Professional Documents
Culture Documents
003 آل عمران
003 آل عمران
-152ولقد صدقكم هللا وعده.. -101وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم.. -50ومصدقا ً لما بين يديه.. تناسب البقرة مع آل عمران
-153إذ تصعدون والتلوون .. .... -102اتقواهللا حق تقاته ... -51إن هللا ربى وربكم.. هدف السورة
-154ثم أنزل عليكم من بعد الغم .. -103واعتصموابحبل هللا .. -52فلماأحس عيسى منهم الكفر.. -1الم
-155إن الذين تولوا منكم .. -104ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى .. -53ربناآمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول.. -2هللا ال إله إال هو..
.. -156التكونوا كالذين كفروا .. -105والتكونواكالذين تفرقوا .. -54ومكروا ومكر هللا.. -3نزل عليك الكتاب بالحق..
-157ولئن قتلتم فى سبيل هللا .. -106يوم تبيض وجوه .. -55إذ قال هللا ياعيسى إنى متوفيك.. هدى للناس..ً -4من قبل
-158ولئن ُّمتّم أو قتلتم .. -107وأماالذين ابيضت وجوههم.. -56فأما الذين كفروا فأعذبهم.. -5إن هللا اليخفى عليه شى ٌء..
-159فبمارحم ٍة من هللا لنت لهم .. -108تلك ءايات هللا نتلوها عليك.. -57وأما الذين ءامنواوعملواالصالحات.. -6هو الذى يصوركم..
-160إن ينصركم هللا فال غالب لكم .. -109وهلل مافى السماوات ومافى .. -58ذلك نتلوه عليك من اآليات.. -7هو الذى أنزل عليك الكتاب..
لنبى أن يغ ّل ..
-161وما كان ٍ -110كنتم خير أم ٍة أخرجت للناس.. -59إن مثل عيسى عند هللا .. -8ربنا ال تزغ قلوبنا..
-162أفمن اتبع رضوان هللا .. إالأذى ..
ً -111لن يضروكم -60الحق من ربك .. -9ربنا إنك جامع الناس..
-163هم درجاتٌ عند هللا .. -112ضربت عليهم الذلّة.. -61فمن حاجك فيه .. -10إن الذين كفروا لن تغنى عنهم..
-164لقد منّ هللا على المؤمنين .. -113ليسوا سواءاً .. -62إن هذا لهوالقصص الحق.. -11كدأب آل فرعون..
-165أول ّما أصابتكم مصيبةٌ .. -114يؤمنون باهلل واليوم الآلخر.. -63فإن تولوا فإن هللا عليم .. -12قل للذين كفروا ستغلبون..
-166وماأصابكم يوم التقى الجمعان.. -115ومايفعلوامن خي ٍر فلن يكفروه.. -64قل ياأهل الكتاب تعالوا .. -13قد كان لكم آية فى فئتين التقتا..
-167وليعلم الذين نافقوا .. -116إن الذين كفروالن تغنى عنهم.. -65ياأهل الكتاب لم تحاجون.. -14زين للناس حب الشهوات..
-168الذين قالوا إلخوانهم وقعدوا .. -117مثل ماينفقون فى هذه الحياة.. -66هاأنتم هؤالء حاججتم.. -15قل أؤنبئكم بخير من ذلكم..
-169والتحسبن الذين قتلوا .. .. -118التتخذوابطانةً من دونكم .. -67ماكان إبراهيم يهوديا ً .. -16الذين يقولون ربنا إننا آمنا..
-170فرحين بما ءاتاهم هللا .. -119هاأنتم أوالء تحبونهم .. -68إن أولى الناس بإبراهيم.. -17الصابرين والصادقين..
-171يستبشرون بنعم ٍة من هللا .. -120إن تمسسكم حسنةٌ تسؤهم.. -69ودت طائفةٌ من أهل الكتاب.. -18شهد هللا أنه الإله إال هو..
-172الذين استجابوا هلل والرسول.. -121وإذ غدوت من أهلك .. -70ياأهل الكتاب لم تكفرون.. -19إن الدين عند هللا اإلسالم..
.. -173حسبنا هللا ونعم الوكيل .. -122إذ همت طائفتان منكم .. -71ياأهل الكتاب لم تلبسون الحق .. -20فإن حاجوك فقل أسلمت..
وفضل..
ٍ -174فانقلبوابنعم ٍة من هللا -123ولقد نصركم هللا ببد ٍر .. -72وقالت طائفة من أهل الكتاب.. -21إن الذين يكفرون بآيات هللا..
-175إنما ذلكم الشيطان .. -124إذتقول للمؤمنين ألن يكفيكم.. -73والتؤمنواإاللمن تبع دينكم.. -22أولئك الذين حبطت أعمالهم..
-176واليحزنك الذين يسارعون .. -125بلى إن تصبروا وتتقوا .. -74يختص برحمته من يشاء.. -23ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً..
-177إن الذين اشتروا الكفرباإليمان.. -126وما جعله هللا إال بشرى لكم .. -75ومن أهل الكتاب من إن تأمنه.. -24ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار..
-178واليحسبن الذين كفروا أنما .. -127ليقطع طرفا ً من الذين كفروا .. -76بلى من أوفى بعهده.. -25فكيف إذا جمعناهم..
-179ماكان هللا ليذرالمؤمنين على .. -128ليس لك من األمر شى ٌء .. -77إن الذين يشترون بعهد هللا.. -26قل اللهم مالك الملك..
-180واليحسبن الذين يبخلون .. -129وهلل مافى السماوات ومافى .. -78وإن منهم لفريقا ً يلوون ألسنتهم.. -27تولج الليل فى النهار..
-181لقد سمع هللا الذين قالوا إن .. .. -130التأكلوا الربا أضعافا ً مضاعفة .. -79ماكان لبش ٍر أن يؤتيه هللا.. -28ال يتخذ المؤمنون الكافرين..
-182ذلك بما قدمت أيديكم .. -131واتقوا النار التى أعدت للكافرين -80وال يأمركم أن تتخذوا المالئكة.. -29قل إن تخفوا ما فى صدوركم..
-183الذين قالواإن هللا عهد إلينا.. -132وأطيعوا هللا والرسول .. -81وإذإخذهللا ميثاق النبيين.. -30يوم تجد كل نفس ماعملت..
-184فإن كذبوك فقد كذب رس ٌل .. -133وسارعواإلى مغفر ٍة من ربكم .. -82فمن تولى بعد ذلك.. -31قل إن كنتم تحبون هللا..
س ذائقة الموت .. -185كل نف ٍ -134الذين ينفقون فى السراءوالضراء.. -83أفغير دين هللا يبغون.. -32قل أطيعوا هللا والرسول..
-186لتبلون فى أموالكم وأنفسكم .. -135والذين إذا فعلوا فاحشةً .. -84قل ءامنا باهلل وماأنزل علينا.. -33إن هللا اصطفى آدم ونوحاً..
-187وإأخذهللا ميثاق الذين أوتوا.. -136أولئك جزاؤهم مغفرةٌ من ربهم.. -85ومن يبتغ غيراإلسالم ديناً.. -34ذرية بعضهامن بعض..
-188التحسبن الذين يفرحون.. -137قد خلت من قبلكم سننٌ .. -86كيف يهدى هللا قوما ً كفروا.. -35إذ قالت امرأت عمران..
-189وهلل ملك السماوات واألرض.. وهدى ..
ً -138هذا بيانٌ للناس -87أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة هللا.. -36فلما وضعتها قالت..
-190إن فى خلق السماوات واألرض.. -139والتهنوا والتحزنوا .. -88خالدين فيهااليخفف عنهم.. -37فتقبلها ربها بقبول حسن..
-191الذين يذكرون هللا قياما ً وقعوداً.. قرح ..
-140إن يمسسكم ٌ -89إالالذين تابوامن بعد ذلك.. -38هنالك دعا زكريا..
-192ربنا إنك من تدخل النار فقد .. -141وليمحص هللا الذين ءامنوا .. -90إن الذين كفروابعدإيمانهم ثم ازدادوا.. -39فنادته المالئكة وهوقائم..
-193ربنا إننا سمعنا مناديا ً ينادى .. -142أم حسبتم أن تدخلوا الجنة.. -91إن الذين كفرواوماتواوهم كفار.. -40قال رب أنى يكون لى غالم..
-194ربنا وءاتنا ما وعدتنا .. -143ولقد كنتم تمنّون الموت من قبل .. -92لن تنالواالبرحتى تنفقوا .. -41قال رب اجعل لى آية..
-195فاستجاب لهم ربهم .. -144وما محم ٌد إال رسو ٌل .. -93كل الطعام كان حالً لبنى إسرائيل.. -42وإذ قالت المالئكة يامريم..
-196اليغرنك تقلب الذين كفروا.. س أن تموت إال .. -145وما كان لنف ٍ -94فمن افترى على هللا الكذب.. -43يامريم اقنتى لربك..
ع قلي ٌل ثم مأواهم جهنم .. -197متا ٌ نبى قاتل معه ربّيون.. -146وكأين من ٍ -95قل صدق هللا .. -44ذلك من أنباء الغيب..
-198لكن الذين اتقوا ربهم .. -147وما كان قولهم إال أن قالوا .. ت وضع للناس.. -96إن أول بي ٍ -45إذ قالت المالئكة يامريم..
-199وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن.. -148فأاتاهم هللا ثواب الدنيا و .. -97فيه ءاياتٌ بيناتٌ .. -46ويكلم الناس فى المهد..
.. -200اصبروا وصابروا ورابطوا .. ... -149إن تطيعواالذين كفروايردوكم... -98قل ياأهل الكتاب لم تكفرون.. -47قالت لرب أنى يكون لى ولد..
تناسب بدايات آل عمران مع خواتيمها -150بل هللا موالكم .. -99قل ياأهل الكتاب لم تصدون .. -48ويعلمه الكتاب والحكمة..
تناسب الخاتمة مع فواتح النساء -151سنلقى فى قلوب الذين كفروا .. .. -100إن تطيعوافريقا ً من الذين .. -49ورسوالً إلى بنى اسرائيل..
آية (:)98
*ورتل القرآن ترتيالً:
ات اللِهّ ( )98آل عمران) انظر كيف تنوع الخطاب القرآني بأساليب اإلنشاء وما ذلك إال ألغراض أرادها من ون ِبآ َي ِ ( ُق ْل َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ
اب لِ َم َت ْك ُف ُر َ
(قل) إهتمامًا بالمقول وافتتح المقول بالنداء تسجي ً
ال عليهم ثم باالستفهام إنكارًا لكفرهم بآيات اهلل تعالى فتذوق تفنن التعبير ال جاء باألمر ُ ورائه ،فأو ً
3
القرآني ودالاللته.
آية (:)100
* لماذا قال تعالى (أوتوا Hالكتاب) ولم يقل (آتيناهم الكتاب)؟(د.فاضل السامرائى)
ِّق لِّ َما
صد ٌ ول ِّم ْن ِعن ِد اللِهّ ُم َ القرآن الكريم يستعمل أوتوا الكتاب في مقام الذم ويستعمل آتيناهم الكتاب في مقام المدح .قال تعالى ( َولَ َّما َجاء ُه ْم َر ُس ٌ
ِين آ َمنُ َواْ إِن تُ ِطي ُعواْ َف ِري ًقا ِّم َن ون ( )101البقرة) هذا ذمَ ( ،يا أَُّي َها الَّذ َ ور ِه ْم َكأَنَّ ُه ْم َ
ال َي ْعلَ ُم َ اب اللِهّ َو َراء ُظ ُه ِ اب ِك َت َ ِين أُوتُواْ الْ ِك َت َ
يق ِّم َن الَّذ ََم َع ُه ْم َن َب َذ َف ِر ٌ
ُ
اب َي ْتلو َن ُه َح َّق ْ
َاه ُم ال ِك َت َ
ِين آ َت ْين ُ َّ
ين ( )100آل عمران) هذا ذم .بينما آتيناهم الكتاب تأتي مع المدح (الذ َ ِر َ ِين أُوتُواْ الْ ِك َت َ
اب َي ُردُّو ُكم َب ْع َد إِي َما ِن ُك ْم َكاف ِ الَّذ َ
ون ( )52القصص) مدح .هذا خط عام في القرآن على كثرة ما ورد من ُؤ ِمنُ َ ِين آ َت ْينَا ُه ُم الْ ِك َت َ
اب مِن َق ْبلِ ِه هُم ِب ِه ي ْ ال َو ِت ِه ( )121البقرة) مدح(،الَّذ َ ِت َ
أوتوا الكتاب وآتيناهم الكتاب حيث قال أوتوا الكتاب فهي في مقام ذم وحيث قال آتيناهم الكتاب في مقام ثناء ومدح .القرآن الكريم له خصوصية
خاصة في استخدام المفردات وإن لم تجري في سنن العربية .أوتوا في العربية ال تأتي في مقام الذم وإنما هذا خاص بالقرآن الكريم .عمومًا رب
ِين ُح ِّملُوا
العالمين يسند التفضل والخير لنفسه (آتيناهم الكتاب) لما كان فيه ثناء وخير نسب اإليتاء إلى نفسه ،أوتوا فيها ذم فنسبه للمجهول ( َم َث ُل الَّذ َ
اب يب ( )14الشورى) ،أما قوله تعالى (ثُ َّم أَ ْو َر ْثنَا الْ ِك َت َ ِه ْم لَفِي َش ٍّك ِّم ْن ُه ُم ِر ٍاب مِن َب ْعد ِ ورثُوا الْ ِك َت َ وها ( )5الجمعة) ( َوإ َّن الَّذ َ ُ التَّ ْو َرا َة ثُ َّم لَ ْم َي ْحمِلُ َ
ِين أ ِ ِ
ِن ِع َبا ِدنَا ( )32فاطر) هذا مدح. اص َط َف ْينَا م ْ ِين ْ الَّذ َ
َاب يَُ Hر ُّدو ُكم Hبَ ْعَ Hد ِإي َمHHانِ ُك ْم َكHHافِ ِرينَ ( )100آل عمHHران) ( -يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ ُوا فَ ِريقًا ِّمنَ الَّ ِذينَ ُأوتُ ْ
وا ْال ِكت َ *(يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ َو ْا ِإن تُ ِطيع ْ
ُوا خَا ِس ِرينَ ( )149آل عمران)ما الفرق بين اآليتين؟(د.أحمد الكبيسى) ُوا يَ ُر ُّدو ُك ْHم َعلَى َأ ْعقَابِ ُك ْم فَتَنقَلِب ْ
ُوا الَّ ِذينَ َكفَر ْ
آ َمنُ َو ْا ِإن تُ ِطيع ْH
هناك تطيعوا فريقًا يعني قسم منهم ،والثانية تطيعوا الذين كفروا كلهم .هاتان اآليتان تتكلمان عن موضوعين مختلفين :الموضوع األول موضوع
قانون من قوانين الكون.
الموضوع األول أن كل أمة تحاول أن تخرج األمة األخرى من دينها الذي تتبعه لكي تدخل في دينها هي .المسلمون يبشرون بدينهم في كل مكان
نصروا كثيرًا من المسليمن في أندونيسيا وكم من اليهود دخلوا في اإلسالم ونصارى دخلوا في اإلسالم ،هكذا عند المسيحيين عندهم مبشرون ّ
ِين آ َمنُ َواْ َ
وبعض المسلمين في افريقيا وفي كوسوفا ،هذا قانون من قوانين الكرة األرضية كل دين يحاول اجتذاب أتباع الديانة األخرى هذه ( َيا أيُّ َها الَّذ َ
ِين آَ َمنُوا إِ ْنإِن تُ ِطي ُعواْ َف ِري ًقا) الذي يقوم بالتبشير فريق نحن نسميهم مطاوعة دعاة شيوخ ويسمونهم قساوسة ورهبان وإرساليات ،هذه ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
ص ْم ِباللَّ ِهات اللَّ ِه َوفِي ُك ْم َر ُسولُ ُه َو َم ْن َي ْع َت ِ ون َوأَ ْنتُ ْم تُ ْتلَى َعلَ ْي ُك ْم آََي ُ
ْف َت ْك ُف ُر َ
ين (َ )100و َكي َ ِر َ ِين أُوتُوا الْ ِك َت َ
اب َي ُردُّو ُك ْم َب ْع َد إِي َما ِن ُك ْم َكاف ِ ِن الَّذ َ
تُ ِطي ُعوا َف ِري ًقا م َ
ال المسلم صعب جدًا أن يرتد من كونه مسلم إلى يهودي أو اط ُم ْس َتقِيم ( )101آل عمران) حينئذ ال يمكن لهذا أن يحدث وفع ً ص َر ٍ ِي إِلَى ِ َف َق ْد ُهد َ
ٍ
مسيحي نادر جدًا إال إنه إنسان ال يهمه هذا وال هذا من حيث أن هذا القرآن الكريم مهيمن ال يمكن واحد أن يعرف القرآن ويقتنع بالنسخة الحالية من
ين ( )149آل اس ِر َ ِين َك َف ُرواْ َي ُردُّو ُك ْم َعلَى أَ ْع َقا ِب ُك ْم َف َتن َقلِبُواْ َخ ِ ِين آ َمنُ َواْ إِن تُ ِطي ُعواْ الَّذ َالتوراة واالنجيل .هذا أمر والثانية في التعامل (إن َيا أَيُّ َها الَّذ َ
عمران) لو تعاملتم معهم في أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو معاهدة ستخسروا وال يمكن أن يكون هؤالء الناس سببًا في أن تنجحوا
ال أوسلو الفلسطينيون كانوا موحدين وكان لهم قيادة والعالم ينظر إليهم بإكبار وهم أصحاب حق ثم في شيء أو تستفيدوا منهم بشيء .يعني نأخذ مث ً
قيل لهم تعالوا إلى أوسلو وسنقيم معاهدة صلح وننشيء دولتين فصدقهم الناس ثم ذهبوا ونرى النتيجة كله راح وخسروا كل شيء وانقسم
3في تجارة في ِين َك َف ُرواْ) فكل من يعتمد ِين آ َمنُ َواْ إِن تُ ِطي ُعواْ الَّذ َ الفلسطينيون إلى أعداء بدل أن يقاتلوا عدوهم يتقاتلون فيها بينهم هذه ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
اقتصاد في حلف على غير المسلمين سيخسر ونحن اآلن ساقطين بأيدي الغرب منذ 1917إلى اليوم نرى ماذا يُفعل العالم اإلسالمي! .إذن هذا
ِين َك َف ُرواْ) فريقًا في الدين تبشير وغيره وأي تعامل مالي او اجتماعي أنت اب) و(إِن تُ ِطي ُعواْ الَّذ َ ِين أُوتُوا الْ ِك َت َ ِن الَّذ َ
الفرق بين (إِ ْن تُ ِطي ُعوا َف ِري ًقا م َ
الخاسر وال يمكن أن تكسب منهم درهمًا واحدًا.
آية (:)101
*ورتل القرآن ترتيالً:
ون َوأَنتُ ْم تُ ْتلَى َعلَ ْي ُك ْم آ َي ُ
ات اللِهّ َوفِي ُك ْم َر ُسولُ ُه ( )101آل عمران) انظر هنا كيف استطاع االستفهام أن يُلقي ظالله البالغية فاالستفهام ْف َت ْك ُف ُر َ
( َو َكي َ
3ونفيه.
هنا ليس حقيقيًا بل خرج إلى معنى االستبعاد ،إستبعاد كفر المؤمنين
آية (:)103
*د.أحمد الكبيسى:
القراء أعتقد أنه عبد اهلل بن مسعود يقرأ القرآن في المسجد النبوي واألعرابي ينصت للقارئ فقرأ هذهمرة واحد أعرابي بدوي كان جالسًا وأحد ّ
ار َفأَن َق َذ ُكم ِّمن َها ( )103آل عمران) فانتفض األعرابي وقال :واهلل ما أخرجنا منها وهو يريد أن يعيدنا فيها ثانية
ْ اآلية ( َو ُكنتُ ْم َعلَ َى َش َفا ُح ْف َر ٍة ِّم َن النَّ ِ
فقال ابن مسعود خذوها من غير فقيه.
* ما اللمسة البيانية في استعمال تفرقوا و تتفرقوا في القرآن الكريم؟(د.فاضل السامرائى)
ص َب ْحتُ ْم ِبن ِْع َم ِت ِ
3ه ْن ُقلُو ِب ُك ْم َفأَ ْ
ف َبي َْل اللَّ ِه َجمِي ًعا َولَا َت َف َّر ُقوا َو ْاذ ُك ُروا ن ِْع َم َة اللَّ ِه َعلَ ْي ُك ْم إِ ْذ ُك ْنتُ ْم أَ ْعدَا ًء َفأَلَّ َ
ص ُموا ِب َحب ِ اع َت ِ قال تعالى في سورة آل عمران( َو ْ
ُ َّ َ َ ُ َ َّ َ َ َ ُ َ َ َ
ار فأ ْنقذك ْم ِم ْن َها كذلِك يُ َبي َُ إِ ْخ َوا ًنا َو ُك ْنتُ ْم َعلَى َش َفا ُح ْف َر ٍة م َ
ُون (.)103 ِّن الل ُه لك ْم آ َيا ِت ِه ل َعلك ْم َت ْه َتد َ ِن النَّ ِ
وتتنزل ،تبدّل وتتبدّل -توفاهم وتتوفاهم) وهذا الحذف في ّ (تنزلنالحظ في القرآن كله وليس فقط في هذه اآلية الحذف كما جاء في القرآن مثل ّ
عموم القرآن وحيث ورد مثل هذا التعبير في القرآن سواء في الفعل أو غيره يكون ألحد أمرين:
.1للداللة على أن الحدث ّ
أقل.
.2أن يكون في مقام اإليجاز.
التفرق ولو كان قليال فقال تفرقوا ،أما في ً في آية ( )103آل عمران فالكالم هنا عن أمة واحدة لكل المسلمين وقد نهاهم اهلل تعالى عن أي جزء من ّ
ُر
َ ب كَ ه
ِ ِي
ف وا ُ
ق رَّ َ
ف َ
ت َ
ت اَلوَ ِّين
َ الد وا م
ُ ِي
ق َأ ْ
ن َ
أ يسى وسى َو ِع َ اهي َم َو ُم َ ْر ِ ص ْينَا ِب ِه إِب َ ْك َو َما َو َّوحا َوالَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَي َ
صى ِب ِه نُ ً ِّين َما َو َّ
ِن الد ِ (ش َر َع لَ ُك ْم م َ
قوله تعالى َ
ِيب ( )13الشورى) فالكالم لكل البشر وذكر كل األنبياء من زمن نوح إلى َّ
ْعو ُه ْم إِلَ ْي ِه الل ُه َي ْج َت ِبي إِلَ ْي ِه َم ْن َي َشا ُء َو َي ْهدِي إِلَ ْي ِه َم ْن يُن ُ
ِين َما َتد ُ َعلَى الْ ُم ْش ِرك َ
قيام الساعة فقال تتفرقوا.
*وفى إجابة أخرى(:د.فاضل السامرائى)
يسى أَ ْن أَقِي ُموا الد َ
ِّين َولَا وسى َو ِع َ اهي َم َو ُم َ
ْر ِ ص ْينَا ِب ِه إِب َْك َو َما َو َّ وحا َوالَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَي َ صى ِب ِه نُ ً ِّين َما َو َّ ِن الد ِ (ش َر َع لَ ُك ْم م َ
قال تعالى في سورة الشورى َ
ْل
ص ُموا ِب َحب ِ اع َت ِ (و ْ
ِيب ( ))13وقال في سورة آل عمران َ ْعو ُه ْم إِلَ ْي ِه اللَّ ُه َي ْج َت ِبي إِلَ ْي ِه َم ْن َي َشا ُء َو َي ْهدِي إِلَ ْي ِه َم ْن يُن ُ
ِين َما َتد ُُر َعلَى الْ ُم ْش ِرك َ َت َت َف َّر ُقوا فِي ِه َكب َ
ُ َ
ار َفأ ْن َق َذك ْم ِم ْن َها ُ
3ه إِ ْخ َوا ًنا َوك ْنتُ ْم َعلَى َش َفا ُح ْف َر ٍة م َ
ص َب ْحتُ ْم ِب ِن ْع َم ِت ِ َ ُ ُ ُ
ْن قلو ِبك ْم َفأ ْ َ َ
اللَّ ِه َجمِي ًعا َولَا َت َف َّرقوا َواذك ُروا ِن ْع َم َة الل ِه َعلَ ْيك ْم إِذ ك ْنتُ ْم أ ْعدَا ًء َفأل َ
َّ ُ ْ ُ َّ ُ ْ ُ
ِن النَّ ِ ف َبي َ
ُون ( ))103في اآلية األولى الوصية خالدة من زمن سيدنا نوح إلى خاتم األنبياء فجاء الفعل (تتفرقوا) أما ِّن اللَّ ُه لَ ُك ْم آََيا ِت ِه لَ َعلَّ ُك ْم َت ْه َتد َ َك َذل َ
ِك يُ َبي ُ
(تفرقوا) .السبب واضح ألن األمة المحمدية هي جزء من األمم االسالمية المذكورة في اآلية في اآلية الثانية فهي خاصة بالمسلمين لذا جاء الفعل ّ
األولى وآية آل عمران هي جزء واألمة المخاطبة فيها جزء من األمم المخاطبة في آية سورة الشورى .وكذلك فالحدث ممتد في األولى قال
(تتفرقوا) والحدث محدد في الثانية فقال (تفرقوا) .والمالحظ في اآلية فاألولى وصية خالدة ألمة اإلسالم على مدى األزمان من زمن نزح إلى خاتم
التفرق،
األنبياء (وال تتفرقوا فيه) ألن هذا هو المأتى الذي يدخل إليه أعداء اإلسالم فيتفرقون به لذا جاءت الوصية خالدة مستمرة فنهاهم عن ّ
وصى به ووصى األمة اإلسالمية مرتين .واآلية األولى أشد تحذيرًا لألمة اإلسالمية (شرع لكم من الدين ما ّ وصى األمم مرة ّ ونالحظ أنه تعالى ّ
خصّ ثم إليك أوحينا بالذي وخصّ لنوح العامة الوصية في لنا شرعه إليك). أوحينا (والذي زاد بل لكم) ع رَ َ
بـ(ش يكتف لم إليك) نوحًا والذي أوحينا
ال وأراد ربنا تعالى أن التفرق مهما كان قلي ً األمة اإلسالمية في اآلية الثانية.والحذف له سببان هنا األول ألن األمة المحمدية أصغر .ونهانا عن ّ
المؤكدة (جميعًا) وأراد التشديد على االلتزام بهذا األمر .أكد على ِّ نلتزم بهذا األمر (ال تفرقوا) وقال (واعتصموا بحبل اهلل جميعا) جاء بالحال
الجمع الكامل وعلى سبيل العموم واالستغراق كأنه فرض عين على الجميع فال يُعفى أحد من المسؤولية أن ال نتفرق وأن نعتصم بحبل اهلل الفرد قد
تفرق واختلف (وال نتفرق هو فرض عين وليس فرض كفاية ،وذكرهم بنعم اهلل عليهم ونهاهم عن التشبّه بمن ّ يهدم أ ّمة كما أنه قد يبني أمة وأن ال ّ
تكونوا كالذين تفرقوا) وتوعدهم على اإلختالف بالعذاب العظيم وأطلق العذاب ولم يحصره في اآلخرة إنما قد يطالهم في الدنيا واآلخرة .المصدر ال
وصف بـ عظيم بمعنى اذكروا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) ليست متعلقة بالعذاب العظيم. يعمل بعد وصفه ِ
التفرق يكون عذابه عظيمًا في الدنيا واآلخرة. ّ
وقوله تعالى (والذي أوحينا إليك) اختار اإلسم الموصول (الذي) عندما ذكر شريعة محمد ولم يقل (وما أوحينا إليك) مع أن كليهما اسم موصول
وأخص من (ما) التي تشترك في المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث والعاقل وغير العاقل أما (الذي) فهي للمفرد وتسمى ّ ألن (الذي) أعرف
وص33ى مختص .وقد بيّن تعالى شريعتنا وعرفناها وعرفنا األوامر والنواهي فجاء باألعرف (إسم الموصول الذي) ،ال نعلم على وجه التفصيل ما ّ
المعرف. ّ اهلل تعالى نوحًا وعيسى وموسى وابراهيم لذا اختار سبحانه (ما) إسم الموصول غير
*ورتل القرآن ترتيالً:
وا ( )103آل عمران) الحبل في األصل ما يُش ّد به لإلرتقاء أو النجاة أو نحوه .فانظر بالغة القرآن ال َت َف َّر ُق ْ
ْل اللِهّ َجمِي ًعا َو َ ص ُم ْ
وا ِب َحب ِ اع َت ِ
قال تعالى ( َو ْ
ُ
العظيمة في تصويره لهيئة اجتماعهم على دين اهلل كاستمساك جماعة بحبل ألقي إليهم من منقذ لهم من غرق أو سقوط ليرتقوا به إلى القمم .فما
أعظم هذه االستعارة التمثيلية البليغة التي ُجعلت اآلية فيه على أقوى وجه لتمام البالغة لكثرة ما فيها من المعاني.
ار َفأَن َق َذ ُكم ِّم ْن َها ( )103آل عمران) تدبر هذا التمثيل الرائع لهذه النعمة التي حظيت بها األمة .أال ترى كيف نقلك قوله ( َو ُكنتُ ْم َعلَ َى َش َفا ُح ْف َر ٍة ِّم َن النَّ ِ
يقرب لك المعقول باستعارة المحسوس إليه .فالنار حقيقة وتصويرها بحفرة تمثيل تعالى (شفا حفرة) إلى عالم التخيل وكيف استطاع هذا القول أن ِّ
وتصوير لكنك ما كنت لتتخيل شناعة هذا الموقف وحال إنقاذك منها دون هذه الصورة الرائعة فما أكمل بيان اهلل عز وجل!
آية (:)105
* ما الفرق بين جاءهم البينات وجاءتهم البينات؟
د.فاضل السامرائى: H
القرآن أحيانًا يستعمل معنى الكلمة فيذكر ويؤنث بحسب المعنى .البيّنات حيث كانت بمعنى العالمات الدالّة واآليات والمعجزات أنّثها وحيث كانت
ال أَن َي ْأ ِت َي ُه ُم اللُهّ فِي ُظلَ ٍل ِّم َن ون إِ َّ
نظ ُر َ يز َحكِي ٌم (َ )209ه ْل َي ُ اعلَ ُمواْ أَ َّن اللَهّ َع ِز ٌ َات َف ْبمعنى األمر والنهي ذكَف( .اهرّإِن َزلَلْتُ ْم ِّمن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُك ُم الْ َبيِّن ُ
ِّل ِن ْع َم َة اللِهّ مِن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُه َف ِإ َّن اللَهّ َاهم ِّم ْن آ َي ٍة َب ِّي َن ٍة َو َمن ُي َبد ْ ور (َ )210س ْل َبنِي إِ ْس َرائ َ
ِيل َك ْم آ َت ْين ُ األ ْم ُر َوإِلَى اللِهّ تُ ْر َج ُع األ ُم ُ ض َي َ ام َوالْ َمآل ِئ َك ُة َو ُق ِ ْ
ال َغ َم ِ
ْن َم ْر َي َم
يسى اب َ ات َوآ َت ْينَا ِع َ َر َج ٍض ُه ْم د َ َّ
ض ِّم ْن ُهم َّمن َكل َم اللُهّ َو َر َف َع َب ْع َ ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ ْ
ضلنَا َب ْع َ ُ
الر ُسل َف َّ ْ
اب ( )211البقرة) هذه آيات( .تِل َك ُّ ْ
3د ال ِع َق ِ َشدِي ُ
َ
اخ َتلفوا َف ِم ْن ُهم َّم ْن آ َم َن َو ِم ْن ُهم َّمن َك َف َر َول ْو َشاء ْ ُ َ ِن ْ َ ْ
ِهم ِّمن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُه ُم ال َبيِّن ُ َّ َ ْ
ُس َول ْو َشاء اللُهّ َما اق َت َتل الذ َ َ ُ ْ َ الْ َبيِّن ِ
َات َولـك ِ ِين مِن َب ْعد ِ وح القد ِ َات َوأيَّ ْدنَا ُه ِب ُر ِ
ُري ُد ( )253البقرة) هذه آيات( .يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم ...من بعد ما جاءتهم البينات) هذه معجزات. ِن اللَهّ َي ْف َع ُل َما ي ِ اللُهّ َما ا ْق َت َتلُواْ َولَـك َّ
ال َت َف َّر ُقواْ َو ْاذ ُك ُرواْ ن ِْع َم َة اللِهّ ْل اللِهّ َجمِي ًعا َو َ ص ُمواْ ِب َحب ِ اع َت ِ
ون (َ )102و ْ ال َوأَنتُم ُّم ْسلِ ُم َال َت ُموتُ َّن إِ َّ ِين آ َمنُواْ اتَّ ُقواْ اللَهّ َح َّق تُ َقا ِت ِه َو َفي التذكير ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
ِّن اللُهّ لَ ُك ْم آ َيا ِت ِه لَ َعلَّ ُك ْم َت ْه َتد َ َ
ار َفأن َق َذ ُكم ِّم ْن َها َك َذل َ َ
ْن ُقلُو ِب ُك ْم َفأ ْ َعلَ ْي ُك ْم إِ ْذ ُكنتُ ْم أَ ْعدَاء َفأَلَّ َ
ُون ( 3 ِك يُ َبي ُ ص َب ْحتُم ِب ِن ْع َم ِت ِه إِ ْخ َوا ًنا َو ُكنتُ ْم َعلَ َى َش َفا ُح ْف َر ٍة ِّم َن النَّ ِ ف َبي َ
اخ َتلَ ُفواْ ال َت ُكونُواْ َكالَّذ َ
ِين َت َف َّر ُقواْ َو ْ ون (َ )104و َ ِح َ ِك ُه ُم الْ ُم ْفل ُ وف َو َي ْن َه ْو َن َع ِن الْ ُمن َك ِر َوأُ ْولَـئ َ ون ِبالْ َم ْع ُر ِ ْر َو َي ْأ ُم ُر َ ون إِلَى الْ َخي ِ ْع َ َ )103ولْ َت ُكن ِّمن ُك ْم أُ َّم ٌة َيد ُ
اب َع ِظي ٌم ( )105آل عمران) ذ ّكر ألنها بمعنى الدين أو األمر والنهي وليست بمعنى المعجزات وإنما َات َوأُ ْولَـئ َ
ِك لَ ُه ْم َع َذ ٌ اءه ُم الْ َبيِّن ُ
مِن َب ْع ِد َما َج ُ
هي أوامر بمعنى األمر والنهي أو الدين وحبل اهلل.
د.أحمد الكبيسى :
مرة جاءهم البينات بدون تاء ومرة جاءتكم البينات .نحن قلنا هذا العلم يكفي لخمسين ستين مائة تأويل وكلها صحيحة وجه وجهين ثالثة أربعة
خمسة والقرآن ال تنقضي عجائبه من ضمن ما أنقدح في ذهني واهلل أعلم فهذه أتعبتني كثيرًا وأنا ليل نهار أفكر ما الفرق بين جاءتكم البينات
ِر َك َعلَى َما َات﴿ ﴾86آل عمران) ( َقالُوا لَ ْن نُ ْؤث َ ول َح ٌّق َو َجا َء ُه ُم الْ َبيِّن ُ وجاءهم البينات؟ لما استعرضت اآليات الواردة فيها كثير ( َو َش ِهدُوا أَ َّن َّ
الر ُس َ
َات ﴿ ﴾66غافر) حينئ ٍذ نقول جاءت ِي الْ َب ِّين ُ
ُون اللَّ ِه لَ َّما َجا َءن َ ِن د ِ ون م ْ يت أَ ْن أَ ْع ُب َد الَّذ َ
ِين َتد ُ
ْع َ َات َوالَّذِي َف َط َرنَا﴿ ﴾72طه) ( ُق ْل إِنِّي نُ ِه ُ ِن الْ َب ِّين ِ
َجا َءنَا م َ
البينات بالتاء اآليات القرآنية والتوراتية واإلنجيلية يعني طبعًا البينات الحجج والبراهين والمعجزات .هناك بينات لفظية من اهلل عز وجل وعقلية في
القرآن الكريم يعني أدلة الوحدانية بالعقل وهناك بينات محسوسة وهي معجزات األنبياء ماذا قال السحرة لما فرعون قال ( َفلَأُ َق ِّط َع َّن أَ ْي ِد َي ُك ْم َوأَ ْر ُجلَ ُك ْم
َات َوالَّذِي َف َط َرنَا) اليد ِن الْ َبيِّن ِ ِر َك َعلَى َما َجا َءنَا م َ وع النَّ ْخ ِل َولََت ْعلَ ُم َّن أَيُّنَا أَ َش ُّد َع َذابًا َوأَ ْب َقى ﴿ ﴾71طه) قالوا ( َقالُوا لَ ْن نُ ْؤث َ ُ اف َولَأُ َ ِّ ُ ِن ِخلَ ٍ
صل َبنَّك ْم فِي ُجذ ِ مْ
َات) فحينئ ٍذ هذه المعجزات والخوارق التي ْ
ِن ال َبيِّن ِ
والعصا الخ يعني ما فعل سيدنا عيسى وموسى من معجزات تعرفونها عجبًا .إذا قال ( َما َجا َءنَا م َ
هي حجة على أن هذا رسول ال بد من أن تؤمنوا به وجاءت التي هي اآليات القرآنية والتوراتية واإلنجيلية وما فيها من أحكام وما في القرآن الكريم
َات) وهي المعجزات والخوارق و (م ْ
ِن ِن َب ْع ِد َما َجا َء ُه ُم الْ َبيِّن ُ خاصة من دالئل الوحدانية هلل سبحانه وتعالى ودالئل صدق النبوة .هذا الفرق بين (م ْ
َات) وهي آيات القرآن الكريم والتوراة واإلنجيل وما فيها من دالئل التوحيد وصدق النبوة هكذا هو الفرق .وقد يكون هناك وجه َب ْع ِد َما َجا َء ْت ُك ُم الْ َبيِّن ُ
معنى وهذا إعجازه فأنت عندما تقرأ آخر وهذا اختالف تنوع ال اختالف تضاد فقطعًا ليس هناك تضاد .في تأويل المتشابه ال يوجد فهو يحتمل ألف ً
اآليات العلمية والكونية ترى عجبًا.
آية (:)109
*انظر آية (↑↑↑.)28
آية (:)110
اس تَْأ ُمرُونَ بِ ْال َم ْعر ِH
ُوف َوتَ ْنهَوْ نَ َع ِن ْال ُم ْن َك ِر َوتُْؤ ِمنُونَ بِاهَّلل ِ َولَوْ َآ َمنَ َأ ْه ُل ْال ِكتَا ِ
ب لَ َكانَ خَ ْيرًا لَهُ ْم ِم ْنهُ ُم * ( ُك ْنتُ ْم َخ ْي َر ُأ َّم ٍة ُأ ْخ ِر َج ْ
ت لِلنَّ ِ
ْال ُمْؤ ِمنُونَ َوَأ ْكثَ ُرهُ ُم ْالفَا ِسقُونَ ( )110آل عمران)لِ َم جاء لفظ كنتم في الماضي؟(د.حسام Hالنعيمى)
وجدت إيجادًا .كنتم خير أمة أخرجت للناس ال تعني في ُ (كنتم خير أمة أُخرجت للناس) يعني هذا وجودكم هذه كينونتكمُ .
( 3أخرجت للناس) يعني أ ِ
الماضي واآلن أنتم لستم خير أمة لكن أنتم ك ّونتم أمة خيرية .لماذا ك ّونتم؟ ألن هذه األمة أمة عالمية ليست أمة عرقية .من بدء االسالم كان فيها
العربي والفارسي والحبشي والرومي وليس عبثًا أن يدخل هؤالء في االسالم في أول تكوينه في مكة في بنية االسالم .هذا التكوين يكوين خيري ثم
وصفهم (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل) .هذا األمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكينونة متصلة بالوجود حقيقة.
مسألة (كان) وكونها ال تشير الى الماضي دائمًا ولكن بحسب موقعها قد تشير الى معنى االستمرار (وكان اهلل غفورًا رحيما) يعني هذا هو اهلل هذا
غفور رحيم .أنه بهذه الصفة واهلل تعالى موصوف بالمغفرة وبالرحمة وهذا كونه هكذا وجوده وال يعني أنها في الماضي. ً شأنه سبحانه وتعالى أنه
اس ( )110آل عمران)؟(د.حسام النعيمى) * ما المقصود بكلمة أمة في اآلية ( ُكنتُ ْم خَ ْي َر ُأ َّم ٍة ُأ ْخر َج ْ
ت لِلنَّ ِ ِ
ْر أُ َّم ٍة
األ ّمة في اللغة لها أكثر من معنى ،من معانيها الجماعة من الناس الذي هم على فكر واحد أو على إعتقاد واحد يسمون أمة ولذلك ( ُكنتُ ْم َخي َ
ون ِباللِهّ ( )110آل عمران) هذا ال يعني العِرق العربي وإنما أمة اإلسالم يعني وف َو َت ْن َه ْو َن َع ِن الْ ُمن َك ِر َوتُ ْؤ ِمنُ َ اس َت ْأ ُم ُر َ
ون ِبالْ َم ْع ُر ِ ُ
أ ْخ ِر َج ْت لِلنَّ ِ
بدخولكم هذا الدين ومن دخل معكم تكونون أمة .لكن عندنا معاني أخرى لكلمة أ ّمة ،في اللسان نجد ينقل أكثر من معنى لهذه اللفظة فمن معانيها
األمة الرجل المتفرد في علمه ،في خلقه ،لما يكون منفردًا في شيء يقولون فالن أمة يعني كأن األمة اجتمعت فيه بكل عقولها بكل أذهانها .من
ان أُ َّمةً اهي َم َك َْر ِ 3وكِال هذين المعنيين يصلح على إبراهيم الرجل الذي ال نظير له واإلمام المتّبع.
3مثل قوله تعالى (إِ َّن إِب َ معاني األمة الرجل ال ُمتَبّع.
َقا ِن ًتا لِلَّ ِه َحنِي ًفا) قال أبو عبيدة ان أمة أي إمامًا" فإذن يحتمل من حيث اللغة هذا المعنى أيضًا المعنى اآلخر ال يبعد أنه كان أمة كان منفردًا عن سواه
بالرسالة ،بالنبوة ،هوال نظير له بينهم.
*فى قوله تعالى ( ُكنتُ ْم خَ ْي َر ُأ َّم ٍة ُأ ْخ ِر َج ْ
ت لِلنَّ ِ
اس ( )110آل عمران)ما فائدة البناء للمجهول؟(د.فاضل Hالسامرائى)
ما قال خرجت ألن ربنا أخرجها إخراجًا ،هذه األمة اإلسالمية ربنا أخرجها بالصورة التي أرادها أُخرجت للناس ولم يقل خرجت من تلقاء نفسها.
(خرجت) يعني خرجت من نفسها وليست برسالة ،أخرج فعل متعدي (أخرجته) ،خرج فعل الزم (خرجت من البيت)( .أُخرجت للناس) أي أن اهلل
سبحانه وتعالى أخرجها على نمط معيّن كما يريد ولم تخرج من تلقاء نفسها كما تخرج الحشائش واألدغال في النبات .الزارع ينتقي ويعلم ما يزرع
خرجت إخراجًا إلى الناس ولم تخرج من تلقاء نفسها وفق منهج معين مع ّد واختيار دقيق .هذه األمة أُخرجت بهذا المنهج لهذا الغرض ُ
وهذه األمة أ ِ
للناس كافة.
*ما سر تقديم وتأخير (يؤمنون باهلل) في آيات سورة آل عمران؟(الشيخ خالد الجندي)
ون ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِمُؤ ِمنُ َ
ُون ( )113ي ْ ْل َو ُه ْم َي ْس ُجد َ ات اللَّ ِه آَنَا َء اللَّي ِون آََي ِاب أُ َّم ٌة َقا ِئ َم ٌة َي ْتلُ َ
ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ
ْسوا َس َوا ًء م ْ قال تعالى في سورة آل عمران (لَي ُ
ين ( ))114وقال تعالى في آية أخرى في نفس ِح َالصال ِ ِن َّ ِك م َ ُ
ات َوأولَئ َ ْر ِ ون فِي الْ َخي َ ار ُع َ وف َو َي ْن َه ْو َن َع ِن الْ ُم ْن َك ِر َوي َ الْآَ ِخ ِر َو َي ْأ ُم ُر َ
ون ِبالْ َم ْع ُر ِ
ُس ِ
ْرا لَ ُه ْم ِم ْن ُه ُم الْ ُم ْؤ ِمنُ َ
ون ون ِباللَّ ِه َولَ ْو آَ َم َن أَ ْه ُل الْ ِك َت ِ
اب لَ َك َ
ان َخي ً وف َو َت ْن َه ْو َن َع ِن الْ ُم ْن َك ِر َوتُ ْؤ ِمنُ َون ِبالْ َم ْع ُر ِاس َت ْأ ُم ُر َ السورة ( ُك ْنتُ ْم َخي َ ُ ُ
ْر أ َّم ٍة أ ْخ ِر َج ْت لِلنَّ ِ
ون ( ))110إذا الحظنا ترتيب المواصفات في اآليتين لوجدنا أن آية 114في سورة آل عمران جاء فيها (يؤمنون باهلل) في َوأَ ْك َث ُر ُه ُم الْ َف ِ
اس ُق َ
البداية ثم تالها يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أما في اآلية 110فجاءت في آخر الترتيب وذلك ألن الخطاب في هذه اآلية هو
للمسلمين ونحن آخر األمم من حيث الترتيب الزمني فجاء اإليمان باهلل آخرًا ألن هناك من سبقونا بااليمان من أهل الكتاب من اليهود
والنصارى .أما في اآلية 114فالخطاب ألهل الكتاب الذين أسلموا قبل بعثة الرسول وفي زمن أنبيائهم موسى وعيسى عليهما السالم لذا
ال في الترتيب ثم األمر بالمعروف والنهي عن المنكر. جاء قوله تعالى يؤمنون باهلل أو ً
(يسارعون في الخيرات)المسارعة في الخيرات هو أسلوب القرآن الكريم وهناك فرق بين فعل الخير وبين المسارعة فيه واهلل تعالى يريد منا
ِر (ففروا الى اهلل) ولم يقل امشوا أو اذهبوا .المسارعة إذن واجبة وهي التوجه باقبال واندفاع المسارعة في الخير ويريدنا أن نلجأ إليه كالذي يف ّ
الى اهلل تعالى وال نكون كالمنافقين الذين إذا قاموا الى الصالة قاموا كسالى.
يحرم
يحل حرامًا أو ّ (يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)المعروف هو ما تعارف عليه الناس واتفقوا عليه بشرط أن يصطدم بشرع أي ال ّ
ال .أما المنكر فهو ما استنكره الناس كالكذب والغش والغدر واالعتداء على اآلخرين والخوض في األعراض والخيانة وغيرها. حال ً
*لماذا عبّر تعالى بكلمة الفاسقين بدل الكافرين في قوله تعالى ( ِم ْنهُ ُم ْال ُمْؤ ِمنُونَ َوَأ ْكثَ ُرهُ ُم ْالفَ ِ
اسقُونَ ( )110آل عمران)؟(الشيخ
خالد الجندي)
ون ِباللَّ ِه َولَ ْو آَ َم َن أَ ْه ُل الْ ِك َت ِ
اب لَ َك َ
3ان وف َو َت ْن َه ْو َن َع ِن الْ ُم ْن َك ِر َوتُ ْؤ ِمنُ َ اس َت ْأ ُم ُر َ
ون ِبالْ َم ْع ُر ِ قال تعالى في سورة آل عمران ( ُك ْنتُ ْم َخي َ ُ ُ
ْر أ َّم ٍة أ ْخ ِر َج ْت لِلنَّ ِ
3تخدم لفظ (الفاس3قين) في مقابل 3الى اس3 3افرون ولكن اهلل تع3 3يقابلهم الك3 ون ( ))110نعلم أن المؤمنين ون َوأَ ْك َث ُر ُه ُم الْ َف ِ
اس ُق َ ْرا لَ ُه ْم ِم ْن ُه ُم الْ ُم ْؤ ِمنُ َ
َخي ً
3في اآلية .المؤمن عكسها كافر وطائع عكسها فاسق .وكما أن اإليمان مراحل اسالم ،إيمان ،تقوى ،إحسان ،اطمئن33ان ك33ذلك الكفر المؤمنين
مراحل .وكلمة كافر تطلق على واحد من ثالثة أنواع: ُ
ملحد وهو الذي ال يؤمن بوجود إله .1
.2مشرك وهو الذي يؤمن بوجود اهلل ولكنه يُشرك معه إلهًا آخر
.3وكافر وهو الذي يؤمن بوجود إله واحد لكنه يرفض عبادته وتصديق ما بعثه إلى رسله.
ِيس ل ب إ اَّ
َ َ َ َ ِ ِْ َل إ ُوا
د ج 3 س3 َ
ف م دَ
ِآل ُوادجإبليس عليه لعنة اهلل تعالى كان يعترف بوجود اهلل الواحد لكنه رفض أوامر اهلل تعالى وعصاه ( َوإِ ْذ ُقلْنَا لِلْ َملَا ِئ َك ْ ُ
اس ةِ
ين ( )34البقرة). ِر َ ِن الْ َكاف ِ
ان م َ أََبى َو ْ
اس َت ْك َب َر َو َك َ
3احبه فاسق 3ال لص3 والكفر إما أن يكون عن جهالة ويقال لصاحبه كافر أصلي وإما أن يكون عن علم كأن يكون مؤمنًا ثم يكفر مثل ابليس ويق3
ْ ُ
(وإِذ قلنَاْ (فسق اشتقت من فسقت النواة من التمرة إذا خرجت منها بمعنى كانت فيها ثم خرجت منها) فالخارج من منهج اهلل تعالى يسمى فاسق َ
ً
ِين َب33دَلا ( س ل َّ
ِلظالِم َ ِن دُونِي َو ُه ْم لَ ُك ْم َعد ٌّ
ُو ِب ْئ َ ِن الْ ِج ِّن َف َف َس َق َع ْن أَ ْم ِر َربِّ ِه أَ َف َتتَّ ِخ ُذو َن ُه َو ُذ ِّريَّ َت ُه أَ ْولَِيا َء م ْ اس ُجدُوا لِآَ َد َم َف َس َجدُوا إِلَّا إِ ْبل َ
ِيس َك َ
ان م َ لِلْ َملَا ِئ َك ِة ْ
)50الكهف) فالفاسق هو أسوأ أنواع الكفار.
إذن من حيث العقيدة هناك كافر ومشرك وملحد ومن حيث األصل هناك كافر أصلي وكافر فاسق ومن حيث إعالن الكفر هناك كافر ص33ريح
ومنافق.
وقوله تعالى (منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقين) اآلية تتحدث عن الذين كانوا يعرفون عالمات الرسول من كتبهم ويعرفون صفاته ف التوراة
3ان من األنسب 3روا به بعد البعثة فك3 3ول حق من قبل أن يُبعث وكف3 حرفوها وكتموا عليها فأولئك كفروا وهم يعلمون أن الرس3 واالنجيل ثم ّ
استخدام لفظ الفاسقين بدل الكافرين فسبحان اهلل تعالى ما أعظم هذا القرآن وما أعظم هذه اللغة التي بها نزل!
HHر َوتُْؤ ِمنُHHونَ بِاهّلل ِ ( )110آل عمHHران) إذا علمت أن
ُوف َوتَ ْنهَHHوْ نَ َع ِن ْال ُمن َك ِ اس تَْHHأ ُمرُونَ بِ ْ
HHال َم ْعر ِH *( ُكنتُ ْم َخيَْ HHر ُأ َّم ٍة ُأ ْخِ HHر َج ْ
ت لِلنَّ ِ
االهتمام غالبا ً هو سبب التقديم في الكالم دون غيره فهل لقائل أن يقول إن اإليمان باهلل يأتي في المرتبة الثانية بعد فضيلة األمر
بالمعروف Hوالنهي عن المنكر؟(ورتل القرآن ترتيالً)
الجواب طبعًا ال وإنما قدّم ما هو األهم في هذا المقام للتنويه بفضيلة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتأخر الكالم عن اإليمان دلي ً
ال على أن
إيمانهم ثابت محقق من قبل وتأخير ما هو أقوى في التربة ال يضعف من أهميته وإنما يزيد من أهمية ما سبقه.
