Realization Stochastic Process Gujarati, 1995 and Yafee and Mcgee, 2000

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫محاضرات مقياس االستشراف االقتصادي‬

‫المحاضرة األولى‪:‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬أهم طرق واليات االستشراف االقتصادي‬
‫‪Stochastic‬‬ ‫‪ -1‬السالس ''ل الزمني ''ة‪ :‬وينظ ر للسلس لة الزمني ة على أهنا تعب ري عن أو إدراك ‪ Realization‬للعملي ة العش وائية‬
‫‪ Process‬ال يت أس همت يف بن اء قيم السلس ة الزمني ة ( ‪ .)Gujarati, 1995; and Yafee and McGee, 2000‬والف رق بني‬
‫العملية العشوائية وإدراكها شبيه بالفرق بني اجملتمع والعينة يف عامل البيانات املقطعية؛ فكما أننا يف البيانات املقطعية نستغل‬
‫"العينة" للوصول إىل تعميمات ‪ Inferences‬خبصوص "اجملتمع األصلي"‪ ،‬فإننا يف السالسل الزمنية نستغل "اإلدراك" حملاولة‬
‫الوصول إىل تعميمات خبصوص "العملية العشوائية" اليت تقف وراء السلسلة الزمنية‪ .‬فعملية إنشاء بيانات السلسلة الزمنية غري‬
‫مالحظة‪ ،‬ولكن القيم املشاهدة للسلسلة الزمنية‪ ،‬وحتت شروط معينة الختتلف كثرياً عن شروط ممثلية العينة للمجتمع‪ ،‬ميكن‬
‫التعامل معها بافرتاض أهنا ممثلة لتلك العملية العشوائية‪.‬‬

‫وتبدأ عملية بناء النموذج املعرب عن السلسة الزمنية (منوذج التمهيد) برسم السلسلة (مقابلة قيم املتغري إىل نقاط الزمن)‪ .‬ويف‬
‫هذا اإلط ار ميكن التمييز بني أربعة مكونات للسلسة الزمنية‪ :‬النمط العام ‪ ،Trend‬التغريات املومسية ‪Seasonal Variation‬‬
‫والتغ ريات الدورية ‪ Cyclical Variation‬والتغري العشوائي )‪Irregular Variation (Moore and McCabe, 1993‬؛ فيم ا‬
‫يتمثل النمط العام يف التغري طويل املدى يف مستوى املتغري (هبوط أو صعود أو منحىن متصاعد أو خالفه)‪ ،‬تتمثل التغريات‬
‫املومسية يف االرتفاع واالخنفاض املنتظم يف قيم السلسلة والذي يتكرر ظهوره يف سنة واحدة (مثالً‪ ،‬الطلب على االحتياجات‬
‫املدرسية يزداد يف بداية العام الدراسي ويقل كثرياً يف اإلجازة الصيفية) وتتمثل التغريات الدورية يف اخنفاض أو ارتفاع حيدث‬
‫يف قيم السلس لة ك ل ع دة س نوات (فمثالً‪ ،‬لوح ظ أن سلس لة املتوس ط الس نوي ألس عار األس هم األمريكي ة للف رتة ‪-1960‬‬
‫‪ 1990‬تأثر بتغري دوري حيدث كل أربع سنوات تأثراً بانتخابات احلكومة)‪ ،‬ويتمثل التحرك العشوائي يف التغري الذي حيدث‬
‫يف قيم السلسلة بشكل عشوائي نتيجة ملؤثرات غري معروفة وبدون منط معني حيكمه والذي يطلق عليه عادة اسم الباقي ‪The‬‬
‫‪ Residual‬ألنه الميكن التنبؤ به‪)1()1( .‬‬

‫‪ -2‬السيناريوهات‪ :‬تع ّد طريقة بناء السيناريوهات جماال معرفيًا غري تقليدي يف دراسة إلية االستشراف االقتصادي اليت تتميز‬
‫ورا كب ًريا يف األوس اط األكادميي ة واإلس رتاتيجية االقتص ادية‪ ،‬وع رفت‬
‫ب ه الظ واهر املعاص رة‪ ،‬وق د ش هدت ه ذه املنهجي ة تط ً‬
‫تشعبًا يف جهازها املفاهيمي والتقين منذ ظهورها ّأول مرة‪.‬‬
‫‪ ‬طرق بناء السيناريو‪:‬‬
‫واألساليب ِ‬
‫املتبعة يف بناء السيناريوهات ما يلي (العيسوي‪:)2000 ،‬‬ ‫ِ‬ ‫من الطرق‬

