Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬

‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫وزارة التعليم العالي‬


‫جامعة الجفارة‬

‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية‬

‫اسم المقرر ‪ /‬التنظيم الدولي‬


‫أستاذ المادة ‪ /‬إسماعيل أبوحميرة عقل‬

‫‪1‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫التنظيم الدولي‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الهدف من المادة ‪:‬‬


‫يتناول مقرر التنظيم الدولي دراسة ماهية المنظمات الدولية‪ ،‬وبيان نشأتها‪ ،‬واألهداف التي أنشئت من أجلها‪،‬‬
‫ثم المبادئ التي أرسيت عليها‪ ،‬وتحديد اختصاصاتها ووسائل مباشرة هذه االختصاصات‪ ،‬ثم بيان أنواعها‬
‫المختلفة‪ ،‬وشروط العضوية فيها والصالت التي تقوم بين المنظمات الدولية وبعضها من جهة‪ ،‬وبينها وبين‬
‫الدول المختلفة من جهة أخري‪ .‬كذلك يتناول المقرر أهم المنظمات الدولية‪ ،‬مثل‪ :‬األمم المتحدة‪ ،‬وبعض‬
‫المنظمات المتخصصة كاليونسكو‪ ،‬ومنظمة الصحة الدولية‪ ،‬ومنظمة األغذية والزراعة‪ .‬ثم يدرس أهم‬
‫المنظمات اإلقليمية‪ ،‬مثل‪ :‬جامعة الدول العربية‪ ،‬ومنظمة الوحدة اإلفريقية‪ ،‬ومنظمة الدول األمريكية واالتحاد‬
‫األوروبي‬
‫أهداف المقرر‪:‬‬
‫‪ .1‬تزويد الطلبة بالمعرفة األساسية للمنظمات الدولية ونشأتها وتطورها وكافة نشاطات المجتمع‬
‫الدولي‪.‬‬
‫‪ .2‬إعطاء الطالب المبادئ والقواعد القانونية األساسية في المنظمات الدولية‪.‬‬
‫‪ .3‬التمييز بين المنظمات الدولية العامة والمتخصصة‪.‬‬
‫‪ .4‬تطوير مهارات الطلبة في كتابة البحوث والمقاالت والتقارير في مجال المنظمات الدولية‪.‬‬
‫‪ .5‬تنمية مهارات الطلبة الذهنية والعملية في كافة مواضيع المنظمات الدولية وتطوير قدرتهم على‬
‫التعلم واالستفادة من مصادر المعرفة‪.‬‬
‫‪ .6‬تنمية القدرات الذهنية والفكرية للطالب من خالل التمرين على تحليل المنظمات الدولية‪.‬‬
‫مخرجات التعلم المستهدفة‪:‬‬
‫‪ .1‬القدرة على اإلحاطة بالمفاهيم والقضايا األساسية في الحقل‬
‫‪ .2‬إظهار معرفة متقدمة بمبادئ ومفاهيم المنظمات الدولية ونشأتها وتطورها التاريخي‬
‫‪ .3‬يعرف المنظمات الدولية والنظام القانوني الحاكم لها‪ ،‬واإللمام باألنواع والتقسيمات المختلفة‬
‫للمنظمات الدولية واالتفاقيات الدولية وأثرها على القوانين الوطنية‬
‫‪ .4‬توضيح دور المنظمات الدولية في المجاالت السياسية واالقتصادية والثقافية والتجارية والفنية‬
‫والعسكرية‬
‫‪ .5‬يفهم المعايير المميزة للمنظمات الدولية عن غيرها من المنظمات المتخصصة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫نشأة التنظيم الدولية‬


‫منذ أن بدأت فكرة الدولة بمفهومها الحديث تظهر وتستقر والحرب بين هذه الدول سجال‪ ،‬إذ سعت كل‬
‫منها ومنذ البداية الى توسيع حدودها على حساب األخرى‪ ،‬او اكتساب مناطق نفوذ ومستعمرات في‬
‫داخل القارة أو في القا ارت األخرى‪ ،‬والمالحظ ان التطور العلمي الذي شمل مختلف الميادين ومنها‬
‫الميدان العسكري أدى الى ازدياد خطر الحرب حيث اتسع نطاقها ليشمل مختلف بقاع العالم‪ ،‬األمر‬
‫الذي بدأ ينذر بمزيد من الخسائر البشرية واالقتصادية‬
‫من هنا بدأت الدول األوربية في بداية األمر في تنظيم نفسها في اطار دولي للوقوف امام القوة المنتمية‬
‫للدولة العثمانية باعتبارها خطر محدق للدول األوربية في نهاية القرن السابع عشر‪ ،‬ولذلك يمكن القول‬
‫انه في بداية األمر لم يكن تنظيم دولي بالمعنى الحقيقي ً وأنماء تنظيما اوروبيا ً‪ ،‬الى حين دخول الدولة‬
‫العثمانية في مفاوضات للتنظيم الدولي مع الدول األوربية في منتصف القرن الثامن عشر‪ ،‬ومن ثم‬
‫أصبحت الدول بمختلف قاراتها تسعى الى ايجاد سبل للتفاهم الودي إليجاد حلول مقبولة لما بينها من‬
‫تنافس وصراع توفر عليها ويالت الحرب وتحفظ بينها نوعا من التوازن المقبول ‪.‬‬
‫وكوسيلة لتحقيق هذه الغاية تبنت الدول عدة أساليب ومن بينها‪: -‬‬
‫أوال‪ :‬اللجوء الى عقد المؤتمرات الدولية‪:‬‬
‫المالحظ ان الدول وال سيما األوربية منها لجأت وكوسيلة أولى لعقد المؤتمرات الدولية لحل منازعاتها‪،‬‬
‫ربما الن هذه المؤتمرات كانت وسيلة للتفاوض المباشر ومواجهة بعضها ببعض‪ ،‬واتسع نطاق عقد‬
‫هذه المؤتمرات بعد انتصار القوى العظمى آنذاك) إنكلترا‪ -‬بروسيا‪ -‬النمسا‪ -‬روسيا (على نابليون عام‬
‫‪8181‬م‪ .‬حيث عقد مؤتمر وستفاليا سنة ‪ 8461‬ومؤتمر شاتيون سنة ‪ 8186‬ومؤتمر فينا سنة ‪8181‬‬
‫‪،‬ومؤتمر صلح باريس سنة ‪، 8114‬حيث اثبتت هذه المؤتمرات جدواها‪ ،‬االمر الذي أضفى عليها‬
‫خالل القرن التاسع عشر طابعا شبه دوري فيما يعرف بالوفاق األوربي ‪( European‬‬
‫)‪ًً Concert‬‬
‫وكان هذا النظام يهدف الى االبقاء على الوضع الراهن في اوروبا‪ ،‬اعتمادا على مبدأ الشرعية وتوازن‬
‫القوى مع احتفاظ كل دولة بسيادتها الكاملة‪ ،‬مع مالحظة ان هذا النظام لم يلزم الدول بالتعهد رسميا‬
‫اللجوء الى استخدام القوة او بضمان سالمة اراضي كل منها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫ثانيا‪ :‬التحكيم الدولي‬


