Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 26

‫تحديات قانونية لألمن القومي‬

‫الفلسطيني‬

‫أ‪.‬محمد عوض التلباني‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫اجتهد الزمالء الباحثين في دائرة أبحاث األمن القومي الفلسطيني في مركز‬
‫التخطيط الفلسطيني في مضمار البحث عن مفهوم شامل وواضح لفكرة األمن القومي‬
‫واسقاطها على الحالة الفلسطينية‪ .،‬وقدموا التعريف التالي‪ ":‬يعرف األمن القومي الفلسطيني‬
‫بأنه مجموعة اإلجراءات والتدابير التي تتخذها منظمة التحرير الفلسطينية لحماية حقوق‬
‫الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني في مواجهة أي تهديدات داخلية أو خارجية‪ ،‬وبما‬
‫يحقق الوصول لألهداف الوطنية في البقاء والحرية واالستقالل والعودة " ‪.‬‬

‫وعليه فإن مفهوم األمن القومي له أبعاد مختلفة؛ سياسية واقتصادية واجتماعية‬
‫وقانونية وعسكرية وغيرها‪ ،...‬تتمحور حول تحقيق األهداف الوطنية وحماية مصالح‬
‫الوطن على كافة الصعد؛ في مقابل تهديدات ومخاطر داخلية وخارجية ‪ ،‬وسبل مواجهة‬
‫تلك المخاطر والتهديدات ‪.‬‬

‫ويرى الباحث أن للبعد القانوني موضع مهم من فكرة األمن القومي الفلسطيني في‬
‫مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية؛ فالبعد‪ .‬القانوني يحفظ ويراقب ويتدخل لضمان‬

‫‪179‬‬
‫مركز التخطيط الفلسطيني‬

‫المنعة الوطنية أفراداً ومؤسسات ودولة من التهديدات المختلفة‪ ،‬وذلك من عدة أبعاد رئيسية‬
‫نتناولها تباعاً‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬البعد القانوني الداخلي‬


‫يستند األمن االجتماعي واالقتصادي واألمني والسياسي الداخلي على أسس قانونية؛‬
‫من إطار دستوري واطار قانوني‪ ،‬يحدد الحقوق والواجبات‪ ،‬ودور المؤسسات ووظائفها‬
‫ومهامها واختصاصاتها‪ ،‬وحقوق األفراد وضماناتها‪ ،‬وكذا منظومة العدالة من نيابة عامة‪،‬‬
‫وقضاء ومؤسسات قانونية فاعلة تحرص على الحفاظ على النظام العام بمكوناته‪ ،‬األمن‬
‫العام والصحة العامة والسكينة العامة واآلداب العامة‪ ،‬من خالل النصوص القانونية‪،‬‬
‫وآليات تطبيق القانون‪ ،‬ووسائل انفاذ القانون‪. 1‬‬

‫وكلما كانت األوضاع القانونية العامة سليمة وصحية وتتوافق مع معايير العدالة‬
‫وسيادة القانون‪ ،‬كانت الحالة االجتماعية واالقتصادية والسياسية في وضع محصن ومنيع‬
‫من الهزات واالزمات‪ ،‬بما يعزز ويحفظ اثنين من أهم مرتكزات األمن القومي الفلسطيني‬
‫وهما‪ :‬أوالً حماية حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والسياسية والطبيعية وهويته الوطنية‬
‫والثقافية أينما وجد‪ ،‬وتعزيز مقومات بقائه في فلسطين‪ ،‬وثانياً الحفاظ على وحدة الشعب‬
‫الفلسطيني ومكتسباته وموارده‪ ،‬ووحدانية تمثيله واستقالل قراره ‪.2‬‬

‫كل ذلك في مواجهة جملة من المهددات التي تمس بشكل خطير األمن القومي‬
‫الفلسطيني‪ ،‬ومرتكزاته الحيوية‪ ،‬وتهدد‪ .‬وحدة النظام السياسي الفلسطيني‪ ،‬والهوية الوطنية‬
‫الفلسطينية‪ ،‬وتهدد مقومات بقاء وصمود المواطن الفلسطيني وتمسكه بالثوابت الوطنية‪،‬‬
‫ومن أهم تلك المهددات في مجال البعد القانوني الداخلي‪:‬‬

‫‪ ‬ضعف اإلطار الدستوري في فلسطين وعدم احترامه ‪.‬‬


‫‪ ‬تعطل الوظيفة الرقابية للمجلس التشريعي الفلسطيني وازدواج العمل التشريعي في‬
‫فلسطين ‪.‬‬

‫د‪ .‬فتحي الوحيدي ‪ ،‬النظم السياسية المعاصر ونظام الحكم في االسالم ‪ ،‬ط ( ‪ ، )5‬دار المقداد للطباعة ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫غزة ‪ ،2011 ،‬ص ‪ 100‬وما بعدها‪.‬‬


‫انظر‪ :‬مرتكزات األمن القومي الفلسطيني ‪ ،‬دائرة أبحاث األمن القومي الفلسطيني – مركز التخطيط‬ ‫‪2‬‬

‫الفلسطيني ‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫أمن قومي‬

‫‪ ‬االنقسام القضائي في فلسطين‪.‬‬


‫‪ ‬انقسام المؤسسات واالجهزة التابعة للسلطة التنفيذية في فلسطين‪.‬‬
‫‪ ‬عدم قدرة السلطة الوطنية على بسط نفوذها وممارسة أعمال السيادة على كامل‬
‫اقليم الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬االعتداءات على حقوق وحريات المواطنين ‪.‬‬
‫‪ ‬االنقسام السياسي الداخلي الفلسطيني وتعزيزه وتغذيته لتلك المهددات السابق‬
‫اإلشارة إليها ‪.‬‬

‫وعليه نسعى في هذا الموضع لعرض سريع لتلك الجوانب القانونية وعالقتها باألمن‬
‫القومي الفلسطيني‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬االطار الدستوري لنظام الحكم في فلسطين ‪:‬‬

‫إن سالمة النظام الدستوري في فلسطين وقوة المؤسسات الدستورية وتوافقها مع‬
‫القانون األساسي؛ باعتباره دستور مؤقت للدولة الفلسطينية‪ ،‬سواء رئاسة السلطة الوطنية أو‬
‫رئاسة مجلس الوزارة أو سلطة تشريعية أو سلطة قضائية‪ ،‬وآليات عملها وحدود‬
‫اختصاصاتها ‪ ، 1‬كل ذلك في إطار دستوري صحيح يشكل منعة للنظام السياسي من‬
‫الناحية الدستورية في مواجهة فراغ المؤسسات أو االنتقاص من دورها‪ ،‬أو مصادرة‬
‫صالحياتها‪ ،‬أو تفتيت وحدة المؤسسات الدستورية‪ ،‬وخروجها عن الشرعية الدستورية ما‬
‫يضرب األمن القومي الفلسطيني في صميمه ويدميه‪. .‬‬

‫وبتطبيق تلك المفاهيم والمبادئ على الحالة الفلسطينية اليوم في ظل تجذر االنقسام‬
‫السياسي الفلسطيني الداخلي‪ ،‬واستمرار آثاره منذ منتصف ‪ ،2 2007‬وحتى وقت إعداد‬
‫هذه الورقة ‪ ،‬نجد أن القانون األساسي الفلسطيني قد تم إهدار مواده ونصوصه‪ ،‬وتجاوزه‬
‫وعدم احترامه في الكثير من السياسات والممارسات؛ التي تتصل بالمؤسسات الدستورية‬
‫التشريعية والقضائية والتنفيذية‪ ،‬فقد حاول القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة ‪2005‬‬
‫إرساء مبادئ دستورية ‪ -‬مستقرة في األنظمة الديمقراطية ‪ ، -‬منها تقرير مبادئ سيادة‬

‫‪ 1‬د‪ .‬فتحي الوحيدي‪ ،‬المبادئ الدستورية العامة مع شرح التطورات الدستورية في فلسطين ( ‪ ،) 2010 -1996‬ط ( ‪ ،)5‬دار المقداد للطباعة‪ ،‬غزة ‪ ،2011 ،‬ص ‪ 25‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ 2‬منذ سيطرت حركة حماس بالقوة العسكرية على المؤسسات المدنية والعسكرية في قطاع غزة وانفرادها بحكم القطاع بحكم األمر الواقع ‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫مركز التخطيط الفلسطيني‬

‫‪3‬‬
‫ونظم‬ ‫القانون‪ ،‬والفصل بين السلطات‪ ،‬والسيادة للشعب‪ ،‬ودورية االنتخابات العامة‪،‬‬
‫ممارسة الحكومة لمهامها وتطلب نيل الثقة من قبل المجلس التشريعي لمباشرتها‬
‫الختصاصاتها ‪ .2‬ومع ذلك فاالنتخابات مجمدة منذ‪ .‬سنوات‪ ،‬وعليه لم تعد السيادة للشعب‬
‫يمارسها من خالل السلطات الثالث ‪ ،‬وحتى حكومة الوفاق الوطني تم التوافق السياسي‬
‫على مباشرتها لمهامها وواليتها القانونية دون الحاجة لعرضها على المجلس التشريعي‬
‫الفلسطيني ونيلها للثقة ‪.3‬‬

‫وعليه فالسلطات التشريعية والتنفيذية تمارس مهامها دون غطاء دستوري وبتجاهل‬
‫ألحكام القانون األساسي الفلسطيني‪ ،‬فمع تعطل عمل المجلس التشريعي الفلسطيني‪ ،‬وعدم‬
‫إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية؛ كل ذلك ينذر بفراغ دستوري يهدد بشكل خطير‬
‫استقرار النظام السياسي ووحدته‪ ،‬ويهدد‪ .‬باقي مرتكزات األمن القومي الفلسطيني في‬
‫جوانب عديدة؛‪ .‬سنعرض لبعضها خالل بيان باقي النقاط القانونية محل البحث ‪.‬‬
‫‪ -2‬الوظيفة التشريعية والرقابية للمجلس التشريعي الفلسطيني ‪:‬‬
‫أكد القانون األساسي الفلسطيني على مبدأ الفصل بين السلطات‪ 4 ،‬والذي يعني عدم‬
‫تركيز وظائف الدولة واختصاصاتها الرئيسية في يد واحدة‪ ،‬بل توزيعها على هيئات عامة‬
‫متعددة؛‪ .‬أي توزيع وظائف الدولة على ثالث هيئات‪ ،‬السلطة التشريعية لوظيفة التشريع‪،‬‬
‫والسلطة التنفيذية‪ .‬لتنفيذ القوانين وإ دارة المرافق وتوفير الخدمات‪ ،‬والسلطة القضائية للفصل‬
‫في المنازعات وفق أحكام القانون‪.5‬‬
‫وأحد أهم نتائج تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات بأن تتولى السلطة التشريعية‬
‫وظيفة سن القوانين‪ ،‬وكذا وظيفة الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية‪..‬‬

‫‪ 1‬راجع المواد ( ‪ )6 9-2‬من القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة ‪ ، 2005‬كما تنص المادة ( ‪ )5‬منه على ما يلي‪ ":‬نظام الحكم في فلسطين نظام ديمق‪9‬راطي ني‪9‬ابي يعتمد على التعددية السياس‪9‬ية‬

‫والحزبية وينتخب فيه رئيس السلطة الوطنية انتخابا ً مباشراً من قـبل الشعب وتك‪9‬ون الحكومة مس‪9‬ئولة أم‪9‬ام ال‪9‬رئيس والمجلس التش‪9‬ريعي الفلس‪9‬طيني "‪ .‬كما تنص الم‪9‬ادة (‪ )36‬م‪9‬دة رئاسة الس‪9‬لطة‬

‫الوطنية الفلسطينية هي أربع سنوات‪ ،‬وتنص المادة (‪:)3 /47‬مدة المجلس التشريعي أربع سنوات من تاريخ انتخابه وتجري االنتخابات‪ 9‬مرة كل أربع سنوات بصورة دورية‪.‬‬

‫‪ 2‬راجع المادة (‪ )65‬من القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة ‪. 2005‬‬

‫‪ 3‬انظر اتف‪999‬اق الش‪999‬اطئ للمص‪999‬الحة الداخلية ‪ ،‬ل‪999‬دى تقرير بعن‪999‬وان ‪ :‬فتح وحم‪999‬اس أس‪999‬باب االنقس‪999‬ام واف‪999‬اق المص‪999‬الحة ‪ ،‬مركز وفا للدراس‪999‬ات‪ 9،‬منش‪999‬ور على اإلن‪999‬ترنت على رابط ‪( :‬‬

‫‪. )http://wafastudies.ps/index.php/palestinians/126-2014-06-14-17-28-12‬‬

‫‪ 4‬راجع المادة ( ‪ )2‬من القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة ‪. 2005‬‬

‫‪ 5‬ال يخفى على احد أهمية مب‪9‬دأ الفصل بين الس‪9‬لطات في منع االس‪9‬تبداد وض‪9‬مان اح‪9‬ترام الدس‪9‬تور وتط‪9‬بيق مب‪9‬دأ س‪9‬يادة الق‪9‬انون‪ ،‬وقد ظهر ه‪9‬ذا المب‪9‬دأ في مواجهة الظلم واالس‪9‬تبداد ومص‪9‬ادرة حق‪9‬وق‬

