Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 16

‫ماستر‪ :‬تدبير الميزانية العمومية‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫تحت إشراف‪:‬‬
‫من إعداد الطلبة‪:‬‬
‫ذ‪ :‬شمـالل محمد‬ ‫عبد هللا المعطاوي‬ ‫‪‬‬
‫فؤاد الحيمر‬ ‫‪‬‬
‫عبد الرزاق ادريوش‬ ‫‪‬‬
‫خالد بوسمرة‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية‪2020-2019 :‬‬


‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫مقذمح‪:‬‬
‫تعتبر االقتطاعات الجبائٌة األداة العادٌة لتموٌل اإلنفاق العمومً بحٌث ال ٌتم اللجوء‬
‫إلى االقتراض العام إلى فً إطار إجراء استثنائً من قبل الدولة و فً حاالت استثنائٌة‬
‫وٌمكن اإلشارة إلى حالتٌن أساسٌتا ن هما استنفاذ الطاقة الضرٌبٌة الوطنٌة أو حتى دون‬
‫استنفاذها فً حالة الرغبة فً تجنب ردود الفعل السلبٌة أو االستٌاء الذي قد ٌخلقه تأسٌس‬
‫ضرٌبة جدٌدة أو الزٌادة فً ضرائب قائمة‪ .‬واعتبر البعض أن القرض العام هو دٌن‬
‫مستحق على الدولة ٌصدر بموجب قانون تتعهد به بسداد أصل القرض وفوائده بشروط‬
‫محددة متفق علٌها بٌنما عرفه آخرون القروض العمومٌة بكونها المبالغ التً تحصل علٌها‬
‫الدولة من الغٌر مع التعهد بردها إلٌه مرة أخرى عند حلول مٌعاد استحقاقها وبدفع فوائد‬
‫عنها ‪.‬‬
‫وتعود إشكالٌة المدٌونٌة العمومٌة المغربٌة تارٌخٌا إلى فترة إلى ما قبل الحماٌة على‬
‫المغرب وذلك على غرار العدٌد من البلدان التً خضعت إلى التوسع االستعماري‪ ،‬وكان‬
‫لهذه المدٌونٌة إسهام كبٌر فً فرض الحماٌة حٌث وبإٌعاز من القوى االستعمارٌة أقدمت‬
‫الدولة المغربٌة على اللجوء إلى هذه القوى للحصول على الموارد المالٌة الالزمة للقٌام‬
‫بالمهام المنوطة بها ولمباشرة االصطالحا ت التً حاولت هذه القوى فرضها على المغرب‪،‬‬
‫غٌر أن الدولة المغربٌة سرعان ما عجزت عن الوفاء بالتزاماتها المالٌة اتجاه هذه القوى‬
‫مما سمح بتدخل األجنبً الواسع فً شؤون الوطنٌة‪ ،‬تم تتوٌجه بالتوقٌع على معاهدة‬
‫الحماٌة‪ .‬وفً أعقاب حصول المغرب على استقالله السٌاسً وجدت الدولة مجبرة على‬
‫التكفل بك من وظائف السٌادة و وظائف التنمٌة االقتصادٌة و االجتماعٌة الشاملة أمام عجز‬
‫الرأس المال الخاص الوطنً عن القٌام بذلك ولتموٌل النفقات العمومٌة الالزمة للقٌام بهذه‬
‫الوظائف تم اللجوء بكثافة إلى االقتراض الخارجً بالنظر للقصور االدخار الوطنً‬
‫والموارد الذاتٌة عن تأمٌن ذلك‪.‬‬
‫أما بخصوص األزمة المالٌة فقد عرف العالم مجموعة من األزمات المالٌة لعل‬
‫أبرزها أزمة خفض اإلنتاج فً إنجلترا فً سنة ‪ ،1825‬التً تلتها أزمات أخرى كأزمة‬
‫‪ ،1929‬إلى غٌر ذلك من أزمات الذي هزت أركان النظام الرأس المالً التً اختلفت من‬
‫حٌث عمقها و حدتها غٌر أن ما ٌتفق علٌه االقتصادٌون أن أزمة الكساد الكبٌر ( ‪-1929‬‬
‫‪ )1933‬كانت األعمق و األقوى حٌث وصفت على أنها أعنف أزمة عرفتها البشرٌة خالل‬
‫القرن ‪ ، 20‬كذلك األزمة المالٌة العالمٌة ‪. 2008-2007‬‬
‫أمام هذه المعطٌات ٌمكن طرح اإلشكالٌة التالٌة ‪:‬‬
‫إلى أي حد استطاع المغرب معالجة كل من أزمات المدٌونٌة وكذا األزمات المالٌة؟‬

‫‪2‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫وتتفرع عن هذه اإلشكالٌة مجموعة من األسئلة و هً كاألتً‪:‬‬


‫‪ ‬كٌف ٌمكن معالجة األزمات المدٌونٌة ؟‬
‫‪ ‬كٌف ٌمكن معالجة األزمات المالٌة ؟‬
‫واسترساال لما سبق سنتبع خطة البحث التالٌة ‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬معالجة أزمات المدٌونٌة‪.‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬معالجة أزمات المالٌة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫انمثحج األول‪ :‬أزمح انمذيىويح‬


