Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 55

‫سورة النساء‬

‫‪ -134‬من كان يريد ثواب الدنيا ‪..‬‬ ‫‪ -89‬ودوا لو تكفرون كما كفروا ‪..‬‬ ‫‪ -44‬ألم ترإلى الذين أوتوانصيبا ً ‪..‬‬ ‫تناسب آل عمران مع النساء‬
‫‪.. -135‬كونوا قوامين بالقسط‪.. 0‬‬ ‫قوم ‪..‬‬
‫‪ -90‬إال الذين يصلون إلى ٍ‬ ‫‪ -45‬وهللا أعلم بأعدائكم ‪.‬‬ ‫هدف السورة‬
‫‪.. -136‬ءامنوا باهلل ورسوله ‪..‬‬ ‫‪ -91‬ستجدونءاخرين يريدون ‪..‬‬ ‫‪-46‬من الذين هادوا يحرفون الكلم عن‪..‬‬ ‫‪ -1‬ياأيهاالناس‪ 0‬اتقوا ربكم ‪..‬‬
‫‪ -137‬إن الذين ءامنوا ثم كفروا ‪..‬‬ ‫‪ -92‬وماكان لمؤمن أن يقتل مؤمناًإال‪..‬‬ ‫‪ -47‬ياأيها الذين أوتوا الكتاب ءامنوا ‪..‬‬ ‫‪ -2‬وءاتوااليتامى أموالهم ‪..‬‬
‫‪ -138‬بشر المنافقين‪ 0‬بأن لهم ‪..‬‬ ‫‪ -93‬ومن يقتل مؤمنا ً متعمداً ‪..‬‬ ‫‪ -48‬إن هللا اليغفر أن يشرك به ‪..‬‬ ‫‪ -3‬وإن خفتم أالتقسطوافى‪ 0‬اليتامى ‪..‬‬
‫‪ -139‬الذين يتخذون الكافرين ‪..‬‬ ‫‪. -94‬إذاضربتم فى سبيل هللا فتبينوا ‪..‬‬ ‫‪ -49‬ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم ‪..‬‬ ‫‪ -4‬وءاتواالنساءصدقاتهن‪ 0‬نحلة ‪..‬‬
‫‪ -140‬وقد نزل عليكم فى الكتاب ‪..‬‬ ‫‪ -95‬اليستوى القاعدون ‪..‬‬ ‫‪ -50‬انظركيف يفترون على هللا ‪..‬‬ ‫‪ -5‬والتؤتواالسفهاءأموالكم ‪..‬‬
‫‪ -141‬الذين يتربصون بكم ‪..‬‬ ‫ت منه ومغفرةً ورحمةً ‪..‬‬ ‫‪ -96‬درجا ٍ‬ ‫‪ -51‬ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا ً ‪..‬‬ ‫‪ -6‬وابتلوااليتامى حتى إذا ‪..‬‬
‫‪ -142‬إن المنافقين يخادعون‪ 0‬هللا ‪..‬‬ ‫‪ -97‬إن الذين توفاهم المالئكة ‪..‬‬ ‫‪ -52‬أولئك الذين لعنهم هللا ‪..‬‬ ‫نصيب مماترك الوالدان ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -7‬للرجال‬
‫‪ -143‬مذبذبين الإلى هؤالء وال ‪..‬‬ ‫‪ -98‬إال المستضعفين من الرجال‪ 0‬و ‪..‬‬ ‫نصيب من الملك ‪..‬‬‫ٌ‬ ‫‪ -53‬أم لهم‬ ‫‪ -8‬وإذاحضرالقسمة أولوالقربى ‪..‬‬
‫‪.. -144‬التتخذواالكافرين‪ 0‬أولياء ‪..‬‬ ‫‪ -99‬فأولئك‪ 0‬عسى هللا أن يتوب ‪..‬‬ ‫‪ -54‬أم يحسدون الناس ‪..‬‬ ‫‪ -9‬وليخش الذين لوتركوامن خلفهم‪..‬‬
‫‪-145‬إن المنافقين فى الدرك األسفل ‪..‬‬ ‫‪ -100‬ومن يهاجرفى سبيل هللا ‪..‬‬ ‫‪ -55‬فمنهم من ءامن به ومنهم ‪..‬‬ ‫‪ -10‬إن الذين يأكلون أموال اليتامى‪..‬‬
‫‪ -146‬إالالذين تابوا وأصلحوا ‪..‬‬ ‫‪ -101‬وإذا ضربتم فى األرض ‪..‬‬ ‫‪ -56‬إن الذين كفروابآياتناسوف‪ 0‬نصليهم ‪..‬‬ ‫‪ -11‬يوصيكم هللا فى أوالدكم ‪..‬‬
‫‪ -147‬مايفعل هللا بعذابكم إن ‪..‬‬ ‫‪ -102‬وإذاكنت فيهم فأقمت لهم ‪..‬‬ ‫‪ -57‬والذين ءامنوا وعملواالصالحات‪..‬‬ ‫‪ -12‬ولكم نصف ماترك أزواجكم ‪..‬‬
‫‪ -148‬اليحب هللا الجهر بالسوء إال ‪..‬‬ ‫‪ -103‬فإذا قضيتم الصالة ‪..‬‬ ‫‪ -58‬إن هللا يأمركم أن تؤدوااألمانات ‪..‬‬ ‫‪ -13‬تلك حدود هللا ‪..‬‬
‫‪ -149‬إن تبدوا خيراً أو تخفوه ‪..‬‬ ‫‪ -104‬والتهنوا فى ابتغاء القوم ‪..‬‬ ‫‪.. -59‬أطيعواهللا وأطيعواالرسول وأولى ‪..‬‬ ‫‪ -14‬ومن يعص هللا ورسوله ‪..‬‬
‫‪ -150‬إن الذين يكفرون باهلل و ‪..‬‬ ‫‪ -105‬إناأنزلناإليك‪ 0‬الكتاب بالحق ‪..‬‬ ‫‪ -60‬ألم ترإلى الذين يزعمون ‪..‬‬ ‫‪ -15‬واالتى يأتين الفاحشة ‪..‬‬
‫‪ -151‬أولئك هم الكافرون حقا ً ‪..‬‬ ‫‪ -106‬واستغفر هللا ‪..‬‬ ‫‪ -61‬وإذا قيل لهم تعالوا ‪..‬‬ ‫‪ -16‬والذان يأتيانها منكم ‪..‬‬
‫‪ -152‬والذين ءامنواباهلل ورسله ‪..‬‬ ‫‪ -107‬والتجادل عن الذين يختانون ‪..‬‬ ‫‪ -62‬فكيف إذا أصابتهم مصيبةٌ بما ‪..‬‬ ‫‪ -17‬إنماالتوبة على هللا للذين ‪..‬‬
‫‪ -153‬يسألك أهل الكتاب أن ‪..‬‬ ‫‪ -108‬يستخفون من الناس وال ‪..‬‬ ‫‪ -63‬أولئك الذين يعلم هللا مافى ‪..‬‬ ‫‪ -18‬وليست التوبة للذين ‪...‬‬
‫‪ -154‬ورفعنا‪ 0‬فوقهم الطور ‪..‬‬ ‫‪ -109‬هاأنتم هؤالء جادلتم‪ 0‬عنهم ‪..‬‬ ‫رسول إال ليطاع‪.. 0‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -64‬وماأرسلنا من‬ ‫‪.. -19‬اليحل لكم أن ترثواالنساءكرهاً‪..‬‬
‫‪ -155‬فبما نقضهم ميثاقهم‪.. 0‬‬ ‫‪ -110‬ومن يعمل سوءاً أويظلم ‪..‬‬ ‫‪ -65‬فال وربك ال يؤمنون حتى ‪..‬‬ ‫زوج ‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ -20‬وإن أردتم استبدال‬
‫‪ -156‬وبكفرهم وقولهم على مريم ‪..‬‬ ‫‪ -111‬ومن يكسب إثما ً ‪..‬‬ ‫‪ -66‬ولوأنا كتبنا عليهم أن اقتلوا ‪..‬‬ ‫‪ -21‬وكيف تأخذونه ‪..‬‬
‫‪ -157‬وقولهم إنا قتلنا المسيح ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -112‬ومن يكسب خطيئة أوإثما ‪..‬‬ ‫‪ -67‬وإذاً آلتيناهم من لدنا‪ 0‬أجراً عظيما ً‬ ‫‪ -22‬والتنكحوامانكح ءاباؤكم ‪..‬‬
‫‪ -158‬بل رفعه هللا إليه ‪..‬‬ ‫‪ -113‬ولوالفضل هللا عليك ورحمته ‪..‬‬ ‫‪ -68‬ولهديناهم‪ 0‬صراطا ً مستقيما ً‬ ‫‪ -23‬حرمت عليكم أمهاتكم و ‪..‬‬
‫‪ -159‬وإن من أهل الكتاب إال ‪..‬‬ ‫‪ -114‬الخيرفى كثي ٍر من نجواهم ‪..‬‬ ‫‪ -69‬ومن يطع هللا والرسول فأولئك‪ 0‬مع ‪..‬‬ ‫‪ -24‬والمحصنات من النساء ‪..‬‬
‫فبظلم من الذين هادوا ‪..‬‬‫ٍ‪0‬‬ ‫‪-160‬‬ ‫‪ -115‬ومن يشاقق الرسول من بعد ‪..‬‬ ‫‪ -70‬ذلك الفضل من هللا ‪..‬‬ ‫‪ -25‬ومن لم يستطع منكم طوالً ‪..‬‬
‫‪ -161‬وأخذهم الربا ‪..‬‬ ‫‪ -116‬إن هللا اليغفر أن يشرك به و ‪..‬‬ ‫ت أو ‪..‬‬ ‫‪.. -71‬خذوا حذركم فانفروا ثبا ٍ‬ ‫‪ -26‬يريد هللا ليبين لكم ‪..‬‬
‫‪ -162‬لكن الراسخون فى العلم ‪..‬‬ ‫‪ -117‬إن يدعون من دونه إال إناثا ً ‪..‬‬ ‫‪ -72‬وإن منكم لمن ليبطئن ‪..‬‬ ‫‪ -27‬وهللا يريد أن يتوب عليكم ‪..‬‬
‫‪ -163‬إناأوحيناإليك‪ 0‬كماأوحينا ‪..‬‬ ‫‪ -118‬لعنه هللا ‪..‬‬ ‫‪ -73‬ولئن أصابكم فض ٌل من هللا ‪..‬‬ ‫‪ -28‬يريد اله أن يخفف عنكم ‪..‬‬
‫‪ -164‬ورسالً قد قصصناهم‪ 0‬عليك ‪..‬‬ ‫‪ -119‬وألضلنهم وألمنينهم و ‪..‬‬ ‫‪ -74‬فليقاتل فى سبيل هللا الذين ‪..‬‬ ‫‪.. -29‬التأكلواأموالكم بينكم بالباطل‪ 0‬إال ‪..‬‬
‫‪ -165‬رسالً مبشرين ومنذرين ‪..‬‬ ‫‪ -120‬يعدهم ويمنيهم ‪..‬‬ ‫‪ -75‬ومالكم التقاتلون فى سبيل هللا ‪..‬‬ ‫‪ -30‬ومن يفعل ذلك عدواناًوظلماً‪.. 0‬‬
‫‪ -166‬لكن هللا يشهد بما أنزل ‪..‬‬ ‫‪ -121‬أولئك مأواهم جهنم ‪..‬‬ ‫‪ -76‬الذين ءامنوايقاتلون فى سبيل هللا ‪..‬‬ ‫‪ -31‬إن تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه ‪..‬‬
‫‪ -167‬إن الذين كفرواوصدوا عن ‪..‬‬ ‫‪ -122‬والذين ءامنوا وعملوا ‪..‬‬ ‫‪ -77‬ألم ترإلى الذين قيل لهم كفوا ‪..‬‬ ‫‪ -32‬والتتمنوا مافضل هللا به بعضكم ‪..‬‬
‫‪ -168‬إن الذين كفروا وظلموا ‪..‬‬ ‫‪ -123‬ليس بأمانيكم والأمانى أهل ‪..‬‬ ‫‪ -78‬أينما تكونوا يدرككم الموت ‪..‬‬ ‫ولكل جعلنا موالى ‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫‪-33‬‬
‫‪ -169‬إال طريق جهنم ‪..‬‬ ‫‪ -124‬ومن يعمل من الصالحات ‪..‬‬ ‫‪ -79‬ماأصابك من حسن ٍة فمن هللا ‪..‬‬ ‫‪ -34‬الرجال قوامون على النساء ‪..‬‬
‫‪ .. -170‬قد جاءكم الرسول بالحق ‪..‬‬ ‫‪ -125‬ومن أحسن دينا ً ممن أسلم ‪..‬‬ ‫‪ -80‬من يطع الرسول فقد‪ 0‬أطاع هللا ‪..‬‬ ‫‪ -35‬وإن خفتم شقاق بينهما ‪..‬‬
‫‪ -171‬ياأهل الكتاب التغلوا ‪..‬‬ ‫‪ -126‬وهلل مافى السماوات ومافى‪.. 0‬‬ ‫‪ -81‬ويقولون طاعة فإذا برزوا ‪..‬‬ ‫‪ -36‬واعبدواهللا والتشركوابه شيئا ً ‪..‬‬
‫‪ -172‬لن يستنكف المسيح أن ‪..‬‬ ‫‪ -127‬ويستفتونك فى النساء ‪..‬‬ ‫‪ -82‬أفال يتدبرون القرآن ‪..‬‬ ‫‪ -37‬الذين يبخلون ويأمرون الناس ‪..‬‬
‫‪ -173‬فأماالذين‪ 0‬ءامنوا وعملوا ‪..‬‬ ‫‪ -128‬وإن امرأةٌ خافت‪ 0‬من بعلها ‪..‬‬ ‫‪ -83‬وإذا جاءهم أم ٌر من األمن ‪..‬‬ ‫‪ -38‬والذين ينفقون أموالهم رئاء ‪..‬‬
‫‪ -174‬ياأيهاالناس‪ 0‬قدجاءكم برهانٌ ‪..‬‬ ‫‪ -129‬ولن تستطيعوا أن تعدلوا ‪..‬‬ ‫‪ -84‬فقاتل‪ 0‬فى سبيل هللا التكلف إال ‪..‬‬ ‫‪ -39‬وماذا عليهم لو ءامنوا باهلل و ‪..‬‬
‫‪ -175‬فأماالذين‪ 0‬ءامنواواعتصموا ‪..‬‬ ‫‪ -130‬وإن يتفرقا‪ 0‬يغن هللا كالً ‪..‬‬ ‫‪ -85‬من يشفع شفاعةً حسنةً ‪..‬‬ ‫‪ -40‬إن هللا اليظلم مثقال ذرة ‪..‬‬
‫‪ -176‬يستفتونك ‪..‬‬ ‫‪ -131‬وهلل مافى السماوات ومافى ‪..‬‬ ‫‪ -86‬وإذا حييتم بتحية ‪..‬‬ ‫‪ -41‬فكيف إذاجئنا من كل أم ٍة بشهي ٍد ‪..‬‬
‫تناسب فاتحة النساء مع خاتمتها‬ ‫‪ -132‬وهلل مافى السماوات ومافى‪.. 0‬‬ ‫‪ -87‬هللا ال إله إال هو ليجمعنكم ‪..‬‬ ‫‪ -42‬يومئ ٍذ يود الذين كفروا ‪..‬‬
‫تناسب خاتمة النساء مع فواتح المائدة‬ ‫‪ -133‬إن يشأ يذهبكم أيهاالناس ‪..‬‬ ‫‪ -88‬فمالكم فى المنافقين فئتين ‪..‬‬ ‫‪.. -43‬التقربوا الصالة وأنتم سكارى ‪..‬‬
‫*تناسب خاتمة آل عمران مع فاتحة النساء*‬
‫اس اتَّ ُقواْ‬ ‫ون (‪ ))200‬وفي بداية النساء ( َيا أَيُّ َها النَّ ُ‬ ‫ِح َ‬ ‫صا ِب ُرواْ َو َرا ِب ُطواْ َواتَّ ُقواْ اللَهّ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ‬
‫اص ِب ُرواْ َو َ‬ ‫في خاتمة آل عمران قال تعالى‪َ (:‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ ْ‬
‫صا ِب ُرواْ َو َرا ِب ُطواْ َواتَّ ُقواْ‬
‫اص ِب ُرواْ َو َ‬ ‫اح َد ٍة (‪ ))1‬إذن صار الخطاب عامًا للمؤمنين في خاتمة آل عمران ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ ْ‬ ‫س َو ِ‬‫َربَّ ُك ُم الَّذِي َخلَ َق ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ‬
‫اللَهّ) وأنتم يا أيها الناس اتقوا ربكم إذن كلهم مأمورون بالتقوى‪ .‬المؤمنون هم فئة من الناس والناس أع ّم‪ ،‬المؤمنون أمرهم بأكثر من التقوى ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين‬
‫صا ِب ُرواْ َو َرا ِب ُطواْ َواتَّ ُقواْ اللَهّ) ثم التفت إلى الناس ألن ليس كلهم بهذه اإلستطاعة فقال اتقوا ربكم الناس فيهم وفيهم (اتقوا ربكم) هذه‬ ‫اص ِب ُرواْ َو َ‬
‫آ َمنُواْ ْ‬
‫‪ L‬والناس وبين التقوى وغير التقوى إذن‬ ‫مطالبين فيها أما المرابطة فليس كلهم مطالبون فيها فمنهم الضعيف والمريض‪ .‬هنا عالقة الخاص بالعام المؤمنين‬
‫صار ارتباط األمر للمؤمنين ولعموم الناس‪.‬‬
‫**هدف السورة‪:‬العدل والرحمة بالضعفاء**‬
‫سورة البقرة حددت المنهج الذي يجب أن يتبعه الذين استخلفهم اهلل تعالى في األرض‪ ،‬وسورة آل عمران ركزت على الثبات على ه‪LL‬ذا المنهج وت‪LL‬أتي‬
‫‪ L‬من‬ ‫‪L‬دة‬ ‫‪L‬واع عدي‪L‬‬ ‫‪L‬دث عن أن‪L‬‬ ‫‪ L‬وآيات سورة النساء تتح‪L‬‬ ‫سورة النساء حتى تدلنا على أن العدل والرحمة بالضعفاء من أهم ما يحتاجه الناس التباع المنهج‪.‬‬
‫‪ L‬واإلماء واألقليات غير المسلمة التي تعيش بين المسلمين ال‪LL‬ذين قد يظلمهم الن‪LL‬اس‪ .‬فالع‪LL‬دل إذن‬ ‫المستضعفين والضعفاء منهم اليتامى والنساء والعبيد‬
‫والرحمة بالضعفاء هي أساس المسؤولية في األرض‪.‬‬
‫وأول العدل يكون في البيت مع النساء فلو عدل االنسان مع زوجته ولورحمها الستطاع أن يعدل في مجتمعه مع باقي الناس مهما اختلفت طبقاتهم‪ .‬واهلل‬
‫تعالى يريد أن يرى عدل الناس خاصة بالنساء قبل أن يستأمنّا على األرض‪.‬‬
‫سورة آل عمران م ّهدت لتكريم المرأة في قصة زوجة عمران ومريم عليها السالم اللتان هما رمز الثبات في األرض وألن النساء هن مصانع الرج‪LL‬ال‬
‫ال‪ .‬وسميت السورة بـ(النساء) تكريمأً لهن ولدورهن في األمة األسالمية‪ .‬‬ ‫واألجيال‪ ،‬فاألم هي التي تربي أطفال األمة حتى يصبحوا رجا ً‬
‫ونستعرض آيات سورة النساء ومعانيها وكل آيات هذه السورة فيها عدل ورحمة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اس اتَّقوا َربَّك ُم الذِي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪ ‬وتبدأ من أول آية التي يذكرنا اهلل تعالى فيها أنه خلقنا من نفس واحدة وأصل واحد فكيف يظلم بعضنا بعضا‪َ (.‬يا أيُّ َها النَّ ُ‬
‫ُ‬
‫ان َعل ْيك ْم َرقِيبًا)‬ ‫َ‬ ‫األ ْر َحا َم إِ َّن اللَهّ َك َ‬ ‫ون ِب ِه َو َ‬ ‫ِساء َواتَّ ُقواْ اللَهّ الَّذِي َت َساءلُ َ‬ ‫ِيرا َون َ‬ ‫ال َكث ً‬ ‫اح َد ٍة َو َخلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها َو َب َّث ِم ْن ُه َما ِر َجا ً‬ ‫س َو ِ‬ ‫َخلَ َق ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ‬
‫‪ ‬ذكر انواع الضعفاء من اليتامى والنساء والسفهاء وغيرهم والحث على العدل والرحمة بهم‪.‬‬
‫يرا )‪.‬‬ ‫َ‬
‫ان ُحوبًا ك ِب ً‬ ‫ال َت ْأ ُكلُواْ أَ ْم َوالَ ُه ْم إِلَى أَ ْم َوالِ ُك ْم إِنَّ ُه َك َ‬ ‫ِّب َو َ‬ ‫الطي ِ‬ ‫يث ِب َّ‬ ‫ال َت َت َبدَّلُواْ الْ َخ ِب َ‬ ‫‪َ (    .1‬وآتُواْ الْ َي َتا َمى أَ ْم َوالَ ُه ْم َو َ‬
‫اح َد ًة أَ ْو َما َملَ َك ْت أَ ْي َمانُ ُك ْم َذل َ‬
‫ِك‬ ‫ال َت ْعدِلُواْ َف َو ِ‬ ‫اع َفِإ ْن ِخ ْفتُ ْم أَ َّ‬ ‫ال َث َو ُر َب َ‬ ‫اب لَ ُكم ِّم َن النِّ َساء َم ْثنَى َوثُ َ‬ ‫ِحواْ َما َط َ‬ ‫ال تُ ْق ِس ُطواْ فِي الْ َي َتا َمى َفانك ُ‬ ‫‪َ (    .2‬وإِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَ َّ‬
‫ال َت ُعولُواْ )‪.‬‬ ‫أَ ْدنَى أَ َّ‬
‫ْن لَ ُك ْم َعن َش ْي ٍء ِّم ْن ُه َن ْف ًسا َف ُكلُو ُه َهنِي ًئا َّم ِري ًئا)‪.‬‬ ‫ِحلَ ًة َفإِن ِطب َ‬ ‫ص ُد َقا ِت ِه َّن ن ْ‬ ‫‪َ (    .3‬وآتُواْ النَّ َساء َ‬
‫ال َّم ْع ُرو ًفا)‪.‬‬ ‫ار ُز ُقو ُه ْم فِي َها َوا ْك ُسو ُه ْم َو ُقولُواْ لَ ُه ْم َق ْو ً‬ ‫الس َف َهاء أ ْم َوالَ ُك ُم الَّتِي َج َع َل اللُهّ لَ ُك ْم ِق َيامًا َو ْ‬ ‫َ‬ ‫ال تُ ْؤتُواْ ُّ‬ ‫‪َ (    .4‬و َ‬
‫ان َغنِيًّا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْه ْم أ ْم َوال ُه ْم َوال َتأكل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اح فإِ ْن آن ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪َ (    .5‬وا ْب َتلوا ال َي َتا َمى َحت َى إِذا َبلغوا النك َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫َارا أن َيك َب ُروا َو َمن ك َ‬ ‫وها إِ ْس َرافا َو ِبد ً‬ ‫َستم ِّمن ُه ْم ُرشدًا فا ْدف ُعوا إِلي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وف فإِذا َدف ْعت ْم إِل ْي ِه ْم أ ْم َوال ُه ْم فأش ِهدُوا َعل ْي ِه ْم َوكفى ِباللِهّ َح ِسيبًا)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِيرا َفلْ َي ْأ ُك ْل ِبالْ َم ْع ُر ِ‬ ‫ان َفق ً‬ ‫ِف َو َمن َك َ‬ ‫َفلْ َي ْس َت ْعف ْ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ار ُزقوهُم ِّم ْن ُه َوقولوا لَ ُه ْم َق ْوال َّم ْع ُروفا) ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِين َف ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِس َم َة أ ْولوا الق ْر َبى َوال َي َتا َمى َوال َم َساك ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ض َر الق ْ‬ ‫‪َ (    .6‬وإِ َذا َح َ‬
‫‪L‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ْه ْم فل َيتقوا اللَهّ َول َيقولوا ق ْوال َسدِيدًا)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ض َعافا خافوا َعلي ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ِه ْم ذ ِّريَّة ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِن خلف ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِين ل ْو ت َركوا م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ش الذ َ‬ ‫َّ‬ ‫(ولْ َي ْخ َ‬ ‫‪َ     .7‬‬
‫ِيرا(‪.))10‬‬ ‫صلَ ْو َن َسع ً‬ ‫َارا َو َس َي ْ‬ ‫ُ‬
‫ون فِي بُطو ِن ِه ْم ن ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ال ال َي َتا َمى ظل ًما إِنَّ َما َيأ ُكل َ‬ ‫ْ‬ ‫ون أ ْم َو َ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِين َيأ ُكل َ‬ ‫َّ‬
‫‪ ‬تحذير الذين يظلمون بعاقبة الظلم‪( :‬إِ َّن الذ َ‬
‫‪ ‬آيات الميراث وما تضمنته من نصيب األوالد واألبوين واالزواج والزوجات في حالة وفاة أحدهم‪.‬‬
‫ف َو َ‬ ‫ُ‬ ‫ُوصي ُك ُم اللُهّ فِي أَ ْو َ‬
‫أل َب َو ْي ِه لِ ُك ِّل َو ِ‬
‫اح ٍد‬ ‫صُ‬ ‫اح َد ًة َفلَ َها النِّ ْ‬ ‫َت َو ِ‬ ‫ْن َفلَ ُه َّن ثُلَُثا َما َت َر َك َوإِن َكان ْ‬ ‫ِساء َف ْو َق ْاث َن َتي ِ‬ ‫ْن َف ِإن ُك َّن ن َ‬ ‫ِلذ َك ِر م ِْث ُل َح ِّظ األن َث َيي ِ‬ ‫ال ِد ُك ْم ل َّ‬ ‫‪     .1‬ي ِ‬
‫َ‬
‫ُوصي ِب َها أ ْو‬ ‫صيَّ ٍة ي ِ‬ ‫ُس مِن َب ْع ِد َو ِ‬ ‫السد ُ‬ ‫ُ‬
‫ان ل ُه إِ ْخ َو ٌة َفأل ِّم ِه ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ان ل ُه َول ٌد َفِإن ل ْم َيكن ل ُه َول ٌد َو َو ِرث ُه أ َب َوا ُه َفأل ِّم ِه الثلث َف ِإن َك َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِما َت َرك إِن َك َ‬ ‫َ‬ ‫ُس م َّ‬ ‫السد ُ‬ ‫ِّم ْن ُه َما ُّ‬
‫ان َعلِيما َحكِي ًما(‪.))11‬‬ ‫َ‬
‫يضة ِّم َن اللِهّ إِ َّن اللَهّ ك َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ون أيُّ ُه ْم أق َر ُب لك ْم َنفعًا ف ِر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْن آ َبآ ُؤك ْم َوأبنا ُؤك ْم ال َتد ُ‬ ‫ُ‬ ‫َدي ٍ‬
‫ِما‬
‫ُع م َّ‬‫الرب ُ‬‫ْن َولَ ُه َّن ُّ‬ ‫ي‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ُوص‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ص‬‫ِ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ك‬‫ْ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫ِم‬
‫َّ‬ ‫م‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫الر‬
‫ُّ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ٌ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ٌ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ن‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫اج‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫ز‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫ِص‬‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬
‫‪َ     .2‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اللة أو ا ْم َرأ ٌة َول ُه أ ٌخ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُورث َك َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ان َر ُجل ي َ‬ ‫ْن َوإِن َك َ‬ ‫َ‬
‫ون ِب َها أ ْو َدي ٍ‬ ‫وص َ‬ ‫صيَّ ٍة تُ ُ‬ ‫ِما َت َركتُم ِّمن َب ْع ِد َو ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ان لك ْم َول ٌد َفل ُه َّن الث ُم ُن م َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َت َر ْكتُ ْم إِن ل ْم َيكن لك ْم َول ٌد َف ِإن َك َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫َّة ِّم َن اللِهّ‬ ‫صي ً‬ ‫آر َو ِ‬ ‫ض ٍّ‬ ‫ْر ُم َ‬ ‫ْن َغي َ‬ ‫ُوصى ِب َهآ أَ ْو َدي ٍ‬ ‫صيَّ ٍة ي َ‬ ‫ِك َف ُه ْم ُش َر َكاء فِي الثُّلُ ِث مِن َب ْع ِد َو ِ‬ ‫ُس َفإِن َكانُ َواْ أَ ْك َث َر مِن َذل َ‬ ‫السد ُ‬ ‫اح ٍد ِّم ْن ُه َما ُّ‬ ‫أَ ْو أُ ْخ ٌت َفلِ ُك ِّل َو ِ‬
‫َواللُهّ َعلِي ٌم َحلِي ٌم (‪.))12‬‬
‫‪L‬و ُز الْ َع ِظي ُم(‬ ‫‪L‬ك الْ َف‪ْ L‬‬ ‫ِين فِي َها َو َذلِ‪َ L‬‬ ‫ار َخالِد َ‬ ‫ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ‬
‫األ ْن َه ُ‬ ‫ْخلْ ُه َجنَّ ٍ‬ ‫ُط ِع اللَهّ َو َر ُسولَ ُه يُد ِ‬ ‫·‪        ‬بيان خطورة عدم العدل‪( :‬تِلْ َك ُحدُو ُد اللِهّ َو َمن ي ِ‬
‫‪.))13‬‬
‫‪L‬بر عليها وترقق قلبها‬ ‫‪L‬دم ظلمهن وتحمل األذى منها والص‪L‬‬ ‫·‪        ‬أوامر للتوجيه لحسن التعامل مع النساء‪ :‬والحث على عشرتهن بالمعروف بع‪L‬‬
‫لتنسى الظلم واالساءة‪ .‬يبدأ بالعشرة بالمعروف ثم الصبر عليها ثم إذا كرهتموهن فال حرج من استبدالها لكن ال يأخذ أموالها كرهًا وليتذكروا ما‬
‫كان بينهم من عشرة وعالقة حميمة ولذا جاءت كلمة أفضى بكل معانيها الجميلة وليتذكر الرجال أنهم استحلوا نساءهم بميثاق غليظ على سنة اهلل‬
‫ورسوله‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ض َما آ َت ْيت ُموه َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ (     .1‬يا أَيُّ َها الذ َ‬
‫َّ‬
‫وه َّن‬
‫اش ُر ُ‬ ‫‪L‬ة َو َع ِ‬ ‫احش ٍة ُّم َبيِّ َن ٍ‬ ‫ِين ِبف ِ‬ ‫ُن إِال أن َيأت َ‬ ‫ُن لَِتذ َهبُوا ِب َب ْع ِ‬ ‫ضلوه َّ‬ ‫ِين آ َمنوا ال َي ِحل لك ْم أن َت ِرثوا الن َساء ك ْر ًها َوال َت ْع ُ‬
‫ِيرا)‪.‬‬ ‫ْرا َكث ً‬ ‫ُن َف َع َسى أَن َت ْك َر ُهواْ َش ْي ًئا َو َي ْج َع َل اللُهّ فِي ِه َخي ً‬ ‫وف َف ِإن َك ِر ْهتُ ُموه َّ‬ ‫ِبالْ َم ْع ُر ِ‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫ُه َتانًا َوإِثمًا ُّم ِبينا(‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ال َتأ ُخذوا ِم ْن ُه َش ْي ًئا أ َتأ ُخذو َن ُه ب ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ارا َف َ‬ ‫َ‬
‫ُن قِنط ً‬ ‫ان َز ْو ٍج َوآ َت ْيتُ ْم إِ ْحدَاه َّ‬ ‫َال َز ْو ٍج َّم َك َ‬ ‫اس ِت ْبد َ‬ ‫‪َ (     .2‬وإِ ْن أَ َردتُّ ُم ْ‬
‫ِيظا)‪.‬‬ ‫ض َوأَ َخ ْذ َن مِن ُكم ِّمي َثا ًقا َغل ً‬ ‫ض ُك ْم إِلَى َب ْع ٍ‬ ‫ضى َب ْع ُ‬ ‫ْف َت ْأ ُخ ُذو َن ُه َو َق ْد أَ ْف َ‬ ‫‪َ (    .3‬و َكي َ‬
‫وكذلك توجيه بالعدل مع اإلماء‪ ،‬ومن رحمة اهلل تعالى أن جاء بكلمة أهلهن بدل أسيادهن‪،‬ونصحهم بأن ال يتخذن أخذان أي أصحاب حتى ال تت‪LL‬أذى ألن‬
‫‪L‬ات َواللُهّ أَ ْعلَ ُم‬ ‫َات َفمِن ِّما َملَ َك ْت أَ ْي َمانُ ُكم ِّمن َف َت َي‪LL‬ا ِت ُك ُم الْ ُم ْؤ ِمنَ‪ِ L‬‬ ‫َات الْ ُم ْؤ ِمن ِ‬ ‫صن ِ‬ ‫ِح الْ ُم ْح َ‬ ‫ال أَن َينك َ‬ ‫قلوب النساء رقيقة وتتأذى بشدة‪َ ( .‬و َمن لَّ ْم َي ْس َت ِط ْع مِن ُك ْم َط ْو ً‬
‫اح َش ٍة‬‫ْن ِب َف ِ‬ ‫ص َّن َفإِ ْن أََتي َ‬ ‫َان َفإِ َذا أُ ْح ِ‬ ‫ات أَ ْخد ٍ‬ ‫ال ُمتَّ ِخ َذ ِ‬ ‫ات َو َ‬ ‫ِح ٍ‬ ‫ْر ُم َساف َ‬ ‫َات َغي َ‬ ‫صن ٍ‬ ‫وف ُم ْح َ‬ ‫ُن ِبالْ َم ْع ُر ِ‬ ‫وره َّ‬ ‫ُن أُ ُج َ‬ ‫ُن ِبإِ ْذ ِن أَ ْهلِ ِه َّن َوآتُوه َّ‬ ‫ِحوه َّ‬ ‫ض َفانك ُ‬ ‫ض ُكم ِّمن َب ْع ٍ‬ ‫ِبإِي َما ِن ُك ْم َب ْع ُ‬
‫ور َّر ِحي ٌم(‪.))25‬‬ ‫ْر لَّ ُك ْم َواللُهّ َغ ُف ٌ‬ ‫ص ِب ُرواْ َخي ٌ‬ ‫َت ِم ْن ُك ْم َوأَن َت ْ‬ ‫ِك لِ َم ْن َخ ِش َي الْ َعن َ‬ ‫اب َذل َ‬ ‫ِن الْ َع َذ ِ‬ ‫َات م َ‬ ‫صن ِ‬ ‫ف َما َعلَى الْ ُم ْح َ‬ ‫ِص ُ‬ ‫َف َعلَ ْي ِه َّن ن ْ‬
‫·‪        ‬ذكر رحمة اهلل تعالى التي هي أوسع من كل شيء‪:‬‬
‫وب َعلَ ْي ُك ْم َواللُهّ َعلِي ٌم َحكِي ٌم)‪.‬‬ ‫ِين مِن َق ْبلِ ُك ْم َو َيتُ َ‬ ‫َن الَّذ َ‬ ‫ِّن لَ ُك ْم َو َي ْه ِد َي ُك ْم ُسن َ‬ ‫ُري ُد اللُهّ لُِي َبي َ‬ ‫‪(     .1‬ي ِ‬
‫ً‬
‫ات أن َتمِيلوا َم ْيال َع ِظي ًما)‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ون الش َه َو ِ‬ ‫ِين َيتَّ ِب ُع َ‬ ‫َّ‬
‫ُري ُد الذ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُري ُد أن َيتُ َ‬ ‫َ‬
‫وب َعل ْيك ْم َوي ِ‬ ‫‪َ (     .2‬واللُهّ ي ِ‬
‫ضعِي ًفا)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ان‬ ‫نس‬ ‫اإل‬ ‫َ‬
‫ِق‬ ‫ل‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ُخ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫ُهّ‬‫ُري ُد الل‬
‫ِ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫‪(     .3‬ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال َتقتُلوا أن ُف َسك ْم إِ َّن اللَهّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫اض ِّمنك ْم َو َ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ال َتأكلوا أ ْم َوالَك ْم َب ْي َنك ْم ِبال َب ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِين آ َمنُوا َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ار ًة َعن َت َر ٍ‬ ‫ِج َ‬ ‫ون ت َ‬ ‫اط ِل إِال أن َتك َ‬ ‫·‪        ‬العدل في األنفس واألموال ( َيا أيُّ َها الذ َ‬
‫ان ِب ُك ْم َر ِحي ًما(‪.))29‬‬ ‫َك َ‬
‫‪ L‬على وجود ضوابط حتى تستقيم األمور وال تتجاوز الحدود المسموح بها‪.‬‬ ‫·‪        ‬ضوابط ليستقيم العدل داخل األسرة‪ :‬مع األمر بالعدل يأتي التشديد‬
‫ْب ِب َما‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ِحات قا ِنتات َحافِظات لل َغي ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الصال َ‬ ‫ِه ْم ف َّ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ِن أ ْم َوال ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َو ِب َما أنفقوا م ْ‬ ‫َ‬
‫ض ُه ْم َعلى َب ْع ٍ‬ ‫ض َل اللُهّ َب ْع َ‬ ‫ون َعلَى النِّ َساء ِب َما َف َّ‬ ‫ال َق َّوا ُم َ‬ ‫(الر َج ُ‬‫كما في اآلية ‪ِّ 34‬‬
‫‪L‬يرا)‬ ‫َ ِ ً‬ ‫‪L‬‬ ‫ب‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ًّا‬
‫ِي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َهّ‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫إ‬ ‫ً‬
‫ال‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫غ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َّ‬
‫ُن‬ ‫ه‬ ‫ُو‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫اض‬‫ْ‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫اج‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫َّ‬
‫ُن‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ج‬
‫َ ُُ‬ ‫ْ‬
‫اه‬ ‫و‬ ‫ُن‬‫َّ‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ِظ‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َّ‬
‫ُن‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫وز‬ ‫ش‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫الالتِي َت َخا‬ ‫ِظ اللُهّ َو َّ‬ ‫َحف َ‬
‫َ ِ َِ ِ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِِ َ ِ‬
‫فالتسلسل واضح فيها فاألول يبدأ الوعظ ثم الهجر في المضاجع وأخيرًا الضرب والضرب جاء في النشوز وجاء متأخرًا في الترتيب فج‪LL‬اء بعد‬
‫الوعظ والهجر فإذا لم ينفع أيًا من هذه األمور يتركها عسى اهلل أن يبدله خيرا منها‪.‬‬
‫ار‬ ‫‪L‬‬
‫َْ َ َ ِ‬ ‫ج‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ذ‬ ‫ار‬ ‫ج‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ِين‬
‫َْ َ َ َ َ َ َ ِ َ َ ِ‬ ‫ك‬ ‫ا‬‫س‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ي‬‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ذ‬ ‫ْن إِ ْح َسا ًنا َ ِ‬
‫ب‬ ‫و‬ ‫ال تُ ْش ِر ُكواْ ِب ِه َش ْي ًئا َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬ ‫اع ُبدُواْ اللَهّ َو َ‬ ‫·‪        ‬العدل في المجتمع كله‪َ ( :‬و ْ‬
‫‪ L‬أنواع من‬ ‫ورا(‪ .))36‬ونالحظ في اآلية الكريمة تعداد‬ ‫ال َف ُخ ً‬ ‫ان ُم ْخ َتا ً‬ ‫ُح ُّب َمن َك َ‬ ‫ال ي ِ‬ ‫َ‬
‫يل َو َما َملَ َك ْت أ ْي َمانُ ُك ْم إِ َّن اللَهّ َ‬ ‫الس ِب ِ‬
‫ْن َّ‬ ‫نب َواب ِ‬ ‫الج ِ‬ ‫اح ِب ِب َ‬ ‫الص ِ‬ ‫الْ ُجنُ ِب َو َّ‬
‫الضعفاء‪.‬‬
‫ضلِ ِه‬ ‫اه ُم اللُهّ مِن َف ْ‬ ‫ون َما آ َت ُ‬ ‫ُخ ِل َو َي ْكتُ ُم َ‬ ‫اس ِبالْب ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ون‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ْخ‬ ‫ب‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ذ‬‫َّ‬
‫(ال‬ ‫البخل‬ ‫منها‬ ‫‪:‬‬ ‫بالضعفاء‬ ‫والرحمة‬ ‫العدل‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫على‬ ‫تؤثر‬ ‫مشاكل‬ ‫·‪       ‬‬
‫َ‬
‫ان لَ ُه َق ِري ًنا‬ ‫َ‬
‫الشيْط ُ‬ ‫ُ‬
‫اآلخ ِر َو َمن َيك ِن َّ‬ ‫ال ِبال َي ْو ِم ِ‬ ‫ْ‬ ‫ون ِباللِهّ َو َ‬ ‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ال ي ْ‬ ‫اس َو َ‬ ‫ون أ ْم َوالَ ُه ْم ِر َئـاء النَّ ِ‬ ‫ُ‬
‫ِين يُن ِفق َ‬ ‫َّ‬
‫ين َع َذابًا ُّم ِهي ًنا(‪ ،))37‬والرياء ( َوالذ َ‬ ‫ِر َ‬ ‫َوأَ ْع َت ْدنَا لِل َكاف ِ‬
‫ْ‬
‫ِري ًنا(‪.))38‬‬ ‫َف َساء ق ِ‬
‫ُؤ ِت مِن لَّ ُد ْن ُه أَ ْج ًرا َع ِظي ًما) آية ‪40‬‬ ‫اع ْف َها َوي ْ‬ ‫ُض ِ‬ ‫َة ي َ‬ ‫ال َذ َّر ٍة َوإِن َت ُك َح َسن ً‬ ‫ال َي ْظلِ ُم م ِْث َق َ‬ ‫·‪        ‬اهلل تعالى يعاملنا بالفضل قبل العدل (إِ َّن اللَهّ َ‬
‫‪.)41L‬‬ ‫َ‬
‫أم ٍة ِب َش ِهي ٍد َو ِجئنَا ِبك َعلى َهـؤُالء َش ِهيدًا(‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ْف إِ َذا ِج ْئنَا مِن كل َّ‬ ‫·‪        ‬الرسول يشهد على عدلنا ( َف َكي َ‬
‫اس أَن َت ْح ُك ُمواْ ِبالْ َعد ِ‬ ‫َات إِلَى أَ ْهلِ َها َوإِ َذا َح َك ْمتُم َبي َ‬ ‫ْ‬
‫·‪        ‬آية محورية هي قلب الصورة في أهمية أداء األمانات‪( :‬إِ َّن اللَهّ َيأ ُم ُر ُك ْم أَن تُؤدُّواْ َ‬
‫ْل‬ ‫ْن النَّ ِ‬ ‫األ َمان ِ‬
‫يرا(‪.)58‬‬ ‫ص ً‬ ‫ان َسمِي ًعا َب ِ‬ ‫ِظ ُكم ِب ِه إِ َّن اللَهّ َك َ‬ ‫ِما َيع ُ‬ ‫إِ َّن اللَهّ ِنع َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫اآلخ َر ِة َو َمن يُقاتِل فِي‬ ‫الدن َيا ِب ِ‬ ‫ْ‬ ‫ون ال َح َيا َة ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ِين َيش ُر َ‬‫ْ‬ ‫َّ‬
‫يل اللِهّ الذ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫·‪        ‬تنتقل السورة إلى محور جديد هو القتال لضمان حقوق المستضعفين (فليُقاتِل فِي َس ِب ِ‬
‫ِين‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫َان‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫‪L‬‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫و‬
‫َ ِ‬‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫اء‬ ‫‪L‬‬ ‫س‬ ‫ِّ‬
‫يل اللِهّ َو ُ ْ َ َ َ ِّ َ ِ َ َ‬
‫الن‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫‪L‬‬ ‫ج‬ ‫الر‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ِين‬ ‫ف‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ون فِي َس ِب ِ‬ ‫ال تُ َقاتِلُ َ‬ ‫ف نُ ْؤتِي ِه أَ ْج ًرا َع ِظي ًما(‪َ )74‬و َما لَ ُك ْم َ‬ ‫ِب َف َس ْو َ‬ ‫يل اللِهّ َف ُي ْق َت ْل أَو َي ْغل ْ‬ ‫َسِب ِ‬
‫يرا(‪ .)75‬وقد يتغرب البعض من ورود آيات‬ ‫َص ً‬ ‫ُنك ن ِ‬ ‫اج َعل لَّنَا مِن لَّد َ‬ ‫ُنك َولِيًّا َو ْ‬ ‫اج َعل لَّنَا مِن لَّد َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِن َهـ ِذ ِه الْ َق ْر َي ِة الظال ِِم أ ْهلُ َها َو ْ‬ ‫َ‬
‫ون َربَّنَا أ ْخ ِر ْجنَا م ْ‬ ‫َي ُقولُ َ‬
‫‪L‬اتلين والم‪LL‬رأة مقاتلة في بيتها بص‪LL‬برها وطاعتها‬ ‫القتال في سورة النساء والحقيقة أن مكان اآليات في هذه السورة ألن النساء هن مصنع المق‪L‬‬
‫لزوجها‪.‬‬
‫يل اللِهّ‬ ‫ض َر ْبتُ ْم فِي َس ِب ِ‬ ‫ِين آ َمنُواْ إِ َذا َ‬ ‫·‪        ‬الحث على العدل أثناء الجهاد ومعاملة الناس برحمة حتى في القتال وهذا من أخالق الحرب‪َ ( :‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ْل َف َم َّن اللُهّ َعلَ ْي ُك ْم َف َت َبيَّنُواْ إِ َّن‬ ‫ِك ُكنتُم ِّمن َقب ُ‬ ‫ِير ٌة َك َذل َ‬ ‫الد ْن َيا َفعِن َد اللِهّ َمغَا ِن ُم َكث َ‬ ‫ض الْ َح َيا ِة ُّ‬ ‫ون َع َر َ‬ ‫ال َم لَ ْس َت ُم ْؤ ِم ًنا َت ْب َت ُغ َ‬ ‫ال َت ُقولُواْ لِ َم ْن أَلْ َقى إِلَ ْي ُك ُم َّ‬
‫الس َ‬ ‫َف َت َبيَّنُواْ َو َ‬
‫يرا(‪.)94‬‬ ‫ون َخِب ً‬ ‫ان ِب َما َت ْع َملُ َ‬ ‫اللَهّ َك َ‬
‫·‪        ‬خطورة المنافقين‪ :‬تنتقل اآليات في ربع كامل‪  ‬للتنبيه إلى خطورة المنافقين ألن أكثر ما يعيق اتمام العدل هو انتشار المنافقين‬
‫ض‬ ‫َ‬
‫ض َقالْ َوا أل ْم تك ْن أ ْر ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫ِين فِي َ‬ ‫ض َعف َ‬ ‫ِين َت َو َّفا ُه ُم الْ َمآل ِئ َك ُة َظالِمِي أَ ْن ُف ِس ِه ْم َقالُواْ فِي َم ُكنتُ ْم َقالُواْ ُكنَّا ُم ْس َت ْ‬ ‫·‪        ‬توصيات لألقليات المستضعفة‪( :‬إِ َّن الَّذ َ‬
‫‪L‬ة َو َ‬
‫ال‬ ‫ون ِحيلَ‪ً L‬‬ ‫ال َي ْس‪َ LL‬ت ِطي ُع َ‬ ‫َان َ‬ ‫ال َوالنِّ َساء َوالْ ِولْد ِ‬ ‫الر َج ِ‬ ‫ِن ِّ‬ ‫ِين م َ‬ ‫ض َعف َ‬ ‫ال الْ ُم ْس َت ْ‬ ‫يرا(‪ )97‬إِ َّ‬ ‫ص ً‬ ‫اءت َم ِ‬ ‫ِك َم ْأ َوا ُه ْم َج َهنَّ ُم َو َس ْ‬ ‫اج ُرواْ فِي َها َفأُ ْولَـئ َ‬ ‫اس َع ًة َفتُ َه ِ‬ ‫اللِهّ َو ِ‬
‫ال(‪.)98‬‬ ‫ُون َس ِبي ً‬ ‫َي ْه َتد َ‬
‫ِن‬ ‫ْ‬
‫ص ُروا م َ‬ ‫ْ‬
‫َاح أن َتق ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْس َعل ْيك ْم ُجن ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض فلي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َر ْبت ْم فِي األ ْر ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فشرع قصر الصالة ( َوإِذا َ‬ ‫·‪        ‬رحمة اهلل تعالى بعباده‪ :‬ومنها رحمته بنا حتى في الصالة ّ‬
‫ال َة َفلْ َت ُق ْم َطآ ِئ َفةٌ‬ ‫َ‬ ‫ال ِة إِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَن َي ْف ِت َن ُك ُم الَّذ َ‬
‫الص َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُوا ُّم ِبينا(‪ ،))101‬وصالة الخوف ( َوإِذا كنت فِي ِه ْم فأق ْمت ل ُه ُم َّ‬ ‫ً‬ ‫ين َكانُواْ لَ ُك ْم َعد ًّ‬ ‫ِر َ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ إِ َّن الْ َكاف ِ‬ ‫الص َ‬‫َّ‬
‫ِح َت ُه ْم َو َّد الَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫س‪LL‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫م‬
‫َ ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫ذ‬‫ْ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫وا‬ ‫ذ‬‫ُ‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫و‬
‫ََ َ َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫وا‬ ‫ُّ‬
‫ل‬ ‫ُص‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫وا‬ ‫ُّ‬
‫ل‬ ‫ُص‬ ‫ي‬
‫َ ْ َ‬ ‫م‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫خ‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ة‬‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫آ‬ ‫ط‬‫َ‬ ‫ت‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬
‫ََ ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫آ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫و‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫ُوا‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬
‫َ ْ ِ ََ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ِح‬ ‫ل‬ ‫س‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫وا‬ ‫ُ‬
‫ذ‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫أ‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫َ‬
‫ِّم ْن ُ َ َ َ‬
‫ع‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬
‫ِح َتك ْم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض ُعوا أ ْسل َ‬ ‫ضى أن َت َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ان ِبك ْم أذى ِّمن َّم َط ٍر أ ْو كنتُم َّم ْر َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َاح َعلَ ْيك ْم إِن َك َ‬‫ُ‬ ‫ال ُجن َ‬ ‫اح َد ًة َو َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ون َعلَ ْيكم َّم ْيلَة َو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِح ِتك ْم َوأ ْم ِت َع ِتك ْم َف َيمِيل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ون َع ْن أ ْسل َ‬ ‫َك َف ُرواْ لَ ْو َت ْغ ُفلُ َ‬
‫ين َع َذابًا ُّم ِهي ًنا(‪.))102‬‬ ‫ِر َ‬ ‫َو ُخ ُذواْ ِح ْذ َر ُك ْم إِ َّن اللَهّ أَ َع َّد لِلْ َكاف ِ‬
‫اس‬ ‫ْن النَّ ِ‬ ‫اب ِبالْ َح ِّق لَِت ْح ُك َم َبي َ‬ ‫ْك الْ ِك َت َ‬ ‫نزلْنَا إِلَي َ‬ ‫·‪        ‬العدل مع األقليات المسلمة التي تعيش مع المسلمين‪ :‬فالعدل واجب للمسلمين وغيرهم ايضًا (إِنَّا أَ َ‬
‫ال أن ُف َس ‪ُ L‬ه ْم َو َما‬ ‫َ‬ ‫ون إِ ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ُض ‪L‬ل َ‬ ‫وك َو َما ي ِ‬ ‫ُضل َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْك َو َر ْح َمتُ ُه لَ َه َّمت َّطآ ِئ َف ٌة ُّم ْن ُه ْم أَن ي ِ‬ ‫ض ُل اللِهّ َعلَي َ‬ ‫ال َف ْ‬ ‫(ولَ ْو َ‬ ‫صي ًما(‪ L ))105‬و َ‬ ‫ِين َخ ِ‬ ‫ال َت ُكن لِّلْ َخآ ِئن َ‬ ‫اك اللُهّ َو َ‬ ‫ِب َما أَ َر َ‬
‫ْك َع ِظي ًما(‪.))113‬‬ ‫ض ُل اللِهّ َعلَي َ‬ ‫ان َف ْ‬ ‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َو َعلَّ َم َك َما لَ ْم َت ُك ْن َت ْعلَ ُم َو َك َ‬ ‫ْك الْ ِك َت َ‬ ‫نز َل اللُهّ َعلَي َ‬ ‫َك مِن َش ْي ٍء َوأَ َ‬ ‫ض ُّرون َ‬ ‫َي ُ‬
‫يرا َفاللُهّ أَ ْولَى ِب ِه َما َف َ‬
‫ال‬ ‫ْ ً‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ًّا‬‫ِي‬‫ن‬‫غ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ين‬ ‫ب‬
‫ْ ِ َ َ ِ َ َِ َ ِ َ‬‫ر‬ ‫ق‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫األ‬ ‫و‬ ‫ْن‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ِ‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫ن‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫و‬
‫َ ْ َ‬‫َ‬‫ل‬‫و‬ ‫ِهّ‬‫ل‬‫ِ‬‫ل‬ ‫َاء‬ ‫د‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ش‬‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ِ‬ ‫ِس‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫َّ َ ِ ْ‬ ‫ب‬ ‫ِين‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫و‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫آ‬
‫َ َ‬ ‫ِين‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫أ‬
‫َ ُّ َ‬ ‫ا‬ ‫ي‬‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫بالعدل‬ ‫تذكرة‬
‫يرا (‪.))135‬‬ ‫ون َخِب ً‬ ‫ان ِب َما َت ْع َملُ َ‬ ‫ضواْ َف ِإ َّن اللَهّ َك َ‬ ‫َتتَّ ِب ُعواْ الْ َه َوى أَن َت ْعدِلُواْ َوإِن َتلْ ُوواْ أَ ْو تُ ْع ِر ُ‬
‫ومن لطائف هذه السورة الكريمة أن أكثر آياتها ختمت بأسماء اهلل الحسنى (عليم‪ ،‬حكيم‪،‬أو من صفات القدرة والرحمة والمغفرة) وقد ورد ‪ 42‬اسمًا من‬
‫‪L‬دل‪.‬‬ ‫هذه األسماء في آيات السورة مما يشدد على أهمية العدل والرحمة في سورة النساء آلن العلم والقدرة والحكمة والمغفرة والرحمة هي من دالئل الع‪L‬‬
‫فسبحان اهلل العدل الحكيم الرحيم الغفور‪.‬‬
‫***من اللمسات البيانية فى سورة النساء***‬
‫آية (‪:)1‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في استخدام كلمة (هللا) و(الربّ ) في اآليتين‪( :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وذروا= ما بقي من الرب==ا) س==ورة البق==رة‬
‫وقوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم) سورة النساء؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الرب فتأتي بصفة المالك‬
‫لفظ الجاللة اهلل هو اللفظ العا ّم هلل تعالى ويُذكر هذا اللفظ دائمًا في مقام التخويف الشديد وفي مقام التكليف والتهديد‪ .‬أما كلمة ّ‬
‫ّ‬
‫المتفضل عليهم والذي أنشأهم‬ ‫والسيّد والمربي والهادي والمشد والمعلم وتأتي عند ذكر فضل اهلل على الناس جميعًا مؤمنين وغير مؤمنين فهو سبحانه‬
‫وأوجدهم من عدم وأنعم عليهم‪ .‬والخطاب في اآلية الثانية للناس جميعًا وهو سبحانه يذكر النعمة عليهم بأن خلقهم والذين من قبلهم‪ ،‬ولذا جاءت كلمة‬
‫(رب)‪.‬‬
‫(ربكم) بمعنى الربوبية ‪ .‬وعادة عندما تذكر الهداية في القرآن الكريم تأتي معها لفظ الربوبية ّ‬
‫ث ِم ْنهُ َما ِر َج==االً َكثِ==يرًا َونِ َس==اء (‪ )1‬النس==اء) وفي‬ ‫ق ِم ْنهَا َزوْ َجهَا= َوبَ َّ‬
‫اح== َد ٍة َو َخلَ== َ‬
‫س َو ِ‬ ‫*(يَا َأيُّهَا النَّاسُ اتَّقُ ْ‬
‫==وا َربَّ ُك ُم الَّ ِذي خَ لَقَ ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ‬
‫اح َد ٍة ثُ َّم َج َع== َل‬ ‫اح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْنهَا َزوْ َجهَا لِيَ ْس ُكنَ ِإلَ ْيهَا (‪ ))189‬وفي الزمر (خَ لَقَ ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ‬
‫س َو ِ‬ ‫األعراف قال (هُ َو الَّ ِذي َخلَقَ ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ‬
‫س َو ِ‬
‫ِم ْنهَا َزوْ َجهَا= (‪ ))6‬فما اللمسة البيانية في االختالف بين اآليات؟ وما الفرق بين الخلق والجعل؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى= ‪:‬‬
‫الجعل في الغالب حالة بعد الخلق فالخلق أقدم وأسبق‪ .‬جعل الزرع حطامًا ليست مثل خلق الزرع حطامًا‪ .‬جعل بمعنى صيّر‪ ،‬هو خلقه ثم جعله ( َو َج َع َل‬
‫اس إِ َما ًما (‪ )124‬البقرة)‬ ‫اعلُ َك لِلنَّ ِ‬ ‫ير (‪ )60‬المائدة) ال يعني خلقهم وإنما يعني صيّرهم‪ .‬إذن في الغالب الجعل بعد الخلق ( َق َ‬
‫ال إِنِّي َج ِ‬ ‫َاز َ‬ ‫ِر َد َة َوالْ َخن ِ‬ ‫ِم ْن ُه ُم الْق َ‬
‫اس اتَّ ُقواْ َر َّب ُك ُم الَّذِي‬‫صيّره إمامًا وليس خلقه إمامًا‪ .‬إذن هذا األمر العام ولذلك كل (جعل زوجها) بعد الخلق‪ ،‬نالحظ في سورة النساء قال ( َيا أَُّي َها النَّ ُ‬
‫اح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْن َها‬‫س َو ِ‬ ‫ِساء (‪ ))1‬هذا في آدم وحواء‪ ،‬هذا خلق‪ُ ( .‬ه َو الَّذِي َخلَ َق ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ‬ ‫ِيرا َون َ‬‫ال َكث ً‬‫اح َد ٍة َو َخلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها َو َب َّث ِم ْن ُه َما ِر َجا ً‬ ‫س َو ِ‬ ‫َخلَ َق ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ‬
‫صالِحًا‬ ‫اه َما َ‬ ‫ين (‪َ )189‬فلَ َّما آ َت ُ‬ ‫ِر َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫صالِحًا ل َنكون َّ‬ ‫َّع َوا اللَهّ َربَّ ُه َما لَئ ْ‬
‫ِن آ َت ْي َتنَا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫اها َح َملَ ْت َح ْمال َخفِي ًفا َف َم َّر ْت ِب ِه َفلَ َّما أث َقلَت د َ‬ ‫َز ْو َج َها لَِي ْس ُك َن إِلَ ْي َها َفلَ َّما َتغَش َ‬
‫َّ‬
‫ِن الشاك ِ‬ ‫َن م َ‬
‫ون (‪ )190‬األعراف) هذه ليس آدم وحواء وإنما بعد‪ ،‬ذاك خلق وهذا جعل‪ ،‬جعل هذه زوج هذه‪ .‬في‬ ‫ُش ِر ُك َ‬ ‫اه َما َف َت َعالَى اللُهّ َع َّما ي ْ‬ ‫ال لَ ُه ُش َر َكاء فِي َما آ َت ُ‬ ‫َج َع َ‬
‫ات‬ ‫ون أُ َّم َها ِت ُك ْم َخلْ ًقا مِن َب ْع ِد َخلْ ٍق فِي ُظلُ َم ٍ‬ ‫ُط ِ‬ ‫نز َل لَ ُكم ِّم ْن الْأَ ْن َعام َث َما ِن َي َة أَ ْز َواج َي ْخلُُق ُك ْم فِي ب ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اح َد ٍة ثُ َّم َج َع َل ِم ْن َها َز ْو َج َها َوأَ َ‬
‫س َو ِ‬ ‫(خلَ َق ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ‬‫سورة الزمر قال َ‬
‫(خلَ َق ِم ْن َها‬
‫ون (‪ ))6‬خلقكم من نفس واحدة آدم وهذا األصل لكن جعل زوجة جعل فالن زوج فالن‪َ ،‬‬ ‫ص َر ُف َ‬ ‫اث َذلِ ُك ُم اللَّ ُه َربُّ ُك ْم لَ ُه الْ ُملْ ُك لَا إِلَ َه إِلَّا ُه َو َفأَنَّى تُ ْ‬
‫َثلَ ٍ‬
‫(خلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها) ولما ذكر الذرية قال (جعل منها زوجها)‪.‬‬ ‫َز ْو َج َها) يقصد حواء و (جعل منها زوجها) الكالم عن الذرية فلما ذكر حواء قال َ‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫اح َد ٍة َو َج َع َل‬ ‫(ه َو الَّذِي َخلََق ُك ْم م ْ‬
‫ِن َن ْف ٍ‬
‫س َو ِ‬ ‫اح َد ٍة َو َخلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها (‪ )1‬النساء) وفي األعراف ُ‬ ‫ِن َن ْف ٍ‬
‫س َو ِ‬ ‫قال تعالى ( َيا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫اس اتَّ ُقوا َربَّ ُك ُم الَّذِي َخلََق ُك ْم م ْ‬
‫اح َد ٍة ثُ َّم َج َع َل ِم ْن َها َز ْو َج َها (‪ )6‬الزمر) أضاف ثم بدل الواو‪ ،‬حينئ ٍذ واضحة‬ ‫س َو ِ‬ ‫ِن َن ْف ٍ‬‫(خلَ َق ُك ْم م ْ‬
‫ِم ْن َها َز ْو َج َها لَِي ْس ُك َن إِلَ ْي َها (‪ )189‬األعراف)‪ ،‬في الزمر قال َ‬
‫(و َخلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها) خلق‬
‫خلق الخلق من شيء آخر الخلق غير اإلبداع خلقت شيء من شيء خلقكم من طين وليس من عدم فهو خلق حواء من آدم إذًا َ‬
‫حواء من آدم وآدم خلقه من الطين‪ ،‬طيب ثم قال ( َو َج َع َل ِم ْن َها َز ْو َج َها) هو خلق حواء لكن حواء ممكن تصبح خادمة أو جارية قال لك ال جعلتها زوجة‬
‫فالجعل تغيير الوظيفة‪ .‬إذًا بعد أن خلقها جعل وظيفتها أنها زوجه ثم قال (ثُ َّم َج َع َل ِم ْن َها َز ْو َج َها) وقطعًا ثم دليل على التراخي واضح جدًا‪ .‬إذًا هذا الفرق‬
‫بين خلق وبين جعل‪.‬‬
‫آية (‪:)2‬‬
‫* ما الفرق بين تبدل وتتبدل ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫وتتنزل‪ ،‬تبدّل وتتبدّل) وهذا الحذف في عموم القرآن وحيث ورد‬ ‫ّ‬ ‫نالحظ في القرآن كله وليس فقط في هذه اآلية الحذف كما جاء في القرآن مثل ّ‬
‫(تنزل‬
‫مثل هذا التعبير في القرآن سواء في الفعل أو غيره يكون ألحد أمرين‪:‬‬
‫‪      .1‬للداللة على أن الحدث ّ‬
‫أقل‪.‬‬
‫‪      .2‬أن يكون في مقام اإليجاز‪.‬‬
‫اج َولَ ْو أَ ْع َج َب َك ُح ْسنُ ُه َّن إِلَّا َما َملَ َك ْت َيمِينُ َك َو َك َ‬
‫ان اللَّ ُه َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َرقِيبًا (‪)52‬‬ ‫َ ٍ‬‫و‬ ‫ز‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫م‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ِِ‬ ‫َ‬
‫َّل‬‫د‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن‬‫م‬ ‫ء‬
‫ُ‬ ‫كذلك قوله تعالى (لَا َي ِح ُّل لَ َك النِّ َسا‬
‫(وآَتُوا الْ َي َتا َمى‬
‫األحزاب) وهذا خطاب للرسول صلى اهلل عليه وسلم وهي حالة خاصة به ‪ ‬والحكم مقصور عليه ‪ ‬فقال (تبدّل) أما في قوله تعالى َ‬
‫يرا (‪ )2‬النساء) فهذه حالة عامة وحكم عام مستمر إلى يوم القيامة‬ ‫ان ُحوبًا َك ِب ً‬ ‫ِّب َولَا َت ْأ ُكلُوا أَ ْم َوالَ ُه ْم إِلَى أَ ْم َوالِ ُك ْم إِنَّ ُه َك َ‬
‫الطي ِ‬‫يث ِب َّ‬ ‫أَ ْم َوالَ ُه ْم َولَا َت َت َبدَّلُوا الْ َخ ِب َ‬
‫فالحكم كثير ومتصل وهي آية عامة لكل المسلمين وهذا التبدّل هو لعموم المسلمين وليس مقصورًا على أحد معين وإنما هو مستمر إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫‪L‬‬
‫‪( L‬تتبدلوا)‪.‬‬ ‫‪ L‬الصيغة الممتدة‬ ‫لذا أعطى الحدث الصغير الصيغة القصيرة (تبدّل) وأعطى الحدث الممتد‬
‫يث بِالطَّيِّ ِ‬
‫ب)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫(واَل تَتَبَ َّدلُوا= ْالخَ بِ َ‬
‫* ما داللة قوله تعالى َ‬
‫السؤال كان لماذا جاءت الخبيث بالطيب ولم تأتي الطيب بالخبيث؟ فنقول أن هناك قاعدة تقول أن الباء تكون مع المتروك كما في قوله تعالى (أُولَئ َ‬
‫ِك‬
‫ارتُ ُه ْم َو َما َكانُوا ُم ْه َتد َ‬
‫ِين (‪ )16‬البقرة)‪.‬‬
‫‪L‬‬ ‫الضلَالَ َة ِبالْ ُهدَى َف َما َرِب َح ْت ت َ‬
‫ِج َ‬ ‫اش َت َر ُوا َّ‬ ‫الَّذ َ‬
‫ِين ْ‬
‫*( َوالَ تَْأ ُكلُ ْ‬
‫وا َأ ْم َوالَهُ ْم ِإلَى َأ ْم َوالِ ُك ْم (‪ )2‬النساء) حقيقة األكل أن تتناول طعاما ً فتدخله في جوفك= فكيف= أتى النهي عن أكل المال؟ وهل‬
‫يستطيع اإلنسان أن يأكل الدراهم؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫نهي المؤمن عن أكل مال اليتيم ولم يأت النهي عن األخذ ألن األكل هو أشد داللة وأقوى تعبيرًا من حالة األخذ فهذه الكلمة (تأكلوا) توحي بأن الشخص‬
‫ُ‬
‫قد أحرز ما أكله في داخل جسده وعندها ال مطمع في إرجاعه وال دليل على أنه أخذ هذا المال‪.‬‬
‫آية (‪:)3‬‬
‫ع فَ=ِإ ْن ِخ ْفتُ ْم َأاَّل تَ ْع= ِدلُوا‬ ‫=اب لَ ُك ْم ِمنَ النِّ َس=ا ِء َم ْثنَى َوثُاَل َ‬
‫ث َو ُربَ=ا َ=‬ ‫(وِإ ْن ِخ ْفتُ ْم َأاَّل تُ ْق ِس=طُوا فِي ْاليَتَ=ا َمى فَ==ا ْن ِكحُوا َما طَ َ‬
‫* في س=ورة النس==اء َ‬
‫ك ْدنَى تَعُولوا (‪ ))3‬فما الفرق بين ال تقسطوا وال تعدلوا؟(د‪.‬حسام= النعيمى)‬ ‫ُ‬ ‫اَّل‬‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫ت َأ ْي َمانُ ُك ْم َذلِ َ‬
‫فَ َوا ِح َدةً َأوْ َما َملَ َك ْ‬
‫ِك أَ ْدنَى أَلَّا‬
‫اح َد ًة أَ ْو َما َملَ َك ْت أَ ْي َمانُ ُك ْم َذل َ‬
‫اع َفِإ ْن ِخ ْفتُ ْم أَلَّا َت ْعدِلُوا َف َو ِ‬ ‫ِن النِّ َسا ِء َم ْثنَى َوثُلَ َ‬
‫اث َو ُر َب َ‬ ‫اب لَ ُك ْم م َ‬ ‫اآلية ( َوإِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَلَّا تُ ْق ِس ُطوا فِي الْ َي َتا َمى َفا ْنك ُ‬
‫ِحوا َما َط َ‬
‫يقسط َق ْسطًا مثل ضرب يضرب ضربًا‪ .‬فعندنا القسط‬ ‫يقسط ُقسوطًا مثل جلس يجلس جلوسًا و َق َسط ِ‬ ‫َت ُعولُوا) عندنا الفعل َق َس َط هو يأتي من بابين‪َ :‬ق َسط ِ‬
‫والقسوط بمعنى الظلم والجور‪ ،‬هذا َق َسط‪.‬‬
‫لما تدخل عليه الهمزة‪ ،‬عندنا الهمزة تدخل من معانيها السلب‪ ،‬يقولون من‪ :‬شكى زي ٌد وجعًا فتقول أشكاه الطبيب يعني أزال شكايته‪ .‬ومنه أيضًا أعجم‬
‫الحرف بمعنى نقطه بمعنى أزال عجمته‪ ،‬السلب واإلزالة‪ .‬ومنه يقولون‪ :‬أقذيت عين الصبي يعني أزلت القذى من عينه‪ .‬فالهمزة تزاد أحيانًا لمعنى‬
‫السلب‪ .‬فلما تقول أقسط بمعنى أزال أو سلب الجور والظلم‪ ،‬وهذا الفرق بين قسط وأقسط‪ .‬قسط جار أو ظلم وأقسط أزال الجور وأزال الظلم‪ ،‬تحول عن‬
‫الظلم‪ .‬لكن عندنا القِسط بكسر القاف للعدل ألن فيه معنى التحول فصارت كلمة القِسط للعدل وليس للجور؟ ال َقسط بفتح القاف مصدره قسط‪ ،‬الظلم‬
‫والقسوط مصدر ثاني ألنه يأتي من بابين‪ .‬أما القِسط بالكسر فهو العدل ضد الجور بمعنى المساواة‪.‬‬
‫ُر أي الحنطة بضم الباء وال ِبر بكسر الباء أي اإلحسان فال غرابة أن‬ ‫هنا لم يأت بالقِسط بالكسر وال غرابة مثلما عندنا كلمة ال َب ّر ضد البحر بفتح الباء والب ّ‬
‫تأتي لفظة مغايرة لمعنى لفظة أخرى بتغير حركة واحدة وهذه من سمات العربية‪ .‬فإذن اإلقساط هو عدم الجور‪ .‬لكن ننظر عدم الجور أن ال تكون ظالمًا‬
‫مع من استعملت؟ ( َوإِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَلَّا تُ ْق ِس ُطوا فِي الْ َي َتا َمى) اليتيمة حينما تكون في حجر رجل مسؤول عنها‪ ،‬يتوالها‪ ،‬كأنما يصونها كأن يكون من أقارب هذه‬
‫‪ L‬يموت أبوها فتنقل إلى داره يكون وصيًا عليها فلما يكون وصيًا عليها وعلى أموالها أحيانًا إذا تزوجها قد يظلمها في صداقها يعني ال يعطيها‬ ‫اليتيمة‪،‬‬
‫الصداق الكافي الذي تستحقه فيقول اهلل عز وجل للمؤمنين إذا داخلكم شك خشيتم أن ال تكونوا عادلين مع اليتيمة وخشيتم أن ال تزيلوا عنها الظلم فتحولوا‬
‫‪ L‬النه‬ ‫اع) وقطعًا اإلنسان إذا كان عنده أكثر من يتيمة‬ ‫ِن النِّ َسا ِء َم ْثنَى َوثُلَ َ‬
‫اث َو ُر َب َ‬ ‫اب لَ ُك ْم م َ‬
‫ِحوا َما َط َ‬ ‫إلى سائر النساء ( َوإِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَلَّا تُ ْق ِس ُطوا فِي الْ َي َتا َمى َفا ْنك ُ‬
‫‪ L‬ال يستطيع أن يتزوج اليتيمتين ألنهما أختان ألنه ال يجوز الجمع بين األختين‪ .‬فمعناه ال يوجد هناك أكثر من واحدة‪ ،‬قد يفكر‬ ‫إذا كان عنده يتيمتين‬
‫بالزواج من واحدة لكن قد ال يعدل باتجاهها‪ ،‬قد ال يزيل عنها الظلم‪ ،‬قد يظلمها‪ ،‬فإذن الظلم متوجه إلى واحدة وليس إلى متعدد فاستعمل كلمة اإلقساط‬
‫‪ L‬معرضة للظلم‪ ،‬كل يتيمة عند إنسان‪ .‬هذه اليتيمة المعرضة للظلم إن‬ ‫( َوإِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَلَّا تُ ْق ِس ُطوا فِي الْ َي َتا َمى) كأنهن في موضع معرضات للظلم‪ ،‬كل يتيمة‬
‫‪ L‬وتح ّول إلى سائر النساء ( َوإِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَلَّا‬
‫كنت تخشى أن ال تزيل عنها الظلم إذا تزوجتها أن توقعها في الظلم إذا تزوجتها عند ذلك ال تتزوج هذه اليتيمة‬
‫ِن النِّ َسا ِء) يعني من النساء األخريات وليس ممن في أيديكم من اليتيمات (مثنى وثالث ورباع) كل منكم يتزوج‬ ‫اب لَ ُك ْم م َ‬
‫ِحوا َما َط َ‬ ‫تُ ْق ِس ُطوا فِي الْ َي َتا َمى َفا ْنك ُ‬
‫ِك أَ ْدنَى أَلَّا َت ُعولُوا) هنا بإمكانه لما ذكر مثنى وثالث ورباع ستكون لديه أكثر من‬ ‫اح َد ًة أَ ْو َما َملَ َك ْت أَ ْي َمانُ ُك ْم َذل َ‬
‫اثنين‪ ،‬ثالث‪ ،‬أربع‪َ ( .‬فِإ ْن ِخ ْفتُ ْم أَلَّا َت ْعدِلُوا َف َو ِ‬
‫امرأة بخالف مع اليتيمة ال تكون إال واحدة هناك قال إن خفتم أن ال تزيل عنها الظلم وإن خفتم أال تقسطوا‪ .‬هنا قال (ذلك أدنى أال تعولوا) العدل فيه‬
‫معنى المساواة والمعادلة‪ ،‬وتذكر كبار السن أنهم كانوا يضعون على الدابة ما يسمى بالعدلين عبارة عن كيسين في كل جانب كيس يضع فيه حاجياته‬
‫ويحاول أن يعادل بينهما حتى ال يميل العِدل‪ .‬فمع النساء المفروض كأنه أكثر من واحدة فيجب أن يكون هناك معادلة وليس إزالة ظلم عن واحدة وإنما‬
‫ال تساوي بينهما‪ ،‬ولما يتحدث عن اليتيمة استعمل إزالة‬ ‫فيه معنى التعادل‪ .‬فلما تحدث عن التعدد إستعمل المعادلة‪ ،‬العدل من ِعدلي الدابة‪ ،‬تكون عاد ً‬
‫الظلم (القسط) (فإن خفتم أال تقسطوا)‪( .‬فإن خفتم أال تعدلوا) في النسوة المتعددات فواحدة‪ .‬لما يكون عندك خشية تكتفي بواحدة‪( .‬أو ما ملكت أيمانكم‬
‫ذلك أدنى أال تعولوا) تعولوا هنا بمعنى ال تعتدوا أي أن ال تتجاوزوا الحق‪ .‬ال َع ْول هنا بمعنى العدوان‪ ،‬ذلك أدنى أن ال تعولوا أي أن ال تعتدوا من‬
‫العدوان وليس من اإلعالة (عال فالن بمعنى ظلم وليس بمعنى تك ّفل) وهذا مستعمل في بعض اللهجات العامية عندنا مثل يقولون أوالد واحدة معينة دائمًا‬
‫يكونون معتدين فحيثما وجدت خصومة يقول الناس أوالد فالنة عايلين سواء كانوا موجودين أو غير موجودين‪ .‬عايل أي ظالم أو معتدي (أدنى أال‬
‫تعولوا) أن ال تعتدوا في عدم المساواة بين النسوة‪.‬‬
‫اب لَ ُكم ِّمنَ النِّ َساء (‪))3‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫* ما داللة استخدام= (ما) وليس (من) في سورة النساء (فَان ِكح ْ=‬
‫ُوا َما طَ َ‬
‫(من) لذات من يعقل‪ ،‬للذات‪ ،‬من هذا؟ هذا فالن‪ ،‬من أبوك؟ أبي فالن‪ ،‬من أنت؟ أنا فالن‪ .‬إذن (من) لذات العاقل سواء كانت إسم استفهام أم شرط أم‬
‫نكرة موصوفة أم إسم موصول‪( .‬ما) تستعمل للسؤال عن ذات غير العاقل مثل ما هذا؟ هذا حصان‪ ،‬ما تأكل؟ آكل كذا‪ .‬وتستعمل لصفات العقالء‪ ،‬الذات‬
‫أي الشخص الكيان‪( .‬ما) تستخدم لذات غير العاقل ولصفات العقالء‪ .‬لذات غير العاقل مثل الطعام (أشرب ما تشرب) هذه ذات وصفات العقالء مثل‬
‫اب لَ ُكم ِّم َن النِّ َساء (‪ )3‬النساء) عاقل‪ ،‬صفة‪ ،‬أي انكحوا الطيّب من النساء‪( .‬ما)‬ ‫ِحواْ َما َط َ‬ ‫تقول من هذا؟ تقول خالد‪ ،‬ما هو؟ تقول تاجر‪ ،‬شاعر‪َ ( .‬فانك ُ‬
‫اها (‪ )7‬الشمس) الذي سواها هو اهلل‪ .‬مهما كان معنى (ما) سواء‬ ‫س َو َما َس َّو َ‬ ‫تستخدم لذات غير العاقل وصفاتهم (ما لونه؟ أسود) ولصفات العقالء ( َو َن ْف ٍ‬
‫الذ َك َر َوالْأُن َثى (‪ )3‬الليل) من الخالِق؟ اهلل هو الخالق‪ .‬إذن (ما) قد تكون لصفات العقالء ثم قد تكون للسؤال‬ ‫كانت الذي أو غيره هذه داللتها ( َو َما َخلَ َق َّ‬
‫ِين (‪ )23‬الشعراء) يتساءل عن الحقيقة‪ .‬وقد يؤتى‬ ‫ْ‬
‫الر ْح َم ُن (‪ )60‬الفرقان) يسألون عن حقيقته‪ ،‬فرعون قال ( َو َما َر ُّب ال َعالَم َ‬ ‫عن حقيقة الشيء ( َقالُوا َو َما َّ‬
‫اب الْ َيم ِ‬
‫ِين (‪ )27‬الواقعة) تفخيم‬ ‫ِين َما أَ ْ‬
‫ص َح ُ‬ ‫اب الْ َيم ِ‬
‫ص َح ُ‬ ‫(وأَ ْ‬
‫ار َع ُة (‪ )3‬القارعة) َ‬ ‫اك َما الْ َق ِ‬
‫ْر َ‬‫ار َع ُة (‪َ )2‬و َما أَد َ‬
‫ار َع ُة (‪َ )1‬ما الْ َق ِ‬
‫بها للتفخيم والتعظيم (الْ َق ِ‬
‫‪ L‬وطود منيب‪ .‬فالن ما فالن؟ يؤتى بها للتفخيم‬ ‫وتعظيم سواء كان فيما هو مخوف أو فيما هو خير‪ ،‬عائشة قالت أبي وما أبي؟ ذلك واهلل فرع مديد‬
‫ال (‪ )41‬الواقعة) ماذا تعرف عن حقيقتهم؟ التعظيم‬ ‫اب ِّ‬
‫الش َ ِ‬
‫م‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ال َما أَ ْ‬ ‫اب ِّ‬
‫الش َم ِ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ِين (‪ )27‬الواقعة) ( َوأَ ْ‬ ‫اب الْ َيم ِ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ِين َما أَ ْ‬
‫اب الْ َيم ِ‬
‫ص َح ُ‬‫(وأَ ْ‬
‫والتعظيم َ‬
‫يكون في الخير أو في السوء أو ما يصيبه من السوء‪ ،‬قال ربنا عذاب عظيم وقال فوز عظيم قال عظيم للعذاب والفوز‪ .‬النُحاة ذكروا هذه المعاني لـ‬
‫(ما) في كتب النحو والبالغة‪.‬‬
‫اب لَ ُكم ِّمنَ النِّ َساء َم ْثنَى َوثُالَ َ‬
‫ث َو ُربَا َع (‪ )3‬النساء) ما ال==ذي تض==منته ال==واو هنا وما معناها وهل هن==اك لمسة بيانية‬ ‫ط َ‬ ‫* (فَان ِكح ْ‬
‫ُوا َما َ‬
‫بحيث لو جمعناها تص==بح تس==عة وهي ع==دد زوج==ات الرس==ول علم =ا ً أنه ال يج==وز= للرجل أن يجمع أك==ثر من أربع نس==اء؟(د‪.‬فاضل‬
‫السامرائى)‬
‫‪ L‬يعني مكرر‪ ،‬وثُالث في اللغة معناها ثالث‬ ‫اب لَ ُكم ِّم َن النِّ َساء َم ْثنَى َوثُ َ‬
‫ال َث َو ُر َب َ‬
‫اع (‪ )3‬النساء) مثنى معناها اثنتين اثنتين‬ ‫ِحواْ َما َط َ‬
‫اآلية الكريمة ( َفانك ُ‬
‫ثالث وليس معناها ثالثة ورباع معناها أربع أربع ليس معناها أربعة‪ .‬حتى تتوضح المسألة ما معنى مثنى وثالث ورباع؟ فرق في اللغة لما تقول‬
‫لجماعة خذوا كتابين يعني كلهم يشتركون في كتابين ولما تقول خذوا كتابين كتابين يعني كل واحد يأخذ كتابين‪ ،‬خذوا ثالثة كتب كلهم يشتركون في ثالثة‬
‫‪ L‬ثالثة ثالثة‪ ،‬أو‬ ‫‪ L‬ال يصلح فكيف يتزوج الناس كلهم اثنتين؟ اثنتين اثنتين‪،‬‬ ‫كتب‪ ،‬خذوا ثالثة ثالثة يعني كل واحد يأخذ ثالثة‪ .‬هذا معنى مثنى ولو قال اثنتين‬
‫‪ L‬إن‬‫‪ L‬اثنتين أو ثالث ثالث أو أربع أربع فإن لم تعدلوا فواحدة إذن أقصى شيء مذكور أربع‪ .‬إما أن يكونوا اثنتين اثنتين‬ ‫أربعة أربعة‪ ،‬إذن اإلباحة اثنتين‬
‫‪ L‬اثنتين أو ثالث ثالث أو أربع أربع‪.‬‬ ‫‪ L‬إما اثنتين‬ ‫شاء الناس أو ثالثة ثالثة أو أربعة أربعة إذن الحد األعلى سيكون أربعة فقط وليس تسعة ال يجمع األعداد‪،‬‬
‫سائرهن‪ .‬إذن أقصى شيء أربعة‪ .‬استخدم‬ ‫ّ‬ ‫الرسول ‪ ‬يحددها ما روي أن غيالن أحد الصحابة أسلم وتحته عشر نسوة فقال له ‪ ‬أمسك أربعة وفارق‬
‫صيغة مثنى وثالث ورباع ألنه ال يصح أن يقول فانكحوا اثنتين ألنها تعني أن كلهم يشتركون في اثنتين كما قلنا خذوا كتابين يعني كلهم يشتركون في‬
‫كتابين مهما كان العدد‪ ،‬هذه هي الصيغة الصحيحة ال يمكن أن يقول انكحوا ثالثة أي يشتركون في ثالثة وإنما ثالث أي كل واحد يأخذ ثالثة وال يصح‬
‫اع ِل‬
‫ض َج ِ‬‫ات َوالْأَ ْر ِ‬
‫او ِ‬
‫الس َم َ‬ ‫وال يمكن في اللغة أن يقول اثنتين وثالثة وأربعة ال يصح وال يجوز في اللغة ألنها تعني أنهم كلهم يشتركون‪( .‬الْ َح ْم ُد لِلَّ ِه َف ِ‬
‫اط ِر َّ‬
‫اع ِل الْ َملَا ِئ َك ِة ُر ُسلًا‬ ‫ات َوالْأَ ْر ِ‬
‫ض َج ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫ِيرالْ َح ْم ُد لِلَّ ِه َف ِ‬
‫اط ِر َّ‬ ‫اع َي ِزي ُد فِي الْ َخلْ ِق َما َي َشاء إِ َّن اللَّ َه َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬ ‫الْ َملَا ِئ َك ِة ُر ُسلًا أُولِي أَ ْجن َ‬
‫ِح ٍة َّم ْثنَى َوثُلَ َ‬
‫اث َو ُر َب َ‬
‫ِير (‪ )1‬فاطر) يعني قسم له اثنين اثنين اثنين في األجنحة وقسم ثالث‬ ‫اع َي ِزي ُد فِي الْ َخلْ ِق َما َي َشاء إِ َّن اللَّ َه َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َقد ٌ‬ ‫أُولِي أَ ْجن َ‬
‫ِح ٍة َّم ْثنَى َوثُلَ َ‬
‫اث َو ُر َب َ‬
‫ثالث وقسم أربع أربع ال يعني أن كلهم يشتركون في جناحين أو ثالثة أو أربعة‪ .‬إذن اإلباحة إلى حد أربعة فإن لم تعدلوا فواحدة‪ .‬أين اإلشكال في‬
‫ال؟ لما يختار الواو يعني لك أنت أن تختار اثنتين ثالثة أربعة لكن لو قال (أو) يعني يختار واحدة من هذه إما اثنين أو ثالث‬ ‫السؤال؟ لماذا لم يقل (أو) مث ً‬
‫ال إن‬ ‫أو أربع ال يحق لك االختيار إال حالة واحدة منها فقط‪( ،‬أو) تأتي بمعنى التخيير والواو لمجرد العطف‪ ،‬فلو قال (أو) فليس له أن يختار ثالثة مث ً‬
‫‪ L‬هذا شيء‬ ‫اح َد ًة) هذا األمر األصل واحدة والتعدد‬ ‫اختار اثنتين أما الواو ففيها اإلباحة أن يختار ما يشاء‪ .‬األصل واحدة ألنه قال ( َف ِإ ْن ِخ ْفتُ ْم أَ َّ‬
‫ال َت ْعدِلُواْ َف َو ِ‬
‫‪ L‬أو ثالث أو أربع فإن لم تستطع‬ ‫آخر‪ .‬إذا قال (أو) يقتضي التخيير أما الواو (و) ليس فيها تخيير بحالة دون أخرى وإنما كما شئت إن أردت تتزوج اثنتين‬
‫سائرهن" نص الحديث‬ ‫ّ‬ ‫أن تعدل فواحدة‪ .‬النص يفسره الحديث عن الصحابي الذي كان له عشر نسوة لما أسلم فقال له الرسول ‪" ‬أمسك أربعة وفارق‬
‫يشرح اآلية‪.‬‬
‫*ما العالقة بين الخوف من عدم القسط باليتامى= والنكاح في آية سورة النساء؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫اح َد ًة أَ ْو َما َملَ َك ْت‬ ‫اع َفِإ ْن ِخ ْفتُ ْم أَ َّ‬
‫ال َت ْعدِلُواْ َف َو ِ‬ ‫اب لَ ُكم ِّم َن النِّ َساء َم ْثنَى َوثُ َ‬
‫ال َث َو ُر َب َ‬ ‫ِحواْ َما َط َ‬ ‫قال تعالى في سورة النساء ( َوإِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَ َّ‬
‫ال تُ ْق ِس ُطواْ فِي الْ َي َتا َمى َفانك ُ‬
‫ال َت ُعولُواْ {‪ )}3‬نزل الحكم في ولّي اليتيم الذي تعجبه المرأة مالها وجمالها فيبخسها حقها طمعًا بمالها فال يعطيها مهرها الكافي‪ ،‬لذا‬ ‫ِك أَ ْدنَى أَ َّ‬
‫أَ ْي َمانُ ُك ْم َذل َ‬
‫‪L‬‬
‫جاءت اآلية إذا خفتم أال تعولوا في إعطاء النساء اليتيمات حقهن فانكحوا غيرهن من النساء غير اليتيمات‪ .‬وكان العرب يرغبون برعاية اليتيم واليتيمة‬
‫حذرهم اهلل من عدم العدل في مال اليتيم خافوا من رعاية اليتيم فوردت اآلية أن يقيموا العدل بين النساء ويخافوه كما يخافوا عدم العدل في اليتيم‪.‬‬ ‫فلما ّ‬

‫آية (‪:)4‬‬
‫=رهن على األمر بإعط==اء اليت==امى حقهم أي في اآلية‬ ‫ص= ُدقَاتِ ِه َّن نِحْ لَ=ةً (‪ )4‬النس==اء) ما وجه عطف إيت==اء النس==اء مه= ّ‬ ‫*( َوآتُ= ْ‬
‫=وا النَّ َس=اء َ‬
‫ص ُدقَاتِ ِه َّن نِحْ لَ =ةً) ما حكم العطف هن==ا؟(ورتل‬ ‫وا ْاليَتَا َمى َأ ْم َوالَهُ ْم (‪ ))2‬واآلية بعدها يقول ( َوآتُ ْ‬
‫وا النَّ َساء َ‬ ‫(وآتُ ْ‬
‫السابقة حيث يقول تعالى َ‬
‫القرآن ترتيالً)‬
‫هذان الضعيفان المرأة واليتيم مستضعفان من المجتمع وحقهما مغبون فكان غي تعاقبهما حراسة لحقهما أشد حراسة‪.‬‬
‫*ما معنى كلمة (نحلة)؟ ولِ َم قيّد الصدقات= بقوله (نحلة)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪ L‬فليست‬ ‫النِحلة هي العطيّة بال قصد ال ِع َوض وقد سمى ربنا تعالى الصدقات نِحلة ليكون المهر الذي تدفعه ّ‬
‫منزهًا عن ال ِع َوض بل هو أقرب إلى الهدية‬
‫‪ L‬الزمن‪ .‬فعقد النكاح بينك وبين زوجك غايته إيجاد‬ ‫‪ L‬المنافع وامتداد‬ ‫الصدقات عوضًا عن منافع المرأة ولو كان عوضًا لكان عوضها جزي ً‬
‫ال ومتجددًا بتجدد‬
‫آصرة محبة وتبادل الحقوق والتعاون على إنشاء جيل وهذا أغلى من أن يكون له ِع َوض مالي‪.‬‬
‫*(فَِإن ِط ْبنَ لَ ُك ْم عَن َش ْي ٍء ِّم ْنهُ نَ ْفسًا فَ ُكلُ==وهُ هَنِيًئا َّم ِريًئا (‪ )4‬النس==اء) لِ َم ق==ال ربنا (طبن لكم عن ش==يء منه نفس=اً) ولم يقل ف==إن ط==ابت‬
‫نفوسهن عن شيء لكم؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫أخر ربنا تعالى النفس عن شيء ونصبها على التمييز ليبين لنا مقدار قوة هذا الطيب وليؤكد لنا أنه طيب نفس ال يشوبه شيء من الضغط واإلكراه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وتأمل لِ َم قال ربنا (فكلوه) ولم يقل فخذوه؟ عندما قال ( َفكلو ُه َهنِيئا َّم ِريئا) ذلك ليطمئن المؤمن يجواز االنتفاع بمال زوجه انتفاعًا ال رجوع فيه فهو تملك‬
‫لمالها تملّكًا تامًا ولكنه تملّك عن طيب نفس منها ال إرغام فيه‪.‬‬
‫آية (‪:)5‬‬
‫=والَ ُك ُم الَّتِي َج َع= َل هّللا ُ لَ ُك ْم قِيَام=ا ً َوارْ ُزقُ==وهُ ْم فِيهَا َوا ْك ُس=وهُْ=م َوقُولُ= ْ‬
‫=وا لَهُ ْم قَ==وْ الً َّم ْعرُوفًا (‪ )5‬النس==اء) ما اللمسة‬ ‫الس=فَهَاء َأ ْم= َ‬ ‫*( َوالَ تُْؤ تُ= ْ‬
‫=وا ُّ‬
‫البيانية في قوله تعالى (وارزقوهم فيها) ولم يقل منها؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى= ‪:‬‬
‫ارزقوهم فيها يعني بأن تتجروا وتربحوا تكون نفقاتهم من األرباح ال من صلب المال‪ .‬تتاجرون فيها تجعلوها مكان للرزق‪ .‬ارزقوهم فيها يعني ارزقوا‬
‫السفهاء (فيها) يقصد من أموالهم لكن ما قال من المال يعني استثمروها لهم ولو قال وارزقوهم منها يكون من اصل المال يعني انفعوا الفقراء واليتامى‬
‫ألنهم ما زالوا صغار يتامى سفهاء ال يحسنون التصرف‪ ،‬إنفعه وتصرف مكانه‪ ،‬إنفعه تصرف بالمال بما يفيده يما ينفعه فأنفق مما يثمر هذا المال بما‬
‫تعود عليه فيها إحسان إليه‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫واحد عنده ولد عمره عشرون سنة‪ ،‬خمس وعشرون سنة لكنه سفيه مبذر لماله‪ ،‬مات أخي وعنده ولد عمره عشرين سنة لديه ثروة هائلة وهذا الولد يبذر‬
