له يا ربي خفت منك فأنا كل حياتي حالل وحرام وكذب وسرقه ونهب الخ فعلت هذا ألجل‬
‫أوالدي أحبهم أردت أن يكون لهم مركز قال له يعني كنت خائفًا مني؟ قال طبعًا كنت خائف منك من أجل أنه خاف اهلل عز وجل مع ارتكابه الذنب‬
‫اهلل أثنى عليه وزكاه قال له ادخل ز ّكاه‪ .‬قال يزكيه مع أنه كان يأكل حرامًا الخ لكن لعمل واحد فإن اهلل زكاه وأحاديث كثيرة واحد عنده سيئات ولكن‬
‫عنده عمل صغير أثنى عليه وزكاه ومشاه هذا برغم أعماله الطيبة الكثيرة عالم ومؤلف وصاحب فلسفة ونظريات لكنه أضل قومًا بالكذب والكتمان‬
‫والتحريف وأخفى أحاديث نبوية صحيحة وأخفى آيات كما هو في تاريخنا عبث عبثًا سخيفًا ومقززًا بآيات وأحاديث وتفسيرات تقشعر منها أبدان‬
‫س الْ ِو ْر ُد الْ َم ْو ُرو ُد ﴿‪﴾98‬‬ ‫‪ 3‬وقادهم إلى جهنم ( َي ْق ُد ُم َق ْو َم ُه َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َفأَ ْو َر َد ُه ُم النَّ َ‬
‫ار َو ِب ْئ َ‬ ‫المجانين ومع هذا بعمامته ولحيته وإمام وشيخ والناس تتبعه‬
‫ال أفضل من هذا الغبي الذي أضل‬ ‫أي نظرة؟! رب العالمين جعل هذا الذي يشتري بعهد اهلل ويمينه ثمنًا قلي ً‬ ‫هود) هذا اهلل ما قال ال ينظر إليه ولكنها ُّ‬
‫(ولَا َي ْنظ ُر إِلَ ْي ِه ْم) هذا هو األمر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الناس‪ .‬هذا هو الفرق بين آيتين إحداهما جاءت عقوبة ثالثة واآلخر ما جاءت وهي َ‬
‫آية (‪:)78‬‬
‫ب َو َما ه َُو ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب‬ ‫ب لِتَحْ َسبُوهُ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫*ما داللة تكرار الكتاب فى قوله تعالى ( َوِإ َّن ِم ْنهُ ْم لَفَ ِريقًا يَ ْلوُونَ َأ ْل ِسنَتَهُم بِ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب َوهُ ْم يَ ْعلَ ُمونَ (‪ )78‬آل عمران)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫َويَقُولُونَ هُ َو ِم ْن ِعن ِد هّللا ِ َو َما ه َُو ِم ْن ِعن ِد هّللا ِ َويَقُولُونَ َعلَى هّللا ِ ْال َك ِذ َ‬
‫كرر اهلل تعالى كلمة الكتاب مع أن النظم كان يستقيم لو قيل‪ :‬لتحسبوه من الكتاب وما هو منه‪ ،‬ويقولون هو من عند‬
‫الحظ التكرار في هذه اآلية فقد ّ‬
‫يجرك إلى االهتمام بما يتعلق بهما من خبر‪.‬‬
‫اهلل وما هو من عنده‪ ،‬لكنه جاء بهذا التكرار لقصد االهتمام باإلسمين‪ :‬الكتاب ولفظ الجاللة وذلك ّ‬
‫*ما الفرق بين النفى ب(ما) و (لم)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(ما) في الغالب تقال للرد على قول في األصل يقولون في الرد على دعوى‪ ،‬أنت قلت كذا؟ أقول ما قلت‪ .‬أما (لم أقل) قد تكون من باب اإلخبار‬
‫فليست بالضرورة أن تكون ردًا على قائل لذلك هم قالوا لم يفعل هي نفي لـ(فعل) بينما ما فعل هي نفي لـ (لقد فعل)‪ .‬حضر لم يحضر‪ ،‬ما حضر‬
‫ون ِباللِهّ َما َقالُواْ َولََق ْد َقالُواْ َكلِ َم َة الْ ُك ْف ِر (‪ )74‬التوبة) (ما اتخذ) ضد قول اتخذ صاحبة وال ولدا‪ ،‬لم يتخذ قد تكون من باب‬ ‫نفي لـ قد حضر ( َي ْحلِ ُف َ‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ض َولَ ْم َيتَّ ِخذ َولَدًا َولَ ْم َيكن ل ُه َش ِريك فِي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َوالأ ْر ِ‬ ‫او ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِيرا (‪ )1‬الذِي لَ ُه ُملك َّ‬
‫الس َم َ‬ ‫ِين َنذ ً‬ ‫ْ‬
‫ون لِل َعالَم َ‬ ‫ُ‬
‫ان َعلَى َع ْب ِد ِه لَِيك َ‬ ‫ْ‬
‫َز َل ال ُف ْر َق َ‬ ‫َّ‬
‫ار َك الذِي ن َّ‬ ‫اإلخبار والتعليم ( َت َب َ‬
‫ِيرا (‪ )2‬الفرقان) هذا من باب التعليم وليس ردًا على قائل وليس في السياق أن هناك من قال ور ّد عليه وإنما تعليم‬ ‫ْ‬ ‫الْ ُملْ ِك َو َخلَ َق ُك َّل َش ْي ٍء فقد َ‬
‫َّر ُه َتقد ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ان َعلَى َع ْب ِدهِ) يخبرنا إخبارًا ‪ .‬بينما نالحظ لما قال في محاجته للمشركين (ما اتخذ اهلل من ولد) هم يقولون اتخذ اهلل ولد ( َما‬ ‫َز َل الْ ُف ْر َق َ‬
‫ار َك الَّذِي ن َّ‬
‫( َت َب َ‬
‫ون (‪ )91‬المؤمنون)‪ .‬لما رد على‬ ‫ص ُف َ‬ ‫ان اللَّ ِه َع َّما َي ِ‬
‫ْح َ‬‫ض ُسب َ‬ ‫ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫ِن إِلَ ٍه إِ ًذا لَّ َذ َه َب ُك ُّل إِلَ ٍه ِب َما َخلَ َق َولَ َعلَا َب ْع ُ‬
‫ان َم َع ُه م ْ‬ ‫اتَّ َخ َذ اللَّ ُه مِن َولَ ٍد َو َما َك َ‬
‫اب (‪ )78‬آل عمران) يقولون هو من‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ِك َت ِ‬ ‫اب َو َما ُه َو م َ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ِك َت ِ‬
‫اب لَِت ْح َسبُو ُه م َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫المشركين وقولهم قال (ما اتخذ) و( َوإِ َّن ِم ْن ُه ْم لََف ِري ًقا َيل ُو َ‬
‫ون أل ِس َن َت ُهم ِبال ِك َت ِ‬
‫اآلخ ِر َو َما هُم‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اس َمن َيقول آ َمنَّا ِباللِهّ َو ِبال َي ْو ِم ِ‬ ‫ِن النَّ ِ‬
‫ِن ِعن ِد اللِهّ (‪ )78‬آل عمران)‪َ ( .‬وم َ‬ ‫ِن ِعن ِد اللِهّ َو َما ُه َو م ْ‬ ‫ون ُه َو م ْ‬‫عند اهلل فيرد عليهم ( َو َي ُقولُ َ‬
‫ِين (‪ )8‬البقرة)‪.‬‬ ‫ِب ُم ْؤ ِمن َ‬
‫آية (‪:)79‬‬
‫* فماذا نفهم من قوله (ولكن كونوا ربانيين)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ِّين ِب َما ُكنتُ ْم تُ َعلِّ ُم َ‬
‫ون‬ ‫اس ُكونُواْ ِع َبادًا لِّي مِن د ِ‬
‫ُون اللِهّ َولَـكِن ُكونُواْ َربَّانِي َ‬ ‫اب َوالْ ُح ْك َم َوالنُّب َّ‬
‫ُو َة ثُ َّم َي ُق َ‬
‫ول لِلنَّ ِ‬ ‫ان لَِب َش ٍر أَن ي ْ‬
‫ُؤ ِت َي ُه اللُهّ الْ ِك َت َ‬ ‫قال تعالى ( َما َك َ‬
‫ون (‪ )79‬آل عمران) لو تأملت في هذه اآلية المحكمة السبك لوجدت نفسك تغوص في عجائب فصاحة القرآن الكريم وقوة‬ ‫ْر ُس َ‬ ‫الْ ِك َت َ‬
‫اب َو ِب َما ُكنتُ ْم َتد ُ‬
‫نظمه‪ .‬انظر كيف يختار القرآن ألفاظه ليرقى إلى أعظم المعاني التي تعجز عنها ألسنة البشر إذ كان بمقدوره أن يتمم هذه اآلية من جنس الجزء‬
‫السابق فيقول" ثم يقول للناس كونوا عبادًا لي من دون اهلل ولكن كونوا عبادًا هلل‪ .‬فماذا نفهم من قوله (ولكن كونوا ربانيين)؟ إن الربّاني هو المنسوب‬
‫الرب وما ذاك إال لمزيد اختصاص المنسوب بالمنسوب إليه ليكون المعنى على أقوى ما يكون أي أن يكونوا مخلصين هلل تعالى دون غيره‪.‬‬ ‫إلى ّ‬
‫*فى سورة آل عمران مرة قال (ربانيون) ومرة قال (ربيون) فما الفرق بينهما؟(د‪.‬أحمد‪ H‬الكبيسى)‬
‫ون (‪ )79‬آل عمران) ومرة قال ( َو َكأَيِّن ِّمن نَّ ِب ٍّي َقا َت َل َم َع ُه ِربِّي َ‬
‫ُّون َكث ٌ‬
‫ِير‬ ‫ْر ُس َ‬ ‫ون الْ ِك َت َ‬
‫اب َو ِب َما ُك ْنتُ ْم َتد ُ‬ ‫ِّين ِب َما ُك ْنتُ ْم تُ َعلِّ ُم َ‬
‫ِن ُكونُوا َربَّانِي َ‬‫مرة قال تعالى ( َولَك ْ‬
‫ين (‪ )146‬آل عمران) ما الفرق بين ربانيون وربيون؟ الغريب أن‬ ‫الصا ِب ِر َ‬
‫ُح ُّب َّ‬ ‫اس َت َكانُواْ َواللُهّ ي ِ‬ ‫ض ُع ُفواْ َو َما ْ‬ ‫يل اللِهّ َو َما َ‬ ‫َف َما َو َهنُواْ لِ َما أَ َ‬
‫صا َب ُه ْم فِي َسِب ِ‬
‫بعض المفسرين يراهما بمعنى واحد وليس األمر كذلك‪ .‬الربانيون نسبة إلى الرب العالم المتأله يعني الذي يختص بذات اهلل وصفاته والتعلق به‬
‫ربي لكنها من‬‫وبحبه الذي يسمونه بالمسيحية الالهوت وفي اإلسالم يسمونه العارف باهلل‪ ،‬كل من يختص بمعرفة اهلل عز وجل يسمى رباني‪ ،‬يقال ّ‬
‫لحيي قالوا ال اللحياني‪ ،‬اللحياني عالم من علماء األمة لو كانت‬ ‫باب المبالغة بالشئء يضاف األلف والنون‪ .‬يعني واحد لديه لحية طويلة يقال عنه ّ‬
‫لحيته طويلة وهذا ليس محببًا يقول الحكماء من حمق الرجل طول لحيته‪ ،‬الرسول ‪ ‬يقول يقبض قبضة أما أن تنزل إلى السرة فهذا من الحمق‪.‬‬
‫فبعض الناس لما يعرف بطول لحيته يسمونه اللحياني لكن هناك أناس اللحية طويلة جدًا يسموه اللحياني يضاف إليها األلف والنون للمبالغة‪ .‬اإلمام‬
‫الرقباني عالم من علماء اللغة كانت رقبته غليظة جدًا فكانوا يقولون عنه الرقبي لكن ألنها جدًا غليظة قالوا الرقباني‪ .‬الرباني كل مؤمن باهلل يتفكر‬
‫ربي لكن هناك واحد متخصص العالِم باهلل من العلم ما‬ ‫باهلل عز وجل يرجو رحمة ربه‪ ،‬يسبح‪ ،‬يخاف ربه‪ ،‬يذكر اهلل عز وجل يرجو رحمة ربه‪ ،‬هذا ّ‬
‫علي الناس ثالثة عالم‬ ‫‪ 3‬أصحاب الفهم الخاص كما كان سيدنا علي بن أبي طالب كرم اهلل وجهه‪ .‬قال ّ‬ ‫هو مكنون ال يعرفه إال العارفون باهلل وحينئذ‬
‫رباني ومتعلِّم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق‪ .‬ولما مات عبد اهلل بن عباس قال محمد بن علي بن الحنفية رضي اهلل عنه قال اليوم مات‬
‫صعق هذا‬ ‫رباني هذه األمة‪ .‬فكل من هو متخصص بعلم اهلل ومعرفة اهلل عز وجل وعشقه في اهلل وقد رأينا في حياتنا واحد عاشق هلل إذا ُذكر اهلل ُ‬ ‫ّ‬
‫تدرسون‪ .‬ولهذا‬ ‫ون (‪ )79‬آل عمران) وفي قراءة بما كنتم ّ‬ ‫ْر ُس َ‬ ‫ون الْ ِك َت َ‬
‫اب َو ِب َما ُكنتُ ْم َتد ُ‬ ‫رباني للمبالغة أما إذا كنا نحب اهلل فنحن ربيون‪ِ ( .‬ب َما ُكنتُ ْم تُ َعلِّ ُم َ‬
‫تعريف الرباني قيل هو العالم الراسخ في العلم والدين أو العالِم العامل المعلم أو العالي الدرجة في العلم‪.‬‬
‫هذا الرباني‪ ،‬الربيون وهذه كلمة فصيحة ال ينطقها إال شعب اإلمارات حسب علمي‪ .‬حينئذ الربيون العلماء باألجناس والسياسة هؤالء أركان الدولة‬
‫ِير) ناس عندهم خبرة بالسياسة واالجتماع واالقتصاد وسياسة األمة يعني المأل األعلى الذي يدير الدولة هؤالء إذا قاتلوا مع نبيهم أو مع‬ ‫ُّون َكث ٌ‬‫(ربِّي َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫او ْر ُه ْم فِي األ ْم ِر (‪ )159‬آل‬ ‫ِ‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫(‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫أصحابه‬ ‫‪‬‬ ‫النبي‬ ‫استشار‬ ‫كما‬ ‫مستشارون‬ ‫ألنهم‬ ‫حليفهم‬ ‫النصر‬ ‫شيخهم‬ ‫مع‬ ‫أو‬ ‫ملكهم‬ ‫مع‬ ‫أو‬ ‫رئيسهم‬
‫ال انكسروا كما‬ ‫عمران) حتى لو أدرك أن مشورتهم خطأ كما فعل في أُحد شاورهم فأعطوه رأيًا هو خطأ لكنه قال ما دام أنتم متفقون عليه وفع ً‬
‫تعرفون والنبي اشار عليهم مشورة أخرى‪ .‬إذن الربيون كالعلماء الربانيون من حيث العمق والرسوخ في العلم لكن الربانيون في علوم اآلخرة‬
‫ض ُع ُفوا‬‫يل اللَّ ِه َو َما َ‬
‫صا َب ُه ْم فِي َس ِب ِ‬ ‫ِير َف َما َو َهنُوا لِ َما أَ َ‬
‫ُّون َكث ٌ‬ ‫ِن َن ِب ٍّي َقا َت َل َم َع ُه ِربِّي َ‬ ‫(و َكأَي ْ‬
‫ِّن م ْ‬ ‫والربيون خبراء علوم الدنيا والسياسة وإدارة المال والشعوب َ‬
‫ْ‬
‫ص ْرنَا َعلَى ال َق ْو ِم‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِّت أقدَا َمنَا َوا ْن ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِر لَنَا ذنُو َبنَا َوإِ ْس َرا َفنَا فِي أ ْم ِرنَا َو َثب ْ‬ ‫ان َق ْولَ ُه ْم إِلَّا أَ ْن َقالوا َربَّنَا ْ‬
‫اغف ْ‬ ‫ُ‬ ‫ين (‪َ )146‬و َما َك َ‬
‫الصا ِب ِر َ‬ ‫اس َت َكانُوا َواللَّ ُه ي ِ‬
‫ُح ُّب َّ‬ ‫َو َما ْ‬
‫دربهم آباؤهم على أن‬ ‫دربهم شيخ على معرفة اهلل والربيون علماء ّ‬ ‫ين (‪ )147‬آل عمران) إذن الربيون قريب من الربانيين لكن الربانيون ّ‬ ‫ِر َ‬ ‫الْ َكاف ِ‬
‫يكونوا من الهيئة الحاكمة القائدة عسكريًا وسياسيًا وحربًا وسلمًا هؤالء هو الربيون‪.‬‬
‫*ما الفرق بين الكتاب والحُكم والنبوة؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫ِن ُكونُوا‬‫ُون اللَّ ِه َولَك ْ‬ ‫اس ُكونُوا ِع َبادًا لِي م ْ‬
‫ِن د ِ‬ ‫ول لِلنَّ ِ‬ ‫اب َوالْ ُح ْك َم َوالنُّب َّ‬
‫ُو َة ثُ َّم َي ُق َ‬ ‫ان لَِب َش ٍر أَ ْن ي ْ‬
‫ُؤ ِت َي ُه اللَّ ُه الْ ِك َت َ‬ ‫قال تعالى في سورة آل عمران ( َما َك َ‬
‫ون (‪ ))79‬يؤتيه تدل على أن اإليتاء هو المنحة التي تُؤتى للمؤتى إليه من المؤتي والذي يسري‬ ‫ْر ُس َ‬‫اب َو ِب َما ُك ْنتُ ْم َتد ُ‬‫ون الْ ِك َت َ‬
‫ِّين ِب َما ُك ْنتُ ْم تُ َعلِّ ُم َ‬
‫َربَّانِي َ‬
‫ُ‬
‫على آدم يسري على سائر األنبياء والقرآن الكريم أوضح أن النبي ال بد أن يكون بشرًا ألن هذا أمر ضروري ألنه لو لم يكن بشرًا لبطلت‬
‫إلي) فالفارق ليس في بشريته وإنما بالوحي‬ ‫القدوة (ما كان لبشر) وال بد أيضًا من أن يكون من نفس جنس البشر (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى ّ‬
‫إليه والمِنح والعطايا هي من اهلل تعالى يؤتيها من يشاء من خلقه واالعجازات النبوية ال تخضع للمقياس البشري‪.‬‬
‫الكتاب‪ :‬اهلل تعالى قد يُرسل كتابًا من عنده على أحد األنبياء وهو الوحي مطلقًا سواء كان مكتوبًا أو غير مكتوب ويُطلق على األجل (كتابًا‬
‫والحكم) بدأ بالكتاب تعبيرًا عن‬ ‫ال) ويُطلق على القانون الثابت (إن الصالة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتا) ويُطلق على الوحي (الكتاب ُ‬ ‫مؤج ً‬
‫الوحي ويطلق على القرآن (ذلك الكتاب ريب فيه) فالكتاب يقصد منه الوحي بشكل عام وقيل كتاب أحد األنبياء كما ذهب بعض المفسرين أنه‬
‫يعظموا الرسول ‪ ‬ويسجدوا له‬ ‫االنجيل كتاب اهلل تعالى لعيسى ‪ ‬وقيل أن الكتاب في اآلية المقصود به القرآن ألن بعض الصحابة أرادوا أن ّ‬
‫وأرادوا المبالغة فقال ‪" ‬ال تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد اهلل ورسوله" فنزلت اآلية‪ .‬وسواء كان المعنى المقصود‬
‫من الكتاب االنجيل فاآلية ترد على النصارى الذين الّهوا المسيح عيسى ابن مريم ‪ ‬وإن كان يعني الوحي فاآلية تبين القانون الذي أوضحه اهلل‬
‫تعالى فيه‪.‬‬
‫الحكم هو أن ينزل األمر في منزلته الصحيحة ومنها إحكام اقفال القارورة وإحكام الغطاء وال ُمحكم هو الذي ال يسمح‬ ‫الحكم‪ :‬تشمل الحكمة ألن ُ‬ ‫ُ‬
‫السنّة الصحيحة‪.‬‬ ‫الحكم‪ .‬والحكمة وضع األمر من نصابه الصحيح (ويعلمه الكتاب والحكمة) أي ُ‬ ‫تسرب أي الحكمة ومنه ُ‬ ‫بأي ّ‬
‫النبوة‪ :‬نبي أي نُبئ والنبأ العظيم هو الخبر إذا نزل على واحد من خلق اهلل تعالى‪ .‬عندما يوحي تعالى على بشر نُبئ يتحول الى نبي فإذا ُكلِّف‬
‫الخضر ‪ ‬كان نبيًا ولم يبلّغ الناس فهو ليس برسول‪ .‬كذلك ذو القرنين ولقمان وغيرهم ُكلّفوا بمهام ولم يُكلّفوا‬ ‫ال‪ِ .‬‬ ‫بالتبليغ للناس أصبح رسو ً‬
‫‪ 3‬ولهذا كل رسول نبي وليس كل نبي رسول وعدد األنبياء المرسلين ‪ 25‬نبي رسول أما عدد األنبياء غير المرسلين فغير محدود‪ .‬من‬ ‫بالتبليغ‪.‬‬
‫‪ 3‬نبوتهم والتطبيق العملي لما يُكلّف به الرسل‪.‬‬ ‫ضمن مهاك األنبياء نصرة الرسل وتأكيد‬
‫آية (‪:)80‬‬
‫وا ْال َمالَِئ َكةَ َوالنِّبِيِّ ْينَ َأرْ بَابًا َأيَْأ ُم ُر ُكم‪ H‬بِ ْال ُك ْف ِر بَ ْع َد ِإ ْذ َأنتُم ُّم ْسلِ ُمونَ (‪ )80‬آل عمران) لقد جاء الس‪HH‬ياق الق‪HH‬رآني‬
‫*( َوالَ يَْأ ُم َر ُك ْ‪H‬م َأن تَتَّ ِخ ُذ ْ‪H‬‬
‫بالنفي وتعلم أن النفي أع ّم من النهي فهالّ قيل في هذه اآلية (وينهاكم) بدل (وال يأمركم)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫الجواب في هذه اآلية لطيفة يمكن أن تستش ّفها حين تعلم أن المسيح ‪ ‬لم ينههم عن إتخاذ المالئكة والنبيين‬
‫‪ 3‬أربابًا ألنه ال يخطر بالبال أن تتلبّس به‬
‫‪ 3‬فاقتصرت اآلية بنفي األمر ال بالنهي ولذلك ع ّقب باالستفهام اإلنكاري (أيأمركم بالكفر بعد إذا أنتم مسلمون)‪.‬‬ ‫أمة متدينة‪،‬‬
‫آية (‪:)81‬‬
‫ق لِ َما‬‫ص‪ِّ H‬د ٌ‬‫ب َو ِح ْك َم‪ٍ H‬ة ثُ َّم َج‪ H‬ا َء ُك ْم َر ُس‪H‬و ٌل ُم َ‬ ‫(وِإ ْذ َأخَ‪َ H‬ذ هَّللا ُ ِميثَ‪H‬ا َ‬
‫ق النَّبِيِّينَ لَ َما َآتَ ْيتُ ُك ْم ِم ْن ِكتَ‪HH‬ا ٍ‬ ‫*لماذا لم تذكر النبوة في آية آل عم‪H‬ران َ‬
‫الش ‪H‬ا ِه ِدينَ (‪ ))81‬مع‬ ‫خَذتُْ‪H‬م َعلَى َذلِ ُك ْم ِإصْ ِري قَالُوا َأ ْق َررْ نَا‪ H‬قَا َل فَا ْشهَدُوا َوَأنَا َم َع ُك ْم ِمنَ َّ‬ ‫ال َأَأ ْق َررْ تُ ْم َوَأ ْ‬ ‫َم َع ُك ْم لَتُْؤ ِمنُ َّن بِ ِه َولَتَ ْن ُ‬
‫ص ُرنَّهُ قَ َ‬
‫ُون هَّللا ِ َولَ ِك ْن‬
‫اس ُكونُ‪HH‬وا ِعبَ‪HH‬ادًا لِي ِم ْن د ِ‬ ‫َاب َو ْال ُح ْك َم َوالنُّبُ‪َّ H‬وةَ ثُ َّم يَقُ‪َ H‬‬
‫‪H‬ول لِلنَّ ِ‬ ‫أنها وردت في اآلية قبلها ( َما َكانَ لِبَ َش ٍر َأ ْن يُْؤ تِيَهُ هَّللا ُ ْال ِكت َ‬
‫َاب َوبِ َما ُك ْنتُ ْم تَ ْد ُرسُونَ (‪))79‬؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ُكونُوا َربَّانِيِّينَ بِ َما ُك ْنتُ ْم تُ َعلِّ ُمونَ ْال ِكت َ‬
‫اآلية األولى كان الكالم فيها أو ً‬
‫ال بإطالق ( َما َك َ‬
‫ان لَِب َش ٍر) هذا البشر الذي يؤتيه اهلل سبحانه وتعالى الكتاب والحكم والنبوة ما كان له أن يقول كونوا‬
‫‪ 3‬من دون اهلل‬‫عبادًا لي من دون اهلل‪ ،‬ال يجوز له وال يتوقع منه ذلك وهذا في الكالم على أهل الكتاب الذين جعلوا من أنبيائهم كأنهم آلهة أو معبودين‬
‫بل هم جعلوا حتى بعض علمائهم الكبار فصاروا يطيعونهم في معصية اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬فلما ذكر البشر ذكر النبوة‪ ،‬لو لم تذكر النبوة هاهنا ولو‬
‫في غير القرآن ما ذكرت النبوة‪ ،‬يقولون نعم هذا خاص بالعلماء آتاهم الكتاب والحكم لكن نحن نقول نحن عباد ألنبيائنا فجاءت كلمة النبوة هنا حتى‬
‫تنفي هذا االحتمال‪( .‬الذين أوتوا الكتاب) أي الذين نقل إليهم الكتاب فهم ممن أوتوا الكتاب‪ ،‬األنباع أوتوا الكتاب ونحن من األتباع‪ ،‬نحن أوتينا‬
‫الكتاب عن طريق محمد ‪ .‬ولو لم تكن النبوة كان يلتبس األمر وكان ممكن أن يدًعوا أنه صحيح نحن الذين أوتوا الكتاب ال نجعله إلهًا لكن النبي‬
‫نجعله إلهًا‪ .‬فهذه فائدة ذكر كلمة النبوة‪.‬‬
‫عندنا (بما كنتم تعلّمون) وفى قراءة (بما كنتم تعلَمون) تعلّمون وتعلمون ألن العالِم يعلِّم فالمعنى متقارب‪ .‬تدرسون تقويّها أنه تعلمون وتدرسون‬
‫(تعلّمون وتدرسون)‪.‬‬
‫(النبوة) وفى قراءة (النبوءة)‪ .‬النبي من النباوة بمعنى الرفيع الشأن (نبا ينبو بمعنى ارتفع يرتفع) النباوة بمعنى الرفعة‪ .‬إما أن تكون من النبأ ألنه‬
‫ينبيء عن اهلل عز وجل وإما من رفعة شأنه كالهما وارد‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اب َوال ُحك َم َوالنُّب َّ‬
‫ُو َة) لما قال بشر ذكر النبوة‪ .‬هنا لما ذكر‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ُؤ ِت َي ُه الل ُه ال ِك َت َ‬ ‫َ‬ ‫اآلية األولى تالحظ أنه في بدايتها ذكر النبيين‪ ،‬هناك قال ( َما َك َ‬
‫ان لَِب َش ٍر أ ْن ي ْ‬
‫ْ‬
‫اب َو ِحك َم ٍة) فال يحتاج إلى ذلك‪ .‬فإذن هناك لما لم يذكر‬ ‫ِن ِك َت ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّين ل َما آ َت ْيتك ْم م ْ‬
‫‪3‬‬ ‫َّ‬
‫اق الن ِبي َ‬ ‫(وإِ ْذ أَ َخ َذ اللَّ ُه مِي َث َ‬
‫‪ 3‬فال داعي إلعادتها مرة أخرى ألنه قال َ‬ ‫النبيين‬
‫‪ 3‬ذكر النبوة وهنا ذكر النبيين فلم يحتاج لذكر النبوة‪.‬‬ ‫النبيين‬
‫َنص‪ُ H‬رنَّهُ قَ‪HH‬ا َل َأَأ ْق‪َ H‬ررْ تُْ‪H‬م‬
‫ق لِّ َما َم َع ُك ْم لَتُ‪ْH‬ؤ ِمنُ َّن بِ‪ِ H‬ه َولَت ُ‬ ‫ب َو ِح ْك َم ٍة ثُ َّم َجاء ُك ْم َرسُو ٌل ُّم َ‬
‫ص ِّد ٌ‬ ‫*( َوِإ ْذ َأ َخ َذ هّللا ُ ِميثَا َ‬
‫ق النَّبِيِّ ْينَ لَ َما آتَ ْيتُ ُكم ِّمن ِكتَا ٍ‬
‫الش‪H‬ا ِه ِدينَ (‪ )81‬آل عم‪HH‬ران) كيف يأخذ ميث‪HH‬اق النب‪HH‬يين قبل‬ ‫ُوا َوَأنَ‪HH‬اْ َم َع ُكم ِّمنَ َّ‬
‫اش‪H‬هَد ْ‪H‬‬ ‫وا َأ ْق َررْ نَا قَ‪HH‬ا َل فَ ْ‬
‫خَذتُ ْم َعلَى َذلِ ُك ْم ِإصْ ِري‪ H‬قَ‪HH‬الُ ْ‬ ‫َوَأ ْ‬
‫مجيء الرسل؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حي لتؤمنن به ولتنصرنه وليتبعه وفي الحديث "واهلل لو‬
‫قيل لم يبعث اهلل نبيًا منذ آدم إلى سيدنا عيسى ‪ ‬إال أخذ عليه هذا الميثاق إذا جاء محمد وأنت ّ‬
‫كان موسى حيًّا بين أظهركم لما وسعه إال أن يتبعني" فهو إذن أخذ ميثاق النبيين جميعًا أنه لئن جاء الرسول الخاتم ليؤمنن به‪ ،‬أأقررتم وأخذتم على‬
‫ذلك إصري قالوا أقررنا‪ .‬إذن أخذ الميثاق على كل األنبياء لئن بُعث هذا الرسول الخاتم وهو موجود ليؤمنن به ولينصرنه فكل األنبياء تعلم بق‪33‬دوم‬
‫وقرأت أنه آدم عندما أُخرج من الجنة نظر إليها ف‪33‬رأى على بابها‬
‫ُ‬ ‫ص ِري) اإلصر هو العهد الثقيل‪ ،‬الميثاق القوي‪.‬‬ ‫(وأَ َخ ْذتُ ْم َعلَى َذلِ ُك ْم إِ ْ‬
‫الرسول ‪َ .‬‬
‫مكتوب ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل‪.‬‬
‫آية (‪:)83‬‬
‫ت َواَألرْ ِ‬
‫ض طَوْ عًا َوكَرْ هًا َوِإلَ ْي‪ِ H‬ه يُرْ َج ُع‪HH‬ونَ (‪ )83‬آل عم‪HH‬ران) لم ابت‪HH‬دأت اآلية‬ ‫*(َأفَ َغ ْي َ‪H‬ر ِدي ِن هّللا ِ يَ ْب ُغونَ َولَهُ َأ ْس‪H‬لَ َم َمن فِي َّ‬
‫الس‪َ H‬ما َوا ِ‬
‫باالستفهام وحقها من حيث الظاهر أن تبدأ بالنهي أي ال تبتغوا غير دين هللا؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫تدبّر واعتبر من هذه اآلية التي جاءت على طريقة االستفهام اإلنكاري الذي يحمل معاني التوبيخ والتحذير إذ كيف يمكن لإلنسان أن يختار دينًا غير‬
‫دين اهلل واألجرام العلوية الكبيرة انصاعت ألمره وأسلمت؟!‬
‫آية (‪:)84‬‬
‫اط َو َما ُأوتِ َي‬ ‫وب َواَأْل ْسبَ ِ‪H‬‬
‫ق َويَ ْعقُ َ‬
‫ْحا َ‪H‬‬
‫يل َوِإس َ‬
‫اع َ‬‫*ما الفرق بين أنزلنا إليك (قُولُوا َآ َمنَّا بِاهَّلل ِ َو َما ُأ ْن ِز َل ِإلَ ْينَا َو َما ُأ ْن ِز َل ِإلَى ِإ ْب َرا ِهي َم َوِإ ْس َم ِ‬
‫ق بَ ْينَ َأ َح ٍد ِم ْنهُ ْم َونَحْ نُ لَهُ ُم ْسلِ ُمونَ (‪ )136‬البق‪HH‬رة) وأنزلنا عليك (قُ‪HH‬لْ َآ َمنَّا بِاهَّلل ِ‬ ‫ُمو َسى َو ِعي َسى َو َما ُأوتِ َي النَّبِيُّونَ ِم ْن َربِّ ِه ْم اَل نُفَرِّ ُ‬
‫يس‪H‬ى َوالنَّبِيُّونَ ِم ْن َربِّ ِه ْم اَل‬
‫وس‪H‬ى‪َ H‬و ِع َ‬ ‫اط َو َما ُأوتِ َي ُم َ‬‫‪H‬وب َواَأْل ْس‪H‬بَ ِ‪H‬‬‫ق َويَ ْعقُ َ‬ ‫َو َما ُأ ْن ِز َل َعلَ ْينَا َو َما ُأ ْن ِز َل َعلَى ِإ ْب َرا ِهي َم َوِإ ْس َما ِعي َل َوِإ ْس‪َ H‬حا َ‪H‬‬
‫ق بَ ْينَ َأ َح ٍد ِم ْنهُ ْم َونَحْ نُ لَهُ ُم ْسلِ ُمونَ )‪ )84‬آل عمران)؟‬ ‫نُفَ ِّر ُ‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫لما تأتي (إلى) معناها الغاية‪ ،‬الوصول‪ .‬ولما تأتي (على) فيها معنى نوع من اإلستعالء‪ .‬مثل(خرج على قومه في زينته) فيها نوع من العلو‪.‬لما‬
‫مسنا‪ .‬وعلينا‪ :‬فيه نوع من التل ّقي من عل ّو‪ .‬لكن لِ َم استعمل هذا هنا واستعمل هذا هنا؟‬ ‫تأتي‪ :‬أُرسل إليه أو أُرسل إلينا كأنه قريب منا وباشرنا نحن‪ّ ،‬‬
‫ل َم قال مرة إلينا ومرة علينا؟‬
‫ننظر في آية البقرة (وما أنزل إلينا) وفي آل عمران (وما أنزل علينا) نالحظ آية البقرة كان في بدايتها نوع من الدعوة أو مباشرة الدعوة لغير‬
‫‪ 3‬قالوا نحن وصل إلينا أو ورد إلينا ما هو خير مما عنكم‪.‬‬ ‫المسلمين من المسلمين أن يكونوا معهم يأتوا إلى دينهم فهو حديث بشري بين البشر عندئذ‬
‫فيها معنى الوصول الحظ اآليات (آمنا بما أنزل إلينا) هذا شيء وصل إلينا يعني تسلّمناه ال نحتاج إلى ما عندكم‪ .‬فلما قال (أنزل إلينا) العطف عادة‬
‫يكون مثل المعطوف عليه ‪.‬‬
‫ّ‬
‫بينما في آية آل عمران الكالم عن ميثاق أ ِخذ على األنبياء أن يوصوا أتباعهم باتباع النبي الجديد الذي سيأتي‪ .‬ميثاق من اهلل عز وجل ففيه علو وفيه‬ ‫ُ‬
‫اب َو ِح ْك َم ٍة ثُ َّم َجا َء ُك ْم‬ ‫ِّين لَ َما آََت ْيتُ ُك ْم م ْ‬
‫ِن ِك َت ٍ‬ ‫ذكر للسماء أو للسموات ففيها علو فناسب أن يقول (أُنزل علينا)‪ .‬الحظ اآليات ( َوإِ ْذ أَ َخ َذ اللَّ ُه مِي َث َ‬
‫اق النَّ ِبي َ‬
‫ِين (‪))81‬‬ ‫اهد َ‬ ‫ِن َّ‬
‫الش ِ‬ ‫اش َهدُوا َوأَنَا َم َع ُك ْم م َ‬ ‫ال َف ْ‬ ‫ص ِري َقالُوا أَ ْق َر ْرنَا َق َ‬ ‫ال أَأَ ْق َر ْرتُ ْم َوأَ َخ ْذتُ ْم َعلَى َذلِ ُك ْم إِ ْ‬
‫ص ُرنَّ ُه َق َ‬ ‫ِّق لِ َما َم َع ُك ْم لَتُ ْؤ ِمنُ َّن ِب ِه َولََت ْن ُ‬
‫صد ٌ‬ ‫َر ُس ٌ‬
‫ول ُم َ‬
‫ُ‬
‫ِن َربِّ ِه ْم) أعاد كلمة (أوتي) ‪ .‬وفي آل‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫هناك شيء آخر يلفت النظر في اآليات‪ :‬أنه في آية البقرة قال ( َو َما أوت َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّه ْم) حذف أوتي‪ .‬لماذا؟ ألن إيتاء النبيين ورد في آل عمران قبل قليل (ل َما آ َت ْيتك ْم) فلم يكررها‬ ‫يسى َوالنَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫عمران قال َ ُ‬
‫ِن َرب ِ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫(و َما أوت َ‬
‫بينما هناك لم يذكرها فكررها‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ون ﴿‪ ﴾83‬آل عمران) إلى أن‬ ‫ُر َج ُع َ‬‫ض َط ْو ًعا َو َك ْر ًها َوإِلَ ْي ِه ي ْ‬ ‫ات َوالْأَ ْر ِ‬ ‫ون َولَ ُه أَ ْسلَ َم َم ْن فِي َّ‬
‫الس َما َو ِ‬ ‫ِين اللَّ ِه َي ْب ُغ َ‬
‫ْر د ِ‬ ‫في آل عمران اآلية تبدأ هكذا (أَ َف َغي َ‬
‫ِن‬ ‫يسى َوالنَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫وب َوالْأَ ْس َب ِ‬‫اق َو َي ْع ُق َ‬
‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫اع َ‬ ‫قال قل يا محمد ( ُق ْل آَ َمنَّا ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل َعلَ ْينَا َو َما أُ ْن ِز َل َعلَى إِب َ‬
‫اط َو َما أوت َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬ ‫ْر ِ‬
‫ُ‬ ‫(و َما أُ ْن ِز َل َعلَ ْينَا) أو ً‬ ‫ْن أَ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َون ْ‬
‫نزل علينا)‪ .‬في البقرة طبعًا‬ ‫ال ُقل وليس قولوا‪ ،‬قل (ما أ ِ‬ ‫ون ﴿‪ ﴾84‬آل عمران) َ‬ ‫َح ُن لَ ُه ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫ِّه ْم لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ‬
‫َرب ِ‬
‫وسى‬ ‫م‬
‫َ ُ َ‬ ‫ِي‬
‫ت‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫اط‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫س‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬‫و‬ ‫وب‬ ‫ُ‬
‫ق‬
‫َِ ْ َ ََْ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫ع‬‫ي‬‫و‬ ‫َ‬
‫اق‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫يل‬ ‫اع‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫إ‬‫و‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫اه‬
‫ِ‬ ‫ْر‬‫ب‬‫إ‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬
‫َ ِ َ َ ِ ِ َ َ ِ ِ ِ َ َ َِ ْ َ‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ز‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫و‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ز‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫م‬‫َ‬
‫آ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ول‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫(‬ ‫‪136‬‬ ‫اآلية‬ ‫في‬ ‫استدراك‬ ‫هذا‬ ‫تجاوزناها‬
‫ون ﴿‪ ﴾136‬البقرة) ( ُقولُوا) هناك ُقل وهنا قولوا يا مسلمون قولوا ( ُقولُوا‬ ‫َح ُن لَ ُه ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫ْن أَ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َون ْ‬‫ِن َربِّ ِه ْم لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬
‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫َو ِع َ‬
‫اهي َم) هذا الخالف إذًا عندنا‬ ‫ْر ِ‬ ‫اهي َم) هنا ( َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْينَا َو َما أُ ْن ِز َل إِلَى إِب َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫آَ َمنَّا ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْينَا)‪ .‬في آل عمران ( َو َما أُ ْن ِز َل َعلَ ْينَا َو َما أُ ْن ِز َل َعلَى إِب َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِّه ْم) ما أوتي مكررة إذًا موسى وعيسى أوتوا شيئًا والنبيون‬ ‫ِن َرب ِ‬ ‫ُّون م ْ‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫ُقل وقولوا‪ ،‬علينا وإلينا‪ ،‬وفي األخير ( َو َما أوت َ‬
‫ِي‬ ‫‪ 3‬في آل عمران لم يذكر (وما أوتي) مكررة وإنما وردت فقط مرة واحدة َ ُ‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(و َما أوت َ‬ ‫ُّون)‪.‬‬ ‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫أوتوا شيئًا آخر ( َو َما أوت َ‬
‫ال لماذا قال في البقرة‬ ‫ِن َرِّب ِه ْم)‪ .‬فروق دقيقة جدًا ما من شيء في هذا الكتاب اختالف ولو حركة إال وهو رس ٌم جديد‪ .‬أو ً‬ ‫ُّون م ْ‬ ‫يسى َوالنَّ ِبي َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ُم َ‬
‫اهي َم َحنِي ًفا‬ ‫ْر ِ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ارى َت ْه َتدُوا ُقل َبل مِل َة إِب َ‬ ‫َص َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫قول ألهل الكتاب ( َو َقالوا ُكونُوا ُهودًا أ ْو ن َ‬ ‫قال قولوا وفي آل عمران قال قل؟ في البقرة وجدت هذه اآلية بعد ٍ‬
‫َص َرانِيًّا ﴿‪ ﴾67‬آل عمران) كان أبو األنبياء‬ ‫َ‬
‫اهي ُم َي ُهودِيًّا َولا ن ْ‬ ‫ْر ِ‬
‫ان إِب َ‬ ‫ِين ﴿‪ ﴾135‬البقرة) ِملَة إبراهيم حنيفًا تجمعنا جميعًا ( َما َك َ‬ ‫ِن الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫ان م َ‬ ‫َو َما َك َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫موحدون (قولوا آ َمنا ِبالل ِه َو َما أن ِزل إِل ْينَا)‪ .‬آل عمران ( َو َما أن ِزل َعل ْينَا) إذًا الفرق بين قولوا يا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫جميعًا فنحن جميعًا على ملته‪ ،‬هذا المفروض نحن َّ‬
‫مسلمون ُقل يا محمد هذا واحد‪َ ( .‬و َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْينَا) ( َو َما أُ ْن ِز َل َعلَ ْينَا) الوحي لما يأتي من أين يأتي؟ من اهلل عز وجل الذي هو أعلى فلما يأتي من اهلل‬
‫نزل علينا من اهلل فإيمان باهلل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نزل علينا من اهلل لما يصل إلى محمد صلى اهلل عليه وسلم نقول نزل إلى محمد معنى هذا ماذا؟ آمنا باهلل وما أ ِ‬ ‫نقول أ ِ‬
‫نزل إلينا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نزل علينا نحن سنؤمن بأن هذا الكالم أنزل علينا من اهلل فنحن إذًا تصديق الربوبية‪ .‬أ ِ‬ ‫بتصديق الربوبية أن هذا الكالم كالم اهلل لما نقول أ ِ‬
‫هذا الذي نزل نزل لمن؟ نزل لمحمد إذًا صار هناك تصديق النبوة والرسالة فاآليتان إحداهما تتحدث عن تصديق الربوبية والثانية تتحدث عن‬
‫نزل علينا من اهلل عز وجل هذا كتاب كالم اهلل التوراة‬ ‫ُ‬
‫تصديق الرسالة والرسول والنبوة‪ .‬إذًا كلمة علينا وإلينا ليست هي من باب الصدفة ما أ ِ‬
‫نزل علينا وهذا الذي نزل نزل على إبراهيم وموسى وعيسى‬ ‫ُ‬
‫واإلنجيل والزبور وما أوتي موسى وعيسى كل هذا نؤمن بأنه قادم من اهلل هذا أ ِ‬
‫وإسحاق ويعقوب واألسباط إلى أخرهم محمد أنزل إليهم وأنزل إليهم أي يعني نحن نصدق بأن هؤالء مرسلون من رب العالمين وهم صادقون في‬
‫الرسالة‪ .‬فكلمة إلينا بحرف الجر هذا بشبه الجملة (علينا وإلينا) رب العالمين أوجز تصديق الربوبية وتصديق النبوة والرسالة هذا واحد‪ .‬إذًا عرفنا‬
‫ِن َربِّ ِه ْم) هذا في البقرة وما أوتي موسى وعيسى في جانب وما أوتي‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫الفرق بين قل وقولوا‪ .‬أخيرًا قال ( َو َما أوت َ‬
‫ون م ْ‬
‫ِن‬ ‫ِي النَّ ِبُّي َ‬ ‫ُ‬ ‫ون م ْ‬ ‫يسى َوالنَّ ِبُّي َ‬ ‫ُ‬
‫(و َما أوت َ‬ ‫ِن َرِّب ِه ْم) كله شيء واحد لماذا حدث َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫النبيون من ربهم في جانب آخر‪ ،‬في آل عمران قال ( َو َما أوت َ‬
‫ِّه ْم)؟ أقول لك يا أخي جدًا واضح نحن نتكلم اآلن عن موجز الرساالت وعالقتها باهلل عز وجل تصديق الربوبية وتصديق النبوة والرسالة‪ ،‬حينئ ٍذ‬ ‫َرب ِ‬
‫ّ‬
‫هذا الذي نزل من السماء عليهم وإليهم منه ما هو خاص بهم أبدًا (إن للرسول سرًا لو اطلع عليه المسلمون لفسد أمرهم) كل الرسل من آدم إلى‬
‫ضى‬ ‫ُظ ِه ُر َعلَى َغ ْي ِب ِه أَ َحدًا ﴿‪ ﴾26‬إِلَّا َم ِن ْ‬
‫ار َت َ‬ ‫ْب َفلَا ي ْ‬ ‫(عالِ ُم الْ َغي ِ‬ ‫سرًا ال يعلمه غيره إال ماذا قال َ‬ ‫محمد صلى اهلل عليه وسلم كل واحد إن بينه وبين اهلل ّ‬
‫ول ﴿‪ ﴾27‬الجن) حينئ ٍذ رب العالمين يُعلِّم رسله علمًا ال ينبغي لهم أن يعلموه ألتباعهم (لو علمتم ما أعلم لبكيتم كثيرًا) ومرة النبي صلى اهلل‬‫ِّ‬ ‫ِن َر ُس ٍ‬ ‫مْ‬
‫عليه وسلم جاءه أبو ذر وعلمه شيء من هذا الذي هو خصوصية النبي صلى اهلل عليه وسلم سيدنا أبو ذر علم واحدًا من الصحابة البسطاء هذا‬
‫الصحابي من شدة دهشته من األمر قال يا رسول اهلل أنت قلت هكذا ّ؟ قال من أخبرك بهذا؟ قال أبو ذر فقال صلى اهلل عليه وسلم ناده وسأله أأنت‬
‫أخبرت هذا؟ قال نعم يا رسول اهلل قال لِ َم؟ قال ألنك أنت أخبرتني به قال أنا أخبرتك أنت أتريد أن يكذب اهلل ورسوله؟! هذا كيف يفهم هذا الكالم؟!‪.‬‬
‫ِن َربِّ ِه ْم) سيدنا موسى وعيسى لهم قطعًا‬ ‫ُّون م ْ‬‫ِي النَّ ِبي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫إذًا معنى ذلك علينا إلينا هناك ربوبية ورسالة ونبوة وهناك ( َو َما أوت َ‬
‫ُش َرى َقالُوا َسلَا ًما‬ ‫اهي َم ِبالْب ْ‬
‫ْر ِ‬‫(ولَ َق ْد َجا َء ْت ُر ُسلُنَا إِب َ‬ ‫المجرد بموسى ‪ ‬حيث أن الوحي كان يأتي كهيئة رجل َ‬ ‫ّ‬ ‫ال أول مرة يبدأ الوحي‬ ‫خصوصية لماذا؟ أو ً‬
‫ون ﴿‪ ﴾63‬الحجر) يأتي رجل‬ ‫َاك ِب َما َكانُوا فِي ِه َي ْم َت ُر َ‬ ‫ون ﴿‪َ ﴾62‬قالُوا َب ْل ِج ْئن َ‬ ‫ال إِنَّ ُك ْم َق ْو ٌم ُم ْن َك ُر َ‬
‫ِج ٍل َحنِي ٍذ ﴿‪ ﴾69‬هود) ( َق َ‬ ‫ال َسلَا ٌم َف َما لَِب َث أَ ْن َجا َء ِبع ْ‬ ‫َق َ‬
‫المجرد لكي ينزل كتاب من اهلل عز وجل كما قال الكتاب التوراة واإلنجيل والزبور والفرقان هذا‬ ‫ّ‬ ‫ويقول لك أنا ملك وكالم مباشر وبسيط‪ ،‬الوحي‬
‫‪ 3‬كان بموسى ‪ .‬إذًا ما أوتي النبيون كلهم شيء وما أوتي موسى وعيسى ومحمد شيء ثاني قطعًا‪ .‬ثالثًا هؤالء من أولي العزم ليس كل‬ ‫أول بدايته‬
‫اب‬ ‫َ‬
‫وسى ال ِكت َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ولق ْد آت ْينَا ُم َ‬ ‫َ‬ ‫األنبياء من أولي العزم‪ ،‬رابعًا أن النبي صلى اهلل عليه وسلم وموسى وعيسى التقوا قبل أن يخلق النبي بشرًا في عالم الخلق َ‬
‫ال وهكذا إذًا قطعًا بكل مقاييس الديانات الثالثة أن لسيدنا موسى‬ ‫ِن لِ َقا ِئ ِه ﴿‪ ﴾23‬السجدة) هذا الذي التقيت به إنما هو موسى فع ً‬ ‫َفلَا َت ُك ْن فِي م ْ‬
‫ِر َي ٍة م ْ‬
‫وعيسى ومحمد عليهم السالم جميعًا خصوصية ال يملكها بقية األنبياء والرسل فعندما أفردهم باإليتاء بإيتاء معين الرسل كلهم أوتوا شيئًا وموسى‬
‫وحي إِلَ ْي ِه‬ ‫ول إِلَّا نُ ِ‬ ‫ِن َر ُس ٍ‬ ‫ِك م ْ‬ ‫منزلة إلى يوم القيامة هذا واحد‪ .‬ثانيًا هناك قاسم مشترك بين كل األنبياء ( َو َما أَ ْر َسلْنَا م ْ‬
‫ِن َق ْبل َ‬ ‫وعيسى ومحمد أوتوا كتبًا ّ‬
‫وسى‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫أَنَّ ُه لَا إِلَ َه إِلَّا أَنَا َف ْ‬
‫(و َما أوت َ‬ ‫ُون ﴿‪ ﴾25‬األنبياء) التوحيد والفقه المطلوب وما هو مطلوب للبشرية هذا مشترك بين جميع الرسل فإذا قال َ‬ ‫اعبُد ِ‬
‫يسى) يشير إلى خصوصية هؤالء األنبياء الثالثة إذا جمعهم طبعًا جمعهم مع قواسم مشتركة كثيرة بين كل األنبياء والرسل هناك شروط وهناك‬ ‫َو ِع َ‬
‫أسباب وهناك علم وهناك فقه رب العالمين أوحى به لكل األنبياء‪ .‬وهناك خصوصيات لم يوحي بها إال إلى موسى وعيسى ومحمد عليهم السالم‬
‫َوا ﴿‪ ﴾137‬البقرة) إذا آمن أهل الكتاب بما آمنتم به من أن جميع األديان الثالثة كما هو‬ ‫جميعًا‪ .‬اآلية التي بعدها ( َف ِإ ْن آَ َمنُوا ِبم ِْث ِل َما آَ َم ْنتُ ْم ِب ِه َف َق ِد ْ‬
‫اه َتد ْ‬
‫يطلع عليه‬ ‫خاص باألنبياء فقط ال ينبغي أن ّ‬ ‫هنا كلها أديان من اهلل عز وجل أنزلت علينا أو إلينا تصديق الربوبية أو تصديق الرسالة والنبوة أو ما هو ٌ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اق ف َس َيكفِيك ُه ُم الله َوه َو‬ ‫َ‬ ‫َوا َوإِ ْن َت َولَّ ْوا َفإِنَّ َما ه ْم فِي ِشق ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الناس وما هو عام في كال الحاالت إذا آمن أهل الكتاب ( َفإِ ْن آَ َمنُوا ِبم ِْث ِل َما آَ َم ْنتُ ْم ِب ِه َف َق ِد ْ‬
‫اه َتد ْ‬
‫ِيع الْ َعلِي ُم (‪ )137‬البقرة) سيبقون معكم إلى يوم القيامة في عداء وفي حرب وفي منازالت وفي مساجالت ين ّغصون عليكم كل شيء ولكن اهلل‬ ‫السم ُ‬ ‫َّ‬
‫السمِي ُع ال َعلِي ُم) من حيث لن يفلح كل من يشاد هذا الدين بأن يلغيه كما يمكن أن يدور في خلد بعض الناس‪ .‬والتاريخ اإلسالمي‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫( َف َس َيكفِي َك ُه ُم الل ُه َو ُه َو َّ‬
‫طموحات وآمال كثيرة في أن كثيرًا من الناس يلغون هذا الدين‪ ،‬الشيوعية حاولت وقبلها الدهرية حاولت وقبلها كثير من األمم حاولوا إلغاء هذا‬
‫الدين واآلن كما تعرفون الحرب على اإلسالم في كل مكان ولكن اهلل تعالى قال ( َف َس َي ْكفِي َك ُه ُم اللَّهُ) ولهذا سقطت الشيوعية وبقي اإلسالم زاهرًا‪ .‬على‬
‫كثرة ما حاولوا وبذلوا في أفريقيا جمهوريات سبع ثمان جمهوريات إسالمية سبعين عامًا بقيت تحت الحكم الشيوعي ذبح وإبادة وقتل وتعذيب وما‬
‫ُ‬
‫نزل علينا‬ ‫ِيع الْ َعلِي ُم)‪ .‬إذًا هذا الفرق بين قولوا و ُقل وبين وما أ ِ‬ ‫السم ُ‬ ‫ُو َّ‬ ‫أن زال اإلتحاد السوفييتي حتى عادوا أقوى مما كانوا سابقًا ( َف َس َي ْكفِي َك ُه ُم اللَّ ُه َوه َ‬
‫نزل إلينا وبين تكرار وما أوتي عيسى وموسى والنبيون هذه األولى هكذا هو الفرق بين اآليتين في آل عمران ‪ 84‬والبقرة ‪.136‬‬ ‫ُ‬
‫أو أ ِ‬
‫* ما الفرق بين أنزل وأوتي‪ H‬؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬
‫ال‪َ :‬م ْن من األنبياء المذكورين ُذكرت له معجزة تحدّى بها المدعوين؟ موسى وعيسى عليهما السالم ولم يذكر‬ ‫هذه اآلية فيها إنزال وإيتاء‪ .‬نسأل سؤا ً‬
‫‪3‬ان‬‫فرق بين من أوتي المعجزة التي ك‪3‬‬ ‫ال ولذلك ّ‬‫معجزان للمذكورين الباقين‪ .‬هل هذه المعجزة العصى وغيرها إنزال أو إيتاء؟ هي إيتاء وليست إنزا ً‬
‫بها البرهان على إقامة نب ّوته باإليتاء وبين اإلنزال‪ ،‬هذا أمر‪ .‬كلمة (أوتي) عامة تشمل اإلنزال واإليتاء‪ .‬ال ُكتب إيتاء‪ .‬أنزل يعني أنزل من الس‪33‬ماء‬
‫‪3‬ذلك لما‬‫‪ 3‬لما يُنزل ربنا تبارك وتعالى الكتب من السماء هي إيتاء فاإليتاء أع ّم من اإلنزال ل‪3‬‬ ‫وآتى أعطاه قد يكون اإلعطاء من فوق أو من أمامه بيده‪.‬‬
‫‪ 3‬ألنه ما‬ ‫ِي موسى وعيسى والنَّ ِبي َ‬
‫ُّون مِن َّربِّ ِه ْم) دخل فيها كل النب‪33‬ييبن‬ ‫ُ‬
‫(و َما أوت َ‬
‫ذكر عيسى وموسى عليهما السالم ذكر اإليتاء لم يذكر اإلنزال ثم قال َ‬
‫ال ويكون إيتاء لكن ما أوتي موسى وعيسى عليهما السالم في هذه اآلية هذا إيت‪33‬اء‬ ‫اهي َم) قد يكون إنزا ً‬ ‫نز َل على إِب َ‬
‫ْر ِ‬ ‫أوتوا من وحي هو إيتاء‪ُ َ .‬‬
‫(و َما أ ِ‬
‫ال ألنه يتحدث عن معجزة وألنهما الوحيدان بين المذكورين اللذين أوتيا معجزة‪ .‬اآلخرون إنزال وعندما يتعلق األمر بالمعجزة قال إيتاء‪.‬‬ ‫وليس إنزا ً‬
‫* هل العرب كانت تفهم هذا الكالم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ُلزم فرعون وقومه‬ ‫ُ‬
‫من حيث اللغة العرب تفهم الفرق بين أوتي وأنزل بالمعنى العام لكن هنا تأتي لنما نقرأ القرآن ونعلم أن موسى أوتي آيات حتى ي ِ‬
‫نزأل عليه بعد خروجه من مصر‪ .‬هو أظهر معجزته وليس الكتاب ألن األلواح أخذها بعد أن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الح ّجة ألزمهم بما آتاه وليس بما أنزل إليه‪ .‬وموسى ‪ ‬أ ِ‬ ‫ُ‬
‫خرج من مصر‪ .‬األمر كان يتعلق باإليتاء وليس باإلنزال بالنسبة لموسى يتعلق بالمعجزة كالعصا واليد في تسع آيات‪ .‬وعيسى ‪ ‬ك‪33‬ان يتح‪33‬داهم‬
‫ْرا ِب ِإ ْذ ِن‬ ‫ْر َفأَن ُف ُخ فِي ِه َف َي ُك ُ‬
‫ون َطي ً‬ ‫ين َك َه ْي َئ ِة َّ‬
‫الطي ِ‬ ‫ِيل أَنِّي َق ْد ِج ْئتُ ُكم ِبآ َي ٍة ِّمن َّربِّ ُك ْم أَنِّي أَ ْخلُ ُق لَ ُكم ِّم َن ِّ‬
‫الط ِ‬ ‫ال إِلَى َبنِي إِ ْس َرائ َ‬ ‫باآليات وليس بما أُنزل إليه ( َو َر ُسو ً‬
‫ِين (‪ )49‬آل‬ ‫‪3‬ة لَّ ُك ْم إِن ُكنتُم ُّم ْؤ ِمن َ‬
‫ِك آل َي‪ً 3‬‬ ‫ون فِي بُيُو ِت ُك ْم إِ َّن فِي َذل َ‬ ‫ون َو َما َتد ِ‬
‫َّخ ُر َ‬ ‫ص َوأُ ْح ِيـي الْ َم ْو َتى ِب ِإ ْذ ِن اللِهّ َوأُنَبِّئُ ُكم ِب َما َت ْأ ُكلُ َ‬‫ْر َ‬ ‫األك َم َه َ‬
‫واألب َ‬ ‫ْرى ُء ْ‬ ‫ُ‬
‫اللِهّ َوأب ِ‬
‫عمران) لم يتحداهم أبدًا بما أُنزل وإنما بما أُوتي وهما الوحيدان فيما ذكر دعوتهما بالتحدي بما أوتوا وليس باإلنزال‪.‬‬
‫* لماذا ال يُذكر سيدنا اسماعيل مع ابراهيم واسحق ويعقوب في القرآن؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫توجد في القرآن مواطن ُذكر فيها ابراهيم واسماعيل ولم يُذكر اسحق وهناك ‪ 6‬مواطن ُذكر فيها ابراهيم واسماعيل واسحق ومنها‪ُ (:‬ق ْل آَ َمنَّا ِباللَّ ِه َو َما‬
‫ْن أَ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َون ْ‬
‫َح ُن لَ ُه‬ ‫ِّه ْم لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ‬ ‫يسى َوالنَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬ ‫وب َوالْأَ ْس َب ِ‬
‫اق َو َي ْع ُق َ‬ ‫اع َ‬
‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫أُ ْن ِز َل َعلَ ْينَا َو َما أُ ْن ِز َل َعلَى إِب َ‬
‫ِن َرب ِ‬ ‫وسى َو ِع َ‬
‫ِي ُم َ‬
‫اط َو َما أوت َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬
‫ْر ِ‬
‫ون (‪ )84‬آل عمران‬ ‫ُم ْسلِ ُم َ‬
‫وكل موطن ذكر فيه اسحق ذكر فيه اسماعيل بعده بقليل أو معه مثل (‪ )49‬و (‪ )54‬مريم‪ .‬إال في موطن واحد‪  ‬في سورة العنكبوت (‪.)27‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وفي قصة يوسف ‪ ‬ال يصح أن يُذكر فيها اسماعيل ألن يوسف من ذرية اسحق وليس من ذرية اسماعيل‬
‫وقد ُذكر اسماعيل مرتين في القرآن بدون أن يُذكر اسحق في سورة البقرة (‪ )127( )125‬ألن اسحق ليس له عالقة بهذه القصة وهي رفع القواعد‬
‫ال‪.‬‬‫من البيت أص ً‬
‫وب َواَأل ْسبَ ِ‬ ‫ُأ‬ ‫ُأ‬
‫اط (‪ )84‬آل عمران) في آي أخرى‬ ‫ق َويَ ْعقُ َ‬ ‫نز َل َعلَى ِإ ْب َرا ِهي َم َوِإ ْس َما ِعي َل َوِإس َ‬
‫ْح َ‬ ‫*(قُلْ آ َمنَّا بِاهّلل ِ َو َما ِ‬
‫نز َل َعلَ ْينَا َو َما ِ‬
‫جاءت تعدية الفعل (أنزل) بحرف الجر (إلى) فقال (وما أنزل إلينا) فلِ َم ُعدِّي الفعل هنا بحرف الجر (على) دون (إلى)؟(ورتل‬
‫القرآن ترتيالً)‬
‫اإلنزال يقتضي ُعلُ ّوًا فوصول الشيء ِّ‬
‫المنزل وصول استعالء والحرف (إلى) يفيد الوصول فقط فكان لزامًا والحديث في معرض االفتخار بالتنزيل‬
‫أن يستعمل البيان اإللهي حرف (على) دون غيره‪.‬‬
‫آية (‪:)85‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)35‬‬
‫آية (‪:)86‬‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية بين (جاءهم البيّنات) و(جاءتهم البيّنات) في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هناك حكم نحوي مفاده أنه يجوز أن يأتي الفعل مذكرًا والفاعل مؤنثًا‪ .‬وكلمة البيّنات ليست مؤنث حقيقي لذا يجوز تذكيرها وتأنيثها‪ .‬لماذا جاء‬
‫باالستعمال فعل المذكر (جاءهم البيّنات) مع العلم أنه استعملت في غير مكان بالمؤنث (جاءتهم البيّنات)؟‬
‫تدل على النبوءات فأينما وقعت بهذا المعنى يأتي الفعل مؤنثًا كما في قوله تعالى‬ ‫جاءتهم البيّنات بالتأنيث‪ :‬يؤنّث الفعل مع البيّنات إذا كانت اآليات ّ‬
‫يز َحكِي ٌم {‪.)}209‬‬ ‫اعلَ ُمواْ أَ َّن اللَهّ َع ِز ٌ‬ ‫َات َف ْ‬‫في سورة البقرة ( َف ِإن َزلَلْتُ ْم ِّمن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُك ُم الْ َبيِّن ُ‬
‫أما جاءهم البيّنات بالتذكير‪ :‬فالبيّنات هنا تأتي بمعنى األمر والنهي والتذكير فيه معنى القوة إختيار القوة وحيثما وردت كلمة البيّنات بهذا المعنى من‬
‫اءه ُم الْ َبيِّن ُ‬
‫َات‬ ‫ْف َي ْهدِي اللُهّ َق ْومًا َك َف ُرواْ َب ْع َد إِي َما ِن ِه ْم َو َش ِهدُواْ أَ َّن َّ‬
‫الر ُس َ‬
‫ول َح ٌّق َو َج ُ‬ ‫األمر والنهي يُذ ّكر الفعل كما في قوله تعالى في سورة آل عمران ( َكي َ‬
‫اب َع ِظي ٌم {‪ )}105‬وفي سورة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َات َوأ ْولـئِك ل ُه ْم َعذ ٌ‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اخ َتلفوا مِن َب ْع ِد َما َجاء ُه ُم ال َبيِّن ُ‬‫َ‬ ‫ال َت ُكونُواْ َكالَّذ َ‬
‫ِين َت َف َّر ُقواْ َو ْ‬ ‫ِين {‪ )}86‬و ( َو َ‬ ‫الظالِم َ‬ ‫ال َي ْهدِي الْ َق ْو َم َّ‬
‫َواللُهّ َ‬
‫ِين {‪.)}66‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِر ِّب ال َعالم َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِرت أ ْن أ ْسلِ َم ل َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِي ال َبيِّنَات مِن َّربِّي َوأم ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِين َتد ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫غافر (قل إِني ن ِهيت أ ْن أ ْعبُ َد الذ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ُون الل ِه ل َّما َجاءن َ‬ ‫ون مِن د ِ‬ ‫ْع َ‬
‫ُع‪H‬رض عن البي‪H‬ان‬ ‫*( َك ْيفَ يَهْ‪ِ H‬دي هّللا ُ قَوْ ًما‪َ H‬كفَ‪H‬ر ْ‬
‫ُوا بَعْ‪َ H‬د ِإي َم‪H‬انِ ِه ْم (‪ )86‬آل عم‪H‬ران) يجيء البي‪H‬ان الق‪H‬رآني من جديد باالس‪H‬تفهام وي ِ‬
‫لغرض أراده هللا تعالى ال يتأتى إال بهذا االستفهام‪ ،‬فما هو هذا الغرض؟(ورتل القرآ‪ ،‬ترتيالً)‬ ‫ٍ‬ ‫بالخبر‬
‫لو أعملت فكرك في حال القوم وكيف كفروا وكذبوا بعدما شهدوا الحق لعلمت أن المراد باالستفهام إستبعاد الهداية عنهم وهذا حالهم‪.‬‬
‫آية (‪:)87‬‬
‫ك يَ ْل َعنُهُ ُم هَّللا ُ َويَ ْل َعنُهُ ُ‪H‬م الاَّل ِعنُونَ ﴿‪ ﴾159‬البقرة)بصيغة المضارع – (لَ َعنَهُ ُم هَّللا ُ (‪ )52‬النساء)بالماضى ‪َ( -‬أ َّن َعلَ ْي ِه ْم لَ ْعنَةَ هَّللا ِ‬ ‫*(ُأولَِئ َ‬
‫ِّين ﴿‪ ﴾78‬ص) ما الفرق بين‬ ‫ار ﴿‪ ﴾25‬الرعد) ‪َ (-‬وِإ َّن َعلَ ْيكَ لَ ْعنَتِي ِإلَى يَوْ ِم الد ِ‬ ‫﴿‪ ﴾87‬آل عمران) ‪ُ( -‬أولَِئ َ‬
‫ك لَهُ ُم اللَّ ْعنَةُ َولَهُ ْم سُو ُء ال َّد ِ‬
‫هذه التعبيرات؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫اللعنة هذه كما تعرفون اللعنة هي الطرد فالن ملعون لعناه الخ كل كلمة لعن ويلعن يعني طردته من حضرتك أنت ملك فصلت وزيرًا يقال لعنه‬
‫طردته من رحمتك من عطفك من ثقتك طرد‪ ،‬هكذا معنى اللعن‪ .‬ال ينبغي أن تلعن إال من لعنه اهلل ورسوله فإذا اجتهدت في لعن أحد ال يستحق‬
‫اللعن تلف هذه اللعنة كل السموات واألرض فال تجد أحدًا تصيبه فتعود إليك وإذا عادت اللعنة إليك ابتليت بعدم التوفيق في كل شيء‪.‬‬
‫ون) قال‬ ‫اعنُ َ‬ ‫َّ‬ ‫اب أُولَئ َ‬
‫ِك َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ُه َو َيلْ َعنُ ُه ُم الل ِ‬ ‫اس فِي الْ ِك َت ِ‬ ‫َات َوالْ ُهدَى م ْ‬
‫ِن َب ْع ِد َما َبيَّنَّا ُه لِلنَّ ِ‬ ‫ِن الْ َبيِّن ِ‬ ‫ون َما أَ ْن َزلْنَا م َ‬ ‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬ ‫قال تعالى فى سورة البقرة (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِن َب ْع ِد َما‬ ‫َات َوالْ ُهدَى م ْ‬ ‫ِن الْ َبيِّن ِ‬ ‫ون َما أَ ْن َزلْنَا م َ‬‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬ ‫يلعنهم فالقضية مستمرة إذًا‪ ،‬لماذا؟ في كل عصر هناك من يكتم اآليات البينات ويكتم الحق (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ون) في كل أدوار التاريخ ما من نبي جاء من آدم إلى محمد عليهم الصالة والسالم جميعًا إال‬ ‫اعنُ َ‬ ‫ِك َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ُه َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬ ‫اب أُولَئ َ‬ ‫اس فِي الْ ِك َت ِ‬ ‫َبيَّنَّا ُه لِلنَّ ِ‬
‫وابتلي ذلك الدين بواحد مفتي كاهن أو قس أو شيخ أو عالم أو ُمال أو مط ّوع يعرف الحق تمامًا هذه اآلية واضحة وهذا الحديث واضح يلويه يغطيه‬
‫لكي يصل إلى نتيجة دنيوية سيئة فينحرف بمجموعة‪ .‬إذًا هذا الكتمان وهذا االنحراف موجود في التاريخ قال يلعنهم فعل مضارع والمضارع في‬
‫‪3‬ذ هذا الفعل المضارع كلما وجدته على ملعونين إعلم أن هذه القضية مستمرة ما انقطعت‪ .‬إذا‬ ‫ون) حينئ ٍ‬ ‫اعنُ َ‬ ‫الحال والمستقبل ( َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ُه َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬
‫قال (لَ َع َن ُه ُم) شيء راح وانتهى ناس ارتدوا كفروا (لَ َع َن ُه ُم اللَّهُ) حينئ ٍذ شيء يتكرر هكذا لعنهم‪.‬‬
‫ِن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ون َما أ ْن َزلنَا م َ‬ ‫ْ‬
‫ِين َيكتُ ُم َ‬ ‫َّ‬
‫دم سيستمر مدى الدهر كما قلنا (إِ َّن الذ َ‬ ‫نعود إذًا إلى ما كنا نقول إن التعبير بـ (يلعنون) بالفعل المضارع ألمر أو جريمة أو ٍ‬
‫ون) طيلة التاريخ كان هناك من يكتم الحق مع وضوحه هنا النقطة‬ ‫اعنُ َ‬ ‫اب أُولَئ َ‬
‫ِك َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ُه َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬ ‫اس فِي الْ ِك َت ِ‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َبيَّنَّا ُه لِلنَّ ِ‬ ‫َات َوالْ ُهدَى م ْ‬ ‫الْ َبيِّن ِ‬
‫اب) بيان ظاهر قضية ال تقبل الخطأ‪.‬‬ ‫اس فِي الْ ِك َت ِ‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َبيَّنَّا ُه لِلنَّ ِ‬‫(م ْ‬
‫ِك‬ ‫ُ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾86‬أولَئ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫َات َوالل ُه لَا َي ْهدِي ال َق ْو َم الظالِم َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ول َح ٌّق َو َجا َء ُه ُم ال َبيِّن ُ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ْف َي ْهدِي الل ُه َق ْو ًما َك َف ُروا َب ْع َد إِي َما ِن ِه ْم َو َش ِهدُوا أ َّن َّ‬ ‫فى سورة آل عمران ( َكي َ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾87‬آل عمران) هذا قضية أصبحت يعني ُحكم بها هؤالء الذين ارتدوا بعد اإلسالم بعد أن‬ ‫اس أَ ْج َمع َ‬ ‫ُه ْم أَ َّن َعلَ ْي ِه ْم لَ ْع َن َة اللَّ ِه َوالْ َملَا ِئ َك ِة َوالنَّ ِ‬‫َج َزاؤ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫آمنوا باهلل وقالوا محمد رسول اهلل ثم ارتد وهكذا فعلوا مع سيدنا موسى وهكذا فعلوا مع سيدنا عيسى على هؤالء جميعًا (أ َّن َعل ْي ِه ْم ل ْع َنة الل ِه َوال َملا ِئك ِة‬
‫ال كيف يمكن أن تتعامل مع مرتد‬ ‫‪ 3‬وفع ً‬ ‫ِين) وهذه من باب التهديد يعني هذا التعبير باإلسمين (إن واسمها وخبرها) فيه رائحة تهديد‬ ‫اس أَ ْج َمع َ‬ ‫َوالنَّ ِ‬
‫‪ 3‬مستمر منذ أن جاءت الرسل وإلى يوم القيامة‪.‬‬ ‫واالرتداد‬
‫ون‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِن َب ْع ِد مِيثا ِق ِه َو َيقط ُع َ‬ ‫َّ‬
‫ون َع ْه َد الل ِه م ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ُ‬
‫ِين َي ْنق ُ‬
‫(والذ َ‬‫َّ‬ ‫َّار) هذا أيضًا تعبير جديد يقول َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عندنا تعبير آخر فى سورة الرعد (أولئِك ل ُه ُم الل ْعنَة َول ُه ْم ُسو ُء الد ِ‬