‫إن أهم تصنٌفات القروض العمومٌة تلك التً تمٌز بٌن القروض الداخلٌة و القروض‬
‫الخارجٌة‪ ،‬حٌث ٌتم االكتتاب فً القروض الداخلٌة من قبل األفراد و الهٌئات الوطنٌة أو‬
‫داخل الوطن‪ ،‬فٌما ٌتم اللجوء إلى الخارج للحصول على القروض الخارجٌة‪ ،‬وذلك إما فً‬
‫إطار اتفاق مع الدول أو تجمعات دول أو مؤسسات مالٌة دولٌة ذات صبغة عمومٌة‪ ،‬وإما‬
‫اللجوء إلى التعاقد مع المصارٌف التجارٌة األجنبٌة‪ ،‬حٌث تعتبر القروض المندرجة ضمن‬
‫الصٌغة أقل عبئا وكلفة مقارنة بتعاقد مع المصارٌف التجارٌة التً تعتمد قواعد التجارة و‬
‫القانون الخاص‪.1‬‬
‫مع متم سنة ‪ 2006‬بلغت المدٌونٌة العمومٌة للمغرب ‪ 381‬ملٌار درهم أي ما‬
‫ٌعادل ‪ 34,64‬ملٌار أورو ‪ ،‬وهو ما ٌمثل ‪ 80%‬من الناتج الداخلً الخام‪ .‬ومن ذ ه ذه‬
‫السنوات والدٌون العمومٌة للمغرب فً وتٌرة تطور و انخفاض فٌما بٌن الدٌن العمومً‬
‫الداخلً والخارجً‪.‬‬
‫أما فٌما ٌخص سنة ‪ 2018‬وحسب التقرٌر السنوي حول المدٌونٌة العمومٌة فقد بلغ‬
‫حجم دٌن الخزٌنة ‪ 722,6‬ملٌار درهم أي بزٌادة ‪ 30,3‬ملٌار درهم ‪ 4,4%‬مقارنة بسنة‬
‫‪ .2017‬و حسب مصدر الدٌن‪ ,‬فان محفظة دٌن الخزٌنة تتسم بهٌمنة الدٌن الداخلً والدي‬
‫ٌقدر ب ‪ 79,5%‬من حجم الدٌن ككل ‪ 20,5%‬بالنسبة لحصة الدٌن الخارجً‪ ,‬و هكذا فقد‬
‫بلغ حجم الدٌن الداخلً ‪ 574,6‬ملٌار درهم و ‪ 148‬ملٌار درهم بالنسبة للدٌن الخارجً‬
‫وه ذا فٌما ٌخص سنة ‪.2018‬‬
‫إذن فما السبب وراء هدا الدٌن الكبٌر الذي ٌتقل عجلة النمو االقتصادي المغربً؟‬
‫انمطهة األول‪ :‬أسثاب أزمح انمذيىويح‬
‫من المعروف انه فً الوضع االقتصادي الطبٌعً ٌقبل كل من الناس و الشركات‬
‫والحكومات على اإلنفاق بشكل متزاٌد‪ ،‬و ما ٌدفعهم لدالك هو سهولة الحصول على المال‬
‫فً الوضع االقتصادي المنفرج ‪ ،‬فٌغامرون استهالكا و استثمارا خصوصا إذا وجدوا فرصا‬
‫سهلة لالستثمار و لبوا نزعتهم للمغاالة فً بسط الٌد و االستهالك‪.‬‬
‫و بعد فترة ترتفع األسعار و الكلف ‪ ،‬و ترتفع معها كلف الدٌون التً أخذوها وإذا استمرت‬
‫األسعار فً االرتفاع ‪ ،‬و خصوصا إذا ما بدأت السلطات النقدٌة برفع أسعار الفائدة على‬
‫أساس أن إدارة التضخم أسهل من إدارة الركود‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬محمد قزٌبر‪ ،‬النظام القانونً لمٌزانٌة الدولة‪،‬مطبعة وراقة سجلماسة‪ ،‬مكناس‪2014 ،‬‬

‫‪4‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫وهنا ٌقع األفراد و الشركات و الحكومات فً أزمة المدٌونٌة‪ ,‬حٌث ترتفع علٌهم كلف سداد‬
‫الدٌون و تقل أمامهم فرص التحصٌل و زٌادة مواردهم‪ ,‬و تتراجع عوائدهم ما ٌجعل‬
‫المدٌونٌة معٌقا أمامهم و إذا أصبحت كلف اإلقراض أعلى من المردود وقع االقتصاد فً‬
‫أزمة ركود‪.‬‬
‫وأٌضا‬ ‫الرغبة فً تموٌل دائم و مستقر هً من بٌن األسباب التً تؤدي إلى المدٌونٌة‬
‫الرغبة فً الحد من المخاطر المالٌة المرتبطة بضعف االقتصاد‪ ،‬وكذالك عدم كفاٌة الموارد‬
‫المالٌة المتاحة لتلبٌة الغاٌات ٌعتبر من بٌن األسباب المؤدٌة للمدٌونٌة‪.‬‬
‫وإذا ما حاولنا التركٌز على أسباب استدانة الدول و خصوصا االقتراض من الخارج فٌمكن‬
‫القول إن الدول تستدٌن من أجل تموٌل العجز فً مٌزان مدفوعاتها ‪ ،‬هذا بصفة عامة أما‬
‫بالنسبة للمغرب فهناك عوامل كثٌرة تأزم وضع الدٌن العمومً و تفاقمه‪.‬و من بٌنها سوء‬
‫توظٌف القروض بعد استالمها ‪ ،‬االهتمام بالصناعة على حساب الزراعة حٌث أدى هذا‬
‫التوجه إلهمال الزراعة رغم كونها دعامة هامة لالقتصاد الوطنً و االهتمام بالصناعات‬
‫والخدمات التً بطبٌعتها تستنزف رأسمال ٌفوق طاقة الدولة و بذالك تلجأ الجولة إلى‬
‫االقتراض و خٌر مثال على ذالك مشروع القطار السرٌع الذي كلف الدولة مبلغ ‪ 20‬ملٌار‬
‫درهم كان جزء مهم منها عبارة عن قروض ظهرت تداعٌاتها على مستوى ارتفاع حجم‬
‫المدٌونٌة‪.‬‬
‫ومن األسباب كذالك المؤججة الزمة المدٌونٌة ارتفاع أسعار الفائدة للدٌون الخارجٌة‪ ,‬وعلى‬
‫سبٌل اإلحصاء فالجدول التالً ٌبٌن لنا حجم مدٌونٌة الخزٌنة المغربٌة خالل سنة ‪.2019‬‬