‫فيها حينئذ الحجر على السفيه من قواعد الفقه فتقيم دعوى يحجرون على السفيه ويجعلون ع ّمه هو الوصي ويعطيه بالشهر مبلغ يعيش فيه هذا ال يعطيه‬
‫ار ُز ُق ُ‬
‫وه ْم فِي َها) لو ترك المال ينقص من سقوط العملة المال يدب أن يشتغل ارزقوهم فيه‬ ‫(و ْ‬
‫من رأس المال ألن الوصي يشغل المال ويعطيه من األرباح َ‬
‫وليس نه يعني في التعامل التجاري وفي أرباحه‪ .‬لكن لو واحد مات وعنده أوالد وأرحام هذا اعطوه من عين المال ال من األرباح‪ ،‬هذا الفرق بين‬
‫ارزقوهم فيها وارزقوهم منها‪ ،‬منها يعني من عين المال وفيها صاحب المال الذي هو ورث المال لكنه صار سفيه مبذر جعلنا عليه وصيًا يشغل المال‬
‫هذه اآلية توجب على الوصي أن ينمي المال‪.‬‬
‫آية (‪:)6‬‬
‫* ما الفرق بين الرشد والرشد في القرآن الكريم ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الرشد يكون في األمور الدينية والدنيوية‪ ،‬في أمور الدين وفي أمور الدنيا‪ ،‬في‬ ‫الرشد معناه الصالح واالستقامة وهم قالوا ُ‬ ‫والر َشد‪ُ ،‬‬ ‫الرشد َ‬ ‫يفرقون بين ُ‬ ‫هم ّ‬
‫الرشد ( َوا ْب َتلُواْ‬‫والرشد في أمور اآلخرة‪ .‬في القرآن ورد ُ‬ ‫َ‬ ‫الرشد يكون في أمور الدنيا واآلخرة َ‬ ‫والرشد في أمور اآلخرة‪ ،‬يعني ُ‬ ‫‪ L‬واألخروية َ‬ ‫األمور الدنيوية‬
‫ِما ُعلِّ ْم َت ُر ْشدًا (‪ )66‬الكهف) أمر‬ ‫م‬ ‫ن‬‫م‬
‫َ َ ِ َّ‬ ‫ِّ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫ُ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ك‬
‫ُِ َ‬ ‫ع‬ ‫ب‬‫َّ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫وس‬
‫ُ َ‬‫م‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫(‬ ‫دنيوي‪،‬‬ ‫أمر‬ ‫النساء)‬ ‫)‬‫‪6‬‬ ‫(‬ ‫ًا‬
‫د‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬
‫َ ِ ْ ِّ ُ ْ ُ‬‫ُ‬
‫ت‬ ‫َس‬
‫ن‬ ‫آ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫اح‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِّ‬
‫الن‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫غ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫الْ َي َتا َمى َحتَّ َى إِ َذ َ‬
‫ب‬ ‫ا‬
‫ال (‪)146‬‬ ‫ُ‬
‫ال َيتَّ ِخذو ُه َسِبي ً‬‫الر ْش ِد َ‬
‫يل ُّ‬ ‫َي (‪ )256‬البقرة) و ( َوإِن َي َر ْواْ َس ِب َ‬ ‫ْ‬ ‫الر ْش ُد م َ‬
‫ِن الغ ِّ‬ ‫َّن ُّ‬ ‫ال إِ ْك َرا َه فِي الد ِ‬
‫ِّين َقد تَّ َبي َ‬ ‫دنيوي موسى تتبع الرجل الصالح‪َ ( ،‬‬
‫الرشد فالكثير أنه يستعمل في أمور الدين أكثر ما يكون في الدين ( َف َقالُوا َربَّنَا آ ِتنَا مِن لَّدُنكَ‬ ‫الرشد يستعمل في أمور الدنيا والدين‪ .‬أما َ‬ ‫األعراف) إذن ُ‬
‫‪ L‬أما‬
‫ِن َهذا َرشدًا (‪ )24‬الكهف) أغلب ما تستعمل في أمور الدين‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِن أ ْم ِرنَا َرشدًا (‪ )10‬الكهف) ( َوقل َع َسى أن َي ْه ِد َي ِن َربِّي لِأق َر َب م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّئ لَنَا م ْ‬‫َر ْح َم ًة َو َهي ْ‬
‫والر َشد‬
‫الرشد في أمور الدنيا والدين َ‬ ‫الرشد فهي عامة‪ .‬هذا ما قاله قسم من اللغويين وإن كان قسم قالوا أن هاتان لغتان لكن هما في القرآن هكذا‪ ،‬يستعمل ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ L‬قسم قالوا هذه لغة ولكن قسم قالوا هذا من خصوصيات االستعمال القرآني‪.‬‬ ‫في أمور الدين‪.‬‬
‫آية (‪:)9‬‬
‫ض= َعافًا= خَ=افُ ْ=‬
‫وا َعلَ ْي ِه ْم (‪ )9‬النس==اء) الفعل يخشى متع=دي يأخذ مفع==والً به فتق=ول أخشى هللا‬ ‫وا ِم ْن َخ ْلفِ ِه ْم ُذ ِّريَّةً ِ‬
‫ش الَّ ِذينَ لَوْ ت ََر ُك ْ‬
‫*( َو ْليَ ْخ َ‬
‫فاهلل لفظ الجاللة هو المفعول به فأين مفعول (وليخشى) في اآلية؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫حذف ربنا تعالى مفعول (وليخشى) لتذهب نفس السامع في تقدير المفعول به مذاهب عدة وليقدر كل واحد منا تقديرًا يفهمه هو فينظر كل سامع بحسب‬
‫األه ّم عنده مما يخشى أن يصيب ذريته فيكون رادعًا له عن ظلم اليتامى‪.‬‬
‫آية (‪:)10‬‬
‫*(ِإ َّن الَّ ِذينَ يَْأ ُكلُونَ َأ ْم َوا َل ْاليَتَا َمى ظُ ْل ًما ِإنَّ َما يَْأ ُكلُونَ فِي بُطُونِ ِه ْ=م نَارًا َو َسيَصْ لَوْ نَ َس ِعيرًا (‪ )10‬النساء) فكيف= يأكل آخذ مال اليتيم في‬
‫النار في الدنيا مع أن العذاب بالنار يكون في اآلخرة؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫أراد ربنا بقوله (إنما يأكلون في بطونهم نارًا) تبيان شدة األلم والعذاب في الدنيا بدليل قوله (وسيصلون سعيرًا) أي في اآلخرة‪.‬وفي هذه العبارة (يأكلون‬
‫في بطونهم نارًا) استعارة فقد عبّر اهلل تعالى عن المصائب بأكل النار ألن شأن النار أن تلتهم ما تقع عليه كآكل مال اليتيم ربما تصيبه مصائب في ذاته‬
‫أو ماله مثل النار إذا ذنت من أحد ال بد أن تؤلمه وتتلف متاعه‪.‬‬
‫آية (‪:)11‬‬
‫*ما الفرق بين استعمال وصّى وأوصى؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ِين أُوتُواْ الْ ِك َت َ‬
‫اب مِن َق ْبلِ ُك ْم َوإِيَّا ُك ْم‬ ‫ص ْينَا الَّذ َ‬
‫وصى في أمور الدين واألمور المعنوية وأوصى في األمور المادية‪َ ( .‬ولََق ْد َو َّ‬ ‫من المالحظ في القرآن أنه يستعمل ّ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أَ ِن اتَّ ُقواْ اللَهّ (‪ )131‬النساء) ويستعمل أوصى في المواريث (ي ِ‬
‫ُوصي ِب َها‬ ‫صيَّ ٍة ي ِ‬ ‫ْن (‪ )11‬النساء) (مِن َب ْع ِد َو ِ‬ ‫ال ِدك ْم لِلذ َك ِر مِثل َحظ األن َث َيي ِ‬
‫ُوصيك ُم اللُهّ فِي أ ْو َ‬
‫(‪ )11‬النساء) ‪ .‬لم ترد أوصى في األمور المعنوية وفي أمور الدين إال في موطن واحد اقترنت بأمر مادي عبادي وهو قوله تعالى على لسان المسيح‬
‫ُم ُت َحيًّا (‪ )31‬مريم) قال أوصاني ألنها اقترنت بأمر مادي وعبادي وهو الزكاة واألمر اآلخر أن القائل هو غير مكلّف‬ ‫الصلَا ِة َو َّ‬
‫الز َكا ِة َما د ْ‬ ‫( َوأَ ْو َ‬
‫صانِي ِب َّ‬
‫لذلك خ ّفف من الوصية ألنه اآلن ليس مكلفًا ال بالصالة وال بالزكاة فخفف ألنه ال تكاليف عليه‪.‬‬
‫*ما الفرق بين الوالد واألب؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫التي تلد هي األم والوالد من الوالدة والوالدة تقوم بها األم وهذه إشارة أن األم أولى بالصحبة وأولى بالبر قبل الوالد‪ .‬لكن في المواريث ألن نصيب األب‬
‫ِما َت َر َك)‪ .‬في األموال يستعمل األبوين وفي الدعاء الوالدين‪.‬‬
‫ُس م َّ‬ ‫اح ٍد ِّم ْن ُه َما ُّ‬
‫السد ُ‬ ‫أكبر من نصيب األم استعمل األب ( َو َ‬
‫أل َب َو ْي ِه لِ ُك ِّل َو ِ‬
‫*ما الفرق بين األبوين والوالدين؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال إِيَّا ُه َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬
‫ْن إِ ْح َسا ًنا (‬ ‫ُّك أَ َّ‬
‫ال َت ْعبُدُواْ إِ َّ‬ ‫ضى َرب َ‬ ‫(و َق َ‬
‫ربنا سبحانه وتعالى لم يستعمل البر واإلحسان والدعاء في جميع القرآن إال للوالدين وليس األبوين َ‬
‫َي (‪ )28‬نوح) استعمل البر واالحسان للفظ الوالدين وليس للفظ األبوين‪ .‬الوالدان للوالد والوالدة واألبوان لألب‬ ‫ِر لِي َولِ َوالِد َّ‬ ‫(ر ِّب ْ‬
‫اغف ْ‬ ‫‪ )23‬اإلسراء) َ‬
‫واألم‪ .‬الوالدان هي تثنية الوالد والوالدة الحقيقية لألم وليس لألب األب ليس والدًا ألنها هي التي تلد واألبوان تثينة األب‪ ،‬من األحق بحسن الصحبة األب‬
‫ان لَ ُه َولَ ٌد (‪ )11‬النساء) ألن األب له‬ ‫ِما َت َر َك إِن َك َ‬
‫ُس م َّ‬ ‫اح ٍد ِّم ْن ُه َما ُّ‬
‫السد ُ‬ ‫أو األم؟ األم‪ ،‬فقدّم الوالدين إشارة إلى الوالدة ولذلك بالميراث يقول ( َو َ‬
‫أل َب َو ْي ِه لِ ُك ِّل َو ِ‬
‫ش)‬‫(و َر َف َع أََب َو ْي ِه َعلَى الْ َع ْر ِ‬
‫ْن (‪ )80‬الكهف) ليس فيها مقام ذكر البر لذا قال أبواه ولذلك لما قال َ‬ ‫ان أََب َوا ُه ُم ْؤ ِم َني ِ‬
‫النصيب األعلى في الميراث‪َ (.‬وأَ َّما الْ ُغلَا ُم َف َك َ‬
‫ال إكرامًا لألم ما قال والديه إكرامًا لألم يجعلها تابعة ألن الوالدين يصير الوالدة هي التي تسجد بينما هي أكرم من األب‬ ‫فى سورة يوسف لسببين أو ً‬
‫واألمر اآلخر أن األب أحق بالعرش ف ُقدِّم‪.‬‬
‫* ما الفرق بين األبناء واألوالد؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫ون أَ ْبنَاء ُك ْم (‪ )49‬البقرة) أي الذكور أما األوالد فعامة للذكور واإلناث‪ .‬أبناء جمع إبن وهي للذكور أما‬ ‫ِّح َ‬ ‫األبناء جمع إبن بالتذكير مثل قوله تعالى (يُ َذب ُ‬
‫ض ْع َن أَ ْو َ‬ ‫ُ‬ ‫ُوصي ُك ُم اللُهّ فِي أَ ْو َ‬
‫الدَه َّ‬
‫ُن‬ ‫ُر ِ‬ ‫(والْ َوالِد ُ‬
‫َات ي ْ‬ ‫ِلذ َك ِر م ِْث ُل َح ِّظ األن َث َيي ِ‬
‫ْن (‪ )11‬النساء) الذكر واألنثى َ‬
‫‪L‬‬ ‫ال ِد ُك ْم ل َّ‬ ‫أوالد فهي جمع ولد وهي للذكر واألنثى (ي ِ‬
‫ْن (‪ )233‬البقرة) اإلرضاع للذكور واإلناث‪.‬‬ ‫ْن َكا ِملَي ِ‬
‫َح ْولَي ِ‬
‫لذ َك ِر ِم ْث ُل َحظِّ اُألنثَيَي ِْن فَ =ِإن ُك َّن نِ َس =اء‬ ‫ُوصي ُك ُ=م هّللا ُ فِي َأوْ الَ ِد ُك ْم لِ َّ‬
‫* في سورة النساء ختمت آية المواريث بالنسبة للذكور بقوله تعالى (ي ِ‬
‫َت َوا ِح َدةً فَلَهَا النِّصْ فُ َوَألبَ َو ْي ِه لِ ُك ِّل َوا ِح ٍد ِّم ْنهُ َما ال ُّس ُدسُ ِم َّما ت ََركَ ِإن َكانَ لَهُ َولَ = ٌد فَ =ِإن لَّ ْم يَ ُكن لهَُّ‬ ‫ك َوِإن َكان ْ‬ ‫ق ْاثنَتَ ْي ِن فَلَه َُّن ثُلُثَا َما ت ََر َ‬‫فَوْ َ‬
‫ُوصي= بِهَا َأوْ َد ْي ٍن آبَآُؤ ُك ْم َوَأبناُؤ ُك ْم الَ تَ ْدرُونَ َأيُّهُ ْم َأ ْق= َربُ‬ ‫صيَّ ٍة ي ِ‬ ‫ث فَِإن َكانَ لَهُ ِإ ْخ َوةٌ فَُأل ِّم ِه ال ُّس ُدسُ ِمن بَ ْع ِد َو ِ‬ ‫َولَ ٌد َو َو ِرثَهُ َأبَ َواهُ فَُأل ِّم ِه الثُّلُ ُ‬
‫=ل هّللا ُ يُ ْفتِي ُك ْم فِي‬
‫ك قُ= ِ‬ ‫ضةً ِّمنَ هّللا ِ ِإ َّن هّللا َ َكانَ َعلِيما َح ِكي ًما (‪ ))11‬وفي آية المواريث بالنسبة للكاللة ختمت بقوله (يَ ْس=تَ ْفتُونَ َ‬ ‫لَ ُك ْم نَ ْفعا ً فَ ِري َ‬
‫ت فَلَهَا نِصْ فُ َما تَ َركَ َوهُ َو يَ ِرثُهَآ ِإن لَّ ْم يَ ُكن لَّهَا َولَ ٌد فَ=ِإن َكانَتَا ْاثنَتَ ْي ِن فَلَهُ َما الثُّلُثَ==ا ِن ِم َّما تَ= َر َ‬
‫ك‬ ‫ْس لَهُ َولَ ٌد َولَهُ ُأ ْخ ٌ‬ ‫ك لَي َ‬ ‫ْال َكالَلَ ِة ِإ ِن ا ْم ُرٌؤ هَلَ َ‬
‫وا َوهّللا ُ بِ ُك ِّل َش ْي ٍء َعلِي ٌم (‪ ))12‬فما اللمسة البيانية في ه==ذا‬ ‫لذ َك ِ=ر ِم ْث ُل َحظِّ اُألنثَيَ ْي ِن يُبَيِّنُ هّللا ُ لَ ُك ْم َأن تَ ِ‬
‫ضلُّ ْ‬ ‫َوِإن َكانُ ْ‬
‫وا ِإ ْخ َوةً رِّ َجاالً َونِ َساء فَلِ َّ‬
‫االختالف؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫(وأَ ْعلَ ُم َما تُ ْبد َ‬
‫ُون َو َما ُكنتُ ْم َت ْكتُ ُم َ‬
‫ون (‬ ‫يدل على العِلم أكثر؟ عندما تقول كنت أعلم بهذا أو أعلم هذا؟ كنت أعلم بهذا أدل على العلم أي أعلم قبل أن تقع َ‬ ‫أيها ّ‬
‫أدل على العلم من (واهلل بكل شيء عليم)‪ .‬البعض يقول (كان) للماضي‪ ،‬كان يعلم باألمر قبل أن يقع هذه‬ ‫‪ )33‬البقرة)‪ .‬مبدئيًا (إن اهلل كان عليمًا حكيمًا) ّ‬
‫شرع‬ ‫ون أَُّي ُه ْم أَ ْق َر ُب لَ ُك ْم َن ْفعًا) إذن إن اهلل كان عليمًا حكيمًا‪ .‬عندما ّ‬ ‫ْر َ‬ ‫أدل على العلم من يعلمه اآلن‪ .‬في األوالد الذكور قال تعالى (آ َبآ ُؤ ُك ْم َوأَبنا ُؤ ُك ْم َ‬
‫ال َتد ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ون أيُّ ُه ْم أ ْق َر ُب لَ ُك ْم َن ْفعًا) اهلل تعالى‬ ‫َ‬
‫ال‪ .‬في آية الكاللة ما ذكر حيرتهم في عدم المعرفة‪ ،‬هناك ذكر حالتهم (آ َبآ ُؤ ُك ْم َوأبنا ُؤ ُك ْم َ‬
‫ال َتد ُ‬
‫ْر َ‬ ‫هو يعلم هذا األمر أص ً‬
‫يعلم هذا األمر قبل أن يقع‪ .‬اإلنسان لما يقول لو أعلم هذا لفعلت كذا‪ .‬لما ذكر جهل اإلنسان وعدم المعرفة ذكر أن علمه سبحانه وتعالى سابق (إن اهلل‬
‫كان عليمًا حكيمًا) ولما لم يذكر هذا األمر ما اقتضى األمر‪ ،‬ما فيها حيرة بين الناس قال (واهلل بكل شيء عليم)‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬مسألة الزمن مع اهلل تعالى (كان اهلل غفورًا رحيمًا) ما داللة (كان) مع اهلل تعالى؟‬
‫ال الزمان الماضي المنقطع كأن تقول كان نائمًا واستيقظ‪ ،‬كان مسافرًا ثم آب‪ .‬وفي‬ ‫ذكرنا في وقت سابق أن (كان) يفرد لها النُحاة بكالم في زمنها‪ :‬أو ً‬
‫ان‬
‫ْط َ‬‫الشي َ‬
‫ورا (‪ )100‬اإلسراء) (إِ َّن َّ‬ ‫ان َقتُ ً‬
‫اإلنس ُ‬
‫ان َ‬ ‫ال (‪ )11‬اإلسراء) ( َو َك َ‬ ‫ان َع ُجو ً‬ ‫نس ُ‬‫اإل َ‬
‫ان ِ‬ ‫الماضي المستمر (كان اإلستمرارية) بمعنى كان وال يزال ( َو َك َ‬
‫يرا (‪ )58‬النساء) يسمونها كان اإلستمرارية أي هذا كونه منذ أن ُو ِجد‪ .‬ليس في‬ ‫ص ً‬ ‫ُوا ُّم ِبي ًنا (‪ )53‬اإلسراء) (إِ َّن اللَهّ َك َ‬
‫ان َسمِي ًعا َب ِ‬ ‫ان َعد ًّ‬ ‫ِإل ْن َس ِ‬ ‫َك َ‬
‫ان ل ِ‬
‫ُوا ُّم ِبي ًنا (‪ )53‬اإلسراء) ال تعني كان عدوًا واآلن أصبح صديقًا وإنما كان ال يزال عدوًا‪ .‬و (كان) تفيد‬ ‫ان َعد ًّ‬ ‫ِإل ْن َس ِ‬ ‫ان َك َ‬
‫ان ل ِ‬ ‫ْط َ‬ ‫الشي َ‬
‫الماضي المنقطع (إِ َّن َّ‬
‫اجا ثلاثة (‪ )7‬الواقعة) أي صرتم‪ ،‬أصبحتم‪( .‬كان) في كالم‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َت أ ْب َوابًا (‪ )19‬النبأ) أي صارت في المستقبل‪َ ( .‬وكنتُ ْم أ ْز َو ً‬ ‫َ‬ ‫الس َماء َف َكان ْ‬
‫ِح ِت َّ‬ ‫(و ُفت َ‬
‫اإلستقبال َ‬
‫كثير عند النُحاة غير كان التامة والناقصة من حيث الزمن ليس مثل ما يظن بعض من عندهم معرفة قليلة باللغة وهؤالء عليهم أن يراجعوا قواعد اللغة‪.‬‬
‫ت فَلَهَا نِصْ فُ َما ت ََركَ َوه َُو يَ ِرثُهَا ِإ ْن لَ ْم يَ ُك ْن لَهَا‬ ‫ْس لَهُ َولَ ٌد َولَهُ ُأ ْخ ٌ‬ ‫ك قُ ِل هَّللا ُ يُ ْفتِي ُك ْم فِي ْالكَاَل لَ ِة ِإ ِن ا ْم ُرٌؤ هَلَكَ لَي َ‬
‫*ما الفرق بين (يَ ْستَ ْفتُونَ َ‬
‫=ذ َك ِ=ر ِم ْث= ُل َح= ظِّ اُأْل ْنثَيَي ِْن يُبَيِّنُ هَّللا ُ لَ ُك ْم َأ ْن ت ِ‬
‫َض=لُّوا َوهَّللا ُ بِ ُك==لِّ‬ ‫َولَ ٌد فَِإ ْن َكانَتَا ْاثنَتَ ْي ِن فَلَهُ َما الثُّلُثَا ِن ِم َّما تَ َركَ َوِإ ْن َكانُوا ِإ ْخ َوةً ِر َجااًل َونِ َسا ًء فَلِل= َّ‬
‫ك (‪)11‬‬ ‫ق ْاثنَتَي ِْن فَلَه َُّن ثُلُثَا َما تَ= َر َ‬‫=ذ َك ِر ِم ْث= ُل َح= ظِّ اُأْل ْنثَيَي ِْن فَ=ِإ ْن ُك َّن نِ َس=ا ًء فَ==وْ َ‬‫ُوص=ي ُك ُ=م هَّللا ُ فِي َأوْ اَل ِد ُك ْم لِل= َّ‬
‫َش ْي ٍء َعلِي ٌم (‪ )176‬النساء) ‪( -‬ي ِ‬
‫النساء) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ان) الثلثان مرة أخرى قال (ثلثا) ‪ ،‬حينئ ٍذ هم مرتين رب العالمين ن ّكر النصيب في الميراث وكأن اهلل سبحانه وتعالى أراد‬‫الثلَُث ِ‬
‫عندنا مسألة الكاللة ( َفلَ ُه َما ُّ‬
‫أن يقلل من شأن هذا النصيب وإن كان قضا ًء هو حق ومن حقه لكن ٌ‬
‫حق ليس كريمًا أو كان أولى به أن يؤثر اآلخرين على أنفسهم المهم التنكير كان لكي‬
‫نعيد النظر في هذا الموضوع بالذات إذا صادف أنك أنت حصلت على هذا النصيب لكن هناك أنصبة ال أنت عائلة وأب وأم وأوالد ومسؤولية انتهينا لكن‬
‫في حاالت إنسانية كامرأة متزوجة وليس لديها أوالد وعندها ثروة أنت استمتعت بها أربع عشر سنين خمسة عشرة سنة وخدمتك عشرة عشرين سنة‬
‫وتأخذ نصف ثروتها!‬
‫سؤال‪ :‬في هذه اآليات التي أشرت إليها فضيلة الشيخ أيضًا تأكيد أن المرأة تستقل أيضًا بالنصف وتستقل بالثلثين في حاالت معينة؟‬
‫اض ِعهِ) هل تعرف أن المرأة في الميراث أحسن من الرجل؟ لكن هم يحرفون الكالم على نصيب اإلبن واألخت‪.‬‬ ‫ون الْ َكلِ َم َع ْن َم َو ِ‬
‫ُح ِّر ُف َ‬
‫اهلل تعالى قال (ي َ‬
‫لذ َك ِر ِم ْث ُل َحظِّ اُألنثَيَ ْي ِن (‪ )11‬النساء) جعل هللا تعالى حظ االنثيين هو المقدار ال==ذي يق= ّدر به حظ ال==ذكر‪،‬‬
‫ُوصي ُك ُم هّللا ُ فِي َأوْ الَ ِد ُك ْ=م لِ َّ‬
‫*(ي ِ‬
‫فلِ َم آثر ربنا تعالى هذا التعبير؟(ورتل القرآن ترتيال)ً‬
‫‪ L‬هو المقدار الذي يقدّر به حظ الذكر ولم يجعل حظ الذكر هو المقياس كأن يقول لألنثى‬
‫أمعِن التأمل في هذا اللطف اإللهي فقد جعل اهلل تعالى حظ االنثيين‬
‫ّ‬ ‫نصف ّ‬
‫حظ الذكر‪ .‬آثر ربنا تعالى هذا التعبير لنكتة لطيفة وهي اإليماء واإليحاء للناس بأن حظ األنثى هو األهم في نظر الشرع وهو مقدّم على حق‬
‫أصبحت يا أختاه ينادى ّ‬
‫بحظك وقسمتك ونصيبك هو المقياس‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الرجل ألن المرأة كانت مهضومة الجانب عند أهل الجاهلية‪ .‬أما في االسالم فقد‬
‫آية (‪:)12‬‬
‫ك َأ ْز َوا ُج ُك ْم (‪ )12‬النساء) نكرة على عكس الباقي المعرّف (الربع‪ ،‬الثلث‪ ،‬السدس‪ ،‬الثمن)؟‬
‫*( َولَ ُك ْم نِصْ فُ َما تَ َر َ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى= ‪:‬‬
‫هذه ألنها مضافة‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫آية المواريث فيها عجائب‪ .‬طبعًا كلكم تعرفون الفرق بين األلف والالم مع الكلمة أو بدون ألف والم نكرة ومعرفة فرق بين رجل والرجل‪ ،‬زعيم‬
‫والزعيم‪ ،‬عالم والعالم فرق كبير من الذي جاء؟ جاء رجل‪ ،‬ال نعرفه ومن الذي جاء؟ جاء الرجل هذا إنسان عظيم‪ .‬رب العالمين جميع الحقوق جعلها‬
‫ُور ُث َكلَالَ ًة أَ ِو ا ْم َرأٌَة َول ُه‬
‫َ‬ ‫ان َر ُج ٌل ي َ‬ ‫ون ِب َها أَ ْو َدي ٍ‬
‫ْن َوإِ ْن َك َ‬ ‫وص َ‬ ‫صيَّ ٍة تُ ُ‬ ‫ِن َب ْع ِد َو ِ‬ ‫ِما َت َر ْكتُ ْم (‪ )12‬النساء) ( َفلَ ُه َّن الثُّ ُم ُن م َّ‬
‫ِما َت َر ْكتُ ْم م ْ‬ ‫ُع م َّ‬
‫الرب ُ‬ ‫(ولَ ُه َّن ُّ‬
‫باأللف والالم َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ِن الل ِه َوالل ُه َعلِي ٌم‬ ‫ً‬
‫صيَّة م َ‬ ‫ار َو ِ‬
‫ض ٍّ‬‫ْر ُم َ‬‫ْن َغي َ‬ ‫َ‬
‫ُوصى ِب َها أ ْو َدي ٍ‬ ‫صيَّ ٍة ي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِن ذلِك ف ُه ْم ش َركا ُء فِي الثل ِث م ْ‬
‫ِن َب ْع ِد َو ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُس فإِ ْن كانُوا أكث َر م ْ‬‫السد ُ‬ ‫أَ ٌخ أَ ْو أُ ْخ ٌت َفلِ ُك ِّل َو ِ‬
‫اح ٍد ِم ْن ُه َما ُّ‬
‫اج ُك ْم إِ ْن لَ ْم َي ُك ْن لَ ُه َّن َولَ ٌد (‪ )12‬النساء) نصف‬ ‫ف َما َت َر َك أَ ْز َو ُ‬ ‫ِص ُ‬ ‫َحلِي ٌم (‪ ))12‬كل هذه الثمن الربع الثلث السدس كلها أل أل أل الخ الفرق الوحيد ( َولَ ُك ْم ن ْ‬
‫الزوج من الزوجة التي ليس لديها أوالد‪ ،‬واحد متزوج وليس لديه أوالد والزوجة ماتت هذا الزوج سيأخذ نصف ثروة هذه الزوجة الميتة التي ليس لها‬
‫ف‬‫ِص ُ‬ ‫(ولَ ُك ْم ن ْ‬‫الربُ ُع) ( َفلَ ُه َّن الثُّ ُم ُن) فلماذا مع هذه قال َ‬ ‫اج ُك ْم) لم يقل ولكم النصف هو قال َ‬
‫(ولَ ُه َّن ُّ‬ ‫ف َما َت َر َك أَ ْز َو ُ‬ ‫أوالد هذه الوحيدة التي اهلل قال ( َولَ ُك ْم ن ْ‬
‫ِص ُ‬
‫ِصف)؟ يقول لك يا رجل تزوجت بنت الناس ولم تنجب منها عيال‬ ‫ُ‬ ‫َما َت َر َك)؟ لماذا نصف الزوج من زوجته التي ماتت قبله وليس لديها عيال؟ لماذا (ن ْ‬
‫إمرأة ماتت من دون عيال وحتمًا كونها ما عندها عيال أنت س ّودت عيشتها وتعيّرها كل يوم وتتعبها ثم ماتت ثم تأخذ نصف؟ صح هو قانونًا من حقك‬
‫ال ونجيب ما يقبل يعطيني ألن ما عنده غير البيت الذي يسكنه أنا من حقي قضا ًء‬ ‫لكن أخالقيًا ذوقًا يجب أن ال تأخذ لماذا؟ أنا أطلب نجيب مليون درهم مث ً‬
‫أشتكي عليه وأجعله يبيع البيت ويعطيني فلوسي إن شاء اهلل يعيش في الشارع كقانون كحق حقوق محكمة معقول من حقك أن تأخذ فلوسك ودعه يبيع‬
‫البيت‪ ،‬لكن أخالقيًا مرؤ ًة إنسانيًا كيف تجعل هذا صديقك وأخوك كيف تبيعه البيت ّ؟ تقول واهلل ليس من شأني أنا أريد مالي‪ ،‬تأخذ حقك وهو ليس حرامًا‬
‫فهو حقك لكن حق رديء ليس لديك مرؤة‪ .‬فرب العالمين كأنه واهلل أعلم يقول له يا زوج هذه زوجتك ما كان لها عيال وعاشت معك في نكد وعنده‬
‫َ‬ ‫ف َما َت َر َك أَ ْز َو ُ‬
‫اج ُك ْم إِ ْن ل ْم‬ ‫ِص ُ‬ ‫فلوس من ابوها وراثه من أبوها من أهلها عندها رواتب أو عمارة أو بيت أنت كقضاء وكحق وحقوق لك نصف ( َولَ ُك ْم ن ْ‬
‫َي ُك ْن لَ ُه َّن َولَدٌ) بس واهلل العظيم لو عندك ذوق وعندك رجولة تقول ألبويها اهلل يجزاكم خير واهلل يرحمها التي لم تر خيرًا عندي وأنا عاد أخذ فلوسها بعد‬
‫‪ L‬عاش معهم‬ ‫زوج يرى أنه لم يسعد زوجته وزوجته لم تسعده فلم يأتيهم أطفال وبعدين‬ ‫خذوها أنا ال أريد منكم شيء يا اهلل اشلون موقف كريم وعظيم من ٍ‬
‫سنتين تخدمها وكذا وتحصنه والخ وبعدين ماتت قبله وعندها ثروة تأخذ نصفه؟ واهلل يا أخي اتركه ألهلها ألخوانها ألمها ألبوها ألقاربها ليس لك عليها‬
‫شيء رب العالمين من كرمه قال أنت لك نصف باعتبار أنت صرفت عليها لما كانت عندك إذًا لعل اهلل سبحانه وتعالى عندما ن ّكر كلمة نصف فقط فقط‬
‫ان لَ ُه َّن َولَ ٌد َفلَ ُك ُم‬ ‫ف َما َت َر َك أَ ْز َو ُ‬
‫اج ُك ْم إِ ْن لَ ْم َي ُك ْن لَ ُه َّن َولَ ٌد َفإِ ْن َك َ‬ ‫نصيب الزوج من ميراث زوجته التي ماتت وليس لديها عيال وماتت قبل الزوج ( َولَ ُك ْم ن ْ‬
‫ِص ُ‬
‫ُع (‪ )12‬النساء) ال‪ ،‬هذه حرمتي أم عيالي وفلوسها فلوسي وفلوس أوالدها فليأخذ حق األوالد تأخذه بقوة أخالقيًا وأدبيًا هذا حقك فهي أم عيالك لكن‬ ‫الرب ُ‬
‫ُّ‬
‫األولى ليس لديها عيال وحينئ ٍذ يجدر بكل رجل يتزوج امرأة وليس عندها أوالد وعاشت معه على الحلوة والمرة ولديها ثروة قضاء وقانون وعدالة له‬
‫الحق أن يأخذ النصف لكن مرؤتنا يقول ال هذا كثير حصل واهلل حصل أنا أعرف فالن وفالن وفالن لما ماتت زوجته لم يأخذ درهم من فلوسها تركها‬
‫ألهلها وأخوانها وأخواتها وإذا كان لديها عيال أعطاه لعيالها وهذا واهلل أعلم هو السر في أن السهم الوحيد الذي ليس فيه ألف والم في هذه اآلية في آية‬
‫الميراث هو النصف مال الزوج‪ .‬ونفس الشيء في آخر سورة النساء في الكاللة الثانية يتكلم عن األخ إذا شخص مات وليس لديه أوالد وال أم وال أب‬
‫ف َما َت َر َك (‪ )176‬النساء) يعني أنت تالحظ هذا النصف في حاالت غير‬ ‫لكن عنده أخوة وخوات عنده أخت من أب أيضًا لها النصف هذا قال ( َفلَ َها ن ْ‬
‫ِص ُ‬
‫مؤاتية‪ ،‬واحد ليس لديه ال أخت وال أب وال عيال ما عنده أحد ما عنده غير أخته يعني فقط فرب العالمين ن ّكر هذه األنصفة عندما يكون هذا الميراث غير‬
‫ُمسعِد أنت تبني سعادتك على إنسانة شقيت أو إنسان شقي كل واحد ما عنده واهلل أعلم وهذا الذي نقوله‪.‬‬
‫*كلمة حليم في القرآن‪( :‬من برنامج هذا ديننا للدكتور= عمر عبد الكافي على قناة الشارقة)‬
‫وردت كلمة حليم في القرآن ‪ 15‬مرة عشرة منها ‪ 11‬مرة كإسم من أسماء اهلل عز وجل الحسنى‪ :‬‬
‫ور َحلِي ٌم (‪ )225‬البقرة)‪.‬‬ ‫اخ ُذ ُك ْم ِب َما َك َس َب ْت ُقلُوبُ ُك ْم َواللَّ ُه َغ ُف ٌ‬ ‫ِن يُ َؤ ِ‬ ‫اخ ُذ ُك ُم اللَّ ُه ِباللَّ ْغ ِو فِي أَ ْي َما ِن ُك ْم َولَك ْ‬ ‫‪( .1‬لَا يُ َؤ ِ‬
‫‪ًّ L‬را إِلَّا أَ ْن‬ ‫اعدُو ُه َّن ِس‪L‬‬ ‫ِن لَا تُ َو ِ‬ ‫ِن ِخ ْط َب ِة النِّ َسا ِء أَ ْو أَ ْك َن ْنتُ ْم فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم َعلِ َم اللَّ ُه أَنَّ ُك ْم َس َت ْذ ُك ُرو َن ُه َّن َولَك ْ‬ ‫ضتُ ْم ِب ِه م ْ‬ ‫َاح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َع َّر ْ‬ ‫‪َ ( .2‬ولَا ُجن َ‬
‫اعلَ ُم‪LL‬وا أَ َّن اللَّ َه‬ ‫اح َذ ُرو ُه َو ْ‬ ‫اعلَ ُموا أَ َّن اللَّ َه َي ْعلَ ُم َما فِي أَ ْن ُف ِس ُك ْم َف ْ‬ ‫اب أَ َجلَ ُه َو ْ‬ ‫اح َحتَّى َيبْلُ َغ الْ ِك َت ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً َ‬
‫َتقولوا َق ْولا َم ْع ُروفا َولا َت ْع ِز ُموا ُعق َد َة النِّ َك ِ‬
‫ً‬ ‫ُ ُ‬
‫ور َحلِي ٌم (‪ )235‬البقرة)‪.‬‬ ‫َغ ُف ٌ‬
‫ِي َحلِي ٌم (‪ )263‬البقرة)‪.‬‬ ‫ص َد َق ٍة َي ْت َب ُع َها أَ ًذى َواللَّ ُه َغن ٌّ‬ ‫ِن َ‬ ‫ْر م ْ‬ ‫ِر ٌة َخي ٌ‬ ‫وف َو َم ْغف َ‬ ‫‪َ ( .3‬ق ْو ٌل َم ْع ُر ٌ‬
‫ور َحلِي ٌم (‪ )155‬آل‬ ‫ض َما َك َسبُوا َولََق ْد َع َفا اللَّ ُه َع ْن ُه ْم إِ َّن اللَّ َه َغ ُف ٌ‬ ‫ان ِب َب ْع ِ‬ ‫ْط ُ‬ ‫الشي َ‬ ‫اس َت َزلَّ ُه ُم َّ‬ ‫ان إِنَّ َما ْ‬ ‫ِين َت َولَّ ْوا ِم ْن ُك ْم َي ْو َم الْ َت َقى الْ َج ْم َع ِ‬ ‫‪( .4‬إِ َّن الَّذ َ‬
‫عمران)‪.‬‬
‫َ‬
‫ْن َول ُه َّن‬ ‫َ‬
‫ين ِب َها أ ْو َدي ٍ‬‫ُوص َ‬‫صيَّ ٍة ي ِ‬ ‫ِن َب ْع ِد َو ِ‬ ‫ْ‬
‫ِما َت َرك َن م ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ان ل ُه َّن َول ٌد َفلك ُم ُّ‬
‫الربُ ُع م َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اجك ْم إِ ْن ل ْم َيك ْن ل ُه َّن َول ٌد َفِإ ْن َك َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِصف َما َت َرك أ ْز َو ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ ( .5‬ولَ ُك ْم ن ْ‬
‫‪ٌ L‬ل‬ ‫‪L‬ان َر ُج‪L‬‬ ‫ْن َوإِ ْن َك‪َ L‬‬ ‫ون ِب َها أَ ْو َدي ٍ‬ ‫وص َ‬ ‫صيَّ ٍة تُ ُ‬ ‫ِن َب ْع ِد َو ِ‬ ‫ِما َت َر ْكتُ ْم م ْ‬‫ان لَ ُك ْم َولَ ٌد َفلَ ُه َّن الثُّ ُم ُن م َّ‬ ‫ِما َت َر ْكتُ ْم إِ ْن لَ ْم َي ُك ْن لَ ُك ْم َولَ ٌد َفِإ ْن َك َ‬ ‫الربُ ُع م َّ‬‫ُّ‬
‫ص ‪L‬يَّ ٍة‬ ‫ِن َب ْع‪ِ L‬د َو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِن ذلِك َف ُه ْم ش ‪َ L‬ركا ُء فِي الثل ِث م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُس َف ِإ ْن كانُوا أكث َر م ْ‬ ‫السد ُ‬ ‫اح ٍد ِم ْن ُه َما ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُورث كلالة أ ِو ا ْم َرأ ٌة َول ُه أ ٌخ أ ْو أ ْخ ٌت َفلِكل َو ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي َ‬
‫ِن الل ِه َوالل ُه َعلِي ٌم َحلِي ٌم (‪ )12‬النساء)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫صيَّة م َ‬‫ً‬ ‫ار َو ِ‬ ‫ض ٍّ‬ ‫ْر ُم َ‬ ‫ْن َغي َ‬ ‫َ‬
‫ُوصى ِب َها أ ْو َدي ٍ‬ ‫ي َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َزل الق ْرآ ُن ت ْب َد لك ْم َع َفا الل ُه َع ْن َها َوالل ُه َغف‪ٌ L‬‬
‫‪L‬ور‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ين يُن َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِين آ َمنُوا لا َت ْسألوا َع ْن أش َيا َء إِ ْن ت ْب َد لك ْم َت ُس ْؤك ْم َوإِ ْن َت ْسألوا َع ْن َها ِح َ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪َ ( .6‬يا أيُّ َها الذ َ‬
‫َحلِي ٌم (‪ )101‬المائدة)‪.‬‬
‫ورا (‪)44‬‬ ‫ان َحلِي ًما َغ ُف ً‬ ‫يح ُه ْم إِنَّ ُه َك َ‬
‫ِْ َ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ح‬
‫ْ ِ َ َِ ْ َ‬ ‫ب‬ ‫ِّح‬
‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ُس‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ء‬‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫م‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ِيه‬ ‫ف‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ََ‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬‫و‬‫ات َّ َ‬
‫ع‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫الس‬ ‫الس َم َو ُ‬‫ِّح لَ ُه َّ‬ ‫‪( .7‬تُ َسب ُ‬
‫ِ َِ‬
‫اإلسراء)‪.‬‬
‫ض ْو َن ُه َوإِ َّن اللَّ َه لَ َعلِي ٌم َحلِي ٌم (‪ )59‬الحج)‪.‬‬ ‫ْخلًا َي ْر َ‬ ‫ْخلَنَّ ُه ْم ُمد َ‬ ‫‪( .8‬لَيُد ِ‬
‫‪L‬ر أَ ْعيُنُ ُه َّن َولَا َي ْح‪َ L‬ز َّن‬ ‫ِ‪L‬ك أَ ْدنَى أَ ْن َت َق َّ‬ ‫‪L‬ك َذل َ‬ ‫َاح َعلَ ْي‪َ L‬‬ ‫ِم ْن َع َزلْ َت َفلَا ُجن َ‬ ‫ْت م َّ‬ ‫ْك َم ْن َت َشا ُء َو َم ِن ا ْب َت َغي َ‬ ‫‪( .9‬تُ ْر ِجي َم ْن َت َشا ُء ِم ْن ُه َّن َوتُ ْؤ ِوي إِلَي َ‬
‫ان اللَّ ُه َعلِي ًما َحلِي ًما (‪ )51‬األحزاب)‪.‬‬ ‫ْن ِب َما آََت ْي َت ُه َّن ُكلُّ ُه َّن َواللَّ ُه َي ْعلَ ُم َما فِي ُقلُو ِب ُك ْم َو َك َ‬ ‫ضي َ‬ ‫َو َي ْر َ‬
‫ورا (‪ )41‬فاطر)‬ ‫ُ‬
‫ان َحلِي ًما َغف ً‬ ‫َ‬
‫ِن َب ْع ِد ِه إِنَّ ُه ك َ‬ ‫َ‬
‫ِن أ َح ٍد م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِن َزال َتا إِ ْن أ ْم َسك ُه َما م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض أ ْن َت ُزولا َولئ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َوالأ ْر َ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫ُ‬
‫ُم ِسك َّ‬ ‫َّ‬
‫‪( .10‬إِ َّن الل َه ي ْ‬
‫ور َحلِي ٌم (‪ )17‬التغابن)‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬
‫ْ ََ ْ ْ َ‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ِر‬ ‫ف‬ ‫غ‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫اع‬
‫ِ‬ ‫ُض‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫ن‬ ‫س‬
‫ََ‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫وا‬ ‫ض‬ ‫‪( .11‬إِ ْن تُ ْق ِر ُ‬
‫‪ ‬ووردت مرتين في ابراهيم ‪ :‬‬
‫اهي َم لَأَ َّوا ٌه َحلِي ٌم (‪ )114‬التوبة)‪.‬‬ ‫ْر ِ‬ ‫‪( .1‬إِ َّن إِب َ‬
‫ِيب (‪ )75‬هود)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اهي َم ل َحلِي ٌم أ َّوا ٌه ُمن ٌ‬ ‫ْر ِ‬ ‫‪( .2‬إِ َّن إِب َ‬
‫ِيم (‪ )101‬الصافات)‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ام‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫غ‬‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫َا‬‫ن‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫َّ‬ ‫ب‬‫ف‬‫َ‬ ‫(‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫في‬ ‫به‬ ‫البشارة‬ ‫عند‬ ‫‪‬‬ ‫ووردت مرة في اسماعيل‬
‫َ ْ ُِ ٍ َ ٍ‬
‫الر ِشي ُد (‪.))87‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ ‬ووردت مرة على لسان قوم شعيب الذين كانوا يستهزئون به في قوله تعالى (إِنَّك لأ ْن َت ال َحلِي ُم َّ‬
‫الخلُق العربي فالتزكية ربع المهمة المحمدية ألن عليه يقوم األمر كله‪ .‬والرسول ‪ ‬يقول‪" :‬إنما بُعثت ألتمم‬ ‫والحليم ال يأتي إال بخير وهو السمت في ُ‬
‫مكارم األخالق" فكأن هذه المهمة هي المهمة الرئيسية للرسول ‪  .‬وكما أن األشياء توزن واألطوال تُقاس فإن وحدة قياس األخالق هي ُخلُق رسول‬
‫اهلل ‪ ‬ألنه هو المثال البشري المنفوق هيّأه تفوقه أن يعيش واحدًا فوق الجميع فعاش واحدًا بين الجميع‪.‬‬
‫جد لع‪LL‬رب‬ ‫ونالحظ في القرآن الكريم أنه عند البشارة باسماعيل ‪ ‬جاءت بقوله تعالى (غالم حليم) فاسماعيل ج ّد العرب حليم فكأن الحلم يتصف به ُّ‬
‫والحلم كله خير وال يأتي إال بخير "كاد الحليم أن يكون نبيًا"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وفي البشارة باسحق ج ّد اليهود كانت البشارة (غالم عليم) فكأن العلم يتّصف به ج ّد اليهود‪.‬‬
‫‪L‬‬
‫آية (‪:)14-13‬‬
‫ك‬‫َار َجهَنَّ َم خَالِ ِدينَ فِيهَا َأبَ=دًا (‪ ))23‬وفي= س=ورة النس=اء ق=ال تع=الى (تِ ْل= َ‬ ‫ْص هَّللا َ َو َرسُولَهُ فَِإ َّن لَهُ ن َ‬
‫*قال تعالى في سورة الجن ( َو َمن يَع ِ‬
‫هّللا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َأل‬ ‫=ع هّللا َ َو َر ُس =ولَهُ يُ ْد ِخ ْل =هُ َجنا ٍ‬
‫ْص َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت تَجْ = ِري ِمن تَحْ تِهَا ا نهَ==ا ُر خَالِ = ِدينَ فِيهَا َوذلِ==كَ الف==وْ ز ال َع ِظي ُم (‪َ )13‬و َمن يَع ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُح= دُو ُد هّللا ِ َو َمن يُ ِط= ِ‬
‫ين (‪ ))14‬فما الفرق بين خالدين وخالداً؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫َو َرسُولَهُ َويَتَ َع َّد ُحدُو َدهُ يُ ْد ِخ ْلهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا َولَهُ َع َذابٌ ُّم ِه ٌ‬
‫ْخلْ ُه ن ً‬
‫َارا‬ ‫ص اللَهّ َو َر ُسولَ ُه َو َي َت َع َّد ُحدُو َد ُه يُد ِ‬ ‫ِين فِي َها أََبدًا) وفي النساء ( َو َمن َي ْع ِ‬ ‫َار َج َه َّن َم َخالِد َ‬‫ص اللَّ َه َو َر ُسولَ ُه َفِإ َّن لَ ُه ن َ‬ ‫اآلية الكريمة في سورة الجن ( َو َمن َي ْع ِ‬
‫َ‬
‫َارا َخالِدًا فِي َها َول ُه‬
‫ْخل ُه ن ً‬ ‫ْ‬ ‫ين) قال خالدين في سورة الجن بالجمع وخالدًا باإلفراد في النساء‪ .‬الوعيد بالعذاب في آية النساء أشد (يُد ِ‬ ‫اب ُّم ِه ٌ‬ ‫َخالِدًا فِي َها َولَ ُه َع َذ ٌ‬
‫ين) أشد ألنه عذاب بالنار وبالوحدة‪ ،‬في الجن قال خالدين بالجمع ألن الجنة فيها نعيمان نعيم الجنة ونعيم الصحبة وهنا قال خالدًا يعني منفردًا‬ ‫اب ُّم ِه ٌ‬ ‫َع َذ ٌ‬
‫ألن الوحدة عذاب حتى لو كان في الجنة‪ ،‬يكون وحده ليس معه أحد وال يتكلم مع أحد هذا شيء ثقيل جدًا‪ .‬إذن مبدئيًا العذاب في آية النساء أشد‪ ،‬الوعيد‪.‬‬
‫ص اللَهّ َو َر ُسولَ ُه َو َي َت َع َّد ُحدُو َد ُه) هذا زيادة‪.‬‬ ‫َار َج َهنَّ َم) وقال في سورة النساء ( َو َمن َي ْع ِ‬ ‫ص اللَّ َه َو َر ُسولَ ُه َفِإ َّن لَ ُه ن َ‬ ‫لماذا هو أشد؟ قال في سورة الجن ( َو َمن َي ْع ِ‬
‫ُوها (‪)187‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫العصيان يعني عدم الطاعة وتعدي الحدود عدم الطاعة ولكن فيها إضافة قد تكون هنالك حدود في أمور معينة (تِلك ُحدُو ُد اللِهّ فال َتق َرب َ‬
‫ُوها (‪ )229‬البقرة) هذه إضافة إلى العصيان ألن أحيانًا مجرد العصيان ليس بالضرورة كفر مجرد المعصية ألن اإلنسان‬ ‫البقرة) (تِلْ َك ُحدُو ُد اللِهّ َف َ‬
‫ال َت ْع َتد َ‬
‫ص اللَهّ َو َر ُسولَ ُه َو َي َت َع َّد ُحدُو َد ُه) هذه زيادة‪ .‬الجريرة هنا جريرتان عصيان وتع ٍد الحدود‪ ،‬في‬ ‫قد يعصي ربه في شرب خمر أو سرقة أو زنا‪َ ( .‬و َمن َي ْع ِ‬
‫ين) إضافة إلى النار له عذاب مهين فإذن هنالك سبب دعا‬ ‫الجن ذكر العصيان فقط وفي النساء ذكر العصيان وتعدي الحدود ولذلك قال ( َولَ ُه َع َذ ٌ‬
‫اب ُّم ِه ٌ‬
‫إلى هذا االختالف ولذلك ال تجد في أصحاب الجنة خالدًا مطلقًا وإنما دائمًا خالدين ألنه ليس هناك وحدة بينما في النار فنجد خالدين وخالدًا‪.‬‬
‫ص اللَهّ َو َر ُسولَ ُه َو َي َت َع َّد ُحدُو َد ُه) تعني مفرد أو جمع؟‬ ‫سؤال‪ :‬ربما تكون (من) هنا للجمع أو للمفرد‪ ،‬هل ( َو َمن َي ْع ِ‬
‫حسن استخدام الجمع في آية الجن وهو ذكر اجتماع الكفرة على رسوله‬ ‫(من) تحتمل ألن كلمة خالدين خلّصتها للجمع‪ .‬وأيضًا هنالك أمر آخر بياني ّ‬
‫حسن اإلفراد في آية سورة النساء أنهم أقل‬ ‫ون َعلَ ْي ِه لَِبدًا (‪ )19‬الجن) هذا اجتماع‪ ،‬هؤالء خالدين بزمرتهم‪ .‬مما ّ‬ ‫ْعو ُه َكادُوا َي ُكونُ َ‬ ‫( َوأَنَّ ُه لَ َّما َقا َم َع ْب ُد اللَّ ِه َيد ُ‬
‫حسن القلّة نسبيًا‪ .‬إذن من كل وجه صار اإلفراد في آية النساء أنسب في السياق‬ ‫من المذكورين ألنه عصيان وتعدي الحدود فيه قلة ومن ناحية أخرى ّ‬
‫وخالدين في آية الجن أنسب في السياق‪.‬‬
‫ين) يتعدى حدود من؟ اهلل أو الرسول؟‬ ‫اب ُّم ِه ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َارا َخالِدًا فِي َها َول ُه َعذ ٌ‬ ‫ْ‬
‫ْخل ُه ن ً‬ ‫َ‬
‫ص اللَهّ َو َر ُسول ُه َو َي َت َع َّد ُحدُو َد ُه يُد ِ‬ ‫(و َمن َي ْع ِ‬ ‫سؤال‪ :‬هل لنا أن نفهم في آية النساء َ‬
‫هل العطف يعود على األقرب؟‬
‫العطف ليس بالضرورة يعود على األقرب ألن ما حدّه الرسول هو ما حدّه اهلل‪ ،‬يعني يتعدى حدوده أي حدود اهلل‪.‬‬
‫ين) هل لنا أن نسقم العذاب بحسب الجريرة‪ ،‬يعني نارًا خالدًا فيها بسبب العصيان‬ ‫اب ُّم ِه ٌ‬ ‫َارا َخالِدًا فِي َها َولَ ُه َع َذ ٌ‬‫ْخلْ ُه ن ً‬‫سؤال‪ :‬قال تعالى في آية النساء (يُد ِ‬
‫وله عذاب مهين بسبب تعدي الحدود؟‬
‫اهلل أعلم‪ ،‬ليست هنالك قرينة سياقية تحدد صورة معينة للعذاب مع خطيئة محددة‪ .‬ذكر مهين أنهم تعدوا الحدود‪ ،‬استخفوا بحدود اهلل فأهانهم أي أذلّهم‪،‬‬
‫‪L‬‬
‫ال‪ .‬ليس العذاب مهينًا بالضرورة ولهذا هنالك في القرآن عذاب عظيم‪ ،‬وشديد‬ ‫ألن العذاب ليس بالضرورة مهين قد يكون فيه عذاب أليم أن تضربه مث ً‬
‫ومهين وأليم‪ ،‬عذاب ُمذِل يعني أمام الناس تفضحه وتجعله يفعل أشياء‪.‬‬
‫(خالِدًا فِي َها) هل تضيف كلمة (أبدًا) لخالدين من حيث الداللة الزمنية على األقل؟‬ ‫ِين فِي َها أََبدًا) وفي النساء َ‬ ‫(خالِد َ‬ ‫سؤال‪ :‬في الجن قال َ‬
‫ين)‪( .‬أبدًا) يعني غير منقطع مستمر‪ .‬الخلود هو البقاء الطويل أيضًا هو في القرآن‬ ‫اب ُّم ِه ٌ‬ ‫َ‬
‫ذ‬
‫َ َ ٌ‬‫ع‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫(و‬ ‫قال‬ ‫هنا‬ ‫لكن‬ ‫(أبدًا)‬ ‫تضيف‬ ‫لما يكون تفصيل غالبًا‬
‫خالدًا لكن (أبدًا) تأكيد للمسألة‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل هنالك خلود في النار؟ أم من يقضي سيئاته سيخرج ويذهب إلى الجنة؟ ماذا يحتمل سياق اآلية من الناحية اللغوية؟‬
‫أنا أعرف أن الخلود هو البقاء غير المنقطع والدوام و(أبدًا) يؤكد هذا المعنى‪ ،‬هذا الذي أفهمه من اللغة‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ليتنا نأتي على كل اآليات نقوم بعمل دراسة في القرآن الكريم على من يذهب والعياذ باهلل أعاذنا منها إلى النار ونبحث مدة البقاء فيها‪ ،‬هنالك من‬
‫ار (‪ )167‬البقرة) وهناك البعض يقول يقضي ما عليه من السيئات‬ ‫ِن النَّ ِ‬
‫ين م َ‬ ‫ار ِج َ‬ ‫يجلس في النار وهنالك من (خالدين فيها أبدًا) (خالدًا فيها) ( َو َما هُم ِب َخ ِ‬
‫ثم يخرج منها‪.‬‬
‫ين (‪ )85‬آل عمران)‬ ‫اس ِر َ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال َخ ِ‬ ‫اآلخ َر ِة م َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ال ِم دِي ًنا َفلن يُق َبل ِم ْن ُه َو ُه َو فِي ِ‬‫اإل ْس َ‬
‫ْر ِ‬ ‫إذا كان مسلمًا يقضي من السيئات ما يقضي ثم يخرج بعدها ( َو َمن َي ْب َت ِغ َغي َ‬
‫اط (‪ )40‬األعراف) معاصي مختلفة‪ ،‬هذا الباب الدخول فيه والكالم فيه يحتاج لحذر شديد وربنا تعالى‬ ‫ِج الْ َج َم ُل فِي َس ِّم الْ ِخ َي ِ‬ ‫ون الْ َجنَّ َة َحتَّى َيل َ‬ ‫ْخلُ َ‬ ‫ال َيد ُ‬ ‫( َو َ‬
‫ذكر أن من يقتل نفسًا بغير نفس خالدًا فيها لكن كثير من الناس قال هذه تغليظ عقوبة القتل‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل هناك دليل في القرآن على هذا؟‬
‫هم يقولون بالنسبة للمسلم يستندون لألحاديث " من قال ال إله إال"‪.‬‬
‫ت تَجْ ِري ِمن تَحْ تِهَا اَأل ْنهَا ُر خَالِ = ِدينَ‬ ‫* في آيات الميراث في سورة النساء قال تعالى (تِ ْلكَ ُحدُو ُد هّللا ِ َو َمن ي ُِط ِع هّللا َ َو َرسُولَهُ يُ ْد ِخ ْلهُ َجنَّا ٍ‬
‫ين (‪ ))14‬في الجنة ق==ال‬ ‫ْص هّللا َ َو َرسُولَهُ َويَتَ َع َّد ُحدُو َدهُ يُ ْد ِخ ْل=هُ نَ==ارًا خَالِ=دًا فِيهَا َولَ=هُ َع= َذابٌ ُّم ِه ٌ‬
‫ك ْالفَوْ ُز ْال َع ِظي ُم (‪َ )13‬و َمن يَع ِ‬
‫فِيهَا َو َذلِ َ‬
‫خالدين فيها وفي= النار قال خالداً فيها فما داللة جمع خالدين في الجنة وأفردها في النار؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫ص اللَهّ‬ ‫ِك الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم) واآلية التي بعدها مباشرة َ‬
‫(و َمن َي ْع ِ‬ ‫ِين فِي َها َو َذل َ‬
‫ار َخالِد َ‬ ‫ات َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها َ‬
‫األ ْن َه ُ‬ ‫ْخلْ ُه َجنَّ ٍ‬ ‫(تِلْ َك ُحدُو ُد اللِهّ َو َمن ي ِ‬
‫ُط ِع اللَهّ َو َر ُسولَ ُه يُد ِ‬
‫ين) في أكثر من مناسبة قلنا في الجنة لم ترد خالدًا باإلفراد في عموم القرآن لم يرد في أصحاب‬ ‫اب ُّم ِه ٌ‬ ‫ْخلْ ُه ن ً‬
‫َارا َخالِدًا فِي َها َولَ ُه َع َذ ٌ‬ ‫َو َر ُسولَ ُه َو َي َت َع َّد ُحدُو َد ُه يُد ِ‬
‫الجنة مرة واحدة خالدًا ولهذا داللة محددة‪ .‬لما ذكر النار يذكر خالدين ويذكر خالدًا ألن الوحدة هي عذاب لو أدخلته الجنة وليس معه أحد يتكلم معه فهذا‬
‫َارا َخالِدًا فِي َها) أما الجنة لم يذكر خالدًا ألن دائمًا فيها اجتماع فيأنس من‬ ‫ْخلْ ُه ن ً‬
‫عذاب‪ ،‬ولذلك في النار ذكر أمرين ذكر عذاب النار وعذاب الوحدة فقال ( ُيد ِ‬
‫نعيم االجتماع وما في الجنة من نعيم فقال خالدين‪ .‬ثم هناك أمر آخر لما قال يدخله جنات بالجمع معناه أكثر من واحد يدخل ( َم ْن) تحتمل المفرد والجمع‪،‬‬
‫ِين (‪ )8‬البقرة) هذا هو‬ ‫ول آ َمنَّا ِباللِهّ َو ِبالْ َي ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر َو َما ُهم ِب ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫اس َمن َي ُق ُ‬ ‫ِن النَّ ِ‬
‫عمومًا أكثر الكالم أنه يبدأ بالمفرد ثم يأتي فيما بعد ما يبين هذا الشيء ( َوم َ‬
‫األكثر يبدأ بالمفرد المذكر أيًا كان ثم يجمع‪ .‬مع الجنة قال خالدين ألن فيها نعيمان نعيم الجنة ونعيم الصحبة وأما في النار ففيها عذاب النار وعذاب‬
‫الوحدة وقد تأتي خالدين في النار ولم ترد في الجنة خالدًا فيها أبدًا وخالدًا وخالدين تأتي مع النار‪ .‬عذاب أهل النار باإلشتراك كأن يكون إهانة يقولون‬
‫لبعضهم أنت كنت كذا وأنت كنت كذا يختصمون وهذا عذاب آخر‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ال فال يجرؤ على دخول ح ّد جاره وإن‬‫(ت ِْل َك ُحدُو ُد اللِهّ (‪ )13‬النساء) مشهد ملموس ومحسوس ترسمه عبارة حدود اهلل فكل منا يعرف حدّه في منزله مث ً‬
‫دخل فهو موقن أنه مخالف ومتجاوز ح ّقه وقد استعمل ربنا تعالى الحدود ّ‬
‫ليقرب الفكرة ألذهاننا فشرع اهلل ٌّ‬
‫حد ال ينبغي لنا أن نتجاوزه‪.‬‬
‫ْص هّللا َ َو َرسُولَهُ َويَتَ َع َّد ُحدُو َدهُ يُ ْد ِخ ْلهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا َولَهُ َع َذابٌ ُّم ِه ٌ‬
‫ين (‪ )14‬النس==اء) إن تهديد الم==رء بالن==ار وعيد وع==ذاب‬ ‫*( َو َمن يَع ِ‬
‫فإذا أشيف إليه الخلود فهذا من أشد ألوان العذاب‪ .‬فما فائدة ختم اآلية بقوله تعالى (وله عذاب مهين)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪ L‬الخارجين عن حدوده بألفاظ ترجف القلوب وتقع في قلوبهم موقع الخوف ليتأمل اإلنسان سوء مصيره ولذلك ختمت اآلية‬ ‫أراد اهلل تبارك وتعالى أن يهدد‬
‫بوصف العذاب المهين ألن من العرب من ال يخشى كلمة النار ولكنه يأبى الضيم واإلهانة فقد يحذر اإلهانة أكثر مما يحذر عذاب النار ولذا قال العرب‬
‫في أمثالهم "النار وال العار"‪.‬‬
‫(و َذلِكَ هُ َو ْالفَ==وْ ُز‬
‫(و َذلِكَ ْالفَوْ ُز ْال َع ِظي ُم ﴿‪ ﴾13‬النساء) ‪َ ( -‬ذلِكَ هُ َو ْالفَوْ ُز ْال َع ِظي ُم ﴿‪﴾72‬التوبة) ‪َ -‬‬
‫ك ْالفَوْ ُز ْال َع ِظي ُم ﴿‪ ﴾119‬المائدة) ‪َ -‬‬
‫*( َذلِ َ‬
‫ْال َع ِظي ُم ﴿‪ ﴾111‬التوبة) ‪ِ( -‬إ َّن هَ َذا لَهُ َو ْالفَوْ ُز ْال َع ِظي ُم ﴿‪﴾60‬الصافات)ما الفرق بين هذه الخواتيم؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ِك الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم) كما‬ ‫ِك الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم) خبر‪ ،‬رب العالمين يقول هؤالء الذين رضي اهلل عنهم ورضوا عنه قال ( َذل َ‬ ‫فى سورة المائدة عندما قال تعالى ( َذل َ‬
‫ص ْد ُق ُه ْم‬ ‫ِين ِ‬ ‫الصا ِدق َ‬ ‫ال اللَّ ُه َه َذا َي ْو ُم َي ْن َف ُع َّ‬‫يز الْ َحكِي ُم ﴿‪َ ﴾118‬ق َ‬ ‫ِر لَ ُه ْم َفإِنَّ َك أَ ْن َت الْ َع ِز ُ‬
‫ُك َوإِ ْن َت ْغف ْ‬ ‫‪L‬م َفإِنَّ ُه ْم ِع َباد َ‬ ‫قال عن الجنة عيسى عندما دعا لقومه (إِ ْن تُ َع ِّذ ْب ُه ْ‬
‫ِك الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم) خبر أنت ناجح‬ ‫ِك الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم ﴿‪ ﴾119‬المائدة) ( َذل َ‬ ‫ضوا َع ْن ُه َذل َ‬ ‫ض َي اللَّ ُه َع ْن ُه ْم َو َر ُ‬ ‫ِين فِي َها أََبدًا َر ِ‬ ‫ار َخالِد َ‬ ‫ِن َت ْح ِت َها الْأَ ْن َه ُ‬ ‫ات َت ْج ِري م ْ‬ ‫لَ ُه ْم َجنَّ ٌ‬
‫ِك الْ َف ْو ُز ال َع ِظي ُم) خبر فقط‪.‬‬
‫ْ‬ ‫( َذل َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(وذلِك الف ْوز ال َع ِظي ُم) تلك حدود اهلل‪ ،‬هناك فقط لمن آمن وكان صادقًا في عباداته (ذلِك الف ْوز ال َع ِظي ُم) وهذا أساس الجنة‪ ،‬من دخل‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫في النساء أضاف واو َ‬
‫مجرد يعني ‪ %50‬وهناك فوز عظيم لكن في‬ ‫ّ‬ ‫فوز‬ ‫هناك‬ ‫أنواع‬ ‫الفوز‬ ‫فاز‪،‬‬ ‫لكن‬ ‫عمران)‬ ‫آل‬ ‫﴾‬ ‫‪185‬‬ ‫﴿‬ ‫َ‬
‫از‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ْخ‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫ُ‬‫أ‬ ‫الجنة ( َف َم ْن ُز ْح ِز َح َع ِن ِ َ‬
‫و‬ ‫ار‬ ‫َّ‬
‫الن‬
‫ِك الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم) لمن يطيع األحكام في الكتاب والسنة حالل‬ ‫ِك الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم) هذا الثاني ( َو َذل َ‬ ‫أعظم منه واألعظم منه هو الذي فيه واو فيه قسم ( َو َذل َ‬
‫ِك ال َف ْو ُز ال َع ِظي ُم ﴿‪﴾13‬النساء) هي الطاعة من‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِين فِي َها َو َذل َ‬
‫ار َخالِد َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِن َت ْح ِت َها الأ ْن َه ُ‬‫ات َت ْج ِري م ْ‬ ‫ْخلْ ُه َجنَّ ٍ‬ ‫ُط ِع اللَّ َه َو َر ُسولَ ُه يُد ِ‬ ‫وحرام قال (تِلْ َك ُحدُو ُد اللَّ ِه َو َم ْن ي ِ‬
‫ِك) هذا واحد‪.‬‬ ‫يطع الرسول فقد أطاع اهلل (أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َر ُسولَهُ﴿‪ ﴾20‬األنفال) بالحالل والحرام هذه هي التقوى‪ ،‬إذًا فيها واو ( َو َذل َ‬
‫ِك ُه َو الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم ﴿‪ ﴾72‬التوبة) من هم هؤالء؟ الذين هم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر‬ ‫في سورة التوبة أضاف هو بدون واو في قوله ( َذل َ‬
‫ِك ُه َو‬ ‫ص أن هذا الفوز فوز فريد ( َذل َ‬ ‫خص ّ‬ ‫وف َو َي ْن َه ْو َن َع ِن ال ُم ْن َك ِر﴿‪ ﴾71‬التوبة) هو يعني ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ون ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫ض َي ْأ ُم ُر َ‬ ‫ض ُه ْم أَ ْولَِيا ُء َب ْع ٍ‬ ‫َات َب ْع ُ‬‫ون َوالْ ُم ْؤ ِمن ُ‬ ‫( َوالْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾80‬الشعراء) في يطعمني ويسقيني لم يقل هو ألن هناك غيره يطعمون‬ ‫ض ُت َف ُه َو َي ْشف ِ‬ ‫ِك ُه َو) ( َوإِ َذا َم ِر ْ‬ ‫الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم) ال فوز غيره في مقامه ( َذل َ‬
‫ِك ُه َو الْ َف ْو ُز‬ ‫ِين) ما في غيره وال الطبيب هذا أسباب بينما هنا قال نفس الشيء ( َذل َ‬ ‫ض ُت َف ُه َو َي ْشف ِ‬ ‫ويسقونك هناك آخرون أبوك أمك الدولة الخ هنا ( َوإِ َذا َم ِر ْ‬
‫الْ َع ِظي ُم) كلمة هو أضافها لكي يبين أن هذا فوز متميز ألن فيه طاعة الحالل والحرام‪.‬‬
‫ْ‬
‫ِن ال ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ِين‬
‫‪L‬‬ ‫ِك ُه َو الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم ﴿‪ ﴾111‬التوبة) هذه للشهداء (إِ َّن الل َه اش َت َرى م َ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫(و َذل َ‬
‫في موقع آخر في سورة التوبة أضاف الواو والهاء يقول تعالى َ‬
‫ْش ُروا‬ ‫اس َتب ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِن الل ِه ف ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يل َوالق ْرآ ِن َو َم ْن أ ْوفى ِب َع ْه ِد ِه م َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬
‫ون َو ْعدًا َعل ْي ِه َحقا فِي الت ْو َرا ِة َوالإِن ِج ِ‬ ‫ون َويُ ْق َتلُ َ‬ ‫يل اللَّ ِه َف َي ْقتُلُ َ‬ ‫ون فِي َس ِب ِ‬ ‫أَ ْن ُف َس ُه ْم َوأَ ْم َوالَ ُه ْم ِبأَ َّن لَ ُه ُم الْ َجنَّ َة يُ َقاتِلُ َ‬
‫ِك ُه َو الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم ﴿‪ ﴾111‬التوبة) قطعًا أن فوز الشهداء أقوى من فوز الذين يتبعون الحالل والحرام الطاعة ألن هذا إضافة‪،‬‬ ‫ِب َب ْي ِع ُك ُم الَّذِي َبا َي ْعتُ ْم ِب ِه َو َذل َ‬
‫ِك) واو القسم جاء بالواو وهو معًا‪ ،‬اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫الحالل والحرام أنت ملزم به ولكن هذا لم يكن ملزمًا به أن ينال الشهادة فنال الشهادة قال ( َو َذل َ‬
‫يقسم بأن هذا هو الفوز الفريد المتميز جدًا لماذا؟ ألن فيها شهادة‪ .‬أنت الحظ كل زيادة حركة في تغيير في المعنى فهناك األولى َخَبر الثانية للمتقين‬
‫ِك ُه َو الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم)‪.‬‬ ‫الصادقين الثالثة لمن اتبع الحالل والحرام الرابعة للشهداء ( َو َذل َ‬
‫إن على هو‪ ،‬يعني هذا معناه فوز عجيب متى هذا؟ هذا‬ ‫‪ّ L‬‬ ‫مؤكدة ثم هو ثم الم توكيد‬ ‫إن ِّ‬ ‫أخيرًا في الصافات قال (إِ َّن َه َذا لَ ُه َو الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم ﴿‪ ﴾60‬الصافات) ّ‬
‫عندما الناس دخلوا الجنة وعاشوا بسعادة وحور عين وأماكن رائعة جدًا وجالسين في مجالس حلوة وفي هذه النعمة العظيمة فازوا فوزًا عظيمًا فواحد‬
‫ِين ﴿‪ ﴾52‬أَِئ َذا ِم ْتنَا َو ُكنَّا تُ َرابًا‬ ‫ص ِّدق َ‬ ‫ِن الْ ُم َ‬ ‫ول أَئِنَّ َك لَم َ‬
‫ين ﴿‪َ ﴾51‬ي ُق ُ‬ ‫ان لِي َق ِر ٌ‬ ‫ِل ِم ْن ُه ْم إِنِّي َك َ‬‫ال َقائ ٌ‬‫قال واهلل يا جماعة احمدوا اهلل على هذا الذي نحن فيه ( َق َ‬
‫ون ﴿‪ ﴾53‬الصافات) ما في آخرة والخ كان ملحدًا أو شيوعيًا فقال له واهلل العظيم هذا الرجل كان أوشك رويدًا رويدًا أن يجعلني أكفر‬ ‫َو ِع َظا ًما أَئِنَّا لَ َمدِينُ َ‬
‫ون ﴿‪ ﴾54‬الصافات) طبعًا في اآلخرة قوانين عجيبة ال يوجد مساحة وال مسافة وال جاذبية من الصعب تصورها‬ ‫ال َه ْل أَ ْنتُ ْم ُم َّطلِ ُع َ‬ ‫فذاك قال له اآلخر ( َق َ‬
‫وأنت جالس ممكن أن ترى كل الكون في لحظة واحدة فقط خطر في بالك ترى فالن في جهنم تراه أو فالن في الجنة تراه على خواطرك الذي تريده‬
‫اطلَ َع َف َرآَ ُه فِي َس َوا ِء الْ َج ِحيم ﴿‪َ ﴾55‬ق َ‬
‫ال‬ ‫ِ‬
‫ُضله وإذا به في جهنم قال له ( َف َّ‬ ‫ون) انظروا على جهنم وإذا هذا صاحبه الذي كان سي ِ‬ ‫ال َه ْل أَ ْنتُ ْم ُم َّطلِ ُع َ‬ ‫يحدث ( َق َ‬
‫ين ﴿‪ ﴾57‬الصافات) الحمد هلل الذي خلصني فارتعب عندما رأى هذا المنظر في الجحيم‬ ‫ض ِر َ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُم ْح َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِين ﴿‪َ ﴾56‬ول ْولا ِن ْع َمة َربِّي لك ْن ُت م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْت لت ْرد ِ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َتاللَّ ِه إِ ْن ِكد َ‬
‫وهو في النعيم شعر بالفرق الهائل‪ ،‬هذا الفزع األكبر الذي يعيشون فيه أهل النار كان من الممكن لو أنه أطاع هذا اإلنسان وصار شيوعيًا أو صار ملحدًا‬
‫نفسقه يعني هذا اإلنسان طبعًا كل مجرم في ناس أضلوه (الْأَ ِخلَّا ُء َي ْو َم ِئ ٍذ‬ ‫نكفره أو نقتل شخصًا ِّ‬ ‫أو كفر باهلل أو ما شاكل ذلك أو قال له تعالى نقتل مسلمًا ِّ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾67‬الزخرف) لما يرى الفرق الذي هو فيه والجحيم الذي براه ارتعب أنت في الدنيا كثير من الناس دخلوا سجون‬ ‫ُو إِلَّا الْ ُمتَّق َ‬‫ض َعد ٌّ‬ ‫ض ُه ْم لَِب ْع ٍ‬ ‫َب ْع ُ‬
‫ألمر ما يشعر بكرم اهلل والرحمة كيف خلص من هذا العذاب الذي كان فيه؟ هذا عذاب‬ ‫ورأوا أدوات تعذيب خيال على حين غرة واحد منهم يخرجونه ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾58‬إِلا َم ْوتتنَا‬ ‫َح ُن ِب َميِّت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين) إلى أن قال (أف َما ن ْ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُم ْح َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِين ﴿‪َ ﴾56‬ولَ ْولَا ِن ْع َمة َربِّي لكنت م َ‬
‫َ‬ ‫ْت لَتُ ْرد ِ‬ ‫ال َتاللَّ ِه إِ ْن ِكد َ‬ ‫الدنيا فكيف عذاب اآلخرة ( َق َ‬
‫ين ﴿‪ ﴾59‬إِ َّن َه َذا لَ ُه َو الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم ﴿‪ ﴾60‬الصافات) يعني نحن لن ندخل جهنم ولن نموت ولن نحاسب مرة أخرى! يكاد يجن من‬ ‫‪L‬‬‫َح ُن ِب ُم َع َّذ ِب َ‬‫الْأُولَى َو َما ن ْ‬
‫الفرحة (إِ َّن َه َذا لَ ُه َو الْ َف ْو ُز الْ َع ِظي ُم)‪.‬‬
‫آية (‪:)15‬‬
‫*ما الفرق بين يتوفى و يدركه الموت؟(د‪.‬حسام= النعيمى)‬
‫يتوفى‪:‬‬
‫اه َّن الْ َم ْو ُت أَ ْو َي ْج َع َل‬
‫ُوت َحتَّ َى َي َت َو َّف ُ‬‫ُن فِي الْبُي ِ‬ ‫عة ِّمن ُك ْم َفِإن َش ِهدُواْ َفأَ ْم ِس ُكوه َّ‬ ‫ْه َّن أَ ْر َب ً‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫ُو‬‫د‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫اس‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫آ‬‫س‬ ‫ِّ‬
‫ن‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫اح‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ت‬‫أ‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ِي‬ ‫ت‬ ‫َّ‬
‫الال‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫النساء‬ ‫سورة‬ ‫في‬ ‫ورد‬
‫َ ْ ْ ِ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال بالح ّد عندما نزلت اآليات وأخبر الرسول ‪ ‬بح ّد مرتكبة الفاحشة‪( .‬يتوفاهن الموت) التوفي هو أخذ‬ ‫ال (‪ ))15‬جعل اهلل تعالى لهن سبي ً‬ ‫اللُهّ لَ ُه َّن َس ِبي ً‬
‫ال غير منقوص‪ .‬الموت ال يقوم بأخذ الشيء وافيًا وإنما أسند العمل إلى الموت على سبيل التوسع لعالقة السببية ألن الموت معناه إنقضاء‬ ‫ُ‬ ‫الشيء كام ً‬
‫العمر الذي يؤدي إلى أن تؤخذ روحه وافية غير منقوصة‪ ،‬أنه يتو ّفى‪ .‬الموت ليس هو الذي يأخذ الروح لكن الموت إيذان بانتهاء العمر‪ ،‬ما بقي لهذا‬
‫ُر ِس ُل َعلَ ْي ُكم َح َف َظ ًة َحتَّ َى إِ َذا َجاء أَ َح َد ُك ُم الْ َم ْو ُت َت َو َّف ْت ُه ُر ُسلُنَا َو ُه ْم َ‬
‫ال‬ ‫اه ُر َف ْو َق ِع َبا ِد ِه َوي ْ‬‫اإلنسان من عمره شيء فهو ميّت‪ .‬الذي يتوفى هذه األنفس ( َو ُه َو الْ َق ِ‬
‫ين َم ْو ِت َها َوالَّتِي لَ ْم َت ُم ْت‬‫س ِح َ‬ ‫َ‬
‫ون (‪ )61‬األنعام) المالئكة التي تأخذ الروح وحتى الرسل المالئكة ليست هي التي تتوفى األنفس ألن (اللَّ ُه َي َت َو َّفى الْأن ُف َ‬ ‫يُ َف ِّر ُط َ‬
‫ون (‪ )42‬الزمر) النسبة الحقيقية أي الفاعل‬ ‫ات لِّ َق ْو ٍم َي َت َف َّك ُر َ‬
‫ِك لَآ َي ٍ‬‫ُر ِس ُل الْأُ ْخ َرى إِلَى أَ َج ٍل ُم َس ًّمى إِ َّن فِي َذل َ‬ ‫ضى َعلَ ْي َها الْ َم ْو َت َوي ْ‬ ‫ُم ِس ُك الَّتِي َق َ‬ ‫فِي َمنَا ِم َها َفي ْ‬
‫الحقيقي لهذا التوفي هو اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬المالئكة وسيلة والموت سبب‪ .‬اهلل سبحانه وتعالى ينسب أحيانًا الفعل لغيره باعتباره الغير سبب أو مرتبط‬
‫ِر ُسولِ ِه‬ ‫(ولِلَّ ِه الْع َّ‬
‫ِز ُة َول َ‬ ‫ِز ُة َجمِي ًعا (‪ )10‬فاطر) حصر هنا العزة هلل عز وجل وحده دون غيره وفي موضع آخر قال َ‬ ‫ِز َة َفلِلَّ ِه الْع َّ‬
‫ُري ُد الْع َّ‬
‫ان ي ِ‬ ‫بأمره ( َمن َك َ‬
‫(حتَّ َى‬‫ون (‪ )8‬المنافقون) إرتباط الرسول ‪ ‬باهلل‪ ،‬هو رسول اهلل فمنحه اهلل تعالى العزة‪ .‬كذلك هاهنا لما قال تعالى َ‬ ‫ِين لَا َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ِن الْ ُمنَا ِفق َ‬ ‫ِين َولَك َّ‬‫َولِلْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫َي َت َو َّفا ُه َّن ال َم ْو ُت) يعني يستوفي أرواحهن الموت أي يتوفاهن مالئكة الموت‪ .‬قالوا كان ذلك عقوبتهن أوائل اإلسالم فنُ ِسخ بالحدّ‪ .‬في قوله تعالى َ‬
‫(حتَّ َى‬ ‫ْ‬
‫َي َت َو َّفا ُه َّن الْ َم ْو ُت) جاء اللفظ باإلسناد إلى الموت على سبيل التوسع لعالقة السببية ألن الموت نهاية العمر فهو سبب الوفاة والذي يتوفى األرواح الرسل‬
‫من المالئكة بأمر من اهلل سبحانه وتعالى فالذي يتوفى األرواح على الحقيقة هو اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ ‬يدرك‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وج ُّمشيَّ َد ٍة (‪ ))78‬اآلية كأنما تصور من ينتقل من مكان إلى آخر هربًا من الموت والموت‬ ‫ُر ٍ‬ ‫ْركك ُم ال َم ْوت َول ْو كنت ْم فِي ب ُ‬ ‫في سورة النساء (أ ْي َن َما َتكونوا يُد ِ‬
‫يسعى وراءه حتى يدركه أينما كان ولو كان متحصنًا في بروج مشيدة قوية الجدران محكمة األبواب‪ .‬لما يدركه يكون قريبًا منه ويقبض بعد ذلك‪ .‬يُفهم‬
‫من اآلية أنه يموت قطعًا‪ .‬يدرككم أي لما يصل إليكم وسيكون نتيجته مفارقة الحياة‪ .‬وفيه صورة المالحقة والهارب الذي يلحقه شيء‪ .‬حتى في المجاز‬
‫تقول أدركت ما يريد فالن أي تتبعت عباراته بحيث وصلت إلى الغاية من عبارته‪.‬‬
‫ْر ْكهُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ض ُم َر َ‬ ‫يل اللِهّ َي ِج ْد فِي َ‬
‫اج ًرا إِلى اللِهّ َو َر ُسولِ ِه ث َّم يُد ِ‬ ‫ِيرا َو َس َعة َو َمن َيخ ُر ْج مِن َب ْي ِت ِه ُم َه ِ‬ ‫اغ ًما كث ً‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫اج ْر فِي َسِب ِ‬ ‫اآلية األخرى في سورة النساء ( َو َمن يُ َه ِ‬
‫ورا َّر ِحي ًما (‪ ))100‬هو مهاجر لما هاجر هاجر فرارًا بدينه وحياته وهو خارج من بيته مهاجرًا إلى اهلل‬ ‫ان اللُهّ َغ ُف ً‬ ‫الْ َم ْو ُت َف َق ْد َو َق َع أَ ْج ُر ُه َعلى اللِهّ َو َك َ‬
‫فار منهم لكن الموت يتبعه‬ ‫ورسوله كأن الموت يسعى وراءه (ثم يدركه الموت) الخارج من بيته مهاجرًا إنما خرج فرارًا بدينه من أن يفتنه الكفار فهو ٌ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫إن (قل إِ َّن ال َم ْو َت‬ ‫ال وإنما إسم ّ‬ ‫ويدركه في طريق الهجرة وهذا أجره عظيم فقد وقع أجره على اهلل كما قال تعالى (فإنه مالقيكم) الموت هنا لم يأت فاع ً‬
‫ون ِم ْن ُه َفإِنَّ ُه ُملَاقِي ُك ْم (‪ )8‬الجمعة)‪.‬‬ ‫ِر َ‬ ‫الَّذِي َتف ُّ‬
‫َ‬
‫ِك أ ْع َت ْدنَا لَ ُه ْم َع َذابًا ألِي ًما (‪)18‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ار أ ْولَـئ َ‬ ‫ون َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬
‫ِين َي ُموتُ َ‬ ‫َّ‬
‫ال الذ َ‬‫اآلن َو َ‬ ‫ْت َ‬ ‫ال إِنِّي تُب ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ض َر أ َح َد ُه ُم ال َم ْو ُت َق َ‬ ‫ات َحتَّى إِ َذا َح َ‬ ‫السيِّ َئ ِ‬‫ون َّ‬ ‫ُ‬
‫ِين َي ْع َمل َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ْس ِت التَّ ْو َبة لِلذ َ‬ ‫( َولَي َ‬
‫النساء) التوبة المرفوضة هي التي تكون حين يشرف اإلنسان على الموت ويدرك أنه صار قريبًا منه كأن الموت لم يقع بعد بدليل أنه استطاع أن يتكلم‬
‫‪ L‬وعلى هذا نقول أن كلمة (حضر) عندما تأتي مع الموت فيها معنى القرب والمشاهدة وكأنه فيها نوع من التجسيد للموت كأن الموت‬ ‫فهو لم يمت بعد‪.‬‬
‫حي يحضر مع من يحضر حوله من أهل الذي ينازع فيشهد هذا الموت‪.‬‬ ‫ٌّ‬
‫*(ِإنَّ َما التَّوْ بَةُ َعلَى هّللا ِ لِلَّ ِذينَ يَ ْع َملُونَ ال ُّس َو َء بِ َجهَالَ= ٍة (‪ )17‬النس==اء) تأمل ه==ذا التعب==ير اإللهي الب==ديع فقد قيّد هللا س==بحانه وتع==الى عمل‬
‫السوء بجهالة فقال (يعملون السوء بجهالة) فلِ َم عدل ربنا تعالى عن وصفه بالجهل فلم يقل يعملون الس==وء عن جه==ل؟(ورتل الق==رآن‬
‫ترتيالً)‬
‫الجهالة تطلق على سوء المعاملة وعلى اإلقدام على العمل دون رويّة في حين أن الجهل يعني عدم العلم بالشيء فلو عمل أحد معصية وهو غير عالم‬
‫‪ L‬عن المعاصي ولذلك حصر اهلل تعالى السوء بالجهالة دون الجهل ألن هذا الفعل هو الذي يحب أن‬
‫بأنها معصية فليس يأثم وإنما يجب أن يتعلم ويبتعد‬
‫يتوب اإلنسان عن فعله‪.‬‬
‫آية (‪:)18‬‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية بين فعل حضر وجاء في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال يعني الوجود وليس معناه بالضرورة المجيء إلى الشيء (يقال كنت حاضرًا إذ كلّمه فالن بمهنى شاهد وموجود‬ ‫فعل حضر والحضور في اللغة أو ً‬
‫وهو نقيض الغياب) ويقال كنت حاضرًا مجلسهم‪ ،‬وكنت حاضرًا في السوق أي كنت موجودًا فيها‪.‬‬
‫أما المجيء فهو اإلنتقال من مكان إلى مكان‪ ،‬فالحضور إذن غير المجيء ولهذا نقول اهلل حاضر في كل مكان دليل وجوده في كل مكان‪ .‬وفي القرآن‬
‫يقول تعالى (فإذا جاء وعد ربي جعله د ّكاء) سورة الكهف بمعنى لم يكن موجودًا وإنما جاء األمر‪ .‬وكذلك قوله تعالى (فإذا جاء أمرنا وفار التنور)‬
‫سورة هود‪ .‬إذن الحضورة معناه الشهود والحضور والمجيء معناه اإلنتقال من مكان إلى مكان‪.‬‬
‫ِين َي ُموتُ َ‬
‫ون‬ ‫ال الَّذ َ‬‫اآلن َو َ‬ ‫ْت َ‬ ‫ال إِنِّي تُب ُ‬ ‫ض َر أَ َح َد ُه ُم الْ َم ْو ُت َق َ‬ ‫ات َحتَّى إِ َذا َح َ‬ ‫السيِّ َئ ِ‬
‫ون َّ‬ ‫ِين َي ْع َملُ َ‬
‫ْس ِت التَّ ْو َب ُة لِلَّذ َ‬ ‫(ولَي َ‬
‫ما الفرق اآلن من الناحية البيانية بين قوله تعالى َ‬
‫صيَّ ِة‬ ‫ْ‬
‫ين ال َو ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ض َر أ َح َد ُك ُم ال َم ْو ُت ِح َ‬ ‫ْ‬
‫ِين آ َمنُوا َش َها َد ُة َب ْي ِن ُك ْم إِ َذا َح َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫(يا أيُّ َها الذ َ‬ ‫ِك أَ ْع َت ْدنَا لَ ُه ْم َع َذابًا أَلِيمًا‪ .‬سورة النساء {‪ )}18‬وفي سورة المائدة‪ِ :‬‬ ‫ار أُ ْولَـئ َ‬
‫َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬
‫ُ‬
‫ار َت ْبت ْم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الصال ِة َفيُق ِس َم ِ‬ ‫ْ‬
‫صي َبة ال َم ْو ِت َت ْح ِب ُسو َن ُه َما مِن َب ْع ِد َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ض َفأ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َان َذ َوا َعد ٍ‬‫ْاثن ِ‬
‫ال‬ ‫ان ِباللِهّ إِ ِن ْ‬ ‫صا َبتكم ُّم ِ‬ ‫ض َر ْبت ْم فِي األ ْر ِ‬ ‫ْرك ْم إِ ْن أنت ْم َ‬ ‫ِن َغي ِ‬ ‫ان م ْ‬ ‫ْل ِّمنك ْم أ ْو َ‬
‫آخ َر ِ‬
‫وب الْ َم ْو ُت إِ ْذ‬ ‫ض َر َي ْع ُق َ‬ ‫ِين {‪ )}106‬وقوله تعالى في سورة البقرة (أَ ْم ُكنتُ ْم ُش َهدَاء إِ ْذ َح َ‬ ‫ِن اآل ِثم َ‬ ‫ال َن ْكتُ ُم َش َها َد َة اللِهّ إِنَّا إِذًا لَّم َ‬
‫ان َذا ُق ْر َبى َو َ‬
‫َش َت ِري ِب ِه َث َمنًا َولَ ْو َك َ‬ ‫نْ‬
‫ون {‪ )}133‬وفي سورة المؤمنون‬ ‫َح ُن لَ ُه ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫احدًا َون ْ‬‫اق إِلَـهًا َو ِ‬ ‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫اع َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬
‫ْر ِ‬‫ِك إِب َ‬ ‫ُون مِن َب ْعدِي َقالُواْ َن ْع ُب ُد إِلَـ َه َك َوإِلَـ َه آ َبائ َ‬ ‫ال لَِبنِي ِه َما َت ْع ُبد َ‬
‫‪L‬‬ ‫َق َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُر ِسل َعلَ ْي ُكم َح َف َظ ًة َحتَّ َى إِ َذا َجاء أ َح َد ُك ُم ال َم ْو ُت َت َو َّف ْت ُه‬ ‫ُ‬ ‫اه ُر َف ْو َق ِع َبا ِد ِه َوي ْ‬ ‫ْ‬
‫ون {‪ )}99‬وفي سورة األنعام ( َو ُه َو ال َق ِ‬ ‫ار ِج ُع ِ‬ ‫ال َر ِّب ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(حتَّى إِ َذا َجاء أ َح َد ُه ُم ال َم ْو ُت َق َ‬ ‫َ‬
‫ون {‪.)}61‬‬ ‫ُ‬
‫ال يُ َف ِّرط َ‬ ‫ُ‬
‫ُر ُسلنَا َو ُه ْم َ‬
‫‪ L‬وفي كلمة حضر وجاء لكل منها خصوصية‬ ‫القرآن الكريم له خصوصيات في التعبير فهم يستعمل كلمة (بررة) للمالئكة وكلمة (ابرار) للمؤمنين‪.‬‬
‫أيضًا‪ .‬حضور الموت يُستعمل في القرآن الكريم في األحكام والوصايا كما في سورة آية سورة البقرة وكأن الموت هو من جملة الشهود فالقرآن هنا ال‬
‫يتحدث عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت فالكالم هو في األحكام والوصايا (إن ترك خيرًا الوصية) (ووصية يعقوب ألبنائه بعبادة اهلل الواحد)‪.‬‬
‫أما مجيء الموت في القرآن فيستعمل في الكالم عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت كما في آية سورة المؤمنون‪  ‬يريد هذا الذي جاءه الموت أن‬
‫يرجع ليعمل صالحًا في الدنيا فالكالم إذن يتعلق بالموت نفسه وأحوال الشخص الذي يموت‪ .‬وكذلك في آية سورة اآلنعام‪ .‬ويستعمل فعل جاء مع غير‬
‫كلمة الموت أيضًا كاألجل (فإذا جاء أجلهم) وسكرة الموت (وجاءت سكرة الموت) وال يستعمل هنا حضر الموت ألن كما أسلفنا حضر الموت تستعمل‬
‫للكالم عن أحكام ووصايا بوجود الموت حاضرًا مع الشهود أما جاء فيستعمل مع فعل الموت إذا كان المراد الكالم عن الموت وأحوال الشخص في‬
‫الموت‪.‬‬
‫*ما الفرق بين اعتدنا وأعددنا فى القرآن الكريم ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حضرت أما اإلعداد فهو التهيئة وليس‬ ‫‪ L‬أي حاضر وقوله (وأعتدت لهن متكئًا بمعنى ّ‬ ‫‪ L‬هو الحاضر (هذا ما لدي عتيد)‬ ‫أعتد فيها حضور وقرب والعتيد‬
‫بالضرورة الحضور كما في قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم) بمعنى هيّأوا وليس حضروا وقوله (ولو أرادوا الخروج ألعدوا له ُعدّة) أما في سورة‬
‫ار أُ ْولَـئ َ‬
‫ِك أَ ْع َت ْدنَا لَ ُه ْم‬ ‫ون َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬ ‫ال الَّذ َ‬
‫ِين َي ُموتُ َ‬ ‫اآلن َو َ‬‫ْت َ‬ ‫ض َر أَ َح َد ُه ُم الْ َم ْو ُت َق َ‬
‫ال إِنِّي تُب ُ‬ ‫ات َحتَّى إِ َذا َح َ‬
‫السيِّ َئ ِ‬ ‫ِين َي ْع َملُ َ‬
‫ون َّ‬ ‫ْس ِت التَّ ْو َب ُة لِلَّذ َ‬
‫النساء فقال تعالى ( َولَي َ‬
