‫الكثير من هواجس النفط في أذهانهم‪:‬‬

‫ثورة النفط الصخري والسياسة‬

‫األمريكية تجاه الخليج‬
‫مقدمة‬
‫ُ‬
‫االستقالل النفطي والعالقة األمريكية‪-‬السعودية‬

‫ِّ‬
‫الصخري‬ ‫النفط‬
‫ِ‬ ‫ازدها ُر‬
‫ُ‬
‫ظالل المستق َب ِل‬ ‫•‬
‫ٌ‬
‫توقعات بمكاسب‬ ‫•‬

‫ٌ‬
‫خاتمة‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ -‬سبتمرب ‪201٩‬م‬

‫‪٤٢‬‬
 ‫‪2‬‬

‫رقم اإليداع بمكتبة امللك فهد الوطنية‪:‬‬

‫‪1441/2867‬‬
‫ردمد‪1658-6964 :‬‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م‬ ‫‪www.kfcris.com‬‬

‫‪3‬‬

‫الكثري من هواجس النفط يف أذهانهم‪:‬‬

‫ثورة النفط الصخري والسياسة‬
‫األمريكية تجاه الخليج‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م ‪www.kfcris.com‬‬

 ‫‪4‬‬

‫مقدمة‬
‫نقاش متكرر ًة للرئيس دونالد ترامب‪ ،‬مثلما كان‬ ‫نقطة ٍ‬ ‫َ‬ ‫ري يف إنتاج النفط املحيل ِّ‬ ‫الواليات املتحد ِة األخ ِ‬
‫ِ‬ ‫توس ُع‬
‫يُع ُّد ُّ‬
‫تراجع يف الزياد ِة املستمر ِة منذ عقو ٍد يف االعتماد األمريكي‬ ‫ٍ‬ ‫أول‬
‫الحال يف عهد الرئيس باراك أوباما من قبلِه‪ ،‬وذلك مع ِ‬
‫ضخمة من النفط الخام والغاز‬ ‫ٍ‬ ‫استمرار الواليات املتحد ِة يف استريادِ َكمي ٍ‬
‫َّات‬ ‫ِ‬ ‫النفط األجنبية‪ .‬وبرغم‬ ‫ِ‬ ‫عىل إمدادات‬
‫ٍ‬
‫لنقاشات‬ ‫ِ‬
‫األمريكية‬ ‫ِ‬
‫السياسة‬ ‫دوائر‬
‫ِ‬ ‫الطاقة» قد خضعت يف بعض‬ ‫ِ‬ ‫ري‬‫ري يف توف ِ‬ ‫الطبيعي‪ ،‬فإن فكر َة «االعتمادِ عىل الغ ِ‬
‫ِ‬
‫إصدارات‬ ‫تحقيقه‪ ،‬وليس مجر َد حُ ل ٍم بعيد املنال‪ .‬يسعى هذا التقري ُر املوجز من سلسلة‬ ‫ُ‬ ‫كثري ٍة باعتبارها هدفا ً يُمكِن‬
‫نفطية ضخمة جديدة يف الواليات‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬
‫احتياطيات‬ ‫وفرت‬ ‫«مسارات» إىل تحديد ما إذا كانت «ثور ُة النفط الصخري» التي ّ‬
‫ِ‬
‫إمكانية الوصول إىل‬ ‫سياسات الواليات املتحدة طويلة األمد املوضوعة لضمان‬ ‫ِ‬ ‫املتحدة‪ ،‬قد دفعت إىل إعاد ِة تقيي ِم‬
‫باإلضافة إىل إعادة تقييم العَ القات مع الدول الرئيسة املنتجة للنفط يف الخليج‪ ،‬والتي من بينها اململكة‬ ‫ِ‬ ‫إمدادات النفط‪،‬‬
‫بشكل كبري عىل واردات الطاقة من الخليج (مع استمرارها‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫الواليات املتحدة االعتما َد‬ ‫العربية السعودية‪ .‬وبينما تواصل‬
‫يف االعتماد عىل أسواق الطاقة العاملية)‪ ،‬فإن بعض مسؤويل رسم السياسة يف الواليات املتحدة لم يعودوا ـ عىل ما يبدو‬
‫أمنية حيوية غريَ قابلة للنقاش‪ .‬ويف حني أن هذا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مصلحة‬ ‫الخليج باعتبارها‬‫ِ‬ ‫إنتاج النفط يف‬‫ِ‬ ‫ـ ينظرون إىل مسألة ضمان‬
‫األمور التي تتجاوز تلقائيّا ً يف أهميتها غريَها‬‫ِ‬ ‫نظر الكثريين‪ ،‬فإنه لم يعد من‬ ‫األم َر بالتأكيد ال يزا ُل أمرا ً مهمّ ا ً من وجهة ِ‬
‫قضية أمن الطاقة عنرصا ً مهمّ ا ً يف العَ ِ‬
‫القة األمريكية‬ ‫ُ‬ ‫من املساعي واألهداف السياسية األخرى‪ .‬ومن ثَم‪ ،‬وبينما تظل‬
‫اململكة العربية السعودية «بسالح النفط»‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫املخاوف بأن تلوِّحَ‬ ‫األمريكية لم تعد مقيد ًة بسبب‬‫َ‬ ‫َ‬
‫السياسة‬ ‫السعودية‪ ،‬فإن‬
‫سعيا ً منها لتحقيق أهدافِ ها السياسية الخاصة‪.‬‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م‬ ‫‪www.kfcris.com‬‬

‫‪5‬‬

‫ُ‬
‫االستقالل النفطي والعالقة األمريكية‪-‬السعودية‬
‫مخاوف تجاه مدى اعتماد الواليات‬ ‫ُ‬ ‫صحِ بَتها‬‫تشريُ جمي ُع التقييمات بشأن العَ القة األمريكية‪ -‬املحيل َ‬
‫صادرات املنطقة من الوقود‪ .‬إن استخدا َم‬ ‫ِ‬ ‫السعودية واملصالح االسرتاتيجية األمريكية يف الخليج املتحدة عىل‬
‫االحتياطية الدول العربية األعضاء يف منظمة الدول العربية املصدرة‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اإلنتاجية‬ ‫عموما ًإىل إنتاج النفط‪ .‬ووصفت القدر َة‬
‫للمملكة العربية السعودية يف تحريك األسواق‪ ،‬أو عىل للنفط (أوبك) «لسالح النفط» يف عام ‪ 1973‬غرس يف‬
‫عف والهشاشة فيما‬ ‫َّ‬
‫بالض ِ‬ ‫جيل من األمريكيني شعورا ً‬ ‫ٍ‬ ‫القة‬ ‫األقل االعتقاد بأنها قادر ٌة عىل ذلك‪ ،‬بأنها «محو ُر العَ ِ‬
‫بذل جهو ٍد‬ ‫الطاقة(((‪ .‬وقد شجع هذا بدوره عىل ِ‬ ‫َ‬ ‫ص‬ ‫ُ‬
‫يخ ُّ‬ ‫الزاوية يف سياسة‬‫ِ‬ ‫األمريكية السعودية» وبأنها كذلك «حج ُر‬
‫تتخلص الواليات املتحدة من اعتمادها عىل‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫حثيثة لكي‬ ‫الوصف وصفا ً صحيحا ً‬ ‫ُ‬ ‫النفط [األمريكية]»(((‪ .‬لقد ظل هذا‬
‫حرية‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وسيلة ملنح البالدِ‬ ‫إىل ح ٍّد ما منذ عام ‪ ،1945‬حينما التقى الرئيس فرانكلني النفط األجنبي‪ ،‬سواء ليكون ذلك‬
‫إمكانية أكرب يف سياستها الخارجية‪ ،‬أو محاولة لتحصني االقتصادِ‬ ‫ِ‬ ‫ديالنو روزفلت وامللك عبد العزيز آل سعود ملناقشة‬
‫َمات األسعار‪ ،‬أو مجرد أداة بالغية لحشد‬ ‫األمريكية والتدريب إىل اململكة العربية املحيل من صد ِ‬ ‫ِ‬ ‫توفري الحماية األمنية‬
‫النفط السعوديِّ ‪ .‬وقد الدعم إلجراء مزي ٍد من التنقيب داخل الوطن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الحصول عىل‬
‫ِ‬ ‫السعودية يف مقابل‬
‫ُ‬
‫اململكة‬ ‫وإىل جانب ذلك‪ ،‬فإن النفوذَ الذي حظيت به‬ ‫ِ‬
‫اململكة العربية‬ ‫األهمية الكربى لنفط‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الواليات املتحدة‬ ‫تبينت‬
‫حظر الصادرات العربية السعودية بكونها منتجا ً رئيسا ً «بديالً» يف سوق‬ ‫ِ‬ ‫السعودية ودول الخليج عموما ً يف أعقاب‬
‫حني آلخر هدفا ً لصانعي السياسات‬ ‫الهائل يف النفط جعلها من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تزامن مع االرتفاع‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫النفطية يف عام ‪ 1973‬الذي‬
‫الخاصة التي األمريكيني الذين سعوا إىل ضبط األسعار العاملية‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األهمية‬ ‫أسعار النفط العاملية(((‪ .‬وقد أدت‬
‫(واملحلية)‪ .‬بذلت إدارات الرؤساء ريتشارد نيكسون‬ ‫حظي بها الخليجُ إىل إعالنات مثل مبدأ كارتر يف حقبة‬
‫ً‬
‫دبلوماسية كبرية يف محاولة‬ ‫وجريي فورد وكارتر جهودا ً‬ ‫(سمِّيت باسم الرئيس آنذاك جيمي كارتر)‪:‬‬ ‫الحرب الباردة ُ‬‫ِ‬
‫إقناع الحكومة السعودية باملساعدة يف كبح جماح‬ ‫محاولة أليِّ قو ٍة خارجية للسيطرة عىل منطقة‬ ‫ٍ‬ ‫«إن أيَّ‬
‫املجهودات التي تبذُلُها منظمة أوبك لزيادة أسعار النفط‪،‬‬ ‫الخليج الفاريس ستُعترب بمثابة تع ٍّد عىل املصالح الحيوية‬
‫املخاوف السعودية‬‫َ‬ ‫األم ُر الذي بدد يف بعض األحيان‬ ‫للواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وسنتصدى لهذا التعدي بكل‬
‫أسعار أق َّل‬
‫ٍ‬ ‫الواليات املتحد َة قد تسعى إىل فرض‬
‫ِ‬ ‫بأن‬ ‫ُ‬
‫العسكرية»(((‪.‬‬ ‫الوسائل الالزمة بما فيها القو ُة‬
‫ِ‬
‫باستخدام القوة(((‪.‬‬ ‫ُ‬
‫املنطقة والتي‬ ‫حظيَت بها‬ ‫َ‬
‫األهمية البالغة التي ِ‬ ‫لكن‬
‫املنفعة املتبادلة يمكن اعتبارها أيضا ً عىل أن ك َّل بل ٍد‬ ‫تمثَّلت يف ضمان النم ِّو االقتصادي األمريكي واالستقرار‬
‫لديه نفوذٌ (محتمَ ٌل) عىل اآلخر‪ ،‬مما دفع أح َد املراقبني إىل‬
‫التحذير يف السبعينيات من «احتمالية اندالع رصاع خطري‬ ‫‪(1) Edward Morse and James Richard. “The Battle for Energy‬‬
‫‪Dominance,” Foreign Affairs 81, no. 2 (2002): 20.‬‬
‫‪(2) Dankwart Rustow, “U.S.-Saudi Relations and the Oil Crises of‬‬
‫‪the 1980s,” Foreign Affairs 55, no. 3 (1977): 503–508. To be‬‬
‫‪sure, energy security is just one part of a multifaceted bilateral‬‬
‫‪(4) Meg Jacobs, Panic at the Pump: The Energy Crisis and the‬‬
‫‪relationship that has gone through highs and lows since the‬‬
‫‪Transformation of American Politics in the 1970s, (New York:‬‬
‫‪1950s. See Rachel Branson, Thicker Than Oil (New York:‬‬
‫‪Hill and Wang, 2016), 49–88.‬‬
‫‪Oxford University Press, 2006).‬‬
‫((( انظر عىل سبيل املثال‪:‬‬ ‫‪(3) Kristin Ahlburg and Adam Howard, eds., Foreign Relations of‬‬
‫‪Stephen Galpern and Edward Keefer, eds., Foreign Relations‬‬ ‫‪the United States, 1977–1980, Volume 1: Foundations of Foreign‬‬
‫‪of the United States, 1969–1976, Volume 37: Energy Crisis,‬‬ ‫‪Policy (Washington, DC: Government Printing Office, 2014),‬‬
‫‪1974–1980 (Washington, DC: Government Printing Office,‬‬ ‫‪Document 138, https://history.state.gov/historicaldocuments/‬‬
‫‪2012), Documents 52, 79.‬‬ ‫‪frus197780-v01/d138.‬‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م ‪www.kfcris.com‬‬