‫(‪ - )1()1‬منال أمحد البارودي‪ ،‬علم استشراف املستقبل ‪ ،‬اجلمهورية العربية للتدريب والنشر‪ ،‬القاهرة مصر ‪ ،2019‬ص ‪43‬‬
‫تتمثل يف إطالق املقدر ِة على التصور واخليال يف التنبؤ باملسار‬ ‫ِ ِ‬
‫أساس نشأة فكرة السيناريو‪ُ ،‬‬‫‪ -‬الطريقةُ احلدسيةُ ‪ :‬وهي ُ‬
‫ٍ‬
‫وافرتاضات معينة‪.‬‬ ‫بقواعد‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫االلتزام‬ ‫املستقبلي للظاهرة‪ ،‬دون‬
‫احلايل‬
‫تصور الوض ِع ِّ‬ ‫طريقة النمذجة‪ ،‬من خالل ِّ‬ ‫ِ‬ ‫النماذج الكميةَ يف بناء السيناريوهات عرب‬
‫َ‬ ‫‪ -‬طريقةُ النمذجة‪ :‬تستخدم‬
‫يصاحب‬ ‫وتطبيق ِه لوضع البدائل املستقبلية للظاهرة‪ ،‬وتقدي ِر ما‬ ‫ِ‬ ‫كمي يصل ُح لدراسة الظاهرة‪،‬‬ ‫مبختلف متغرياتِه‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫منوذج ٍّ‬‫وبناء ِ‬
‫ذلك من تكاليف ومنافع‪.‬‬ ‫َ‬
‫بكل منهما‪ ،‬وفقاً ملا‬‫ذلك باالستعانة ًّ‬ ‫‪ -‬الطريقةُ التفاعلية‪ :‬وتتمثل باملزج بني الطريقة احلدسية وطريقة النمذجة‪ ،‬ويكون َ‬
‫الوصول إىل السيناريوهات‬ ‫يتم‬
‫مرات عديدة إىل أن َّ‬ ‫والنمذجة ذهاباً وإياباً ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلدس‬
‫ُ‬ ‫االنتقال َبنْي َ‬
‫ُ‬ ‫ويتم‬
‫تقتضيه جودةُ النتائج‪ُّ ،‬‬
‫املرجوة‪.‬‬
‫أساسية على النحو اآليت(الساحلي‪:)2013 ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫خبمس مراح َل‬ ‫ومتر عمليةُ بنا ِء السيناريوهات ِ‬ ‫ُّ‬
‫للحدث أو الظاهر ِة اليت من أجلها يُصاغُ السيناريو وتُطَْر ُح يف هذه املرحلة أسئلةٌ‬ ‫ِ‬ ‫دقيق‬
‫تعريف ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫يتم فيها‬
‫‪ -‬مرحلةُ املفاهيم‪ُّ :‬‬
‫يتم التعام ُل‬‫يعمل السيناريو على تغطيتِها؟ ماهي املشكلةُ اليت ُّ‬ ‫املراد دراستُها؟ ما الفرتةُ الزمنيةُ اليت ُ‬ ‫معينةٌ مثل‪ :‬ما الظاهرةُ ُ‬
‫ِ‬
‫املعلومات املتوفرة‪( :‬كميةً‪ ،‬نوعيةً‪ ،‬ثانويةً‪ ،‬أولية(‪W‬؟‬ ‫دراسة الظاهرة ؟ ما طبيعةُ‬ ‫ِ‬ ‫حمددات‬ ‫معها؟ ما‬
‫ُ‬
‫العوامل الرئيسة‪  :‬تتضمن ( املتغريات‪ ،‬التطورات‪ ،‬األفراد الفاعلني الذين يُؤثرون بشكل مباشر يف الظاهرة‬ ‫ِ‬ ‫مرحلة ‪ ‬حتديدِ‬