‫وحريات األفراد وفي مواجهة منع مشاركة الشعب في الحياة السياسية وفي صنع القرارات وإدارة البالد‪ .‬انظر‪ :‬فتحي الوحيدي‪ ،‬أصول الفكر السياسي‪ ،‬مطابع المقداد‪ ،‬غزة‪ ،1991 ،‬ص ‪ 84‬وما‬

‫بعدها ‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫أمن قومي‬

‫وبالرجوع لوضع تلك المبادئ الدستورية موضع التنفيذ في فلسطين ‪ ،‬نسجل‬


‫استمرار تعطل أعمال المجلس التشريعي لسنوات طويلة وحتى وقت إعداد هذه الورقة؛‬
‫أوالً بسبب ممارسات سلطات االحتالل اإلسرائيلي الغير شرعية ؛ سواء بتقييد حرية تنقل‬
‫النواب‪ ،‬وصوالً العتقال عشرات نواب المجلس التشريعي الفلسطيني‪ ،‬وثانياً بسبب االنقسام‬
‫السياسي الداخلي‪ ،‬وما نتج عنه من عدم تحقق دورة انعقاد صحيحة وفق نصاب قانوني‬
‫سليم وفق األسس القانونية والدستورية‪ ،‬وعليه عدم تجديد مكتب المجلس التشريعي من‬
‫رئيس للمجلس التشريعي ونواب رئيس‪ ،‬أدى ذلك لتعطل وظيفة الرقابة على أعمال السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬وترك يد السلطة التنفيذية – بما تمثله من وزارات وأجهزة وهيئات عامة‬
‫وإ دارات عامة ‪ -‬مطلقة اليد ومتحررة من أي رقابة برلمانية ‪.1‬‬
‫هذا الوضع يضرب المبادئ الديمقراطية‪ ،‬وسيادة القانون في مقتل‪ ،‬ويهدد استقرار‬
‫النظام السياسي وآليات تقويم أدائه‪ ،‬وكشف انحرافاته‪ ،‬وخروجه عن المصلحة العامة‪،‬‬
‫واحترام الدستور والقانون‪ ،‬وأسس الحكم الرشيد وسيادة القانون‪ ،‬األمر الذي يمس بشكل‬
‫خطير بمرتكزات األمن القومي الفلسطيني الجماعي والفردي من استقرار للمؤسسات‬
‫الحكومية والعامة وحسن أدائها لمهامها‪ ،‬تحت رقابة سياسية وقانونية من قبل نواب‬
‫المجلس التشريعي من خالل الرقابة على استخدامها للمال العام و استهدافها المصلحة‬
‫العامة في كل قراراتها وأعمالها‪ ،‬ما يهدد أيضا األمن الفردي للمواطن سواء في أمنه‬
‫الصحي أو االقتصادي أو االجتماعي أو غيرها من الوجوه ‪ ،‬ويهدد مستوى وجودة‬
‫الخدمات التي يفترض في تلك المؤسسات أن تقدمها للمواطن‪ ،‬في سبيل تدعيم صموده في‬
‫أرض فلسطين‪ ،‬ويحقق رضاه على أداء المؤسسات العامة ويخلق منه مواطن إيجابي يدعم‬
‫ويسند المؤسسات العامة ويشعره باالنتماء للوطن والتمسك بثوابته‪ ،‬ال أن يكون ناقماً على‬
‫المؤسسات العامة رافضاً ألدائها‪ ،‬مفضالً للهجرة على البقاء والبناء والصمود على األرض‬
‫الفلسطينية‪ ،‬نتيجة غياب الرقابة البرلمانية على األداء والهياكل اإلدارية وتطورها وحسن‬
‫أدائها لوظائفها‪.‬‬
‫أما الوظيفة التشريعية للمجلس التشريعي‪ :‬التي تعد أداة تحكم وتنظم ممارسة‬
‫الحقوق والواجبات وااللتزامات العامة والخاصة‪ ،‬فالتشريع من قوانين وقرارات بقوانين‬

‫‪ 1‬العملية التشريعية والرقابية البرلمانية خالل فترة االنقسام السياسي الفلسطيني ( ‪ ،)2013 -2007‬تقرير صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق اإلنسان ‪ ،‬غزة ‪ ( 2013 ،‬نسخة الكترونية )‪ ،‬ص‬

‫‪ 13‬وما بعدها‬

‫‪183‬‬
‫مركز التخطيط الفلسطيني‬

‫ولوائح حكومية وقرارات وزارية تشكل أدوات لحفظ المصالح العامة والنظام العام بشكل‬
‫متوازن مع مصالح وحقوق األفراد‪ ،‬وتنظيم العمل الحكومي والسلطات العامة‪ ،‬وصون‬
‫النظام العام ‪.1‬‬
‫وبإلقاء نظرة على واقع الوظيفة التشريعية في فلسطين نجد بأن تلك الوظيفة تختلف‬
‫بشكل جذري في االختصاص والممارسة في المحافظات الشمالية عنها في محافظات غزة‪،‬‬
‫وفق التوضيح التالي ‪:‬‬
‫الوظيفة التشريعية في محافظات الضفة ‪:‬‬
‫قامت المجموعات العسكرية التابعة لحركة حماس صبيحة ‪ 14‬حزيران ‪2007‬‬
‫بمهاجمة مقار األجهزة األمنية في محافظات غزة وسيطرت عليها‪ ،‬ما دعا الرئيس محمود‬
‫عباس إلى إقالة حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت في شباط ‪ 2007‬بعد اتفاق مكة‬
‫للمصالحة بين حركتي فتح وحماس‪ ،‬وإ عالن حالة الطوارئ وتشكيل حكومة طوارئ‬
‫برئاسة الدكتور سالم فياض‪ ،‬وإ صدار الرئيس العديد من القرارات بقوانين التي تسري‬
‫وتطبق من الناحية المكانية في الضفة الفلسطينية ‪ ، 2‬وذلك استنادا لحالة الطوارئ التي‬
‫أعلنت من خالل إصدار الرئيس للمرسوم رقم (‪ )9‬لسنة ‪ 3 2007‬بشكل متوافق مع القانون‬
‫األساسي ولمواجهة حالة العصيان المسلح في قطاع غزة‪ ،‬فقد نظم القانون األساسي‬
‫الفلسطيني المعدل لسنة ‪ 2005‬أحكام حالة الطوارئ بحيث تكون صالحية اتخاذ هذه‬
‫اإلجراءات والتدابير االستثنائية لرئيس السلطة التنفيذية (الرئيس ) من خالل مراسيم‬
‫وقرارات يصدرها بهذا الشأن ‪ ،‬أو من خالل مجلس الوزراء بتخويل من رئيس السلطة أو‬
‫بشكل مستقل بما لها من صالحيات بإصدار اللوائح واألنظمة المستقلة ‪.4‬‬
‫‪ 1‬د‪ .‬احمد الخالدي‪ ،‬وآخرون‪ ،‬الحالة التشريعية في فلسطين ( ‪ )2012 9-2007‬اآلليات‪ ،‬اآلثار‪ ،‬الحلول‪ ،‬سلسلة الق‪9‬انون والسياسة رقم ( ‪ ،)1‬معهد الحق‪9‬وق – جامعة ب‪9‬يرزيت‪ ،2012 ، 9‬ص ‪143‬‬

‫وما بعدها‪.‬‬

‫‪ 2‬ويقصد حالة الطوارئ هي نظام استثنائي يخ‪9‬ول الس‪9‬لطة الحاكمة اتخ‪9‬اذ مجموعة من اإلج‪9‬راءات والت‪9‬دابير االس‪9‬تثنائية لمواجهة الخطر المح‪9‬دق بالدولة ‪ ،‬وقد عملت االتفاقي‪9‬ات الدولية والدس‪9‬اتير‬

‫عل تنظيم هذا الحق الن السلطة تغري مالكها فيخرج عن الغاية التي منح من أجلها الصالحية االستثنائية‪ .‬انظر‪ :‬عمار جاموس‪ ،‬حالة الطوارئ في القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة ‪2003‬‬

‫وتطبيقها في الواقع الفلسطيني ‪ ،‬بحث منشور ضمن كتاب ‪ ،‬الحالة التشريعية في فلسطين (‪ )2012 -2007‬اآلليات ‪ ،‬اآلثار ‪ ،‬الحلول ‪ ،‬سلسلة القانون والسياسة رقم ( ‪ ، )1‬معهد الحقوق – جامعة‬

‫بيرزيت ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 90‬‬

‫‪ 3‬تنص الم‪9‬ادة ( ‪ (1‬من المرس‪9‬وم رقم ‪ 9‬لس‪9‬نة ‪ 2007‬بش‪9‬أن إعالن حالة الط‪9‬وارئ والمنش‪9‬ور في الع‪9‬دد (‪ )71‬من الوق‪9‬ائع الفلس‪9‬طينية ( الجري‪9‬دة الرس‪9‬مية) بت‪9‬اريخ ‪ " : 13/8/2007‬إعالن حالة‬

‫الطوارئ في جميع أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية بسبب الحرب اإلجرامية في قطاع غزة‪ ،‬واالستيالء على مقار أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية‪ ،‬واالنقالب العسكري والعصبان المسلح من‬

‫الميلشيات الخارجة عن القانون على الشرعية الفلسطينية بهدف تحقيق األمن واالستقرار للمواطنين وحماية المؤسسات الشرعية الفلسطينية ولمدة ثالثين يوما ً " ‪.‬‬

‫‪ 4‬عمار جاموس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 100‬‬


‫كما تنص المادة (‪ )110‬من القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة ‪ -1 : 2005‬عند وجود تهديد لألمن القومي بسبب حرب أو غزو أو عصيان مسلح أو حدوث كارثة طبيعية يجوز إعالن حالة‬

‫الطوارئ بمرسوم من رئيس السلطة الوطنية لمدة ال تزيد عن ثالثين يوماً‪ -2 .‬يجوز تمديد حالة الطوارئ لمدة ثالثين يوما ً أخرى بعد موافقة المجلس التشريعي الفلسطيني بأغلبية ثلثي أعضائه‪4 .‬‬

‫‪184‬‬
‫أمن قومي‬

‫فبسبب حالة الطوارئ وبسبب الوضع البرلماني‪ -‬السابق اإلشارة إليه وتعطل عمل‬
‫المجلس التشريعي ‪ -‬أدى ذلك إلى أن يتولى السيد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وظيفة‬
‫التشريع بسبب عدم انعقاد المجلس التشريعي ‪ ، 1‬وإ صداره عشرات القرارات بقوانين تطبق‬
‫في الضفة الفلسطينية بينما تمتنع المحاكم المشكلة في غزة بعد االنقسام عن تطبيقها‪ ،‬كما ال‬
‫تطبقها األجهزة واإلدارات الحكومية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة ‪.‬‬
‫أما عن الوظيفة التشريعية في محافظات غزة ‪:‬‬
‫تعقد كتلة التغيير واإلصالح ‪ -‬دون مشاركة من باقي الكتل البرلمانية األخرى ‪-‬‬
‫اجتماعات في مقر المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة ‪ ،‬مرتكزة على قرار باعتماد‬
‫توكيالت النواب المعتقلين لغيرهم من النواب‪ ،‬بدعوى عدم السماح لقوات االحتالل في‬
‫تعطيل الشرعية الفلسطينية‪ ،‬ومواجهة سياسة اعتقال النواب‪ ،‬وغياب أي نص في القانون‬
‫األساسي يمنع هذه التوكيالت ‪ ،‬بينما تعتبر باقي الكتل البرلمانية‪ ،‬وكذا العديد‪ .‬من مؤسسات‬
‫المجتمع المدني والحقوقية تلك الجلسات بأنها جلسات غير قانونية؛ ومنها المركز‬
‫الفلسطيني لحقوق اإلنسان ‪ ،2‬وتقوم بسن قوانين تطبق فقط في قطاع غزة‪ ،‬وتصدر‬
‫متجاوزة صالحية رئيس السلطة الوطنية في تصديق القوانين مستندة على نص المادة (‬
‫‪ )41‬من القانون األساسي المعدل‪ 3 ،‬ويرى الباحث أن كتلة التغيير واإلصالح تعتمد‪ .‬في‬
‫إصدارها للقوانين على مادة إجرائية هدفها عدم تعطيل إصدار القوانين ووضع سقف زمني‬
‫لذلك‪ ،‬وفي ذات الوقت تتجاهل تلك الكتلة البرلمانية الصالحية الدستورية للرئيس؛ في رد‬
‫تلك القوانين ورفض إصدارها في حال اعتراض الرئيس عليها ‪ ،‬وعدم امتالك تلك الكتلة‬
‫لألغلبية البرلمانية إلقرار مشاريع القوانين رغم اعتراض الرئيس عليها‪ ،‬وذلك على فرض‬
‫اعتراف الرئيس بصحة انعقاد المجلس التشريعي‪.‬‬

‫‪...‬‬ ‫‪ -‬يحق للمجلس التشريعي أن يراجع اإلجراءات والتدابير كلها أو بعضها التي اتخذت أثناء حالة الطوارئ‬