*فى سورة الحديد قال تعالى (وكثير منهم فاسقون) وفي آل عمران استخدم Hإسم التفضيل (أكثر) فلماذا؟(د.فاضل Hالسامرائى)
ون ( ))26ثم قال اس ُق َ اب َف ِم ْن ُهم ُّم ْه َت ٍد َو َكث ٌ
ِير ِّم ْن ُه ْم َف ِ ُو َة َوالْ ِك َت َ اهي َم َو َج َعلْنَا فِي ُذ ِّريَّ ِت ِه َما ُّ
النب َّ ْر ِ وحا َوإِب َ قال سبحانه وتعالى فى سورة الحديد ( َولَ َق ْد أَ ْر َسلْنَا ُن ً
َاها َعلَي ِ
ْه ْم وها َما َك َت ْبن َ َع َ ِين اتَّ َب ُعو ُه َرأْ َف ًة َو َر ْح َم ًة َو َر ْه َبانِي ً
َّة ا ْب َتد ُ وب الَّذ َ يل َو َج َعلْنَا فِي ُقلُ ِ نج َ ْن َم ْر َي َم َوآ َت ْينَا ُه الْإِ ِ ِيسى اب ِ ار ِهم ِب ُر ُسلِنَا َو َق َّف ْينَا ِبع َ (ثُ َّم َق َّف ْينَا َعلَى آ َث ِ
ون ())27 اس ُق َ ِير ِّم ْن ُه ْم َف ِِين آ َمنُوا ِم ْن ُه ْم أَ ْج َر ُه ْم َو َكث ٌ ان اللَّ ِه َف َما َر َع ْو َها َح َّق ِر َعا َي ِت َها َفآ َت ْينَا الَّذ َ ض َو ِ إِلَّا ا ْب ِتغَاء ِر ْ
3أسوأ الصفات واإلطالة في ذكرها( .أكثرهم) كثير على وزن فعيل وهي صفة مشبهة ،أكثر إسم تفضيل .يعبّر بـ (أكثر) إذا كان السياق في تعداد
جاءت صيغة التفضيل هذه في مكانين في المائدة وآل عمران .في آية الحديد ذكر وانتقل إلى كالم آخر ليس له عالقة بأهل الكتاب ،فالكالم عن أهل
اهي َم َو َما أُ ْن ِزلَ ِت ْر ِ ون فِي إِب َ اج َ اب لِ َم تُ َح ُّ الكتاب جزء من آية ثم انتقل بكالم آخر ليس له عالقة بأهل الكتاب ..في آل عمران اآليات من ( َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ
ون ( َ
ْس لَ ُك ْم ِب ِه ِعلْ ٌم َواللَّ ُه َي ْعلَ ُم َوأ ْنتُ ْم لَا َت ْعلَ ُم َ ون فِي َما لَي َ اج َ اج ْجتُ ْم فِي َما لَ ُك ْم ِب ِه ِعلْ ٌم َفلِ َم تُ َح ُّ ون (َ )65ها أَ ْنتُ ْم َه ُؤلَا ِء َح َ ِن َب ْع ِد ِه أَ َفلَا َت ْعقِلُ َ يل إِلَّا م ْ التَّ ْو َرا ُة َوالْ ِإ ْن ِج ُ
ِين اتَّ َب ُعو ُه َو َه َذا النَّ ِب ُّي ََّ
اهي َم للذ َ ْر ِاس ِب ِإب َ َ َ
ِين ( )67إِ َّن أ ْولى النَّ ِ ِن ال ُمش ِرك َْ ْ ان م َ ان َحنِيفا ُم ْسلِ ًما َو َما َك َ ً ِن َك َ َ
َص َرانِيًّا َولك ْ َ
اهي ُم َي ُهودِيًّا َولا ن ْ ْر ِ ان إِب ََ )66ما َك َ
ُ ْ
اب لِ َم َتكف ُر َ
ون ْ َ َ
ون (َ )69يا أ ْهل ال ِك َت ِ ْ ُ َ
ون إِلا أ ْنف َس ُه ْم َو َما َيش ُع ُر َ َّ ُّ
ُضل َ ُضلو َنك ْم َو َما ي ِ ُ ُّ اب ل ْو ي ِ َ ْ
ِن أ ْه ِل ال ِك َت ِ َ ٌ َ
َّت طا ِئفة م ْ َ ِين (َ )68ود ْ ْ
ِي ال ُم ْؤ ِمن َ َّ
ِين آَ َمنُوا َوالل ُه َول ُّ َوالَّذ َ
اب آَ ِمنُوا ِبالَّذِي ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِون (َ )71و َقالَ ْت َطا ِئ َف ٌة م ْ ون الْ َح َّق َوأَ ْنتُ ْم َت ْعلَ ُم َ اط ِل َو َت ْكتُ ُم َ ون الْ َح َّق ِبالْ َب ِ اب لِ َم َتلْ ِب ُس َ ُون (َ )70يا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ ات اللَّ ِه َوأَ ْنتُ ْم َت ْش َهد َ ِبآَ َي ِ
ُؤ َتى أَ َح ٌد م ِْث َل َما ون (َ )72ولَا تُ ْؤ ِمنُوا إِلَّا لِ َم ْن َت ِب َع دِي َن ُك ْم ُق ْل إِ َّن الْ ُهدَى ُهدَى اللَّ ِه أَ ْن ي ْ ار َوا ْك ُف ُروا آَ ِخ َر ُه لَ َعلَّ ُه ْم َي ْر ِج ُع َ ِين آَ َمنُوا َو ْج َه النَّ َه ِ أُ ْن ِز َل َعلَى الَّذ َ
يم ()74 ص ِب َر ْح َم ِت ِه َم ْن َي َشا ُء َواللَّ ُه ُذو الْ َف ْ ْ
ض ِل ال َع ِظ ِ اس ٌع َعلِي ٌم (َ )73ي ْخ َت ُّ ُؤتِي ِه َم ْن َي َشا ُء َواللَّ ُه َو ِ ض َل ِب َي ِد اللَّ ِه ي ْ اجو ُك ْم ِع ْن َد َربِّ ُك ْم ُق ْل إِ َّن الْ َف ْ ُح ُّأُوتِيتُ ْم أَ ْو ي َ
ْس َعلَ ْينَا فِي الْأُ ِّمي َ
ِّين ِك ِبأَنَّ ُه ْم َقالُوا لَي َ ْك إِلَّا َما ُد ْم َت َعلَ ْي ِه َقا ِئ ًما َذل َ َد ِه إِلَي َ َار لَا يُؤ ِّ ْ
ْك َو ِم ْن ُه ْم َم ْن إِ ْن َتأ َم ْن ُه ِبدِين ٍ َد ِه إِلَي َ
ار يُؤ ِّ ْ
اب َم ْن إِ ْن َتأ َم ْن ُه ِب ِق ْن َط ٍ ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ َوم ْ
ون ِب َع ْه ِد اللَّ ِه َوأَ ْي َما ِن ِه ْم َث َمناً َ
ِين َيشت ُر َ ْ َّ
ِين ( )76إِ َّن الذ َ َّ ْ
ُح ُّب ال ُمتق َ َّ َ َ َّ َ
ون (َ )75بلى َم ْن أ ْوفى ِب َع ْه ِد ِه َواتقى فإِ َّن الل َه ي ِ َ َ َ
ِب َو ُه ْم َي ْعل ُم َ َ ْ َّ
ون َعلى الل ِه الكذ َ َ ُ ُ
َسِبيل َو َيقول َ ٌ
ون أَلْ ِس َن َت ُه ْم
اب أَلِي ٌم (َ )77وإِ َّن ِم ْن ُه ْم لََف ِري ًقا َيلْ ُو َ َ
ذ ع
ِْ َ ُْ َ ٌ م ه َ
ل و م ه ي ِّ
ك َ
ُز ي ا َ
ل و ة
ِ م ا يقِ ْ
ال
َ َ ُ ِ ِْ ْ َْ َ َ َ َ م و ي م ه يَ
ل إ ر ظُ ْ
ن ي اَلو ُ
ه َّ
الل م ه م ِّ
ل
َ َ ُ ُُُ َ
ك ي اَلو ةِ ر خ ِ َ
آ ْ
ال ِي ف مُْه َ
ل َ
اق َ
ل َ
خ ِك لَا َقلِيلًا أُولَئ َ
ون ( ))78ومن ِب َو ُه ْم َي ْعلَ ُم َ ون َعلَى اللَّ ِه الْ َكذ َ ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه َو َي ُقولُ َ ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه َو َما ُه َو م ْ ون ُه َو م ْ اب َو َي ُقولُ َ ِن الْ ِك َت ِ اب َو َما ُه َو م َ ِن الْ ِك َت ِ اب لَِت ْح َسبُو ُه م َ ِبالْ ِك َت ِ
يل اللَّ ِه َم ْن آَ َم َن َت ْب ُغو َن َها ِع َو ًجا َوأَ ْنتُ ْم ُّون َع ْن َسِب ِ صد َ اب لِ َم َت ُ ون (ُ )98ق ْل َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ ات اللَّ ِه َواللَّ ُه َش ِهي ٌد َعلَى َما َت ْع َملُ َ ون ِبآَ َي ِ اب لِ َم َت ْك ُف ُر َ ( ُق ْل َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ
ْفين (َ )100و َكي َ اب َي ُردُّو ُك ْم َب ْع َد إِي َما ِن ُك ْم َكاف ِ
ِر َ ِين أُوتُوا الْ ِك َت َ ِن الَّذ َ ِين آَ َمنُوا إِ ْن تُ ِطي ُعوا َف ِري ًقا م َ ون (َ )99يا أَيُّ َها الَّذ َ ِل َع َّما َت ْع َملُ َ ُش َهدَا ُء َو َما اللَّ ُه ِبغَاف ٍ
وناس َت ْأ ُم ُر َ اط ُم ْس َتقِيم (ُ ( ))101ك ْنتُ ْم َخي َ ُ ُ
ْر أ َّم ٍة أ ْخ ِر َج ْت لِلنَّ ِ ٍ ص َر ٍ ِي إِلَى ِ ص ْم ِباللَّ ِه َف َق ْد ُهد َ ات اللَّ ِه َوفِي ُك ْم َر ُسولُ ُه َو َم ْن َي ْع َت ِ ون َوأَ ْنتُ ْم تُ ْتلَى َعلَ ْي ُك ْم آََي ُ َت ْك ُف ُر َ
َ
ض ُّرو ُك ْم إِلَّا أ ًذى ون ( )110لَ ْن َي ُ اس ُق َ َ
ون َوأ ْك َث ُر ُه ُم الْ َف ِ ْرا لَ ُه ْم ِم ْن ُه ُم الْ ُم ْؤ ِمنُ َ ان َخي ً اب لَ َك َ َ
ون ِباللَّ ِه َولَ ْو آَ َم َن أ ْه ُل الْ ِك َت ِ وف َو َت ْن َه ْو َن َع ِن الْ ُم ْن َك ِر َوتُ ْؤ ِمنُ َ ِبالْ َم ْع ُر ِ
َّ
ِن الل ِه َض ٍب م َ اس َو َبا ُءوا ِبغ َ ِن النَّ ِ ْل م َ َّ
ِن الل ِه َو َحب ٍ ْل م َ َّ ُ
ْن َما ث ِق ُفوا إِلا ِب َحب ٍ َ ُ َّ ِّ
ْه ُم الذلة أي َ ض ِر َب ْت َعلَي ِ ون (ُ )111 ص ُر َ ُ
ار ث َّم لَا يُ ْن َ َ ْ ُ
ُولوك ُم الأ ْد َب َ ُّ َوإِ ْن يُ َقاتِلُوك ْم ي َ
ُ
ِن أَ ْه ِل ْسوا َس َوا ًء م ْ ُون ( )112لَي ُ ص ْوا َو َكانُوا َي ْع َتد َ
3 ِك ِب َما َع َ ْر َح ٍّق َذل َ ون الْأَ ْن ِب َيا َء ِب َغي ِ ات اللَّ ِه َو َي ْقتُلُ َ ون ِبآَ َي ِِك ِبأَنَّ ُه ْم َكانُوا َي ْك ُف ُر َ َة َذل َ ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم الْ َم ْس َكن ُ َو ُ
ْ ْ ْ ْ ْ َّ َّ َّ ُ ُ
ون فِي ار ُع َ ُس ِ َ ْ
وف َو َين َه ْو َن َع ِن ال ُمنك ِر َوي َ ْ ون ِبال َم ْع ُر ِ َ
ون ِبالل ِه َوال َي ْو ِم الآ ِخ ِر َو َيأ ُم ُر َ ُ
ُؤ ِمن َ ُون ( )113ي ْ ْل َو ُه ْم َي ْس ُجد َ َ
ات الل ِه آنَا َء اللي ِ َ
ون آ َي ِ ْ ٌ َ ٌ
اب أ َّمة قا ِئ َمة َيتل َ الْ ِكت ِ
َ
ْر َفلَ ْن ُي ْك َف ُرو ُه َواللَّ ُه َعلِي ٌم ِبالْ ُمتَّق َ ين (َ )114و َما َي ْف َعلُوا م ْ ُ
ات َوأولَئ َ الْ َخي َ
ِين ( ))115آيات كثيرة أفاض فيها فقال (أكثر) .أما التي ال ِن َخي ٍ ِح َ الصال ِ ِن َّ ِك م َ ْر ِ
3قد تشترك صيغة فعيل في المبالغة والصفة المشبهة وإسم المفعول من حيث الصيغة فقط أما إذا كان أصل الفعل متعديًا يطيل فيها فيقول (كثير).
تصير مبالغة وإذا كان أصل الفعل الزمًا تصير صفة مشبهة .مثال :سميع من سمع وهو فعل متعدي إذن سميع صيغة مبالغة ،عليم من علم وهو
رحم فعل متعدي فهي مبالغة وإذا كانت من َر ُحم فعل الزم تصير صفة مشبهة. فعل متعدي إذن عليم مبالغة ،حتى في رحيم قالوا إذا كانت من ِ
نحول إلى ف ُعل بقصد المبالغة .طويل من طال فعل الزم فطويل صفة مشبهة وكذلك قصير وقبيح وجميل صفة وعندنا ف ُعل أبلغ من فعِل وأحيانًا ِّ
مشبهة.
آية (:)111
ص ْب ُك ْم َسيَِّئةٌ يَ ْف َرحُوا بِهَا َوِإ ْن تَصْ بِرُواH
* لماذا جاءت (يضرُّ كم) بالرفع في آية سورة آل عمران (ِإ ْن تَ ْم َس ْس ُك ْم َح َسنَةٌ تَ ُسْؤ هُْHم َوِإ ْن تُ ِ
َوتَتَّقُوا اَل يَضُرُّ ُك ْم َك ْي ُدهُ ْم َش ْيًئا ِإ َّن هَّللا َ بِ َما يَ ْع َملُونَ ُم ِحيطٌ ())120؟(د.فاضل السامرائى)
(يضركم) والثانية بالرفع َّ (يض ُّركم) مرفوعة؟ ومن يقول إنها حالة رفع؟ هذا الفعل مجزوم ولآلية قراءتان متواترتان إحداها بالفتح أو ً
ال من يقول أن ُ
(ضر) فعل ثالثي مض ّعف إذا ُج ِزم وكان ّ (يضركم) .هذا الفعل مجزوم بالسكون ُح ِّرك اللتقاء الساكنين وكانت الحركة الض ّم لالتباع .وهذا الفعل ُّ
مضموم العين في المضارع مثل ع ّد ي ُع ّد وش ّد يش ّد إذا ُجزم فعليه أربعة أحوال:
اب ( ِ َ
ق ع
ِ ْ
ال دُ ِي
د شَ هَ َّ
الل نَّ إ
ِ َ
ف هُ َ
ل و سََُر و ه
َ َّ
الل ِق
ِ ق ا َ
ُش ي ن ْ م
ََو هُ َ
ل و س ر
ََُ و ه
َ َّ
الل وا ُّ
اق شَ ِك ِبأَنَّ ُه ْمفك االدغام مع الجزم (يضرر) مثل قوله تعالى ( َذل َ ّ .1
ِك ُ ْ
الد ْن َيا َوالآَ ِخ َر ِة َوأولَئ َ ُ َ
ِك َحِب َط ْت أ ْع َمال ُه ْم فِي ُّ ُ
ِر َفأولَئ َ3د ِم ْن ُك ْم َع ْن دِي ِن ِه َف َي ُم ْت َو ُه َو َكاف ٌ )13االنفال) و قوله تعالى ( َو َم ْن َي ْر َت ِد ْ
ُ أَ ْ
ُون ( )217البقرة) وهذا يسري على جميع المض ّعفات في حالة الجزم إذا أسند إلى ضمير مستتر أو اب النَّ ِ
ار ُه ْم فِي َها َخالِد َ ص َح ُ
اسم ظاهر.
ُحبُّ ُه ْم َ ُ َّ ْ َ َ ْ ُ ْ
ِين آ َمنوا َمن َي ْرتد ِمنك ْم َعن دِي ِن ِه ف َس ْوف َيأتِي الله ِبق ْو ٍم ي ِ َّ َ ْ ُ َ َّ َ ُ
.2االدغام والفتح كأن نقول لن يض َّرك كما في قوله تعالى ( َيا أيُّ َها الذ َ
ُحبُّو َن ُه (المائدة )54بالفتح وهذا مجزوم لكن ل ّما صار ادغام التقى ساكنان فعندما ادغمنا األول يصير ساكنًا والثاني ساكن فال َوي ِ
أخف الحركات مثل (يرتَّد) مجزوم وعالمة جزمه السكون لكن بد من الحركة وعندنا أوجه تحريك إما أن نحركه بالفتح ألنها ّ
وح ِّرك بالفتح ألنها أخف الحركات. ُح ِّرك اللتقاء الساكنين ُ
اب ()4 ِ قَ ع
ِ ْ
ال ُ
د ِي دش َ ه
َ َّ
الل نَّ إ َ
ف ه
َ َّ
الل اقِّ َ
ُشي نْ م
ََو ُ
ه َ
ل و س ر
ََُ و ه
َ َّ
الل وا ُّ
اق شَ م ه
ِ ُْ َّ
ن َ
أ ب ِك َ ل َ
ذ ( تعالى قوله ومثل ر ُضِّ ي ال .3االدغام مع الكسر كقولنا
ِ
الحشر).
يص ّح أن نقول لم ي ّم َّد ولم ي ِم ّد ولم ي َم ّد.
3 يضر ،ي ُعد ،ي ّمد ِ .4االدغام مع الض ّم إذا كانت العين مضمومة مثل ُ
وح ِّرك اللتقاء الساكنين وكانت الحركة الض ّم لالتباع هذا من ناحية التفضيل النحوي. فالفعل إذن ليس مرفوعا ولكنه ًمجزوم وعالمة جزمه السكون ُ
ُ
لكن يبقى السؤال لماذا اختير في هذه القراءة الضم؟ مع أن األكثر واألشيع هو الفتح ألن الفتحة أخف الحركات وهو ما عليه الكثير من الق ّراء ؟
يض َّركم بالفتح تعني كأنه ليس هناك ضرر قراءة حفص هي التي تقرأ بالض ّم .من ال ُمسلّمات أن الض ّم أثقل الحركات والفتحة أخ ّفها عندما نقول ُ
ار ثُ َّمُولُّو ُك ُم الْأَ ْد َب َ
ض ُّرو ُك ْم إِلَّا أَ ًذى َوإِ ْن يُ َقاتِلُو ُك ْم ي َ يضركم بالضم فهي تعني أنه هناك أذى ولكن ال يضركم كما في قوله تعالى (لَ ْن َي ُ ال لكن إذا قلنا ُّ أص ً
يضركم بالرفع ال تعني مسح الضرر ولكن يبقى ص ِب ُروا َو َتتَّ ُقوا) إشارة إلى أن ُّ ون ( )111آل عمران) ولذا قال تعالى في هذه اآلية ( َوإِ ْن َت ْ ص ُر َ لَا يُ ْن َ
شيء من مخلفاته التي ال ترقى إلى الضرر مما يؤذي النفس ولهذا جاءت اآلية بعدها بالصبر .فحالة الرفع هنا حالة ثقيلة أما حالة الفتح فهي أخف ّ
منها فناسب حركة االعراب الحالة التي تأتي فيها.
وقد يسأل سائل لماذا تختلف القراءات واآلية نفسها وفيها قراءتان متواترتان بالرفع والفتح؟ قالوا هناك مواقف في الزمن ومواقف في األشخاص
والناس ليسوا على وتيرة واحدة فيالقي بعضهم حاالت أشد من حاالت والزمن ليس واحدًا فقد تكون حالة أثقل من حالة وقد يكون ما يلقاه شخص
غيرما يلقاه شخص آخر فلذلك خالف وهي إشارة إلى الحالة الواقعية للحياة فال تكون على وتيرة واحدة لذا جاءت في القراءات احداها أثقل من
األخرى.
ونلخص ما قلناه في أحوال جزم الفعل الثالثي (يضركم) في اآلية مجزومة ألنه فعل مض ّعف عينه مضمومة وجاءت لالتّباعّ . ُّ ومن هذا كله نقول أن
المض ّعف وكان مضموم العين ونقول أن كلها ممكنة سواء كان الفعل أمر أو فعل مجزوم إذا أُسند إلى ضمير مستتر أو اسم ظاهر حاالت فك
االدغام ،االدغام مع الفتح أو الكسر كلها جائزة واالدغام مع الض ّم هذا الذي فيه الشرط فلو كان فعل الشرط ماضيًا يمكن أن يكون مرفوعًا ويُع ّد
وف ِبالْ ِع َبا ِد ( ُح ِّذ ُر ُك ُم اللَّ ُه َن ْف َس ُه َواللَّ ُه َر ُء ٌ
َ 3وي َ ِن ُسو ٍء َت َو ُّد لَ ْو أَ َّن َب ْي َن َها َو َب ْي َن ُه أَ َمدًا َبعِي ًداض ًرا َو َما َع ِملَ ْت م ْ ماضيًا ( َي ْو َم َت ِج ُد ُك ُّل َن ْف ٍ
س َما َع ِملَ ْت م ْ
ِن َخي ٍ
ْر ُم ْح َ
)30.آل عمران) ولو كان الفعل مضارعًا ال يحتمل الرفع
صرُونَ ( ))111مع أنها معطوفة (وِإ ْن يُقَاتِلُو ُك ْHم يُ َولُّو ُك ُم اَأْل ْدبَ َ
ار ثُ َّم اَل يُ ْن َ *لماذا جاءت كلمة (تنصرون) غير مجزومة في اآلية َ
على مجزوم؟(الشيخ خالد الجندي)
يقاتلوكم ويولوكم فعالن مجزومان األول هو فعل الشرط (وإن يقاتلوكم) والثاني جواب الشرط (يولوكم) ثم قال تعالى (ثم ال يُنصرون) بدون
جزم مع وجود حرف العطف (ثم) وهذا ليس خطأ لغويًا في القرآن حاشا هلل كما يدعي بعض المستشرقين الذين يحهلون اللغة العربية ولهؤالء
ال قبل إعراب الجمل والكلمات ألن اإلعراب تابع للفهم كما نجد في قوله تعالى (إنما يخشى اهللَ من عبادهنقول أنه علينا أن نفهم القرآن أو ً
العلما ُء) ونقول أن قوله تعالى (ثم ال تُنصرون) ليست معطوفة على ما قبلها ولكنها تفيد االستئناف على التراخي وتعني أن أعداء اهلل تعالى لن
3وليس عندهم نُصرة من اهلل تعالى حتى لو كان عندهم عدّة النصر فهو ال يُنصرون على االطالق فال يوجد عاصي يُنصروا على المؤمنين
يُنصر من عند اهلل تعالى فهي إذن جملة مستقلة لوحدها وليست معطوفة على ما قبلها .واستخدام الفعل المضارع في اآلية (يقاتولكم ،يولوكم)
تفيد االستمرار ألن القتال ضد الدين مستمر (ولن ترضى عنك اليهود وال النصارى حتى تتبع ملتهم) والخطاب في اآلية موجه لألمة المسلمة
التي تقيم الشريعة وتعرف حدود اهلل تعالى.
*ما الفرق بين الضرر واألذى؟(الشيخ خالد الجندي)
ون ( ))111والكالم في اآلية موجه للمؤمنين عن ص ُر َ ار ُث َّم لَا يُ ْن َض ُّرو ُك ْم إِلَّا أَ ًذى َوإِ ْن يُ َقاتِلُو ُك ْم يُ َولُّو ُك ُم الْأَ ْد َب َ قال تعالى في سورة آل عمران (لَ ْن َي ُ
الفاسقين الذين كفروا برسول اهلل مع علمهم بصدقه وصدق رسالته ونبوته .األذى هو نوع من أنواع الضرر والضرر نوعان ضرر قاصر
يدخن االنسان بين الناس فهذا وضرر متعدّي فلو شرب أحدهم خمرًا يكون قد أضر نفسه فهذا ضرر قاصر اقتصر على الشخص نفسه أما أن ّ
ضرار" ضرار كما جلء في الحديث الشريف "ال ضرر وال ِ ضرر متعدي للغير وهو ِ
ينقسم الضرر من حيث التأثير إلى قسمين ضرر قاصر وضرر متعدي ومن حيث مفعوله ينقسم إلى قسمين أيضًا ضرر مؤقت وضرر بائن
والضرر المؤقت هو الذي يستمر لفترة زمنية بسيطة أما الضرر البائن فهو الذي يستمر مفعوله لوقت طويل .والضرر المؤقت هو ما يسمى
إيذاء أو أذى أما الضرر البائن فهو الضرر الحقيقي المقصود في اللغة .فلو كان اإليالم مؤقتًا يسمى إيذاء وإن كان دائمًا يسمى ضررًا ألنه
يدوم وقتًا أطول.
ِن َجلَا ِبي ِب ِه َّن َذل َ
ِك ْه َّن م ْ ِ يَ
ل ع
َ ِين
َ ن ْ
د ي
ُ ِين
َ نمِ ْ
ؤ م
ُ ْ
ال ءِ اِس
َ َنو ِكَ تَانبَ و ك
َ ِ َ َ اج و ز ْ َ
ِأل لْ ُ
ق ي ب
ِ ُّ َّ
الن ا ه
َ ي
ُّ َ
أ ا ي
َ ( تعالى فقال دقيقًا ً
ال استعما أذى كلمة الكريم القرآن وقد استعمل
ورا َر ِحي ًما ( )59االحزاب) النظرة تؤذي ألنها مؤقتة غير دائمة ، .وقال تعالى في سورة األحزاب أيضًا َّ
ان الل ُه َغ ُف ً ْن َو َك َ أَ ْدنَى أَ ْن يُ ْع َر ْف َن َفلَا ي ْ
ُؤ َذي َ
الد ْن َيا َوالْآَ ِخ َر ِة َوأَ َع َّد لَ ُه ْم َع َذابًا ُم ِهي ًنا ( ))57فمجرد أذى الرسول يستوجب لعنة اهلل تعالى في ون اللَّ َه َو َر ُسولَ ُه لَ َع َن ُه ُم اللَّ ُه فِي ُّ ُؤ ُذ َ ِين ي ْ(إِ َّن الَّذ َ
ِنِن َرأْ ِس ِه َف ِف ْد َي ٌة م ْ يضا أَ ْو ِب ِه أَ ًذى م ْ ان ِم ْن ُك ْم َم ِر ً الدنيا واآلخرة ولهم عذاب مهين جزاء إيذائهم للرسول .وقال تعالى في سورة البقرة ( َف َم ْن َك َ
ْ ْ يض ُق ْل ُه َو أَ ًذى َف ْ (و َي ْسأَلُون َص َد َق ٍة أَ ْو نُ ُس ٍك) َ ام أَ ْو َ
وه َّن م ْ
ِن ُن َحتَّى َيط ُه ْر َن َفِإ َذا َت َط َّه ْر َن َفأتُ ُ يض َولَا َت ْق َربُوه َّ اع َت ِزلُوا النِّ َسا َء فِي الْ َم ِح ِ َك َع ِن الْ َم ِح ِ صَي ٍ ِ
ً َ َ
ون َما أ ْن َف ُقوا َمنًّا َولَا أذى لَ ُه ْم ُ َّ
يل الل ِه ث َّم لَا يُ ْت ِب ُع َ ون أ ْم َوالَ ُه ْم فِي َس ِب َِ ِين يُ ْن ِف ُق َ َّ
ين (( ))222الذ َ ْ
ُح ُّب ال ُم َت َط ِّه ِر َين َوي ِ ُح ُّب التَّ َّوا ِب َ َّ َّ َ
ْث أ َم َر ُك ُم الل ُه إِ َّن الل َه ي ِ َحي ُ
َ
ضى أ ْن ُ َ
ِن َم َط ٍر أ ْو ك ْنتُ ْم َم ْر َ ً َ
ان ِبك ْم أذى م ْ ُ ُ
َاح َعلَ ْيك ْم إِ ْن َك َ ون ( ))262وفي سورة النساء ( َولَا ُجن َ ف َعلَ ْي ِه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َربِّ ِه ْم َولَا َخ ْو ٌ
ُولُّو ُك ُم ض ُّرو ُك ْم إِلَّا أَ ًذى َوإِ ْن يُ َقاتِلُو ُك ْم ي َ ين َع َذابًا ُم ِهي ًنا ( ))102وفي آية سورة آل عمران (لَ ْن َي ُ ِر َ ِح َت ُك ْم َو ُخ ُذوا ِح ْذ َر ُك ْم إِ َّن اللَّ َه أَ َع َّد لِلْ َكاف ِ ض ُعوا أَ ْسل َ َت َ
ون ( ))111فاآلية تدل على أن ما يسمعه المؤمنون من الفاسقين هو ليس إال أذى كالميًا فقط وليس ضررًا ألنهم مؤمنون ص ُر َ ُ
ار ث َّم لَا يُ ْن َالْأَ ْد َب َ
متمسكون بإيمانهم والخطاب في اآلية هو للمؤمنين أما غير المؤمنين فلن يكون ضرر الفاسقين أذى بالنسبة لهم.
آية (:)112
*انظر آية (↑↑↑.)21
*مامعنى الضرب في القرآن الكريم؟ (الشيخ خالد الجندي)
ِك ِبأَنَّ ُه ْم َك33انُوا ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم الْ َم ْس َكن ُ
َة َذل َ ِن اللَّ ِه َو ُ
َض ٍب م َ ِن النَّ ِ
اس َو َبا ُءوا ِبغ َ ْل م َ ِن اللَّ ِه َو َحب ٍ ْن َما ثُ ِق ُفوا إِلَّا ِب َحب ٍ
ْل م َ الذلَّ ُة أَي َ (ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ
قال تعالى ُ
َ
ص ْوا َوكانُوا َي ْع َتد َ َ َ ٍّ َ ْ ُ ُ ْ َّ ون ِبآَ َي ِ
َي ْك ُف ُر َ
ُون ( )112آل عمران) ضرب بمعنى ألزم ودمغ يقال ضربت النق33ود 3 ْر َحق ذلِك ِب َما َع َ ون الأ ْن ِب َيا َء ِب َغي ِات الل ِه َو َيقتل َ
3رهن على 3ربن بخم3 3الى (وليض3 أي ُحفر على المعدن رسمًا أو اسمًا حتى ال يُمسح .وضرب الشيء أي التصق به التصاقًا شديدًا كما قال تع3
جيوبهن) بمعنى االلصاق والتثبيت وعدم المفارقة.
*ورتل القرآن ترتيالً:
الذلَّ ُة أَي َ
ْن َما ُث ِق ُفو ْا ( )112آل عمران) معنى ضرب الذلة إتصالها بهم وإحاطتها ففيه إستعارة مكنية إذ ُشبِّهت الذلة وهي أمر معقول (ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ
ُ
وشبِّه اتصالها وثباتها بضرب ال ُقبّة وش ّد أطنابها بحيث يصعب أن يتنزعوا هذه المذلة عنهم فهلغير محسوس ي ُقبّة أو خيمة شملتهم وأحاطت بهم ُ
يمكن أن تؤدي صورة أخرى ما أفادته هذه الصورة القرآنية الفريدة؟
وا ِإالَّ بِ َحب ٍْل ِّم ْن هّللا ِ َو َحب ٍْل ِّمنَ النَّ ِ
اس َوبَآُؤواH ت َعلَ ْي ِه ُم ال ِّذلَّةُ َأ ْينَ َما ثُقِفُ ْ ت َعلَ ْي ِه ُم ال ِّذلَّةُ َو ْال َم ْس َكنَةُ ( )61البقرة) – (ض ِ
ُربَ ْ ُربَ ْH
*( َوض ِ
ت َعلَ ْي ِه ُم ال َم ْس َكنَةُ ( )112آل عمران) لم االختالف؟(د.أحمد Hالكبيسى) ْ ُربَ ْ ب ِّمنَ ِ َوض ِ هّللا بِ َغ َ
ض ٍ
ال ثم بعد فترة طويلة ضربت َة ( )61البقرة) مرة واحدة ضربت الذلة أو ً الذلَّ ُة َو ْال َم ْس َكن ُ
ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ يتكلم رب العالمين عن بني إسرائيل مرة قال ( َو ُ
ُخ ِر ْج لَنَا ْع لَنَا َرب َ َ ْ
المسكنة ،إحداهما في البقرة واألخرى في آل عمران ،في البقرة يقول تعالى ( َوإِ ْذ ُقلتُ ْم َيا ُم َ
َّك ي ْ اح ٍد َفاد ُ ام َو ِ ص ِب َر َعلَ َى ط َع ٍ وسى لَن نَّ ْ
المن وهذه الطيور السلوى صلِ َها ( )61البقرة) أعطاكم رب العالمين هذه الحلوى الهائلة ّ َس َها َو َب َ ض مِن َب ْقلِ َها َوقِثَّآ ِئ َها َو ُفو ِم َها َو َعد ِ األ ْر ُ ِما تُن ِب ُت َ م َّ
المن حلوى تنزل من السماء ولم تعد موجودة في العالم كله إال عندما أنزلها تأتيكم مشوية جاهزة هذا الطعام الراقي الذي ال نظير له في الكون .هذا ّ
اهلل على بني إسرائيل في تيههم يتيهون في سيناء أربعين عامًا ،بقيت بقايا هذا المن تنزل فقط في شمال العراق في هذه الجبال الشاهقة في فصل من
المن النازل من السماء وهو حلوى ال من السما أي ّ فصول السنة تنزل على هذه األشجار في قارس البرد ثم تج ّمع وتصنع يسمونها اآلن في العراق ّ
تجدها إال في العراق وفي العراق ال تجدها إال في شماله وتصنّع في العاصمة .هذه النعمة اإللهية أعطاها اهلل لبني إسرائيل في تيههم ومع هذا قالوا
ِما تُن ِب ُت َ ُخ ِر ْج لَنَا م َّ ْع لَنَا َرب َ َ من وسلوى ( َوإِ ْذ ُقلْتُ ْم َيا ُم َ
ض مِن األ ْر ُ َّك ي ْ اح ٍد َفاد ُ ص ِب َر َعلَ َى ط َع ٍ
ام َو ِ وسى لَن نَّ ْ يا موسى لن نصبر على طعام واحد فقط ّ
َّ َ
ون الذِي ُه َو أ ْدنَى ِبالذِي ُه َو َّ ُ َ َ َ َ
صلِ َها) أعطاكم هاتان النعمتان العظيمتان وأنتم تريدون حشائش األرض؟! (قال أت ْست ْبدِل َ َس َها َو َب َ َب ْقلِ َها َوقِثَّآ ِئ َها َو ُفو ِم َها َو َعد ِ
ض ُّرو ُك ْم إِلَّا َة) في آن واحد ،هذا في البقرة .في آل عمران يتكلم عنهم قال (لَ ْن َي ُ الذلَّ ُة َوالْ َم ْس َكن ُض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ ِصرًا َف ِإ َّن لَ ُكم َّما َسأَلْتُ ْم َو ُ اه ِب ُطواْ م ْ ْر ْ َخي ٌ
اس ِن النَّ ِ ْل م َ َّ
ِن الل ِه َو َحب ٍ ْل م َ َّ
ْن َما ثُ ِق ُفوا ( ))112الذلة وحدها (إِلا ِب َحب ٍ َ ُ
الذلة أي َ َّ ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ ون (ُ )111 ص ُر َ أَ ًذى َوإِ ْن يُ َقاتِلو ُك ْم يُ َولو ُك ُم الأ ْد َب َ
ار ثُ َّم لَا يُ ْن َ َ ْ ُّ ُ
َة) إذن هناك تفريق بين الزمن الذي ضربت عليهم الذلة والزمن الذي ضربت عليهم المسكنة بعد ْه ُم الْ َم ْس َكن ُ
ض ِر َب ْت َعلَي ِ ِن اللَّ ِه َو ُ َض ٍب م َ َو َبا ُءوا ِبغ َ
ً
سنوات .فلماذا أول مرة ضربت الذلة والمسكنة في آن واحد ثم ضربت الذلة أوال ثم ضربت المسكنة ثانيًا؟ لعل واحدًا يقول ما الفرق؟ عندما نتأمل
في تاريخ بني إسرائيل في زمن سيدنا موسى ،كل األنبياء بال استثناء ُعذبوا من شعوبهم وكأن هذا من أقدار اهلل عز وجل وقوانين هذا الكون ،التبي
3سيدنا موسى أوذي أذى عظيمًا واهلل تعالى ُ ع ّذب لكن ما إن جاءت معركة بدر حتى انتهى األمر ثم ساد التوحيد العالم كله بهذا النبي الجديد.
ان ِع ْن َد اللَّ ِه َو ِجي ًها ( )69األحزاب) سيدنا المسيح أوذي لكن أذاه كان ِما َقالُوا َو َك َ وسى َف َب َّرأَ ُه اللَّ ُه م َّ
ِين آَ َذ ْوا ُم َ ِين آَ َمنُوا لَا َت ُكونُوا َكالَّذ َ يقول ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
حي إلى هذه الساعة ( َبل َّر َف َع ُه اللُهّ إِلَ ْي ِه ()158 أخف بكثير من أذى سيدنا موسى وحكاية الصلب واإلعدام غير صحيحة والحقيقة أن سيدنا عيسى ّ
النساء) وسينزل في آخر الزمان .
ما من قوم آذوا نبيهم كما آذى بنو إسرائيل أنبياءهم فمنهم من جعلوه لوطيًا ومنهم من جعلوه زانيًا أطلقوا على عيسى أنه ابن حرام وآذوهم أذى
شديدًا فسيدنا موسى أتعبوه جدًا ومن ضمنها لما أنزل اهلل ععليهم المن والسلوى شهر شهرين ثم ألحوا إلحاحًا شديدًا فقال لهم موسى ماذا ؟ قالوا نريد
ْر) أراد رب العالمين أن يؤدبهم .وأنتم تعرفون من القرآن الكريم ومن واقع الحال ون الَّذِي ُه َو أَ ْدنَى ِبالَّذِي ُه َو َخي ٌ ال أََت ْس َت ْبدِلُ َحشائش األرض قال ( َق َ
َرى اللَّ َه َج ْه َر ًة ( ِن لَ َك َحتَّى ن َ وسى لَن نُّ ْؤم َ 3كلما أساءوا ألن إساءتهم في غاية القسوة تصور لما قالوا ( َوإِ ْذ ُقلْتُ ْم َيا ُم َ بنو إسرائيل كان اهلل تعالى يعذبهم
ْر لَّ ُك ْم ِعن َد َ
ار ِئ ُك ْم َفا ْقتُلُواْ أن ُف َس ُك ْم َذلِ ُك ْم َخي ٌ
3أن ذهب موسى ليكلمه اهلل اتخذوا العجل إلهًا فقال لهم اهلل تعالى اقتلوا أنفسكم ( َفتُوبُواْ إِلَى َب ِ )55البقرة) بعد
ار ِئ ُك ْم ( )54البقرة) جاءهم اهلل تعالى بزوبعة كل واحد يقتل الثاني حتى قتلوا باآلآلف عقوباتهم كانت صارمة ومع هذا ال يتوبون لشدة شوكتهم َب ِ
ولشدة عنادهم ولشدة اختالفهم على غيرهم ال يمكن أن يستسلموا وال أن ينقادوا وال أن يطيعوا .آذوا موسى عليه السالم كثيرًا حينئذ انتقم اهلل منهم
ال ما دخلوا حربًا مع العماليق إال هزموا لماذا؟ رب لما فعلوه بموسى فقال (ضربت عليهم الذلة والمسكنة) في آن واحد الذلة الهزائم في الحرب وفع ً
ُوت فِي ِه ْ
ال لَ ُه ْم ِن ِبيُّ ُه ْم إِ َّن آ َي َة ُملْ ِك ِه أَن َيأ ِت َي ُك ُم التَّاب ُ
العالمين سلط عليهم العماليق فسرقوا منهم التابوت الذي فيه سكينة من ربكم هذه معجزة طالوت ( َو َق َ
ون َت ْحمِلُ ُه الْ َمآل ِئ َك ُة ( )248البقرة) ظلوا يصابون بالذلة من الحروب والمسكنة بين الناس ار َ
آل َه ُ وسى َو ُ آل ُم َ َّة ِّم َّما َت َر َك َُة ِّمن َّربِّ ُك ْم َو َبقِي ٌَسكِين ٌ
اليهودي دائمًا يبدي نفسه أمام اآلخرين أنه مسكين وأنه متواضع وأنه مظلوم إلى يوم القيامة وهم اليوم يحكمون العالم من مشرقه إلى مغربه ومع
3إذن هكذا هم ولذلك قال تعالى (ضربت عليهم الذلة والمسكنة) .في هذا يقولون نحن مساكين نحن مظلومين ونحن نرى ماذا يفعلون بالفلسطينيين.
ال فقط انهزموا في الحرب وكل المعارك التي خاضها اليهود مع المسلمين خسروا خسارة عظيمة الذلة فقط وبقوا زمن الرسول ضربت الذلة أو ً
ال ما إن انتهى العهد الراشدي إلى يومنا هذا أعزاء والنبي أعطاهم في خيبر وغير ذلك ولكن وعدهم في المستقبل سوف يصابون بالمسكنة وفع ً
وهم في العالم كله يشعرون بالمسكنة إضافة إلى الذلة.
نعود إلى اآليتين في البقرة وآل عمران (ضربت عليهم الذلة والمسكنة) جمع الذلة والمسكنة مع بعض هذا في عصر موسى وما بعده .وفي آل
ال أي أنهم انهزموا في الحروب خيبر وبني قريظة وبني المصطلق وبني قينقاع هذه المعارك التي دارت الذلَّ ُة) الذلة أو ً (ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ عمران قال ُ
بينهم وبين المسلمين خسروها فأذلهم اهلل عز وجل لشدة مكرهم وتآمرهم كل هذه الحروب قامت ألنهم يتآمرون على النبي مع أنهم اتفقوا معه ثم
ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم َض ٍب ِّم َن اللِهّ َو ُ اس َو َبآؤُوا ِبغ َ ْل ِّم َن النَّ ِ ْل ِّم ْن اللِهّ َو َحب ٍ
ال ِب َحب ٍْن َما ثُ ِق ُفواْ إِ َّ الذلَّ ُة أَي َ
(ض ِر َب ْت َعلَ ْي ِه ُم ِّ يغدرون به في النقطة المهمة ولهذا قال ُ
ُ
ِر َع ْو َن َي ُسو ُمو َنك ْم آل ف ْ ُ
َج ْينَاكم ِّم ْن ِ ْ
(وإِذ ن َّ َة ( )112آل عمران) إما أن ينصر اهلل بني إسرائيل عندما يكونوا على حق كما نصرهم على فرعون َ الْ َم ْس َكن ُ
ِر َع ْو َن َوأَنتُ ْم نج ْينَا ُك ْم َوأَ ْغ َر ْقنَا َ
آل ف ْ ِساء ُك ْم َوفِي َذلِ ُكم َبالء ِّمن َّربِّ ُك ْم َع ِظي ٌم (َ )49وإِ ْذ َف َر ْقنَا ِب ُك ُم الْ َب ْح َر َفأَ َ ون أَ ْبنَاء ُك ْم َو َي ْس َت ْحي َ
ُون ن َ ِّح َ ُس َو َء الْ َع َذ ِ
اب يُ َذب ُ
ون ( )50البقرة) ثم بعد ذلك إذا رب العالمين تخلى عنهم ينتصرون بأقوام آخرين مثل األمريكان والروس وغيرهم فيما عدا هذا وهذا لن نظ ُر َ َت ُ
يُنصروا هذا عندما جاء اإلسالم.
آية (:)114
*ورتل القرآن ترتيالً:
ات ( )114آل عمران) المسارعة في الخير الرغبة في االستكثار منه والمبادرة إليه .وفيه إستعارة لطيفة تُ ّ
درك بالتأمل ون فِي الْ َخي َ
ْر ِ ار ُع َ
ُس ِ
( َوي َ
والتدبر .فحرف (في) هنا استعارة تخيلية تؤذن بتشبيه الخيرات بطريق يسير فيه السائرون أما إذا قلت يسارعون إلى الخيرات فالمرء لم يبلغ بع ُد
الخيرات بل يسعى لبلوغها.
آية (:)115
*ما معنى يُكفروه في قوله تعالى في سورة آل عمران (وما يفعلوا من خير فلن يُكفروه)؟(الشيخ خالد الجندي)
ِين ( ))115هناك فريقان من الناس فريق اتبع ّ
الحق وفريق لم يؤمنوا .يُكف33روه أي ْر َفلَ ْن يُ ْك َف ُرو ُه َواللَّ ُه َعلِي ٌم ِبالْ ُمتَّق َ قال تعالى ( َو َما َي ْف َعلُوا م ْ
ِن َخي ٍ
يُغطى عنهم أو يمنع عنهم أو يُحجب عنهم أي أن كل عمل خير تجده عند اهلل تعالى لكن بشرط التقوى واآلية أشارت للشرطين في العمل:
ال يقبل من العمل إال ما كان خالصًا هلل تعالى (أال هلل الدين الخالص) (مخلصًا له الدين)
وما كان صحيحًا صالحًا الذي ينجي يوم القيامة.
آية (:)117
*ما الفرق بين كلمة ريح ورياح في القرآن الكريم؟(د.فاضل Hالسامرائى)
ص ٌّريح فِي َها ِ ون فِي ِهـ ِذ ِه الْ َح َيا ِة ُّ
الد ْن َيا َك َم َث ِل ِر ٍ للشر كما في قوله تعالى في سورة آل عمران ( َم َث ُل َما يُن ِف ُق َ كلمة ريح في القرآن الكريم تستعمل ّ
ون {)}117 ْ ُ َ صا َب ْت َح ْر َث َق ْو ٍم َظلَ ُمواْ أَن ُف َس ُه ْم َفأَ ْهلَ َك ْت ُه َو َما ظل َم ُه ُم اللُهّ َولـك ْ
ِن أنف َس ُه ْم َيظلِ ُم َ َ َ َ أَ َ
ْن
ُشرًا َبي َ اح ب ْ ُر ِس ُل ِّ
الر َي َ المبشرات كما في قوله تعالى في سورة األعراف ( َو ُه َو الَّذِي ي ْ أما كلمة الرياح فهي تستعمل في القرآن الكريم للخير كالرياح ّ
ون {)}57 َّ
مو َتى لَ َعل ُك ْم َت َذ َّك ُر َ ْ
ِك نُ ْخ ِر ُج ال ْ ات َك َذل َ ِّ َ ِّت َفأَ َ
نزلْنَا ِب ِه الْ َماء َفأ ْخ َر ْجنَا ِب ِه مِن ُكل الثَّ َم َر ِ َي َر ْح َم ِت ِه َحتَّى إِ َذا أَ َقلَّ ْت َس َحابًا ِث َقا ً
ال ُس ْقنَا ُه لَِبلَ ٍد َّمي ٍ َيد ْ
َ ْ ْ ْ
ْن َي َد ْي ِه ِبإِذ ِن َربِّ ِه َو َمن َي ِزغ ِمن ُه ْم َع ْن أ ْم ِرنَا ُ ْ
ِن ال ِج ِّن َمن َي ْع َمل َبي َ ْ ْ
ْن القِط ِر َوم َ َ ْ َ َ
اح َها ش ْه ٌر َوأ َسلنَا ل ُه َعي َ َ
ُو َها ش ْه ٌر َو َر َو ُ ُ
يح غد ُّ الر َ
ان ِّ َ
ِسل ْي َم َ(ول ُ وفي سورة سبأ َ
سخرها لسليمان ِير { )}12استعملت كلمة ريح مع سليمان لكنها لم تُخصص لشيء فجاءت عامة قد تكون للخير أو للشر ألن اهلل ّ اب َّ ِ
ع الس ِن َع َذ ِ نُذ ِْق ُه م ْ
يتصرف بها كيف يشاء.
*ورتل القرآن ترتيالً:
صا َب ْت َح ْر َث َق ْو ٍم َظلَ ُمواْ أَن ُف َس ُه ْم َفأَ ْهلَ َك ْت ُه َو َما َظلَ َم ُه ُم اللُهّ ( )117آل عمران) تدبر هذا
ص ٌّر أَ َ ون فِي ِهـ ِذ ِه الْ َح َيا ِة ُّ
الد ْن َيا َك َم َث ِل ِر ٍ
يح فِي َها ِ ( َم َث ُل َما يُن ِف ُق َ
التمثيل القرآني ستجد أنك أمام صورة في غاية في الدقة واإلحاطة باألمور .فقوله تعالى (ظلموا أنفسهم) ليس جزءًا من الصورة لو سقط الكالم
لكان المعنى تامًا ال لبس فيه لكنه صار إدماجًا في التمثيل ليُكسبه تفظيعًا وتشويهًا ولينفي ما يمكن أن يتحصل للسامع من الشفقة والرحمة على حال
أصحاب الحرث الهالك.
ظلِ ُمونَ ( )117آل عمران) َ ( -ولَ ِك ْن َكانُوا َأ ْنفُ َسهُ ْم يَ ْ
ظلِ ُمونَ ( )33النحل)ما الفرق ؟(د.أحمد *( َو َما ظَلَ َمهُ ُم هَّللا ُ َولَ ِك ْن َأ ْنفُ َسهُ ْم يَ ْ
الكبيسى)
ون) نحن جميعنا نحن األحياء نحن (كانوا) عن الذي مضى كل من ظلم نفسه قبل اإلسالم وبعد اإلسالم وإلى حد أمس هؤالء ( َكانُوا أَ ْن ُف َس ُه ْم َي ْظلِ ُم َ
اح َش ًة أَ ْو َظلَ ُموا أَ ْن ُف َس ُه ْم َذ َك ُروا اللَّ َه َف ْ
اس َت ْغ َف ُروا ل ُِذنُو ِب ِه ْم ِين إِ َذا َف َعلُوا َف ِ
(والَّذ َ
نظلم أنفسنا ليس كانوا بل اآلن كل من يذنب ذنبًا لحساب عب ٍد آخر يظلم نفسه َ
3ذ أنت بهذه الحالة ( )135آل عمران) ما الفرق بين الفاحشة وظلم النفس؟ الفاحشة أنت متونس عالقة بامرأة شهوة مال شوية تشرب خمر وحينئ ٍ
ات ( )14آل عمران) لكن ماذا لو دخلت النار لحساب غيرك؟! اس ُح ُّب َّ
الش َه َو ِ ِّن لِلنَّ ِ أنت ظلمت نفسك أنت أرضيت شهوتك وأنت أسعدت نفسك ُ
(زي َ
شهدت زور يا ابني هذا هو القاتل وتتهم غيره وتحلف طيب ما الذي لك فيه؟ حلفت قرآن شهادة زور وبالنار علشان هذا! وقس على هذا من أمثال
هذا الذي يظلم نفسه ،الذي يعاون أمير ظالم واحد محتل واحد جاء يحتل العراق وأنت أصبحت معه على شعبك! ما الذي ستحصل عليه؟! واحد
ذنب
حاكم ظالم يقتل ويذبح وكثير من حكام العرب مألوا السجون باإلعدامات والظلم وتساعدهم أنت على هذا طيب أنت ما الذي قبضت؟ حينئ ٍذ كل ٍ
ات) لشهواتك أنت أرضيت شهوتك زينها لك الشيطان لكن إذا فسقت وفجرت وتمتعت أنت خالص ارتويت اس ُح ُّب َّ
الش َه َو ِ ِّن لِلنَّ ِ أنت ترتاح له ُ
(زي َ
ار ( )113هود) هذا ُ َ َ
ِين ظل ُموا َف َت َم َّسك ُم النَّ ُ َّ َ َ
لكن أن تذنب بالربا أو شهادة الزور أو الخيانة أو الغدر لحساب غيرك وأنت موظف ( َولا َت ْر َكنُوا إِلى الذ َ
الذي ظلم نفسه.
آية (:)118
*ورتل القرآن ترتيالً:
ال َتتَّ ِخ ُذواْ ِب َطان ً
َة ِّمن دُو ِن ُك ْم ( )118آل عمران) ال ِبطانة بكسر الباء في األصل داخل الثوب لكن البيان اإللهي يتخذها لتصوير ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
ِين آ َمنُواْ َ
يطلع على شؤونه فيكون كبطانة الثياب في شدة القرب من صديقه. حالة صديق الرجل وخصيصه الذي ّ
*(ِإن ُكنتُ ْم تَ ْعقِلُونَ ( )118آل عمران) قال تعالى (تعقلون) ولم يقل تعلمون أو تفقهون؟ أال تؤدي ذات المعنى؟(ورتل Hالقرآن
ترتيالً)
وتوسم في اختيار من يثق به اإلنسان ويتخذه صديقًا لذلك عبّر عنها بالعقل ألنه أع ّم من العلم والفقه اللذين ال يكشفان
ّ إن هذه اآليات آيات فراسة
حقيقة هذه الفئة.
ت لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْعقِلُونَ ()17
ت ِإن ُكنتُ ْم تَ ْعقِلُونَ ( )118آل عمران) (قَ ْد بَيَّنَّا لَ ُك ُم اآْل يَا ِ
*ما داللة اختالف الخاتمتين (قَ ْد بَيَّنَّا لَ ُك ُم اآليَا ِ
الحديد) ؟(د.أحمد الكبيسى)
مدرس دخلت على فصل أغبياء وعابثين تقول ال أنت ّ 3لنفهم اآليات مث ً (إن كنتم تعقلون) في آية آل عمران و (لعلكم تعقلون) في آية سورة الحديد.