‫يعد التحكيم واحدا من أهم وسائل تسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية‪ ،‬وقد كان ً لنجاح التحكيم‬
‫في قضية األلبما سنة ‪ 8181‬عامال مشجعا لالتجاه نحو هذا االسلوب في تسوية المنازعات ‪.‬‬

‫والجدير بالذكر ان مؤتمري الهاي لسنة ‪ 8111‬و‪ )8198‬كانا قد أقرى مبدأ التحكيم اإلجباري ووضعا‬
‫قواعد وإجراءات التحكيم اال انهما فشال في انشاء محكمة تنظر في منازعات الدول‬
‫والواقع ان محكمة التحكيم الدائمة التي تم انشاؤها في سنة ‪ 8111‬لم تكن اال مجرد قائمة بأسماء‬
‫القضاة الذين يمكن اختيارهم كمحكمين متى اتفقت الدول أطراف النزاع على اللجوء اليها ‪.‬‬
‫وال بد من التذكير بان عقد مؤتمري الهاي (‪ )8198-8111‬كان له داللته الخاصة ً حيث عقد هذين‬
‫المؤتمرين في فترات السلم‪ ،‬على عكس ما كان سائدا في عقد المؤتمرات الدولية‪ ،‬حيث لم تكن هذه‬
‫المؤتمرات تعقد اال في اعقاب الحروب‪ ،‬لتسوية اآلثار المترتبة عليها ‪.‬‬
‫كما ضم هذين المؤتمرين دوالً أخرى غير اوروبية االمر الذي كان يعني اتساع قاعدة ّ المساهمة في‬
‫تلك المؤتمرات ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اللجان الدولية‬
‫يعد انشاء هذه اللجان خطوة مهمة في طريق انشاء المنظمات الدولية‪ ،‬ويذهب جانب من الفقه‪ ،‬الى ان‬
‫هذه اللجان لم تنشأ اال كوسيلة لتعزيز وضمان حرية المالحة في بعض االنهار‪ ،‬مثل لجنة الرون التي‬
‫أنشأت سنة ‪ ،8186‬ولجنة الدانوب التي أنشأت سنة ‪8114‬‬
‫ونتيجة لنجاح اللجنتين المذكورتين في أداء المهام المسندة اليهما‪ ،‬فقد امتد نشاطها ليشمل ميادين أخرى‪،‬‬
‫كميدان الصحة‪ ،‬فقد انشئت لجان صحية في األقاليم المستعمرة‪ ،‬كلجنة قسطنطينية وبوخارست‪ ،‬كما‬
‫أنشأت لجان مالية مهمتها التوثيق والتقريب في وجهات نظر الدول الدائنة والمدينة‪ ،‬كوسيلة للوصول‬
‫الى حل وسط يرضي الطرفين‪ ،‬ومن بين هذه اللجان لجنة الدين المصري سنة ‪ ،8181‬ولجنة الدين‬
‫اليوناني سنة ‪ ،8118‬ولجنة الدين العثماني سنة ‪. 8111‬‬
‫ربعا‪ :‬االتحادات الدول‬
‫المالحظ ان انشاء هذه االتحادات لم يكن اال وسيلة لتنظيم بعض المرافق ذات الصلة بالمصالح الدولية‬
‫المشتركة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫ومن بين اهم االتحادات التي تم انشاؤها‪ ،‬اتحاد التلغراف العالمي الذي أنشئ بمقتضى اتفاقية باريس‬
‫لسنة ‪ ،8141‬واتحاد البريد العالمي الذي أنشئ باتفاقية برلين لسنة ‪ ،8186‬واالتحاد الدولي للمقاييس‬
‫والموازين عام ‪ ،8181‬واتحاد حماية الملكية الصناعية عام ‪ ،1882‬واالتحاد الدولي لنشر التعريفة‬
‫الجمركية لعام ‪ ،8119‬واتحاد حماية الملكية االدبية المنشئ بموجب اتفاقية برلين لسنة ‪. 8114‬‬

‫والواقع ان كل وسائل التعاون الدولي آنفة الذكر ال يمكن وصفها بالمنظمات الدولية‪ ،‬كونها ال تتخذ‬
‫طابع الديمومة واالستقرار في عملها كما ال يحكم نشاطها دستور نافذ في مواجهة الدول المنضمة‬
‫إليها‪ ،‬هذه اضافة الى ان مقرراتها لم تكن لتلزم الدول االعضاء اال بإرادتها‪.‬‬
‫اال ان ذلك ال يعني بحال من االحوال عدم جدواها‪ ،‬فتلك المحاوالت حققت خطوات متقدمة في مجال‬
‫التنظيم الدولي‪ ،‬االمر الذي مهد لقيام اول تنظيم دولي في اعقاب الحرب العالمية األولى (عصبة االمم (‬
‫وهذه البدايات األولى للتنظيم الدولي تثير مفهومين مختلفين هما مفهوم توازن القوى ومفهوم االمن‬
‫الجماعي‪.‬‬
‫مفهوم التنظيم الدولي ‪:‬هو مفهوم تاريخي‪ ،‬يحتاج إلى توحيد الدول على نطاق عالمي لتحقيق أهداف‬
‫معينة‪ .‬وكما هو الحال بالنسبة للمنظمات الداخلية‪ ،‬لكي تكون المنظمة فعالة‪ ،‬يجب أن تشمل العديد من‬
‫الدول التي تقبل القانون الدولي للنزاع مع الدول األخرى‪ ،‬ويجب ضمان احترام المبادئ القانونية‬
‫األساسية لجميع البلدان‪.‬‬
‫مؤتمر‬ ‫أرسى التنظيم الدولي مفهوم المنظمة الدولية التي تضم عدة دول مستقلة‪ ،‬وبدأت جهودها في‬
‫عام ‪ 8181‬للحفاظ على السالم في أوروبا‪ .‬وبعد فشل نابليون بونابرت‪ ،‬تم إنشاء منظمة نهرية‬ ‫فيينا‬

‫أو لجنة نهرية دولية لتحديد حرية المالحة في األنهار الدولية‪ ،‬ومن ثم المتابعة‪ .‬وقام اتحاد إدارات‬
‫البريد واالتصاالت السلكية والالسلكية بعد ذلك بتشكيل اتحاد جمركي‪ ،‬لذلك انطلقت المنظمات‬
‫الجماعية للتعبير عن إرادة البالد‪ ،‬طالما أنها ال تستند إلى نظام توافقي‪ ،‬فلن تتعارض مع‬
‫مبدأ السيادة الوطنية‬
‫ومنظمة العمل الدولية‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫عصبة األمم‬ ‫فإن هذه المنظمات هي منظمات دولية متخصصة مثل‬
‫ألسباب مختلفة‪ ،‬فشل التحالف‪ ،‬وتجنب كامل الحروب والصراعات واألسلحة وحل المشاكل بطريقة‬
‫الحرب العالمية‬ ‫سلمية‪ ،‬لكن الحلف نجح في إنشاء نظام تفويض للمهمة خالل فترة حكمه‪ .‬واندلعت‬
‫الثانية وانتهت في سان فرانسيسكو بإنشاء األمم المتحدة عام ‪ .8161‬تتخذ األمم المتحدة شكل اتفاقيات دولية‬
‫متعددة األطراف تستند إلى الميثاق الدولي‬

