الفساد والحكم الصالح في البلاد العربية- فلسطين- الشعيبي 2004

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 29

‫مركز دراسات الوحدة العربيةالمعهد السويدي باإلسكندرية‬

‫التوزيع‪ :‬محدود‬ ‫ندوة "الفساد والحكم الصالح في البالد العربية"‬


‫الرقم‪ :‬مركز‪/‬ندوة ‪37/16‬‬ ‫‪ 23 – 20‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2004‬‬
‫األصل‪ :‬بالعربية‬ ‫بيروت – لبنان‬
‫التاريخ‪7/9/2004 :‬‬

‫دراسة حالة فلسطين المحتلة‬

‫اعداد‪:‬‬

‫د‪.‬عزمي الشعيبي‬
‫عضو المجلس التشريعي الفلسطيني‬
‫المنسق العام لالئتالف من أجل النزاهة والمساءلة‪-‬أمان‬

‫________________________‬
‫* إن اآلراء الواردة يف هذه الدراسة متثل وجهة نظر املؤلف‪ ،‬وال تعرب بالضرورة عن وجهة نظر مركز دراسات الوحدة العربية‪.‬‬
‫** مجيع احلقوق حمفوظة‪ .‬ال جيوز إعادة نشر هذه الدراسة‪ ،‬كالً أو جزءاً‪ ،‬بدون موافقة حتريرية مسبّقة من مركز دراسات الوحدة العربية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫دراسة حالة فلسطين المحتلة‬
‫مـدخـل‬
‫تعد ظ‪%%‬اهرة الفس‪%%‬اد ظ‪%%‬اهرة قديمة ق‪%%‬دم المجتمع‪%%‬ات الإنس‪%%‬انية‪ ،‬فقد ارتبط وج‪%%‬ود‪ %‬ه‪%%‬ذه الظ‪%%‬اهرة بوج‪%%‬ود‬
‫األنظمة السياس ‪%% % %‬ية والتنظيم‪ %‬السياس ‪%% % %‬ي‪ ،‬وهي ظ ‪%% % %‬اهرة ال تقتصر على ش ‪%% % %‬عب دون آخر أو دولة او‬
‫ثقافة دون أخرى‪.‬‬
‫وتتفاوت ظاهرة الفساد من حيث الحجم والدرجة بين مجتمع واخر‪ ،‬وب‪%%‬الرغم من وج‪%%‬ود الفس‪%%‬اد في‬
‫معظم المجتمع ‪%% % %‬ات السياس ‪%% % %‬ية إال أن البيئة ال ‪%% % %‬تي ترافق بعض أن ‪%% % %‬واع األنظمة السياس ‪%% % %‬ية كاألنظمة‬
‫االس ‪%%‬تبدادية الدكتاتورية تش ‪%%‬جع على ب ‪%%‬روز ظ ‪%%‬اهرة الفس ‪%%‬اد وتغلغلها‪ %‬اك ‪%%‬ثر من أي نظ ‪%%‬ام آخ ‪%%‬ر‪ ،‬بينما‬
‫يقل حجم ه ‪%%‬ذه الظ ‪%%‬اهرة في األنظمة الديمقراطية ال ‪%%‬تي تق ‪%%‬وم على أسس من اح ‪%%‬ترام حق ‪%%‬وق اإلنس ‪%%‬ان‬
‫وحرياته العامة وعلى الشفافية والمساءلة وسيادة القانون‪.‬‬

‫وب‪%%‬الرغم من أن األس‪%%‬باب الرئيس‪%%‬ية لظه‪%%‬ور الفس‪%%‬اد وانتش‪%%‬اره متش‪%%‬ابهة في معظم المجتمع‪%%‬ات اال انه‬
‫يمكن مالحظة خصوص‪%%‬ية في تفس‪%%‬ير ظ‪%%‬اهرة الفس‪%%‬اد بين ش‪%%‬عب واخر تبعا الختالف الثقاف‪%%‬ات والقيم‬
‫السائدة‪ ،‬كما تختلف النظرة إلى هذه الظاهرة باختالف الزاوية التي ينظر إليها من خاللها وذلك ما‬
‫بين رؤية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية‪ ،‬وهو ما يبرر االختالف في تحديد مفهوم الفساد‪.‬‬

‫أن مكافحة الفس‪%%‬اد تس‪%%‬تدعي تحدي‪%%‬دا له‪%%‬ذا المفه‪%%‬وم كما تس‪%%‬تدعي بيانا لأس‪%%‬باب انتش‪%%‬اره في المجتم‪%%‬ع‪،‬‬
‫وتوضيح ابرز صوره وأشكاله‪ ،‬واآلثار السياس‪%%‬ية واالقتص‪%%‬ادية واالجتماعية المترتبة علي‪%%‬ه‪ ،‬وس‪%%‬بل‬
‫مكافحت ‪%%‬ه‪ ،‬وبل ‪%%‬ورة رأي ع ‪%%‬ام مض ‪%%‬اد له وبن ‪%%‬اء إرادة سياس ‪%%‬ية لمواجهت ‪%%‬ه‪ ،‬وتب ‪%%‬ني اس ‪%%‬تراتيجيات ل ‪%%‬ذلك‬
‫تتناسب وطبيعة كل مجتمع‪.‬‬
‫وبشكل عام يمكن مالحظة مالزمة العناصر التالية وبنسب متفاوتة لمفهوم الفساد‪:‬‬
‫انه عمل مخالف للقانون والنظام وتعليمات المنصب العام وغير منسجم مع القيم األخالقية‬ ‫‪-‬‬
‫السائدة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬انه عمل ناتج عن استغالل المنصب العام ويهدف إلى خدمة أغراض خاصة أو تحقيق منافع‬
‫شخصية مادية أو معنوية‪ .‬وبالنتيجة فان الفساد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالمصلحة العامة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫تمر فلسطين في ظروف‪ %‬سياسية واجتماعية واقتصادية تحولية ال تتشابه بشكل كبير مع ظروف‬
‫الدول المستقلة و تلتقي مع عدد واسع من دول العالم الثالث وبشكل خاص في طبيعة نظامها‬
‫السياسي وقيم‪ %‬المجتمع وثقافته السائدة‪.‬‬

‫وإ ذا كانت ظروفها التحولية تساهم في زيادة ف‪%‬رص الفس‪%‬اد كما هو متع‪%‬ارف‪ %‬علي‪%‬ه‪ ،‬إال أنها ال تبتعد‬
‫كثيرا عن بقية دول المنطقة من حيث أسباب ومظاهر‪ %‬وأنواع ونتائج الفساد حيث‬
‫دلت الدراسات المحلية والتقارير التي أعقبت التحقيق في بعض مظاهر الفساد في فلسطين ومنها‬
‫تقارير المجلس التشريعي‪ %‬والحكومة الفلسطينية وبعض دراسات المجموعات أو المؤسسات‬
‫الدولية على وجود‪ %‬ظاهرة الفساد في المجتمع الفلسطيني وتمركزه بشكل خاص في بعض‬
‫المراكز والمواقع العليا للسلطة الفلسطينية وقد ترافق‪ %‬ذلك مع خصوصية المرحلة االنتقالية التي‬
‫ينقصها كثير من الجوانب السيادية – رغم إشاعة بعض الرسميين لوهم استكمال السيادة عبر‬
‫تضخيم المظاهر الرمزية – على حساب استكمال عملية البناء المؤسسي‪ %‬وارساء سيادة القانون‬
‫وتحديد الحدود الفاصلة بين الشرعية الثورية وحدود‪ %‬ومساحة الشرعية الدستورية‪ ،‬ناهيك عما‬
‫حملته القيادة الفلسطينية من تقاليد عمل المنظمة الثورية السرية في المنافي‪ ( %‬الشرعية الثورية )‬
‫والتي تعتمد تفسيرا تبريريا " الغاية تبرر الوسيلة"‪ .‬وحيث ان الفساد هو سوء استخدام‪ %‬الموقع‬
‫العام لمصالح ذاتية بما فيها الحزبية فإن عددا كبيرا من كوادر‪ %‬وقيادات الثورة الفلسطينية‬
‫وفصائلها‪ %‬اعتادت على تبرير سلوكها‪ %‬الغير نزيه والغير‪ %‬شفاف بأرتباطه بمصلحة التنظيم‬
‫واهدافه‪.‬‬

‫ال يوجد في اطار السلطة الوطنية الفلسطينية مؤسسة رسمية موحدة ذات صالحية في متاابعة‬
‫حاالت الفساد ويتم معالجة ذلك من خالل احالة القضايا للتحقيق في لجان ادارية في اطار كل‬
‫وزارة او من خالل هيئة الرقابة العامة( ديوان المحاسبة) وفي‪ %‬بعض االحيان في احالة بعض‬
‫القضايا للنائب العام او محاكم امن الدولة‪.‬‬

‫اإلطار القانوني‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫إن الوضع الق‪%%‬انوني ال‪%%‬ذي يع‪%%‬الج ح‪%%‬االت الفس‪%%‬اد في فلس‪%%‬طين يتم من خالل األحك‪%%‬ام الخاصة ال‪%%‬واردة‬
‫في ق‪%%‬انون العقوب‪%%‬ات رقم‪ )16( %‬لس‪%%‬نة ‪ 1960‬ال‪%%‬ذي م‪%%‬ازال مطبقا في الض‪%%‬فة الغربية ح‪%%‬ول الرش‪%%‬وة‪،‬‬
‫وال‪%%‬تي تش‪%%‬ير إلى عقوب‪%%‬ات ت‪%%‬تراوح بين الس‪%%‬جن والغرامة في ح‪%%‬ال ثب‪%%‬وت تهمة تلّقي الرش‪%%‬وة واله‪%%‬دايا‬
‫والوع ‪%%‬ود من قبل الموظف العم ‪%%‬ومي‪ %‬أو إب ‪%%‬داء االس ‪%%‬تعداد‪ %‬لتق ‪%%‬ديمها من قبل أش ‪%%‬خاص إلى الم ‪%%‬وظفين‬
‫العموميين فيما تعالج أحك‪%‬ام أخ‪%‬رى من ه‪%‬ذا الق‪%‬انون جريمة اس‪%‬تثمار الوظيفة العامة لالس‪%‬تيالء على‬
‫الم‪%%‬ال الع‪%%‬ام أو الغش فيما يعهد به إلى الموظف‪ %‬العم‪%%‬ومي من أم‪%%‬وال منقولة أو غ‪%%‬ير منقولة لحس‪%%‬اب‬
‫الدولة أو لحساب إدارة عامة بهدف تحقيق‬
‫مكسب ذاتي أو مراعاة لفريق معين أو إضرارا‪ %‬بفريق آخر أو الحصول‬
‫من وكل اليه بيع أو ش‪FF F F F F‬راء أو ادارة‬ ‫على منفعة شخصية من إحدى معامالت اإلدارة التي ينتمي إليها‪.‬‬
‫أم‪FF‬وال منقولة أو غري منقولة حلس‪FF‬اب‬
‫الدولة أو حلس‪FF F F F F F F F F‬اب ادارة عام‪FF F F F F F F F F‬ة‪،‬‬
‫وأما في قطاع غزة‪ ،‬فيطبق‪ %‬قانون العقوبات رقم‪ )69( %‬لسنة والمتضمن‬
‫ف‪FF‬اقرتف غش ‪F‬اً يف أحد ه‪FF‬ذه األعم‪FF‬ال‬ ‫عقوبة السجن واألشغال‪ %‬الشاقة المؤقتة والمؤبدة والغرامات‪ %‬على‬
‫أو خ‪FF‬الف األحك‪FF‬ام اليت تس‪FF‬ري عليه‬
‫إما جلر مغنم ذايت أو مراع‪FF F‬ات لفريق‬ ‫عطية لنفسه‬
‫الموظف العمومي‪ %‬الذي يطلب أو يقبل أو يأخذ وعدا أو ّ‬
‫أو إض ‪FF‬رار ب ‪FF‬الفريق االخر أو اض ‪FF‬راراً‬ ‫أو لغيره على أداء عمل من أعمال وظيفته أو يزعم أنه من أعمال‬
‫ب‪FF F F‬اإلدارة العامة ع‪FF F F‬وقب ب‪FF F F‬احلبس من‬
‫س‪FF F F F F F‬تة ش ‪FF F F F F F‬هور اىل ثالث س‪FF F F F F F‬نوات‬ ‫وظيفته لالمتناع عن القيام بهذا العمل أو استعمال نفوذه للحصول على‬
‫وبغرامة مالية ال تنقص عن قيمة‬
‫أعمال أو أوامر أو أحكام أو قرارات أو التزام أو ترخيص أو اتفاق‬
‫الضرر الناجم‪.‬‬
‫أو توريد‪ %‬أو مقاولة أو وظيفة أو خدمة‪ ،‬وكذلك االستيالء على األمالك‬
‫من مشروع قانون العقوبات‬
‫الفلسطيني‬ ‫العامة واألموال العامة له أو لغيره بغير وجه حق‪ ،‬ويعرض اليوم على‬
‫المجلس التشريعي‪ %‬مشروع قانون عقوبات فلسطيني ومشروع قانون‬
‫الكسب غير المشروع‪ %‬حيث يجري فيهما تنظيم احكام ذات عالقة بموضوع‪%‬‬
‫الفساد‪.‬‬

‫التجربة الفلسطينية – السلطة الوطنية الفلسطينية ‪:‬‬

‫بسبب غياب اإلرادة السياسية للسلطة التنفيذية الفلسطينية في مواجهة الفساد‪ ،‬اقتصر العمل على‬
‫التصدي لحاالت الفساد من قبل المجلس التشريعي‪ %‬وبعض مؤسسات‪ %‬المجتمع المدني الفلسطيني‬
‫وبعض النشطاء والسياسيين الفلسطينين‪ .‬حيث لم تقم مؤسسات الرقابة الداخلية في السلطة‬