‫َّار ﴿‪ ﴾25‬الرعد) مجموعة ذنوب كبيرة بعضها أكبر من بعض‬ ‫َة َولَ ُه ْم ُسو ُء الد ِ‬ ‫ِك لَ ُه ُم اللَّ ْعن ُ‬‫ض أُولَئ َ‬ ‫ُون فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫ُوص َل َويُ ْف ِسد َ‬ ‫َما أَ َم َر اللَّ ُه ِب ِه أَ ْن ي َ‬
‫ِك لَ ُه ُم‬ ‫ُ‬
‫فاجتمعت فقال (لهم) هذه الالم لالختصاص وكأنه ال يلعن أح ٌد كما يلعن هؤالء فرق بين أن أقول هذه لك وهذه عليك‪ .‬هذه لك اختصاص (أولَئ َ‬
‫َة) كأن اللعن ما ُخلِق إال لهؤالء ينقضون عهد اهلل بالتوحيد ويقطعون ما أمر اهلل به طبعًا بعد ميثاقه فرب العالمين قال (أَلَ ْس ُت ِب َربِّ ُك ْم َقالُوا َبلَى﴿‬ ‫اللَّ ْعن ُ‬
‫ور ِه ْم ُذ ِّريَّ َت ُه ْم َوأَ ْش َه َد ُه ْم َعلَى أَ ْن ُف ِس ِه ْم أَلَ ْس ُت ِب َربِّ ُك ْم َقالُوا َبلَى َش ِه ْدنَا أَ ْن َت ُقولُوا َي ْو َم‬ ‫ِن ُظ ُه ِ‬ ‫ِن َبنِي آَ َد َم م ْ‬ ‫ُّك م ْ‬‫‪ ﴾172‬األعراف) أخذ علينا العهد ( َوإِ ْذ أَ َخ َذ َرب َ‬
‫ُوص َل) يقطع الرحم وقد أمره بها أن‬ ‫ون َما أَ َم َر اللَّ ُه ِب ِه أَ ْن ي َ‬ ‫(و َي ْق َط ُع َ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾172‬األعراف) هذا نقض عهد اهلل هذا واحد‪َ ،‬‬ ‫الْ ِق َيا َم ِة إِنَّا ُكنَّا َع ْن َه َذا َغا ِفل َ‬
‫ض) قتل وإبادة وتكفير وما إلى ذلك‬ ‫ُون فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫(و ُي ْف ِسد َ‬ ‫توصل ويقطع النعمة ويقطع الخ يعني ما ترك شيئًا رب العالمين يريد أن يصله إال قطعه َ‬
‫َّار)‪.‬‬ ‫َة َولَ ُه ْم ُسو ُء الد ِ‬ ‫ِك لَ ُه ُم اللَّ ْعن ُ‬ ‫هؤالء (أُولَئ َ‬
‫َة (‪ )25‬الرعد) يعني كأنها ما من أحد يُل َعن كما يلعن هؤالء‪ .‬أقوى هذه‬ ‫ِك لَ ُه ُم اللَّ ْعن ُ‬‫فرق بين ( َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّهُ) وبين (أَ َّن َعلَ ْي ِه ْم لَ ْع َن َة اللَّهِ) وبين (أُولَئ َ‬
‫التعبيرات الرهيبة جاءت مرة واحدة في القرآن كل هذا جاء مرات مرة واحدة في القرآن الكريم فى سورة ص رب العالمين لعن بها إبليس لما قال‬
‫ِّين ﴿‪ ﴾78‬ص) أنا رب العالمين وتعرف رب العالمين إذا اختص وحده باللعنة‬ ‫ْك لَ ْع َنتِي إِلَى َي ْو ِم الد ِ‬ ‫اخ ُر ْج ِم ْن َها َف ِإنَّ َك َر ِجي ٌم ﴿‪َ ﴾77‬وإِ َّن َعلَي َ‬ ‫ال َف ْ‬‫له ( َق َ‬
‫ْك‬‫(وإِ َّن َعلَي َ‬‫هناك لعنة اهلل والمالئكة والناس يعني لكن أنت إبليس عليك لعنتي وأنت تعرف وقد ال تعرف ماذا يعني أن أختص أنا وحدي بلعنك َ‬
‫‪ 3‬هذا الفرق بين عدة التعبيرات لكلمة اللعن‪.‬‬ ‫لَ ْع َنتِي إِلَى َي ْو ِم الد ِ‬
‫ِّين)‬
‫آية (‪:)88‬‬
‫*ما الفرق بين استخدام كلمة (يُنصرون) في سورة البقرة وكلمة (يُنظرون) في سورة البقرة وآل عمران؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ون {‪ )}86‬وقال في سورة البقرة أيضًا‬ ‫ُنص ُر َ‬‫ال ُه ْم ي َ‬ ‫ف َع ْن ُه ُم الْ َع َذ ُ‬
‫اب َو َ‬ ‫ُخ َّف ُ‬ ‫اآل ِخ َر ِة َف َ‬
‫ال ي َ‬ ‫اش َت َر ُواْ الْ َح َيا َة ُّ‬
‫الد ْن َيا ِب َ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة (أُولَـئ َ‬
‫ِك الَّذ َ‬
‫ِين ْ‬
‫ون {‪)}88‬‬ ‫ال ُه ْم ي َ‬
‫ُنظ ُر َ‬ ‫ف َع ْن ُه ُم الْ َع َذ ُ‬
‫اب َو َ‬ ‫ُخ َّف ُ‬ ‫ِين فِي َها َ‬
‫ال ي َ‬ ‫(خالِد َ‬ ‫ون {‪ )}162‬وفي سورة آل عمران َ‬ ‫ُنظ ُر َ‬ ‫ال ُه ْم ي َ‬
‫اب َو َ‬‫ف َع ْن ُه ُم الْ َع َذ ُ‬
‫ُخ َّف ُ‬ ‫ِين فِي َها َ‬
‫ال ي َ‬ ‫َ‬
‫(خالِد َ‬
‫لو نظرنا في سياق اآليات في سورة البقرة التي سبقت آية ‪ 86‬لوجدنا اآليات تتكلم عن القتال والحرب والمحارب يريد النصر لذا ناسب أن تختم‬
‫اآلية ‪ 86‬بكلمة (ينصرون) أما في اآلية الثانية في سورة البقرة وآية سورة آل عمران ففي اآليتين وردت نفس اللعنة واللعنة معناها الطرد من‬
‫رحمة اهلل واإلبعاد والمطرود كيف تنظر إليه؟ كلمة يُنظرون تحتمل معنيين ال يُمهلون في الوقت وال يُنظر إليهم نظر رحمة فإذا أُبعد اإلنسان عن‬
‫وطرد من رحمة اهلل فكيف يُنظر إليه فهو خارج النظر فلما ذكر األيتين في سورة البقرة وسورة آل عمران استوجب ذكر (يُنظرون)‪.‬‬ ‫ربه ُ‬

‫آية (‪: )91(-)90‬‬


‫*انظر آية (‪↑↑↑.)35‬‬
‫ك هُ ُم‬ ‫َ‬ ‫ُأ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫* ما وجه اإلختالف من الناحية البيانية بين قوله (ِإ َّن ال ِذينَ َكف‪HH‬رُوا بَعْ‪َ HH‬د ِإي َم‪HH‬انِ ِه ْم ث َّم ازدَادُوا كف‪HH‬رًا لن تقبَ َ‬
‫‪HH‬ل تَ‪HH‬وْ بَتهُ ْم َو وْ لـِئ َ‬
‫ُأ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وا َوهُ ْم ُكفَّا ٌر فَلَن يُ ْقبَ َل ِم ْن َأ َح ِد ِهم ِّملْ ُء األرْ ِ‬
‫ض َذهَبًا َولَ ِو افتَ ‪H‬دَى بِ‪ِ H‬ه وْ لـِئكَ لهُ ْم‬ ‫ُوا َو َماتُ ْ‪H‬‬
‫الضَّآلُّونَ (‪ )90‬آل عمران) (ِإ َّن الَّ ِذينَ َكفَر ْ‬
‫اص ِرينَ (‪ )91‬آل عمران)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫َع َذابٌ َألِي ٌم َو َما لَهُم ِّمن نَّ ِ‬
‫اح‬ ‫ينبغي أن نعلم الفرق بين الواو والفاء في التعبير حتى نحكم‪ .‬الواو لمطلق الجمع‪ ،‬الجمع المطلق‪ ،‬قد يكون عطف جملة على جملة ( َفال ُ‬
‫ص‪َ 33‬ب ِ‬ ‫اإل ْ‬
‫ِق ِ‬
‫ْ‬
‫ص‪3‬لنَا‬ ‫َ‬ ‫ِيم (‪َ 3)96‬و ُه َو الَّذِي َج َع َل لَ ُك ُم النُّ ُجو َم لَِت ْه َتدُواْ ِب َها فِي ُظلُ َم ِ‬
‫ات الْ َب ِّر َوالْ َب ْح ِر ق ْد َف َّ‬ ‫ِير الْ َع ِز ِ ْ‬
‫يز ال َعل ِ‬
‫س َوالْ َق َم َر ُح ْس َبا ًنا َذل َ‬
‫ِك َت ْقد ُ‬ ‫ْل َس َك ًنا َو َّ‬
‫الش ْم َ‬ ‫َو َج َع َل اللَّي َ‬
‫ون (‪ )97‬األنعام)‪ .‬الفاء تفيد السبب‪ ،‬هذا المشهور في معناها (درس فنجح) فإذا كان ما قبلها سببًا لما بعدها أي الذي قبل يفضي لما‬ ‫ات لِ َق ْو ٍم َي ْعلَ ُم َ‬
‫اآل َي ِ‬
‫بعدها يأتي بالفاء وال يأتي بالواو ألنه لمطلق الجمع‪ .‬هذا حكم عام ثم إن الفاء يؤتى بها في التبكيت أي التهديد‪ .‬لو عندنا عبارتين إحداهما فيها ف‪33‬اء‬
‫ازدَادُواْ ُك ْف ًرا‬‫ِين آ َمنُواْ ثُ َّم َك َف ُرواْ ثُ َّم آ َمنُواْ ثُ َّم َك َف ُرواْ ثُ َّم ْ‬ ‫‪( 3‬إِ َّن الَّذ َ‬‫واألخرى بغير فاء وهو من باب الجواز الذِكر وعدم الذِكر نضع الفاء مع األشد توكيدًا‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِر الل ُه ل ُه ْم (‬ ‫َ‬
‫ار فلن َي ْغف َ‬‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يل الل ِه ث َّم َماتوا َو ُه ْم كف ٌ‬ ‫َّ‬ ‫صدُّوا َعن َسِب ِ‬ ‫ِين َك َف ُروا َو َ‬ ‫ال (‪ )137‬النساء) ليس فيها فاء‪( .‬إِ َّن الَّذ َ‬ ‫ال لَِي ْه ِد َي ُه ْم َس ِبي ً‬ ‫لَّ ْم َي ُك ِن اللُهّ لَِي ْغف َ‬
‫ِر لَ ُه ْم َو َ‬
‫‪ )34‬محمد) ألنهم ال تُرجى لهم توبة‪ .‬وفي األولى هم أحياء قد يتوبون‪ .‬لما لم يذكر الموت لم يأت بالفاء ولما ذكر الموت ج‪33‬اء بالف‪33‬اء (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين‬
‫ِن أَ َح‪ 33‬د ِ‬
‫ِهم‬ ‫ار َفلَن ُي ْق َب َل م ْ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ َو َماتُواْ َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬ ‫ون (‪ )90‬آل عمران) (إِ َّن الَّذ َ‬ ‫الضآلُّ َ‬
‫ِك ُه ُم َّ‬ ‫ازدَادُواْ ُك ْف ًرا لَّن تُ ْق َب َل َت ْو َبتُ ُه ْم َوأُ ْولَـئ َ‬ ‫َك َف ُرواْ َب ْع َد إِي َما ِن ِه ْم ثُ َّم ْ‬
‫‪3‬دة‬‫ين (‪ )91‬آل عمران) اآليتان فيهما نفس التعبير‪ :‬النفي بـ (لن) واح‪3‬‬ ‫اص ِر َ‬ ‫َ‬
‫اب ألِي ٌم َو َما لَ ُهم ِّمن نَّ ِ‬
‫ِك لَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫ُ‬
‫ض َذ َهبًا َولَ ِو ا ْف َتدَى ِب ِه أ ْولَـئ َ‬ ‫ِّم ْل ُء ْ‬
‫األر ِ‬
‫ار) انتهى عملهم أما اآلية الثانية فهي تتحدث‬ ‫(و َماتُواْ َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬‫جاءت بالفاء فاآلية اآلولى تتحدث عن قوم ماتوا وانتهوا ولن يقبل منهم توبة بعد الموت َ‬
‫‪3‬‬
‫عن قوم كفروا ولم يموتوا ومجال التوبة ما زال مفتوحًا أمامهم‪ .‬الفاء هنا تقع في جواب اسم الموصول لشبهه بالشرط فجاءت الفاء زيادة للتوكيد‪..‬‬
‫النُحاة يقولون قد تأتي الفاء للتوكيد‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪3‬ارع‪ .‬ينبغي أن‬ ‫‪3‬دها المض‪3‬‬ ‫هناك أمران‪ :‬األول أن الفاء تكون للسبب (سببية) " درس فنجح" سواء كانت عاطفة "ال تأكل كثيرًا فتمرض" يُنصب بع‪3‬‬
‫ُ‬
‫‪3‬اتوا‬ ‫ُ‬
‫‪3‬ران) (ث َّم َم‪3‬‬ ‫ال ِم دِي ًنا َفلَن يُ ْق َب َل ِم ْن ُه (‪ )85‬آل عم‪3‬‬ ‫اإل ْس َ‬
‫ْر ِ‬ ‫(و َمن َي ْب َت ِغ َغي َ‬‫نعرف الحكم النحوي حتى نعرف أن نجيب‪ .‬التبكيت والتهديد بالفاء أقوى َ‬
‫ِر اللَّ ُه لَ ُه ْم (‪ )34‬محمد) في القرآن وغير القرآن إذا كان ما قبلها يدعو لما بعدها‪ ،‬يكون سببًا لما بعدها‪ ،‬أو يفضي لما بعدها ي‪33‬أتي‬ ‫ار َفلَن َي ْغف َ‬ ‫َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬
‫‪ 3‬وال يؤتى بالواو‪ .‬في غير القرآن نقول ال تأكل كثيرًا فتمرض‪ ،‬ذاك أفضى لما بعد‪ ،‬الزيادة في األكل سبب المرض‪ .‬إذن هذا كحكم‬ ‫بالفاء (السببية)‬
‫لغوي‪ .‬ما قبلها سبب لما بعدها وإذا كان األمر كذلك يؤتى بالفاء وإذا كان مجرد إخبار تقول فالن سافر وفالن حضر‪ ،‬تخبر عن جملة أشياء وليس‬
‫بالضرورة أن هناك أسباب‪ .‬هذا المعنى اللغوي العام في القرآن (بلسان عربي)‪ .‬إذا كان ما قبلها يفضي لما بعدها يأتي بالفاء ونضرب أمثلة ومنها‬
‫السؤال عن الفرق بين أولم يسيروا وأفلم يسيروا‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬لماذا ال نفهم نحن القرآن اآلن كما فهموه في السابق؟ ألنهم كانوا يتكلمون اللغة على سجيتها ونحن نتعلم ال نعرف النحو وال البالغ‪33‬ة‪ .‬علم‬
‫ال‪ .‬علم النحو مفيد في فهم نص القرآن الكريم‪ .‬والعلماء يضعون للذي يتكلم في الق‪33‬رآن‬ ‫اللغة نفسها ال نأخذه إلى على الهامش وال نُحسن الكالم أص ً‬
‫التبحر‬
‫ويفسره شروطًا أولها التبحر في علوم اللغة وليس المعرفة وال تغني المعرفة اليسيرة في هذا األمر‪ .‬النحو والتصريف وعل‪33‬وم البالغة من ّ‬
‫فيها يجعلك تفهم مقاصد اآلية فإذا كنت ال تعرف معنى الواو والفاء وال تعرف ما داللة المرفوع والمنصوب لن تفهم آيات القرآن‪.‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫ض َذ َهبًا َولَ ِو ا ْف َتدَى ِب ِه (‪ )91‬آل عمران) هل يمكن أن تتخيل األرض وهي مملوءة‬
‫األر ِ‬ ‫ِن أَ َحد ِ‬
‫ِهم ِّم ْل ُء ْ‬ ‫(إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُرواْ َو َماتُواْ َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬
‫ار َفلَن يُ ْق َب َل م ْ‬
‫بالذهب؟ إن ذلك من المستحيالت ولكن القرآن إستطاع بهذه الصورة أن يُكنِّي عن الكثرة المتعذرة المستحيلة التي تق ّوي بدورها عدم قبول التوبة‬
‫وفداء الكفار الذين ماتوا وهم على ذلك‪.‬‬
‫آية (‪:) 93‬‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫حرفوا التوراة قبل الرسول ‪ ‬عن مواضعه‪،‬ومن بعد أن وضعوه في مواضعه‬
‫ِين (‪ )93‬اليهود ّ‬
‫صا ِدق َ‬ ‫(ق ْل َف ْأتُوا ِبالتَّ ْو َرا ِة َفا ْتلُ َ‬
‫وها إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬ ‫قال تعالى‪ُ :‬‬
‫وحرفوه‪.‬غيّروا فيها تغييرًا جديدًا ومع ذلك بقيت إشارة إلى نبوة محمد ‪ ‬في التوراة‪.‬‬ ‫عادوا مرة أخرى ّ‬
‫آية ( ‪:)94‬‬
‫ك فَُأوْ لَـِئ َ‬
‫ك هُ ُم الظَّالِ ُمونَ (‪ ))94‬آل عمران عرف كلمة الكذب مع أن الق‪HH‬رآن‬ ‫ى َعلَى هّللا ِ ْال َك ِذ َ‬
‫ب ِمن بَ ْع ِد َذلِ َ‬ ‫*قال تعالى (فَ َم ِن ا ْفتَ َر َ‪H‬‬
‫الكريم استخدمها نكرة كما في سورة يونس (‪ )17‬ما داللة تنكير الكذب أو تعريفه؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬
‫دل على شيء معين‪ .‬الكذب يقصد شيئًا معينًا بأمر معين هنالك أمر في السياق يقصده فذكر الكذب‪ ،‬فلما يقول الكذب فهو كذب عن‬ ‫المعرفة هى ما ّ‬
‫ال َما َح َّر َم إِ ْس َرائ ُ‬
‫ِيل‬ ‫ـال لَِّبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫ِيل إِ َّ‬ ‫ان ِح ًّ‬ ‫ام َك َ‬ ‫ُ ُّ َّ‬
‫أمر معين بالذات مذكور في السياق أما عندما يقول كذب فيشمل كل كذب مثل قوله تعالى (كل الط َع ِ‬
‫ون (‬ ‫ِك ُه ُم َّ‬
‫الظالِ ُم َ‬ ‫ِك َفأُ ْولَـئ َ‬‫ِب مِن َب ْع ِد َذل َ‬ ‫ِين (‪َ )93‬ف َم ِن ا ْف َت َر َى َعلَى اللِهّ الْ َكذ َ‬ ‫صا ِدق َ‬ ‫وها إِن ُكنتُ ْم َ‬ ‫َز َل التَّ ْو َرا ُة ُق ْل َف ْأتُواْ ِبالتَّ ْو َرا ِة َفا ْتلُ َ‬
‫ْل أَن تُن َّ‬
‫َعلَى َن ْف ِس ِه مِن َقب ِ‬
‫حرم كذا قال فاتوا بالتوراة في هذه المسألة مسألة الطعام‬ ‫حرم على نفسه وكذب على اهلل وقال ّ‬ ‫‪ )94‬آل عمران) الكالم عن الطعام‪ ،‬أمر معين‪ ،‬هو ّ‬
‫ِب) ألن الكذب في مسألة معينة محددة‪.‬‬ ‫فقال ( َف َم ِن ا ْف َت َر َى َعلَى اللِهّ الْ َكذ َ‬
‫ون (‪ )17‬يونس)‬ ‫ِح الْ ُم ْج ِر ُم َ‬ ‫ِم ِن ا ْف َت َرى َعلَى اللِهّ َك ِذبًا أَ ْو َك َّذ َب ِبآ َيا ِت ِه إِنَّ ُه َ‬
‫ال يُ ْفل ُ‬ ‫التنكير كذب يشمل كل كذب وليس الكذب في مسألة معينة ( َف َم ْن أَ ْظلَ ُم م َّ‬
‫لم يذكر مسألة معينة حصل كذب فيها فالكذب عام‪.‬إذن التنكير في اللغة يفيد العموم والشمول‪.‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫ون (‪ )94‬آل عمران) اإلفتراء هو الكذب واالفتراء في األصل مأخوذ من الفري وهو‬
‫الظالِ ُم َ‬ ‫ِك َفأُ ْولَـئ َ‬
‫ِك ُه ُم َّ‬ ‫( َف َم ِن ا ْف َت َر َى َعلَى اللِهّ الْ َكذ َ‬
‫ِب مِن َب ْع ِد َذل َ‬
‫قطع الجلد‪ ،‬وإفترى الجلد كأنه اشت ّد في تقطيعه تقطيع إفساد‪ .‬فأُطلق االفتراء على الكذب بغرض اإلفساد ُّ‬
‫وأي إفساد أعظم من إفساد شريعة اهلل‬
‫تعالى؟!‬
‫آية (‪:)96‬‬
‫اس لَلَّ ِذي بِبَ َّكةَ ُمبَا َر ًكا َوهُدًى لِ ْل َعالَ ِمينَ (‪ )96‬آل عم‪H‬ران) هل ال‪H‬بيت الح‪H‬رام ك‪H‬ان موج‪H‬وداً‪ H‬قبل اب‪H‬راهيم‬
‫ض َع لِلنَّ ِ‬ ‫* (ِإ َّن َأ َّو َل بَ ْي ٍ‬
‫ت ُو ِ‬
‫ضع للناس؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫عليه السالم وهل بُني أو ُو ِ‬
‫‪ 3‬بعض المفسرين يقول حتى يجمع‬ ‫علماؤنا خاضوا في هذا األمر منهم من قال بناه آدم‪ ،‬ومنهم من قال إبتدأ بناءه نوح ومنهم من قال بنته المالئكة‪.‬‬
‫اآلراء والروايات الواردة قال يمكن أن نقول بنته المالئكة وبمرور الوقت خرب وجدده آدم ثم جدده إبراهيم‪.‬قول اهلل تعالى (إن أول بيت وضع‬
‫للناس للذي ببكة) يعني في هذا المكان الذي يزدحم فيه الناس ولم يقل (مكة) ألن مكة كبيرة واسعة حتى ال يأتي شخص ويقول البيت ليس هنا وإنما‬
‫في مكان آخر في مكة‪( .‬للذي ببكة) هذا الذي تزدحمون عنده قاطع ولم ترد فيه قراءة أخرى‪.‬‬
‫* ما سبب المغايرة بين استعمال (بكة) و(مكة) في القرآن؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ان آَ ِم ًنا َولِلَّ ِه َعلَى النَّ ِ‬
‫اس ِح ُّج‬ ‫َخلَ ُه َك َ‬
‫اهي َم َو َم ْن د َ‬
‫ْر ِ‬‫َات َم َقا ُم إِب َ‬
‫ات َب ِّين ٌ‬ ‫ِين (‪ )96‬فِي ِه آََي ٌ‬ ‫ار ًكا َو ُهدًى لِلْ َعالَم َ‬ ‫اس لَلَّذِي ِب َب َّك َة ُم َب َ‬ ‫ض َع لِلنَّ ِ‬ ‫ْت ُو ِ‬ ‫قال تعالى‪(:‬إِ َّن أَ َّو َل َبي ٍ‬
‫ِين (‪ )97‬آل عمران) هنا بكة ولم ترد حتى في القرآءات الشاذة مكة‪ .‬واآلية األخرى‬ ‫ْ‬
‫ِي َع ِن ال َعالَم َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫اع إِلَ ْي ِه َسِبيلا َو َم ْن َك َف َر َفِإ َّن الل َه َغن ٌّ‬ ‫اس َت َط َ‬
‫ْت َم ِن ْ‬ ‫الْ َبي ِ‬
‫اطلعت على‬ ‫يرا (‪ )24‬الفتح) هنا أيضًا ما ّ‬ ‫ص ً‬ ‫ون َب ِ‬ ‫ِن َب ْع ِد أَ ْن أَ ْظ َف َر ُك ْم َعلَ ْي ِه ْم َو َك َ‬
‫ان اللَّ ُه ِب َما َت ْع َملُ َ‬ ‫ف أَ ْي ِد َي ُه ْم َع ْن ُك ْم َوأَ ْي ِد َي ُك ْم َع ْن ُه ْم ِب َب ْط ِن َم َّك َة م ْ‬
‫( َو ُه َو الَّذِي َك َّ‬
‫قراءة بكة‪ .‬هو الباء والميم يتعاوران ألن المخرج واحد من الشفتين الميم طبعًا خيشومية متوسطة والباء شديدة انفجارية‪ .‬ليس مسألة إبدال لو جئنا‬
‫البك (ب‪-‬ك‪-‬ك) بكك بمعنى ازدحم فكأن القرآن الكريم يريد أن يقول لنا إن أول بيت وضع للناس للذي‬ ‫لالشتقاق‪ :‬نجد أن ‪ ‬كلمة بكة مأخوذة من ّ‬
‫اهي َم)‪ .‬قد يقول‬ ‫َات َم َقا ُم إِب َ‬
‫ْر ِ‬ ‫ببكة ولذلك أ ّكده (للذي) لنا هو المكان الذي تزدحمون فيه في الطواف مكان االزدحام ووضحه أكثر قال (فِي ِه آََي ٌ‬
‫ات َبيِّن ٌ‬
‫قائل‪ :‬لماذا؟ كأنه تحرزًا حتى ال يأتي يوم من األيام ويقول قائل إن أول بيت في مكة لكن ليس في هذا الموضع وإنما هو في موضع آخر‪ .‬يعني مكة‬
‫هي المدينة فحتى يعيّنه قال البيت الذي تزدحمون حوله هوهو الذي كان أول بيت وضع (مكان مزدحم) لو قال (الذي بمكة) مكة واسعة يأتي‬
‫تمك الناس كأنها تمتصهم للمجيء إليها يعني من‬ ‫‪ 3‬نفسها مكة ألنها ّ‬ ‫شخص يقول لك ليس هذا البيت هو المقصود ربما يكون في مكان آخر‪ .‬المدينة‬
‫بكف القتال عنهم ألنهم ال يقاتلون عند البيت لكن‬ ‫ال لو كانوا عند البيت ال ميزة ّ‬ ‫‪ 3‬الواسعة وفع ً‬ ‫مك الفصيل ضرع أمه‪ ،‬تجذب الناس إليها وهي المدينة‬ ‫ّ‬
‫فكف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة فاستعملت مكة‪.‬‬ ‫ببطن مكة عمومًا يمكن يصير قتال ّ‬
‫*هل يجوز أن تكون الميم مبدلة كما يقول النحويون من الباء مثل كقول (الزم والزب) و(سبد شعره وسمد)؟‬
‫‪ 3‬هذا في الحقيقة أن يكون هناك لكن هذا أصل وهذا أصل‪ .‬يعني إبدال الميم من الباء أو العكس لوجود هذا التشابه قد يحصل لكن هنا صار‬ ‫ال يبعد‬
‫لهذه معنى ولهذه معنى بينما الزم والزب معنى واحد نفس المعنى فقط‪ .‬هم عندما يبدلون ال يغيّرون المعنى لكن لما يبدل الجانب الصوتي المعنى ال‬
‫يتغير إنما بسبب خلل في السمع أو تقديم وتأخير‪ .‬عندما يقول هذه ضربة الزم وضربة الزب ألنه الباء صحيح هو شديد ‪ ‬وانفجاري ومجهور لكن‬
‫إذا وقفت عليه من غير قلقلة يموت جهره يعني يصير كأنه بين بين الزب والزم حقيقة يصير ‪ P‬باالنجليزية ألن والدته تكون بعمليتين‪ :‬انطباق‬
‫وانفصال فلما ينطبق وال ينفصل يكون نصف باء يعني نصف شديد والميم نصف شديد يبدأ شديدًا ويخرج الهواء من األتف تتمثل فيه صفة الشدة‬
‫ال وصفة الرخاوة في اآلخر‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫*ما الفرق بين مكة وبكة؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ف أَ ْي ِد َي ُه ْم َعن ُك ْم َوأَ ْي ِد َي ُك ْم‬
‫ِين (‪ ))96‬بالباء‪ ،‬في سورة الفتح ‪َ ( 24‬و ُه َو الَّذِي َك َّ‬ ‫ار ًكا َو ُهدًى لِّلْ َعالَم َ‬
‫اس لَلَّذِي ِب َب َّك َة ُم َب َ‬
‫ض َع لِلنَّ ِ‬ ‫آل عمران ‪( 96‬إِ َّن أَ َّو َل َبي ٍ‬
‫ْت ُو ِ‬
‫َع ْن ُهم ِب َب ْط ِن َم َّك َة مِن َب ْع ِد أَ ْن أَ ْظ َف َر ُك ْم َعلَ ْي ِه ْم (‪ )24‬الفتح) لماذا هناك بكة وهنا مكة؟ المفسرون قالوا بكة هي مكة لكن ألنها تبك رقاب األعداءهؤالء‬
‫ِر أُ َّم الْ ُق َرى َو َم ْن َح ْولَ َها (‪)92‬‬ ‫المفسرون جزاهم اهلل خيرًا والعلم والتنقيب والدراسات الجغرافية تقول غير هذا‪ .‬عندنا مكة هي أُم القرى ( َولِتُنذ َ‬
‫األنعام) أم القرى كانت إلى جانبه التي هي مكة ومكة ما كانت بهذه السعة كانت بلدة صغيرة أنت لما تطير اآلن فوق العالم العربي يعني أنت لما‬
‫‪ 3‬لنقل عشرة آألف عرشين ألف ومتناثرة حولها مجموعات صغيرة‬ ‫تسافر من هنا إلى عمان تجد تجمعًا كبيرًا خاصة في الليل باألضواء تجد مدينة‬
‫من األنوار يعني قرى صغيرة هذه القرية الكبيرة هي أم القرى مكة التي هي مكة اآلن لم تكن بهذه السعة كان مكان الحرم الحالي كانت صحراء‬
‫ِن‬
‫اع َد م َ‬ ‫اهي ُم الْ َق َو ِ‬
‫ْر ِ‬ ‫(وإِ ْذ َي ْر َف ُع إِب َ‬
‫فيها ميزة معينة يسمونها بكة لم تكن بلدًا كانت مكان ليس فيه بناء فيه آثار البيت والبيت بنته المالئكة ولهذا قال تعالى َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫اس لَلذِي ِب َبك َة)‬ ‫ض َع لِلنَّ ِ‬ ‫ْت ُو ِ‬‫يل (‪ )127‬البقرة) قال يرفع ولم يقل يبني‪ .‬هذا المكان الذي فيه الحرم اآلن كان يسمى بكة (إِ َّن أَ َّو َل َبي ٍ‬ ‫اع ُ‬ ‫الْ َبي ِ‬
‫ْت َوإِ ْس َم ِ‬
‫‪ 3‬عنها مسافة فكان في بكة وإلى جانبه مكة‪ ،‬مكة هذه هناك مكة وهناك وادي أربع‬ ‫‪ 3‬وكان يبعد‬ ‫بالمكان الذي هو ضاحية من ضواحي مكة القديمة‬
‫وديان خمس مجموعات متناثرة كلها تدور في فلك مكة مكة هذه أم القرى المتناثرة كلها تدور في فلك مكة‪ .‬في القاهرة عندنا مصر ومصر الجديدة‬
‫‪ 3‬لكن لم يكن فيها بناء في سنة ‪ 1952‬هذه ما كانت موجودة سابقًا ثم بنيت بعد ذلك‪ .‬هناك محافظات‬ ‫‪ 3‬الجديدة هي قطعة من بغداد‬ ‫عندنا بغداد وبغداد‬
‫بدأت جديدة لكن كان لها أسماء قديمة حلوان منطقة إسمها حلوان ونحن اآلن في دبي هناك مناطق كثيرة كانت موجودة سابقًا ثم بنيت بعد هذا‪ .‬إذن‬
‫ْر ذِي َز ْر ٍع (‪ )37‬إبراهيم) ليس فيها أحد نهائيًا لما سألت‬ ‫نت مِن ُذ ِّريَّتِي ِب َوا ٍد َغي ِ‬ ‫(ربَّنَا إِنِّي أَ ْس َك ُ‬
‫بكة التي فيها الحرم اآلن كانت أرضًا خالء لذا قال َّ‬
‫ُني فيه الحرم من قبل سيدنا إبراهيم وإسماعيل ولم‬ ‫هاجر إبراهيم عليه السالم آهلل أمرك بهذا؟ قال نعم قالت إذن لن يضيّعنا‪ .‬إذن بكة المكان الذي ب َ‬
‫اج َع ْل َهَـ َذا َبلَدًا آ ِم ًنا (‪ )126‬البقرة) في المستقبل لما نبي الحرم قطعًا سيأتي أناس يبنون‬ ‫اهي ُم َر ِّب ْ‬ ‫ْر ِ‬ ‫(وإِ ْذ َق َ‬
‫ال إِب َ‬ ‫يكن فيه بناء لهذا قال سيدنا إبراهيم َ‬
‫حوله سيصير بلدًا إجعل هذا البلد الذي ليس هو بلدًا اآلن عندما كانت بكة قال له اجعل لنا هذ البلد آمنا واستجاب اهلل تعالى دعوة سيدنا إبراهيم كما‬
‫‪ 3‬جدًا عن مكة كما هي عرفة والحجون كلها‬ ‫ال منهم نبيًا عربيًا‪ .‬إذن موقع بكة اآلن في هذه البقعة التي كانت بعيدة‬ ‫ساتجاب دعوته أن يبعث فيهم رسو ً‬
‫‪ 3‬عن مكة‪ ،‬مكة صغير حولها سور ولهذا إذن مكة غير بكة لكن اآلن توسع مكة أصبحت بكة داخل حدود مكة أصبحت بلدًا بدعوة‬ ‫كانت أماكن بعيدة‬
‫سيدنا إبراهيم‪.‬‬
‫ار ًكا َوهُدًى لِّ ْل َعالَ ِمينَ (‪ )96‬آل عمران) لقد م ّر في سورة البقرة قوله تعالى (وإذ يرفع‬
‫اس لَلَّ ِذي بِبَ َّكةَ ُمبَ َ‬
‫ض َع لِلنَّ ِ‬ ‫*(ِإ َّن َأ َّو َل بَ ْي ٍ‬
‫ت ُو ِ‬
‫إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل) فلِ َم جاءت اآلية هنا بكلمة (وضع) ولم يتكرر فعل (يرفع)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫الحط وهو ضد الرفع ولما كان الشيء المرفوع بعيدًا عن التناول كان الموضوع قريب التناول وأُطلق هنا الوضع ليدل على‬ ‫إعلم أن الوضع هنا هو ّ‬
‫دن ّوه وقربه ولتهيئة إنتفاع الناس به وأُطلق الرفع في بناء إبراهيم ‪ ‬للبيت تشريفًا إلبراهيم وإسماعيل عليهما السالم في رفع قواعد البيت‪.‬‬
‫تصرح اآلية بإسم العلم‬
‫ِّ‬ ‫اس لَلَّذِي ِب َب َّك َة (‪ )96‬آل عمران) إذا علمت أن بكة هي مكة وأن المقصود من البيت هو الكعبة فلِ َم لم‬
‫ض َع لِلنَّ ِ‬ ‫(إِ َّن أَ َّو َل َبي ٍ‬
‫ْت ُو ِ‬
‫(الكعبة) ولِ َم جاءت بلفظ بكة دون مكة؟ أضف إلى معلوماتك أن بكة بالباء إسم موضع البيت ومكة بالميم هي إسم بقية الموضع‪ ،‬هذا من جهة‪ .‬ومن‬
‫جهة أخرى عدل عن إسم العلم وهو (الكعبة) إلى تعريفه بالموصولية بأنه (للذي ببكة) ألن هذه الصلة أشهر عند السامعين بخالف إسم الكعبة فقد‬
‫أُطلِق إسم الكعبة على ال ُقلّيس الذي أطلقه أبرهة الحبشي في صنعاء لذا كان اإلختيار األفصح (بكة) ألهمية هذا المكان ولخصوصية ما يتعلق به من‬
‫أحكام‪.‬‬
‫آية (‪:)97‬‬
‫اس ِحجُّ ْالبَ ْي ِ‬
‫ت َم ِن ا ْستَطَا َع ِإلَ ْي ِه‬ ‫َات َمقَا ُم ِإ ْب َرا ِهي َم َو َم ْن َدخَ لَهُ َكانَ َآ ِمنًا َوهَّلِل ِ َعلَى النَّ ِ‬ ‫*قال تعالى في سورة آل عمران (فِي ِه َآيَ ٌ‬
‫ات بَيِّن ٌ‬
‫ض َج ِميعًا‬ ‫ال ُمو َسى ِإ ْن تَ ْكفُرُوا َأ ْنتُ ْم َو َم ْن فِي اَأْلرْ ِ‬ ‫َسبِياًل َو َم ْن َكفَ َر فَِإ َّن هَّللا َ َغنِ ٌّي َع ِن ْال َعالَ ِمينَ (‪ ))97‬وقال في سورة ابراهيم َ‬
‫(وقَ َ‬
‫فَِإ َّن هَّللا َ لَ َغنِ ٌّي َح ِمي ٌد (‪ ))8‬فما سبب االختالف؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫اع إِلَ ْي ِه َسِبيلًا َو َم ْن َك َف َر َفِإ َّن اللَّ َه َغن ٌّ‬
‫ِي َع ِن‬ ‫اس َت َط َ‬ ‫اس ِح ُّج الْ َبي ِ‬
‫ْت َم ِن ْ‬ ‫ان آَ ِم ًنا َولِلَّ ِه َعلَى النَّ ِ‬
‫َخلَ ُه َك َ‬
‫اهي َم َو َم ْن د َ‬ ‫َات َم َقا ُم إِب َ‬
‫ْر ِ‬ ‫في سورة آل عمران(فِي ِه آََي ٌ‬
‫ات َبيِّن ٌ‬
‫ِين (‪ ))97‬باستخدام صيغة الماضي وفي آية سورة ابراهيم (وإن تكفروا) بصيغة المضارع‪ .‬فعل الماضي بعد إداة الشرط مع المستقبل‬ ‫الْ َعالَم َ‬
‫فيدل على تكرار الحدث‪.‬‬ ‫يفترض الحدث مرة واحدة أما فعل المضارع ّ‬

‫آية (‪:)98‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫ات اللِهّ (‪ )98‬آل عمران) انظر كيف تنوع الخطاب القرآني بأساليب اإلنشاء وما ذلك إال ألغراض أرادها من‬ ‫ون ِبآ َي ِ‬ ‫( ُق ْل َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬
‫اب لِ َم َت ْك ُف ُر َ‬
‫(قل) إهتمامًا بالمقول وافتتح المقول بالنداء تسجي ً‬
‫ال عليهم ثم باالستفهام إنكارًا لكفرهم بآيات اهلل تعالى فتذوق تفنن التعبير‬ ‫ال جاء باألمر ُ‬ ‫ورائه‪ ،‬فأو ً‬
‫‪3‬‬
‫القرآني ودالاللته‪.‬‬
‫آية (‪:)100‬‬
‫* لماذا قال تعالى (أوتوا‪ H‬الكتاب) ولم يقل (آتيناهم الكتاب)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِّق لِّ َما‬
‫صد ٌ‬ ‫ول ِّم ْن ِعن ِد اللِهّ ُم َ‬ ‫القرآن الكريم يستعمل أوتوا الكتاب في مقام الذم ويستعمل آتيناهم الكتاب في مقام المدح‪ .‬قال تعالى ( َولَ َّما َجاء ُه ْم َر ُس ٌ‬
‫ِين آ َمنُ َواْ إِن تُ ِطي ُعواْ َف ِري ًقا ِّم َن‬ ‫ون (‪ )101‬البقرة) هذا ذم‪َ ( ،‬يا أَُّي َها الَّذ َ‬ ‫ور ِه ْم َكأَنَّ ُه ْم َ‬
‫ال َي ْعلَ ُم َ‬ ‫اب اللِهّ َو َراء ُظ ُه ِ‬ ‫اب ِك َت َ‬ ‫ِين أُوتُواْ الْ ِك َت َ‬
‫يق ِّم َن الَّذ َ‬‫َم َع ُه ْم َن َب َذ َف ِر ٌ‬
‫ُ‬
‫اب َي ْتلو َن ُه َح َّق‬ ‫ْ‬
‫َاه ُم ال ِك َت َ‬
‫ِين آ َت ْين ُ‬ ‫َّ‬
‫ين (‪ )100‬آل عمران) هذا ذم ‪ .‬بينما آتيناهم الكتاب تأتي مع المدح (الذ َ‬ ‫ِر َ‬ ‫ِين أُوتُواْ الْ ِك َت َ‬
‫اب َي ُردُّو ُكم َب ْع َد إِي َما ِن ُك ْم َكاف ِ‬ ‫الَّذ َ‬
‫ون (‪ )52‬القصص) مدح ‪ .‬هذا خط عام في القرآن على كثرة ما ورد من‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ِين آ َت ْينَا ُه ُم الْ ِك َت َ‬
‫اب مِن َق ْبلِ ِه هُم ِب ِه ي ْ‬ ‫ال َو ِت ِه (‪ )121‬البقرة) مدح‪(،‬الَّذ َ‬ ‫ِت َ‬
‫أوتوا الكتاب وآتيناهم الكتاب حيث قال أوتوا الكتاب فهي في مقام ذم وحيث قال آتيناهم الكتاب في مقام ثناء ومدح‪ .‬القرآن الكريم له خصوصية‬
‫خاصة في استخدام المفردات وإن لم تجري في سنن العربية‪ .‬أوتوا في العربية ال تأتي في مقام الذم وإنما هذا خاص بالقرآن الكريم‪ .‬عمومًا رب‬
‫ِين ُح ِّملُوا‬
‫العالمين يسند التفضل والخير لنفسه (آتيناهم الكتاب) لما كان فيه ثناء وخير نسب اإليتاء إلى نفسه‪ ،‬أوتوا فيها ذم فنسبه للمجهول ( َم َث ُل الَّذ َ‬
‫اب‬ ‫يب (‪ )14‬الشورى)‪ ،‬أما قوله تعالى (ثُ َّم أَ ْو َر ْثنَا الْ ِك َت َ‬ ‫ِه ْم لَفِي َش ٍّك ِّم ْن ُه ُم ِر ٍ‬‫اب مِن َب ْعد ِ‬ ‫ورثُوا الْ ِك َت َ‬ ‫وها (‪ )5‬الجمعة) ( َوإ َّن الَّذ َ ُ‬ ‫التَّ ْو َرا َة ثُ َّم لَ ْم َي ْحمِلُ َ‬
‫ِين أ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِن ِع َبا ِدنَا (‪ )32‬فاطر) هذا مدح‪.‬‬ ‫اص َط َف ْينَا م ْ‬ ‫ِين ْ‬ ‫الَّذ َ‬
‫َاب يَ‪ُ H‬ر ُّدو ُكم‪ H‬بَ ْع‪َ H‬د ِإي َم‪HH‬انِ ُك ْم َك‪HH‬افِ ِرينَ (‪ )100‬آل عم‪HH‬ران) ‪( -‬يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ‬ ‫ُوا فَ ِريقًا ِّمنَ الَّ ِذينَ ُأوتُ ْ‬
‫وا ْال ِكت َ‬ ‫*(يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ َو ْا ِإن تُ ِطيع ْ‬
‫ُوا خَا ِس ِرينَ (‪ )149‬آل عمران)ما الفرق بين اآليتين؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫ُوا يَ ُر ُّدو ُك ْ‪H‬م َعلَى َأ ْعقَابِ ُك ْم فَتَنقَلِب ْ‬
‫ُوا الَّ ِذينَ َكفَر ْ‬
‫آ َمنُ َو ْا ِإن تُ ِطيع ْ‪H‬‬
‫هناك تطيعوا فريقًا يعني قسم منهم‪ ،‬والثانية تطيعوا الذين كفروا كلهم‪ .‬هاتان اآليتان تتكلمان عن موضوعين مختلفين‪ :‬الموضوع األول موضوع‬
‫قانون من قوانين الكون‪.‬‬
‫الموضوع األول أن كل أمة تحاول أن تخرج األمة األخرى من دينها الذي تتبعه لكي تدخل في دينها هي‪ .‬المسلمون يبشرون بدينهم في كل مكان‬
‫نصروا كثيرًا من المسليمن في أندونيسيا‬ ‫وكم من اليهود دخلوا في اإلسالم ونصارى دخلوا في اإلسالم‪ ،‬هكذا عند المسيحيين عندهم مبشرون ّ‬
‫ِين آ َمنُ َواْ‬ ‫َ‬
‫وبعض المسلمين في افريقيا وفي كوسوفا‪ ،‬هذا قانون من قوانين الكرة األرضية كل دين يحاول اجتذاب أتباع الديانة األخرى هذه ( َيا أيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا إِ ْن‬‫إِن تُ ِطي ُعواْ َف ِري ًقا) الذي يقوم بالتبشير فريق نحن نسميهم مطاوعة دعاة شيوخ ويسمونهم قساوسة ورهبان وإرساليات‪ ،‬هذه ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ص ْم ِباللَّ ِه‬‫ات اللَّ ِه َوفِي ُك ْم َر ُسولُ ُه َو َم ْن َي ْع َت ِ‬ ‫ون َوأَ ْنتُ ْم تُ ْتلَى َعلَ ْي ُك ْم آََي ُ‬
‫ْف َت ْك ُف ُر َ‬
‫ين (‪َ )100‬و َكي َ‬ ‫ِر َ‬ ‫ِين أُوتُوا الْ ِك َت َ‬
‫اب َي ُردُّو ُك ْم َب ْع َد إِي َما ِن ُك ْم َكاف ِ‬ ‫ِن الَّذ َ‬
‫تُ ِطي ُعوا َف ِري ًقا م َ‬
‫ال المسلم صعب جدًا أن يرتد من كونه مسلم إلى يهودي أو‬ ‫اط ُم ْس َتقِيم (‪ )101‬آل عمران) حينئذ ال يمكن لهذا أن يحدث وفع ً‬ ‫ص َر ٍ‬ ‫ِي إِلَى ِ‬ ‫َف َق ْد ُهد َ‬
‫ٍ‬
‫مسيحي نادر جدًا إال إنه إنسان ال يهمه هذا وال هذا من حيث أن هذا القرآن الكريم مهيمن ال يمكن واحد أن يعرف القرآن ويقتنع بالنسخة الحالية من‬
‫ين (‪ )149‬آل‬ ‫اس ِر َ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ َي ُردُّو ُك ْم َعلَى أَ ْع َقا ِب ُك ْم َف َتن َقلِبُواْ َخ ِ‬ ‫ِين آ َمنُ َواْ إِن تُ ِطي ُعواْ الَّذ َ‬‫التوراة واالنجيل‪ .‬هذا أمر والثانية في التعامل (إن َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫عمران) لو تعاملتم معهم في أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو معاهدة ستخسروا وال يمكن أن يكون هؤالء الناس سببًا في أن تنجحوا‬
‫ال أوسلو الفلسطينيون كانوا موحدين وكان لهم قيادة والعالم ينظر إليهم بإكبار وهم أصحاب حق ثم‬ ‫في شيء أو تستفيدوا منهم بشيء‪ .‬يعني نأخذ مث ً‬
‫قيل لهم تعالوا إلى أوسلو وسنقيم معاهدة صلح وننشيء دولتين فصدقهم الناس ثم ذهبوا ونرى النتيجة كله راح وخسروا كل شيء وانقسم‬
‫‪ 3‬في تجارة في‬ ‫ِين َك َف ُرواْ) فكل من يعتمد‬ ‫ِين آ َمنُ َواْ إِن تُ ِطي ُعواْ الَّذ َ‬ ‫الفلسطينيون إلى أعداء بدل أن يقاتلوا عدوهم يتقاتلون فيها بينهم هذه ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫اقتصاد في حلف على غير المسلمين سيخسر ونحن اآلن ساقطين بأيدي الغرب منذ ‪ 1917‬إلى اليوم نرى ماذا يُفعل العالم اإلسالمي!‪ .‬إذن هذا‬
‫ِين َك َف ُرواْ) فريقًا في الدين تبشير وغيره وأي تعامل مالي او اجتماعي أنت‬ ‫اب) و(إِن تُ ِطي ُعواْ الَّذ َ‬ ‫ِين أُوتُوا الْ ِك َت َ‬ ‫ِن الَّذ َ‬
‫الفرق بين (إِ ْن تُ ِطي ُعوا َف ِري ًقا م َ‬
‫الخاسر وال يمكن أن تكسب منهم درهمًا واحدًا‪.‬‬
‫آية (‪:)101‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫ون َوأَنتُ ْم تُ ْتلَى َعلَ ْي ُك ْم آ َي ُ‬
‫ات اللِهّ َوفِي ُك ْم َر ُسولُ ُه (‪ )101‬آل عمران) انظر هنا كيف استطاع االستفهام أن يُلقي ظالله البالغية فاالستفهام‬ ‫ْف َت ْك ُف ُر َ‬
‫( َو َكي َ‬
‫‪ 3‬ونفيه‪.‬‬
‫هنا ليس حقيقيًا بل خرج إلى معنى االستبعاد‪ ،‬إستبعاد كفر المؤمنين‬
‫آية (‪:)103‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫القراء أعتقد أنه عبد اهلل بن مسعود يقرأ القرآن في المسجد النبوي واألعرابي ينصت للقارئ فقرأ هذه‬‫مرة واحد أعرابي بدوي كان جالسًا وأحد ّ‬
‫ار َفأَن َق َذ ُكم ِّمن َها (‪ )103‬آل عمران) فانتفض األعرابي وقال‪ :‬واهلل ما أخرجنا منها وهو يريد أن يعيدنا فيها ثانية‬
‫ْ‬ ‫اآلية ( َو ُكنتُ ْم َعلَ َى َش َفا ُح ْف َر ٍة ِّم َن النَّ ِ‬
‫فقال ابن مسعود خذوها من غير فقيه‪.‬‬
‫* ما اللمسة البيانية في استعمال تفرقوا و تتفرقوا في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ص َب ْحتُ ْم ِبن ِْع َم ِت ِ‬
‫‪3‬ه‬ ‫ْن ُقلُو ِب ُك ْم َفأَ ْ‬
‫ف َبي َ‬‫ْل اللَّ ِه َجمِي ًعا َولَا َت َف َّر ُقوا َو ْاذ ُك ُروا ن ِْع َم َة اللَّ ِه َعلَ ْي ُك ْم إِ ْذ ُك ْنتُ ْم أَ ْعدَا ًء َفأَلَّ َ‬
‫ص ُموا ِب َحب ِ‬ ‫اع َت ِ‬ ‫قال تعالى في سورة آل عمران( َو ْ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ار فأ ْنقذك ْم ِم ْن َها كذلِك يُ َبي ُ‬‫َ‬ ‫إِ ْخ َوا ًنا َو ُك ْنتُ ْم َعلَى َش َفا ُح ْف َر ٍة م َ‬
‫ُون (‪.)103‬‬ ‫ِّن الل ُه لك ْم آ َيا ِت ِه ل َعلك ْم َت ْه َتد َ‬ ‫ِن النَّ ِ‬
‫وتتنزل‪ ،‬تبدّل وتتبدّل‪ -‬توفاهم وتتوفاهم) وهذا الحذف في‬ ‫ّ‬ ‫(تنزل‬‫نالحظ في القرآن كله وليس فقط في هذه اآلية الحذف كما جاء في القرآن مثل ّ‬
‫عموم القرآن وحيث ورد مثل هذا التعبير في القرآن سواء في الفعل أو غيره يكون ألحد أمرين‪:‬‬
‫‪      .1‬للداللة على أن الحدث ّ‬
‫أقل‪.‬‬
‫‪      .2‬أن يكون في مقام اإليجاز‪.‬‬
‫التفرق ولو كان قليال فقال تفرقوا‪ ،‬أما في‬ ‫ً‬ ‫في آية (‪ )103‬آل عمران فالكالم هنا عن أمة واحدة لكل المسلمين وقد نهاهم اهلل تعالى عن أي جزء من ّ‬
‫ُر‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِي‬
‫ف‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ر‬‫َّ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬‫َ‬‫ل‬‫و‬‫َ‬ ‫ِّين‬
‫َ‬ ‫الد‬ ‫وا‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ِي‬
‫ق‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫يسى‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫اهي َم َو ُم َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫ص ْينَا ِب ِه إِب َ‬ ‫ْك َو َما َو َّ‬‫وحا َوالَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَي َ‬
‫صى ِب ِه نُ ً‬ ‫ِّين َما َو َّ‬
‫ِن الد ِ‬ ‫(ش َر َع لَ ُك ْم م َ‬
‫قوله تعالى َ‬
‫ِيب (‪ )13‬الشورى) فالكالم لكل البشر وذكر كل األنبياء من زمن نوح إلى‬ ‫َّ‬
‫ْعو ُه ْم إِلَ ْي ِه الل ُه َي ْج َت ِبي إِلَ ْي ِه َم ْن َي َشا ُء َو َي ْهدِي إِلَ ْي ِه َم ْن يُن ُ‬
‫ِين َما َتد ُ‬ ‫َعلَى الْ ُم ْش ِرك َ‬
‫قيام الساعة فقال تتفرقوا‪.‬‬
‫*وفى إجابة أخرى‪(:‬د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫يسى أَ ْن أَقِي ُموا الد َ‬
‫ِّين َولَا‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫اهي َم َو ُم َ‬
‫ْر ِ‬ ‫ص ْينَا ِب ِه إِب َ‬‫ْك َو َما َو َّ‬ ‫وحا َوالَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَي َ‬ ‫صى ِب ِه نُ ً‬ ‫ِّين َما َو َّ‬ ‫ِن الد ِ‬ ‫(ش َر َع لَ ُك ْم م َ‬
‫قال تعالى في سورة الشورى َ‬
‫ْل‬
‫ص ُموا ِب َحب ِ‬ ‫اع َت ِ‬ ‫(و ْ‬
‫ِيب (‪ ))13‬وقال في سورة آل عمران َ‬ ‫ْعو ُه ْم إِلَ ْي ِه اللَّ ُه َي ْج َت ِبي إِلَ ْي ِه َم ْن َي َشا ُء َو َي ْهدِي إِلَ ْي ِه َم ْن يُن ُ‬
‫ِين َما َتد ُ‬‫ُر َعلَى الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫َت َت َف َّر ُقوا فِي ِه َكب َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ار َفأ ْن َق َذك ْم ِم ْن َها‬ ‫ُ‬
‫‪3‬ه إِ ْخ َوا ًنا َوك ْنتُ ْم َعلَى َش َفا ُح ْف َر ٍة م َ‬
‫ص َب ْحتُ ْم ِب ِن ْع َم ِت ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ْن قلو ِبك ْم َفأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اللَّ ِه َجمِي ًعا َولَا َت َف َّرقوا َواذك ُروا ِن ْع َم َة الل ِه َعلَ ْيك ْم إِذ ك ْنتُ ْم أ ْعدَا ًء َفأل َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِن النَّ ِ‬ ‫ف َبي َ‬
‫ُون (‪ ))103‬في اآلية األولى الوصية خالدة من زمن سيدنا نوح ‪ ‬إلى خاتم األنبياء ‪ ‬فجاء الفعل (تتفرقوا) أما‬ ‫ِّن اللَّ ُه لَ ُك ْم آََيا ِت ِه لَ َعلَّ ُك ْم َت ْه َتد َ‬ ‫َك َذل َ‬
‫ِك يُ َبي ُ‬
‫(تفرقوا)‪ .‬السبب واضح ألن األمة المحمدية هي جزء من األمم االسالمية المذكورة في اآلية‬ ‫في اآلية الثانية فهي خاصة بالمسلمين لذا جاء الفعل ّ‬
‫األولى وآية آل عمران هي جزء واألمة المخاطبة فيها جزء من األمم المخاطبة في آية سورة الشورى‪ .‬وكذلك فالحدث ممتد في األولى قال‬
‫(تتفرقوا) والحدث محدد في الثانية فقال (تفرقوا)‪ .‬والمالحظ في اآلية فاألولى وصية خالدة ألمة اإلسالم على مدى األزمان من زمن نزح إلى خاتم‬
‫التفرق‪،‬‬
‫األنبياء (وال تتفرقوا فيه) ألن هذا هو المأتى الذي يدخل إليه أعداء اإلسالم فيتفرقون به لذا جاءت الوصية خالدة مستمرة فنهاهم عن ّ‬
‫وصى به‬ ‫ووصى األمة اإلسالمية مرتين‪ .‬واآلية األولى أشد تحذيرًا لألمة اإلسالمية (شرع لكم من الدين ما ّ‬ ‫وصى األمم مرة ّ‬ ‫ونالحظ أنه تعالى ّ‬
‫خص‬‫ّ‬ ‫ثم‬ ‫إليك‬ ‫أوحينا‬ ‫بالذي‬ ‫وخص‬‫ّ‬ ‫لنوح‬ ‫العامة‬ ‫الوصية‬ ‫في‬ ‫لنا‬ ‫شرعه‬ ‫إليك)‪.‬‬ ‫أوحينا‬ ‫(والذي‬ ‫زاد‬ ‫بل‬ ‫لكم)‬ ‫ع‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫َ‬
‫بـ(ش‬ ‫يكتف‬ ‫لم‬ ‫إليك)‬ ‫نوحًا والذي أوحينا‬
‫ال وأراد ربنا تعالى أن‬ ‫التفرق مهما كان قلي ً‬ ‫األمة اإلسالمية في اآلية الثانية‪.‬والحذف له سببان هنا األول ألن األمة المحمدية أصغر‪ .‬ونهانا عن ّ‬
‫المؤكدة (جميعًا) وأراد التشديد على االلتزام بهذا األمر‪ .‬أكد على‬ ‫ِّ‬ ‫نلتزم بهذا األمر (ال تفرقوا) وقال (واعتصموا بحبل اهلل جميعا) جاء بالحال‬
‫الجمع الكامل وعلى سبيل العموم واالستغراق كأنه فرض عين على الجميع فال يُعفى أحد من المسؤولية أن ال نتفرق وأن نعتصم بحبل اهلل الفرد قد‬
‫تفرق واختلف (وال‬ ‫نتفرق هو فرض عين وليس فرض كفاية‪ ،‬وذكرهم بنعم اهلل عليهم ونهاهم عن التشبّه بمن ّ‬ ‫يهدم أ ّمة كما أنه قد يبني أمة وأن ال ّ‬
‫تكونوا كالذين تفرقوا) وتوعدهم على اإلختالف بالعذاب العظيم وأطلق العذاب ولم يحصره في اآلخرة إنما قد يطالهم في الدنيا واآلخرة‪ .‬المصدر ال‬
‫وصف بـ عظيم بمعنى اذكروا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) ليست متعلقة بالعذاب العظيم‪.‬‬ ‫يعمل بعد وصفه ِ‬
‫التفرق يكون عذابه عظيمًا في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وقوله تعالى (والذي أوحينا إليك) اختار اإلسم الموصول (الذي) عندما ذكر شريعة محمد ‪ ‬ولم يقل (وما أوحينا إليك) مع أن كليهما اسم موصول‬
‫وأخص من (ما) التي تشترك في المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث والعاقل وغير العاقل أما (الذي) فهي للمفرد وتسمى‬ ‫ّ‬ ‫ألن (الذي) أعرف‬
‫وص‪33‬ى‬ ‫مختص‪ .‬وقد بيّن تعالى شريعتنا وعرفناها وعرفنا األوامر والنواهي فجاء باألعرف (إسم الموصول الذي)‪ ،‬ال نعلم على وجه التفصيل ما ّ‬
‫المعرف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اهلل تعالى نوحًا وعيسى وموسى وابراهيم لذا اختار سبحانه (ما) إسم الموصول غير‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫وا (‪ )103‬آل عمران) الحبل في األصل ما يُش ّد به لإلرتقاء أو النجاة أو نحوه‪ .‬فانظر بالغة القرآن‬ ‫ال َت َف َّر ُق ْ‬
‫ْل اللِهّ َجمِي ًعا َو َ‬ ‫ص ُم ْ‬
‫وا ِب َحب ِ‬ ‫اع َت ِ‬
‫قال تعالى ( َو ْ‬
‫ُ‬
‫العظيمة في تصويره لهيئة اجتماعهم على دين اهلل كاستمساك جماعة بحبل ألقي إليهم من منقذ لهم من غرق أو سقوط ليرتقوا به إلى القمم‪ .‬فما‬
‫أعظم هذه االستعارة التمثيلية البليغة التي ُجعلت اآلية فيه على أقوى وجه لتمام البالغة لكثرة ما فيها من المعاني‪.‬‬
‫ار َفأَن َق َذ ُكم ِّم ْن َها (‪ )103‬آل عمران) تدبر هذا التمثيل الرائع لهذه النعمة التي حظيت بها األمة‪ .‬أال ترى كيف نقلك قوله‬ ‫( َو ُكنتُ ْم َعلَ َى َش َفا ُح ْف َر ٍة ِّم َن النَّ ِ‬
‫يقرب لك المعقول باستعارة المحسوس إليه‪ .‬فالنار حقيقة وتصويرها بحفرة تمثيل‬ ‫تعالى (شفا حفرة) إلى عالم التخيل وكيف استطاع هذا القول أن ِّ‬
‫وتصوير لكنك ما كنت لتتخيل شناعة هذا الموقف وحال إنقاذك منها دون هذه الصورة الرائعة فما أكمل بيان اهلل عز وجل!‬
‫آية (‪:)105‬‬
‫* ما الفرق بين جاءهم البينات وجاءتهم البينات؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪: H‬‬
‫القرآن أحيانًا يستعمل معنى الكلمة فيذكر ويؤنث بحسب المعنى‪ .‬البيّنات حيث كانت بمعنى العالمات الدالّة واآليات والمعجزات أنّثها وحيث كانت‬
‫ال أَن َي ْأ ِت َي ُه ُم اللُهّ فِي ُظلَ ٍل ِّم َن‬ ‫ون إِ َّ‬
‫نظ ُر َ‬ ‫يز َحكِي ٌم (‪َ )209‬ه ْل َي ُ‬ ‫اعلَ ُمواْ أَ َّن اللَهّ َع ِز ٌ‬ ‫َات َف ْ‬‫بمعنى األمر والنهي ذكَف( ‪.‬اهرّإِن َزلَلْتُ ْم ِّمن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُك ُم الْ َبيِّن ُ‬
‫ِّل ِن ْع َم َة اللِهّ مِن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُه َف ِإ َّن اللَهّ‬ ‫َاهم ِّم ْن آ َي ٍة َب ِّي َن ٍة َو َمن ُي َبد ْ‬ ‫ور (‪َ )210‬س ْل َبنِي إِ ْس َرائ َ‬
‫ِيل َك ْم آ َت ْين ُ‬ ‫األ ْم ُر َوإِلَى اللِهّ تُ ْر َج ُع األ ُم ُ‬ ‫ض َي َ‬ ‫ام َوالْ َمآل ِئ َك ُة َو ُق ِ‬ ‫ْ‬
‫ال َغ َم ِ‬
‫ْن َم ْر َي َم‬
‫يسى اب َ‬ ‫ات َوآ َت ْينَا ِع َ‬ ‫َر َج ٍ‬‫ض ُه ْم د َ‬ ‫َّ‬
‫ض ِّم ْن ُهم َّمن َكل َم اللُهّ َو َر َف َع َب ْع َ‬ ‫ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫ْ‬
‫ضلنَا َب ْع َ‬ ‫ُ‬
‫الر ُسل َف َّ‬ ‫ْ‬
‫اب (‪ )211‬البقرة) هذه آيات‪( .‬تِل َك ُّ‬ ‫ْ‬
‫‪3‬د ال ِع َق ِ‬ ‫َشدِي ُ‬
‫َ‬
‫اخ َتلفوا َف ِم ْن ُهم َّم ْن آ َم َن َو ِم ْن ُهم َّمن َك َف َر َول ْو َشاء‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِن ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِهم ِّمن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُه ُم ال َبيِّن ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُس َول ْو َشاء اللُهّ َما اق َت َتل الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الْ َبيِّن ِ‬
‫َات َولـك ِ‬ ‫ِين مِن َب ْعد ِ‬ ‫وح القد ِ‬ ‫َات َوأيَّ ْدنَا ُه ِب ُر ِ‬
‫ُري ُد (‪ )253‬البقرة) هذه آيات‪( .‬يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم ‪...‬من بعد ما جاءتهم البينات) هذه معجزات‪.‬‬ ‫ِن اللَهّ َي ْف َع ُل َما ي ِ‬ ‫اللُهّ َما ا ْق َت َتلُواْ َولَـك َّ‬
‫ال َت َف َّر ُقواْ َو ْاذ ُك ُرواْ ن ِْع َم َة اللِهّ‬ ‫ْل اللِهّ َجمِي ًعا َو َ‬ ‫ص ُمواْ ِب َحب ِ‬ ‫اع َت ِ‬
‫ون (‪َ )102‬و ْ‬ ‫ال َوأَنتُم ُّم ْسلِ ُم َ‬‫ال َت ُموتُ َّن إِ َّ‬ ‫ِين آ َمنُواْ اتَّ ُقواْ اللَهّ َح َّق تُ َقا ِت ِه َو َ‬‫في التذكير ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِّن اللُهّ لَ ُك ْم آ َيا ِت ِه لَ َعلَّ ُك ْم َت ْه َتد َ‬ ‫َ‬
‫ار َفأن َق َذ ُكم ِّم ْن َها َك َذل َ‬ ‫َ‬
‫ْن ُقلُو ِب ُك ْم َفأ ْ‬ ‫َعلَ ْي ُك ْم إِ ْذ ُكنتُ ْم أَ ْعدَاء َفأَلَّ َ‬
‫ُون (‬ ‫‪3‬‬ ‫ِك يُ َبي ُ‬ ‫ص َب ْحتُم ِب ِن ْع َم ِت ِه إِ ْخ َوا ًنا َو ُكنتُ ْم َعلَ َى َش َفا ُح ْف َر ٍة ِّم َن النَّ ِ‬ ‫ف َبي َ‬
‫اخ َتلَ ُفواْ‬ ‫ال َت ُكونُواْ َكالَّذ َ‬
‫ِين َت َف َّر ُقواْ َو ْ‬ ‫ون (‪َ )104‬و َ‬ ‫ِح َ‬ ‫ِك ُه ُم الْ ُم ْفل ُ‬ ‫وف َو َي ْن َه ْو َن َع ِن الْ ُمن َك ِر َوأُ ْولَـئ َ‬ ‫ون ِبالْ َم ْع ُر ِ‬ ‫ْر َو َي ْأ ُم ُر َ‬ ‫ون إِلَى الْ َخي ِ‬ ‫ْع َ‬ ‫‪َ )103‬ولْ َت ُكن ِّمن ُك ْم أُ َّم ٌة َيد ُ‬
‫اب َع ِظي ٌم (‪ )105‬آل عمران) ذ ّكر ألنها بمعنى الدين أو األمر والنهي وليست بمعنى المعجزات وإنما‬ ‫َات َوأُ ْولَـئ َ‬
‫ِك لَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫اءه ُم الْ َبيِّن ُ‬
‫مِن َب ْع ِد َما َج ُ‬
‫هي أوامر بمعنى األمر والنهي أو الدين وحبل اهلل‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫مرة جاءهم البينات بدون تاء ومرة جاءتكم البينات‪ .‬نحن قلنا هذا العلم يكفي لخمسين ستين مائة تأويل وكلها صحيحة وجه وجهين ثالثة أربعة‬
‫خمسة والقرآن ال تنقضي عجائبه من ضمن ما أنقدح في ذهني واهلل أعلم فهذه أتعبتني كثيرًا وأنا ليل نهار أفكر ما الفرق بين جاءتكم البينات‬
‫ِر َك َعلَى َما‬ ‫َات﴿‪ ﴾86‬آل عمران) ( َقالُوا لَ ْن نُ ْؤث َ‬ ‫ول َح ٌّق َو َجا َء ُه ُم الْ َبيِّن ُ‬ ‫وجاءهم البينات؟ لما استعرضت اآليات الواردة فيها كثير ( َو َش ِهدُوا أَ َّن َّ‬
‫الر ُس َ‬
‫َات ﴿‪ ﴾66‬غافر) حينئ ٍذ نقول جاءت‬ ‫ِي الْ َب ِّين ُ‬
‫ُون اللَّ ِه لَ َّما َجا َءن َ‬ ‫ِن د ِ‬ ‫ون م ْ‬ ‫يت أَ ْن أَ ْع ُب َد الَّذ َ‬
‫ِين َتد ُ‬
‫ْع َ‬ ‫َات َوالَّذِي َف َط َرنَا﴿‪ ﴾72‬طه) ( ُق ْل إِنِّي نُ ِه ُ‬ ‫ِن الْ َب ِّين ِ‬
‫َجا َءنَا م َ‬
‫البينات بالتاء اآليات القرآنية والتوراتية واإلنجيلية يعني طبعًا البينات الحجج والبراهين والمعجزات‪ .‬هناك بينات لفظية من اهلل عز وجل وعقلية في‬
‫القرآن الكريم يعني أدلة الوحدانية بالعقل وهناك بينات محسوسة وهي معجزات األنبياء ماذا قال السحرة لما فرعون قال ( َفلَأُ َق ِّط َع َّن أَ ْي ِد َي ُك ْم َوأَ ْر ُجلَ ُك ْم‬
‫َات َوالَّذِي َف َط َرنَا) اليد‬ ‫ِن الْ َبيِّن ِ‬ ‫ِر َك َعلَى َما َجا َءنَا م َ‬ ‫وع النَّ ْخ ِل َولََت ْعلَ ُم َّن أَيُّنَا أَ َش ُّد َع َذابًا َوأَ ْب َقى ﴿‪ ﴾71‬طه) قالوا ( َقالُوا لَ ْن نُ ْؤث َ‬ ‫ُ‬ ‫اف َولَأُ َ ِّ ُ‬ ‫ِن ِخلَ ٍ‬
‫صل َبنَّك ْم فِي ُجذ ِ‬ ‫مْ‬
‫َات) فحينئ ٍذ هذه المعجزات والخوارق التي‬ ‫ْ‬
‫ِن ال َبيِّن ِ‬
‫والعصا الخ يعني ما فعل سيدنا عيسى وموسى من معجزات تعرفونها عجبًا‪ .‬إذا قال ( َما َجا َءنَا م َ‬
‫هي حجة على أن هذا رسول ال بد من أن تؤمنوا به وجاءت التي هي اآليات القرآنية والتوراتية واإلنجيلية وما فيها من أحكام وما في القرآن الكريم‬
‫َات) وهي المعجزات والخوارق و (م ْ‬
‫ِن‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َجا َء ُه ُم الْ َبيِّن ُ‬ ‫خاصة من دالئل الوحدانية هلل سبحانه وتعالى ودالئل صدق النبوة‪ .‬هذا الفرق بين (م ْ‬
‫َات) وهي آيات القرآن الكريم والتوراة واإلنجيل وما فيها من دالئل التوحيد وصدق النبوة هكذا هو الفرق‪ .‬وقد يكون هناك وجه‬ ‫َب ْع ِد َما َجا َء ْت ُك ُم الْ َبيِّن ُ‬
‫معنى وهذا إعجازه فأنت عندما تقرأ‬ ‫آخر وهذا اختالف تنوع ال اختالف تضاد فقطعًا ليس هناك تضاد‪ .‬في تأويل المتشابه ال يوجد فهو يحتمل ألف ً‬
‫اآليات العلمية والكونية ترى عجبًا‪.‬‬
‫آية (‪:)109‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)28‬‬
‫آية (‪:)110‬‬
‫اس تَْأ ُمرُونَ بِ ْال َم ْعر ِ‪H‬‬
‫ُوف َوتَ ْنهَوْ نَ َع ِن ْال ُم ْن َك ِر َوتُْؤ ِمنُونَ بِاهَّلل ِ َولَوْ َآ َمنَ َأ ْه ُل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب لَ َكانَ خَ ْيرًا لَهُ ْم ِم ْنهُ ُم‬ ‫* ( ُك ْنتُ ْم َخ ْي َر ُأ َّم ٍة ُأ ْخ ِر َج ْ‬
‫ت لِلنَّ ِ‬
‫ْال ُمْؤ ِمنُونَ َوَأ ْكثَ ُرهُ ُم ْالفَا ِسقُونَ (‪ )110‬آل عمران)لِ َم جاء لفظ كنتم في الماضي؟(د‪.‬حسام‪ H‬النعيمى)‬
‫وجدت إيجادًا‪ .‬كنتم خير أمة أخرجت للناس ال تعني في‬ ‫ُ‬ ‫(كنتم خير أمة أُخرجت للناس) يعني هذا وجودكم هذه كينونتكم‪ُ .‬‬
‫‪( 3‬أخرجت للناس) يعني أ ِ‬
‫الماضي واآلن أنتم لستم خير أمة لكن أنتم ك ّونتم أمة خيرية‪ .‬لماذا ك ّونتم؟ ألن هذه األمة أمة عالمية ليست أمة عرقية‪ .‬من بدء االسالم كان فيها‬
‫العربي والفارسي والحبشي والرومي وليس عبثًا أن يدخل هؤالء في االسالم في أول تكوينه في مكة في بنية االسالم‪ .‬هذا التكوين يكوين خيري ثم‬
‫وصفهم (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل)‪ .‬هذا األمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكينونة متصلة بالوجود حقيقة‪.‬‬
‫مسألة (كان) وكونها ال تشير الى الماضي دائمًا ولكن بحسب موقعها قد تشير الى معنى االستمرار (وكان اهلل غفورًا رحيما) يعني هذا هو اهلل هذا‬
‫غفور رحيم‪ .‬أنه بهذه الصفة واهلل تعالى موصوف بالمغفرة وبالرحمة وهذا كونه هكذا وجوده وال يعني أنها في الماضي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫شأنه سبحانه وتعالى أنه‬
‫اس (‪ )110‬آل عمران)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫* ما المقصود بكلمة أمة في اآلية ( ُكنتُ ْم خَ ْي َر ُأ َّم ٍة ُأ ْخر َج ْ‬
‫ت لِلنَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْر أُ َّم ٍة‬
‫األ ّمة في اللغة لها أكثر من معنى‪ ،‬من معانيها الجماعة من الناس الذي هم على فكر واحد أو على إعتقاد واحد يسمون أمة ولذلك ( ُكنتُ ْم َخي َ‬
‫ون ِباللِهّ (‪ )110‬آل عمران) هذا ال يعني العِرق العربي وإنما أمة اإلسالم يعني‬ ‫وف َو َت ْن َه ْو َن َع ِن الْ ُمن َك ِر َوتُ ْؤ ِمنُ َ‬ ‫اس َت ْأ ُم ُر َ‬
‫ون ِبالْ َم ْع ُر ِ‬ ‫ُ‬
‫أ ْخ ِر َج ْت لِلنَّ ِ‬
‫بدخولكم هذا الدين ومن دخل معكم تكونون أمة‪ .‬لكن عندنا معاني أخرى لكلمة أ ّمة‪ ،‬في اللسان نجد ينقل أكثر من معنى لهذه اللفظة فمن معانيها‬
‫األمة الرجل المتفرد في علمه‪ ،‬في خلقه‪ ،‬لما يكون منفردًا في شيء يقولون فالن أمة يعني كأن األمة اجتمعت فيه بكل عقولها بكل أذهانها‪ .‬من‬
‫ان أُ َّمةً‬ ‫اهي َم َك َ‬‫ْر ِ‬ ‫‪ 3‬وكِال هذين المعنيين يصلح على إبراهيم ‪ ‬الرجل الذي ال نظير له واإلمام المتّبع‪.‬‬
‫‪ 3‬مثل قوله تعالى (إِ َّن إِب َ‬ ‫معاني األمة الرجل ال ُمتَبّع‪.‬‬
‫َقا ِن ًتا لِلَّ ِه َحنِي ًفا) قال أبو عبيدة ان أمة أي إمامًا" فإذن يحتمل من حيث اللغة هذا المعنى أيضًا المعنى اآلخر ال يبعد أنه كان أمة كان منفردًا عن سواه‬
‫بالرسالة‪ ،‬بالنبوة‪ ،‬هوال نظير له بينهم‪.‬‬
‫*فى قوله تعالى ( ُكنتُ ْم خَ ْي َر ُأ َّم ٍة ُأ ْخ ِر َج ْ‬
‫ت لِلنَّ ِ‬
‫اس (‪ )110‬آل عمران)ما فائدة البناء للمجهول؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬
‫ما قال خرجت ألن ربنا أخرجها إخراجًا‪ ،‬هذه األمة اإلسالمية ربنا أخرجها بالصورة التي أرادها أُخرجت للناس ولم يقل خرجت من تلقاء نفسها‪.‬‬
‫(خرجت) يعني خرجت من نفسها وليست برسالة‪ ،‬أخرج فعل متعدي (أخرجته)‪ ،‬خرج فعل الزم (خرجت من البيت)‪( .‬أُخرجت للناس) أي أن اهلل‬
‫سبحانه وتعالى أخرجها على نمط معيّن كما يريد ولم تخرج من تلقاء نفسها كما تخرج الحشائش واألدغال في النبات‪ .‬الزارع ينتقي ويعلم ما يزرع‬
‫خرجت إخراجًا إلى الناس ولم تخرج من تلقاء نفسها وفق منهج معين مع ّد واختيار دقيق‪ .‬هذه األمة أُخرجت بهذا المنهج لهذا الغرض‬ ‫ُ‬
‫وهذه األمة أ ِ‬
‫للناس كافة‪.‬‬
‫*ما سر تقديم وتأخير (يؤمنون باهلل) في آيات سورة آل عمران؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫ون ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم‬‫ُؤ ِمنُ َ‬