 ‫‪6‬‬

‫ُ‬
‫الحكومة‬ ‫والنفط» (‪ )Blood and Oil‬ملايكل كلري‪ -‬لتُتَّه َم‬ ‫تحت السطح الدبلومايس الهادئ» يف العَ القات األمريكية‬
‫األمريكية فعليّا ً بالتخيل عن املصالح االسرتاتيجية األوسع‬ ‫السعودية(((‪.‬‬
‫للبالد سعيا ً وراء النفط الرخيص وال ُّرشا الفردية(((‪.‬‬ ‫أمن الطاقة أصبحت أق َّل‬ ‫َ‬
‫قضية ِ‬ ‫عىل الرغم من أن‬
‫هذا وقد ساهم غز ُو العراق بقيادة الواليات املتحدة يف‬ ‫أهمية مع انخفاض أسعار النفط يف أواخر الثمانينيات‬ ‫ً‬
‫شعور بوجو ِد مؤامرة‪ ،‬األم ُر الذي شج َع عىل خلق‬‫ٍ‬ ‫خلق‬ ‫ِ‬
‫إمدادات النفط‬ ‫والتسعينيات (عىل الرغم من أن إبقا َء‬
‫نظريات ال حرصَ لها بأن املسؤولني يف إدارة بوش سعوا‬‫ٍ‬ ‫الكويتي بعيدا ً عن سيطرة الرئيس العراقي صدام‬ ‫ِّ‬
‫إما إىل االستفادة من السيطرة عىل النفط العراقي وإما‬ ‫حسني كان دافعا ً رئيسا ً لعملية عاصفة الصحراء يف‬
‫االستفاد ِة من انخفاض األسعار جرا َء زياد ِة اإلنتاج‪ .‬ويف‬ ‫عام ‪ ،)1991‬فإنها عادت بقوة إىل بؤرة االهتمام خالل‬
‫أمن الطاقة لم يكن بالتأكيد سببا ً مبارشا ً للغزو‪،‬‬
‫حني أن َ‬ ‫االنتخابات الرئاسية يف عام ‪ .2000‬فقد أدى ارتفا ُع‬
‫فإن مسؤويل إدارة بوش سوغوا ترصفاتهم‪ ،‬ولو جزئيّا ً‬ ‫أسعار البنزين ونقص الكهرباء خالل الحملة الرئاسية‬
‫بأن صدام حسني املسلح‬ ‫عىل األقل‪ ،‬من خالل اإليحاء َّ‬ ‫َ‬
‫نقطة‬ ‫قضية توفري الطاقة يف الواليات املتحدة‬ ‫ِ‬ ‫إىل جعل‬
‫بأسلحة الدمار الشامل قد يسعى إىل إحكا ِم سيطرتِه عىل‬ ‫نقاش رئيسة للمرشحني آل جور وجورج دبليو بوش‬
‫ِ‬
‫إمدادات الطاقة الحيوية(‪.((1‬‬ ‫فريق حملته االنتخابية العدي َد من املستشارين‬ ‫ُ‬ ‫الذي ضم‬
‫إضافة إىل تلك املناقشات‪ ،‬سواء أكانت يف الصحف‬ ‫ً‬ ‫السياسيني الساعني إىل زيادة إنتاج الواليات املتحدة(((‪.‬‬
‫الشعبية أو يف الدوائر السياسية يف واشنطن‪ ،‬فقد كانت‬ ‫اإلرهابية يف الحاديَ عرش من سبتمرب‬ ‫ُ‬ ‫أدَّت الهجَ مات‬
‫َ‬
‫احتمالية أن يؤديَ ارتفا ُع أسعار‬ ‫ُ‬
‫مخاوف من أن‬ ‫هناك‬ ‫الرتكيز عىل أمن الطاقة األمريكي‪ .‬وقد‬ ‫ِ‬ ‫بدورها إىل زيادة‬
‫النفط يف العقد األول من األلفية الثانية إىل فرض‬ ‫غالبية الخاطفني‬‫َ‬ ‫َ‬
‫حقيقة أن‬ ‫اغتنم العدي ُد من املعلقني‬
‫تكاليف جديدة عىل املستهلكني والصناعة يف الواليات‬ ‫َ‬ ‫الدول املنتجة للنفط يف الخليج؛‬ ‫ِ‬ ‫جنسيات ُكربَيا‬
‫ِ‬ ‫يحملون‬
‫املتحدة وتمكني «الدول املارقة» الغنية بالنفط املعارضة‬ ‫وهما اململكة العربية السعودية واإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬
‫ألهداف السياسة األمريكية (ال سيما فنزويال وإيران) أو‬ ‫مجلس الشيوخ عن والية أالسكا فرانك‬ ‫ِ‬ ‫وضغط عض ُو‬
‫خطاب ِ‬
‫حالة االتحاد‬ ‫ِ‬ ‫الجماعات اإلرهابية مث َل القاعدةِ‪ .‬ويف‬ ‫موركوسكي من أجل توسيع عمليات التنقيب عن النفط؛‬
‫(‪ )State of the Union‬لعام ‪ ،2006‬أشار الرئيس جورج‬ ‫ط الرشق األوسط يمو ُل اإلرهاب» يف حني دعا‬ ‫ألن «نف َ‬
‫ٌ‬
‫مدمنة عىل النفط الذي عاد ًة‬ ‫دبليو بوش قائالً إن «أمريكا‬ ‫تقليل االعتماد عىل‬
‫ِ‬ ‫الصحفي توماس فريدمان تحديدا ً إىل‬ ‫ُّ‬
‫ري املستقرة يف العالم»‪ ،‬يف إشار ٍة‬‫ما يستو َر ُد من املناطق غ ِ‬ ‫مجموعة كبرية من الكتب‬ ‫ٌ‬ ‫النفط السعودي(((‪ .‬وقد جاءت‬
‫إىل الرشق األوسط وشمال إفريقيا بشكل أسايس(‪ .((1‬وقد‬ ‫وجه التحديد كتاب «النوم‬ ‫األكثر مبيعاً‪ -‬نذكر منها عىل ِ‬
‫البحثية املتخصصة مثل معه ِد الطاقة يف‬ ‫ُ‬ ‫درست املراك ُز‬ ‫مع الشيطان» (‪ )Sleeping with the Devil‬لروبرت باير‪،‬‬
‫وكتاب «بيت بوش‪ ،‬وبيت آل سعود» (‪House of Bush,‬‬
‫‪(9) Robert Baer, Sleeping with the Devil: How Washington Sold‬‬
‫‪Our Soul for Saudi Crude (New York: Broadway Books,‬‬
‫‪ )House of Saud‬للكاتب كرايج أونجر‪ ،‬وكتاب «الدم‬
‫‪2003); Craig Unger, House of Bush, House of Saud: The Secret‬‬
‫‪Relationship between the World’s Two Most Powerful Dynasties‬‬
‫‪(6) Rustow, “U.S.-Saudi Relations,” 496.‬‬
‫‪(New York: Simon and Schuster, 2004); Michael T. Klare,‬‬
‫‪Blood and Oil: The Dangers and Consequences of America’s‬‬ ‫‪(7) Judy Pasternak and Allan Miller, “It’s a Well-Oiled Machine That‬‬
‫‪Growing Dependency on Imported Petroleum (New York:‬‬ ‫‪Keeps Bush Running,” Los Angeles Times, September 23, 2000,‬‬
‫‪Henry Holt, 2004).‬‬ ‫‪https://www.latimes.com/archives/la-xpm-2000-sep-23-mn-‬‬
‫‪25320-story.html.‬‬
‫(‪ ((1‬انظر النقاش الوارد يف‪:‬‬
‫‪(8) Natalie M. Henry, “Attacks Heighten Call for Reduced Dependence‬‬
‫‪Jeff D. Colgan, “Fueling the Fire: Pathways from Oil to‬‬ ‫‪on Foreign Oil,” Freedomworks, September 17, 2001, http://‬‬
‫‪War,” International Security 38, no. 2 (2013): 176–177.‬‬ ‫‪www.freedomworks.org/content/attacks-heighten-call-reduced-‬‬
‫‪(11) “Bush Pushes Fix for Oil ‘Addiction,’” CNN.com, February 1,‬‬ ‫‪dependence-foreign-oil; Thomas Friedman, “Drilling for‬‬
‫‪2006, http://www.cnn.com/2006/POLITICS/0131//sotu.energy/.‬‬ ‫‪Tolerance,” New York Times, October 30, 2001, A17.‬‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م‬ ‫‪www.kfcris.com‬‬