‫‪4‬‬
‫الوطنية الفلسطينية بعملها بنجاعة في هذا المجال باستثناء التقرير الوحيد الذي استلمه المجلس‬
‫التشريعي من رئيس هيئة الرقابة العامة ‪ 1‬اواخر عام ‪ ، 1997‬والذي اشار بشكل عام الى وجود‪%‬‬
‫خلل في ادارة المال العام بينما انحصري معظم المحاوالت والمبادرات‪ %‬الالحقة في مجال‬
‫مواجهة الفساد في أروقة المجلس التشريعي‪ %‬ولجانه ‪ ،‬حيث بدات أعمال اللجنة الخاصة التي‬
‫شكلها المجلس التشريعي‪ %‬لدراسة تقرير رئيس هيئة الرقابة العامة أمام بعض الممارسات‬
‫والسلوك لبعض المسؤولين‪ %‬والتي وصفها رئيس هيئة الرقابة العامة بتجاوزات أو خلل في األداء‪.‬‬

‫وقد شكل المجلس التشريعي‪ %‬لجنة خاصة للتحقيق في موضوع‪ %‬الفساد في السلطة الوطنية‬
‫الفلسطينية من ثمانية أعضاء بتاريخ ‪ . 27/5/97‬حيث أعدت اللجنة أسس وآلية عملها بنفسها‬
‫والتي استندت إلى مجموعة من القواعد العامة من حيث تحديد القضايا المشتبه بها واستدعاء‬
‫الشهود وطلب الحصول على الوثائق‪ %‬ومخاطبة المسؤولين في مؤسسات‪ %‬السلطة وإ عداد التقرير‬
‫والتوصيات‪ .‬وقد توافقت اللجنة والمجلس التشريعي‪ %‬فيما بعد على تعريف‪ %‬متفق عليه للفساد ‪ ،‬وقد‬
‫عرف المجلس التشريعي الفلسطيني‬
‫جاء التعريف قريبا‪ %‬من تعريف منظمة الشفافية الدولية حيث ّ‬
‫الفساد بأنه "الخروج عن أحكام القانون أو األنظمة الصادرة بموجبه‪ ،‬أو مخالفة السياسات العامة‬
‫المعتمدة من قبل الموظف العام بهدف جني مكاسب (منافع) له أو آلخرين ذوي عالقة أو‬
‫استغالله لغياب القانون بشكل واع للحصول على هذه المنافع"‪.‬‬
‫وب ‪%%‬الرغم أن اللجنة لم تقم باس ‪%%‬تجواب‪ %‬جميع المس ‪%%‬ؤولين‪ %‬ومس ‪%%‬اءلتهم‪ ،‬وبش ‪%%‬كل خ ‪%%‬اص الع ‪%%‬املين في‬
‫مكتب ال‪%%%‬رئيس ومس ‪%%‬ؤولي‪ %‬األجه ‪%%‬زة األمني ‪%%‬ة‪ ،‬إال أن التقرير وتوص ‪%%‬ياته ش ‪%%‬كال حالة مس ‪%%‬اءلة ه‪%ّ %%‬زت‬
‫المجتمع الفلس ‪%% % %‬طيني عن ‪%% % %‬دما ق ‪%ّ % % %‬دمت تقريرها أم ‪%% % %‬ام المجلس التش ‪%% % %‬ريعي‪ %‬حيث أقر المجلس التقرير‬
‫والتوص‪%%‬يات‪ %‬وأش‪%%‬ار إلى وج‪%%‬ود ح‪%%‬االت فس‪%%‬اد واض‪%%‬حة واش‪%%‬ارت الى ع‪%%‬دم كفاية األنظمة والق‪%%‬وانين‬
‫والتعليم‪%%%‬ات و آلي‪%%%‬ات رقابة داخلية او محاس‪%%%‬بة ج‪%%%‬ادة ودائمة مما ش ‪%%‬جع انتش ‪%%‬ار ظ ‪%%‬اهرة الفس‪%%%‬اد‪ .‬ان‬
‫ت ‪%%‬وفر‪ %‬عناصر وعوامل س ‪%%‬لبية اجتماعية وسياس ‪%%‬ية ش ‪%%‬كلت بيئة مناس ‪%%‬بة لزي ‪%%‬ادة ف ‪%%‬رص الفس ‪%%‬اد ‪ ،‬مثل‬
‫غي‪%% %‬اب التش‪%% %‬ريعات ال‪%% %‬تي تع‪%% %‬زز مفه‪%% %‬وم النزاهة والش‪%% %‬فافية والمحاس‪%% %‬بة ‪ ،‬و ض‪%% %‬عف الرقابة وحرية‬
‫الص ‪%% %‬حافة واإلعالم في الحص ‪%% %‬ول على المعلوم ‪%% %‬ات وض ‪%% %‬عف‪ %‬دور مؤسس ‪%% %‬ات‪ %‬المجتمع الم ‪%% %‬دني في‬
‫الرقابة وض‪%%‬عف اس‪%%‬تقاللية القض‪%%‬اء وتوغل الس‪%%‬لطة التنفيذية واجهزتها بما فيها االمنية على حس‪%%‬اب‬
‫الس ‪%% %‬لطة التش ‪%% %‬ريعية و القض ‪%% %‬ائية‪ ،‬باإلض ‪%% %‬افة إلى ما توص ‪%% %‬لت إليه اللجنة بخص ‪%% %‬وص غي ‪%% %‬اب العمل‬
‫المؤسسي وغي ‪%% %‬اب خطط العمل الش ‪%% %‬املة وض ‪%% %‬عف الحكومة ب ‪%% %‬إقرار‪ %‬األنظمة وتحديد‪ %‬الص ‪%% %‬الحيات‬

‫‪ 1‬هيئة الرقابة العامة هي اهليئة احلكومية الرمسية اليت تتوىل مهمة الرقابة املالية واالدارية على اعمال املؤسسات الرمسية واالهلية باستثناء االجهزة االمنية ومؤسسة‬
‫الرئاسة ويتبع رئيسها لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫والمسؤوليات لكل منها مما ساهم في تفاقم حالة تنازع وتداخل وتك‪%%‬رار الص‪%%‬الحيات بين العديد من‬
‫الوزارات‪.‬‬

‫هذا وقد‪ %‬أبرز التقرير حاالت فساد‪ %‬قام بها مسؤولون من مراتب عليا‪ ،‬مثل وزراء‪ ،‬وكالء وزراء‬
‫ومدراء عامون‪ ،‬واستخدموا مواقعهم للحصول على منافع لهم أو لغيرهم أو لتعزيز مراكز‬
‫نفوذهم في السلطة والمجتمع بطرق‪ %‬غير قانونية‪ .‬وطالب المجلس الرئيس عرفات بإحالة بعض‬
‫المسؤولين إلى النيابة العامة الستكمال التحقيق ‪ ،‬كما تم كشف مظاهر خلل وفساد‪ %‬في عدد من‬
‫المؤسسات العامة شملت مسؤولي‪ %‬أجهزة أمنية ومستشارين في مكتب الرئيس‪ .‬وأشار تقرير‬
‫المخولة لهم بحكم موقعهم‪ %‬لعقد صفقات‬
‫ّ‬ ‫المجلس إلى استخدام بعض المسؤولين‪ %‬الصالحيات‬
‫مشبوهة والحصول‪ %‬على أموال من وراء ذلك‪ .‬كما طالب المجلس الرئيس بوقف واستبعاد بعض‬
‫المسؤولين عن العمل العام والطلب منهم إعادة األموال التي حصلوا عليها بطرق‪ %‬غير‬
‫مشروعة‪.‬‬

‫كما اوصى‪ %‬بضرورة مراجعة المجلس للتشريع‪%‬ي احكام القانون الخاص بهيئة الرقابة العامة‬
‫بحيث تصبح هيئة الرقابة أكثر فعالية وحيادية وذلك باقتراح‪ %‬مصادقة المجلس التشريعي‪ %‬على‬
‫تعيين رئيسها‪ %‬والزامه بتقديم تقريره السنوي للمجلس إضافة إلى رئيس الدولة‪ .‬واقتراح‪ %‬توسيع‬
‫صالحياتها ليشمل التدقيق في أعمال األجهزة األمنية والشركات المملوكة للدولة‪ .‬كما تضمنت‬
‫توصياته بعض االقتراحات لزيادة شفافية العمل في وزارات السلطة الوطنية‪ ،‬أشار التقرير الى‬
‫عدد من حاالت الفساد التي تحتاج إلى مزيد من التحقيق الجنائي وذلك بإجراء تحقيق رسمي من‬
‫قبل النائب العام تمهيدا للمحاكمة‪.‬‬

‫وقد ماطل األخ ال‪%% %‬رئيس باالس‪%% %‬تجابة لطلب المجلس بإحالة المش‪%% %‬تبه بهم للمس‪%% %‬اءلة الرس‪%% %‬مية بما في‬
‫ذلك األش‪%%‬خاص ال‪%%‬ذين أدانتهم لجنة وزارية ش‪%%‬كلها ال‪%%‬رئيس برئاسة األمين الع‪%%‬ام للرئاسة ح‪%%‬ول نفس‬
‫الموضوع‪.%‬‬

‫وقد اتضح للمجلس التشريعي‪ %‬أهمية تحرير دور النائب العام من تأثير السلطة التنفيذية بإعتباره‬
‫جزءا من سلطة القضاء المستقل وذلك لشعور‪ %‬المجلس وفقا لتجربته أن السلطة التنفيذية ال تطلب‬
‫من النائب العام متابعة قضايا‪ %‬الفساد أو تحريكها مما يوقف عملية المواجهة للفساد واكتمالها‬
‫بسبب غياب حلقة المحاسبة‪ .‬وقد‪ %‬أدخل المجلس التشريعي تعديال في نظامه الداخلي والقانون‬
‫األساسي الفلسطيني يعطي المجلس حق إحالة االشخاص المتهمين بقضايا الفساد للنائب العام‬
‫واعتبر النيابة العامة جزءا من السلطة القضائية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫لقد امتنع رئيس هيئة الرقابة العامة بعد عام ‪ 1998‬عن تقديم تقريره السنوي للمجلس التشريعي‬
‫عدل‬
‫ونشره للجمهور وحصر‪ %‬تسليمه للسيد الرئيس فقط‪ ،‬مما اضعف دور المجلس الرقابي‪ .‬كما ّ‬
‫القانون االساسي بحيث يلزم رئيس السلطة بأخذ موافقة المجلس التشريعي‪ %‬الفلسطيني على تعيين‬
‫رئيس هيئة الرقابة العامة ورئيس ديوان الموظفين والنائب العام‪ ،‬ولكن الرئيس رفض المصادقة‬
‫عليها وااللتزام بها‪ ،‬وكان هدف المجلس تعزيز حيادية هذه المراكز وحمايتها من التأثير عليها‪.‬‬
‫وعجز المجلس التشريعي في محاسبة الرئيس وكافة االشخاص الذين تحت مسؤوليته المباشرة‬
‫تحت مبرر ان الرئيس منتخب من الجمهور وال يخضع لمساءلة المجلس التشريعي‪ %‬مما شجع‬
‫عددا كبيرا من الششخصيات المتنفدة وبشكل خاص العاملين في المؤسسات االمنية على استخدام‪%‬‬
‫مظلة الرئاسة كغطاء لهروبهم‪ %‬من المحاسبة‪.‬‬

‫وتم تط ‪%%‬وير مجموعة من التش ‪%%‬ريعات‪ %‬التكميلية لمواجهة واض ‪%%‬عاف‪ %‬البيئة المس ‪%%‬اندة للفس ‪%%‬اد وبش ‪%%‬كل‬
‫خاص موضوع‪ %‬المحاسبة ‪ ،‬وفي هذا السياق تم‪:‬‬

‫‪ .1‬تعديل الق انون األساسي (الدس تور) باس تحداث منصب رئيس ال وزراء ال‪%%‬ذي يك‪%%‬ون مس‪%%‬ؤوال‬
‫عن اعماله امام المجلس التشريعي‪( %‬اعطاء وحجب الثق‪%%‬ة) في حين ان ال‪%%‬رئيس ياسر عرف‪%%‬ات ك‪%%‬ان‬
‫ي‪%% %‬رفض ان يك‪%% %‬ون مس‪%% %‬ؤوال ام‪%% %‬ام المجلس رغم توليه اعم‪%% %‬ال تنفيذية واس‪%% %‬عة على اعم‪%% %‬ال الس‪%% %‬لطة‬
‫التنفيذية والتي ثبت أن معظم حاالت الفس‪%%‬اد ال‪%%‬ذي أش‪%%‬ارت إليه التق‪%%‬ارير تتمركز‪ %‬في الم‪%%‬راتب العليا‬
‫منها‪.‬‬
‫‪ .2‬اقتراح تعديالت على التشريع الخاص بهيئة الرقابة العامة والموكل لها التدقيق في أعمال‬
‫إدارات السلطة بحيث يحررها‪ %‬من التبعية لرئيس السلطة الوطنية الذي يتولى مهام تنفيذية‪،‬‬
‫وجعلها مستقلة ومهنية وحماية العاملين فيها من أي تأثير خارجي وذلك من خالل تعيين رئيسها‬
‫من قبل المجلس التشريعي ومنع عزله من قبل السلطة التنفيذية مع حق نشر المعلومات وتقديم‬
‫التقارير الدورية للمجلس التشريعي‪ %‬وإعطائها حق االتهام وتحويل‪ %‬المشتبه بهم إلى النائب العام أو‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫‪ .3‬تطوير التشريع الخاص بالسجالت العامة بحيث تفتح المعلومات والسجالت أمام الجمهور‬
‫والصحافة وتحديد‪ %‬الحاالت التي تدخل في نطاق المعلومات السرية ‪.‬‬
‫‪ .4‬تطوير التشريعات‪ %‬التي تلزم الحكومة وأجهزتها‪ %‬بإعالن العطاءات وشروط‪ %‬الحصول على‬
‫التراخيص للجمهور‪ %‬وتشديد العقوبة على المخالفين لذلك‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .5‬إعداد التشريعات‪ %‬التي تحمي مؤسسات‪ %‬المجتمع المدني ‪ ،‬وبشكل خاص الصحافة واإلعالم‬
‫ومؤسسات‪ %‬الرقابة المدنية‪ ،‬وحماية حقها في الحصول على المعلومات وحقها في توعية الجمهور‬
‫في حقوقه المدنية وحقها في إحالة حاالت الفساد للنائب العام في مجاالت اختصاصها‪.‬‬
‫‪ .6‬تطوير تشريعات‪ %‬الهيئات المحلية بحيث يجري تعزيز الالمركزية في عمل السلطة مما يوسع‬
‫من دائرة الرقابة والمشاركة للجمهور على األعمال العامة ويخلق‪ %‬حالة من الشعور بالمسؤولية‬
‫ووضوح‪ %‬المرجعية للمسؤولين‪ %‬والعاملين في هذه الهيئات‪.‬‬
‫‪ .7‬تطوير سلة التشريعات‪ %‬االقتصادية التي تحد من تدخل العاملين في األجهزة الحكومية بما فيها‬
‫االمنية في اقتصاد السوق‪ %‬ونشاطاته وقصر عملها على الرقابة وإ عداد السياسات وتنفيذ القانون‪.‬‬
‫‪ .8‬إحداث تعديالت تشريعية تجعل من تعيينات بعض الشخصيات الهامة‪ ،‬إضافة للوزراء‪،‬‬
‫بحاجة لمصادقة المجلس التشريعي‪ %،‬مثل النائب العام‪ ،‬رئيس ديوان الموظفين‪ ،‬رئيس سلطة النقد‬
‫‪ ....‬الخ‪.‬‬
‫‪ .9‬اقرار‪ %‬قانون يتعلق بالذمة المالية الخاصة بكبار المسؤولين( االفصاح ) وقانون الكسب غير‬
‫المشروع‪.‬‬
‫كما عمل المجلس التشريعي‪ %‬على اقتراح سياسات على السلطة التنفيذية تتعلق بتعزيز‪ %‬الديمقراطية‬
‫وتطبيق‪ %‬الالمركزية والشفافية في عمل الحكومة وإ جراء االنتخابات في معظم المؤسسات في‬
‫مواعيدها‪.‬‬