‫ُون (‪ )113‬ي ْ‬ ‫ْل َو ُه ْم َي ْس ُجد َ‬ ‫ات اللَّ ِه آَنَا َء اللَّي ِ‬‫ون آََي ِ‬‫اب أُ َّم ٌة َقا ِئ َم ٌة َي ْتلُ َ‬
‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬
‫ْسوا َس َوا ًء م ْ‬ ‫قال تعالى في سورة آل عمران (لَي ُ‬
‫ين (‪ ))114‬وقال تعالى في آية أخرى في نفس‬ ‫ِح َ‬‫الصال ِ‬ ‫ِن َّ‬ ‫ِك م َ‬ ‫ُ‬
‫ات َوأولَئ َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫ون فِي الْ َخي َ‬ ‫ار ُع َ‬ ‫وف َو َي ْن َه ْو َن َع ِن الْ ُم ْن َك ِر َوي َ‬ ‫الْآَ ِخ ِر َو َي ْأ ُم ُر َ‬
‫ون ِبالْ َم ْع ُر ِ‬
‫ُس ِ‬
‫ْرا لَ ُه ْم ِم ْن ُه ُم الْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫ون‬ ‫ون ِباللَّ ِه َولَ ْو آَ َم َن أَ ْه ُل الْ ِك َت ِ‬
‫اب لَ َك َ‬
‫ان َخي ً‬ ‫وف َو َت ْن َه ْو َن َع ِن الْ ُم ْن َك ِر َوتُ ْؤ ِمنُ َ‬‫ون ِبالْ َم ْع ُر ِ‬‫اس َت ْأ ُم ُر َ‬ ‫السورة ( ُك ْنتُ ْم َخي َ ُ ُ‬
‫ْر أ َّم ٍة أ ْخ ِر َج ْت لِلنَّ ِ‬
‫ون (‪ ))110‬إذا الحظنا ترتيب المواصفات في اآليتين لوجدنا أن آية ‪ 114‬في سورة آل عمران جاء فيها (يؤمنون باهلل) في‬ ‫َوأَ ْك َث ُر ُه ُم الْ َف ِ‬
‫اس ُق َ‬
‫البداية ثم تالها يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أما في اآلية ‪ 110‬فجاءت في آخر الترتيب وذلك ألن الخطاب في هذه اآلية هو‬
‫للمسلمين ونحن آخر األمم من حيث الترتيب الزمني فجاء اإليمان باهلل آخرًا ألن هناك من سبقونا بااليمان من أهل الكتاب من اليهود‬
‫والنصارى‪ .‬أما في اآلية ‪ 114‬فالخطاب ألهل الكتاب الذين أسلموا قبل بعثة الرسول ‪ ‬وفي زمن أنبيائهم موسى وعيسى عليهما السالم‪  ‬لذا‬
‫ال في الترتيب ثم األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬ ‫جاء قوله تعالى يؤمنون باهلل أو ً‬
‫(يسارعون في الخيرات)المسارعة في الخيرات هو أسلوب القرآن الكريم وهناك فرق بين فعل الخير وبين المسارعة فيه واهلل تعالى يريد منا‬
‫ِر (ففروا الى اهلل) ولم يقل امشوا أو اذهبوا‪ .‬المسارعة إذن واجبة وهي التوجه باقبال واندفاع‬ ‫المسارعة في الخير ويريدنا أن نلجأ إليه كالذي يف ّ‬
‫الى اهلل تعالى وال نكون كالمنافقين الذين إذا قاموا الى الصالة قاموا كسالى‪.‬‬
‫يحرم‬
‫يحل حرامًا أو ّ‬ ‫(يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)المعروف هو ما تعارف عليه الناس واتفقوا عليه بشرط أن يصطدم بشرع أي ال ّ‬
‫ال‪ .‬أما المنكر فهو ما استنكره الناس كالكذب والغش والغدر واالعتداء على اآلخرين والخوض في األعراض والخيانة وغيرها‪.‬‬ ‫حال ً‬
‫*لماذا عبّر تعالى بكلمة الفاسقين بدل الكافرين في قوله تعالى ( ِم ْنهُ ُم ْال ُمْؤ ِمنُونَ َوَأ ْكثَ ُرهُ ُم ْالفَ ِ‬
‫اسقُونَ (‪ )110‬آل عمران)؟(الشيخ‬
‫خالد الجندي)‬
‫ون ِباللَّ ِه َولَ ْو آَ َم َن أَ ْه ُل الْ ِك َت ِ‬
‫اب لَ َك َ‬
‫‪3‬ان‬ ‫وف َو َت ْن َه ْو َن َع ِن الْ ُم ْن َك ِر َوتُ ْؤ ِمنُ َ‬ ‫اس َت ْأ ُم ُر َ‬
‫ون ِبالْ َم ْع ُر ِ‬ ‫قال تعالى في سورة آل عمران ( ُك ْنتُ ْم َخي َ ُ ُ‬
‫ْر أ َّم ٍة أ ْخ ِر َج ْت لِلنَّ ِ‬
‫‪3‬تخدم لفظ (الفاس‪3‬قين) في مقابل‬ ‫‪3‬الى اس‪3‬‬ ‫‪3‬افرون ولكن اهلل تع‪3‬‬ ‫‪ 3‬يقابلهم الك‪3‬‬ ‫ون (‪ ))110‬نعلم أن المؤمنين‬ ‫ون َوأَ ْك َث ُر ُه ُم الْ َف ِ‬
‫اس ُق َ‬ ‫ْرا لَ ُه ْم ِم ْن ُه ُم الْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫َخي ً‬
‫‪ 3‬في اآلية ‪ .‬المؤمن عكسها كافر وطائع عكسها فاسق‪ .‬وكما أن اإليمان مراحل اسالم‪ ،‬إيمان‪ ،‬تقوى‪ ،‬إحسان‪ ،‬اطمئن‪33‬ان ك‪33‬ذلك الكفر‬ ‫المؤمنين‬
‫مراحل‪ .‬وكلمة كافر تطلق على واحد من ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ملحد وهو الذي ال يؤمن بوجود إله‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ .2‬مشرك وهو الذي يؤمن بوجود اهلل ولكنه يُشرك معه إلهًا آخر‬
‫‪ .3‬وكافر وهو الذي يؤمن بوجود إله واحد لكنه يرفض عبادته وتصديق ما بعثه إلى رسله‪.‬‬
‫ِيس‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫ا‬‫َّ‬
‫َ َ َ َ ِ ِْ َ‬‫ل‬ ‫إ‬ ‫ُوا‬
‫د‬ ‫ج‬ ‫‪3‬‬ ‫س‪3‬‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫د‬‫َ‬
‫ِآ‬‫ل‬ ‫ُوا‬‫د‬‫ج‬‫إبليس عليه لعنة اهلل تعالى كان يعترف بوجود اهلل الواحد لكنه رفض أوامر اهلل تعالى وعصاه ( َوإِ ْذ ُقلْنَا لِلْ َملَا ِئ َك ْ ُ‬
‫اس‬ ‫ة‬‫ِ‬
‫ين (‪ )34‬البقرة)‪.‬‬ ‫ِر َ‬ ‫ِن الْ َكاف ِ‬
‫ان م َ‬ ‫أََبى َو ْ‬
‫اس َت ْك َب َر َو َك َ‬
‫‪3‬احبه فاسق‬ ‫‪3‬ال لص‪3‬‬ ‫والكفر إما أن يكون عن جهالة ويقال لصاحبه كافر أصلي وإما أن يكون عن علم كأن يكون مؤمنًا ثم يكفر مثل ابليس ويق‪3‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫(وإِذ قلنَا‬‫ْ‬ ‫(فسق اشتقت من فسقت النواة من التمرة إذا خرجت منها بمعنى كانت فيها ثم خرجت منها) فالخارج من منهج اهلل تعالى يسمى فاسق َ‬
‫ً‬
‫ِين َب‪33‬دَلا (‬ ‫س ل َّ‬
‫ِلظالِم َ‬ ‫ِن دُونِي َو ُه ْم لَ ُك ْم َعد ٌّ‬
‫ُو ِب ْئ َ‬ ‫ِن الْ ِج ِّن َف َف َس َق َع ْن أَ ْم ِر َربِّ ِه أَ َف َتتَّ ِخ ُذو َن ُه َو ُذ ِّريَّ َت ُه أَ ْولَِيا َء م ْ‬ ‫اس ُجدُوا لِآَ َد َم َف َس َجدُوا إِلَّا إِ ْبل َ‬
‫ِيس َك َ‬
‫ان م َ‬ ‫لِلْ َملَا ِئ َك ِة ْ‬
‫‪ )50‬الكهف) فالفاسق هو أسوأ أنواع الكفار‪.‬‬
‫إذن من حيث العقيدة هناك كافر ومشرك وملحد ومن حيث األصل هناك كافر أصلي وكافر فاسق ومن حيث إعالن الكفر هناك كافر ص‪33‬ريح‬
‫ومنافق‪.‬‬
‫وقوله تعالى (منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقين) اآلية تتحدث عن الذين كانوا يعرفون عالمات الرسول ‪ ‬من كتبهم ويعرفون صفاته ف التوراة‬
‫‪3‬ان من األنسب‬ ‫‪3‬روا به بعد البعثة فك‪3‬‬ ‫‪3‬ول ‪ ‬حق من قبل أن يُبعث وكف‪3‬‬ ‫حرفوها وكتموا عليها فأولئك كفروا وهم يعلمون أن الرس‪3‬‬ ‫واالنجيل ثم ّ‬
‫استخدام لفظ الفاسقين بدل الكافرين فسبحان اهلل تعالى ما أعظم هذا القرآن وما أعظم هذه اللغة التي بها نزل!‬
‫‪HH‬ر َوتُْؤ ِمنُ‪HH‬ونَ بِاهّلل ِ (‪ )110‬آل عم‪HH‬ران) إذا علمت أن‬
‫ُوف َوتَ ْنهَ‪HH‬وْ نَ َع ِن ْال ُمن َك ِ‬ ‫اس تَ‪ْHH‬أ ُمرُونَ بِ ْ‬
‫‪HH‬ال َم ْعر ِ‪H‬‬ ‫*( ُكنتُ ْم َخيْ‪َ HH‬ر ُأ َّم ٍة ُأ ْخ‪ِ HH‬ر َج ْ‬
‫ت لِلنَّ ِ‬
‫االهتمام غالبا ً هو سبب التقديم في الكالم دون غيره فهل لقائل أن يقول إن اإليمان باهلل يأتي في المرتبة الثانية بعد فضيلة األمر‬
‫بالمعروف‪ H‬والنهي عن المنكر؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫الجواب طبعًا ال وإنما قدّم ما هو األهم في هذا المقام للتنويه بفضيلة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتأخر الكالم عن اإليمان دلي ً‬
‫ال على أن‬
‫إيمانهم ثابت محقق من قبل وتأخير ما هو أقوى في التربة ال يضعف من أهميته وإنما يزيد من أهمية ما سبقه‪.‬‬
‫*فى سورة الحديد قال تعالى (وكثير منهم فاسقون) وفي آل عمران استخدم‪ H‬إسم التفضيل (أكثر) فلماذا؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬
‫ون (‪ ))26‬ثم قال‬ ‫اس ُق َ‬ ‫اب َف ِم ْن ُهم ُّم ْه َت ٍد َو َكث ٌ‬
‫ِير ِّم ْن ُه ْم َف ِ‬ ‫ُو َة َوالْ ِك َت َ‬ ‫اهي َم َو َج َعلْنَا فِي ُذ ِّريَّ ِت ِه َما ُّ‬
‫النب َّ‬ ‫ْر ِ‬ ‫وحا َوإِب َ‬ ‫قال سبحانه وتعالى فى سورة الحديد ( َولَ َق ْد أَ ْر َسلْنَا ُن ً‬
‫َاها َعلَي ِ‬
‫ْه ْم‬ ‫وها َما َك َت ْبن َ‬ ‫َع َ‬ ‫ِين اتَّ َب ُعو ُه َرأْ َف ًة َو َر ْح َم ًة َو َر ْه َبانِي ً‬
‫َّة ا ْب َتد ُ‬ ‫وب الَّذ َ‬ ‫يل َو َج َعلْنَا فِي ُقلُ ِ‬ ‫نج َ‬ ‫ْن َم ْر َي َم َوآ َت ْينَا ُه الْإِ ِ‬ ‫ِيسى اب ِ‬ ‫ار ِهم ِب ُر ُسلِنَا َو َق َّف ْينَا ِبع َ‬ ‫(ثُ َّم َق َّف ْينَا َعلَى آ َث ِ‬
‫ون (‪))27‬‬ ‫اس ُق َ‬ ‫ِير ِّم ْن ُه ْم َف ِ‬‫ِين آ َمنُوا ِم ْن ُه ْم أَ ْج َر ُه ْم َو َكث ٌ‬ ‫ان اللَّ ِه َف َما َر َع ْو َها َح َّق ِر َعا َي ِت َها َفآ َت ْينَا الَّذ َ‬ ‫ض َو ِ‬ ‫إِلَّا ا ْب ِتغَاء ِر ْ‬
‫‪ 3‬أسوأ الصفات واإلطالة في ذكرها‪( .‬أكثرهم)‬ ‫كثير على وزن فعيل وهي صفة مشبهة‪ ،‬أكثر إسم تفضيل‪ .‬يعبّر بـ (أكثر) إذا كان السياق في تعداد‬
‫جاءت صيغة التفضيل هذه في مكانين في المائدة وآل عمران‪ .‬في آية الحديد ذكر وانتقل إلى كالم آخر ليس له عالقة بأهل الكتاب‪ ،‬فالكالم عن أهل‬
‫اهي َم َو َما أُ ْن ِزلَ ِت‬ ‫ْر ِ‬ ‫ون فِي إِب َ‬ ‫اج َ‬ ‫اب لِ َم تُ َح ُّ‬ ‫الكتاب جزء من آية ثم انتقل بكالم آخر ليس له عالقة بأهل الكتاب‪ ..‬في آل عمران اآليات من ( َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬
‫ون (‬ ‫َ‬
‫ْس لَ ُك ْم ِب ِه ِعلْ ٌم َواللَّ ُه َي ْعلَ ُم َوأ ْنتُ ْم لَا َت ْعلَ ُم َ‬ ‫ون فِي َما لَي َ‬ ‫اج َ‬ ‫اج ْجتُ ْم فِي َما لَ ُك ْم ِب ِه ِعلْ ٌم َفلِ َم تُ َح ُّ‬ ‫ون (‪َ )65‬ها أَ ْنتُ ْم َه ُؤلَا ِء َح َ‬ ‫ِن َب ْع ِد ِه أَ َفلَا َت ْعقِلُ َ‬ ‫يل إِلَّا م ْ‬ ‫التَّ ْو َرا ُة َوالْ ِإ ْن ِج ُ‬
‫ِين اتَّ َب ُعو ُه َو َه َذا النَّ ِب ُّي‬ ‫َّ‬‫َ‬
‫اهي َم للذ َ‬ ‫ْر ِ‬‫اس ِب ِإب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪ )67‬إِ َّن أ ْولى النَّ ِ‬ ‫ِن ال ُمش ِرك َ‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ان م َ‬ ‫ان َحنِيفا ُم ْسلِ ًما َو َما َك َ‬ ‫ً‬ ‫ِن َك َ‬ ‫َ‬
‫َص َرانِيًّا َولك ْ‬ ‫َ‬
‫اهي ُم َي ُهودِيًّا َولا ن ْ‬ ‫ْر ِ‬ ‫ان إِب َ‬‫‪َ )66‬ما َك َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اب لِ َم َتكف ُر َ‬
‫ون‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون (‪َ )69‬يا أ ْهل ال ِك َت ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ون إِلا أ ْنف َس ُه ْم َو َما َيش ُع ُر َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫ُضل َ‬ ‫ُضلو َنك ْم َو َما ي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫اب ل ْو ي ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن أ ْه ِل ال ِك َت ِ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫َّت طا ِئفة م ْ‬ ‫َ‬ ‫ِين (‪َ )68‬ود ْ‬ ‫ْ‬
‫ِي ال ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫َّ‬
‫ِين آَ َمنُوا َوالل ُه َول ُّ‬ ‫َوالَّذ َ‬
‫اب آَ ِمنُوا ِبالَّذِي‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬‫ون (‪َ )71‬و َقالَ ْت َطا ِئ َف ٌة م ْ‬ ‫ون الْ َح َّق َوأَ ْنتُ ْم َت ْعلَ ُم َ‬ ‫اط ِل َو َت ْكتُ ُم َ‬ ‫ون الْ َح َّق ِبالْ َب ِ‬ ‫اب لِ َم َتلْ ِب ُس َ‬ ‫ُون (‪َ )70‬يا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬ ‫ات اللَّ ِه َوأَ ْنتُ ْم َت ْش َهد َ‬ ‫ِبآَ َي ِ‬
‫ُؤ َتى أَ َح ٌد م ِْث َل َما‬ ‫ون (‪َ )72‬ولَا تُ ْؤ ِمنُوا إِلَّا لِ َم ْن َت ِب َع دِي َن ُك ْم ُق ْل إِ َّن الْ ُهدَى ُهدَى اللَّ ِه أَ ْن ي ْ‬ ‫ار َوا ْك ُف ُروا آَ ِخ َر ُه لَ َعلَّ ُه ْم َي ْر ِج ُع َ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َو ْج َه النَّ َه ِ‬ ‫أُ ْن ِز َل َعلَى الَّذ َ‬
‫يم (‪)74‬‬ ‫ص ِب َر ْح َم ِت ِه َم ْن َي َشا ُء َواللَّ ُه ُذو الْ َف ْ ْ‬
‫ض ِل ال َع ِظ ِ‬ ‫اس ٌع َعلِي ٌم (‪َ )73‬ي ْخ َت ُّ‬ ‫ُؤتِي ِه َم ْن َي َشا ُء َواللَّ ُه َو ِ‬ ‫ض َل ِب َي ِد اللَّ ِه ي ْ‬ ‫اجو ُك ْم ِع ْن َد َربِّ ُك ْم ُق ْل إِ َّن الْ َف ْ‬ ‫ُح ُّ‬‫أُوتِيتُ ْم أَ ْو ي َ‬
‫ْس َعلَ ْينَا فِي الْأُ ِّمي َ‬
‫ِّين‬ ‫ِك ِبأَنَّ ُه ْم َقالُوا لَي َ‬ ‫ْك إِلَّا َما ُد ْم َت َعلَ ْي ِه َقا ِئ ًما َذل َ‬ ‫َد ِه إِلَي َ‬ ‫َار لَا يُؤ ِّ‬ ‫ْ‬
‫ْك َو ِم ْن ُه ْم َم ْن إِ ْن َتأ َم ْن ُه ِبدِين ٍ‬ ‫َد ِه إِلَي َ‬
‫ار يُؤ ِّ‬ ‫ْ‬
‫اب َم ْن إِ ْن َتأ َم ْن ُه ِب ِق ْن َط ٍ‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬ ‫َوم ْ‬
‫ون ِب َع ْه ِد اللَّ ِه َوأَ ْي َما ِن ِه ْم َث َمناً‬ ‫َ‬
‫ِين َيشت ُر َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِين (‪ )76‬إِ َّن الذ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ُح ُّب ال ُمتق َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ون (‪َ )75‬بلى َم ْن أ ْوفى ِب َع ْه ِد ِه َواتقى فإِ َّن الل َه ي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِب َو ُه ْم َي ْعل ُم َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ون َعلى الل ِه الكذ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َسِبيل َو َيقول َ‬ ‫ٌ‬
‫ون أَلْ ِس َن َت ُه ْم‬
‫اب أَلِي ٌم (‪َ )77‬وإِ َّن ِم ْن ُه ْم لََف ِري ًقا َيلْ ُو َ‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ع‬
‫ِْ َ ُْ َ ٌ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ُز‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ي‬‫ق‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫َ َ ُ ِ ِْ ْ َْ َ َ َ َ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ر‬ ‫ظ‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ا‬‫َ‬‫ل‬‫و‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ِّ‬
‫ل‬
‫َ َ ُ ُُُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ي‬ ‫ا‬‫َ‬‫ل‬‫و‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫آ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫م‬‫ُْ‬‫ه‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫اق‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ِك لَا‬ ‫َقلِيلًا أُولَئ َ‬
‫ون (‪ ))78‬ومن‬ ‫ِب َو ُه ْم َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ون َعلَى اللَّ ِه الْ َكذ َ‬ ‫ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه َو َي ُقولُ َ‬ ‫ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه َو َما ُه َو م ْ‬ ‫ون ُه َو م ْ‬ ‫اب َو َي ُقولُ َ‬ ‫ِن الْ ِك َت ِ‬ ‫اب َو َما ُه َو م َ‬ ‫ِن الْ ِك َت ِ‬ ‫اب لَِت ْح َسبُو ُه م َ‬ ‫ِبالْ ِك َت ِ‬
‫يل اللَّ ِه َم ْن آَ َم َن َت ْب ُغو َن َها ِع َو ًجا َوأَ ْنتُ ْم‬ ‫ُّون َع ْن َسِب ِ‬ ‫صد َ‬ ‫اب لِ َم َت ُ‬ ‫ون (‪ُ )98‬ق ْل َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬ ‫ات اللَّ ِه َواللَّ ُه َش ِهي ٌد َعلَى َما َت ْع َملُ َ‬ ‫ون ِبآَ َي ِ‬ ‫اب لِ َم َت ْك ُف ُر َ‬ ‫( ُق ْل َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬
‫ْف‬‫ين (‪َ )100‬و َكي َ‬ ‫اب َي ُردُّو ُك ْم َب ْع َد إِي َما ِن ُك ْم َكاف ِ‬
‫ِر َ‬ ‫ِين أُوتُوا الْ ِك َت َ‬ ‫ِن الَّذ َ‬ ‫ِين آَ َمنُوا إِ ْن تُ ِطي ُعوا َف ِري ًقا م َ‬ ‫ون (‪َ )99‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬ ‫ِل َع َّما َت ْع َملُ َ‬ ‫ُش َهدَا ُء َو َما اللَّ ُه ِبغَاف ٍ‬
‫ون‬‫اس َت ْأ ُم ُر َ‬ ‫اط ُم ْس َتقِيم (‪ُ ( ))101‬ك ْنتُ ْم َخي َ ُ ُ‬
‫ْر أ َّم ٍة أ ْخ ِر َج ْت لِلنَّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ص َر ٍ‬ ‫ِي إِلَى ِ‬ ‫ص ْم ِباللَّ ِه َف َق ْد ُهد َ‬ ‫ات اللَّ ِه َوفِي ُك ْم َر ُسولُ ُه َو َم ْن َي ْع َت ِ‬ ‫ون َوأَ ْنتُ ْم تُ ْتلَى َعلَ ْي ُك ْم آََي ُ‬ ‫َت ْك ُف ُر َ‬
‫َ‬
‫ض ُّرو ُك ْم إِلَّا أ ًذى‬ ‫ون (‪ )110‬لَ ْن َي ُ‬ ‫اس ُق َ‬ ‫َ‬
‫ون َوأ ْك َث ُر ُه ُم الْ َف ِ‬ ‫ْرا لَ ُه ْم ِم ْن ُه ُم الْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬ ‫ان َخي ً‬ ‫اب لَ َك َ‬ ‫َ‬
‫ون ِباللَّ ِه َولَ ْو آَ َم َن أ ْه ُل الْ ِك َت ِ‬ ‫وف َو َت ْن َه ْو َن َع ِن الْ ُم ْن َك ِر َوتُ ْؤ ِمنُ َ‬ ‫ِبالْ َم ْع ُر ِ‬
‫َّ‬
‫ِن الل ِه‬ ‫َض ٍب م َ‬ ‫اس َو َبا ُءوا ِبغ َ‬ ‫ِن النَّ ِ‬ ‫ْل م َ‬ ‫َّ‬
‫ِن الل ِه َو َحب ٍ‬ ‫ْل م َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ْن َما ث ِق ُفوا إِلا ِب َحب ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫ْه ُم الذلة أي َ‬ ‫ض ِر َب ْت َعلَي ِ‬ ‫ون (‪ُ )111‬‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ُ‬
‫ار ث َّم لَا يُ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ُولوك ُم الأ ْد َب َ‬ ‫ُّ‬ ‫َوإِ ْن يُ َقاتِلُوك ْم ي َ‬
‫ُ‬
‫ِن أَ ْه ِل‬ ‫ْسوا َس َوا ًء م ْ‬ ‫ُون (‪ )112‬لَي ُ‬ ‫ص ْوا َو َكانُوا َي ْع َتد َ‬
‫‪3‬‬ ‫ِك ِب َما َع َ‬ ‫ْر َح ٍّق َذل َ‬ ‫ون الْأَ ْن ِب َيا َء ِب َغي ِ‬ ‫ات اللَّ ِه َو َي ْقتُلُ َ‬ ‫ون ِبآَ َي ِ‬‫ِك ِبأَنَّ ُه ْم َكانُوا َي ْك ُف ُر َ‬ ‫َة َذل َ‬ ‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم الْ َم ْس َكن ُ‬ ‫َو ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ون فِي‬ ‫ار ُع َ‬ ‫ُس ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وف َو َين َه ْو َن َع ِن ال ُمنك ِر َوي َ‬ ‫ْ‬ ‫ون ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫َ‬
‫ون ِبالل ِه َوال َي ْو ِم الآ ِخ ِر َو َيأ ُم ُر َ‬ ‫ُ‬
‫ُؤ ِمن َ‬ ‫ُون (‪ )113‬ي ْ‬ ‫ْل َو ُه ْم َي ْس ُجد َ‬ ‫َ‬
‫ات الل ِه آنَا َء اللي ِ‬ ‫َ‬
‫ون آ َي ِ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫اب أ َّمة قا ِئ َمة َيتل َ‬ ‫الْ ِكت ِ‬
‫َ‬
‫ْر َفلَ ْن ُي ْك َف ُرو ُه َواللَّ ُه َعلِي ٌم ِبالْ ُمتَّق َ‬ ‫ين (‪َ )114‬و َما َي ْف َعلُوا م ْ‬ ‫ُ‬
‫ات َوأولَئ َ‬ ‫الْ َخي َ‬
‫ِين (‪ ))115‬آيات كثيرة أفاض فيها فقال (أكثر)‪ .‬أما التي ال‬ ‫ِن َخي ٍ‬ ‫ِح َ‬ ‫الصال ِ‬ ‫ِن َّ‬ ‫ِك م َ‬ ‫ْر ِ‬
‫‪ 3‬قد تشترك صيغة فعيل في المبالغة والصفة المشبهة وإسم المفعول من حيث الصيغة فقط أما إذا كان أصل الفعل متعديًا‬ ‫يطيل فيها فيقول (كثير)‪.‬‬
‫تصير مبالغة وإذا كان أصل الفعل الزمًا تصير صفة مشبهة‪ .‬مثال‪ :‬سميع من سمع وهو فعل متعدي إذن سميع صيغة مبالغة‪ ،‬عليم من علم وهو‬
‫رحم فعل متعدي فهي مبالغة وإذا كانت من َر ُحم فعل الزم تصير صفة مشبهة‪.‬‬ ‫فعل متعدي إذن عليم مبالغة‪ ،‬حتى في رحيم قالوا إذا كانت من ِ‬
‫نحول إلى ف ُعل بقصد المبالغة‪ .‬طويل من طال فعل الزم فطويل صفة مشبهة وكذلك قصير وقبيح وجميل صفة‬ ‫وعندنا ف ُعل أبلغ من فعِل وأحيانًا ِّ‬
‫مشبهة‪.‬‬
‫آية (‪:)111‬‬
‫ص ْب ُك ْم َسيَِّئةٌ يَ ْف َرحُوا بِهَا َوِإ ْن تَصْ بِرُوا‪H‬‬
‫* لماذا جاءت (يضرُّ كم) بالرفع في آية سورة آل عمران (ِإ ْن تَ ْم َس ْس ُك ْم َح َسنَةٌ تَ ُسْؤ هُْ‪H‬م َوِإ ْن تُ ِ‬
‫َوتَتَّقُوا اَل يَضُرُّ ُك ْم َك ْي ُدهُ ْم َش ْيًئا ِإ َّن هَّللا َ بِ َما يَ ْع َملُونَ ُم ِحيطٌ (‪))120‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(يضركم) والثانية بالرفع‬ ‫َّ‬ ‫(يض ُّركم) مرفوعة؟ ومن يقول إنها حالة رفع؟ هذا الفعل مجزوم ولآلية قراءتان متواترتان إحداها بالفتح‬ ‫أو ً‬
‫ال من يقول أن ُ‬
‫(ضر) فعل ثالثي مض ّعف إذا ُج ِزم وكان‬ ‫ّ‬ ‫(يضركم)‪ .‬هذا الفعل مجزوم بالسكون ُح ِّرك اللتقاء الساكنين وكانت الحركة الض ّم لالتباع‪ .‬وهذا الفعل‬ ‫ُّ‬
‫مضموم العين في المضارع مثل ع ّد ي ُع ّد وش ّد يش ّد إذا ُجزم فعليه أربعة أحوال‪:‬‬
‫اب (‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫ِي‬
‫د‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫س‬‫ََُ‬‫ر‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ِق‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ُش‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ََ‬‫و‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫ََُ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫وا‬ ‫ُّ‬
‫اق‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ِك ِبأَنَّ ُه ْم‬‫فك االدغام مع الجزم (يضرر) مثل قوله تعالى ( َذل َ‬ ‫‪ّ .1‬‬
‫ِك‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الد ْن َيا َوالآَ ِخ َر ِة َوأولَئ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِك َحِب َط ْت أ ْع َمال ُه ْم فِي ُّ‬ ‫ُ‬
‫ِر َفأولَئ َ‬‫‪3‬د ِم ْن ُك ْم َع ْن دِي ِن ِه َف َي ُم ْت َو ُه َو َكاف ٌ‬ ‫‪ )13‬االنفال) و قوله تعالى ( َو َم ْن َي ْر َت ِد ْ‬
‫ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫ُون (‪ )217‬البقرة) وهذا يسري على جميع المض ّعفات في حالة الجزم إذا أسند إلى ضمير مستتر أو‬ ‫اب النَّ ِ‬
‫ار ُه ْم فِي َها َخالِد َ‬ ‫ص َح ُ‬
‫اسم ظاهر‪.‬‬
‫ُحبُّ ُه ْم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِين آ َمنوا َمن َي ْرتد ِمنك ْم َعن دِي ِن ِه ف َس ْوف َيأتِي الله ِبق ْو ٍم ي ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ .2‬االدغام والفتح كأن نقول لن يض َّرك كما في قوله تعالى ( َيا أيُّ َها الذ َ‬
‫ُحبُّو َن ُه (المائدة ‪ )54‬بالفتح وهذا مجزوم لكن ل ّما صار ادغام التقى ساكنان فعندما ادغمنا األول يصير ساكنًا والثاني ساكن فال‬ ‫َوي ِ‬
‫أخف الحركات مثل (يرتَّد) مجزوم وعالمة جزمه السكون لكن‬ ‫بد من الحركة وعندنا أوجه تحريك إما أن نحركه بالفتح ألنها ّ‬
‫وح ِّرك بالفتح ألنها أخف الحركات‪.‬‬ ‫ُح ِّرك اللتقاء الساكنين ُ‬
‫اب (‪)4‬‬ ‫ِ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ُ‬
‫د‬ ‫ِي‬ ‫د‬‫ش‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫اق‬‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ُش‬‫ي‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ََ‬‫و‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫ََُ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫وا‬ ‫ُّ‬
‫اق‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِ ُْ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ب‬ ‫ِك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫(‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫ومثل‬ ‫ر‬ ‫ُض‬‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫‪ .3‬االدغام مع الكسر كقولنا‬
‫ِ‬
‫الحشر)‪.‬‬
‫يص ّح أن نقول لم ي ّم َّد ولم ي ِم ّد ولم ي َم ّد‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫يضر‪ ،‬ي ُعد‪ ،‬ي ّمد ِ‬ ‫‪ .4‬االدغام مع الض ّم إذا كانت العين مضمومة مثل ُ‬
‫وح ِّرك اللتقاء الساكنين وكانت الحركة الض ّم لالتباع هذا من ناحية التفضيل النحوي‪.‬‬ ‫فالفعل إذن ليس مرفوعا ولكنه ًمجزوم وعالمة جزمه السكون ُ‬
‫ُ‬
‫لكن يبقى السؤال لماذا اختير في هذه القراءة الضم؟ مع أن األكثر واألشيع هو الفتح ألن الفتحة أخف الحركات وهو ما عليه الكثير من الق ّراء ؟‬
‫يض َّركم بالفتح تعني كأنه ليس هناك ضرر‬ ‫قراءة حفص هي التي تقرأ بالض ّم‪ .‬من ال ُمسلّمات أن الض ّم أثقل الحركات والفتحة أخ ّفها عندما نقول ُ‬
‫ار ثُ َّم‬‫ُولُّو ُك ُم الْأَ ْد َب َ‬
‫ض ُّرو ُك ْم إِلَّا أَ ًذى َوإِ ْن يُ َقاتِلُو ُك ْم ي َ‬ ‫يضركم بالضم فهي تعني أنه هناك أذى ولكن ال يضركم كما في قوله تعالى (لَ ْن َي ُ‬ ‫ال لكن إذا قلنا ُّ‬ ‫أص ً‬
‫يضركم بالرفع ال تعني مسح الضرر ولكن يبقى‬ ‫ص ِب ُروا َو َتتَّ ُقوا) إشارة إلى أن ُّ‬ ‫ون (‪ )111‬آل عمران) ولذا قال تعالى في هذه اآلية ( َوإِ ْن َت ْ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫لَا يُ ْن َ‬
‫شيء من مخلفاته التي ال ترقى إلى الضرر مما يؤذي النفس ولهذا جاءت اآلية بعدها بالصبر‪ .‬فحالة الرفع هنا حالة ثقيلة أما حالة الفتح فهي أخف‬ ‫ّ‬
‫منها فناسب حركة االعراب الحالة التي تأتي فيها‪.‬‬
‫وقد يسأل سائل لماذا تختلف القراءات واآلية نفسها وفيها قراءتان متواترتان بالرفع والفتح؟ قالوا هناك مواقف في الزمن ومواقف في األشخاص‬
‫والناس ليسوا على وتيرة واحدة فيالقي بعضهم حاالت أشد من حاالت والزمن ليس واحدًا فقد تكون حالة أثقل من حالة وقد يكون ما يلقاه شخص‬
‫غيرما يلقاه شخص آخر فلذلك خالف وهي إشارة إلى الحالة الواقعية للحياة فال تكون على وتيرة واحدة لذا جاءت في القراءات احداها أثقل من‬
‫األخرى‪.‬‬
‫ونلخص ما قلناه في أحوال جزم الفعل الثالثي‬ ‫(يضركم) في اآلية مجزومة ألنه فعل مض ّعف عينه مضمومة وجاءت لالتّباع‪ّ .‬‬ ‫ُّ‬ ‫ومن هذا كله نقول أن‬
‫المض ّعف وكان مضموم العين ونقول أن كلها ممكنة سواء كان الفعل أمر أو فعل مجزوم إذا أُسند إلى ضمير مستتر أو اسم ظاهر حاالت فك‬
‫االدغام‪ ،‬االدغام مع الفتح أو الكسر كلها جائزة واالدغام مع الض ّم هذا الذي فيه الشرط فلو كان فعل الشرط ماضيًا يمكن أن يكون مرفوعًا ويُع ّد‬
‫وف ِبالْ ِع َبا ِد (‬ ‫ُح ِّذ ُر ُك ُم اللَّ ُه َن ْف َس ُه َواللَّ ُه َر ُء ٌ‬
‫‪َ 3‬وي َ‬ ‫ِن ُسو ٍء َت َو ُّد لَ ْو أَ َّن َب ْي َن َها َو َب ْي َن ُه أَ َمدًا َبعِي ًدا‬‫ض ًرا َو َما َع ِملَ ْت م ْ‬ ‫ماضيًا ( َي ْو َم َت ِج ُد ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫س َما َع ِملَ ْت م ْ‬
‫ِن َخي ٍ‬
‫ْر ُم ْح َ‬
‫‪ )30.‬آل عمران) ولو كان الفعل مضارعًا ال يحتمل الرفع‬
‫صرُونَ (‪ ))111‬مع أنها معطوفة‬ ‫(وِإ ْن يُقَاتِلُو ُك ْ‪H‬م يُ َولُّو ُك ُم اَأْل ْدبَ َ‬
‫ار ثُ َّم اَل يُ ْن َ‬ ‫*لماذا جاءت كلمة (تنصرون) غير مجزومة في اآلية َ‬
‫على مجزوم؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫يقاتلوكم ويولوكم فعالن مجزومان األول هو فعل الشرط (وإن يقاتلوكم) والثاني جواب الشرط (يولوكم) ثم قال تعالى (ثم ال يُنصرون) بدون‬
‫جزم مع وجود حرف العطف (ثم) وهذا ليس خطأ لغويًا في القرآن حاشا هلل كما يدعي بعض المستشرقين الذين يحهلون اللغة العربية ولهؤالء‬
‫ال قبل إعراب الجمل والكلمات ألن اإلعراب تابع للفهم كما نجد في قوله تعالى (إنما يخشى اهللَ من عباده‬‫نقول أنه علينا أن نفهم القرآن أو ً‬
‫العلما ُء) ونقول أن قوله تعالى (ثم ال تُنصرون) ليست معطوفة على ما قبلها ولكنها تفيد االستئناف على التراخي وتعني أن أعداء اهلل تعالى لن‬
‫‪ 3‬وليس عندهم نُصرة من اهلل تعالى حتى لو كان عندهم عدّة النصر فهو ال يُنصرون على االطالق فال يوجد عاصي‬ ‫يُنصروا على المؤمنين‬
‫يُنصر من عند اهلل تعالى فهي إذن جملة مستقلة لوحدها وليست معطوفة على ما قبلها‪ .‬واستخدام الفعل المضارع في اآلية (يقاتولكم‪ ،‬يولوكم)‬
‫تفيد االستمرار ألن القتال ضد الدين مستمر (ولن ترضى عنك اليهود وال النصارى حتى تتبع ملتهم) والخطاب في اآلية موجه لألمة المسلمة‬
‫التي تقيم الشريعة وتعرف حدود اهلل تعالى‪.‬‬
‫*ما الفرق بين الضرر واألذى؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫ون (‪ ))111‬والكالم في اآلية موجه للمؤمنين عن‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ار ُث َّم لَا يُ ْن َ‬‫ض ُّرو ُك ْم إِلَّا أَ ًذى َوإِ ْن يُ َقاتِلُو ُك ْم يُ َولُّو ُك ُم الْأَ ْد َب َ‬ ‫قال تعالى في سورة آل عمران (لَ ْن َي ُ‬
‫الفاسقين الذين كفروا برسول اهلل ‪ ‬مع علمهم بصدقه وصدق رسالته ونبوته ‪ .‬األذى هو نوع من أنواع الضرر والضرر نوعان ضرر قاصر‬
‫يدخن االنسان بين الناس فهذا‬ ‫وضرر متعدّي فلو شرب أحدهم خمرًا يكون قد أضر نفسه فهذا ضرر قاصر اقتصر على الشخص نفسه أما أن ّ‬
‫ضرار"‬ ‫ضرار كما جلء في الحديث الشريف "ال ضرر وال ِ‬ ‫ضرر متعدي للغير وهو ِ‬
‫ينقسم الضرر من حيث التأثير إلى قسمين ضرر قاصر وضرر متعدي ومن حيث مفعوله ينقسم إلى قسمين أيضًا ضرر مؤقت وضرر بائن‬
‫والضرر المؤقت هو الذي يستمر لفترة زمنية بسيطة أما الضرر البائن فهو الذي يستمر مفعوله لوقت طويل‪ .‬والضرر المؤقت هو ما يسمى‬
‫إيذاء أو أذى أما الضرر البائن فهو الضرر الحقيقي المقصود في اللغة‪ .‬فلو كان اإليالم مؤقتًا يسمى إيذاء وإن كان دائمًا يسمى ضررًا ألنه‬
‫يدوم وقتًا أطول‪.‬‬
‫ِن َجلَا ِبي ِب ِه َّن َذل َ‬
‫ِك‬ ‫ْه َّن م ْ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫د‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ؤ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ء‬‫ِ‬ ‫ا‬‫ِس‬
‫َ َ‬‫ن‬‫و‬ ‫ِك‬‫َ‬ ‫ت‬‫َا‬‫ن‬‫ب‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ك‬
‫َ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫اج‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِأ‬‫ل‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫ِ ُّ‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫تعالى‬ ‫فقال‬ ‫دقيقًا‬ ‫ً‬
‫ال‬ ‫استعما‬ ‫أذى‬ ‫كلمة‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫وقد استعمل‬
‫ورا َر ِحي ًما (‪ )59‬االحزاب) النظرة تؤذي ألنها مؤقتة غير دائمة‪ ، .‬وقال تعالى في سورة األحزاب أيضًا‬ ‫َّ‬
‫ان الل ُه َغ ُف ً‬ ‫ْن َو َك َ‬ ‫أَ ْدنَى أَ ْن يُ ْع َر ْف َن َفلَا ي ْ‬
‫ُؤ َذي َ‬
‫الد ْن َيا َوالْآَ ِخ َر ِة َوأَ َع َّد لَ ُه ْم َع َذابًا ُم ِهي ًنا (‪ ))57‬فمجرد أذى الرسول ‪ ‬يستوجب لعنة اهلل تعالى في‬ ‫ون اللَّ َه َو َر ُسولَ ُه لَ َع َن ُه ُم اللَّ ُه فِي ُّ‬ ‫ُؤ ُذ َ‬ ‫ِين ي ْ‬‫(إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِن‬‫ِن َرأْ ِس ِه َف ِف ْد َي ٌة م ْ‬ ‫يضا أَ ْو ِب ِه أَ ًذى م ْ‬ ‫ان ِم ْن ُك ْم َم ِر ً‬ ‫الدنيا واآلخرة ولهم عذاب مهين جزاء إيذائهم للرسول ‪ .‬وقال تعالى في سورة البقرة ( َف َم ْن َك َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫يض ُق ْل ُه َو أَ ًذى َف ْ‬ ‫(و َي ْسأَلُون َ‬‫ص َد َق ٍة أَ ْو نُ ُس ٍك) َ‬ ‫ام أَ ْو َ‬
‫وه َّن م ْ‬
‫ِن‬ ‫ُن َحتَّى َيط ُه ْر َن َفِإ َذا َت َط َّه ْر َن َفأتُ ُ‬ ‫يض َولَا َت ْق َربُوه َّ‬ ‫اع َت ِزلُوا النِّ َسا َء فِي الْ َم ِح ِ‬ ‫َك َع ِن الْ َم ِح ِ‬ ‫صَي ٍ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون َما أ ْن َف ُقوا َمنًّا َولَا أذى لَ ُه ْم‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫يل الل ِه ث َّم لَا يُ ْت ِب ُع َ‬ ‫ون أ ْم َوالَ ُه ْم فِي َس ِب ِ‬‫َ‬ ‫ِين يُ ْن ِف ُق َ‬ ‫َّ‬
‫ين (‪( ))222‬الذ َ‬ ‫ْ‬
‫ُح ُّب ال ُم َت َط ِّه ِر َ‬‫ين َوي ِ‬ ‫ُح ُّب التَّ َّوا ِب َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ْث أ َم َر ُك ُم الل ُه إِ َّن الل َه ي ِ‬ ‫َحي ُ‬
‫َ‬
‫ضى أ ْن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِن َم َط ٍر أ ْو ك ْنتُ ْم َم ْر َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ان ِبك ْم أذى م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َاح َعلَ ْيك ْم إِ ْن َك َ‬ ‫ون (‪ ))262‬وفي سورة النساء ( َولَا ُجن َ‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َربِّ ِه ْم َولَا َخ ْو ٌ‬
‫ُولُّو ُك ُم‬ ‫ض ُّرو ُك ْم إِلَّا أَ ًذى َوإِ ْن يُ َقاتِلُو ُك ْم ي َ‬ ‫ين َع َذابًا ُم ِهي ًنا (‪ ))102‬وفي آية سورة آل عمران (لَ ْن َي ُ‬ ‫ِر َ‬ ‫ِح َت ُك ْم َو ُخ ُذوا ِح ْذ َر ُك ْم إِ َّن اللَّ َه أَ َع َّد لِلْ َكاف ِ‬ ‫ض ُعوا أَ ْسل َ‬ ‫َت َ‬
‫ون (‪ ))111‬فاآلية تدل على أن ما يسمعه المؤمنون من الفاسقين هو ليس إال أذى كالميًا فقط وليس ضررًا ألنهم مؤمنون‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ُ‬
‫ار ث َّم لَا يُ ْن َ‬‫الْأَ ْد َب َ‬
‫متمسكون بإيمانهم والخطاب في اآلية هو للمؤمنين أما غير المؤمنين فلن يكون ضرر الفاسقين أذى بالنسبة لهم‪.‬‬
‫آية (‪:)112‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)21‬‬
‫*مامعنى الضرب في القرآن الكريم؟ (الشيخ خالد الجندي)‬
‫ِك ِبأَنَّ ُه ْم َك‪33‬انُوا‬ ‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم الْ َم ْس َكن ُ‬
‫َة َذل َ‬ ‫ِن اللَّ ِه َو ُ‬
‫َض ٍب م َ‬ ‫ِن النَّ ِ‬
‫اس َو َبا ُءوا ِبغ َ‬ ‫ْل م َ‬ ‫ِن اللَّ ِه َو َحب ٍ‬ ‫ْن َما ثُ ِق ُفوا إِلَّا ِب َحب ٍ‬
‫ْل م َ‬ ‫الذلَّ ُة أَي َ‬ ‫(ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬
‫قال تعالى ُ‬
‫َ‬
‫ص ْوا َوكانُوا َي ْع َتد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ون ِبآَ َي ِ‬
‫َي ْك ُف ُر َ‬
‫ُون (‪ )112‬آل عمران) ضرب بمعنى ألزم ودمغ يقال ضربت النق‪33‬ود‬ ‫‪3‬‬ ‫ْر َحق ذلِك ِب َما َع َ‬ ‫ون الأ ْن ِب َيا َء ِب َغي ِ‬‫ات الل ِه َو َيقتل َ‬
‫‪3‬رهن على‬ ‫‪3‬ربن بخم‪3‬‬ ‫‪3‬الى (وليض‪3‬‬ ‫أي ُحفر على المعدن رسمًا أو اسمًا حتى ال يُمسح‪ .‬وضرب الشيء أي التصق به التصاقًا شديدًا كما قال تع‪3‬‬
‫جيوبهن) بمعنى االلصاق والتثبيت وعدم المفارقة‪.‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫الذلَّ ُة أَي َ‬
‫ْن َما ُث ِق ُفو ْا (‪ )112‬آل عمران) معنى ضرب الذلة إتصالها بهم وإحاطتها ففيه إستعارة مكنية إذ ُشبِّهت الذلة وهي أمر معقول‬ ‫(ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬
‫ُ‬
‫وشبِّه اتصالها وثباتها بضرب ال ُقبّة وش ّد أطنابها بحيث يصعب أن يتنزعوا هذه المذلة عنهم فهل‬‫غير محسوس ي ُقبّة أو خيمة شملتهم وأحاطت بهم ُ‬
‫يمكن أن تؤدي صورة أخرى ما أفادته هذه الصورة القرآنية الفريدة؟‬
‫وا ِإالَّ بِ َحب ٍْل ِّم ْن هّللا ِ َو َحب ٍْل ِّمنَ النَّ ِ‬
‫اس َوبَآُؤوا‪H‬‬ ‫ت َعلَ ْي ِه ُم ال ِّذلَّةُ َأ ْينَ َما ثُقِفُ ْ‬ ‫ت َعلَ ْي ِه ُم ال ِّذلَّةُ َو ْال َم ْس َكنَةُ (‪ )61‬البقرة) – (ض ِ‬
‫ُربَ ْ‬ ‫ُربَ ْ‪H‬‬
‫*( َوض ِ‬
‫ت َعلَ ْي ِه ُم ال َم ْس َكنَةُ (‪ )112‬آل عمران) لم االختالف؟(د‪.‬أحمد‪ H‬الكبيسى)‬ ‫ْ‬ ‫ُربَ ْ‬ ‫ب ِّمنَ ِ َوض ِ‬ ‫هّللا‬ ‫بِ َغ َ‬
‫ض ٍ‬
‫ال ثم بعد فترة طويلة ضربت‬ ‫َة (‪ )61‬البقرة) مرة واحدة ضربت الذلة أو ً‬ ‫الذلَّ ُة َو ْال َم ْس َكن ُ‬
‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫يتكلم رب العالمين عن بني إسرائيل مرة قال ( َو ُ‬
‫ُخ ِر ْج لَنَا‬ ‫ْع لَنَا َرب َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫المسكنة‪ ،‬إحداهما في البقرة واألخرى في آل عمران‪ ،‬في البقرة يقول تعالى ( َوإِ ْذ ُقلتُ ْم َيا ُم َ‬
‫َّك ي ْ‬ ‫اح ٍد َفاد ُ‬ ‫ام َو ِ‬ ‫ص ِب َر َعلَ َى ط َع ٍ‬ ‫وسى لَن نَّ ْ‬
‫المن وهذه الطيور السلوى‬ ‫صلِ َها (‪ )61‬البقرة) أعطاكم رب العالمين هذه الحلوى الهائلة ّ‬ ‫َس َها َو َب َ‬ ‫ض مِن َب ْقلِ َها َوقِثَّآ ِئ َها َو ُفو ِم َها َو َعد ِ‬ ‫األ ْر ُ‬ ‫ِما تُن ِب ُت َ‬ ‫م َّ‬
‫المن حلوى تنزل من السماء ولم تعد موجودة في العالم كله إال عندما أنزلها‬ ‫تأتيكم مشوية جاهزة هذا الطعام الراقي الذي ال نظير له في الكون‪ .‬هذا ّ‬
‫اهلل على بني إسرائيل في تيههم يتيهون في سيناء أربعين عامًا‪ ،‬بقيت بقايا هذا المن تنزل فقط في شمال العراق في هذه الجبال الشاهقة في فصل من‬
‫المن النازل من السماء وهو حلوى ال‬ ‫من السما أي ّ‬ ‫فصول السنة تنزل على هذه األشجار في قارس البرد ثم تج ّمع وتصنع يسمونها اآلن في العراق ّ‬
‫تجدها إال في العراق وفي العراق ال تجدها إال في شماله وتصنّع في العاصمة‪ .‬هذه النعمة اإللهية أعطاها اهلل لبني إسرائيل في تيههم ومع هذا قالوا‬
‫ِما تُن ِب ُت َ‬ ‫ُخ ِر ْج لَنَا م َّ‬ ‫ْع لَنَا َرب َ‬ ‫َ‬ ‫من وسلوى ( َوإِ ْذ ُقلْتُ ْم َيا ُم َ‬
‫ض مِن‬ ‫األ ْر ُ‬ ‫َّك ي ْ‬ ‫اح ٍد َفاد ُ‬ ‫ص ِب َر َعلَ َى ط َع ٍ‬
‫ام َو ِ‬ ‫وسى لَن نَّ ْ‬ ‫يا موسى لن نصبر على طعام واحد فقط ّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ون الذِي ُه َو أ ْدنَى ِبالذِي ُه َو‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صلِ َها) أعطاكم هاتان النعمتان العظيمتان وأنتم تريدون حشائش األرض؟! (قال أت ْست ْبدِل َ‬ ‫َس َها َو َب َ‬ ‫َب ْقلِ َها َوقِثَّآ ِئ َها َو ُفو ِم َها َو َعد ِ‬
‫ض ُّرو ُك ْم إِلَّا‬ ‫َة) في آن واحد‪ ،‬هذا في البقرة‪ .‬في آل عمران يتكلم عنهم قال (لَ ْن َي ُ‬ ‫الذلَّ ُة َوالْ َم ْس َكن ُ‬‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫ِصرًا َف ِإ َّن لَ ُكم َّما َسأَلْتُ ْم َو ُ‬ ‫اه ِب ُطواْ م ْ‬ ‫ْر ْ‬ ‫َخي ٌ‬
‫اس‬ ‫ِن النَّ ِ‬ ‫ْل م َ‬ ‫َّ‬
‫ِن الل ِه َو َحب ٍ‬ ‫ْل م َ‬ ‫َّ‬
‫ْن َما ثُ ِق ُفوا (‪ ))112‬الذلة وحدها (إِلا ِب َحب ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الذلة أي َ‬ ‫َّ‬ ‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫ون (‪ُ )111‬‬ ‫ص ُر َ‬ ‫أَ ًذى َوإِ ْن يُ َقاتِلو ُك ْم يُ َولو ُك ُم الأ ْد َب َ‬
‫ار ثُ َّم لَا يُ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫َة) إذن هناك تفريق بين الزمن الذي ضربت عليهم الذلة والزمن الذي ضربت عليهم المسكنة بعد‬ ‫ْه ُم الْ َم ْس َكن ُ‬
‫ض ِر َب ْت َعلَي ِ‬ ‫ِن اللَّ ِه َو ُ‬ ‫َض ٍب م َ‬ ‫َو َبا ُءوا ِبغ َ‬
‫ً‬
‫سنوات‪ .‬فلماذا أول مرة ضربت الذلة والمسكنة في آن واحد ثم ضربت الذلة أوال ثم ضربت المسكنة ثانيًا؟ لعل واحدًا يقول ما الفرق؟ عندما نتأمل‬
‫في تاريخ بني إسرائيل في زمن سيدنا موسى‪ ،‬كل األنبياء بال استثناء ُعذبوا من شعوبهم وكأن هذا من أقدار اهلل عز وجل وقوانين هذا الكون‪ ،‬التبي‬
‫‪ 3‬سيدنا موسى ‪ ‬أوذي أذى عظيمًا واهلل تعالى‬ ‫‪ُ ‬ع ّذب لكن ما إن جاءت معركة بدر حتى انتهى األمر ثم ساد التوحيد العالم كله بهذا النبي الجديد‪.‬‬
‫ان ِع ْن َد اللَّ ِه َو ِجي ًها (‪ )69‬األحزاب) سيدنا المسيح أوذي لكن أذاه كان‬ ‫ِما َقالُوا َو َك َ‬ ‫وسى َف َب َّرأَ ُه اللَّ ُه م َّ‬
‫ِين آَ َذ ْوا ُم َ‬ ‫ِين آَ َمنُوا لَا َت ُكونُوا َكالَّذ َ‬ ‫يقول ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫حي إلى هذه الساعة ( َبل َّر َف َع ُه اللُهّ إِلَ ْي ِه (‪)158‬‬ ‫أخف بكثير من أذى سيدنا موسى وحكاية الصلب واإلعدام غير صحيحة والحقيقة أن سيدنا عيسى ّ‬
‫النساء) وسينزل في آخر الزمان ‪.‬‬
‫ما من قوم آذوا نبيهم كما آذى بنو إسرائيل أنبياءهم فمنهم من جعلوه لوطيًا ومنهم من جعلوه زانيًا أطلقوا على عيسى أنه ابن حرام وآذوهم أذى‬
‫شديدًا فسيدنا موسى أتعبوه جدًا ومن ضمنها لما أنزل اهلل ععليهم المن والسلوى شهر شهرين ثم ألحوا إلحاحًا شديدًا فقال لهم موسى ماذا ؟ قالوا نريد‬
‫ْر) أراد رب العالمين أن يؤدبهم‪ .‬وأنتم تعرفون من القرآن الكريم ومن واقع الحال‬ ‫ون الَّذِي ُه َو أَ ْدنَى ِبالَّذِي ُه َو َخي ٌ‬ ‫ال أََت ْس َت ْبدِلُ َ‬‫حشائش األرض قال ( َق َ‬
‫َرى اللَّ َه َج ْه َر ًة (‬ ‫ِن لَ َك َحتَّى ن َ‬ ‫وسى لَن نُّ ْؤم َ‬ ‫‪ 3‬كلما أساءوا ألن إساءتهم في غاية القسوة تصور لما قالوا ( َوإِ ْذ ُقلْتُ ْم َيا ُم َ‬ ‫بنو إسرائيل كان اهلل تعالى يعذبهم‬
‫ْر لَّ ُك ْم ِعن َد‬ ‫َ‬
‫ار ِئ ُك ْم َفا ْقتُلُواْ أن ُف َس ُك ْم َذلِ ُك ْم َخي ٌ‬
‫‪ 3‬أن ذهب موسى ليكلمه اهلل اتخذوا العجل إلهًا فقال لهم اهلل تعالى اقتلوا أنفسكم ( َفتُوبُواْ إِلَى َب ِ‬ ‫‪ )55‬البقرة) بعد‬
‫ار ِئ ُك ْم (‪ )54‬البقرة) جاءهم اهلل تعالى بزوبعة كل واحد يقتل الثاني حتى قتلوا باآلآلف عقوباتهم كانت صارمة ومع هذا ال يتوبون لشدة شوكتهم‬ ‫َب ِ‬
‫ولشدة عنادهم ولشدة اختالفهم على غيرهم ال يمكن أن يستسلموا وال أن ينقادوا وال أن يطيعوا‪ .‬آذوا موسى عليه السالم كثيرًا حينئذ انتقم اهلل منهم‬
‫ال ما دخلوا حربًا مع العماليق إال هزموا لماذا؟ رب‬ ‫لما فعلوه بموسى فقال (ضربت عليهم الذلة والمسكنة) في آن واحد الذلة الهزائم في الحرب وفع ً‬
‫ُوت فِي ِه‬ ‫ْ‬
‫ال لَ ُه ْم ِن ِبيُّ ُه ْم إِ َّن آ َي َة ُملْ ِك ِه أَن َيأ ِت َي ُك ُم التَّاب ُ‬
‫العالمين سلط عليهم العماليق فسرقوا منهم التابوت الذي فيه سكينة من ربكم هذه معجزة طالوت ( َو َق َ‬
‫ون َت ْحمِلُ ُه الْ َمآل ِئ َك ُة (‪ )248‬البقرة) ظلوا يصابون بالذلة من الحروب والمسكنة بين الناس‬ ‫ار َ‬
‫آل َه ُ‬ ‫وسى َو ُ‬ ‫آل ُم َ‬ ‫َّة ِّم َّما َت َر َك ُ‬‫َة ِّمن َّربِّ ُك ْم َو َبقِي ٌ‬‫َسكِين ٌ‬
‫اليهودي دائمًا يبدي نفسه أمام اآلخرين أنه مسكين وأنه متواضع وأنه مظلوم إلى يوم القيامة وهم اليوم يحكمون العالم من مشرقه إلى مغربه ومع‬
‫‪ 3‬إذن هكذا هم ولذلك قال تعالى (ضربت عليهم الذلة والمسكنة)‪ .‬في‬ ‫هذا يقولون نحن مساكين نحن مظلومين ونحن نرى ماذا يفعلون بالفلسطينيين‪.‬‬
‫ال فقط انهزموا في الحرب وكل المعارك التي خاضها اليهود مع المسلمين خسروا خسارة عظيمة الذلة فقط وبقوا‬ ‫زمن الرسول ‪ ‬ضربت الذلة أو ً‬
‫ال ما إن انتهى العهد الراشدي إلى يومنا هذا‬ ‫أعزاء والنبي ‪ ‬أعطاهم في خيبر وغير ذلك ولكن وعدهم في المستقبل سوف يصابون بالمسكنة وفع ً‬
‫وهم في العالم كله يشعرون بالمسكنة إضافة إلى الذلة‪.‬‬
‫نعود إلى اآليتين في البقرة وآل عمران (ضربت عليهم الذلة والمسكنة) جمع الذلة والمسكنة مع بعض هذا في عصر موسى وما بعده‪ .‬وفي آل‬
‫ال أي أنهم انهزموا في الحروب خيبر وبني قريظة وبني المصطلق وبني قينقاع هذه المعارك التي دارت‬ ‫الذلَّ ُة) الذلة أو ً‬ ‫(ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫عمران قال ُ‬
‫بينهم وبين المسلمين خسروها فأذلهم اهلل عز وجل لشدة مكرهم وتآمرهم كل هذه الحروب قامت ألنهم يتآمرون على النبي مع أنهم اتفقوا معه ثم‬
‫ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم‬ ‫َض ٍب ِّم َن اللِهّ َو ُ‬ ‫اس َو َبآؤُوا ِبغ َ‬ ‫ْل ِّم َن النَّ ِ‬ ‫ْل ِّم ْن اللِهّ َو َحب ٍ‬
‫ال ِب َحب ٍ‬‫ْن َما ثُ ِق ُفواْ إِ َّ‬ ‫الذلَّ ُة أَي َ‬
‫(ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬ ‫يغدرون به في النقطة المهمة ولهذا قال ُ‬
‫ُ‬
‫ِر َع ْو َن َي ُسو ُمو َنك ْم‬ ‫آل ف ْ‬ ‫ُ‬
‫َج ْينَاكم ِّم ْن ِ‬ ‫ْ‬
‫(وإِذ ن َّ‬ ‫َة (‪ )112‬آل عمران) إما أن ينصر اهلل بني إسرائيل عندما يكونوا على حق كما نصرهم على فرعون َ‬ ‫الْ َم ْس َكن ُ‬
‫ِر َع ْو َن َوأَنتُ ْم‬ ‫نج ْينَا ُك ْم َوأَ ْغ َر ْقنَا َ‬
‫آل ف ْ‬ ‫ِساء ُك ْم َوفِي َذلِ ُكم َبالء ِّمن َّربِّ ُك ْم َع ِظي ٌم (‪َ )49‬وإِ ْذ َف َر ْقنَا ِب ُك ُم الْ َب ْح َر َفأَ َ‬ ‫ون أَ ْبنَاء ُك ْم َو َي ْس َت ْحي َ‬
‫ُون ن َ‬ ‫ِّح َ‬ ‫ُس َو َء الْ َع َذ ِ‬
‫اب يُ َذب ُ‬
‫ون (‪ )50‬البقرة) ثم بعد ذلك إذا رب العالمين تخلى عنهم ينتصرون بأقوام آخرين مثل األمريكان والروس وغيرهم فيما عدا هذا وهذا لن‬ ‫نظ ُر َ‬ ‫َت ُ‬
‫يُنصروا هذا عندما جاء اإلسالم‪.‬‬
‫آية (‪:)114‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫ات (‪ )114‬آل عمران) المسارعة في الخير الرغبة في االستكثار منه والمبادرة إليه‪ .‬وفيه إستعارة لطيفة تُ ّ‬
‫درك بالتأمل‬ ‫ون فِي الْ َخي َ‬
‫ْر ِ‬ ‫ار ُع َ‬
‫ُس ِ‬
‫( َوي َ‬
‫والتدبر‪ .‬فحرف (في) هنا استعارة تخيلية تؤذن بتشبيه الخيرات بطريق يسير فيه السائرون أما إذا قلت يسارعون إلى الخيرات فالمرء لم يبلغ بع ُد‬
‫الخيرات بل يسعى لبلوغها‪.‬‬
‫آية (‪:)115‬‬
‫*ما معنى يُكفروه في قوله تعالى في سورة آل عمران (وما يفعلوا من خير فلن يُكفروه)؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫ِين (‪ ))115‬هناك فريقان من الناس فريق اتبع ّ‬
‫الحق وفريق لم يؤمنوا‪ .‬يُكف‪33‬روه أي‬ ‫ْر َفلَ ْن يُ ْك َف ُرو ُه َواللَّ ُه َعلِي ٌم ِبالْ ُمتَّق َ‬ ‫قال تعالى ( َو َما َي ْف َعلُوا م ْ‬
‫ِن َخي ٍ‬
‫يُغطى عنهم أو يمنع عنهم أو يُحجب عنهم أي أن كل عمل خير تجده عند اهلل تعالى لكن بشرط التقوى واآلية أشارت للشرطين في العمل‪:‬‬
‫ال يقبل من العمل إال ما كان خالصًا هلل تعالى (أال هلل الدين الخالص) (مخلصًا له الدين)‬
‫وما كان صحيحًا صالحًا الذي ينجي يوم القيامة‪.‬‬
‫آية (‪:)117‬‬
‫*ما الفرق بين كلمة ريح ورياح في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬
‫ص ٌّر‬‫يح فِي َها ِ‬ ‫ون فِي ِهـ ِذ ِه الْ َح َيا ِة ُّ‬
‫الد ْن َيا َك َم َث ِل ِر ٍ‬ ‫للشر كما في قوله تعالى في سورة آل عمران ( َم َث ُل َما يُن ِف ُق َ‬ ‫كلمة ريح في القرآن الكريم تستعمل ّ‬
‫ون {‪)}117‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫صا َب ْت َح ْر َث َق ْو ٍم َظلَ ُمواْ أَن ُف َس ُه ْم َفأَ ْهلَ َك ْت ُه َو َما ظل َم ُه ُم اللُهّ َولـك ْ‬
‫ِن أنف َس ُه ْم َيظلِ ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ َ‬
‫ْن‬
‫ُشرًا َبي َ‬ ‫اح ب ْ‬ ‫ُر ِس ُل ِّ‬
‫الر َي َ‬ ‫المبشرات كما في قوله تعالى في سورة األعراف ( َو ُه َو الَّذِي ي ْ‬ ‫أما كلمة الرياح فهي تستعمل في القرآن الكريم للخير كالرياح ّ‬
‫ون {‪)}57‬‬ ‫َّ‬
‫مو َتى لَ َعل ُك ْم َت َذ َّك ُر َ‬ ‫ْ‬
‫ِك نُ ْخ ِر ُج ال ْ‬ ‫ات َك َذل َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّت َفأَ َ‬
‫نزلْنَا ِب ِه الْ َماء َفأ ْخ َر ْجنَا ِب ِه مِن ُكل الثَّ َم َر ِ‬ ‫َي َر ْح َم ِت ِه َحتَّى إِ َذا أَ َقلَّ ْت َس َحابًا ِث َقا ً‬
‫ال ُس ْقنَا ُه لَِبلَ ٍد َّمي ٍ‬ ‫َيد ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ْن َي َد ْي ِه ِبإِذ ِن َربِّ ِه َو َمن َي ِزغ ِمن ُه ْم َع ْن أ ْم ِرنَا‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ِج ِّن َمن َي ْع َمل َبي َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ْن القِط ِر َوم َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اح َها ش ْه ٌر َوأ َسلنَا ل ُه َعي َ‬ ‫َ‬
‫ُو َها ش ْه ٌر َو َر َو ُ‬ ‫ُ‬
‫يح غد ُّ‬ ‫الر َ‬
‫ان ِّ‬ ‫َ‬
‫ِسل ْي َم َ‬‫(ول ُ‬ ‫وفي سورة سبأ َ‬
‫سخرها لسليمان‬ ‫ِير {‪ )}12‬استعملت كلمة ريح مع سليمان لكنها لم تُخصص لشيء فجاءت عامة قد تكون للخير أو للشر ألن اهلل ّ‬ ‫اب َّ ِ‬
‫ع‬ ‫الس‬ ‫ِن َع َذ ِ‬ ‫نُذ ِْق ُه م ْ‬
‫يتصرف بها كيف يشاء‪.‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫صا َب ْت َح ْر َث َق ْو ٍم َظلَ ُمواْ أَن ُف َس ُه ْم َفأَ ْهلَ َك ْت ُه َو َما َظلَ َم ُه ُم اللُهّ (‪ )117‬آل عمران) تدبر هذا‬
‫ص ٌّر أَ َ‬ ‫ون فِي ِهـ ِذ ِه الْ َح َيا ِة ُّ‬
‫الد ْن َيا َك َم َث ِل ِر ٍ‬
‫يح فِي َها ِ‬ ‫( َم َث ُل َما يُن ِف ُق َ‬
‫التمثيل القرآني ستجد أنك أمام صورة في غاية في الدقة واإلحاطة باألمور‪ .‬فقوله تعالى (ظلموا أنفسهم) ليس جزءًا من الصورة لو سقط الكالم‬
‫لكان المعنى تامًا ال لبس فيه لكنه صار إدماجًا في التمثيل ليُكسبه تفظيعًا وتشويهًا ولينفي ما يمكن أن يتحصل للسامع من الشفقة والرحمة على حال‬
‫أصحاب الحرث الهالك‪.‬‬
‫ظلِ ُمونَ (‪ )117‬آل عمران) ‪َ ( -‬ولَ ِك ْن َكانُوا َأ ْنفُ َسهُ ْم يَ ْ‬
‫ظلِ ُمونَ (‪ )33‬النحل)ما الفرق ؟(د‪.‬أحمد‬ ‫*( َو َما ظَلَ َمهُ ُم هَّللا ُ َولَ ِك ْن َأ ْنفُ َسهُ ْم يَ ْ‬
‫الكبيسى)‬
‫ون) نحن جميعنا نحن األحياء نحن‬ ‫(كانوا) عن الذي مضى كل من ظلم نفسه قبل اإلسالم وبعد اإلسالم وإلى حد أمس هؤالء ( َكانُوا أَ ْن ُف َس ُه ْم َي ْظلِ ُم َ‬
‫اح َش ًة أَ ْو َظلَ ُموا أَ ْن ُف َس ُه ْم َذ َك ُروا اللَّ َه َف ْ‬
‫اس َت ْغ َف ُروا ل ُِذنُو ِب ِه ْم‬ ‫ِين إِ َذا َف َعلُوا َف ِ‬
‫(والَّذ َ‬
‫نظلم أنفسنا ليس كانوا بل اآلن كل من يذنب ذنبًا لحساب عب ٍد آخر يظلم نفسه َ‬
‫‪3‬ذ أنت بهذه الحالة‬ ‫(‪ )135‬آل عمران) ما الفرق بين الفاحشة وظلم النفس؟ الفاحشة أنت متونس عالقة بامرأة شهوة مال شوية تشرب خمر وحينئ ٍ‬
‫ات (‪ )14‬آل عمران) لكن ماذا لو دخلت النار لحساب غيرك؟!‬ ‫اس ُح ُّب َّ‬
‫الش َه َو ِ‬ ‫ِّن لِلنَّ ِ‬ ‫أنت ظلمت نفسك أنت أرضيت شهوتك وأنت أسعدت نفسك ُ‬
‫(زي َ‬
‫شهدت زور يا ابني هذا هو القاتل وتتهم غيره وتحلف طيب ما الذي لك فيه؟ حلفت قرآن شهادة زور وبالنار علشان هذا! وقس على هذا من أمثال‬
‫هذا الذي يظلم نفسه‪ ،‬الذي يعاون أمير ظالم واحد محتل واحد جاء يحتل العراق وأنت أصبحت معه على شعبك! ما الذي ستحصل عليه؟! واحد‬
‫ذنب‬
‫حاكم ظالم يقتل ويذبح وكثير من حكام العرب مألوا السجون باإلعدامات والظلم وتساعدهم أنت على هذا طيب أنت ما الذي قبضت؟ حينئ ٍذ كل ٍ‬
‫ات) لشهواتك أنت أرضيت شهوتك زينها لك الشيطان لكن إذا فسقت وفجرت وتمتعت أنت خالص ارتويت‬ ‫اس ُح ُّب َّ‬
‫الش َه َو ِ‬ ‫ِّن لِلنَّ ِ‬ ‫أنت ترتاح له ُ‬
‫(زي َ‬
‫ار (‪ )113‬هود) هذا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين ظل ُموا َف َت َم َّسك ُم النَّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لكن أن تذنب بالربا أو شهادة الزور أو الخيانة أو الغدر لحساب غيرك وأنت موظف ( َولا َت ْر َكنُوا إِلى الذ َ‬
‫الذي ظلم نفسه‪.‬‬
‫آية (‪:)118‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫ال َتتَّ ِخ ُذواْ ِب َطان ً‬
‫َة ِّمن دُو ِن ُك ْم (‪ )118‬آل عمران) ال ِبطانة بكسر الباء في األصل داخل الثوب لكن البيان اإللهي يتخذها لتصوير‬ ‫( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ َ‬
‫يطلع على شؤونه فيكون كبطانة الثياب في شدة القرب من صديقه‪.‬‬ ‫حالة صديق الرجل وخصيصه الذي ّ‬
‫*(ِإن ُكنتُ ْم تَ ْعقِلُونَ (‪ )118‬آل عمران) قال تعالى (تعقلون) ولم يقل تعلمون أو تفقهون؟ أال تؤدي ذات المعنى؟(ورتل‪ H‬القرآن‬
‫ترتيالً)‬
‫وتوسم في اختيار من يثق به اإلنسان ويتخذه صديقًا لذلك عبّر عنها بالعقل ألنه أع ّم من العلم والفقه اللذين ال يكشفان‬
‫ّ‬ ‫إن هذه اآليات آيات فراسة‬
‫حقيقة هذه الفئة‪.‬‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْعقِلُونَ (‪)17‬‬
‫ت ِإن ُكنتُ ْم تَ ْعقِلُونَ (‪ )118‬آل عمران) (قَ ْد بَيَّنَّا لَ ُك ُم اآْل يَا ِ‬
‫*ما داللة اختالف الخاتمتين (قَ ْد بَيَّنَّا لَ ُك ُم اآليَا ِ‬
‫الحديد) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫مدرس دخلت على فصل أغبياء وعابثين تقول‬ ‫ال أنت ّ‬ ‫‪ 3‬لنفهم اآليات مث ً‬ ‫(إن كنتم تعقلون) في آية آل عمران و (لعلكم تعقلون) في آية سورة الحديد‪.‬‬
‫‪ 3‬ومؤذبين‬ ‫لهم سأشرح لكم الدرس إن كنتم تفهمون وكأنك تغمزهم من طرف خفي أنكم لن تفهموا بينما لو دخلت على فصل آخر أذكياء ومهذبين‬
‫ِك أَ ْم ًرا (‪ )1‬الطالق) أي‬ ‫ِث َب ْع َد َذل َ‬ ‫ُحد ُ‬ ‫تقول لهم سأشرح لكم الدرس لعلكم تفهمون يعني ستفهموا‪ .‬هذا التجري من اهلل عز وجل تحقيق (لَ َع َّل اللَّ َه ي ْ‬
‫ضاء‬ ‫َت الْ َب ْغ َ‬‫ال َودُّواْ َما َعنِتُّ ْم َق ْد َبد ِ‬ ‫ال َي ْألُو َن ُك ْم َخ َبا ً‬
‫َة ِّمن دُو ِن ُك ْم َ‬ ‫ال َتتَّ ِخ ُذواْ ِب َطان ً‬
‫ِين آ َمنُواْ َ‬ ‫سيحدث بعد ذلك أمرًا‪ .‬في آية آل عمران قال تعالى ( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬
‫ون (‪ ))118‬كيف تستعينون بأعدائكم؟ كان قسم من المسلمين يستعينون ببعض‬ ‫ات إِن ُكنتُ ْم َت ْعقِلُ َ‬ ‫ُور ُه ْم أَ ْك َب ُر َق ْد َبيَّنَّا لَ ُك ُم اآل َي ِ‬
‫صد ُ‬ ‫اه ِه ْم َو َما تُ ْخفِي ُ‬ ‫ِن أَ ْف َو ِ‬
‫مْ‬
‫َت‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫ال َيألو َنك ْم َخ َباال َودُّوا َما َعنِتُّ ْم َق ْد َبد ِ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال َتتَّ ِخذوا ِبطانَة ِّمن دُو ِنك ْم َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ 3‬وكانوا يستشيرونهم ويتعاملون معهم وهم من المستحيل أن ينصحوهم ( َ‬ ‫يهود المدينة‬
