Professional Documents
Culture Documents
البنوك التشاركية-ا
البنوك التشاركية-ا
البنوك التشاركية
1
الفهرس
التقديم.
المحور األول :البنوك التشاركية
تعريف البنوك التشاركية وخصائصها
فشل المنتوجات البديلة ل سنة2007
أجهزة الرقابة للبنوك التشاركية
المحور الثاني :العقود التي تشتغل عليها
المرابحة
(-تعريفها ،مشروعيتها ،أنواعها ،احكامها ).
المضاربة
(-تعريفها ،أركانها ،شروطها ،احكامها ).
االجارة
(-تعريفها ،أنواعها ،مراحلها ).
االستصناع
(-تعريفه ،أركانه ،شروطه).
المشاركة
(-تعريفها ،تصنيفها ،شروطها).
السلم
(-تعريفه ،شروطه).
2
التقديم
اول ظهور للبنوك كمنشاة لالحتفاظ باالموال كان عام 7931في مدينة البندقية بايطاليا ،و كان البنك يعرف
باسم بانكو ريالتو ،أي ان اصل كلمة بنك تعود للكلمة االيطالية بانكو ،كانت مهمة هدا البنك قاصرة على
االحتفاظ باالموال مقابل اعطاء صاحبها صك بقيمة النقود ،ظهر بنك اخر في ايطاليا ايضا عام 7173باسم
بنكو دي جيرو لكن هده المرة كان مختص بالمعامالت و التحويالت النقدية فكان يصدر صك قابال للتداول
على انه نقود مقابل قيمة التقود الفضية او الورقية التي يحتفظ بها البنك ،لكنه لم يكن االول من نوعه فكان
اول من ابتكر هده الفكرة هو مصرف تم انشاءه في عام 7163بمدينة امستردام ،بالنسبة للمصارف العربية
فيعود الفضل لطلعت حرب باشا في انشاء اول مصرف عربي في مصر يحمل اسمه ما ساهم بشكل كبير في
انشاء و تطوير منظومات البنوك العربية .
اما بالنسبة للمغرب فيعتبر البنك المخزني هو اول بنك تم احداثه بموجب اتفاقية الجزيرة الخضراء ،التي
ابرمت في 1ابريل 7361من قبل مندوبي 71دولة اروبية باالضافة الى الواليات المتحدة االمريكية و
المغرب .وقد اتخد هدا البنك شكل شركة مساهمة ،مقرها الرئيسي طنجة براس مال موزع على الدول الموقعة
على االتفاقية باستثناء الواليات المتحدة االمريكية.
وقد تمكنت فرنسا بعد تفويت بعض الدول حصصها،من الحصول على الجزء االكبر من راس
مال هدا البنك.
تولى البنك لمخزني المغربي ،الدي كان يضطلع ببعض مهام البنك المركزي ،مند 7377كالقيام
بسك القطع النقدية الفضية من فئة *الحسني*و باصدار اولى االوراق البنكية .بعد استحالة
الحفاظ على سعر تكافؤ اجباري بين عملة (الحسني) و العملة الفرنسية ،اقدم البنك المخزني في
اكتوبر ،7373الحاصلة على توقيف سعر تكافؤ بين هاتين العملتين.
تقرر في مارس ،7316الغاء عملة الحسني و تعويضها باوراق بنكية وقطع نقدية بالفرنك
المغربي،الدي تم تحديد سعر تكافءه مع الفرنك الفرنسي ابتداء من دجنبر ،7317عبر ما كان
يدعى (حساب العمليات) تم تمديد امتياز االصدار المخول للبنك المخزني المغربي لفترة 16
سنة اضافية.
3
شرع مند سنة ،7391في اجراء مفاوضات بين الحكومة المغربية و فرنسا و البنك المخزني
المغربي قصد استرجاع المغرب امتياز االصدار.