‫ُ‬ ‫‪  -‬‬
‫املدروسة)‪.‬‬
‫ِ‬
‫العوامل‬ ‫التقنيات الالزمة لتحليل البيانات واملعلومات حول‬ ‫ِ‬ ‫استخدام‬ ‫العوامل الرئيسة‪  :‬يتم يف هذه املرحل ِة‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬مرحلةُ ِ‬
‫حتليل‬
‫ُ‬
‫إضافة إىل طبيعة التحليل يف حال‬ ‫األساليب الكميةَ والنوعية يف التحليل ً‬ ‫َ‬ ‫التقنيات‬
‫ُ‬ ‫وتشمل هذه‬‫ُ‬ ‫املؤثرة يف الظاهرة املدروسة‪،‬‬
‫كانت قائمةً على االنطالق من الواقع أو من املستقبل املرغوب فيه‪.‬‬
‫ِ‬
‫االرتباطات بني‬ ‫حيث دراس ِة‬
‫‪ -‬مرحلةُ كتابة السيناريوهات ‪ :‬يتم بناءُ هذه املرحل ِة استناداً على نتائج املرحلة السابقة من ُ‬
‫الطرق‬
‫ُ‬ ‫ستخدم‪  ‬يف هذه املرحلة‬ ‫كل حالة‪ ،‬وغالباً ما تُ‬
‫يعكس َّ‬ ‫ِ‬
‫وكتابة سيناريو‬ ‫العوامل الرئيسة يف وضعها احلايل واملستقبلي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والنماذج الرياضية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكمية‬ ‫ِ‬
‫األدوات‬ ‫ض‬ ‫ِ‬
‫استخدام بع ِ‬ ‫تكون متداخلةً بشك ٍل كب ٍري ما يدعو إىل‬ ‫العوامل قد ُ‬ ‫النوعيةُ‪ ،‬إال َّ‬
‫أن‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬مرحلةُ ِ‬
‫استنتاجهُ‬
‫ُ‬ ‫توصيف السيناريو املختا َر الذي مت‬
‫َ‬ ‫تتضمن هذه املرحلةُ‬
‫ُ‬ ‫اسرتتيجيات وسياسات ‪:‬‬ ‫السيناريوهات إىل‬ ‫ترمجة‬
‫ِ‬
‫األهداف املرغوبة‪)1()1(.‬‬ ‫فعالة للوصو ِل إىل‬ ‫ٍ‬
‫اسرتاتيجيات ٍ‬ ‫ِ‬
‫االستفادة منهُ يف بناء‬ ‫وكيفيةَ‬
‫المحاضرة الثانية‪:‬‬
‫‪ -3‬تقني'ة دلفي؛ مسيت هبذا االسم نسبة إىل معبد يوناين قدمي كان مزارا للكهان ورجال الدين والعرافني للتكهن مبستقبل‬
‫الظ واهر االجتماعي ة وفق ا ملا يس تحوذون علي ه من معلوم ات ديني ة واجتماعي ة متكنهم من ص ياغة اآلف اق املس تقبلية للظ اهرة‬
‫االجتماعية حمل التكهن‪ .‬وتتمحور هذه التقنية حول عرض كل االحتماالت لتطور ظاهرة معينة يف املستقبل باالعتماد على‬
‫ط رق االس تبيان مث االس تبعاد الت درجيي ع رب خط وات عن بعض االحتم االت إىل أن تس تقر عن د احتم ال معني‪ .‬وهي التقني ة‬