‫ون) يعني لن تعقلوا يا مسلمين وستبقون من اآلن إلى أن تقوم الساعة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ات إِن كنت ْم َت ْعقِل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُور ُه ْم أك َب ُر ق ْد َبيَّنَّا لك ُم اآل َي ِ‬ ‫صد ُ‬ ‫ُ‬
‫اه ِه ْم َو َما ت ْخفِي ُ‬ ‫ْ‬
‫ِن أف َو ِ‬‫َ‬ ‫ضاء م ْ‬ ‫الْ َب ْغ َ‬
‫ُحبُّو َن ُك ْم (‪ )119‬آل عمران) هذا طبع المسلمين في كل مكان ليس في‬ ‫ال ي ِ‬ ‫(هاأَنتُ ْم أُ ْوالء تُ ِحبُّو َن ُه ْم َو َ‬ ‫وكثير منكم من يتعامل مع عدوه واهلل تعالى قال َ‬
‫غل ألحد ال مسلم وال غير مسلم واهلل ما وجد اليهود وال النصارى وال الصابئين وال الوثنيين وال أي مِلّة أخرى أمنًا وأمانًا واحترامًا‬ ‫قلب مسلم ٌ‬
‫ٌ‬
‫واختالطًا كما وجدوا في بالد المسلمين نحن اآلن في العالم اإلسالمي وقد فعل بنا الغرب ما فعل ومزقونا مزقًا وليس في قلب واحد منا غل على‬
‫أحد والجميع يعيشون معًا وبالعكس بيننا وبين إخواننا من المسلمين مشاكل وقتل وقتول وليس بيننا وبين اآلخرين شيء كما شهد اهلل تعالى قال‬
‫صحيح أنتم طيبون أمرتكم أن تؤمنوا بكل األنبياء وبكل الرساالت والكتب لكن هذا ال يعني أن تسلموهم أمركم وتسمعوا كالمهم في كل شيء فهم ال‬
‫ِن الْ َغ ْي ِظ (‪ )119‬آل عمران)‬ ‫ِل م َ‬ ‫األنَام َ‬‫ضواْ َعلَ ْي ُك ُم َ‬ ‫ال ُي ِحُّبو َن ُك ْم (‪ )119‬آل عمران) ( َوإِ َذا لَ ُقو ُك ْم َقالُواْ آ َمنَّا َوإِ َذا َخلَ ْواْ َع ُّ‬ ‫(هاأَنتُ ْم أُ ْوالء تُ ِحُّبو َن ُه ْم َو َ‬ ‫يحبونكم َ‬
‫فأنتم تعايشوا معهم ولكن ال تعطوهم أسراركم تأخذوا نصائحهم وال توكلوا أمركم إليهم وتجعلهم يقودونكم وتفعلوا ما يأمروكم به فأنتم حينها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ال َيألو َنك ْم‬ ‫َة ِّمن دُو ِن ُك ْم َ‬ ‫ال َتتَّ ِخ ُذواْ ِب َطان ً‬ ‫ِين آ َمنُواْ َ‬ ‫ستضيعون ألنهم لن يخلصوا لكم فاهلل تعالى سبق في علمه أن المسلمين لن يطبقوا هذه اآلية ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ون (‪ )118‬آل عمران) يفرحون بمعاناتكم‪،‬‬ ‫ات إِن ُكنتُ ْم َت ْعقِلُ َ‬ ‫ُور ُه ْم أَ ْك َب ُر َق ْد َبيَّنَّا لَ ُك ُم اآل َي ِ‬
‫صد ُ‬ ‫اه ِه ْم َو َما تُ ْخفِي ُ‬ ‫ِن أَ ْف َو ِ‬ ‫ضاء م ْ‬ ‫َت الْ َب ْغ َ‬‫ال َودُّواْ َما َعنِتُّ ْم َق ْد َبد ِ‬
‫َخَبا ً‬
‫لن تعقلوها وستبقون إلى يوم القيامة بهذه البساطة وبهذه النفوس الطيبة مع العدو وهو ينخر بكم نخرًا يمزقكم ويذهب باقتصادكم وسالمتكم ووحدتكم‬
‫ون) فيها غمز‪.‬‬ ‫كما فعلوا من قرنين أو ثالثة بل منذ أن جاء النبي ‪ ‬وإلى يوم القيامة فقال (إِن ُكنتُ ْم َت ْعقِلُ َ‬
‫ون (‪ )17‬الحديد) وفعال البشرية كلها تقريبًا أن لهذا‬ ‫ً‬ ‫ات لَ َعلَّ ُك ْم َت ْعقِل َ‬
‫ُ‬ ‫ض َب ْع َد َم ْو ِت َها َق ْد َبيَّنَّا لَ ُك ُم الْآ َي ِ‬ ‫ُح ِيي الْأَ ْر َ‬ ‫(اعلَ ُموا أَ َّن اللَّ َه ي ْ‬ ‫في اآلية الثانية شيء آخر ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫است ْيق َنت َها أنف ُس ُه ْم ظل ًما َو ُعل ًّوا‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫الكون ربًا وهذا من آيات الكون وال بد أن يكون لهذا الكون صانع ال يوجد من ينكر اهلل تعالى إال أحمق ( َو َج َحدُوا ِب َها َو ْ‬
‫(‪ )14‬النمل)‪ .‬يوري غاغارين لما صعد إلى القمر في زمن خروتشوف قال له أنا أعلم أنك رأيت اهلل ولكن إياك أن تتكلم بهذا ألنك شيوعي عليك‬
‫ون) ألن ‪ %99‬من البشرية تؤمن بأن لهذا الكون‬ ‫أن تبقى شيوعيًا ملحدًا‪ .‬ما من ملحد إال ويعلم بينه وبين نفسه أن للكون ربًا‪ .‬قال هنا (لَ َعلَّ ُك ْم َت ْعقِلُ َ‬
‫ون)‬ ‫ات لَ َعلَّ ُك ْم َت ْعقِلُ َ‬‫ض َب ْع َد َم ْو ِت َها َق ْد َبيَّنَّا لَ ُك ُم الْآ َي ِ‬ ‫ُح ِيي الْأَ ْر َ‬ ‫(اعلَ ُموا أَ َّن اللَّ َه ي ْ‬
‫خالقًا هو رب العالمين‪ ،‬من هو؟ نختلف لكن ال بد أن يكون لهذا الكون ربًا ْ‬
‫ال كلمة (لعلكم) بشارة من رب العالمين أن الغالبية العظمى من البشرية كلها وخاصة المسلمين باإلجماع يعلمون أن لهذا الكون ربًا‪.‬‬ ‫وفع ً‬
‫(إن) تستعمل في األشياء المستحيلة الحدوث أما (إذا) فالبعكس‪.‬‬
‫آية (‪:)119‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)66‬‬
‫آية (‪:)120‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)111‬‬
‫*يأتي الضر مع فعل مسّ ومع الرحمة يأتي الفعل أذقنا فما الفرق بين المسّ واإلذاقة في القرآن؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫والمس هو أي إتصال‪ .‬أما كون المس يأتي مع الشر‬ ‫ّ‬ ‫ال هذا التفريق غير دقيق فالذوق والمس يأتي للضر وغير الضر‪ ،‬الذوق هو إدراك الطعم‬ ‫أو ً‬
‫ٌ‬
‫وعا (‪ )21‬المعارج) (إِن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسنَة َت ُس ْؤ ُه ْم (‬ ‫ْ‬
‫وعا (‪َ )20‬وإِ َذا َم َّس ُه ال َخي ُ‬
‫ْر َمنُ ً‬ ‫الش ُّر َج ُز ً‬ ‫فغير صحيح ألن المس يأتي مع الرحمة أيضًا (إِ َذا َم َّس ُه َّ‬
‫ُير (‪ )17‬األنعام) وكذلك اإلذاقة تأتي مع‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْر َف ُه َو َعلى كل َش ْي ٍء َقد ٌ‬ ‫َّ‬
‫ف لَ ُه إِال ُه َو َوإِن َي ْم َس ْسك ِب َخي ٍ‬
‫َ‬ ‫ال َك ِ‬
‫اش َ‬ ‫ض ٍّر َف َ‬‫‪ )120‬آل عمران) ( َوإِن َي ْم َس ْس َك اللُهّ ِب ُ‬
‫ان مِنَّا َر ْح َم ًة َف ِر َح ِب َها (‪)48‬‬ ‫ون (‪ )21‬السجدة) ( َوإِنَّا إِ َذا أَ َذ ْقنَا الْإِ َ‬
‫نس َ‬ ‫اب الْأَ ْك َب ِر لَ َعلَّ ُه ْم َي ْر ِج ُع َ‬ ‫اب الْأَ ْدنَى د َ‬
‫ُون الْ َع َذ ِ‬ ‫ِن الْ َع َذ ِ‬
‫العذاب ومع الرحمة ( َولَنُذِي َقنَّ ُه ْم م َ‬
‫يرا (‪ )19‬الفرقان) ليس هنالك تقييد في االستعمال‪.‬‬ ‫(و َمن َي ْظلِم ِّمن ُك ْم نُ ِذ ْق ُه َع َذابًا َك ِب ً‬
‫الشورى) َ‬
‫ص ْب ُك ْم َسيَِّئةٌ يَ ْف َرح ْ‬
‫ُوا بِهَا (‪ )120‬آل عمران) – ( َوِإن‬ ‫*ما داللة اختالف التعبير بين قوله تعالى(ِإن تَ ْم َس ْس ُك ْم َح َسنَةٌ تَ ُسْؤ هُْ‪H‬م َوِإن تُ ِ‬
‫وا هَـ ِذ ِه ِم ْن ِعن ِدكَ (‪ )78‬النساء)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫ص ْبهُ ْم َسيَِّئةٌ يَقُولُ ْ‬‫وا هَـ ِذ ِه ِم ْن ِعن ِد هّللا ِ َوِإن تُ ِ‬
‫ص ْبهُ ْم َح َسنَةٌ يَقُولُ ْ‬
‫تُ ِ‬
‫(ها أَ ْنتُ ْم أُولَا ِء‬
‫كلمة أصاب اإلصابة الطعنة القاتلة وفي القرآن تجد أصابتكم حسنة أصابتكم سيئة‪ ،‬تصبهم حسنة – تصبهم سيئة‪ .‬في آل عمران يقول َ‬
‫ات‬‫ْظ ُك ْم إِ َّن اللَّ َه َعلِي ٌم ِبذ ِ‬
‫َ‬ ‫ْظ ُق ْل ُموتُوا ِب َغي ِ‬ ‫ِن الْ َغي ِ‬
‫ِل م َ‬‫ضوا َعلَ ْي ُك ُم الْأَنَام َ‬ ‫اب ُكلِّ ِه َوإِ َذا لَُقو ُك ْم َقالُوا آَ َمنَّا َوإِ َذا َخلَ ْوا َع ُّ‬‫ون ِبالْ ِك َت ِ‬
‫ُحبُّو َن ُك ْم َوتُ ْؤ ِمنُ َ‬
‫تُ ِحبُّو َن ُه ْم َولَا ي ِ‬
‫يط (‬ ‫ون ُم ِح ٌ‬
‫ض ُّر ُك ْم َك ْي ُد ُه ْم َش ْي ًئا إِ َّن اللَّ َه ِب َما َي ْع َملُ َ‬
‫ص ِب ُروا َو َتتَّ ُقوا لَا َي ُ‬ ‫ص ْب ُك ْم َسيِّ َئ ٌة َي ْف َر ُحوا ِب َها َوإِ ْن َت ْ‬ ‫ُور (‪ )119‬إِ ْن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ‬
‫َة َت ُس ْؤ ُه ْم َوإِ ْن تُ ِ‬ ‫الصد ِ‬ ‫ُّ‬
‫‪ ))120‬لماذا كل مرة تصبكم حسنة تصبكم سيئة وهنا إن تمسسكم حسنة وإن تصبكم سيئة؟‪ .‬المس هو االلتصاق الخفيف بين شيئين ال تشعر به‪،‬‬
‫هذا العدو ال ه ّم له إال أن يبيد المسلمين وال عدو له إال المسلمون ال وثنيون وال قتلة وال بوذيون وال ملحدون وال شيوعيون فقط هذا المسلم الموحد‬
‫‪ 3‬والنصرانية والمحمدية على حد سواء هذا عدوهم‪ .‬وبعض طوائف المسلمين هكذا إذا‬ ‫الذي يقدس األنبياء جميعًا والذي يقدس الشريعة اليهودية‬
‫مست تلك الطائفة شيء من السوء يفرح‪ .‬معنى ذلك أنت لكي تشفي غيظ عدوك منك ال أن تموت بل قليل من الحمى‪ ،‬صداع‪ ،‬عاصفة صغيرة‬
‫َة َت ُس ْؤ ُه ْم) ولو شيء بسيط‪ ،‬السودان بلد فقير عانى من شظف العيش قرونًا‪ ،‬طلع عندهم بئر بترول في دارفور‬ ‫يفرحون بها‪( .‬إِ ْن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ‬
‫قامت حقوق اإلنسان والديموقراطية وجاء الغرب وتقاتلوا وألصقوا تهمًا‪ ،‬هذا البئر ال يكفي قرية لكن هذا المس القليل من الخير يسوؤهم (إِ ْن‬
‫ص ْب ُك ْم َسِّي َئ ٌة َي ْف َر ُحوا ِب َها) السيئة الخفيفة ال يفرحون لكن لما يحصل لكم إبادة أو قتل أو طاعون‪ ،‬إبادة يفرحون أما‬ ‫َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ‬
‫َة َت ُس ْؤ ُه ْم َوإِ ْن تُ ِ‬
‫الحسنة ولو شيء بسيط ولو شربة ماء ولو تصبكم سيئة بمقتل يفرحوا بها هذا الفرق بين تمسسكم وتصبكم وجاء تعالى بكلمة تمسسكم ليبين لنا أن‬
‫من عدونا من يسوءه إذا شربنا شربة ماء أو عثرنا على بئر بترول واحد إذا جاءتنا مطرة خفيفة‪ ،‬إذا صار عندنا ثروة أو علماء أو علمنا وحدة‬
‫ص ْب ُك ْم َسيِّ َئ ٌة َي ْف َر ُحوا ِب َها) لكن‬ ‫خفيفة كما حصل بين مصر وسوريا قامت الدنيا وقعدت ولم يتوقفوا حتى أفسدوها (إِ ْن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ‬
‫َة َت ُس ْؤ ُه ْم َوإِ ْن تُ ِ‬
‫ِين َك َف ُروا فِي الْ ِبلَا ِد (‪ )196‬آل عمران)‪.‬‬
‫هؤالء نسوا أن اهلل غالب على أمره (لَا َي ُغ َّرنَّ َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ‬
‫صا َب َك م ْ‬
‫ِن َح َس َن ٍة َفم َ‬
‫ِن اللِهّ َو َما‬ ‫َ‬
‫(ما أ َ‬‫ص ْب ُك ْم َسيِّ َئ ٌة َي ْف َر ُحوا ِب َها) والفرق بينها وبين (إِ ْن َت ْم َس ْسك ْم َح َسنَة َت ُس ْؤ ُه ْم) أعتقد واهلل أعلم أنه في َّ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫(وإِ ْن تُ ِ‬
‫مداخلة‪َ :‬‬
‫صا َب َك مِن َسيِّ َئ ٍة فمِن نَّف ِسك (‪ )79‬النساء) اإلصابة هي التعرض الكامل واإلصابة هنا إصابة كاملة بالخير من اهلل ألن هذا الشيء ال ينقص من‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أَ َ‬
‫ملكه شيء واإلصابة بالشر تكون من صنع اإلنسان نفسه فلما تكلم عن المعبود والعبد التعامل بينهم أن اهلل تعالى يصيبكم بالخير وال يبالي ولما كان‬
‫‪ 3‬والعبد فالمس مجرد المس بالخير يثير الغيظ والكراهية‪.‬‬ ‫العالقة بين العبد‬
‫د‪ .‬الكبيسي‪ :‬رائع جدًا قلنا أن التأويل يحتمل ألف وجه‪ ،‬التفسير واحد الذي فسره النبي ‪ ‬ونقله الصحابة‪ .‬الصحابي حجة في المحكم والمتشابه نحن‬
‫حجة على الصحابي من حيث أن هذا المتشابه يكتشف جيل بعد جيل وكل جيل يملي ويعلم الجيل الذي قبله ما فات عليه‪.‬‬
‫آية (‪:)121‬‬
‫َال َوهّللا ُ َس ِمي ٌع َعلِي ٌم (‪ )121‬آل عمران) المقاعد جمع مقعد وهو مكان القعود‬
‫ك تُبَ ِّوى ُء ْال ُمْؤ ِمنِينَ َمقَا ِع َد لِ ْلقِت ِ‬
‫* ( َوِإ ْذ َغدَوْ تَ ِم ْن َأ ْهلِ َ‬
‫أي الجلوس على األرض‪ .‬وأنت تعلم أن الحرب والقتال ليسا مكان قعود‪ H‬وال جلوس بل وقوف‪ H‬وقيام فلِ َم لم يأت البيان بأن‬
‫يقول‪ :‬وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مواقف للقتال؟ ألن الوقوف أولى؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إعلم أن إضافة مقاعد إلسم القتال قرينة على أنه أطلق المواضع الالئقة بالقتال التي يثبت فيها المقاتل وال ينتقل عنها فعبّر عن الثب‪33‬ات والتمكن في‬
‫المقاعد دون الوقوف ألن الوقوف عرضة الحركة وعدم الثبات‪.‬‬
‫آية (‪:)123‬‬
‫* ما فائدة (قد) مع الفعل الماضي هل تفيد التأكيد؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(قد) تفيد التحقيق والتحقيق ال ينفك عنها إذا دخلت على الماضي وأحيانًا يجتمع معها التقريب والتو ّقع‪ .‬التحقيق ال ينفك‪ ،‬ال محالة واقع إذا دخلت‬
‫اري َس ْو َءا ِت ُك ْم (‬
‫اسا يُ َو ِ‬ ‫التوقع أو تجتمع كلها لكن يبقى التحقيق معها‪َ ( .‬يا َبنِي آ َد َم َق ْد أَ َ‬
‫نزلْنَا َعلَ ْي ُك ْم لَِب ً‬ ‫على الماضي وقد يكون مع التحقق التقريب أو ّ‬
‫ْر َوأَنتُ ْم أَذِلَّ ٌة (‪ )123‬آل عمران)‬ ‫‪ )26‬األعراف) (قد) هنا ال فيها تو ّقع من بني آدم وال فيها تقريب لكن فيها معنى التحقيق‪َ ( .‬ولَ َق ْد ن َ‬
‫َص َر ُك ُم اللُهّ ِب َبد ٍ‬
‫‪ 3‬إذا دخلت على‬ ‫ْن أَنَّ َها لَ ُك ْم (‪ )7‬األنفال) وفيها تقريب‪ .‬التحقيق ال يفارق (قد)‪.‬‬ ‫(وإِ ْذ َي ِع ُد ُك ُم اللُهّ إِ ْحدَى َّ‬
‫الطا ِئ َف ِتي ِ‬ ‫فيها تو ّقع ألن اهلل تعالى وعدهم بالنصر َ‬
‫الفعل المضارع قد يكون للتحقيق والتكثير‪( .‬قد) حرف وإعرابها حرف تحقيق مبني (سائر الحروف مبنية)‪.‬‬
‫آية (‪:)126-124‬‬
‫* ما الفرق بين آآلف وألوف‪( H‬وهم ألوف) في القرآن؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪3‬بحانه‬
‫‪3‬ال ربنا س‪3‬‬ ‫‪3‬ذلك ق‪3‬‬ ‫آآلف من أوزان القِلّة‪ ،‬جمع قلة‪( .‬أفعال) من أوزان ال ِقلُعفأ ‪:‬ةّل‪ ،‬أفعال‪ ،‬أفعِلة‪ ،‬فِعلة‪ .‬من أوزان القِلّة وألوف من الكثرة‪ .‬ل‪3‬‬
‫آالف ِّم َن الْ َمآل ِئ َك ِة ُم َس‪ِّ 33‬وم َ‬
‫ِين (‪)125‬‬ ‫ُم ِد ْد ُك ْم َربُّ ُكم ِب َخ ْم َس ِة ٍ‬
‫ِين (‪ )124‬آل عمران) (ي ْ‬ ‫ف ِّم َن الْ َمآل ِئ َك ِة ُم َ‬
‫نزل َ‬ ‫ال َث ِة آ َ‬
‫ال ٍ‬ ‫وتعالى (أَلَن َي ْكفِي ُك ْم أَن يُم َّ‬
‫ِد ُك ْم َربُّ ُكم ِب َث َ‬
‫‪3‬وف َح‪َ 3‬ذ َر الْ َم‪ْ 3‬‬
‫‪3‬و ِت (‪)243‬‬ ‫ار ِه ْم َو ُه ْم أُلُ‪ٌ 3‬‬
‫ِين َخ َر ُجواْ مِن ِد َي ِ‬ ‫آل عمران) ألن القلة من الثالثة إلى العشرة فإن تجاوزها دخل في الكثرة (أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذ َ‬
‫البقرة) قال بعضهم قطعًا أكثر من عشرة آآلف وقسم أوصلهم إلى أربعين ألفًا‪ .‬آآلف إلى حد العشرة جمع قلة‪ ،‬ألوف ما تجاوز العش‪33‬رة وهي جمع‬
‫كثرة‪.‬‬
‫ف ِّمنَ ْال َمآلِئ َك ِة ُمنزَ لِينَ (‪ )124‬بَلَى ِإن‬
‫*قال تعالى في سورة آل عمران (ِإ ْذ تَقُو ُل لِ ْل ُمْؤ ِمنِينَ َألَن يَ ْكفِي ُك ْم َأن يُ ِم َّد ُك ْم َربُّ ُكم بِثَالَثَ ِة آالَ ٍ‬
‫آالف ِّمنَ ْال َمآلِئ َك ِة ُم َس ِّو ِمينَ (‪ ))125‬وفي‪ H‬األنفال قال (ِإ ْذ‬ ‫ٍ‬ ‫وا َويَْأتُو ُكم‪ِّ H‬من فَوْ ِر ِه ْ‪H‬م هَـ َذا يُ ْم ِد ْد ُك ْ‪H‬م َربُّ ُكم بِخَ ْم َس ِة‬
‫ُوا َوتَتَّقُ ْ‬
‫تَصْ بِر ْ‪H‬‬
‫ف ِّمنَ ْال َمآلِئ َك ِة ُمرْ ِدفِينَ (‪ ))9‬فما هو العدد النهائي للمالئكة في معركة بدر؟‬ ‫اب لَ ُك ْم َأنِّي ُم ِم ُّد ُكم بَِأ ْل ٍ‬
‫تَ ْستَ ِغيثُونَ َربَّ ُك ْم فَا ْستَ َج َ‪H‬‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪ 3‬يعني ألف يتبعهم ألفًا‪ ،‬ألف يتبعهم‬
‫ِين (‪ ))9‬مردفين يعني متبعين‬ ‫ف ِّم َن الْ َمآل ِئ َك ِة ُم ْر ِدف َ‬ ‫ِد ُكم ِبأَلْ ٍ‬
‫اب لَ ُك ْم أَِّني ُمم ُّ‬ ‫نقرأ اآليات حتى يتضح األمر قال ( َف ْ‬
‫اس َت َج َ‬
‫ألف يعني صاروا ألفين‪ ،‬ألف من المالئكة مردفين يعني ألف يتبعهم ألف‪ ،‬مردفين من ردف يعني تبعه وليس معناها الركوب وإنما جاء بعده‪ ،‬خلفه‪،‬‬
‫ِين (‪ ))124‬ألفان وثالثة آآلف صاروا خمسة آآلف‬ ‫نزل َ‬‫ف ِّم َن الْ َمآل ِئ َك ِة ُم َ‬ ‫ال َث ِة آ َ‬
‫ال ٍ‬ ‫ِين أَلَن َي ْكفِي ُك ْم أَن ُيم َّ‬
‫ِد ُك ْم َرُّب ُكم ِب َث َ‬ ‫ول لِلْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪3‬‬ ‫إذن صاروا ألفين‪( .‬إِ ْذ َت ُق ُ‬
‫ِين (‪ )125‬آل عمران) ألف مردفين يعني ألفين‬ ‫آالف ِّم َن الْ َمآل ِئ َك ِة ُم َس ِّوم َ‬ ‫ْ‬
‫ص ِب ُرواْ َو َتتَّ ُقواْ َو َيأتُو ُكم ِّمن َف ْو ِر ِه ْم َهـ َذا يُ ْم ِد ْد ُك ْم َربُّ ُكم ِب َخ ْم َس ِة ٍ‬ ‫فقال ( َبلَى إِن َت ْ‬
‫وثالثة آآلف صاروا خمسة آآلف‪.‬‬
‫آالف ِّمنَ ْال َمآلِئ َك ِة ُم َس ِّو ِمينَ (‪ )125‬آل عمران) تحمل‬
‫ٍ‬ ‫وا َويَْأتُو ُكم ِّمن فَوْ ِر ِه ْم هَـ َذا يُ ْم ِد ْد ُك ْم َربُّ ُكم بِخَ ْم َس ِة‬
‫ُوا َوتَتَّقُ ْ‬
‫*(بَلَى ِإن تَصْ بِر ْ‬
‫هذه اآلية في كياتها لفتات بالغية رائعة‪ .‬أال ترى أن حق السياق أن يكون كالتالي‪ :‬إن تصبروا وتتقوا يمددكم‪ H‬ربكم بخمسة‬
‫آآلف من المالئكة ويأتوكم من فورهم؟ فلِ َم ق َّدم (ويأتوكم من فورهم) على اإلمداد؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪3‬‬
‫إن تقدم المعطوف يوحي بتعجيل الطمأنينة إلى نفوس المؤمنين وسرعة النصر قبل تحقق جزاء الشرط وهو قوله تعالى (ويمددكم)‪.‬‬
‫*انظرآية (‪↑↑↑.)6‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في التقديم والتأخير‪ H‬في آية (‪)10‬األنفال وآية (‪ )126‬آل عمران؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪H:‬‬
‫يز َحكِي ٌم {‪ ) }10‬وفي سورة آل‬ ‫ِن ِعن ِد اللِهّ إِ َّن اللَهّ َع ِز ٌ‬ ‫ص ُر إِ َّ‬
‫ال م ْ‬ ‫ِن ِب ِه ُقلُوبُ ُك ْم َو َما النَّ ْ‬‫ُش َرى َولَِت ْط َمئ َّ‬‫ال ب ْ‬ ‫قال تعالى في سورة األنفال ( َو َما َج َعلَ ُه اللُهّ إِ َّ‬
‫ِيم {‪ )}126‬لماذا جاءت قلوبكم مقدّمة على به في‬ ‫ِن ِعن ِد اللِهّ الْ َع ِز ِ ْ‬
‫يز ال َحك ِ‬ ‫ال م ْ‬ ‫ص ُر إِ َّ‬‫ِن ُقلُوبُ ُكم ِب ِه َو َما النَّ ْ‬ ‫ُش َرى لَ ُك ْم َولَِت ْط َمئ َّ‬ ‫ال ب ْ‬‫(و َما َج َعلَ ُه اللُهّ إِ َّ‬‫عمران َ‬
‫ال سياق اآليات في السورتين‪ ،‬سياق آية آل عمران فيه ذكر لمعركة بدر وتمهيد لمعركة أحد وما‬ ‫األنفال ومتأخرة في آل عمران؟ يجب أن نرى أو ً‬
‫ِين {‪ }139‬إِن‬ ‫ال َت ْح َزنُوا َوأَنتُ ُم َ‬
‫األ ْعلَ ْو َن إِن ُكنتُم ُّم ْؤ ِمن َ‬ ‫ال َت ِهنُوا َو َ‬
‫أصاب المسلمون من حزن وقرح والمقام مقام مسح على القلوب وطمأنة لها ( َو َ‬
‫ِين {‪)}140‬‬ ‫َّ‬
‫ُح ُّب الظالِم َ‬ ‫ال ي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫اس َولَِي ْعلَ َم اللُهّ الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُوا َو َيتَّ ِخ َذ مِنك ْم ش َهدَاء َواللُهّ َ‬ ‫ْن النَّ ِ‬‫َاولُ َها َبي َ‬
‫س الْ َق ْو َم َق ْر ٌح ِّم ْثلُ ُه َوتِلْ َك األيَّا ُم نُد ِ‬‫َي ْم َس ْس ُك ْم َق ْر ٌح َف َق ْد َم َّ‬
‫وغيرها من آيات التصبير والمواساة وخصص البشرى بهم (بشرى لكم) وبه تعود على اإلمداد السماوي لذا قدّم القلوب (قلوبكم) على (به) ألن‬
‫المقام مقام تصبير ومواساة والكالم مسح على القلوب‪ .‬أما في آية األنفال قدّم (به) على (قلوبكم) ألن الكالم على اإلمداد السماوي الذي هو محور‬
‫آيات سورة األنفال وكذلك لم يخصص البشرى وجعلها عامة (وما جعله اهلل إال بشرى)‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ِين ﴿‪ ﴾124‬آل عمران) آية أخرى ( َبلَى إِ ْن‬ ‫ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم ْن َزل َ‬ ‫اف م َ‬ ‫ِين أَلَ ْن َي ْك ِف َي ُك ْم أَ ْن يُم َّ‬
‫ِد ُك ْم َربُّ ُك ْم ِب َثلَا َث ِة آَلَ ٍ‬ ‫ول لِلْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪3‬‬ ‫فى آل عمران تقول اآلية (إِ ْذ َت ُق ُ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾125‬آل عمران) وفي آية األنفال (إِ ْذ َت ْس َتغِيثُ َ‬
‫ون َربَّ ُك ْم‬ ‫ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم َس ِّوم َ‬‫اف م َ‬ ‫ِن َف ْو ِر ِه ْم َه َذا يُ ْم ِد ْد ُك ْم َربُّ ُك ْم ِب َخ ْم َس ِة آَلَ ٍ‬ ‫ص ِب ُروا َو َتتَّ ُقوا َو َي ْأتُو ُك ْم م ْ‬‫َت ْ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾9‬األنفال) إذًا هي نفس القضية مالئكة نازلين من السماء مرة منزلين مرة مسومين مرة‬ ‫ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم ْر ِدف َ‬
‫ف مَ‬ ‫ِد ُك ْم ِبأَلْ ٍ‬
‫اب لَ ُك ْم أَنِّي ُمم ُّ‬ ‫َف ْ‬
‫اس َت َج َ‬
‫ُ‬
‫ِن ُقلوبُ ُك ْم ِب ِه َو َما‬ ‫ْ‬
‫ُش َرى لَ ُك ْم َولَِتط َمئ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ال في هذه اآليتين أشياء كثيرة‪ .‬الخالف الثاني هي نفس الموضوع مرة يقول ( َو َما َج َعلَ ُه الل ُه إِلا ب ْ‬ ‫مردفين هذا أو ً‬
‫يز َحكِي ٌم ﴿‪﴾10‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ِن ِع ْن ِد الل ِه إِ َّن الل َه َع ِز ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِيم ﴿‪ ﴾126‬آل عمران) في آية األنفال لم يقل (لكم) ( َو َما َج َعل ُه الل ُه إِلا م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِن ِع ْن ِد الل ِه ال َع ِز ِ‬ ‫ص ُر إِلَّا م ْ‬ ‫النَّ ْ‬
‫يز ال َحك ِ‬
‫ِن‬ ‫ْ‬
‫(ولَِتط َمئ َّ‬
‫ِن ِب ِه قلوبُك ْم) في األنفال وفي آل عمران قال َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫األنفال) ليش مرة بشرى لكم ومرة بشرى مطلقة؟ هذا خالف ثاني‪ ،‬ثالثًا مرة قال ( َولَِتط َمئ َّ‬
‫ِيم) في آل‬ ‫ْ‬ ‫ُقلُوبُ ُك ْم ِبهِ) ما في عبث ليش قال به قلوبكم ومرة قال قلوبكم به؟ هذا رسم للمعنى الهائل أخيرًا مرة قال (إِلا مِن ِعن ِد الل ِه ال َع ِز ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫يز ال َحك ِ‬
‫يز َحكِي ٌم) معنى آخر تمامًا‪ .‬نبدأ بها واحدة واحدة لنعرف كيف أن القرآن الكريم ليس فيه عبث تقديم‬ ‫ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه إِ َّن اللَّ َه َع ِز ٌ‬ ‫عمران وفي األنفال قال (م ْ‬
‫تأخير ماضي مضارع اسم فاعل زائد حرف نقص حرف تزيل كلمة من مكان وتتركها في مكان آخر فيها رسم آخر معنى آخر وعلى أصحاب‬
‫كل ال حصر له ولن تنتهي عجائبه إلى يوم القيامة‪.‬‬ ‫الذوق اللغوي بهذا الكالم المعجز أن يستنبطوا منه هذه الصور العظيمة‪  ‬المعجزة وهي جزء من ٍ‬
‫إلى أن تقوم الساعة هناك من سوف يفتح اهلل عليه بمقاييس عصره وعلوم عصره وحاجات عصره أن يكتشف في هذا الكتاب العزيز بابًا من أبوب‬
‫اإلعجاز لم يخطر على بال الذين سبقوا‪.‬‬
‫منزلين‪ .‬لما قال‬ ‫نبدأ واحدة واحدة طبعًا المالئكة الذين نزلوا في بدر تعرفونهم أول مرة لما أنزلهم اهلل تعالى وحاربوا مع المسلمين أنزلهم فهم َ‬
‫مسومين هل تعرفون بأن المالئكة السماء الذين اشتركوا في بدر لهم عالمات تعرفهم جميع المالئكة بأنها هؤالء هم المالئكة البدريون كالبدريين من‬
‫البشر أنتم تعرفون أن الذين اشتركوا في بدر رب العالمين كرمهم تكريمًا (اعملوا ما شئتم لقد غفرت لكم) وكل التاريخ تاريخ الصحابة فالن ابن‬
‫بدر أيضًا يسمون في‬ ‫وسموا بأنهم بدريون فإن المالئكة الذين اشتركوا في ٍ‬ ‫فالن وهو من البدريين تاج وسام مسومين كما أن الذين قاتلوا في بدر ِ‬
‫السماء المالئكة البدريون ومعروفون عند كل المالئكة بوسام أو لون أو إشارة أن هذا من الخمسة آالف ملك الذي نزل يقاتلون مع المسلمين في بدر‬
‫الكبرى التي غيرت تاريخ العالم كله‪ .‬كان ممكن في تلك المعركة الكبرى التي غيرت تاريخ العالم كله كان ممكن في تلك المعركة أن ينتهي اإلسالم‬
‫َص ِر ِه ﴿‪﴾26‬‬ ‫اس َفآَ َوا ُك ْم َوأَيَّ َد ُك ْم ِبن ْ‬
‫ون أَ ْن َي َت َخ َّط َف ُك ُم النَّ ُ‬ ‫ض َت َخا ُف َ‬ ‫ون فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫ض َع ُف َ‬ ‫ِيل ُم ْس َت ْ‬ ‫لو انتصر المشركون وهم كثرة كاثرة والمسلمون قلة (إِ ْذ أَ ْنتُ ْم َقل ٌ‬
‫منزلين لما أنزلوا فهم لم ينزلوا من أنفسهم اهلل أنزلهم قال أنزلوا فقد جاءوا مأمورين ويقودهم جبريل‪،‬‬ ‫األنفال) نزل مالئكة‪ .‬الحظ حينئ ٍذ إذًا كلمة َ‬
‫هذا أمر‪ .‬األمر اآلخر كونهم مسومين بهم عالمات عنده عالمة يعرف بها أنه هذا بدري‪ ،‬ثالثًا مردفين طبعًا األلفين اآلخرين هؤالء رديف فأنت‬
‫عندما تقاتل تقاتل بالجيش األصلي بالجيش الرئيسي لما المعركة تشتد تبعث مدد يعني ألف ألفين هذا يسمونه رديف الرديف الذي يأتي بعدك لكي‬
‫يساعدك‪ .‬اهلل يتكلم في آية األنفال لما قال مردفين ألنه بعثهم بعد ما اشتدت المعركة تحتاج إلى مدد بعث اهلل مددًا آخر فرب العالمين باألنفال يتكلم‬
‫على ألف من المالئكة هؤالء الذين آتوا في اآلخر جاءوا رديف أي جاءوا مددًا هكذا هو الفرق بين منزلين ومسومين ومردفين الخ‪.‬‬
‫ُش َرى لَ ُك ْم) يا أهل بدر‪ .‬في األنفال نفس‬ ‫(و َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْ‬ ‫المسألة الثانية بآل عمران انظر إلى النص الدقيق لما اهلل قال سيبعث معكم خمسة آالف َ‬
‫‪ 3‬أحد في حين أنت إذا أخذت قاعدة أنه ال يوجد‬ ‫ُش َرى) ما في لكم ليس هذا عبثًا لم ينتبه أحد أنا أقرأ التفاسير لم ينتبه‬ ‫(و َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْ‬‫الموضوع قال َ‬
‫في القرآن حشو وال كلمة وال حرف وال كسرة وال ضمة أنت ابحث لماذا هذه ميت‪-‬بتسكين الياء‪ -‬وليش هذه ميت‪-‬بكسر الياء‪-‬؟ لماذا هذه يخرج‬
‫َك فِي َج ْي ِب َك ﴿‪ ﴾12‬النمل)؟ نفس الشيء تقول ال‬ ‫ْخ ْل َيد َ‬‫َك فِي َج ْي ِب َك ﴿‪ ﴾32‬القصص) ولماذا هذه ( َوأَد ِ‬ ‫(اسلُ ْك َيد َ‬
‫وليش هذه مخرج؟ وهكذا لماذا هذه ْ‬
‫ُش َرى لَك ْم) هذا في آل عمران قصة بدر كاملة لما تكلم رب العالمين عنها‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫هذه صورة ثانية نفس الشيء لماذا في آية يا أهل بدر ( َو َما َج َعلَ ُه الل ُه إِلا ب ْ‬
‫(و َما َج َعل ُه الل ُه إِلا بُش َرى) وكيف تعرف أنت الفرق؟‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِين) إلى أن قال َ‬ ‫ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم ْر ِدف َ‬ ‫ف مَ‬ ‫ِد ُك ْم ِبأَلْ ٍ‬
‫اب لَ ُك ْم أَنِّي ُمم ُّ‬ ‫اس َت َج َ‬ ‫ون َربَّ ُك ْم َف ْ‬ ‫وفي األنفال (إِ ْذ َت ْس َتغِيثُ َ‬
‫اقرأ اآلية شوف ظروفها ونسقها تسلسلها كيف جاءت قبلها األحداث تصل بسهولة مع توفيق اهلل عز وجل إلى اكتشاف هذا الذوق الحسي اإلعجازي‬
‫اللغوي العالي‪ .‬هناك رب العالمين يتكلم أن محمد صلى اهلل عليه وسلم يكلمهم محمد يقول لجماعته لما خافوا وكذا طبعًا كانوا خائفين وهذا من حقهم‬
‫ثالثمائة واحد يعني ناس راحوا حتى يعترضون قافلة أبو سفيان فيها كم بعير وكم حصان وأخذوا أموالنا هؤالء جماعة أبو سفيان أخذوا أموال‬
‫المسلمين في مكة قالوا خذوا هذه مكانها غنيمة شوية حنطة شوية شعير شوية سمن ال يوجد شيء فراحوا يأتون بها فلما ذهبوا ليأتون بها وإذا كل‬
‫أمم الشرك أمامهم كل مكة جاءتهم فقالوا ماذا نفعل اآلن؟ حتى قال صلى اهلل عليه وسلم نرجع؟ حتى النبي قال ما رأيكم؟ ماذا تقولون نرجع إلى مكة‬
‫ِين ﴿‬ ‫ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم ْن َزل َ‬‫اف م َ‬ ‫ِد ُك ْم َرُّب ُك ْم ِب َثلَا َث ِة آَلَ ٍ‬ ‫ِين أَلَ ْن َي ْك ِف َي ُك ْم أَ ْن ُيم َّ‬
‫ول لِلْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪3‬‬ ‫وال نقاتل؟ فكلهم موجودون فلما اهلل أخبره هذا الذي سوف يحصل (إِ ْذ َت ُق ُ‬
‫ُش َرى لَ ُك ْم ﴿‬ ‫ِين ﴿‪َ ﴾125‬و َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْ‬ ‫ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم َس ِّوم َ‬ ‫ِن َف ْو ِر ِه ْم َه َذا يُ ْم ِد ْد ُك ْم َربُّ ُك ْم ِب َخ ْم َس ِة آَلَ ٍ‬
‫اف م َ‬ ‫ص ِب ُروا َو َتتَّ ُقوا َو َي ْأتُو ُك ْم م ْ‬ ‫‪َ ﴾124‬بلَى إِ ْن َت ْ‬
‫‪ ﴾126‬آل عمران) فقط أنتم يا أهل بدر‪ .‬بهذا العسر بهذا الخوف وزاغت األبصار وبلغت القلوب الحناجر ويظنون باهلل الظنون الخ قال ال أنا‬
‫سأنزل عليكم مالئكة هذا خاص بكم يا أهل بدر لن يتكرر مع غيركم إال أنتم فقط في هذه الصورة وهذه الحالة وهذه العلنية علنًا فالنبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم كان يكلمهم‪ .‬إذًا هذه البشارة األولى التي في آل عمران آية ‪ 126‬الكالم خاص ألهل بدر فقط لظروفهم الخاصة‪ .‬اآلية الثانية رب‬
‫العالمين تكلم من ناحية ثانية تكلم عنهم ليس لكونهم قلة ال‪ ،‬تكلم عنهم في الظاهر أن هؤالء أهل بدر جلسوا يستغيثون استغاثة يعني أحسن استغاثة‬
‫باهلل فرب العالمين تكلم عن موقفه مع كل من يستغيث به فآية األنفال ليست خطابًا ألهل بدر خطاب لكن لكل من يقع في مصيبة في ضنك في شدة‬
‫في كرب إذا أحسن االستغاثة‪ .‬لو تقرأون التاريخ اإلنساني كله من آدم إلى يومنا هذا قصص رواها التاريخ عجائب‪ ،‬واحد في بحر وكان سيغرق‬
‫فاستغاث استغاثة يا اهلل وإذا هذا المركب يوصله بأمان إلى البر‪ ،‬كان مرة أحد الناس ذاهب إلى خراسان من العراق وبالطريق جاءه قطاع طرق‬
‫كالعادة وأخذوا بضاعته ولكنهم كانوا مصرين على قتله فقال لهم دعوني أصلي ركعتين فصلى ركعتين وهم كانوا خمسة ويبدو أنه في السجود‬
‫‪ 3‬يركض فاألرض‬ ‫استغاث باهلل استغاثة في غاية الروعة وأثناء سجوده وقد أطال السجود سمع أقدام فرس جامح يغير‪ ،‬طبعًا الفرس إذا جاء من بعيد‬
‫ال ما أن سلّم إال فارس وصل وما أن وصل الفارس حتى قطع رؤوس األربعة بضربة واحدة قتلهم‬ ‫تهتز وهو ساجد شعر بأن األرض تهتز وفع ً‬
‫جميعًا طبعًا هذا الرجل ال يعرف هذا الفارس من هو‪ ،‬فهذا الفارس يحدث هذا الرجل الذي أحسن االستغاثة قال له يا فالن يا عبد اهلل واهلل عندما‬
‫استغثت باهلل تجاوبت أصداء استغاثتك بالسماء فكلنا كنا نتنافس من الذي ينزل لكي يلبي هذه االستغاثة‪ .‬وطبعًا كل واحد منكم فليسمعني اآلن‬
‫فليتذكر حياته السابقة هل وقع في يوم من األيام في شدة عظيمة مرض أو أحد أوالده أو عدو أو غرق أو طائرة تعطلت أو سيارة في صحراء وقع‬
‫بشدة وجلس بينه وبين نفسه في ساعة من ساعات الصفاء مع اهلل ال يوجد أحد ودعا اهلل وبكى واستغاث باهلل وكيف جاء الغيث والغوث من حيث ال‬
‫يشعر هذه االستغاثة تجاوبت أصداؤها في السماء فبعث اهلل بها الفرج‪ .‬رب العالمين يقول صح محمد معكم نعم وقال لكم هذا الكالم نحن بلّغناه هذا‬
‫لكن في جانب آخر هذا جانب محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬في جانب آخر وهو أنكم أنتم استغثتم استغاثات كل واحد جالس مع نفسه يا أرحم‬
‫ال ما عندهم سالح كل‬ ‫الراحمين يا مغيث الغائثين يا مجيب يا أرحم الراحمين من القلب واألعماق كل واحد يتذكر مع أهله وهو جاء بدون سالح أص ً‬
‫ُ‬
‫ون َربَّك ْم‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫واحد معه عصى جاؤوا لكي يأسروا قافلة فهم لم يخرجوا لحرب فوجدوا أنفسهم في ورطة كبيرة هذه االستغاثة جحفلت المالئكة (إِذ َت ْس َتغِيث َ‬
‫ُش َرى ﴿‪ ﴾10‬األنفال) لم يقل ‪ ‬لكم‪ ،‬هذه عامة‪ .‬األولى لكم يا أهل بدر‬ ‫ِين ﴿‪َ ﴾9‬و َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْ‬ ‫ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم ْر ِدف َ‬‫ف مَ‬ ‫ِد ُك ْم ِبأَلْ ٍ‬‫اب لَ ُك ْم أَنِّي ُمم ُّ‬ ‫َف ْ‬
‫اس َت َج َ‬
‫خصيصا ًلن تتكرر فقط لكم أما هذه فهي لكل من يستغيث إلى يوم القيامة فآية األنفال بشرى لكل من يستغيث باهلل عند الشدة ولو تقرأون كتب الفرج‬
‫بعد الشدة في كتب تاريخية كاألبشيهي وغيره وكثير من الكتب وكتب إلبن القيم وغيره كتب عن الفرج بعد الشدة قصص عجيبة يأتي الفرج من‬
‫حيث ال يمكن أن تعرف أبدًا ولهذا إذا أحسنت االستغاثة عند الشدة ولهذا الدعاء هذا يا اهلل (لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم جاءوني على صعي ٍد‬
‫واحد وسألني كل واحد منكم المسألة كلها فأعطيت كل واحد منكم ما سأل ما نقص ذلك من ملكي إال كما ينقص المخيط تغمسه في البحر) ما الذي‬
‫يخرج من البحر المخيط؟ عليك باالستغاثة إذا وقعت في شدة يا اهلل واهلل العظيم لو أن كل جيوش األرض معك ال تنقذك كما تنقذك االستغاثة إذا‬
‫أحسنتها وتوسلت بعملك مع اهلل‪ .‬فهؤالء الثالثة الذين انسد عليهم الغار يا ما ناس تاهوا في الصحراء الذي شاهد منكم مسلسل عمر بن عبدالعزيز‬
‫ُش َرى) ما قال‬ ‫‪ 3‬واحد إنسان فقط أنجدهم واختفى وهو ملك من المالئكة هذه ( َو َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْ‬ ‫طبعًا أكثر من مرة يصاب الناس بكرب ويأتيهم مدد‬
‫(لكم) هذه عامة‪ .‬هناك في األولى العبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب هنا عموم السبب وعموم اللفظ ولذلك (لكم) هذه حذفها من سورة األنفال‬
‫افهمها أنها لك وليست فقط ألهل بدر أنت تستطيع أن تكون بدريًا إذا أحسنت االستغاثة إذا وقع بك كرب‪.‬‬
‫ِن ِب ‪ِ 3‬ه‬ ‫ُش ‪َ 3‬رى َولَِت ْط َمئ َّ‬ ‫ِن ُقلُوبُ ُك ْم ِب ِه ﴿‪ ﴾126‬آل عمران) وفي سورة األنفال ( َو َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْ‬ ‫ُش َرى لَ ُك ْم َولَِت ْط َمئ َّ‬ ‫(و َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْ‬
‫في قوله تعالى َ‬
‫ِن قلوبُك ْم ِبهِ) بهذا القرآن لما قال تطمئن قلوبكم يعني يتكلم عن القلب المطمئن وينبغي أن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ُقلُوبُ ُك ْم ﴿‪ ﴾10‬األنفال)‪ .‬فرب العالمين عندما قال ( َولَِتط َمئ َّ‬
‫ار ِجعِي إِلَى َرب ِ‬
‫ِّك‬ ‫س الْ ُم ْط َمئِنَّ ُة ﴿‪ْ ﴾27‬‬ ‫‪3‬ريم ( َيا أَيَّتُ َها النَّ ْف ُ‬
‫‪3‬رآن الك‪3‬‬ ‫يكون قلب المؤمن مطمئنًا ألن اطمئنان قلب المؤمن هو هدف من أهداف هذا الق‪3‬‬
‫َّة ﴿‪ ﴾28‬الفجر) من حيث أن هذه النفس والقرآن الكريم يطلق كلمة النفس على القلب والقلب على النفس أحيانًا وهذا كال ٌم آخر تحدثنا‬ ‫ضي ً‬ ‫اض َي ًة َم ْر ِ‬
‫َر ِ‬
‫عنه سابقًا واآلن العلم الحديث يثبت أن التفكير يبدأ بالقلب وليس بالدماغ‪ .‬كان سابقًا يقولون كل كلمة قلب يعني دماغ ال‪ ،‬اآلن القلب القلب وال‪33‬دماغ‬
‫ِن ُقلُوبُ ُك ْم ِبهِ) قدّم اطمئنان القلوب يعني عليكم أن تجتهدوا لكي تطمئن قلوبكم بهذا القرآن الكريم‪.‬‬ ‫الدماغ والنفس النفس‪ .‬فرب العالمين يقول ( َولَِت ْط َمئ َّ‬
‫ُدخل الطمأنينة على قلبك‬ ‫بفهم وتدبر لكي يستطيع هذا القرآن بفهمك هذا أن ي ِ‬ ‫ً‬ ‫(ولَِت ْط َمئ َّ ُُ ُ‬
‫ِن ِب ِه قلوبُك ْم) يجب أن تتعامل مع القرآن تعامال علميًا ٍ‬ ‫لما يقول َ‬
‫نفس متزعزعة‪ ،‬وعلى نفسك أو قلبك أو عقلك‬ ‫قلب أو أي ٍ‬ ‫ونفسك إذًا هما قضيتان قضية أن القرآن مشحون بقو ٍة جدلية بحيث يستطيع أن يُطمئِن أي ٍ‬
‫‪3‬رعى‬ ‫‪3‬ية الثانية عليك أن ت‪3‬‬ ‫‪ 3‬القض‪3‬‬ ‫ال تستل منه قدرته على الطمأنينة‪،‬‬ ‫أن يكون مطمئنًا‪  ‬إذن هما قضيتان قضية أن هذا القرآن كيف تتعامل معه تعام ً‬
‫قلبك أو نفسك أو عقلك لكي يطمئن من تعامله ذلك مع القرآن الكريم ‪.‬‬
‫فى إجابة أخرى للدكتور الكبيسى ‪:‬‬
‫إذًا فهمنا الفرق بين ثالثة آالف من المالئكة مسومين ومنزلين ومردفين وفهمنا الفرق بين إال بشرى لكم وبشرى بدون لكم ننتقل إلى أيضًا جزء آخر‬
‫ِن ُقلُوبُ ُك ْم ِبهِ) باألنفال نفس اآلية ولكن قال ( َولَِت ْط َمئ َّ‬
‫ِن ِب ِه ُقلُوبُ ُك ْم) لماذا هناك قلوبكم أو ً‬
‫ال وهنا قلوبكم ثانيًا‬ ‫في نفس اآلية‪ .‬يقول بآية آل عمران ( َولَِت ْط َمئ َّ‬
‫باألخير؟ أقول لك جدًا طبيعي أولئك صحابة وعايشين مع النبي صلى اهلل عليه وسلم وشافوا معجزات فقلوبهم مطمئنة لكن القلوب متعلقة بالمدد‬
‫آت فينتظرون المدد فإذًا مشكلتهم بالمدد أما االطمئنان هو مطمئن باهلل ناس صحابة شاف الوحي‬ ‫متى يأتي المدد؟ هم واثقون مائة بالمائة أن المدد ٍ‬
‫ُ‬
‫ون َربَّك ْم) الذي يستغيث في غاية الخوف‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وشاف النبي صلى اهلل عليه وسلم إذًا قدّم القلوب ألنهم كانوا في غاية الرعب في غاية الخوف (إِذ َت ْس َتغِيث َ‬
‫فإذًا صار التركيز أين؟ التركيز على اطمئنان القلب من الخوف ألنهم كانوا خائفين‪ ،‬ولكنهم في البداية واثقين أن اهلل سيبعث المدد‪ .‬لنا جميعًا نحن‬
‫‪ 3‬كيف سيأتي المدد؟ في زمن النبي صلى اهلل عليه وسلم معجزات نحن اآلن ما في‬ ‫الذي ما فيها لكم إال بشرى للجميع نحن في الحقيقة مشكلتنا المدد‬
‫معجزات فمشكلتنا أين؟ لو أصابك كرب في العام الماضي أو قبل سنتين في مدينة اعتدى عليها جيش غازي جيش سيمسح فيها األرض وكلهم‬
‫‪ 3‬تمتلئ بعناكب كل عنكبوت كأنه جرذ يمسك بقدم هذا الجندي‬ ‫سيموتون وهذا عرضوها فيلم قبل أيام عرضوها فيلم فهؤالء على غفلة وإذا المدينة‬
‫‪ 3‬هو المشكلة نحن ال لم نألف أن تأتينا هذه‬ ‫‪ 3‬المدد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الغازي ويلدغه بثواني يصرعه ومؤلف عليه أفالم وصور وشواهد هذا ( َولَِت ْط َمئ َّ‬
‫ِن ِب ِه قلوبُك ْم) بالمدد‪.‬‬
‫الخوارق والمعجزات والكرامات هذه لم نراها‪ ،‬فهذه مشكلتنا إما قلوبنا فليس فيها مشكلة‪ .‬زمن الصحابة ال المدد عندهم كثير كل يوم بدر وأحد‬
‫وغيرها الخ لكن المشكلة أين؟ أن قلوبنا خائفة نحن ‪ 300‬شخص وليس لدينا سالح وجئنا نقاتل جيش مكة كله إذًا صار التركيز في بدر على القلوب‬
‫‪ 3‬يعني مصدقين مكذبين يمكن يأتينا مدد واقرأ التاريخ كله اإلنساني بعد النبي صلى‬ ‫الخائفة لكي تطمئن والتركيز بعد بدر إلى يوم القيامة على المدد‬
‫اهلل عليه وسلم إلى هذا اليوم يعني عبد اهلل عزام يحكي لنا عن األفغان أنه مرة جيش سوفييتي أباد قرية كاملة هذا الجيش كان في نهر على هذه‬
‫القرية نزل هذا الجيش يستحم في النهر وإذا بجميع الجنود يصرعون بحشرة من الماء تلدغهم فيموتون وص ّورها في كتابه الذي كلكم قرأتموه ربما‪.‬‬
‫وخذ كل مظلوم في األرض من أي أمة من أي شعب من أي دين إذا جيش عرمرم وقاسي وعاتي وظالم على ناس آمنين بسطاء واعتدى عليهم‬
‫‪ 3‬به‬ ‫ِن ُقلُوبُ ُك ْم ِبهِ) القلوب هي المشكلة نحن ( َولَِت ْط َمئ َّ‬
‫ِن ِب ِه ُقلُوبُ ُك ْم) المشكلة بالمدد‬ ‫(ولَِت ْط َمئ َّ‬
‫اعتداء صارخًا تتبعهم رب العالمين ماذا سيفعل بهم ولهذا َ‬
‫ً‬
‫ال لو تتبعت كل العالم في إفريقيا صار مثال أيام االستعمار قبل شهر في قناة الجزيرة عرضوا أفالمًا‬ ‫‪ 3‬الذي سوف يأتي وال نعرف كيف‪ .‬وفع ً‬ ‫بالمدد‬
‫كيف استعمر الغربيون أفريقيا وكيف قطعوا أيديهم وحرقوهم بالنيران وثم هؤالء نفسهم ماتوا مرة جيش كامل طال عليه أفاعي وكان جيش‬
‫(ولَِت ْط َمئ َّ‬
‫ِن ِب ِه‬ ‫إنجليزي كأنه في أحد المعارك مع األفارقة واعتدوا على قرى كبيرة أبادوهم طلعت أفاعي قتلت الجنود بالكامل هذه من قواعد اهلل َ‬
‫‪ 3‬كيف يأتي المدد هو ليس خائفًا فهو ميت ميت لكن‬ ‫‪ 3‬يعني هو مشكلته المدد‬ ‫ُقلُوبُ ُك ْم) حينئ ٍذ ( ُقلُوبُ ُك ْم ِبهِ) للقلب الخائف ( ِب ِه ُقلُوبُ ُك ْم) لمن ما عرف المدد‬
‫‪ 3‬كيف يأتي إذًا هذا الفرق بين ( ُقلُوبُ ُك ْم ِبهِ) و ( ِب ِه ُقلُوبُ ُك ْم)‪.‬‬
‫المدد‬
‫يز ْال َح ِك ِيم) ‪َ -‬‬
‫(و َما النَّصْ ُر ِإاَّل ِم ْن ِع ْن ِد هَّللا ِ ِإ َّن هَّللا َ ع ِ‬
‫َزي‪ٌ H‬ز َح ِكي ٌم)؟(د‪.‬أحمد‬ ‫*ما الفرق بين الخاتمتين( َو َما النَّصْ ُر ِإاَّل ِم ْن ِع ْن ِد هَّللا ِ ْال َع ِز ِ‬
‫الكبيسى)‬
‫ِيم) صحابة وأصحاب بدر وأصحاب النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه الْ َع ِز ِ ْ‬ ‫ص ُر إِلَّا م ْ‬
‫في سورة آل عمران في زمن بدر قال ( َو َما النَّ ْ‬
‫يز ال َحك ِ‬
‫ِيم) الناصر العزيز الحكيم في مثل هذه‬ ‫ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه الْ َع ِز ِ ْ‬
‫ص ُر إِلَّا م ْ‬‫وواثقون من أن النصر من عند اهلل عندهم قضية رأوها بأعينهم ( َو َما النَّ ْ‬
‫يز ال َحك ِ‬
‫ِيم) األلف والالم بالعهد الذهني يعني مسلم بأن اهلل عزيز حكيم يعني شفناه كم مرة‬ ‫ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه الْ َع ِز ِ ْ‬
‫ص ُر إِلَّا م ْ‬ ‫الحالة رأوه مرات كثيرة ( َو َما النَّ ْ‬
‫يز ال َحك ِ‬
‫يز َحكِي ٌم) هذا ليس عبثًا لماذا هناك قال العزيز الحكيم‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ِن ِع ْن ِد الل ِه إِ َّن الل َه َع ِز ٌ‬ ‫َّ‬
‫ص ُر إِلا م ْ‬ ‫بالنسبة لنا نحن الذين لم نرى قال في سورة األنفال ( َو َما النَّ ْ‬
‫وهنا قال إن اهلل؟ لماذا أكد بـ إن؟ قال لك إذا كنتم ال ترون فرب العالمين يؤكد لكم هذا ال تشك ال تكون متردد إذا كنت ضعيفًا أحسن االستغاثة فإن‬
‫اهلل عزيز حكيم وأؤكد لك يا عبدي أن اهلل سينصرك كما في الحديث القدسي عن المظلوم (ألنصرنك ولو بعد حين) (اتقوا دعوة المظلوم) هو من‬
‫الذي يستغيث؟ المظلوم‪ .‬فرب العالمين لما قال هناك العزيز الحكيم ألن هذا معروف لديهم هنا بعد خمسة عشر قرن ومائة قرن قال أؤكد لكم بأني‬
‫أنا الرحمن الرحيم أنا العزيز الحكيم عندما أنصر الضعيف صاحب الحق على القوي الظالم والبغي هذا هو من قوانين هذا البشر كما سنذكر في‬
‫اآلية القادمة أن هذا البغي هو من قانون البشر‪ .‬أول بغي وقع من ابني آدم على أخيه اآلخر وإلى يوم القيامة مرة أمريكان يقتلون العراق وأفغانستان‬
‫مرة فرس يذبحون العرب مرة الروس يذبحون الناس كل من له قوة وسلطان يدعوه هذا إلى البغي على اآلخرين‪ .‬حتى العشائر حتى العوائل حتى‬
‫أفراد األسرة الواحدة اليوم كلمتني امرأة أبوهم مات وعندهم أموال كثيرة هم ثالث أخوة وأربع بنات وأمهم موجودة وأخوهم لم يرضى أن يقسم‬
‫الميراث ألن الميراث كثير وال يريد أن يعطيهم قال لهم أنا لن أقسم الميراث الذي يعجبه يعجبه والذي ما يعجبه يطلع أنا لن أقسم الميراث لم يقبل‬
‫‪ 3‬وخيم وهذا البغي من قوانين‬ ‫أخوهم هذا أرعبهم وعنده أخوات متزوجات وأخوان متزوجين محتاجين وال يعطيهم ألنه هو قوي فالبغي مرتع مبتغيه‬
‫هذه األرض‪ .‬ولهذا رب العالمين عز وجل جعلها قاعة امتحان كبيرة وما أقصرها من قاعة‪ ،‬غمض وفتح وإذا أنت بين يدي المالئكة ( َفلَ ْولَا إِذاَ‬
‫ون ﴿‪ ﴾85‬الواقعة) إذًا هذا الفرق بين آيتين آل عمران‬ ‫ْص ُر َ‬ ‫َح ُن أَ ْق َر ُب إِلَ ْي ِه ِم ْن ُك ْم َولَك ْ‬
‫ِن لَا تُب ِ‬ ‫ون ﴿‪َ ﴾84‬ون ْ‬ ‫َت الْ ُحلْ ُقو َم ﴿‪َ ﴾83‬وأَ ْنتُ ْم ِحي َن ِئ ٍ‬
‫‪3‬ذ َت ْن ُظ ُر َ‬ ‫َبلَغ ِ‬
‫واألنفال‪.‬‬
‫*لِ َم عبّر هللا تعالى عن الثقة واألمان بقوله (ولتطمئن قلوبكم)؟(ورتل‪ H‬القرآن ترتيالً)‬
‫‪ 3‬فسكون القلب يعني عدم اضطراب نبضات القلب الناجم عن الخوف والهلع وإذا‬‫في هذه الكلمة من الداللة ما يقصر غيرها من الكلمات عن التعبير‪.‬‬
‫كان القلب طبيعيًا بنبضاته فهذا يعني أن اإلنسان في حال أمن وكأنه خارج إطار الحرب بل هو في دار سالم وأمن‪.‬‬
‫آية (‪:)129‬‬
‫ت َو َما فِي اَأْلرْ ِ‬
‫ض يَ ْغفِ‪ُ H‬ر لِ َم ْن يَ َش‪H‬ا ُء َويُ َع‪ِّ H‬ذبُ َم ْن يَ َش‪H‬ا ُء َوهَّللا ُ‬ ‫(وهَّلِل ِ َما فِي َّ‬
‫الس‪َ H‬ما َوا ِ‬ ‫*ما داللة تقديم وت‪H‬أخير (يغف‪H‬ر) في قوله تع‪H‬الى َ‬
‫ت َواَأْلرْ ِ‬
‫ض يُ َع‪ِّ H‬ذبُ َم ْن يَ َش‪H‬ا ُء َويَ ْغفِ‪ُ H‬ر لِ َم ْن يَ َش‪H‬ا ُء َوهَّللا ُ َعلَى ُك‪ِّ H‬ل‬ ‫ك َّ‬
‫الس‪َ H‬ما َوا ِ‬ ‫َغفُو ٌر َر ِحي ٌم (‪ )129‬آل عمران) (َألَ ْم تَ ْعلَ ْم َأ َّن هَّللا َ لَهُ ُم ْل‪ُ H‬‬
‫َش ْي ٍء قَ ِدي ٌ‪H‬ر (‪ )40‬المائدة) ؟‬
‫د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫لو نظرنا في اآليات سنجد أن تقديم المغفرة على العذاب هو األصل ألنه (كتب ربكم على نفسه الرحمة)‪  ‬وفي الحديث في صحيح البخاري "رحمتي‬
‫سبقت غضبي" لكن في اآلية ‪ 40‬في سورة المائدة؟ هذا األمر يتعلق بقطع اليد (والسارق والسارقة)قدّم العذاب ألن الكالم في البداية كان على عذاب‬
‫ثم على مغفرة فال بد أن يتقدم العذاب ولو عسكت لما إستقام الكالم‪ .‬بينما األماكن األخرى الكالم كان إعتياديًا على مغفرة اهلل تعالى وعذابه فدائمًا‬
‫يقدم الرحمة ويردف بالعذاب يقدم الرحمة ترغيبًا للمطيعين ويؤخر العذاب ويذكره تحذيرًا من المعصية‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ننتقل إلى الموضوع اآلخر رب العالمين قال (سبقت رحمتي غضبي) هذا شيء معروف‪ ،‬وفي كل القرآن عندما تأتي على المغفرة والعذاب يقول‬
‫ِر لِ َم ْن َي َشا ُء َويُ َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء﴿‪ ﴾284‬البقرة) يقدّم المغفرة على العذاب ما من موضوع في القرآن الكريم رب‬ ‫يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ( َف َي ْغف ُ‬
‫اس ْب ُك ْم ِب ِه اللَّ ُه َف َي ْغف ُ‬
‫ِر‬ ‫ض َوإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه ي َ‬
‫ُح ِ‬ ‫ات َو َما فِي الْأَ ْر ِ‬
‫او ِ‬ ‫العالمين تكلم عن عباده الصالحين والطالحين ثم قال (لِلَّ ِه َما فِي َّ‬
‫الس َم َ‬
‫ِر لِ َم ْن َي َشا ُء َويُ َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء َواللَّ ُه َغ ُف ٌ‬
‫ور‬ ‫ض َي ْغف ُ‬ ‫ات َو َما فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬‫(ولِلَّ ِه َما فِي َّ‬‫لِ َم ْن َي َشا ُء َويُ َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء ﴿‪ ﴾284‬البقرة)‪ ،‬في آل عمران َ‬
‫ِر لِ َم ْن‬‫ِم ْن َخلَ َق َي ْغف ُ‬ ‫َح ُن أَ ْبنَا ُء اللَّ ِه َوأَ ِحبَّا ُؤ ُه ُق ْل َفلِ َم يُ َع ِّذبُ ُك ْم ِب ُذنُو ِب ُك ْم َب ْل أَ ْنتُ ْم َب َش ٌر م َّ‬
‫ارى ن ْ‬ ‫صَ‬ ‫َر ِحي ٌم ﴿‪ ﴾129‬آل عمران)‪ ،‬وفي المائدة ( َو َقالَ ِت الْ َي ُهو ُد َوالنَّ َ‬
‫ال واستبشارًا ورحمة تطبيقًا لقوله تعالى‬ ‫َي َشا ُء َويُ َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء ﴿‪ ﴾18‬المائدة) هكذا موضع واحد فقط خالف هذا النسق العظيم من تقديم المغفرة أم ً‬
‫(ليرحمن اهلل الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها إبليس)‪ ،‬موقع واحد قال وهو في المائدة في سورة‬ ‫ّ‬ ‫(سبقت رحمتي غضبي) ورحمة اهلل واسعة‬
‫ِير ﴿‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ِر لِ َم ْن َي َشا ُء َوالل ُه َعلَى ُكل َش ْي ٍء َقد ٌ‬ ‫ض يُ َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء َو َي ْغف ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َوالأ ْر ِ‬ ‫او ِ‬ ‫المائدة فقط تكلم عن هذا‪ .‬الفرق أنه قال (أَلَ ْم َت ْعلَ ْم أ َّن الل َه لَ ُه ُملك َّ‬
‫الس َم َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪ ﴾40‬المائدة) لماذا هذه فقط التعذيب فيها مقدّم؟ ما هو نسق اآليات التي قبلها؟ رب العالمين أرحم لعباده من آبائهم وأمهاتهم تكلّم رب العالمين عن‬
‫جرائم خطيرة بشعة إذا استشرت في أي مجتمع تُنهيه‪ ،‬تُلقي الخوف والرعب وعدم االستقرار كما هو في بعض بلدان العالم العربي اآلن كالعراق‬
‫ُون اللَّ َه َو َر ُسولَ ُه َو َي ْس َع ْو َن‬
‫ارب َ‬ ‫ُح ِ‬‫ِين ي َ‬‫والصومال وما لف لفهما‪ .‬تكلم رب العالمين عن جريمتين عظيمتين األولى قطع الطريق الحرابة (إِنَّ َما َج َزا ُء الَّذ َ‬
‫اب َع ِظي ٌم‬ ‫الد ْن َيا َولَ ُه ْم فِي الْآَ ِخ َر ِة َع َذ ٌ‬‫ِك لَ ُه ْم ِخ ْز ٌي فِي ُّ‬ ‫ض َذل َ‬ ‫ِن الْأَ ْر ِ‬ ‫اف أَ ْو يُ ْن َف ْوا م َ‬ ‫ِن ِخلَ ٍ‬‫ُصلَّبُوا أَ ْو تُ َق َّط َع أَ ْيدِي ِه ْم َوأَ ْر ُجلُ ُه ْم م ْ‬
‫ض َف َسادًا أَ ْن يُ َقتَّلُوا أَ ْو ي َ‬
‫فِي الْأَ ْر ِ‬
‫﴿‪ ﴾33‬المائدة) يا اهلل! حرابة‪ ،‬يعني رب العالمين شن الحرب عليهم سموها آية الحرابة أنت تخيل أنت في مجتمع ما إن تخرج من بيتك يقتلونك‪،‬‬
‫ُون اللَّ َه َو َر ُسولَ ُه َو َي ْس َع ْو َن فِي‬ ‫ارب َ‬ ‫ُح ِ‬ ‫عندك سيارة يقتلوك ويأخذوها عندك في البيت شيء بسيط يقتلوك ويأخذوه ال تخرج من بيتك ألن هؤالء (ي َ‬
‫ض َف َسادًا) وهو قطع الطريق سواء كان بالداخل أو بالخارج ما دام صار قتل فهي حرابة‪ ،‬كل من يستعمل القتل لآلخر بمجتمعه في الشارع في‬ ‫الْأَ ْر ِ‬
‫الطريق في الطرق العامة سلبًا ونهبًا وانتقامًا وطائفية وحزبيًا هذا محارب هلل ورسوله ولهذا أنت انظر إلى العقوبة (تُ َق َّط َع أَ ْيدِي ِه ْم َوأَ ْر ُجلُ ُه ْم م ْ‬
‫ِن‬
‫ض) كل هذا متى؟ إذا لم يتب‪ ،‬قبل أن‬ ‫ِن الْأَ ْر ِ‬ ‫اف) تقطع يده اليمنى ورجله اليسرى ثم إذا عاد لفعله تقطعهم بالعكس حتى يصبح مقطعًا (أَ ْو يُ ْن َف ْوا م َ‬ ‫ِخلَ ٍ‬
‫يُلقى القبض عليه‪ .‬شخص قطع الطريق وقتل فالن والخ وقال تبنا إلى اهلل واآلن هنالك وسائل إعالم هناك صحافة وهناك تلفزيونات وقال نحن‬
‫الجماعة الفالنيين تبنا إلى اهلل ونعتذر عما فعلنا من قتل مواطنينا وقتل الناس الذين يمشون في الشارع وهجومنا عليهم في بيوتهم الخ نحن نعتذر‬
‫ال‪.‬‬‫ومستعدين نحن للعقوبة سنسلم أنفسنا للسلطة‪ .‬هذا إذا تاب ال يفعلون به شيئًا ولكن يعاقب عقوبة أخرى من حبس أو أن يرجع األشياء هذا أو ً‬
‫يز َحكِي ٌم ﴿‪ ﴾38‬المائدة) والسرقة هذه أن‬ ‫ِن اللَّ ِه َواللَّ ُه َع ِز ٌ‬ ‫ار َق ُة َفا ْق َط ُعوا أَ ْي ِد َي ُه َما َج َزا ًء ِب َما َك َس َبا َن َكالًا م َ‬
‫الس ِ‬ ‫ار ُق َو َّ‬ ‫الس ِ‬
‫الثاني وراءها مباشرة السارق ( َو َّ‬
‫تكسر ِحرزًا‪ ،‬تكسر باب تكسر بيتًا‪ ،‬الناس نائمون تخرق الجدار والناس نائمون بالليل تر ّوعهم ثم تسرق ما عندهم تقطع يدك وتربط هذه اليد في‬
‫عنقك شهر يعني واهلل العظيم عقوبات تقشعر منها األبدان ولهذا أحاطها اهلل بسياج من الشروط بحيث ما تطبق إال في المليون حالة حالة لرعبها‬
‫(سبعين شرطًا) حتى توقع عليك عقوبة القطع‪ .‬وحينئ ٍذ إذا تطبقت عليك الشروط فمعناها أنت مجرم خطير ال مجرم مثلك على وجه األرض كل‬
‫ِين اللَّهِ﴿‪ ﴾2‬النور)‪ .‬بعد هاتين الجريمتين‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الشروط اإلجرامية توفرت في هذه الجريمة تقطع يدك مثل جزاء المحصن ( َولَا َتأ ُخ ْذ ُك ْم ِب ِه َما َرأ َف ٌة فِي د ِ‬
‫بعد قتل الناس في الشوارع كما يحدث في العراق وفي الصومال وفي دول أخرى قادمة ‪ -‬نعوذ باهلل من هذا كما يراد للعرب جميعًا ‪ -‬هذا إذا لم‬
‫لقاض أن يحكم بغير هذا‪ ،‬القاضي فقط‬ ‫يتب قبل أن تلقي الشرطة عليه القبض‪ ،‬هو متى ما ألقت الشرطة عليه القبض فهذه هي العقوبات وال يحق ٍ‬
‫ّ‬
‫يبلّغ حكم اهلل يا فالن أنت قطعت الطريق قتلت فالن وفالن وفالن وحققنا ووجدناك أنت القاتل أو أنت اعترفت فعقوبة اهلل عليك أن تقطع يداك‬
‫ورجالك من خالف يد يمنى مع رجل يسرى أو تُنفى من األرض إذا كنت ما قتلت‪.‬‬
‫آية (‪:)132‬‬
‫* لماذا يرد في القرآن أحيانا ً أطيعوا‪ H‬هللا وأطيعوا‪ H‬الرسول وأحيانا ً أخرى يرد وأطيعوا هللا والرسول؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬
‫في القرآن قاعدة عامة وهي أنه إذا لم يتكرر لفظ الطاعة فالسياق يكون هلل وحده في آيات السورة ولم يجري ذكر الرسول ‪ ‬في السياق أو أي إشارة‬
‫ون {‪ .)}132‬واألمر اآلخر أنه إذا تكرر لفظ الطاعة فيكون قطعيًا قد ُذكر فيه‬ ‫ول لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْر َح ُم َ‬ ‫إليه كما جاء في سورة آل عمران ( َوأَ ِطي ُعواْ اللَهّ َو َّ‬
‫الر ُس َ‬
‫َاز ْعتُ ْم فِي َش ْي ٍء َف ُردُّو ُه إِلَى اللِهّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ول َوأ ْولِي األ ْم ِر مِن ُك ْم َف ِإن َتن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين آ َمنُواْ أ ِطي ُعواْ اللَهّ َوأ ِطي ُعواْ َّ‬
‫الر ُس َ‬ ‫الرسول في السياق كما في قوله تعالى ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ول َف ِإن َت َولَّوا َف ِإنَّ َما َعلَ ْي ِه َما‬ ‫(ق ْل أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُعوا َّ‬
‫الر ُس َ‬ ‫ال {‪ }59‬النساء) و ُ‬ ‫ْر َوأَ ْح َس ُن َت ْأ ِوي ً‬‫ِك َخي ٌ‬‫اآلخ ِر َذل َ‬‫ون ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ‬
‫ول إِن ُكنتُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ‬‫الر ُس ِ‬
‫َو َّ‬
‫ين {‪ }54‬النور) وهذا ما جرى عليه القرآن كله كقاعدة عامة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ول إِلا ال َبلاغ ال ُم ِب ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُح ِّمل َو َعل ْيكم َّما ُح ِّملت ْم َوإِن ت ِطي ُعو ُه َت ْه َتدُوا َو َما َعلى َّ‬