هكدا تم في فاتح يوليوز ،7393احداث معهد اصدار وطني صرف يحمل (بنك المغرب) ،
بموجب الظهير الشريف رقم المؤرخ في 19دي الحجة ، 7911الموافق ل 96يوليوز 7393
ليحل محل البنك المخزني المغربي الدي توقف نشاطه بصفة رسمية.و تم في اكتوبر من نفس
السنة احداث (الدرهم) كوحدة نقدية جديدة.
يعتبر قانون 17أبريل 1967أول قانون يخضع ممارسة المهنة البنكية للحق العام والدي جعل ممارسة
المهنة البنكية متوقفة على توفر شروط معينة ،وفي هذا اإلطار فإن ممارسة المهنة البنكية تتوقف على توفر
المؤسسة الراغبة في إتخاذ العمل البنكي مهنة لها على عدة شروط خاصة .كما تتوقف على أيضا على
ضرورة حصول هذه المؤسسة على رخصة إعتماد من طرف وزير المالية .و اخر تعديل كان سنة 1672و
الدي يضم القانون 71/769االمتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها ،حوالي 731مادة ،و
خصص قسمه الثالث كامال للمعامالت التشاركية .ويرمي القانون المذكور إلى تعزيز اإلصالحات الرامية إلى
تدعيم وعصرنة المنظومة المالية للمغرب .وإلى جانب الخدمات المصرفية العادية ،التي تمنحها البنوك
التقليدية ،يضيف القانون الجديد ست منتوجات جديدة ،تدخل في سياق ما يسمى “المصرفية اإلسالمية”،
وهي المشاركة ،والمرابحة ،والمضاربة ،والسلم ،واالستصناع ،واإليجار .
4
تعريف البنوك التشاركية :
عن البنك التشاركي (أو اإلسالمي) كما ينعت في دول الشرق األوسط ،مؤسسة مالية ال تختلف من حيث الشكل
البنوك التقليدية ،فهي تقدم خدمات بنكية من قبيل القروض وتمويل المشاريع وإصدار الشيكات ومنح بطائق السحب
وصرف العمالت ،غير أن وجه االختالف عن البنوك التقليدية ،هي أن أدبيات هذا الصنف من البنوك (التشاركية)
تقول إن هذه األخيرة تعمل وفق الشريعة اإلسالمية والتتعامل بالفائدة
خصائص البنوك التشاركية :
تتميز البنوك التشاركية بعدة خصائص تميزها عن باقي البنوك التقليدية و هي :
-7استبعاد التعامل بالفائدة :
-يعتبر التعامل بالفائدة ربا و هو محرم في الشريعة اإلسالمية لما يخلف من أثار كبيرة على المجتمع إذ يزيد
التعامل الربوي الفقير فق ار و الغني غنا .
-عملت البنوك التشاركية على استبدال التعامل بالفائدة الربوية إلى التعامل بالمشاركة .
5
_فشل المنتجات البديلة :
البداية االولى للمالية اإلسالمية بالمغرب ،ظهرت بمحاولة بنك الوفاء-في بداية التسعينيات -تسويق ثالث منتجات
بنكية موافقة للشريعة غير أن بنك المغرب ماطل لعشرين سنة فقط لدراسة جدوى هذه المنتجات ،بعد ذالك في سنة
،1661أصدرت السلطات المالية –بنك المغرب -الدورية رقم G/33/1661المنظمة لتسويق ثالث منتجات بنكية
جديدة هي المرابحة ،المشاركة واإليجارة ونصت الدورية على عدم ربط هذه المنتجات بالعالمة اإلسالمية من قريب أو
بعيد في الحمالت اإلشهارية وكذا عند شرحها للزبون .في البداية استجابت ثالثة بنوك لهذا العرض :البنك الشعبي،
التجاري وفا بنك والبنك المغربي للتجارة الخارجية وبعد ذلك في ،1676أوجدت مجموعة التجاري وفا بنك مؤسسة
قائمة الذات متخصصة في تسويق المنتجات البديلة فقط تحت مسمى دار الصفاء.