‫‪ 1‬تنص الم‪99‬ادة (‪ )43‬من الق‪99‬انون األساسي الفلس‪99‬طيني المع‪99‬دل لس‪99‬نة ‪ 2005‬على ما يلي ‪ :‬ل‪99‬رئيس الس‪99‬لطة الوطنية في ح‪99‬االت الض‪99‬رورة ال‪99‬تي ال تحتمل الت‪99‬أخير في غ‪99‬ير أدوار انعق‪99‬اد المجلس‬

‫التش‪9‬ريعي‪ ،‬إص‪9‬دار ق‪9‬رارات لها ق‪9‬وة الق‪9‬انون‪ ،‬ويجب عرض‪9‬ها على المجلس التش‪9‬ريعي في أول جلسة يعق‪9‬دها بعد ص‪9‬دور ه‪9‬ذه الق‪9‬رارات وإال زال ما ك‪9‬ان لها من ق‪9‬وة الق‪9‬انون‪ ،‬أما إذا عرضت على‬

‫المجلس التشريعي على النحو السابق ولم يقرها زال ما يكون لها من قوة القانون‪.‬‬

‫‪ 2‬العملية التشريعية والرقابية البرلمانية خالل فترة االنقسام ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 13‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪ 3‬تنص المادة (‪ )41‬من القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة ‪ -1 " : 2005‬يصدر رئيس السلطة الوطنية القـوانين بعد إقرارها من المجلس التشريعي الفلسطيني خالل ثالثين يوما ً من تاريخ‬

‫إحالتها إلي‪99‬ه‪ ،‬وله أن يعي‪99‬دها إلى المجلس خالل ذات األجل مش‪99‬فوعة بمالحظاته وأس‪99‬باب اعتراضه وإال اعت‪99‬برت مص‪99‬درة وتنشر ف‪99‬وراً في الجري‪99‬دة الرس‪99‬مية ‪ -2 .‬إذا رد رئيس الس‪99‬لطة الوطنية‬

‫مشروع القانون إلى المجلس التشريعي وفقا ً لألجل والشروط الواردة في الفقرة السابقة تعاد مناقشته ثانية في المجلس التشريعي‪ ،‬فإذا أقره ثانية بأغلبية ثل‪99‬ثي أعض‪9‬ائه أعت‪99‬بر قانون‪9‬ا ً وينشر ف‪9‬وراً في‬

‫الجريدة الرسمية" ‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫مركز التخطيط الفلسطيني‬

‫كل ذلك أدى الختالل المراكز القانونية بين المواطنين واإلخالل بمبدأ‪ .‬المساواة أمام‬
‫القانون والقضاء‪ 1 ،‬وتوقف مسيرة توحيد القوانين والتي بذلت السلطة الوطنية في سبيل‬
‫تحقيقها؛ جهد كبير ومال كبير للوصول لغاية توحيد القوانين الموروثة من حقب زمنية‬
‫ماضية‪ ،‬إلى جانب الفصل الجغرافي والدستوري لحال كل من الضفة الغربية وقطاع غزة‬
‫قبل تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية‪ ،‬ولألسف الدخول في مرحلة جديدة من االزدواج‬
‫التشريعي‪ ،‬وأثره على مبدأ سيادة القانون‪ ،‬وحقوق وحريات المواطنين‪ ،‬وعلى بينة‬
‫المؤسسات العامة وتشكيالتها اإلدارية‪ ،‬وفي إطار من المناكفة السياسية والسعي لتحقيق‬
‫مكاسب حزبية ولخلق وقائع جديدة على األرض‪ ،‬بعيداً عن سياسة تشريعية واضحة‬
‫وموحدة تستهدف المصلحة العامة واحتياجات المواطنين دون أي احترام للمبادئ الدستورية‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬
‫هذا الواقع للسلطة التشريعية وللوظيفة التشريعية يهدد بشكل جلي ومؤكد مرتكزات‬
‫األمن القومي الفلسطيني‪ ،‬فلم تعد إنشاء المؤسسات العامة وإ دارتها وتوجيه عملها وفق‬
‫اطار قانوني يستهدف المصلحة العامة وأمن الوطن والمواطن‪ ،‬بل ألسباب أخرى نتجت‬
‫عن حالة االنقسام الداخلي‪ ،‬فهدد بشكل كبير قانونية ودستورية المؤسسات ‪ ،‬ووحدة الجهاز‬
‫الحكومي ووحدة السلطة التنفيذية‪ .‬وممارستها الختصاصاتها‪ ،‬ما ينعكس بالسلب على األمن‬
‫الفردي للمواطن و قدرت وصالحية تلك المؤسسات على تنفيذ القانون وتوفير الخدمات‬
‫واالحتياجات األساسية‪ ،‬واحترام حقوق المواطن وحرياتها العامة واألساسية بما يعزز‬
‫صموده على أرض فلسطين ‪.‬‬
‫كما يتضح تهديد‪ .‬هذا الوضع التشريعي لمرتكز مهم من مرتكزات األمن القومي‬
‫الفلسطيني وهو مرتكز الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني ومكتسباته وموارده ‪،‬‬
‫ووحدانية تمثيله واستقالل قراره ‪ ،‬من خالل تهديد‪ .‬مكتسبات الشعب الفلسطيني وموارده‬
‫حيث التضحية بوحدة المؤسسات الحكومية والتشريعية والتنفيذية ووحدة القوانين كمكتسبات‬
‫حققها الشعب الفلسطيني ال غنى عنها باتجاه إقامة مؤسسات فاعلة قوية موحدة مشكلة وفق‬
‫القانون‪ ،‬تكون قادرة على المساهمة في المشروع الوطني ومتطلبات الدولة الفلسطينية‪،‬‬
‫وكذا الحفاظ على موارد الشعب الفلسطيني تم تهديده من خالل إنشاء مؤسسات حكومة‬

‫‪ 1‬راجع المادة ( ‪ ) 9‬من القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة ‪. 2005‬‬


‫‪ 2‬العملية التشريعية والرقابية البرلمانية خالل فترة االنقسام ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 40‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫أمن قومي‬

‫وعامة موازية‪ ،‬وكادر حكومي ٍ‬


‫مواز للموظفين العموميين‪ .،‬ما أدى لتضخم وظيفي وارهاق‬
‫في الموازنة العامة وصعوبة في توحيد تلك المؤسسات‪ ،‬واستيعاب االف الموظفين وتوفير‬
‫موازنات تشغيلية للمؤسسات الرسمية ‪ ،‬وتم اللجوء المفرض والغير مبرر لزيادة الضرائب‬
‫والرسوم – وخاصة في محافظات غزة ‪ -‬بما ال يراعي الحالة االقتصادية واالجتماعية‬
‫للمواطنين والمشتغلين في القطاعات االقتصادية المختلفة ‪ ،‬كل ذلك ارهق المواطن وحرف‬
‫أولويات اإلنفاق العام عن دعم الشرائح الضعيفة والهشة والخطط اإلنمائية و التطويرية‬
‫باتجاه سد العجز المالي والرواتب واألجور والميزانيات التشغيلية ‪.1‬‬
‫‪ -3‬االنقسام القضائي في فلسطين ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫يسند للقضاء في األنظمة الديمقراطية التي تعلي مبدأ سيادة القانون دور مهم ال‬
‫يقتصر على الفصل في المنازعات بين األفراد‪ ،‬أو حماية المجتمع من خالل توقيع الجزاء‬
‫المناسب على مرتكبي الجرائم؛ بل يتولى القضاء مهمة أكبر وأجل؛ وهي صون الحقوق‬
‫والحريات العامة ومتابعة تطبيق القانون والتصدي للخروج على أحكامه ‪. 3‬‬
‫فيبسط القضاء اإلداري رقابته على جميع القرارات اإلدارية الصادرة عن السلطة‬
‫التنفيذية‪ .‬من وزارات وهيئات ومؤسسات عامة‪ ،‬فيملك القضاء إلغاء القرارات المخالفة‬
‫للقانون شكالً أو موضوعاً أو سبباً أو غاية‪.4‬‬

‫ويراقب القضاء الدستوري ممارسة السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية لوظيفة‬


‫التشريع‪ ،‬وسن وإ قرار القواعد القانونية ومدى تطابقها مع أحكام الدستور‪ ،‬ويشكل القضاء‬
‫إحدى أهم ضمانات احترام الحقوق والحريات العامة‪.5‬‬

‫ولكي تقوم السلطة القضائية بهذا الدور المهم يجب أن تتوفر لها مقومات وضمانات‬
‫وعناصر تضع مبدأ الفصل بين السلطات موضع التنفيذ وتوفر استقاللية وفعالية للقضاء‪.‬‬

‫‪ 1‬ففي محافظات عزة وصلت اإلنفاق على الرواتب وخاصة قطاع األمن اكثر من ‪ %90‬من إجمالي اإليرادات على حساب الميزانيات التشغيلية للوزارات الخدماتية وك‪9‬ذا على حس‪9‬اب الميزاني‪9‬ات‪9‬‬

‫التطويرية ‪ .‬انظر ‪ :‬أم‪99‬ان تن‪99‬اقش بيان‪99‬ات الموازنة العامة في حكومة غ‪99‬زة والحس‪99‬ابات الختامية خالل س‪99‬نوات االنقس‪99‬ام ‪ ،‬بي‪99‬ان ص‪99‬حفي ص‪99‬ادر عن أم‪99‬ان ‪ ،‬منش‪99‬ور على االن‪99‬ترنت على رابط ‪( :‬‬

‫‪)www.aman-palestine.org/ar/activities/5896.html#sthash.mFkfQwUR.dpuf‬‬

‫‪ 2‬تنص الم‪9‬ادة ( ‪ ) 6‬من الق‪9‬انون األساسي الفلس‪9‬طيني المع‪9‬دل لس‪9‬نة ‪ " : 2005‬مب‪9‬دأ س‪9‬يادة الق‪9‬انون أس‪9‬اس الحكم في فلس‪9‬طين‪ ،‬وتخضع للق‪9‬انون جميع الس‪9‬لطات واألجه‪9‬زة والهيئ‪9‬ات والمؤسس‪9‬ات‬

‫واألشخاص "‪.‬‬

‫‪ 3‬راجع المادة ( ‪ ) 30‬من القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة ‪.2005‬‬


‫‪ 4‬راجع المواد (‪ )34 -33‬من قانون تشكيل المحاكم النظامية الفلسطيني رقم ( ‪ )5‬لسنة ‪. 2001‬‬
‫‪ 5‬تنص المادة (‪ )104‬من القانون األساسي الفلسطيني المعدل لسنة ‪ " : 2005‬تتولى المحكمة العليا مؤقتا ً كل المهام المسندة للمحاكم اإلدارية والمحكمة الدستورية العليا ‪." ...‬‬

‫‪187‬‬
‫مركز التخطيط الفلسطيني‬

‫وبإلقاء نظرة سريعة على واقع السلطة القضائية في فلسطين ندرك أن سلطتنا‬
‫القضائية عاجزة عن القيام بالدور المطلوب منها؛ فهي تفتقد للوحدة ولالستقاللية وللفعالية‬
‫والنجاعة وثقة الجمهور‪.‬‬

‫فال المحكمة الدستورية العليا الدائمة شكلت رغم أن تشكيلها يعد استحقاق دستوري‬
‫قرره القانون األساسي الفلسطيني المعدل منذ منتصف عام ‪ ، 2002‬ولكنها لم تر النور‬
‫حتى اآلن رغم أن وجودها كان سيجنب النظام الدستوري العديد ممن األزمات التي‬
‫واجهته‪ ،‬والمتعلقة بالصالحيات وتفسير القانون األساسي ‪ ،‬فكل طرف سياسي يفسر‬
‫القانون األساسي بما يخدم مصالحه الحزبية وكل طرف يدعي أن قراراته قانونية‪ ،‬بينما‬
‫يمكن الفصل في ذلك من خالل المحكمة الدستورية وهي هيئة قضائية مستقلة منزهة عن‬
‫العمل السياسي والهوى السياسي ‪. 1‬‬

‫فالقضاء في فلسطين غير موحد يعاني من ازدواجية مؤسسية وهيكلية‪ ،‬بين قضاة‬
‫معينين وفق القانون ولديهم درجاتهم ومراكزهم الوظيفية في المحاكم؛ ولكنهم ممنوعون من‬
‫العودة لمنصة القضاء ألداء الدور المطلوب منهم‪ ،‬وفي المقابل قضاة معينين‪ .‬من قبل‬
‫حكومة األمر الواقع في قطاع غزة يفتقر تعيينهم للعديد‪ .‬من النواحي القانونية اإلجرائية‬
‫والموضوعية ولكنهم يتولون وظيفة القضاء وتعيينهم في الكثير من الحاالت لم يكن بعيد‬
‫عن الهوى السياسي للجهة الحاكمة في قطاع غزة ‪.2‬‬

‫ويخضع كل قسم من هؤالء القضاة لتعليمات وإ شراف مجلس قضاء أعلى مختلف‬
‫عن اآلخر‪ ،‬باإلضافة لالنقسام القضائي الجغرافي بين قضاء في قطاع غزة يختلف في‬
‫وضعه اإلداري والقانوني عن القضاء الموجود في الضفة الفلسطينية‪ ،‬وكل قضاء يطبق‬
‫قوانين مختلفة عن اآلخر في ازدواج تشريعي واضح ومرير ‪.3‬‬