‫الر ُس َل أَ ْغ َر ْقن ُ‬
‫َاه ْم َو َج َعلْنَا ُه ْم‬ ‫وح لَّ َّما َك َّذبُوا ُّ‬
‫َع َذابًا ألِيمًا {‪ )}18‬ألنهم ماتوا فأصبح الحال حاضرًا وليس مهيأ فقط‪ ،‬وكذلك ما ورد في سورة الفرقان ( َو َق ْو َم نُ ٍ‬
‫َ‬
‫(و َمن َي ْقتُ ْل ُم ْؤمِنًا ُّم َت َع ِّمدًا َف َج َزآ ُؤ ُه َج َهنَّ ُم‬ ‫ُ‬
‫ِين َع َذابًا أَلِيمًا {‪ )}37‬قوم نوح أغرقوا وماتوا أص ً‬ ‫اس آ َي ًة َوأَ ْع َت ْدنَا ل َّ‬
‫ال فجاءت أعتدنا‪ .‬أما في سورة النساء َ‬ ‫ِلظالِم َ‬ ‫لِلنَّ ِ‬
‫ض َب اللُهّ َعلَ ْي ِه َولَ َع َن ُه َوأ َع َّد لَ ُه َع َذابًا َع ِظيمًا {‪ )}93‬هؤالء ال يزالون أحياء وليسوا أمواتًا فجاءت أعد بمعنى هيّأ‪ .‬ومما سبق نقول أنه في‬ ‫َ‬ ‫َخالِدًا فِي َها َو َغ ِ‬
‫آية سورة اإلنسان بما أن جزاء أهل الجنة بالحضور بصيغة الوقوع ال بصيغة المستقبل كذلك يقتضي أن يكون عقاب الكافرين حاضرًا كما أن جزاء‬
‫المؤمنين حاضر فقال تعالى في أهل الجنة (يشربون من كأس‪ ،‬ول ّقاهم نضرة وسرورا‪ ،‬وجزاهم بما صبروا) وجاء عقاب الكافرين حاضرًا بصيغة‬
‫ال وسعيرا)‪.‬‬ ‫الوقوع فقال تعالى (إنا أعتدنا للكافرين سالسل وأغال ً‬

‫آية (‪:)19‬‬
‫* ما الفرق بين كلمة ال َكره بفتح الكاف وال ُكره بضمها؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫ضلُ ُ‬
‫وه َّن لَِت ْذ َهبُوا‬ ‫ِين آَ َمنُوا لَا َي ِح ُّل لَ ُك ْم أَ ْن َت ِرثُوا النِّ َسا َء َك ْر ًها َولَا َت ْع ُ‬ ‫ال َكره بفتح الكاف هو ما يأتي من الخارج يقابله الطوع كما في قوله تعالى ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِيرا (‪ )19‬النساء)‬ ‫ْرا َكث ً‬ ‫ُن َف َع َسى أَ ْن َت ْك َر ُهوا َش ْي ًئا َو َي ْج َع َل اللَّ ُه فِي ِه َخي ً‬ ‫وف َفإِ ْن َك ِر ْهتُ ُموه َّ‬ ‫ُن ِبالْ َم ْع ُر ِ‬‫اش ُروه َّ‬ ‫‪L‬ة َو َع ِ‬ ‫اح َش ٍة ُم َبيِّ َن ٍ‬ ‫وه َّن إِلَّا أَ ْن َي ْأت َ‬
‫ِين ِب َف ِ‬ ‫ض َما آََت ْيتُ ُم ُ‬ ‫ِب َب ْع ِ‬
‫ال لَ َها‬
‫ان َف َق َ‬
‫ُخ ٌ‬‫الس َما ِء َو ِه َي د َ‬
‫َّ‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫اس‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫(ث‬ ‫تعالى‬ ‫وقوله‬ ‫التوبة)‬ ‫)‬‫‪53‬‬ ‫(‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ق‬ ‫اس‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫م‬‫و‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫َّل‬‫ب‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ك‬
‫ْ ْ ْ‬ ‫و‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫ع‬
‫ً‬ ‫و‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫(ق‬ ‫تعالى‬ ‫وقوله‬
‫َّ ْ َ ِ‬ ‫ْ ِ ْ ْ ًْ‬
‫ِين (‪.))11‬‬ ‫ض اِ ْئ ِت َيا َط ْو ًعا أَ ْو َك ْر ًها َقالََتا أََت ْينَا َطا ِئع َ‬ ‫َولِلْأَ ْر ِ‬
‫ْر لَ ُك ْم َو َع َسى أَ ْن تُ ِحبُّوا‬ ‫ال َو ُه َو ُك ْر ٌه لَ ُك ْم َو َع َسى أَ ْن َت ْك َر ُهوا َش ْي ًئا َو ُه َو َخي ٌ‬ ‫ِب َعلَ ْي ُك ُم الْ ِق َت ُ‬‫أما ال ُكره بضم الكاف فهو ما ينبعث من الداخل ففي قوله تعالى ( ُكت َ‬
‫ص ْينَا الِْإ ْن َس َ‬
‫ان‬ ‫ون (‪ )216‬البقرة) جاءت كلمة ال ُكره ألن اإلنسان بطبيعته يكره القتال وكذلك في قوله تعالى َ‬
‫(و َو َّ‬ ‫ُو َش ٌّر لَ ُك ْم َواللَّ ُه َي ْعلَ ُم َوأَ ْنتُ ْم لَا َت ْعلَ ُم َ‬ ‫َش ْي ًئا َوه َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال َر ِّب أ ْو ِز ْعنِي أ ْن أ ْش ُك َر ن ِْع َم َت َك التِي‬ ‫َة َق َ‬‫ِين َسن ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون َش ْه ًرا َحتَّى إِ َذا َبلَ َغ أ ُش َّد ُه َو َبلَ َغ أ ْر َبع َ‬ ‫ُ‬
‫ِصال ُه َثلَاثُ َ‬ ‫ُ‬
‫ض َع ْت ُه ُك ْر ًها َو َح ْمل ُه َوف َ‬ ‫ُ‬
‫ِب َوالِ َد ْي ِه إِ ْح َسا ًنا َح َملَ ْت ُه أ ُّم ُه ُك ْر ًها َو َو َ‬
‫ِين (‪ )15‬األحقاف) الحمل في نفس األم ثقيل‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُم ْسلِم َ‬ ‫َ‬
‫ْت إِليْك َوإِنِّي م َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِح لِي فِي ذ ِّريَّتِي إِنِّي تُب ُ‬ ‫صل ْ‬ ‫َ‬
‫ضا ُه َوأ ْ‬ ‫ِحا َت ْر َ‬ ‫صال ً‬ ‫َي َوأَ ْن أَ ْع َم َل َ‬ ‫أَ ْن َع ْم َت َعلَ َّي َو َعلَى َوالِد َّ‬
‫ال‪.‬‬ ‫ليس مفروضًا عليها وإنما آآلم الوضع والحمل وأي إنسان ال يريد المشقة لنفسه أص ً‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ال َي ِح ُّل لَ ُك ْم أَن َت ِرثُواْ النِّ َساء َك ْر ًها (‪ )19‬النساء) ال شك أن وقع النهي علة أذن السامع أشد من اإلخبار فقولك لولدك ال تفعل هذا فيه‬ ‫( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ َ‬
‫من الوعيد واألثر أشد من قولك أمنعك من هذا‪.‬‬
‫(وآتَ ْيتُ ْم ِإحْ = دَاه َُّن‬ ‫ج َوآتَ ْيتُْ=م ِإحْ دَاه َُّن قِنطَارًا فَالَ تَْأ ُخ ُذ ْ=‬
‫وا ِم ْنهُ َش = ْيًئا (‪ )20‬النس==اء) انظر قوله تع==الى َ‬ ‫ج َّم َكانَ زَ وْ ٍ‬ ‫*( َوِإ ْن َأ َرد ُّت ُم ا ْستِ ْبد َ‬
‫َال َزوْ ٍ‬
‫قِنطَارًا) فقد ضرب هللا تعالى مثالً للمهر بالقنط==ار= فلِ َم ق==ال قنط==اراً= ولم يس= ِّمه على األص==ل‪ :‬وآتيتم إح==داهن مه==راً؟ أو نِحل==ة؟(ورتل‬
‫القرآن ترتيالً)‬
‫ال َت ْأ ُخ ُذواْ ِم ْن ُه َش ْي ًئا) لربما تبادر إلى أذهاننا أن المهر إن كان كثيرًا يحق لنا أن نأخذ نصيبًا‬
‫المهر يطلق على القليل والكثير فلو حدّده بالمهر ثم أتبعه ( َف َ‬
‫ولكن عندما مثّل للمهر بالقنطار وهو كثير جدًا ثم نهانا عن األخذ منه علمنا أن المهر مهما قل أو كثر ال يحق لنا أن نقتطع منه ألنفسنا‪.‬‬
‫آية (‪:)21‬‬
‫ْض (‪ )21‬النساء) تأمل أس==رار البالغة القرآنية في كالم هللا عز وج==ل‪ ،‬ألم يلف نظ==رك‬‫ض ُك ْ=م ِإلَى بَع ٍ‬ ‫ْف تَْأ ُخ ُذونَهُ َوقَ ْ=د َأ ْف َ‬
‫ضى بَ ْع ُ‬ ‫*( َو َكي َ=‬
‫ْأ‬
‫هذا االستفهام أي في قوله تعالى ( َو َك ْيفَ تَ ُخ ُذونَهُ)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إنه استفهام خرج إلى معنى آخر وهو التعجب من فعل ذلك الرجل الذي يريد أن يأخذ من صداق زوجه فهذا ليس من المروءة ولذلك ابتدأه اهلل تعالى‬
‫باستفهام تعجبي‪.‬‬
‫آية (‪:)22‬‬
‫*لم االختالف بين قوله تعالى ( َواَل تَ ْق َربُوا ال ِّزنَا ِإنَّهُ َكانَ فَا ِح َشةً َو َسا َء َسبِياًل (‪ )32‬اإلسراء) و َ‬
‫(واَل تَ ْن ِكحُوا َما نَ َك َح َآبَاُؤ ُك ْم ِمنَ النِّ َسا ِء‬
‫ِإاَّل َما قَ ْد َسلَفَ ِإنَّهُ َكانَ فَا ِح َشةً َو َم ْقتًا َو َسا َء َسبِياًل (‪ )22‬النساء) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫اح َش ًة َو َم ْق ًتا َو َسا َء َس ِبيلًا) أضاف كلمة مقت‪ ،‬شخص زنا بامرأة هذه فاحشة وسبيل سيء لكنه في‬ ‫الزنا بالمحارم أو زواج زوجة األب من بعده (إِنَّ ُه َك َ‬
‫ان َف ِ‬
‫ِن النِّ َسا ِء) لكن أن‬
‫ات م َ‬ ‫اس ُح ُّب َّ‬
‫الش َه َو ِ‬ ‫ِّن لِلنَّ ِ‬ ‫الحقيقة ليس مقززًا وال مقرفًا امرأة جميلة وكذا راقصة أو مغنية أو ممثلة أو بغي جميلة جدًا واهلل قال ُ‬
‫(زي َ‬
‫ِن َم ْق ِت ُك ْم أَ ْن ُف َس ُك ْم (‪)10‬‬
‫تزني بمحارم؟ هذا ليس فقط فاحشة هذا قمتًا يعني مقزز مقرف يثير السخرية يثير العار المقت أشد البغضاء (لَ َم ْق ُت اللَّ ِه أَ ْك َب ُر م ْ‬
‫اح َش ًة َو َم ْق ًتا‬ ‫اح َش ًة َو َسا َء َسِبيلًا) زنا بمحرم فاحشة ومقتًا وساء سبي ً‬
‫ال ( َف ِ‬ ‫‪L‬ذ هم االثنين زنا لكن في زنا عن زنا زنا بأجنبية فاحشة وساء سبي ً‬
‫ال ( َف ِ‬ ‫غافر) حينئ ٍ‬
‫َو َسا َء َس ِبيلًا) فكلمة مقتًا تضيف إلى الزنا بالمحارم جريمة زائدة ولهذا عقوبة الذي يزني بالمحارم ليس كعقوبة الزاني رجم أو جلد ال وإنما يلقى من‬
‫شاهق يصعدونه على جبل على منارة على برج ويرمى من فوق ألنه ال يسوى لخسته ونذالته وحقارته ال يساوي أن يعاقب عقوبة الرجال ولكنها من‬
‫جنس عقوبة قوم لوط‪.‬‬
‫آية (‪:)24(-)23‬‬
‫ْص هَّللا َ َو َرسُولَهُ فَ=ِإ َّن لَ=هُ‬
‫*ما اللمسة البيانية في اسخدام المفرد مرة والجمع مرة أخرى في اآلية (ِإاَّل بَاَل غا ً ِّمنَ هَّللا ِ َو ِر َسااَل تِ ِه َو َمن يَع ِ‬
‫َار َجهَنَّ َم خَالِ ِدينَ فِيهَا َأبَداً {‪)}23‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن َ‬
‫(من) لها لفظ ومعنى ويُعبّر عنها بالواحد أو الجمع‪ ،‬يقال جاء من حضر (اللفظ مفرد مذكر وحقيقتها مفرد أو مثنى أو جمع) وفى سورة الجن (إِلَّا َبلَاغًا‬
‫ِين فِي َها أََبدًا {‪.)}23‬‬
‫َار َج َهنَّ َم َخالِد َ‬‫ص اللَّ َه َو َر ُسولَ ُه َف ِإ َّن لَ ُه ن َ‬
‫ِّم َن اللَّ ِه َو ِر َسالَا ِت ِه َو َمن َي ْع ِ‬
‫‪ L‬وقوله (ومنهم‬ ‫هناك قاعدة نحوية تقول‪ :‬في كالم العرب يراعى المفرد أوال ثم الجمع كما في قوله تعالى (ومن الناس من يقول آمنا ‪ ...‬وما هم بمؤمنين)‬ ‫ً‬
‫من يستمع إليك حتى إذا خرجوا) وقوله (أال في الفتنة سقطوا) وليس غريبًا هذا اإلستخدام في اللغة‪.‬‬
‫ال على حالة اإلفراد والتذكير ثم نحملها على معناها وهذا هو‬ ‫(من) في اللغة تستعمل للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث وعادة نبدأ لفظها أو ً‬
‫األفصح عند العرب‪ .‬كما في قوله تعالى (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) (ومن يقنت منكن هلل ورسوله وتعمل‬
‫ال ثم يؤتى بما يدل على المعنى من تأنيث أو جمع أو تثنية‪.‬‬ ‫صالحًا) نأتي باإلفراد والتذكير أو ً‬
‫ين {‪ )}14‬وفي‬ ‫اب ُّم ِه ٌ‬ ‫ْ‬
‫ْخل ُه نَارًا َخالِدًا فِي َها َولَ ُه َع َذ ٌ‬
‫ص اللَهّ َو َر ُسولَ ُه َو َي َت َع َّد ُحدُو َد ُه يُد ِ‬
‫وقد جاء في القرآن الكريم استخدام خالدًا كما في سورة النساء ( َو َمن َي ْع ِ‬
‫ْ‬
‫َار َج َهنَّ َم َخالِدًا فِي َها ذلِك ال ِخ ْز ُي ال َع ِظي ُم {‪ )}63‬وجاءت في سورة الجن (خالدين) والسبب أن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُحا ِد ِد اللَهّ َو َر ُسولَ ُه َفأَ َّن لَ ُه ن َ‬‫سورة التوبة (أَلَ ْم َي ْعلَ ُمواْ أَنَّ ُه َمن ي َ‬
‫ُعذب أهل النار‬ ‫اهلل تعالى لم يقل (خالدين فيها) في النار مرة واحدة إنما قال (خالدًا فيها) أما في الجنة فيقول دائمًا خالدين فيها‪ .‬وألن اهلل تعالى أراد أن ي ّ‬
‫‪ L‬ينظرون‪ ،‬يُسقون)‪.‬‬ ‫‪ L‬متكئين‪،‬‬ ‫بالنار وبالوحدة ألن الوحدة هي بحد ذاتها عذاب أيضًا بينما في الجنّة هناك اجتماع (خالدين‪،‬‬
‫* ما الفرق بين قوله تعالى (ال جُناح عليكم) وقوله تعالى (ليس عليكم جناح)؟ السامرائى=‬
‫‪ L‬والخبر‪ ،‬والنحاة يقولون أن‬ ‫والمؤكدة دخلت على المبتدأ‬ ‫ِّ‬ ‫ال‪ :‬ال جناح عليكم جملة إسمية‪ ،‬و (ال) هنا هي ال النافية للجنس على تضمن من االستغراقية‬ ‫أو ً‬
‫وأدل على الثبوت من الجملة الفعلية ‪،‬‬ ‫(إن) في االثبات ‪ .‬ومن المسلمات األولية في المعاني أن الجملة اإلسمية أقوى وأثبت ّ‬ ‫(ال) في النفي هي بمثابة ّ‬
‫وعليه يكون (ال جناح عليكم) مؤكدة كونها جملة إسمية وكونها منفية بـ (ال) هذا من الناحية النحوية‪ .‬أما الجملة (ليس عليكم جناح جملة) فهي جملة‬ ‫ّ‬
‫وأدل على‬ ‫فعلية وال يمنع كون ليس ناسخًا ألن المهم أصل الجملة قبل دخول الناسخ عليها‪ .‬هذا من حيث الحكم النحوي أن الجملة اإلسمية أقوى وأثبت ّ‬
‫الثبوت من الجملة الفعلية‪.‬‬
‫أما من حيث االستعمال القرآني فإذا استعرضنا اآليات التي وردت فيها ليس عليكم جناح وال جناح عليكم في القرآن نجد أن ال جناح عليكم تستعمل فيما‬
‫يتعلق بالعبادات وتنظيم األسرة وشؤونها والحقوق والواجبات الزوجية واألمور المهمة‪ ،‬أما ليس عليكم جناح تستعمل فيما دون ذلك من أمور المعيشة‬
‫اليومية كالبيع والشراء والتجارة وغيرها مما هو دون العبادات في األهمية‪ .‬ونورد اآليات القرآنية التي جاءت فيها الجملتين‪:‬‬
‫ال جناح عليه‬
‫ان‬‫َاح َعلَ ْي ُك ْم إِ ْن َك َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ج‬ ‫ُ‬ ‫ا‬‫َ‬‫ل‬ ‫(و‬
‫َ‬ ‫))‬ ‫‪24‬‬ ‫(‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫يض‬ ‫َ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ِن‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِْ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫اض‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬
‫ْ َ َ‬ ‫م‬ ‫ِي‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫َاح‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ج‬‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫(و‬
‫َ‬ ‫))‬ ‫‪23‬‬ ‫(‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫َاح‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ج‬‫ُ‬ ‫ا‬‫َ‬‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ْ ِِ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫َخ‬ ‫د‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ِ ْ‬‫ل‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫(‬ ‫النساء‪:‬‬ ‫في سورة‬
‫صل ًحا (‬ ‫ْ‬ ‫ِحا َب ْي َن ُه َما ُ‬ ‫ُصل َ‬ ‫َ‬
‫َاح َعلَ ْي ِه َما أ ْن ي ْ‬ ‫اضا َفلَا ُجن َ‬ ‫وزا أ ْو إِ ْع َر ً‬ ‫َ‬ ‫ِن َب ْعلِ َها نُ ُش ً‬ ‫َ‬
‫ِح َتك ْم (‪َ ( ))102‬وإِ ِن ا ْم َرأ ٌة َخا َف ْت م ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ض ُعوا أ ْسل َ‬ ‫ضى أ ْن َت َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِن َمط ٍر أ ْو ك ْنتُ ْم َم ْر َ‬ ‫َ‬ ‫ِب ُك ْم أَ ًذى م ْ‬
‫َت ِب ِه (‪()235()234()233()230()229‬‬ ‫ْه َما فِي َما ا ْف َتد ْ‬ ‫َاح َعلَي ِ‬‫ف ِب ِه َما (‪ )158‬هذه عبادة‪َ ( ،‬فلَا ُجن َ‬ ‫َاح َعلَ ْي ِه أَ ْن َي َّط َّو َ‬ ‫‪ ))128‬وفي سورة البقرة‪َ ( :‬فلَا ُجن َ‬
‫‪ )240()236‬هذه اآليات كلها في الحقوق وفي شؤون األسرة‪.‬‬
‫َاح َعلَ ْي ِه َّن فِي آََبا ِئ ِه َّن َولَا أَ ْبنَا ِئ ِه َّن َولَا إِ ْخ َوا ِن ِه َّن َولَا أَ ْبنَا ِء إِ ْخ َوا ِن ِه َّن َولَا أَ ْبنَا ِء‬ ‫ْك (‪ ))51‬و(لَا ُجن َ‬ ‫َاح َعلَي َ‬ ‫ِم ْن َع َزلْ َت َفلَا ُجن َ‬ ‫ْت م َّ‬ ‫وفي سورة األحزاب ( َو َم ِن ا ْب َت َغي َ‬
‫ُن (‪))10‬‬ ‫وره َّ‬ ‫ُن أ ُج َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُن إِذا آ َت ْيتُ ُموه َّ‬ ‫ِحوه َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َاح َعل ْيك ْم أ ْن َت ْنك ُ‬ ‫ِسا ِئ ِه َّن َولَا َما َملَ َك ْت أ ْي َمانُ ُه َّن (‪ ))55‬وفي سورة الممتحنة ( َولا ُجن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ َخ َوا ِت ِه َّن َولَا ن َ‬
‫ليس عليكم جناح‬
‫ْس‬ ‫َ‬
‫ِين َك َف ُروا (‪ ))101‬وفي سورة البقرة‪ ( :‬لي َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الصلا ِة إِ ْن ِخفتُ ْم أ ْن َيف ِت َنك ُم الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ِن َّ‬ ‫ص ُروا م َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َاح أ ْن َتق ُ‬ ‫ُ‬
‫ْس َعل ْيك ْم ُجن ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َفلي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض َر ْبتُ ْم فِي الأ ْر ِ‬ ‫َ‬
‫في سورة النساء ( َوإِذا َ‬
‫ين (‬ ‫ِّ‬
‫الضال َ‬ ‫ِن َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِن ق ْبلِ ِه لم َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ات فاذك ُروا الل َه ِعن َد ال َمش َع ِر ال َح َر ِام َواذك ُرو ُه ك َما َهدَاك ْم َوإِ ْن كنت ْم م ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِن َع َرف ٍ‬ ‫ُ‬
‫ضت ْم م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِن َربِّك ْم فإِذا أف ْ‬‫ُ‬ ‫ضل ا م ْ‬ ‫ً‬ ‫َاح أَ ْن َت ْب َت ُغوا َف ْ‬
‫َعلَ ْي ُك ْم ُجن ٌ‬
‫ِين آَ َمنُوا َو َعمِلُوا‬ ‫ْس َعلَى الَّذ َ‬ ‫ُوها (‪ ))282‬وفي سورة المائدة (لَي َ‬ ‫َاح أَلَّا َت ْكتُب َ‬‫ْس َعلَ ْي ُك ْم ُجن ٌ‬ ‫ِيرو َن َها َب ْي َن ُك ْم َفلَي َ‬ ‫اض َر ًة تُد ُ‬ ‫ار ًة َح ِ‬ ‫ِج َ‬ ‫ون ت َ‬ ‫‪ ))198‬وقوله تعالى (إِلَّا أَ ْن َت ُك َ‬
‫ْس َعلَ ْي ُك ْم‬ ‫ِين (‪ ))93‬وفي النور (لَي َ‬ ‫ُح ُّب الْ ُم ْح ِسن َ‬ ‫َ‬
‫ات ثُ َّم اتَّ َق ْوا َوآَ َمنُوا ثُ َّم اتَّ َق ْوا َوأ ْح َسنُوا َواللَّ ُه ي ِ‬ ‫ِح ِ‬ ‫الصال َ‬ ‫َاح فِي َما َط ِع ُموا إِ َذا َما اتَّ َق ْوا َوآَ َمنُوا َو َعمِلُوا َّ‬ ‫ات ُجن ٌ‬ ‫ِح ِ‬‫الصال َ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫ْر لَ ُه َّن َوالل ُه َسمِي ٌع‬ ‫َ‬
‫ات ِب ِزي َن ٍة َوأ ْن َي ْس َت ْع ِف ْف َن َخي ٌ‬ ‫ْر ُم َت َب ِّر َج ٍ‬ ‫ض ْع َن ِث َيا َب ُه َّن َغي َ‬ ‫َ‬
‫َاح أ ْن َي َ‬ ‫ْس َعلَ ْي ِه َّن ُجن ٌ‬ ‫اع لَك ْم (‪ ))29‬و ( َفلَي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ْر َم ْسكو َن ٍة فِي َها َم َت ٌ‬ ‫ْخلوا بُيُو ًتا َغي َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َاح أ ْن َتد ُ‬ ‫ُجن ٌ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َاح فِي َما أ ْخطأت ْم ِب ِه (‪))5‬‬ ‫ُ‬
‫ْس َعل ْيك ْم ُجن ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َاح أ ْن َتأكلوا َجمِي ًعا أ ْو أش َتاتا (‪ ))61‬وفي سورة األحزاب ( َولي َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْس َعل ْيك ْم ُجن ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َعلِي ٌم (‪ ))60‬و(لي َ‬
‫ْس َعلَ ْي ُك ْم‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ض‬ ‫ْ ِ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬
‫َ ْ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫النساء‬ ‫سورة‬ ‫في‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫فقد‬ ‫الجملتين‬ ‫إحدى‬ ‫على‬ ‫تحتوي‬ ‫منهما‬ ‫كل‬ ‫متتابعتان‬ ‫آيتان‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫وقد ورد في‬
‫َِ‬
‫َاح َعلَ ْي ُك ْم إِ ْن‬ ‫ُوا ُم ِبي ًنا (‪ ))101‬وقال تعالى في آية أخرى ( َولَا ُجن َ‬ ‫ين َكانُوا لَ ُك ْم َعد ًّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الصلَا ِة إِ ْن ِخ ْفتُ ْم أ ْن َي ْف ِت َن ُك ُم الذ َ‬ ‫َاح أَ ْن َت ْق ُ‬
‫ِر َ‬ ‫ِين َك َف ُروا إِ َّن ال َكاف ِ‬ ‫ِن َّ‬ ‫ص ُروا م َ‬ ‫ُجن ٌ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ين َعذابًا ُم ِهي ًنا (‪ ))102‬األمر في األولى يتعلق بالضرب في‬ ‫ِر َ‬ ‫ِح َتك ْم َو ُخذوا ِحذ َرك ْم إِ َّن الل َه أ َع َّد لِل َكاف ِ‬ ‫ض ُعوا أ ْسل َ‬ ‫ضى أ ْن َت َ‬ ‫ِن َمط ٍر أ ْو ك ْنتُ ْم َم ْر َ‬ ‫ان ِبك ْم أذى م ْ‬ ‫َك َ‬
‫األرض وهو السير في األرض للتجارة أو غيرها ‪ ،‬أما في الثانية فاألمر يتعلق بالصالة في موطن الجهاد فاآلية فيها عبادة وفي موطن عبادة أما في‬
‫األولى فالموطن مختلف ألن موطن الجهاد أهم من موطن الراحة واالستجمام‪ ،‬والجهاد في مقتصد الدين أكثر من الضرب في األرض‪ .‬فجملة (ال جناح‬
‫عليكم) أقوى ألنها جملة اسمية ومؤكدة فيستعملها في المواطن المهمة كاعبادات وتنظيم األسرة واألمور المهمة‪ .‬وهناك فرق كبير بين (ليس عليكم‬
‫جناح أن تأكلوا جميعًا أو أشتاتًا) واآلية الثانية من سورة المائدة مث ً‬
‫ال وال شك أن األكل جميعًا أو أشتاتًا ليس بمنزلة الجهاد‪ .‬وهكذا إذا الحظنا ورود "ال‬
‫جناح عليكم" و"ليس عليكم جناح" يجب أن ننبته إلى الموطن الذي جاءت فيه‪.‬‬
‫ت َوُأ َّمهَ==اتُ ُك ُ=م الالَّتِي َأرْ َ‬
‫ض= ْعنَ ُك ْ=م َوَأ َخ= َواتُ ُكم ِّمنَ‬ ‫=ات اُأل ْخ ِ‬ ‫َات اَأل ِ‬
‫خ َوبَنَ= ُ‬ ‫ت َعلَ ْي ُك ْم ُأ َّمهَاتُ ُك ْم َوبَنَاتُ ُك ْ=م َوَأ َ‬
‫خَواتُ ُك ْ=م َو َع َّماتُ ُك ْم َوخَاالَتُ ُك ْم َوبَن ُ‬ ‫*(حُرِّ َم ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ُ=ور ُكم= ِّمن نِّ َس=آِئ ُك ُم الالَّتِي َدخَ لتُم بِ ِه َّن فَ=ِإن ل ْم تَ ُكونُ=وا َدخَ لتُم بِ ِه َّن فَالَ ُجنَ=ا َح َعلَ ْي ُك ْم‬ ‫ُأ‬
‫=ات نِ َس=آِئ ُك ْم َو َربَ=اِئبُ ُك ُم الالَّتِي فِي ُحج ِ‬ ‫َّض=ا َع ِة َو َّمهَ ُ‬ ‫الر َ‬
‫َّحي ًما (‪ )23‬النساء) في اآلية الس==ابقة‬ ‫هّللا‬ ‫ُأل‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َّ‬
‫َو َحالَِئ ُل ْبنَاِئ ُك ُم ال ِذينَ ِم ْن صْ الَبِ ُك ْم َو ن تَجْ َمعُوا بَ ْينَ ا ْختَ ْي ِن َإالَّ َما قَ ْد َسلَفَ ِإ َّن َ َكانَ َغفُورًا ر ِ‬ ‫َأ‬
‫=وا َما نَ َك َح آبَ==اُؤ ُكم= ِّمنَ النِّ َس=اء ِإالَّ َما قَ= ْد‬ ‫(والَ تَن ِك ُح= ْ‬‫التي حرّم هللا تعالى بها نكاح زوجات األب عبّر عن التح==ريم ب==النهي فق==ال تع==الى َ‬
‫َسلَفَ (‪ ))22‬فلِ َم عدل عنه إلى الماضي فقال ( ُح ِّرمت) ولم يقل وال تنكحوا أمهاتكم؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إن أسلوب النهي كقولك البنك ال تلعب الكرة فيه إيحاء بأنه كان يلعب بالماضي ولذلك نهيته عن المستقبل بخالف قولك نُهينا عن لعب النرد فهذا يدل‬
‫حرمه اإلسالم‪ .‬أما نكاح المحارم من‬‫على تحريمه سابقًا والحقًا ولذلك عبّر عن نكاح زوجات األب بالنهي ألن هذا الفعل كان شائعًا عند العرب ثم ّ‬
‫(ح ِّر َم ْت َعلَ ْي ُك ْم أُ َّم َهاتُ ُك ْم) ليبين لنا أن هذا التحريم أمر مقرر سابقًا‬
‫األمهات والبنات واألخوات فهذا لم يكن لدى العرب قبل االسالم ولذلك عبّر عنه بقوله ُ‬
‫حرم اإلسالم إال امرأة األب والجمع بين األختين ولذلك عبّر عنه‬ ‫يحرمون ما ّ‬
‫وأتى القرآن ليثبته وهذا ما عبّر عنه ابن عباس بقوله‪ :‬كان أهل الجاهلية ّ‬
‫ْن إَ َّ‬
‫ال َما َق ْد َسلَ َ‬ ‫(وأَن َت ْج َم ُعواْ َبي َ ُ‬
‫ف)‪.‬‬ ‫ْن األ ْخ َتي ِ‬ ‫بالمضارع َ‬
‫(واَل تُ ْك ِرهُوا فَتَيَاتِ ُك ْ=م َعلَى ْالبِغَ=اء (‪ )33‬الن=ور) وال=زنى َ‬
‫(والَ‬ ‫صنِينَ َغي َْر ُم َسافِ ِحينَ (‪ )24‬النساء) والبغاء َ‬
‫* ما الفرق بين السفاح ( ُّمحْ ِ‬
‫اح َشةً َو َساء َسبِيال (‪ )32‬اإلسراء)؟ السامرائى‬
‫ً‬ ‫تَ ْق َرب ْ‬
‫ُوا ال ِّزنَى ِإنَّهُ َكانَ فَ ِ‬
‫وسى َف َبغَى َعلَ ْي ِه ْم (‪ )76‬القصص) تجاوز الحدّ‪.‬‬ ‫ان مِن َق ْو ِم ُم َ‬
‫ون َك َ‬ ‫البغاء هو الفجور‪ ،‬بغى في األرض أي فجر فيها أي تجاوز إلى ما ليس له‪( .‬إِ َّن َق ُ‬
‫ار َ‬
‫ُ‬
‫َت أ ُّم ِك َبغِيًّا (‪)28‬‬ ‫َ‬
‫ُوك ا ْم َرأ َس ْو ٍء َو َما َكان ْ‬ ‫َ‬ ‫ون َما َك َ‬
‫ان أب ِ‬ ‫ار َ‬ ‫ُ‬
‫بغي ( َيا أ ْخ َت َه ُ‬
‫بغي وال يقال للرجل ّ‬ ‫فهي تجاوزت حدها عندما فعلت هذه الفعلة‪ .‬لذا يقال للمرأة ّ‬
‫بالبغي في الزنا البغاء للمرأة‪ .‬إشتقاقه اللفظي بغت المرأة إذا فجرت ألنها تجاوزت ما ليس لها‪ .‬الزنا هو الوطء من‬ ‫ّ‬ ‫مريم) عند العرب ال يوصف الرجل‬
‫غير عقد شرعي‪ .‬البغاء استمراء الزنا فيصير فجورًا‪ .‬المسافحة أن تقيم معه على الفجور‪ ،‬تعيش معه في الحرام من غير تزويج صحيح‪ .‬المسافحة‬
‫والسفاح هي اإلقامة مع الرجل من غير تزويج شرعي وهذا أشد ألنه تقيم امرأة مع رجل على فجور‪ .‬كله فيه زنا والزنا أقلهم‪ ،‬إذا استمرأت الزنا صار‬
‫بالسفاح أيضًا (غير مسافحين)‪ .‬الزنا يوصف به الرجل والمرأة (والزانية‬ ‫فجورًا بغاء وإذا أقامت معه بغير عقد شرعي يقال سفاح‪ .‬الرجل يوصف ِ‬
‫والزاني) أما البغاء والبغي فللمرأة تحديدًا والسفاح للرجل والمرأة‪ .‬وكل كلمة لها داللتها في القرآن الكريم‪.‬‬
‫حص=نت من زوجها‬‫المحص=نات ب=الفتح أي ال=تي ُأ ِ‬
‫َ‬ ‫ت َأ ْي َمانُ ُك ْم (‪ )24‬النساء) في هذه اآلية قُ ِ‬
‫=رئت‬ ‫َات ِمنَ النِّ َساء ِإالَّ َما َملَ َك ْ‬ ‫*( َو ْال ُمحْ َ‬
‫صن ُ‬
‫والمحصنات= من النساء؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ِ‬ ‫المحصنات وفي سائر المواضع تقرأ بالفتح والكسر فلِم لم تُقرأ‬ ‫ِ‬ ‫ولم يُقرأ بالكسر=‬
‫المحصنات هي المرأة المتزوجة وسميت محصنة من أحصنها الرجل إذا حفظها واستقل بها عن غيره‪ .‬ويقال محصنة إذا أحصنت نفسها بالعفاف‪ .‬هذه‬ ‫َ‬
‫المحصنات المتزوجات ولذلك ُقرئت الفتح فقط أن اللواتي حرم التزوج بهن هن‬
‫َ‬ ‫(ح ِّر َم ْت َعلَ ْي ُك ْم أُ َّم َهاتُ ُك ْم) أي ُ‬
‫وح ِّرمت‬ ‫اآلية معطوفة على اآلية التي قبلها ُ‬
‫محرمًا بل يُندر أن تبحث عنهن‪.‬‬
‫المحصنات أي العفيفات فليس الزواج بهن ّ‬ ‫ِ‬ ‫المتزوجات أما‬
‫آية (‪:)25‬‬
‫*ما داللة استعمال (إذا) و(إن) في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫(إذا) في كالم العرب تستعمل للمقطوع بحصوله كما في اآلية‪( :‬إذا حضر أحدكم الموت) وال بد ان يحضر الموت‪( ،‬فإذا انسلخ االشهر الحرم) وال بد‬
‫لألشهر الحرم من أن تنسلخ‪ ،‬وقوله تعالى‪( :‬وترى الشمس إذا طلعت) وال بد للشمس من أن تطلع وكقوله‪( :‬فإذا قضيت الصالة) وال بد للصالة أن‬
‫تنقضي‪.‬‬
‫وللكثير الحصول كما في قوله تعالى (فإذا ُحييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردوها)‪ .‬ولو جاءت (إذا) و(إن) في اآلية الواحدة تستعمل (إذا) للكثير‬
‫ِق َو ْام َس ُحواْ ِب ُرؤ ِ‬
‫ُوس ُك ْم‬ ‫وه ُك ْم َوأَ ْي ِد َي ُك ْم إِلَى الْ َم َراف ِ‬
‫فاغ ِسلُواْ ُو ُج َ‬ ‫الصال ِة ْ‬ ‫لألقل كما في آية الوضوء في سورة المائدة ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ إِ َذا ُق ْمتُ ْم إِلَى َّ‬ ‫ّ‬ ‫و(إلن)‬
‫صعِيدًا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِط أ ْو ال َم ْست ُم الن َساء فل ْم ت ِجدُوا َماء فت َي َّم ُموا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضى أ ْو َعلى َسف ٍر أ ْو َجاء أ َح ٌد َّمنكم ِّم َن الغَائ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ين َوإِن كنت ْم ُجنبًا فاط َّه ُروا َوإِن كنتم َّم ْر َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َوأَ ْر ُجلَك ْم إِلى الك ْع َب ِ‬
‫‪L‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ون {‪ )}6‬القيام إلى الصالة‬ ‫ِم ِن ْع َم َت ُه َعلَ ْي ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َت ْش ُك ُر َ‬
‫ُط َّه َر ُك ْم َولُِيت َّ‬ ‫ُري ُد اللُهّ لَِي ْج َع َل َعلَ ْي ُكم ِّم ْن َح َر ٍج َولَـكِن ي ِ‬
‫ُري ُد لِي َ‬ ‫وه ُك ْم َوأَ ْيدِي ُكم ِّم ْن ُه َما ي ِ‬ ‫ام َس ُحواْ ِب ُو ُج ِ‬ ‫َطيِّبًا َف ْ‬
‫ّ‬
‫كثيرة الحصول فجاء بـ (إذا) أما كون اإلنسان مريضًا أو مسافرًا أو جنبًا فهو أقل لذا جاء بـ (إن)‪.‬‬
‫ُ‬
‫ضكم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َات َواللُهّ أ ْعل ُم ِبإِي َما ِنك ْم َب ْع ُ‬ ‫َات َفمِن ِّما َملَ َك ْت أَ ْي َمانكم ِّمن ف َت َيا ِتك ُم ال ُم ْؤ ِمن ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َات الْ ُم ْؤ ِمن ِ‬
‫صن ِ‬ ‫ِح الْ ُم ْح َ‬‫ال أَن َينك َ‬ ‫(و َمن لَّ ْم َي ْس َت ِط ْع مِن ُك ْم َط ْو ً‬ ‫وكذلك في سورة النساء َ‬
‫ف‬ ‫ِص ُ‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ْه‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫اح‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ب‬ ‫ْن‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َان‬ ‫د‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ات‬‫ِ‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫خ‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ات‬
‫ٍ‬ ‫ِح‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ْر‬ ‫ي‬‫غ‬‫َ‬ ‫َات‬
‫ٍ‬ ‫ن‬‫ص‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫وف‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ب‬ ‫َّ‬
‫ُن‬ ‫ه‬ ‫ور‬ ‫ج‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫َّ‬
‫ُن‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫آ‬‫و‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ِه‬‫ل‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِحو ُه َّن ِب ِإ ْذ ِن ِ َ‬
‫أ‬ ‫ض َفانك ُ‬
‫َ ِ ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ْ‬ ‫َ َُ َ َ ُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُ َ ِ َُْ‬ ‫ِّمن َب ْع ٍ‬
‫ُ‬ ‫ْر لَّ ُك ْم َواللُهّ َغ ُف ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِك لِ َم ْن َخ ِش َي الْ َعن َ‬
‫حصن) ووهذا األكثر أما إن‬ ‫ّ‬ ‫ور َّر ِحي ٌم {‪ )}25‬إذا جاءت مع (أ‬ ‫ص ِب ُرواْ َخي ٌ‬‫َت ِم ْن ُك ْم َوأن َت ْ‬ ‫اب َذل َ‬ ‫ِن الْ َع َذ ِ‬ ‫َات م َ‬‫صن ِ‬ ‫َما َعلَى الْ ُم ْح َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فجاءت مع اللواتي يأتين بفاحشة وهو قطعًا أقل من المحصنات‪ .‬وكذلك في سورة الرعد ( َوإِن َت ْع َج ْب َف َع َج ٌب َق ْول ُه ْم أ ِئ َذا كنَّا تُ َرابًا أئِنَّا لَفِي َخل ٍق َجدِي ٍد‬
‫ِدون {‪.)}5‬‬ ‫ار ُه ْم فِي َها َخال َ‬ ‫اب النَّ ِ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ال ُل فِي أَ ْعنَا ِق ِه ْم َوأُ ْولَـئ َ‬
‫ِك أَ ْ‬ ‫ِك َ‬
‫األ ْغ َ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ ِب َربِّ ِه ْم َوأُ ْولَئ َ‬‫ِك الَّذ َ‬ ‫أُ ْولَـئ َ‬
‫وفي سورة الليل (وما يغني عنه ماله إذا تردى) التردّي حاصل والتردي اما أن يكون من الموت او الهالك‪ ،‬او تردى في قبره‪ ،‬او في نار جهنم فماذا‬
‫يغني عنه ماله عندها؟وهذه ليست افتراضًا وانما حصولها مؤكد وهي امر حاصل في كل لحظة ولهذا السبب جاء بلفظ (إذا) بدل (إن) ألن (إذا) مؤكد‬
‫حصولها) و(إن) مشكوك فيها او محتمل حدوثها‪ .‬وهذه إهابة بالشخص أن ال يبخل او يطغى او يكذب بالحسنى‪،‬إذن ال مفر منه فلماذا يبخل ويعسر على‬
‫اآلخرين ويطغى ويكذب بالحسنى؟‬
‫وقد وردت إذا في القرآن الكريم ‪ 362‬مرة لم تأتي مرة واحدة في موضع غير محتمل البتّة فهي تأتي إ ّما بأمر مجزوم وقوعه أو كثير الحصول كما جاء‬
‫في آيات وصف أهوال يوم القيامة ألنه مقطوع بحصوله كما في سورة التكوير وسورة اإلنفطار‪.‬‬
‫أما (إن) فستعمل لما قد يقع ولما هو محتمل حدوثه أو مشكوك فيه أو نادر او مستحيل كما في قوله تعالى (أرأيتم إن جعل اهلل عليكم الليل سرمدا) هنا‬
‫‪ L‬اقتتلوا) األصل أن ال يقع ولكن هناك احتمال‬‫احتمال وافتراض‪ ،‬و (وإن يروا كِسفًا من السماء ساقطًا) لم يقع ولكنه احتمال‪ ،‬و(وإن طائفتان من المؤمنين‬
‫استقر مكانه) افتراض واحتمال وقوعه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بوقوعه‪ ،‬وكذلك في سورة (انظر إلى الجبل فإن‬
‫آية (‪:)26‬‬
‫*( َح ِكي ٌم عَلي ٌم) ( َعلِي ٌم َح ِكي ٌم) فما الفرق بينهما؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫إذا كان السياق في العلم وما يقتضي العلم يقدم العلم وإال يقدم الحكمة‪ ،‬إذا كان األمر في التشريع أو في الجزاء يقدم الحكمة وإذا كان في العلم يقدم العلم‪.‬‬
‫ِّن لَ ُك ْم َو َي ْه ِد َي ُك ْم‬
‫ُري ُد اللُهّ لُِي َبي َ‬ ‫نت الْ َعلِي ُم الْ َحكِي ُم (‪ )32‬البقرة) السياق في العلم فقدّم العلم‪( ،‬ي ِ‬ ‫ال َما َعلَّ ْم َتنَا إِنَّ َك أَ َ‬
‫ال ِعلْ َم لَنَا إِ َّ‬
‫َك َ‬ ‫حتى تتوضح المسألة ( َقالُواْ ُسب َ‬
‫ْحان َ‬
‫ِيث َويُت ُِّم ِن ْع َم َت ُه‬ ‫َ‬
‫يل األ َحاد ِ‬ ‫ْ‬
‫ُّك َويُ َعلِّ ُم َك مِن َتأ ِو ِ‬ ‫يك َرب َ‬ ‫ِك َي ْج َت ِب َ‬ ‫وب َعلَ ْي ُك ْم َواللُهّ َعلِي ٌم َحكِي ٌم (‪ )26‬النساء) هذا تبيين معناه هذا علم‪َ ،‬‬
‫(و َك َذل َ‬ ‫َن الَّذ َ‬
‫ِين مِن َق ْبلِ ُك ْم َو َيتُ َ‬ ‫ُسن َ‬
‫ُريدُواْ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َح َق إِ َّن َربَّك َعلِي ٌم َحكِي ٌم (‪ )6‬يوسف) فيها علم فقدم عليم‪ .‬قال في المنافقين َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وب َك َما أ َت َّم َها َعلى أ َب َويْك مِن َقبْل إِب َ‬ ‫ُ‬ ‫َعلَيْك َو َعلى ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫(وإِن ي ِ‬ ‫ْر ِ‬ ‫آل َي ْعق َ‬
‫ال أَن َت َق َّط َع ُقلُوبُ ُه ْم‬ ‫َواْ ِري َب ًة فِي ُقلُو ِب ِه ْم إِ َّ‬
‫ال بُ ْن َيانُ ُه ُم الَّذِي َبن ْ‬ ‫ْل َفأَ ْم َك َن ِم ْن ُه ْم َواللُهّ َعلِي ٌم َحكِي ٌم (‪ )71‬األنفال) هذه أمور قلبية‪َ ( ،‬‬
‫ال َي َز ُ‬ ‫ِخَيا َن َت َك َف َق ْد َخانُواْ اللَهّ مِن َقب ُ‬
‫َواللُهّ َعلِي ٌم َحكِي ٌم (‪ )110‬التوبة) من الذي يطلع على القلوب؟ اهلل‪ ،‬فقدم العليم‪ .‬نأتي للجزاء‪ ،‬الجزاء حكمة وحكم يعني من الذي يجازي ويعاقب؟ هو‬
‫َّك َحكِي ٌم َعلي ٌم (‪ )128‬األنعام) هذا جزاء‪ ،‬هذا حاكم يحكم تقدير الجزاء‬ ‫ال َما َشاء اللُهّ إِ َّن َرب َ‬ ‫ِين فِي َها إِ َّ‬ ‫ار َم ْث َوا ُك ْم َخالِد َ‬ ‫الحاكم‪ ،‬تقدير الجزاء حكمة ( َق َ‬
‫ال النَّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ورنَا َو ُم َح َّر ٌم َعلَى‬ ‫ِصة لذ ُك ِ‬ ‫ام َخال َ‬ ‫ون َهـ ِذ ِه األ ْن َع ِ‬ ‫والحكم قدم الحكمة‪ ،‬وليس بالضرورة أن يكون العالم حاكمًا ليس كل عالم حاكم‪َ ( .‬و َقالوا َما فِي بُط ِ‬
‫ص َف ُه ْم إِنَّ ُه ِحكِي ٌم َعلِي ٌم (‪ )139‬األنعام) هذا تشريع والتشريع حاكم فمن الذي يشرع ويجازي؟ اهلل تعالى‬ ‫أَ ْز َو ِ‬
‫اجنَا َوإِن َي ُكن َّم ْي َت ًة َف ُه ْم فِي ِه ُش َر َكاء َسَي ْج ِزي ِه ْم َو ْ‬
‫هو الذي يجازي وهو الذي يشرع لما يكون السياق في العلم يقدّم العلم ولما ال يكون السياق في العلم يقدّم الحكمة‪.‬‬
‫آية (‪:)27‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫‪ L‬إذا‬ ‫وب َعلَ ْي ُك ْم ﴿‪ ﴾27‬النساء) إعالن إرادة‪ ،‬أعلن إرادته لعبادة المؤمنين بأن إرادته سبقت أن يتوب على كل المؤمنين‬ ‫ُري ُد أَ ْن َيتُ َ‬
‫(واللَّ ُه ي ِ‬
‫فى قول اهلل تعالى َ‬
‫وب) أن يتوب‪( ،‬يريد اهلل ليتوب) اتخذ األسباب وتاب هذا الوعد تطبق يعني كيف رب العالمين لما أعلن هذه التوبة ثم طبقها قال‬ ‫ُري ُد أَ ْن َيت َ‬
‫ُ‬ ‫(واللَّ ُه ي ِ‬
‫تابوا َ‬
‫من استغفر غفرت له وبين الصالتين كفارة ورمضان لرمضان كفارة‪ ،‬نفائس‪ ،‬كظم الغيظ غفار‪ ،‬العفو عن الظالم كفارة‪ ،‬بر الوالدين كفارة كل هذه‬
‫‪ L‬رمضان لرمضان كفارة وال يعرف‬ ‫ال (ثالثة ال يضر معها ذنب بر الوالدين)‬ ‫العبادات التي ال حصر لها مما جاء بها النص أنها تغفر الذنوب يعني مث ً‬
‫مضاعفات رمضان إال اهلل هناك أعمال بمثلهما‪ ،‬أعمال بعشرة‪ ،‬أعمال بخمسة عشرة‪ ،‬أعمال بخمس وعشرين‪ ،‬أعمال بسبعمائة والصوم ال يعلم مقدار‬
‫(واللَّ ُه ي ِ‬
‫ُري ُد‬ ‫مضاعفاته إال اهلل وبالتالي رب العالمين لما شرع لك عبادة بهذا الشكل تاب عليك (رغم أنف عب ٍد أدرك رمضان ولم يغفر له) إذًا الفرق بين َ‬
‫‪ L‬كذلك كما قلنا يعني‬ ‫وب َعلَ ْي ُك ْم) أعلن إرادته قنن القانون شرع التشريع‪( .‬يريد اهلل ليتوب) اتخذ األسباب وهذه األسباب وما أكثرها في هذا الدين‪.‬‬ ‫أَ ْن َيتُ َ‬
‫ِر ُت لِأَ ْن‬ ‫ُ‬
‫(وأم ْ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾72‬يونس) َ‬ ‫ِن الْ ُم ْسلِم َ‬
‫ون م َ‬‫ِر ُت أَ ْن أَ ُك َ‬ ‫ُ‬
‫كثيرة حقيقة ما تحصى يعني حوالي ستة عشر أو سبعة عشر آية في القرآن وتقول اآلية ( َوأم ْ‬
‫ون) اتخذ األسباب كاملة وطبعًا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِر ُت لِأ ْن أ ُك َ‬ ‫ُ‬
‫ِين ﴿‪ ﴾12‬الزمر) هذا فرق وهذا فرق يعني على هذا األساس هناك فقط إعالن األمر ( َوأم ْ‬ ‫ون أَ َّو َل الْ ُم ْسلِم َ‬
‫أَ ُك َ‬
‫نحن تعلمنا أنه اآلن كل فعل أراد ويريد إذا جاء باألن والفعل معناها إعالن إذا جاء بالالم الم التعليل المضمرة بعدها قل ليتوب‪ ،‬ليعفو‪ ،‬ليضلوا‪ ،‬معناها‬
‫اتخذوا األسباب وطبقوا ما وعدوا به وما هددوا به‪.‬‬
‫آية (‪:)28‬‬
‫ض ِعيفًا (‪ )28‬النساء)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫* ما معنى الضعف في القرآن في قوله تعالى (ي ُِري ُد هّللا ُ َأن يُ َخفِّفَ عَن ُك ْم َو ُخلِ َ‬
‫ق اِإل ن َسانُ َ‬
‫ُري ُد‬
‫ال َع ِظي ًما (‪ )27‬ي ِ‬ ‫ات أَن َتمِيلُواْ َم ْي ً‬ ‫الش َه َو ِ‬‫ون َّ‬ ‫ُري ُد الَّذ َ‬
‫ِين َي َّت ِب ُع َ‬ ‫ُري ُد أَن َي ُت َ‬
‫وب َعلَ ْي ُك ْم َوي ِ‬ ‫(واللُهّ ي ِ‬‫‪َ L‬‬ ‫كلمة الضعف ضد القوة إما القوة المادية أو القوة المعنوية‪.‬‬
‫ضعِي ًفا (‪ )28‬النساء) اهلل تعالى يحب هذا لكم ويرضاه لكم ليس من باب إرادة الفرد وإنما من باب إرادة الحب أن اهلل‬ ‫ان َ‬ ‫نس ُ‬
‫اإل َ‬
‫ِق ِ‬ ‫ف َعن ُك ْم َو ُخل َ‬ ‫اللُهّ أَن ي َ‬
‫ُخ ِّف َ‬
‫ال َع ِظي ًما) الذي طريقه إلى النار يريد الجميع‬ ‫ات أَن َتمِيلُواْ َم ْي ً‬ ‫ون َّ‬
‫الش َه َو ِ‬ ‫ُري ُد الَّذ َ‬
‫ِين َيتَّ ِب ُع َ‬ ‫(وي ِ‬
‫تعالى يحب هذا لكم‪ ،‬يرضى لكم أن يتوب عليكم بأن تستغفروا َ‬
‫‪ L‬في األوامر والطلبات‬ ‫ثقل على جانبه‪ ،‬التشديد‬ ‫ضعِي ًفا) ما يرتكبه اإلنسان من اآلثام ٌ‬ ‫ان َ‬ ‫نس ُ‬‫اإل َ‬ ‫ِق ِ‬‫ف َعن ُك ْم َو ُخل َ‬ ‫ُري ُد اللُهّ أَن ي َ‬
‫ُخ ِّف َ‬ ‫أن يكون طريقهم إلى النار‪( ،‬ي ِ‬
‫ال تكونوا كبني إسرائيل شددوا فشدد اهلل تعالى عليهم قال لهم اذبحوا بقرة كان بإمكانهم أن يذبحوا اي بقرة لكنهم بدأوا يسألون فصار التضييق عليهم‬
‫والرسول ‪ ‬يقول ‪ ":‬ذروني ما تركتكم وفي رواية دعوني ما تركتكم" بمعنى أنه إذا كانت هناك قضية ال أحدثكم بها ال تسألوا عنها‪( .‬الفعل ذر ويذر‬
‫ال َت ْسأَلُواْ َع ْن أَ ْش َياء إِن تُ ْب َد لَ ُك ْم َت ُس ْؤ ُك ْم َوإِن َت ْسأَلُواْ‬‫ِين آ َمنُواْ َ‬‫باألمر والمضارع والماضي منه ميّت لذا استغنوا عنه الفعل ترك) واهلل تعالى يقول ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ور َحلِي ٌم (‪ )101‬المائدة) دعوها ألن اهلل تعالى تركها رحمة بكم‪.‬‬ ‫َز ُل الْ ُق ْر ُ‬
‫آن تُ ْب َد لَ ُك ْم َع َفا اللُهّ َع ْن َها َواللُهّ َغ ُف ٌ‬ ‫ين ُين َّ‬
‫َع ْن َها ِح َ‬
‫وحفت الجنة بالمكاره" الشيء‬ ‫ّ‬ ‫"حفت النار بالشهوات ُ‬ ‫ّ‬ ‫هنا الضعف هو الضعف النفسي (وخلق اإلنسان ضعيفا) أي ضعيفًا أمام الشهوات لذلك في الحديث ُ‬
‫ال ويريد أن يتوصل إلى ذلك بالمعصية والعياذ باهلل‪ .‬طبيعة اإلنسان في‬ ‫الذي تريده النفس من الشهوات كإنسان يريد أن يكون ذا مال أو ذا منصب مث ً‬
‫فطرته هذا الضعف وهذا تثبيت من اهلل تعالى لخلق اإلنسان أنه ضعيف أمام الشهوات لذلك ينبغي أن يحتاط ويقوي نفسه أمان شهوات الدنيا هكذا ينبغي‬
‫ض ْع ًفا َو َش ْي َب ًة َي ْخلُ ُق َما َي َشاء َو ُه َو‬ ‫ف ُق َّو ًة ثُ َّم َج َع َل مِن َب ْع ِد ُق َّو ٍة َ‬
‫ض ْع ٍ‬ ‫ف ثُ َّم َج َع َل مِن َب ْع ِد َ‬ ‫ض ْع ٍ‬ ‫أن يكون الضعف نقيض القوة‪ ،‬قال تعالى (اللَّ ُه الَّذِي َخلََق ُكم ِّمن َ‬
‫ِير (‪ )54‬الروم) الضعف األول الذي هو الحيوان المنوي ثم قوي اإلنسان تدريجيًا ثم يعود مرة أخرى ضعيفًا‪.‬‬ ‫الْ َعلِي ُم الْ َقد ُ‬
‫ضعف)‪ ،‬رواية ورش عن نافع التي يقرأ بها أهل المغرب (اللَّ ُه‬ ‫(الضعف) جمهور ال ُق ّراء قرأوا (من ُ‬ ‫(الضعف) وبالضم ُ‬ ‫الضعف فيه لغتان‪ :‬بفتح الضاد َ‬
‫ض ْع ًفا َو َش ْي َب ًة) في المواطن الثالثة في اآلية‪ .‬هما لهجتان عربيتان فصيحتان‪،‬‬ ‫ف ُق َّو ًة ثُ َّم َج َع َل مِن َب ْع ِد ُق َّو ٍة ُ‬‫ض ْع ٍ‬ ‫ضعف ثُ َّم َج َع َل مِن َب ْع ِد ُ‬ ‫الَّذِي َخلَ َق ُكم ِّمن ُ‬
‫(ضعف) والباقون يقرأونها‬ ‫(ضعف) وحمزة من الكوفيين يقرأ َ‬ ‫وشعبى يقرأ َ‬ ‫(ضعف) ُ‬ ‫(ضعف) حفص في أحد وجهيه وعنده وجه آخر يقرأ ُ‬ ‫الذي قرأ َ‬
‫وأقرهم عليها بأمر‬ ‫(ضعف) بالض ّم‪ .‬نحن نقرأ بالفتح أحد وجهي حفص عن عاصم وهي لغة فصيحة لكثير من قبائل العرب أقرأهم إياها رسول اهلل ‪ّ ‬‬ ‫ُ‬
‫(ضعف) قراءة تصح الصالة بها وكلتاهما‬‫(ضعف) يعلم أنها قراءة تصح الصالة بها وقراءته ُ‬‫من ربه‪ .‬لذلك لما يسمع القارئ من المغرب من يقرأ َ‬
‫لهجتان عربيتان فصيحتان نزل بهما جبريل ‪ ‬على صدر رسول اهلل ‪ ‬حتى ال يعترض أح ٌد على أحد‪.‬‬
‫ضعف هذا أي بقدره فإذا أردت‬
‫ضعفه وليس مرتين كما هو الشائع‪ .‬تقول هذا ِ‬ ‫ضعف كذا يعني مرة بقدر شيء آخر ِ‬
‫الضعف بالكسر فيعني المكرر‪ِ ،‬‬ ‫أما ِ‬
‫ضعفين‪.‬‬‫بقدر مرتين تقول ِ‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫ضعِي ًفا ﴿‪ ﴾28‬النساء) كيف أنت البشر مخلوق من دم ولحم تريد أن تسمع كالمي الحقيقي وأن ترى وجهي؟! ال يمكن‪ ،‬هذا ليس من‬ ‫ان َ‬ ‫ِق الْإِ ْن َس ُ‬
‫( َو ُخل َ‬
‫قوانينك هذا من قوانينك يوم القيامة ألن المشهد يوم القيامة بقوانين أخرى هذا قوانين طين قوانين أرضية من طين خلقنا ثم سوانا ونفخ فينا من روحه‬
‫ونعيش أربعين خمسين مائة سنة ونصير تراب مرة ثانية هذا جسد طيني يعود طين مرة أخرى‪ .‬ولهذا هذا القانون قانونك الطيني ال يسمح أن تراني أو‬
‫أن تسمع صوتي‪ .‬هكذا هو القرآن الكريم ال يمكن ولهذا اهلل قال (لَ ْو أَ ْن َزلْنَا َه َذا الْ ُق ْرآَ َن ﴿‪ ﴾21‬الحشر) بلغة اهلل األصلية بصوت اهلل األصلي (لَ ْو أَ ْن َزلْنَا َه َذا‬
‫ِن َخ ْش َي ِة اللَّ ِه (‪ )21‬الحشر) وهو جبل صخري صار له ماليين السنين وهو واقف فكيف وأنت البشر ( َو ُخل َ‬
‫ِق‬ ‫ِّعا م ْ‬
‫صد ً‬ ‫الْ ُق ْرآَ َن َعلَى َج َب ٍل لَ َرأَ ْي َت ُه َخ ِ‬
‫اش ًعا ُم َت َ‬
‫ِر ﴿‪﴾22‬‬ ‫ِلذ ْك ِر َف َه ْل م ْ‬
‫ِن ُم َّدك ٍ‬ ‫ضعِي ًفا ﴿‪ ﴾28‬النساء) كيف يمكن أن تسمع صوتي؟! ال يمكن‪ ،‬فرب العالمين من كرمه قال ( َولََق ْد َي َّس ْرنَا الْ ُق ْرآَ َن ل ِّ‬ ‫ان َ‬ ‫الْإِ ْن َس ُ‬
‫القمر) إذًا هذا القرآن هو النسخة العربية التي جعلها اهلل ولم يكن األمر كذلك‪ .‬رب العالمين لما نطق ما نطق بلغة عربية نطق بلغته هو التي ال يمكن‬
‫لعقلك أن يدركها بهذه القوانين كما ال يمكن لعقلك أن يدرك وضعه وكونه ومثاله وحتى سمعه وبصره ال يمكن أن تدركه كيف رب العالمين يسمع كل‬
‫الكون بجزء الثانية؟ إذًا كما أن عقلك ال يحيط بكل صفاته ولهذا الذين انشغلوا في التاريخ اإلسالمي‪.‬بالذات والصفات كانوا يعبثون أو نقول بعد أن اكتمل‬
‫لهم دينهم ال باس من أن يحاولوا التفكير في هذه القضية والحديث يقول (فكروا في اهلل وال تفكروا في ذات اهلل) ال بأس أن تفكر كيف رب العالمين يسمع‬
‫كيف رب العالمين يبصر لكن أن تجعلها قضية حساسة وكل واحد يدّعي أن كالمه هو الحق هذا أشعري وهذا معتزلي وهذا مرجئي كله كان عبثًا وناس‬
‫تقتل ناس على هذا كما نفعل اآلن شيعي وسني ووهابي وكذا باسم العقيدة وكلهم ضالون كل من يقتل مسلمًا‪....‬‬
‫آية (‪:)29‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ال َت ْأ ُكلُواْ أَ ْم َوالَ ُك ْم َب ْي َن ُك ْم ِبالْ َب ِ‬
‫اط ِل (‪ )29‬النساء) تأمل هذا التعبير والتصوير اإللهي في سلب أموال الناس بعضهم بعضًا فقد جعل اهلل‬ ‫( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ َ‬
‫تعالى المال كالطعام يلتهمه الظالم ليبين لنا شدة حرصهم على أخذه دون ترك شيء منه ودون إرجاعه أربابه‪ .‬أال ترى أن الطعام قبل أن يأكله المرء‬
‫يمكن أن يُعيده إلى أهله وإذا ما أكله فقد قرر عدم اإلذعان وإرجاعه وكذلكم آكِل المال‪.‬‬
‫وا َأنفُ َس ُك ْم ِإ َّن هّللا َ َكانَ بِ ُك ْم َر ِحي ًما (‪ )29‬النساء) إن اإلنسان ال يحت==اج إلى النهي عن قتل نفسه ح==تى يحفظها فلِ َم ج==اء النهي‬
‫*( َوالَ تَ ْقتُلُ ْ‬
‫عن قتل اإلنسان نفسه؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ّ‬
‫بالكف والنهي عن قتل المرء نفسه ألن‬ ‫انظر إلى هذا البيان اإللهي فاهلل تعالى يريد منا أن نصون أرواح الناس وأن ال نعتدي عليها فعبّر عن ذلك‬
‫‪ L‬جسد واحد وروح واحدة فمن قتل أخاه فقد قتل نفسه وذلك ألمرين‪ :‬األول بتفكيك المجتمع وخلق العداوة بين أفراده والثاني أنه حكم على نفسه‬ ‫المؤمنين‬
‫بالقتل قصاصًا‪.‬‬
‫آية (‪:)32‬‬
‫وا هّللا َ ِمن فَ ْ‬
‫ض=لِ ِه ِإ َّن‬ ‫اس=َألُ ْ=‬
‫صيبٌ ِّم َّما ا ْكت ََس= ْبنَ َو ْ‬ ‫صيبٌ ِّم َّما ا ْكتَ َسب ْ=‬
‫ُوا َولِلنِّ َساء نَ ِ‬ ‫ْض لِّل ِّر َجا ِل نَ ِ‬ ‫ض َل هّللا ُ بِ ِه بَع َ‬
‫ْض ُك ْ=م َعلَى بَع ٍ‬ ‫*( َوالَ تَتَ َمنَّوْ ْا َما فَ َّ‬
‫هّللا َ َكانَ بِ ُك ِّل َش ْي ٍء َعلِي ًما (‪ )32‬النساء) الحظ كيف أتى النهي عن طلب حصول نصيب اآلخرين بالتمني ولم يأت بالنهي عن الرغبة‬
‫أو السؤال بينما قال (واسألوا هللا من فضله) ولم يقل وتمنوا من هللا فضله‪ ،‬فما سرُّ هذا االستعمال؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إن التمني هو طلب الحصول على شيء أقرب ما يكون من المستحيل لذلك عبّر اهلل تعالى عن تطلّع النفوس إلى ما ليس لها بالتمني ألن ذلك قسمة من اهلل‬
‫تعالى صادرة عن حكمة وتدبير وعلم بأحوال العباد ومن ث ّم ما كان لغيرك فال يكون لك وأما الطلب من اهلل تعالى فعبّر عنه بالسؤال أن ذلك مما ّ‬
‫يمن اهلل‬
‫تعالى به على عباده السائلين‪.‬‬
‫آية (‪:)34‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ض (‪ )34‬النساء) انظر إلى البيان اإللهي وهذا التمثيل الرباني لحالة الرجل الذي ُوكِل إليه‬‫ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬
‫ض َل اللُهّ َب ْع َ‬
‫ون َعلَى النِّ َساء ِب َما َف َّ‬ ‫(الر َج ُ‬
‫ال َق َّوا ُم َ‬ ‫ِّ‬
‫الكسب والحفظ والدفاع عن زوجه‪ .‬فقد شبه اهتمامه بحالة القائم ألن شأن القائم الذي يهتم باألمر ويعتني به أن يقف ليدير أمره‪.‬‬
‫آية (‪:)36‬‬
‫ُوا هّللا َ َوالَ تُ ْش ِر ُك ْ‬
‫وا بِ ِه َش ْيًئا (‪ )36‬النساء)؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬ ‫*ما داللة الشرك فى قوله تعالى( َوا ْعبُد ْ‬
‫شيئًا فيها احتماالن وليست مثل (وال يشرك به أحدًا) أحدًا يعني شخص‪( .‬شيئًا) فيها داللتان إما شيئًا من الشرك ألن الشرك هو درجات هناك شرك‬
‫أصغر وشرك أكبر أو شيئًا من األشياء كل شيء سواء كان أحدًا من الناس أو األصنام أو غيره‪ .‬إذن (ال تشركوا به شيئًا) فيها داللتان‪ :‬ال تشركوا به‬
‫شيئًا من الشرك وال شيئًا من األشياء‪ ،‬ال شيئًا من الشرك بأن تستعين بغير اهلل فالشرك درجات كما أن اإليمان درجات وال شيئًا من األشياء‪.‬‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى‪=:‬‬
‫ال تُ ْش ِر ُكواْ ِب ِه َش ْي ًئا َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬
‫ْن إِ ْح َسا ًنا (‪ )36‬النساء) يضعها بعد عبادة اهلل تعالى وكأنها منزلة تالية بعد العبادة مباشرة اإلحسان إلى‬ ‫اعبُدُواْ اللَهّ َو َ‬
‫( َو ْ‬
‫الوالدين‪ .‬هذه فيها إشارة إلى عظيم منزلة األبوين عند اهلل‪.‬‬
‫*ما الفرق بين (ذي القربى)فى سورة البقرة و(بذي القربى)فى سورة النساء؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ْن إِ ْح َسا ًنا َوذِي الْ ُق ْر َبى ﴿‪ ﴾83‬البقرة) (وذي) واو ذاء ياء ال يوجد باء‪ ،‬اآلية األخرى‬‫ُون إِلَّا اللَّ َه َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬
‫ِيل لَا َت ْعبُد َ‬ ‫(وإِ ْذ أَ َخ ْذنَا مِي َث َ‬
‫اق َبنِي إِ ْس َرائ َ‬ ‫يقول تعالى َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫(وذِي الق ْر َبى) آية المسلمين ( َو ِبذِي‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫ْن إِ ْح َسانا َو ِبذِي الق ْر َبى﴿‪﴾36‬النساء) عندنا آيتين آية اليهود َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اعبُدُوا الل َه َولا تش ِركوا ِب ِه ش ْيئا َو ِبال َوالِ َدي ِ‬ ‫للمسلمين ( َو ْ‬
‫الْ ُق ْر َبى) الكل يقول لك هذه الباء زائدة يعني ليس لها معنى في الحقيقة ال‪ ،‬فرب العالمين بهذه الباء يرسم ما هو مستقبل القربى عند اليهود وما هو مستقبل‬
‫الخلقي مدى مسؤولية كل واحد في األسرة فعندنا نحن ناس فروع ابنك وبنتك وأبناؤهم وعندنا أصول‬ ‫القربى عند المسلمين أي الترابط األسري‪ ،‬التناسب َ‬
‫ً‬
‫أبوك جدك وآباؤهم وعندنا أطراف اللي هم الجناحين أخوة وأخوات وأوالدهم وأعمام وعمات وهكذا هذا التناسق أين سيكون كامال بالمائة مائة؟ أين‬
‫ستكون العناية به كاملة كما أمر اهلل؟ فرب العالمين يعلم مقدمًا أنه ما من أمة على وجه األرض سوف تصل إلى ما وصل إليه المسلمون من هذا الرحم‬
‫وهؤالء القربى والكل يشهد بذلك‪ .‬نحن ال يوجد لدينا من يترك أمه وأبوه في الملجأ وال يوجد من ال يعرف عمه أو خاله أو من ال يعرف أبوه أو جده هذا‬
‫مستحيل‪ .‬في حين األمم كلها ال تُعنى بهذا اليوم فرب العالمين عز وجل عندما ترك الباء بهذه اآلية الموجهة للمسلمين إشارة إلى أن هذه األمة وحدها‬
‫هي التي سوف تُعنى باألرحام واألقارب والوالدين والتماسك األسري أعمام وأخوال وأجداد وجدات كما ال يمكن أن تفعل أمة أخرى هذا هو أثر الباء‪،‬‬
‫وجودها في آية المسلمين وحذفها من آية أخرى لغير المسلمين‪ .‬إتصال من األخ الفهيقي من السعودية‪ :‬هل يعتبر العلم أمانة وإذا كان يعتبر العلم أمانة‬
‫‪ L‬والصديقين والشهداء‬ ‫ما هو الواجب نحو هذا العلم؟ اإلجابة‪ :‬ما من أمانة أثقل من أمانة العلم يوم القيامة ولهذا الذي يشتغل بالعلم إما أن يكون مع النبيين‬
‫والصالحين وإما أن يكون أول من تسعر به النار يوم القيامة‪ .‬يقول النبي صلى اهلل عليه وسلم (يوم القيامة يدخل بعض القراء) القراء يعني العلماء (النار‬
‫قبل عبدة األوثان فيقولون أيبدأ بنا قبل عبدة األوثان؟ فتقول لهم زبانية النار‪ :‬نعم ليس من يعلم كمن ال يعلم) هذه نعرفها‪ ،‬هذه مصيبة ولهذا كان الصحابة‬
‫ال يفتون كما نفعل نحن أنا ونجيب ما في فتوة لكن نسأل اهلل تعالى أن يغفر لنا عثراتنا ما دمنا بحسن نية‪.‬‬
‫وفى إجابة أخرى للدكتور= الكبيسى ‪:‬‬
‫(واتَّ ُقوا اللَّ َه الَّذِي‬
‫(و ِبذِي ْال ُق ْر َبى) هذه الباء قال لك هناك أرحام أقوى من أرحام وهذه في سورة النساء وهي بدأت بقوله َ‬ ‫حينئ ٍذ الفرق بين ( َوذِي ْال ُق ْر َبى) َ‬
‫ال واحدًا بل شكلين فاألرحام مجموعة القربى ولكن القربى شكلين‪ .‬الرحم‬ ‫ان َعلَ ْي ُك ْم َرقِيبًا ﴿‪ ﴾1‬النساء) واألرحام ليسوا شك ً‬ ‫ون ِب ِه َوالْأَ ْر َحا َم إِ َّن اللَّ َه َك َ‬
‫َت َسا َءلُ َ‬
‫ُ‬
‫(وذِي الق ْر َبى) إذًا هؤالء قربة‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ْن إِ ْح َسا ًنا َوذِي الق ْر َبى) ثم قال َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫واحد تطلق على نوعي القرابة فالقرابة المحترمة المقدسة قال (لا َت ْعبُد َ‬
‫ُون إِلا الل َه َو ِبال َوالِ َدي ِ‬
‫‪L‬‬
‫ْن إِ ْح َسا ًنا َوذِي الق ْر َبى) الوالدين والقربى قرابته شيء واحد‪ .‬هناك ال ليس شيء واحد‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُون إِلَّا اللَّ َه َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬
‫األب بر الوالدين هو بر أهله وقرابته (لَا َت ْعبُد َ‬
‫‪L‬‬
‫وبالوالدين شيء وباآلخرين هذه قرابة الوالدة هذه قرابة األبوة فانظر إلى الدقة العجيبة فأنت اآلن لست بحاجة إلى أن تقول من هم األرحام؟ هو يقول لك‬
‫ْن إِ ْح َسا ًنا َوذِي الْ ُق ْر َبى) هؤالء مجموعة واحدة‬ ‫ُون إِلَّا اللَّ َه َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬
‫ال هناك قرابة األب واضحة ومباشرة (لَا َت ْعبُد َ‬
‫‪L‬‬ ‫بالباء هذه الباء شملت لك الموضوع كام ً‬
‫‪ L‬الثانية ال ( َو ِبذِي) هؤالء نوع ثاني فالباء هذه أهميتها ومهمتها وكلنا نعرف ماذا يعني الرحم؟ الرحم جنتك ونارك وخاصة الكاشح منهم فإذا‬ ‫مع الوالدين‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫(وذِي الق ْر َبى) ( َو ِبذِي الق ْر َبى)‪.‬‬ ‫صل رحمك هذا هو الموضوع والفرق بين َ‬ ‫أردت أن تنجو وأن ينسئ اهلل في عمرك وفي رزقك ِ‬
‫وا بِ ِه َش ْيًئا َوبِ ْال َوالِ َدي ِْن ِإحْ َسانًا (‪ )36‬النساء) انظر إلى قوله تعالى (وبالوالدين إحساناً) أال ترى في الفعل‬
‫ُوا هّللا َ َوالَ تُ ْش ِر ُك ْ‬
‫*( َوا ْعبُد ْ‬
‫أحسن ومصدره اإلحسان أن يتع ّدى بحرف الجر (إلى) فنقول أحسن إلى فالن‪ ،‬فلِ َم عبّر هنا باالء في قوله (وبالوالدين إحسانا)؟‬
‫(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫اإلحسان إذا ُعدّي بالباء كان متعلقًا بمعاملة الذات أي ذات األبوين روحًا وجسدًا وتوقيرهما واحترامهما والنزول عند رغبتهما وامتثال أمرهما وكأنه‬
‫يقول‪ِ :‬ب ّر بوالديك‪ ،‬وهذا ما ن ّوهت له اآلية (وبالوالدين إحسانًا)‪ .‬أما تعديته بـ (إلى) فذاك يكون عند قصد إيصضال النفع المالي ولذلك قال تعالى‬
‫لقارون (وأحسن كما أحسن اهلل إليك)‪.‬‬
‫*( َواب ِْن ال َّسبِي ِل (‪ )36‬النساء) إذا عرفت أن السبيل هو الطريق فكيف= ُأط ٌِل على المسافر= البعيد عن منزله إبن السبيل؟(ورتل القرآن‬
‫ترتيالً)‬
‫سمي المسافر البعيد عن منزله الذي ضاقت به السبل إبن السبيل ألنه الزم الطريق سائرًا مسافرًا فنُسب إليه وإذا ما دخل قبيلة عرفوه أنه ابن السبيل ألن‬
‫الطريق رمى به إليهم‪.‬‬
‫*ما داللة اقتران العبادة بالتوحيد= ( َوا ْعبُدُوا هَّللا َ َواَل تُ ْش ِر ُكوا= بِ ِه َش= ْيًئا َوبِ ْال َوالِ= َدي ِْن ِإحْ َس=انًا ﴿‪ ﴾36‬النس==اء) والتوحيد والوال==دين؟(د‪.‬أحمد‬
‫الكبيسى)‬
‫ْن إِ ْح َسا ًنا ﴿‪ ﴾23‬اإلسراء) ما‬ ‫ُّك أَلَّا َت ْعبُدُوا إِلَّا إِيَّا ُه َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬
‫ضى َرب َ‬
‫هذا اإلقتران المخيف يعني جعلهم اهلل عز وجل كتوحيده الشرك وعقوق الوالدين ( َو َق َ‬
‫الحسن هذا درجة عالية لمن‬ ‫ْن إِ ْح َسا ًنا) ومن كرمه رب العالمين لم يقل حسنا قال إحسانًا وهذا تقوم به بسهولة‪ .‬أما ُ‬ ‫قضى إال هذا رب العالمين ( َو ِبالْ َوالِ َدي ِ‬
‫ات لِلْ ُف َق َرا ِء َوالْ َم َساك ِ‬
‫ِين‬ ‫الص َد َق ُ‬
‫يسره اهلل له ولهذا في الفقه اإلسالمي ال يجوز أن تعطي أبوك زكاة لما رب العالمين قال الزكاة لمن؟ قال الصدقات (إِنَّ َما َّ‬ ‫ّ‬
‫‪ L‬ما لم‬ ‫‪ L‬األبوان (أنت ومالك ألبيك)‬ ‫يل ﴿‪ ﴾60‬التوبة) لم يقل واألبوين‪،‬‬ ‫ب‬‫الس‬
‫َّ‬
‫َ ِ ِ ِ‬‫ْن‬‫ب‬‫ا‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫يل‬ ‫ب‬‫س‬
‫َ َِ ِ‬‫ِي‬‫ف‬ ‫و‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫َار‬‫غ‬‫ْ‬
‫ال‬
‫ِ َ ِ‬ ‫و‬ ‫اب‬‫ق‬‫َ‬ ‫الر‬
‫ِّ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫و‬
‫ْ َ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫و‬‫ُ‬‫ل‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ؤ‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ال‬‫و‬‫َ َ‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ع‬‫ْ‬
‫َو َ‬
‫ال‬
‫الحسن ونحن نتكلم اآلن عن مرحلة الحسن‪ .‬ولهذا النبي صلى اهلل‬ ‫ٌ‬
‫تقتنع بأنك عب ٌد عند أبيك وكل ما تملكه إنما هو ملك ألبيك فأنت ال تصل إلى مرتبة ُ‬
‫أي؟ قال‪ :‬بر الوالدين" البر مجرد بر الوالدين يعني العمل الثاني بعد‬ ‫عليه وسلم قيل له يا رسول اهلل أي العمل أفضل؟ قال "الصالة على وقتها قالوا‪ :‬ثم ّ‬
‫بالحسن؟! والحسن ال يعمله إال القليل ألن هذا يحتاج إلى ثقافة‪ ،‬إلى معرفة باهلل عز وجل‪،‬‬ ‫الصالة ألن الصالة ليس لها بديل وإذا كان البر هكذا فما بالك ُ‬
‫إلى أن يُعلَّم هذا اإلنسان هذا األب المسلم ما معنى أن تكون مع أبيك حسنًا؟ وهكذا أما البر ما دمت إنسانًا أنت بك غريزة وميل طبيعي إلى أن تبر بأبويك‬
‫ان) لمجرد كونك إنسانًا من عناصر أنسنتك بعد أن أخرجك اهلل من المملكة الحيوانية وأطلق يديك من األرض فس ّواك فخلقك‬ ‫ص ْينَا الِْإ ْن َس َ‬ ‫ولهذا اهلل قال ( َو َو َّ‬
‫فعدلك أطلق يديك حينئ ٍذ جعل من عناصر هذه األنسنة أن تكون بارًا بوالديك تميل إليهما‪ ،‬تنتسب إليهما‪ ،‬لهما حظوة واحترا ٌم عليك وإلى كل المنظومة‬
‫ولكل شرحها الذي يطول‪.‬‬ ‫بر ٍ‬ ‫إحسان أو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫حسن أو‬ ‫التي هي ٌ‬
‫وانقطاع لهذه الصلة يعتبر خروج عن اإلنسانية؟‬ ‫ٍ‬ ‫للوالدين‬ ‫عقوق‬ ‫من‬ ‫المادي‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫اآلن‬ ‫يجري‬ ‫الذي‬ ‫سؤال‪:‬وهذا‬
‫‪ L‬وثق كل من يغلظ القول ألبويه أو يعقهما ليس إنسانًا قطعًا ناهيك عن كونه ليس مسلمًا ويقول النبي صلى اهلل عليه وسلم العقوق يدخله النار وإن‬ ‫بالتأكيد‪،‬‬
‫صلّى وإن صام ال ينفع "ثالثة ال ينفع معهن عمل‪ :‬الشرك باهلل" المشرك ماذا ينفعه إذا صام وصلى؟ فهو يعبد اهلل والقبر أو اهلل وحسين اهلل وعبد القادر أو‬
‫اهلل والصنم أو اهلل والوثن فهذا مهما عمل ال قيمة له "والتولي يوم الزحف وعقوق الوالدين" إذا كان عقوق فقط ما قدم لهم الطعام فقط ناهيك عن كونه‬
‫إحسانًا أو حسنًا‪ .‬فالقضية خطيرة هما جنتك ونارك أقصر طريق إلى الجنة األبوان وأقصر طريق إلى النار األبوان‪ .‬من األحاديث العجيبة يقول النبي‬
‫والعاق لوالديه والديوث) فتالحظ أنت شخص‬ ‫ّ‬ ‫حرم اهلل عليهم الجنة مدمن الخمر‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم (أكبر الكبائر الشرك باهلل وعقوق الوالدين) (ثالثة ّ‬
‫راض هذا‬ ‫ٍ‬ ‫وهو‬ ‫تزني‬ ‫ابنته‬ ‫أو‬ ‫باهلل‬ ‫نعوذ‬ ‫ساكت‬ ‫أو‬ ‫فرحان‬ ‫وهو‬ ‫تزني‬ ‫امرأته‬ ‫يرى‬ ‫‪ L‬ولكنه عاق لوالديه حسابه كحساب الديوث الذي‬ ‫يصوم ويصلي ومتدين‬
‫ديوث فهذا ما هي قيمته كإنسان؟ والمدمن الخمر من بلغ إلى أن مات وهو سكران والعاق لوالديه‪" .‬قال‪ :‬يا رسول اهلل شهدت أن ال إله إال اهلل وأنك‬
‫رسول اهلل وصليت الخمس وصمت رمضان فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ما لم‬
‫تعق والديك إذا عققت والديك‬ ‫‪ L‬والصديقين والشهداء ما لم ّ‬ ‫‪ L‬هو يصلي خمس أوقات الخ قال له أنت مع النبيين‬ ‫يعق والديه" يعني يسقط من كونه مع النبيين‬
‫عق والديه) ملعون ونحن نتكلم في العقوق والبر يعني الحد األدنى‪ .‬وبالتالي ملعون أي ال يُرحم‬ ‫(ملعون من ّ‬
‫ٌ‬ ‫كل هذا ال قيمة له‪ ،‬ينتهي يعني كأنك لم تفعل‬
‫(ليرحمن اهلل الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها إبليس) هذا يصلي ويصوم لكنه ال يرحم وال رحمة فرب العالمين يرحم السكارى الخ إال‬ ‫ّ‬ ‫وفي القول‬
‫سب والديه)‬ ‫القتلة والمرابين والعاقين لوالديهم ال يرحمون أبدًا يوم القيامة‪ .‬يقول النبي صلى اهلل عليه وسلم (لعن اهلل من غيّر تخوم األرض ولعن اهلل من ّ‬
‫ال تالحظ في بعض‬ ‫سب أحدًا فيسب ذلك اإلنسان والديه أيضًا‪ .‬حديث آخر (كل الذنوب يؤخر اهلل فيها ما يشاء إلى يوم القيامة) فع ً‬ ‫ويكون إما سبهما أو ّ‬
‫الذنوب ترى أثرها في الدنيا قبل اآلخرة‪ .‬القاتل البد أن ينال شرًا (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دمًا حرامًا) ولهذا وخاصة إذا كان الدم على عقيدة‬
‫تتهمه بأنه مشرك كما يحصل اآلن في العراق ناس تقتل ناس على أساس أنهم كفار أنت شيعي كافر وأنت سني كافر وأنت صوفي كافر وأنت سلفي كافر‬
‫‪ )93( L‬النساء) على إيمانه وتصور شخص كافر وخاف منه قال‬ ‫وأعملوا السيف فيما بينهم حتى سالت دمائهم هذا خالد في النار ( َو َم ْن َي ْقتُ ْل ُم ْؤ ِم ًنا ُم َت َع ِّم ًدا‬
‫ال إله إال اهلل وقتله قال له الرسول صلى اهلل عليه وسلم (أقتلته وقد قالها؟! فقال له‪ :‬يا رسول اهلل قالها فرقًا من السيف) فقال له كالم طويل بما معناه أنك‬
‫أنت خالص يئست من رحمة اهلل وليس هو فقط ييئس إذا واحد رضي بهذا يبعث يوم القيامة مكتوب على جبهته آيس من رحمة اهلل ألنه رضي على هذا‬
‫تؤخر‬‫القتل‪ .‬أما نحن نتكلم عن القتل العادي اعتداء والخ‪ .‬من أجل هذا موضوع مسألة التالعب باألبوين يعني أبدًا هما جنتك ونارك ولهذا بعض الذنوب َّ‬
‫اب الْأَ ْك َب ِر ﴿‬ ‫اب الْأَ ْدنَى د َ‬
‫ُون الْ َع َذ ِ‬ ‫ِن الْ َع َذ ِ‬
‫‪ L‬اهلل سيحاسبك وممكن يغفر لك لكن هناك ذنوب يعجل اهلل جزاءها في الدنيا كنموذج ( َولَنُذِي َقنَّ ُه ْم م َ‬ ‫فمهما كان ذنبك‬
‫تعف نساؤكم)‪ .‬على كل حال‬ ‫تبركم أبناؤكم‪ ،‬ع ّفوا ّ‬ ‫(بروا آباءكم ّ‬ ‫‪ ﴾21‬السجدة) ومن ضمنها عقوق الوالدين وربما كان من جنس العمل وفي هذا حديث ّ‬
‫األحاديث في هذا معروفة ولكن ليس هذا موضوع الباب ولهذا نقف عند هذا الحد‪ .‬ومن حسن التعامل أن يعين أباه وأمه على أداء الصلوات وعلى أداء‬
‫الحسن الشديد لألبوين إذا مات أحدهما أو كالهما‬ ‫يبر أصدقاءهم وأن يكرم ضيوفهم إذا جاءوا ومن ُ‬ ‫الفرائض ويحادثهم أوقات الفراغ لكي ال يسأموا وأن ّ‬
‫تبر أصدقائهما‪ ،‬من كان أبوك وأمك يبروهم؟ ِب َّرهم أنت بعد موتهم وهذه فيها نماذج في غاية الروعة في التاريخ‪.‬‬ ‫أن ّ‬
‫عندما كان الرجال رجاال وكان الناس صلحاء ولم يكن هنالك فضائيات وال أمريكا وال إسرائيل الخ المسلمون من المشرق إلى المغرب ومع هذا قتل‬ ‫ً‬
‫‪ L‬بعضًا يتهمه بالشرك والكفر وهذا ٌ‬
‫قتل ال‬ ‫ال بقسوة غير متناهية كما يفعلون اليوم في العراق وفي غزة وفي الشيشان وأفغانستان بعضهم يذبح‬ ‫بعضهم قت ً‬
‫ض َب اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َولَ َع َن ُه َوأَ َع َّد لَ ُه َع َذابًا َع ِظي ًما ﴿‪ ﴾93‬النساء) إذًا‬
‫‪ )93( L‬النساء) يقتله على دينه ( َف َج َزا ُؤ ُه َج َهنَّ ُم َخالِدًا فِي َها َو َغ ِ‬ ‫(و َم ْن َي ْقتُ ْل ُم ْؤ ِم ًنا ُم َت َع ِّم ًدا‬
‫يُغفر َ‬
‫الذنوب التي ال تغفر الشرك أو أن تقتل أحدًا يقول ال إله إال اهلل متهمًا إياه بالشرك هذان الذنبان ال يغفران‪.‬‬
‫*في سورة النساء (ِإ َّن هَّللا َ اَل يُ ِحبُّ َم ْن َكانَ ُم ْختَااًل فَ ُخورًا ﴿‪ ﴾36‬النساء) وفي لقمان (ِإ َّن هَّللا َ اَل ي ُِحبُّ ُك َّل ُم ْخت ٍ‬
‫َال فَ ُخ ٍ‬
‫ور ﴿‪ ﴾18‬لقم==ان)‬
‫ور) ما الفرق بينهما؟(د‪.‬أحمد= الكبيسى)‬ ‫لماذا في النساء ( َم ْن َكانَ ُم ْختَااًل فَ ُخورًا) وفي= لقمان ( ُك َّل ُم ْخت ٍ‬
‫َال فَ ُخ ٍ‬
‫ال هذا ال يقال عنه خيالء يقال‬ ‫ال سلطان ملك متكبر قلي ً‬ ‫طبعًا الخيالء هي كلها من الكِبر والتكبّر هناك تكبر يعني من وهم في تكبر شخص سلطان هو فع ً‬
‫متكبر هناك ملياردير متكبر على الناس يقال عنه متكبر‪ ،‬وهناك واحد ال شيء لديه ولكنه يتصور نفسه شيء فيمشي بكبرياء خيال ال شيء فيه يسمى‬
‫ان ُم ْخ َتالًا َف ُخ ً‬
‫ورا)‬ ‫هذا خيالء (من جر ثوبه خيالء جر قطبه في النار) حينئ ٍذ الخيالء أن ترى نفسك عظيمًا كالخيال كراكب الخيل (إِ َّن اللَّ َه لَا ي ِ‬
‫ُح ُّب َم ْن َك َ‬
‫لقلة هذا النوع من البشر ألنهم قلة كم واحد كان مختال على قومه؟ قلة من الناس يفتخرون يتكبرون على آبائهم وأمهاتهم وأخوانهم وأخواتهم وأعمامهم‬
‫ورا) لكن الذي يتكبر على الناس جميعًا كثيرون موظف تدخل عليه ال يتكلم معك سفير ووزير مليونير الخ‬ ‫ان ُم ْخ َتالًا َف ُخ ً‬
‫وأخوالهم هذا أحقر الخلق ( َم ْن َك َ‬
‫كبر) هذا ال يدخل الجنة‬ ‫كثير من الناس عندهم حتى مشايخ وعلماء انشهروا وعرفوا تجدهم في أيام يعني كل شايف نفسه الخ (من كان في قلبه ذرة من ٍ‬
‫ور)‪.‬‬‫ال َف ُخ ٍ‬ ‫ورا) و ( ُك َّل ُم ْخ َت ٍ‬
‫ان ُم ْخ َتالًا َف ُخ ً‬
‫مع أول الداخلين حتى لو كان صحابيًا حتى لو كان صدّيقًا‪ .‬إذًا هذا الفرق بين ( َم ْن َك َ‬
‫آية (‪:)38‬‬
‫(واَل يُْؤ ِمنُونَ بِاهَّلل ِ َواَل بِ ْاليَوْ ِم اَآْل ِخ ِر)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫*ما سبب االختالف بين ( َواَل يُْؤ ِمنُ بِاهَّلل ِ َو ْاليَوْ ِ=م اَآْل ِخ ِر) – َ‬
‫ون ِباللَّ ِه َولَا‬ ‫اس َولَا ي ْ‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ون أَ ْم َوالَ ُه ْم ِرَئا َء النَّ ِ‬
‫ِين يُ ْن ِف ُق َ‬‫ِن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر ﴿‪ ﴾264‬البقرة) وفي النساء ( َوالَّذ َ‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫اس َولَا ي ْ‬ ‫قال تعالى ( َكالَّذِي يُ ْنف ُ‬
‫ِق َمالَ ُه ِر َئا َء النَّ ِ‬
‫ون ِباللَّ ِه َولَا ِبالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر ﴿‪ ﴾29‬التوبة) إذًا في سورة‬ ‫ِبالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر ﴿‪ )﴾38‬فيها (وال) ما الفرق بينهما؟ وفي سورة التوبة أيضًا ( َقاتِلُوا الَّذ َ‬
‫ِين لَا ي ْ‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬
‫النساء والتوبة (ال يؤمن باهلل وال باليوم اآلخر) وفي البقرة (يؤمن باهلل واليوم اآلخر)‪ ،‬الذي ال يؤمن باهلل واليوم اآلخر كافر شخص يقول أنا ال أؤمن باهلل‬
‫وال في اآلخرة أنا أعبد األصنام وإذا مت صرت ترابًا ال يوجد ال قيامة وال الخ هذا ال يؤمن باهلل واليوم اآلخر هذا إعالن الكافر هو قال أنا رجل شيوعي‬
‫ِن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) هو معلن عن كفره‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫أنا أمام الناس شيوعي وحزبي الشيوعي أنا ستالين أنا لينين أنا غورباتشوف ال يوجد ال اهلل وال الخ هذا (لَا ي ْ‬
‫ال بالنسبة له فهو ملحد هذا ال يؤمن باهلل واليوم اآلخر وهذا أصدق من األول‪ .‬األول يدعي أنه مؤمن فهو يقول أنه مؤمن‬ ‫وشركه باهلل ال يوجد اهلل أص ً‬
