دور الإدارة الإلكترونية في تحسين سير المرفق العام

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬

‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬ ‫‪334‬‬

‫دور اإلدارة اإللكرتونية يف حتسني سري املرفق العام‬


‫بـوكــريـف زه ـيـر‬
‫أستاذ حماضر قسم "ب"‬
‫جامعة البليدة ‪– 2‬لونيسي علي‬

‫ملخص املداخلة‪:‬‬
‫هتدف هذه املداخلة إىل تسليط الضوء على العالقة القائمة بني املرفق العام وتقدمي اخلدمة‬
‫العمومية الناشئة عن تسري هذا األخري‪ ،‬كما تبني الفوائد املرتتبة عن اعتماد نظام احلكومة‬
‫اإللكرتونية يف دوام السري احلسن للمرفق العام وكذا ومواكبة التطورات التكنولوجية حلل املشكالت‬
‫اليت تقف أمام السري احلسن للمرافق العامة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬مرفق عام‪ ،‬خدمة عمومية‪ ،‬إدارة إلكرتونية‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This intervention aims to highlight On the relationship between the public‬‬
‫‪facility and the provision of public service Emerging from the latter, As well‬‬
‫‪as the benefits of the adoption of the e-government system in the smooth‬‬
‫‪functioning of the public utility As well as keeping pace with technological‬‬
‫‪developments to solve the problems facing the good conduct of public‬‬
‫‪utilities.‬‬
‫‪Keywords: general facility, public service, electronic administration.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يف إطار عارسة الدولة لوظيفتها يف تسيري املرفق العام‪ ،‬تتكفل بتقدمي اخلدمات العمومية‪ ،‬خاصة‬
‫األساسية منها جلميع املواطنني دون متييز وال استثناء‪ ،‬كخدمة التعليم والصحة واألمن واحلماية‬
‫والرعاية‪ ...‬اخل‪ ،‬وكذلك خلق املناخ املالئم يف تسيري وحتسني احلياة اليومية للمواطن‪ ،‬جتسيدا‬
‫لسياسة التضامن االجتماعي يف رعاية الدولة ملواطنيها‪.‬‬
‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬
‫‪335‬‬ ‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬

‫غري أن تسيري املرفق العام من طرف الدولة كثريا ما يتسبب يف مشاكل عديدة من شاهنا تعطيل‬
‫مصا املواطن أو اإلضرار هبا‪ ،‬وهذا إما بسبب سوء املرفق العام حبد ذاته أو جم عن سوء تسيريه‬
‫من طرف القائمني عليه‪.‬‬
‫ويف كل األحوال يبقى املواطن العادي هو الذي يدفع الثمن من خالل إهدار اجلهد والوقت‬
‫للحصول على ابسط خدمات الضرورية حلياته اليومية‪ ،‬عا ينعكس سلبا على ثقته ابلدولة وتكريس‬
‫النظرة السلبية لديه اصوص كل ما هو مرفق عام‪.‬‬
‫هذا الواقع تسبب يف خلق فجوة بني املواطنني من جهة والدولة من جهة أخرى‪ ،‬حيث أن‬
‫الدولة مل تتمكن من إنتاج خدمة عمومية ترقى إىل تطلعات املواطنني وتكفل هلم حياة كرمية‪ ،‬وال‬
‫املواطن لديه الرغبة يف املسامهة إبصالح املرفق العام بسبب ما عايشه من ويالت البريوقراطية‬
‫وغياب الشفافية يف اإلدارات‪ ،‬كل هذا من شانه تعطيل التنمية املرجوة يف تلف اجملاالت‪ ،‬كما أنه‬
‫يساهم يف عدم استقرار األوضاع االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والسياسية للدولة‪.‬‬
‫إدراكاً منها خلطورة الوضع ابدرة الدولة إىل جمموعة من اإلجراءات العاجلة إلصالح اخلدمة‬
‫العمومية يف اجلزائر‪ ،‬ليس فقط ابملؤسسات اليت يعترب املواطن يف حاجة إليها ومل يتم جتسيدها بعد‬
‫يف اجملاالت اليت تتضمن خدمة عمومية‪ ،‬ولكنه يتعلق أيضا ابملؤسسات املوجودة فعال واليت ال تليب‬
‫حاجات املواطنني وفق املعايري املطلوبة سواء كانت هذه املؤسسات ذات طابع إداري أو كانت‬
‫ذات طابع اقتصادي جتاري‪ ،‬وهي مؤسسات تبقى حيوية ولصيقة ابحلياة اليومية للجزائريني‪.‬‬
‫انطالقًا من هذا‪ ،‬جاء سؤالنا احملوري الذي نود اإلجابة عليه يف إطار إعداد هلذه املداخلة‬
‫كالتايل‪:‬‬
‫ما هو دور احلكومة اإللكرتونية يف الرفع من أداء املرفق العام ليقدم خدمة عمومية‬
‫ترقى وتستجيب للتطلعات املواطنني‪ ،‬وما مدى مسامهة الوزارة املنتدبة إلصال‪ :‬اخلدمة‬
‫العمومية يف اسرتجاع ثقة املواطن ابملرفق العام يف اجلزائر؟‬
‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬
‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬ ‫‪336‬‬
‫الطلب األول‪ :‬التأصيل النظري للمرفق العام واخلدمة العمومية‬
‫‪-1‬مفهوم املرفق العام‪.‬‬
‫اعتربت مدرسة املرفق العام الدولة مبثابة جسم خالايه املرافق العامة‪ .‬ويعترب املرفق العام أكثر‬
‫املفاهيم القانونية غموضا وإاثرة للجدل‪ .‬فمن الفقهاء من ارتكز على معيار الوظيفي‪ .‬ومنهم من‬
‫استند يف تعريف املرفق العام إىل معيار العضوي ومنهم من مزج بني األول والثاين‪.‬‬
‫✓ املعىن العضوي‪ :‬يقصد ابملرفق العام تبعا هلذا املعىن كل منظمة عامة تنشئها الدولة‬
‫ونضع إلدارهتا بقصد حتقيق حاجات اجلمهور‪ .‬ومن هنا جاز اعتبار كل من مرفق‬
‫القضاء واألمن والدفاع وغريها مرافق عامة ألهنا منظمات أنشأهتا الدولة بغرض أداء‬
‫خدمة للجمهور ‪ )1‬ويتصف هذا املعىن ابلشمولية واإلطالق اي اإلدارة بشكل عام‪.‬‬
‫✓ املعىن الوظيفي أو املوضوعي‪ :‬يقصد ابملرفق العام ابلنظر للمعيار املوضوعي كل نشاط‬
‫يباشره شخص عام بقصد إشباع حاجة عامة ‪ ،)2‬ومن مث نرج عن نطاق هذا التعريف‬
‫سائر النشاطات اخلاصة كاملؤسسة اخلاصة كما ُيرج عنه املشروعات اليت تستهدف فقط‬
‫حتقيق الربح‪.‬‬
‫‪ -1-1‬عناصر املرفق العام‪.‬‬
‫✓ املرفق العام تنشأه الدولة‪:‬‬
‫إن كل مرفق عام حتدثه الدولة‪ .‬ويقصد بذلك أن الدولة هي اليت تقدر اعتبار نشاط ما مرفقا‬
‫عاما وتقرر إخضاعه للمرافق العامة بناءا على قانون معني‪ .‬وليس من الالزم أن يكون كل مشروع‬
‫حتدثه الدولة أن تتوىل هي مباشرة إدارته‪ ،‬فكثريا ما تعهد اإلدارة إىل األفراد أو شركة خاصة أبداء‬
‫خدمة عامة حتت إشرافها وهو الوضع الذي جيسده نظام االمتياز أو الشركات املختلطة‪.‬‬
‫✓ هدف املرفق هو حتقيق املصلحة العامة‪:‬‬
‫يقول ‪ René Chapus‬ريين شايب ‪ )3‬يف هذا الصدد‪" :‬إذا كانت الوظيفة متارس أساسا‬
‫لصا الغري فإهنا متثل مرفق عاما‪ .‬وإذا كانت متارس أساسا للصا الذايت للمصلحة اليت تتبعها‬
‫فإهنا متثل وظيفة لصا النفع اخلاص"‪ ،‬ويرتتب على متييز املرفق هبذا الوصف أن كل مرفق عام‬
‫ينبغي أن ُيضع إىل مبدأ اجملانية‪ .‬وال يقصد بذلك عدم وجود مقابل بل القصد أن فرض مقابل ما‬
‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬
‫‪337‬‬ ‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬

‫ليس هو الغاية املقصودة من خالل القيام ابلنشاط‪ ،‬أي أن اجملانية ال تفيد هنا انعدام املقابل‬
‫انعداما اتما‪ ،‬بل تفيد فقط أنه ليس من الضروري أن يكون املقابل مساواي للتكلفة املالية للمرفق‬
‫العام‪ .‬فعندما يلزم الطالب يف اجلامعة مثال بدفع رسوم رمزية كل سنة جامعية فان ما قدمه ال يغطي‬
‫أبدا اخلدمات اليت ينتفع هبا من مرفق التعليم العايل‪.‬‬
‫✓ خضوع املرفق لسلطة الدولة‪:‬‬
‫سبقت اإلشارة أنه ليس كل مشروع يهدف اىل حتقيق النفع العام يعد مرفقا عاما‪ ،‬ألن هناك‬
‫من املشروعات اخلاصة ما يعمل على حتقيق النفع العام كاملدارس واجلامعات اخلاصة واجلمعيات‪.‬‬
‫ومن هنا تعني أن يتصف املرفق العام بصفة أخرى متيزه عن غريه وهي خضوعه للدولة‪ .‬وهو ما‬
‫يرتتب عليه أن هلذه األخرية وهيئاهتا عارسة مجلة من السلطات على املرفق سواء من حيث تنظيمه‬
‫وهيكلته أو من حيث نشاطه‪ .‬فالدولة هي من تنشئ املرفق‪ ،‬وهي من حتدد له نشاطه وقواعده‬
‫تسيريه وعالقته جبمهور املنتفعني‪ ،‬ومن حيث بيان سبل االنتفاع ورسومه السلطة على نشاط‬
‫املرفق)‪.‬‬
‫✓ خضوع املرفق لنظام قانوين متميز‪:‬‬
‫إن املشروع الذي رصد لتحقيق مصلحة عامة وأنشأته الدولة وتولت هي إدارته مباشرة أو‬
‫عهدت به إىل أحد األفراد أو الشركات إمنا حيكمه نظام قانوين خاص‪.‬‬
‫‪ -2-1‬أنواع املرافق العامة‪.‬‬
‫ميكن تقسيم املرافق العامة من زوااي متعددة سواء من حيث طبيعة نشاطها أو السلطة اليت‬
‫تنشئها أو الختالف دائرة نشاطها نستعرض هذه األنواع فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تقسيم املرافق من حيث طبيعة أو نوعية النشاط‪.‬‬
‫من حيث هذه الزاوية ميكن تقسيم املرافق إىل مرافق إدارية وأخرى اقتصادية ومرافق ثقافية‬
‫وأخرى مهنية‪.‬‬
‫✓ املرافق اإلدارية‪ :‬وهي املرافق اليت تؤدي اخلدمات املرفقية التقليدية وقد الزمت الدولة‬
‫منذ زمن طويل وعلى رأسها مرفق الدفاع واألمن والقضاء مث مرفق الصحة والتعليم‪ .‬وهذه‬
‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬
‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬ ‫‪338‬‬
‫املرافق عادة ما تتسم ابرتباطها ابجلانب السيادي للدولة األمر الذي يفرض قيامها هبذه‬
‫النشاطات وأال تعهد هبا األفراد مبا يف ذلك من خطورة كبرية‪.‬‬
‫✓ املرافق االقتصادية‪ :‬وهي مرافق حديثة النشأة نسبيا تسبب فيها التطور اإلقتصادي‬
‫وظهور الفكر االشرتاكي عا دفع ابلدولة إىل عارسة نشاطات كانت يف أصلها معقودة‬
‫لألفراد‪،‬و مثال هذا النوع من املرافق املؤسسات الصناعية واملؤسسات التجارية‪.‬‬
‫✓ املرافق املهنية‪:‬‬
‫وقد ظهر هذا النوع من املرافق عقب احلرب العاملية الثانية‪ .‬وهو يرمي إىل تنظيم بعض املهن يف‬
‫الدولة عن طريق أبناء املهنة أنفسهم‪ .‬والسمة البارزة يف املرافق املهنية أن انضمام أفراد املهنة اليها‬
‫ليس أمرا اختياراي وامنا هو أمر إجباري عا جيعلها نوعا من اجلماعات اجلربية ‪ )1‬وتدار هذه املرافق‬
‫من قبل جمموعة من املنخرطني فيها‪ .‬وتتخذ شكل التنظيم النقايب يشرف على إدارته جملس‬
‫منتخب‪ ،‬ومثال هذه النقاابت يف اجلزائر منظمة احملامني اليت حيكمها القانون رقم ‪ 04-91‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 8‬جانفي ‪.91‬‬
‫✓ املرافق االجتماعية‪:‬‬
‫وهي املرافق اليت تستهدف حتقيق خدمات اجتماعية للجمهور مثل املرافق املخصصة لتقدمي‬
‫إعا ت للجمهور ومراكز الضمان االجتماعي والتقاعد ومراكز الراحة‪ .‬وحيكم هذا النوع من املرافق‬
‫مزيج من قواعد القانون العام واخلاص كما متثل منازعتها أمام القضاء اإلداري وأحيا أخرى أمام‬
‫القضاء العادي‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬تقسيم املرافق من حيث أداة اإلنشاء‪.‬‬
‫تقسم املرافق من هذه الزاوية اىل مرافق تنشأ بنص تشريعي ومرافق تنشأ بنص تنظيمي‪.‬‬
‫✓ املرافق اليت تنشأ بنص تشريعي‪:‬‬
‫وهي عادة جمموع املرافق ذات األمهية الوطنية القصوى اليت يفرض املشرع أمر إنشائها مبوجب‬
‫نص تشريعي ليمكن أعضاء السلطة التشريعية من اإلطالع على نشاط املرفق وضرورته وقواعده‪.‬‬
‫✓ مرافق تنشأ بنص تنظيمي‪ :‬عادة ما ُيول التشريع يف الدولة للسلطة التنفيذية صالحية‬
‫إنشاء املرافق العامة‪.‬‬
‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬
‫‪339‬‬ ‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬

‫اثلثا‪ :‬تقسيم املرافق من حيث امتدادها اإلقليمي‪ :‬تقسم املرافق من هذه الزاوية اىل مرافق وطنية‬
‫وأخرى حملية‪.‬‬
‫✓ املرافق الوطنية‪:‬‬
‫وهي جمموع املرافق اليت ميتد نشاطها ليشمل مجيع إقليم الدولة‪ .‬ومثاهلا مرافق الدفاع واألمن‬
‫والربيد والقضاء ونظرا ألمهية هذا النوع من املرافق فان إدارهتا تلحق ابلدولة ونفعها يكون واسعا‬
‫يشمل كل األقاليم‪.‬‬
‫✓ ب‪ -‬املرافق اإلقليمية‪:‬‬
‫وهي املرافق اليت يقتصر نشاطها يف جزء من إقليم الدولة كالوالية والبلدية‪ .‬وينتفع من خدمات‬
‫هذا املرفق سكان اإلقليم‪ .‬وتتوىل السلطات احمللية أمر تسيريه واإلشراف عليه ألهنا أقدر من الدولة‪.‬‬
‫‪ -3-1‬ماهية اخلدمة العمومية‪:‬‬
‫إذا جئنا إىل التعريف املتداول يف حتديد مفهوم اخلدمة العمومية جنده يتحدث عن “خدمة‬
‫تقدمها احلكومات ملواطنيها” كما أن نفس املفهوم يتحدث عن القطاعات اليت تشملها اخلدمة‬
‫العمومية على غرار الكهرابء والتعليم والنقل العمومي وغريها من اخلدمات اليت ال يتم اختصارها يف‬
‫الطابع التجاري احملض وتكون فائدهتا واسعة على حياة املواطنني‪.‬‬
‫و من بني التعاريف جند أهنا "مجيع أنواع اخلدمات اليت من غري املمكن استغالهلا إال يف إطار‬
‫مجاعي‪ ،‬تتوفر بشكل إجباري وفق قاعدة املساواة واليت ينص عليها القانون‪ ،‬ويكون من الضروري‬
‫استغالهلا مبعزل عن قواعد السوق‪ ،‬تتحمل الدولة مسؤولية توفريها والقيام هبا‪ ،‬من حيث أدائها‬
‫ومراقبتها" ‪.)1‬‬
‫أنواع اخلدمات العمومية‪:‬‬ ‫‪.1-3-1‬‬
‫تضم اخلدمة العمومية جمموعة كبرية وغري متجانسة للخدمات اجلماعية‪ ،‬املنظمة من طرف‬
‫الدولة ميكن حصرها يف جمموعة اخلدمات التالية‪:‬‬
‫✓ اخلدمات اإلدارية‪ :‬مثال خدمة احلالة املدنية ابلبلدايت‪... ،‬اخل‪.‬‬
‫✓ اخلدمات االجتماعية والثقافية‪ :‬مثال خدمة التمدرس اإللزامي‪ ،‬اخلدمات الصحية‪،‬‬
‫‪...‬اخل‪.‬‬
‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬
‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬ ‫‪340‬‬
‫✓ اخلدمات الصناعية والتجارية‪ :‬مثال خدمة مؤسسة املياه‪ ،‬خدمة مؤسسة الكهرابء‬
‫والغاز‪ ... ،‬اخل‪.‬‬
‫ومن مث فإننا ميكن أن منيز من حية اثنية بني ثالثة أنواع من اخلدمات العمومية وفق‬
‫التصنيفات التالية ‪:‬‬
‫✓ من حيث طبيعة اخلدمة املقدمة‪ :‬جند صنفان‪ ،‬خدمة فردية وخدمة مجاعية‪.‬‬
‫✓ من حيث طبيعة استهالك اخلدمة‪ :‬جند صنفان‪ ،‬خدمة ذات استهالك إجباري وخدمة‬
‫ذات استهالك اختياري‪.‬‬
‫✓ من حيث طريقة حتمل تكلفة اخلدمة‪ :‬جند يف هذه احلالة ثالثة أصناف من اخلدمات‪:‬‬
‫‪ o‬خدمة جمانية‪ :‬هي خدمات تقدم دون مقابل‪ ،‬تتحمل تكلفتها كليا اخلزينة العمومية‬
‫للدولة مثال محالت التلقيح‪ ،‬األمن العمومي‪ ،‬اإل رة العمومية‪...‬اخل‬
‫‪ o‬خدمة ابملقابل‪ :‬يتحمل تكلفتها كليا وبشكل مباشر املستفيد منها) مثال الكهرابء‬
‫املنزلية‪ ،‬اهلاتف العمومي‪ ،‬املاء الشروب ‪...‬اخل‬
‫‪ o‬خدمة مدعمة‪ :‬يتحمل تكلفتها جزئيا املستفيد منها والباقي دعم حكومي هلا مثال النقل‬
‫العمومي‪ ،‬السكن‪ ،‬السلع االستهالكية األساسية كمادة احلليب واخلبز‪ ...‬اخل‬
‫أهم املعايري اليت تتميز هبا اخلدمة العمومية‪:‬‬ ‫‪.2-3-1‬‬
‫من خالل نتائج األعمال والدراسات اليت خلص إليها معظم العلماء الباحثني يف جمال‬
‫املنامجنت العمومي علم اإلدارة العمومي)‪ ،‬أكدوا أن كل عملية التسيري لنشاطات اخلدمة‬
‫العمومية ينبغي عليها أن تستخدم قواعد مشرتكة‪ ،‬تعد مبثابة قيم تستمد منها شرعيتها‬
‫وصفاهتا‪ ،‬واملتمثلة يف املعايري التالية‪:‬‬
‫✓ معيار املساواة‬
‫✓ معيار االستمرارية‬
‫✓ معيار التطور‬
‫✓ معيار اجملانية النسبية‬
‫✓ معيار الشمولية‬
‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬
‫‪341‬‬ ‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬

‫✓ معيار االحتكار الطبيعي‬


‫✓ معيار الفعالية‬
‫✓ معيار التضامن‬

‫والشكل رقم (‪ )01‬يبني البعد اإلسرتاتيجي للخدمة العمومية ‪.)1‬‬


‫الرفاهية االجتماعية للمواطنين‬
‫اهلدف اإلسرتاتيجي من اخلدمة العمومية‬

‫المنفعة العامة‬
‫تلبية احلاجات اجلماعية‬

‫الخدمة العمومية‬
‫النشاطات اليت تتكفل الدولة أبدائها أو مراقبتها‬
‫متنوعة إدارية‪ ،‬صناعية‪ ،‬جتارية ‪ ،‬ثقافية‪... ،‬إخل )‬
‫وتتميز ب‪:‬اإلستمرار‪،‬املساواة‪ ،‬التكيف‪ ،‬اجملانية‪.‬‬

‫إدارة الخدمة العمومية‬


‫أسلوب يف قيادة املؤسسات واإلدارات العمومية‬
‫يهدف إىل توفري السلع واخلدمات للمواطنني ‪ ،‬أبعلى‬
‫مستوى من األداء واجلودة لتلبية حاجاهتم اجلماعية‬
‫وحتقيق الرفاهية االجتماعية للمواطن‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)01‬البعد اإلسرتاتيجي للخدمة العمومية‪.‬‬


‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬
‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬ ‫‪342‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬دور اإلدارة اإللكرتونية يف تسيري املرفق العام‬
‫‪ -1-2‬مفهوم احلكومة اإللكرتونية ‪:‬‬
‫اصوص احلكومة اإللكرتونية "‪ " Electronic Government‬هناك من وصفها على أهنا‬
‫اخلدمات احلكومية عرب اإلنرتنت و هناك من أشار هبا لإلدارة العامة و غريه‪ ،‬أما التعريف الشامل‬
‫هلذا املفهوم يتلخص يف القول ‪" )2‬أبن احلكومة اإللكرتونية هي النسخة االفرتاضية عن احلكومة‬
‫احلقيقة أي التقليدية مع فارق أن األوىل تعيش يف الشبكات اإللكرتونية و أنظمة املعلوماتية‪ ،‬يف‬
‫حني حتاكي وظائف الثانية اليت تتواجد بشكل مادي يف أجهزة الدولة"‪ ،‬و من خالل هذا التعريف‬
‫ميكننا أن نقول أن احلكومة اإللكرتونية تقوم بتقدمي خدمتها كما تفعل احلكومة التقليدية لكن‬
‫الفارق يكمن يف الكيان اإللكرتوين بدل من األوراق و التعقيدات اإلدارية‪ ،‬و الذي يفيد يف األخري‬
‫ابن األوىل ليست بديال عن الثانية لكنها الوجه األخر هلا ضمن النسق الرقمي‪.‬‬
‫‪-1-1-2‬أهداف احلكومة اإللكرتونية ‪:‬إن احلكومة اإللكرتونية ينتظر منها أن حتقق مجلة من األهداف‬
‫أمهها ‪:)1‬‬
‫✓ ترشيد القرارات املتعلقة ابلعمل احلكومي والتقليل من اإلجراءات املعقدة من خالل إعادة تنظيم‬
‫العمل اإلداري وأتهيل الكوادر البشرية وتزويدهم ابلتقنيات احلديثة والتدريب اجليد عليها‪.‬‬
‫✓ نفيف القيود البريوقراطية والتقليل من الرزم الورقية إلجناز املعامالت وابلتايل نفيف األعباء‬
‫على املواطنني ونفيض اجلهد والوقت والتكاليف يف إجناز هذه املعامالت‪.‬‬
‫✓ تبسيط واختصار اإلجراءات اإلدارية بواسطة غربلة املعلومات وانتقاء ما ينفع منها فقط وإزالة‬
‫الباقي ‪.‬‬
‫✓ تدعيم الشفافية والعمل يف وضوح اتم‪ ،‬عا يضفي خاصية املصداقية على أعمال املؤسسات‬
‫احلكومية وغريها ‪.‬‬
‫عا تقدم نستطيع القول إن حمصلة األهداف النامجة من استخدامات احلكومة اإللكرتونية تتمثل‬
‫حتديدا يف زايدة دقة البيا ت‪ ،‬االستخدام األمثل للموارد املادية والبشرية‪ ،‬التقليص من حجم‬
‫اإلجراءات اإلدارية وابلتايل االقتصاد يف اجلهد والوقت والتكاليف املؤدي إىل الرفع من مستوايت‬
‫األداء يف تلف املؤسسات احلكومية واالقتصادية وغريها‪.‬‬
‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬
‫‪343‬‬ ‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬
‫‪-2-1-2‬أتثري اإلدارة اإللكرتونية على سري املرفق العام‪:‬‬
‫يتجلى أتثري تطبيق نظام اإلدارة العامة اإللكرتونية على مبدأ دوام سري املرفق العام يف أتكيد هذا‬
‫املبدأ وتطويره إىل األفضل واستمرار أداء املرفق خلدماته آ ء الليل وأطراف النهار‪.‬‬
‫إن من شأن اإلدارة العامة اإللكرتونية أن جتعل مبدأ دوام سري املرفق العام يتجه يف التطبيق إىل‬
‫األحكام‪ ،‬حيث ال حتديد ملواعيد فتح مكاتب املوظفني أو إغالقها‪ ،‬وإمنا يعمل املرفق على مدار‬
‫الساعة وال يتوقف‪ ،‬اللهم إىل إذا حدث عطل فين للتقنية الالزمة لالستفادة من خدماته ‪.)3‬‬
‫و هبذا سوف يؤدي نظام اإلدارة اإللكرتونية إىل تعامل املنتفعني مع املرفق وهم مطمئنون إىل عدم‬
‫مساعهم ملقولة ‪ :‬إن مواعيد العمل قد انتهت‪ ،‬أو حنو ذلك‪ ،‬فالفرد ميكن أن يدخل إىل شبكة‬
‫املعلومات ولو يف منتصف الليل ملعرفة اإلجراءات واملعلومات اخلاصة إبجناز معاملته أو قضاء مصلحة‬
‫له لدى املرفق‪.‬‬
‫كما أن نظام اإلدارة العامة اإللكرتونية سوف يؤدي إىل التطبيق احملكم ملبدأ دوام سري املرفق العام‬
‫وبشكل شبه اتم من خالل توفري البواابت اإللكرتونية اليت تقدم خدماهتا على شبكة اإلنرتنت على‬
‫مدار ‪ 24‬ساعة‪ ،‬ويوميا دون إجازات أو عطالت‪ ،‬ودون ارتباط بساعات دوام العمل‪ ،‬ملدة ‪ 7‬أايم يف‬
‫األسبوع‪ ،‬و ‪ 365‬يوم يف العام‪.‬‬
‫‪ -2-2‬دور اإلدارة اإللكرتونية يف تفعيل مبدأ مساواة األفراد أمام املرفق العام‪:‬‬
‫يقصد هبذا املبدأ أن يقدم املرفق العام خدماته إىل من يطلبها من األفراد بنفس الشروط املقررة‬
‫لتقدمي اخلدمة‪ ،‬دون متييز بينها‪ ،‬ومعىن أن املرفق العام جيب أن يلتزم ابملساواة يف التعامل مع‬
‫املستخدمني له‪ ،‬حبيث يكونون يف مركز قانوين متماثل يف االنتفاع ادماته‪ ،‬وحتمل نفقات االنتفاع‪،‬‬
‫بصرف النظر عما قد يوجد بينهم من تفاوت ال يتعلق بشروط االنتفاع‪ ،‬واملساواة املقصودة هنا‬
‫ليست املساواة املطلقة والتامة بني كل األفراد‪ ،‬واليت يطلق عليها املساواة الرايضية أو احلسابية‪ ،‬فهذا‬
‫ال ميكن حتقيقها ألن الناس متفاوتون يف املواهب‪ ،‬و تلفون يف القدرات واالستعدادات الفطرية‪ ،‬وإمنا‬
‫املراد من املساواة النسبية أو قانونية اليت تعين وجود معاملة املرفق العام لطاليب االنتفاع ادماته على‬
‫قدم املساواة إذا كانت مراكزهم القانونية اليت يتواجدون فيها متماثلة‪.‬‬
‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬
‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬ ‫‪344‬‬
‫‪ -3-2‬أتثري اإلدارة اإللكرتونية على موظفي املرفق العام‬
‫تقوم املرافق العامة بنشاطها اإلداري بواسطة موظفيها أو عماهلا الذين يعدون أداة للدولة لتحقيق‬
‫أهدافها‪ ،‬على حنو ميكن معه تقرير أبن الوظيفة العامة والنشاط اإلداري وجهان متقابالن ومتالزمان‬
‫يف الوقت نفسه‪ ،‬فال يوجد نشاط إداري بدون موظف عام‪ ،‬وال يوجد موظف عام من غري اختصاص‬
‫يف عارسة النشاط اإلداري ‪ )1‬يف املرفق الذي يؤدي فيه وظيفته‪.‬‬
‫ومن الواضح أن املوظفني ميثلون العنصر البشري والضروري الالزم لتحقيق أثر اإلدارة العامة‬
‫اإللكرتونية على أعمال املوظفني‪ ،‬ألن الوسائل اإللكرتونية ال تؤدي اخلدمات احلكومية بنفسها‪ ،‬وإمنا‬
‫املوظفون هم الذين يؤدون اخلدمات عن طريق هذه الوسائل‪ ،‬وهذا يستدعي ضرورة أتهيلهم وتدريبهم‬
‫على التعامل مع هذه الوسائل التكنولوجية ‪.)1‬‬
‫كما تتوقف كفاءة األداء يف املرافق العامة على مدى قدرة املوظفني القائمني بتنفيذ األعمال‬
‫املادية على تيسري اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وأداء العمل احلكومي يف سهولة ويسر‪ ،‬وهو ما هتدف إىل‬
‫حتقيقه اإلدارة اإللكرتونية من خالل ما يلي‪:‬‬

