Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الاولى
المحاضرة الاولى
المحاضرة الاولى
مفهوم التغيير والتغيير التنظيمي (تعريف التغيير ،التفرقة بين المصطلحات ،المتطلبات الضرورية
إلحداث التغيير لدى الفرد ،نشأة التغيير التنظيمي ،تعريف التغيير التنظيمي)
-1تعريف التغيير:
ان، ٍ
(غي ََّره)َ :ج َعَله َغ ْي َر ما َك َ
يكن َقْبَلهَ .
شيء لم ُ إحداث
(غي ََّر) يعني ْ
التغيير لغة هو اسم مشتق من الفعل الثالثي غيرَ ،
وب َّدَل ُه. ٍ ِ ِ
ى(غي ََّره)َ :حَّوَل ُه َ
الشيء من حالة إلى حالة أخر َ انتقال
أما اصطالحا يعرفه كامل محمد المغربي بأنه التحول من حالة في فترة زمنية معيقة الى حالة أخرى أفضل في المستقبل.
وأيضا هو نوع من التحول الشامل والتكيف المستمر من أجل استيعاب الواقع الجديد والتعايش معه.
يعرفه روبنسون على أنه التحرك من الوضع الحالي الى وضع مستقبلي أكثر كفاءة وفاعلية.
والتغيير عند سعيد عامر هو تحرك ديناميكي باتباع طرق وأساليب مستحدثة ناجمة عن االبتكارات الفكرية والمادية.
كما يعرف بأنه احدى العمليات التي ينتج عنها مجموعة من التطورات الجديدة تكون لها القدرة على احداث تحول في واقع
يعاني من مشاكل تعيقه عن التطوير بغية تحسينه والمضي به قدما نحو تحقيق أهدافه المستقبلية.
يدل التغيُّر على التحول المفاجئ في أحوال شيء معين ،وهو مظهر واضح جداً يظهر على الشيء ،وقد يحدث لكافة شؤون
الحياة وللمخلوقات المختلفة من خالل ما يعرف بالظواهر الكونية.
أما التغيير فهو التحول الممنهج المدروس ،الذي يتم تخطيطه بشكل حرفي بما يقلل من األخطار ،والسلبيات التي قد تنتج
عن عملية التحول هذه.
1
في الكثير من األحوال قد ال تجدي عمليات التغيُّر المفاجئة في إحداث نقلة نوعية على أي مستوى من المستويات لعدة
أسباب ،وهنا تبرز الحاجة إلى وجود التغيير ،وحتى يستوفي التغيير غاياته على أكمل وجه من الضروري أن يعرف الساعون
وراء التغيير هدفهم ،وإلى أين يريدون الوصول ،مع ضمان وجود الرغبة التامة لذلك.
-الفرق بين التغيير والتطوير:
التطوير التغيير
وظيفة إدارية أداة من أدوات اإلدارة
جزء من التغيير أداة إلحداث التطوير
يكون دائما نحو األفضل قد يكون نحو األفضل او نحو األسوأ
يؤدي الى التحسين والتقدم واالزدهار قد يؤدي الى تحسين او تخلف
ال يتم اال بإرادة االنسان ورغبته يتم بإرادة االنسان او بدون ارادته
جهد مخطط لتنفيذ التغيير اشمل وأدق من التطوير
المصدر :اعداد الباحثة بناء على جمال محمد عبد هللا ،إدارة التغيير والتطوير التنظيمي ،دار المعتز للنشر والتوزيع ،ط ،1األردن.2015 ،
يتبين من الجدول ان التغيير هو أداة إلحداث التطوير قد يتم بتخطيط او دون تخطيط مسبق اما التطوير التنظيمي هو
خطة استراتيجية تضعها المنظمة لتحسين أدائها ومعالجة مشاكلها وتجديدها وتغييرها لممارساتها اإلدارية.
تغيير الواقع في نظرنا ال يمكن ان يتم اال بتغيير ما بأنفسنا فكثير مما في االنفس يعطي حق البقاء واالستمرار لواقعنا حتى
لو كان في غير صالحنا ،ينبغي ان نعتبر ان المشاكل خاضعة لقوانين ومسببات يمكننا السيطرة عليها وتسخيرها ولنجاح
التغيير ينبغي توفر مجموعة من الشروط نلخصها فيما يلي:
-الرغبة الحقيقية في التغيير :ألنه دون الرغبة ال تكون هناك حاجة للتغيير.