بعد ست سنوات من وجودها في السوق ،تبقى حصيلة هذه المنتجات جد متواضعة ،إذ لم يتجاوز رقم معاملتها 7
مليار درهم إلى حدود نهاية 1679أي مايعادل % 6.7من الموجودات البنكية في نفس السنة .هذه المنتجات لم تكن
معروفة لدى المستهلك المغربي ،وحتى الذين تعاملوا بها يشتكون من غالء ثمنها وضعف جودتها وعدم يقينهم من
مدى مطابقتها ألحكام الشريعة.
على ضوء هذه النتائج األولية ،رصدنا عدة معيقات حالت دون انطالقة جيدة للمنتجات البديلة :فمن جهة فرضت
الدورية المنظمة لتسويقها ضريبة تعادل 16%على القروض البديلة بينما ال تتجاوز 76%بالنسبة للمنتجات البنكية
التقليدية .بعد ذلك تم تخفيض نسبة الضريبة بنسبة 76%على قرض المرابحة فقط .من جهة اخرى تحسب الضريبة
على أساس المبلغ المقترض كامال في حين ال تمس سوى هامش ربح البنك -الفوائد -في المنتجات التقليدية .أكثر
من ذلك يلزم الزبون دفع الضريبة دفعة واحدة رغم أنه لم يستحوذ على المبيع بشكل نهائي عكس القروض التقليدية
حيث تؤدى الضريبة فقط على الفائدة المضمنة في الدفوعات الشهرية.
فيما يخص الضريبة على الدخل ،حرم المتعاملون بالمنتجات البديلة من إمكانية استرداد 76%من الضريبة
المستحقة على هامش ربح البنك المؤدى من أجل اقتناء المبيع حين احتساب الضريبة على الدخل ،مما يجعل قاعدة
الحساب الجبائي أكبر من نظيرتها في إطار القروض التقليدية.
فيما يخص البنوك ،اظهرت الممارسة ان البنوك لم تبدي رغبة حقيقية إلنجاح هذه التجربة ،يمكن تبرير هذه التوجه
بعدة معطيات وسلوكيات ،فقد فرضت هذه البنوك هامش ربح جد مرتفع يتراوح بين 96%و 26%عن قيمة المنتج
الممول وكمقاربة غريبة ،يلزم الزبون شراء عقد تأمين تقليدي محرم شرعا وذلك في غياب صيغة التأمين التكافلي و
يلزم الزبون بأدائها دفعة واحدة .باإلضافة إلى ذلك ،يالحظ صعوبة نقل ملكية المنتج لورثة الهالك في اطار القروض
البديلة.
6
فيما يخص اإلشهار ،يالحظ غي اب الدعاية اإلعالمية لهذه المنتجات ،خاصة في اإلعالم السمعي-البصري ،يالحظ
غياب الملصقات اإلشهارية داخل الوكاالت البنكية .من جهة اخرى رغم كثرة البنوك المغربية ،ثالثة بنوك فقط،
دخلت غمار تجربة المنتجات البديلة ،وهو ما يظهر ضعف إقبال و البنوك المغربية تجاه هذه المنتجات.
من أجل فهم هذه العوائق والفشل الذي واجهته هذه التجربة ،يمكن تقديم عدة أسباب ،كقوة لوبي األبناك التقليدية وقدم
تواجدها في السوق المغربية .وكذا غياب اإلرادة السياسية الكفيلة بإنجاح تجربة المالية اإلسالمية بالمغرب ،مما أدى
إلى إصدار قوانين كابحة لنجاح هذه المنتجات داخل السوق البنكي .كما أن الثقل الضريبي والتمايز بين المنتجات
الكالسيكية والبديلة ،يطرح عدة أسئلة حول الجدوى من إطالق منتجات بنكية مقيدة منذ البداية.
