Professional Documents
Culture Documents
الابتكار والتجديد في صيغ التمويل
الابتكار والتجديد في صيغ التمويل
ﻓﻲ ﺻﻴﻎ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ
مشروع
)كتاب االقتصاد اإلسالمي االلكتروني المجاني (
إنَّ مشروعَ )كتاب االقتصاد اإلسالميّ االلكترونيّ اجملَانيّ( يهدِفُ إلى:
• تEبنيّ نَشEرَ مEؤلEفاتِ عEلومِ االقEتصادِ اإلسEالمEيِّ فEي الEسُوقِ الEعاملEيِّ؛ لEتِصبحَ مُEتاحEةً
للباحثنيَ واملشتغلنيَ في اجملالِ البحثيِّ والتطبيقيِّ.
• توفيرُ جميعُ املناهج االقتصادية للطالبِ والباحثنيَ بصِبغةٍ إسالميةٍ متينةٍ.
• أنَّ النشرَ االلكترونيّ يُعتبرُ أكثرَ فائدةً من النشرِ الورقيِّ.
• أنَّ استخدامَ الورقِ مسيءٌ للبيئةِ ،ومُنهِكٌ ملَوارِدِهَا.
ْ ْ
ﻚ ﻓَﻠﻴﺘﻨَﺎﻓَ ِﺲ اﻟ ُﻤﺘﻨَﺎﻓِﺴﻮن
َ ِ و ِﰲ ٰذَﻟ
ُ َ َ ََ َ
لم
سورة ا طففين٢٦ :
إهداء
إلى أبي وأمي األثيرين في نفسي
إلى زوجتي مبعث سعادتي
إلى أوالدي سر هنائي
الRذيRن لRوال تRوفRيق اهلل تRعالRى ثRم تRشجيعهم مRا كRان السRطر األول فRي هRذا الRكتاب
وسRواه ،ولRوال تRوفRيق اهلل تRعالRى ثRم تRقديRرهRم مRا اكRتملت لRي بRدايRة ،امRتنانRاً عRميقاً
جداً ،وحباً أعمق.
إلى أسرة حترير مجلة االقتصاد اإلسالمي العاملية..
حتRRية إجRRالل وإكRRبار عRRاطRRرة مRRاطRRرة بRRالRRوفRRاء والRRعرفRRان لRRلجهود الRRعلمية الRRهائRRلة
والRدقRيقة الRتي يRبذلRونRها رغRم الRصعوبRات الRكثيرة الRتي حتRيط بRهم ،إلخRراج اجملRلة
في أبهى حلة من حلل املالحة واجلودة والبراعة.
أقRRدم اعRRتذاري لRRكم جRRميعاً فRRي إهRRداء هRRذا الRRعمل الRRطفيف اخلRRفيف لRRكنه مRRا
اتسعت به املقدرة ،وجاد به الطَّوق.
مقدمة
إنًّ اج EEتناب ال EEفائ EEدة ال EEرب EEوي EEة ف EEي امل EEعام EEالت وال EEعمليات امل EEال EEية ن EEعمة ع EEظيمة،
واسEتراتEيجية فEعالEة القEتصاد واعEد؛ ألنَّ السEياسEة الEتمويEلية الEتقليديEة بEرهEنت الEوقEائEع
مبEEا ال يEEدع مEEجاالً لEEلشك عEEلى أنEEها أداة بEEليدة وممEEلة تEEدور فEEي دوالب واحEEد ،بEEينما
الEتمويEل اإلسEالمEي عEلى الEرغEم مEن حEداثEته نسEبياً فEقد تEطور إلEى حEد بEعيد نEظريEاً
وعEملياً ،وبEصورة مEذهEلة ،وقEد أثEبتت الEتجارب قEدرتEه عEلى االسEتمرار ،ومEرونEته فEي
اسEتيعاب املEتغيرات ،وتEلبية املEطالEب ،وسEد االحEتياجEات اخملEتلفة بEأدوات ومEنتجات
وأسEالEيب مEتفوقEة خEرجEت عEما هEو مEألEوف ومEتبع فEي األنEظمة الEرأسEمالEية واالشEتراكEية
التي اعتادت اجملتمعات والدول التعامل معها.
وهEناك إجEماع مEن نEظار الEصيرفEة اإلسEالمEية عEلى أنَّ التجEربEة أثEبتت جEاذبEية الEتمويEل
اإلسEالمEي لEلمجتمعات اإلسEالمEية وغEير اإلسEالمEية ،وأن لEه إمEكانEات هEائEلة لEإلسEهام
فEEي الEEتنمية ،مEEع أنَّ هEEذه
ال ي OOمكن ع OOمليا ً ال OOحكم ع OOلى التج OOرب OOة امل OOصرف OOية اإلس OOالم OOية ب OOشكل
اإلم EEكان EEات ل EEم ت EEتحقق كOO O Oلي؛ ألن بOO O Oعض الOO O OهياكOO O Oل والOO O Oصيغ الOO O Oتي نOO O Oادى بOO O Oها املOO O Oنظرون
اإلس OOالم OOيون ك OOامل OOشارك OOة وامل OOضارب OOة ل OOم ت OOتحقق ب OOال OOكام OOل ،ول OOم ت OOختبر
كOلها ،وسOتظل املOصارف اإلسOالمOية كOما يOقول د .مOيلز مOتهمة بOأنOها لOم
إلEى حEد كEبير عEلى الEنحو
ال EE E Eذي ك EE E Eان م EE E Eنشوداً ت OO Oدخ OO Oل ع OO Oلى ال OO Oساح OO Oة امل OO Oصرف OO Oية إال لته OO Oدئ OO Oة ض OO Oمائ OO Oر امل OO Oساه OO Oمني
واملOودعOني املOلتزمOني ،ولOيس بهOدف إحOداث تOحول جOذري فOي آلOية عOمل
النظام املصرفي.
بسEE Eبب اسEE Eتبعاد عEE Eقود
امل EEشارك EEات م EEن م EEيدان
الEتطبيق ،وإحEالل عEقود املEدايEنات محEلها ،ولهEذا يEفضل املEنظرون الEتمييز بEني الEعمل
املEصرفEي اخلEالEي مEن الEفائEدة الEربEويEة وبEني الEعمل املEصرفEي اإلسEالمEي1؛ فEاألول منEوذج
مEتواجEد بEوفEرة ،ويEعتمد عEلى صEيغ الEتمويEل الEتجاري2؛ كEاملEرابEحة ،واإلجEارة املنتهEية
.1د .ﻣﯿﻠﺰ ،ﺑﻮل ،ود .ﺑﺮﯾﺴﻠﻲ ،ﺟﻮن) ،اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ واﻟﺘﻄﺒﯿﻖ(١٤٣٥ ،ھـ ٢٠٠٤ -م ،ﻗﺎم
ﺑﺪﻋﻢ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻛﺮﺳﻲ ﺳﺎﺑﻚ ﻟﺪراﺳﺔ اﻷﺳﻮاق ﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ) ،ص.(١١٢
.2د .ﻗﺤﻒ ،ﻣﻨﺬر) ،ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ( ،اﻟﺒﻨﻚ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ ،اﻟﻤﻌﮭﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ١٤٢٥ ،ھـ ٢٠٠٤ -م) ،ص.(١٣
بEالEتمليك ،واالسEتصناع ،والسEلم ،..واآلخEر مEفقود نسEبياً ،وال ميEكن إنEعاشEه إال إذا
سEاد الEتمويEل املEالEي أو الEتشاركEي عEلى جEلّ احملEفظة االسEتثماريEة ،وهEذا مEطمح نEادى
يميز الدكتور منذر قحف بني الحاالت التي تتضاءل فيها سلطة
بEE E Eه الEE E Eكثيرون ،ومEE E Eن
الEصعب الEوصEول إلEيه إال رب املال بحيث يكون القرار اإلداري واالستثماري للطرف املقابل،
والحاالت التي تتوسع فيها سلطة رب املال بحيث يمارس جميع ما
يعمله التجار عادة من اختيار السلعة ،وامتالكها ،وتسويقها ،ومن
إذا آم EE E E E E Eن امل EE E E E E Eصرف
ثم بيعها أو تأجيرها للراغب فيها ،فأطلق على الحاالت األولى بEE E EالEE E Eصيغة ،وأحEE E Eدث
مصطلح )التمويل املالي( ،وعلى الحاالت الثانية مصطلح )التمويل
التجاري( ،وال مشاحة في االصطالح ما دام الغرض منه التمييز الEE E Eتغييرات املEE E EطلوبEE E Eة
بني حاالت التمويل املختلفة ،وال يؤدي إلى مفسدة الخلط بني لEتفعيلها فEي الEبيئة الEتي
املفاهيم واملضامني.
تتواجد فيها.1
وهEذه الEدراسEة مEحاولEة لتسEليط الEضوء عEلى االبEتكارات الEتمويEلية الEتي أسEهم الEعلماء
املEEعاصEEرون فEEي تEEصميمها وبEEلورتEEها وتEEطويEEرهEEا مEEن حEEيث الEEتأصEEيل والEEتطبيق ،ولEEم
تسEلم هEذه احملEاوالت مEن االنEتقادات واالعEتراضEات واالتEهامEات الEالذعEة ،ولEم تخEلو
أيEEضاً مEEن إشEEكاالت شEEرعEEية ،لEEكنها مEEحاوالت جEEادة ومEEبتكرة ومEEحققة ملEEصلحة
الطرفني املتعاقدين بصرف النظر عن تقييمها.
ومRن هRنا جRاءت هRذه الRدراسRة وفRق اخلRطة املRرسRومRة لRها مRكونRةً مRن مRقدمRة وثRالثRة
مباحث:
فEأمEا املEبحث األول :فيسEتعرض تEعريEف الEتمويEل اإلسEالمEي ،وخEصائEصه املEميزة لEه
عن التمويل الربوي.
وأمEE Eا املEE Eبحث الEE EثانEE Eي :فEE Eيتطرق إلEE Eى تEE EعريEE Eف االبEE Eتكار الEE EتمويEE Eلي ،ودواعEE Eيه،
ومعوقاته...
ويEEأتEEي املEEبحث الEEثالEEث واألخEEير :لEEيتناول أبEEرز املEEبتكرات واملEEمارسEEات واألدوات
املسEتخدمEة فEي الEتمويEل اإلسEالمEي ،ودور االجEتهادات الفقهEية فEي بEلورتEها وصEياغEتها
ومEEراجEEعتها ونEEقدهEEا وتEEقوميEEها ،وفEEي إيEEجاد احلEEلول والEEبدائEEل الEEتي تEEلبي احEEتياجEEات
النشاط االقتصادي وفق القواعد واملعايير والضوابط الشرعية.
وأؤكEد مEرة أخEرى أنَّ مEقصود الEدراسEة هEو اإلشEارة إلEى اإلبEداع لEدى فEقهائEنا املEعاصEريEن
فEي اسEتثمار الEصيغ واألدلEة فEي اسEتحداث صEيغ متEويEلية واسEتثماريEة جEديEدة ،وإلEى
مEدى الEدقEة فEي دراسEتها واخEتبارهEا وصEياغEتها عEلى نEحو ال يحEدث مEصادمEة ألي مEن
املبادئ والقواعد الشرعية العامة.
واهلل أسEأل أنْ يEجعل فEي هEذا اجلهEد إضEافEة مEفيدة إلEى املEكتبة االقEتصاديEة اإلسEالمEية،
ولEEبنة مEEتينة فEEي الEEصرح اإلسEEالمEEي الEEذي نEEسعى جEEميعاً إلEEى تشEEييده ،وأنْ يEEنفع بEEه
املسلمني في جميع أقطارهم ومجتمعاتهم.
املبحث األول
التمويل اإلسالمي
وخصائصه املميزة له عن التمويل الربوي
اشتمل هذا املبحث على سبعة مطالب ،نفصل القول فيها على النحو اآلتي:
املطلب األول :تعريف التمويل اإلسالمي
الEعالقEات الEتمويEلية تEعني أنْ يEقدم شEخص مEاالً نEقديEاً أو عEينياً لEشخص آخEر يEعمل
عEلى إدارتEه فEي أوجEه االسEتثمار اخملEتلفة املEدرة لEلربEح ،أو تEقدمي عEناصEر إنEتاجEية أو سEلع
عينية آلخر مقابل ثمن يسدد في آجال زمنية محددة.
ويEعرف الEدكEتور مEنذر قEحف الEتمويEل اإلسEالمEي بEالEعبارة الEتالEية) :تEقدمي ثEروة عEينية
أو نEقديEة بEقصد االسEتربEاح مEن مEالEكها إلEى شEخص آخEر يEديEرهEا ويEتصرف فEيها لEقاء
عائد تبيحه األحكام الشرعية(.1
ويEالحEظ أنَّ صEيغ الEتمويEل اإلسEالمEي يEختلف بEعضها عEن بEعض اخEتالفEات جEوهEريEة
تEEتعلق بEEاملEEضمون واآلثEEار املEEترتEEبة عEEليه؛ فEEعلى سEEبيل املEEثال :فEEي عEEقود املEEشاركEEات
املEتعددة يEقع عEبء اتEخاذ الEقرار االسEتثماري ،وإدارة الEعملية الEتمويEلية عEلى الEطرف
الEEعامEEل فEEقط ،ويEEقتصر دور املEEالEEك/رب املEEال بEEأنْ يسEEلم الEEنقود )إذا كEEان الEEعقد
مEضاربEة ،أو األرض )إذا كEان مEزارعEة( ،أو الشجEر )إذا كEان مEساقEاة( ،لEيكون حتEت
تEصرف الEعامEل دون أنْ يEكون لEه احلEق فEي الEتدخEل فEي قEرارات اإلدارة واالسEتثمار،
ومEن ثEم يEتقاسEمان نEتائEج االسEتثمار ،حEتى فEي عEقد املEشاركEة الEقائEم عEلى الEتساوي
فEي حEق اإلدارة والEتصرف ،غEالEباً مEا يEتم إنEاطEة الEشؤون اإلداريEة واالسEتثماريEة بEأحEد أو
بEEبعض الشEEركEEاء ،فEEي حEEني يEEنحصر دور الشEEركEEاء الEEباقEEني فEEي تEEقدمي املEEال ومEEا فEEي
حكمه.
أمEEا صEEيغ الEEتمويEEل األخEEرى؛ كEEاملEEرابEEحة واملEEساومEEة والEEبيع اآلجEEل واإلجEEارة املنتهEEية
بEالEتمليك واالسEتصناع والسEلم وغEيرهEا؛ فEإنَّ املEصرف /املEمول بEصفته املEالEك يEقوم
بEامEتالك سEلعة محEددة املEواصEفات أو يEتعاقEد مEع الEغير عEلى حتEضير سEلعة وإجنEازهEا طEبقاً
لEEلمواصEEفات املEEطلوبEEة مEEن املEEتعامEEل )املسEEتصنع( ،ويتحEEمل الEEتبعات وااللEEتزامEEات
واملEسؤولEيات املEرتEبطة بEالسEلعة )محEل الEعقد( مEا دام مEالEكاً لEها ،ويسEتفيد مEن بEيعها
الEثمن الEذي يEتضمن الEربEح سEواء كEان الEربEح مEعلومEاً لEلمتعامEل ومEبنياً عEلى تEكلفة
محEEددة كEEاملEEرابEEحة ،أو مEEجهوالً كEEما فEEي بEEيع املEEساومEEة والEEبيع اآلجEEل واالسEEتصناع
والسEلم ونEحوهEا ،وبEعد بEيعها أو بEيع مEنفعتها ،فEإنَّ املEالEك اجلEديEد للسEلعة أو املEنفعة
هEو الEذي ميEلك الEتصرف فEيها ،ويEصبح املEالEك الEذي بEاع أو أجَّEر أجEنبياً بEالنسEبة إلEيها،
وتEنفصل عEالقEته بEها عEيناً ومEنفعة فEي حEالEة الEبيع ،ومEنفعةً فEقط فEي حEالEة اإلجEارة،
ويEEبقى الEEتزام املEEؤجEEر )بEEائEEع املEEنفعة( بEEتمكني املسEEتأجEEر مEEن االنEEتفاع بEEاملEEأجEEور قEEائEEماً
ومستمراً طيلة العقد.
فEاإلجEارة لEها طEبيعة خEاصEة؛ وهEي متEويEل مEالEي وإجEارة فEي وقEت واحEد ،فEإنEه بEالEنظر إلEى
ال EEعالق EEة ب EEني امل EEؤج EEر واملس EEتأج EEر ،وتسه EEيل ع EEملية ش EEراء ال EEعني امل EEرغ EEوب EEة ل EEلواع EEد
بEEاالسEEتئجار ،وإجEEارتEEها لEEه بEEأجEEرة مقسEEطة ،ومEEن ث Eمَّ أيEEلولEEة مEEلكية الEEعني املEEؤجEEرة
للمسEتأجEر فEي نEهايEة املEدة ،أو حسEب االتEفاق ،هEي عEالقEة متEويEل مEالEي ،وهEي عEالقEة
إجEEارة مEEن حEEيث ارتEEباطEEها بEEاملEEنفعة وتEEطبيق أحEEكام اإلجEEارة عEEلى الEEعقد املEEبرم بEEني
املمول واملتمول.1
.1د .ﻗﺤﻒ) ،ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٢٧ - ٢٦
.1د .ﻗﺤﻒ) ،ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص ١٥وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ ﺑﺘﺼﺮف(.
بEعدم صEحة أي اتEفاقEات واشEتراطEات تEتنافEى مEعها ،أو تEؤدي إلEى اإلخEالل مبEبدأ
االشتراك الذي قامت على أساسه هذه العقود.
.٦أبEيحت هEذه الEعقود ملEصلحة الEناس ،وسEد حEوائEجهم ،ورفEع احلEرج واملEشقة عEنهم،
رحEEمة مEEن اهلل بEEهم؛ فEEاملEEضاربEEة مEEثالً يEEحتاج الEEناس لEEها ألن األمEEوال ال تEEنمى إال
بEEالEEعمل فEEيها بEEتقليبها فEEي أنEEواع الEEتجارات واالسEEتثمارات ،ولEEكن لEEيس كEEل مَ Eنْ
ميEلك الEنقود يEحسن اسEتثمارهEا ،وال كEل مَEنْ يEحسن االسEتثمار ميEلك رأس املEال،
فش EE Eرع EE Eها اهلل ل EE Eدف EE Eع الواقع أ َّن التبرير بالحاجة وعلى النحو الذي يقدمه الفقهاء لعقود
ح EE Eاج EE Eتني :ح EE Eاج EE Eة املضاربة واملزارعة واملساقاة ونحوها ليس قويا ً إلى حد اإلقناع؛
ألنه يمكن االستعاضة عن هذه العقود املذكورة باستئجار الخبراء
أصEحاب األمEوال الEذيEن واملستشارين في استثمار األموال واألراضي واألشجار ،فاإلجارة
ال ط EE Eاق EE Eة ل EE Eهم ع EE Eلى تسد هذه الحاجة ،ولكن الحاجة الفعلية إلى هذه العقود من وجهة
نظري تتمثل في عدة أمور منها :تحقيق طموح صاحب الخبرة
االسEE Eتثمار ،وحEE EاجEE Eة والقدرة في تحصيل الثروة والعوائد املجزية والخروج من قمقم
الدخل الثابت املضمون ،وإيجاد عالقة تشكل حافزا ً لذلك العامل
املس EE E E E E E E Eتثمري EE E E E E E E Eن
في بذل أقصى الجهد لتحصيل أكبر ربح ممكن كما لو كان
)املEEضاربEEني( الEEذيEEن ال يستثمر لنفسه ،وتوسيع دائرة العمل املنتج ،وتوزيع عبء املخاطرة.
املRطلب الRثالRث :أسRباب تRخوف املRصارف اإلسRالمRية مRن الRتمويRالت الRقائRمة عRلى
أساس املشاركات
نEEشأت مEEشكلة اسEEتبعاد الEEتمويEEل بEEاملEEشاركEEة والEEتركEEيز عEEلى الEEتمويEEل املEEبني عEEلى
املرابحة أو املداينة بسبب جملة من الضغوط ،أهمها:
.۱صEياغEة عEقود املEشاركEات عEلى نEحو يEعطي لEلمول مEركEزاً أقEوى مEن الEطرف املEقابEل
)الشEريEك( ،ووضEعاً حتEكمياً فEي فEرض الشEروط واملEراقEبة وإنEهاء الEعالقEة ،فEي حEني
يسEEتطيع الEEطرف الEEضعيف فEEي املEEرابEEحة بEEسهولEEة التخEEلص مEEن هEEذه الEEقيود،
واالطEالع عEلى كEافEة الEتفاصEيل الEربEحية الEدقEيقة الEتي يسEتوفEيها املEصرف ،ومEن ثEم
يEEقرر عEEلى ضEEوء مEEا تEEقتضيه مEEصلحته الشEEراء مEEن ذلEEك املEEصرف أو الEEبحث عEEن
مEصرف أو وسEيلة أخEرى لEلتمويEل تEتناسEب مEع أوضEاعEه املEالEية ،وقEد راقEت هEذه
الEEصيغة ذات اخملEEاطEEر املEEنخفضة )إذا مEEا قEEورنEEت بEEغيرهEEا مEEن صEEيغ املEEشاركEEات(
لEلمتمولEني وحEازت عEلى رضEاهEم وزاد طEلبهم عEليها ،ولEذلEك كEان مEن الEطبيعي
أن تتبناها املصارف اإلسالمية بسبب حتفظها الشديد للمخاطرة.
ارتEفاع وزن اخملEاطEرة فEي مEثل هEذا الEنوع مEن الEصيغ عEند احEتساب نسEبة كEفايEة .۲
رأس املال.
رفEض الEعمالء مEبدأ مEشاركEة املEصرف لEهم فEي عEوائEد مEشاريEعهم اإلنEتاجEية؛ لEعدم .۳
رغEEبتهم فEEي إطEEالع املEEصرف عEEلى أسEEرار أعEEمالEEهم ،والرتEEفاع حEEصة الشEEريEEك
املEمول فEي حEال املEشاركEة مEقارنEة بEالEعائEد الEذي يEتقاضEاه عEن الEتمويEل املEنفذ بEطريEق
املرابحة.
الEEغنب الEEفاحEEش الEEذي تEEتعرض لEEه املEEصارف اإلسEEالمEEية بسEEبب تEEصريEEح الشEEركEEاء .٤
بEربEح أقEل مEن الEربEح الEفعلي ،أو اإلفEصاح عEن مEعلومEات غEير كEافEية أو مEضللة ال
تعكس جوهر العمليات بشفافية.
احEEتياج عEEقود املEEشاركEEات إلEEى تEEكالEEيف وأعEEباء كEEثيرة مEEثل :إعEEداد دراسEEات .٥
جEEدوى لEEلمشاريEEع ،وفEEرض رقEEابEEة دوريEEة عEEليها ،ومEEراجEEعة الEEسجالت والEEدفEEاتEEر
اخلEاصEة بEاملEدخEالت واخملEرجEات ،ممEا يEؤثEر فEي كEفاءتEها االقEتصاديEة مEقارنEة مEثالً
بصيغة املرابحة التي ال حتتاج إلى مثل هذه األعباء املالية والفنية.
ضEعف قEدرة الEكوادر واملEؤهEالت البشEريEة الEعامEلة فEي املEصارف اإلسEالمEية عEلى .٦
تقومي املشاريع عالية اخملاطر ومتابعتها.
.۷صEعوبEة إثEبات تEعدي وتEقصير الشEريEك ،وصEعوبEة تEقييم وحتEديEد حجEم اخلEسائEر
الEناجتEة عEن ذلEك ،ممEا يEؤدي إلEى الEوقEوع فEي مEنازعEات يEحتاج فEضها إلEى سEنوات
طويلة.1
ويEكمن اخلEطر فEي بEقاء الEوضEع الEراهEن لEلمصارف اإلسEالمEية عEلى مEا هEو عEليه اآلن فEي
انEEخفاض عEEوائEEدهEEا بسEEبب زيEEادة الEEتركEEيز عEEلى الEEتمويEEالت الEEقائEEمة عEEلى أسEEاس
املEEرابEEحات ،ال سEEيما أن نسEEب املEEرابEEحة والEEفائEEدة تEEتنافEEسان عEEلى مسEEتوى واحEEد فEEي
جEذب الEعمالء واسEتقطابEهم ،ويEبقى الEوازع الEديEني هEو الEدافEع أو املEوجEه الEرئEيس إلEى
التعامل مع املصارف اإلسالمية.
.1ﯾﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮭﺎ أﻋﻼه د .ﻣﯿﻠﺰ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(١٠٦
.2د .ﻗﺤﻒ) ،ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص ٣٣ﺑﺘﺼﺮف(.
.۲ارتEEباط اسEEتحقاق املEEمول لEEلعائEEد بتحEEمل مEEغارم الEEصفقة فEEي مEEرحEEلة مEEعينة مEEن
مEراحEل عEملية الEتمويEل ،وهEي مEرحEلة متEلك املEمول للسEلعة )محEل الEتمويEل(
وحEEيازتEEها ،وتنتهEEي بتسEEليمها للمسEEتفيد )الEEعميل( ،وقEEد أشEEارت إلEEى هEEذه
اخلEEاصEEية الEEنصوص الشEEرعEEية مEEثل :حEEديEEث) :النهEEي عEEن بEEيع مEEا لEEم يEEقبض(،
وحEديEث )النهEي عEن ربEح مEا لEم يEضمن( ،1وصEيغت عEلى شEكل قEواعEد فقهEية
مEثل :قEاعEدة )اخلEراج بEالEضمان( ،2وقEاعEدة )الEغرم بEالEغنم( ،3وهEذه اخلEصيصة
تEصلح كEذلEك ألنْ تEذكEر فEي عEقود املEشاركEات بEوصEفها خEاصEية ممEيزة لEها عEن
غEيرهEا مEن عEقود الEتمويEالت األخEرى ،غEير أنEها فEي عEقود املEشاركEات مسEتمرة
تنشأ من حلظة تسلم الشريك لرأس املال وتستمر حنى انتهاء مدة العقد.
املRRطلب اخلRRامRRس :نRRقاط االخRRتالف بRRني الRRتمويRRل الRRقائRRم عRRلى أسRRاس املRRشاركRRات
والتمويل القائم على املداينات الشرعية
مEن الEطبيعي أنْ جنEد بEني هEذيEن الEنوعEني مEن الEتمويEل -كEما هEو بEائEن مEن اسEميهما -
نقاط اختالف كثيرة ،نوجزها في التالي:4
.۱الEتمويEل )الEتجاري( الEذي يEؤول إلEى عEالقEة مEدايEنة بEني املEمول واملEتمول يEقوم
عEلى أسEاس الEبيع أو اإلجEارة ،فEي حEني يEقوم الEتمويEل )املEالEي( الEذي يEؤول إلEى
عالقة تشاركية على أساس تعاون رأس املال والعمل في مشروع مثمر.
.1روى أﺑﻮ داود ﺑﺮﻗﻢ ) ،(٣٥٠٣واﻟﺘﺮﻣﺬي ﺑﺮﻗﻢ ) ،(١٢٣٢واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺮﻗﻢ ) ،(٤٦١١واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﺑﺮﻗﻢ
أن رﺳﻮل ﷲ rﻗﺎل " :ﻻ ﯾﺤﻞ ﺑﯿﻊ ﻣﺎ ) (٢١٨٨واﻟﻠﻔﻆ ﻟﮫ ،ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﻌﯿﺐ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﺟﺪه ﱠ
ﻟﯿﺲ ﻋﻨﺪك ،وﻻ رﺑﺢ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻀﻤﻦ ".
.2اﻟﺰرﻗﺎ ،أﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺸﯿﺦ ﻣﺤﻤﺪ " ،ﺷﺮح اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ " ،دار اﻟﻘﻠﻢ -دﻣﺸﻖ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ١٤٠٩ھـ -
١٩٨٩م) ،ص.(٤٢٩
.3اﻟﺰرﻗﺎ ،أﺣﻤﺪ " ،ﺷﺮح اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ " ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٤٣٧
.4د .ﻗﺤﻒ) ،ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص ٥٥وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ(.
.۲ربEح الEتمويEل الEتجاري مEعلوم ومحEدد عEند الEبيع أو اإلجEارة وال عEالقEة لEه بEالEنتائEج
الEEتي يEEحققها املEEتمول مEEن اسEEتعمال )محEEل الEEعقد( ،فEEي حEEني ال يEEعرف ربEEح
التمويل املالي مسبقاً.
.۳ف EEي ال EEتموي EEل امل EEال EEي ي EEقتصر دور ص EEاح EEب امل EEال ع EEلى ت EEقدمي امل EEال للمس EEتثمر
)الEعامEل( وال عEالقEة لEه بEاتEخاذ الEقرارات املEتعلقة بEاسEتثماره ،بEل غEالEباً ال تEتوفEر
لEEديEEه اخلEEبرة فEEي إدارتEEه واسEEتثماره ،بEEينما يEEقوم صEEاحEEب املEEال )املEEمول( فEEي
التمويل التجاري باتخاذ القرارات املالئمة بشأن اختيار وشراء السلعة وبيعها.
.٤ال ميEكن أنْ يEكون الEتمويEل املEالEي بEديEالً عEن الEتمويEل الEتجاري وال الEعكس؛ ألن
أحEدهEما مبEفرده ال يسEد احلEاجEات الEتي مEن أجEلها شEرع اآلخEر ،وال يسEتوعEب كEل
الظروف التي تطرأ على عملية التمويل.
.۱الEEتمويEEل الEEربEEوي يEEجعل الEEنقود سEEلعة كEEسائEEر السEEلع تEEخضع لEEعوامEEل الEEعرض
والEطلب ،ويEسمح بEتداولEها وخEصمها ،وعEليه فEإنEها تEتعرض كEالسEلع األخEرى
للرخص والغالء ،والرواج والكساد...
.۲الEتمويEل الEربEوي يEتضمن زيEادة لEقاء األجEل سEواء كEانEت تEلك الEزيEادة مشEروطEة فEي
بEدايEة الEتمويEل أو اسEتحقت نEظير تEأجEيل الEديEون احلEالEة تEأجEيالً اتEفاقEياً )اجلEدولEة(
أو إجبارياً )غرامات التأخير(.
.۳تEنتقل مEلكية الEقرض فEي الEتمويEل الEربEوي إلEى املEقترض ،ويEلتزم األخEير بEرده مEع
الزيادة املشروطة حسب اآلجال الزمنية املتفق عليها.
.1د .ﻗﺤﻒ) ،ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص ٥١ﺑﺘﺼﺮف( .د .ﻣﯿﺮة ،ﺣﺎﻣﺪ
ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ) ،ﻋﻘﻮد اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ اﻟﻤﺴﺘﺠﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ( ،اﻟﻤﯿﻤﺎن ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،ﺟﺪوى
ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ١٤٣٢ ،ھـ ٢٠١١ -م) ،ص.(٤٩
.٤الEتمويEل الEربEوي عEادة مEا يEكون فEي الEنقود ،وقEلما يEكون بEغيرهEا مEن املEثليات؛
كالقمح والشعير والتمر ونحوها.
.٥ميEEنح الEEتمويEEل الEEربEEوي فEEي الEEغالEEب بEEدون قEEيود اسEEتعمالEEية ،وقEEد ميEEنح بEEصفة
تEخصصية وألغEراض محEددة كشEراء سEلعة أو إجEراء عEملية اسEتثماريEة أو إنEشاء
مشEروع مEعني ،إال أنEه ال عEالقEة لEلمقرض بEذلEك الEغرض الEذي ينشEده املEقترض
ومبدى حتققه.
املRطلب الRسابRع :فRوارق أسRاسRية بRني الRتمويRل اإلسRالمRي الRقائRم عRلى أسRاس عRقود
املشاركات وبني التمويل الربوي
يEختلف كEال الEتمويEلني اإلسEالمEي والEربEوي بEعضهما عEن بEعض اخEتالفEات جEوهEريEة
تظهر في النقاط اآلتية:1
.۱تEEنتقل مEEلكية املEEال )الEEقرض( إلEEى املEEقترض فEEي الEEتمويEEل الEEربEEوي بEEينما تسEEتمر
ملكية املال املمول لصاحبه في التمويل اإلسالمي.
.۲ال يتحEمل املEمول فEي الEتمويEل الEربEوي أي خEسارة الحEقة بEاملEال )الEقرض( ،بEينما
يتحمل املمول مسؤولية اخلسارة في التمويل اإلسالمي.
.۳ال يEEوجEEد ارتEEباط بEEني الEEزيEEادة )الEEفائEEدة( وربEEح املشEEروع )محEEل الEEتمويEEل( فEEي
الEتمويEل الEربEوي ،فEي حEني يشEترك الEطرفEان فEي الEتمويEل اإلسEالمEي فEي الEنتيجة
الربحية للعملية التمويلية وفقاً التفاقهما.
.٤يEجب أنْ يEكون لEلعمل املEنتج دور إيEجابEي مEؤثEر فEي إمنEاء املEال )مEبلغ الEتمويEل(
وزيادته بينما ال يشترط ذلك في التمويل الربوي.
.1د .ﻗﺤﻒ) ،ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص ٥٢ﺑﺘﺼﺮف(.
املبحث الثاني
االبتكار التمويلي؛
تعريفه ،ودوافعه ،ومعوقاته ،وجوانبه
اشتمل هذا املبحث على أربعة مطالب مبينة على النحو اآلتي:
املطلب األول :تعريف االبتكار التمويلي
ميEكن تEعريEف االبEتكار املEالEي أو الEتمويEلي أو مEا يEسمى بEالEهندسEة الEتمويEلية أو املEالEية
بEاآلتEي) :تEصميم وتEطويEر أدوات وآلEيات متEويEلية مEتميزة عEن تEلك األدوات واآللEيات
الEسائEدة مEن حEيث املEصداقEية والEكفاءة االقEتصاديEة واملEثالEية واملEيزة الEتنافسEية ،وصEياغEة
حEلول إبEداعEية مEعقولEة لEلمشاكEل والتحEديEات واسEتغالل الEفرص الEتمويEلية ،كEل ذلEك
في إطار املعايير والضوابط الشرعية(.
والناظر في هذا املفهوم يجد أنه يتضمن ثالثة أنواع من األنشطة:1
.۱ابEتكار حEلول إبEداعEية ذات كEفاءة مEثالEية ملEشاكEل الEتمويEل؛ مEثل :تEصميم أدوات
إلدارة السEEيولEEة فEEي جEEانEEبي الEEعرض والEEطلب ،أو أدوات لEEلتحوط ضEEد مEEخاطEEر
االسEEتثمارات ،واملEEتأخEEرات املEEتعثرة ،أو اسEEتحداث أسEEالEEيب السEEتغالل فEEرص أو
موارد معطلة...
.۲ابEEتكار آلEEيات متEEويEEلية ذات عEEوائEEد مEEقبولEEة ،وكEEلف مEEتدنEEية ،وهEEو مEEا يEEعبر عEEنه
مبصطلح )الكفاء االقتصادية(.
.1وﻟﻠﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﯿﻞ اﻟﺪﻗﯿﻘﺔ ،واﻻﺳﺘﻄﺮادات اﻟﮭﺎﻣﺔ ﺣﻮل ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻻﺑﺘﻜﺎر واﻟﮭﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ
اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ ،ﯾُﺮﺟﻰ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ھﺬﯾﻦ اﻟﻤﺮﺟﻌﯿﻦ اﻟﻨﻔﯿﺴﯿﻦ :د .ﻗﻨﻄﻘﺠﻲ ،ﺳﺎﻣﺮ ﻣﻈﮭﺮ) ،ﻓﻘﮫ اﻻﺑﺘﻜﺎر
اﻟﻤﺎﻟﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﺜﺒﺖ واﻟﺘﮭﺎﻓﺖ( ،ﻣﻨﺸﻮرات ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث ﻓﻘﮫ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﺳﻨﺔ ٢٠١٥م) ،ص- ٢٠
.(٢٨د .اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ ،ﺳﺎﻣﻲ) ،ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﮭﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ،ﻧﻈﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻹﺳﻼﻣﻲ( ،ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺒﺤﻮث ،ﺷﺮﻛﺔ
اﻟﺮاﺟﺤﻲ اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ،رﻣﻀﺎن ١٤٢١ھـ -دﯾﺴﻤﺒﺮ ٢٠٠٠م) ،ص.(٥
.۳اب EEتكار أدوات وم EEنتجات ت EEتسم ب EEاحل EEداث EEة واجل EEدة ع EEلى حس EEب امل EEتغيرات
االقتصادية ،وعلى ضوء االحتياجات القائمة.
.٤اسEEتناد عEEمليات االبEEتكار إلEEى كEEليات وقEEواعEEد ومEEقاصEEد مسEEتقاة مEEن الEEنصوص
الشEرعEية واملEصادر الفقهEية املEعتبرة ،وهEذا مEا يEعبر عEنه مبEصطلح )املEصداقEية أو
السالمة الشرعية(.
وتEEتحول املEEنافEEسة بEEني تEEلك املEEؤسEEسات عEEلى األسEEعار أو هEEامEEش الEEربEEحية بEEدالً مEEن
الEنوعEية ،واملEسؤولEية تEقع عEلى عEاتEق الEباحEثني والEعامEلني فEي مEجال الEتمويEل اإلسEالمEي
السEتغالل الEفرص مEن خEالل طEرح مEنتجات مEالEية تEتميز بEبساطEة اإلجEراءات ،وسEهولEة
الEEتنفيذ ،وخEEلوهEEا مEEن الشEEروط املEEعقدة واملEEتطلبات الEEتعجيزيEEة ،وحتEEقيقها ألغEEراض
املEEتعامEEلني ،وبEEكونEEها مEEقبولEEة لEEدى جEEمهور املسEEلمني الEEذيEEن يEEرغEEبون فEEي الEEتعامEEل
اإلسالمي بصورة سليمة بعيدة عن الشبهات.
ومEEطلوب مEEن فEEقهائEEنا أنْ يجتهEEدوا فEEي فEEهم الشEEريEEعة ،وفEEي فEEهم ظEEروف تEEطبيقها،
ومEطلوب مEنهم أنْ يEحاولEوا أن يEتفهموا الEظروف اجلEديEدة واألشEكال احلEديEثة لEلتمويEل
فEي عEصرنEا ،ملEواجEهة املEشكالت الEزمEنية الEكثيرة بحEلول شEرعEية جEريEئة رائEدة ،بEعيدة
عEEن الشEEبهات واملEEطاعEEن ،لEEيدفEEعوا عEEن األمEEة احلEEرج ،ولEEيفسحوا لEEها مEEجال الEEرقEEي
والEتقدم ومEسايEرة الEزمEن ،بEدالً مEن الEتضييق والEتعمق فEي التحEرمي بEأدنEى الشEبهات،
وقEد كEان الEفقهاء املEتقدمEون ال يEفتون فEي مEنع مEعامEلة حEتى يEنظروا إلEى مEدى حEاجEة
الEEناس إلEEيها ،فEEإنْ رأوا احلEEاجEEة إلEEيها مEEاسEEة ،أو الEEبلوى بEEها عEEامEEة ،رخEEصوا فEEيها،
وأبEاحEوهEا ،وتEلطفوا فEي الEتعامEل مEعها ،ألنَّ الEديEن يسEر ال تعسEير فEيه ،وفEي قEواعEد
الشريعة نقرأ )املشقة جتلب التيسير( ،و)إذا ضاق األمر اتسع(.1
وبهذا الطريق أسس -على سبيل املثال -بعض فقهاء املذهب احلنفي ملا يلي:
▪ أحEكام بEيع الEوفEاء 2الEذي اعEتاده أهEل سEمرقEند وبEخارى فEي الEقرن اخلEامEس
الهجEري للخEروج مEن مEشكلة الEربEا عEند ازديEاد احلEاجEة إلEى الEقروض وتEداول
.1اﻟﺴﯿﻮطﻲ ،ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺟﻼل اﻟﺪﯾﻦ " ،اﻷﺷﺒﺎه واﻟﻨﻈﺎﺋﺮ " ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻜﺘﺐ
اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ -ﺑﯿﺮوت١٤١١ ،ھـ ١٩٩٠ -م) ،ص.(٨٣،٨٠
.2ﻋﺮﻓﮫ ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ دورﺗﮫ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﺑﺠﺪة ﻣﻦ ١٢ - ٧ذي اﻟﻘﻌﺪة ١٤١٢ھـ
اﻟﻤﻮاﻓﻖ ١٤ - ٩ﻣﺎﯾﻮ ١٩٩٢م) ،ﻗﺮار (٧/٤) ٦٦ﺑﺄﻧﮫ) :ﺑﯿﻊ اﻟﻤﺎل ﺑﺸﺮط أن اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻣﺘﻰ رد اﻟﺜﻤﻦ ﯾﺮد
اﻟﻤﺸﺘﺮي إﻟﯿﮫ اﻟﻤﺒﯿﻊ(.
▪ إجEEازة إجEEارة االغEEتسال فEEي احلEEمامEEات الEEعمومEEية مEEع أن كEEمية املEEنفعة فEEيها
مEجهولEة وغEير مEعينة؛ ألنEه مEن الEصعوبEة تEعيني املEدة الEتي يEقضيها املغتسEل فEي
احلEمام ،وحتEديEد مEقدار املEاء الEذي يEصرفEه ،فEاقEتضت تEلك الEصعوبEة أنْ يEقف
منها الفقهاء موقف التسهيل والتذليل.4
▪ اخEتيارهEم لEقول محEمد فEي جEواز بEيع الEثمار مEع اشEتراط بEقائEها وتEركEها عEلى
الشجر وقد ورد النهي الصريح عن ذلك.5
.1ﺣﯿﺪر ،ﻋﻠﻲ ﺧﻮاﺟﮫ أﻣﯿﻦ أﻓﻨﺪي " ،درر اﻟﺤﻜﺎم ﺷﺮح ﻣﺠﻠﺔ اﻷﺣﻜﺎم" ﺗﻌﺮﯾﺐ ﻓﮭﻤﻲ اﻟﺤﺴﯿﻨﻲ ،دار
اﻟﺠﯿﻞ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ١٤١١ ،ھـ ١٩٩١ -م.(١/٣٥) ،
.2ﻋﻠﻲ ﺣﯿﺪر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ.(١/١١٣) ،
.3ﻋﻠﻲ ﺣﯿﺪر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ.(١/٣٥) ،
.•4ﻋﻠﻲ ﺣﯿﺪر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ).(١/٤٢
.5اﺑﻦ ﻣﺎزه ،أﺑﻮ اﻟﻤﻌﺎﻟﻲ ﻣﺤﻤﻮد ﺑﻦ أﺣﻤﺪ " ،اﻟﻤﺤﯿﻂ اﻟﺒﺮھﺎﻧﻲ " ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ،
١٤٢٤ھـ ٢٠٠٤ -م.(٦/٣٣٣) ،
▪ جتEويEزهEم أخEذ األجEرة عEلى تEعليم الEقرآن وسEائEر الEطاعEات مEع أن الEنصوص
تنهى عن ذلك.1
▪ حEEكمهم بEEتضمني األجEEير املشEEترك إذا هEEلك املEEتاع فEEي يEEده بسEEبب ميEEكن
االحتراز عنه مع أنَّ الدليل يخالف ذلك.2
إلEEى غEEير ذلEEك مEEن االجEEتهادات والEEتدابEEير االسEEتحسانEEية الEEكثيرة الEEتي اسEEتجابEEت
لEالحEتياجEات البشEريEة ،وراعEت مEختلف الEظروف ،بEصرف الEنظر عEن مEدى جنEاحEها أو
إخEEفاقEEها ،إال أنEEها مEEحاوالت جEEادة حلEEل مEEشكالت زمEEنية ،واملEEتأخEEرون مEEن املEEالEEكية
سEلكوا هEذا املسEلك ،ومEثلهم الEشافEعية واحلEنابEلة ،وال يEتسع اجملEال هEنا لسEرد األمEثلة
الEكثيرة مEن هEذه االجEتهادات الEغنية اخلEصبة ،لEكنها أخEذت تEتضاءل وتEقل مEع الEزمEن
لEتضاؤل الEكفاءات تEدريEجياً ،حEتى أصEبح الEفقه مجEرد حEفظ مEتون ،واجEترار أفEكار
قEEدميEEة ،ولEEعله لهEEذا السEEبب أخEEذت األنEEظار تEEتجه إلEEى الEEقوانEEني األجEEنبية احلEEديEEثة
املتطورة واملتجددة لتنظيم وسد االحتياجات العصرية.
ولEكن هEل يEعني االبEتكار املEالEي فEتح بEاب احلEيل ومEحاولEة االلEتفاف لEتجاوز الEقيود
والEEعقبات املEEتعلقة بEEنصوص الشEEريEEعة ومEEقاصEEدهEEا أو بEEالسEEياسEEة الEEنقديEEة عEEلى نEEحو
يEضعف أثEر تEلك الEقيود فEيها ،ويEنتقص مEن مEصداقEيتها الشEرعEية ،ال سEيما أن الEغايEة
مEن تEلك الEقيود ضEبط الEتعامEالت املEالEية واحملEافEظة عEلى اسEتقرارهEا ،بEينما االبEتكار
املEالEي عEمل يEقصد بEه جتEاوز تEلك الEقيود واحملEددات الEسائEدة املسEتقرة عEلى نEحو قEد
يحدث فيها قدراً من عدم االستقرار ،فهل االبتكار لذلك عمل سلبي أم إيجابي ؟
إذا كEان االبEتكار املEالEي يEحقق املEصالEح املشEروعEة ،وال يEعرقEل األهEداف املEرجEوة ،ويEزيEد
مEعدل اإلنEتاجEية ،ويEحسن رفEاهEية املسEتهلك ،ولEيس فEيه مEعارضEة لEلنصوص واملEبادئ
التشEريEعية ذات الEقيم الEثابEتة واخلEالEدة ،فEهو ابEتكار إيEجابEي ومEفيد ،ولEكن إذا خEال مEن
تEEلك املEEتطلبات ،وكEEان املEEقصود مEEنه جتEEاوز السEEياسEEات ،وتخEEطي األنEEظمة لEEزيEEادة
الEربEحية ،فEهو ابEتكار سEلبي يEزيEد مEن اضEطراب وعEدم اسEتقرار األسEواق املEالEية ،ومEن ثEم
يEEؤدي إلEEى نEEقص الEEرفEEاهEEية ،وطEEرد املEEنتجات اجلEEيدة ،ويEEزداد األمEEر سEEوءاً حEEني يEEتبنى
بEعض الEفقهاء مEوقEفاً مEحابEياً لهEذا الEنوع مEن االبEتكارات عEلى غEرار مEوقEفهم مEن الEتورق
املEEنظم ،وبEEيع الEEوفEEاء ،واملشEEتقات املEEالEEية ..،فEEي هEEذه احلEEالEEة يEEقع عEEلى عEEاتEEق هEEؤالء
الEفقهاء الEداعEمني ملEثل هEذه املEنتجات املEسؤولEية عEن الEتقلبات املEالEية ،وعEرقEلة األهEداف
االقتصادية ،وإعاقة النشاطات التمويلية عن حتقيق مقاصدها األساسية .