‫‪7‬‬

‫ِ‬
‫السيارات واإلضاءة(‪.((1‬‬ ‫زيادة كفاءة استخدام الطاقة يف‬ ‫التابع لغرفة التجارة األمريكية‬
‫ِ‬ ‫القرن الحادي والعرشين‬
‫وات إىل االستقالل يف مجال الطاقة يف نهاية‬ ‫ولم تُ ِثمر الدعَ ُ‬ ‫َ‬
‫إمكانية التوسع يف إنتاج‬ ‫(الذي َّ‬
‫تأس َس يف عام ‪)2007‬‬
‫لزعزعة مزاع ِم السياسة األمريكية‬ ‫ِ‬ ‫األمر عن يش ٍء يُذ َكر‬ ‫الطاقة يف الوطن‪ ،‬وتقليل االعتماد عىل الوقود األحفوري‬
‫ٍ‬
‫استثمارات‬ ‫بأن األسعا َر املستقر َة للطاقة تستلزم وجو َد‬ ‫نفسه حذَّ َر تحلي ُل السياسات من‬‫األجنبي‪ ،‬ويف الوقت ِ‬
‫ُ‬
‫مجهودات‬ ‫أمن واستقرار دول الخليج‪ .‬وكانت‬ ‫جديد ٍة يف ِ‬ ‫ُ‬
‫تفاق ِم‬ ‫األمريكي «يتعرض للخ َ‬
‫ط ِر جرا َء‬ ‫َّ‬ ‫أن َ‬
‫أمن الطاقة‬
‫اململكة العربية السعودية والدول املجاورة للتصدي للدع ِم‬ ‫حالة عدم االستقرار السيايس وزيادة اإلرهاب والحرب‬ ‫ِ‬
‫كافية إلسكات املناقشات‬ ‫ً‬ ‫ِ‬
‫اإلرهابية‬ ‫الخاص للمنظمات‬ ‫ِّ‬ ‫املحتملة يف الرشق األوسط»(‪.((1‬‬
‫عائدات نفطية يف الدول الخليجية‬ ‫ٍ‬ ‫املرتبطة حول أيِّ‬ ‫ً‬
‫مجموعة كاملة من‬ ‫استعرض السيناتور جورج ألني‬ ‫َ‬
‫يعتقد بأنها تُستخدَم يف «تمويل اإلرهاب»(‪ .((1‬وحتى‬ ‫املخاوف والحلول املقرتحة يف خطاب ألقاه عام ‪2006‬‬
‫مقال يرشح بالتفصيل‬ ‫ٍ‬ ‫محلل الطاقة جال لوفت‪ ،‬يف‬ ‫حول أهمية استقالل الطاقة يف الواليات املتحدة‪ ،‬قائالً‬
‫الكامنة يف اعتماد الواليات املتحدة عىل نفط‬ ‫َ‬ ‫املخاط َر‬ ‫«نظرا ً العتمادنا الشدي ِد عىل نفط الرشق األوسط يف‬
‫َ‬
‫«أمن الطاقة‬ ‫الرشق األوسط‪ ،‬خلص يف عام ‪ 2009‬إىل َّ‬
‫أن‬ ‫خيارات سياستنا الخارجية محدود ٌة‬ ‫ِ‬ ‫اقتصادياتِنا‪ ،‬فإن‬
‫ً‬
‫حريصة‬ ‫سيتطلب‪ ،‬عىل األق ِّل يف املستقبل املرتقب‪ ،‬إدار ًة‬ ‫للتصدي لإلرهاب واالستبدادِ والقضايا الجيوسياسية ذات‬
‫للعالقات القائمة مع الرشق األوسط»(‪.((1‬‬ ‫حث عىل تحقيق مزي ٍد من واردات الطاقة‬ ‫الصلة»‪ ،‬وقد َّ‬
‫اإلنتاج يف الوطن‪ ،‬وتجديد االستثمار‬ ‫ِ‬ ‫املتنوعة‪ ،‬وزيادة‬
‫يف مصادر الطاقة البديلة‪« .‬ولكي تصبحَ أمريكا حر ًة‬
‫ومستقلة‪ ،‬ولكي يظ َّل األمريكيون املالكني لزمام أمرهم‪،‬‬ ‫ً‬
‫مصادر النفط يف الرشق‬ ‫ِ‬ ‫يجب أن نُعل َِن استقال َلنا عن‬
‫األوسط وغريها من مصادر النفط املعادية»(‪.((1‬‬
‫ُ‬
‫املناقشات إىل أيِّ جهو ٍد كبري ٍة‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬لم تؤ ِّد هذه‬
‫تقليل اعتمادِ الواليات‬
‫ِ‬ ‫من القمة إىل القاعدة تسعى إىل‬
‫القول إن الليرباليني واصلوا‬ ‫ِ‬ ‫املتحدة عىل الطاقة‪ .‬ومجمَ ُل‬
‫األجنبي من خالل‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫النفط‬ ‫جهودَهم لتقليل االعتماد عىل‬
‫مصادر الطاقة البديلة‬ ‫ِ‬ ‫خفض االستهالك وتطوير‬
‫وتطويرها‪ ،‬ويف الوقت ذاتِه دعَ َم املحافظون الجهو َد‬ ‫ِ‬
‫‪(14) Bob King, “911/ Effect on Energy? Not Much,” Politico,‬‬
‫‪September 10, 2011, https://www.politico.com/story/2011-9/09/‬‬ ‫مناطق مثل محمية أالسكا‬ ‫َ‬ ‫التنقيب يف‬
‫ِ‬ ‫فرص‬‫لتوسيع ِ‬ ‫ِ‬
‫‪11-effect-on-energy-not-much-063134?o=1.‬‬
‫‪(15) Anthony Cordesman and Center for Strategic and International‬‬ ‫املحظور التنقيبُ فيها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الوطنية للحياة الربية (‪)ANWR‬‬
‫”‪Studies, “Saudi Arabia: Friend or Foe in the War on Terror?,‬‬
‫‪Congressional Testimony, November 8, 2005, https://csis-prod.‬‬ ‫مات الحادي عرش من‬ ‫عرش سنوات عىل هجَ ِ‬ ‫مرور ِ‬ ‫ِ‬ ‫وبعد‬
‫‪s3.amazonaws.com/s3fs-public/legacy_files/files/attachments/‬‬
‫‪ts051108_cordesman.pdf.‬‬ ‫سبتمرب‪ ،‬لم يُصدر الكونجرس إال ترشيعا ً ثانويّا ً نسبيّا ً‬
‫ٍ‬
‫منظمات إرهابية‪،‬‬ ‫دع ُم حزب الله وحماس‪ ،‬اللذين صنفتهما الواليات املتحدة‬
‫أم ٌر آخر‪ ،‬وال سيما مع تلقي كلتا الجماعتني دعما ً ماليّا ً كبريا ً من إيران‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫لتمويل األبحاث يف مجال الوقود األحفوري والبديل‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫ ‬ ‫‪Keith Crane, Andreas Goldthau, Michael Toman, Thomas‬‬
‫‪Light, Stuart E. Johnson, Alireza Nader, Angel Rabasa, and‬‬
‫‪Harun Dogo, “Imported Oil and U.S. National Security” (Santa‬‬
‫‪Monica, CA: RAND, 2009), 54–57.‬‬ ‫‪(12) Ariel Cohen, “Reducing U.S. Dependence on Middle Eastern‬‬
‫‪Oil,” Backgrounder 1926, Heritage Foundation, April 7, 2006, 9.‬‬
‫‪(16) Gal Luft, “Dependence on Middle East Energy and Its Impact‬‬
‫‪on Global Security,” in Energy and Environmental Challenges‬‬ ‫‪(13) Congressional Record 152, no. 110 (2006): S9240–S9243,‬‬
‫‪to Security, ed. Stephen Stec and Besnik Baraj (Dordrecht, the‬‬ ‫‪https://www.congress.gov/congressional-record/20068/9//‬‬
‫‪Netherlands: Springer, 2009), 209.‬‬ ‫‪senate-section/article/s92402-?q=%7B%22.‬‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م ‪www.kfcris.com‬‬

 ‫‪8‬‬

‫ِّ‬
‫الصخري‬ ‫النفط‬
‫ِ‬ ‫ازدها ُر‬
‫ً‬
‫واستجابة لزيادة اإلنتاج يف الوطن‪ ،‬رفع‬ ‫التوريد لديها(‪.((1‬‬ ‫ُ‬
‫التفتيت‬ ‫أهالً بكم يف ثور ِة النفط الصخري! لقد أحدث‬
‫األمريكي الحظ َر الذي ظل مستم ّرا ً ألربعني‬
‫ُّ‬ ‫الكونجرس‬ ‫أو «التكسريُ» الهيدروليكي ثور ًة يف إنتاج الطاقة يف الواليات‬
‫ِ‬
‫الواليات‬ ‫األمريكي (برغم أن‬
‫ِّ‬ ‫عاما ً عىل تصدير النفط الخام‬ ‫ُ‬
‫عملية‬ ‫املتحدة خالل القرن الحادي والعرشين‪ .‬تنطوي‬
‫املتحد َة ال تزال مستوردا ً صافياً)(‪.((2‬‬ ‫مزيج من املا ِء والرمال داخل التكوينات‬ ‫ٍ‬ ‫حقن‬
‫التكسري عىل ِ‬
‫خالل االطالع عىل واردات الطاقة األمريكية‬ ‫ِ‬ ‫ويتضحُ من‬ ‫الصخرية األقل نفاذية (عاد ًة ما تكون نفطا ً صخرياً)‪،‬‬
‫األم ُر الذي يخلُق شقوقا ً صغري ًة يستطي ُع‬
‫واردات النفط األمريكية‬
‫النسبة املئوية لالستهالك التفريبي‬ ‫النفط والغاز من خاللها الهربَ ‪ ،‬ومن‬
‫السطح‪ .‬وقد خلصت‬ ‫ِ‬ ‫ث َ َّم تجميعُ هما عىل‬
‫مؤسسة راند (‪ )RAND‬إىل أن هذه‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫أهمية إسرتاتيجية‬ ‫العملية ستكون َ‬
‫ذات‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫باهظة‬ ‫للواليات املتحدة‪ ،‬ولكنها ستكون‬
‫ً‬
‫مقارنة باالستهالك التقريبي للمنتجات‬ ‫الشكل رقم ‪ :1‬إجمايل واردات الواليات املتحدة‬ ‫املسجلة آنَذاك‬
‫ِ‬ ‫األسعار‬
‫ِ‬ ‫التكلفة يف ظ ِّل‬
‫ِ‬
‫البرتولية يف الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 2005‬والتي تُق ِّد ُر سع َر الربميل‬
‫املصدر‪ :‬إحصاءات إدارة معلومات الطاقة األمريكية (‪.)EIA‬‬
‫بحوايل ‪ 80‬دوالرا ً(‪ .((1‬ومع استمرار حالة‬
‫من منطقة الرشق األوسط وشمال إفريقيا وغريهما ما الذي‬ ‫االزدهار يف السلع األساسية الذي وقع بعد عام ‪،2003‬‬ ‫ِ‬
‫إمدادات الطاقة األمريكية‪ ،‬ولكن يتضح أيضاً‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ َ‬
‫تغي بشأن‬ ‫فقد جعلت األسعا ُر املرتفعة يف النهاية استخراجَ «النفط‬
‫ُ‬
‫انتعاش‬ ‫واأله ُّم من ذلك‪ ،‬ما الذي لم يتغريْ بشأنها‪ .‬لقد أدى‬ ‫ً‬
‫مجدية من الناحية التِّجارية(‪.((1‬‬ ‫ً‬
‫عملية‬ ‫الصخري»‬
‫اإلنتاج املحيل ِّ للطاقة يف الواليات املتحدة باملعنى األع ِّم إىل‬
‫ِ‬ ‫يف عام ‪ ،2008‬بدأ إنتاجُ النفط يف الواليات املتحدة يف‬
‫انخفاض اعتماد البالد عىل املنتجات البرتولية املستوردة‪،‬‬ ‫الزيادة ألول مرة منذ عقودٍ‪ ،‬وبحلول نهاية الوالية الثانية‬
‫ُ‬
‫االنخفاض لم يص ْل إال إىل املستويات التي‬ ‫وإن كان ذلك‬ ‫الواليات املتحدة مكانتَها لتكون‬
‫ُ‬ ‫للرئيس أوباما‪ ،‬استعادت‬
‫ِ‬
‫املنتجات البرتولية املستوردة يف‬ ‫وصل إليها االعتما ُد عىل‬ ‫املنتجة للنفط يف العالم‪ .‬وبرغم‬ ‫ِ‬ ‫واحد ًة من أك ِرب الدول‬
‫منتصف التسعينيات وحسبُ ‪ ،‬مع بقاء ما يق ُربُ من نصف‬ ‫والتعقيدات اللوجيستية لعمليات النفط‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫التكاليف‬ ‫أن‬
‫ِ‬
‫الواردات‬ ‫إجمايل ِّ استهالك النفط األمريكي معتمدا ً عىل‬ ‫مخاوف مستمر ًة تجاه هشاشة هذا‬ ‫َ‬ ‫الصخري أثارت‬
‫الرشكات األكث ُر نجاحا ً يف إنتاج النفط‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫تمكنت‬ ‫النمو‪ ،‬فقد‬
‫”‪(19) Chester Dawson, “Shale Drillers’ Key to Survival: Efficiency,‬‬ ‫أسعار النفط‬
‫ِ‬ ‫الصخريِّ من البقاء حتى اآلن برغم انخفاض‬
‫‪Wall Street Journal, May 27, 2016, https://www.wsj.com/‬‬
‫;‪articles/shale-drillers-key-to-survival-efficiency-1463514347‬‬ ‫سالسل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التكاليف عرب‬ ‫خفض‬
‫ِ‬ ‫بعد عام ‪ 2014‬من خالل‬
‫‪Kilian, “Shale Oil Revolution,” 199.‬‬
‫(‪ ((2‬ال يمكن أن يحل النفط املستخرج من التكوينات الجيولوجية املختلفة مح َّل‬
‫َ‬
‫الفروق الدقيقة بني مختلف أنواع النفط تؤثر عىل عملية التكرير‪.‬‬ ‫اآلخر؛ ذلك أن‬ ‫‪(17) James T. Bartis, Tom LaTourrette, Lloyd Dixon, D. J. Peterson,‬‬
‫ً‬
‫ونتيجة لذلك‪ ،‬فقد يكون املنتجون األمريكيون قادرين عىل تحقيق أرباح أعىل يف‬ ‫‪and Gary Cecchine, Oil Shale Development in the United States:‬‬
‫الخارج بفضل صور معينة من النفط الخام حتى وإن بقيت الواليات املتحدة‬ ‫‪Prospects and Policy Issues (Santa Monica, CA: RAND, 2005),‬‬
‫كك ٍّل مستوردا ً صافياً‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫‪44–52.‬‬
‫‪Anand Toprani, “A Primer on the Geopolitics of Oil,” Blog post,‬‬ ‫‪(18) Lutz Kilian, “The Impact of the Shale Oil Revolution on U.S.‬‬
‫‪War on the Rocks, January 17, 2019, https://warontherocks.‬‬ ‫‪Oil and Gasoline Prices,” Review of Environmental Economics‬‬
‫‪com/201901//a-primer-on-the-geopolitics-of-oil/.‬‬ ‫‪and Policy 10, no. 2 (Summer 2016); 185–205.‬‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م‬ ‫‪www.kfcris.com‬‬