‫‪5‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫انمطهة انخاوي‪ :‬معانجح أزمح انمذيىويح‬


‫نظرا لآلثار السلبٌة التً تركتها مشكلة المدٌونٌة على اقتصاد الدول النامٌة و زٌادة‬
‫احتمال إفالسها و ظهور أزمات اجتماعٌة بداخلها و كذالك إفالس البنوك بداخلها‬
‫وخصوصا الكبرى منها و المركزٌة‪ .‬فقد حاولت الدول معالجة هذا النوع من األزمات‬
‫والمغرب بدوره قام بمجموعة من الخطوات فً إطار معالجة المدٌونٌة العمومٌة‪:‬‬
‫‪ .1‬انتذتير انىشيط نذيىن انعمىميح مه خالل مذيريح انخسيىح و انمانيح انخارجيح‬
‫تهدف سٌاسة تدبٌر النشٌط للدٌون العمومٌة المعتمدة من طرف مدٌرٌة الخزٌنة و المالٌة‬
‫الخارجٌة إلى التقلٌص من مخاطر إعادة التموٌل عن طرٌق تملٌس جدول سداد الدٌن‬
‫العمومً وذلك من خالل خفض ذروة التسدٌدات خالل بعض األشهر و السنوات‪ .‬وٌتجسد‬
‫التدبٌر النشٌط فً عملٌات إعادة شراء أو تبادل سندات الخزٌنة ذات اآلجال المتبقٌة ألقل‬
‫من ‪ 24‬شهر و التً تتمثل فً استرجاع سندات قدٌمة واستبدالها بسندات جدٌدة ‪ ،2‬وفً هذا‬
‫الصدد نستعرض بعض المؤشرات التً تدل على تدبٌر النشٌط للدٌون العمومٌة الداخلٌة (أ)‬
‫تم التدبٌر النشٌط للدٌون الخارجٌة (ب) وذلك و فق الشكل التالً‪:‬‬
‫أ ‪ -‬التدبير النشيط للديون العمومية الداخلية‪:‬‬
‫و فً هذا الصدد نستعرض حصٌلة تدبٌر النشٌط للدٌون العمومٌة الداخلٌة‪ ،‬خالل سنة‬
‫‪ 2018‬وذلك وفق الشكل التالً‪:‬‬
‫تمٌزت حصٌلة ‪ 2018‬بإنجاز مدٌرٌة الخزٌنة عشر عملٌات تبادل سندات الخزٌنة‪ ،‬وقد‬
‫‪ 19.8‬ملٌار‬ ‫مكنت هذه العملٌات من إعادة شراء سندات الخزٌنة بمبلغ إجمالً ٌقدر ب‬
‫درهم‪.‬‬
‫‪ 2018‬حسب سنة االستحقاق كاألتً‪:‬‬ ‫وٌتوزع المبلغ المعاد شراؤٌ ه سنة‬

‫‪ 9.1 ‬ملٌار درهم تتعلق بإعادة شراء مستحقات سنة ‪.2018‬‬


‫‪ 10.7 ‬ملٌار درهم تتعلق بمستحقات سنة ‪.2019‬‬
‫‪25‬‬ ‫وبلغ حجم الطلب اإلجمالً على أودن الخزٌنة المصدرة فً إطار عملٌات التبادل‬
‫ملٌار درهم أي حوالً ‪% 13.5‬من حجم الطلب اإلجمالً المسجل خالل حصص المزاٌدة‬
‫المنجزة سنة ‪ .2018‬و‪ %29.8‬من حجم الطلب على أجال ‪ 5‬سنوات أو أكثر‪.‬‬
‫‪ 2018‬لجأت مدٌرٌة الخزٌنة إلى عملٌات إعادة شراء‬ ‫خالل النصف األول من سنة‬
‫مستحقات سنة ‪ 2018‬بمبلغ قدره ‪ 5.9‬ملٌار درهم و بحصة ‪ % 58‬ومستحقات سنة‬
‫‪ 2019‬بمبلغ قدره ‪ 4.2‬ملٌار درهم بحصة ‪ ،%42‬أما النصف الثانً من سنة ‪ 2018‬فقد‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬مشروع قانون المالٌة ‪ ،2020‬تقرٌر حول الدٌن العمومً ‪ ،2019‬ص‪39‬‬