‫‪ 1‬تنص الم‪9‬ادة ( ‪ )103‬من الق‪9‬انون األساسي الفلس‪9‬طيني المع‪9‬دل لس‪9‬نة ‪ -1 " 9: 2005‬تش‪9‬كل محكمة دس‪9‬توريه عليا بق‪9‬انون وتت‪9‬ولى النظر في‪ :‬أ‪ -‬دس‪9‬تورية الق‪9‬وانين والل‪9‬وائح أو النظم وغيره‪9‬ا‪ .‬ب‪-‬‬

‫تفسير نصوص القانون األساسي والتشريعات‪.‬‬

‫‪ 2‬د‪ .‬عبد الق‪9‬ادر ج‪9‬رادة ‪ ،‬وس‪9‬امر موس‪9‬ى‪ ،‬الوالية القض‪9‬ائية الفلس‪9‬طينية الواقع وآف‪9‬اق مالحقة المج‪9‬رمين ال‪9‬دوليين" مس‪9‬ار نحو اس‪9‬تراتيجية وطنية جدي‪9‬دة "‪ ،‬مؤسسة الض‪9‬مير لحق‪9‬وق اإلنس‪9‬ان‪ ،‬غ‪9‬زة‪،‬‬

‫‪ ،2013‬نسخة الكتروني‪ ،‬ص ‪ 23‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ 3‬من مظاهر ذلك االختالف استحداث محكمة جرائم الفساد وهيئة مكافحة الفساد ذات اختصاصات قض‪9‬ائية في المحافظ‪9‬ات الش‪9‬مالية وع‪9‬دم وج‪9‬ود تلك األجس‪9‬ام القض‪9‬ائية في محافظ‪9‬ات غ‪9‬زة ‪ .‬وفق‬

‫قرار بقانون مكافحة الفساد لسنة ‪ 2010‬الساري في محافظات الضفة فقط دون غزة ‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫أمن قومي‬

‫كما يعاني القضاء من عدم االستقاللية عن السلطة التنفيذية‪ ،‬ومن تدخل سافر من‬
‫السلطة التنفيذية‪ .‬في مهامه‪ ،‬ويعاني من التأثير على القضاة بشكل مباشر أو غير مباشر‪،‬‬
‫كما يتم حرمان السلطة القضائية من المتطلبات التي تضمن لها ممارسة دوره على أكمل‬
‫وجه‪ ،‬حيث تواجه أحكام القضاء تأخير في التنفيذ أو رفض للتنفيذ‪ .،‬وإ جراءاته تتسم بالبطء‬
‫الشديد وتراكم القضايا‪ ،‬مع ضعف في تأهيل بعض القضاة ومع وجود شوائب في طريقة‬
‫تعيينهم وترقيتهم وعدم بعدها عن الهوى السياسي لفريق سياسي أو آخر‪ ،‬مع غياب تطبيق‬
‫معايير مهنية واضحة وصارمة‪ ،‬كل ذلك أفقد القضاء ثقة الجمهور‪ ،‬سواء المتقاضيين أو‬
‫الرأي العام‪ ،‬ما أدى لضياع العدالة وإ هدار الكثير من حقوق الموطنين‪ 1 ،‬وهذا التوصيف‬
‫يشمل القضاء النظامي والقضاء الشرعي الذي يخضع لمجلسين قضاء شرعي وتعديالت‬
‫قانونية متعلقة باإلطار القانوني لعمل القضاء الشرعي مختلفة عنها في الضفة الفلسطينية‬
‫‪2‬‬
‫عنها في محافظات غزة‪.‬‬

‫هذا الواقع القضائي الفلسطيني يهدد‪ .‬مرتكزات األمن القومي الفلسطيني ويفقد النظام‬
‫السياسي ونظام الحكم في فلسطين العديد من جوانب المنعة والمتانة في مواجهة األزمات‬
‫والمهددات الداخلية والخارجية‪ ،‬فهذا الواقع يمس بشكل خطير مبدأ الفصل بين السلطات‪،‬‬
‫ومبدأ سيادة القانون‪ ،‬ومبدأ المساواة أمام القانون والقضاء ‪ ،‬كما يمس األمن الفردي‬
‫للمواطن وينتقص من حق التقاضي للمواطنين واختصام السلطات الحاكمة‪ ،‬وإ لغاء‬
‫القرارات اإلدارية المخالفة للقانون‪ ،‬أو مواجهة القرارات التعسفية التي قد تصدر عن‬
‫السلطة التنفيذية؛ وتمس حريته الشخصية‪ ،‬وحقوقه األساسية كالحق في التعبير‪ ،‬أو التجمع‬
‫السلمي‪ ،‬أو تشكيل الجمعيات واالتحادات‪ ،‬وممارسة العمل العام بدون مالحقة أمنية ما يهدد‬
‫األمن الفردي للمواطن‪ ،‬كما يحرر السلطات التشريعية والتنفيذية‪ .‬من الرقابة القضائية‪،‬‬
‫وهي عنصر هام في مبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬يمتن النظام السياسي‪ ،‬ويحقق تطبيق‬
‫لمبادئ الديمقراطية والحكم الرشيد؛ في مواجهة التعسف واالستبداد واحتكار السلطة‬

‫‪ 1‬د ‪ .‬عدنان الحجار ‪ ،‬سيادة القانون وواقع القضاء خالل فترة االنقسام السياسي في قط‪9‬اع غ‪9‬زة ‪ ،‬بحث منش‪9‬ور ض‪9‬من كت‪9‬اب‪ :‬اثر االنقس‪9‬ام السياسي الفلس‪9‬طيني على مب‪9‬دأ س‪9‬يادة الق‪9‬انون في قط‪9‬اع‬

‫غزة " معالجات قانونية مختارة‪ ،" 9‬معهد الحقوق – جامعة بيرزيت ‪ ،‬رام هللا ‪ ،2014 ،‬ص ‪ 106‬وما بعدها ‪ .‬و د‪ .‬عبد القادر جرادة ‪ ،‬وآخر ‪ ،‬الوالية القض‪9‬ائية الفلس‪99‬طينية ‪ ،‬مرجع س‪99‬ابق ‪ ،‬ص‬

‫‪ 31‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪ 2‬أ ‪ .‬سما سقف الحيط ‪ ،‬أثر االنقسام السياسي الفلسطيني على القضاء الشرعي ‪ ،‬بحث منشور ضمن كتاب ‪ :‬الحالة التشريعية في فلسطين (‪ " ) 2012 -2007‬اآلليات ‪ ،‬اآلثار ‪ ،‬الحلول" ‪ ،‬سلس‪99‬لة‬

‫القانون والسياسة رقم ( ‪ ، )1‬معهد الحقوق – جامعة بيرزيت ‪ ،‬رام هللا ‪ ،2012 ،‬ص ‪ 269‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫مركز التخطيط الفلسطيني‬

‫والخروج على أحكام القانون ‪ ،‬وعليه فإعادة استقاللية السلطة القضائية ووحدتها عنصر‬
‫مهم لتدعيم مرتكزات األمن القومي الفلسطيني على الصعيد الفردي والجماعي والوطني ‪.‬‬

‫‪ -4‬السلطة التنفيذية في فلسطين ‪:‬‬

‫مع تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية كأحد مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية‬
‫كانت السلطة التنفيذية‪ .‬تتكون من جسم واحد يضم أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير‬
‫ووزراء السلطة الوطنية برئاسة رئيس السطلة رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تحت‬
‫مسمى مجلس السلطة‪ ،‬وكان يناط بهذا المجلس باإلضافة لوظائف السلطة التنفيذية كذلك‬
‫ممارسة وظيفة التشريع وسن القوانين ‪ ،1‬ومع تطور عمل السلطة الوطنية وانتخاب مجلس‬
‫تشريعي فلسطيني‪ ،‬ووفق تعديالت القانون األساسي الفلسطيني تم التحول في شكل الحكم‬
‫من النظام األقرب للنظام الرئاسي حيث ال وجود لمجلس ورئيس مجلس وزراء‪ ،‬إلى‬
‫النظام البرلماني بوجود رأسين للسلطة التنفيذية‪ .‬األول رئيس السلطة المنتخب مباشرة من‬
‫الشعب و رئيس مجلس الوزراء المكلف من رئيس السلطة والذي يحصل على ثقة المجلس‬
‫التشريعي‪.2‬‬

‫وتناط بالسلطة التنفيذية تنفيذ القوانين‪ ،‬وتوفير الخدمات للمواطنين والسهر على‬
‫الحفاظ على النظام العام‪ ،‬من خالل مؤسسات وهيئات وزارات وما يتبعها من إدارات‬
‫وأجهزة مدنية وأمنية ‪.‬‬

‫في الحالة الفلسطينية هناك تداخل في المهام واالختصاصات بين دوائر منظمة‬
‫التحرير الفلسطينية‪ ،‬وبين وزارات وهيئات السلطة الوطنية‪ ،‬وحتى في إطار مؤسسات‬
‫السلطة الوطنية نتج عن حالة االنقسام السياسي الداخلي أجسام متقابلة ومتصارعة‬
‫ومزدوجة من كل التشكيالت الرسمية الحكومية‪ ،‬فلكل وزارة في الضفة الغربية وزارة‬
‫رديفة لها في قطاع غزة ولكل سلطة أو هيئة عامة هناك نسخة مقابلة لها في قطاع غزة‪،‬‬
‫وكذا كادر حكومي مزدوج واحد معين وفق إجراءات تعيين‪ .‬قانونية من قبل السطلة‬
‫الوطنية الفلسطينية وكادر حكومي آخر معين من قبل حكومة األمر الواقع في محافظات‬
‫غزة‪ ،‬وهو الواقع الذي استمر رغم مرور أكثر من عام على تشكيل حكومة الوفاق‬

‫‪ 1‬راجع المواد ( ‪ ) 3 -1‬من االتفاقية الفلسطينية االسرائيلية المرحلية الموقعة في ‪.28/9/1995‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬فتحي الوحيدي ‪ ،‬المبادئ الدستورية العامة مع شرح التطورات الدستورية ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 183‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫أمن قومي‬

‫الوطني‪ ،‬ما انعكس على أداء الجهات الحكومية لمهامها وواجباتها واختصاصاتها وتمكينها‬
‫من العمل وتوفير الموارد والمستلزمات األساسية لممارستها لمهامها ‪ ،‬األمر الذي انعكس‬
‫سلباً على الموازنة العامة وعلى األداء وعلى الخدمات المقدمة للجمهور‪.1‬‬

‫هذا الواقع يؤثر بشكل كبير على األمن القومي الفلسطيني‪ ،‬ومرتكزاته المتعددة‪.‬‬
‫سواء وحدة النظام السياسي‪ ،‬أو وحدة التمثيل الفلسطيني‪ ،‬أو استقرار النظام وقوته‬
‫ومقومات الحكم الرشيد‪ ،‬وبالتأكيد يؤثر على صمود المواطن على أرضه ونيله لحقوقه‬
‫القانونية ‪.‬‬

‫‪ -5‬ممارسة دولة فلسطين للسيادة الوطنية ‪:‬‬

‫اذا كانت الدولة هي مجموع بشري يقيم بصفة مستقرة على إقليم معين ويخضع‬
‫لسلطة سياسية‪ ،‬وبقيام الدولة تتمتع بالسيادة والتي تعني مجموعة االختصاصات التي تنفرد‬
‫بها السلطة السياسية في الدولة وتجعها سلطة آمرة عليا‪ ،‬لها قدرة على فرض إرادتها على‬
‫غيرها من الهيئات واألفراد ‪ ،‬وعليه فللسيادة وجهين خارجي سلبي بموجبه ال تخضع‬
‫الدولة ألي دولة أجنبية‪ .،‬أما الوجه الداخلي للسيادة اإليجابي بمعنى أن تكون للدولة السيادة‬
‫على غيرها من الهيئات واألفراد على إقليم‬
‫‪2‬‬
‫الدولة تمارس سيادتها باستقالل كامل ‪.‬‬

‫فالسيادة هي التي تجعل الدولة تظهر في مواجهة الدول األخرى كوحدة واحدة‬
‫متميزة لها شخصية قانونية دولية مستقلة تعطيها القدرة على اكتساب الحقوق وتحمل‬
‫الواجبات ‪ ،‬وهنا يستلزم التمييز بين السيادة القانونية والسيادة الفعلية وذلك في حالة وجود‬
‫احتالل اجنبي إلقليم الدولة أو جزء منه ‪ ،‬فتبقى السيادة القانونية للدولة رغم وجود‬
‫االحتالل أي التمتع بالشخصية الدولية المستقلة عن الدولة األجنبية‪ ،‬أما السيادة الفعلية‬
‫وممارستها الواقعية على اإلقليم قد تكون منتقصة بسبب وجود االحتالل بحيث تكون‬
‫‪3‬‬
‫سلطات الدولة مقيدة في قدرتها على التصرف وممارسة أعمال السيادة ‪.‬‬

‫‪ 1‬النزاهة والش‪9‬فافية في إج‪9‬راءات تع‪9‬يين المناصب العليا في الس‪9‬لطة الوطنية الفلس‪9‬طينية ‪ ،‬الج‪9‬زء ( ‪ ، 9)2‬تقرير ض‪9‬من سلس‪9‬لة تق‪9‬ارير‪ 9‬رقم (‪ ، 9)54‬ص‪9‬ادر عن أم‪9‬ان ( االئتالف من أجل النزاهة‬