3ومؤذبين لهم سأشرح لكم الدرس إن كنتم تفهمون وكأنك تغمزهم من طرف خفي أنكم لن تفهموا بينما لو دخلت على فصل آخر أذكياء ومهذبين
ِك أَ ْم ًرا ( )1الطالق) أي ِث َب ْع َد َذل َ ُحد ُ تقول لهم سأشرح لكم الدرس لعلكم تفهمون يعني ستفهموا .هذا التجري من اهلل عز وجل تحقيق (لَ َع َّل اللَّ َه ي ْ
ضاء َت الْ َب ْغ َال َودُّواْ َما َعنِتُّ ْم َق ْد َبد ِ ال َي ْألُو َن ُك ْم َخ َبا ً
َة ِّمن دُو ِن ُك ْم َ ال َتتَّ ِخ ُذواْ ِب َطان ً
ِين آ َمنُواْ َ سيحدث بعد ذلك أمرًا .في آية آل عمران قال تعالى ( َيا أَُّي َها الَّذ َ
ون ( ))118كيف تستعينون بأعدائكم؟ كان قسم من المسلمين يستعينون ببعض ات إِن ُكنتُ ْم َت ْعقِلُ َ ُور ُه ْم أَ ْك َب ُر َق ْد َبيَّنَّا لَ ُك ُم اآل َي ِ
صد ُ اه ِه ْم َو َما تُ ْخفِي ُ ِن أَ ْف َو ِ
مْ
َت ْ ً
ال َيألو َنك ْم َخ َباال َودُّوا َما َعنِتُّ ْم َق ْد َبد ُِ ُ ْ ُ ً َ ْ
ال َتتَّ ِخذوا ِبطانَة ِّمن دُو ِنك ْم َ ُ 3وكانوا يستشيرونهم ويتعاملون معهم وهم من المستحيل أن ينصحوهم ( َ يهود المدينة
ون) يعني لن تعقلوا يا مسلمين وستبقون من اآلن إلى أن تقوم الساعة ُ ُ ُ
ات إِن كنت ْم َت ْعقِل َ ُ َ َ ْ َ
ُور ُه ْم أك َب ُر ق ْد َبيَّنَّا لك ُم اآل َي ِ صد ُ ُ
اه ِه ْم َو َما ت ْخفِي ُ ْ
ِن أف َو َِ ضاء م ْ الْ َب ْغ َ
ُحبُّو َن ُك ْم ( )119آل عمران) هذا طبع المسلمين في كل مكان ليس في ال ي ِ (هاأَنتُ ْم أُ ْوالء تُ ِحبُّو َن ُه ْم َو َ وكثير منكم من يتعامل مع عدوه واهلل تعالى قال َ
غل ألحد ال مسلم وال غير مسلم واهلل ما وجد اليهود وال النصارى وال الصابئين وال الوثنيين وال أي مِلّة أخرى أمنًا وأمانًا واحترامًا قلب مسلم ٌ
ٌ
واختالطًا كما وجدوا في بالد المسلمين نحن اآلن في العالم اإلسالمي وقد فعل بنا الغرب ما فعل ومزقونا مزقًا وليس في قلب واحد منا غل على
أحد والجميع يعيشون معًا وبالعكس بيننا وبين إخواننا من المسلمين مشاكل وقتل وقتول وليس بيننا وبين اآلخرين شيء كما شهد اهلل تعالى قال
صحيح أنتم طيبون أمرتكم أن تؤمنوا بكل األنبياء وبكل الرساالت والكتب لكن هذا ال يعني أن تسلموهم أمركم وتسمعوا كالمهم في كل شيء فهم ال
ِن الْ َغ ْي ِظ ( )119آل عمران) ِل م َ األنَام َضواْ َعلَ ْي ُك ُم َ ال ُي ِحُّبو َن ُك ْم ( )119آل عمران) ( َوإِ َذا لَ ُقو ُك ْم َقالُواْ آ َمنَّا َوإِ َذا َخلَ ْواْ َع ُّ (هاأَنتُ ْم أُ ْوالء تُ ِحُّبو َن ُه ْم َو َ يحبونكم َ
فأنتم تعايشوا معهم ولكن ال تعطوهم أسراركم تأخذوا نصائحهم وال توكلوا أمركم إليهم وتجعلهم يقودونكم وتفعلوا ما يأمروكم به فأنتم حينها
ُ ُ ْ
ال َيألو َنك ْم َة ِّمن دُو ِن ُك ْم َ ال َتتَّ ِخ ُذواْ ِب َطان ً ِين آ َمنُواْ َ ستضيعون ألنهم لن يخلصوا لكم فاهلل تعالى سبق في علمه أن المسلمين لن يطبقوا هذه اآلية ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
ون ( )118آل عمران) يفرحون بمعاناتكم، ات إِن ُكنتُ ْم َت ْعقِلُ َ ُور ُه ْم أَ ْك َب ُر َق ْد َبيَّنَّا لَ ُك ُم اآل َي ِ
صد ُ اه ِه ْم َو َما تُ ْخفِي ُ ِن أَ ْف َو ِ ضاء م ْ َت الْ َب ْغ َال َودُّواْ َما َعنِتُّ ْم َق ْد َبد ِ
َخَبا ً
لن تعقلوها وستبقون إلى يوم القيامة بهذه البساطة وبهذه النفوس الطيبة مع العدو وهو ينخر بكم نخرًا يمزقكم ويذهب باقتصادكم وسالمتكم ووحدتكم
ون) فيها غمز. كما فعلوا من قرنين أو ثالثة بل منذ أن جاء النبي وإلى يوم القيامة فقال (إِن ُكنتُ ْم َت ْعقِلُ َ
ون ( )17الحديد) وفعال البشرية كلها تقريبًا أن لهذا ً ات لَ َعلَّ ُك ْم َت ْعقِل َ
ُ ض َب ْع َد َم ْو ِت َها َق ْد َبيَّنَّا لَ ُك ُم الْآ َي ِ ُح ِيي الْأَ ْر َ (اعلَ ُموا أَ َّن اللَّ َه ي ْ في اآلية الثانية شيء آخر ْ
ُ ْ ُ ُ َ ْ
است ْيق َنت َها أنف ُس ُه ْم ظل ًما َو ُعل ًّواَ َ الكون ربًا وهذا من آيات الكون وال بد أن يكون لهذا الكون صانع ال يوجد من ينكر اهلل تعالى إال أحمق ( َو َج َحدُوا ِب َها َو ْ
( )14النمل) .يوري غاغارين لما صعد إلى القمر في زمن خروتشوف قال له أنا أعلم أنك رأيت اهلل ولكن إياك أن تتكلم بهذا ألنك شيوعي عليك
ون) ألن %99من البشرية تؤمن بأن لهذا الكون أن تبقى شيوعيًا ملحدًا .ما من ملحد إال ويعلم بينه وبين نفسه أن للكون ربًا .قال هنا (لَ َعلَّ ُك ْم َت ْعقِلُ َ
ون) ات لَ َعلَّ ُك ْم َت ْعقِلُ َض َب ْع َد َم ْو ِت َها َق ْد َبيَّنَّا لَ ُك ُم الْآ َي ِ ُح ِيي الْأَ ْر َ (اعلَ ُموا أَ َّن اللَّ َه ي ْ
خالقًا هو رب العالمين ،من هو؟ نختلف لكن ال بد أن يكون لهذا الكون ربًا ْ
ال كلمة (لعلكم) بشارة من رب العالمين أن الغالبية العظمى من البشرية كلها وخاصة المسلمين باإلجماع يعلمون أن لهذا الكون ربًا. وفع ً
(إن) تستعمل في األشياء المستحيلة الحدوث أما (إذا) فالبعكس.
آية (:)119
*انظر آية (↑↑↑.)66
آية (:)120
*انظر آية (↑↑↑.)111
*يأتي الضر مع فعل مسّ ومع الرحمة يأتي الفعل أذقنا فما الفرق بين المسّ واإلذاقة في القرآن؟(د.فاضل السامرائى)
والمس هو أي إتصال .أما كون المس يأتي مع الشر ّ ال هذا التفريق غير دقيق فالذوق والمس يأتي للضر وغير الضر ،الذوق هو إدراك الطعم أو ً
ٌ
وعا ( )21المعارج) (إِن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسنَة َت ُس ْؤ ُه ْم ( ْ
وعا (َ )20وإِ َذا َم َّس ُه ال َخي ُ
ْر َمنُ ً الش ُّر َج ُز ً فغير صحيح ألن المس يأتي مع الرحمة أيضًا (إِ َذا َم َّس ُه َّ
ُير ( )17األنعام) وكذلك اإلذاقة تأتي مع ِّ ُ َ
ْر َف ُه َو َعلى كل َش ْي ٍء َقد ٌ َّ
ف لَ ُه إِال ُه َو َوإِن َي ْم َس ْسك ِب َخي ٍ
َ ال َك ِ
اش َ ض ٍّر َف َ )120آل عمران) ( َوإِن َي ْم َس ْس َك اللُهّ ِب ُ
ان مِنَّا َر ْح َم ًة َف ِر َح ِب َها ()48 ون ( )21السجدة) ( َوإِنَّا إِ َذا أَ َذ ْقنَا الْإِ َ
نس َ اب الْأَ ْك َب ِر لَ َعلَّ ُه ْم َي ْر ِج ُع َ اب الْأَ ْدنَى د َ
ُون الْ َع َذ ِ ِن الْ َع َذ ِ
العذاب ومع الرحمة ( َولَنُذِي َقنَّ ُه ْم م َ
يرا ( )19الفرقان) ليس هنالك تقييد في االستعمال. (و َمن َي ْظلِم ِّمن ُك ْم نُ ِذ ْق ُه َع َذابًا َك ِب ً
الشورى) َ
ص ْب ُك ْم َسيَِّئةٌ يَ ْف َرح ْ
ُوا بِهَا ( )120آل عمران) – ( َوِإن *ما داللة اختالف التعبير بين قوله تعالى(ِإن تَ ْم َس ْس ُك ْم َح َسنَةٌ تَ ُسْؤ هُْHم َوِإن تُ ِ
وا هَـ ِذ ِه ِم ْن ِعن ِدكَ ( )78النساء)؟(د.أحمد الكبيسى) ص ْبهُ ْم َسيَِّئةٌ يَقُولُ ْوا هَـ ِذ ِه ِم ْن ِعن ِد هّللا ِ َوِإن تُ ِ
ص ْبهُ ْم َح َسنَةٌ يَقُولُ ْ
تُ ِ
(ها أَ ْنتُ ْم أُولَا ِء
كلمة أصاب اإلصابة الطعنة القاتلة وفي القرآن تجد أصابتكم حسنة أصابتكم سيئة ،تصبهم حسنة – تصبهم سيئة .في آل عمران يقول َ
اتْظ ُك ْم إِ َّن اللَّ َه َعلِي ٌم ِبذ ِ
َ ْظ ُق ْل ُموتُوا ِب َغي ِ ِن الْ َغي ِ
ِل م َضوا َعلَ ْي ُك ُم الْأَنَام َ اب ُكلِّ ِه َوإِ َذا لَُقو ُك ْم َقالُوا آَ َمنَّا َوإِ َذا َخلَ ْوا َع ُّون ِبالْ ِك َت ِ
ُحبُّو َن ُك ْم َوتُ ْؤ ِمنُ َ
تُ ِحبُّو َن ُه ْم َولَا ي ِ
يط ( ون ُم ِح ٌ
ض ُّر ُك ْم َك ْي ُد ُه ْم َش ْي ًئا إِ َّن اللَّ َه ِب َما َي ْع َملُ َ
ص ِب ُروا َو َتتَّ ُقوا لَا َي ُ ص ْب ُك ْم َسيِّ َئ ٌة َي ْف َر ُحوا ِب َها َوإِ ْن َت ْ ُور ( )119إِ ْن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ
َة َت ُس ْؤ ُه ْم َوإِ ْن تُ ِ الصد ِ ُّ
))120لماذا كل مرة تصبكم حسنة تصبكم سيئة وهنا إن تمسسكم حسنة وإن تصبكم سيئة؟ .المس هو االلتصاق الخفيف بين شيئين ال تشعر به،
هذا العدو ال ه ّم له إال أن يبيد المسلمين وال عدو له إال المسلمون ال وثنيون وال قتلة وال بوذيون وال ملحدون وال شيوعيون فقط هذا المسلم الموحد
3والنصرانية والمحمدية على حد سواء هذا عدوهم .وبعض طوائف المسلمين هكذا إذا الذي يقدس األنبياء جميعًا والذي يقدس الشريعة اليهودية
مست تلك الطائفة شيء من السوء يفرح .معنى ذلك أنت لكي تشفي غيظ عدوك منك ال أن تموت بل قليل من الحمى ،صداع ،عاصفة صغيرة
َة َت ُس ْؤ ُه ْم) ولو شيء بسيط ،السودان بلد فقير عانى من شظف العيش قرونًا ،طلع عندهم بئر بترول في دارفور يفرحون بها( .إِ ْن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ
قامت حقوق اإلنسان والديموقراطية وجاء الغرب وتقاتلوا وألصقوا تهمًا ،هذا البئر ال يكفي قرية لكن هذا المس القليل من الخير يسوؤهم (إِ ْن
ص ْب ُك ْم َسِّي َئ ٌة َي ْف َر ُحوا ِب َها) السيئة الخفيفة ال يفرحون لكن لما يحصل لكم إبادة أو قتل أو طاعون ،إبادة يفرحون أما َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ
َة َت ُس ْؤ ُه ْم َوإِ ْن تُ ِ
الحسنة ولو شيء بسيط ولو شربة ماء ولو تصبكم سيئة بمقتل يفرحوا بها هذا الفرق بين تمسسكم وتصبكم وجاء تعالى بكلمة تمسسكم ليبين لنا أن
من عدونا من يسوءه إذا شربنا شربة ماء أو عثرنا على بئر بترول واحد إذا جاءتنا مطرة خفيفة ،إذا صار عندنا ثروة أو علماء أو علمنا وحدة
ص ْب ُك ْم َسيِّ َئ ٌة َي ْف َر ُحوا ِب َها) لكن خفيفة كما حصل بين مصر وسوريا قامت الدنيا وقعدت ولم يتوقفوا حتى أفسدوها (إِ ْن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ
َة َت ُس ْؤ ُه ْم َوإِ ْن تُ ِ
ِين َك َف ُروا فِي الْ ِبلَا ِد ( )196آل عمران).
هؤالء نسوا أن اهلل غالب على أمره (لَا َي ُغ َّرنَّ َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ
صا َب َك م ْ
ِن َح َس َن ٍة َفم َ
ِن اللِهّ َو َما َ
(ما أ َص ْب ُك ْم َسيِّ َئ ٌة َي ْف َر ُحوا ِب َها) والفرق بينها وبين (إِ ْن َت ْم َس ْسك ْم َح َسنَة َت ُس ْؤ ُه ْم) أعتقد واهلل أعلم أنه في َّ
ٌ ُ (وإِ ْن تُ ِ
مداخلةَ :
صا َب َك مِن َسيِّ َئ ٍة فمِن نَّف ِسك ( )79النساء) اإلصابة هي التعرض الكامل واإلصابة هنا إصابة كاملة بالخير من اهلل ألن هذا الشيء ال ينقص من َ ْ َ أَ َ
ملكه شيء واإلصابة بالشر تكون من صنع اإلنسان نفسه فلما تكلم عن المعبود والعبد التعامل بينهم أن اهلل تعالى يصيبكم بالخير وال يبالي ولما كان
3والعبد فالمس مجرد المس بالخير يثير الغيظ والكراهية. العالقة بين العبد
د .الكبيسي :رائع جدًا قلنا أن التأويل يحتمل ألف وجه ،التفسير واحد الذي فسره النبي ونقله الصحابة .الصحابي حجة في المحكم والمتشابه نحن
حجة على الصحابي من حيث أن هذا المتشابه يكتشف جيل بعد جيل وكل جيل يملي ويعلم الجيل الذي قبله ما فات عليه.
آية (:)121
َال َوهّللا ُ َس ِمي ٌع َعلِي ٌم ( )121آل عمران) المقاعد جمع مقعد وهو مكان القعود
ك تُبَ ِّوى ُء ْال ُمْؤ ِمنِينَ َمقَا ِع َد لِ ْلقِت ِ
* ( َوِإ ْذ َغدَوْ تَ ِم ْن َأ ْهلِ َ
أي الجلوس على األرض .وأنت تعلم أن الحرب والقتال ليسا مكان قعود Hوال جلوس بل وقوف Hوقيام فلِ َم لم يأت البيان بأن
يقول :وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مواقف للقتال؟ ألن الوقوف أولى؟ (ورتل القرآن ترتيالً)
إعلم أن إضافة مقاعد إلسم القتال قرينة على أنه أطلق المواضع الالئقة بالقتال التي يثبت فيها المقاتل وال ينتقل عنها فعبّر عن الثب33ات والتمكن في
المقاعد دون الوقوف ألن الوقوف عرضة الحركة وعدم الثبات.
آية (:)123
* ما فائدة (قد) مع الفعل الماضي هل تفيد التأكيد؟(د.فاضل السامرائى)
(قد) تفيد التحقيق والتحقيق ال ينفك عنها إذا دخلت على الماضي وأحيانًا يجتمع معها التقريب والتو ّقع .التحقيق ال ينفك ،ال محالة واقع إذا دخلت
اري َس ْو َءا ِت ُك ْم (
اسا يُ َو ِ التوقع أو تجتمع كلها لكن يبقى التحقيق معهاَ ( .يا َبنِي آ َد َم َق ْد أَ َ
نزلْنَا َعلَ ْي ُك ْم لَِب ً على الماضي وقد يكون مع التحقق التقريب أو ّ
ْر َوأَنتُ ْم أَذِلَّ ٌة ( )123آل عمران) )26األعراف) (قد) هنا ال فيها تو ّقع من بني آدم وال فيها تقريب لكن فيها معنى التحقيقَ ( .ولَ َق ْد ن َ
َص َر ُك ُم اللُهّ ِب َبد ٍ
3إذا دخلت على ْن أَنَّ َها لَ ُك ْم ( )7األنفال) وفيها تقريب .التحقيق ال يفارق (قد). (وإِ ْذ َي ِع ُد ُك ُم اللُهّ إِ ْحدَى َّ
الطا ِئ َف ِتي ِ فيها تو ّقع ألن اهلل تعالى وعدهم بالنصر َ
الفعل المضارع قد يكون للتحقيق والتكثير( .قد) حرف وإعرابها حرف تحقيق مبني (سائر الحروف مبنية).
آية (:)126-124
* ما الفرق بين آآلف وألوف( Hوهم ألوف) في القرآن؟(د.فاضل السامرائى)
3بحانه
3ال ربنا س3 3ذلك ق3 آآلف من أوزان القِلّة ،جمع قلة( .أفعال) من أوزان ال ِقلُعفأ :ةّل ،أفعال ،أفعِلة ،فِعلة .من أوزان القِلّة وألوف من الكثرة .ل3
آالف ِّم َن الْ َمآل ِئ َك ِة ُم َسِّ 33وم َ
ِين ()125 ُم ِد ْد ُك ْم َربُّ ُكم ِب َخ ْم َس ِة ٍ
ِين ( )124آل عمران) (ي ْ ف ِّم َن الْ َمآل ِئ َك ِة ُم َ
نزل َ ال َث ِة آ َ
ال ٍ وتعالى (أَلَن َي ْكفِي ُك ْم أَن يُم َّ
ِد ُك ْم َربُّ ُكم ِب َث َ
3وف َحَ 3ذ َر الْ َمْ 3
3و ِت ()243 ار ِه ْم َو ُه ْم أُلٌُ 3
ِين َخ َر ُجواْ مِن ِد َي ِ آل عمران) ألن القلة من الثالثة إلى العشرة فإن تجاوزها دخل في الكثرة (أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذ َ
البقرة) قال بعضهم قطعًا أكثر من عشرة آآلف وقسم أوصلهم إلى أربعين ألفًا .آآلف إلى حد العشرة جمع قلة ،ألوف ما تجاوز العش33رة وهي جمع
كثرة.
ف ِّمنَ ْال َمآلِئ َك ِة ُمنزَ لِينَ ( )124بَلَى ِإن
*قال تعالى في سورة آل عمران (ِإ ْذ تَقُو ُل لِ ْل ُمْؤ ِمنِينَ َألَن يَ ْكفِي ُك ْم َأن يُ ِم َّد ُك ْم َربُّ ُكم بِثَالَثَ ِة آالَ ٍ
آالف ِّمنَ ْال َمآلِئ َك ِة ُم َس ِّو ِمينَ ( ))125وفي Hاألنفال قال (ِإ ْذ ٍ وا َويَْأتُو ُكمِّ Hمن فَوْ ِر ِه ْHم هَـ َذا يُ ْم ِد ْد ُك ْHم َربُّ ُكم بِخَ ْم َس ِة
ُوا َوتَتَّقُ ْ
تَصْ بِر ْH
ف ِّمنَ ْال َمآلِئ َك ِة ُمرْ ِدفِينَ ( ))9فما هو العدد النهائي للمالئكة في معركة بدر؟ اب لَ ُك ْم َأنِّي ُم ِم ُّد ُكم بَِأ ْل ٍ
تَ ْستَ ِغيثُونَ َربَّ ُك ْم فَا ْستَ َج َH
(د.فاضل السامرائى)
3يعني ألف يتبعهم ألفًا ،ألف يتبعهم
ِين ( ))9مردفين يعني متبعين ف ِّم َن الْ َمآل ِئ َك ِة ُم ْر ِدف َ ِد ُكم ِبأَلْ ٍ
اب لَ ُك ْم أَِّني ُمم ُّ نقرأ اآليات حتى يتضح األمر قال ( َف ْ
اس َت َج َ
ألف يعني صاروا ألفين ،ألف من المالئكة مردفين يعني ألف يتبعهم ألف ،مردفين من ردف يعني تبعه وليس معناها الركوب وإنما جاء بعده ،خلفه،
ِين ( ))124ألفان وثالثة آآلف صاروا خمسة آآلف نزل َف ِّم َن الْ َمآل ِئ َك ِة ُم َ ال َث ِة آ َ
ال ٍ ِين أَلَن َي ْكفِي ُك ْم أَن ُيم َّ
ِد ُك ْم َرُّب ُكم ِب َث َ ول لِلْ ُم ْؤ ِمن َ
3 إذن صاروا ألفين( .إِ ْذ َت ُق ُ
ِين ( )125آل عمران) ألف مردفين يعني ألفين آالف ِّم َن الْ َمآل ِئ َك ِة ُم َس ِّوم َ ْ
ص ِب ُرواْ َو َتتَّ ُقواْ َو َيأتُو ُكم ِّمن َف ْو ِر ِه ْم َهـ َذا يُ ْم ِد ْد ُك ْم َربُّ ُكم ِب َخ ْم َس ِة ٍ فقال ( َبلَى إِن َت ْ
وثالثة آآلف صاروا خمسة آآلف.
آالف ِّمنَ ْال َمآلِئ َك ِة ُم َس ِّو ِمينَ ( )125آل عمران) تحمل
ٍ وا َويَْأتُو ُكم ِّمن فَوْ ِر ِه ْم هَـ َذا يُ ْم ِد ْد ُك ْم َربُّ ُكم بِخَ ْم َس ِة
ُوا َوتَتَّقُ ْ
*(بَلَى ِإن تَصْ بِر ْ
هذه اآلية في كياتها لفتات بالغية رائعة .أال ترى أن حق السياق أن يكون كالتالي :إن تصبروا وتتقوا يمددكم Hربكم بخمسة
آآلف من المالئكة ويأتوكم من فورهم؟ فلِ َم ق َّدم (ويأتوكم من فورهم) على اإلمداد؟(ورتل القرآن ترتيالً)
3
إن تقدم المعطوف يوحي بتعجيل الطمأنينة إلى نفوس المؤمنين وسرعة النصر قبل تحقق جزاء الشرط وهو قوله تعالى (ويمددكم).
*انظرآية (↑↑↑.)6
*ما اللمسة البيانية في التقديم والتأخير Hفي آية ()10األنفال وآية ( )126آل عمران؟
د.فاضل السامرائىH:
يز َحكِي ٌم { ) }10وفي سورة آل ِن ِعن ِد اللِهّ إِ َّن اللَهّ َع ِز ٌ ص ُر إِ َّ
ال م ْ ِن ِب ِه ُقلُوبُ ُك ْم َو َما النَّ ُْش َرى َولَِت ْط َمئ َّال ب ْ قال تعالى في سورة األنفال ( َو َما َج َعلَ ُه اللُهّ إِ َّ
ِيم { )}126لماذا جاءت قلوبكم مقدّمة على به في ِن ِعن ِد اللِهّ الْ َع ِز ِ ْ
يز ال َحك ِ ال م ْ ص ُر إِ َِّن ُقلُوبُ ُكم ِب ِه َو َما النَّ ْ ُش َرى لَ ُك ْم َولَِت ْط َمئ َّ ال ب ْ(و َما َج َعلَ ُه اللُهّ إِ َّعمران َ
ال سياق اآليات في السورتين ،سياق آية آل عمران فيه ذكر لمعركة بدر وتمهيد لمعركة أحد وما األنفال ومتأخرة في آل عمران؟ يجب أن نرى أو ً
ِين { }139إِن ال َت ْح َزنُوا َوأَنتُ ُم َ
األ ْعلَ ْو َن إِن ُكنتُم ُّم ْؤ ِمن َ ال َت ِهنُوا َو َ
أصاب المسلمون من حزن وقرح والمقام مقام مسح على القلوب وطمأنة لها ( َو َ
ِين {)}140 َّ
ُح ُّب الظالِم َ ال ي ِ ُ ُ ْ اس َولَِي ْعلَ َم اللُهّ الَّذ َ
ِين آ َمنُوا َو َيتَّ ِخ َذ مِنك ْم ش َهدَاء َواللُهّ َ ْن النَّ َِاولُ َها َبي َ
س الْ َق ْو َم َق ْر ٌح ِّم ْثلُ ُه َوتِلْ َك األيَّا ُم نُد َِي ْم َس ْس ُك ْم َق ْر ٌح َف َق ْد َم َّ
وغيرها من آيات التصبير والمواساة وخصص البشرى بهم (بشرى لكم) وبه تعود على اإلمداد السماوي لذا قدّم القلوب (قلوبكم) على (به) ألن
المقام مقام تصبير ومواساة والكالم مسح على القلوب .أما في آية األنفال قدّم (به) على (قلوبكم) ألن الكالم على اإلمداد السماوي الذي هو محور
آيات سورة األنفال وكذلك لم يخصص البشرى وجعلها عامة (وما جعله اهلل إال بشرى).
د.أحمد الكبيسى :
ِين ﴿ ﴾124آل عمران) آية أخرى ( َبلَى إِ ْن ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم ْن َزل َ اف م َ ِين أَلَ ْن َي ْك ِف َي ُك ْم أَ ْن يُم َّ
ِد ُك ْم َربُّ ُك ْم ِب َثلَا َث ِة آَلَ ٍ ول لِلْ ُم ْؤ ِمن َ
3 فى آل عمران تقول اآلية (إِ ْذ َت ُق ُ
ِين ﴿ ﴾125آل عمران) وفي آية األنفال (إِ ْذ َت ْس َتغِيثُ َ
ون َربَّ ُك ْم ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم َس ِّوم َاف م َ ِن َف ْو ِر ِه ْم َه َذا يُ ْم ِد ْد ُك ْم َربُّ ُك ْم ِب َخ ْم َس ِة آَلَ ٍ ص ِب ُروا َو َتتَّ ُقوا َو َي ْأتُو ُك ْم م َْت ْ
ِين ﴿ ﴾9األنفال) إذًا هي نفس القضية مالئكة نازلين من السماء مرة منزلين مرة مسومين مرة ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم ْر ِدف َ
ف مَ ِد ُك ْم ِبأَلْ ٍ
اب لَ ُك ْم أَنِّي ُمم ُّ َف ْ
اس َت َج َ
ُ
ِن ُقلوبُ ُك ْم ِب ِه َو َما ْ
ُش َرى لَ ُك ْم َولَِتط َمئ َّ َّ َّ
ال في هذه اآليتين أشياء كثيرة .الخالف الثاني هي نفس الموضوع مرة يقول ( َو َما َج َعلَ ُه الل ُه إِلا ب ْ مردفين هذا أو ً
يز َحكِي ٌم ﴿﴾10 َّ َّ
ِن ِع ْن ِد الل ِه إِ َّن الل َه َع ِز ٌ َّ َّ َ
ِيم ﴿ ﴾126آل عمران) في آية األنفال لم يقل (لكم) ( َو َما َج َعل ُه الل ُه إِلا م ْ ْ ْ َّ
ِن ِع ْن ِد الل ِه ال َع ِز ِ ص ُر إِلَّا م ْ النَّ ْ
يز ال َحك ِ
ِن ْ
(ولَِتط َمئ َّ
ِن ِب ِه قلوبُك ْم) في األنفال وفي آل عمران قال َ ُ ُ ُ ْ
األنفال) ليش مرة بشرى لكم ومرة بشرى مطلقة؟ هذا خالف ثاني ،ثالثًا مرة قال ( َولَِتط َمئ َّ
ِيم) في آل ْ ُقلُوبُ ُك ْم ِبهِ) ما في عبث ليش قال به قلوبكم ومرة قال قلوبكم به؟ هذا رسم للمعنى الهائل أخيرًا مرة قال (إِلا مِن ِعن ِد الل ِه ال َع ِز ِ
ْ َّ ْ ْ َّ
يز ال َحك ِ
يز َحكِي ٌم) معنى آخر تمامًا .نبدأ بها واحدة واحدة لنعرف كيف أن القرآن الكريم ليس فيه عبث تقديم ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه إِ َّن اللَّ َه َع ِز ٌ عمران وفي األنفال قال (م ْ
تأخير ماضي مضارع اسم فاعل زائد حرف نقص حرف تزيل كلمة من مكان وتتركها في مكان آخر فيها رسم آخر معنى آخر وعلى أصحاب
كل ال حصر له ولن تنتهي عجائبه إلى يوم القيامة. الذوق اللغوي بهذا الكالم المعجز أن يستنبطوا منه هذه الصور العظيمة المعجزة وهي جزء من ٍ
إلى أن تقوم الساعة هناك من سوف يفتح اهلل عليه بمقاييس عصره وعلوم عصره وحاجات عصره أن يكتشف في هذا الكتاب العزيز بابًا من أبوب
اإلعجاز لم يخطر على بال الذين سبقوا.
منزلين .لما قال نبدأ واحدة واحدة طبعًا المالئكة الذين نزلوا في بدر تعرفونهم أول مرة لما أنزلهم اهلل تعالى وحاربوا مع المسلمين أنزلهم فهم َ
مسومين هل تعرفون بأن المالئكة السماء الذين اشتركوا في بدر لهم عالمات تعرفهم جميع المالئكة بأنها هؤالء هم المالئكة البدريون كالبدريين من
البشر أنتم تعرفون أن الذين اشتركوا في بدر رب العالمين كرمهم تكريمًا (اعملوا ما شئتم لقد غفرت لكم) وكل التاريخ تاريخ الصحابة فالن ابن
بدر أيضًا يسمون في وسموا بأنهم بدريون فإن المالئكة الذين اشتركوا في ٍ فالن وهو من البدريين تاج وسام مسومين كما أن الذين قاتلوا في بدر ِ
السماء المالئكة البدريون ومعروفون عند كل المالئكة بوسام أو لون أو إشارة أن هذا من الخمسة آالف ملك الذي نزل يقاتلون مع المسلمين في بدر
الكبرى التي غيرت تاريخ العالم كله .كان ممكن في تلك المعركة الكبرى التي غيرت تاريخ العالم كله كان ممكن في تلك المعركة أن ينتهي اإلسالم
َص ِر ِه ﴿﴾26 اس َفآَ َوا ُك ْم َوأَيَّ َد ُك ْم ِبن ْ
ون أَ ْن َي َت َخ َّط َف ُك ُم النَّ ُ ض َت َخا ُف َ ون فِي الْأَ ْر ِ ض َع ُف َ ِيل ُم ْس َت ْ لو انتصر المشركون وهم كثرة كاثرة والمسلمون قلة (إِ ْذ أَ ْنتُ ْم َقل ٌ
منزلين لما أنزلوا فهم لم ينزلوا من أنفسهم اهلل أنزلهم قال أنزلوا فقد جاءوا مأمورين ويقودهم جبريل، األنفال) نزل مالئكة .الحظ حينئ ٍذ إذًا كلمة َ
هذا أمر .األمر اآلخر كونهم مسومين بهم عالمات عنده عالمة يعرف بها أنه هذا بدري ،ثالثًا مردفين طبعًا األلفين اآلخرين هؤالء رديف فأنت
عندما تقاتل تقاتل بالجيش األصلي بالجيش الرئيسي لما المعركة تشتد تبعث مدد يعني ألف ألفين هذا يسمونه رديف الرديف الذي يأتي بعدك لكي
يساعدك .اهلل يتكلم في آية األنفال لما قال مردفين ألنه بعثهم بعد ما اشتدت المعركة تحتاج إلى مدد بعث اهلل مددًا آخر فرب العالمين باألنفال يتكلم
على ألف من المالئكة هؤالء الذين آتوا في اآلخر جاءوا رديف أي جاءوا مددًا هكذا هو الفرق بين منزلين ومسومين ومردفين الخ.
ُش َرى لَ ُك ْم) يا أهل بدر .في األنفال نفس (و َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْ المسألة الثانية بآل عمران انظر إلى النص الدقيق لما اهلل قال سيبعث معكم خمسة آالف َ
3أحد في حين أنت إذا أخذت قاعدة أنه ال يوجد ُش َرى) ما في لكم ليس هذا عبثًا لم ينتبه أحد أنا أقرأ التفاسير لم ينتبه (و َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْالموضوع قال َ
في القرآن حشو وال كلمة وال حرف وال كسرة وال ضمة أنت ابحث لماذا هذه ميت-بتسكين الياء -وليش هذه ميت-بكسر الياء-؟ لماذا هذه يخرج
َك فِي َج ْي ِب َك ﴿ ﴾12النمل)؟ نفس الشيء تقول ال ْخ ْل َيد ََك فِي َج ْي ِب َك ﴿ ﴾32القصص) ولماذا هذه ( َوأَد ِ (اسلُ ْك َيد َ
وليش هذه مخرج؟ وهكذا لماذا هذه ْ
ُش َرى لَك ْم) هذا في آل عمران قصة بدر كاملة لما تكلم رب العالمين عنها ُ َّ َّ
هذه صورة ثانية نفس الشيء لماذا في آية يا أهل بدر ( َو َما َج َعلَ ُه الل ُه إِلا ب ْ
(و َما َج َعل ُه الل ُه إِلا بُش َرى) وكيف تعرف أنت الفرق؟ ْ َّ َّ َ ِين) إلى أن قال َ ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم ْر ِدف َ ف مَ ِد ُك ْم ِبأَلْ ٍ
اب لَ ُك ْم أَنِّي ُمم ُّ اس َت َج َ ون َربَّ ُك ْم َف ْ وفي األنفال (إِ ْذ َت ْس َتغِيثُ َ
اقرأ اآلية شوف ظروفها ونسقها تسلسلها كيف جاءت قبلها األحداث تصل بسهولة مع توفيق اهلل عز وجل إلى اكتشاف هذا الذوق الحسي اإلعجازي
اللغوي العالي .هناك رب العالمين يتكلم أن محمد صلى اهلل عليه وسلم يكلمهم محمد يقول لجماعته لما خافوا وكذا طبعًا كانوا خائفين وهذا من حقهم
ثالثمائة واحد يعني ناس راحوا حتى يعترضون قافلة أبو سفيان فيها كم بعير وكم حصان وأخذوا أموالنا هؤالء جماعة أبو سفيان أخذوا أموال
المسلمين في مكة قالوا خذوا هذه مكانها غنيمة شوية حنطة شوية شعير شوية سمن ال يوجد شيء فراحوا يأتون بها فلما ذهبوا ليأتون بها وإذا كل
أمم الشرك أمامهم كل مكة جاءتهم فقالوا ماذا نفعل اآلن؟ حتى قال صلى اهلل عليه وسلم نرجع؟ حتى النبي قال ما رأيكم؟ ماذا تقولون نرجع إلى مكة
ِين ﴿ ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم ْن َزل َاف م َ ِد ُك ْم َرُّب ُك ْم ِب َثلَا َث ِة آَلَ ٍ ِين أَلَ ْن َي ْك ِف َي ُك ْم أَ ْن ُيم َّ
ول لِلْ ُم ْؤ ِمن َ
3 وال نقاتل؟ فكلهم موجودون فلما اهلل أخبره هذا الذي سوف يحصل (إِ ْذ َت ُق ُ
ُش َرى لَ ُك ْم ﴿ ِين ﴿َ ﴾125و َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْ ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم َس ِّوم َ ِن َف ْو ِر ِه ْم َه َذا يُ ْم ِد ْد ُك ْم َربُّ ُك ْم ِب َخ ْم َس ِة آَلَ ٍ
اف م َ ص ِب ُروا َو َتتَّ ُقوا َو َي ْأتُو ُك ْم م ْ َ ﴾124بلَى إِ ْن َت ْ
﴾126آل عمران) فقط أنتم يا أهل بدر .بهذا العسر بهذا الخوف وزاغت األبصار وبلغت القلوب الحناجر ويظنون باهلل الظنون الخ قال ال أنا
سأنزل عليكم مالئكة هذا خاص بكم يا أهل بدر لن يتكرر مع غيركم إال أنتم فقط في هذه الصورة وهذه الحالة وهذه العلنية علنًا فالنبي صلى اهلل
عليه وسلم كان يكلمهم .إذًا هذه البشارة األولى التي في آل عمران آية 126الكالم خاص ألهل بدر فقط لظروفهم الخاصة .اآلية الثانية رب
العالمين تكلم من ناحية ثانية تكلم عنهم ليس لكونهم قلة ال ،تكلم عنهم في الظاهر أن هؤالء أهل بدر جلسوا يستغيثون استغاثة يعني أحسن استغاثة
باهلل فرب العالمين تكلم عن موقفه مع كل من يستغيث به فآية األنفال ليست خطابًا ألهل بدر خطاب لكن لكل من يقع في مصيبة في ضنك في شدة
في كرب إذا أحسن االستغاثة .لو تقرأون التاريخ اإلنساني كله من آدم إلى يومنا هذا قصص رواها التاريخ عجائب ،واحد في بحر وكان سيغرق
فاستغاث استغاثة يا اهلل وإذا هذا المركب يوصله بأمان إلى البر ،كان مرة أحد الناس ذاهب إلى خراسان من العراق وبالطريق جاءه قطاع طرق
كالعادة وأخذوا بضاعته ولكنهم كانوا مصرين على قتله فقال لهم دعوني أصلي ركعتين فصلى ركعتين وهم كانوا خمسة ويبدو أنه في السجود
3يركض فاألرض استغاث باهلل استغاثة في غاية الروعة وأثناء سجوده وقد أطال السجود سمع أقدام فرس جامح يغير ،طبعًا الفرس إذا جاء من بعيد
ال ما أن سلّم إال فارس وصل وما أن وصل الفارس حتى قطع رؤوس األربعة بضربة واحدة قتلهم تهتز وهو ساجد شعر بأن األرض تهتز وفع ً
جميعًا طبعًا هذا الرجل ال يعرف هذا الفارس من هو ،فهذا الفارس يحدث هذا الرجل الذي أحسن االستغاثة قال له يا فالن يا عبد اهلل واهلل عندما
استغثت باهلل تجاوبت أصداء استغاثتك بالسماء فكلنا كنا نتنافس من الذي ينزل لكي يلبي هذه االستغاثة .وطبعًا كل واحد منكم فليسمعني اآلن
فليتذكر حياته السابقة هل وقع في يوم من األيام في شدة عظيمة مرض أو أحد أوالده أو عدو أو غرق أو طائرة تعطلت أو سيارة في صحراء وقع
بشدة وجلس بينه وبين نفسه في ساعة من ساعات الصفاء مع اهلل ال يوجد أحد ودعا اهلل وبكى واستغاث باهلل وكيف جاء الغيث والغوث من حيث ال
يشعر هذه االستغاثة تجاوبت أصداؤها في السماء فبعث اهلل بها الفرج .رب العالمين يقول صح محمد معكم نعم وقال لكم هذا الكالم نحن بلّغناه هذا
لكن في جانب آخر هذا جانب محمد صلى اهلل عليه وسلم ،في جانب آخر وهو أنكم أنتم استغثتم استغاثات كل واحد جالس مع نفسه يا أرحم
ال ما عندهم سالح كل الراحمين يا مغيث الغائثين يا مجيب يا أرحم الراحمين من القلب واألعماق كل واحد يتذكر مع أهله وهو جاء بدون سالح أص ً
ُ
ون َربَّك ْم ُ ْ
واحد معه عصى جاؤوا لكي يأسروا قافلة فهم لم يخرجوا لحرب فوجدوا أنفسهم في ورطة كبيرة هذه االستغاثة جحفلت المالئكة (إِذ َت ْس َتغِيث َ
ُش َرى ﴿ ﴾10األنفال) لم يقل لكم ،هذه عامة .األولى لكم يا أهل بدر ِين ﴿َ ﴾9و َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْ ِن الْ َملَا ِئ َك ِة ُم ْر ِدف َف مَ ِد ُك ْم ِبأَلْ ٍاب لَ ُك ْم أَنِّي ُمم ُّ َف ْ
اس َت َج َ
خصيصا ًلن تتكرر فقط لكم أما هذه فهي لكل من يستغيث إلى يوم القيامة فآية األنفال بشرى لكل من يستغيث باهلل عند الشدة ولو تقرأون كتب الفرج
بعد الشدة في كتب تاريخية كاألبشيهي وغيره وكثير من الكتب وكتب إلبن القيم وغيره كتب عن الفرج بعد الشدة قصص عجيبة يأتي الفرج من
حيث ال يمكن أن تعرف أبدًا ولهذا إذا أحسنت االستغاثة عند الشدة ولهذا الدعاء هذا يا اهلل (لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم جاءوني على صعي ٍد
واحد وسألني كل واحد منكم المسألة كلها فأعطيت كل واحد منكم ما سأل ما نقص ذلك من ملكي إال كما ينقص المخيط تغمسه في البحر) ما الذي
يخرج من البحر المخيط؟ عليك باالستغاثة إذا وقعت في شدة يا اهلل واهلل العظيم لو أن كل جيوش األرض معك ال تنقذك كما تنقذك االستغاثة إذا
أحسنتها وتوسلت بعملك مع اهلل .فهؤالء الثالثة الذين انسد عليهم الغار يا ما ناس تاهوا في الصحراء الذي شاهد منكم مسلسل عمر بن عبدالعزيز
ُش َرى) ما قال 3واحد إنسان فقط أنجدهم واختفى وهو ملك من المالئكة هذه ( َو َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْ طبعًا أكثر من مرة يصاب الناس بكرب ويأتيهم مدد
(لكم) هذه عامة .هناك في األولى العبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب هنا عموم السبب وعموم اللفظ ولذلك (لكم) هذه حذفها من سورة األنفال
افهمها أنها لك وليست فقط ألهل بدر أنت تستطيع أن تكون بدريًا إذا أحسنت االستغاثة إذا وقع بك كرب.
ِن ِب ِ 3ه ُش َ 3رى َولَِت ْط َمئ َّ ِن ُقلُوبُ ُك ْم ِب ِه ﴿ ﴾126آل عمران) وفي سورة األنفال ( َو َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْ ُش َرى لَ ُك ْم َولَِت ْط َمئ َّ (و َما َج َعلَ ُه اللَّ ُه إِلَّا ب ْ
في قوله تعالى َ
ِن قلوبُك ْم ِبهِ) بهذا القرآن لما قال تطمئن قلوبكم يعني يتكلم عن القلب المطمئن وينبغي أن ُ ُ ُ ْ
ُقلُوبُ ُك ْم ﴿ ﴾10األنفال) .فرب العالمين عندما قال ( َولَِتط َمئ َّ
ار ِجعِي إِلَى َرب ِ
ِّك س الْ ُم ْط َمئِنَّ ُة ﴿ْ ﴾27 3ريم ( َيا أَيَّتُ َها النَّ ْف ُ
3رآن الك3 يكون قلب المؤمن مطمئنًا ألن اطمئنان قلب المؤمن هو هدف من أهداف هذا الق3
َّة ﴿ ﴾28الفجر) من حيث أن هذه النفس والقرآن الكريم يطلق كلمة النفس على القلب والقلب على النفس أحيانًا وهذا كال ٌم آخر تحدثنا ضي ً اض َي ًة َم ْر ِ
َر ِ
عنه سابقًا واآلن العلم الحديث يثبت أن التفكير يبدأ بالقلب وليس بالدماغ .كان سابقًا يقولون كل كلمة قلب يعني دماغ ال ،اآلن القلب القلب وال33دماغ
ِن ُقلُوبُ ُك ْم ِبهِ) قدّم اطمئنان القلوب يعني عليكم أن تجتهدوا لكي تطمئن قلوبكم بهذا القرآن الكريم. الدماغ والنفس النفس .فرب العالمين يقول ( َولَِت ْط َمئ َّ
ُدخل الطمأنينة على قلبك بفهم وتدبر لكي يستطيع هذا القرآن بفهمك هذا أن ي ِ ً (ولَِت ْط َمئ َّ ُُ ُ
ِن ِب ِه قلوبُك ْم) يجب أن تتعامل مع القرآن تعامال علميًا ٍ لما يقول َ
نفس متزعزعة ،وعلى نفسك أو قلبك أو عقلك قلب أو أي ٍ ونفسك إذًا هما قضيتان قضية أن القرآن مشحون بقو ٍة جدلية بحيث يستطيع أن يُطمئِن أي ٍ
3رعى 3ية الثانية عليك أن ت3 3القض3 ال تستل منه قدرته على الطمأنينة، أن يكون مطمئنًا إذن هما قضيتان قضية أن هذا القرآن كيف تتعامل معه تعام ً
قلبك أو نفسك أو عقلك لكي يطمئن من تعامله ذلك مع القرآن الكريم .
فى إجابة أخرى للدكتور الكبيسى :
إذًا فهمنا الفرق بين ثالثة آالف من المالئكة مسومين ومنزلين ومردفين وفهمنا الفرق بين إال بشرى لكم وبشرى بدون لكم ننتقل إلى أيضًا جزء آخر
ِن ُقلُوبُ ُك ْم ِبهِ) باألنفال نفس اآلية ولكن قال ( َولَِت ْط َمئ َّ
ِن ِب ِه ُقلُوبُ ُك ْم) لماذا هناك قلوبكم أو ً
ال وهنا قلوبكم ثانيًا في نفس اآلية .يقول بآية آل عمران ( َولَِت ْط َمئ َّ
باألخير؟ أقول لك جدًا طبيعي أولئك صحابة وعايشين مع النبي صلى اهلل عليه وسلم وشافوا معجزات فقلوبهم مطمئنة لكن القلوب متعلقة بالمدد
آت فينتظرون المدد فإذًا مشكلتهم بالمدد أما االطمئنان هو مطمئن باهلل ناس صحابة شاف الوحي متى يأتي المدد؟ هم واثقون مائة بالمائة أن المدد ٍ
ُ
ون َربَّك ْم) الذي يستغيث في غاية الخوف ُ ْ
وشاف النبي صلى اهلل عليه وسلم إذًا قدّم القلوب ألنهم كانوا في غاية الرعب في غاية الخوف (إِذ َت ْس َتغِيث َ
فإذًا صار التركيز أين؟ التركيز على اطمئنان القلب من الخوف ألنهم كانوا خائفين ،ولكنهم في البداية واثقين أن اهلل سيبعث المدد .لنا جميعًا نحن
3كيف سيأتي المدد؟ في زمن النبي صلى اهلل عليه وسلم معجزات نحن اآلن ما في الذي ما فيها لكم إال بشرى للجميع نحن في الحقيقة مشكلتنا المدد
معجزات فمشكلتنا أين؟ لو أصابك كرب في العام الماضي أو قبل سنتين في مدينة اعتدى عليها جيش غازي جيش سيمسح فيها األرض وكلهم
3تمتلئ بعناكب كل عنكبوت كأنه جرذ يمسك بقدم هذا الجندي سيموتون وهذا عرضوها فيلم قبل أيام عرضوها فيلم فهؤالء على غفلة وإذا المدينة
3هو المشكلة نحن ال لم نألف أن تأتينا هذه 3المدد ُ ُ ُ الغازي ويلدغه بثواني يصرعه ومؤلف عليه أفالم وصور وشواهد هذا ( َولَِت ْط َمئ َّ
ِن ِب ِه قلوبُك ْم) بالمدد.
الخوارق والمعجزات والكرامات هذه لم نراها ،فهذه مشكلتنا إما قلوبنا فليس فيها مشكلة .زمن الصحابة ال المدد عندهم كثير كل يوم بدر وأحد
وغيرها الخ لكن المشكلة أين؟ أن قلوبنا خائفة نحن 300شخص وليس لدينا سالح وجئنا نقاتل جيش مكة كله إذًا صار التركيز في بدر على القلوب
3يعني مصدقين مكذبين يمكن يأتينا مدد واقرأ التاريخ كله اإلنساني بعد النبي صلى الخائفة لكي تطمئن والتركيز بعد بدر إلى يوم القيامة على المدد
اهلل عليه وسلم إلى هذا اليوم يعني عبد اهلل عزام يحكي لنا عن األفغان أنه مرة جيش سوفييتي أباد قرية كاملة هذا الجيش كان في نهر على هذه
القرية نزل هذا الجيش يستحم في النهر وإذا بجميع الجنود يصرعون بحشرة من الماء تلدغهم فيموتون وص ّورها في كتابه الذي كلكم قرأتموه ربما.
وخذ كل مظلوم في األرض من أي أمة من أي شعب من أي دين إذا جيش عرمرم وقاسي وعاتي وظالم على ناس آمنين بسطاء واعتدى عليهم
3به ِن ُقلُوبُ ُك ْم ِبهِ) القلوب هي المشكلة نحن ( َولَِت ْط َمئ َّ
ِن ِب ِه ُقلُوبُ ُك ْم) المشكلة بالمدد (ولَِت ْط َمئ َّ
اعتداء صارخًا تتبعهم رب العالمين ماذا سيفعل بهم ولهذا َ
ً
ال لو تتبعت كل العالم في إفريقيا صار مثال أيام االستعمار قبل شهر في قناة الجزيرة عرضوا أفالمًا 3الذي سوف يأتي وال نعرف كيف .وفع ً بالمدد
كيف استعمر الغربيون أفريقيا وكيف قطعوا أيديهم وحرقوهم بالنيران وثم هؤالء نفسهم ماتوا مرة جيش كامل طال عليه أفاعي وكان جيش
(ولَِت ْط َمئ َّ
ِن ِب ِه إنجليزي كأنه في أحد المعارك مع األفارقة واعتدوا على قرى كبيرة أبادوهم طلعت أفاعي قتلت الجنود بالكامل هذه من قواعد اهلل َ
3كيف يأتي المدد هو ليس خائفًا فهو ميت ميت لكن 3يعني هو مشكلته المدد ُقلُوبُ ُك ْم) حينئ ٍذ ( ُقلُوبُ ُك ْم ِبهِ) للقلب الخائف ( ِب ِه ُقلُوبُ ُك ْم) لمن ما عرف المدد
3كيف يأتي إذًا هذا الفرق بين ( ُقلُوبُ ُك ْم ِبهِ) و ( ِب ِه ُقلُوبُ ُك ْم).