1
.1د .اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ ،ﺳﺎﻣﻲ) ،ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﮭﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ،ﻧﻈﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻹﺳﻼﻣﻲ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٦
.2اﻟﻤﯿﻼد ،زﻛﻲ) ،اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ :دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر اﻷﻓﻜﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ() ،ص .(١٢٣وﻟﻼﺳﺘﺰادة
اﻟﻤﻤﺘﻌﺔ ﺣﻮل ﺗﺤﺪﯾﺎت اﻻﺑﺘﻜﺎر اﻟﻤﺎﻟﻲ ﯾُﺮﺟﻰ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﻤﺎﺗﻊ اﻟﺬي ﺳﺒﻘﺖ اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﯿﮫ ﻷﺳﺘﺎذﻧﺎ
اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﺎﻣﺮ ﻗﻨﻄﻘﺠﻲ) ،ﻓﻘﮫ اﻻﺑﺘﻜﺎر ﺑﯿﻦ اﻟﺘﺜﺒﺖ واﻟﺘﮭﺎﻓﺖ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٥١
يEتمعن فEي تEشخيص الEقضايEا الEضروريEة بEواقEعية ودرايEة تEامEة بEواقEع احلEال ،ولEم
يختبرها بروح اجتهادية مرنة.1
.۳محEدوديEة األسEواق املEالEية اإلسEالمEية فEي املEنطقة الEعربEية ،وصEغر حجEمها ،وقEصور
آلEياتEها ،وعEدم مEتابEعة آخEر الEتطورات فEي دنEيا الEتمويEل والEعمل عEلى بEلورتEها،
وإنEضاجEها ،أو اسEتحداث واسEتخالص أفEكار ومEنتجات جEديEدة ،واخلEوف مEن
خEوض غEمار املEنتجات اجلEديEدة واخEتبارهEا ،ومEواجEهة اخملEاطEر ،كEل أولEئك جEعل
املEصارف اإلسEالمEية تEتمسك بEاملEنتجات الEقدميEة ،وأصEاب االبEتكار فEي إطEارهEا
باخلمول والركود.
.1اﻟﻤﯿﻼد) ،اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ :دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر اﻷﻓﻜﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(١٢٨
.2ﻗﺮار رﻗﻢ ٥/٢) ٤١ - ٤٠و (٥/٣ﻓﻲ دورة ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﺨﺎﻣﺲ ﺑﺎﻟﻜﻮﯾﺖ ﻣﻦ ٦ - ١ﺟﻤﺎدى اﻷوﻟﻰ ١٤٠٩
اﻟﻤﻮاﻓﻖ ١٥ - ١٠ﻛﺎﻧﻮن اﻷول )دﯾﺴﻤﺒﺮ( ١٩٨٨م.
.3ﻗﺮار رﻗﻢ (٨/٣) ٧٢ﻓﻲ دورة ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﺜﺎﻣﻦ ﺑﺒﻨﺪر ﺳﯿﺮي ﺑﯿﺠﻮان ،ﺑﺮوﻧﺎي دار اﻟﺴﻼم ﻣﻦ ٧ - ١
ﻣﺤﺮم ١٤١٤ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ٢٧ - ٢١ﺣﺰﯾﺮان )ﯾﻮﻧﯿﻮ( ١٩٩٣م.
.4د .اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ ،ﺳﺎﻣﻲ) ،ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﮭﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ،ﻧﻈﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻹﺳﻼﻣﻲ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(١٣
ثRانRياً /إعEادة الEنظر فEي املEسائEل الEقدميEة املEبنية عEلى أعEراف أو مEصالEح زمEنية لEم يEعد
لEها اآلن وجEود أو تEأثEير ،وذلEك لEتعديEلها فEي ضEوء ظEروف الEعصر وحEاجEاتEه؛ إذ لEكل
عصر مشكالته ،وواقعه ،وحاجاته املتجددة.
ثRالRثاً /قEد يظهEر اإلبEداع فEي أنْ تEأخEذ فEي جEزء مEن املEسألEة مبEذهEب وفEي جEزء آخEر
مبEذهEب غEيره ،وذلEك بEاالسEتناد إلEى أدلEة نEصية أو اجEتهاديEة؛ كEما فEي بEيع املEرابEحة
لEEآلمEEر بEEالشEEراء ،فEEقد رجEEح الEEعلماء جEEوازهEEا اسEEتناداً إلEEى أن األصEEل فEEي املEEعامEEالت
اإلبEاحEة ،ووافEقوا مEذهEب الEشافEعي الEذي نEص فEي كEتابEه األم عEلى جEواز الEبيع بهEذه
الEصورة ،ولEكنهم خEالEفوا الEشافEعي الEذي يEرى أن وعEد اآلمEر بEالشEراء غEير مEلزم لEه ،وهEو
بEاخلEيار بEعد شEراء املEأمEور السEلعة؛ إنْ شEاء أمEضى الEبيع املEتواعEد عEليه ،وإنْ شEاء نEكل
عEنه ،وذهEبوا إلEى أن الEوعEد بEالشEراء ال سEيما مEع دخEول املEوعEود فEي كEلفة مEالEية جEراء
الوعد ملزم للواعد اآلمر بالشراء.1
رابRRعاً /اسEEتنتاج عEEلة جEEديEEدة لEEلحكم الشEEرعEEي يEEدور مEEعها وجEEوداً وعEEدم Eاً2؛ مEEثال
ذلEك تEعليل الEفقهاء ملEسألEة املEنع مEن بEيع املEبيع قEبل قEبضه بEأن فEيه شEبهة ربEا ،أو لEتوالEي
الEضمانEني ،أو لEئال يEقع الEبائEع الEثانEي فEي ربEح مEا لEم يEضمن ألن السEلعة قEبل قEبضه لEها
ال تEدخEل فEي ضEمانEه ،أو الحEتمال انEفساخ الEعقد ،أو لEدرء الEتنازع احملEتمل بEني الEبائEع
الEEثانEEي واملشEEتري مEEنه فEEيما لEEو لEEم يسEEتطع الEEبائEEع األول تسEEليم املEEعقود عEEليه لEEلبائEEع
الEEثانEEي ،ومEEنهم مEEن عEEلل املEEنع بEEأنEEه أمEEر تEEعبدي غEEير مEEعقول املEEعنى ،بEEينما عEEلل ابEEن
تEيمية النهEي عEن بEيع املEبيع قEبل قEبضه بEأن الEبائEع إذا رأى املشEتري قEد بEاع السEلعة الEتي
اشEتراهEا مEنه بEربEح وبEسعر أعEلى مEن الEسعر الEذي دفEعه ثEمناً لEه ،قEد يEسعى فEي جحEد
.1د .اﻟﻘﺮﺿﺎوي ،ﯾﻮﺳﻒ) ،اﻻﺟﺘﮭﺎد ﻓﻲ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﻊ ﻧﻈﺮات ﺗﺤﻠﯿﻠﯿﺔ ﻓﻲ اﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ(،
دار اﻟﻘﻠﻢ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ -اﻟﻜﻮﯾﺖ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ١٤١٧ ،ھـ ١٩٩٦ -م) ،ص.(١١٧
.2د .اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ ،ﺳﺎﻣﻲ) ،ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﮭﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ،ﻧﻈﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻹﺳﻼﻣﻲ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(١٤
الEصفقة وردهEا وإنEكارهEا أو اسEتخدام وسEائEل احEتيالEية لEفسخها وعEدم تسEليم السEلعة،
وبناءً على هذه العلة يجوز للمشتري أنْ يبيع املبيع قبل قبضه تولية أي برأسماله.1
.1اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ،أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﺤﻠﯿﻢ) ،اﻻﺧﺘﯿﺎرات اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ( ،دار اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ -ﺑﯿﺮوت١٣٩٧ ،ھـ ١٩٧٨ -م،
)ص.(٤٧٣
.2اﻹﺳﻨﻮي ،ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﯿﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ) ،ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺴﻮل ﺷﺮح ﻣﻨﮭﺎج اﻟﻮﺻﻮل( ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻜﺘﺐ
اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ١٤٢٠ ،ھـ ١٩٩٩ -م) ،ص.(٣٧٥
ويEذهEب بEعض الEعلماء إلEى أنَّ الEتلفيق املEمنوع الEذي ال يEفتي أحEد مEن الEفقهاء بEجوازه
هEEو قEEص ولEEصق األقEEوال بEEعضها بEEبعض بEEدون دلEEيل إال اتEEباع الEEهوى ومEEا تشEEتهيه
االنEفس ،بEحيث يEنشأ عEن ذلEك حEقيقة مEركEبة ال يEقول بEها أحEد مEن الEعلماء؛ كEمن
أراد أن يEEتوضEEأ بEEدون مEEضمضة ،وال تEEدلEEيك ،وميEEسح شEEعرات مEEن رأسEEه ،ويEEلمس
امEرأتEه ،ثEم يEصلي ،..فEوضEوءه بEاطEل فEي جEميع املEذاهEب األربEعة ،عEند أبEي حEنيفة
ألنEEه لEEم ميEEسح ربEEع الEEناصEEية ،وعEEند مEEالEEك ألنEEه لEEم يEEدلEEك أعEEضاء الEEوضEEوء ،وعEEند
الEشافEعي ألن وضEوءه انEتقض بEالEلمس ،وعEند أحEمد ألنEه لEم يEتمضمض ،ولEم ميEسح
جميع الرأس .
1
.1د .اﻟﻘﺮﺿﺎوي ،ﯾﻮﺳﻒ) ،ﺑﯿﻊ اﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ ﻟﻶﻣﺮ ﺑﺎﻟﺸﺮاء ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺮﯾﮫ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ( ،ﻣﻜﺘﺒﺔ وھﺒﺔ،
اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ١٤١٥ ،ھـ ١٩٩٥ -م) ،ص.(٣٤
ووهEبت واسEتوهEبت ،وأجEرت واسEتأجEرت ،غEير قEاصEد بEها املEضامEني الEتي وضEعت لEها
هEذه الEصيغ ،بEل قEصده يEنافEي مEقصودهEا ،لEم يEكن لEه مEن عEمله وقEولEه إال مEا نEواه ،قEال
رسEول اهلل عEليه الEصالة والسEالم) :إمنEا األعEمال بEالEنيات وإمنEا لEكل امEرئ مEا نEوى(،1
وهEذا احلEديEث نEص فEي إبEطال األعEمال الEتلفيقية االحEتيالEية الEتي يEقصد مEن ورائEها
الEوصEول إلEى مEقصود محEرم؛ كEمن يجEمع بEني مEتفرق أو يEفرق بEني متجEمع إلسEقاط
الEزكEاة أو تEنقيصها بEاجلEمع والEتفريEق ،وكEمن يظهEر بEاملEراوغEة أمEراً جEائEزاً لEيتوصEل بEه إلEى
أمEر محEرم يEبطنه ،2كEبيع الEعينة ،وبEيع الEوفEاء ،والEتورق املEنظم ،ومEقلوب الEتورق،..
واحلEديEث نEص أيEضاً فEي أن مEن نEوى بEالEبيع أو اإلجEارة أو املEشاركEة الEربEا ،كEان مEرابEياً،
ومEن نEوى بEاالبEتكار اخEتراع احملEلالت ملَِEا حEرّم اهلل كEان كEالEتيس املسEتعار الEذي يسEتخدم
لتحليل املرأة املطلقة لزوجها األول.
ونخEلص ممEا تEقدم إلEى أنّ صEورة الEعقد غEير كEافEية وحEدهEا فEي حEلَّ املEعامEلة املEبتكرة إال
إذا لم يقصد بها مبتكرها قصداً فاسداً.3
وقEد قEرَّرَ مجEلس مجEمع الEفقه اإلسEالمEي الEدولEي فEي دورة مEؤمتEره الEثامEن املEنعقدة فEي
بEEرونEEاي مEEن ۷ - ۱محEEرم ۱٤۱٤هـ املEEوافEEق ۲۷ - ۲۱حEEزيEEران )يEEونEEيو( ۱۹۹۳م،
وبEعد اطEالعEه عEلى الEبحوث واسEتماعEه لEلمناقEشات الEتي دارت حEول مEوضEوع )األخEذ
بEالEرخEصة وحEكمه( ،أنَّ حEقيقة الEتلفيق فEي تEقليد املEذاهEب تEعني أنْ يEأتEي املEقلد فEي
مEسألEة واحEدة ذات فEرعEني مEترابEطني فEأكEثر بEكيفية ال يEقول بEها مجتهEد ممEن قEلدهEم
في تلك املسألة ،وانتهى إلى أنَّ التلفيق يكون ممنوعاً في األحوال التالية:
.1اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ وھﻮ ﻣﻦ ﻣﺮوﯾﺎت ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮫ ،وﺷﮭﺮﺗﮫ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻦ
ﺗﺨﺮﯾﺠﮫ.
.2وﻟﮭﺬا ﯾﻘﺎل طﺮﯾﻖ )ﺧﯿﺪع(؛ إذا ﻛﺎن ﻣﺨﺎﻟﻔﺎ ً ﻟﻠﻘﺼﺪ ﻻ ﯾﻔﻄﻦ ﻟﮫ ،وﯾﻘﺎل ﻟﻠﺴﺮاب )اﻟﺨﯿﺪع(؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺨﺪع ﻣﻦ
ﯾﺮاه وﯾﻐﺮّه ،وظﺎھﺮه ﺧﻼف ﺑﺎطﻨﮫ ،اﺑﻦ ﻗﯿﻢ اﻟﺠﻮزﯾﺔ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ " ،إﻋﻼم اﻟﻤﻮﻗﻌﯿﻦ ﻋﻦ رب
اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ " ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ -ﺑﯿﺮوت١٤١١ ،ھـ ١٩٩١ -م.(٣/١٢٧) ،
.3ﯾﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺼﯿﻞ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺗﺄﺻﯿﻼً وﺗﺪﻟﯿﻼً وﺗﻌﻠﯿﻼً ﻛﺘﺎب أﻋﻼم اﻟﻤﻮﻗﻌﯿﻦ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺤﺒﺮ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻔﮭﺎﻣﺔ
اﺑﻦ ﻗﯿﻢ اﻟﺠﻮزﯾﺔ ،وﻗﺪ ﺳﺒﻘﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮫ آﻧﻔﺎ ً.
إذا أدى إلEى األخEذ بEالEرخEص جملEرد الEهوى ،أو اإلخEالل بEأحEد الEضوابEط املEبينة فEي •
مسألة األخذ بالرخص.
إذا أدى إلى نقض حكم القضاء. •
إذا أدى إلى نقض ما عمل به تقليداً في واقعة واحدة. •
إذا أدى إلى مخالفة اإلجماع أو ما يستلزمه.
•
• إذا أدى إلى حالة مركبة ال يقرها أحد من اجملتهدين.
املبحث الثالث
أبرز املبتكرات واملمارسات واألدوات
املستخدمة في التمويل اإلسالمي
اشتمل هذا املبحث على عدة مطالب ،وضحت القول فيها على النحو اآلتي:
املطلب األول :بيع املرابحة لآلمر بالشراء
وقد تضمن هذا املطلب الفروع واملسائل التالية:
الفرع األول :نبذة موجزة عن بيع املرابحة لآلمر بالشراء:
كEان أول مEن طEرح هEذه الEصيغة لEلتطبيق عEلى نEطاق املEعامEالت املEصرفEية اإلسEالمEية هEو
الEدكEتور سEامEي حEمود ،ويEؤكEد الEباحEثون أن هEذه الEصيغة كEانEت مEعروفEة فEي املEدونEات
الفقهEEية الEEقدميEEة ،وتEEناولEEها الEEفقهاء بEEالEEدراسEEة كمحEEمد بEEن احلEEسن الشEEيبانEEي،1
ومEالEك ،2والEشافEعي ،3وابEن الEقيم 4وغEيرهEم ،وكEان دافEع الEدكEتور سEامEي حEمود وراء
إدخEال هEذه الEصيغة إلEى حEيز الEتطبيق فEي املEصارف اإلسEالمEية أنEه رأى أن املEفكريEن
اإلسEEالمEEيني فEEي الEEعقديEEن الEEسادس والEEسابEEع مEEن هEEذا الEEقرن يEEطرحEEون حلEEل مEEشكلة
الEتمويEل واالسEتثمار املEضاربEة وأخEواتEها مEن عEقود املEشاركEات ،ولEكن لEم يEقل هEؤالء
املEEفكرون كEEيف ميEEكن أنْ ميEEول املEEصرف اإلسEEالمEEي بEEاملEEضاربEEة شEEخصاً يEEريEEد سEEيارة
السEتعمالEه الEشخصي ،أو أثEاثEاً ملEسكنه ،ونEحوهEا مEن االحEتياجEات؛ حEيث ال يEوجEد
عEمل وال جتEارة وال ربEح ،فهEل يEقف املEصرف مEتفرجEاً أمEام هEذه االحEتياجEات املEاسEة وال
ميEول إال الEتجار؟ وهEب أن الEتاجEر ال يEريEد شEريEكاً يEشاركEه األربEاح بEل يEريEد بEضاعEة
.1اﻟﺸﯿﺒﺎﻧﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻓﺮﻗﺪ) ،اﻷﺻﻞ( ،دار اﺑﻦ ﺣﺰم -ﺑﯿﺮوت ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ١٤٣٣ ،ھـ -
٢٠١٢م.(٩/٤٦٤) ،
.2اﻟﻘﯿﺮواﻧﻲ ،أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ زﯾﺪ) ،اﻟﻨﻮادر واﻟﺰﯾﺎدات ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪوﻧﺔ ﻣﻦ ﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ
اﻷﻣﮭﺎت( ،دار اﻟﻐﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ -ﺑﯿﺮوت ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ١٩٩٩ ،م.(٦/٨٨) ،
.3اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إدرﯾﺲ) ،اﻷم( ،دار اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ -ﺑﯿﺮوت١٤١٠ ،ھـ ١٩٩٠ -م.(٣/٣٩) ،
.4اﺑﻦ ﻗﯿﻢ اﻟﺠﻮزﯾﺔ) ،إﻋﻼم اﻟﻤﻮﻗﻌﯿﻦ ﻋﻦ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ.(٤/٢٣) ،
يشEتريEها بEاألجEل أو بEاألقEساط ،ومEن ثEم يEتصرف فEيها ويEقلبها فEي األوجEه الEتي حتEقق
مEصلحته ،وهEب أن صEانEعاً يEريEد شEراء املEواد اخلEام لEصناعEته أو مسEتصنعاً يEريEد بEناء
مEدرسEة أو مEنشأة ،أو طEبيباً بEحاجEة إلEى جEهاز لEألشEعة ،وال يEريEد ألحEد أنْ يEدخEل
شEريEكاً مEعه فEي مEصنعه ومEدرسEته وعEمله وجEهازه ،فهEل نEلزمEه بEاملEضاربEة واملEشاركEة
وهEو ال يEرغEب فEي ذلEك ؟ كEما أن هEذه الEصيغة مEالئEمة لEطبيعة الEعمل املEصرفEي مEقارنEة
بEعقود املEشاركEات ،وهEي أيسEر فEي الEتعامEل ،وأبEعد عEن اخملEاطEر ،وأسEرع فEي حتEقيق
األرباح.1
وقEد شEاعEت صEيغة املEرابEحة لEآلمEر بEالشEراء وتEلقفتها املEصارف اإلسEالمEية ،واسEتحوذت
عEEلى أكEEثر مEEن ) (٪۹۰مEEن اسEEتثمارات كEEثير مEEن هEEذه املEEصارف ،بEEحيث زاحEEمت
املEEضاربEEة واملEEشاركEEة بEEل كEEادت تEEزيEEحهما مEEن الEEتطبيق ،وهEEذه اإلزاحEEة أو املEEزاحEEمة
أوقEعت املEصارف اإلسEالمEية فEي مEالحEظات شEرعEية ،وانEتقاد الEعلماء املEتحفظني عEلى
املEرابEحة املEصرفEية والEذيEن ال يEحبذون انEحسار الEعمل بEاملEضاربEات واملEشاركEات الEتي
تشكل الفارق األهم بني اقتصاد ربوي واقتصاد إسالمي.
وقEEد تEEبايEEنت اجتEEاهEEات اجملتهEEديEEن املEEعاصEEريEEن فEEي دراسEEة صEEيغة بEEيع املEEرابEEحة لEEآلمEEر
بEE EالشEE Eراء ،فEE Eمنهم مEE Eن أجEE EازهEE Eا اسEE Eتناداً إلEE Eى قEE EاعEE Eدة )األصEE Eل فEE Eي املEE EعامEE Eالت
اإلبEاحEة(،وبEأنEها ليسEت أكEثر مEن مEواعEدة عEلى الEبيع ألجEل مEعلوم ،وبEثمن محEدد،
وهEو ثEمن الشEراء مEضافEاً إلEيه ربEح مEعلوم ،يEزيEد كEلما طEال األجEل ،ولEكنه ثEمن مEعلوم
مEن أول الEعقد ،وقEد أقEرتEها هEيئات الEرقEابEة الشEرعEية فEي أكEثر الEبنوك اإلسEالمEية ،وصEدر
بEجوازهEا أكEثر مEن قEرار وفEتوى مEكتوبEة ،أمEا املEانEعون فEقد تEعلقت بEأنEظارهEم حEيالEها
جEملة مEن املEآخEذ؛ أهEمها وأقEواهEا :إلEزام الEعميل بEالEوعEد وهEو إيEجاب ملEا لEم يEوجEبه اهلل
.1د .اﻟﻘﺮﺷﻲ ،ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻣﺮزوق) ،اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﻔﻘﮭﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة( ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﺮﻛﺰ ﻧﻤﺎء
ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت٢٠١٣ ،م) ،ص.(١٢٠
تEعالEى ،وهEذا اإللEزام يEجعل املEعامEلة مEن قEبيل بEيع اإلنEسان مEا ال ميEلك ،وقEالEوا أيEضاً
بأنها تدخل في العينة واحليل الربوية.1
ولEئن كEان بEعض الEفقهاء املEعاصEريEن يEرون الEوعEد املEلزم أحEد اإلضEافEات واالبEتكارات
الEهامEة فEي عEالEم املEصارف اإلسEالمEية ،وأنEه كEان فEرجEاً ومخEرجEاً ،فEإن بEعض الEفقهاء
يEEرونEEه فEEتنة فقهEEية ونEEوع Eاً مEEن األالعEEيب واحلEEيل واخملEEارج الEEتلفيقية كEEثيرة األضEEرار
واملفاسد.2
.1د .اﻟﻘﺮﺿﺎوي ،ﯾﻮﺳﻒ) ،ﺑﯿﻊ اﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ ﻟﻶﻣﺮ ﺑﺎﻟﺸﺮاء ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺮﯾﮫ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ،
)ص.(٢٦
.2اﻟﻘﺮﺷﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(١٨٠
.3اﻟﺴﻌﺪﻧﻲ ،ﻗﻨﺪﯾﻞ ﻋﻠﻲ ﻣﺴﻌﺪ) ،اﺳﺘﺤﺪاث اﻟﻌﻘﻮد ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ( ،دار اﺑﻦ اﻟﺠﻮزي ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،
١٤٣٣ھـ) ،ص.(٦٧٩
.٥سEرعEة دوران رأس املEال فEي حEال تEوظEيف صEيغة املEرابEحة فEي متEويEل االئEتمان قEصير
األج EEل إذا م EEا ق EEورن ب EEأن EEواع ال EEتموي EEل األخ EEرى ط EEوي EEلة األج EEل؛ ك EEاإلج EEارة،
واالستصناع ،واملشاركات.
.٦أنEEه اسEEتثمار ذو تEEدفEEق نEEقدي ثEEابEEت ومسEEتمر ومEEعلوم سEEلفاً ،ممEEا يسهEEل عEEلى
املEصرف إمEكانEية تخEطيط وتEنظيم إدارة السEيولEة لEكلٍّ مEن طEرفEي الEعقد ،بEخالف
عقود املشاركات التي متتاز عوائدها بعدم االستقرار.
.۷قEدم الEتمويEل بEاملEرابEحة الEبديEل الشEرعEي لEعمليات الEتمويEل الEربEوي قEصير األجEل
الEذي تEزاولEه املEصارف الEربEويEة ،وهEو مEا ال تسEتطيع تEقدميEه صEيغ الEتمويEل األخEرى
بنفس الكفاءة.
الفرع الثالث :بعض املنتجات التمويلية املبتكرة في إطار هذه الصيغة:
حEساب الEربEح وفEقاً ملEؤشEر هEامEش الEربEح أو )الEفائEدة( فEي الEسوق وقEت السEداد ،أو وفEقاً
ملEتوسEط هEامEش الEربEح فEي الEسوق عEن فEترة السEداد ،أو وفEقاً ملEؤشEر هEامEش الEربEح فEي
الEسوق وقEت حEلول القسEط ،أو وفEقاً ملEتوسEط هEامEش الEربEح فEي الEسوق عEن فEترة سEداد
كEل قسEط ،1وفEي املEؤسEسات املEالEية الEربEويEة يتحEدد الEهامEش املEتغير عEند الEتعاقEد لEلفترة
األولEى عEلى كEامEل رأس املEال )مEبلغ الEقرض( ،ثEم يEعاد احEتسابEه عEلى املEبلغ املEتبقي أو
الEEرصEEيد الEEقائEEم مEEن رأس مEEال الEEقرض أو الEEتمويEEل فEEي بEEدايEEة الEEفترة الEEتالEEية ،وهEEكذا
دوالEيك فEي بEدايEة كEل فEترة ،وبEحيث يEكون كEل مEن الEطرفEني عEلى بEينة وعEلم عEند
بEEدايEEة الEEفترة كEEم هEEو املسEEتحق فEEي نEEهايEEتها ،غEEير أنEEه فEEي هEEذا املEEنتج يEEتم احEEتساب
الEEهامEEش املEEتغير عEEلى كEEامEEل رأس املEEال ولEEيس عEEلى الEEقائEEم فEEقط ،2ونEEضرب مEEثاالً
لEلتوضEيح عEلى إحEدى الEصور الEسابEقة وهEي صEورة حEساب مEتوسEط هEامEش الEربEح فEي
السوق عن فترة سداد كل قسط:
بEاع املEصرف لEعميله سEلعة بEتكلفة ) ۲۰.۰۰۰ديEنار( ملEدة خEمس سEنوات ،وبنسEبة
ربEح تEعادل مEتوسEط هEامEش الEربEح فEي الEسوق خEالل كEل فEترة سEنويEة لEلعقد ،وكEان
م EEتوس EEط ه EEام EEش ال EEرب EEح خ EEالل ال EEسنة األول EEى ) ،(٪٤وال EEثان EEية ) ،(٪٥وال EEثال EEثة
) ،(٪٥.٥والEEرابEEعة ) ،(٪٥واخلEEامEEسة ) ،(٪٥.۲٥فيسEEتحق املEEصرف فEEي نEEهايEEة
الEسنة األولEى ) ٤۸۰۰ديEنار( ،وفEي نEهايEة الEسنة الEثانEية ) ٥۰۰۰ديEنار( ،وفEي الEثالEثة
) ٥۱۰۰دي EEنار( ،وف EEي ال EEراب EEعة ) ٥۰۰۰دي EEنار( ،وف EEي ال EEسنة اخل EEام EEسة )٥۰٥۰
دينار(.
.1د .اﻟﺸﺒﯿﻠﻲ ،ﯾﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ) ،اﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ ﺑﺮﺑﺢ ﻣﺘﻐﯿﺮ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم ﻟﻠﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﮭﯿﺌﺎت اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ
ﻟﻠﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﻌﻨﻮان )ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ ﺑﺮﺑﺢ ﻣﺘﻐﯿﺮ( ،ﺑﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻟﺒﻨﻚ اﻟﺒﻼد ،اﻟﺮﯾﺎض:
٢٩ذو اﻟﺤﺠﺔ ١٤٣٠ھـ ١٦ -دﯾﺴﻤﺒﺮ ٢٠٠٩م ،دار اﻟﻤﯿﻤﺎن ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ﺑﺎﻟﺮﯾﺎض) ،ص .(١٩د.
ﻣﯿﺮة) ،ﻋﻘﻮد اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ اﻟﻤﺴﺘﺠﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٧٥
.2د .اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ ،ﺳﺎﻣﻲ ﺑﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ) ،اﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ ﺑﺮﺑﺢ ﻣﺘﻐﯿﺮ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم ﻟﻠﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﮭﯿﺌﺎت اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ
ﻟﻠﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﻌﻨﻮان )ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ ﺑﺮﺑﺢ ﻣﺘﻐﯿﺮ( ،ﺑﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻟﺒﻨﻚ اﻟﺒﻼد ،اﻟﺮﯾﺎض:
٢٩ذو اﻟﺤﺠﺔ ١٤٣٠ھـ ١٦ -دﯾﺴﻤﺒﺮ ٢٠٠٩م ،دار اﻟﻤﯿﻤﺎن ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ﺑﺎﻟﺮﯾﺎض) ،ص.(٩٠
ونEEالحEEظ أنَّ رأس املEEال يتحEEدد مسEEبقاً ويEEبقى ثEEابEEتاً أمEEا الEEربEEح فيتحEEدد مEEقداره عEEند
السداد في نهاية كل فترة.
احلكم الشرعي لهذا املنتج:
اختلفت وجهات نظر العلماء املعاصرين في هذا املنتج على قولني:
الEEقول األول :حتEEرمي املEEرابEEحة بEEربEEح مEEتغير؛ وأخEEذ بهEEذا الEEقول اجملEEلس الشEEرعEEي لهEEيئة
احملEاسEبة واملEراجEعة لEلمؤسEسات املEالEية اإلسEالمEية كEما فEي الEفقرة ) (٤/٦مEن املEعيار
الشEرعEي رقEم ) (۸املEرابEحة لEآلمEر بEالشEراء ،ونEدوة )ربEط احلEقوق وااللEتزامEات اآلجEلة
بEEتغير األسEEعار( الEEتي أقEEامEEها املعهEEد اإلسEEالمEEي لEEلبحوث والEEتدريEEب الEEتابEEع لEEلبنك
اإلسEالمEي لEلتنمية كEما فEي الEفقرة ) (٥،۳مEن تEوصEياتEها ،والهEيئة الشEرعEية لEبنك
الEبالد كEما فEي الEضابEط رقEم ) (٥۹مEن ضEوابEط املEرابEحة الEصادر بEقرار الهEيئة الشEرعEية
ذي ال EEرق EEم ) ،(۱٥ود .ع EEبد الس EEتار أب EEو غ EEدة ،ود .مح EEمد ال EEقري ،ود .س EEام EEي
السويلم ،وغيرهم.1
ومEن أبEرز أدلEة هEذا الEقول :أنَّ هEذه الEصيغة مEن عEقود الEغرر ملَِEا تشEتمل عEليه مEن جEهالEة
مEقدار الEثمن عEند الEتعاقEد ،والشEتمالEها عEلى الEربEا املEتمثل بEالEزيEادة فEي الEديEن الEثابEت،
بEل اعEتبرهEا بEعض الEباحEثني أسEوأ مEن ربEا اجلEاهEلية؛ ألن األخEير يEتضمن الEزيEادة مEقابEل
الEEتأجEEيل ،وفEEي هEEذه املEEرابEEحة حتEEصل الEEزيEEادة دون تEEأجEEيل ،وهEEي ال تEEختلف )أي
الEصيغة( عEن بEيع احلEصاة واملEالمEسة واملEنابEذة الEتي انEعقد اإلجEماع عEلى مEنعها؛ ألنEها
تEؤدي إلEى تEضرر أحEد الEطرفEني وانEتفاع اآلخEر ،وألن الEتغير فEي الEثمن يEقع بEعد متEام
الEEقبض وانEEتقال املEEلك ،ولEEيس بEEاإلمEEكان حEEينئذ أنْ يEEتغير املEEبيع أو يEEطرأ عEEليه مEEا
يسEتحق بEائEعه فEي مEقابEله تEلك الEزيEادة النEتقالEها إلEى يEد غEيره وضEمانEه ،فEتمحضت
.1ﯾُﻨﻈﺮ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺘﻌﻘﯿﺒﺎت اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﮭﯿﺌﺎت اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﻌﻨﻮان )ﻣﻠﺘﻘﻰ
اﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ ﺑﺮﺑﺢ ﻣﺘﻐﯿﺮ( ،ﺑﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻟﺒﻨﻚ اﻟﺒﻼد ،اﻟﺮﯾﺎض ٢٩ :ذو اﻟﺤﺠﺔ ١٤٣٠ھـ ١٦ -
دﯾﺴﻤﺒﺮ ٢٠٠٩م.
الEزيEادة بEال مEقابEل ،كEما أن حEديEث النهEي عEن بEيعتني فEي بEيعة يEتضمن املEنع مEن صEيغة
البيع مع ترديد الثمن.1
الEقول الEثانEي :جEواز املEرابEحة بEربEح مEتغير؛ وهEو قEول الEدكEتور يEوسEف الشEبيلي فEي
بحثه الذي أشرنا إليه آنفاً.
ومEن أبEرز األدلEة الEتي سEاقEها إلثEبات صEحة املEنتج :األصEل الEذي أخEذ بEه عEامEة أهEل
الEعلم املEقتضي صEحة جEميع الEعقود واملEعامEالت مEا لEم يEرد بEشأنEها مEانEع بEدلEيل صEريEح،
والEقياس عEلى بEعض الEعقود الEتي تEتفق مEع املEرابEحة بEربEح مEتغير فEي أنَّ الEثمن فEيها غEير
مEسمى فEي الEعقد ،وإمنEا يتحEدد وفEق طEريEقة مEنضبطة الحEتسابEه ال تEفضي إلEى املEنازعEة
مEثل :الEبيع بEسعر املEثل ،أو مبEا يEنقطع بEه الEسعر فEي املEساومEة ،أو الEبيع مبEا بEاع بEه فEالن
)طEرف ثEالEث( وإنْ لEم يEعلم الEعاقEدان عEند الEعقد ذلEك الEثمن ،والEبيع بEالEرقEم )أي
بEالEثمن املEكتوب عEلى السEلعة وإنْ لEم يEعلم بEه الEعاقEدان( ،أو بEيع كEمية مEجهولEة مEن
سEلعة مEعلومEة مEتماثEلة األجEزاء بتحEديEد سEعر الEوحEدة مEنها كEأنْ يEبيع قEطعة قEماش كEل
مEتر مEنها بEديEنار ،أو صEبرة طEعام كEل قEفيز مEنها بEديEناريEن ،والEبيع أو اإلجEارة بشEرط
الEنفقة عEلى الEبائEع أو ولEده أو زوجEه مEدة مEعلومEة ،وقEياسEاً عEلى اإلجEارة بEأجEرة مEتغيرة
مEEربEEوطEEة مبEEعيار أو مبEEؤشEEر مEEنضبط ال مEEجال لEEلنزاع فEEيه كEEاسEEتئجار األجEEير بEEطعامEEه
وكEسوتEه ،وكEاسEتئجار األجEير بجEزء مEن نEاجت عEمله؛ كEأن يسـEتأجEر مَEن يEطحن احلEبوب
بجEزء مEن دقEيقها ،فEإذا جEازت اإلجEارة بEأجEرة مEتغيرة فEتجوز املEرابEحة بEربEح مEتغير ،إذ مEا
يشEترط فEي األجEرة يشEترط فEي الEثمن ،كEما أن املEرابEحة بEربEح مEتغير لEيس فEيها ربEا ألنEها
مEبادلEة سEلعة بEنقد ،ولEيس فEيها غEرر ألن اجلEهالEة فEيها ال تEؤدي إلEى الEنزاع ،وألن احلEاجEة
داعEية إلEيها ،وفEيها مEصلحة لEلطرفEني ،والEغرر فEيها يسEير مEغتفر ،ولEيس فEيها غEنب؛ ألن
الEوفEاء فEيها يEكون بEالEربEح املEعتاد فEي الEسوق ،وال تEدخEل فEي بEيعتني فEي بEيعة؛ ألنEها
.1ﯾُﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ أدﻟﺔ ﺗﺤﺮﯾﻢ ھﺬه اﻟﺼﯿﻐﺔ ﺑﺘﻔﺼﯿﻞ أﻛﺜﺮ ﺑﺤﺚ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ) ،اﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ ﺑﺮﺑﺢ ﻣﺘﻐﯿﺮ(،
اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ آﻧﻔﺎ ً.
بEيعة واحEدة بEثمن واحEد يتحEدد فEي املEآل ،وال يشEترط فEي الEبيع انEتفاء اجلEهالEة مEطلقاً،
وإمنا الشرط انتفاء اجلهالة املفضية للنزاع.1
كEما تEفتقت أذهEان بEعض الEباحEثني فEي هEذه املEشكلة عEن حEلول وبEدائEل ال تخEلو مEن
إشكاالت شرعية ،من أبرزها:2
أوالً /اتEفاق املEصرف مEع الEعميل عEلى هEامEش ربEح أعEلى مEن هEامEش الEربEح الEسائEد فEي
الEسوق ،ويEلتزم املEصرف بEأنْ يEخصم مEن قEيمة الEديEن عEند السEداد مEا زاد عEن مEعدل
الEEربEEح فEEي الEEسوق ،وقEEد أخEEذ بهEEذا املEEنتج الهEEيئة الشEEرعEEية لEEبنك الEEبالد ،والهEEيئة
الشEرعEية ملEصرف قEطر اإلسEالمEي؛ ومسEتندهEم أن اخلEصم هEنا يEعدُّ حEافEزاً لEلعميل عEلى
االلEتزام فEهو مEن بEاب اجلEعالEة ،وهEو نEظير تEرديEد األجEرة فEي اإلجEارة لEلتحفيز ،وقEد نEص
فEريEق مEن الEعلماء عEلى جEوازهEا ،ومEن أهEم اإلشEكاالت الEواردة عEلى هEذا املEنتج أنEه
يشEبه مEسألEة حEسم الEديEن مEقابEل الEتعجيل فEي سEداده ،وقEد مEنعه جEمع كEبير مEن أهEل
العلم.
ثRRانRRياً /وثEEمة طEEريEEقة أخEEرى تEEعرف بـ )الEEتورق املEEدار( ،أخEEذت بEEها الEEعديEEد مEEن
الهEيئات الشEرعEية ،مEثل الهEيئة الشEرعEية لEلبنك األهEلي ،وبEنك اجلEزيEرة ،وبEنك دبEي
اإلسEالمEي ،كحEل ملEشكلة تEغير هEامEش الEربEح فEي عEقود الEتمويEل طEويEل األجEل ،مEفادهEا
اآلتي:
إجEراء املEصرف مEع الEعميل الEذي يEحتاج إلEى ) ۱۰.۰۰۰ديEنار( مEوزعEة عEلى أربEعة
أقEساط ملEدة سEنتني ،عEمليات تEورق مEتفرقEة ومسEتقلة ،وبEهوامEش ربEح مEختلفة عEلى
الEنحو اآلتEي :يEبرم املEصرف عEقد تEورق ملEدة سEتة أشهEر بEهامEش الEربEح الEسائEد عEند
إجEراء الEعملية ولEيكن ) ،(٪٦وبEحيث ينتهEي هEذا الEعقد ويحEل أجEل كEامEل الEديEن
الEبالEغ ) ۱۰٥۰۰ديEنار( بEعد سEتة أشهEر ،فيسEدد الEعميل ) ۳۰۰۰ديEنار( مEن مEالEه
.1ﻟﻠﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﻔﺼﯿﻠﯿﺔ اﻟﻤﺠﯿﺰة ﻟﮭﺬه اﻟﺼﯿﻐﺔ ﯾُﻨﻈﺮ ﺑﺤﺚ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﯾﻮﺳﻒ اﻟﺸﺒﯿﻠﻲ اﻟﺬي أﺷﺮﻧﺎ إﻟﯿﮫ
ﻣﺮاراً.
.2د .اﻟﺸﺒﯿﻠﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص ٥٩وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ(.
متEEثل ) (٪۲٥مEEن أصEEل الEEديEEن مEEضاف Eاً إلEEيه ربEEح الEEسنة ) ٥۰۰ديEEنار( ،وأمEEا الEEباقEEي
) ۷٥۰۰ديEنار( فEيبرم املEصرف بEخصوصEها صEفقة تEورق أخEرى ممEاثEلة لEلصفقة األولEى
ملEدة سEتة أشهEر ،ولEكن بEهامEش الEربEح اجلEديEد الEذي يEكون سEائEداً وقEتئذ ،ولEنفترض أنEه
) ،(٪۷ومEEن ثEEم يسEEدد الEEعميل بEEاملEEبلغ الEEذي يEEحصل عEEليه بEEعملية الEEتورق الEEثانEEية
الEديEن املسEتحق عEليه بEالEتورق األول ،ويEصير مEديEناً بـ ) ۸۰۲٥ديEنار( حتEل بEعد سEتة
أشهر ،وهكذا دواليك في كل ستة أشهر حتى انتهاء مدة السنتني املتفق عليها.
ثRالRثاً /الEتأمEني الEتعاونEي عEلى مEخاطEر الEعائEد مEن خEالل إنEشاء صEندوق تEديEره شEركEة
تEأمEني إسEالمEية يEقوم عEلى اشEتراكEات املEصارف اإلسEالمEية بنسEبة مEتفق عEليها مسEبقاً،
ويتم تعويض املتضرر من انخفاض العائد من اشتراكات الصندوق.1
رابRعاً /الEتحوط الEثنائEي :وذلEك بEأنْ يEتفق املEصرف والEعميل عEلى أنEه فEي حEال ارتEفاع
املEؤشEر يEتم زيEادة مEقدار القسEط وتEخفيض مEدة السEداد لEتوفEير السEيولEة الEالزمEة جلEبر
الEتغير ،مEع اإلبEقاء عEلى حجEم الEديEن الEكلي ثEابEتاً ال يEتغير ،وفEي حEال انEخفاض املEؤشEر
يEتم تEخفيض مEقدار القسEط وزيEادة مEدة السEداد لEيصبح لEدى املEتعامEل سEيولEة إضEافEية
يعوض بها ارتفاع الهامش الثابت مقارنة بالعائد السائد.
خRRامRRساً /اجلEEمع بEEني الEEبيع واملEEشاركEEة :بEEأنْ يEEبيع املEEصرف مEEا نسEEبته ) (٪۹۰مEEن
السEلعة بEثمن مEؤجEل يEعادل رأس املEال ،يEنما يEدخEل بـ ) (٪۱۰مEن السEلعة شEريEكاً فEي
الشEركEة بنسEبة ربEح محEددة ،وبهEذا يسEتطيع املEصرف أنْ يEحصل عEلى عEائEد مEرتEبط
بالنشاط االقتصادي صعوداً وهبوطاً.2
هEذا املEنتج خEاص بEالEعمالء الEتجار الEذيEن يEحتاجEون إلEى شEراء مEواد مEتفرقEة ومEتكررة ممEا
يEصعب مEعه الEرجEوع لEلبنك إلجEراء كEل عEملية بEعقد مEنفصل ،وهEذا املEنتج يEتضمن
إطEاراً عEامEاً لEبيان الشEروط ،ونEوع السEلعة ،ونسEبة الEربEح الEتي يEضيفها املEصرف لEتكلفة
الشEراء ،ثEم يEقوم املEتعامEل بEتولEي طEرفEي الEعقد؛ أي بEالشEراء حلEساب املEصرف ويEبيع
لEEنفسه بEEربEEح محEEدد مEEتفق عEEليه ،وفEEي حEEدود سEEقف مEEتفق عEEليه ،والEEتوكEEيل بهEEذه
الEEصورة أجEEازه فEEقهاء احلEEنابEEلة واملEEالEEكية 1مEEا دام سEEعر الEEبيع الEEذي يEEقوم بEEه الEEوكEEيل
محدداً من املوكل.2
إال أن نEدوة الEبركEة اسEتدركEت عEلى ضEوء الEتوصEية الEرابEعة الEصادرة عEن مجEمع الEفقه
اإلسEالمEي الEدولEي بجEدة رقEم (۷/۸) ۷٦ومEضمونEها الEتقليل مEا أمEكن مEن أسEلوب
املEرابEحة لEآلمEر بEالشEراء والEتوسEع فEي مEختلف الEصيغ االسEتثماريEة األخEرى ،فEرأت أن
الEEقرار الEEذي اتخEEذتEEه سEEابEEقاً بEEجواز قEEيام الEEوكEEيل بشEEراء سEEلعة وبEEيعها لEEنفسه بEEثمن
محEدد مEن املEوكEل ،إمنEا هEي فEي الEبيع املEطلق ،وال تEتناول بEيع املEرابEحة لEآلمEر بEالشEراء؛
ألن لEبيع املEرابEحة اعEتبارات خEاصEة ،حEيث يEجب أنْ يEكون لEلمصرف دور بEارز فEي
شEEراء السEEلعة لEEنفسه أوالً وتسEEلمها ثEEم بEEيعها لEEآلمEEر بEEالشEEراء لEEالبEEتعاد عEEن صEEوريEEة
الEتمويEل الEربEوي ،ولEكي ال يEختفي الEضمان الEذي يحEل بEه الEربEح ،وانتهEت الEندوة إلEى
عدم جواز هذا النوع من التوكيل.3
.1اﻟﻤﻮاق ،أﺑﻮ ﻋﺒﺪﷲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﯾﻮﺳﻒ اﻟﻌﺒﺪري " ،اﻟﺘﺎج واﻹﻛﻠﯿﻞ ﻟﻤﺨﺘﺼﺮ ﺧﻠﯿﻞ " ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ -
ﺑﯿﺮوت .(٥/٧٣) ،اﻟﻤﺮداوي ،ﻋﻼء اﻟﺪﯾﻦ أﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﻠﯿﻤﺎن " ،اﻹﻧﺼﺎف ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺮاﺟﺢ ﻣﻦ
اﻟﺨﻼف " ،دار إﺣﯿﺎء اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ -ﺑﯿﺮوت.(٥/٣٧٧) ،
.2ﯾﻨﻈﺮ ﻗﺮار ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ٦ - ٢آذار )ﻣﺎرس(
،١٩٩٠رﻗﻢ ).(٦/٧
.3ﯾﻨﻈﺮ ﻗﺮار ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﺟﺪة ﺑﺘﺎرﯾﺦ ١٧ - ١٥ﺷﺒﺎط )ﻓﺒﺮاﯾﺮ(
١٩٩٤م ،رﻗﻢ ).(٩/٧
أمEا املEعيار الشEرعEي رقEم ) (۸املEرابEحة واملEرابEحة لEآلمEر بEالشEراء فEقد أجEاز فEي احلEاالت
املEلحة تEوكEيل املEتعامEل بEالشEراء وتسEلم الEبضاعEة فEقط ،وتEبقى الEبضاعEة بEعد شEرائEها فEي
حEEيازتEEه أمEEانEEة ،وعEEليه إشEEعار املEEصرف بEEأنEEه نEEفذ الEEوكEEالEEة واشEEترى الEEبضاعEEة وبEEرغEEبته
بشEرائEها بEالEثمن املEدون عEلى فEاتEورة الشEراء مEضافEاً إلEيه نسEبة الEربEح املEتفق عEليها ،وعEلى
املEصرف إشEعاره بEاملEوافEقة عEلى الEبيع لEه بEاملEرابEحة ،وتEكون الEبضاعEة فEي ضEمان املEصرف
مEEنذ حلEEظة تEEنفيذ الEEوكEEالEEة بEEالشEEراء وال تEEنتقل إلEEى ضEEمان الEEعميل إال عEEند إشEEعاره
باملوافقة على بيع السلعة له باملرابحة.
وألEزم املEعيار الشEرعEي الEبند ) (۳/۱/٤مEن مEعيار املEرابEحة الEصادر عEن األيEوفEي عEلى
املصرف أنْ يتأكَّد في حالة توكيل املتعامل من توافر شروط محددة ،منها:
)أ( أنْ تEEباشEEر املEEؤسEEسة دفEEع الEEثمن لEEلبائEEع بEEنفسها ،وعEEدم إيEEداع ثEEمن السEEلعة فEEي
حساب املتعامل؛ الجتناب الشبهة في حتول املعاملة إلى مجرد متويل بفائدة.
)ب( أنْ حتصل من البائع على وثائق للتأكد من حقيقة البيع.
أسEلوب هEذا املEنتج يEقوم عEلى أسEاس دخEول املEصرف شEريEكاً مEع وكEيل سEيارات مEثالً
ال ميEلك السEيولEة الEكافEية واآللEيات الEضروريEة ملEتابEعة املEديEنني وحتEصيل األقEساط مEنهم
بصفة دورية ،وذلك وفقاً للطريقة التالية:
ا .ي EEخصص وك EEيل الس EEيارات /الش EEري EEك م EEبلغاً مح EEدداً الس EEتثماره ف EEي جت EEارة
السEيارات ،وكEذلEك يEخصص املEصرف مEبلغاً محEدداً لEنفس الEغرض ،ويEتم فEتح
.1د .اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ ،ﺳﺎﻣﻲ ﺑﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ) ،اﻟﻮﺳﺎطﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ( ،ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ
اﻟﻌﺰﯾﺰ ،اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﺠﻠﺪ ١٤١٨ ،١٠ھـ ١٩٩٨ -م) ،ص.(٨٧
ح EEساب ل EEدى امل EEصرف خ EEاص ب EEامل EEشارك EEة ،وتس EEتخدم األم EEوال امل EEوج EEودة ف EEي
احلساب لتمويل السيارات املباعة للعمالء بالتقسيط.