‫ولقد بدى واضحا‪ %‬عدم رغبة الرئيس بتكريس مبدأ المساءلة‪ ،‬وبشكل خاص من قبل المجلس‬
‫التشريعي‪ ،‬فقد تجاهل متابعة القرارات بالرغم من أن غالبية الوزراء استقالوا على خلفية هذا‬
‫التقرير‪ ،‬وكاد المجلس أن يسقط الحكومة بسبب الفساد األول إال أن الرئيس نجح في احتواء نتائج‬
‫هذا التقرير وتم استيعاب عدد من اعضاء المجلس التشريعي واحتوائهم في الحكومة الجديدة‬
‫وبشكل خاص بعض من ساهمو في اعداد تقرير الفساد مما اضعف من هيبة وسمعة المجلس امام‬
‫المواطنين‪.‬‬
‫إن التجربة المشار إليها والتي لم تقدم للجمهور‪ %‬نموذجا لسلوك متواصل‪ %‬ضد الفساد من قبل‬
‫المجلس التشريعي‪ %‬تؤكد مدى أهمية أن يبدي األشخاص الذين يتصدوا للفساد نزاهة وأمانة في‬
‫سلوكهم شخصيا‪ %‬حتى ال يفسر موقفهم وكأنه يتأثر بحسابات شخصية أو آنية ليس لها عالقة بآلية‬
‫متواصلة وثابتة ومثابرة في مواجهة الفساد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫قانون املنظمات واملؤسسات االهلية الفلسطينية‬

‫‪8‬‬
‫تبقى السلطة التشريعية حاضرة في ذهن الجمهور وذلك من خالل ربطه الوثيق بين‬
‫دورها ووظيفتها من جهة وإمكانية محاربة الفساد ومحاصرته من جهة اخرى ‪ .‬ففي‬
‫إطار رد المستطلعين على السؤال القائل ‪ :‬كيف يمكن محاربة الفساد ؟ أجاب ‪ %98‬بان‬
‫سن القوانين المناسبة لمعاقبة مرتكبي الفساد هو أمر مهم‪ ،‬أو مهم جدا‪ .‬وأجاب أيضا‬
‫‪ %92.5‬بان منح السلطة التشريعية دورها في مراقبة السلطة التنفيذية‬

‫حجم ظاهرة الفساد‬


‫أظهرت تقارير المجلس التشريعي‪ %‬ولجانه ال‪%%‬تي ع‪%%‬الجت قض‪%%‬ايا الفس‪%%‬اد في ذلك ال‪%%‬وقت تمركزها‪ %‬في‬
‫أوساط شريحة محدودة في قمة هرم السلطة أو في أوساط شخص‪%‬يات ذات نف‪%‬وذ من الم‪%‬راتب العليا‬
‫في القط ‪%% %‬اع الع ‪%% %‬ام أو االجه ‪%% %‬زة االمنية او الش ‪%% %‬ركات االحتكارية ذات العالقة مع الس ‪%% %‬لطة مثل هيئة‬
‫الب ‪%%‬ترول وش ‪%%‬ركة االس ‪%%‬منت وهيئة التبغ والش ‪%%‬ركة الفلس ‪%%‬طينية للخ ‪%%‬دمات التجارية ‪ ، 3‬إال أن انطب ‪%%‬اع‬
‫الجمهور ووفقا‪ %‬ألستطالعات الرأي تشير الى اتساع ظ‪%%‬اهرة المحس‪%%‬وبية والواس‪%%‬طة في مج‪%%‬ال عمل‬
‫الس‪%%‬لطة‪ ،‬وبش‪%%‬كل خ‪%%‬اص في مج‪%%‬ال التعين‪%%‬ات الحكومية وتق‪%%‬ديم الخ‪%%‬دمات الص‪%%‬حية والبعث‪%%‬ات والمنح‬
‫التعليمية وتوزيع المساعدات الخيرية واستخدام فرص التشغيل للعاطلين عن العمل‪.‬‬
‫لقد اش ‪%%‬ارت تق‪%%%‬ارير الهيئ ‪%%‬ات المحلية والدولية ان غي‪%%%‬اب المحاس ‪%%‬بة في جسم الس ‪%%‬لطة الب ‪%%‬يروقراطي‬
‫وتدني مستوى‪ %‬االج‪%‬ور‪ %‬وال‪%‬رواتب‪ %‬في القط‪%‬اع الع‪%‬ام وارتف‪%‬اع مس‪%%‬توى المعيشة يه‪%‬دد بإنتش‪%%‬ار ظ‪%%‬اهرة‬
‫الفساد من اعلى الى اسفل اسوة بما هو حاصل في الدول المجاورة‪.‬‬

‫كل موظف عام أو من في حكمه طلب‬


‫لنفسه أو لغيره أو قبل اخذ وعدًا أو عطية‬
‫أو هدية أو اية منفعة أخرى أيًا كان اسمها‬ ‫أبرز مظاهر وأشكال الفساد في القطاع العام‬
‫أو نوعها‪ ،‬وسواء كانت مادية أو غير‬
‫مادية‪ ،‬ألداء عمل من أعمال وظيفته أو‬ ‫تعددت مظاهر الفساد بإختالف الجهة التي تمارسه أو المصلحة‬
‫‪ .‬عنه أو لألخالل بواجبات الوظيفة‬ ‫لالمتناع‬
‫أو لمكافأته على ما وقع منه‪ ،‬يعد مرتشيًا‬ ‫فرد أو جماعة أو مؤسسة‬ ‫التي يسعى لتحقيقها‪ ،‬فقد يمارسه‬
‫ويعاقب بالسجن المؤقت‬
‫خاصة أو مؤسسة رسمية أو أهلية‪ ،‬وقد‪ %‬يهدف لتحقيق منفعة‬
‫من مشروع قانون العقوبات الفلسطيني‬
‫مادية أو مكسب سياسي‪ %‬أو مكسب اجتماعي‪.‬‬
‫وقد يك‪%%‬ون الفس‪%%‬اد ف‪%%‬ردي‪ %‬يمارسه الف‪%%‬رد بمب‪%%‬ادرة شخص‪%%‬ية ودون تنس‪%%‬يق مع أف‪%%‬راد أو جه‪%%‬ات اخ‪%%‬رى‪،‬‬
‫وقد تمارسه مجموعة بش ‪%% %‬كل منظم ومنس ‪%% %‬ق‪ ،‬ويش ‪%% %‬كل ذلك اخطر أن ‪%% %‬واع الفس‪%% %‬اد‪ ،‬حيث لوحظ أن‬

‫‪ 3‬الشركة االحتكارية االم اليت يديرها خالد سالم ( حممد رشيد) مستشار الرئيس للشؤون االقتصادية واليت جرى الحقا ادماجها يف صندوق االستثمار‬
‫الفلسطيين وجيري حاليا خصخصة بعض استثماراهتا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التعين ‪%%‬ات والترقي ‪%%‬ات لش ‪%%‬غل الوظ ‪%%‬ائف العليا تتم من خالل توص ‪%%‬ية تنظيمية من أحد هيئ ‪%%‬ات الح ‪%%‬زب‬
‫الحاكم او احد قياداته او استرضاءا‪ %‬لتنظيم موالي للحزب الحاكم‪.‬‬

‫وينقسم الفساد وفقا لمرتبة من يمارسه إلى فساد أفقي (فساد صغير ‪)Minor Corruption‬‬
‫يشمل قطاع‪ %‬الموظفين العموميين الصغار‪ %‬بحيث يتطلب إنجاز أية معاملة مهما كانت صغيرة‬
‫تقديم رشوة للموظف‪ %‬المسؤول‪ ،‬ويكاد يكون هذا الشكل معدوما في القطاع العام الفلسطيني‪.‬‬
‫وفساد عمودي (فساد كبير ‪ )Corruption Gross‬يقوم به كبار المسؤولين‪ %‬ويتعلق بقضايا‬
‫اكبر من مجرد معامالت إدارية يومية‪ ،‬كما يهدف إلى تحقيق مكاسب اكبر من مجرد رشوة‬
‫‪4‬‬
‫صغيرة وهذا الشكل موجود‪ %‬في مواقع عديدة في قمة هرم السلطة الفلسطينية‬

‫وتتجلى ظ ‪%% %‬اهرة الفس ‪%% %‬اد في فلس ‪%% %‬طين بمجموعة من الس لوكيات ال ‪%% %‬تي يق ‪%% %‬وم بها بعض من يتول ‪%% %‬ون‬
‫المناصب العامة‪ ،‬وبالرغم من التشابه أحيانا والتداخل فيما بينها إال انه يمكن إجمالها كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الرش وة (‪ :)Bribery‬أي الحص ‪%% %‬ول على أم ‪%% %‬وال أو أية من ‪%% %‬افع أخ ‪%% %‬رى من اجل تنفيذ عمل او‬
‫االمتناع عن تنفيذه مخالفةً لالصول‪.‬‬
‫‪ -‬المحس وبية (‪ :)Nepotism‬أي تنفيذ أعم‪%% % %‬ال لص‪%% % %‬الح ف‪%% % %‬رد أو جهة ينتمي لها الش‪%% % %‬خص مثل‬
‫حزب أو عائلة أو منطقة…الخ‪ ،‬دون أن يكونوا‪ %‬مستحقين لها‪.‬‬
‫‪ -‬المحاب اة (‪ :)Favoritism‬أي تفض‪%%‬يل جهة على أخ‪%%‬رى في الخدمة بغ‪%%‬ير حق للحص‪%%‬ول على‬
‫مصالح معينة‪.‬‬
‫‪ -‬الواس طة ((‪ :Wasta‬أي الت ‪%% %‬دخل لص ‪%% %‬الح ف ‪%% %‬رد م ‪%% %‬ا‪ ،‬أو جماعة دون االل ‪%% %‬تزام بأص ‪%% %‬ول العمل‬
‫والكف ‪%% % %‬اءة الالزمة مثل تع ‪%% % %‬يين ش ‪%% % %‬خص في منصب معين الس ‪%% % %‬باب تتعلق بالقرابة أو االنتم ‪%% % %‬اء‬
‫الحزبي رغم كونه غير كفؤ أو مستحق‬
‫‪ -‬نهب الم ال الع ام‪ :‬أي الحص‪%% %‬ول على أم‪%% %‬وال الدولة والتص‪%% %‬رف‪ %‬بها من غ‪%% %‬ير وجه حق تحت‬
‫مسميات مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬االب تزاز (‪ :)Black mailins‬أي الحص ‪%%‬ول على أم ‪%%‬وال من ط ‪%%‬رف‪ %‬معين في المجتمع مقابل‬
‫تنفيذ مصالح مرتبطة بوظيفة الشخص المتصف بالفساد‪.‬‬

‫ال جيوز ل ‪FF F F F F‬رئيس ال ‪FF F F F F‬وزراء أو ألي وزير من ال ‪FF F F F F‬وزراء أن‬ ‫ابرز صور الفساد وأشكاله في فلسطين المحتلة‪:‬‬
‫يش‪FF F F F‬رتي أو يس‪FF F F F‬تأجر ش‪FF F F F‬يئاً من أمالك الدول‪FF F F F‬ة‪ ،‬أو أحد‬
‫األش‪FF F F F‬خاص املعنوية العامة ‪ ،‬أو أن تك‪FF F F F‬ون له مص‪FF F F F‬لحة‬ ‫‪ .1‬استخدام الموقع العام‪ :‬استخدام‪ %‬الوظيفة العامة من قبل‬
‫مالية يف أي عقد من العق ‪FF F F F F F F F F F F F F‬ود اليت تربمها اجله ‪FF F F F F F F F F F F F F‬ات‬
‫احلكومية أو اإلداري‪FF‬ة‪ ،‬كما ال جيوز له ط‪FF‬وال م‪FF‬دة وزارته‬ ‫شخصيات متنفذة (وزراء أو مساعدين لهم إضافة لبعض‬
‫أن يك‪FF F‬ون عض‪FF F‬واً يف جملس إدارة أي ش‪FF F‬ركة أو أن ميارس‬
‫‪4‬‬
‫التج‪FF F F‬ارة أو أي مهنة من املهن أو أن يتقاضى راتب‪F F F F‬اً أخر‬ ‫د‪.‬امحد ابو دية ‪ ،‬جامعة القدس‬
‫أو أي مكاف‪FF‬آت أو منح من أي ش‪FF‬خص آخر وب‪FF‬أي ص‪FF‬فة‬
‫كانت غري الراتب الواحد احملدد للوزير وخمصصاته‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫(مادة ‪- )80‬من القانون االساسي الفلسطيني‬
‫المستشارين في مكتب الرئيس) للحصول على امتيازات‬
‫خاصة والتي ظهرت بشكل بارز في مجال احتكار بعض‬
‫خدمات ومشاريع البنية التحتية أو الوكاالت التجارية للمواد‬
‫األساسية من قبل هذه الشخصيات المتنفذة‪.‬‬

