Professional Documents
Culture Documents
2016081507074639126838
2016081507074639126838
الفلسطيني
تمهيد :
اجتهد الزمالء الباحثين في دائرة أبحاث األمن القومي الفلسطيني في مركز
التخطيط الفلسطيني في مضمار البحث عن مفهوم شامل وواضح لفكرة األمن القومي
واسقاطها على الحالة الفلسطينية .،وقدموا التعريف التالي ":يعرف األمن القومي الفلسطيني
بأنه مجموعة اإلجراءات والتدابير التي تتخذها منظمة التحرير الفلسطينية لحماية حقوق
الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني في مواجهة أي تهديدات داخلية أو خارجية ،وبما
يحقق الوصول لألهداف الوطنية في البقاء والحرية واالستقالل والعودة " .
وعليه فإن مفهوم األمن القومي له أبعاد مختلفة؛ سياسية واقتصادية واجتماعية
وقانونية وعسكرية وغيرها ،...تتمحور حول تحقيق األهداف الوطنية وحماية مصالح
الوطن على كافة الصعد؛ في مقابل تهديدات ومخاطر داخلية وخارجية ،وسبل مواجهة
تلك المخاطر والتهديدات .
ويرى الباحث أن للبعد القانوني موضع مهم من فكرة األمن القومي الفلسطيني في
مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية؛ فالبعد .القانوني يحفظ ويراقب ويتدخل لضمان
179
مركز التخطيط الفلسطيني
المنعة الوطنية أفراداً ومؤسسات ودولة من التهديدات المختلفة ،وذلك من عدة أبعاد رئيسية
نتناولها تباعاً:
وكلما كانت األوضاع القانونية العامة سليمة وصحية وتتوافق مع معايير العدالة
وسيادة القانون ،كانت الحالة االجتماعية واالقتصادية والسياسية في وضع محصن ومنيع
من الهزات واالزمات ،بما يعزز ويحفظ اثنين من أهم مرتكزات األمن القومي الفلسطيني
وهما :أوالً حماية حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والسياسية والطبيعية وهويته الوطنية
والثقافية أينما وجد ،وتعزيز مقومات بقائه في فلسطين ،وثانياً الحفاظ على وحدة الشعب
الفلسطيني ومكتسباته وموارده ،ووحدانية تمثيله واستقالل قراره .2
كل ذلك في مواجهة جملة من المهددات التي تمس بشكل خطير األمن القومي
الفلسطيني ،ومرتكزاته الحيوية ،وتهدد .وحدة النظام السياسي الفلسطيني ،والهوية الوطنية
الفلسطينية ،وتهدد مقومات بقاء وصمود المواطن الفلسطيني وتمسكه بالثوابت الوطنية،
ومن أهم تلك المهددات في مجال البعد القانوني الداخلي:
د .فتحي الوحيدي ،النظم السياسية المعاصر ونظام الحكم في االسالم ،ط ( ، )5دار المقداد للطباعة ، 1
الفلسطيني .
180
أمن قومي
وعليه نسعى في هذا الموضع لعرض سريع لتلك الجوانب القانونية وعالقتها باألمن
القومي الفلسطيني ،وذلك على النحو اآلتي :
إن سالمة النظام الدستوري في فلسطين وقوة المؤسسات الدستورية وتوافقها مع
القانون األساسي؛ باعتباره دستور مؤقت للدولة الفلسطينية ،سواء رئاسة السلطة الوطنية أو
رئاسة مجلس الوزارة أو سلطة تشريعية أو سلطة قضائية ،وآليات عملها وحدود
اختصاصاتها ، 1كل ذلك في إطار دستوري صحيح يشكل منعة للنظام السياسي من
الناحية الدستورية في مواجهة فراغ المؤسسات أو االنتقاص من دورها ،أو مصادرة
صالحياتها ،أو تفتيت وحدة المؤسسات الدستورية ،وخروجها عن الشرعية الدستورية ما
يضرب األمن القومي الفلسطيني في صميمه ويدميه. .
وبتطبيق تلك المفاهيم والمبادئ على الحالة الفلسطينية اليوم في ظل تجذر االنقسام
السياسي الفلسطيني الداخلي ،واستمرار آثاره منذ منتصف ،2 2007وحتى وقت إعداد
هذه الورقة ،نجد أن القانون األساسي الفلسطيني قد تم إهدار مواده ونصوصه ،وتجاوزه
وعدم احترامه في الكثير من السياسات والممارسات؛ التي تتصل بالمؤسسات الدستورية
التشريعية والقضائية والتنفيذية ،فقد حاول القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة 2005
إرساء مبادئ دستورية -مستقرة في األنظمة الديمقراطية ، -منها تقرير مبادئ سيادة
1د .فتحي الوحيدي ،المبادئ الدستورية العامة مع شرح التطورات الدستورية في فلسطين ( ،) 2010 -1996ط ( ،)5دار المقداد للطباعة ،غزة ،2011 ،ص 25وما بعدها .
2منذ سيطرت حركة حماس بالقوة العسكرية على المؤسسات المدنية والعسكرية في قطاع غزة وانفرادها بحكم القطاع بحكم األمر الواقع .
181
مركز التخطيط الفلسطيني
3
ونظم القانون ،والفصل بين السلطات ،والسيادة للشعب ،ودورية االنتخابات العامة،
ممارسة الحكومة لمهامها وتطلب نيل الثقة من قبل المجلس التشريعي لمباشرتها
الختصاصاتها .2ومع ذلك فاالنتخابات مجمدة منذ .سنوات ،وعليه لم تعد السيادة للشعب
يمارسها من خالل السلطات الثالث ،وحتى حكومة الوفاق الوطني تم التوافق السياسي
على مباشرتها لمهامها وواليتها القانونية دون الحاجة لعرضها على المجلس التشريعي
الفلسطيني ونيلها للثقة .3
وعليه فالسلطات التشريعية والتنفيذية تمارس مهامها دون غطاء دستوري وبتجاهل
ألحكام القانون األساسي الفلسطيني ،فمع تعطل عمل المجلس التشريعي الفلسطيني ،وعدم
إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية؛ كل ذلك ينذر بفراغ دستوري يهدد بشكل خطير
استقرار النظام السياسي ووحدته ،ويهدد .باقي مرتكزات األمن القومي الفلسطيني في
جوانب عديدة؛ .سنعرض لبعضها خالل بيان باقي النقاط القانونية محل البحث .
-2الوظيفة التشريعية والرقابية للمجلس التشريعي الفلسطيني :
أكد القانون األساسي الفلسطيني على مبدأ الفصل بين السلطات 4 ،والذي يعني عدم
تركيز وظائف الدولة واختصاصاتها الرئيسية في يد واحدة ،بل توزيعها على هيئات عامة
متعددة؛ .أي توزيع وظائف الدولة على ثالث هيئات ،السلطة التشريعية لوظيفة التشريع،
والسلطة التنفيذية .لتنفيذ القوانين وإ دارة المرافق وتوفير الخدمات ،والسلطة القضائية للفصل
في المنازعات وفق أحكام القانون.5
وأحد أهم نتائج تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات بأن تتولى السلطة التشريعية
وظيفة سن القوانين ،وكذا وظيفة الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية..
1راجع المواد ( )6 9-2من القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة ، 2005كما تنص المادة ( )5منه على ما يلي ":نظام الحكم في فلسطين نظام ديمق9راطي ني9ابي يعتمد على التعددية السياس9ية
والحزبية وينتخب فيه رئيس السلطة الوطنية انتخابا ً مباشراً من قـبل الشعب وتك9ون الحكومة مس9ئولة أم9ام ال9رئيس والمجلس التش9ريعي الفلس9طيني " .كما تنص الم9ادة ( )36م9دة رئاسة الس9لطة
الوطنية الفلسطينية هي أربع سنوات ،وتنص المادة (:)3 /47مدة المجلس التشريعي أربع سنوات من تاريخ انتخابه وتجري االنتخابات 9مرة كل أربع سنوات بصورة دورية.
3انظر اتف999اق الش999اطئ للمص999الحة الداخلية ،ل999دى تقرير بعن999وان :فتح وحم999اس أس999باب االنقس999ام واف999اق المص999الحة ،مركز وفا للدراس999ات 9،منش999ور على اإلن999ترنت على رابط ( :
. )http://wafastudies.ps/index.php/palestinians/126-2014-06-14-17-28-12
5ال يخفى على احد أهمية مب9دأ الفصل بين الس9لطات في منع االس9تبداد وض9مان اح9ترام الدس9تور وتط9بيق مب9دأ س9يادة الق9انون ،وقد ظهر ه9ذا المب9دأ في مواجهة الظلم واالس9تبداد ومص9ادرة حق9وق
وحريات األفراد وفي مواجهة منع مشاركة الشعب في الحياة السياسية وفي صنع القرارات وإدارة البالد .انظر :فتحي الوحيدي ،أصول الفكر السياسي ،مطابع المقداد ،غزة ،1991 ،ص 84وما
بعدها .