ب .يEتولEى الEوكEيل األعEمال اخلEاصEة بشEراء السEيارات والEتأكEد مEن جEودتEها وسEالمEتها
من العيوب ،ومن ثم بيعها لزبائنه وإمتام إجراءات نقل امللكية وما يتعلق بها.
ج .تEودع املEبالEغ )األربEاح( الEتي يEقوم املEصرف بEتحصيلها مEن املشEتريEن )املEديEنني(
فEي حEساب املEشاركEة حسEب االتEفاق ،ثEم تEوزع بEني وكEيل السEيارات /الشEريEك
والبنك حسب نسب الربح املتفق عليها.
ومتEEتاز هEEذه الEEصيغة عEEلى بEEساطEEتها وسEEهولEEة إجEEراءاتEEها بEEأنEEها تخEEلص املEEصرف مEEن
إجEراءات الشEراء واحلEيازة ،وجتEعله يسEتفيد مEن خEبرة الEوكEيل بEالEسوق وبEالسEيارات فEي
زيEEادة املEEبيعات ،وتEEقليل مEEخاطEEر الEEسوق الEEتي قEEد يEEتعرض لEEها ،بEEينما يEEقتصر دور
املصرف على متابعة الديون وحتصيلها.
هEو أنْ يEتولEى املEصرف /الEبائEع عEملية تEرتEيب احلEصول عEلى الEنقد لEلعميل )املEتورق(؛
بEEأنْ يEEبيعه سEEلعة مEEن أسEEواق السEEلع الEEدولEEية أو غEEيرهEEا بEEثمن آجEEل ،عEEلى أنْ يEEلتزم
املEصرف إمEا بشEرط فEي الEعقد أو بEحكم الEعرف والEعادة بEأنْ يEبيعها نEيابEةً عEنه ملشEتر آخEر
بEEثمن نEEقدي حEEاضEEر ،وتسEEليم ثEEمنها لEEلمتورق ،والEEفرق بEEينه وبEEني الEEتورق الEEفردي
)التقليدي( يتخلص في اآلتي:1
.1د .اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ ،ﺳﺎﻣﻲ ﺑﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ) ،اﻟﺘﻮرق ..واﻟﺘﻮرق اﻟﻤﻨﻈﻢ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ،
راﺑﻄﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ،ﺟﻤﺎدى اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ١٤٢٤ھـ -أﻏﺴﻄﺲ ٢٠٠٣م) ،ص.(٤٠
.۱تEوسEط الEبائEع فEي بEيع السEلعة نEقداً ملEصلحة املEتورق ،بEينما فEي الEتورق الEفردي ال
عالقة للبائع بالسلعة بعد بيعها وال باملشتري النهائي.
.۲قEEبض املEEتورق لEEلنقد مEEن الEEبائEEع مEEباشEEرة بEEعد أنْ يEEبيع السEEلعة لEEصاحلEEه بEEالEEثمن
املEطلوب ،فEي حEني يEقبض املEتورق الEثمن فEي الEتورق الEفردي مEن املشEتري الEنهائEي
دون أنْ تكون للمصرف /البائع صلة بذلك.
.۳الEEتواطEEؤ بEEني املEEتورق واملEEصرف )الEEبائEEع( عEEلى أنَّ الهEEدف مEEن الEEعملية والشEEراء
بEEاملEEرابEEحة اآلجEEلة الEEوصEEول إلEEى الEEنقد مEEن خEEالل الEEبيع احلEEال الEEالحEEق ،بEEينما فEEي
التورق الفردي قد ال يعلم املصرف هدف املشتري.
وقEEد قEEرر مجEEلس مجEEمع الEEفقه اإلسEEالمEEي الEEدولEEي فEEي )دورة مEEؤمتEEره الEEتاسEEعة عشEEرة
بEالEشارقEة -اإلمEارات فEي الEفترة مEن ٥ - ۱جEمادى األولEى ۱٤۳۰املEوافEق ۳۰ - ۲٦
نEEيسان )إبEEريEEل( (۲۰۰۹حEEرمEEة الEEتورق بEEنوعEEيه )املEEنظم والعكسEEي(؛ وذلEEك ألن
فEيهما تEواطEؤاً بEني املEمول واملسEتورق صEراحEة أو ضEمناً أو عEرفEاً حتEايEالً لEتحصيل الEنقد
احلاضر بأكثر منه في الذمة وهو ربا ،ويوصي اجمللس مبا يلي:
)أ( الEتأكEيد عEلى املEصارف واملEؤسEسات املEالEية اإلسEالمEية بEاسEتخدام صEيغ االسEتثمار
والEEتمويEEل املشEEروعEEة فEEي جEEميع أعEEمالEEها ،وجتEEنيب الEEصيغ احملEEرمEEة واملشEEبوهEEة الEEتزام Eاً
بEEالEEضوابEEط الشEEرعEEية مبEEا يEEحقق مEEقاصEEد الشEEريEEعة الEEغراء ،ويجEEلي فEEضيلة االقEEتصاد
اإلسالمي للعالم الذي يعاني من التقلبات والكوارث االقتصادية املرة تلو األخرى.
)ب( تEشجيع الEقرض احلEسن لEتجنيب احملEتاجEني الEلجوء لEلتورق ،وإنEشاء املEؤسEسات
املالية اإلسالمية صناديق للقرض احلسن.
وكEذلEك نEظر اجملEمع الفقهEي اإلسEالمEي الEتابEع لEرابEطة الEعالEم اإلسEالمEي فEي مEوضEوع
الEتورق املEصرفEي فEي دورتEه الEسابEعة عشEرةَ ،املEنعقدةِ فEي الEفترة / ۱۰ / ۲۳ - ۱۹
۱٤۲٤هـ ،امل EEواف EEق ۲۰۰۳ / ۱۲ / ۱۷ - ۱۳م ف EEي م EEكة امل EEكرم EEة ،وب EEعد دراس EEته
واالستماع لألبحاث املقدمة واملناقشات الدائرة حوله قرر ما يلي:
هEو أنْ يEوكEل الEعميل املEصرف فEي شEراء سEلعة محEددة ويسEلمه ثEمنها نEقداً ،فEإذا قEام
املEصرف /الEوكEيل بEتنفيذ الEوكEالEة واشEترى السEلعة لEلعميل ،يشEتريEها املEصرف مEنه
بثمن مؤجل وبهامش ربح محدد ،ثم يبيع املصرف السلعة في األسواق نقداً.
وهEذا املEنتج تسEتخدمEه بEعض املEصارف اإلسEالمEية حتEت أسEماء عEديEدة ،مEنها :املEرابEحة
العكسEEية ،والEEتورق العكسEEي ،ومEEقلوب الEEتورق ،واالسEEتثمار املEEباشEEر ،واالسEEتثمار
بEاملEرابEحة ،والEوكEالEة بEاالسEتثمار ،ونEحوهEا مEن األسEماء اخملEترعEة ،وقEد انتشEر بEشكل
كEبير بEصفته مEنتجاً بEديEالً عEن )الEوديEعة ألجEل( فEي املEصارف الEتقليديEة؛ ألنَّ املEقصود
.1د .اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ ،ﺳﺎﻣﻲ ﺑﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ) ،اﻟﺘﻜﺎﻓﺆ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﯿﻦ اﻟﺮﺑﺎ واﻟﺘﻮرق( ،ورﻗﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ إﻟﻰ ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ
اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﯾﻦ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ ٢٩ﺷﻌﺒﺎن ٢ -رﻣﻀﺎن١٤٢٤ /ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ٢٧ - ٢٥اﻛﺘﻮﺑﺮ٢٠٠٣/م،
)ص.(٢١
مEنه الEوصEول إلEى نEفس الEنتيجة ،وهEي أن يسEلم الEعميل مEبلغاً مEن املEال لEلمصرف عEلى
أنْ يEضمن لEه املEصرف بEعد مEدة محEددة مEبلغاً أكEثر مEنه بنسEبة مEتفق عEليها؛ أي أن
الEنتيجة واحEدة فEي املEنتجني ،وهEي نEقد حEاضEر مEن الEعميل لEلمصرف مEقابEل نEقد أكEثر
مEEنه مEEؤجEEل فEEي ذمEEة املEEصرف لEEلعميل ،وسEEمي هEEذا املEEنتج بEEاملEEرابEEحة العكسEEية؛ ألن
املEعتاد فEي املEرابEحة أنْ يEكون املEصرف هEو الEبائEع الEدائEن ،والEعميل هEو املشEتري املEديEن،
وفEي هEذا املEنتج انعكسEت الEصورة؛ فEصار الEعميل هEو الEدائEن واملEصرف هEو املEديEن،
ولهEذا السEبب أيEضاً سEمي مEقلوب الEتورق ألن مEقصود املEصرف هEو الEوصEول لEلنقد
من خالل بيع السلعة بثمن ناجز.1
وقEد نEصَّ مجEمع الEفقه اإلسEالمEي الEتابEع لEرابEطة الEعالEم اإلسEالمEي فEي دورتEه الEتاسEعة
عشEEرة املEEنعقدة فEEي مEEكة املEEكرمEEة عEEلى مEEنعه؛ النEEطوائEEه عEEلى الEEعديEEد مEEن احملEEاذيEEر
واإلشكاالت الفقهية؛ أهمها:2
▪ أنَّ هEذه املEعامEلة ممEاثEلة لEبيع الEعينة احملEرمEة شEرعEاً مEن جEهة كEون السEلعة املEباعEة
ليسEEت مEEقصودة لEEذاتEEها ،بEEاإلضEEافEEة إلEEى أن املEEصرف عEEندمEEا يEEقبض الEEثمن مEEن
الEعميل فEهو يEقبضه قEبض ضEمان ال أمEانEة؛ إذ يEتصرف فEيه مبجEرد قEبضه ملEصلحته
كما هو احلال في جميع األموال الداخلة في اخلزينة.
▪ وألنEها تEدخEل فEي مEفهوم الEتورق املEنظم الEذي صEدرت عEن مEن اجملEامEع والهEيئات
والEEندوات واملEEلتقيات الفقهEEية املEEعاصEEرة قEEرارات بتحEEرميEEه؛ لEEتحقق جEEميع عEEلله
فEيها ،كEما أنَّ هEذه املEعامEلة تEنافEي الهEدف مEن الEتمويEل اإلسEالمEي الEقائEم عEلى ربEط
الEتمويEل بEالEنشاط احلEقيقي ،مبEا يEعزز الEنمو والEرخEاء االقEتصادي ،بEل ذهEب بEعض
الEباحEثني إلEى أنَّ هEذا املEنتج أسEوأ مEن الEتورق املEصرفEي املEنظم؛ ألن الEتورق املEصرفEي
.1د .اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ ،ﺳﺎﻣﻲ ﺑﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ) ،ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﺘﻮرق اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم ﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ
ﻓﻲ دورة ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة) ،ص.(٢٤
.2ﻗﺮار اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮭﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﺪورة اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﻣﻜﺔ
اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ /٢٧ - ٢٢ﺷﻮال١٤٢٨/ھـ /٨ - ٣ ،ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ٢٠٠٧/م.
يEجعل الEبائEع )الEدائEن( وكEيالً عEن الEعميل فEي الEبيع الEنقدي لEصاحلEه ،فEيقبض
املEصرف الEثمن مEن طEرف ثEالEث ويسEلمه لEلمديEن ،وفEي هEذا املEنتج يسEلم الEدائEن
الEEثمن مEEباشEEرة لEEلمديEEن ،وإذا كEEان حتEEصيل الEEثمن مEEن طEEرف ثEEالEEث لEEم يEEشفع
لEلتورق املEنظم ولEم يEبيض صEفحته مEن تEهمة االحEتيال عEلى الEربEا ،فEثبوت الEتهمة
في هذا املنتج من باب أولى.1
وقEEد أكَّEEد مجEEمع الEEفقه اإلسEEالمEEي املEEشار إلEEيه آنEEفاً عEEلى أهEEمية الEEتطبيق الEEصحيح
لEلمعامEالت املشEروعEة واالبEتعاد عEن املEعامEالت املشEبوهEة أو الEصوريEة الEتي تEؤدي إلEى
الربا احملرم فإنه يوصي مبا يلي:
.۱أنْ حتEرص املEصارف واملEؤسEسات املEالEية عEلــى جتEنب الEربEا بEكافEة صEوره وأشEكالEه؛
امEتثاالً لEقولEه سEبحانEه ) :يَEا أَيُّEهَا الَّEذِيEنَ آمَEنُوا اتَّEقُوا الEلَّهَ وَذَرُوا مَEا بَEقِيَ مِEنَ الEرِّبEا إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِنيَ ( ]سورة البقرة.[۲۷۸ :
.۲تEEأكEEيد دور اجملEEامEEع الفقهEEية ،والهEEيئات الEEعلمية املسEEتقلة ،فEEي تEEرشEEيد وتEEوجEEيه
مسيرة املصارف اإلسالمية؛ لتحقيق مقاصد وأهداف االقتصادي اإلسالمي.
.۳إيEجاد هEيئة عEليا فEي الEبنك املEركEزي فEي كEل دولEة إسEالمEية ،مسEتقلة عEن املEصارف
ال EEتجاري EEة ،ت EEتكون م EEن ال EEعلماء الش EEرع EEيني واخل EEبراء امل EEال EEيني؛ ل EEتكون م EEرج EEعاً
للمصارف اإلسالمية ،والتأكد من أعمالها وفق الشريعة اإلسالمية.
املؤجل
َّ منتج رقم ) (٦شراء الدين
التعريف باملنتج:
نEتيجة لEتوسEع املEصارف واملEؤسEسات املEالEية فEي مEنح الEقروض والEتمويEالت اإلنEتاجEية
واالسEEتهالكEEية الزديEEاد الEEطلب عEEليها ،وانEEتشار الEEديEEن بEEشكل كEEبير بEEني األفEEراد
والشEركEات ،ظهEرت احلEاجEة فEي الEواقEع املEعاصEر إلEى مEا يEسمى بـ )سEداد مEديEونEيات
الEبنوك( أو )شEراء الEديEون املEؤجEلة لEلبنوك(؛ واملEراد بEه أنْ يEتقدم املEديEن فEرداً كEان أو
مEنشأة إلEى مEصرف ليسEدد عEنه أو لEيمولEه مEا ميEكِّنه مEن سEداد ديEنه الEقائEم لEدائEن آخEر
وفق آلية محددة.1
ومن أبرز األسباب التي تدفع إلى اللجوء لهذه الصيغة:
• احEتياج الEعميل إلEى تEخفيض الEديEن الEقائEم فEي ذمEته خEاصEة فEي حEاالت تEدنEي
مEؤشEر األربEاح تEدنEياً مEلحوظEاً عEن الEربEح الEذي الEتزم بEه فEي عEقد الEتمويEل ،فEيتقدم
بEEطلب إلEEى مEEصرف لEEيمنحه متEEوي Eالً بEEربEEح مEEخفض ليسEEدد ديEEنه الEEقائEEم لEEلدائEEن
األول ثم ميوله املصرف الثاني متويالً جديداً بربح أقل.
• أو لEالنEتقال مEن مEصرف ربEوي إلEى إسEالمEي أو ملEصرف يEقدم خEدمEة أو مEنتج ال
يEقدمEه املEصرف األول ،لEكنه ال يسEتطيع االنEتقال لEكونEه مEديEناً لEلمصرف بEديEن
ربوي أو إسالمي.
• أو حلاجة الدائن إلى سيولة عاجلة.2
.1د .ﻣﯿﺮة) ،ﻋﻘﻮد اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ اﻟﻤﺴﺘﺠﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٢٠٣
.2د .ﻣﯿﺮة ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٢٠٤
وبEناءً عEليه؛ فEقد اجتهEد الEعلماء فEي اقEتراح بEدائEل ومEنتجات لشEراء الEديEون املEؤجEلة
نورد منها البديل اآلتي:
إنشاء دين جديد للعميل مع اشتراط سداد الدين األول:1
يEتم مEن خEالل هEذا املEنتج إبEرام عEقد بEيع يEبيع مبEوجEبه املEصرف لEلعميل الEذي يEرغEب
فEEي االنEEتقال إلEEيه سEEلعة قEEيمتها مEEثالً عشEEرون ألEEف ديEEنار ،مقسEEطة عEEلى خEEمس
سEEنوات ،ويشEEترط املEEصرف عEEلى الEEعميل فEEي الEEعقد أنْ يEEبيع السEEلعة الEEتي يشEEتريEEها
نEقداً ليسEدد بEثمنها الEديEن الEقائEم عEليه لEلمصرف اآلخEر ،كEما يشEترط عEليه أيEضاً
حتEويEل راتEبه مبجEرد سEداد الEديEن ،ومEن ثEم وبEعد قEبض السEلعة يEبيعها املEتعامEل فEي
الEسوق لEغير الEبنك أو أي طEرف مEتواطEئ مEعه نEقداً ،ثEم يسEدد بEقيمتها الEنقديEة ديEنه
لEلمصرف سEداداً مEبكراً ،وبEعد إبEراء ذمEته يEنقل الEعميل عEالقEته املEصرفEية إلEى املEصرف
الEبائEع ،وهEذا املEنتج مEن أكEثر الEبدائEل تEطبيقاً فEي املEصارف اإلسEالمEية إال أنَّ املEصارف
تEتفاوت فEيما بEينها فEي بEعض اخلEطوات اإلجEرائEية واآللEيات والشEروط والEضمانEات الEتي
تEتوثEق بEها لسEداد ديEنها؛ فEبعض املEصارف متEنح الEعميل الEتمويEل مEن خEالل صEيغة
الEتورق املEصرفEي املEنظم فEي السEلع الEدولEية ،وبEعضها فEي السEلع احملEلية ،وبEعضها متEنح
التمويل من خالل البيع اآلجل أو التأجير املنتهي بالتمليك.
وبEتأمEل املEنتج بهEيكلته الEتي سEبق تEوصEيفها يظهEر أن حEكمه إمنEا يEتأسEس بEالEدرجEة
األولEى عEلى نEوع الEعقد الEذي سEيتم الEتمويEل مEن خEاللEه ،ومEدى اسEتيفائEه لEلضوابEط
الشEرعEية ،وأمEا الشEروط والEقيود الEتي اشEتمل عEليها املEنتج كEاشEتراط حتEويEل الEراتEب،
وعEدم الEتصرف فEي ثEمن السEلعة املEباعEة إال فEي تسEديEد ديEن املEصرف ،فهEي جEائEزة
ويEEجب الEEوفEEاء بEEها كEEونEEها ال تEEؤول بEEاملEEعامEEلة إلEEى محEEظور شEEرعEEي ،وألن األصEEل فEEي
الشروط والعقود اإلباحة.
وقEد أجEازت الهEيئة الشEرعEية لEبنك الEبالد هEذا املEنتج بحسEب مEا جEاء فEي قEرارهEا رقEم
) ،(۱۱۱ونEصُّه اآلتEي) :فEإنَّ الهEيئة الشEرعEية لEبنك الEبالد ..قEد اطEلعت عEلى مEنتج
متEEويEEل الEEعمالء لسEEداد مEEديEEونEEياتEEهم لEEدى الEEبنوك األخEEرى ،املEEرفEEوع مEEن إدارة متEEويEEل
األفEراد ،حEيث ميEول الEبنك الEعميل املEديEن لEبنك آخEر عEبر مEنتج الEتمويEل بEالEبيع اآلجEل
"الEتورق" أو غEيره ،ويEصرف لEه املEبلغ فEي صEور شEيك مسEطر ونEحو ذلEك ال يسEتفيد
مEنه إال الEبنك الEدائEن ،ويEوكEل الEعميل الEبنك فEي إجEراءات حتEويEل الEراتEب نEيابEةً عEن
الEعميل حEتى يEضمن الEبنك حEقه .وبEعد دراسEة املEوضEوع ومEناقشEته واالطEالع عEلى
مذكرة العرض التي أعدتها أمانة الهيئة ..فقد قررت الهيئة إجازة املنتج(.
حEسم الEكمبياالت عEملية مEصرفEية تEتلخص فEي قEيام حEامEل الEكمبيالEة بEنقل مEلكيتها
عEن طEريEق التظهEير إلEى مEصرف قEبل مEوعEد اسEتحقاقEها مEقابEل حEصول املظهEر عEلى مEبلغ
معجEل أقEل مEن قEيمتها بنسEبة حEسم مEعينة يEتفقان عEليها ،والEفرق بEني الEقيمة املEؤجEلة
واملعجEلة هEي عEمولEة املEصرف لEقاء االحEتفاظ بEالEكمبيالEة ،وحتEصيلها ،مEع فEائEدة املEبلغ
املEدفEوع إلEى املظهEر عEن املEدة الEباقEية مEن تEاريEخ دفEعه إلEى تEاريEخ اسEتحقاق الEكمبيالEة،1
وهEذه الEعملية محEرمEة شEرعEاً النEطوائEها عEلى الEربEا ،وقEد جEاء فEي قEرار مجEلس مجEمع
الEفقه اإلسEالمEي الEدولEي رقEم (۷/۲) ٦٤فEي دورتEه الEسابEعة املEنعقدة بجEدة مEن - ۷
۱۲ذي الEE Eقعدة ۱٤۱۲هـ املEE EوافEE Eق ۱٤ - ۹مEE EايEE Eو ۱۹۹۲م مEE Eا يEE Eلي) :إن حEE Eسم
)خصم( األوراق التجارية غير جائز شرعاً ،ألنه يؤول إلى ربا النسيئة احملرم(.
.1د .ﺣﻤﺎد ،ﻧﺰﯾﮫ) ،ﻗﻀﺎﯾﺎ ﻓﻘﮭﯿﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮة ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﻤﺎل( ،دار اﻟﻘﻠﻢ -دﻣﺸﻖ ،اﻟﺪار اﻟﺸﺎﻣﯿﺔ -
ﺑﯿﺮوت ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ١٤٢١ ،ھـ ٢٠٠١ -م) ،ص.(٢١١
والEEبديEEل املشEEروع هEEو شEEراء الEEكمبيالEEة بسEEلعة معجEEلة ومEEثمنة بEEسعر أقEEل مEEن قEEيمة
الEEكمبيالEEة ،ويEEفضل أنْ تEEكون السEEلعة ورقEEة مEEالEEية ليسهEEل عEEلى بEEائEEع الEEكمبيالEEة
تسEييلها ،وبEاإلمEكان أيEضاً تEداول الEكمبيالEة وشEراؤهEا بهEذه الEطريEقة عEدة مEرات إلEى
أنْ يحل أجل استحقاقها فيقبض مالكها قيمتها كاملة من املسحوب عليه.
وقEد أخEذ اجملEمع الفقهEي اإلسEالمEي الEتابEع لEرابEطة الEعالEم اإلسEالمEي بهEذا الEبديEل فEجاء
فEEي الEEقرار األول مEEن الEEدورة الEEسادسEEة عشEEرة ،تEEاريEEخ ۲٦/۱۰/۱٤۲۲هـ املEEوافEEق
،۱۰/۱/۲۰۰۲فEي الEبند رابEعاً ،مEا نEصه) :يEرى اجملEمع أن الEبديEل الشEرعEي حلEسم
األوراق الEتجاريEة ،وبEيع الEسندات ،هEو بEيعها بEالEعروض )السEلع( شEريEطة تسEلم الEبائEع
إيEاهEا عEند الEعقد ،ولEو كEان ثEمن السEلعة أقEل مEن قEيمة الEورقEة الEتجاريEة؛ ألنEه ال مEانEع
شرعاً من شراء الشخص سلعة بثمن مؤجل أكثر من ثمنها احلالي(.
ويEقدم الEدكEتور الEعثمانEي 1حEالًّ حلEسم الEكمبيالEة قEوامEه اآلتEي :أنْ تEكون بEني حEامEل
الEكمبيالEة والEبنك مEعامEلتان مسEتقلتان ،بEحيث تEتضمن املEعامEلة األولEى تEوكEيالً مEن
حEامEل الEكمبيالEة لEلبنك بEتحصيل قEيمة الEكمبيالEة مEن مEصدرهEا مEقابEل أجEرة مEعلومEة،
أمEا املEعامEلة الEثانEية فEتبرم عEلى أسEاس أنْ يEقرض الEبنك الEعميل مEبلغ الEكمبيالEة نEاقEصاً
مEنه أجEرة الEوكEالEة بEدون فEائEدة؛ كEأنْ تEكون قEيمة الEكمبيالEة الEتي يحEملها )عEلي(
) ۱۰آالف ديEنار( ،فEيوكEل )عEلي( الEبنك بEتحصيل هEذا املEبلغ مEن مEصدر الEكمبيالEة
)املEEديEEن( مEEقابEEل عEEمولEEة ) ٥۰۰ديEEنار( ،ثEEم يEEقرض الEEبنك )عEEلياً( بEEعقد إقEEراض
مسEتقل عEن عEقد الEوكEالEة مEبلغاً قEدره ) ۹٥۰۰ديEنار( ،وحEينما يEحصّل الEبنك مEبلغ
الEكمبيالEة كEامEالً فEي تEاريEخ االسEتحقاق ومEقداره عشEرة آالف ديEنار ،يجEري املEقاصEة،
.1د .اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻘﻲ) ،ﺑﯿﻊ اﻟﺪﯾﻦ واﻷوراق اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ وﺑﺪاﺋﻠﮭﺎ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ( ،ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ
اﻟﺪوﻟﻲ ،ﻋﺪد ) ،١١ص .(٥٧وﯾﻨﻈﺮ أﯾﻀﺎ ً د .اﻟﻘﻄﺎن ،ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر) ،اﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ﻟﺘﺪاول اﻟﺪﯾﻮن(،
ورﻗﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﻘﺪﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﺮاﺑﻊ ﻟﻠﮭﯿﺌﺎت اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺬي ﺗﻨﻈﻤﮫ ھﯿﺌﺔ
اﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ واﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ /اﻟﺒﺤﺮﯾﻦ ،ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ /٤ - ٣اﻛﺘﻮﺑﺮ ٢٠٠٤م،
)ص.(٢٨
فيسEتوفEي مEن مEبلغ الEكمبيالEة ) ۹٥۰۰ديEنار( اسEترداداً لEقرضEه ،ويEأخEذ املEبلغ املEتبقي
البالغ ) ٥۰۰دينار( عمولة له على حتصيل املبلغ.1
ويشEترط جلEواز الEعمل بهEذا احلEل أنْ يEكون كEل مEن الEعقديEن )الEوكEالEة واإلقEراض(
مEEنفصالً عEEن اآلخEEر ،فEEال تشEEترط الEEوكEEالEEة فEEي الEEقرض وال الEEقرض فEEي الEEوكEEالEEة ،وأال
تEكون أجEرة الEوكEالEة مEرتEبطة مبEدة الEكمبيالEة بEحيث تEزيEد األجEرة وتEقل بEزيEادة املEدة
ونEقصانEها ،وأال يEزاد فEي عEمولEة الEوكEالEة بسEبب الEقرض املEمنوح مEن الEبنك لEئال تEؤول
املعاملة إلى قرض جرَّ منفعة.2
كEما اقEترحEت نEدوة الEبركEة الEرابEعة عشEرة كEما فEي قEرارهEا رقEم ) (۱٤/۳بEديEالً آخEر
مEEضمونEEه الEEتالEEي) :إجEEراء حEEوالEEة مEEن مEEصدر الEEكمبيالEEة إلEEى الEEبنك مEEع زيEEادة أجEEل
السEEداد ،ثEEم اتEEفاق الEEبنك مEEع حEEامEEل الEEكمبيالEEة عEEلى تEEعجيل السEEداد عEEلى أسEEاس
تخفيض قيمتها ،وذلك حسب قاعدة )ضع وتعجل(.
واملEEأخEEذ الشEEرعEEي عEEلى هEEذا الEEبديEEل املEEقترح :أنَّ زيEEادة أجEEل السEEداد ال يEEرضEEى بEEها
الEدائEن إال إذا كEان هEناك تEواطEؤ مEع الEبنك عEلى تEعجيل سEداد الEديEن بEأقEل مEن مEقداره،
فيكون ذلك حيلة حلسم الكمبيالة القائم على الربا.3
.1ﺟﺎء ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺔ ﻓﻲ ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﺟﺪة ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ٨ - ٧
ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ )ﯾﻨﺎﯾﺮ( ١٩٩٨م ،ﻗﺮار )) :(١٤/٣ﺗﻮﻛﯿﻞ ﺣﺎﻣﻞ اﻟﻜﻤﺒﯿﺎﻟﺔ اﻟﺒﻨﻚ ﺑﺘﺤﺼﯿﻞ ﻣﺒﻠﻐﮭﺎ ﺑﺄﺟﺮة ﻣﺤﺪدة
ﺛﻢ إﻗﺮاض اﻟﺒﻨﻚ ﺣﺎﻣﻞ اﻟﻜﻤﺒﯿﺎﻟﺔ ﻣﺒﻠﻐﺎ ً ﻣﻌﺎدﻻً ﻟﻘﯿﻤﺘﮭﺎ ﻧﺎﻗﺼﺎ ً ﻣﻨﮫ أﺟﺮة اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ(؛ وأﺧﺬ اﻟﻘﺮار ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﻘﺘﺮح اﻟﺴﺎﺑﻖ أﻧﮫ ﻟﻮﻻ اﻟﻘﺮض اﻟﻤﻘﺪم ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻚ إﻟﻰ ﺣﺎﻣﻞ اﻟﻜﻤﺒﯿﺎﻟﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﻮﻛﯿﻞ اﻟﺒﻨﻚ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﯿﻞ ﺑﺄﺟﺮة،
ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﯾﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺼﻮرة اﻟﻘﺮض واﻹﺟﺎرة ﻓﯿﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﺳﻠﻒ وﺑﯿﻊ.
.2د .اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ) ،ﺑﯿﻊ اﻟﺪﯾﻦ واﻷوراق اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ وﺑﺪاﺋﻠﮭﺎ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص .(٥٧د .اﻟﻘﻄﺎن ،ﻣﺮﺟﻊ
ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٢٨
.3ﯾﻨﻈﺮ ﻗﺮار ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة رﻗﻢ ) (١٤/٣اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﺟﺪة ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ٨ - ٧ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ
)ﯾﻨﺎﯾﺮ( ١٩٩٨م.،
ملَّEا كEان عEقد الEبيع بEالتقسEيط مEحفوفEاً مبEخاطEر جEمة تEتعلق بEإفEالس املEديEن وممEاطEلته،
فEقد ابEتكر الEبائEعون فEي بEريEطانEيا فEي مEنتصف الEقرن الEتاسEع عشEر وحتEديEداً فEي سEنة
۱۸٤٦م نEوعEاً مEن الEعقود يEسمى )الEبيع اإليEجاري( أو)اإلجEارة املنتهEية بEالEتمليك(،
ويهEEدف هEEذا الEEعقد إلEEى إظEEهار الEEبيع فEEي صEEورة اإليEEجار لEEيتفادى الEEبائEEع مEEشكلة
تEصرف املشEتري بEاملEبيع قEبل الEوفEاء بEثمنه ،ولEيتمكن فEي حEالEة إفEالس املشEتري مEن
اسEترداده دون اخلEوض فEي مEشاكEل تEفليسة املشEتري ومEزاحEمة الEدائEنني )الEغرمEاء( عEلى
أمEالكEه وحEقوقEه ومEطالEبتهم بEتصفيتها ،عEلى اعEتبار أن املEبيع لEيس ممEلوكEاً للمشEتري
وال يزال باقياً في ملك بائعه )املؤجر(.
هEذه املEزايEا جEعلت الEعقد ينتشEر انEتشاراً واسEعاً ،ويEحقق جنEاحEات سEريEعة ،ومEع مEرور
الEوقEت أخEذ طEابEعاً جEديEداً بEات يEعرف بـ )الEتأجEير الEتمويEلي( 1أو )عEقد الEليسنج(،
ويEتمثل فEي تEدخEل طEرف ثEالEث بEني طEرفEي الEعقد األصEليني )املEؤجEر واملسEتأجEر(،
وعEادة مEا يEكون مEؤسEسة مEالEية تEقوم بEتمويEل الEعقد بشEراء أمEوال مEعينة بEغرض تEأجEيرهEا
لEعميلها ملEدة مEعينة مEتفق عEليها ،وفEي نEهايEة املEدة يEكون للمسEتأجEر حEريEة اخEتيار أحEد
اخليارات التالية:
• إعادة العني املؤجرة إلى املؤسسة املالكة.
• متديد مدة اإلجارة لفترة أو فترات يتم االتفاق عليها.
• متEلك الEعني مEقابEل ثEمن يEتم االتEفاق عEلى حتEديEده عEند بEدايEة الEعقد ،أو بEسعر
السوق عند نهاية العقد.
.1أُطﻠﻖ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻨﺬ ظﮭﻮره ﻋﺪة أﺳﻤﺎء :اﻟﺒﯿﻊ اﻹﯾﺠﺎري ،اﻟﺒﯿﻊ اﻟﻤﺴﺘﻮر ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ ،اﻟﺘﺄﺟﯿﺮ اﻟﺘﻤﻮﯾﻠﻲ،
اﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻨﺘﮭﻲ ﺑﺎﻟﺘﻤﻠﯿﻚ ،وھﺬه اﻷﺧﯿﺮة ھﻲ اﻟﺘﺴﻤﯿﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺷﯿﻮﻋﺎً ،وﻟﻦ ﻧﻘﻒ طﻮﯾﻼً ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺴﻤﯿﺔ ﻣﺎ داﻣﺖ
ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﻌﻘﺪ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻮر اﻟﻌﺎﻗﺪﯾﻦ؛ إذ ﻻ ﻣﺸﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻻﺻﻄﻼح ،ﻓﻤﺜﻼً ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ﻻ زال
ﯾﻄﻠﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﺼﻄﻠﺢ ودﯾﻌﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﻔﺎرﻗﺔ اﻟﺸﺎﺳﻌﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﯿﻦ
أن اﻟﻤﻀﻤﻮن ﯾﻈﻞ ﻣﺘﻔﻮﻗﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻟﺐ واﻟﻤﻈﮭﺮ ،ﻓﺎﻻﺳﻢ ﻻ ﯾﺴﻠﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎﺗﮫ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺮع ،إﻻ ﱠ
أﻧﺸﻲء ﻷﺟﻞ ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ.
الRRفرع الRRثانRRي :ممRRيزات عRRقود اإليRRجار عRRلى عRRقود الRRبيع لRRلمؤسRRسات املRRالRRية
اإلسالمية والعمالء:1
متتاز عقود اإليجار على عقود البيع بالنسبة للمؤسسات املالية اإلسالمية مبا يأتي:
)أوالً( اسEتخدام عEقود اإليEجار فEي متEويEل اخلEدمEات واملEنافEع بشEتى أنEواعEها ،أمEا الEبيع
فعقده يتناول متويل األعيان واملوجودات فقط.
)ثRRانRRياً( جEEواز بEEيع املEEؤسEEسة لEEألصEEل املEEؤجEEر فEEيما لEEو أرادت احلEEصول عEEلى سEEيولEEة
نEقديEة ،بEينما ال يEجوز لEها بEيع املEبيع ولEو كEان مEرهEونEاً لEصاحلEها النEتقالEه إلEى مEلكية
املدين ،كما ال يجوز لها بيع الدين الناجت عن عملية البيع.
)ثRالRثاً( يEحقق اإليEجار ضEمانEاً وأمEانEاً لEلمؤسEسات أكEبر ممEا يEحققه عEقد الEبيع ،بEحيث
يEكون بEإمEكان املEؤجEر )املEمول( فEي حEال إخEالل املسEتأجEر بEالEوفEاء بEالEتزامEاتEه جتEاهEه
اسEترداد الEعني املEؤجEرة ،بEينما تEكون حEريEته فEي عEقود الEبيع مEقيدة بحEدود مEعينة ،وفEي
حEال قEيام الEدائEن بEبيع املEبيع املEرهEون بEنفسه إذا كEان الEعقد يEسمح بEذلEك ،أو عEن طEريEق
الEتنفيذ الEقضائEي السEتيفاء حEقه ،ال يEجوز لEه أنْ يEأخEذ مEن ثEمنه إال مEا يEقابEل حEقوقEه
فقط.
)رابRعاً( تEقييد تEصرفEات املسEتأجEر بEأنْ تEكون عEلى نEحو ال يEضر بEالEعني أو يEؤثEر فEيها،
بEينما يEنتفع املشEتري بEاملEبيع ويسEتغله بEأي صEورة مEن الEصور دون أدنEى سEلطة لEلبائEع
عEليه ،إال إذا كEان املEبيع مEرهEونEاً فEيمكن أنْ ميEنع الEدائEن )املEرتEهن( املEديEن )الEراهEن(
من التصرف فيه بالبيع لضمان سداد املديونية القائمة في ذمته.
.1د .اﻟﻄﺒﻄﺒﺎﺋﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﯿﺪ إﺑﺮاھﯿﻢ " ،ﻣﻤﯿﺰات ﻋﻘﻮد اﻹﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮد اﻟﺒﯿﻊ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت
اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ واﻟﻌﻤﻼء " ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ واﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻜﻮﯾﺖ ،اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮة،
اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﺨﻤﺴﻮن ،رﺟﺐ ١٤٢٤ھـ ٢٠٠٣ -م ) ،ص ،( ١٥٢ - ١٤٦ﺑﺘﺼﺮف.
)خRامRساً( الEدفEعة املEقدمEة فEي اإليEجار تEعتبر جEزءاً مEن األجEرة ،ويEتم االقEتطاع مEنها مEا
يEقابEل املEدة الEتي انEتفع املسEتأجEر خEاللEها بEالEعني ،فEي حEني تEكون الEدفEعة املEقدمEة فEي
البيع عربوناً؛ أي جزءاً من ثمن السلعة عجل املشتري في أدائه.
)سRادسRاً( يEجوز إضEافEة عEقود اإليEجار إلEى زمEن مسEتقبل؛ كEإبEرام عEقد تEأجEير يEبدأ
سEريEانEه فEي مEدة زمEنية الحEقة عEلى تEاريEخ انEعقاده ،بEينما ال يEجوز ذلEك فEي الEبيع،
فعقده يجب أنْ يكون منجزاً دائماً.
)سRابRعاً( وثEمة مEيزة زكEويEة ميEنحها اإليEجار لEلمؤسEسات حEيث ال تEدخEل األصEول
املEؤجEرة فEي الEوعEاء الEزكEوي وإمنEا جتEب فEي الEريEع الEناجت عEنها بشEروطEه ،أمEا الEديEون الEتي
لEEلمؤسEEسات والEEناجتEEة عEEن عEEمليات الEEبيع ،فEEتدخEEل جEEميعها فEEي حEEساب الEEزكEEاة
باستثناء ما ال يرجى سداده منها.
)ثRامRناً( يEحقق هEذا الEنوع مEن الEتعامEل مEزايEا ضEريEبية للمسEتأجEر؛ ألن األجEرة حتEسم
مEEن األربEEاح اخلEEاضEEعة لEEلضرائEEب بEEصفتها مEEصروف Eاً ،وفEEي بEEعض الEEدول كEEالEEواليEEات
املتحEEدة األمEEريEEكية يEEسمح لEEلمؤجEEر حEEسم ) (٪۱۰مEEن قEEيمة األصEEول املEEؤجEEرة مEEن
الEضريEبة املسEتحقة عEليه ،وفEي مEصر تEعفى أربEاح املEؤجِّEر مEن الEضرائEب ملEدة خEمس
سنوات فضالً عن اإلعفاء اجلمركي على األعيان املستوردة بغرض التأجير.1
الفرع الثالث :صور التمويل من خالل عقد اإلجارة املنتهية بالتمليك:
الEصورة األولEى :عEقد إجEارة مEقترنEة بEوعEد متEليك الEعني املEؤجEرة عEن طEريEق الهEبة فEي
نEهايEة املEدة؛ وقEد أجEازهEا مجEمع الEفقه اإلسEالمEي الEدولEي فEي دورتEيه :الEثالEثة املEنعقدة
ع EEام )۱۹٦۸م ،ق EEرار ) ،(۱/۳وال EEثان EEية عش EEرة امل EEنعقدة ع EEام ،۲۰۰۰ق EEرار ۱۱۰
) ،(٤/۱۲ونEدوة الEبركEة الEسادسEة )قEرار ،(۸/٦وفEتوى شEركEة الEراجEحي املEصرفEية
ه OOذه ال OOصورة م OOطبقة ف OOي ال OOبنك اإلس OOالم OOي األردن OOي؛ ف OOعقد ال OOتأج OOير ل EEالس EEتثمار رق EEم )،(۹٥
الOOتمويOOلي مOOركOOب مOOن عOOقد إجOOارة يOOقترن بOOه عOOقد هOOبة مOOعلق عOOلى شOOرط وفEE Eتوى بEE Eيت الEE EتمويEE Eل
سOداد جOميع األقOساط اإليOجاريOة فOي مOواعOيدهOا ،وذلOك بOوثOيقة مسOتقلة
مOنفصلة ،بOحيث تOنتقل مOلكية الOعني للمسOتأجOر إذا تOحقق الشOرط دون ال EE Eكوي EE Eتي ف EE Eتوى رق EE Eم
الOO OحاجOO Oة ألي إجOO Oراء تOO OعاقOO Oدي آخOO Oر ،أ َّمOO Oا إذا تخOO Oلف املسOO OتأجOO Oر عOO Oن ).1(۳۹۰
السOداد فOي املOوعOد ولOو لقسOط واحOد ،فOال تOنتقل لOه املOلكية؛ لOعدم تOحقق
الشOOرط ،ويُOOطلقُ الOOبنك اإلسOOالمOOي عOOلى املسOOتند الOOذي يOOعبر عOOن الهOOبة الEE Eصورة الEE EثانEE Eية :عEE Eقد
امل OOعلقة اس OOم )ت OOنازل م OOعلق( ،وت OOعليق اله OOبة امل OOجان OOية ل OOلعقار ب OOالش OOرط
إجEارة مEقترنEة بEوعEد متEليك
امل OOالئ OOم ج OOائ OOز ف OOي ب OOعض امل OOذاه OOب ال OOفقهية ،وق OOد ورد ب OOإب OOاح OOته ال OOنص
الEEعني املEEؤجEEرة عEEن طEEريEEق
الش OOرع OOي؛ ح OOيث إ َّن رس OOول اهلل rوه OOب ال OOنجاش OOي ه OOبة م OOعلقة ع OOلى
وجOOوده حOOيا ً حOOني وصOOول حOOامOOلها إلOOيه ،يOOقول ابOOن الOOقيم وهOOو يOOرد عOOلى
الEE Eبيع بEE Eثمن حEE Eقيقي أو
املOO OانOO Oعني مOO Oن صOO Oحة تOO Oعليق الهOO Oبة بOO OالشOO Oرط مOO Oا نOO Oصه " :الOO Oحكم فOO Oى
رم EEزي؛ ومم EEن ذه EEب إل EEى
األص OOل غ OOير ث OOاب OOت ب OOال OOنص ،وال ب OOاإلج OOماع ،ف OOما ال OOدل OOيل ع OOلى ب OOطالن
تOعليق الهOبة بOالشOرط؟ وقOد صOح عOن الOنبي صOلى اهلل تOعالOى عOليه وآلOه
جEEواز هEEذه الEEصورة نEEدوة
وسلم أنه علق الهبة بالشرط فى حديث جابر ملا قال:
الEبركEة الEسادسEة قEرار رقEم
حOَ OريْOِ Oن أل ْعOطَيْت ُ َك هَ Oكذَاَ ،وهَ Oكذَا ،ثَّ Oم هَ Oكذَا" -ثَOالَثَ Oال ا ْلبَ ْO " َلْ Oو َقْ Oد َO
جOOا َء َمُ O
ات .وأنجOز ذلOك لOه الOصديOق رضOى اهلل عOنه ملOا جOاء مOال البحOريOن حOثَيَ ٍ َO
) ،(۸/٦والهEE E E E E E E E E E Eيئة
بعد وفاة رسول اهلل صلى اهلل تعالى عليه وآله وسلم.
الشEEرعEEية لEEبيت الEEتمويEEل
فإن قيل :كان ذلك وعداً؟.
قOOلنا :نOOعم ،والهOOبة املOOعلقة بOOالشOOرط وعOOد .وكOOذلOOك فOOعل الOOنبي صOOلى اهلل
الEE EكويEE Eتي ،فEE Eتوى رقEE Eم
تOعالOى عOليه وآلOه وسOلم ملOا بOعث إلOى الOنجاشOى بهOديOة مOن مOسك ،وقOال
Oس ٍك، اقOOي ِOم ْ Oن ِمْ O
ح َّ Oل ًة َوأ َ َو ِ
اشOOى ُ Oه َ Oد ْيOOتُ إِ َلOOى ال Oن َّ َج ِ O
) ،(۲۲٤ومج EEمع ال EEفقه ألم سOOلمة" :إِنِّOOى َق ْ Oد أ َ ْO
أرى َهOِ Oد َّيOِ Oتى إِال َمOْ Oر ُدو َدةً فOOإن ُر َّدتْ Oاتَ ،وال َ اشOOى ال َقْ Oد َمَ O َوال أ َ َرى ال Oن َّ َج ِ O
اإلس EEالم EEي ال EEدول EEي ف EEي
َعَ Oلى فَ ِ Oهى َلOِ Oك" وذكOOر الحOOديOOث ،رواه أحOOمد .فOOالOOصحيح :صOOحة تOOعليق
دورة مEE E EؤمتEE E Eره الEE E EثانEE E Eية
الهOOبة بOOالشOOرط ،عOOمال بهOOذيOOن الحOOديOOثني " ابOOن قOOيم الOOجوزيOOة " ،إغOOاثOOة
ال OOلهفان م OOن م OOصاي OOد ال OOشيطان" ،م OOكتبة امل OOعارف ،ال OOري OOاض ،امل OOملكة
عش EEرة ،ق EEرار رق EEم۱۱۰ :
العربية السعودية.(٢/١٧) ،
) ،(٤/۱۲حEE Eيث جEE Eاء
فEي الEقرار مEا يEلي) :مEن صEور الEعقد اجلEائEزة ...ج -عEقد إجEارة ميEكن املسEتأجEر مEن
االنEتفاع بEالEعني املEؤجEرة مEقابEل أجEرة مEعلومEة ،فEي مEدة مEعلومEة ،واقEترن بEه وعEد بEبيع
.1ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺘﻮى ﻣﺎ ﻧﺼﮫ) :ﯾﺠﻮز ﻓﻲ اﻹﺟﺎرة وﻋﺪ اﻟﻤﺎﻟﻚ ﻟﻠﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﺑﮭﺒﺔ اﻟﻌﯿﻦ اﻟﻤﺄﺟﻮرة ﻋﻨﺪ اﻧﺘﮭﺎء ﻣﺪة
اﻹﺟﺎرة ،وھﻲ وﻋﺪ ھﺒﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺪاده اﻷﺟﺮة ﻛﺎﻣﻠﺔ(.
الEEعني املEEؤجEEرة للمسEEتأجEEر بEEعد سEEداد كEEامEEل األجEEرة بEEثمن يEEتفق عEEليه الEEطرفEEان(،
واالتفاق قد يكون على ثمن حقيقي أو رمزي.