‫وأنه مؤمن بوجود اهلل لكنه كذاب دجال يعني فقط بالظاهر فهو منافق يقول أنا أؤمن باهلل واليوم اآلخر فاهلل قال له ال أنت ال تؤمن ال باهلل وال باليوم‬
‫ون ِباللَّ ِه َولَا ِبالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) هؤالء‬ ‫ِن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) هذا منطق الكفار جميعًا ولما يقول لك ( َولَا ي ْ‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫‪L‬ذ هذا الفرق فقوله تعالى (لَا ي ْ‬ ‫اآلخر‪ .‬فحينئ ٍ‬
‫ِين ﴿‪﴾8‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اس َم ْن َيقول آ َمنَّا ِبالل ِه َو ِبال َي ْو ِم الآ ِخ ِر َو َما ُه ْم ِب ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ِن النَّ ِ‬
‫(وم َ‬
‫المنافقون فالمنافق كافر لكن يدعي أنه هو مؤمن وال يتبع اإليمان ومتناقض َ‬
‫ون ِباللَّ ِه َولَا ِبالْ َي ْوم الْآَ ِخ ِر) الحظ‪ ،‬مثالً‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ُؤ ِمن َ‬ ‫(ولا ي ْ‬‫َ‬ ‫ون ﴿‪ ﴾9‬البقرة) هذا الذي اهلل يقول عليه َ‬ ‫ون إِلَّا أَ ْن ُف َس ُه ْم َو َما َي ْش ُع ُر َ‬
‫َع َ‬ ‫ون اللَّ َه َوالَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا َو َما َي ْخد ُ‬ ‫ِع َ‬ ‫يَ‬
‫ُخاد ُ‬
‫كشخص جاء وقال لك أنا راسب خالص هذا فالن راسب بالدروس لكن لو قال ال أنا ناجح في الرياضيات واإلنجليزي المدير قال له ال أنت لست ناجح‬
‫ِن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) فهو مشرك عادي ومعلن هذا وال يغيره فهو يقول ال‬ ‫ال بالرياضيات وال باإلنجليزي أنت كاذب‪ .‬جدًا واضح هذا الفرق بين (لَا ي ْ‬
‫ُؤم ُ‬
‫ِن‬
‫يوجد اهلل وال آخرة وال حساب وال كتاب وآخر وهو غير مؤمن أيضًا لكن يخفي هذا األمر إما لطمع أو خوف أو نفاق أو آلخره قال هذا الذي قال ( َوم َ‬
‫ون ِباللَّ ِه َولَا ِبالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر) هذا الفرق بين التعبيرين‪.‬‬ ‫‪ L‬هذا اهلل يقول عليه ( َولَا ي ْ‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ول آَ َمنَّا ِباللَّ ِه َو ِبالْ َي ْو ِم الْآَ ِخ ِر َو َما ُه ْم ِب ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ِين)‬ ‫اس َم ْن َي ُق ُ‬
‫النَّ ِ‬
‫*القرين الذي ورد ذكره في عدة آيات في القرآن الكريم هل هو الوسواس أو هل قرين السوء ام هناك قرين غ==ير الس==وء فهل يمكن‬
‫توضيح ما هو القرين؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫ِين (‪)52‬‬ ‫ص ِّدق َ‬ ‫ول أَئِنَّ َك لَم ْ‬
‫ِن الْ ُم َ‬ ‫ين (‪َ )51‬ي ُق ُ‬ ‫ان لِي َق ِر ٌ‬ ‫ِل ِّم ْن ُه ْم إِنِّي َك َ‬ ‫ال َقائ ٌ‬ ‫قد يكون من اإلنس ومن الجن كما وضح ربنا تعالى والقرين هو المصاحب‪َ ( .‬ق َ‬
‫ُ‬
‫ِع َمة َربِّي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪َ )56‬ول ْولا ن ْ‬ ‫َ‬
‫ِدت لتُ ْرد ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫يم (‪َ )55‬قال َتالل ِه إِ ْن ك َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬
‫ون (‪ )53‬الصافات) هذا إنس‪َ ( ،‬فاطل َع َف َرآ ُه فِي َس َواء ال َج ِح ِ‬ ‫أَِئ َذا ِم ْتنَا َو ُكنَّا تُ َرابًا َو ِع َظا ًما أَئِنَّا لَ َمدِينُ َ‬
‫ين (‪ )36‬الزخرف) هذا من الجن‪َ ( ،‬و َمن َي ُك ِن‬ ‫ْطا ًنا َف ُه َو لَ ُه َق ِر ٌ‬ ‫ِّض لَ ُه َشي َ‬‫الر ْح َم ِن نُ َقي ْ‬‫ش َعن ِذ ْك ِر َّ‬ ‫(و َمن َي ْع ُ‬ ‫ين (‪ ))57‬هذا شيطان إنس‪َ .‬‬ ‫ض ِر َ‬ ‫ِن الْ ُم ْح َ‬ ‫نت م َ‬ ‫لَ ُك ُ‬
‫ْن أَ ْيدِي ِه ْم َو َما َخلْ َف ُه ْم َو َح َّق َعلَ ْي ِه ُم الْ َق ْو ُل فِي أُ َم ٍم َق ْد َخلَ ْت مِن َق ْبلِ ِهم ِّم َن الْ ِج ِّن‬
‫َّضنَا لَ ُه ْم ُق َرنَاء َف َزيَّنُوا لَ ُهم َّما َبي َ‬
‫(و َقي ْ‬
‫ِري ًنا (‪ )38‬النساء) َ‬ ‫ان لَ ُه َق ِري ًنا َف َساء ق ِ‬‫ْط ُ‬ ‫الشي َ‬
‫َّ‬
‫‪L‬د (‪ )23‬ق) يجوز من اإلنس والجن لكن الداللة واحدة وهي‬ ‫َي َعتِي ٌ‬‫ال َق ِرينُ ُه َه َذا َما لَد َّ‬ ‫نس (‪ )25‬فصلت) قد يكون من اإلنس وقد يكون من الجن‪َ ( .‬و َق َ‬ ‫َوالْ ِإ ِ‬
‫المصاحبة‪.‬‬
‫آية (‪:)40‬‬
‫(واَل تُ ْ‬
‫ظلَ ُمونَ فَتِياًل ﴿‪ ﴾77‬النس==اء) و‬ ‫ُظلَ ُمونَ فَتِياًل ﴿‪ ﴾49‬النساء) و َ‬ ‫ظلِ ُم ِم ْثقَا َل َذ َّر ٍة ﴿‪ ﴾40‬النساء) و ( َواَل ي ْ‬ ‫*ما الفرق بين (ِإ َّن هَّللا َ اَل يَ ْ‬
‫ير ﴿‪ ﴾13‬فاطر)؟(د‪.‬أحمد= الكبيسى)‬ ‫ُظلَ ُمونَ نَقِيرًا ﴿‪ ﴾124‬النساء) و ( َوالَّ ِذينَ تَ ْد ُعونَ ِم ْن دُونِ ِه َما يَ ْملِ ُكونَ ِم ْن قِ ْ‬
‫ط ِم ٍ‬ ‫( َواَل ي ْ‬
‫عندنا ذرة وفتيل ونقير وقطمير كل هذا لضرب المثل بالقلة لماذا قال مرة فتيل ومرة نقير؟ الفتيل كلغة عربية كلنا أحيانًا بالصيف تحرك يدك على‬
‫ون أَ ْنف َس ُه ْم﴿‬
‫ُ‬ ‫ُز ُّك َ‬ ‫ال من الوساخة من وساخة جلدك شيء مفتول أسود ‪ .‬فرب العالمين لما تكلم عن اليهود (أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذ َ‬
‫ِين ي َ‬ ‫جسمك وتفتل فترى في يدك فتي ً‬
‫ون َفتِيلًا ﴿‪ ﴾49‬النساء) أنا ال أظلمك فرب العالمين ضرب مثل في القلة‬ ‫ُظلَ ُم َ‬‫ُز ِّكي َم ْن َي َشا ُء َولَا ي ْ‬ ‫‪ ﴾49‬النساء) نحن شعب اهلل المختار نحن الخ ( َب ِل اللَّ ُه ي َ‬
‫ون َفتِيلًا) كهذا الفتيل الذي في أجسادكم الوسخ‪.‬‬ ‫ُظلَ ُم َ‬ ‫لناس وسخين في عقيدتهم في سلوكهم قال ( َولَا ي ْ‬
‫ْ‬
‫لما رب العالمين عز وجل ضرب المثل لمسلمين ال يزالون يؤمنون باهلل عز وجل قال أنتم من يعمل من الصالحات وهو مؤمن ( َو َم ْن َي ْع َمل م َ‬
‫ِن‬
‫ِيرا ﴿‪ ﴾124‬النساء) النقير هو هذه النقطة التي في ظهر النواة المعروف أن‬ ‫ون َنق ً‬ ‫ون الْ َجنَّ َة َولَا ي ْ‬
‫ُظلَ ُم َ‬ ‫ْخلُ َ‬ ‫ِك َيد ُ‬ ‫ِن َفأُولَئ َ‬
‫ِن َذ َك ٍر أَ ْو أُ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌ‬ ‫ات م ْ‬
‫ِح ِ‬
‫الصال َ‬
‫َّ‬
‫العرب جميعًا والمسلمين بل العالم كله ألذ فاكهة عندهم التمر معروف‪ .‬فحينئ ٍذ رب العالمين يضرب المثل للصالحين من عباده بأنكم ستأخذون جزاءكم‬
‫ال ولن تظلموا بقدر هذه النقطة التي في ظهر النواة التي تتركها في فمك تمصها كلنا لما نأكل التمر بجميع أنواعه نتركها في فمنا إلى أن نظل نمص‬ ‫كام ً‬
‫ون َنق ً‬
‫ِيرا) ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫‪ L‬ثم نرميها بمهل قد ما هي عنده محترمة قال ( َولَا يُظلَ ُم َ‬ ‫بالنواة إلى أن نخرجها من فمنا بتلذذ‬
‫ِير) القطمير الغشاء الشفاف الذي على النواة ما قيمته هذا؟ فرب العالمين لما تكلم عن الملوك‬ ‫ْ‬
‫ِن قِطم ٍ‬ ‫ون م ْ‬ ‫ُ‬
‫ِن دُو ِن ِه َما َي ْملِك َ‬ ‫ون م ْ‬ ‫ْع َ‬ ‫ِين َتد ُ‬ ‫(والَّذ َ‬‫ثم يقول تعالى َ‬
‫‪ L‬أو‬ ‫‪ L‬ما الذي لديه؟ حتى قطمير ما يملك‪ ،‬هذا الصنم أو العبد‬ ‫قال أنا رب العالمين أنا الذي أنعمت عليكم كل هذه النعم وملكي ال حدود له هذا الذي تعبده‬
‫آلهتكم التي تصنعونها التي تدعونها من دون اهلل ال يملكون من قطمير‪ ،‬هذا ضرب المثل بالالشيء‪ .‬القطمير شيء شفاف يكون غشاء النواة غشاء‬
‫ِير)‪.‬‬
‫ِطم ٍ‬ ‫ِن ق ْ‬‫ون م ْ‬ ‫‪L‬ذ ماذا يمكن لك أن تجني من هذا الغشاء؟ ( َما َي ْملِ ُك َ‬ ‫وحينئ ٍ‬
‫ال َذ َّرةٍ) الذرة هذا مختلف فيها ما من شيء يدق على النظر كالذرة كما تعرف‪ .‬الذرة موجودة لكن ال تراها بالالشيء‬ ‫يبقى لدينا الذرة (إِ َّن اللَّ َه لَا َي ْظلِ ُم م ِْث َق َ‬
‫رب بلغ عدله إلى هذا الحد أنه ال يظلم أعداءه ال يظلم فرعون‬ ‫حينئ ٍذ رب العالمين ضرب لنفسه المثل بالعدل وأنه ال يظلم مثقال ذرة حينئ ٍذ ماذا تخاف من ٍ‬
‫وال القاتلين وال المجرمين وال المحتلين وال المغتصبين وال الزناة وال المرابين ال يظلمهم مثقال ذرة‪ .‬حينئ ٍذ رب العالمين ضرب لعدله بهذا المثل في القلة‬
‫الذي ال يمكن لعقلك أن يدركه إال قلة من العلماء علماء الذرة من أجل هذا قال (إِ َّن اللَّ َه لَا َي ْظلِ ُم م ِْث َق َ‬
‫ال َذ َّرةٍ)‪.‬‬
‫آية (‪:)41‬‬
‫*في سورة النساء (فَ َك ْيفَ ِإ َذا ِجْئنَا ِم ْن ُكلِّ ُأ َّم ٍة بِ َش ِهي ٍد َو ِجْئنَا بِ َ‬
‫ك َعلَى هَُؤاَل ِء َش ِهيدًا ﴿‪ ﴾41‬النساء) في س==ورة أخ==رى ( َويَ==وْ َم نَ ْب َع ُ‬
‫ث ِم ْن‬
‫ث فِي ُكلِّ ُأ َّم ٍة َش ِهيدًا َعلَ ْي ِه ْم ﴿‪ ﴾89‬النحل) ما الفرق بين نبعث من كل أمة شهيداً‬ ‫ُك ِّل ُأ َّم ٍة َش ِهيدًا ﴿‪ ﴾84‬النحل) في آية أخرى ( َويَوْ َم نَ ْب َع ُ‬
‫ونبعث في كل أمة شهيداً؟(د‪.‬أحمد= الكبيسى)‬
‫لما يقول نبعث من كل أمة شهيدًا هذا يتكلم عن األمم السابقة ما قبل اإلسالم الذين سوف يبعث اهلل عليهم نبيهم شاهدًا‪ ،‬سيبعث سيدنا عيسى على قومه‬
‫ِن) من منهم‬ ‫شهيدًا وسيبعث سيدنا موسى على قومه شهيدًا وسيدنا إبراهيم يعني كل األنبياء والرسل سوف يشهدون على أنفسهم على أممهم هذا ( َن ْب َع ُث م ْ‬
‫من بعضهم‪ .‬لما قال ( َن ْب َع ُث فِي) هذا من غيرهم من خارجهم وهؤالء المسلمون فقط من حيث أن المسلمين سوف يشهدون على كل األمم لماذا؟ ألن‬
‫ال وال رسالة وهذا من فضل هذه األمة‬ ‫تفرق بين أحد من رسله وال تستثني رسو ً‬ ‫المسلمين األمة الوحيدة التي تؤمن بجميع الرسل والرساالت حصرًا ال ِّ‬
‫وال تجده عند غيرها مطلقًا إال استثناءات قليلة هناك فئات محدودة هناك فئة قليلة من اليهود جدًا تكاد تندثر موجودة واهلل وهناك فئة من النصارى أيضًا‬
‫موجودة يقولون جميع األنبياء بما فيهم محمد رسول أيضًا هذا قلة الغالبية العظمى يقولون ال‪ ،‬المسلمون ليسوا أهل دين‪ .‬المسلمون صغيرهم وكبيرهم‬
‫ِن ُر ُسلِهِ﴿‪ ﴾285‬البقرة) ( ُقولُوا آَ َمنَّا ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْينَا َو َما أُ ْن ِز َل إِلى‬
‫َ‬ ‫ْن أَ َح ٍد م ْ‬
‫تقيهم وفاسقهم وكل من يقول ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل يقول (لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ‬
‫ون ﴿‪﴾136‬‬ ‫َح ُن لَ ُه ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫ْن أَ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َون ْ‬
‫ِن َربِّ ِه ْم لَا نُ َف ِّر ُق َبي َ‬ ‫ِي النَّ ِبي َ‬
‫ُّون م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وب َوالْأَ ْس َب ِ‬
‫اق َو َي ْع ُق َ‬ ‫اع َ‬
‫يل َوإِ ْس َح َ‬
‫يسى َو َما أوت َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬
‫ِي ُم َ‬ ‫اط َو َما أوت َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬
‫ْر ِ‬‫إِب َ‬
‫ول َعلَ ْي ُك ْم َش ِهيدًا﴿‪ ﴾143‬البقرة) فكل المسلمون سوف يشهدون أن هذا فالن الفالني‬ ‫الر ُس ُ‬‫َّ‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ي‬‫و‬
‫ِ ََ‬‫اس‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ى‬‫َ‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ء‬
‫َ َ َ‬ ‫َا‬‫د‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫ش‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫(‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫لهذا‬ ‫البقرة)‬
‫يفرق بين أصحاب األديان‬ ‫يفرق‪ ،‬كل واحد إذا عرف واحد من اليهود أو من النصارى ما كان ِّ‬ ‫يفرق بين أصحاب الرساالت وفالن الفالني كان ِّ‬ ‫كان ال ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الر ُسول َعل ْيك ْم َش ِهيدًا) وقال ( َن ْب َعث فِي كل) من غيرهم من خارجهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ون َّ‬ ‫ُ‬
‫اس َو َيك َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وال يتعالى على غيره يقول يا ربي هذا كان كذا (لَِتكونُوا ش َهدَا َء َعلى النَّ ِ‬
‫ِن كل)‪.‬‬‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِن ُك ِّل) من تلك األمة نفسها‪ ،‬هذا الفرق بين ( َن ْب َع ُث فِي ُك ِّل) و ( َن ْب َعث م ْ‬
‫ُ‬ ‫( َن ْب َع ُث م ْ‬
‫*ما داللة التقديم والتأخير فى قوله تعالى( َو ِجْئنَا بِكَ َش ِهيدًا َعلَى هَُؤاَل ِء) و( َو ِجْئنَا بِكَ َعلَى هَُؤاَل ِء َش ِهيدًا)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫(و َي ْو َم َن ْب َع ُث فِي ُك ِّل أُ َّم ٍة َش ِهيدًا َعلَ ْي ِه ْم م ْ‬
‫ِن أَ ْن ُف ِس ِه ْم َو ِج ْئنَا ِب َك َش ِهيدًا َعلَى َه ُؤلَا ِء ﴿‪ ﴾89‬النحل) ( َو ِج ْئنَا ِب َك َش ِهيدًا َعلَى َه ُؤلَا ِء) وقوله ( َو ِج ْئنَا‬ ‫في قوله تعالى َ‬
‫ِب َك َعلَى َه ُؤلَا ِء َش ِهيدًا) ما الفرق بينهما؟ إذا قال ( َو ِجئنَا ِبك ش ِهيدًا َعلى َه ُؤلا ِء) لبيان عظمة النبي عليه الصالة والسالم ومدى نفوذه يوم القيامة‪ ،‬له نفوذ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪ L‬وهذا منطقي جدًا باعتباره خاتم الرساالت قال ( َو ِج ْئنَا ِب َك َش ِهيدًا َعلَى َه ُؤلَا ِء) إذًا اإلبراز وبيان الفضل للشهيد بغض‬ ‫على كل األمم وهذه قضية عقائدية‬
‫وحرفوا قال وجئنا بك‬ ‫النظر من هم المشهود عليهم‪ .‬لما قال ( َو ِج ْئنَا ِب َك َعلَى َه ُؤلَا ِء َش ِهيدًا) بيان قباحة األمة التي ذكرها القرآن بأنهم أشركوا وغيّروا ّ‬
‫على هؤالء الذين انحرفوا شهيدًا فلما يقدّم المقدم إذا كان قدّم الشهيد فلبيان فضله إذا قدّم المشهود عليهم فلبيان مدى جرمهم‪ ،‬هذا هو الفرق‪.‬‬
‫آية (‪:)42‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ض (‪ )42‬النساء) انظر إلى هذه الصورة التي ِّ‬
‫تشخص لك هيئة نفوس الكافرين التي امتألت‬ ‫ول لَ ْو ُت َس َّوى ِب ِه ُم َ‬
‫األ ْر ُ‬ ‫ص ُو ْا َّ‬
‫الر ُس َ‬ ‫( َي ْو َم ِئ ٍذ َي َو ُّد الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُرو ْا َو َع َ‬
‫ال وخجال مميتًا في موقف المواجهة حين يُستدعى الشهود فهي ال تتمنى الموت بل تذهب إلى أشد منه‪ ،‬تتمنى لو تضاءلت األجساد حتى تصير‬ ‫ً‬ ‫خزيًا قات ً‬
‫س أكثر من التعبير المباشر‬
‫الح ّ‬
‫على سوية األرض‪ .‬ال شك أن هذا التصوير فيه رصد لعمق المعاناة النفسية والشعورية ورصد لبواطن النفس وخلجات ِ‬
‫عن الشعور بالخزي‪.‬‬
‫آية (‪:)43‬‬
‫صالَةَ َوَأنتُ ْم ُس َكا َرى= َحتَّ َى تَ ْعلَ ُم ْ‬
‫وا َما تَقُولُ==ونَ (‪ )43‬النس==اء) ليست الص==الة مكان=ا ً يُقصد ح==تى ي==ؤمر‬ ‫وا الَ تَ ْق َرب ْ‬
‫ُوا ال َّ‬ ‫*(يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫اإلنسان أن ال يقربه فلِ َم عبّر عن عدم جواز الصالة للسكران بقوله (ال تقربوا الصالة) ولم يقل ال تصلّوا؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫اختيرهذا الفعل دون أن تصلّوا ونحوه لإلشارة أن تلك حالة منافية للصالة وصاحبها جدير باالبتعاد عن أفضل عمل في اإلسالم وهوالصالة‪.‬‬
‫ُوا بِ ُو ُج==و ِه ُك ْ=م َوَأ ْي= ِدي ُك ْم) فما اللمسة البيانية له==اتين‬
‫ُوا بِ ُو ُج==و ِه ُك ْم َوَأ ْي= ِدي ُكم= ِّم ْن=هُ) بينما في النس==اء ق==ال (فَا ْم َس=ح ْ=‬
‫*قال في المائدة (فَا ْم َس=ح ْ‬
‫اآليتين في ذكر (منه) وحذفه؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى= ‪:‬‬
‫ارى َحتَّ َى‬ ‫ال َة َوأَنتُ ْم ُس َك َ‬ ‫ال َت ْق َربُواْ َّ‬
‫الص َ‬ ‫ِين آ َمنُواْ َ‬ ‫هما آيتان إحداهما في النساء واألخرى في المائدة‪ .‬نقرأ اآليتين حتى يتضح األمر‪ .‬في النساء قال ( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬
‫ال َم ْستُ ُم النِّ َساء َفلَ ْم َت ِجدُواْ َماء‬ ‫َ‬
‫ِط أ ْو َ‬ ‫ضى أَ ْو َعلَى َس َف ٍر أَ ْو َجاء أَ َح ٌد ِّمن ُكم ِّمن الْغَآئ ِ‬ ‫يل َحتَّ َى َت ْغ َت ِسلُواْ َوإِن ُكنتُم َّم ْر َ‬ ‫ال َعا ِب ِري َسِب ٍ‬ ‫ال ُجنُبًا إِ َّ‬ ‫ون َو َ‬ ‫َت ْعلَ ُمواْ َما َت ُقولُ َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِين آ َمنُوا إِ َذا ق ْمتُ ْم إِلَى َّ‬
‫الصال ِة‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ورا (‪ ))43‬هذه آية النساء‪ .‬آية المائدة ( َيا أيُّ َها الذ َ‬ ‫ان َع ُف ًّوا َغ ُف ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وهك ْم َوأ ْيدِيك ْم إِ َّن اللَهّ َك َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صعِيدًا طيِّبًا َفا ْم َس ُحوا ِب ُو ُج ِ‬ ‫َف َت َي َّم ُمواْ َ‬
‫ضى أَ ْو َعلَى َس َف ٍر أَ ْو َجاء أَ َح ٌد َّمن ُكم‬ ‫اط َّه ُرواْ َوإِن ُكنتُم َّم ْر َ‬ ‫ين َوإِن ُكنتُ ْم ُجنُبًا َف َّ‬ ‫ُوس ُك ْم َوأَ ْر ُجلَ ُك ْم إِلَى الْ َك ْع َب ِ‬
‫ِق َوا ْم َس ُحواْ ِب ُرؤ ِ‬ ‫وه ُك ْم َوأَ ْي ِد َي ُك ْم إِلَى الْ َم َراف ِ‬
‫فاغ ِسلُواْ ُو ُج َ‬ ‫ْ‬
‫ُط َّه َر ُك ْم‬ ‫ُري ُد اللُهّ لَِي ْج َع َل َعلَ ْي ُكم ِّم ْن َح َر ٍج َولَـكِن ي ِ‬
‫ُري ُد لِي َ‬ ‫وه ُك ْم َوأَ ْيدِي ُكم ِّم ْن ُه َما ي ِ‬
‫ام َس ُحواْ ِب ُو ُج ِ‬ ‫صعِيدًا َطيِّبًا َف ْ‬ ‫ال َم ْستُ ُم النِّ َساء َفلَ ْم َت ِجدُواْ َماء َف َت َي َّم ُمواْ َ‬ ‫ِط أَ ْو َ‬ ‫ِّم َن الْغَائ ِ‬
‫الجنُب وذوي األعذار لم يذكر الوضوء إذن آية النساء‬ ‫ون (‪ .))6‬لو نظرنا في اآليتين آية النساء وآية المائدة‪ ،‬آية النساء في ُ‬ ‫َولِيُت َِّم ن ِْع َم َت ُه َعلَ ْي ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َت ْش ُك ُر َ‬
‫الجنُب وذوي األعذار‬ ‫الجنُب وغير ُ‬ ‫ضى) أما آية المائدة ففي ُ‬ ‫ُ‬
‫يل َحتَّ َى َت ْغ َت ِسلواْ َوإِن ُكنتُم َّم ْر َ‬ ‫ال َعا ِب ِري َس ِب ٍ‬ ‫ال ُجنُبًا إِ َّ‬ ‫الجنُب وذوي األعذار تحديدًا ( َو َ‬ ‫هي في ُ‬
‫وذكر الوضوء‪ ،‬إذن هي عامة شملت الجنب وغير الجنب وذوي األعذار وذكر الوضوء‪ ،‬إذن التفصيل في آية المائدة أكثر من آية النساء وذكر ما لم‬
‫ين) فإذن كلمة (منه) نضعها مع‬ ‫ُوس ُك ْم َوأَ ْر ُجلَ ُك ْم إِلَى الْ َك ْع َب ِ‬
‫ِق َوا ْم َس ُحواْ ِب ُرؤ ِ‬ ‫وه ُك ْم َوأَ ْي ِد َي ُك ْم إِلَى الْ َم َراف ِ‬
‫فاغ ِسلُواْ ُو ُج َ‬‫الصال ِة ْ‬ ‫يذكره في آية النساء (إِ َذا ُق ْمتُ ْم إِلَى َّ‬
‫فصل وهذا أجمل‪.‬‬ ‫‪ L‬و (منه) يعود على التراب‪ .‬هناك ّ‬ ‫فصل في البيان وزاد (منه)‪،‬‬ ‫فصل ّ‬ ‫التفصيل في آية المائدة فناسب التفصيل والزيادة في البيان فلما ّ‬
‫ارى َحتَّ َى َت ْعلَ ُمواْ َما‬ ‫َ‬
‫ال َة َوأنتُ ْم ُس َك َ‬
‫الص َ‬ ‫ال َت ْق َربُواْ َّ‬ ‫السكارى ( َ‬ ‫ورا) ألنه ذكر ُ‬ ‫ان َع ُف ًّوا َغ ُف ً‬ ‫هذا أمر وهناك أمر آخر في آية النساء ختم اآلية بقوله (إِ َّن اللَهّ َك َ‬
‫ون (‪ ))6‬ذكر رفع الحرج وإتمام‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِم ن ِْع َم َت ُه َعل ْيك ْم ل َعلك ْم َتشك ُر َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُري ُد لِيُط َّه َرك ْم َولِيُت َّ‬‫ُري ُد اللُهّ لَِي ْج َع َل َعلَ ْي ُكم ِّم ْن َح َر ٍج َولـكِن ي ِ‬
‫َ‬ ‫ون) بينما ختم آية المائدة ( َما ي ِ‬ ‫َت ُقولُ َ‬
‫ون) أما في آية النساء لم يذكر رفع الحرج وإنما ذكر السكارى واهلل عفو غفور فقال‬ ‫النعمة ويريد أن يطهركم وهذا يستوجب الشكر فقال (لَ َعلَّ ُك ْم َت ْش ُك ُر َ‬
‫ورا) فإذن الخاتمة مناسبة لما ورد وذكر (منه) مناسبة للتفصيل والبيان‪ .‬وهذا نهج القرآن أن الفاصلة القرآنية ال بد أن تناسب اآلية‬ ‫ان َع ُف ًّوا َغ ُف ً‬ ‫(إِ َّن اللَهّ َك َ‬
‫لذلك أحيانًا يخالف الفواصل‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫وه ُك ْم َوأَ ْيدِي ُك ْم ﴿‪ ﴾43‬النساء) هذا في سورة النساء وفي المائدة كما هي اآلية ( َفلَ ْم َت ِجدُوا‬ ‫ام َس ُحوا ِب ُو ُج ِ‬ ‫صعِيدًا َطيِّبًا َف ْ‬ ‫موضوع التيمم ( َفلَ ْم َت ِجدُوا َما ًء َف َت َي َّم ُموا َ‬
‫وه ُك ْم َوأَ ْيدِي ُك ْم ِم ْن ُه) ما هي‬ ‫وه ُك ْم َوأَ ْيدِي ُك ْم ِم ْن ُه ﴿‪ ﴾6‬المائدة) في المائدة في زيادة شبه جملة (منه) قال ( َف ْ‬
‫ام َس ُحوا ِب ُو ُج ِ‬ ‫ام َس ُحوا ِب ُو ُج ِ‬ ‫صعِيدًا َطيِّبًا َف ْ‬ ‫َما ًء َف َت َي َّم ُموا َ‬
‫ام َس ُحوا‬ ‫صعِيدًا َط ِّيبًا (‪ )6‬المائدة) تيمموا من التراب الطاهر تيمم ضربتين ( َف ْ‬ ‫فائدة (منه)؟ واضحة يقول لك (أَ ْو لَا َم ْستُ ُم النِّ َسا َء َفلَ ْم َت ِجدُوا َما ًء َف َت َي َّم ُموا َ‬
‫َ‬
‫وه ُك ْم َوأ ْيدِي ُك ْم‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫وه ُك ْم َوأَ ْيدِي ُك ْم) هذه واضحة ما بقى شيء‪ .‬في النساء واضحة جدًا ( َفا ْم َس ُحوا ِب ُو ُج ِ‬
‫وه ُك ْم َوأ ْيدِي ُك ْم) وصلي‪ .‬في المائدة قال ( َف ْ‬
‫ام َس ُحوا ِب ُو ُج ِ‬ ‫ِب ُو ُج ِ‬
‫ِم ْن ُه) منه شبه جملة جار ومجرور ما فائدة منه؟ هذه الـ (منه) لو أن الفقهاء رضي اهلل تعالى عنهم جميعًا وألن معظمهم لم يكونوا من العرب والعالم‬
‫كانوا مشغولين بشيء ثاني ألدركوا أنه ليس في القرآن حرف زائد فكيف جملة أو شبه جملة منه شبه جملة جار ومجرور فال يوجد وال زيادة الحركة‬
‫(صعِيدًا َطيِّبًا) تراب طاهر حري من الذي‬ ‫الحرف السكون كله له معنى‪ ،‬ما معنى منه؟ يقول لك ال يكون أنت ينصرف ذهنك إلى أنه أي تراب كان‪ ،‬ال َ‬
‫يُن ِبت ليس سبخ أو صخر أو حائط أو فراش بعض الفقهاء قالوا على الحائط يجوز والصخر يجوز إذا كنت في منطقة صخرية لكنه تعالى قال ال بد أن‬
‫يكون صعيدًا طيبًا تراب ُح ّري زراعي ينبت الزرع وأنت تمسح على هذا منه تيمم من هذا ال من غيره فهذه الـ (منه) حجة على أبو حنيفة رضي اهلل‬
‫تعالى عنه الشافعي قال وفقًا لهذه اآلية الشافعي قال هذه اآلية حقيقة ما تكلم عن منه لكن هو إفتاؤه قال النص يقول صعيد طيب ال يجوز في غيره ال على‬
‫صخرة وال على فراش وال على تراب سبخة وال على رمل ال يُن ِبت ال بد أن يكون ترابًا طيبًا العلم يثبت هذا اآلن‪ .‬النبي صلى اهلل عليه وسلم لما قال‬
‫على ولوغ الكلب تصور واحد كان عالم مختبري أسلم على هذا الحديث ولوغ الكلب سبع مرات أحداهن في التراب هذا اإلنسان المختبري قال ما‬
‫التراب؟ فعمل مختبرات تثبت أن بعض الكالب الوحشية وليست المع ّقمة اآلن طبعًا في كالب تعقم ليس هذا بل الكالب الوحشية وسابقًا كلها وحشية لم‬
‫تفرز بعض الجراثيم باللعاب ال تطهر بالسوائل وال بالماء إال بالتراب هذا واحد‪ .‬ثانيًا ثبت علميًا اآلن أن كل التلوث البيئي والتلوث‬ ‫يكن هنالك تعقيم ِ‬
‫الحربي من يورانيوم الخ أنواع األوبئة واألمراض ال يمكن أن يطهرها وال أن ينظف البيئة إال الغبار عاصفة غبارية ترابية وتأمل من قدر اهلل منذ‬
‫احتالل العراق إلى اآلن كل العالم متفق على أن هذا المثلث العراق الكويت السعودية أصبح بلدًا ملوثًا ومسرطنًا وسيبقى مئات السنين هذه قضية ثابتة‬
‫صرحوا بهذا هل تعلمون من االحتالل إلى اليوم من أربع سنوات وهذه المنطقة تشهد غبارًا ترابيًا خنق العراقيين خنقًا ال‬ ‫علمية و ُقتِل بعض العلماء ألنهم ّ‬
‫ماء ال كهرباء عندهم وفوق هذا كله هذا الغبار لعلهم يسمعونني اآلن وكلهم مستاؤون من هذا الغبار الذي هو أشد عليهم من قطع الماء والكهرباء هذا‬
‫الغبار الترابي عواصف ترابية هائلة هذا من قدر اهلل ومن رحمة اهلل وبشارة من رب العالمين ألن المنطقة كلها سوف تنجو وتعمر وتنصلح هذا الغبار‬
‫ال من مائة عام يوميًا اسألوهم يوميًا هناك عاصفة ترابية يوميًا هذا بفضل اهلل ورحمته التي تدفع كل شيء‬ ‫المتواصل الذي لم يشهد العراقيون له مثي ً‬
‫ال من بعضهم من بينهم من عدوهم من الجو من الماء من الكهرباء من كل‬ ‫وعلى هذا األسى واأللم الذي فيه العراقيون والذي لم يعرف التاريخ له مثي ً‬
‫ال وشأنًا لن يذهب العراق وسيعود أقوى مما كان والدليل على هذا هذه‬ ‫شيء رب العالمين أراد أن ينجي هذا البلد كما قلت مرارًا إن هلل في العراق شغ ً‬
‫الرحمة الربانية هذه العواصف الترابية اليومية بحيث لن يبقى في العراق وال في المثلث كله أي نوع من اليورانيوم وغيره من األمراض السرطانية‬
‫والسرطانات التي ألقيت كل هذا سينظف وسوف تعود المنطقة مزدهرة كريمة طيبة وسوف تذهب الجراثيم البشرية والجراثيم الحيوانية معًا حتى تبقى‬
‫ِين َك َف ُروا فِي الْ ِبلَا ِد )‬
‫العرب والمسلمون في هذه المنطقة آمنين كرماء يعودون لكي يقوموا بدورهم المطلوب منهم بعد أن تزول (لَا َي ُغ َّرنَّ َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ‬
‫ال كلمة منه‪ ،‬شبه الجملة منه تؤيد رأي اإلمام الشافعي واإلمام‬ ‫‪ L‬والوجه‪ ،‬هذه فع ً‬ ‫فاإلمام الشافعي قال ال بد أن يكون التراب صعيد طيب ألنه يطهر اليدين‬
‫مالك وبعض الفقهاء الذين كانوا في جهة وأبو حنيفة على جاللة قدره صاحب الرأي وصاحب العقل الكبير قال يجوز بأي شيء ما خطر في باله أن هذا‬
‫وه ُك ْم‬‫ام َس ُحوا ِب ُو ُج ِ‬ ‫التراب الصعيد له ميزة قال لك هو في الحقيقة شعيرة من الشعائر فقط اضرب بأي مكان على فراش على رمل على حائط‪ ،‬ال‪ ،‬قال ( َف ْ‬
‫َّ‬
‫ُث لَا َي ْخ ُر ُج إِلا َن ِكدًا ﴿‪﴾58‬‬ ‫ِّب َي ْخ ُر ُج َن َباتُ ُه ِب ِإ ْذ ِن َربِّ ِه َوالَّذِي َخب َ‬ ‫صعِيدًا َطيِّبًا) تراب طيب ما هو التراب الطيب؟ الذي يُن ِبت ( َوالْ َبلَ ُد َّ‬
‫الطي ُ‬ ‫َوأَ ْيدِي ُك ْم)‬
‫‪َ ( L‬ف َت َي َّم ُموا َ‬
‫وه ُك ْم َوأَ ْيدِي ُك ْم‬ ‫صعِيدًا َطيِّبًا َف ْ‬
‫ام َس ُحوا ِب ُو ُج ِ‬ ‫األعراف) فالطيب األرض الطيبة المن ِبتة فالصعيد وكلمة صعيد في مصر أي األرض الزراعية‪ .‬إذًا ( َف َت َي َّم ُموا َ‬
‫ِم ْن ُه) منه ال من غيره ال تقيسون أبو حنيفة مقياس‪ ،‬أصحاب عقل‪ ،‬دماغه بحجم السموات لكن جل من ال يخطئ أبو حنيفة رجل يقال بأنه فارسي يقال‬
‫هكذا واللغة العربية في أسرارها ال يدركها إال عربي شاعر‪ .‬ولهذا في المفسرين من رأيته عربي األصل وشاعرًا يفهم جمال وعمق هذه الكلمة كما ال‬
‫يفهمها غيره‪ .‬من أجل هذا هذه شبه الجملة منه لكي تثبت ما قاله اإلمام الشافعي وأمثاله ال يجوز إال في التراب الزراعي الجميل النظيف النقي ال سبخ‬
‫وال رمل وال حائط وال فراش الخ‪ .‬واآلخرون اعتبروها رخص والرخص عند اهلل مقدسة ويعرف ذلك أبو حنيفة حديث صحيح (من لم يأخذ برخص اهلل‬
‫قد أصابه إث ٌم عظيم) (إن اهلل يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) فأبو حنيفة قال لما اهلل سبحانه وتعالى أعطانا رخصة بالتيمم إذًا الرخصة‬
‫ام َس ُحوا‬ ‫صعِيدًا َطيِّبًا َف ْ‬ ‫بالتراب أيضًا وكالم منطقي فأبو حنيفة ليس بسهل أبو حنيفة وهو بشر لم ينتبه لم يقل لماذا منه؟ لماذا في سورة النساء ( َف َت َي َّم ُموا َ‬
‫وه ُك ْم َوأَ ْيدِي ُك ْم ِم ْن ُه) من هذا الصعيد الطيب والصعيد الطيب‬ ‫وه ُك ْم َوأَ ْيدِي ُك ْم) فقط وسكت األمر بينما في المائدة قال ( َف َت َي َّم ُموا َ‬
‫صعِيدًا َطيِّبًا َفا ْم َس ُحوا ِب ُو ُج ِ‬ ‫ِب ُو ُج ِ‬
‫‪L‬ذ هذا الذي أثبته العلم اآلن أن التراب يقضي على تلوث البيئة وهذا هو السر في أن اهلل ابتلى العراق من‬ ‫التراب النباتي الذي تنبت فيه الزراعة وحينئ ٍ‬
‫خمس سنوات إلى اليوم كلهم يشتكون قائلين خنقنا هذا الغبار وهم ال يعلمون وال يقل لهم أحد هذا الكالم فليسمعوا اآلن وليعلموا أن اهلل لم يتخلى عنهم وال‬
‫عن العرب وال عن المسلمين وال عن كل المظلومين في العالم رب العالمين خلق العباد والذي خلقهم ال ينساهم‪ .‬إن اإلنسان أكرم عند اهلل من الكعبة‬
‫ِن الْ ِج ِّن َف َزادُو ُه ْم َر َه ًقا ﴿‪﴾6‬‬ ‫ال م َ‬‫ون ِب ِر َج ٍ‬ ‫وذ َ‬‫س َي ُع ُ‬ ‫ِن الْ ِإ ْن ِ‬ ‫ان ِر َج ٌ‬
‫ال م َ‬ ‫(وأَنَّ ُه َك َ‬
‫ُنصر هذا نص القرآن َ‬ ‫فرب العالمين ال يرضى بالظلم كل مظلوم ال بد أن ي َ‬
‫وهك ْم َوأ ْيدِيك ْم ِم ْن ُه) أي من هذا التراب الصعيد الطيب تراب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ام َس ُحوا ِب ُو ُج ِ‬‫الجن) كل قوة غاشمة ال يملك المقابل دفعها سوف ينصره اهلل عليها حينئ ٍذ منه ( َف ْ‬
‫زراعي ال رمل وال جدار وهكذا هو الفرق بين اآليتين وهذا شأن الكتاب العزيز ما من حركة وال سكنة وال كلمة زائدة وال كلمة ناقصة إال ولها معنى‬
‫آخر من أجل هذا الحرف في القرآن آية والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬
‫آية (‪:)44‬‬
‫* ما الفرق بين كلمتى السبيل و سبيالً ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫قلنا أن الفاصلة ليست مرادة لذاتها ولكنها تأتي التقاطًا واللفظ هو المطلوب فهي تأتي في المرتبة الثانية بعد المعنى ال ُمراد (كما سبق وذكرنا في سورة‬
‫الضحى في استخدام وما قلى في اآلية (ما ودعك ربك وما قلى) ولم يقل قالك وذكرنا أنه ليس من المناسب أن يذكر ضمير المخاطب الكاف مع فعل قلى‬
‫في حق الرسول ‪ )‬وقلنا ألن كلمة السبيل عندما تقف‪  ‬عليها تقف على السكون والسكون فيه معنى االستقرار والسكون و السبيل المعروف هو االسالم‪.‬‬
‫ُون اللَّ ِه‬
‫ِن د ِ‬ ‫ُون م ْ‬ ‫عندما تأتي كلمة السبيل باأللف والالم وهي لم ترد في القرآن إال في ثالثة مواضع منها اآلية في سورة الفرقان ( َو َي ْو َم َي ْح ُش ُر ُه ْم َو َما َي ْعبُد َ‬
‫يل (‪ ))17‬والسبيل هنا يعني سبيل االسالم (أل) مع سبيل تعني االسالم واآليات الست األخرى في‬ ‫الس ِب َ‬‫ضلُّوا َّ‬ ‫ضلَلْتُ ْم ِع َبادِي َه ُؤلَا ِء أَ ْم ُه ْم َ‬
‫ول أَأَ ْنتُ ْم أَ ْ‬
‫َف َي ُق ُ‬
‫سورة الفرقان ليس فيها أل‪ :‬ثالث منها(‪ )44( )42( )34‬ليس فيها مجال إال أن تُنصب والمنصوب في اآلخر يُم ّد ألنه جاءت تمييزًا آخر اآلية منصوب‬
‫ول َسِبيلًا (‪ ))27‬لم يأت بـ(أل) وجاء بكلمة سبيل منكرة وهنا حتى‬ ‫ول َيا لَ ْي َتنِي اتَّ َخ ْذ ُت َم َع َّ‬
‫الر ُس ِ‬ ‫الظالِ ُم َعلَى َي َد ْي ِه َي ُق ُ‬‫ض َّ‬ ‫ف ُمدّت الفتحة وفي اآلية ( َو َي ْو َم َي َع ُّ‬
‫ال أي سبيل‪ :‬سبيل المجاهدين‪ ،‬سبيل المنفقين‪ ،‬سبيل الملتزمين بالفرائض‪ ،‬سبيل المحافظين على‬ ‫يشير الى أي سبيل يعني يتمنى لو اتخذ مع الرسول سبي ً‬
‫النوافل‪ ،‬أو غيرهم وكلها تصب في سبيل اهلل‪ .‬وعندما قال سبيال جعله نكرة بما يضاف اليه‪ .‬وعندما يقول السبيل فهو يعني االسالم خالصًا فالظالم يعض‬ ‫ً‬
‫ضلُّوا َفلَا‬ ‫ال َف َ‬ ‫ض َربُوا لَ َك الْأَ ْم َث َ‬ ‫ْف َ‬ ‫ال محددًا‪ .‬واآلية األخرى (ا ْن ُظ ْر َكي َ‬ ‫على يديه يتمنى لو اتخذ مع الرسول أي سبيل منجي له مع الرسول وليس سبي ً‬
‫ون َس ِبيلًا (‪ ))9‬ايضًا ال يستطيعون أي سبيل خير أو أي سبيل هداية‪.‬‬ ‫َي ْس َت ِطي ُع َ‬
‫نالحظ ان اآليات األخرى ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ُون أ ْن َت ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اب َيش َت ُر َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِين أوتُوا ن ِ‬ ‫‪ .1‬أَلَ ْم َت َر إِلى الذ َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫الس ِبيل (‪ )44‬النساء‬ ‫ضلوا َّ‬ ‫ُريد َ‬ ‫الضلالة َوي ِ‬ ‫ون َّ‬ ‫ِن ال ِك َت ِ‬ ‫َصيبًا م َ‬
‫يل (‪ )17‬الفرقان‬ ‫ضلُّوا َّ‬
‫الس ِب َ‬ ‫ضلَلْتُ ْم ِع َبادِي َه ُؤلَا ِء أَ ْم ُه ْم َ‬ ‫ول أَأَ ْنتُ ْم أَ ْ‬
‫ُون اللَّ ِه َف َي ُق ُ‬
‫ِن د ِ‬ ‫‪َ .2‬و َي ْو َم َي ْح ُش ُر ُه ْم َو َما َي ْعبُد َ‬
‫ُون م ْ‬
‫ْع َيا َء ُك ْم أَ ْبنَا َء ُك ْم َذلِ ُك ْم َق ْولُ ُك ْم‬ ‫ُ‬
‫ون ِم ْن ُه َّن أ َّم َها ِت ُك ْم َو َما َج َع َل أَد ِ‬ ‫ْن فِي َج ْو ِف ِه َو َما َج َع َل أَ ْز َو َ‬
‫اج ُك ُم اللَّائِي تُ َظ ِ‬
‫اه ُر َ‬ ‫ِن َقلْ َبي ِ‬
‫ِر ُج ٍل م ْ‬‫‪َ .3‬ما َج َع َل اللَّ ُه ل َ‬
‫يل (‪ )4‬االحزاب‬ ‫الس ِب َ‬‫ول الْ َح َّق َو ُه َو َي ْهدِي َّ‬ ‫اه ُك ْم َواللَّ ُه َي ُق ُ‬‫ِبأَ ْف َو ِ‬
‫آية سورة النساء كلمة السبيل في نهاية اآلية تعني االسالم وكل ما قبلها وبعدها جاءت مطلقة إال هذه‪ .‬وعندما نقول السبيل فهي تعني المستقر الثابت‬
‫(و َقالُوا َربَّنَا‬
‫وكذلك السبيل في آية ‪ 17‬في سورة الفرقان وآية ‪ 4‬في سورة األحزاب ‪ .‬وذكرنا أنه وردت كلمة السبيل مرة باالطالق في سورة األحزاب َ‬
‫الس ِبيلَا (‪( ))67‬سبيال) باأللف والالم واالطالق بخالف اآليات الثالث وقلنا في وقتها أنهم في وضع اصطراخ فهم‬ ‫إِنَّا أَ َط ْعنَا َسا َد َتنَا َو ُك َب َرا َءنَا َفأَ َ‬
‫ضلُّونَا َّ‬
‫‪ L‬صوت‪ .‬هذه هي األماكن فقط أما األماكن األخرى فجاءت كلمة السبيل بدون‬ ‫يصطرخون في النار فحتى كالمهم عن السبيل جاء فيه صريخ وامتداد‬
‫اطالق ولن نجدها إال عند الوقف مستقرة ألنه يراد بها االسالم‪.‬‬
‫ب (‪ )44‬النساء) لِ َم قيّد ربنا سبحانه وتع==الى اإليت==اء بالنص==يب؟ أي ق==ال (ُأوت==وا= نص==يبا ً من‬
‫صيبًا ِّمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫*(َألَ ْم تَ َر ِإلَى الَّ ِذينَ ُأوتُ ْ‬
‫وا نَ ِ‬
‫الكتاب) ولم يجعله مطلقا ً (أوتوا الكتاب)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫في هذا التقييد لغة بالغية‪ ،‬أال ترى أن ثمة فرقًا واضحًا بين من أوتي الكتاب ومن أوتي نصيبًا من الكتاب ففي اختيار كلمة نصيبًا من الكتاب إيحاء بقلة‬
‫أثر الكتاب في نفوس السامعين‪.‬‬
‫* ما داللة استعمال آتينا وأوتوا ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ون ِب ِه َو َم ْن َي ْك ُف ْر ِب ِه‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫اب َي ْتلُو َن ُه َح َّق ِتلَا َو ِت ِه أُولَئ َ‬
‫ِك ي ْ‬ ‫ِين آََت ْينَا ُه ُم الْ ِك َت َ‬
‫استعمال آتينا وأوتوا ففي موضع المدح يأتي بـ (آتيناهم) كما في قوله تعالى (الَّذ َ‬
‫الضلَالَ َة‬
‫ون َّ‬ ‫اب َي ْش َت ُر َ‬ ‫ِن الْ ِك َت ِ‬
‫َصيبًا م َ‬ ‫ِين أُوتُوا ن ِ‬ ‫ون (‪ )121‬البقرة) وفي معرض الذ ّم يأتي بـ (أوتوا) كما في قوله تعالى (أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذ َ‬ ‫اس ُر َ‬ ‫ِك ُه ُم الْ َخ ِ‬ ‫َفأُولَئ َ‬
‫اب اللَّ ِه َو َرا َء‬ ‫اب ِك َت َ‬ ‫ُ‬
‫ِين أوتُوا الْ ِك َت َ‬ ‫ِن الَّذ َ‬
‫يق م َ‬ ‫ِّق لِ َما َم َع ُه ْم َن َب َذ َف ِر ٌ‬
‫صد ٌ‬ ‫ِن ِع ْن ِد اللَّ ِه ُم َ‬ ‫يل (‪ )44‬النساء) وقوله تعالى ( َولَ َّما َجا َء ُه ْم َر ُس ٌ‬
‫ول م ْ‬ ‫ضلُّوا َّ‬
‫الس ِب َ‬ ‫ُون أَ ْن َت ِ‬‫ُريد َ‬ ‫َوي ِ‬
‫َ‬ ‫ُظ ُه ِ‬
‫ور ِه ْم َكأنَّ ُه ْم لَا َي ْعلَ ُم َ‬
‫ون (‪ )101‬البقرة)‪.‬‬
‫آية (‪:)46‬‬
‫ض ِع ِه ﴿‪ ﴾46‬النساء)و(يُ َحرِّ فُونَ ْال َكلِ َم ِم ْن بَ ْع ِد َم َو ِ‬
‫اض ِع ِه ﴿‪ ﴾41‬المائدة)؟‬ ‫*ما الفرق بين قوله تعالى (ي َُح ِّرفُونَ ْال َكلِ َم ع َْن َم َوا ِ‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫‪ L‬على اهلل عز وجل وقد كذبوا على موسى قال لهم‪ :‬قولوا حطة قالوا‪ :‬زمحيطة من أول يوم‪ .‬إذا ًهناك‬ ‫يحرفون من بعد مواضعه من ساعة نزوله يكذبون‬
‫ون الْ َكلِ َم َع ْن َم َو ِ‬
‫اض ِعهِ) هذا على‬ ‫ُح ِّر ُف َ‬
‫تحريف في التوراة واإلنجيل من يوم ما نزل‪ ،‬ورب العالمين أثبت هذا والتاريخ أثبت هذا وعلماؤهم يثبتون هذا‪( .‬ي َ‬
‫امتداد التاريخ وتعرفون التاريخ كما أن هناك أبحاث كثيرة عن الجهود التي خاصة عن طريق اليهود الذين حرفوا التوراة واإلنجيل تحريفًا يكاد يكون‬
‫اض ِعهِ) ساعة وحيه ما أن يخبرهم سيدنا عيسى وسيدنا موسى بالوحي حتى يغيروه وآية أخرى تقول‬ ‫ون الْ َكلِ َم َع ْن َم َو ِ‬
‫ُح ِّر ُف َ‬
‫مسخًا لكال الكتابين الكريمين‪(.‬ي َ‬
‫ً‬
‫اض ِع ِه ﴿‪ ﴾41‬المائدة) بعد ما مات سيدنا موسى ورفع سيدنا عيسى بعد قرون بعد مئات السنين غيروا فعال كثير من األناجيل‬ ‫ون الْ َكلِ َم م ْ‬
‫ِن َب ْع ِد َم َو ِ‬ ‫ُح ِّر ُف َ‬
‫(ي َ‬
‫ضعت وضعها الرهبان والقساوسة بعد هذا بمئات السنين‪.‬‬ ‫وكثير من صيغ التوراة ُو ِ‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى‪=:‬‬
‫اض ِع ِه (‪ )46‬النساء) أن كلماته ال تفي بها البحار( ُقل لَّ ْو َك َ‬
‫ان‬ ‫ون الْ َكلِ َم َعن َّم َو ِ‬ ‫(م َن الَّذ َ‬
‫ِين َهادُواْ ي َ‬
‫ُح ِّر ُف َ‬ ‫استخدم القرآن كلمات كجمع قلة واستخدم كلِم بالجمع ِّ‬
‫ْ‬
‫ات َربِّي َول ْو ِجئنَا ِبمِثلِ ِه َم َددًا (‪ )109‬الكهف)األقالم تفنى والبحر ينفد ويجف وال تنفذ كلمات الرحمن‪.‬‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْل أَن َتن َف َد َكلِ َم ُ‬
‫ات َربِّي لََن ِف َد الْ َب ْح ُر َقب َ‬
‫الْ َب ْح ُر ِمدَادًا لِّ َكلِ َم ِ‬
‫فكيف بالكلِم؟! ما قل من كلمة ال تفي بها هذه البحار واألقالم فكيف بالكلِم؟!‬
‫آية (‪:)47‬‬
‫وا بِ َما نَ َّز ْلنَا ُم َ‬
‫ص= ِّدقًا= لِّ َما َم َع ُكم (‪ )47‬النس==اء) انظر إلى تناسب اللفظ مع المع==نى في الق==رآن فهنا ق==ال‬ ‫َاب آ ِمنُ ْ‬ ‫*(يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ ُأوتُ ْ‬
‫وا ْال ِكت َ‬
‫(أوتوا= الكتاب) بينما ق==ال في آية أخ==رى (أوت==وا نص==يبا ً من الكت==اب يش==ترون الض==اللة) فما الحكمة من ه==ذا اإلختالف بين اآلي==تين؟‬
‫(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫لعلك أدركت أن قوله تعالى (أوتوا نصيبًا من الكتاب) جاء في مقام التعجيب والتوبيخ فناسبه كلمة (نصيبًا) لإلشارة إلى قلة علمهم الذي أخذوه من الكتاب‬
‫بينما في قوله تعالى (أوتوا الكتاب) صيغت هذه اآلية في مقام الترغيب فناسبه لفظ (أوتوا الكتاب) الذي يؤذن بأنهم ُش ّرفوا بإيتاء التوراة وما ذاك إال ليثير‬
‫اهتمامهم وهمتهم للتخلق بسمات الراسخين منهم‪.‬‬
‫ارهَا َأوْ ن َْل َعنَهُ ْم َك َما لَ َعنَّا‬
‫س ُوجُوهًا فَنَ ُر َّدهَا= َعلَى َأ ْدبَ ِ‬ ‫ص== ِّدقًا= لِّ َما َم َع ُكم ِّمن قَبْ== ِل َأن نَّ ْ‬
‫ط ِم َ‬ ‫==وا بِ َما نَ َّز ْلنَا ُم َ‬
‫َ==اب آ ِمنُ ْ‬ ‫*(يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ ُأوتُ ْ‬
‫==وا ْال ِكت َ‬
‫ت َو َكانَ َأ ْم ُر هّللا ِ َم ْفعُوالً (‪ )47‬النساء) ما اللمسة البيانية في التحول في الضمير من ضمير= المتكلم إلى ضمير الغائب؟‬ ‫اب ال َّس ْب ِ‬‫َأصْ َح َ‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫َّها َعلَى‬ ‫َرد َ‬‫وها َفن ُ‬
‫ِس ُو ُج ً‬ ‫ْل أَن نَّ ْطم َ‬ ‫ِّقا لِّ َما َم َع ُكم ِّمن َقب ِ‬
‫صد ً‬ ‫َزلْنَا ُم َ‬ ‫ِين أُوتُواْ الْ ِك َت َ‬
‫اب آ ِمنُواْ ِب َما ن َّ‬ ‫ننظر في اآلية التي تفضلت بها األخت المشاهدة ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ال (‪ )47‬النساء) هو لم يحصل تح ّول في الضمائر‪ ،‬كل الضمائر للمتكلم لكن حصل التفات‬ ‫ان أَ ْم ُر اللِهّ َم ْف ُعو ً‬ ‫ْت َو َك َ‬ ‫السب ِ‬
‫اب َّ‬ ‫ار َها أَ ْو نَلْ َع َن ُه ْم َك َما لَ َعنَّا أَ ْ‬
‫ص َح َ‬ ‫أَ ْد َب ِ‬
‫ال) هذا يسمى إلتفات من المتكلم إلى الغائب‪ ،‬من‬ ‫ان أَ ْم ُر اللِهّ َم ْف ُعو ً‬ ‫ال قال ( َو َك َ‬ ‫في األخير من الضمير إلى اإلسم الظاهر بدل أن يقول وكان أمرنا مفعو ً‬
‫َ‬ ‫(و َك َ‬
‫ان أ ْم ُر‬ ‫نزلنا‪ ،‬نطمس‪ ،‬فنردّها‪ ،‬أو نلعنهم كما لعنا) كلها للمتكلم‪َ ،‬‬ ‫ال) (بما ّ‬ ‫ان أَ ْم ُر اللِهّ َم ْف ُعو ً‬ ‫الضمير إلى اإلسم الظاهر‪ ،‬هذا االلتفات‪ .‬المتكلم ضمير ( َو َك َ‬
‫ال) هذه التفات من المتكلم إلى الغائب أو من الضمير إلى اإلسم الظاهر إذن حصل إلتفات وهذا يدل على أن المتكلم هو اهلل وليس ذاتًا أخرى‪.‬‬ ‫اللِهّ َم ْف ُعو ً‬
‫ان أَ ْم ُر اللِهّ َم ْف ُعو ً‬
‫ال)‬ ‫(و َك َ‬
‫ال) بيّن أن المتكلم هو اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬اآلن التفت قال َ‬ ‫ان أَ ْم ُر اللِهّ َم ْف ُعو ً‬ ‫المتكلم هو كل واحد يتكلم عن نفسه لكن عندما قال ( َو َك َ‬
‫فبين لنا أن المتكلم هو اهلل‪ ،‬هو الذي يفعل ذلك وااللتفات في البالغة كما قالوا يثير التفات السامع ويثير نشاطه‪ .‬وهناك أمر آخر نبهنا عليه في أكثر من‬
‫مناسبة أنه كل تعبير في القرآن بضمير الجمع للتعظيم‪ ،‬هذه تعظيم‪ ،‬كل ضمير في القرآن كله بال استثناء يتكلم فيه عن اهلل ال بد أن يكون قبله أو بعده ما‬
‫يدل على أن اهلل تعالى مفرد ليس هنالك موطن في القرآن فيه ضمير للتعظيم إال ويبين أنه مفرد فيما قبله أو بعده‪ ،‬عندما قال (إِنَّا أَ ْع َط ْين َ‬
‫َاك الْ َك ْو َث َر (‪))1‬‬
‫ِن ُك ِّل أَ ْم ٍر (‪ .))4‬ففي اآلية‬ ‫وح فِي َها ِب ِإ ْذ ِن َربِّ ِه ْم م ْ‬
‫الر ُ‬‫َز ُل الْ َملَا ِئ َك ُة َو ُّ‬
‫ْر (‪ ))1‬ثم قال ( َتن َّ‬ ‫فصل لنا‪( .‬إِنَّا أَ ْن َزلْنَا ُه فِي لَ ْيلَ ِة الْ َقد ِ‬‫ِّ‬ ‫ِّك َوا ْن َح ْر (‪ ))2‬ما قال‬ ‫ِرب َ‬ ‫ص ِّل ل َ‬ ‫قال ( َف َ‬
‫ان أَ ْم ُر اللِهّ َم ْف ُعو ً‬
‫ال) حتى يكون هناك نسق واحد في القرآن الكريم أنه واحد ال‬ ‫عندنا مجموعة من ضمائر المتكلم فبموجب هذه الظاهرة القرآنية قال ( َو َك َ‬
‫شريك له سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)48‬‬
‫* ما داللة اإلختالف بين ختام اآليات في سورة النساء (ِإ َّن هَّللا َ اَل يَ ْغفِ ُر َأ ْن يُ ْش َركَ بِ ِه َويَ ْغفِ ُر َما ُدونَ َذلِ==كَ لِ َم ْن يَ َش=ا ُء َو َم ْن ي ُْش= ِر ْك بِاهَّلل ِ‬
‫ض=اَل اًل بَ ِعي=دًا (‬ ‫ض= َّل َ‬ ‫فَقَ ِد ا ْفتَ َرى= ِإ ْث ًما َع ِظيما ً(‪ِ( ) =)48‬إ َّن هَّللا َ اَل يَ ْغفِ ُر َأ ْن يُ ْش َركَ بِ ِه َويَ ْغفِ ُر َما ُدونَ َذلِ َ‬
‫ك لِ َم ْن يَ َشا ُء َو َم ْن يُ ْش ِر ْك بِاهَّلل ِ فَقَ= ْد َ‬
‫‪))116‬؟‬
‫* د‪.‬فاضل السامرائى‪=:‬‬
‫هذا األمر متعلق في الكالم في فواصل اآليات‪ .‬صدر اآليتين واحد وكلتا اآليتين في سورة النساء‪ .‬ختمت األولى (فقد افترى إثمًا عظيمًا) والثانية (فقد‬
‫‪ L‬ذكرنا سابقًا أن هذا األمر حتى يتضح ينفعنا العودة إلى السياق لماذا اختار هذه الفاصلة دون تلك؟‪ .‬اآلية األولى (فقد افترى إثمًا‬ ‫ضل ضالال بعيدًا)‬
‫َ‬
‫َّها َعلى‬
‫َرد َ‬ ‫َ‬
‫وها فن ُ‬ ‫ْ‬
‫ْل أن نَّطم َ‬
‫ِس ُو ُج ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬
‫ص ِّدقا ل َما َم َعكم ِّمن قب ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫اب آ ِمنُوا ِب َما نَزلنَا ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِين أوتوا ال ِك َت َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫عظيمًا) هذه اآلية نزلت في أهل الكتاب قبلها قال تعالى ( َيا أيُّ َها الذ َ‬
‫ال (‪ ))47‬أهل الكتاب نزل عليهم كتاب نزل بالتوحيد ال بالشرك فعندما يشركون يكونون‬ ‫ان أَ ْم ُر اللِهّ َم ْف ُعو ً‬
‫ْت َو َك َ‬ ‫السب ِ‬
‫اب َّ‬ ‫ص َح َ‬ ‫ار َها أَ ْو نَلْ َع َن ُه ْم َك َما لَ َعنَّا أَ ْ‬
‫أَ ْد َب ِ‬
‫قد افتروا على اهلل هم يفهمون الناس أنه نزل بالشرك إما بالتثليث أو عزير ابن اهلل أو غيرها من األقاويل ينسبونها إلى اهلل وإلى الكتب يقولون هذا هو‬
‫الذي نزل‪ ،‬هذا افتراء فختم اآلية (فقد افترى إثما عظيما) ألنهم كذبوا على اهلل‪ ،‬افترى يعني كذب واإلثم هو الذنب‪ .‬إذن لما كانت اآلية في أهل الكتاب‬
‫ال في ارتكاب اآلثام إضافة إلى هذا‪ ،‬إضافة إلى أنهم افتروا واكتسبوا إثمًا السياق‬ ‫هم افتروا واكتسبوا إثمًا‪ .‬هذه مسألة والمسألة األخرى أن السياق أص ً‬
‫ِب)‬‫ون َعلَى اللِهّ ال َكذ َ‬
‫يف َي ْف َت ُر َ‬ ‫اض ِعهِ) ( َولَكِن لَّ َع َن ُه ُم اللُهّ ِب ُك ْف ِر ِه ْم) ُ‬
‫(انظ ْر َك َ‬ ‫ون الْ َكلِ َم َعن َّم َو ِ‬ ‫ِين َهادُواْ ي َ‬
‫ُح ِّر ُف َ‬ ‫(م َن الَّذ َ‬ ‫اللَ َة) ِّ‬‫الض َ‬ ‫ون َّ‬ ‫هو في ارتكاب اآلثام ( َي ْش َت ُر َ‬
‫وت) هذه كلها آثام إذن ناسب ختم اآلية (فقد افترى إثمًا عظيمًا)‪ .‬اآلية الثانية في كفار‬ ‫اغ ِ‬‫الط ُ‬‫ْت َو َّ‬ ‫ون ِبالْ ِجب ِ‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫اب ي ْ‬‫َصيبًا ِّم َن الْ ِك َت ِ‬ ‫ِين أُوتُواْ ن ِ‬ ‫(أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذ َ‬
‫قريش لم يعرفوا كتابًا‪ ،‬ال يعلمون شيئًا غافلين لم ينزل إليهم كتاب وإنما هم ضالون‪ .‬إذن هناك فرق في اآلية األولى نزل عليهم كتاب فافتروا أما الثانية‬
‫َّن لَ ُه الْ ُهدَى) تبين له الهدى وشاقق الرسول هذا‬ ‫ول مِن َب ْع ِد َما َت َبي َ‬ ‫الر ُس َ‬
‫ِق َّ‬ ‫ُشاق ِ‬ ‫فلم ينزل إليهم كتاب فهم ضالين إضافة إلى أن السياق في الضالل ( َو َمن ي َ‬
‫أل َمنِّ َينَّ ُه ْم َوآل ُم َرنَّ ُه ْم) إذن اآلية الثانية في سياق الضالل إضافة إلى أنها نزلت في أناس لم ينزل إليهم‬ ‫ضلَّنَّ ُه ْم َو ُ‬ ‫ِين) ( َو ُ‬
‫أل ِ‬ ‫يل الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ْر َس ِب ِ‬ ‫(و َيتَّ ِب ْع َغي َ‬‫ضالل‪َ ،‬‬
‫وحرفوا السياق في ارتكاب اآلثام‬ ‫كتاب وال عرفوه فهم ضالون السياق في الضالل أيضًا‪ .‬أما في اآلية األولى فإضافة إلى أنهم أهل كتاب غيّروا وافتروا ّ‬
‫إذن من كل ناحية كل فاصلة ناسبت السياق الذي وردت فيه (فقد افترى إثمًا عظيمًا) مناسبة للسياق ولمن نزلت فيهم واآلية الثانية (فقد ضل ضال ً‬
‫ال‬
‫بعيدًا) مناسبة للسياق ولمن نزلت فيهم‪.‬‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫َّها َعلَى أَ ْد َب ِ‬
‫ار َها‬ ‫َرد َ‬‫وها َفن ُ‬ ‫ِس ُو ُج ً‬ ‫ْل أَن نَّ ْطم َ‬ ‫ص ِّد ًقا لِّ َما َم َع ُكم ِّمن َقب ِ‬‫َزلْنَا ُم َ‬
‫اب آ ِمنُواْ ِب َما ن َّ‬ ‫ِين أُوتُواْ الْ ِك َت َ‬
‫هذه اآلية األولى هي قول اهلل سبحانه وتعالى ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ُش َر َك‬ ‫ِر أَ ْن ي ْ‬ ‫موجه ألهل الكتاب ونشدد على كلمة (مصدقًا)‪( ،‬إِ َّن اللَّ َه لَا َي ْغف ُ‬ ‫ال (‪ ))47‬إذن الكالم هنا ّ‬ ‫ان أَ ْم ُر اللِهّ َم ْف ُعو ً‬‫ْت َو َك َ‬ ‫السب ِ‬
‫اب َّ‬ ‫ص َح َ‬ ‫أَ ْو نَلْ َع َن ُه ْم َك َما لَ َعنَّا أَ ْ‬
‫ً‬
‫ُش ِرك ِبالل ِه َف َق ِد ا ْف َت َرى إِ ْث ًما َع ِظيمًا)‪ ،‬اآلية ‪( 116‬إِ َّن‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫ُش ِرك ِبالل ِه َف َق ِد ا ْف َت َرى إِ ْث ًما َع ِظيمًا (‪ ))48‬ختام هذه اآلية ( َو َم ْن ي ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ِك لِ َم ْن َي َشا ُء َو َم ْن ي ْ‬‫ُون َذل َ‬
‫ِر َما د َ‬ ‫ِب ِه َو َي ْغف ُ‬
‫‪ .)L‬في اآلية األولى قال‪ :‬فقد إفترى إثمًا عظيمًا وفي الثانية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ضلالا َبعِي ًدا‬ ‫ضل َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُون ذلِك لِ َم ْن َي َشا ُء َو َم ْن يُش ِرك ِبالل ِه َف َق ْد َ‬‫َ‬ ‫ِر َما د َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِر أ ْن يُش َرك ِب ِه َو َي ْغف ُ‬ ‫َ‬ ‫اللَّ َه لَا َي ْغف ُ‬
‫‪ L‬لماذا انتهت اآلية األولى هكذا و لماذا انتهت اآلية الثانية هكذا؟‬ ‫ال بعيدًا‪،‬‬ ‫فقد ضل ضال ً‬
‫الشرك باهلل سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫معنى ِ‬
‫قبل أن نجيب على هذا السؤال يجب أن نوضح مسألة (ومن يشرك باهلل) ألنه عندنا حديث أحب أن يسمعه المشاهدون ونقلت الحديث من "الترغيب‬
‫والترهيب"‪ " :‬قال‪ :‬خطبنا أبو موسى األشعري فقال‪ :‬يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقام إليه عبد اهلل بن حزن وقيس بن‬
‫لنأتين عمر مأذون لنا أو غير مأذون‪ ،‬قال‪ :‬بل أخرج مما قلت‪ ،‬خطبنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ذات‬ ‫ّ‬ ‫المضارب فقاال‪ :‬واهلل لتخرجن مما قلت أو‬
‫يوم فقال‪ :‬أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل‪ .‬فقال له من شاء اهلل أن يقول‪ :‬وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول اهلل؟‬
‫قال‪ :‬قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئًا نعلمه ونستغفرك لما ال نعلم‪( " .‬رواه اإلمام أحمد والطبراني ورجاله ثُقاة)‪ .‬فإذن عندنا هذه العبارة‪،‬‬
‫وحق فالن‪،‬‬ ‫عندما يقول (ومن يشرك باهلل) ألن علماءنا تكلموا في هذا المجال حتى قالوا أنه من مراتب الشرك أن تقول‪ :‬وحياتك‪ ،‬وحياتي‪ ،‬وحياة فالن‪ّ ،‬‬
‫وهذا دراج عند الناس اآلن‪ ،‬العلماء المتخصصون يقولون إشارة إلى الحديث الصحيح أنه ال يجوز القسم بغير اهلل سبحانه وتعالى "من كان حالفًا فليحلف‬
‫باهلل أو ليصمت" لكن في تصرفات اإلنسان‪ ،‬في أقواله أحيانًا قد يقع في هذا الذي هو أخفى من دبيب النمل‪ ،‬حتى إن بعضهم تصرف فيه فقال هو أخفى‬
‫من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء‪ .‬فكيف نخرج منه؟ كيف يعافينا اهلل سبحانه وتعالى من هذا؟‬
‫علّمنا الرسول ‪ ‬هذا الدعاء ‪" :‬اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئًا نعلمه ونستغفرك لما ال نعلم" اإلنسان يلوذ باهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬يلجأ إليه سبحانه‬
‫وتعالى‪( ،‬اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئًا نعلمه) ال نريد أن نرتكب شركًا ونحن نعلم أنه ِشرك‪( ،‬ونستغفرك لما ال نعلمه) قد نرتكب شيئًا يدخل‬
‫في هذا الباب ونحن ال نعلمه فنحن نستغفر اهلل سبحانه وتعالى منه ألن اهلل تبارك وتعالى أخذ على نفسه عادة قال‪( :‬إن اهلل ال يغفر أن يشرك به ويغفر ما‬
‫حذر منها علماؤنا كثيرًا وال نريد أن نتوسع في هذا‬ ‫الشرك مسألة عظيمة جدًا ولذلك ّ‬ ‫دون ذلك لمن يشاء) حتى هذه المغفرة الثانية علّقها بالمشيئة‪ .‬فمسألة ِ‬
‫الشرك ويُنجي نفسه منها‪ ،‬من اإلستعانة بغير اهلل‪ ،‬سؤال غير اهلل سبحانه وتعالى فيما ال يملكه‬ ‫األمر وهذا المقدار يكفي وعلى المسلم أن يفتش عن أسباب ِ‬
‫إال اهلل عز وجل‪ ،‬السؤال من المقبورين والطلب منهم عند األضرحة فيحذر المسلم ألن هذا يحبط العمل والعياذ باهلل سبحانه وتعالى‪ .‬نحن إذا جاءت‬
‫فرصة لتنبيه المشاهد على قضية جوهرية ال نتركها‪.‬‬
‫فإذن لما كان الكالم مع أهل الكتاب وأهل الكتاب كانوا يستفتحون على المشركين أن هناك نبي قد أظل زمانه وسيظهر هذا النبي‪ ،‬كانوا يعلمون أنه‬
‫سيظهر نبي فلما ظهر الرسول ‪ ‬كانوا يتوقعون أنه يظهر من أبناء يعقوب (أي من بني إسرائيل) فلما ظهر من أبناء إسماعيل أنكروا مع علمهم اليقين‬
‫ص ِّد ًقا لِّ َما َم َع ُكم) يعني الكالم الذي معكم مما هو حق هذا الذي‬ ‫َزلْنَا ُم َ‬
‫اب آ ِمنُواْ ِب َما ن َّ‬ ‫ِين أُوتُواْ الْ ِك َت َ‬
‫أنه هذا هو النبي الخاتم‪ ،‬مع أنهم يعلمون ذلك ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫‪ L‬رهيب‪( .‬إِ َّن‬ ‫ال) تهديد‬ ‫ان أَ ْم ُر اللِهّ َم ْف ُعو ً‬
‫ْت َو َك َ‬ ‫السب ِ‬
‫اب َّ‬ ‫ص َح َ‬ ‫ار َها أَ ْو نَلْ َع َن ُه ْم َك َما لَ َعنَّا أَ ْ‬
‫َّها َعلَى أَ ْد َب ِ‬ ‫وها َفن ُ‬
‫َرد َ‬ ‫ِس ُو ُج ً‬ ‫ْل أَن نَّ ْطم َ‬ ‫(من َقب ِ‬‫نزلناه هو مصدق لما معكم ِّ‬ ‫ّ‬
‫ِك لِ َمن َي َشاء) هذا العمل الذي تقومون به من إنكار نبوة محمد ‪ ‬ومما حرفتم من كتابكم ومما ألقيتم من صفات‬ ‫ُون َذل َ‬
‫ِر َما د َ‬ ‫ِر أَن ي ْ‬
‫ُش َر َك ِب ِه َو َي ْغف ُ‬ ‫اللَهّ َ‬
‫ال َي ْغف ُ‬
‫الشرك واعلموا أن اهلل سبحانه وتعالى ال يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‪.‬‬ ‫األلوهية على أنبيائكم كل هذا يدخل في إطار واحد هو إطار ِ‬
‫ُش ِر ْك ِباللِهّ َف َق ِد ا ْف َت َرى إِ ْث ًما َع ِظي ًما) اإلفتراء هو َخلْ ُق الكذب‪ ،‬هو يصنع الكذب ليس مجرد يكذب وإنما أشار إلى أنه يخلق خلقًا جديدًا هو الكذب‪.‬‬ ‫( َو َمن ي ْ‬
‫ألن اإلفتراء هو خلق ونالحظ اإلفتراء يقابله التصديق‪ ،‬لما ذكر التصديق (مصدقًا لما معكم) هذا القرآن هو صدق ومصدق يقابله شرككم الذي هو‬
‫ون َعلَى اللِهّ‬‫يف َي ْف َت ُر َ‬
‫انظ ْر َك َ‬ ‫ال (‪ُ )49‬‬ ‫ون َفتِي ً‬ ‫ال ي ْ‬
‫ُظلَ ُم َ‬ ‫ون أَن ُف َس ُه ْم َب ِل اللُهّ ي َ‬
‫ُز ِّكي َمن َي َشاء َو َ‬ ‫ُز ُّك َ‬ ‫افترائكم للكذب‪ .‬وتكررت اآلية الكريمة (أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذ َ‬
‫ِين ي َ‬
‫ِب َو َك َفى ِب ِه إِ ْث ًما ُّم ِبي ًنا (‪ ))50‬كرر مسألة اإلفتراء والكذب فمناسب جدًا هنا الكالم على إفتراء الكذب من لدن هؤالء‪.‬‬ ‫ال َكذ َ‬
‫ُون َذل َ‬
‫ِك لِ َمن‬ ‫ِر َما د َ‬ ‫ُش َر َك ِب ِه َو َي ْغف ُ‬ ‫َ‬
‫ِر أن ي ْ‬ ‫لما جاء إلى اآلية ‪ ،116‬هناك قلنا ذكر التصديق فذكر في ما يقابله إفتراء الكذب‪ ،‬في هذه اآلية (إِ َّن اللَهّ َ‬
‫ال َي ْغف ُ‬
‫ال َبعِيدًا (‪ ))116‬نجد أن الكالم ليس مع أهل الكتاب وإنما الكالم مع مشركي العرب فالجهة اختلفت والعلماء يقولون‬ ‫ال ً‬
‫ضَ‬ ‫ض َّل َ‬
‫ُش ِر ْك ِباللِهّ َف َق ْد َ‬
‫َي َشاء َو َمن ي ْ‬
‫‪ L‬اآلن الكالم مع مشركي‬ ‫الجهة منفكة‪ ،‬هذه جهة وهذه جهة‪ ،‬الكالم كان مع أهل الكتاب الذين يقرأون والذين عندهم صفات الرسول ‪ ‬كان بصورة معينة‪.‬‬
‫العرب‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫بدين سماوي هذا قد افترى إثمًا عظيمًا االفتراء تعمد الكذب بدقة وعناية هذا االفتراء فهنالك فرق بين أن أكذب عليك أو أن‬ ‫‪L‬‬‫الذين يشركون بعد أن آمنوا ٍ‬
‫أفتري عليك أو أبهتن عليك البهتان أكاذيب ليس لها وجود وتجعل المجتمع يقوم ويقعد هذا بهتان عظيم الكذب غير الحقائق االفتراء كذبة تشيع بين الناس‬
‫يعملها عدو أو دولة مضادة لك يفترون عليك افتراء مرتب يعني بالصور وأدلة وتزويقات بحيث ينطلي على أكثر الناس هذا افتراء فاالفتراء هو الكذب‬
‫‪ L‬فالذي كان مؤمنًا كان يهوديًا أو نصرانيًا أو مسلمًا ثم ارتد صار شيوعيًا (إِ َّن‬ ‫بعناية ورصد وحبك حدث قوي جدًا مصنوع بحيث ينطلي على كثيرين‪.‬‬
‫ِر ل ُه ْم َولا لَِي ْه ِد َي ُه ْم َس ِبيلا ﴿‪ ﴾137‬النساء)هذا افترى إثمًا عظيمًا‪ ،‬نسج نسجًا حقيرًا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ازدَادُوا ُك ْف ًرا لَ ْم َي ُك ِن اللَّ ُه لَِي ْغف َ‬ ‫الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا ثُ َّم َك َف ُروا ثُ َّم آَ َمنُوا ثُ َّم َك َف ُروا ثُ َّم ْ‬
‫خسيسًا لكنه متقن وفي أدلة مزوقة ممكن أن تنطلي على الناس ( َف َق ِد ا ْف َت َرى إِ ْث ًما َع ِظي ًما) هذا الخطاب لليهود هذه اآلية تخاطب اليهود تقول اآلية (أَلَ ْم َت َر‬
‫ُون‬
‫ِر َما د َ‬ ‫ِر أَ ْن ي ْ‬
‫ُش َر َك ِب ِه َو َي ْغف ُ‬ ‫يل ﴿‪ ﴾44‬النساء) إلى أن قال (إِ َّن اللَّ َه لَا َي ْغف ُ‬ ‫ضلُّوا َّ‬
‫الس ِب َ‬ ‫ُون أَ ْن َت ِ‬‫ُريد َ‬ ‫الضلَالَ َة َوي ِ‬
‫ون َّ‬ ‫اب َي ْش َت ُر َ‬ ‫ِن الْ ِك َت ِ‬
‫َصيبًا م َ‬ ‫ِين أُوتُوا ن ِ‬ ‫إِلَى الَّذ َ‬
‫ُش ِر ْك ِباللَّ ِه َف َق ِد ا ْف َت َرى إِ ْث ًما َع ِظي ًما) هذا عن اليهود واليهود كانوا مؤمنين ولكنهم قالوا عزير ابن اهلل وقالوا المسيح ابن اهلل وقالوا ثالث‬ ‫ِك لِ َم ْن َي َشا ُء َو َم ْن ي ْ‬
‫َذل َ‬
‫إيمان بالتوحيد في البداية لماذا؟ جاءوا بأدلة مصنوعة ككثير من المسلمين نحن المسلمين اآلن أشركوا الذي يعبد الحسين والذي‬ ‫ٍ‬ ‫ثالثة هذا شرك لكن بعد‬
‫يعبد يزيد أو شيخ من الشيوخ الخ هذا افترى إثمًا عظيمًا بعد ما آمن وبعد ما جاء القرآن الكريم والتوراة واإلنجيل واضحة هذا افترى إثمًا عظيمًا‪ .‬اآلية‬
‫ِين نُ َولِّ ِه َما َت َولَّى‬
‫يل الْ ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫َّن لَ ُه الْ ُهدَى َو َيتَّ ِب ْع َغي َ‬
‫ْر َس ِب ِ‬ ‫ِن َب ْع ِد َما َت َبي َ‬
‫ول م ْ‬‫الر ُس َ‬‫ِق َّ‬ ‫ُشاق ِ‬‫(و َم ْن ي َ‬
‫الثانية تخاطب مشركين العرب ال عنده كتاب وال دين ناس وثنيين َ‬
‫يرا ﴿‪ ﴾115‬النساء) يخاطب مشركين العرب ألم يأتكم النبي صلى اهلل عليه وسلم لماذا هذا الشقاق؟ لماذا تحاربون في بدر‬ ‫ص ً‬ ‫صلِ ِه َج َهنَّ َم َو َسا َء ْت َم ِ‬ ‫َونُ ْ‬
‫ضلَالا َبعِيدًا) أي هناك ضالل مقدور عليه‬ ‫ً‬ ‫ضل َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ُش ِرك ِبالل ِه َف َق ْد َ‬ ‫ِك لِ َم ْن َي َشا ُء َو َم ْن ي ْ‬‫ُون َذل َ‬
‫ِر َما د َ‬ ‫ُش َر َك ِب ِه َو َي ْغف ُ‬ ‫َ‬
‫ِر أ ْن ي ْ‬ ‫َّ‬
‫وفي أحد؟ ووراءها يقول (إِ َّن الل َه لَا َي ْغف ُ‬
‫يتوب وكلنا نرتكب ضالالت ولكن نتوب ألننا نحن أصال نؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله ونصلي ونصوم ونذنب وكل ابن آدم خطاء وحينئ ٍذ ومن‬ ‫ً‬
‫‪ L‬ال يتوب ولهذا أبو لهب ما تاب وال كان متوقع أن يتوب مسلكه‬ ‫يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر اهلل يجد اهلل غفورًا رحيمًا هذا المشرك ضالل بعيد‬
‫‪ L‬فالخطاب مع الذين كانوا من أتباع األديان ثم أشركوا (ا ْف َت َرى إِ ْث ًما َع ِظي ًما) والذي هو أص ً‬
‫ال‬ ‫ال بعيدًا‪.‬‬ ‫‪ L‬عن التوبة من أجل هذا فقد ضل ضال ً‬ ‫وفكره بعيد‬
‫‪ L‬وهذا هو الفرق بين اآليتين‪.‬‬ ‫ال بعيدًا)‬ ‫ال وثني هذا (فقد ضل ضال ً‬ ‫ال يعبد األصنام هو أص ً‬ ‫مشرك وهو أص ً‬

‫آية (‪:)49‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)40‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ون أَن ُف َس ُه ْم َب ِل اللُهّ ي َ‬
‫ُز ِّكي َمن َي َشاء (‪ )49‬النساء) انظر إلى هذا األسلوب في إبطال معتقدهم فلم يقل ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم‬ ‫ُز ُّك َ‬ ‫(أَلَ ْم َت َر إِلَى الَّذ َ‬
‫ِين ي َ‬
‫وهم كاذبون ليبيّن حالة التزكية بل قال (بل اهلل يزكي من يشاء) فقد أبطل معتقدهم في التزكية بإثبات التزكية هلل تعالى وقد أفاد تصوير الجملة بـ (بل)‬
‫حتمية إبطال تزكيتهم خالفًا لحذفها فلو قال واهلل يزكي من يشاء لكن لهم طمع أن يكونوا ممن ز ّكاه اهلل تعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)50‬‬
‫*(انظُرْ َكيفَ يَ ْفتَرُونَ َعلَى هّللا ِ ال َك ِذ َ‬
‫ب (‪ )50‬النساء) الكالم المختلق المكذوب تسمعه اآلذان فكيف ق==ال تع==الى (انظر كي==ف) ولم يقل‬
‫إسمع؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫جعل اهلل تعالى الكذب واالفتراء الذي تسمعه األذن كأنه أمر مرئي يراه الناس يأعينهم ليصف شدة تحقق وقوع ذلك منهم فهو أمر محتّم‪.‬‬
‫آية (‪:)51‬‬
‫* ما مع==نى كلمة الجبت والط==اغوت؟ وهل هي موج==ودة في لغة الع==رب؟ وهل هن==اك عالقة بين كلمة جبت و‪ Egypt‬؟( د‪.‬فاضل=‬
‫السامرائى)‬
‫الطاغوت‪ :‬الطاغوت يذكرون له معاني‪ ،‬هو من الطغيان‪ ،‬اشتقاقه العربي من الطغيان‪ ،‬فِعلها طغى (وعندنا فعلوت‪ ،‬أصلها طغووت ثم صار بها إبدال‪،‬‬
‫وت ُك ِّل َش ْي ٍء َوإِلَ ْي ِه تُ ْر َج ُع َ‬
‫ون (‬ ‫ان الَّذِي ِب َي ِد ِه َملَ ُك ُ‬ ‫هذه مسائل صرفية ال نريد أن ندخل فيها)‪ ،‬عندنا مصادر على فعلوت مثل الملكوت والجبروت ( َف ُسب َ‬
‫ْح َ‬
‫بالعزة والملكوت"‪ .‬طاغوت من‬ ‫‪ )83‬يس) ورهبوت وهي عندنا في العربية وهي مصادر تدل على المبالغة كما في الحديث " جللت األرض والسماء ّ‬
‫هذه األوزان لكن صار فيها تداخل صرفي وإبدال كلمة (أصلها طغووت على وزن فعلوت)‪ .‬هي من الطغيان‪ ،‬من الفعل طغى‪ .‬كل رأس في الضالل‬
‫يسمى طاعوت (ما ُع ِبد من دون اهلل) حتى الساحر يسمى طاغوت والكاهن والصنم وفي العربية المارد من الجن يسمى طاغوت وهي عامة وكلمة‬
‫طاغوت تستعمل للمذكر والمؤنث والمفرد والجمع‪ .‬للمفرد طاغوت وللجمع طاغوت وللمذكر طاغوت وللمؤنث طاغوت‪ .‬عندنا جمع (طواغيت)‬
‫ص ِم إِ ْذ‬‫اك َن َبأُ الْ َخ ْ‬
‫(و َه ْل أََت َ‬
‫وعندنا طاغوت مثل الطفل يُجمع على طفل وأطفال وضيف يجمع على ضيف وضيوف وخصم قد يكون مفرد وقد يكون جمعًا َ‬
‫ُو لِّي إِلا َر َّب ال َعالم َ‬
‫ِين (‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫اب (‪ )21‬ص) عندنا كلمات قد تكون جمع وقد تكون مفرد حتى كلمة عدو وأعداء‪ ،‬عدو مفرد وجمع ( َف ِإنَّ ُه ْم َعد ٌّ‬ ‫ِح َر َ‬ ‫َت َس َّو ُروا الْم ْ‬
‫‪ )77‬الشعراء) عندنا كلمات تكون الكلمة تعبر عن المفرد والجمع بحسب السياق الذي وردت فيه ومنها طاغوت‪ .‬يوجد طواغيت في اللغة مثل طفل‬
‫ال مِن ُك ُم الْ ُحلُ َم َفلْ َي ْس َت ْأ ِذنُوا (‪ )59‬النور)‪ .‬الطاغوت موجودة‬ ‫ات النِّ َساء (‪ )31‬النور) ( َوإِ َذا َبلَ َغ الْأَ ْط َف ُ‬ ‫ِين لَ ْم َي ْظ َه ُروا َعلَى َع ْو َر ِ‬ ‫وأطفال (أَ ِو ِّ‬
‫الط ْف ِل الَّذ َ‬
‫والطواغيت موجودة‪.‬‬
‫الطاغوت تستعمل للمفرد والجمع والمذكر والمؤنث فنقول هذا طاغوت وهذه طاغوت‪ .‬حتى في القرآن الكريم استعملها عدة استعماالت‪ ،‬إستعملها مفرد‬
‫ُخ ِر ُج ُهم ِّم َن‬ ‫ِي الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ ي ْ‬ ‫اس َت ْم َس َك ِبالْ ُع ْر َو ِة الْ ُو ْث َق َى (‪ )256‬البقرة) هذا جنس عام‪( ،‬اللُهّ َول ُّ‬ ‫ُؤمِن ِباللِهّ َف َق ِد ْ‬‫وت َوي ْ‬‫اغ ِ‬ ‫الط ُ‬‫واستعملها جمع‪َ ( :‬ف َم ْن َي ْك ُف ْر ِب َّ‬
‫ُّ‬
‫ور إِلَى الظلُ َم ِ‬ ‫وت ي ْ‬ ‫اغ ُ‬ ‫َّ‬
‫ُه ُم الط ُ‬ ‫َ‬
‫ِين َك َف ُرواْ أ ْولَِيآؤ ُ‬‫ات إِلَى النُّ ُو ِر َوالَّذ َ‬ ‫ُّ‬
‫الظلُ َم ِ‬
‫ولي واحد وهو‬ ‫‪ّ L‬‬ ‫ات (‪ )257‬البقرة) هنا الطاغوت جمع ألن للمؤمنين‬ ‫ُخ ِر ُجو َن ُهم ِّم َن النُّ ِ‬
‫وت) للمؤمنين‬ ‫اغ ُ‬ ‫ِين َك َف ُرواْ أَ ْولَِيآ ُؤ ُه ُم َّ‬
‫الط ُ‬ ‫‪ L‬الشياطين وغيرهم لذا قال تعالى ( َوالَّذ َ‬ ‫ِين آ َمنُواْ) أما الكافرون أولياؤهم متعددون‬ ‫ِي الَّذ َ‬ ‫اهلل سبحانه وتعالى (اللُهّ َول ُّ‬
‫‪ L‬بعضهم أولياء بعض لكن الولي الواحد هو اهلل تعالى والكفرة أولياؤهم متعددون لذا لم يقل وليهم الطاغوت‪.‬‬ ‫ولي واحد وهو اهلل تعالى صحيح المؤمنين‬
‫ِروا أن َيكف ُروا ِب ِه (‪ )60‬النساء) مفرد‪ ،‬لماذا مفرد؟ لو نرجع إلى سر النزول سنفهم‪ ،‬أصل النزول‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وت َوق ْد أم ُ‬ ‫اغ ِ‬ ‫ُون أَن َي َت َحا َك ُمواْ إِلَى َّ‬
‫الط ُ‬ ‫ُريد َ‬ ‫مثال آخر (ي ِ‬
‫إختصم أحد المنافقين مع يهودي فاليهودي قال نحتكم إلى رسول اهلل ‪ ‬وقال المنافق نحتكم إلى كعب بن األشرف (يهودي) فالمنافق الذي يزعم أنه آمن‬
‫باهلل والرسول ‪ ‬يريد أن يحتكم إلى يهودي واليهودي يريد أن يحتكم إلى رسول اهلل كأنه متأكد أن الحكم له‪ ،‬ففي اآلية هنا طاغوت واحد (كعب بن‬
‫ِرواْ أَن َي ْك ُف ُرواْ ِبهِ)‪.‬‬ ‫األشرف) فلذلك قال تعالى ( َو َق ْد أُم ُ‬
‫ُوها (‪ )17‬الزمر) هنا الطاغوت ليس مفرد وإنما مؤنث جمع أي األصنام‪ ،‬كيف عرفنا أنها‬ ‫وت أَن َي ْع ُبد َ‬ ‫اغ َ‬ ‫اج َت َنبُوا َّ‬
‫الط ُ‬ ‫ِين ْ‬ ‫مثال آخر للجمع والمؤنث‪َ ( :‬والَّذ َ‬
‫اعبُدُوا َما ِش ْئتُم ِّمن دُو ِن ِه (‪ )15‬الزمر) صار تعددية‪ .‬فإذن الطاغوت مفرد‪ ،‬جمع‪ ،‬مذكر‪ ،‬مؤنث واستعملت كلها في‬ ‫جمع؟ بدليل قوله تعالى في اآلية ( َف ْ‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫الجبت‪ :‬أحيانًا يأتي بمعنى الطاغوت‪ .‬في كتب اللغة يقولون الجبت ليس من محض العربية في األصل‪ .‬وهي عامة تأتي حتى في الحديث "العيافة‬
‫والطير من الجبت" اليعافة أي الكهنة والسحرة‪ ،‬فالجبت كلمة عامة تطلق على الطاغوت‪ ،‬الساحر‪ ،‬الكاهن‪ ،‬وتطلق األفعال واألعمال غير المرضية مثل‬
‫الطيرة والعيافة واالعتقادات الباطلة‪ .‬والبعض قال هي إسم صنم وأطلقت عامة‪ .‬الجبت لها نفس داللة الطاغوت وفيها توسع في المعنى مثل العيافة‬
‫والطير‪ ،‬تدخل تحتها مجموعة األفكار والمفاهيم ‪ .‬ليس لها فعل صيغتها هكذا (الجبت) ليس لها جمع وال مثنى وال عالقة لها بكلمة ‪ . Egypt‬أحد‬
‫‪ L‬النجوم (وأنه هو رب الشعرى) هو قال هكذا لكن ال أدري من أين جاء بها؟ لكن‬ ‫أساتذتنا القدامى في الكلية قال أظنها من جوبيتر ألنه كان هناك من يعبد‬
‫الجبْت (بتسكين الباء) ليست من محض العربية أما الطاغوت فمن محض العربية‪.‬‬
‫آية (‪:)56‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫اب (‪ )56‬النساء) انظر إلى هذا التصوير لمشهد‬ ‫وقواْ الْ َع َذ َ‬ ‫ُه ْم َبدَّلْنَا ُه ْم ُجلُودًا َغي َ‬
‫ْر َها لَِي ُذ ُ‬ ‫َض َج ْت ُجلُود ُ‬
‫َارا ُكلَّ َما ن ِ‬ ‫(إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُرواْ ِبآ َيا ِتنَا َس ْو َ‬
‫ف نُ ْ‬
‫صلِي ِه ْم ن ً‬
‫العذاب إنه مشهد مادي محسوس تتألم منه األجساد وتتلظى به الجوارح واألبدان وهو مشهد ال يكاد ينتهي‪ ،‬مشهد يشخص له الخيال وال ينصرف عنه‪.‬‬
‫أال ترى أنك تكاد ترى مشهد الجلود الناضجة من شدة قوة التصوير في قوله تعالى (كلما نضجت جلودهم) وتأمل هذا االختيار المفزع ألداة الشرط‬
‫(كلما) دون استعمال األداة (إذا) ألن (كلما) ترسم مشهد نضوج الجلود متكررًا خالفًا لـ (إذا) وهذا يناسب قوله تعالى (كلما نضجت جلودهم بدلناهم‬
‫غيرها)‪.‬‬
‫* لِ َم خصّ هللا تعالى الجلود بالتغيير= دون األعضاء مع أنها تنضج في النار أيضاً؟(ورتل= القرآن ترتيالً)‬
‫هذا من إعجاز القرآن فالجلد هو الذي يوصل إحساس العذاب إلى النفس فلو لم يبدّل الجلد بعد إحتراقه لما وصل عذاب النار إلى النفس‪.‬‬
‫آية (‪:)58‬‬
‫*ما هي اآلية التي نزلت داخل الكعبة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪L‬يرًا {‪ )}58‬هي اآلية‬
‫ص‪L‬‬‫ان َسمِيعًا َب ِ‬ ‫ِما َيع ُ‬
‫ِظ ُكم ِب ِه إِ َّن اللَهّ َك َ‬ ‫اس أَن َت ْح ُك ُمو ْا ِب ْال َعد ِ‬
‫ْل إِ َّن اللَهّ ِنع َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫َات إِلَى أَ ْهلِ َها َوإِ َذا َح َك ْم ُتم َبي َ‬
‫ْن َّ‬ ‫(إِ َّن اللَهّ َي ْأ ُم ُر ُك ْم أَن ُتؤدُّو ْا َ‬
‫األ َمان ِ‬