‫‪9‬‬

‫النفط الصخريِّ لم تقض عىل اعتمادِ‬

‫ِ‬ ‫ال شك يف أن ثور َة‬ ‫القول هو إنه‬
‫ِ‬ ‫(انظر الشكل رقم ‪ .)1‬وهكذا فإن مجم َل‬
‫الواليات املتحدة عىل مصادر الطاقة يف الرشق األوسط‬ ‫حتى التحول الواضح نحو «استقالل» الطاقة األمريكية‬
‫ُ‬
‫الواردات من‬ ‫ني رقمي ‪ 2‬و‪ .)3‬فقد شكلت‬ ‫(انظر الشك َل ِ‬ ‫الذاتي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫جعل البال َد ال تزال أبع َد ما تكون عن االكتفا ِء‬
‫ِ‬
‫اململكة العربية السعودية يف عام ‪ 2018‬ما يق ُربُ من ‪%10‬‬ ‫وهذا يتماىش مع العدي ِد من التقييمات عىل م ِّر السنني بأن‬
‫األمريكية‪ ،‬يف حني قدَّمَ ت ُ‬
‫بقية دول الخليج‬ ‫ِ‬ ‫من الواردات‬ ‫س َّد الفجو ِة بني اإلنتاج واالستهالك يف الواليات املتحدة‬
‫إدرار املصدرة (دول مجلس التعاون الخليجي إىل جانب العراق)‬ ‫ِ‬ ‫باهظة التكلفة للغاية» يف كيفية‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫«تغيريات‬ ‫يتط َّلبُ‬
‫الكيفية التي يعيش من خاللها ‪ %7‬أخرى‪ .‬وهذا يُع ُّد أق َّل بكثري من بداية العقد األول يف‬ ‫ِ‬ ‫للدخل‪ ،‬و‬
‫ِ‬ ‫االقتصادِ األمريكي‬
‫نفسها ما يصل‬ ‫األلفية الثانية‪ ،‬حينما قدمت تلك البُلدا ُن ُ‬ ‫املستهلكون األمريكيون حياتَهم(‪.((2‬‬
‫ِ‬
‫الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫إىل ‪ %23‬من واردات‬
‫واردات النفط األمريكية من منطقة الرشق األوسط وشمال إفريقيا (‪ ١٫٠٠٠‬برميل ‪ /‬يوميًا)‬
‫لكنه أكثر بكثري أيضا ً مما كانت عليه‬
‫يف منتصف ثمانينيَّات القرن املايض‪،‬‬
‫ُ‬
‫الواليات املتحدة عىل‬ ‫حينما وافقت‬
‫ِ‬
‫حماية ناقالت النفط الكويتية أثنا َء‬
‫ما عُ ِرف بحرب الناقالت‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫القليلة املاضية‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫السنوات‬ ‫شهدَت‬ ‫فقد ِ‬
‫ظ يف‬ ‫متساو ولكنه ملحو ٌ‬‫ٍ‬ ‫انخفاضا ً غريَ‬ ‫ُ‬
‫واردات النفط الخام األمريكية من دول منطقةِ الرشق األوسط وشمال‬ ‫الشكل رقم ‪:2‬‬
‫إفريقيا باآلالف من إجمايل الرباميل يوميّا ً‬
‫إجمايل الرباميل املستورد ِة من اململكة‬ ‫‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬إدارة معلومات الطاقة األمريكية‪.‬‬
‫العربية السعودية وليبيا والجزائر‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ملحوظة‪ :‬يف هذا الشكل تشمل ُ‬
‫الست والعراق باستثنا ِء‬
‫َّ‬ ‫كلمة «الخليج» دو َل مجلس التعاون الخليجي‬
‫ُ‬
‫الصادرات‬ ‫ومرص‪ .‬وكذلك انخفضت‬ ‫اململكة العربية السعودية‪ .‬وتشمل «منطقة الرشق األوسط وشمال إفريقيا» جميع البلدان املتبقية يف‬
‫منطقة الرشق األوسط وشمال إفريقيا‪.‬‬
‫صادرات منطقة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫السعودية وإجمايل‬
‫ٍ‬
‫كحصة‬ ‫الرشق األوسط وشمال إفريقيا‬
‫واردات النفط األمريكية من منطقة الرشق األوسط وشمال إفريقيا (‪ ٪‬إجمايل الواردات)‬
‫يفس‬ ‫من الواردات األمريكية‪ ،‬وهذا ما ِّ ُ‬
‫االنخفاض العا َّم يف الواردات الذي‬ ‫َ‬ ‫أيضا ً‬
‫صاحب طفر َة النفط الصخري‪ .‬ومع‬
‫ذلك ال تزا ُل دو ُل الخليج تق ِّد ُم نصيبَ‬
‫األسد من صادرات برتول الرشق‬
‫األوسط وشمال إفريقيا إىل الواليات‬
‫املتحدة‪ ،‬أي حوايل ‪ %90‬يف عام ‪.2018‬‬
‫ُلدان منطقة الرشق األوسط وشمال‬ ‫الشكل رقم ‪ :3‬واردات النفط الخام األمريكية من ب ِ‬
‫وإضافة إىل ذلك‪ ،‬ومثلما أشار العدي ُد‬ ‫ً‬ ‫إفريقيا كنسبةٍ مئوية من إجمايل واردات الواليات املتحدة‪.‬‬
‫ُ‬
‫األهمية االسرتاتيجية‬ ‫َ‬ ‫من املعلقني‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫وكالة معلومات الطاقة األمريكية‪ .‬‬ ‫املصد ُر‪:‬‬
‫ملحوظة‪ :‬تشمل كلمة «الخليج» دول مجلس التعاون الخليجي الست والعراق باستثناء اململكة‬ ‫ٌ‬
‫املنطقة ال تقترص‬ ‫ِ‬ ‫إلمدادات الطاقة يف‬ ‫العربية السعودية‪ .‬وتشمل «منطقة الرشق األوسط وشمال إفريقيا» جميع البلدان املتبقية يف منطقة‬
‫الرشق األوسط وشمال إفريقيا‪.‬‬
‫املبارش إىل الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عىل اإلمداد‬
‫ومثلما أشا َر لوتز كيليان‪ ،‬فإنه حتى يف ذُرو ِة إنتاج النفط‬
‫الواليات املتحد ُة بالكاد بمنأىً عن التقلبات‬ ‫ُ‬ ‫التاريخي‪ ،‬كانت‬
‫ِّ‬ ‫‪(21) Crane et al., “Imported Oil,” 8–9.‬‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م ‪www.kfcris.com‬‬