‫‪5‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫يتداخل مصطلح التنظيم الدولي مع المفاهيم القانونية األخرى (مثل النظم الدولية والمنظمات‬
‫الدولية)‪ .‬وفيما يلي بيان تعريف كل منهم‪:‬‬
‫التنظيم الدولي ‪:‬هو النظر إلى الهيكل األخالقي للمجتمع الدولي من منظور ديناميكي‪ ،‬بما في ذلك‬
‫إمكانية تطويره إلى منظور أفضل‪.‬‬
‫النظم الدولية بالمعنى الضيق ‪:‬هو انحراف النظام الدولي عن مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم‬
‫أطرا محددة تتعلق بأهداف محددة (مثل األنظمة المحايدة والتمثيل الدبلوماسي‬
‫ً‬ ‫موضوعات أو‬
‫ضا على المعاهدات والمؤتمرات والحروب الدولية‪ .‬وتتمثل ميزتها الذاتية‬
‫والقنصلي)‪ ،‬ويتم تطبيقه أي ً‬
‫في إنشاء وتنفيذ وتطوير القوانين بنا ًء على االحتياجات المتغيرة للمجتمع‪.‬‬
‫اوال‪ :‬تعريف المنظمة الدولية وعناصر قيامها‪:‬‬
‫أصبحت المنظمات الدولية إحدى األدوات الفاعلة المهمة في العالقات الدولية المعاصرة‪ ،‬سواء أكانت‬
‫في صورتها العالمية أم اإلقليمية‪ ،‬لتحقيق التعاون الدولي وحفظ األمن والسلم الدوليين وتقدم المجتمع‬
‫الدولي وازدهاره‪ .‬ومع ذلك فإن مسألة وضع تعريف شامل لها أمرا ال يخلو من الصعوبة لكونها حديثة‬
‫النشأة نسبيا ‪.‬واست ُ ِخدم مصطلح "المنظمة الدولية" للمرة األولى عام ‪ 8118‬من قبل المحكمة الدائمة‬
‫للعدل الدولي في رأيها االستشاري المتعلق بقضية اللجنة األوربية للدانوب‪.‬‬
‫المنظمات الدولية ‪:‬هي توافق دولتين أو مجموعة من الدول على إرساء إرادتها الخاصة كل منشأة‬
‫دائمة ذات شخصية اعتبارية وهي وسيلة تعاون انتقائي فيما بينها‪.‬‬
‫فقد عرفها عبد السالم صالح عرفة بأنها (هيئة دائمة تشترك فيها مجموعة من الدول رغبة السعي‬
‫في تنمية بعض مصالحها المشتركة ببذل مجهود تعاوني بسببه تخضع لبعض القواعد لتحقيق هذه‬
‫المصالح)‬
‫فهناك من ركز على الهدف أو الغاية للمنظمات الدولية‪ ،‬ومن ثم فإنه أغفل الجانب الشكلي في تكوين‬
‫هذه المنظمات‪ ،‬كما في تعريف هوفمان ‪:‬‬
‫"جميع أشكال التعاون بين الدول التي تريد أن تجعل من تعاونها نوعا من النظام يسود في الوسط‬
‫الدولي‪ ،‬على أن تكون أشكال التعاون هذه قد نشأت بإرادتها‪ ،‬وتعمل في وسط تكون فيه الدول‬
‫أشخاصا قانونية مستقلة"‬

‫‪6‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫وهناك من عرف المنظمة الدولية بصفتها القانونية بوصفها شخصا من أشخاص القانون الدولي العام‪،‬‬
‫إذ عر ّفها الدكتور مفيد شهاب بأنها‪:‬‬
‫"شخص معنوي من أشخاص القانون الدولي العام ينشأ من إرادات مجموعة من الدول لرعاية‬
‫مصالح مشتركة دائمة بينها‪ ،‬ويتمتع بإرادة ذاتية في المجتمع الدولي وفي مواجهة الدول األعضاء"‬
‫مسؤولية المنظمات الدولية‬
‫العناصر األساسية للمنظمة الدولية (أركان وشروط قيام المنظمة الدولية(‬
‫‪ .8‬أن تكون ذات تجمع اردي وليس الزامي ‪:‬نتيجة وجود اتفاق دولي مبرم بينهم ويناط بهذا‬
‫االتفاق تحديد أهداف المنظمة واختصاصاتها واألجهزة المختلفة المخول لها تحقيق هذه‬
‫األهداف‪ .‬ويعتبر االتفاق بين مجموعة من الدول المميز الرئيسي للتفرقة بين المنظمة الدولية‬
‫الحكومية وغير الحكومية‪ ،‬حيث عرف المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو) المنظمة الدولية غير‬
‫الحكومية (بأنها كل منظمة دولية لم تنشأ عن طريق اتفاق بين الحكومات وتتسم أهدافها‬
‫ووظائفها بطابع غير حكومي وتضم نسبة كبيرة من المجموعات أو األفراد كأعضاء منضمين‬
‫من بالد متعددة‪.‬‬
‫‪ .1‬أن يكون لها شخصية قانونية مستقلة لها صفة الدوام واالستمرار‪ :‬وبالتالي يكون لها حقوقها‬
‫التي تتمتع بها وواجباتها ومسئولياتها التي تلتزم بها وفقا ألحكم القانون الدولي‪ .‬ورغم تمتع‬
‫المنظمة بشخصية قانونية تؤهلها إبرام االتفاقيات القانونية إال أنه ليست بالقدر واالتساع‬
‫المطلوب ‪ ،‬فرغم اتساع حق الدولة في إبرام أي تصرفات أو تعهدات قانونية فليس من حق‬
‫المنظمة إبرام هذه االتفاقيات والتصرفات إال بالقدر الذي يدخل في حدود أهدافها ‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن الشخصية القانونية المستقلة للمنظمة ال تخل بتمتع كل دولة من أعضائها بالشخصية‬
‫المستقلة لها ‪ ،‬وهذا المبدأ أقرته محكمة العدل الدولية التي اعترفت لهيئة األمم المتحدة بشخصية‬
‫قانونية دولية كأمر واقع ال غنى عنه لتحقيق أهدافها ‪ ،‬على أن ذلك ال يعني أنها دولة فوق‬
‫الدول أو أنها تتمتع بشخصية قانونية كتلك التي تتمتع بها الدول األعضاء ‪ ،‬و إنما هي شخصية‬
‫دولية تتمتع بحقوق والتز امات دولية للغاية التي تؤدي إلى تحقيق أهدافها علما‪ .‬بأن هيئة األمم‬
‫المتحدة باعتبارها منظمة عالمية تختلف عن المنظمات اإلقليمية التي ال تتمتع بأية حقوق إال‬
‫في مواجهة الدول األعضاء فقط‬