182
أمن قومي
1العملية التشريعية والرقابية البرلمانية خالل فترة االنقسام السياسي الفلسطيني ( ،)2013 -2007تقرير صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق اإلنسان ،غزة ( 2013 ،نسخة الكترونية ) ،ص
13وما بعدها
183
مركز التخطيط الفلسطيني
ولوائح حكومية وقرارات وزارية تشكل أدوات لحفظ المصالح العامة والنظام العام بشكل
متوازن مع مصالح وحقوق األفراد ،وتنظيم العمل الحكومي والسلطات العامة ،وصون
النظام العام .1
وبإلقاء نظرة على واقع الوظيفة التشريعية في فلسطين نجد بأن تلك الوظيفة تختلف
بشكل جذري في االختصاص والممارسة في المحافظات الشمالية عنها في محافظات غزة،
وفق التوضيح التالي :
الوظيفة التشريعية في محافظات الضفة :
قامت المجموعات العسكرية التابعة لحركة حماس صبيحة 14حزيران 2007
بمهاجمة مقار األجهزة األمنية في محافظات غزة وسيطرت عليها ،ما دعا الرئيس محمود
عباس إلى إقالة حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت في شباط 2007بعد اتفاق مكة
للمصالحة بين حركتي فتح وحماس ،وإ عالن حالة الطوارئ وتشكيل حكومة طوارئ
برئاسة الدكتور سالم فياض ،وإ صدار الرئيس العديد من القرارات بقوانين التي تسري
وتطبق من الناحية المكانية في الضفة الفلسطينية ، 2وذلك استنادا لحالة الطوارئ التي
أعلنت من خالل إصدار الرئيس للمرسوم رقم ( )9لسنة 3 2007بشكل متوافق مع القانون
األساسي ولمواجهة حالة العصيان المسلح في قطاع غزة ،فقد نظم القانون األساسي
الفلسطيني المعدل لسنة 2005أحكام حالة الطوارئ بحيث تكون صالحية اتخاذ هذه
اإلجراءات والتدابير االستثنائية لرئيس السلطة التنفيذية (الرئيس ) من خالل مراسيم
وقرارات يصدرها بهذا الشأن ،أو من خالل مجلس الوزراء بتخويل من رئيس السلطة أو
بشكل مستقل بما لها من صالحيات بإصدار اللوائح واألنظمة المستقلة .4
1د .احمد الخالدي ،وآخرون ،الحالة التشريعية في فلسطين ( )2012 9-2007اآلليات ،اآلثار ،الحلول ،سلسلة الق9انون والسياسة رقم ( ،)1معهد الحق9وق – جامعة ب9يرزيت ،2012 ، 9ص 143
وما بعدها.
2ويقصد حالة الطوارئ هي نظام استثنائي يخ9ول الس9لطة الحاكمة اتخ9اذ مجموعة من اإلج9راءات والت9دابير االس9تثنائية لمواجهة الخطر المح9دق بالدولة ،وقد عملت االتفاقي9ات الدولية والدس9اتير
عل تنظيم هذا الحق الن السلطة تغري مالكها فيخرج عن الغاية التي منح من أجلها الصالحية االستثنائية .انظر :عمار جاموس ،حالة الطوارئ في القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة 2003
وتطبيقها في الواقع الفلسطيني ،بحث منشور ضمن كتاب ،الحالة التشريعية في فلسطين ( )2012 -2007اآلليات ،اآلثار ،الحلول ،سلسلة القانون والسياسة رقم ( ، )1معهد الحقوق – جامعة
3تنص الم9ادة ( (1من المرس9وم رقم 9لس9نة 2007بش9أن إعالن حالة الط9وارئ والمنش9ور في الع9دد ( )71من الوق9ائع الفلس9طينية ( الجري9دة الرس9مية) بت9اريخ " : 13/8/2007إعالن حالة
الطوارئ في جميع أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية بسبب الحرب اإلجرامية في قطاع غزة ،واالستيالء على مقار أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية ،واالنقالب العسكري والعصبان المسلح من
الميلشيات الخارجة عن القانون على الشرعية الفلسطينية بهدف تحقيق األمن واالستقرار للمواطنين وحماية المؤسسات الشرعية الفلسطينية ولمدة ثالثين يوما ً " .
الطوارئ بمرسوم من رئيس السلطة الوطنية لمدة ال تزيد عن ثالثين يوماً -2 .يجوز تمديد حالة الطوارئ لمدة ثالثين يوما ً أخرى بعد موافقة المجلس التشريعي الفلسطيني بأغلبية ثلثي أعضائه4 .
184
أمن قومي
فبسبب حالة الطوارئ وبسبب الوضع البرلماني -السابق اإلشارة إليه وتعطل عمل
المجلس التشريعي -أدى ذلك إلى أن يتولى السيد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وظيفة
التشريع بسبب عدم انعقاد المجلس التشريعي ، 1وإ صداره عشرات القرارات بقوانين تطبق
في الضفة الفلسطينية بينما تمتنع المحاكم المشكلة في غزة بعد االنقسام عن تطبيقها ،كما ال
تطبقها األجهزة واإلدارات الحكومية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة .
أما عن الوظيفة التشريعية في محافظات غزة :
تعقد كتلة التغيير واإلصالح -دون مشاركة من باقي الكتل البرلمانية األخرى -
اجتماعات في مقر المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة ،مرتكزة على قرار باعتماد
توكيالت النواب المعتقلين لغيرهم من النواب ،بدعوى عدم السماح لقوات االحتالل في
تعطيل الشرعية الفلسطينية ،ومواجهة سياسة اعتقال النواب ،وغياب أي نص في القانون
األساسي يمنع هذه التوكيالت ،بينما تعتبر باقي الكتل البرلمانية ،وكذا العديد .من مؤسسات
المجتمع المدني والحقوقية تلك الجلسات بأنها جلسات غير قانونية؛ ومنها المركز
الفلسطيني لحقوق اإلنسان ،2وتقوم بسن قوانين تطبق فقط في قطاع غزة ،وتصدر
متجاوزة صالحية رئيس السلطة الوطنية في تصديق القوانين مستندة على نص المادة (
)41من القانون األساسي المعدل 3 ،ويرى الباحث أن كتلة التغيير واإلصالح تعتمد .في
إصدارها للقوانين على مادة إجرائية هدفها عدم تعطيل إصدار القوانين ووضع سقف زمني
لذلك ،وفي ذات الوقت تتجاهل تلك الكتلة البرلمانية الصالحية الدستورية للرئيس؛ في رد
تلك القوانين ورفض إصدارها في حال اعتراض الرئيس عليها ،وعدم امتالك تلك الكتلة
لألغلبية البرلمانية إلقرار مشاريع القوانين رغم اعتراض الرئيس عليها ،وذلك على فرض
اعتراف الرئيس بصحة انعقاد المجلس التشريعي.
... -يحق للمجلس التشريعي أن يراجع اإلجراءات والتدابير كلها أو بعضها التي اتخذت أثناء حالة الطوارئ
1تنص الم99ادة ( )43من الق99انون األساسي الفلس99طيني المع99دل لس99نة 2005على ما يلي :ل99رئيس الس99لطة الوطنية في ح99االت الض99رورة ال99تي ال تحتمل الت99أخير في غ99ير أدوار انعق99اد المجلس
التش9ريعي ،إص9دار ق9رارات لها ق9وة الق9انون ،ويجب عرض9ها على المجلس التش9ريعي في أول جلسة يعق9دها بعد ص9دور ه9ذه الق9رارات وإال زال ما ك9ان لها من ق9وة الق9انون ،أما إذا عرضت على
المجلس التشريعي على النحو السابق ولم يقرها زال ما يكون لها من قوة القانون.
2العملية التشريعية والرقابية البرلمانية خالل فترة االنقسام ،مرجع سابق ،ص 13وما بعدها .