‫الر ُس ِ‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)32‬‬
‫آية (‪:)133‬‬
‫ات َواَألرْ ضُ ُأ ِع َّد ْ‬
‫ت لِ ْل ُمتَّقِينَ (‪ )133‬آل عمران) ت‪HH‬رى لو قلت وأس‪HH‬رعوا‬ ‫ارع ْ‪H‬‬
‫ُوا ِإلَى َم ْغفِ َر ٍة ِّمن َّربِّ ُك ْم َو َجنَّ ٍة َعرْ ُ‬
‫ضهَا‪ H‬ال َّس َما َو ُ‬ ‫*( َو َس ِ‬
‫إلى مغفرة أتُحقق ذات الغرض والفائدة التي تحققها صيغة (وسارعوا)؟(ورتل القرآن ترتيال)ً‬
‫بالطبع ال فالبيان القرآني جاء بصيغة سارعوا للمبالغة في طلب اإلسراع‪ .‬وتنكير (مغفرة) ووصلها بقوله (من ربكم) مع استطاعة اإلضافة مباشرة‬
‫بأن يقول‪ :‬وسارعوا إلى مغفرة ربكم غرضه التضخيم والتعظيم‪ .‬ثم لسائل أن يسأل لِ َم جاء البيان اإللهي بقوله جنة عرضها ولم يقل جنة طولها؟‬
‫سيأتي الجواب أن الكالم هنا على طريقة التشبيه البليغ واألصل‪ :‬وجنة عرضها كعرض السماء واألرض كما جاء في سورة الحديد والغرض هنا‬
‫أريد به تمثيل شدة اإلتساع ليُطلق العنان لخيال السامع فإذا كان عرض الجنة بهذا اإلتساع صعب التخيّل فكيف يكون طولها؟!‬
‫* ما الفرق البياني بين آية ‪ 133‬من سورة آل عمران وآية ‪ 21‬من سورة الحديد؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِين) وقال تعالى في سورة الحديد‬ ‫ض أُ ِعد ْ‬
‫َّت لِلْ ُم َّتق َ‬ ‫ات َوالْأَ ْر ُ‬‫الس َما َو ُ‬
‫ض َها َّ‬ ‫ِن َربِّ ُك ْم َو َج َّن ٍة َع ْر ُ‬ ‫ار ُعوا إِلَى َم ْغف َ‬
‫ِر ٍة م ْ‬ ‫قال تعالى في سورة آل عمران ( َو َس ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ُؤتِي ِه َم ْن َي َشا ُء َوالل ُه ذو ال َف ْ‬
‫ض ِل‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ضل الل ِه ي ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِين آ َمنُوا ِبالل ِه َو ُر ُسلِ ِه ذلِك ف ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ض أ ِعد ْ‬
‫َّت لِلذ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِن َربِّ ُك ْم َو َجنَّ ٍة َع ْر ُ‬ ‫(سا ِب ُقوا إِلَى َم ْغف َ‬
‫ِر ٍة م ْ‬
‫الس َما ِء َوالأ ْر ِ‬ ‫ض َّ‬ ‫ض َها ك َع ْر ِ‬ ‫َ‬
‫يم) ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ال َ ِ‬
‫ظ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫‪ 3‬السموات والسماء‪ ،‬عرضها وكعرض‪ ،‬للمتقين و للذين آمنوا باهلل ورسله‪ ،‬ذلك فضل اهلل ولم ترد‬ ‫في اآليتين أكثر من وقفة‪ :‬قضية الواو وانعدامها‪،‬‬
‫في اآلية الثانية‪.‬‬
‫*السماء والسموات ‪:‬‬
‫السماء في اللغة وفي المدلول القرآني لها معنيان‪:‬‬
‫‪1‬ـ واحدة السموات السبع‪ ،‬كقوله تعالى‪" :‬ولقد َزيّنا السَءامّ الدنيا ِب َمصابيح " الملك‪.‬‬
‫‪2‬ـ كل ما عال وارتفع عن األرض ـ‪  ‬فسقف البيت في اللغة يسمى سماء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الس َما ِء ث َّم ل َيقط ْع َفل َي ْنظ ْر َهل يُذ ِه َب َّن َك ْي ُد ُه َما َيغِيظ"الحج‪15:‬يقول‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫آخ َر ِة َفلْ َي ْم ُد ْد ِب َس َب ٍب إِلى َّ‬
‫َ‬ ‫الد ْن َيا َوالْ ِ‬
‫ص َر ُه اللَّ ُه فِي ُّ‬ ‫ان َي ُظ ُّن أَ ْن لَ ْن َي ْن ُ‬ ‫قال تعالى‪َ " :‬م ْن َك َ‬
‫المفسرون ‪(:‬أي ليمد حبال إلى سقف بيته ثم ليخنق نفسه) فالسماء هنا بمعنى السقف‪.‬‬
‫َر َها " ّالرعد‪.17:‬‬ ‫الس َما ِء َما ًء َف َسالَ ْت أَ ْو ِد َي ٌة ِب َقد ِ‬‫ِن َّ‬ ‫ـ وقد تكون بمعنى السحاب‪" :‬أَ ْن َز َل م َ‬
‫ـ وقد تكون بمعنى المطر ‪ " :‬ينزل السماء عليكم مدرارا" نوح‪.‬‬
‫الس َما ِء َما يُ ْم ِس ُك ُه َّن إِلَّا اللَّ ُه "النحل‪. 79:‬‬ ‫ات فِي َج ِّو َّ‬ ‫ْر ُم َس َّخ َر ٍ‬ ‫ـ وقد تكون بمعنى الفضاء والجو ‪" :‬أَلَ ْم َي َر ْوا إِلَى َّ‬
‫الطي ِ‬
‫الس َما ِء)(األنعام‪. )125:‬‬ ‫ص َّع ُد فِي َّ‬ ‫ضيِّقًا َح َرجًا َكأَنَّ َما َي َّ‬ ‫ْر ُه َ‬ ‫صد َ‬ ‫ُضلَّ ُه َي ْج َع ْل َ‬‫ُر ْد أَ ْن ي ِ‬ ‫العالى(و َم ْن ي ِ‬
‫َ‬ ‫ـ وذكرهذا االرتفاع‬
‫‪ ‬فالسماء كلمة واسعة جدا قد تكون بمعنى السحاب أو المطر أو الفضاء أو السقف‪ ، ‬وبهذا تكون السموات والسموات موطن المالئكة جزءا من‬
‫السماء ‪ ،‬ألن السماء كل ما عال وارتفع مما عدا األرض‪ ،‬والسموات جزء منها بهذا المعنى الواسع الذي يشمل الفضاء والسقف والمطر والسحاب‪،‬‬
‫فإن (السماء) تكون أوسع من (السموات) فهي تشملها وغيرها‪.‬‬
‫ض) (الفرقان‪  )6:‬وقال‪" :‬ربي يعلم القول في السماء واألرض" ألن القول أوسع من‬ ‫ات َوالْأَ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬
‫الس َّر فِي َّ‬ ‫قال تعالى‪ُ " :‬ق ْل أَ ْن َزلَ ُه الَّذِي َي ْعلَ ُم ِّ‬
‫السر‪ ،‬فهو قد يكون سرا أوجهرا والسر جزء منه‪،‬‬
‫فلما وسع قال (القول) وسع وقال (في السماء)‪ .‬ولما ضيق وقال (السر) قال (السموات) ‪.‬‬
‫*عرضها‪ ،‬كعرض ‪:‬‬
‫ولذلك لما قال (السموات) قال (عرضها السموات)‪ ،‬ولكن عندما اتسعت اتساعا هائال جاء بأداة التشبيه (عرضها كعرض السماء) ألن المشبه به‬
‫عادة أبلغ من المشبه‪ ،‬فهي ال تبلغ هذا المبلغ الواسع الذي يشمل كل شيء‪.‬‬
‫كلمة (السماء) تأتي عامة "والسماء بنيناها بأيد" ‪" ،‬وفي السماء رزقكم وما توعدون" ‪" ،‬أأمنتم من في السماء‪ "..‬ثم تتسع ألشياء أخرى‪ ،‬فعندما يقول‪:‬‬
‫"سبع سموات طباقا" فهي ليست الفضاء وال السقف وال السحاب‪ ،‬فعندما اتسعت قال (كعرض السماء)ألنها أقوى وأوسع وأشمل وعلى هذا بني‬
‫التعبير كله في اآليتين‪. ‬‬
‫هناك استعمل الكاف للتشبيه وهنا لم يستخدمها‪ .‬السموات جمع السماء‪ .‬صحيح هي مفرد لكن حينما يأتي وحدها تأتي لعدة مصالح‪ .‬السماء‬
‫واألرض عظيمة جدًا فاستعمل لها التشبيه ألنها غير محدودة لكن لما استعمل السموات إستعمل التحديد (عرضها السموات واألرض) للتقريب‪ .‬لكن‬
‫العربي لما يسمع عرضها عرض السموات واألرض قد يفهم منها السماء األولى الواحدة لكن لما قال (كعرض السماء واألرض) يفهم أن هذا‬
‫إطالق‪( .‬كعرض) أقوى من (عرضها) وأشمل وأوسع هكذا يُفهم‪.‬‬
‫*أعدت للمتقين‪ ،‬أعدت للذين آمنوا ‪:‬‬
‫عندما ضيق حددها للمتقين ثم وصفهم في اآليات التالية‪ ،‬وعندما وسع عمم القول ليسع الخلق (الذين آمنوا باهلل ورسله)‪ ‬وهؤالء المتقون جزء من‬
‫الذين آمنوا‪ ،‬ولم يحدد عمال محددا لهؤالء‪.‬‬
‫*سابقوا‪ ،‬سارعوا ‪:‬‬
‫عندما قال (سارعوا) قال (عرضها السموات واألرض)‪ ،‬وعندما قال (سابقوا) قال (كعرض السماء واألرض)‪ ‬‬
‫كثرة الخلق المتجهين لمكان واحد تقتضي المسابقة‪ ،‬فإن قلّوا اقتضى ذلك المسارعة فقط ‪ ،‬وليس المسابقة‪.‬‬
‫اتسع المكان فاتسع الخلق ‪ ،‬ذكر السماء التي تشمل السموات وزيادة ‪ ،‬وذكر الذين آمنوا باهلل ورسله وهي تشمل المتقين وزيادة ‪ ،‬ثم زاد وقال‪" :‬ذلك‬
‫فضل اهلل" ‪  .‬ألن الفضل أوسع مما جاء في آل عمران بل الفضل واضح إذ جاءت عامة‬
‫*تكرار العطف ‪:‬‬
‫وكذلك لو الحظنا الناحية الفنية لرأينا وضع كل واحدة يناسب ما هي فيه‪ ،‬ففي سورة الحديد تتكرر عبارات (آمنوا باهلل) و(الفضل العظيم)‬
‫و(يضاعف لهم) ففيها تفضالت كثيرة‪ .‬وكذلك وضع الواو في سارعوا ‪ ،‬آية آل عمران فيها تعاطفات‪ ،‬أمااألخرى فبال عطف‪ ‬وفي آل عمران نرى‬
‫المتقين واألمر بالتقوى يتكرر عدة مرات‪.‬‬
‫ض َعا ًفا‬‫الر َبا أَ ْ‬‫ِين آَ َمنُوا لَا َت ْأ ُكلُوا ِّ‬
‫لما نأتي إلى سياق اآليات لذا نقول دائمًا فهم اآليات يكون بالرجوع إلى السياق‪ .‬نالحظ اآلية األولى ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ون (‪ ))132‬هناك تشريع‬ ‫ول لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْر َح ُم َ‬
‫الر ُس َ‬‫ين (‪ )131‬وَأَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َّ‬ ‫ِر َ‬ ‫ار الَّتِي أُ ِعد ْ‬
‫َّت لِلْ َكاف ِ‬ ‫ون (‪ )130‬وَاتَّ ُقوا النَّ َ‬ ‫ِح َ‬ ‫اع َف ًة َواتَّ ُقوا اللَّ َه لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ‬
‫ض َ‬‫ُم َ‬
‫ونهي عن ارتكاب إثم عظيم‪ ،‬ودعوة للتقوى‪ ،‬اتقوا ما يوصلكم إلى النار‪ ،‬الحظ الواوات‪ ،‬ثم (وسارعوا إلى مغفرة) جاءت اآلية في إطار العطف‪.‬‬
‫ْث أَ ْع َج َب الْ ُك َّف َ‬
‫ار َن َباتُ ُه ثُ َّم‬ ‫ال َوالْأَ ْولَا ِد َك َم َث ِل َغي ٍ‬‫اخ ٌر َب ْي َن ُك ْم َو َت َكاثُ ٌر فِي الْأَ ْم َو ِ‬ ‫ِب َولَ ْه ٌو َو ِزين ٌ‬
‫َة َو َت َف ُ‬ ‫بينما اآلية األخرى في سورة الحديد (أَنَّ َما الْ َح َيا ُة ُّ‬
‫الد ْن َيا لَع ٌ‬
‫ور (‪ ))20‬فيها نوع من‬ ‫اع الْ ُغ ُر ِ‬ ‫الد ْن َيا إِلَّا َم َت ُ‬
‫ان َو َما الْ َح َيا ُة ُّ‬
‫ض َو ٌ‬ ‫ِن اللَّ ِه َو ِر ْ‬ ‫ِر ٌة م َ‬‫‪3‬د َو َم ْغف َ‬ ‫اب َشدِي ٌ‬‫ون ُح َطا ًما َوفِي الْآَ ِخ َر ِة َع َذ ٌ‬ ‫ص َف ًّرا ثُ َّم َي ُك ُ‬ ‫يج َف َت َرا ُه ُم ْ‬
‫َي ِه ُ‬
‫اإليضاح والشرح لقضية معينة ثم ما عندنا نهي أو أمر فجاءت (سابقوا) من غير الواو‪( .‬وسارعوا) لما يكون تشريع ويكون هناك إثم عظيم‬
‫وهوالربا على ارتكاب المخالفة‪ .‬وكان كثير من المسلمين يتعاطون بالربا قبل تحريمه فلما جاء التحريم طلب منهم أن يسارعوا وليست مسألة‬
‫مسابقة وإنما كل واحد مسؤول عن فعله ألنه أمر شخصي فطلب إليه أن يُسرع إلى مغفرة‪ .‬كيف يُسرع لها؟ بالتوبة والتوبة شخصية فجاءت كلمة‬
‫وآخر‪ .‬اآلن المناسبة تعنيك والكالم على الربا والربا شخصي‪ .‬لكن (سابقوا) الكالم على الدنيا والدنيا فيها‬ ‫سارعوا‪ .‬ليس هناك مجال للمسابقة أنت َ‬
‫كل يريد أن يظهر شأنه‬ ‫منافسات وتنافس ولعب وما من لعب إال وفيه منافسة واللهو يتنافس فيه الناس والتفاخر الناس يتنافسون فيه‪ .‬اللعب واللهو ُ‬
‫فيه وتفاخر يتسابقون في الفخر‪ .‬الموضوع ليس هنا ولكن المسابقة هي أن تتسابقوا إلى مغفرة من ربكم تلجأون إلى اهلل تعالى عن هذا اللهو والعبث‬
‫لكن فيه تسابق والسباق قطعًا فيه سرعة وزيادة‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫السرعة ليست واحد هناك سرعة كسرعة الهواء‪ ،‬سرعة الغيم‪ ،‬سرعة الفرس‪ ،‬سرعة الريح‪ ،‬سرعة العاديات ضبحًا أقسم بها اهلل تعالى ألنها متميزة‬
‫ومدربة وهدفها واحد‪ .‬المفروض الفارس يبدأ بالسير ثم يسرع شيئًا فشيئًا يسابق الريح هذا نظام الفروسية لكن في بعض الحاالت الفرس من أول ما‬
‫ينطلق ينطلق كالهواء لذا قال (والعاديات ضبحًا) الفارس الذي يمكل زمام فرسه له تأثير خيالي على الفرس‪ .‬لهذا امتدح اهلل تعالى الفرسان الذين‬
‫من أول ما قال لهم انطلقوا انطلقوا من ساعتهم ألن األمر جد خطير جاءهم احتالل تهديد فهؤالء الفرسان من ساعة ما قال لهم انطلقوا بدأت الخيل‬
‫‪ 3‬قال تعالى (وسارعوا) على أين أنواع السرعة؟ سرعة الريح أو الحيوان أو السيارة؟ قال (سابقوا) يعني كسرعة المتسابقين فإذا كنت‬ ‫تضبح‪ .‬حينئذ‬
‫أي‬
‫متسابقًا عليك أن تسرع فالمسابقات أنواع ليست كلها ركضًا ولكل مسابقة سرعتها المعروفة‪ .‬المهم أنك أنت إلى الخيرات أن تارع مسارعة ّ‬
‫ون (‪ )10‬الواقعة) كالكما صليتما الجمعة خرجتما من البيت‬ ‫السا ِب ُق َ‬ ‫السا ِب ُق َ‬
‫ون َّ‬ ‫ون (‪ )26‬المطففين) ( َو َّ‬ ‫س الْ ُم َتنَاف ُ‬
‫ِس َ‬ ‫ِك َفلْ َي َتنَا َف ِ‬
‫(وفِي َذل َ‬
‫سباق كان هذا َ‬
‫متوضئين لكن واحد ذهب إلى الصالة بساعة واآلخر ذهب قبل الصالة بخمس دقائق لكن األول سبق وكأنه قدّم بدنة واآلخر قدم تمرة‪ .‬في كل عمل‬
‫من العبادات إذا سبقت غيرك فأنت قد سبقته‪ .‬يبقى هذا السباق تختلف سرعته من عمل إلى عمل إذا قال حي على الفالح فأنت في المسجد‪ ،‬كلما قيل‬
‫للناس حي على الفالح‪ ،‬أدركونا السابقون األولون لهم القدح المعلّا عند كل األمم‪ .‬رب العالمين يعلمنا أن تكون سابقًا إلى الخيرات بسرعتك وكل‬
‫عمل له سرعته المعروفة‪.‬‬
‫آية (‪:)134‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً)‪:‬‬
‫ْظ (‪ )134‬آل عمران) الكظم لغة اإلخفاء واإلمساك وهو مأخوذ من كظم القِربة إذا مألها وأمسك فمها وعلى هذا‬ ‫ِين الْ َغي َ‬ ‫(والْ َك ِ‬
‫اظم َ‬ ‫فى قوله تعالى َ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ال رائعًا بحق الخلق العظيم من جهتين‪ :‬أوال إخفاء الغضب من جهة وثانيًا إمساكه عند وصوله حد اإلمتالء تمامًا كالماء إذا خيف أن‬ ‫تكون اآلية تمثي ً‬
‫يظهر من القربة وهي هنا النفس الغاضبة‪.‬‬
‫آية (‪:)135‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫يقول النبي صلى اهلل عليه وسلم – كما رواه البخاري‪( -‬إن عبدًا أذنب ذنبًا فقال يا رب أذنبت ذنبًا فاغفره لي فقال الرب‪ :‬علم عبدي أن له ربًا يغفر‬
‫الذنوب قد غفرت لعبدي‪ ،‬ثم عمل ذنبًا آخر فقال يا رب قد أذنبت ذنبًا فاغفره لي فقال الرب‪:‬علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنوب قد غفرت لعبدي‪ ،‬ثم‬
‫أذنب ذنبًا آخر فقال يا رب قد أذنبت ذنبًا فاغفره لي فقال الرب‪ :‬علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنوب قد غفرت له وليفعل عبدي ما يشاء) إذا كان كلما‬
‫اح َش ًة أَ ْو َظلَ ُموا أَ ْن ُف َس ُه ْم َذ َك ُروا اللَّ َه‬‫ِين إِ َذا َف َعلُوا َف ِ‬
‫أذنب استغفر فليذنب يعني ال ييأس من رحمتي ورب العالمين سبحانه وتعالى في اآلية ( َوالَّذ َ‬
‫ِن َربِّ ِه ْم ﴿‪ ﴾136‬آل عمران)‬ ‫ِر ٌة م ْ‬ ‫ُه ْم َم ْغف َ‬
‫ِك َج َزاؤ ُ‬ ‫ون ﴿‪ ﴾135‬أُولَئ َ‬ ‫ُص ُّروا َعلَى َما َف َعلُوا َو ُه ْم َي ْعلَ ُم َ‬
‫وب إِلَّا اللَّ ُه َولَ ْم ي ِ‬ ‫ِر ُّ‬
‫الذنُ َ‬ ‫اس َت ْغ َف ُروا ل ُِذنُو ِب ِه ْم َو َم ْن َي ْغف ُ‬
‫َف ْ‬
‫أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة)‪ .‬إذًا يا سيدي الكريم إياك أن يلعب بك إبليس! تُب إلى اهلل عز‬ ‫وقال النبي صلى اهلل عليه وسلم (ما ّ‬
‫ِر لِ َذ ْن ِب َك‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫غ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫اس‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫اع‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫(‬ ‫هكذا‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫اهلل‬ ‫إلى‬ ‫بالعودة‬ ‫أسرع‬ ‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫عدت‬ ‫وإذا‬ ‫منك‬ ‫ويتقبلها‬ ‫‪ 3‬على التوبة‬ ‫وادع اهلل أن يثبتك‬ ‫وجل ُ‬
‫ِ ِ‬
‫﴿‪ ﴾19‬محمد)‪.‬‬
‫آية (‪:)136‬‬
‫ت لَنُبَ ِّوَئنَّهُم‪ِّ H‬منَ ْال َجنَّ ِة ُغ َرفًا تَجْ ِري ِمن تَحْ تِهَا اَأْل ْنهَا ُر خَالِ ِدينَ فِيهَا نِ ْع َم َأجْ ُر ْال َعا ِملِينَ‬
‫(والَّ ِذينَ آ َمنُوا َو َع ِملُوا الصَّالِ َحا ِ‬ ‫*يقول تعالى َ‬
‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫َأل‬
‫ات تَجْ ِري ِمن تَحْ تِهَا ا ْنهَا ُر خَالِ ِدينَ فِيهَا َونِ ْع َم جْ ُر ال َعا ِملِينَ (‪)136‬‬ ‫ك َج َزآُؤ هُم َّم ْغفِ َرةٌ ِّمن َّربِّ ِه ْم َو َجنَّ ٌ‬ ‫ُأ‬
‫(‪ )58‬العنكبوت) – ( وْ لَـِئ َ‬
‫ْ‬ ‫َأ‬
‫ْث نَ َشاء فَنِ ْع َم جْ ُر ال َعا ِملِينَ (‪)74‬‬ ‫ْ‬ ‫ُأ‬
‫ض نَتَبَ َّو ِمنَ ال َجنَّ ِة َحي ُ‬ ‫َأْل‬ ‫َأ‬
‫ص َدقَنَا َو ْع َدهُ َو وْ َرثَنَا‪ H‬ا رْ َ‬ ‫آل عمران) – ( َوقَالُوا‪ْ H‬ال َح ْم ُد هَّلِل ِ الَّ ِذي َ‬
‫الزمر)لماذا مرة (نعم أجر العاملين) ومرة بالواو‪( H‬ونعم أجر العاملين) ومرة بالفاء (فنعم أجر العاملين)؟ (د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫تكرم األول في الجامعة هناك أول مكرر هناك أكثر من أول فأعطيت كل واحد سيارة هذا نعم أجر العاملين‪ ،‬لكن أول األوائل الذي هو أولهم‬ ‫عندما ّ‬
‫أخذ سيارتين هذا ونعم أجر العاملين هذه أقوى من األولى‪ ،‬أما فنعم أجر العاملين هذه عندما يستلمون الجائزة‪.‬‬
‫ِين (‪ )58‬العنكبوت) ُغ َرف‬ ‫ِين فِي َها ِن ْع َم أَ ْج ُر الْ َعا ِمل َ‬ ‫ار َخالِد َ‬ ‫ات لَنُ َب ِّو َئنَّ ُهم ِّم َن الْ َجنَّ ِة ُغ َر ًفا َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها الْأَ ْن َه ُ‬
‫ِح ِ‬ ‫ِين آ َمنُوا َو َعمِلُوا َّ‬
‫الصال َ‬ ‫قال تعالى ( َوالَّذ َ‬
‫غرفات هذه كأنها درر وياقوت أعجوبة العجائب‪ ،‬نعم أجر العاملين على العمل الصالح يصوم ويصلي كما جميع المسلمين المؤمنين باهلل إذا داوموا‬
‫عليه لهم أجرهم العظيم التي هي الجنة التي فيها ما ال عين رأت وال أذن سمعت وال خطر علة قلب بشر هذا نِعم أجر العاملين‪ .‬كل مؤمن بدينه‬
‫الس َّراء‬ ‫ون فِي َّ‬ ‫ويطبقه بالشكل الذي أمر اهلل عز وجل عباده والرسل على أي وجه هذا نعم أجر العاملين‪ .‬لكن هناك أناس عندهم دقة (الَّذ َ‬
‫ِين يُن ِف ُق َ‬
‫اح َش ًة أَ ْو َظلَ ُمواْ أَ ْن ُف َس ُه ْم َذ َك ُرواْ اللَهّ َف ْ‬
‫اس َت ْغ َف ُرواْ ل ُِذنُو ِب ِه ْم‬ ‫ِين إِ َذا َف َعلُواْ َف ِ‬‫ِين (‪َ )134‬والَّذ َ‬ ‫ُح ُّب الْ ُم ْح ِسن َ‬ ‫اس َواللُهّ ي ِ‬ ‫ْظ َوالْ َعاف َ‬
‫ِين َع ِن النَّ ِ‬ ‫ِين الْ َغي َ‬ ‫اظم َ‬ ‫الض َّراء َوالْ َك ِ‬‫َو َّ‬
‫ار َخالِد َ‬
‫ِين‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ِّه ْم َو َجنات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها األن َه ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون (‪ )135‬أ ْولـئِك َج َزآ ُؤهُم َّمغف َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُص ُّروا َعلى َما ف َعلوا َو ُه ْم َي ْعل ُم َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫ِرة ِّمن َّرب ِ‬ ‫وب إِال اللُهّ َول ْم ي ِ‬ ‫ِر الذن َ‬ ‫َو َمن َيغف ُ‬
‫ِين (‪ )136‬آل عمران) شهوات قوية صبروا عليها ويندمون ويعودون قال (ونعم أجر العاملين) هذه مرتبة أعلى‪ .‬عندما تأتي‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫َ‬
‫فِي َها َو ِن ْع َم ْ ُ َ َ‬
‫ل‬‫م‬ ‫أ‬
‫ال لَ ُه ْم‬‫ْوابُ َها َو َق َ‬ ‫َ‬
‫ِح ْت أب َ‬ ‫ِين اتَّ َق ْوا َربَّ ُه ْم إِلَى الْ َجنَّ ِة ُز َم ًرا َحتَّى إِ َذا َجاؤ َ‬
‫ُوها َو ُفت َ‬ ‫يق الَّذ َ‬ ‫تحاسب أو ال تحساب‪ ،‬تدخل الجنة وترى النعيم ( َو ِس َ‬ ‫يوم القيامة َ‬
‫ِين (‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َشاء َف ِن ْع َم أ ْج ُر ال َعا ِمل َ‬ ‫ْث ن َ‬‫ِن ال َجنَّ ِة َحي ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ض َن َت َب َّوأ م َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ص َد َقنَا َو ْع َد ُه َوأ ْو َر َثنَا الأ ْر َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِين (‪َ )73‬و َقالوا ال َح ْم ُد لِل ِه الذِي َ‬ ‫وها َخالِد َ‬‫ْخل َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َخ َز َنتُ َها َسلَا ٌم َعلَ ْيك ْم ِط ْبتُ ْم َفاد ُ‬
‫‪ )74‬الزمر) بالفاء أي استلمنا‪( .‬فنعم) ال تقولها إال عندما تستلم جائزتك وأجرك‪ .‬فاألجر إن ُو ِعدت به فهم (نعم أجر العاملين) إذا كان شيئًا متميزًا‬
‫ألنك أنت متميز هذه (ونعم أجر العاملين) وإذا استلمته (فنعم أجر العاملين)‪ ،‬هذا هو الفرق‪.‬‬
‫آية (‪:)137‬‬
‫* ما الفرق بين استعمال كلمتي عقاب وعذاب كما وردتا في القرآن الكريم؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هناك رأي لبعض العلماء أن هذه الكلمات هي من لهجات مختلفة فليس بينها فروق ويستدلون بكلمة السكين وال ُمدية‪ .‬لكن التدقيق هو ليست األسماء‬
‫فقط وإنما أحيانًا اإلشتقاقات نجد تصرفًا فيها فهذا يدعونا إلى التأمل في جميع اآليات التي وردت فيها هذه اللفظة وننظر هل هي موازية مقارنة‬
‫للفظة األخرى؟ هل هناك فارق ولو دقيق؟ نجمع كل اآليات التي فيها كلمة عقب ومشتقاتها عقاب وعاقبة وعوقب ومعاقبة بكل إشتقاقاتها وكذلك‬
‫عذب عذاب يعذب معذب تعذيبًا يعذبون‪ .‬الذي وجدناه في هذا أن العقاب وما إشتق منه ورد في ‪ 64‬موضعًا في القرآن الكريم والعذاب وما‬ ‫كلمة ّ‬
‫إشتق منه ورد في ‪ 370‬موضعًا‪ .‬فلما نظرنا في اآليات وجدنا أن هناك تناسبًا بين الصوت والمعنى‪ :‬هو العذاب عقاب والعقاب عذاب‪ .‬لكن يلفت‬
‫النظر أن الثالثي هو (ع‪-‬ذ‪-‬ب) و(ع‪-‬ق‪-‬ب) إذن الذال والقاف‪ .‬كيف ننطق القاف؟ ألن القاف يسمونه إنفجاري أوالقدامى شديد يعني يُولد بإنطباق‬
‫يعقبه إنفصال مفاجيء مثل الباء‪ ،‬بينما الذال المشددة فيها رخاوة وفيها طول‪ .‬من هنا وجدنا أن كلمة العقاب تكون للشيء السريع والسريع يكون في‬
‫الدنيا ألن القاف أسرع‪ .‬والذال فيها إمتداد‪ ،‬هذا اإلمتداد يكون في الدنيا واآلخرة‪ ،‬العذاب يأتي في الدنيا ويأتي في اآلخرة‪ .‬عندما نأتي إلى اآليات‬
‫نجدها تتحدث عن عقوبة للمشركين في الدنيا يسميه عذابًا وفي اآلخرة يسميه عذابًا (فعذبهم بدخول النار)‪ .‬أما العقاب ففي الدنيا‪ .‬هذا من خالل‬
‫النظر في جميع اآليات لكن هناك نظرية تحتاج لتنبيه أنه لما يأتي الوصف هلل عز وجل ال يكون مؤقتًا ال بدنيا وال بآخرة فلما يقول‪( :‬واهلل شديد‬
‫العقاب) هذه صفة ثابتة عامة يعني هذه صفته سبحانه لكن لما يستعمل كلمة العقاب مع البشر يستعملها في الدنيا لم تستعمل في اآلخرة‪ .‬كذلك‬
‫العذاب إستعملها للعذاب في الدنيا وفي اآلخرة وإستعملها (وأن اهلل شديد العذاب) ألن العقاب فيه سرعة وردت في القرآن (إن ربك سريع العقاب)‬
‫التنصل عنها وهي بهذه الروعة وهذا السمو أن‬ ‫وليس في القرآن سريع العذاب‪ .‬لذلك نقول هذه اللغة لغة سامية ينبغي أن تُعطى حقها فال يجوز ّ‬
‫الحرف الواحد بتغير صوته تغير المعنى مع أن المعنى متقارب‪.‬‬
‫العاقبة للخير ألنها بمعنى نتيجة العمل يعني ما يعقب العمل‪ ،‬عاقبة هذا العمل بمعنى ما يعقبه‪ ،‬ما يأتي بعده قد يكون خيرًا وقد يكون شرًا‪ .‬ولذلك‬
‫ين (‪ )137‬آل‬ ‫ان َعا ِق َب ُة الْ ُم َك ِّذ ِب َ‬
‫‪3‬‬ ‫ْف َك َ‬ ‫يروا فِي الْأَ ْر ِ‬
‫ض َفا ْن ُظروا َكي َ‬ ‫ِن َق ْبلِ ُك ْم ُسن ٌ‬
‫َن َف ِس ُ‬ ‫إستعمل العاقبة في ‪ 32‬موضعًا في القرآن كله هكذا ( َق ْد َخلَ ْت م ْ‬
‫عمران‪.‬‬
‫آية (‪:)140‬‬
‫*ما داللة ذكر وحذف‪ H‬الالم فى آيتى آل عمران (‪)141-140‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِين (‪ )140‬آل عمران) هذه معطوفة‬ ‫ُح ُّب َّ‬
‫الظالِم َ‬ ‫ال ي ِ‬ ‫اس َولَِي ْعلَ َم اللُهّ الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنواْ َو َي َّت ِخ َذ مِن ُك ْم ُش َهدَاء َواللُهّ َ‬ ‫َاولُ َها َبي َ‬
‫ْن النَّ ِ‬ ‫(وتِلْ َك األيَّا ُم نُد ِ‬
‫في قوله تعالى َ‬
‫ين (‪ )141‬آل عمران) إحداها فيها الم واألخرى ليس فيها الم‪ ،‬قسم فيها عطف‪ .‬الذي فيه الم يكون أقوى‬ ‫ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِين آ َمنُوا َو َي ْم َح َق الكاف ِ‬‫ص اللُهّ الَّذ َ‬ ‫( َولِيُ َم ِّح َ‬
‫ِين‬ ‫َّ‬
‫ص اللُهّ الذ َ‬
‫(ولِيُ َم ِّح َ‬
‫ِين آ َمنوا َو َيت ِخذ مِنك ْم ش َهدَاء) أيُّها األكثر يعلم اهلل الذين آمنوا أو يتخذ شهداء؟ يعلم اهلل الذين آمنوا أكثر‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫وآكد ( َولَِي ْعل َم اللُهّ الذ َ‬
‫أي األكثر تمحيص الذين آمنوا أو محق الكافرين؟ تمحيص الذين آمنوا فجاء بالالم واألخرى لم يذكر فيها الالم‪ ،‬هذا المتعلق‬ ‫ين) ُّ‬ ‫ِر َ‬‫آ َمنُواْ َو َي ْم َح َق الْ َكاف ِ‬
‫باآلية‪ .‬وعندنا قاعدة الذكر آكد من الحذف‪.‬‬
‫*(ِإن يَ ْم َس ْس ‪ُ H‬ك ْ‪H‬م قَ‪HH‬رْ ٌح فَقَ ‪ْ H‬د َمسَّ ْالقَ‪HH‬وْ َم قَ‪HH‬رْ ٌح ِّم ْثلُ ‪H‬هُ (‪ )140‬آل عم‪HH‬ران) انظر كيف اس‪HH‬تطاعت ابالغة القرآنية أن تنقص من ق‪HH‬در‬
‫المصيبة على المؤمنين‪ .‬فأين تكمن البالغة في هذه اآلية التصويرية؟(ورتل‪ H‬القرآن ترتيالً)‬
‫المس أصله اللمس باليد فيكون أمرًا سطحيًا ال يخترق الجسد خالف الفعل‬
‫لقد عبّر اهلل تعالى عن المصيبة بقوله (يمسسكم) ولم يقل يصبكم ألن ّ‬
‫يصبكم الذي يفيد اختراق القرح إلى داخل الجسد وهذا مؤذن بالتخفيف‪ .‬ثم صور الهزيمة بالقرح أي الجرح وهو هنا مستعمل في غير حقيقته‬
‫فيكون بذلك إستعارة للهزيمة إذ ال يصح أن يراد بها الحقيقة ألن الجراح التي تصيب الجيش ال يُعبأ بها إذا كان معها النصر ناهيك عن أن تصوير‬
‫الهزيمة بالقرح مؤذن بالشفاء منه‪.‬‬
‫*(ِإن يَ ْم َس ْس ُك ْم قَرْ ٌح فَقَ ْد َمسَّ ْالقَوْ َم قَرْ ٌح ِّم ْثلُهُ (‪ )140‬آل عمران) لعل سائالً يس‪HH‬أل لِ َم اخت‪HH‬ار البي‪HH‬ان اإللهي ص‪HH‬يغة المض‪HH‬ارع‪ H‬في‬
‫(يمسسكم) والماضي في (مسّ ) ولم يكونا في زمن واحد؟(ورتل‪ H‬القرآن ترتيالً)‬
‫إنها دقة التعبير في إيراد الحقائق الواقعية فالتعبير عما أصاب المسلمين بصيغة المضارع في (يمسسكم) لقربه من زمن يوم أحد وعما أصاب‬
‫(مس القوم) لبُعدِه ألنه حصل يوم بدر‪.‬‬
‫المشركين بصيغة الماضي ّ‬
‫آية (‪:)143‬‬
‫*( َولَقَ‪ْ H‬د ُكنتُ ْم تَ َمنَّوْ نَ ْال َم‪HH‬وْ تَ ِمن قَ ْب‪ِ H‬ل َأن ت َْلقَ‪HH‬وْ هُ فَقَ‪ْ H‬د َرَأ ْيتُ ُم‪HH‬وهُ َوَأنتُ ْم تَنظُ‪H‬رُونَ (‪ )143‬آل عم‪HH‬ران) إنك تعلم أن م‪HH‬وت الم‪HH‬ؤمن في‬
‫المعركة هو الشهادة فلِ َم عدل هللا تعالى في اآلية إلى ذكر الموت دون الشهادة فلم يق‪HH‬ل‪ :‬ولقد كنتم تمن‪HH‬ون الش‪HH‬هادة أو قيّ‪HH‬ده فق‪HH‬ال‪:‬‬
‫تمنون الموت في سبيل هللا؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪ 3‬والدفاع دون‬
‫وح َب اللقاء ولو كان فيه الموت ولم يرضوا التحصن في المدينة‬
‫إن هذه اآلية جاءت في معرض اللوم للمسلمين الذين أظهروا الشجاعة ُ‬
‫وصرح بلفظ الموت فقط‪.‬‬‫ّ‬ ‫الحرب كما أشار به الرسول ‪ ‬فلذلك نزع اهلل تعالى صفة التشريف عن الموت في سبيل اهلل وهي الشهادة وعدل عنها‬
‫آية(‪:)144‬‬
‫ض‪َّ H‬ر هّللا َ َش‪ْ H‬يًئا‬
‫ت ِمن قَ ْبلِ ِه الرُّ ُس ُل َأفَِإن َّماتَ َأوْ قُتِ َل انقَلَ ْبتُ ْم َعلَى َأ ْعقَابِ ُك ْم َو َمن يَنقَلِبْ َعلَ َى َعقِبَ ْي ِه فَلَن يَ ُ‬
‫*( َو َما ُم َح َّم ٌد ِإالَّ َرسُو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬
‫س َأ ْن تَ ُموتَ ِإالَّ بِِإ ْذ ِن هللا ِكتَابًا ُّمَؤ َّجالً َو َمن ي ُِر ْد ثَ َو َ‬
‫اب ال ُّد ْنيَا نُْؤ تِ‪ِ H‬ه ِم ْنهَا‬ ‫َو َسيَجْ ِزي‪ H‬هّللا ُ ال َّشا ِك ِرينَ (‪ )144‬آل عمران) َ‬
‫و(و َما َكانَ لِنَ ْف ٍ‬
‫الش‪HH‬ا ِك ِرينَ (‪ )145‬آل عم‪HH‬ران) ما الف‪HH‬رق بين س‪HH‬يجزي‪ H‬وس‪HH‬نجزي؟(د‪.‬فاضل‪H‬‬ ‫اب اآل ِخ‪َ HH‬ر ِة نُْؤ تِ‪ِ HH‬ه ِم ْنهَا َو َس‪HH‬نَجْ ِزي َّ‬
‫‪HH‬و َ‬‫ُ‪HH‬ر ْد ثَ َ‬‫َو َمن ي ِ‬
‫السامرائى)‬
‫‪3‬يجزي اهلل) هو لم‬‫‪3‬ران) (فلن يضر – وس‪3‬‬ ‫ين (‪ )144‬آل عم‪3‬‬ ‫ِر َ‬ ‫ض َّر اللَهّ َش ْي ًئا َو َس َي ْج ِزي اللُهّ َّ‬
‫الشاك ِ‬ ‫ِب َعلَ َى َع ِق َب ْي ِه َفلَن َي ُ‬
‫اآلية توضح المسألة ( َو َمن َين َقل ْ‬
‫ين (‪ )145‬آل عم‪33‬ران)‬ ‫ِر َ‬ ‫َج ِزي َّ‬
‫الش‪33‬اك ِ‬ ‫اآلخ َر ِة نُ ْؤ ِت ِه ِم ْن َها َو َسن ْ‬
‫اب ِ‬ ‫ُر ْد َث َو َ‬
‫الد ْن َيا نُ ْؤ ِت ِه ِم ْن َها َو َمن ي ِ‬ ‫ُر ْد َث َو َ‬
‫اب ُّ‬ ‫يتكلم بضمير المتكلم أما اآلية الثانية ( َو َمن ي ِ‬
‫باإلسناد إلى ضمير المتكلم (نؤته منها – وسنجزي) الفعل في الحالين مسند إلى ضمير المتكلم اهلل أما تلك فلن يضر اهلل شيئًا وسيجزي اهلل الشاكرين‬
‫‪3‬ازي واحد‬ ‫‪3‬ؤتي واحد والمج‪3‬‬ ‫‪3‬الى أما الثانية الفاعل واحد والم‪3‬‬ ‫‪3‬بحانه وتع‪3‬‬ ‫يعني ال ينقلب على عقبيه هذا شخص والذي يجزي هو آخر وهو اهلل س‪3‬‬
‫صرح بالفاعل في آية وأضمر في األخرى‪.‬‬ ‫وسنجزي الشاكرين هو هلل سبحانه وتعالى‪ .‬الفرق أنه ّ‬
‫ض َّر هّللا َ َش ْيًئا‬
‫ت ِمن قَ ْبلِ ِه الرُّ ُس ُل َأفَِإن َّماتَ َأوْ قُتِ َل انقَلَ ْبتُ ْم َعلَى َأ ْعقَابِ ُك ْم َو َمن يَنقَلِبْ َعلَ َى َعقِبَ ْي ِه فَلَن يَ ُ‬
‫* ( َو َما ُم َح َّم ٌد ِإالَّ َرسُو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬
‫َو َسيَجْ ِزي‪ H‬هّللا ُ ال َّشا ِك ِرينَ (‪ )144‬آل عمران) ما اللمسة البيانية في ختام اآلية؟ وما داللة استخدام الشكر بدل الصبر؟(د‪.‬فاضل‪H‬‬
‫السامرائى)‬
‫السؤال كان لماذا الشاكرين وليس الصابرين؟ سيجزي اهلل الشاكرين معناها سيثيب الثابتين على دين اإلسالم أي صبروا فثبتوا فشكروا الشكر‬
‫مرحلة أخرى‪ ،‬صبر فثبت فشكر على صبرهم ‪ ،‬الشكر مرحلة بعد الصبر وأع ّم منها‪ ،‬الصبر على المصيبة والثبات والشكر على صبرهم وثباتهم‬
‫أنهم لم يضلوا فشكروا‪ .‬فالشكر يكون مرحلة بعد الصبر ألن الشكر اقتضى الصبر وزيادة‪ .‬الصبر فقط صبر على الفراق مرحلة لكن المطلوب ما‬
‫بعد هذه المرحلة ليس مجرد الصبر ولكن أن يثبتوا ويشكروا ربهم على أنهم ثبتوا وشكروا ربهم على إتمام النعمة ألن الرسول ال يرحل إال بعد‬
‫إكمال النعمة فإذا ذهب الرسول ومات فإنما يكون بعد إتمام الدين فيشكروا اهلل تعالى على أمرين على ثباتهم وعلى إتمام الدين فربنا سبحانه وتعالى‬
‫الد ْن َيا نُ ْؤ ِت ِه ِم ْن َها َو َمن ي ِ‬
‫ُر ْد‬ ‫ُر ْد َث َو َ‬
‫اب ُّ‬ ‫ال ِب ِإ ْذ ِن اهلل ِك َتابًا ُّم َؤ َّج ً‬
‫ال َو َمن ي ِ‬ ‫س أَ ْن َت ُم َ‬
‫وت إِ َّ‬ ‫ان لَِن ْف ٍ‬
‫(و َما َك َ‬
‫سيجزي الشاكرين‪ .‬وقبل هذه اآلية السياق في الشكر َ‬
‫ين (‪ ))145‬السياق في الشكر‪ .‬الشاكرين الذين شكروا اهلل سبحانه وتعالى على أنه صبّرهم وثبّتهم فشكروا‬ ‫ِر َ‬ ‫َج ِزي َّ‬
‫الشاك ِ‬ ‫اآلخ َر ِة نُ ْؤ ِت ِه ِم ْن َها َو َسن ْ‬
‫اب ِ‬ ‫َث َو َ‬
‫ويشكرون اهلل تعالى على أنه أت ّم الدين كله ألن الرسول ال يذهب إال بعد تمام الدين‪ ،‬اقتضى الشكر على تمام الدين‪ ،‬فاقتضى الشكر من أكثر من‬
‫جهة أع ّم وهي مرحلة بعد الصبر وعلى تمام الدين إذن ذكر ما هو أع ّم وأه ّم والمرحلة األخرى فاهلل تعالى يريد منا الشكر في كل شيء‪ ،‬إذا كنت قد‬
‫صبرت على البلية فلك أجر الصابرين فإن شكرت كان أجرك أعلى‪ ،‬شكرته على صبرك هذه عبادة وشكرته على العبادة هذه صارت عبادة أخرى‪.‬‬
‫الصبر على المصيبة عبادة هذا له أجر فإن شكرته على أن ثبتك على هذا الصبر صارت عبادة أخرى وكأن الشكر مرحلة الرضا عما حدث لهم‬
‫ور (‪ )13‬سبأ)‪.‬‬ ‫الش ُك ُ‬ ‫ِي َّ‬ ‫آل دَا ُوو َد ُش ْك ًرا َو َقل ٌ‬
‫ِيل ِّم ْن ِع َباد َ‬ ‫(اع َملُوا َ‬
‫بقضاء اهلل وقدره وهذه مرحلة أعلى ْ‬
‫ت ِم ْن قَ ْبلِ ِه الرُّ ُس ُل َأفَِإ ْن َماتَ َأوْ قُتِ َل ا ْنقَلَ ْبتُ ْم َعلَى َأ ْعقَابِ ُك ْم َو َم ْن يَ ْنقَلِبْ َعلَى‬
‫(و َما ُم َح َّم ٌد ِإاَّل َرسُو ٌل قَ ْد خَ لَ ْ‬
‫*ما سبب نزول اآلية َ‬
‫ض َّر هَّللا َ َش ْيًئا َو َسيَجْ ِزي هَّللا ُ ال َّشا ِك ِرين(‪ ))144‬في سورة آل عمران التي قرأها أبو بكر بعد وفاة الرسول ؟(د‪.‬حسام‪H‬‬ ‫َعقِبَ ْي ِه فَلَ ْن يَ ُ‬
‫النعيمى)‬
‫هي لها سبب نزول ولكن إستفاد منها أبو بكر الصديق عندما توفي الرسول ‪ ‬بينما هي كانت نزلت في وقت قريب من وفاة الرسول ‪ ‬في أُ ُحد‬
‫عندما خرج صارخ أنه محمد ‪ُ ‬قتِل فارتبك الناس فمن جملة من ارتبك أحد المهاجرين ال يذكرون من هو لكنه يروي القصة وشاعت‪ :‬جاء إلى‬
‫يتشحط في دمه فقال له أشعرت أن محمدًا ‪ُ ‬قتِل؟ فقال األنصاري الذي يتشحط في دمه يعني يموت إن كان محمد ُقتِل فقد بلّغ‬ ‫رجل من األنصار ّ‬
‫فقاتلوا عن دينكم‪ .‬هذا المعنى فأنزل اهلل سبحانه وتعالى هذه اآلية وقرأها أبو بكر الذي عصم اهلل تعالى به األمة في أول فتنة تتعرض لها‪ .‬كان يمكن‬
‫أن يتقاتلوا فيما بينهم لكن عصم اهلل سبحانه وتعالى األمة وأبو بكر له عواصم كثيرة من القواصم رضي اهلل عنه وأرضاه‪.‬‬
‫ت ِمن قَ ْبلِ ِه الرُّ ُس ُل َأفَِإن َّماتَ َأوْ قُتِ َل انقَلَ ْبتُ ْم َعلَى َأ ْعقَابِ ُك ْم (‪)144‬‬
‫*ما وجه اإلعجاز فى قوله تعالى ( َو َما ُم َح َّم ٌد ِإالَّ َرسُو ٌل قَ ْد خَ لَ ْ‬
‫آل عمران)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫مسألة وفاة الرسول ‪ ‬البعض يقولون ذكرى استشهاد الرسول ‪ ‬والبعض يقول ذكرى وفاته فهل هذا صحيح؟ نحن نحتفل اآلن بالمولد النبوي وهذه‬
‫الر ُس ُل أَ َفِإن‬ ‫ال َر ُس ٌ‬
‫ول َق ْد َخلَ ْت مِن َق ْبلِ ِه ُّ‬ ‫الخالفات مما أخبر بها النبي ‪ ‬أنها سوف تدب بين الفرقة حتى يضاد أحدنا اآلخر‪ ,‬اآلية واضحة ( َو َما ُم َح َّم ٌد إِ َّ‬
‫بالسم وهذه قضية ثابتة حتى في‬ ‫ِل ان َقلَ ْبتُ ْم َعلَى أَ ْع َقا ِب ُك ْم (‪ )144‬آل عمران) وهذا أيضًا من إعجاز القرآن الكريم ألن محمدًا ‪ ‬مات مقتوال ُ‬
‫ً‬ ‫ات أَ ْو ُقت َ‬
‫َّم َ‬
‫ّ‬
‫آخر أيامه لما كان يتألم قال‪" :‬إن الس ّم الذي أخذته في خيبر قطع أبهري" وهذا حديث صحيح والنبي ‪ ‬بعد ثالث سنوات من تناوله الشاة المسمومة‬
‫ال فما أن‬ ‫فدست في الذراع سمًا قات ً‬ ‫دسها اليهود إليه فأخذ منها لقمة من الذراع وكانت هذه المرأة اليهودية تعرف أن محمدًا ‪ ‬يحب لحم الذراع ّ‬ ‫التي ّ‬
‫المس تغلغل فيه السم وبقي يعاني منه ثالث‬ ‫مست شفتيه مسًا رقيقًا‪ ،‬هذا ّ‬ ‫وضعه على شفتيه حتى ألقاه قال إن هذا يحدثني أنه مسموم لكن بعد أن ّ‬
‫ال وقتل ميتًا وهكذا نعرف إعجاز اآلية وال حول وال قوة إال باهلل واهلل يا ابنتي نحن في عصر علينا أن نتمسك‬ ‫سنوات فمات مسمومًا فهو مات قتي ً‬
‫بهذا الدين وإال هلكنا‪ ،‬نحن في فتن يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا هذا الشقاق المتعمد هذا الخالف المصطنع الذي هو لمصلحة الغير واهلل‬
‫ون (‪)42‬‬ ‫ال َع َّما َي ْع َم ُل َّ‬
‫الظالِ ُم َ‬ ‫ال َت ْح َس َب َّن اللَهّ َغا ِف ً‬
‫تعالى يتولى الصالحين ( َو َ‬

‫‪:‬آية (‪)145‬‬
‫س َأ ْن تَ ُموتَ ِإاَّل بِِإ ْذ ِن هَّللا ِ ِكتَابًا ُمَؤ َّجاًل ﴿‪ ﴾145‬آل عمران) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫*ما معنى الكتاب فى قوله تعالى( َو َما‪َ H‬كانَ لِنَ ْف ٍ‬
‫كتاب الموت والكون فيه كتاب كامل‪ ،‬دليل كامل‪ .‬إذا كان دليل السيارة جزئي فاللوح المحفوظ هو الكتاب الكامل الذي فيه هذا الكون‪.‬‬
‫تعالى(و َم ْن َأ َرا َد اآْل ِخ َرةَ َو َس َعى‪ H‬لَهَا َس ْعيَهَا َوه َُو ُمْؤ ِم ٌن‬
‫َ‬ ‫*ما الفرق بين صيغة الفعل بالماضى‪ H‬مرة وبالمضارع مرة فى قوله‬
‫اب اآْل ِخ َر ِة نُْؤ تِ ِه ِم ْنهَا َو َسنَجْ ِزي‬
‫اب ال ُّد ْنيَا نُْؤ تِ ِه ِم ْنهَا َو َم ْن ي ُِر ْد ثَ َو َ‬
‫و(و َم ْن ي ُِر ْد ثَ َو َ‬ ‫فَُأولَِئ َ‬
‫ك َكانَ َس ْعيُهُ ْم َم ْش ُكوراً(‪ )19‬االسراء َ‬
‫ال َّشا ِك ِرينَ (‪ )145‬آل عمران؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ان َس ْعيُ ُه ْم َم ْش ُكورًا(‪ )19‬االسراء‪ ،‬ذكر اآلخرة وجاء بالفعل الماضي ألن‬ ‫ِك َك َ‬‫ِن َفأُولَئ َ‬ ‫فى قوله تعالى‪َ ( :‬و َم ْن أَ َرا َد الْ ِ‬
‫آخ َر َة َو َس َعى لَ َها َس ْع َي َها َو ُه َو ُم ْؤم ٌ‬
‫ين(‬
‫ِر َ‬ ‫َج ِزي َّ‬
‫الشاك ِ‬ ‫اب الْ ِ‬
‫آخ َر ِة نُ ْؤ ِت ِه ِم ْن َها َو َسن ْ‬ ‫ُر ْد َث َو َ‬
‫الد ْن َيا نُ ْؤ ِت ِه ِم ْن َها َو َم ْن ي ِ‬
‫اب ُّ‬‫ُر ْد َث َو َ‬
‫اآلخرة واحدة وهي تراد‪ .‬لكن عندما تحدث عن الدنيا قال‪َ ( :‬و َم ْن ي ِ‬
‫‪ )145‬آل عمران‪.‬‬
‫ألن إرادة الثواب تتكرر دائما‪ .‬كل عمل تفعله تريد الثواب‪ ،‬فهو إذن يتكرر والشيء المتكرر جاء به بالمضارع يشكر‪ ،‬فالشكر يتكرر ألن النعم ال‬
‫ار ‪ "34‬إبراهيم‬ ‫ان لَ َظلُو ٌم َك َّف ٌ‬
‫وها إِ َّن الْأِ ْن َس َ‬
‫ص َ‬‫تنتهي " َوإِ ْن َت ُعدُّوا ِن ْع َم َت اللَّ ِه ال تُ ْح ُ‬
‫فالشكر يتكرر‪ ،‬كلما أحدث لك نعمة وجب عليك أن تحدث له شكرا أما الكفر فهو أمر واحد حتى إن لم يتكرر‪ ،‬فإن كفر اإلنسان بأمر ما فقد كفر‪ ،‬إن‬
‫كفر بما يعتقد من الدين بالضرورة فقد كفر‪ ،‬ال ينبغي أن يكرر هذا األمر ألنه إن أنكر شيئا من الدين بالضرورة واعتقد ذلك فقد كفر وانتهى وال‬
‫يحتاج إلى تكرار‪ ،‬أما الشكر فيحتاج إلى تكرار ألن النعم ال تنتهي‪ .‬وفيه إشارة إلى أن الشكر ينبغي أن يتكرر وأن الكفر ينبغي أن يقطع‪ ،‬فخالف‬
‫بينهما في التعبير‪  ‬فجاء بأحدهما ‪ ‬في الزمن الحاضر الدال على التجدد واالستمرار وجاء باآلخر في الزمن الماضي الذي ينبغي أن ينتهي‪.‬‬
‫آية (‪:)146‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)79‬‬
‫هّللا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ض ُعفوا َو َما استكانوا َو ُ يُ ِحبُّ الصَّابِ ِرينَ (‬ ‫هّللا‬ ‫*( َو َكَأيِّن ِّمن نَّبِ ٍّي قَاتَ َل َم َعهُ ِربِّيُّونَ كثِي ٌر ف َما َوهَنوا لِ َما َ‬
‫صابَهُْ‪H‬م فِي َسبِي ِل ِ َو َما َ‬ ‫َأ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ )146‬آل عمران) لقد جمعت اآلية بين الضعف والوهن وهما متقاربتان تقاربا ً يبلغ حد الترادف فهل يمكن االستغناء عن‬
‫أحدهما دون اآلخر؟(ورتل‪ H‬القرآن ترتيالً)‬
‫الواقع أن كل واحد منهما أفاد معنى أراده البيان القرآني وهما هنا مجازان فالوهن أقرب إلى َخ َور العزيمة والياس في النفوس والضعف أقرب إلى‬
‫اإلستسالم والفشل في المقاومة‪ .‬ثم بعد ذلك تجيء اإلستكانة لتعبر عن الخضوع والمذلة للعدو بعد الوهن والضعف ومن لطائف النظم القرآني‬
‫ترتيبها في الذكر بحسب ترتيبها في الحصول فإنه إذا خارت العزيمة فشلت األعضاء واستسلمات ورضخت للمذلة من العدو‪.‬‬
‫‪:‬آية (‪)147‬‬
‫وانص‪H‬رْ نَا‪َ H‬علَى ْالقَ‪H‬وْ ِم ْال َك‪H‬افِ ِرينَ (‪ )147‬آل‬
‫ُ‬ ‫ِّت َأ ْق‪H‬دَا َمنَا‬
‫وا ربَّنَا ا ْغفِ‪HH‬رْ لَنَا ُذنُوبَنَا َوِإ ْس‪َ H‬رافَنَا‪ H‬فِي َأ ْم ِرنَا َوثَب ْ‬
‫* ( َو َما َكانَ قَوْ لَهُْ‪H‬م ِإالَّ َأن قَالُ ْ‬
‫عمران) فيها قراءتان بالرفع والنصب فما الفرق؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬
‫وانص‪ْ 3‬رنَا َعلَى الْ َق ْ‬
‫‪3‬و ِم‬ ‫ِّت أَ ْق‪3‬دَا َمنَا ُ‬
‫ِر لَنَا ُذنُو َبنَا َوإِ ْس‪َ 3‬را َفنَا فِي أَ ْم ِرنَا َو َثب ْ‬ ‫ال أَن َقالُواْ ربَّنَا ْ‬
‫اغف ْ‬ ‫ان َق ْولَ ُه ْم إِ َّ‬
‫(و َما َك َ‬ ‫في آية واحدة قرئت قراءتين متواترتين َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ين (‪ )147‬آل عمران) بتقديم خبر (كان) و(أن قالوا) إسمها مؤخر‪ ،‬والقراءة الثانية (وما كان قولهم إال أن قالوا) قولهم إسم (كان) والمصدر‬ ‫الْ َكاف ِ‬
‫ِر َ‬
‫المؤول خبرها‪ ،‬إذن من حيث اللغة ليس فيها إشكال ويبقى السؤال ما سبب االختيار؟ أو لماذا قرئت مرتين؟ معناه أن هنالك مع‪33‬نى كل ق‪33‬راءة لها‬
‫معنى‪ ،‬أما من حيث اللغة والنحو فليس فيها إشكال‪ .‬نأخذ األصل بالرفع يعني ما كان قولُهم إال هذا وحتى يتضح الكالم نجعل (هذا) هي مك‪33‬ان (إال‬
‫أن قالوا)‪ .‬ما كان قولُهم بالرفع‪( ،‬ما كان) يصير هذا خبر‪ ،‬إذن ما كان قولُهم إال هذا القول لم يقولوا غيره في هذا المقام وهو مقام ح‪33‬رب وقت‪33‬ال‬
‫ان َق ْولَ ُه ْم إِ َّ‬
‫ال‬ ‫ين (‪َ )146‬و َما َك َ‬‫الصا ِب ِر َ‬
‫ُح ُّب َّ‬ ‫اس َت َكانُواْ َواللُهّ ي ِ‬
‫ض ُع ُفواْ َو َما ْ‬ ‫يل اللِهّ َو َما َ‬ ‫صا َب ُه ْم فِي َس ِب ِ‬‫ِير َف َما َو َهنُواْ لِ َما أَ َ‬
‫ُّون َكث ٌ‬ ‫( َو َكأَيِّن ِّمن نَّ ِب ٍّي َقا َت َل َم َع ُه ِربِّي َ‬
‫ين (‪ )147‬آل عمران) ما كان قولُهم إال هذا القول يعني في‬ ‫ِر َ‬ ‫ِّت أَ ْقدَا َمنَا ُ‬
‫وانص ْرنَا َعلَى الْ َق ْو ِم الْ َكاف ِ‬ ‫ِر لَنَا ُذنُو َبنَا َوإِ ْس َرا َفنَا فِي أَ ْم ِرنَا َو َثب ْ‬ ‫ربنَا ْ‬
‫اغف ْ‬ ‫أَن َقالُواْ َّ‬
‫ْ‬
‫وانص‪ْ 33‬رنَا َعلَى ال َق‪ْ 3‬‬
‫‪3‬و ِم‬ ‫َ‬
‫ِّت أ ْقدَا َمنَا ُ‬ ‫َ‬
‫ِر لَنَا ُذنُو َبنَا َوإِ ْس َرا َفنَا فِي أ ْم ِرنَا َو َثب ْ‬‫اغف ْ‬ ‫هذا المكان لم يقولوا إال هذا الشيء يطلبون المغفرة والتثبيت والنصر (ربَّنَا ْ‬
‫‪3‬بر‪ ،‬في‬ ‫ين) ما كان قولُهم (بالرفع) إال هذا القول في هذا الموقف لم يقولوا غيره‪ .‬أما بالنصب (قولهم) تصبح ما كان هذا إال قولهم يق‪3‬دّم الخ‪3‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الْ َكاف ِ‬
‫ِر َ‬
‫‪3‬امع‪.‬‬ ‫‪3‬ألة للس‪3‬‬ ‫الرفع ما كان قولُهم إال هذا (هنا خبر) اآلن نقدّم الخبر تصير ما كان هذا إال قولَهم‪ .‬نضع مكان (إال أن قالوا) (هذا) حتى تتضح المس‪3‬‬
‫أول مرة (ما كان قولُهم إال هذا) يعني أنهم ما قالوا إال هذا الكالم في هذا الموقف لم يقولوا غيره‪ .‬اآلن نقدّم الخبر‪ ،‬في النصب ما كان هذا إال قولهم‬
‫لم يقله أحد غيرهم‪ ،‬لم يقل هذا إال هؤالء ألن هذه الفئة المؤمنة‪ .‬اآلن صار عندنا معنيين‪ :‬المعنى األول أنهم لم يقولوا غير هذا القول وهذا المق‪33‬ال‬
‫وهذا الدعاء في هذا الموقف والقول اآلخر لم يقل هذا القول غيرهم‪ ،‬أنهم وحدهم هم الذين قالوا هذا القول فصار مدح في الق‪33‬ول واألش‪33‬خاص في‬
‫‪3‬ذا‪ ،‬ما‬ ‫القراءتين مدح القائل ومدح المقول‪ .‬إذن باجتماع القراءتين المتواترين أصبح المدح للقائل والمقول وإثباتُها ما كان قولَهم‪ .‬مثل ما أخي إال ه‪3‬‬
‫هذا إال أخي يعني ليس هو صديقي وإنما أخي‪ ،‬أما ما أخي إال هذا يعني ليس عندي أخ إال هذا‪ ،‬وهذه أيضًا فيها حصر‪.‬‬
‫‪:‬آية (‪)149‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)100‬‬
‫‪:‬آية(‪)151‬‬
‫* في سورة آل عمران (ومأواكم النار وبئس مثوى الظالمين) ما هو المثوى؟ولماذا لم ترد كلمة مثوى في حال أهل الجنة‬
‫أبداً؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫المثوى في اللغة المنزل أو المكان الذي يثوي فيه اإلنسان‪ .‬والثواء هو اإلنحسار في مكان ويكون عادة اإلنسان فيه قليل الحركة مثل المسكن‪،‬‬
‫المنزل‪ ،‬الحجرة التي يبيت فيها‪،‬الثواء هو التوى يعني اإلستقرار في مكان واحد وإن كان فيه حركة فهو حركة ضيّقة‪ .‬والمأوى استعمل في النار‬
‫وفي الجنة فالجنة تضم صاحبها والنار تضم صاحبها لكن شتان بين الضمتين‪ ،‬بين إحتضان الجنة لإلنسان وإحتضان النار لإلنسان‪ .‬فكلمة الثوى‬
‫والثواء استعملت في حال الدنيا ألنه منزل يثوي إليه أو يأوي إليه لذلك نجدها في أكثر من سورة في حال الدنيا‪ .‬في اآلخرة إستعمل اللفظة للنار‬
‫لماذا؟ ألن الجنة ليست منطقة ضيقة محصورة إنا نتبوأ من الجنة حيث نشاء‪ ،‬فيها السعة واإلنطالق‪ .‬الحظ مث ً‬
‫ال‪( :‬أكرمي مثواه) أي نُ ُزله في الدنيا‪.‬‬
‫وا بِاهّلل ِ (‪ )151‬آل عمران)؟(ورتل القرآن‬
‫ب بِ َما َأ ْش َر ُك ْ‪H‬‬ ‫ب الَّ ِذينَ َكفَر ْ‬
‫ُوا الرُّ ْع َ‬ ‫*ما داللة اإللقاء فى قوله تعالى ( َسنُ ْلقِي فِي قُلُو ِ‬
‫ترتيالً)‬
‫حقيقة اإللقاء هو رمي الشيء على األرض كقوله تعالى (فألقوا حبالهم وعصيّهم)‪ .‬فهو هنا إذن مجاز على طريقة اإلستعارة فاإللقاء مؤذِن بتم ّكن‬
‫‪3‬‬
‫الرعب من قلوبهم‪.‬‬
‫آية (‪:)152‬‬
‫* فى سؤال عن أصل كلمة شيطان وهل لها جذور عربية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ص َد َق ُك ُم اللُهّ َو ْع َد ُه إِ ْذ َت ُح ُّسو َن ُهم ِب ِإ ْذ ِن ِه (‪ )152‬آل عمران) فإذا ك‪3‬انت من‬
‫س كما في قوله تعالى ( َولَ َق ْد َ‬ ‫الح ّ‬
‫الحسن أو من َ‬‫حسان‪ .‬إما أن تكون من ُ‬ ‫كلمة ّ‬
‫س هو القتل) تكون غير منصرفة‪ ،‬شاعر الرسول ‪ ‬حسان بن ث‪33‬ابت ورد ممنوعًا‬ ‫(الح ّ‬
‫س َ‬‫الح ّ‬
‫الحسن يكون منصرفًا ألن النون أصلية وإذا كان من َ‬ ‫ُ‬
‫الري فهي ممنوعة من الصرف وإذا كانت من الريْن‬ ‫ّ‬ ‫من‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬ ‫ْن‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الر‬ ‫من‬ ‫أو‬ ‫الري‬
‫ّ‬ ‫من‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬ ‫ّان‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫كلمة‬ ‫وكذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫س‬ ‫الح‬
‫َ ّ‬ ‫من‬ ‫فهو‬ ‫الصرف‬ ‫من‬
‫يم (‪ )25‬التكوير) القرآن استعملها مصروفة وقد يعترض‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ان‬ ‫ْط‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ا‬ ‫م‬‫و‬ ‫(‬ ‫منصرف‬ ‫ألنه‬ ‫شطن‬ ‫من‬ ‫شيطان‬ ‫أن‬ ‫أرجح‬ ‫فهي مصروفة‪ .‬وأنا‬
‫ٍ َِ ٍ‬ ‫ََ َ ِ ِ‬
‫الشر‬
‫مر بها إبليس‪ :‬إحترق غضبًا فعصى ربه لما قال له اسجد آلدم أو ب ُعد في ّ‬ ‫أحدهم في النحو‪ .‬الجذر الذي اشتق منه شيطان يدل على الحالة التي ّ‬
‫وذهب بعيدًا فاألمر يحتمل‪.‬‬
‫*من برنامج ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫ص ْي ُتم ِّمن َب ْع ِد َما أَ َرا ُكم َّما ُت ِحب َ‬
‫ُّون (‪ )152‬آل عمران) انظر إلى دقة‬ ‫َاز ْعتُ ْم فِي َ‬
‫األ ْم ِر َو َع َ‬ ‫ص َد َق ُك ُم اللُهّ َو ْع َد ُه إِ ْذ َت ُح ُّسو َن ُهم ِب ِإ ْذ ِن ِه َحتَّى إِ َذا َف ِشلْتُ ْم َو َتن َ‬
‫( َولََق ْد َ‬
‫الرماة‬
‫النظم القرآني بترتيب األفعال الدالة على الحدث‪ :‬الفشل‪ ،‬التنازع والعصيان‪ .‬فقد رتبها على حسب ترتيبها في الحصول وهو ضجر بعض ُ‬ ‫ّ‬
‫‪ 3‬ونشأ عن التنازع تصميم معظمهم على مفارقة الموقع وفيه‬ ‫من مالزمة مواقعهم ثم التنازع في مالزمة الموقف وفي اللحاق بالجيش في الغنيمة‪.‬‬
‫عصيان ألمر النبي ‪ ‬بالمالزمة‪.‬‬
‫َص ْيتُم‪ِّ H‬من بَ ْع ِد َما َأ َرا ُكم َّما تُ ِحبُّونَ (‪ )152‬آل عمران) لقد كان عصيان الصحابة في معركة ُأحُد مخالفة ألمر النبي‬
‫*( َوع َ‬
‫ً‬
‫وسميت هذه المخالفة عصيانا مع أن تلك المخالفة كانت عن اجتهاد ال عن استخفاف والعصيان من االستخفاف فلِ َم عبّر هللا‬
‫تعالى عن مخالفتهم بالعصيان ولم يقل وخالفتم؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ُسميت عصيانًا ألن المقام ليس مقام اجتهاد فإن شأن الحرب الطاعة المطلقة للقائد من دون تأويل لذلك جاءت بصيغة العصيان زيادة عليهم في‬
‫التقريع‪.‬‬
‫آية (‪:)153‬‬
‫* ما داللة كتابة كلمة (كي ال) منفصلة مرة في آية سورة الحشر و(لكيال) موصولة في آية سورة آل عمران؟(د‪.‬فاضل‬
‫السامرائى)‬
‫ال لكن يبدو في هذا الرسم ملحظ بياني واهلل أعلم في أكثر من موطن‪ .‬فمرة تكتب (لكي ال) مفصولة ومرة‬ ‫ال خط المصحف ال يقاس عليه أص ً‬ ‫أو ً‬
‫(لكيال) موصولة‪ .‬وأقول أن هذا ليس فقط للخط وإنما ألمر بياني‬
‫صا َب ُك ْم‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬
‫ْ َ َ َ‬‫م‬ ‫ا‬‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ى‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ز‬ ‫ح‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ي‬‫ك‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫َم‬‫غ‬
‫َ ْ َ ْ ًّ ِ ٍّ ْ ْ‬‫ب‬ ‫ا‬ ‫م‬‫غ‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫خ‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫الر ُ َ ُ ْ‬
‫ك‬ ‫و‬ ‫ْع‬‫د‬‫ي‬ ‫ُ‬
‫ول‬ ‫س‬ ‫ون َعلَى أَ َح ٍد َو َّ‬ ‫ُون َولَا َتلْ ُو َ‬
‫ص ِعد َ‬ ‫في آية سورة آل عمران (إِ ْذ تُ ْ‬
‫ون (‪ )153‬جاءت لكيال متصلة ألن المعنى يدل على أن الغ ّم متصل بالغ ّم غ ّم الهزيمة وغ ّم فوات الغنائم وهذا اقتضى الوصل‬ ‫ير ِب َما َت ْع َملُ َ‬ ‫َواللَّ ُه َخ ِب ٌ‬
‫يل َك ْي لاَ‬ ‫الس ِب ِ‬
‫ْن َّ‬ ‫ِين َواب ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ول َولِذِي الق ْر َبى َوال َي َتا َمى َوال َم َساك ِ‬ ‫ِلر ُس ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِن أ ْه ِل الق َرى َفلِل ِه َول َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫فوصل (لكيال)‪.‬وفي آية سورة الحشر ( َما أ َفا َء الل ُه َعلى َر ُسولِ ِه م ْ‬
‫اب) (‪ )7‬فصل (لكي ال) هنا ألنه يريد أن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫الر ُس ُ‬
‫ول َف ُخ ُذو ُه َو َما َن َها ُك ْم َع ْن ُه فا ْن َت ُهوا َواتقوا الل َه إِ َّن الل َه شدِي ُد ال ِعق ِ‬ ‫ْن الْأَ ْغ ِن َيا ِء ِم ْن ُك ْم َو َما آََتا ُك ُم َّ‬
‫ون دُولَ ًة َبي َ‬
‫َي ُك َ‬
‫يفصل األموال ألنها ال ينبغي أن تبقى دُولة بين األغنياء وإنما يجب أن تتسع األموال لتشكل الفقراء فاقتضى الفصل في رسم (لكي ال) في هذه‬
‫اآلية‪.‬‬
‫ُ‬
‫وهذا األمر نقول أنه من باب الجواز فهو جائز أن تكتب لكيال متصلة أو منفصلة (لكي ال) لكنها ترسم أيضًا بما يتناسب مع الناحية البيانية والبالغية‬
‫بحيث تتناسب مع األحكام‪.‬‬
‫أح ٍد َوال َّرسُو ُل يَ ْدعُو ُك ْم فِي ُأ ْخ َرا ُك ْم فََأثَابَ ُك ْ‪H‬م‬
‫*تأسوا بمعنى تحزنوا واستخدمها القرآن في آل عمران (ِإ ْذ تُصْ ِع ُدونَ َوالَ ت َْلوُونَ َعلَى َ‬
‫صابَ ُك ْ‪H‬م َوهّللا ُ خَ بِي ٌر بِ َما تَ ْع َملُونَ (‪ ))153‬ما اللمسة البيانية في اآلية؟ (د‪,‬فاضل‬ ‫وا َعلَى َما فَاتَ ُك ْ‪H‬م َوالَ َما َأ َ‬
‫ُغ َّما ً بِ َغ ٍّم لِّ َك ْيالَ تَحْ َزنُ ْ‪H‬‬
‫السامرائى)‬
‫ال َت ْح َز ْن َعلَي ِ‬
‫ْه ْم (‪)88‬‬ ‫حزن عليه و( َو َ‬ ‫حزن َ‬
‫يحزن فعل الزم ليس متعديًا تقول ِ‬ ‫وحزن ُ‬
‫يحزن‪ِ ،‬‬ ‫يحزن َ‬ ‫حزن َ‬ ‫كِال الفعلين يدل على الحزن عندنا ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫به)‪.‬حزن يحزن متعدي‪ ،‬حزنني وأحزنني (قال إِني ل َي ْحزننِي أن َتذ َهبُوا ِب ِه (‪ )13‬يوسف)‪.‬‬ ‫نك َق ْولُ ُه ْم (‪ )76‬يس) (الكاف مفعول‬ ‫الحجر)‪َ ( ،‬فلَا َي ْح ُز َ‬
‫ِ‬
‫يحزن وتستعمل أحزن أيضًا‪ ،‬أحزن من َح َزن‪ .‬الفعل أسي يأسى يسمونه الباب الرابع (لكيال ال تأسوا) وأسى بمعنى حزن أيضًا‬ ‫حزن ُ‬ ‫اللغة العليا َ‬
‫ين (‪ )93‬األعراف) هي أأسى‪ ،‬فهو أسي يأسى‪ ،‬كالهما يفيد الحزن لكن الفارق بين لكيال تحزنوا ولكيال تأسوا في الحزن‬ ‫آسى َعلَى َق ْو ٍم َكاف ِ‬
‫ِر َ‬ ‫( َف َكي َ‬
‫ْف َ‬
‫الحزن إذا شئت‬ ‫ً‬
‫الحزن الذي هو الغلظ والشدة في األرض (اللهم ال سهل إال ما جعلته سهال وأنت تجعل ْ‬ ‫مشقة أكثر وشدة ألنه قريب من معنى ْ‬
‫الحزن‬
‫والحزن هو الغلظ والشدة في النفس‪ .‬أيهما أثقل؟ ُ‬ ‫الحزن أي الصعب وتقال لألرض الصعبة‪ .‬إذن الحزن فيه ِغلظ وشدة في األرض ُ‬ ‫ال) ْ‬ ‫سه ً‬
‫والحزن ضمة فاختاروا الضمة لما هو أثقل ألنها‬ ‫الحزن فتحة ُ‬
‫الحزن فيبقى في النفس‪َ .‬‬ ‫الحزن ‪ْ ،‬‬
‫الحزن تجتازه وانتهى األمر أما ُ‬ ‫أثقل على النفس من ْ‬
‫تتناسب اللفظة مع مدلولها أو المعنى ‪.‬‬
‫* هل هناك تفاضل بين الحركات اإلعرابية؟‬
‫هي ليست هكذا ولكن عندنا الفتحة أخف الحركات تليها الكسرة والضمة أثقلها الحظنا أن العرب تراعي كثيرًا من هذه األمور تجعل الثقيل للثقيل‬
‫سواء في الحركات أو في اللفظ عمومًا وليس فقط في الحركات وتناسب اللفظ والمعنى‪ ،‬لما يتحول الفعل إلى َف ُعل يتحول إما للتعجب أو للمدح والذم‬
‫عسر فاألمر هو عسير‪َ .‬خ َطب ألقى خطبة‬ ‫عسر عليه األمر أما ُ‬ ‫وع ُسر‪ِ ،‬‬ ‫أو المبالغة أو التح ّول مثل فقِه و َف ُقه‪ ،‬ف ُقه صار فقيهًا أما فقِه فجزئية‪َ ،‬ع ِسر َ‬
‫ُ‬
‫اج ِه ْم َوذ ِّريَّا ِت ِه ْم (‪ )23‬الرعد) ما قال صلح قال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫صلَ َح م ْ‬
‫ِن آ َبا ِئ ِه ْم َوأ ْز َو ِ‬ ‫ْخلُو َن َها َو َم ْن َ‬
‫ْن َيد ُ‬ ‫ات َعد ٍ‬ ‫وخ ُطب صار خطيبًا‪ .‬الحركة تغير الداللة تمامًا‪َ .‬‬
‫(جنَّ ُ‬ ‫َ‬
‫صلح رأفة بالعباد ‪ .‬صلح أي صار صالحًا إلى حد كبير من الصالح واهلل تعالى من رحمته بعباده يكفيه أن يكون اإلنسان صالحًا ال أن يبلغ ذلك‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫من َ‬
‫المبلغ في الصالح‪ .‬هذه قاعدة عامة لكن السماع هو الذي يقطع بذلك أحيانًا‪.‬‬
‫ون َعلَى‬ ‫ال َتلْ ُو َ‬
‫ُون َو َ‬
‫ص ِعد َ‬ ‫لكيال تأسوا وال تحزنوا" اتضح أن الحزن أشد من األسى معناه تحزنوا أشد من تأسوا‪ .‬ننظر في السياق ونقدّر‪ :‬في (إِ ْذ تُ ْ‬