‫‪7‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫‪ .3‬لها إرادة ذاتية مستقلة ‪ :‬بمعنى أن يكون هيكل إداري وتنفيذي دائم وبميزانية مستقلة بحيث‬
‫تنسب كافة التصرفات إليها وحدها دون األعضاء فيها آلن المنظمة تعمل على تحقيق ورعاية‬
‫المصالح المشتركة وليس التي تخص عضو في ذاته إنما الذي يخص التكوين الشامل للمنظمة‪.‬‬
‫‪ .6‬يكون لها هيكل إداري دائم ‪:‬هذا الهيكل يتكون من أجهزة مستقلة تعمل باسم المنظمة وتعبر‬
‫عن إ رادتها لتحقيق أهداف مشتركة‪ ،‬ولذلك يضم هذا الهيكل اإلداري ما تسمى بالموظفين‬
‫الدوليين الذين يعملون في خدمة المنظمة بصفة دائمة ومستمرة بموجب عقد بمقتضاه يدين‬
‫الموظف الدولي بالوالء الوظيفي للمنظمة وليس لدولة معينة ووكالة تلك الدولة التي يحمل‬
‫جنسيتها‪ .‬وهذا الوضع يعطيه حصانة وامتيازات محددة متميزة عن الموظفين المحليين‪.‬‬
‫‪ .1‬يكون لها ميزانية مستقلة عن ميزانية أعضائها تمولها الدول األعضاء ‪:‬وتختلف المساهمة‬
‫من دولة ألخرى بناء على معايير معينة ومنها الدخل القومي وعدد السكان ‪ ...‬الخ من المعايير‪.‬‬
‫أنواع المنظمات الدولية ‪:‬‬
‫كان من الطبيعي والمجتمع الدولي يعايش عصر التنظيم الدولي وتزايد اعتماد الدول على المنظمات‬
‫الدولية لتحقيق التعاون فيما بينها في شتى مجاالت العالقات الدولية‪ ،‬أن يتزايد عدد المنظمات الدولية‬
‫التي تم إنشاؤها‪ ،‬كما أن األمر لم يقتصر على الزيادة المتوالية في عدد المنظمات الدولية بل استتبع‬
‫ذلك تنوع هذه المنظمات في مجاالت نشاطها وفي نظمها وفي األغراض التي تنشأ من أجلها ‪.‬وتتعدد‬
‫المنظمات الدولية بتعدد األهداف التي تعمل على تحقيقها وهي تختلف من منظمة إلى أخرى‪ ،‬وتختلف‬
‫المنظمات الدولية من حيث األعضاء فيها والموقع الجغرافي للدول األعضاء‪ ،‬كما أن هناك بعض‬
‫المنظمات الدولية تكون العضوية فيها خاصة بدول معينة بينما تكون العضوية في منظمات دولية‬
‫أخرى مفتوحة لدول العالم ككل بعد تحقق الشروط الواجبة فيها ‪.‬وهذه األنواع المتفاوتة لم تخضع حتى‬
‫اآلن لتصنيف علمي جامد‪ ،‬فالمنظمات الدولية مازالت في طور التكون والتبلور‪ ،‬وهذا الطور ال يسمح‬
‫للباحثين بوضع أوصاف أو ألوان أو تقسيمات ثابتة لها‪ ،‬فالمنظمات الدولية هي عرضة للتغير والتبدل‬
‫في كل وقت‪ ،‬وتجارب الدول في حقل التنظيم ستترك حينا بعد حين آثارا ً بارزة في تطور المنظمات‬
‫وتعدد صورها وتزايد أنواعها‪ ،‬ولهذا اختلف الباحثون في كيفية تقسيمها وانقسموا في ذلك إلى مذاهب‬
‫شتى ‪.‬وبالتالي يدور التساؤل الرئيسي للدراسة حول تقسيمات المنظمات الدولية؟‬
‫ت قوم المنظمات الوطنية وعبر الوطنية والعابرة للحدود الوطنية بحفز البلدان ودعمها للوفاء بالمعايير‬
‫الدولية‪ .‬ولكن مساءلتها ليس باألمر السهل‪ ،‬ويرجع ذلك جزئيا ً إلى أن هذه المنظمات مسؤولة أمام عدة‬
‫أطراف معنية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬األمم المتحدة مسؤولة في آن واحد أمام الدول األعضاء وأمام‬
‫شعوبها التي قد تنتهك هذه الدول حقوقها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫اوال‪ :‬المنظمات الدولية من حيث العضوية‬