3تنص المادة ( )41من القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة -1 " : 2005يصدر رئيس السلطة الوطنية القـوانين بعد إقرارها من المجلس التشريعي الفلسطيني خالل ثالثين يوما ً من تاريخ
إحالتها إلي99ه ،وله أن يعي99دها إلى المجلس خالل ذات األجل مش99فوعة بمالحظاته وأس99باب اعتراضه وإال اعت99برت مص99درة وتنشر ف99وراً في الجري99دة الرس99مية -2 .إذا رد رئيس الس99لطة الوطنية
مشروع القانون إلى المجلس التشريعي وفقا ً لألجل والشروط الواردة في الفقرة السابقة تعاد مناقشته ثانية في المجلس التشريعي ،فإذا أقره ثانية بأغلبية ثل99ثي أعض9ائه أعت99بر قانون9ا ً وينشر ف9وراً في
185
مركز التخطيط الفلسطيني
كل ذلك أدى الختالل المراكز القانونية بين المواطنين واإلخالل بمبدأ .المساواة أمام
القانون والقضاء 1 ،وتوقف مسيرة توحيد القوانين والتي بذلت السلطة الوطنية في سبيل
تحقيقها؛ جهد كبير ومال كبير للوصول لغاية توحيد القوانين الموروثة من حقب زمنية
ماضية ،إلى جانب الفصل الجغرافي والدستوري لحال كل من الضفة الغربية وقطاع غزة
قبل تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية ،ولألسف الدخول في مرحلة جديدة من االزدواج
التشريعي ،وأثره على مبدأ سيادة القانون ،وحقوق وحريات المواطنين ،وعلى بينة
المؤسسات العامة وتشكيالتها اإلدارية ،وفي إطار من المناكفة السياسية والسعي لتحقيق
مكاسب حزبية ولخلق وقائع جديدة على األرض ،بعيداً عن سياسة تشريعية واضحة
وموحدة تستهدف المصلحة العامة واحتياجات المواطنين دون أي احترام للمبادئ الدستورية
2
.
هذا الواقع للسلطة التشريعية وللوظيفة التشريعية يهدد بشكل جلي ومؤكد مرتكزات
األمن القومي الفلسطيني ،فلم تعد إنشاء المؤسسات العامة وإ دارتها وتوجيه عملها وفق
اطار قانوني يستهدف المصلحة العامة وأمن الوطن والمواطن ،بل ألسباب أخرى نتجت
عن حالة االنقسام الداخلي ،فهدد بشكل كبير قانونية ودستورية المؤسسات ،ووحدة الجهاز
الحكومي ووحدة السلطة التنفيذية .وممارستها الختصاصاتها ،ما ينعكس بالسلب على األمن
الفردي للمواطن و قدرت وصالحية تلك المؤسسات على تنفيذ القانون وتوفير الخدمات
واالحتياجات األساسية ،واحترام حقوق المواطن وحرياتها العامة واألساسية بما يعزز
صموده على أرض فلسطين .
كما يتضح تهديد .هذا الوضع التشريعي لمرتكز مهم من مرتكزات األمن القومي
الفلسطيني وهو مرتكز الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني ومكتسباته وموارده ،
ووحدانية تمثيله واستقالل قراره ،من خالل تهديد .مكتسبات الشعب الفلسطيني وموارده
حيث التضحية بوحدة المؤسسات الحكومية والتشريعية والتنفيذية ووحدة القوانين كمكتسبات
حققها الشعب الفلسطيني ال غنى عنها باتجاه إقامة مؤسسات فاعلة قوية موحدة مشكلة وفق
القانون ،تكون قادرة على المساهمة في المشروع الوطني ومتطلبات الدولة الفلسطينية،
وكذا الحفاظ على موارد الشعب الفلسطيني تم تهديده من خالل إنشاء مؤسسات حكومة
186
أمن قومي
ولكي تقوم السلطة القضائية بهذا الدور المهم يجب أن تتوفر لها مقومات وضمانات
وعناصر تضع مبدأ الفصل بين السلطات موضع التنفيذ وتوفر استقاللية وفعالية للقضاء.
1ففي محافظات عزة وصلت اإلنفاق على الرواتب وخاصة قطاع األمن اكثر من %90من إجمالي اإليرادات على حساب الميزانيات التشغيلية للوزارات الخدماتية وك9ذا على حس9اب الميزاني9ات9
التطويرية .انظر :أم99ان تن99اقش بيان99ات الموازنة العامة في حكومة غ99زة والحس99ابات الختامية خالل س99نوات االنقس99ام ،بي99ان ص99حفي ص99ادر عن أم99ان ،منش99ور على االن99ترنت على رابط ( :
)www.aman-palestine.org/ar/activities/5896.html#sthash.mFkfQwUR.dpuf
2تنص الم9ادة ( ) 6من الق9انون األساسي الفلس9طيني المع9دل لس9نة " : 2005مب9دأ س9يادة الق9انون أس9اس الحكم في فلس9طين ،وتخضع للق9انون جميع الس9لطات واألجه9زة والهيئ9ات والمؤسس9ات
واألشخاص ".
187
مركز التخطيط الفلسطيني
وبإلقاء نظرة سريعة على واقع السلطة القضائية في فلسطين ندرك أن سلطتنا
القضائية عاجزة عن القيام بالدور المطلوب منها؛ فهي تفتقد للوحدة ولالستقاللية وللفعالية
والنجاعة وثقة الجمهور.
فال المحكمة الدستورية العليا الدائمة شكلت رغم أن تشكيلها يعد استحقاق دستوري
قرره القانون األساسي الفلسطيني المعدل منذ منتصف عام ، 2002ولكنها لم تر النور
حتى اآلن رغم أن وجودها كان سيجنب النظام الدستوري العديد ممن األزمات التي
واجهته ،والمتعلقة بالصالحيات وتفسير القانون األساسي ،فكل طرف سياسي يفسر
القانون األساسي بما يخدم مصالحه الحزبية وكل طرف يدعي أن قراراته قانونية ،بينما
يمكن الفصل في ذلك من خالل المحكمة الدستورية وهي هيئة قضائية مستقلة منزهة عن
العمل السياسي والهوى السياسي . 1
فالقضاء في فلسطين غير موحد يعاني من ازدواجية مؤسسية وهيكلية ،بين قضاة
معينين وفق القانون ولديهم درجاتهم ومراكزهم الوظيفية في المحاكم؛ ولكنهم ممنوعون من
العودة لمنصة القضاء ألداء الدور المطلوب منهم ،وفي المقابل قضاة معينين .من قبل
حكومة األمر الواقع في قطاع غزة يفتقر تعيينهم للعديد .من النواحي القانونية اإلجرائية
والموضوعية ولكنهم يتولون وظيفة القضاء وتعيينهم في الكثير من الحاالت لم يكن بعيد
عن الهوى السياسي للجهة الحاكمة في قطاع غزة .2
ويخضع كل قسم من هؤالء القضاة لتعليمات وإ شراف مجلس قضاء أعلى مختلف
عن اآلخر ،باإلضافة لالنقسام القضائي الجغرافي بين قضاء في قطاع غزة يختلف في
وضعه اإلداري والقانوني عن القضاء الموجود في الضفة الفلسطينية ،وكل قضاء يطبق
قوانين مختلفة عن اآلخر في ازدواج تشريعي واضح ومرير .3
1تنص الم9ادة ( )103من الق9انون األساسي الفلس9طيني المع9دل لس9نة -1 " 9: 2005تش9كل محكمة دس9توريه عليا بق9انون وتت9ولى النظر في :أ -دس9تورية الق9وانين والل9وائح أو النظم وغيره9ا .ب-
2د .عبد الق9ادر ج9رادة ،وس9امر موس9ى ،الوالية القض9ائية الفلس9طينية الواقع وآف9اق مالحقة المج9رمين ال9دوليين" مس9ار نحو اس9تراتيجية وطنية جدي9دة " ،مؤسسة الض9مير لحق9وق اإلنس9ان ،غ9زة،
3من مظاهر ذلك االختالف استحداث محكمة جرائم الفساد وهيئة مكافحة الفساد ذات اختصاصات قض9ائية في المحافظ9ات الش9مالية وع9دم وج9ود تلك األجس9ام القض9ائية في محافظ9ات غ9زة .وفق
قرار بقانون مكافحة الفساد لسنة 2010الساري في محافظات الضفة فقط دون غزة .
188
أمن قومي
كما يعاني القضاء من عدم االستقاللية عن السلطة التنفيذية ،ومن تدخل سافر من
السلطة التنفيذية .في مهامه ،ويعاني من التأثير على القضاة بشكل مباشر أو غير مباشر،
كما يتم حرمان السلطة القضائية من المتطلبات التي تضمن لها ممارسة دوره على أكمل
وجه ،حيث تواجه أحكام القضاء تأخير في التنفيذ أو رفض للتنفيذ .،وإ جراءاته تتسم بالبطء
الشديد وتراكم القضايا ،مع ضعف في تأهيل بعض القضاة ومع وجود شوائب في طريقة
تعيينهم وترقيتهم وعدم بعدها عن الهوى السياسي لفريق سياسي أو آخر ،مع غياب تطبيق
معايير مهنية واضحة وصارمة ،كل ذلك أفقد القضاء ثقة الجمهور ،سواء المتقاضيين أو
الرأي العام ،ما أدى لضياع العدالة وإ هدار الكثير من حقوق الموطنين 1 ،وهذا التوصيف
يشمل القضاء النظامي والقضاء الشرعي الذي يخضع لمجلسين قضاء شرعي وتعديالت
قانونية متعلقة باإلطار القانوني لعمل القضاء الشرعي مختلفة عنها في الضفة الفلسطينية
2
عنها في محافظات غزة.