‫كما أن الحص ‪%% %‬ول على العم ‪%% %‬والت لتس ‪%% %‬هيل الحص ‪%% %‬ول على ه ‪%% %‬ذه االمتي ‪%% %‬ازات قد ح ‪%% %‬رم الخزينة من‬
‫أم ‪%% %‬وال عام ‪%% %‬ة‪ ،‬وأحيانا‪ %‬ج ‪%% %‬رى تب ‪%% %‬ذير ممتلك ‪%% %‬ات عامة خالفا للق ‪%% %‬انون‪ ،‬مثل توزيع‪ %‬أراض الدولة في‬
‫قطاع غزة بدون وجه حق‪.‬‬

‫‪ .2‬غياب النزاهة والعلنية في العطاءات الحكومية‪ :‬إحالة عطاءات بطرق‪ %‬غير شرعية‬
‫لشركات ذات عالقة بمسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية أو أفراد عائالتهم‪ ،‬وبدى ذلك واضحا‬
‫في عطاءات شراء سيارات حكومية او تأمينها لشركات تأمين محددة بعيدا عن قواعد العمل‬
‫السليم وفي غياب اصول وشفافية العطاءات العامة‪.‬‬

‫وكان واضحا‪ %‬أن إحالة عطاءات حكومية على أشخاص أو شركات دون اإلعالن والتنافس النزيه‬
‫حول موضوع الخصخصة من سياسة اقتصادية يمكن القبول بها إلى سياسة احتكار ال يمكن‬
‫قد ّ‬
‫القبول بها حيث يجري التح ّكم باألسعار وانعدام‪ %‬الجودة بسبب غياب المنافسة‪.‬‬

‫‪ .3‬مخالفة قانون الخدمة المدنية‪ :‬قيام‪ %‬المسؤولين بالتعيينات العشوائية في القطاع العام دون‬
‫الحاجة لهم خالفا لقانون الموازنة ونظام‪ %‬التشكيالت الوظيفية‪ ،‬بهدف تعزيز النفوذ الشخصي‬
‫لهؤالء المسؤولين‪ %‬على حساب المال العام مما أدى إلى ترهل سريع في اإلدارات وتزاحم في‬
‫المكاتب انعكس سلبا على العمل وأدى إلى عدم القدرة على دفع رواتب معقولة للموظفين‪.‬‬

‫حيدد الق‪FF F F‬انون القواعد واإلج‪FF F F‬راءات اخلاصة‬ ‫‪.4‬تبذير المال العام‪ :‬الحصول على تراخيص وإ عفاءات‬
‫مبنح االمتي‪FF F F F F F F F‬ازات أو االلتزام‪FF F F F F F F F‬ات املتعلقة‬
‫باس‪FF F F F‬تغالل م‪FF F F F‬وارد ال‪FF F F F‬ثروة الطبيعية واملرافق‬ ‫ضريبية أو جمركية ألشخاص أو شركات غير مؤهلة أو‬
‫العام‪FF F F F F F F‬ة‪ ،‬كما ي ‪FF F F F F F‬بني أح ‪FF F F F F F‬وال التص ‪FF F F F F F‬رف‬ ‫ال تستحقها أو بدون وجه حق أو بشكل غير نزيه أو عادل‪،‬‬
‫بالعق‪FF F F F F F F F F F F F F F‬ارات اململوكة للدولة وغريها من‬
‫األش ‪FF F F F F F F F‬خاص املعنوية العام‪FF F F F F F F F F‬ة‪ ،‬أو القواعد‬ ‫وذلك السترضاء أشخاص في السلطة أو لتحقيق مصالح متبادلة‪.‬‬
‫واإلجراءات املنظمة هلا‪.‬‬
‫ويتضح التبذير في المال العام في حاالت مثل االعفاءات‬
‫(م‪$$ $ $‬ادة ‪ - )94‬من الق‪$$ $ $‬انون االساسي‬
‫الفلسطيني‬ ‫الجمركية التي منحت لسيارات مستوردة ألشخاص متنفذين مما‬
‫حرم الخزينة العامة من مواردها‪ ، %‬إضافة إلدخال‬
‫موارد أو سلع وإ عفاءها من الجمارك ثم بيعها في األسواق كما حصل بشأن األدوية التي أدخلتها‬
‫إحدى الشركات من مصر إلى قطاع‪ %‬غزة باعتبارها تبرعات من نقابة الصيادلة في مصر وعليه‬

‫‪11‬‬
‫تم إعفاءها من الضرائب والجمارك ‪ ،‬وبعد ذلك تم بيعها لوزارة الصحة كأدوية تجارية عادية‬
‫وكل ذلك تم بالتواطىء مع وزراء ومدراء عامين ‪.‬‬

‫‪ .5‬سرقة األموال أو الممتلكات العامة كسرقة أموال الضرائب أو من خالل توزيع‪ %‬أموال‬
‫وخدمات على مؤسسات وهمية وقد برزت في هذا المجال حاالت توزيع اراضي‪ %‬الدولة على‬
‫اشخاص او اجهزة بدون وجه حق‪.‬‬

‫وب‪%% %‬الرغم من وج‪%% %‬ود العديد من أش‪%% %‬كال وص‪%% %‬ور‪ %‬الفس‪%% %‬اد الس‪%% %‬ابقة بنسب متفاوتة‪ ،‬إال أن المحس‪%% %‬وبية‬
‫والواس‪%%‬طة واالحتك‪%%‬ارات في العط‪%%‬اءات الحكومية وس‪%%‬رقة الم‪%%‬ال الع‪%%‬ام تعد اب‪%%‬رز ص‪%%‬ور الفس‪%%‬اد في‬
‫التي شهدها المجتمع الفلسطيني‪ ،‬وهذا ال يعني عدم وج‪%%‬ود فس‪%%‬اد في عمل وس‪%%‬لوك‪ %‬األف‪%%‬راد‪ %‬الع‪%%‬املين‬
‫في بعض المج‪%% % %‬الس المحلية ومؤسس‪%% % %‬ات المجتمع الم‪%% % %‬دني بما فيها القط‪%% % %‬اع الخ‪%% % %‬اص و االعالم و‬
‫المنظم ‪%%‬ات األهلية أو ح ‪%%‬تى االح ‪%%‬زاب السياس ‪%%‬ية‪ .‬وفي‪ %‬كث ‪%%‬ير من االحي ‪%%‬ان ج ‪%%‬رى ت ‪%%‬واطئ‪ %‬بين بعض‬
‫متنفذي القطاع العام وافراد من القطاع الخاص‪.‬‬

‫وفي مؤتمر‪ %‬الحوار الوطني االقتصادي الذي عقده مركز التجارة الفس‪%‬طيني متوجا عش‪%‬رات ورش‬
‫العمل التي ناقشت مختلف جوانب بيئه النشاط االقتصادي في فلسطين‪ ،‬أكد المؤتمر‪ %‬على ض‪%‬رورة‬
‫إصدار ق‪%‬انون اإلفص‪%‬اح للمس‪%‬ؤولين في الم‪%‬راتب العليا في الس‪%‬لطة الفلس‪%‬طينية‪ ،‬وعلى ض‪%‬رورة منع‬
‫موظفي السلطة الفلسطينية الكبار من إقامة الشركات أو الدخول في مش‪%%‬اركات مع ش‪%%‬ركات اخ‪%%‬رى‬
‫طالما هم في وظ‪%% % %‬ائفهم‪ .‬كما دعا الم‪%% % %‬ؤتمر‪ %‬إلى ض‪%% % %‬رورة قي‪%% % %‬ام ال‪%% % %‬وزارات والمؤسس‪%% % %‬ات‪ %‬الحكومية‬
‫بوضع االنظمة والل ‪%% %‬وائح الكفيلة بمنع تض ‪%% %‬ارب المص ‪%% %‬الح‪ ،‬واتخ ‪%% %‬اذ‪ %‬اإلج ‪%% %‬راءات الرادعة بحق من‬
‫يستغل وظيفته العامة لتحقيق مصالح شخصية‪.5‬‬

‫األسباب الرئيسية للفساد في السلطة الفلسطينية‬

‫تتعدد األسباب الكامنة وراء بروز ظاهرة الفساد وتفشيها‪ %‬في المجتمعات بالرغم من وجود‪ %‬شبه‬
‫إجماع على كون هذه الظاهرة سلوك إنساني سلبي تحركه المصلحة الذاتية‪ ،‬ويمكن إجمال‬
‫مجموعة من األسباب العامة لهذه الظاهرة التي تشكل في مجملها ما يسمى بمنظومة الفساد‪ ،‬إال‬
‫انه ينبغي المالحظة بان هذه األسباب وان كانت متواجدة بشكل أو بآخر في كل المجتمعات إال‬
‫أنها تتدرج وتختلف‪ %‬في األهمية بين مجتمع واخر فقد يكون الحد األسباب األهمية األولى في‬
‫انتشار الفساد بينما يكون في مجتمع آخر سببا ثانويا‪%‬‬

‫مؤتمر الحوار الوطني االقتصادي‪ ،‬نتائج وتوصيات المؤتمر الذي عقده في ‪ 30‬أيار ‪ ، 2000‬مركز التجارة الفلسطيني‪ -‬بالتريد‪.‬‬ ‫‪5‬د‪ .‬مسري عبداهلل ‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫كما الفساد في معظم دول العالم الثالث‪ ،‬فإن منظومة الفساد تتأثر طرديا بوجود‪ %‬البيئة العامة‬
‫المناسبة والتي تغذي عناصر الفساد‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬فإن الفساد يستشري‪ %‬وتزداد الفرص لممارسته‬
‫في المراحل االنتقالية وفي‪ %‬مراحل التحوالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫حيث وتزداد الفرص لممارسة الفساد في المراحل االنتقالية والفترات التي تشهد تحوالت سياسية‬
‫واقتصادية واجتماعية كتلك التي يمر بها الشعب الفلسطيني (االنتقال من مرحلة االحتالل إلى‬
‫مرحلة االستقالل) واالنتقال من مرحلة الثورة الى مرحلة الدولة‪ .‬ويساعد على ذلك حداثة أو‬
‫عدم اكتمال البناء المؤسسي واإلطار‪ %‬القانوني التي توفر‪ %‬بيئة مناسبة للفاسدين مستغلين ضعف‬
‫الجهاز الرقابي على الوظائف‪ %‬العامة في هذه المراحل وضعف‪ %‬معرفة المواطن لحقوقه ومعرفته‬
‫لإلجراءات والمعلومات‪ %‬الجديدة‪.‬‬
‫كما أن المجتمع الفلسطيني بعالقاته وطبقاته وفئاته يمر‪ ،‬بسبب ظروف‪ %‬الحل السياسي االنتقالي‬
‫والتعقيدات التي ترافقه بسبب تداخل االحتالل وسياساته واهدافه المعادية وتشابك‪ %‬وتداخل‬
‫االطراف الدولية والمانحة مما ساهم في زيادة فرص الفساد‪ .‬ويمكن عموما‪ ،‬رصد أهم األسباب‬
‫للفساد في هذه المرحلة كما اتضح من رصد التقارير الفلسطينية المحلية‪ 6‬والدولية ‪:7‬‬

‫أوالً‪ :‬ضعف اإلرادة لدى القيادة السياسية لمكافحة الفساد‪ ،‬وذلك بعدم اتخاذ أية إجراءات‬
‫وقائية أو عقابية جادة بحق عناصر الفساد بسبب انغماسها نفسها او بعض اطرافها‪ %‬في الفساد‪،‬‬
‫وان كانت احيانا تبدي استعدادا للتجاوب مع طروحات‪ %‬االصالح تحت تأثير الضغوط‪ %‬المحلية‬
‫والخارجية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدم االلتزام بمبدأ الفصل المتوازن بين السلطات الثالث التنفيذية والتشريعية والقضائية‬
‫في النظام السياسي وطغيان السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية وهو ما يؤدي إلى‬
‫اإلخالل بمبدأ الرقابة المتبادلة‪ ,‬كما أن ضعف الجهاز القضائي وغياب استقالليته ونزاهته‬
‫يعتبر سبباً مشجعاً على الفساد‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ضعف البناء المؤسسي للسلطة الوطنية الفلسطينية بشكل عام وعدم اكتمال هياكلها‬
‫ومؤسساتها الرقابية وبشكل خاص عدم تحديد مرجعياتها وصالحيات‪ %‬كل منها بشكل واضح بما‬
‫في ذلك االجهزة االمنية واجهزة الرقابة والمحاسبة الداخلية ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ضعف دور وقلة خبرة البرلمان (المجلس التشريعي) وضعف قوة المعارضة فيه أضاف‬
‫مزيدا من ضعف الرقابة على أداء السلطة التنفيذية‪ .‬وقد ساهمت المعارضة بتعزيز‪ %‬حالة الضعف‬

‫‪ 6‬الدراسات امليدانية اليت اعدها االئتالف من اجل النزاهة واملساءلة أمان مبا فيها استطالعات رأي أعدت لصاحل االئتالف‪.‬‬
‫‪ 7‬تقرير روكارد‬