‫(‪ - )1()1‬مُس ية عيد الزعبوط‪ ،‬استشراف املستقبل يف البحوث العربية‪  ،‬رقة حبثية مقدمة ملؤسسة املعايري الدولية بالتعاون مع احتاد اجلامعات العربية‬
‫لغاية املشاركة يف املؤمتر العريب لتطوير البحث العلمي‪ ،‬األردن عمان ‪.2015‬‬
‫‪https://al-aussol.blogspot.com/2015/10/blog-post_30.html‬‬
‫األكثر شيوعا لدى املدرسة األمريكية للدراسات املستقبليةولتقنية دلفي يف الدراسات املستقبلية مراحل لتطيقها‪ ،‬واليت ميكن‬
‫حصرها فيما يلي‪)1()1(:‬‬

‫المرحلة األولى؛ وتتمثل يف حتديد الظاهرة موضوع الدراسة والتحليل‪.‬‬

‫المرحل'ة الثاني'ة؛ ويتم فيها اختيار جمموعة من اخلرباء واملختصني من ذوي اخلربة يف اجلانبني النظري والعملي بشأن الظاهرة‬
‫املدروسة‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة؛ وتتصل بضبط الظرف الزمين للظاهرة حمل الدراسة والتحليل‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة؛ ويتم فيها توجيه سلسلة من االستبيانات تتضمن جمموعة من األسئلة واالحتماالت املتوقعة بشأن الظاهرة‬
‫املدروسة يف املستقبل‪.‬‬

‫المرحلة الخامسة؛ هي املرتبطة بالنتائج املتحصل عليها من خالل احتساب عدد اإلجابات املتكررة من تلك االستبيانات‪.‬‬

‫دوالب المس''تقبل؛ تتمركز حول اختيار واقعة معينة‪ ،‬مث رصد سلسلة الرتابط بني هذه الواقعة وتداعياهتا املباشرة‬ ‫‪‬‬

‫وغري املباشرة‪.‬‬
‫أس'لوب السالس'ل الزمني'ة ‪Time Series Methods‬؛ وهي الطرق اليت ال تعتمد على مناذج سببية تعرب‬ ‫‪‬‬

‫عن سلوك املتغري أو املتغريات موضوع الدراسة وفق نظرية ما‪ ،‬وإمنا تتضمن طرق ومناذج من بينها منوذج اخلطوة‬
‫العشوائية وطرق إسقاط االجتاه العام‪.‬‬
‫أس ''لوب اإلس ''قاطات الس ''كانية والتنب ''ؤ االس ''تقرائي؛ ومن أبرزه ا طريق ة األف واج واملكون ات‪ ،‬إذ حيتس ب النم و‬ ‫‪‬‬

‫الدميغرايف من مكونات دقيقة كاملواليد والوفيات واهلجرة إىل الدولة واهلجرة من الدولة‪.‬‬