‫يرى بعض الفقهاء أن المنظمات الدولية تنقسم من حيث الرقعة الجغرافية التي تقوم عليها إلى منظمات‬
‫عالمية وإقليمية‪ ،‬فالمنظمة تتصف بالعالمية إذا كانت تشمل جميع دول العالم‪ ،‬وتعتبر المنظمة إقليمية‬
‫إذا كانت تتكون من دول تقوم فوق إقليم معين‪.‬‬
‫‪ : ‬المنظمات العالمية هي المنظمات التي تكون العضوية فيها مفتوحة لكل دول العالم الراغبة‬
‫في االنضمام إليها متى توافرت فيها شروط العضوية المنصوص عليها في ميثاق المنظمة‪،‬‬
‫والمنظمات الدولية ليست على نوع معين إنما تقسم إلى األنواع اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬منظمات عالمية مفتوحة ‪:‬وهي المنظمات المفتوحة لدول العالم جميعا بصورة آلية دون‬
‫أن تكون هناك أية شروط النضمام الدول إذ تقبل الدول عندما تكتمل فيها عناصر الدولة‬
‫الثالثة‪ ،‬كما في اتحاد البريد العالمي حتى سنة ‪ ،8168‬وكما في انضمام الدول األعضاء‬
‫في األمم المتحدة للوكاالت المتخصصة‪.‬‬
‫‪ ‬منظمات عالمية مشروطة ‪:‬وهي المنظمات التي يمكن أن تتقدم إليها أية دولة من دول‬
‫العالم‪ ،‬غير أن القبول فيها ال يتم بصورة آلية وإنما يخضع لقواعد القبول المشروطة في‬
‫المنظمة وموافقة المنظمة ذاتها‪ ،‬ومن ذلك أن تقدم الدول طلبا لالنضمام فال يشترط أن‬
‫تتوافر عناصر قيام الدولة فحسب‪ ،‬بل البد من موافقة المنظمة على قبول الدولة‪ ،‬وغالبا‬
‫ما يتحكم في القبول في هذه المنظمات العوامل السياسية‪ ،‬ومن هذه المنظمات األمم المتحدة‬
‫ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة األرصاد العالمية‪.‬‬
‫‪ ‬المنظمات اإلقليمية‪ :‬هي تجمعات يتم إنشاؤها بموجب اتفاق بين عدة دول تربطها عالقات‬
‫الجوار وتتضامن لحماية مصالحها‪ ،‬وتنمية عالقاتها في المجاالت االقتصادية واالجتماعية ً‬
‫لألهداف والمبادئ التي تقوم عليها األمم والثقافية وحفظ السلم واألمن الدوليين‪ ،‬وفقا المتحدة‪،‬‬
‫ومن هنا نستطيع أن نحدد أهم العناصر التي يجب توفرها في المنظمة اإلقليمية وهي‬
‫‪ .8‬أن تكون الدول األعضاء في المنظمة متجاورة جغرافيا ‪.‬‬
‫‪ .1‬أن يجمع بين تلك الدول وحدة المصالح االقتصادية واالجتماعية والسياسية والتضامن‬
‫المستند إلى وحدة الجنس أو الثقافة أو الدين أو التاريخ المشترك ‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يتم إنشاء المنظمة وفق اتفاق دولي له طابع االستمرارية والدوام على نسق النظرية‬
‫العامة للمنظمات الدولية ‪.‬‬
‫‪ .6‬أن تكون أهداف ومبادئ المنظمة متفقة مع أهداف ومبادئ األمم المتحدة‪ ،‬وأن تعمل على‬
‫المحافظة على السلم واألمن الدوليين ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫على أن المنظمات الدولية أصبحت تسمو على المعيار التقليدي الجغرافي لتتشكل بمعايير‬
‫أخرى على الوجه التالي‪:‬‬
‫أ اإلقليمية الجغرافية‪ :‬وفقا لهذا االتجاه‪ ،‬فمصطلح اإلقليمية هو التجاور الجغرافي بين الدول‪،‬‬
‫وبتعبير أدق فإن اإلقليمية تعني التجاور المكاني في مساحة جغرافية معينة‪ ،‬ومن النماذج‬
‫الواقعية لهذا المعيار االتحاد اإلفريقي ومنظمة الدول األمريكية جامعة الدول العربية‬
‫ب العامل السياسي في المنظمات اإلقليمية‪ :‬لم يعد مفهوم العامل الجغرافي أساسا في تحديد‬
‫المنظمات اإلقليمية بل توسع هذا المفهوم فأصبح يجمع دوال ال تقع في منطقة جغرافية معينة‪،‬‬
‫يجمعها في الغالب عامل التضامن في مواجهة الدول األخرى‪ ،‬وقد يقوم عامل التضامن على‬
‫أسس متعددة فقد يجمعها التشابه في النظام القائم أو األيدلوجية مثل االتحاد األوروبي‪ ،‬أو أنها‬
‫تتميز بمصادر الثروات األساسية مثل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)‪ ،‬أو يجمعها العامل‬
‫القومي مثل جامعة الدول العربية‪ ،‬أو العامل الديني مثل منظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬أو عامل‬
‫األمن واالستقرار مثل حركة عدم االنحياز وحلف شمال األطلسي (الناتو ‪).‬وللتنظيم اإلقليمي‬
‫محاسن ومساوئ‪ ،‬ومن مساوئه الكبرى أنه ينقلب أحيانا إلى تكتالت متناحرة متنازعة‪ ،‬وهذه‬
‫الظاهرة ال تسترعي االنتباه في المنظمات اإلقليمية فحسب‪ ،‬بل تبرز بوضوح كذلك في داخل‬
‫المنظمات العالمية حيث تتحالف الدول وتتكتل‪ ،‬فيتوقف مصير العالم ونجاح القرارات‬
‫اإلصالحية التقدمية وتحرر الشعوب على عوامل التوازن فيما بينها وعلى مسائل سياسية على‬
‫حساب الشعوب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المنظمات الدولية من حيث االختصاص‬
‫تنقسم المنظمات الدولية من حيث االختصاص إلى منظمات عامة ومتخصصة وأساس هذا‬
‫التقسيم‪ ،‬هو وحدة أو تعدد األهداف التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المنظمات العامة هي تلك المنظمات التي ال يقتصر اختصاصها على قطاع معين من‬
‫قطاعات الحياة الدولية فيكون للمنظمة اختصاصات في مجال حفظ السلم واألمن الدوليين‬
‫وتدعيم التعاون السياسي واالقتصادي واالجتماعي والثقافي‪ ،‬وتعمل على توثيق هذه العالقات‬
‫وتنميتها كما تعمل على تخفيف حدة التوتر للجوء إلى الطرق السلمية لحل المنازعات الدولية ‪.‬‬
‫وقد يكون هذا النوع من المنظمات عالميا‪ ،‬كاألمم المتحدة وعصبة األمم‪ ،‬أو إقليمية كمنظمة‬
‫الوحدة اإلفريقية وجامعة الدول العربية‬