هذا الواقع القضائي الفلسطيني يهدد .مرتكزات األمن القومي الفلسطيني ويفقد النظام
السياسي ونظام الحكم في فلسطين العديد من جوانب المنعة والمتانة في مواجهة األزمات
والمهددات الداخلية والخارجية ،فهذا الواقع يمس بشكل خطير مبدأ الفصل بين السلطات،
ومبدأ سيادة القانون ،ومبدأ المساواة أمام القانون والقضاء ،كما يمس األمن الفردي
للمواطن وينتقص من حق التقاضي للمواطنين واختصام السلطات الحاكمة ،وإ لغاء
القرارات اإلدارية المخالفة للقانون ،أو مواجهة القرارات التعسفية التي قد تصدر عن
السلطة التنفيذية؛ وتمس حريته الشخصية ،وحقوقه األساسية كالحق في التعبير ،أو التجمع
السلمي ،أو تشكيل الجمعيات واالتحادات ،وممارسة العمل العام بدون مالحقة أمنية ما يهدد
األمن الفردي للمواطن ،كما يحرر السلطات التشريعية والتنفيذية .من الرقابة القضائية،
وهي عنصر هام في مبدأ الفصل بين السلطات ،يمتن النظام السياسي ،ويحقق تطبيق
لمبادئ الديمقراطية والحكم الرشيد؛ في مواجهة التعسف واالستبداد واحتكار السلطة
1د .عدنان الحجار ،سيادة القانون وواقع القضاء خالل فترة االنقسام السياسي في قط9اع غ9زة ،بحث منش9ور ض9من كت9اب :اثر االنقس9ام السياسي الفلس9طيني على مب9دأ س9يادة الق9انون في قط9اع
غزة " معالجات قانونية مختارة ،" 9معهد الحقوق – جامعة بيرزيت ،رام هللا ،2014 ،ص 106وما بعدها .و د .عبد القادر جرادة ،وآخر ،الوالية القض9ائية الفلس99طينية ،مرجع س99ابق ،ص
2أ .سما سقف الحيط ،أثر االنقسام السياسي الفلسطيني على القضاء الشرعي ،بحث منشور ضمن كتاب :الحالة التشريعية في فلسطين ( " ) 2012 -2007اآلليات ،اآلثار ،الحلول" ،سلس99لة
القانون والسياسة رقم ( ، )1معهد الحقوق – جامعة بيرزيت ،رام هللا ،2012 ،ص 269وما بعدها.
189
مركز التخطيط الفلسطيني
والخروج على أحكام القانون ،وعليه فإعادة استقاللية السلطة القضائية ووحدتها عنصر
مهم لتدعيم مرتكزات األمن القومي الفلسطيني على الصعيد الفردي والجماعي والوطني .
مع تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية كأحد مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية
كانت السلطة التنفيذية .تتكون من جسم واحد يضم أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
ووزراء السلطة الوطنية برئاسة رئيس السطلة رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تحت
مسمى مجلس السلطة ،وكان يناط بهذا المجلس باإلضافة لوظائف السلطة التنفيذية كذلك
ممارسة وظيفة التشريع وسن القوانين ،1ومع تطور عمل السلطة الوطنية وانتخاب مجلس
تشريعي فلسطيني ،ووفق تعديالت القانون األساسي الفلسطيني تم التحول في شكل الحكم
من النظام األقرب للنظام الرئاسي حيث ال وجود لمجلس ورئيس مجلس وزراء ،إلى
النظام البرلماني بوجود رأسين للسلطة التنفيذية .األول رئيس السلطة المنتخب مباشرة من
الشعب و رئيس مجلس الوزراء المكلف من رئيس السلطة والذي يحصل على ثقة المجلس
التشريعي.2
وتناط بالسلطة التنفيذية تنفيذ القوانين ،وتوفير الخدمات للمواطنين والسهر على
الحفاظ على النظام العام ،من خالل مؤسسات وهيئات وزارات وما يتبعها من إدارات
وأجهزة مدنية وأمنية .
في الحالة الفلسطينية هناك تداخل في المهام واالختصاصات بين دوائر منظمة
التحرير الفلسطينية ،وبين وزارات وهيئات السلطة الوطنية ،وحتى في إطار مؤسسات
السلطة الوطنية نتج عن حالة االنقسام السياسي الداخلي أجسام متقابلة ومتصارعة
ومزدوجة من كل التشكيالت الرسمية الحكومية ،فلكل وزارة في الضفة الغربية وزارة
رديفة لها في قطاع غزة ولكل سلطة أو هيئة عامة هناك نسخة مقابلة لها في قطاع غزة،
وكذا كادر حكومي مزدوج واحد معين وفق إجراءات تعيين .قانونية من قبل السطلة
الوطنية الفلسطينية وكادر حكومي آخر معين من قبل حكومة األمر الواقع في محافظات
غزة ،وهو الواقع الذي استمر رغم مرور أكثر من عام على تشكيل حكومة الوفاق
190
أمن قومي
الوطني ،ما انعكس على أداء الجهات الحكومية لمهامها وواجباتها واختصاصاتها وتمكينها
من العمل وتوفير الموارد والمستلزمات األساسية لممارستها لمهامها ،األمر الذي انعكس
سلباً على الموازنة العامة وعلى األداء وعلى الخدمات المقدمة للجمهور.1
هذا الواقع يؤثر بشكل كبير على األمن القومي الفلسطيني ،ومرتكزاته المتعددة.
سواء وحدة النظام السياسي ،أو وحدة التمثيل الفلسطيني ،أو استقرار النظام وقوته
ومقومات الحكم الرشيد ،وبالتأكيد يؤثر على صمود المواطن على أرضه ونيله لحقوقه
القانونية .
اذا كانت الدولة هي مجموع بشري يقيم بصفة مستقرة على إقليم معين ويخضع
لسلطة سياسية ،وبقيام الدولة تتمتع بالسيادة والتي تعني مجموعة االختصاصات التي تنفرد
بها السلطة السياسية في الدولة وتجعها سلطة آمرة عليا ،لها قدرة على فرض إرادتها على
غيرها من الهيئات واألفراد ،وعليه فللسيادة وجهين خارجي سلبي بموجبه ال تخضع
الدولة ألي دولة أجنبية .،أما الوجه الداخلي للسيادة اإليجابي بمعنى أن تكون للدولة السيادة
على غيرها من الهيئات واألفراد على إقليم
2
الدولة تمارس سيادتها باستقالل كامل .
فالسيادة هي التي تجعل الدولة تظهر في مواجهة الدول األخرى كوحدة واحدة
متميزة لها شخصية قانونية دولية مستقلة تعطيها القدرة على اكتساب الحقوق وتحمل
الواجبات ،وهنا يستلزم التمييز بين السيادة القانونية والسيادة الفعلية وذلك في حالة وجود
احتالل اجنبي إلقليم الدولة أو جزء منه ،فتبقى السيادة القانونية للدولة رغم وجود
االحتالل أي التمتع بالشخصية الدولية المستقلة عن الدولة األجنبية ،أما السيادة الفعلية
وممارستها الواقعية على اإلقليم قد تكون منتقصة بسبب وجود االحتالل بحيث تكون
3
سلطات الدولة مقيدة في قدرتها على التصرف وممارسة أعمال السيادة .
1النزاهة والش9فافية في إج9راءات تع9يين المناصب العليا في الس9لطة الوطنية الفلس9طينية ،الج9زء ( ، 9)2تقرير ض9من سلس9لة تق9ارير 9رقم ( ، 9)54ص9ادر عن أم9ان ( االئتالف من أجل النزاهة
والمساءلة ) ،رام هللا ،بدون سنة نشر ،نسخة الكترونية ،ص .2
2د .فتحي الوحيدي ،النظم السياسية المعاصرة ونظام الحكم في اإلسالم ،مرجع سابق ،ص .20
3د .عبد الرحمن أبو النصر ،القانون الدولي العام ،ط ( ،)4مكتبة القدس ،غزة ،2012 ،ص 240وما بعدها .