الEEصورة الEEثالEEثة :عEEقد إجEEارة مEEقترنEEة بEEعقد هEEبة مEEعلق عEEلى شEEرط سEEداد األقEEساط
اإليEجاريEة خEالل مEدة الEعقد ،وقEد قEرر مجEمع الEفقه اإلسEالمEي فEي دورة مEؤمتEر الEثانEية
عشEEرة ،قEEرار رقEEم (٤/۱۲) ۱۱۰ :بEEشأن هEEذه الEEصورة مEEا يEEلي) :مEEن صEEور الEEعقد
اجلEائEزة...أ -عEقد إجEارة ميُEكِّن املسEتأجEر مEن االنEتفاع بEالEعني املEؤجEرة ،مEقابEل أجEرة
مEعلومEة فEي مEدة مEعلومEة ،واقEترن بEه عEقد هEبة الEعني للمسEتأجEر ،مEعلقا عEلى سEداد
كامل األجرة وذلك بعقد مستقل ،أو وعد بالهبة بعد سداد كامل األجرة.
الEصورة الEرابEعة :عEقد إجEارة مEع إعEطاء املسEتأجEر حEق متEلك الEعني أثEناء مEدة اإلجEارة
بEعقد جEديEد؛ وهEذه الEصورة أجEازهEا مجEمع الEفقه اإلسEالمEي الEدولEي فEي دورة مEؤمتEره
الEثانEية عشEرة ،قEرار رقEم ،(٤/۱۲) ۱۱۰ :حEيث جEاء فEي الEقرار مEا يEلي) :مEن صEور
الEعقد اجلEائEزة ...د -عEقد إجEارة ميEكِّن املسEتأجEر مEن االنEتفاع بEالEعني املEؤجEرة ،مEقابEل
أجEرة مEعلومEة ،فEي مEدة مEعلومEة ،ويEعطي املEؤجEر للمسEتأجEر حEق اخلEيار فEي متEلك الEعني
املؤجرة في أي وقت يشاء ،على أن يتم البيع في وقته بعقد جديد بسعر السوق(.
وقEEد أجEEاز اجملEEلس الشEEرعEEي لهEEيئة احملEEاسEEبة واملEEراجEEعة لEEلمؤسEEسات املEEالEEية اإلسEEالمEEية
جEميع الEصور الEسابEقة كEما فEي الEبند الEثامEن مEن املEعيار رقEم ) /(۹اإلجEارة واإلجEارة
املنتهية بالتمليك.
الفرع الرابع :أبرز املنتجات املبتكرة في إطار عقد التأجير املنتهي بالتمليك:
إن مEن أبEرز التحEديEات الEتي تEواجEه املEصارف اإلسEالمEية فEي ظEل األسEواق املEالEية الEعاملEية،
والEترابEط الEكبير بEينها ،الEتغيرات والEتقلبات السEريEعة فEي مEؤشEرات األربEاح وأسEعار
الEفائEدة وتEأثEيرهEا عEلى مEعدل الEعائEد املEتحقق ،ولEذا فEقد كEان مEن أهEم املEنتجات الEتي
طEرحEت ملEعاجلEة هEذه املEشكلة بEإيEجاد تEوازن مEعقول بEني الEتمويEل والEربEحية هEو مEنتج
)الEتأجEير أو الEتمويEل بEأجEرة مEتغيرة( ،وقEد حEظي هEذا املEنتج بEتطبيقات واسEعة ،وأخEذ
حظاً وافراً من الدراسات الفردية واجلماعية لتمحيصه وتقوميه.
واألجEرة املEتغيرة هEي املEقابEل الEذي يEتفق الEعاقEدان فEي مجEلس الEعقد عEلى ربEطه مبEؤشEر
متغير ومنضبط ،وإليضاح آلية ربط األجرة باملؤشر املتغير ،نضرب املثال اآلتي:
اشEترى املEصرف اإلسEالمEي عEقاراً بEقيمة ) ٥۰۰۰۰ديEنار( بEناءً عEلى طEلب عEميله،
وبEعد قEبضه الEقبض املEعتبر شEرعEاً أبEرم املEصرف مEع عEميله عEقد إجEارة منتهEية بEالEتمليك
ملEدة عشEريEن سEنة ،وبEأجEرة إجEمالEية قEدرهEا ) ۱۰۰.۰۰۰ديEنار( 1مEوزعEة عEلى أقEساط
شهEريEة عEددهEا ) ۲٤۰قسEطاً( ،واتEفقا أيEضاً عEلى ربEط عEائEد اإلجEارة مبEؤشEر الEليبور أو
سEعر إعEادة اخلEصم ونEحوهEما مEن املEؤشEرات املEالEية ،بEحيث يEكون مEن حEق املEؤجEر زيEادة
األجEرة مبEقدار الEزيEادة احلEاصEلة عEلى املEؤشEر ،وهEكذا تEتكرر الEعملية كEلما زاد سEعر
املEؤشEر ،وقEد يEتفقان عEلى ربEط األجEرة بEاملEؤشEر بEشكل دوري فEي بEدايEة كEل سEنة أو فEي
تEEاريEEخ محEEدد يEEضاف إلEEيه ) ٪۱أو ٪۲مEEثالً(؛ أي أن الEEربEEح يEEتكون مEEن جEEزءيEEن:
مEتغير وهEو املEؤشEر الEذي يEرجEع إلEيه فEي كEل عEام أو فEي تEاريEخ محEدد لEبناء أقEساط الEسنة
أو الEفترة الEالحEقة عEلى أسEاسEه ،وجEزء ثEابEت وهEو ) ،(٪۱وعEليه؛ وفEي الEتاريEخ احملEدد
يEنظر إلEى مEقدار املEؤشEر ثEم يEضاف إلEيه ) ،(٪۱ويEضرب اجملEموع فEي الEرصEيد الEقائEم
الEذي لEم يسEدد مEن أصEل الEتمويEل ،ويتحEدد بEذلEك مEقدار القسEط اإليEجاري اجلEديEد
املطلوب سداده خالل الفترة القادمة ،وهكذا دواليك إلى آخر مدة العقد.1
احلكم الشرعي في األجرة املتغيرة:
األصEEل فEEي صEEحة الEEعقود تEEراضEEي املEEتعاقEEديEEن ،ومEEوجEEبها مEEا أوجEEباه عEEلى نفسEEيهما
بEالEتعاقEد ،ومEن حEق الEبنك أنْ يEؤجEر مEا ميEلكه رقEبة ومEنفعة بEاألجEر الEذي يEرضEى بEه،
خEاصEة أنَّ املEصرف ال ميEنح الEتأجEير الEتمويEلي إال ملَEنْ يEتناسEب القسEط اإليEجاري مEع
دخله بعد دراسة ائتمانية جادة لوضعه املالي.
واألجEرة الEتي يسEتوفEيها املEؤجEر )املEصرف( مEن املسEتأجEر ولEو كEانEت زائEدة عEلى أجEرة
املEثل أجEرة عEادلEة ،وال تEتضمن غEبناً فEاحEشاً ،وال حتEكماً ظEاملEاً؛ ألن الEغنب الEذي ال يEأتEي
نEتيجة اسEتغالل أو هEوى ال يEؤثEر فEي اإليEجار ولEو كEان فEاحEشاً ،وال يEصلح سEبباً إلبEطال
الEعقد ،وال إلنEقاص األجEرة
يمكن تخريج مسألة )األجرة املتغيرة( على بعض صور اإلجارة إلى أجرة املثل.
التي أجازها بعض الفقهاء مع كونها مجهولة األجر في ابتداء
وال ي EEلزم أنْ ت EEكون األج EEرة العقد ،معلومة عند انتهائه؛ كاستئجار األجير بطعامه وكسوته مع
واح EEدة ط EEول م EEدة ال EEعقد ،احتمال أ ْن يكون شرهاً ،كما أ َّن كمية استهالكه للطعام مجهولة،
وكاستئجار الدابة بعلفها أو كل يوم بدرهم ،وكاستئجار َم ْن يحصد
فEE Eقد تEE Eكون فEE Eي الEE Eصيف الزرع بجزء مشاع منه ،وكاستئجار األجير لحمل صبرة الطعام،
كل قفيز منها بدرهم ،والبيع بسعر السوق ،أو ما ينقطع به السعر،
أعEلى مEنها فEي الشEتاء ،وفEي
فالعوض في هذه املسائل وأمثالها ليس معلوماً ،لكنه ال يُثير نزاعا ً.
زمEن احلEرب أعEلى مEنها فEي يُنظر في جميع الصور املتقدمة املراجع التالية :املرداوي" ،
اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف "
زمEEن السEEلم ،وفEEي الEEسنني
األولى أعلى منها في السنني األخيرة ،ما دام ذلك ال يفضي إلى نزاع.1
فEإنَّ املEناط الEذي يEعتمد عEليه الEفقهاء عEند اشEتراطEهم حتEديEد األجEرة فEي الEعقد ،هEو
مEنع أي نEزاع مEحتمل بEشأنEها بEني األطEراف املEتعاقEدة ،ولEذا ثEار عEند تEناول هEذه املEسألEة
)ربEط األجEرة مبEؤشEر مEتغير( نEزاع مEحتدم بEني الEعلماء حEول مEدى حتEقق هEذا املEناط فEيها
أو عEدمEه ،فEمنهم مّEنْ رأى أنَّ ربEط األجEرة مبEؤشEر سEعر الEفائEدة يEنفي عEن األُجEرة الEغرر
الEفاحEش ،واجلEهالEة الEبالEغة املفسEدة لEلعقود؛ ألن الEزيEادة لEم تEكن نEتيجة تEعنت وحتEكم
بEأن يEقصد املEؤجEر اإلضEرار بEاملسEتأجEر ،فEيعرض عEليه أجEرة كEبيرة لEيدفEعه إلEى فEسخ
الEعقد ،وتEرك املEأجEور ،بEل كEانEت هEذه الEزيEادة نEتيجة ملEعيار أو مEؤشEر خEارجEي ،ومت
ت EEأي EEيد ذل EEك ب EEبعض ال EEتطبيقات واألم EEثلة ال EEعملية ال EEتي زخ EEرت ب EEها ك EEتب ال EEفقه
اإلسEEالمEEي والEEتي حتEEقق فEEيها املEEناط -املEEشار إلEEيه آنEEفاً -مEEثل) :اسEEتئجار املEEرضEEع
بEطعامEها وكEسوتEها ،واألجEرة بجEزء محEدد أو شEائEع مEن اإلنEتاج ،واسEتئجار األجEير فEي
مEقابEل كEسوتEه وإطEعامEه ،وإجEارة األرض بجEزء مEن نEتاجEها ونEحو ذلEك( ،ممَّEا يEؤكEد
الEEقول بEEجواز ربEEط األجEEرة مبEEؤشEEر مEEتغير؛ لEEتحقق املEEناط املEEتقدم فEEيها أيEEضاً ،وهEEذا ال
يEعني خEلوَّ سEاحEتها )أي الEتطبيقات الEفروعEية املEتقدمEة( مEن اجلEهالEة متEامEاً ،لEكن الEقدر
الEذي أصEابEها مEن اجلEهالEة لEيس فEاحEشاً كEبيراً بEحيث يEربEك الEعقد ،ويخEلّ بEالEتزامEاتEه؛
فEهو مEن جEهة يEتعلق بEالEتغير فEي األجEرة ولEيس بEأصEلها ،ومEن جEهة أخEرى فEإنَّ ربEطها
مبEؤشEر يEصدر عEن جEهة أجEنبية عEن الEعقد يEجعل حجEم الEغرر فEيها يسEيراً ال يEضر؛ فEال
ميEنع مEن تEنفيذ الEعقد ،بEينما رأى الEبعض اآلخEر فEي املEسائEل املEتقدمEة خEالف مEا تEقدم
كما سيأتي.
.1ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ (٤/٣١٠) ،و).(٦/١١اﻟﺒﮭﻮﺗﻲ ،ﻣﻨﺼﻮر ﺑﻦ ﯾﻮﻧﺲ) ،ﻛﺸﺎف اﻟﻘﻨﺎع ﻋﻦ ﻣﺘﻦ اﻹﻗﻨﺎع( ،دار
اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ،ﺑﺪون ﺗﺎرﯾﺦ وﻻ طﺒﻌﺔ .(٣/٥٥٤) ،اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ،أﺑﻮ اﻟﺤﺴﯿﻦ ﯾﺤﯿﻰ) ،اﻟﺒﯿﺎن ﻓﻲ ﻣﺬھﺐ اﻹﻣﺎم
اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ( ،دار اﻟﻤﻨﮭﺎج -ﺟﺪة١٤٢١ ،ھـ ٢٠٠٠ -م .(٧/٣٢٨) ،اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ اﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ،أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﷲ" ،
اﻟﻤﻐﻨﻲ " ،ﻣﻜﺘﺒﺔ وھﺒﺔ -اﻟﻘﺎھﺮة١٣٨٨ ،ھـ ١٩٦٨ -م.(٥/٣٦٤) ،
وعEليه؛ يEخير املسEتأجEر بEني قEبول الEزيEادة والEرضEا بEااللEتزام بEاألجEرة اجلEديEدة أو فEسخ
العقد.
جEEاء فEEي مEEرشEEد احلEEيران )م " :(٦۹۱إذا زاد أجEEر املEEثل فEEي نEEفسه لEEكثرة الEEرغEEبات
الEعمومEية فEيه ،ال لEتعنت فEي أثEناء مEدة اإلجEارة زيEادة فEاحEشة ،تEعرض عEلى املسEتأجEر؛
فEإنْ رضEيها فEهو أولEى مEن غEيره ،ويEعقد مEعه عEقد ثEان بEاألجEرة الEثانEية مEن حEيث قEبولEها
إلى متام مدة اإلجارة ،وال يلزمه إال املسمى عن املدة املاضية ".
وجEاء أيEضاً فEي )م " :(٦۹۲إذا لEم يEقبل املسEتأجEر الEزيEادة املEعتبرة الEعارضEة فEي أثEناء
مدة اإلجارة ،يفسخ العقد ،ويؤجر لغيره".
وقEد أجEاز اجملEلس الشEرعEي لهEيئة احملEاسEبة واملEراجEعة لEلمؤسEسات املEالEية اإلسEالمEية فEي
الEE Eبند ) (٥/۲/۳مEE Eن املEE Eعيار الشEE EرعEE Eي رقEE Eم )} (۹اإلجEE Eارة واإلجEE Eارة املنتهEE Eية
بEالEتمليك{ ،ربEط األجEرة مبEؤشEر مEنضبط يEقطع الEنزاع ،ويEرفEع اجلEهالEة ،وهEذا نEصُّه" :
فEي حEالEة األجEرة املEتغيرة يEجب أن تEكون األجEرة لEلفترة األولEى محEددةً مبEبلغ مEعلوم،
ويEEجوز فEEي الEEفترات الEEتالEEية اعEEتماد مEEؤشEEر مEEنضبط ،ويشEEترط أن يEEكون هEEذا املEEؤشEEر
مEEرتEEبطاً مبEEعيار مEEعلوم ال مEEجال فEEيه لEEلنزاع؛ ألنEEه يEEصبح هEEو أجEEرة الEEفترة اخلEEاضEEعة
للتحديد ،ويوضع له حدٌّ أعلى ،وحدٌّ أدنى ".
وكEذلEك أصEدر اجملEلس األوروبEي لEإلفEتاء والEبحوث فEي دورتEه الEثامEنة عشEرة املEنعقدة
مبEديEنة بEاريEس فEي جEمهوريEة فEرنEسا فEي الEفترة الEواقEعة فEي ٥ - ۱متEوز ۲۰۰۸م قEراره
) (۳/۱۸بEEند ) (٦/۳الEEقاضEEي بEEإجEEازتEEها ،ونEEصه " :أنْ تEEكون األجEEرة محEEددة
مEعلومEة ال تEبقى مEعها جEهالEة مEؤديEة إلEى الEنزاع ،ويEجوز ربEطها مبEؤشEر مEعلوم )مEثل
الEليبور( بEأنْ يEتفق الEطرفEان عEلى أنَّ األجEرة املEتغيرة مEرتEبطة بEالEليبور زائEداً أو نEاقEصاً،
ويEجوز كEذلEك حتEديEد األجEرة فEي اإلجEارة الEواردة عEلى الEعمل مبEبلغ يEومEي أو شهEري أو
سنوي ،وربطه ربطاً قياسياً مبؤشر التضخم الذي تصدره الدولة في كل فترة ".
وأيEضاً أجEازت الهEيئة الشEرعEية لEبيت الEتمويEل الEكويEتي ربEط األجEرة مبEقياس "الEليبور"
فEي فEتواهEا رقEم ) ،(٦۱٥ونEصها " :ال مEانEع شEرعEاً مEن هEذا الEتصرف؛ ألنَّ اجلEهالEة
املفسEEدة فEEي الEEعقود هEEي اجلEEهالEEة املEEفضية إلEEى الEEنزاع ،وتEEعتبر كEEأجEEرة فEEي هEEذه احلEEال
محددة بسعر عاملي متفق عليه ،ال يثير نزاعاً ".
كEما أجEازت ذلEك الEفتوى رقEم ) (۱۱/۲الEصادرة عEن نEدوة الEبركEة احلEاديEة عشEرة
املEنعقدة فEي جEدة بEتاريEخ /۱شEباط۱۹۹٦/م ،ونEصها " :يEتحقق الEعلم بEاألجEرة فEي
عEEقد اإلجEEارة الEEواردة عEEلى األشEEياء إذا متَّ االتEEفاق عEEلى مEEدة مEEعلومEEة مEEوزعEEة عEEلى
فEEترات ،مEEع حتEEديEEد مEEقدار األجEEرة عEEن الEEفترة األولEEى ،واعEEتماد أجEEرة املEEثل عEEن بEEقية
الEEفترات ،بشEEرط أنْ تEEكون أجEEرة املEEثل مEEنضبطة أو مEEرتEEبطة مبEEعيار مEEعلوم بEEحيث ال
مEEجال فEEيه لEEلنزاع ،وذلEEك بEEقصد اسEEتفادة املEEتعاقEEديEEن مEEن تEEغير مسEEتوى األجEEرة مEEع
استبقاء صفة اللزوم لكامل مدة العقد ".
ومEEن ذلEEك أيEEضاً مEEا جEEاء فEEي الEEقرار ذي الEEرقEEم ) (۲٥۰مEEن قEEرارات الهEEيئة الشEEرعEEية
ملEصرف الEراجEحي ،ونEصه " :يEجوز االتEفاق فEي عEقد اإلجEارة الEتي تEعقد عEلى مEدة
مEعلومEة مEقسمة إلEى فEترات أنْ تEكون فEيها األجEرة عEلى دفEعات يEربEط مEقدار كEل دفEعة
مEنها بEأجEر املEثل أو مبEؤشEر مEنضبط ال مEجال فEيه لEلنزاع ،عEلى أنْ تEكون كEل دفEعة مEن
دفEعات األجEرة مEعلومEة املEقدار عEند بEدء مEا يEقابEلها مEن املEدة ،وأنْ يEوضEع لEذلEك حEدّ
أدنى وحدّ أعلى ،وقد جاز ذلك؛ ألنَّ األجرة بهذه الصفة تؤول إلى العلم ".
كEما تEباحEث مجEلس اإلفEتاء األردنEي فEي جEلسته الEتاسEعة املEنعقدة يEوم اخلEميس الEواقEع
فEي )۱٤۳۳ /۱۲ /۲۳هـ( ،املEوافEق )۲۰۱۲ /۱۱ /۸م( ،فEي مEسألEة حEكم ربEط
األجEEرة مبEEؤشEEر مEEتغير مEEنضبط ،وقEEرر مEEا يEEأتEEي :ربEEط األجEEور مبEEؤشEEرات مEEنضبطة مEEن
الEEصور املEEعاصEEرة الEEتي جلEEأت إلEEيها األسEEواق نEEتيجة تEEقلبات األسEEعار ،خEEاصEEة فEEي
اإلجEارات الEطويEلة األمEد ،حEيث تEتفاوت األسEعار وتEختلف الEقيم بEاخEتالف الEعوامEل
املؤثرة في األسواق.
لEذلEك ال يEرى اجملEلس حEرجًEا فEي تEعليق األجEرة مبEؤشEر محEدد مEنضبط ،يEتحاكEم إلEيه
طEرفEا عEقد اإلجEارة فEي حتEديEد مEبلغ األجEرة بEدايEة كEل فEترة مEن فEترات اإلجEارة الEطويEلة؛
وذلEك النEتفاء حEصول الEنزاع بسEبب هEذا الEربEط ،وألنEه أبEعد عEن وقEوع الEتغابEن بEني
الEعاقEديEن .وقEد أجEاز فEقهاء احلEنابEلة اسEتئجار األجEير بEطعامEه وكEسوتEه ،واسEتئجار مEن
يEحصد الEزرع بجEزء مEشاع مEنه ،وكEذلEك الEبيع واإلجEارة بEسعر الEسوق أو مبEا يEؤجEر بEه
الناس؛ فمن باب أولى أنه يجوز استئجار األعيان بأجرة مربوطة مبؤشر مالي معني.
وقEد أخEذ بEصيغة األجEرة املEتغيرة الEبنك اإلسEالمEي األردنEي كEما فEي الEبند ) (۳/۲مEن
عEقد الEتأجEير الEتمويEلي حEيث جEاء فEيه مEا نEصه) :يEحق لEلفريEق األول )املEؤجEر( بEعد
مEرور سEنة واحEدة عEلى األقEل مEن تEاريEخ تسEلم املسEتأجEر لEلعني املEؤجEرة أن يEعيد الEنظر
فEي مEقدار عEائEد اإلجEارة لEفترة /لEفترات الEعقد الEالحEقة ،بEزيEادة األجEرة مبEقدار الEزيEادة
احلEاصEلة عEلى سEعر إعEادة اخلEصم املEقرر مEن الEبنك املEركEزي األردنEي ،لEتُحقق الEزيEادة
عEEلى األجEEرة عEEائEEداً لEEلفريEEق األول مبEEقدار الEEزيEEادة النسEEبية احلEEاصEEلة عEEلى سEEعر إعEEادة
اخلEصم املEذكEور ،وهEكذا مEرة بEعد أخEرى كEلما زاد سEعر إعEادة اخلEصم املEذكEور أعEاله،
ويEكون اإلشEعار املEرسEل مEن الEفريEق األول لEلفريEق الEثانEي )املسEتأجEر( مبEثابEة إقEرار مEن
الEفريEق الEثانEي )املسEتأجEر( بسEريEان األجEرة اجلEديEدة ،ودون احلEاجEة إلEى مEوافEقة الEفريEق
الثاني اخلطية(.
وميEكن اخلEروج مEن إشEكالEية اخلEالف الEدائEر حEول مEسألEة ربEط أجEرة الEعقد مبEؤشEرات
مEEتغيرة ،بEEأنْ يEEتم االتEEفاق فEEي الEEعقد عEEلى حتEEديEEد األجEEرة بEEشكل مEEتزايEEد كEEل فEEترة
محEEددة؛ أي أن املEEؤجEEر يEEضيف إلEEيها مEEثالً ) (٪۱كEEل عEEامEEني طEEوال مEEدة الEEعقد،
وتEصبح بهEذا االعEتبار مEعلومEة عEند الEعقد ،إال أنEه يEكون مEن حEق املEؤجEر عEند رغEبته،
ومبEحض تEقديEره الEتنازل عEن زيEادة األجEرة إذا كEانEت مEصلحته تEقتضي ذلEك ،وبEذلEك
تخرج املسألة عن نطاق النزاع الدائر حولها.1
صEEورة املEEنتج أنْ يEEقوم الEEراغEEب فEEي الEEتمويEEل )مEEصدر الEEصكوك( بEEبيع أصEEل عEEيني
للمسEتثمريEن أو لEلممول بEثمن نEقدي ثEم اسEتئجاره بEأجEرة مEؤجEلة أو مقسEطة ،وفEي
الغالب تنتهي العملية بعودة ملكية األصل للمالك األصلي.
محEل اإلشEكال لEدى بEعض الEباحEثني فEي هEذه الEصيغة أنEها تEتضمن عEينة فEي املEنفعة،
وهEو مEا يEسمى بـ )الEعينة اإليEجاريEة(؛ ألنَّ املEنفعة خEرجEت مEن يEد املEالEك مبEوجEب عEقد
الEبيع بEثمن نEقدي حEاضEر ثEم عEادت املEنفعة نEفسها إلEيه بEاسEم اإلجEارة بEثمن مEؤجEل
أعEلى مEن الEثمن الEنقدي ،فEتكون عEينة فEي املEنفعة ،والهEدف املEتفق عEليه بEني أطEراف
الEعملية واضEح وهEو حEصول الEعميل أو بEائEع األصEل عEلى نEقد حEاضEر مEقابEل نEقد أكEثر
مEنه مسEتقبالً ،كEما أنَّ قEيمة األجEرة تEضمنت قEيمة األصEل ،وبEالEتالEي لEيس ذي بEال
للمشEتري املEمول واملEؤجEر فEي رد الEعني مEن خEالل هEبة )تEنازل مEعلق دون مEقابEل( ،أو
بيع األصل بثمن رمزي؛ ألنه حصل على رأسماله وزيادة.1
وهEذا اإلشEكال هEو حEجة املEانEعني مEن هEذه الEصيغة ،إال أن الEقائEلني بEجوازهEا يEحتجون
بEحجج أهEمها :أنEها صEورة ال تEتحقق فEيها الEعينة؛ ألنEه يشEترط جلEواز هEذه الEصيغة
مEضي مEدة تEتغير فEيها الEعني املEؤجEرة أو قEيمتها مEا بEني عEقد اإلجEارة ومEوعEد بEيعها أو
متEلكيها للمسEتأجEر ،وذلEك يEبعدهEا عEن الEعينة؛ ألن تEغير الEعني أو تEغير قEيمتها مبEرور
املEدة املEعروفEة بـ )حEوالEة األسEواق( جتEعلها مبEثابEة عEني أخEرى ،وألن املEمول )املEؤجEر(
.1د .اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ ،ﺳﺎﻣﻲ ﺑﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ) ،ﻣﻨﺘﺠﺎت ﺻﻜﻮك اﻹﺟﺎرة( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم ﻟﻨﺪوة )اﻟﺼﻜﻮك اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ،
ﻋﺮض وﺗﻘﻮﯾﻢ( ،اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﺠﺪة ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ١١ - ١٠ﺟﻤﺎدى اﻵﺧﺮة
١٤٣١ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ٢٥ - ٢٤ﻣﺎﯾﻮ ٢٠١٠م ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ
اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،واﻟﻤﻌﮭﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺘﺪرﯾﺐ /اﻟﺒﻨﻚ اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ) ،ص.(٢٧
يتحEمل بEصفته مEالEكاً اخملEاطEر واملEصاريEف املEتعلقة بEاملEلكية كEمخاطEر هEالك الEعني كEلياً
أو جزئياً ،واملصاريف األساسية ،والتأمني ونحوها.1
وهEEناك صEEورة أخEEرى لهEEذه الEEصيغة تEEقوم عEEلى أنْ يEEبيع املEEتمول )مEEصدر الEEصكوك
مEثالً( الEعني الEتي ميEلكها للمسEتثمريEن أو لEلممول بEثمن محEدد )مEبلغ الEتمويEل( ،ثEم
يEEقوم املEEالEEك األصEEلي بEEإعEEادة اسEEتئجارهEEا بEEأجEEرة مEEؤجEEلة أو مقسEEطة ،وتEEكون األجEEرة
حEEينئذ غEEير مEEتضمنة لEEقيمة األصEEل ،وإمنEEا تEEتضمن عEEوائEEد دوريEEة للمسEEتثمريEEن أو
لEEلممول تEEدفEEع عEEلى شEEكل أجEEرة ،ثEEم فEEي نEEهايEEة املEEدة يEEرد املEEتمول للمسEEتثمريEEن أو
للممول رأس املال من خالل إعادة شراء األصل بالقيمة اإلسمية )مبلغ التمويل(.
وهEذه الEصيغة أقEرب مEا تEكون إلEى صEورة بEيع الEوفEاء أو بEيع االسEتغالل ،وهEي أن يEقوم
مEحتاج الEتمويEل بEبيع عEقار بEثمن نEقدي ثEم يسEتأجEره مEن املشEتري مEدة مEعينة بEأجEرة
محEددة عEلى أنEه مEتى رد املسEتأجEر الEثمن للمشEتري فEإن األخEير يEلتزم بEرد الEعقار إلEيه،
وقEد نEوقEش بEيع الEوفEاء فEي مجEمع الEفقه اإلسEالمEي الEدولEي فEي دورة مEؤمتEره الEسابEع
بجEEدة فEEي املEEملكة الEEعربEEية الEEسعوديEEة مEEن ۱۲ - ۷ذي الEEقعدة ۱٤۱۲املEEوافEEق - ۹
۱٤أي EEار )م EEاي EEو( ۱۹۹۲م ،وص EEدر ال EEقرار رق EEم ) (٦٦/٤/۷ب EEعدم ص EEحته؛ ألن
حEقيقته حتEايEل عEلى الEربEا ،فEهو )قEرض جEر نEفعاً( ،وكEانEت املEناقEشات الEدائEرة حEول
املEوضEوع قEبل صEدور الEقرار تشEير إلEى أنEه بEإمEكان أي شEركEة تEريEد متEويEالً أن تEبيع مEقرهEا
أو األصEول املEنقولEة لEديEها لEلمصرف بEثمن حEال ثEم تسEتأجEره بEأجEرة تEعادل الEفائEدة ثEم
فEي نEهايEة املEدة ،أي بEعد اسEترجEاع املEصرف ألصEل الEتمويEل وعEوائEده ،تنتهEي مEلكية
املEصرف لEألصEل املسEتأجَEر ،وبهEذا ال حEاجEة لEلبحث عEن الEبدائEل الشEرعEية ،وميEكن ألي
مصرف ولو كان ربوياً أنْ يصبح في ليلة واحدة مصرفاً إسالمياً.2
.1ﯾﻨﻈﺮ اﻟﺒﻨﺪ ) (٣/٢واﻟﺒﻨﺪ ) (٨/٥ﻣﻦ اﻟﻤﻌﯿﺎر اﻟﺸﺮﻋﻲ رﻗﻢ ) (٩اﻹﺟﺎرة واﻹﺟﺎرة اﻟﻤﻨﺘﮭﯿﺔ ﺑﺎﻟﺘﻤﻠﯿﻚ.
.2د .اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ) ،ﻣﻨﺘﺠﺎت ﺻﻜﻮك اﻹﺟﺎرة( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(١٣،١٠
.1اﻟﺰرﻗﺎ ،ﻣﺼﻄﻔﻰ أﺣﻤﺪ) ،ﻋﻘﺪ اﻻﺳﺘﺼﻨﺎع وﻣﺪى أھﻤﯿﺘﮫ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة( ،اﻟﺒﻨﻚ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ ،اﻟﻤﻌﮭﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﺪرﯾﺐ) ،ص.(١٣
.۱اتEEساع نEEطاقEEهما :ميEEكن لEEعقدي السEEلم واالسEEتصناع أنْ يEEدخEEل فEEي مEEجاالت
واسEتثمارات ال حEدود لEها فEي عEصرنEا الEصناعEي والEزراعEي ،وأنْ ميEتدا إلEى مEعظم
األنشطة االقتصادية في اجملتمع.
.۲املEرونEة فEي تEلبية االحEتياجEات الEتمويEلية قEصيرة ومEتوسEطة وطEويEلة األجEل ،وتEوفEير
السEيولEة املEالEية ألصEحاب املEهن واملEنشآت مبEا ميEكنهم مEن تEوفEير املEعدات واآلالت
واملEواد اخلEام الEالزمEة لEإلنEتاج ،بEاإلضEافEة إلEى أن هEذيEن الEعقديEن يEعمالن كEمحفز
هEEام لEEإلنEEتاج؛ ألن مEEوضEEوعEEهما سEEلع مEEوصEEوفEEة فEEي الEEذمEEة يEEتعني عEEلى املEEتمول
تسEEليمها آج Eالً ممEEا يEEحتم عEEليه أنْ يEEبذل أقEEصى مEEا فEEي وسEEعه إلنEEتاج املEEطلوب
وإمتEامEه فEي الEوقEت احملEدد فEي الEعقد ،يEزاد عEلى ذلEك اجلEودة الEعالEية لEلمنتج؛ ألن
املEEتمول إنْ لEEم يسEEلمه طEEبقاً لEEلمواصEEفات املEEتفق عEEليها فEEي الEEعقد يEEعرض نEEفسه
خملEاطEر رد الEبضاعEة ،وحتEمل أعEباء وتEكالEيف إضEافEية فEي تEعديEلها أو إيEجاد الEبديEل
املEناسEب لEها ،وهEكذا يEحقق الEعقدان كEفاءة أعEلى فEي اإلنEتاج واألداء ،وهEذا مEا
ميEتاز بEه الEتمويEل اإلسEالمEي عEن الEتمويEل الEربEوي؛ فEإن هEذا الEدافEع لEن جتEده وبEنفس
الEدرجEة لEدى املEقترض؛ ألن الEواجEب عEليه هEو تسEديEد الEقرض الEنقدي مEن أي
مEصدر كEان بEصرف الEنظر عEن أوجEه اسEتخدامEاتEه حEتى لEو بEاالقEتراض مEن آخEر
لسEEداد الEEقرض األول ،ولEEو طEEرأت ظEEروف أجEEبرت املEEقترض عEEلى التخEEلف عEEن
السEداد ،ال يEبال املEقرض بEظرفEه ،ويسEتوفEي قEرضEه مEن خEالل تEصفية الEضمانEات
.1د .ﻋﻤﺮ ،ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﯿﻢ ﻋﻤﺮ) ،اﻹطﺎر اﻟﺸﺮﻋﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﻤﺤﺎﺳﺒﻲ ﻟﺒﯿﻊ اﻟﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺿﻮء
اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ( ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ١٤٢٥ ،ھـ ٢٠٠٤ -م ،اﻟﺒﻨﻚ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ ،اﻟﻤﻌﮭﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻟﻠﺘﺪرﯾﺐ) ،ص ٧١وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ( .د .اﻟﺘﺠﺎﻧﻲ ،ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر أﺣﻤﺪ) ،اﻟﺴﻠﻢ ﺑﺪﯾﻞ ﺷﺮﻋﻲ ﻟﻠﺘﻤﻮﯾﻞ اﻟﻤﺼﺮﻓﻲ
اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ( ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﺨﺮطﻮم ،دار اﻟﺴﺪاد) ،٢٠٠٦ ،ص ١٨وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ(.
الEEتي فEEي حEEوزتEEه ،وإذا ق Eرَّر إنEEظاره وإمEEهالEEه إلEEى ميسEEرة يEEأخEEذ فEEي مEEقابEEل املهEEلة
الEزمEنية أو فEترة الEسماح املEمنوحEة لEلمقترض فEائEدة تEزداد كEلما أمهEله مEدة إضEافEية
عEن املEدة الEتي سEبقتها ،وأمEا السEلم واالسEتصناع؛ فEإن الEعبء الEتمويEلي يEقتصر
عEلى الEتزام املEتعاقEد )الEبائEع/املEقاول( بتسEليم السEلعة )محEل الEعقد( فEي املEوعEد
احملEدد ،وفEي حEال الEظروف الEطارئEة ميEكن فEسخ الEعقد وإنEهاء االلEتزام أو االنEتظار
اجملاني حلني زوال الظرف الطارئ.
.۳ع EEدم ال EEتأث EEر مب EEشكلة التضخ EEم :م EEن أب EEرز امل EEشكالت امل EEعاص EEرة ال EEتي ت EEواج EEه
الEتمويEالت الEنقديEة الEتي متEارسEها املEصارف الEتقليديEة ،انEخفاض الEقوة الشEرائEية
ملEEبلغ الEEتمويEEل بEEني فEEترة تEEقدميEEه واسEEترداده ،حEEيث يEEحصل املEEصرف فEEي تEEاريEEخ
االسEتحقاق عEلى مEبلغ الEقرض بEقدرة شEرائEية أو بEقيمة مEالEية فEعلية أقEل بEكثير مEن
قEيمته عEند تEقدمي الEتمويEل ،وال يEكفي الEتبريEر بEأن مEعدل الEفائEدة عEلى الEقرض
يEEخفض مEEن آثEEار التضخEEم؛ ألن مEEعدالت التضخEEم قEEد تEEزيEEد فEEي بEEعض الEEدول
بنسEبة تEفوق مEعدالت الEفائEدة الEعاملEية ،كEما أن اعEتبار مEعدل الEفائEدة تEعويEضاً
لEلنقص احلEاصEل بسEبب التضخEم يEعني عEدم حتEقيق رأس املEال لEلعائEد املEتوقEع مEنه،
األمEEر الEEذي دفEEع لEEلمناداة بEEضرورة الEEربEEط الEEقياسEEي لEEلقروض بEEاألسEEعار الEEقياسEEية
للسلع واخلدمات.
وفEي املEقابEل فEإن عEقدي السEلم واالسEتصناع يEربEطان الEتمويEل الEنقدي بEالسEلع؛ حEيث
يEحصل املEمول عEلى سEلع مEقابEل أمEوالEه ،ومEع التضخEم سEترتEفع أسEعارهEا وبEالEتالEي لEن
يخسEEر جEEزءاً مEEن أمEEوالEEه مEEقابEEل انEEخفاض الEEقوة الشEEرائEEية لEEلنقود ،وكEEذلEEك املEEتعاقEEد
املس EEتصنع أو املش EEتري س EEلماً أو اس EEتصناعE Eاً ل EEن ي EEعان EEي م EEن آث EEار التضخ EEم؛ ألن EEه
سEيستخدم رأس املEال فEي اإلنEتاج بشEراء مEواد واسEتصناع أشEياء تEرتEفع أسEعارهEا فEي
ظل التضخم.
.٤ومEيزة أخEرى يسEتفيدهEا املشEتري فEي عEقد السEلم؛ هEي أن بEإمEكانEه حتEديEد الEوقEت
الEذي يتسEلم فEيه سEلعة السEلم مبEا يEالئEم حEاجEاتEه اإلنEتاجEية ،فEيقلل بEذلEك مEن
مصروفات التخزين.
.٥ال ي EEلزم ف EEي ع EEقد الس EEلم واالس EEتصناع أنْ ي EEكون ال EEبائ EEع م EEتخصصاً ف EEي إن EEتاج
وتEEصنيع السEEلع املEEطلوبEEة ،وقEEد يEEكون غEEرضEEه مEEن اسEEتالف الEEنقود )رأسEEمال
السEلم( اسEتهالكEياً ،ولEيس لEه أدنEى عEالقEة بEعمله اإلنEتاجEي والEصناعEي ،ولEكنه
يEلتزم بتسEليم األرز أو الEقمح أو املEصنوع عEند حEلول أجEله بشEرائEه مEن األسEواق،
وقEد يEكون دافEعه إلبEرام عEقد السEلم مEثالً احلEصول عEلى الEنقود لEيبني بEها عEمارة،
فEEله أنْ يEEربEEط أجEEل تسEEليم الEEبضاعEEة بEEالEEوقEEت الEEذي يEEتوقEEع خEEاللEEه بEEناء الEEعمارة
وبEيعها وقEبض ثEمنها مEن مشEتريEها عEلى أنْ يسEتخدم هEذا الEثمن فEي شEراء سEلعة
السلم وتسليمها للمشتري في التاريخ احملدد.
الفرع الثالث :أبرز الصيغ املبتكرة في إطار عقدي السلم واالستصناع:
.1د .ﻣﯿﺮة ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص .(٥١٣د .اﻟﺸﺒﯿﻠﻲ) ،اﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ ﺑﺮﺑﺢ ﻣﺘﻐﯿﺮ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٤٢
فEإذا دخEل مEوعEد التسEليم يEنظر إلEى سEعر الEطن فEي ذلEك الEيوم ولEنفترض أنEه مEائEة ديEنار
لEلطن فEيحسم مEنه ) ،(٪٥ويEصبح سEعر الEطن بEعد احلEسم وقEدره ) (۹٥ديEنار هEو
املEعيار الEذي يتحEدد بEه كEمية األرز املEطلوب تسEلمها؛ وذلEك بEقسمة رأسEمال السEلم
املEEدفEEوع عEEند الEEتعاقEEد ومEEقداره عشEEرة آالف ديEEنار عEEلى ) (۹٥السEEتخراج املEEقدار
الواجب تسليمه من األرز وهي ) (۱۰٥طناً.
أو يEتم االتEفاق عEلى أنْ يEعطي الEبائEع للمشEتري مEن السEلع مEا يEعادل رأس مEالEه وربEح
مEعلوم؛ كEأن يEدفEع مEبلغ العشEرة آالف ديEنار ليتسEلم بEه األرز ذي املEواصEفات احملEددة
فEي الEعقد وبEربEح ) (٪۱۰أي مEا قEيمته إحEدى عشEر ألEفاً ،فEإذا كEان سEعر طEن األرز
وقت التسليم عشرة دنانير ،فتكون الكمية املستحقة هي مائة وعشرة طناً.
والEنتيجة فEي املEثالEني الEسابEقني واحEدة ،وهEي حتEقيق ربEح لEلممول )املشEتري( سEواء بEيع
املسEلم فEيه بEأنEقص مEن سEعره فEي الEسوق وقEت التسEليم بنسEبة مEعلومEة ،أو بEيع بEأعEلى
من سعره وقت التسليم بنسبة معلومة.
وقEد اخEتلف الEعلماء املEعاصEرون فEي حEكم هEذه الEصيغة1؛ فEذهEب إلEى حتEرميEها كEل
‑
مEن :الEدكEتور الEصديEق الEضريEر ،والEدكEتور نEزيEه حEماد ،والEدكEتور رفEيق املEصري،2
‑
كEما صEدرت فEتوى بتحEرميEها عEن نEدوة الEبركEة الEثانEية املEنعقدة فEي تEونEس فEي الEفترة مEن
۱۳/۱٤۰٥ - ۱۲هـ ،ودليلهم:
▪ أن الEEعلم مبEEقدار املسEEلم فEEيه شEEرط مEEن شEEروط صEEحة السEEلم عEEند أكEEثر أهEEل
الEعلم ،بEل قEال ابEن قEدامEة :وال نEعلم فEي اعEتبار مEعرفEة املEقدار خEالفEاً( ،3وممEن
ذكEر اإلجEماع عEلى هEذه املEسألEة ابEن بEطال كEما نEقل عEنه ابEن حجEر فEي فEتح
الEباري ،1ومبEا أن املEعقود عEليه وفEق هEذه الEصيغة غEير مEعلوم ،فEقد حتEققت
اجلEهالEة املEؤثEرة املEفضية إلEى نEزاعEات مEشكلة يEتعذر حEلها ،وهEذا بEذاتEه يEكفي
لتحEرمي هEذه الEصيغة ،وال تEصح اإلجEابEة عEلى هEذا الEدلEيل بEأن اجلEهالEة هEنا غEير
مEؤثEرة ومEغتفرة كEونEها تEؤول إلEى الEعلم عEلى وجEه ال يEؤدي إلEى املEنازعEة؛ ألن
سEائEر عEقود الEغرر واجملEازفEات تEؤول فEي نEهايEة أمEرهEا إلEى الEعلم؛ كEبيع احلEصاة
واملEنابEذة واملEالمEسة ونEحوهEا ،ومEع ذلEك حEرمEها الEشارع احلEكيم ولEو تEراضEى
عEليها الEطرفEان ،حEيث إن انEتفاء اجلEهالEة عEن عEناصEر الEعقد األسEاسEية كEالEثمن
واملEثمن يEجب أنْ يEكون مEحققاً فEي مEبدأ الEتعاقEد ومEنبته ال أنْ يEترك حتEديEده
ملEؤشEرات قEد جتEري مبEا ال يشEتهيه املEتعاقEدان ،ويEثير حEفيظتهما وتEغيظهما،
ولEو فEتحنا الEباب لهEذه الEصيغة واعEتبرنEاهEا أصEالً يEصح الEقياس عEليه ،جلEاز أنْ
تEكون نسEبة الEربEح فEي املEضاربEة واملEشاركEة ..عEلى ضEوء مEؤشEرات محEددة
ومعلومة وقت التنضيض.
▪ كEما اسEتدلEوا مبEا رواه الEبخاري تEعليقاً عEن أبEي سEعيد اخلEدري رضEي اهلل عEنه
قEال) :السEلم مبEا يEقوم بEه الEسعر ربEا ولEكن أسEلف فEي كEيل مEعلوم إلEى أجEل
مEعلوم( ،2ولEعله يEريEد مبEقولEته هEذه أنْ يEبيع املسEلم إلEيه )الEبائEع( للمشEتري
)املسEلم( وحEدات محEددة مEن الEطعام حتEدد حسEب سEعرهEا فEي يEوم التسEليم،
فEيقسم الEثمن عEلى سEعر الEوحEدة ليخEرج الEعدد الEواجEب بEالتسEليم ،ويEبدو
أنEها صEيغة محEرمEة فEي ضEوء الEنقل الEسابEق بEل إن أبEا سEعيد اسEتخدم لEفظة ربEا
بدل قوله محرمة للتنفير منها.
.1اﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ ،أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ) ،ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ﺑﺸﺮح ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨﺎري( ،دار اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ -ﺑﯿﺮوت،
١٣٧٩ھـ.(٤/٤٣٠) ،
.2اﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ) ،ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ﺑﺸﺮح ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨﺎري( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ.(٤/٤٣٥) ،
وممَّEEن اخEEتار الEEقول بEEجواز السEEلم بEEسعر الEEسوق يEEوم التسEEليم :1الEEدكEEتور عEEلي الEEقرة
داغEEي ،والEEدكEEتور عEEبد اهلل الEEعمار ،والEEدكEEتور عEEبد اهلل السEEلمي ،والEEدكEEتور يEEوسEEف
الشEبيلي ،2والEدكEتور إبEراهEيم اجلEربEوع ،وأمEانEة الهEيئة الشEرعEية فEي مEصرف الEراجEحي،
وحجتهم:
أن األصEل فEي املEعامEالت اإلبEاحEة ،ومبEا أنEه لEم يEرد دلEيل راجEح يEدل عEلى مEنع هEذه
الEصيغة وحتEرميEها ،فهEي صEحيحة وجEائEزاً عEمالً بEاألصEل ،وعEلى اخملEالEف إثEبات الEعكس،
وأيEEضاً اسEEتدلEEوا بEEالEEقياس عEEلى بEEيع االسEEتجرار حEEيث يEEدفEEع املشEEتري ثEEمن بEEضاعEEة
مEوصEوفEة فEي الEذمEة يEأخEذهEا شEيئاً فشEيئاً دون حتEديEد اآلجEال والEكمية ،يEقول اإلمEام
مEالEك ) :وال بEأس أنْ يEضع الEرجEل عEند الEرجEل درهEماً ،ثEم يEأخEذ مEنه بEربEع أو بEثلث أو
بكسEEر مEEعلوم سEEلعة مEEعلومEEة( ،3وبEEالEEقياس عEEلى مEEسألEEة الEEبيع بEEالEEسعر )أي بEEسعر
الEسوق( أو مبEا يEبيع بEه الEناس ،وقEد أجEازه أحEمد فEي روايEة ،وابEن تEيمية 4وابEن قEيم
اجلEوزيEة ،5ووجEه الEقياس؛ أن الEثمن فEي املEقيس عEليه مEجهول عEند الEتعاقEد ،لEكنها
جEهالEة آيEلة إلEى الEعلم عEلى وجEه ال يEفضي لEلمنازعEة ،وذلEك التEفاق الEعاقEديEن عEلى
الEEرجEEوع فEEي مEEعرفEEة الEEثمن إلEEى مEEعيار مEEضبوط ،وهEEو سEEعر الEEسوق ،أو الEEسعر الEEذي
يEتبايEع بEه الEناس ،وكEذلEك بEالنسEبة للسEلم بEسعر الEسوق وقEت التسEليم ،فEإن جEهالEة
املEEقدار والEEقيمة )الEEثمن واملEEثمن( آيEEلة لEEلعلم عEEلى وجEEه غEEير مEEفض لEEلخصومEEة؛
الرتباطهما مبعيار منضبط وهو سعر سلعة السلم في السوق عند التسليم.