‫والمساءلة )‪ ،‬رام هللا ‪ ،‬بدون سنة نشر ‪ ،‬نسخة الكترونية ‪ ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪ 2‬د‪ .‬فتحي الوحيدي‪ ،‬النظم السياسية المعاصرة ونظام الحكم في اإلسالم‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬عبد الرحمن أبو النصر‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬ط ( ‪ ،)4‬مكتبة القدس‪ ،‬غزة ‪ ،2012 ،‬ص ‪ 240‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫مركز التخطيط الفلسطيني‬

‫وبالبحث في ممارسة السيادة في فلسطين‪ ،‬والتي يجب أن تناط بالمؤسسات‬


‫الدستورية والسلطات الثالث التشريعية والتنفيذية‪ .‬والقضائية نجد انه رغم حصول فلسطين‬
‫على الشخصية القانونية الدولية ‪ 1‬وبالتالي السيادة القانونية‪ ،‬إال أن السيادة الفعلية منتقصة‬
‫بسبب عاملين رئيسيين وهما استمرار االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬واستمرار االنقسام السياسي‬
‫الداخلي الفلسطيني ‪ 2‬وذلك على النحو والتالي ‪:‬‬

‫يعتبر وجود االحتالل العسكري اإلسرائيلي العامل الرئيسي األول في االنقاص من‬
‫السيادة الوطنية الفلسطينية الفعلية ويبرز ذلك جلياً في عدد من الجوانب أهمها ‪:‬‬

‫المعابر‪ :‬لالحتالل اإلسرائيلي سيطرة كبيرة على المعابر الحدودية ونقاط العبور‬
‫الحدودية سواء مع إسرائيل والممر األمن‪ ،‬أو مع مصر أو األردن سواء بقوة الجيش‬
‫اإلسرائيلي أو وفق نصوص االتفاقيات المرحلية الفلسطينية واإلسرائيلية ‪.3‬‬

‫الموارد المالية والطبيعية ‪ :‬قدرة السلطة الفلسطينية على بسط سيادتها على الموارد‬
‫المالية والطبيعية الفلسطينية مقيدة باتفاقيات وأحكام‪ ،‬وال يخفى تأثير الموارد المالية في‬
‫رسم وتنفيذ الخطط والسياسيات االقتصادية والسياسية واالجتماعية والتنموية والنضالية ‪.4‬‬

‫األرض‪ :‬أي اإلقليم الفلسطيني وحدوده‪ ،‬الركن الثاني لتكوين الدولة يشكل‬
‫االختصاص المكاني للقوانين والوالية التشريعية والقضائية ووالئية المؤسسات التنفيذية ‪،‬‬
‫هذا العنصر أي األرض ال تمارس السلطة الوطنية السيادة سوى على مساحات محددة منها‬
‫فقط دون غيرها؛ بسبب وجود االحتالل واالتفاقيات االنتقالية‪ ،‬باإلضافة للسيطرة‬
‫اإلسرائيلية على األجواء والمياه الفلسطينية ‪. 5‬‬

‫الوالية القضائية ‪ :‬وفق أحكام االتفاقيات االنتقالية ليس للقانون الفلسطيني أو‬
‫القضاء الفلسطيني والية قضائية على أي شخص يحمل الجنسية اإلسرائيلية‪ -‬حتى لو‬
‫ارتكب جرم داخل مناطق السلطة الوطنية الفلسطيني ‪ ، -‬ومطلوب تسليمه للجانب‬
‫‪ 1‬تم تأكيد الشخص‪9‬ية القانونية الدولية لدولة فلس‪9‬طين من خالل االع‪9‬تراف بها من قبل عش‪9‬رات ال‪9‬دول وك‪9‬ذا الحص‪9‬ول على ص‪9‬فة دولة م‪9‬راقب في األمم المتح‪9‬دة ودولة كاملة العض‪9‬وية في ع‪9‬دد من‬

‫المنظمات الدولية واإلقليمية وانضمامها لعدد من المواثيق والمعاهدات الدولية ‪.‬‬

‫‪ 2‬لتجنب التكرار انظر الصفحات السابقة من الورقة والتي تناولت تأثير االنقسام السياسي ال‪9‬داخلي على الس‪9‬لطة القض‪9‬ائية والتنفيذية والتش‪9‬ريعية وال‪9‬تي ينعكس تأثيرها على ممارسة الس‪9‬يادة الوطنية‬

‫الموحدة ‪.‬‬

‫‪ 3‬راجع المواد (‪ )30 -29‬من االتفاقية الفلسطينية اإلسرائيلية المرحلية الموقعة في ‪.28/9/1995‬‬
‫‪ 4‬راجع المادة (‪ )24‬من االتفاقية الفلسطينية اإلسرائيلية المرحلية الموقعة في ‪.28/9/1995‬‬
‫‪ 5‬راجع المواد (‪ ) 11 -10‬من االتفاقية الفلسطينية االسرائيلية المرحلية الموقعة في ‪.28/9/1995‬‬

‫‪192‬‬
‫أمن قومي‬

‫اإلسرائيلي لمحاكمته في إسرائيل؛ أمام القضاء اإلسرائيلي وفق القانون اإلسرائيلي ‪ .1‬وهذا‬
‫االلتزام ال يزال ساري ولم تتمكن السلطة الفلسطينية من تعديله‪ .،‬ولم تتمكن من االحتفاظ‬
‫بأي إسرائيلي داخل أي مركز توقيف فلسطيني الن الجيش اإلسرائيلي لديه القدرة‬
‫العسكرية على اقتحام هذا المركز وأخذه عنوة ‪.‬‬

‫توفير الخدمات للمواطنين ‪ :‬إن وجود االحتالل يؤثر بشكل كبير على ممارسة‬
‫السيادة الوطنية وفي تقديم الخدمات العامة للمواطنين سواء خدمة األمن بتحديد‪ .‬مناطق‬
‫انتشار القوات الفلسطينية وضوابط عملها وقدراتها ‪ ،‬أو في استخراج الوثائق الرسمية‬
‫وتعديلها ‪ ،‬أو في تنظيم وتوفير حرية التنقل واإلقامة والسفر‪ ،‬وفي تطوير البنية التحتية من‬
‫شبكات مياه وكهرباء واتصاالت ‪ ،‬ومن إصدار التراخيص وممارسة الرقابة على نشاطات‬
‫المواطنين في كافة المناطق ‪.2‬‬

‫‪ -6‬واقع حقوق اإلنسان الفلسطيني ‪:‬‬

‫إن قضايا حقوق اإلنسان وضمانات التمتع بها لم تعد مسألة يحكمها مبدأ سيادة‬
‫الدولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ‪ ،‬بل أخذت هذه القضايا بعد دولي وعالمي‬
‫تحميها اتفاقيات دولية‪ ،‬ومواثيق دولية ‪ ،‬ومواقف دولية مختلفة تصدر عن منظمات دولية‬
‫ومحاكم دولية ‪.3‬‬

‫وفي الحالة الفلسطينية يتعرض المواطن الفلسطيني لنوعين من االنتهاكات‪:‬‬

‫النوع األول‪ :‬االنتهاكات التي تقوم بها سلطات االحتالل اإلسرائيلي تجاه المواطنين‬
‫الفلسطينيين‪ ،.‬سواء عمليات قتل وتصفية خارج نطاق القانون‪ ،‬واالعتداء على السالمة‬
‫الجسدية‪ ،‬أو اعتقال تعسفي‪ ،‬أو ابعاد ونقل قصري من الموطن الطبيعي ألماكن أخرى‪ ،‬أو‬
‫االقتحامات للمنازل وتفتيشها‪ ،‬ومنع حرية التنقل‪ ،‬ومنع حرية العبادة‪ ،‬و تقييد حرية التعليم‬
‫والعمل‪ ،‬وتدمير الممتلكات واألعيان المدنية‪ .‬واالستمرار في االستيطان‪ ،‬وغيرها من‬
‫االنتهاكات اإلسرائيلية المستمرة ‪ ،4‬والتي تمارس بشكل ممنهج وتشكل انتهاكات جسمية‬

‫‪ 1‬راجع المادة (‪ )17‬من اتفاقية واشنطن ‪. 1995‬‬


‫‪ 2‬راجع المواد (‪ ) 18-17-14 -13-12 – 11 -10‬من االتفاقية الفلسطينية االسرائيلية الموقعة في ‪.28/9/1995‬‬
‫‪ 3‬د ‪.‬محمد سامي عبد الحميد و مصطفى سالمة حسين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 250‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 4‬الملخص التنفيذي للتقرير‪ 9‬السنوي ‪ ، 2014‬الصادر عن المركز الفلسطيني لحقوق االنسان ‪ ،‬غزة ‪ ،‬نسخة الكترونية ‪ ،‬ص ‪ 6‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫مركز التخطيط الفلسطيني‬

‫التفاقيات جنيف األربع ومالحقها‪ 1 ،‬وما يعد جرائم حرب تستوجب المالحقة من قبل‬
‫المحكمة الجنائية الدولية وتتطلب موقف من األمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية ‪.2‬‬

‫النوع الثاني ‪ :‬االنتهاكات التي تقع من قبل السلطات الفلسطينية يستلزم المطالبة‬
‫بإحقاق حقوق المواطن الفلسطيني المسلوبة من قبل سلطات االحتالل اإلسرائيلي ووقف‬
‫انتهاكه لتلك الحقوق من خالل اللجوء للمحافل الدولية والمنظمات الدولية والمطالبة باحترام‬
‫االتفاقيات الدولية ‪ ،‬كل ذلك يستلزم ان يكون سجل احترام السلطات العامة الفلسطينية‬
‫لحقوق اإلنسان سجل إيجابي ‪.‬‬

‫كما أن تمتع المواطن الفلسطيني بحقوقه وحرياته األساسية تشكل عامل حماية‬
‫ومنعة لألمن القومي الفلسطيني؛ فهذا المواطن هو المطلوب منه الصمود في أرضه‬
‫والتمسك بحقوقه وثوابته الوطنية وتدعيمها في مواجهة المحتل وممارساته‪ ،‬ما يوجب‬
‫حماية حقوق المواطن الفلسطيني في سياق تثبيته في أرضه‪ ،‬فأي موجات هجرة فلسطينية‬
‫ستشكل انتكاسة لنضال الشعب الفلسطيني وتحقيق بداية عودة جزئية لألرض الفلسطينية‬
‫في مواجهة التشتت والتهجير القصري ‪.‬‬

‫ولكن في المقابل سجلت المؤسسات الحقوقية انتهاكات واسعة وعديدة لحقوق‬


‫المواطن الفلسطيني‪ ،‬لسنا هنا بصدد إعداد تقرير توثيقي بها ولكن نشير الهم تلك‬
‫االنتهاكات المستمرة وهي ‪ :‬انتهاك حق المواطن الفلسطيني في الحياة‪ ،‬واالحتجاز التعسفي‬
‫على خلفية سياسية بانتهاك الحق في الحرية الشخصية وسالمة اإلجراءات القانونية ‪،‬‬
‫وكذلك التعذيب وسوء المعاملة ‪ ،‬وعدم احترام قرارات المحاكم الفلسطينية ‪ ،‬واالنتهاك‬
‫المستمر للحق في التجمع السلمي وتشكيل النقابات ‪ ،‬واإلخالل الجلي لضمانات المحاكمة‬
‫العادلة ‪ ،‬والمساس بحرية التعبير والحريات اإلعالمية ‪ ،‬مع عدم تقريب الحق في السكن‬
‫المالئم وخاصة للنازحين والمشردين جراء االعتداءات والجرائم اإلسرائيلية ‪ ،‬مع استمرار‬
‫تعطل االنتخابات العامة والمحلية ‪ ،‬وانعكاس اثر االنقسام الداخلي بشكل كبير على الحقوق‬

‫‪ 1‬راجع المادة (‪ )85‬من البروتوكول اإلضافي األول التفاقية جنيف الرابعة لسنة ‪ 1949‬والصادر عام ‪. 1977‬‬
‫‪ 2‬راجع المادة ( ‪ )8‬من نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية ‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫أمن قومي‬

‫االقتصادية واالجتماعية للمواطنين وتدهور وتدني الخدمات العامة المقدمة لهم سواء‬
‫الصحية أو التعليمية‪ .‬أو المياه والكهرباء والطاقة وغيرها من الخدمات العامة ‪. 1‬‬

‫ثانيا ً‪ :‬البعد القانوني الخارجي‬


‫يشكل البعد واألدوات القانونية أحد وسائل مواجهة التهديدات التي تستهدف األمن‬
‫القومي الفلسطيني وخاصة في مواجهة االنتهاكات واالعتداءات اإلسرائيلية‪ .،‬والمواقف‬
‫الدولية بصفة عامة‪ ،‬واستخدام أدوات القانون الدولي كرافعة وطنية تراكم اإلنجازات‬
‫وتواجه االعتداءات والمخاطر الخارجية ‪.‬‬