‫التي نزلت داخل الكعبة عندما دخل الرسول ‪ ‬يوم فتح مكة طلب من عثمان بن طلحة وكان حاجب الكعبة أن يعطيه مفتاح الكعبة فأبى وصعد إلى سطح‬
‫وحطم األصنام ثم نزلت هذه اآلية يأمر اهلل تعالى رسوله أن ير ّد المفتاح إلى عثمان وما زال في‬ ‫ال ليحضره منه ففتح الكعبة ّ‬ ‫الكعبة فأرسل الرسول ‪ ‬بال ً‬
‫بني شيبة إلى اآلن‪.‬‬
‫آية (‪:)59‬‬
‫*ما داللة تكرار كلمة أطيعوا= هللا وأطيعوا= الرسول في سورة النساء وعدم ذكرها مع أولي األمر؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ول إِن ُكنتُ ْم‬ ‫َاز ْعتُ ْم فِي َش ْي ٍء َف ُردُّو ُه إِلَى اللِهّ َو َّ‬
‫الر ُس ِ‬ ‫ول َوأُ ْولِي َ‬
‫األ ْم ِر مِن ُك ْم َف ِإن َتن َ‬ ‫الر ُس َ‬‫ِين آ َمنُواْ أَ ِطي ُعواْ اللَهّ َوأَ ِطي ُعواْ َّ‬ ‫قال تعالى في سورة النساء ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ال {‪ )}59‬لم يقل تعالى وأطيعوا أولي األمر منكم ألن طاعة أولي األمر تبعية وليست مستقلة وإنما هي‬ ‫ْر َوأَ ْح َس ُن َت ْأ ِوي ً‬‫ِك َخي ٌ‬ ‫ون ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر َذل َ‬ ‫تُ ْؤ ِمنُ َ‬
‫تابعة لطاعة اهلل وطاعة الرسول ‪ ‬فأولي األمر ليس لهم طاعة مستقلة ولكن طاعتهم تبعية بحسب طاعتهم هلل ولرسوله ‪ . ‬كما أن طاعة أولي األمر‬
‫ليست بنفس بمنزلة طاعة اهلل ورسوله ومن المحتمل التنازع بين أولي األمر‪.‬‬
‫وهناك سؤال آخر في هذه اآلية وهو لماذا يرد في القرآن أحيانًا أطيعوا اهلل وأطيعوا الرسول وأحيانًا أخرى يرد وأطيعوا اهلل والرسول؟‬
‫في القرآن قاعدة عامة وهي أنه إذا لم يتكرر لفظ الطاعة فالسياق يكون هلل وحده في آيات السورة ولم يجري ذكر الرسول ‪ ‬في السياق أو أي إشارة إليه‬
‫ون {‪ .)}132‬واألمر اآلخر أنه إذا لم تكرر لفظ الطاعة فيكون قطعيًا قد ُذكر فيه‬ ‫ول لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْر َح ُم َ‬ ‫كما جاء في سورة آل عمران ( َوأَ ِطي ُعواْ اللَهّ َو َّ‬
‫الر ُس َ‬
‫ول‬
‫الر ُس ِ‬‫َاز ْعتُ ْم فِي َش ْي ٍء َف ُردُّو ُه إِلَى اللِهّ َو َّ‬ ‫ول َوأُ ْولِي َ‬
‫األ ْم ِر مِن ُك ْم َف ِإن َتن َ‬ ‫ِين آ َمنُواْ أَ ِطي ُعواْ اللَهّ َوأَ ِطي ُعواْ َّ‬
‫الر ُس َ‬ ‫الرسول في السياق كما في قوله تعالى ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫اعلَ ُمواْ أَنَّ َما َعلَى َر ُسولِنَا‬ ‫اح َذ ُرواْ َفِإن َت َولَّ ْيتُ ْم َف ْ‬
‫ول َو ْ‬ ‫ال {‪ }59‬النساء) و( َوأَ ِطي ُعواْ اللَهّ َوأَ ِطي ُعواْ َّ‬
‫الر ُس َ‬ ‫ْر َوأَ ْح َس ُن َت ْأ ِوي ً‬‫ِك َخي ٌ‬ ‫ون ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر َذل َ‬ ‫إِن ُكنتُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ‬
‫ِين {‪}1‬و َيا‬ ‫ات ِب ْي ِن ُك ْم َوأَ ِطي ُعواْ اللَهّ َو َر ُسولَ ُه إِن ُكنتُم ُّم ْؤ ِمن َ‬ ‫ِحواْ َذ َ‬ ‫صل ُ‬‫ول َفاتَّ ُقواْ اللَهّ َوأَ ْ‬
‫الر ُس ِ‬‫ال لِلِهّ َو َّ‬ ‫ال ُق ِل َ‬
‫األن َف ُ‬ ‫َك َع ِن َ‬
‫األن َف ِ‬ ‫ين {‪ }92‬المائدة) و( َي ْسأَلُون َ‬ ‫ال ُغ الْ ُم ِب ُ‬
‫الْ َب َ‬
‫ول َفإِن َت َولَّوا َفإِنَّ َما َعلَ ْي ِه َما ُح ِّم َل َو َعلَ ْي ُكم‬ ‫الر ُس َ‬‫ون {‪ }20‬األنفال) و ( ُق ْل أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُعوا َّ‬ ‫ال َت َولَّ ْوا َع ْن ُه َوأَنتُ ْم َت ْس َم ُع َ‬
‫ِين آ َمنُواْ أَ ِطي ُعواْ اللَهّ َو َر ُسولَ ُه َو َ‬ ‫أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ْطلُوا أَ ْع َمالَ ُك ْم {‪}33‬‬ ‫ول َولَا تُب ِ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫ِين آ َمنُوا أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُعوا َّ‬
‫ين {‪ }54‬النور) و( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬ ‫اغ الْ ُم ِب ُ‬
‫ول إِلَّا الْ َبلَ ُ‬
‫الر ُس ِ‬ ‫َّما ُح ِّملْتُ ْم َوإِن تُ ِطي ُعو ُه َت ْه َتدُوا َو َما َعلَى َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الز َكا َة َوأ ِطي ُعوا الل َه َو َر ُسولَ ُه َوالل ُه َخِب ٌ‬
‫ير ِب َما‬ ‫الصلَا َة َوآتُوا َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اب الل ُه َعلَ ْي ُك ْم َفأقِي ُموا َّ‬ ‫ُ‬
‫ات َف ِإ ْذ لَ ْم َت ْف َعلوا َو َت َ‬ ‫ص َد َق ٍ‬ ‫َج َوا ُك ْم َ‬
‫َي ن ْ‬ ‫ْن َيد ْ‬‫محمد) و(أَأَ ْش َف ْقتُ ْم أَن تُ َق ِّد ُموا َبي َ‬
‫ين {‪ }12‬التغابن) وهذا ما جرى عليه القرآن كله‬ ‫اغ الْ ُم ِب ُ‬
‫ول َف ِإن َت َولَّ ْيتُ ْم َف ِإنَّ َما َعلَى َر ُسولِنَا الْ َبلَ ُ‬ ‫الر ُس َ‬‫ون {‪ }13‬المجادلة) و( َوأَ ِطي ُعوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُعوا َّ‬ ‫َت ْع َملُ َ‬
‫كقاعدة عامة‪.‬‬
‫ول (‪ )32‬آل عم==ران) ‪-‬‬ ‫*ما الفرق بين(َأ ِطيعُوا= هَّللا َ َو َرسُولَهُ َواَل تَ َولَّوْ ا َع ْنهُ َوَأ ْنتُ ْم ت َْس= َمعُونَ (‪ )20‬األنف==ال) ‪( -‬قُ==لْ َأ ِطي ُع==وا هَّللا َ َوالر ُ‬
‫َّس= َ‬
‫َّس = َ ُأ‬
‫ول َو ولِي= اَأْل ْم= ِ‬
‫=ر ِم ْن ُك ْم (‪)59‬‬ ‫( َوَأ ِطيعُوا هَّللا َ َوَأ ِطيعُوا= ال َّرسُو َل َواحْ َذرُوا= (‪ )92‬المائدة) ‪( -‬يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ َآ َمنُوا َأ ِطيعُوا هَّللا َ َوَأ ِطيعُوا= الر ُ‬
‫ُول لَ َعلَّ ُك ْم تُرْ َح ُمونَ (‪ )56‬النور) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫صاَل ةَ َوَآتُوا ال َّز َكاةَ َوَأ ِطيعُوا= ال َّرس َ‬
‫النساء) ‪َ ( -‬وَأقِي ُموا= ال َّ‬
‫معنى يختلف عن المعنى اآلخر ‪:‬‬ ‫أساليب األمر القرآني بطاعة اهلل ورسوله جاءت بعدة صيغ وكل صيغة تعني ًً‬
‫األسلوب األول‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫معرف باإلضافة إلى إسم الجاللة‪( .‬أ ِطي ُعوا الل َه َو َر ُسولهُ) الحظ أن الرسول أضيف إلى‬ ‫صيغة األنفال طاعة واحدة هلل ورسوله الرسول الكريم هنا ّ‬
‫الضمير يعني أطيعوا اهلل ورسوله الذي أرسله اهلل عز وجل بالكتاب هذا األمر بالطاعة طاعة الرسول هنا هي طاعة اهلل بالضبط لماذا؟ ألن الرسول‬
‫ِين َقالُوا َس ِم ْعنَا‬ ‫جاءك مبلغًا ينقل لكم هذا الكتاب فأطيعوه ولهذا قال وأنتم تسمعون (أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َر ُسولَ ُه َولَا َت َولَّ ْوا َع ْن ُه َوأَ ْنتُ ْم َت ْس َم ُع َ‬
‫ون) ( َولَا َت ُكونُوا َكالَّذ َ‬
‫ِن َرب َ‬
‫ِّك‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ون (‪ )22‬األنفال) يعني قضية سماع ( َيا أَيُّ َها َّ‬
‫الر ُسول َبل ْغ َما أ ْن ِز َل إِلَي َ‬
‫ْك م ْ‬ ‫ِين لَا َي ْعقِلُ َ‬
‫الص ُّم الْبُ ْك ُم الَّذ َ‬
‫اب ِع ْن َد اللَّ ِه ُّ‬ ‫ون (‪ )21‬إِ َّن َش َّر َّ‬
‫الد َو ِّ‬ ‫َو ُه ْم لَا َي ْس َم ُع َ‬
‫َوإِ ْن لَ ْم َت ْف َع ْل َف َما َبل ْغ َت ِر َسال َت ُه (‪ )67‬المائدة) فلما جاءت هذه الصيغة وهي الصيغة األولى التي ينبغي أن نفهم بأنها أول الصيغ أنت أول عمل تعمله أن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫تسمع القرآن الكريم‪ ،‬من الذي جاءك به؟ محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬فلما محمد صلى اهلل عليه وسلم يقول لك هذه آية في سورة كذا هذا القرآن من عند‬
‫اهلل هذا كالم اهلل إنما أنا رسول مبلِّغ عليك أن تطيع (أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َر ُسولَهُ) فيما بلغكم به عن ربه ولهذا أضاف الرسول إليه (أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َر ُسولَهُ) ألن‬
‫طاعة الرسول هنا هي بالضبط طاعة اهلل‪ .‬فحيثما رأيت في كتاب اهلل أطيعوا اهلل ورسوله إعلم أن الكالم يتحدث عن القرآن الكريم‪ .‬هذا األسلوب األول‪.‬‬
‫األسلوب الثاني‪:‬‬
‫عرفه باأللف والالم هذا الرسول‬ ‫الر ُسول) ما أضاف الرسول إلى نفسه بل ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫في آل عمران أطيعوا اهلل والرسول هذا أسلوب جديد‪ .‬يقول (قل أ ِطي ُعوا الل َه َو َّ‬
‫ويفصل ما خفي منه والخ حينئ ٍذ أنتم أطيعوا اهلل في القرآن الكريم ثم أطيعوا الرسول في تصرفاته في هذا‬ ‫ِّ‬ ‫له صالحيات أن يفسر لكم القرآن ويبين مجمله‬
‫القرآن الكريم‪ .‬وقال صلى اهلل عليه وسلم (إنما أوتيت القرآن ومثله معه) الذي هو هذا الذي بلغنا هو من أين يعرف النبي أن الصالة خمس اوقات‬
‫َك لَِت ْع َج َل ِب ِه (‪ )16‬إِ َّن َعلَ ْينَا َج ْم َع ُه‬ ‫والصبح اثنين والظهر أربعة من أين يعرف؟ كما نزل القرآن الكريم بلفظه للمصطفى جاء بيانه (لَا تُ َح ِّر ْك ِب ِه ل َ‬
‫ِسان َ‬
‫َو ُق ْرآََن ُه (‪َ )17‬فِإ َذا َق َرأْنَا ُه َفاتَّ ِب ْع ُق ْرآََن ُه (‪ )18‬ثُ َّم إِ َّن َعلَ ْينَا َب َيا َن ُه (‪ )19‬القيامة) هذا الرسول (أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َر ُسولَهُ) فقط مبلّغ يا مسلمون هذا أوحي إلي ‪،‬‬
‫(و َعلَّ َم َك َما‬ ‫ول)ال اآلن النبي صلى اهلل عليه وسلم هو يؤدي دوره كرسول له علم وله كالم موحى بمعناه ال بلفظه وله صالحية الفهم َ‬ ‫الر ُس َ‬‫(أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َّ‬
‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َوالتَّ ْو َرا َة‬ ‫(وإِ ْذ َعلَّ ْمتُ َك الْ ِك َت َ‬
‫ْك َع ِظي ًما (‪ )113‬النساء) ورب العالمين علّم كل األنبياء كما قال عن سيدنا عيسى َ‬ ‫ض ُل اللَّ ِه َعلَي َ‬ ‫لَ ْم َت ُك ْن َت ْعلَ ُم َو َك َ‬
‫ان َف ْ‬
‫يل (‪ )110‬المائدة) وهكذا‪.‬‬ ‫َوالْ ِإ ْن ِج َ‬
‫األسلوب الثالث‪:‬‬
‫في المائدة طاعتين مستقلة طاعة خاصة هلل وطاعة خاصة للرسول صلى اهلل عليه وسلم و فيها كلمة زيادة ما جاءت إال هنا هي واحذروا هذا األمر المهم‬
‫اح َذ ُروا) أضاف كلمة واحذروا ‪ ،‬قلنا األولى (أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َر ُسولَهُ) فيما يبلغ به عن‬ ‫ول َو ْ‬‫الر ُس َ‬ ‫إال في هذا المكان في سورة المائدة ( َوأَ ِطي ُعوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُعوا َّ‬
‫َ‬
‫(وأ ِطي ُعوا اللَّ َه‬ ‫ال وما إلى ذلك‪َ ،‬‬ ‫ول) بإضافات النبي صلى اهلل عليه وسلم شرحًا وبيانًا وإجما ً‬ ‫الر ُس َ‬‫القرآن الكريم مجرد تبليغ هذا واحد (أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َو َّ‬
‫ول) ال هنا طاعة خاصة بالنبي صلى اهلل عليه وسلم فيما شرعه عليه من سنن يعني النبي صلى اهلل عليه وسلم كما تعرفون له صالحيات‬ ‫الر ُس َ‬ ‫َوأَ ِطي ُعوا َّ‬
‫التحليل والتحريم وحرام محمد وحالل محمد حرام وحالل إلى يوم القيامة وحينئ ٍذ كما أن اهلل أمر النبي أن يبلغكم بكالمه حرفيًا ثم سمح له أن يشرح‬
‫بعض أو يبين بعض معضالته ثم في هذه اآلية الثالثة النبي صلى اهلل عليه وسلم له تصريف تصريف في الكتاب من حيث معناه وأسباب نزوله ومناحيه‬
‫اح َذ ُروا) قال (واحذروا) ألن هذه قمة الجهد المبيَّن والمبيِّن‬ ‫ول َو ْ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫وبياناته وهذا علم أصول التفسير مليء في هذا الباب هذه ( َوأَ ِطي ُعوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُعوا َّ‬
‫للسنّة نحن من أين أتى‬ ‫في هذه الفقرة أطيعوا اهلل وأطيعوا الرسول وحده أطيعوا اهلل فيما أمركم به من كتابه وأطيعوا الرسول باعتباره مشرعًا مشرعًا ُ‬
‫َ‬
‫اب (‪ )7‬الحشر) هنا أضاف (واحذروا) هناك (أ ِطي ُعوا‬ ‫ول َف ُخ ُذو ُه َو َما َن َها ُك ْم َع ْن ُه َفا ْن َت ُهوا َواتَّ ُقوا اللَّ َه إِ َّن اللَّ َه َشدِي ُد الْ ِع َق ِ‬ ‫الر ُس ُ‬‫علمنا؟ كتاب وسنة ( َو َما آََتا ُك ُم َّ‬
‫ول) نفس المعنى أيضًا فيها سنة هناك لكن هنا أضاف (واحذروا) لماذا أضافها؟ هنا القرآن الكريم بكلمة احذروا يلفت أنظارنا إلى أهمية‬ ‫الر ُس َ‬ ‫اللَّ َه َو َّ‬
‫االنتباه إلى منظومة الشهوات التي ينزلق إليها اإلنسان متى ما غفل عن ذكر اهلل‪ .‬هناك شهوات آسرة فأنت عندما تسمع كالم النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫(لعن اهلل شارب الخمر وحاملها وعاصرها وبايعها والمحمولة إليه وووالخ) (لعن اهلل من نظر إلى المرأة ومن اختلى بها ومن لمسها وووالخ) هذه‬
‫َْ‬ ‫ِض ِة َوالْ َخي ِ ْ‬ ‫الذ َه ِب َوالْف َّ‬
‫ِن َّ‬ ‫ير الْ ُم َق ْن َط َر ِة م َ‬ ‫ِين َوالْ َقن ِ‬‫ِن النِّ َسا ِء َوالْ َبن َ‬ ‫اس ُح ُّب َّ‬ ‫المنظومة الهائلة من الشهوات اآلسرة ُ‬
‫ْل ال ُم َس َّو َم ِة َوالأ ْن َع ِ‬
‫ام‬ ‫َاط ِ‬ ‫ات م َ‬‫الش َه َو ِ‬ ‫ِّن لِلنَّ ِ‬‫(زي َ‬
‫السنة ما الذي يقوله لك النبي صلى اهلل‬ ‫الد ْن َيا َواللَّ ُه ِع ْن َد ُه ُح ْس ُن ال َمآ ِب (‪ )14‬آل عمران) قال (احذروا) تنزلقون بسرعة فكن مع ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اع الْ َح َيا ِة ُّ‬ ‫ِك َم َت ُ‬‫َوالْ َح ْر ِث َذل َ‬
‫عليه وسلم ال تختلي ال تهمس ال تكلم ال تلمس ال تخضعي بالقول انظر ماذا احتاط النبي صلى اهلل عليه وسلم في سنته لمنظومة الشهوات اآلسرة واآلية‬
‫ِع َب ْي َن ُك ُم‬ ‫ان أَ ْن يُوق َ‬ ‫ْط ُ‬‫الشي َ‬
‫ُري ُد َّ‬ ‫ون (‪ )90‬إِنَّ َما ي ِ‬ ‫ِح َ‬ ‫اج َت ِنبُو ُه لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُ‬
‫ان َف ْ‬‫ْط ِ‬‫الشي َ‬‫ِن َع َم ِل َّ‬ ‫سمْ‬ ‫اب َوالْأَ ْزلَا ُم ِر ْج ٌ‬ ‫ص ُ‬ ‫ْس ُر َوالْأَ ْن َ‬ ‫تقول ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا إِنَّ َما الْ َخ ْم ُر َوالْ َمي ِ‬
‫َّ‬
‫اح َذ ُروا َفِإ ْن َت َول ْيتُ ْم‬‫ول َو ْ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ون (‪َ )91‬وأ ِطي ُعوا الل َه َوأ ِطي ُعوا َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الصلَا ِة َف َهل أ ْنتُ ْم ُم ْن َت ُه َ‬ ‫َّ‬
‫ص َّد ُك ْم َع ْن ِذ ْك ِر الل ِه َو َع ِن َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ضا َء فِي ال َخ ْم ِر َوال َمي ِ‬
‫ْس ِر َو َي ُ‬ ‫َاو َة َوالْ َب ْغ َ‬
‫الْ َعد َ‬
‫اح َذ ُروا) وأطيعوا الرسول طاعة ثانية طاعة خاصة بالرسول‬ ‫ول َو ْ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫ين (‪ )92‬المائدة) إذًا ( َوأَ ِطي ُعوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُعوا َّ‬ ‫اعلَ ُموا أََّن َما َعلَى َر ُسولِنَا الْ َبلَ ُ‬
‫اغ الْ ُم ِب ُ‬ ‫َف ْ‬
‫صلى اهلل عليه وسلم في سننه فيما أمر فيما شرع فيما نهى واحذروا عندما ينهاكم ألنه ينهاكم عن مزالق كثيرة‪.‬‬
‫األسلوب الرابع‪:‬‬
‫ول إِ ْن ُك ْنتُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ‬
‫ون‬ ‫الر ُس ِ‬ ‫َاز ْعتُ ْم فِي َش ْي ٍء َف ُردُّو ُه إِلَى اللَّ ِه َو َّ‬ ‫ُ‬
‫ول َوأولِي الْأَ ْم ِر ِم ْن ُك ْم َفِإ ْن َتن َ‬ ‫الر ُس َ‬‫ِين آَ َمنُوا أَ ِطي ُعوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُعوا َّ‬ ‫في النساء أيضًا ‪َ ( 59‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ْر َوأَ ْح َس ُن َتأ ِويلا (‪ )59‬النساء) أطيعوا اهلل وأطيعوا الرسول لكن ليس وحده وأولي األمر منكم أيضًا المرة الوحيدة رب العالمين‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ِك َخي ٌ‬ ‫ِباللَّ ِه َوالْ َي ْوم الْآَ ِخ ِر َذل َ‬
‫ِ‬
‫جعل طاعتين طاعة هلل وطاعة للرسول لكن طاعة الرسول مشترك هو وأولي األمر‪ .‬أطيعوا اهلل انتهينا وأطيعوا الرسول وأولي األمر ألول مرة وآخر‬
‫مرة يأتي األمر بأن تطيع أولي األمر مع طاعة النبي بالضبط من حيث أن طاعة هؤالء أولي األمر هي طاعة الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬فهمنا‬
‫اع‬
‫َ‬ ‫ط‬‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫د‬ ‫الر ُس َ‬
‫ول َف َق ْ‬ ‫شرع فيما أمر ونهى فرب العالمين كما جعل أن طاعة الرسول من طاعة اهلل ( َم ْن ي ِ‬
‫ُط ِع َّ‬ ‫أطيعوا اهلل وأطيعوا الرسول فهمناها أيضًا فيما ّ‬
‫ول َوأولِي الْأ ْم ِر ِم ْن ُك ْم) من هم أولي األمر؟ طبعًا من الناس من يقول هم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫َ‬
‫اللَّ َه (‪ )80‬النساء) هنا من يطع أولي األمر فقد أطاع الرسول ( َوأ ِطي ُعوا َّ‬
‫الحكام وهذا ليس صحيحًا فالكالم يتكلم عن الشرع حالل وحرام (العلماء ورثة األنبياء) ولذلك قليل من العلم خير من كثير من العبادة وأنتم تعرفون (إِنَّ َما‬ ‫ُ‬
‫ِن ِع َبا ِد ِه ال ُعل َما ُء (‪ )28‬فاطر) والكالم طويل في هذا فرب العالمين يقول أطيعوا اهلل هذا انتهينا هنا طاعة جديدة بحقل خاص للرسول وأولي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫َي ْخشى الل َه م ْ‬‫َ‬
‫ْعو إِلَى اللَّ ِه‬ ‫األمر الذي له مسألة الفتوى الحالل والحرام‪ .‬والسؤال من هم أولي األمر؟ طبعًا التفاصيل كثيرة موجزها أصحاب الدليل ( ُق ْل َه ِذ ِه َسِبيلِي أَد ُ‬
‫ير ٍة (‪ )108‬يوسف) يعني أرني دليلك وإال كل واحد تعلّم آيتين وصار شيخًا ويُلحن كل وقت إن تالها ال للعلم‪ .‬العلم هو الذي يجعلك أنت أه ً‬
‫ال‬ ‫ص َ‬ ‫َعلَى َب ِ‬
‫ُ‬
‫ِين َي ْس َت ْن ِبطو َن ُه ِم ْن ُه ْم (‪ )83‬النساء)‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ول َوإِلَى أولِي الأ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َعلِ َم ُه الذ َ‬ ‫الر ُس ِ‬ ‫(ولَ ْو َردُّو ُه إِلَى َّ‬ ‫للفتوى من أولي األمر الذين أنت من ورثة النبي تحلل وتحرم َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِن َربِّك ْم (‪ )104‬األنعام) أدلة على التوحيد والفقه (قل َه ِذ ِه‬ ‫ُ‬ ‫ِر م ْ‬ ‫صائ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫العلم وحينئ ٍذ أصحاب العلم هم الذين يملكون الدليل ويملكون البصيرة (ق ْد َجا َءك ْم َب َ‬
‫‪L‬ذ العلماء الذين لهم حق الفتوى هو الذي يملك الدليل والفتوى مصيبة المصائب‬ ‫ير ٍة أَنَا َو َم ِن اتَّ َب َعنِي (‪ )108‬يوسف) وحينئ ٍ‬ ‫ص َ‬ ‫ْعو إِلَى اللَّ ِه َعلَى َب ِ‬ ‫َسِبيلِي أَد ُ‬
‫َك فِي النِّ َسا ِء ُق ِل اللَّ ُه ُي ْفتِي ُك ْم فِي ِه َّن (‪ )127‬النساء) الخ فمن يملك الدليل حجة على من ال يملك الدليل ولهذا‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم أول مفتي ( َو َي ْس َت ْفتُون َ‬
‫إذا شاعت الفوضى وتصدى الجهالء كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم (ال تقوم الساعة حتى يرفع العلم وينزل الجهل) كل واحد تكلم كلمتين حلوين‬
‫صار مفتي ويحلل ويحرم على أن الفتوى خطيرة يقول المصطفى صلى اهلل عليه وسلم (أجرأكم على النار أجرأكم على اإلفتاء) أصحاب النبي رضوان‬
‫اهلل عليهم كنت تسأل الواحد عن سؤال يقول لك اذهب إلى فالن وفالن يقول لك اذهب إلى فالن وهكذا إلى أن تعود على األول كانوا يتدافعونها ألنها‬
‫المسؤولية الكبيرة من أفتاه فإنما اثمه على من أفتاه إذا أفتيت فتوى وعمل بها الناس وكانت خطأ بال دليل وال علم وال أصول فقه ما عندك حجة على اهلل‬
‫هوى اتبع الهوى كما فعل بلعم ( َواتَّ َب َع َه َوا ُه) فكلهم يعملون هم في السليم وأنت الذي تذهب في النار ألن إثم هؤالء في النهاية عليك‪.‬‬
‫األسلوب األخير‪:‬‬
‫‪L‬روب‬ ‫‪L‬وش في الح‪L‬‬ ‫الر ُسول) هنا باعتباره حاكمًا رئيس دولة قائد للجي‪L‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الزكا َة َوأ ِطي ُعوا َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الصلا َة َوآتوا َّ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫آخر أسلوب طاعة الرسول وحده في النور ( َوأقِي ُموا َّ‬
‫ُّون (‪ )152‬آل عمران) ما عصوا حكمًا شرعيًا عصوا أن محمدًا كان قائد عص‪LL‬وا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِن َب ْع ِد َما أ َراك ْم َما ت ِحب َ‬‫ص ْيتُ ْم م ْ‬ ‫َاز ْعتُ ْم فِي الْأَ ْم ِر َو َع َ‬ ‫(حتَّى إِ َذا َف ِشلْتُ ْم َو َتن َ‬ ‫َ‬
‫ص ْيتُ ْم)واهلل قال‬ ‫ع‬ ‫و‬
‫ِْ ََ َ‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫َاز‬ ‫ن‬‫ت‬‫َ‬ ‫و‬
‫ْ َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ش‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ى‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫(ح‬ ‫عسكري‬ ‫أمر‬ ‫تتحركوا‬ ‫ال‬ ‫جالسين‬ ‫ابقوا‬ ‫الرماة‬ ‫أنتم‬ ‫قال‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫صلى‬ ‫محمد‬ ‫العسكري‬ ‫قائدهم‬
‫َ ِ‬
‫نفذ ثم ن‪L‬اقش‬ ‫وقد عفا عنهم ألنه ما هو حكم شرعي وإنما خلل تكتيكي عسكري عصوا القائد وأعظم أسباب اإلنكسارات العسكرية هو عصيان القائد أنت ِّ‬
‫ول) هذه في سورة النور ‪ 56‬فقط من حيث كونه قائ‪LL‬دًا‬ ‫الز َكا َة َوأَ ِطي ُعوا َّ‬
‫الر ُس َ‬ ‫(وأَقِي ُموا َّ‬
‫الصلَا َة َوآَتُوا َّ‬ ‫هذه قاعدة معروفة ‪.‬فهذه آخر أسلوب الرسول وحده َ‬
‫ين (‪ )54‬النور) يعني فيها شيء من المرونة هكذا هذا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ول إِلا ال َبلاغ ال ُم ِب ُ‬‫َّ‬ ‫الر ُس ِ‬ ‫( َفإِ ْن َت َولَّ ْوا َفإِنَّ َما َعلَ ْي ِه َما ُح ِّم َل َو َعلَ ْي ُك ْم َما ُح ِّملْتُ ْم َوإِ ْن تُ ِطي ُعو ُه َت ْه َتدُوا َو َما َعلى َّ‬
‫َ‬
‫هو أسلوب األمر بالطاعة خمس أساليب كل أسلوب له معنى‪.‬‬
‫آية (‪:)60‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)51‬‬
‫نز َل ِإلَ ْيكَ (‪ )60‬النساء) لو رجعت إلى سبب ن==زول ه==ذه اآلية لعلمت أنها ن==زلت بمن==افق=‬‫ُأ‬ ‫*(َألَ ْم تَ َر ِإلَى الَّ ِذينَ يَ ْز ُع ُمونَ َأنَّهُ ْم آ َمنُ ْ‬
‫وا بِ َما ِ‬
‫فلِ َم صيغت بأسلوب الجمع ولم تكن مفردة؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ورد في اآلية قوله تعالى (يزعمون) بصيغة الجمع مع أن المراد بها واحد ألن المقام مقام توبيخ ليشمل المنافق المقصود ومن كان على شاكلته وفعلته‪.‬‬
‫*( َوي ُِري ُ=د ال َّش ْيطَانُ َأن ي ِ‬
‫ُضلَّهُ ْم َ‬
‫ضالَالً بَ ِعيدًا (‪ )60‬النساء) وصف= هللا تعالى الضالل بالبعيد والبعد مسافة فلِ َم لم يصفه بالضالل الكبير‬
‫مثالً؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إن الشيطان يسعى ليُغرق اإلنسان في الضالل وليوغل في مسار الفسق حتى يصعب عليه الرجوع عنه أما الضالل الكبير فيمكن أن يتخلى اإلنسان عنه‬
‫خص اهلل تعالى الضالل من الشيطان بالبعيد لتعرف بأن الشيطان لن يهدأ حتى يبلغ الواحد منا أقصى غاية في الضالل‪.‬‬
‫ولذلك ّ‬
‫آية (‪:)61‬‬
‫*( َوِإ َذا قِي َل لَهُ ْم تَ َعالَوْ ْا ِإلَى َما َأن َز َل هّللا ُ َوِإلَى ال َّرسُو ِل (‪ )61‬النساء) لِ َم خصّ هللا تعالى نداء المنافقين بـ (تعالوا) ولم يقل لهم احضروا=‬
‫أو إيتوا؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ّ‬
‫ليحضهم على االرتفاع عن معتقدهم‬ ‫إن غايته في اآلية رفع المنافقين وإخراجهم من سفاسف األمور ودنو التفكير ولذلك استعمل فع ً‬
‫ال مأخوذًا من العلو‬
‫إلى ما فيه خيرهم في الدنيا واآلخرة وهو تحكيم كتاب اهلل تعالى ورسوله ‪.‬‬
‫آية (‪:)63‬‬
‫* (ُأولَـِئ َ‬
‫ك الَّ ِذينَ يَ ْعلَ ُم هّللا ُ َما فِي قُلُ==وبِ ِه ْ=م فَ =َأ ْع ِرضْ َع ْنهُ ْم َو ِع ْ‬
‫ظهُ ْم َوقُل لَّهُ ْم فِي َأنفُ ِس = ِه ْم قَ==وْ الً بَلِي ًغا (‪ )63‬النس==اء) كيف يع==رض عنهم‬
‫وكيف يقول لهم قوالً بليغاً؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫صي َب ٌة ِب َما‬ ‫ْف إِ َذا أَ َ‬
‫صا َب ْت ُه ْم ُم ِ‬ ‫صدُودًا (‪َ )61‬ف َكي َ‬ ‫ُّون َع ْن َك ُ‬‫صد َ‬ ‫ِين َي ُ‬ ‫ول َرأَي َ‬
‫ْت الْ ُمنَا ِفق َ‬ ‫ِيل لَ ُه ْم َت َعالَ ْوا إِلَى َما أَ ْن َز َل اللَّ ُه َوإِلَى َّ‬
‫الر ُس ِ‬ ‫هذه اآلية في المنافقين ( َوإِ َذا ق َ‬
‫ض َع ْن ُه ْم َو ِع ْظ ُه ْم َو ُقل لَّ ُه ْم فِي أَن ُف ِس ِه ْم‬
‫ِين َي ْعلَ ُم اللُهّ َما فِي ُقلُو ِب ِه ْم َفأَ ْع ِر ْ‬
‫ِك الَّذ َ‬‫ون ِباللَّ ِه إِ ْن أَ َر ْدنَا إِلَّا إِ ْح َسا ًنا َو َت ْوفِي ًقا (‪ )62‬أُولَـئ َ‬ ‫َق َّد َم ْت أَ ْيدِي ِه ْم ثُ َّم َجا ُء َ‬
‫وك َي ْحلُِف َ‬
‫ال َبلِي ًغا) أي عظهم‪ ،‬تلك المسألة ال تعاتبهم‬ ‫‪ L‬إذن فأعرض عنهم (أعرض إعراض ليَو( ‪).‬نّ ُقل لَّ ُه ْم فِي أَن ُف ِس ِه ْم َق ْو ً‬ ‫ال َبلِي ًغا (‪ ))63‬معناه جاءوا يعتذرون‪،‬‬ ‫َق ْو ً‬
‫عليها طالما جاؤوا واعتذروا اآلن يجب أن تعظهم وتعلمهم‪ .‬فعلوا شيئًا اعتذروا عليه أعرض عنهم واترك المسألة وافعل ما هو أهم وهو أن تعظهم‬
‫وتعلمهم الطريق الصحيح وتمنعهم من النفاق‪ .‬إذن يعرض عنهم أي أعرض عن المسألة التي جاؤوا يعتذرون عنها وليس بمعنى اإلعراض عنهم هم‪،‬‬
‫ال َبلِي ًغا) أي بينك وبينهم ليس أمام أحد‪ ،‬خاليًا معهم ليس على المأل ألنه أدعى إلى قبول‬ ‫ويعظهم‪.‬حتى يعلمهم ويرشدهم‪َ ( .‬و ُقل لَّ ُه ْم فِي أَن ُف ِس ِه ْم َق ْو ً‬
‫النصيحة‪.‬‬
‫آية (‪:)64‬‬
‫ُوا هّللا َ تَ َّوابًا ر ِ‬
‫َّحي ًما (‪ )64‬النس==اء) هل نفهم أننا يمكن‬ ‫َّس =و ُل لَ َو َج= د ْ=‬
‫ُوا هّللا َ َوا ْستَ ْغفَ َ=ر لَهُ ُم الر ُ‬
‫ك فَا ْستَ ْغفَر ْ=‬
‫وا َأنفُ َسهُ ْم َجآُؤو َ=‬
‫*( َولَوْ َأنَّهُ ْم ِإذ ظَّلَ ُم ْ‬
‫أن نستشفع بالرسول= ‪ ‬في الدعاء؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذا أمر فقهي وهذه اآلية كانت في حياة الرسول ‪ ‬يستغفر لهم‪.‬‬
‫آية (‪:)65‬‬
‫* د‪.‬فاضل السامرائى‪(:‬فيما يتعلق بالقسم)‬
‫ِين (‪ )85‬يوسف) محذوف حرف النفي (ال) (تاهلل ال تفتأ)‪ .‬القاعدة أنه إذا كان فعل‬ ‫ِن الْ َهالِك َ‬ ‫ضا أَ ْو َت ُك َ‬
‫ون م َ‬ ‫ون َح َر ً‬‫ف َحَّتى َت ُك َ‬ ‫ُوس َ‬‫( َقالُوا َتاللَّ ِه َت ْف َتأُ َت ْذ ُك ُر ي ُ‬
‫مضارع مثبت ال بد من حرف الالم فإن لم تذكر الالم فهو منفي مثال‪ :‬واهلل أفعل (معناها ال أفعل) و واهلل ألفعل (معناها أثبّت الفعل) فلماذا حذف إذن؟‬
‫وك فِي َما َش َج َر‬ ‫ُح ِّك ُم َ‬ ‫ون َحتَّى ي َ‬ ‫ِّك لَا ي ْ‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫هذا هو الموطن الوحيد في القرآن الذي ُحذف فيه حرف النفي جوابًا للقسم‪ .‬وقد جاء في القرآن قوله تعالى ( َفلَا َو َرب َ‬
‫ِن‬ ‫ُسلِّ ُموا َت ْسلِي ًما (‪ )65‬النساء) ( َوأَ ْق َس ُموا ِباللَّ ِه َج ْه َد أَ ْي َما ِن ِه ْم لَا َي ْب َع ُث اللَّ ُه َم ْن َي ُم ُ‬
‫وت َبلَى َو ْعدًا َعلَ ْي ِه َح ًّقا َولَك َّ‬ ‫ضي َ‬
‫ْت َوي َ‬ ‫َب ْي َن ُه ْم ثُ َّم لَا َي ِجدُوا فِي أَ ْن ُف ِس ِه ْم َح َر ًجا م َّ‬
‫ِما َق َ‬
‫ون (‪ )38‬النحل)‪ .‬إنما آية سورة يوسف هي الوحيدة التي تفيد النفي ولم يذكر فيها حرف النفي لماذا؟ الذين أقسموا هم إخوة يوسف‬ ‫اس لَا َي ْعلَ ُم َ‬‫أَ ْك َث َر النَّ ِ‬
‫‪ L‬فعلى ماذا أقسموا؟ أقسموا أن أباهم ال يزال يذكر يوسف حتى يهلك فهل هم كتأكدون‬ ‫ومن المقرر في النحو أن الذكر يفيد التوكيد والحذف أقل توكيدًا‪.‬‬
‫من ذلك؟ أي هل هم متأكدون أن أباهم سيفعل ذلك حتى يهلك وهل حصل ذلك؟ كال لم يحصل‪.‬‬
‫آية (‪:)69‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫غي به وجه اهلل) عن عبادة بن الصامت قال (يجاء بالدنيا يوم القيامة‬ ‫عن أبي الدرداء عن النبي صلى اهلل عليه وسلم (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إال ما ابتُ َ‬
‫فيقال ميزوا ما كان منها هلل عز وجل فيماز ويرمى سائره في النار)‪ .‬عن ابن عباس (من أخلص هلل أربعين يومًا ظهرت ينابيع الحكمة) ولذلك لصعوبة‬
‫اإلخالص صعوبة هائلة يعني ثقوا يمكن نحن أعمارنا تصل إلى مائة سنة يمكن فيها ‪ %1‬إخالص وقد ال يكون هذا الواحد بالمائة فماذا تقول اآلية؟ ( ُق ْل‬
‫‪ L‬طيب أنت لماذا أمرت بذلك؟ هذا تفسير الرازي والرازي تعرفون فيلسوف األمة‪ ،‬فهذا كالم الرازي أنت لماذا‬ ‫ِصا لَ ُه الد َ‬
‫ِّين)‬ ‫إِنِّي أُم ْ‬
‫ِر ُت أَ ْن أَ ْعبُ َد اللَّ َه ُم ْخل ً‬
‫ِين) اإلسالم النهائي هو هذا اإلخالص االستسالم (لو قطعتني إربًا إربًا ما شكوت منك) كلما زاد اهلل‬ ‫ون أَ َّو َل الْ ُم ْسلِم َ‬ ‫(وأُم ْ‬
‫ِر ُت لِأَ ْن أَ ُك َ‬ ‫أمرت بذلك؟ قال َ‬
‫رضى عليه والنبي قال (إن كذا سووا بي كذا عملوا بي كذا) وفي األخير قال (إن لم يكن بك علي غضبًا فال أبالي)‬ ‫ً‬ ‫ببالئك ازددت قربًا منه وازددت‬
‫ِك َرفِي ًقا ﴿‪ ﴾69‬النساء) ولكن‬ ‫ين َو َح ُس َن أُولَئ َ‬
‫َ‬ ‫ِح‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫الص‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫َا‬
‫د‬ ‫ه‬
‫َ َ َ ِ َ َّ‬ ‫ُّ‬
‫الش‬ ‫و‬ ‫ِين‬
‫ق‬ ‫ِّي‬
‫د‬ ‫الص‬
‫ِ َ َ ِّ‬‫و‬ ‫ِّين‬
‫‪L‬‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫َّ‬
‫(الن‬ ‫مع‬ ‫فأنت‬ ‫وصلته‬ ‫إذا‬ ‫الذي‬ ‫النهائي‬ ‫اإلسالم‬ ‫حب‪ ،‬عشق‪ .‬هذا العشق هو‬
‫هذا ليس بالكالم‪ ،‬هذا بتربية دقيقة ومجاهدة النفس على عدم حب الشهرة وعدم حب المال وهيهات هيهات هذا كالم لكن اهلل هلل من هؤالء في كل قطر‬
‫واحد اثنين بهؤالء ينصر الناس وبهؤالء يدفع اهلل البالء عن الناس وبهؤالء تتم النعم وبهؤالء يتم العدل في األرض لكنهم قلة حينئ ٍذ كلمة أسلم في البداية‬
‫مجرد أن تقول ال إله إال اهلل في النهاية استسالم وتسليم كامل واقرأ سيرة الصالحين من األنبياء‪ ،‬يعني أنت عندما تقرأ قصة سيدنا أيوب هذا كم سنة‬
‫والعذاب يجري عليه بشكل خيالي وهو سعيد بهذا والناس نبذوه في الصحراء وال أحد يتقرب منه وزوجته رحمة رضي اهلل تعالى عنها تخدمه ليس معه‬
‫ال شفاه‬ ‫أحد غيرها ومرة من المرات قالت له‪ :‬يا أيوب أما آن ربك أن يشفيك؟ قال‪ :‬أتعرضين على حبيبي واهلل ألن شفاني اهلل ألضربنك مائة سوط وفع ً‬
‫اب ﴿‪ ﴾44‬ص) كم واحد اهلل يقول له نعم العبد؟ واهلل هذا الذي‬ ‫‪L‬د إِنَّ ُه أَ َّو ٌ‬
‫صا ِب ًرا ِن ْع َم الْ َع ْب ُ‬ ‫اض ِر ْب ِب ِه َولَا َت ْحن ْ‬
‫َث إِنَّا َو َج ْدنَا ُه َ‬ ‫ض ْغ ًثا َف ْ‬ ‫ِك ِ‬‫(و ُخ ْذ ِب َيد َ‬‫اهلل وقال له َ‬
‫يقول اهلل له نعم العبد أنت هذا كيف يتحملها اإلنسان هذا؟‪.‬‬
‫آية (‪:)71‬‬
‫وا ِح ْذ َر ُك ْ=م (‪ )71‬النساء) األخذ هو أن تتناول شيئا ً في ي=دك فكيف يأخذ اإلنس=ان ح=ذره؟ ولِ َم ع=دل عن أصل‬
‫وا ُخ ُذ ْ‬
‫*(يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫الفعل "يا أيها الذين آمنوا إحذروا"؟(ورتل= القرآن ترتيالً)‬
‫في استعمال العقل خذوا حذركم استعارة لتوضيح شدة الحذر ومالزمته ألن حقيقة األخذ تناول الشيء الذي كان بعيدًا عنك وكما كانت الغفلة والنسيان‬
‫‪ L‬واإللقاء كان التذ ّكر والتي ّقظ يشبهان أخذ الشيء بعد إلقائه‪.‬‬
‫يشبهان البعد‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً)‪:‬‬
‫( َوإِ َّن مِن ُك ْم لَ َمن لَّيُ َب ِّط َئ َّن (‪ )72‬النساء) انظر إلى هذا اللفظ الذي اختاره ربنا سبحانه وتعالى ليعبّر عن المتقاعسين عن الجهاد والمثبّطين لل ِهمم أي لفظ‬
‫(ليبطئن) هذا اللفظ رسم بمفرده صورة تناسق فيها المضمون مع التعبير والمعنى من خالل إيقاعه وجرسه الذي يلقيه في األذن حيث رسم جرس‬ ‫ّ‬
‫(ليبطئن) صورة واضحة للتبطئة فهذه اللفظة مختارة لما فيها من ثقل يتعثّر اللسان في حروفها وجرسها حتى تأتي على آخرها وهو يشدّها شدًا وهذا‬
‫يصور الحركة النفسية ألولئك المتقاعسين وما يعتريهم من تعثّر وتثاقل عن المضي ُقدُمًا في المعركة‪.‬‬
‫آية (‪:)73‬‬
‫*ما داللة كلمة (مودة) في آية سورة النساء؟ ولماذا لم يقل عداوة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫نت َم َع ُه ْم َفأَ ُف َ‬
‫وز َف ْوزًا َع ِظيمًا {‪ )}73‬ولو‬ ‫ض ٌل ِّم َن اهلل لََي ُقولَ َّن َكأَن لَّ ْم َت ُكن َب ْي َن ُك ْم َو َب ْي َن ُه َم َو َّد ٌة َيا لَي َتنِي ُك ُ‬‫صا َب ُك ْم َف ْ‬‫ِن أَ َ‬
‫في سورة النساء آية ‪ 73‬قال تعالى‪َ ( :‬ولَئ ْ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صي َبة َقال َق ْد أ ْن َع َم اللُهّ َعل َّي إِذ ل ْم أكن َّم َع ُه ْم َش ِهيدًا {‪ )}72‬النتفى السؤال أصال فاآلية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫صا َب ْتكم ُّم ِ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫قرأنا اآلية التي تسبق هذه اآلية ( َوإِ َّن مِن ُك ْم ل َمن ليُ َبط َئ َّن َفِإ ْن أ َ‬
‫َ‬
‫‪ L‬سواء من كان ضعيف اإليمان أوغيره فهو إما يبطيء نفسه أو يبطيءغيره فهؤالء‬ ‫ليبطئن) إن منكم تعني من بين المؤمنين‬ ‫ّ‬ ‫فيها ّ‬
‫(وإن منكم لمن‬
‫‪ L‬فاليصح أن يكون بينهم عداوة وإنما مودة كما ذكرت اآلية الكريمة‪.‬‬ ‫المخاطبين هم من صفوف المؤمنين‬
‫آية (‪:)75‬‬
‫*ما إعراب (الَّ ِذينَ يَقُولُونَ َربَّنَا َأ ْخ ِرجْ نَا ِم ْن هَـ ِذ ِه ْالقَرْ يَ ِة الظَّالِ ِم َأ ْهلُهَا (‪ )75‬النساء)؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫الظالم صفة للقرية ويسمى نعت سببي القرية مجرورة‬ ‫‪ L‬والتأنيث‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أهل فاعل السم الفاعل الظالم‪ .‬هذا يسمونه نعت سببي ال يشترط فيه الموافقة في التذكير‬
‫ِ‬
‫والظالم مجرورة وأهلها فاعل السم الفاعل‪.‬‬
‫*(يَقُولُونَ َربَّنَا َأ ْخ ِرجْ نَا ِم ْن هَـ ِذ ِه ْالقَرْ يَ ِة الظَّالِ ِم َأ ْهلُهَا (‪ )75‬النساء) أين هذه القرية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫القرية هي مكة المكرمة‪.‬‬
‫اس َك َخ ْشيَ ِة هّللا ِ َأوْ َأ َش َّد َخ ْشيَةً (‪ )77‬النساء) إذا علمت أن (إذا) في قوله تعالى (إذا‬ ‫ب َعلَ ْي ِه ُم ْالقِتَا ُل ِإ َذا فَ ِري ٌ=‬
‫ق ِّم ْنهُ ْم يَ ْخ َشوْ نَ النَّ َ‬ ‫*(فَلَ َّما ُكتِ َ‬
‫فريق منهم) تسمى الفجائية فما صلتها باآلي=ة؟ ولِ َم ع=دل عن أصل ال=تركيب وه=و‪ :‬فلما كتب عليهم القت=ال خشي فريق منهم الن=اس؟‬
‫(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إن (إذا) لها داللة ال يمكن االستغناء عنها فقد دلّت على أن الفريق لم يكن متوقعًا منه هذا الموقف ألنه كان يظهر حرصًا شديدًا على القتال‪.‬‬
‫آية (‪:)77‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)40‬‬
‫آية (‪:)78‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)15‬‬
‫=وا هَـ ِذ ِه ِم ْن ِعن= ِد هّللا ِ َوِإن‬
‫ص= ْبهُ ْم َح َس=نَةٌ يَقُولُ= ْ‬
‫(وِإن تُ ِ‬ ‫ص ْب ُك ْم َسيَِّئةٌ يَ ْف َرح ْ‬
‫ُوا بِهَا (‪ )120‬آل عمران) و َ‬ ‫*(ِإن تَ ْم َس ْس ُك ْم َح َسنَةٌ تَ ُسْؤ هُْ=م َوِإن تُ ِ‬
‫ك (‪ )78‬النساء) ما داللة االختالف؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫ص ْبهُ ْم َسيَِّئةٌ يَقُولُ ْ‬
‫وا هَـ ِذ ِه ِم ْن ِعن ِد َ‬ ‫تُ ِ‬
‫ِن ِعن ِد اللِهّ َوإِن‬ ‫َة َي ُقولُواْ َهـ ِذ ِه م ْ‬ ‫ص ْب ُه ْم َح َسن ٌ‬‫صا َب َك مِن َسيِّ َئ ٍة َفمِن َّن ْف ِس َك (‪ )79‬النساء) ( َوإِن تُ ِ‬ ‫ِن اللِهّ َو َما أَ َ‬ ‫ِن َح َس َن ٍة َفم َ‬ ‫صا َب َك م ْ‬ ‫(ما أَ َ‬
‫كلمة أصاب قال تعالى َّ‬
‫ون َحدِيثا (‪ )78‬النساء) اإلصابة الطعنة القاتلة وفي القرآن تجد‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُون َيفق ُه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِن ِعندِك قل كل ِّم ْن ِعن ِد اللِهّ ف َما لِ َهـؤُالء الق ْو ِم ال َيكاد َ‬ ‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ص ْب ُه ْم َسيِّ َئ ٌة َي ُقولُواْ َهـ ِذ ِه م ْ‬
‫تُ ِ‬
‫اب ُكلِّ ِه َوإِ َذا لَ ُقو ُك ْم‬ ‫ُ‬
‫(ها أَ ْنتُ ْم أولَا ِء تُ ِحبُّو َن ُه ْم َولَا ي ِ‬
‫ون ِبالْ ِك َت ِ‬
‫ُحبُّو َن ُك ْم َوتُ ْؤ ِمنُ َ‬ ‫أصابتكم حسنة أصابتكم سيئة‪ ،‬تصبهم حسنة – تصبهم سيئة‪ .‬في آل عمران يقول َ‬
‫ص ْب ُك ْم َسيِّ َئةٌ‬ ‫ٌ‬
‫ُور (‪ )119‬إِ ْن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسنَة َت ُس ْؤ ُه ْم َوإِ ْن تُ ِ‬ ‫الصد ِ‬ ‫ات ُّ‬ ‫ْظ ُك ْم إِ َّن اللَّ َه َعلِي ٌم ِب َذ ِ‬
‫ْظ ُق ْل ُموتُوا ِب َغي ِ‬ ‫ِن الْ َغي ِ‬ ‫ِل م َ‬ ‫ضوا َعلَ ْي ُك ُم الْأَنَام َ‬ ‫َقالُوا آَ َمنَّا َوإِ َذا َخلَ ْوا َع ُّ‬
‫يط (‪ ))120‬لماذا كل مرة تصبكم حسنة تصبكم سيئة وهنا إن تمسسكم حسنة‬ ‫ون ُم ِح ٌ‬ ‫ض ُّر ُك ْم َك ْي ُد ُه ْم َش ْي ًئا إِ َّن اللَّ َه ِب َما َي ْع َملُ َ‬ ‫ص ِب ُروا َو َتتَّ ُقوا لَا َي ُ‬‫َي ْف َر ُحوا ِب َها َوإِ ْن َت ْ‬
‫وإن تصبكم سيئة؟‪ .‬المس هو االلتصاق الخفيف بين شيئين ال تشعر به‪ ،‬هذا العدو ال ه ّم له إال أن يبيد المسلمين وال عدو له إال المسلمون ال وثنيون وال‬
‫قتلة وال بوذيون وال ملحدون وال شيوعيون فقط هذا المسلم الموحد الذي يقدس األنبياء جميعًا والذي يقدس الشريعة اليهودية والنصرانية والمحمدية على‬
‫حد سواء هذا عدوهم‪ .‬وبعض طوائف المسلمين هكذا إذا مست تلك الطائفة شيء من السوء يفرح‪ .‬معنى ذلك أنت لكي تشفي غيظ عدوك منك ال أن‬
‫َة َت ُس ْؤ ُه ْم) ولو شيء بسيط‪ ،‬السودان بلد فقير عانى من شظف العيش‬ ‫تموت بل قليل من الحمى‪ ،‬صداع‪ ،‬عاصفة صغيرة يفرحون بها‪( .‬إِ ْن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ‬
‫قرونًا‪ ،‬طلع عندهم بئر بترول في دارفور قامت حقوق اإلنسان والديموقراطية وجاء الغرب وتقاتلوا وألصقوا تهمًا‪ ،‬هذا البئر ال يكفي قرية لكن هذا‬
‫ص ْب ُك ْم َسيِّ َئ ٌة َي ْف َر ُحوا ِب َها) السيئة الخفيفة ال يفرحون لكن لما يحصل لكم إبادة أو قتل أو‬ ‫َة َت ُس ْؤ ُه ْم َوإِ ْن تُ ِ‬ ‫المس القليل من الخير يسوؤهم (إِ ْن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ‬
‫طاعون‪ ،‬إبادة يفرحون أما الحسنة ولو شيء بسيط ولو شربة ماء ولو تصبكم سيئة بمقتل يفرحوا بها هذا الفرق بين تمسسكم وتصبكم وجاء تعالى بكلمة‬
‫تمسسكم ليبين لنا أن من عدونا من يسوءه إذا شربنا شربة ماء أو عثرنا على بئر بترول واحد إذا جاءتنا مطرة خفيفة‪ ،‬إذا صار عندنا ثروة أو علماء أو‬
‫ص ْب ُك ْم َسيِّ َئ ٌة َي ْف َر ُحوا ِب َها)‬ ‫علمنا وحدة خفيفة كما حصل بين مصر وسوريا قامت الدنيا وقعدت ولم يتوقفوا حتى أفسدوها (إِ ْن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ‬
‫َة َت ُس ْؤ ُه ْم َوإِ ْن تُ ِ‬
‫ِين َك َف ُروا فِي الْ ِبلَا ِد (‪ )196‬آل عمران)‪.‬‬ ‫لكن هؤالء نسوا أن اهلل غالب على أمره (لَا َي ُغ َّرنَّ َك َت َقلُّ ُب الَّذ َ‬
‫صا َب َك‬ ‫َ‬
‫ِن اللِهّ َو َما أ َ‬ ‫ِن َح َس َن ٍة َفم َ‬‫صا َب َك م ْ‬ ‫َ‬
‫(ما أ َ‬‫َة َت ُس ْؤ ُه ْم) أعتقد واهلل أعلم أنه في َّ‬ ‫ص ْب ُك ْم َسيِّ َئ ٌة َي ْف َر ُحوا ِب َها) والفرق بينها وبين (إِ ْن َت ْم َس ْس ُك ْم َح َسن ٌ‬ ‫(وإِ ْن تُ ِ‬‫مداخلة‪َ :‬‬
‫مِن َسيِّ َئ ٍة َفمِن نَّف ِسك (‪ )79‬النساء) اإلصابة هي التعرض الكامل واإلصابة هنا إصابة كاملة بالخير من اهلل ألن هذا الشيء ال ينقص من ملكه شيء‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪L‬‬
‫‪ L‬والعبد التعامل بينهم أن اهلل تعالى يصيبكم بالخير وال يبالي ولما كان العالقة بين العبد‬ ‫واإلصابة بالشر تكون من صنع اإلنسان نفسه فلما تكلم عن المعبود‬
‫والعبد فالمس مجرد المس بالخير يثير الغيظ والكراهية‪.‬‬
‫د‪ .‬الكبيسي‪ :‬رائع جدًا قلنا أن التأويل يحتمل ألف وجه‪ ،‬التفسير واحد الذي فسره النبي ‪ ‬ونقله الصحابة‪ .‬الصحابي حجة في المحكم والمتشابه نحن‬
‫حجة على الصحابي من حيث أن هذا المتشابه يكتشف جيل بعد جيل وكل جيل يملي ويعلم الجيل الذي قبله ما فات عليه‪.‬‬
‫آية (‪:)79‬‬
‫صابَكَ ِمن َسيَِّئ ٍة فَ ِمن نَّ ْف ِسكَ َوَأرْ َس ْلن َ=‬
‫َاك لِلنَّ ِ‬
‫اس‬ ‫صابَكَ ِم ْن َح َسنَ ٍة فَ ِمنَ هّللا ِ َو َما َأ َ‬
‫* ما أصل المصيبة؟ وكيف= تكون المصيبة خيراً ( َّما َأ َ‬
‫َرسُوالً َو َكفَى بِاهّلل ِ َش ِهيدًا (‪ )79‬النساء)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫المصيبة مشتقة من جذر (ص و ب) ومنه صارت أصاب (أفعل) يصيب وهذه النازلة مصيبة‪ .‬صوب لما نردع إلى المعجم نجد لها معاني متعددة كلها‬
‫تدور حول معنى اإلنزال ومنه الصيّب الذي هو المطر وفيه معنى النزول‪ .‬الشيء الذي ينزل على اإلنسان قد يكون خيرًا وقد يكون شرًا‪ ،‬ينزل عليه‬
‫الشر مثل المطر قد يكون نافعًا وقد يكون ضارًا المطر إذا نزل في غير موسمه يكون ضارًا يحرق الزرع وفي موسمه يكون غيثًا‪.‬‬ ‫الخير أو ينزل عليه ّ‬
‫العربية أحيانًا تعطي داللة خاصة للفظ تصير له خصوصية يختلف عن أصل معناه‪ .‬معنى أصابه يعني أصابه بخير أو أصابه بشر من حيث اللغة جائز‬
‫صا َب َك مِن َسيِّ َئ ٍة َفمِن نَّ ْف ِس َك) أي ما نزل بك من خير فمن اهلل وما نزل بك من شر فمن نفسك (هذه لنا‬ ‫ِن اللِهّ َو َما أَ َ‬
‫ِن َح َس َن ٍة َفم َ‬ ‫صا َب َك م ْ‬ ‫ولذلك استعمل ( َّما أَ َ‬
‫وقفة فيها)‪ .‬لكن كلمة مصيبة صار لها خصوصية والعربي صار ال يستعملها إال في السوء‪ .‬مصيبة ( ُمفعِلة) من أصاب مثل كلمة نازلة يعني القضية‬
‫ال خاصًا‪ .‬وذكرنا سابقًا كلمة (لغو) كلمة لغو هذا الجذر‬ ‫الشر فقط ولم يقولوا نازلة خير فصار لها استعما ً‬ ‫التي نزلت عليها والعرب استعملوها في ّ‬
‫حرك لسانه باألصوات‬ ‫يحرك لسانه بالماء وكلمة لغو تعني ّ‬ ‫يستعمل لتحريك اللسان في األصل لذلك منه قيل‪ :‬ولِغ الكلب في اإلناء‪ ،‬والكلب لما يشرب ّ‬
‫المصطلح على معانيها‪ .‬لكن هل نقول أن األصوات المصطلح على معانيها نستطيع أن نقول كلها خير؟ كلها شر؟ هي من هذه وهذه‪ .‬لكن العربي‬
‫خصص كلمة لغو‪ ،‬لغا يلغو لغوًا جعله خاصًا بالكالم الذي ال فائدة فيه وبهذا المعنى استعمله القرآن (وإذا مروا باللغو مروا كراما)‪ .‬واللغة ( ُفعلة) من لغا‬
‫يلغو مثل ُفرصة فهي ( ُفعلة) في اللغة‪ .‬اللغة اآلن ال نستعملها في السوء وإنما نستعملها في األصوات المصطلح على معانيها فتكون خصوصية‪ ،‬فصار‬
‫اللغو له خصوصية وإلى يومنا هذا ال نستعمله في الكالم اإلعتيادي وكذلك المصيبة صارت مخصصة لما يسيء اإلنسان‪ .‬ما يصيبه من مصيبة في‬
‫ظاهر األمر يراه سوءًا له ما تراه شرًا فيما أصابك قد ال يكون شرًا وفي الغالب األصل أن ما يصيب المؤمن ليس شرًا وإن رآه شرًا وفي الحديث " عجبًا‬
‫ُصب منه" أي يمتحنه فيصبّره فيصبر فترتفع درجته‪ .‬ففي كل األحوال له‬ ‫ألمر المؤمن إن أمره كله له خير" وفي حديث البخاري "من يُرد اهلل به خيرًا ي ِ‬
‫خيرًا فإذا أصابته مصيبة قال‪ :‬إنا هلل وإنا إليه راجعون‪ .‬نحن هلل سبحانه وتعالى‪ .‬المصيبة هنا بمعنى ما تراه ضررًا‪ .‬عندما يصيبك ضرر ستقول إنا هلل‬
‫وإنا إليه راجعون نحن جزء من ُملك اهلل سبحانه وتعالى هو مالك الملك ونحن جزء منه وهذا الملِك يتصرف بنا كيف يشاء‪ .‬القرآن الكريم جاء على‬
‫أساليب العرب أو إذا عكسنا األمر إن أساليب العرب إرتقت شيئًا فشيئًا إلى أن جاءت إلى لغة القرآن الكريم‪ .‬ال نفهم أن المصيبة هنا بمعنى الخير‪ ،‬إنسان‬
‫يمضي ويعثر بشيء في رجله فتنكسر هذا ظاهره ليس خيرًا لكن يقول‪ :‬إنا هلل وإنا إليه راجعون والحمد هلل يحمد اهلل عز وجل ألنه مستقر في قلبه أن هذا‬
‫له خير قد ال يرى وجه الخير‪ .‬ومن خالل تجارب حياتي أحيانًا يداخلني شيء لعله من الشيطان‪ ،‬يصيبني أمر أقول الحمد هلل ولكن في الداخل أقول ال‬
‫أرى فيه ذرة خير لكن أغالب نفسي وأقول أنا إنسان مؤمن ما دام الرسول ‪ ‬يقول أمره كله خير فإذن هو خير وتمضي األيام وأكتشف ولو بعد سنوات‬
‫ال فيه كل الخير‪ .‬وكل إنسان له مثل هذه التجارب واإلنسان المسلم يثق باهلل سبحانه وتعالى ويتي ّقن وعندنا‬ ‫أن ما قد كان أصابني وظننته شرًا كان فع ً‬
‫‪ L‬الصالح في قصة موسى ‪ ‬في سورة الكهف ظاهره شر إنسان يُق َتل ولده ولكن اهلل تعالى يخبرنا أنه أراد خيرًا‬ ‫دروس حتى أبوا الغالم الذي قتله العبد‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُر ِه َق ُه َما ط ْغ َيا ًنا َوكف ًرا) فقد يكون هذا الغالم محاربًا لإلسالم‪ .‬وقد يسعى اإلنسان لكي يكون له ولد ثم‬ ‫َ‬ ‫ان أََب َوا ُه ُم ْؤ ِم َني ِ‬
‫ْن َف َخ ِشينَا أن ي ْ‬ ‫(وأَ َّما الْ ُغلَا ُم َف َك َ‬
‫باألبوين َ‬
‫يندم على أنه خلفه واهلل تعالى يجعل من يشاء عقيمًا قد يقتل نفسه أن يزق بذرية وال تدري لماذا فقد يأتيك ولد يحارب الدين‪ .‬الذين يحاربون الدين من‬ ‫ّ‬
‫‪ L‬من داخلها" وهو كتاب قيّم‪.‬‬ ‫داخلنا كما يقول محمد محمد حسين في كتابه "حصوننا مهددة‬
‫* استعمال نفس الفعل مع الحسنة والسيئة(تصبك) لكن في كلمة مصيبة حدد الداللة الخاصة بها مع الشيء السيء فهل هناك لمسة‬
‫بيانية في طريقة إستعمال القرآن لهذه األلفاظ؟)؟(د‪.‬حسام= النعيمى)‬
‫القرآن على لغة العرب والعرب كانوا يستعملون المصيبة وأصل اإلستعمال في المصيبة هي الرمية الصائبة للسهم‪ ،‬الرجل إذا إجتهد فأصاب فهو‬
‫مصيب والمرأة يقال أصابت حتى نتجنب القول أنها مصيبة ولو كان هذا يجوز من حيث اللغة‪ ،‬يجوز أن يقال‪ :‬فالنة مصيبة في هذا األمر لكن اإلنسان‬
‫في كالمه ينبغي أن يتجنب ما هو ُمل ِبس إال إذا كان له غاية مثل هذا الذي قال‪:‬‬
‫خاط لي عمرو قباء‪                        ‬ليت عينيه سواء‬
‫عمرو كان خياطًا وكان ممتّعًا بإحدى عينيه (أي أعور) فهل كان يدعو عليه بالعمى أم يدعو عليه بالبصيرة والبصر؟ إذن اإلصابة يمكن أن تستعمل‬
‫للحسنة ما أصابك أي ما نالك ونزل بك‪ ،‬هذا في لغة العرب والمصيبة مخصصة‪.‬‬
‫كيف نسب الحسنة إلى اهلل والمصيبة إلى نفسك؟‬
‫مر ّد األمور جميعًا هي إلى اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬وأنت تقدم أسباب الوصول إلى الحسنة ويقدم اإلنسان أسباب الوصول إلى السيئة وال يكون وصوله إلى‬
‫الحسنة إال بأمر اهلل سبحانه وتعالى وال يكون وصوله إلى السيئة إال بأمر اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬شخص موظف في دائرة يقدم طلبه فال ينفذ إال أن يوافق‬
‫مديره وهلل المثل األعلى اإلنسان يقدم األسباب ويتخذها‪ .‬الطريق الموصل إلى الخير والطريق الموصل إلى الشر من اهلل تعالى م ّكن اإلنسان من أن‬
‫‪ L‬أحد العلماء يبسط المسألة فيقول اهلل سبحانه وتعالى إذا شاء هدى‪ ،‬إذا شاء أن يجعلك مهتديًا له ذلك ألنه ال يُسأل عما يفعل في‬‫يختار (وهديناه النجدين)‬
‫ملكه ‪ ‬وهلل المثل األعلى اإلنسان ال يُسأل عما يفعل في ملكه‪ ،‬والكون كله ملك اهلل سبحانه وتعالى ولذلك (ال يُسأل عما يفعل وهم يُسألون) فهو قادر على‬
‫أن يهدي الجميع وقادر على أن يضل الجميع وال يُسأل وقادر على أن يجعلك تختار طريقك وال يُسأأل‪ .‬حينما يجعلك تختار طريقك هو شاء لك أن تختار‬
‫أو أنت صارت لك مشيئة من ذاتك؟ اهلل يشاء (وما تشاءون إال أن يشاء اهلل) ال تكون لك مشيئة وإال يكون كالمالئكة أو الشياطين‪ ،‬الشياطين ال مجال‬
‫للهداية فيهم والمالئكة ال مجال للضاللة لهم وشاء اهلل عز وجل لهذا اإلنسان أن ينظر في الطريقين وفق ما يبيّنه اهلل سبحانه وتعالى من لطفه وكرمه وإال‬
‫المفروض أن العقل يوصله‪ ،‬مع ذلك أرسل الرسل ومعهم الكتب وبيّن طريق الهداية وطريق الضالل‪ .‬فإذن اإلنسان فيما يسلك طريقًا هو في األصل في‬
‫خانة مشيئة اهلل سبحانه وتعالى التي جعلت لك المشيئة أن تختار‪ .‬أنت ما كنت تستطيع أن تكون ذا مشيئة لوال أن اهلل تعالى شاء لك أن تكون ذا مشيئة‬
‫وال تصل إال ما تريد إال برضى اهلل تعالى فأنت ضمن المشيئة‪.‬‬
‫(ما أصابك من حسنة فمن اهلل) ألنك أنت سعيت وقدّمت لكن أنت ما كنت تستطيع أن تصل للحسنة حتى يرضاها اهلل تعالى فذكر تعالى األصل ألنه‬
‫مرتبط بالحسنة‪ .‬أنت سعيت نحو الحسنة وشاء اهلل سبحانه وتعالى أن تفعلها قدّمت وشاء لك ففعلت‪ ،‬الحسنة تُنسب إلى اهلل تعالى‪ .‬والسيئة أيضًا سعيت‬
‫ض أَ ْم أَ َرا َد‬ ‫ُ‬
‫ْري أَ َش ٌّر أ ِري َد ِب َمن فِي الْأَ ْر ِ‬
‫(وأَنَّا لَا َند ِ‬
‫وشاء اهلل تعالى لك أن تصل ولو أراد اهلل ما وصلت لكن يبقى منحصرًا بك ألنك سعيت وكما قال الجن َ‬
‫ِب ِه ْم َربُّ ُه ْم َر َشدًا) الخير معقود هلل تعالى دائمًا على أننا نؤمن بالقدر خيره وشره من اهلل سبحانه وتعالى فنسبت الحسنة إلى اهلل تعالى وحصرت السيئة‬
‫بنفسك مع أن نفسك سعت في الحسنة وسعت في السيئة وفي الحالين كانت بالمشيئة وهو تعليم للمسلم كيف يتأدب مع اهلل سبحانه وتعالى وأن ينسب الخير‬
‫‪ L‬هذا ما وصل إليه إجتهادي فإن كان خيرًا فمن اهلل تعالى وإن كان شرًا فمن نفسي‬ ‫هلل وأن ينسب السوء لنفسه ولذلك نجد علماءنا يقولون عندما يكتبون‪:‬‬
‫ومن الشيطان وهذا من األدب مع اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)82‬‬
‫* في سورة النساء قال تعالى (َأفَاَل يَتَ َدبَّرُونَ ْالقُرْ َآنَ َولَوْ َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َغي ِْر هَّللا ِ لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬
‫اختِاَل فًا َكثِيرًا (‪ ))82‬فهل هناك إختالف‬
‫قليل؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫والحث والسؤال اإلستنكاري كيف هؤالء يقولون أن هذا من عند غير اهلل؟ أال ينظرون في آياته؟ (أفال‬ ‫ّ‬ ‫(أفال يتدبرون القرآن) هذا نوع من التحضيض‬
‫يتدبرون القرآن)‪  ‬لما يدعوهم إلى تدبره معناه أنه ليس فيه إختالف وال ريب وليس فيه مشكل ثم يقول لهم (ولو كان من عند غير اهلل لوجدوا فيه إختالفًا‬
‫كثيرا) هم كأنهم يلقون هذا الشيء كأنهم يرونه ويلمسونه (لوجدوا فيه إختالفًا كثيرا) السؤال يقول‪ :‬كأنه لما قال كثيرًا مفهوم المخالفة كأن فيه إختالف‬
‫ال كثيرًا‪ .‬قلت كثيرًا لنوع من المبالغة أي اإلكثار من الشيء وليس‬ ‫قليل‪ ،‬هو ليس هكذا‪( .‬لو) حرف إمتناع المتناع تقول‪ :‬لو زارنا زيد لوهبناه ما ً‬
‫المبالغة كما تفهم اآلن بمعنى الكذب‪ ،‬العرب تستعمل المبالغة لإلكثار مثل غفر غافر والمبالغة فيها غفور وغ ّفار‪.‬فالبمالغة ليست بمعنى الكذب وإنما‬
‫كرم بكثرة‪ .‬هو ما زارنا إذن ما ُو ِهب ال قلي ً‬
‫ال وال كثيرًا فإمتنعت الهبة إلمتناع الزيارة‬ ‫الكثرة فيها‪ .‬فلما قال ‪ :‬لو زارنا زيد لوهبناه ما ً‬
‫ال كثيرًا تعني نحن نُ ِ‬
‫فما أخذ ال من القليل وال من الكثير‪ .‬وهنا أيضًا لو كان من عند غير اهلل ولكن هذا القرآن من عند اهلل فلو كان من عند غير اهلل لوجدوا فيه إختالفًا كثيرًا ‪.‬‬
‫إمتنع اإلختالف قليله وكثيره إلمتناع كونه من عند غير اهلل‪ .‬يبقى هذا اإلختالف الكثير كما قلنا للمبالغة لو كان من عند غير اهلل كانوا وجدوا فيه إختالفًا‬
‫كثيرًا لكن أصل اإلختالف إمتنع إلمتناع كونه من عند غير اهلل فهو من اهلل إذن ليس فيه خالف‪ .‬تمامًا كما في المثل الذي ذكرناه وقلناه (لو زارنا زيد‬
‫ال كثيرًا) إمتنعت هبة المال بقليله وكثيره إلمتناع الزيارة‪ .‬وقلنا (لو) حرف إمتناع إلمتناع فال يقال القرآن فيه إختالف قليل كال هو ال فيه‬ ‫لوهبناه ما ً‬
‫إختالف قليل وال كثير‪ .‬اإلختالف كله منفي ألن القرآن هو من عند اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫تقديم أو تأخير وهي‬
‫بحرف أو حرك ٍة أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫هدفنا أن نوجه أنظار المسلمين إلى هذه األساليب في قراءة القرآن من حيث تدبره أو تفكيره في آيتين تختلفان‬
‫ون الْ ُق ْرآَ َن ﴿‪ ﴾82‬النساء) والتدبر هو أن تبقى وراء اآلية يومًا بعد يوم يومًا بعد يوم إلى أن تدرك األسرار التي فيها وهذه‬ ‫أرقى األساليب (أَ َفلَا َي َتدَب ُ‬
‫َّر َ‬
‫أعظم أنواع القراءات وأكثرها أجرًا‪.‬‬
‫ُون ْالقُرْ آنَ (‪ )82‬النساء) التدبر مشتق من ال َدبَر أي الظهر فكيف= يراد به التأمل؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫*(َأفَالَ يَتَ َدبَّر َ=‬
‫ومعان‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫جعلوا الفعل تدبر بمعنى تأمل وتفكر ألننا إذا قلنا تدبر المسألة أردنا نظر في غائبها وعاقبتها وتدبر األمر نظر في ما وراءه من ِح َكم‬
‫آية (‪:)84‬‬
‫*ما هو إعراب كلمة نفسك في قوله تعالى (ال تُكلّف إال نفسك)؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫كلّف فعل يأخذ مفعولين المفعول األول هو مستتر نائب فاعب تقديره أنت والمفعول الثاني هو (نفسك)‪.‬‬
‫آية (‪:)85‬‬
‫*ما الفرق بين النصيب والكفل في سورة النساء من حيث المعنى وداللة استخدامهما في القرآن؟‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى‪=:‬‬
‫ان اللُهّ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء ُّمقِيتًا {‪ )}85‬من‬ ‫اع ًة َسيِّ َئ ًة َي ُكن لَّ ُه ِك ْف ٌل ِّم ْن َها َو َك َ‬
‫يب ِّم ْن َها َو َمن َي ْش َف ْع َش َف َ‬ ‫َة َي ُكن لَّ ُه ن ِ‬
‫َص ٌ‬ ‫اع ًة َح َسن ً‬
‫(من َي ْش َف ْع َش َف َ‬ ‫قال تعالى في سورة النساء َّ‬
‫معاني الكفل في اللغة النصيب المساوي ومنها المِثل‪ .‬أما النصيب فهو ُُمطلق والنصيب عام صغير وكبير وأكبر وليس له شيء محدد‪ .‬وفي القرآن‬
‫الكريم استخدمت كلمة كفل عند ذكر السيئة (له كفل منها) ألن السيئات تُجزى بقدرها وال يزيد عليها بدليل قوله تعالى (ومن عمل سيئة فال يُجزى إال‬
‫مثلها)‪ ،‬أما الحسنة فتضاعف وتتسع وتعظم وقد تكون عشرة أضغاف وقد تكون أكثر ولم يحدد أنها مثلها لذا جاءت كلمة نصيب مع الحسنات ألن الحسنة‬
‫لها نصيب أكثر من السيئات‪.‬‬
‫ْر ِّم ْن َها (‪ )89‬النمل) أما‬ ‫فلما قال الشفاعة الحسنة قال يكن له نصيب منها ليس مثلها وإنما أعلى منها ألن الحسنة بعشر أمثالها ( َمن َجاء ِبالْ َح َس َن ِة َفلَ ُه َخي ٌ‬
‫ُج َزى إِلَّا م ِْثلَ َها (‪ )40‬غافر) فاستعمل الكفل للشفاعة السيئة واستعمل النصيب مع الشفاعة الحسنة ألنها قد تكون عشر‬ ‫ِل َسيِّ َئ ًة َفلَا ي ْ‬
‫السيئة فمثلها ( َم ْن َعم َ‬
‫ُؤ ِت ُك ْم ِك ْفلَي ِ‬
‫ْن مِن َّر ْح َم ِت ِه (‬ ‫أمثالها أما ما قاله بعض اللغويين أن النصيب في األمور الحسنة والكفل في األمور السيئة فهذا غير صحيح ألن اهلل تعالى قال (ي ْ‬
‫ار (‪ )47‬غافر) لكن الكفل من معانيه المِثل ولذلك استعمله مع السيئة‪ ،‬يقول كفلين أي مثلين‬ ‫َصيبًا ِّم َن النَّ ِ‬
‫ون َعنَّا ن ِ‬ ‫‪ L‬وقال ( َف َه ْل أَنتُم ُّم ْغنُ َ‬ ‫‪ )28‬الحديد)‬
‫واألجر يضاعف‪.‬‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫ان اللَّ ُه َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء ُمقِي ًتا ﴿‪ ﴾85‬النساء) عندما‬
‫اع ًة َسيِّ َئ ًة َي ُك ْن لَ ُه ِك ْف ٌل ِم ْن َها َو َك َ‬
‫يب ِم ْن َها َو َم ْن َي ْش َف ْع َش َف َ‬ ‫اع ًة َح َسن ً‬
‫َة َي ُك ْن لَ ُه ن ِ‬
‫َص ٌ‬ ‫في قوله تعالى ( َم ْن َي ْش َف ْع َش َف َ‬
‫نرجع إلى معجمات اللغة نجد أن كلمتي نصيب وكفل يكادان يكونان بمعنى واحد بل عندما يفسرون النصيب يقولون الحظ أي الجزء ولما يأتون إلى‬
‫الكفل يقولون الحظ أو النصيب أي يفسرون الكفل بالنصيب‪ .‬فعندما نأتي إلى اللسان‪" :‬والنصيب الحظ من كل شيء‪ -‬الحظ يعني الجزء من كل شيء‪-‬‬
‫والكفل النصيب ويرجع ويقول الكفل الحظ"‪،‬وهو قال النصيب الحظ‪ .‬لكن يبقى هناك فارق جزئي بسيط بين الكلمتين فعندما ننظر في كلمة نصيب نجد‬
‫أن النون والصاد والباء من نصب الشيء يعني جعله شاخصًا نصبه ومنه األنصاب وما ذبح على النصب هذه الحجارة الكبيرة الظاهرة الشاخصة فعندما‬
‫يقول نصيب كأنه شيء شاخص ظاهر‪.‬‬
‫الكفل أصله في اللغة هو الثوب الذي يدار ويجعل على شكل حلقة ويوضع على سنام البعير ألن السنام ال يمكن أن يجلس عليه فيديرون ثوبًا يضعونه‬
‫على السنام حتى يجلس عليه الراكب أو يضعه خلف السنام فيستقر ويجلس عليه هذا أصل كلمة الكفل ولذلك هو يمثل تغطية جزء من ظهر البعير فقالوا‬
‫هو كالنصيب ألنه يغطي جزءًا منه الصورة عندما يقول هذا جزء وهذا جزء‪ .‬صورة الجزئية مع النصيب صورة ظاهرة بارزة وصورة الجزئية مع‬
‫الكفل صورة مختفية مخفية مجلوس عليه لذلك نجد أن كلمة النصيب تستعمل في الخير وفي الشر‪ :‬له نصيب من الخير وله نصيب من الشر بحسب‬
‫السياق‪ .‬كلمة الكفل استعملها في الشفاعة السيئة ألن هذا النصيب هو ال يريد أن يبرزه‪ ،‬أن يظهره‪ ،‬كأنه يخجل منه‪ ،‬يستحي منه فما استعمل النصيب هذا‬
‫البارز ألن مع السيئة سيئة يريد أن يتستر لكن له منها برغم تستره ألن عامل السيئة ال يعملها جهارًا نهارًا إال إذا كان سفيهًا والعياذ باهلل وكان المجتمع‬
‫يرخص له بذلك والعياذ باهلل‪ .‬فانظر إلى اختالف الصورتين في اللغة واستعمل القرآن الكريم هذا األمر أيضًا فكان ممكن أن يقول في غير القرآن (من‬
‫يشفع شفاعة حسنة يكن له كفل منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها) يكررها في غير القرآن أو (ومن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها‬
‫ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له نصيب منها) لكن كأنما أريد لقارئ القرآن أن يتذوق وأن يتحسس هذا الفارق بين الصورتين المتخيلتين‪ :‬صورة النصيب‬
‫ِن َر ْح َم ِت ِه (‪ )28‬الحديد) اثنان‬ ‫ُؤ ِت ُك ْم ِك ْفلَي ِ‬
‫ْن م ْ‬ ‫البارز الشاخص وصورة الكفل المستور لهذا لما استعمل القرآن الكريم كلمة الكفل في الخير ضاعفها فقال (ي ْ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِين آ َمنُوا اتَّ ُقوا الل َه‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫حتى يظهر ولم يقل نصيب ألن النصيب واحد وهو يريد أن يكثره وأن يضاعفه ثم هو تشجيع لهم فاآلية نزلت في النصارى ( َيا أيُّ َها الذ َ‬
‫ُ‬
‫ُؤ ِتك ْم‬ ‫‪َ ( L‬يا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا) أي الذين آمنوا بعيسى عليه السالم (اتَّ ُقوا اللَّ َه َوآَ ِمنُوا ِب َر ُسولِهِ) أي بمحمد صلى اهلل عليه وسلم (ي ْ‬ ‫َوآَ ِمنُوا ِب َر ُسولِ ِه (‪ )28‬الحديد)‬
‫ِن َر ْح َم ِتهِ) فعندما استعمله للخير ضاعفه هذا شيء‪.‬‬ ‫ْن م ْ‬‫ِك ْفلَي ِ‬
‫شيء آخر لو نظرنا إلى كلمة نصيب وكفل من حيث أحرف اللغة‪ :‬األصوات نون – صاد ‪ -‬باء‪ ،‬النون حرف متوسط بين الشدة والرخاوة يقابله الالم‬
‫بين الشدة والرخاوة لكن نجد النون في نصيب أعلى بشيء وهو ال ُغنّة‪ .‬هذا الحرف الذي هو النون كالالم فهذا فيه حرف متوسط وهذا فيه حرف متوسط‬
‫لكن النون فيه زيادة على الالم هذه ال ُغنّة التي يقال عنها أنها صوت محبب يخرج من الخيشوم ففيه ميزة‪ .‬عندما نأتي للصاد والفاء كالهما مهموس‬
‫فالصاد مهموس والفاء مهموس الصاد رخو والفاء رخو فكأنهما بمنزل واحد ثم يرتقي الصاد ألن فيه إطباقًا والفاء مستتر‪ .‬فإذن صار عندنا النون والالم‬
‫مجهوران متوسطان لكن النون فيه غنة‪ ،‬الصاد والفاء مهموسان رخوان لكن الصاد يعلو في ما فيه من إطباق‪ ،‬الباء والكاف كالهما شديد انفجاري لكن‬
‫يعلو الباء في أنه معه اهتزاز الوترين مجهور فالباء شديد مجهور والكاف شديد مهموس فمجموع أحرف نصيب أبرز من مجموع أحرف كفل فواءمت‬
‫العربية هنا اللغة‪ .‬لكن القرآن استفاد من اللغة ووضع هذا هنا وهذا هنا في مكانه نحن‪ -‬مع نظرنا حقيقة في علو لغة القرآن‪ -‬نريد أن نؤكد في الوقت‬
‫نفسه سمو هذه العربية التي اختارها اهلل عز وجل لغة لكتابه فليأتونا بمثل هذا في لغة أخرى‪ .‬آالف األلفاظ من هذه الطريقة لما نوازن بين األصوات‬
‫واالختيارات فليأتوا بعشرة ألفاظ لفظ من هنا ولفظ من هنا فيه مثل هذه الميزة‪ .‬نقول هذا حتى ال ينكفئ على نفسه متكلم العربية حتى يعلم أن لغته لغة‬
‫سامية ومن أجل ذلك جاء بها كتاب اهلل عز وجل‪.‬‬
‫الحظ نصيب وكفل المعنى يكاد يكون متقاربًا وفي العربية ليس هنالك ترادف إال في بعض حتى بعض األسماء‪ .‬المفردات في االسم ممكن أن يكون هذا‬
‫‪ L‬والسكين ممكن أن تكون المدى المستعملة عند ِغفار لها هيئة معينة غير هيئة السكاكين عند‬ ‫االسم في هذه القبيلة له هيئة مخالفة للهيئة فقضية المدية‬
‫غيره فهذه كانت مدية وهذه سكين قد يصح هذا لكن كم عندنا مما اجتمع من اللهجات من هذه المخالفة؟ قليل لكن اللغة العامة ولغة القرآن ليس فيها‬
‫ترادف وال كلمة تصح مكان كلمة ومثال هذا النصيب‪ :‬الحظ من الشيء‪ ،‬والكفل‪ :‬الحظ من الشيء ولكن لماذا مع الحسنة استعمل نصيب ومع السيئة‬
‫استعمل كفل إذا كانا بمعنى واحد؟ والمعاجم تفسر بعض الكلمات ببعض على التساهل ألنه يؤدي هذا المعنى هو ال ينظر إلى تلك الدقة فهو عندما يقول‬
‫له كفل من هذا الشيء أي له حظ منه جزء منه‪ ،‬له نصيب من هذا فله جزء‪ ،‬فالداللة واحدة فالذي يشفع شفاعة حسنة له شيء من هذه الحسنة والذي‬
‫يشفع شفاعة سيئة له شيء من هذه السيئة هذا المعنى العام‪ .‬ولكن عندما تأتي إلى اختيار األلفاظ تجد أنه اختيرت كلمة نصيب هنا لهذا واختيرت كلمة‬
‫كفل هنا لهذا‪ .‬سيئة اإلنسان يتستر فيها فاختير له اللفظ الذي يدل على الجزء مما هو مستور مخفي منخفض‪ ،‬والحسنة ألن اإلنسان يظهرها ثم هي‬
‫تضاعف وتنمو بخالف السيئة الثابتة المستقرة فهذه المضاعفة والنمو تجعلها شاخصة الحسنة وفيها تشجيع ظهور فهذا معنى نصيب ومعنى كفل‪.‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيالً‪:‬‬
‫النصيب هو الحظ من كل شيء خيرًا كان أم شرًا وبما أنه اقترن بالشفاعة الحسنة فهو جزاء بالخير وقد اختير النصيب دون الجزاء إشارة إلى أنه قد‬
‫يكون للشافع أجر أكثر من ثواب من شفع عنده أما شافع السوء فقد خص اهلل جزاءه بالكفل بمعنى المثل إيذانًا بأن مرتكب السيئة ال يجزى إال مثلها‬
‫واختيرت كلمة الكفل لشافع السوء دون الجزاء أو النصيب ألنها ال تختص إال بالشر والشدة‪.‬‬
‫آية (‪:)86‬‬
‫(وِإ َذا ُحيِّيتُ ْم بِتَ ِحيَّ ٍة فَ َحيُّوا بَِأحْ َس=نَ ِم ْنهَا َأوْ ُر ُّدوهَا ِإ َّن هَّللا َ َك==انَ َعلَى ُك= ِّل َش= ْي ٍء‬
‫* لماذا جاءت كلمة (بأحسنَ ) منص==وبة في قوله تع==الى َ‬
‫َح ِسيبًا (‪ )86‬النساء)؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫(وج ّر بالفتحة ما ال ينصرف) وهي صيغة على وزن أفعل‪ .‬أحسن‪ :‬إسم‬ ‫بأحسن ليست منصوبة ولكنها مجرورة بالفتحة ألنها ممنوعة من الصرف ُ‬ ‫َ‬
‫تفضيل على وزن الفعل فالقاعدة تقول إن الوصفية إذا كانت على وزن الفعل تمنع من الصرف ما لم تونّث بالتاء‪.‬‬
‫ون ِباللَّ ِه ُّ‬
‫الظنُونَا (‪ )10‬األحزاب) أسفلَ‬ ‫َاج َر َو َت ُظنُّ َ‬
‫وب الْ َحن ِ‬
‫َت الْ ُقلُ ُ‬
‫ار َو َبلَغ ِ‬ ‫اغ ِت الْأَب َ‬
‫ْص ُ‬ ‫ِن أَ ْس َف َل ِم ْن ُك ْم َوإِ ْذ َز َ‬ ‫وكذلك في قوله تعالى (إِ ْذ َجا ُءو ُك ْم م ْ‬
‫ِن َف ْو ِق ُك ْم َوم ْ‬
‫مجرورة بالفتحة ألنها ممنوعة من الصرف ومثلها أصفر وأخضر وأحمر‪.‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)25‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫( َوإِ َذا ُحيِّ ْيتُم ِب َت ِحيَّ ٍة َف َحيُّواْ ِبأَ ْح َس َن ِم ْن َها أَ ْو ُرد َ‬
‫ُّوها (‪ )86‬النساء) انظر كيف يعلّم اهلل تعالى الناس التسابق إلى الخيرات ويخلّقهم بأخالق اإلسالم فقال فحيوا‬
‫بأحسن منها‪  ‬فقدم الرد باألحسن وعطف عليه ما يماثله ليعلمنا أن رد السالم باألفضل هو المقدم أال ترى أنك تقول لمن سلم عليك (وعليكم السالم)‬
‫فقدمت عليكم على المبتدأ السالم وهذا تقديم يفيد التخصيص للمخاطب فكان أحسن من السالم عليكم‪.‬‬
‫آية (‪:)89‬‬
‫ْث ثِقِ ْفتُ ُم==وهُْ=م (‪ )91‬النس==اء) (فَ ُخ= ُذوهُ ْم َوا ْقتُلُ==وهُ ْم َحي ُ‬
‫ْث‬ ‫* ما الف==رق بين ثقفتم==وهم= ووج==دتموهم= في اآلي==ات (فَ ُخ= ُذوهُْ=م َوا ْقتُلُ==وهُ ْم َحي ُ‬
‫َو َجدتَّ ُموهُْ=م (‪ )89‬النساء)؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫وه ْم َوأُ ْولَـ ِئ ُك ْم َج َعلْنَا لَ ُك ْم َعلَ ْي ِه ْم ُسلْ َطا ًنا ُّم ِبي ًنا‬ ‫وه ْم َحي ُ‬
‫ْث ِث ِق ْفتُ ُم ُ‬ ‫السلَ َم َو َي ُك ُّف َواْ أَ ْي ِد َي ُه ْم َف ُخ ُذ ُ‬
‫وه ْم َو ْاقتُلُ ُ‬ ‫ثقف تستعمل غالبًا في الحرب ( َفإِن لَّ ْم َي ْع َت ِزلُو ُك ْم َويُلْ ُقواْ إِلَ ْي ُك ُم َّ‬
‫اج ُرواْ‬ ‫ال َتتَّ ِخ ُذواْ ِم ْن ُه ْم أَ ْولَِياء َحتَّ َى ُي َه ِ‬ ‫ون َس َواء َف َ‬ ‫ون َك َما َك َف ُرواْ َف َت ُكونُ َ‬ ‫(‪ ))91‬هذه حرب أما وجدتموهم فهي عامة وليست متعلقة بالحرب فقط ( َودُّواْ لَ ْو َت ْك ُف ُر َ‬
‫يرا (‪ ))89‬هذه ليس فيها حرب‪ .‬ثقفتموهم أي ظفرتم بهم‪ .‬ثقف‬ ‫َص ً‬‫ال ن ِ‬ ‫ال َتتَّ ِخ ُذواْ ِم ْن ُه ْم َولِيًّا َو َ‬ ‫ْث َو َجدتَّ ُمو ُه ْم َو َ‬ ‫وه ْم َحي ُ‬ ‫يل اللِهّ َفِإن َت َولَّ ْواْ َف ُخ ُذو ُه ْم َوا ْقتُلُ ُ‬
‫فِي َس ِب ِ‬
‫هي ظفر به‪ .‬هذه لغة المعجم وليست خصوصية لالستعمال القرآني ولو بحثت في المعجم عن ثقف ستجد معناها ظفرت به‪ .‬إذن ثقفتموهم في الحرب‬
‫والسلَم أي الصلح‪.‬‬ ‫ووجدتموهم عامة َ‬
‫وا لَوْ تَ ْكفُرُونَ َك َما َكفَر ْ‬
‫ُوا فَتَ ُكونُونَ َس َواء (‪ )89‬النساء) انظر إلى هذه البالغة في التعبير فقد عبّر هللا تعالى عن رغبة المنافقين‬ ‫*( َو ُّد ْ=‬
‫في تكفير المؤمنين بالفعل (و ّد) بينما عبّر عن فعل المؤمنين بإدخ==ال اإليم==ان إلى قل==وب المن==افقين بالفعل (أتري==دون) وذلك في قوله‬
‫ض َّل هّللا ُ (‪ ))88‬فما وجه البالغة في هذا اإلختيار؟(ورتل= القرآن ترتيالً)‬
‫ُوا َم ْن َأ َ‬
‫تعالى (َأتُ ِري ُدونَ َأن تَ ْهد ْ‬