‫‪6‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫تمٌز بإعادة شراء حصة مهمة من مستحقات سنة ‪ 2019‬والتً مثلت حوالً ‪ %67‬و هو‬
‫ما ٌعادل ‪ 6.5‬ملٌار درهم فً حٌن بلغ حجم مستحقات سنة ‪ 2018‬المعاد شراؤها ‪3.2‬‬
‫ملٌار درهم (‪.3 )%33‬‬
‫وٌمثل الجدول األتً سداد دٌن الخزٌنة (فوائد ‪+‬أصل الدٌن) بملٌار الدرهم ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬التدبير النشيط لديون الخارجية‪:‬‬


‫بلغ مجموع ما تم معالجته فً إطار عملٌات تدبٌر نشٌط لمدٌونٌة الخارجٌة و التً ابتدأت‬
‫سنة ‪ 1996‬ما ٌناهز ‪ 85‬ملٌار درهم ‪ ،‬وتهدف هده العملٌات إلى التخفٌف من عبء‬
‫المدٌونٌة إضافة إلى الحد من تأثٌرات المخاطر المالٌة المرتبطة بحقٌبة الدٌن الخارجً‬
‫‪ 4.5‬ملٌون درهم‪.‬‬ ‫‪ 2018‬حوالً‬ ‫للخزٌنة‪ .‬وقد عرفت سنة‬

‫‪3‬‬
‫‪-‬تقرٌر حول الدٌن العمومً لسنة ‪ 2019‬بخصوص مشروع قانون المالٌة الصادر عن وزارة المالٌة و إصالح اإلدارة ‪ ،2020‬ص ‪40‬‬

‫‪7‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫كما مكن المبلغ الذي تمت معالجته خالل سنة ‪ 2018‬من مواصلة إنجاز المشارٌع الممولة‬
‫فً إطار تحوٌل الدٌن إلى استثمارات عمومٌة المبرمجة مع إٌطالٌا على النحو التالً‪:‬‬
‫‪ 3.1 - ‬ملٌون درهم من خالل مشارٌع المبادرة الوطنٌة للتنمٌة البشرٌة‪.‬‬
‫‪ 1.4 ‬ملٌون درهم فً إطار مشروع الحفاظ على التراث الثقافً المغربً‪.‬‬
‫‪ 2018‬إلغاء ‪ 12.4‬درهم‬ ‫وفً إطار هذه االتفاقٌة الموقعة مع إٌطالٌا تم خالل سنة‬
‫كمجموع ما تم تحوٌله فً إطار العملٌات المنجزة خالل سنة ‪.2017‬‬
‫أما فٌما ٌخص إلغاء الدٌون المرتبطة ببرنامج تحوٌل الدٌون الموقعة مع إسبانٌا فإن هذه‬
‫العملٌة ستتم بعد االنتهاء من إنجاز جمٌع المشارٌع الممولة من خالل هذا البرنامج وفق ما‬
‫هو منصوص علٌه فً االتفاقٌة التً تجمع بٌن البلدٌن‪.‬‬
‫كما عملت كذالك مدٌرٌة الخزٌنة من جهتها أٌضا على ضخ ما ٌناهز ‪ 6,6‬ملٌار درهم فً‬
‫‪2018‬‬ ‫المتوسط الٌومً و ذالك عبر آلٌة توظٌف فائض الحساب الجاري للخزٌنة خالل‬
‫مما أدى إلى تخفٌف السٌولة من النظام البنكً‪.‬‬

‫‪ .1‬تذخالخ تىك انمغرب‬


‫زٌادة تدخالت بنك المغرب فً السوق النقدٌة حٌث بلغ إجمالً تدخالت بنك المغرب‬
‫فً السوق النقدٌة سنة ‪ 2018‬حسب التقرٌر السنوي للمدٌونٌة ‪ 69,3‬ملٌار درهم نهاٌة‬
‫شهر دجنبر ‪ 2018‬مقابل ‪ 42,2‬ملٌار درهم نهاٌة ‪ ,2017‬الشًء الذي ٌفسر بمحاولة بنك‬
‫المغرب لضخ سٌولة نقدٌة داخل السوق النقدٌة تمكن من االستثمار و تقلٌص االحتٌاج لدٌن‬
‫الخارجً‪ .‬وابتداء من شتنبر ‪ ، 2018‬انخفاض العجز خزائن البنوك تدرٌجٌا لٌصل إلى‬
‫‪ 69‬ملٌار درهم كمتوسط أسبوعً‪ .‬خاصة بفضل تراجع حجم النقد المتداول وتنامً‬
‫احتٌاطٌات الصرف‪.‬‬
‫رسم بٌانً لتدخال بنك المغرب‪:4‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬تقرٌر بنك المغرب الصادر فً سنة ‪2019‬‬

‫‪8‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫هذا فٌما ٌخص تدبٌر المدٌونٌة فماذا عن معالجة األزمات المالٌة‪ ،‬هذا ما سٌتم معالجته من‬
‫خالل المبحث الثانً ‪.‬‬