المدد
يز ْال َح ِك ِيم) َ -
(و َما النَّصْ ُر ِإاَّل ِم ْن ِع ْن ِد هَّللا ِ ِإ َّن هَّللا َ ع ِ
َزيٌ Hز َح ِكي ٌم)؟(د.أحمد *ما الفرق بين الخاتمتين( َو َما النَّصْ ُر ِإاَّل ِم ْن ِع ْن ِد هَّللا ِ ْال َع ِز ِ
الكبيسى)
ِيم) صحابة وأصحاب بدر وأصحاب النبي صلى اهلل عليه وسلم ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه الْ َع ِز ِ ْ ص ُر إِلَّا م ْ
في سورة آل عمران في زمن بدر قال ( َو َما النَّ ْ
يز ال َحك ِ
ِيم) الناصر العزيز الحكيم في مثل هذه ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه الْ َع ِز ِ ْ
ص ُر إِلَّا م ْوواثقون من أن النصر من عند اهلل عندهم قضية رأوها بأعينهم ( َو َما النَّ ْ
يز ال َحك ِ
ِيم) األلف والالم بالعهد الذهني يعني مسلم بأن اهلل عزيز حكيم يعني شفناه كم مرة ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه الْ َع ِز ِ ْ
ص ُر إِلَّا م ْ الحالة رأوه مرات كثيرة ( َو َما النَّ ْ
يز ال َحك ِ
يز َحكِي ٌم) هذا ليس عبثًا لماذا هناك قال العزيز الحكيم َّ َّ
ِن ِع ْن ِد الل ِه إِ َّن الل َه َع ِز ٌ َّ
ص ُر إِلا م ْ بالنسبة لنا نحن الذين لم نرى قال في سورة األنفال ( َو َما النَّ ْ
وهنا قال إن اهلل؟ لماذا أكد بـ إن؟ قال لك إذا كنتم ال ترون فرب العالمين يؤكد لكم هذا ال تشك ال تكون متردد إذا كنت ضعيفًا أحسن االستغاثة فإن
اهلل عزيز حكيم وأؤكد لك يا عبدي أن اهلل سينصرك كما في الحديث القدسي عن المظلوم (ألنصرنك ولو بعد حين) (اتقوا دعوة المظلوم) هو من
الذي يستغيث؟ المظلوم .فرب العالمين لما قال هناك العزيز الحكيم ألن هذا معروف لديهم هنا بعد خمسة عشر قرن ومائة قرن قال أؤكد لكم بأني
أنا الرحمن الرحيم أنا العزيز الحكيم عندما أنصر الضعيف صاحب الحق على القوي الظالم والبغي هذا هو من قوانين هذا البشر كما سنذكر في
اآلية القادمة أن هذا البغي هو من قانون البشر .أول بغي وقع من ابني آدم على أخيه اآلخر وإلى يوم القيامة مرة أمريكان يقتلون العراق وأفغانستان
مرة فرس يذبحون العرب مرة الروس يذبحون الناس كل من له قوة وسلطان يدعوه هذا إلى البغي على اآلخرين .حتى العشائر حتى العوائل حتى
أفراد األسرة الواحدة اليوم كلمتني امرأة أبوهم مات وعندهم أموال كثيرة هم ثالث أخوة وأربع بنات وأمهم موجودة وأخوهم لم يرضى أن يقسم
الميراث ألن الميراث كثير وال يريد أن يعطيهم قال لهم أنا لن أقسم الميراث الذي يعجبه يعجبه والذي ما يعجبه يطلع أنا لن أقسم الميراث لم يقبل
3وخيم وهذا البغي من قوانين أخوهم هذا أرعبهم وعنده أخوات متزوجات وأخوان متزوجين محتاجين وال يعطيهم ألنه هو قوي فالبغي مرتع مبتغيه
هذه األرض .ولهذا رب العالمين عز وجل جعلها قاعة امتحان كبيرة وما أقصرها من قاعة ،غمض وفتح وإذا أنت بين يدي المالئكة ( َفلَ ْولَا إِذاَ
ون ﴿ ﴾85الواقعة) إذًا هذا الفرق بين آيتين آل عمران ْص ُر َ َح ُن أَ ْق َر ُب إِلَ ْي ِه ِم ْن ُك ْم َولَك ْ
ِن لَا تُب ِ ون ﴿َ ﴾84ون ْ َت الْ ُحلْ ُقو َم ﴿َ ﴾83وأَ ْنتُ ْم ِحي َن ِئ ٍ
3ذ َت ْن ُظ ُر َ َبلَغ ِ
واألنفال.
*لِ َم عبّر هللا تعالى عن الثقة واألمان بقوله (ولتطمئن قلوبكم)؟(ورتل Hالقرآن ترتيالً)
3فسكون القلب يعني عدم اضطراب نبضات القلب الناجم عن الخوف والهلع وإذافي هذه الكلمة من الداللة ما يقصر غيرها من الكلمات عن التعبير.
كان القلب طبيعيًا بنبضاته فهذا يعني أن اإلنسان في حال أمن وكأنه خارج إطار الحرب بل هو في دار سالم وأمن.
آية (:)129
ت َو َما فِي اَأْلرْ ِ
ض يَ ْغفُِ Hر لِ َم ْن يَ َشHا ُء َويُ َعِّ Hذبُ َم ْن يَ َشHا ُء َوهَّللا ُ (وهَّلِل ِ َما فِي َّ
السَ Hما َوا ِ *ما داللة تقديم وتHأخير (يغفHر) في قوله تعHالى َ
ت َواَأْلرْ ِ
ض يُ َعِّ Hذبُ َم ْن يَ َشHا ُء َويَ ْغفُِ Hر لِ َم ْن يَ َشHا ُء َوهَّللا ُ َعلَى ُكِّ Hل ك َّ
السَ Hما َوا ِ َغفُو ٌر َر ِحي ٌم ( )129آل عمران) (َألَ ْم تَ ْعلَ ْم َأ َّن هَّللا َ لَهُ ُم ْلُ H
َش ْي ٍء قَ ِدي ٌHر ( )40المائدة) ؟
د.حسام النعيمى :
لو نظرنا في اآليات سنجد أن تقديم المغفرة على العذاب هو األصل ألنه (كتب ربكم على نفسه الرحمة) وفي الحديث في صحيح البخاري "رحمتي
سبقت غضبي" لكن في اآلية 40في سورة المائدة؟ هذا األمر يتعلق بقطع اليد (والسارق والسارقة)قدّم العذاب ألن الكالم في البداية كان على عذاب
ثم على مغفرة فال بد أن يتقدم العذاب ولو عسكت لما إستقام الكالم .بينما األماكن األخرى الكالم كان إعتياديًا على مغفرة اهلل تعالى وعذابه فدائمًا
يقدم الرحمة ويردف بالعذاب يقدم الرحمة ترغيبًا للمطيعين ويؤخر العذاب ويذكره تحذيرًا من المعصية.
د.أحمد الكبيسى :
ننتقل إلى الموضوع اآلخر رب العالمين قال (سبقت رحمتي غضبي) هذا شيء معروف ،وفي كل القرآن عندما تأتي على المغفرة والعذاب يقول
ِر لِ َم ْن َي َشا ُء َويُ َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء﴿ ﴾284البقرة) يقدّم المغفرة على العذاب ما من موضوع في القرآن الكريم رب يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ( َف َي ْغف ُ
اس ْب ُك ْم ِب ِه اللَّ ُه َف َي ْغف ُ
ِر ض َوإِ ْن تُ ْبدُوا َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه ي َ
ُح ِ ات َو َما فِي الْأَ ْر ِ
او ِ العالمين تكلم عن عباده الصالحين والطالحين ثم قال (لِلَّ ِه َما فِي َّ
الس َم َ
ِر لِ َم ْن َي َشا ُء َويُ َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء َواللَّ ُه َغ ُف ٌ
ور ض َي ْغف ُ ات َو َما فِي الْأَ ْر ِ الس َما َو ِ(ولِلَّ ِه َما فِي َّلِ َم ْن َي َشا ُء َويُ َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء ﴿ ﴾284البقرة) ،في آل عمران َ
ِر لِ َم ْنِم ْن َخلَ َق َي ْغف ُ َح ُن أَ ْبنَا ُء اللَّ ِه َوأَ ِحبَّا ُؤ ُه ُق ْل َفلِ َم يُ َع ِّذبُ ُك ْم ِب ُذنُو ِب ُك ْم َب ْل أَ ْنتُ ْم َب َش ٌر م َّ
ارى ن ْ صَ َر ِحي ٌم ﴿ ﴾129آل عمران) ،وفي المائدة ( َو َقالَ ِت الْ َي ُهو ُد َوالنَّ َ
ال واستبشارًا ورحمة تطبيقًا لقوله تعالى َي َشا ُء َويُ َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء ﴿ ﴾18المائدة) هكذا موضع واحد فقط خالف هذا النسق العظيم من تقديم المغفرة أم ً
(ليرحمن اهلل الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها إبليس) ،موقع واحد قال وهو في المائدة في سورة ّ (سبقت رحمتي غضبي) ورحمة اهلل واسعة
ِير ﴿ ِّ َّ
ِر لِ َم ْن َي َشا ُء َوالل ُه َعلَى ُكل َش ْي ٍء َقد ٌ ض يُ َع ِّذ ُب َم ْن َي َشا ُء َو َي ْغف ُ َ ْ
ات َوالأ ْر ِ او ِ المائدة فقط تكلم عن هذا .الفرق أنه قال (أَلَ ْم َت ْعلَ ْم أ َّن الل َه لَ ُه ُملك َّ
الس َم َ ُ ْ َّ َ
﴾40المائدة) لماذا هذه فقط التعذيب فيها مقدّم؟ ما هو نسق اآليات التي قبلها؟ رب العالمين أرحم لعباده من آبائهم وأمهاتهم تكلّم رب العالمين عن
جرائم خطيرة بشعة إذا استشرت في أي مجتمع تُنهيه ،تُلقي الخوف والرعب وعدم االستقرار كما هو في بعض بلدان العالم العربي اآلن كالعراق
ُون اللَّ َه َو َر ُسولَ ُه َو َي ْس َع ْو َن
ارب َ ُح ِِين ي َوالصومال وما لف لفهما .تكلم رب العالمين عن جريمتين عظيمتين األولى قطع الطريق الحرابة (إِنَّ َما َج َزا ُء الَّذ َ
اب َع ِظي ٌم الد ْن َيا َولَ ُه ْم فِي الْآَ ِخ َر ِة َع َذ ٌِك لَ ُه ْم ِخ ْز ٌي فِي ُّ ض َذل َ ِن الْأَ ْر ِ اف أَ ْو يُ ْن َف ْوا م َ ِن ِخلَ ٍُصلَّبُوا أَ ْو تُ َق َّط َع أَ ْيدِي ِه ْم َوأَ ْر ُجلُ ُه ْم م ْ
ض َف َسادًا أَ ْن يُ َقتَّلُوا أَ ْو ي َ
فِي الْأَ ْر ِ
﴿ ﴾33المائدة) يا اهلل! حرابة ،يعني رب العالمين شن الحرب عليهم سموها آية الحرابة أنت تخيل أنت في مجتمع ما إن تخرج من بيتك يقتلونك،
ُون اللَّ َه َو َر ُسولَ ُه َو َي ْس َع ْو َن فِي ارب َ ُح ِ عندك سيارة يقتلوك ويأخذوها عندك في البيت شيء بسيط يقتلوك ويأخذوه ال تخرج من بيتك ألن هؤالء (ي َ
ض َف َسادًا) وهو قطع الطريق سواء كان بالداخل أو بالخارج ما دام صار قتل فهي حرابة ،كل من يستعمل القتل لآلخر بمجتمعه في الشارع في الْأَ ْر ِ
الطريق في الطرق العامة سلبًا ونهبًا وانتقامًا وطائفية وحزبيًا هذا محارب هلل ورسوله ولهذا أنت انظر إلى العقوبة (تُ َق َّط َع أَ ْيدِي ِه ْم َوأَ ْر ُجلُ ُه ْم م ْ
ِن
ض) كل هذا متى؟ إذا لم يتب ،قبل أن ِن الْأَ ْر ِ اف) تقطع يده اليمنى ورجله اليسرى ثم إذا عاد لفعله تقطعهم بالعكس حتى يصبح مقطعًا (أَ ْو يُ ْن َف ْوا م َ ِخلَ ٍ
يُلقى القبض عليه .شخص قطع الطريق وقتل فالن والخ وقال تبنا إلى اهلل واآلن هنالك وسائل إعالم هناك صحافة وهناك تلفزيونات وقال نحن
الجماعة الفالنيين تبنا إلى اهلل ونعتذر عما فعلنا من قتل مواطنينا وقتل الناس الذين يمشون في الشارع وهجومنا عليهم في بيوتهم الخ نحن نعتذر
ال.ومستعدين نحن للعقوبة سنسلم أنفسنا للسلطة .هذا إذا تاب ال يفعلون به شيئًا ولكن يعاقب عقوبة أخرى من حبس أو أن يرجع األشياء هذا أو ً
يز َحكِي ٌم ﴿ ﴾38المائدة) والسرقة هذه أن ِن اللَّ ِه َواللَّ ُه َع ِز ٌ ار َق ُة َفا ْق َط ُعوا أَ ْي ِد َي ُه َما َج َزا ًء ِب َما َك َس َبا َن َكالًا م َ
الس ِ ار ُق َو َّ الس ِ
الثاني وراءها مباشرة السارق ( َو َّ
تكسر ِحرزًا ،تكسر باب تكسر بيتًا ،الناس نائمون تخرق الجدار والناس نائمون بالليل تر ّوعهم ثم تسرق ما عندهم تقطع يدك وتربط هذه اليد في
عنقك شهر يعني واهلل العظيم عقوبات تقشعر منها األبدان ولهذا أحاطها اهلل بسياج من الشروط بحيث ما تطبق إال في المليون حالة حالة لرعبها
(سبعين شرطًا) حتى توقع عليك عقوبة القطع .وحينئ ٍذ إذا تطبقت عليك الشروط فمعناها أنت مجرم خطير ال مجرم مثلك على وجه األرض كل
ِين اللَّهِ﴿ ﴾2النور) .بعد هاتين الجريمتين ْ ْ
الشروط اإلجرامية توفرت في هذه الجريمة تقطع يدك مثل جزاء المحصن ( َولَا َتأ ُخ ْذ ُك ْم ِب ِه َما َرأ َف ٌة فِي د ِ
بعد قتل الناس في الشوارع كما يحدث في العراق وفي الصومال وفي دول أخرى قادمة -نعوذ باهلل من هذا كما يراد للعرب جميعًا -هذا إذا لم
لقاض أن يحكم بغير هذا ،القاضي فقط يتب قبل أن تلقي الشرطة عليه القبض ،هو متى ما ألقت الشرطة عليه القبض فهذه هي العقوبات وال يحق ٍ
ّ
يبلّغ حكم اهلل يا فالن أنت قطعت الطريق قتلت فالن وفالن وفالن وحققنا ووجدناك أنت القاتل أو أنت اعترفت فعقوبة اهلل عليك أن تقطع يداك
ورجالك من خالف يد يمنى مع رجل يسرى أو تُنفى من األرض إذا كنت ما قتلت.
آية (:)132
* لماذا يرد في القرآن أحيانا ً أطيعوا Hهللا وأطيعوا Hالرسول وأحيانا ً أخرى يرد وأطيعوا هللا والرسول؟(د.فاضل Hالسامرائى)
في القرآن قاعدة عامة وهي أنه إذا لم يتكرر لفظ الطاعة فالسياق يكون هلل وحده في آيات السورة ولم يجري ذكر الرسول في السياق أو أي إشارة
ون { .)}132واألمر اآلخر أنه إذا تكرر لفظ الطاعة فيكون قطعيًا قد ُذكر فيه ول لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْر َح ُم َ إليه كما جاء في سورة آل عمران ( َوأَ ِطي ُعواْ اللَهّ َو َّ
الر ُس َ
َاز ْعتُ ْم فِي َش ْي ٍء َف ُردُّو ُه إِلَى اللِهّ َ ُ
ول َوأ ْولِي األ ْم ِر مِن ُك ْم َف ِإن َتن َ َ َ
ِين آ َمنُواْ أ ِطي ُعواْ اللَهّ َوأ ِطي ُعواْ َّ
الر ُس َ الرسول في السياق كما في قوله تعالى ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
ول َف ِإن َت َولَّوا َف ِإنَّ َما َعلَ ْي ِه َما (ق ْل أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُعوا َّ
الر ُس َ ال { }59النساء) و ُ ْر َوأَ ْح َس ُن َت ْأ ِوي ًِك َخي ٌاآلخ ِر َذل َون ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ
ول إِن ُكنتُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َالر ُس ِ
َو َّ
ين { }54النور) وهذا ما جرى عليه القرآن كله كقاعدة عامة. ْ ُ َ ْ َّ
ول إِلا ال َبلاغ ال ُم ِب ُ َ ُ ُ ْ ُ َ َ
ُح ِّمل َو َعل ْيكم َّما ُح ِّملت ْم َوإِن ت ِطي ُعو ُه َت ْه َتدُوا َو َما َعلى َّ
الر ُس ِ
*انظر آية (↑↑↑.)32
آية (:)133
ات َواَألرْ ضُ ُأ ِع َّد ْ
ت لِ ْل ُمتَّقِينَ ( )133آل عمران) تHHرى لو قلت وأسHHرعوا ارع ْH
ُوا ِإلَى َم ْغفِ َر ٍة ِّمن َّربِّ ُك ْم َو َجنَّ ٍة َعرْ ُ
ضهَا Hال َّس َما َو ُ *( َو َس ِ
إلى مغفرة أتُحقق ذات الغرض والفائدة التي تحققها صيغة (وسارعوا)؟(ورتل القرآن ترتيال)ً
بالطبع ال فالبيان القرآني جاء بصيغة سارعوا للمبالغة في طلب اإلسراع .وتنكير (مغفرة) ووصلها بقوله (من ربكم) مع استطاعة اإلضافة مباشرة
بأن يقول :وسارعوا إلى مغفرة ربكم غرضه التضخيم والتعظيم .ثم لسائل أن يسأل لِ َم جاء البيان اإللهي بقوله جنة عرضها ولم يقل جنة طولها؟
سيأتي الجواب أن الكالم هنا على طريقة التشبيه البليغ واألصل :وجنة عرضها كعرض السماء واألرض كما جاء في سورة الحديد والغرض هنا
أريد به تمثيل شدة اإلتساع ليُطلق العنان لخيال السامع فإذا كان عرض الجنة بهذا اإلتساع صعب التخيّل فكيف يكون طولها؟!
* ما الفرق البياني بين آية 133من سورة آل عمران وآية 21من سورة الحديد؟(د.فاضل السامرائى)
ِين) وقال تعالى في سورة الحديد ض أُ ِعد ْ
َّت لِلْ ُم َّتق َ ات َوالْأَ ْر ُالس َما َو ُ
ض َها َّ ِن َربِّ ُك ْم َو َج َّن ٍة َع ْر ُ ار ُعوا إِلَى َم ْغف َ
ِر ٍة م ْ قال تعالى في سورة آل عمران ( َو َس ِ
ْ ُ َّ
ُؤتِي ِه َم ْن َي َشا ُء َوالل ُه ذو ال َف ْ
ض ِل َّ ُ
ضل الل ِه ي ْ َ َ َ َّ
ِين آ َمنُوا ِبالل ِه َو ُر ُسلِ ِه ذلِك ف ْ َّ ُ
ض أ ِعد ْ
َّت لِلذ َ َ ْ َ ِن َربِّ ُك ْم َو َجنَّ ٍة َع ْر ُ (سا ِب ُقوا إِلَى َم ْغف َ
ِر ٍة م ْ
الس َما ِء َوالأ ْر ِ ض َّ ض َها ك َع ْر ِ َ
يم) . ْ
ال َ ِ
ظ ِ ع
3السموات والسماء ،عرضها وكعرض ،للمتقين و للذين آمنوا باهلل ورسله ،ذلك فضل اهلل ولم ترد في اآليتين أكثر من وقفة :قضية الواو وانعدامها،
في اآلية الثانية.
*السماء والسموات :
السماء في اللغة وفي المدلول القرآني لها معنيان:
1ـ واحدة السموات السبع ،كقوله تعالى" :ولقد َزيّنا السَءامّ الدنيا ِب َمصابيح " الملك.
2ـ كل ما عال وارتفع عن األرض ـ فسقف البيت في اللغة يسمى سماء.
ُ ْ ْ ُ ْ
الس َما ِء ث َّم ل َيقط ْع َفل َي ْنظ ْر َهل يُذ ِه َب َّن َك ْي ُد ُه َما َيغِيظ"الحج15:يقولَ ْ ْ ُ آخ َر ِة َفلْ َي ْم ُد ْد ِب َس َب ٍب إِلى َّ
َ الد ْن َيا َوالْ ِ
ص َر ُه اللَّ ُه فِي ُّ ان َي ُظ ُّن أَ ْن لَ ْن َي ْن ُ قال تعالىَ " :م ْن َك َ
المفسرون (:أي ليمد حبال إلى سقف بيته ثم ليخنق نفسه) فالسماء هنا بمعنى السقف.
َر َها " ّالرعد.17: الس َما ِء َما ًء َف َسالَ ْت أَ ْو ِد َي ٌة ِب َقد ِِن َّ ـ وقد تكون بمعنى السحاب" :أَ ْن َز َل م َ
ـ وقد تكون بمعنى المطر " :ينزل السماء عليكم مدرارا" نوح.
الس َما ِء َما يُ ْم ِس ُك ُه َّن إِلَّا اللَّ ُه "النحل. 79: ات فِي َج ِّو َّ ْر ُم َس َّخ َر ٍ ـ وقد تكون بمعنى الفضاء والجو " :أَلَ ْم َي َر ْوا إِلَى َّ
الطي ِ
الس َما ِء)(األنعام. )125: ص َّع ُد فِي َّ ضيِّقًا َح َرجًا َكأَنَّ َما َي َّ ْر ُه َ صد َ ُضلَّ ُه َي ْج َع ْل َُر ْد أَ ْن ي ِ العالى(و َم ْن ي ِ
َ ـ وذكرهذا االرتفاع
فالسماء كلمة واسعة جدا قد تكون بمعنى السحاب أو المطر أو الفضاء أو السقف ، وبهذا تكون السموات والسموات موطن المالئكة جزءا من
السماء ،ألن السماء كل ما عال وارتفع مما عدا األرض ،والسموات جزء منها بهذا المعنى الواسع الذي يشمل الفضاء والسقف والمطر والسحاب،
فإن (السماء) تكون أوسع من (السموات) فهي تشملها وغيرها.
ض) (الفرقان )6:وقال" :ربي يعلم القول في السماء واألرض" ألن القول أوسع من ات َوالْأَ ْر ِ الس َما َو ِ
الس َّر فِي َّ قال تعالىُ " :ق ْل أَ ْن َزلَ ُه الَّذِي َي ْعلَ ُم ِّ
السر ،فهو قد يكون سرا أوجهرا والسر جزء منه،
فلما وسع قال (القول) وسع وقال (في السماء) .ولما ضيق وقال (السر) قال (السموات) .
*عرضها ،كعرض :
ولذلك لما قال (السموات) قال (عرضها السموات) ،ولكن عندما اتسعت اتساعا هائال جاء بأداة التشبيه (عرضها كعرض السماء) ألن المشبه به
عادة أبلغ من المشبه ،فهي ال تبلغ هذا المبلغ الواسع الذي يشمل كل شيء.
كلمة (السماء) تأتي عامة "والسماء بنيناها بأيد" " ،وفي السماء رزقكم وما توعدون" " ،أأمنتم من في السماء "..ثم تتسع ألشياء أخرى ،فعندما يقول:
"سبع سموات طباقا" فهي ليست الفضاء وال السقف وال السحاب ،فعندما اتسعت قال (كعرض السماء)ألنها أقوى وأوسع وأشمل وعلى هذا بني
التعبير كله في اآليتين.
هناك استعمل الكاف للتشبيه وهنا لم يستخدمها .السموات جمع السماء .صحيح هي مفرد لكن حينما يأتي وحدها تأتي لعدة مصالح .السماء
واألرض عظيمة جدًا فاستعمل لها التشبيه ألنها غير محدودة لكن لما استعمل السموات إستعمل التحديد (عرضها السموات واألرض) للتقريب .لكن
العربي لما يسمع عرضها عرض السموات واألرض قد يفهم منها السماء األولى الواحدة لكن لما قال (كعرض السماء واألرض) يفهم أن هذا
إطالق( .كعرض) أقوى من (عرضها) وأشمل وأوسع هكذا يُفهم.
*أعدت للمتقين ،أعدت للذين آمنوا :
عندما ضيق حددها للمتقين ثم وصفهم في اآليات التالية ،وعندما وسع عمم القول ليسع الخلق (الذين آمنوا باهلل ورسله) وهؤالء المتقون جزء من
الذين آمنوا ،ولم يحدد عمال محددا لهؤالء.
*سابقوا ،سارعوا :
عندما قال (سارعوا) قال (عرضها السموات واألرض) ،وعندما قال (سابقوا) قال (كعرض السماء واألرض)
كثرة الخلق المتجهين لمكان واحد تقتضي المسابقة ،فإن قلّوا اقتضى ذلك المسارعة فقط ،وليس المسابقة.
اتسع المكان فاتسع الخلق ،ذكر السماء التي تشمل السموات وزيادة ،وذكر الذين آمنوا باهلل ورسله وهي تشمل المتقين وزيادة ،ثم زاد وقال" :ذلك
فضل اهلل" .ألن الفضل أوسع مما جاء في آل عمران بل الفضل واضح إذ جاءت عامة
*تكرار العطف :
وكذلك لو الحظنا الناحية الفنية لرأينا وضع كل واحدة يناسب ما هي فيه ،ففي سورة الحديد تتكرر عبارات (آمنوا باهلل) و(الفضل العظيم)
و(يضاعف لهم) ففيها تفضالت كثيرة .وكذلك وضع الواو في سارعوا ،آية آل عمران فيها تعاطفات ،أمااألخرى فبال عطف وفي آل عمران نرى
المتقين واألمر بالتقوى يتكرر عدة مرات.
ض َعا ًفاالر َبا أَ ِْين آَ َمنُوا لَا َت ْأ ُكلُوا ِّ
لما نأتي إلى سياق اآليات لذا نقول دائمًا فهم اآليات يكون بالرجوع إلى السياق .نالحظ اآلية األولى ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
ون ( ))132هناك تشريع ول لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْر َح ُم َ
الر ُس َين ( )131وَأَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َّ ِر َ ار الَّتِي أُ ِعد ْ
َّت لِلْ َكاف ِ ون ( )130وَاتَّ ُقوا النَّ َ ِح َ اع َف ًة َواتَّ ُقوا اللَّ َه لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ
ض َُم َ
ونهي عن ارتكاب إثم عظيم ،ودعوة للتقوى ،اتقوا ما يوصلكم إلى النار ،الحظ الواوات ،ثم (وسارعوا إلى مغفرة) جاءت اآلية في إطار العطف.
ْث أَ ْع َج َب الْ ُك َّف َ
ار َن َباتُ ُه ثُ َّم ال َوالْأَ ْولَا ِد َك َم َث ِل َغي ٍاخ ٌر َب ْي َن ُك ْم َو َت َكاثُ ٌر فِي الْأَ ْم َو ِ ِب َولَ ْه ٌو َو ِزين ٌ
َة َو َت َف ُ بينما اآلية األخرى في سورة الحديد (أَنَّ َما الْ َح َيا ُة ُّ
الد ْن َيا لَع ٌ
ور ( ))20فيها نوع من اع الْ ُغ ُر ِ الد ْن َيا إِلَّا َم َت ُ
ان َو َما الْ َح َيا ُة ُّ
ض َو ٌ ِن اللَّ ِه َو ِر ْ ِر ٌة م َ3د َو َم ْغف َ اب َشدِي ٌون ُح َطا ًما َوفِي الْآَ ِخ َر ِة َع َذ ٌ ص َف ًّرا ثُ َّم َي ُك ُ يج َف َت َرا ُه ُم ْ
َي ِه ُ
اإليضاح والشرح لقضية معينة ثم ما عندنا نهي أو أمر فجاءت (سابقوا) من غير الواو( .وسارعوا) لما يكون تشريع ويكون هناك إثم عظيم
وهوالربا على ارتكاب المخالفة .وكان كثير من المسلمين يتعاطون بالربا قبل تحريمه فلما جاء التحريم طلب منهم أن يسارعوا وليست مسألة
مسابقة وإنما كل واحد مسؤول عن فعله ألنه أمر شخصي فطلب إليه أن يُسرع إلى مغفرة .كيف يُسرع لها؟ بالتوبة والتوبة شخصية فجاءت كلمة
وآخر .اآلن المناسبة تعنيك والكالم على الربا والربا شخصي .لكن (سابقوا) الكالم على الدنيا والدنيا فيها سارعوا .ليس هناك مجال للمسابقة أنت َ
كل يريد أن يظهر شأنه منافسات وتنافس ولعب وما من لعب إال وفيه منافسة واللهو يتنافس فيه الناس والتفاخر الناس يتنافسون فيه .اللعب واللهو ُ
فيه وتفاخر يتسابقون في الفخر .الموضوع ليس هنا ولكن المسابقة هي أن تتسابقوا إلى مغفرة من ربكم تلجأون إلى اهلل تعالى عن هذا اللهو والعبث
لكن فيه تسابق والسباق قطعًا فيه سرعة وزيادة.
*د.أحمد الكبيسى :
السرعة ليست واحد هناك سرعة كسرعة الهواء ،سرعة الغيم ،سرعة الفرس ،سرعة الريح ،سرعة العاديات ضبحًا أقسم بها اهلل تعالى ألنها متميزة
ومدربة وهدفها واحد .المفروض الفارس يبدأ بالسير ثم يسرع شيئًا فشيئًا يسابق الريح هذا نظام الفروسية لكن في بعض الحاالت الفرس من أول ما
ينطلق ينطلق كالهواء لذا قال (والعاديات ضبحًا) الفارس الذي يمكل زمام فرسه له تأثير خيالي على الفرس .لهذا امتدح اهلل تعالى الفرسان الذين
من أول ما قال لهم انطلقوا انطلقوا من ساعتهم ألن األمر جد خطير جاءهم احتالل تهديد فهؤالء الفرسان من ساعة ما قال لهم انطلقوا بدأت الخيل
3قال تعالى (وسارعوا) على أين أنواع السرعة؟ سرعة الريح أو الحيوان أو السيارة؟ قال (سابقوا) يعني كسرعة المتسابقين فإذا كنت تضبح .حينئذ
أي
متسابقًا عليك أن تسرع فالمسابقات أنواع ليست كلها ركضًا ولكل مسابقة سرعتها المعروفة .المهم أنك أنت إلى الخيرات أن تارع مسارعة ّ
ون ( )10الواقعة) كالكما صليتما الجمعة خرجتما من البيت السا ِب ُق َ السا ِب ُق َ
ون َّ ون ( )26المطففين) ( َو َّ س الْ ُم َتنَاف ُ
ِس َ ِك َفلْ َي َتنَا َف ِ
(وفِي َذل َ
سباق كان هذا َ
متوضئين لكن واحد ذهب إلى الصالة بساعة واآلخر ذهب قبل الصالة بخمس دقائق لكن األول سبق وكأنه قدّم بدنة واآلخر قدم تمرة .في كل عمل
من العبادات إذا سبقت غيرك فأنت قد سبقته .يبقى هذا السباق تختلف سرعته من عمل إلى عمل إذا قال حي على الفالح فأنت في المسجد ،كلما قيل
للناس حي على الفالح ،أدركونا السابقون األولون لهم القدح المعلّا عند كل األمم .رب العالمين يعلمنا أن تكون سابقًا إلى الخيرات بسرعتك وكل
عمل له سرعته المعروفة.
آية (:)134
*(ورتل القرآن ترتيالً):
ْظ ( )134آل عمران) الكظم لغة اإلخفاء واإلمساك وهو مأخوذ من كظم القِربة إذا مألها وأمسك فمها وعلى هذا ِين الْ َغي َ (والْ َك ِ
اظم َ فى قوله تعالى َ
ً ُ ُ
ال رائعًا بحق الخلق العظيم من جهتين :أوال إخفاء الغضب من جهة وثانيًا إمساكه عند وصوله حد اإلمتالء تمامًا كالماء إذا خيف أن تكون اآلية تمثي ً
يظهر من القربة وهي هنا النفس الغاضبة.
آية (:)135
*د.أحمد الكبيسى :
يقول النبي صلى اهلل عليه وسلم – كما رواه البخاري( -إن عبدًا أذنب ذنبًا فقال يا رب أذنبت ذنبًا فاغفره لي فقال الرب :علم عبدي أن له ربًا يغفر
الذنوب قد غفرت لعبدي ،ثم عمل ذنبًا آخر فقال يا رب قد أذنبت ذنبًا فاغفره لي فقال الرب:علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنوب قد غفرت لعبدي ،ثم
أذنب ذنبًا آخر فقال يا رب قد أذنبت ذنبًا فاغفره لي فقال الرب :علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنوب قد غفرت له وليفعل عبدي ما يشاء) إذا كان كلما
اح َش ًة أَ ْو َظلَ ُموا أَ ْن ُف َس ُه ْم َذ َك ُروا اللَّ َهِين إِ َذا َف َعلُوا َف ِ
أذنب استغفر فليذنب يعني ال ييأس من رحمتي ورب العالمين سبحانه وتعالى في اآلية ( َوالَّذ َ
ِن َربِّ ِه ْم ﴿ ﴾136آل عمران) ِر ٌة م ْ ُه ْم َم ْغف َ
ِك َج َزاؤ ُ ون ﴿ ﴾135أُولَئ َ ُص ُّروا َعلَى َما َف َعلُوا َو ُه ْم َي ْعلَ ُم َ
وب إِلَّا اللَّ ُه َولَ ْم ي ِ ِر ُّ
الذنُ َ اس َت ْغ َف ُروا ل ُِذنُو ِب ِه ْم َو َم ْن َي ْغف ُ
َف ْ
أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة) .إذًا يا سيدي الكريم إياك أن يلعب بك إبليس! تُب إلى اهلل عز وقال النبي صلى اهلل عليه وسلم (ما ّ
ِر لِ َذ ْن ِب َك
ف ْ
غ
َ ْ ْ َ
ت اس و هُ َّ
الل ا َّ
ل إ ه
َ َ
ل إ اَ
ل ُ
ه َّ
ن َ
أ م
ْ َ
ل اع
ْ َ
ف ( هكذا وجل عز اهلل إلى بالعودة أسرع أخرى مرة عدت وإذا منك ويتقبلها 3على التوبة وادع اهلل أن يثبتك وجل ُ
ِ ِ
﴿ ﴾19محمد).
آية (:)136
ت لَنُبَ ِّوَئنَّهُمِّ Hمنَ ْال َجنَّ ِة ُغ َرفًا تَجْ ِري ِمن تَحْ تِهَا اَأْل ْنهَا ُر خَالِ ِدينَ فِيهَا نِ ْع َم َأجْ ُر ْال َعا ِملِينَ
(والَّ ِذينَ آ َمنُوا َو َع ِملُوا الصَّالِ َحا ِ *يقول تعالى َ
ْ َأ َأل
ات تَجْ ِري ِمن تَحْ تِهَا ا ْنهَا ُر خَالِ ِدينَ فِيهَا َونِ ْع َم جْ ُر ال َعا ِملِينَ ()136 ك َج َزآُؤ هُم َّم ْغفِ َرةٌ ِّمن َّربِّ ِه ْم َو َجنَّ ٌ ُأ
( )58العنكبوت) – ( وْ لَـِئ َ
ْ َأ
ْث نَ َشاء فَنِ ْع َم جْ ُر ال َعا ِملِينَ ()74 ْ ُأ
ض نَتَبَ َّو ِمنَ ال َجنَّ ِة َحي ُ َأْل َأ
ص َدقَنَا َو ْع َدهُ َو وْ َرثَنَا Hا رْ َ آل عمران) – ( َوقَالُواْ Hال َح ْم ُد هَّلِل ِ الَّ ِذي َ
الزمر)لماذا مرة (نعم أجر العاملين) ومرة بالواو( Hونعم أجر العاملين) ومرة بالفاء (فنعم أجر العاملين)؟ (د.أحمد الكبيسى)
تكرم األول في الجامعة هناك أول مكرر هناك أكثر من أول فأعطيت كل واحد سيارة هذا نعم أجر العاملين ،لكن أول األوائل الذي هو أولهم عندما ّ
أخذ سيارتين هذا ونعم أجر العاملين هذه أقوى من األولى ،أما فنعم أجر العاملين هذه عندما يستلمون الجائزة.
ِين ( )58العنكبوت) ُغ َرف ِين فِي َها ِن ْع َم أَ ْج ُر الْ َعا ِمل َ ار َخالِد َ ات لَنُ َب ِّو َئنَّ ُهم ِّم َن الْ َجنَّ ِة ُغ َر ًفا َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها الْأَ ْن َه ُ
ِح ِ ِين آ َمنُوا َو َعمِلُوا َّ
الصال َ قال تعالى ( َوالَّذ َ
غرفات هذه كأنها درر وياقوت أعجوبة العجائب ،نعم أجر العاملين على العمل الصالح يصوم ويصلي كما جميع المسلمين المؤمنين باهلل إذا داوموا
عليه لهم أجرهم العظيم التي هي الجنة التي فيها ما ال عين رأت وال أذن سمعت وال خطر علة قلب بشر هذا نِعم أجر العاملين .كل مؤمن بدينه
الس َّراء ون فِي َّ ويطبقه بالشكل الذي أمر اهلل عز وجل عباده والرسل على أي وجه هذا نعم أجر العاملين .لكن هناك أناس عندهم دقة (الَّذ َ
ِين يُن ِف ُق َ
اح َش ًة أَ ْو َظلَ ُمواْ أَ ْن ُف َس ُه ْم َذ َك ُرواْ اللَهّ َف ْ
اس َت ْغ َف ُرواْ ل ُِذنُو ِب ِه ْم ِين إِ َذا َف َعلُواْ َف ِِين (َ )134والَّذ َ ُح ُّب الْ ُم ْح ِسن َ اس َواللُهّ ي ِ ْظ َوالْ َعاف َ
ِين َع ِن النَّ ِ ِين الْ َغي َ اظم َ الض َّراء َوالْ َك َِو َّ
ار َخالِد َ
ِين ْ َ ٌ
ِّه ْم َو َجنات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها األن َه ُ َّ ٌ ْ َ َ
ون ( )135أ ْولـئِك َج َزآ ُؤهُم َّمغف َ ُ َ ْ ُ َ
ُص ُّروا َعلى َما ف َعلوا َو ُه ْم َي ْعل ُم ََ ْ َ َّ ُ ُّ ْ
ِرة ِّمن َّرب ِ وب إِال اللُهّ َول ْم ي ِ ِر الذن َ َو َمن َيغف ُ
ِين ( )136آل عمران) شهوات قوية صبروا عليها ويندمون ويعودون قال (ونعم أجر العاملين) هذه مرتبة أعلى .عندما تأتي ِ ا ع ْ
ال ر ج َ
فِي َها َو ِن ْع َم ْ ُ َ َ
لم أ
ال لَ ُه ْمْوابُ َها َو َق َ َ
ِح ْت أب َ ِين اتَّ َق ْوا َربَّ ُه ْم إِلَى الْ َجنَّ ِة ُز َم ًرا َحتَّى إِ َذا َجاؤ َ
ُوها َو ُفت َ يق الَّذ َ تحاسب أو ال تحساب ،تدخل الجنة وترى النعيم ( َو ِس َ يوم القيامة َ
ِين ( ْ َ
َشاء َف ِن ْع َم أ ْج ُر ال َعا ِمل َ ْث ن َِن ال َجنَّ ِة َحي ُ ْ ُ
ض َن َت َب َّوأ م َ َ ْ َ
ص َد َقنَا َو ْع َد ُه َوأ ْو َر َثنَا الأ ْر َ َّ َّ ْ ُ
ِين (َ )73و َقالوا ال َح ْم ُد لِل ِه الذِي َ وها َخالِد َْخل َ ُ ُ
َخ َز َنتُ َها َسلَا ٌم َعلَ ْيك ْم ِط ْبتُ ْم َفاد ُ
)74الزمر) بالفاء أي استلمنا( .فنعم) ال تقولها إال عندما تستلم جائزتك وأجرك .فاألجر إن ُو ِعدت به فهم (نعم أجر العاملين) إذا كان شيئًا متميزًا
ألنك أنت متميز هذه (ونعم أجر العاملين) وإذا استلمته (فنعم أجر العاملين) ،هذا هو الفرق.
آية (:)137
* ما الفرق بين استعمال كلمتي عقاب وعذاب كما وردتا في القرآن الكريم؟(د.حسام النعيمى)
هناك رأي لبعض العلماء أن هذه الكلمات هي من لهجات مختلفة فليس بينها فروق ويستدلون بكلمة السكين وال ُمدية .لكن التدقيق هو ليست األسماء
فقط وإنما أحيانًا اإلشتقاقات نجد تصرفًا فيها فهذا يدعونا إلى التأمل في جميع اآليات التي وردت فيها هذه اللفظة وننظر هل هي موازية مقارنة
للفظة األخرى؟ هل هناك فارق ولو دقيق؟ نجمع كل اآليات التي فيها كلمة عقب ومشتقاتها عقاب وعاقبة وعوقب ومعاقبة بكل إشتقاقاتها وكذلك
عذب عذاب يعذب معذب تعذيبًا يعذبون .الذي وجدناه في هذا أن العقاب وما إشتق منه ورد في 64موضعًا في القرآن الكريم والعذاب وما كلمة ّ
إشتق منه ورد في 370موضعًا .فلما نظرنا في اآليات وجدنا أن هناك تناسبًا بين الصوت والمعنى :هو العذاب عقاب والعقاب عذاب .لكن يلفت
النظر أن الثالثي هو (ع-ذ-ب) و(ع-ق-ب) إذن الذال والقاف .كيف ننطق القاف؟ ألن القاف يسمونه إنفجاري أوالقدامى شديد يعني يُولد بإنطباق
يعقبه إنفصال مفاجيء مثل الباء ،بينما الذال المشددة فيها رخاوة وفيها طول .من هنا وجدنا أن كلمة العقاب تكون للشيء السريع والسريع يكون في
الدنيا ألن القاف أسرع .والذال فيها إمتداد ،هذا اإلمتداد يكون في الدنيا واآلخرة ،العذاب يأتي في الدنيا ويأتي في اآلخرة .عندما نأتي إلى اآليات
نجدها تتحدث عن عقوبة للمشركين في الدنيا يسميه عذابًا وفي اآلخرة يسميه عذابًا (فعذبهم بدخول النار) .أما العقاب ففي الدنيا .هذا من خالل
النظر في جميع اآليات لكن هناك نظرية تحتاج لتنبيه أنه لما يأتي الوصف هلل عز وجل ال يكون مؤقتًا ال بدنيا وال بآخرة فلما يقول( :واهلل شديد
العقاب) هذه صفة ثابتة عامة يعني هذه صفته سبحانه لكن لما يستعمل كلمة العقاب مع البشر يستعملها في الدنيا لم تستعمل في اآلخرة .كذلك
العذاب إستعملها للعذاب في الدنيا وفي اآلخرة وإستعملها (وأن اهلل شديد العذاب) ألن العقاب فيه سرعة وردت في القرآن (إن ربك سريع العقاب)
التنصل عنها وهي بهذه الروعة وهذا السمو أن وليس في القرآن سريع العذاب .لذلك نقول هذه اللغة لغة سامية ينبغي أن تُعطى حقها فال يجوز ّ
الحرف الواحد بتغير صوته تغير المعنى مع أن المعنى متقارب.
العاقبة للخير ألنها بمعنى نتيجة العمل يعني ما يعقب العمل ،عاقبة هذا العمل بمعنى ما يعقبه ،ما يأتي بعده قد يكون خيرًا وقد يكون شرًا .ولذلك
ين ( )137آل ان َعا ِق َب ُة الْ ُم َك ِّذ ِب َ
3 ْف َك َ يروا فِي الْأَ ْر ِ
ض َفا ْن ُظروا َكي َ ِن َق ْبلِ ُك ْم ُسن ٌ
َن َف ِس ُ إستعمل العاقبة في 32موضعًا في القرآن كله هكذا ( َق ْد َخلَ ْت م ْ
عمران.
آية (:)140
*ما داللة ذكر وحذف Hالالم فى آيتى آل عمران ()141-140؟(د.فاضل السامرائى)
ِين ( )140آل عمران) هذه معطوفة ُح ُّب َّ
الظالِم َ ال ي ِ اس َولَِي ْعلَ َم اللُهّ الَّذ َ
ِين آ َم ُنواْ َو َي َّت ِخ َذ مِن ُك ْم ُش َهدَاء َواللُهّ َ َاولُ َها َبي َ
ْن النَّ ِ (وتِلْ َك األيَّا ُم نُد ِ
في قوله تعالى َ
ين ( )141آل عمران) إحداها فيها الم واألخرى ليس فيها الم ،قسم فيها عطف .الذي فيه الم يكون أقوى ِر َ َ ْ ْ
ِين آ َمنُوا َو َي ْم َح َق الكاف ِص اللُهّ الَّذ َ ( َولِيُ َم ِّح َ
ِين َّ
ص اللُهّ الذ َ
(ولِيُ َم ِّح َ
ِين آ َمنوا َو َيت ِخذ مِنك ْم ش َهدَاء) أيُّها األكثر يعلم اهلل الذين آمنوا أو يتخذ شهداء؟ يعلم اهلل الذين آمنوا أكثرَ . ُ ُ َ َّ ْ ُ َّ َ
وآكد ( َولَِي ْعل َم اللُهّ الذ َ
أي األكثر تمحيص الذين آمنوا أو محق الكافرين؟ تمحيص الذين آمنوا فجاء بالالم واألخرى لم يذكر فيها الالم ،هذا المتعلق ين) ُّ ِر َآ َمنُواْ َو َي ْم َح َق الْ َكاف ِ
باآلية .وعندنا قاعدة الذكر آكد من الحذف.
*(ِإن يَ ْم َس ْس ُ Hك ْHم قَHHرْ ٌح فَقَ ْ Hد َمسَّ ْالقَHHوْ َم قَHHرْ ٌح ِّم ْثلُ Hهُ ( )140آل عمHHران) انظر كيف اسHHتطاعت ابالغة القرآنية أن تنقص من قHHدر
المصيبة على المؤمنين .فأين تكمن البالغة في هذه اآلية التصويرية؟(ورتل Hالقرآن ترتيالً)
المس أصله اللمس باليد فيكون أمرًا سطحيًا ال يخترق الجسد خالف الفعل
لقد عبّر اهلل تعالى عن المصيبة بقوله (يمسسكم) ولم يقل يصبكم ألن ّ
يصبكم الذي يفيد اختراق القرح إلى داخل الجسد وهذا مؤذن بالتخفيف .ثم صور الهزيمة بالقرح أي الجرح وهو هنا مستعمل في غير حقيقته
فيكون بذلك إستعارة للهزيمة إذ ال يصح أن يراد بها الحقيقة ألن الجراح التي تصيب الجيش ال يُعبأ بها إذا كان معها النصر ناهيك عن أن تصوير
الهزيمة بالقرح مؤذن بالشفاء منه.
*(ِإن يَ ْم َس ْس ُك ْم قَرْ ٌح فَقَ ْد َمسَّ ْالقَوْ َم قَرْ ٌح ِّم ْثلُهُ ( )140آل عمران) لعل سائالً يسHHأل لِ َم اختHHار البيHHان اإللهي صHHيغة المضHHارع Hفي
(يمسسكم) والماضي في (مسّ ) ولم يكونا في زمن واحد؟(ورتل Hالقرآن ترتيالً)
إنها دقة التعبير في إيراد الحقائق الواقعية فالتعبير عما أصاب المسلمين بصيغة المضارع في (يمسسكم) لقربه من زمن يوم أحد وعما أصاب
(مس القوم) لبُعدِه ألنه حصل يوم بدر.
المشركين بصيغة الماضي ّ
آية (:)143
*( َولَقَْ Hد ُكنتُ ْم تَ َمنَّوْ نَ ْال َمHHوْ تَ ِمن قَ ْبِ Hل َأن ت َْلقَHHوْ هُ فَقَْ Hد َرَأ ْيتُ ُمHHوهُ َوَأنتُ ْم تَنظُHرُونَ ( )143آل عمHHران) إنك تعلم أن مHHوت المHHؤمن في
المعركة هو الشهادة فلِ َم عدل هللا تعالى في اآلية إلى ذكر الموت دون الشهادة فلم يقHHل :ولقد كنتم تمنHHون الشHHهادة أو قيّHHده فقHHال:
تمنون الموت في سبيل هللا؟(ورتل القرآن ترتيالً)
3والدفاع دون
وح َب اللقاء ولو كان فيه الموت ولم يرضوا التحصن في المدينة
إن هذه اآلية جاءت في معرض اللوم للمسلمين الذين أظهروا الشجاعة ُ
وصرح بلفظ الموت فقط.ّ الحرب كما أشار به الرسول فلذلك نزع اهلل تعالى صفة التشريف عن الموت في سبيل اهلل وهي الشهادة وعدل عنها
آية(:)144
ضَّ Hر هّللا َ َشْ Hيًئا
ت ِمن قَ ْبلِ ِه الرُّ ُس ُل َأفَِإن َّماتَ َأوْ قُتِ َل انقَلَ ْبتُ ْم َعلَى َأ ْعقَابِ ُك ْم َو َمن يَنقَلِبْ َعلَ َى َعقِبَ ْي ِه فَلَن يَ ُ
*( َو َما ُم َح َّم ٌد ِإالَّ َرسُو ٌل قَ ْد َخلَ ْ
س َأ ْن تَ ُموتَ ِإالَّ بِِإ ْذ ِن هللا ِكتَابًا ُّمَؤ َّجالً َو َمن ي ُِر ْد ثَ َو َ
اب ال ُّد ْنيَا نُْؤ تِِ Hه ِم ْنهَا َو َسيَجْ ِزي Hهّللا ُ ال َّشا ِك ِرينَ ( )144آل عمران) َ
و(و َما َكانَ لِنَ ْف ٍ
الشHHا ِك ِرينَ ( )145آل عمHHران) ما الفHHرق بين سHHيجزي HوسHHنجزي؟(د.فاضلH اب اآل ِخَ HHر ِة نُْؤ تِِ HHه ِم ْنهَا َو َسHHنَجْ ِزي َّ
HHو َُHHر ْد ثَ ََو َمن ي ِ
السامرائى)
3يجزي اهلل) هو لم3ران) (فلن يضر – وس3 ين ( )144آل عم3 ِر َ ض َّر اللَهّ َش ْي ًئا َو َس َي ْج ِزي اللُهّ َّ
الشاك ِ ِب َعلَ َى َع ِق َب ْي ِه َفلَن َي ُ
اآلية توضح المسألة ( َو َمن َين َقل ْ
ين ( )145آل عم33ران) ِر َ َج ِزي َّ
الش33اك ِ اآلخ َر ِة نُ ْؤ ِت ِه ِم ْن َها َو َسن ْ
اب ِ ُر ْد َث َو َ
الد ْن َيا نُ ْؤ ِت ِه ِم ْن َها َو َمن ي ِ ُر ْد َث َو َ
اب ُّ يتكلم بضمير المتكلم أما اآلية الثانية ( َو َمن ي ِ
باإلسناد إلى ضمير المتكلم (نؤته منها – وسنجزي) الفعل في الحالين مسند إلى ضمير المتكلم اهلل أما تلك فلن يضر اهلل شيئًا وسيجزي اهلل الشاكرين
3ازي واحد 3ؤتي واحد والمج3 3الى أما الثانية الفاعل واحد والم3 3بحانه وتع3 يعني ال ينقلب على عقبيه هذا شخص والذي يجزي هو آخر وهو اهلل س3
صرح بالفاعل في آية وأضمر في األخرى. وسنجزي الشاكرين هو هلل سبحانه وتعالى .الفرق أنه ّ
ض َّر هّللا َ َش ْيًئا
ت ِمن قَ ْبلِ ِه الرُّ ُس ُل َأفَِإن َّماتَ َأوْ قُتِ َل انقَلَ ْبتُ ْم َعلَى َأ ْعقَابِ ُك ْم َو َمن يَنقَلِبْ َعلَ َى َعقِبَ ْي ِه فَلَن يَ ُ
* ( َو َما ُم َح َّم ٌد ِإالَّ َرسُو ٌل قَ ْد َخلَ ْ
َو َسيَجْ ِزي Hهّللا ُ ال َّشا ِك ِرينَ ( )144آل عمران) ما اللمسة البيانية في ختام اآلية؟ وما داللة استخدام الشكر بدل الصبر؟(د.فاضلH
السامرائى)
السؤال كان لماذا الشاكرين وليس الصابرين؟ سيجزي اهلل الشاكرين معناها سيثيب الثابتين على دين اإلسالم أي صبروا فثبتوا فشكروا الشكر
مرحلة أخرى ،صبر فثبت فشكر على صبرهم ،الشكر مرحلة بعد الصبر وأع ّم منها ،الصبر على المصيبة والثبات والشكر على صبرهم وثباتهم
أنهم لم يضلوا فشكروا .فالشكر يكون مرحلة بعد الصبر ألن الشكر اقتضى الصبر وزيادة .الصبر فقط صبر على الفراق مرحلة لكن المطلوب ما
بعد هذه المرحلة ليس مجرد الصبر ولكن أن يثبتوا ويشكروا ربهم على أنهم ثبتوا وشكروا ربهم على إتمام النعمة ألن الرسول ال يرحل إال بعد
إكمال النعمة فإذا ذهب الرسول ومات فإنما يكون بعد إتمام الدين فيشكروا اهلل تعالى على أمرين على ثباتهم وعلى إتمام الدين فربنا سبحانه وتعالى
الد ْن َيا نُ ْؤ ِت ِه ِم ْن َها َو َمن ي ِ
ُر ْد ُر ْد َث َو َ
اب ُّ ال ِب ِإ ْذ ِن اهلل ِك َتابًا ُّم َؤ َّج ً
ال َو َمن ي ِ س أَ ْن َت ُم َ
وت إِ َّ ان لَِن ْف ٍ
(و َما َك َ
سيجزي الشاكرين .وقبل هذه اآلية السياق في الشكر َ
ين ( ))145السياق في الشكر .الشاكرين الذين شكروا اهلل سبحانه وتعالى على أنه صبّرهم وثبّتهم فشكروا ِر َ َج ِزي َّ
الشاك ِ اآلخ َر ِة نُ ْؤ ِت ِه ِم ْن َها َو َسن ْ
اب ِ َث َو َ
ويشكرون اهلل تعالى على أنه أت ّم الدين كله ألن الرسول ال يذهب إال بعد تمام الدين ،اقتضى الشكر على تمام الدين ،فاقتضى الشكر من أكثر من
جهة أع ّم وهي مرحلة بعد الصبر وعلى تمام الدين إذن ذكر ما هو أع ّم وأه ّم والمرحلة األخرى فاهلل تعالى يريد منا الشكر في كل شيء ،إذا كنت قد
صبرت على البلية فلك أجر الصابرين فإن شكرت كان أجرك أعلى ،شكرته على صبرك هذه عبادة وشكرته على العبادة هذه صارت عبادة أخرى.
