Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫ح و تفس سورة الغاش ة‬

‫مك ة و آ اتها ست و ع ون آ ة‬
‫ُ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬
‫محمد ص ﷲ عل ه و سلم و سأله‬ ‫ّ‬ ‫اش َ ِة ‪ ُ :‬خاطب ﷲ تعا رسوله‬ ‫‪ -‬هل أتاك ح ِد ث الغ ِ‬
‫هل أتاك ن أ الغاش ة )يوم الق امة ( و خ ها العظ م و أهوالها المخ فة و صع ة مواقفها ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫وه َي ْو َ‬ ‫ُ ُ ٌ‬
‫اش َعة وجوه ال فار ذل لة من أثر الفض حة والخزي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫خ‬ ‫ذ‬ ‫ٍ‬ ‫ئ‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫وج‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ﱠ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫السﻼسل و‬ ‫جر ّ‬
‫مستمرة العمل جهد ومشقة و تاع ة العذاب من ّ‬ ‫ّ‬ ‫اص َ ة َع ِاملة‪:‬‬ ‫ع ِاملة ن ِ‬
‫اﻷغﻼل‪ ،‬و ت ل ف أشق اﻷعمال‪.‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ْص نارا َح ِام َ ة أي تدخل نارا شد دة الحرارة ‪ ،‬تح ط بهم من ل م ان‪.‬‬
‫ْ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ون من ع لغت غايتها شدة الحر‬ ‫ْس ِمن ع ْ ِآن َ ٍة أي‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ْ َ ُ َ‬
‫الطعم و هو ن ع من أنواع العذاب‪.‬‬ ‫ـ ــع ‪ :‬ن ع من الشوك س‬ ‫س له ْم ط َع ٌام ِإ ِمن‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ﻻ ْس ِمن َوﻻ غ ِ ِمن ج ع ‪ :‬ﻻ شبع ال دن‪ ،‬و ﻻ طرد الج ع‪ .‬هذه حال من كفر ا و اته‬
‫و لقائه و رسوله و ترك الفرائض الصﻼة و الص ام و الزاة و قام اﻷمور المحرمة القتل و‬
‫ال قة ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ ٌ َ‬
‫‪ُ -‬وجوه ي ْو َم ِئ ٍذ ن ِاع َمة وجوه المؤمن الطائع ‪ ،‬صارت جم لة ن ّ ة ذات بهجة وحسن‬
‫ونضارة و صاروا غا ة ال ّ ور و ّ‬
‫السعادة ‪.‬‬
‫الصالحة ّ‬ ‫الدن ا من اﻷعمال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫الصلوات و الزاة و ذكر‬ ‫اض َ ة ‪-‬أي ‪ :‬راض ة ما قدمته‬ ‫ِلسع ِيها ر ِ‬
‫الصدقات و مساعدة المحتاج ‪.‬‬ ‫الحج و الصوم ‪ ،‬و اﻹحسان إ ع اد ﷲ ّ‬ ‫ّ‬
‫ﷲو‬
‫ّ‬ ‫َ ﱠ َ‬
‫النع م‪.‬‬ ‫فون منها ع ما أعد ﷲ لهم من ال رامة و‬ ‫جن ٍة ع ِال َ ٍة ‪ -‬عال ة أع علي‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ ْ َ ُ َ‬
‫ﻻغ َ ة ‪ -‬أي ‪ :‬ﻻ سمع الجنة ال هم فيها لمة لغو و اطل أو سوء أو حرام‬ ‫ﻻ سمع ِفيها ِ‬
‫َ َْ ٌ َ ٌَ‬
‫‪:‬‬
‫ِفيها ع جار ة أي فيها عيون جار ات ﻻ انقطاع لها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫َ‬
‫ِفيها ُ ُ ٌر ﱠم ْرفوعة‪ -‬و ال ّ ر جمع ر ‪ .‬و المجالس ذات الفرش اللينة و المرتفعة إذا‬
‫النع م و الملك‪.‬‬ ‫ّ‬
‫جلسوا عليها رأوا أنواع‬
‫َ َ ٌ ﱠ ْ ُ َ ٌ‬