‫‪13‬‬
‫بسبب مقاطعة جزء رئيسي منها لالنتخابات‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن نجاح أغلبية ساحقة للحزب الحاكم‬
‫(حركة فتح) جعل من دور أعضاء الحركة في التصدي لحاالت الفساد مقيد بدرجة ال تسمح‬
‫بالمساءلة الجدية واضعف‪ %‬من دور االعضاء المستقلين في هذا المجال‪ ،‬وهذا يفسر عدم استخدام‬
‫المجلس لحقه في حجب الثقة عن المسؤولين‪ %‬عن الفساد رغم التهديد باستعمال هذا الحق وذلك‬
‫بسبب ضغط (مركزية حركة فتح) والرئيس على معظم اعضاء المجلس من الحركة او احتوائهم‪%‬‬
‫في اطار السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬ضعف الجهاز القضائي وغياب سيادة القانون‪ :‬إن ضعف الجهاز القضائي شجع‬
‫عناصر الفساد للتهرب من المحاسبة العادلة‪ ،‬كما أن عدم التزام أجهزة السلطة التنفيذية بتنفيذ‬
‫حكم القضاء أو التدخل في أحكامه وأعماله من قبل السلطة وأجهزتها ولّد حالة من الشعور‪ %‬بعدم‬
‫األمان أو عدم جدوى‪ %‬التوجه للقضاء ‪ .‬وقد‪ %‬أشارت تقارير المجلس التشريعي‪ %‬المتعددة‪ ،‬وبشكل‬
‫خاص تقارير اللجان القانونية والرقابة والمالية إلى أهمية استقالل جهاز القضاء وتعزيز قدراته‪،‬‬
‫وأشارت معظم التوصيات‪ %‬إلى أهمية بناء مجلس القضاء األعلى على اسس سليمة والمصادقة‬
‫على مجموعة القوانين المعززة لذلك‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬غياب الشفافية وعدم السماح بالوصول للمعلومات والسجالت العامة‪ ،‬وبشكل خاص‬
‫المالي فيها كالمعلومات‪ %‬عن الموازنة من حيث تفاصيل اإليرادات والنفقات‪ ،‬خاصة نفقات األمن‬
‫ومكتب الرئيس والمعلومات التي تتعلق بالشركات واالستثمارات التي تديرها مجموعة من‬
‫األشخاص نيابة عن السلطة أو الشركات التي تساهم فيها السلطة بصورة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة‪ .‬وقد ش ّكلت تقارير لجان الموازنة واالقتصادية والرقابة في المجلس التشريعي‪ %‬طلبات‬
‫متكررة للكشف عن هذه األموال والتي ولّدت ضبابية عملها بيئة مشجعة على الفساد‪ ،‬حيث‬
‫أشارت تقارير لجنة الموازنة والشؤون المالية وتقرير‪ %‬اللجنة الخاصة بموضوع الفساد أن غياب‬
‫دور المؤسسة (الذي استبدل بدور‪ %‬أفراد) وتغيب العمل وفق‪ %‬أحكام القانون واألنظمة المنبثقة عنه‬
‫ساعدت هؤالء األشخاص على التمادي في االستيالء على أموال عامة أو خاصة مستخدمين بيئة‬
‫العمل الدكاكيني‪ %‬والزبائني‪ %‬غير المعلن وغير المكشوف‪ %‬للعامة مستفيدين من احتكار المعلومات‬
‫والسلطة لالستيالء على عدد كبير من العطاءات والتصاريح والوكاالت‪ %‬التجارية بطرق‪ %‬غير‬
‫نظامية‪ ،‬كما ان امتناع السلطة عن كشف موازنات‪ %‬االجهزة االمنية وعدد العاملين فيها ونفقاتها‬
‫في السابق وغياب اية الية رسمية للرقابة على ماليتهم خلق بيئة غير صحية اثارت الشبهات حول‬
‫الفساد في مالية اجهزة االمن والتي تستهلك مع نفقات وزارة الداخلية ما يقارب ثلث نفقات‬
‫الخزينة العامة‪ ،‬ان سياسة السلطة بالسماح لمسؤولي االجهزة االمنية بالتصرف‪ %‬للحصول على‬
‫ايرادات خاصة بهم لتغطية النفقات لنشاطات اجهزتهم‪ %‬قد شجع البعض منهم على االنخراط‪ %‬في‬

‫‪14‬‬
‫النشاط التجاري واالستيالء على بعض الموارد‪ %‬العامة واستسهال فرض الخاوات والرسوم غير‬
‫القانونية على االخرين مما شكل بيئة مشجعة للفساد وفرصا‪ %‬سانحة للفاسدين‪.‬‬

‫لقد‬ ‫سابعا‪ :‬ضعف دور مؤسسات المجتمع المدني في مجال الرقابة على األداء الحكومي‪:‬‬
‫اتضح أن هيئة الرقابة العامة غير قادرة على العمل بحيادية وبشكل مستقل عن تأثير السلطة‬
‫التنفيذية‪ .‬وقد امتنعت عن إعالن تقريرها السنوي‪ %‬منذ عام ‪ 1997‬وترفض‪ %‬تسليم المجلس‬
‫التشريعي ولجانه الرقابية أية معلومات وأعلنت أنها تتبع مكتب الرئيس!!‪.‬‬
‫وعلى الرغم من كثرة مؤسسات‪ %‬المجتمع المدني فإن أي منها لم يكرس نشاطه واهتمامه‬
‫بموضوع‪ %‬الفساد ‪ ،‬مع استثناء الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن والتي تركز عملها على‬
‫الرقابة في مجال حقوق اإلنسان‪ .‬كما تشكل االئتالف من أجل النزاهة والمساءلة أمان والمكون‬
‫من عدد من مؤسسات المجتمع المدني العاملة في حقل التوعية والتأثير واشاعة مفاهيم النواهة‬
‫والشفافية‪.‬‬
‫وقد اتضح أن كثيرا من مؤسسات‪ %‬المجتمع المدني تخشى العمل في هذا المجال بسبب المخاطر‪%‬‬
‫المتوقعة كون الفساد في إطار السلطة الوطني‪%‬ة الفلسطينية وممارسا‪ %‬من قبل شخصيات مركزية‬
‫وذات نفوذ (يالحظ في الفترات األخيرة امتداد الفساد لمجموعة أوسع من األشخاص بسبب شعور‪%‬‬
‫هؤالء األشخاص بغياب المحاسبة بعد أن فشل المجلس التشريعي‪ %‬في تقديم أي مسؤول‬
‫للمحاسبة)‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬المركزية الشديدة والتدخل في اقتصاد السوق‪ :‬اعتمد النظام السياسي‪ %‬للسلطة الوطنية‬
‫المركزية الشديدة من جهة والتدخل في اقتصاد‪ %‬السوق بشكل مباشر كشريك‪ %‬أو محتكر من جهة‬
‫أخرى وقد ثبت من تقارير القطاع الخاص والمجلس التشريعي ان االطراف المتنفذة في وظائف‪%‬‬
‫عامة لها عالقة باالقتصاد شكلت شركات مع آخرين دون أن تساهم ماليا وحظيت على مكاسب‬
‫وثروات ووكاالت‪ %‬محلية لشركات اجنبية دون وجه حق ‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬ضعف أجهزة الرقابة في الدولة وعدم استقالليتها بما فيها اجهزة الرقابة الداخلية التي‬
‫ال يتعدى دورها تقديم تقارير لمسؤول المؤسسة فقط‪.‬‬

‫عاشرا‪ :‬تدني رواتب العاملين في القطاع العام وارتفاع مستوى المعيشة مما يشكل بيئة مالئمة‬
‫لقيام بعض العاملين بالبحث عن مصادر‪ %‬مالية أخرى حتى لو كان من خالل الرشوة مع غياب‬
‫قواعد العمل واإلجراءات المكتوبة ومدونات السلوك للموظفين في قطاعات العمل العام‬
‫واألهلي والخاص‪ ،‬وهو ما يفتح المجال لممارسة الفساد‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫حادي عشر‪ :‬غياب حرية األعالم وعدم السماح لها أو للمواطنين بالوصول إلى المعلومات‬
‫والسجالت العامة‪ ،‬مما يحول دون ممارستهم لدورهم‪ %‬الرقابي على أعمال الوزارات والمؤسسات‬
‫العامة‪.‬‬
‫وقد ترافق‪ %‬كل ذلك مع ضعف دور اإلعالم المحلي‪ ،‬وبشكل خاص الصحافة‪ ،‬بسبب الضغط‬
‫الرسمي من جهة وغياب الخبرة لدى المراسلين المتخصصين‪ %‬في مجال التحقيقات وكيفية‬
‫الحصول على المعلومات‪ ،‬ومع ذلك فقد ساهمت بعض محطات التلفزة المحلية في نقاش‬
‫موضوع‪ %‬الفساد ‪ ،‬مما عرض معظمها‪ %‬لإلغالق من قبل األجهزة األمنية بناء على تعليمات عليا‪.‬‬
‫أما االعالم الرسمي‪( %‬اعالم الدولة) فقد جرى استخدامه لتبرير صورة السلطة الرسمية فقط‪.‬‬

‫ثاني عشر‪ :‬قلة التشريعات واألنظمة التي تكافح الفساد وتفرض العقوبات على مرتكبيه‪.‬‬

‫ثالث عشر‪ :‬األسباب الخارجية ‪ ،‬التي نتجت عن وجود مصالح وعالقات مالية تجارية مع شركاء‬
‫خارجيين أو منتجين من دول اخرى ( اسرائيل ودول مانحة) ‪ ،‬واستخدام وسائل غير قانونية من‬
‫قبل شركاء محليين ودوليين للحصول على امتيازات واحتكارات داخل الدولة (اتصاالت‪ ،‬اسمنت‪،‬‬
‫بترول )‪ ،‬أو قيامها‪ %‬بتصريف‪ %‬بضائع فاسدة‪.‬‬

‫وقد كشفت تقارير المجلس التشريعي المتتالية حول الوضع االقتصادي والمالي للسلطة أن معظم‬
‫األشخاص الذين تدخلوا في اقتصاد‪ %‬السوق من كبار موظفي الحكومة تدور حولهم شبهات‬
‫الستخدام مراكزهم‪ %‬والمعلومات التي لديهم لمصالح شخصية والتي كان آخرها ما عرف بفضيحة‬
‫االسمنت‪.‬‬
‫وقد طالبت توصيات مؤتمر‪ %‬الحوار االقتصادي‪ %‬الوطني بضرورة امتناع الموظف العام من‬
‫العمل في النشاطات االقتصادية حيث تتعارض مع دوره في مجال اإلشراف وصنع السياسات‪.‬‬

‫نتائج الفساد على واقع السلطة الفلسطينية‬

‫لقد شكل الفساد في فلس‪%‬طين نت‪%‬ائج مكلفة وس‪%‬لبية على مختلف ن‪%‬واحي الحي‪%‬اة السياس‪%‬ية واالقتص‪%‬ادية‬
‫واالجتماعية على الش‪%%‬عب الفلس‪%%‬طيني على واقع دور الس‪%%‬لطة وعالقاتها وس‪%%‬معتها‪ ،‬ويمكن إجم‪%%‬ال‬
‫أهم هذه النتائج على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬اضعاف النظام السياسي الفلسطيني‬


‫إن بروز‪ %‬وتورط‪ %‬شخصيات مركزية من السلطة في أعمال لها عالقة بالفساد وعدم محاسبتها‬
‫وبقاءها قريبة ومحسوبة على السلطة الفلسطينية وبناء عالقات فيما بينها (مراكز النفوذ) على‬

‫‪16‬‬
‫قاعدة تبادل المصالح قد أضعف من مصداقية السلطة أمام الجمهور وسهل من انتشار‪ %‬ظاهرة‬
‫اإلشاعة في المجتمع وأساء لسمعة السلطة وموقعها‪ %‬في حياة المجتمع الفلسطيني‪ ،‬وقد‪ %‬أشارت‬
‫جميع استطالعات الرأي العام‪ ،‬والتي أجريت من خالل مراكز البحوث والدراسات‪ %‬الفلسطينية‪،‬‬
‫أن مصداقية السلطة تتراجع في الفترات التي تشير فيها االستطالعات إلى رأي الجمهور بوجود‪%‬‬
‫حاالت فساد‪ %‬في مؤسسات السلطة‪ .‬وقد ارتفعت درجة تقييم المجلس التشريعي بشكل إيجابي في‬
‫الفترة التي تابعت لجانه قضايا الفساد واتخذت قرارات وتوصيات‪ %‬بشأنها في حين تراجعت نسبة‬
‫التأييد له بعد أن فشل في متابعة محاسبة المسؤولين‪ %‬عن الفساد في الحكومة الفلسطينية‪ ،‬وبشكل‬
‫خاص حينما قام الرئيس عرفات بتوسيع‪ %‬الحكومة بإضافة وزراء جدد من أعضاء المجلس‬
‫التشريعي من بينهم خمسة أعضاء شاركوا‪ %‬في إعداد التقارير الخاصة بموضوع الفساد‪.‬‬

‫ترك الفساد آثارا سلبية على النظام السياسي الفسطيني برمته سواء من حيث شرعيته أو‬
‫استقراره أو سمعته‪ ،‬وذلك على النحو يلي‪:‬‬

‫اضعف من تمتع النظام بالديمقراطية وقدرته على احترام حقوق المواطنين األساسية وفي‪%‬‬ ‫‪-‬‬
‫مقدمتها الحق في المساواة وتكافؤ‪ %‬الفرص وحرية الوصول إلى المعلومات وحرية اإلعالم‪،‬‬
‫كما حد من شفافية النظام وانفتاحه‪.‬‬
‫أدى إلى اتخاذ القرارات حتى المصيرية منها طبقا لمصالح شخصية ودون مراعاة للمصالح‬ ‫‪-‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫أدى إلى خلق جو من النفاق السياسي‪ %‬كنتيجة لشراء الوالءات السياسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫قد كشفت استطالعات الرأي العام في فلسطين‪ ،‬أن للفساد تأثيرا ضارا وملحوظا على المشاركة‬
‫في الحياة السياسية‪ ،‬كاالنضمام لألحزاب والمشاركة في االنتخابات وتنظيف اإلضرابات‪%‬‬
‫والمظاهرات واالحتجاجا‪ %،‬حيث رأى ‪ %57‬من المستطلعين أن وجود‪ %‬الفساد يضعف‪ %‬ويقلل‬
‫درجة وكثافة تلك المشاركة‪ .‬ولهذا السبب نرى ان هناك نسبة كبيرة من المستطلعين تبلغ ‪%68‬‬
‫منهم تعتقد بأن وجود‪ %‬الفساد يضعف‪ %‬الحياة الديمقراطية بشكل ملحوظ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اضعاف االقتصاد الفلسطيني ‪:‬‬