‫✓ تسهيل املعامالت اليومية لألفراد‪ :‬إن استخدام تقنية املعلومات أصبح ً‬


‫أمرا حتميًا يفرض نفسه‬
‫على واقع احلياة يف تلف اجملاالت الوظيفية واخلدمية‪ ،‬وهو أمر دعا الكثري من احلكومات إىل‬
‫تطبيق فكرة اإلدارة اإللكرتونية بغرض إجناز وإيصال خدماهتا إىل املواطنني واملستفيدين كافة‪.‬‬
‫✓ التغلب على مشكل البريوقراطية ‪:‬أدت البريوقراطية إىل عرقلة اخلدمات احلكومية عن السري‬
‫الصحيح هلا وصارت مرضا خبيثا أعجز املرفق العام عن أداء منافعها‪ ،‬ووجه ذلك أن األصل يف‬
‫خدمات املرفق العام أن تكون ميسرة‪ ،‬وأن تؤدى املرافق العامة خدماهتا دون أن يضطر املنتفعون‬
‫منها إىل اإلحلاح واملطالبة‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬اآلليات املستحدثة من طرف اجلزائر إلصال‪ :‬اخلدمة العمومية‬
‫إدراكاً منها خلطورة تدهور اخلدمة العمومية املقدمة على مستوى املرافق العامة‪ ،‬و اليت من شاهنا‬
‫التأثري سلبا على حياة املواطنني‪ ،‬ابدرت الدولة إىل اناذ مجلة من التدابري هتدف يف جمملها إىل‬
‫إصالح اخلدمة العمومية يف مقدمتها إنشاء وزارة لدى الوزير األول مكلفة إصالح هذه اخلدمة‪،‬‬
‫كما تعتزم إنشاء مرصد للخدمة العمومية يف سنة ‪ 2014‬إبشراك مجيع األطراف الفاعلني يف‬
‫اخلدمة العمومية‪.‬‬
‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬
‫‪345‬‬ ‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬
‫‪)2‬‬
‫‪ -1-5-1‬إنشاء وزارة جديدة إلصال‪ :‬اخلدمة العمومية‪:‬‬
‫استحدثت الرائسة يف تعديلها الوزاري األخري‪ ،‬وزارة منتدبة لدى الوزير األول مكلف إبصالح‬
‫اخلدمة العمومية‪ ،‬وذلك نظرا إىل األمهية الكبرية اليت يكتسيها دور هذه الوزارة خاصة مع ما يعانيه‬
‫املواطن من بريوقراطية يف اإلدارات املنتشرة عرب ربوع الوطن‪ .‬هذا األمر الذي اعرتف به حىت الوزير‬
‫األول الذي قال أبن "املواطن ال زال يعاين يف تعامله مع اإلدارة‪ ،‬األمر الذي خلق "بؤرا للرشوة"‪،‬‬
‫مؤكدا أنه "من غري املعقول وحنن يف سنة ‪ 2013‬االستمرار يف تسيري اإلدارة بطريقة العصور‬
‫الوسطى يف بلد كاجلزائر ميتلك كل املوارد البشرية واملالية"‪.‬‬
‫‪ -1-1-5-1‬دور وزارة إصال‪ :‬اخلدمة العمومية‪:‬‬
‫إن استحداث قطاع وزاري جديد أوكلت له مهمة إصالح اخلدمة العمومية‪ ،‬يندرج دوره ضمن‬
‫األمهية اليت توليها احلكومة لتحسني العالقة بني املواطن واإلدارة‪ ،‬وهي املهمة اليت تستدعي الكثري‬
‫من الذكاء واخلربة واإلرادة من أجل تسهيل ظروف معيشة املواطن يف حميطه‪.‬‬
‫كما ينتظر من هذه الوزرة املنتدبة املكلفة إبصالح اخلدمة العمومية تسهيل أمور املواطن يف‬
‫اإلجراءات اليت يقوم هبا‪ ،‬سواء على مستوى اإلدارة أو املؤسسات اليت تقدم خدمات عمومية‪ .‬كما‬
‫أن هذا القطاع يتطلب مساعدة كل القطاعات األخرى املعنية بتقدمي اخلدمة العمومية للمواطن‪.‬‬
‫‪ -2-5-1‬استحداث مرصد للخدمة العمومية ‪:‬‬
‫تعتزم الوزارة املكلفة إبصالح اخلدمة العمومية استحداث مرصد للخدمة العمومية يف غضون‬
‫السنة اجلارية ‪ ،2014‬من خالل إعداد نص تنظيمي إلنشاء هذه املؤسسة مبسامهة اجملتمع املدين‬
‫و احلركة اجلمعوية و اهليئات العمومية و شبه عمومية‪.‬‬
‫حيث "إبمكان هذا املرصد الذي لن يضم موظفني بل مواطنني من احلركة اجلمعوية دعوة كل‬
‫الكفاءات الضرورية القرتاح إصالحات خاصة ابخلدمة العمومية‪ ،‬ومن مثة التأكد أبن اخلدمة اليت‬
‫إصالحها تستجيب ملتطلبات املواطن" ‪.)1‬‬
‫‪ -1-2-5-1‬مهام مرصد اخلدمة العمومية‪:‬‬
‫من شان مهام هذه اهليئة حتسني اخلدمات املقدمة للمواطنني من خالل‪:‬‬
‫✓ تقييم أثر اإلجراءات املتخذة يف شان إصالح اخلدمة العمومية‪.‬‬
‫✓ إحصاء النقائص بغرض تصحيحها‪.‬‬
‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬
‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬ ‫‪346‬‬
‫✓ التفكري يف كيفية حتسني اخلدمة العمومية ومستقبلها يف اجلزائر‪.‬‬
‫✓ تقريب اإلدارة من املواطن‪.‬‬