ومن أجل تتبع األوضاع المالية للبنوك التشاركية،والتأكد من مدى مزاولتها للمهنة وفق القوانين الجاري بها العمل في
هذا المجال،تعمل السلطات النقدية على مراقبة أنشطة البنوك التشاركية،حتى ال تتعرض هذه األخيرة لصعوبات مالية
تؤثر سلبا على استم ارريتها و تعصف بثقة الزبناء المتعاملين معها.
وبصفة عامة يمكن تحديد عالقة البنك المركزي بالبنوك التشاركية في ظل النظام البنكي التقليدي فيما يلي:
-تقيد البنك التشاركي بالتعليمات الصادرة من البنك المركزي في إيداع العمالت األجنبية وسحبها.
-إيداع البنك التشاركي نسبة معينة من مجموع ودائعه في شكل نقد لدى بنك المغرب،وذلك حفاظا على مركزه
المالي،وحفاظا على حقوق المودعين والمستثمرين والمساهمين،وهذه الفوائد يمنح عليها بنك المغرب فوائد.
-لجوء بنك المغرب إلى االقتراض –تنفيذا للسياسة النقدية-من البنوك التجارية عن طريق بيع السندات بفوائد ،لكن
البنوك التشاركية تعتبرها من باب اإلقراض بالفائدة ،لذلك يقترح العمل بسندات المقارضة المبنية على المشاركة في
الربح والخسارة.
-قيام بنك المغرب بتحديد سقف اإلئتمان اإلجمالي الذي يمنحه أي بنك في مدة معينة ،ويطبق ذلك على البنوك
التشاركية ،علما أن تمويالتها تكون على سبيل المشاركة في الربح والخسارة عن طريق االستثمار وليس عن طريق
القرض ،وبالتالي فإن تقييدها بالسقف االئتماني يعتبر عائقا أمام ممارسة نشاطها المختلف تماما عن البنوك التقليدية.
-تحديد بنك المغرب نسبة رأس المال بالنسبة إلى الودائع ،وذلك لتحقيق األمان للمودعين ،ويطبق ذلك على جميع
أنواع الودائع ،لكن هذا ممكن بالنسبة للبنوك التقليدية ،أما بالنسبة للبنوك التشاركية فإن الودائع االدخارية ال تعتبر
7
قرضا ،وإنما تعتبر ودائع استثمارية تخضع للربح والخسارة ،فال يمكن تطبيق هذه النسبة ،ألن البنك التشاركي ضامن
لها.
تكلف اللجنة الشرعية للمالية التشاركية المحدثة لدى الهيئة العلمية المكلفة باإلفتاء لدى المجلس العلمي األعلى
بالمهام التالية:
.7إبداء الرأي بشأن مطابقة المنتوجات المالية التشاركية التي تقدمها مؤسسات اإلئتمان والهيئات المعتبرة في
حكمها لزبنائها..
.1إبداء الرأي بشأن مطابقة مضمون المناشير التي يصدرها والي بنك المغرب الحكام الشريعة اإلسالمية
ومقاصدها ،المتعلقة بالمنتوجات التشاركية والودائع االستثمارية والعمليات التي ينجزها صندوق ضمان ودائع
البنوك التشاركية.
.9إبداء الرأي بصفة خاصة بشأن مطابقة عمليات التأمين التكافلي التي تقوم بها مقاوالت التأمين وإعادة التأمين،
في إطار المالية التشاركية ،ألحكام الشريعة اإلسالمية ومقاصدها وذلك طبقا للتشريع الجاري به العمل.
.2إبداء الرأي بشأن مطابقة عمليات إصدار شهادات الصكوك طبقا للتشريع الجاري به العمل مع أحكام الشريعة
اإلسالمية ومقاصدها كيفما كانت الجهة المصدرة لها.
8
المرابحة
تنفرد البنوك التشاركية باستخدام أنواع عديدة و متميزة من أشكال التمويل يبقى من أهمها المرابحة ,و المشاركة ,
والمضاربة ,و االستصناع ,واالجارة .و عمليا تعتبر المرابحة أهم هذه الصيغ و أكثرها إنتشارا ,حيث تزيد نسبتها على
36 %من إجمالي إستثمارات البنوك االسالمية.