‫ون) هذا الكالم بعد واقعة أُحد وما‬ ‫ير ِب َما َت ْع َملُ َ‬
‫صا َب ُك ْم َواللُهّ َخِب ٌ‬ ‫ال َما أَ َ‬‫ال َت ْح َزنُواْ َعلَى َما َفا َت ُك ْم َو َ‬ ‫ْعو ُك ْم فِي أُ ْخ َرا ُك ْم َفأَ َثا َب ُك ْم ُغ َّمًا ِبغ ٍّ‬
‫َم لِّ َك ْي َ‬ ‫ول َيد ُ‬ ‫الر ُس ُ‬
‫أح ٍد َو َّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َم لك ْيال َت ْح َزنُوا َعلى َما فا َتك ْم َوال َما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حصل لهم من شدة ومشقة وهزيمة وجراح وما فاتهم من الغنائم كانت شديدة عليهم قال تعالى (فأثا َبك ْم غ َّمًا ِبغ ٍّ‬
‫الح ُزن في أحد على أمرين على ما فاتهم وعلى ما أصابهم‪ ،‬لكيال تحزنوا على ما فاتكم من الغنائم وال ما أصابهم من الجراح فالحزن‬ ‫صا َب ُك ْم)‪ُ .‬‬ ‫أَ َ‬
‫على أمرين على ما فاتهم وعلى ما أصابهم‪ .‬أما في الحديد (لكيال تأسوا على ما فاتكم) أمر واحد (وال تفرحوا بما آتاكم) هذه نعمة تفرحوا بما آتاكم‬
‫من النعم‪ .‬في أُ ُحد أمران في الحزن فقطعًا في أحد الحزن أكثر ألن الحزن على أمرين ما فاتهم وما أصابهم أما في الحديد فالحزن على ما فاتهم‬
‫‪ 3‬معرفة الفرق بين حزن وأسي نضع الحزن في آية آل عمران وتأسوا في آية الحديد وكل كلمة في مكانها البالغي وال يوجد ترادف في‬ ‫فقط‪ .‬بعد‬
‫القرآن الكريم وإنما هو حتى عند اختيار لغة على لغة يكون مقصودًا‪ ،‬كل كلمة لها داللة واختيارها له سبب مقصود فالتعبير القرآني تعبير فني‬
‫مقصود‪ ،‬كل كلمة كل عبارة كل حرف مقصود‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ور) بينما في آل عمران قال ( َفأ َثا َبك ْم ُغ َّمًا‬ ‫ال َف ُخ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ُح ُّب كل ُم ْخ َت ٍ‬ ‫والمالحظ أنه في الحديد لما قال (لِ َك ْيلَا َت ْأ َس ْوا َعلَى َما َفا َتك ْم َولا َتف َر ُحوا ِب َما آ َتاك ْم َوالل ُه لا ي ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ون (‪ ))153‬هذه حزن فب َم يفخر؟ هناك يفخر بما آتاهم (لِ َك ْيلَا َت ْأ َس ْوا َعلَى َما َفا َت ُك ْم‬ ‫ير ِب َما َت ْع َملُ َ‬
‫صا َب ُك ْم َواللُهّ َخِب ٌ‬ ‫ال َما أَ َ‬ ‫ال َت ْح َزنُواْ َعلَى َما َفا َت ُك ْم َو َ‬ ‫َم لِّ َك ْي َ‬
‫ِبغ ٍّ‬
‫صا َب ُك ْم) بم يفخر؟ هذه ليست مثل هذه‪.‬‬ ‫َ‬
‫أ‬
‫ْ َ َ َ‬‫ا‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ى‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ز‬‫َ‬ ‫ح‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫ي‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ِّ‬
‫(ل‬ ‫آتى‪،‬‬ ‫بما‬ ‫يفخر‬ ‫هذا‬ ‫)‬ ‫ور‬ ‫ٍ‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ال‬
‫ُ ٍ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫خ‬ ‫م‬ ‫ل‬‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ب‬ ‫ُّ‬ ‫ُح‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫و‬
‫ْ َ‬‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ا‬‫ت‬‫َ‬ ‫آ‬ ‫ا‬ ‫َولَا َ ُ ِ َ‬
‫م‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫صابَ ُك ْ‪H‬م ﴿‪ ﴾153‬آل عمران) – (لِ َك ْياَل تَْأ َسوْ ا َعلَى َما فَاتَ ُك ْم َواَل تَ ْف َرحُوا بِ َما آتَا ُك ْم َوهَّللا ُ اَل‬
‫*(لِ َك ْياَل تَحْ َزنُوا َعلَى َما فَاتَ ُك ْم َواَل َما َأ َ‬
‫ور (‪ )23‬الحديد) ماداللة االختالف بين اآليتين؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫يُ ِحبُّ ُك َّل ُم ْخت ٍ‬
‫َال فَ ُخ ٍ‪H‬‬
‫صا َب ُك ْم ﴿‪ ﴾153‬آل عمران) وفي الحديد (لِ َك ْيلَا َت ْأ َس ْوا َعلَى َما َفا َت ُك ْم َولَا َت ْف َر ُحوا ِب َما آ َتا ُك ْم َواللَّ ُه لَا‬ ‫في آل عمران (لِ َك ْيلَا َت ْح َزنُوا َعلَى َما َفا َت ُك ْم َولَا َما أَ َ‬
‫ور (‪ )23‬الحديد) لماذا مرة يقول لكي ال تحزنوا ومرة لكيال تأسوا؟ الحزن على شيء مؤقت فاتك شيء محبوب فاتتك وظيفة‬ ‫ال َف ُخ ٍ‬ ‫ُح ُّب ُك َّل ُم ْخ َت ٍ‬ ‫يِ‬
‫فاتك مرتب صديق سافر وسيعود كل شيء تحزن عليه حزنًا مؤقتًا وسوف ينتهي هذا الجزن قريبًا إما بعودة الغائب أو بنجاح بعد رسوب أو بغنى‬
‫بعد فقر‪ ،‬صفقة تجارية خسرت ثم بعد يومين تربح‪ .‬كل شيء قريب سريع التغيير يسمى حزنًا الكالم هنا في اآلية على هزيمة بدر ورب العالمين‬
‫صا َب ُك ْم ﴿‪ ﴾153‬آل عمران) ما‬ ‫اسا ﴿‪ ﴾154‬آل عمران) إلى أن قال (لِ َك ْيلَا َت ْح َزنُوا َعلَى َما َفا َت ُك ْم َولَا َما أَ َ‬ ‫َة نُ َع ً‬ ‫َم أَ َمن ً‬‫ِن َب ْع ِد الْغ ِّ‬ ‫قال (ثُ َّم أَ ْن َز َل َعلَ ْي ُك ْم م ْ‬
‫ال هذا الذي حصل في العام القابل الذي‬ ‫وأذى وجروح مؤقت وإن شاء اهلل سيزول بانتصارات قادمة وفع ً‬ ‫نصر وما أصابكم من هزيمة ً‬ ‫ٍ‬ ‫فاتكم من‬
‫تواعد فيه المشركون مع المسلمون نكس المشركون وخافوا وانتصر اإلسالم نصرًا عظيمًا فلما كان األلم أو فوات ما تحب أو حصول ما تكره ألمر‬
‫ابيضت ومع هذا قال حزن‬ ‫ِن الْ ُح ْز ِن َف ُه َو َك ِظي ٌم ﴿‪ ﴾84‬يوسف) تص ّور بلغ من شدة الحزن إلى أن عيونه ّ‬ ‫ض ْت َع ْينَا ُه م َ‬ ‫لزمن محدود يقال حزنًا ( َوا ْب َي َّ‬ ‫ٍ‬
‫ما قال آسى لماذا؟ ألن رب العالمين أخبر يعقوب عليه السالم بأن هذا مؤقت ويوسف سيرجع وسيصبح رئيس وزراء مصر والخ كما اهلل قال على‬
‫الج ّب فسيدنا يوسف وسيدنا يعقوب يعلمون أن هذا الكالم‬ ‫ون ﴿‪ ﴾15‬يوسف) وهو في ُ‬ ‫سيدنا يوسف ( َوأَ ْو َح ْينَا إِلَ ْي ِه لَتُنَبِّ َئنَّ ُه ْم ِبأَ ْم ِر ِه ْم َه َذا َو ُه ْم لَا َي ْش ُع ُر َ‬
‫قريب هذا كان حزن ألنه قريب‪ .‬إذا كان الشيء الذي آلمك يعني ال أمل فيه كشخص ابنه مات وراح أو إنسان مسجون أربعين سنة أشغال شاقة هذا‬
‫أسى هذا ليس ليوم أو يومين فاألسى أكثر ألمًا من الحزن على شيء قد فات‪ .‬جميع األنبياء لما نصحوا أممهم يا جماعة آمنوا وثم أُهلكوا هالكًا قال‬
‫ين ﴿‪ ﴾93‬األعراف) هذا سيدنا شعيب بعد ما جاءهم عذاب يوم ُ‬
‫الظلّة‬ ‫ِر َ‬ ‫ْف آَ َسى َعلَى َق ْو ٍم َكاف ِ‬ ‫َص ْح ُت لَ ُك ْم َف َكي َ‬ ‫ات َربِّي َون َ‬ ‫ال َيا َق ْو ِم لََق ْد أَ ْبلَ ْغتُ ُك ْم ِر َسالَ ِ‬ ‫( َو َق َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫س َعلَى ال َق ْو ِم ال َف ِ‬ ‫ْ‬
‫ض َفلَا َتأ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ال َف ِإنَّ َها ُم َح َّر َمة َعلَ ْي ِه ْم أ ْر َبع َ‬
‫ين) األسى على شيء ( َق َ‬ ‫َ‬
‫ِين ﴿‬ ‫اسق َ‬ ‫ون فِي الأ ْر ِ‬ ‫ِين َسنَة َيتِي ُه َ‬ ‫ِر َ‬ ‫ْف آ َسى َعلَى َق ْو ٍم َكاف ِ‬ ‫وأبادهم ( َكي َ‬
‫‪ ﴾26‬المائدة) أربعين سنة يتيهون في صحراء سيناء أربعين سنة أشغال شاقة حينئ ٍذ هذا أسى‪ .‬إذًا الحزن على شيء قريب واألسى على شي ٍء دائم‬
‫ين ﴿‬ ‫ِر َ‬ ‫س َعلَى الْ َق ْو ِم الْ َكاف ِ‬ ‫ِّك ُط ْغ َيا ًنا َو ُك ْف ًرا َفلَا َت ْأ َ‬
‫ِن َرب َ‬ ‫ْك م ْ‬ ‫ِيرا ِم ْن ُه ْم َما أُ ْن ِز َل إِلَي َ‬ ‫ورب العالمين كما قال على اليهود وعلى طواغيت قريش ( َولََي ِزيد َّ‬
‫َن َكث ً‬
‫‪ ﴾68‬المائدة) ما قال ال تحزن‪ ،‬في مكان ثاني قال ال تحزن‪ ،‬هنا قال ال تأس إذًا معنى هذا أن اليهود لن يؤمنوا بك أبدًا وطواغيت قريش لن يؤمنوا‬
‫بك حتى يقتلوا في بدر وقد قتلوا في بدر جميعًا ولم يؤمنوا ولم يسلموا فال تأس‪ .‬هذه فهذه مأساة كبيرة على أصحابها على كفار قريش وعلى الذين‬
‫لم يؤمنوا بالنبي صلى اهلل عليه وسلم فهي مأساة عظيمة‪ .‬فالمأساة هي من األسى‪ ،‬فالن يأسى وفالن آسن وفالن أسيان يعني حزنه حزن دائم إما‬
‫دائم أبديًا قطعيًا أو دائم مدة طويلة هذا هو الفرق بين (لِ َك ْيلَا َت ْح َزنُوا َعلَى َما َفا َت ُك ْم) واحد رسب ينجح في السنة القادمة لكي ال تحزن على رسوبك‬
‫تأس على فصلك ألن هذا فصل نهائي هذا هو الفرق فكلما‬ ‫صل من الجامعة فصل يعني رسب سنتين متتابعتين وفصل نقول لكي ال َ‬ ‫لكن واحد ُف ِ‬
‫قرأت في القرآن الكريم لكي ال تحزن فهو مؤقت ولكي ال تأسى فهو دائم‪.‬‬
‫آية (‪:)154‬‬
‫اج ِع ِه ْ‪H‬م (‪ )154‬آل عمران) وليس من مضاجعهم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ض ِ‬‫ب َعلَ ْي ِه ُم ْالقَ ْت ُل ِإلَى َم َ‬
‫* (لَبَ َر َز الَّ ِذينَ ُكتِ َ‬
‫يذهبون إلى مضاجعهم من الموت حيث يموتون‪ ،‬إلى مضاجع الموت وليس من الفراش‪ ،‬ليس كلهم يقومون من الفراش‪ ،‬كلهم يقومون من المضجع‪.‬‬
‫لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم التي يموتون فيها إذن المضجع النهائي الذي يموتون فيها‪ ،‬إلى مضاجعهم أي إلى حيث الموت‪.‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫اسا َي ْغ َشى َطآ ِئ َف ًة ِّمن ُك ْم َو َطآ ِئ َف ٌة َق ْد أَ َه َّم ْت ُه ْم أَن ُف ُس ُه ْم (‪ )154‬آل عمران) األمنة من األمن والنعاس أول النوم وكان‬ ‫َم أَ َمن ً‬
‫َة نُّ َع ً‬ ‫(ثُ َّم أَ َ‬
‫نز َل َعلَ ْي ُكم ِّمن َب ْع ِد الْغ ِّ‬
‫مقتضى الظاهر أن يقدّم النعاس ويؤخر األمنة ألن (أمنة) بمنزلة النتيجة والغاية للنعاس تمامًا كما جاء في آية األنفال (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه)‬
‫كالمنزل من اهلل تعالى لنصرهم وألن األمن فيه سكينة واطمئنان للنفس أكثر من النعاس‪ .‬فالنعاس‬ ‫َّ‬ ‫ولكنه قدّم األمنة هنا تشريفًا لشأنها حيث ُجعِلت‬
‫غرة‪.‬‬ ‫يؤخذون على حين ّ‬ ‫ال وعندها َ‬ ‫يُخشى منه أن يكون نومًا ثقي ً‬
‫*لِ َم قال عن الطائفة األولة (منكم) ولم يقيّد الثانية به‪HH‬ذا الوصف فق‪HH‬ال تع‪HH‬الى (يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفس‪HH‬هم) ولم‬
‫يقل طائفة منكم وطائفة منك قد أهمتهم أنفسهم؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫انظر إلى ما يفيده الوصف (منكم) في كِال الطائفتين‪ :‬فعبّر عن األولى التي يغشاها النعاس بقوله (طائفة منكم) أما الثانية فهي فئة منافقة لذلك ترك‬
‫اهلل تعالى وصفها بـ (منكم) ألنه ليست من المؤمنين الذين أ ّمنهم اهلل تعالى بالنعاس‪.‬‬
‫ْض َما َك َسب ْ‬
‫ُوا (‪ )155‬آل عمران) إس‪HH‬تزالل الش‪HH‬يطان إي‪HH‬اهم‬ ‫*(ِإ َّن الَّ ِذينَ تَ َولَّوْ ْا ِمن ُك ْم يَوْ َم ْالتَقَى ْال َج ْم َع ِ‬
‫ان ِإنَّ َما ا ْستَ َزلَّهُ ُ‪H‬م ال َّش ْيطَانُ بِبَع ِ‬
‫هو الهزيمة واستزلهم‪ H‬بمعنى أزلّهم فما فائدة السين والتاء؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪ 3‬وتفظيع هذا الفعل‪.‬‬ ‫إعلم أن زلة الهزيمة هي من أعظم الز ّ‬
‫الت لذلك جاءت على صيغة إستزل لتأكيد‬
‫آية(‪:)158(-)157‬‬
‫*ما داللة تقديم وتأخير الموت في آيتي سورة آل عمران؟‬
‫د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫يل اللِهّ أَ ْو ُمتُّ ْم لَ َم ْغف َ‬
‫ِر ٌة ِّم َن اللِهّ َو َر ْح َم ٌة َخي ٌ‬
‫ْر‬ ‫لما نأتي إلى آيتي سورة آل عمران يلفت نظرنا فيها شيء وهي قول اهلل سبحانه وتعالى ( َولَئِن ُقتِلْتُ ْم فِي َس ِب ِ‬
‫َ‬
‫ون (‪ ))158‬نالحظ في األولى قدّم القتل وفي الثانية قدّم الموت‪ .‬قد يقول قائل أن هذا لغرض‬ ‫ون (‪َ )157‬ولَئِن ُّمتُّ ْم أ ْو ُقتِلْتُ ْم ِ‬
‫إللَى اهلل تُ ْح َش ُر َ‬ ‫ِّم َّما َي ْج َم ُع َ‬
‫التلوين والتنويع في األسلوب وهذا طبيعي حتى ال يصير نفس الرتابة‪ .‬لكن هناك شيء آخر وهو‪ :‬لما تكلم عن سبيل اهلل يعني الشهادة قدّمها على‬
‫الموت اإلعتيادي ألن الشهادة مقدمة ألن للشهداء منزلة‪ .‬لكن لما يتكلم عن الموت والقتل اإلعتيادي اإلنسان يموت موتًا اعتياديًا‪ ،‬قد يُق َتل خطأ‪ ،‬قد‬
‫‪3‬‬
‫يُقتل بثأر‪ ،‬قد يقتل في الجهاد‪ ،‬قد تقتله أفعى‪ ،‬فقدّم الشيء الطبيعي‪ ،‬قدّم األكثر الذي هو الموت‪ ،‬هذه لفتة بيانية أردنا أن نبينها‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ِن ُمتُّ ْم أَ ْو ُقتِلْتُ ْم ﴿‪ ﴾158‬آل عمران) لماذا‬ ‫ِن اللَّ ِه ﴿‪ ﴾157‬آل عمران) واآلية التي تليها ( َولَئ ْ‬ ‫ِر ٌة م َ‬ ‫يل اللَّ ِه أَ ْو ُمُّت ْم لَ َم ْغف َ‬
‫ِن ُقتِلْ ُت ْم فِي َسِب ِ‬
‫في آل عمران ( َولَئ ْ‬
‫يل اللهِ) ونحن نعرف أن الشهادة أعظم بكثير من أن تموت كما‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫قدم القتل هنا؟ قلنا قدم القتل بالبداية قدم القتل ألن القتل شهادة هنا الكالم (قتِلت ْم فِي َسِب ِ‬
‫يموت اإلنسان العادي أو كما يقول سيدنا خالد (أموت كما يموت البعير؟) فحينئ ٍذ القتل في سبيل اهلل هذه شهادة وعندما قدّم الموت قال هذا وهذا أنتم‬
‫راجعون إلى اهلل عز وجل ورحمة اهلل تسع كل شيء ولكن في القتل فيها مغفرة كاملة‪.‬‬
‫ض أَ ْو َكانُواْ ُغ ًّزى لَّ ْو َكانُواْ ِعن َدنَا َما َماتُواْ َو َما ُقتِلُواْ لَِي ْج َع َل اللُهّ َذلِكَ‬ ‫ض َربُواْ فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫إل ْخ َوا ِن ِه ْم إِ َذا َ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ َو َقالُواْ ِ‬ ‫ال َت ُكونُواْ َكالَّذ َ‬‫ِين آ َمنُواْ َ‬‫( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِر ٌة م َ‬
‫ِن‬ ‫يل اللَّ ِه أَ ْو ُمتُّ ْم لَ َم ْغف َ‬‫ِن ُقتِلْتُ ْم فِي َس ِب ِ‬
‫ير (‪ )156‬آل عمران) وراءها يقول تعالى ( َولَئ ْ‬ ‫صٌ‬ ‫ون َب ِ‬ ‫ِيت َواللُهّ ِب َما َت ْع َملُ َ‬ ‫ُح ِيـي َويُم ُ‬ ‫َح ْس َر ًة فِي ُقلُو ِب ِه ْم َواللُهّ ي ْ‬
‫ون (‪ ))158‬إخوانهم يعني من بني قومهم اإلخوة هنا أخوة نسبية وليست‬ ‫ِن ُمتُّ ْم أَ ْو ُقتِلْتُ ْم لَِإلَى اللَّ ِه تُ ْح َش ُر َ‬ ‫ون (‪َ )157‬ولَئ ْ‬ ‫ِما َي ْج َم ُع َ‬
‫ْر م َّ‬‫اللَّ ِه َو َر ْح َم ٌة َخي ٌ‬
‫ِر ٌة‬ ‫َ‬
‫يل اللَّ ِه أ ْو ُمتُّ ْم لَ َم ْغف َ‬ ‫ِن ُقتِلْتُ ْم فِي َس ِب ِ‬
‫(ولَئ ْ‬
‫أخوة دينية وبالتالي ناس مسلمين مع النبي ‪ ‬قاتلوا وقتلوا شهداء قالوا لهم لو بقيتم معنا ما قتلتم فقال تعالى َ‬
‫ال أنت من ساعة ما تقتل ال تحس بالقتل وهي ثابتة أن الشهيد ال يحس بشيء‬ ‫ون (‪ ))157‬أن تقتل ميتًا أو تموت قتي ً‬ ‫ِما َي ْج َم ُع َ‬ ‫ِن اللَّ ِه َو َر ْح َم ٌة َخي ٌ‬
‫ْر م َّ‬ ‫مَ‬
‫وال بطلقة لوال مدفع وأناس أصيبوا وقبل أن يموتوا قال ما شعرت ثانيًا أنت ما إن تغرغر حتى ترى ذلك الخير الذي ينسيك‪ .‬أما اآلخر فيموت وهو‬
‫خائف وقلق وكل ما جمعته سيزول وبالتالي هناك قدم القتل ألنه هو المفخرة أما في اآلية األخرى قدم لهؤالء األغبياء لهم الموت كما يموت‬
‫الحمار‪ .‬المهم األخ يعني من قبيلته ومن قومه ‪.‬‬
‫* ما الفرق بين ُمتم بالضم و ِمتم بالكسر؟‬
‫د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫ِن ُمتُّ ْم أَ ْو ُقتِلْتُ ْم لَِإلَى اللَّ ِه‬
‫ون (‪َ )157‬ولَئ ْ‬ ‫ِما َي ْج َم ُع َ‬ ‫ِن اللَّ ِه َو َر ْح َم ٌة َخي ٌ‬
‫ْر م َّ‬ ‫يل اللَّ ِه أَ ْو ُمتُّ ْم لَ َم ْغف َ‬
‫ِر ٌة م َ‬ ‫ِن ُقتِلْتُ ْم فِي َسِب ِ‬
‫قال تعالى فى سورة آل عمران‪َ (:‬ولَئ ْ‬
‫ال مبني في محل رفع الفاعل (للمتكلم) أو ُمت أنت‪.‬‬ ‫ون (‪ُ )158‬متم هذه مسندة إلى المعلوم‪ .‬مات يموت فيقول ُمت أنا وهنا تكون التاء فاع ً‬ ‫تُ ْح َش ُر َ‬
‫ِت أنا) تُكسر الميم (أََي ِع ُد ُك ْم أَنَّ ُك ْم إِ َذا مِتُّ ْم َو ُك ْنتُ ْم تُ َرابًا َو ِع َظا ًما أَنَّ ُك ْم‬ ‫ِت وم ُ‬ ‫ُ‬
‫لكن إذا أردت أن تبنيها للمجهول يعني وقع عليه الموت بمعنى أميت تصير (م َّ‬
‫ون (‪ )35‬المؤمنون)‪ .‬موضوع الضم والكسر ألن هذا فعل أجوف واألجوف عندما يُبنى للمجهول يكون بهذه الصيغة‪.‬‬ ‫ُم ْخ َر ُج َ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪: H‬‬
‫َ‬ ‫يل اللِهّ أَ ْو ُمتُّ ْم لَ َم ْغف َ‬
‫إللَى اهلل‬ ‫ون (‪َ )157‬ولَئِن ُّمتُّ ْم أ ْو ُقتِلْتُ ْم ِ‬ ‫ِر ٌة ِّم َن اللِهّ َو َر ْح َم ٌة َخي ٌ‬
‫ْر ِّم َّما َي ْج َم ُع َ‬ ‫ورد في آل عمران قوله تعالى ( َولَئِن ُقتِلْتُ ْم فِي َس ِب ِ‬
‫ون (‪ ))35‬بكسر الميم‪ .‬من الناحية اللغوية‬ ‫ون (‪ ))158‬بضم الميم وفي سورة المؤمنون (أََي ِع ُد ُك ْم أَنَّ ُك ْم إِ َذا مِتُّ ْم َو ُكنتُ ْم تُ َرابًا َو ِع َظا ًما أَنَّ ُكم ُّم ْخ َر ُج َ‬ ‫تُ ْح َش ُر َ‬
‫ال إشكال في ذلك ألنه في (مات) لغتان كما يذكر أهل اللغة عندنا مات يموت مثل قال يقول ومات يمات مثل خاف يخاف ونام ينام‪ ،‬األشهر مات‬
‫ِت مثل خاف يخاف ِخفت ونام ينام نِمت والذي يقول مات يموت يقول ُمت مثل قال يقول ُقلت‪ .‬إذن‬ ‫يموت‪ .‬من العرب الذي يقول مات يمات يقول م ُ‬
‫ً‬
‫من حيث اللغة ليس فيها إشكال ألن فيها لغتان مات يموت ُمت ومات يمات مِت‪ .‬يبقى من الناحية البيانية لماذا اختار مثال هذه اللغة في آل عمران‬
‫ُمت وفي المؤمنون مِت؟‪ .‬الضمة كما هو مقرر أثقل الحركات‪ .‬حالة الموت المذكورة في آل عمران أثقل وأشد مما هو مذكور في آية المؤمنون‪.‬‬
‫ال َت ُكونُواْ‬
‫ِين آ َمنُواْ َ‬ ‫ال معركة أحد وما أصابهم من قتل ثم ذكر الموت في الغزوات والضرب في األرض يعني الموت في الغربة ( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬ ‫ذكر أو ً‬
‫ُ‬
‫ِك َح ْس َر ًة فِي ُقلو ِب ِه ْم َواللُهّ ي ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ض أ ْو َكانُواْ ُغ ًّزى ل ْو َكانُواْ ِعن َدنَا َما َماتُواْ َو َما ُقتِلواْ لَِي ْج َع َل اللُهّ َذل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َربُواْ فِي األ ْر ِ‬ ‫ُ‬ ‫َكالَّذ َ‬
‫ُح ِيـي‬ ‫ِين َك َف ُرواْ َو َقالواْ ِ‬
‫إل ْخ َوا ِن ِه ْم إِ َذا َ‬
‫َ‬ ‫يل اللِهّ أَ ْو ُمتُّ ْم لَ َم ْغف َ‬
‫ون (‪َ )157‬ولَئِن ُّمتُّ ْم أ ْو ُقتِلْتُ ْم ِ‬
‫إللَى اهلل‬ ‫ِر ٌة ِّم َن اللِهّ َو َر ْح َم ٌة َخي ٌ‬
‫ْر ِّم َّما َي ْج َم ُع َ‬ ‫ير (‪َ )156‬ولَئِن ُقتِلْتُ ْم فِي َس ِب ِ‬ ‫صٌ‬ ‫ون َب ِ‬ ‫ِيت َواللُهّ ِب َما َت ْع َملُ َ‬
‫َويُم ُ‬
‫ون (‪ ))158‬بينما في سورة المؤمنون يتحدث عن الموت على الفراش (أََي ِع ُد ُك ْم أَنَّ ُك ْم إِ َذا مِتُّ ْم َو ُكنتُ ْم تُ َرابًا َو ِع َظا ًما أَنَّ ُكم ُّم ْخ َر ُج َ‬
‫ون (‪ ،))35‬أيها‬ ‫تُ ْح َش ُر َ‬
‫األصعب الموت في الغربة والجهاد أو الموت على الفراش بين األهل؟ الموت في الغربة أصعب إذن يأتي الحركة األثقل ( ُمتم) يأتي بالعالمة‬
‫المناسبة‪.‬‬
‫استطراد من المقدم‪ :‬هذه تحتاج إلى بحث في القرآن بعض الكلمات التي فيها لغتان ويختار لغة عن لغة هنا هذا شيء مقصود بذاته‪.‬‬
‫كلما يقول (إِ َذا مِتُّ ْم) (أَِئ َذا ِم ْتنَا (‪ )82‬المؤمنون) مِتنا بالكسر وفي آل عمران أثقل ( ُمتم) بالضم‪.‬‬
‫*(فَبِ َما َرحْ َم ٍة ِّمنَ هّللا ِ لِنتَ لَهُ ْم َولَوْ ُكنتَ فَظًّا َغلِيظَ ْالقَ ْل ِ‬
‫ب الَنفَضُّ ْ‬
‫وا ِم ْن َحوْ لِكَ (‪ )159‬آل عمران) ما فائدة تقديم الجار والمج‪HH‬رور‬
‫(فبما رحمة) على الفعل (لِنت) مع أن األصل‪ :‬لنت لهم برحمة من هللا؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪ 3‬وقد عبّر عن هذه الرحمة بأسلوب جميل فقد استطاع التقديم في اآلية أن يُغني المعنى بشيء من الحصر‬ ‫هذه اآلية من رحمة اهلل تعالى على المؤمنين‬
‫أي برحمة اهلل ال بغير ذلك الن النبي ‪ ‬أل ّمته‪ .‬كما أفاد القصر في هذا الموضع التعريض بأن أحوالهم كانت مستوجبة ِغلظة ولكن اهلل تعالى أآلن‬
‫ُخلُق رسوله ‪ ‬رحمة بهم لحكمة في سياسة األمة والذي ق ّوى القصر وأ ّكده زيادة (ما) بعد باء ّ‬
‫الجر‪.‬‬
‫آية(‪:)161‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)25‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫هَّللا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ْس فِي قل‪HH‬وبِ ِه ْ‪H‬م َو ُ عل ُم بِ َما يَكت ُم‪HH‬ونَ (‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫*ما الفرق بين كلمة أفواههم في قوله تعالى في سورة آل عمران (يَقولونَ بِ‪ H‬فوا ِه ِه ْ‪H‬م َما لي َ‬
‫ب َش َغلَ ْتنَا َأ ْم َوالُنَا َوَأ ْهلُونَا‪ H‬فَا ْستَغفِ ْ‪H‬ر لنَا يَقولونَ بِ ل ِسنَتِ ِه ْ‪H‬م َما لي َ‬
‫ْس‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ ))167‬وألسنتهم‪ H‬في سورة الفتح ( َسيَقُو ُل لَكَ ْال ُم َخلَّفُونَ ِمنَ اَأْل ْع َرا ِ‬
‫فِي قُلُوبِ ِه ْم (‪))11‬؟(د‪.‬حسام‪ H‬النعيمى)‬
‫اللسان هو جزء من الفم واألصل في الكالم أن نقول‪ :‬قال فالن كذا وإذا أردت التأكيد فتقول ‪ :‬قال بلسانه‪ .‬والصورة الثانية لما يريد المخالفة لما في‬
‫نيّة اإلنسان فتقول‪ :‬قال بلسانه غير ما يُبطن وغير ما يُخفي‪ .‬عندنا صورتان لإلستعمال‪ :‬فهي إما للتأكيد أو للموازنة لما يبطنه‪ .‬فقال بلسانه غير ما‬
‫في قلبه (لما يكون مقابلة)‪ .‬لكن لماذا يستعمل اللسان مرة والفم مرة؟ والعالقة بين اللسان والفم عالقة مكانية‪.‬‬
‫قاعدة عامة‪ :‬لم يذكر القول باللسان أو بالفم إال في موضع الذ ّم في القرآن الكريم‪ .‬واللسان جزء من الفم معنى ذلك أن الكلمة التي تخرج من اللسان‬
‫أو باللسان كلمة طبيعية‪ .‬لكن بفمه كأنه يمأل بها فمه فيها إشارة إلى نوع من الثرثرة والتعالي ونوع من التفخيم والتضخيم‪.‬وفيها داللةعلى ثبوت هذه‬
‫‪ .‬الصفة لهم ودوامها وتكرارها(قول غير ما يبطن)‬
‫اآلية التي ورد فيها (بأفواههم)‪  ‬كانت وصفًا للمنافقين في المدينة‪ ،‬هؤالء كان فيهم شيخ المنافقين عبد اهلل بن أُبي بن سلول الذي كان قومه ينظمون‬
‫‪ 3‬قبل اإلسالم‪ ،‬فصدره موغر ضد اإلسالم و المسلمين‪ .‬لكنه هو وجيه في قومه‪ ،‬كبير وال يرتضي أن يُنسب إليه‬ ‫له الخرز ليتوجونه ملكًا على المدينة‬
‫الجبن في القتال واألوس والخزرج هم أبناء الحروب‪ .‬ولهذا كأن القرآن يريد أن يبيّن أن هؤالء المنافقون قالوا هذه الكلمة بنوع من‬ ‫الخوف أو ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين نَافقوا َوقِيل ل ُه ْم ت َعال ْوا‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫(ولَِي ْعل َم الذ َ‬ ‫ُ‬
‫التر ّفع والتعالي (وليعلم الذين نافقوا) صار الكالم بعد إنتهاء معركة أ ُحد وأنها كانت تجربة أو كانت خبرة‪َ .‬‬
‫ْس فِي ُقلُو ِب ِه ْم َواللَّ ُه أَ ْعلَ ُم ِب َما‬ ‫ون ِبأَ ْف ِ‬
‫واه ِه ْم َما لَي َ‬ ‫يل اللَّ ِه أَ ِو ا ْد َف ُعوا َقالُوا لَ ْو ن َْعلَ ُم ِق َتالًا لَاتَّ َب ْعنَا ُك ْم ُه ْم لِلْ ُك ْف ِر َي ْو َم ِئ ٍذ أَ ْق َر ُب ِم ْن ُه ْم لِلْ ِإي َم ِ‬
‫ان َي ُقولُ َ‬ ‫َقاتِلُوا فِي َسِب ِ‬
‫ون (‪))167‬يقينًا هذه العبارة قالوها بأفواههم كما يقال بالفم المآلن يعني لو نعلم أنكم ستقاتلون‪ ،‬سوف ال يكون هناك قتال نحن ال نخرج معكم‬ ‫َي ْكتُ ُم َ‬
‫وهم أضعفوا المسلمين بعدم خروجهم‪.‬‬
‫‪ ‬فى اآلية الثانية (بألسنتهم) الذين يقولون بألسنتهم هم من األعراب مسلمين ليسوا من المنافقين ألن الرسول ‪ ‬عندما ذهب للعمرة إستنفر المسلمين‬
‫الهدي تحسبًا‪ .‬لو قال للمنافقين بألسنتهم يضعف الحال وال يصور حالهم هم كانوا متكبرين‬ ‫َ‬ ‫تحسبًا لحدوث قتال وساق‬ ‫وإستنفر األعراب أن يأتوا معه ّ‬
‫‪ 3‬فال تتناسب بأفواههم‪ .‬الصورة ال تتناسب فكل كلمة في القرآن في مكانها‪.‬‬ ‫فقال بأفواههم وليس بألسنتهم‪ .‬وهؤالء كانوا معتذرين‬
‫آية (‪:)162‬‬
‫*ما الفرق بين ختام اآليتين( َو َمْأ َواهُ َجهَنَّ ُم َوبِْئ َ‬
‫س ْال َم ِ‬
‫صي ُ‪H‬ر (‪ )162‬آل عمران) و(مأواكم‪ H‬النار هى موالكم‪ H‬وبئس المصير)الحديد؟‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ير (‪ )162‬آل عمران) ونحوها إنما قيلت وهم في الدنيا والدنيا ال تزال غير منقضية وأما فى‬
‫صُ‬ ‫(و َم ْأ َوا ُه َج َه َّن ُم َو ِب ْئ َ‬
‫س ْال َم ِ‬ ‫كل اآليات التي ورد فيها َ‬
‫‪ 3‬وأتاهم العذاب من قبله فالنار‬
‫سورة الحديد (مأواكم النار هى موالكم وبئس المصير)فإنه قيل وهم في اآلخرة وقد ضرب السور بينهم وبين المؤمنين‬
‫قريبة منهم فقال (هي موالكم)‪.‬‬
‫(وبئس المصير) هذه أنسب خاتمة لهم فقد كانوا في ترقبهم وأمانيهم ينتظرون المصير الحسن والمستقبل المشرق فكانت لهم الظلمة والمصير‬
‫األسوأ‪.‬‬
‫آية (‪:)163‬‬
‫صي ٌ‪H‬ر بِ َما يَ ْع َملُونَ (‪ )163‬آل عمران) وفي‪ H‬سورة‬ ‫ات ِعن َد هَّللا ِ َوهَّللا ُ بَ ِ‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى في سورة آل عمران (هُ ْم د ََر َج ٌ‬
‫ُ‬ ‫(ولِ ُكلٍّ د ََر َج ٌ‬
‫ات ِّم َّما َع ِملوا (‪ )19‬األحقاف)؟‬ ‫ق َك ِري ٌم (‪)4‬األنفال) وفي األحقاف َ‬ ‫األنفال (لَّهُ ْم َد َر َج ٌ‬
‫ات ِعن َد َربِّ ِه ْم َو َم ْغفِ َرةٌ َو ِر ْز ٌ‬
‫(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ال (‪ )21‬اإلسراء) والدرجات نوعين درجة للرجل ودرجة في المنزلة في العطاء‪.‬‬ ‫ات َوأَ ْك َب ُر َت ْف ِ‬
‫ضي ً‬ ‫آلخ َر ُة أَ ْك َب ُر د َ‬
‫َر َج ٍ‬ ‫أو ً‬
‫ال الجنة فيها درجات خيال ( َولَ ِ‬
‫يعني رئيس وزراء أعلى درجة بعد رئيس دولة قد يكون فقيرًا ما عنده غير راتبه‪ ،‬أنا رجل عادي لكني ملياردير ولكني لست شيخًا فالشيخ درجة‬
‫عالية هذا هو الشيخ نفسه درجة عالية‪ ،‬هذا الملياردير له درجة عالية ليس هو‪ ،‬ليس شخصه بس عنده في الجنة هكذا في ناس ملوك (يا علي إنك‬
‫ملك الجنة وذو قرنيها) (أولئك مع الذين أنعم اهلل عليهم من النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين) وبالتالي هذا هو درجته عالية وفي ناس‬
‫درجته ليست درجة عالية لكن هو عنده أمالك عالية انظر إلى ما يقوله صلى اهلل عليه وسلم (يأتي زمان على الناس يكون أجر العامل منهم أجر‬
‫خمسين قالوا‪ :‬خمسين منهم يا رسول اهلل؟ قال‪ :‬ال خمسين منكم قالوا‪ :‬كيف يا رسول اهلل؟ قال‪ :‬ألنكم تجدون على الحق أعوان وهم ال يجدون)‬
‫يعني واحد من عندنا نحن اآلن يمكن عنده ممتلكات في الجنة أكثر من أبو بكر لكن منزلتك ليست مثل أبو بكر فالشيخ شيخ مهما كنت مليارديرًا‬
‫ات) و ُ‬
‫(ه ْم‬ ‫وهو فقير الشيخ شيخ فأبو بكر هو درجة عالية الطبقة الحاكمة في الجنة أنت ال من الشعب لكن ملياردير وقس هذا الفرق بين (لَّ ُه ْم د َ‬
‫َر َج ٌ‬
‫ات) هم درجات هو عالي هو من ملوك الجنة يا ابنتي الجنة فيها دول بالماليين ملوك الجنة يعني لو تعرفين قال (وال خطر على قلب بشر)‬ ‫َر َج ٌ‬ ‫دَ‬
‫‪3‬ذ ملوك الجنة هم درجات‬ ‫يرا (‪ )20‬اإلنسان) رب العالمين يقول عنه ملك كبير وفي ملك خالد ما يفنى‪ .‬وحينئ ٍ‬‫ب‬
‫ِ ً‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ا‬‫ك‬‫ً‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫م‬‫و‬ ‫ا‬
‫ً َُ‬ ‫م‬‫ِي‬
‫ع‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ْت‬‫ي‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫َ‬
‫ْت‬‫ي‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫(َِ َ‬
‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫و‬
‫عالية‪ .‬الشعب هناك ناس لهم هو في الجنة الرابعة السابعة العاشرة المائة مائة درجة مائة كوكب الجنة مائة كوكب كل كوكب بقدر هذه األرض‬
‫ترليونات المرات ومضاعفات‪ .‬إذًا هذا الفرق بين هم درجات ولهم درجات وبارك اهلل فيك يا فاطمة على هذه المداخلة الرائعة‪.‬‬
‫آية (‪:)164‬‬
‫َاب َو ْال ِح ْك َمةَ‬
‫ث فِي ِه ْم َر ُسواًل ِم ْنهُ ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم َآيَاتِكَ َويُ َعلِّ ُمهُ ُم ْال ِكت َ‬ ‫(ربَّنَا َوا ْب َع ْ‬ ‫*ما داللة الفرق في الترتيب بين آية سورة البقرة َ‬
‫َاب َو ْال ِح ْك َمةَ (‪ ))164‬؟‬ ‫(ر ُسواًل ِم ْن َأ ْنفُ ِس ِه ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم َآيَاتِ ِه َويُ َز ِّكي ِه ْم َويُ َعلِّ ُمهُ ُ‪H‬م ْال ِكت َ‬
‫َويُ َز ِّكي ِه ْ‪H‬م (‪ ))129‬وآية سورة آل عمران َ‬
‫(د‪.‬عمر عبد الكافى)‬
‫‪ ‬وردت في القرآن الكريم مثل هذه اآليات أربع مرات ثالث منها عن اهلل تعالى ومرة على لسان ابراهيم ‪ ‬وهي اآليات التالية‪:‬‬
‫ون (‬ ‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َويُ َعلِّ ُم ُك ْم َما لَ ْم َت ُكونُوا َت ْعلَ ُم َ‬ ‫‪ .1‬سورة البقرة ( َك َما أَ ْر َسلْنَا فِي ُك ْم َر ُسولًا ِم ْن ُك ْم َي ْتلُو َعلَ ْي ُك ْم آََيا ِتنَا َوي َ‬
‫ُز ِّكي ُك ْم َويُ َعلِّ ُم ُك ُم الْ ِك َت َ‬
‫‪))151‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اب َوال ِحك َمة َوإِ ْن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُزكي ِه ْم َويُ َعل ُم ُه ُم ال ِكت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِن أنف ِس ِه ْم َيتلو َعل ْي ِه ْم آ َيا ِت ِه َوي َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ِين إِذ َب َعث فِي ِه ْم َر ُسولا م ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪3‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ .2‬آل عمران (لق ْد َم َّن الل ُه َعلى ال ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ين (‪))164‬‬ ‫ضلَ ٍ‬
‫ال ُم ِب ٍ‬ ‫ْل لَفِي َ‬ ‫ِن َقب ُ‬
‫َكانُوا م ْ‬
‫ِن َقب ُ‬
‫ْل‬ ‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َوإِ ْن َكانُوا م ْ‬ ‫ُز ِّكي ِه ْم َويُ َعلِّ ُم ُه ُم الْ ِك َت َ‬
‫ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم َي ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آََيا ِت ِه َوي َ‬ ‫‪ .3‬سورة الجمعة (( ُه َو الَّذِي َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ‬
‫ين (‪)))2‬‬ ‫ال ُم ِب ٍ‬‫ضلَ ٍ‬ ‫لَفِي َ‬
‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َوي َ‬
‫ُز ِّكي ِه ْم إِنَّ َك‬ ‫ِك َويُ َعلِّ ُم ُه ُم الْ ِك َت َ‬
‫((ربَّنَا َوا ْب َع ْث فِي ِه ْم َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم َي ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آََيات َ‬ ‫‪  .4‬وعلى لسان ابراهيم ‪:‬سورة البقرة َ‬
‫يز الْ َحكِي ُم (‪)))129‬‬ ‫أَ ْن َت الْ َع ِز ُ‬
‫أخر جانب تزكية األخالق إلى آخر‬ ‫ً‬
‫‪ ‬وهذا يعود إلى ترتيب األولويات واألهمية في الخطابين‪ ،‬فعندما دعا ابراهيم ‪ ‬ربه أن يرسل رسوال ّ‬
‫مرحلة بعد تالوة اآليات وتعليمهم الكتاب والحكمة‪.‬‬
‫ً‬
‫أما في آية سورة الجمعة وسورة البقرة (‪ )151‬وسورة آل عمران فالخطاب من اهلل تعالى بأنه بعث في األميين رسوال يتلو عليهم آياته ويزكيهم‬
‫الخلُقي يأتي قبل الجانب التعليمي وألن اإلنسان إذا كان غير مز ّكى في خلقه لن يتلقى الكتاب‬ ‫قبل مرحلة يعلمهم الكتاب والحكمة ألن الجانب ُ‬
‫ُ‬
‫يم (‪)4‬‬ ‫(وإِنَّ َك لَ َعلى ُخل ٍق َع ِظ ٍ‬ ‫والحكمة على ُمراد اهلل تعالى والرسول ‪ ‬من أهم صفاته أنه على خلق عظيم كما شهد له رب العزة بذلك في قوله َ‬
‫القلم)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫والتزكية هي ربع المه ّمة المحمدية (تالوة اآليات‪ ،‬تعليم الكتاب‪ ،‬تعليم الحكمة‪ ،‬التزكية)‪.‬‬
‫(من برنامج هذا ديننا للدكتور عمر عبد الكافي على قناة الشارقة)‪.‬‬
‫‪H‬اب َو ْال ِح ْك َم‪ H‬ةَ‬‫ث فِي ِه ْم َرسُوالً ِّم ْن َأنفُ ِس‪ِ H‬ه ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آيَاتِ‪ِ H‬ه َويُ‪HH‬زَ ِّكي ِه ْ‪H‬م َويُ َعلِّ ُمهُ ُم ْال ِكتَ‪َ H‬‬
‫*ما الفرق بين (لَقَ ْد َم َّن هَّللا ُ َعلَى ْال ُمْؤ ِمنِينَ ِإ ْذ بَ َع َ‬
‫ُأْل‬
‫ث فِي ا ِّميِّينَ َر ُس‪H‬واًل ِم ْنهُ ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم َآيَاتِ‪ِ H‬ه َويُ‪َ H‬ز ِّكي ِه ْم‬ ‫‪H‬و الَّ ِذي بَ َع َ‬ ‫ين (‪ )164‬آل عم‪HH‬ران) و (هُ‪َ H‬‬ ‫الل ُّمبِ ٍ‬
‫ض‪ٍ H‬‬ ‫وا ِمن قَ ْب ُل لَفِي َ‬ ‫َوِإن َكانُ ْ‬
‫ين (‪ )2‬الجمعة) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫ضاَل ٍل ُمبِ ٍ‬‫َاب َو ْال ِح ْك َمةَ َوِإ ْن َكانُوا ِم ْن قَ ْب ُل لَفِي َ‬ ‫َويُ َعلِّ ُمهُ ُم ْال ِكت َ‬
‫ال هناك فرق عدنا إلى كتب التفاسير وأهل الفضل‬ ‫لماذا فى العرب قال منهم وبالمؤمنين وهم قريش الذين هم أوائل المسلمين قال من أنفسهم؟ فع ً‬
‫وأهل التذوق لهذه اللغة وجدنا ما يلي‪ :‬تقول فالن من بني فالن هذا فقط كونك منهم بغض النظر عن ميزة أو غير ميزة هذه من خصوصياتها هي‬
‫ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) فقط كونه منهم بغض النظر عن أن هذه منهم ال تعطي إيحاء بميزة أو عدم ميزة‪.‬‬ ‫(ه َو الَّذِي َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ‬‫أمة أمية ُ‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫لكن هذه اآلية التي تخاطب المسلمين األوائل وهم أهل النبي وخاصته وعشيرته وقبيلته قال (ل َق ْد َم َّن الل ُه َعلى ال ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ِين إِذ َب َع َث ف ِ‬
‫ِيه ْم َر ُسوال ِّم ْن‬
‫أَن ُف ِس ِه ْم) من أنفسهم يعني من خيارهم من أفضلهم معروف لديهم حسبًا ونسبًا وأخالقًا واحترامًا وهذه من ميزات المصطفى صلى اهلل عليه وسلم‬
‫ال من أولي العزم يعني ما‬ ‫كثير من الرسل كانوا مجهولين لشعوبهم يعني كما قال تعالى عن سيدنا موسى عليه السالم وهو من هو كما تعرفون فض ً‬ ‫ٌ‬
‫ِّك فِينَا َولِيدًا (‪ )18‬الشعراء) كيف تكون أنت نبي؟ أنت يتيم لقيط نحن وجدناك وربيناك واآلخر يقول لشعيب‬ ‫بعد النبي إال موسى وحينئ ٍذ قال (أَلَ ْم نُ َرب َ‬
‫َاك (‪ )91‬هود) النبي صلى اهلل عليه وسلم لم يكن هنالك أحد يستطيع أن يقول له هذا الكالم وإنما يقول‬ ‫ال َر ْه ُط َك لَ َر َج ْمن َ‬ ‫ضعِي ًفا َولَ ْو َ‬
‫اك فِينَا َ‬ ‫َر َ‬
‫( َوإِنَّا لَن َ‬
‫له أنت فالن بن فالن بن فالن محمد بن عبداهلل بن عبدالمطلب إلى نهاية (ولم أزل خيارًا من خيار) هذا النسب الرصين والمقام الرفيع إلى حد أنهم‬
‫احتكموا إليه في أقدس عباداتهم في وضع الحجر األسود في مكانه لم يجدوا طريقة يفعلون بها بحيث تسوي بين القبائل إال أن هذه القبائل جميعًا‬
‫وهذه البيوتات جميعًا الشرسة فيما بينها اتفقوا على األمين على محمد األمين لكي يرفع الحجر وتعرفون هذا ونحن ال نشرح السيرة فهي معروفة‬
‫(م ْن أَن ُف ِس ِه ْم)‪ .‬كلمة (من أنفسهم)‬ ‫فالنبي صلى اهلل عليه وسلم قبل اإلسالم وبعد اإلسالم هو وأسرته ونسبه وقبيلته وأخالقه وسمعته معروفة لهذا قال ِّ‬
‫ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) العرب كلهم لهم شأن آخر‪ ،‬الكالم في البيئة والمجتمع والمدينة والقبيلة التي نزل فيها هذا الدين هو من‬ ‫على خالف ( َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ‬
‫ُ‬
‫أن َفسهم‪-‬بفتح الفاء‪ -‬ومن أن ُفسهم‪-‬بضم الفاء‪ -‬وكونه من أنفسهم‪-‬بضم الفاء‪ -‬فإنه أيضًا من أنفسهم‪-‬بفتح الفاء‪ -‬هذا الفرق بين ( َب َع َث فِي الْأ ِّمي َ‬
‫ِّين‬
‫‪ 3‬األوائل وهم محيط‬ ‫َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) ألن هناك أنت ال تفرض نفسك على بقية الناس العرب لهم شأنهم قبائل وناس والخ هذه األميين‪ .‬لكن في المؤمنين‬
‫(م ْن أَن ُف ِس ِه ْم) من هنا جاء النص على كلمة من أنفسهم للمسلمين األوائل الذين هم يعرفون من هو‬ ‫مكة والمدينة ال يناقش وال يجادل أحد في هذا ِّ‬
‫محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬والمنّة ولهذا قال (لَ َق ْد َم َّن) المنة الهدية التي ال يستطيع أحد أن يقدمها لك إال هذا ال ُمهدي بالذات يعني شخص عينوه‬
‫رئيس وزراء هذا ما يفعله إال رئيس الدولة يعني هذه منّة رئيس الدولة على شخص يختاره من شعبه‪ .‬وحينئ ٍذ كل رؤوساء الوزراء في العالم الذين‬
‫‪ 3‬إال هذا فهذه منة‪ .‬فرب العالمين يقول ( ُقل لّا َت ُمنُّوا َعلَ َّي إِ ْسال َم ُكم َب ِل اللَّ ُه َي ُم ُّن َعلَ ْي ُك ْم أَ ْن‬ ‫أتى بهم الملك أو رئيس الجمهورية وال يستطيع أحد أن يعينه‬
‫ان (‪ )17‬الحجرات) من الذي يمكن أن يفعل هذا إال اهلل؟! ال يوجد فقط رب العالمين ولهذا سماها منة‪ .‬هنا أيضًا من الذي يمن عليك‬ ‫ِإلي َم ِ‬ ‫َهدَا ُك ْم ل ِ‬
‫ال من أنفس وأنفس قومك بحيث ال يناقش أحد ال في أخالقه واهلل لو وجدوا في أخالقه ذرة شعرة حتى شيء لفضحوا النبي صلى‬ ‫حتى يبعث لك رسو ً‬
‫ٌ‬
‫اهلل عليه وسلم وما آمنوا به لكن من أين يؤتى؟ فكله مكارم وكله أصل وكله أخالق‪ .‬من أجل هذا لم يجد كفار المشركين ثلمة يأتوا منها النبي صلى‬
‫(م ْن أَن ُف ِس ِه ْم) وهم القاعدة األولى الرصينة التي بُني عليها هذا الدين بعد‬ ‫‪ 3‬من ِّ‬ ‫ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) ولكن من المؤمنين‬ ‫اهلل عليه وسلم قال ( َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ‬
‫ال ِّم ْن أَن ُف ِس ِه ْم) ولهذا قال صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫ذلك وقاموا به إلى العالم أجمع‪ .‬هذا الفرق بين ( َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ‬
‫ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) وبين ( َب َع َث ف ِ‬
‫ِيه ْم َر ُسو ً‬
‫(سلمان منا أهل البيت) ما قال من أنفسنا‪ ،‬الكل يعرف أن سلمان رجل فارسي وليس عربيًا وما كان هو من أفضلهم لكن (منا) من حيث أنه صار‬
‫واحدًا من آل البيت دخل بآل البيت لكن ال يعني أنه من أن ُفسهم يعني أفضل واحد في آل البيت سيدنا علي وفاطمة وأوالدهما أفضل وأكرم وأعلى‬
‫مقامًا من آل البيت هؤالء الناس لو قال سلمان من أنفسنا لكان سلمان أفضل من علي وهذا ال يمكن إذن صار قال سلمان منا آل البيت‪ .‬ولهذا قال‬
‫عن فاطمة (فاطمة بضعة مني) ما قال مني جزء هذا أعلى من أنفسنا أيضًا‪ .‬يعني كلمة بضعة مني أكثر لو أنه قال فاطمة من نفسي‪ ،‬بضعة جزء‬
‫مني وليس من نفسي جزء مني قطعة لحمة من جزئي ولهذا هذه اللغة رب العالمين قال (لِّ َسا ًنا َع َر ِبيًّا) بآدابها وبالغتها إعجاز الفرآن اللغوي سيبقى‬
‫ال إلى يوم القيامة وها أنتم ترون نحن على ضعفنا وقلة بضاعتنا في الكلمة وأخواتها وفي المتشابه هذه البضاعة القليلة كم هي تلفت‬ ‫شاهدًا وماث ً‬
‫األنظار منذ ‪ 15‬عشر قرنًا تكتشف فيها هذه الجوانب وإلى يوم القيامة في كل جيل ستكتشفون في هذا الكتاب العزيز جوانب لم يعرفها السابقون ما‬
‫قال به إمام المفسرين‪-‬رحمة اهلل عليه‪ -‬في هذا العصر الشيخ الشعرواي فريد في وقته ومن قبله الرازي في زمانه فريد وما قاله ابن عباس في‬
‫يطلع عليه هذا القرآن يعطي عطاءًا في كل جيل‬ ‫لغة جانب فريد لم ّ‬ ‫زمانه فريد وفي كل عصر سوف يأتي تلمس جانب من هذا الكتاب العربي ً‬
‫َّن لَ ُه ْم أَنَّ ُه الْ َح ُّق (‪ )53‬فصلت) هذا الموضوع األول‪.‬‬ ‫اق َوفِي أَن ُف ِس ِه ْم َحتَّى َي َت َبي َ‬
‫(سنُ ِري ِه ْم آ َيا ِتنَا فِي اآل َف ِ‬
‫َ‬
‫*(قُ‪HH‬لْ فَ‪HH‬ا ْد َرُؤوا ع َْن َأنفُ ِس‪ُ H‬ك ُم ْال َم‪HH‬وْ تَ ِإن ُكنتُ ْم َ‬
‫ص‪H‬ا ِدقِينَ (‪ )168‬آل عم‪HH‬ران) لِ َم ق‪HH‬ال ربنا (ف‪HH‬ادرؤوا عن أنفس‪HH‬كم الم‪HH‬وت) ولم يقل‬
‫فاحموا أنفسكم من الموت؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫آثر ربنا تعالى أن يعبِّر بـ (فادرؤوا عن أنفسكم الموت) ألن الدرء يعني الدفع وفي هذا إيماء إلى أن الموت يأتي بشكل مفاجئ وقوي ال ِق َبل للمرء‬
‫المدلهم به ويريد أن يحمي نفسه بينما الموت ليس بمرئي ومشاهد حتى‬
‫ِّ‬ ‫على مقاومته ودفعه‪ .‬أما الحماية فهي تدل على أن المرء يرى الخطر‬
‫يصون اإلنسان نفسه منه‪.‬‬
‫آية (‪:)167‬‬
‫ْس فِي قُلُوبِ ِه ْ‪H‬م (‪ )167‬آل عمران) ‪( -‬يَقُولُونَ بَِأ ْل ِسنَتِ ِه ْ‪H‬م َما لَي َ‬
‫ْس فِي قُلُوبِ ِه ْ‪H‬م (‪ )11‬الفتح)ما الفرق؟(د‪.‬أحمد‬ ‫*(يَقُولُونَ بَِأ ْفوا ِه ِه ْ‪H‬م َما لَي َ‬
‫الكبيسى)‬
‫ون (‪ )167‬آل عمران) وعندنا‬ ‫ْس فِي ُقلُو ِب ِه ْم َواللَّ ُه أَ ْعلَ ُم ِب َما َي ْك ُت ُم َ‬ ‫ون ِبأَ ْف ِ‬
‫واه ِه ْم َما لَي َ‬ ‫ننتقل إلى موضوع آخر آل عمران ‪ 167‬عندنا كلمتين ( َي ُقولُ َ‬
‫ْس فِي ُقلُو ِب ِه ْم (‪ )11‬الفتح) ما الفرق بين واحد يقول بفمه وواحد يقول بلسانه؟ كالم هائل كل من يكذب كذبة يذنب له ذنب‬ ‫ِه ْم َما لَي َ‬ ‫ون ِبأَلْ ِس َنت ِ‬
‫( َي ُقولُ َ‬
‫غيباية كفراية بهتاناية صغيرة هذا بلسانه هذه جرائم اللسان (احفظ عليك هذا) (من ضمن لي ما بين فكيه ضمنت له الجنة) (وهل يكب الناس على‬
‫وجوههم إال حصائد ألسنتهم) فالن ليس جيد هذا بلسانك بأفواههم ال يقال فالن يتكلم ملء فيه هذا شهور وسنين وقرون دعاوى طائفية وفئوية‬
‫ال أنا أول ما وعيت في حياتي في األربعينات كان العالم العربي الشباب العربي كله يبث لنا النازية‬ ‫وإلحادية وكفرية وعدائية ولها فلسلفات يعني مث ً‬
‫هتلر وهتلر وعلمين وتشرشل والخ وطبعًا النازية لها دعاتها وأفكارها وكتب ومراكز ثقافية وكنا نسمع في الراديو عندما نتجمع في الشارع فلم يكن‬
‫ال النازية دعاتها يتكلمون ليل نهار هنا برلين والخ والناس تسمع وفي دعاة موجودين ليل نهار يروج‬ ‫لدينا في البيوت راديو هذا في األربعينات وفع ً‬
‫واه ِه ْم) هؤالء االثنين الذين قالوا‬ ‫ون ِبأَ ْف ِ‬ ‫ويسوق النازية يتكلم ملء فيه ال يتعب مائة مائتين واحد بالمقاهي بالشوراع بالكتب بالصحافة هذا ( َي ُقولُ َ‬
‫ون (‪ )11‬الفتح) ناس تخلفوا عن المعركة ولم يذهبوا طبعًا جلسوا وهم خجلين ولما راحوا على النبي سألهم لماذا لم تأتوا‬ ‫ول لَ َك الْ ُم َخلَُّف َ‬
‫(س َي ُق ُ‬ ‫بألسنتهم َ‬
‫على المعركة قالوا ابني وجعان وشغلني وهو كاذب والثاني قال واهلل ما كان عندنا عشاء ورحت اشتغلت لكي أجلب لهم غداء وعشاء اشتغلت‬
‫‪ 3‬أما أنت عندك دعوة‬ ‫ون ِبأَلْ ِس َن ِت ِه ْم) هذه كذبة‪،‬‬
‫‪ 3‬هؤالء ( َي ُقولُ َ‬ ‫حطاب الخ كل هذا كلمة ونص وهم كاذبون ولكن لكي يتعذرون ثم اهلل تاب عليهم بعدين‬
‫وبعدين بعد ما خلصوا النازيين توها خلصانة الحكي بين الشباب بدأوا يتكلمون عن الشيوعيين والشيوعية وكيف أنهم ناس جايين يسوون عدالة‬
‫ال وسوريا ومصر شيوعية وشيوعية‬ ‫ووطن حر وشعب سعيد وووالخ فالن معلم وفالن صحفي ليل نهار ثالثين سنة إلى سنة ‪ 1958‬والعراق مث ً‬
‫ال عبد الرحمن البزاز وفي سوريا خالد بكداش وفي السودان محجوب وفي مصر الشرقاوي ناس وأحزاب‬ ‫وأعالم وأحزاب شيوعية في العراق مث ً‬
‫ْس فِي ُقلُو ِب ِه ْم) ثالثين سنة‬ ‫ون ِبأَ ْف ِ‬
‫واه ِه ْم َما لَي َ‬ ‫واه ِه ْم) ليل نهار لكنهم كلهم ليسوا مؤمنين فقط مصالح ( َي ُقولُ َ‬ ‫ون ِبأَ ْف ِ‬
‫وصحف وكتابات وفالسفة ( َي ُقولُ َ‬
‫‪ 3‬وحدة عربية أمة عربية في العراق ومصر وسوريا والمغرب واليمن وفي كل‬ ‫‪ 3‬هذا في الخمسينات البعثيون‬ ‫دمروا كل شيء جاء وراءهم البعثيون‬
‫مكان أفكار وعلماء وفالسفة وشعراء وأدباء وسليمان العيسى وأشكال وصرنا معهم باعتبار هؤالء يسعون للوحدة العربية ليل نهار ليل نهار وجاء‬
‫واه ِه ْم) اآلن نفسهم الموضة الجديدة جايين فكل ثالثين سنة تأتي موضة مصنوعة صناعة كاملة والغريب كلهم‬ ‫ون ِبأَ ْف ِ‬‫األمركيان وانهزموا ( َي ُقولُ َ‬
‫‪ 3‬الشنب ينزل على الشفايف‬ ‫شعارهم في الشعر النازيين شعارهم شنب رفيع في الوسط كهتلر والشيوعيون ال بارمين شنباتهم مثل ستالين والبعثيين‬
‫واآلن اللحية الطويلة المفتوحة من النص هؤالء الجدد جايين اآلن انتشروا في يوم واحد في العالم اإلسالمي اليوم جاء دورهم فكل ثالثين سنة عندنا‬
‫ومنظرين ليل نهار يعني يدوشوك‬ ‫ِّ‬ ‫واه ِه ْم) ليل نهار ليل نهار يمألون الدنيا ضوضاء إعالم وصحافة وخطباء جمعة‬ ‫ون ِبأَ ْف ِ‬ ‫موديل هؤالء ( َي ُقولُ َ‬
‫(و َم َث ُل الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُروا َك َم َث ِل‬ ‫ْس فِي ُقلُو ِب ِه ْم) وكل اإلنحرافات رب العالمين من سننه أن يهيء لها أبواق أبواق تنعق واهلل قال َ‬ ‫ون ِبأَ ْف ِ‬
‫واه ِه ْم َما لَي َ‬ ‫( َي ُقولُ َ‬
‫ون (‪ )171‬البقرة) حينئ ٍذ هذا قدر أنا عمري اآلن ‪ 74‬سنة ما خلت فترة منها من هذه‬ ‫ص ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌي َف ُه ْم لَا َي ْعقِلُ َ‬
‫ُعا ًء َو ِندَا ًء ُ‬ ‫ِق ِب َما لَا َي ْس َم ُع إِلَّا د َ‬
‫الَّذِي َي ْنع ُ‬
‫ال ثالثين سنة وراحوا شيوعيين ثانيًا ثالثين سنة وراحوا بعثيين ثالثين سنة وراحوا واآلن جايين جماعة التكفير كلكم‬ ‫األبواق منذ الطفولة نازيون أو ً‬
‫كفار الزم نقتلكم واحد واحد ونفس الشعر كلهم شعر ليش ما أدري؟! وهكذا وعليك أن تعلم أن هذا مكر اهلل وهي واحدة من قواعده إياك أن تغضب‬
‫ُر َعلَي َ‬
‫ْك‬ ‫ان َكب َ‬ ‫ِيث أَ َس ًفا) َ‬
‫(وإِ ْن َك َ‬ ‫ُؤ ِمنُوا ِب َه َذا الْ َحد ِ‬ ‫اخ ٌع َن ْف َس َك َعلَى آََث ِ‬
‫ار ِه ْم إِ ْن لَ ْم ي ْ‬ ‫ات) ( َفلَ َعلَّ َك َب ِ‬‫وأن تفقد صوابك وأن تفتن ( َفلَا َت ْذ َه ْب َن ْف ُس َك َعلَ ْي ِه ْم َح َس َر ٍ‬
‫ْ‬ ‫ض أَ ْو ُسلَّ ًما فِي َّ‬
‫ِين (‪)35‬‬ ‫اهل َ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال َج ِ‬
‫َن م َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الس َما ِء َف َتأ ِت َي ُه ْم ِبآ َي ٍة َول ْو َشا َء الل ُه ل َج َم َع ُه ْم َعلى ال ُهدَى َفلا َتكون َّ‬ ‫ِي َن َف ًقا فِي الْأَ ْر ِ‬‫اس َت َط ْع َت أَ ْن َت ْب َتغ َ‬‫اض ُه ْم َفِإ ِن ْ‬
‫إِ ْع َر ُ‬
‫األنعام) ما هذا الخطاب الرهيب للنبي صلى اهلل عليه وسلم يسأله لماذا أنت مقهور وزعالن؟ أنا رب العالمين أال أعرف أن أهديهم كلهم؟ لكن أنا ال‬
‫أريدهم‪ ،‬هكذا‪.‬‬
‫آية (‪:)170‬‬
‫* ما داللة كلمة (خلفهم) في اآلية ((فَ ِر ِحينَ بِ َما َآتَاهُ ُم هَّللا ُ ِم ْن فَضْ لِ ِه َويَ ْستَ ْب ِشرُونَ بِالَّ ِذينَ لَ ْم يَ ْل َحقُوا بِ ِه ْم ِم ْن خَ ْلفِ ِه ْم َأاَّل َخ‪HH‬وْ ٌ‬
‫ف َعلَ ْي ِه ْم‬
‫َواَل هُ ْم يَحْ زَ نُونَ (‪)170‬في سورة آل عمران؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫بعد نقيضة قبل وأظهر استعمال لها في الزمان‪ .‬أما خلف فهي نقيضة ُقدّام (وهي في الغالب للمكان) هذا من حيث اللغة‪ .‬والخلف في اللغة هوالظهر‬
‫أيضًا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫أحيانًا ال يصح وضع إحداهما مكان األخرى فال يمكننا أن نضع خلف مكان بعد ففي هذه اآليات ال يمكن أن تحل خلف محل بعد (ث َّم َع َف ْونَا َع ْنك ْم م ْ‬
‫ِن‬
‫ِك ُه ُم‬ ‫ض أُولَئ َ‬ ‫ُون فِي الْأَ ْر ِ‬
‫ُوص َل َويُ ْف ِسد َ‬ ‫ون َما أَ َم َر اللَّ ُه ِب ِه أَ ْن ي َ‬ ‫ون َع ْه َد اللَّ ِه م ْ‬
‫ِن َب ْع ِد مِي َثا ِق ِه َو َي ْق َط ُع َ‬ ‫ض َ‬ ‫ون (‪ )52‬البقرة) (الَّذ َ‬
‫ِين َي ْن ُق ُ‬ ‫ِك لَ َعلَّ ُك ْم َت ْش ُك ُر َ‬
‫َب ْع ِد َذل َ‬
‫ون (‪ )27‬البقرة) ألنها متعلقة بالزمان‪.‬‬ ‫اس ُر َ‬ ‫الْ َخ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِه ْم َولا َت ِج ُد أك َث‪َ 3‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪3‬راف)‬ ‫ين (‪ )17‬األع‪3‬‬ ‫ِر َ‬‫‪3‬ر ُه ْم َش ‪3‬اك ِ‬ ‫ِه ْم َو َع ْن َش َما ِئل ِ‬
‫ِه ْم َو َع ْن أ ْي َمان ِ‬ ‫ِن َخلف ِ‬ ‫ِيه ْم َوم ْ‬‫ْن أ ْيد ِ‬ ‫‪ ‬أما خلف فهي في األصل للمكان‪( ،‬ث َّم لآ ِت َينَّ ُه ْم م ْ‬
‫ِن َبي ِ‬
‫ون‬
‫ْش‪ُ 33‬ر َ‬ ‫ضلِ ِه َو َي ْس َتب ِ‬ ‫َ‬
‫ِن ف ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ين ِب َما آ َتا ُه ُم الل ُه م ْ‬ ‫َ‬
‫ون (‪ )9‬يس) وكذلك قوله تعالى (ف ِر ِح َ‬ ‫ْص ُر َ‬ ‫ِن َخلْ ِف ِه ْم َسدًّا َفأَ ْغ َش ْينَا ُه ْم ف ُه ْم لا يُب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْن أَ ْيدِي ِه ْم َسدًّا َوم ْ‬ ‫( َو َج َعلْنَا م ْ‬
‫ِن َبي ِ‬
‫ون (‪ )170‬آل عم‪33‬ران) ال‪33‬ذين معهم في المعركة والقت‪33‬ال فهي في األصل خلف في‬ ‫ْه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ف َعلَي ِ‬ ‫ِه ْم أَلَّا َخ ْو ٌ‬
‫ِن َخلْف ِ‬
‫ِين لَ ْم َيلْ َح ُقوا ِب ِه ْم م ْ‬
‫ِبالَّذ َ‬
‫المكان‪.‬‬
‫*ما هي اآلية التي أشكلت على الدكتور فاضل السامرائى‪ H‬فترة طويلة حتى اكتشف لمساتها البيانية؟‬
‫ون) من حيث التأليف والتركيبة البيانية‪.‬‬ ‫ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ف َعلَي ِ‬
‫ْه ْم َو َ‬ ‫ال َخ ْو ٌ‬
‫علي مدة طويلة أكثر من سنة ونصف وربما سنتين هو قوله تعالى ( َ‬ ‫الذي أشكل ّ‬
‫ف َعلَ ْي ِه ْم)‬
‫ال َخ ْو ٌ‬
‫عدة أسئلة دارت في الذهن في حينها هو قال ( َ‬
‫ال ال خوف عليهم‬ ‫‪ -‬لماذا لم ال يخافون كما قال ال هم يحزنون؟ (ال خوف عليهم) باإلسم و (وال هم يحزنون) بالفعل؟ لماذا هذه المخالفة؟ ولم يقل مث ً‬
‫وال حزن؟‬
‫ال؟ قدّم (هم) في (وال هم يحزنون)‬ ‫‪ -‬ثم لماذا خصص الحزن بتقديم (هم) (وال هم يحزنون)؟ لماذا لم يخصص الخوف قال وال عليهم خوف مث ً‬
‫لماذا لم يقل ال عليهم خوف وال هم يحزنون؟‬
‫خوف بالفتح فلماذا فيها قراءتين؟ إذا كان مقصود نفي الجنس فلماذا فيها قراءتين؟ هذه كانت‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬ثم (ال خوف عليهم) اإلسم مرفوع وهنالك قراءة ال‬
‫أسئلة شغلت ذهني كثيرًا‪.‬‬
‫ار (‪)37‬‬ ‫ْص ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وب َوالأب َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ون َي ْو ًما َت َتقل ُب فِي ِه القل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫قال (ال خوف عليهم) ما قال ال يخافون كما قال وال هم يحزنون وذلك ألنهم فعال يخافون ذلك اليوم ( َي َخاف َ‬
‫يرا (‪ )7‬اإلنسان) هؤالء مؤمنون يخافون‪ ،‬الخوف‬ ‫ان َش ُّر ُه ُم ْس َت ِط ً‬ ‫يرا (‪ )10‬اإلنسان) ( َو َي َخا ُف َ‬
‫ون َي ْو ًما َك َ‬ ‫ُوسا َق ْم َط ِر ً‬ ‫َخ ُ‬
‫اف مِن َّربِّنَا َي ْو ًما َعب ً‬ ‫النور) (إِنَّا ن َ‬
‫مدح هنا‪ .‬فلما كان الخوف حقيقة عبّر عنه باإلسم وما قال ال يخافون ألنه يخافون ذلك اليوم‪ .‬هو قال ال خوف عليهم‪ ،‬هذا أمر آخر‪ .‬إذن هم يخافون‬
‫في الواقع وخوفهم يوم اآلخرة مدح لهم‪ ،‬كل الم ّكلفين يخافون حتى يؤ ّمن اهلل من يؤ ّمن‪ .‬يبقى ما معنى (ال خوف عليهم)؟ ال خوف عليهم يعني ال‬
‫يُخشى عليهم خطر‪ ،‬ليس عليهم خطر‪ ،‬ال خوف عليه يعني ليس عليه خطر أما (هم) فقد يكونوا خائفين أو غير خائفين‪ ،‬قد يكون هناك إنسان غير‬
‫ال ال يخاف الحية وال العقرب وال النار لكننا‬ ‫خائف وهنالك خوف عليه وال يقدّره‪ ،‬غير خائف ألنه ال يقدر الخطر لكن هنالك خطر عليه‪ ،‬الطفل مث ً‬
‫نحن نخاف عليه منها هو ال يعلم العواقب وال يقدرها ونحن نخاف عليه أو هو يخاف من شيء غير مخوف فالطفل أحيانًا يرى اللعبة مخيفة يخاف‬
‫منها وليس عليه خوف منها‪ .‬إذن قد يكون الشخص يخاف من شيء غير مخيف وال خطر المهم أن ال يكون عليه خوف‪ ،‬هذا المهم أما إن كان خائفًا‬
‫أو غير خائف ما دام ليس عليه خوف هذا موضوع آخر‪ .‬إذن لم يقل ال يخافون ألن واقع األمر أنهم يخافون فأ ّمنهم اهلل بقوله (ال خوف عليهم) وهذا‬
‫هو المهم ألن قد يكون أحدهم ال يخاف اآلخرة ألنه ال يعلمه‪.‬‬
‫هو قال (وال هم يحزنون) جعل الحزن بالفعل وأسند إليه (وال هم يحزنون)‪ .‬لو قال ال خوف عليهم وال حزن ال يصح المعنى‪ .‬ال خوف عليهم وال‬
‫حزن عليهم يعني وال حزن عليهم يعني ال يحزن عليهم أحد يعني نفى الحزن عن غيرهم ولم ينفه عنهم يعني هم قد يحزنون لكن ال يحزن عليهم‬
‫أحد‪ .‬والمطلوب أن تنفي عنهم الحزن ال أن تنفيه عن غيرهم‪ .‬فقد يكونوا حزينين وال يحزن عليهم أحد فما الفائدة؟ المهم هموال يحزنون لكن أن ال‬
‫ون (‪ )127‬النحل)‬ ‫ْق ِّم َّما َي ْم ُك ُر َ‬
‫ضي ٍ‬ ‫ال َت ُك فِي َ‬ ‫ال َت ْح َز ْن َعلَي ِ‬