الصبر على المصيبة عبادة هذا له أجر فإن شكرته على أن ثبتك على هذا الصبر صارت عبادة أخرى وكأن الشكر مرحلة الرضا عما حدث لهم
ور ( )13سبأ). الش ُك ُ ِي َّ آل دَا ُوو َد ُش ْك ًرا َو َقل ٌ
ِيل ِّم ْن ِع َباد َ (اع َملُوا َ
بقضاء اهلل وقدره وهذه مرحلة أعلى ْ
ت ِم ْن قَ ْبلِ ِه الرُّ ُس ُل َأفَِإ ْن َماتَ َأوْ قُتِ َل ا ْنقَلَ ْبتُ ْم َعلَى َأ ْعقَابِ ُك ْم َو َم ْن يَ ْنقَلِبْ َعلَى
(و َما ُم َح َّم ٌد ِإاَّل َرسُو ٌل قَ ْد خَ لَ ْ
*ما سبب نزول اآلية َ
ض َّر هَّللا َ َش ْيًئا َو َسيَجْ ِزي هَّللا ُ ال َّشا ِك ِرين( ))144في سورة آل عمران التي قرأها أبو بكر بعد وفاة الرسول ؟(د.حسامH َعقِبَ ْي ِه فَلَ ْن يَ ُ
النعيمى)
هي لها سبب نزول ولكن إستفاد منها أبو بكر الصديق عندما توفي الرسول بينما هي كانت نزلت في وقت قريب من وفاة الرسول في أُ ُحد
عندما خرج صارخ أنه محمد ُ قتِل فارتبك الناس فمن جملة من ارتبك أحد المهاجرين ال يذكرون من هو لكنه يروي القصة وشاعت :جاء إلى
يتشحط في دمه فقال له أشعرت أن محمدًا ُ قتِل؟ فقال األنصاري الذي يتشحط في دمه يعني يموت إن كان محمد ُقتِل فقد بلّغ رجل من األنصار ّ
فقاتلوا عن دينكم .هذا المعنى فأنزل اهلل سبحانه وتعالى هذه اآلية وقرأها أبو بكر الذي عصم اهلل تعالى به األمة في أول فتنة تتعرض لها .كان يمكن
أن يتقاتلوا فيما بينهم لكن عصم اهلل سبحانه وتعالى األمة وأبو بكر له عواصم كثيرة من القواصم رضي اهلل عنه وأرضاه.
ت ِمن قَ ْبلِ ِه الرُّ ُس ُل َأفَِإن َّماتَ َأوْ قُتِ َل انقَلَ ْبتُ ْم َعلَى َأ ْعقَابِ ُك ْم ()144
*ما وجه اإلعجاز فى قوله تعالى ( َو َما ُم َح َّم ٌد ِإالَّ َرسُو ٌل قَ ْد خَ لَ ْ
آل عمران)؟(د.أحمد الكبيسى)
مسألة وفاة الرسول البعض يقولون ذكرى استشهاد الرسول والبعض يقول ذكرى وفاته فهل هذا صحيح؟ نحن نحتفل اآلن بالمولد النبوي وهذه
الر ُس ُل أَ َفِإن ال َر ُس ٌ
ول َق ْد َخلَ ْت مِن َق ْبلِ ِه ُّ الخالفات مما أخبر بها النبي أنها سوف تدب بين الفرقة حتى يضاد أحدنا اآلخر ,اآلية واضحة ( َو َما ُم َح َّم ٌد إِ َّ
بالسم وهذه قضية ثابتة حتى في ِل ان َقلَ ْبتُ ْم َعلَى أَ ْع َقا ِب ُك ْم ( )144آل عمران) وهذا أيضًا من إعجاز القرآن الكريم ألن محمدًا مات مقتوال ُ
ً ات أَ ْو ُقت َ
َّم َ
ّ
آخر أيامه لما كان يتألم قال" :إن الس ّم الذي أخذته في خيبر قطع أبهري" وهذا حديث صحيح والنبي بعد ثالث سنوات من تناوله الشاة المسمومة
ال فما أن فدست في الذراع سمًا قات ً دسها اليهود إليه فأخذ منها لقمة من الذراع وكانت هذه المرأة اليهودية تعرف أن محمدًا يحب لحم الذراع ّ التي ّ
المس تغلغل فيه السم وبقي يعاني منه ثالث مست شفتيه مسًا رقيقًا ،هذا ّ وضعه على شفتيه حتى ألقاه قال إن هذا يحدثني أنه مسموم لكن بعد أن ّ
ال وقتل ميتًا وهكذا نعرف إعجاز اآلية وال حول وال قوة إال باهلل واهلل يا ابنتي نحن في عصر علينا أن نتمسك سنوات فمات مسمومًا فهو مات قتي ً
بهذا الدين وإال هلكنا ،نحن في فتن يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا هذا الشقاق المتعمد هذا الخالف المصطنع الذي هو لمصلحة الغير واهلل
ون ()42 ال َع َّما َي ْع َم ُل َّ
الظالِ ُم َ ال َت ْح َس َب َّن اللَهّ َغا ِف ً
تعالى يتولى الصالحين ( َو َ
:آية ()145
س َأ ْن تَ ُموتَ ِإاَّل بِِإ ْذ ِن هَّللا ِ ِكتَابًا ُمَؤ َّجاًل ﴿ ﴾145آل عمران) ؟(د.أحمد الكبيسى)
*ما معنى الكتاب فى قوله تعالى( َو َماَ Hكانَ لِنَ ْف ٍ
كتاب الموت والكون فيه كتاب كامل ،دليل كامل .إذا كان دليل السيارة جزئي فاللوح المحفوظ هو الكتاب الكامل الذي فيه هذا الكون.
تعالى(و َم ْن َأ َرا َد اآْل ِخ َرةَ َو َس َعى Hلَهَا َس ْعيَهَا َوه َُو ُمْؤ ِم ٌن
َ *ما الفرق بين صيغة الفعل بالماضى Hمرة وبالمضارع مرة فى قوله
اب اآْل ِخ َر ِة نُْؤ تِ ِه ِم ْنهَا َو َسنَجْ ِزي
اب ال ُّد ْنيَا نُْؤ تِ ِه ِم ْنهَا َو َم ْن ي ُِر ْد ثَ َو َ
و(و َم ْن ي ُِر ْد ثَ َو َ فَُأولَِئ َ
ك َكانَ َس ْعيُهُ ْم َم ْش ُكوراً( )19االسراء َ
ال َّشا ِك ِرينَ ( )145آل عمران؟(د.فاضل السامرائى)
ان َس ْعيُ ُه ْم َم ْش ُكورًا( )19االسراء ،ذكر اآلخرة وجاء بالفعل الماضي ألن ِك َك َِن َفأُولَئ َ فى قوله تعالىَ ( :و َم ْن أَ َرا َد الْ ِ
آخ َر َة َو َس َعى لَ َها َس ْع َي َها َو ُه َو ُم ْؤم ٌ
ين(
ِر َ َج ِزي َّ
الشاك ِ اب الْ ِ
آخ َر ِة نُ ْؤ ِت ِه ِم ْن َها َو َسن ْ ُر ْد َث َو َ
الد ْن َيا نُ ْؤ ِت ِه ِم ْن َها َو َم ْن ي ِ
اب ُُّر ْد َث َو َ
اآلخرة واحدة وهي تراد .لكن عندما تحدث عن الدنيا قالَ ( :و َم ْن ي ِ
)145آل عمران.
ألن إرادة الثواب تتكرر دائما .كل عمل تفعله تريد الثواب ،فهو إذن يتكرر والشيء المتكرر جاء به بالمضارع يشكر ،فالشكر يتكرر ألن النعم ال
ار "34إبراهيم ان لَ َظلُو ٌم َك َّف ٌ
وها إِ َّن الْأِ ْن َس َ
ص َتنتهي " َوإِ ْن َت ُعدُّوا ِن ْع َم َت اللَّ ِه ال تُ ْح ُ
فالشكر يتكرر ،كلما أحدث لك نعمة وجب عليك أن تحدث له شكرا أما الكفر فهو أمر واحد حتى إن لم يتكرر ،فإن كفر اإلنسان بأمر ما فقد كفر ،إن
كفر بما يعتقد من الدين بالضرورة فقد كفر ،ال ينبغي أن يكرر هذا األمر ألنه إن أنكر شيئا من الدين بالضرورة واعتقد ذلك فقد كفر وانتهى وال
يحتاج إلى تكرار ،أما الشكر فيحتاج إلى تكرار ألن النعم ال تنتهي .وفيه إشارة إلى أن الشكر ينبغي أن يتكرر وأن الكفر ينبغي أن يقطع ،فخالف
بينهما في التعبير فجاء بأحدهما في الزمن الحاضر الدال على التجدد واالستمرار وجاء باآلخر في الزمن الماضي الذي ينبغي أن ينتهي.
آية (:)146
*انظر آية (↑↑↑.)79
هّللا ْ ُ َ َ ْ ْ ُ
ض ُعفوا َو َما استكانوا َو ُ يُ ِحبُّ الصَّابِ ِرينَ ( هّللا *( َو َكَأيِّن ِّمن نَّبِ ٍّي قَاتَ َل َم َعهُ ِربِّيُّونَ كثِي ٌر ف َما َوهَنوا لِ َما َ
صابَهُْHم فِي َسبِي ِل ِ َو َما َ َأ ْ ُ َ َ
)146آل عمران) لقد جمعت اآلية بين الضعف والوهن وهما متقاربتان تقاربا ً يبلغ حد الترادف فهل يمكن االستغناء عن
أحدهما دون اآلخر؟(ورتل Hالقرآن ترتيالً)
الواقع أن كل واحد منهما أفاد معنى أراده البيان القرآني وهما هنا مجازان فالوهن أقرب إلى َخ َور العزيمة والياس في النفوس والضعف أقرب إلى
اإلستسالم والفشل في المقاومة .ثم بعد ذلك تجيء اإلستكانة لتعبر عن الخضوع والمذلة للعدو بعد الوهن والضعف ومن لطائف النظم القرآني
ترتيبها في الذكر بحسب ترتيبها في الحصول فإنه إذا خارت العزيمة فشلت األعضاء واستسلمات ورضخت للمذلة من العدو.
:آية ()147
وانصHرْ نَاَ Hعلَى ْالقَHوْ ِم ْال َكHافِ ِرينَ ( )147آل
ُ ِّت َأ ْقHدَا َمنَا
وا ربَّنَا ا ْغفِHHرْ لَنَا ُذنُوبَنَا َوِإ ْسَ Hرافَنَا Hفِي َأ ْم ِرنَا َوثَب ْ
* ( َو َما َكانَ قَوْ لَهُْHم ِإالَّ َأن قَالُ ْ
عمران) فيها قراءتان بالرفع والنصب فما الفرق؟(د.فاضل Hالسامرائى)
وانصْ 3رنَا َعلَى الْ َق ْ
3و ِم ِّت أَ ْق3دَا َمنَا ُ
ِر لَنَا ُذنُو َبنَا َوإِ ْسَ 3را َفنَا فِي أَ ْم ِرنَا َو َثب ْ ال أَن َقالُواْ ربَّنَا ْ
اغف ْ ان َق ْولَ ُه ْم إِ َّ
(و َما َك َ في آية واحدة قرئت قراءتين متواترتين َ
ُ ُ
ين ( )147آل عمران) بتقديم خبر (كان) و(أن قالوا) إسمها مؤخر ،والقراءة الثانية (وما كان قولهم إال أن قالوا) قولهم إسم (كان) والمصدر الْ َكاف ِ
ِر َ
المؤول خبرها ،إذن من حيث اللغة ليس فيها إشكال ويبقى السؤال ما سبب االختيار؟ أو لماذا قرئت مرتين؟ معناه أن هنالك مع33نى كل ق33راءة لها
معنى ،أما من حيث اللغة والنحو فليس فيها إشكال .نأخذ األصل بالرفع يعني ما كان قولُهم إال هذا وحتى يتضح الكالم نجعل (هذا) هي مك33ان (إال
أن قالوا) .ما كان قولُهم بالرفع( ،ما كان) يصير هذا خبر ،إذن ما كان قولُهم إال هذا القول لم يقولوا غيره في هذا المقام وهو مقام ح33رب وقت33ال
ان َق ْولَ ُه ْم إِ َّ
ال ين (َ )146و َما َك َالصا ِب ِر َ
ُح ُّب َّ اس َت َكانُواْ َواللُهّ ي ِ
ض ُع ُفواْ َو َما ْ يل اللِهّ َو َما َ صا َب ُه ْم فِي َس ِب ِِير َف َما َو َهنُواْ لِ َما أَ َ
ُّون َكث ٌ ( َو َكأَيِّن ِّمن نَّ ِب ٍّي َقا َت َل َم َع ُه ِربِّي َ
ين ( )147آل عمران) ما كان قولُهم إال هذا القول يعني في ِر َ ِّت أَ ْقدَا َمنَا ُ
وانص ْرنَا َعلَى الْ َق ْو ِم الْ َكاف ِ ِر لَنَا ُذنُو َبنَا َوإِ ْس َرا َفنَا فِي أَ ْم ِرنَا َو َثب ْ ربنَا ْ
اغف ْ أَن َقالُواْ َّ
ْ
وانصْ 33رنَا َعلَى ال َقْ 3
3و ِم َ
ِّت أ ْقدَا َمنَا ُ َ
ِر لَنَا ُذنُو َبنَا َوإِ ْس َرا َفنَا فِي أ ْم ِرنَا َو َثب ْاغف ْ هذا المكان لم يقولوا إال هذا الشيء يطلبون المغفرة والتثبيت والنصر (ربَّنَا ْ
3بر ،في ين) ما كان قولُهم (بالرفع) إال هذا القول في هذا الموقف لم يقولوا غيره .أما بالنصب (قولهم) تصبح ما كان هذا إال قولهم يق3دّم الخ3
َ َ الْ َكاف ِ
ِر َ
3امع. 3ألة للس3 الرفع ما كان قولُهم إال هذا (هنا خبر) اآلن نقدّم الخبر تصير ما كان هذا إال قولَهم .نضع مكان (إال أن قالوا) (هذا) حتى تتضح المس3
أول مرة (ما كان قولُهم إال هذا) يعني أنهم ما قالوا إال هذا الكالم في هذا الموقف لم يقولوا غيره .اآلن نقدّم الخبر ،في النصب ما كان هذا إال قولهم
لم يقله أحد غيرهم ،لم يقل هذا إال هؤالء ألن هذه الفئة المؤمنة .اآلن صار عندنا معنيين :المعنى األول أنهم لم يقولوا غير هذا القول وهذا المق33ال
وهذا الدعاء في هذا الموقف والقول اآلخر لم يقل هذا القول غيرهم ،أنهم وحدهم هم الذين قالوا هذا القول فصار مدح في الق33ول واألش33خاص في
3ذا ،ما القراءتين مدح القائل ومدح المقول .إذن باجتماع القراءتين المتواترين أصبح المدح للقائل والمقول وإثباتُها ما كان قولَهم .مثل ما أخي إال ه3
هذا إال أخي يعني ليس هو صديقي وإنما أخي ،أما ما أخي إال هذا يعني ليس عندي أخ إال هذا ،وهذه أيضًا فيها حصر.
:آية ()149
*انظر آية (↑↑↑.)100
:آية()151
* في سورة آل عمران (ومأواكم النار وبئس مثوى الظالمين) ما هو المثوى؟ولماذا لم ترد كلمة مثوى في حال أهل الجنة
أبداً؟ (د.حسام النعيمى)
المثوى في اللغة المنزل أو المكان الذي يثوي فيه اإلنسان .والثواء هو اإلنحسار في مكان ويكون عادة اإلنسان فيه قليل الحركة مثل المسكن،
المنزل ،الحجرة التي يبيت فيها،الثواء هو التوى يعني اإلستقرار في مكان واحد وإن كان فيه حركة فهو حركة ضيّقة .والمأوى استعمل في النار
وفي الجنة فالجنة تضم صاحبها والنار تضم صاحبها لكن شتان بين الضمتين ،بين إحتضان الجنة لإلنسان وإحتضان النار لإلنسان .فكلمة الثوى
والثواء استعملت في حال الدنيا ألنه منزل يثوي إليه أو يأوي إليه لذلك نجدها في أكثر من سورة في حال الدنيا .في اآلخرة إستعمل اللفظة للنار
لماذا؟ ألن الجنة ليست منطقة ضيقة محصورة إنا نتبوأ من الجنة حيث نشاء ،فيها السعة واإلنطالق .الحظ مث ً
ال( :أكرمي مثواه) أي نُ ُزله في الدنيا.
وا بِاهّلل ِ ( )151آل عمران)؟(ورتل القرآن
ب بِ َما َأ ْش َر ُك ْH ب الَّ ِذينَ َكفَر ْ
ُوا الرُّ ْع َ *ما داللة اإللقاء فى قوله تعالى ( َسنُ ْلقِي فِي قُلُو ِ
ترتيالً)
حقيقة اإللقاء هو رمي الشيء على األرض كقوله تعالى (فألقوا حبالهم وعصيّهم) .فهو هنا إذن مجاز على طريقة اإلستعارة فاإللقاء مؤذِن بتم ّكن
3
الرعب من قلوبهم.
آية (:)152
* فى سؤال عن أصل كلمة شيطان وهل لها جذور عربية؟(د.فاضل السامرائى)
ص َد َق ُك ُم اللُهّ َو ْع َد ُه إِ ْذ َت ُح ُّسو َن ُهم ِب ِإ ْذ ِن ِه ( )152آل عمران) فإذا ك3انت من
س كما في قوله تعالى ( َولَ َق ْد َ الح ّ
الحسن أو من َحسان .إما أن تكون من ُ كلمة ّ
س هو القتل) تكون غير منصرفة ،شاعر الرسول حسان بن ث33ابت ورد ممنوعًا (الح ّ
س َالح ّ
الحسن يكون منصرفًا ألن النون أصلية وإذا كان من َ ُ
الري فهي ممنوعة من الصرف وإذا كانت من الريْن ّ من كانت إذا ْن. ي الر من أو الري
ّ من كانت إذا ّان
ي ر كلمة وكذلك . س الح
َ ّ من فهو الصرف من
يم ( )25التكوير) القرآن استعملها مصروفة وقد يعترض ج ر ان ْطَ ي ش َ ل و
ْ َ
ق ب و هُ ا مو ( منصرف ألنه شطن من شيطان أن أرجح فهي مصروفة .وأنا
ٍ َِ ٍ ََ َ ِ ِ
الشر
مر بها إبليس :إحترق غضبًا فعصى ربه لما قال له اسجد آلدم أو ب ُعد في ّ أحدهم في النحو .الجذر الذي اشتق منه شيطان يدل على الحالة التي ّ
وذهب بعيدًا فاألمر يحتمل.
*من برنامج ورتل القرآن ترتيالً:
ص ْي ُتم ِّمن َب ْع ِد َما أَ َرا ُكم َّما ُت ِحب َ
ُّون ( )152آل عمران) انظر إلى دقة َاز ْعتُ ْم فِي َ
األ ْم ِر َو َع َ ص َد َق ُك ُم اللُهّ َو ْع َد ُه إِ ْذ َت ُح ُّسو َن ُهم ِب ِإ ْذ ِن ِه َحتَّى إِ َذا َف ِشلْتُ ْم َو َتن َ
( َولََق ْد َ
الرماة
النظم القرآني بترتيب األفعال الدالة على الحدث :الفشل ،التنازع والعصيان .فقد رتبها على حسب ترتيبها في الحصول وهو ضجر بعض ُ ّ
3ونشأ عن التنازع تصميم معظمهم على مفارقة الموقع وفيه من مالزمة مواقعهم ثم التنازع في مالزمة الموقف وفي اللحاق بالجيش في الغنيمة.
عصيان ألمر النبي بالمالزمة.
َص ْيتُمِّ Hمن بَ ْع ِد َما َأ َرا ُكم َّما تُ ِحبُّونَ ( )152آل عمران) لقد كان عصيان الصحابة في معركة ُأحُد مخالفة ألمر النبي
*( َوع َ
ً
وسميت هذه المخالفة عصيانا مع أن تلك المخالفة كانت عن اجتهاد ال عن استخفاف والعصيان من االستخفاف فلِ َم عبّر هللا
تعالى عن مخالفتهم بالعصيان ولم يقل وخالفتم؟ (ورتل القرآن ترتيالً)
ُسميت عصيانًا ألن المقام ليس مقام اجتهاد فإن شأن الحرب الطاعة المطلقة للقائد من دون تأويل لذلك جاءت بصيغة العصيان زيادة عليهم في
التقريع.
آية (:)153
* ما داللة كتابة كلمة (كي ال) منفصلة مرة في آية سورة الحشر و(لكيال) موصولة في آية سورة آل عمران؟(د.فاضل
السامرائى)
ال لكن يبدو في هذا الرسم ملحظ بياني واهلل أعلم في أكثر من موطن .فمرة تكتب (لكي ال) مفصولة ومرة ال خط المصحف ال يقاس عليه أص ً أو ً
(لكيال) موصولة .وأقول أن هذا ليس فقط للخط وإنما ألمر بياني
صا َب ُك ْم َ
أ ا
ْ َ َ َم اَ
ل و م ُ
ك َ
ت ا َ
ف ا م ى
َ َ َ
ل ع وا ُ
ن َ
ز ح َ
ت ا َ
ل يكَ ِ
ل َمغ
َ ْ َ ْ ًّ ِ ٍّ ْ ْب ا مغَ م ُ
ك ب ا َ
ث َ
أ َ
ف م ُ
ك ا ر ْ
خ ُ
أ ِي ف م ُ
الر ُ َ ُ ْ
ك و ْعدي ُ
ول س ون َعلَى أَ َح ٍد َو َّ ُون َولَا َتلْ ُو َ
ص ِعد َ في آية سورة آل عمران (إِ ْذ تُ ْ
ون ( )153جاءت لكيال متصلة ألن المعنى يدل على أن الغ ّم متصل بالغ ّم غ ّم الهزيمة وغ ّم فوات الغنائم وهذا اقتضى الوصل ير ِب َما َت ْع َملُ َ َواللَّ ُه َخ ِب ٌ
يل َك ْي لاَ الس ِب ِ
ْن َّ ِين َواب ِ ْ ْ ُ ْ
ول َولِذِي الق ْر َبى َوال َي َتا َمى َوال َم َساك ِ ِلر ُس ِ َّ ُ ْ َ
ِن أ ْه ِل الق َرى َفلِل ِه َول َّ َ َّ َ
فوصل (لكيال).وفي آية سورة الحشر ( َما أ َفا َء الل ُه َعلى َر ُسولِ ِه م ْ
اب) ( )7فصل (لكي ال) هنا ألنه يريد أن َ ْ َ َّ َّ ُ َّ َ الر ُس ُ
ول َف ُخ ُذو ُه َو َما َن َها ُك ْم َع ْن ُه فا ْن َت ُهوا َواتقوا الل َه إِ َّن الل َه شدِي ُد ال ِعق ِ ْن الْأَ ْغ ِن َيا ِء ِم ْن ُك ْم َو َما آََتا ُك ُم َّ
ون دُولَ ًة َبي َ
َي ُك َ
يفصل األموال ألنها ال ينبغي أن تبقى دُولة بين األغنياء وإنما يجب أن تتسع األموال لتشكل الفقراء فاقتضى الفصل في رسم (لكي ال) في هذه
اآلية.
ُ
وهذا األمر نقول أنه من باب الجواز فهو جائز أن تكتب لكيال متصلة أو منفصلة (لكي ال) لكنها ترسم أيضًا بما يتناسب مع الناحية البيانية والبالغية
بحيث تتناسب مع األحكام.
أح ٍد َوال َّرسُو ُل يَ ْدعُو ُك ْم فِي ُأ ْخ َرا ُك ْم فََأثَابَ ُك ْHم
*تأسوا بمعنى تحزنوا واستخدمها القرآن في آل عمران (ِإ ْذ تُصْ ِع ُدونَ َوالَ ت َْلوُونَ َعلَى َ
صابَ ُك ْHم َوهّللا ُ خَ بِي ٌر بِ َما تَ ْع َملُونَ ( ))153ما اللمسة البيانية في اآلية؟ (د,فاضل وا َعلَى َما فَاتَ ُك ْHم َوالَ َما َأ َ
ُغ َّما ً بِ َغ ٍّم لِّ َك ْيالَ تَحْ َزنُ ْH
السامرائى)
ال َت ْح َز ْن َعلَي ِ
ْه ْم ()88 حزن عليه و( َو َ حزن َ
يحزن فعل الزم ليس متعديًا تقول ِ وحزن ُ
يحزنِ ، يحزن َ حزن َ كِال الفعلين يدل على الحزن عندنا ِ
ْ ْ َ ُ ُ َ ِّ َ َ ُ
به).حزن يحزن متعدي ،حزنني وأحزنني (قال إِني ل َي ْحزننِي أن َتذ َهبُوا ِب ِه ( )13يوسف). نك َق ْولُ ُه ْم ( )76يس) (الكاف مفعول الحجر)َ ( ،فلَا َي ْح ُز َ
ِ
يحزن وتستعمل أحزن أيضًا ،أحزن من َح َزن .الفعل أسي يأسى يسمونه الباب الرابع (لكيال ال تأسوا) وأسى بمعنى حزن أيضًا حزن ُ اللغة العليا َ
ين ( )93األعراف) هي أأسى ،فهو أسي يأسى ،كالهما يفيد الحزن لكن الفارق بين لكيال تحزنوا ولكيال تأسوا في الحزن آسى َعلَى َق ْو ٍم َكاف ِ
ِر َ ( َف َكي َ
ْف َ
الحزن إذا شئت ً
الحزن الذي هو الغلظ والشدة في األرض (اللهم ال سهل إال ما جعلته سهال وأنت تجعل ْ مشقة أكثر وشدة ألنه قريب من معنى ْ
الحزن
والحزن هو الغلظ والشدة في النفس .أيهما أثقل؟ ُ الحزن أي الصعب وتقال لألرض الصعبة .إذن الحزن فيه ِغلظ وشدة في األرض ُ ال) ْ سه ً
والحزن ضمة فاختاروا الضمة لما هو أثقل ألنها الحزن فتحة ُ
الحزن فيبقى في النفسَ . الحزن ْ ،
الحزن تجتازه وانتهى األمر أما ُ أثقل على النفس من ْ
تتناسب اللفظة مع مدلولها أو المعنى .
* هل هناك تفاضل بين الحركات اإلعرابية؟
هي ليست هكذا ولكن عندنا الفتحة أخف الحركات تليها الكسرة والضمة أثقلها الحظنا أن العرب تراعي كثيرًا من هذه األمور تجعل الثقيل للثقيل
سواء في الحركات أو في اللفظ عمومًا وليس فقط في الحركات وتناسب اللفظ والمعنى ،لما يتحول الفعل إلى َف ُعل يتحول إما للتعجب أو للمدح والذم
عسر فاألمر هو عسيرَ .خ َطب ألقى خطبة عسر عليه األمر أما ُ وع ُسرِ ، أو المبالغة أو التح ّول مثل فقِه و َف ُقه ،ف ُقه صار فقيهًا أما فقِه فجزئيةَ ،ع ِسر َ
ُ
اج ِه ْم َوذ ِّريَّا ِت ِه ْم ( )23الرعد) ما قال صلح قال ُ َ صلَ َح م ْ
ِن آ َبا ِئ ِه ْم َوأ ْز َو ِ ْخلُو َن َها َو َم ْن َ
ْن َيد ُ ات َعد ٍ وخ ُطب صار خطيبًا .الحركة تغير الداللة تمامًاَ .
(جنَّ ُ َ
صلح رأفة بالعباد .صلح أي صار صالحًا إلى حد كبير من الصالح واهلل تعالى من رحمته بعباده يكفيه أن يكون اإلنسان صالحًا ال أن يبلغ ذلك ُ َ من َ
المبلغ في الصالح .هذه قاعدة عامة لكن السماع هو الذي يقطع بذلك أحيانًا.
ون َعلَى ال َتلْ ُو َ
ُون َو َ
ص ِعد َ لكيال تأسوا وال تحزنوا" اتضح أن الحزن أشد من األسى معناه تحزنوا أشد من تأسوا .ننظر في السياق ونقدّر :في (إِ ْذ تُ ْ
ون) هذا الكالم بعد واقعة أُحد وما ير ِب َما َت ْع َملُ َ
صا َب ُك ْم َواللُهّ َخِب ٌ ال َما أَ َال َت ْح َزنُواْ َعلَى َما َفا َت ُك ْم َو َ ْعو ُك ْم فِي أُ ْخ َرا ُك ْم َفأَ َثا َب ُك ْم ُغ َّمًا ِبغ ٍّ
َم لِّ َك ْي َ ول َيد ُ الر ُس ُ
أح ٍد َو َّ َ
َ ُ َ َ ْ
َم لك ْيال َت ْح َزنُوا َعلى َما فا َتك ْم َوال َما َ َ ِّ ُ ُ َ َ َ
حصل لهم من شدة ومشقة وهزيمة وجراح وما فاتهم من الغنائم كانت شديدة عليهم قال تعالى (فأثا َبك ْم غ َّمًا ِبغ ٍّ
الح ُزن في أحد على أمرين على ما فاتهم وعلى ما أصابهم ،لكيال تحزنوا على ما فاتكم من الغنائم وال ما أصابهم من الجراح فالحزن صا َب ُك ْم)ُ . أَ َ
على أمرين على ما فاتهم وعلى ما أصابهم .أما في الحديد (لكيال تأسوا على ما فاتكم) أمر واحد (وال تفرحوا بما آتاكم) هذه نعمة تفرحوا بما آتاكم
من النعم .في أُ ُحد أمران في الحزن فقطعًا في أحد الحزن أكثر ألن الحزن على أمرين ما فاتهم وما أصابهم أما في الحديد فالحزن على ما فاتهم
3معرفة الفرق بين حزن وأسي نضع الحزن في آية آل عمران وتأسوا في آية الحديد وكل كلمة في مكانها البالغي وال يوجد ترادف في فقط .بعد
القرآن الكريم وإنما هو حتى عند اختيار لغة على لغة يكون مقصودًا ،كل كلمة لها داللة واختيارها له سبب مقصود فالتعبير القرآني تعبير فني
مقصود ،كل كلمة كل عبارة كل حرف مقصود.
ُ َ
ور) بينما في آل عمران قال ( َفأ َثا َبك ْم ُغ َّمًا ال َف ُخ ٍ َّ ُ
ُح ُّب كل ُم ْخ َت ٍ والمالحظ أنه في الحديد لما قال (لِ َك ْيلَا َت ْأ َس ْوا َعلَى َما َفا َتك ْم َولا َتف َر ُحوا ِب َما آ َتاك ْم َوالل ُه لا ي ِ
َ َّ ُ ْ َ ُ
ون ( ))153هذه حزن فب َم يفخر؟ هناك يفخر بما آتاهم (لِ َك ْيلَا َت ْأ َس ْوا َعلَى َما َفا َت ُك ْم ير ِب َما َت ْع َملُ َ
صا َب ُك ْم َواللُهّ َخِب ٌ ال َما أَ َ ال َت ْح َزنُواْ َعلَى َما َفا َت ُك ْم َو َ َم لِّ َك ْي َ
ِبغ ٍّ
صا َب ُك ْم) بم يفخر؟ هذه ليست مثل هذه. َ
أ
ْ َ َ َا م َ
ال و م كُ َ
ت ا َ
ف ا م ى
َ َ َ
ل ع ْ
ا و ُ
ن زَ ح َ
ت
ْ ْ َ
ال ي كَ ِّ
(ل آتى، بما يفخر هذا ) ور ٍ خُ َ
ف ال
ُ ٍ َ
ت ْ
خ م لَّ ُ
ك ب ُّ ُح
ِ ي ا َ
ل ُ
ه َّ
الل و
ْ َم ُ
ك اتَ آ ا َولَا َ ُ ِ َ
م ب وا ح ر ْ
ف َ
ت
صابَ ُك ْHم ﴿ ﴾153آل عمران) – (لِ َك ْياَل تَْأ َسوْ ا َعلَى َما فَاتَ ُك ْم َواَل تَ ْف َرحُوا بِ َما آتَا ُك ْم َوهَّللا ُ اَل
*(لِ َك ْياَل تَحْ َزنُوا َعلَى َما فَاتَ ُك ْم َواَل َما َأ َ
ور ( )23الحديد) ماداللة االختالف بين اآليتين؟(د.أحمد الكبيسى) يُ ِحبُّ ُك َّل ُم ْخت ٍ
َال فَ ُخ ٍH
صا َب ُك ْم ﴿ ﴾153آل عمران) وفي الحديد (لِ َك ْيلَا َت ْأ َس ْوا َعلَى َما َفا َت ُك ْم َولَا َت ْف َر ُحوا ِب َما آ َتا ُك ْم َواللَّ ُه لَا في آل عمران (لِ َك ْيلَا َت ْح َزنُوا َعلَى َما َفا َت ُك ْم َولَا َما أَ َ
ور ( )23الحديد) لماذا مرة يقول لكي ال تحزنوا ومرة لكيال تأسوا؟ الحزن على شيء مؤقت فاتك شيء محبوب فاتتك وظيفة ال َف ُخ ٍ ُح ُّب ُك َّل ُم ْخ َت ٍ يِ
فاتك مرتب صديق سافر وسيعود كل شيء تحزن عليه حزنًا مؤقتًا وسوف ينتهي هذا الجزن قريبًا إما بعودة الغائب أو بنجاح بعد رسوب أو بغنى
بعد فقر ،صفقة تجارية خسرت ثم بعد يومين تربح .كل شيء قريب سريع التغيير يسمى حزنًا الكالم هنا في اآلية على هزيمة بدر ورب العالمين
صا َب ُك ْم ﴿ ﴾153آل عمران) ما اسا ﴿ ﴾154آل عمران) إلى أن قال (لِ َك ْيلَا َت ْح َزنُوا َعلَى َما َفا َت ُك ْم َولَا َما أَ َ َة نُ َع ً َم أَ َمن ًِن َب ْع ِد الْغ ِّ قال (ثُ َّم أَ ْن َز َل َعلَ ْي ُك ْم م ْ
ال هذا الذي حصل في العام القابل الذي وأذى وجروح مؤقت وإن شاء اهلل سيزول بانتصارات قادمة وفع ً نصر وما أصابكم من هزيمة ً ٍ فاتكم من
تواعد فيه المشركون مع المسلمون نكس المشركون وخافوا وانتصر اإلسالم نصرًا عظيمًا فلما كان األلم أو فوات ما تحب أو حصول ما تكره ألمر
ابيضت ومع هذا قال حزن ِن الْ ُح ْز ِن َف ُه َو َك ِظي ٌم ﴿ ﴾84يوسف) تص ّور بلغ من شدة الحزن إلى أن عيونه ّ ض ْت َع ْينَا ُه م َ لزمن محدود يقال حزنًا ( َوا ْب َي َّ ٍ
ما قال آسى لماذا؟ ألن رب العالمين أخبر يعقوب عليه السالم بأن هذا مؤقت ويوسف سيرجع وسيصبح رئيس وزراء مصر والخ كما اهلل قال على
الج ّب فسيدنا يوسف وسيدنا يعقوب يعلمون أن هذا الكالم ون ﴿ ﴾15يوسف) وهو في ُ سيدنا يوسف ( َوأَ ْو َح ْينَا إِلَ ْي ِه لَتُنَبِّ َئنَّ ُه ْم ِبأَ ْم ِر ِه ْم َه َذا َو ُه ْم لَا َي ْش ُع ُر َ
قريب هذا كان حزن ألنه قريب .إذا كان الشيء الذي آلمك يعني ال أمل فيه كشخص ابنه مات وراح أو إنسان مسجون أربعين سنة أشغال شاقة هذا
أسى هذا ليس ليوم أو يومين فاألسى أكثر ألمًا من الحزن على شيء قد فات .جميع األنبياء لما نصحوا أممهم يا جماعة آمنوا وثم أُهلكوا هالكًا قال
ين ﴿ ﴾93األعراف) هذا سيدنا شعيب بعد ما جاءهم عذاب يوم ُ
الظلّة ِر َ ْف آَ َسى َعلَى َق ْو ٍم َكاف ِ َص ْح ُت لَ ُك ْم َف َكي َ ات َربِّي َون َ ال َيا َق ْو ِم لََق ْد أَ ْبلَ ْغتُ ُك ْم ِر َسالَ ِ ( َو َق َ
ْ ْ
س َعلَى ال َق ْو ِم ال َف ِ ْ
ض َفلَا َتأ َ َ ْ ً َ ٌ
ال َف ِإنَّ َها ُم َح َّر َمة َعلَ ْي ِه ْم أ ْر َبع َ
ين) األسى على شيء ( َق َ َ
ِين ﴿ اسق َ ون فِي الأ ْر ِ ِين َسنَة َيتِي ُه َ ِر َ ْف آ َسى َعلَى َق ْو ٍم َكاف ِ وأبادهم ( َكي َ
﴾26المائدة) أربعين سنة يتيهون في صحراء سيناء أربعين سنة أشغال شاقة حينئ ٍذ هذا أسى .إذًا الحزن على شيء قريب واألسى على شي ٍء دائم
ين ﴿ ِر َ س َعلَى الْ َق ْو ِم الْ َكاف ِ ِّك ُط ْغ َيا ًنا َو ُك ْف ًرا َفلَا َت ْأ َ
ِن َرب َ ْك م ْ ِيرا ِم ْن ُه ْم َما أُ ْن ِز َل إِلَي َ ورب العالمين كما قال على اليهود وعلى طواغيت قريش ( َولََي ِزيد َّ
َن َكث ً
﴾68المائدة) ما قال ال تحزن ،في مكان ثاني قال ال تحزن ،هنا قال ال تأس إذًا معنى هذا أن اليهود لن يؤمنوا بك أبدًا وطواغيت قريش لن يؤمنوا
بك حتى يقتلوا في بدر وقد قتلوا في بدر جميعًا ولم يؤمنوا ولم يسلموا فال تأس .هذه فهذه مأساة كبيرة على أصحابها على كفار قريش وعلى الذين
لم يؤمنوا بالنبي صلى اهلل عليه وسلم فهي مأساة عظيمة .فالمأساة هي من األسى ،فالن يأسى وفالن آسن وفالن أسيان يعني حزنه حزن دائم إما
دائم أبديًا قطعيًا أو دائم مدة طويلة هذا هو الفرق بين (لِ َك ْيلَا َت ْح َزنُوا َعلَى َما َفا َت ُك ْم) واحد رسب ينجح في السنة القادمة لكي ال تحزن على رسوبك
تأس على فصلك ألن هذا فصل نهائي هذا هو الفرق فكلما صل من الجامعة فصل يعني رسب سنتين متتابعتين وفصل نقول لكي ال َ لكن واحد ُف ِ
قرأت في القرآن الكريم لكي ال تحزن فهو مؤقت ولكي ال تأسى فهو دائم.
آية (:)154
اج ِع ِه ْHم ( )154آل عمران) وليس من مضاجعهم؟(د.فاضل السامرائى)
ض ِب َعلَ ْي ِه ُم ْالقَ ْت ُل ِإلَى َم َ
* (لَبَ َر َز الَّ ِذينَ ُكتِ َ
يذهبون إلى مضاجعهم من الموت حيث يموتون ،إلى مضاجع الموت وليس من الفراش ،ليس كلهم يقومون من الفراش ،كلهم يقومون من المضجع.
لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم التي يموتون فيها إذن المضجع النهائي الذي يموتون فيها ،إلى مضاجعهم أي إلى حيث الموت.
*ورتل القرآن ترتيالً:
اسا َي ْغ َشى َطآ ِئ َف ًة ِّمن ُك ْم َو َطآ ِئ َف ٌة َق ْد أَ َه َّم ْت ُه ْم أَن ُف ُس ُه ْم ( )154آل عمران) األمنة من األمن والنعاس أول النوم وكان َم أَ َمن ً
َة نُّ َع ً (ثُ َّم أَ َ
نز َل َعلَ ْي ُكم ِّمن َب ْع ِد الْغ ِّ
مقتضى الظاهر أن يقدّم النعاس ويؤخر األمنة ألن (أمنة) بمنزلة النتيجة والغاية للنعاس تمامًا كما جاء في آية األنفال (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه)
كالمنزل من اهلل تعالى لنصرهم وألن األمن فيه سكينة واطمئنان للنفس أكثر من النعاس .فالنعاس َّ ولكنه قدّم األمنة هنا تشريفًا لشأنها حيث ُجعِلت
غرة. يؤخذون على حين ّ ال وعندها َ يُخشى منه أن يكون نومًا ثقي ً
*لِ َم قال عن الطائفة األولة (منكم) ولم يقيّد الثانية بهHHذا الوصف فقHHال تعHHالى (يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسHHهم) ولم
يقل طائفة منكم وطائفة منك قد أهمتهم أنفسهم؟(ورتل القرآن ترتيالً)
انظر إلى ما يفيده الوصف (منكم) في كِال الطائفتين :فعبّر عن األولى التي يغشاها النعاس بقوله (طائفة منكم) أما الثانية فهي فئة منافقة لذلك ترك
اهلل تعالى وصفها بـ (منكم) ألنه ليست من المؤمنين الذين أ ّمنهم اهلل تعالى بالنعاس.
ْض َما َك َسب ْ
ُوا ( )155آل عمران) إسHHتزالل الشHHيطان إيHHاهم *(ِإ َّن الَّ ِذينَ تَ َولَّوْ ْا ِمن ُك ْم يَوْ َم ْالتَقَى ْال َج ْم َع ِ
ان ِإنَّ َما ا ْستَ َزلَّهُ ُHم ال َّش ْيطَانُ بِبَع ِ
هو الهزيمة واستزلهم Hبمعنى أزلّهم فما فائدة السين والتاء؟(ورتل القرآن ترتيالً)
3وتفظيع هذا الفعل. إعلم أن زلة الهزيمة هي من أعظم الز ّ
الت لذلك جاءت على صيغة إستزل لتأكيد
آية(:)158(-)157
*ما داللة تقديم وتأخير الموت في آيتي سورة آل عمران؟
د.حسام النعيمى :
يل اللِهّ أَ ْو ُمتُّ ْم لَ َم ْغف َ
ِر ٌة ِّم َن اللِهّ َو َر ْح َم ٌة َخي ٌ
ْر لما نأتي إلى آيتي سورة آل عمران يلفت نظرنا فيها شيء وهي قول اهلل سبحانه وتعالى ( َولَئِن ُقتِلْتُ ْم فِي َس ِب ِ
َ
ون ( ))158نالحظ في األولى قدّم القتل وفي الثانية قدّم الموت .قد يقول قائل أن هذا لغرض ون (َ )157ولَئِن ُّمتُّ ْم أ ْو ُقتِلْتُ ْم ِ
إللَى اهلل تُ ْح َش ُر َ ِّم َّما َي ْج َم ُع َ
التلوين والتنويع في األسلوب وهذا طبيعي حتى ال يصير نفس الرتابة .لكن هناك شيء آخر وهو :لما تكلم عن سبيل اهلل يعني الشهادة قدّمها على
الموت اإلعتيادي ألن الشهادة مقدمة ألن للشهداء منزلة .لكن لما يتكلم عن الموت والقتل اإلعتيادي اإلنسان يموت موتًا اعتياديًا ،قد يُق َتل خطأ ،قد
3
يُقتل بثأر ،قد يقتل في الجهاد ،قد تقتله أفعى ،فقدّم الشيء الطبيعي ،قدّم األكثر الذي هو الموت ،هذه لفتة بيانية أردنا أن نبينها.
د.أحمد الكبيسى :
ِن ُمتُّ ْم أَ ْو ُقتِلْتُ ْم ﴿ ﴾158آل عمران) لماذا ِن اللَّ ِه ﴿ ﴾157آل عمران) واآلية التي تليها ( َولَئ ْ ِر ٌة م َ يل اللَّ ِه أَ ْو ُمُّت ْم لَ َم ْغف َ
ِن ُقتِلْ ُت ْم فِي َسِب ِ
في آل عمران ( َولَئ ْ
يل اللهِ) ونحن نعرف أن الشهادة أعظم بكثير من أن تموت كما َّ ُ ْ ُ
قدم القتل هنا؟ قلنا قدم القتل بالبداية قدم القتل ألن القتل شهادة هنا الكالم (قتِلت ْم فِي َسِب ِ
يموت اإلنسان العادي أو كما يقول سيدنا خالد (أموت كما يموت البعير؟) فحينئ ٍذ القتل في سبيل اهلل هذه شهادة وعندما قدّم الموت قال هذا وهذا أنتم
راجعون إلى اهلل عز وجل ورحمة اهلل تسع كل شيء ولكن في القتل فيها مغفرة كاملة.
ض أَ ْو َكانُواْ ُغ ًّزى لَّ ْو َكانُواْ ِعن َدنَا َما َماتُواْ َو َما ُقتِلُواْ لَِي ْج َع َل اللُهّ َذلِكَ ض َربُواْ فِي َ
األ ْر ِ إل ْخ َوا ِن ِه ْم إِ َذا َ ِين َك َف ُرواْ َو َقالُواْ ِ ال َت ُكونُواْ َكالَّذ َِين آ َمنُواْ َ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
ِر ٌة م َ
ِن يل اللَّ ِه أَ ْو ُمتُّ ْم لَ َم ْغف َِن ُقتِلْتُ ْم فِي َس ِب ِ
ير ( )156آل عمران) وراءها يقول تعالى ( َولَئ ْ صٌ ون َب ِ ِيت َواللُهّ ِب َما َت ْع َملُ َ ُح ِيـي َويُم ُ َح ْس َر ًة فِي ُقلُو ِب ِه ْم َواللُهّ ي ْ
ون ( ))158إخوانهم يعني من بني قومهم اإلخوة هنا أخوة نسبية وليست ِن ُمتُّ ْم أَ ْو ُقتِلْتُ ْم لَِإلَى اللَّ ِه تُ ْح َش ُر َ ون (َ )157ولَئ ْ ِما َي ْج َم ُع َ
ْر م َّاللَّ ِه َو َر ْح َم ٌة َخي ٌ
ِر ٌة َ
يل اللَّ ِه أ ْو ُمتُّ ْم لَ َم ْغف َ ِن ُقتِلْتُ ْم فِي َس ِب ِ
(ولَئ ْ
أخوة دينية وبالتالي ناس مسلمين مع النبي قاتلوا وقتلوا شهداء قالوا لهم لو بقيتم معنا ما قتلتم فقال تعالى َ
ال أنت من ساعة ما تقتل ال تحس بالقتل وهي ثابتة أن الشهيد ال يحس بشيء ون ( ))157أن تقتل ميتًا أو تموت قتي ً ِما َي ْج َم ُع َ ِن اللَّ ِه َو َر ْح َم ٌة َخي ٌ
ْر م َّ مَ
وال بطلقة لوال مدفع وأناس أصيبوا وقبل أن يموتوا قال ما شعرت ثانيًا أنت ما إن تغرغر حتى ترى ذلك الخير الذي ينسيك .أما اآلخر فيموت وهو
خائف وقلق وكل ما جمعته سيزول وبالتالي هناك قدم القتل ألنه هو المفخرة أما في اآلية األخرى قدم لهؤالء األغبياء لهم الموت كما يموت
الحمار .المهم األخ يعني من قبيلته ومن قومه .
* ما الفرق بين ُمتم بالضم و ِمتم بالكسر؟
د.حسام النعيمى :
ِن ُمتُّ ْم أَ ْو ُقتِلْتُ ْم لَِإلَى اللَّ ِه
ون (َ )157ولَئ ْ ِما َي ْج َم ُع َ ِن اللَّ ِه َو َر ْح َم ٌة َخي ٌ
ْر م َّ يل اللَّ ِه أَ ْو ُمتُّ ْم لَ َم ْغف َ
ِر ٌة م َ ِن ُقتِلْتُ ْم فِي َسِب ِ
قال تعالى فى سورة آل عمرانَ (:ولَئ ْ
ال مبني في محل رفع الفاعل (للمتكلم) أو ُمت أنت. ون (ُ )158متم هذه مسندة إلى المعلوم .مات يموت فيقول ُمت أنا وهنا تكون التاء فاع ً تُ ْح َش ُر َ
ِت أنا) تُكسر الميم (أََي ِع ُد ُك ْم أَنَّ ُك ْم إِ َذا مِتُّ ْم َو ُك ْنتُ ْم تُ َرابًا َو ِع َظا ًما أَنَّ ُك ْم ِت وم ُ ُ
لكن إذا أردت أن تبنيها للمجهول يعني وقع عليه الموت بمعنى أميت تصير (م َّ
ون ( )35المؤمنون) .موضوع الضم والكسر ألن هذا فعل أجوف واألجوف عندما يُبنى للمجهول يكون بهذه الصيغة. ُم ْخ َر ُج َ
د.فاضل السامرائى: H
َ يل اللِهّ أَ ْو ُمتُّ ْم لَ َم ْغف َ
إللَى اهلل ون (َ )157ولَئِن ُّمتُّ ْم أ ْو ُقتِلْتُ ْم ِ ِر ٌة ِّم َن اللِهّ َو َر ْح َم ٌة َخي ٌ
ْر ِّم َّما َي ْج َم ُع َ ورد في آل عمران قوله تعالى ( َولَئِن ُقتِلْتُ ْم فِي َس ِب ِ
ون ( ))35بكسر الميم .من الناحية اللغوية ون ( ))158بضم الميم وفي سورة المؤمنون (أََي ِع ُد ُك ْم أَنَّ ُك ْم إِ َذا مِتُّ ْم َو ُكنتُ ْم تُ َرابًا َو ِع َظا ًما أَنَّ ُكم ُّم ْخ َر ُج َ تُ ْح َش ُر َ
ال إشكال في ذلك ألنه في (مات) لغتان كما يذكر أهل اللغة عندنا مات يموت مثل قال يقول ومات يمات مثل خاف يخاف ونام ينام ،األشهر مات
ِت مثل خاف يخاف ِخفت ونام ينام نِمت والذي يقول مات يموت يقول ُمت مثل قال يقول ُقلت .إذن يموت .من العرب الذي يقول مات يمات يقول م ُ
ً
من حيث اللغة ليس فيها إشكال ألن فيها لغتان مات يموت ُمت ومات يمات مِت .يبقى من الناحية البيانية لماذا اختار مثال هذه اللغة في آل عمران
ُمت وفي المؤمنون مِت؟ .الضمة كما هو مقرر أثقل الحركات .حالة الموت المذكورة في آل عمران أثقل وأشد مما هو مذكور في آية المؤمنون.
ال َت ُكونُواْ
ِين آ َمنُواْ َ ال معركة أحد وما أصابهم من قتل ثم ذكر الموت في الغزوات والضرب في األرض يعني الموت في الغربة ( َيا أَُّي َها الَّذ َ ذكر أو ً
ُ
ِك َح ْس َر ًة فِي ُقلو ِب ِه ْم َواللُهّ ي ْ ُ َّ
ض أ ْو َكانُواْ ُغ ًّزى ل ْو َكانُواْ ِعن َدنَا َما َماتُواْ َو َما ُقتِلواْ لَِي ْج َع َل اللُهّ َذل َ َ َ
ض َربُواْ فِي األ ْر ِ ُ َكالَّذ َ
ُح ِيـي ِين َك َف ُرواْ َو َقالواْ ِ
إل ْخ َوا ِن ِه ْم إِ َذا َ
َ يل اللِهّ أَ ْو ُمتُّ ْم لَ َم ْغف َ
ون (َ )157ولَئِن ُّمتُّ ْم أ ْو ُقتِلْتُ ْم ِ
إللَى اهلل ِر ٌة ِّم َن اللِهّ َو َر ْح َم ٌة َخي ٌ
ْر ِّم َّما َي ْج َم ُع َ ير (َ )156ولَئِن ُقتِلْتُ ْم فِي َس ِب ِ صٌ ون َب ِ ِيت َواللُهّ ِب َما َت ْع َملُ َ
َويُم ُ
ون ( ))158بينما في سورة المؤمنون يتحدث عن الموت على الفراش (أََي ِع ُد ُك ْم أَنَّ ُك ْم إِ َذا مِتُّ ْم َو ُكنتُ ْم تُ َرابًا َو ِع َظا ًما أَنَّ ُكم ُّم ْخ َر ُج َ
ون ( ،))35أيها تُ ْح َش ُر َ
األصعب الموت في الغربة والجهاد أو الموت على الفراش بين األهل؟ الموت في الغربة أصعب إذن يأتي الحركة األثقل ( ُمتم) يأتي بالعالمة
المناسبة.
استطراد من المقدم :هذه تحتاج إلى بحث في القرآن بعض الكلمات التي فيها لغتان ويختار لغة عن لغة هنا هذا شيء مقصود بذاته.
كلما يقول (إِ َذا مِتُّ ْم) (أَِئ َذا ِم ْتنَا ( )82المؤمنون) مِتنا بالكسر وفي آل عمران أثقل ( ُمتم) بالضم.
*(فَبِ َما َرحْ َم ٍة ِّمنَ هّللا ِ لِنتَ لَهُ ْم َولَوْ ُكنتَ فَظًّا َغلِيظَ ْالقَ ْل ِ
ب الَنفَضُّ ْ
وا ِم ْن َحوْ لِكَ ( )159آل عمران) ما فائدة تقديم الجار والمجHHرور
(فبما رحمة) على الفعل (لِنت) مع أن األصل :لنت لهم برحمة من هللا؟(ورتل القرآن ترتيالً)
3وقد عبّر عن هذه الرحمة بأسلوب جميل فقد استطاع التقديم في اآلية أن يُغني المعنى بشيء من الحصر هذه اآلية من رحمة اهلل تعالى على المؤمنين
أي برحمة اهلل ال بغير ذلك الن النبي أل ّمته .كما أفاد القصر في هذا الموضع التعريض بأن أحوالهم كانت مستوجبة ِغلظة ولكن اهلل تعالى أآلن
ُخلُق رسوله رحمة بهم لحكمة في سياسة األمة والذي ق ّوى القصر وأ ّكده زيادة (ما) بعد باء ّ
الجر.