‫انمثحج انخاوي‪ :‬األزماخ انمانيح‬


‫تعرف األزمة المالٌة بأنها الحالة التً ٌزٌد فٌها طلب النقود مقارنة بعرضها‪ ،‬وهذا ٌعنً أن‬
‫بشكل ملحوظ بسبب سحب األموال الموجودة فً البنوك‪ ،‬مما ٌؤدي‬ ‫ٍ‬ ‫السٌولة المادٌة تتقلص‬
‫ك فٌه أن العالم شهد‬
‫إلى بٌع استثمارات أخرى بهدف تعوٌض النقص المادي‪ ،‬ومما ال ش َ‬
‫أزمة مالٌة عالمٌة تمثلت بمرور األسواق والمستهلكٌن بأزمة اقتصادٌة خالل فترة معٌنة‪،‬‬
‫مما أدَى إلى تقلٌل احتمالٌة نجاح األعمال على اختالف أنواعها بسبب نقصان نسبة‬
‫المبٌعات‪ ،‬وانتظار المستهلكٌن حتى ٌتحسّن وضعهم االقتصادي‪.‬‬
‫وهنالك عدة أنواع و األشكال من األزمات المالٌة نذكر من بٌنها أزمة العملة‪ ,‬أزمات الدٌن‬
‫المحلً و األجنبً التً سبق و أن اشرنا إلٌها فً المبحث األول‪ ,‬و كذالك األزمات‬
‫المصرفٌة‪.‬‬
‫إذن فما أسباب هذه األزمات؟ و كٌف ٌمكن معالجتها؟‬
‫انمطهة األول‪ :‬أسثاب األزماخ انمانيح‬
‫بداٌة ال نستطٌع أن نرجع اندالع األزمات المالٌة إلى سبب بعٌنه ألن األزمات تحدث‬
‫غالبا بسبب تضافر عدد من األحداث تكونت مع بعضها البعض فً آن واحد ألحداث هذه‬
‫األزمة‪ ،‬وهنا سوف نورد أهم األسباب التً قد تؤدي إلى حدوث األزمات المالٌة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫أوال‪ :‬عذو استقرار االقتصاد انكهي‬


‫فً الحقٌقة إن أحد أهم عوامل اندالع األزمات المالٌة هو ما ٌحدث من تغٌر فً شروط‬
‫التبادل التجاري‪ ،‬فعندما تنخفض وتتغٌر شروط التجارة ٌصاب المستثمرٌن بالتعثر‬
‫وٌعجزون عن الوفاء بالتزاماتهم‪ ،‬خصوصا العاملٌن بنشاطات لها ارتباط بقطاع االستٌراد‬
‫والتصدٌر‪ ،‬وقد ٌشكل انخفاض شروط التجارة سببا رئٌسٌا لؤلزمات المالٌة كما حدث فً‬
‫حالة كل من فنزوٌال واإلكوادور بسبب االعتماد الكبٌر على صادرات النفط الخام مع صغر‬
‫حجم االقتصاد وقلة تنوعه‪.‬‬
‫وتعتبر التقلبات فً أسعار الفائدة العالمٌة من أهم المصادر الخارجٌة المسببة لؤلزمات‬
‫المالٌة‪ ،‬وذلك ألن التغٌرات الكبٌرة فً أسعار الفائدة عالمٌا تؤثر بشكل كبٌر على تدفقات‬
‫االستثمار األجنبً المباشر ودرجة جاذبٌة االقتصاد لهذه االستثمارات‪ ،‬وتؤثر أٌضا التقلبات‬
‫فً أسعار الفائدة على تكلفة االقتراض‬
‫كما أن التقلبات فً أسعار الصرف الحقٌقٌة تعتبر من أهم أسباب اضطراب االقتصاد‬
‫الكلً‪ ،‬والتً كانت سببا مباشرا أو غٌر مباشر لحدوث العدٌد من األزمات المالٌة‪،‬‬
‫وأظهرت عددا من الدراسات المالٌة أن حوالً ‪ 22‬دولة فً أمرٌكا الجنوبٌة عانت من‬
‫اضطرابات فً أسعار الصرف الحقٌقٌة بمعدل أعلى من أي إقلٌم فً العالم بما فً ذلك دول‬
‫جنوب شرق آسٌا‪ ،‬كما أشارت الدراسة إلى أن نشوب األزمات المالٌة ٌحدث نتٌجة االرتفاع‬
‫الحاد فً أسعار الصرف الحقٌقٌة كأحد آثار ارتفاع األرباح فً قطاع التجارة الخارجٌة أو‬
‫ارتفاع أسعار الفائدة المحلٌة‪.‬‬
‫هذا على الجانب الخارجً‪ ،‬أما بالنظر على الناحٌة الداخلٌة لالقتصاد فنجد التقلبات فً‬
‫معدل التضخم التً تعتبر عنصرا أساسٌا فً مدى قدرة القطاع المصرفً فً الدولة على‬
‫القٌام بدور الوساطة المالٌة وخصوصا إعطاء القروض وتوفٌر السٌولة فً االقتصاد‪ ،‬وقد‬
‫اعتبر عددا كبٌرا من خبراء االقتصاد أن الركود االقتصادي الناتج عن ارتفاع مستوٌات‬
‫األسعار كان سببا مباشرا لحدوث األزمات المالٌة فً العدٌد من دول أمرٌكا الجنوبٌة‬
‫باإلضافة إلى اآلثار السلبٌة على مستوٌات النمو فً الناتج المحلً اإلجمالً والتً من أهم‬
‫األسباب لحدوث األزمات المالٌة‪.‬‬
‫حاويا‪ :‬االضطراتاخ انتي تحذث في انقطاع انماني‬
‫لقد كان للتوسع فً منح القروض بدون ضمانات كافٌة والتدفقات الكبٌرة فً رؤوس‬
‫األموال من الخارج إلى جانب انهٌار أسواق األوراق المالٌة العامل األساسً الذي دائما ما‬
‫ٌسبق حدوث األزمات المالٌة فً الدول فً الوقت الماضً‪ ،‬حٌث أدى التوسع فً إعطاء‬
‫القروض إلى حدوث ظاهرة تركز االئتمان سواء فً نوع معٌن من القروض مثل القروض‬
‫االستهالكٌة أو العقارٌة كما فً حالة األزمة المالٌة فً كورٌا الجنوبٌة وأزمة الرهونات‬