‫‪10‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫ثانيا‪ :‬المنظمات المتخصصة هي المنظمات التي يقتصر نشاطها على تحقيق أغراض معينة‬
‫محددة‪ ،‬كتحقيق التعاون بين أعضائها في الميدان االقتصادي أو العسكري أو القضائي أو ما‬
‫شابه ذلك‪ ،‬وقد تكون هذه المنظمات عالمية أو إقليمية وعلى حد السواء مع المنظمات العامة‪،‬‬
‫وال يتحدد نشاط هذه المنظمات في مجال دون غيره‪ ،‬فقد يكون نشاطها اقتصادي كما في‬
‫صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬أو اجتماعي كمنظمة العمل الدولية‪ ،‬أو‬
‫صحي كمنظمة الصحة العالمية‪ ،‬أو ثقافي كمنظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة‪ ،‬وقد‬
‫ينصب نشاط المنظمة على النقل والمواصالت‪ ،‬كاتحاد البريد العالمي ومنظمة الطيران المدني‪،‬‬
‫وقد ينصب على الجانب القضائي كما في محكمة العدل الدولية والمحكمة األوروبية لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬أو عسكري مثل منظمة الحلف األطلسي ومنظمة حلف وارسو ومعاهدة الدفاع العربي‬
‫المشترك‪ ،‬أو إنساني مثل المفوضية العليا لحقوق اإلنسان ومنظمة حقوق اإلنسان التابعة‬
‫لالتحاد األوروبي‪.‬‬
‫تصنيف المنظمات الدولية‬
‫نتيجة انتشار المنظمات الدولية وتعددها فقد لجاء الفقه القانوني الى تصنيف المنظمات حسب‬
‫طبيعتها ومضمونها على نحو معين منها‬
‫‪ .8‬حسب نطاق العضوية‪ :‬فهي منظمات عالمية إذا كانت العضوية متاحة للدول قاطبة دون النظر‬
‫عن انتمائها الجغرافي او القاري كعصبة األمم واألمم المتحدة‪ .‬ومنظمات اقليمية بحيث تكون‬
‫على دول معينها تجمعها روابط معينة كأن تكون لغوية أو جغرافية أو تاريخية أو دينية كجامعة‬
‫الدول العربية ومنظمة الدول األمريكية ومنظمة الوحدة األفريقية‬
‫‪ .1‬وحسب اهدافها واختصاصاتها فهي شاملة كاألمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس‬
‫التعاون الخليجي‪ .‬او متخصصة كمنظمة العمل الدولي ومنظمة الصحة العالمية وغيرها ‪.‬‬
‫‪ .3‬ومنها تم تصنيفها حسب نشاطها‪ :‬فهي منظمات قضائية كمحكمة العدل الدولية‪ ،‬أو ادارية‬
‫كاتحاد البريد العالمي‪ ،‬أو تشريعية كمنظمة العمل الدولي ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫عصبة األمم‬
‫أوال"‪ :‬نشأة عصبة األمم‬
‫جاءت فكرة إنشاء منظمة عصبة األمم – خالل الحرب العالمية األولى في الفترة من ‪1918– 8186‬‬
‫نتيجة مشروعات فردية وحكومية؛ خاصة من الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬أثناء المفاوضات والجهود‬
‫الدبلوماسية آلتي استهدفت إنهاء الحروب‪ ،‬وقد شكلت الحكومة البريطانية لجنة لوضع مقترحات حول‬
‫إقامة منظمة دولية عقب الحرب‪ ،‬وشكلت الحكومة الفرنسية لجنة مشابهة‪ .‬وأيد الرئيس األمريكي‬
‫ولسن فكرة عصبة األمم معلنا ً االلتزام بإقامة " رابطة عامة من األمم"‬
‫وقامت لجنة عمل خاصة – منبثقة عن مؤتمر السالم بباريس ‪-‬لصياغة مشروع لعهد العصبة‪ ،‬وبدأت‬
‫اللجنة اجتماعاتها في يناير عام ‪ ،8181‬وتم إقرار العهد في االجتماع العام لمؤتمر الذي عقد في ‪11‬‬
‫ابريل عام ‪ ،8181‬وأصبح جزء ال يتجزأ من معاهدة فرساي السالم‪ ،‬وأقر في يناير‪. 8119‬‬
‫وجاءت عصبة األمم لتضع أسس مجتمع دولي جديد‪ ،‬يهدف إلى حماية أمن وسالم العالم‪ ،‬بعدما القاه‬
‫من ويالت الحرب؛ وقد تضمنت معاهدات السالم التي أبرمت بين الحلفاء ودول المحو ر – ألمانيا‬
‫والنمسا وبلغاريا والمجر وتركيا‪-‬نظام العصبة؛ ليتحقق بذلك حلم اإلنسانية الذي عاشت منذ طفولتها‬
‫وهو يداعب خيالها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهداف ومبادئ عصبة األمم‬
‫تحددت أهداف عصبة األمم في تحقيق السلم واألمن الدوليين‪ ،‬وتنمية التعاون الدولي‪ ،‬واألهداف هي‬
‫الغايات التي تسعى العصبة إلى تحقيقها‪ .‬وقد حددت العصبة مجموعة من المبادئ كأدوات لتحقيق هذه‬
‫األهداف‪ ،‬وتتمثل هذه المبادئ في احترام قواعد القانون الدولي‪ ،‬وعدم اللجوء للحرب‪ ،‬وتسوية‬
‫المنازعات الدولية بالوسائل السلمية‪ ،‬وقيام العالقات الدولية على أساس الصراحة ً لاللتزامات المقررة‬
‫بمقتضى العهد‪ ،‬وتفصيل ذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬أهداف عصبة األمم ‪:‬‬
‫خرج عهد العصبة معبرا ً عن اهتمامات واضعيه بضمان احترام سيادة الدول األعضاء في إطار تجمع‬
‫دولي يعتمد على الرأي العام العالمي وتأثيره األدبي‪ .‬وكانت أهم األهداف آلتي أبرزها ذلك العهد‪.‬‬
‫‪ .8‬تحقيق السلم واألمن الدوليين‪ :‬وقد انعكس ذلك في اهتمامه بموضوع نزع السالح وتسوية‬
‫المنازعات الدولية بالطرق السلمية وتحقيق فكرة األمن الجماعي‪ ،‬وعدم مشروعية الحرب‪.‬‬
‫‪ .1‬تنمية التعاون الدولي‪ :‬وذلك في المجال االقتصادي واالجتماعي والثقافى‪ ،‬والنهوض بالدول‬
‫النامية؛ فقد كان على العصبة أن تتولى نشاطا ً ال يرتبط بالسلم الدولي مباشرة؛ ولكنه يوفر‬

‫‪12‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫الظروف آلتي تؤكد السالم وتدعمه عن طريق االستقرار االقتصادي والرفاهية العالمية‬
‫ومحاربة الشرور االجتماعية‪ ،‬والعمل على إنماء الشعوب غير المستقلة‬

‫‪ ‬مبادئ عصبة األمم ‪:‬‬


‫ومن أجل تحقيق هذه األهداف؛ كان على الدول أعضاء العصبة أن يلتزموا ببعض المبادئ حيال بعضهم‬
‫البعض وهي ‪:‬‬
‫‪ .8‬احتر ام قواعد القانون الدولي‬
‫‪ .1‬عدم قيام العالقات الدولية على أساس العالنية والصراحة والعدل‬
‫‪ .3‬اللجوء للحرب وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية‬
‫‪ .6‬احترام االلتزامات المقررة بمقتضى العهد‬

‫ثالثا"‪ :‬العضوية في عصبة األمم على عكس التجارب السابقة آلتي قصرت العضوية على الدول األوربية‬
‫فقط‪ ،‬كانت عصبة األمم هي أول منظمة دولية فتحت أبواب عضويتها لكل الدول‪ ،‬وكانت العضوية بها‬
‫نوعين ‪:‬‬
‫‪ ‬عضوية بالتأسيس‪ :‬وتنفرد بها الدول آلتي وقعت عهد العصبة‪ ،‬والدول آلتي ذكرت في ملحق‬
‫العهد وكان مسموحا ً لها باالنضمام خالل مدة معينة‬
‫‪ ‬عضوية باالنضمام‪ :‬وتشمل الدول أو الدومنيون آو المستعمرات آلتي تحكم نفسها بنفسها‬
‫بشرط أن توافق العصبة على قبولها بأغلبية ثلثي أعضاء الجمعية العامة للعصبة؛ متى قدمت‬
‫الضمان الكافي على خالص نيتها في احترام التزاماتها الدولية؛ ثم يعرض طلب العضوية على‬
‫لجنة خاصة للبحث وبعد القبول تحال إلى الجمعية العامة للتصويت على طلب العضوية بالقبول‬
‫آو الرفض‪.‬‬