آية(:)161
*انظر آية (↑↑↑.)25
ُ ْ َ ْ َأ هَّللا ُ ُ
ْس فِي قلHHوبِ ِه ْHم َو ُ عل ُم بِ َما يَكت ُمHHونَ ( َ ْ َأ ُ ُ
*ما الفرق بين كلمة أفواههم في قوله تعالى في سورة آل عمران (يَقولونَ بِ Hفوا ِه ِه ْHم َما لي َ
ب َش َغلَ ْتنَا َأ ْم َوالُنَا َوَأ ْهلُونَا Hفَا ْستَغفِ ْHر لنَا يَقولونَ بِ ل ِسنَتِ ِه ْHم َما لي َ
ْس َ ْ َأ ُ ُ َ ْ ))167وألسنتهم Hفي سورة الفتح ( َسيَقُو ُل لَكَ ْال ُم َخلَّفُونَ ِمنَ اَأْل ْع َرا ِ
فِي قُلُوبِ ِه ْم ())11؟(د.حسام Hالنعيمى)
اللسان هو جزء من الفم واألصل في الكالم أن نقول :قال فالن كذا وإذا أردت التأكيد فتقول :قال بلسانه .والصورة الثانية لما يريد المخالفة لما في
نيّة اإلنسان فتقول :قال بلسانه غير ما يُبطن وغير ما يُخفي .عندنا صورتان لإلستعمال :فهي إما للتأكيد أو للموازنة لما يبطنه .فقال بلسانه غير ما
في قلبه (لما يكون مقابلة) .لكن لماذا يستعمل اللسان مرة والفم مرة؟ والعالقة بين اللسان والفم عالقة مكانية.
قاعدة عامة :لم يذكر القول باللسان أو بالفم إال في موضع الذ ّم في القرآن الكريم .واللسان جزء من الفم معنى ذلك أن الكلمة التي تخرج من اللسان
أو باللسان كلمة طبيعية .لكن بفمه كأنه يمأل بها فمه فيها إشارة إلى نوع من الثرثرة والتعالي ونوع من التفخيم والتضخيم.وفيها داللةعلى ثبوت هذه
.الصفة لهم ودوامها وتكرارها(قول غير ما يبطن)
اآلية التي ورد فيها (بأفواههم) كانت وصفًا للمنافقين في المدينة ،هؤالء كان فيهم شيخ المنافقين عبد اهلل بن أُبي بن سلول الذي كان قومه ينظمون
3قبل اإلسالم ،فصدره موغر ضد اإلسالم و المسلمين .لكنه هو وجيه في قومه ،كبير وال يرتضي أن يُنسب إليه له الخرز ليتوجونه ملكًا على المدينة
الجبن في القتال واألوس والخزرج هم أبناء الحروب .ولهذا كأن القرآن يريد أن يبيّن أن هؤالء المنافقون قالوا هذه الكلمة بنوع من الخوف أو ُ
َ َ َ َ
ِين نَافقوا َوقِيل ل ُه ْم ت َعال ْواُ َ َّ َ
(ولَِي ْعل َم الذ َ ُ
التر ّفع والتعالي (وليعلم الذين نافقوا) صار الكالم بعد إنتهاء معركة أ ُحد وأنها كانت تجربة أو كانت خبرةَ .
ْس فِي ُقلُو ِب ِه ْم َواللَّ ُه أَ ْعلَ ُم ِب َما ون ِبأَ ْف ِ
واه ِه ْم َما لَي َ يل اللَّ ِه أَ ِو ا ْد َف ُعوا َقالُوا لَ ْو ن َْعلَ ُم ِق َتالًا لَاتَّ َب ْعنَا ُك ْم ُه ْم لِلْ ُك ْف ِر َي ْو َم ِئ ٍذ أَ ْق َر ُب ِم ْن ُه ْم لِلْ ِإي َم ِ
ان َي ُقولُ َ َقاتِلُوا فِي َسِب ِ
ون ())167يقينًا هذه العبارة قالوها بأفواههم كما يقال بالفم المآلن يعني لو نعلم أنكم ستقاتلون ،سوف ال يكون هناك قتال نحن ال نخرج معكم َي ْكتُ ُم َ
وهم أضعفوا المسلمين بعدم خروجهم.
فى اآلية الثانية (بألسنتهم) الذين يقولون بألسنتهم هم من األعراب مسلمين ليسوا من المنافقين ألن الرسول عندما ذهب للعمرة إستنفر المسلمين
الهدي تحسبًا .لو قال للمنافقين بألسنتهم يضعف الحال وال يصور حالهم هم كانوا متكبرين َ تحسبًا لحدوث قتال وساق وإستنفر األعراب أن يأتوا معه ّ
3فال تتناسب بأفواههم .الصورة ال تتناسب فكل كلمة في القرآن في مكانها. فقال بأفواههم وليس بألسنتهم .وهؤالء كانوا معتذرين
آية (:)162
*ما الفرق بين ختام اآليتين( َو َمْأ َواهُ َجهَنَّ ُم َوبِْئ َ
س ْال َم ِ
صي ُHر ( )162آل عمران) و(مأواكم Hالنار هى موالكم Hوبئس المصير)الحديد؟
(د.فاضل السامرائى)
ير ( )162آل عمران) ونحوها إنما قيلت وهم في الدنيا والدنيا ال تزال غير منقضية وأما فى
صُ (و َم ْأ َوا ُه َج َه َّن ُم َو ِب ْئ َ
س ْال َم ِ كل اآليات التي ورد فيها َ
3وأتاهم العذاب من قبله فالنار
سورة الحديد (مأواكم النار هى موالكم وبئس المصير)فإنه قيل وهم في اآلخرة وقد ضرب السور بينهم وبين المؤمنين
قريبة منهم فقال (هي موالكم).
(وبئس المصير) هذه أنسب خاتمة لهم فقد كانوا في ترقبهم وأمانيهم ينتظرون المصير الحسن والمستقبل المشرق فكانت لهم الظلمة والمصير
األسوأ.
آية (:)163
صي ٌHر بِ َما يَ ْع َملُونَ ( )163آل عمران) وفي Hسورة ات ِعن َد هَّللا ِ َوهَّللا ُ بَ ِ
*ما الفرق بين قوله تعالى في سورة آل عمران (هُ ْم د ََر َج ٌ
ُ (ولِ ُكلٍّ د ََر َج ٌ
ات ِّم َّما َع ِملوا ( )19األحقاف)؟ ق َك ِري ٌم ()4األنفال) وفي األحقاف َ األنفال (لَّهُ ْم َد َر َج ٌ
ات ِعن َد َربِّ ِه ْم َو َم ْغفِ َرةٌ َو ِر ْز ٌ
(د.أحمد الكبيسى)
ال ( )21اإلسراء) والدرجات نوعين درجة للرجل ودرجة في المنزلة في العطاء. ات َوأَ ْك َب ُر َت ْف ِ
ضي ً آلخ َر ُة أَ ْك َب ُر د َ
َر َج ٍ أو ً
ال الجنة فيها درجات خيال ( َولَ ِ
يعني رئيس وزراء أعلى درجة بعد رئيس دولة قد يكون فقيرًا ما عنده غير راتبه ،أنا رجل عادي لكني ملياردير ولكني لست شيخًا فالشيخ درجة
عالية هذا هو الشيخ نفسه درجة عالية ،هذا الملياردير له درجة عالية ليس هو ،ليس شخصه بس عنده في الجنة هكذا في ناس ملوك (يا علي إنك
ملك الجنة وذو قرنيها) (أولئك مع الذين أنعم اهلل عليهم من النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين) وبالتالي هذا هو درجته عالية وفي ناس
درجته ليست درجة عالية لكن هو عنده أمالك عالية انظر إلى ما يقوله صلى اهلل عليه وسلم (يأتي زمان على الناس يكون أجر العامل منهم أجر
خمسين قالوا :خمسين منهم يا رسول اهلل؟ قال :ال خمسين منكم قالوا :كيف يا رسول اهلل؟ قال :ألنكم تجدون على الحق أعوان وهم ال يجدون)
يعني واحد من عندنا نحن اآلن يمكن عنده ممتلكات في الجنة أكثر من أبو بكر لكن منزلتك ليست مثل أبو بكر فالشيخ شيخ مهما كنت مليارديرًا
ات) و ُ
(ه ْم وهو فقير الشيخ شيخ فأبو بكر هو درجة عالية الطبقة الحاكمة في الجنة أنت ال من الشعب لكن ملياردير وقس هذا الفرق بين (لَّ ُه ْم د َ
َر َج ٌ
ات) هم درجات هو عالي هو من ملوك الجنة يا ابنتي الجنة فيها دول بالماليين ملوك الجنة يعني لو تعرفين قال (وال خطر على قلب بشر) َر َج ٌ دَ
3ذ ملوك الجنة هم درجات يرا ( )20اإلنسان) رب العالمين يقول عنه ملك كبير وفي ملك خالد ما يفنى .وحينئ ٍب
ِ ً َ
ك اكً ْ
ل مو ا
ً َُ مِي
ع َ
ن َ
ْتيَ
أ ر م
َّ َ َ
ث َ
ْتيَ
أ ر َ
(َِ َ
ا ذ إ و
عالية .الشعب هناك ناس لهم هو في الجنة الرابعة السابعة العاشرة المائة مائة درجة مائة كوكب الجنة مائة كوكب كل كوكب بقدر هذه األرض
ترليونات المرات ومضاعفات .إذًا هذا الفرق بين هم درجات ولهم درجات وبارك اهلل فيك يا فاطمة على هذه المداخلة الرائعة.
آية (:)164
َاب َو ْال ِح ْك َمةَ
ث فِي ِه ْم َر ُسواًل ِم ْنهُ ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم َآيَاتِكَ َويُ َعلِّ ُمهُ ُم ْال ِكت َ (ربَّنَا َوا ْب َع ْ *ما داللة الفرق في الترتيب بين آية سورة البقرة َ
َاب َو ْال ِح ْك َمةَ ( ))164؟ (ر ُسواًل ِم ْن َأ ْنفُ ِس ِه ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم َآيَاتِ ِه َويُ َز ِّكي ِه ْم َويُ َعلِّ ُمهُ ُHم ْال ِكت َ
َويُ َز ِّكي ِه ْHم ( ))129وآية سورة آل عمران َ
(د.عمر عبد الكافى)
وردت في القرآن الكريم مثل هذه اآليات أربع مرات ثالث منها عن اهلل تعالى ومرة على لسان ابراهيم وهي اآليات التالية:
ون ( اب َوالْ ِح ْك َم َة َويُ َعلِّ ُم ُك ْم َما لَ ْم َت ُكونُوا َت ْعلَ ُم َ .1سورة البقرة ( َك َما أَ ْر َسلْنَا فِي ُك ْم َر ُسولًا ِم ْن ُك ْم َي ْتلُو َعلَ ْي ُك ْم آََيا ِتنَا َوي َ
ُز ِّكي ُك ْم َويُ َعلِّ ُم ُك ُم الْ ِك َت َ
))151
َ ْ ْ
اب َوال ِحك َمة َوإِ ْن َ ْ ِّ ِّ
ُزكي ِه ْم َويُ َعل ُم ُه ُم ال ِكت َ َ َ ُ ْ
ِن أنف ِس ِه ْم َيتلو َعل ْي ِه ْم آ َيا ِت ِه َوي َ ُ ْ َ ً َ
ِين إِذ َب َعث فِي ِه ْم َر ُسولا م ْ ْ 3 ْ َ َّ َ َ
.2آل عمران (لق ْد َم َّن الل ُه َعلى ال ُم ْؤ ِمن َ
ين ())164 ضلَ ٍ
ال ُم ِب ٍ ْل لَفِي َ ِن َقب ُ
َكانُوا م ْ
ِن َقب ُ
ْل اب َوالْ ِح ْك َم َة َوإِ ْن َكانُوا م ْ ُز ِّكي ِه ْم َويُ َعلِّ ُم ُه ُم الْ ِك َت َ
ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم َي ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آََيا ِت ِه َوي َ .3سورة الجمعة (( ُه َو الَّذِي َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ
ين ()))2 ال ُم ِب ٍضلَ ٍ لَفِي َ
اب َوالْ ِح ْك َم َة َوي َ
ُز ِّكي ِه ْم إِنَّ َك ِك َويُ َعلِّ ُم ُه ُم الْ ِك َت َ
((ربَّنَا َوا ْب َع ْث فِي ِه ْم َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم َي ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آََيات َ .4وعلى لسان ابراهيم :سورة البقرة َ
يز الْ َحكِي ُم ()))129 أَ ْن َت الْ َع ِز ُ
أخر جانب تزكية األخالق إلى آخر ً
وهذا يعود إلى ترتيب األولويات واألهمية في الخطابين ،فعندما دعا ابراهيم ربه أن يرسل رسوال ّ
مرحلة بعد تالوة اآليات وتعليمهم الكتاب والحكمة.
ً
أما في آية سورة الجمعة وسورة البقرة ( )151وسورة آل عمران فالخطاب من اهلل تعالى بأنه بعث في األميين رسوال يتلو عليهم آياته ويزكيهم
الخلُقي يأتي قبل الجانب التعليمي وألن اإلنسان إذا كان غير مز ّكى في خلقه لن يتلقى الكتاب قبل مرحلة يعلمهم الكتاب والحكمة ألن الجانب ُ
ُ
يم ()4 (وإِنَّ َك لَ َعلى ُخل ٍق َع ِظ ٍ والحكمة على ُمراد اهلل تعالى والرسول من أهم صفاته أنه على خلق عظيم كما شهد له رب العزة بذلك في قوله َ
القلم).
3
والتزكية هي ربع المه ّمة المحمدية (تالوة اآليات ،تعليم الكتاب ،تعليم الحكمة ،التزكية).
(من برنامج هذا ديننا للدكتور عمر عبد الكافي على قناة الشارقة).
Hاب َو ْال ِح ْك َم Hةَث فِي ِه ْم َرسُوالً ِّم ْن َأنفُ ِسِ Hه ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آيَاتِِ Hه َويُHHزَ ِّكي ِه ْHم َويُ َعلِّ ُمهُ ُم ْال ِكتََ H
*ما الفرق بين (لَقَ ْد َم َّن هَّللا ُ َعلَى ْال ُمْؤ ِمنِينَ ِإ ْذ بَ َع َ
ُأْل
ث فِي ا ِّميِّينَ َر ُسHواًل ِم ْنهُ ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم َآيَاتِِ Hه َويَُ Hز ِّكي ِه ْم Hو الَّ ِذي بَ َع َ ين ( )164آل عمHHران) و (هَُ H الل ُّمبِ ٍ
ضٍ H وا ِمن قَ ْب ُل لَفِي َ َوِإن َكانُ ْ
ين ( )2الجمعة) ؟(د.أحمد الكبيسى) ضاَل ٍل ُمبِ ٍَاب َو ْال ِح ْك َمةَ َوِإ ْن َكانُوا ِم ْن قَ ْب ُل لَفِي َ َويُ َعلِّ ُمهُ ُم ْال ِكت َ
ال هناك فرق عدنا إلى كتب التفاسير وأهل الفضل لماذا فى العرب قال منهم وبالمؤمنين وهم قريش الذين هم أوائل المسلمين قال من أنفسهم؟ فع ً
وأهل التذوق لهذه اللغة وجدنا ما يلي :تقول فالن من بني فالن هذا فقط كونك منهم بغض النظر عن ميزة أو غير ميزة هذه من خصوصياتها هي
ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) فقط كونه منهم بغض النظر عن أن هذه منهم ال تعطي إيحاء بميزة أو عدم ميزة. (ه َو الَّذِي َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َأمة أمية ُ
ً ْ ْ َ َّ َ
لكن هذه اآلية التي تخاطب المسلمين األوائل وهم أهل النبي وخاصته وعشيرته وقبيلته قال (ل َق ْد َم َّن الل ُه َعلى ال ُم ْؤ ِمن َ
ِين إِذ َب َع َث ف ِ
ِيه ْم َر ُسوال ِّم ْن
أَن ُف ِس ِه ْم) من أنفسهم يعني من خيارهم من أفضلهم معروف لديهم حسبًا ونسبًا وأخالقًا واحترامًا وهذه من ميزات المصطفى صلى اهلل عليه وسلم
ال من أولي العزم يعني ما كثير من الرسل كانوا مجهولين لشعوبهم يعني كما قال تعالى عن سيدنا موسى عليه السالم وهو من هو كما تعرفون فض ً ٌ
ِّك فِينَا َولِيدًا ( )18الشعراء) كيف تكون أنت نبي؟ أنت يتيم لقيط نحن وجدناك وربيناك واآلخر يقول لشعيب بعد النبي إال موسى وحينئ ٍذ قال (أَلَ ْم نُ َرب َ
َاك ( )91هود) النبي صلى اهلل عليه وسلم لم يكن هنالك أحد يستطيع أن يقول له هذا الكالم وإنما يقول ال َر ْه ُط َك لَ َر َج ْمن َ ضعِي ًفا َولَ ْو َ
اك فِينَا َ َر َ
( َوإِنَّا لَن َ
له أنت فالن بن فالن بن فالن محمد بن عبداهلل بن عبدالمطلب إلى نهاية (ولم أزل خيارًا من خيار) هذا النسب الرصين والمقام الرفيع إلى حد أنهم
احتكموا إليه في أقدس عباداتهم في وضع الحجر األسود في مكانه لم يجدوا طريقة يفعلون بها بحيث تسوي بين القبائل إال أن هذه القبائل جميعًا
وهذه البيوتات جميعًا الشرسة فيما بينها اتفقوا على األمين على محمد األمين لكي يرفع الحجر وتعرفون هذا ونحن ال نشرح السيرة فهي معروفة
(م ْن أَن ُف ِس ِه ْم) .كلمة (من أنفسهم) فالنبي صلى اهلل عليه وسلم قبل اإلسالم وبعد اإلسالم هو وأسرته ونسبه وقبيلته وأخالقه وسمعته معروفة لهذا قال ِّ
ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) العرب كلهم لهم شأن آخر ،الكالم في البيئة والمجتمع والمدينة والقبيلة التي نزل فيها هذا الدين هو من على خالف ( َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ
ُ
أن َفسهم-بفتح الفاء -ومن أن ُفسهم-بضم الفاء -وكونه من أنفسهم-بضم الفاء -فإنه أيضًا من أنفسهم-بفتح الفاء -هذا الفرق بين ( َب َع َث فِي الْأ ِّمي َ
ِّين
3األوائل وهم محيط َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) ألن هناك أنت ال تفرض نفسك على بقية الناس العرب لهم شأنهم قبائل وناس والخ هذه األميين .لكن في المؤمنين
(م ْن أَن ُف ِس ِه ْم) من هنا جاء النص على كلمة من أنفسهم للمسلمين األوائل الذين هم يعرفون من هو مكة والمدينة ال يناقش وال يجادل أحد في هذا ِّ
محمد صلى اهلل عليه وسلم .والمنّة ولهذا قال (لَ َق ْد َم َّن) المنة الهدية التي ال يستطيع أحد أن يقدمها لك إال هذا ال ُمهدي بالذات يعني شخص عينوه
رئيس وزراء هذا ما يفعله إال رئيس الدولة يعني هذه منّة رئيس الدولة على شخص يختاره من شعبه .وحينئ ٍذ كل رؤوساء الوزراء في العالم الذين
3إال هذا فهذه منة .فرب العالمين يقول ( ُقل لّا َت ُمنُّوا َعلَ َّي إِ ْسال َم ُكم َب ِل اللَّ ُه َي ُم ُّن َعلَ ْي ُك ْم أَ ْن أتى بهم الملك أو رئيس الجمهورية وال يستطيع أحد أن يعينه
ان ( )17الحجرات) من الذي يمكن أن يفعل هذا إال اهلل؟! ال يوجد فقط رب العالمين ولهذا سماها منة .هنا أيضًا من الذي يمن عليك ِإلي َم ِ َهدَا ُك ْم ل ِ
ال من أنفس وأنفس قومك بحيث ال يناقش أحد ال في أخالقه واهلل لو وجدوا في أخالقه ذرة شعرة حتى شيء لفضحوا النبي صلى حتى يبعث لك رسو ً
ٌ
اهلل عليه وسلم وما آمنوا به لكن من أين يؤتى؟ فكله مكارم وكله أصل وكله أخالق .من أجل هذا لم يجد كفار المشركين ثلمة يأتوا منها النبي صلى
(م ْن أَن ُف ِس ِه ْم) وهم القاعدة األولى الرصينة التي بُني عليها هذا الدين بعد 3من ِّ ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) ولكن من المؤمنين اهلل عليه وسلم قال ( َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ
ال ِّم ْن أَن ُف ِس ِه ْم) ولهذا قال صلى اهلل عليه وسلم ذلك وقاموا به إلى العالم أجمع .هذا الفرق بين ( َب َع َث فِي الْأُ ِّمي َ
ِّين َر ُسولًا ِم ْن ُه ْم) وبين ( َب َع َث ف ِ
ِيه ْم َر ُسو ً
(سلمان منا أهل البيت) ما قال من أنفسنا ،الكل يعرف أن سلمان رجل فارسي وليس عربيًا وما كان هو من أفضلهم لكن (منا) من حيث أنه صار
واحدًا من آل البيت دخل بآل البيت لكن ال يعني أنه من أن ُفسهم يعني أفضل واحد في آل البيت سيدنا علي وفاطمة وأوالدهما أفضل وأكرم وأعلى
مقامًا من آل البيت هؤالء الناس لو قال سلمان من أنفسنا لكان سلمان أفضل من علي وهذا ال يمكن إذن صار قال سلمان منا آل البيت .ولهذا قال
عن فاطمة (فاطمة بضعة مني) ما قال مني جزء هذا أعلى من أنفسنا أيضًا .يعني كلمة بضعة مني أكثر لو أنه قال فاطمة من نفسي ،بضعة جزء
مني وليس من نفسي جزء مني قطعة لحمة من جزئي ولهذا هذه اللغة رب العالمين قال (لِّ َسا ًنا َع َر ِبيًّا) بآدابها وبالغتها إعجاز الفرآن اللغوي سيبقى
ال إلى يوم القيامة وها أنتم ترون نحن على ضعفنا وقلة بضاعتنا في الكلمة وأخواتها وفي المتشابه هذه البضاعة القليلة كم هي تلفت شاهدًا وماث ً
األنظار منذ 15عشر قرنًا تكتشف فيها هذه الجوانب وإلى يوم القيامة في كل جيل ستكتشفون في هذا الكتاب العزيز جوانب لم يعرفها السابقون ما
قال به إمام المفسرين-رحمة اهلل عليه -في هذا العصر الشيخ الشعرواي فريد في وقته ومن قبله الرازي في زمانه فريد وما قاله ابن عباس في
يطلع عليه هذا القرآن يعطي عطاءًا في كل جيل لغة جانب فريد لم ّ زمانه فريد وفي كل عصر سوف يأتي تلمس جانب من هذا الكتاب العربي ً
َّن لَ ُه ْم أَنَّ ُه الْ َح ُّق ( )53فصلت) هذا الموضوع األول. اق َوفِي أَن ُف ِس ِه ْم َحتَّى َي َت َبي َ
(سنُ ِري ِه ْم آ َيا ِتنَا فِي اآل َف ِ
َ
*(قُHHلْ فَHHا ْد َرُؤوا ع َْن َأنفُ ِسُ Hك ُم ْال َمHHوْ تَ ِإن ُكنتُ ْم َ
صHا ِدقِينَ ( )168آل عمHHران) لِ َم قHHال ربنا (فHHادرؤوا عن أنفسHHكم المHHوت) ولم يقل
فاحموا أنفسكم من الموت؟(ورتل القرآن ترتيالً)
آثر ربنا تعالى أن يعبِّر بـ (فادرؤوا عن أنفسكم الموت) ألن الدرء يعني الدفع وفي هذا إيماء إلى أن الموت يأتي بشكل مفاجئ وقوي ال ِق َبل للمرء
المدلهم به ويريد أن يحمي نفسه بينما الموت ليس بمرئي ومشاهد حتى
ِّ على مقاومته ودفعه .أما الحماية فهي تدل على أن المرء يرى الخطر
يصون اإلنسان نفسه منه.
آية (:)167
ْس فِي قُلُوبِ ِه ْHم ( )167آل عمران) ( -يَقُولُونَ بَِأ ْل ِسنَتِ ِه ْHم َما لَي َ
ْس فِي قُلُوبِ ِه ْHم ( )11الفتح)ما الفرق؟(د.أحمد *(يَقُولُونَ بَِأ ْفوا ِه ِه ْHم َما لَي َ
الكبيسى)
ون ( )167آل عمران) وعندنا ْس فِي ُقلُو ِب ِه ْم َواللَّ ُه أَ ْعلَ ُم ِب َما َي ْك ُت ُم َ ون ِبأَ ْف ِ
واه ِه ْم َما لَي َ ننتقل إلى موضوع آخر آل عمران 167عندنا كلمتين ( َي ُقولُ َ
ْس فِي ُقلُو ِب ِه ْم ( )11الفتح) ما الفرق بين واحد يقول بفمه وواحد يقول بلسانه؟ كالم هائل كل من يكذب كذبة يذنب له ذنب ِه ْم َما لَي َ ون ِبأَلْ ِس َنت ِ
( َي ُقولُ َ
غيباية كفراية بهتاناية صغيرة هذا بلسانه هذه جرائم اللسان (احفظ عليك هذا) (من ضمن لي ما بين فكيه ضمنت له الجنة) (وهل يكب الناس على
وجوههم إال حصائد ألسنتهم) فالن ليس جيد هذا بلسانك بأفواههم ال يقال فالن يتكلم ملء فيه هذا شهور وسنين وقرون دعاوى طائفية وفئوية
ال أنا أول ما وعيت في حياتي في األربعينات كان العالم العربي الشباب العربي كله يبث لنا النازية وإلحادية وكفرية وعدائية ولها فلسلفات يعني مث ً
هتلر وهتلر وعلمين وتشرشل والخ وطبعًا النازية لها دعاتها وأفكارها وكتب ومراكز ثقافية وكنا نسمع في الراديو عندما نتجمع في الشارع فلم يكن
ال النازية دعاتها يتكلمون ليل نهار هنا برلين والخ والناس تسمع وفي دعاة موجودين ليل نهار يروج لدينا في البيوت راديو هذا في األربعينات وفع ً
واه ِه ْم) هؤالء االثنين الذين قالوا ون ِبأَ ْف ِ ويسوق النازية يتكلم ملء فيه ال يتعب مائة مائتين واحد بالمقاهي بالشوراع بالكتب بالصحافة هذا ( َي ُقولُ َ
ون ( )11الفتح) ناس تخلفوا عن المعركة ولم يذهبوا طبعًا جلسوا وهم خجلين ولما راحوا على النبي سألهم لماذا لم تأتوا ول لَ َك الْ ُم َخلَُّف َ
(س َي ُق ُ بألسنتهم َ
على المعركة قالوا ابني وجعان وشغلني وهو كاذب والثاني قال واهلل ما كان عندنا عشاء ورحت اشتغلت لكي أجلب لهم غداء وعشاء اشتغلت
3أما أنت عندك دعوة ون ِبأَلْ ِس َن ِت ِه ْم) هذه كذبة،
3هؤالء ( َي ُقولُ َ حطاب الخ كل هذا كلمة ونص وهم كاذبون ولكن لكي يتعذرون ثم اهلل تاب عليهم بعدين
وبعدين بعد ما خلصوا النازيين توها خلصانة الحكي بين الشباب بدأوا يتكلمون عن الشيوعيين والشيوعية وكيف أنهم ناس جايين يسوون عدالة
ال وسوريا ومصر شيوعية وشيوعية ووطن حر وشعب سعيد وووالخ فالن معلم وفالن صحفي ليل نهار ثالثين سنة إلى سنة 1958والعراق مث ً
ال عبد الرحمن البزاز وفي سوريا خالد بكداش وفي السودان محجوب وفي مصر الشرقاوي ناس وأحزاب وأعالم وأحزاب شيوعية في العراق مث ً
ْس فِي ُقلُو ِب ِه ْم) ثالثين سنة ون ِبأَ ْف ِ
واه ِه ْم َما لَي َ واه ِه ْم) ليل نهار لكنهم كلهم ليسوا مؤمنين فقط مصالح ( َي ُقولُ َ ون ِبأَ ْف ِ
وصحف وكتابات وفالسفة ( َي ُقولُ َ
3وحدة عربية أمة عربية في العراق ومصر وسوريا والمغرب واليمن وفي كل 3هذا في الخمسينات البعثيون دمروا كل شيء جاء وراءهم البعثيون
مكان أفكار وعلماء وفالسفة وشعراء وأدباء وسليمان العيسى وأشكال وصرنا معهم باعتبار هؤالء يسعون للوحدة العربية ليل نهار ليل نهار وجاء
واه ِه ْم) اآلن نفسهم الموضة الجديدة جايين فكل ثالثين سنة تأتي موضة مصنوعة صناعة كاملة والغريب كلهم ون ِبأَ ْف ِاألمركيان وانهزموا ( َي ُقولُ َ
3الشنب ينزل على الشفايف شعارهم في الشعر النازيين شعارهم شنب رفيع في الوسط كهتلر والشيوعيون ال بارمين شنباتهم مثل ستالين والبعثيين
واآلن اللحية الطويلة المفتوحة من النص هؤالء الجدد جايين اآلن انتشروا في يوم واحد في العالم اإلسالمي اليوم جاء دورهم فكل ثالثين سنة عندنا
ومنظرين ليل نهار يعني يدوشوك ِّ واه ِه ْم) ليل نهار ليل نهار يمألون الدنيا ضوضاء إعالم وصحافة وخطباء جمعة ون ِبأَ ْف ِ موديل هؤالء ( َي ُقولُ َ
(و َم َث ُل الَّذ َ
ِين َك َف ُروا َك َم َث ِل ْس فِي ُقلُو ِب ِه ْم) وكل اإلنحرافات رب العالمين من سننه أن يهيء لها أبواق أبواق تنعق واهلل قال َ ون ِبأَ ْف ِ
واه ِه ْم َما لَي َ ( َي ُقولُ َ
ون ( )171البقرة) حينئ ٍذ هذا قدر أنا عمري اآلن 74سنة ما خلت فترة منها من هذه ص ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌي َف ُه ْم لَا َي ْعقِلُ َ
ُعا ًء َو ِندَا ًء ُ ِق ِب َما لَا َي ْس َم ُع إِلَّا د َ
الَّذِي َي ْنع ُ
ال ثالثين سنة وراحوا شيوعيين ثانيًا ثالثين سنة وراحوا بعثيين ثالثين سنة وراحوا واآلن جايين جماعة التكفير كلكم األبواق منذ الطفولة نازيون أو ً
كفار الزم نقتلكم واحد واحد ونفس الشعر كلهم شعر ليش ما أدري؟! وهكذا وعليك أن تعلم أن هذا مكر اهلل وهي واحدة من قواعده إياك أن تغضب
ُر َعلَي َ
ْك ان َكب َ ِيث أَ َس ًفا) َ
(وإِ ْن َك َ ُؤ ِمنُوا ِب َه َذا الْ َحد ِ اخ ٌع َن ْف َس َك َعلَى آََث ِ
ار ِه ْم إِ ْن لَ ْم ي ْ ات) ( َفلَ َعلَّ َك َب ِوأن تفقد صوابك وأن تفتن ( َفلَا َت ْذ َه ْب َن ْف ُس َك َعلَ ْي ِه ْم َح َس َر ٍ
ْ ض أَ ْو ُسلَّ ًما فِي َّ
ِين ()35 اهل َ ْ
ِن ال َج ِ
َن م َ ُ َ ْ َ َ َّ َ َ
الس َما ِء َف َتأ ِت َي ُه ْم ِبآ َي ٍة َول ْو َشا َء الل ُه ل َج َم َع ُه ْم َعلى ال ُهدَى َفلا َتكون َّ ِي َن َف ًقا فِي الْأَ ْر ِاس َت َط ْع َت أَ ْن َت ْب َتغ َاض ُه ْم َفِإ ِن ْ
إِ ْع َر ُ
األنعام) ما هذا الخطاب الرهيب للنبي صلى اهلل عليه وسلم يسأله لماذا أنت مقهور وزعالن؟ أنا رب العالمين أال أعرف أن أهديهم كلهم؟ لكن أنا ال
أريدهم ،هكذا.
آية (:)170
* ما داللة كلمة (خلفهم) في اآلية ((فَ ِر ِحينَ بِ َما َآتَاهُ ُم هَّللا ُ ِم ْن فَضْ لِ ِه َويَ ْستَ ْب ِشرُونَ بِالَّ ِذينَ لَ ْم يَ ْل َحقُوا بِ ِه ْم ِم ْن خَ ْلفِ ِه ْم َأاَّل َخHHوْ ٌ
ف َعلَ ْي ِه ْم
َواَل هُ ْم يَحْ زَ نُونَ ()170في سورة آل عمران؟(د.فاضل السامرائى)
بعد نقيضة قبل وأظهر استعمال لها في الزمان .أما خلف فهي نقيضة ُقدّام (وهي في الغالب للمكان) هذا من حيث اللغة .والخلف في اللغة هوالظهر
أيضًا.
ُ ُ ّ
أحيانًا ال يصح وضع إحداهما مكان األخرى فال يمكننا أن نضع خلف مكان بعد ففي هذه اآليات ال يمكن أن تحل خلف محل بعد (ث َّم َع َف ْونَا َع ْنك ْم م ْ
ِن
ِك ُه ُم ض أُولَئ َ ُون فِي الْأَ ْر ِ
ُوص َل َويُ ْف ِسد َ ون َما أَ َم َر اللَّ ُه ِب ِه أَ ْن ي َ ون َع ْه َد اللَّ ِه م ْ
ِن َب ْع ِد مِي َثا ِق ِه َو َي ْق َط ُع َ ض َ ون ( )52البقرة) (الَّذ َ
ِين َي ْن ُق ُ ِك لَ َعلَّ ُك ْم َت ْش ُك ُر َ
َب ْع ِد َذل َ
ون ( )27البقرة) ألنها متعلقة بالزمان. اس ُر َ الْ َخ ِ
ْ َ َ
ِه ْم َولا َت ِج ُد أك َثَ 3 َ ْ َ َ َ ُ
3راف) ين ( )17األع3 ِر َ3ر ُه ْم َش 3اك ِ ِه ْم َو َع ْن َش َما ِئل ِ
ِه ْم َو َع ْن أ ْي َمان ِ ِن َخلف ِ ِيه ْم َوم ْْن أ ْيد ِ أما خلف فهي في األصل للمكان( ،ث َّم لآ ِت َينَّ ُه ْم م ْ
ِن َبي ِ
ون
ْشُ 33ر َ ضلِ ِه َو َي ْس َتب ِ َ
ِن ف ْ َّ َ
ين ِب َما آ َتا ُه ُم الل ُه م ْ َ
ون ( )9يس) وكذلك قوله تعالى (ف ِر ِح َ ْص ُر َ ِن َخلْ ِف ِه ْم َسدًّا َفأَ ْغ َش ْينَا ُه ْم ف ُه ْم لا يُب ِ
َ َ ْن أَ ْيدِي ِه ْم َسدًّا َوم ْ ( َو َج َعلْنَا م ْ
ِن َبي ِ
ون ( )170آل عم33ران) ال33ذين معهم في المعركة والقت33ال فهي في األصل خلف في ْه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ ف َعلَي ِ ِه ْم أَلَّا َخ ْو ٌ
ِن َخلْف ِ
ِين لَ ْم َيلْ َح ُقوا ِب ِه ْم م ْ
ِبالَّذ َ
المكان.
*ما هي اآلية التي أشكلت على الدكتور فاضل السامرائى Hفترة طويلة حتى اكتشف لمساتها البيانية؟
ون) من حيث التأليف والتركيبة البيانية. ال ُه ْم َي ْح َزنُ َ ف َعلَي ِ
ْه ْم َو َ ال َخ ْو ٌ
علي مدة طويلة أكثر من سنة ونصف وربما سنتين هو قوله تعالى ( َ الذي أشكل ّ
ف َعلَ ْي ِه ْم)
ال َخ ْو ٌ
عدة أسئلة دارت في الذهن في حينها هو قال ( َ
ال ال خوف عليهم -لماذا لم ال يخافون كما قال ال هم يحزنون؟ (ال خوف عليهم) باإلسم و (وال هم يحزنون) بالفعل؟ لماذا هذه المخالفة؟ ولم يقل مث ً
وال حزن؟
ال؟ قدّم (هم) في (وال هم يحزنون) -ثم لماذا خصص الحزن بتقديم (هم) (وال هم يحزنون)؟ لماذا لم يخصص الخوف قال وال عليهم خوف مث ً
لماذا لم يقل ال عليهم خوف وال هم يحزنون؟
خوف بالفتح فلماذا فيها قراءتين؟ إذا كان مقصود نفي الجنس فلماذا فيها قراءتين؟ هذه كانت َ -ثم (ال خوف عليهم) اإلسم مرفوع وهنالك قراءة ال
أسئلة شغلت ذهني كثيرًا.
ار ()37 ْص ُ َ ْ
وب َوالأب َ ُ ُ ْ َّ َ
ون َي ْو ًما َت َتقل ُب فِي ِه القل ُ ُ ً
قال (ال خوف عليهم) ما قال ال يخافون كما قال وال هم يحزنون وذلك ألنهم فعال يخافون ذلك اليوم ( َي َخاف َ
يرا ( )7اإلنسان) هؤالء مؤمنون يخافون ،الخوف ان َش ُّر ُه ُم ْس َت ِط ً يرا ( )10اإلنسان) ( َو َي َخا ُف َ
ون َي ْو ًما َك َ ُوسا َق ْم َط ِر ً َخ ُ
اف مِن َّربِّنَا َي ْو ًما َعب ً النور) (إِنَّا ن َ
مدح هنا .فلما كان الخوف حقيقة عبّر عنه باإلسم وما قال ال يخافون ألنه يخافون ذلك اليوم .هو قال ال خوف عليهم ،هذا أمر آخر .إذن هم يخافون
في الواقع وخوفهم يوم اآلخرة مدح لهم ،كل الم ّكلفين يخافون حتى يؤ ّمن اهلل من يؤ ّمن .يبقى ما معنى (ال خوف عليهم)؟ ال خوف عليهم يعني ال
يُخشى عليهم خطر ،ليس عليهم خطر ،ال خوف عليه يعني ليس عليه خطر أما (هم) فقد يكونوا خائفين أو غير خائفين ،قد يكون هناك إنسان غير
ال ال يخاف الحية وال العقرب وال النار لكننا خائف وهنالك خوف عليه وال يقدّره ،غير خائف ألنه ال يقدر الخطر لكن هنالك خطر عليه ،الطفل مث ً
نحن نخاف عليه منها هو ال يعلم العواقب وال يقدرها ونحن نخاف عليه أو هو يخاف من شيء غير مخوف فالطفل أحيانًا يرى اللعبة مخيفة يخاف
منها وليس عليه خوف منها .إذن قد يكون الشخص يخاف من شيء غير مخيف وال خطر المهم أن ال يكون عليه خوف ،هذا المهم أما إن كان خائفًا
أو غير خائف ما دام ليس عليه خوف هذا موضوع آخر .إذن لم يقل ال يخافون ألن واقع األمر أنهم يخافون فأ ّمنهم اهلل بقوله (ال خوف عليهم) وهذا
هو المهم ألن قد يكون أحدهم ال يخاف اآلخرة ألنه ال يعلمه.
هو قال (وال هم يحزنون) جعل الحزن بالفعل وأسند إليه (وال هم يحزنون) .لو قال ال خوف عليهم وال حزن ال يصح المعنى .ال خوف عليهم وال
حزن عليهم يعني وال حزن عليهم يعني ال يحزن عليهم أحد يعني نفى الحزن عن غيرهم ولم ينفه عنهم يعني هم قد يحزنون لكن ال يحزن عليهم
أحد .والمطلوب أن تنفي عنهم الحزن ال أن تنفيه عن غيرهم .فقد يكونوا حزينين وال يحزن عليهم أحد فما الفائدة؟ المهم هموال يحزنون لكن أن ال
ون ( )127النحل) ْق ِّم َّما َي ْم ُك ُر َ
ضي ٍ ال َت ُك فِي َ ال َت ْح َز ْن َعلَي ِ
ْه ْم َو َ يحزن عليهم أحد ما الفائدة؟ ثم قد يكون هذا ذم أن ال يحزن عليهم أحد كما قال ربنا ( َو َ
يعني ال يستحقون أن تحزن عليهم .إذن لو قال ال خوف عليهم وال حزن ال يستقيم المعنى قد يكون ذم وليس فيه فائدة وال ينفعهم.
ثم قال (وال هم يحزنون) بتقديم (هم) يعني أنهم ال يحزنون ولكن الذي يحزن هو غيرهم ،ليس هم الذين يحزنون لكن الذي يحزن غيرهم من الكفرة
هؤالء أصحاب الحزن .لو قال ال خوف عليهم وال يحزنون يعني هم ال يحزنون لكن لم يثبت الحزن لغيرهم من الكفرة لكن هنا هو أثبت الحزن لهم
ونفاه عن غيرهم التقديم أفاد الحصر ،ما أنا فعلت هذا يعني فعله غيري أثبته لغيري ،ما أنا قلته .فأراد ربنا تبارك وتعالى أن ينفي عنهم الحزن
ويثبته لغيرهم (وال هم يحزنون).
ما قال ال عليهم خوف بتقديم الجار والمجرور كما قال وال هم يحزنون وهذا أيضًا ال يصح .عندما يقول ال عليهم خوف يعني ليس عليهم الخوف
ولكن الخوف على غيرهم وهذا أيضًا ال يصح .أنت ال تخاف على الكفار ،أنت نفيت الخوف عنه وأثبته على غيرهم يعني أنت تخاف على غيرهم
وغيرهم أي الكفار ،من يخاف على الكفار؟ دعهم يذهبوا إلى الجحيم ،إذن لماذا نخاف عليهم؟ هذا المعنى يفهم إذا قدّم لو قال ال عليهم خوف كان
نفاه عنهم وأثبته على غيرهم ونحن ال نخاف على الكفار من الذي يخاف على الكفار وهم مغضوب عليهم؟ .إذن ال يصح أن يقال ال عليهم خوف
كما قال وال هم يحزنون.
ٌ
(خوف)؟ ما خوف عليهم نص في نفي الجنس وال النافية للجنس تعمل عمل ّ
(إن) .لماذا رفع َ يبقى السؤال لماذا قال ال خوف عليهم برفع الخوف؟ ال
رجل بالبناء على الفتح هذا نفي نص الجنس يعني ال رجل ،لما تقول ال َ رجل أو ال ُ الفرق في المعنى من حيث الرفع والبناء في النصب؟ لما تقول ال َ
ٌ
رجل يفيد نفي الجنس على الراجح ألنه يحتمل نفي الواحد ،عندما نقول ال رجل إحتمال وجود رجلين أو ثالثة أو أربعة أي رجل مطلقًا ،وال ٌ يوجد ّ
ٌ ٌ
هذا احتمال واحتمال نفي الجنس على األرجح .ال خوف عليهم يعني في غير القرآن يمكن أن تجعله ال خوف عليهم بل أكثر من خوف بينما ال
خوف عليهم نص في نفي الجنس .ال شك السياق نفي الجنس تخصيصًا من أكثر من ناحية :من ناحية مقام مدح ،من ناحية قال (وال هم يحزنون) َ
فإذا كانوا ال يحزنون فإنه ال خوف عليهم ألن الحزن إذا كان هنالك شيء مخوف فتحزن لذلك .إذن دلت القرائن على نفي الخوف تنصيصًا وجاء
بـ (ال) النافية للجنس أيضًا في قراءة أخرى .فإذن القراءتان دلت على نفي الخوف تنصيصًا وبالقرينة .لكن هنالك مسألة إذا كان هو أفاد نفي
خوف عليهم) بالرفع هذا يفيد معنيين :األول ٌ خوف عليهم؟ هو عندما يقول (ال َ الجنس تنصيصًا أو بالقرينة إذن لماذا يأت بنفي الجنس ولم يقل ال
ال ( َفإِ َذا ِخ ْف ِت َعلَ ْي ِه َفأَلقِي ِه فِي ال َي ِّم ( )7القصص) متعلق بـ(خاف) ،إني أخاف عليك الذئاب (متعلق
ْ ْ كون حرف الجر (عليهم) متعلق بالخوف مث ً
خوف عليهم الخبر يكون محذوفًا .يحتمل أن يكون الجار ٌ بخاف) .لو كان الجار والمجرور (عليهم) متعلقًا بالخوف يكون الخبر محذوفًا ألن ال
والمجرور (عليهم) ليس متعلقًا بالخوف وإنما متعلق بكان واستقر يعني ال خوف كائن عليك .مثل الجلوس في الصف أو الوقوف في الساحة،
الجلوس في الصف يعني عليكم أن تجلسوا في الصف ،الوقوف في الساحة (مبتدأ وخبر) يعني عليكم أن تقفوا في الساحة ،الجلوس في الصف ال
يوجد خبر إذا تعلق الصف بالجلوس ال يكون هنالك خبر ،الجلوس في الصف مطلوب نافع مفيد ،الوقوف في الساحة مطلوب مأمور بها ،الوقوف
خوف عليك موجود ،ال خوف عليك إذن فيها معنيين واحتمالين وليست هنالك قرينة سياقية تحدد معنى ٌ في الساحة عليكم أن تقفوا في الساحة .ال
معينًا ،إذن هذا توسع في المعنى جمع معنيين .إذا أخذناها على أن (عليهم) متعلقة بالخوف يكون الخبر محذوف يعني ال خوف عليهم من أي مكروه
أو ال خوف واقع عليهم إذن الرفع فيها احتمالين أن يكون (عليهم) متعلق بخوف فيكون الخبر محذوف تقديره كائن أو موجود أو (عليهم) هو الخبر،
خوف عليهم) فيها احتماالنٌ نصًا ال يجوز أن يتعلق بالخوف نحويًا( .ال خوف عليهم ليس فيها احتمال( ،عليهم) هو الخبر ّ َ ُ
الخوف عليهم .أما ال
خوف عليهم قطعًا (عليهم) هو الخبر َ (عليهم) متعلقة بالخوف والخبر محذوف مقدر واآلخر أن (عليهم) هو الخبر وكل واحدة لها داللة .لو قال ال
ألنه لو كان تعلق به سيكون شبيهًا بالمضاف فنقول ال خوفًا عليهم بالنصب وال يصح البناء مطلقًا ألنه شبيه بالمضاف وال يمكن أن نبني .مثال :ال
بائع في الدار يعني ليس هنالك أي بائع في الدار مطلقًا سواء كان هذا البائع يبيع في الدار أو في السوق أما ال بائعًا في الدار يعني الذي يبيع في َ
3ال بائعًا يعني
3وكأن الدار كان فيها متجر أو هو يبيع في بيته، الدار غير موجود ربما يوجد واحد في الدار يبيع في السوق (يفتح في بيته ما يبيعه)
َ
خوف ٌ
خوف ليس له إال داللة واحدة (أن (عليهم) خبر ال) أما ال خوف عليهم فيها داللتان .لو اكتفى ال َ الذي يبيع في الدار غير موجود.فإذن ال
خوف) (ال) نعربها إما عاملة عمل ليس وقسم يجعلها مهملة فيكون ٌ خوف نعربها إسم ال النافية للجنس ،أما (ال َ َ
خوف) عليهم سنفقد معنى( .ال
خوف مبتدأ وعليهم خبر.
3نفي الخوف الثابت والمتجدد ونفى الحزن الثابت والمتجدد .قال (ال خوف عليهم) هذا ينفي الخوف الثابت هو نفى الخوف والحزن الثابت والمتجدد،
3نفي الحزن لمتجدد ينفي الخوف المتجدد ألنك تخاف فتحزن ،نفي الحوف الثابت ينفي ألنه استعمل الحزن و (وال هم يحزنون) نفي الحزن المتجدد.
الحزن الثابت فلما جاء أحدهما بالفعل واآلخر باإلسم وأحدهما مرتبط باآلخر ،نفى (ال خوف) نفى الخوف الثابت (وال هم يحزنون) نفى الحزن
ال ثم الحزن يعدما 3ألن األمر قبل أن يقع مخوف منه فإذا وقع حزنت عليه .الخوف أو ً 3يقتضي نفي الخوف المتجدد 3لما نفى الحزن المتجدد المتجدد،
يقع إذا وقع ما يخاف منه .فهمنا الحزن المتجدد من الفعل المضارع (ال هم يحزنون) الذي فيه تجدد واستمرار وهذا يقتضي (ال خوف عليهم) ألن
الحزن مرحلة تالية للخوف فإذا نفى ما يستجد من الحزن ينفي ما يستجد من الخوف .ونفى الخوف الثابت والحزن الثابت فإذن عندما جمع األمرين
3
نفى الخوف عليهم الثابت والمتجدد والحزن الثابت والمتجدد.
خوف عليهم وال حزن لهم؟ جملتان إسميتان تدالن على الثبوت؟ لو قال ال حزن لهم هو ينفي الحزن عنهم وال يثبته لغيرهم ،هو قال ٌ لماذا لم يقل ال
3لغيرهم .لو قال وال لهم حزن هذا تنصيص على الجنس بمعنى ليس هنالك نص (وال هم يحزنون) أثبت الحزن لغيرهم لو قال ال حزن لهم لم يثبته
في نفي الجنس يعني ال لهم حزن ألن ال النافية للجنس ال يتقدم خبرها على إسمها فإذا تقدّم ال تعود نصًا في نفي الجنس ثم يجب رفع الحزن ال
حزن) ما دام تقدم الخبر تصير (ال) مهملة .ثم سنخسر الثابت والمتجدد ألنها تصبح كلها إسمًا إذن تنفي الثابت فقط يجوز نصبه وال بناءه (وال لهم ٌ
وال تنفي الثابت والمتجدد .ولذلك هذا التعبير أجمع تعبير للداللة على المعنى بحيث كل تغيير ال يمكن أن يكون فيه ،هذا كله في (ال خوف عليهم وال
هم يحزنون).
سؤال من المقدم :إلى أي كتب رجعت؟
هذه لم أجدها في الكتب ،رجعت إلى كتب التفسير وقد يكون هناك كتبًا أخرى لم أطلع عليها ،راجعت كل الكتب التي بين يدي من كتب اللغة فلم
أجدها بهذا التفصيل.
سؤال من المقدم :إذن المدخل إلى فهم آي القرآن هو النحو والتركيب فما بال الدعاة ال يقيمون أود جملة صحيحة فصيحة؟ وكيف يفهمون القرآن
وهم لم يفهموا اللغة العربية الفصحى ويخطئون فيها؟
هذا نقص عجيب .وال بد أن نفهم جيدًا قواعد اللغة حتى نعمل على سبر أغوار القرآن الكريم وهذا أول شرط وضعه أهل علوم القرآن لتفسير
القرآن وهو التبحر في علوم اللغة "وال تغني المعرفة اليسيرة" هذا أول شرط ،ليس المعرفة فقط وإنما التبحر في علوم اللغة نحوها وصرفها ولغتها
وبالغتها هكذا نصًا "وال تغني المعرفة اليسيرة" .إذن ال نأخذ التفسير من أي أحد وال بد أن يكون مشهودًا له بالتحصيل في علوم اللغة العربية هذا
ال وهنالك أمور أخرى. أو ً
آية (:)173
الص Hاَل ةَ َوَأنفَقُHHوا ِم َّما
Hاب هَّللا ِ َوَأقَHHا ُمواَّ H
*ما داللة اسHHتخدام الفعل الماضي والمضHHارع Hفي آية سHHورة فHHاطرِ( Hإ َّن الَّ ِذينَ يَ ْتلُHHونَ ِكتََ H
َر َز ْقنَاهُْHم ِس ّراً َو َعاَل نِيَةً يَرْ جُونَ تِ َجا َرةً لَّن تَبُو َHر { )}29؟(د.فاضل Hالسامرائى)
ُور { .)}29يتل33ون فعل ار ًة لَّن َتب َ
ِج َ
ون ت َ ِما َر َز ْقنَا ُه ْم ِس ّرًا َو َعلَا ِن َي ًة َي ْر ُج َ الصلَا َة َوأَن َف ُقوا م َّ
اب اللَّ ِه َوأَ َقا ُموا َّ ون ِك َت َ ِين َي ْتلُ َ
قال تعالى في سورة فاطر (إِ َّن الَّذ َ
مضارع وأقاموا فعل ماضي والفعل المضارع يدل على الحال والتجدد واإلستقبال والماضي مضى هذا هو األصل وفي اآلية ذكر تعالى أك33ثر ما
ال ألن تالوة القرآن أكثر من الصالة ألن إقامة الصالة ال تكون إال بقراءة القرآن وقراءة القرآن تكون في كل وقت وإقامة الصالة هي أكثر يتجدد أو ً
من اإلنفاق إذن فاألفعال مرتّبة في اآلية بحسب الكثرة وبحسب اإلستمرار فبدأ بما هو أكثر باألكثر واألكثر استمرارًا ثم بما دونها كثرة (الصالة) ثم
األقل (اإلنفاق).