‫‪10‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫‪ ،2008‬أو تركز القروض فً قطاع واحد كالقطاع‬ ‫العقارٌة فً الوالٌات المتحدة عام‬
‫الحكومً أو الصناعً أو التجاري‪.‬‬
‫وتحدث االضطرابات المالٌة فً القطاع المالً نتٌجة عدد من العوامل نذكر منها‬
‫عدم تالؤم أصول وخصوم البنوك‬ ‫‪‬‬

‫كما سبق أن ذكرنا أن التوسع فً إعطاء القروض دون دراسة متأنٌة لحالة ووضع القطاع‬
‫المالً بشكل خاص واالقتصاد بشكل له مخاطر كبٌرة‪ ،‬فً الوقت الذي تتسبب فٌه‬
‫التوسعات فً القروض فً ظهور مشكلة عدم التوافق والمطابقة بٌن أصول وخصوم‬
‫المصارف خصوصا من جانب عدم االحتفاظ بقدر كافً من السٌولة لمواجهة التزاماتها‬
‫الحاضرة فً فترات تكون فٌها أسعار الفائدة العالمٌة مرتفعة وأكثر جاذبٌة من أسعار الفائدة‬
‫المحلٌة‪ ،‬أو عندما تكون أسعار الفائدة المحلٌة عالٌة وسعر الصرف ثابتا مما ٌغري‬
‫المصارف المحلٌة باالقتراض من الخارج‪ ،‬وقد ٌتعرض زبائن المصارف كذلك إلى عدم‬
‫التالؤم بالنسبة للعملة األجنبٌة وعدم التوافق أٌضا بالنسبة لفترات االستحقاق‪.‬‬
‫وخٌر مثال على ظاهرة عدم التوافق والمطابقة بٌن األصول والخصوم هو األزمة المالٌة‬
‫التً ظهرت فً المكسٌك عام ‪ 1994 – 1989‬حٌث حدث ارتفاع فً نسبة العرض‬
‫النقدي ‪ 2‬مقارنة بالناتج المحلً اإلجمالً‪ ،‬وقد صاحب ذلك نقص كبٌر فً االحتٌاطً من‬
‫النقد األجنبً المقابل لتلك الخصوم واتسعت تلك الفجوة بشكل كبٌر لدرجة أن قٌمة العرض‬
‫النقدي ‪ 2‬ارتفعت إلى خمسة أضعاف قٌمة احتٌاطً النقد األجنبً األمر الذي السلطة النقدٌة‬
‫وقتها إلى تخفٌض قٌمة العملة‪ ،‬وتكررت نفس هذه المشكلة بعد ذلك فً كال من البرازٌل‬
‫وتشٌلً ولكن بصورة أقل‪.‬‬
‫التحرر المالً غٌر المدروس‬ ‫‪‬‬

‫قد ٌؤدي التحرر المالً السرٌع غٌر الحذر للسوق المالً الذي ٌأتً بعد فترة من التقٌٌد‬
‫المالً على القروض إلى حدوث األزمات المالٌة‪ ،‬فمثال عند تحرٌر أسعار الفائدة فإن‬
‫المصارف المحلٌة تفقد الحماٌة التً كانت تتمتع بها فً ظل تقٌٌد أسعار الفائدة‪.‬‬
‫وتزداد حدة االضطرابات المالٌة بالتزامن مع التوسع فً إعطاء القروض الذي بدوره ٌؤدي‬
‫إلى ارتفاع أسعار الفائدة المحلٌة خصوصا فً القروض العقارٌة أو القروض المخصصة‬
‫لالستثمار فً سوق األوراق المالٌة‪ ،‬فً الوقت الذي ٌؤدي هذا التوسع فً القروض إلى‬
‫استحداث مخاطر ائتمانٌة جدٌدة للمصارف والقطاع المالً وهو ما ٌصعب على العاملون‬
‫فً البنوك ذوي الخبرات القلٌلة فً تقٌٌم هذه المخاطر والتعامل معها بحذر ووقاٌة‪ ،‬كما إن‬
‫التحرر المالً ٌعنً دخول مصارف أخرى إلى السوق المالً مما ٌزٌد الضغوط التنافسٌة‬