191
مركز التخطيط الفلسطيني
يعتبر وجود االحتالل العسكري اإلسرائيلي العامل الرئيسي األول في االنقاص من
السيادة الوطنية الفلسطينية الفعلية ويبرز ذلك جلياً في عدد من الجوانب أهمها :
المعابر :لالحتالل اإلسرائيلي سيطرة كبيرة على المعابر الحدودية ونقاط العبور
الحدودية سواء مع إسرائيل والممر األمن ،أو مع مصر أو األردن سواء بقوة الجيش
اإلسرائيلي أو وفق نصوص االتفاقيات المرحلية الفلسطينية واإلسرائيلية .3
الموارد المالية والطبيعية :قدرة السلطة الفلسطينية على بسط سيادتها على الموارد
المالية والطبيعية الفلسطينية مقيدة باتفاقيات وأحكام ،وال يخفى تأثير الموارد المالية في
رسم وتنفيذ الخطط والسياسيات االقتصادية والسياسية واالجتماعية والتنموية والنضالية .4
األرض :أي اإلقليم الفلسطيني وحدوده ،الركن الثاني لتكوين الدولة يشكل
االختصاص المكاني للقوانين والوالية التشريعية والقضائية ووالئية المؤسسات التنفيذية ،
هذا العنصر أي األرض ال تمارس السلطة الوطنية السيادة سوى على مساحات محددة منها
فقط دون غيرها؛ بسبب وجود االحتالل واالتفاقيات االنتقالية ،باإلضافة للسيطرة
اإلسرائيلية على األجواء والمياه الفلسطينية . 5
الوالية القضائية :وفق أحكام االتفاقيات االنتقالية ليس للقانون الفلسطيني أو
القضاء الفلسطيني والية قضائية على أي شخص يحمل الجنسية اإلسرائيلية -حتى لو
ارتكب جرم داخل مناطق السلطة الوطنية الفلسطيني ، -ومطلوب تسليمه للجانب
1تم تأكيد الشخص9ية القانونية الدولية لدولة فلس9طين من خالل االع9تراف بها من قبل عش9رات ال9دول وك9ذا الحص9ول على ص9فة دولة م9راقب في األمم المتح9دة ودولة كاملة العض9وية في ع9دد من
2لتجنب التكرار انظر الصفحات السابقة من الورقة والتي تناولت تأثير االنقسام السياسي ال9داخلي على الس9لطة القض9ائية والتنفيذية والتش9ريعية وال9تي ينعكس تأثيرها على ممارسة الس9يادة الوطنية
الموحدة .
3راجع المواد ( )30 -29من االتفاقية الفلسطينية اإلسرائيلية المرحلية الموقعة في .28/9/1995
4راجع المادة ( )24من االتفاقية الفلسطينية اإلسرائيلية المرحلية الموقعة في .28/9/1995
5راجع المواد ( ) 11 -10من االتفاقية الفلسطينية االسرائيلية المرحلية الموقعة في .28/9/1995
192
أمن قومي
اإلسرائيلي لمحاكمته في إسرائيل؛ أمام القضاء اإلسرائيلي وفق القانون اإلسرائيلي .1وهذا
االلتزام ال يزال ساري ولم تتمكن السلطة الفلسطينية من تعديله .،ولم تتمكن من االحتفاظ
بأي إسرائيلي داخل أي مركز توقيف فلسطيني الن الجيش اإلسرائيلي لديه القدرة
العسكرية على اقتحام هذا المركز وأخذه عنوة .
توفير الخدمات للمواطنين :إن وجود االحتالل يؤثر بشكل كبير على ممارسة
السيادة الوطنية وفي تقديم الخدمات العامة للمواطنين سواء خدمة األمن بتحديد .مناطق
انتشار القوات الفلسطينية وضوابط عملها وقدراتها ،أو في استخراج الوثائق الرسمية
وتعديلها ،أو في تنظيم وتوفير حرية التنقل واإلقامة والسفر ،وفي تطوير البنية التحتية من
شبكات مياه وكهرباء واتصاالت ،ومن إصدار التراخيص وممارسة الرقابة على نشاطات
المواطنين في كافة المناطق .2
إن قضايا حقوق اإلنسان وضمانات التمتع بها لم تعد مسألة يحكمها مبدأ سيادة
الدولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ،بل أخذت هذه القضايا بعد دولي وعالمي
تحميها اتفاقيات دولية ،ومواثيق دولية ،ومواقف دولية مختلفة تصدر عن منظمات دولية
ومحاكم دولية .3
النوع األول :االنتهاكات التي تقوم بها سلطات االحتالل اإلسرائيلي تجاه المواطنين
الفلسطينيين ،.سواء عمليات قتل وتصفية خارج نطاق القانون ،واالعتداء على السالمة
الجسدية ،أو اعتقال تعسفي ،أو ابعاد ونقل قصري من الموطن الطبيعي ألماكن أخرى ،أو
االقتحامات للمنازل وتفتيشها ،ومنع حرية التنقل ،ومنع حرية العبادة ،و تقييد حرية التعليم
والعمل ،وتدمير الممتلكات واألعيان المدنية .واالستمرار في االستيطان ،وغيرها من
االنتهاكات اإلسرائيلية المستمرة ،4والتي تمارس بشكل ممنهج وتشكل انتهاكات جسمية
193
مركز التخطيط الفلسطيني
التفاقيات جنيف األربع ومالحقها 1 ،وما يعد جرائم حرب تستوجب المالحقة من قبل
المحكمة الجنائية الدولية وتتطلب موقف من األمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية .2
النوع الثاني :االنتهاكات التي تقع من قبل السلطات الفلسطينية يستلزم المطالبة
بإحقاق حقوق المواطن الفلسطيني المسلوبة من قبل سلطات االحتالل اإلسرائيلي ووقف
انتهاكه لتلك الحقوق من خالل اللجوء للمحافل الدولية والمنظمات الدولية والمطالبة باحترام
االتفاقيات الدولية ،كل ذلك يستلزم ان يكون سجل احترام السلطات العامة الفلسطينية
لحقوق اإلنسان سجل إيجابي .
كما أن تمتع المواطن الفلسطيني بحقوقه وحرياته األساسية تشكل عامل حماية
ومنعة لألمن القومي الفلسطيني؛ فهذا المواطن هو المطلوب منه الصمود في أرضه
والتمسك بحقوقه وثوابته الوطنية وتدعيمها في مواجهة المحتل وممارساته ،ما يوجب
حماية حقوق المواطن الفلسطيني في سياق تثبيته في أرضه ،فأي موجات هجرة فلسطينية
ستشكل انتكاسة لنضال الشعب الفلسطيني وتحقيق بداية عودة جزئية لألرض الفلسطينية
في مواجهة التشتت والتهجير القصري .
1راجع المادة ( )85من البروتوكول اإلضافي األول التفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949والصادر عام . 1977
2راجع المادة ( )8من نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية .
194
أمن قومي
االقتصادية واالجتماعية للمواطنين وتدهور وتدني الخدمات العامة المقدمة لهم سواء
الصحية أو التعليمية .أو المياه والكهرباء والطاقة وغيرها من الخدمات العامة . 1
ونعرض المحور القانون الدولي لألمن القومي الفلسطيني من خالل بندين .أساسيين،
األول العضوية في المنظمات الدولية ،والثاني االنضمام للمعاهدات الدولية ،وذلك كما
يلي :
عملت منظمة التحرير الفلسطيني كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ،على
طرق القنوات الدولية لجلب دعم دولي لنضال الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره
ومواجهة االحتالل اإلسرائيلي ،وهو ما يأتي مدعماً لمرتكزات األمن القومي الفلسطيني
1التقرير 9السنوي العشرون -وضع حقوق اإلنسان في دولة فلسطين بين ( 1كانون الثاني – 31كانون االول ،)2014 /الصادر عن الهيئة المستقلة لحقوق اإلنسان( نس9خة الكتروني9ة) 9،رام هللا،
، 2015ص 25وما بعدها ،ص 83وما بعدها .والملخص التنفيذي للتقرير السنوي ، 2014الصادر عن المركز الفلسطيني لحقوق اإلنسان ،مرجع سابق ،ص 16وما بعدها.
2د .علي صادق أبو هيف ،القانون الدولي العام ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،1993 ،ص 750وما بعدها.
3د .محمد السعيد الدقاق ،التنظيم الدولي ،الدار الجامعية ،بيروت ،1981 ،ص 239وما بع9دها .د .محمد س9امي عبد الحميد و مص9طفى س9المة حس9ين ،الق9انون ال9دولي الع9ام ،ال9دار الجامعية ،
. بيروت ، 1989 ،ص 76وما بعدها .د .احمد حسن الرشيدي ،الوظيفة االفتائية لمحكمة العدل الدولية ،الهيئة المصرية العامة للكتب ،القاهرة ، 1993 ،ص 8وما بعدها
195
مركز التخطيط الفلسطيني
وخاصة مرتكز تعزيز الحقوق الوطنية من خالل تمتين .شبكة العالقات الفلسطينية مع
الدول والشعوب الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية .
وفي هذا المجال ومنذ االعتراف بمنظمة التحرير ممثل شرعي ووحيد للشعب
الفلسطيني ،سعت منظمة التحرير إلى استعادة الكيانية الفلسطينية وتعزيزها ،والعمل على
اعتراف العالم بهذه الكيانية؛ بهدف حماية وتقرير حقوق الشعب الفلسطيني ،ودعم نضاله
ومواجهة االحتالل وإ جراءاته سواء على صعيد الدول أو المنظمات الدولية اإلقليمية
والعالمية أو من خالل االنضمام لالتفاقيات الدولية ،كل ذلك يندرج ضمن تعزيز
مرتكزات األمن القومي الفلسطيني .
و يعد تتبع تطور تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في المنظمات الدولية مدخالً
مهماً إلدراك الوسائل الدولية لتأكيد الكيانية الفلسطينية .،وجلب الدعم الدولي لقضيته ،وذلك
على النحو االتي :
شكل القرار الصادر باإلجماع من مؤتمر القمة العربية السابع ( الرباط 1974م )
1
أن منظمة التحرير الفلسطينية دون سواها هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني
وشغلها مقعد فلسطين كعضو كامل العضوية في جامعة الدول العربية كإحدى المنظمات
الدولية اإلقليمية خطوة مهمة وأساسية ،فتحت الباب لحصول منظمة التحرير الفلسطينية
على صفة مراقب وظيفي في الجمعية العامة لألمم المتحدة وذلك بقرار من الجمعية العامة
لألمم المتحدة رقم ( )3210الصادر في الدورة التاسعة والعشرين للجمعية العامة بتاريخ (
14أكتوبر )1974فقد قضى هذا القرار بأن تدعى منظمة التحرير الفلسطينية لالشتراك
في دورات الجمعية العامة في مناقشات الجلسات التي تتناول قضية فلسطين 2.واستنادا
على ذلك حصلت منظمة التحرير على صفة مراقب وظيفي في المجلس االقتصادي
واالجتماعي أحد األجهزة الرئيسة لألمم المتحدة منذ .عام ، 3 1974وفي أبريل 1977
قام المجلس االقتصادي واالجتماعي بتعديل .شروط العضوية في اللجنة االقتصادية
واالجتماعية لغربي آسيا ( اإلسكوا ) بحيث يمكن إدراج منظمة التحرير الفلسطينية في
1وثائق فلسطين )280 ( ،وثيقة مختارة ( ، )1987 -1839دائرة الثقافة ،منظمة التحرير الفلسطينية ،بدون دار نشر ، 1987 ،ص .425
2عيسى الشعيبي ،الكيانية الفلسطينية ،الوعي الذاتي والتطور المؤسساتي ( ، )1977 -1947مركز األبحاث ،منظمة التحرير الفلسطينية ،بيروت ، 1979 ،ص .225
3مصطفى سيد عبد الرحمن ،الوضع القانوني لمنظمة التحرير الفلسطينية ،مرجع سابق ،ص 24وما بعدها.
196
أمن قومي
عضويتها ،وقد حصلت منظمة التحرير الفلسطينية على العضوية الكاملة في ( اإلسكوا )
1
في يوليو .1977
وقد رحبت الجمعية العامة بإعالن استقالل دولة فلسطين ،كما قررت الجمعية
العامة أن تستخدم اسم فلسطين اعتباراً من 15ديسمبر 1988بدالً من تسمية منظمة
التحرير الفلسطينية ،دون المساس بمركز المراقب الدائم لمنظمة التحرير الفلسطينية
5
ووظائفها في األمم المتحدة .
وقد سعت القيادة الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في األمم المتحدة ،وقد
قدم الرئيس محمود عباس طلب دولة فلسطين لالنضمام إلى عضوية األمم المتحدة لألمين
العام لألمم المتحدة ،وذلك بتاريخ 23سبتمبر ، 2011استنادا إلى الحقوق الطبيعية.
والقانونية والتاريخية للشعب الفلسطيني وإ لى قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ( 181د-
1ورقة أساسية تتعلق بالحالة الفلسطينية ،وضع فلسطين في األمم المتحدة ،منشورات بعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى األمم المتحدة ،على الرابط .)www.un.org ( :
2مصطفى سيد عبد الرحمن ،الوضع القانوني لمنظمة التحرير الفلسطينية ،مرجع سابق ،ص 24وما بعدها.
3ورقة أساسية تتعلق بالحالة الفلسطينية ،وضع فلسطين في األمم المتحدة ،على الرابط .)www.un.org ( :
4تقرير 9حول إعالن االستقالل ،ملتقى اجراس العودة ،على الرابط ،) http://ajrasal3awda.ahlamontada.net ( :تاريخ الدخول 29 :أكتوبر .2012
197
مركز التخطيط الفلسطيني
وقد حصلت دولة فلسطين في أكتوبر 2011على العضوية الكاملة في منظمة األمم
المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ،وهي إحدى الوكاالت الدولية المتخصصة
المرتبطة باتفاقيات مع منظمة األمم المتحدة وذلك بقرار من تلك المنظمة بأغلبية ساحقة
2
.
وقد مهدت تلك العضوية لحصول فلسطين عام 2012على صفة دولة مراقب في
األمم المتحدة بعد أن قدم الرئيس الفلسطيني مسودة مشروع قرار للحصول على تلك
العضوية للجمعية العامة بتاريخ 8تشرين الثاني .3 2012وقد ترتب على هذه العضوية
4
عدد من النتائج المهمة منها :
اكتساب فلسطين لوضعيتها القانونية كدولة ،وأحد أشخاص القانون الدولي بتعامل
المجتمع الدولي معها على هذا األساس ألول مرة في تاريخ فلسطين.
إنهاء المزاعم اإلسرائيلية بأن األرض الفلسطينية هي أرض متنازع عليها ،وتأكيد
جديد لكل قرارات األمم المتحدة السابقة على أنها ارض فلسطينية محتلة منذ عام 67بما
فيها القدس ،وهي اآلن أرض الدولة الفلسطينية الواقعة تحت االحتالل اإلسرائيلي والواجب
تحريرها وتمكين شعبها من حقه في تقرير مصيره .باإلضافة للتمتع بالمزايا والحقوق التي
ينص عليها ميثاق األمم المتحدة .
العضوية بصفة مراقب للدولة الفلسطينية في األمم المتحدة تفتح أبواب انضمام
الدولة إلى جميع االتفاقيات ،والعهود الدولية ،والوكاالت المتخصصة ،واألجهزة الرئيسة ،
1ياسر غازي عالونه ،فلسطين وعضويتها كدولة في األمم المتحدة ،الهيئة المستقلة لحقوق اإلنسان ،مرجع سابق ،ص 46وما بعدها .
2دائرة شؤون المفاوض9ات ، 9منظمة التحرير الفلس9طينية ،خ9بر بعن9وان ) اللجنة التنفيذية ت9رحب بق9رار اليونس9كو وتعت9بره مقدمة لالع9تراف بالعض9وية الكاملة في االمم المتح9دة ) ،على الرابط ( :
3نقال عن صحيفة األيام الفلسطينية عدد ، 6046 :السنة السابعة عشر ،بتاريخ .10/11/2012
، 4الس9فير نبيل ال9رمالوي ،مق9ال بعن9وان ":العض9وية الكاملة للدولة في األمم المتح9دة والب9دائل الممكنة " ،مرجع س9ابق .ياسر غ9ازي عالونه ،فلس9طين وعض9ويتها كدولة في األمم المتح9دة
فلس9طين في األمم المتح9دة األبع9اد القانونية والسياس9ية ،جامعة الخليل بت9اريخ 19 :إبريل ،2012على مرجع سابق ،ص 28وما بعدها .البيان الختامي للم9ؤتمر ال9دولي ح9ول عض9وية
الرابط ( .)http://www.hebron.edu
198
أمن قومي
والمنظمات الدولية ،وفي محكمة العدل الدولية ،والمحكمة الجنائية الدولية ،مما يعزز
الكيانية السياسية والقانونية والدبلوماسية على الصعيد الدولي ،ويمنح القضية الفلسطينية
وسائل قانونية جديدة يمكنها استعماله سواء إلقرار الحقوق الوطنية الفلسطينية .،أو مالحقة
مجرمي الحرب اإلسرائيليين عن جرائمهم ضد اإلنسانية أو جرائم الحرب .
سعت منظمة التحرير الفلسطينية لتأكيد الشخصية القانونية الدولية لدولة فلسطين،
وقدرتها على االنضمام للمعاهدات واالتفاقيات الدولية ،على قدم المساواة مع باقي الدول
لالستفادة من اآلثار القانونية والسياسية لتلك المعاهدات واالتفاقيات بما يخدم حقوق الشعب
الفلسطيني .