‫ْه ْم َو َ‬ ‫يحزن عليهم أحد ما الفائدة؟ ثم قد يكون هذا ذم أن ال يحزن عليهم أحد كما قال ربنا ( َو َ‬
‫يعني ال يستحقون أن تحزن عليهم‪ .‬إذن لو قال ال خوف عليهم وال حزن ال يستقيم المعنى قد يكون ذم وليس فيه فائدة وال ينفعهم‪.‬‬
‫ثم قال (وال هم يحزنون) بتقديم (هم) يعني أنهم ال يحزنون ولكن الذي يحزن هو غيرهم‪ ،‬ليس هم الذين يحزنون لكن الذي يحزن غيرهم من الكفرة‬
‫هؤالء أصحاب الحزن‪ .‬لو قال ال خوف عليهم وال يحزنون يعني هم ال يحزنون لكن لم يثبت الحزن لغيرهم من الكفرة لكن هنا هو أثبت الحزن لهم‬
‫ونفاه عن غيرهم التقديم أفاد الحصر‪ ،‬ما أنا فعلت هذا يعني فعله غيري أثبته لغيري‪ ،‬ما أنا قلته‪ .‬فأراد ربنا تبارك وتعالى أن ينفي عنهم الحزن‬
‫ويثبته لغيرهم (وال هم يحزنون)‪.‬‬
‫ما قال ال عليهم خوف بتقديم الجار والمجرور كما قال وال هم يحزنون وهذا أيضًا ال يصح‪ .‬عندما يقول ال عليهم خوف يعني ليس عليهم الخوف‬
‫ولكن الخوف على غيرهم وهذا أيضًا ال يصح‪ .‬أنت ال تخاف على الكفار‪ ،‬أنت نفيت الخوف عنه وأثبته على غيرهم يعني أنت تخاف على غيرهم‬
‫وغيرهم أي الكفار‪ ،‬من يخاف على الكفار؟ دعهم يذهبوا إلى الجحيم‪ ،‬إذن لماذا نخاف عليهم؟ هذا المعنى يفهم إذا قدّم لو قال ال عليهم خوف كان‬
‫نفاه عنهم وأثبته على غيرهم ونحن ال نخاف على الكفار من الذي يخاف على الكفار وهم مغضوب عليهم؟‪ .‬إذن ال يصح أن يقال ال عليهم خوف‬
‫كما قال وال هم يحزنون‪.‬‬
‫ٌ‬
‫(خوف)؟ ما‬ ‫خوف عليهم نص في نفي الجنس وال النافية للجنس تعمل عمل ّ‬
‫(إن)‪ .‬لماذا رفع‬ ‫َ‬ ‫يبقى السؤال لماذا قال ال خوف عليهم برفع الخوف؟ ال‬
‫رجل بالبناء على الفتح هذا نفي نص الجنس يعني ال‬ ‫رجل‪ ،‬لما تقول ال َ‬ ‫رجل أو ال ُ‬ ‫الفرق في المعنى من حيث الرفع والبناء في النصب؟ لما تقول ال َ‬
‫ٌ‬
‫رجل يفيد نفي الجنس على الراجح ألنه يحتمل نفي الواحد‪ ،‬عندما نقول ال رجل إحتمال وجود رجلين أو ثالثة أو أربعة‬ ‫أي رجل مطلقًا‪ ،‬وال ٌ‬ ‫يوجد ّ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫هذا احتمال واحتمال نفي الجنس على األرجح‪ .‬ال خوف عليهم يعني في غير القرآن يمكن أن تجعله ال خوف عليهم بل أكثر من خوف بينما ال‬
‫خوف عليهم نص في نفي الجنس‪ .‬ال شك السياق نفي الجنس تخصيصًا من أكثر من ناحية‪ :‬من ناحية مقام مدح‪ ،‬من ناحية قال (وال هم يحزنون)‬ ‫َ‬
‫فإذا كانوا ال يحزنون فإنه ال خوف عليهم ألن الحزن إذا كان هنالك شيء مخوف فتحزن لذلك‪ .‬إذن دلت القرائن على نفي الخوف تنصيصًا وجاء‬
‫بـ (ال) النافية للجنس أيضًا في قراءة أخرى‪ .‬فإذن القراءتان دلت على نفي الخوف تنصيصًا وبالقرينة‪ .‬لكن هنالك مسألة إذا كان هو أفاد نفي‬
‫خوف عليهم) بالرفع هذا يفيد معنيين‪ :‬األول‬ ‫ٌ‬ ‫خوف عليهم؟ هو عندما يقول (ال‬ ‫َ‬ ‫الجنس تنصيصًا أو بالقرينة إذن لماذا يأت بنفي الجنس ولم يقل ال‬
‫ال ( َفإِ َذا ِخ ْف ِت َعلَ ْي ِه َفأَلقِي ِه فِي ال َي ِّم (‪ )7‬القصص) متعلق بـ(خاف)‪ ،‬إني أخاف عليك الذئاب (متعلق‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫كون حرف الجر (عليهم) متعلق بالخوف مث ً‬
‫خوف عليهم الخبر يكون محذوفًا‪ .‬يحتمل أن يكون الجار‬ ‫ٌ‬ ‫بخاف)‪ .‬لو كان الجار والمجرور (عليهم) متعلقًا بالخوف يكون الخبر محذوفًا ألن ال‬
‫والمجرور (عليهم) ليس متعلقًا بالخوف وإنما متعلق بكان واستقر يعني ال خوف كائن عليك‪ .‬مثل الجلوس في الصف أو الوقوف في الساحة‪،‬‬
‫الجلوس في الصف يعني عليكم أن تجلسوا في الصف‪ ،‬الوقوف في الساحة (مبتدأ وخبر) يعني عليكم أن تقفوا في الساحة‪ ،‬الجلوس في الصف ال‬
‫يوجد خبر إذا تعلق الصف بالجلوس ال يكون هنالك خبر‪ ،‬الجلوس في الصف مطلوب نافع مفيد‪ ،‬الوقوف في الساحة مطلوب مأمور بها‪ ،‬الوقوف‬
‫خوف عليك موجود‪ ،‬ال خوف عليك إذن فيها معنيين واحتمالين وليست هنالك قرينة سياقية تحدد معنى‬ ‫ٌ‬ ‫في الساحة عليكم أن تقفوا في الساحة‪ .‬ال‬
‫معينًا‪ ،‬إذن هذا توسع في المعنى جمع معنيين‪ .‬إذا أخذناها على أن (عليهم) متعلقة بالخوف يكون الخبر محذوف يعني ال خوف عليهم من أي مكروه‬
‫أو ال خوف واقع عليهم إذن الرفع فيها احتمالين أن يكون (عليهم) متعلق بخوف فيكون الخبر محذوف تقديره كائن أو موجود أو (عليهم) هو الخبر‪،‬‬
‫خوف عليهم) فيها احتماالن‬‫ٌ‬ ‫نصًا ال يجوز أن يتعلق بالخوف نحويًا‪( .‬ال‬ ‫خوف عليهم ليس فيها احتمال‪( ،‬عليهم) هو الخبر ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الخوف عليهم‪ .‬أما ال‬
‫خوف عليهم قطعًا (عليهم) هو الخبر‬ ‫َ‬ ‫(عليهم) متعلقة بالخوف والخبر محذوف مقدر واآلخر أن (عليهم) هو الخبر وكل واحدة لها داللة‪ .‬لو قال ال‬
‫ألنه لو كان تعلق به سيكون شبيهًا بالمضاف فنقول ال خوفًا عليهم بالنصب وال يصح البناء مطلقًا ألنه شبيه بالمضاف وال يمكن أن نبني‪ .‬مثال‪ :‬ال‬
‫بائع في الدار يعني ليس هنالك أي بائع في الدار مطلقًا سواء كان هذا البائع يبيع في الدار أو في السوق أما ال بائعًا في الدار يعني الذي يبيع في‬ ‫َ‬
‫‪ 3‬ال بائعًا يعني‬
‫‪ 3‬وكأن الدار كان فيها متجر أو هو يبيع في بيته‪،‬‬ ‫الدار غير موجود ربما يوجد واحد في الدار يبيع في السوق (يفتح في بيته ما يبيعه)‬
‫َ‬
‫خوف‬ ‫ٌ‬
‫خوف ليس له إال داللة واحدة (أن (عليهم) خبر ال) أما ال خوف عليهم فيها داللتان‪ .‬لو اكتفى ال‬ ‫َ‬ ‫الذي يبيع في الدار غير موجود‪.‬فإذن ال‬
‫خوف) (ال) نعربها إما عاملة عمل ليس وقسم يجعلها مهملة فيكون‬ ‫ٌ‬ ‫خوف نعربها إسم ال النافية للجنس‪ ،‬أما (ال‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خوف)‬ ‫عليهم سنفقد معنى‪( .‬ال‬
‫خوف مبتدأ وعليهم خبر‪.‬‬
‫‪ 3‬نفي الخوف الثابت والمتجدد ونفى الحزن الثابت والمتجدد‪ .‬قال (ال خوف عليهم) هذا ينفي الخوف الثابت‬ ‫هو نفى الخوف والحزن الثابت والمتجدد‪،‬‬
‫‪ 3‬نفي الحزن لمتجدد ينفي الخوف المتجدد ألنك تخاف فتحزن‪ ،‬نفي الحوف الثابت ينفي‬ ‫ألنه استعمل الحزن و (وال هم يحزنون) نفي الحزن المتجدد‪.‬‬
‫الحزن الثابت فلما جاء أحدهما بالفعل واآلخر باإلسم وأحدهما مرتبط باآلخر‪ ،‬نفى (ال خوف) نفى الخوف الثابت (وال هم يحزنون) نفى الحزن‬
‫ال ثم الحزن يعدما‬ ‫‪ 3‬ألن األمر قبل أن يقع مخوف منه فإذا وقع حزنت عليه‪ .‬الخوف أو ً‬ ‫‪ 3‬يقتضي نفي الخوف المتجدد‬ ‫‪ 3‬لما نفى الحزن المتجدد‬ ‫المتجدد‪،‬‬
‫يقع إذا وقع ما يخاف منه‪ .‬فهمنا الحزن المتجدد من الفعل المضارع (ال هم يحزنون) الذي فيه تجدد واستمرار وهذا يقتضي (ال خوف عليهم) ألن‬
‫الحزن مرحلة تالية للخوف فإذا نفى ما يستجد من الحزن ينفي ما يستجد من الخوف‪ .‬ونفى الخوف الثابت والحزن الثابت فإذن عندما جمع األمرين‬
‫‪3‬‬
‫نفى الخوف عليهم الثابت والمتجدد والحزن الثابت والمتجدد‪.‬‬
‫خوف عليهم وال حزن لهم؟ جملتان إسميتان تدالن على الثبوت؟ لو قال ال حزن لهم هو ينفي الحزن عنهم وال يثبته لغيرهم‪ ،‬هو قال‬ ‫ٌ‬ ‫لماذا لم يقل ال‬
‫‪ 3‬لغيرهم‪ .‬لو قال وال لهم حزن هذا تنصيص على الجنس بمعنى ليس هنالك نص‬ ‫(وال هم يحزنون) أثبت الحزن لغيرهم لو قال ال حزن لهم لم يثبته‬
‫في نفي الجنس يعني ال لهم حزن ألن ال النافية للجنس ال يتقدم خبرها على إسمها فإذا تقدّم ال تعود نصًا في نفي الجنس ثم يجب رفع الحزن ال‬
‫حزن) ما دام تقدم الخبر تصير (ال) مهملة‪ .‬ثم سنخسر الثابت والمتجدد ألنها تصبح كلها إسمًا إذن تنفي الثابت فقط‬ ‫يجوز نصبه وال بناءه (وال لهم ٌ‬
‫وال تنفي الثابت والمتجدد‪ .‬ولذلك هذا التعبير أجمع تعبير للداللة على المعنى بحيث كل تغيير ال يمكن أن يكون فيه‪ ،‬هذا كله في (ال خوف عليهم وال‬
‫هم يحزنون)‪.‬‬
‫سؤال من المقدم‪ :‬إلى أي كتب رجعت؟‬
‫هذه لم أجدها في الكتب‪ ،‬رجعت إلى كتب التفسير وقد يكون هناك كتبًا أخرى لم أطلع عليها‪ ،‬راجعت كل الكتب التي بين يدي من كتب اللغة فلم‬
‫أجدها بهذا التفصيل‪.‬‬
‫سؤال من المقدم‪ :‬إذن المدخل إلى فهم آي القرآن هو النحو والتركيب فما بال الدعاة ال يقيمون أود جملة صحيحة فصيحة؟ وكيف يفهمون القرآن‬
‫وهم لم يفهموا اللغة العربية الفصحى ويخطئون فيها؟‬
‫هذا نقص عجيب‪ .‬وال بد أن نفهم جيدًا قواعد اللغة حتى نعمل على سبر أغوار القرآن الكريم وهذا أول شرط وضعه أهل علوم القرآن لتفسير‬
‫القرآن وهو التبحر في علوم اللغة "وال تغني المعرفة اليسيرة" هذا أول شرط‪ ،‬ليس المعرفة فقط وإنما التبحر في علوم اللغة نحوها وصرفها ولغتها‬
‫وبالغتها هكذا نصًا "وال تغني المعرفة اليسيرة"‪ .‬إذن ال نأخذ التفسير من أي أحد وال بد أن يكون مشهودًا له بالتحصيل في علوم اللغة العربية هذا‬
‫ال وهنالك أمور أخرى‪.‬‬ ‫أو ً‬

‫آية (‪:)173‬‬
‫الص ‪H‬اَل ةَ َوَأنفَقُ‪HH‬وا ِم َّما‬
‫‪H‬اب هَّللا ِ َوَأقَ‪HH‬ا ُموا‪َّ H‬‬
‫*ما داللة اس‪HH‬تخدام الفعل الماضي والمض‪HH‬ارع‪ H‬في آية س‪HH‬ورة ف‪HH‬اطر‪ِ( H‬إ َّن الَّ ِذينَ يَ ْتلُ‪HH‬ونَ ِكتَ‪َ H‬‬
‫َر َز ْقنَاهُْ‪H‬م ِس ّراً َو َعاَل نِيَةً يَرْ جُونَ تِ َجا َرةً لَّن تَبُو َ‪H‬ر {‪  )}29‬؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬
‫ُور {‪ .)}29‬يتل‪33‬ون فعل‬ ‫ار ًة لَّن َتب َ‬
‫ِج َ‬
‫ون ت َ‬ ‫ِما َر َز ْقنَا ُه ْم ِس ّرًا َو َعلَا ِن َي ًة َي ْر ُج َ‬ ‫الصلَا َة َوأَن َف ُقوا م َّ‬
‫اب اللَّ ِه َوأَ َقا ُموا َّ‬ ‫ون ِك َت َ‬ ‫ِين َي ْتلُ َ‬
‫قال تعالى في سورة فاطر (إِ َّن الَّذ َ‬
‫مضارع وأقاموا فعل ماضي والفعل المضارع يدل على الحال والتجدد واإلستقبال والماضي مضى هذا هو األصل وفي اآلية ذكر تعالى أك‪33‬ثر ما‬
‫ال ألن تالوة القرآن أكثر من الصالة ألن إقامة الصالة ال تكون إال بقراءة القرآن وقراءة القرآن تكون في كل وقت وإقامة الصالة هي أكثر‬ ‫يتجدد أو ً‬
‫من اإلنفاق إذن فاألفعال مرتّبة في اآلية بحسب الكثرة وبحسب اإلستمرار فبدأ بما هو أكثر باألكثر واألكثر استمرارًا ثم بما دونها كثرة (الصالة) ثم‬
‫األقل (اإلنفاق)‪.‬‬
‫وفعل أقاموا هو فعل ماضي فهل هو مضى؟ الفعل الماضي بعد إسم الموصول يكون له زمنان فقد يكون له زمن ماضي مثل قوله تعالى (الذين قال‬
‫َات َوالْ ُه‪ 33‬دَى‬ ‫ِن الْ َبيِّن ِ‬ ‫ون َما أَ َ‬
‫نزلْنَا م َ‬ ‫لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) وقد يحتمل معنى المضي واإلستقبال مثل قوله تعالى (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َي ْكتُ ُم َ‬
‫ْه ْم َوأَنَا التَّ َّو ُ‬ ‫ِك أَتُ‪ُ 3‬‬ ‫ُ‬ ‫ِين َتابُواْ َوأَ ْ‬
‫ال الَّذ َ‬ ‫اب أُولَـئ َ‬
‫ِك َيل َعنُ ُه ُم اللُهّ َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ‬
‫اب‬ ‫‪3‬وب َعلَي ِ‬ ‫صلَ ُحواْ َو َبيَّنُواْ َفأ ْولَـئ َ‬ ‫ون {‪ }159‬إِ َّ‬ ‫اعنُ َ‬ ‫اس فِي الْ ِك َت ِ‬
‫مِن َب ْع ِد َما َبيَّنَّا ُه لِلنَّ ِ‬
‫‪3‬ذين‬ ‫الر ِحي ُم {‪ }160‬سورة البقرة) هذه األفعال الماضية في اآلية (تابوا وأصلحوا وبيّنوا) تدل على احتمال اإلستقبال ألنها جاءت بعد الكتمان (إن ال‪3‬‬ ‫َّ‬
‫‪3‬تركة‪ .‬أما‬ ‫يكتمون)‪ .‬أصال زمن الفعل الماضي بعد اإلسم الموصول يحتمل المضي ويحتمل اإلستقبال‪ .‬وهنالك أمور قطعية وهنالك أمور تبقى مش‪3‬‬ ‫ً‬
‫‪3‬انت‬ ‫‪3‬ماء فك‪3‬‬ ‫ال لإلستقبال كما في وصف اآليات لآلخرة (وفتحت الس‪3‬‬ ‫(كان) فلها أزمنة خاصة بها فهي تفيد اإلستمرارية (كان وال يزال) وتأتي أص ً‬
‫أبوابا) وفي الحديث عن اهلل تعالى (وكان اهلل غفورًا رحيما) فهي تدل على كونه غفور رحيم وهذا كونه سبحانه‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫تبصر في هذه الصورة الرائعة التي‬ ‫ِيل (‪ّ )173‬‬‫اخ َش ْو ُه ْم َف َزا َد ُه ْم إِي َمانًا َو َقالُواْ َح ْسبُنَا اللُهّ َو ِن ْع َم الْ َوك ُ‬
‫اس َق ْد َج َم ُعواْ لَ ُك ْم َف ْ‬ ‫ال لَ ُه ُم النَّ ُ‬
‫اس إِ َّن النَّ َ‬ ‫(الَّذ َ‬
‫ِين َق َ‬
‫‪ 3‬الذين استعلوا على جراحهم في غزوة أحد واستعلوا على آآلمهم ولم‬ ‫ترسلها الريشة القرآنية بدقة متناهية تسلب األلباب‪ ،‬إنها صورة هؤالء المؤمنين‬
‫يفقدوا شجاعتهم وتبتلهم ويقينهم باهلل عز وجل فلما خ ّوفهم الناس بجموع المشركين التي تجمعت الستئصالهم ما زادهم هذا التخويف إال إيمانًا ويقينًا‬
‫وثباتًا وعزيمة وقالوا (حسبنا اهلل ونعم الوكيل)‪.‬‬
‫آية(‪:)174‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)74‬‬
‫َظ ٍيم (‪ ))174‬فما الف‪HH‬رق؟‬ ‫*ختمت آية (‪)29‬سورة الحديد بالتعريف ( َوهَّللا ُ ُذو ْالفَضْ ِل ْال َع ِظ ِيم) وفي آل عم‪HH‬ران ( َوهّللا ُ ُذو فَ ْ‬
‫ض ‪ٍ H‬ل ع ِ‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫َه ْم إِي َمانًا َو َقالُواْ َح ْسبُنَا اللُهّ َو ِن ْع َم‬ ‫اس َق ْد َج َم ُعواْ لَ ُك ْم َف ْ‬
‫اخ َش ْو ُه ْم َف َزاد ُ‬ ‫اس إِ َّن النَّ َ‬‫ال لَ ُه ُم النَّ ُ‬
‫ِين َق َ‬‫في آل عمران في أُحد وفي نجاتهم مما كان يراد بهم (الَّذ َ‬
‫يم (‪ ))174‬هذا أكبر أو النور والرحمة‬ ‫ض ٍل َع ِظ ٍ‬ ‫ان اللِهّ َواللُهّ ُذو َف ْ‬ ‫ض َو َ‬ ‫ض ٍل لَّ ْم َي ْم َس ْس ُه ْم ُسو ٌء َواتَّ َب ُعواْ ِر ْ‬ ‫الْ َوك ُ‬
‫ِيل (‪َ )173‬فان َقلَبُواْ ِب ِن ْع َم ٍة ِّم َن اللِهّ َو َف ْ‬
‫والمغفرة؟ انقلبوا لم يمسسهم سوء‪ ،‬المغفرة والرحمة والنور أكبر لذا قال ذو الفضل العظيم‪.‬أما‪  ‬لو مسهم سوء لهم أجر‪ .‬أما فى سورة الحديد ( َيا‬
‫ور َّر ِحي ٌم (‪)28‬لَِئلَّا َي ْعلَ َم أَ ْه ُل الْ ِك َت ِ‬
‫اب‬ ‫ِر لَ ُك ْم َواللَّ ُه َغ ُف ٌ‬ ‫ْن مِن َّر ْح َم ِت ِه َو َي ْج َعل لَّ ُك ْم نُ ً‬
‫ورا َت ْم ُش َ‬
‫ون ِب ِه َو َي ْغف ْ‬ ‫أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُوا اتَّ ُقوا اللَّ َه َوآ ِمنُوا ِب َر ُسولِ ِه ي ْ‬
‫ُؤ ِت ُك ْم ِك ْفلَي ِ‬
‫يم (‪ ))29‬كفلين من رحمته ويغفر لكم ويجعل لكم نورًا‬ ‫ُؤتِي ِه َمن َي َشاء َواللَّ ُه ُذو الْ َف ْ ْ‬
‫ض ِل ال َع ِظ ِ‬ ‫ض َل ِب َي ِد اللَّ ِه ي ْ‬‫ض ِل اللَّ ِه َوأَ َّن الْ َف ْ‬
‫ون َعلَى َش ْي ٍء ِّمن َف ْ‬ ‫أَلَّا َي ْقد ُ‬
‫ِر َ‬
‫هذه أكبر إذن واهلل ذو الفضل العظيم‪ .‬التعريف يفيد العموم والشمول والتنكير يفيد التقليل‪.‬‬
‫آية (‪:)178-176‬‬
‫وا هّللا َ َشيْئا ً ي ُِري‪ُ HH‬د هّللا ُ َأالَّ‬
‫ار ُعونَ فِي ْال ُك ْف ِر ِإنَّهُ ْم لَن يَضُرُّ ْ‬ ‫*ما الفرق بين خواتيم اآليات في سورة آل عمران ( َوالَ يَحْ ُزنكَ الَّ ِذينَ يُ َس ِ‬
‫وا هّللا َ َش‪ْ H‬يًئا َولهُ ْم عَ‪َ H‬ذابٌ َألِي ٌم (‬ ‫ض‪H‬رُّ ْ‬ ‫‪H‬ان لَن يَ ُ‬ ‫اش‪H‬تَ َر ُوْ‪H‬ا ْال ُك ْف َ‬
‫‪H‬ر بِاِإل ي َم ِ‬ ‫َظي ٌم (‪ِ )176‬إ َّن الَّ ِذينَ ْ‬ ‫‪H‬ر ِة َولَهُ ْم َع‪َ H‬ذابٌ ع ِ‬ ‫يَجْ َع َل لَهُ ْم َحظًّا فِي اآل ِخ َ‬
‫ين (‪))178‬؟(د‪.‬فاضل‪H‬‬ ‫ُوا ِإ ْث ًما َولَ ْه ُم َع‪َ H‬ذابٌ ُّم ِه ٌ‬
‫‪H‬زدَاد ْ‪H‬‬
‫ُوا َأنَّ َما نُ ْملِي لَهُ ْم َخ ْي ‪ٌ H‬ر َأِّلنفُ ِس ‪ِ H‬ه ْم ِإنَّ َما نُ ْملِي لَهُ ْم لِيَ‪ْ H‬‬
‫‪َ )177‬والَ يَحْ َس ‪H‬بَ َّن الَّ ِذينَ َكفَ ‪H‬ر ْ‬
‫السامرائى)‬
‫ُري ُد اللُهّ أَ َّ‬
‫ال َي ْج َع َل لَ ُه ْم َح ًّظا فِي اآلخِ‪َ 33‬ر ِة َولَ ُه ْم‬ ‫ض ُّرواْ اللَهّ َشيْئًا ي ِ‬ ‫ون فِي الْ ُك ْف ِر إِنَّ ُه ْم لَن َي ُ‬ ‫ار ُع َ‬‫ُس ِ‬ ‫ِين ي َ‬‫نك الَّذ َ‬ ‫ال َي ْح ُز َ‬‫نقرأ اآليات ونوضح سبب االختيار‪َ ( .‬و َ‬
‫اب َع ِظي ٌم (‪ ))176‬ذكر أن هؤالء يعجلون في الكفر‪ ،‬يسارعون في الكفر فربنا هددهم يريد اهلل أن ال يجعل لهم حظًا في اآلخرة ال في اآلخ‪33‬رين‬ ‫َع َذ ٌ‬
‫اب أَلِي ٌم ‪ ))177( ‬ال‪3‬ذي‬ ‫ض ُّرواْ اللَهّ َش ْي ًئا َول ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫ان لَن َي ُ‬ ‫اش َت َر ُواْ الْ ُك ْف َر ِب ِ‬
‫اإلي َم ِ‬ ‫ِين ْ‬ ‫فإذن ذكر العذاب العظيم وهو أشد العذاب‪ .‬إنما اآلية األخرى (إِ َّن الَّذ َ‬
‫يشتري بضاعة يطلب الربح فإذا خسر يتألم‪ ،‬إن الذين اشتروا الكفر باإليمان يعني تركوا اإليمان واشتروا الكفر خسروا والخاسر يت‪3‬ألم فله ع‪3‬ذاب‬
‫‪ 3‬هؤالء أملى لهم من المال والرزق‬ ‫ين (‪))178‬‬ ‫اب ُّم ِه ٌ‬‫ْر لِّأَن ُف ِس ِه ْم إِنَّ َما نُ ْملِي لَ ُه ْم لَِي ْزدَادُواْ إِ ْث ًما َولَ ْه ُم َع َذ ٌ‬
‫ِين َك َف ُرواْ أَنَّ َما نُ ْملِي لَ ُه ْم َخي ٌ‬
‫ال َي ْح َس َب َّن الَّذ َ‬
‫أليم‪َ ( .‬و َ‬
‫والسعة يملي لهم ما هو خير لهم في ظاهره ما يفخرون به وما هو يعتزون به وقد يستطيلون على خلق اهلل‪ ،‬هذا المستطيل يُهان فجاء بصفة ضد ما‬
‫كان يصنع في حياته الدنيا‪ ،‬كان يعتز ويفخر فيهان‪ .‬العذاب متحقق في الثالثة لكن كل واحدة تناسب ما قيل فيه ومن قيل فيه‪.‬‬
‫‪H‬ل لَهُ ْم َحظًّا‬
‫وا هّللا َ َش‪H‬يْئا ً ي ُِري‪ُ H‬د هّللا ُ َأالَّ يَجْ َع‪َ H‬‬
‫ض‪H‬رُّ ْ‪H‬‬ ‫ار ُعونَ فِي ْال ُك ْف‪ِ H‬‬
‫‪H‬ر ِإنَّهُ ْم لَن يَ ُ‬ ‫*ما اللمسة البيانية فى قوله تعالى( َوالَ يَحْ ُزنكَ الَّ ِذينَ يُ َس ِ‬
‫فِي اآل ِخ َر ِة َولَهُ ْم َع َذابٌ َع ِظي ٌم (‪ )176‬آل عمران)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪ 3‬المسارعة بـ (في) عوضًا عن (إلى) فقال تعالى (يسارعون في الكفر)‬‫‪ 3‬لحال أهل الكفر والنفاق والتي ق ّواها تعدية‬
‫انظر إلى هذه االستعارة التمثيلية‬
‫‪ 3‬بحال الطالب المسارع إلى تحصيل شيء‬ ‫ولم يقل إلى الكفر‪ .‬وبيان ذلك أنه شبّه حال حرصهم وجدّهم في تكفير الناس وإدخال الشك على المؤمنين‬
‫يخشى أن يفوته‪ .‬فأفادت يسارعون في الكفر أنهم لم يكتفوا بالكفر بل توغلوا في أعماقه‪.‬‬
‫آية(‪:)179‬‬
‫ب فَاَل ي ْ‬
‫ُظ ِه‪ُ HH‬ر َعلَى َغ ْيبِ‪ِ HH‬ه َأ َح‪ HH‬دًا (‪ )26‬الجن)لم‪HH‬اذا يطلع‬ ‫ب (‪ )179‬آل عم‪HH‬ران) ‪( -‬عَ‪HH‬الِ ُم ْال َغ ْي ِ‬ ‫*( َو َما َك‪HH‬انَ هّللا ُ لِي ْ‬
‫ُطلِ َع ُك ْم َعلَى ْال َغ ْي ِ‬
‫ويظهر‪ ،‬لماذا مرة يقول أطلع فالن على غيبه ومرة أظهر فالن على غيبه؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫(عالِ ُم الْ َغي ِ‬
‫ْب‬ ‫الر ْح َم ِن َع ْهدًا (‪ )78‬مريم) وفي آية أخرى َ‬ ‫ْب أَ ِم اتَّ َخ َذ ِعن َد َّ‬ ‫ْب (‪ )179‬آل عمران) (أَ َّ‬
‫اطلَ َع الْ َغي َ‬ ‫ُطلِ َع ُك ْم َعلَى الْ َغي ِ‬ ‫ان اللُهّ لِي ْ‬‫هي آيتان ( َو َما َك َ‬
‫ُظ ِه ُر َعلَى َغ ْي ِب ِه أَ َحدًا (‪ )26‬الجن)‪ .‬اهلل تعالى إما يطلعك على غيبه أو يظهرك على غيبه‪ ،‬يطلعك على غيبه هذه مرة‪ ،‬سيدنا عمر وهو في‬ ‫َفلَا ي ْ‬
‫ال سارية سمع الصوت واتبع النصيحة‪ ،‬أطلعه مرة‪ .‬هناك من‬ ‫‪ 3‬قال يا سارية الجبل رب العالمين أراه الغيب رأى ساري أنه يقاتل خطأ وفع ً‬ ‫المدينة‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أحباب اهلل ممن اصطفاهم اهلل تعالى من الرسل من يفوضه سأظهرك على غيبي‪ ،‬اإلظهار هو القهر والغلبة كما قال تعالى (إِنَّ ُه ْم إِن َيظ َه ُروا َعلَ ْيك ْم‬
‫ُظ ِه ُر َعلَى َغ ْي ِب ِه أَ َحدًا (‪ )26‬الجن) النبي ‪ ‬أخبر أمته بما هو‬ ‫ْب َفلَا ي ْ‬ ‫(عالِ ُم الْ َغي ِ‬
‫ير (‪ )4‬التحريم) يقول َ‬ ‫َي ْر ُج ُمو ُك ْم (‪ )20‬الكهف) ( َوالْ َملَا ِئ َك ُة َب ْع َد َذل َ‬
‫ِك َظ ِه ٌ‬
‫كائن إلى يوم القيامة كل الذي جرى من تلك الساعة التي صلى النبي ‪ ‬فيهم العصر وهو يخبرهم بما هو كائن إلى يوم القيامة أخبرهم بكل األحداث‬
‫بغزو المغول والتتار واالنجليز واحتالل العراق وإسالم فارس وكل الذي يجري اآلن النبي ‪ ‬أخبرنا به‪ ،‬من أين عرفه؟ عرفه مما أظهره اهلل تعالى‬
‫عليه من غيبه‪ .‬هذا ما يسمونه تنبؤات أو يسمونه عند الصالحين الكشف‪ ،‬هذا من اهلل تعالى وكل واحد منا انقدح في ذهنه شيء من هذا‪ ،‬أحدهم دخل‬
‫ِين (‪ )75‬الحجر)‬ ‫ات لِّلْ ُم َت َو ِّسم َ‬
‫ِك آل َي ٍ‬ ‫أوحي بعد رسول اهلل؟ قال ال وإنما هو التوسم (إِ َّن فِي َذل َ‬ ‫ٌ‬ ‫على عثمان فقال له إني أرى في وجهك الزنا فقيل له‬
‫لكن اإلظهار أمر آخر‪ ،‬اإلظهار للرسول يعطيه صالحية‪ .‬فرق بين أن يقول الملك لوزيره أفعل هذا مرة هذا فوضه مرة واحدة وآخر يقول له‬
‫ال إن اهلل تعالى أظهر محمدًا ‪ ‬على‬ ‫تصرف في صالحياتي كما تشاء هذا إظهار‪ .‬لو تتبعنا األحاديث النبوية عما أخبر النبي ‪ ‬من غيبيات تقول فع ً‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْب َفلَا يُظ ِه ُر َعلَى َغ ْي ِب ِه أ َحدًا (‬ ‫ُظ ِه ُر َعلَى َغ ْي ِب ِه أَ َحدًا (‪ )26‬الجن) هذا هو الفرق بين اطلع الغيب مرة وبين أظهره َ‬
‫(عالِ ُم الْ َغي ِ‬ ‫ْب َفلَا ي ْ‬
‫(عالِ ُم الْ َغي ِ‬
‫غيبه َ‬
‫‪ )26‬الجن) كلهم رسل‪ .‬النبي ‪ ‬كان له النصيب األوفى ممن أظهرهم اهلل تعالى على غيبه‪.‬‬
‫ُس‪H‬لِ ِه َوِإ ْن تُْؤ ِمنُ‪HH‬وا َوتَتَّقُ‪HH‬وا فَلَ ُك ْم َأجْ‪ٌ H‬ر‬
‫ُس‪H‬لِ ِه َم ْن يَ َش‪H‬ا ُء فَ‪َH‬آ ِمنُوا بِاهَّلل ِ َور ُ‬
‫(ولَ ِك َّن هَّللا َ يَجْ تَبِي ِم ْن ر ُ‬
‫*ماذا استخدم‪ H‬لفظ يجتبي في آية سورة َ‬
‫َع ِظي ٌم (‪ )179‬آل عمران) ولم يقل يختار أو يصطفي؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫الفعل اجتبى واختار بصيغة افتعل نفس الصيغة لكن اجتبى من َجَب َي والجباية هي الض ّم والجمع يعني أنك تضم الشيء إليك وتجمعه إليك‪ .‬فيسمون‬
‫الجابية للمكان الذي يجمعون فيه الماء كأنه يصير اختالط وامتزاج للماء فكأن اآلية الكريمة التي تشير إلى اإلجتباء فيها معنى الجمع والض ّم‬
‫والتقريب‪ ‬يعني شدة القرب من اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬أما اإلختيار ففيه اإلنتقاء لألخير واألفضل ألن فيه معنى َخَير فيه معنى الخير ولكن ليس فيه‬
‫معنى الضم والقرب‪ .‬فإذا أراد اإلشارة إلى مجرد الخيرية يستعمل يختار وإذا أراد معنى الجمع والتقريب والضم يستعمل اجتباء‪.‬‬
‫(والَ يَحْ َسبَ َّن الَّ ِذينَ يَ ْب َخلُونَ بِ َما آتَاهُ ُم هّللا ُ ِمن فَضْ لِ ِه ه َُو َخ ْيرًا لَّهُ ْم بَلْ ه َُو َش‪H‬رٌّ لَّهُ ْم َس‪H‬يُطَ َّوقُونَ َما‬
‫*ما معنى يطوقون فى قوله تعالى َ‬
‫وا بِ ِه يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة (‪ )180‬آل عمران)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬ ‫بَ ِخلُ ْ‬
‫مشتق من الطوق وهو ما يُلبس تحت الرقبة فوق الصدر وفي هذا الكالم تصوير جميل بحيث جعل أموال الذين يبخلون أطواقًا يوم القيامة‬ ‫ّ‬ ‫يطوقون‬
‫ّ‬
‫يعذبون بحملها‪ .‬والطوق في الدنيا يُتّخذ للزينة ولكنه يتحول مع البُخل إلى ِزنة ال يمكت حملها وقد اختار اهلل تعالى الطوق دون غيره ألنه أظهر‬
‫للعيان بقصد التشهير بهم يوم الحشر‪.‬‬
‫آية (‪:)180‬‬
‫ت َواَألرْ ِ‬
‫ض ) ؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬ ‫اوا ِ‬ ‫*ماداللة تقديم (هلل)فى قوله تعالى ( َوهّلِل ِ ِمي َر ُ‬
‫اث ال َّس َم َ‬
‫ات َو َ‬
‫ير (‪ )180‬آل عمران) فأنفقوا حتى تنالوا جزاء المنفقين قبل أن تنتقل رغمًا عنكم وتذهب إلى‬ ‫ض َواللُهّ ِب َما َت ْع َملُ َ‬
‫ون َخ ِب ٌ‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬
‫اث َّ‬‫ِير ُ‬
‫( َولِلِهّ م َ‬
‫اهلل تعالى‪ ،‬أنفقوا حتى تنالوا ‪ .‬وقدّم الجار والمجرور (هلل) أنها ستؤول إليه حصرًا وإذا قال ميراث السموات واألرض هلل ليس فيها قصر وال‬
‫‪( 3‬وهلل ميراث السموات واألرض) ميراث مبتدأ‬ ‫حصر‪ .‬التقديم عندنا شكلين‪ :‬يقدم على العامل وتقديم على غير العامل‪ .‬مث ً‬
‫ال تقديم الخبر على المبتدأ‬
‫و(هلل) لفظ الجاللة خبر مقدّم وهذا من باب جواز التقديم وليس من باب الوجوب ألن ميراث السموات واألرض معرفة مضافة إلى معرفة وليست‬
‫نكرة‪  ‬تقديم الخبر على المبتدأ يسمونه من باب تقديم المعمول على العامل وهذا التقديم يفيد التخصيص أو االهتمام حسب السياق‪ .‬قد يفيد القصر كما‬
‫‪ 3‬هنا قال تعالى (وهلل ميراث السموات واألرض) هذا اهتمام هو ستؤول إليه حصرًا وال تؤول إلى جهة أخرى‬ ‫‪ 3‬وأصلها نعبدك‪.‬‬ ‫في قوله (إياك نعبد)‬
‫مع االهتمام‪.‬‬
‫آية(‪:)181‬‬
‫ت َوِإنَّ َما تُ َوفَّوْ َ‪H‬ن ُأ ُج‪َ H‬‬
‫‪H‬ور ُك ْم يَ‪HH‬وْ َم ْالقِيَا َم‪ِ H‬ة فَ َم ْن ُزحْ‪ِ H‬ز َح َع ِن‬ ‫س َذاِئقَةُ ْال َموْ ِ‬
‫* لماذا استخدم‪ H‬لفظ (ذائقة) في آية سورة آل عمران ( ُكلُّ نَ ْف ٍ‬
‫‪H‬ق (‪ )181‬آل‬ ‫اب ْال َح ِري‪ِ H‬‬ ‫(ونَقُ‪HH‬و ُل ُذوقُ‪HH‬وا‪َ H‬ع‪َ H‬ذ َ‬ ‫ُور (‪ )185‬وفي‪ H‬قوله تعالى َ‬ ‫ع ْال ُغر ِ‬ ‫ار َوُأ ْد ِخ َل ْال َجنَّةَ فَقَ ْد فَازَ َو َما ْال َحيَاةُ ال ُّد ْنيَا ِإاَّل َمتَا ُ‬
‫النَّ ِ‬
‫عمران)؟ لماذا استعمل الذوق مع الموت والعذاب؟(د‪.‬حسام‪ H‬النعيمى)‬
‫ُصرح‬
‫ص ِّرح بالمشبّه به تسمى تصريحية وإذا لم ي ّ‬ ‫نحن عندنا في العربية ما يسمى باإلستعارة‪ .‬يقولون اإلستعارة هي تشبيه ُحذِف أحد طرفيه فإذا ُ‬
‫‪ 3‬هنا (كل نفس ذائقة الموت) الذوق للسان معنى ذلك أنّه شبّه الموت بشيء يُذاق ثم حذف المشبه به فهي مكنية وكذلك العذاب‪ .‬ما‬ ‫به تسمى مكنية‪.‬‬
‫الفائدة من هذه اإلستعارة المكنية؟ هنا عندما يقول (ذائقة الموت) (ذوقوا عذاب الحريق) إشارة إلى شدة اإللتصاق واإلتصال بحيث كأن الموت‬
‫ال وإنما يُذاق والعذاب ليس خيا ً‬
‫ال وإنما هو‬ ‫يتحول إلى شيء يكون في الفم بأقرب شيء من اإلنسان بحيث يذوقه ويتحسسه يعني الموت ليس خيا ً‬
‫سيُذاق ذوقًا‪ .‬فكما أن الشيء يوضع على اللسان فيحسه هكذا سيكون ُقرب الموت من اإلنسان والتصاقه به وهكذا سيكون العذاب من القرب‬
‫ّ‬
‫المعذب ألنه سيكون في فمه فهذا هو الغاية من هذه اإلستعارة‪.‬‬ ‫واإللتصاق بهذا‬
‫وا (‪ )181‬آل عمران) أال تجزم أخي المؤمن بأن سمع هللا‬ ‫وا ِإ َّن هّللا َ فَقِي ٌر َونَحْ نُ َأ ْغنِيَاء َسنَ ْكتُبُ َما قَالُ ْ‬
‫*(لَّقَ ْد َس ِم َع هّللا ُ قَوْ َل الَّ ِذينَ قَالُ ْ‬
‫تعالى دليل ِعلمه ما قالوا؟ فلِ َم جاء بالفعل (سمع) وعدل عن الفعل علِم؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪ 3‬واإليذان بأن ما يقولونه فيه جرأة عظيمة وأن االستخفاف بالرسول ‪ ‬وبالقرآن إثم عظيم وكفر على كفر‪ .‬ولذلك قال‬ ‫إنما أريد بهذا الفعل التهديد‬
‫‪ 3‬على كالم فاحش‪ .‬فليس المقصود إعالمهم بأن اهلل تعالى علِم بذلك بل التهديد كما يقول أحدنا‬‫تعالى (لقد سمع) المستعمل في الزم معناه وهو التهديد‬
‫لولده‪ :‬إني أسمع ما تقول‪ ،‬فهو ال يريد إبالغه بأنه يسمعه بل يريد أن يهدده‪.‬‬
‫آية (‪:)183‬‬
‫‪H‬ان تَْأ ُكلُ‪H‬هُ النَّا ُر قُ‪HH‬لْ قَ‪ْ H‬د‬
‫ول َحتَّى يَْأتِيَنَا بِقُرْ بَ ٍ‬ ‫*ما داللة التذكير والتأنيث في قوله تعالى(الَّ ِذينَ قَ‪HH‬الُوا ِإ َّن هَّللا َ َع ِه‪َ H‬د ِإلَ ْينَا َأاَّل نُ‪ْH‬ؤ ِمنَ لِ َر ُس‪ٍ H‬‬
‫ُون ِإاَّل تَْأ ِويلَهُ يَ‪HH‬وْ َم يَ‪ْH‬أتِي‬
‫صا ِدقِينَ (‪ )183‬آل عمران)و(هَلْ يَ ْنظُر َ‪H‬‬ ‫ت َوبِالَّ ِذي قُ ْلتُ ْم فَلِ َم قَت َْلتُ ُموهُ ْم ِإ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫َجا َء ُك ْم ُر ُس ٌل ِم ْن قَ ْبلِي بِ ْالبَيِّنَا ِ‬
‫ق فَهَلْ لَنَا ِم ْن ُشفَ َعا َء فَيَ ْشفَعُوا‪ H‬لَنَا َأوْ نُ َر ُّد فَنَ ْع َم َل َغي َْر الَّ ِذي ُكنَّا نَ ْع َم‪ُ H‬ل قَ ‪ْ H‬د‬ ‫ت ُر ُس ُل َربِّنَا بِ ْال َح ِّ‬ ‫تَْأ ِويلُهُ يَقُو ُل الَّ ِذينَ نَسُوهُ ِم ْن قَ ْب ُل قَ ْد َجا َء ْ‬
‫ض َّل َع ْنهُ ْم َما َكانُوا يَ ْفتَرُونَ (‪ )53‬األعراف) ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫َسرُوا َأ ْنفُ َسهُ ْم َو َ‬ ‫خ ِ‬
‫بحسب القاعدة النحوية المعروفة أنه جائز باعتبار أن جمع التكسير يجوز تذكيره وتأنيثه‪ .‬يؤنّث الفعل عندما يكون الفاعل أكثر وإذا كان أقل يُ‪33‬ذ ّكر‬
‫اب آَ َمنَّا ‪ )14(..‬الحجرات) استخدم الفعل قالت مؤنثًا ألن األعراب ُكثُر‪ .‬وكذلك في قوله تع‪33‬الى (الَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫الفعل‪ .‬كما جاء في قوله أيضًا ( َقالَ ِت الْأَ ْع َر ُ‬
‫ِين (‬ ‫َات َو ِبالَّذِي ُقلْتُ ْم َفلِ َم َق َتلْتُ ُم ُ‬
‫وه ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫صا ِدق َ‬ ‫ِن َق ْبلِي ِبالْ َبيِّن ِ‬ ‫ار ُق ْل َق ْد َجا َء ُك ْم ُر ُس ٌل م ْ‬ ‫ان َت ْأ ُكلُ ُه النَّ ُ‬ ‫ْ‬
‫ول َحتَّى َيأ ِت َينَا ِب ُق ْر َب ٍ‬ ‫ِر ُس ٍ‬ ‫ِن ل َ‬‫َقالُوا إِ َّن اللَّ َه َع ِه َد إِلَ ْينَا أَلَّا نُ ْؤم َ‬
‫ْل َق ْد َجا َء ْت ُر ُس‪ُ 33‬ل‬ ‫ِن َقب ُ‬
‫َسو ُه م ْ‬ ‫ِين ن ُ‬ ‫ول الَّذ َ‬ ‫ون إِلَّا َت ْأ ِويلَ ُه َي ْو َم َي ْأتِي َت ْأ ِويلُ ُه َي ُق ُ‬
‫(ه ْل َي ْن ُظ ُر َ‬‫‪ )183‬آل عمران) هؤالء مجموعة من الرسل أما في قوله تعالى َ‬
‫‪3‬راف)‬ ‫ون (‪ )53‬األع‪3‬‬ ‫‪3‬ر‬
‫َ ُ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫‪3‬ا‬ ‫‪3‬‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫م‬
‫َ ُْ َ‬‫ه‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ع‬ ‫ل‬‫َّ‬ ‫‪3‬‬ ‫ض‬‫َ‬ ‫و‬ ‫م‬
‫َ ُْ َ‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫وا‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ْ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ْر الَّذِي ُك ْ َ‬
‫م‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِن ُش َف َعا َء َف َي ْش َف ُعوا لَنَا أَ ْو نُ َر ُّد َفن َْع َم َل َغي َ‬
‫َرِّبنَا ِبالْ َح ِّق َف َه ْل لَنَا م ْ‬
‫المذكورون هم جميع الرسل وهم أكثر من األولى لذا جاء الفعل مؤنثًا‪.‬‬
‫آية (‪:)184‬‬
‫ب‬ ‫ُوك فَقَ‪ْ H‬د َك‪َّ H‬‬
‫‪H‬ذ َ‬ ‫(وِإ ْن يُ َك‪ِّ H‬ذب َ‪H‬‬ ‫ب ْال ُمنِ‪ِ H‬‬
‫‪H‬ير ﴿‪ ﴾184‬آل عم‪HH‬ران) ‪َ -‬‬ ‫‪H‬ر َو ْال ِكتَ‪HH‬ا ِ‬
‫الزبُ‪ِ H‬‬‫ت َو ُّ‬‫ب ُر ُس ٌل ِم ْن قَ ْبلِكَ َجا ُءوا بِ ْالبَيِّنَا ِ‬ ‫ك فَقَ ْد ُك ِّذ َ‬ ‫*(فَِإ ْن َك َّذبُو َ‬
‫ير ﴿‪ ﴾25‬فاطر) ما داللة االختالف بين اآليتين؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫ب ْال ُمنِ ِ‬ ‫الزب ُِر َوبِ ْال ِكتَا ِ‬ ‫الَّ ِذينَ ِم ْن قَ ْبلِ ِه ْم َجا َء ْتهُ ْم ُر ُسلُهُ ْم بِ ْالبَيِّنَا ِ‬
‫ت َوبِ ُّ‬
‫ِير ﴿‪ ﴾184‬آل عمران) بالبينات والزبر والكتاب‬ ‫اب الْ ُمن ِ‬ ‫ُر َوالْ ِك َت ِ‬ ‫َات َو ُّ‬
‫الزب ِ‬ ‫ِك َجا ُءوا ِبالْ َبيِّن ِ‬ ‫ُوك َف َق ْد ُك ِّذ َب ُر ُس ٌل م ْ‬
‫ِن َق ْبل َ‬ ‫ننتقل إلى آية أخرى ( َفإِ ْن َك َّذب َ‬
‫ِير ﴿‬ ‫اب الْ ُمن ِ‬‫ُر َو ِبالْ ِك َت ِ‬ ‫َات َو ِب ُّ‬
‫الزب ِ‬ ‫ِه ْم َجا َء ْت ُه ْم ُر ُسلُ ُه ْم ِبالْ َبيِّن ِ‬
‫ِن َق ْبل ِ‬
‫ِين م ْ‬ ‫ُوك َف َق ْد َك َّذ َب الَّذ َ‬
‫المنير‪ ،‬في سورة فاطر ‪ 25‬أضاف باء حرف جر قال ( َوإِ ْن يُ َك ِّذب َ‬
‫اب‬ ‫ْ‬
‫ُر َو ِبال ِك َت ِ‬ ‫َات َو ِب ُّ‬
‫الزب ِ‬ ‫ْ‬
‫ِير) القرآن‪ ،‬هنا ( ِبال َبيِّن ِ‬ ‫ْ‬
‫اب ال ُمن ِ‬ ‫ْ‬
‫ُر َوال ِك َت ِ‬ ‫َات َو ُّ‬
‫الزب ِ‬ ‫ْ‬
‫‪ ﴾25‬فاطر) بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير أضاف حرف جر‪ .‬هناك ( ِبال َبيِّن ِ‬
‫ِير) حينئ ٍذ واضحة كما قلنا في اآليات التي قبلها بذي وذي نفس النسق‪ .‬نحن لدينا نوعين من األنبياء أنبياء كتابه هو معجزته هذا بالبينات‬ ‫الْ ُمن ِ‬
‫والزبر بدون باء وهو محمد صلى اهلل عليه وسلم الوحيد الذي معجزته هي كتابه النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬سيدنا موسى معجزته العصا واليد‬
‫ات ﴿‪ ﴾133‬األعراف) لكن التوراة شيء ولهذا التوراة ليس‬ ‫صلَ ٍ‬ ‫ات ُم َف َّ‬ ‫الد َم آََي ٍ‬
‫ِع َو َّ‬ ‫الض َفاد َ‬‫والقمل والضفادع والماء وغيرها يعني كثير ( َوالْ ُق َّم َل َو َّ‬
‫معجز ولهذا حرف وضاع وقسموه وحرفوه الخ ليس له نفس حصانة القرآن ألن اهلل سبحانه وتعالى جعل معجزته غير الكتاب فالكتاب علم فقه ليس‬
‫ون ﴿‪ ﴾9‬الحجر) فلهذا التوراة اآلن ما بقي منها شيء واإلنجيل ما بقي منها شيء‪ ،‬أناجيل شبيهة كل ما يأتي ملك‬ ‫ِظ َ‬ ‫بذلك الوعد اإللهي ( َوإِنَّا لَ ُه لَ َحاف ُ‬
‫يعمل له إنجيل لماذا؟ البينات عند موسى وعيسى غير الكتابين عندهم إعجاز خالد ال يمكن أن ينكرها إال إنسان ظلم نفسه‪ .‬سيدنا عيسى يبريء‬
‫حسية ولهذا‬ ‫األكمه واألبرص ويحيي الموتى بإذن اهلل يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرًا بإذن اهلل ألن طبيعة بني إسرائيل مادية ّ‬
‫ِط‬‫يرا ﴿‪ ﴾91‬أَ ْو تُ ْسق َ‬ ‫ار ِخلَالَ َها َت ْف ِج ً‬‫َب َفتُ َف ِّج َر الْأَ ْن َه َ‬ ‫يل َو ِعن ٍ‬‫َخ ٍ‬‫ِن ن ِ‬ ‫ون لَ َك َجنَّ ٌة م ْ‬ ‫ُوعا ﴿‪ ﴾90‬أَ ْو َت ُك َ‬ ‫ض َي ْنب ً‬ ‫ِن الْأَ ْر ِ‬
‫ِن لَ َك َحتَّى َت ْف ُج َر لَنَا م َ‬ ‫(و َقالُوا لَ ْن نُ ْؤم َ‬
‫قالوا َ‬
‫َّ‬ ‫ِن لَ َك َحتَّى ن َ‬ ‫ً‬
‫ِي ِبالل ِه َوال َملَا ِئ َك ِة َق ِبيلا ﴿‪ ﴾92‬اإلسراء) (لَ ْن نُ ْؤم َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َرى الل َه َج ْه َر ًة ﴿‪ ﴾55‬البقرة)‪ .‬إذًا هذا الفرق بين‬ ‫ِس ًفا أ ْو َتأت َ‬‫الس َما َء َك َما َز َع ْم َت َعلَ ْينَا ك َ‬
‫َّ‬
‫ُر) الكتاب هو المعجزة نفسه‪ .‬هكذا هذا الفرق بين‬ ‫َات َو ُّ‬
‫الزب ِ‬ ‫ْ‬
‫ُر) هناك معجزات وهناك كتاب لكن لما قال ( ِبال َبيِّن ِ‬ ‫َات َو ِب ُّ‬
‫الزب ِ‬ ‫ْ‬
‫هذه الباء لما قال ( ِبال َبيِّن ِ‬
‫اآليتين‪ .‬إذًا معنى ذلك كما قلنا أن البينات هي الحجج والمعجزات البراهين إما حجة قرآنية أو توراتية أو إنجيلية بما أراد اهلل عز وجل أن يدلل على‬
‫ِك) بالفاء في‬ ‫ُوك َف َق ْد ُك ِّذ َب ُر ُس ٌل م ْ‬
‫ِن َق ْبل َ‬ ‫‪ 3‬وإما معجزات هكذا ذكرنا بين جاءهم وجاءتهم‪ .‬أمر آخر وهو أن اآلية في آل عمران تبدأ ( َف ِإ ْن َك َّذب َ‬ ‫وحدانيته‬
‫ِن َق ْبلِ ِه ْم)‬‫ِين م ْ‬ ‫َّ‬
‫ُوك َف َق ْد َك َّذ َب الذ َ‬ ‫ِن َق ْبلِ ِه ْم (‪ .))4‬هذه األولى ألنها مترتبة على التي قبلها‪ ،‬في قوله ( َوإِ ْن يُ َك ِّذب َ‬ ‫ِين م ْ‬ ‫َّ‬
‫ُوك َف َق ْد َك َّذ َب الذ َ‬
‫سورة فاطر ( َوإِ ْن يُ َك ِّذب َ‬
‫‪3‬‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫هو كالم مستأنث أما بالفاء فهي تابعة بالضبط إلى اآلية التي قبلها (وإن) كالم مستأنث يعني ( َوإِ ْن يُ َكذبُوك) كالم جديد ليس له عالقة بالماضي‬
‫ُوك) ليس لها عالقة‬ ‫(وإِ ْن يُ َك ِّذب َ‬ ‫ْر اللَّ ِه ﴿‪ ﴾3‬فاطر) ثم قال َ‬ ‫ِق َغي ُ‬ ‫ِن َخال ٍ‬ ‫اس ْاذ ُك ُروا ِن ْع َم َة اللَّ ِه َعلَ ْي ُك ْم َه ْل م ْ‬ ‫إطالقًا فاهلل تعالى تكلم عن التوحيد ( َيا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫ِك) و (كذبت ٌ‬
‫رسل‬ ‫باآلية التي قبلها بدليل المضارعة يدل على الحال واالستقبال هذا الفرق بين (فإن) وبين (وإن)‪ .‬وعندنا ( َف َق ْد ُك ِّذ َب ُر ُس ٌل م ْ‬
‫ِن َق ْبل َ‬
‫رسل واحد واحد كذب هذا وهذا لم يكذب ناس كذبوه وناس لم يكذبوه أما ُك ّذبت مجموعة صارت ظاهرة‪.‬‬ ‫من قبلك) كذب ٌ‬
‫فى إجابة أخرى للدكتور الكبيسى ‪:‬‬
‫‪3‬ذ رب العالمين سبحانه وتعالى يخبرنا بما يلي األولى وفى اآلية الثانية‬ ‫عندنا ( ُك ِّذ َب ُر ُس ٌل) بدون تاء التأنيث وعندنا ( ُك ِّذ َب ْت ُر ُس ٌل) بتاء التأنيث وحينئ ٍ‬
‫ِير (‪ )25‬فاطر) كرر حرف الباء‪.‬‬ ‫اب الْ ُمن ِ‬
‫ُر َو ِبالْ ِك َت ِ‬ ‫َات َو ِب ُّ‬
‫الزب ِ‬ ‫ِه ْم َجا َء ْت ُه ْم ُر ُسلُ ُه ْم ِبالْ َبيِّن ِ‬‫ِن َق ْبل ِ‬
‫ِين م ْ‬‫ُوك َف َق ْد َك َّذ َب الَّذ َ‬
‫(وإِ ْن يُ َك ِّذب َ‬
‫‪3‬‬ ‫في فاطر َ‬
‫ِك‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫ُوك َف َق ْد ُكذ َب ْت ُر ُسل م ْ‬
‫ِن َق ْبل َ‬ ‫ِّ‬
‫ِير (‪ )184‬آل عمران) وفي فاطر ( َوإِ ْن يُ َكذب َ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫م‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫اب‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬‫و‬‫َ‬ ‫ُر‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ُّ‬
‫الز‬ ‫و‬‫َ‬ ‫َات‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫ي‬
‫ِّ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ء‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫ج‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ِك‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ِن‬‫م‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ذ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫( َف ِإ ْن َك َّذب َ‬
‫ُوك‬
‫‪ 3‬واحدة في الماضي واألخرى في المستقبل هذا ما فيه‬ ‫ُوك)؟‬ ‫ُوك) ومرة قال ( َوإِ ْن يُ َك ِّذب َ‬ ‫ور (‪ )4‬فاطر) لماذا أول مرة قال ( َف ِإ ْن َك َّذب َ‬ ‫َوإِلَى اللَّ ِه تُ ْر َج ُع الْأُ ُم ُ‬
‫إشكال‪.‬‬
‫( ُك ِّذ َب ُر ُس ٌل) و ( ُك ِّذ َب ْت ُر ُس ٌل) ُك ّذب رسل رب العالمين يقول لمحمد صلى اهلل عليه وسلم إن كانوا كذبوك فأنت لست بدعًا ما قبلك ُكذبوا‪ .‬ولما قال‬
‫ُوك َف َق ْد ُك ِّذ َب ْت) مجموعة‬
‫(وإِ ْن يُ َك ِّذب َ‬
‫ُك ِّذب رسل ُكذبوا مرة واحدة‪-‬بدون التاء‪ -‬جميع الرسل كلهم واحدًا واحدًا واحدًا ُكذبوا‪ .‬لما قال في آية أخرى َ‬
‫رسل ُكذبوا مرة واحد يعني يأتيك واحد ال يؤمن بالرسل نهائيًا هناك رسل كل واحد في زمانه كذب ثم يأتي واحد في األخير يكذب بهم جميعًا هذا‬
‫ِير) البينات المعجزات والزبر الكتب المكتوبة والكتاب المنير التوراة واإلنجيل والفرقان هذه‬ ‫اب الْ ُمن ِ‬
‫ُر َوالْ ِك َت ِ‬ ‫(جا ُءوا ِبالْ َبيِّن ِ‬
‫َات َو ُّ‬
‫الزب ِ‬ ‫( ُك ِّذ َب ْت ُر ُس ٌل)‪ .‬ثم َ‬
‫هي الكتب المنزلة‪.‬‬
‫آية (‪:)185‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)181‬‬
‫ِّت َوِإنَّهُم َّميِّتُ‪HH‬ونَ (‪ )30‬الزم‪HH‬ر) ما داللة اس‪HH‬تخدام كلمة ذائقة مع الم‪HH‬وت؟‬
‫ك َمي ٌ‬ ‫س َذآِئقَةُ ْال َم‪HH‬وْ ِ‬
‫ت (‪ )185‬آل عم‪HH‬ران) (ِإنَّ َ‬ ‫* ( ُكلُّ نَ ْف ٍ‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪3‬ير والشر‬ ‫‪3‬ذوق على الخ‪3‬‬ ‫‪3‬رب إطالق ال‪3‬‬
‫ال الذوق هو إدراك الطعم واستعمله هنا من باب المجاز ألن الموت ال يُذاق كالطعام وشاع في كالم الع‪3‬‬ ‫أو ً‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫(ولَئ ْ‬
‫ِن أ َذقنَا ُه َر ْح َمة ِّمنَّا (‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اب ِب َما ك ْنتُ ْم َتك ُف ُر َ‬
‫ون (‪ )106‬آل عمران) َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والقرآن استعمله في العذاب والرحمة ولم يخصصه بشيء فقال تعالى ( َفذوقوا ال َع َذ َ‬
‫‪3‬‬
‫‪ )50‬فصلت) ال يختص الذوق بالموت تحديدًا‪.‬‬
‫اس َوالَ تَ ْكتُ ُمونَ‪H‬هُ فَنَبَ‪ُ H‬ذوهُ َو َراء ظُهُ‪ِ H‬‬
‫‪H‬ور ِه ْ‪H‬م (‪ )187‬آل عم‪HH‬ران) به‪HH‬ذه األلف‪HH‬اظ‬ ‫‪H‬اب لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّ ِ‬ ‫ق الَّ ِذينَ ُأوتُ‪ْ H‬‬
‫‪H‬وا ْال ِكتَ‪َ H‬‬ ‫*( َوِإ ْذ َأ َخ‪َ H‬ذ هّللا ُ ِميثَ‪HH‬ا َ‬
‫البسيطة استطاع‪ H‬القرآن أن يوضح سوء عمل اليهود مع ميثاق هللا فكيف‪ H‬ذلك؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫انظر تفصيل اآلية‪:‬‬
‫‪ 3‬إشارة إلى سرعة نبذهم وعدم احترامهم لميثاق اهلل فالفاء تفيد الترتيب والتعقيب‪.‬‬ ‫ال عطف بالفاء فقال (فنبذوه)‬‫أو ً‬
‫‪ 3‬الطرح واإللقاء‪.‬‬‫‪ 3‬لعدم العمل بالعهد تشبيهًا للعهد بالشيء المنبوذ في عدم االنتفاع به إذ أصل النبذ‬
‫ثانيًا إستعار الفعل (نبذ)‬
‫ُشاهد‪.‬‬ ‫ثالثًا مثّل بقوله (وراء ظهورهم) عن اإلضاعة واإلهمال ألن شأن المهتم به المتنا َفس عليه أن يُجعل نصب العين وي َ‬
‫ُحرس وي َ‬
‫آية (‪:)186‬‬
‫*هل الالم فى اآلية هى الم التوكيد؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذه الالم تسمى الم القسم (لَُت ْبلَ ُو َّن فِي أَ ْم َوالِ ُك ْم َوأَن ُف ِس ُك ْم (‪ )186‬آل عمران) هذه الالم واقعة في جواب قسم مقدّر‪ ،‬هي في النحو ال تسمى الم التوكيد‬
‫‪3‬‬
‫وإنما الم القسم‪ ،‬الم واقعة في جواب قسم مقدم‪ ،‬ألذهبن نعربها الم واقعة في جواب القسم‪ .‬لم يذكر (واهلل) ألنه لما تقول ألفعلن كذا هذا ليس عليه‬
‫حنث لكن لما تقول واهلل عليها حنث إذا لم ينفذ‪ .‬عندنا ألفاظ تستعمل مثل لعمرك‪ ،‬يمين اهلل‪ ،‬أيم اهلل وأي ُم ُن اهلل‪.‬‬
‫آية (‪:)191‬‬
‫*ما داللة كلمة قيام ؟وما الفرق بين قنت وقنط؟‪( H‬الشيخ خالد الجندي)‬
‫ان أُ َّم ًة َقا ِن ًتا لِلَّ ِه َحنِي ًفا َولَ ْم َي ُك‬
‫اهي َم َك َ‬ ‫ِين (‪ )43‬آل عمران) ((إِ َّن إِب َ‬
‫ْر ِ‬ ‫ار َكعِي َم َع َّ‬
‫الرا ِكع َ‬ ‫اس ُجدِي َو ْ‬ ‫ِّك َو ْ‬ ‫ِرب ِ‬‫قنت في اللغة تعني خشع ( َيا َم ْر َي ُم ا ْقنُتِي ل َ‬
‫وب‬ ‫ُّ‬
‫ِر الذنُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ِن َر ْح َم ِة الل ِه إِ َّن الل َه َي ْغف ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين أ ْس َر ُفوا َعلَى أ ْن ُف ِس ِه ْم لَا َت ْقنَطوا م ْ‬ ‫َّ‬
‫ِي الذ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِين (‪ )120‬النحل)) أما قنط فهي تعني يئس (قل َيا ِع َباد َ‬ ‫ِن الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫مَ‬
‫الر ِحي ُم (‪ )53‬الزمر)‬ ‫ور َّ‬ ‫ْ‬
‫َجمِي ًعا إِنَّ ُه ُه َو ال َغ ُف ُ‬
‫وقد عبّر تعالى عن الصالة يالقيام ألنها بداية الصالة وفيها تكبيرة االحرام وابتداء الصالة إنما يعبّر عن إدراك الركعة بالركوع وعبّر عن‬
‫الخشوع والدعاء واالقتراب بالسجود ألن أقرب الحاالت في الصالة السجود ( َكلَّا لَا تُ ِط ْع ُه َو ْ‬
‫اس ُج ْد َوا ْق َت ِر ْب)‬
‫ُ‬
‫ون الل َه ِق َيا ًما َوق ُعودًا َو َعلَى ُجنُو ِب ِه ْم‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ِين َيذ ُك ُر َ‬ ‫َّ‬
‫اب) وقال (الذ َ‬ ‫ِح َر ِ‬‫ُصلِّي فِي الْم ْ‬ ‫في سورة آل عمران قال تعالى في زكريا ( َفنَا َد ْت ُه الْ َملَا ِئ َك ُة َوه َ‬
‫ُو َقا ِئ ٌم ي َ‬
‫"صل قائمًا فإن لم تقدر‬ ‫ّ‬ ‫ار (‪ ))191‬والرسول ‪ ‬يقول‬ ‫اب النَّ ِ‬‫َك َف ِقنَا َع َذ َ‬ ‫اطلًا ُسب َ‬
‫ْحان َ‬ ‫ض َربَّنَا َما َخلَ ْق َت َه َذا َب ِ‬ ‫ات َوالْأَ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬‫ون فِي َخلْ ِق َّ‬ ‫َو َي َت َف َّك ُر َ‬
‫فقاعدًا فإن لم تقدر فمضطجعًا"‪.‬‬
‫َ‬
‫ون َعلى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫(الر َجال ق َّوا ُم َ‬ ‫قوموا‪ :‬جاءت وراء الصالة ولم يختر سبحانه الركوع أو السجود ألن كلمة قيام تتناسب مع قيام الرجل على بيته وأهله ‪ِّ  ‬‬
‫ِن أَ ْم َوالِ ِه ْم)(النساء) قوامون‪  ‬أي قائمين بالحفاظ على شؤونهم وخدمة أمورهم والصالة‬ ‫ض َو ِب َما أَ ْن َف ُقوا م ْ‬ ‫ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫ض َل اللَّ ُه َب ْع َ‬ ‫النِّ َسا ِء ِب َما َف َّ‬
‫تحتاج إلى رعاية ومتابعة فكما أمرنا اهلل تعالى بالحفاظ على نسائنا أمرنا بالحفاظ على الصالة وهذا من تناسق القرآن الكريم‪ .‬فعندما ترى‬
‫الصلَا َة‬
‫زوجًا قانتًا خاشعًا ال يمكن أن يكون جبارًا على زوجته وإن لم يكن وهذه منتشرة بيننا يكون هذا الخاشع القانت لم يستوفي صالته (إِ َّن َّ‬
‫ون (‪ ))45‬فلو صلّى حقيقة ما تجاسر على زوجته أو تكبّر وتحبّر‪.‬‬ ‫ص َن ُع َ‬‫َت ْن َهى َع ِن الْ َف ْح َشا ِء َوالْ ُم ْن َك ِر َولَ ِذ ْك ُر اللَّ ِه أَ ْك َب ُر َواللَّ ُه َي ْعلَ ُم َما َت ْ‬
‫آية (‪:)193‬‬
‫*ما الفرق بين كفّر عنهم سيئاتهم وغفر لهم ذنوبهم‪ H‬وحطّ عنهم خطاياهم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِر لَنَا ُذنُو َبنَا‬ ‫(ربَّنَا َف ْ‬
‫اغف ْ‬ ‫السيئات هي الصغائر صغار الذنوب والذنب أكبر والخطيئة عامة‪ .‬لماذا يستعمل مع السيئات التكفير والمغفرة مع الذنوب َ‬
‫َو َك ِّف ْر َعنَّا َسيِّ َئا ِتنَا (‪ )193‬آل عمران)؟ قلنا السيئات الصغائر والذنوب الكبائر‪ ،‬التكفير في األصل الستر وكفر الشيء أي ستر الكافر في الشريعة‬
‫ال من الزرع فالزارع‬ ‫هو الذي خرج عن الملة هذا في االصطالح وفي اللغة يعني ستر‪ .‬وأصلها كفر البذرة أي غطاها وسترها بتراب ومأخوذ أص ً‬
‫يسمونه الكافر ألنه يستر البذرة في األرض‪ ،‬كفرها أي سترها والليل سمي كافرًا ألنه يستر الناس (لي فيك أجر مجاهد إن صح أن الليل كافر) من‬
‫السهام‪.‬أيها‬ ‫أسماء الليل الكافر ألنه يستر‪ .‬نأتي إلى المغفرة من المِغ َفر والمِغفر هو الغفر والستر‪ ،‬المِغفر وهو الذي يُلبس في الحرب حتى يمنع ِ‬
‫األمنع من اإلصابة المِغفر أو التراب في األرض؟ المِغفر أمنع‪ .‬الليل يستر لكن ال يمنع سهمًا أو إصابة وإنما يستر على العموم لكن لو جاءت‬
‫ضربة ال تمنع أما المِغفر يمنع‪ ،‬فلما كان الذنب أكبر فهو يحتاج إلى مانع أكبر لذا قال معه مغفرة ألن الذنب أكبر‪ ،‬الذنب يصيب اإلنسان إصابة‬
‫كبيرة فيحتاج إلى مغفرة كما يحتاج المِغفر في الحرب‪ .‬لما كان الذنب أكبر إحتاج لمانع أكبر ولمغفرة أشدّ‪ .‬كفر ستر قد تكون بدون منع أو قد تكون‬
‫ِر لَنَا ُذنُو َبنَا َو َك ِّف ْر َعنَّا َسيِّ َئا ِتنَا)‪.‬‬ ‫بمانع خفيف لذا قال ( َف ْ‬
‫اغف ْ‬
‫عندما تكفر البذرة في التربة تحتاج حفرة صغيرة وتسترها لكن المغفرة أكبر‪ .‬إذن الذنب هو أكبر من السيئة ولذلك يستعمل معه المغفرة ألنه لما‬
‫كان أكبر احتاج لوقاية أكبر والخطيئة عامة قد تكون ألكبر الذنوب وقد تكون للصغائر تستعمل فيها كلها‪ ،‬السيئة صغائر وقد تكون من اللمم ‪,‬أنت‬
‫تقول أسأت إلى فالن وال تقول له أذنبت معه‪ .‬والذنب أكبر‪ ،‬يستعمل كفر عنا سيئاتنا ألنها صغيرة ومع الذنوب يقول غفران‪.‬‬
‫*( َّربَّنَا ِإنَّنَا َس ِم ْعنَا ُمنَا ِديًا يُنَا ِدي لِِإل ي َما ِن َأ ْن آ ِمنُ ْ‬
‫وا بِ َربِّ ُك ْ‪H‬م فَآ َمنَّا (‪ )193‬آل عمران) لِ َم آثر الق‪HH‬رآن تص‪HH‬وير‪ H‬ال‪HH‬دعوة بالن‪HH‬داء؟ (ورتل‬
‫القرآن ترتيالً)‬
‫إعلم أن حقيقة النداء هو الصوت المرتفع والمنادي هو الذي يرفع صوته بالكالم ويبالغ في الصياح به ومن المعلوم أن دعوة النبي ‪ ‬لم تكن‬
‫بالصياح ورفع الصوت فلِ َم آثر القرآن تصوير الدعوة بالنداء؟ ما ذاك إال ليبيّن حرص النبي ‪ ‬على المبالغة في اإلسماع بالدعوة هذا من جهة‪ .‬ومن‬
‫عال يناديهم وهو‬
‫‪ 3‬عن اإليمان فكان النداء مجازيًا لداللة بُعدِهم وأن النبي ‪ ‬كان في موضع ٍ‬‫جهة أخرى لما دعاهم كانوا في حالة الكفر وهي بعيدة‬
‫موضع اإليمان‪.‬‬
‫ار فَقَ ‪ْ H‬د‬‫ار (‪َ )191‬ربَّنَا ِإنَّكَ َمن تُ ْد ِخ ِل النَّ َ‬ ‫اب النَّ ِ‬ ‫(ربَّنَا َما َخلَ ْقتَ هَذا بَ ِ‬
‫اطالً ُسب َْحانَكَ فَقِنَا َع َذ َ‬ ‫*لم جاء الدعاء ب(ربنا) فى قوله تعالى َ‬
‫‪H‬ربِّ ُك ْم فَآ َمنَّا َربَّنَا فَ‪HH‬ا ْغفِرْ لَنَا ُذنُوبَنَا‪َ H‬و َكفرِّْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َأ‬
‫‪H‬ان ْن آ ِمن‪HH‬وا بِ‪َ H‬‬ ‫َّ‬
‫ار (‪َّ )192‬ربَّنَا ِإننَا َس ِم ْعنَا ُمنَا ِديًا يُنَا ِدي لِِإل ي َم‪ِ H‬‬ ‫َأ ْخ َز ْيتَهُ َو َما لِلظَّالِ ِمينَ ِم ْن َأ َ‬
‫نص ٍ‪H‬‬
‫ُس‪H‬لِكَ َوالَ تُ ْخ ِزنَا يَ‪HH‬وْ َم ْالقِيَا َم‪ِ H‬ة ِإنَّكَ الَ تُ ْخلِ‪HH‬فُ ْال ِمي َع‪HH‬ا َد (‪)194‬‬ ‫ار (‪َ )193‬ربَّنَا َوآتِنَا َما َو َع‪HH‬دتَّنَا َعلَى ر ُ‬ ‫َعنَّا َس‪H‬يَِّئاتِنَا َوتَ َوفَّنَا َم‪َ H‬ع األ ْب‪َ H‬ر ِ‬
‫ْض (‪ )195‬آل عم‪HH‬ران)؟(ورتل الق‪HH‬رآن‬ ‫ْض ‪ُ H‬كم ِّمن بَع ٍ‬ ‫‪H‬ر َأوْ ُأنثَى بَع ُ‬ ‫‪H‬ل ِّمن ُكم ِّمن َذ َك‪ٍ H‬‬ ‫ض ‪H‬ي ُع َع َم‪َ H‬ل عَا ِم‪ٍ H‬‬‫اب لَهُ ْم َربُّهُ ْم َأنِّي الَ ُأ ِ‬ ‫فَ ْ‬
‫اس ‪H‬تَ َج َ‪H‬‬
‫ترتيال)ً‬
‫تأمل هذا التعبير بالدعاء (ربنا) دون إسم الجاللة فلم يقولوا يا اهلل وما ذاك إال لما في وصف الربوبية من الداللة على الشفقة بالمربوب ومحبة الخير‬
‫‪ 3‬ولِر ّد ُحسن دعائهم بمثله قال اهلل تعالى (فاستجاب لهم ربهم)‪.‬‬
‫له ومن االعتراف بأنهم عبيده‪.‬‬
‫‪H‬ر َأوْ ُأنثَى بَع ُ‬
‫ْض‪ُ H‬كم‬ ‫‪H‬ل ِّمن ُكم ِّمن َذ َك ٍ‬
‫‪H‬ل عَا ِم ٍ‬ ‫اب لَهُ ْم َربُّهُ ْم َأنِّي الَ ُأ ِ‬
‫ض‪H‬ي ُع َع َم َ‬ ‫ذكر أو أنثى) فى اآلية(فَا ْستَ َج َ‪H‬‬
‫*ما داللة قوله تعالى (من ٍ‬
‫ْض (‪ )195‬آل عمران)؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬‫ِّمن بَع ٍ‬
‫قد يظن السامع لهذه اآلية الكريمة أن قوله تعالى (من ذكر أو أنثى) زيادة كان األولى اإلستغناء عنها ولكن هذا القول جاء لحكمة بليغة فلو‬
‫استعرضت األعمال التي أتى بها أولو األلباب المذكورون في اآلية لوجدت أن أكبرها اإليمان ثم الهجرة ثم الجهاد‪ .‬ولما كان الجهاد أكثر تكرارًا‬
‫حظ لهن في تحقيق الوعد على لسان الرسل فأتى بالتفصيل (من ذكر وأنثى)‪.‬‬ ‫ُتوهم أن النساء ال ّ‬
‫خيف أن ي َ‬
‫(و َما َكانَ قَوْ لَهُ ْم ِإالَّ َأن قَالُ ْ‬
‫وا‬ ‫*قال تعالى ( َربَّنَا فَا ْغفِرْ لَنَا ُذنُوبَنَا َو َكفِّرْ َعنَّا َسيَِّئاتِنَا‪َ H‬وتَ َوفَّنَا‪َ H‬م َع األ ْب َر ِ‬
‫ار (‪ )193‬آل عمران) وقال َ‬
‫ِّت َأ ْقدَا َمنَا‪ H‬وانصُرْ نَا‪َ H‬علَى ْالقَوْ ِم ْال َكافِ ِرينَ (‪ )147‬آل عمران) لماذا اختالف الخاتمة؟‬ ‫ربَّنَا ا ْغفِرْ لَنَا ُذنُوبَنَا‪َ H‬وِإ ْس َرافَنَا‪ H‬فِي َأ ْم ِرنَا َوثَب ْ‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِّت أَ ْقدَا َمنَا‬
‫ِر لَنَا ُذنُو َبنَا َوإِ ْس َرا َفنَا فِي أَ ْم ِرنَا َو َثب ْ‬ ‫ال أَن َقالُواْ ربَّنَا ْ‬
‫اغف ْ‬ ‫ان َق ْولَ ُه ْم إِ َّ‬‫(و َما َك َ‬
‫كيف تأتي الخاتمة؟ الخاتمة تختلف بحسب السياق والغرض‪.‬اآلية َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يل اللِهّ َو َما‬
‫صا َب ُه ْم فِي َسِب ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِير ف َما َو َهنوا لِ َما أ َ‬ ‫َ‬
‫ُّون كث ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين (‪ )147‬آل عمران) قبلها مباشرة ( َو َكأيِّن ِّمن ن ِب ٍّي قاتل َم َعه ِربِّي َ‬
‫َّ‬ ‫وانص ْرنَا َعلَى الْ َق ْو ِم الْ َكاف ِ‬
‫ِر َ‬ ‫ُ‬
‫ين (‪ ))146‬هل يمكن في القتال أن تقول تو ّفنا؟ تقول في القتال انصرنا‪ ،‬لذا ال يجوز أن نقتطعها ونضع لها‬ ‫الصا ِب ِر َ‬
‫ُح ُّب َّ‬‫اس َت َكانُواْ َواللُهّ ي ِ‬ ‫ض ُع ُفواْ َو َما ْ‬
‫َ‬
‫خاتمة‪ .‬وال يمكن أن تضع خاتمة تلك اآلية في هذه اآلية ألن كل منها في سياق واحدة في سياق حرب وقتال وطلب الثبات‪ .‬والقدامى يضربون لنا‬
‫وها إِ َّن اللَهّ‬
‫ص َ‬ ‫ال (ون تعدوا نعمت اهلل ال تحصوها) وردت مرتين كل مرة بخاتمة‪ ،‬اآلية الواردة في سورة النحل ( َوإِن َت ُعدُّواْ ن ِْع َم َة اللِهّ َ‬
‫ال تُ ْح ُ‬ ‫مثا ً‬
‫ور َّر ِحي ٌم (‪ ))18‬هي في بيان صفات اهلل فختمها بقوله (إن اهلل لغفور رحيم) أما الثانية ففي بيان صفات اإلنسان وجحوده‪ ،‬فلما كانت في بيان‬ ‫لَ َغ ُف ٌ‬
‫ار (‪ )34‬إبراهيم) النعم ال تحصى لكن اإلنسان ظلوم كفار‬ ‫ان لَ َظلُو ٌم َك َّف ٌ‬ ‫نس َ‬ ‫وها إِ َّن ِ‬
‫اإل َ‬ ‫ص َ‬ ‫صفات اإلنسان وجحوده ختمها ( َوإِن َت ُعدُّواْ ِن ْع َم َت اللِهّ َ‬
‫ال تُ ْح ُ‬
‫مع أن ِن َعم اهلل إن اإلنسان متتالية عليه ومتتابعة لكنه ظلوم كفار‪ ،‬السياق هكذا واحدة في صفات اهلل وواحدة في صفات اإلنسان فال يصح أن تؤخذ‬
‫ال تذكر حادثة غريبة تدل على كسل شخص لكنك‬ ‫اآلية مقتطعة من سياقها‪ .‬حتى في حياتنا اليومية نذكر أمرًا لكن الغرض من ذكره يختلف‪ ،‬مث ً‬