 ‫‪10‬‬

‫حصة سوق النفط العاملي‬

‫العاملية يف أسعار النفط‪ ،‬ومن ث َ َّم‬
‫«أن تُص ِبحَ مُنتِجا ً رئيسا ً للنفط‬
‫أثبتت ْ‬
‫أمن‬‫يكفل يف ح ِّد ذاته َ‬ ‫يف العالم ال ُ‬
‫الطاقة يف بل ٍد ما»(‪ .((2‬وال يزا ُل ‪%20‬‬
‫ِ‬
‫إمدادات الطاقة العاملية‬ ‫من إجمايل‬
‫مضيق هرمز‪ ،‬مما يعني أن‬ ‫ِ‬ ‫تم ُّر عرب‬
‫جانب‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫سياسية عىل أيِّ‬ ‫ٍ‬
‫اضطرابات‬ ‫أيَّ‬
‫من جانبي الخليج أو بذل جهو ٍد‬
‫للتدخل يف املمرات سيؤثر يف األسعار‬
‫العاملية‪ ،‬ومن ث َ َّم يف أسعار الوقود يف‬
‫)‪Imports (crude‬‬ ‫الواردات (خام)‬ ‫الواليات املتحد ِة األمريكية(‪ .((2‬وبرغم‬
‫)‪exports (crude‬‬ ‫الصادرات (خام)‬
‫‪Production‬‬ ‫اإلنتاج‬ ‫الواليات املتحد َة وروسيا واململكة‬
‫ِ‬ ‫أن‬
‫‪United States‬‬ ‫الواليات املتحدة‬
‫‪Saudi Arabia‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‬ ‫العربية السعودية أنتجت جميعُ ها‬
‫‪Russia‬‬ ‫روسيا‬
‫مماثلة من النفط يف عام‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬
‫كميات‬
‫ِ‬
‫النفط الخام وصادراته‬ ‫بإنتاج‬
‫ِ‬ ‫الشكل رقم ‪ :4‬حصة سوق النفط العاملي فيما يتع َّل ُق‬
‫ووارداته للواليات املتحدة واململكة العربية السعودية وروسيا‪.‬‬ ‫‪( 2018‬بمتوسط ​​ حوايل ‪ 10‬ماليني‬
‫املصدر‪ :‬الوكالة الدولية للطاقة‪.‬‬
‫الواليات املتحد َة‬
‫ِ‬ ‫برميل يوميّاً)‪ ،‬فإن‬
‫ال تُص ِّد ُر إال حوايل ‪ %10‬فحسبُ من‬
‫من منتجي النفط يف منطقة الرشق األوسط وشمال إفريقيا‪.‬‬ ‫نفطها الخام‪ ،‬ويف الوقت ذاتِه تستور ُد الكثريَ (انظر الشك َل‬
‫األمر للمصالح األمنية‬
‫يخص مدى أهمية هذا ِ‬ ‫ُّ‬ ‫وأما فيما‬ ‫رقم ‪ .((2()4‬وقد صدرت ك ٌّل من روسيا واململكة العربية‬
‫األمريكية والنفوذ الدويل‪ ،‬فهو أم ٌر مطروح للنقاش‪ .‬بيد‬ ‫السعودية أكثر م ن ‪ %70‬من النفط املنتَ ِج‪ ،‬يف حني لم‬
‫أن وجو َد أيِّ نقاش عىل اإلطالق له من التداعيات املهمة ما‬ ‫تستوردا منتجات الطاقة أو لم تستوردا إال القلي َل منها(‪.((2‬‬
‫تحليل السياسة الخارجية للواليات املتحدة؛ ألن‬
‫ِ‬ ‫يؤثر عىل‬
‫تصورات صانعي السياسة تجاه مسارات العمل الواقعية‬ ‫ِ‬ ‫ظال ُل املستقب َِل‬
‫نتيجة لتوسع اإلنتاج‪ .‬ويحذر روبرت جريفيس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ظ يف درجة االعتماد املبارش للواليات قد تتغري‬ ‫تغيٌ ملحو ٌ‬ ‫كان ثَمَّ َة ُّ‬
‫الباحث البار ُز يف دور التصورات يف السياسة الخارجية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫املتحدة عىل أسواق النفط العاملية‪ ،‬وبدرجة أق َّل عىل الواردات‬
‫ري من األحيان تفسريُ القرارات‬‫املستحيل يف كث ٍ‬
‫ِ‬ ‫من «أنه من‬
‫‪(22) Kilian, “Shale Oil Revolution,” 187.‬‬
‫‪ (23) Karl Russel, Denise Lu, and Anjali Singhvi. “Why This Narrow‬والسياسات الحاسمة دون الرجوع إىل قناعات صانعي‬
‫”‪Strait Next to I ran Is So Critical to the World’s Oil Supply,‬‬
‫القرار بشأن العالم و[تصوراتهم] تجاه اآلخرين»(‪.((2‬‬ ‫‪New York Times, July 11, 2019, https://www.nytimes.com/‬‬
‫‪interactive/201907/07//business/economy/iran-strait-of-hormuz-‬‬
‫مما ال ش َّك فيه أنه للقناعات والتصورات دو ٌر يف‬ ‫‪tankers.html.‬‬
‫(‪ ((2‬النفط الخام من املصادر املختلفة ال يمكنه أن يحل محل بعضه بعضا ً‬
‫الديناميات الواضحة ألسواق الطاقة العاملية‪ .‬فيذكر تيموثي‬ ‫مما‬ ‫‪،‬‬
‫يعني أن بعض النفط الخام املستخرج يف الواليات املتحدة قد يعالج بكفاءة‬
‫ِ‬
‫النفط الربيطانية‬ ‫ِ‬
‫رشكات‬ ‫أكرب يف املصايف املوجودة يف الخارج برغم أن الدولة تميل عموما ً إىل أن تظل ميتشيل‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬أن‬
‫مستوردا ً صافياً‪.‬‬
‫صياغة تصورات الحظر عىل صادرات‬ ‫ِ‬ ‫عم َلت عىل‬ ‫‪ (25) Rania El Gamal, “Saudi Arabia’s Oil Exports to Stay below 7‬واألمريكية ِ‬
‫‪Million Barrels per Day in June: Gulf Source,” Reuters, May 8,‬‬
‫‪2019, https://www.reuters.com/article/us-oil-opec-saudi/saudi-‬‬
‫‪(26) Robert Jervis, Perception and Misperception in International‬‬ ‫‪arabias-oil-exports-to-stay-below-7-million-barrels-per-day-in-‬‬
‫‪Politics (Princeton, NJ: Princeton University Press, 1976), 28.‬‬ ‫‪june-gulf-source-idUSKCN1SE1ZL.‬‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م‬ ‫‪www.kfcris.com‬‬

‫‪11‬‬

‫ٌ‬
‫توقعات بمكاسب‬ ‫َ‬
‫«أزمة‬ ‫النفط وارتفاع أسعار أوبك يف عام ‪ 1973‬باعتبارها‬
‫يبعث اآلما َل حتى‬ ‫ُ‬ ‫املوس ُع للنفط يف الوطن‬
‫َّ‬ ‫بدأ اإلنتاجُ‬ ‫أسعار النفط‪ ،‬وليس من‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫زيادات أكربَ يف‬ ‫طاقة» أدت إىل‬
‫الواليات املتحد َة قد تتمتع‬‫ِ‬ ‫خالل إدارة الرئيس أوباما بأن‬ ‫رشكات النفط املعنية(‪.((2‬‬ ‫ِ‬ ‫أرباح‬
‫ِ‬ ‫ارتفاع‬
‫ِ‬ ‫َقبيل املصادفة‪ ،‬إىل‬
‫بمزيد من النفوذ يف السياسة الخارجية مثلها مثل أصدقائها‬ ‫بل يشري االقتصاديون الذين يولون دورا ً أكرب بكثري‬
‫َ‬
‫صحيفة‬ ‫الدول الغنية بالنفط‪ .‬فوجدنا‬ ‫ِ‬ ‫وخصومها من‬ ‫التوقعات‬‫ِ‬ ‫للتغيريات املوضوعية يف العرض والطلب إىل أن‬
‫نيويورك تايمز وقد ناقشت هذا املوضوع يف بداية عام ‪2012‬‬ ‫(بشأن حاالت االنقطاع املستقبلية للعرض املدفوعة ربما‬
‫من خالل مقالِها البارز تحت عنوان «الواليات املتحدة قاب‬ ‫رفع سعر‬ ‫باألحداث السياسية) يمكن أن تؤديَ دورا ً مهمّ ا ً يف ِ‬
‫قوسني أو أدنى من االستقالل يف مجال الطاقة»‪ ،‬وفيه تبل َو َر‬ ‫النفط (أو خفضه)(‪ .((2‬وهو األمر الذي دفع بروجر سترين‬
‫حقيقي يف أمن الطاقة يف الواليات‬ ‫ٍّ‬ ‫تحول‬
‫ٍ‬ ‫الشعو ُر بوجود‬ ‫األمريكية تجاه الرشق األوسط‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫السياسة‬ ‫القول إن‬
‫ِ‬ ‫إىل ح ِّد‬
‫املتحدة(‪ .((3‬ويف العام التايل‪ ،‬وخالل إلقاء توماس دونيلون‪،‬‬ ‫إيديولوجية لصانعي السياسة حول‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬
‫مدفوعة بقناعات‬ ‫كانت‬
‫لخطاب أثنا َء افتتاح‬‫ٍ‬ ‫مستشار األمن القومي بالبيت األبيض‪،‬‬ ‫مخاطر ندرة النفط املحتملة‪ ،‬وليس بتقييم موضوعي لتلك‬
‫مركز سياسة الطاقة العاملية بجامعة كولومبيا‪ ،‬أشار إىل أن‬ ‫املخاطر(‪.((2‬‬
‫قدرات أكربَ ملتابعة أهدافنا األمنية‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫املوس َع «يمنحنا‬ ‫اإلنتاجَ‬ ‫ومن هذا املنط َل ِق‪ ،‬فإنه من املهم تقييم‪ ،‬ليس فقط‬
‫خاص إىل النجاح‬ ‫ٍّ‬ ‫الدولية وتنفيذها»‪ ،‬مع اإلشار ِة عىل ٍ‬
‫نحو‬ ‫درجة التغري «املوضوعي» يف االعتماد عىل الطاقة يف الواليات‬ ‫َ‬
‫يف فرض العقوبات املرتبطة بالنفط عىل إيران(‪.((3‬‬ ‫قناعات صانعي السياسة‬ ‫ُ‬ ‫املتحدة‪ ،‬ولكن أيضا ً ما إذا كانت‬
‫ط التفكري األكاديمي مبارشة‬ ‫الصعب رب ُ‬
‫ِ‬ ‫ويف حني أنه من‬ ‫ري األرقام‪.‬‬ ‫قدرات الواليات املتحدة تتغري مع تغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تجا َه‬
‫ِ‬
‫املقاالت يف‬ ‫سلسلة من‬ ‫ٌ‬ ‫بتطورات سوق الطاقة‪ ،‬لكن بدأت‬ ‫ِ‬ ‫سياسة الطاقة‪ ،‬فقد سارع تيموثي ميتشيل‬ ‫َ‬ ‫يخص‬ ‫ُّ‬ ‫وفيما‬
‫مجالت الدراسات األمنية بالتشكيك يف رضورة «تأمني»‬ ‫توقعات‬‫ِ‬ ‫مبكر من عام ‪ 2013‬إىل أن‬ ‫ٍ‬ ‫إىل اإلشارة يف ٍ‬
‫وقت‬
‫مصادر النفط يف الرشق األوسط (وال سيما الخليج)‪ .‬وقد‬‫ِ‬ ‫الحقائق االقتصادية‬ ‫َ‬ ‫ري‬ ‫ُ‬
‫تفوق بكث ٍ‬ ‫استقالل الطاقة بدت أنها‬
‫أسواق النفط العاملية ستتكي ُ‬
‫َّف مع‬ ‫َ‬ ‫شم َل ذلك إشار ًة إىل أن‬
‫ِ‬ ‫نحو مماثل‪ ،‬فقد أثبت العم ُل النظريُّ‬ ‫(والبيئية)(‪ .((3‬وعىل ٍ‬
‫غالبية التقلبات(‪ ،((3‬والجهود املبذولة إلظهار أنه حتى من‬ ‫احتمالية أن يكون القاد ُة قد أفرطوا‬ ‫َ‬ ‫والتجريبي الواسع‬
‫ري املحتمَ ِل أن يشل الوابل الصاروخي اإليراني إمدادات‬
‫غ ِ‬ ‫املنطقي‬
‫ِّ‬ ‫يف ثقتِهم تجاه قدرات دولهم(‪ .((3‬ولذلك فإنه من‬
‫النفط السعودية(‪ ،((3‬والتقييمات النقدية بشأن ما إذا كانت‬ ‫بعض صانعي السياسة األمريكية عىل األقل‬ ‫افرتاض أن َ‬ ‫ُ‬
‫سيدعون إىل االستفادة من هذه القوة املكتشفة حديثاً‪.‬‬
‫‪(32) Clifford Krauss and Eric Lipton, “U.S. Inches toward Goal of‬‬
‫‪Energy Independence,” New York Times, March 22, 2012, https://‬‬
‫‪www.nytimes.com/201223/03//business/energy-environment/‬‬ ‫‪(27) Timothy Mitchell, Carbon Democracy: Political Power in the‬‬
‫‪inching-toward-energy-independence-in-america.html.‬‬ ‫‪Age of Oil (New York: Verso Press, 2011), 173–199.‬‬
‫‪(33) “Remarks by Tom Donilon, National Security Advisor to the‬‬ ‫”‪(28) Lutz Kilian, “Oil Price Shocks: Causes and Consequences,‬‬
‫‪President, at the Launch of Columbia University’s Center on‬‬ ‫‪Annual Review of Resource Economics 6 (2014): 138–140.‬‬
‫‪Global Energy Policy,” Office of the Press Secretary, White‬‬ ‫‪(29) Roger Stern, “Oil Scarcity Ideology in US Foreign Policy,‬‬
‫‪House, April 24, 2013, https://obamawhitehouse.archives.gov/‬‬ ‫‪1908–97,” Security Studies 25, no. 2 (2016): 214–257.‬‬
‫‪the-press-office/201324/04//remarks-tom-donilon-national-‬‬ ‫”‪(30) Timothy Mitchell, “Peak Oil and the New Carbon Boom,‬‬
‫‪security-advisor-president-launch-columbia-.‬‬ ‫‪Dissent, June 25, 2013, https://www.dissentmagazine.org/‬‬
‫‪(34) Eugene Gholz and Daryl G. Press. “Protecting “the Prize”:‬‬ ‫‪online_articles/peak-oil-and-the-new-carbon-boom.‬‬
‫‪Oil and the US National Interest,” Security Studies 19, no. 3‬‬ ‫‪(31) Emilie M. Hafner-Burton, Stephan Haggard, David A. Lake,‬‬
‫‪(2010): 453–485; Eugene Gholz and Daryl G. Press. “Enduring‬‬ ‫‪and David G. Victor, “The Behavioral Revolution and Interna-‬‬
‫‪Resilience: How Oil Markets Handle Disruptions,” Security‬‬ ‫‪tional Relations,” International Organization 71, no. S1 (2017):‬‬
‫‪Studies 22, no. 1 (2013): 139–147.‬‬ ‫‪S12; Emilie M. Hafner-Burton, D. Alex Hughes, and David G.‬‬
‫‪(35) Joshua R. Itzkowitz Shifrinson and Miranda Priebe, “A Crude‬‬ ‫‪Victor, “The Cognitive Revolution and the Political Psychology‬‬
‫‪Threat: The Limits of an Iranian MissileCampaign against Saudi‬‬ ‫‪of Elite Decision Making,” Perspectives on Politics 11, no. 2‬‬
‫‪Arabian Oil,” International Security 36, no. 1 (2011): 167–201.‬‬ ‫‪(2013): 368–386.‬‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م ‪www.kfcris.com‬‬