‫)‪(1)(1‬‬
‫‪- https://democraticac.de/?p=43833‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬مدارس االستشراف االقتصادي للمستقبل‪:‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬
‫ويؤك د التقري ر املوح د ملدارس االستش راف االقتص ادي على ض رورة حتقي ق حتول كب ري يف أه داف وطبيع ة القطاع ات‬
‫االقتص ادية يف ض وء املتغ ريات املعق دة للع امل احلديث خاص ة وأن املدارس واملن اهج الدراس ية احلالي ة ك انت هتدف إىل إع داد‬
‫القوى العاملة يف القطاع الصناعي فيما يشهد القرن احلايل الكثري من االبتكارات التكنولوجية احلديثة مع حتول الكثري من‬
‫املهن اليدوية إىل مهن عصرية تعتمد على االقتصاد املعريف والذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫حسب المدرسة الفرنسية ‪ :‬جيمع علماء االستشراف من املدرسة الفرنسية على أن املدى يف الدراسات االستشرافية هو [‬
‫‪ 30 ،10‬سنة]‪ ،‬فالدراسة اليت مداها أقل من ‪ 10‬سنوات هي أقرب للتنبؤ من االستشراف‪ ،‬وملا يزيد املدى عن الـ‪30 :‬‬
‫سنة‪ ،‬فإن املستشرف يفقد السيطرة على متغريات الدراسة وبذلك تفقد الدراسة مصداقيتها؛‬
‫حسب المدرسة األمريكية ‪ :‬ال تضع املدرسة األمريكية حدودا ملدى االستشراف‪ ،‬فبعض الدراسات االستشرافية قد يزيد‬
‫مدها عن ‪ 70‬سنة (مثل الدراسة اليت قام هبا حمافظ اخلزانة العامة األمريكية "الشرمان "بول راين"؛ يف خطة القضاء على‬
‫العجز يف ميزانية الدولة يف حدود عام ‪ 2080‬م)‪)1()1(.‬‬
‫المدرسة الفرنسية واألميركية ‪ :‬ينطوي مفهوم االستشراف االقتصادي لدى كل من املدرستني الفرنسية واألمريكية‪،‬‬
‫عارضا يف اآلن ذاته ألوجه اختالفاهتما وتناقحاهتما؛ ذلك أ ّن األوىل تعتمد بصفة كبرية على فسح اجملال أمام حرية الفكر‬
‫ً‬
‫خاصة على االستشراف التكنولوجي يف‬ ‫والشعور بالقيم يف رسم معامل املستقبل‪ ،‬يف حني تقوم الثانية‪ ،‬أي املدرسة األمريكية‪ّ ،‬‬
‫اجملال االقتصادي‪ .‬ومن جهته‪ ،‬يرى جون ‪ -‬فيليب بوتز أ ّن االستشراف جزء من منظور أوسع يشمل حتليل األبعاد املعرفية‬
‫لالستشراف اإلسرتاتيجي‪ ،‬ومن مثّ تتناول بالتحليل البعد املركزي يف العامل املعاصر ويف املستقبل القائم على املعرفة واألصول‬
‫ويكرس‬
‫مكونات االستشراف اإلسرتاتيجي واملوقف االستشرايف‪ّ .‬‬ ‫مكونًا أساسيًا من ّ‬‫غري املرئية‪ :‬التعلّم التنظيمي‪ ،‬بصفته ّ‬
‫مارك موسلي ورقته البحثية للتمييز املع ّقد بني أربعة مفاهيم هي‪ :‬االستشراف‪ ،‬واإلسرتاتيجية‪ ،‬والتخطيط‪ ،‬والتدبري‪ ،‬من‬
‫تطور مدارس اإلدارات ونظرياهتا خالل النصف الثاين من القرن العشرين‪ ،‬إىل‬ ‫خالل إبراز أوجه تداخلها الشديد طوال ّ‬
‫املدارس املعاصرة القائمة على خلق القيمة للمساهم واملسؤولية االجتماعية والبيئية للشركات‪.‬‬
‫كل من حممد بياض وجون ‪ -‬كلود بويل االستشراف برؤية املقاول يف منظور متّصل يربط بني "الرؤية‬ ‫يف حني يربط ّ‬
‫واملؤسسات وتطورها‪ .‬ويف مسامهة ثانية له يف‬
‫ّ‬ ‫اإلسرتاتيجية" و"الرؤية االستشرافية" للمقاول‪ ،‬بصفتها مفتاح منو املقاوالت‬
‫يؤصل فيليب دورانس طريقة السيناريوهات عند هريمان كان؛ كيف انبثقت يف‬ ‫هذا املؤلَّف الذي سهر على تنسيقه وحتريره‪ّ ،‬‬
‫اخلمسينيات‬
‫والستينيات من القرن املاضي‪)2()2(،‬‬

‫(‪ : - )1()1‬عويسي أمني‪ ،‬االستشراف االقتصادي من االقتصاد اإلسالمي(إعجاز اقتصادي يف القران الكرمي)‪ ،‬أستاذ مساعد جامعة سطيف ‪– 1‬‬
‫اجلزائر‪،‬ص ‪10‬‬
‫املؤسسات واألقاليم‪ ،‬جملة استشراف للدراسات املستقبلية‪ ،2016 ،‬ص ‪.297‬‬ ‫‪ -‬االستشراف اإلسرتاتيجي من أجل ّ‬
‫(‪)2()2‬‬
‫‪.‬‬