‫‪،‬‬ ‫أوان ممتلئة من أنواع اﻷ ة اللذ ذة ال ﻻ تخطر ع ال‬ ‫ٍ‬ ‫‪:‬‬ ‫أي‬ ‫ة‬ ‫وأ واب موضوع‬
‫قد وضعت ب أ ديهم و صارت تحت طلبهم و اخت ارهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ٌَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َون َمارق َم ْصفوفة‪ :‬وسائد من الح ر قد ُصفت للجلوس و اﻹت اء عليها ‪.‬‬
‫َََ ﱡ َُْ ٌَ‬
‫وزرا ِ مبثوثة‪ -‬أي سط فاخرة مست ة مفروشة المجالس وأنحاء القصور‬ ‫‪:‬‬
‫جلسون عليها لمن أراد ذل ـ‪.‬‬
‫ت ‪ :‬أفﻼ ّ‬‫ْ َ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫يتأمل اﻻ سان و يتفكر خلق اﻹ ل‬ ‫أفﻼ ينظ ُرون ِإ ِاﻹ ِ ِل ك ف خ ِلق‬
‫غا ة القوة و الشدة‪ ،‬و مع ذلك تحمل اﻷثقال و‬ ‫من المخلوقات العجي ة ف‬ ‫ال‬
‫تنقاد للقائد الضع ف ما أنها تص ع الج ع و العطش و تكت أ ل الشوك و الشجر و لها‬
‫منافع أخرى أن ي تفع اﻻ سان ب رها ‪ ،‬و ب لبنها و أ ل لحمها‪.‬‬
‫ْ‬
‫ف ُر ِف َعت أي ‪ :‬ك ف رفعها ﷲ عز و جل ‪ ،‬عن اﻷرض غ عمد دعمها ‪.‬‬ ‫الس َماء ك ْ َ‬ ‫ﱠ‬
‫ِ‬ ‫َو‬
‫ْ َ ُ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ف ن ِص ت أي ‪ُ :‬جعلت منص ة قائمة راس ة ساهم استقرار اﻷرض و‬ ‫ال ك‬ ‫َ‬
‫و ِ ال ِج ِ‬
‫ث اتها عن اﻻضطراب ‪.‬‬
‫ت ‪ :‬أي سطت و ّ‬ ‫ْ َ ُ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ستقر اﻻ سان ع ظهرها ‪ ،‬و يتمكن من‬ ‫ّ‬ ‫مهدت ل‬ ‫َو ِ اﻷ ْرض ك ف س ِطح‬
‫حرثها و غرسها‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ََ‬
‫فذك ْر ِإن َما أنت ُمذك ٌر ل ْست عل ْي ِهم ِ ُم َص ْ ِطر‪ :‬أي فذكر – ا محمد – الناس ما أرسلت ه‬
‫إليهم من أوامر هذا الدين و مع ذلك فلست مس طر عليهم فﻼ لوم عل ك إذا لم ينقادوا‬
‫لتعال م اﻹسﻼم‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تو ّ أي أعرض و رفض العمل أران اﻹسﻼم‬ ‫ِإ ﱠ َمن ت َو َو ف َر ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ََُ ﱢ ُ ُ ُ َ َ َ َ‬
‫اب اﻷ َ َ ‪ :‬أي عذ ه عذاب اﻵخرة الشد د الدائم‪.‬‬ ‫ف عذ ه ا العذ‬
‫ﱠ َ َ َُ‬
‫ِإن ِإل ْينا ِإ ابه ْم أي موتهم و رجوعهم إلينا ﻻ إ غ نا ‪ ) .‬أي إ ﷲ (‬
‫َُ‬ ‫ﱠ َ َ‬
‫ث ﱠم ِإن عل ْينا ِح َسابه ْم أي ‪ :‬نحن نحاسبهم ع أعمالهم و نجاز ــهم بها ‪ ،‬إن خ ا فخ ‪ ،‬و إن‬
‫ّ ا ف ‪ .‬لذا فﻼ ّ ك ا رسولنا إعراضهم و كفرهم و ما عل ك سوى تذك هم أمور دينهم‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ضل عليها‪.‬‬ ‫ضل فإنما‬ ‫فمن اهتدى نجا من النار و نجاته لنفسه‪ ،‬و من‬
‫المع اﻹجما ‪:‬‬
‫‪ -‬وصف الق امة وما لقاه ال افر فيها من عناء و ﻼء وما لقاه المؤمن فيها من ّ‬
‫السعادة‬
‫والهناء‪.‬‬
‫رب العالم ‪ ،‬وقدرته خلق اﻹ ل ّ‬
‫والسماء والج ال‬ ‫‪ -‬ذكر اﻷدلة وال اه ع وحدان ّ ة ّ‬
‫واﻷرض و لها شواهد ع وحدان ّ ة ﷲ وجﻼل سلطانه‪.‬‬

You might also like