‫عبّر اهلل تعالى عن محاولة المؤمنين باإلرادة ألنه ينشأ عنها الفعل فالمؤمنون يستقربون حصول اإليمان من المنافقين ألن اإليمان قريب من فطرة‬
‫‪ L‬إال تمنّيًا وودًا ولذلك‬
‫اإلنسان بينما عبّر عن محاولة المنافقين بالو ّد ألن المنافقين يعلمون أن المؤمنين ال يرتدون عن دينهم فلم يكن طلبهم تكفير المؤمنين‬
‫ون َك َما َك َف ُرواْ َف َت ُكونُ َ‬
‫ون َس َواء)‪.‬‬ ‫(ودُّواْ لَ ْو َت ْك ُف ُر َ‬
‫عبّر عنه بقوله َ‬
‫آية (‪:)92‬‬
‫وا فَِإن َك==انَ‬ ‫ص َّدقُ ْ=‬
‫*( َو َما َكانَ لِ ُمْؤ ِم ٍن َأن يَ ْقتُ َل ُمْؤ ِمنًا ِإالَّ خَ طًَئا َو َمن قَت ََل ُمْؤ ِمنًا َخطًَئا فَتَحْ ِري ُ=ر َرقَبَ ٍة ُّمْؤ ِمنَ ٍة َو ِديَةٌ ُّم َسلَّ َمةٌ ِإلَى َأ ْهلِ ِه ِإالَّ َأن يَ َّ‬
‫ق فَ ِديَ=ةٌ ُّم َس=لَّ َمةٌ ِإلَى َأ ْهلِ= ِه َوتَحْ ِري= ُ=ر َرقَبَ= ٍة ُّمْؤ ِمنَ=ةً‬ ‫ِمن قَوْ ٍم َع ُد ٍّو لَّ ُك ْم َوهُ َو ْمْؤ ِم ٌن فَتَحْ ِري ُ=ر َرقَبَ ٍة ُّمْؤ ِمنَ ٍة َوِإن َكانَ ِمن قَوْ ٍم بَ ْينَ ُك ْم َوبَ ْينَهُْ=م ِّميثَا ٌ‬
‫صيَا ُ=م َش ْه َر ْي ِن ُمتَتَابِ َع ْي ِن تَوْ بَةً ِّمنَ هّللا ِ َو َك==انَ هّللا ُ َعلِي ًما َح ِكي ًما (‪ )92‬النس==اء) ق = ّدم التحرير على الدية أوالً ثم أ ّخر التحرير‬ ‫فَ َمن لَّ ْم يَ ِج ْد فَ ِ‬
‫على الدية فما الحكم من التقديم والتأخير في اآلية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال يريدون أموا ً‬
‫ال وليس لديهم عالقة بالتحرير‪ ،‬والتآلف بينهم يكون بالفدية وليس بالتحرير كيف تزيل العداوة‬ ‫إحداها على قوم أعداء يريدون الفدية أو ً‬
‫وهم يتقاتلون؟ تعطيهم الفدية حتى تهدأ النفوس فيبدأ بالفدية ألن هؤالء أعداء ويحتمل أن يحصل ضغائن وقد ينقضون الميثاق بينهم لكن األولى قوم‬
‫مؤمنون فقدّم التحرير على الفدية‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً)‪:‬‬
‫ال َخ َط ًئا (‪ )92‬النساء) انظر إلى هذا االبتداء الذي يه ّول به اهلل سبحانه وتعالى أمر قتل المسلم أخاه المسلم ولذلك جعله‬ ‫ِن أَن َي ْق ُت َل ُم ْؤ ِم ًنا إِ َّ‬ ‫( َو َما َك َ‬
‫ان لِ ُم ْؤم ٍ‬
‫ال َخ َط ًئا)‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِن أن َي ْقتُ َل ُم ْؤ ِم ًنا إِ َّ‬ ‫في حيّز ما ال يكون فبدأه بالنفي والحصر في الخطأ بـ (إال) فقال ( َو َما َك َ‬
‫ان لِ ُم ْؤم ٍ‬
‫*( َو َمن قَت ََل ُمْؤ ِمنًا َخطًَئا فَتَحْ ِري ُر َرقَبَ ٍة ُّمْؤ ِمنَ ٍة َو ِديَ=ةٌ ُّم َس=لَّ َمةٌ ِإلَى َأ ْهلِ= ِه (‪ )92‬النس==اء) ع= ّل س==ائالً يق==ول لِ َم جعل تحرير رقبة العبد ديّة‬
‫للقاتل وهذا ال يعود على أهل الميت؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إن تحرير الرقبة جعله اهلل تعالى بد ً‬
‫ال من تعطيل حق اهلل تعالى في ذات القتيل فإن القتيل عب ٌد من عباد اهلل تعالى ويُرجى من نسله من يقوم بعبادة اهلل‬
‫وطاعة دينه فلم بخلو القاتل من أن يكون ف ّوت بقتله هذا الوصف‪ .‬وأمر آخر نبّهت عليه هذه اآلية هو أن الحريّة حياة والعبوية موت فمن تسبب في موت‬
‫‪L‬‬
‫نفس حيّة كان عليه السعي في إحياء نفس كالميتة وهي المستعبدة‪.‬‬
‫*(فَِإن َكانَ ِمن قَوْ ٍم َعد ٍُّو لَّ ُك ْم َوه َُو ْمْؤ ِم ٌن فَتَحْ ِري= ُر َرقَبَ= ٍة ُّمْؤ ِمنَ= ٍة (‪ )92‬النس==اء) لِ َم اقتص==رت الكف==ارة هنا على تحرير= الرقبة دون دفع‬
‫الديّة لهم؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ألن الدية جبر لخاطر أولياء الدم فلما كانوا أعداء اهلل تعالى لم تكن حكمة في جبر خواطرهم‪.‬‬
‫آية (‪:)93‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)18‬‬
‫ًأ‬‫َ‬ ‫اَّل‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬
‫النساء(و َما َكانَ لِ ُمْؤ ِم ٍن ْن يَقتُ َل ُمْؤ ِمنًا ِإ خَ ط َو َم ْن‬ ‫َ‬ ‫*ما الفرق بين استخدام صيغة الماضى والمضارع= فى قوله تعالى فى سورة‬
‫ْ‬
‫))و(و َم ْن يَقتُلْ ُمْؤ ِمنًا ُمتَ َع ِّمدًا فَ َجزَ اُؤ هُ َجهَنَّ ُم خَالِدًا فِيهَا‬
‫َ‬ ‫قَتَ َل ُمْؤ ِمنًا َخطًَأ فَتَحْ ِري ُر َرقَبَ ٍة ُمْؤ ِمنَ ٍة َو ِديَةٌ ُم َسلَّ َمةٌ ِإلَى َأ ْهلِ ِه ِإاَّل َأ ْن يَ َّ‬
‫ص َّدقُوا‪92(..‬‬
‫ب هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َولَ َعنَهُ َوَأ َع َّد لَهُ َع َذابًا َع ِظي ًما (‪))93‬؟( د‪.‬فاضل= السامرائى)‬ ‫ض َ‬‫َو َغ ِ‬
‫ِن أَ ْن َي ْقتُ َل ُم ْؤ ِم ًنا إِلَّا َخ َطأً َو َم ْن َق َت َل ُم ْؤ ِم ًنا َخ َطأً َف َت ْح ِر ُ‬
‫ير َر َق َب ٍة ُم ْؤ ِم َن ٍة‬ ‫استخدام صيغة الماضي والمضارع في القرآن كثير مثل قوله تعالى ( َو َما َك َ‬
‫ان لِ ُم ْؤم ٍ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫اق َف ِد َية ُم َسل َمة إِلَى أ ْهلِ ِه‬ ‫ُ‬
‫ِن َق ْو ٍم َب ْي َنك ْم َو َب ْي َن ُه ْم مِي َث ٌ‬
‫ان م ْ‬‫ير َر َق َب ٍة ُم ْؤ ِم َن ٍة َوإِ ْن َك َ‬ ‫ُو لَ ُك ْم َو ُه َو ُم ْؤم ٌ‬
‫ِن َف َت ْح ِر ُ‬ ‫ِن َق ْو ٍم َعد ٍّ‬ ‫ان م ْ‬ ‫ص َّد ُقوا َف ِإ ْن َك َ‬‫َو ِد َي ٌة ُم َسلَّ َم ٌة إِلَى أَ ْهلِ ِه إِلَّا أَ ْن َي َّ‬
‫ان اللَّ ُه َعلِي ًما َحكِي ًما (‪ )92‬النساء) وقوله تعالى ( َو َم ْن َي ْقتُ ْل ُم ْؤ ِم ًنا ُم َت َع ِّمدًا َف َج َزا ُؤ ُه‬ ‫ِن اللَّ ِه َو َك َ‬‫ْن َت ْو َب ًة م َ‬‫ْن ُم َت َتا ِب َعي ِ‬
‫‪L‬‬ ‫ص َيا ُم َش ْه َري ِ‬‫ير َر َق َب ٍة ُم ْؤ ِم َن ٍة َف َم ْن لَ ْم َي ِج ْد َف ِ‬
‫َو َت ْح ِر ُ‬
‫ض َب الله َعل ْي ِه َول َع َنه َوأ َع َّد له َعذابًا َع ِظي ًما (‪ )93‬النساء) أي كلما سنحت له الفرصة قتل وهذا دليل التكرار لذا جاء الفعل بصيغة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َج َهنَّ ُم َخالِدًا فِي َها َو َغ ِ‬
‫المضارع‪ .‬وكذلك في قوله تعالى (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه) صيغة المضارع ألن الشكر يكون في كل لحظة على كل نعم اهلل أما (ومن كفر) جاء‬
‫ضغَا َن ُك ْم (‪ )37‬محمد) سؤال متكرر ألن سؤال‬ ‫ُخ ِر ْج أَ ْ‬
‫ْخلُوا َوي ْ‬ ‫ُح ِف ُك ْم َتب َ‬ ‫بصيغة الماضي ألن الكفر يحصل مرة واحدة فقط‪ .‬وقال تعالى (إِ ْن َي ْسأَلْ ُك ُم َ‬
‫وها َفي ْ‬
‫ِن لَدُنِّي ُع ْذ ًرا (‪ )76‬الكهف) السؤال‬
‫اح ْبنِي َق ْد َبلَ ْغ َت م ْ‬
‫ص ِ‬ ‫ال إِ ْن َسأَلْتُ َك َع ْن َش ْي ٍء َب ْعد َ‬
‫َها َفلَا تُ َ‬ ‫األموال متكرر فجاء الفعل بصيغة المضارع‪ ،‬وقال تعالى ( َق َ‬
‫حصل مرة واحدة فجاء بصيغة الماضي‪.‬‬
‫ب هَّللا ُ َعلَ ْي ِه ْم َولَ َعنَهُ ْم َوَأ َع َّد لَهُ ْم َجهَنَّ َم َو َسا َء ْ‬
‫ت‬ ‫َض َ‬
‫و(وغ ِ‬ ‫ب هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َولَ َعنَهُ َوَأ َع َّد لَهُ َع َذابًا ع ِ‬
‫َظي ًما (‪ )93‬النساء) َ‬ ‫َض َ‬
‫*ما الفرق بين ( َوغ ِ‬
‫صيرًا ﴿‪ ﴾6‬الفتح)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫َم ِ‬
‫ض َب اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َولَ َع َن ُه َوأَ َع َّد لَ ُه َع َذابًا َع ِظي ًما ﴿‪ ﴾93‬النساء) انتهى يعني حصل قرار وال‬ ‫آيتان عجيبة ( َو َم ْن َي ْقتُ ْل ُم ْؤ ِم ًنا ُم َت َع ِّمدًا َف َج َزا ُؤ ُه َج َهنَّ ُم َخالِدًا فِي َها َو َغ ِ‬
‫ْن ﴿‪ ﴾45‬المائدة) وإذا ُقتِل القاتل فقد بريء دمه وبريء من الذنب ألن‬ ‫ْ‬
‫ْن ِبال َعي ِ‬ ‫ْ‬
‫س َوال َعي َ‬ ‫س ِبالنَّ ْف ِ‬ ‫رجعة عنه هناك من قتل نفسًا بغير نفس هذا قصاص (النَّ ْف َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫السيف محاء للخطايا القصاص يمحو الذنب‪ .‬هنا جريمة قتل ال تمحى وال تغفر مهما حصل ( َو َم ْن َيقتُل ُم ْؤ ِم ًنا ُم َت َع ِّمدًا) يقتله مع أنه مؤمن يقتله على‬
‫عقيدته على أنه كافر كما يحصل اليوم وحصل من أول أيام اإلسالم قتل سيدنا عثمان وسيدنا علي وسيدنا عمر وقتل الصحابة والتابعيين وتابعين‬
‫(و َمنْ‬
‫‪ L‬واآلن يقتل كثير من العلماء والصالحين والكتاب والمسلمين والموحدين وأهل المساجد يقتلون على أنهم مشركون هذه اآلية تتحدث عنهم َ‬ ‫التابعيين‬
‫ض َب اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َولَ َع َن ُه َوأَ َع َّد لَ ُه َع َذابًا َع ِظي ًما) فرق بين أعد لهم عذابًا عظيمًا في آية‬ ‫َي ْقتُ ْل ُم ْؤ ِم ًنا ُم َت َع ِّمدًا) يؤمن أنه ال إله إال اهلل ( َف َج َزا ُؤ ُه َج َهنَّ ُم َخالِدًا فِي َها َو َغ ِ‬
‫يرا ﴿‪ ﴾6‬الفتح) ما الفرق؟ من يقتل مؤمنًا متعمدًا اختار اهلل له من عذابات جهنم‬ ‫ص ً‬ ‫ض َب اللَّ ُه َعلَ ْي ِه ْم َولَ َع َن ُه ْم َوأَ َع َّد لَ ُه ْم َج َهنَّ َم َو َسا َء ْت َم ِ‬ ‫وآية أخرى ( َو َغ ِ‬
‫كثيرة عذابات جهنم ال حصر لها حر وبرد وأفاعي وعقارب وتجويع وهناك عذاب مهين يعني يجعلونه هزؤ وهناك عذاب كبير وهناك عذاب أليم يعني‬
‫اها إِلَّا الْأَ ْش َقى ﴿‪ ﴾15‬الَّذِي َك َّذ َب َو َت َولَّى ﴿‪ ﴾16‬الليل) افهموها‬ ‫صلَ َ‬‫ال حصر لعذابات جهنم نعوذ باهلل منها ولهذا رب العالمين ما ادخرها إال لمشرك (لَا َي ْ‬
‫اها إِلَّا الْأَ ْش َقى ﴿‪ ﴾15‬الَّذِي َك َّذ َب َو َت َولَّى) نار‬ ‫صلَ َ‬ ‫ص َد ٌة ﴿‪ ﴾8‬الهمزة) (لَا َي ْ‬ ‫جيدًا‪ ،‬هذه جهنم الرهيبة األساسية األصلية خاصة للمشركين (إِنَّ َها َعلَ ْي ِه ْم ُم ْؤ َ‬
‫أي تحقيق يتركك يوم يومين‬ ‫أي مخالفة ّ‬ ‫أي جنحة ّ‬ ‫‪ L‬شيء ثاني خليكم واقعيين هناك فرق بين أشغال شاقة وبين توقيف في مركز الشرطة ّ‬ ‫المؤمنين‬
‫َ‬
‫بالتوقيف أما األشغال الشاقة مأساة تتمنى الموت عشرين ثالثين سنة أشغال تكسر حجر طوال النهار في الشمس فكيف يوم عذاب جهنم؟ (إِنَّ َها َعل ْي ِه ْم‬
‫ض َب اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َولَ َع َن ُه َوأَ َع َّد لَ ُه َع َذابًا َع ِظي ًما) هو اهلل سبحانه‬ ‫اها إِلَّا الْأَ ْش َقى) الذي كذب برسوله وباهلل وما إلى ذلك‪ .‬أما في قوله َ‬
‫(و َغ ِ‬ ‫صلَ َ‬ ‫ص َد ٌة) (لَا َي ْ‬
‫ُم ْؤ َ‬
‫ِر ُة‬ ‫ئ‬‫َا‬
‫د‬ ‫م‬ ‫ْه‬
‫َّ ْ ِ َ ِ ْ َ‬‫ي‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ء‬‫و‬ ‫الس‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ظ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ب‬ ‫ين‬
‫َ ِ‬ ‫ِّ‬
‫ان‬ ‫َّ‬
‫الظ‬ ‫ات‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫َ ُ ِ َ َ ُ ِ‬ ‫و‬ ‫ِين‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫م‬‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ات‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫َا‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬‫و‬
‫َ َ ُ‬ ‫ِين‬ ‫ق‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ب‬
‫ََُ َ ُ‬ ‫ِّ‬
‫ذ‬ ‫ع‬ ‫ي‬‫و‬ ‫(‬ ‫آخرون‬ ‫هناك‬ ‫حين‬ ‫في‬ ‫العذاب‬ ‫له‬ ‫اختار‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫وتعالى‬
‫يرا ﴿‪ ﴾6‬الفتح) لم يختر لهم العذاب قال هناك رضوان خازن النار هو الذي سيختار لكم‬ ‫ص ً‬ ‫ض َب اللَّ ُه َعلَ ْي ِه ْم َولَ َع َن ُه ْم َوأَ َع َّد لَ ُه ْم َج َهنَّ َم َو َسا َء ْت َم ِ‬ ‫الس ْو ِء َو َغ ِ‬
‫َّ‬
‫العذاب على حسب يتفاوتون وحتى المنافقين يتفاوتون في العذاب حتى المشركين يتفاوتون في عذاب جهنم من غير المعقول واحد يقول أنا اهلل مثل‬
‫فرعون وآخر لم يكن يؤمن لكن لم يؤذي أحدًا فرق كبير إن اهلل ال يظلم مثقال ذرة حينئ ٍذ رب العالمين قال هؤالء يروحون جهنم وفي جهنم أنواع‬
‫ض َب اللَّ ُه َعلَ ْي ِه ْم َولَ َع َن ُه ْم) طردهم‬ ‫(و َغ ِ‬
‫‪ L‬متهمين إياه بالشرك هؤالء اختار لهم َ‬ ‫العذابات تتفاوت كبرًا وصغرًا وقوة وضعفًا لكن الذين يقتلون مؤمنًا متعمدين‬
‫من رحمته هو طرد االثنين طرد المرتدين وطرد المنافقين وطرد القتلة لكن هؤالء المشركين لم يختر لهم عذاب قال روحوا على جهنم هناك أنواع‬
‫العذابات الزبانية هم الذين سوف يعذبونكم بما تستحقون‪ .‬لكن اهلل اختار العذاب الذي سيوقع على من يقتل مؤمنًا متعمدًا إليمانه متهمًا إياه بالشرك مع أنه‬
‫كان يقول ال إله إال اهلل والنبي قال (أقتلته وقد قالها؟) ولم يغفر له اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬إذًا هذه هي مجموعة التعبيرات باللعن بالمضارع وغيره وبالجملة‬
‫االسمية وبأن كما شرحناها بإيجاز‪.‬‬
‫آية (‪:)94‬‬
‫* ما الفرق بين خبير وبصير= ؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫يرا (‪ )94‬النساء) البصير‪ ،‬البصر يؤخذ من أمرين‪ ،‬البصر يأتي بمعنيين في اللغة إما البصر هي الحاسة التي‬ ‫ون َخِب ً‬ ‫ان ِب َما َت ْع َملُ َ‬‫قال تعالى (إِ َّن اللَهّ َك َ‬
‫نس ُ‬
‫ان‬ ‫ْ‬
‫َاج َر (‪ )10‬األحزاب) ويأتي لما في القلب اإلبصار بالقلب ربنا يسميه بصيره ( َب ِل الإِ َ‬ ‫ْ‬
‫وب ال َحن ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َت القل ُ‬ ‫َ‬
‫ار َو َبلغ ِ‬
‫ْص ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اغ ْت الأب َ‬ ‫ْ‬
‫(وإِذ َز َ‬ ‫ينظر بها الباصرة َ‬
‫ير ٍة (‪ )108‬يوسف) البصيرة في القلب والبصر ليست العين وإنما الرؤية وهذا‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْعو إِلى اللِهّ َعلى َب ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ير ٌة (‪ )14‬القيامة) (قل َهـ ِذ ِه َس ِبيلِي أد ُ‬ ‫ص َ‬ ‫َعلَى َن ْف ِس ِه َب ِ‬
‫ير (‪ )16‬الرعد) من ناحية الرؤية‪ ،‬وبصير‬ ‫صُ‬ ‫األ ْع َمى َوالْ َب ِ‬ ‫(ق ْل َه ْل َي ْس َت ِوي َ‬
‫الفرق بين النظر والبصر‪ .‬إذن كلمة بصير فيها أمران بصير ضد األعمى ُ‬
‫ير (‪ )31‬فاطر) يعني محيط ببواطن‬ ‫صٌ‬ ‫ير َب ِ‬ ‫َّ‬
‫لمن كان قلبه بصيرًا عنده معرفة في قلبه‪ .‬الخبير العليم ببواطن األمور فربنا لما يقول (إِ َّن الل َه ِب ِع َبا ِد ِه لَ َخ ِب ٌ‬
‫األمور وظواهرها‪ .‬بواطن األمور من خبير وظواهرها من بصير األصل األول هو اإلبصار‪ .‬البصير من اإلبصار ومن قوة القلب‪ ،‬إذن خبير العلم‬
‫ببواطن األمور خبير بصير يعني عليم ببواطن األمور وظواهرها ولعلمه ببواطن األمور فمن باب أولى أنه عليم بظواهر األمور‪.‬‬
‫آية (‪:)95‬‬
‫* ما داللة استعمال أداة النفي (ما) و(ال)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫س‬‫ال َت ْج ِزي َن ْف ٌ‬ ‫(ما) التي تدخل على المضارع هي لنفي الحال‪( ،‬ال) يقولون لإلستقبال وقسم من النُحاة يقولون قد تكون للحال ولالستقبال ( َواتَّ ُقواْ َي ْومًا َّ‬
‫(و َما َي ْس َت ِوي‬
‫مشاهد في الدنيا َ‬ ‫َ‬ ‫ير (‪ )19‬فاطر) هذا‬ ‫صُ‬ ‫س َشيْئًا (‪ )48‬البقرة) هذا استقبال‪ .‬ننظر كيف تستعمل في القرآن ( َو َما َي ْس َت ِوي الْأَ ْع َمى َوالْ َب ِ‬ ‫َعن نَّ ْف ٍ‬
‫ُ‬ ‫ِن الْ ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫(ال َي ْس َت ِوي الْ َق ِ‬ ‫(و َما َي ْس َت ِوي الْأَ ْح َياء َولَا الْأَ ْم َو ُ‬
‫ْر أ ْولِي َّ‬
‫الض َر ِر‬ ‫ِين َغي ُ‬ ‫ُون م َ‬
‫اعد َ‬ ‫شاهد‪َّ ،‬‬‫ات (‪ )22‬فاطر) هذا ُم َ‬ ‫شاهد َ‬
‫ان (‪ )12‬فاطر) هذا ُم َ‬ ‫الْ َب ْح َر ِ‬
‫ْل الْ َف ْت ِح َو َقا َت َل (‪)10‬‬ ‫َ‬
‫مشاهد فقال (ال يستوي)‪( ،‬لَا َي ْس َت ِوي مِن ُكم َّم ْن أن َف َق مِن َقب ِ‬ ‫َ‬ ‫يل اللِهّ (‪ )95‬النساء) عدم اإلستواء هذا في اآلخرة غير‬ ‫ُون فِي َسِب ِ‬‫اهد َ‬ ‫َوالْ ُم َج ِ‬
‫اب ال َجنَّ ِة (‪ )20‬الحشر) هذا في اآلخرة غير ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ L‬عدم اإلستواء هذا في اآلخرة‪( ،‬لَا َي ْس َت ِوي أ ْ‬
‫شاهد‪( .‬ال) تدل على النفي في‬ ‫ص َح ُ‬ ‫اب النَّ ِ‬
‫ار َوأ ْ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫الحديد)‬
‫اإلستقبال (نفي غير مشاهد) وقسم يقولون قد تكون للحال وأكثر النحاة يقولون هي لإلستقبال لكن قسم يقول قد تكون للحال واألكثر لإلستقبال بدليل قوله‬
‫ِي لَا أَ َرى الْ ُه ْد ُه َد (‪ )20‬النمل) هذه حال وليس استقبال فقال قد تأتي للحال أيضًا وهم متفقون على أنها لإلستقبال‪ .‬األصل أن تكون‬ ‫تعالى ( َف َق َ‬
‫ال َما ل َ‬
‫أن في لن تأكيدًا‪.‬‬ ‫ُ‬
‫لإلستقبال لذلك يقول الزمخشري ال ولن أختان في نفي المستقبل إال ّ‬
‫ض ًّرا َوالَ نَ ْفعًا (‪ )49‬ي==ونس) والض==رر= (الَّ‬ ‫ضر (قُل الَّ َأ ْملِ ُ‬
‫ك لِنَ ْف ِسي َ‬ ‫ك هّللا ُ بِ ُ‬
‫ض ٍّر (‪ )17‬األنعام) وال َ‬ ‫ض ّر ( َوِإن يَ ْم َس ْس َ‬
‫* ما الفرق بين ال ُ‬
‫ض َر ِ=ر (‪ )95‬النساء) والحديث الشريف "ال ضرر وال ضرار"؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ُأ‬
‫يَ ْست َِوي ْالقَا ِع ُدونَ ِمنَ ال ُم ِمنِينَ َغ ْي ُر وْ لِي ال َّ‬
‫ْؤ‬ ‫ْ‬
‫ض ًّرا (‪)188‬‬
‫ال َ‬ ‫ال أَ ْمل ُ‬
‫ِك لَِن ْف ِسي َن ْف ًعا َو َ‬ ‫(قل َّ‬ ‫الضر مصدر بما يقابل النفع ُ‬ ‫ِي ُّ‬
‫الض ُّر (‪ )83‬األنبياء)‪َ .‬‬ ‫الضر يكون في البدن من مرض وغيره (أَِّني َم َّسن َ‬
‫ُ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫ْر أ ْولِي الض َر ِر) أي الذين فيهم ِعلة‬‫ُ‬ ‫ِين َغي ُ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ُون م َ‬
‫اعد َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫األعراف)‪ .‬الضرر اإلسم أي النقصان يدخل في الشيء يقال دخل عليه ضرر (ال َي ْست ِوي الق ِ‬
‫والضر المصدر لما يقابل النفع والضرر إسم‪.‬‬ ‫الضر ما يحصل في البدن من سقم َ‬ ‫والضر مصدر‪ُ .‬‬‫ّ‬ ‫أما الضر فهو ما يقابل النفع‪ .‬الضرر هو اإلسم عام‬
‫الوضوء هو الماء وال ُوضوء هو عملية التوضؤ نفسها‪.‬‬ ‫نحن عندنا المصدر وأحيانًا يكون التغيير في المصدر بحركة أو بشيء آخر يسمى إسمًا‪ .‬مث ً‬
‫ال‪َ :‬‬
‫بالحركة‪.‬الضر هو المصدر والضرر هو العلّة‪.‬‬
‫َ‬ ‫هذا تغيير‬
‫آية (‪:)96‬‬
‫ض= َ=ل هّللا ُ ْال ُم َجا ِه= ِدينَ َعلَى ْالقَا ِع= ِدينَ َأجْ= رًا‬ ‫ض َل هّللا ُ ْال ُم َجا ِه ِدينَ بَِأ ْم َوالِ ِه ْم َوَأنفُ ِس ِه ْ=م َعلَى ْالقَا ِع ِدينَ َد َر َجةً َو ُكـالًّ َوعَ= َد هّللا ُ ْالح ْ‬
‫ُس=نَى َوفَ َّ‬ ‫*(فَ َّ‬
‫ً‬
‫ت ِّمنهُ َو َمغفِ َرةً َو َرحْ َمة (‪ )96‬النساء) لِ َم ذكر ربنا سبحانه وتعالى منزلة المجاهدين جمعا بقوله (درجات) بعد أن‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َع ِظي ًما (‪َ )95‬د َر َجا ٍ‬
‫ذكره مفرداً (درجة)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫ِين أَ ْج ًرا َع ِظي ًما) ليبيّن عظمة منزلتهم‬ ‫ِين َعلَى الْ َق ِ‬
‫اعد َ‬ ‫ض َل اللُهّ الْ ُم َج ِ‬
‫اهد َ‬ ‫وفضلهم على القاعدين عقب قوله ( َو َف َّ‬
‫جمع ربنا سبحانه وتعالى منزلة المجاهدين ّ‬
‫ودرجتهم ولئال يظن المرء عندما يسمع تفضيلهم بدرجة أنهم علوا عنهم درجة واحدة وحسب بل هي درجات ومنازل وأجر عظيم‪.‬‬
‫آية (‪:)97‬‬
‫*ما الفرق بين توفاهم وتتوفاهم= ؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫اه ُم الْ َمال ِئ َك ُة َظالِمِي أَن ُف ِس ِه ْم‬ ‫ض (‪ )97‬النساء) (الَّذ َ‬
‫ِين َت َت َو َّف ُ‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫ِين فِي َ‬ ‫ض َعف َ‬‫اه ُم الْ َمآل ِئ َك ُة َظالِمِي أَ ْن ُف ِس ِه ْم َقالُواْ فِي َم ُكنتُ ْم َقالُواْ ُكنَّا ُم ْس َت ْ‬ ‫قال تعالى‪(:‬إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َت َو َّف ُ‬
‫ون (‪ )28‬النحل) أولئك كانوا مستضعفين وظالمي أنفسهم صاروا أقل قال توفاهم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫السلَ َم َما ُكنَّا ن َْع َمل مِن ُسو ٍء َبلَى إِ َّن اللَهّ َعلِي ٌم ِب َما ُكنتُ ْم َت ْع َمل َ‬ ‫َفأَلْ َق ُواْ َّ‬
‫واآلخرون فقط ظالمي أنفسهم لم يكونوا مستضعفين فلما كثر هؤالء قال تتوفاهم ولما قل هؤالء قال توفاهم‪ ،‬وهؤالء المستضعفين في آية سورة النساء‬
‫خص‬ ‫هم قسم من الظالمين وليس كلهم فهم أقل أما اآلية الثانية (ظالمي أنفسهم) فالذين ظلموا أنفسهم أكثر من المستضعفين ألنهم عموم الظالمين‪ .‬فل ّما ّ‬
‫بقسم من الظالمين (المستضعفين) قال تعالى تو ّفاهم ولما كثُر العدد قال تتوفاهم‪ .‬وهذا الحذف هو جائز من حيث اللغة للتخفيف‪.‬هذه قاعدة مثل تفرقوا‬
‫وتتفرقوا وفي القرآن هذا كثير وهو أمر عام‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل العرب كانت تفهم الفرق؟‬
‫هم يعرفون معناها عند وضعها في مكانها‪ .‬لماذا تحداهم اهلل تعالى بسورة؟ سورة يعني أقصر سورة معناه بمقدار أقصر أي سورة يصير اختيار في‬
‫َاك الْ َك ْو َث َر (‪ ))1‬لماذا إنا؟‬ ‫الكالم ‪ ،‬الكلمة ليس فيها اختيار لكن النص بمقدار أقصر سورة يصير فيه اختيار‪ ،‬سبب االختيار عليه المعول مثل (إِنَّا أَ ْع َط ْين َ‬
‫ولماذا أعطيناك؟ يبقى توظيف المفردة في سياق اآلية‪ .‬المعروف أن العرب بلغاء لكنه ليس بالضرورة أن يأتوا بالبالغة في كالمهم‪ ،‬هل كلهم على‬
‫مستوى واحد من البالغة؟‪ .‬أنا أقول شعرًا لكن هل شعري مثل شعر المتنبي؟ هل الشعر الذي يقوله المبتديء كالبحتري؟ هم درجات‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬لكن من حيث الداللة والمعنى كانوا يفهمون الفرق بين توفاهم وتتوفاهم ‪ ،‬تذكرون وتتذكرون ؟‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يفهمونها هذا في سياقها ويفهمون أكثر مما نفهم نحن ألن هذه لغتهم ونحن اآلن نتعلم وهم لم يشكوا في مصداقية القرآن (ق ْد َن ْعل ُم إِن ُه ل َي ْحزنك الذِي َيقول َ‬
‫ون‬
‫ِين (‪)14‬‬ ‫ان َعا ِق َب ُة الْ ُم ْف ِسد َ‬
‫ْف َك َ‬ ‫انظ ْر َكي َ‬‫اس َت ْي َق َن ْت َها أَن ُف ُس ُه ْم ُظلْ ًما َو ُعلُ ًّوا َف ُ‬
‫ُون (‪ )33‬األنعام) ( َو َج َحدُوا ِب َها َو ْ‬ ‫ات اللِهّ َي ْج َحد َ‬ ‫ِين ِبآ َي ِ‬
‫الظالِم َ‬ ‫ِن َّ‬ ‫َك َولَك َّ‬‫ال ُي َك ِّذبُون َ‬
‫َفِإنَّ ُه ْم َ‬
‫النمل)‪.‬‬
‫*(ِإ َّن الَّ ِذينَ تَ َوفَّاهُ ُم ْال َمآلِئ َكةُ ظَالِ ِمي َأ ْنفُ ِس ِه ْم (‪ )97‬النساء) (توف==اهم المالئك==ة) أي تقبض أرواحهم فلِ َم ع==دل ربنا س=بحانه وتع=الى= عن‬
‫التعبير بـ(يموتون) إلى (توفاهم المالئكة)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫عبّر اهلل تعالى عن وفاة الظالمين بقوله ( َت َو َّفا ُه ُم الْ َمآل ِئ َك ُة) لما في هذه الصورة من مهابة الموقف والرهبة منه فقبض المالئكة وسيلة تبين شناعة فتنتهم‬
‫عند الموت‪.‬‬
‫آية (‪:)100‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)15‬‬
‫آية (‪:)101‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)23‬‬
‫* في سورة البقرة آية تحث على الصالة وقد= توسطت آيات الطالق والوفاة فما داللة هذا وكذلك فى سورة النساء فى حالة الخوف؟‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أقول واهلل أعلم أن المشكالت بين الزوجين وأحداث الطالق أو الوفاة قد تؤدي إلى أن يحيف أحد الزوجين على اآلخر وقد يؤدي هذا إلى ظلم اآلخر‬
‫والصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر فأمر اهلل تعالى بالصالة حتى ال يحيف أحدهما أو يظلم اآلخر ويذ ّكره بالعبادة‪ .‬وقد ينتصر أحد الزوجين لنفسه فأمره‬
‫اهلل تعالى بالصالة حتى ال يقع في ذلك‪ .‬ونذكر أن اهلل تعالى أمر بالصالة في أحداث أكبر من ذلك عند فقد األمن وفي حالة الخوف أمر تعالى بالصالة‬
‫ين َكانُوا لَ ُك ْم َعد ًّ‬
‫ُوا ُم ِبي ًنا (‪)101‬‬ ‫ِر َ‬ ‫الصلَا ِة إِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَ ْن َي ْف ِت َن ُك ُم الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُروا إِ َّن الْ َكاف ِ‬ ‫ِن َّ‬ ‫َاح أَ ْن َت ْق ُ‬
‫ص ُروا م َ‬ ‫ْس َعلَ ْي ُك ْم ُجن ٌ‬ ‫ض َر ْبتُ ْم فِي الْأَ ْر ِ‬
‫ض َفلَي َ‬ ‫أيضًا ( َوإِ َذا َ‬
‫ال حتى ال ينشغل الزوجين بالمشكالت العائلية عن الصالة فيتركوها والثاني لئال يحيف‬ ‫النساء)‪ .‬وكذلك األمر بالصالة بين آيات الطالق لها سببين أو ً‬
‫أحدهما على اآلخر‪..‬‬
‫آية (‪:)102‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)23‬‬
‫َ‬ ‫َأ‬
‫وا ْسلِ َحتهُ ْم (‪ )102‬النساء) األمر الطبيعي للمجاهد أن يكون‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْأ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صالة فلتق ْم طآِئفة ِّمنهُم َّم َعكَ َوليَ خذ =‬ ‫َ‬ ‫*( َوِإ َذا ُكنتَ فِي ِه ْم فََأقَ ْم لهُ ُم ال َّ‬
‫َ‬ ‫تَ‬
‫مستالًّ سالحه حامالً له فكيف= جاء األمر للمجاهدين بأخذ السالح حين شروعهم بالصالة مع أن األمر ُأريد به النهي عن طرح‬
‫األسلحة؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫عبّر اهلل تعالى عن عدم طرح األسلحة للمجاهدين حين يشرعون بالصالة بقوله ( َولْ َي ْأ ُخ ُذواْ أَ ْسل َ‬
‫ِح َت ُه ْم) لإليذان بضرورة الحذر من الكافرين وللتنبيه على‬
‫ضرورة اليقظة وعدم التساهل في األخذ باألسباب‪.‬‬
‫ُوا لَوْ تَ ْغفُلُونَ ع َْن َأ ْسلِ َحتِ ُك ْم َوَأ ْمتِ َعتِ ُك ْم فَيَ ِميلُونَ َعلَ ْي ُكم َّم ْيلَةً َو ِ‬
‫اح َدةً (‪ )102‬النساء) شأن كل محارب أن يمتنى الغفلة من‬ ‫*( َو َّد الَّ ِذينَ َكفَر ْ‬
‫عدوّه فلِ َم خصّ هللا تعالى و ّدهم في هذا الموقع؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫أراد اهلل تعالى أن ينبّه المؤمنين إلى أن أعداءهم لديهم و ٌد وأمل قريب في وقوع الغفلة منهم ظانّين أن اشتغال المسلمين بأمور دينهم يباعد بينهم وبين‬
‫ظن المشركين‪.‬‬‫‪ L‬إلى ذلك كي ال يكونوا عند ّ‬ ‫كصالح دنياهم فطمعوا أن تلهيهم الصالة عن االستعداد ألعدائهم فنبّه اهلل تعالى المؤمنين‬
‫آية (‪:)103‬‬
‫*ما داللة استخدام= صيغة الماضي في قوله تعالى (إن الصالة كانت على المؤمنين كتابا ً موقوتا)؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫كان في اللغة قد تكون للماضي أو للماضي المستمر وقد تأتي لإلستقبال وفي كل صيغة تفيد معنى خاصًا‪.:‬‬
‫‪      ‬كان لها أزمنة مؤكدة بمعنى ما يزال‪ .‬وهذه تكون في صفات اهلل تعالى كقوله تعالى (كان اهلل غفورًا رحيما) بمعنى أن كونه هو غفور رحيم‪.‬‬
‫وكذلك في صفات الشيطان (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)‪.‬‬
‫‪      ‬وتأتي بمعنى الحالة كقوله تعالى (كنتم خير أمة أُخرجت للناس) وقوله كما في اآلية موضع السؤال (إن الصالة كانت على المؤمنين كتابًا‬
‫موقوتا)‪.‬‬
‫‪      ‬وقد تكون للمستقبل كقوله تعالى (وكنتم أزواجًا ثالثة) وقوله (فكانت هباء منثورا) هذا في المستقبل يوم القيامة‪.‬‬
‫(وسيّرت الجبال فكانت سرابا)‬
‫‪      ‬وقد تكون بمعنى صارت في المستقبل كقوله تعالى ُ‬
‫‪      ‬وقد تكون بمعنى ينبغي‪.‬‬
‫آية (‪:)105‬‬
‫ك هّللا ُ (‪ )105‬النس==اء) أراد هللا س==بحانه وتع==الى بقوله (بِ َما َأ َراكَ هّللا ُ) أي بما‬
‫اس بِ َما َأ َرا َ‬
‫ق لِتَحْ ُك َم بَ ْينَ النَّ ِ‬ ‫َاب بِ= ْ‬
‫=ال َح ِّ‬ ‫ك ْال ِكت َ‬
‫*(ِإنَّا َأنزَ ْلنَا ِإلَ ْي َ‬
‫عرّفك وأوحى= إليك فلِ َم عدل عن اللفظ الحقيقي؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫شاهد له ولذلك أجراه مجرى الرؤية في القوة‬ ‫لقد س ّمى اهلل تعالى معرفة النبي ‪ ‬للمسألة رؤية ألنه عل ٌم يقيني ال ريب فيه وال شك وكأن هذا العلم ُم َ‬
‫والظهور‪.‬‬
‫يقولن أح ٌد قضيت بما أراني اهلل تعالى فإن اهلل تعالى لم يجعل ذلك إال لنبيّه ‪ ‬وأما الواحد فينا فرأيه يكون ظنًاّ‬
‫ّ‬ ‫لطيفة‪ :‬كان عمر رضي اهلل عنه يقول‪ :‬ال‬
‫وال يكون علمًا‪.‬‬
‫آية (‪:)109‬‬
‫*ما داللة االختالف بين (هَا َأ ْنتُ ْم هَُؤاَل ِء) – (هَا َأ ْنتُ ْم ُأواَل ِء)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ْس لَ ُك ْم ِب ِه ِعلْ ٌم (‪ )66‬آل عمران)الخطاب لليهود أو‬ ‫ون فِي َما لَي َ‬ ‫اج َ‬ ‫(ها أَ ْنتُ ْم َه ُؤلَا ِء َح َ‬
‫اج ْجتُ ْم فِي َما لَ ُك ْم ِب ِه ِعلْ ٌم َفلِ َم تُ َح ُّ‬ ‫رب العالمين سبحانه وتعالى مرة يقول َ‬
‫ُحبُّو َن ُك ْم ﴿‪ ﴾119‬آل عمران) لماذا خاطب اليهود بقوله‬ ‫ُ‬
‫(ها أَ ْنتُ ْم أولَا ِء تُ ِحبُّو َن ُه ْم َولَا ي ِ‬‫َ‬ ‫للمسلمين‬ ‫هنا‬ ‫والخطاب‬ ‫أوالء‬ ‫ألهل الكتاب عموما واآلية األخرى قال‬
‫َ‬
‫ِل اللَهّ َع ْن ُه ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة أم‬
‫ُجاد ُ‬ ‫(هاأنتُ ْم َهـؤُالء َجادَلْتُ ْم َع ْن ُه ْم فِي الْ َح َيا ِة ُّ‬
‫الد ْن َيا َف َمن ي َ‬ ‫َ‬ ‫ها أنتم هؤالء وخاطب المسلمين ها أنتم أوالء؟ في سورة النساء مثلها َ‬
‫ال (‪ )109‬النساء) نفس النسق يا مسلمون ها أنتم هؤالء يا يهود ها أنتم هؤالء مرة واحدة خاطب المسلمين قال ها أنتم أوالء بدون‬ ‫ون َعلَ ْي ِه ْم َوكِي ً‬‫َّمن َي ُك ُ‬
‫هاء لماذا؟ ما الفرق؟ هل حذف هذا الحرف وهو حرف تنبيه باسم اإلشارة ؟ ونفس النسق نفس اآلية نفس الموضوع فما الفرق؟ يقول أصحاب الذوق في‬
‫اللغة هناك لغة وهناك ذوق في اللغة كل الناس تعرف لغة لكن كم واحد شاعر عنده ذوق في اللغة‪ .‬حينئ ٍذ لماذا رب العالمين مرة قال ها أنتم هؤالء ومرة‬
‫نفسها يقول ها أنتم أوالء؟ ها أنتم أوالء بدون هاء هذا أصل التعبير وأصل الكلمة ولذلك عندما يكون يخاطبهم بشيء مألوف وجيد وفقط يريد أن يوجههم‬
‫توجيهًا معينًا ليس فيه عتاب وال انتقاد وال زجر يقول ها أنتم أوالء أنا أرى طالبًا يمتحنون امتحانًا جيدًا وقاعدين يمتحنون في أوراقهم بانتباه أقول ها‬
‫أنتم أوالء تؤدون االمتحان ها أنتم أوالء رحت على مجموعة ثانية جالسين نفس الجلسة يضحكون ويتمسخرون ها أنتم هؤالء في االمتحان وتضحكون‬
‫‪ L‬ها أنتم أوالء تحبون‬ ‫هذا فيه توبيخ فيه احتجاج فيه تسجيل موقف فيه الفات نظر فيه قصور فيه خلل‪ .‬هناك ال ذكر واقع بل فيه مسحة مدح مسحة تثمين‬
‫يا مسلمون بارك اهلل فيكم أنتم ناس طيبون أنتم ال تفرقون بين أحد من رسلكم انظروا اليهود والنصارى ها أنتم تحبونهم وال يحبونكم أنت تقول آمنا باهلل‬
‫ومالئكته وكتبه ورسله ها أنتم أوالء يا مسلمون يا أصحاب الفضل أوالء تكريم‪.‬‬
‫ً‬
‫ها أنتم هؤالء يا مسلمون في قضية ثانية واحد يهودي سرق درعًا هذا اليهودي استطاع أن يلبس األمور بحيث يجعل الحق باطال والباطل حقًا وهي‬
‫قصة طويلة معروفة عند بعض الذين قرأوا التفسير والقصة أن ناس من عرب المنافقين أسلموا إسالمًا ظاهريًا واحد منهم سرق وهو طعمة بن أبيرق‬
‫‪ L‬لنا كيدًا وأن‬ ‫فقال قومه للنبي صلى اهلل عليه وسلم هذا ابننا وال تتهمه فاجعلها على هذا اليهودي والنبي صلى اهلل عليه وسلم يعرف أن اليهود يكيدون‬
‫اليهود عداؤهم أبدي كما هو واقع التاريخ من زمن النبي صلى اهلل عليه وسلم وإلى اليوم واليهود هذا شأنهم واقع وكأنه قدر القرآن قال قدر‪ .‬حينئ ٍذ كأن‬
‫ال يكون السارق هذا اليهودي وليس طعمة بن أبيرق وجد قال يمكن هذا لم يسرق أنت يا يهودي الذي‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم وجد في نفسه أنه ربما فع ً‬
‫(ها أَ ْنتُ ْم َه ُؤلَا ِء َجادَلْتُ ْم َع ْن ُه ْم فِي‬
‫سرقت هذا لم يسرق فرب العالمين قال ولو يهودي ولو عدوكم الحق حق والعدل عدل ثم كيف تجادل عنهم يا محمد َ‬
‫ون َعلَ ْي ِه ْم َوكِيلًا ﴿‪ ﴾109‬النساء) يا اهلل‪ ،‬يعني أربع خمس آيات حينئ ٍذ رب العالمين في ساعة من‬ ‫ِل اللَّ َه َع ْن ُه ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة أَ ْم َم ْن َي ُك ُ‬
‫ُجاد ُ‬ ‫الْ َح َيا ِة ُّ‬
‫الد ْن َيا َف َم ْن ي َ‬
‫ساعات االقتناع أو شبه أحيانًا أنت لك عدو أنت ال تظلمه وارتكب جريمة لكن ألنه عدوك تقول يا ريت نثبتها عليه ونخلص لكن أنت فقد تمنيت أن تثبت‬
‫هوى أن‬
‫عليه الجريمة حتى هذا ليس من حقك قضية العدل في اإلسالم قضية اهلل عز وجل فرب العالمين فقط ألن النبي صلى اهلل عليه وسلم كأنه وجد ً‬
‫‪ L‬قالوا يا رسول اهلل هذا الدرع لم نسرقه طبعًا هو كان سارق طعمة بن أبيرق هو‬ ‫هذا المسلم ولم يكن يعرف أن هذا منافق جاءوا الناس وأسلموا وبعدين‬
‫الذي سرق وقالوا أنه اليهودي هو الذي فعل كذا واليهود فعلوا بنا وسرقوا ولشدة عداء اليهود النبي صلى اهلل عليه وسلم لم يكن عنده رد فعل مباشر كأنه‬
‫هوى أن التهمة تكون على هذا اليهودي وليس على هذا‬ ‫سكت حتى يرى كيف يحكم بينهم وبالتأكيد أن اهلل اطلع على النبي صلى اهلل عليه وسلم ربما وجد ً‬
‫ال لما النبي صلى اهلل عليه وسلم حكم عليهم انهزموا وارتدوا عن اإلسالم وماتوا كفارًا نعوذ باهلل‬ ‫ال هؤالء منافقين وفع ً‬
‫المسلم فرب العالمين قال له أو ً‬
‫(ها أَ ْنتُ ْم َه ُؤلَا ِء َجادَلْتُ ْم َع ْن ُه ْم فِي الْ َح َيا ِة ُّ‬
‫الد ْن َيا) من باب العظة‬ ‫اإلساءة قال له َ‬ ‫‪ٍ L‬‬‫المهم أين؟ فرب العالمين لحبيبه المصطفى صلى اهلل عليه وسلم ألنه ما تعمد‬
‫(ها أَ ْنتُ ْم أُولَا ِء تُ ِحبُّو َن ُه ْم َولَا ي ِ‬
‫ُحبُّو َن ُك ْم)‪.‬‬ ‫أنك أخطأت أنك أنت كان عليك أن تفعل العكس كذلك لما أنتم تحبون اليهود َ‬
‫آية (‪:)110‬‬
‫*( َو َمن يَ ْع َملْ سُو ًءا َأوْ يَ ْ‬
‫ظلِ ْم نَ ْف َسهُ ثُ َّم يَ ْستَ ْغفِ ِر هّللا َ يَ ِج ِد هّللا َ َغفُ=ورًا ر ِ‬
‫َّحي ًما (‪ )110‬النس=اء) كيف يجد المس=تغفر الرحمة والمغف=رة ح=تى‬
‫قال هللا تعالى عنها (يجد هللا غفوراً رحيماً)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫هذا من باب التوكيد فأنت تقول عن شيء وجدته إذا ظفرت به وشاهدته ولذلك عبّر اهلل تعالى عن تي ّقن مغفرته للمستغفر بقوله (يجد) ليكون المؤمن واثقًا‬
‫من رحمة اهلل تعالى ومغفرته لطالِِبها ّ‬
‫بحق‪.‬‬
‫آية (‪:)112‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً)‪:‬‬
‫ُه َتا ًنا َوإِ ْث ًما ُّم ِبي ًنا (‪ )112‬النساء) تأمل كيف ص ّور ربنا تعالى ذاك المرء الذي يلقي مخالفاته‬ ‫( َو َمن َي ْك ِس ْب َخ ِطي َئ ًة أَ ْو إِ ْث ًما ثُ َّم َي ْر ِم ِب ِه َب ِري ًئا َف َق ِد ْ‬
‫اح َت َم َل ب ْ‬
‫الحمل والثقل الذي يحمله وهذا‬ ‫وعصيانه على اآلخر صورة شخص يحمل اإلثم والبهتان وهذا تمثيل لهيئة مرتكب اإلثم وكأنه ٌ‬
‫مثقل ُمنهك من عناء ِ‬
‫يوضح لك عظمة هذا الوزر والبهتان الذي حاق به‪.‬‬
‫آية (‪:)113‬‬
‫*ما معنى الحكمة؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ض ُل اللَّ ِه َعلَي َ‬
‫ْك َع ِظي ًما ﴿‪ ﴾113‬النساء) الحكمة هو العلم الذي ال يُكتسب وإنما‬ ‫اب َوالْ ِح ْك َم َة َو َعلَّ َم َك َما لَ ْم َت ُك ْن َت ْعلَ ُم َو َك َ‬
‫ان َف ْ‬ ‫(وأَ ْن َز َل اللَّ ُه َعلَي َ‬
‫ْك الْ ِك َت َ‬ ‫الحكمة َ‬
‫يوهب يهبه اهلل عز وجل لمن شاء من المرسلين وحيًا وللناس فهمًا ولهذا كما يقول النبي صلى اهلل عليه وسلم "إن من العلم كهيئة المكنون ال يعلمه إال‬
‫ال كلنا رأينا بأعيننا وقرأنا في التاريخ عن علماء يعرفون ما ال يعرف غيرهم‬ ‫الغرة باهلل عز وجل" وفع ً‬ ‫العلماء باهلل تعالى فإذا نطقوا به ال ينكره إال أهل ِّ‬
‫ً‬
‫إلهامات وفتوحات وال يمكن أن يأتي على ذلك بدليل‪ .‬اإللهام أنت مالك عليه دليل تقول هكذا وإذا به يصحح خطأ أو يجمع مفترقين‪.‬‬
‫آية (‪:)115‬‬
‫*ما الفرق بين يشاقق ويشاق؟(د‪.‬حسام= النعيمى)‬
‫ِر أَن‬ ‫يرا (‪ )115‬إِ َّن اللَهّ َ‬
‫ال َي ْغف ُ‬ ‫ص ً‬ ‫ِين نُ َولِّ ِه َما َت َولَّى َونُ ْ‬
‫صلِ ِه َج َهنَّ َم َو َس ْ‬
‫اءت َم ِ‬ ‫يل الْ ُم ْؤ ِمن َ‬‫ْر َس ِب ِ‬ ‫َّن لَ ُه الْ ُهدَى َو َيتَّ ِب ْع َغي َ‬
‫ول مِن َب ْع ِد َما َت َبي َ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫ِق َّ‬ ‫ُشاق ِ‬‫اآلية ( َو َمن ي َ‬
‫ال شاقق الرسول ‪ ‬أي جعل الرسول في شق‬ ‫ال َبعِيدًا (‪ ))116‬إذن هذا المشرك أو ً‬ ‫ال ً‬
‫ضَ‬ ‫ضل َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ُش ِرك ِباللِهّ َف َق ْد َ‬ ‫ِك لِ َمن َي َشاء َو َمن ي ْ‬ ‫ُون َذل َ‬
‫ِر َما د َ‬ ‫ُش َر َك ِب ِه َو َي ْغف ُ‬‫يْ‬
‫وهو صار في شق آخر وهذه يشاقق يقف عندها العلماء‪ ،‬يكون من جانب والرسول ‪ ‬يكون في جانب آخر كأنه في جانب من الوادي واآلخر في جانب‬
‫آخر من الوادي‪.‬‬
‫كلمة يشاقق هي فعل مضارع لما تكون مجزومة ُف ّك إدغامها‪ ،‬شا ّّقه يشا ّّقه باإلدغام‪ ،‬لما يأتي الجزم للعرب لُغتان منهم من يُبقي اإلدغام ويفتح اللتقاء‬
‫يردَّ) تكون‬ ‫(ير َّد مجزوم وعالمة جزمه السكون وقد ُفتِح اللتقاء الساكنين ألنه حوفظ على اإلدغام)‪ .‬و (لن ُ‬ ‫يرد عليه أحد ُ‬ ‫الساكنين‪ ،‬تقول‪ :‬تكلّم فالن فلم َّ‬
‫يردَّ) عالمة جزمه السكون وقد ُح ِّرك بالكسر للتخفيف اللتقاء الساكنين‪ ،‬الدال األولى‬ ‫الصورة واحدة لكن في اإلعراب اختلف وعالمة نصبه الفتحة‪( .‬لم ُ‬
‫يرد صارت ساكنة فلما ُج ِزمت حذفت الضمة فصار ساكنان ففتحت اللتقاء الساكنين‪ .‬بعض قبائل العرب تقول‪ :‬تكلم‬ ‫ساكنة والدال الثانية المضمومة في ُّ‬
‫ِك ِبأَنَّ ُه ْم‬
‫يردد عليه أحد (ت ُف ّك اإلدغام)‪ .‬وهما لغتان فصيحتان تكلم بهما القرآن‪ .‬هنا في اآلية (ومن يشاقق) فك اإلدغام‪ .‬وعندنا في اآليات ( َذل َ‬ ‫فالن فلم ُ‬
‫اب (‪ )4‬الحشر) أبقى اإلدغام‪ .‬فالعلماء وقفوا لما يكون ذكر السم الجاللة وحده يبقى اإلدغام‪ ،‬وقسم‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫اق الل َه َف ِإ َّن الل َه َشدِي ُد ال ِع َق ِ‬ ‫ُش ِّ‬‫َش ُّاقوا اللَّ َه َو َر ُسولَ ُه َو َمن ي َ‬
‫يقول إذا ذكر الرسول ‪ ‬ألن األلف والالم في الرسول طارئة فهي على نية اإلنفصال فيصير فك إدغام‪ ،‬وبعض العلماء يقول‪ :‬ال‪ ،‬مع كلمة اهلل األلف‬
‫والالم ثابتة فبقي اإلدغام‪ .‬نقول ال‪ ،‬المشا ّقة هي أن تكون في شق والثاني في شق ومع اهلل سبحانه وتعالى ال يمكن أن تكون في شق واهلل عز وجل في‬
‫شق فأُبقي اإلدغام‪ .‬وهذا جاء في القرآن الكريم كله هكذا‪.‬‬
‫صلِ ِه َج َهنَّ َم َو َس ْ‬
‫اءت‬ ‫ِين نُ َولِّ ِه َما َت َولَّى َونُ ْ‬
‫يل الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪L‬‬ ‫َّن لَ ُه الْ ُهدَى) جعل الرسول ‪ ‬في شق وهو في شق‪َ ( ،‬و َيتَّ ِب ْع َغي َ‬
‫ْر َسِب ِ‬ ‫ول مِن َب ْع ِد َما َت َبي َ‬ ‫الر ُس َ‬
‫ِق َّ‬ ‫ُشاق ِ‬ ‫( َو َمن ي َ‬
‫اطي‬ ‫ص َر ِ‬ ‫َ‬
‫(وأ َّن َهـذا ِ‬ ‫َ‬ ‫يرا) السبيل هي الطريق‪ ،‬إذن ذهب إلى طريق آخر‪ ،‬الذي يذهب في الصحراء في غير السبيل‪ ،‬والرسول ‪ ‬لما نزلت اآلية َ‬ ‫ص ً‬ ‫َم ِ‬
‫ون (‪ )153‬األنعام) رسم خطًا على الرمل وقال هذا صراط اهلل ورسم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َّ‬
‫ل‬
‫ِ َ ْ‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫و‬
‫ْ َ َّ‬‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َّ ِ ْ َ َ ِ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ُل‬‫َ‬ ‫ب‬‫الس‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُم ْس ً ِ ُ ُ َ ِ ُ‬
‫ب‬‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫َّ‬
‫ات‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ِي‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫أي سبيل آخر غير‬ ‫بجواره خطوطًا قال هذه السبل وعلى رأس كل سبيل شيطان يدعو إليه‪ .‬إذا كان هناك في الصحراء طريق هذا يؤدي إلى السالمة‪ُّ ،‬‬
‫ُش ِرك ِباللِهّ‬‫ْ‬ ‫(و َمن ي ْ‬
‫هذا السبيل سيضل صاحبه‪ .‬فإذن ذِكر السبيل يناسبه الضالل ألنه ذكر الطريق‪ ،‬فالذي يتجاوز هذا الطريق الحق سيضل‪ .‬اآلية قالت َ‬
‫ال غير سبيل المؤمنين فسوف يضل يقينًا‪ ،‬ولذلك جاءت كلمة الضالل هنا وال تناسب كلمة الضالل مع بني إسرائيل‬ ‫‪ L‬ألنه إتخذ سبي ً‬ ‫ال ً‬
‫ال َبعِيدًا)‬ ‫ضَ‬ ‫ض َّل َ‬ ‫َف َق ْد َ‬
‫الذين إرتكبوا إثم الكذب مع ذكر صدق الرسالة النبوية لمحمد ‪ ‬قابلها الذي يفتري الكذب‪ .‬بينما هنا الذي تجاوز السبيل الصحيح‪ ،‬سبيل المؤمنين حتى‬
‫ال عند‬ ‫أن بعضهم قال يستفاد من هذه اآلية مسألة إجماع األمة " األمة ال تجتمع على ضاللة" معنى ذلك الذي ينحرف عما أجمع عليه المؤمنون يكون ضا ً‬
‫ُش ِر ْك ِباللِهّ َف َق ْد‬‫ِك لِ َمن َي َشاء) ألن الجهة صارت جهة ثانية فأعيد مسألة عدم المغفرة للمشرك‪َ ( .‬و َمن ي ْ‬ ‫ُون َذل َ‬‫ِر َما د َ‬ ‫ِر أَن ي ْ‬
‫ُش َر َك ِب ِه َو َي ْغف ُ‬ ‫ذلك‪( .‬إِ َّن اللَهّ َ‬
‫ال َي ْغف ُ‬
‫‪ L‬واضح‪ .‬قسم قال سبيل المؤمنين هو اإلسالم وقسم‬ ‫‪ L‬سوف يبتعد عن طريق الهداية ألنه إتخذ غير سبيل المؤمنين ألن سبيل المؤمنين‬ ‫ال َبعِيدًا)‬‫ال ً‬
‫ضَ‬ ‫ض َّل َ‬
‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ان اللِهّ َو َما أ َنا م َ‬
‫ِن‬ ‫ْح َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ير ٍة أ َنا َو َم ِن ات َب َعنِي َو ُسب َ‬
‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْعو إِلى اللِهّ َعلى َب ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫قال هو الدعوة إلى اهلل سبحانه وتعالى ألنه عندنا قوله تعالى (قل َهـ ِذ ِه َسِبيلِي أد ُ‬
‫ِين (‪ )108‬يوسف) فالمؤمنين متّبعون الرسول‪ ،‬فهم دعاة إلى اهلل "بلّغوا عني ولو آية" "الساكت عن الحق شيطان أخرس" فالمسلم مفروض أن ال‬ ‫الْ ُم ْش ِرك َ‬
‫يسكت عن الحق وإنما يبلغ ولكن بطريقة بحيث ال يؤدي ذلك إلى ما هو أسوأ من ما كان قد إرتكب‪ .‬إزالة المنكر يكون بسبيل ال يؤدي إلى ما هو أسوأ‬ ‫ّ‬
‫ِين (‪)125‬‬ ‫ض َّل َعن َس ِبيلِ ِه َو ُه َو أَ ْعلَ ُم ِبالْ ُم ْه َتد َ‬
‫‪L‬‬ ‫َّك ُه َو أَ ْعلَ ُم ِب َمن َ‬
‫ِّك ِبالْ ِح ْك َم ِة َوالْ َم ْو ِع َظ ِة الْ َح َس َن ِة َو َجادِلْ ُهم ِبالَّتِي ِه َي أَ ْح َس ُن إِ َّن َرب َ‬
‫يل َرب َ‬‫ْع إِلِى َسِب ِ‬ ‫منه ولذلك (اد ُ‬
‫النحل) جادلهم بالتي هي أحسن وليس بإصدار الفتاوى هذا مشرك وهذا فاسق وهذا كافر‪ ،‬المسلم طبيب يداوي وليس قاضيًا يفتي الفتاوى على الناس؟‬
‫فإذن هذا هو لما كان الكالم فيه ذكر للتصديق وفيه ذكر لإلفتراء‪ ،‬إلفتراء الكذب جاءت (فقد افترى إثمًا عظيمًا) ولما كان الكالم على سبيل الهدى جاء‬
‫ال بعيدًا) الذي إنحرف وأشرك ولم يؤمن‪ .‬فإذن كل عبارة جاءت في مكانها وفي موضعها‪.‬‬ ‫(فقد ضل ضال ً‬
‫ْ=ر َس=بِي ِل ْال ُم= ْؤ ِمنِينَ نُ َولِّ ِه َما ت َ‬
‫َ=ولَّى (‪ )115‬النس==اء) انظر إلى قوله تع=الى‬ ‫ُول ِمن بَ ْع ِد َما تَبَيَّنَ لَ=هُ ْالهُ=دَى َويَتَّبِ= ْع َغي َ‬
‫ق ال َّرس َ‬‫*( َو َمن يُ َشاقِ ِ‬
‫يل ْال ُم= ْؤ ِمنِينَ ) حيث عطف ه==ذا االتب==اع على مش==اقة الرس==ول ‪ ‬مع أنه من ش==ا ّ‬
‫ق الرس==ول ‪ ‬فقد اتبع غ==ير س==بيل‬ ‫( َويَتَّبِ ْع َغ ْي= َر َس=بِ ِ‬
‫المؤمنين فما فائدة هذا العطف؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫في هذا العطف تأكيد على روابط اآلصرة اإلسالمية وفي عطف إتباع غير سبيل المؤمنين على مشاقة الرسول ‪ ‬الحيطة لحفظ الجامعة اإلسالمية بعد‬
‫الرسول ‪ ‬فقد إرت ّد بعض العرب بعد الرسول ‪ ‬فكانوا ممن اتبع غير سبيل المؤمنين‬
‫‪ L‬ولم يشاقوا الرسول‪.‬‬
‫آية (‪:)116‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)48‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫*( َو َمن يُ ْش ِر ْك بِاهّلل ِ فَقَ ْد َ‬
‫ض َّل َ‬
‫ضالال بَ ِعي=دًا (‪ )116‬النس==اء) لو وقفنا عند قوله تع==الى (فقد ض=لّ) لعلمنا ج==زاء المرشك وهو الض==الل‬
‫المستحق للعذاب فلِ َم أ ّكده بقوله تعالى (ضالالً بعيداً)؟ (ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪ L‬من مغبة الضالل ولذلك عبّر عن الضالل بالبعيد جون الكبير أو العظيم للداللة على قوة هذ الضالل حتى ال‬
‫إن غاية هذا التأكيد هي تحذير المؤمنين‬
‫يُرجى لصاحبه االهتداء فكلمة بعيد توحي بإبعاد المرء عن غايته وتقصيه عن الرجوع إلى حيث صدر‪.‬‬
‫آية (‪:)117‬‬
‫* ما معنى إناثا ً في قوله تعالى (ِإ ْن يَ ْد ُعونَ ِم ْن دُونِ ِه ِإاَّل ِإنَاثًا َوِإ ْن يَ ْد ُعونَ ِإاَّل َش ْيطَانًا َم ِريدًا (‪ )117‬النساء)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫فعل جلّت قدرته‪ ،‬هو اهلل تعالى‪.‬‬
‫العلماء يقولون حاالت الموجودات هذه إما أن تكون فاعلة والفاعل غير المنفعل هو اهلل سبحانه وتعالى يعل وال يقع عليه ٌ‬
‫العوالم األخرى كاإلنس والجن والمالئكة فاعلة من جهة ومنفعلة من جهة‪ :‬اهلل سبحانه وتعالى يفعل فيها ما يشاء وهي تفعل هذه األفعال الظاهرة‪.‬‬
‫والجمادات منفعلة غير فاعلة‪ .‬فاألشياء المنفعلة غير الفاعلة العرب تشير إليها بالتأنيث‪ .‬ويقول بعض العلماء عندنا الذكر واألنثى وفي غالب المحلوقات‬
‫األنثى أضعف من الذكر حتى يقولون الحديد الليّن يسموه حديد أنيث أي مؤنث والبعض في العامية يسميه مخنث‪ .‬فالشيء الضعيف يشيرون إليه‬
‫بالتأنيث‪ .‬فالقرآن الكريم على طريقتهم (إن يدعون من دونه إال إناثا) أشياء صغيرة ال تستطيع أن تقدم لهم شيئًا‪ ،‬هذا قول‪ .‬والقول الثاني على اللفظ أن‬
‫أكثر أصنامهم أسماؤها على التأنيث‪ :‬الالت والعزى ومنات وعندهم ُه َبأل مذكر‪ .‬جمهور العلماء المفسرون يميلون إلى القول األول أن العربي إذا أراد‬
‫أن يشير إلى أمر بالضعف يشير إليه بالتأنيث‪ ،‬هذه لغة العرب‪.‬‬
‫‪ L‬في المذكر السالم (الواو الياء) مهندسون في حال الرفع‬ ‫كيف استعملت لغة العرب في جمع المذكر السالم (النون) وجمع المؤنث السالم (التنوين)‪،‬‬
‫ُ‬
‫(مهندسات) وفي النصب والجر استعمل‬ ‫والجر‪ ،‬في حال الرفع في جمع المؤنث السالم استعمل الضمة التي هي واو صغيرة‬ ‫ّ‬ ‫‪ L‬في حال النصب‬
‫ومهندسين‬
‫ٌ‬
‫مهندسات تنوين‬ ‫(مهندسات) فأعطى الكبير للمذكر وأعطى الصغير للمؤنث‪ .‬مهندسون ألحقها النون ملفوظة ومكتوبة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الكسرة التي هي ياء صغيرة‬
‫فسلِب منه التنوين زعالمة الجر‬ ‫ملفوظ وغير مكتوب‪ .‬فتخيل هذه لغة العرب فهي مع التأنيث حتى في المنع من الصرف يقول اإلسم المؤنث نزل مرتبة ُ‬
‫الجر بالكسرة عالمة اإلسم المتمكن األمكن‪ .‬فهذه لغة‬‫جر بالكسرة وإنما بالفتحة ‪ :‬سلّمت على فاطم َة ألن ّ‬ ‫وزينب ال تن ّون وال تُ ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فاطمة‬ ‫األصلية مثل‪:‬‬
‫العرب فال يعترض أحدهم أن المؤنث لفظ ضعيف‪ ،‬عندهم المؤنث دون المذكر هذه لغتهم فإذا قال (إناثًا) يعني أصنامًا ليس األنثى بمفهومنا اآلن‪( .‬ألكم‬
‫خلق خاص ال نستطيع أن نقول هم ذكور أو إناث واهلل أعلم‪.‬‬ ‫الذكر وله األنثى) ألنهم جعلوا المالئكة التي هم عباد الرحمن إناثًا والمالئكة ٌ‬
‫*لِ َم خصّ دعوة المشركين لإلناث من اآللهة ولم يقل إن يدعون من دونه إال أصناماً؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫انظر إلى هذه السخرية والتهكم بمعتقدهم فقد خاطبهم اهلل تعالى بما يعتقدون ويتصرفون فهم ينظرون إلى اإلناث نظرو دون وكل الناس يعلم حالة المرأة‬
‫بينهم فقد حرموها من حقوق كثيرة واستضعفوها ومع ذلك اتخذوا من األنثى آلهة بل هي أكبر آلهتهم الالت والعزى ومناة ولذلك نعى على العرب أن‬
‫يصدر منهم مثل هذه التصرفات‪.‬‬
‫آية (‪:)123‬‬
‫* ما الفرق بين السوء والسيئات؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫السيئة هي فعل القبيح وقد ُتطلق على الصغائر كما ذكرنا سابقًا في حلقة ماضية‪ .‬السوء كلمة عامة سواء في األعمال أو في غير األعمال‪ ،‬ما يُ َغ ّم‬
‫ْر ُسو ٍء آ َي ًة أُ ْخ َرى (‪ )22‬طه) أي من‬ ‫ِن َغي ِ‬
‫ْضاء م ْ‬‫َاح َك َت ْخ ُر ْج َبي َ‬
‫َك إِلَى َجن ِ‬ ‫اض ُم ْم َيد َ‬
‫اإلنسان يقول أصابه سوء‪ ،‬اآلفة‪ ،‬المرض‪ ،‬لما يقول تعالى لموسى ‪َ ( ‬و ْ‬
‫اب (‪ )5‬النمل) كلمة سوء عامة أما السيئة فهي فعل قبيح‪ .‬المعصية عمومًا قد تكون‬ ‫ِين لَ ُه ْم ُسو ُء الْ َع َذ ِ‬ ‫غير مرض‪ ،‬من غير ِعلّة‪ ،‬من غير آفة‪( .‬أُ ْولَئ َ‬
‫ِك الَّذ َ‬
‫ُج َز ِب ِه (‪ )123‬النساء) صغيرة أو كبيرة‪.‬‬ ‫ِي أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬
‫اب َمن َي ْع َم ْل ُسو ًءا ي ْ‬ ‫ْس ِبأَ َمانِيِّ ُك ْم َوال أَ َمان ِّ‬
‫صغيرة أو كبيرة‪ ،‬السوء يكون في المعاصي وغيرها (لَّي َ‬
‫فإذن كلمة سوء عامة في األفعال وغيرها‪ ،‬أصابه سوء‪ ،‬من غير سوء‪ ،‬ما يغم اإلنسان سوء‪ ،‬أولئك لهم سوء العذاب ( َف َو َقا ُه اللَّ ُه َس ِّي َئ ِ‬
‫ات َما َم َك ُروا َو َح َ‬
‫اق‬
‫اب (‪ )45‬غافر) كلمة سوء عامة وكلمة سيئة خاصة وتُجمع على سيئات أما كلمة سوء فهي إسم المصدر‪ ،‬المصدر ال يُجمع إال إذا‬ ‫ِر َع ْو َن ُسو ُء الْ َع َذ ِ‬
‫آل ف ْ‬
‫ِب ِ‬
‫تعددت أنواعه‪ ،‬هذا حكم عام‪ .‬ولكنهم قالوا في غير الثالثي يمكن أن يُجمع على مؤنث سالم مثل المشي والنوم هذا عام يطلق على القليل والكثير إذا‬
‫تعددت أنواعه ضرب تصير ضروب محتمل لكن المصدر وحده ال يُجمع هذه قاعدة‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫اهي َم َحنِي ًفا (‪ )125‬النساء) انظر إلى هذا االستفهام الذي يهز ضمائر المنحرفين ّ‬
‫الشاذين‬ ‫ْر ِ‬ ‫( َو َم ْن أَ ْح َس ُن دِي ًنا ِّم َّم ْن أَ ْسلَ َم َو ْج َه ُه هلل َوه َ‬
‫ُو ُم ْح ِس ٌن واتَّ َب َع مِلَّ َة إِب َ‬
‫عن هدى اهلل تعالى فهو استفهام إنكاري أراد اهلل تعالى أن يوجه من خالله أنظار الناس إلى سبب اتخاذ اإلسالم دون غيره دينًا فايس ثمة ذين أحسن من‬
‫اإلسالم الذي يأمر أتباعه باإلحسان والتقوى‪.‬‬
‫*( َو َم ْن َأحْ َس=نُ ِدينًا ِّم َّم ْن َأ ْس=لَ َم َوجْ هَ=هُ هلل (‪ )125‬النس==اء) لِ َم خصّ هللا تع==الى إس==الم الوجه وهو ج==زء من اإلنس==ان ولم يح==ذف كلمة‬
‫(وجهه) ليشمل المرء تاذي منه الوجه بدهياً؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪ L‬ألن الوجه أشرف األعضاء وبه كان اإلنسان إنسانًا فعبّر اهلل تعالى عن‬
‫تأمل هذه الكناية في كلمة (وجهه) فقد صورت تمام الطاعة واالعتراف بالعبودية‬
‫إذعانك ألوامره بامتثال وجهك الذي هو أشرف أعضاء جسدك‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫َك فِي النِّ َساء ُق ِل اللُهّ يُ ْفتِي ُك ْم فِي ِه َّن (‪ )127‬النساء) انظر إلى هذا التبشير للسائل المتحيّر (قل اهلل يفتيكم فيهن) وكأن اهلل تعالى يقولو له قد وجدت‬
‫( َو َي ْس َت ْفتُون َ‬
‫وعظمها‪.‬‬ ‫طلبك فكن مستبشرًا وذلك قدّم إسمه الشريف (قل اهلل) ولم يقل قل يفتيكم اهلل للتنويه بشأن هذه ال ُفتية ِ‬
‫آية (‪:)124‬‬
‫*انظر آية (‪.)40‬‬
‫و(و َم ْن َأحْ َسنُ قَ==وْ اًل ِم َّم ْن َدعَا ِإلَى هَّللا ِ َو َع ِم= َل‬ ‫ُأ‬
‫ت ِم ْن َذ َك ٍر َأوْ ْنثَى َوهُ َو ُمْؤ ِم ٌن ﴿‪ ﴾124‬النساء) َ‬
‫*ما الفرق بين( َو َم ْن يَ ْع َملْ ِمنَ الصَّالِ َحا ِ‬
‫صالِحًا﴿‪ ﴾33‬فصلت) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫َ‬
‫ِيرا ﴿‪ ﴾124‬النساء) من الصالحات‬ ‫ون َنق ً‬ ‫ون الْ َجنَّ َة َولَا ي ْ‬
‫ُظلَ ُم َ‬ ‫ْخلُ َ‬ ‫ِن َفأُولَئ َ‬
‫ِك َيد ُ‬ ‫ِن َذ َك ٍر أَ ْو أُ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌ‬
‫ات م ْ‬ ‫ِح ِ‬ ‫الصال َ‬
‫ِن َّ‬ ‫في النساء يقول تعالى ( َو َم ْن َي ْع َم ْل م َ‬
‫(و َعم َ‬
‫ِل‬ ‫ات) وبين َ‬‫ِح ِ‬
‫الصال َ‬ ‫ِحا﴿‪ ﴾33‬فصلت) ما الفرق بين ( َو َم ْن َي ْع َم ْل م َ‬
‫ِن َّ‬ ‫صال ً‬‫ِل َ‬ ‫َعا إِلَى اللَّ ِه َو َعم َ‬ ‫األلف والالم‪ ،‬وفي مكان آخر ( َو َم ْن أَ ْح َس ُن َق ْولًا م َّ‬
‫ِم ْن د َ‬
‫ات﴿‪ ﴾25‬البقرة) وهي الصوم والصالة والحج والزكاة والتوحيد قبل‬ ‫ِح ِ‬‫الصال َ‬‫ِين آَ َمنُوا َو َعمِلُوا َّ‬ ‫(و َب ِّش ِر الَّذ َ‬
‫ِحا)؟ الصالحات باأللف والالم هذه األركان َ‬ ‫صال ً‬ ‫َ‬
‫ذلك فهذه األلف والالم الفرض الذهني ما عبد اهلل بشيء أحب إليه مما افترض علينا وقد افترض علينا نحن المسلمون خمسة أركان وكذلك افترض على‬
‫دين أركانًا إذًا أعظم أنواع الطاعات التي تتعلق أحيانًا هناك من يقول أنا قلبي طيب وأنا أتصدق ولو ما أصلي مش مهم ال يا أخي ال هذه الصالحات‬ ‫كل ٍ‬
‫ال يغني عنها شيء يعني أنت في االمتحان ترسب في اإلنجليزي والرياضيات والفيزياء وناجح بالرياضة! رح صير رياضي لكن أنت لن تصبح شيئًا‪.‬‬
‫ِحا) النوافل والنوافل هي التي فيها الخير (ال يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) هذه ( َو َم ْن‬ ‫صال ً‬ ‫ِل َ‬ ‫حينئ ٍذ نقول الصالحات األركان الفرائض ( َو َعم َ‬
‫ِحا) والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫صال ً‬ ‫ِل َ‬ ‫َعا إِلَى اللَّ ِه َو َعم َ‬ ‫أَ ْح َس ُن َق ْولًا م َّ‬
‫ِم ْن د َ‬
‫آية (‪)127‬‬
‫*ما الفرق بين (يستفتونك) و(ويستفتونك)؟(د‪.‬حسام= النعيمى)‬
‫ض‪ٍ LL‬ل َو َي ْه‪ LL‬دِي ِه ْم إِلَيْ‪ِ LL‬ه‬ ‫ْخلُ ُه ْم فِي َر ْح َم ٍة ِم ْن ُه َو َف ْ‬ ‫ص ُموا ِب ِه َف َس ُيد ِ‬ ‫اع َت َ‬ ‫يستفتونك وردت مرة واحدة في القرآن وكان في بداية موضوع ( َفأَ َّما الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا ِباللَّ ِه َو ْ‬
‫ف َما َت َر َك َو ُه َو َي ِرثُ َها إِ ْن‬ ‫ِص ُ‬ ‫ُ‬
‫ْس لَ ُه َولَ ٌد َولَ ُه أ ْخ ٌت َفلَ َها ن ْ‬ ‫َك ُق ِل اللَّ ُه يُ ْفتِي ُك ْم فِي الْ َكلَالَ ِة إِ ِن ا ْم ُر ٌؤ َهلَ َك لَي َ‬ ‫اطا ُم ْس َتقِي ًما (‪ ))175‬الكالم إنتهى ثم قال‪َ ( :‬ي ْس َت ْفتُون َ‬ ‫ص َر ً‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِّن الل ُه لَك ْم أ ْن َت ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ِما َت َر َك َوإِ ْن َكانُوا إِ ْخ َو ًة ِر َجالا َون َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ضلوا َوالل ُه ِبكل َش ْي ٍء َعلِي ٌم (‬ ‫ْن يُ َبي ُ‬‫ِسا ًء َفلِلذ َك ِر مِثل َحظ الأ ْن َث َيي ِ‬ ‫ان م َّ‬ ‫ْن َفلَ ُه َما الثل َث ِ‬ ‫لَ ْم َيك ْن لَ َها َولَ ٌد َف ِإ ْن َكا َن َتا اث َن َتي ِ‬
‫‪ )176‬النساء) كالم جديد‪( .‬ويستفتونك) وردت مرة واحدة أيضًا في بداية آية إكتنفتها اآليات المبدوءة بالواو من قبلها ومن بعدها يع‪LL‬ني أح‪LL‬اطت بها‬
‫ْخلُ َ‬
‫ون‬ ‫ِك َي‪LL‬د ُ‬ ‫ِن َفأُولَئ َ‬
‫ُو ُم ْؤم ٌ‬ ‫ِن َذ َك ٍر أَ ْو أُ ْن َثى َوه َ‬ ‫ات م ْ‬ ‫ِح ِ‬ ‫الصال َ‬ ‫ِن َّ‬ ‫اآليات المبدوءة بالواو وهي في سورة النساء من اآلية ‪ 124‬إلى اآلية ‪َ ( 132‬و َم ْن َي ْع َم ْل م َ‬
‫اهي َم َخلِيلًا (‪َ )125‬ولِلَّ ِه َما فِي‬ ‫‪L‬ر ِ‬ ‫اهي َم َحنِي ًفا َواتَّ َخ َذ اللَّ ُه إِبْ‪َ L‬‬ ‫ْر ِ‬‫ِم ْن أَ ْسلَ َم َو ْج َه ُه لِلَّ ِه َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن َواتَّ َب َع مِلَّ َة إِب َ‬
‫‪َ L‬و َم ْن أَ ْح َس ُن دِي ًنا م َّ‬ ‫ِيرا (‪L)124‬‬ ‫ون َنق ً‬ ‫ُظلَ ُم َ‬‫الْ َجنَّ َة َولَا ي ْ‬
‫اب فِي َي َتا َمى النِّ َس‪LL‬ا ِء‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫َك فِي النِّ َسا ِء ُق ِل الل ُه يُ ْفتِي ُك ْم فِي ِه َّن َو َما يُ ْتلَى َعلَ ْي ُك ْم فِي ال ِك َت ِ‬ ‫ً‬
‫ان الل ُه ِب ُكل َش ْي ٍء ُم ِحيطا (‪َ LL)126‬و َي ْس َت ْفتُون َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ض َو َك َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َو َما فِي الأ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫َّ‬
‫‪ِ L‬ه َعلِي ًما (‬ ‫ان ِب‪L‬‬ ‫َّ‬
‫ْر َف ِإ َّن الل َه َك َ‬ ‫ِن َخي ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِس ِط َو َما َتف َعلوا م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫َان َوأ ْن َتقو ُموا لِل َي َتا َمى ِبالق ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِن ال ِولد ِ‬ ‫ِين م َ‬‫ض َعف َ‬ ‫ْ‬
‫ُن َوال ُم ْس َت ْ‬‫ِحوه َّ‬ ‫َ‬
‫ُون أ ْن َت ْنك ُ‬ ‫ِب ل ُه َّن َو َت ْر َغب َ‬ ‫َ‬ ‫اللَّاتِي لا تُ ْؤتُو َن ُه َّن َما كت َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الش َّح َوإِ ْن تُ ْح ِسنُوا َو َتتَّ ُقوا‬ ‫س ُّ‬ ‫ض َر ِت الْأَ ْن ُف ُ‬ ‫ْر َوأُ ْح ِ‬ ‫الصلْ ُح َخي ٌ‬ ‫صلْ ًحا َو ُّ‬ ‫ِحا َب ْي َن ُه َما ُ‬
‫ُصل َ‬‫َاح َعلَ ْي ِه َما أَ ْن ي ْ‬ ‫اضا َفلَا ُجن َ‬ ‫وزا أَ ْو إِ ْع َر ً‬ ‫ِن َب ْعلِ َها نُ ُش ً‬ ‫‪َ L‬وإِ ِن ا ْم َرأٌَة َخا َف ْت م ْ‬ ‫‪)127‬‬
‫ِحوا َو َتتَّ ُقوا َفِإ َّن‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ُ‬
‫ت‬
‫ُ َ َِ ْ ُ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ا‬ ‫وه‬ ‫ر‬
‫َ ِ ُ َ‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ْل‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ل‬‫َّ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ِيل‬‫م‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫و‬
‫َ َ َ ِ َ ْ ََ ْ ْ‬‫َ‬‫ل‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ِّ‬
‫الن‬ ‫ْن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ِل‬‫د‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫وا‬ ‫ع‬
‫ْ ُ‬‫ي‬ ‫ط‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪L‬‬‫)‬ ‫‪128‬‬ ‫(‬ ‫ا‬ ‫ير‬ ‫ب‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫ون‬
‫َ َِ ْ َ َ ِ ً‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬‫ت‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ب‬ ‫ان‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫َفِإ َّن‬
‫ص ْينَا الَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫ض َولَ َق ْد َو َّ‬ ‫َ‬
‫ات َو َما فِي الْأ ْر ِ‬ ‫او ِ‬‫الس َم َ‬ ‫‪َ L‬ولِلَّ ِه َما فِي َّ‬ ‫اس ًعا َحكِي ًما (‪)130‬‬ ‫ان اللَّ ُه َو ِ‬ ‫ِن َس َع ِت ِه َو َك َ‬ ‫ُغ ِن اللَّ ُه ُكلًّا م ْ‬ ‫‪َ L‬وإِ ْن َي َت َف َّر َقا ي ْ‬‫ورا َر ِحي ًما (‪)129‬‬ ‫ان َغ ُف ً‬ ‫اللَّ َه َك َ‬
‫ات َو َما‬ ‫الس َما َو ِ‬‫‪َ L‬ولِل ِه َما فِي َّ‬ ‫َّ‬ ‫ان الل ُه َغنِيًّا َحمِيدًا (‪)131‬‬ ‫َّ‬ ‫ض َو َك َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َو َما فِي الأ ْر ِ‬ ‫او ِ‬‫الس َم َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِن َق ْبلِك ْم َوإِيَّاك ْم أ ِن اتَّقوا الل َه َوإِ ْن َتكف ُروا َف ِإ َّن لِل ِه َما فِي َّ‬ ‫ُ‬ ‫اب م ْ‬ ‫أُوتُوا الْ ِك َت َ‬
‫ض َو َك َفى ِباللَّ ِه َوكِيلًا (‪ ))132‬كلها بدأت بالواو مرتبطة آية بآية أخرى فالمناسب أن تأتي هي بالواو أيضًا وال تشذ عن س‪LL‬ياق اآلي‪LL‬ات كلها من‬ ‫فِي الْأَ ْر ِ‬
‫‪ 124‬إلى ‪ 132‬كلها جاءت بالواو‪.‬‬
‫*هل المنصوب بنزع الخافض محدد في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫وأن وما وقسم قال‬ ‫فيها قواعد وفيها خالف أنه إذا كان القياسي عندهم رفع الخافض القياسي الذي عليه أكثر النحاة أنه إذا كان المصدر المؤول بـ (أن) ّ‬
‫(كي) أيضًا إذا اللبس مأمون فيجوز نزع الخافض وقسم قالوا ال ليس مختصًا بهذا وإنما كل تعبير فيه أمن للبس (هذا قول األخفش الصغير علي بن‬
‫ال (‪ )155‬األعراف) أصلها واختار موسى من قومه‪.‬‬ ‫ِين َر ُج ً‬
‫وسى َق ْو َم ُه َس ْبع َ‬ ‫سليمان) كل مأمون اللبس يجوز نزع الخافض واستشهد باآلية ( َو ْ‬
‫اخ َت َ‬
‫ار ُم َ‬
‫ُ‬
‫قالوا إذا كان اللبس مأمون فيجوز حتى قال إذا ُع ِرف الحذف مكان الحذف وأمن اللبس موطن الحذف ومكان الحذف‪ .‬الخافض هو حرف الجر أصل‬
‫نصًا "إذا تعيّن‬
‫ال‪( ،‬تمرون الديار ولم تعودوا يعني تمرون بالديار)‪ .‬القياس عندهم هذا الكالم ّ‬ ‫اآلية خارج القرآن واختار موسى من قومه سبعين رج ً‬
‫ال رغب ألن هناك رغب عن ورغب في‪ .‬تقول رغبت زيدًا ألنك ال تعلم رغبت فيه أو رغبت‬ ‫الحرف ومكان الحذف جاز نزعه بدون شرط" لكنهم مث ً‬
‫ُن (‪ )127‬النساء) أهي في أو عن؟ المقصود كالهما يعني ترغبون فيهن لجمالهن ومالهن أو ترغبون‬ ‫ُون أَن َتنك ُ‬
‫ِحوه َّ‬ ‫(و َت ْر َغب َ‬
‫عنه ألنه لماذا قال تعالى َ‬
‫وفقرهن ترغبون فيهن أو عنهن فجمع المعنيي بحذف حرف الجر بدل أن يقول ترغبون فيهن وترغبون عنهن قال ترغبون فجمع‬ ‫ّ‬ ‫عنهن لدمامتهن‬
‫المعنيين في آن واحد توسعًا في المعنى‪.‬‬
‫آية (‪:)128‬‬
‫ت اَألنفُسُ ال ُّش َّح (‪ )128‬النساء)؟(د‪.‬فاضل السامرائى= )‬ ‫(وُأحْ ِ‬
‫ض َر ِ‬ ‫*ما هو إعراب الشح في قوله تعالى َ‬
‫واألنفس نائب فاعل‪ .‬أحضر تأخذ مفعولين‪( .‬أحضرت األنفس الشح) أي البخل‪ ،‬لما خلقها ربنا سبحانه وتعالى جاء بالشح وأحضرها ربنا‬ ‫ُ‬ ‫هي مفعول به‬
‫ورا (‪ )100‬اإلسراء) قتورًا خبر كان وتعني بخي ً‬
‫ال ‪ .‬اإلنسان بخيل ِخلقة فلما خلق تعالى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫ان‬ ‫اإلنس‬
‫َ‬ ‫ان‬
‫َ َ‬‫َ‬
‫ك‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫الشح‬ ‫معها‬ ‫جعل‬ ‫األنفس‬ ‫خلق‬ ‫عندما‬ ‫بالخلقة‪.‬‬
‫ِ‬
‫األنفس جاء بالشح‪ .‬حضر يتعدى إلى مفعول واحد وأحضر يتعدى إلى مفعولين‪ .‬أحضرتُه كذا أي جعلته حاضرًا‪ ،‬أحضرتُ ُه المجلس‪ .‬في األصل‬
‫حضرت ألن اهلل تعالى ينسب الخير لنفسه‪.‬‬‫الشح‪ .‬ما قال أحضرنا وإنما قال أُ ِ‬
‫أحضرنا األنفس الشح‪ ،‬ماذا أحضرنا األنفس؟ أحضرناها َّ‬
‫*ما إعراب كلمة (ال ُّش َح) في قوله تعالى (وأحضرت األنفسُ ال ُّش َح)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪ ‬فعل أحضر يأخذ مفعولين وكلمة الشح هي مفعول به ثاني لفعل أحضر‪ ،‬واألنفس نائب فاعل والمعنى أحضرنا األنفس ُّ‬
‫الش َّح‪ ،‬فكأنما المعنى أنه أحضر‬
‫الشح لألنفس أو جيء بالشح وأُحضر لألنفس‪.‬وعليه يكون (األنفس) مفعول به أول و(الشح) مفعول به ثاني‪ .‬وكأن اهلل تعالى أحضر األنفس عندما خلقها‬
‫الشح وجعله فيها‪.‬‬
‫خلق ّ‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)23‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ض (‪ )131‬النساء) انظر إلى هذا التناسب بين آي‬ ‫ات َو َما فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬
‫اس ًعا َحكِي ًما (‪َ )130‬وللِهّ َما فِي َّ‬
‫ان اللُهّ َو ِ‬ ‫ُغ ِن اللُهّ ُك ًّ‬
‫ال ِّمن َس َع ِت ِه َو َك َ‬ ‫( َوإِن َي َت َف َّر َقا ي ْ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫القرآن فاآلية األولى فيها إشارة إلى إغناء اهلل تعالى كال عن صاحبه فناسب أن تبدأ اآلية الثانية بإظهرا ملكوت اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬فمن له ما في‬
‫السموات وما في األرض قادر على أن يغني كل أحد من سعته وهذا كناية عن عظيم سلطانه واستحقاقه للتقوى‪.‬‬
‫آية (‪:)131‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)11‬‬
‫هّللا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫=اب ِمن قَ ْبلِك ْم َوِإيَّاك ْم ِن اتق==وا َ (‪ )131‬النس==اء) لِ َم ذكر ربنا س==بحانه وتع==الى أم==ره ألهل الكت==اب‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُأ‬
‫ص= ْينَا الَّ ِذينَ وت==وا ال ِكتَ= َ‬
‫*( َولَقَ= ْد َو َّ‬
‫بالتقوى ثم عطف المسلمين عليهم؟ ولو قال‪ :‬ولقد وصينا= المؤمنين أن اتقوا هللا ليشمل كل م==ؤمن منذ أن ُو ِجد اإلنس==ان على األرض‬
‫إلى أن يرث هللا األرض ومن عليها؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إن اإلخبار بأن اهلل تعالى أوصى الذين أوتوا الكتاب من قبل مقصود منه إلهاب ِهمم المسلمين وحثّهم على بلوغ تقوى اهلل تعالى لئال تفضلهم األمم التي‬
‫ضع ميزان التفاضل ال يقبل أن يسبقه أحد إلى خير أبدًا‪.‬‬
‫من قبلهم من أهل الكتاب وبديهي أن اإلنسان إن ُو ِ‬
‫آية (‪:)135‬‬
‫*ما داللة (قوامين بالقسط شهداء هلل) في آية سورة النساء و (قوّامين هلل شهداء بالقسط) في آية سورة المائدة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ين إِن َي ُك ْن َغ ِنيًّا أَ ْو َف َقيرًا َفاللُهّ أَ ْولَى‬ ‫ْن َو َ‬
‫األ ْق َر ِب َ‬ ‫ِس ِط ُش َهدَاء لِلِهّ َولَ ْو َعلَى أَن ُف ِس ُك ْم أَ ِو الْ َوالِ َدي ِ‬ ‫ِين ِبالْق ْ‬
‫ِين آ َمنُواْ ُكونُواْ َق َّوام َ‬ ‫قال تعالى في سورة النساء ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُواْ ُكونُواْ‬ ‫ون َخ ِبيرًا {‪ )}135‬وقال تعالى في سورة المائدة ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬ ‫ان ِب َما َت ْع َملُ َ‬ ‫ضواْ َفِإ َّن اللَهّ َك َ‬ ‫ال َتتَّ ِب ُعواْ الْ َه َوى أَن َت ْعدِلُواْ َوإِن َتلْ ُوواْ أَ ْو تُ ْع ِر ُ‬ ‫ِب ِه َما َف َ‬
‫ون {‪ )}8‬ولو أخذنا سياق‬ ‫ُ‬
‫ير ِب َما َت ْع َمل َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫اعدِلوا ُه َو أق َر ُب لِلتق َوى َواتقوا اللَهّ إِ َّن اللَهّ َخ ِب ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َآن ق ْو ٍم َعلى أال َت ْعدِلوا ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِس ِط َوال َي ْج ِر َمنَّك ْم شن ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِين لِلِهّ ش َهدَاء ِبالق ْ‬ ‫َق َّوام َ‬
‫ِّب َو َ‬
‫ال‬ ‫يث ِب َّ‬
‫الطي ِ‬ ‫اآليات في سورة النساء نالحظ أن السورة كلها في األمر بالعدل والقسط وإيتاء كل ذي حق حقه ( َوآتُواْ الْ َي َتا َمى أَ ْم َوالَ ُه ْم َو َ‬