.1ﺣﺎوﻟﺖ ﺟﺎھﺪاً اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺘﮭﺎ واﻻﺳﺘﻔﺎدة
ﻣﻦ اﻹﻓﺎدات اﻟﻤﺪوﻧﺔ ﻓﯿﮭﺎ ،ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ اﺳﺘﻄﻊ ،ﻓﺎﻛﺘﻔﯿﺖ ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﺳﻤﺎﺋﮭﻢ وﺗﻮﺟﮭﺎﺗﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻋﺘﻤﺎداً
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ وأھﻤﮭﺎ اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺘﺎﻟﻲ :د .ﻣﯿﺮة ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٥٥١
.2د .اﻟﺸﺒﯿﻠﻲ) ،اﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ ﺑﺮﺑﺢ ﻣﺘﻐﯿﺮ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٤٢
.3اﻟﻘﺮطﺒﻲ ،أﺑﻮ اﻟﻮﻟﯿﺪ ﺳﻠﯿﻤﺎن ﺑﻦ ﺧﻠﻒ اﻟﺒﺎﺟﻲ) ،اﻟﻤﻨﺘﻘﻰ ﺷﺮح اﻟﻤﻮطﺄ( ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﺴﻌﺎدة -ﺑﺠﻮار ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ
ﻣﺼﺮ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٣٣٢ھـ.(٥/١٥) ،
.4ﺷﻤﺲ ،ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺰﯾﺮ) ،ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻻﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ( ،إﺷﺮاف اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺑﻜﺮ أﺑﻮ زﯾﺪ ،دار ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﻮاﺋﺪ ﻟﻠﻨﺸﺮ
واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ١٤٢٢ ،ھـ.(٤/٣٣٦) ،
.5اﺑﻦ ﻗﯿﻢ اﻟﺠﻮزﯾﺔ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ " ،إﻋﻼم اﻟﻤﻮﻗﻌﯿﻦ ﻋﻦ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ " ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ -
ﺑﯿﺮوت١٤١١ ،ھـ ١٩٩١ -م.(٤/٥) ،
ولسEت بEصدد سEرد اخلEالف وعEرض األحEكام واألدلEة ومEناقشEتها ،فEإن هEذا أمEر يEطول
ويخرج بالبحث عن مقصوده.
هEذا؛ ويEنص عEقد السEلم فEي جتEربEة الEعمل املEصرفEي فEي الEسودان عEلى إزالEة أي غEنب
فEEاحEEش يEEلحق بEEأي مEEن املEEتعاقEEديEEن بسEEبب زيEEادة سEEعر املسEEلم فEEيه أو نEEقصه وقEEت
التسEليم عEن الEسعر املEتفق عEليه ،مبEا يEزيEد عEن الEثلث ،فEفي حEالEة الEزيEادة يتحEمل الEبنك
مEا زاد عEن الEثلث ،وفEي حEالEة الEنقص يتحEمل الEبائEع مEا زاد عEن الEثلث ،وإن حتEديEد
الEEغنب مبEEا زاد عEEن الEEثلث إمنEEا هEEو اجEEتهاد اقEEتضته احلEEاجEEة احلEEاضEEرة ،وهEEو مEEقياس مEEرن
وميكن ألطراف العقد االتفاق على النسبة التي يرونها محققة للمصلحة.1
منوذج تطبيقي:2
.۱يEتقدم الEعميل لEلمصرف بEطلب الEدخEول مEعه فEي صEفقة متEويEلية عEن طEريEق عEقد
السEEلم لEEبيع مEEثالً كEEمية محEEددة مEEن الEEذرة ،محEEدداً فEEي الEEطلب مEEبلغ الEEتمويEEل
) ۲۰.۰۰۰ديEEنار( ،واملEEراحEEل الEEتي متEEر بEEها الEEعملية الEEتمويEEلية بEEدءاً مEEن مEEرحEEلة
التحضير للزراعة وانتهاءً مبرحلة احلصاد.
.۲يEتفاوض الEطرفEان عEلى سEعر الEوحEدة وعEلى ضEوء الEسعر املEتفق عEليه تتحEدد كEمية
املسEEلم فEEيه الEEواجEEب تسEEليمها لEEلبنك ،ولEEنفرض أنEEهما اتEEفاقEEا أنْ يEEكون سEEعر
) .1ﻓﺘﺎوى اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻟﻠﺠﮭﺎز اﻟﻤﺼﺮﻓﻲ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ( ،ﻓﺘﻮى رﻗﻢ ) ،(٢/٩٥ﺑﻨﻚ
اﻟﺴﻮدان اﻟﻤﺮﻛﺰي -اﻟﺨﺮطﻮم ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ.(٢/٥) ،٢٠٠٦ ،
.2ھﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﯾﻌﻜﺲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﻨﻚ ﻓﯿﺼﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺴﻮداﻧﻲ ،وﻟﻠﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﯿﻞ ﺣﻮﻟﮫ ﯾُﻨﻈﺮ ﺑﺤﺚ د.
ﺟﺒﺮﯾﻞ ،أﺣﻤﺪ اﻟﺼﺪﯾﻖ) ،ﺑﯿﻊ اﻟﺴﻠﻢ وﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮫ ،ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﻨﻚ ﻓﯿﺼﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺴﻮداﻧﻲ( ،ﻣﻘﺪم ﻟﻤﻠﺘﻘﻰ
اﻟﺨﺮطﻮم ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ /اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ،ﺑﺮﻋﺎﯾﺔ ﻣﺮﻛﺰ ﺑﯿﺎن ﻟﻠﮭﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،واﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻌﺎم
ﻟﻠﺒﻨﻮك واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ) ،ص.(٢٨
الEوحEدة )الEطن( مEائEتني ديEنار ،وبEناءً عEليه تEكون الEكمية املEطلوبEة مEن الEذرة فEي
تاريخ التسليم هي ) ۱۰۰طن(.
.۳يEتم االسEتعالم عEن الEعميل عEبر نEظام االسEتعالم اإللEكترونEي عEن الEعمالء لEالطEالع
عEEلى جEEميع املEEعلومEEات والEEبيانEEات الEEشخصية ذات اجلEEانEEب االئEEتمانEEي بEEصورة
تEفصيلية تEوضEح وضEع الEعميل املEالEي واالئEتمانEي احلEالEي والEتاريEخي ،كEما يEقوم
املEEصرف بEEعمل دراسEEة جEEدوى لEEلتمويEEل بEEناءً عEEلى املEEعلومEEات األولEEية لEEلعميل
والسEEلعة وسEEعرهEEا ،ثEEم تEEرفEEع إلEEى اجلEEهات املEEعنية لEEلمصادقEEة عEEليها بEEاملEEوافEEقة أو
الرفض.
.٤فEي املEرحEلة الEتالEية لEلموافEقة يEتم تEوقEيع عEقد السEلم بEني املEتعاقEديEن إشEعاراً مEنهما
بEاملEوافEقة عEلى جEميع الEتزامEاتEه وحEقوقEه ،والEتي مEن أهEمها :دفEع املEصرف رأس املEال
السEلم الEبالEغ ) ۲۰.۰۰۰ديEنار( يسEلم عEند تEوقEيع الEعقد أو خEالل ثEالثEة أيEام
عEلى األكEثر مEن تEاريEخ تEوقEيعه ،وتسEليم الEبائEع )املسEلم إلEيه( لEلمصرف )۱۰۰
طEن( مEن الEذرة حسEب املEواصEفات املEذكEورة فEي الEعقد أو مEرفEقاتEه ،والEتاريEخ الEذي
يEتم فEيه تسEليم املسEلم فEيه لEلمصرف ،والEضمانEات الEتي يEقدمEها الEعميل )الEبائEع(
لEلمصرف لEيبرهEن عEن جEديEته فEي تEنفيذ الEتزامEه بتسEليم سEلعة السEلم عEند حEلول
األجل.
.٥فEي مEرحEلة تسEليم املسEلم فEيه لEلمصرف إذا ارتEفعت أسEعار الEذرة بEدرجEة كEبيرة
بEحيث أوقEعت الEبائEع )الEعميل( فEي غEنب فEاحEش؛ فEإن املEصرف يEلتزم بEإزالEة الEغنب
عEن الEعميل ،فEلو ارتEفع سEعر الEطن مEثالً مEن ) ۲۰۰ديEنار( إلEى ) (۳۰۰ديEنار
للطن الواحد ،يتم إزالة الغنب على النحو اآلتي:
مبلغ السلم = ۲۰.۰۰۰دينار.
املسلم فيه = ۱۰۰طن ذرة.
سعر السلم للطن الواحد = ۲۰۰دينار.
انEطالقEاً مEن أن السEلم فEي عEصرنEا احلEاضEر أداة متEويEل ذات كEفاءة عEالEية فEي االقEتصاد
اإلسEEالمEEي وفEEي نEEشاطEEات املEEصارف اإلسEEالمEEية ،مEEن حEEيث مEEرونEEتها واسEEتجابEEتها
حلEEاجEEات الEEتمويEEل اخملEEتلفة ،سEEواء أكEEان متEEوي Eالً قEEصير األجEEل أم مEEتوسEEطه أم طEEويEEله،
واسEتجابEتها حلEاجEات شEرائEح مEختلفة ومEتعددة مEن الEعمالء ،سEواء أكEانEوا مEن املEنتجني
الEEزراعEEيني أم الEEصناعEEيني أم املEEقاولEEني أم مEEن الEEتجار ،واسEEتجابEEتها لEEتمويEEل نEEفقات
التشغيل والنفقات الرأسمالية األخرى.
ولهذا تعددت مجاالت تطبيق عقد السلم ،ومنها ما يلي:
ا .يEصلح عEقد السEلم لEتمويEل عEمليات زراعEية مEختلفة ،حEيث يEتعامEل املEصرف
اإلسEالمEي مEع املEزارعEني الEذيEن يEتوقEع أن تEوجEد لEديEهم السEلعة فEي املEوسEم مEن
مEحاصEيلهم أو مEحاصEيل غEيرهEم الEتي ميEكن أن يشEتروهEا ويسEلموهEا إذا أخEفقوا
فEي التسEليم مEن مEحاصEيلهم ،فَEيُقَدِّمُ لEهم بهEذا الEتمويEل نEفعاً بEالEغاً ويEدفEع عEنهم
مشقة العجز املالي عن حتقق إنتاجهم.
ب .ميEكن اسEتخدام عEقد السEلم فEي متEويEل الEنشاط الEزراعEي والEصناعEي ،وال سEيما
متEويEل املEراحEل الEسابEقة إلنEتاج وتEصديEر السEلع واملEنتجات الEرائEجة ،وذلEك بشEرائEها
سَلماً وإعادة تسويقها بأسعار مجزية.
ج .مي EEكن ت EEطبيق ع EEقد الس EEلم ف EEي مت EEوي EEل احل EEرف EEيني وص EEغار امل EEنتجني ال EEزراع EEيني
والEصناعEيني عEن طEريEق إمEدادهEم مبسEتلزمEات اإلنEتاج فEي صEورة مEعدات وآالت أو
مEEواد أولEEية كEEرأس مEEال سEEلم مEEقابEEل احلEEصول عEEلى بEEعض مEEنتجاتEEهم وإعEEادة
تسويقها) .انتهى قرار اجملمع(
تEوجEد الEعديEد مEن املEعوقEات الEتي حتEول دون دخEول املEصرف فEي عEمليات متEويEل الEطاقEة
الكهربائية ،نذكر منها:
.۱ع EEداد الكه EEرب EEاء ال EEذي يسج EEل ك EEميات االس EEتهالك مم EEلوك ل EEلمتعام EEل ،وع EEقد
االشتراك مع شركة الكهرباء أيضاً باسم املتعامل.
.۲فEEواتEEير الكهEEربEEاء والEEتي هEEي مبEEثابEEة سEEند بEEالEEذمم املEEديEEنة لEEصالEEح شEEركEEة الكهEEربEEاء
موجهة أيضاً باسم املتعامل؛ كون عقد االشتراك بالكهرباء باسمه.
.۳احلEEصول عEEلى فEEواتEEير بEEاسEEم املEEصرف صEEعب جEEداً؛ ألنَّ الEEفواتEEير حسEEب الEEنظام
تصدر باسم صاحب املنشأة أو املستأجر املستفيد من خدمة اإلنارة.
.٤ال يEوجEد لEلمصرف نEقطة فEاصEلة ميEر مEن خEاللEها الEتيار الكهEربEائEي إلEيها ومEنها إلEى
منشأة املتعامل.
ومEEن هEEنا يEEقترح بEEعض الEEعلماء لEEتمويEEل الEEطاقEEة الكهEEربEEائEEية إبEEرام عEEقد اسEEتصناع
واسEتصناع مEواز؛ وذلEك بEقيام املEؤسEسة بشEراء الEطاقEة الكهEربEائEية بEثمن حEال مبEوجEب
عEقد اسEتصناع ،وبEيعها لEلمتعامEل بEثمن مEؤجEل بEعقد اسEتصناع مEواز ،ويEتم تسEليم
املصنوع بالتدريج في مواعيد محددة.1
.1د .أﺑﻮ ﻏﺪة ،ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر " ،اﻷﺟﻮﺑﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ " ،ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﻮﻓﯿﻖ ،ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ دﻟﺔ
اﻟﺒﺮﻛﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ١٤٢٣ ،ھـ ٢٠٠٢ -م) ،ص.(٦٠
بEاعEتبار مEا يEحصل فEي نEهايEة الEعقد أو مEدة الEعقد مEن متEلك الشEريEك املEتمول وبEصفة
نEEهائEEية لEEكامEEل حEEصة الشEEريEEك املEEمول فEEي رأس مEEال املEEشاركEEة ،أو بEEاعEEتبار صEEيغة
املEشاركEة الEتي يEتم االتEفاق فEيها عEلى أن يشEتري الشEريEك املEتمول كEامEل حEصة املEمول
مرة واحدة ودفعة واحدة في نهاية املدة املضروبة للعقد.1
ومEن أوائEل مEن أشEار إلEى هEذه الEصيغة املEصرفEية الEدكEتور سEامEي حEمود عEام ۱۹۷٦فEي
رسEالEته لEلدكEتوراة بEعنوان )تEطويEر األعEمال املEصرفEية مبEا يEتالءم مEع أحEكام الشEريEعة
اإلسEالمEية( ،وفEي عEام ۱۹۷۸نEص عEليها قEانEون الEبنك اإلسEالمEي األردنEي ،وأطEلق
عEليها اسEم )املEشاركEة املEتناقEصة( ،وفEي عEام ۱۹۷۹صEادق مEؤمتEر املEصرف اإلسEالمEي
بEدبEي عEلى هEذه الEصيغة ،واعEتبرهEا شEكالً جEديEداً مEن شEركEات األمEوال تسEتخدم فEي
الEEتوظEEيفات املEEتوسEEطة وطEEويEEلة األجEEل ،وفEEي عEEام ۱۹۸۲أوردتEEها املEEوسEEوعEEة الEEعلمية
والEعملية لEلبنوك اإلسEالمEية الEصادرة عEن االحتEاد الEدولEي لEلبنوك اإلسEالمEية ضEمن أهEم
صيغ االستثمار اإلسالمية.2
الفرع الثاني :حكمها الشرعي:
اختلف الفقهاء املعاصرون في حكم هذه الصيغة على قولني:
أحEدهEما /املEنع مEطلقاً مEن هEذه املEعامEلة كEونEها ال تEعبر عEن روح االقEتصاد اإلسEالمEي
وال حتEقق أهEدافEه ،بEل وتسEتخدم مEطية الرتEكاب أعEظم الEربEا وأفEحشه ،وهEي صEيغة
مEتشابEكة ،وكEثيرة الEتفاصEيل واإلجEراءات والEتراكEيب املEعقدة ،والEعملية بEرمEتها متEويEل
نقدي بفائدة متسترة باسم املشاركة.
وأمEا الEقول الEثانEي فEقد حEسم اخلEالف فEي هEذه املEعامEلة ،حEيث إن مجEلس مجEمع الEفقه
اإلسEEالمEEي الEEدولEEي املEEنبثق عEEن مEEنظمة املEEؤمتEEر اإلسEEالمEEي املEEنعقد فEEي دورتEEه اخلEEامEEسة
عشEEرة مبEEسقط ) سEEلطنة عُEEمان ( ۱۹ - ۱٤احملEEرم ۱٤۲٥هـ ،املEEوافEEق ۱۱ - ٦آذار
) مEEارس ( ۲۰۰٤م ،عEEقد جEEلسة خEEاصEEة لEEدراسEEة هEEذه الEEصيغة واملEEباحEEثة بEEشأنEEها،
وبEEعد اطEEالعEEه عEEلى الEEبحوث الEEواردة فEEي مEEوضEEوع املEEشاركEEة املEEتناقEEصة وضEEوابEEطها
الشEرعEية مEن بEاحEثني وفEقهاء وخEبراء مEتخصصني ،وبEعد اسEتماعEه إلEى املEناقEشات الEتي
دارت حوله ،قرر ما يلي:1
.۱املEشاركEة املEتناقEصة :مEعامEلة جEديEدة تEتضمن شEركEة بEني طEرفEني فEي مشEروع ذي
دخEل يتعهEد فEيها أحEدهEما بشEراء حEصة الEطرف اآلخEر تEدريEجاً سEواء كEان الشEراء
من حصة الطرف املشتري في الدخل أم من موارد أخرى.
.۲أسEاس قEيام املEشاركEة املEتناقEصة :هEو الEعقد الEذي يEبرمEه الEطرفEان ويEسهم فEيه كEل
مEنهما بEحصة فEي رأس مEال الشـEركEة ،سEواء أكEان إسEهامEه بEالEنقود أم بEاألعEيان بEعد
أن يEEتم تEEقوميEEها ،مEEع بEEيان كEEيفية تEEوزيEEع الEEربEEح ،عEEلى أن يتحEEمل كEEل مEEنهما
اخلسارة -إن وجدت -بقدر حصته في الشركة.
.۳تEختص املEشاركEة املEتناقEصة بEوجEود وعEد مEلزم مEن أحEد الEطرفEني فEقط ،بEأن يEتملك
حEصة الEطرف اآلخEر ،عEلى أن يEكون لEلطرف اآلخEر اخلEيار ،وذلEك بEإبEرام عEقود بEيع
عند متلك كل جزء من احلصة ،ولو بتبادل إشعارين باإليجاب والقبول.
.٤يEEجوز ألحEEد أطEEراف املEEشاركEEة اسEEتئجار حEEصة شEEريEEكه بEEأجEEرة مEEعلومEEة وملEEدة
محددة ،ويظل كل من الشريكني مسئوالً عن الصيانة األساسية مبقدار حصته.
.٥املEشاركEة املEتناقEصة مشEروعEة إذا الEتُزم فEيها بEاألحEكام الEعامEة للشEركEات ،وروعEيت
فيها الضوابط اآلتية:
ا .عEدم التعهEد بشEراء أحEد الEطرفEني حEصة الEطرف اآلخEر مبEثل قEيمة احلEصة عEند
إنEشاء الشEركEة ،ملEا فEي ذلEك مEن ضEمان الشEريEك حEصة شEريEكه ،بEل يEنبغي أن
.1ﻛﻤﺎ أﺟﺎزت ﺻﯿﻐﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﺼﺔ ﺑﺎﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ ﻗﺮار ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ
ﻓﻲ اﻟﻤﺘﻦ ھﯿﺌﺔ اﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ واﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ )اﻷﯾﻮﻓﻲ( ،ﻛﻤﺎ ھﻮ واﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺪ
اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﯿﺎر رﻗﻢ ) /(١٢اﻟﺸﺮﻛﺔ )اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ( واﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ /١٦أﯾﺎر )ﻣﺎﯾﻮ(
٢٠٠٢م.
يEتم حتEديEد ثEمن بEيع احلEصة بEالEقيمة الEسوقEية يEوم الEبيع ،أو مبEا يEتم االتEفاق
عليه عند البيع.
ب .عEEدم اشEEتراط حت Eمّل أحEEد الEEطرفEEني مEEصروفEEات الEEتأمEEني أو الEEصيانEEة وسEEائEEر
املصروفات ،بل حتمّل على وعاء املشاركة بقدر احلصص.
ج .حتEEديEEد أربEEاح أطEEراف املEEشاركEEة بنسEEب شEEائEEعة ،وال يEEجوز اشEEتراط مEEبلغ
مقطوع من األرباح أو نسبة من مبلغ املساهمة.
د .الفصل بني العقود وااللتزامات املتعلقة باملشاركة.
ه .مEEنع الEEنص عEEلى حEEق أحEEد الEEطرفEEني فEEي اسEEترداد مEEا قEEدمEEه مEEن مEEساهEEمة
) متويل (.
الفرع الثالث :أهم األدوات والصيغ املبتكرة في إطار هذه الصيغة:
صEورة املEنتج :يEحتاج املسEلمون فEي ظEل الEقوانEني املEعاصEرة املEرتEبطة بEاملEعامEالت املEالEية
الEتي يجEرونEها فEي احلEياة الEعملية إلEى امEتالك املEساكEن لسEد احEتياجEاتEهم الEدوريEة إلEيها،
خEEاص Eةً مEEع ارتEEفاع قEEيمة إجEEاراتEEها إلEEى حEEد اإلجEEحاف واإلرهEEاق ،ويEEتم االتEEفاق بEEني
املEتعامEل واملEؤسEسة الEتمويEلية أو املEصرف عEلى متEويEله احEتياجEه لEلمسكن مEن خEالل
صيغة املشاركة املتناقصة وفق البنود الهامة التالية:
✴ جتEميع أمEوال املEشاركEة مEن الEطرفEني )مEبلغ الEتمويEل +أي مEبلغ يEكون فEي مEقدور
الEEعميل تEEقدميEEه( فEEي حEEساب مسEEتقل بEEاسEEم املEEشاركEEة الEEناشEEئة بEEني املEEصرف
والعميل ،وبحيث يكفي مجموع املالني لشراء العقار )محل املشاركة(.
.1ﯾﻨﻈﺮ ﻗﺮار ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ٩ - ٥ﺷﻌﺒﺎن ١٤١٠ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ٦ - ٢
آذار )ﻣﺎرس( ١٩٩٠م ،رﻗﻢ اﻟﻘﺮار ) ،(٦/٤ﻗﺮارات وﺗﻮﺻﯿﺎت ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺪوة
اﻷوﻟﻰ وﺣﺘﻰ اﻟﻨﺪوة اﻟﺜﻼﺛﯿﻦ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٣١ھـ ٢٠١٠ -م) ،ص.(٤٤
✴ يُشEEترى مبجEEموع الEEرصEEيد املEEتوفEEر فEEي حEEساب املEEشاركEEة الEEعقار املEEراد اسEEتثماره
لEصالEح عEقد املEشاركEة ،ومEن ثEم يEقوم الEطرفEان )املEصرف والEعميل( أو املEصرف
وحEده بEصفته اخملEول بEالEتصرف فEي مEال املEشاركEة مبEا يEعود بEالEنفع عEليها ،بEتوقEيع
عEقد تEأجEير تEشغيلي مEع الEعميل مسEتقل عEن عEقد املEشاركEة ومEنفصالً عEنه فEي
جEميع أحEكامEه وآثEاره ،بEأجEرة محEددة متEثل عEائEداً دوريEاً نEاجتEاً عEن اسEتثمار مEال
املشاركة.
تEEسجيل الEEعقار )محEEل املEEشاركEEة( بEEاسEEم الEEعميل مEEن بEEدايEEة الEEعملية ،مEEع رهEEنه ✴
لصالح الشريك املمول.
يتحEEمل الEEعميل أقEEساط الEEتأمEEني عEEلى الEEعقار ،ورسEEوم املEEسقفات )الEEضرائEEب( ✴
املترتبة على امللكية ،وأي رسوم ونفقات خاصة بالتسجيل.
يEEتم جتEEميع أربEEاح الEEعميل فEEي حEEساب خEEاص بEEغرض شEEراء حEEصة املEEصرف فEEي ✴
العقار بصورة تدريجية أو مرة واحد في نهاية عقد املشاركة.
طريقة التصفية ،وتغطية امتياز حقوق البنك عند عدم كفاية ثمن املبيع. ✴
الدراسة الشرعية للمنتج:
أوالً :ت EEسجيل امل EEلكية ال EEعقار )امل EEسكن( ب EEاس EEم الش EEري EEك امل EEتمول )ال EEعميل( ال
يEتناقEض مEع عEقد املEشاركEة ،وال يEغير مEن حEقيقة أن الEعقار ممEلوك لEهما عEلى أسEاس
املEشاركEة فEي الEربEح واخلEسارة ،وتEطبق عEليه أحEكام عEقد املEشاركEة فEي حEال طEروء نEزاع
أو االضEطرار إلEى تEصفية املEشاركEة قEبل انEتهاء األجEل احملEدد لEها ،وهEذا الEتسجيل مEبني
على أساس الثقة بني املصرف أو املمول وعميله ،وهو أمر جائز شرعاً.
ثRRانRRياً :ف Eرَّق بEEعض الEEعلماء بEEني رسEEوم الEEتسجيل واملEEسح الEEعقاري ورسEEم الEEطوابEEع
واملEسقفات ونEحوهEا مEن الEنفقات املEتعلقة بEاملEلك املشEترك وبEني أقEساط الEتأمEني عEلى
الEعقار؛ فEأجEازوا االتEفاق عEلى حتEميل الEنفقات األولEى عEلى حEساب الشEريEك املEتمول؛
ألنEه سEيكون املEالEك فEي نEهايEة الEعملية ،أمEا بEالنسEبة لEلتأمEني فEألEزمEوا بتحEميل نEفقاتEه
)أقEساطEه( عEلى الشEريEكني مEعاً ،وفEي رأيEي أنَّ هEذه الEتفرقEة لEيس لEها وجEه مEعتبر ،بEل
وتEEتعارض مEEع قEEواعEEد املEEشاركEEة املEEقتضية تEEوزيEEع األعEEباء والEEنفقات املEEتعلقة بEEعقد
املEشاركEة عEلى الEطرفEني؛ حEيث إن مEقتضاهEا املEساواة فEي الEغنم والEغرم بEقدر املEلكية؛
ألن اخلEEراج بEEالEEضمان ،وميEEكن االتEEفاق عEEلى رسEEملة هEEذه األعEEباء؛ أي إضEEافEEتها إلEEى
حصة الشريك املتمول في رأسمال املشاركة.
ثRRالRRثاً :املEEشاركEEة املEEتناقEEصة يEEوحEEي عEEنوانEEها بEEأن مEEضمونEEها امEEتالك الEEعميل املEEتمول
حلEEصص الشEEريEEك املEEمول تEEدريEEجياً حسEEب مEEواعEEيد مEEتفق عEEليها سEEنويEEة أو نEEصف
سEنويEة أو كEيفما اتEفق ،إلEى أنْ تEؤول الEعملية إلEى امEتالك الEعميل جلEميع احلEصص،
وهEذا يEقتضي إبEرام عEقود بEيع مEتفرقEة بEاحلEصص املEباعEة وعEدم االقEتصار عEلى مجEرد
االتEفاق املEتضمن فEي عEقد املEشاركEة والEذي يEنص عEلى أنْ يشEتري الEعميل بEاملEبالEغ
املEوجEودة فEي حEسابEه حEصص املEصرف ،كEما يEنبغي أنْ يEكون الشEراء بEالEقيمة الEسوقEية
أو بEEالEEقيمة الEEتي يEEتفق عEEليها فEEي حEEينه ،وال يEEجوز إلEEزام الEEعميل بEEالشEEراء بEEالEEقيمة
اإلسمية لئال يؤدي ذلك إلى تضمينه حصة شريكه املمول في املشاركة.
رابRRعاً :إذا تخEEلف الشEEريEEك املEEتمول فEEي دفEEع األقEEساط اإليEEجاريEEة ،وتEEعثر مشEEروع
املEشاركEة فEباإلمEكان االتEفاق عEلى تEصفيته إمEا بEبيع الEعميل حEصته لEلمصرف ،وإجEراء
املEEقاصEEة بEEني ثEEمنها وأي مسEEتحقات لEEلمصرف تEEرتEEبت عEEليه بEEصفته مسEEتأجEEراً،
وتسEليمه الEفرق ،وإمEا بEبيع محEل االسEتثمار )الEعقار( لEلغير ،وتEصفية املEشاركEة عEلى
ضEEوء الEEقيمة املEEتحصلة ،مEEع األخEEذ بEEاالعEEتبار أي حEEقوق تEEرتEEبت لEEلمصرف عEEلى
العميل جراء تأخره في سداد األجرة الناشئة عن عقد اإلجارة.
ال تEخفى أهEمية الEزراعEة فEي إيEجاد سEلة الEغذاء ،وميEكن لEلمصارف واملEؤسEسات املEالEية
اإلسEالمEية االسEتفادة مEن عEقود املEشاركEات الEزراعEية فEي االسEتثمار فEي اجملEال الEزراعEي،
وقEبل إيEضاح دور املEصرف املEمول فEي تEلك املEشاركEات ،نEقدم حملEة بسEيطة عEن أبEرز
عقود املشاركات الزراعية:
املEزارعEة :شEركEة تEقوم عEلى االشEتراك بEني مEالEك أرض وبEني مEن يEقوم بEزراعEتها ،فEيقدم
األول األرض الEEتي ميEEلكها ،ويEEعمل الEEثانEEي عEEلى زراعEEتها بEEالEEبذور الEEتي تEEنبت فEEيها،
على أنْ يكون لكل منهما حصة مشاعة معلومة من محصولها.
املEساقEاة :شEركEة تEقوم عEلى أسEاس أنْ يسEلم شEخص أرض ميEلكها فEيها شجEر مEغروس
آلخر يرعاها بالسقي وغيره إلى أن تثمر ،مقابل جزء مشاع معلوم من ثمرها.
املEغارسEة :شEركEة تEقع بEني مEالEك أرض بEيضاء لEيس فEيها شجEر وبEني آخEر يEغرس فEيها
شجراً على أن ما يحصل من الغراس والثمار يكون بينهما بنسبة معلومة.1
وطEبقاً لEلمقرر فEي املEذهEب املEالEكي فEإنَّ املEمول إذا دخEل مEع املEتمول مEشاركEة فEي عEقد
مEغارسEة ،يEترتEب عEلى دخEولEه بEصفة الEغارس )بEتوفEيره الEعمالEة واخلEبرة عEلى حEسابEه(
أنْ يEصبح مEالEكاً لEلحصة املEتفق عEليها فEي عEقد املEشاركEة مEن كEل مEن األشEجار املEثمرة
واألرض املغروسة فيها.
ومن تطبيقات هذا النوع من املشاركات وصوره في املصارف اإلسالمية ما يلي:2
الEصيغة األولEى /يEقوم املEصرف بEتملك األرض أو مEنفعتها ،ويEدخEل شEريEكاً بEها مEع
الEعامEل بEالEزراعEة أو الEسقي أو الEغرس ،وتEكون الEتكالEيف مEن الEبذر أو اآلالت ونEحوهEما
على أحد الطرفني أو عليهما معاً بحسب االتفاق.
الEصيغة الEثانEية /يEدخEل الEبنك شEريEكاً مEع صEاحEب األرض أو مEالEك مEنفعتها بEتقدمي
الEعمالEة املEطلوبEة ،واخلEبرة الEالزمEة لEزراعEتها أو لEسقايEة الشجEر ورعEايEته ،أو لEغراسEتها،
وتكون التكاليف األخرى بحسب االتفاق.
املطلب السابع:
.1د .ﻣﺸﻌﻞ ،ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎري) ،ﺗﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ واﻟﻔﻀﺎﻟﺔ واﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ اﻟﻌﻜﺴﯿﺔ( ،ﻣﺠﻠﺔ ﺣﻮﻟﯿﺔ اﻟﺒﺮﻛﺔ ،اﻟﻌﺪد
اﻟﻌﺎﺷﺮ ،رﻣﻀﺎن ١٤٢٩ھـ -ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /أﯾﻠﻮل) ،٢٠٠٨ ،ص.(٨٩
األول ،وملEEعرفEEة التسEEلسل الEEزمEEني وحتEEديEEد نEEقطة الEEفصل بEEني حلEEظة متEEلك املEEوكEEل
للسEEلعة ومتEEلك الEEوكEEيل أو الEEغير لEEها يEEتم االشEEتراط عEEلى أنْ تEEكون اإلشEEعارات
املتبادلة بني طرفي العالقة )املوكل والوكيل( مؤرخة باليوم والساعة والدقيقة.
.۳يEلتزم الEوكEيل بEعدم بEيع أي سEلعة اشEتراهEا للمسEتثمر بEسعر تEقل أربEاحEه عEن نسEبة
الEEربEEح املEEنصوص عEEليه فEEي الEEعرض االسEEتثماري ،ويEEعتبر الEEوكEEيل مEEخالً بEEواجEEبه
ومEEقصراً إذا لEEم حتEEقق صEEفقة الEEبيع نسEEبة الEEربEEح الEEتي حEEددهEEا املسEEتثمر ،ويEEلتزم
بتعويض املستثمر عن النقص احلاصل بسبب ذلك.
.٤يسEEتحق الEEوكEEيل عEEمولEEة عEEن كEEل صEEفقة اسEEتثماريEEة يEEقوم بEEها ويEEنفذهEEا طEEبقاً
ألحEكام اتEفاقEية الEوكEالEة بEاالسEتثمار املEقيدة سEواء كEانEت الEعمولEة محEددة مبEبلغ
مEEقطوع ،أو بنسEEبة مEEن املEEبلغ املEEوكEEل بEEاسEEتثماره ،أو مEEا زاد عEEن نسEEبة مEEعينة مEEن
الEربEح احملEدد فEي الEعرض االسEتثماري ،أو مEبلغ مEقطوع بEاإلضEافEة إلEى كEل مEا زاد عEن
نسEبة ربEح مEعينة ،وقEد يEتم االتEفاق عEلى حEرمEان الEوكEيل مEن الEعمولEة فEي احلEاالت
التي يبيع فيها الصفقة لنفسه.
الدراسة الفقهية للمنتج:
ا .تEولEي الEوكEيل الEبيع لEنفسه مEسألEة خEالفEية؛ مEنعها جEمهور الEفقهاء مEن احلEنفية
والEEشافEEعية ،1وهEEو الEEرأي املEEعتمد فEEي املEEعيار الشEEرعEEي رقEEم ) (۸بEEشأن املEEرابEEحة
لEآلمEر بEالشEراء )فEقرة (۳/۱/٤وجEاء فEيها) :وال يEتولEى الEوكEيل الEبيع لEنفسه ،بEل
تEبيعه املEؤسEسة بEعد متEلكها الEعني( ،وكEذلEك املEعيار الشEرعEي رقEم ) (۲۳بEشأن
ال EEوك EEال EEة وت EEصرف ال EEفضول EEي )ف EEقرة (٦/۱/۲و) (٦/۱/۳ون EEصهما ع EEلى
الEتوالEي) :لEيس لEلوكEيل أنْ يEتعاقEد مEع نEفسه( ،و)لEيس لEلوكEيل أنْ يEنوب عEن
طEEرفEEي الEEتعاقEEد( ،ومسEEتندهEEم التحEEرز مEEن نEEقل األمEEالك دون صEEيغة ،واسEEتبعاد
.1اﻟﻜﺎﺳﺎﻧﻲ ،ﻋﻼء اﻟﺪﯾﻦ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد) ،ﺑﺪاﺋﻊ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗﺮﺗﯿﺐ اﻟﺸﺮاﺋﻊ( ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ،
١٤٠٦ھـ ١٩٨٦ -م .(٦/٢٨) ،اﻟﮭﯿﺘﻤﻲ ،أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ) ،ﺗﺤﻔﺔ اﻟﻤﺤﺘﺎج ﻓﻲ ﺷﺮح
اﻟﻤﻨﮭﺎج( ،اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ اﻟﻜﺒﺮى -ﻣﺼﺮ١٣٥٧ ،ھـ ١٩٨٣ -م.(٥/٣٨) ،
الEEصوريEEة فEEي الEEتصرفEEات ،ومEEنع تEEداخEEل الEEضمانEEني ،وهEEو الEEرأي املEEالئEEم لEEعمل
املؤسسات املالية اإلسالمية.
وأجEاز فEقهاء املEالEكية واحلEنابEلة 1أنْ يEبيع الEوكEيل لEنفسه مEا وكِّEل فEي شEرائEه وبEيعه،
إذا كEان املEوكEل قEد أذِنَ لEه بEذلEك ،مEا دامEت تEهمة احملEابEاة واإلضEرار مبEصلحة املEوكEل
باسترخاص السلعة منتفية.
ب .اشEتراط املسEتثمر عEلى الEوكEيل الEبيع بنسEبة ربEح محEددة ،وتEضمينه الEنقص فEي
حEال اخملEالEفة ،شEرط صEحيح ومEعتبر ويEجب االلEتزام مبEضمونEه عEند فEقهاء املEذهEب
احلEEنبلي ،جEEاء فEEي املEEغني) :وإنْ بEEاعEEه بEEنقص عEEنه لEEم يEEصح الEEبيع؛ ألنEEه وكEEيل
مEخالEف وإنْ تEعذر رده ،ضEمن الEنقص( ،2وجEاء فEي مجEلة األحEكام الEعدلEية مEا
نEEصه )مEEادة ) :(۱٤۹٥إذا عEEني املEEوكEEل الEEثمن فEEليس لEEلوكEEيل بEEيعه بEEأنEEقص ممEEا
عEينه املEوكEل ،فEإذا بEاع يEنعقد الEبيع مEوقEوفEا عEلى إجEازة املEوكEل ولEو بEاعEه بEنقصان
الEEثمن بEEال إذن املEEوكEEل وسEEلم املEEال إلEEى املشEEتري فEEللموكEEل أن يEEضمنه ذلEEك
الEنقصان( ،وكEذلEك يEرى املEالEكية صEحة الشEرط وعEدم جEواز مEخالEفته ،فEجاء فEي
الEقوانEني الفقهEية البEن جEزي الEنص الEتالEي)) :الEثانEي( تEوكEيل خEاص فEيختص مبEا
جEعل املEوكEل لEلوكEيل مEن قEبض أو بEيع أو خEصام أو غEير ذلEك ،فEإذا وكEله عEلى
الEبيع وعEني لEه ثEمناً ،لEم يجEز لEه أن يEبيع بEأقEل مEنه ،وإن وكEله عEلى الEبيع مEطلقاً،
لEم يجEز لEه أن يEبيع بEعرض وال نسEيئة وال مبEا دون ثEمن املEثل( ،3وجEاء فEي حEاشEية
اخلEEرشEEي) :ووكEEيل الEEبيع يEEبيع بEEأقEEل مEEن الEEثمن وتEEفوت السEEلعة عEEند املشEEتري
فEالEنقص عEلى الEوكEيل( ،4والEشافEعية أيEضاً يEرون صEحة هEذا الشEرط ،5وهEو مEا نEص
ع EEليه امل EEعيار الش EEرع EEي رق EEم ) (۲۳ب EEشأن ال EEوك EEال EEة وت EEصرف ال EEفضول EEي ف EEقرة
) (٦/۳/۲وفEEيها) :وإذا خEEالEEف الEEوكEEيل بEEالEEبيع فEEباع بEEأقEEل مEEن الEEثمن الEEذي
حEEدده املEEوكEEل لEEلبيع بEEه ،فEEإنEEه يEEضمن الEEنقص عEEن ثEEمن املEEثل فEEقط ،وال يEEضمن
جEميع الEنقص عEن الEثمن الEذي حEدد لEه الEبيع بEه ،مEثل تEقييد املEضاربEة أو الEوكEالEة
ب EEاالس EEتثمار ب EEال EEبيع ب EEرب EEح ال ي EEقل ع EEن نس EEبة ك EEذا ،ف EEال ي EEضمن ال EEوك EEيل )أو
املEEضارب( تEEلك النسEEبة بEEل يEEقتصر ضEEمانEEه عEEلى مEEا نEEقص عEEن ثEEمن املEEثل(،
ومسEتند ذلEك هEو حتEقيق الEعدل ،ورفEع الEضرر عEن املEوكEل دون الEوقEوع فEي أخEذ
املال بالشرط وهو ممنوع شرعاً ملَِا في ذلك من شبهة الربا.
ويEEرى بEEعض الEEباحEEثني املEEعاصEEريEEن أن وجEEود هEEذا الشEEرط فEEي الEEوكEEاالت االسEEتثماريEEة
امل EEقيدة ال ي EEؤث EEر ف EEي مش EEروع EEيتها ك EEون EEه ال ي EEناف EEي م EEقتضاه EEا ،أم EEا ف EEي ال EEوك EEاالت
االسEتثماريEة املEطلقة الشEبيهة بEعقود املEضاربEات واملEشاركEات ،فEإنْ قُEصِدَ بهEذا الشEرط
حتEEفيز الEEوكEEيل عEEلى االسEEتثمار وحتسEEني األداء ،فEEهو شEEرط صEEحيح ،أمEEا إن قEEصد بEEه
تEضمني الEوكEيل رأس املEال أو أي جEزء مEن الEعائEد ،فEيكون حEينئذ مEنافEياً ملEقتضى عEقد
الEوكEالEة وهEو أن الEوكEيل أمEني ال يEضمن إال عEند الEتعدي أو الEتفريEط ،وبEالEتالEي تEبطل
الوكالة ،أو تصح ويبطل الشرط ،ويكون للوكيل أجر املثل.1
ويEرى آخEرون أن هEذه الEصيغة تEطمس مEعالEم الEوكEالEة فEي الEواقEع واملEآل ،ألن مEآلEها هEو
الEEقرض املEEضمون مEEع فEEائEEدة مEEضمونEEة ،وإال فEEما مEEعنى تEEضمني الEEوكEEيل رأس املEEال
وأربEاحEه إذا لEم يسEتطع بEيع السEلعة بنسEبة الEربEح احملEددة مEن املEوكEل ،ولEو صEيغت بهEذه
الEEصياغEEة الEEصريEEحة لEEقوبEEلت بEEاالعEEتراض والEEرفEEض ،ولEEذلEEك ابEEتكر املEEعنيون صEEياغEEة
إسEالمEية عEن طEريEق تEغيير االسEم فEقط مEن الEقرض بEفائEدة إلEى الEوكEالEة بEاالسEتثمار يEكون
.1ﯾﻨﻈﺮ ﺑﺤﺚ أﺳﺘﺎذﻧﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺸﻌﻞ ،ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎري) ،ﺗﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ واﻟﻔﻀﺎﻟﺔ واﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ اﻟﻌﻜﺴﯿﺔ(،
ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص .(١٠٦،٩٩واﻟﻔﺘﻮى رﻗﻢ ) (١/٢/٢٠٠٠ﻟﻠﮭﯿﺌﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻟﺸﺮﻛﺔ أﻋﯿﺎن ﺣﯿﺚ أﺟﺎزت
أن ﯾﺠﻌﻞ ﺿﻤﺎن اﻟﻤﺜﻞ أو اﻟﻘﯿﻤﺔ ھﻮ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮى ْاﻟﮭﯿﺌﺔ ﻟﺸﺮﻛﺔ أﻋﯿﺎن اﻷﺧﺬ ﺑﮭﺬا اﻟﺸﺮط ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ْ
اﻷﺻﻞ .ﺷﺮﻛﺔ أﻋﯿﺎن ﻟﻺﺟﺎرة واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر) ،اﻟﻔﺘﺎوى اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ( ،اﻟﻜﺘﺎب اﻷول.(١٣٦) ،٢٠٠٢ - ١٩٩٩ ،
فEEيها رأس املEEال مEEضمون Eاً مEEع فEEوائEEده ،ولEEو فEEتح هEEذا الEEباب لEEم يEEبق أي مEEبرر لتحEEرمي
الEفوائEد الEبنكية إذا صEيغت عEلى شEكل الEوكEالEة بEاالسEتثمار املشEروطEة بEأن يEبيع الEوكEيل
بنسبة ربح محددة وحتت طائلة املسؤولية.1
ومEن هEنا كEانEت املEرابEحات فEي السEلع الEدولEية بEاآللEية املشEروحEة آنEفاً محEل إشEكالEية
كEEبيرة لEEدى مEEعظم الEEعلماء املEEعاصEEريEEن؛ وذلEEك ألنَّ املEEعادن والسEEلع الEEدولEEية املشEEتراة
واملEباعEة ال تEقصد الEبنوك املEوكEلة وال الEوكEيلة وال الEوسEيطة شEراؤهEا وال بEيعها فEعالً،
وإمنEا الEغرض هEو الEوصEول مEن خEالل هEذه الEصفقات إلEى حEصول املEوكEل عEلى املEبلغ
الذي ميثل رأسماله وأرباحه املشروطة.2
.1د .داﻏﻲ ،ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻲ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه) ،ﺗﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ واﻟﻔﻀﺎﻟﺔ واﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ اﻟﻌﻜﺴﯿﺔ( ،ﻣﺠﻠﺔ ﺣﻮﻟﯿﺔ اﻟﺒﺮﻛﺔ،
اﻟﻌﺪد اﻟﻌﺎﺷﺮ ،رﻣﻀﺎن ١٤٢٩ھـ -ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /أﯾﻠﻮل) ،٢٠٠٨ ،ص.(٢٨٠
.2ﻗﺎم أﺣﺪ اﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ ﺑﻌﺪة ﺟﻮﻻت ﻟﻠﺘﻔﺘﯿﺶ ﻋﻦ ھﺬه اﻟﺴﻠﻊ واﻟﻤﻌﺎدن ،ﻓﻮﺟﺪ أﻧﮭﺎ إﻣﺎ ﻣﺠﺮد أوراق
وﺷﮭﺎدات ﺗﺮﺳﻞ ھﻨﺎ وھﻨﺎك ،وﻻ رﺻﯿﺪ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ ،وإﻣﺎ ﺳﻠﻊ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻌﻼً وﻣﺨﺰﻧﺔ ﺑﺎﻷطﻨﺎن ﻓﻲ
ﻣﺴﺘﻮدﻋﺎت ﻛﺒﯿﺮة ،ﻟﻜﻨﮭﺎ ﻏﯿﺮ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪام ،وﻏﯿﺮ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻲ ﺷﺮاﺋﮭﺎ ،واﻟﻐﺮﯾﺐ أﻧﮭﺎ ﺗﺒﺎع وﺗﺸﺘﺮى
وﺗﺘﺪاول ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﻮاﺣﺪ ﻋﺸﺮات اﻟﺼﻔﻘﺎت واﻟﻌﻘﻮد ،وﻟﻮ أن اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ اﺷﺘﺮطﺖ وﺷﺪدت
ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻤﮭﺎ وﺑﯿﻌﮭﺎ ﻷﺣﺪ اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ أو اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ إطﺎر ذﻟﻚ اﻟﻤﻌﺪن أو اﻟﺴﻠﻌﺔ ،ﻻﻧﺴﺤﺒﺖ
اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺎﺟﺮة ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﺴﻠﻊ اﻟﺪوﻟﯿﺔ؛ إذ ﻻ أﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق ﯾﺮﻏﺐ ﺑﺸﺮاء
ﺳﻠﻊ ﻣﻌﻄﻮﺑﺔ وﻣﮭﺘﺮﺋﺔ .د .داﻏﻲ) ،ﺗﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ واﻟﻔﻀﺎﻟﺔ واﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ اﻟﻌﻜﺴﯿﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ،
)ص.(٢٧٥
)۱۱۸مEليار دوالر( ،ومEن املEتوقEع أنْ يEصل حجEم إصEدارات الEصكوك فEي الEعالEم إلEى
مEا بEني )٥۰و٦۰مEليار دوالر( حEتى نEهايEة الEعام ۲۰۱٥مبEعدل تEراجEع مEن ) ٪٤۰إلEى
(٪٥۰مEقارنEة بEالEعام املEاضEي ،ولEعل السEبب يEرجEع إلEى تEوقEف الEبنك املEركEزي املEالEيزي
والEEذي يEEعد مEEن أكEEبر مEEصدري الEEصكوك فEEي الEEعالEEم عEEن إصEEدار الEEصكوك ،1كEEما
تعددت أنواع الصكوك املصدرة ومن تلك الصكوك املستجدة التي مت إصدارها:2
.۱الEصكوك الEقابEلة لEلتحول إلEى أسEهم :وهEي صEكوك ذات أجEل مEعلوم متEنح حEامEلها
حEق اخلEيار بEتحويEل الEصك إلEى أسEهم فEي رأسEمال الشEركEة املEصدرة لEلصكوك عEلى
أسEاس سEعر حتEويEلي يحEدد فEي الEعادة عEند إصEدار الEصكوك ،وفEي الEغالEب يEكون
حEEامEEل الEEصك مEEخيراً بEEني اسEEتيفاء قEEيمة الEEصك وبEEني امEEتالك أسEEهم فEEي الشEEركEEة
املEصدرة ،أمEا الشEركEة فEال خEيار لEها ،وهEي مEلزمEة بEتنفيذ مEا يEختاره حEامEل الEصك،
ومEن أمEثلتها :صEكوك الEدار الEعقاريEة املEدرجEة فEي سEوق أبEو ظEبي لEألوراق املEالEية
عام .۲۰۰۷
.۲الEصكوك الEقابEلة لEلتبديEل بEأسEهم :وهEي صEكوك ذات أجEل مEعلوم متEنح حEامEلها
حEEق اخلEEيار بEEتحويEEل الEEصك إلEEى أسEEهم فEEي رأسEEمال شEEركEEة أخEEرى غEEير الشEEركEEة
املEصدرة لEلصكوك عEلى أسEاس سEعر حتEويEلي يحEدد عEند إصEدار الEصك ،ومEن أمEثلة
هذا النوع؛ صكوك شركة خزانة في ماليزيا.