وفعل أقاموا هو فعل ماضي فهل هو مضى؟ الفعل الماضي بعد إسم الموصول يكون له زمنان فقد يكون له زمن ماضي مثل قوله تعالى (الذين قال
َات َوالْ ُه 33دَى ِن الْ َبيِّن ِ ون َما أَ َ
نزلْنَا م َ لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) وقد يحتمل معنى المضي واإلستقبال مثل قوله تعالى (إِ َّن الَّذ َ
ِين َي ْكتُ ُم َ
ْه ْم َوأَنَا التَّ َّو ُ ِك أَتُُ 3 ُ ِين َتابُواْ َوأَ ْ
ال الَّذ َ اب أُولَـئ َ
ِك َيل َعنُ ُه ُم اللُهّ َو َيلْ َعنُ ُه ُم اللَّ ِ
اب 3وب َعلَي ِ صلَ ُحواْ َو َبيَّنُواْ َفأ ْولَـئ َ ون { }159إِ َّ اعنُ َ اس فِي الْ ِك َت ِ
مِن َب ْع ِد َما َبيَّنَّا ُه لِلنَّ ِ
3ذين الر ِحي ُم { }160سورة البقرة) هذه األفعال الماضية في اآلية (تابوا وأصلحوا وبيّنوا) تدل على احتمال اإلستقبال ألنها جاءت بعد الكتمان (إن ال3 َّ
3تركة .أما يكتمون) .أصال زمن الفعل الماضي بعد اإلسم الموصول يحتمل المضي ويحتمل اإلستقبال .وهنالك أمور قطعية وهنالك أمور تبقى مش3 ً
3انت 3ماء فك3 ال لإلستقبال كما في وصف اآليات لآلخرة (وفتحت الس3 (كان) فلها أزمنة خاصة بها فهي تفيد اإلستمرارية (كان وال يزال) وتأتي أص ً
أبوابا) وفي الحديث عن اهلل تعالى (وكان اهلل غفورًا رحيما) فهي تدل على كونه غفور رحيم وهذا كونه سبحانه.
*(ورتل القرآن ترتيالً) :
تبصر في هذه الصورة الرائعة التي ِيل (ّ )173اخ َش ْو ُه ْم َف َزا َد ُه ْم إِي َمانًا َو َقالُواْ َح ْسبُنَا اللُهّ َو ِن ْع َم الْ َوك ُ
اس َق ْد َج َم ُعواْ لَ ُك ْم َف ْ ال لَ ُه ُم النَّ ُ
اس إِ َّن النَّ َ (الَّذ َ
ِين َق َ
3الذين استعلوا على جراحهم في غزوة أحد واستعلوا على آآلمهم ولم ترسلها الريشة القرآنية بدقة متناهية تسلب األلباب ،إنها صورة هؤالء المؤمنين
يفقدوا شجاعتهم وتبتلهم ويقينهم باهلل عز وجل فلما خ ّوفهم الناس بجموع المشركين التي تجمعت الستئصالهم ما زادهم هذا التخويف إال إيمانًا ويقينًا
وثباتًا وعزيمة وقالوا (حسبنا اهلل ونعم الوكيل).
آية(:)174
* انظر آية (↑↑↑.)74
َظ ٍيم ( ))174فما الفHHرق؟ *ختمت آية ()29سورة الحديد بالتعريف ( َوهَّللا ُ ُذو ْالفَضْ ِل ْال َع ِظ ِيم) وفي آل عمHHران ( َوهّللا ُ ُذو فَ ْ
ض ٍ Hل ع ِ
(د.فاضل السامرائى)
َه ْم إِي َمانًا َو َقالُواْ َح ْسبُنَا اللُهّ َو ِن ْع َم اس َق ْد َج َم ُعواْ لَ ُك ْم َف ْ
اخ َش ْو ُه ْم َف َزاد ُ اس إِ َّن النَّ َال لَ ُه ُم النَّ ُ
ِين َق َفي آل عمران في أُحد وفي نجاتهم مما كان يراد بهم (الَّذ َ
يم ( ))174هذا أكبر أو النور والرحمة ض ٍل َع ِظ ٍ ان اللِهّ َواللُهّ ُذو َف ْ ض َو َ ض ٍل لَّ ْم َي ْم َس ْس ُه ْم ُسو ٌء َواتَّ َب ُعواْ ِر ْ الْ َوك ُ
ِيل (َ )173فان َقلَبُواْ ِب ِن ْع َم ٍة ِّم َن اللِهّ َو َف ْ
والمغفرة؟ انقلبوا لم يمسسهم سوء ،المغفرة والرحمة والنور أكبر لذا قال ذو الفضل العظيم.أما لو مسهم سوء لهم أجر .أما فى سورة الحديد ( َيا
ور َّر ِحي ٌم ()28لَِئلَّا َي ْعلَ َم أَ ْه ُل الْ ِك َت ِ
اب ِر لَ ُك ْم َواللَّ ُه َغ ُف ٌ ْن مِن َّر ْح َم ِت ِه َو َي ْج َعل لَّ ُك ْم نُ ً
ورا َت ْم ُش َ
ون ِب ِه َو َي ْغف ْ أَيُّ َها الَّذ َ
ِين آ َمنُوا اتَّ ُقوا اللَّ َه َوآ ِمنُوا ِب َر ُسولِ ِه ي ْ
ُؤ ِت ُك ْم ِك ْفلَي ِ
يم ( ))29كفلين من رحمته ويغفر لكم ويجعل لكم نورًا ُؤتِي ِه َمن َي َشاء َواللَّ ُه ُذو الْ َف ْ ْ
ض ِل ال َع ِظ ِ ض َل ِب َي ِد اللَّ ِه ي ْض ِل اللَّ ِه َوأَ َّن الْ َف ْ
ون َعلَى َش ْي ٍء ِّمن َف ْ أَلَّا َي ْقد ُ
ِر َ
هذه أكبر إذن واهلل ذو الفضل العظيم .التعريف يفيد العموم والشمول والتنكير يفيد التقليل.
آية (:)178-176
وا هّللا َ َشيْئا ً ي ُِريُ HHد هّللا ُ َأالَّ
ار ُعونَ فِي ْال ُك ْف ِر ِإنَّهُ ْم لَن يَضُرُّ ْ *ما الفرق بين خواتيم اآليات في سورة آل عمران ( َوالَ يَحْ ُزنكَ الَّ ِذينَ يُ َس ِ
وا هّللا َ َشْ Hيًئا َولهُ ْم عََ Hذابٌ َألِي ٌم ( ضHرُّ ْ Hان لَن يَ ُ اشHتَ َر ُوْHا ْال ُك ْف َ
Hر بِاِإل ي َم ِ َظي ٌم (ِ )176إ َّن الَّ ِذينَ ْ Hر ِة َولَهُ ْم َعَ Hذابٌ ع ِ يَجْ َع َل لَهُ ْم َحظًّا فِي اآل ِخ َ
ين ())178؟(د.فاضلH ُوا ِإ ْث ًما َولَ ْه ُم َعَ Hذابٌ ُّم ِه ٌ
Hزدَاد ْH
ُوا َأنَّ َما نُ ْملِي لَهُ ْم َخ ْي ٌ Hر َأِّلنفُ ِس ِ Hه ْم ِإنَّ َما نُ ْملِي لَهُ ْم لِيَْ H
َ )177والَ يَحْ َس Hبَ َّن الَّ ِذينَ َكفَ Hر ْ
السامرائى)
ُري ُد اللُهّ أَ َّ
ال َي ْج َع َل لَ ُه ْم َح ًّظا فِي اآلخَِ 33ر ِة َولَ ُه ْم ض ُّرواْ اللَهّ َشيْئًا ي ِ ون فِي الْ ُك ْف ِر إِنَّ ُه ْم لَن َي ُ ار ُع َُس ِ ِين ي َنك الَّذ َ ال َي ْح ُز َنقرأ اآليات ونوضح سبب االختيارَ ( .و َ
اب َع ِظي ٌم ( ))176ذكر أن هؤالء يعجلون في الكفر ،يسارعون في الكفر فربنا هددهم يريد اهلل أن ال يجعل لهم حظًا في اآلخرة ال في اآلخ33رين َع َذ ٌ
اب أَلِي ٌم ))177( ال3ذي ض ُّرواْ اللَهّ َش ْي ًئا َول ُه ْم َع َذ ٌ ان لَن َي ُ اش َت َر ُواْ الْ ُك ْف َر ِب ِ
اإلي َم ِ ِين ْ فإذن ذكر العذاب العظيم وهو أشد العذاب .إنما اآلية األخرى (إِ َّن الَّذ َ
يشتري بضاعة يطلب الربح فإذا خسر يتألم ،إن الذين اشتروا الكفر باإليمان يعني تركوا اإليمان واشتروا الكفر خسروا والخاسر يت3ألم فله ع3ذاب
3هؤالء أملى لهم من المال والرزق ين ())178 اب ُّم ِه ٌْر لِّأَن ُف ِس ِه ْم إِنَّ َما نُ ْملِي لَ ُه ْم لَِي ْزدَادُواْ إِ ْث ًما َولَ ْه ُم َع َذ ٌ
ِين َك َف ُرواْ أَنَّ َما نُ ْملِي لَ ُه ْم َخي ٌ
ال َي ْح َس َب َّن الَّذ َ
أليمَ ( .و َ
والسعة يملي لهم ما هو خير لهم في ظاهره ما يفخرون به وما هو يعتزون به وقد يستطيلون على خلق اهلل ،هذا المستطيل يُهان فجاء بصفة ضد ما
كان يصنع في حياته الدنيا ،كان يعتز ويفخر فيهان .العذاب متحقق في الثالثة لكن كل واحدة تناسب ما قيل فيه ومن قيل فيه.
Hل لَهُ ْم َحظًّا
وا هّللا َ َشHيْئا ً ي ُِريُ Hد هّللا ُ َأالَّ يَجْ َعَ H
ضHرُّ ْH ار ُعونَ فِي ْال ُك ْفِ H
Hر ِإنَّهُ ْم لَن يَ ُ *ما اللمسة البيانية فى قوله تعالى( َوالَ يَحْ ُزنكَ الَّ ِذينَ يُ َس ِ
فِي اآل ِخ َر ِة َولَهُ ْم َع َذابٌ َع ِظي ٌم ( )176آل عمران)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)
3المسارعة بـ (في) عوضًا عن (إلى) فقال تعالى (يسارعون في الكفر) 3لحال أهل الكفر والنفاق والتي ق ّواها تعدية
انظر إلى هذه االستعارة التمثيلية
3بحال الطالب المسارع إلى تحصيل شيء ولم يقل إلى الكفر .وبيان ذلك أنه شبّه حال حرصهم وجدّهم في تكفير الناس وإدخال الشك على المؤمنين
يخشى أن يفوته .فأفادت يسارعون في الكفر أنهم لم يكتفوا بالكفر بل توغلوا في أعماقه.
آية(:)179
ب فَاَل ي ْ
ُظ ِهُ HHر َعلَى َغ ْيبِِ HHه َأ َح HHدًا ( )26الجن)لمHHاذا يطلع ب ( )179آل عمHHران) ( -عَHHالِ ُم ْال َغ ْي ِ *( َو َما َكHHانَ هّللا ُ لِي ْ
ُطلِ َع ُك ْم َعلَى ْال َغ ْي ِ
ويظهر ،لماذا مرة يقول أطلع فالن على غيبه ومرة أظهر فالن على غيبه؟(د.أحمد الكبيسى)
(عالِ ُم الْ َغي ِ
ْب الر ْح َم ِن َع ْهدًا ( )78مريم) وفي آية أخرى َ ْب أَ ِم اتَّ َخ َذ ِعن َد َّ ْب ( )179آل عمران) (أَ َّ
اطلَ َع الْ َغي َ ُطلِ َع ُك ْم َعلَى الْ َغي ِ ان اللُهّ لِي ْهي آيتان ( َو َما َك َ
ُظ ِه ُر َعلَى َغ ْي ِب ِه أَ َحدًا ( )26الجن) .اهلل تعالى إما يطلعك على غيبه أو يظهرك على غيبه ،يطلعك على غيبه هذه مرة ،سيدنا عمر وهو في َفلَا ي ْ
ال سارية سمع الصوت واتبع النصيحة ،أطلعه مرة .هناك من 3قال يا سارية الجبل رب العالمين أراه الغيب رأى ساري أنه يقاتل خطأ وفع ً المدينة
ُ ْ
أحباب اهلل ممن اصطفاهم اهلل تعالى من الرسل من يفوضه سأظهرك على غيبي ،اإلظهار هو القهر والغلبة كما قال تعالى (إِنَّ ُه ْم إِن َيظ َه ُروا َعلَ ْيك ْم
ُظ ِه ُر َعلَى َغ ْي ِب ِه أَ َحدًا ( )26الجن) النبي أخبر أمته بما هو ْب َفلَا ي ْ (عالِ ُم الْ َغي ِ
ير ( )4التحريم) يقول َ َي ْر ُج ُمو ُك ْم ( )20الكهف) ( َوالْ َملَا ِئ َك ُة َب ْع َد َذل َ
ِك َظ ِه ٌ
كائن إلى يوم القيامة كل الذي جرى من تلك الساعة التي صلى النبي فيهم العصر وهو يخبرهم بما هو كائن إلى يوم القيامة أخبرهم بكل األحداث
بغزو المغول والتتار واالنجليز واحتالل العراق وإسالم فارس وكل الذي يجري اآلن النبي أخبرنا به ،من أين عرفه؟ عرفه مما أظهره اهلل تعالى
عليه من غيبه .هذا ما يسمونه تنبؤات أو يسمونه عند الصالحين الكشف ،هذا من اهلل تعالى وكل واحد منا انقدح في ذهنه شيء من هذا ،أحدهم دخل
ِين ( )75الحجر) ات لِّلْ ُم َت َو ِّسم َ
ِك آل َي ٍ أوحي بعد رسول اهلل؟ قال ال وإنما هو التوسم (إِ َّن فِي َذل َ ٌ على عثمان فقال له إني أرى في وجهك الزنا فقيل له
لكن اإلظهار أمر آخر ،اإلظهار للرسول يعطيه صالحية .فرق بين أن يقول الملك لوزيره أفعل هذا مرة هذا فوضه مرة واحدة وآخر يقول له
ال إن اهلل تعالى أظهر محمدًا على تصرف في صالحياتي كما تشاء هذا إظهار .لو تتبعنا األحاديث النبوية عما أخبر النبي من غيبيات تقول فع ً
َ ْ
ْب َفلَا يُظ ِه ُر َعلَى َغ ْي ِب ِه أ َحدًا ( ُظ ِه ُر َعلَى َغ ْي ِب ِه أَ َحدًا ( )26الجن) هذا هو الفرق بين اطلع الغيب مرة وبين أظهره َ
(عالِ ُم الْ َغي ِ ْب َفلَا ي ْ
(عالِ ُم الْ َغي ِ
غيبه َ
)26الجن) كلهم رسل .النبي كان له النصيب األوفى ممن أظهرهم اهلل تعالى على غيبه.
ُسHلِ ِه َوِإ ْن تُْؤ ِمنُHHوا َوتَتَّقُHHوا فَلَ ُك ْم َأجٌْ Hر
ُسHلِ ِه َم ْن يَ َشHا ُء فََHآ ِمنُوا بِاهَّلل ِ َور ُ
(ولَ ِك َّن هَّللا َ يَجْ تَبِي ِم ْن ر ُ
*ماذا استخدم Hلفظ يجتبي في آية سورة َ
َع ِظي ٌم ( )179آل عمران) ولم يقل يختار أو يصطفي؟(د.حسام النعيمى)
الفعل اجتبى واختار بصيغة افتعل نفس الصيغة لكن اجتبى من َجَب َي والجباية هي الض ّم والجمع يعني أنك تضم الشيء إليك وتجمعه إليك .فيسمون
الجابية للمكان الذي يجمعون فيه الماء كأنه يصير اختالط وامتزاج للماء فكأن اآلية الكريمة التي تشير إلى اإلجتباء فيها معنى الجمع والض ّم
والتقريب يعني شدة القرب من اهلل سبحانه وتعالى .أما اإلختيار ففيه اإلنتقاء لألخير واألفضل ألن فيه معنى َخَير فيه معنى الخير ولكن ليس فيه
معنى الضم والقرب .فإذا أراد اإلشارة إلى مجرد الخيرية يستعمل يختار وإذا أراد معنى الجمع والتقريب والضم يستعمل اجتباء.
(والَ يَحْ َسبَ َّن الَّ ِذينَ يَ ْب َخلُونَ بِ َما آتَاهُ ُم هّللا ُ ِمن فَضْ لِ ِه ه َُو َخ ْيرًا لَّهُ ْم بَلْ ه َُو َشHرٌّ لَّهُ ْم َسHيُطَ َّوقُونَ َما
*ما معنى يطوقون فى قوله تعالى َ
وا بِ ِه يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة ( )180آل عمران)؟ (ورتل القرآن ترتيالً) بَ ِخلُ ْ
مشتق من الطوق وهو ما يُلبس تحت الرقبة فوق الصدر وفي هذا الكالم تصوير جميل بحيث جعل أموال الذين يبخلون أطواقًا يوم القيامة ّ يطوقون
ّ
يعذبون بحملها .والطوق في الدنيا يُتّخذ للزينة ولكنه يتحول مع البُخل إلى ِزنة ال يمكت حملها وقد اختار اهلل تعالى الطوق دون غيره ألنه أظهر
للعيان بقصد التشهير بهم يوم الحشر.
آية (:)180
ت َواَألرْ ِ
ض ) ؟(د.فاضل Hالسامرائى) اوا ِ *ماداللة تقديم (هلل)فى قوله تعالى ( َوهّلِل ِ ِمي َر ُ
اث ال َّس َم َ
ات َو َ
ير ( )180آل عمران) فأنفقوا حتى تنالوا جزاء المنفقين قبل أن تنتقل رغمًا عنكم وتذهب إلى ض َواللُهّ ِب َما َت ْع َملُ َ
ون َخ ِب ٌ األ ْر ِ الس َما َو ِ
اث َِّير ُ
( َولِلِهّ م َ
اهلل تعالى ،أنفقوا حتى تنالوا .وقدّم الجار والمجرور (هلل) أنها ستؤول إليه حصرًا وإذا قال ميراث السموات واألرض هلل ليس فيها قصر وال
( 3وهلل ميراث السموات واألرض) ميراث مبتدأ حصر .التقديم عندنا شكلين :يقدم على العامل وتقديم على غير العامل .مث ً
ال تقديم الخبر على المبتدأ
و(هلل) لفظ الجاللة خبر مقدّم وهذا من باب جواز التقديم وليس من باب الوجوب ألن ميراث السموات واألرض معرفة مضافة إلى معرفة وليست
نكرة تقديم الخبر على المبتدأ يسمونه من باب تقديم المعمول على العامل وهذا التقديم يفيد التخصيص أو االهتمام حسب السياق .قد يفيد القصر كما
3هنا قال تعالى (وهلل ميراث السموات واألرض) هذا اهتمام هو ستؤول إليه حصرًا وال تؤول إلى جهة أخرى 3وأصلها نعبدك. في قوله (إياك نعبد)
مع االهتمام.
آية(:)181
ت َوِإنَّ َما تُ َوفَّوْ َHن ُأ ُجَ H
Hور ُك ْم يَHHوْ َم ْالقِيَا َمِ Hة فَ َم ْن ُزحِْ Hز َح َع ِن س َذاِئقَةُ ْال َموْ ِ
* لماذا استخدم Hلفظ (ذائقة) في آية سورة آل عمران ( ُكلُّ نَ ْف ٍ
Hق ( )181آل اب ْال َح ِريِ H (ونَقُHHو ُل ُذوقُHHواَ Hعَ Hذ َ ُور ( )185وفي Hقوله تعالى َ ع ْال ُغر ِ ار َوُأ ْد ِخ َل ْال َجنَّةَ فَقَ ْد فَازَ َو َما ْال َحيَاةُ ال ُّد ْنيَا ِإاَّل َمتَا ُ
النَّ ِ
عمران)؟ لماذا استعمل الذوق مع الموت والعذاب؟(د.حسام Hالنعيمى)
ُصرح
ص ِّرح بالمشبّه به تسمى تصريحية وإذا لم ي ّ نحن عندنا في العربية ما يسمى باإلستعارة .يقولون اإلستعارة هي تشبيه ُحذِف أحد طرفيه فإذا ُ
3هنا (كل نفس ذائقة الموت) الذوق للسان معنى ذلك أنّه شبّه الموت بشيء يُذاق ثم حذف المشبه به فهي مكنية وكذلك العذاب .ما به تسمى مكنية.
الفائدة من هذه اإلستعارة المكنية؟ هنا عندما يقول (ذائقة الموت) (ذوقوا عذاب الحريق) إشارة إلى شدة اإللتصاق واإلتصال بحيث كأن الموت
ال وإنما يُذاق والعذاب ليس خيا ً
ال وإنما هو يتحول إلى شيء يكون في الفم بأقرب شيء من اإلنسان بحيث يذوقه ويتحسسه يعني الموت ليس خيا ً
سيُذاق ذوقًا .فكما أن الشيء يوضع على اللسان فيحسه هكذا سيكون ُقرب الموت من اإلنسان والتصاقه به وهكذا سيكون العذاب من القرب
ّ
المعذب ألنه سيكون في فمه فهذا هو الغاية من هذه اإلستعارة. واإللتصاق بهذا
وا ( )181آل عمران) أال تجزم أخي المؤمن بأن سمع هللا وا ِإ َّن هّللا َ فَقِي ٌر َونَحْ نُ َأ ْغنِيَاء َسنَ ْكتُبُ َما قَالُ ْ
*(لَّقَ ْد َس ِم َع هّللا ُ قَوْ َل الَّ ِذينَ قَالُ ْ
تعالى دليل ِعلمه ما قالوا؟ فلِ َم جاء بالفعل (سمع) وعدل عن الفعل علِم؟(ورتل القرآن ترتيالً)
3واإليذان بأن ما يقولونه فيه جرأة عظيمة وأن االستخفاف بالرسول وبالقرآن إثم عظيم وكفر على كفر .ولذلك قال إنما أريد بهذا الفعل التهديد
3على كالم فاحش .فليس المقصود إعالمهم بأن اهلل تعالى علِم بذلك بل التهديد كما يقول أحدناتعالى (لقد سمع) المستعمل في الزم معناه وهو التهديد
لولده :إني أسمع ما تقول ،فهو ال يريد إبالغه بأنه يسمعه بل يريد أن يهدده.
آية (:)183
Hان تَْأ ُكلُHهُ النَّا ُر قُHHلْ قَْ Hد
ول َحتَّى يَْأتِيَنَا بِقُرْ بَ ٍ *ما داللة التذكير والتأنيث في قوله تعالى(الَّ ِذينَ قَHHالُوا ِإ َّن هَّللا َ َع ِهَ Hد ِإلَ ْينَا َأاَّل نُْHؤ ِمنَ لِ َر ُسٍ H
ُون ِإاَّل تَْأ ِويلَهُ يَHHوْ َم يَْHأتِي
صا ِدقِينَ ( )183آل عمران)و(هَلْ يَ ْنظُر َH ت َوبِالَّ ِذي قُ ْلتُ ْم فَلِ َم قَت َْلتُ ُموهُ ْم ِإ ْن ُك ْنتُ ْم َ
َجا َء ُك ْم ُر ُس ٌل ِم ْن قَ ْبلِي بِ ْالبَيِّنَا ِ
ق فَهَلْ لَنَا ِم ْن ُشفَ َعا َء فَيَ ْشفَعُوا Hلَنَا َأوْ نُ َر ُّد فَنَ ْع َم َل َغي َْر الَّ ِذي ُكنَّا نَ ْع َمُ Hل قَ ْ Hد ت ُر ُس ُل َربِّنَا بِ ْال َح ِّ تَْأ ِويلُهُ يَقُو ُل الَّ ِذينَ نَسُوهُ ِم ْن قَ ْب ُل قَ ْد َجا َء ْ
ض َّل َع ْنهُ ْم َما َكانُوا يَ ْفتَرُونَ ( )53األعراف) ؟ (د.فاضل السامرائى) َسرُوا َأ ْنفُ َسهُ ْم َو َ خ ِ
بحسب القاعدة النحوية المعروفة أنه جائز باعتبار أن جمع التكسير يجوز تذكيره وتأنيثه .يؤنّث الفعل عندما يكون الفاعل أكثر وإذا كان أقل يُ33ذ ّكر
اب آَ َمنَّا )14(..الحجرات) استخدم الفعل قالت مؤنثًا ألن األعراب ُكثُر .وكذلك في قوله تع33الى (الَّذ َ
ِين الفعل .كما جاء في قوله أيضًا ( َقالَ ِت الْأَ ْع َر ُ
ِين ( َات َو ِبالَّذِي ُقلْتُ ْم َفلِ َم َق َتلْتُ ُم ُ
وه ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ
صا ِدق َ ِن َق ْبلِي ِبالْ َبيِّن ِ ار ُق ْل َق ْد َجا َء ُك ْم ُر ُس ٌل م ْ ان َت ْأ ُكلُ ُه النَّ ُ ْ
ول َحتَّى َيأ ِت َينَا ِب ُق ْر َب ٍ ِر ُس ٍ ِن ل ََقالُوا إِ َّن اللَّ َه َع ِه َد إِلَ ْينَا أَلَّا نُ ْؤم َ
ْل َق ْد َجا َء ْت ُر ُسُ 33ل ِن َقب ُ
َسو ُه م ْ ِين ن ُ ول الَّذ َ ون إِلَّا َت ْأ ِويلَ ُه َي ْو َم َي ْأتِي َت ْأ ِويلُ ُه َي ُق ُ
(ه ْل َي ْن ُظ ُر َ )183آل عمران) هؤالء مجموعة من الرسل أما في قوله تعالى َ
3راف) ون ( )53األع3 3ر
َ ُ َ 3 َ
ت ْ
ف ي وا ُ
ن 3ا 3 كَ ا م م
َ ُْ َه ْ
ن ع لَّ 3 ضَ و م
َ ُْ َ ه س ُ
ف ْ
ن َ
أ وا رُ س
ِ َ
خ ْ
د َ
ق ُ
ل ْر الَّذِي ُك ْ َ
م ع َ
ن ا َّ
ن ِن ُش َف َعا َء َف َي ْش َف ُعوا لَنَا أَ ْو نُ َر ُّد َفن َْع َم َل َغي َ
َرِّبنَا ِبالْ َح ِّق َف َه ْل لَنَا م ْ
المذكورون هم جميع الرسل وهم أكثر من األولى لذا جاء الفعل مؤنثًا.
آية (:)184
ب ُوك فَقَْ Hد َكَّ H
Hذ َ (وِإ ْن يُ َكِّ Hذب َH ب ْال ُمنِِ H
Hير ﴿ ﴾184آل عمHHران) َ - Hر َو ْال ِكتَHHا ِ
الزبُِ Hت َو ُّب ُر ُس ٌل ِم ْن قَ ْبلِكَ َجا ُءوا بِ ْالبَيِّنَا ِ ك فَقَ ْد ُك ِّذ َ *(فَِإ ْن َك َّذبُو َ
ير ﴿ ﴾25فاطر) ما داللة االختالف بين اآليتين؟(د.أحمد الكبيسى) ب ْال ُمنِ ِ الزب ُِر َوبِ ْال ِكتَا ِ الَّ ِذينَ ِم ْن قَ ْبلِ ِه ْم َجا َء ْتهُ ْم ُر ُسلُهُ ْم بِ ْالبَيِّنَا ِ
ت َوبِ ُّ
ِير ﴿ ﴾184آل عمران) بالبينات والزبر والكتاب اب الْ ُمن ِ ُر َوالْ ِك َت ِ َات َو ُّ
الزب ِ ِك َجا ُءوا ِبالْ َبيِّن ِ ُوك َف َق ْد ُك ِّذ َب ُر ُس ٌل م ْ
ِن َق ْبل َ ننتقل إلى آية أخرى ( َفإِ ْن َك َّذب َ
ِير ﴿ اب الْ ُمن ُِر َو ِبالْ ِك َت ِ َات َو ِب ُّ
الزب ِ ِه ْم َجا َء ْت ُه ْم ُر ُسلُ ُه ْم ِبالْ َبيِّن ِ
ِن َق ْبل ِ
ِين م ْ ُوك َف َق ْد َك َّذ َب الَّذ َ
المنير ،في سورة فاطر 25أضاف باء حرف جر قال ( َوإِ ْن يُ َك ِّذب َ
اب ْ
ُر َو ِبال ِك َت ِ َات َو ِب ُّ
الزب ِ ْ
ِير) القرآن ،هنا ( ِبال َبيِّن ِ ْ
اب ال ُمن ِ ْ
ُر َوال ِك َت ِ َات َو ُّ
الزب ِ ْ
﴾25فاطر) بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير أضاف حرف جر .هناك ( ِبال َبيِّن ِ
ِير) حينئ ٍذ واضحة كما قلنا في اآليات التي قبلها بذي وذي نفس النسق .نحن لدينا نوعين من األنبياء أنبياء كتابه هو معجزته هذا بالبينات الْ ُمن ِ
والزبر بدون باء وهو محمد صلى اهلل عليه وسلم الوحيد الذي معجزته هي كتابه النبي صلى اهلل عليه وسلم .سيدنا موسى معجزته العصا واليد
ات ﴿ ﴾133األعراف) لكن التوراة شيء ولهذا التوراة ليس صلَ ٍ ات ُم َف َّ الد َم آََي ٍ
ِع َو َّ الض َفاد َوالقمل والضفادع والماء وغيرها يعني كثير ( َوالْ ُق َّم َل َو َّ
معجز ولهذا حرف وضاع وقسموه وحرفوه الخ ليس له نفس حصانة القرآن ألن اهلل سبحانه وتعالى جعل معجزته غير الكتاب فالكتاب علم فقه ليس
ون ﴿ ﴾9الحجر) فلهذا التوراة اآلن ما بقي منها شيء واإلنجيل ما بقي منها شيء ،أناجيل شبيهة كل ما يأتي ملك ِظ َ بذلك الوعد اإللهي ( َوإِنَّا لَ ُه لَ َحاف ُ
يعمل له إنجيل لماذا؟ البينات عند موسى وعيسى غير الكتابين عندهم إعجاز خالد ال يمكن أن ينكرها إال إنسان ظلم نفسه .سيدنا عيسى يبريء
حسية ولهذا األكمه واألبرص ويحيي الموتى بإذن اهلل يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرًا بإذن اهلل ألن طبيعة بني إسرائيل مادية ّ
ِطيرا ﴿ ﴾91أَ ْو تُ ْسق َ ار ِخلَالَ َها َت ْف ِج ًَب َفتُ َف ِّج َر الْأَ ْن َه َ يل َو ِعن ٍَخ ٍِن ن ِ ون لَ َك َجنَّ ٌة م ْ ُوعا ﴿ ﴾90أَ ْو َت ُك َ ض َي ْنب ً ِن الْأَ ْر ِ
ِن لَ َك َحتَّى َت ْف ُج َر لَنَا م َ (و َقالُوا لَ ْن نُ ْؤم َ
قالوا َ
َّ ِن لَ َك َحتَّى ن َ ً
ِي ِبالل ِه َوال َملَا ِئ َك ِة َق ِبيلا ﴿ ﴾92اإلسراء) (لَ ْن نُ ْؤم َ ْ َّ ْ َ
َرى الل َه َج ْه َر ًة ﴿ ﴾55البقرة) .إذًا هذا الفرق بين ِس ًفا أ ْو َتأت َالس َما َء َك َما َز َع ْم َت َعلَ ْينَا ك َ
َّ
ُر) الكتاب هو المعجزة نفسه .هكذا هذا الفرق بين َات َو ُّ
الزب ِ ْ
ُر) هناك معجزات وهناك كتاب لكن لما قال ( ِبال َبيِّن ِ َات َو ِب ُّ
الزب ِ ْ
هذه الباء لما قال ( ِبال َبيِّن ِ
اآليتين .إذًا معنى ذلك كما قلنا أن البينات هي الحجج والمعجزات البراهين إما حجة قرآنية أو توراتية أو إنجيلية بما أراد اهلل عز وجل أن يدلل على
ِك) بالفاء في ُوك َف َق ْد ُك ِّذ َب ُر ُس ٌل م ْ
ِن َق ْبل َ 3وإما معجزات هكذا ذكرنا بين جاءهم وجاءتهم .أمر آخر وهو أن اآلية في آل عمران تبدأ ( َف ِإ ْن َك َّذب َ وحدانيته
ِن َق ْبلِ ِه ْم)ِين م ْ َّ
ُوك َف َق ْد َك َّذ َب الذ َ ِن َق ْبلِ ِه ْم ( .))4هذه األولى ألنها مترتبة على التي قبلها ،في قوله ( َوإِ ْن يُ َك ِّذب َ ِين م ْ َّ
ُوك َف َق ْد َك َّذ َب الذ َ
سورة فاطر ( َوإِ ْن يُ َك ِّذب َ
3
َ ِّ
هو كالم مستأنث أما بالفاء فهي تابعة بالضبط إلى اآلية التي قبلها (وإن) كالم مستأنث يعني ( َوإِ ْن يُ َكذبُوك) كالم جديد ليس له عالقة بالماضي
ُوك) ليس لها عالقة (وإِ ْن يُ َك ِّذب َ ْر اللَّ ِه ﴿ ﴾3فاطر) ثم قال َ ِق َغي ُ ِن َخال ٍ اس ْاذ ُك ُروا ِن ْع َم َة اللَّ ِه َعلَ ْي ُك ْم َه ْل م ْ إطالقًا فاهلل تعالى تكلم عن التوحيد ( َيا أَيُّ َها النَّ ُ
ِك) و (كذبت ٌ
رسل باآلية التي قبلها بدليل المضارعة يدل على الحال واالستقبال هذا الفرق بين (فإن) وبين (وإن) .وعندنا ( َف َق ْد ُك ِّذ َب ُر ُس ٌل م ْ
ِن َق ْبل َ
رسل واحد واحد كذب هذا وهذا لم يكذب ناس كذبوه وناس لم يكذبوه أما ُك ّذبت مجموعة صارت ظاهرة. من قبلك) كذب ٌ
فى إجابة أخرى للدكتور الكبيسى :
3ذ رب العالمين سبحانه وتعالى يخبرنا بما يلي األولى وفى اآلية الثانية عندنا ( ُك ِّذ َب ُر ُس ٌل) بدون تاء التأنيث وعندنا ( ُك ِّذ َب ْت ُر ُس ٌل) بتاء التأنيث وحينئ ٍ
ِير ( )25فاطر) كرر حرف الباء. اب الْ ُمن ِ
ُر َو ِبالْ ِك َت ِ َات َو ِب ُّ
الزب ِ ِه ْم َجا َء ْت ُه ْم ُر ُسلُ ُه ْم ِبالْ َبيِّن ِِن َق ْبل ِ
ِين م ُْوك َف َق ْد َك َّذ َب الَّذ َ
(وإِ ْن يُ َك ِّذب َ
3 في فاطر َ
ِك ٌ ِّ
ُوك َف َق ْد ُكذ َب ْت ُر ُسل م ْ
ِن َق ْبل َ ِّ
ِير ( )184آل عمران) وفي فاطر ( َوإِ ْن يُ َكذب َ ِ نمُ ْ
ال اب
ِ َ
ت كِ ْ
الوَ ُر
ِ ب ُّ
الز وَ َات
ِ ني
ِّ ب
َ ْ
ال ب
ِ وا ء
ُ اجَ َ
ِك ل ب
ْ َ
ق ْ
ِنم ٌ
ل س ُ رُ بَ ِّ
ذ كُ ْ
د َ
ق َ
ف ( َف ِإ ْن َك َّذب َ
ُوك
3واحدة في الماضي واألخرى في المستقبل هذا ما فيه ُوك)؟ ُوك) ومرة قال ( َوإِ ْن يُ َك ِّذب َ ور ( )4فاطر) لماذا أول مرة قال ( َف ِإ ْن َك َّذب َ َوإِلَى اللَّ ِه تُ ْر َج ُع الْأُ ُم ُ
إشكال.
( ُك ِّذ َب ُر ُس ٌل) و ( ُك ِّذ َب ْت ُر ُس ٌل) ُك ّذب رسل رب العالمين يقول لمحمد صلى اهلل عليه وسلم إن كانوا كذبوك فأنت لست بدعًا ما قبلك ُكذبوا .ولما قال
ُوك َف َق ْد ُك ِّذ َب ْت) مجموعة
(وإِ ْن يُ َك ِّذب َ
ُك ِّذب رسل ُكذبوا مرة واحدة-بدون التاء -جميع الرسل كلهم واحدًا واحدًا واحدًا ُكذبوا .لما قال في آية أخرى َ
رسل ُكذبوا مرة واحد يعني يأتيك واحد ال يؤمن بالرسل نهائيًا هناك رسل كل واحد في زمانه كذب ثم يأتي واحد في األخير يكذب بهم جميعًا هذا
ِير) البينات المعجزات والزبر الكتب المكتوبة والكتاب المنير التوراة واإلنجيل والفرقان هذه اب الْ ُمن ِ
ُر َوالْ ِك َت ِ (جا ُءوا ِبالْ َبيِّن ِ
َات َو ُّ
الزب ِ ( ُك ِّذ َب ْت ُر ُس ٌل) .ثم َ
هي الكتب المنزلة.
آية (:)185
*انظر آية (↑↑↑.)181
ِّت َوِإنَّهُم َّميِّتُHHونَ ( )30الزمHHر) ما داللة اسHHتخدام كلمة ذائقة مع المHHوت؟
ك َمي ٌ س َذآِئقَةُ ْال َمHHوْ ِ
ت ( )185آل عمHHران) (ِإنَّ َ * ( ُكلُّ نَ ْف ٍ
(د.فاضل السامرائى)
3ير والشر 3ذوق على الخ3 3رب إطالق ال3
ال الذوق هو إدراك الطعم واستعمله هنا من باب المجاز ألن الموت ال يُذاق كالطعام وشاع في كالم الع3 أو ً
ً ْ َ (ولَئ ْ
ِن أ َذقنَا ُه َر ْح َمة ِّمنَّا ( ْ ُ
اب ِب َما ك ْنتُ ْم َتك ُف ُر َ
ون ( )106آل عمران) َ ْ ْ ُ ُ
والقرآن استعمله في العذاب والرحمة ولم يخصصه بشيء فقال تعالى ( َفذوقوا ال َع َذ َ
3
)50فصلت) ال يختص الذوق بالموت تحديدًا.
اس َوالَ تَ ْكتُ ُمونَHهُ فَنَبَُ Hذوهُ َو َراء ظُهُِ H
Hور ِه ْHم ( )187آل عمHHران) بهHHذه األلفHHاظ Hاب لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّ ِ ق الَّ ِذينَ ُأوتُْ H
Hوا ْال ِكتََ H *( َوِإ ْذ َأ َخَ Hذ هّللا ُ ِميثَHHا َ
البسيطة استطاع Hالقرآن أن يوضح سوء عمل اليهود مع ميثاق هللا فكيف Hذلك؟(ورتل القرآن ترتيالً)
انظر تفصيل اآلية:
3إشارة إلى سرعة نبذهم وعدم احترامهم لميثاق اهلل فالفاء تفيد الترتيب والتعقيب. ال عطف بالفاء فقال (فنبذوه)أو ً
3الطرح واإللقاء. 3لعدم العمل بالعهد تشبيهًا للعهد بالشيء المنبوذ في عدم االنتفاع به إذ أصل النبذ
ثانيًا إستعار الفعل (نبذ)
ُشاهد. ثالثًا مثّل بقوله (وراء ظهورهم) عن اإلضاعة واإلهمال ألن شأن المهتم به المتنا َفس عليه أن يُجعل نصب العين وي َ
ُحرس وي َ
آية (:)186
*هل الالم فى اآلية هى الم التوكيد؟(د.فاضل السامرائى)
هذه الالم تسمى الم القسم (لَُت ْبلَ ُو َّن فِي أَ ْم َوالِ ُك ْم َوأَن ُف ِس ُك ْم ( )186آل عمران) هذه الالم واقعة في جواب قسم مقدّر ،هي في النحو ال تسمى الم التوكيد
3
وإنما الم القسم ،الم واقعة في جواب قسم مقدم ،ألذهبن نعربها الم واقعة في جواب القسم .لم يذكر (واهلل) ألنه لما تقول ألفعلن كذا هذا ليس عليه
حنث لكن لما تقول واهلل عليها حنث إذا لم ينفذ .عندنا ألفاظ تستعمل مثل لعمرك ،يمين اهلل ،أيم اهلل وأي ُم ُن اهلل.
آية (:)191
*ما داللة كلمة قيام ؟وما الفرق بين قنت وقنط؟( Hالشيخ خالد الجندي)
ان أُ َّم ًة َقا ِن ًتا لِلَّ ِه َحنِي ًفا َولَ ْم َي ُك
اهي َم َك َ ِين ( )43آل عمران) ((إِ َّن إِب َ
ْر ِ ار َكعِي َم َع َّ
الرا ِكع َ اس ُجدِي َو ْ ِّك َو ْ ِرب ِقنت في اللغة تعني خشع ( َيا َم ْر َي ُم ا ْقنُتِي ل َ
وب ُّ
ِر الذنُ َ َّ َّ
ِن َر ْح َم ِة الل ِه إِ َّن الل َه َي ْغف ُ ُ َ َ
ِين أ ْس َر ُفوا َعلَى أ ْن ُف ِس ِه ْم لَا َت ْقنَطوا م ْ َّ
ِي الذ َ ْ ُ
ِين ( )120النحل)) أما قنط فهي تعني يئس (قل َيا ِع َباد َ ِن الْ ُم ْش ِرك َ مَ
الر ِحي ُم ( )53الزمر) ور َّ ْ
َجمِي ًعا إِنَّ ُه ُه َو ال َغ ُف ُ
وقد عبّر تعالى عن الصالة يالقيام ألنها بداية الصالة وفيها تكبيرة االحرام وابتداء الصالة إنما يعبّر عن إدراك الركعة بالركوع وعبّر عن
الخشوع والدعاء واالقتراب بالسجود ألن أقرب الحاالت في الصالة السجود ( َكلَّا لَا تُ ِط ْع ُه َو ْ
اس ُج ْد َوا ْق َت ِر ْب)
ُ
ون الل َه ِق َيا ًما َوق ُعودًا َو َعلَى ُجنُو ِب ِه ْم َّ ْ
ِين َيذ ُك ُر َ َّ
اب) وقال (الذ َ ِح َر ُِصلِّي فِي الْم ْ في سورة آل عمران قال تعالى في زكريا ( َفنَا َد ْت ُه الْ َملَا ِئ َك ُة َوه َ
ُو َقا ِئ ٌم ي َ
"صل قائمًا فإن لم تقدر ّ ار ( ))191والرسول يقول اب النَّ َِك َف ِقنَا َع َذ َ اطلًا ُسب َ
ْحان َ ض َربَّنَا َما َخلَ ْق َت َه َذا َب ِ ات َوالْأَ ْر ِ الس َما َو ِون فِي َخلْ ِق َّ َو َي َت َف َّك ُر َ
فقاعدًا فإن لم تقدر فمضطجعًا".
َ
ون َعلى َ ُ
(الر َجال ق َّوا ُم َ قوموا :جاءت وراء الصالة ولم يختر سبحانه الركوع أو السجود ألن كلمة قيام تتناسب مع قيام الرجل على بيته وأهله ِّ
ِن أَ ْم َوالِ ِه ْم)(النساء) قوامون أي قائمين بالحفاظ على شؤونهم وخدمة أمورهم والصالة ض َو ِب َما أَ ْن َف ُقوا م ْ ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ ض َل اللَّ ُه َب ْع َ النِّ َسا ِء ِب َما َف َّ
تحتاج إلى رعاية ومتابعة فكما أمرنا اهلل تعالى بالحفاظ على نسائنا أمرنا بالحفاظ على الصالة وهذا من تناسق القرآن الكريم .فعندما ترى
الصلَا َة
زوجًا قانتًا خاشعًا ال يمكن أن يكون جبارًا على زوجته وإن لم يكن وهذه منتشرة بيننا يكون هذا الخاشع القانت لم يستوفي صالته (إِ َّن َّ
ون ( ))45فلو صلّى حقيقة ما تجاسر على زوجته أو تكبّر وتحبّر. ص َن ُع ََت ْن َهى َع ِن الْ َف ْح َشا ِء َوالْ ُم ْن َك ِر َولَ ِذ ْك ُر اللَّ ِه أَ ْك َب ُر َواللَّ ُه َي ْعلَ ُم َما َت ْ
آية (:)193
*ما الفرق بين كفّر عنهم سيئاتهم وغفر لهم ذنوبهم Hوحطّ عنهم خطاياهم؟(د.فاضل السامرائى)
ِر لَنَا ُذنُو َبنَا (ربَّنَا َف ْ
اغف ْ السيئات هي الصغائر صغار الذنوب والذنب أكبر والخطيئة عامة .لماذا يستعمل مع السيئات التكفير والمغفرة مع الذنوب َ
َو َك ِّف ْر َعنَّا َسيِّ َئا ِتنَا ( )193آل عمران)؟ قلنا السيئات الصغائر والذنوب الكبائر ،التكفير في األصل الستر وكفر الشيء أي ستر الكافر في الشريعة
ال من الزرع فالزارع هو الذي خرج عن الملة هذا في االصطالح وفي اللغة يعني ستر .وأصلها كفر البذرة أي غطاها وسترها بتراب ومأخوذ أص ً
يسمونه الكافر ألنه يستر البذرة في األرض ،كفرها أي سترها والليل سمي كافرًا ألنه يستر الناس (لي فيك أجر مجاهد إن صح أن الليل كافر) من
السهام.أيها أسماء الليل الكافر ألنه يستر .نأتي إلى المغفرة من المِغ َفر والمِغفر هو الغفر والستر ،المِغفر وهو الذي يُلبس في الحرب حتى يمنع ِ
األمنع من اإلصابة المِغفر أو التراب في األرض؟ المِغفر أمنع .الليل يستر لكن ال يمنع سهمًا أو إصابة وإنما يستر على العموم لكن لو جاءت
ضربة ال تمنع أما المِغفر يمنع ،فلما كان الذنب أكبر فهو يحتاج إلى مانع أكبر لذا قال معه مغفرة ألن الذنب أكبر ،الذنب يصيب اإلنسان إصابة
كبيرة فيحتاج إلى مغفرة كما يحتاج المِغفر في الحرب .لما كان الذنب أكبر إحتاج لمانع أكبر ولمغفرة أشدّ .كفر ستر قد تكون بدون منع أو قد تكون
ِر لَنَا ُذنُو َبنَا َو َك ِّف ْر َعنَّا َسيِّ َئا ِتنَا). بمانع خفيف لذا قال ( َف ْ
اغف ْ
عندما تكفر البذرة في التربة تحتاج حفرة صغيرة وتسترها لكن المغفرة أكبر .إذن الذنب هو أكبر من السيئة ولذلك يستعمل معه المغفرة ألنه لما
كان أكبر احتاج لوقاية أكبر والخطيئة عامة قد تكون ألكبر الذنوب وقد تكون للصغائر تستعمل فيها كلها ،السيئة صغائر وقد تكون من اللمم ,أنت
تقول أسأت إلى فالن وال تقول له أذنبت معه .والذنب أكبر ،يستعمل كفر عنا سيئاتنا ألنها صغيرة ومع الذنوب يقول غفران.
*( َّربَّنَا ِإنَّنَا َس ِم ْعنَا ُمنَا ِديًا يُنَا ِدي لِِإل ي َما ِن َأ ْن آ ِمنُ ْ
وا بِ َربِّ ُك ْHم فَآ َمنَّا ( )193آل عمران) لِ َم آثر القHHرآن تصHHوير HالHHدعوة بالنHHداء؟ (ورتل
القرآن ترتيالً)
إعلم أن حقيقة النداء هو الصوت المرتفع والمنادي هو الذي يرفع صوته بالكالم ويبالغ في الصياح به ومن المعلوم أن دعوة النبي لم تكن
بالصياح ورفع الصوت فلِ َم آثر القرآن تصوير الدعوة بالنداء؟ ما ذاك إال ليبيّن حرص النبي على المبالغة في اإلسماع بالدعوة هذا من جهة .ومن
عال يناديهم وهو
3عن اإليمان فكان النداء مجازيًا لداللة بُعدِهم وأن النبي كان في موضع ٍجهة أخرى لما دعاهم كانوا في حالة الكفر وهي بعيدة
موضع اإليمان.
ار فَقَ ْ Hدار (َ )191ربَّنَا ِإنَّكَ َمن تُ ْد ِخ ِل النَّ َ اب النَّ ِ (ربَّنَا َما َخلَ ْقتَ هَذا بَ ِ
اطالً ُسب َْحانَكَ فَقِنَا َع َذ َ *لم جاء الدعاء ب(ربنا) فى قوله تعالى َ
Hربِّ ُك ْم فَآ َمنَّا َربَّنَا فَHHا ْغفِرْ لَنَا ُذنُوبَنَاَ Hو َكفرِّْ ْ ُ َأ
Hان ْن آ ِمنHHوا بَِ H َّ
ار (َّ )192ربَّنَا ِإننَا َس ِم ْعنَا ُمنَا ِديًا يُنَا ِدي لِِإل ي َمِ H َأ ْخ َز ْيتَهُ َو َما لِلظَّالِ ِمينَ ِم ْن َأ َ
نص ٍH
ُسHلِكَ َوالَ تُ ْخ ِزنَا يَHHوْ َم ْالقِيَا َمِ Hة ِإنَّكَ الَ تُ ْخلِHHفُ ْال ِمي َعHHا َد ()194 ار (َ )193ربَّنَا َوآتِنَا َما َو َعHHدتَّنَا َعلَى ر ُ َعنَّا َسHيَِّئاتِنَا َوتَ َوفَّنَا َمَ Hع األ ْبَ Hر ِ
ْض ( )195آل عمHHران)؟(ورتل القHHرآن ْض ُ Hكم ِّمن بَع ٍ Hر َأوْ ُأنثَى بَع ُ Hل ِّمن ُكم ِّمن َذ َكٍ H ض Hي ُع َع َمَ Hل عَا ِمٍ Hاب لَهُ ْم َربُّهُ ْم َأنِّي الَ ُأ ِ فَ ْ
اس Hتَ َج َH
ترتيال)ً
تأمل هذا التعبير بالدعاء (ربنا) دون إسم الجاللة فلم يقولوا يا اهلل وما ذاك إال لما في وصف الربوبية من الداللة على الشفقة بالمربوب ومحبة الخير
3ولِر ّد ُحسن دعائهم بمثله قال اهلل تعالى (فاستجاب لهم ربهم).
له ومن االعتراف بأنهم عبيده.
Hر َأوْ ُأنثَى بَع ُ
ْضُ Hكم Hل ِّمن ُكم ِّمن َذ َك ٍ
Hل عَا ِم ٍ اب لَهُ ْم َربُّهُ ْم َأنِّي الَ ُأ ِ
ضHي ُع َع َم َ ذكر أو أنثى) فى اآلية(فَا ْستَ َج َH
*ما داللة قوله تعالى (من ٍ
ْض ( )195آل عمران)؟(ورتل القرآن ترتيالً)ِّمن بَع ٍ
قد يظن السامع لهذه اآلية الكريمة أن قوله تعالى (من ذكر أو أنثى) زيادة كان األولى اإلستغناء عنها ولكن هذا القول جاء لحكمة بليغة فلو
استعرضت األعمال التي أتى بها أولو األلباب المذكورون في اآلية لوجدت أن أكبرها اإليمان ثم الهجرة ثم الجهاد .ولما كان الجهاد أكثر تكرارًا
حظ لهن في تحقيق الوعد على لسان الرسل فأتى بالتفصيل (من ذكر وأنثى). ُتوهم أن النساء ال ّ
خيف أن ي َ
(و َما َكانَ قَوْ لَهُ ْم ِإالَّ َأن قَالُ ْ
وا *قال تعالى ( َربَّنَا فَا ْغفِرْ لَنَا ُذنُوبَنَا َو َكفِّرْ َعنَّا َسيَِّئاتِنَاَ Hوتَ َوفَّنَاَ Hم َع األ ْب َر ِ
ار ( )193آل عمران) وقال َ
ِّت َأ ْقدَا َمنَا Hوانصُرْ نَاَ Hعلَى ْالقَوْ ِم ْال َكافِ ِرينَ ( )147آل عمران) لماذا اختالف الخاتمة؟ ربَّنَا ا ْغفِرْ لَنَا ُذنُوبَنَاَ Hوِإ ْس َرافَنَا Hفِي َأ ْم ِرنَا َوثَب ْ
(د.فاضل السامرائى)
ِّت أَ ْقدَا َمنَا
ِر لَنَا ُذنُو َبنَا َوإِ ْس َرا َفنَا فِي أَ ْم ِرنَا َو َثب ْ ال أَن َقالُواْ ربَّنَا ْ
اغف ْ ان َق ْولَ ُه ْم إِ َّ(و َما َك َ
كيف تأتي الخاتمة؟ الخاتمة تختلف بحسب السياق والغرض.اآلية َ
َ َ
يل اللِهّ َو َما
صا َب ُه ْم فِي َسِب ِ ْ ُ َ
ِير ف َما َو َهنوا لِ َما أ َ َ
ُّون كث ٌ ُ َ َ َ
ين ( )147آل عمران) قبلها مباشرة ( َو َكأيِّن ِّمن ن ِب ٍّي قاتل َم َعه ِربِّي َ
َّ وانص ْرنَا َعلَى الْ َق ْو ِم الْ َكاف ِ
ِر َ ُ
ين ( ))146هل يمكن في القتال أن تقول تو ّفنا؟ تقول في القتال انصرنا ،لذا ال يجوز أن نقتطعها ونضع لها الصا ِب ِر َ
ُح ُّب َّاس َت َكانُواْ َواللُهّ ي ِ ض ُع ُفواْ َو َما ْ
َ
خاتمة .وال يمكن أن تضع خاتمة تلك اآلية في هذه اآلية ألن كل منها في سياق واحدة في سياق حرب وقتال وطلب الثبات .والقدامى يضربون لنا
وها إِ َّن اللَهّ
ص َ ال (ون تعدوا نعمت اهلل ال تحصوها) وردت مرتين كل مرة بخاتمة ،اآلية الواردة في سورة النحل ( َوإِن َت ُعدُّواْ ن ِْع َم َة اللِهّ َ
ال تُ ْح ُ مثا ً
ور َّر ِحي ٌم ( ))18هي في بيان صفات اهلل فختمها بقوله (إن اهلل لغفور رحيم) أما الثانية ففي بيان صفات اإلنسان وجحوده ،فلما كانت في بيان لَ َغ ُف ٌ
ار ( )34إبراهيم) النعم ال تحصى لكن اإلنسان ظلوم كفار ان لَ َظلُو ٌم َك َّف ٌ نس َ وها إِ َّن ِ
اإل َ ص َ صفات اإلنسان وجحوده ختمها ( َوإِن َت ُعدُّواْ ِن ْع َم َت اللِهّ َ
ال تُ ْح ُ
مع أن ِن َعم اهلل إن اإلنسان متتالية عليه ومتتابعة لكنه ظلوم كفار ،السياق هكذا واحدة في صفات اهلل وواحدة في صفات اإلنسان فال يصح أن تؤخذ
ال تذكر حادثة غريبة تدل على كسل شخص لكنك اآلية مقتطعة من سياقها .حتى في حياتنا اليومية نذكر أمرًا لكن الغرض من ذكره يختلف ،مث ً
سيفرط في المسألة ،هي مسألة تذكر الحادثة لبيان صفة الشخص أو للتندر منها أو لبيان أن هذا الشخص ال يصلح في المكان الذي ُع ِهد به إليه أو ِّ
واحدة لكن ما الغرض من الذي ذكرته؟ التعقيب يكون بحسب الغرض من الذكر في حادثة واحدة يمكن أن نذكرها في أماكن متعدة وفي جلسات
متعددة وهكذا ينبغي أن يكون النظر في خواتيم اآليات عمومًا ال نقتطعها وإنما نضعها في سياقها وننظر الغرض في هذه اآلية.