وقد كانت االتفاقيات المكونة للقانون الدولي لحقوق اإلنسان نصب أعين القيادة
الفلسطينية ،وسعت لالستفادة من أحكامها ،بما يصون حقوق الشعب الفلسطيني ،الذي
يرزح تحت االحتالل ،وفي هذا السياق بتاريخ /21يونيو 1989تلقت اإلدارة الفيدرالية
للشئون الخارجية في الحكومة السويسرية كتاب من المندوب الدائم لفلسطين لدى األمم
المتحدة بجنيف؛ بأن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قررت االنضمام إلى
اتفاقيات جنيف األربعة لعام 1949والحقيها االضافيين لسنة ،1977وقد اخطرت
1
الحكومة السويسرية الدول األطراف بذلك في 13سبتمبر .1989
وبعد حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في األمم المتحدة فتح الباب أمام
انضمام فلسطين لالتفاقيات والمعاهدات الدولية وبالفعل تم االنضمام لعدد من االتفاقيات
الدولية وفق التوضيح التالي :
الموجة األولى لالنضمام لالتفاقيات الدولية كانت مطلع شهر 4/2014بتسليم وزارة
الخارجية الفلسطينية رسميا وثائق انضمام دولة فلسطين إلى عدد ( )16من االتفاقيات
والمعاهدات والبروتوكوالت الدولية إلى الجهات المختصة ،وقد تنوعت تلك االتفاقيات بين
1موسوعة اتفاقيات القانون الدولي االنساني ( النصوص الرسمية لالتفاقيات والدول المصدقة والموقعة ) صادر عن بعثة اللجنة الدولية للصليب االحمر بالقاهرة ،ط ( ، )3ص . 262
199
مركز التخطيط الفلسطيني
الخاصة بالقانون الدولي لحقوق اإلنسان أو القانون الدولي اإلنساني أو القانون الدولي
الدبلوماسي أو مكافحة الفساد وغيره .1
أما الموجة الثانية من االتفاقيات الدولية التي قدمت دولة فلسطين طلب االنضمام
إليها فكانت بتاريخ 31/12/2014وتشمل عدد ( )18من االتفاقيات والبروتوكوالت
واإلعالنات الدولية أهمها االنضمام لميثاق روما النظام األساسي للمحكمة الجنائية
2
الدولية .
واخيراً بتاريخ 12/2015 /12فلسطين تنضم رسمياً إلى اتفاقية األمم المتحدة
اإلطارية لتغير المناخ "اتفاق باريس" ،وذلك بتسليم صك االنضمام الموقع من الرئيس
محمود عباس إلى االمين العام لألمم المتحدة بان كي مون ،بصفته الجهة الوديعة لالتفاقية
3
.
وفي ذات الوقت الذي يمكن االنضمام لتلك االتفاقيات الدولة وغيرها دعم سياسي
و قانوني وتقني لحقوق الشعب الفلسطيني ،وفي ذات الوقت فإن ذلك االنضمام يرتب
التزامات قانونية وسياسية على فلسطين ،ويثير العديد من اإلشكاليات والقضايا ومنها : 4
1هذه االتفاقيات الدولية هي -1 :اتفاقية الهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية لسنة 1907ومرفقها :الالئحة المتعلقة بقوانين وأع9راف الح9رب البرية - 2 .االتفاقية الدولية لقمع جريمة
الفصل العنصري والمعاقبة عليها -3 .اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها -4 .اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد -5 .اتفاقية مناهضة التعذيب وغ99يره من ض99روب المعاملة أو
العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة -6 .االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري -7 .اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات -8 .اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاق99ة -9 .اتفاقية
القض99اء على جميع أش99كال التمي99يز ضد الم99رأة - 10.اتفاقية حق99وق الطفل -11 .اتفاقية فيينا للعالق99ات الدبلوماس99ية -12 .اتفاقية فيينا للعالق99ات القنص99لية -13 .اتفاقي99ات ج99نيف األربع -14 .
البروتوكول األول اإلضافي لالتفاقيات جنيف الرابعة الخاص بحماية ضحايا النزاعات المسلحة ذات الط99ابع ال99دولي -15 .العهد ال99دولي الخ99اص ب99الحقوق المدنية والسياس99ية -16 .العهد ال99دولي
الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية .انظر :التقرير 9السنوي العشرون -وضع حقوق اإلنسان في دولة فلسطين ،مرجع سابق ،ص 21وما بعدها.
2االتفاقيات الدولية التي تم تقديم طلب االنضمام اليها بتاريخ 31/12/2014هي -1 :اتفاقية منع الجرائم المرتكبة ضد األشخاص المتمتعين بحماية دولية -2 .اتفاقية عدم تقادم جرائم الحرب
والجرائم المرتكبة ضد اإلنسانية -3 .اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية -4 .اتفاقية بازل بشأن التحكم بنقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الح99دود -5 .اتفاقية ق99انون
البحار -6 .اتفاقية التنوع البيولوجي -7 .االتفاقية المتعلقة بقانون استخدام المج99اري المائية الدولية في األغ99راض غ9ير المالحية -1997.8ال99بروتوكول الث99اني االض99افي التفاقية ج99نيف والخ99اص
بحماية ضحايا النزاعات المسلحة ذات طابع غير دولي -9 .البروتوكول الثالث التفاقيات 9جنيف الملحق اإلض9افي الخ9اص بتب9ني إش9ارة مم9يزة- 10 .نظ9ام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
-11اتفاقية حقوق السياسية للمرأة -12.اتفاقية بشأن سالمة موظفي األمم المتحدة واألفراد المرتبطين بها -13.اتفاقية نيويورك لعام 1958بشأن االعتراف وتنفيذ أحكام المحكمين األجنبية-14.
اتفاق امتيازات 9وحصانات المحكمة الجنائية الدولية -15 .اإلعالن بموجب معاهدة روما -16.معاه99دة الحد من انتش99ار األس99لحة النووي99ة -17 .اتفاقية حظر أو تقييد اس99تعمال أس99لحة تقليدية معينة
يمكن اعتبارها مفرطة الضرر أو عشوائية األثر ( )1980وعدد من البروتوكوالت الخاصة -18.اتفاقية بشأن الذخائر العنقودية .انظر :التقرير السنوي العشرون -وضع حقوق اإلنسان في دولة
4أ .محمد عوض أحمد التلباني ،االبعاد القانونية النضمام فلسطين للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،ورقة عمل غ9ير منش9ورة ،مقدمة خالل الي9وم الت9دريبي المنظم من قبل مركز
200
أمن قومي
-وجود فراغ دستوري وتشريعي بليغ يحتاج إلى سد بشأن تحديد الجهة المناط
بها صالحية التصديق على المعاهدات وإ جراءات هذه التصديق ،مثال :موافقة السلطة
التشريعية سواء المجلس الوطني أو المجلس التشريعي بأغلبية معينة وباإلضافة إلى
تصديق الرئيس ،وهو ما تحدده عادة الدساتير أو القوانين األساسية .
-عدم استخدام الجهة المصدقة على االنضمام للمعاهدات الدولية لحقها القانوني
في التحفظ على بعض أحكام تلك المعاهدات الدولية أي عدم التزامها بأحكام النصوص
المتحفظ عليها .
-غياب اإلجراءات القانونية الضرورية الالحقة لالنضمام أو التصديق على
المعاهدات الدولية ،ومنها نشر أحكامها في الجريدة الرسمية خالل آجال معينة ،من أجل
االحتجاج بها وتحقق العلم بها ،وكذلك غياب إجراءات قانونية تؤدي إلى دمج أحكام
المعاهدات الدولية التي تم االنضمام إليها ضمن المنظومة القانونية الداخلية الفلسطينية .
-عدم وجود سند تشريعي يحدد القيمة القانونية ألحكام المعاهدات الدولية مقارنة
بالقانون الداخلي وخاصة في حال التعارض هل العلوية ألحكام المعاهدات أم للقانون
الداخلي .
-باإلضافة لوقف القضاء الفلسطيني المنقسم من أحكام االتفاقيات الدولية ،هل
القضاء ملزم بتطبيق أحكام العهد من تلقاء نفسه ؟ وهل يملك المتقاضيين االحتجاج بأحكام
المعاهدات الدولية رغم مخالفتها ألحكام القانون أو في حال عدم وجود نص تشريعي
داخلي يعالج المسألة ؟ في ظل عدم تطبيق المحاكم المشكلة في محافظات غزة ألحكام
القرارات بقوانين الصادرة من رئيس السلطة الفلسطينية .
عند محاولة اإلجابة على اإلشكاليات السابقة يجب عدم تجاهل حالة االنقسام
السياسي الداخلي ،وتبعاتها على النظام القانوني والقضائي في فلسطين ،وتعطيل عمل
السلطة التشريعية وانقسام الهيئات القضائية ،في الوقت الذي يتطلب االنضمام للمعاهدات
الدولية اتخاذ مواقف ،وتحقيق التوافق بين األوضاع القانونية الداخلية ،والممارسة العملية،
وبين االلتزامات الدولية.