‫وهنا تبرز أدوات االنضمام لالتفاقيات الدولية ‪ ،‬والعضوية في المنظمات اإلقليمية‬


‫والدولية والمتخصصة‪ ،‬واللجوء للمحاكم الدولية كوسائل سلمية لحل النزاعات الدولية ‪،2‬‬
‫وما ينتج‪ .‬عنها من آثار قانونية‪ :‬من القدرة على االحتجاج القانوني‪ ،‬واالعتراض القانوني‪،‬‬
‫وتقديم الطلبات والدفوع ‪ ،‬والحق في الرد‪ ،‬وطلب استصدار القرارات واألحكام والفتاوى‬
‫القضائية‪ ،‬أو المشاركة في اقتراح أو تعديل مشاريع القرارات‪ ،‬وفي عمل اللجان الدولية‬
‫وما ينتج‪ .‬عنها من قرارات دولية ‪.3‬‬

‫ونعرض المحور القانون الدولي لألمن القومي الفلسطيني من خالل بندين‪ .‬أساسيين‪،‬‬
‫األول العضوية في المنظمات الدولية‪ ،‬والثاني االنضمام للمعاهدات الدولية‪ ،‬وذلك كما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬عضوية فلسطين في المنظمات الدولية‪:‬‬

‫عملت منظمة التحرير الفلسطيني كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني‪ ،‬على‬
‫طرق القنوات الدولية لجلب دعم دولي لنضال الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره‬
‫ومواجهة االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬وهو ما يأتي مدعماً لمرتكزات األمن القومي الفلسطيني‬

‫‪ 1‬التقرير‪ 9‬السنوي العشرون ‪ -‬وضع حقوق اإلنسان في دولة فلسطين بين ( ‪ 1‬كانون الثاني – ‪ 31‬كانون االول ‪ ،)2014 /‬الصادر عن الهيئة المستقلة لحقوق اإلنسان( نس‪9‬خة الكتروني‪9‬ة)‪ 9،‬رام هللا‪،‬‬

‫‪ ، 2015‬ص ‪ 25‬وما بعدها ‪ ،‬ص ‪ 83‬وما بعدها ‪ .‬والملخص التنفيذي للتقرير السنوي ‪ ، 2014‬الصادر عن المركز الفلسطيني لحقوق اإلنسان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 16‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ 2‬د‪ .‬علي صادق أبو هيف ‪ ،‬القانون الدولي العام ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،1993 ،‬ص ‪ 750‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ 3‬د‪ .‬محمد السعيد الدقاق‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،1981 ،‬ص‪ 239‬وما بع‪9‬دها ‪ .‬د‪ .‬محمد س‪9‬امي عبد الحميد و مص‪9‬طفى س‪9‬المة حس‪9‬ين ‪ ،‬الق‪9‬انون ال‪9‬دولي الع‪9‬ام ‪ ،‬ال‪9‬دار الجامعية ‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫بيروت ‪ ، 1989 ،‬ص ‪ 76‬وما بعدها‪ .‬د‪ .‬احمد حسن الرشيدي ‪ ،‬الوظيفة االفتائية لمحكمة العدل الدولية ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1993 ،‬ص ‪ 8‬وما بعدها‬

‫‪195‬‬
‫مركز التخطيط الفلسطيني‬

‫وخاصة مرتكز تعزيز الحقوق الوطنية من خالل تمتين‪ .‬شبكة العالقات الفلسطينية مع‬
‫الدول والشعوب الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية ‪.‬‬

‫وفي هذا المجال ومنذ االعتراف بمنظمة التحرير ممثل شرعي ووحيد للشعب‬
‫الفلسطيني‪ ،‬سعت منظمة التحرير إلى استعادة الكيانية الفلسطينية وتعزيزها‪ ،‬والعمل على‬
‫اعتراف العالم بهذه الكيانية؛ بهدف حماية وتقرير حقوق الشعب الفلسطيني‪ ،‬ودعم نضاله‬
‫ومواجهة االحتالل وإ جراءاته سواء على صعيد الدول أو المنظمات الدولية اإلقليمية‬
‫والعالمية أو من خالل االنضمام لالتفاقيات الدولية ‪ ،‬كل ذلك يندرج ضمن تعزيز‬
‫مرتكزات األمن القومي الفلسطيني ‪.‬‬

‫و يعد تتبع تطور تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في المنظمات الدولية مدخالً‬
‫مهماً إلدراك الوسائل الدولية لتأكيد الكيانية الفلسطينية‪ .،‬وجلب الدعم الدولي لقضيته‪ ،‬وذلك‬
‫على النحو االتي ‪:‬‬

‫شكل القرار الصادر باإلجماع من مؤتمر القمة العربية السابع ( الرباط ‪ 1974‬م )‬
‫‪1‬‬
‫أن منظمة التحرير الفلسطينية دون سواها هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني‬
‫وشغلها مقعد فلسطين كعضو كامل العضوية في جامعة الدول العربية كإحدى المنظمات‬
‫الدولية اإلقليمية خطوة مهمة وأساسية‪ ،‬فتحت الباب لحصول منظمة التحرير الفلسطينية‬
‫على صفة مراقب وظيفي في الجمعية العامة لألمم المتحدة وذلك بقرار من الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة رقم (‪ )3210‬الصادر في الدورة التاسعة والعشرين للجمعية العامة بتاريخ (‬
‫‪ 14‬أكتوبر ‪ )1974‬فقد قضى هذا القرار بأن تدعى منظمة التحرير الفلسطينية لالشتراك‬
‫في دورات الجمعية العامة في مناقشات الجلسات التي تتناول قضية فلسطين ‪ 2.‬واستنادا‬
‫على ذلك حصلت منظمة التحرير على صفة مراقب وظيفي في المجلس االقتصادي‬
‫واالجتماعي أحد األجهزة الرئيسة لألمم المتحدة منذ‪ .‬عام ‪ ، 3 1974‬وفي أبريل ‪1977‬‬
‫قام المجلس االقتصادي واالجتماعي بتعديل‪ .‬شروط العضوية في اللجنة االقتصادية‬
‫واالجتماعية لغربي آسيا ( اإلسكوا ) بحيث يمكن إدراج منظمة التحرير الفلسطينية في‬

‫‪ 1‬وثائق فلسطين ‪ )280 ( ،‬وثيقة مختارة (‪ ، )1987 -1839‬دائرة الثقافة ‪ ،‬منظمة التحرير الفلسطينية ‪ ،‬بدون دار نشر ‪ ، 1987 ،‬ص ‪.425‬‬
‫‪ 2‬عيسى الشعيبي ‪ ،‬الكيانية الفلسطينية ‪ ،‬الوعي الذاتي والتطور المؤسساتي ( ‪ ، )1977 -1947‬مركز األبحاث ‪ ،‬منظمة التحرير الفلسطينية ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1979 ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪ 3‬مصطفى سيد عبد الرحمن ‪ ،‬الوضع القانوني لمنظمة التحرير الفلسطينية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪24‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫أمن قومي‬

‫عضويتها ‪ ،‬وقد حصلت منظمة التحرير الفلسطينية على العضوية الكاملة في ( اإلسكوا )‬
‫‪1‬‬
‫في يوليو ‪.1977‬‬

‫وبتاريخ ‪ 22‬نوفمبر ‪ ، 1974‬أصدرت الجمعية العامة القرار رقم (‪ )3237‬بمنح‬


‫منظمة التحرير صفة المراقب الدائم ‪ ،‬والذي قضى أن تدعى منظمة التحرير الفلسطينية‬
‫للحضور في جلسات الجمعية العامة بصفة دائمة سواء كانت قضية فلسطين من بين‬
‫القضايا المعروضة على الجمعية العامة أم ال وممارسة عدد من االختصاصات‬
‫والصالحيات ‪ 2.‬ومنذ عام ‪ 1974‬شاركت بعثة منظمة التحرير الفلسطينية دون حق‬
‫التصويت في العديد من المؤتمرات الدولية تحت رعاية الجمعية العامة أو المجلس‬
‫االقتصادي واالجتماعي لألمم المتحدة نذكر منها ‪ :‬المؤتمر العالمي للسكان ومؤتمر األغذية‬
‫‪3‬‬
‫العالمي و مؤتمر األمم المتحدة الثالث لقانون البحار ‪.‬‬

‫وبتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪ 1988‬أعلن المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر استقالل‬


‫دولة فلسطين ‪ ،‬وقرأ الرئيس الراحل ‪ /‬ياسر عرفات وثيقة إعالن االستقالل ‪ ،‬والقى هذا‬
‫اإلعالن ترحيباً واعترافاً دولياً واسعاً فقد قامت اكثر من (‪ )105‬دولة باالعتراف بهذا‬
‫‪4‬‬
‫اإلعالن في مقدمتهم الجمهورية الجزائرية ‪.‬‬

‫وقد رحبت الجمعية العامة بإعالن استقالل دولة فلسطين ‪ ،‬كما قررت الجمعية‬
‫العامة أن تستخدم اسم فلسطين اعتباراً من ‪ 15‬ديسمبر ‪ 1988‬بدالً من تسمية منظمة‬
‫التحرير الفلسطينية ‪ ،‬دون المساس بمركز المراقب الدائم لمنظمة التحرير الفلسطينية‬
‫‪5‬‬
‫ووظائفها في األمم المتحدة ‪.‬‬

‫وقد سعت القيادة الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في األمم المتحدة ‪ ،‬وقد‬
‫قدم الرئيس محمود عباس طلب دولة فلسطين لالنضمام إلى عضوية األمم المتحدة لألمين‬
‫العام لألمم المتحدة ‪ ،‬وذلك بتاريخ ‪ 23‬سبتمبر ‪ ، 2011‬استنادا إلى الحقوق الطبيعية‪.‬‬
‫والقانونية والتاريخية للشعب الفلسطيني وإ لى قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة (‪ 181‬د‪-‬‬

‫‪ 1‬ورقة أساسية تتعلق بالحالة الفلسطينية ‪ ،‬وضع فلسطين في األمم المتحدة ‪ ،‬منشورات بعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى األمم المتحدة ‪ ،‬على الرابط ‪.)www.un.org ( :‬‬

‫‪ 2‬مصطفى سيد عبد الرحمن ‪ ،‬الوضع القانوني لمنظمة التحرير الفلسطينية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪24‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ 3‬ورقة أساسية تتعلق بالحالة الفلسطينية ‪ ،‬وضع فلسطين في األمم المتحدة ‪ ،‬على الرابط ‪.)www.un.org ( :‬‬

‫‪ 4‬تقرير‪ 9‬حول إعالن االستقالل ‪ ،‬ملتقى اجراس العودة ‪ ،‬على الرابط ‪ ،) http://ajrasal3awda.ahlamontada.net ( :‬تاريخ الدخول ‪ 29 :‬أكتوبر ‪.2012‬‬

‫‪ 5‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة ‪ ،‬الدورة (‪ ، )43‬الجلسات العامة ‪ ،‬الجلسة (‪.)78‬‬

‫‪197‬‬
‫مركز التخطيط الفلسطيني‬

‫‪ )2‬المؤرخ ‪ 29‬نوفمبر ‪ ، 1947‬ولكن لم تتمكن‪ .‬القيادة من الحصول على تلك العضوية‬


‫لعدم تمكن فلسطين من تجنيد عدد‪ .‬كاف من األصوات في مجلس األمن إلى جانب الطلب‬
‫‪1‬‬
‫بسبب ضغوط أمريكية كبيرة‪.‬‬

‫وقد حصلت دولة فلسطين في أكتوبر ‪ 2011‬على العضوية الكاملة في منظمة األمم‬
‫المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)‪ ،‬وهي إحدى الوكاالت الدولية المتخصصة‬
‫المرتبطة باتفاقيات مع منظمة األمم المتحدة وذلك بقرار من تلك المنظمة بأغلبية ساحقة‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬

‫وقد مهدت تلك العضوية لحصول فلسطين عام ‪ 2012‬على صفة دولة مراقب في‬
‫األمم المتحدة بعد أن قدم الرئيس الفلسطيني مسودة مشروع قرار للحصول على تلك‬
‫العضوية للجمعية العامة بتاريخ ‪ 8‬تشرين الثاني ‪ .3 2012‬وقد ترتب على هذه العضوية‬
‫‪4‬‬
‫عدد من النتائج المهمة منها ‪:‬‬

‫‪ ‬اكتساب فلسطين لوضعيتها القانونية كدولة ‪ ،‬وأحد أشخاص القانون الدولي بتعامل‬
‫المجتمع الدولي معها على هذا األساس ألول مرة في تاريخ فلسطين‪.‬‬
‫‪ ‬إنهاء المزاعم اإلسرائيلية بأن األرض الفلسطينية هي أرض متنازع عليها‪ ،‬وتأكيد‬
‫جديد لكل قرارات األمم المتحدة السابقة على أنها ارض فلسطينية محتلة منذ عام ‪ 67‬بما‬
‫فيها القدس‪ ،‬وهي اآلن أرض الدولة الفلسطينية الواقعة تحت االحتالل اإلسرائيلي والواجب‬
‫تحريرها وتمكين شعبها من حقه في تقرير مصيره‪ .‬باإلضافة للتمتع بالمزايا والحقوق التي‬
‫ينص عليها ميثاق األمم المتحدة ‪.‬‬
‫‪ ‬العضوية بصفة مراقب للدولة الفلسطينية في األمم المتحدة تفتح أبواب انضمام‬
‫الدولة إلى جميع االتفاقيات‪ ،‬والعهود الدولية‪ ،‬والوكاالت المتخصصة‪ ،‬واألجهزة الرئيسة ‪،‬‬