‫ال َت َت َبدَّلُواْ الْ َخ ِب َ‬
‫ْن لَ ُك ْم َعن َش ْي ٍء ِّم ْن ُه َن ْفسًا َف ُكلُو ُه َهنِيئًا َّم ِريئًا {‪  )}4‬فلذلك اقتضى‬ ‫ِحلَ ًة َف ِإن ِطب َ‬ ‫ص ُد َقا ِت ِه َّن ن ْ‬‫ان ُحوبًا َك ِبيرًا {‪َ ( )}2‬وآتُواْ النَّ َساء َ‬ ‫َت ْأ ُكلُواْ أَ ْم َوالَ ُه ْم إِلَى أَ ْم َوالِ ُك ْم إِنَّ ُه َك َ‬
‫السياق تقديم ق ّوامين بالقسط‪.‬‬
‫ْي َوالَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِر اللِهّ َوال الش ْه َر ال َح َرا َم َوال ال َهد َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِين آ َمنوا ال ت ِحلوا ش َعآئ َ‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫أما في سورة المائدة فسياق اآليات في حقوق اهلل تعالى وفي الوالء والبراء ( َيا أيُّ َها الذ َ‬
‫صدُّو ُك ْم َع ِن الْ َم ْس ِج ِد الْ َح َرام أَن َت ْع َتدُواْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫َآن‬ ‫ن‬‫ش‬‫َ‬ ‫اص َطادُواْ َو َ ْ ِ َ ْ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫ض َوانًا َوإِ َذا َحلَلْتُ ْم َف ْ‬ ‫ال ِّمن َّر ِّب ِه ْم َو ِر ْ‬ ‫ضً‬ ‫ون َف ْ‬ ‫ْت الْ َح َرا َم َي ْب َت ُغ َ‬‫ين الْ َبي َ‬‫آم َ‬‫الْ َقآل ِئ َد َوال ِّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍْ‬
‫(و ْاذ ُك ُرواْ ن ِْع َم َة اللِهّ َعلَ ْي ُك ْم َومِي َثا َق ُه الَّذِي َوا َث َق ُكم ِب ِه إِ ْذ ُقلْتُ ْم‬ ‫اب {‪َ )}2‬‬ ‫ان َواتَّ ُقواْ اللَهّ إِ َّن اللَهّ َشدِي ُد الْ ِع َق ِ‬ ‫اإل ْث ِم َوالْ ُع ْد َو ِ‬
‫ال َت َعا َونُواْ َعلَى ِ‬ ‫بر َوالتَّ ْق َوى َو َ‬ ‫اونُواْ َعلَى الْ ِّ‬ ‫َو َت َع َ‬
‫ُور {‪ )}7‬الكالم في القيام بأمر اهلل تعالى لذا اقتضى قول ق ّوامين هلل ألن السياق في القيام هلل تعالى وفي‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِعنَا َوأط ْعنَا َواتَّقوا اللَهّ إِ َّن اللَهّ َعلِي ٌم ِب َذ ِ‬ ‫َ‬
‫الصد ِ‬ ‫ات ُّ‬ ‫َسم ْ‬
‫حقوق اهلل تعالى‪.‬‬
‫* قال تعالى في سورة النحل (ِإ َّن هّللا َ يَْأ ُم ُر بِ ْال َع ْد ِل َواِإل حْ َسا ِن َوِإيتَاء ِذي ْالقُرْ بَى (‪ ))90‬وفي= النساء (يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫وا ُكونُ ْ‬
‫وا قَ= َّوا ِمينَ‬
‫بِ ْالقِ ْس ِط ُشهَدَاء هّلِل ِ (‪ ))135‬ما خصوصية استعمال القرآن لكلمتي العدل والقسط؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(و َيا َق ْو ِم‬
‫ِس ِط (‪ )9‬الرحمن) َ‬ ‫أصل القسط الحظ والنصيب‪ ،‬القسط نصيب ولذلك في القرآن الكريم لم يستعمل مع الوزن إال القسط ( َوأَقِي ُموا ْال َو ْز َن ِب ْالق ْ‬
‫ِس َط ِ ْ‬ ‫ِس ِط (‪ )85‬هود)‪ .‬العدل معناه المساواة في األحكام‪َ ( .‬وأَ ْو ُفوا الْ َكي َ‬
‫ْل إِذا كِلْتُ ْم َو ِزنُواْ ِبالق ْ‬ ‫ان ِبالْق ْ‬ ‫ال َوالْم َ‬ ‫أَ ْو ُفواْ الْ ِم ْك َي َ‬
‫ِيم (‪ )35‬اإلسراء)‬ ‫اس ال ُم ْس َتق ِ‬ ‫ِيز َ‬
‫وعدل العِدل فيما يُبصر من األشياء هذا ِعدل هذا مثل‬ ‫القسطاس هو ميزان العدل أصل كلمة قسطاس عدل فسموا الميزان قسطاس ألنه عدل‪ .‬عندنا َعدل ِ‬
‫‪ L‬ف َج َزاء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الص ْي َد َوأنت ْم ُح ُر ٌم َو َمن قتل ُه مِنكم ُّمت َع ِّم ًدا‬ ‫ال َت ْقتُلُوا َّ‬
‫ْ‬ ‫ِين آ َمنُواْ َ‬‫حملين متساويين يقال هذا ِعدل هذا أما ال َعدل فهو أحكام ومساواة في الحكم ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ُؤ َخ ْذ‬
‫ال ي ْ‬ ‫ْل َّ‬ ‫ِل ُك َّل َعد ٍ‬ ‫(وإِن َت ْعد ْ‬‫ص َيا ًما (‪ )95‬المائدة) الصيام ال يُبصر َ‬ ‫ِك ِ‬ ‫ْل َذل َ‬ ‫ْل ِّمن ُك ْم (‪ )95‬المائدة) ذوا قسط (أَو َعد ُ‬ ‫ِّم ْث ُل َما َق َت َل م َ‬
‫ِن النَّ َع ِم َي ْح ُك ُم ِب ِه َذ َوا َعد ٍ‬
‫ْل (‪ )123‬البقرة)‪ .‬إذن القسط هو الحظ والنصيب والقرآن لم يستعمله إال مع الموازين وهذا من‬ ‫ال يُ ْق َب ُل ِم ْن َها َعد ٌ‬
‫ِم ْن َها (‪ )70‬األنعام) لم يقل كل قسط‪َ ( ،‬و َ‬
‫خصوصية االستعمال القرآني والقسط يستعمل مع غير الميزان لكن القرآن يستعمله مع الميزان وال يستعمل العدل مع الميزان‪ .‬القسط قد يكون في‬
‫القسمة وفيه ارتباط باآللة (قسطاس)‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ِين ِب ْالق ْ‬
‫ِس ِط (‪ )135‬النساء) تأمل قوله تعالى (قوامين بالقسط) حيث جاءت كلمة قوامين صيغة مبالغة تدل على الكثرة ولم‬ ‫( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنو ْا ُكو ُنو ْا َق َّوام َ‬
‫ليحضنا على عدم اإلخالل بهذا القيام بالعدل في حال من األحوال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يقل كونوا قائمين بالقسط‬
‫ْط ُشهَدَا َء هَّلِل ِ﴿‪ ﴾135‬النس==اء) و(يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ َآ َمنُ==وا ُكونُ==وا= قَ= َّوا ِمينَ هَّلِل ِ‬
‫*ما داللة االختالف بين (يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ َآ َمنُوا ُكونُوا قَ َّوا ِمينَ بِ ْالقِس ِ‬
‫ُشهَدَا َء بِ ْالقِ ْس ِط ﴿‪ ﴾8‬المائدة)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫قبل أن ندخل ما الفرق بين اآليتين نبين ما معنى القسط؟‪ .‬جميع المفسرين يقولون القسط هو العدل وليس هذا صحيحًا وقد بيّنا نحن في برنامجنا السابق‬
‫الحكم بالحق هذا خصم مع هذا قلنا القاضي‬ ‫ولو أول مرة أنه ما من كلمتين في القرآن الكريم تتشابهان ليس في القرآن مترادف وال كلمة واحدة‪ .‬العدل ُ‬
‫ْل﴿‪ ﴾90‬النحل) يأمر القاضي أن يعدل في حكمه فقط‪ .‬القسط يعني أو ً‬
‫ال‬ ‫الحكم فقط مجرد هذا العدل (إِ َّن اللَّ َه َي ْأ ُم ُر ِبالْ َعد ِ‬ ‫يقول الحق مع هذا وليس مع هذا‪ُ ،‬‬
‫أن ترفع الظلم عن الخصم المظلوم ثم تحكم له بالحق ثم تنفذ الحق هذا هو المهم‪ .‬ياما قضاة بل كل قضاة العالم العربي نفترض أنهم يحكمون بالعدل‬
‫ال حكمت المحكمة فالن شيء فالن شيء لكن‬ ‫ولكن حكم القضاء يموت في التنفيذ يقال العبارة المعروفة عند القضاة (دائرة التنفيذ مقبرة األحكام) فع ً‬
‫ُح ُّب‬ ‫ُنفذ ‪ ،‬فالعدل مجرد الحكم‪ .‬القسط هو التنفيذ لهذا الحكم بأحسن الطرق ولهذا رب العالمين ما قال إن اهلل يحب العادلين قال (إِ َّن اللَّ َه ي ِ‬ ‫الحكم ال ي َّ‬ ‫ُ‬
‫(ش ِه َد اللَّ ُه أَنَّ ُه لَا إِلَ َه إِلَّا ُه َو َوالْ َملَا ِئ َك ُة‬‫ين ﴿‪ ﴾42‬المائدة) المقسط الذي يحكم وينفذ ولهذا رب العالمين ما امتدح نفسه بالعدل امتدح نفسه بالقسط َ‬ ‫الْ ُم ْق ِس ِط َ‬
‫ون ﴿‪﴾117‬‬ ‫ول لَ ُه ُك ْن َف َي ُك ُ‬ ‫ضى أَ ْم ًرا َف ِإنَّ َما َي ُق ُ‬ ‫ِس ِط ﴿‪ ﴾18‬آل عمران) رب العالمين قال أنا قائم بالقسط أحكم بالحكم وأنفذه ( َوإِ َذا َق َ‬ ‫َوأُولُو الْعِلْ ِم َقا ِئ ًما ِبالْق ْ‬
‫ِس َط ِ ْ‬ ‫البقرة) هذا هو القسط‪ ،‬فالقسط الميزان الدقيق الذي يعطي الحق لصاحبه ( َو ِزنُوا ِبالْق ْ‬
‫ِيم ﴿‪ ﴾35‬اإلسراء) أي الميزان الذي ال يخطيء بحيث‬ ‫اس ال ُم ْس َتق ِ‬
‫ين) وال مرة قال إن اهلل‬ ‫ُح ُّب الْ ُم ْق ِس ِط َ‬ ‫يعطي الحق لصاحبه كامل‪ .‬هكذا هو الفرق بين القسط وبين العدل القسط أعظم من العدل ولهذا اهلل قال (إِ َّن اللَّ َه ي ِ‬
‫ال ورب العالمين يأمرنا بهذا الخطاب األول في‬ ‫يحب العادلين قد تعدل ولكن صاحب الحق ال ينال حقه‪ .‬رب العالمين قال أنا قائم بالقسط أحكم وأنفذ فع ً‬
‫ال واحكم بالعدل ثانيًا ونفذ ثالثًا طبعًا الخطاب‬ ‫ِس ِط) إرفع الظلم أو ً‬ ‫ِين ِبالْق ْ‬
‫ِين آَ َمنُوا) من القضاة ( ُكونُوا َق َّوام َ‬ ‫سورة النساء ‪ 135‬خطاب للقضاة ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ين إِ ْن َي ُك ْن َغنِيًّا أَ ْو َفق ً‬
‫ِيرا‬ ‫ْن َوالْأَ ْق َر ِب َ‬ ‫ِس ِط ُش َهدَا َء لِلَّ ِه َولَ ْو َعلَى أَ ْن ُف ِس ُك ْم أَ ِو الْ َوالِ َدي ِ‬ ‫ِين ِبالْق ْ‬
‫ِين آَ َمنُوا ُكونُوا َق َّوام َ‬ ‫لكل العملية القضائية من قاضي وشهود ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫َفاللَّ ُه أَ ْولَى ِب ِه َما َفلَا َتتَّ ِب ُعوا الْ َه َوى أَ ْن َت ْعدِلُوا َوإِ ْن َتلْ ُووا ﴿‪ ﴾135‬النساء) يعني تجيب الشهادة تغير بالكلمات مثل المحامين فالمحامي يغير الكلمات يتالعب‬
‫ضوا ﴿‪ ﴾135‬النساء) ال تشهد ترفض الشهادة وحينئ ٍذ‬ ‫لي ( َوإِ ْن َتلْ ُووا أَ ْو تُ ْع ِر ُ‬ ‫‪L‬ذ كل من يتالعب بالشهادة هذا هو ّ‬ ‫(لي الغني ظل ٌم) وحينئ ٍ‬ ‫اللي ّ‬ ‫باأللفاظ هذا ّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِس ِط) فال يكفي أن تكون قاضيًا‬ ‫ِ ْ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫و‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫وا‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫(‬ ‫القضائية‪.‬‬ ‫العملية‬ ‫هذا‬ ‫النساء)‬ ‫﴾‬ ‫‪135‬‬ ‫ا﴿‬ ‫ير‬
‫ِ ً‬ ‫ب‬‫خ‬‫َ‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫َِ ْ َ‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ب‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫الل‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫وا‬ ‫ض‬‫ُ‬ ‫اهلل قال ( َوإِ ْن َتلْ ُ ْ ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ع‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫وا‬ ‫و‬
‫ال محكمة التنفيذ مقبرة األحكام‪ ،‬محكمة‬ ‫وتحكم بالحكم والحكم مات الرجل كفيل بأن يحصل على حقه تأتي أشكال وألوان رشاوى ووساطة ويموت فع ً‬
‫الجنايات المحكمة المدنية محكمة بدائية حكمت المحكمة على رأسي ولكن ليس هناك تنفيذ هذا ليس قسطًا هذا مجرد عدل‪ ،‬القاضي عدل ولكنه لم يقسط‬
‫ين) أكمل يا أخي هذا الرجل المتخاصم لمدة شهرين وهو يتابع هذه القضية ومحامي ومصاريف ثم حكمت المحكمة ماذا بعد ذلك؟‬ ‫ُح ُّب الْ ُم ْق ِس ِط َ‬‫(إِ َّن اللَّ َه ي ِ‬
‫من الذي ينفذ؟ ال أحد ينفذ‪ ،‬فقد يكون المحكوم عليه حاكمًا أو أميرًا أو غنيًا أو متنفذًا أو حزبيًا أو شخص من الحكومة وبالتالي راحت عليه هذا عدل‬
‫ِس ِط‬ ‫ِين ِبالْق ْ‬ ‫أجوف إن اهلل ال يحب العادلين يحب المقسطين عادل زائد تنفيذ هذا المقسط هذا فهمناها‪ .‬إذًا رب العالمين في هذه اآليتين لما قال ( ُكونُوا َق َّوام َ‬
‫ِين لِلَّهِ) هذه ليست قضائية هذا عدل الحاكم هناك عدل القاضي بين الخصوم وهنا عدل‬ ‫ُش َهدَا َء لِلَّهِ) يتكلم عن العملية القضائية‪ .‬في المائدة ( ُكونُوا َق َّوام َ‬
‫ال اهلل سبحانه‬ ‫ِس ِط) حاكم بين عباده‪ .‬أو ً‬ ‫(ش ِه َد اللَّ ُه أَنَّ ُه لَا إِلَ َه إِلَّا ُه َو َوالْ َملَا ِئ َك ُة َوأُولُو الْعِلْ ِم َقا ِئ ًما ِبالْق ْ‬
‫ِين لِلَّهِ) رب العالمين قال َ‬ ‫الحاكم بين الرعية ( ُكونُوا َق َّوام َ‬
‫يفرق بين عباده مسلم كافر يحب اهلل ال يحب اهلل يشتم رب العالمين يؤمن به أو ال يؤمن كلهم سواء أمامه في ال ِن َعم الشمس للجميع والهواء‬ ‫وتعالى ال ّ‬
‫للجميع والرزق للجميع واألوالد للجميع كل النعم العامة يشترك فيها الناس ال يحجب نعمه عن بعض عباده ألنهم يكرهونه أو ال يؤمنون به‪ ،‬رب‬
‫ِس ِط َولَا َي ْج ِر َمنَّ ُك ْم َشنَآَ ُن َق ْو ٍم‬ ‫ِين لِلَّ ِه ُش َهدَا َء ِبالْق ْ‬ ‫ِين آَ َمنُوا ُكونُوا َق َّوام َ‬ ‫ِس ِط)‪ .‬فرب العالمين يريد من الحاكم هكذا ولهذا قال له ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬ ‫العالمين قال ( َقا ِئ ًما ِبالْق ْ‬
‫ون ﴿‪ ﴾8‬المائدة) ماذا قال له؟ قال أنا رب العالمين أعلم أن كل حاكم عنده موقف‬ ‫ير ِب َما َت ْع َملُ َ‬ ‫اعدِلُوا ُه َو أَ ْق َر ُب لِلتَّ ْق َوى َواتَّ ُقوا اللَّ َه إِ َّن اللَّ َه َخِب ٌ‬ ‫َعلَى أَلَّا َت ْعدِلُوا ْ‬
‫سلبي من جماعة‪ ،‬قوم‪ ،‬لم يقل واحد ( َولَا َي ْج ِر َمنَّ ُك ْم َشنَآَ ُن َق ْو ٍم) الشنآن شدة البغض كلنا يحدث بيننا سوء تفاهم أنت تكرهني أنا أكرهك لكن هذا نتجاهله‬
‫ونتعامل مع بعض لكن أحيانًا يصل هذا إلى شدة البغض يعني ال أطيق سماع صوتك وال سماع أسمك وال رؤية وجهك هذا الشنآن إياك وأنت حاكم إياك‬
‫‪ L‬قامت بمظاهرة ضدك ال‬ ‫أن تجعل من هذا الشنآن المترتب على قوم على عائلة عندك منها موقف العائلة كلها عشيرة قبيلة كاملة أنت ال تحبها قرية مدينة‬
‫تحبها مجموعة نقابة محامين نقابة أطباء يعني البد ألي حاكم أنه في قلبه شيء هذه قضية إنسانية حتى األنبياء النبي صلى اهلل عليه وسلم قال (ال‬
‫تخبروني عن أصحابي شيئًا فإني أريد أن ألقاهم وليس في قلبي شيء على أحدهم) هذه قضية إنسانية إياك أن يحملك هذا الشنآن البغض الشديد على أن‬
‫(اعدِلُوا ُه َو أَ ْق َر ُب لِلتَّ ْق َوى) لماذا أقرب للتقوى؟ ألن التقوى كثيرة صالة وصوم وحج وزكاة وماليين أعظم نوع من أنواع التقوى هو عدل‬ ‫ال تعدل ْ‬
‫علي‪ ،‬أو قام بانقالب الخ وطبعًا أنت سلطان كم أنت بحاجة إلى قوة‬ ‫ّ‬ ‫تآمر‬ ‫واحد‬ ‫ضدي‪،‬‬ ‫مقالة‬ ‫كتب‬ ‫شخص‬ ‫تحاربني‬ ‫عشيرة‬ ‫صعب‪،‬‬ ‫ألنه‬ ‫لماذا؟‬ ‫السلطان‬
‫وإلى رصيد من اإليمان تقول ولو هذا شيء لكن حقك خذه‪ .‬مرة سيدنا عمر جاء واحد الذي قتل زيد بن الخطاب أخوه وزيد بن الخطاب من كبار‬
‫العظماء لكن غطى عليه سيدنا عمر بعظمته فعندنا أخوين اثنين عظماء لكن واحد يعني متجلي للغاية والثاني ال أحد يعرفه ال يذكرونه فزيد بن الخطاب‬
‫أخو عمر رجل عظيم جدًا لكن عظمة سيدنا عمر في كل جوانب الحياة غطت عليه المهم قتل سيدنا زيد بن الخطاب والذي قتله أسلم بعد ذلك واإلسالم‬
‫هذا يجب ما قبله كما تعرفون ويأتي هذا القاتل مع وفد من قومه الذي جاء سيدنا عمر وهو خليفة سيدنا عمر لما رأى القاتل طبعًا تذكر أخيه الكريم‬
‫وقتِل شر قتلة وبغدر فسيدنا عمر كان يحدث هذا المجلس وال ينظر إلى هذا القاتل فهذا القاتل قال له (يا أمير المؤمنين‬ ‫وأخوه أكبر منه واألخ الكبير أب ُ‬
‫‪ L‬أمانعي هذا من حقي؟) كونك ال تحبني‬ ‫كأن الذي كان مني أسرع بك) أنا الحظت أن في قلبك شيء قال نعم واهلل أنا ال أحبك فقال له (يا أمير المؤمنين‬
‫هذا يؤثر علي أنك ستظلمني وال تعطيني حقوقي؟ فقال له ال‪ ،‬فقال (إذًا ال بأس إنما يأسى على الحب النساء) معنى هذا أنت حاكم قد تكره بعض الناس‪.‬‬
‫طبعًا هذا إعرابي جلف قال (إنما يأسى على الحب النساء) في الحقيقة هذا غبي ككل األعراب ومعظم األعراب األغبياء الذين رب العالمين س ّفههم قال‬
‫اب أَ َش ُّد ُك ْف ًرا َو ِن َف ًاقا﴿‪﴾97‬التوبة) لماذا؟ جلف وصلب‪ ،‬كيف (إنما يأسى على الحب النساء)؟ واهلل ما من شيء أجمل من الحب في هذه الدنيا أن‬ ‫(الْأَ ْع َر ُ‬
‫تحب أباك ووطنك وقومك ما أعظم أن تكون محبوبًا ومحبًا من حاكمك ولهذا دولة اإلمارات هذه تتميز بين العالم كله من أول الخلفاء الراشدين إلى اليوم‬
‫أن واحد اسمه سمو الشيخ زايد رحمة اهلل عليه تتحدى أن تجد له مبغضًا في هذا الشعب وهذا جديدة في حكومات عظيمة وخالدة وكريمة وصالحة بس‬
‫الزم في واحد اثنين عشرة مائة ألف ضد الحكومة ال يجبون الحاكم ألمر ما قضايا شخصية‪ .‬أنا نفسي قبل أن أموت وأنا هنا من سنة ‪ 1974‬أتمنى‬
‫أشوف واحد من العالم كله يقول أنا ال أحب الشيخ زايد ما وجدنا حقيقة أعجوبة هذه ما أحاله هذا ورب العالمين سبحانه وتعالى كيف يختار ملوك الجنة؟‬
‫يختارهم لما يصير الحشر والناس في غاية الصعوبة والخوف اهلل يقول يا فالن قم فاشفع اشفع أللف واحد أدخلهم الجنة بعد ما كانوا في النار‪ ،‬أنت يا‬
‫فالن قم واشفع وأنت يا فالن على رؤوس األشهاد هؤالء يصبحون محبوبين جدًا فلما رب العالمين يجعلهم ملوكًا على تلك الجنة الجنان باآلالف مائة‬
‫درجة وكل جنة لها ملك فالناس سعداء جدًا بأن هذا ملكهم كما أن هنا في اإلمارات الناس سعداء بأن الشيخ زايد كان رئيسهم وإن شاء اهلل خلفاؤه على‬
‫طريقه‪ .‬حينئ ٍذ إذا كان الشنآن شدة بغض الحاكم للقبيلة الفالنية قوم القبيلة الفالنية المجتمعات الفالنية الحزب الفالني الشريعة الفالنية لكن هذا ال يؤثر‬
‫صَب ُروا َو َما‬ ‫ِين َ‬ ‫اها إِلَّا الَّذ َ‬ ‫ِي َحمِي ٌم ﴿‪َ ﴾34‬و َما يُلََّق َ‬ ‫َك َو َب ْي َن ُه َعدَا َو ٌة َكأَنَّ ُه َول ٌّ‬
‫على حقوقهم هذا قال أقرب للتقوى هي هذه التقوى أصعب شيء ( َف ِإ َذا الَّذِي َب ْين َ‬
‫‪L‬ذ عدل القاضي الفصل بين الخصوم عدل الحاكم التسوية بين األجيال يعني هذا القرآن‬ ‫يم ﴿‪ ﴾35‬فصلت) هذا ما يجري هنا‪ .‬حينئ ٍ‬ ‫يُلََّق َ َّ ُ ٍّ‬
‫اها إِلا ذو َحظ َع ِظ ٍ‬
‫نفذ ليس فقط تحكم وتخرج وأنت يا حاكم‬ ‫أعجوبة العجائب حينئ ٍذ رب العالمين سبحانه وتعالى يقول يا قاضي إذا جاءك خصمين اعدل بينهم بالقسط يعني ِّ‬
‫كن قائمًا هلل كما رب العالمين لماذا؟ النبي صلى اهلل عليه وسلم يقول (السلطان ظل اهلل في األرض) وأنت إذًا إذا كان اهلل قائمًا بالقسط فأنت كن قوامًا‬
‫اح َد ٍة ﴿‪﴾28‬‬ ‫س َو ِ‬ ‫لشخص واحد ( َما َخلْ ُق ُك ْم َولَا َب ْعثُ ُك ْم إِلَّا َك َن ْف ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بالقسط ألن اهلل سبحانه وتعالى تتساوى عنده األمور كلها كأنه حكم واحد كأنه كل ما يقضي به‬
‫لقمان) أنت ال‪ ،‬كلما جاءك مناسبة ساوي بين األجيال يعني أنت اآلن عندك ثروة هائلة بعد عشر سنين سيأتي جيل جديد بعد عشرين سنة جيل آخر بعد‬
‫أربعين خمسين ستين سبعين سنة عمرك طويل إن شاء اهلل أنت تستنفذ كل ما عندك لهذا الجيل والباقين كيف؟ مثلما قال سيدنا عمر لما أراد أهل العراق‬
‫أن يوزع عليهم الغنائم واألراضي الزراعية قال وماذا يأتي للذرية والقادمين بعدنا واألجيال القادمة؟ هذا هو العدل‪ ،‬هذا هو عدل السلطان أن يحسب‬
‫حساب الرعية اليوم والرعية بعد عشر سنوات وبعد عشرين سنة وبعد ثالثين سنة وبعد ما يروح ويخلفه أوالده أو يخلفه خلفاؤه عليك أن تكون عاد ً‬
‫ال‬
‫ْل) ثم قال أمر ربي بالقسط‬ ‫وقائمًا بالقسط‪ .‬نقول إذًا بأن عدل القاضي هو أن يصلح بين الخصوم ويحق الحق لصاحبه هذا مجرد عدل (إِ َّن اللَّ َه َي ْأ ُم ُر ِبالْ َعد ِ‬
‫(وأَ َّما‬
‫وهو أنك أنت ترفع الظلم عن هذا الرجل وتحكم له بالحق وتنفذ هذا الحكم حينئ ٍذ إن اهلل يحب المقسطين‪ .‬وأما القاسطون فهم الظلمة قسط وأقسط َ‬
‫ِج َهنَّ َم َح َطبًا ﴿‪ ﴾15‬الجن) إذًا هذا هو الفرق بين العدل والقسط وعدل السلطان هو أن يراعي جميع أفراد شعبه وكل شيء في قلبه من‬ ‫اس ُط َ‬
‫ون َف َكانُوا ل َ‬ ‫الْ َق ِ‬
‫غرب عني وجهك) يعني ال تأتيني لكن ما يمنعه هذا من حقه‬ ‫موقف من ناس وهذا شيء طبيعي إنساني حتى النبي صلى اهلل عليه وسلك كان يقول (فالن ِّ‬
‫كما قال الرجل لسيدنا عمر (أمانعي هذا من حقي؟) قال له ال قال (إذًا ال بأس إنما يأسى على الحب النساء)‪ .‬حينئ ٍذ هذا العدل عدل السلطان هو بالمساواة‬
‫بين األجيال كما هو بالمساواة بين جيله هو‪ ،‬يعني أنت اآلن عندما تنفق كل ما عندك على هذا الجيل طيب والجيل الذي بعده يعني بعد عشر سنوات‬
‫سيكون جيل بعد عشرين سنة سيأتي جيل ثاني بعد أربعين سنة جيل خامس ال بد أن توزع الثروة واإلبداع والنجاح‪ .‬كتاب محمد بن راشد "تجربتي" فيه‬
‫دقة عجيبة بحيث ال يوجد كلمة تزيلها إال ويختل المعنى مرصوص رص ودائمًا أقرأ فيه وأعجب من دقة هذا الرجل في الكتابة كما هو دقيق في كل‬
‫أعماله يقول "قبل خمس سنوات سلكنا طريق الريادة والنجاح" قبل خمس سنوات تأمل جدًا لماذا قال خمس سنوات؟ "وبعد خمس سنوات حققنا عشرة‬
‫بالمائة من طموحاتنا وآمالنا" عشرة بالمائة‪ ،‬يعني أنت وكل العالم يشهد ماذا يحدث في اإلمارات وخاصة في دبي هذا الذي جرى في دبي بخمس سنوات‬
‫واهلل ما يأتي بدولة أخرى بخمسين سنة‪ ،‬هذا مشهود به العالم كله يقوله‪ .‬إذًا الزعيم الذي حقق في خمس سنوات كل هذا ويقول هذا عشرة بالمائة معنى‬
‫هذا بالخمسين السنة القادمة تكتمل طموحاته هو في جيله هو معناه كل خمس سنوات عنده عشرة بالمائة من طموحاته تتحقق للجيل القادم يعني الذي هو‬
‫اآلن في االبتدائية بعد عشر سنوات سيتخرج ويصبح رجل وقس على هذه الدورة إذا هذا عدل السلطان أنك تحسب حساب األمة وأنت مسؤول (كلكم‬
‫راع وكلكم مسئول عن رعيته) هذا الذي دائمًا نسمعه الخطة الخمسية والخطة الخمسية كل خمستين جيل كانوا أطفال واآلن في الجامعة‪ .‬وحينئ ٍذ عدل‬ ‫ٍ‬
‫سلبي من‬ ‫موقف ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫السلطان المساواة بين األجيال بأن توزع عليهم وقتك وعمرك كله وإبداعك وإنتاجك ورعايتك وعلى شرط إذا كان في قلبك شيء أو‬
‫(شنَآَ ُن َق ْو ٍم) حينئ ٍذ هذا قلبك أنت حر ال ينبغي لك وال شعرة واحدة أن تجعل هذا الشنآن مؤثر في إحقاق الحق لهم قال (أمانعي هذا‬ ‫جماعة اهلل تعالى قال َ‬
‫ِين آَ َمنُوا ُكونُوا َق َّوام َ‬
‫ِين‬ ‫من حقي؟) قال ال‪ ،‬قال إذًا ال يهم (إنما يأسى على الحب النساء)‪ .‬من أجل ذلك نقول رب العالمين عز وجل لما قال ( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫اللي (لَيًّا ِبأل ِس َن ِت ِه ْم َو َط ْع ًنا‬ ‫ِس ِط ُش َهدَا َء هلل) أنتم الشهود إياك أن تشهد بكالم ملتوي طبعًا ما معنى محامي؟ المحامي يتالعب باأللفاظ يغير الموضوع هذا ّ‬ ‫ِبالْق ْ‬
‫ِين لِلَّهِ) أن يكون كل عملك هذا القاضي فقط أثناء القضاء‬ ‫ِّين﴿‪ ﴾46‬النساء) هذا عن العملية القضائية كاملة‪ .‬هنا لما رب العالمين قال ( ُكونُوا َق َّوام َ‬ ‫فِي الد ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫اعدِلوا ُه َو أق َر ُب لِلتق َوى) هذه التقوى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫(ش َهدَا َء لِلهِ) أنت يا قاضي كل حياتك هلل كن قوامًا هلل شهيدًا بالقسط حينئ ٍذ ( َولا َي ْج ِر َمنك ْم شنَآ ُن ق ْو ٍم َعلى ألا َت ْعدِلوا ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ولهذا هناك فرق بين التقوى وبين من يتقي‪ ،‬كلنا نتقي في حالة من الحاالت ولهذا النبي صلى اهلل عليه وسلم قال (سبعة يظلهم اهلل تحت ظله يوم ال ظل‬
‫ال وليس مطيعين وبهم مهربين وبهم‬ ‫إال ظله) أولهم اإلمام العادل لماذا؟ ألنه أمر صعب يعني أنت ناس يكرهونك ويتكلمون عليك ويتآمروا عليك مث ً‬
‫غشاشين ومنهم من عمل مشاكل للدولة وفي قلبك عليهم شيء ومع ذلك هذا الشنآن مهما كان عظيمًا هذا البغض ال يمنعهم من حقهم‪ ،‬من الذي يقوم بهذا‬
‫إال من رحم اهلل سبحانه وتعالى؟! ونحن كلنا نقول معقولة يحدث عدل بهذه النسبة في أي دولة في هذا العصر المتناحر دولة اإلمارات وهذا كل العالم‬
‫يعرفه أثبتت أن العدل والقسط ممكن ولهذا هذه الدولة اآلن ُح ّجة على جميع الدول اإلسالمية التي شاع فيها الظلم وأكل الحقوق واإلعدامات والقتل‬
‫والتعذيب بشكل ال يمكن أن يرضى به القرود‪ ،‬رب العالمين سيقول لماذا اإلمارات استطاعت؟ انظر من عدل السلطان أن ال يحتجب عن الرعية‪ ،‬هل‬
‫هناك دولة في العالم اآلن كما هو واق ٌع هنا بسيارتك تذهب إلى المجلس الذي يجلس فيه الحاكم كل حكام الدولة كل حكام اإلمارات؟ في أي لحظة تروح‬
‫تركب سيارتك تمشي داخل الحديقة تقف بسيارتك مقابل المجلس الذي يجلس فيه السلطان هذا لم يعد موجودًا في الدنيا كلها إال أيام الخلفاء الراشدين وما‬
‫ِين لِلَّ ِه ُش َهدَا َء‬‫ِين آَ َمنُوا ُكونُوا َق َّوام َ‬ ‫ِس ِط) يا قضاة ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬ ‫ِين ِبالْق ْ‬
‫ِين آَ َمنُوا ُكونُوا َق َّوام َ‬ ‫بعدهم‪ .‬من أجل هذا رب العالمين لما غيّر هذه الصيغة ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫ون‬
‫َّر َ‬ ‫سر بالغي أو أحكام عليك ولهذا قال (أَ َفلَا َي َتدَب ُ‬ ‫ِس ِط) يا ُح ّكام من هنا ترى أنت كل ما فيه تقديم وتأخير في القرآن الكريم اعلم أن وراء هذا ٌ‬ ‫ِبالْق ْ‬
‫الْ ُق ْرآَ َن﴿‪ ﴾24‬محمد) والتدبر هو أن تبقى كما نفعل في هذا البرنامج المبارك أن تبقى خلف اآلية واهلل كل آية كما تعرف تأخذ عندنا يوم يومين ونحن‬
‫صافرين مثل المسطولين ليش قال رب العالمين هذه دون هذه وما تجد إال نادر جدًا في بعض الكتب لماذا؟ في أجيالنا السابقة لم يكونوا بحاجة لهذا كانوا‬
‫محتاجين لحالل وحرام ولهذا األمة أبدعت في هذا إبداعًا لم يعد فوقه مزيد‪ .‬بقي هذا الذي نحن فيه اآلن في هذا العصر كثر الزيغ واالدعاءات والحرب‬
‫على اإلسالم والتشكيك بالقرآن والخ ورب العالمين في كل جيل يفتح على بعض عباده من إعجاز وأعاجيب هذا القرآن ما ينفع في هذا الجيل وفي هذا‬
‫ِين لِلَّ ِه ُش َهدَا َء ِبالْق ْ‬
‫ِس ِط ) هنا عدل‬ ‫ِس ِط ُش َهدَا َء لِلَّهِ) وبين ( ُكونُوا َق َّوام َ‬
‫ِين ِبالْق ْ‬ ‫الموقف‪ .‬حينئ ٍذ نقول هنا عرفنا اآلن أن الفرق بين ( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا ُكونُوا َق َّوام َ‬
‫السلطان وهنا عدل القضاء والفرق بينهما هائل‪.‬‬
‫آية (‪:)136‬‬
‫ب الَّ ِذي َأ ْنزَ َل ِم ْن قَ ْب ُل َو َم ْن يَ ْكفُرْ‬
‫ب الَّ ِذي نَ َّز َل َعلَى َرسُولِ ِه َو ْال ِكتَا ِ‬
‫* في آية سورة النساء (يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ َآ َمنُوا َآ ِمنُوا بِاهَّلل ِ َو َرسُولِ ِه َو ْال ِكتَا ِ‬
‫ضاَل اًل بَ ِعيدًا (‪))136‬؟ بماذا آمن هؤالء؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ض َّل َ‬ ‫بِاهَّلل ِ َو َماَل ِئ َكتِ ِه َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُسلِ ِه َو ْاليَوْ ِم اَآْل ِخ ِر فَقَ ْد َ‬
‫العلماء لهم ثالثة أقوال هنا‪:‬‬
‫‪ ‬ألن الكالم قبله كان مع أهل الكتاب فبعضهم يذهب إلى أنه ‪:‬يا أيها الذين آمنوا بموسى والتوراة وعيسى واإلنجيل آمنوا بمحمد والقرآن‪ .‬هذا المعنى‬
‫العام‪.‬‬
‫رأي آخر يقول‪ :‬الخطاب مع المؤمنين‪ ،‬آمنوا أي اثبتوا على إيمانكم‪.‬‬
‫وهناك قول ثالث وهو الذي وجدنا أنفسنا نطمئن إليه أكثر أنه يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم آمنوا بقلوبكم‪ .‬الخطاب مع المنافقين ولم يقل لهم يا أيها الذين‬
‫نافقوا أبدًا‪ .‬القرآن لم يستفز المنافقين وإنما كان يخاطبهم كما يخاطب تامؤمنين لم يكن يريد أن يثيرهم ولم يكن يريد أن يبعدهم من قبيل ال تعن الشيطان‬
‫على أخيك‪ .‬فخاطبهم يا أيها الذين آمنوا عليكم أن تؤمنوا بهذه األشياء أنتم اآلن مؤمنين أمِنوا باهلل ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله‪ .‬إخترنا هذا‬
‫ِر لَ ُه ْم َولَا لَِي ْه ِد َي ُه ْم َس ِبيلًا) فكان الكالم مع‬ ‫ازدَادُوا ُك ْف ًرا لَ ْم َي ُك ِن اللَّ ُه لَِي ْغف َ‬ ‫الرأي ألنه مباشرة يقول تعالى (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا ثُ َّم َك َف ُروا ثُ َّم آَ َمنُوا ثُ َّم َك َف ُروا ثُ َّم ْ‬
‫المنافقين وال ننفي الرأي األول والثاني لكن نجد في سياق اآليات ألن بعد ذلك قال تعالى (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين آَ َمنُوا ثُ َّم َك َف ُروا ثُ َّم آَ َمنُوا ثُ َّم َك َف ُروا ثُ َّم ْ‬
‫ازدَادُوا ُك ْف ًرا لَ ْم‬
‫ِين ِبأَ َّن لَ ُه ْم َع َذابًا أَلِي ًما (‪ ))138‬ولم يرد في القرآن مهاجمة مباشرة ‪ :‬يا أيها الذين نافقوا لكنه يقول‬ ‫ِر لَ ُه ْم َولَا لَِي ْه ِد َي ُه ْم َسِبيلًا (‪َ )137‬ب ِّش ِر الْ ُمنَا ِفق َ‬
‫َي ُك ِن اللَّ ُه لَِي ْغف َ‬
‫(ومن الناس ) وما قال لهم أنتم مع أن الرسول ‪ ‬يعرفهم لكن اهلل تعالى أراد لكتابه الكريم أن يعلّمنا أن ال نصدم الناس ونوزع عليهم األلقاب‪ :‬فاسق‪،‬‬
‫كافر‪ ،‬ملحد‪ .،‬كالم اهلل عز وجل يربّي أتباع محمد ‪ ‬على ما ينبغي أن يكون عليه المسلم‪.‬‬
‫ي َأنزَ َل ِمن قَ ْب ُل (‪ )136‬النس==اء) ج==اء في ص==لة‬ ‫ب الَّ ِذي نَ َّز َل َعلَى َرسُولِ ِه َو ْال ِكتَا ِ‬
‫ب الَّ ِذ َ‬ ‫وا بِاهّلل ِ َو َرسُولِ ِه َو ْال ِكتَا ِ‬
‫وا آ ِمنُ ْ‬
‫*(يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫وصف الكتاب المن ّزل على محمد صلى هللا عليه وس==لم بص==يغة التفعيل (ن= ّزل) بينما ج==اء في ص==لة وصف= الكت==اب الم==ن ّزل من قبل‬
‫خاليا ً من التضعيف (أنزل) فلِ َم خصّ القرآن بالتضعيف؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫‪ L‬كانت قد‬ ‫نزل التي تدل على التضعيف ألن القرآن حينئذ كان ّ‬
‫يتنزل على قلب محمد ‪ ‬بينما التوراة يومئذ‬ ‫خص اهلل تبارك وتعالى القرآن بصيغة ّ‬
‫إنما ّ‬
‫انقضى نزولها‪.‬‬
‫آية (‪:)137‬‬
‫ُوا ُك ْف=رًا لَّ ْم يَ ُك ِن هّللا ُ لِيَ ْغفِ= َر لَهُ ْم َوالَ‬
‫ازدَاد ْ=‬ ‫وا ثُ َّم َكفَ=ر ْ‬
‫ُوا ثُ َّم ْ‬ ‫ُوا ثُ َّم آ َمنُ ْ‬
‫وا ثُ َّم َكفَر ْ‬
‫* ما سبب ذكر الفاء أو حذفها فى قوله تعالى (ِإ َّن الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫=ر هَّللا ُ لَهُ ْم (‪)34‬‬ ‫يل هَّللا ِ ثُ َّم َم==اتُوا َوهُ ْم ُكفَّا ٌر فَلَن يَ ْغفِ= َ‬
‫ص = ُّدوا= عَن َس=بِ ِ‬ ‫لِيَ ْه= ِديَهُْ=م َس=بِيالً (‪ )137‬النس==اء) ليس فيها ف==اء‪ِ( .‬إ َّن الَّ ِذينَ َكفَ=رُوا َو َ‬
‫محمد) ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫اح َو َج َع َل‬ ‫ص َب ِ‬ ‫اإل ْ‬
‫ِق ِ‬ ‫ينبغي أن نعلم الفرق بين الواو والفاء في التعبير حتى نحكم‪ .‬الواو لمطلق الجمع‪ ،‬الجمع المطلق‪ ،‬قد يكون عطف جملة على جملة ( َفال ُ‬
‫صلْنَا اآل َي ِ‬
‫ات لِ َق ْو ٍم‬ ‫ات الْ َب ِّر َوالْ َب ْح ِر َق ْد َف َّ‬ ‫ِيم (‪َ )96‬و ُه َو الَّذِي َج َع َل لَ ُك ُم النُّ ُجو َم لَِت ْه َتدُواْ ِب َها فِي ُظلُ َم ِ‬ ‫ِير الْ َع ِز ِ ْ‬
‫يز ال َعل ِ‬
‫س َوالْ َق َم َر ُح ْس َبا ًنا َذل َ‬
‫ِك َت ْقد ُ‬ ‫ْل َس َك ًنا َو َّ‬
‫الش ْم َ‬ ‫اللَّي َ‬
‫ون (‪ )97‬األنعام)‪ .‬الفاء تفيد السبب‪ ،‬هذا المشهور في معناها (درس فنجح) فإذا كان ما قبلها سببًا لما بعدها أي الذي قبل يفضي لما بعدها يأتي‬ ‫َي ْعلَ ُم َ‬
‫‪ L‬لو عندنا عبارتين إحداهما فيها فاء واألخرى بغير‬ ‫بالفاء وال يأتي بالواو ألنه لمطلق الجمع‪ .‬هذا حكم عام ثم إن الفاء يؤتى بها في التبكيت أي التهديد‪.‬‬
‫َ‬
‫ِر ل ُه ْم‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ازدَادُوا كف ًرا ل ْم َيك ِن اللُهّ لَِي ْغف َ‬ ‫ْ‬ ‫ِين آ َمنُواْ ثُ َّم َك َف ُرواْ ث َّم آ َمنُوا ث َّم ك َف ُروا ث َّم ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫فاء وهو من باب الجواز الذِكر وعدم الذِكر نضع الفاء مع األشد توكيدًا‪( .‬إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِر اللَّ ُه لَ ُه ْم (‪ )34‬محمد) ألنهم ال‬ ‫ار َفلَن َي ْغف َ‬‫يل اللَّ ِه ثُ َّم َماتُوا َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬
‫صدُّوا َعن َس ِب ِ‬ ‫ال (‪ )137‬النساء) ليس فيها فاء‪( .‬إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُروا َو َ‬ ‫ال لَِي ْه ِد َي ُه ْم َسِبي ً‬
‫َو َ‬
‫ازدَادُواْ‬ ‫تُرجى لهم توبة‪ .‬وفي األولى هم أحياء قد يتوبون‪ .‬لما لم يذكر الموت لم يأت بالفاء ولما ذكر الموت جاء بالفاء (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُرواْ َب ْع َد إِي َما ِن ِه ْم ثُ َّم ْ‬
‫ض َذ َهبًا َولَ ِو ا ْف َتدَى ِب ِه‬ ‫ِهم ِّم ْل ُء ْ‬
‫األر ِ‬ ‫ِن أَ َحد ِ‬ ‫ون (‪ )90‬آل عمران) (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُرواْ َو َماتُواْ َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬
‫ار َفلَن يُ ْق َب َل م ْ‬ ‫الضآلُّ َ‬ ‫ِك ُه ُم َّ‬ ‫ُك ْف ًرا لَّن تُ ْق َب َل َت ْو َبتُ ُه ْم َوأُ ْولَـئ َ‬
‫ار) انتهى‬ ‫ين (‪ )91‬آل عمران) اآليتان فيهما نفس التعبير‪ :‬النفي بـ (لن) واحدة جاءت بالفاء ( َو َماتُواْ َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬ ‫اص ِر َ‬ ‫اب أَلِي ٌم َو َما لَ ُهم ِّمن نَّ ِ‬ ‫ِك لَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫أُ ْولَـئ َ‬
‫عملهم‪ .‬النُحاة يقولون قد تأتي الفاء للتوكيد‪.‬‬
‫هناك أمران‪ :‬األول أن الفاء تكون للسبب (سببية) " درس فنجح" سواء كانت عاطفة "ال تأكل كثيرًا فتمرض" يُنصب بعدها المضارع‪ .‬ينبغي أن نعرف‬
‫الحكم النحوي حتى نعرف أن نجيب‪.‬‬
‫‪L‬انت‬ ‫‪L‬واء ك‪L‬‬ ‫ذكرنا أن الواو لمطلق الجمع تجمع بين عدة جمل وذكرنا أمثلة في حينها (هو الذي أنشأكم‪ ،‬وهو الذي أنزل)‪ .‬الفاء في الغالب تفيد السبب س‪L‬‬
‫ال ِم دِي ًنا َفلَن يُ ْق َب َل ِمنه (‪ )85‬آل‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫اإل ْس َ‬‫ْر ِ‬ ‫عاطفة أو غير عاطفة (درس فنجح) (ال تأكل كثيرًا فتمرض) وذكرنا أن التبكيت والتهديد بالفاء أقوى ( َو َمن َي ْب َت ِغ َغي َ‬
‫ِر اللَّ ُه لَ ُه ْم (‪ )34‬محمد) في القرآن وغير القرآن إذا كان ما قبلها يدعو لما بعدها‪ ،‬يكون سببًا لما بعدها‪ ،‬أو يفضي لما‬ ‫ار َفلَن َي ْغف َ‬ ‫عمران) (ثُ َّم َماتُوا َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬
‫‪ L‬الزيادة في األكل سبب المرض‪ .‬إذن هذا‬ ‫‪ L‬وال يؤتى بالواو‪ .‬في غير القرآن نقول ال تأكل كثيرًا فتمرض‪ ،‬ذاك أفضى لما بعد‪،‬‬ ‫بعدها يأتي بالفاء (السببية)‬
‫كحكم لغوي‪ .‬ما قبلها سبب لما بعدها وإذا كان األمر كذلك يؤتى بالفاء وإذا كان مجرد إخبار تقول فالن سافر وفالن حضر‪ ،‬تخبر عن جملة أشياء وليس‬
‫‪L‬رب أمثلة ومنها‬ ‫‪L‬اء ونض‪L‬‬ ‫‪L‬أتي بالف‪L‬‬ ‫بالضرورة أن هناك أسباب‪ .‬هذا المعنى اللغوي العام في القرآن (بلسان عربي)‪ .‬إذا كان ما قبلها يفضي لما بعدها ي‪L‬‬
‫السؤال عن الفرق بين أولم يسيروا وأفلم يسيروا‪.‬‬
‫آية (‪:)138‬‬
‫*ما داللة قوله تعالى‪( :‬بَ ِّش ِر ْال ُمنَافِقِينَ بَِأ َّن لَهُ ْم َع َذابًا َألِي ًما (‪ )138‬النساء)؟(د‪.‬فاضل= السامرائى )‬
‫المعروف أن التبشير بالشيء الحسن أما هنا فجاء التبشير من باب السخرية والتهكم منهم‪ .‬كما في قوله تعالى أيضًا ُ‬
‫(ذق أنك أنت العزيز الكريم) العزيز‬
‫الكريم من باب التهكم والسخرية‪.‬‬
‫(وبَ ِّش= ِر الَّ ِذينَ َآ َمنُ=وا َو َع ِملُ=وا‬‫*قال تعالى في سورة النساء (بَ ِّش ِر ْال ُمنَافِقِينَ بَِأ َّن لَهُ ْم َع َذابًا َألِي ًما (‪ ))138‬وقال= تع=الى في س=ورة البق=رة َ‬
‫ُز ْقنَا= ِم ْن قَ ْب= ُل َوُأتُ==وا بِ= ِه ُمت ََش=ابِهًا‬ ‫ت تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِهَا اَأْل ْنهَا ُر ُكلَّ َما ر ِ‬
‫ُزقُوا= ِم ْنهَا ِم ْن ثَ َم َر ٍة ِر ْزقًا قَ==الُوا هَ= َذا الَّ ِذي ر ِ‬ ‫ت َأ َّن لَهُ ْم َجنَّا ٍ‬‫الصَّالِ َحا ِ‬
‫َولَهُ ْم فِيهَا ز َوا ٌج ُمطهَّ َرة َوهُ ْم فِيهَا خَالِ ُدونَ (‪))25‬ذكر الباء في اآلية األولى (بأن) وح==ذفها= في الثانية (أن) مع أن التق==دير هو (ب==أن)‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬
‫لماذا؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪ .L‬أما‬
‫وفصل في عذاب المنافقين في عشرة آيات من قوله (ومن يكفر باهلل ومالئكته)‬‫ألن تبشير المنافقين آكد من تبشير المؤمنين‪ .‬ففي السورة األولى أ ّكد ّ‬
‫في اآلية الثانية فهي اآلية الوحيدة التي ذكر فيها كالمًا عن الجزاء وصفات المؤمنين في كل سورة البقرة‪ .‬إذن (بأن) أكثر من (أن) فالباء الزائدة تناسب‬
‫الزيادة في ذكر المنافقين وجزاؤهم‪.‬‬
‫‪ L‬وصفاتهم‪.‬‬ ‫فصل في السورة جزاء المؤمنين‬ ‫ضلًا َك ِب ً‬
‫يرا (‪ ))47‬ألنه تعالى ّ‬ ‫ِين ِبأَ َّن لَ ُه ْم م َ‬
‫ِن اللَّ ِه َف ْ‬ ‫وقال تعالى في سورة األحزاب ( َو َب ِّش ِر الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪L‬‬
‫* في إع==راب أش==هد أن ال إله إال هللا ق== ّدرتم الب==اء بعد أش==هد مع أن ح==رف الب==اء ال ت==دخل إال على اإلسم فكيف ذل==ك؟ (د‪.‬فاضل‬
‫السامرائى)‬
‫ِين ِبأَ َّن لَ ُه ْم‬
‫هي داخلة على إسم ألنها داخلة على أن المصدرية‪ ،‬أن حرف مصدري والمصدر المؤول هو الذي يدخل عليه حرف الجر مثل ( َب ِّش ِر الْ ُمنَا ِفق َ‬
‫يرا (‪ )47‬األحزاب) سقط على نزع الخافض الباء داخلة على المصدر والمصدر‬ ‫ِين ِبأَ َّن لَ ُهم ِّم َن اللَّ ِه َف ْ‬
‫ضلًا َك ِب ً‬ ‫َع َذابًا أَلِي ًما (‪ )138‬النساء) ( َو َب ِّش ِر الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪L‬‬
‫(أن) حرف مصدري وإسمها وخبرها علمت أنك مسافر أي علمت سفرك‪.‬‬ ‫إسم فصار مصدر مؤول (أن وما بعدها مصدر)‪ .‬الحروف المصدرية ّ‬
‫ظن السائل‪ .‬دخلت على المصدر المؤول وهذا جائز وعلى نُ ِزع الخافض‬ ‫وأن ولو وما وكي فإذن هي لم تدخل على الفعل كما ّ‬ ‫الحروف المصدرية‪ :‬أن ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين ِبأ َّن ل ُه ْم َعذابًا ألِي ًما) ن ِزع الخافض‪ .‬إذن هي أشهد بأن ال إله اهلل‪ ،‬ن ِزع الخافض فصارت أشهد أن ال إله إال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫في األصل هي موجودة مثل ( َبش ِر ال ُمنَا ِفق َ‬
‫الجر‪.‬‬
‫اهلل‪ .‬والخافض هو حرف الجر على مصطلح الكوفيين والخفض هو ّ‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً)‪:‬‬
‫ِين ِبأَ َّن لَ ُه ْم َع َذابًا أَلِي ًما (‪ )138‬النساء) انظر إلى هذا األسلوب األدبي الذي سلك مع المنافقين مسلك المشاكلة فالمنافق الذي يتظاهر باإليمان‬
‫( َب ِّش ِر الْ ُمنَا ِفق َ‬
‫ويُبطن الكفر يتهكم باالسالم وأهله ولذلك جاء ربنا في جزاء عملهم بوعيد مناسب لتهكمهم بالمسلمين فبدأ هذا الجزاء بفعل بلغ في التهكم والسخرية منهم‬
‫ُفرح؟! ال‪ّ ،‬‬
‫بشرهم بأن لهم عذابًا أليمًا‬ ‫مبلغًا عظيمًا فقال (بشر المنافقين) وبماذا ستكون البشارة؟! بجنة عرضها السموات واألرض ألن البشارة خبر بما ي ِ‬
‫وفي هذا غاية التهكم والسخرية منهم‪.‬‬
‫آية (‪:)141‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً)‪:‬‬
‫ِين (‪ )141‬النساء)‬
‫‪L‬‬ ‫يب َقالُواْ أَلَ ْم ن ْ‬
‫َس َت ْح ِو ْذ َعلَ ْي ُك ْم َو َن ْم َن ْع ُكم ِّم َن الْ ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫َص ٌ‬
‫ين ن ِ‬
‫ِر َ‬ ‫ان لَ ُك ْم َف ْت ٌح ِّم َن اللِهّ َقالُواْ أَلَ ْم َن ُكن َّم َع ُك ْم َوإِن َك َ‬
‫ان لِلْ َكاف ِ‬ ‫ون ِب ُك ْم َفإِن َك َ‬ ‫(الَّذ َ‬
‫ِين َي َت َرب ُ‬
‫َّص َ‬
‫تأمل هذا المشهد الحسي الذي يرصد حركة المنافقين وكأنك ترى تقلبهم وتمالؤهم في صورة من ّفرة مزرية فها هم يلقون المسلمين بوجه ويلقون الكافرين‬
‫بوجه ويمسكون العصا من وسطها ويتل ّونون كالثعابين‪ .‬فكم يفعل الفعل (يتربصون) في النفس مشاعر الكره والنفور من هذه الطائفة أكثر مما يبعثه‬
‫الفعل (يترقبون)‪.‬‬
‫آية (‪:)142‬‬
‫*( َويَ ْم ُكرُونَ َويَ ْم ُك ُر هّللا ُ َوهّللا ُ َخ ْي ُر ْال َما ِك ِرينَ (‪ )30‬األنفال) – (ِإنَّهُ ْم يَ ِكي ُدونَ َك ْي=دًا (‪َ )15‬وَأ ِكي= ُد َك ْي=دًا (‪ )16‬الط==ارق) – (ِإ َّن ْال ُمنَ==افِقِينَ‬
‫يُخَا ِد ُعونَ هّللا َ َوهُ َو خَا ِد ُعهُ ْم (‪ )142‬النساء) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ُون َك ْيدًا (‪)15‬‬‫ون (‪ )50‬النمل) وعندنا (إِنَّ ُه ْم َيكِيد َ‬ ‫ون َو َي ْم ُك ُر اللُهّ) ( َو َم َك ُروا َم ْك ًرا َو َم َك ْرنَا َم ْك ًرا َو ُه ْم لَا َي ْش ُع ُر َ‬
‫عندنا ثالث كلمات عجيبة غريبة ( َو َي ْم ُك ُر َ‬
‫ِع ُه ْم) أساليب تعامل ناس غير مؤمنين وغير صالحين مع اهلل عز وجل وهو تعاملهم مع‬ ‫ون اللَهّ َو ُه َو َخاد ُ‬ ‫ِع َ‬ ‫‪L‬د َك ْيدًا (‪ ))16‬وعندنا (إِ َّن الْ ُمنَا ِفق َ‬
‫ِين ي َ‬
‫ُخاد ُ‬ ‫َوأَكِي ُ‬
‫ون َو َي ْم ُك ُر اللُهّ) َ‬
‫(و َم َك ْرنَا‬ ‫(و َي ْم ُك ُر َ‬
‫‪ L‬لك ومن يخادعك وهذا شأن الناس جميعًا في بعض تصرفاتهم‪ .‬فما الفرق بين َ‬ ‫الناس أنت هناك من يمكر بك ومن يكيد‬
‫ون اللَهّ َو ُه َو‬‫ِع َ‬
‫ُخاد ُ‬ ‫ِين ي َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ُوسف (‪ )76‬يوسف) (إِن ُه مِن ك ْي ِدك َّن إِ َّن ك ْي َدك َّن َع ِظي ٌم (‪ )28‬يوسف) وبين (إِ َّن ال ُمنَا ِفق َ‬ ‫َ‬ ‫ِك ِك ْدنَا لِي ُ‬ ‫ُون َك ْيدًا) ( َك َذل َ‬ ‫َم ْك ًرا) وبين (إِنَّ ُه ْم َيكِيد َ‬
‫‪L‬‬
‫ال (‪ )142‬النساء)؟‬ ‫ال َقلِي ً‬ ‫ال َي ْذ ُك ُر َ‬
‫ون اللَهّ إِ َّ‬ ‫اس َو َ‬ ‫ُون النَّ َ‬
‫ُرآؤ َ‬ ‫ال ِة َقا ُمواْ ُك َسالَى ي َ‬ ‫الص َ‬ ‫ِع ُه ْم َوإِ َذا َقا ُمواْ إِلَى َّ‬ ‫َخاد ُ‬
‫ً‬
‫المكر سر في اإلنسان عن طريقه يعني تضعه في مكان معين يفرح به وظيفة عالية تجعله غنيًا بعد فقر‪ ،‬تعطيه رتبة هائلة مثال كان جنديًا بسيطًا تجعله‬
‫ال قارون أعطاه اهلل‬ ‫لواء‪ ،‬يعني تكرمه إكرامًا زائدًا ولكن هذا ليس لمصلحته وإنما تريد أن تقلب به األرض‪ ،‬هذا المكر ( َو َم َك ُروا َم ْك ًرا َو َم َك ْرنَا َم ْك ًرا)‪ .‬مث ً‬
‫ص َب ِة أُولِي الْ ُق َّو ِة (‪ )76‬القصص) ولما رب العاليمن أعطاه هذا المال ال ليسعده به وإنما أراد أن يمكر به‬ ‫ِح ُه لََتنُو ُء ِبالْ ُع ْ‬ ‫ِن الْ ُكنُ ِ‬
‫وز َما إِ َّن َم َفات َ‬ ‫ما ً‬
‫ال ( َوآ َت ْينَا ُه م َ‬
‫ض (‪ )81‬القصص) هكذا شأن الذين يتعاونون مع الطغاة في كل التاريخ‪ ،‬هذا الطاغية سواء كان استعمارًا أو محت ً‬ ‫َ‬
‫َار ِه الْأ ْر َ‬
‫ال يأتي بعمالء‬ ‫( َف َخ َس ْفنَا ِب ِه َو ِبد ِ‬
‫يعطيهم فلوس ومناصب وقصور وأرصدة في الخارج يسعدهم سعادة وهمية وهم فرحون بذلك ولكن هو ال يعني هذا هو يمكر بهم وفي النهاية سوف‬
‫المعطى وليس إسعاده وإنما إهالكه بهذا العطاء‬ ‫َ‬ ‫يأخذ كل شيء منهم ثم يلقيهم في التهلكة ‪ ،‬هذا هو المكر‪ .‬ولهذا كل من يعطي عطاء الهدف منه توريط‬
‫يسمى مكرًا‪.‬‬
‫ف (‪ )76‬يوسف) رب العالمين أراد أن يجعل يوسف ملك مصر ويوسف صغير عند يعقوب كيف؟! يقول‬ ‫ُوس َ‬
‫ِك ِك ْدنَا لِي ُ‬ ‫‪ L‬هو دقة التدبير الخفي ( َك َذل َ‬ ‫الكيد‬
‫القول الحكيم‪ :‬لو يعلم العبد كيف يدبر اهلل األمور لذاب فيه عشقًا‪ .‬شيء عجب ولذلك كل واحد منا مر في حياته أشياء كان يكرهها ( َو َع َسى أَن َت ْك َر ُهواْ‬
‫‪( L‬إِنَّ ُه مِن َك ْي ِد ُك َّن (‪ )28‬يوسف) حسن التدبير بخفاء‬ ‫ْر لَّ ُك ْم (‪ )216‬البقرة) وإذا بها من تدبير اهلل يؤدي إلى سعادة متناهية‪ .‬حينئذ هذا الكيد‬ ‫ُو َخي ٌ‬ ‫َش ْي ًئا َوه َ‬
‫َ‬
‫ُون َك ْيدًا (‪َ )15‬وأكِي ُد َك ْيدًا (‪ )16‬الطارق) ‪.‬‬ ‫‪( L‬إِنَّ ُه ْم َيكِيد َ‬
‫‪L‬‬ ‫وحينئذ‬
‫الس ّم بالدسم تعطي واحدًا كل ما يريد تسعده سعادة هائلة لكن بغرض‬ ‫المكر إذن عطاء كثير إسعاد كثير مواقف إيجابية لكن وراءها مصيبة ستأتي يعني ُ‬
‫‪ L‬به وأنت تريد من ورائه شيئًا معينًا أما المخادعة والخديعة فإظهار المحبة إظهار الوالء‬ ‫أن تودي به إلى مهلكة‪ .‬الكيد تدبير خفي ينطلي على المكيد‬
‫والشفقة ثم أنت في واقع األمر أن تصل بهم من وراء هذا الظن إلى أن تؤدي بهم إلى الهالك‪ .‬إذن ثالثة تشترك في أنها إلى هالك لكن هالك عن طريق‬
‫‪ L‬بحيث ال تأتيك التهمة إطالقًا وال يطالك القانون نهائيًا إذن هكذا هو الفرق بين المكر والكيد‬ ‫التزيين والعطاء السم بالدسم والكيد عن طريق دقة التدبير‬
‫والخديعة‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬لكن من حيث نسبتها إلى اهلل؟‬
‫هذا من باب المجانسة‬
‫قالوا اقترح شيئًا نُ ِجد لك طبخه‪       ‬قلت اطبخوا لي ُجبة وقميصا‬
‫في اللغة العربية والقرآن عربي هناك المشاكلة تقول لي اسقني ماء أقول سأسقيك عطرًا هو ال يسقى لكن من باب المشاكلة‪ .‬أنتم تمكرون فانظروا مكر‬
‫َس َي ُه ْم (‪ )67‬التوبة) اهلل تعالى ال ينسى لكن سيفعل بهم كما لو نسيهم يهملهم والجزاء من جنس العمل والمشاكلة من أبواب البالغة‬ ‫َسواْ اللَهّ َفن ِ‬ ‫اهلل‪( ،‬ن ُ‬
‫معروفة‪.‬‬
‫صلَبُو ُه‬ ‫ا‬
‫ُ ََ َ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬‫ُ‬‫ل‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ا‬ ‫م‬‫(و‬
‫ََ‬ ‫عمران)‬ ‫آل‬ ‫)‬‫‪55‬‬ ‫(‬ ‫ي‬ ‫َ‬‫ل‬‫إ‬ ‫ك‬ ‫َ‬
‫َ َ ُ ِ َّ‬ ‫ع‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫و‬ ‫َ‬
‫يك‬‫ف‬‫ِّ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫ن‬
‫َ َ ِ ُ َ‬ ‫إ‬ ‫ى‬ ‫يس‬‫ع‬‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ُهّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ذ‬ ‫(إ‬
‫ِ‬ ‫عمران)‬ ‫آل‬ ‫)‬‫‪54‬‬ ‫(‬ ‫ُهّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫م‬‫و‬
‫ََ ُ ََ َ‬ ‫ْ‬
‫وا‬ ‫ر‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫م‬ ‫(و‬ ‫عيسى‬ ‫عن‬ ‫قال‬ ‫تعالى‬ ‫اهلل‬
‫َولَـكِن ُشبِّ َه لَ ُه ْم (‪ )157‬النساء) وحينئذ هذا مكر اهلل‪ ،‬سيدنا المسيح عليه السالم عملوا له خطة وتآمروا عليه سنوات ورب العالمين مكر بهم كما أردوا‬
‫‪ L‬ليوسف‬ ‫أن يمكروا بعيسى فألقى شبهه على واحد من زعمائهم فصلبوا هذا ورفع سيدنا عيسى إلى السماء ( َبل َّر َف َع ُه اللُهّ إِلَ ْي ِه (‪ )158‬النساء) إذن الكيد‬
‫والمكر لعيسى‪ .‬هذا هو الفرق بين المكر والخديعة والكيد‪.‬‬
‫آية (‪:)143‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ال إِلَى َهـؤُالء (‪ )143‬النساء) تأمل أسرار القرآن‪ .‬أن تقرأ عبارة فترسم لك فكرة‪ ،‬هذا أمر معلوم ولكن القرآن‬
‫ال إِلَى َهـؤُالء َو َ‬ ‫ْن َذل َ‬
‫ِك َ‬ ‫(م َذ ْب َذ ِب َ‬
‫ين َبي َ‬ ‫ُّ‬
‫تجاوز هذا إلى الكلمة المعبّرة‪ .‬أال ترى كيف استخدم القرآن كلمة (مذبذبين) ليعبّر عن شدة خوفهم واضطرابهم ولو ذهبت تضع مكانها أي كلمة لما أدّت‬
‫والتعجل من جهة المعنى وتفيد الكثرة من خالل تكرار األحرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المعنى المطلوب فهي تدل على االضطراب‬
‫آية (‪:)145‬‬
‫ك اَأل ْس=فَ ِل ِمنَ النَّ ِ‬
‫ار (‪ )145‬النس==اء) هل يش==مل الكف==ار أو يش==مل‬ ‫*هل المنافقون في الدرك األسفل في النار؟ (ِإ َّن ْال ُمنَ==افِقِينَ فِي ال= َّدرْ ِ‬
‫الكفار والمنافقين من المسلمين؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫ون اللَهّ َوالَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫ِع َ‬
‫ُخاد ُ‬‫ِين (‪ )8‬ي َ‬ ‫ول آ َمنَّا ِباللِهّ َو ِبالْ َي ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر َو َما ُهم ِب ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫اس َمن َي ُق ُ‬ ‫ِن النَّ ِ‬
‫(وم َ‬
‫ربنا قال هذا‪ .‬ال‪ ،‬ألن المنافق كما ذكر ربنا سبحانه وتعالى َ‬
‫‪L‬‬
‫ون (‪ )9‬البقرة) المنافق هو الذي يبطن الكفر ويظهر اإليمان تحديدًا‪.‬‬ ‫ال أَن ُف َس ُهم َو َما َي ْش ُع ُر َ‬
‫ون إِ َّ‬
‫َع َ‬ ‫آ َمنُوا َو َما َي ْخد ُ‬
‫ال إذا كنت أبطن كرهي لشخص معين وأظهر له مودتي هل هذا نفاق؟‬ ‫سؤال‪ :‬مث ً‬
‫هذا ليس النفاق الشرعي المذكور في القرآن‪ .‬المذكور في القرآن إبطان الكفر وإظهار اإليمان والرسول ‪ ‬ذكر قسم من يكون فيه خصلة من النفاق‪ ،‬قال‬
‫"آية المنافق ثالث" هذه مجموعها وإذا كانت فيه واحدة كان فيه خصلة من النفاق "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه‬
‫خصلة من النفاق" فيه خصلة وليس منافقًا خالصًا‪ ،‬ويكون منافقًا على قدر ما فيه من خصال‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هو مسلم‪ ،‬مسلم إذا حدّث كذب وإذا ائتمن خان وإذا وعد أخلف وفي رواية وإذا خاصم فجر‪ ،‬هل يمكن أن يكون المسلم فيه هذه الخصال؟‬
‫الرسول ‪ُ ‬سئل هل المؤمن يزني؟ قال نعم‪ ،‬هل يسرق؟ قال نعم‪ ،‬هل يكذب؟ قال ال‪ .‬إذا حدث كذب إذن إنتفت عنه صفة اإلسالم‪ .‬إضافة إلى أن‬
‫َّر ِك َ‬
‫األ ْس َف ِل م َ‬ ‫المقصود في الشرع هذا المقصود بقوله (إِ َّن الْ ُمنَا ِفق َ‬
‫ار) هؤالء الذي يبطنون الكفر ويظهرون اإليمان أما الذي هو مسلم هذا‬ ‫ِن النَّ ِ‬ ‫ِين فِي الد ْ‬
‫شيء آخر ربنا يحاسبه على قدر ما فعل من معاصي يعني إذا قال ال إله اهلل مؤمنًا بها قلبه مصدقًا بما يقول هذا ال يُبطن الكفر‪ .‬إذن المقصود بالمنافق‬
‫ول آ َمنَّا ِباللِهّ َو ِبالْ َي ْو ِم‬
‫اس َمن َي ُق ُ‬
‫ِن النَّ ِ‬
‫الذي هو بالمفهوم الشرعي الدقيق لمفهوم المنافق‪ .‬عبد اهلل بن سلول هذا منافق يبطن الكفر تحديدًا ويظهر اإليمان ( َوم َ‬
‫ون (‪ )9‬البقرة) هؤالء المنافقون فكيف يكون مسلمًا؟ ويمكن أن‬ ‫ال أَن ُف َس ُهم َو َما َي ْش ُع ُر َ‬
‫ون إِ َّ‬
‫َع َ‬ ‫ون اللَهّ َوالَّذ َ‬
‫ِين آ َمنُوا َو َما َي ْخد ُ‬ ‫ِع َ‬ ‫ُخاد ُ‬‫ِين (‪ )8‬ي َ‬ ‫اآلخ ِر َو َما هُم ِب ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪L‬‬ ‫ِ‬
‫ال من قتل مسلمًا يكون خالدًا في النار ومع ذلك العلماء مختلفون هل‬ ‫يقولها تغليظًا للعقوبة وأحيانًا يقال تغليظ العقوبة وتكبيرًا للسيئة وتعظيمًا لها مث ً‬
‫المسلم خالد في النار إن قتل مسلمًا لكن من الناحية الشرعية المنافق هو الذي يبطن الكفر ويظهر اإليمان وبالتالي ليس مسلمًا‪ .‬أما من ناحية إن كان من‬
‫ال أخرى هذا أمر آخر‪.‬‬ ‫باب تغليظ العقوبة يشهد الشهادة ويفعل أفعا ً‬

‫آية (‪:)146‬‬
‫*قال تعالى( َوِإ َذا غ َِشيَهُم َّموْ ٌج َك ُّ‬
‫الظلَ ِل َد َع ُوا هَّللا َ ُم ْخلِ ِ‬
‫صينَ لَهُ ال ِّدينَ (‪ )32‬لقمان) تقديم الجار والمجرور= على الدين وفي آي==ات أخ==رى‬
‫ُوا ِدينَهُ ْم هّلِل ِ (‪ )146‬النساء)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫قدم الدين على الجار والمجرور= ( َوَأ ْخلَص ْ‬
‫ص ُمواْ ِباللِهّ َوأَ ْخلَ ُ‬
‫صواْ دِي َن ُه ْم لِلِهّ (‬ ‫اع َت َ‬‫صلَ ُحواْ َو ْ‬ ‫ِين َتابُواْ َوأَ ْ‬ ‫ال الَّذ َ‬
‫في عموم اآليات في القرآن الكريم يقدم الجار والمجرور على الدين عدا آية النساء (إِ َّ‬
‫‪ ))146‬قدم الدين على الجار والمجرور‪ .‬التقديم والتأخير حسب ما يقتضيه السياق‪ .‬السياق في سورة النساء في الكالم على المنافقين يبدأ من قوله تعالى‬
‫ِز َة لِلَّ ِه َجمِي ًعا (‪َ )139‬و َق ْد ن َّ‬
‫َز َل‬ ‫ِز َة َفإِ َّن الْع َّ‬ ‫ِين أََي ْب َت ُغ َ‬
‫ون ِع ْن َد ُه ُم الْع َّ‬ ‫ُون الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪L‬‬ ‫ين أَ ْولَِيا َء م ْ‬
‫ِن د ِ‬ ‫ون الْ َكاف ِ‬
‫ِر َ‬ ‫ِين ِبأَ َّن لَ ُه ْم َع َذابًا أَلِي ًما (‪ )138‬الَّذ َ‬
‫ِين َيتَّ ِخ ُذ َ‬ ‫( َب ِّش ِر الْ ُمنَا ِفق َ‬
‫ِع الْ ُمنَا ِفق َ‬
‫ِين‬ ‫ْر ِه إِنَّ ُك ْم إِ ًذا م ِْثلُ ُه ْم إِ َّن اللَّ َه َجام ُ‬
‫ِيث َغي ِ‬
‫وضوا فِي َحد ٍ‬ ‫ُس َت ْه َزأُ ِب َها َفلَا َت ْق ُعدُوا َم َع ُه ْم َحتَّى َي ُخ ُ‬ ‫ات اللَّ ِه يُ ْك َف ُر ِب َها َوي ْ‬ ‫ِعتُ ْم آََي ِ‬ ‫اب أَ ْن إِ َذا َسم ْ‬ ‫َعلَ ْي ُك ْم فِي الْ ِك َت ِ‬
‫يب َقالُوا أَلَ ْم ن ْ‬
‫َس َت ْح ِو ْذ َعلَ ْي ُك ْم‬ ‫َص ٌ‬ ‫ين ن ِ‬ ‫ِر َ‬ ‫ان لِلْ َكاف ِ‬ ‫ِن اللَّ ِه َقالُوا أَلَ ْم َن ُك ْن َم َع ُك ْم َوإِ ْن َك َ‬ ‫ان لَ ُك ْم َف ْت ٌح م َ‬
‫ون ِب ُك ْم َفِإ ْن َك َ‬ ‫َّص َ‬ ‫ِين َي َت َرب ُ‬ ‫ين فِي َج َهنَّ َم َجمِي ًعا (‪ )140‬الَّذ َ‬ ‫ِر َ‬‫َوالْ َكاف ِ‬
‫ون اللَّ َه َو ُه َو َخاد ُ‬
‫ِع ُه ْم َوإِ َذا‬ ‫ِع َ‬ ‫ُخاد ُ‬ ‫ِين َسِبيلًا (‪ )141‬إِ َّن الْ ُمنَا ِفق َ‬
‫ِين ي َ‬ ‫ين َعلَى الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪L‬‬ ‫ِر َ‬‫ِين َفاللَّ ُه َي ْح ُك ُم َب ْي َن ُك ْم َي ْو َم الْ ِق َيا َم ِة َولَ ْن َي ْج َع َل اللَّ ُه لِلْ َكاف ِ‬
‫ِن الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫َون َْم َن ْع ُك ْم م َ‬
‫ِل اللَّ ُه َفلَ ْن َت ِج َد لَ ُه‬
‫ُضل ِ‬ ‫ِك لَا إِلَى َه ُؤلَا ِء َولَا إِلَى َه ُؤلَا ِء َو َم ْن ي ْ‬ ‫ْن َذل َ‬ ‫ين َبي َ‬ ‫ون اللَّ َه إِلَّا َقلِيلًا (‪ُ )142‬م َذ ْب َذ ِب َ‬ ‫اس َولَا َي ْذ ُك ُر َ‬ ‫ون النَّ َ‬ ‫ُرا ُء َ‬ ‫الصلَا ِة َقا ُموا ُك َسالَى ي َ‬ ‫َقا ُموا إِلَى َّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َسِبيلًا (‪َ )143‬يا أيُّ َها الذ َ‬
‫َّ‬
‫َّر ِك‬‫ِين فِي الد ْ‬ ‫ُون أ ْن َت ْج َعلوا لِل ِه َعلَ ْي ُك ْم ُسل َطا ًنا ُم ِبي ًنا (‪ )144‬إِ َّن ال ُمنَا ِفق َ‬ ‫ِين أتُ ِريد َ‬ ‫ُون ال ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ِن د ِ‬ ‫ين أ ْولَِيا َء م ْ‬ ‫ِر َ‬ ‫ِين آَ َمنُوا لَا َتتَّ ِخ ُذوا ال َكاف ِ‬
‫ُؤ ِت اللَّ ُه الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ِين‬
‫‪L‬‬ ‫ف يْ‬ ‫ِين َو َس ْو َ‬‫ِك َم َع الْ ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫صوا دِي َن ُه ْم لِلَّ ِه َفأُولَئ َ‬ ‫ص ُموا ِباللَّ ِه َوأَ ْخلَ ُ‬ ‫صلَ ُحوا َو ْ‬
‫اع َت َ‬ ‫ِين َتابُوا َوأَ ْ‬ ‫يرا (‪ )145‬إِلَّا الَّذ َ‬ ‫َص ً‬ ‫ار َولَ ْن َت ِج َد لَ ُه ْم ن ِ‬ ‫الْأَ ْس َف ِل م َ‬
‫ِن النَّ ِ‬
‫أَ ْج ًرا َع ِظي ًما (‪ 9 ))146‬آيات تتعلق بذكر المنافقين فلما كان الكالم على ذكر المنافقين قدم ما يتعلق بالمنافقين وهو كلمة دين المضافة إلى ضميرهم‬
‫صواْ دِي َن ُه ْم لِلِهّ) دينهم مضافة إليهم‪ ،‬دينهم أي معتقدهم‪ ،‬أخلصوه هلل‪ .‬اآليات األخرى كلها الكالم على اهلل تعالى هنا الكالم على المنافقين فقدم ما‬ ‫( َوأَ ْخلَ ُ‬
‫ِّين الْ َخال ُ‬
‫ِص‬ ‫َ‬
‫ِّين (‪ )2‬ألَا لِلَّ ِه الد ُ‬ ‫ِصا لَّ ُه الد َ‬ ‫اعبُ ِد اللَّ َه ُم ْخل ً‬ ‫اب ِبالْ َح ِّق َف ْ‬ ‫ْك الْ ِك َت َ‬ ‫نزلْنَا إِلَي َ‬ ‫َ‬
‫يتعلق به واآليات األخرى الكالم على اهلل تعالى فقدم ما يتعلق به مثال‪( :‬إِنَّا أ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِين (‪( ))12‬قل إِنِّي‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ون أ َّو َل ال ُم ْسلِم َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِر ُت لِأ ْن أك َ‬ ‫ُ‬
‫ِّين (‪َ )11‬وأم ْ‬ ‫ِصا ل ُه الد َ‬‫َّ‬ ‫ِر ُت أَ ْن أَ ْعبُ َد اللَّ َه ُم ْخل ً‬ ‫(‪ )3‬الزمر) الكالم على اهلل تعالى‪ ،‬ويستمر الكالم ( ُق ْل إِنِّي أُم ْ‬
‫ِصا لَّ ُه دِينِي (‪ )14‬الزمر) الكالم على اهلل تعالى فما كان الكالم على اهلل قدم ضميره ما‬ ‫يم (‪ُ )13‬ق ِل اللَّ َه أَ ْعبُ ُد ُم ْخل ً‬ ‫اب َي ْو ٍم َع ِظ ٍ‬ ‫ْت َربِّي َع َذ َ‬ ‫صي ُ‬ ‫اف إِ ْن َع َ‬ ‫أَ َخ ُ‬
‫ِين (‪ )65‬غافر) لما كان الكالم على اهلل قدم ما يتعلق به وهو مضيره‬ ‫ِّين الْ َح ْم ُد لِلَّ ِه َر ِّب الْ َعالَم َ‬ ‫ين لَ ُه الد َ‬ ‫ِص َ‬ ‫ْعو ُه ُم ْخل ِ‬ ‫يتعلق به‪ُ ( ،‬ه َو الْ َح ُّي لَا إِلَ َه إِلَّا ُه َو َفاد ُ‬
‫ولما كان الكالم على المنافقين قدم ما يتعلق بهم وهو ضميرهم (دينهم) هكذا في جميع القرآن‪.‬‬
‫آية (‪:)148‬‬
‫الس== َو ِء ِمنَ ْالقَ==وْ ِل ِإالَّ َمن ظُلِ َم َو َك==انَ هّللا ُ َس== ِميعًا َعلِي ًما (‪ )148‬النس==اء) ما مع==نى كلمة الس==وء؟ (د‪.‬فاضل‬
‫* (الَّ يُ ِحبُّ هّللا ُ ْال َجهْ== َر بِ ُّ‬
‫السامرائى)‬
‫المقصود من هذه اآلية أن ال يذكر أحدًا بسوء أن تذمهم وأن ترفع صوتك بذكره ذمًا إال من ظلمك أما أن تتكلم هكذا على الناس وتجهر بذمهم فهذا ال‬
‫يجوز‪ ،‬من ظلمك تذكر أما في غير ذلك فال يصح‪ .‬الذي ُظلِم يذكر األمر والسوء هو أي ذ ّم وهو كلمة عامة‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ال َمن ُظلِ َم (‪ )148‬النساء) استعمل القرآن كلمة الجهر بالسوء والجهر هو ما يصل إلى أسماع الناس فنُهينا عن‬
‫ِن الْ َق ْو ِل إِ َّ‬ ‫ُح ُّب اللُهّ الْ َج ْه َر ِب ُّ‬
‫الس َو ِء م َ‬ ‫َّ‬
‫(ال ي ِ‬
‫التلفظ بالكالم السيئ وقيّده بالقول ألنه أضعف أنواع األذى فدلّنا ذلك على أن السوء بالفعل أشد تحريمًا ألنه أشد من القول‪.‬‬
‫آية (‪:)149‬‬
‫*ما الفرق بين(ِإ ْن تُ ْبدُوا َخ ْيرًا َأوْ تُ ْخفُوهُ َأوْ تَ ْعفُوا ع َْن سُو ٍء فَِإ َّن هَّللا َ َكانَ َعفُ ًّوا قَ ِدي ًرا= ﴿‪ ﴾149‬النساء) و(ِإ ْن تُ ْبدُوا َش ْيًئا َأوْ تُ ْخفُوهُ فَِإ َّن هَّللا َ‬
‫َكانَ بِ ُك ِّل َش ْي ٍء َعلِي ًما ﴿‪﴾54‬األحزاب)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ان اللَّ ُه َسمِي ًعا َعلِي ًما ﴿‬ ‫ِن الْ َق ْو ِل إِلَّا َم ْن ُظلِ َم َو َك َ‬ ‫ُح ُّب اللَّ ُه الْ َج ْه َر ِب ُّ‬
‫السو ِء م َ‬ ‫ْرا) يتكلم رب العالمين سبحانه وتعالى عن (لَا ي ِ‬ ‫في النساء عندما يقول (إِ ْن تُ ْبدُوا َخي ً‬
‫‪ ﴾148‬النساء) أنا جائع أنا فقير أنا ُمعدم الخ ال‪ ،‬عيب هذا توكل على اهلل وتج ّمل وبالتالي التج ّمل هذا مروءة شخصية المروءة المحترم ال يشكو‬
‫ِن الْ َق ْو ِل إِلا َم ْن‬
‫َّ‬ ‫السو ِء م َ‬‫ُح ُّب اللَّ ُه الْ َج ْه َر ِب ُّ‬
‫ف﴿‪ ﴾273‬البقرة) كأن هو غني هذا من المروءات من احترام الشخصية (لَا ي ِ‬ ‫ِن التَّ َع ُّف ِ‬ ‫اه ُل أَ ْغ ِن َيا َء م َ‬
‫( َي ْح َسبُ ُه ُم الْ َج ِ‬
‫ين) اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫ُح ُّب الْ ُم ْق ِس ِط َ‬ ‫ال ثم إحقاق الحق ثانيًا ثم تنفيذ هذا الحق (إِ َّن اللَّ َه ي ِ‬ ‫ُظلِ َم) إال من ظلم هذا له عالقة باآلية السابقة القسط رفع الظلم أو ً‬
‫ِس ِط) لماذا؟ رب العالمين يخبر المالئكة بقسطه والمالئكة يخبرون العلماء‬ ‫(ش ِه َد اللَّ ُه أَنَّ ُه لَا إِلَ َه إِلَّا ُه َو َوالْ َملَا ِئ َك ُة َوأُولُو الْعِلْ ِم َقا ِئ ًما ِبالْق ْ‬
‫ِس ِط) َ‬ ‫قال ( َقا ِئ ًما ِبالْق ْ‬
‫ِس ِط)‪ .‬حينئ ٍذ رب العالمين سبحانه‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ش ِه َد الل ُه أنَّ ُه لا إِل َه إِلا ُه َو َوال َملا ِئ َكة َوأولو العِل ِم) بماذا شهدوا؟ ( َقا ِئ ًما ِبالق ْ‬ ‫َّ‬ ‫بقسط اهلل والعلماء يخبرون األمة بقسط اهلل َ‬
‫ِن الق ْو ِل) يعني أنت إذا كنت تشكو واهلل تصغر من قيمتك خليك متماسك رب العالمين‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫السو ِء م َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ُح ُّب الل ُه ال َج ْه َر ِب ُّ‬ ‫وتعالى الذي يقوم بالقسط هنا يقول (لَا ي ِ‬
‫بسب من ظلمك على أن ال يكون قذفًا واهلل فالن ظلمني فالن جار علي‬ ‫يعلم والذي رزق غيرك يرزقك (إِلَّا َم ْن ُظلِ َم) إذا كنت مظلومًا من حقك أن تجاهر ّ‬
‫ال‪ .‬يا أخي كل إنسان يحتمل الجوع يحتمل المرض يحتمل الغربة‪ ،‬إال الظلم يمنعك النوم إذا كنت مظلومًا وال تستطيع أن‬ ‫لماذا؟ إن لصاحب الحق مقا ً‬
‫تحصل على حقك سواء إذا كان الذي ظلمك سلطان أو غني أو أخوك والظلم مرتع مبتغيه وخيم‪ .‬حينئ ٍذ هذا المظلوم وحده الذي إذا رفع صوته وشكى ال‬
‫بأس‪ ،‬إذا جهر وقال إن فالن عمل بي كذا وأخذ حقي ولهذا مرة جاء النبي صلى اهلل عليه وسلم رجل وقال له يا رسول اهلل فالن ظلمني قال خذ أنت‬
‫أغراضك وارميها بالشارع يعني هذا الرجل كان عنده جار خرب بيته وتطاول عليه بالماء يعني جار سوء يعني جعل هذا جاره يعيش في جحيم فقال له‬
‫ال حمل أغراضه وجعلها في الشارع فكل ما مر به شخص سأله ما‬ ‫النبي تحمل أغراضك وترميها في الشارع وكل واحد يمر بك قل فالن ظلمني وفع ً‬
‫ال هذا الجار اآلخر الظالم جاء يتوسله يقول له خالص أنا تبت إلى اهلل ولن أؤذيك مرة‬ ‫أمرك؟ قال هذا جاري أخرجني وعمل بي كذا وكذا الخ وفع ً‬
‫ِن ال َق ْو ِل إِلا َم ْن ظلِ َم) وثم عاد استمر رب العالمين بعد هذه اآلية‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫السو ِء م َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ُح ُّب الل ُه ال َج ْه َر ِب ُّ‬ ‫َ‬
‫أخرى‪ ،‬فبالتالي النبي صلى اهلل عليه وسلم تطبيقًا لهذه اآلية (لا ي ِ‬
‫ِيرا) معناها صح أنت لك حق والظلم هذا مصيبة ولهذا عندما يتخاصم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ان َعف ًّوا قد ً‬ ‫ْرا أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه أَ ْو َت ْع ُفوا َع ْن ُسو ٍء َفإِ َّن اللَّ َه ك َ‬
‫َ‬ ‫مباشرة يقول (إِ ْن تُ ْبدُوا َخي ً‬
‫‪ L‬على رفع الحرج‪ ،‬أنا شخص تخاصمت أنا ونجيب يعني ال نتخاصم؟ بل نتخاصم‬ ‫اثنان رب العالمين رحيم هذا الدين بل عالقة رب العالمين بعباده مبنية‬
‫ال في اليوم الرابع يجب أن نتصالح (ال يهجر المسلم أخاه فوق ثالث) فرب‬ ‫ثالثة أيام تهجرني وأهجرك وال أسلم عليك ثالثة أيام فقط أنفس عن نفسي قلي ً‬
‫العالمين قال ثالثة أيام كفاية ثالثة أيام تنفس عن حقدك فرب العالمين أعطاك رخصة يا مظلوم أن تقول يا جماعة يا ناس يا عالم شوفوا القاضي الفالني‬
‫ال لكن (إِ ْن‬ ‫أخذ رشوة وحكم ضدي وهذا حقي وهذا جاري فعل كذا وفالن شيء عمل لي كذا أخي أبي الخ ترفع صوتك لك الحق ألن لصاحب الحق مقا ً‬
‫والحلم هذا من صفات‬ ‫ْرا) يعني أنت بعد ما ُظلِمت كالمك كان طيبًا يلال اهلل يسامحه معليش يمكن معذور يمكن كذا كالمك فيه لطف وفيه ِحلم ِ‬ ‫تُ ْبدُوا َخي ً‬
‫ْرا) أنت أعلنت هذا أفضل شيء أن تقول ال الرجل لم يفعل لي شيئًا (أو تخفوه) أنت بقلبك سامحته لم تقل أمام الناس بل بقلبك‬ ‫األنبياء‪( .‬إِ ْن تُ ْبدُوا َخي ً‬
‫ان َع ُف ًّوا َقد ً‬
‫ِيرا)‬ ‫َّ‬
‫سامحته فكرت بالموت ويوم القيامة والظالم يوم القيامة مصيبته سوداء فسامحت بقلبك أو تعفو تسامح لوجه اهلل علنًا فإن اهلل ( َف ِإ َّن الل َه َك َ‬
‫ْرا) هذا في سورة النساء‪ .‬في سورة األحزاب (إِ ْن تُ ْبدُوا َش ْي ًئا أَ ْو تُ ْخ ُفو ُه) هذا ليس عن موضوع الغضب والزعل‬ ‫أن يعيد بينكما األلفة‪ .‬إذًا (إِ ْن تُ ْبدُوا َخي ً‬
‫َك م ْ‬
‫ِن‬ ‫ِن النِّ َسا ِء ﴿‪ ﴾32‬األحزاب) (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين يُنَادُون َ‬ ‫اج ُه أُ َّم َهاتُ ُه ْم﴿‪ ﴾6‬األحزاب) ( َيا ن َ‬
‫ِسا َء النَّ ِب ِّي لَ ْستُ َّن َكأَ َح ٍد م َ‬ ‫(وأَ ْز َو ُ‬
‫والظلم بل في التعامل مع نساء النبي َ‬
‫ون ﴿‪ ﴾4‬الحجرات) حرمة آل بيت النبي صلى اهلل عليه وسلم وأهل بيت النبي أهل بيت النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫ات أَ ْك َث ُر ُه ْم لَا َي ْعقِلُ َ‬
‫َو َرا ِء الْ ُح ُج َر ِ‬
‫ال طلبت منهم شيئًا أو سمعت منهم‬ ‫زوجاته وآل بيت النبي علي والحسن والحسين وفاطمة أوالدهم حينئ ٍذ لهم حرمة هائلة وبالتالي إذا دققت الباب أو مث ً‬
‫كالمًا وقد ضمرت في قلبك أي شيء انتقاد أو شيء لم يعجبك ليس بالضرورة ظلم‪ ،‬شيء ما ليس هناك احترام أو أنت في خاطرك شيء عليهم (إِ ْن تُ ْبدُوا‬
‫ان ِب ُك ِّل َش ْي ٍء َعلِي ًما) إعلم أن تعاملك في محيط النبي صلى اهلل عليه وسلم في أسرته الكريمة الطاهرة ّ‬
‫بأي‬ ‫أي موقف سلبي ( َف ِإ َّن اللَّ َه َك َ‬ ‫أي شيء ّ‬ ‫َش ْي ًئا) ّ‬
‫ص ْو ِت النَّ ِب ِّي ﴿‪ ﴾2‬الحجرات) وإلى كل األدب واالحترام غضوا أصواتكم غضوا أبصاركم أي شيء تخفيه‬ ‫ُ‬
‫ص َوا َتك ْم َف ْو َق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شيء ترفع صوتك (لا َت ْر َف ُعوا أ ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أي شيء كان (إِ ْن ت ْبدُوا ش ْيئا أ ْو تخفو ُه) هناك خيرًا وهنا شيئًا‬ ‫ألمر ما قلة عقل منك‪ ،‬ضعف إيمان مشكلة لم تفهمها وقلبك صار فيه شيء سلبي ّ‬ ‫في قلبك ٍ‬
‫ان ِب ُك ِّل َش ْي ٍء َعلِي ًما) الحظ أن تبديل كلمة خير بكلمة شيء له معنى آخر موضوع ثاني لو قال هنا في األحزاب إن تبدوا خيرًا ليس لها معنى‬ ‫( َف ِإ َّن اللَّ َه َك َ‬
‫ْرا أ ْو تُ ْخ ُفو ُه) هذا للمظلوم (إِ ْن تُ ْبدُوا َش ْي ًئا) في معاملة األسرة الطاهرة‬ ‫َ‬ ‫وهناك إن قال إن تبدوا شيئًا ليس لها معنى كل واحدة في مكانها (إِ ْن تُ ْبدُوا َخي ً‬
‫‪L‬‬
‫الكريمة التي نتقرب إلى اهلل بحبها والتي ستشفع لنا يوم القيامة إن شاء اهلل‪ ،‬هذا الفرق بين االثنين‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬وإال ما معنى الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم وعلى آله إذا كان الشخص والعياذ باهلل يبدي شيئًا أو يخفيه تجاههم؟ ال معنى له‪.‬‬
‫فى إجابة أخرى للدكتور الكبيسى ‪:‬‬
‫إن تبدوا خيرًا في كل تعامالتك مع اهلل أو مع الناس أما إن تبدوا شيئًا أو تخفوه بالتعامل مع آل بيت النبي ‪ ‬ينبغي أن تكون حذرًا من كل شيئ شائب‬
‫عندما تتعامل مع نساء النبي ‪ ‬أو مع آل بيت النبي ‪ ‬إياك أن تتخدهم غرضًا بقتلهم كما فعل بعض المسلمين أو بتأليههم كما فعل البعض اآلخر كل‬
‫هؤالء هالكون‪ .‬آل بيت النبي ‪ ‬بشر يأتون يوم القيامة تحت العرش كتلة واحدة مع النبي ‪ ‬حينئذ أمرنااهلل بحبهم (من أحبهم فبحبي أحبهم) ورب‬
‫يرا (‪ )33‬األحزاب) فأي مخالفة عقدية أو تعاملية أو سوء ظن ناهيك عن أن تشتمهم أو‬ ‫ُط ِّه َر ُك ْم َت ْط ِه ً‬
‫ْت َوي َ‬‫س أَ ْه َل الْ َبي ِ‬ ‫العالمين قال (لِي ُْذ ِه َب َعن ُك ُم ِّ‬
‫الر ْج َ‬
‫َ‬
‫تقتلهم مصيبة المصائب‪ .‬إذن (إِن تُ ْبدُوا َش ْي ًئا أ ْو تُ ْخ ُفو ُه) يعني أي شيء ليس شرطًا أن يكون محددًا‪ .‬هذا الفرق بين إن تبدوا شيئًا أو تخفوه وإن تبدوا‬
‫خيرًا أو تخفوه‪.‬‬
‫آية (‪:)150‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ْن اللِهّ َو ُر ُسلِ ِه (‪ )150‬النساء) انظر إلى كلمة (يكفرون) فقد استعمل القرآن كلمة يكفرون بصيغة‬ ‫ُون أَن يُ َف ِّر ُق ْ‬
‫وا َبي َ‬ ‫ُريد َ‬
‫ون ِباللِهّ َو ُر ُسلِ ِه َوي ِ‬ ‫(إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َي ْك ُف ُر َ‬