‫اخلامتة‪:‬‬
‫لقد مسحت لنا هذه الدراسة من تناول العناصر األساسية للمرفق العام الذي تتكفل الدولة‬
‫إبنشائه وتسيريه‪ ،‬والرسالة املوكلة له واألطراف الفاعلة يف حتقيق هذه األهداف الداعية إىل الوصول‬
‫ابجملتمع إىل أعلى درجة من الرفاهية وهو اهلدف اإلسرتاتيجي من وراء أتدية اخلدمة العمومية‪.‬‬
‫ونستخلص أن الرسالة األساسية املوكلة للمرفق العام هي أتدية خدمة عمومية للمواطنني يف‬
‫أحسن الظروف مع احملافظة على حقوقهم يف حالة تضررهم من جراء استعمال املرفق العام‪.‬‬
‫أما اصوص اعتماد اإلدارة اإللكرتونية يف إدارة املرفق العام توصلنا إىل أنه ابلرغم من انذها‬
‫لعدة أشكال ولكنها تفيد يف تنفيذ كافة املعامالت واخلدمات احلكومية املقدمة للمواطن أو إىل‬
‫قطاع األعمال أو اإلدارات احلكومية من خالل شبكات املعلومات والبيا ت ابستخدام وسائل‬
‫االتصال احلديثة من اإلنرتنت‪ ،‬واهلاتف‪ ،‬وغريمها عا يدعم كفاءة وفاعلية األداء احلكومي يف تقدمي‬
‫خدمة عمومية إىل كافة طالييها أبقل تكلفة يف الوقت واجلهد‪.‬‬
‫واستحداث اجلزائر لوزارة لدى الوزير األول مكلفة إبصالح اخلدمة العمومية تعد خطوة‬
‫إجيابية ومهمة إلستداراك النقائص املسجلة على مستوى املرافق العامة للدولة بغرض تصحيحها‬
‫واستشراف املستقبل ملا جيب أن تكون عليه اخلدمة العمومية يف املستقبل‪ ،‬سواءً من حيث اهلياكل‬
‫أو اخلدمات اليت من شاهنا حتسني اخلدمة العمومية واملسامهة يف تسهيل احلياة اليومية للمواطنني‪،‬‬
‫الشيء الذي يعمل على تقريب اإلدارة من املواطن وإعادة بناء جسور الثقة بينهم‪ ،‬من دفع البالد‬
‫للتقدم على تلف كل األصعدة‪.‬‬
‫مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية‬
‫‪347‬‬ ‫(العدد الخامس ‪ -‬جوان ‪)2018‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬محاد حممد شطا‪ ،‬تطور وظيفة الدولة‪ ،‬املرافق العامة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،1984 ،‬ص‬
‫‪.45‬‬
‫‪ .2‬الدكتور حممد فاروق عبد هللا‪ ،‬نظرية املرفق العام يف القانون اجلزائري بني مفهومني التقليدي‬
‫واالشرتاكي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،1987‬ص ‪.6‬‬
‫‪ .3‬البشري التكاري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .12‬الدكتور ثروت بدوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 389‬‬
‫‪ .4‬الدكتور سليمان حممد الطاوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪5.‬‬ ‫‪www.e-‬‬
‫‪campus.ufc.dz/.../Managment_publique_%20administrateur.pdf, page 03,‬‬
‫‪consulté le 20/01/2014‬‬
‫‪6. www.e-campus.ufc.dz/.../Managment_publique_%20administrateur.pdf,‬‬
‫‪page 06, consulté le 20/01/2014.‬‬
‫‪ .7‬بدران عباس‪ ،‬احلكومة اإللكرتونية من اإلسرتاتيجية إىل التطبيق‪ ،‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪،‬‬
‫بريوت‪ ، 2004 ،‬ص‪25‬‬
‫‪ .8‬علي السلمي‪ ،‬إدارة التميز‪ ،‬مناذج وتقنيات اإلدارة يف عصر املعرفة‪ ،‬دار غريب للنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.253‬‬
‫‪9.‬‬ ‫‪Zhiyuan Fang, E-government Indigital: Concept, practice. Paris:‬‬
‫‪2002, p 14‬‬
‫أنور‪ ،‬أمحد رسالن‪ ،‬وسيط القانون اإلداري يف الوظيفة العامة ‪.‬القاهرة ‪:‬دار النهضة العربية‪ ،1998 ،‬ص‪8‬‬ ‫‪.10‬‬
‫‪11.‬‬ ‫‪Jean-louis Moreu. La fonction publique. Paris: Librairie Général de‬‬
‫‪Droit etde Jurisprudence 2000, p 09.‬‬
‫‪12.‬‬ ‫‪http://www.elbilad.net/article/detail?id=3900, consulté le‬‬
‫‪20/01/2014.‬‬
‫‪13.‬‬ ‫‪http://motaded.net/show-515573.html, consulté le 20/01/2014.‬‬

You might also like