تعريف المرابحة :
توجد تعاريف عديدة للمرابحة لدى الفقهاء و هي و إن اختلفت في الصياغة إال أن داللتها واحدة ،حيث تدور حول
بيع السلعة بثمن شرائها و زيادة ربح .و األصل في البيوع أن تكون مرابحة حيث يستحيل أن يضع الشخص ماله في
تجارة بهدف الخسارة.
و في حالة البنك التشاركي ,يقوم هذا االخير بشراء سلعة معينة من البائع بناءا على طلب العميل ،ثم يبيع البنك هذه
السلعة على الزبو ِن بسعر يزيد عن ثمن الشراء مع بيان السعر الحقيقي و مقدار الربح .و يمثل هذا الفرق بين
السعرين ربح البنك التشاركي في العملية .ثم يسدد العميل بعد ذلك أقساط العملية للبنك حسب االتفاق المبرم بينهما
مسبقا .و قد يكون بيع المرابحة نقدا ،وقد يكون مؤجال بدفعة واحدة أو مقسطا.
مشروعية المرابحة :
و حكم بيع المرابحة في الشريعة اإلسالمية أنه مباح إذا كان بيعا صحيحا في صورته و معناه ،فقد جاء في مؤتمر
المصارف اإلسالمية:
” إن المواعدة على بيع المرابحة لألمر بالشراء ،بعد تملك السلعة المشتراة وحيازتها ثم بيعها لمن أمر بشرائها بالربح
المذكور في الوعد السابق هو أمر جائز شرعا طالما كانت تقع على المصرف مسؤولية الهالك قبل التسليم ،و تبعة
الرد فيما يستوجب الرد بعيب خفي ،أما بالنسبة للوعد وكونه ملزم لألمر بالشراء أو المصرف أو كليهما فإن األخذ
باإللزام أمر مقبول شرعا ،وكل مصرف مخير في األخذ بما يراه في مسألة القول باإللزام حسب ما تراه هيئة الرقابة
الشرعية لديه”
9
أنواع المرابحة :
المرابحة اإلسالمية نوعان ,فإن كان البائع يملك السلع المباعة فتكون مرابحة بسيطة ،و إن كانت غر متاحة لديه بل
سيشريها من السوق بمعرفته ثم يضيف ما اتفقا عليه فتكون مرابحة لآلمر بالشراء ,بالتالي يمكن أن تتم المرابحة
بإحدى صورتين و هما:
-المرابحة البسيطة :و هي أن يشتري شخص ما سلعة بثمن ثم يبيعها آلخر بالثمن األول وزيادة (الربح).
-المرابحة لآلمر بالشراء :و تسمى أيضا المرابحة المركبة ,هي قيام من يريد شراء سلعة معينة بالطلب من طرف
أخر (البنك التشاركي مثال) بأن يشتري له تلك السلعة ,و يعده بأن يشتريها منه بربح معين .و هي الصيغة األكثر
استعماال من طرف البنوك التشاركيةلذلك سنتعرض لها بالتفصيل.و يسمى من يريد السلعة باآلمر بالشراء ,بينما
الطرف اآلخر {البنك التشاركي} يسمى المأمور بالشراء أو البائع .و قد يقوم اآلمر بالشراء بدفع الثمن للبنك االسالمي
حاال ,أو مقسطا أو مؤجال .و عادة ما يتم دفع الثمن بموجب أقساط شهرية أو سنوية متساوية أو دفعة واحدة بعد
أجل محدد.
و تكيف هذه العملية على أنها عملية مركبة من وعد بالشراء و وعد بالبيع و بيع بالمرابحة ,حيث أن البنوك
التشاركيةال تنفذ هذا البيع إال بعد تملكها للسلعة موضوع المعاملة .و الربح الذي تحصل عليه ناتج عن تملك السلعة
و التصرف بها.