‫سيفرط في المسألة‪ ،‬هي مسألة‬ ‫تذكر الحادثة لبيان صفة الشخص أو للتندر منها أو لبيان أن هذا الشخص ال يصلح في المكان الذي ُع ِهد به إليه أو ِّ‬
‫واحدة لكن ما الغرض من الذي ذكرته؟ التعقيب يكون بحسب الغرض من الذكر في حادثة واحدة يمكن أن نذكرها في أماكن متعدة وفي جلسات‬
‫متعددة وهكذا ينبغي أن يكون النظر في خواتيم اآليات عمومًا ال نقتطعها وإنما نضعها في سياقها وننظر الغرض في هذه اآلية‪.‬‬
‫آية (‪:)195‬‬
‫ات تَجْ‪ِ H‬ري ِمن‬ ‫* آيتان متتابعتين في خ‪HH‬واتيم‪ H‬س‪HH‬ورة آل عم‪HH‬ران فيها ذكر الجنة واح‪HH‬دة فيها خل‪HH‬ود (لَ ِك ِن الَّ ِذينَ اتَّقَ‪HH‬وْ ْا َربَّهُ ْم لَهُ ْم َجنَّ ٌ‬
‫(وُأل ْد ِخلَنَّهُ ْم َجنَّا ٍ‬
‫ت‬ ‫ار (‪ ))198‬واألخ‪HH‬رى من دون خل‪HH‬ود َ‬ ‫تَحْ تِهَا اَأل ْنهَ‪HH‬ا ُر خَالِ‪ِ H‬دينَ فِيهَا نُ‪ُ H‬زالً ِّم ْن ِعن‪ِ H‬د هّللا ِ َو َما ِعن‪َ H‬د هّللا ِ خَ ْي‪ٌ H‬ر لَِّأل ْب‪َ H‬ر ِ‬
‫ب (‪ ))195‬فلماذا‪ H‬هذا االختالف؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫تَجْ ِري ِمن تَحْ تِهَا اَأل ْنهَا ُر ثَ َوابًا ِّمن ِعن ِد هّللا ِ َوهّللا ُ ِعن َدهُ ُحسْنُ الثَّ َوا ِ‬
‫ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ‬ ‫أل َك ِّف َر َّن َع ْن ُه ْم َسيِّ َئا ِته ْم َو ُ‬
‫وذواْ فِي َسبيلِي َو َقا َتلُواْ َو ُقتِلُواْ ُ‬ ‫ار ِه ْم َوأُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫نقرأ اآليتين ( َفالَّذ َ‬
‫األ ْن َه‪ُ 3‬‬
‫‪3‬ار‬ ‫ْخلَنَّ ُه ْم َجنَّ ٍ‬
‫ألد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج ُرواْ َوأ ْخ ِر ُجواْ مِن ِد َي ِ‬ ‫ِين َه َ‬
‫اع َقل ٌ‬
‫ِيل‬ ‫ال ِد (‪َ )196‬م َت ٌ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ فِي الْ ِب َ‬
‫ال َي ُغ َّرنَّ َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ‬
‫اب (‪ ))195‬ليس فيها ذكر الخلود‪ ،‬وبعدها مباشرة ( َ‬ ‫َث َوابًا ِّمن ِعن ِد اللِهّ َواللُهّ ِعن َد ُه ُح ْس ُن الثَّ َو ِ‬
‫‪َ 3‬د اللِهّ َخ ْي‪ٌ 3‬‬
‫‪3‬ر‬ ‫ال ِّم ْن ِعن ِد اللِهّ َو َما ِعن‪3‬‬ ‫ِين فِي َها نُ ُز ً‬
‫ار َخالِد َ‬ ‫َ‬
‫ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها األ ْن َه ُ‬ ‫ِين اتَّ َق ْواْ َربَّ ُه ْم لَ ُه ْم َجنَّ ٌ‬ ‫َّ‬
‫ِن الذ َ‬‫س الْ ِم َها ُد (‪ )197‬لَك ِ‬ ‫ثُ َّم َم ْأ َوا ُه ْم َج َهنَّ ُم َو ِب ْئ َ‬
‫‪3‬ال ( َ‬
‫ال‬ ‫ال من حيث الوضع قبل اآلية التي ذكر فيها الخلود ق‪3‬‬ ‫ار (‪ .))198‬هاتان اآليتان األولى لم يذكر فيها الخلود والثانية ذكر فيها الخلود‪ .‬أو ً‬ ‫لِّ َ‬
‫ْر ِ‬ ‫ألب َ‬
‫ات َت ْج ِري‬ ‫ِين اتَّ َق ْواْ َربَّ ُه ْم لَ ُه ْم َجنَّ ٌ‬ ‫ِن الَّذ َ‬ ‫ِيل) عكس المتاع القليل الدائم لما قال متاع قليل قال بعدها (لَك ِ‬ ‫اع َقل ٌ‬ ‫ال ِد (‪َ )196‬م َت ٌ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ فِي الْ ِب َ‬ ‫َي ُغ َّر َّن َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ‬
‫ات َت ْج ِري مِن‬ ‫ار) يجب أن يكون خلود حتى ال يكون متاع قليل‪ ،‬فقال (لَ ُه ْم َجنَّ ٌ‬ ‫ْر لِّ َ‬
‫ال ِّم ْن ِعن ِد اللِهّ َو َما ِعن َد اللِهّ َخي ٌ‬ ‫ِين فِي َها نُ ُز ً‬ ‫ار َخالِد َ‬ ‫مِن َت ْح ِت َها َ‬
‫األ ْن َه ُ‬
‫ْر ِ‬ ‫ألب َ‬
‫اج ُرواْ َوأُ ْخ ِر ُجواْ‬ ‫ِين َه َ‬ ‫ِين فِي َها) عكس المتاع القليل الذي ُذكر قبل هذه اآلية‪ .‬هذه مسألة والمسألة األخرى قال في اآلية األولى ( َفالَّذ َ‬ ‫ار َخالِد َ‬ ‫َت ْح ِت َها َ‬
‫األ ْن َه ُ‬
‫ْ‬
‫ين فِي الْ َبأ َس‪3‬اء‬ ‫الص‪3‬ا ِب ِر َ‬ ‫وذواْ فِي َسِبيلِي َو َقا َتلُواْ َو ُقتِلُواْ) هؤالء من الذين اتقوا ربهم إذن هم داخلين في زمرة الذين اتقوا‪ ،‬قال تعالى ( َو َّ‬ ‫ُ‬
‫ار ِه ْم َوأ ُ‬ ‫مِن ِد َي ِ‬
‫ون (‪ )177‬البقرة) فإذن الذين هاجروا هم هؤالء فلما ذكر في المتقين أنهم خال‪33‬دون‬ ‫ْ‬
‫ِك ُه ُم ال ُمتَّ ُق َ‬ ‫ُ‬
‫ص َد ُقوا َوأولَـئ َ‬ ‫ِين َ‬ ‫َّ‬
‫ِك الذ َ‬ ‫س أولَـئ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ين ال َبأ ِ‬ ‫والض َّراء َو ِح َ‬
‫ِين فِي َها) دخل فيها أولئك الذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم‬ ‫ار َخالِد َ‬ ‫َ‬
‫ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها األ ْن َه ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِين اتَّ َق ْوا َربَّ ُه ْم ل ُه ْم َجنَّ ٌ‬
‫ِن الذ َ‬‫َّ‬ ‫َ‬
‫دخل فيه أولئك‪ ،‬لما قال (لك ِ‬
‫قطعًا‪ .‬من ناحية أخرى أيها أشمل وأعم؟ الذين اتقوا ربهم أو الذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي؟ الذين اتقوا ربهم‪ ،‬التق‪33‬وى من‬
‫‪3‬اب‬ ‫اآلخ ِر َوالْ َمآل ِئ َك‪ِ 3‬ة َوالْ ِك َت‪ِ 3‬‬ ‫ِن الْ ِب َّر َم ْن آ َم َن ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ‬ ‫وه ُك ْم ِق َب َل الْ َم ْش ِر ِق َوالْ َم ْغ ِر ِب َولَـك َّ‬ ‫ْس الْ ِب َّر أَن تُ َولُّواْ ُو ُج َ‬ ‫جملته أمور كثيرة كما ذكر تعالى (لَّي َ‬
‫ِه ْم إِ َذا‬ ‫ون ِب َع ْه‪ 33‬د ِ‬ ‫الز َكا َة َوالْ ُمو ُف َ‬ ‫الصال َة َوآ َتى َّ‬ ‫اب َوأ َقا َم َّ‬ ‫َ‬ ‫الر َق ِ‬‫ِين َوفِي ِّ‬ ‫السآ ِئل َ‬‫يل َو َّ‬ ‫الس ِب ِ‬
‫ْن َّ‬ ‫ِين َواب َ‬‫ال َعلَى ُحبِّ ِه َذ ِوي الْ ُق ْر َبى َوالْ َي َتا َمى َوالْ َم َساك َ‬ ‫ِّين َوآ َتى الْ َم َ‬ ‫َوالنَّ ِبي َ‬
‫‪3‬‬
‫ون (‪ )177‬البقرة) أولئك هم جزء من هؤالء‪ ،‬ف‪33‬أين‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِك ُه ُم ال ُمتَّق َ‬ ‫ُ‬
‫ص َدقوا َوأولَـئ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِين َ‬ ‫َّ‬
‫ِك الذ َ‬ ‫س أولَـئ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ين فِي ال َبأ َساء َّ‬ ‫ْ‬ ‫اهدُواْ َو َّ‬
‫ين ال َبأ ِ‬ ‫والض َّراء َو ِح َ‬ ‫الصا ِب ِر َ‬ ‫َع َ‬
‫‪3‬وا ربهم أعلى ألنه أولئك قسم من‬ ‫‪3‬ذين اتق‪3‬‬ ‫‪3‬رى‪ ،‬ال‪3‬‬ ‫نضع هذا األجر األعلى؟ نضعه هكذا كما ورد في القرآن‪ .‬ليس هذا فقط وإنما هنالك أمورًا أخ‪3‬‬
‫ِين‬ ‫ار َخالِ ‪3‬د َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫ار) وفي اآلية األخرى قال (ل ُه ْم َجنات ت ْج ِري مِن ت ْح ِت َها األن َه ُ‬‫َ‬ ‫ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ‬
‫األ ْن َه ُ‬ ‫ْخلَنَّ ُه ْم َجنَّ ٍ‬
‫ألد ِ‬‫(و ُ‬ ‫هؤالء‪ .‬في اآلية األولى قال تعالى َ‬
‫‪3‬مل وفي‬ ‫‪3‬ذين هم أعلى وأعم وأش‪3‬‬ ‫فِي َها) أن تكون لهم جنات أعلى من يدخلهم جنات فاالدخال ال يقتضي أن تملك حديقة فإذن قال (لهم جنات) في ال‪3‬‬
‫ال من عند اهلل واألخرى ثوابًا والنزل أعلى ألن النزل هو ما‬ ‫الجزء قال (ألدخلنهم جنات)‪ ،‬قال خالدين فيها وفي الثانية لم يقل خالدين فيها‪ .‬وقال نز ً‬
‫تعده للضيف من إكرام وإطعام وصلة وقد يأتي النزل بمعنى المنزل فهو في ضيافة الرحمن‪ ،‬النزل هو تجهيز المكان واإلطعام والصلة أما الثواب‬
‫ال من‬ ‫إعطاء األجر قد تعطي األجر ولكن ليس بالضرورة أن تنزله ضيفًا‪ .‬لم يقل في اآلية األولى فقط خالدين فيها وإنما أضاف شيئًا آخر فقال ن‪33‬ز ً‬
‫ِك‬‫ان ِّم َن اللِهّ أَ ْك َب ُر َذل َ‬ ‫ض َو ٌ‬ ‫عند اهلل وقسم من التفاسير قال النزل ما يعد للضيف فقالوا إذا كانت هذه الجنة نزل فماذا بعد النزل ّ؟ ألن اهلل تعالى قال ( َو ِر ْ‬
‫ُه َو الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم (‪ )72‬التوبة) وقسم فسر هذه اآلية على رؤية اهلل ألن الرضوان ورؤية اهلل تعالى أعلى من الجنة فإذن ما ذكره في اآلية األخ‪33‬رى‬
‫‪3‬واْ‬ ‫ِين اتَّ َق‪ْ 3‬‬ ‫ِن الَّذ َ‬ ‫‪3‬ال (لَك ِ‬ ‫ال الثواب اختلف واألجور اختلفت فصار في اآلية األخرى التي هي أعم وأشمل فق‪3‬‬ ‫ليس فقط ذكر الخلود وعدمه وإنما هو أص ً‬
‫ْرار) والذين اتق‪3‬وا من األب‪3‬رار ألن اهلل تع‪3‬الى ق‪3‬ال‬ ‫ألب َ‬‫ْر لِّ َ‬
‫ال ِّم ْن ِعن ِد اللِهّ َو َما ِعن َد اللِهّ َخي ٌ‬ ‫ِين فِي َها نُ ُز ً‬‫ار َخالِد َ‬ ‫ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ‬
‫األ ْن َه ُ‬ ‫َربَّ ُه ْم لَ ُه ْم َجنَّ ٌ‬
‫اآلخ ِر َوالْ َمآل ِئ َك‪ِ 33‬ة‬ ‫ِن الْ ِب َّر َم ْن آ َم َن ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ‬ ‫وه ُك ْم ِق َب َل الْ َم ْش ِر ِق َوالْ َم ْغ ِر ِب َولَـك َّ‬ ‫ْس الْ ِب َّر أَن تُ َولُّواْ ُو ُج َ‬ ‫ِن الْ ِب َّر َم ِن اتَّ َقى (‪ )189‬البقرة) وقال (لَّي َ‬ ‫( َولَـك َّ‬
‫‪3‬ون‬ ‫‪3‬ا َة َوالْ ُمو ُف‪َ 3‬‬ ‫الز َك‪3‬‬
‫الصال َة َوآ َتى َّ‬ ‫اب َوأَ َقا َم َّ‬ ‫الر َق ِ‬‫ِين َوفِي ِّ‬ ‫السآ ِئل َ‬ ‫يل َو َّ‬ ‫الس ِب ِ‬
‫ْن َّ‬ ‫ِين َواب َ‬ ‫ال َعلَى ُحبِّ ِه َذ ِوي الْ ُق ْر َبى َوالْ َي َتا َمى َوالْ َم َساك َ‬ ‫ِّين َوآ َتى الْ َم َ‬ ‫اب َوالنَّ ِبي َ‬
‫‪3‬‬ ‫َوالْ ِك َت ِ‬
‫ون (‪ )177‬البقرة) فإذن هؤالء المتق‪33‬ون‬ ‫ْ‬
‫ِك ُه ُم ال ُمتَّ ُق َ‬ ‫ُ‬
‫ص َد ُقوا َوأولَـئ َ‬ ‫ِين َ‬ ‫َّ‬
‫ِك الذ َ‬ ‫س أولَـئ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ين فِي ال َبأ َساء َّ‬ ‫ْ‬ ‫اهدُواْ َو َّ‬ ‫ِه ْم إِ َذا َع َ‬
‫ين ال َبأ ِ‬ ‫والض َّراء َو ِح َ‬ ‫الصا ِب ِر َ‬ ‫ِب َع ْهد ِ‬
‫وذواْ فِي َس ِبيلِي َو َقا َتلُواْ َو ُقتِلُ‪33‬واْ‬ ‫ار ِه ْم َوأُ ُ‬ ‫ْ‬
‫اج ُروا َوأ ْخ ِر ُجوا مِن ِد َي ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِين َه َ‬ ‫َّ‬
‫هم أبرار فناسب من كل ناحية أن يذكر علو منزلته‪ .‬ليس هذا فقط‪ ،‬هو قال ( َفالذ َ‬
‫َّ‬ ‫ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ‬ ‫ْخلَنَّ ُه ْم َجنَّ ٍ‬ ‫أل َك ِّف َر َّن َع ْن ُه ْم َسيِّ َئا ِته ْم َو ُ‬‫ُ‬
‫اب) عكس الخروج الدخول وعكس اإلخراج‬ ‫ار َث َوابًا ِّمن ِعن ِد اللِهّ َواللُهّ ِعن َد ُه ُح ْس ُن الث َو ِ‬ ‫األ ْن َه ُ‬ ‫ألد ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ار ِه ْم) وربنا ق‪33‬ال (ألدخلنهم) لم يقل ي‪33‬دخلون‪ ،‬ومن‬ ‫اإلدخال أخرجوا مبني للمجهول وعكس المبين للمجهول مبني للمعلوم‪ ،‬قال ( َوأ ْخ ِر ُجواْ مِن ِد َي ِ‬
‫ْخلَنَّ ُه ْم)‪ ،‬هم أخرجوا بأيدي كفرة من ديارهم واهلل تعالى‬ ‫ُ‬ ‫ألد ِ‬ ‫(و ُ‬‫ديارهم مقابلها جنات‪ ،‬أخرجوا فعل ماضي مبني للمجهول وفي الثانية ربنا الذي يدخلهم َ‬
‫ون (‬ ‫ِح‪َ 33‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫صا ِب ُروا َو َرا ِبطوا َواتَّقوا اللَهّ ل َعلك ْم تُفل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اص ِب ُروا َو َ‬ ‫ِين آ َمنُواْ ْ‬ ‫يدخلهم جنات‪ .‬ليس هذا فقط وإنما هذه اآليات في خواتيم آل عمران ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫‪ ))200‬السورة تنتهي بهذه اآلية‪ ،‬صابروا أعلى من اصبروا درجة‪ ،‬الذين هاجروا هؤالء أش ّد أو الذين أخرجوا من ديارهم وأوذوا؟ الذين أخرجوا‬
‫من ديارهم فقال اصبروا بمقابل هاجروا وصابروا بمقابل أخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي‪ ،‬وقال ورابطوا ألنهم في الثغور المقاتلة في الحرب‬
‫ِين‬‫ون) هي مرتبة تمامًا كاآلية ( َفالَّذ َ‬ ‫ِح‪َ 33‬‬ ‫صا ِب ُرواْ َو َرا ِب ُطواْ َواتَّ ُقواْ اللَهّ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ‬ ‫اص ِب ُرواْ َو َ‬ ‫ِين آ َمنُواْ ْ‬ ‫والمرابطة في الحرب‪ ،‬لما أمر تعالى ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫‪3‬اتلوا‬ ‫‪3‬ابروا‪ ،‬ق‪3‬‬ ‫وذواْ فِي َس ِبيلِي َو َقا َتلوا َوقتِلوا) هاجروا مقابل اصبروا‪ ،‬الذين أخرجوا من ديارهم وأوذوا مقابل ص‪3‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ار ِه ْم َوأُ ُ‬ ‫ُ‬
‫اج ُرواْ َوأ ْخ ِر ُجواْ مِن ِد َي ِ‬ ‫َه َ‬
‫‪3‬دة وبحسب ما ذكر في‬ ‫‪3‬ات) فمرتبة بحسب الش‪3‬‬ ‫وقتلوا مقابل رابطوا‪ ،‬نفس الترتيب‪ ،‬و(اتقوا اهلل لعلكم تفلحون) مقابل (لكن الذين اتقوا ربهم لهم جن‪3‬‬
‫اص ‪ِ 3‬ب ُرواْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِين آ َمنوا ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اآلية التي قبلها بالترتيب‪ .‬آخر ما قال تعالى في آل عمران أمر بالتقوى (واتقوا اهلل) أمر الذين آمنوا بتقوى اهلل‪ ،‬أمرهم ( َيا أيُّ َها الذ َ‬
‫س‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِّ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫ِي‬ ‫اس اتَّ ُق‪33‬واْ َرَّب ُك ُم الَّذ‬ ‫ون) وفي ابتداء السورة التي بعدها في سورة النساء ق‪33‬ال ( َيا أَُّي َها النَّ ُ‬ ‫ِح َ‬ ‫صا ِب ُرواْ َو َرا ِب ُطواْ َواتَّ ُقواْ اللَهّ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ‬ ‫َو َ‬
‫‪ً3‬ا‪،‬‬ ‫ان َعلَ ْي ُك ْم َرقِيبًا (‪ ))1‬بدأت بالتقوى أيض‪3‬‬ ‫َ‬
‫ون ِب ِه َواأل ْر َحا َم إِ َّن اللَهّ َك َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِساء َواتَّ ُقواْ اللَهّ الذِي َت َساءل َ‬ ‫ِيرا َون َ‬‫ال َكث ً‬ ‫اح َد ٍة َو َخلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها َو َب َّث ِم ْن ُه َما ِر َجا ً‬ ‫َو ِ‬
‫اس اتَّقوا َربَّك ُم) وأمرهم بالتقوى‪ ،‬الكافر ينبغي‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ختم آل عمران بالتقوى وبدأ سورة النساء بالتقوى‪ ،‬أمر المؤمنين ثم التفت إلى الناس فقال ( َيا أيُّ َها النَّ ُ‬
‫‪3‬ادة فهو أمر األ ّولين‬ ‫‪ 3‬بالتقوى والناس يجب أن يتقوا ألن اهلل تعالى خلقهم للعب‪3‬‬ ‫خص المؤمنين‬ ‫أن يدخل في اإلسالم والمفروض أن يدخل في اإلسالم‪ّ ،‬‬
‫س َواحِ‪َ 33‬د ٍة‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اس اتق‪33‬وا َربَّك ُم الذِي خلقكم ِّمن نف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫بالتقوى ثم التفت إلى الناس فقال (اتقوا ربكم) وقال اتقوا ربكم وقال اتقوا اهلل في آية واحدة ( َيا أيُّ َها الن ُ‬
‫ار‬ ‫ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ‬
‫األ ْن َه ُ‬ ‫ِين اتَّ َق ْواْ َربَّ ُه ْم لَ ُه ْم َجنَّ ٌ‬ ‫ِن الَّذ َ‬ ‫ون ِبهِ) وقبلها قال (لَك ِ‬ ‫ِساء َواتَّ ُقواْ اللَهّ الَّذِي َت َساءلُ َ‬ ‫ِيرا َون َ‬ ‫ال َكث ً‬ ‫َو َخلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها َو َب َّث ِم ْن ُه َما ِر َجا ً‬
‫اح َد ٍة َو َخلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها َو َب َّث ِم ْن ُه َما ِر َجا ً‬
‫ال‬ ‫س َو ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اس اتَّ ُقوا َربَّك ُم الذِي َخلََقكم ِّمن نَّ ْف ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ار) ( َيا أيُّ َها النَّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ال ِّم ْن ِعن ِد اللِهّ َو َما ِعن َد اللِهّ َخي ٌ‬ ‫ِين فِي َها نُ ُز ً‬ ‫َخالِد َ‬
‫ْر ِ‬‫ْر لألب َ‬
‫ون ِبهِ) فذكر اهلل والرب مع المؤمنين وطالب عموم الناس بذلك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِساء َواتقوا اللَهّ الذِي َت َساءل َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِيرا َون َ‬ ‫َكث ً‬
‫*ما الفرق بين (ثَ َوابًا ِم ْن ِع ْن ِد هَّللا ِ ﴿‪ ﴾195‬آل عمران) – (نُزُاًل ِم ْن ِع ْن ِد هَّللا ِ ﴿‪﴾198‬آل عمران)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫اب لَ ُه ْم َرُّب ُه ْم أَنِّي لَا‬
‫اس َت َج َ‬ ‫اب ﴿‪ ﴾195‬آل عمران) رب العالمين يقول ( َف ْ‬ ‫ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه َواللَّ ُه ِع ْن َد ُه ُح ْس ُن الثَّ َو ِ‬‫في سورة آل عمران عندنا آيتين ( َث َوابًا م ْ‬
‫ِن ِع ْن ِد اللهِ﴿‪ ﴾195‬آل عمران) بعدها بآيتين أو‬ ‫َّ‬ ‫ض ﴿‪ ﴾195‬آل عمران) إلى أن قال ( َث َوابًا م ْ‬ ‫ِن َب ْع ٍ‬‫ض ُك ْم م ْ‬ ‫ِن َذ َك ٍر أَ ْو أُ ْن َثى َب ْع ُ‬
‫ِل ِم ْن ُك ْم م ْ‬
‫ضي ُع َع َم َل َعام ٍ‬ ‫أُ ِ‬
‫ات َت ْج ِري م ْ‬
‫ِن‬ ‫ِن الَّذ َ‬
‫ِين اتَّ َق ْوا َربَّ ُه ْم لَ ُه ْم َجنَّ ٌ‬ ‫س الْ ِم َها ُد ﴿‪ ﴾197‬لَك ِ‬ ‫ِيل ثُ َّم َم ْأ َوا ُه ْم َج َهنَّ ُم َو ِب ْئ َ‬
‫اع َقل ٌ‬ ‫ِين َك َف ُروا فِي الْ ِبلَا ِد ﴿‪َ ﴾196‬م َت ٌ‬ ‫ثالث (لَا َي ُغ َّرنَّ َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ‬
‫ِن ِع ْن ِد اللَّهِ) لماذا هناك ثوابًا من عند اهلل وهنا نز ً‬
‫ال‬ ‫ار ﴿‪ ﴾198‬آل عمران) (نُ ُزلًا م ْ‬ ‫ْر ِ‬‫ْر لِلْأَب َ‬
‫ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه َو َما ِع ْن َد اللَّ ِه َخي ٌ‬‫ِين فِي َها نُ ُزلًا م ْ‬‫ار َخالِد َ‬ ‫َت ْح ِت َها الْأَ ْن َه ُ‬
‫من عند اهلل؟ التعبيران بينهما آيتين ورب العالمين تكلم عن ناس إيجابيين كالهما من الذين آمنوا وعملوا الصالحات هؤالء اتقوا وفي اآلية األولى‬
‫‪ 3‬بالحرف في لغتها وهي‬ ‫آمنوا وعملوا الصالحات؟ قال لك ال‪ ،‬القرآن من ضمن وجوه اإلعجاز الكثيرة اإلعجاز اللغوي وخاصة أنه جاء ألمة متكننة‬
‫اللغة العربية التي ما من لغة أخرى يمكن أن تحمل هذا المعنى المطلق من اهلل سبحانه وتعالى والفهم النسبي‪ .‬قال في األولى تكلم عن الذين آمنوا‬
‫وعملوا الصالحات هؤالء ما هو الثواب؟ الثواب هو الجائزة على عمل ايجابي عمل متميز كل من يقوم بعمل متميز ويأخذ جائزة هذه ثواب ( َث َوابًا‬
‫ِن ِع ْن ِد اللَّهِ) فهؤالء ناس خمس مرات ربنا كذا ربنا كذا يعني خمس مرات نادوا ربهم فاستجاب لهم ربهم يعني هذه أواخر آل عمران معروفة‬ ‫مْ‬
‫ار ﴿‪َ ﴾192‬ربَّنَا إِنَّنَا َسم ْ‬ ‫َ‬
‫ِن أ ْن َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ار َف َق ْد أ ْخ َز ْي َت ُه َو َما لِلظالِم َ‬ ‫ْخ ِل النَّ َ‬‫ار ﴿‪َ ﴾191‬ربَّنَا إِنَّ َك َم ْن تُد ِ‬ ‫َك َف ِقنَا َع َذ َ‬ ‫ْحان َ‬ ‫ً‬ ‫(ربَّنَا َما َخلَ ْق َت َه َذا َب ِ‬
‫ِعنَا‬ ‫صٍ‬ ‫ِين م ْ‬ ‫اب النَّ ِ‬ ‫اطلا ُسب َ‬ ‫َ‬
‫ِك َولاَ‬ ‫ار ﴿‪َ ﴾193‬ربَّنَا َوآَِتنَا َما َو َع ْد َتنَا َعلَى ُر ُسل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِر لنَا ذنُو َبنَا َو َكف ْر َعنَّا َسيِّ َئا ِتنَا َو َت َوفنَا َم َع الأب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ان أ ْن آ ِمنُوا ِب َربِّك ْم َفآ َمنَّا َربَّنَا َف ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْر ِ‬ ‫اغف ْ‬ ‫ُمنَا ِديًا يُنَادِي لِل ِإي َم ِ‬
‫تُ ْخ ِزنَا َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة إِنك لا تخلِف المِي َعا َد ﴿‪ ﴾194‬آل عمران) ربنا ربنا خمس مرات توسلوا باهلل وتضرعوا إليه بمناجاة هائلة ربنا ربنا ربنا إلى أن‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِن ِع ْن ِد اللَّهِ) فهؤالء الناس كان‬ ‫ض) إلى أن قال ( َث َوابًا م ْ‬ ‫ِن َب ْع ٍ‬‫ض ُك ْم م ْ‬ ‫ِن َذ َك ٍر أَ ْو أُ ْن َثى َب ْع ُ‬
‫ِل ِم ْن ُك ْم م ْ‬‫ضي ُع َع َم َل َعام ٍ‬ ‫اب لَ ُه ْم َرُّب ُه ْم أَنِّي لَا أُ ِ‬ ‫اس َت َج َ‬ ‫قال ( َف ْ‬
‫يدعون رب العالمين دعاء تضرع فهم لم يبدوا عملهم إنما أبدوا دعاء يا رب أعطينا كذا وأعطينا كذا فرب العالمين جدًا استحسن منهم هذا التضرع‬
‫خمس مرات قالوا ربنا ربنا ربنا ربنا ولهذا سيدنا جعفر الصادق رضي اهلل تعالى عنه ‪ -‬وهو من تعرفون علمًا ‪ -‬استنتج من هذا أن كل من يناجي‬
‫ربه فيدعوه خمس مرات ربنا أعطني كذا ربنا أغفر لي كذا ربنا وفر لي كذا خمس مرات ربنا سبحانه وتعالى سيستجيب دعاءه وهو صادق في هذا‬
‫مجرب كل من يستعمل في المناجاة صيغة ربنا خمس مرات فرب العالمين يستجيب له‪ .‬رب العالمين في هذه اآلية في أواخر آل عمران قال‬ ‫وهذا َّ‬
‫(ويل لمن قرأ األواخر من آل عمران ولم يتف ّكر بها) لقد فاته خير كثير وقد تفكر بها‬ ‫اب لَ ُه ْم َربُّ ُه ْم) حينئ ٍذ كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم ٌ‬ ‫اس َت َج َ‬‫( َف ْ‬
‫ال‪ .‬إذًا هؤالء الناس لقاء عمل متميز هذا التضرع الجميل الذي استحسنه‬ ‫سيدنا جعفر الصادق رضي اهلل تعالى عنه ثم قال هذه المقولة وهي ثابتة فع ً‬
‫ِن ِع ْن ِد اللَّهِ)‪ .‬لكن أنت عندما يحل عليك قوم كرام أنت رجل ملك‪ ،‬أنت أمير‪ ،‬أنت وجيه معروف بالكرم‬ ‫اهلل عز وجل منهم أعطاهم جائزة ( َث َوابًا م ْ‬
‫عزهم جدًا وترى أن لهم قيمة عالية جدًا ماذا تفعل؟ طبعًا أنت تقدم لهم ضيافة من أرقى ما يكون هذا النُ ُزل‪ .‬والنُ ُزل‬ ‫جاءك قوم أنت تحترمهم جدًا وتُ ِّ‬
‫ما يقدم للضيف وهذا النزل على قدر المضيف والضيف على قدر قيمة الضيف وعلى قدر كرم المضيف من أجل هذا ذاك جائزة على عمل عظيم‬
‫ِر لَنَا ُذنُو َبنَا‬ ‫اغف ْ‬‫ان أَ ْن آَ ِمنُوا ِب َربِّ ُك ْم َفآَ َمنَّا َربَّنَا َف ْ‬‫(ربَّنَا إِنَّنَا َس ِم ْعنَا ُمنَا ِديًا يُنَادِي لِلْ ِإي َم ِ‬ ‫متميز وهو حسن المناجاة ربنا خمس مرات اقرأها جيدًا تراها عجبًا َ‬
‫ِن ِع ْن ِد اللهِ) هدية جائزة على هذا العمل المتميز ألن هؤالء‬ ‫َّ‬ ‫اب لَ ُه ْم َربُّ ُه ْم) ( َث َوابًا م ْ‬ ‫ار) الخ إلى أن قال ( َف ْ‬
‫اس َت َج َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫َو َك ِّف ْر َعنَّا َسيِّ َئا ِتنَا َو َت َو َّفنَا َم َع الْأَب َ‬
‫ون ﴿‪ ﴾42‬األنعام) ( َفلَ ْولَا إِ ْذ َجا َء ُه ْم َب ْأ ُسنَا‬ ‫ض َّر ُع َ‬ ‫الض َّرا ِء لَ َعلَّ ُه ْم َي َت َ‬‫أحسنوا التضرع والتضرع عند اهلل عز وجل من أحب األعمال ( َفأَ َخ ْذنَا ُه ْم ِبالْ َب ْأ َسا ِء َو َّ‬
‫ض َّر ُعوا﴿‪ ﴾43‬األنعام) كل من تصيبه المصائب شعب أو دولة أو ناس أو واحد إذا أحسن التضرع هلل اهلل سبحانه وتعالى يكشف عنه السوء هذا‬ ‫َت َ‬
‫ِين َك َف ُروا فِي الْ ِبلَا ِد ﴿‬ ‫ثوابًا‪ .‬لكن عندما يأتون يوم القيامة اهلل تعالى قال عن هؤالء أصحاب الدول الكبرى والعظماء في العالم (لَا َي ُغ َّرنَّ َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ‬
‫ِيل ﴿‪ )﴾197‬سنة سنتين عشرة عشرين خمسين سيزولون في النهاية هذا التاريخ ليس في األرض قوة طاغية تبقى وانظر إلى‬ ‫اع َقل ٌ‬ ‫‪َ ﴾196‬م َت ٌ‬
‫التاريخ كله اليونان والرومان وحتى المسلمين طغاة ذهبوا هذه الكرة األرضية ال تدوم ألحد "لو دامت لغيرك لما وصلت إليك" مسرح كل شخص‬
‫ِين اتَّ َق ْوا َربَّ ُه ْم) والتقوى‬ ‫ِن الَّذ َ‬ ‫ِين َك َف ُروا فِي الْ ِبلَادِ) دبابات وطائرات الخ كل هذا مؤقت كله سيزول (لَك ِ‬ ‫يؤدي دور وينزل ولن يعود (لَا َي ُغ َّرنَّ َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا‬‫ون ﴿‪ ﴾62‬الَّذ َ‬ ‫ْه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ف َعلَي ِ‬ ‫كما تعرفون أن يبدأ مسلمًا عامًا ثم مؤمنًا عامًا ثم مؤمنًا خاصًا ثم متّقيًا هذا (أَلَا إِ َّن أَ ْولَِيا َء اللَّ ِه لَا َخ ْو ٌ‬
‫ف َعلَ ْي ِه ْم َولَا ُه ْم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون ﴿‪ ﴾63‬يونس) يعني اثنين فالتقوى مرحلة متقدمة من العمل والطاعة وهؤالء األتقياء أولياء (ألَا إِ َّن أ ْولَِيا َء اللَّ ِه لَا َخ ْو ٌ‬ ‫َو َكانُوا َيتَّ ُق َ‬
‫ّ‬
‫ون) فهم أولياء اهلل أحباب اهلل لهم مواصفات هائلة وأخالقياتهم وعباداتهم قل من يستطيع أن يضاهيها أو‬ ‫ُ‬
‫ِين آ َمنُوا َو َكانُوا َيتَّق َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ون ﴿‪ ﴾62‬الذ َ‬ ‫َي ْح َزنُ َ‬
‫يشاكلها فهؤالء أحباء عند رب العالمين سبحانه وتعالى فسوف يلقون من يحبهم ويحبونه هذا عندما يأتي يوم القيامة كيف سوف يضيفه اهلل عز‬
‫ِن ِع ْن ِد اللَّهِ) هذا هو الفرق‪.‬‬ ‫ِن ِع ْن ِد اللَّهِ) و (نُ ُزلًا م ْ‬ ‫ِن ِع ْن ِد اللَّهِ) هكذا هو الفرق بين ( َث َوابًا م ْ‬ ‫وجل؟ قال (نُ ُزلًا م ْ‬
‫اب) طبعًا اهلل عنده ثواب وعنده حسن الثواب‪ .‬حسن الثواب ( َوإِ ْن َت ُك َح َسنَةً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وفي اآلية نفسها يقول تعالى من ناحية ثانية ( َوالل ُه ِع ْن َد ُه ُح ْس ُن الث َو ِ‬
‫اب) وكلكم تعرفون أن اهلل يضاعف العمل بعشرة أو العمل‬ ‫ِن لَ ُد ْن ُه أَ ْج ًرا َع ِظي ًما ﴿‪ ﴾40‬النساء) ويقول ( َواللَّ ُه ِع ْن َد ُه ُح ْس ُن الث َو ِ‬
‫َّ‬ ‫ُؤ ِت م ْ‬ ‫اع ْف َها َوي ْ‬‫ُض ِ‬ ‫يَ‬
‫بثمانية عشر أو العمل بخمس بعشرين والعمل بسبعين والعمل بسبعمائة وعمل ال يعلم جزاءه ومضاعفاته إال اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)198‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)195‬‬
‫آية(‪:)199‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)77‬‬
‫ُأ‬ ‫ُأ‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية بين فعل أنزل ون ّزل وبين نزل إليك و نزل عليك؟(د‪.‬فاضل‪ H‬السامرائى)‬
‫(فتفجر األنهار) استعمل ص‪33‬يغة‬ ‫ّ‬ ‫(تفجر لنا من األرض ينبوعا) وقوله‬
‫ونزل على صيغة ف ّعل وهي تفيد التكثير كقوله تعالى ُ‬ ‫أنزل على صيغة أفعل ّ‬
‫(نزل عليك الكتاب ب‪33‬الحق‬ ‫تفجر لألنهار ألنها أكثر‪ .‬كم أن ف ّعل تفيد التدرج كما جاء في سورة آل عمران ّ‬ ‫‪ 3‬والصيغة التي تفيد التكثير ّ‬‫تفجر للينبوع‬
‫نزل على رسوله) هنا التنزيل‬ ‫مصدقًا لمل بين يديه من التوراة واإلنجيل‪ ،‬آية ‪ )2‬وقوله تعالى (وأنزل التوراة واإلنجيل) وقوله تعالى (والكتاب الذي ّ‬
‫نزل تفيد اإلهتمام‪ ،‬أما في قوله تعالى (وأنزل التوراة واإلنجيل) جاء الفعل أنزل ألنه نزل جملة واحدة‪.‬‬‫كان منج ّمًا وصيغة ّ‬
‫وصى التي يستخدم لألمور المعنوية وقعل أوصى لألمور المادية‪.‬‬ ‫وعلى هذا النحو الفرق بين فعل ّ‬
‫ثم إن استخدام أنزل إليك أو أنزل عليك لها داللتها أيضًا‪ .‬نزله إليك لم تستعمل إ ّ‬
‫ال للعاقل كما جاءت في القرآن للتعبير عن الرسول (نُ ّزل إليكم)‪ ،‬أما‬
‫عليك فتستعمل للعاقل وغير العاقل كما في قوله تعالى (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) وقوله تعالى ّ‬
‫(نزله على قلبك)‪.‬‬
‫وفي العقوبات لم يستعمل إال على ولم تأتي إلى مع العقوبات‪.‬‬
‫ب ِإاَّل لَيُْؤ ِمن ََّن بِ ِه قَ ْب‪َ H‬‬
‫‪H‬ل َموْ تِ ‪ِ H‬ه‬ ‫ب لَ َم ْن يُْؤ ِمنُ بِاهَّلل ِ َو َما ُأ ْن ِز َل ِإلَ ْي ُك ْم َو َما ُأ ْن ِز َل ِإلَ ْي ِه ْم خَا ِش ِعينَ ) ‪َ -‬‬
‫(وِإ ْن ِم ْن َأ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬ ‫*( َوِإ َّن ِم ْن َأ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫َويَوْ َم ْالقِيَا َم ِة يَ ُكونُ َعلَ ْي ِه ْم َش ِهيدًا)ما الفرق بين اآليتين؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ِك لَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم‬ ‫ات اللَّ ِه َث َم ًنا َقلِيلًا أُولَئ َ‬‫ون ِبآَ َي ِ‬ ‫ِين لِلَّ ِه لَا َي ْش َت ُر َ‬ ‫اشع َ‬ ‫ِن ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َخ ِ‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫اب لَ َم ْن ي ْ‬‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬ ‫أخيرًا قوله تعالى ( َوإِ َّن م ْ‬
‫(إن) حرف مشبه بالفعل‪ ،‬طبعًا هذه هي آخر آية في أيدينا من سورة آل عمران وبذلك نكون‬ ‫اب ﴿‪ ﴾199‬آل عمران) ّ‬ ‫ِع ْن َد َربِّ ِه ْم إِ َّن اللَّ َه َس ِري ُع الْ ِح َس ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِين هلل) يعني هؤالء نسخة من الثالثي‬ ‫اشع َ‬ ‫ِن ِباللَّ ِه َو َما أ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم َو َما أ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َخ ِ‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫اب لَ َم ْن ي ْ‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬ ‫قد انتهينا من هذه السورة المباركة‪َ ( .‬وإِ َّن م ْ‬
‫َّ‬
‫ِن َربِّ ِه ْم) هؤالء الثالثة كلهم شاهدون على كل األنبياء‪ ،‬كلهم من ملة إبراهيم حنيفًا مسلمًا (مِل َة‬ ‫ُّون م ْ‬‫يسى َوالنَّ ِبي َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫ُ‬
‫الذي هو متميز ( َو َما أوت َ‬
‫ِين) ولهذا كل فلسفة الديانات الثالثة هي ملة إبراهيم عليه السالم‪ .‬فأنتم ال تتصورون أن أهل الكتاب من يهود‬ ‫ِن الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫ان م َ‬ ‫اهي َم َحنِي ًفا َو َما َك َ‬ ‫ْر ِ‬‫إِب َ‬
‫وحرفوا اإلنجيل وأشركوا باهلل‪ ،‬الذي يقول المسيح ابن اهلل والذي يقول عزير ابن اهلل‬ ‫وحرفوا التوراة ّ‬ ‫ونصارى الذين شنوا عليكم الغارة والحملة ّ‬
‫وحرفوها وحرفوا ال َكلِم من بعد مواضعه وفي مواضعه وأنت الحظ (من) للتبعيض فهم ليس كثير هؤالء الناس لم يقل إن بعض أهل الكتاب بل قال‬
‫إن من والفرق بين بعض ومن أن (من) أقل البعضية‪ .‬وحينئ ٍذ رب العالمين يخبرنا وهذا موجود كلنا رأيناهم في كل مكان في الغرب في بالدنا‬ ‫ّ‬
‫ال في جريدة الخليج يتكلمون عن أن‬ ‫ً‬
‫هناك نصارى ويهود موحدون يعني أنا أمس أقرأ بالخليج عن بني إسرائيل واليهود فعال هناك طائفة قرأت مقا ً‬
‫ُؤم ُ‬
‫ِن‬ ‫َ‬
‫اب ل َم ْن ي ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِن أ ْه ِل ال ِك َت ِ‬ ‫ال كما اهلل قال وصدق اهلل العظيم ( َوإِ َّن م ْ‬ ‫وموحدة والخ فع ً‬ ‫ِّ‬ ‫هناك طائفة يهودية توحد اهلل عز وجل وتؤمن بجميع الديانات‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫َ‬
‫اب ل َم ْن ي ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ات الل ِه ث َمنا قلِيلا)‪ .‬إذًا الفرق بين ( َوإِ َّن م ْ‬‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ون ِبآَ َي ِ‬ ‫ِين لِلَّ ِه لَا َي ْش َت ُر َ‬ ‫ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َخ ِ‬
‫ِن ِبالل ِه َو َما أن ِزل إِل ْيك ْم‬ ‫ِن أ ْه ِل ال ِكت ِ‬ ‫اشع َ‬
‫ِك لَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َر ِّب ِه ْم إِ َّن اللَّ َه َس ِر ُ‬ ‫ُ‬ ‫َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َخ ِ‬
‫اب) شهادة عظيمة في أن هنالك طائفة من‬ ‫يع الْ ِح َس ِ‬ ‫ات اللَّ ِه َث َم ًنا َقلِيلًا أولَئ َ‬ ‫ِين لِلَّ ِه لَا َي ْش َت ُر َ‬
‫ون ِبآَ َي ِ‬ ‫اشع َ‬
‫دين واحد يؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله يؤمن بالقرآن‬ ‫أهل الكتاب اليهود والنصارى هم وفق ما عليه المسلمون مع اختالف الشريعة‪ .‬حينئ ٍذ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ارى َم ْن آ َم َن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم الآ ِخ ِر‬ ‫صَ‬ ‫ون َوالنَّ َ‬ ‫ُ‬
‫الصا ِبئ َ‬ ‫ِين َهادُوا َو َّ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬ ‫يؤمن بمحمد يؤمن بعيسى يؤمن باإلنجيل وبالتوراة كما قال تعالى (إِ َّن الَّذ َ‬
‫اب)‪ .‬آية‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬ ‫ون ﴿‪ ﴾69‬المائدة) إذًا هؤالء موجودون إلى يوم القيامة‪ ،‬إذًا هذه اآلية تقول ( َوإِ َّن م ْ‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ِحا َفلَا َخ ْو ٌ‬ ‫صال ً‬ ‫ِل َ‬ ‫َو َعم َ‬
‫(وإن)‪،‬‬ ‫(وإن) وليس ّ‬ ‫ْه ْم َش ِهيدًا ﴿‪ ﴾159‬النساء) ْ‬ ‫ون َعلَي ِ‬ ‫ْل َم ْو ِت ِه َو َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َي ُك ُ‬‫َن ِب ِه َقب َ‬‫ُؤ ِمن َّ‬ ‫اب إِلَّا لَي ْ‬‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬‫أخرى تقول في النساء ‪َ ( 159‬وإِ ْن م ْ‬
‫هذه اآلية تتحدث عن من ينكر سيدنا المسيح وخاصة من اليهود باعتبار أن اليهود هم الذين ادعوا أنهم صلبوه وقتلوه وك ّفروه وما آمنوا به وإلى هذا‬
‫اليوم استطاع اليهود أن يُصهينوا ماليين النصارى وحينئ ٍذ هذا المسيحي المتصهين يعتبر مرتدًا عن الدين المسيحي لكن اهلل سبحانه وتعالى يثبت‬
‫اب) ما في واحد من اليهود ممن ينكر سيدنا عيسى إال قبل أن يموت وهو في حالة االحتضار كما قال تعالى ( َفلَ ْولَا إِ َذا‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬
‫بأنه قال ( َوإِ ْن م ْ‬
‫ون ﴿‪ ﴾85‬الواقعة) تلك الدقائق القليلة تساوي العالم كله‬ ‫ْص ُر َ‬ ‫ُ‬
‫ِن لا تب ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َح ُن أق َر ُب إِل ْي ِه ِمنك ْم َولك ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ون ﴿‪َ ﴾84‬ون ْ‬ ‫ُ‬
‫‪3‬ذ تنظ ُر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َت الْ ُحلْ ُقو َم ﴿‪َ ﴾83‬وأنت ْم ِحي َن ِئ ٍ‬ ‫َبلَغ ِ‬
‫ص ُر َك الْ َي ْو َم َحدِي ٌد ﴿‪ ﴾22‬ق) حينئ ٍذ سوف ترى السيد المسيح عليه السالم في تلك الثواني وتؤمن تقول‬ ‫تساوي عمرك كله ( َف َك َش ْفنَا َع ْن َك ِغ َطا َء َك َف َب َ‬
‫إن من أخوات إن مشددة للتأكيد‬ ‫َت ال ُحل ُقو َم) من أجل ذلك قال ( َوإِ ْن)‪ .‬هناك ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫آمنت بأن عيسى رسول اهلل ولكن حيث ال ينفعك إيمانك ( َفلَ ْولَا إِ َذا َبلَغ ِ‬
‫اب إِلاَّ‬ ‫ْ‬
‫ِن أ ْه ِل ال ِك َت ِ‬ ‫َ‬ ‫(إن)‪ .‬الثانية هذه نافية ( َوإِ ْن م ْ‬ ‫ِن ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم) (لمن) داخلة على خبر ّ‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫اب لَ َم ْن ي ْ‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬ ‫إن والالم ( َوإِ َّن م ْ‬ ‫وتأكيدان ّ‬
‫‪ 3‬هكذا هو األمر إذًا من أجل هذا نحن نعلم بأن هناك طائفة من أهل الكتاب اليهود والنصارى‬ ‫َ‬
‫ْه ْم ش ِهيدًا)‬ ‫َ‬
‫ون َعلي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َن ِب ِه َقبْل َم ْو ِت ِه َو َي ْو َم ال ِق َيا َم ِة َيك ُ‬ ‫لَي ْ‬
‫ُؤ ِمن َّ‬
‫عقائدهم سليمة لم يرتدوا ولم يحرفوا ولم يشركوا وهذا من قوانين هلل سبحانه وتعالى كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم (ال تزال طائفة من أمتي‬
‫ظاهرين على الحق) أخبرنا أن األمة أيضًا ستدخل في متاهات كما هو اآلن األمة اآلن في متاهاتها كما قال صلى اهلل عليه وسلم (ال تقوم الساعة‬
‫حتى تكثر فيكم الفتن وفتن يرقق بعضها بعضًا كلما جاءت فتنة قال المؤمن هذه ُمهلِكتي حتى إذا جاءت التي بعدها رقت األولى) هكذا هو األمر‬
‫مسلم أبدًا وتحترم الديانات جميعًا وتحفظ وصية اهلل ورسوله بأهل‬ ‫لكن تبقى طائفة من هذه األمة ال تكفر وال تشرك وال تقتل وال تلوث يدها بدم ٍ‬
‫اب إِلَّا ِبالَّتِي ِه َي أَ ْح َس ُن ﴿‪ ﴾46‬العنكبوت) والنبي صلى اهلل عليه وسلم آخر ما قال (أوصيكم بذم ٍة محم ٍد خيرًا) والقرآن‬ ‫الكتاب ( َولَا تُ َجادِلُوا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬
‫ِن التَّ ْو َرا ِة َو ُم َب ِّش ًرا‬ ‫َي م َ‬ ‫ْن َيد َّ‬
‫ِّقا لِ َما َبي َ‬ ‫صد ً‬ ‫ول اللَّ ِه إِلَ ْي ُك ْم ُم َ‬‫ِيل إِنِّي َر ُس ُ‬ ‫ْن َم ْر َي َم َيا َبنِي إِ ْس َرائ َ‬ ‫يسى اب ُ‬ ‫ال ِع َ‬ ‫الكريم وفق بين الديانات الثالثة ووحدها ( َوإِ ْذ َق َ‬
‫ين ﴿‪ ﴾6‬الصف) من فضل اهلل ‪ 99‬وتسعة أعشار من هذه األمة تؤمن بهذا‬ ‫َات َقالوا َه َذا ِس ْح ٌر ُم ِب ٌ‬ ‫ُ‬ ‫اس ُم ُه أَ ْح َم ُد َفلَ َّما َجا َء ُه ْم ِبالْ َبيِّن ِ‬ ‫ِن َب ْعدِي ْ‬ ‫ول َي ْأتِي م ْ‬ ‫ِب َر ُس ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫أن سيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا محمد هم ثالثة مراحل لدين واحد الذين يؤمنون بهذا الذي نؤمن به قِلة من أهل الكتاب ( َف ِإ ْن آ َمنُوا ِبمِث ِل َما‬
‫اب‬‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬ ‫ِن ُر ُسلِ ِه ﴿‪ ﴾285‬البقرة) قِلّة‪ ،‬قال ( َوإِ َّن م ْ‬ ‫ْن أَ َح ٍد م ْ‬ ‫َوا) الذين اهتدوا من أهل الكتاب وآمنوا بجميع الرسل (لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ‬ ‫آَ َم ْنتُ ْم ِب ِه َف َق ِد ْ‬
‫اه َتد ْ‬
‫ِك لَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َر ِّب ِه ْم إِ َّن اللَّ َه َس ِر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اب) لماذا‬ ‫يع الْ ِح َس ِ‬ ‫ات اللَّ ِه َث َم ًنا َقلِيلًا أولَئ َ‬ ‫ِين لِلَّ ِه لَا َي ْش َت ُر َ‬
‫ون ِبآَ َي ِ‬ ‫اشع َ‬ ‫ِن ِباللَّ ِه َو َما أ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم َو َما أ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َخ ِ‬ ‫ُؤم ُ‬‫لَ َم ْن ي ْ‬
‫س ِب ِه َن ْف ُس ُه ﴿‪ ﴾16‬ق) رب العالمين ليس في حاجة إلى أن يقرأ‬ ‫ان َو َن ْعلَ ُم َما تُ َو ْس ِو ُ‬ ‫سريع الحساب؟ ألنه يعلم كل دخائل الناس ( َولَ َق ْد َخلَ ْقنَا الِْإ ْن َس َ‬
‫ِن‬‫(وإِ ْن م ْ‬ ‫اب) وبين َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِن أ ْه ِل ال ِك َت ِ‬ ‫األعمال يعلم كل شيء ولهذا فإن حسابه سريع جدًا يعني أقرب إليك من أن يرتد إليك طرفك‪ ،‬هذا الفرق بين ( َوإِ َّن م ْ‬
‫اب)‪.‬‬ ‫أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬
‫آية (‪:)200‬‬
‫* ما الفرق بين اصبروا وصابروا؟(د‪.‬فاضل السامرائى‪) H‬‬
‫صابروا أعلى من اصبروا تحتاج إلى صبر أكثر ثم صابروا فيها أيضًا معنى اصبروا على ما هو أش ّد وصابروا لو كنت في الحرب وك‪33‬ان أمامك‬
‫تفر من أمامه وينبغي أن تغلبه‬
‫ويفر أمامك واحد صابر فال ّ‬
‫مقاتل صابر فينبغي أنت أن تغلبه في الصبر‪ ،‬أنت تصابره‪ ،‬يعني هو أمامك ليس يجزع ّ‬
‫في الصبر‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً)‪:‬‬
‫صا ِب ُرو ْا (‪ )200‬آل عمران) هذه دعوة اهلل المؤمنين‬
‫‪ 3‬إلى الصبر لكن أال يُغني واحد منهما عن اآلخر الصبر أو‬ ‫اص ِب ُرو ْا َو َ‬ ‫( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنو ْا ْ‬
‫المصابرة؟ الحقيقة أن الدعوة إلى الصبر دون المصابرة مدعاة للتزلزل والفشل وإذا لم يقترن الصبر بالمصابرة والمجاهدة على الصبر حتى يلين‬
‫الخصم فإنه ال يجني منه شيئًا ألن نتيجة الصبر تكون ألطول الصابرين صبرًا كقول الشاعر‪:‬‬
‫سقيناهم كأسًا سقونا بمثلها‪              ‬ولكنهم كانوا على الموت أص َبرا‬
‫فالمصابرة هي سبب النصر على الخصوم في ساحات الوغى‪.‬‬
‫*ما الفرق بين اإلسالم واإليمان؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ال واهلل هو الخالق الرازق وما في غيره وال‬ ‫اإلسالم يتطور حتى يصبح مصدَّق مصدق أن يكون دخل بلسانه ثم قرأ وقال واهلل أبدًا ال إله إال اهلل فع ً‬
‫ات ﴿‪ ﴾25‬البقرة)‬ ‫ِح ِ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َو َعمِلُوا َّ‬
‫الصال َ‬ ‫أشرك به شيئًا وكل ما عداه باطل‪ ،‬اقتنع صار مؤمنًا عامًا هذا الذي صار مؤمنًا عامًا اهلل قال ( َو َب ِّش ِر الَّذ َ‬
‫كلما تقرأ (آمنوا وعملوا الصالحات) هذا الذي كان مسلمًا بلسانه صدق قلبه واعتقد ثم صدق بقلبه وصار عملي يؤدي الصلوات ويؤدي الزكاوات‬
‫(والَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا‬ ‫ال َ‬‫صار مؤمنًا عامًا دخل في دائرة اإليمان لكن بدون رتبة‪ ،‬يعني أنت في الجيش لكن بدون رتبة لكنك في الجيش أصبحت مقبو ً‬
‫ِين ﴿‪ ﴾45‬البقرة)‬ ‫اشع َ‬ ‫ير ٌة إِلَّا َعلَى الْ َخ ِ‬
‫الصلَا ِة َوإِنَّ َها لَ َك ِب َ‬
‫ْر َو َّ‬ ‫اس َتعِينُوا ِب َّ‬
‫الصب ِ‬ ‫ُون ﴿‪ ﴾82‬البقرة) ( َو ْ‬ ‫اب الْ َجنَّ ِة ُه ْم فِي َها َخالِد َ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ِك أَ ْ‬ ‫ات أُولَئ َ‬
‫ِح ِ‬ ‫َو َعمِلُوا َّ‬
‫الصال َ‬
‫َت َعلَى الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ِين‬
‫‪3‬‬ ‫الصلَا َة َكان ْ‬
‫الص َيا ُم ﴿‪ ﴾183‬البقرة) (إِ َّن َّ‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ُم ِّ‬‫ِين آَ َمنُوا ُكت َ‬‫يعني هذا خطاب لشخص مصدق روح صلي روح صوم ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِما َر َز ْقنَا ُك ْم ﴿‪ ﴾254‬البقرة) كل العبادات التي تترتب على اإلسالم بدأ هذا الذي أسلم‬ ‫ِين آَ َمنُوا أَ ْن ِف ُقوا م َّ‬
‫ِك َتابًا َم ْو ُقو ًتا ﴿‪ ﴾103‬النساء) ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫صا ِب ُروا ﴿‬ ‫اص ِب ُروا َو َ‬ ‫بلسانه يعتقد بأن ما يفعله صحيحًا وأن عليه واجبات فهذا فدخل في حظيرة اإليمان العام صار من ضمن ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا ْ‬
‫ِس ِط ﴿‪ ﴾135‬النساء) يعني الحالل والحرام يعني هذا الرجل آمن بقلبه وبدأ يعمل الحالل‬ ‫ِين ِبالْق ْ‬
‫ِين آَ َمنُوا ُكونُوا َق َّوام َ‬ ‫‪ ﴾200‬آل عمران) ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫والحرام هذا مؤمن عام‪ .‬إذًا المرحلة األولى اإلسالم القولي والمرحلة الثانية انتقال إلى اإليمان بالتصديق والعمل هذا المؤمن العام يترقى حتى‬
‫ُح ِب ْب ُك ُم اللَّهُ﴿‪ ﴾31‬آل عمران) كيف نعرف هذا؟ إذا امتدحه اهلل في‬ ‫ُّون اللَّ َه َفاتَّ ِب ُعونِي ي ْ‬
‫يصير مؤمنًا خاصًا إتباعه للنبي إتباعًا واضحًا ( ُق ْل إِ ْن ُك ْنتُ ْم تُ ِحب َ‬
‫‪ 3‬مدحًا عظيمًا وأعطاك مواصفاتهم‪ ،‬أعطى مواصفاتهم حينئ ٍذ هذا المؤمن الخاص الذي يبدأ‬ ‫الكتاب العزيز‪ .‬رب العالمين امتدح شرائح من المؤمنين‬
‫ُح ِب ْب ُك ُم اللهُ) إتباع مع ورع وحينئ ٍذ هذا صار من الوجهاء من المقدّمين‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ُّون الل َه َفاتَّ ِب ُعونِي ي ْ‬‫ال يتبع (إِ ْن ُك ْنتُ ْم تُ ِحب َ‬ ‫تعامله مع النبي ‪ ‬تطبيقًا من اآلن رج ً‬
‫في الطريق إلى اهلل في النهاية إذا استمر سيصل إلى أعلى الدرجات‪.‬‬

‫****تناسب افتتاح السورة وخاتمتها****‬


‫يل (‪ )3‬م ْ‬
‫ِن‬ ‫ْن َي َد ْي ِه َوأَ ْن َز َل التَّ ْو َرا َة َوالْإِ ْن ِج َ‬
‫ِّقا لِ َما َبي َ‬‫صد ً‬ ‫اب ِبالْ َح ِّق ُم َ‬ ‫ْك الْ ِك َت َ‬ ‫َز َل َعلَي َ‬ ‫آل عمران ذكر في مفتتحها (الم (‪ )1‬اللَّ ُه لَا إِلَ َه إِلَّا ُه َو الْ َح ُّي الْ َقيُّو ُم (‪ )2‬ن َّ‬
‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت‪ِ 3‬‬
‫‪3‬اب‬ ‫(وإِ َّن م ْ‬
‫ام (‪ ))4‬وفي أواخر السورة قال َ‬ ‫يز ذو ا ْن ِت َق ٍ‬
‫‪3‬د َواللَّ ُه َع ِز ٌ ُ‬ ‫اب َشدِي ٌ‬ ‫ات اللَّ ِه لَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫ِين َك َف ُروا ِبآَ َي ِ‬‫ان إِ َّن الَّذ َ‬ ‫اس َوأَ ْن َز َل الْ ُف ْر َق َ‬ ‫ْل ُهدًى لِلنَّ ِ‬ ‫َقب ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ات اللِهّ َث َم ًنا َقلِي ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اب (‬ ‫يع ال ِح َس ‪ِ 3‬‬ ‫ِك لَ ُه ْم أ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َربِّ ِه ْم إِ َّن اللَهّ َس ‪ِ 3‬ر ُ‬ ‫ال أ ْولَـئ َ‬ ‫ون ِبآ َي ِ‬ ‫ال َي ْش َت ُر َ‬ ‫ِين لِلِهّ َ‬ ‫اشع َ‬ ‫نز َل إِلَ ْي ِه ْم َخ ِ‬‫نز َل إِلَ ْي ُك ْم َو َمآ أ ِ‬ ‫ِن ِباللِهّ َو َما أ ِ‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫لَ َمن ي ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْن َي َد ْي ِه َوأ ْن َزل الت ْو َرا َة َوالِإ ْن ِجيل (‬ ‫ً‬
‫ص ِّدقا لِ َما َبي َ‬ ‫ِّ‬
‫اب ِبال َحق ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َزل َعليْك ال ِك َت َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ ))199‬ذكر الكتب في أول السورة وذكر المصدّقين بالكتب في خواتيمها ( ن َّ‬
‫‪3‬زلَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اس َوأَ ْن َز َل الْ ُف ْر َق َ‬ ‫ِن َقب ُ‬
‫نزل إِل ْيك ْم َو َمآ أن‪ِ 3‬‬ ‫ِن ِباللِهّ َو َما أ ِ‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫اب ل َمن ي ْ‬ ‫َ‬
‫ِن أ ْه ِل ال ِكت ِ‬ ‫ان) وفي أواخرها ذكر الذين اهتدوا بهذه الكتب ( َوإِ َّن م ْ‬ ‫ْل ُهدًى لِلنَّ ِ‬ ‫‪ )3‬م ْ‬
‫ام (‪ ))4‬في مطلع السورة وفي الخواتيم قال‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫يز ُ‬
‫ذ‬ ‫ٌ‬ ‫ز‬
‫َِ‬ ‫ع‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫د‬‫ٌ‬ ‫ِي‬‫د‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫اب‬ ‫َ‬
‫ذ‬
‫ُْ َ ٌ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫آ‬
‫ُ َِ‬‫ب‬ ‫وا‬ ‫ر‬‫ف‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫(إ‬
‫ِ‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫واإلنجيل‪.‬‬ ‫والتوراة‬ ‫القرآن‬ ‫إِلَ ْي ِه ْم)‬
‫ٍ‬
‫س ال ِم َها ُد (‪ ))197‬كأنما هذه اآلية تأتي بعد اآلية التي في مفتتح السورة‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫اه ْم َج َهنَّ ُم َو ِب ْئ َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫اع َقلِيل ثُ َّم َمأ َو ُ‬ ‫ْ‬
‫ِين َك َف ُروا فِي ال ِبلَا ِد (‪َ )196‬م َت ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫(لَا َي ُغ َّرنَّ َك َت َقل ُب الذ َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ات َفأ َّما الذ َ‬ ‫اب َوأخَ‪ُ 33‬ر ُم َت َش‪33‬ا ِب َه ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ات ُّم ْح َك َم ٌ‬ ‫اب ِم ْن ُه آ َي ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِين في‬ ‫ُن أ ُّم ال ِك َت ِ‬ ‫ات ه َّ‬ ‫نزل َعليْك ال ِك َت َ‬ ‫ِي أ َ‬ ‫(ه َو الذ َ‬ ‫هذا تناسب‪ .‬ثم ذكر أولي األلباب في أول السورة ُ‬
‫ٌّ‬ ‫ُ‬
‫ون آ َمنا ِب ِه كل ِّم ْن ِعن ِد َربِّنَا‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ون فِي العِل ِم َيقول َ‬ ‫اسخ َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ون َما َت َشا َب َه ِم ْن ُه ا ْب ِتغَاء الْ ِف ْت َن ِة َوا ْب ِتغَاء َتأ ِويلِ ِه َو َما َي ْعل ُم َتأ ِويل ُه إِال اللُهّ) ويستمر ( َو َّ‬ ‫ُقلُو ِب ِه ْم َز ْي ٌغ َف َيتَّ ِب ُع َ‬
‫نت الْ َوه ُ‬ ‫ُنك َر ْح َم ًة إِنَّ َك أَ َ‬ ‫ال تُ ِز ْغ ُقلُو َبنَا َب ْع َد إِ ْذ َه َد ْي َتنَا َو َه ْب لَنَا مِن لَّد َ‬ ‫َو َما َي َّذ َّك ُر إ َّ ُ‬
‫‪3‬واتيم‬ ‫َّاب (‪ ))8‬هذا كالم أولو األلباب وفي خ‪3‬‬ ‫اب (‪َ )7‬ربَّنَا َ‬ ‫ال أ ْولُواْ األلْ َب ِ‬ ‫ِ‬
‫ون اللَّ َه ِق َيا ًما َو ُق ُع‪3‬ودًا َو َعلَى ُجنُ‪3‬و ِب ِه ْم‬ ‫‪3‬ذ ُك ُر َ‬‫ِين َي ْ‬ ‫اب (‪ )190‬الَّذ َ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ل‬ ‫و‬‫ُ‬‫ِأ‬‫ل‬ ‫ات‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫آ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ار‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫و‬ ‫ْل‬‫ي‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫اف‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫اخ‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ات‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ا‬‫م‬ ‫الس‬
‫َّ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫(إ‬ ‫قال‬ ‫السورة‬
‫َ ِ‬ ‫ِ َ َ ِ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ َ َ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫(ربَّنَا إِنَّنَا َسم ْ‬ ‫َك َف ِقنَا َع َذ َ‬ ‫ْحان َ‬ ‫ً‬ ‫ض َربَّنَا َما َخلَ ْق َت َه َذا َب ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َو َي َت َف َّك ُر َ‬
‫‪3‬ان أ ْن‬ ‫ِإلي َم‪ِ 3‬‬ ‫ِعنَا ُمنَا ِديًا يُنَادِي ل ِ‬ ‫ار (‪ ))191‬ثم ذكر َّ‬ ‫اب النَّ ِ‬ ‫اطلا ُسب َ‬ ‫ات َوالأ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬‫ون فِي َخل ِق َّ‬
‫ار (‪ ))193‬نفس الدعاء الذي ذكره أولو األلباب في أول الس‪33‬ورة ذكر مثله‬ ‫ْر ِ‬ ‫ِر لَنَا ُذنُو َبنَا َو َك ِّف ْر َعنَّا َسيِّ َئا ِتنَا َو َت َو َّفنَا َم َع األب َ‬ ‫اغف ْ‬ ‫آ ِمنُواْ ِب َربِّ ُك ْم َفآ َمنَّا َربَّنَا َف ْ‬
‫في خواتيمها‪ ،‬هذا تناسب أن يذكر أولو األلباب ودعاءهم في أول السورة ويذكر أولو األلباب ودعاءهم في خواتيم السورة‪ .‬في أول الس‪33‬ورة ق‪33‬ال‬
‫ال تُ ْخ ِزنَا َي ْو َم الْ ِق َيا َم‪ِ 33‬ة إِنَّ َك‬
‫ِك َو َ‬‫(ر َّبنَا َوآ ِتنَا َما َو َعدتَّنَا َعلَى ُر ُسل َ‬ ‫ِف الْمِي َعا َد (‪ ))9‬وفي الخواتيم قال َ‬ ‫ُخل ُ‬ ‫ْب فِي ِه إِ َّن اللَّ َه لَا ي ْ‬ ‫اس لَِي ْو ٍم لَا َري َ‬ ‫ِع النَّ ِ‬ ‫(ر َّبنَا إِنَّ َك َجام ُ‬ ‫َ‬
‫ِف المِي َعادَ)‪ ،‬هذا تناسب‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ال تُ ْخل ُ‬‫(ربَّنَا َوآ ِتنَا َما َو َعدتَّنَا) كأنما دعاء ما ُذكر في األول (إِنَّ َك َ‬ ‫ِف الْمِي َعا َد (‪ ))194‬ليوم ال ريب فيه هذا يوم القيامة َ‬ ‫ال تُ ْخل ُ‬ ‫َ‬

‫*****تناسب خاتمة آل عمران مع فاتحة النساء*****‬


‫اس‬‫ون (‪ ))200‬وفي بداية النساء ( َيا أَيُّ َها النَّ ُ‬ ‫ِح َ‬ ‫صا ِب ُرواْ َو َرا ِب ُطواْ َواتَّ ُقواْ اللَهّ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ‬
‫اص ِب ُرواْ َو َ‬ ‫في خاتمة آل عمران قال تعالى‪َ (:‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ ْ‬
‫صا ِب ُرواْ َو َرا ِب ُطواْ‬ ‫اص ِب ُرواْ َو َ‬ ‫‪ 3‬في خاتمة آل عمران ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ ْ‬ ‫اح َد ٍة (‪ ))1‬إذن صار الخطاب عامًا للمؤمنين‬ ‫س َو ِ‬ ‫اتَّ ُقواْ َربَّ ُك ُم الَّذِي َخلََق ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ‬
‫َواتَّ ُقواْ اللَهّ) وأنتم يا أيها الناس اتقوا ربكم إذن كلهم مأمورون بالتقوى‪ .‬المؤمنون هم فئة من الناس والناس أع ّم‪ ،‬المؤمنون أمرهم بأكثر من التقوى‬
‫صا ِب ُرواْ َو َرا ِب ُطواْ َواتَّ ُقواْ اللَهّ) ثم التفت إلى الناس ألن ليس كلهم بهذه اإلستطاعة فقال اتقوا ربكم الناس فيهم وفيهم‬ ‫اص ِب ُرواْ َو َ‬ ‫( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ ْ‬
‫‪ 3‬والناس وبين‬ ‫(اتقوا ربكم) هذه مطالبين فيها أما المرابطة فليس كلهم مطالبون فيها فمنهم الضعيف والمريض‪ .‬هنا عالقة الخاص بالعام المؤمنين‬
‫‪ 3‬ولعموم الناس‪.‬‬ ‫التقوى وغير التقوى إذن صار ارتباط األمر للمؤمنين‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد اهلل وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة آل عمران للدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى من برنامج لمسات‬
‫بيانية ومن محاضرات وكتب الدكتور فاضل السامرائى زادهما اهلل علما ونفع بهما االسالم والمسلمين وجزاهما عنا خير الجزاء وإضافة بعض‬
‫اللمسات للدكتور أحمد الكبيسى من برنامج الكلمة وأخواتها وأخر متشابهات والدكتور عمر عبد الكافى من برنامج هذا ديننا وقامت بنشرها أختنا‬
‫فضل فمن اهلل وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الفاضلة سمر األرناؤوط على موقعها إسالميات ‪ ..‬فما كان من‬
‫أسأل اهلل تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا واآلخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى‬
‫يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعًا يوم تقوم األشهاد وهلل الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى اهلل أن يرزقنا حسن الخاتمة‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء اهلل وجزى اهلل كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

You might also like