‫‪ 1‬ياسر غازي عالونه ‪ ،‬فلسطين وعضويتها كدولة في األمم المتحدة ‪ ،‬الهيئة المستقلة لحقوق اإلنسان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 46‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪ 2‬دائرة شؤون المفاوض‪9‬ات‪ ، 9‬منظمة التحرير الفلس‪9‬طينية ‪ ،‬خ‪9‬بر بعن‪9‬وان ) اللجنة التنفيذية ت‪9‬رحب بق‪9‬رار اليونس‪9‬كو وتعت‪9‬بره مقدمة لالع‪9‬تراف بالعض‪9‬وية الكاملة في االمم المتح‪9‬دة )‪ ،‬على الرابط ‪( :‬‬

‫‪ )http://www.nad-plo.org/ 1‬تاريخ الدخول للموقع ‪ 6 :‬أكتوبر ‪.2012‬‬

‫‪ 3‬نقال عن صحيفة األيام الفلسطينية عدد‪ ، 6046 :‬السنة السابعة عشر ‪ ،‬بتاريخ ‪.10/11/2012‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪ 4‬الس‪9‬فير نبيل ال‪9‬رمالوي ‪ ،‬مق‪9‬ال بعن‪9‬وان ‪ ":‬العض‪9‬وية الكاملة للدولة في األمم المتح‪9‬دة والب‪9‬دائل الممكنة "‪ ،‬مرجع س‪9‬ابق ‪ .‬ياسر غ‪9‬ازي عالونه ‪ ،‬فلس‪9‬طين وعض‪9‬ويتها كدولة في األمم المتح‪9‬دة‬

‫فلس‪9‬طين في األمم المتح‪9‬دة األبع‪9‬اد القانونية والسياس‪9‬ية ‪ ،‬جامعة الخليل بت‪9‬اريخ ‪ 19 :‬إبريل ‪ ،2012‬على‬ ‫مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 28‬وما بعدها ‪ .‬البيان الختامي للم‪9‬ؤتمر ال‪9‬دولي ح‪9‬ول عض‪9‬وية‬

‫الرابط ( ‪.)http://www.hebron.edu‬‬

‫‪198‬‬
‫أمن قومي‬

‫والمنظمات الدولية ‪ ،‬وفي محكمة العدل الدولية‪ ،‬والمحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬مما يعزز‬
‫الكيانية السياسية والقانونية والدبلوماسية على الصعيد الدولي‪ ،‬ويمنح القضية الفلسطينية‬
‫وسائل قانونية جديدة يمكنها استعماله سواء إلقرار الحقوق الوطنية الفلسطينية‪ .،‬أو مالحقة‬
‫مجرمي الحرب اإلسرائيليين عن جرائمهم ضد اإلنسانية أو جرائم الحرب ‪.‬‬

‫انضمام فلسطين لالتفاقيات الدولية ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫سعت منظمة التحرير الفلسطينية لتأكيد الشخصية القانونية الدولية لدولة فلسطين‪،‬‬
‫وقدرتها على االنضمام للمعاهدات واالتفاقيات الدولية‪ ،‬على قدم المساواة مع باقي الدول‬
‫لالستفادة من اآلثار القانونية والسياسية لتلك المعاهدات واالتفاقيات بما يخدم حقوق الشعب‬
‫الفلسطيني ‪.‬‬

‫وقد كانت االتفاقيات المكونة للقانون الدولي لحقوق اإلنسان نصب أعين القيادة‬
‫الفلسطينية ‪ ،‬وسعت لالستفادة من أحكامها‪ ،‬بما يصون حقوق الشعب الفلسطيني‪ ،‬الذي‬
‫يرزح تحت االحتالل‪ ،‬وفي هذا السياق بتاريخ ‪/21‬يونيو ‪ 1989‬تلقت اإلدارة الفيدرالية‬
‫للشئون الخارجية في الحكومة السويسرية كتاب من المندوب الدائم لفلسطين لدى األمم‬
‫المتحدة بجنيف؛ بأن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قررت االنضمام إلى‬
‫اتفاقيات جنيف األربعة لعام ‪ 1949‬والحقيها االضافيين لسنة ‪ ،1977‬وقد اخطرت‬
‫‪1‬‬
‫الحكومة السويسرية الدول األطراف بذلك في ‪ 13‬سبتمبر ‪.1989‬‬

‫وبعد حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في األمم المتحدة فتح الباب أمام‬
‫انضمام فلسطين لالتفاقيات والمعاهدات الدولية وبالفعل تم االنضمام لعدد من االتفاقيات‬
‫الدولية وفق التوضيح التالي ‪:‬‬

‫الموجة األولى لالنضمام لالتفاقيات الدولية كانت مطلع شهر‪ 4/2014‬بتسليم وزارة‬
‫الخارجية الفلسطينية رسميا وثائق انضمام دولة فلسطين إلى عدد (‪ )16‬من االتفاقيات‬
‫والمعاهدات والبروتوكوالت الدولية إلى الجهات المختصة ‪ ،‬وقد تنوعت تلك االتفاقيات بين‬

‫‪ 1‬موسوعة اتفاقيات القانون الدولي االنساني ( النصوص الرسمية لالتفاقيات والدول المصدقة والموقعة ) صادر عن بعثة اللجنة الدولية للصليب االحمر بالقاهرة ‪ ،‬ط ( ‪ ، )3‬ص ‪. 262‬‬

‫‪199‬‬
‫مركز التخطيط الفلسطيني‬

‫الخاصة بالقانون الدولي لحقوق اإلنسان أو القانون الدولي اإلنساني أو القانون الدولي‬
‫الدبلوماسي أو مكافحة الفساد وغيره ‪.1‬‬

‫أما الموجة الثانية من االتفاقيات الدولية التي قدمت دولة فلسطين طلب االنضمام‬
‫إليها فكانت بتاريخ ‪ 31/12/2014‬وتشمل عدد (‪ )18‬من االتفاقيات والبروتوكوالت‬
‫واإلعالنات الدولية أهمها االنضمام لميثاق روما النظام األساسي للمحكمة الجنائية‬
‫‪2‬‬
‫الدولية ‪.‬‬

‫واخيراً بتاريخ ‪ 12/2015 /12‬فلسطين تنضم رسمياً إلى اتفاقية األمم المتحدة‬
‫اإلطارية لتغير المناخ "اتفاق باريس"‪ ،‬وذلك بتسليم صك االنضمام الموقع من الرئيس‬
‫محمود عباس إلى االمين العام لألمم المتحدة بان كي مون ‪ ،‬بصفته الجهة الوديعة لالتفاقية‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬

‫وفي ذات الوقت الذي يمكن االنضمام لتلك االتفاقيات الدولة وغيرها دعم سياسي‬
‫و قانوني وتقني لحقوق الشعب الفلسطيني ‪ ،‬وفي ذات الوقت فإن ذلك االنضمام يرتب‬
‫التزامات قانونية وسياسية على فلسطين‪ ،‬ويثير العديد من اإلشكاليات والقضايا ومنها ‪: 4‬‬

‫‪ 1‬هذه االتفاقيات الدولية هي ‪ -1 :‬اتفاقية الهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية لسنة ‪ 1907‬ومرفقها‪ :‬الالئحة المتعلقة بقوانين وأع‪9‬راف الح‪9‬رب البرية‪ - 2 .‬االتفاقية الدولية لقمع جريمة‬

‫الفصل العنصري والمعاقبة عليها‪ -3 .‬اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها‪ -4 .‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪ -5 .‬اتفاقية مناهضة التعذيب وغ‪99‬يره من ض‪99‬روب المعاملة أو‬

‫العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة ‪ -6 .‬االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪ -7 .‬اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات ‪ -8 .‬اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاق‪99‬ة‪ -9 .‬اتفاقية‬

‫القض‪99‬اء على جميع أش‪99‬كال التمي‪99‬يز ضد الم‪99‬رأة ‪ - 10.‬اتفاقية حق‪99‬وق الطفل ‪ -11 .‬اتفاقية فيينا للعالق‪99‬ات الدبلوماس‪99‬ية‪ -12 .‬اتفاقية فيينا للعالق‪99‬ات القنص‪99‬لية ‪ -13 .‬اتفاقي‪99‬ات ج‪99‬نيف األربع ‪-14 .‬‬

‫البروتوكول األول اإلضافي لالتفاقيات جنيف الرابعة الخاص بحماية ضحايا النزاعات المسلحة ذات الط‪99‬ابع ال‪99‬دولي ‪ -15 .‬العهد ال‪99‬دولي الخ‪99‬اص ب‪99‬الحقوق المدنية والسياس‪99‬ية‪ -16 .‬العهد ال‪99‬دولي‬

‫الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ .‬انظر ‪ :‬التقرير‪ 9‬السنوي العشرون ‪ -‬وضع حقوق اإلنسان في دولة فلسطين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 21‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ 2‬االتفاقيات الدولية التي تم تقديم طلب االنضمام اليها بتاريخ ‪ 31/12/2014‬هي ‪ -1 :‬اتفاقية منع الجرائم المرتكبة ضد األشخاص المتمتعين بحماية دولية‪ -2 .‬اتفاقية عدم تقادم جرائم الحرب‬

‫والجرائم المرتكبة ضد اإلنسانية‪ -3 .‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية‪ -4 .‬اتفاقية بازل بشأن التحكم بنقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الح‪99‬دود‪ -5 .‬اتفاقية ق‪99‬انون‬

‫البحار‪ -6 .‬اتفاقية التنوع البيولوجي‪ -7 .‬االتفاقية المتعلقة بقانون استخدام المج‪99‬اري المائية الدولية في األغ‪99‬راض غ‪9‬ير المالحية ‪ -1997.8‬ال‪99‬بروتوكول الث‪99‬اني االض‪99‬افي التفاقية ج‪99‬نيف والخ‪99‬اص‬

‫بحماية ضحايا النزاعات المسلحة ذات طابع غير دولي‪ -9 .‬البروتوكول الثالث التفاقيات‪ 9‬جنيف الملحق اإلض‪9‬افي الخ‪9‬اص بتب‪9‬ني إش‪9‬ارة مم‪9‬يزة‪- 10 .‬نظ‪9‬ام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫‪-11‬اتفاقية‪  ‬حقوق السياسية للمرأة‪ -12.‬اتفاقية بشأن سالمة موظفي األمم المتحدة واألفراد المرتبطين بها‪ -13.‬اتفاقية نيويورك لعام ‪ 1958‬بشأن االعتراف وتنفيذ أحكام المحكمين األجنبية‪-14.‬‬

‫اتفاق امتيازات‪ 9‬وحصانات المحكمة الجنائية الدولية‪ -15 .‬اإلعالن بموجب معاهدة روما‪ -16.‬معاه‪99‬دة الحد من انتش‪99‬ار األس‪99‬لحة النووي‪99‬ة‪ -17 .‬اتفاقية حظر أو تقييد اس‪99‬تعمال أس‪99‬لحة تقليدية معينة‬

‫يمكن اعتبارها مفرطة الضرر أو عشوائية األثر ( ‪ )1980‬وعدد من البروتوكوالت الخاصة ‪ -18.‬اتفاقية بشأن الذخائر العنقودية‪ .‬انظر‪ :‬التقرير السنوي العشرون ‪ -‬وضع حقوق اإلنسان في دولة‬

‫فلسطين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 21‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ 3‬وكالة االنباء الفلسطينية وفا على الرابط ‪.)http://www.wafa.ps ( :‬‬

‫‪ 4‬أ ‪ .‬محمد عوض أحمد التلباني ‪ ،‬االبعاد القانونية النضمام فلسطين للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬ورقة عمل غ‪9‬ير منش‪9‬ورة ‪ ،‬مقدمة خالل الي‪9‬وم الت‪9‬دريبي المنظم من قبل مركز‬

‫مساواة ‪ ،‬غزة ‪.2015 ،‬‬

‫‪200‬‬
‫أمن قومي‬

‫‪ -‬وجود فراغ دستوري وتشريعي بليغ يحتاج إلى سد بشأن تحديد الجهة المناط‬
‫بها صالحية التصديق على المعاهدات وإ جراءات هذه التصديق ‪ ،‬مثال ‪ :‬موافقة السلطة‬
‫التشريعية سواء المجلس الوطني أو المجلس التشريعي بأغلبية معينة وباإلضافة إلى‬
‫تصديق الرئيس‪ ،‬وهو ما تحدده عادة الدساتير أو القوانين األساسية ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استخدام الجهة المصدقة على االنضمام للمعاهدات الدولية لحقها القانوني‬
‫في التحفظ على بعض أحكام تلك المعاهدات الدولية أي عدم التزامها بأحكام النصوص‬
‫المتحفظ عليها ‪.‬‬
‫‪ -‬غياب اإلجراءات القانونية الضرورية الالحقة لالنضمام أو التصديق على‬
‫المعاهدات الدولية ‪ ،‬ومنها نشر أحكامها في الجريدة الرسمية خالل آجال معينة‪ ،‬من أجل‬
‫االحتجاج بها وتحقق العلم بها ‪ ،‬وكذلك غياب إجراءات قانونية تؤدي إلى دمج أحكام‬
‫المعاهدات الدولية التي تم االنضمام إليها ضمن المنظومة القانونية الداخلية الفلسطينية ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود سند تشريعي يحدد القيمة القانونية ألحكام المعاهدات الدولية مقارنة‬
‫بالقانون الداخلي وخاصة في حال التعارض هل العلوية ألحكام المعاهدات أم للقانون‬
‫الداخلي ‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة لوقف القضاء الفلسطيني المنقسم من أحكام االتفاقيات الدولية‪ ،‬هل‬
‫القضاء ملزم بتطبيق أحكام العهد من تلقاء نفسه ؟ وهل يملك المتقاضيين االحتجاج بأحكام‬
‫المعاهدات الدولية رغم مخالفتها ألحكام القانون أو في حال عدم وجود نص تشريعي‬
‫داخلي يعالج المسألة ؟ في ظل عدم تطبيق المحاكم المشكلة في محافظات غزة ألحكام‬
‫القرارات بقوانين الصادرة من رئيس السلطة الفلسطينية ‪.‬‬