‫‪11‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫على المصارف المحلٌة السٌما فً أنشطة ائتمانٌة غٌر مهٌأة لها وقبول أنواع جدٌدة من‬
‫المخاطر قد ال ٌتحملها البنك‪ ،‬وبدون اإلعداد والتهٌئة الرقابٌة الالزمة قبل التحرر المالً‬
‫فإن المصارف قد ال تتوفر لها الموارد أو الخبرات الالزمة للتعامل مع هذه النشاطات‬
‫والمخاطر الجدٌدة‪.‬‬
‫تدنً مستوى النظام المحاسبً والرقابً والتنظٌمً‬ ‫‪‬‬

‫تعانً معظم الدول التً تعرضت ألزمات مالٌة من الضعف فً المعاٌٌر واإلجراءات‬
‫المحاسبٌة المتبعة ودرجة اإلفصاح عن المعلومات خصوصا فٌما ٌتعلق بالدٌون المعدومة‬
‫ونسبتها من المحفظة االئتمانٌة للبنك‪ ،‬كما تعانً هذه الدول من ضعف النظام القانونً‬
‫المساند للعملٌات المصرفٌة وعدم االلتزام بالقانون الخاص بالحد األقصى للقروض المقدمة‬
‫لمقترض واحد ونسبتها من رأسمال البنك‪.‬‬
‫وتظهر البٌانات التارٌخٌة لؤلزمات المالٌة على مر الزمن أن التنظٌم والرقابة ٌأتٌان دائما‬
‫بعد حدوث األزمة كما تظهر أن السلطات النقدٌة فً الدول التً تعرضت لؤلزمات المالٌة‬
‫لم تنجح فً التنبؤ بحدوث األزمات أو الوقاٌة من حدوثها حٌث‪ ،‬وهو ما حدث فً أزمة‬
‫الكساد الكبٌر عام ‪ 1929‬فً الوالٌات المتحدة‪ ،‬حٌث اعتبر الرئٌس األمرٌكً هوفر أن هذه‬
‫األزمة عبارة عن سحابة صٌف فً الوقت الذي كانت فٌه الوالٌات المتحدة فً حالة انتعاش‬
‫ورواج صناعً وتجاري‪ ،‬وسرعان ما استٌقظت الوالٌات المتحدة على الكارثة دون أدنى‬
‫توقع من صناعة السٌاسة النقدٌة‪.‬‬
‫حانخا ‪ :‬ارتفاع انذيىن قصيرج األجم‬
‫فً الغالب قبل حدوث األزمات المالٌة تتزامن الزٌادة فً منح القروض قصٌرة األجل مع‬
‫زٌادة كبٌرة فً نصٌب القطاع الخاص من إجمالً القروض والسٌما المؤسسات المالٌة‪،‬‬
‫ودائما ما ٌحدث هذا التوسع فً منح االئتمان بدون أن ٌسبقه التهٌئة واإلعداد الكافً‬
‫للجوانب المؤسسٌة والقانونٌة والتنظٌمٌة والرقابٌة واإلشرافٌة للقطاع المالً‪ ،‬فتزداد‬
‫مخاطرة المصارف وتركز فً أنواع محددة من القروض والتً بدورها تؤدي للجوء إلى‬
‫القروض قصٌرة األجل وهو ما ٌزٌد بدوره إلى زٌادة تعرض القطاع المالً فً كثٌر من‬
‫الدول ألزمات سٌولة وهو ما ٌحدث اآلن فً الوالٌات المتحدة التً تعثرت عن سداد‬
‫دٌونها‪ ،‬وأٌضا فً عدد من دول االتحاد األوروبً‪.‬‬
‫انمطهة انخاوي‪:‬طرق معانجح األزماخ انمانيح‬
‫إن جمٌع دول العالم الٌوم تبحث عن مجموعة من القواعد التً ٌمكن االعتماد علٌها وكذلك‬
‫اآللٌات المؤسسٌة التً تمكنها من تجنب وتحجٌم األزمات المالٌة‪ ،‬ومن الناحٌة التارٌخٌة‬
‫لعب صندوق النقد الدولً دوراً محورٌا ً فً مساعدة الدول التً تعانً من صعوبات مالٌة‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫وان كان الكثٌر من االقتصادٌٌن ٌتحفظ على هذا الدور وأهمٌته فً المعالجة‪ ،‬بل وٌرى أن‬
‫الصندوق كان فً الكثٌر من األوقات هو المسبب والمفتعل لؤلزمات التً مرت بها الدول‪.‬‬
‫أن تطوٌر المؤسسات المالٌة والنقدٌة الدولٌة بما ٌسمح لها بأداء وظائفها أصبح أمرا‬
‫ضرورٌا ً وحتمٌا لتجنب تكرار األزمات المالٌة‪ ،‬وعالوة على ذلك فإن األمر ٌستدعى تعدٌل‬
‫نظام التصوٌت فً كل من صندوق النقد الدولً والبنك الدولً‪ ،‬وباإلضافة إلى ما سبق فإن‬
‫تطوٌر النظام المالً العالمً ٌستدعى وضع قواعد جدٌدة للرقابة تلتزم بها مؤسسات‬
‫التصنٌف الدولٌة بهدف ضمان حٌادٌة ما تصدره من تقارٌر أو تصنٌفات سواء للدول أو‬
‫البنوك أو الشركات والسٌما أن مؤسسات التصنٌف الدولٌة تتقاضى رسوما من هذه الدول‬
‫أو البنوك أو الشركات‪.‬‬
‫وأخٌرا فمن الضروري التوجه نحو فكر رقابً جدٌد فٌما ٌتعلق باألسواق المالٌة‪ ،‬وٌتلخص‬
‫هذا الفكر فً توحٌد األجهزة الرقابٌة التً تخضع لها المؤسسات المالٌة غٌر المصرفٌة فً‬
‫جهاز واحد لضمان التنسٌق‪ ،‬مع تدعٌم القدرات المالٌة لهذا الجهاز من حٌث الموارد‪ ،‬أو‬
‫الخبرات والكفاءات أو األدوات الرقابٌة فً حد ذاتها‪ ،‬أي أن ٌكون جهاز الرقابة على‬
‫األسواق المالٌة غٌر المصرفٌة فً أي دولة ٌجب أن ٌكون ‪ -‬على األقل – على نفس‬
‫المستوى من حٌث التجهٌز واالستعداد والكفاءة التً تتمٌز بها المؤسسات التً ٌراقبها‪.‬‬
‫و ٌرى الخبٌر االقتصادي جوزٌف ستٌغلٌتز ‪-‬الحائز على جائزة نوبل وكبٌر االقتصادٌٌن‬
‫فً البنك الدولً ورئٌس مجلس االستشارٌٌن االقتصادٌٌن فً عهد الرئٌس األمٌركً األسبق‬
‫بٌل كلٌنتون‪ -‬على المستوى العربً انه ٌجب أن تقوم كل دولة عربٌة بزٌادة اإلنفاق العام‬
‫وبصفة خاصة اإلنفاق العام االستثماري والسٌما فً مشروعات البنٌة األساسٌة لتنشٌط‬
‫الطلب الفعلً والخروج من حالة الكساد وتعوٌض الفقد فً الوظائف‪ ،‬كما ٌجب على الدول‬
‫العربٌة أن تسارع بتقوٌة بنوكها المركزٌة وإعطائها االستقالل الحقٌقً حتى تتمكن من‬
‫فرض رقابة شدٌدة على جمٌع البنوك والسٌما فٌما ٌتعلق بمنح االئتمان‪.‬‬
‫وعلى الدول العربٌة كذلك أن تعٌد النظر فً العالقات التجارٌة واالقتصادٌة مع الخارج‬
‫والتوجه نحو االستفادة من األسواق اآلمنة الجدٌدة فً العالم والسٌما تلك التً لم تتأثر نسبٌا‬
‫باألزمة العالمٌة كما هو الحال مثال فً الصٌن و الهند والبرازٌل ‪...‬الخ‪ ،‬وعلى الدول‬
‫العربٌة أٌضا ً أن تستفٌد من هذه األزمة وتعٌد نظرتها إلى التعاون االقتصادي العربً‬
‫والسٌما فً مجال االستثمار والتجارة الخارجٌة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫ختاما ٌمكن القول أن وسٌلة االقتراض فً المغرب بدأت تعرف تراجعا‬