‫ق‪%% % %‬اد الفس‪%% % %‬اد إلى العديد من النت‪%% % %‬ائج الس‪%% % %‬لبية على التنمية االقتص‪%% % %‬ادية الض‪%% % %‬عيفة اصال بفعل تبعيتها‬
‫لإلقتصاد االسرائيلي‪%‬‬
‫كما أدى الى الفشل في اس ‪%%%‬تمرار‪ %‬ج ‪%%%‬ذب االس ‪%%%‬تثمارات‪ %‬الخارجية وه‪%% %‬روب‪ %‬بعض رؤوس األم ‪%%%‬وال‬
‫المحلية بس‪%%%‬بب انع‪%%%‬دام وج‪%%%‬ود‪ %‬بيئة تنافس‪%%%‬ية ح‪%%%‬رة ال‪%%%‬تي تش‪%%%‬كل ش ‪%%‬رطا أساس ‪%%‬يا لج ‪%%‬ذب االس‪%%%‬تثمارات‬

‫‪17‬‬
‫المحلية والخارجية على حد س‪%% %‬واء‪ ،‬وهو ما أدى إلى ض‪%% %‬عف ع‪%% %‬ام في توف‪%% %‬ير ف‪%% %‬رص العمل ووسع‬
‫ظاهرة البطالة والفقر‪.‬‬
‫كما تم اهدار الم ‪%% %‬وارد‪ %‬المحلية على قلتها بس ‪%% %‬بب ت ‪%% %‬داخل المص ‪%% %‬الح الشخص ‪%% %‬ية بالمش ‪%% %‬اريع‪ %‬التنموية‬
‫العام‪%% %‬ة‪ ،‬والكلفة المادية الكب‪%% %‬يرة للفس‪%% %‬اد على الخزينة العامة والفشل في الحص‪%% %‬ول على المزيد من‬
‫المساعدات األجنبية‪ ،‬كنتيجة لسوء سمعة السلطة وهجرة الكفاءات االقتصادية نظرا لغياب التقدير‬
‫وبروز‪ %‬المحسوبية والمحاباة في أشغال المناصب‪.‬‬

‫ان انتشار‪ %‬ظاهرة الفساد‪ ،‬وبشكل خاص في مجال االحتكارات‪ ،‬قد أضعف من قدرة االقتصاد‬
‫الفلسطيني على المنافسة وأساء إلى المناخ االستثماري‪ %‬مما أثار مخاوف‪ %‬عدد واسع من‬
‫المستثمرين الفلسطينيين في الخارج وأضعف‪ %‬مساهمتهم في المشاريع‪ %‬المحلية‪.‬‬

‫أدى الفساد الى تدني مستوى‪ %‬الخدمات العامة بسبب ارتفاع الكلفة من ناحية وغياب المنافسة‬
‫النزيهة في العطاءات‪ ،‬وقد‪ %‬ظهر ذلك واضحا‪ %‬في مجال خدمات الصحة واالتصاالت والتأمينات‪%‬‬
‫االجتماعية والوقود والتي تلحق ضررا‪ %‬عادة بالفئات والشرائح االجتماعية الفقيرة أكثر من‬
‫غيرها‪.‬‬

‫و قد كشفت استطالعات الرأي العام في فلسطين أن ‪ %68.4‬من المستطلعين يعتقدوا أن للفساد‬


‫تأثيرا ضارا يحول دون جلب االستثمارات‪ ،‬وخاصة الخارجية ‪ ،‬في المشاريع‪ %‬االقتصادية‬
‫المختلفة في فلسطين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اثر الفساد على النواحي االجتماعية‪:‬‬


‫ادى الفساد إلى خلخلة القيم األخالقية والى اإلحباط وانتشار الالمباالة والسلبية بين أفراد‬ ‫‪-‬‬
‫المجتمع‪ ،‬وبروز التعصب والتطرف‪ %‬في اآلراء وانتشار الجريمة كرد فعل النهيار‪ %‬القيم وعدم‬
‫تكافؤ الفرص‪.‬‬
‫كما أدى الفساد إلى تراجع المهنية وفقدان قيمة العمل والتقبل النفسي لفكرة التفريط في‬ ‫‪-‬‬
‫معايير أداء الواجب الوظيفي والرقابي‪ %‬وتراجع االهتمام بالحق العام‪.‬‬
‫أدى الى الشعور بالظلم لدى الغالبية مما أدى إلى االحتقان االجتماعي وانتشار الحقد بين‬ ‫‪-‬‬
‫شرائح المجتمع وزاد من حالة التذمر وحجم المجموعات المهمشة والمتضررة وبشكل‬
‫خاص النساء واالطفال والشباب اضعف من قدرة المجتمع الفلسطيني على التضامن في‬
‫مواجهة االحتالل والشعور‪ %‬بالملكية العامة للمشروع‪ %‬الوطني‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫قد كش‪%% %‬فت اس‪%% %‬تطالعات ال‪%% %‬رأي الع‪%% %‬ام في فلس‪%% %‬طين ان الغالبية من الجمه‪%% %‬ور‪ %‬ت‪%% %‬رى أن الفس‪%% %‬اد يعمق‬
‫الش ‪%%‬عور بغي ‪%%‬اب الع ‪%%‬دل والمس ‪%%‬اواة ‪ %83‬وانخف ‪%%‬اض درجة محبة ال ‪%%‬وطن واالنتم ‪%%‬اء اليه ‪،%56.4‬‬
‫وزي‪%%‬ادة الرغبة في الهج‪%%‬رة الدائمة للخ‪%%‬ارج ‪ ،%57‬وغي‪%%‬اب س‪%%‬يادة الق‪%%‬انون ‪ ، %%70.7‬وإ ض‪%%‬عاف‬
‫عمل القضاء ‪.%63‬‬

‫أهم ما يمكن للفساد أن يحدثه اجتماعيا هو المساهمة في زيادة التوتر‪ %‬االجتماعي‪ ،‬وذلك نتيجة‬
‫لتعميق الهوة بين الطبقات االجتماعية حيث يزداد األغنياء غنى ويزداد‪ %‬الفقراء فقرا‪ ،‬ويزداد‬
‫أحوالهم سوءا نتيجة ألهدار كثير من اموال التنمية خارج مسارها‪ %‬الصحيح‪ ،‬حيث تصل جيوب‬
‫الفاسدين وبعدها‪ %‬تستهلك في أمور غير انتاجية أو تهرب الى الخارج‪ .‬لقد افاد ‪ %72.2‬من‬
‫المستطلعين ان الفساد يؤدي الى تعميق الفوارق الطبقية وإ لى سوء العالقات االجتماعية بين‬
‫‪8‬‬
‫‪.‬‬ ‫الناس‪ .‬كما افاد ‪ %82.9‬منهم بأنه يؤدي الى قلة العدل والمساواة بين الناس‬

‫دور مؤسسات المجتمع المدني في مقاومة الفساد‬

‫تع ‪%% % % %‬ثر المجلس التش ‪%% % % %‬ريعي‪ %‬في الحد من اس ‪%% % % %‬تفحال الفس ‪%% % % %‬اد في المراكز العليا في القط ‪%% % % %‬اع الع ‪%% % % %‬ام‬
‫الفلسطيني‪ ،‬حيث خاض معركته ضد الفساد منف‪%%‬ردا (بعي‪%%‬دا عن اإلعالم دون مس‪%%‬اعدة وتض‪%%‬امن من‬
‫القط‪%% % %‬اع األهلي والخ‪%% % %‬اص) وفشل في إيص‪%% % %‬ال توص‪%% % %‬ياته إلى ح‪%% % %‬يز التنفيذ بعد أن أدارت الس‪%% % %‬لطة‬
‫التنفيذية الظهر لها أحيانا او راوغت او ماطلت في االستجابة لها احيانا كثيرة‪.‬‬

‫وب‪%%%‬الرغم ان المجتمع الفلس‪%%%‬طيني يحظى بوج‪%%%‬ود ش‪%%%‬بكة كب‪%%%‬يرة من المنظم ‪%%‬ات األهلية ال ‪%%‬تي نش‪%%%‬طت‬
‫لس‪%% % %‬نوات طويلة في مج‪%% % %‬ال تعزيز الديمقراطية وال‪%% % %‬دفاع‪ %‬عن حق‪%% % %‬وق اإلنس‪%% % %‬ان‪ .‬لكن ن‪%% % %‬ادرا ما نجد‬
‫مؤسس‪%% %‬ات‪ %‬أهلية تتب‪%% %‬نى ب‪%% %‬رامج ذات عالقة في مقاومة الفس‪%% %‬اد‪ ،‬ب‪%% %‬الرغم من أن المجتمع الم‪%% %‬دني هو‬
‫الخاسر الرئيسي دائما من الفس‪%%‬اد‪ .‬وذلك إلعتق‪%%‬اد في المجتمع الفلس‪%%‬طيني إن مقاومة الفس‪%%‬اد هو من‬
‫اختص ‪%% % %‬اص الجه ‪%% % %‬ات الحكومية والتش ‪%% % %‬ريعية فقط أو لتخوفها‪ %‬من االق ‪%% % %‬تراب من ه ‪%% % %‬ذا الموض ‪%% % %‬وع‬
‫الحساس‪.‬‬

‫ب ‪%%%‬ادرت مجموعة من المؤسس‪%% %‬ات الفلس‪%% %‬طينية ذات العالقة إلى تأس‪%% %‬يس (االئتالف من اجل النزاهة‬
‫والمساءلة – أم ان) ع ‪%% %‬ام ‪ 2000‬وذلك إلطالق برن ‪%% %‬امج وط ‪%% %‬ني‪ %‬للعمل في تعزيز‪ %‬وترس ‪%% %‬يخ قي ‪%% %‬ام‬
‫النزاهة والش‪%%%‬فافية في النظ‪%%%‬ام السياسي والمجتمع الفلس‪%%%‬طيني بمختلف قطاعاته للمس ‪%%‬اهمة في إقامة‬
‫الحكم الص ‪%% %‬الح‪ .‬خلصت ح ‪%% %‬وارات ونقاش ‪%% %‬ات المؤسس ‪%% %‬ين لالئتالف لموض ‪%% %‬وع‪ %‬الفس ‪%% %‬اد في المجتمع‬

‫‪ 8‬د‪.‬اياد الربغوثي‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‬

‫‪19‬‬
‫الفلس ‪%%‬طيني إلى أن منظومة الفس ‪%%‬اد بتش ‪%%‬ابك عناص ‪%%‬رها تتطلب من مؤسس ‪%%‬ات المجتمع الم ‪%%‬دني دورا‬
‫مبادرا في إطالق منظومة للنزاهة والشفافية شاملة ودائمة تطال الج‪%%‬وانب المؤسس‪%%‬اتية والتش‪%%‬ريعية‬
‫والقيمية‪ .‬وتبنت المؤسس‪%%‬ات‪ %‬المؤتلفة مجموعة من االس‪%%‬تراتيجيات‪ %‬المش‪%%‬تركة وال‪%%‬تي أبرزها اعتب‪%%‬ار‬
‫العمل في هذا المجال عملية متواص‪%‬لة‪ ،‬دائم‪%‬ة‪ ،‬متدرجة الحل‪%‬ول وفي إط‪%%‬ار بن‪%‬اء نظ‪%‬ام نزاهة وط‪%%‬ني‬
‫واعتم‪%% %‬اد أش‪%% %‬كال العمل التع اوني والمش‪%% %‬ترك بين المجتمع الم‪%% %‬دني والقط‪%% %‬اع الع‪%% %‬ام في مج‪%% %‬ال عمل‬
‫االئتالف لتحقيق أهدافه‪ .‬وقد عملت ش‪%% % % % %‬بكة المنظم‪%% % % % %‬ات المش‪%% % % % %‬اركة في االئتالف وبالتع‪%% % % % %‬اون مع‬
‫مجموعة منظم ‪%% %‬ات المجتمع الم ‪%% %‬دني الفلس ‪%% %‬طيني على إع ‪%% %‬داد خطة رفع درجة ال ‪%% %‬وعي الع ‪%% %‬ام ل ‪%% %‬دى‬
‫الجمه‪%%‬ور‪ %‬الفلس‪%%‬طيني بخط‪%%‬ورة الفس‪%%‬اد ونتائجه الم‪%%‬دمرة وأهمية العمل وفقا لنظم العالنية والش‪%%‬فافية‬
‫والعمل المه ‪%%‬ني المس ‪%%‬ؤول‪ ،‬تجميع المعلوم ‪%%‬ات ال ‪%%‬تي تتعلق ب ‪%%‬الخبرات واألدبي ‪%%‬ات المحلية واإلقليمية‬
‫والدولية ح‪%%‬ول ظ‪%%‬اهرة الفس‪%%‬اد أم‪%%‬ام كافة المعن‪%%‬يين وتش‪%%‬جيع إج‪%%‬راء الدراس‪%%‬ات ح‪%%‬ول أس‪%%‬باب وأن‪%%‬واع‪%‬‬
‫وس‪%%‬مات ونت‪%%‬ائج س‪%%‬وء اس‪%%‬تخدام‪ %‬الموقع الع‪%%‬ام وط‪%%‬رق معالجتها‪ ،‬بل‪%%‬ورة اقتراح‪%%‬ات‪ %‬وآلي‪%%‬ات مناس‪%%‬بة في‬
‫المجاالت التشريعية والقضائية واإلدارية والمالية وفي القطاعات المختلفة لمكافحة الفس‪%%‬اد وتحقيق‬
‫المس‪%% % %‬اءلة والش‪%% % %‬فافية و تفعيل دورمؤسس‪%% % %‬ات المجتمع الم‪%% % %‬دني والترك‪%% % %‬يز‪ %‬على أهمية دور وس‪%% % %‬ائل‬
‫اإلعالم المختلفة في عملية التوعية بمخاطر‪ %‬الفساد‪.‬‬