 ‫‪12‬‬

‫ومحل ُل األمن القومي أنتوني كوردسمان عىل األهمية الدائمة‬ ‫رضورية ألمن الطاقة‬ ‫ً‬ ‫األمن األمريكية لدول الخليج‬ ‫ُ‬
‫ضمانات ِ‬
‫ً‬
‫إسرتاتيجية‬ ‫ً‬
‫مصلحة‬ ‫إلمدادات النفط الخليجية لكونِها‬ ‫يف الواليات املتحدة(‪ .((3‬فكتب دانييل ديفيس يف مجلة‬
‫للواليات املتحدة‪ ،‬مع اإلشارة إىل أن املو ِّردين الخليجيني‬ ‫ناشيونال إنرتيست يف بداية والية ترامب قائالً‪« :‬برغم أن‬
‫ً‬
‫أهمية يف األعوا ِم املقبلة(‪.((4‬‬ ‫سوف يزدادون‬ ‫مصلحة أمريكية‪ ،‬فإنه‬ ‫ً‬ ‫ط الرشق األوسط ال يزا ُل يمث ِّ ُل‬ ‫نف َ‬
‫وأبدى خطابُ إدارة ترامب ثِقتَه‪ ،‬وربما فرط ثقته‪،‬‬ ‫قومية حيوية»(‪.((3‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مصلحة‬ ‫لم يعد‬
‫يف إنتاج الواليات املتحدة من الطاقة‪ .‬ويف إطار مبدأ إدار ِة‬ ‫السياسات ومحليل السياسات‬ ‫ِ‬ ‫فإن واضعي‬ ‫ومع ذلك‪َّ ،‬‬
‫ترامب حول «هيمنة الطاقة»‪ ،‬فقد بذلت جهودَها لتعظيم‬ ‫عىل ح ٍّد سوا ٍء قد تراجعوا عن املفهو ِم القائل إن زياد َة إنتاج‬
‫إنتاجية الواليات املتحدة من الطاقة كوسيلة لتوسيع نفوذ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫جذرية يف‬ ‫ٍ‬
‫تغيريات‬ ‫الطاقة يتيحُ للواليات املتحدة إجرا َء‬
‫ُ‬
‫الرئيس ترامب هذا‬ ‫الواليات املتحدة يف الخارج‪ .‬وقد صاغ‬ ‫السياسة الخارجية‪ .‬ويف حني أشار ك ٌّل من ميجان أوسوليفان‬
‫النحو املنشو ِد للدخول إىل «العرص الذهبي‬ ‫ِ‬ ‫الجه َد عىل‬ ‫احتمالية َفق ِد مص َد َري منطقة الرشق‬ ‫ِ‬ ‫وروبرت بالكويل إىل‬
‫للطاقة األمريكية» وكوسيلة لتجنب ترك الواليات املتحدة‬ ‫األوسط وشمال إفريقيا «لنفوذهم» مع استمرار ثور ِة النفط‬
‫َ‬
‫الطاقة سالحا ً‬ ‫«فريسة لألنظمة األجنبية التي [تستغل]‬ ‫ً‬ ‫ِ‬
‫إمدادات‬ ‫استقرار‬
‫ِ‬ ‫الصخري‪ ،‬فإنهما ال يزاالن يشريان إىل‬
‫اقتصاديّاً»(‪ .((4‬وقد أعرب وزي ُر الخارجية مايك بومبيو‬ ‫ً‬
‫أمريكية أساسية يف‬ ‫ً‬
‫مصلحة‬ ‫النفط إىل ح ٍّد بعي ٍد باعتبارها‬
‫الطاقة سيؤدي إىل مزيد من‬ ‫ِ‬ ‫عن شعوره بأن استقال َل‬ ‫اململكة العربية السعودية يف األغلب‬ ‫ُ‬ ‫املنطقة(‪ .((3‬وستحافظ‬
‫االستقالل يف السياسة الخارجية‪ ،‬وأخربَ مسؤويل الطاقة‬ ‫عىل ُسمعتِها باعتبارها املنتجَ البدي َل يف السوق‪ ،‬وال تزال‬
‫التنفيذيني يف مؤتمر للنفط والغاز بأن التوس َع يف اإلنتاج‬ ‫برتاجع‬
‫ِ‬ ‫مرتبطة ارتباطا ً وثيقا ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫املتعلقة باإلنتاج‬ ‫قراراتُها‬
‫األمريكي «سيعزز ُقدراتِنا يف السياسة الخارجية»(‪ .((4‬وأما‬ ‫أسعار النفط خالل فرتة ما بعد عام ‪( 2014‬عىل الرغم من‬
‫داخل الكونجرس‪ ،‬فقد أعاد عد ٌد صغريٌ ولكن ملتزم من‬ ‫إشار ِة الدراسات الحديثة إىل عوام َل أخرى كانت قد شجعت‬
‫ض قانون نوبك (‪( )NOPEC‬الذي عرض أو َل‬ ‫النواب ع ْر َ‬ ‫هذا الرتاجعَ)(‪ .((3‬وقد أك َد املؤرخ الدبلومايس أناند توبراني‬
‫مرة يف عام ‪ ،)2012‬والذي سيسعى إىل تقويض قدرة‬
‫‪(36) Charles L. Glaser and Rosemary A. Kelanic, eds., Crude‬‬
‫السماح‬
‫ِ‬ ‫منظمة أوبك عىل تحديد أسعار السوق من خالل‬ ‫‪Strategy: Rethinking the US Military Commitment to Defend‬‬
‫‪Persian Gulf Oil (Washington, DC: Georgetown University‬‬
‫لوزارة العدل األمريكية بمقاضا ِة منتجي النفط األجانب‪.‬‬ ‫‪Press, 2016), For an article-length summary of the book’s main‬‬
‫‪argument, see Glaser and Kelanic, “Getting Out of the Gulf: Oil‬‬
‫خفض استهالكِ الوقود أو التوسع توسعا ً‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ودون ِ‬ ‫‪and US Military Strategy,” Foreign Affairs 96 (2017): 122–131.‬‬