كEما متَّ تEأسEيس صEناديEق لEالسEتثمار فEي الEصكوك ،وكEانEت شEركEة جEدوى لEالسEتثمار
الEEبادئEEة بEEطرح أول صEEندوق عEEاملEEي لEEلمتاجEEرة فEEي صEEكوك اخلEEليج والشEEرق األوسEEط،
وأطEEلقت سEEيتي جEEروب ،وداو جEEونEEز ،أول مEEؤشEEر عEEاملEEي لEEلصكوك ،وأيEEضاً صEEدرت
جEEملة مEEن األنEEظمة والتشEEريEEعات والEEلوائEEح املEEنظمة لEEلتصكيك فEEي بEEعض الEEدول
اإلسEالمEية مEنها :ضEوابEط طEرح الEصكوك اإلسEالمEية الEصادرة عEن هEيئة الEسوق املEالEية
٢٨٢٢١٦٦/http://www.mubasher.info/news .1
.2د .ﻣﯿﺮة ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٣٣٠
يOقول الOدكOتور سOامOي الOسويOلم فOي بOحث لOه بOعنوان "مOنتجات اإلجOارة املOوصOوفOة فOي الOذمOة"
مOOا نOOصه ) :ال إشOOكال فOOي وجOOوب تOOعجيل األجOOرة إال إذا تOOعني الOOثمن عOOند الOOتعاقOOد ،واعOOتماد
مOOن قOOال بOOالOOجواز مOOن املOOعاصOOريOOن عOOلى الOOتفريOOق بOOني لOOفظ السOOلم ولOOفظ اإلجOOارة دون الOOتفات
لOOلمعنى الOOذي أوجOOب هOOذا الOOتفريOOق فOOيه تOOشويOOه للشOOريOOعة املطهOOرة ..هOOذا بOOاإلضOOافOOة إلOOى كOOونOOه
ينافي ما نص عليه الفقهاء أنفسهم(.
ويOناقOش هOذا الOقول بOأ َّن لOفظ السOلم ال يOدل عOلى اإلجOارة وال لOفظ اإلجOارة يOدل عOلى السOلم،
فOاخOتالف الOلفظني يOفيد اتOجاه إرادة املOتعاقOديOن إلOى إنOشاء املOعنى الOذي يOحتويOه الOلفظ الOذي
اسOOتخدمOOاه فOOي إبOOرام الOOتعاقOOد ،والOOفرق الOOلفظي واملOOعنوي بOOني السOOلم واإلجOOارة كOOالOOفرق بOOني
السOلم واالسOتصناع؛ فOعقد السOلم يOعالOج مOشكلة نOقص أو عOدم الOسيولOة لOدى الOبائOع ،فOيؤ ِّOمOن
لOه املOبلغ املOطلوب مOن املشOتري الOذي يOتملكها وبOصورة فOوريOة عOاجOلة ،وبOاخOتيارهOما )املسOلم
واملسOOلم إلOOيه( لهOOذه الOOصيغة تسOOري فOOي حOOقهما أحOOكامOOها ،وكOOذلOOك عOOقد االسOOتصناع يOOعالOOج
م OO Oشكلة ال OO Oسيول OO Oة ل OO Oدى املش OO Oتري ،وب OO Oاخ OO Oتيار ال OO Oفري OO Oقني )ال OO Oصان OO Oع واملس OO Oتصنع( ص OO Oيغة
االسOOتصناع املOOؤجOOل عOOقدا ً لOOهما ،فOOإنOOه تOOطبق األحOOكام واملOOعايOOير الOOتي تOOظمها الOOفقهاء لOOعقد
االس OO Oتصناع ع OO Oلى ال OO Oعالق OO Oة ال OO Oناش OO Oئة ب OO Oينهما ب OO Oموج OO Oبه ،وم OO Oا ذك OO Oرن OO Oاه ب OO Oخصوص الس OO Oلم
واالسOOتصناع يOOوضOOح مOOا صOOرح بOOه بOOعض الOOفقهاء فOOي مOOسألOOة إجOOارة األعOOيان املOOوصOOوفOOة فOOي
الOOذمOOة مOOن وجOOوب تOOعجيل األجOOرة إذا أبOOرم الOOعقد بOOلفظ السOOلم ،ومOOن جOOواز تOOأجOOيلها إذا أبOOرم
بلفظ اإلجارة.
Oعني الOOثمن الOOذي قOOال بOOه األسOOتاذ الOOباحOOث بOOاعOOتباره مخOOرج Oا ً أو ح Oالً أو شOOرط Oا ً لOOجواز وأمOOا تُّ O
تOعجيل األجOرة ،فOباإلضOافOة إلOى كOون املOسألOة خOالفOية ،فOإ َّن الOقول بOه يOزعOزع اسOتقرار الOعقد،
وال يOحقق مOقصوده ،بOل ويOعود األدراج بOنا إلOى عOقد السOلم ،فOاالشOتراط الOذي أورده لOم يOأت
تتعني األجرة؟ معناه انفساخ العقد في َّ بجديد بل وفيه نوع من التعقيد ،وإال فما معنى أ ْن
ح OOال ت OOلفها أو اس OOتخدام OOها م OOما ي OOجعل ح OOقوق امل OOؤج OOر ت OOحت رح OOمة املس OOتأج OOر ،ف OOإذا رام
التخ OOلص م OOن ال OOتزام OOات ال OOعقد ف OOكل م OOا ع OOليه أ ْن ي OOتصرف ف OOي األج OOرة امل OOتعينة ليح OOل ب OOذل OOك
رابOطة الOعقد ،وتOتالشOى جOميع الOتزامOاتOه ،وإذا كOانOت املOدة الOفاصOلة بOني الOعقد واالنOتهاء مOن
محOO Oل عOO Oقد إجOO Oارة األعOO Oيان املOO OوصOO OوفOO Oة فOO Oي الOO OذمOO Oة مOO Oدة زمOO Oنية طOO OويOO Oلة ،والOO Oتزم املسOO OتأجOO Oر
بOOاالحOOتفاظ بOOاألجOOرة املOOعينة طOOوالOOها ،فOOقد فَّ Oوت الOOعقد عOOليه قOOضاء حOOوائOOج مOOلحة كOOان بOOإمOOكانOOه
قOضاؤهOا بOتلك األجOرة )الOسيولOة( الOتي فOي يOده وال يOملك حOق الOتصرف فOيها ،كOما ضOيع عOليه
م OOكاس OOب مج OOدي OOة ل OOو اس OOتثمرت ب OOشكل ج OOيد ،ول OOو اك OOتفى األس OOتاذ ال OOباح OOث بتخ OOري OOج امل OOسأل OOة
عOلى عOقد السOلم وأجOرى عOليها أحOكامOه ،وألOزم املسOتأجOر بOتعجيل األجOرة فOي مجOلس الOعقد،
ألراح املسOتأجOر مOن الOعذاب الOنفسي الOذي أنOزلOه بOه هOذا الشOرط؛ حOيث يOرى املOال وفOي يOده،
وتOطوف بOه الOطوارئ والOحاجOات وال يOملك أ ْن يOتصرف فOيه ،كOباسOط كOفيه إلOى املOاء لOيبلغ فOاه
وما هو ببالغه!.
مبEالEيزيEا عEام ۲۰۰٤م ،والئEحة إدراج الEصكوك اإلسEالمEية الEصادرة عEن هEيئة األوراق
إن مEEن األمEEثلة عEEلى الEEصكوك الEEتي محEEلها حEEقوق مEEعنويEEة؛ اإلصEEدار الEEذي طEEرحEEته
شEركEة سEابEك وهEي واحEدة مEن أكEبر شEركEات الEبتروكEيماويEات فEي الEعالEم ،وهEي أيEضاً
شEركEة قEابEضة متEتلك حEصصاً فEي مجEموعEة كEبيرة مEن شEركEات محEلية ودولEية يEبلغ
مجEEموعEEها أربEEعة عشEEر شEEركEEة ،وتEEتراوح هEEذه احلEEصص بEEني ) (٪۲۰مEEن مجEEموع
األسهم لبعض الشركات ،ونحو ) (٪۹۰ألخرى.
وقEد وقEعت سEابEك مEع جEميع هEذه الشEركEات اتEفاقEية متEنحها احلEق فEي بEيع وتEسويEق
مEنتجاتEها عEلى مسEتوى الEعالEم مEقابEل رسEوم تEسويEق حتتسEب كنسEبة مEئويEة مEن سEعر
املEنتجات املEبيعة ،وقEد تEنازلEت هEذه الشEركEات عEن حEقها بEتسويEق مEنتجاتEها ،وأصEبح
هEذا امEتيازاً خEاصEاً بشEركEة سEابEك طEوال مEدة االتEفاقEية الEبالEغة عشEريEن سEنة ،وبEناءً عEليه
قEامEت شEركEة سEابEك بEتصكيك هEذا احلEق وبEيعه للمسEتثمريEن مEقابEل )۱۰۰۰۰ريEال(
لEلصك الEواحEد ،ومEن ثEم يEوكEل حEملة الEصكوك شEركEة سEابEك فEي تEنفيذ عEمليات
الEتسويEق وبEيع مEنتجات الشEركEات الEتابEعة لEسابEك مEقابEل حEصولEها عEلى ) (٪۱مEن
عوائد التسويق التي أصبحت من حق حملة الصكوك.
جتEEمع سEEابEEك عEEوائEEد الEEتسويEEق بEEعد حEEسم عEEمولEEتها ) (٪۱فEEي حEEساب افEEتراضEEي
احEتياطEي بEاسEم حEملة الEصكوك ،تEدفEع مEنه سEابEك فEي كEل ثEالثEة أشهEر عEائEد الEصكوك
أو ربح الصكوك.
فEي نEهايEة اخلEمس سEنوات األولEى تEعرض سEابEك عEلى حEملة الEصكوك رغEبتها فEي شEراء
حEق الEتسويEق مEنهم بEثمن يEساوي ) (٪۹۰مEن الEقيمة اإلسEمية لEإلصEدار )٥مEليارات
ريEال سEعودي( أي ) ۹۰۰۰ريEال( لEكل صEك ،وفEي الEوقEت نEفسه سEتدفEع سEابEك مEن
احلEساب االحEتياطEي حلEملة الEصكوك ) (٪۱۰مEن قEيمة الEصك ،وبEذلEك يEكون حEامEل
الEصك قEد اسEترد كEامEل أصEل ديEنه ) (٪۱۰۰مEن الEقيمة اإلسEمية لEلصك فEي نEهايEة
اخلEEمس سEEنوات األولEEى ،بEEاإلضEEافEEة إلEEى األربEEاح اإلضEEافEEية ) (٪۱۰مEEن قEEيمة الEEصك
اإلسمية ،واألرباح ربع السنوية التي سبق أن استلمها خالل هذه السنوات اخلمس.
فEEإذا وافEEق أغEEلبية حEEملة الEEصكوك عEEلى ذلEEك جEEرى الEEبيع وأطEEفئت الEEصكوك وإال
اسEEتمر خلEEمس سEEنوات أخEEرى ،وفEEي نEEهايEEة الEEسنة الEEعاشEEرة تEEعرض سEEابEEك بEEناءً عEEلى
تعهEدهEا الEسابEق بشEراء احلEق مEن حEملة الEصكوك بEثمن يEساوي ) (٪٦۰مEن الEقيمة
اإلسEEمية لEEلصك ،بEEاإلضEEافEEة إلEEى تEEوزيEEع الEEربEEح اإلضEEافEEي املEEسمى )املEEبلغ اإلضEEافEEي(
مبEقدار ) (٪۱۰مEن إجEمالEي الEقيمة اإلسEمية لEلصكوك ،فEإذا لEم جتEر عEملية الEبيع عEلى
الEنحو املEقرر لEها ،امEتدت إلEى خEمس سEنوات أخEرى ،وفEي نEهايEة الEسنة اخلEامEسة عشEرة
تEعرض سEابEك عEلى حEملة الEصكوك شEراء احلEق مEنهم بـ ) (٪۳۰مEن الEقيمة اإلسEمية
لEلصك ،بEاإلضEافEة إلEى املEبلغ )الEربEح( اإلضEافEي املEتفق عEليه ،ومEن أهEم الEتفصيالت
الEEواردة فEEي نشEEرة اإلصEEدار أن حEEامEEل الEEصك سEEيحصل عEEلى كEEامEEل قEEيمة الEEصك
) (٪۱۰۰بEاإلضEافEة إلEى الEربEح الEدوري الEربEعي املسEتحق فEي حEال وقEوع أي مEن حEاالت
اإلخفاق خالل اخلمس سنوات األولى وطالب حامل الصك من سابك شراء الصك.
وقEEد اخEEتلفت وجEEهة نEEظر الEEباحEEثني الEEذيEEن درسEEوا تEEفصيالت اإلصEEدار املEEدونEEة فEEي
نشرته ،والنماذج امللحقة بها دراسة شرعية متأنية على رأيني:
الEرأي األول /عEدم جEواز االكEتتاب فEي هEذا اإلصEدار أو تEداولEه لEعدم انEضباط هEيكلته
بEالEضوابEط الشEرعEية؛ ألن الEصكوك فEي حEقيقة األمEر ال متEثل مEنفعة وال خEدمEة وال حEقاً
مEعنويEاً ،وإمنEا متEثل بEيعاً جلEزء مEن اإليEرادات الEنقديEة الEناشEئة عEن خEدمEات الEتسويEق الEتي
تEقدمEها سEابEك ،وهEي حEيلة ربEويEة محEرمEة مEشابEهة ملEعامEلة نEصَّ أكEثر الEعلماء عEلى
حتEرميEها ،وهEي بEيع الEوفEاء؛ ألن مEصدر الEصك )سEابEك( اقEترض مEن حEملة الEصكوك
خEمسة مEليارات ،ودفEع إلEيهم حEقاً مEعنويEاً مEدراً لEلربEح يEنتفعون بEه حEتى تEفي الشEركEة
بEالEتزامEها بسEداد الEقرض ،وعEلى الEرغEم مEن أن األصEل فEي الEعقود والشEروط اإلبEاحEة ،إال
أن نشEرة اإلصEدار اشEتملت عEلى شEروط حلEملة الEصكوك وعEليهم تEؤكEد مبجEملها أن
هEيكلة الEصك ركEبت بجEملة مEن الEعقود املEفرغEة مEن مEحتواهEا ،وغEير املEقصودة لEذاتEها
وحل EEقائ EEقها وآث EEاره EEا الش EEرع EEية ،م EEن ذل EEك :م EEنع وك EEيل ح EEملة ال EEصكوك أو ح EEملة
الEصكوك وحتEت أي ظEرف مEن بEيع أيّ مEن مEوجEودات الEصكوك ،أو الEتصرف فEيها بEأي
شكل آخر إال وفقاً لتعهد الشراء.1
الEEرأي الEEثانEEي /جEEواز االكEEتتاب بهEEذا اإلصEEدار وتEEداولEEه؛ وهEEو رأي الهEEيئة الشEEرعEEية
لEبنك )سEابEك أمEانEة(؛ ومسEتندهEم أن صEكوك سEابEك متEثل حEقاً مEعنويEاً مEتقومEاً لEدى
الEناس وفEي الEقوانEني املEعاصEرة ،ويEعرف هEذا احلEق بـ )االمEتياز(؛ وهEو حEق مEعتبر شEرعEاً،
وتEEصح املEEعاوضEEة عEEليه ،كEEما أن هEEذا احلEEق يشEEبه حEEقوق الEEعقد الEEتي نEEص جEEمع مEEن
الEEفقهاء املEEتقدمEEني واملEEتأخEEريEEن عEEلى اعEEتبار مEEالEEيتها ،وقEEرروا جEEواز املEEعاوضEEة عEEليها؛
مEثل :تEنازل مَEنْ لEه وظEيفة عEن حEقه فEيها لEلغير مEقابEل عEوض مEالEي ،وبEدل اخلEلو الEذي
يEEبيع مبEEقتضاه صEEاحEEب الEEعالقEEة حEEقه فEEيما بEEقي مEEن مEEدة عEEقد اإلجEEارة نEEظير عEEوض
مEالEي ،وعEليه؛ فEيصح لEسابEك أن تEتنازل عEن حEقها فEي عEقود الEتسويEق املEبرمEة بEينها
وبني الشركات التابعة لها مقابل عوض مالي.1
صEورة املEنتج :هEي أنْ يEقوم املEصرف بEتمويEل بEناء مجEمع جتEاري مEثالً مEن خEالل عEقد
اسEتصناع عEلى أنEه بEعد بEناء اجملEمع وإمتEامEه يEؤجEره املEصرف لEلعميل ملEدة مEعينة مEقابEل
أقEEساط محEEددة ،ويEEتم االلEEتزام بEEدفEEع األقEEساط مEEن حEEني إنEEشاء عEEقد االسEEتصناع،
واإلشEكالEية الشEرعEية فEي هEذا املEنتج أنَّ تEأجEير اجملEمع متَّ قEبل وجEوده أصEالً ،فEهو ال يEزال
مEوصEوفEاً فEي الEذمEة ،ومEع ذلEك الEتزم الEعميل بEدفEع أجEرتEه املEؤجEلة مEن اللحEظة الEتي أبEرم
فEيها املEصرف عEقد االسEتصناع ،وهEذا مEن بEيع الEديEن بEالEديEن اجملEمع عEلى حتEرميEه ،ألنَّ
األجEرة مEؤجEلة وغEير مEوجEودة وقEت الEتعاقEد ،كEما أنَّ الEعني املEؤجEرة مEوصEوفEة فEي الEذمEة،
وليسEت مEعينة ،وبEالEتالEي فEإنَّ مEنافEعها تEكون ديEناً فEي الEذمEة ،وعEليه تEكيَّف بEأنEها سEلم
فEي املEنافEع ،وهEو جEائEز عEند اجلEمهور خEالفEاً لEلحنفية؛ ألنEهم ال يEعتبرون املEنافEع أمEواالً
بEحيث يEصح إجEراء السEلم عEليها ،وال يEتناسEب هEذا الEتكييف مEع طEبيعة هEذه الEصيغة
الEEتي تEEتطلب تEEأجEEيل دفEEع الEEثمن عEEن مجEEلس الEEعقد عEEلى فEEترات سEEداد تEEتالءم مEEع
الEEتدفEEقات املEEالEEية الEEدوريEEة لEEلمتمول ،إال أنَّ مَ Eنْ أجEEاز هEEذه الEEصيغة مEEن الEEفقهاء
املEعاصEريEن مبEضمونEها الEقائEم عEلى تEأجEيل محEل الEعقد بجEزءيEه )األجEرة واملEنفعة(،
اسEتند إلEى أنَّ هEذه الEصيغة مEعروفEة فEي الEفقه اإلسEالمEي ،ويEطلق عEليها إجEارة األعEيان
املوصوفة في الذمة.2
.1د .اﻟﻘﺮي ،ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ) ،اﻟﺼﻜﻮك اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ )اﻟﺘﻮرﯾﻖ( وﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة وﺗﺪاوﻟﮭﺎ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم
ﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ،اﻟﺪورة اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة ،إﻣﺎرة اﻟﺸﺎرﻗﺔ ،دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة،
)ص .(١٥د .ﻣﯿﺮة ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٣٥٦
.2د .اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ ،ﺳﺎﻣﻲ ﺑﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ) ،ﻣﻨﺘﺠﺎت ﺻﻜﻮك اﻹﺟﺎرة( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(١٧
وقEEد نEEص مجEEمع الEEفقه اإلسEEالمEEي الEEدولEEي فEEي قEEراره رقEEم (۳/۲۰) ۱۸۸فEEي الEEبند
)رابEEعاً( عEEلى إجEEازة عEEقد إجEEارة األعEEيان املEEوصEEوفEEة فEEي الEEذمEEة مبEEا ال يEEخالEEف قEEواعEEد
املEعامEالت الشEرعEية ،وجEوَّزَ الEقرار إصEدار صEكوك مEبنية عEلى ذلEك ،إال أن الEقرار أشEار
إلEEى أن محEEل اإلشEEكال يEEتركEEز فEEي مEEسألEEتني ال بEEد مEEن بEEحثهما فEEي الEEدورة احلEEاديEEة
والعشرين للمجمع ۱٤۳٥هـ ،۲۰۱۳/وهما:
✴ حكم تأجيل األجرة عن مجلس العقد.
✴ حكم تداول صكوك اإلجارة املوصوفة في الذمة قبل تعيني محل اإلجارة.
املسألة األولى :تأجيل األجرة عن مجلس العقد:
اخEتلف الEفقهاء فEي حEكم تEأجEيل األجEرة فEي اإلجEارة املEوصEوفEة فEي الEذمEة ،فEفقهاء
الEشافEعية 1أوجEبوا تEعجيل األجEرة فEي مجEلس الEعقد؛ ألنEها سEلم فEي املEنافEع ،وفEقهاء
املEالEكية 2أوجEبوا تEعجيلها كEذلEك لEئال تEصبح املEعامEلة مEن قEبيل بEيع كEالEئ بEكالEئ أو
بEيع الEديEن بEالEديEن املEمنوع شEرعEاً إال إذا شEرع املسEتأجEر فEي اسEتيفاء املEنفعة ،ويEفرق
احلEEنابEEلة 3بEEني الEEعقد الEEذي يEEبرم بEEلفظ السEEلم والEEذي يEEبرم بEEلفظ اإلجEEارة؛ فEEاألول
يشترط فيه تقدمي رأس املال في مجلس العقد ،والثاني ال يشترط فيه ذلك.
واألظهEEر جEEواز تEEأجEEيل األجEEرة فEEي عEEقد اإلجEEارة املEEوصEEوفEEة فEEي الEEذمEEة قEEياس Eاً عEEلى
االسEتصناع ،والEتوريEد ،واملEقاولEة ،وقEياسEاً عEلى قEول الEفقهاء بEجواز إبEرام عEقد إجEارة
مEعينة مEضافEة إلEى زمEن مسEتقبل دون اشEتراط تEعجيل األجEرة عEند إبEرام الEعقد؛ أي مEع
تEEأجEEيل الEEبدلEEني عEEلى الEEرغEEم مEEن اتEEفاقEEهم عEEلى عEEدم جEEواز بEEيع الEEعني املEEعينة مEEؤجEEلة
التسEليم سEواء عجEل الEثمن أم ال ،وذلEك ألن املEنافEع يEتسامEح بEتأجEيل اسEتيفائEها أو
استيفاء أجرتها ما ال يتسامح في بيع األعيان.
.1اﻟﺸﺮﺑﯿﻨﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻟﺨﻄﯿﺐ) ،ﻣﻐﻨﻲ اﻟﻤﺤﺘﺎج ﺑﺸﺮح اﻟﻤﻨﮭﺎج( ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ -ﺑﯿﺮوت،
اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ١٤١٥ ،ھـ ١٩٩٤ -م.(٣/٤٤٣) ،
.2اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺮﻓﺔ " ،ﺣﺎﺷﯿﺔ اﻟﺸﺮح اﻟﻜﺒﯿﺮ " ،دا اﻟﻔﻜﺮ ،ﺑﺪون طﺒﻌﺔ وﻻ ﺗﺎرﯾﺦ.(٤/٣) ،
.3اﻟﺮﺣﯿﺒﺎﻧﻲ ،ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ اﻟﺴﯿﻮطﻲ " ،ﻣﻄﺎﻟﺐ أوﻟﻲ اﻟﻨﮭﻰ ﻓﻲ ﺷﺮح ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻤﻨﺘﮭﻰ " ،اﻟﻤﻜﺘﺐ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ١٤١٥ ،ھـ ١٩٩٤ -م.(٤/٣٤١) ،
كEEما يEEجوز إجEEارة األعEEيان املEEوصEEوفEEة فEEي الEEذمEEة ولEEو كEEانEEت قEEيد اإلنEEشاء عEEلى أرض
معينة؛ ألن املباني وقع العقد عليها بأوصافها ال بأعيانها.1
وقEد اخEتار الEقول بEجواز أنْ تEكون األجEرة مEؤجEلة إذا أبEرم الEعقد بEلفظ اإلجEارة كEل مEن
الEدكEتور عEلي الEقرة داغEي ،والEدكEتور عEبد السEتار أبEو غEدة ،والEدكEتور نEزيEه حEماد،
والEدكEتور يEوسEف الشEبيلي ،واجملEلس الشEرعEي لهEيئة احملEاسEبة واملEراجEعة لEلمؤسEسات
املEالEية اإلسEالمEية ،2ونEدوة الEبركEة الEثالثEون املEنعقدة فEي جEدة ٥و ٦رمEضان ۱٤۳۰هـ
املEEوافEEق ۲٦،۲۷آب )أغسEEطس( ،۲۰۰۹والهEEيئة الشEEرعEEية ملEEصرف الEEراجEEحي،3
وغEيرهEم ،واخEتار الEقول بتحEرمي أنْ تEكون األجEرة فEي عEقد اإلجEارة املEوصEوفEة فEي الEذمEة
ديEناً مEؤجEالً بEصرف الEنظر عEن الEصيغة املسEتخدمEة فEي الEعقد كEل مEن :الEدكEتور سEامEي
الEسويEلم ،وصEدرت بEه تEوصEيات نEدوة )الEصكوك اإلسEالمEية عEرض وتEقومي( املEنعقدة
بEEرعEEايEEة مجEEمع الEEفقه اإلسEEالمEEي الEEدولEEي ،ود .محEEمد سEEعيد رمEEضان الEEبوطEEي ،ود.
محمد عبد احلليم عمر ،وغيرهم.4
.1د .اﻟﺸﺒﯿﻠﻲ ،ﯾﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ) ،أﺣﻜﺎم إﺻﺪار وﺗﺪاول ﺻﻜﻮك اﻹﺟﺎرة اﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ( ،ﺑﺤﺚ
ﻣﻘﺪم ﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ دورة ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪ ﺑﻮھﺮان ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ
٢٩ﺷﻮال ٢ -ذي اﻟﻘﻌﺪة ١٤٣٣ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ١٨ - ١٣ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﯾﻠﻮل( ٢٠١٢م) ،ص.(٨
.2اﻟﻤﻌﯿﺎر اﻟﺸﺮﻋﻲ رﻗﻢ ) /(٨اﻹﺟﺎرة واﻹﺟﺎرة اﻟﻤﻨﺘﮭﯿﺔ ﺑﺎﻟﺘﻤﻠﯿﻚ ،ﺑﻨﺪ ).(٣/٥
.3اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ " ،ﻗﺮارات اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﺑﻤﺼﺮف اﻟﺮاﺟﺤﻲ " ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار ﻛﻨﻮز إﺷﺒﯿﻠﯿﺎ
-اﻟﺮﯾﺎض١٤٣١ ،ھـ ٢٠١٠ -م.(٢/١٠١٠) ،
.4ﯾﻨﻈﺮ د .داﻏﻲ ،ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺮه) ،اﻹﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻓﻊ اﻷﺷﺨﺎص( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم ﻟﻠﺪورة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ
اﻷوروﺑﻲ ﻟﻺﻓﺘﺎء واﻟﺒﺤﻮث -ﺑﺎرﯾﺲ ،ﺟﻤﺎدى اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ/رﺟﺐ١٤٠٩ ،ھـ/ﯾﻮﻟﯿﻮ ٢٠٠٨م .د .أﺑﻮﻏﺪة ،ﻋﺒﺪ
اﻟﺴﺘﺎر) ،ﺿﻮاﺑﻂ إﺟﺎرة اﻟﺨﺪﻣﺎت وﺗﻄﺒﯿﻘﺎت اﻹﺟﺎرة اﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم إﻟﻰ ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ
،٢٨ﺟﺪة ،٢٠٠٧ ،ص .٩٨د .اﻟﺒﻮطﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﯿﺪ رﻣﻀﺎن) ،اﻹﺟﺎرة اﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم
ﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺼﺮﻓﻲ واﻟﻤﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ واﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ واﻟﺒﻨﻚ اﻟﺪوﻟﻲ
ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﯾﻦ٢٠٠٧ ،م) ،ص .(٦ﻣﺘﺎح ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﻧﺴﯿﻢ اﻟﺸﺎم .com.naseemalsham.www//:httpد.
ﺣﻤﺎد ،ﻧﺰﯾﮫ) ،ﻗﻀﺎﯾﺎ ﻓﻘﮭﯿﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮة ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﻤﺎل( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص .(٣٣٠د.ﻋﻤﺮ ،ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ
اﻟﺤﻠﯿﻢ) ،ﺑﻌﺾ ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﺼﻜﻮك اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺣﻮل اﻹﺟﺎرة اﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ واﻟﺘﺒﻌﯿﺔ واﻟﻐﻠﺒﺔ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم
ﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ دورة ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﺤﺎدﯾﺔ واﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﺑﺎﻟﺮﯾﺎض ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ١٩ - ١٥
ﻣﺤﺮم ١٤٣٥ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ٢٢ - ١٨ﺗﺸﺮﯾﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ )ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ( ) ،٢٠١٣ص .(٤د .اﻟﺴﻮﯾﻠﻢ) ،ﻣﻨﺘﺠﺎت ﺻﻜﻮك
اﻹﺟﺎرة( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص .(٢١د .ﻣﯿﺮة ،ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ) ،ﺻﻜﻮك ﻣﻨﺎﻓﻊ اﻷﻋﯿﺎن
اﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم ﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ دورة ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪ ﺑﻮھﺮان
ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ٢٩ﺷﻮال ٢ -ذي اﻟﻘﻌﺪة ١٤٣٣ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ١٨ - ١٣ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﯾﻠﻮل( ٢٠١٢م،
)ص .(١٠د .اﻟﺸﺒﯿﻠﻲ) ،أﺣﻜﺎم إﺻﺪار وﺗﺪاول ﺻﻜﻮك اﻹﺟﺎرة اﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ،
)ص.(١٣
.1د .اﻟﺸﺒﯿﻠﻲ) ،أﺣﻜﺎم إﺻﺪار وﺗﺪاول ﺻﻜﻮك اﻹﺟﺎرة اﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(١٣
.2د .ﻋﻤﺮ ،ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﯿﻢ) ،ﺑﻌﺾ ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﺼﻜﻮك اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺣﻮل اﻹﺟﺎرة اﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ
واﻟﺘﺒﻌﯿﺔ واﻟﻐﻠﺒﺔ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم ﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ دورة ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﺤﺎدﯾﺔ واﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﺑﺎﻟﺮﯾﺎض
ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ١٩ - ١٥ﻣﺤﺮم ١٤٣٥ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ٢٢ - ١٨ﺗﺸﺮﯾﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ )ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ( ) ،٢٠١٣ص ٧وﻣﺎ
ﺑﻌﺪھﺎ( .د .ﺣﻤﺎد ،ﻧﺰﯾﮫ) ،ﻗﻀﺎﯾﺎ ﻓﻘﮭﯿﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮة ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﻤﺎل( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص .(٣٣٥د .ﺣﺎﻣﺪة
ﻣﯿﺮة) ،ﺻﻜﻮك ﻣﻨﺎﻓﻊ اﻷﻋﯿﺎن اﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ( ١٩) ،وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ( .د .ﻗﺤﻒ ،ﻣﻨﺬر) ،ﺻﻜﻮك اﻹﺟﺎرة
اﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم ﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ دورة ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﺤﺎدﯾﺔ واﻟﻌﺸﺮﯾﻦ
ﺑﺎﻟﺮﯾﺎض ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ١٩ - ١٥ﻣﺤﺮم ١٤٣٥ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ٢٢ - ١٨ﺗﺸﺮﯾﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ )ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ( ،٢٠١٣
)ص .(٢٢د .ﻣﺸﻌﻞ ،ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎري) ،ﺣﻜﻢ ﺗﺄﺟﯿﻞ اﻷﺟﺮة ﻓﻲ إﺟﺎرة اﻟﻤﻮﺻﻮف ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ ،ﺣﻜﻢ ﺗﺪاول ﺻﻜﻮك
إﺟﺎرة اﻟﻤﻮﺻﻮف ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﻌﯿﯿﻦ ﻣﺤﻞ اﻟﻌﻘﺪ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم ﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ دورة
ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﺤﺎدﯾﺔ واﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﺑﺎﻟﺮﯾﺎض ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ١٩ - ١٥ﻣﺤﺮم ١٤٣٥ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ٢٢ - ١٨ﺗﺸﺮﯾﻦ
اﻟﺜﺎﻧﻲ )ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ( ) ،٢٠١٣ص .(١٤د .اﻟﺸﺒﯿﻠﻲ) ،أﺣﻜﺎم إﺻﺪار وﺗﺪاول ﺻﻜﻮك اﻹﺟﺎرة اﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻲ
اﻟﺬﻣﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(١٢
وألن إجEارة املEنافEع املEوصEوفEة فEي الEذمEة ممEا اتEفقت املEذاهEب األربEعة عEلى الEقول بEجوازه؛
وال فEرق بEني كEون املEنفعة الEتي تEرد عEليها املEلكية مبEوجEب عEقد اإلجEارة مEتعلقة بEعني
محEددة بEذاتEها وبEني كEونEها مEتعلقة بEذمEة محEددة بEالEوصEف ،ومEبينة عEلى نEحو يEتحقق
مEعه شEرط املEعلومEية املشEترط لEصحة إجEارتEها وتEداولEها ،وعEليه يEجوز تEصكيك املEنافEع
املEEوصEEوفEEة فEEي الEEذمEEة بEEغرض )إجEEارتEEها( ،ويEEجوز تEEداولEEها بEEبيعها لEEشخص ثEEالEEث
ورابع ..مبثل البدل الذي مت استئجارها به أو أقل أو أكثر.
الEرأي الEثانEي :عEدم جEواز تEداول صEكوك مEلكية مEنافEع األعEيان املEوصEوفEة فEي الEذمEة قEبل
تEعيني الEعني )محEل املEنفعة( ،ومتEكني املسEتأجEر مEن االنEتفاع بEها إال بEضوابEط الEتصرف
فEي الEديEون ،وذهEب إلEى هEذا الEرأي :الEدكEتور عEلي الEقرة داغEي ،والEدكEتور عEبد السEتار
أبEEو غEEدة ،،والEEدكEEتور مEEنذر قEEحف ،وهEEيئة احملEEاسEEبة واملEEراجEEعة لEEلمؤسEEسات املEEالEEية
اإلسEالمEية؛ ونEدوة الEبركEة الEثالثEون املEنعقدة فEي جEدة ٥و ٦رمEضان ۱٤۳۰هـ املEوافEق
۲٦،۲۷آب )أغسEطس( ۲۰۰۹؛ ونEدوة )الEصكوك اإلسEالمEية عEرض وتEقومي( الEتي
نEظمها مجEمع الEفقه اإلسEالمEي ،واملعهEد اإلسEالمEي لEلبحوث والEتدريEب ]املEنعقدة فEي
جEامEعة املEلك عEبد الEعزيEز بجEدة خEالل الEفترة مEن ۱۱ - ۱۰جEمادى اآلخEرة ۱٤۳۱هـ
املEوافEق ۲٥ - ۲٤مEايEو ۲۰۱۰م[؛ ألنEها تEؤدي إلEى بEيع الEديEن بEالEديEن؛ وألن قEيمة
الEEصك قEEبل تEEعيني الEEعني )محEEل االنEEتفاع( تEEكون نEEقوداً ،فEEال يEEجوز تEEداولEEها إال
بضوابط الصرف؛ ألن ذلك من قبيل بيع النقد بالنقد.
.1د .اﻟﻘﺮي ،ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﯿﺪ) ،اﻟﺼﻜﻮك اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ )اﻟﺘﻮرﯾﻖ( وﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة وﺗﺪاوﻟﮭﺎ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم
ﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ دورة ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﺑﺎﻟﺸﺎرﻗﺔ -اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ٥ - ١
ﺟﻤﺎدى اﻷوﻟﻰ ١٤٣٠اﻟﻤﻮاﻓﻖ ٣٠ - ٢٦ﻧﯿﺴﺎن )إﺑﺮﯾﻞ( ) ،٢٠٠٩ص.(٧
هEذا؛ وإنَّ نسEبة )الEصكوك املEدعEومEة بEاألصEول( وهEي الEتي تEلبي الEقواعEد الشEرعEية
ضEئيلة ،ال تEتجاوز ) (٪۱۰تEقريEباً مEن إصEدارات الEصكوك ،بEينما الEصكوك )الEقائEمة
عEلى األصEول( والEتي ال تEنتقل املEلكية فEيها حEقاً ،والEتي تEأسسEت لEتلبية املEتطلبات
الEصوريEة لEلعقد فEي الشEريEعة اإلسEالمEية ،والEتي مEن أهEمها حتEديEد أصEل يEقوم عEليه
الEعقد والEصك ،متEثل ) (٪۹۰تEقريEباً مEن إصEدارات صEكوك اإلجEارة ،1والEتساؤالت
التي يطرحها الباحثون بهذا الصدد:
-كEيف وملEاذا وافEقت الهEيئات الشEرعEية عEلى تEلك اإلصEدارات مEع ظEهور املEآخEذ
الEEواضEEحة عEEليها ،خEEاصEEة أن االطEEالع عEEلى نشEEرة اإلصEEدار وتEEدقEEيقها مEEن أدنEEى
واجبات الهيئات الشرعية ؟
-هEل نEحن فEعالً بEحاجEة إلEى هEذا الEنوع مEن الEصكوك لEتمويEل مشEروعEات جEديEدة
عEامEة أو خEاصEة أو لEتوسEعة مشEروعEات قEائEمة ،فEي حEني لEديEنا مEن الEصيغ الEتمويEلية
ما يلبي جميع االحتياجات السابقة؟2
وتEلجأ بEعض اجلEهات الEتي يEتعذر عEليها بEيع األصEول املEملوكEة لEها )محEل الEتصكيك(
إلى ما يسمى بـ )اإلجارة الطويلة والقصيرة( وفق الطريقة التالية:3
.۱يEقوم مEصدر الEصكوك بEتأجEير األصEل املEملوك لEه إلEى الشEركEة ذات الEغرض اخلEاص
)الEEتي متEEثل حEEملة الEEصكوك( ملEEدة طEEويEEلة )۹۹سEEنة مEEثالً( ،بEEأجEEرة مEEعلومEEة
محددة ،تدفع في بداية العقد ،وقدرها مليون دينار.
.۲تEقوم الشEركEة ذات الEغرض اخلEاص بEعد امEتالكEها مEنافEع األصEل بEإصEدار صEكوك
بEEقيمة مEEليون ديEEنار ،وبEEعد حتEEصيل قEEيمتها تEEدفEEع الشEEركEEة ذات الEEغرض اخلEEاص
.1د .ﺑﻮھﺮاوة ،ﺳﻌﯿﺪ ﻣﺤﻤﺪ ،وآﺧﺮون) ،ﺗﻘﻮﯾﻢ ﻧﻘﺪي ﻟﻠﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺼﻜﻮك اﻹﺟﺎرة( ،ﺑﺤﺚ
ﻣﻘﺪم ﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ دورة ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪ ﺑﻮھﺮان ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ
٢٩ﺷﻮال ٢ -ذي اﻟﻘﻌﺪة ١٤٣٣ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ١٨ - ١٣ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﯾﻠﻮل( ٢٠١٢م) ،ص.(١٧،١٤
.2د .اﻟﺰرﻗﺎ ،أﻧﺲ ﻣﺼﻄﻔﻰ) ،ﺗﻌﻠﯿﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺚ ﺗﻘﻮﯾﻢ ﻧﻘﺪي ﻟﻠﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺼﻜﻮك اﻹﺟﺎرة(،
ﻣﻘﺪم ﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ دورة ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪ ﺑﻮھﺮان ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ
٢٩ﺷﻮال ٢ -ذي اﻟﻘﻌﺪة ١٤٣٣ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ١٨ - ١٣ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﯾﻠﻮل( ٢٠١٢م) ،ص.(٣،٢
.3د .اﻟﻘﺮي) ،اﻟﺼﻜﻮك اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ )اﻟﺘﻮرﯾﻖ( وﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة وﺗﺪاوﻟﮭﺎ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(١٤
حEEصيلة االكEEتتاب بEEالEEصكوك إلEEى مEEصدر الEEصكوك بEEصفتها أجEEرة معجEEلة عEEن
كامل مدة عقد اإلجارة املذكورة.
.۳ثEEم يسEEتأجEEر مEEصدر الEEصكوك األصEEل ملEEدة قEEصيرة كخEEمس سEEنوات مEEثالً بEEأجEEرة
مقسEEطة تEEدفEEع ربEEعياً أو نEEصف سEEنوي Eاً أو سEEنوي Eاً ،وكEEلما قEEبضت الشEEركEEة ذات
الغرض اخلاص األجرة ،وزعتها على حملة الصكوك بصفتها عائداً دورياً.
.٤فEي نEهايEة املEدة يEكون قEد بEقي عEلى عEقد اإلجEارة بEني الشEركEة ذات الEغرض اخلEاص
ومEصدر الEصكوك مEدة ) ۹٤سEنة( ،حEينئذ يEقوم مEصدر الEصكوك بشEراء مEنافEع
الEفترة املسEتقبلية لEعقد اإلجEارة مEن حEملة الEصكوك بEأجEرة معجEلة تEساوي املEبلغ
الذي دفعه حملة الصكوك )مليون دينار( ،وبهذا يستردون رؤوس أموالهم.
وهEذه املEعامEلة تشEبه إلEى حEد كEبير عEقد بEيع الEوفEاء وبEيع االسEتغالل احملEرمEني عEند أكEثر
الEعلماء ،غEير أنEه لEم يسEتخدم فEي هEيكلتها عEقد الEبيع ،إال أن روح الEعقديEن الEسابEقني
تسري في عروقها.
املطلب التاسع:
حتEتاج املEنشآت الEعامEلة فEي مEختلف الEقطاعEات )صEناعEية وزراعEية وجتEاريEة وعEقاريEة(
إلEى السEيولEة الEنقديEة الEالزمEة لشEراء املEواد األولEية ،ومسEتلزمEات اإلنEتاج ،واملEعدات،
واألدوات ،واآللEEيات والEEبضائEEع ،ودفEEع مEEصاريEEف دراسEEات اجلEEدوى واالسEEتشارات،
وتسEEديEEد الEEضرائEEب ،وسEEداد رواتEEب وكEEلف األيEEدي الEEعامEEلة ونEEحوهEEا مEEن الEEنفقات
التشغيلية.
ويEقصد مبEصطلح متEويEل رأس املEال الEعامEل ) :املEال الEذي تEوظEفه املEصارف واملEؤسEسات
املEالEية اإلسEالمEية فEي تEغطية احEتياجEات مEتعامEليها مEن الEنفقات الEتشغيلية الEدوريEة(،
وعEEادة مEEا ميEEنح هEEذا الEEنوع مEEن الEEتمويEEل ملEEنشآت األعEEمال ذات الEEغايEEات واألغEEراض
واالحEE EتياجEE Eات املEE Eتعددة ،واألنشEE Eطة املEE Eتكررة؛ ملEE EساعEE EدتEE Eها عEE Eلى االسEE EتمراريEE Eة
واإلنتاجية.
وتEؤكEد الEتجارب الEعملية ملEنشآت األعEمال أنَّ قEدرتEها عEلى تEوفEير السEيولEة الEنقديEة
املEطلوبEة فEي الEوقEت املEناسEب عEند احلEاجEة إلEيها لتسEديEد االلEتزامEات املEالEية )اخلEصوم
اجلEاريEة( لEيس أمEراً ممEكناً عEلى الEدوام ،ممEا يEجعلها تEبحث فEي املEصارف واملEؤسEسات
املالية عن التمويل الذي ميتاز بالسرعة واملرونة والتكلفة املالئمة.
ومن أهم صيغ متويل رأس املال العامل في البنوك التقليدية ما يلي:1
.۱احلEساب اجلEاري املEكشوف )اجلEاري املEديEن( :وهEو اتEفاق بEني املEنشأة واملEصرف
يEسمح مبEوجEبه لEلمنشأة بEسحب مEبالEغ أكEبر ممEا يEتوفEر لEديEها مEن رصEيد دائEن فEي
احلEساب اجلEاري ،وبEذلEك يEكون املEبلغ املEكشوف )املEقترض( هEو املEبلغ املEسحوب
فEوق الEرصEيد املEتاح فEي احلEساب ،وحتتسEب الEفائEدة عEلى املEبلغ املEكشوف ومEدتEه،
وغEالEباً مEا يEتم االتEفاق عEلى سEقف أو حEد أعEلى لEلمبالEغ املEكشوفEة ،واملEدة الEزمEنية
للسEداد ،ويحEظى هEذا الEنوع مEن الEتمويEل بEإقEبال كEبير ،وشهEرة واسEعة؛ نEظراً ملEا
يتميز به من مرونة وسرعة.
.۲حEسم األوراق الEتجاريEة :وهEو اتEفاق بEني املEصرف واملEنشأة تEتنازل مبEوجEبه املEنشأة
لEEلمصرف عEEن األوراق الEEتجاريEEة الEEتي بEEحوزتEEها مEEقابEEل مEEبلغ يEEقل عEEن الEEقيمة
اإلسEمية لEتلك األوراق ،مبEقدار الEفائEدة عEلى تEلك األوراق عEن املEدة املEتبقية عEلى
تEاريEخ االسEتحقاق ،بEسعر فEائEدة يEطلق عEليه فEي الEعرف املEصرفEي )سEعر احلEسم(،
.1د .ﺟﺮادات ،ﺣﺴﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ) ،اﻟﺼﯿﻎ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ رأس اﻟﻤﺎل اﻟﻌﺎﻣﻞ( ،دار ﺻﻔﺎء ﻟﻠﻨﺸﺮ
واﻟﺘﻮزﯾﻊ -ﻋ ّﻤﺎن ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ١٤٣٢ ،ھـ ٢٠١١ -م) ،ص.(٦١
ويEوفEر هEذا األسEلوب لEها سEيولEة إلدارة عEملياتEها واالسEتمرار فEي أنشEطتها املEعتادة
في وقت األزمات.