‫كما عملت على العمل على تش ‪%%‬بيك إقليمي مش ‪%%‬ترك‪ %‬لص ‪%%‬ياغة ثقافة مش ‪%%‬تركة لمواجهة الفس ‪%%‬اد تأخذ‬
‫باالعتبار بيئة وثقافة المنطقة ودرجة تطورها‪ %.‬كما اسست الفرع الوط‪%%‬ني‪ %‬لمنظمة الش‪%%‬فافية الدولية‬
‫‪ TI-Palestine‬بعد ان حص ‪%%‬لت على ت ‪%%‬رخيص من وزارة الداخلية الفلس ‪%%‬طينية كش ‪%%‬بكة تعمل على‬
‫كبح جماح الفساد‪.‬‬

‫تم اعداد مجموعة من الدراسات الميدانية التشخيصية المتعلقة بالفساد في القطاعات االساس‪%%‬ية في‬
‫فلس‪%%‬طين واص‪%%‬درت نش‪%%‬رات توعية ح‪%%‬ول اس‪%%‬باب الفس‪%%‬اد ومظ‪%%‬اهره ونتائجه للش‪%%‬باب وتم انش‪%%‬اء اول‬
‫مركز في فلس‪%%‬طين لمص‪%%‬ادر المعلوم‪%%‬ات ح‪%%‬ول الفس‪%%‬اد حيث يتم تجميع الدراس‪%%‬ات واألبح‪%%‬اث المحلية‬
‫والدولية ال‪%% %‬تي تتعلق بالفس‪%% %‬اد بش‪%% %‬كل ع‪%% %‬ام ونظ‪%% %‬ام‪ %‬المس‪%% %‬اءلة والنزاهة بش‪%% %‬كل خ‪%% %‬اص ووض‪%% %‬عها‪ %‬في‬
‫متن‪%%‬اول المؤسس‪%%‬ات والع‪%%‬املين والجمه‪%%‬ور المحلي واإلقليمي‪ %‬وال‪%%‬دولي‪ %‬و أج‪%%‬رت المس‪%%‬وحات المحلية‬
‫ال‪%% % %‬تي تتعلق بالفس‪%% % %‬اد كما تم إنش‪%% % %‬اء موقع إلك‪%% % %‬تروني‪ %‬لتب‪%% % %‬ادل المعلوم‪%% % %‬ات والخ‪%% % %‬برات مع اآلخ‪%% % %‬رين‬
‫‪ .www.aman-palestine.org‬كما تم ترجمة بعض الوث‪%‬ائق‪ %‬الدولية ح‪%‬ول موض‪%‬وع‪ %‬الفس‪%‬اد إلى‬
‫اللغة العربية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫االصالح ومكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين يحظى باألولوية‬

‫انجازات تحت الضغط‪،‬‬


‫على ض ‪%%‬وء نت ‪%%‬ائج مؤشر‪ %‬الفس ‪%%‬اد للع ‪%%‬ام ‪ 2003‬بش ‪%%‬أن الفس ‪%%‬اد في من ‪%%‬اطق‪ %‬الس ‪%%‬لطة الفلس ‪%%‬طينية وال ‪%%‬ذي‬
‫س‪%%%‬اهم االئتالف من اجل النزاهة والمس اءلة أم ان في اع‪%%%‬داد الج ‪%%‬زء المتعلق بالس ‪%%‬لطة الفلس‪%%%‬طينية‬
‫‪9‬‬
‫تبين ان مكانة فلسطين في جدول مؤشر‪ %‬الفساد العالمي هي ‪ 78‬بين ‪ 133‬دولة‪.‬‬

‫كما أن اعادة اسرائيل الحتالل كامل الضفة الغربية في ربيع وصيف ‪ 2002‬من جديد ومحاصرة‬
‫قطاع غزة واجتياحها بشكل دوري أدى الى ازدياد‪ %‬المطالب الش‪%%‬عبية الفلس‪%%‬طينية لالص‪%%‬الح بعد ان‬
‫عجزت مؤسسات الس‪%%‬لطة الفلس‪%%‬طينية في تنظيم‪ %‬ال‪%%‬دفاع الالزم وتلبية احتياج‪%%‬ات الس‪%%‬كان الفلس‪%%‬طينين‬
‫ومن بين المطالب المطروحة برزت ال‪%%‬دعوة لتنظيف المؤسس‪%%‬ات‪ %‬الحكومي‪%%‬ة‪ ،‬ألنه ب‪%%‬دا أن الفس‪%%‬اد هو‬
‫أحد أهم االس ‪%% %‬باب للفشل ال ‪%% %‬ذي حصل في اس ‪%% %‬تطالع لل ‪%% %‬رأي اج ‪%% %‬راه المركز الفلس ‪%% %‬طيني للسياس ‪%% %‬ات‬
‫واالس‪%%‬تطالعات‪ %‬في ش‪%%‬هر نيس ‪%%‬ان ابريل ‪ ،2003‬ك ‪%%‬انت النتيج ‪%%‬ة‪ ،‬على س‪%%‬بيل المث‪%%‬ال‪ ،‬ان ‪ %57‬من‬
‫ال‪%%‬ذين اج‪%%‬ابوا على االس‪%%‬تطالع ق‪%%‬الوا انهم يعت‪%%‬برون الفس‪%%‬اد ع‪%%‬امالً م‪%%‬ؤثراً عليهم شخص‪%%‬ياً‪ %‬وعلى حي‪%%‬اة‬
‫اس‪%%‬رهم بش‪%%‬كل كب‪%%‬ير‪ ،‬و‪ %68‬ق‪%%‬الوا انهم يعت‪%%‬برون ان للفس‪%%‬اد ت‪%%‬أثيراً كب‪%%‬يراً على الحي‪%%‬اة السياس‪%%‬ية‪ .‬مع‬
‫ه‪%%‬ذا ف‪%%‬إن المطالبة باالص‪%%‬الح لم تكن محلية فق‪%%‬ط‪ .‬ان التق‪%%‬دم في تنفيذ خارطة الطريق للس‪%%‬الم‪ ،‬كونها‬
‫اتفاقية ( تم توقيعها‪ %‬في ش‪%%%‬هر نيس‪%%%‬ان ابريل ‪ ،2003‬وتس‪%%%‬عى لحل الص ‪%%‬راع بش ‪%%‬كل نه ‪%%‬ائي وش‪%%%‬امل‬
‫للصراع الفلسطيني‪-‬االسرائيلي بحلول عام ‪ )2005‬مشروطة بااللتزام‪ %‬بخط‪%%‬وات اص‪%%‬الحية داخل‬
‫مؤسس‪%%‬ات‪ %‬الس‪%%‬لطة الوطنية الفلس‪%%‬طينية‪ ،‬ومنها توحيد‪ %‬الم‪%%‬دخوالت تحت حس‪%%‬اب خزينة موحد به‪%%‬دف‬
‫تسهيل الرقابة على الميزانية من قبل المجلس التشريعي‪ %.‬ان الخطة االساس‪%%‬ية لالص‪%%‬الح ك‪%%‬انت الى‬
‫حد كب ‪%%‬ير نت ‪%%‬اج عمل اللجنة الوزراية لالص ‪%%‬الح ال ‪%%‬تي تأسست بعد مجئ الحكومة الجدي ‪%%‬دة في ش ‪%%‬هر‬
‫حزي‪%%‬ران يونيو‪ .10 2002 %‬ثم بعد ذلك الخطة الوطنية لإلص‪%%‬الح في عهد رئيس ال‪%%‬وزراء الث ‪%%‬انمي‬
‫أحمد قري‪%%%‬ع‪ ،‬حيث تم ادراج ع‪%%%‬دة بن‪%%%‬ود تس‪%%%‬اهم في مكافحة الفس ‪%%‬اد والس ‪%%‬يطرة علي ‪%%‬ه‪ ،‬بالش ‪%%‬كل ال‪%%%‬ذي‬
‫يتناسب مع توصيات تقرير عام ‪ 1999‬الذي اص‪%‬دره المجلس االم‪%‬ريكي للعالق‪%‬ات الخارجي‪%‬ة‪ .‬ه‪%‬ذا‬
‫التقرير المع‪%%‬روف بإسم "تقرير روك‪%%‬ارد لتنمية المؤسس‪%%‬ات‪ %‬العامة الفلس‪%%‬طينية‪ ".‬تح‪%%‬دث التقرير عن‬
‫عملية اصالح الوظائف العامة والمؤسسات الحكومية والعامة‪ ،‬وتنمية الق‪%%‬درات في مج‪%%‬ال الت‪%%‬دقيق‬
‫ال ‪%%‬داخلي والخ ‪%%‬ارجي‪ %‬وتأس ‪%%‬يس االنظمة الحكومية إض ‪%%‬افة الى ما ورد في وثيقة االص ‪%%‬الح الص ‪%%‬ادرة‬
‫عن المجلس التشريعي‪ %‬في ‪.16/5/2002‬‬

‫‪ 9‬استطالع املقياس العاملي للفساد ابريل ‪ ، 2003‬استطالع اعده املركز الفلسطيين للبحوث السياسية واملسحية لصاحل االئتالف من اجل النزاهة واملساءلة أمان‪.‬‬
‫‪ 10‬حكومة حممود عباس اليت تبنت خطة االصالح املعروفة خبطة املائة يوم‬

‫‪21‬‬
‫ت ‪%%‬دعو الخطة الى تعزيز مب ‪%%‬دأ الفصل بين الس ‪%%‬لطات بحيث يض ‪%%‬طلع المجلس التش ‪%%‬ريعي والس ‪%%‬لطة‬
‫القضائية بدورهما‪ %‬كامالً‪ .‬كما ان التقرير يدعو للتحضير لالنتخابات البلدية والتش‪%‬ريعية والرئاس‪%‬ية‬
‫وفي االتح‪%%‬ادات العمالية ومؤسس‪%%‬ات المجتمع الم‪%%‬دني‪ .‬ومع انه من الس‪%%‬ابق الوانه تق‪%%‬ييم م‪%%‬دى التق‪%%‬دم‬
‫في مج‪%%‬ال االص‪%%‬الحات الديمقراطي‪%%‬ة‪ ،‬من الواضح ان اس‪%%‬تمرار االحتالل ش‪%%‬كل عائق ‪%‬اً حقيقي ‪%‬اً‪ ،‬اذ ان‬
‫استمراره ال يسمح بإجراء االنتخابات العامة‪.‬‬

‫وفي ش‪%%‬هرأيلول س‪%%‬بتمبر‪ 2003‬وفي‪ %‬المج‪%%‬ال القض‪%%‬ائي تحدي‪%%‬دا‪ ،‬ق‪%%‬ام ال‪%%‬رئيس عرف‪%%‬ات بتع‪%%‬يين مجلس‬
‫قض‪%% %‬ائي اعلى وبس‪%% %‬بب طبيعة تش‪%% %‬كيله وتبعية رئيسه ل‪%% %‬رئيس الس‪%% %‬لطة الوطنية واقعيا لم يس‪%% %‬تطع أن‬
‫يحقق الكث‪%%%‬ير لتحس‪%%%‬ين هيكلية المح‪%%%‬اكم والي‪%%%‬ات تس‪%%%‬مية القض ‪%%‬اة وترقي ‪%%‬اتهم‪ %‬أو الية تع ‪%%‬يين الم‪%%%‬وظفين‬
‫الجدد‪.‬‬

‫كما تم إلغاء محاكم أمن الدولة وتسمية مدعي عام جديد في شهر اب ‪ .2003‬إن بعض الل‪%%‬وم على‬
‫ع ‪%% % %‬دم التنفيذ لخطط االص ‪%% % %‬الح يع ‪%% % %‬ود الى االحتالل االس ‪%% % %‬رائيلي ال ‪%% % %‬ذي تس ‪%% % %‬بب في إعاقة مط ‪%% % %‬الب‬
‫االص‪%%‬الحيين ووفر لالط‪%%‬راف المعارضة الحجة لع‪%%‬دم اتخ‪%%‬اذ الق‪%%‬رارات المطلوب‪%%‬ة‪ .‬اض‪%%‬افة الى ه‪%%‬ذا‪،‬‬
‫لم تت ‪%% %‬وفر االرادة السياس ‪%% %‬ية لالص ‪%% %‬الح‪ .‬و لم تتم المالحقة القانونية بتهم الفس ‪%% %‬اد بحق اي من كب ‪%% %‬ار‬
‫المس‪%% %‬ؤولين‪ %‬الحكوم‪%% %‬يين‪ ،‬ال‪%% %‬ذين هم أيض ‪% %‬اً يعيق‪%% %‬ون االص‪%% %‬الح ويخلق‪%% %‬ون ص‪%% %‬ورة س‪%% %‬لبية عن مس‪%% %‬يرة‬
‫االص‪%%‬الح برمته‪%%‬ا‪ .‬ان اص‪%%‬الح النظ‪%%‬ام القض‪%%‬ائي والتحض‪%%‬ير‪ %‬لالنتخاب‪%%‬ات العامة والمحلية ومحاس‪%%‬بة‬
‫المسؤولين عن الفساد كلها خطوات يمكن تحقيقها رغم العوائق‪ %‬السياسية التي يخلقها االحتالل‪.‬‬

‫اتخ ‪%%‬دت وزارة المالية خط ‪%%‬وات ته ‪%%‬دف الى زي ‪%%‬ادة الش ‪%%‬فافية في عمله ‪%%‬ا‪ ،‬فحاليا يس ‪%%‬تطيع ال ‪%%‬رأي الع ‪%%‬ام‬
‫االطالع على الميزانية الس‪%% %‬نوية والتق‪%% %‬ارير التفص‪%% %‬يلية عن المص‪%% %‬روفات الش‪%% %‬هرية ع‪%% %‬بر االن‪%% %‬ترنت‬
‫والبريد االلكتروني‪ .‬والول مرة تجري عملية تدقيق الستثمارات‪ %‬السطة الفلسطينية‪.‬‬