‫مصادر الطاقة البديلة‪ ،‬فمن املرجَّ ِح أن‬

‫ِ‬ ‫كبريا ً يف استخدام‬ ‫‪(37) Daniel David, “Don’t Take the Oil: Time to Ditch the Carter‬‬
‫‪Doctrine,” National Interest, February 3, 2017, https://‬‬
‫‪nationalinterest.org/feature/dont-take-the-oil-time-ditch-the-‬‬
‫ُ‬
‫اإليماءات التي تشري إىل «هيمنة الطاقة» إىل زياد ِة‬ ‫تؤديَ‬ ‫‪carter-doctrine-19310.‬‬
‫‪(38) Robert D. Blackwill and Meghan L. O’Sullivan, “America’s‬‬
‫‪Energy Edge: The Geopolitical Consequences of the Shale‬‬
‫‪(40) Anand Toprani, “Oil and the Future of U.S. Strategy in the‬‬ ‫‪Revolution,” Foreign Affairs 93 (2014): 102–114.‬‬
‫‪Persian Gulf,” Blog post, War on the Rocks, May 15, 2019,‬‬
‫(‪ ((3‬لإلطالع عىل تحليل لقرارات اإلنتاج يف اململكة العربية السعودية خالل عامي‬
‫‪https://warontherocks.com/201905//oil-and-the-future-of-u-s-‬‬
‫‪ ،2015-2014‬انظر‪:‬‬
‫‪strategy-in-the-persian-gulf/; Anthony Cordesman, “The Myth‬‬
‫‪of U.S. Energy Independence and the Realities of Burden‬‬ ‫‪Anjli Raval, “The Big Drop: Riyadh’s Oil Gamble,” Financial‬‬
‫‪Sharing: The U.S. Strategic Partnerships with the Arab Gulf‬‬ ‫)”‪Times, March 9, 2015. While Kilian (“Shale Oil Revolution‬‬
‫‪States Remain a Vital National Security Interest,” Working Draft,‬‬ ‫‪traces at least some of the fall in prices to a recognition of‬‬
‫‪expanded shale production, other studies have highlighted‬‬
‫‪Center for Strategic and International Studies, October 26, 2016.‬‬
‫‪the importance of several major supply shocks as well as‬‬
‫‪(41) “Remarks by President Trump at the Unleashing American‬‬ ‫‪unexpectedly weak demand in 2014.‬‬
‫‪Energy Event,” Presidential Remarks, June 29, 2017, https://‬‬ ‫وانظر أيضاً‪:‬‬ ‫ ‬
‫‪perma.cc/F4NB-AW5M.‬‬
‫‪Christiane Baumeister and Lutz Kilian. “Understanding the‬‬
‫‪(42) “Pompeo Calls on Oil Industry to Support U.S. Foreign Policy‬‬ ‫‪Decline in the Price of Oil since June 2014,” Journal of the‬‬
‫‪Agenda,” Reuters, March 12, 2019, https://www.reuters.‬‬ ‫‪Association of Environmental and Resource Economics 3, no.‬‬
‫‪com/article/us-ceraweek-energy-pompeo-speech/pompeo-‬‬ ‫‪1 (2016): 131–158; Cristiana Belu Mănescu and Galo Nuño,‬‬
‫‪calls-on-oil-industry-to-support-us-foreign-policy-agenda-‬‬ ‫‪“Quantitative Effects of the Shale Oil Revolution,” Energy‬‬
‫‪idUSKBN1QT32U.‬‬ ‫‪Policy 86 (2015): 855–866.‬‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م‬ ‫‪www.kfcris.com‬‬

‫‪13‬‬

‫ِ‬
‫الواليات املتحدة‬ ‫وقد رأى صنا ُع السياسات اآلخرون أن‬ ‫أرباح الرشكات وليس توسي َع النفوذ اإلسرتاتيجي للواليات‬
‫خطاب‬
‫ٍ‬ ‫قد اكتسبت نفوذا ً أكربَ بصورة أكث َر وضوحاً‪ .‬ويف‬ ‫عرضة لتقلبات أسعار‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫الواليات املتحدة‬ ‫املتحدة‪ .‬وستظل‬
‫ألقاه النائب تيد بو (جمهوري من والية تكساس املنتجة‬ ‫النفط ما دامت تعتم ُد عىل الوقود األحفوري يف تزويد معظ ِم‬
‫للنفط) أما َم مجلس النواب حول الجغرافيا السياسية‬ ‫إنتاجها االقتصاديِّ ونقلها بالطاقة(‪.((4‬‬
‫بشأن القدر ِة عىل‬
‫ِ‬ ‫للقدرة التنافسية للنفط والغاز‪ ،‬تحدث‬ ‫ط التي تتحدث‬ ‫يخص إدار َة ترامب‪َّ ،‬‬
‫فإن النقا َ‬ ‫ُّ‬ ‫وفيما‬
‫«إعادة تعريف عالقتنا» باململكة العربية السعودية وغريها‬ ‫حول االعتماد عىل «األنظمة األجنبية» لتوفري الطاقة هي‬
‫من دول الخليج من خالل «جعلها غريَ معتمد ٍة اعتمادا ً‬ ‫ِ‬
‫باململكة‬ ‫موجهة عموما ً إىل إيران وفنزويال‪ .‬وفيما يتعلق‬ ‫ٌ‬
‫كبريا ً عىل املحافظة عىل إمكانية الوصول إىل النفط‪ ،‬وإنما‬ ‫العربية السعودية وغريها من دول الخليج‪ ،‬فإن الخطابَ‬
‫جعلها أكث َر اعتمادا ً عىل املصالح اإلسرتاتيجية األمريكية‬ ‫الرئايس وسياسات اإلدارة قد تباينا بني االعرتاف باألهمية‬ ‫َّ‬
‫األخرى»(‪ .((4‬وقد تمادى الحقا ً السيناتور كريس موريف‬ ‫اإلسرتاتيجية للمنطقة ودعوة الدول األخرى إىل تحمل عِ ب ِء‬
‫(عضو الحزب الديمقراطي‪-‬والية كونيتيكت)‪ ،‬املنتق ُد الدائم‬ ‫الرئيس ترامب من احتمال رفع اململكة‬ ‫ُ‬ ‫الحماية‪ .‬ولقد حذَّ َر‬
‫مجال السياسة الخارجية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ألداء اململكة العربية السعودية يف‬ ‫العربية السعودية ألسعار النفط «إىل عنان السماء» ودعا‬
‫وصف العَ القة الوثيقة بني الواليات املتحدة واململكة‬ ‫ِ‬ ‫إىل ح ِّد‬ ‫خفض أسعار النفط(‪.((4‬‬ ‫اململكة (عرب تويرت) إىل العمل عىل ِ‬ ‫َ‬
‫العربية السعودية بأنها «إحدى تبعات اعتمادنا يف السابق‬ ‫ورغم ذلك‪ ،‬فقد انحرف الرئيس أيضا ً عن مسألة ما إذا كانت‬
‫النفط السعوديِّ ‪ ،‬وهو ما لم يعد موجودا ً اليوم»(‪.((4‬‬ ‫ِ‬ ‫عىل‬ ‫بحاجة إىل دفع فاتورة أمن مضيق هرمز‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الواليات املتحدة‬
‫وحتى إن بقيت الواليات املتحدة معتمد ًة عىل أسواق الطاقة‬ ‫ُ‬
‫الواليات املتحدة إىل ح ٍّد بعي ٍد أكربَ منتج‬ ‫«بعدما أصبحت‬
‫النفيس لسالح النفط الذي أسماه‬ ‫َّ‬ ‫العاملية‪ ،‬فإن الراد َع‬ ‫للطاقة يف العالم!»‪ ،‬ملغازلة الحلفاء األوروبيني يف محاولة‬
‫«بالطاقة املكافئة لألسلحة النووية»(‪ ،((4‬لم يعد يمتلك‬ ‫لتكوين بعثة حماية مشرتكة(‪ .((4‬وكذلك أعرب الجنرا ُل بول‬
‫القو َة التي كانت لديه من قبل لتأمني املصالح السعودية‬ ‫سيلفا‪ ،‬نائب رئيس هيئة األركان األمريكية املشرتكة‪ ،‬عن‬
‫والخليجية‪ .‬كذلك أشار ليام دينينج‪ ،‬أح ُد املعلقني يف مجال‬ ‫هذا الرأي من خالل اإلشارة إىل أن معظ َم الدول املستفيدة‬
‫أن «طفرة النفط الصخري‬ ‫الطاقة يف بلومربج ميديا​‪ ،‬إىل َّ‬ ‫من نفط الخليج «ال تتحمل املسؤولية أو قدرا ً ضئيالً منها‬
‫موقف واشنطن تجاه الطاقة»‪ ،‬مما دفع راسمي‬ ‫َ‬ ‫قد غريت‬ ‫مقاب َل املنفعة االقتصادية الفعلية العائدة عليها»(‪.((4‬‬
‫السياسات إىل رؤية املستوى املوضوعي لالعتماد عىل الطاقة‬ ‫‪(43) Jason Bordoff, “The American Energy Superpower: Why‬‬
‫مختلف تماما ً عن املنظور الذي ربما كان‬ ‫ٍ‬ ‫منظور‬
‫ٍ‬ ‫ذاته من‬ ‫‪Dominance Is about More Than Just Production,” Foreign‬‬
‫‪Affairs online, July 6, 2017, https://www.foreignaffairs.com/‬‬
‫‪articles/united-states/201706-07-/american-energy-superpower.‬‬
‫لديهم منذ عرشين أو ثالثني عاما ً(‪.((5‬‬ ‫‪(44) Tom DiChristopher, “Trump Says Breaking with Saudi Arabia‬‬
‫‪Would Send Oil Prices ‘through the Roof,’” CNBC online,‬‬
‫أفعال‬
‫ِ‬ ‫هذا يمكن رؤيتُه أكث َر وضوحا ً من خالل ردود‬ ‫‪November 20, 2018, https://www.cnbc.com/201820/11//trump-‬‬
‫‪says-breaking-with-saudi-arabia-would-send-oil-prices-through-‬‬
‫املعلقني األمريكيني إزاء ما قيل إن السعودية قد تستخدم‬ ‫‪the-roof.html; John Kemp, “Trump and Saudi Arabia at Odds‬‬
‫‪over Oil Prices,” Reuters Commentary, March 29, 2019, https://‬‬
‫‪www.reuters.com/article/us-oil-prices-kemp/trump-and-saudi-‬‬
‫‪(47) Congressional Record 164, no. 85 (2018), Extension of‬‬ ‫‪arabia-at-odds-over-oil-prices-kemp-idUSKCN1RA1QA.‬‬
‫‪Remarks, E719, https://www.congress.gov/congressional-‬‬
‫‪record/201823/5//extensions-of-remarks-section/article/e7191-.‬‬ ‫‪(45) Diana Stacy Correll, “Trump Questions Need for U.S. to Protect‬‬
‫‪International Shipping in Strait of Hormuz,” Military Times,‬‬
‫‪(48) Seth Harp, “Sen. Chris Murphy’s Lonely Quest to End the‬‬ ‫‪June 24, 2019, https://www.militarytimes.com/news/201924/06//‬‬
‫‪War in Yemen,” Rolling Stone, November 19, 2018, https://‬‬ ‫‪trump-questions-need-for-us-to-protect-international-shipping-‬‬
‫‪www.rollingstone.com/politics/politics-features/yemen-war-us-‬‬ ‫‪in-strait-of-hormuz/; Kori Schake, “The Bill for America‬‬
‫‪involvement-758414/.‬‬ ‫‪First Is Coming Due,” Atlantic, July 27, 2019, https://www.‬‬
‫‪(49) Morse and Richard, “Battle for Energy Dominance,” 20.‬‬ ‫‪theatlantic.com/ideas/archive/201907//america-pays-its-dues-‬‬
‫‪(50) Liam Denning, “Iran Exposes Oil’s Sea Change in the‬‬ ‫‪age-trump/594880/‬‬
‫‪Persian Gulf,” Washington Post, June 23, 2019, https://www.‬‬ ‫‪(46) Michael Gordon and Courtney McBride, “U.S. Wants Allies to‬‬
‫‪washingtonpost.com/business/energy/iran-exposes-oils-sea-‬‬ ‫‪Help Keep Oil Lanes Open,” Wall Street Journal, June 18, 2019,‬‬
‫‪change-in-the-persian-gulf/201966040/20/06/ffc-936511-e9-‬‬ ‫‪https://www.wsj.com/articles/u-s-wants-allies-to-help-keep-oil-‬‬
‫‪956a-88c291ab5c38_story.html.‬‬ ‫‪lanes-open-11560898733.‬‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م ‪www.kfcris.com‬‬