بدائل مشروعة:
أوالً /الRتمويRل بRاسRتخدام عRقود املRرابRحة لEتوفEير أهEم احEتياجEات املEنشأة وأكEثرهEا
حEساسEية وهEو اخملEزون السEلعي مEن مEواد أولEية ومسEتلزمEات إنEتاج وبEضاعEة جEاهEزة،
ويEؤخEذ عEلى هEذا الEبديEل أنEه محEدود فEي السEلع ومEا شEاكEلها وال يEغطي االحEتياجEات
النقدية التي هي احملرك األساسي لتشغيل دورة العمليات في املنشأة.1
ثانياً /التمويل باستخدام عقد السلم:
يEعد عEقد السEلم بEديEالً لEعمليات اإلقEراض الEتي متEارسEها الEبنوك الEتقليديEة؛ كEونEه يEتم
بEصورة نEقديEة سEائEلة متEنح املEنشأة مEرونEة تEامEة فEي اسEتخدام احلEصيلة الEنقديEة )مEبلغ
الEEتمويEEل( خملEEتلف األغEEراض مEEثل :شEEراء مسEEتلزمEEات اإلنEEتاج ،ودفEEع الEEرواتEEب وأي
مEصاريEف مEهما كEان شEكلها ونEوعEها ،ومEن ثEم بEعد تسEلم سEلعة السEلم فEي الEوقEت
احملEدد لEها يEتولEى املEصرف بEيع سEلعة السEلم فEي الEسوق ،حEيث يEتحقق لEه بEبيعها ربEحاً
يEساوي الEفرق بEني الEسعر املEتعاقEد عEليه وسEعر املEنتج فEي الEسوق وقEت التسEليم ،ومEنشأ
هEEذا الEEربEEح هEEو بEEيع املEEنشأة سEEلعة السEEلم لEEلمصرف بEEسعر مEEخفض أقEEل مEEن قEEيمتها
الEفعلية الEتي تEباع بEها فEي األسEواق لEتحفيز املEمول عEلى دفEع ثEمنها نEقداً ،ولEوال هEذا
ال EEتخفيض ملَ EEا وج EEد ال EEبائ EEع م EEن يُس EEلفه ،ول EEفقد ع EEقد الس EEلم ج EEدواه م EEن ن EEاح EEية
اقتصادية.2
وبEإمEكان املEصرف االسEتعانEة بEخبرة الEبائEع )املسEلم إلEيه( عEن طEريEق تEوكEيله بEتسويEق
سEلعة السEلم وبEيعها ،وذلEك مبEوجEب عEقد وكEالEة مEنفصل فEي أحEكامEه وآثEاره عEن عEقد
السEلم ،ويEجوز أنْ تEكون الEوكEالEة بEأجEر وتEطبق عEليها أحEكام عEقد اإلجEارة ،ويEكون
الEوكEيل أجEيراً عEلى عEمل مEعني ،كEما يEجوز أنْ تEكون الEوكEالEة مEجانEية بEال مEقابEل،
واقEترح أنْ تEكون الEوكEالEة مEعلقة عEلى شEرط وهEو تسEلم املEصرف لسEلعة السEلم وقEبضها
الEEقبض الشEEرعEEي املEEطلوب؛ لEEئال يEEتقلص دور املEEصرف الEEفعلي فEEي عEEملية السEEلم،
ويحولها إلى معاملة صورية تشبه إلى حد كبير التمويل الربوي.
ثالثاً /التمويل باستخدام عقد التوريد املصاحب للسلم:
يEقوم هEذا املEنتج عEلى أسEاس قEيام املEنشأة بEتحويEل طEلبات الشEراء املEقدمEة إلEيها مEن
زبEEائEEنها إلEEى املEEصرف ،بEEحيث يEEقوم الEEزبEEون بEEتقدمي طEEلب الشEEراء لEEلمصرف مEEباشEEرة
محEدداً فEيه الEبضاعEة ومEواصEفاتEها وأثEمانEها وأوقEات التسEليم ،ومEن ثEم يEقوم املEصرف
بEEصفته مEEورداً بEEتنظيم عEEقد تEEوريEEد بEEينه وبEEني الEEزبEEون )املشEEتري( ،وكEEذلEEك يEEبرم
املEصرف )املسEلم( بEصفته مشEتريEاً عEقد سEلم بEينه وبEني املEنشأة )املسEلم إلEيه( بEصفتها
بEائEعاً ،ويEكون محEل الEعقد الEبضاعEة املEطلوبEة مبEوجEب عEقد الEتوريEد ،وبEحيث يEكون
أجEل التسEليم فEي عEقد السEلم أقEرب مEن األجEل املEتفق عEليه فEي عEقد الEتوريEد لEيتمكن
املEصرف مEن تEنفيذ الEصفقة ،ويEحقق املEصرف ربEحاً مبEقدار الEفرق بEني ثEمن املEبيع فEي
عقد التوريد وثمن املبيع في عقد السلم.1
رابعاً /التمويل باستخدام عقد املشاركة:
يتم هذا التمويل وفق اإلجراءات التالية:2
.۱يEتقدم الEعميل إلEى املEصرف بEطلب متEويEل رأس املEال الEعامEل ملشEروع مEعني ،مEرفEقاً
مEع الEطلب دراسEة جEدوى املشEروع ،ومEقدار الEتمويEل املEطلوب ،ومEواعEيد احلEاجEة
إليه.
.۲يEقوم املEصرف بEتقييم جEدوى املشEروع املEطلوب املEشاركEة فEيه ،وفEي حEال املEوافEقة
يEEتم تEEوقEEيع عEEقد مEEشاركEEة بEEني املEEصرف والEEعميل يحEEدد فEEيه مEEقدار رأس مEEال
املEشاركEة ،وحEصة كEل مEن الEعميل واملEصرف فEيه ،وحEصة كEل مEنهما فEي الEربEح
املتحقق ،ومدة املشاركة.
.۳يEEتم فEEتح حEEساب مEEشاركEEة فEEي املEEصرف ،ويEEتاح الEEسحب مEEنه وفEEقاً لEEالحEEتياج
الفعلي للتمويل.
.٤يEودع الشEريEك فEي حEساب املEشاركEة اإليEرادات احملEققة مEن نEشاط املشEروع محEل
املشاركة أوالً بأول.
.٥يEEتم اسEEتخراج الEEنتائEEج الEEفعلية للمشEEروع عEEن طEEريEEق مEEحاسEEب قEEانEEونEEي مEEحايEEد
لEلطرفEني لتحEديEد نسEبة أربEاح املشEروع عEن مEدة املEشاركEة ،ويEقوم املEصرف بEأخEذ
حEصة مEن األربEاح بEطريEقة الEنمر وفEق املEبالEغ الEتي قEام بEدفEعها واملEدة الEتي اسEتفاد
منها املشروع.
.٦يEتم تEصفية املEشاركEة فEي نEهايEة املEدة ،وتEوزيEع األربEاح حسEب الEنتائEج الEفعلية
وحEEصص الEEتوزيEEع املEEتفق عEEليها فEEي عEEقد املEEشاركEEة ،وفEEي حEEال زيEEادة األربEEاح
الEفعلية عEن الEربEح املEتوقEع ،يEعتبر الEفرق حEافEزاً تEشجيعياً لEلعميل الشEريEك مEقابEل
إدارته احلصيفة ألعمال املشاركة.
.۷فEي حEال حتEقق خEسارة يتحEمل كEل طEرف حEصته فEيها بEقدر حEصته فEي رأس مEال
املشاركة.
ويEواجEه هEذه الEصيغة الEتمويEلية عEقبات إجEرائEية تEتعلق بEصعوبEة إجEراء تEقييم أصEول
ومEEوجEEودات املشEEروع لEEغايEEات حتEEديEEد رأس مEEال املEEشاركEEة عEEند ابEEتداء املEEشاركEEة
وانEتهائEها ،وتEزداد الEصعوبEة فEي الEتمويEل قEصير األجEل الحEتياج املشEروع إلEى تEقييمات
مEتكررة تEتطلب خEبرات فEنية ومEالEية مEختصة ،ومEع ذلEك تEبقى املEشاركEة وسEيلة متEويEل
مEناسEبة لEلحاجEات الEتمويEلية الEنقديEة ،وبEخاصEة طEويEلة األجEل ،ولEها آثEار إيEجابEية عEلى
املEEركEEز املEEالEEي لEEلمنشأة؛ ألنEEها تEEعتبر زيEEادة فEEي حEEقوق املEEلكية ممEEا يEEحسن مEEن نسEEبة
مEEديEEونEEية الشEEركEEة ،ويEEعزز قEEدرتEEها عEEلى الEEتمول ،ويEEحسن مEEن تEEصنيفها االئEEتمانEEي
بسEبب األثEر املEالEي واملEعنوي املEرتEبط بEوجEود مEصرف مEساهEم ،ممEا يEقوي ثEقة املEتعامEلني
بEها ،إال أن املEصارف اإلسEالمEية تEعزف عEن اسEتخدامEها واخEتبارهEا وجتEريEبها الرتEفاع
مEEخاطEEرهEEا ،وتEEذبEEذب عEEوائEEدهEEا ،وعEEدم الEEقدرة فEEنياً عEEلى إدارة آالف املEEشاركEEات
الصغيرة في مختلف األنشطة.1
دي EEنار( ف EEيتم االت EEفاق ع EEلى أنْ أول س EEتة آالف دي EEنار م EEن األرب EEاح ت EEصرف حل EEملة
الEصكوك ،ومEا زاد فEهو لEلمنشأة ،وميEتاز هEذا الشEرط بEعدم ضEرورة إفEصاح املEنشأة عEن
حجEم أربEاحEها حلEملة الEصكوك إال فEي حEالEة انEخفاضEها عEن احلEد املسEتهدف ،ويEناقEش
هEذا الEرأي بEأن النسEبة املEئويEة املEنسوبEة لEرأس املEال تEفيد حتEديEد مEبلغ مEقطوع مEن الEربEح
حلEملة الEصكوك )رب املEال( ،والتحEديEد بهEذه الEكيفية يفسEد املEضاربEة مEا لEم يEصحح
الشEرط؛ ألن مEبدأ املEضاربEة قEائEم عEلى أسEاس الشEركEة فEي الEربEح ،بEحيث يEتم تEوزيEعها
بEعدالEة مEتناهEية وفEق احلEصص أو النسEب الEتي اتEفق الEفريEقان عEلى تEوزيEع الEربEح بEناءً
عEEليها ،ويEEبطل أي شEEرط يEEتناقEEض مEEع هEEذا املEEبدأ ويEEتنافEEى مEEع مEEؤداه ،واالشEEتراط
بEالEكيفية الEتي ذكEرهEا األخ الEباحEث وكEما فEهمتها مEن بEحثه ،يEقطع بEال ريEب االشEتراك
فEEي الEEربEEح ،ويEEؤدي إلEEى اإلجEEحاف بEEحق املEEؤسEEسة )املEEضارب( فEEي حEEال لEEم تEEربEEح
املEEضاربEEة إال هEEذا الEEقدر املEEذكEEور ،فEEيكون حلEEملة الEEصكوك وحتEEرم مEEنه املEEؤسEEسة ،وال
تEEتحقق املEEشاركEEة ،ويEEعظم اخلEEطب واخلEEطر إذا لEEم حتEEقق املEEؤسEEسة الEEربEEح بEEالEEقدر
املEطلوب ،فEتضطر إلEى دفEع املEبلغ مEنها وتEقييده خEسائEر فEي املEيزانEية ،وهEذه املشEروحEات
واضEEحة كEEالEEشمس فEEي رابEEعة الEEنهار لEEألخ الEEباحEEث ولEEغيره مEEن الEEباحEEثني فEEي الEEفقه
اإلسEالمEي ،وال داعEي لEالسEتطراد الEطويEل فEي هEذا الEشأن ،ولEكني رأيEت لEزامEاً عEليَّ أنْ
أقEوم بEالEتنويEه والEتذكEير لEعلَّ األمEر يEكون زلEة قEلم فEيحفزه ذلEك إلEى الEتراجEع عEما قEال،
وقEد يEكون لEلمسألEة مEراد آخEر يEراه الEباحEث لEم أوفَّEق فEي االهEتداء إلEيه ،والEعثور عEليه،
قال اهلل تعالى } :وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيم{ ]يوسف.[۷٦:
املطلب العاشر:
فEي إطEار تEطويEر أدوات مEالEية مEبتكرة ،وإيEجاد حEلول إبEداعEية ملEشاكEل الEتمويEل ،متَّ
ابEتكار املشEتقات املEالEية الEتي يEنظر إلEيها عEلى أنEها أداة هEامEة إلدارة وتEغطية مEخاطEر
الEتقلبات الEسعريEة ،والEتنبؤ بEاألسEعار فEي الEسوق احلEاضEرة فEي تEواريEخ الحEقة ،وإتEاحEة
الEEفرصEEة أمEEام املسEEتثمريEEن لتخEEطيط الEEتدفEEقات الEEنقديEEة ،وفEEتح مEEجاالت جEEديEEدة
لEالسEتثمار لEديEهم ،وفEي املEقابEل أوضEحت الEعديEد مEن الEكتابEات االقEتصاديEة الEغربEية
حجEم اخملEاطEر الEتي تسEببها املشEتقات ،وبEينت أنEها وسEيلة لEلمتاجEرة فEي مEخاطEر الEسوق
بEيعاً وشEراءً ،وأنEها ليسEت أحEسن حEاالً مEن عEمليات الEقمار اجلEاريEة فEي كEازيEنوهEات
القمار العاملية كمونتي كارلو والس فيغاس.1
ويEقصد بEاملشEتقات املEالEية الEعقود الEتي تEبرم فEي أسEواق مEنظمة بEإشEراف ورقEابEة هEيئات
مEEخصصة ومEEن خEEالل وسEEطاء )سEEماسEEرة( مEEتخصصني يEEنسقون بEEني طEEلبات الEEبيع
وطEلبات الشEراء بEاسEتخدام عEقود منEطية تشEتمل عEلى الشEروط واملEواصEفات اخملEتلفة مEع
الEEنص عEEلى زمEEن التسEEليم ومEEكانEEه ،وإيEEداع نسEEبة مEEن الEEثمن ،وفEEتح حEEسابEEات لEEدى
الوسطاء ضماناً للتنفيذ.2
وم EEن أب EEرز أن EEواع املش EEتقات امل EEال EEية :االخ EEتيارات ) ،(optionsواملس EEتقبليات
) ،(futureواملEبادالت اآلجEلة ) ،(forwardوفEيما يEلي تEعريEف مEوجEز بهEذه
الصور وأحكامها األساسية:
.1د .دواﺑﮫ ،أﺷﺮف ﻣﺤﻤﺪ) ،اﻟﻤﺸﺘﻘﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺮؤﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ( ،اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺴﻨﻮي اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﻋﺸﺮ ،ﻣﺆﺗﻤﺮ أﺳﻮاق اﻷوراق اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ واﻟﺒﻮرﺻﺎت ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ
واﻟﻘﺎﻧﻮن) ،ص.(١
.2د .أﺑﻮ ﻏﺪة ،ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر) ،اﻟﺴﻠﻊ اﻟﺪوﻟﯿﺔ وﺿﻮاﺑﻂ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﯿﮫ( ،ﻣﺠﻠﺔ ﺣﻮﻟﯿﺔ اﻟﺒﺮﻛﺔ ،اﻟﻌﺪد اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ
رﻣﻀﺎن ١٤٣٠ھـ -أﯾﻠﻮل )ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ( ٢٠٠٩م) ،ص(١٥
أوالً /الEEعقود اآلجEEلة :اتEEفاق بEEني طEEرفEEني لEEلتعامEEل عEEلى أصEEل مEEا عEEلى أسEEاس سEEعر
يتحدد عند التعاقد على أنْ يكون التسليم في تاريخ الحق متفق عليه.
وعEرف صEندوق الEنقد الEدولEي الEعقد اآلجEل بEأنEه :الEعقد الEذي مبEقتضاه يEتفق طEرفEان
عEلى تسEليم األصEل )محEل الEتعاقEد( سEواء كEان حEقيقياً أم مEالEياً بEكميات مEعينة وفEي
تاريخ معني وبسعر تعاقد متفق عليه.1
ثRانRياً /املسEتقبليات :تEعد الEعقود املسEتقبلية امEتداداً لEلعقود اآلجEلة ،والEفرق بEينهما
أن الEEسعر فEEي الEEعقد اآلجEEل يEEبقى ثEEابEEتاً طEEوال مEEدة الEEعقد ،بEEينما تEEخضع الEEعقود
املسEتقبلية لEلتسويEات الEيومEية ،ويEتم تEعديEل قEيمتها وفEقاً لEسعر الEتسويEة ،وفEي الEعقود
املسEتقبلية يEطلق عEلى الEبائEع صEاحEب املEركEز الEقصير ،وعEلى املشEتري صEاحEب املEركEز
الEEطويEEل ،ويEEقضي االتEEفاق بEEينهما عEEلى تسEEليم الEEبائEEع للمشEEتري األوراق املEEالEEية فEEي
تEاريEخ الحEق يEطلق عEليه تEاريEخ التسEليم ،وذلEك عEلى أسEاس سEعر يEتفق عEليه عEند
الEEتعاقEEد ،ويEEعتبر تEEنفيذ الEEعقد املسEEتقبلي مEEلزم Eاً لEEطرفEEيه ،وبEEإمEEكان كEEل طEEرف أنْ
يتخEلص مEن الEتزامEات الEعقد وذلEك بEأن يEأخEذ مEركEزاً مEضاداً عEلى عEقد ممEاثEل ،فEلو كEان
مEركEز املشEتري طEويEالً فEيمكنه التخEلص مEن الEتزامEات ذلEك املEركEز بEأخEذ مEركEز قEصير،
أي مEركEز بEائEع عEلى عEقد ممEاثEل ،والEعكس يحEدث لEو أن املEركEز الEذي أخEذه املسEتثمر
كان قصيراً.
ونEادراً مEا تEتم عEملية تسEليم فEعلي لEألصEل محEل الEتعاقEد ،فEالEتسويEة تEتم بEصورة نEقديEة
من خالل بيت املقاصة ومبشاركة من سماسرة الطرفني.2
ثRRالRRثاً /االخEEتيارات :عEEقود تEEعطي ملEEالEEكها حEEق )ولEEيس الEEتزام( شEEراء أو بEEيع كEEمية
مEعينة مEن أصEل مEالEي بEسعر محEدد مEتفق عEليه مEقدمEاً ،وذلEك نEظير مEبلغ مEعني غEير
قEEابEEل لEEلرد يEEدفEEع لEEبائEEع الEEعقد عEEلى سEEبيل الEEتعويEEض أو املEEكافEEأة ويEEسمى )عEEالوة(،
ويبقى هذا احلق صاحلاً حتى تاريخ استحقاق العقد.
وقEEد سEEميت بEEاالخEEتيارات؛ ألنEEها تEEعطي ملEEالEEكها احلEEق فEEي تEEنفيذ االتEEفاق أو عEEدم
تنفيذه على عكس العقود املستقبلية التي جتعل من العقد ملزماً لطرفيه.
ويسEEتنتج مEEن الEEتعريEEف الEEسابEEق أن االخEEتيار لEEيس شEEرط Eاً فEEي عEEقد ،وإمنEEا هEEو عEEقد
مسEتقل بEذاتEه محEله االلEتزام بEالEبيع أو الشEراء ،وأن مEا يEدفEعه الEطرف الEذي لEه اخلEيار
لEلطرف املEلتزم هEو مEقابEل نEقدي لEاللEتزام املEتفق عEليه بEينهما عEند إنEشاء الEعقد ،وال
عالقة له بالعقد الذي قد يبرمانه فيما بعد بناءً على هذا االلتزام.1
الرأي الشرعي في املشتقات املالية السابقة:2
االختيارات:
حEيث إن محEل الEعقد لEيس مEاالً وال مEنفعة وال حEقاً مEالEياً يEجوز االعEتياض عEنه ،فEإنEه
عEقد غEير جEائEز شEرعEاً؛ وال يEجوز تEداولEه ،ألن فEيه تEأجEيل الEبدلEني ،وهEو مEا يEسمى
بEابEتداء الEديEن بEالEديEن اجملEمع عEلى مEنعه ،وألن فEيه بEيع اإلنEسان مEا ال ميEلك عEلى غEير
وجه السلم وهو ممنوع أيضاً باتفاق الفقهاء.
املستقبليات:
الEتعامEل بEاملسEتقبليات غEير جEائEز شEرعEاً لEتأجEيل الEبدلEني )محEل الEعقد( وهEو مEا يEسمى
)ابتداء الدين بالدين( اجملمع على حترميه.
العقود )املبادالت( اآلجلة:
.1د .دواﺑﺔ) ،اﻟﻤﺸﺘﻘﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺮؤﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص .(٧د .اﻟﻘﺮي ،ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ،
)اﻻﺧﺘﯿﺎرات اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ( ،ورﻗﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ إﻟﻰ ﻧﺪوة "ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺼﺮﻓﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ" ،اﻟﺒﻨﻚ اﻷھﻠﻲ
اﻟﺘﺠﺎري ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ،١٨/١٠/٢٠٠٩ - ١٧ﺟﺪة -اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ) ،ص.(٣
.2ﯾﻨﻈﺮ ﻗﺮار ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ رﻗﻢ (٧/١) ٦٣ﺑﺸﺄن اﻷﺳﻮاق اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ دورة ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﺴﺎﺑﻊ
ﺑﺠﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ﻣﻦ ١٢ - ٧ذي اﻟﻘﻌﺪة ١٤١٢ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ١٤ - ٩أﯾﺎر )ﻣﺎﯾﻮ( ١٩٩٢م.
وﻗﺮارات ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﺑﺠﺪة ﻓﻲ ٨،٧رﻣﻀﺎن ١٤٢٠ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ﻛﺎﻧﻮن اﻷول
)دﯾﺴﻤﺒﺮ( ١٩٩٩م ،ﻗﺮار رﻗﻢ ) .(١٧/١وﻗﺮارات ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﺑﻤﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﻓﻲ
٧،٦رﻣﻀﺎن ١٤٢٠ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ٣،٢ﻛﺎﻧﻮن اﻷول )دﯾﺴﻤﺒﺮ( ٢٠٠٠م ،ﻗﺮار رﻗﻢ ).(١٩/٤
وهEذه الEعقود غEير جEائEزة لEتأجEيل الEبدلEني أو مEا يEسمى )تEعمير الEذمEتني( أو )ابEتداء
الدين بالدين( أو )بيع الكالىء بالكالىء(.
وقEد طEرح هEذا املEوضEوع فEي نEدوة الEبركEة الEتاسEعة عشEرة املEنعقدة مبEكة املEكرمEة فEي ۷،٦
رمEE Eضان ۱٤۲۰هـ املEE EوافEE Eق ۳،۲كEE EانEE Eون األول )ديEE Eسمبر( ۲۰۰۰م ،قEE Eرار رقEE Eم
) (۱۹/٤بEEاعEEتباره مEEشكلة فEEي واقEEع الEEتعامEEل املEEالEEي املEEعاصEEر ،وانتهEEت الEEندوة إلEEى
الEتأكEيد عEلى أن األصEل فEي تEأجEيل الEبدلEني فEي عEقود املEعاوضEات املEالEية ال يEجوز ،ألن
فEEي ذلEEك بEEيع اإلنEEسان مEEا ال ميEEلك ،ومEEا لEEيس عEEنده ،وقEEد أجEEمع الEEفقهاء عEEلى مEEنع
ذلEك ،وملEا فEيه مEن الEغرر الEفاحEش واجملEازفEات الEقماريEة املEبطلة لEلعقد؛ حEيث يEدفEع
املسEتثمر مEبلغاً مEن املEال مEقابEل حEق شEراء أسEهم شEركEة مEعينة بEسعر محEدد فEي تEاريEخ
محEدد أو مEدة محEددة ،فEإن ارتEفع سEعر الEسهم فEي الEتاريEخ احملEدد أعEلى مEن الEثمن
املEعني فEي الEعقد أمت املشEتري شEراء األسEهم بEالEثمن األقEل ،ثEم بEاعEها فEي الEسوق بEالEسعر
األعEEلى فEEيربEEح الEEفرق ،وإنْ انEEخفض الEEسعر أو لEEم يEEرتEEفع مبEEا يEEكفي لEEتعويEEض تEEكلفة
االختيار ،ألغى الشراء وخسر ثمن االختيار.
كEما أنEه ال يEحقق مEقصود أي مEن الEعاقEديEن؛ فEال يEحصل املشEتري عEلى املEبيع ،وال
يحصل البائع على الثمن.
البدائل الشرعية:
الRRبديRRل األول /ميEEكن تEEعديEEل عEEقود الEEبيع املEEؤجEEلة الEEبدلEEني بEEتطبيق شEEروط السEEلم
عEليها لEتصبح مشEروعEة مEع مEراعEاة تEعجيل الEثمن فEي مجEلس الEعقد ،وعEدم جEواز بEيع
السلع املشتراة سلماً قبل قبضها.
الRبديRل الRثانRي /إذا كEان محEل الEبيع مEواد مEوصEوفEة فEي الEذمEة مEطلوب صEنعها فEإنEها
تEصح ولEو مEع تEأجEيل الEبدلEني عEلى أسEاس عEقد االسEتصناع ،مEع مEراعEاة عEدم جEواز بEيع
املصنوع قبل قبضه.
الRبديRل الRثالRث /الEبيع مEع خEيار الشEرط أو مEا يEسمى فEي الEقوانEني )الشEرط الEفاسEخ(،
وذلEEك بEEأن يEEدخEEل الEEشخص فEEي الEEعقد الEEالزم ويشEEترط لEEنفسه حEEق الEEفسخ بEEإرادتEEه
املEنفردة طEوال مEدة مEعلومEة ،وهEذا يEحقق مEطلب الEتروي والEتحوط فEي احلEصول عEلى
الEسعة بEالEربEح املEؤمEل مEنها ،ولEصاحEب احلEق أن يEعرض السEلعة الEتي هEي محEل اخلEيار
على طرف آخر ،وال يسقط خياره بذلك إال إذا باع فعالً.
الRبديRل الRرابRع /الEبيع مEع الEعربEون؛ وهEو بEيع يEتضمن خEياراً للمشEتري يEعطيه حEق
الEفسخ ولEكنه يخسEر املEبلغ املعجEل بEاسEم الEعربEون لEلتعويEض عEن الEبائEع الEذي امEتنع مEن
بيع السلعة لغير املشتري خالل مدة العربون.1
الRبديRل اخلRامRس /يEقوم هEذا الEبديEل عEلى أسEاس إصEدار املEصرف وعEداً مEلزمEاً لEصالEح
عEميله بEأنْ يEصرف لEه عEملة محEددة )الEريEاالت مEثالً( بEسعر صEرف محEدد بEالEعملة
احملEلية )الEديEنار( خEالل فEترة مEعينة أو فEي تEاريEخ محEدد ،ويEكون الEبنك مEلتزمEاً بEالEوفEاء
بهEEذا الEEوعEEد؛ بEEحيث إنEEه لEEو نEEكل عEEن الEEوفEEاء بEEوعEEده فEEسوف يتحEEمل مEEا يEEقع عEEلى
املEEوعEEود مEEن ضEEرر بسEEبب هEEذا الEEنكول ،أمEEا املEEوعEEود )الEEعميل( فEEهو بEEاخلEEيار إن شEEاء
اسEEتفاد مEEن الEEوعEEد وإنْ شEEاء تEEركEEه ،وفEEي مEEقابEEل هEEذا االلEEتزام يEEتقاضEEى املEEصرف مEEن
عEEميله مEEبلغاً مEEقطوع Eاً غEEير مسEEترد ميEEثل أجEEرة مEEقابEEل الEEوعEEد ،وبEEعبارة أخEEرى :يEEبرم
املEEصرف مEEع عEEمليه عEEقداً محEEله االلEEتزام بEEتنفيذ مEEوجEEب الEEوعEEد ،والEEثمن فEEيه هEEو
العمولة أو األجرة التي يحصل عليها املصرف.
وقEد أجEاز بEعض الEعلماء أخEذ عEمولEة فEي مEقابEل الEوعEد؛ ألن الEوعEد أصEبح لEه فEي الEواقEع
املEعاصEر مEنفعة مEقصودة لEلموعEود؛ ألنEه يEساعEده عEلى الEتحوط مEن خEسارة مEحتملة،
ولEم يEرد بحEرمEة أخEذ األجEرة عEلى الEوعEد نEص شEرعEي وال إجEماع ،وفEي نEصوص الEفقهاء
مEسائEل وأمEثلة قEريEبة جEداً مEن مEسألEة أخEذ األجEرة عEلى الEوعEد وميEكن حEمل األخEيرة
.1د .أﺑﻮ ﻏﺪة ،ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر) ،ﺿﻮاﺑﻂ وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﻤﺸﺘﻘﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺎﻟﻲ( ،ورﻗﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ
اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻟﻠﮭﯿﺌﺎت اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ١٩ - ١٨ﻣﺎﯾﻮ ) ،٢٠٠٩ص.(٧
بEالEقياس عEليها ،مEن ذلEك مEسألEة )كEفَّ عEني( املEعروفEة عEند املEالEكية1؛ كEأن يEقول
شEEخص آلخEEر يخشEEى مEEنه أنْ يشEEتري سEEلعة مEEعينة قEEبله أو أنْ يEEنافEEسه عEEلى وظEEيفة
محEددة :كEفَّ عEني ولEك ديEنار أو مEائEة ديEنار ،..فEاتEفاقEهما جEائEز ،ويEلزمEه أن يEدفEع لEه
سEEواء اشEEترى أو لEEم يشEEتر ،وسEEواء تEEقدم لEEلوظEEيفة أو لEEم يEEتقدم لEEها ،ومEEن املEEسائEEل
األخEرى الEتي ميEكن قEياس املEسألEة )محEل الEبحث( عEليها :مEسألEة الEتنازل بEاحلEقوق
كحق الشفعة ،واحلضانة ،واخليار ،واملبيت.2
عEقد االسEتجرار عEرفEته املEوسEوعEة الفقهEية الEكويEتية بEأنEه) :أخEذ احلEوائEج مEن الEبياع
شيئاً فشيئاً ،ودفع ثمنها بعد ذلك(.3
وعEرفEته نEدوة الEبركEة الEرابEعة عشEرة لEالقEتصاد اإلسEالمEي بEأنEه ) :أخEذ السEلع مEن الEبياع
-مEهما كEان نEوعEها -شEيئاً فشEيئاً ،ثEم احملEاسEبة عEلى أثEمانEها فEيما بEعد بحسEب سEعر
مثلها في األسواق يوم أخذها(.4
وفEEي بEEيع االسEEتجرار قEEد ال يEEكون الEEثمن الEEذي تEEباع بEEه السEEلع الEEتي يEEقوم املشEEتري
بEسحبها مEعلومEاً لEه ،وقEد ال يEكون األجEل املEتعلق مبEواعEيد اسEتجرار السEلع مEن قِEبَل
املشEتري مEعلومEاً لEلبائEع ،وهEذان إشEكاالن فقهEيان؛ ألن مEعلومEية األجEل والEثمن مEهمة
جداً في حتقيق التراضي الذي هو عماد العقد وقوامه.
فEأمEا املEشكلة املEتعلقة بEالEثمن؛ فEيمكن حEلها بEاالتEفاق عEلى أنْ تEكون احملEاسEبة عEلى
أثEمان السEلع الEتي مت اسEتجرارهEا بحسEب سEعرهEا فEي الEسوق أو سEعر املEثل أو الEسعر
املEرقEوم؛ ألنَّ األسEعار اآلنEفة الEذكEر حتEدده بEصورة غEير حتEكمية ،وهEي خEارجEة عEن إرادة
املEتعاقEديEن ،فEال يجEري فEيها الEنزاع بEينهما ،وهEذا فEي احلEاالت الEتي يEكون لEتلك السEلع
سEعر سEوق أو سEعر مEثل أو سEعر مEرقEوم أو مEؤشEرات مEنضبطة ميEكن الEرجEوع إلEيها ،أمEا
إذا كEEانEEت األسEEعار الEEسوقEEية مEEتفاوتEEة ،أو جEEرى االسEEتجرار عEEلى سEEعر يحEEدده الEEبائEEع
الحEقاً عEند احملEاسEبة كEونEه مEوضEع ثEقة املشEتري ،فEقد يEتفاجEأ املشEتري بEالEسعر الEذي
يEطلبه الEبائEع إذا كEان مEرتEفعاً ،وال يEرضEى بEه ،ويEطالEب بEتخفيضه ،ويEقع الEنزاع ،ولEذا
يEجب االتEفاق مسEبقاً عEلى مEؤشEر محEدد أو سEعر مEعني تEتم احملEاسEبة عEلى أسEاسEه يEوم
أخذ السلعة ال وقت احملاسبة.
وأمEEا مEEشكلة األجEEل؛ فEEتزول إذا اتEEفق عEEلى دفEEع الEEثمن فEEي مEEواعEEيد محEEددة مEEتفق
عليها.1
ولEEبيع االسEEتجرار صEEور مEEتعددة ،اخEEتلف فEEقهاء املEEذاهEEب فEEي حEEكمها؛ فEEبعضهم
يEبيحها ،وبEعضهم ميEنعها ،وال يEوجEد اتEفاق أو إجEماع بEشأنEها ،ومEن أبEاحEوه اعEتبروه
بEيعاً مEعدومEاً؛ ألن املشEتري يEأخEذ السEلع ويسEتهلكها ومEن ثEم يشEتريEها ويEحاسEب
الEبائEع عEلى ثEمنها ،ولEكنهم أجEازوه اسEتحسانEاً ،ومEنهم مEن اعEتبره مEن بEاب ضEمان
املEتلفات بEإذن صEاحEبها ،..ومEن حEرمEوه؛ رأوا أن فEيه جEهالEة وغEرراً فEي الEثمن ورمبEا فEي
األجل ،ومن ثم فهو باطل.
والEEراجEEح أن االسEEتجرار عEEبارة عEEن مEEواطEEأة أو مEEواعEEدة عEEلى شEEراء االحEEتياجEEات شEEيئاً
فشEيئاً بEثمن يEقوم الEبائEع بتحEديEده وتEوثEيقه عEلى ضEوء مEؤشEر مEعلوم لEلطرفEني ،ويEنعقد
البيع بينهما في كل مرة يتسلم فيها املشتري حوائجه من البائع.
.1د .رﻓﯿﻖ اﻟﻤﺼﺮي) ،ﺑﯿﻊ اﻻﺳﺘﺠﺮار ،ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ وإﺷﻜﺎﻟﯿﺎﺗﮫ( ،ﻧﺪوة اﻷرﺑﻌﺎء ،ﻣﺮﻛﺰ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ،
.١٠/١٠/١٤٢٧
جEاء فEي قEرار نEدوة الEبركEة الEرابEعة عشEرة رقEم )/۱٤/۱ب( مEا نEصه) :يEصلح عEقد
االسEتجرار بEديEالً عEن عEقد الEتوريEد إذا تEقدم عEلى أخEذ السEلع اتEفاق عEام مEبدئEي بEأن
املشEتري سEيطلب كEميات تEصل إلEى حEد مEعني ،وأنEه يEراعEى فEي الEثمن سEعر الEسوق
)كEما هEو أو بEزيEادة نسEبة مEعينة( عEند أخEذ كEل كEمية ،فEينعقد الEبيع عEند تسEليم
كل كمية ،وال يقع حينئذ احملذور الشرعي من بيع ما ال ميلكه(.1
وميEكن لEلمصارف واملEؤسEسات املEالEية اإلسEالمEية االسEتفادة مEن هEذا الEعقد مEن خEالل
صيغ االستخدام التالية:
الRRصيغة األولRRى /إبEEرام املEEصرف عEEقد اسEEتجرار مEEواز بEEينه وبEEني املEEورد )الEEتاجEEر(،
بEEاإلضEEافEEة إلEEى إبEEرام عEEقد اسEEتجرار بEEني املEEصرف وعEEميله ،دون ربEEط بEEني الEEعقديEEن،
ويEكون الEثمن فEي الEعقد املEوازي األول املEدفEوع مEن املEصرف لEلمورد أقEل ،ومEواعEيد
احملEاسEبة أقEصر ،أمEا الEعقد الEثانEي املEبرم بEني املEصرف وعEميله ،فEيتضمن الEثمن هEامEش
ربح املصرف ،وتتم احملاسبة في مواعيد أبعد.2
الRRصيغة الRRثانRRية /إبEEرام عEEقد اسEEتجرار بEEني املEEصرف والEEتاجEEر ،يEEكون محEEله سEEلع
محEEددة ،وبEEثمن محEEدد ،إال أن أوقEEات اسEEتجرارهEEا مEEجهولEEة ،وتEEتم احملEEاسEEبة عEEليها
بEEتاريEEخ الحEEق عEEلى تسEEلمها واسEEتخدامEEها ،وقEEد يEEقدم املEEصرف دفEEعة مEEالEEية عEEلى
احلEساب إلEى الEتاجEر لEلتأكEيد عEلى جEديEة االتEفاق ،وصEدق اإلرادة ،ويEتفق املEصرف مEع
املEEورد عEEلى تEEوكEEيله بتسEEليم تEEلك السEEلع لEEعميله كEEلما طEEلب قEEدراً مEEنها ،وتEEعد
الEطلبيات املتسEلمة مEن قِEبَل الEعميل مEباعEة لEه بEاملEرابEحة أي بEسعر الEسوق أو بEالEسعر
املسجEل فEي دفEاتEر الEتاجEر أو الEفواتEير الEصادرة مEنه ،مEضافEاً إلEيه نسEبة الEربEح املEتفق عEليها
بني املصرف والعميل ،وليس في هذه العملية جهالة مفضية للنزاع.
.1ﯾﻨﻈﺮ ﻗﺮار ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﺟﺪة ١٩٩٨م ،رﻗﻢ )/١٤/١ب(.
.2ﯾﻨﻈﺮ ﻗﺮار ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﺟﺪة ١٩٩٨م ،رﻗﻢ )/١٤/١ج(.
جتEابEه املEصارف اإلسEالمEية بEاسEتمرار حتEديEات ومسEتجدات حتEتاج إلEى حEلول مEناسEبة
ومسEتمدة مEن نEصوص الشEريEعة وروحEها ،ومEن الEعقود الEتي ميEكن أن تEقدم لEلحوادث
واحلEاجEات واملEشكالت والتحEديEات اجلEديEدة حEلوالً شEرعEية ،عEقد اجلEعالEة الEذي لEم
تEعطه املEصارف اإلسEالمEية حEظه فEي االسEتخدام والEتطبيق ،ولEم تEترك لEه الEفرصEة لEكي
يEؤدي وظEيفته املEنشودة فEي حEل املEشكالت ،وتEذلEيل الEعقبات ،واجلEعالEة 1عEقد يEلتزم
فEيه أحEد طEرفEيه وهEو اجلEاعEل بEتقدمي عEوض مEعلوم وهEو )اجلEعل( ملEن يEحقق نEتيجة
مEEعينة فEEي زمEEن مEEعلوم أو مEEجهول وهEEو )الEEعامEEل( ،وهEEي عEEقد جEEائEEز بEEإمEEكان أحEEد
طEEرفEEيه أنْ يتحEEلل مEEن الEEتزامEEاتEEه بEEإرادتEEه املEEنفردة ،ولEEكن إذا بEEدأ الEEعامEEل فEEي الEEعمل
أصبحت اجلعالة الزمة أو إذا ضرب لها أجل محدود.
ومن أهم التطبيقات املصرفية لعقد اجلعالة ما يلي:
للجعالة عدة تعريفات في املذاهب الفقهية القائلة بها :ففي املذهب
أوالً /حت EEصيل ال EEدي EEون
املالكي جاء تعريفها بالصياغة التالية) :عقد معاوضة على عمل امل EE Eعدوم EE Eة وامل EE Eشكوك
آدمي بعوض غير ناشىء عن محله به ال يجب إال بتمامه ال بعضه
ببعض( .ويقصد بها عند الشافعية) :التزام عوض معلوم على عم فEEيها ،وقEEد يEEتم االتEEفاق
معني أو مجهول بمعني أو مجهول( .وأما الحنابلة فقالوا) :هي نوع عEلى أنْ يEكون اسEتحقاق
إجارة لوقوع العوض في مقابلة منفعة ،وحدها أ ْن يجعل الجاعل
أجرة معلومة ملن يعمل له عمالً معينا أو مجهولة مدة مجهولة(. اجلEEعل مEEرتEEبطاً بEEتحصيل
جEميع الEديEن ال بEعضه أو
.1اﻟﺤﻄﺎب ،أﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﷲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻄﺮاﺑﻠﺴﻲ اﻟﻤﻌﺮوف " ،ﻣﻮاھﺐ اﻟﺠﻠﯿﻞ ﺷﺮح ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺧﻠﯿﻞ "،
دار اﻟﻔﻜﺮ١٤١٢ ،ھـ ١٩٩٢ -م .(٥/٤٥٢)،اﻟﺮﻣﻠﻲ ،ﺷﻤﺲ اﻟﺪﯾﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ " ،ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻤﺤﺘﺎج إﻟﻰ
ﺷﺮح أﻟﻔﺎظ اﻟﻤﻨﮭﺎج " ،دار اﻟﻔﻜﺮ -ﺑﯿﺮوت ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ١٤٠٤ ،ھـ ١٩٨٤ -م .(٥/٤٦٥) ،اﻟﻤﺮداوي،،
" اﻹﻧﺼﺎف ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺮاﺟﺢ ﻣﻦ اﻟﺨﻼف " ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،(٦/٣٨٩) ،ﺑﺘﺼﺮف.
ثRالRثاً /أعEمال الEصيانEة واإلصEالحEات املEتكررة لEلعني كEلما طEرأ عEليها عEطل أو تEغير أو
تEEوقEEف عEEن الEEعمل كEEلياً أو جEEزئEEياً أو ق Eلَّل مEEن جEEودتEEها أو إنEEتاجEEيتها املEEعتادة ،وقEEد
تشEتمل أعEمال الEصيانEة عEلى إبEدال قEطعة جEديEدة مEكان الEتالEفة ،ووجEه الشEبه بEني
عقود الصيانة واجلعالة:2
.۱أن الEعمل فEي اجلEعالEة مEجهول املEقدار؛ كEمَنْ يEجعل مEبلغاً محEدداً شهEريEاً ملEن يEأتEيه
مبEفقوداتEه مEن اإلبEل واملEاشEية ،أو ملEن يEحصد لEه حEقله فEي كEل مEوسEم ،وكEذلEك
الEعمل املEطلوب فEي الEصيانEة ال يEقل جEهالEة عEن اجلEعالEة؛ حEيث يEجعل اجلEاعEل
)املسEEتأجEEر /املسEEتفيد( مEEبلغاً مEEقطوع Eاً أو شهEEري Eاً ملEEن يEEصلح لEEه مEEا تEEعطل مEEن
آالته.
.۲محEEل الEEعقد فEEي اجلEEعالEEة إمتEEام الEEعمل ،وأيEEضاً عEEقد الEEصيانEEة محEEله إمتEEام الEEعمل
بإعادة العني إلى حالتها األصلية.
.۳ميEEكن أنْ يEEكون محEEل اجلEEعالEEة خEEياطEEة ثEEوب أو بEEناء حEEائEEط ،وكEEذلEEك ميEEكن أنْ
يEEكون محEEل عEEقد الEEصيانEEة احملEEافEEظة عEEلى حEEركEEة السEEيارة ووقEEوفEEها مبEEواصEEفات
ومعايير محددة.
.1اﻟﻤﻌﯿﺎر اﻟﺸﺮﻋﻲ رﻗﻢ ) (١٥ﺑﻌﻨﻮان اﻟﺠﻌﺎﻟﺔ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ھﯿﺌﺔ اﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ واﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﺑﻨﺪ ).(٨
.2د .ﻗﺤﻒ ،ﻣﻨﺬر) ،ﻋﻘﻮد اﻟﺼﯿﺎﻧﺔ( ،ورﻗﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ دورة ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﺤﺎدﯾﺔ
ﻋﺸﺮة اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﯾﻦ -ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ١٩٩٨م) ،ص .(٣٤،٣د .أﺑﻮ ﻏﺪة ،ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر) ،ﺑﺤﻮث ﻓﻲ
اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت واﻷﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ( ،اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ،ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ دﻟﺔ اﻟﺒﺮﻛﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،
٢٠٠٣م) ،ص.(٩٧
.٤األدوات واآللEEيات الEEتي يسEEتخدمEEها الEEعامEEل والEEتي تEEساعEEده فEEي حتEEقيق مEEقصود
اجلEاعEل تEكون عEلى حEساب الEعامEل عEند املEالEكية والEشافEعية ،1وعEليه فEإنَّ املEواد
االس EEتهالك EEية ال EEتي ت EEتطلبها ع EEملية ال EEصيان EEة واإلص EEالح ه EEي ع EEلى ال EEعام EEل
)الEEصائEEن( ،أمEEا مEEا يEEنفقه الEEعامEEل عEEلى صEEيانEEة الEEعني مEEن قEEطع غEEيار وتEEشغيل
وزيوت ونحوها ،فهذه مسألة خالفية يحسمها مبدأ االشتراط في العقد.
وبهEذه األوجEه الEتي يEلتقي فEيها عEقد الEصيانEة بEعقد اجلEعالEة فEي وحEدة اشEتراكEية واحEدة
يظهEEر مEEدى االنEEطباق بEEينهما بEEحيث يEEتمخض عEEقد الEEصيانEEة عEEقد جEEعالEEة ،ويEEتبني
صحة القول بتخريج األول على الثاني وإخضاعه ألحكامه.
وقEد اطEلع مجEلس مجEمع الEفقه اإلسEالمEي الEدولEي فEي دورة انEعقاد مEؤمتEره احلEادي عشEر
بEاملEنامEة/البحEريEن خEالل الEفترة مEن ۱۹ - ۱٤نEوفEمبر ۱۹۹۸م ،عEلى األبEحاث املEقدمEة
إلEEى اجملEEمع بEEخصوص مEEوضEEوع )عEEقد الEEصيانEEة( ،وبEEعد اسEEتماعEEه لEEلمناقEEشات الEEتي
دارت حEولEه انتهEى إلEى الEقرار رقEم ،(٦/۱۱) ۱۰۳ونEصه) :عEقد الEصيانEة هEو عEقد
مسEتحدث مسEتقل تEنطبق عEليه األحEكام الEعامEة لEلعقود ،ويEختلف تEكييفه وحEكمه
بEاخEتالف صEوره ،وهEو فEي حEقيقته عEقد مEعاوضEة يEترتEب عEليه الEتزام طEرف بEفحص
وإصEالح مEا حتEتاجEه آلEة أو أي شEيء آخEر مEن إصEالحEات دوريEة أو طEارئEة ملEدة مEعلومEة
في مقابل عوض معلوم ،وقد يلتزم الصائن بالعمل وحده ،أو بالعمل واملواد(.
.1وزارة اﻷوﻗﺎف واﻟﺸﺆون اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ -اﻟﻜﻮﯾﺖ ) ،اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ اﻟﻜﻮﯾﺘﯿﺔ ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ،
).(١٥/٢١٩
.1اﺑﻦ ﻧﺠﯿﻢ اﻟﻤﺼﺮي ،زﯾﻦ اﻟﺪﯾﻦ ﺑﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ) ،اﻟﺒﺤﺮ اﻟﺮاﺋﻖ( ،دار اﻟﻜﺘﺎب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ
اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ،دون ﺗﺎرﯾﺦ .(٣/١٤٧) ،اﺑﻦ ﺟﺰي) ،اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(١٦٣
.2د .أﺑﻮ ﻏﺪة ،ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر) ،ﺑﺤﻮث ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت واﻷﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ( ،اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ،
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ دﻟﺔ اﻟﺒﺮﻛﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ٢٠٠٤ ،م) ،ص.(١٢٣
وقEEد اعEEترض عEEلى هEEذا الEEتطبيق بEEأن املEEصرف صEEار وكEEيالً ومEEوك Eالً وقEEابEEضاً ومEEقبضاً
وبEائEعاً ومشEتريEاً ومEتولEياً طEرفEي الEعقد فEي الEبيع فEضالEة لEلعميل ثEم الEبيع فEضالEة عEنه
أيEضاً ،وذلEك قEبل أنْ يEجيز الEعميل الEتصرف الEفضولEي األول الEذي قEام بEه املEصرف،
وعEليه؛ يEكون املEصرف قEد بEاع سEلعة لEصالEح شEخص قEبل أنْ تEثبت السEلعة أصEالً فEي
مEلكه وحEيازتEه ،ولEو صEحح الEفضولEي تEصرف املEصرف وأجEازه يEبقى الEتصرف بEاطEالً؛
ألنَّ شEEرط اإلجEEازة أنْ يEEكون املEEبيع املشEEترى فEEضالEEة مEEوجEEوداً لEEدى الEEفضولEEي وقEEت
صدور اإلجازة.1
ثانياً /شراء العميل فضالة عن املصرف:
يEحصل فEي بEعض احلEاالت أنْ يشEتري الEعميل السEلعة مEن الEتاجEر ويEدفEع لEه عEربEونEاً مEن
ثمنها ثم يحضر للمصرف ألجل إمتام املعاملة واحلصول على التمويل باملرابحة.