‫عند محاولة اإلجابة على اإلشكاليات السابقة يجب عدم تجاهل حالة االنقسام‬
‫السياسي الداخلي‪ ،‬وتبعاتها على النظام القانوني والقضائي في فلسطين‪ ،‬وتعطيل عمل‬
‫السلطة التشريعية وانقسام الهيئات القضائية ‪ ،‬في الوقت الذي يتطلب االنضمام للمعاهدات‬
‫الدولية اتخاذ مواقف‪ ،‬وتحقيق التوافق بين األوضاع القانونية الداخلية‪ ،‬والممارسة العملية‪،‬‬
‫وبين االلتزامات الدولية‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫مركز التخطيط الفلسطيني‬

‫المصادر و المراجع‬
‫الكتب العامة والخاصة ‪:‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬أحمد الخالدي‪ ،‬واخرون‪ ،‬الحالة التشريعية في فلسطين (‪ )2012 -2007‬اآلليات‪ ،‬اآلثار‪،‬‬
‫الحلول‪ ،‬سلسلة القانون والسياسة رقم (‪ ،)1‬معهد الحقوق – جامعة بيرزيت‪.2012 ، .‬‬
‫د‪ .‬أحمد حسن الرشيدي ‪ ،‬الوظيفة االفتائية لمحكمة العدل الدولية ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫‪.1‬‬
‫للكتب‪ ،‬القاهرة ‪. 1993 ،‬‬
‫د‪ .‬عبد القادر جرادة‪ ،‬وسامر موسى‪ ،‬الوالية القضائية الفلسطينية الواقع وآفاق مالحقة‬ ‫‪.2‬‬
‫المجرمين الدوليين " مسار نحو استراتيجية وطنية جديدة "‪ ،‬مؤسسة الضمير لحقوق االنسان‪،‬‬
‫غزة ‪ ، 2013 ،‬نسخة الكترونية‪.‬‬
‫د‪ .‬فتحي الوحيدي‪ ،‬النظم السياسية المعاصرة ونظام الحكم في االسالم‪ ،‬ط (‪ ،)5‬دار المقداد‬ ‫‪.3‬‬
‫للطباعة‪ ،‬غزة‪. 2011 ،‬‬
‫المبادئ الدستورية العامة مع شرح التطورات الدستورية في فلسطين (‪ ،) 2010 -1996‬ط (‬ ‫‪‬‬
‫‪ ، )5‬دار المقداد للطباعة ‪ ،‬غزة ‪.2011 ،‬‬
‫أصول الفكر السياسي‪ ،‬مطابع المقداد‪ ،‬غزة‪. 1991 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫د‪ .‬عبد الرحمن أبو النصر‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬ط (‪ ،)4‬مكتبة القدس‪ ،‬غزة ‪.2012 ،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫د‪ .‬مصطفى سيد عبد الرحمن ‪ ،‬الوضع القانوني لمنظمة التحرير الفلسطينية في األمم‬ ‫‪.5‬‬
‫المتحدة ‪ ،‬ط (‪ ، )1‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪.1988 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد السعيد الدقاق‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪.1981 ،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد و مصطفى سالمة حسين ‪ ،‬القانون الدولي العام ‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫بيروت‪.1989 ، .‬‬
‫د‪ .‬علي صادق أبو هيف ‪ ،‬القانون الدولي العام ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬االسكندرية ‪.1990 ،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫عيسى الشعيبي‪ ،‬الكيانية الفلسطينية‪ ،‬الوعي الذاتي والتطور المؤسساتي (‪، )1977 -1947‬‬ ‫‪.9‬‬
‫مركز األبحاث ‪ ،‬منظمة التحرير الفلسطينية ‪ ،‬بيروت ‪.1979 ،‬‬
‫األبحاث‪:‬‬
‫د‪ .‬عدنان الحجار‪ ،‬سيادة القانون وواقع القضاء خالل فترة االنقسام السياسي في قطاع غزة ‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫بحث منشور ضمن كتاب‪ :‬اثر االنقسام السياسي الفلسطيني على مبدأ سيادة القانون في قطاع‬
‫غزة " معالجات قانونية مختارة "‪ ،‬معهد الحقوق – جامعة بيرزيت ‪ ،‬رام اهلل ‪.2014 ،‬‬
‫‪ .1‬محمد عوض أحمد التلباني ‪ ،‬األبعاد القانونية النضمام فلسطين للعهد الدولي الخاص بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ‪ ،‬ورقة عمل غير منشورة ‪ ،‬مقدمة خالل اليوم التدريبي المنظم من قبل‬
‫مركز مساواة‪ ،‬غزة ‪.2015 ،‬‬
‫‪ .2‬عمار جاموس‪ ،‬حالة الطوارئ في القانون االساسي الفلسطيني المعدل لسنة ‪ 2003‬وتطبيقها‪.‬‬
‫في الواقع الفلسطيني‪ ،‬بحث منشور ضمن كتاب‪ ،‬الحالة التشريعية في فلسطين (‪-2007‬‬

‫‪202‬‬
‫أمن قومي‬

‫‪ )2012‬االليات‪ ،‬اآلثار‪ ،‬الحلول‪ ،‬سلسلة القانون والسياسة رقم (‪ ،)1‬معهد الحقوق – جامعة‬
‫بيرزيت‪.2012 .،‬‬
‫‪ .3‬سما سقف الحيط ‪ ،‬أثر االنقسام السياسي الفلسطيني على القضاء الشرعي ‪ ،‬بحث منشور‬
‫ضمن كتاب ‪ :‬الحالة التشريعية في فلسطين (‪ " ) 2012-2007‬اآلليات ‪ ،‬اآلثار ‪ ،‬الحلول" ‪،‬‬
‫سلسلة القانون والسياسة رقم (‪ ، )1‬معهد الحقوق – جامعة بيرزيت ‪ ،‬رام اهلل ‪.2012 ،‬‬
‫التقارير وغيرها ‪:‬‬
‫ياسر غازي عالونه‪ ،‬فلسطين وعضويتها كدولة في األمم المتحدة ‪ ،‬الهيئة المستقلة لحقوق‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلنسان‪ ،‬ديوان المظالم ‪ ،‬سلسلة تقارير قانونية رقم (‪ ، )76‬رام اهلل ‪ ،‬فلسطين ‪. 2011 ،‬‬
‫النزاهة والشفافية في اجراءات تعيين المناصب العليا في السلطة الوطنية الفلسطينية ‪ ،‬الجزء (‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ، )2‬تقرير ضمن سلسلة تقارير رقم (‪ ، )54‬صادر عن امان ( االئتالف من أجل النزاهة‬
‫والمساءلة )‪ ،‬رام اهلل‪ ،‬بدون سنة نشر ‪ ،‬نسخة الكترونية ‪.‬‬
‫الملخص التنفيذي للتقرير السنوي ‪ ،2014‬الصادر عن المركز الفلسطيني لحقوق االنسان‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫غزة‪ ، 2015 ،‬نسخة الكترونية ‪.‬‬
‫التقرير السنوي العشرون ‪ ،‬وضع حقوق اإلنسان في دولة فلسطين بين (‪ 1‬كانون الثاني – ‪31‬‬ ‫‪.3‬‬
‫كانون االول‪ ،)2014 /‬الصادر عن الهيئة المستقلة لحقوق االنسان( نسخة الكترونية )‪ ،‬رام‬
‫اهلل‪.2015 ،‬‬
‫تقرير حول اعالن االستقالل ‪ ،‬ملتقى اجراس العودة ‪ ،‬على الرابط ‪( :‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪.) http://ajrasal3awda.ahlamontada.net‬‬
‫فتح وحماس اسباب االنقسام وافاق المصالحة ‪ ،‬تقرير صادر عن مركز وفا للدراسات‪ ،‬منشور‬ ‫‪.5‬‬
‫على االنترنت‪ .‬على رابط ‪http://wafastudies.ps/index.php/palestinians/126-( :‬‬
‫‪.)2014-06-14-17-28-12‬‬
‫العملية التشريعية والرقابية البرلمانية خالل فترة االنقسام السياسي الفلسطيني (‪-2007‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ ،)2013‬تقرير صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق االنسان‪ ،‬غزة ‪ ( 2013 ،‬نسخة‬
‫الكترونية)‪.‬‬
‫صحيفة االيام الفلسطينية عدد‪ ، 6046 :‬السنة السابعة عشر ‪ ،‬بتاريخ ‪.10/11/2012‬‬ ‫‪.7‬‬
‫دائرة شؤون المفاوضات ‪ ،‬منظمة التحرير الفلسطينية ‪ ،‬خبر بعنوان ) اللجنة التنفيذية ترحب‬ ‫‪.8‬‬
‫بقرار اليونسكو وتعتبره مقدمة لالعتراف بالعضوية الكاملة في االمم المتحدة)‪ ،‬على الرابط ‪( :‬‬
‫‪ )http://www.nad-plo.org/ 1‬تاريخ الدخول للموقع ‪ 6 :‬أكتوبر ‪.2012‬‬
‫السفير نبيل الرمالوي ‪ ،‬مقال بعنوان ‪ ":‬العضوية الكاملة للدولة في األمم المتحدة والبدائل‬ ‫‪.2‬‬
‫الممكنة "‪ ،‬عن وكالة االنباء والمعلومات‪ .‬الفلسطينية ‪ -‬وفا‪ ،‬أكتوبر‪ ، 2012 .‬على الرابط ‪( :‬‬
‫‪.)http://www.wafa.ps‬‬

‫‪203‬‬
‫مركز التخطيط الفلسطيني‬

‫أمان تناقش بيانات الموازنة العامة في حكومة غزة والحسابات الختامية خالل سنوات االنقسام‪،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫بيان صحفي صادر عن امان ‪ ،‬منشور على االنترنت‪ .‬على رابط ‪:‬‬
‫‪www.aman-palestine.org/ar/activities/5896.html#sthash. mFkfQwUR.dpuf‬‬
‫القوانين والوثائق واالتفاقيات الدولية ‪:‬‬
‫‪ .1‬القانون االساسي الفلسطيني المعدل لسنة ‪2005‬‬
‫‪ .2‬المرسوم رقم ‪ 9‬لسنة ‪ 2007‬بشأن إعالن حالة الطوارئ ‪.‬‬
‫‪ .3‬قانون تشكيل المحاكم النظامية الفلسطيني رقم (‪ )5‬لسنة ‪. 2001‬‬
‫‪ .4‬قانون مكافحة الفساد لسنة ‪. 2010‬‬
‫‪ .5‬االتفاقية الفلسطينية االسرائيلية المرحلية حول الضفة الغربية وقطاع غزة الموقعة في‬
‫‪.28/9/1995‬‬
‫‪ .6‬البروتوكول االضافي االول التفاقية جنيف الرابعة لسنة ‪ 1949‬والصادر عام ‪. 1977‬‬
‫‪ .7‬نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية ‪.‬‬
‫‪ .8‬موسوعة اتفاقيات القانون الدولي االنساني ( النصوص الرسمية لالتفاقيات والدول المصدقة‬
‫والموقعة ) صادر عن بعثة اللجنة الدولية للصليب االحمر بالقاهرة ‪ ،‬ط (‪ ، )3‬ص ‪. 262‬‬
‫‪ .9‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة ‪ ،‬الدورة (‪ ، )43‬الجلسات العامة ‪ ،‬الجلسة (‪.)78‬‬
‫‪ .10‬ورقة أساسية تتعلق بالحالة الفلسطينية ‪ ،‬وضع فلسطين في األمم المتحدة ‪ ،‬منشورات بعثة‬
‫المراقبة الدائمة لفلسطين لدى األمم المتحدة ‪ ،‬على الرابط ‪.)www.un.org( :‬‬
‫‪ .11‬وثائق فلسطين ‪ )280( ،‬وثيقة مختارة (‪ ، )1987 -1839‬دائرة الثقافة ‪ ،‬منظمة التحرير‬
‫الفلسطينية ‪ ،‬بدون دار نشر ‪.1987 ،‬‬
‫‪ .12‬البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول عضوية فلسطين في األمم المتحدة األبعاد القانونية‬
‫والسياسية ‪ ،‬جامعة الخليل بتاريخ ‪ 19 :‬إبريل ‪ ،2012‬على الرابط (‬
‫‪.)http://www.hebron.edu‬‬

‫‪204‬‬

You might also like