‫ٌ‬
‫خاتمة‬
‫مجال‬
‫ِ‬ ‫إن املشككني يف استقالل الواليات املتحدة يف‬
‫الطاقة مُحِ ُّقون يف اإلشارة إىل األسباب العديدة التي تجعل‬
‫اإلنتاجَ املوسع للنفط يف الداخل سيكون له تأثريٌ محدو ٌد عىل‬
‫املصالح األمريكية وسعيها لتحقيقها يف الخارج‪ ،‬وال سيما‬
‫يف الخليج‪ .‬إن َ‬
‫أمن الطاقة ما هو إال جانبٌ واح ٌد من عَ القة‬
‫الواليات املتحدة املعقدة بالخليج‪ ،‬وخاصة اململكة العربية‬
‫َ‬
‫االنخفاض الكبريَ يف اإلنتاج من أيٍّ من‬ ‫السعودية‪ ،‬يف حني أن‬
‫املنتجني الخليجيني الرئيسني سيظل َخسار ًة فادحة ال تَقدِر‬
‫سالس ُل إمداد الطاقة األمريكية أن تتحم َلها(‪ .((5‬فال تزال‬
‫ُ‬
‫املستويات املرتفعة من إنتاج النفط والقدرة االحتياطية‬
‫كسب دو َل الخليج‪ ،‬وال سيما اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫نفوذا ً كبريا ً يف أسواق الطاقة العاملية والساحة الدولية‪.‬‬
‫التقليل‬
‫ِ‬ ‫بالقدر ِ‬
‫نفسه عد ُم‬ ‫ِ‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ال يزال من املهم‬
‫من شأن التأثري النفيس املحتمل عىل صانعي السياسات‬
‫يف الواليات املتحدة لعقد من اإلنتاج املتعاظم يف الواليات‬
‫ط تراجع الواردات من الرشق األوسط (بل‬ ‫املتحدة وس َ‬
‫من الخليج)‪ .‬فمن الصعب تخيُّ ُل قيا ِم حكومة الواليات‬
‫املتحدة بالبحث عن رشكاء أمنيني أوروبيني «لتقاسم عبء»‬
‫حماية مضيق هرمز إذا كان كبار املسؤولني‪ ،‬ومن بينهم‬
‫إمدادات النفط أصبحت‬ ‫ِ‬ ‫الرئيس ترامب‪ ،‬يعتقدون ّ‬
‫حقا ً أن‬
‫الخليجية عىل وجه الخصوص‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫اإلمدادات‬ ‫أكثر ندر ًة‪ ،‬وأن‬
‫قيمة ألمن الطاقة يف الواليات املتحدة‪ .‬ويف‬‫ً‬ ‫أصبحت أكثر‬
‫حني أنه يتعني عىل صانعي السياسات يف واشنطن تجنُّبُ‬
‫الشعور بالثقة املفرطة تجاه مدى «االستقالل» الذي‬ ‫ِ‬
‫الواليات املتحدة عن أسواق الطاقة‬ ‫ُ‬ ‫يمكن أن تتمت َع به‬
‫العاملية من خالل زيادة اإلنتاج وحدها‪ ،‬فإنه يجبُ عىل‬
‫تعليق‬
‫ِ‬ ‫صانعي السياسات يف عواصم دول الخليج تجنُّبُ‬
‫أهمية مبا َل ٍغ فيها عىل التأثري الرادع «لسالح النفط»‪.‬‬
‫‪(54) Michael Levi, “The Enduring Vulnerabilities of Oil Markets,” Security‬‬
‫‪Studies 22, no. 1 (2013): 132–138.‬‬
‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م‬ ‫‪www.kfcris.com‬‬
‫‪14‬‬
‫مر ًة أخرى «سالح النفط» للحصول عىل امتيازات سياسية‬
‫اإلعالمي تركي الدخيل يف‬
‫ُّ‬ ‫من الواليات املتحدة‪ .‬وقد كتب‬
‫أكتوبر ‪ 2018‬للموقع الخاص بشبكة «العربية» السعودية‬
‫محذرا ً بشأن «اتخاذ أكث َر من ‪ 30‬إجرا ًء محتمالً ضد فرض‬
‫[الواليات املتحدة] لعقوبات عىل الرياض» بسبب جمال‬
‫خاشقجي‪ ،‬ومىض إىل ذكر «سيناريوهات كارثية» مثل أن‬
‫يقف َز سع ُر النفط «إىل ‪ 100‬أو ‪ 200‬دوالر أو حتى ضعف‬
‫َ‬
‫املخاوف‬ ‫يثري هذا القو ُل‬
‫بدال من أن َ‬ ‫هذا الرقم»(‪ .((5‬ولكن ً‬
‫بتجاهل‬
‫ٍ‬ ‫إزاء ندرة النفط بني صانعي السياسات‪ ،‬فقد قوبل‬
‫جماعي من املسؤولني واملحللني األمريكيني‪ .‬وقالت إيلني‬
‫والد املحللة يف مجال الطاقة لصحيفة نيويورك تايمز‪« :‬ال‬
‫ض حظرا ً عىل‬ ‫تفر َ‬
‫يمك ُن للمملكة العربية السعودية أن ِ‬
‫جانب واح ٍد للواليات‬‫ٍ‬ ‫صادرات النفط أو ترف َع سع َره من‬
‫تُ ِ‬
‫رضر أكربَ بصناعتها وعائداتها»(‪.((5‬‬ ‫ٍ‬ ‫املتحدة دون إلحاق‬
‫وكذلك أعرب العدي ُد من املحللني اآلخرين عن هذا الرأي يف‬
‫تعليقاتهم‪ ،‬وقد شككوا يف عزم اململكة العربية السعودية‬
‫خفض اإلنتاج‬ ‫َ‬ ‫عىل اسخدا ِم «سالح النفط»‪ ،‬بدعوى أن‬
‫من شأنه أن يخفِ َض عائدات الحكومة السعودية التي‬
‫هي يف أش ِّد الحاجة إليها‪ .‬هذا باإلضافة إىل اعرتاضهم عىل‬
‫خفض اإلنتاج فعاال ً كأداة ضغط؛ وذلك‬ ‫ُ‬ ‫احتمالية أن يكون‬
‫ٍ‬
‫واردات‬ ‫تحص َل بسهولة عىل‬ ‫ُ‬ ‫ُسع الواليات املتحدة أن‬
‫ألنه بو ِ‬
‫أخرى أو أن تزي َد من حجم اإلمدادات املحلية(‪.((5‬‬
‫(‪ ((5‬لالطالع عىل النسخة اإلنجليزية من املقال‪ ،‬انظر‬
‫‪Turki Aldakhil, “US Sanctions on Riyadh Would Mean Washington‬‬
‫‪Is Stabbing Itself,” Al Arabiya, October 14, 2018, http://english.‬‬
‫‪alarabiya.net/en/views/news/middle-east/201814/10//OPINION-‬‬
‫‪US-sanctions-on-Riyadh-means-Washington-is-stabbing-‬‬
‫‪itself.html.‬‬
‫‪(52) Ellen Wald, “Saudi Arabia Has No Leverage,” New York Times,‬‬
‫‪October 18, 2018, https://www.nytimes.com/201818/10//‬‬
‫‪opinion/saudi-arabia-economy-united-states.html.‬‬
‫‪(53) Andrew Miller and Sahar Nowrouzzadeh, “Saudi Arabia’s Empty‬‬
‫‪Oil Threats,” Foreign Affairs online, November 1, 2018, https://‬‬
‫‪www.foreignaffairs.com/articles/saudi-arabia/201801-11-/saudi-‬‬
‫‪arabias-empty-oil-threats; John Kemp, “Saudi Arabia’s Oil‬‬
‫‪Weapon Doesn’t Work,” Reuters Commentary, October 16, 2018,‬‬
‫‪https://uk.reuters.com/article/uk-oil-prices-kemp/commentary-‬‬
‫;‪saudi-arabias-oil-weapon-doesnt-work-idUKKCN1MQ1X3‬‬
‫‪Amy Jaffe, “Can the Oil Threat Spare Saudi Arabia from‬‬
‫‪America’s Wrath?,” Politico, October 18, 2018, https://‬‬
‫‪www.politico.com/magazine/story/201818/10//saudi-arabia-‬‬
‫‪oil-221612.‬‬
‫‪15‬‬

‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م ‪www.kfcris.com‬‬

 ‫‪16‬‬

‫مـركـز الـمـلك فـيـصـل للـبـحــوث والـدراســات اإلســالمـيــة‬

‫تأسس املركز سنة ‪1403‬هـ‪1983/‬م ملواصلة الرسالة النبيلة للملك فيصل بن عبدالعزيز ‪-‬رحمه الله‪-‬‬
‫ّ‬
‫بحث تجمع بني الباحثني‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫منصة‬ ‫ُّ‬
‫ويعد املركز‬ ‫يف نشر العلم واملعرفة بني اململكة وبقية دول العالم‪.‬‬
‫واملؤسسات لحفظ العمل العلمي ونشره وإنتاجه‪ ،‬وإثراء الحياة الثقافية والفكرية يف اململكة العربية‬
‫جسر للتواصل شرقاً وغرباً‪ .‬ويرأس مجلس إدارة املركز صاحب السمو املليك األمري‬
‫ٍ‬ ‫السعودية‪ ،‬وبناء‬
‫تريك الفيصل بن عبدالعزيز‪ ،‬وأمينه العام هو الدكتور سعود بن صالح السرحان‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويقدم املركز تحليالت متعمّ قة حول قضايا الدراسات األمنية والسياسية املعاصرة‪ ،‬واالقتصاد‬
‫السيايس‪ ،‬ودراسات إفريقيا‪ ،‬والدراسات اآلسيوية‪ .‬ويتعاون املركز مع مؤسسات البحث العلمي املرموقة‬
‫ً‬
‫نخبة من الباحثني املتم ّيزين‪ ،‬وله عالقة واسعة مع عد ٍد من الباحثني‬ ‫يف مختلف دول العالم‪ ،‬ويضمّ‬
‫ّ‬
‫املتخصصني يف مختلف املجاالت البحثية‪ .‬ويحتضن املركز مكتبة امللك فيصل‪ ،‬ومجموعة مخطوطات‬
‫نادرة‪ ،‬ومتحفاً إسالمياً‪ ،‬وقاعة امللك فيصل التذكارية‪ ،‬وبرنامج الباحثني الزائرين‪ .‬ويهدف املركز إىل‬
‫املؤلفات والبحوث الحالية لتقديمها إىل صدارة املناقشات واالهتمامات العلمية‪ ،‬م ّتبعاً‬
‫توسيع نطاق َّ‬

‫مساهمة املجتمعات اإلسالمية يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية والفنون واآلداب قديماً وحديثاً‪.‬‬

‫ص‪.‬ب ‪ 51049‬الريـــــــــاض ‪ 11543‬المملكة العربية السعودية‬

‫هاتف‪ )+966 11( 4577611 :‬تحويلة‪ 6892 :‬فاكس‪)+966 11( 4652255 :‬‬
‫بريد إلكتروني‪masarat@kfcris.com :‬‬
‫محرم ‪144١‬هـ ‪ /‬سبتمرب ‪201٩‬م‬ ‫‪www.kfcris.com‬‬