وهEنا يEجب أن نEفرق بEني مEا إذا كEان الEعميل قEد اشEترى الEبضاعEة لEنفسه أم لEلمصرف،
وميEكن االسEتناد إلEى الEقرائEن والEظروف احملEتفة بEاحلEالEة ملEعرفEة غEرض الEعميل وقEصده؛
فEمثالً إذا كEان الEعميل قEد اشEترى الEبضاعEة ودفEع عEربEونEاً مEن ثEمنها أو لEم يEدفEع لEكنه
أبEرم بEصددهEا صEفقة إلEزامEية مEع الEبائEع ،فهEذا يشEترط لEتمويEله بEاملEرابEحة فEسخ الEعالقEة
الEتعاقEديEة الEناشEئة بEينه وبEني الEبائEع ومEا يEتبع ذلEك مEن اسEترداد مEبلغ الEعربEون املEدفEوع
لEلبائEع ،وأمEا إذا كEان املEتعامEل يEعلم جEيداً بشEروط املEرابEحة وطEبيعتها وكEيفيتها ،وقEام
بEعد حEصولEه عEلى املEوافEقة االئEتمانEية عEلى متEويEله بEاملEرابEحة ،بEالEتعاقEد مEع الEبائEع وشEراء
الEبضاعEة ،وكEان فEي نEيته الشEراء لEلمصرف ،فEيمكن بEعد الEتأكEد مEن قEصده اعEتباره
فEضولEياً فEي تEصرفEه الEذي أجEراه لEصالEح املEصرف ،وإجEازتEه ،عEلى أن يEبقى هEذا اإلجEراء
في أضيق نطاق ،وحتذير العميل من تكرار هذا التصرف.2
.1د .ﻣﺸﻌﻞ) ،ﺗﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ واﻟﻔﻀﺎﻟﺔ واﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ اﻟﻌﻜﺴﯿﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص ١١٧وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ(.
.2د .أﺑﻮ ﻏﺪة) ،ﺑﺤﻮث ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت واﻷﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ( ،اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ،
)ص .(١٢٨د .ﻣﺸﻌﻞ) ،ﺗﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ واﻟﻔﻀﺎﻟﺔ واﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ اﻟﻌﻜﺴﯿﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص .(١٢٠د.
داﻏﻲ) ،ﺗﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ واﻟﻔﻀﺎﻟﺔ واﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ اﻟﻌﻜﺴﯿﺔ( ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص.(٢٩٠
احلEقوق املEعنويEة مEثل :االسEم الEتجاري ،والEعالمEة الEتجاريEة ،والEتألEيف ،واالخEتراع أو
االبEتكار ،أو املEواهEب االحEترافEية ونEحوهEا ،أصEبح لEها فEي أيEامEنا قEيمة مEالEية مEعتبرة،
وهEي حEقوق مEالEية خEاصEة ألصEحابEها ال يEجوز االعEتداء عEليها مEثلما ال يEجوز االعEتداء
عEلى األمEوال الEنقديEة والEعينية ،وحEيث إن متEويEل املEنتجات الEفكريEة ميEكن أنْ يEحصل
فEي مEرحEلة تEطويEر الEفكرة الEتي مEن املEؤمَّEل أنْ تEؤول إلEى مEنتج يEنشأ عEنه حEق مEعنوي ذو
قEيمة ،أو يEكون بEعد اكEتمال الEفكرة وقEابEليتها لEإلنEتاج ،فEإنَّ الEصيغ املEناسEبة لEتمويEل
هذه األعمال الفكرية في مرحلتيها السابقتني هي املبينة على النحو اآلتي:1
.1ﯾﻨﻈﺮ اﻟﻘﺮار رﻗﻢ ) (٢٠/٤ﻣﻦ ﻗﺮارات ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ
ﻛﻮاﻻﻟﻤﺒﻮر ٢٧ - ٢٥ﺗﻤﻮز )ﯾﻮﻟﯿﻮ( ) ،٢٠٠١ص.(١٥٥
بEالEتنضيض احلEكمي ،ويEوزع املEتبقي بEني طEرفEي املEضاربEة بحسEب االتEفاق ،وفEي حEال
اخلEسارة بEاإلخEفاق فEي الEوصEول إلEى املEنتج ،يخسEر املEضارب صEاحEب الEفكرة جهEده،
ويتحمل املصرف اخلسارة الواقعة سواء كانت كلية أو جزئية.
ثانياً :متويل املنتجات الفكرية املكتملة:1
الRصيغة األولRى /إبEرام عEقد مEشاركEة بEني املEصرف وصEاحEب املEنتج ،وذلEك بEتقدمي
املEصرف املEبالEغ الEالزمEة لEتسويEق املEنتج ،وتEقدمي الEعميل املEنتج بEعد تEقوميEه بEاالسEتعانEة
بأهل اخلبرة أو االتفاق على قيمة محددة ،بصفته حصة له في رأس مال املشاركة.
الRصيغة الRثانRية /شEراء احلEق املEعنوي كEالEعالمEة الEتجاريEة مEن صEاحEبه بEثمن مEعلوم ،ثEم
بيعه بعد قبضه القبض املالئم لطبيعته للراغب فيه باملرابحة.
ال RRصيغة ال RRثال RRثة /اس EEتئجار امل EEصرف ل EEلحق امل EEعنوي أو ل EEلمنتج ال EEفكري امل EEملوك
لEEصاحEEبه ملEEدة مEEعينة بEEأجEEرة محEEددة ،واسEEتغاللEEه لEEه إمEEا مEEباشEEرة أو بEEالEEتأجEEير لEEلغير،
وميEEكن حتEEديEEد األجEEرة الEEتي يEEدفEEعها املEEصرف لEEلعميل بنسEEبة مEEن ثEEمن املEEبيعات ،أو
مببلغ محدد باإلضافة إلى حوافز تتمثل بنسبة من األرباح.
مبEEا أن احلEEكومEEات فEEي جEEميع الEEدول مEEكلفة بEEالEEقيام بEEكل املEEشاريEEع الEEالزمEEة لEEلتنمية
االقEEتصاديEEة فEEي جEEميع مEEجاالت احلEEياة ،خEEاصEEة املEEشاريEEع الضخEEمة واالسEEتراتEEيجية
كEاجلEسور والEطرق السEريEعة واملسEتشفيات وتEولEيد الكهEربEاء ،وقEد ال تسEتطيع بEعض
.1ﯾﻨﻈﺮ اﻟﻘﺮار رﻗﻢ ) (٢٠/٤ﻣﻦ ﻗﺮارات ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ
ﻛﻮاﻻﻟﻤﺒﻮر ٢٧ - ٢٥ﺗﻤﻮز )ﯾﻮﻟﯿﻮ( ) ،٢٠٠١ص.(١٥٥
احلEEكومEEات لEEضعف إمEEكانEEياتEEها املEEالEEية تEEوفEEير الEEتكالEEيف املEEالEEية إلنEEشاء مEEثل هEEذه
املEEشاريEEع ،وقEEد ال تEEتوفEEر لEEديEEها اخلEEبرات الEEفنية الEEكافEEية واملEEؤهEEلة لEEلنهوض مبEEشاريEEع
الEتنمية ،فEإنEها تEلجأ إلEى الEقطاع اخلEاص )اخلEصخصة( لEتشجيعه عEلى االسEتثمار فEي
املEشاريEع الEتنمويEة الضخEمة عEن طEريEق بEناء وإدارة واسEتثمار مشEروع مEا ملEدة مEعلومEة
يEEتم بEEعدهEEا حتEEويEEله إلEEى الEEدولEEة ،وتEEعرف هEEذه الEEعملية بـ )(BOT؛ أي الEEبناء ثEEم
الEتشغيل ثEم الEتحويEل ،ويEحقق هEذا الEعقد مEزايEا كEثيرة لEلحكومEة تEتمثل فEي تEوفEير
تEكالEيف إنEشاء مEشاريEع الEتنمية والEبنية الEتحتية مEن قِEبَل الEقطاع اخلEاص ،واالسEتفادة
مEن خEبرة الEقطاع اخلEاص واإلمEكانEات املEتوفEرة لEديEه سEواء الEتمويEلية أو الEفنية ،والسEرعEة
فEي تEنفيذ املEشاريEع وإجنEازهEا ،وحتEريEك عجEلة االقEتصاد ،وضEخ السEيولEة فEي الEسوق،
ومEن ثEم أيEلولEة املشEروع لEلدولEة بEعد انEتهاء املEدة احملEددة لEلعقد ،كEما يEحقق هEذا الEعقد
لEEلقطاع اخلEEاص مEEزيEEة االسEEتثمار فEEي مEEجاالت وقEEطاعEEات حEEيويEEة هEEامEEة ذات عEEوائEEد
مEEرتEEفعة نEEظراً النEEحصار تEEقدمي اخلEEدمEEة للمسEEتهلكني بEEاملسEEتثمر صEEاحEEب االمEEتياز،
وإمEكانEية احلEصول عEلى تسهEيالت اسEتثماريEة وإعEفاءات ضEريEبية مEن احلEكومEة مEانEحة
االمتياز.1
ويEعرف االمEتياز بEأنEه) :عEقد تعهEد احلEكومEة مبEقتضاه إلEى شEركEة مEن الEقطاع اخلEاص
)وطEEنية أو أجEEنبية أو مشEEتركEEة( بEEإنEEشاء مEEرفEEق عEEام ذو طEEبيعة اقEEتصاديEEة وإدارتEEه
وتEEشغيله ،وتEEقدمي خEEدمEEاتEEه إلEEى جEEمهور املEEنتفعني ،مEEع حEEصولEEها عEEلى الEEرسEEوم أو
الEعوائEد الEتي تEتقاضEاهEا مEن املEنتفعني مEقابEل ذلEك ،ثEم تEلتزم الشEركEة بEنقل مEلكية هEذا
املشروع إلى الدولة أو اجلهة اإلدارية املسماة في العقد(.2
.1د .ﺑﻜﺮ ،ﻣﺤﻤﺪ داود) ،اﺳﺘﺼﻨﺎع اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت ﻣﻘﺎﺑﻞ اﺳﺘﺜﻤﺎرھﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ) ،(BOTﻣﺠﻠﺔ ﺣﻮﻟﯿﺔ
اﻟﺒﺮﻛﺔ ،اﻟﻌﺪد اﻟﺨﺎﻣﺲ ،رﻣﻀﺎن ١٤٢٤ھـ -أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﯾﻦ أول( ٢٠٠٣م) ،ص.(٨
.2اﻟﻌﺠﺎرﻣﺔ ،ﻧﻮﻓﺎن اﻟﻌﻘﯿﻞ) ،ﻋﻘﺪ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﺸﻐﯿﻞ وﻧﻘﻞ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ) (BOTوﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ
اﻷردﻧﻲ( ،ﺑﺤﺚ ﻣﻨﺸﻮر ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن ،ﻣﺠﻠﺪ ٤٠ﻣﻠﺤﻖ ).٢٠١٣ ،(١
ويEختلف الEتكييف الشEرعEي لEعقود االمEتياز تEبعاً حملEل الEعقد )نEشاط املشEروع الEذي
يEبرم الEعقد إلجنEازه( ،وبEإمEكان املEصارف اإلسEالمEية اسEتغالل هEذا الEعقد فEي تEنفيذ
صفقات استثمارية امتيازية على النحو اآلتي:1
الRRصيغة األولRRى /إبEEرام عEEقد امEEتياز عEEلى أسEEاس عEEقد االسEEتصناع بEEني اجلEEهة مEEانEEحة
االمEتياز )املسEتصنع( واملEصرف )الEصانEع( بEحيث يEكون محEل الEعقد بEناء جسEر ،أو
إنEشاء محEطة كهEربEاء أو مEياه ،أو تEعبيد طEريEق ،ويEكون الEثمن هEو االنEتفاع بEاملشEروع
مEدة مEعلومEة ،عEلى أنْ تEكون رسEوم االنEتفاع عEادلEة وغEير مEجحفة بEاملسEتهلكني ممEن
يستخدمون املشروع ويحتاجون خلدماته.
الRصيغة الRثانRية /إبEرام عEقد إجEارة بEني اجلEهة مEانEحة االمEتياز وبEني املEصرف املEمول،
يEقدم مبEوجEبه مEانEح االمEتياز أرضEاً لEلمصرف أو لEلممول لEيعمل عEلى الEتنقيب عEن
املEعادن بEآلEياتEه وأدواتEه ،مEقابEل إعEطاء املEؤجEر مEانEح االمEتياز جEزءاً شEائEعاً ممEا يخEرج مEنها،
وذلك قياساً على املزارعة ببعض الزرع.
الRصيغة الRثالRثة /إبEرام عEقد مEشاركEة بEني مEانEح االمEتياز واملEمول )املEصرف( ،بEحيث
يEتم تEنفيذ املشEروع املEطلوب مبEساهEمة مEن الEطرفEني ،ثEم يشEتري مEانEح االمEتياز حEصة
املمول تدريجياً حتى تؤول ملكية جميع حصص املشروع له خالل مدة معينة.
.1د .ﺑﻜﺮ ،ﻣﺤﻤﺪ داود) ،اﺳﺘﺼﻨﺎع اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت ﻣﻘﺎﺑﻞ اﺳﺘﺜﻤﺎرھﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ،( ( BOTﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ،
)ص .(١٠وﯾﻨﻈﺮ ﻗﺮارات ﻧﺪوة اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﺟﺪة ١٠ - ٩رﻣﻀﺎن ١٤١٧ھـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ
١٦ - ١٥ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ )ﯾﻨﺎﯾﺮ( ١٩٩٨م) ،ص .(٩٧د .أﺑﻮ ﻏﺪة) ،ﺑﺤﻮث ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت واﻷﺳﺎﻟﯿﺐ
اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ( ،اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ) ،ص(١٢٨
األصEل فEي عEقد الEقرض احلEسن هEو الEتبرع واإلرفEاق بEحال املEقترض ملEساعEدتEه عEلى
جتEاوز مEحنته دون انEتظار املEقرض أي عEائEد مEالEي مEقابEل عEمل اخلEير الEذي قEدمEه ،أو
اشEتراط مEنفعة مEالEية أو مEعنويEة لEصاحلEه ،وإال أصEبح الEقرض ربEويEاً خEالEياً مEن املEعانEي
احلEE E E E Eميدة املEE E E E Eقصودة
لEE Eلشارع احلEE Eكيم جEE Eل ومن األمثلة الفقهية التي يمكن االستشهاد بها على جواز اقتران
عقد القرض بعقود املشاركات وغيرها من عقود التمويل الحيلة التي جالله.
يوردها فقهاء الحنفية في مؤلفاتهم لجعل يد األمني شريكا ً أو
وع EEليه؛ إذا خ EEال ع EEقد مضاربا ً ...ضامنة؛ وذلك ملَّا رأوا حاجة الناس ماسة إلى مثل هذه
الحيلة التي تحفظ مصالحهم املالية من الضياع واالختالس
ال EE Eقرض م EE Eن أي ن EE Eفع
واالعتداء ،فجاء في املبسوط للسرخسي ما نصه اآلتي) :ولو أ َّن
ل EE Eلمقرض مش EE Eروط أو رجال أراد أن يدفع ماال مضاربة إلى رجل وأراد أن يكون املضارب
ضامنا له ،فالحيلة في ذلك أن يقرضه رب املال املال إال درهماً ،ثم
م EEتعارف ع EEليه ،ف EEإن EEه
يشاركه بذلك الدرهم فيما أقرضه على أن يعمال فما رزقهما اهلل
يEE Eجوز ولEE Eو وقEE Eع مEE Eعه تعالى في ذلك من شيء ،فهو بينهما على كذا ،وهذا صحيح؛ ألن
املستقرض بالقبض يصير ضامنا للمستقرض متملكا ،ثم الشركة
بينهما مع التفاوت في رأس املال صحيح فالربح بينهما على
عEEقد آخEEر غEEير مشEEروط
فEي عEقد الEقرض ،وعEلى الشرط على ما قال علي -رضي اهلل عنه -الربح على ما اشترطا
والوضيعة على املال ويستوي إن عمال جميعا أو عمل به أحدهما
فربح ،فإن الربح يكون بينهما على هذا الشرط ،وإن شاء أقرض
ضEE E Eوء هEE E Eذه الEE E Eنتيجة
الEE EهامEE Eة عEE Eرض بEE Eعض املال كله للمضارب ثم يدفعه املستقرض إلى املقرض مضاربة
بالنصف ثم يدفعه املقرض إلى املستقرض بضاعة فيجوز ذلك في
الEEباحEEثني صEEوراً لEEصيغ قول أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما اهلل ألن دفعه إلى صاحب
اسEEتثماريEEة ميEEكن فEEيها املال بضاعة كدفعه إلى أجنبي آخر(.
وهي:
الRصيغة األولRى /اقEتران عEقد الEقرض بEعقد املEضاربEة ،بEحيث يEقرض املEمول املEضارب
مEEبلغاً مEEن املEEال اخملEEصص لEEلمضاربEEة لEEيكون مEEضمون Eاً عEEليه تEEطبيقاً لEEقاعEEدة )الEEغنم
بEالEغرم( ،وأمEا اجلEزء الEباقEي مEن مEبلغ الEتمويEل فEيدفEعه املEمول لEلمضارب عEلى أسEاس
عEقد املEضاربEة مEع االتEفاق عEلى تEوزيEع األربEاح املEتحققة وفEق نسEب شEائEعة محEددة،
وذلك ليتمكن املمول من استرداد ماله في حال خسارة استثمارات املضاربة.1
وقEد رأت نEدوة الEبركEة لEالقEتصاد اإلسEالمEي الEرابEعة عشEرة جEواز هEذه الEصورة إذا لEم يEؤد
ذلEك إلEى زيEادة ربEح رب املEال عEن نسEبة ربEح املEثل؛ ألن ذلEك يEصبح حEينئذ مEن قEبيل
القرض الذي جر نفعاً فيمنع شرعاً.2
الRصيغة الRثانRية /تEقدمي املEصرف املEمول قEرضEاً لEعميله لEيتعامEل الEعميل بEذلEك الEقرض
مEع الEبنك فEي شEراء وبEيع الEعمالت أو أنْ يEتعامEل بEه مEع جEهة ثEالEثة ،ويEعمل الEبنك
وكيالً للمقترض في التعامل مع تلك اجلهة.
وقEEد أجEEازت نEEدوة الEEبركEEة الEEرابEEعة عشEEرة لEEالقEEتصاد اإلسEEالمEEي هEEذه الEEصيغة إذا لEEم
يشEEترط املEEمول عEEلى الEEعميل املEEقترض أنْ تEEكون تEEعامEEالتEEه مEEحصورة مEEعه ،ولEEم تEEزد
عمولة املمول مقابل الوكالة باالستثمار بسبب القرض.3
وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني
قائمة املراجع
.۱اإلسEنوي ،عEبد الEرحEيم بEن احلEسن) ،نRهايRة الRسول شRرح مRنهاج الRوصRول(،
الطبعة األولى ،دار الكتب العلمية۱٤۲۰ ،هـ ۱۹۹۹ -م.
.۲ابEEن تEEيمية ،أحEEمد بEEن عEEبداحلEEليم) ،االخRRتيارات الفقهRRية( ،دار املEEعرفEEة -
بيروت۱۳۹۷ ،هـ ۱۹۷۸ -م.
.۳ابEن جEزي ،محEمد بEن أحEمد بEن محEمد) ،الRقوانRني الفقهRية( ،بEدون طEبعة
وتاريخ.
.٤ابEن جنEيم املEصري ،زيEن الEديEن بEن إبEراهEيم بEن محEمد) ،البحRر الRرائRق( ،دار
الكتاب اإلسالمي ،الطبعة الثانية ،دون تاريخ.
.٥د .أبEو غEدة ،عEبد السEتار " ،األجRوبRة الشRرعRية فRي الRتطبيقات املRصرفRية "،
شركة التوفيق ،مجموعة دلة البركة ،الطبعة األولى۱٤۲۳ ،هـ ۲۰۰۲ -م.
.٦د .أبEEوغEEدة ،عEEبد السEEتار) ،ضRRوابRRط إجRRارة اخلRRدمRRات وتRRطبيقات اإلجRRارة
املوصوفة في الذمة( ،بحث مقدم إلى ندوة البركة ،۲۸جدة.۲۰۰۷ ،
.۷د .أبEو غEدة ،عEبد السEتار) ،السRلع الRدولRية وضRوابRط الRتعامRل فRيه( ،مجEلة
حEEولEEية الEEبركEEة ،الEEعدد احلEEادي عشEEر رمEEضان ۱٤۳۰هـ -أيEEلول )سEEبتمبر(
۲۰۰۹م.
.۸د .أبEEو غEEدة ،عEEبد السEEتار) ،ضRRوابRRط وتRRطويRRر املشRRتقات املRRالRRية فRRي الRRعمل
املRالRي( ،ورقEة مEقدمEة لEلمؤمتEر الEثامEن للهEيئات الشEرعEية لEلمؤسEسات املEالEية
اإلسالمية في الفترة من ۱۹ - ۱۸مايو .۲۰۰۹
.۹د .أبEEو غEEدة ،عEEبد السEEتار) ،بRRحوث فRRي املRRعامRRالت واألسRRالRRيب املRRصرفRRية
اإلسالمية( ،اجلزء الرابع ،مجموعة دلة البركة ،الطبعة األولى۲۰۰۳ ،م.
.۱۰د .أبEEو غEEدة ،عEEبد السEEتار) ،بRRحوث فRRي املRRعامRRالت واألسRRالRRيب املRRصرفRRية
اإلسالمية( ،اجلزء اخلامس ،مجموعة دلة البركة ،الطبعة األولى۲۰۰٤ ،م.
.۱۱ابEن قEدامEة املEقدسEي ،أبEو محEمد عEبد اهلل) ،املRغني( ،مEكتبة وهEبة -الEقاهEرة،
۱۳۸۸هـ ۱۹٦۸ -م.
.۱۲ابEن قEيم اجلEوزيEة ،محEمد بEن أبEي بEكر " ،إعRالم املRوقRعني عRن رب الRعاملRني "،
دار الكتب العلمية -بيروت۱٤۱۱ ،هـ ۱۹۹۱ -م.
.۱۳ابEن مEازه ،أبEو املEعالEي محEمود بEن أحEمد " ،احملRيط الRبرهRانRي " ،الEطبعة األولEى،
دار الكتب العلمية۱٤۲٤ ،هـ ۲۰۰٤ -م.
.۱٤د .بEEكر ،محEEمد داود) ،اسRRتصناع املشRRروعRRات مRRقابRRل اسRRتثمارهRRا قRRبل
التس RRليم ) ،( (BOTمج EEلة ح EEول EEية ال EEبرك EEة ،ال EEعدد اخل EEام EEس ،رم EEضان
۱٤۲٤هـ -أكتوبر )تشرين أول( ۲۰۰۳م.
.۱٥د .الEبلتاجEي ،محEمد) ،الRتمويRل بRاملRشاركRة ،اآللRيات الRعملية لRتطويRره(،
بحث مقدم للندوة الفقهية الثالثة ملصرف أبو ظبي اإلسالمي.
.۱٦بEنك الEسودان املEركEزي -اخلEرطEوم) ،فRتاوى الهRيئة الRعليا لRلرقRابRة الشRرعRية
للجهاز املصرفي واملؤسسات املالية( ،الطبعة األولى۲۰۰٦ ،م.
.۱۷الEبهوتEي ،مEنصور بEن يEونEس) ،كRشاف الRقناع عRن مRنت اإلقRناع( ،دار الEكتب
العلمية ،بدون تاريخ وال طبعة.
.۱۸د .الEبوطEي ،محEمد سEعيد رمEضان) ،اإلجRارة املRوصRوفRة فRي الRذمRة( ،بEحث
مEEقدم ملEEؤمتEEر الEEعمل املEEصرفEEي واملEEالEEي اإلسEEالمEEي لهEEيئة احملEEاسEEبة واملEEراجEEعة
للمؤسسات املالية والبنك الدولي في البحرين۲۰۰۷ ،م.
.۲٦حEEيدر ،عEEلي خEEواجEEه أمEEني أفEEندي " ،درر احلRRكام شRRرح مجRRلة األحRRكام"
تعريب فهمي احلسيني ،دار اجليل ،الطبعة :األولى۱٤۱۱ ،هـ ۱۹۹۱ -م.
.۲۷اخلEرشEي ،محEمد بEن عEبد اهلل) ،شRرح مRختصر خRليل( ،دار الEفكر -بEيروت،
بدون طبعة وتاريخ.
.۲۸د .داغEي ،عEلي مEحي الEديEن الEقره) ،تRطبيقات الRوكRالRة والRفضالRة واملRرابRحة
العكس RRية( ،مج EEلة ح EEول EEية ال EEبرك EEة ،ال EEعدد ال EEعاش EEر ،رم EEضان ۱٤۲۹هـ -
سبتمبر /أيلول.۲۰۰۸ ،
.۲۹د .داغ EEي ،ع EEلي ال EEقره) ،اإلج RRارة ع RRلى م RRناف RRع األش RRخاص( ،ب EEحث م EEقدم
لEEلدورة الEEثامEEنة للمجEEلس األوروبEEي لEEإلفEEتاء والEEبحوث -بEEاريEEس ،جEEمادى
الثانية/رجب۱٤۰۹ ،هـ/يوليو ۲۰۰۸م.
.۳۰الEدسEوقEي ،محEمد بEن أحEمد بEن عEرفEة " ،حRاشRية الشRرح الRكبير " ،دا الEفكر،
بدون طبعة وال تاريخ.
.۳۱د .دوابEه ،أشEرف محEمد) ،املشRتقات املRالRية فRي الRرؤيRة اإلسRالمRية( ،املEؤمتEر
الEEعلمي الEEسنوي اخلEEامEEس عشEEر ،مEEؤمتEEر أسEEواق األوراق املEEالEEية والEEبورصEEات،
جامعة اإلمارات العربية املتحدة ،كلية الشريعة والقانون.
.۳۲الEرحEيبانEي ،مEصطفى بEن سEعد السEيوطEي " ،مRطالRب أولRي النهRى فRي شRرح
غاية املنتهى " ،املكتب اإلسالمي ،الطبعة الثانية۱٤۱٥ ،هـ ۱۹۹٤ -م.
.۳۳الEرمEلي ،شEمس الEديEن محEمد بEن أحEمد " ،نRهايRة احملRتاج إلRى شRرح ألRفاظ
املنهاج " ،دار الفكر -بيروت ،الطبعة األولى۱٤۰٤ ،هـ ۱۹۸٤ -م.
.۳٤الEزرقEا ،أحEمد بEن الشEيخ محEمد " ،شRرح الRقواعRد الفقهRية " ،دار الEقلم -
دمشق ،الطبعة الثانية ۱٤۰۹هـ ۱۹۸۹ -م.
.۳٥د .ال EEزرق EEا ،أن EEس م EEصطفى) ،ت RRعليق ع RRلى ب RRحث ت RRقومي ن RRقدي ل RRلقضاي RRا
الشRرعRية املRتعلقة بRصكوك اإلجRارة( ،مEقدم جملEمع الEفقه اإلسEالمEي الEدولEي فEي
دورة مEؤمتEره العشEريEن املEنعقد بEوهEران فEي اجلEزائEر فEي الEفترة مEن ۲۹شEوال ۲ -
ذي القعدة ۱٤۳۳هـ املوافق ۱۸ - ۱۳سبتمبر )أيلول( ۲۰۱۲م.
.۳٦الEزرقEا ،مEصطفى أحEمد) ،عRقد االسRتصناع ومRدى أهRميته فRي االسRتثمارات
اإلسالمية املعاصرة( ،البنك اإلسالمي للتنمية ،املعهد اإلسالمي للتدريب.
.۳۷السجس EEتان EEي ،س EEليمان ب EEن األش EEعث أب EEوداود)،س RRنن أب RRي داود( ،امل EEكتبة
العصرية ،صيدا -بيروت ،حتقيق محمد محيى الدين عبد احلميد.
.۳۸السEEرخسEEي ،محEEمد بEEن أحEEمد بEEن أبEEي سهEEل " ،املRRبسوط " ،دار املEEعرفEEة -
بيروت۱٤۱٤ ،هـ ۱۹۹۳ -م.
.۳۹الEسعدنEي ،قEنديEل عEلي مEسعد) ،اسRتحداث الRعقود فRي الRفقه اإلسRالمRي(،
دار ابن اجلوزي ،الطبعة األولى۱٤۳۳ ،هـ.
.٤۰د .ال EEسوي EEلم ،س EEام EEي) ،ص RRناع RRة ال RRهندس RRة امل RRال RRية ،ن RRظرات ف RRي امل RRنهج
اإلسRالمRي( ،مEركEز الEبحوث ،شEركEة الEراجEحي املEصرفEية لEالسEتثمار ،رمEضان
۱٤۲۱هـ -ديسمبر ۲۰۰۰م.
.٤۱د .الEEسويEEلم ،سEEامEEي بEEن إبEEراهEEيم) ،املRRرابRRحة بRRربRRح مRRتغير( ،بEEحث مEEقدم
لEEلملتقى الEEثانEEي للهEEيئات الشEEرعEEية لEEلمصارف اإلسEEالمEEية بEEعنوان )مEEلتقى
املEرابEحة بEربEح مEتغير( ،بEرعEايEة الهEيئة الشEرعEية لEبنك الEبالد ،الEريEاض ۲۹ :ذو
احل EE Eجة ۱٤۳۰هـ ۱٦ -دي EE Eسمبر ۲۰۰۹م ،دار امل EE Eيمان للنش EE Eر وال EE Eتوزي EE Eع
بالرياض.
.٤۲د .الEسويEلم ،سEامEي بEن إبEراهEيم) ،الRوسRاطRة املRالRية فRي االقRتصاد اإلسRالمRي(،
مجEلة جEامEعة املEلك عEبد الEعزيEز ،االقEتصاد اإلسEالمEي ،مجEلد ۱٤۱۸ ،۱۰هـ -
۱۹۹۸م.
.٤۳د .الEسويEلم ،سEامEي بEن إبEراهEيم) ،الRتورق ..والRتورق املRنظم( ،بEحث مEقدم
إلEى مجEمع الEفقه اإلسEالمEي ،رابEطة الEعالEم اإلسEالمEي ،مEكة املEكرمEة ،جEمادى
الثانية ۱٤۲٤هـ -أغسطس ۲۰۰۳م.
.٤٤د .الEسويEلم ،سEامEي بEن إبEراهEيم) ،الRتكافRؤ االقRتصادي بRني الRربRا والRتورق(،
ورقEة مEقدمEة إلEى نEدوة الEبركEة الEرابEعة والعشEريEن املEنعقدة فEي ۲۹شEعبان ۲ -
رمضان۱٤۲٤ /هـ املوافق ۲۷ - ۲٥اكتوبر۲۰۰۳/م.
.٤٥د .الEسويEلم ،سEامEي بEن إبEراهEيم) ،مRنتجات الRتورق املRصرفRية( ،بEحث مEقدم
جملEمع الEفقه اإلسEالمEي الEدولEي فEي دورة مEؤمتEره الEتاسEعة عشEرة املEنعقدة فEي دولEة
اإلمارات العربية املتحدة.
.٤٦د .الEسويEلم ،سEامEي بEن إبEراهEيم) ،مRنتجات صRكوك اإلجRارة( ،بEحث مEقدم
لEندوة )الEصكوك اإلسEالمEية ،عEرض وتEقومي( ،املEنعقدة فEي جEامEعة املEلك عEبد
الEعزيEز بجEدة خEالل الEفترة مEن ۱۱ - ۱۰جEمادى اآلخEرة ۱٤۳۱هـ املEوافEق ۲٤
۲٥ -مEايEو ۲۰۱۰م ،بEالEتعاون مEع مEركEز أبEحاث االقEتصاد اإلسEالمEي ومجEمع
الEEفقه اإلسEEالمEEي الEEدولEEي الEEتابEEع ملEEنظمة املEEؤمتEEر اإلسEEالمEEي ،واملعهEEد اإلسEEالمEEي
للبحوث والتدريب /البنك اإلسالمي للتنمية.
.٤۷د .الEسويEلم ،سEامEي بEن إبEراهEيم) ،تRعقيب حRول متRويRل رأس املRال الRعامRل(،
ورقEEة مEEقدمEEة لEEندوة )متEEويEEل رأس املEEال الEEعامEEل( ،املEEنعقدة فEEي يEEوم الEEثالثEEاء
۹/۳/۱٤۲۹هـ املEوافEق ،۱۷/۳/۲۰۰۸الهEيئة اإلسEالمEية الEعاملEية لEالقEتصاد
والEتمويEل /جEامEعة اإلمEام محEمد بEن سEعود اإلسEالمEية /كEلية االقEتصاد والEعلوم
اإلدارية.
.٤۸السEيوطEي ،عEبد الEرحEمن بEن أبEي بEكر جEالل الEديEن " ،األشRباه والRنظائRر "،
الطبعة األولى ،دار الكتب العلمية -بيروت۱٤۱۱ ،هـ ۱۹۹۰ -م.
.٤۹الEEشافEEعي ،محEEمد بEEن إدريEEس) ،األم( ،دار املEEعرفEEة -بEEيروت۱٤۱۰ ،هـ -
۱۹۹۰م.
.٥۰د .الشEEبيلي ،يEEوسEEف بEEن عEEبد اهلل) ،املRRرابRRحة بRRربRRح مRRتغير( ،بEEحث مEEقدم
لEEلملتقى الEEثانEEي للهEEيئات الشEEرعEEية لEEلمصارف اإلسEEالمEEية بEEعنوان )مEEلتقى
املEرابEحة بEربEح مEتغير( ،بEرعEايEة الهEيئة الشEرعEية لEبنك الEبالد ،الEريEاض ۲۹ :ذو
احل EE Eجة ۱٤۳۰هـ ۱٦ -دي EE Eسمبر ۲۰۰۹م ،دار امل EE Eيمان للنش EE Eر وال EE Eتوزي EE Eع
بالرياض.
.٥۱د .الشEبيلي ،يEوسEف بEن عEبد اهلل) ،أحRكام إصRدار وتRداول صRكوك اإلجRارة
املRوصRوفRة فRي الRذمRة( ،بEحث مEقدم جملEمع الEفقه اإلسEالمEي الEدولEي فEي دورة
مEؤمتEره العشEريEن املEنعقد بEوهEران فEي اجلEزائEر فEي الEفترة مEن ۲۹شEوال ۲ -ذي
القعدة ۱٤۳۳هـ املوافق ۱۸ - ۱۳سبتمبر )أيلول( ۲۰۱۲م.
.٥۲الشEربEيني ،محEمد بEن أحEمد اخلEطيب) ،مRغني احملRتاج بشRرح املRنهاج( ،دار
الكتب العلمية -بيروت ،الطبعة األولى۱٤۱٥ ،هـ ۱۹۹٤ -م.
.٥۳شEEركEEة أعEEيان لEEإلجEEارة واالسEEتثمار) ،الRRفتاوى الشRRرعRRية( ،الEEكتاب األول،
.۲۰۰۲ - ۱۹۹۹
.٥٤شEمس ،محEمد عEزيEر) ،جRامRع املRسائRل البRن تRيمية( ،إشEراف الEدكEتور بEكر
أبو زيد ،دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى۱٤۲۲ ،هـ.
.٥٥الشEيبانEي ،محEمد بEن احلEسن بEن فEرقEد) ،األصRل( ،دار ابEن حEزم -بEيروت،
الطبعة األولى۱٤۳۳ ،هـ ۲۰۱۲ -م.
.٥٦د .الEطبطبائEي ،محEمد عEبد الEرزاق السEيد إبEراهEيم " ،ممRيزات عRقود اإلجRارة
عRلى عRقود الRبيع لRلمؤسRسات املRالRية اإلسRالمRية والRعمالء " ،مجEلة الشEريEعة
والEدراسEات اإلسEالمEية ،جEامEعة الEكويEت ،الEسنة الEثامEنة عشEرة ،الEعدد الEرابEع
واخلمسون ،رجب ۱٤۲٤هـ ۲۰۰۳ -م.
.٥۷د .ال EEعثمان EEي ،مح EEمد ت EEقي) ،ب RRيع ال RRدي RRن واألوراق امل RRال RRية وب RRدائ RRلها
الشرعية( ،مجلة مجمع الفقه اإلسالمي الدولي ،عدد .۱۱
.٥۸الEعجارمEة ،نEوفEان الEعقيل) ،عRقد الRبناء والRتشغيل ونRقل املRلكية )(BOT
وتRطبيقاتRه فRي الRنظام الRقانRونRي األردنRي( ،بEحث مEنشور فEي مجEلة دراسEات
الشريعة والقانون ،مجلد ٤۰ملحق ).۲۰۱۳ ،(۱
.٥۹ال EEعسقالن EEي ،أح EEمد ب EEن ع EEلي ب EEن حج EEر) ،ف RRتح ال RRباري بش RRرح ص RRحيح
البخاري( ،دار املعرفة -بيروت۱۳۷۹ ،هـ.
.٦۰الEEعمرانEEي ،أبEEو احلسEEني يEEحيى) ،الRRبيان فRRي مRRذهRRب اإلمRRام الRRشافRRعي( ،دار
املنهاج -جدة۱٤۲۱ ،هـ ۲۰۰۰ -م.
.٦۱د .عEمر ،محEمد عEبد احلEليم عEمر) ،اإلطRار الشRرعRي واالقRتصادي واحملRاسRبي
ل RRبيع الس RRلم ف RRي ض RRوء ال RRتطبيق امل RRعاص RRر( ،ال EEطبعة ال EEثال EEثة۱٤۲٥ ،هـ -
۲۰۰٤م ،البنك اإلسالمي للتنمية ،املعهد اإلسالمي للتدريب.
.٦۲د .عEEمر ،محEEمد عEEبد احلEEليم) ،بRRعض قRRضايRRا الRRصكوك اإلسRRالمRRية حRRول
اإلجRRارة املRRوصRRوفRRة فRRي الRRذمRRة والRRتبعية والRRغلبة( ،بEEحث مEEقدم جملEEمع الEEفقه
اإلسEالمEي الEدولEي فEي دورة مEؤمتEره احلEاديEة والعشEريEن بEالEريEاض فEي الEفترة مEن
۱۹ - ۱٥مح EEرم ۱٤۳٥هـ امل EEواف EEق ۲۲ - ۱۸تش EEري EEن ال EEثان EEي )ن EEوف EEمبر(
.۲۰۱۳
.٦۳د .ق EEحف ،م EEنذر) ،م RRفهوم ال RRتموي RRل ف RRي االق RRتصاد اإلس RRالم RRي( ،ال EEبنك
اإلسEEالمEEي لEEلتنمية ،املعهEEد اإلسEEالمEEي لEEلبحوث والEEتدريEEب ،الEEطبعة الEEثالEEثة،
۱٤۲٥هـ ۲۰۰٤ -م.
.٦٤د .قEحف ،مEنذر) ،صRكوك اإلجRارة املRوصRوفRة فRي الRذمRة( ،بEحث مEقدم جملEمع
الEفقه اإلسEالمEي الEدولEي فEي دورة مEؤمتEره احلEاديEة والعشEريEن بEالEريEاض فEي الEفترة
مEEن ۱۹ - ۱٥محEEرم ۱٤۳٥هـ املEEوافEEق ۲۲ - ۱۸تشEEريEEن الEEثانEEي )نEEوفEEمبر(
.۲۰۱۳
.٦٥د .قEEحف ،مEEنذر) ،عRRقود الRRصيانRRة( ،ورقEEة مEEقدمEEة جملEEمع الEEفقه اإلسEEالمEEي
الEEدولEEي فEEي دورة مEEؤمتEEره احلEEاديEEة عشEEرة املEEنعقدة فEEي البحEEريEEن -نEEوفEEمبر
۱۹۹۸م.
.٦٦قRRرارات وتRRوصRRيات نRRدوة الRRبركRRة لRRالقRRتصاد اإلسRRالمRRي مEEن الEEندوة األولEEى
وحتى الندوة الثالثني ،الطبعة األولى ۱٤۳۱هـ ۲۰۱۰ -م.
.٦۷د .الEE EقرشEE Eي ،عEE Eبد اهلل بEE Eن مEE Eرزوق) ،الRR Rتفكير الفقهRR Rي فRR Rي املRR RعامRR Rالت
املعاصرة( ،الطبعة األولى ،مركز مناء للبحوث والدراسات۲۰۱۳ ،م.
.٦۸الEEقرطEEبي ،أبEEو الEEولEEيد سEEليمان بEEن خEEلف الEEباجEEي) ،املRRنتقى شRRرح املRRوطRRأ(،
مطبعة السعادة -بجوار محافظة مصر ،الطبعة األولى ۱۳۳۲هـ.
.٦۹د .الEقرضEاوي ،يEوسEف) ،بRيع املRرابRحة لRآلمRر بRالشRراء كRما جتRريRه املRصارف
اإلسالمية( ،مكتبة وهبة ،الطبعة الثالثة۱٤۱٥ ،هـ ۱۹۹٥ -م.
.۷۷الEكاسEانEي ،عEالء الEديEن أبEو بEكر بEن مEسعود) ،بRدائRع الRصنائRع فRي تRرتRيب
الشرائع( ،الطبعة الثانية۱٤۰٦ ،هـ ۱۹۸٦ -م.
.۷۸اجملEموعEة الشEرعEية " ،قRرارات الهRيئة الشRرعRية مبRصرف الRراجRحي " ،الEطبعة
األولى ،دار كنوز إشبيليا -الرياض۱٤۳۱ ،هـ ۲۰۱۰ -م.
.۷۹د .م EEشعل ،ع EEبد ال EEباري) ،ت RRطبيقات ال RRوك RRال RRة وال RRفضال RRة وامل RRراب RRحة
العكس RRية( ،مج EEلة ح EEول EEية ال EEبرك EEة ،ال EEعدد ال EEعاش EEر ،رم EEضان ۱٤۲۹هـ -
سبتمبر /أيلول.۲۰۰۸ ،
.۸۰د .مEEشعل ،عEEبد الEEباري) ،حRRكم تRRأجRRيل األجRRرة فRRي إجRRارة املRRوصRRوف فRRي
الRذمRة ،حRكم تRداول صRكوك إجRارة املRوصRوف فRي الRذمRة قRبل تRعيني محRل
الRعقد( ،بEحث مEقدم جملEمع الEفقه اإلسEالمEي الEدولEي فEي دورة مEؤمتEره احلEاديEة
والعشEريEن بEالEريEاض فEي الEفترة مEن ۱۹ - ۱٥محEرم ۱٤۳٥هـ املEوافEق ۲۲ - ۱۸
تشرين الثاني )نوفمبر( .۲۰۱۳
.۸۱املEرداوي ،عEالء الEديEن أبEو احلEسن بEن سEليمان " ،اإلنRصاف فRي مRعرفRة الRراجRح
من اخلالف " ،دار إحياء التراث العربي -بيروت.
.۸۲د .امل EEصري ،رف EEيق ي EEون EEس) ،الس RRلم ب RRسعر ال RRسوق ي RRوم التس RRليم ،ه RRل
يRجوز؟( ،مجEلة جEامEعة املEلك عEبد الEعزيEز ،االقEتصاد اإلسEالمEي ،م ،٦عEدد ،۲
)۱٤۲٤هـ۲۰۰۳/م(.
.۸۳د .رفEيق املEصري) ،بRيع االسRتجرار ،تRعريRفه وإشRكالRياتRه( ،نEدوة األربEعاء،
مركز االقتصاد اإلسالمي.۱۰/۱۰/۱٤۲۷ ،
.۸٤املEEواق ،أبEEو عEEبداهلل محEEمد بEEن يEEوسEEف الEEعبدري " ،الRRتاج واإلكRRليل خملRRتصر
خليل " ،دار الكتب العلمية -بيروت.
.۸٥امل EE Eيالد ،زك EE Eي) ،امل RR Rصارف اإلس RR Rالم RR Rية :دراس RR Rة ف RR Rي ت RR Rطور األف RR Rكار
االقتصادية(.
.۸٦د .مEEيرة ،حEEامEEد بEEن حEEسن بEEن محEEمد) ،عRRقود الRRتمويRRل املسRRتجدة فRRي
املRصارف اإلسRالمRية( ،املEيمان للنشEر والEتوزيEع ،جEدوى لEالسEتثمار ،الEطبعة
األولى۱٤۳۲ ،هـ ۲۰۱۱ -م.
.۸۷د .م EEيرة ،ح EEام EEد ب EEن ح EEسن ب EEن مح EEمد ع EEلي) ،ص RRكوك م RRناف RRع األع RRيان
املRوصRوفRة فRي الRذمRة( ،بEحث مEقدم جملEمع الEفقه اإلسEالمEي الEدولEي فEي دورة
مEؤمتEره العشEريEن املEنعقد بEوهEران فEي اجلEزائEر فEي الEفترة مEن ۲۹شEوال ۲ -ذي
القعدة ۱٤۳۳هـ املوافق ۱۸ - ۱۳سبتمبر )أيلول( ۲۰۱۲م.
.۸۸د .م EEيلز ،ب EEول ،ود .ب EEريس EEلي ،ج EEون) ،ال RRتموي RRل اإلس RRالم RRي ،ال RRنظري RRة
والRتطبيق(۱٤۳٥ ،هـ ۲۰۰٤ -م ،قEام بEدعEم تEرجEمة الEكتاب كEرسEي سEابEك
لدراسة األسواق ملالية اإلسالمية.
.۸۹الEنسائEي ،أبEو عEبد الEرحEمن أحEمد بEن شEعيب) ،الRسنن الRصغرى لRلنسائRي/
اجملRRتبى مRRن الRRسنن(،الEEطبعة الEEثانEEية ،مEEكتبة املEEطبوعEEات اإلسEEالمEEية -حEEلب،
۱٤۰٦هـ ۱۹۸٦ -م ،حتقيق عبدالفتاح أبو غدة.
.۹۰هEيئة احملEاسEبة واملEراجEعة لEلمؤسEسات املEالEية اإلسEالمEية " ،املRعايRير الشRرعRية "،
۱٤۳۱هـ ۲۰۱۰ -م.
.۹۱الهEEيتمي ،أحEEمد بEEن محEEمد بEEن عEEلي بEEن حجEEر) ،حتRRفة احملRRتاج فRRي شRRرح
املنهاج ( ،املكتبة التجارية الكبرى -مصر۱۳٥۷ ،هـ ۱۹۸۳ -م.
.۹۲وزارة األوق EEاف وال EEشؤون اإلس EEالم EEية -ال EEكوي EEت " ،امل RRوس RRوع RRة الفقه RRية
الكويتية " ،دار السالسل -الكويت ،الطبعة الثانية.
قائمة املحتويات
رقم الصفحة املوضوع
٤ إهداء
٥ مقدمة
١١ أسOباب تOخوف املOصارف اإلسOالمOية مOن الOتمويOالت الOقائOمة عOلى أسOاس
املشاركات
١٤ نOOقاط االخOOتالف بOOني الOOتمويOOل الOOقائOOم عOOلى املOOشاركOOات والOOتمويOOل الOOقائOOم
على املداينات
٢٩ املaa a aبحث الaa a aثالaa a aث /أبaa a aرز املaa a aبتكرات واملaa a aمارسaa a aات واألدوات
املستخدمة في التمويل اإلسالمي
٨٧ الصكوك
١٢٧ املراجع