‫أوال‪- :‬منظمات إقليمية تقتصر العضوية فيها على الدول األوربية فقط استنادا إلى المؤتمرات المشار إليها‬
‫سابقا‪ ،‬باإلضافة إلى قارة أمريكا التي نظمها مؤتمر بنما عام ‪.8114‬‬

‫‪13‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫ثالثا أجهزة عصبة األمم ً ‪:‬‬


‫نص العهد – ضمانا ً لقيام العصبة بواجباتها – على إقامة أجهزة دائمة ذات سلطات محددة وإجراءات‬
‫معينة تلك هي الجمعية العامة ومجلس العصبة واألمانة العامة‬
‫‪ .8‬الجمعية العامة كانت الجمعية العامة هي الجهاز الشامل‪ ،‬تمثل فيها كل الدول األعضاء‪ ،‬فلكل دولة‬
‫صوت في الجمعية العامة‪ ،‬وتصدر القرارات بإجماع أصوات األعضاء الحاضرين في جلسة‬
‫التصويت‬
‫‪ ‬مقر وجلسات الجمعية العامة ‪:‬‬
‫ومقر الجمعية العامة جنيف‪ ،‬وتعقد جلسة واحدة كل عام‪ ،‬ولها آن تدعو إلى دورة استثنائية‪ ،‬وتضم‬
‫الدول آلتي وقعت على معاهدة فرساى‪ ،‬ودوالً محايدة عينت في ملحق عهد العصبة ودعيت إلى‬
‫االنضمام‪ ،‬وكذا كل دولة كاملة السيادة‪ ،‬ويكون قبول العضو الجديد بأغلبية الثلثين‪ ،‬ولكل دولة صوت‬
‫واحد يمثله مندوب آو اثنين آو ثالثة مندوبين على األكثر‬
‫‪ ‬اختصاصات الجمعية العامة ‪:‬تنفرد الجمعية العامة باالختصاص في وضع القواعد الخاصة‬
‫بانتخاب األعضاء غير الدائمين في المجلس‪ ،‬ومدة شغلهم لمقاعدهم‪ ،‬وشروط إمكان إعادة‬
‫انتخابهم‪ ،‬وانتخاب الدو ل آلتي تشغل مقاعد غير دائمة في المجلس‪ ،‬وإقرار ميزانية العصبة‪،‬‬
‫وتحديد نصيب كل دولة من المصاريف وتوجيه نظر الدول األعضاء في العصبة إلى ضرورة‬
‫إعادة النظر في المعاهدة التي أصبحت غير قابلة للتطبيق‪ ،‬أو إلى وجود عالقات دولية يترتب‬
‫على بقائها تهديد األمن والسلم الدولي‬

‫‪ ‬مجلس العصبة ‪:‬‬


‫‪ ‬تشكيل مجلس العصبة‬
‫كان مجلس العصبة يتكون من ممثلين عن دول الحلفاء الكبرى‪ ،‬والدول المرتبطة بها‪ ،‬وكذا ممثلين‬
‫عن أربع دول أخرى من الدول األعضاء‪ .‬وقد نص عهد العصبة على أن يشغل هذه المقاعد‬
‫األربعة كل من أسبانيا واليونان والبرازيل وبلجيكا إلى أن يتم اختيار من يشغل هذه المقاعد بواسطة‬
‫الجمعية العامة ‪.‬‬
‫ولم يكن تكوين المجلس ثابت العدد بالنسبة لألعضاء غير الدائمين ففي عام‪ 8111‬زاد عددهم إلى‬
‫ستة‪ ،‬ثم تسعة عام ‪ ،8114‬ثم ‪ 88‬عام ‪ ، ً 8134‬وذلك تطبيقا لنص المادة ‪ 6/1‬من عهد العصبة‬

‫‪14‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫‪ ‬اختصاصات مجلس العصبة‬


‫ويختص مجلس العصبة بكافة المسائل آلتي تدخل ضمن نشاط العصبة‪ ،‬شأنه في ذلك شأن الجمعية‬
‫العامة تماما‪ ،‬وعلى وجه الخصوص‪،‬‬
‫‪ ‬المسائل آلتي تمس السلم العالمي‬
‫‪ ‬باإلضافة إلى مجموعة االختصاصات اإلدارية آلتي يشترك فيها مع الجمعية العامة كاتخاذ‬
‫القرارات في شأن زيادة عدد المقاعد الدائمة فيه‪ ،‬وتعين األمين العام‬
‫‪ ‬وينفرد المجلس بعدة اختصاصات أهمها حفظ السلم واألمن الدوليين‪ ،‬والعمل على فض‬
‫المنازعات الدولية‬
‫‪ ‬اقتراح التدابير العسكرية وغير العسكرية آلتي تتخذ ضد الدول التي ترتكب عمال من‬
‫أعمال الحرب بالمخالفة ألحكام عهد العصبة‪.‬‬
‫‪ ‬اقتراح فصل الدول آلتي تخل بواجباتها‪.‬‬

‫‪ ‬التصويت فى مجلس العصبة‪:‬‬


‫وتأخذ القرارات في المجلس‪ ،‬تطبيقا ً للمادة ‪ 8/1‬من عهد العصبة‪ ،‬بإجماع وآراء األعضاء‬
‫الحاضرين في االجتماع الذي يتم فيه التصويت‪ ،‬مثله في ذلك مثل الجمعية العامة – ‪.‬‬
‫األمانة العامة‬
‫تعد األمانة العامة بمثابة الجهاز اإلداري لعصبة األمم‪ ،‬وتتكون من األمين العام وعدد من األمناء‬
‫والموظفين حسبما يكون متطلبا ً ‪.‬‬
‫ويعين األمين العام بقرار من المجلس باإلجماع؛ وتوافق عليه الجمعية العامة وباألغلبية‪ .‬ويقوم‬
‫األمين العام بالتحضير ألعما ل والجمعية والمجلس‪ ،‬ومراقبوه وتنفيذ قراراتهما‪ ،‬واالتصال بينهما‬
‫وبين الدول وأيضا تسجيل المعاهدات‪ ،‬وإعداد كافة البحوث والدراسات الالزمة لقيام األجهزة‬
‫السياسية بعملها‪.‬‬
‫وتضمن عهد العصبة بجانب هذه األجهزة الثالثة نصا ً بإقامة محكمة دائمة للعدل الدولي وحتى‬
‫تكتمل صور ة العصبة في الذهن البد و مون اإلشارة إلى المنظمات الفنية واللجان العديدة آلتي‬
‫مارست العصبة نشاطها عن طريقها السيما وفى مجاالت التعاون االقتصادي والفني‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫تقييم عصبة األمم ‪: -‬‬