201
مركز التخطيط الفلسطيني
المصادر و المراجع
الكتب العامة والخاصة :
.1د .أحمد الخالدي ،واخرون ،الحالة التشريعية في فلسطين ( )2012 -2007اآلليات ،اآلثار،
الحلول ،سلسلة القانون والسياسة رقم ( ،)1معهد الحقوق – جامعة بيرزيت.2012 ، .
د .أحمد حسن الرشيدي ،الوظيفة االفتائية لمحكمة العدل الدولية ،الهيئة المصرية العامة .1
للكتب ،القاهرة . 1993 ،
د .عبد القادر جرادة ،وسامر موسى ،الوالية القضائية الفلسطينية الواقع وآفاق مالحقة .2
المجرمين الدوليين " مسار نحو استراتيجية وطنية جديدة " ،مؤسسة الضمير لحقوق االنسان،
غزة ، 2013 ،نسخة الكترونية.
د .فتحي الوحيدي ،النظم السياسية المعاصرة ونظام الحكم في االسالم ،ط ( ،)5دار المقداد .3
للطباعة ،غزة. 2011 ،
المبادئ الدستورية العامة مع شرح التطورات الدستورية في فلسطين ( ،) 2010 -1996ط (
، )5دار المقداد للطباعة ،غزة .2011 ،
أصول الفكر السياسي ،مطابع المقداد ،غزة. 1991 ،
د .عبد الرحمن أبو النصر ،القانون الدولي العام ،ط ( ،)4مكتبة القدس ،غزة .2012 ، .4
د .مصطفى سيد عبد الرحمن ،الوضع القانوني لمنظمة التحرير الفلسطينية في األمم .5
المتحدة ،ط ( ، )1دار النهضة العربية ،القاهرة .1988 ،
د .محمد السعيد الدقاق ،التنظيم الدولي ،الدار الجامعية ،بيروت.1981 ، .6
د .محمد سامي عبد الحميد و مصطفى سالمة حسين ،القانون الدولي العام ،الدار الجامعية ، .7
بيروت.1989 ، .
د .علي صادق أبو هيف ،القانون الدولي العام ،منشأة المعارف ،االسكندرية .1990 ، .8
عيسى الشعيبي ،الكيانية الفلسطينية ،الوعي الذاتي والتطور المؤسساتي (، )1977 -1947 .9
مركز األبحاث ،منظمة التحرير الفلسطينية ،بيروت .1979 ،
األبحاث:
د .عدنان الحجار ،سيادة القانون وواقع القضاء خالل فترة االنقسام السياسي في قطاع غزة ، .1
بحث منشور ضمن كتاب :اثر االنقسام السياسي الفلسطيني على مبدأ سيادة القانون في قطاع
غزة " معالجات قانونية مختارة " ،معهد الحقوق – جامعة بيرزيت ،رام اهلل .2014 ،
.1محمد عوض أحمد التلباني ،األبعاد القانونية النضمام فلسطين للعهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية ،ورقة عمل غير منشورة ،مقدمة خالل اليوم التدريبي المنظم من قبل
مركز مساواة ،غزة .2015 ،
.2عمار جاموس ،حالة الطوارئ في القانون االساسي الفلسطيني المعدل لسنة 2003وتطبيقها.
في الواقع الفلسطيني ،بحث منشور ضمن كتاب ،الحالة التشريعية في فلسطين (-2007
202
أمن قومي
)2012االليات ،اآلثار ،الحلول ،سلسلة القانون والسياسة رقم ( ،)1معهد الحقوق – جامعة
بيرزيت.2012 .،
.3سما سقف الحيط ،أثر االنقسام السياسي الفلسطيني على القضاء الشرعي ،بحث منشور
ضمن كتاب :الحالة التشريعية في فلسطين ( " ) 2012-2007اآلليات ،اآلثار ،الحلول" ،
سلسلة القانون والسياسة رقم ( ، )1معهد الحقوق – جامعة بيرزيت ،رام اهلل .2012 ،
التقارير وغيرها :
ياسر غازي عالونه ،فلسطين وعضويتها كدولة في األمم المتحدة ،الهيئة المستقلة لحقوق .1
اإلنسان ،ديوان المظالم ،سلسلة تقارير قانونية رقم ( ، )76رام اهلل ،فلسطين . 2011 ،
النزاهة والشفافية في اجراءات تعيين المناصب العليا في السلطة الوطنية الفلسطينية ،الجزء ( .1
، )2تقرير ضمن سلسلة تقارير رقم ( ، )54صادر عن امان ( االئتالف من أجل النزاهة
والمساءلة ) ،رام اهلل ،بدون سنة نشر ،نسخة الكترونية .
الملخص التنفيذي للتقرير السنوي ،2014الصادر عن المركز الفلسطيني لحقوق االنسان، .2
غزة ، 2015 ،نسخة الكترونية .
التقرير السنوي العشرون ،وضع حقوق اإلنسان في دولة فلسطين بين ( 1كانون الثاني – 31 .3
كانون االول ،)2014 /الصادر عن الهيئة المستقلة لحقوق االنسان( نسخة الكترونية ) ،رام
اهلل.2015 ،
تقرير حول اعالن االستقالل ،ملتقى اجراس العودة ،على الرابط ( : .4
.) http://ajrasal3awda.ahlamontada.net
فتح وحماس اسباب االنقسام وافاق المصالحة ،تقرير صادر عن مركز وفا للدراسات ،منشور .5
على االنترنت .على رابط http://wafastudies.ps/index.php/palestinians/126-( :
.)2014-06-14-17-28-12
العملية التشريعية والرقابية البرلمانية خالل فترة االنقسام السياسي الفلسطيني (-2007 .6
،)2013تقرير صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق االنسان ،غزة ( 2013 ،نسخة
الكترونية).
صحيفة االيام الفلسطينية عدد ، 6046 :السنة السابعة عشر ،بتاريخ .10/11/2012 .7
دائرة شؤون المفاوضات ،منظمة التحرير الفلسطينية ،خبر بعنوان ) اللجنة التنفيذية ترحب .8
بقرار اليونسكو وتعتبره مقدمة لالعتراف بالعضوية الكاملة في االمم المتحدة) ،على الرابط ( :
)http://www.nad-plo.org/ 1تاريخ الدخول للموقع 6 :أكتوبر .2012
السفير نبيل الرمالوي ،مقال بعنوان ":العضوية الكاملة للدولة في األمم المتحدة والبدائل .2
الممكنة " ،عن وكالة االنباء والمعلومات .الفلسطينية -وفا ،أكتوبر ، 2012 .على الرابط ( :
.)http://www.wafa.ps
203
مركز التخطيط الفلسطيني
أمان تناقش بيانات الموازنة العامة في حكومة غزة والحسابات الختامية خالل سنوات االنقسام، .9
بيان صحفي صادر عن امان ،منشور على االنترنت .على رابط :
www.aman-palestine.org/ar/activities/5896.html#sthash. mFkfQwUR.dpuf
القوانين والوثائق واالتفاقيات الدولية :
.1القانون االساسي الفلسطيني المعدل لسنة 2005
.2المرسوم رقم 9لسنة 2007بشأن إعالن حالة الطوارئ .
.3قانون تشكيل المحاكم النظامية الفلسطيني رقم ( )5لسنة . 2001
.4قانون مكافحة الفساد لسنة . 2010
.5االتفاقية الفلسطينية االسرائيلية المرحلية حول الضفة الغربية وقطاع غزة الموقعة في
.28/9/1995
.6البروتوكول االضافي االول التفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949والصادر عام . 1977
.7نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية .
.8موسوعة اتفاقيات القانون الدولي االنساني ( النصوص الرسمية لالتفاقيات والدول المصدقة
والموقعة ) صادر عن بعثة اللجنة الدولية للصليب االحمر بالقاهرة ،ط ( ، )3ص . 262
.9الوثائق الرسمية للجمعية العامة ،الدورة ( ، )43الجلسات العامة ،الجلسة (.)78
.10ورقة أساسية تتعلق بالحالة الفلسطينية ،وضع فلسطين في األمم المتحدة ،منشورات بعثة
المراقبة الدائمة لفلسطين لدى األمم المتحدة ،على الرابط .)www.un.org( :
.11وثائق فلسطين )280( ،وثيقة مختارة ( ، )1987 -1839دائرة الثقافة ،منظمة التحرير
الفلسطينية ،بدون دار نشر .1987 ،
.12البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول عضوية فلسطين في األمم المتحدة األبعاد القانونية
والسياسية ،جامعة الخليل بتاريخ 19 :إبريل ،2012على الرابط (
.)http://www.hebron.edu
204