آية (:)195
ات تَجِْ Hري ِمن * آيتان متتابعتين في خHHواتيم HسHHورة آل عمHHران فيها ذكر الجنة واحHHدة فيها خلHHود (لَ ِك ِن الَّ ِذينَ اتَّقَHHوْ ْا َربَّهُ ْم لَهُ ْم َجنَّ ٌ
(وُأل ْد ِخلَنَّهُ ْم َجنَّا ٍ
ت ار ( ))198واألخHHرى من دون خلHHود َ تَحْ تِهَا اَأل ْنهَHHا ُر خَالِِ Hدينَ فِيهَا نُُ Hزالً ِّم ْن ِعنِ Hد هّللا ِ َو َما ِعنَ Hد هّللا ِ خَ ْيٌ Hر لَِّأل ْبَ Hر ِ
ب ( ))195فلماذا Hهذا االختالف؟(د.فاضل السامرائى) تَجْ ِري ِمن تَحْ تِهَا اَأل ْنهَا ُر ثَ َوابًا ِّمن ِعن ِد هّللا ِ َوهّللا ُ ِعن َدهُ ُحسْنُ الثَّ َوا ِ
ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ أل َك ِّف َر َّن َع ْن ُه ْم َسيِّ َئا ِته ْم َو ُ
وذواْ فِي َسبيلِي َو َقا َتلُواْ َو ُقتِلُواْ ُ ار ِه ْم َوأُ ُ ُ نقرأ اآليتين ( َفالَّذ َ
األ ْن َهُ 3
3ار ْخلَنَّ ُه ْم َجنَّ ٍ
ألد ِ ِ ِ اج ُرواْ َوأ ْخ ِر ُجواْ مِن ِد َي ِ ِين َه َ
اع َقل ٌ
ِيل ال ِد (َ )196م َت ٌ ِين َك َف ُرواْ فِي الْ ِب َ
ال َي ُغ َّرنَّ َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ
اب ( ))195ليس فيها ذكر الخلود ،وبعدها مباشرة ( َ َث َوابًا ِّمن ِعن ِد اللِهّ َواللُهّ ِعن َد ُه ُح ْس ُن الثَّ َو ِ
َ 3د اللِهّ َخ ْيٌ 3
3ر ال ِّم ْن ِعن ِد اللِهّ َو َما ِعن3 ِين فِي َها نُ ُز ً
ار َخالِد َ َ
ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها األ ْن َه ُ ِين اتَّ َق ْواْ َربَّ ُه ْم لَ ُه ْم َجنَّ ٌ َّ
ِن الذ َس الْ ِم َها ُد ( )197لَك ِ ثُ َّم َم ْأ َوا ُه ْم َج َهنَّ ُم َو ِب ْئ َ
3ال ( َ
ال ال من حيث الوضع قبل اآلية التي ذكر فيها الخلود ق3 ار ( .))198هاتان اآليتان األولى لم يذكر فيها الخلود والثانية ذكر فيها الخلود .أو ً لِّ َ
ْر ِ ألب َ
ات َت ْج ِري ِين اتَّ َق ْواْ َربَّ ُه ْم لَ ُه ْم َجنَّ ٌ ِن الَّذ َ ِيل) عكس المتاع القليل الدائم لما قال متاع قليل قال بعدها (لَك ِ اع َقل ٌ ال ِد (َ )196م َت ٌ ِين َك َف ُرواْ فِي الْ ِب َ َي ُغ َّر َّن َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ
ات َت ْج ِري مِن ار) يجب أن يكون خلود حتى ال يكون متاع قليل ،فقال (لَ ُه ْم َجنَّ ٌ ْر لِّ َ
ال ِّم ْن ِعن ِد اللِهّ َو َما ِعن َد اللِهّ َخي ٌ ِين فِي َها نُ ُز ً ار َخالِد َ مِن َت ْح ِت َها َ
األ ْن َه ُ
ْر ِ ألب َ
اج ُرواْ َوأُ ْخ ِر ُجواْ ِين َه َ ِين فِي َها) عكس المتاع القليل الذي ُذكر قبل هذه اآلية .هذه مسألة والمسألة األخرى قال في اآلية األولى ( َفالَّذ َ ار َخالِد َ َت ْح ِت َها َ
األ ْن َه ُ
ْ
ين فِي الْ َبأ َس3اء الص3ا ِب ِر َ وذواْ فِي َسِبيلِي َو َقا َتلُواْ َو ُقتِلُواْ) هؤالء من الذين اتقوا ربهم إذن هم داخلين في زمرة الذين اتقوا ،قال تعالى ( َو َّ ُ
ار ِه ْم َوأ ُ مِن ِد َي ِ
ون ( )177البقرة) فإذن الذين هاجروا هم هؤالء فلما ذكر في المتقين أنهم خال33دون ْ
ِك ُه ُم ال ُمتَّ ُق َ ُ
ص َد ُقوا َوأولَـئ َ ِين َ َّ
ِك الذ َ س أولَـئ َ ُ ْ ْ َّ
ين ال َبأ ِ والض َّراء َو ِح َ
ِين فِي َها) دخل فيها أولئك الذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم ار َخالِد َ َ
ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها األ ْن َه ُ َ ْ
ِين اتَّ َق ْوا َربَّ ُه ْم ل ُه ْم َجنَّ ٌ
ِن الذ ََّ َ
دخل فيه أولئك ،لما قال (لك ِ
قطعًا .من ناحية أخرى أيها أشمل وأعم؟ الذين اتقوا ربهم أو الذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي؟ الذين اتقوا ربهم ،التق33وى من
3اب اآلخ ِر َوالْ َمآل ِئ َكِ 3ة َوالْ ِك َتِ 3 ِن الْ ِب َّر َم ْن آ َم َن ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ وه ُك ْم ِق َب َل الْ َم ْش ِر ِق َوالْ َم ْغ ِر ِب َولَـك َّ ْس الْ ِب َّر أَن تُ َولُّواْ ُو ُج َ جملته أمور كثيرة كما ذكر تعالى (لَّي َ
ِه ْم إِ َذا ون ِب َع ْه 33د ِ الز َكا َة َوالْ ُمو ُف َ الصال َة َوآ َتى َّ اب َوأ َقا َم َّ َ الر َق ِِين َوفِي ِّ السآ ِئل َيل َو َّ الس ِب ِ
ْن َّ ِين َواب َال َعلَى ُحبِّ ِه َذ ِوي الْ ُق ْر َبى َوالْ َي َتا َمى َوالْ َم َساك َ ِّين َوآ َتى الْ َم َ َوالنَّ ِبي َ
3
ون ( )177البقرة) أولئك هم جزء من هؤالء ،ف33أين ُ ْ
ِك ُه ُم ال ُمتَّق َ ُ
ص َدقوا َوأولَـئ َ ُ ِين َ َّ
ِك الذ َ س أولَـئ َ ُ ْ ْ ْ
ين فِي ال َبأ َساء َّ ْ اهدُواْ َو َّ
ين ال َبأ ِ والض َّراء َو ِح َ الصا ِب ِر َ َع َ
3وا ربهم أعلى ألنه أولئك قسم من 3ذين اتق3 3رى ،ال3 نضع هذا األجر األعلى؟ نضعه هكذا كما ورد في القرآن .ليس هذا فقط وإنما هنالك أمورًا أخ3
ِين ار َخالِ 3د َ ْ َ َ َ ٌ َّ
ار) وفي اآلية األخرى قال (ل ُه ْم َجنات ت ْج ِري مِن ت ْح ِت َها األن َه َُ ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ
األ ْن َه ُ ْخلَنَّ ُه ْم َجنَّ ٍ
ألد ِ(و ُ هؤالء .في اآلية األولى قال تعالى َ
3مل وفي 3ذين هم أعلى وأعم وأش3 فِي َها) أن تكون لهم جنات أعلى من يدخلهم جنات فاالدخال ال يقتضي أن تملك حديقة فإذن قال (لهم جنات) في ال3
ال من عند اهلل واألخرى ثوابًا والنزل أعلى ألن النزل هو ما الجزء قال (ألدخلنهم جنات) ،قال خالدين فيها وفي الثانية لم يقل خالدين فيها .وقال نز ً
تعده للضيف من إكرام وإطعام وصلة وقد يأتي النزل بمعنى المنزل فهو في ضيافة الرحمن ،النزل هو تجهيز المكان واإلطعام والصلة أما الثواب
ال من إعطاء األجر قد تعطي األجر ولكن ليس بالضرورة أن تنزله ضيفًا .لم يقل في اآلية األولى فقط خالدين فيها وإنما أضاف شيئًا آخر فقال ن33ز ً
ِكان ِّم َن اللِهّ أَ ْك َب ُر َذل َ ض َو ٌ عند اهلل وقسم من التفاسير قال النزل ما يعد للضيف فقالوا إذا كانت هذه الجنة نزل فماذا بعد النزل ّ؟ ألن اهلل تعالى قال ( َو ِر ْ
ُه َو الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم ( )72التوبة) وقسم فسر هذه اآلية على رؤية اهلل ألن الرضوان ورؤية اهلل تعالى أعلى من الجنة فإذن ما ذكره في اآلية األخ33رى
3واْ ِين اتَّ َقْ 3 ِن الَّذ َ 3ال (لَك ِ ال الثواب اختلف واألجور اختلفت فصار في اآلية األخرى التي هي أعم وأشمل فق3 ليس فقط ذكر الخلود وعدمه وإنما هو أص ً
ْرار) والذين اتق3وا من األب3رار ألن اهلل تع3الى ق3ال ألب َْر لِّ َ
ال ِّم ْن ِعن ِد اللِهّ َو َما ِعن َد اللِهّ َخي ٌ ِين فِي َها نُ ُز ًار َخالِد َ ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ
األ ْن َه ُ َربَّ ُه ْم لَ ُه ْم َجنَّ ٌ
اآلخ ِر َوالْ َمآل ِئ َكِ 33ة ِن الْ ِب َّر َم ْن آ َم َن ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ وه ُك ْم ِق َب َل الْ َم ْش ِر ِق َوالْ َم ْغ ِر ِب َولَـك َّ ْس الْ ِب َّر أَن تُ َولُّواْ ُو ُج َ ِن الْ ِب َّر َم ِن اتَّ َقى ( )189البقرة) وقال (لَّي َ ( َولَـك َّ
3ون 3ا َة َوالْ ُمو ُفَ 3 الز َك3
الصال َة َوآ َتى َّ اب َوأَ َقا َم َّ الر َق ِِين َوفِي ِّ السآ ِئل َ يل َو َّ الس ِب ِ
ْن َّ ِين َواب َ ال َعلَى ُحبِّ ِه َذ ِوي الْ ُق ْر َبى َوالْ َي َتا َمى َوالْ َم َساك َ ِّين َوآ َتى الْ َم َ اب َوالنَّ ِبي َ
3 َوالْ ِك َت ِ
ون ( )177البقرة) فإذن هؤالء المتق33ون ْ
ِك ُه ُم ال ُمتَّ ُق َ ُ
ص َد ُقوا َوأولَـئ َ ِين َ َّ
ِك الذ َ س أولَـئ َ ُ ْ ْ ْ
ين فِي ال َبأ َساء َّ ْ اهدُواْ َو َّ ِه ْم إِ َذا َع َ
ين ال َبأ ِ والض َّراء َو ِح َ الصا ِب ِر َ ِب َع ْهد ِ
وذواْ فِي َس ِبيلِي َو َقا َتلُواْ َو ُقتِلُ33واْ ار ِه ْم َوأُ ُ ْ
اج ُروا َوأ ْخ ِر ُجوا مِن ِد َي ِ
ُ ْ ِين َه َ َّ
هم أبرار فناسب من كل ناحية أن يذكر علو منزلته .ليس هذا فقط ،هو قال ( َفالذ َ
َّ ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ ْخلَنَّ ُه ْم َجنَّ ٍ أل َك ِّف َر َّن َع ْن ُه ْم َسيِّ َئا ِته ْم َو ُُ
اب) عكس الخروج الدخول وعكس اإلخراج ار َث َوابًا ِّمن ِعن ِد اللِهّ َواللُهّ ِعن َد ُه ُح ْس ُن الث َو ِ األ ْن َه ُ ألد ِ ِ
ُ
ار ِه ْم) وربنا ق33ال (ألدخلنهم) لم يقل ي33دخلون ،ومن اإلدخال أخرجوا مبني للمجهول وعكس المبين للمجهول مبني للمعلوم ،قال ( َوأ ْخ ِر ُجواْ مِن ِد َي ِ
ْخلَنَّ ُه ْم) ،هم أخرجوا بأيدي كفرة من ديارهم واهلل تعالى ُ ألد ِ (و ُديارهم مقابلها جنات ،أخرجوا فعل ماضي مبني للمجهول وفي الثانية ربنا الذي يدخلهم َ
ون ( ِحَ 33 ْ ُ َّ َ ْ ُ ْ
صا ِب ُروا َو َرا ِبطوا َواتَّقوا اللَهّ ل َعلك ْم تُفل ُ ُ ْ ْ
اص ِب ُروا َو َ ِين آ َمنُواْ ْ يدخلهم جنات .ليس هذا فقط وإنما هذه اآليات في خواتيم آل عمران ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
))200السورة تنتهي بهذه اآلية ،صابروا أعلى من اصبروا درجة ،الذين هاجروا هؤالء أش ّد أو الذين أخرجوا من ديارهم وأوذوا؟ الذين أخرجوا
من ديارهم فقال اصبروا بمقابل هاجروا وصابروا بمقابل أخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي ،وقال ورابطوا ألنهم في الثغور المقاتلة في الحرب
ِينون) هي مرتبة تمامًا كاآلية ( َفالَّذ َ ِحَ 33 صا ِب ُرواْ َو َرا ِب ُطواْ َواتَّ ُقواْ اللَهّ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ اص ِب ُرواْ َو َ ِين آ َمنُواْ ْ والمرابطة في الحرب ،لما أمر تعالى ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
3اتلوا 3ابروا ،ق3 وذواْ فِي َس ِبيلِي َو َقا َتلوا َوقتِلوا) هاجروا مقابل اصبروا ،الذين أخرجوا من ديارهم وأوذوا مقابل ص3 ْ ُ ُ ْ ُ ار ِه ْم َوأُ ُ ُ
اج ُرواْ َوأ ْخ ِر ُجواْ مِن ِد َي ِ َه َ
3دة وبحسب ما ذكر في 3ات) فمرتبة بحسب الش3 وقتلوا مقابل رابطوا ،نفس الترتيب ،و(اتقوا اهلل لعلكم تفلحون) مقابل (لكن الذين اتقوا ربهم لهم جن3
اص ِ 3ب ُرواْ ْ ُ
ِين آ َمنوا ْ َّ َ
اآلية التي قبلها بالترتيب .آخر ما قال تعالى في آل عمران أمر بالتقوى (واتقوا اهلل) أمر الذين آمنوا بتقوى اهلل ،أمرهم ( َيا أيُّ َها الذ َ
س ٍ ْ
ف َّ
ن ن م
ِّ م ُ
ك َ
ق َ
ل خ َ ِي اس اتَّ ُق33واْ َرَّب ُك ُم الَّذ ون) وفي ابتداء السورة التي بعدها في سورة النساء ق33ال ( َيا أَُّي َها النَّ ُ ِح َ صا ِب ُرواْ َو َرا ِب ُطواْ َواتَّ ُقواْ اللَهّ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ َو َ
ً3ا، ان َعلَ ْي ُك ْم َرقِيبًا ( ))1بدأت بالتقوى أيض3 َ
ون ِب ِه َواأل ْر َحا َم إِ َّن اللَهّ َك َ ُ َّ
ِساء َواتَّ ُقواْ اللَهّ الذِي َت َساءل َ ِيرا َون َال َكث ً اح َد ٍة َو َخلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها َو َب َّث ِم ْن ُه َما ِر َجا ً َو ِ
اس اتَّقوا َربَّك ُم) وأمرهم بالتقوى ،الكافر ينبغي ُ ْ ُ َ
ختم آل عمران بالتقوى وبدأ سورة النساء بالتقوى ،أمر المؤمنين ثم التفت إلى الناس فقال ( َيا أيُّ َها النَّ ُ
3ادة فهو أمر األ ّولين 3بالتقوى والناس يجب أن يتقوا ألن اهلل تعالى خلقهم للعب3 خص المؤمنين أن يدخل في اإلسالم والمفروض أن يدخل في اإلسالمّ ،
س َواحَِ 33د ٍة ْ َّ ُ َ َ َ َّ
اس اتق33وا َربَّك ُم الذِي خلقكم ِّمن نف ٍ ُ ْ ُ َّ َّ َ
بالتقوى ثم التفت إلى الناس فقال (اتقوا ربكم) وقال اتقوا ربكم وقال اتقوا اهلل في آية واحدة ( َيا أيُّ َها الن ُ
ار ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ
األ ْن َه ُ ِين اتَّ َق ْواْ َربَّ ُه ْم لَ ُه ْم َجنَّ ٌ ِن الَّذ َ ون ِبهِ) وقبلها قال (لَك ِ ِساء َواتَّ ُقواْ اللَهّ الَّذِي َت َساءلُ َ ِيرا َون َ ال َكث ً َو َخلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها َو َب َّث ِم ْن ُه َما ِر َجا ً
اح َد ٍة َو َخلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها َو َب َّث ِم ْن ُه َما ِر َجا ً
ال س َو ِ ُ َّ ُ
اس اتَّ ُقوا َربَّك ُم الذِي َخلََقكم ِّمن نَّ ْف ٍ ْ َ
ار) ( َيا أيُّ َها النَّ ُ َ ِّ ال ِّم ْن ِعن ِد اللِهّ َو َما ِعن َد اللِهّ َخي ٌ ِين فِي َها نُ ُز ً َخالِد َ
ْر ِْر لألب َ
ون ِبهِ) فذكر اهلل والرب مع المؤمنين وطالب عموم الناس بذلك. ُ َّ
ِساء َواتقوا اللَهّ الذِي َت َساءل َ ْ ُ َّ ِيرا َون َ َكث ً
*ما الفرق بين (ثَ َوابًا ِم ْن ِع ْن ِد هَّللا ِ ﴿ ﴾195آل عمران) – (نُزُاًل ِم ْن ِع ْن ِد هَّللا ِ ﴿﴾198آل عمران)؟(د.أحمد الكبيسى)
اب لَ ُه ْم َرُّب ُه ْم أَنِّي لَا
اس َت َج َ اب ﴿ ﴾195آل عمران) رب العالمين يقول ( َف ْ ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه َواللَّ ُه ِع ْن َد ُه ُح ْس ُن الثَّ َو ِفي سورة آل عمران عندنا آيتين ( َث َوابًا م ْ
ِن ِع ْن ِد اللهِ﴿ ﴾195آل عمران) بعدها بآيتين أو َّ ض ﴿ ﴾195آل عمران) إلى أن قال ( َث َوابًا م ْ ِن َب ْع ٍض ُك ْم م ْ ِن َذ َك ٍر أَ ْو أُ ْن َثى َب ْع ُ
ِل ِم ْن ُك ْم م ْ
ضي ُع َع َم َل َعام ٍ أُ ِ
ات َت ْج ِري م ْ
ِن ِن الَّذ َ
ِين اتَّ َق ْوا َربَّ ُه ْم لَ ُه ْم َجنَّ ٌ س الْ ِم َها ُد ﴿ ﴾197لَك ِ ِيل ثُ َّم َم ْأ َوا ُه ْم َج َهنَّ ُم َو ِب ْئ َ
اع َقل ٌ ِين َك َف ُروا فِي الْ ِبلَا ِد ﴿َ ﴾196م َت ٌ ثالث (لَا َي ُغ َّرنَّ َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ
ِن ِع ْن ِد اللَّهِ) لماذا هناك ثوابًا من عند اهلل وهنا نز ً
ال ار ﴿ ﴾198آل عمران) (نُ ُزلًا م ْ ْر ِْر لِلْأَب َ
ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه َو َما ِع ْن َد اللَّ ِه َخي ٌِين فِي َها نُ ُزلًا م ْار َخالِد َ َت ْح ِت َها الْأَ ْن َه ُ
من عند اهلل؟ التعبيران بينهما آيتين ورب العالمين تكلم عن ناس إيجابيين كالهما من الذين آمنوا وعملوا الصالحات هؤالء اتقوا وفي اآلية األولى
3بالحرف في لغتها وهي آمنوا وعملوا الصالحات؟ قال لك ال ،القرآن من ضمن وجوه اإلعجاز الكثيرة اإلعجاز اللغوي وخاصة أنه جاء ألمة متكننة
اللغة العربية التي ما من لغة أخرى يمكن أن تحمل هذا المعنى المطلق من اهلل سبحانه وتعالى والفهم النسبي .قال في األولى تكلم عن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات هؤالء ما هو الثواب؟ الثواب هو الجائزة على عمل ايجابي عمل متميز كل من يقوم بعمل متميز ويأخذ جائزة هذه ثواب ( َث َوابًا
ِن ِع ْن ِد اللَّهِ) فهؤالء ناس خمس مرات ربنا كذا ربنا كذا يعني خمس مرات نادوا ربهم فاستجاب لهم ربهم يعني هذه أواخر آل عمران معروفة مْ
ار ﴿َ ﴾192ربَّنَا إِنَّنَا َسم ْ َ
ِن أ ْن َ َّ َ
ار َف َق ْد أ ْخ َز ْي َت ُه َو َما لِلظالِم َ ْخ ِل النَّ َار ﴿َ ﴾191ربَّنَا إِنَّ َك َم ْن تُد ِ َك َف ِقنَا َع َذ َ ْحان َ ً (ربَّنَا َما َخلَ ْق َت َه َذا َب ِ
ِعنَا صٍ ِين م ْ اب النَّ ِ اطلا ُسب َ َ
ِك َولاَ ار ﴿َ ﴾193ربَّنَا َوآَِتنَا َما َو َع ْد َتنَا َعلَى ُر ُسل َ َ ْ َّ ِّ ُ
ِر لنَا ذنُو َبنَا َو َكف ْر َعنَّا َسيِّ َئا ِتنَا َو َت َوفنَا َم َع الأب َ َ َ ُ َ
ان أ ْن آ ِمنُوا ِب َربِّك ْم َفآ َمنَّا َربَّنَا َف ْ َ ْ
ْر ِ اغف ْ ُمنَا ِديًا يُنَادِي لِل ِإي َم ِ
تُ ْخ ِزنَا َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة إِنك لا تخلِف المِي َعا َد ﴿ ﴾194آل عمران) ربنا ربنا خمس مرات توسلوا باهلل وتضرعوا إليه بمناجاة هائلة ربنا ربنا ربنا إلى أن ْ ُ ْ ُ َ َ َّ
ِن ِع ْن ِد اللَّهِ) فهؤالء الناس كان ض) إلى أن قال ( َث َوابًا م ْ ِن َب ْع ٍض ُك ْم م ْ ِن َذ َك ٍر أَ ْو أُ ْن َثى َب ْع ُ
ِل ِم ْن ُك ْم م ْضي ُع َع َم َل َعام ٍ اب لَ ُه ْم َرُّب ُه ْم أَنِّي لَا أُ ِ اس َت َج َ قال ( َف ْ
يدعون رب العالمين دعاء تضرع فهم لم يبدوا عملهم إنما أبدوا دعاء يا رب أعطينا كذا وأعطينا كذا فرب العالمين جدًا استحسن منهم هذا التضرع
خمس مرات قالوا ربنا ربنا ربنا ربنا ولهذا سيدنا جعفر الصادق رضي اهلل تعالى عنه -وهو من تعرفون علمًا -استنتج من هذا أن كل من يناجي
ربه فيدعوه خمس مرات ربنا أعطني كذا ربنا أغفر لي كذا ربنا وفر لي كذا خمس مرات ربنا سبحانه وتعالى سيستجيب دعاءه وهو صادق في هذا
مجرب كل من يستعمل في المناجاة صيغة ربنا خمس مرات فرب العالمين يستجيب له .رب العالمين في هذه اآلية في أواخر آل عمران قال وهذا َّ
(ويل لمن قرأ األواخر من آل عمران ولم يتف ّكر بها) لقد فاته خير كثير وقد تفكر بها اب لَ ُه ْم َربُّ ُه ْم) حينئ ٍذ كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم ٌ اس َت َج َ( َف ْ
ال .إذًا هؤالء الناس لقاء عمل متميز هذا التضرع الجميل الذي استحسنه سيدنا جعفر الصادق رضي اهلل تعالى عنه ثم قال هذه المقولة وهي ثابتة فع ً
ِن ِع ْن ِد اللَّهِ) .لكن أنت عندما يحل عليك قوم كرام أنت رجل ملك ،أنت أمير ،أنت وجيه معروف بالكرم اهلل عز وجل منهم أعطاهم جائزة ( َث َوابًا م ْ
عزهم جدًا وترى أن لهم قيمة عالية جدًا ماذا تفعل؟ طبعًا أنت تقدم لهم ضيافة من أرقى ما يكون هذا النُ ُزل .والنُ ُزل جاءك قوم أنت تحترمهم جدًا وتُ ِّ
ما يقدم للضيف وهذا النزل على قدر المضيف والضيف على قدر قيمة الضيف وعلى قدر كرم المضيف من أجل هذا ذاك جائزة على عمل عظيم
ِر لَنَا ُذنُو َبنَا اغف ْان أَ ْن آَ ِمنُوا ِب َربِّ ُك ْم َفآَ َمنَّا َربَّنَا َف ْ(ربَّنَا إِنَّنَا َس ِم ْعنَا ُمنَا ِديًا يُنَادِي لِلْ ِإي َم ِ متميز وهو حسن المناجاة ربنا خمس مرات اقرأها جيدًا تراها عجبًا َ
ِن ِع ْن ِد اللهِ) هدية جائزة على هذا العمل المتميز ألن هؤالء َّ اب لَ ُه ْم َربُّ ُه ْم) ( َث َوابًا م ْ ار) الخ إلى أن قال ( َف ْ
اس َت َج َ ْر ِ َو َك ِّف ْر َعنَّا َسيِّ َئا ِتنَا َو َت َو َّفنَا َم َع الْأَب َ
ون ﴿ ﴾42األنعام) ( َفلَ ْولَا إِ ْذ َجا َء ُه ْم َب ْأ ُسنَا ض َّر ُع َ الض َّرا ِء لَ َعلَّ ُه ْم َي َت َأحسنوا التضرع والتضرع عند اهلل عز وجل من أحب األعمال ( َفأَ َخ ْذنَا ُه ْم ِبالْ َب ْأ َسا ِء َو َّ
ض َّر ُعوا﴿ ﴾43األنعام) كل من تصيبه المصائب شعب أو دولة أو ناس أو واحد إذا أحسن التضرع هلل اهلل سبحانه وتعالى يكشف عنه السوء هذا َت َ
ِين َك َف ُروا فِي الْ ِبلَا ِد ﴿ ثوابًا .لكن عندما يأتون يوم القيامة اهلل تعالى قال عن هؤالء أصحاب الدول الكبرى والعظماء في العالم (لَا َي ُغ َّرنَّ َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ
ِيل ﴿ )﴾197سنة سنتين عشرة عشرين خمسين سيزولون في النهاية هذا التاريخ ليس في األرض قوة طاغية تبقى وانظر إلى اع َقل ٌ َ ﴾196م َت ٌ
التاريخ كله اليونان والرومان وحتى المسلمين طغاة ذهبوا هذه الكرة األرضية ال تدوم ألحد "لو دامت لغيرك لما وصلت إليك" مسرح كل شخص
ِين اتَّ َق ْوا َربَّ ُه ْم) والتقوى ِن الَّذ َ ِين َك َف ُروا فِي الْ ِبلَادِ) دبابات وطائرات الخ كل هذا مؤقت كله سيزول (لَك ِ يؤدي دور وينزل ولن يعود (لَا َي ُغ َّرنَّ َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ
ِين آَ َمنُواون ﴿ ﴾62الَّذ َ ْه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ ف َعلَي ِ كما تعرفون أن يبدأ مسلمًا عامًا ثم مؤمنًا عامًا ثم مؤمنًا خاصًا ثم متّقيًا هذا (أَلَا إِ َّن أَ ْولَِيا َء اللَّ ِه لَا َخ ْو ٌ
ف َعلَ ْي ِه ْم َولَا ُه ْم َ َ
ون ﴿ ﴾63يونس) يعني اثنين فالتقوى مرحلة متقدمة من العمل والطاعة وهؤالء األتقياء أولياء (ألَا إِ َّن أ ْولَِيا َء اللَّ ِه لَا َخ ْو ٌ َو َكانُوا َيتَّ ُق َ
ّ
ون) فهم أولياء اهلل أحباب اهلل لهم مواصفات هائلة وأخالقياتهم وعباداتهم قل من يستطيع أن يضاهيها أو ُ
ِين آ َمنُوا َو َكانُوا َيتَّق َ َ َّ
ون ﴿ ﴾62الذ َ َي ْح َزنُ َ
يشاكلها فهؤالء أحباء عند رب العالمين سبحانه وتعالى فسوف يلقون من يحبهم ويحبونه هذا عندما يأتي يوم القيامة كيف سوف يضيفه اهلل عز
ِن ِع ْن ِد اللَّهِ) هذا هو الفرق. ِن ِع ْن ِد اللَّهِ) و (نُ ُزلًا م ْ ِن ِع ْن ِد اللَّهِ) هكذا هو الفرق بين ( َث َوابًا م ْ وجل؟ قال (نُ ُزلًا م ْ
اب) طبعًا اهلل عنده ثواب وعنده حسن الثواب .حسن الثواب ( َوإِ ْن َت ُك َح َسنَةً َّ َّ
وفي اآلية نفسها يقول تعالى من ناحية ثانية ( َوالل ُه ِع ْن َد ُه ُح ْس ُن الث َو ِ
اب) وكلكم تعرفون أن اهلل يضاعف العمل بعشرة أو العمل ِن لَ ُد ْن ُه أَ ْج ًرا َع ِظي ًما ﴿ ﴾40النساء) ويقول ( َواللَّ ُه ِع ْن َد ُه ُح ْس ُن الث َو ِ
َّ ُؤ ِت م ْ اع ْف َها َوي ُْض ِ يَ
بثمانية عشر أو العمل بخمس بعشرين والعمل بسبعين والعمل بسبعمائة وعمل ال يعلم جزاءه ومضاعفاته إال اهلل سبحانه وتعالى.
آية (:)198
*انظر آية (↑↑↑.)195
آية(:)199
* انظر آية (↑↑↑.)77
ُأ ُأ
*ما الفرق من الناحية البيانية بين فعل أنزل ون ّزل وبين نزل إليك و نزل عليك؟(د.فاضل Hالسامرائى)
(فتفجر األنهار) استعمل ص33يغة ّ (تفجر لنا من األرض ينبوعا) وقوله
ونزل على صيغة ف ّعل وهي تفيد التكثير كقوله تعالى ُ أنزل على صيغة أفعل ّ
(نزل عليك الكتاب ب33الحق تفجر لألنهار ألنها أكثر .كم أن ف ّعل تفيد التدرج كما جاء في سورة آل عمران ّ 3والصيغة التي تفيد التكثير ّتفجر للينبوع
نزل على رسوله) هنا التنزيل مصدقًا لمل بين يديه من التوراة واإلنجيل ،آية )2وقوله تعالى (وأنزل التوراة واإلنجيل) وقوله تعالى (والكتاب الذي ّ
نزل تفيد اإلهتمام ،أما في قوله تعالى (وأنزل التوراة واإلنجيل) جاء الفعل أنزل ألنه نزل جملة واحدة.كان منج ّمًا وصيغة ّ
وصى التي يستخدم لألمور المعنوية وقعل أوصى لألمور المادية. وعلى هذا النحو الفرق بين فعل ّ
ثم إن استخدام أنزل إليك أو أنزل عليك لها داللتها أيضًا .نزله إليك لم تستعمل إ ّ
ال للعاقل كما جاءت في القرآن للتعبير عن الرسول (نُ ّزل إليكم) ،أما
عليك فتستعمل للعاقل وغير العاقل كما في قوله تعالى (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) وقوله تعالى ّ
(نزله على قلبك).
وفي العقوبات لم يستعمل إال على ولم تأتي إلى مع العقوبات.
ب ِإاَّل لَيُْؤ ِمن ََّن بِ ِه قَ ْبَ H
Hل َموْ تِ ِ Hه ب لَ َم ْن يُْؤ ِمنُ بِاهَّلل ِ َو َما ُأ ْن ِز َل ِإلَ ْي ُك ْم َو َما ُأ ْن ِز َل ِإلَ ْي ِه ْم خَا ِش ِعينَ ) َ -
(وِإ ْن ِم ْن َأ ْه ِل ْال ِكتَا ِ *( َوِإ َّن ِم ْن َأ ْه ِل ْال ِكتَا ِ
َويَوْ َم ْالقِيَا َم ِة يَ ُكونُ َعلَ ْي ِه ْم َش ِهيدًا)ما الفرق بين اآليتين؟(د.أحمد الكبيسى)
ِك لَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ات اللَّ ِه َث َم ًنا َقلِيلًا أُولَئ َون ِبآَ َي ِ ِين لِلَّ ِه لَا َي ْش َت ُر َ اشع َ ِن ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َخ ِ ُؤم ُ اب لَ َم ْن ي ِْن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ أخيرًا قوله تعالى ( َوإِ َّن م ْ
(إن) حرف مشبه بالفعل ،طبعًا هذه هي آخر آية في أيدينا من سورة آل عمران وبذلك نكون اب ﴿ ﴾199آل عمران) ّ ِع ْن َد َربِّ ِه ْم إِ َّن اللَّ َه َس ِري ُع الْ ِح َس ِ
ُ ُ
ِين هلل) يعني هؤالء نسخة من الثالثي اشع َ ِن ِباللَّ ِه َو َما أ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم َو َما أ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َخ ِ ُؤم ُ اب لَ َم ْن ي ْ ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ قد انتهينا من هذه السورة المباركةَ ( .وإِ َّن م ْ
َّ
ِن َربِّ ِه ْم) هؤالء الثالثة كلهم شاهدون على كل األنبياء ،كلهم من ملة إبراهيم حنيفًا مسلمًا (مِل َة ُّون م ْيسى َوالنَّ ِبي َ وسى َو ِع َ ِي ُم َ ُ
الذي هو متميز ( َو َما أوت َ
ِين) ولهذا كل فلسفة الديانات الثالثة هي ملة إبراهيم عليه السالم .فأنتم ال تتصورون أن أهل الكتاب من يهود ِن الْ ُم ْش ِرك َ ان م َ اهي َم َحنِي ًفا َو َما َك َ ْر ِإِب َ
وحرفوا اإلنجيل وأشركوا باهلل ،الذي يقول المسيح ابن اهلل والذي يقول عزير ابن اهلل وحرفوا التوراة ّ ونصارى الذين شنوا عليكم الغارة والحملة ّ
وحرفوها وحرفوا ال َكلِم من بعد مواضعه وفي مواضعه وأنت الحظ (من) للتبعيض فهم ليس كثير هؤالء الناس لم يقل إن بعض أهل الكتاب بل قال
إن من والفرق بين بعض ومن أن (من) أقل البعضية .وحينئ ٍذ رب العالمين يخبرنا وهذا موجود كلنا رأيناهم في كل مكان في الغرب في بالدنا ّ
ال في جريدة الخليج يتكلمون عن أن ً
هناك نصارى ويهود موحدون يعني أنا أمس أقرأ بالخليج عن بني إسرائيل واليهود فعال هناك طائفة قرأت مقا ً
ُؤم ُ
ِن َ
اب ل َم ْن ي ْ ْ َ
ِن أ ْه ِل ال ِك َت ِ ال كما اهلل قال وصدق اهلل العظيم ( َوإِ َّن م ْ وموحدة والخ فع ً ِّ هناك طائفة يهودية توحد اهلل عز وجل وتؤمن بجميع الديانات
ُ َ َ ْ ُ َّ ُؤم ُ َ
اب ل َم ْن ي ْ َ ْ َ ات الل ِه ث َمنا قلِيلا) .إذًا الفرق بين ( َوإِ َّن م ًْ َ ً َ َّ ون ِبآَ َي ِ ِين لِلَّ ِه لَا َي ْش َت ُر َ ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َخ ِ
ِن ِبالل ِه َو َما أن ِزل إِل ْيك ْم ِن أ ْه ِل ال ِكت ِ اشع َ
ِك لَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َر ِّب ِه ْم إِ َّن اللَّ َه َس ِر ُ ُ َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َخ ِ
اب) شهادة عظيمة في أن هنالك طائفة من يع الْ ِح َس ِ ات اللَّ ِه َث َم ًنا َقلِيلًا أولَئ َ ِين لِلَّ ِه لَا َي ْش َت ُر َ
ون ِبآَ َي ِ اشع َ
دين واحد يؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله يؤمن بالقرآن أهل الكتاب اليهود والنصارى هم وفق ما عليه المسلمون مع اختالف الشريعة .حينئ ٍذ ٍ
َ ْ ْ َّ َ
ارى َم ْن آ َم َن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم الآ ِخ ِر صَ ون َوالنَّ َ ُ
الصا ِبئ َ ِين َهادُوا َو َّ ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ يؤمن بمحمد يؤمن بعيسى يؤمن باإلنجيل وبالتوراة كما قال تعالى (إِ َّن الَّذ َ
اب) .آية ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ ون ﴿ ﴾69المائدة) إذًا هؤالء موجودون إلى يوم القيامة ،إذًا هذه اآلية تقول ( َوإِ َّن م ْ ف َعلَ ْي ِه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ ِحا َفلَا َخ ْو ٌ صال ً ِل َ َو َعم َ
(وإن)، (وإن) وليس ّ ْه ْم َش ِهيدًا ﴿ ﴾159النساء) ْ ون َعلَي ِ ْل َم ْو ِت ِه َو َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َي ُك َُن ِب ِه َقب َُؤ ِمن َّ اب إِلَّا لَي ِْن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِأخرى تقول في النساء َ ( 159وإِ ْن م ْ
هذه اآلية تتحدث عن من ينكر سيدنا المسيح وخاصة من اليهود باعتبار أن اليهود هم الذين ادعوا أنهم صلبوه وقتلوه وك ّفروه وما آمنوا به وإلى هذا
اليوم استطاع اليهود أن يُصهينوا ماليين النصارى وحينئ ٍذ هذا المسيحي المتصهين يعتبر مرتدًا عن الدين المسيحي لكن اهلل سبحانه وتعالى يثبت
اب) ما في واحد من اليهود ممن ينكر سيدنا عيسى إال قبل أن يموت وهو في حالة االحتضار كما قال تعالى ( َفلَ ْولَا إِ َذا ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ
بأنه قال ( َوإِ ْن م ْ
ون ﴿ ﴾85الواقعة) تلك الدقائق القليلة تساوي العالم كله ْص ُر َ ُ
ِن لا تب ِ َ َ ُ ْ َ
َح ُن أق َر ُب إِل ْي ِه ِمنك ْم َولك ْ ْ َ ون ﴿َ ﴾84ون ْ ُ
3ذ تنظ ُر َ ْ َ ُ ْ َ
َت الْ ُحلْ ُقو َم ﴿َ ﴾83وأنت ْم ِحي َن ِئ ٍ َبلَغ ِ
ص ُر َك الْ َي ْو َم َحدِي ٌد ﴿ ﴾22ق) حينئ ٍذ سوف ترى السيد المسيح عليه السالم في تلك الثواني وتؤمن تقول تساوي عمرك كله ( َف َك َش ْفنَا َع ْن َك ِغ َطا َء َك َف َب َ
إن من أخوات إن مشددة للتأكيد َت ال ُحل ُقو َم) من أجل ذلك قال ( َوإِ ْن) .هناك ّ ْ ْ آمنت بأن عيسى رسول اهلل ولكن حيث ال ينفعك إيمانك ( َفلَ ْولَا إِ َذا َبلَغ ِ
اب إِلاَّ ْ
ِن أ ْه ِل ال ِك َت ِ َ (إن) .الثانية هذه نافية ( َوإِ ْن م ْ ِن ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم) (لمن) داخلة على خبر ّ ُؤم ُ اب لَ َم ْن ي ْ ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ إن والالم ( َوإِ َّن م ْ وتأكيدان ّ
3هكذا هو األمر إذًا من أجل هذا نحن نعلم بأن هناك طائفة من أهل الكتاب اليهود والنصارى َ
ْه ْم ش ِهيدًا) َ
ون َعلي ِ ُ ْ َ
َن ِب ِه َقبْل َم ْو ِت ِه َو َي ْو َم ال ِق َيا َم ِة َيك ُ لَي ْ
ُؤ ِمن َّ
عقائدهم سليمة لم يرتدوا ولم يحرفوا ولم يشركوا وهذا من قوانين هلل سبحانه وتعالى كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم (ال تزال طائفة من أمتي
ظاهرين على الحق) أخبرنا أن األمة أيضًا ستدخل في متاهات كما هو اآلن األمة اآلن في متاهاتها كما قال صلى اهلل عليه وسلم (ال تقوم الساعة
حتى تكثر فيكم الفتن وفتن يرقق بعضها بعضًا كلما جاءت فتنة قال المؤمن هذه ُمهلِكتي حتى إذا جاءت التي بعدها رقت األولى) هكذا هو األمر
مسلم أبدًا وتحترم الديانات جميعًا وتحفظ وصية اهلل ورسوله بأهل لكن تبقى طائفة من هذه األمة ال تكفر وال تشرك وال تقتل وال تلوث يدها بدم ٍ
اب إِلَّا ِبالَّتِي ِه َي أَ ْح َس ُن ﴿ ﴾46العنكبوت) والنبي صلى اهلل عليه وسلم آخر ما قال (أوصيكم بذم ٍة محم ٍد خيرًا) والقرآن الكتاب ( َولَا تُ َجادِلُوا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ
ِن التَّ ْو َرا ِة َو ُم َب ِّش ًرا َي م َ ْن َيد َّ
ِّقا لِ َما َبي َ صد ً ول اللَّ ِه إِلَ ْي ُك ْم ُم َِيل إِنِّي َر ُس ُ ْن َم ْر َي َم َيا َبنِي إِ ْس َرائ َ يسى اب ُ ال ِع َ الكريم وفق بين الديانات الثالثة ووحدها ( َوإِ ْذ َق َ
ين ﴿ ﴾6الصف) من فضل اهلل 99وتسعة أعشار من هذه األمة تؤمن بهذا َات َقالوا َه َذا ِس ْح ٌر ُم ِب ٌ ُ اس ُم ُه أَ ْح َم ُد َفلَ َّما َجا َء ُه ْم ِبالْ َبيِّن ِ ِن َب ْعدِي ْ ول َي ْأتِي م ْ ِب َر ُس ٍ
ْ َ ّ
أن سيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا محمد هم ثالثة مراحل لدين واحد الذين يؤمنون بهذا الذي نؤمن به قِلة من أهل الكتاب ( َف ِإ ْن آ َمنُوا ِبمِث ِل َما
ابِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ ِن ُر ُسلِ ِه ﴿ ﴾285البقرة) قِلّة ،قال ( َوإِ َّن م ْ ْن أَ َح ٍد م ْ َوا) الذين اهتدوا من أهل الكتاب وآمنوا بجميع الرسل (لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ آَ َم ْنتُ ْم ِب ِه َف َق ِد ْ
اه َتد ْ
ِك لَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َر ِّب ِه ْم إِ َّن اللَّ َه َس ِر ُ ُ ُ ُ
اب) لماذا يع الْ ِح َس ِ ات اللَّ ِه َث َم ًنا َقلِيلًا أولَئ َ ِين لِلَّ ِه لَا َي ْش َت ُر َ
ون ِبآَ َي ِ اشع َ ِن ِباللَّ ِه َو َما أ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم َو َما أ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َخ ِ ُؤم ُلَ َم ْن ي ْ
س ِب ِه َن ْف ُس ُه ﴿ ﴾16ق) رب العالمين ليس في حاجة إلى أن يقرأ ان َو َن ْعلَ ُم َما تُ َو ْس ِو ُ سريع الحساب؟ ألنه يعلم كل دخائل الناس ( َولَ َق ْد َخلَ ْقنَا الِْإ ْن َس َ
ِن(وإِ ْن م ْ اب) وبين َ ْ َ
ِن أ ْه ِل ال ِك َت ِ األعمال يعلم كل شيء ولهذا فإن حسابه سريع جدًا يعني أقرب إليك من أن يرتد إليك طرفك ،هذا الفرق بين ( َوإِ َّن م ْ
اب). أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ
آية (:)200
* ما الفرق بين اصبروا وصابروا؟(د.فاضل السامرائى) H
صابروا أعلى من اصبروا تحتاج إلى صبر أكثر ثم صابروا فيها أيضًا معنى اصبروا على ما هو أش ّد وصابروا لو كنت في الحرب وك33ان أمامك
تفر من أمامه وينبغي أن تغلبه
ويفر أمامك واحد صابر فال ّ
مقاتل صابر فينبغي أنت أن تغلبه في الصبر ،أنت تصابره ،يعني هو أمامك ليس يجزع ّ
في الصبر.
*(ورتل القرآن ترتيالً):
صا ِب ُرو ْا ( )200آل عمران) هذه دعوة اهلل المؤمنين
3إلى الصبر لكن أال يُغني واحد منهما عن اآلخر الصبر أو اص ِب ُرو ْا َو َ ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
ِين آ َم ُنو ْا ْ
المصابرة؟ الحقيقة أن الدعوة إلى الصبر دون المصابرة مدعاة للتزلزل والفشل وإذا لم يقترن الصبر بالمصابرة والمجاهدة على الصبر حتى يلين
الخصم فإنه ال يجني منه شيئًا ألن نتيجة الصبر تكون ألطول الصابرين صبرًا كقول الشاعر:
سقيناهم كأسًا سقونا بمثلها ولكنهم كانوا على الموت أص َبرا
فالمصابرة هي سبب النصر على الخصوم في ساحات الوغى.
*ما الفرق بين اإلسالم واإليمان؟(د.أحمد الكبيسى)
ال واهلل هو الخالق الرازق وما في غيره وال اإلسالم يتطور حتى يصبح مصدَّق مصدق أن يكون دخل بلسانه ثم قرأ وقال واهلل أبدًا ال إله إال اهلل فع ً
ات ﴿ ﴾25البقرة) ِح ِ ِين آَ َمنُوا َو َعمِلُوا َّ
الصال َ أشرك به شيئًا وكل ما عداه باطل ،اقتنع صار مؤمنًا عامًا هذا الذي صار مؤمنًا عامًا اهلل قال ( َو َب ِّش ِر الَّذ َ
كلما تقرأ (آمنوا وعملوا الصالحات) هذا الذي كان مسلمًا بلسانه صدق قلبه واعتقد ثم صدق بقلبه وصار عملي يؤدي الصلوات ويؤدي الزكاوات
(والَّذ َ
ِين آَ َمنُوا ال َصار مؤمنًا عامًا دخل في دائرة اإليمان لكن بدون رتبة ،يعني أنت في الجيش لكن بدون رتبة لكنك في الجيش أصبحت مقبو ً
ِين ﴿ ﴾45البقرة) اشع َ ير ٌة إِلَّا َعلَى الْ َخ ِ
الصلَا ِة َوإِنَّ َها لَ َك ِب َ
ْر َو َّ اس َتعِينُوا ِب َّ
الصب ِ ُون ﴿ ﴾82البقرة) ( َو ْ اب الْ َجنَّ ِة ُه ْم فِي َها َخالِد َ ص َح ُ ِك أَ ْ ات أُولَئ َ
ِح ِ َو َعمِلُوا َّ
الصال َ
َت َعلَى الْ ُم ْؤ ِمن َ
ِين
3 الصلَا َة َكان ْ
الص َيا ُم ﴿ ﴾183البقرة) (إِ َّن َّ ِب َعلَ ْي ُك ُم ِِّين آَ َمنُوا ُكت َيعني هذا خطاب لشخص مصدق روح صلي روح صوم ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
ِما َر َز ْقنَا ُك ْم ﴿ ﴾254البقرة) كل العبادات التي تترتب على اإلسالم بدأ هذا الذي أسلم ِين آَ َمنُوا أَ ْن ِف ُقوا م َّ
ِك َتابًا َم ْو ُقو ًتا ﴿ ﴾103النساء) ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
صا ِب ُروا ﴿ اص ِب ُروا َو َ بلسانه يعتقد بأن ما يفعله صحيحًا وأن عليه واجبات فهذا فدخل في حظيرة اإليمان العام صار من ضمن ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
ِين آَ َمنُوا ْ
ِس ِط ﴿ ﴾135النساء) يعني الحالل والحرام يعني هذا الرجل آمن بقلبه وبدأ يعمل الحالل ِين ِبالْق ْ
ِين آَ َمنُوا ُكونُوا َق َّوام َ ﴾200آل عمران) ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ
والحرام هذا مؤمن عام .إذًا المرحلة األولى اإلسالم القولي والمرحلة الثانية انتقال إلى اإليمان بالتصديق والعمل هذا المؤمن العام يترقى حتى
ُح ِب ْب ُك ُم اللَّهُ﴿ ﴾31آل عمران) كيف نعرف هذا؟ إذا امتدحه اهلل في ُّون اللَّ َه َفاتَّ ِب ُعونِي ي ْ
يصير مؤمنًا خاصًا إتباعه للنبي إتباعًا واضحًا ( ُق ْل إِ ْن ُك ْنتُ ْم تُ ِحب َ
3مدحًا عظيمًا وأعطاك مواصفاتهم ،أعطى مواصفاتهم حينئ ٍذ هذا المؤمن الخاص الذي يبدأ الكتاب العزيز .رب العالمين امتدح شرائح من المؤمنين
ُح ِب ْب ُك ُم اللهُ) إتباع مع ورع وحينئ ٍذ هذا صار من الوجهاء من المقدّمين َّ َّ
ُّون الل َه َفاتَّ ِب ُعونِي ي ْال يتبع (إِ ْن ُك ْنتُ ْم تُ ِحب َ تعامله مع النبي تطبيقًا من اآلن رج ً
في الطريق إلى اهلل في النهاية إذا استمر سيصل إلى أعلى الدرجات.
تم بحمد اهلل وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة آل عمران للدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى من برنامج لمسات
بيانية ومن محاضرات وكتب الدكتور فاضل السامرائى زادهما اهلل علما ونفع بهما االسالم والمسلمين وجزاهما عنا خير الجزاء وإضافة بعض
اللمسات للدكتور أحمد الكبيسى من برنامج الكلمة وأخواتها وأخر متشابهات والدكتور عمر عبد الكافى من برنامج هذا ديننا وقامت بنشرها أختنا
فضل فمن اهلل وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان. ٍ الفاضلة سمر األرناؤوط على موقعها إسالميات ..فما كان من
أسأل اهلل تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا واآلخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى
يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعًا يوم تقوم األشهاد وهلل الحمد والمنة .وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى اهلل أن يرزقنا حسن الخاتمة.
الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء اهلل وجزى اهلل كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا واآلخرة.