‫وذلك راجع إلى تبنً المغرب منذ سنة ‪ 2000‬سٌاسة االقتراض الداخلً بدل‬
‫سٌاسة االقتراض الخارجً‪ ،‬كما أن السٌاسة المبذولة من طرف كل من بنك‬
‫المغرب و المدٌرٌة الخزٌنة والمالٌة الخارجٌة تحول دون دخول المغرب فً‬
‫أزمات مالٌة الٌستطٌع الخروج منها ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫الئحح انمراجع‪:‬‬
‫‪ ‬تقرٌر بنك المغرب الصادر فً سنة ‪.2019‬‬
‫‪ ‬تقرٌر حول الدٌن العمومً لمشروع قانون المالٌة ‪.2020‬‬
‫‪ ‬محمد قزٌبر‪ ،‬النظام القانونً لمالٌة الدولة‪ ،‬مطبعة وراقة سجلماسة‪،‬‬
‫مكناس‪2014 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫معالجة أزمات المديونية و األزمات المالية‬

‫انفهرش‪:‬‬
‫‪.........................‬‬
‫‪....‬‬
‫‪2 ................................................................‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫‪.............................‬‬
‫‪........‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أزمة المدٌونٌة‬
‫‪.....................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪4‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أسباب أزمة المدٌونٌة‬
‫‪.....................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪6‬‬ ‫المطلب الثانً‪ :‬معالجة أزمة المدٌونٌة‬
‫‪............‬‬
‫‪6‬‬ ‫التدبٌر النشٌط لدٌون العمومٌة من خالل مدٌرٌة الخزٌنة و المالٌة الخارجٌة‬
‫‪................................‬‬
‫‪.............‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫تدخالت بنك المغرب‬
‫‪...........................‬‬
‫‪......‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫المبحث الثانً‪ :‬األزمات المالٌة‬
‫‪.....................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪9‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أسباب األزمات المالٌة‬
‫‪.......................‬‬
‫‪10................................‬‬ ‫أوال‪ :‬عدم استقرار االقتصاد الكلً‬
‫‪................................‬‬
‫‪............‬‬
‫‪10‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬االضطرابات التً تحدث فً القطاع المالً‬
‫‪.......................‬‬
‫‪12‬‬
‫‪................................‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬ارتفاع الدٌون قصٌرة األجل‬
‫‪..................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب الثانً‪:‬طرق معالجة األزمات المالٌة‬
‫‪.......................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫‪.......................‬‬
‫‪16................................................................‬‬ ‫الفهرس‪:‬‬

‫‪16‬‬

You might also like