‫بنية اإلطار المعرفي للسيناريوهات في المدارس االستشرافية الغربية ‪:‬‬


‫المقاربة الحدسية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تق وم املقارب ة احلدس ية ‪ Intuitive Approach‬على املعرف ة الكيفي ة وال رؤى‪ ،‬وهي تعتم د على اإلب داع واخلي ال؛‬
‫كاس تخدام الفن القصص ي يف بن اء الس يناريوهات‪ .‬وترج ع ه ذه املقارب ة إىل أعم ال ك ّل من هريم ان ك اهن وأنت وين ف اينر يف‬
‫لكل من فان دير هايدن وبيرت شوارتز يف‬ ‫ٍ‬
‫تطورت على حنو أكرب مع البحوث االستشرافية الرائدة ّ‬ ‫ستينيات القرن العشرين‪ ،‬مثّ ّ‬
‫بداية السبعينيات من القرن العشرين‪ .‬يُضاف إىل ذلك أ ّن شركة رويال دوتش شل اليت استخدمت منهجية السيناريوهات‬
‫وطورهتا‪ ،‬اعتمدت على حن ٍو أساسي على املقاربة احلدسية‪.‬‬
‫ّ‬
‫يوعا واألق ل ص رامةً من نظريهتا االحتمالي ة‪ ،‬م ع اتص افها ب التنوع والتع ّدد‪ .‬إض افةً إىل‬
‫وتتم يز املقارب ة احلدس ية بأهّن ا األك ثر ش ً‬
‫ذل ك‪ ،‬ك انت عملي ة بن اء الس يناريوهات عن د العدي د من املستش رفني واملمارسني األوائ ل كيفي ةً ح ىت بالنس بة إىل بعض‬
‫الش ركات واملؤسس ات ‪ -‬كم ا فعلت ش ركة ش ل النفطي ةر‪ -‬ولكن النقط ة األساس ية ال يت متيز املقارب ة احلدس ية من املقارب ة‬
‫املعم ق؛ إذ جيرى تأويلها وصوغها ضمن‬ ‫االحتمالية هي اعتمادها على ٍ‬
‫وخباص ة يف مرحلة التحليل ّ‬
‫ّ‬ ‫عدد حمدود من املتغيّ ات‪،‬‬
‫عب عن بنية السيناريوهات عندما جيرى تشكيلها‪.‬‬
‫حماور تُبىن على أساسها السرديات اليت تُ ّ‬
‫الكمية‪:‬‬
‫المقاربة االحتمالية‪ّ /‬‬ ‫‪‬‬
‫الكمي ة ‪ Probabilistic/ Quantitative Approach‬على جمموع ة من التقني ات‬ ‫تش تمل املقارب ة االحتمالي ة ّ‬
‫املتع ّددة ال يت ختتل ف يف م ا بينه ا يف درج ات اس تخدام ب رامج اإلعالم اآليل‪ .‬و ُت َع ّد تقنيتَ ا حتليل أث ر االجتاه ومص فوفة الت أثري‬
‫املتب ادل من أق دم التقني ات يف املقارب ات االحتمالي ة‪ ،‬ويف م ا يلي بي ان ل ذلك‪ :‬حتلي ل أث ر االجتاه‪Trend Impact‬‬
‫‪ Analysis‬تط ّورت ه ذه التقني ة يف الدراس ات املس تقبلية يف س بعينيات الق رن العش رين م ع "جمموع ة املس تقبالت" يف‬
‫وتطور هذا النموذج التحليلي خارج املفاهيم التقليدية اليت عُ رفت هبا مناهج التنبؤ اليت تقوم على معرفة‬ ‫الواليات املتحدة‪ّ ،‬‬
‫املستقبل من خالل املعطيات التارخيية‪ ،‬واليت ال تعرتف بوجود حوادث غري متوقّعة يف املستقبل(‪)1()1‬‬
‫المحاضرة الرابعة‪:‬‬
‫الدراسات المستقبلية وفق المدارس األمريكية‪:‬‬
‫تط ّورت ه ذه التقني ة يف الدراس ات املس تقبلية يف س بعينيات الق رن العش رين م ع "جمموع ة املس تقبالت" يف الوالي ات املتح دة‪،‬‬
‫وتطور هذا النموذج التحليلي خارج املفاهيم التقليدية اليت عُ رفت هبا مناهج التنبؤ اليت تقوم على معرفة املستقبل من خالل‬ ‫ّ‬
‫املعطيات التارخيية‪ ،‬واليت ال تعرتف بوجود حوادث غري متوقّعة يف املستقبل‬
‫وج ه إىل املقاربات التقليدية املعتمدة على حن ٍو مبالغ فيه على إسقاط‬
‫وجاءت هذه التقنية من أجل اإلجابة عن النقد الذي ّ‬
‫املعطي ات التارخيي ة على احلوادث املس تقبلية‪ ،‬مث ل تقني ات السالس ل الزمني ة‪ .‬ول ذلك تس مح تقني ة حتلي ل األث ر بتع ديل مس ألة‬