‫كما تم تشكيل لجنة وطنية لألصالح ساهم فيها القطاع االهلي والقطاع الخ‪%‬اص لم تس‪%‬تطع أن تغ‪%‬ير‬
‫في الواقع بش‪%%‬كل ج‪%%‬وهري‪ %‬رغم كل الجه‪%%‬ور ال‪%%‬تي ت‪%%‬رافقت مع ض‪%%‬غط المجلس التش‪%%‬ريعي والمجتمع‬
‫ال ‪%%‬دولي ورأي ع ‪%%‬ام فلس ‪%%‬طيني للت ‪%%‬أثير على القي ‪%%‬ادة الفلس ‪%%‬طينية لتّب ‪%%‬ني ارادة سياس ‪%%‬ية ج ‪%%‬ادة وفعالة في‬
‫مالحقة الفاس‪%%‬دين بأس‪%%‬تثناء بعض ح‪%%‬االت الفس‪%%‬اد ال‪%%‬تي ش‪%%‬كل ال‪%%‬رأي الع‪%%‬ام الفلس‪%%‬طيني ع‪%%‬امال ض‪%%‬اغطا‬
‫حيث احيل الملف الى النائب العام واكتفى الرئيس الفلسطيني بألق‪%%‬اء خط‪%%‬اب في المجلس التش‪%%‬ريعي‬
‫اع‪%%‬ترف به بوج‪%%‬ود فس‪%%‬اد‪ %‬في اعم‪%%‬ال الس‪%%‬لطة ووعد بأتخ‪%%‬اذ اج‪%%‬راءات لتفعيل المحاس‪%%‬بة ولكنه رفض‬
‫التوقيع على مرسوم اعدته لجنة خاصة من المجلس التشريعي بهذا الصدد‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ملحق‪:‬‬

‫األئتالف من أجل النزاهة و المساءلة – أمان‬

‫نتائج استطالع للرأي العام الفلسطيني‬


‫"المقياس العالمي للفساد"‬
‫‪ 3-7‬نيسان (إبريل) ‪2003‬‬

‫أجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الفترة ما بين ‪ 7-3‬نيس‪..‬ان (إبري‪..‬ل)‬

‫‪ .‬غزة‪ .‬شمل االستطالع‬


‫‪ 2003‬استطالعًا للرأي العام في الضفة الغربية (بما فيها القدس) وقطاع‬

‫‪23‬‬
‫>ان (االئتالف من أجل‬
‫‪ .‬الفس‪..‬اد لمص‪..‬لحة مؤسسة أم>‬
‫مجموعة من األسئلة حول موضوع‬

‫النزاهة والمساءلة)‪.‬‬

‫بلغ حجم العينة ‪ 1315‬فردًا ممن تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 18‬عامًا فما فوق‪ ،‬منها (‪ )821‬في‬

‫الضفة الغربية‪ ،‬و(‪ )494‬في قطاع غزة موزعة في ‪ 120‬موقعًا سكنيًا‪ .‬تصل نسبة الخطأ إلى ‪+‬‬

‫‪.%3‬‬

‫‪24‬‬
‫االئتالف من أجل النزاهة و المساءلة – أمان‬

‫نتائج استطالع للرأي العام الفلسطيني‬


‫"المقياس العالمي للفساد"‬
‫‪ 3-7‬نيسان (إبريل) ‪2003‬‬

‫‪ .1‬برأيك‪ ،‬ما مدى تأثير الفساد في مجاالت الحياة المختلفة في المناطق الفلسطينية؟‬
‫ال رأي‪ ،‬ال أعرف‬ ‫تأثير كبير‬ ‫بعض التأثير‬ ‫ال يوجد تأثير‬
‫‪2%‬‬ ‫‪57%‬‬ ‫‪25%‬‬ ‫‪16%‬‬ ‫‪ )1‬يف احلياة الشخصية‬
‫‪4%‬‬ ‫‪68%‬‬ ‫‪23%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪ )2‬احلياة السياسية‬
‫‪3%‬‬ ‫‪65%‬‬ ‫‪23%‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪ )3‬الثقافة والقيم يف اجملتمع‬
‫‪3%‬‬ ‫‪68%‬‬ ‫‪25%‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪ )4‬بيئة العمل أو الوظيفة‬
‫أو العالقات التجارية أو‬
‫املهنية‬

‫‪ .2‬هل حصل العام الماضي‪ $‬أن طُلب منك أو من أحد أفراد عائلتك أو من صديق لك تقديم رشوة أو دفعة مالية غير‬
‫قانونية من قبل موظف عام أو مسؤول منتخب في السلطة الفلسطينية مقابل خدمة عامة؟‬
‫المجموع‬
‫‪88%‬‬ ‫‪ )1‬ال‬
‫‪11%‬‬ ‫‪ )2‬نعم‬
‫‪1%‬‬ ‫‪ )3‬ال رأي‪ ،‬ال أعرف‬

‫تابع ‪.2‬‬
‫إذا كانت اإلجابة نعم‪ ،‬ممن طُلبت هذه الرشوة؟ (اختيار أكثر من إجابة ممكن)‬
‫المجموع‬
‫‪25%‬‬ ‫‪ )1‬منك شخصياً‬
‫‪31%‬‬ ‫‪ )2‬من أحد أفراد العائلة‬
‫‪34%‬‬ ‫‪ )3‬من صديق لك‬
‫‪3%‬‬ ‫‪ )4‬غري ذلك‬
‫‪1%‬‬ ‫‪ )5‬ال رأي‪ ،‬ال أعرف‬
‫‪3%‬‬ ‫‪ )6‬ا‪2+‬‬
‫‪2%‬‬ ‫‪1+3 )7‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪2+3 )8‬‬

‫‪25‬‬
‫‪.3‬أ إذا كان (الجواب نعم) في أي مؤسسة كان يعمل هذا الشخص (الذي طلب‬
‫الرشوة) (اختيار أكثر من إجابة ممكن)؟‬
‫المجموع‬
‫‪15%‬‬ ‫‪ )1‬تراخيص ملزاولة األعمال أو املهن‬
‫شخصياً‬
‫‪3%‬‬ ‫‪ )2‬احملاكم‬
‫‪7%‬‬ ‫‪ )3‬اجلمارك‬
‫‪9%‬‬ ‫‪ )4‬الرتبية (مدارس حكومية وخاصة‪،‬‬
‫جامعات‪ ،‬معاهد)‬
‫‪1%‬‬ ‫‪ )5‬خدمات (هاتف‪ ،‬كهرباء‪ ،‬ماء ‪ ...‬إخل)‬
‫‪3%‬‬ ‫‪ )6‬خدمات طبية‬
‫‪6%‬‬ ‫‪ )7‬جوازات السفر واهلويات‬
‫‪34%‬‬ ‫‪ )8‬الشرطة‪ ،‬أو أحد األجهزة األمنية‬
‫‪1%‬‬ ‫‪ )9‬حزب سياسي‪ ،‬منصب منتخب‬
‫‪3%‬‬ ‫‪ )10‬قطاع خاص‬
‫‪1%‬‬ ‫‪ )11‬مكاتب الضريبة‬
‫‪9%‬‬ ‫‪ )12‬أخرى (حدد_______)‬
‫‪1%‬‬ ‫‪1+8 )13‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪3+8 )14‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪4+8 )15‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪8+9 )16‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪3+11 )17‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪1+3+8 )18‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪5+6+7 )19‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪8+11 )20‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪4+5+7+8 )21‬‬

‫‪ .3‬ب بشكل عام‪ ،‬هل تعتقد أنه حصل أي تغير في السنوات الثالث الماضية في عدد‬
‫األشخاص الذين طلبوا مثل هذه الرشاوى؟‬
‫المجموع‬
‫‪44%‬‬ ‫‪ )2‬ال‬
‫‪24%‬‬ ‫‪ )2‬نعم‬
‫‪32%‬‬ ‫‪ )3‬ال رأي‪ ،‬ال أعرف‬

‫‪26‬‬
‫تابع ‪.3‬ب‬

‫إذا كانت اإلجابة نعم‪ ،‬باعتقادك أين كان هذا التغير وبأي درجة [بشكل عام]؟‬
‫لم‬
‫يحصل‬
‫تغيير في‬ ‫ازدادت‬ ‫ازدادت‬ ‫انخفضت‬ ‫انخفضت‬
‫ال أعلم‬ ‫المؤسسة‬
‫هذه‬ ‫كثيرا‬ ‫قليال‬ ‫قليال‬ ‫كثيرا‬
‫المؤسس‬
‫ة‬
‫‪ )1‬تراخيص لمزاولة األعمال أو‬
‫‪19%‬‬ ‫‪15%‬‬ ‫‪21%‬‬ ‫‪19%‬‬ ‫‪22%‬‬ ‫‪4%‬‬ ‫المهن‬
‫‪29%‬‬ ‫‪21%‬‬ ‫‪19%‬‬ ‫‪13%‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪4%‬‬ ‫‪ )2‬احملاكم‬
‫‪25%‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪25%‬‬ ‫‪18%‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪ )3‬اجلمارك‬
‫‪16%‬‬ ‫‪32%‬‬ ‫‪17%‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪12%‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪ )4‬الرتبية (مدارس حكومية‬
‫وخاصة‪ ،‬جامعات‪ ،‬معاهد)‬
‫‪16%‬‬ ‫‪31%‬‬ ‫‪25%‬‬ ‫‪12%‬‬ ‫‪11%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪ )5‬خدمات (هاتف‪ ،‬كهرباء‪ ،‬ماء‬
‫‪ ...‬إىل آخره)‬
‫‪15%‬‬ ‫‪27%‬‬ ‫‪22%‬‬ ‫‪15%‬‬ ‫‪15%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪ )6‬خدمات طبية‬
‫‪22%‬‬ ‫‪24%‬‬ ‫‪22%‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪ )7‬جوازات السفر‪ ،‬واهلويات‬
‫‪11%‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪39%‬‬ ‫‪15%‬‬ ‫‪18%‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪ )8‬الشرطة أو أحد األجهزة األمنية‬
‫‪25%‬‬ ‫‪17%‬‬ ‫‪27%‬‬ ‫‪17%‬‬ ‫‪12%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪ )9‬حزب سياسي‪ ،‬منصب منتخب‬
‫‪27%‬‬ ‫‪22%‬‬ ‫‪23%‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪12%‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫‪ )10‬قطاع خاص‬
‫‪29%‬‬ ‫‪16%‬‬ ‫‪28%‬‬ ‫‪16%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪ )11‬مكاتب الضريبة‬
‫‪68%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪ )12‬أخرى (حدد_______)‬

‫‪[ .4‬بشكل عام] في السنوات الثالث الماضية‪ ،‬هل تعتقد أن درجة الفساد بين السياسيين والمسؤولين الكبار قد‬
‫تغيرت؟‬
‫المجموع‬
‫‪44%‬‬ ‫‪ )1‬ال‬
‫‪37%‬‬ ‫‪ )2‬نعم‬
‫‪19%‬‬ ‫‪ )3‬ال أعرف‬

‫تابع ‪.4‬‬
‫إذا كانت اإلجابة نعم‪ ،‬الرجاء تحديد مجال التغيير ودرجته؟‬
‫ال رأي ال‬ ‫ال يوجد‬ ‫لم‬ ‫ازداد‬ ‫ازداد‬ ‫انخفض انخفض‬
‫أعرف‪$‬‬ ‫فساد‬ ‫يحصل‬ ‫كثيرا‬ ‫قليال‬ ‫قليال‬ ‫كثيرا‬
‫تغيير‬

‫‪27‬‬
‫‪ )1‬على المستوى الوطني‬
‫‪5%‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪28%‬‬ ‫‪17%‬‬ ‫‪34%‬‬ ‫‪9%‬‬
‫‪ )2‬على مستوى احلكم احمللي‬
‫‪8%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪11%‬‬ ‫‪26%‬‬ ‫‪17%‬‬ ‫‪28%‬‬ ‫‪7%‬‬
‫‪4%‬‬ ‫‪35%‬‬ ‫‪13%‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪17%‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪ )3‬يف احلي الذي تسكنه‬

‫‪( )5‬سؤال للجميع)‪ $‬هل تتوقع أي تغيير على مستوى الفساد في السنوات الثالث‬
‫القادمة؟‬
‫المجموع‪$‬‬
‫‪62%‬‬ ‫‪ )1‬نعم‬
‫‪24%‬‬ ‫‪ )2‬ال‬
‫‪14%‬‬ ‫‪ )3‬ال رأي‪ ،‬ال أعرف‬

‫تابع ‪.5‬‬
‫إذا نعم‪ ،‬ما هي درجة هذا التغيير؟‬
‫المجموع‪$‬‬
‫‪23%‬‬ ‫‪ )1‬ستنخفض كثريا‬
‫‪47%‬‬ ‫‪ )2‬ستنخفض قليالً‬
‫‪13%‬‬ ‫‪ )3‬ستزداد قليال‬
‫‪12%‬‬ ‫‪ )4‬ستزداد كثريا‬
‫‪5%‬‬ ‫‪ )5‬ال رأي ال أعرف‬

‫‪ .6‬إذا كانت لديك عصا سحرية‪ ،‬وكان بوسعك إزالة الفساد من إحدى المؤسسات‬
‫المذكورة أدناه‪ ،‬ماذا سيكون خيارك األول‪$‬؟‬
‫المجموع‬ ‫المؤسسة‬
‫‪ )1‬تراخيص ملزاولة األعمال أو املهن‬
‫‪7%‬‬
‫شخصياً‬
‫‪9%‬‬ ‫‪ )2‬احملاكم‬

‫‪3%‬‬ ‫‪ )3‬اجلمارك‬
‫‪ )4‬الرتبية (مدارس حكومية وخاصة‪،‬‬
‫‪16%‬‬ ‫جامعات‪ ،‬معاهد)‬
‫‪5%‬‬ ‫‪ )5‬خدمات (هاتف‪ ،‬كهرباء‪ ،‬ماء ‪ ...‬إخل)‬

‫‪5%‬‬ ‫‪ )6‬خدمات طبية‬

‫‪2%‬‬ ‫‪ )7‬جوازات السفر واهلويات‬

‫‪24%‬‬ ‫‪ )8‬الشرطة‪ ،‬أو أحد األجهزة األمنية‬

‫‪10%‬‬ ‫‪ )9‬حزب سياسي‪ ،‬منصب منتخب‬

‫‪2%‬‬ ‫‪ )10‬قطاع خاص‬

‫‪4%‬‬ ‫‪ )11‬مكاتب الضريبة‬

‫‪28‬‬
‫‪9%‬‬ ‫‪ )12‬أخرى (حدد_______)‬
‫‪5%‬‬ ‫‪ )13‬ال يوجد فساد يف املؤسسات املذكورة‬

‫‪29‬‬

You might also like