•رغبة العميل:
رغبة العميل بتملك سلعة عن طريق المرابحة جائز مادام متفقا مع الضوابط الشرعية لعقد البيع ,سواء طلب العميل
الشراء من جهة معينة حصريا ،وتعتذر المؤسسة عن ذلك إذا رفض العميل عروضا أخرى أنسب للمؤسسة.
•الوعد في المرابحة:
يشار الى أن البنوك التشاركية تتعامل ببيع المرابحة المركبة على أساس اإللزام بالوعد لكل من اآلمر بالشراء و البنك
التشاركي .فاآلمر بالشراء ملزم بشراء السلعة التي أمر إذا إشتراها البنك التشاركي ,و هذا األخير ملزم ببيعه هذه
السلعة إذا إشتراها.
10
و الوعد يلحق برغبة العميل بالشراء ،و قد يكون مكتوبا بشكل نموذج معد مسبقا يوقع عليه العميل .و ال يجوز أن
تشتمل وثيقة الوعد على مواعدة ملزمة للطرفين ،لكن ال يهم أصدر الوعد من المؤسسة أم من العميل .و يحق لهما
بعد إ صدار الوعد و قبل إبرام المرابحة االتفاق على تعديل بنود الوعد عما كانت عليه سابقا باتفاق الطرفين.
و للتخلص من إشكالية الوعد و إلزاميته ،يحق للمؤسسة شراء السلعة مع اشتراط حق الخيار لها خالل مدة معلومة،
فإذا لم يشتر العميل السلعة ,أمكنها رد السلعة إلى البائع ضمن تلك المدة بموجب خيار الشرط المقرر شرعا.
و نحيل في هذا اإلطار الى قرار مجلس مجمع الفقه االسالمي المنعقد في دورة مؤتمره الخامس بالكويت سنة ,7311
الذي بعد إطالعه على البحوث المقدمة من االعضاء و الخبراء في موضوعي الوفاء بالوعد و المرابحة لآلمر
بالشراء ,و استماعه للمناقشات التي دارت حولهما,قرر:
أوال :ان بيع المرابحة لآلمر بالشراء إذا وقع على سلعة بعد دخولها في ملك المأمور ,و حصول القبض المطلوب
شرعا ,هو بيع جائز طالما كانت تقع على المأمور مسؤولية التلف قبل التسليم ,و تبعة الرد بالعيب الخفي و نحوه من
موجبات الرد بعد التسليم ,و توافرت كذلك شروط البيع و انتفت موانعه.
ثانيا :الوعد( :و هو الذي يصدر من اآلمر أو المأمور على وجه اإلنفراد) يكون ملزما للواعد ديانة إال لعذر ,و هو
ملزم قضاءا إذا كان معلقا على سبب و دخل الموعود في كلفة نتيجة الوعد .و يتحدد أثر اإللزام في هذه الحالة إما
بتنفيذ الوعد ,أو التعويض عن الضرر الواقع فعال بسبب عدم الوفاء بالوعد بال عذر.
ثالثا :المواعدة (و هي التي تصدر من الطرفين) تجوز في بيع المرابحة بشرط الخيار للمتواعدين كليهما او أحدهما.
فإذا لم يكن هناك خيار فإنها ال تجوز ألن المواعدة الملزمة في بيع المرابحة تشبه البيع نفسه ,حيث يشترط عندئد أن
يكون البائع مالكا للمبيع حتى ال تكون مخالفة لنهي النبي عليه صلى هللا عليه و سلم عن بيع الشخص ما ليس
عنده.
•عروض األسعار:
تعتبر عروض األسعار بمثابة مرشد للمؤسسة سواء كانت موجهة باسم العميل أو خالية من التوجيه .و بما أن العقد
يتم باإليجاب و القبول فإن عرض السعر المقدم من قبل البائع هو بمثابة إيجاب .لذلك فالعرض الذي ال يحمل
توجيها باسم محدد أو الموجه باسم المؤسسة يكون إيجابا و بمجرد قبول المؤسسة يتم العقد بينها وبن البائع مباشرة.