‫عاشت العصبة ربع قرن أو يزيد بداية من عام ‪ 8119‬وحتى عام ‪ ،8161‬ونجحت في أول‬
‫عهدها في تسوية الكثير مما خلفته الحرب العالمية األولى من منازعات‪ ،‬وباتت تنعم لسنوات‬
‫خمس متتالية بالطمأنينة والهدوء نتيجة لتعاون الدول العظمى في هذه الفترة ‪.‬‬
‫فقد نجحت في حل بعض المشكالت الدولية آلتي أثيرت آنذاك‪ ،‬مثل النزاع السويدي الفنلندي حول‬
‫جزر األند عام ‪ ،8118‬والنزاع بين كولومبيا وبيور حوول إقليم ليتيتثا سنة ‪ ،8131‬إال أنها‬
‫اهتزت تحت وطأة أحداث خطيرة وقفت أمامها العصبة عاجزة عن اتخاذ اي إجراء فعال بشأنها؛‬
‫األمر الذي فتح االعين واألذهان على مواطن الضعف والقصور في بناء العصبة والسلطات آلتي‬
‫خولت لها ‪.‬‬

‫أسباب فشل عصبة األمم‬


‫اوال‪- :‬أن العصبة آلتي كانت وليدة اإلحساس بمرارة الحرب العالمية األولى وقسوتها؛ لم تستطيع‬
‫أن تحرم الحرب كوسيلة لحل المشكالت الدولية؛ على الرغم من أنها حاولت أن تحد من نطاق‬
‫اللجوء إليها؛ حيث نصت المادة ‪ 81‬من عهد العصبة على أنه "ال يجوز شن الحرب قبل مضى‬
‫ثالثة أشهر من اتخاذ أحد أو بعض إجراءات التسوية السلمية للنزاع"‪ .‬كما أنها تحظر إعالن‬
‫الحرب على دولية قبلت قرار التحكيم أو القضاء والتزمت بقرار المجلس الصادر باإلجماع‪ ،‬ولو‬
‫بعد مضى مدة الثالثة أشهر‪ ،‬وغنى عن البيان أن إجازة العصبة االستخدام القوة في هذه الحاالت‬
‫أمر يتعارض مع األمن الجماعي باعتباره الهدف األساسي للتنظيم الدولي‪.‬‬
‫ثانياً‪- :‬وكذلك فإن بعض النظم آلتي أتت بها العصبة‪ ،‬كانت متأثرة برغبة الدول المنتصرة في‬
‫الحرب العالمية األولى على إشباع شهوة االنتصار وإرضاء رغبة االنتقام؛ وتناست مبدأ المساواة‪،‬‬
‫وراحت تفرض على العالم ما شاء لها جموحا لنفوذ أن تفرضه‪ ،‬ومن أية ذلك التمييز في نطاق‬
‫حماية األقليات الذي ينفذ في بعض الدول دون األخرى‪ ،‬ومنها سوء تطبيق نظام االنتداب وقد‬
‫وضع أصال لمصلحة األقاليم الخاضعة له ولكن تم تطبيقه لتحقيق مصالح الدولة المنتدبة ‪.‬‬
‫ثالثا‪- :‬افتقار العصبة إلى وجود قوة تنفيذية رادعة كافية لتنفيذ قراراتها؛ وهو ما أدى إلى عجزها‬
‫عن القيام بمهمتها؛ وقد تكون هناك عيوب هيكلية كثيرة في النظام األساسي للمنظمة الدولية‪ ،‬ولكن‬
‫مما ال شك فيه آن أخطر هذه العيوب وأسواها هو عدم وجود آلية تنفيذية قادرة على فرض السالم‪،‬‬
‫وتطبيق مبادئ الشرعية الدولية على جميع الدول‪ ،‬دون تمييز‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪/‬جامعة الجفارة‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أسماعيل أبوحميرة عقل‬ ‫القانون المدني‬

‫رابعا‪- :‬إصرار الواليات المتحدة على رفض االنضمام إليها‪ ،‬ولوم ينضم االتحاد السوفيتي إال في‬
‫سنة ‪ 8136‬عندما كانت العصبة قد بدأت في االنهيار نتيجة انسحاب عدة دول منها خاصة اليابان‬
‫وألمانيا وإيطاليا سنة ‪. 8133‬‬
‫خامسا‪- :‬أدى اشتراط اإلجماع في قرارات الجمعية العامة ومجلس العصبة – فيما عدا ما استثنى‬
‫صراحة – إلى شل نشاط الجمعية العامة‪ ،‬وإعجاز مجلس العصبة عن اتخاذ القرارات الواجبة في‬
‫معظم األحيان ‪.‬‬
‫ويعد تعارض مصالح الدول في كثير من األحيان هو سبب صعوبة تحقيق مبدأ اإلجماع في المسائل‬
‫السياسية الهامة؛ ومن هنا كان عجز مجلس العصبة عن التوصل إلى أي قرار ملزم في القضايا‬
‫السياسية الهامة‪ ،‬بخالف المسائل اإلجرائية أو بعض المسائل اإلدارية آلتي يكتفى فيها باألغلبية‬
‫العادية‪.‬‬
‫فقد أظهرت الدو ل الكبرى‪ ،‬وخاصة الواليات المتحدة واليابان وبريطانيا‪ ،‬عدم الرغبة في تحمل‬
‫آية مسئولية خارج نطاق مصالحها الخاصة‪ ،‬كما حاولت اليابان السيطرة بالتعدي على الشرق‬
‫األقصى‪ ،‬وحاولت الواليات المتحدة األمريكية السيطرة على األمريكيتان عن طريق سياسة حسن‬
‫الجوار ‪.‬‬
‫وبرز النزاع بين محاوالت فرنسا لالحتفاظ بمركز القيادة في القارة األوربية نتيجة تسويات الصلح‪،‬‬
‫وبين محاوالت ألمانيا للتخلص من الشروط المفروضة عليها سنة‪ 8111‬أو العمل على إعادة‬
‫النظر فيها‪ ،‬ومشكلة إعادة التجارة الدولية والرخاء في عالم أفقرته الحرب‪ .‬وتفجر األزمة‬
‫االقتصادية العالمية عام ‪ 8111‬وحدو ث انهيار اقتصادي دولي كبير أصاب التجارة العالمية؛ مما‬
‫أدى إلى توجيه االقتصاد إلى االستعدادات العسكرية والتركيز على اإلنتاج الحربي‪،‬‬
‫وبرز النظام السوفيتي بالتدريج كقوة دولية‪ ،‬ومحور جديد من محاور الصراع الدولي‪ ،‬واندالع‬
‫االنتفاضات والثورات الشعبية في أوربا والمعادية للنظم السياسية السائدة فيها‪ ،‬وفي ظل هذه‬
‫األجواء الدولية والداخلية المضطربة والعصيبة آلتي تنتظر إشعال فتيل الحرب‪ ،‬فأن اشتراط‬
‫اإلجماع في التصويت من أجل اتخاذ القرارات في القضايا الهامة؛ أدى إلى فشل عصبة األمم في‬
‫حل هذه القضايا وبالتالي فشلها في حفظ السلم واألمن الدوليين‬

‫‪17‬‬

You might also like