غيرت ما بنفسك ،إن لم يكن التغيير من ذات اإلنسان، -ان يكون التغيير نابعا من الداخل فلن يحدث التغيير إال إذا ّ
ّللا الَ ُي َغهِيُر َما ِ
يغير هللا ما بنفسه ﴿.إ َّن ه َ
من تفكيره ،من تصوراته ،من عقيدته ،من فهمه ،من سلوكه ،من انضباطه فلن ّ
ِب َق ْو ٍم َح َّتى ُي َغهِيُروْا َما ِبأَْن ُف ِس ِه ْم﴾
-توافر المعلومات :ينبغي تجميع القدر الكافي من المعلومات التخاذ قرار التغيير كما انه من المهم ان يكون هناك
وعي بالقدرات الذاتية وما تملكه وما تحتاجه
-القرار :حينما تتوفر الرغبة وتنطلق فكرة التغيير من الداخل ومن حاجة فعلية وضرورية هنا البد من اتخاذ القرار
والبدء ي عملية التغيير
-التطبيق :البد من التطبيق الفعال عن طريق وضع خطة مدروسة مع االلتزام والتدريب المستمر.
2
-التقييم :التغيير يحتاج الى محاوالت مستمرة بعد تقييم النتائج والخطة يمكن االعتماد على خطة مغايرة اذا لم ننجح
فالسذاجة ان نعمل نفس األمور بنفس الطريقة ثم نتوقع نتائج مختلفة وهنا ينبغي ان نعتمد على طريقة جديدة.
بعدما تعرفنا على التغيير بصفة عامة نتعرف فيما يلي على التغيير على مستوى المنظمة والذي يعرف بالتغيير
التنظيمي.
كانت بداية ظهور مصطلح التغيير التنظيمي نتيجة من ثالث مصادر هامة وهي:
-حركة التدريب المعملي :طور هذا األسلوب سنة 1946من خالل تجارب تستخدم فيها مجموعات للمناقشة لتغيير
السلوك الذي اكتسبه العامل في بيته.
-البحوث المسحية وأساليب االسترجاع (:بحوث العمل) استخدم مجموعة من االستشاريين في مركز بحوث ديناميكية
المجموعات الذي اسسه كارت لوين بحوث االتجاهات واسترجاع المعلومات وذلك من خالل التطبيق العملي في
مجال العمل.
-اسهامات كارت لوين :تعتبر كتاباته المرجع األساس الذي تنطلق منه جميع الكتابات في التغيير التنظيمي خاصة
فيما يتعلق بنموذجيه المشهورين يتناول أحدهما عملية التغيير واألخر تحليل مجال القوى أي تحليل العناصر المؤيدة
والمعرضة للتغيير.
وهكذا منذ نهاية األربعينات من القرن العشرين عرف موضوع التغيير التنظيمي في العلوم اإلدارية الكثير من األبحاث سواء
كانت نظرية أو تطبيقية مما ساعد على إيجاد الكثير من المفاهيم والنماذج والنظريات.
عرفه أندرو سيزوالقي ومارك جي واالس ( " :)ANDREW et MARKهو عملية تسعى إلى زيادة التغيير التنظيمي كما ّ
الفعالية التنظيمية عن طريق توحيد حاجات األفراد للنمو والتطور مع األهداف التنظيمية باستخدام معارف وأساليب من
العلوم السلوكية.
عرفه سكبنز ( )SKIBBINSعلى أنه " األسلوب اإلداري لتحويل المنظمة إلى حالة بناء أفضل في مجال تطويرها
كما ّ
المتوقع مستقبال.
قدم ( )François BONENتعريفا للتغيير التنظيمي يقول فيه" :هو عبارة عن تغيير في طرق التشغيل الفردية كما ّ
والجماعية للعاملين بالمنظمة ،وطريقة توجيههم والتفاعل في قلب المنظمة ومع محيطها.
يعرف أيضا بأنه استراتيجية تعليمية تهدف إلى تغيير المعتقدات ،القيم ،االتجاهات وهيكل المنظمة؛ لتستطيع أن تكيف
نفسها لمواجهة التغييرات المختلفة في المجاالت التكنولوجية واالجتماعية واالقتصادية.
كذلك هو جمع بين مضمون عملية التغيير في إطار مخطط ومنظم ومتدرج تضمنه إدارة التغيير
3
من خالل عرضنا لهذا العدد من التعاريف التي تطرقت إلى مفهوم التغيير التنظيمي نالحظ أن كل بـاحث قدم التعريف وفـق
رؤيته الخـاصة التي يتم بها التغيير وعلى أي المداخـل يركز " سلوكية ،إدارية ،تنظيمية أو تكنولوجية " إال أنها عموما ال
تختلف من حيث المبدأ في أن التغيير هو عملية طبيعية تقوم من أجل تحسين قدرة المنظمة على حل المشاكل ينتج عنها
إدخال تطوير بدرجة ما على عنصر أو أكثر مما يؤثر على المناخ السـائد في المنظمة ،مع التركيز على زيادة فعالية
جماعات العمل فيها وذلك من خالل مساعدة خبير في التغيير إلقناع أعضاء المنظمة باألفكـار الجديدة ،ويمكن رؤيته
كسلسلة من المراحل التي من خاللها يتم االنتقال من الوضع الحـالي إلى الوضع الجديد يالئمها مع التطورات في ظروف
بيئتها الخارجية ".
4