‫(‪ - )1()1‬حمم د مخيس‪ ،‬اخلي ارات املعرفي ة واملنهجي ة يف بن اء الس يناريوهات ل دى املدارس االستش رافية ‪ ،‬جمل ة استش راف للدراس ات املس تقبلية‪،‬‬
‫‪ ، 2016‬ص ‪.118‬‬
‫إسقاط االجتاهات التارخيية على احلوادث املستقبلية مثّ القيام بتحليل آثار االجتاهات والتط ورات من خالل اخلرباء‪ ،‬وتكميم‬
‫التطورات واالجتاهات‪ .‬ومن مثّة‪ ،‬ميكن القول إ ّن مفهوم حتليل أثر االجتاه خيتلف عن التنبؤ البسيط بأربع خطوات‪ ،‬هي‪:‬‬‫هذه ّ‬
‫‪ -‬مجع املعلومات السابقة )التارخيية(‪.‬‬
‫لتطور احلوادث يف املاضي‪ ،‬ومتابعة مساراهتا يف املستقبل‪ ،‬مع استبعاد عنصر املفاجئة‪.‬‬‫‪ -.‬استخدام منحىن ّ‬
‫‪ -.‬وضع قائمة للحوادث غري املتوقّعة اليت بإمكاهنا إحداث احنراف يف االجتاهات املستقبلية‪.‬‬
‫‪ -.‬قيام اخلرباء بتحديد احتمالية ظهور حوادث غري متوقّعة ومدى إمكان تأثري هذه احلوادث يف املسار املستقبلي‬

‫‪ ‬تقنية مصفوفة التأثري املتبادل‪Cross-impact Analysis‬‬


‫ج رى تط وير مص فوفة الت أثري املتب ادل يف مؤسس ة ران د األمريكي ة ع ام ‪ 1966‬على ي د ك ّل من أوالف هيلمر وثي ودور‬
‫غ وردون‪ .‬وحتاول ه ذه التقني ة تق ييم التح ّوالت والتغرّي ات يف احتمالي ة ظه ور ح وادث تتس بب باحنراف ات عن التوقّع ات‬
‫مكمل ةً لتقنية حتليل أثر االجتاه‪ ،‬من خالل إدراج التفاعالت بني‬ ‫عد تقنية هذه املصفوفة ّ‬ ‫الساذجة للمعطيات التارخيية‪ ،‬وميكن ُّ‬
‫وطرح السؤال التايل‪ :‬إن حدث "أ"‪ ،‬فما هو أثر ذلك يف "ب"؟‬ ‫املتغرّي ات يف التحليل‪ْ ،‬‬
‫ّأم ا بالنس بة إىل ع دد احلوادث ال يت جيب اختياره ا للدراس ة‪ ،‬فه ذا أم ٌر يع ود إىل رأي اخلرباء أو إىل أدبي ات اجملال البح ثي؛ إذ‬
‫تعتم د مرحل ة اختي ار احلوادث على الدقّ ة‪ ،‬وذل ك على حن ٍو يالءم التف اعالت بني احلوادث ال يت يع رب عنه ا ب " ‪n2-n‬‬
‫ولكل احلوادث احتماالت ابتدائية‪ ،‬وهي تقاس‬ ‫ّ‬ ‫كل حدث‪.‬‬ ‫" )حيث متثّل ‪ n‬عدد األحداث(‪ .‬وتتضاعف األسس مع إضافة ّ‬
‫مبعيار التفاعالت يف ما بينها من أجل اخلروج باالحتماالت النهائية‪ .‬ومن خالل هذه العملية ميكننا بناء سيناريوهات خمتلفة‪.‬‬
‫ولكن املشكلة األساسية يف هذه التقنية متمثّلة بافرتاض مفاده أ ّن االحتماالت املعدلة )بعد التفاعالت( تبدو أكثر مالءم ةً‪،‬‬ ‫ّ‬
‫على‬
‫ال رغم من بق اء ُأس س املعلوم ات األولي ة نفس ها))‪) ' ')3‬ميكن اإلش ارة إىل تقني ة التحلي ل املورفول وجي اليت تق وم ب اختزال‬
‫السيناريوهات غري املالئمة وال تُبقي إال السيناريوهات ذات الداللة(‪)1()1(..‬‬

‫(‪ - )1()1‬حمم د مخيس‪ ،‬اخلي ارات املعرفي ة واملنهجي ة يف بن اء الس يناريوهات ل دى املدارس االستش رافية ‪ ،‬جمل ة استش راف للدراس ات املس تقبلية‪،‬‬
‫‪،، 2016‬ص ‪.119‬‬

You might also like