‫المضارع ولم يستعمل لفظ كفروا بصيغة الماضي لينبّهنا إلى أن أمر الكفر منهم متجدد وفيهم مستمر ألنهم لو كفروا في الماضي ثم رجعوا لما كانوا‬
‫ال ال يغادرهم‪.‬‬ ‫أحرياء بالذ ّم وصبغهم بصفة الكفر وجعلها سربا ً‬

‫آية (‪:)151‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫عرف جزئي الجملة أي إسم اإلشارة أولئك‬ ‫ون) فقد ّ‬‫ِر َ‬ ‫‪ L‬والخبر معرفة فقال (أُ ْولَـئ َ‬
‫ِك ُه ُم الْ َكاف ُ‬ ‫ون َح ًّقا (‪ )151‬النساء) جعل المبتدأ‬
‫ِر َ‬ ‫(أُ ْولَـئ َ‬
‫ِك ُه ُم الْ َكاف ُ‬
‫‪ L‬قصر صفة الكفر عليهم‪ .‬تقول إلنسان أنت بطل أي هو بطل من بين األبطال أما إن قلت له أنت البطل فهذا يعني أنك جعلت‬ ‫والخبر الكافرون لتأكيد‬
‫البطولة له دون غيره لما رأيت من صفات البطولة لديه‪ .‬كذلك عندما نقول أولئك هم الكافرون فهذا يعني أننا نزلنا غيرهم من الكفرة منزلة العدم لما‬
‫تمتع به هؤالء من أوصاف الكفر ووجه هذه المبالغة هو أن كفرهم قد اشتمل على أحوال عديدة من الكفر وسفاهة في الرأي حيث أن كل فِعلة لهم إذا‬
‫انفردت هي كفر فكيف بها إذا اجتمعت؟‬
‫آية (‪:)153‬‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية بين (جاءهم البيّنات) و(جاءتهم البيّنات) في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هناك حكم نحوي مفاده أنه يجوز أن يأتي الفعل مذكرًا والفاعل مؤنثًا‪ .‬وكلمة البيّنات ليست مؤنث حقيقي لذا يجوز تذكيرها وتأنيثها‪ .‬والسؤال ليس عن‬
‫جواز تذكير وتأنيث البيّنات ألن هذا جائز كما قلنا لكن السؤال لماذا؟ لماذا جاء باالستعمال فعل المذكر (جاءهم البيّنات) مع العلم أنه استعملت في غير‬
‫مكان بالمؤنث (جاءتهم البيّنات)؟‬
‫جاءتهم الب ّينات بالتأنيث‪ :‬يؤنّث الفعل مع البيّنات إذا كانت اآليات تدل على النبوءات فأينما وقعت بهذا المعنى يأتي الفعل مؤنثًا كما في قوله تعالى في‬ ‫ّ‬
‫ين‬
‫ِر َ‬ ‫ين َو ُمنذ ِ‬ ‫ِّين ُم َب ِّش ِر َ‬ ‫اس أُ َّم ًة َو ِ‬
‫اح َد ًة َف َب َع َث اللُهّ النَّ ِبي َ‬ ‫ان النَّ ُ‬ ‫يز َحكِي ٌم {‪ )}209‬واآلية ( َك َ‬ ‫اعلَ ُمواْ أَ َّن اللَهّ َع ِز ٌ‬ ‫َات َف ْ‬ ‫سورة البقرة ( َف ِإن َزلَلْتُ ْم ِّمن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُك ُم الْ َب ِّين ُ‬
‫ِين آ َمنُواْ لِ َما‬ ‫َّ‬
‫َات َب ْغيًا َب ْي َن ُه ْم َف َهدَى اللُهّ الذ َ‬ ‫ْ‬
‫ِين أوتُو ُه مِن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُه ُم ال َبيِّن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ف فِي ِه إِ َّ‬ ‫اخ َتلَ َ‬‫اخ َتلَ ُفواْ فِي ِه َو َما ْ‬ ‫اس فِي َما ْ‬ ‫اب ِبالْ َح ِّق لَِي ْح ُك َم َبي َ‬ ‫َوأَ َ‬
‫نز َل َم َع ُه ُم الْ ِك َت َ‬
‫ال الذ َ‬ ‫ْن النَّ ِ‬
‫ض ِّم ْن ُهم َّمن َكلَّ َم اللُهّ َو َر َف َع َب ْع َ‬
‫ض ُه ْم‬ ‫ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫ضلْنَا َب ْع َ‬‫الر ُس ُل َف َّ‬
‫ِيم {‪ )}213‬و (تِلْ َك ُّ‬ ‫اط ُّم ْس َتق ٍ‬‫ص َر ٍ‬ ‫ِن الْ َح ِّق ِب ِإ ْذ ِن ِه َواللُهّ َي ْهدِي َمن َي َشا ُء إِلَى ِ‬ ‫اخ َتلَ ُفواْ فِي ِه م َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِن اخ َتلفوا ف ِمن ُهم َّم ْن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُس َول ْو شاء اللُهّ َما اق َت َتل الذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ات َوآ َت ْينَا ِع َ‬
‫ِهم ِّمن َب ْع ِد َما َجاءت ُه ُم ال َبيِّنَات َولـك ِ‬ ‫ِين مِن َب ْعد ِ‬ ‫وح القد ِ‬ ‫َات َوأيَّ ْدنَا ُه ِب ُر ِ‬ ‫ْن َم ْر َي َم ال َبيِّن ِ‬‫يسى اب َ‬ ‫َر َج ٍ‬ ‫دَ‬
‫الس َما ِء‬
‫ِّ َ َّ‬‫ن‬ ‫م‬ ‫ابًا‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫َ ِْ ْ‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫َز‬ ‫ن‬‫ُ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫اب‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫س‬
‫َْ‬‫ي‬‫(‬ ‫النساء‬ ‫سورة‬ ‫في‬ ‫وقوله‬ ‫})‪،‬‬ ‫‪253‬‬ ‫{‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫ي‬‫ُر‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫َهّ‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫َّ‬
‫ِن‬ ‫ك‬‫ـ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ُهّ‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫اء‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫آ َم َ َ ُ َّ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ََ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫وسى‬ ‫ِك َوآ َت ْينَا ُم َ‬ ‫َات َف َع َف ْونَا َعن َذل َ‬‫ِج َل مِن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُه ُم الْ َبيِّن ُ‬ ‫اع َق ُة ِب ُظلْ ِم ِه ْم ثُ َّم اتَّ َخ ُذواْ الْع ْ‬
‫الص ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِك َف َقالُواْ أ ِرنَا اللِهّ َج ْه َر ًة َفأ َخ َذ ْت ُه ُم َّ‬ ‫َ‬
‫وسى أ ْك َب َر مِن َذل َ‬ ‫َف َق ْد َسأَلُواْ ُم َ‬
‫ُسلْ َطانًا ُّم ِبينًا {‪.)}153‬‬
‫أما جاءهم الب ّينات بالتذكير‪ :‬فالبيّنات هنا تأتي بمعنى األمر والنهي وحيثما وردت كلمة البيّنات بهذا المعنى من األمر والنهي يُذ ّكر الفعل كما في قوله‬
‫(و َ‬
‫ال‬ ‫ِين {‪ )}86‬و َ‬ ‫الظالِم َ‬ ‫ال َي ْهدِي الْ َق ْو َم َّ‬ ‫َات َواللُهّ َ‬ ‫ول َح ٌّق َو َجاء ُه ُم الْ َبيِّن ُ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫ِه ْم َو َش ِهدُواْ أَ َّن َّ‬ ‫ْف َي ْهدِي اللُهّ َق ْومًا َك َف ُرواْ َب ْع َد إِي َمان ِ‬ ‫تعالى في سورة آل عمران ( َكي َ‬
‫ون مِن‬ ‫ْع َ‬ ‫ِين َتد ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫يت أ ْن أ ْعبُ َد الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اب َع ِظي ٌم {‪ )}105‬وفي سورة غافر ( ُقل إِنِّي نُ ِه ُ‬ ‫ِك لَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫ُ‬
‫َات َوأ ْولَـئ َ‬ ‫ْ‬
‫اخ َتلَُفواْ مِن َب ْع ِد َما َجاء ُه ُم ال َبيِّن ُ‬ ‫َت ُكونُواْ َكالَّذ َ‬
‫ِين َت َف َّر ُقواْ َو ْ‬
‫ِين {‪.)}66‬‬ ‫ِر ِّب الْ َعالَم َ‬ ‫ِر ُت أَ ْن أُ ْسلِ َم ل َ‬ ‫َات مِن َّربِّي َوأُم ْ‬ ‫ِي الْ َبيِّن ُ‬
‫ُون اللَّ ِه لَ َّما َجاءن َ‬‫د ِ‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫صدّرت‬‫ِك (‪ )153‬النساء) لو وقفنا عند هذه اآلية لرأينا أن هذه اآلية ُ‬ ‫وسى أَ ْك َب َر مِن َذل َ‬
‫الس َماء َف َق ْد َسأَلُواْ ُم َ‬ ‫اب أَن تُن ِّ‬
‫َز َل َعلَ ْي ِه ْم ِك َتابًا ِّم َن َّ‬ ‫( َي ْسأَلُ َك أَ ْه ُل الْ ِك َت ِ‬
‫بفعل مضارع (يسألك) بغية استحضار حالتهم في هذا السؤال حتى كأنك تعيش معهم وتراهم وأتى الفعل بصيغة المضارع (يسألك) للداللة على تكرار‬
‫وسى أَ ْك َب َر مِن َذل َ‬
‫ِك)‪.‬‬ ‫السؤال وتجدده منهم المرة بعد األخرى بقصد التحدي واالعجاز ولذلك قال تعالى بعدها ( َف َق ْد َسأَلُواْ ُم َ‬
‫آية (‪:)154‬‬
‫*ما الفرق بين استعمال كلمة الجبل والطور في سورة البقرة والنساء واألعراف؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ون {‪ )}63‬وقال في سورة النساء‬ ‫ور ُخ ُذواْ َما آ َت ْينَا ُكم ِب ُق َّو ٍة َو ْاذ ُك ُرواْ َما فِي ِه لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬ ‫الط َ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة ( َوإِ ْذ أَ َخ ْذنَا مِي َثا َق ُك ْم َو َر َف ْعنَا َف ْو َق ُك ُم ُّ‬
‫ْت َوأَ َخ ْذنَا ِم ْن ُهم ِّمي َثاقًا َغلِيظًا {‪ )}154‬وقال في سورة األعراف ( َوإِذ‬ ‫السب ِ‬ ‫ال َت ْعدُواْ فِي َّ‬ ‫اب ُس َّجدًا َو ُقلْنَا لَ ُه ْم َ‬ ‫ْخلُواْ الْ َب َ‬ ‫ور ِبمِي َثا ِق ِه ْم َو ُقلْنَا لَ ُه ُم اد ُ‬ ‫( َو َر َف ْعنَا َف ْو َق ُه ُم ُّ‬
‫الط َ‬
‫ون {‪.)}171‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َن َت ْقنَا الْ َج َب َل َف ْو َق ُه ْم َكأنَّ ُه ظلَّ ٌة َو َظنُّواْ أنَّ ُه َوا ِق ٌع ِب ِه ْم ُخ ُذواْ َما آ َت ْينَا ُكم ِب ُق َّو ٍة َو ْاذ ُك ُرواْ َما فِي ِه لَ َعلَّ ُك ْم َتتَّ ُق َ‬
‫أما من حيث التقديم والتأخير هو قائم على اإلهتمام الذي يقتضيه سياق اآليات سواء كان ـفضل أو مفضول وإنما لألهمية‪ .‬في سورة البقرة (ورفعنا‬
‫فوقكم الطور) فوقكم أه ّم من الطور نفسه وكذلك في آية سورة النساء أما آية سورة األعراف فالجبل أهم من فوقهم‪.‬‬
‫في آية سورة األعراف وصف تعالى الجبل كأنه ُظلّة وذكر (وظنوا أنه واقع بهم) ومعنى واقع بهم أي أوقع بهم أو أهلكهم وهذا كله له عالقة بالجبل‬
‫فالجبل في األعراف أه ّم‪ .‬ولم يذكر عن الطور شيئًا آخر في سورة البقرة أو النساء‪.‬‬
‫آية البقرة والنساء يستمر الكالم بعد اآليات على بني إسرائيل حوالي أربعين آية بعد اآلية التي جاء فيها ذكر الطور لذا قدّم فوقهم في النساء وفوقهم في‬
‫البقرة على الطور لألهمية‪ .‬أما في سورة األعراف فبعد اآلية التي تحدث فيها عن الجبل انتهى الكالم عن بني إسرائيل ولم يذكر أي شيء عنهم بعد هذه‬
‫اآلية لذا قدّم الجبل‪.‬‬
‫‪ L‬أما النتق فهو أشد وأقوى من الرفع الذي هو ضد‬ ‫وعظم من أوتاد األرض والجبل أكبر وأهم من الطور من حيث التكوين‪.‬‬ ‫والجبل هو إسم لما طال ُ‬
‫‪ L‬كبيرين ولذلك ذكر الجبل في آية سورة األعراف ألن‬ ‫‪ L‬للرمي به وفيه إخافة وتهديد‬ ‫الوضع‪ .‬ومن الرفع أيضًا الجذب واإلقتالع وحمل الشيء والتهديد‬
‫وسى لِمِي َقا ِتنَا‬ ‫َ‬
‫(ول َّما َجاء ُم َ‬‫الجبل أعظم ويحتاج للزعزعة واإلقتالع وعادة ما تُذكر الجبال في القرآن في موتقع التهويل والتعظيم ولذا جاء في قوله تعالى َ‬
‫موسى‬ ‫ف َت َرانِي َفلَ َّما َت َجلَّى َربُّ ُه لِلْ َج َب ِل َج َعل ُه َدكًا َو َخ َّر َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫انظ ْر إِلَى الْ َج َب ِل َفإِ ِن ْ‬
‫اس َت َق َّر َم َكا َن ُه َف َس ْو َ‬ ‫ِن ُ‬ ‫ال لَن َت َرانِي َولَـك ِ‬ ‫ْك َق َ‬‫نظ ْر إِلَي َ‬‫ال َر ِّب أَ ِرنِي أَ ُ‬ ‫َو َكلَّ َم ُه َربُّ ُه َق َ‬
‫ِين {‪ )}143‬ولم يقل الطور‪ .‬إذن النتق والجبل أشد تهديدًا وتهوي ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫ْك َوأََن ْا أَ َّو ُل الْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫‪L‬‬ ‫ْت إِلَي َ‬‫َك تُب ُ‬ ‫ْحان َ‬ ‫ال ُسب َ‬ ‫صعِقًا َفلَ َّما أَ َف َ‬
‫اق َق َ‬ ‫َ‬
‫آية (‪:)155‬‬
‫* ما اللمسة البيانية في عدم ذكر الج==واب وما ي==ترتّب على ك==ونهم= نقض==وا الميث==اق في قوله تع==الى في س==ورة النس==اء (فَبِ َما نَ ْق ِ‬
‫ض= ِه ْم‬
‫ف بَلْ طَبَ َع هَّللا ُ َعلَ ْيهَا بِ ُك ْف ِر ِه ْم فَاَل يُْؤ ِمنُ==ونَ ِإاَّل قَلِياًل (‪ ))155‬بينما‬ ‫ق َوقَوْ لِ ِه ْ=م قُلُوبُنَا ُغ ْل ٌ‬‫ت هَّللا ِ َوقَ ْتلِ ِه ُ=م اَأْل ْنبِيَا َء بِ َغي ِْر َح ٍّ‬
‫ِميثَاقَهُ ْم َو ُك ْف ِر ِه ْم بَِآيَا ِ‬
‫ص = ِّد ِه ْ=م ع َْن َس =بِي ِل هَّللا ِ َكثِ==يرًا (‪))160‬؟(د‪.‬فاضل‬ ‫ت لَهُ ْم َوبِ َ‬ ‫ت ُأ ِحلَّ ْ‬
‫جاء ذكر الجواب في قوله (فَبِظُ ْل ٍم ِمنَ الَّ ِذينَ هَادُوا َح َّر ْمنَا َعلَ ْي ِه ْم طَيِّبَا ٍ‬
‫السامرائى)‬
‫هذا فيه خالف بين المفسرين واللغويين وفي اآلية أكثر من تخريج عندهم‪:‬‬
‫بدل من قبله (فبما نقضهم) فذكر‬ ‫·‪        ‬من المحتمل أن قوله تعالى (فبظلم من الذين هادوا) بدل من (فبما نقضهم ميثاقهم) فالجار والمجرور ٌ‬
‫ِن َربِّ ِه‬ ‫ِحا ُم ْر َس ٌل م ْ‬ ‫صال ً‬‫ون أَ َّن َ‬ ‫ض ِع ُفوا لِ َم ْن آَ َم َن ِم ْن ُه ْم أََت ْعلَ ُم َ‬ ‫استُ ْ‬
‫ِين ْ‬ ‫ِن َق ْو ِم ِه لِلَّذ َ‬
‫اس َت ْك َب ُروا م ْ‬‫ِين ْ‬ ‫ال الْ َملَأُ الَّذ َ‬ ‫(حرمنا عليهم) مثل قوله تعالى ( َق َ‬ ‫المتعلّق ّ‬
‫اس أُ َّم ًة َو ِ‬
‫اح َد ًة‬ ‫ون النَّ ُ‬ ‫ون (‪ )75‬األعراف) (لمن آمن) بدل من (للذين استضعفوا)‪ ،‬وكذلك قوله تعالى ( َولَ ْولَا أَ ْن َي ُك َ‬ ‫َقالُوا إِنَّا ِب َما أُ ْر ِس َل ِب ِه ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫ون (‪ )33‬الزخرف) لبيوتهم سقفًا بدل لقوله (لمن يكفر بالرحمن)‪.‬‬ ‫ار َج َعلَ ْي َها َي ْظ َه ُر َ‬ ‫ض ٍة َو َم َع ِ‬ ‫ِن َف َّ‬‫ِه ْم ُس ُق ًفا م ْ‬ ‫لَ َج َعلْنَا لِ َم ْن َي ْك ُف ُر ِب َّ‬
‫الر ْح َم ِن لِبُيُوت ِ‬
‫ون الْ َكلِ َم‬ ‫ُح ِّر ُف َ‬ ‫ض ِه ْم مِي َثا َق ُه ْم لَ َعنَّا ُه ْم َو َج َعلْنَا ُقلُو َب ُه ْم َق ِ‬
‫اس َي ًة ي َ‬ ‫وذكر فيها المتعلّق ( َف ِب َما َن ْق ِ‬ ‫·‪        ‬الوجه اآلخر أن ذكر نقض الميثاق مذكور في آيات أخرى ّ‬
‫ِين (‪)13‬‬ ‫ْ‬
‫ُح ُّب ال ُم ْح ِسن َ‬ ‫َّ‬
‫اص َف ْح إِ َّن الل َه ي ِ‬ ‫ف َع ْن ُه ْم َو ْ‬ ‫اع ُ‬‫ال َت َّطلِ ُع َعلَى َخا ِئ َن ٍة ِم ْن ُه ْم إِلا َقلِيلا ِم ْن ُه ْم َف ْ‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ِما ُذ ِّك ُروا ِب ِه َولَا َت َز ُ‬ ‫َسوا َح ًّظا م َّ‬ ‫اض ِع ِه َون ُ‬‫َع ْن َم َو ِ‬
‫ُ‬
‫المائدة) فكأن الجواب في اآلية أحيل إلى ما ذكر في آيات أخرى‪.‬‬ ‫ُ‬
‫·‪        ‬الوجه اآلخر أنه يُحذف للتعظيم وهذا ورد كثيرًا في القرآن كما حذف جواب القسم في أوائل سورة ق (ق َوالْ ُق ْرآَ ِن الْ َم ِجي ِد (‪ .))1‬جواب‬
‫ون َم ْو ُقو ُف َ‬
‫ون‬ ‫الظالِ ُم َ‬ ‫ْن َي َد ْي ِه َولَ ْو َت َرى إِ ِذ َّ‬ ‫ِن ِب َه َذا الْ ُق ْرآَ ِن َولَا ِبالَّذِي َبي َ‬ ‫ِين َك َف ُروا لَ ْن نُ ْؤم َ‬ ‫ال الَّذ َ‬‫الشرط يُحذف في القرآن كثيراُ كما في قوله تعالى ( َو َق َ‬
‫الس َما ُء‬ ‫َ‬
‫ِين (‪ )31‬سبأ) وقوله تعالى (إِذا َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس َتك َب ُروا ل ْولا أ ْنتُ ْم لكنَّا ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ْ‬ ‫ِين ْ‬ ‫َّ‬
‫ض ِعفوا لِلذ َ‬ ‫ُ‬ ‫استُ ْ‬
‫ِين ْ‬ ‫ول الَّذ َ‬ ‫ض الْ َق ْو َل َي ُق ُ‬ ‫ض ُه ْم إِلَى َب ْع ٍ‬ ‫ِع ْن َد َربِّ ِه ْم َي ْر ِج ُع َب ْع ُ‬
‫يق (‪ )50‬األنفال) وذلك حتى‬ ‫ْ‬
‫اب ال َح ِر ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ار ُه ْم َوذوقوا َعذ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وه ُه ْم َوأ ْد َب َ‬‫ُون ُو ُج َ‬ ‫ض ِرب َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِين كف ُروا ال َملا ِئكة َي ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ا ْن َش َّق ْت (‪ )1‬االنشقاق) ( َول ْو ت َرى إِذ َيت َوفى الذ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ال‪ ،‬فاألمور التي ذكرها تعالى‬ ‫يذهب الذهن كل مذهب وهذا أمر عظيم فهناك من يستدعي العقوبات ول ّما قال تعالى لعنّاهم اللعن ليس قلي ً‬
‫تستدعي من العقوبات وغضب اهلل تعالى ما يضيق عنه الكالم فكل العقوبات في حق هؤالء قليلة‪.‬‬
‫ويمكن أن تحتمل جميع المعاني السابقة وهذا من باب التوسع في المعنى إال إني أميل للتعظيم وإن كان البدل وجهًا نحويًا واردًا‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ف َب ْل َط َب َع اللُهّ َعلَ ْي َها ِب ُك ْف ِر ِه ْم (‪ )155‬النساء) قف وتأمل آيات اهلل تعالى واجعل قلبك صندوقًا يحوي آيات من القرآن ويعيها حتى ال‬
‫( َو َق ْولِ ِه ْم ُقلُوبُنَا ُغ ْل ٌ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يختم اهلل سبحانه وتعالى على قلوبنا ويجعلها مغلقة كما ختم على قلوب من كفروا فقال تعالى عنهم ( َبل َط َب َع اللُهّ َعلَ ْي َها ِبك ْف ِر ِه ْم)‪ .‬والطبع هو إحكام الغلق‬
‫‪ L‬أمر من ولوج ذلك الشيء إال بعد إزالة ذلك الشيء المطبوع به وكذلك طبع القلب هو إحكام إغالقه بحيث ال يدخل إليه خير وال يخرج‬ ‫بحيث ال ينمكن‬
‫منه خير وال معروف‪.‬‬
‫آية (‪:)156‬‬
‫* ( َوبِ ُك ْف ِر ِه ْم َوقَوْ لِ ِه ْ=م َعلَى َمرْ يَ َم بُ ْهتَانًا َع ِظي ًما (‪ )156‬النساء) لماذا نُ ِ‬
‫صبت مريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هي لم تنصب وإنما مجرورة ألنها ممنوعة من الصرف للعالمية والتأنيث والممنوع من الصرف يجر بالفتحة‪ ،‬أعالم اإلناث كلها ممنوعة من الصرف‬
‫وإن كان قسم من أعالم اإلناث يجوز فيها الوجهين إذا كان ثالثي ساكن الوسط عربي غير أعجمي واألعجمي ممنوع من الصرف‪ ،‬هذا بالنسبة ألعالم‬
‫ال الَّذِي ْ‬
‫اش َت َرا ُه‬ ‫(و َق َ‬
‫اإلناث كلها ممنوعة من الصرف بين الوجوب والجواز‪ .‬إذن مريم‪ :‬إسم مجرور وعالمة جره الفتحة ألنه ممنوع من الصرف ومنها َ‬
‫مصر مجرورة بالفتح ألنها ممنوعة من الصرف‪.‬‬
‫َ‬ ‫ال ْم َرأَِت ِه أَ ْك ِرمِي َم ْث َوا ُه (‪ )21‬يوسف)‬
‫ص َر ِ‬
‫مِن ِّم ْ‬
‫آية (‪:)157‬‬
‫* ما اللمسة البيانية في ذكر عيسى مرة والمسيح مرة وابن مريم مرة في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫لو عملنا مسحًا في القرآن الكريم كله عن عيسى نجد أنه يُذكر على إحدى هذه الصيغ‪:‬‬
‫‪     ‬المسيح‪ :‬ويدخل فيها المسيح ‪ ،‬المسيح عيسى ابن مريم‪ ،‬المسيح ابن مريم (لقبه)‪.‬‬
‫‪     ‬عيسى ويدخل فيها‪ :‬عيسى ابن مريم وعيسى (إسمه)‪.‬‬
‫‪     ‬ابن مريم ( ُكنيته)‪.‬‬
‫‪L‬‬
‫ً‬
‫حيث ورد المسيح في كل السور سواء وحده أو المسيح عيسى ابن مريم أو المسيح ابن مريم لم يكن في سياق ذكر الرسالة وإيتاء البيّنات أبدأ ولم ترد في‬
‫الد ْن َيا‬
‫ْن َم ْر َي َم َو ِجي ًها فِي ُّ‬ ‫يسى اب ُ‬ ‫يح ِع َ‬ ‫اس ُم ُه الْ َم ِس ُ‬ ‫التكليف وإنما تأتي في مقام الثناء أو تصحيح العقيدة‪( .‬إِ ْذ َقالَ ِت الْ َملَا ِئ َك ُة َيا َم ْر َي ُم إِ َّن اللَّ َه يُ َب ِّش ُر ِك ِب َكلِ َم ٍة ِم ْن ُه ْ‬
‫اخ َتلَ ُفوا فِي ِه‬ ‫ِين ْ‬ ‫ِن ُشبِّ َه لَ ُه ْم َوإِ َّن الَّذ َ‬ ‫صلَبُو ُه َولَك ْ‬ ‫ول اللَّ ِه َو َما َق َتلُو ُه َو َما َ‬ ‫ْن َم ْر َي َم َر ُس َ‬ ‫يسى اب َ‬ ‫يح ِع َ‬ ‫ين (‪ )45‬آل عمران) ( َو َق ْولِ ِه ْم إِنَّا َق َتلْنَا الْ َم ِس َ‬ ‫ِن الْ ُم َق َّر ِب َ‬
‫َوالْآَ ِخ َر ِة َوم َ‬
‫ِن اللَّ ِه َش ْي ًئا‬‫ِك م َ‬ ‫ْن َم ْر َي َم ُق ْل َف َم ْن َي ْمل ُ‬ ‫يح اب ُ‬ ‫ِين َقالُوا إِ َّن اللَّ َه ُه َو الْ َم ِس ُ‬ ‫الظ ِّن َو َما َق َتلُو ُه َيقِي ًنا (‪ )157‬النساء) (لَ َق ْد َك َف َر الَّذ َ‬ ‫اع َّ‬ ‫ِن ِعلْ ٍم إِلَّا اتِّ َب َ‬ ‫لَفِي َش ٍّك ِم ْن ُه َما لَ ُه ْم ِب ِه م ْ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫يخل ُق َما َي َشا ُء َوالل ُه َعلَى ُكل َش ْي ٍء َقد ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ض َو َما َب ْي َن ُه َما ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِك الْ َم ِس َ‬ ‫ُهل َ‬‫إِ ْن أَ َرا َد أَ ْن ي ْ‬
‫ِير (‪)17‬‬ ‫ات َوالأ ْر ِ‬ ‫او ِ‬ ‫الس َم َ‬‫ض َجمِي ًعا َولِل ِه ُملك َّ‬ ‫ْن َم ْر َي َم َوأ َّم ُه َو َم ْن فِي الأ ْر ِ‬ ‫يح اب َ‬
‫ون (‪)31‬‬ ‫ُش ِر ُك َ‬ ‫ْحا َن ُه َع َّما ي ْ‬ ‫احدًا لَا إِلَ َه إِلَّا ُه َو ُسب َ‬ ‫ِروا إِلَّا لَِي ْعبُدُوا إِلَ ًها َو ِ‬ ‫ْن َم ْر َي َم َو َما أُم ُ‬ ‫يح اب َ‬ ‫ُون اللَّ ِه َوالْ َم ِس َ‬ ‫ِن د ِ‬ ‫ار ُه ْم َو ُر ْه َبا َن ُه ْم أَ ْر َبابًا م ْ‬
‫المائدة) (اتَّ َخ ُذوا أَ ْح َب َ‬
‫التوبة)‪.‬‬
‫ْن َم ْر َي َم َم َثلاً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ض ِر َب اب ُ‬ ‫(ول َّما ُ‬ ‫ِين (‪ )50‬المؤمنون) َ‬ ‫ار َو َمع ٍ‬ ‫ات َق َر ٍ‬‫ْن َم ْر َي َم َوأ َّم ُه آ َية َوآ َو ْينَا ُه َما إِلى َر ْب َو ٍة ذ ِ‬ ‫وكذلك ابن مريم لم تأتي مطلقًا بالتكليف ( َو َج َعلنَا اب َ‬
‫ُّون (‪ )57‬الزخرف)‪.‬‬ ‫صد َ‬ ‫إِ َذا َق ْو ُم َك ِم ْن ُه َي ِ‬
‫ِن التَّ ْو َرا ِة َوآََت ْينَا ُه‬
‫ْن َي َد ْي ِه م َ‬
‫ِّقا لِ َما َبي َ‬‫صد ً‬ ‫ْن َم ْر َي َم ُم َ‬ ‫ِيسى اب ِ‬ ‫ار ِه ْم ِبع َ‬ ‫أما عيسى في كل أشكالها فهذا لفظ عام يأتي للتكليف والنداء والثناء فهو عام ( َو َق َّف ْينَا َعلَى آََث ِ‬
‫ون (‪)34‬‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْن َم ْر َي َم َق ْول ال َح ِّق الذِي فِي ِه َي ْم َت ُر َ‬ ‫عيسى اب ُ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪ )46‬المائدة) ( َذلِك َ‬ ‫ِن التَّ ْو َرا ِة َو ُهدًى َو َم ْو ِع َظ ًة لِلْ ُمتَّق َ‬ ‫ص ِّد ًقا لِ َما َبي َ‬
‫ْن َي َد ْي ِه م َ‬ ‫ور َو ُم َ‬‫يل فِي ِه ُهدًى َونُ ٌ‬ ‫الْ ِإ ْن ِج َ‬
‫ض الَّذِي َت ْخ َتلُِف َ‬
‫ون فِي ِه‬ ‫ِّن لَ ُك ْم َب ْع َ‬‫ال َق ْد ِج ْئتُ ُك ْم ِبالْ ِح ْك َم ِة َولِأَُبي َ‬
‫َات َق َ‬‫يسى ِبالْ َبيِّن ِ‬ ‫مريم) وال نجد في القرآن كله آتيناه البينات إال مع لفظ (عيسى) ( َولَ َّما َجا َء ِع َ‬
‫ال‬‫ون (‪ )63‬الزخرف) ولم يأت أبدًا مع ابن مريم وال المسيح‪ .‬إذن فالتكليف يأتي بلفظ عيسى أو الثناء أيضًا وكلمة عيسى عامة (إِ ْذ َق َ‬ ‫َفاتَّ ُقوا اللَّ َه َوأَ ِطي ُع ِ‬
‫ِين (‪ )112‬المائدة) فالمسيح ليس اسمًا ولكنه‬ ‫ال اتَّ ُقوا اللَّ َه إِ ْن ُك ْنتُ ْم ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫الس َما ِء َق َ‬ ‫ِن َّ‬ ‫َز َل َعلَ ْينَا َما ِئ َد ًة م َ‬ ‫ُّك أَ ْن يُن ِّ‬‫ْن َم ْر َي َم َه ْل َي ْس َت ِطي ُع َرب َ‬ ‫يسى اب َ‬ ‫ُّون َيا ِع َ‬ ‫اري َ‬ ‫الْ َح َو ِ‬
‫لقب وعيسى اسم أي يسوع وابن مريم كنيته واللقب في العربية يأتي للمدح أو الذم والمسيح معناها المبارك‪ .‬والتكليف جاء باسمه (عيسى) وليس بلقبه‬
‫وال ُكنيته‪.‬‬
‫آية (‪:)159‬‬
‫ب لَ َم ْن يُْؤ ِمنُ بِاهَّلل ِ َو َما ُأ ْن ِز َل ِإلَ ْي ُك ْم َو َما ُأ ْن ِز َل ِإلَ ْي ِه ْم خَا ِش ِعينَ ) ‪َ ( -‬وِإ ْن ِم ْن َأ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب ِإاَّل لَيُْؤ ِمن ََّن بِ ِه قَب َْل َموْ تِ ِه َويَوْ َ=م‬ ‫*( َوِإ َّن ِم ْن َأ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫و(إن)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫ْ‬ ‫ْالقِيَا َم ِة يَ ُكونُ َعلَ ْي ِه ْم َش ِهيدًا) ما الفرق بين َّ‬
‫(إن)‬
‫ِّه ْم إِ َّن‬ ‫ات اللَّ ِه َث َم ًنا َقلِيلًا أُولَئ َ‬
‫ِك لَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َرب ِ‬ ‫ِين لِلَّ ِه لَا َي ْش َت ُر َ‬
‫ون ِبآَ َي ِ‬ ‫اشع َ‬ ‫ْه ْم َخ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِن ِباللَّ ِه َو َما أ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم َو َما أ ْن ِز َل إِلَي ِ‬ ‫ُؤم ُ‬‫اب لَ َم ْن ي ْ‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬‫قوله تعالى ( َوإِ َّن م ْ‬
‫ُ‬
‫ُّون م ْ‬
‫ِن‬ ‫يسى َوالنَّ ِبي َ‬ ‫وسى َو ِع َ‬ ‫ِي ُم َ‬ ‫(إن) حرف مشبه بالفعل‪ ،‬يعني هؤالء نسخة من الثالثي الذي هو متميز ( َو َما أوت َ‬ ‫اب ﴿‪ ﴾199‬آل عمران) ّ‬ ‫يع الْ ِح َس ِ‬ ‫اللَّ َه َس ِر ُ‬
‫َربِّ ِه ْم) هؤالء الثالثة كلهم شاهدون على كل األنبياء‪ ،‬كلهم من ملة إبراهيم حنيفًا مسلمًا ولهذا كل فلسفة الديانات الثالثة هي ملة إبراهيم عليه السالم ‪.‬هناك‬
‫ِن ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل‬
‫ُؤم ُ‬‫اب لَ َم ْن ي ْ‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬‫ال كما اهلل قال وصدق اهلل العظيم ( َوإِ َّن م ْ‬ ‫وموحدة والخ فع ً‬ ‫ِّ‬ ‫طائفة يهودية توحد اهلل عز وجل وتؤمن بجميع الديانات‬
‫اب) شهادة عظيمة في أن هنالك طائفة من‬ ‫س‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫س‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الل‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ِّ‬ ‫ر‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ج‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ِك‬‫َ‬ ‫ئ‬‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ا‬‫ً‬
‫ِيل‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫ن‬ ‫ات اللَّ ِه َث َ‬
‫م‬ ‫ِين لِلَّ ِه لَا َي ْش َت ُر َ‬
‫ون ِبآَ َي ِ‬ ‫اشع َ‬ ‫إِلَ ْي ُك ْم َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َخ ِ‬
‫َ ِ‬ ‫َِ‬ ‫َ ِْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫دين واحد يؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله يؤمن بالقرآن يؤمن‬ ‫أهل الكتاب اليهود والنصارى هم وفق ما عليه المسلمون مع اختالف الشريعة‪ .‬حينئ ٍذ ٍ‬
‫ارى َم ْن آَ َم َن ِباللَّ ِه َوالْ َي ْوم الْآَ ِخ ِر َو َعمِلَ‬ ‫صَ‬ ‫ون َوالنَّ َ‬ ‫ُ‬
‫الصا ِبئ َ‬ ‫ِين َهادُوا َو َّ‬ ‫ِين آَ َمنُوا َوالَّذ َ‬ ‫بمحمد يؤمن بعيسى يؤمن باإلنجيل وبالتوراة كما قال تعالى (إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِ‬
‫اب)‪.‬‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬
‫ون ﴿‪ ﴾69‬المائدة) إذًا هؤالء موجودون إلى يوم القيامة‪ ،‬إذًا هذه اآلية تقول ( َوإِ َّن م ْ‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َولَا ُه ْم َي ْح َزنُ َ‬ ‫ِحا َفلَا َخ ْو ٌ‬ ‫صال ً‬ ‫َ‬
‫(وإن)‪ ،‬هذه اآلية تتحدث عن‬ ‫(وإن) وليس ّ‬ ‫ون َعلَ ْي ِه ْم َش ِهيدًا ﴿‪ ﴾159‬النساء) ْ‬ ‫ْ‬
‫ْل َم ْو ِت ِه َو َي ْو َم ال ِق َيا َم ِة َي ُك ُ‬ ‫َن ِب ِه َقب َ‬
‫ُؤ ِمن َّ‬ ‫َّ‬
‫اب إِلا لَي ْ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ِن‬ ‫م‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫تقول‬ ‫أخرى‬ ‫آية‬
‫ِ‬
‫من ينكر سيدنا المسيح وخاصة من اليهود باعتبار أن اليهود هم الذين ادعوا أنهم صلبوه وقتلوه وك ّفروه وما آمنوا به وإلى هذا اليوم استطاع اليهود أن‬
‫اب)‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬‫‪L‬ذ هذا المسيحي المتصهين يعتبر مرتدًا عن الدين المسيحي لكن اهلل سبحانه وتعالى يثبت بأنه قال ( َوإِ ْن م ْ‬ ‫يُصهينوا ماليين النصارى وحينئ ٍ‬
‫ما في واحد من اليهود ممن ينكر سيدنا عيسى إال قبل أن يموت وهو في حالة االحتضار تلك الدقائق القليلة تساوي العالم كله تساوي عمرك كله حينئ ٍذ‬
‫َت الْ ُحلْ ُقو َم) من‬ ‫سوف ترى السيد المسيح عليه السالم في تلك الثواني وتؤمن تقول آمنت بأن عيسى رسول اهلل ولكن حيث ال ينفعك إيمانك ( َفلَ ْولَا إِ َذا َبلَغ ِ‬
‫ِن ِباللَّ ِه َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم) (لمن) داخلة على‬ ‫ُؤم ُ‬ ‫ِن أَ ْه ِل الْ ِك َت ِ‬
‫اب لَ َم ْن ي ْ‬ ‫إن والالم ( َوإِ َّن م ْ‬ ‫إن من أخوات إن مشددة للتأكيد وتأكيدان ّ‬ ‫(وإِ ْن)‪ .‬هناك ّ‬ ‫أجل ذلك قال َ‬
‫ون َعل ْي ِه ْم ش ِهيدًا) هكذا هو األمر إذًا ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َن ِب ِه قبْل َم ْو ِت ِه َو َي ْو َم ال ِق َيا َم ِة َيك ُ‬ ‫ُؤ ِمن َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اب إِلا لي ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِن أ ْه ِل ال ِك َت ِ‬‫(إن)‪ .‬الثانية هذه نافية ( َوإِ ْن م ْ‬ ‫خبر ّ‬
‫آية (‪:)160‬‬
‫ص ِّد ِه ْم عَن َسبِي ِل هّللا ِ َكثِيرًا (‪ )160‬النساء)ما المقصود؟ كث==يراً من الن==اس؟ كث==يراً من الص= ّد؟ كث==يراً من ال==وقت؟‬
‫تعالى(وبِ َ‬
‫َ‬ ‫*فى قوله‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫يحتمل وال يوجد قرينة سياقية تحدد أحدها وإنما أرادها اهلل سبحانه وتعالى جميعًا يصدون كثيرًا من الناس وكثير من الص‪LL‬دّ‪ ،‬ه‪LL‬ذا يس‪LL‬مى التوسع في‬
‫المعنى‪.‬‬
‫آية (‪:)162‬‬
‫َّاس= ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم ِم ْنهُ ْم‬ ‫* لم==اذا ج==اءت (والمقيمين الص==الة) منص==وبة مع أنها معطوفة على مرف==وع في آية س==ورة النس==اء (لَ ِك ِن الر ِ‬
‫ُأ‬ ‫ُأ‬ ‫ُأ‬
‫ك‬ ‫=ر ولَِئ َ‬ ‫الص=اَل ةَ َو ْال ُمْؤ تُ==ونَ ال َّز َك==اةَ َو ْال ُمْؤ ِمنُ==ونَ بِاهَّلل ِ َو ْاليَ==وْ ِ=م اَآْل ِخ= ِ‬
‫َّ‬ ‫ك َو ْال ُمقِي ِمينَ‬ ‫ك َو َما ْن= ِ‬
‫=ز َل ِم ْن قَ ْبلِ= َ‬ ‫َو ْال ُمْؤ ِمنُونَ يُْؤ ِمنُ==ونَ بِ َما ْن= ِ‬
‫=ز َل ِإلَ ْي= َ‬
‫َسنُْؤ تِي ِه ْ=م َأجْ رًا َع ِظي ًما (‪))162‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ال النَّ ِ‬
‫اس‬ ‫الر َبا َو َق ْد نُ ُهوا َع ْن ُه َوأَ ْكلِ ِه ْم أَ ْم َو َ‬ ‫ِيرا (‪َ )160‬وأَ ْخذ ِ‬
‫ِه ُم ِّ‬ ‫يل اللَّ ِه َكث ً‬ ‫ِّه ْم َع ْن َسِب ِ‬
‫صد ِ‬‫ات أُ ِحلَّ ْت لَ ُه ْم َو ِب َ‬
‫ِين َهادُوا َح َّر ْمنَا َعلَ ْي ِه ْم َطيِّ َب ٍ‬ ‫ِن الَّذ َ‬ ‫قال تعالى ( َف ِب ُظلْ ٍم م َ‬
‫اس ُخ َ‬
‫ون‬ ‫الر ِ‬
‫ِن َّ‬ ‫ين ِم ْن ُه ْم) للكافرين من بني إسرائيل‪( ،‬لَك ِ‬ ‫ِر َ‬ ‫ين ِم ْن ُه ْم َع َذابًا أَلِي ًما (‪ ))161‬الكالم هنا على بني إسرائيل‪َ ( ،‬وأَ ْع َت ْدنَا لِلْ َكاف ِ‬ ‫ِر َ‬ ‫اط ِل َوأَ ْع َت ْدنَا لِلْ َكاف ِ‬
‫ِبالْ َب ِ‬
‫ون) من المهاجرين واألنصار‪ .‬إذن عندنا الراسخون في العلم من اليهود الذين إطلعوا على صفات‬ ‫فِي الْعِلْ ِم ِم ْن ُه ْم) أي من بني إسرائيل و ( َوالْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫الرسول ‪ ‬مما عندهم في التوراة ويستفتحون على الذين كفروا أنه سيأتي النبي الخاتم والمؤمنون من المهاجرين واألنصار يؤمنون بما أنزل إليك‬
‫الصلَا َة) العربي يقول المقيمون الصالة ألنه يعطف على مرفوع ثم عاد مرة أخرى وقال‬ ‫ِين َّ‬ ‫ِك) ثم قال ( َوالْ ُمقِيم َ‬ ‫ْك َو َما أُ ْن ِز َل م ْ‬
‫ِن َق ْبل َ‬ ‫ون ِب َما أُ ْن ِز َل إِلَي َ‬‫ُؤ ِمنُ َ‬
‫(ي ْ‬
‫ون الزكاةَ) رجع فعطف بالرفع معناه هو ال يجهل فكرة الرفع‪ .‬لما نأتي إلى كتاب سيبويه الذي هو أقدم كتاب في النحو العربي وصل إلينا‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫( َوال ُمؤت َ‬
‫"الكتاب" يعقد بابًا للغة العرب ألنه ال يتكلم عن لغة القرآن ألنه كان يق ّعد للغة العرب وليس القرآن لكن يستفيد من اآليات واألحاديث على قلتها ومن‬
‫الشعر على غزارته وكثرته في تثبيت القواعد‪  ‬يعقد بابًا بعنوان باب ما ينتصب على التعظيم (يأتي منصوبًا) إرادة التعظيم ويستشهد بذلك باآلية (لَك ِ‬
‫ِن‬
‫ون ِباللَّ ِه َوالْ َي ْوم الْآَ ِخ ِر أُولَئ َ‬
‫ِك‬ ‫الز َكا َة َوالْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫ون َّ‬ ‫الصلَا َة َوالْ ُم ْؤتُ َ‬‫ِين َّ‬ ‫ِك َوالْ ُمقِيم َ‬ ‫ْك َو َما أُ ْن ِز َل م ْ‬
‫ِن َق ْبل َ‬ ‫ون ِب َما أُ ْن ِز َل إِلَي َ‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬ ‫ون ي ْ‬ ‫ون فِي الْعِلْ ِم ِم ْن ُه ْم َوالْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬ ‫اس ُخ َ‬‫الر ِ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫َسنُ ْؤتِي ِه ْم أ ْج ًرا َع ِظي ًما) بمعنى أنه لما قال (والمقيمين الصالة) كان يريد تميزهم وتميز إقامة الصالة كأنه قال‪ :‬أذكر بخير وأثنى على وأمدح المقيمين‬ ‫َ‬
‫أعظم المقيمين الصالة والصالة كما هو معلوم في اإلسالم هي عمود الدين ولذلك لها منزلة‬ ‫الصالة‪ .‬أمدح المقيمين الصالة (منصوب على المدح) أو ّ‬
‫ال الصالة برفعة وسمو ألننا نعلم‬ ‫خاصة عندما ذكرت هاهنا مع المهاجرين واألنصار ومع الراسخين في العلم من اليهود والذين آمنوا بمحمد ‪ ‬ذكرت أو ً‬
‫أنه أول ما يحاسب عنه الناس يوم القيامة الصالة ألنه في الماضي لم يكن أحد يترك الصالة وترك الصالة بدعة حديثة أن بعض الناس ال يصلي‪.‬‬
‫هل كان يناسب الرفع هنا ألن الرفع عمدة اإلعراب؟ هي ليست مسألة العمدة ولكنها حينما خالف بها (ينصب في موضع رفع) يكون إما للتعظيم وأحيانًا‬
‫(حمالة) معناها أذم حمال َة الحطب‪ .‬هنا جاء بكلمة (والمقيمين)‬ ‫ُ‬ ‫(حمالة الحطب) مع أن هناك قراءة‬ ‫ُ‬ ‫يكون للشتم مثل (وامرأته حمال َة الحطب) ما قال‬
‫إلظهار عظمة الصالة‪ .‬ورجع للرفع مرة أخرى (والمؤتون الزكاة) هذا يجري على سنن العربية توجيه على التعظيم والمدح‪ .‬والجملة كلها (والمقيمين‬
‫الصالة) معطوفة من قبيل عطف الجمل وليس من قبيل عطف المفردات‪.‬‬
‫* وفى إجابة أخرى للدكتور= فاضل السامرائى‪:‬‬
‫أخص أو أمدح بحسب السياق وعندنا‬ ‫ال به لفعل محذوف تقديره ّ‬ ‫هذا يسمونه القطع على المدح وقد يكون القطع للذ ّم أيضًا‪ .‬هذا المنصوب يصير مفعو ً‬
‫ُؤ ِمنُ َ‬
‫ون ِب َما‬ ‫‪( L‬ي ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ون فِي العِل ِم ِم ْن ُه ْم) هذا مبتدأ‬ ‫اس ُخ َ‬ ‫الر ِ‬‫ِن َّ‬ ‫َّ‬
‫نصب على الشتم (وامرأته حمال َة الحطب)‪ .‬فاآلية الكريمة (والمقيمين الصالة) لو قرأت اآلية (لـك ِ‬
‫أخص وأمدح المقيمين‬ ‫اآلخ ِر) األعلى هم المقيمين الصالة‪ ،‬أي ّ‬ ‫ون ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ‬
‫الز َكا َة َوالْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫ون َّ‬‫ال َة َوالْ ُم ْؤتُ َ‬
‫الص َ‬ ‫ِين َّ‬ ‫ِك َوالْ ُمقِيم َ‬ ‫نز َل مِن َق ْبل َ‬ ‫ُ‬ ‫نز َل إِلَ َ‬ ‫ُ‬
‫يك َو َما أ ِ‬ ‫أ ِ‬
‫الصالة‪ .‬والمؤتون الزكاة معطوفة على ما قبلها‪ .‬المقيمين الصالة تشمل كل المسلمين حتى لو كان مريضًا‪ ،‬الصالة مستمرة في كل األوقات خمس‬
‫أوقات في اليوم والليلة أما الزكاة فال تشمل جميع المسلمين ألنه قد يكون هناك من ال يملك النصاب فال شك أن المقيمين الصالة أعلى‪ .‬الواو هنا‬
‫ِن‬ ‫ْس الْ ِب َّر أَن تُ َولُّواْ ُو ُج َ‬
‫وه ُك ْم ِق َب َل الْ َم ْش ِر ِق َوالْ َم ْغ ِر ِب َولَـك َّ‬ ‫(والمقيمين الصالة) واو العطف لكن تقديره وأخص المقيمين الصالة‪ .‬كذلك في قوله تعالى (لَّي َ‬
‫اب‬‫الر َق ِ‬
‫ِين َوفِي ِّ‬ ‫السآ ِئل َ‬
‫يل َو َّ‬
‫الس ِب ِ‬
‫ْن َّ‬ ‫ال َعلَى ُحبِّ ِه َذ ِوي الْ ُق ْر َبى َوال َي َتا َمى َوال َم َساك َ‬
‫ِين َواب َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّين َوآ َتى الْ َم َ‬‫اب َوالنَّ ِبي َ‬
‫‪L‬‬ ‫اآلخ ِر َوالْ َمآل ِئ َك ِة َوالْ ِك َت ِ‬
‫الْ ِب َّر َم ْن آ َم َن ِباللِهّ َوالْ َي ْو ِم ِ‬
‫ون (‪)177‬‬ ‫َقوا َوأُولَـئ َ‬
‫ِك ُه ُم الْ ُمتَّ ُق َ‬ ‫صد ُ‬ ‫ِين َ‬ ‫س أُولَـئ َ‬
‫ِك الَّذ َ‬ ‫والض َّراء َو ِح َ ْ‬
‫ين الْ َبأ ِ‬ ‫ين فِي الْ َب ْأ َساء َّ‬ ‫اهدُواْ َو َّ‬
‫الصا ِب ِر َ‬ ‫ِه ْم إِ َذا َع َ‬ ‫الز َكا َة َوالْ ُمو ُف َ‬
‫ون ِب َع ْهد ِ‬ ‫الصال َة َوآ َتى َّ‬ ‫َوأَ َقا َم َّ‬
‫البقرة) الموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء رفع ونصب‪ .‬وهي موجودة في شعر العرب وتسمى القطع في الصفات وفي‬
‫العطف‪:‬‬
‫الجزر‬ ‫‪ L‬قومي الذين ُه ُم‪ُ    ‬س ُّم العداة وآفة ُ‬ ‫ال يبعدن‬
‫األزر‬‫النازلين بكل معترك‪         ‬والطيبون معاقل ُ‬
‫‪ L‬وخبر‪ ،‬النازلين نصب والطيبون رفع‪ .‬لو رفعتها أو نصبتها يستوي أما في الداللة فهي إلثارة االهتمام والصفة المقطوعة‬ ‫قومي فاعل وسم العداة مبتدأ‬
‫ينبغي أن يُنتبه إليها‪ .‬اهلل سبحانه وتعالى يريد أن يركز على المقيمين الصالة في هذه اآلية‪ ،‬ذكرأمرين المقيمين الصالة والمؤتون الزكاة ‪.‬‬
‫َّاس= ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم ِم ْنهُ ْم (‪( ))162‬لَّـ ِك ِن هّللا ُ يَ ْش=هَ ُد بِ َما َأن= َز َل‬
‫*لماذا رفعت كلمة الراسخون في آية س=ورة النس==اء بعد (لكن) (لَّـ ِك ِن الر ِ‬
‫ين (‪ )38‬م==ريم)؟‬ ‫ض =اَل ٍل ُّمبِ ٍ‬ ‫وا َم َعهُ (‪ ))88‬و (لَ ِك ِن الظَّالِ ُمونَ ْاليَ==وْ َم فِي َ‬ ‫ك (‪ ))166‬وفي آية سورة التوبة (لَـ ِك ِن ال َّرسُو ُل َوالَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫ِإلَ ْي َ‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى )‬
‫لكن‪ّ .‬‬
‫(لكن) تنصب و (لكن) تهمل وجوبًا فيكون ما بعدها مرفوعًا‪.‬‬ ‫(لكن) هي التي تنصب وهذه (لكن) وليست ّ‬
‫ّ‬
‫الص =الَةَ َو ْال ُمْؤ تُ==ونَ ال َّز َك==اةَ‬ ‫ك َو ْال ُمقِي ِمينَ‬ ‫ُأ‬ ‫ُأ‬
‫َّ‬ ‫=ز َل ِمن قَ ْبلِ = َ‬
‫ك َو َما ن= ِ‬ ‫َّاس = ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم ِم ْنهُ ْم َو ْال ُمْؤ ِمنُ==ونَ يُْؤ ِمنُ==ونَ بِ َما ن= ِ‬
‫=ز َل ِإلَي = َ‬ ‫*(لَّـ ِك ِن الر ِ‬
‫َو ْال ُمْؤ ِمنُونَ بِاهّلل ِ َو ْاليَوْ ِم اآل ِخ ِر (‪ )162‬النساء) وقفة نحوية‪ :‬لعله يسترعي اإلنتب==اه قوله تع==الى (والمقيمين الص==الة) حيث وقعت كلمة‬
‫ص=بت وحقّها أن تُرف=ع؟‬ ‫المقيمين منص=وبة بالي=اء وفي= الظ=اهر هي معطوفة على إسم مرف=وع وهو قوله تع=الى (والراس=خون) فلم نُ ِ‬
‫(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫هذه طريقة العرب في عطف األسماء الدالة على صفات محامد على أمثالها فينصبون اإلسم لتخصيصه من بين المعطوفات بالمدح‪ .‬فنقول مث ً‬
‫ال‪ :‬جاء‬
‫‪ L‬له سمة خاصة في هذا القائد فتقدّر فع ً‬
‫ال محذوفًا أي أمدح المظفرا‪ .‬وكذلك اآلية الكريمة أي يمدح‬ ‫القائد المظ ّفرا لتلفت نظر القارئ والسامع ولتبيّن‬
‫المصلين لما للمصلين من فضل وعلو شأن عند اهلل تعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)163‬‬
‫*ما س==بب اس==تخدام كلمة أوحينا مع الرس==ول ون=وح واب==راهيم وغ==يرهم من أنبي=اء وإف=راد= آتينا ل==داوود في س==ورة النس=اء؟(د‪.‬فاضل=‬
‫السامرائى)‬
‫وب َو َ‬ ‫اق َو َي ْع ُق َ‬ ‫اع َ‬ ‫ِّين مِن َب ْع ِد ِه َوأَ ْو َح ْينَا إِلَى إِب َ‬ ‫َ‬ ‫قال تعالى في سورة النساء (إِنَّا أَ ْو َح ْينَا إِلَي َ‬
‫يسى‬‫اط َو ِع َ‬ ‫األ ْس َب ِ‬ ‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬ ‫ْر ِ‬ ‫ْك َك َما أ ْو َح ْينَا إِلَى نُ ٍ‬
‫وح َوالنَّ ِبي َ‬
‫وسى َت ْكلِيمًا {‬ ‫ْك َو َكلَّ َم اللُهّ ُم َ‬ ‫ص ُه ْم َعلَي َ‬ ‫صْ‬ ‫ال لَّ ْم َن ْق ُ‬ ‫ْك مِن َقب ُ‬
‫ْل َو ُر ُس ً‬ ‫صنَا ُه ْم َعلَي َ‬ ‫صْ‬ ‫ان َوآ َت ْينَا دَا ُوو َد َزبُورًا {‪َ }163‬و ُر ُس ً‬
‫ال َق ْد َق َ‬ ‫ون َو ُسلَ ْي َم َ‬
‫ار َ‬ ‫س َو َه ُ‬ ‫ُّوب َويُونُ َ‬ ‫َوأَي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِك َف َقالُواْ أ ِرنَا اللِهّ َج ْه َر ًة َفأ َخ َذ ْت ُه ُم‬ ‫َ‬
‫وسى أ ْك َب َر مِن َذل َ‬ ‫َ‬
‫الس َما ِء َف َق ْد َسألُواْ ُم َ‬‫َز َل َعلَ ْي ِه ْم ِك َتابًا ِّم َن َّ‬ ‫َ‬
‫اب أن تُن ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ .)}164‬إذا قرأنا اآلية وما قبلها ( َي ْسألُ َك أ ْه ُل الْ ِك َت ِ‬
‫وسى ُسلطانًا ُّم ِبينًا {‪ )}153‬نجد أن اهلل تعالى يخاطب هؤالء ويذكر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِك َوآ َت ْينَا ُم َ‬ ‫َات َف َع َف ْونَا َعن َذل َ‬ ‫ْ‬
‫ِج َل مِن َب ْع ِد َما َجاء ْت ُه ُم ال َبيِّن ُ‬ ‫اع َق ُة ِب ُظلْ ِم ِه ْم ثُ َّم اتَّ َخ ُذواْ الْع ْ‬
‫الص ِ‬
‫َّ‬
‫ّ‬
‫سيئاتهم واآلية ‪ 163‬جاءت بعد اآلية ‪ 153‬ألن هؤالء قالوا أنهم حتى يؤمنوا بالرسول ينبغي أن يُنزل عليهم كتابًا من السماء فيقوله تعالى (فقد سألوا‬
‫اهي َم‬
‫ْر ِ‬ ‫ِّين مِن َب ْع ِد ِه َوأَ ْو َح ْينَا إِلَى إِب َ‬ ‫وح َوالنَّ ِبي َ‬
‫‪L‬‬ ‫َ‬
‫ْك َك َما أ ْو َح ْينَا إِلَى نُ ٍ‬ ‫موسى أكبر من ذلك) ثم يأتي الرد من اهلل تعالى تعقيبًا على ما سأله هؤالء (إِنَّا أَ ْو َح ْينَا إِلَي َ‬
‫ان َوآ َت ْينَا دَا ُوو َد َزبُورًا {‪ )}163‬فذكر تعالى جملة أشياء أنه أوحى إلى‬ ‫ون َو ُسلَ ْي َم َ‬ ‫ار َ‬ ‫س َو َه ُ‬ ‫ُّوب َويُونُ َ‬ ‫يسى َوأَي َ‬ ‫اط َو ِع َ‬ ‫األ ْس َب ِ‬‫وب َو َ‬ ‫اق َو َي ْع ُق َ‬‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫اع َ‬ ‫َوإِ ْس َم ِ‬
‫مجموعة من األنبياء وهم يؤمنون بهم مع أنهم لم يأتوهم بما طلبوا فهم آمنوا بنوح وابراهيم واسماعيل ويقوب واسحق ويونس وغيرهم من األنبياء‪،‬‬
‫فيقول تعالى أنه كما أوحى إلى هؤالء األنبياء أوحى إلى الرسول ‪ ‬فإذا كانوا هم يؤمنون بأولئك بدون كتاب فإذن الوحي يجب أن يكون كافيًا‪ .‬هذا أمر‬
‫واألمر اآلخر (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح ) سواء كان معهم كتب او لم يكن معهم‪ ،‬وكما آتينا داوود زبورا بمعنى آتيناك كتابًا كما آتينا داوود‬
‫منجمًا أي بالتقسيط كما أُنزل القرآن على الرسول ‪ .‬ويخاطب تعالى الكافرين بقوله أنتم تؤمنون بداوود‬ ‫خص الزبور؟ ألن الزبور نزل ّ‬ ‫زبورا فلماذا ّ‬
‫وقد نزل عليه الزبور منجمًا وقد أتيناك كتابًا كما آتينا داوود‪ ،‬وتؤمنون باألنبياء الذين أوحينا إليهم وقد أوحينا إليك كما أوحينا إلى باقي األنبياء‪ .‬وكما‬
‫وسى َت ْكلِيمًا)‬ ‫(و َكلَّ َم اللُهّ ُم َ‬
‫ْك) وفي آخر اآلية يقول تعالى َ‬ ‫ص ُه ْم َعلَي َ‬ ‫صْ‬ ‫ال لَّ ْم َن ْق ُ‬‫ْل َو ُر ُس ً‬‫ْك مِن َقب ُ‬ ‫صنَا ُه ْم َعلَي َ‬ ‫صْ‬ ‫ال َق ْد َق َ‬‫ال أرسلنا محمدًا أيضًا ( َو ُر ُس ً‬ ‫أرسلنا رس ً‬
‫فهو إذن وحي وإيتاء‪ .‬واهلل تعالى كلّم موسى ‪ ‬في موضعين األول في الوادي المقدس (إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى) سورة النازعات وعلى جبل‬
‫الطور (ول ّما جاء موسى لميقاتنا قال رب أرني أنظر إليك) سورة األعراف وليس هناك أعلى من ذلك أما محمد ‪ ‬فقد صعد إلى سدرة المنتهى‪ ،‬وأعلى‬
‫مكان كلّم اهلل تعالى موسى عليه هو الطور‪ .‬وأوحى تعالى إلة رسوله ‪ ‬كما أوحى لباقي األنبياء وآتاه مثل ما آتى داوود ورفعه إلى مكان أعلى مما رفع‬
‫عليه موسى فإذن كل األشياء التي ينبغي اإليمان بها أعطاها تعالى للرسول فسقطت حجة الكافرين إذن‪.‬‬
‫* لماذا ال يُذكر سيدنا اسماعيل مع ابراهيم واسحق ويعقوب في القرآن؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال هذا السؤال ليس دقيقًا ألنه توجد في القرآن مواطن ُذكر فيها ابراهيم واسماعيل ولم يُذكر اسحق وهناك ‪ 6‬مواطن ُذكر فيها ابراهيم واسماعيل‬ ‫أو ً‬
‫ِن َب ْع ِد ِه َوأَ ْو َح ْينَا‬
‫ِّين م ْ‬
‫‪L‬‬ ‫وح َوالنَّ ِبي َ‬ ‫َ‬
‫ْك َك َما أ ْو َح ْينَا إِلَى نُ ٍ‬ ‫واسحق وهي‪ )140()136()133(:‬البقرة‪ )84( ،‬آل عمران‪ )39( ،‬ابراهيم‪(،‬إِنَّا أَ ْو َح ْينَا إِلَي َ‬
‫ُورا (‪ )163‬النساء‪.‬‬ ‫ان َوآََت ْينَا دَا ُوو َد َزب ً‬ ‫ون َو ُسلَ ْي َم َ‬ ‫ار َ‬ ‫س َو َه ُ‬ ‫يسى َوأَي َ‬
‫ُّوب َويُونُ َ‬ ‫اط َو ِع َ‬ ‫وب َوالْأَ ْس َب ِ‬‫اق َو َي ْع ُق َ‬ ‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫اع َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬
‫ْر ِ‬ ‫إِلَى إِب َ‬
‫وب َو ُكلاًّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُون الل ِه َو َه ْبنَا ل ُه إِ ْس َحاق َو َي ْعق َ‬ ‫َّ‬ ‫ِن د ِ‬ ‫َ‬
‫اع َت َزل ُه ْم َو َما َي ْعبُد َ‬
‫ُون م ْ‬
‫‪L‬‬ ‫وكل موطن ُذكر فيه اسحق ذكر فيه اسماعيل بعده بقليل أو معه مثل قوله تعالى (فل َّما ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ان َر ُسولًا َن ِبيًّا (‪ ))54‬مريم)‪  ‬إال في موطن واحد‪  ‬في سورة العنكبوت َ‬
‫(و َو َه ْبنَا لَ ُه‬ ‫ِق الْ َو ْع ِد َو َك َ‬
‫صاد َ‬ ‫ان َ‬ ‫اع َ‬
‫يل إِنَّ ُه َك َ‬ ‫اب إِ ْس َم ِ‬ ‫و(و ْاذ ُك ْر فِي الْ ِك َت ِ‬ ‫َج َعلْنَا َن ِبيًّا (‪َ )49‬‬
‫ين (‪.))27‬‬ ‫ِح َ‬ ‫الصال ِ‬ ‫ِن َّ‬ ‫الد ْن َيا َوإِنَّ ُه فِي الْآَ ِخ َر ِة لَم َ‬ ‫َ‬
‫اب َوآََت ْينَا ُه أ ْج َر ُه فِي ُّ‬ ‫ُو َة َوالْ ِك َت َ‬
‫وب َو َج َعلْنَا فِي ُذ ِّريَّ ِت ِه النُّب َّ‬ ‫اق َو َي ْع ُق َ‬‫إِ ْس َح َ‬
‫ْ‬
‫ِن َتأ ِو ِ‬
‫يل‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وفي قصة يوسف ‪ ‬ال يصح أن يُذكر فيها اسماعيل ألن يوسف من ذرية اسحق وليس من ذرية اسماعيل ( َوكذلِك َي ْج َت ِبيك َربُّك َويُ َعل ُمك م ْ‬
‫اهي َم َوإِ ْس َحاقَ‬ ‫ْر ِ‬ ‫(واتَّ َب ْع ُت مِلَّ َة آََبائِي إِب َ‬
‫َّك َعلِي ٌم َحكِي ٌم (‪َ ))6‬‬ ‫اق إِ َّن َرب َ‬ ‫اهي َم َوإِ ْس َح َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫ِن َقب ُ‬
‫ْل إِب َ‬ ‫ْك م ْ‬‫وب َك َما أََت َّم َها َعلَى أََب َوي َ‬ ‫ْك َو َعلَى آَ ِل َي ْع ُق َ‬ ‫الْأَ َحاد ِ‬
‫ِيث َويُت ُِّم ن ِْع َم َت ُه َعلَي َ‬
‫ون (‪. ))38‬‬ ‫اس لَا َي ْش ُك ُر َ‬ ‫ِن أَ ْك َث َر النَّ ِ‬ ‫اس َولَك َّ‬ ‫ض ِل اللَّ ِه َعلَ ْينَا َو َعلَى النَّ ِ‬ ‫ِن َف ْ‬ ‫ِك م ْ‬ ‫ِن َش ْي ٍء َذل َ‬ ‫ان لَنَا أَ ْن نُ ْش ِر َك ِباللَّ ِه م ْ‬ ‫وب َما َك َ‬ ‫َو َي ْع ُق َ‬
‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وقد ُذكر اسماعيل مرتين في القرآن بدون أن يُذكر اسحق في سورة البقرة ( َوإِذ َج َعلنَا ال َبي َ‬
‫ْ‬
‫صلى َو َع ِه ْدنَا‬ ‫اهي َم ُم َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫ِن َم َق ِ‬
‫ام إِب َ‬ ‫اس َوأ ْم ًنا َوات ِخذوا م ْ‬ ‫ْت َمثا َبة لِلنَّ ِ‬
‫َّل مِنَّا إِنَّ َك أَ ْن َت‬‫يل َربَّنَا َت َقب ْ‬‫اع ُ‬ ‫ْت َوإِ ْس َم ِ‬ ‫ِن الْ َبي ِ‬ ‫اهي ُم الْ َق َو ِ‬
‫اع َد م َ‬ ‫ْر ِ‬ ‫الس ُجو ِد (‪َ ( )125‬وإِ ْذ َي ْر َف ُع إِب َ‬ ‫الر َّك ِع ُّ‬
‫ِين َو ُّ‬ ‫ِين َوالْ َعا ِكف َ‬‫ِلطا ِئف َ‬‫ِي ل َّ‬ ‫يل أَ ْن َط ِّه َرا َب ْيت َ‬ ‫اع َ‬‫اهي َم َوإِ ْس َم ِ‬ ‫إِلَى إِب َ‬
‫ْر ِ‬
‫ِيع الْ َعلِي ُم (‪ )))127‬ألن اسحق ليس له عالقة بهذه القصة وهي رفع القواعد من البيت أص ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫السم ُ‬
‫َّ‬
‫آية (‪:)164‬‬
‫*( َو َكلَّ َم هّللا ُ ُمو َسى= تَ ْكلِي ًما (‪ )164‬النساء) لو قرأنا قوله تعالى (وكلم هللا موسى) لفهمنا أن هللا تعالى قد وقع منه الكالم لموسى ‪ ‬فلِ َم‬
‫ذكر تعالى المصدر تكليماً؟(ورتل= القرآن ترتيالً)‬
‫ذكره ألن المعنى يحتمل التكليم المباشر أو عبر جبريل ‪ ‬فلما أتى المصدر تكليمًا أ ّكد تكليم اهلل تعالى لموسى ‪ ‬بحيث ال يحتمل أن اهلل تعالى أرسل إليه‬
‫جبريل بالكالم‪.‬‬
‫آية (‪:)166‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ْك (‪ )166‬النساء) في اآلية إستدراك وإعالء لمنزلة النبي ‪ ‬فانظر إلى مقام النبي ‪ ‬وشرفه فاهلل تعالى يخاطبه لئن لم يشهد‬ ‫ِن اللُهّ َي ْش َه ُد ِب َما أَ َ‬
‫نز َل إِلَي َ‬ ‫(لَّـك ِ‬
‫أهل الكتاب على صدق نبوتك فاهلل قد ش َهد بذلك وشهادة اهلل تعالى خير من شهادتهم ومن أعظم من اهلل شاهدا؟‬
‫آية (‪:)167‬‬
‫ض=الَالً بَ ِعي=دًا (‪ )167‬النس==اء) وصف= هللا تع==الى الض==الل بالبعيد فما ص==لة البُعد‬
‫وا َ‬ ‫ض=لُّ ْ‬
‫وا عَن َسبِي ِل هّللا ِ قَ= ْد َ‬
‫ص ُّد ْ=‬ ‫*(ِإ َّن الَّ ِذينَ َكفَر ْ‬
‫ُوا َو َ‬
‫بالضالل؟ ولِ َم لم يصفه بالكبير؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫إن المرء يسير في طريق الضالل ليقطع أشواطًا وأشواطًا في هذا الطريق وكلما سار في ركابه غاص في أعماقه وابتعد حتى يغدو في قعر الضالل‬
‫ُدرك‪.‬‬
‫‪ L‬في قعره وفي هذا بيان عن شدة ضاللهم بحيث ال ي َ‬ ‫وأعماقه ويبتعد‬
‫آية (‪:)168‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫يق َج َهنَّ َم)‬ ‫ِين فِي َها أََبدًا (‪ )169‬النساء) في اآلية (إِ َّ‬
‫ال َط ِر َ‬ ‫ال َط ِر َ‬
‫يق َج َهنَّ َم َخالِد َ‬ ‫ال لَِي ْه ِد َي ُه ْم َط ِريقًا (‪ )168‬إِ َّ‬
‫ِر لَ ُه ْم َو َ‬ ‫(إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َك َف ُرواْ َو َظلَ ُمواْ لَ ْم َي ُك ِن اللُهّ لَِي ْغف َ‬
‫ال) وما بعدها يشعر المستمع وكأننا‬ ‫ال تقول ال خير في الظالم إال إستغالل المظلوم‪ .‬فعندما أتينا بـ (إ ّ‬ ‫هذا االستثناء فيه تأكيد الشيء بما يشبه ضدّه فمث ً‬
‫مسوق لإلنذار وفيه ته ّكم ألنه استثنى‬ ‫ٌ‬ ‫ال َط ِر َ‬
‫يق َج َهنَّ َم) فالكالم هنا‬ ‫نريد أن نستدرك ونمدح الظالم بشيء ولكن الكالم يتابع تأكيد ذ ّمه‪ .‬كذلك قوله تعالى (إِ َّ‬
‫ّ‬
‫الضال إلى المكان المحبوب وأنّى لطريق‬ ‫بهدي ألن الهدى هو إرشاد‬ ‫ال لَِي ْه ِد َي ُه ْم َط ِريقًا) واالقحام لهم في طريق جهنم ليس ٍ‬ ‫من الطريق في قوله تعالى ( َو َ‬
‫جهنم أن يكون محبوبًا!‬
‫آية (‪:)171‬‬
‫ق) وفي= المائ=دة (قُ=لْ يَا َأ ْه= َل ْال ِكتَ==ا ِ‬
‫ب اَل‬ ‫ب اَل تَ ْغلُ=وا فِي ِدينِ ُك ْم َواَل تَقُولُ=وا َعلَى هَّللا ِ ِإاَّل ْال َح= َّ‬
‫* قال تعالى في سورة النساء (يَا َأ ْه َل ْال ِكتَ=ا ِ‬
‫تَ ْغلُوا فِي ِدينِ ُك ْم َغ ْي َر ْال َحقِّ) فما وجه اإلختالف بينهما؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى= ‪:‬‬
‫ْر ْال َح ِّق) ما قال ال تقولوا‪ ،‬أص ً‬
‫ال ال‬ ‫ال َت ْغلُو ْا فِي دِي ِن ُك ْم َغي َ‬
‫ال ْال َح ِّق (‪ ))171‬في المائدة ليس في القول هو قال ( َ‬
‫ال َت ُقولُو ْا َعلَى اللِهّ إِ َّ‬
‫آية النساء في القول ( َو َ‬
‫يصح في المعنى أن يقول ال تغلوا في دينكم إال الحق‪ ،‬ال تغلوا في دينكم إال الحق معناه أن من الغلو يكون حقًا والغلو ال يكون حقًا‪ ،‬ال تغلوا في دينكم إال‬
‫ال َت ْغلُواْ فِي‬
‫الحق معناه أن قسم من الغلو فيه حق معناه استثنى‪ ،‬إذن معنى أن من الغلو ما هو حق والغلو قطعًا ليس حقًا والغلو معناه مجاوزة الحد‪َ ( .‬‬
‫ْر الْ َح ِّق) هذه صفة مؤكدة مفعول مطلق (غلوًا غير الحق)‪ ،‬أو قد يكون حال من ضمير الفاعل لكن مغالين لكن ذاك استثناء ألنه قول منه حق‬ ‫دِي ِن ُك ْم َغي َ‬
‫ومنه باطل لكن الغلو ال يكون فيه حق‪ ،‬هو مجاوزة الحد فكيف يكون حقًا؟! (ال) هنا ليست أداة استثناء وال يمكن وضع آية مكان آخرى‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬إذا فهمناها وال تقولوا على اهلل؟‬
‫هذا أمر آخر‪ ،‬يجوز أن يقال خارج القرآن ال تقولوا على اهلل غير الحق لكن ال يمكن أن يقال ال تغلوا في دينكم إال الحق‪.‬‬
‫د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫الغلو معناه اإلفراط ومجاوزة الحدّ‪  .‬من غال يغلو في دينه وهي غير غال يغلي غليانًا‪َ ( .‬يا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬
‫اب لَا َت ْغلُوا فِي دِي ِن ُك ْم َولَا َت ُقولُوا َعلَى اللَّ ِه إِلَّا الْ َح َّق) ما‬
‫هو هذا الحق؟ إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول اهلل وكلمته ألقاها إلى مريم‪ ،‬هذه اآلية األولى في سورة النساء‪.‬‬
‫تفسر آية المائدة‪ .‬ما هو الحق الذي يريده؟ الحق أن اهلل‬ ‫ْر الْ َح ِّق) آية النساء ّ‬ ‫واآلية األخرى في سورة المائدة ( ُق ْل َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬
‫اب لَا َت ْغلُوا فِي دِي ِن ُك ْم َغي َ‬
‫سبحانه وتعالى ال شريك له وأن عيسى رسول اهلل وليس كما يقولون‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫هذا ليس عبثًا‪ .‬في آية النساء يخاطب اليهود يقول لهم يا يهود يا أهل الكتاب أنتم عندكم الحقائق والتوراة واإلنجيل مليئة بالحقائق لماذا تكذبون على‬
‫(ولَا َت ُقولُوا َعلَى اللَّ ِه إِلَّا الْ َح َّق) فرب العالمين يقول‬
‫التوراة واإلنجيل وتقولون كالمًا آخر؟ ليس من الحق‪ ،‬فأنتم ابحثوا عن الحق الذي في الكتاب وقولوه َ‬
‫أمر بأن يقولوا الحق‪ .‬الثانية‬‫ألهل الكتاب ابحثوا في كتبكم عن الحق المتعلق بنبوة محمد نبي آخر الزمان وقولوها ( َولَا َت ُقولُوا َعلَى اللَّ ِه إِلَّا الْ َح َّق) هذا ٌ‬
‫ْر الْ َح ِّق) فرب العالمين نهاهم عما قالوا ألنهم قالوا غير الحق وأمرهم أن يقولوا جديد‬ ‫نهي بأن ال يقولوا غير الحق ( َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬
‫اب لَا َت ْغلُوا فِي دِي ِن ُك ْم َغي َ‬
‫الحق نفسه قال ال تقولوا إال الحق ففي سورة النساء فيها أمر بأن يقولوا الحق وفي المائدة نهي أن يقولوا غير الحق ألن في ناس سكتوا فقال قولوا الحق‬
‫وناس قالوا كذبًا فقال ال تقولوا غير الحق إذًا هذا خطاب لجماعة من أهل الكتاب وهذا خطاب لجماعة أخرى من أهل الكتاب‪.‬‬
‫* في والدة المسيح يقول تعالى (ِإنَّ َما ْال َم ِسي ُح ِعي َسى ابْنُ َمرْ يَ َم َرسُو ُل هّللا ِ َو َكلِ َمتُهُ َأ ْلقَاهَا ِإلَى َمرْ يَ َم َورُو ٌح ِّم ْنهُ (‪)171‬فهل هو كلمة أو‬
‫روح؟ وهل بعث هللا تعالى جبريل إلى مريم أو نفخ في مريم العذراء مباشرة؟(د‪.‬حسام السامرائى)‬
‫الر ْح َم ِن ِم ْن َك إِ ْن‬ ‫وحنَا َف َت َم َّث َل لَ َها َب َش ًرا َس ِويًّا (‪َ )17‬قالَ ْت إِنِّي أَ ُع ُ‬
‫وذ ِب َّ‬ ‫ِن دُو ِن ِه ْم ِح َجابًا َفأَ ْر َسلْنَا إِلَ ْي َها ُر َ‬‫ربنا سبحانه وتعالى وضح هذا األمر فقال ( َفاتَّ َخ َذ ْت م ْ‬
‫(قلْ‬ ‫ِّك لِأَ َه َب لَ ِك ُغلَا ًما َزكِيًّا (‪ )19‬مريم) روحًا هنا يعني جبريل ‪ ،‬سماه تعالى الروح األمين إسمه العلم جبريل ُ‬ ‫ال إِنَّ َما أَنَا َر ُس ُ‬
‫ول َرب ِ‬ ‫ُك ْن َت َتقِيًّا (‪َ )18‬ق َ‬
‫ِن‬
‫ون م َ‬ ‫ِين (‪َ )193‬علَى َقلْ ِب َك لَِت ُك َ‬ ‫وح الْأَم ُ‬ ‫َز َل ِب ِه ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫َزلَ ُه َعلَى َقلْ ِب َك ِبإِ ْذ ِن اللِهّ (‪ )97‬البقرة) وذكر وصفه الروح األمين (ن َ‬ ‫ْر َ‬
‫يل َفإِنَّ ُه ن َّ‬ ‫ُوا لِّ ِجب ِ‬ ‫َمن َك َ‬
‫ان َعد ًّ‬
‫ال (‪ )98‬البقرة) الروح األمين هو جبريل‪.‬‬ ‫يل َومِي َك َ‬
‫ْر َ‬ ‫ُوا لِّلِهّ َو َمآل ِئ َك ِت ِه َو ُر ُسلِ ِه َو ِجب ِ‬
‫ان َعد ًّ‬ ‫ين (‪ )195‬الشعراء) ( َمن َك َ‬ ‫ان َع َر ِب ٍّي ُم ِب ٍ‬ ‫ِس ٍ‬
‫ين (‪ِ )194‬بل َ‬ ‫‪L‬‬ ‫الْ ُم ْنذ ِ‬
‫ِر َ‬
‫يسى ِعن َد اللِهّ َك َم َث ِل آ َد َم‬ ‫ون (‪ )82‬يس) (إِ َّن َم َث َل ِع َ‬ ‫ول لَ ُه ُك ْن َف َي ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(كلمة من اهلل) كلمة كن فيكون كما قال في آدم كن فيكون (إِنَّ َما أ ْم ُر ُه إِ َذا أ َرا َد َش ْي ًئا أ ْن َي ُق َ‬
‫ون (‪ )59‬آل عمران) ال تعارض بين اآليتين‪.‬‬ ‫ال لَ ُه ُكن َف َي ُك ُ‬ ‫ِم َق َ‬‫اب ث َّ‬‫َخلَ َق ُه مِن تُ َر ٍ‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫ال َت ْغلُواْ فِي دِي ِن ُك ْم (‪ )171‬النساء) الغلو مأخوذ من غلوة السهم وهي منتهى اندفاعه واستُعير للزيادة على المطلوب من المعقول‪ .‬فالغلو‬ ‫( َيا أَ ْه َل الْ ِك َت ِ‬
‫اب َ‬
‫‪ L‬ما يفوق حدود الدين فالنصارى طولبوا باتّباع المسيح فتجاوزوا فيه الحد إلى دعوى ألوهييته أو كونه‬
‫في الدين تجاوز الحد المألوف بحيث يُظ ِهر المتدين‬
‫ابن اهلل‪.‬‬
‫آية (‪:)172‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫‪ L‬ولم تضف إلى اهلل‬‫ون َعبْدًا لِّلِهّ (‪ )172‬النساء) االستنكاف التكبّر واالمتناع بأَنَفة فهو أشد من االستكبار‪ .‬ونُ ّكرت كلمة (عبد)‬
‫يح أَن َي ُك َ‬
‫ِف الْ َم ِس ُ‬
‫(لَّن َي ْس َتنك َ‬
‫‪ L‬أي عبدًا من جملة العبيد ولو قال عبد اهلل باالضافة ألوهمت اإلضافة أنه عبد اهلل الخصيص هلل وحده‪.‬‬ ‫أي لم يقل عبد اهلل ألن التنكير أظهر للعبودية‬
‫آية (‪:)173‬‬
‫ُوا فَيُ َع ِّذبُهُ ْم َع َذابًا َألُي ًما (‪ )173‬النساء)؟(د‪.‬فاضل= السامرائى)‬
‫وا َوا ْستَ ْكبَر ْ‬
‫(وَأ َّما الَّ ِذينَ ا ْستَن َكفُ ْ‬
‫*ما الفرق بين استنكف واستكبر في اآلية َ‬
‫‪ L‬رأى نفسه أعز من ذلك وأعظم من ذلك لذلك يقولون اإلستنكاف أشد من اإلستكبار ألن فيها استكبار وفيها إذالل للطرف اآلخر‪.‬‬ ‫استنكف أنِف وامتنع‪،‬‬
‫استكبر رأى نفسه أكبر امتنع وعند أهل المعجمات يقولون استنكف معناها استكبر لكن المدققين يقولون استنكف فيها استكبر لكن فيها معنى آخر إذالل‬
‫لآلخرين‪.‬‬
‫نستطيع أن نقول ال توجد حدود فاصلة بين مفردات اللغة لكن هناك فروق داللية بين بعض الكلمات؟‬
‫هناك من ألّف في الفروق اللغوية مثل أبو هالل العسكري‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيالً) ‪:‬‬
‫يرا (‪ )173‬النساء) تيئيسًا لهم فقد ُع ِرف عند العرب وغيرهم من أمم ذلك العصر االعتماد عند الضيق على‬
‫َص ً‬
‫ال ن ِ‬ ‫ُون لَ ُهم ِّمن د ِ‬
‫ُون اللِهّ َولِيًّا َو َ‬ ‫( َو َ‬
‫ال َي ِجد َ‬
‫األولياء والنصراء ليك ّفوا عنهم المصائب‪.‬‬
‫آية (‪:)175‬‬
‫ص ُم ْ‬
‫وا بِ ِه فَ َسيُ ْد ِخلُهُْ=م فِي َرحْ َم ٍة ِّم ْنهُ (‪ )175‬النس==اء) ال==دخول في الش==يء يتطلب مكان =ا ً يمكنك من ولوجه‬ ‫وا بِاهّلل ِ َوا ْعتَ َ‬
‫*(فََأ َّما الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫فهل الرحمة مكان يُد َخل؟ ولِ َم قال فسيدخلهم= في رحمته ولم يقل سيمنحهم= رحمته؟(ورتل القرآن ترتيالً)‬
‫هذا غاية الرضى والرحمة أال ترى كيف ص ّور اهلل تعالى الرحمة على هيئة جرم ومكان يحوط أهله ويغمرهم ويعمهم بالرحمة حتى يشمل كل جزء‬
‫منهم‪.‬‬
‫آية (‪:)176‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)11‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)127‬‬
‫َض =لُّ ْ‬
‫وا (‪ ))176‬قد يُفهم أنه من ب==اب الض==اللة أو أن المقص==ود هنا أن ال تض==لوا؟(د‪.‬فاضل=‬ ‫* آخر س==ورة النس==اء (يُبَيِّنُ هّللا ُ لَ ُك ْم َأن ت ِ‬
‫السامرائى)‬
‫النحاة البصريون والكوفيون يقدروها تقديرين لكن المعنى العام واحد‪ .‬إما كراهة أن تضلوا أو الكوفيين يقولون لئال تضلوا وسيكون المؤدّى واحد لئال‬
‫‪ L‬بكم‪ .‬اهلل تعالى‬
‫‪ L‬بكم أو كراهة أن تميد‬ ‫اس َي أَن َتمِي َ‬
‫‪L‬د ِب ُك ْم (‪ )15‬النحل) أي لئال تميد‬ ‫ض َر َو ِ‬ ‫تضلوا معناه كراهة أن تضلوا‪ .‬مثل قوله تعالى ( َوأَلْ َقى فِي َ‬
‫األ ْر ِ‬
‫يبين لنا حتى ال نضل واألقرب للتقديرات قسم يقول لئال تضلوا وقسم يقول كراهة أن تضلوا لكن المعنى واحد يفضي إلى معنى واحد وهو عدم الضالل‪.‬‬

‫****تناسب مفتتح سورة النساء مع خاتمتها****‬


‫ون ِب ِه‬‫ِسا ًء َواتَّ ُقوا اللَّ َه الَّذِي َت َسا َءلُ َ‬ ‫ِيرا َون َ‬ ‫اح َد ٍة َو َخلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها َو َب َّث ِم ْن ُه َما ِر َجالًا َكث ً‬ ‫س َو ِ‬ ‫ِن َن ْف ٍ‬ ‫بدأت بقوله تعالى ( َياأَيُّ َها النَّ ُ‬
‫اس اتَّ ُقوا َربَّ ُك ُم الَّذِي َخلَ َق ُك ْم م ْ‬
‫يرا (‪ ))2‬هذه أوائل‬ ‫ان ُحوبًا َك ِب ً‬ ‫ِّب َولَا َت ْأ ُكلُوا أَ ْم َوالَ ُه ْم إِلَى أَ ْم َوالِ ُك ْم إِنَّ ُه َك َ‬‫الطي ِ‬ ‫يث ِب َّ‬ ‫ان َعلَ ْي ُك ْم َرقِيبًا (‪َ )1‬وآَتُوا الْ َي َتا َمى أَ ْم َوالَ ُه ْم َولَا َت َت َبدَّلُوا الْ َخ ِب َ‬ ‫َوالْأَ ْر َحا َم إِ َّن اللَّ َه َك َ‬
‫ف َما َت َر َك َو ُه َو َي ِرثُ َها إِ ْن لَ ْم َي ُك ْن لَ َها َولَ ٌد َف ِإ ْن‬ ‫ِص ُ‬ ‫ُ‬
‫ْس لَ ُه َولَ ٌد َولَ ُه أ ْخ ٌت َفلَ َها ن ْ‬ ‫َك ُق ِل اللَّ ُه ُي ْفتِي ُك ْم فِي الْ َكلَالَ ِة إِ ِن ا ْم ُر ٌؤ َهلَ َك لَي َ‬‫السورة وقال في خاتمتها ( َي ْس َت ْفتُون َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ضلُّوا َواللَّ ُه ِب ُك ِّل َش ْي ٍء َعلِي ٌم (‪ ))176‬يستمر في‬ ‫ِّن اللَّ ُه لَ ُك ْم أ ْن َت ِ‬ ‫ِلذ َك ِر م ِْث ُل َح ِّظ الْأ ْن َث َيي ِ‬
‫ْن يُ َبي ُ‬
‫‪L‬‬ ‫ِسا ًء َفل َّ‬ ‫ِما َت َر َك َوإِ ْن َكانُوا إِ ْخ َو ًة ِر َجالًا َون َ‬ ‫ْن َفلَ ُه َما الثُّلَُث ِ‬
‫ان م َّ‬ ‫َكا َن َتا ْاث َن َتي ِ‬
‫اح َد ٍة َو َخلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها َو َب َّث ِم ْن ُه َما ِر َجالاً‬ ‫س َو ِ‬ ‫ِن َن ْف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اس اتَّقوا َربَّك ُم الذِي َخلَ َقك ْم م ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وبث ذريته في األرض ( َياأيُّ َها النَّ ُ‬ ‫المواريث‪ .‬بدأت السورة بخلق اإلنسان ّ‬
‫ْس ل ُه َولدٌ) انتهت بنهاية اإلنسان‪ ،‬ليس هذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وبث ذريته في األرض وانتهت بهالكه من دون عقِب (إِ ِن ْام ُر ٌؤ َهلك لي َ‬ ‫ِسا ًء) إذن بدأت بخلق اإلنسان ّ‬ ‫ِيرا َون َ‬ ‫َكث ً‬
‫فقط وإنما بدأت بإيتاء األموال للنشئ الجديد ( َوآَتُوا الْ َي َتا َمى أَ ْم َوالَ ُه ْم) واختتمت بتقسيم التركات‪ ،‬هذا تناسب‪ .‬إذن هذا الترتيب توقيفي مع أن القرآن نزل‬
‫منجمًا على مدى ثالث وعشرين سنة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫*****تناسب خاتمة النساء مع فاتحة المائدة*****‬


‫ِين آ َم ُنواْ أَ ْو ُفواْ ِبالْ ُع ُقو ِد (‪ ))1‬وأخبر ربنا في النساء في أواخرها أن اليهود لما نقضوا المواثيق التي أخذها اهلل عليهم حرم عليهم‬ ‫تبدأ المائدة ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫حرم عليهم الطيبات‬ ‫ِيرا (‪ )160‬النساء) إذن ّ‬ ‫يل اللِهّ َكث ً‬
‫ِّه ْم َعن َسِب ِ‬
‫صد ِ‬ ‫ات أُ ِحلَّ ْت لَ ُه ْم َو ِب َ‬ ‫ِين َهادُواْ َح َّر ْمنَا َعلَي ِ‬
‫ْه ْم َطيِّ َب ٍ‬ ‫طيبات أحلت لهم فقال ( َف ِب ُظلْ ٍم ِّم َن الَّذ َ‬
‫ُ‬
‫ِين آ َمنُواْ أَ ْو ُفواْ ِبالْ ُع ُقودِ) ألن أولئك نقضوها أنتم أوفوا بالعقود لذلك في أوائل المائدة قال ( ُق ْل أ ِح َّل لَ ُك ُم‬ ‫ألنهم نقضوا المواثيق وقال في المائدة ( َيا أَُّي َها الَّذ َ‬
‫ات أُ ِحلَّ ْت لَ ُه ْم (‪ )160‬النساء)‪ .‬يخاطب المؤمنين في سورة المائدة لما قال أوفوا بالعقود قال أحل لكم الطيبات أما‬ ‫(ح َّر ْمنَا َعلَ ْي ِه ْم َطيِّ َب ٍ‬
‫ات (‪ ))4‬مقابل َ‬ ‫َّ‬
‫الطيِّ َب ُ‬
‫أولئك حرم عليهم الطيبات لنقضهم المواثيق أنتم أوفوا بالعقود أحل لكم الطيبات‪ .‬هذا أمر‪ ،‬واألمر اآلخر أنه في خواتيم النساء تقسيم اإلرث ( َي ْس َت ْفتُون َ‬
‫َك‬
‫اللَ ِة (‪ ))176‬فإذن خاتمة النساء في تنظيم العالقة المالية بين األقرباء‪ ،‬في أول المائدة العالقة مع اآلخرين‪ ،‬تلك العالقة المالية مع‬ ‫ُق ِل اللُهّ يُ ْفتِي ُك ْم فِي الْ َك َ‬
‫األقرباء والمائدة مع اآلخرين والطبيعي أن تبدأ باألقرباء ثم تعمم‪ ،‬فذكر العالقة بين األقربين في النساء وتقسيم اإلرث بينهم وأول المائدة ذكر العالقة مع‬
‫بر َوالتَّ ْق َوى (‪ ))2‬هذه مع اآلخرين‪ .‬إذن صار خاتمة النساء وأول‬ ‫ِين آ َمنُواْ أَ ْو ُفواْ ِبالْ ُع ُقودِ) والعقود مع اآلخرين ( َو َت َعا َونُواْ َعلَى الْ ِّ‬ ‫اآلخرين وتبدأ ( َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫المائدة تنظيم العالقة بين أفراد المجتمع عمومًا كلهم من األقربين إلى عموم المجتمع‪ ،‬تنظيم العالقة كلها بين الداخل والخارج‪ .‬ثم خاتمة النساء في تقسيم‬
‫ات َو َما َعلَّ ْمتُم ِّم َن‬ ‫(ق ْل أُ ِح َّل لَ ُك ُم َّ‬
‫الطيِّ َب ُ‬ ‫األموال وأول المائدة في صرف األموال ابتداء من األطعمة أول ما يحتاج إليه اإلنسان الطعام فذكر ما يحل له ُ‬
‫(ح ِّر َم ْت‬
‫اب (‪ ))4‬وما يحرم عليه ُ‬ ‫يع الْ ِح َس ِ‬ ‫اس َم اللِهّ َعلَ ْي ِه َواتَّ ُقواْ اللَهّ إِ َّن اللَهّ َس ِر ُ‬ ‫ِما أَ ْم َس ْك َن َعلَ ْي ُك ْم َو ْاذ ُك ُرواْ ْ‬ ‫ِما َعلَّ َم ُك ُم اللُهّ َف ُكلُواْ م َّ‬
‫ين تُ َعلِّ ُمو َن ُه َّن م َّ‬‫ار ِح ُم َكلِِّب َ‬ ‫الْ َج َو ِ‬
‫يح ُة َو َما أَ َك َل َّ‬
‫ْر اللِهّ ِب ِه َوالْ ُم ْن َخ ِن َق ُة َوالْ َم ْو ُقو َذ ُة َوالْ ُم َت َر ِّد َي ُة َوالنَّ ِط َ‬ ‫ُ‬
‫ص ِب (‪.))3‬‬ ‫ال َما َذ َّك ْيتُ ْم َو َما ُذ ِب َح َعلَى النُّ ُ‬
‫السبُ ُع إِ َّ‬ ‫ير َو َما أ ِه َّل لِ َغي ِ‬ ‫َعلَ ْي ُك ُم الْ َم ْي َت ُة َوالْ َّد ُم َولَ ْح ُم الْ ِخ ْن ِز ِ‬
‫إذن خاتمة النساء في تقسيم األموال والمائدة في أوجه صرف األموال‪ ،‬إذن هي مترابطة‪ .‬خاتمة النساء في هالك اإلنسان واالستفادة من ماله واالستفادة‬
‫مما ترك وبداية المائدة في إهالك األنعام واالستفادة منها من صوف ولحم‪ ،‬تلك استفادة مما ترك وهذه استفادة مما تركت من صوف ولحم وأشعار‪ ،‬إذن‬
‫الرابط االستفادة مما ترك ومما تركت‪ ،‬تلك استفادة في األموال واالستفادة من هذه باألصواف واألشعار واللحم‪ ،‬إذن ترابط أكثر من موضوع في العقود‬
‫وإحالل الطيبات وتنظيم العالقة واالستفادة مما ترك ومما تركت‪.‬‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد اهلل وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة النساء للدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى من برنامج لمسات بيانية ومن‬
‫محاضرات وكتب الدكتور فاضل السامرائى زادهما اهلل علما ونفع بهما االسالم والمسلمين وجزاهما عنا خير الجزاء وإضافة بعض اللمسات للدكتور‬
‫أحمد الكبيسى من برنامج الكلمة وأخواتها وأخر متشابهات والدكتور عمر عبد الكافى من برنامج هذا ديننا وقامت بنشرها أختنا سمر األرناؤوط على‬
‫فضل فمن اهلل وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫موقعها إسالميات ‪ ..‬فما كان من‬
‫أسأل اهلل تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا واآلخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى يرضيه‬
‫وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعًا يوم تقوم األشهاد وهلل الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى اهلل أن يرزقنا حسن الخاتمة‪.‬‬

‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء اهلل وجزى اهلل كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

You might also like