أما إذا كان العرض موجها باسم العميل فال يجوز للمؤسسة إجراء عملية المرابحة لآلمر بالشراء حتى يتم إلغاء أي
ارتباط تعاقدي سابق بين العميل واآلمر بالشراء و البائع األصلي ,و اإلقالة يجب أن تكون من الطرفين حقيقية ال
صورية.
11
•البائع:
يجب أن تتأكد المؤسسة من أن الذي يبيع السلعة إليها طرف ثالث غير العميل أو وكيله ،و أن ال تكون الجهة
البائعة للسلعة مملوكة للعميل ،و إال بطل البيع .و ابتعادا عن أية شبهة تجتنب المؤسسة الشراء من مصدر قريب
نسبيا من العميل اآلمر بالشراء ،خشية أن يكون ذلك حيلة لبيع العينة ،و صورته أن تشتري المؤسسة من بائع
بضاعة بسعر 76666درهم ثم تبيعها للعميل مرابحة باألجل بمبلغ 79666درهم ،فإذا كان العميل مالكا لمحل
البائع فيكون قد حصل على سيولة (76666درهم) أقل من االلتزام(13000) .
•البيع للشريك:
إذا دخلت المؤسسة بشراكة في مشروع محدد ،فال بأس أن يعد أحدهما لآلخر بشراء حصته مرابحة نقدا أو ألجل في
وقت الحق بالقيمة السوقية في ذلك الوقت .و ال يجوز ذلك إذا كان الوعد من كليهما معا.
•هامش الجدية:
ال بأس أن تأخذ المؤسسة مبلغا مسبقا كهامش جدية ،فإذا كان الوعد غير ملزم فيعاد إذا نكل العميل كامال .و إذا
كان ملزما فيعتبر جزء من قيمة الشراء ،و إذا نكل العميل اقتطعت المؤسسة ما تضررته بسبب نكوله و أعادت له ما
زاد أو طالبته إذاكان الضرر أكبر من هامش الجدية.
و يصح تعاقد المؤسسة أو وكيلها مع البائع مباشرة دون توكيل العميل ،و يجوز أن يتم ذلك عن طريق إشعارين
بإيجاب وقبول متبادلين بالكتابة أو بالمراسلة بأي شكل من أشكال االتصال المتعارف عليها بضوابطها المعروفة .و
حتى يكون الشراء جديا يجب أن تكون الوثائق و العقود و المستندات الصادرة عند إبرام عقد شراء السلعة باسم
المؤسسة وليس العميل.
و ال يجوز اشتراط عدم انتقال ملكية السلعة إلى العميل إال بعد سداد الثمن ،ولكن يجوز إرجاء تسجيل السلعة باسم
العميل المشتري لغرض ضمان سداد ثمن السلعة ،مع الحصول على تفويض من العميل للمؤسسة ببيع السلعة إذا
تأخر في سداد الثمن.
يتوجب على المؤسسة اإلفصاح للعميل عن تكلفة السلعة و تفاصيل المصروفات المباشرة التي ستدخل في الثمن ،و
ال تعتبر المصاريف غير المباشرة من تكلفة المرابحة كالمصاريف اإلدارية الخاصة بالمؤسسة .أما إذا لم تفصل تلك
المصروفات فليس للمؤسسة أن تدخل إال ما جرى العرف على اعتباره من التكلفة كمصروفات النقل ،والتخزين ،و
رسوم االعتماد المستندي ،و أقساط التأمين.
و ال يجوز ربط السعر بمؤشرات عامة كالزمن ،و البد من بيانه بوضوح .و كل حسم تحصل عليه المؤسسة من
البائع بخصوص السلعة المبيعة نفسها و لو بعد العقد فإن العميل يستفيد من ذلك الحسم بتخفيض الثمن اإلجمالي
بنسبة الحسم.
بعد تمام الشراء و ثبوت القيمة في ذمة العميل ،ال يجوز للمؤسسة المطالبة بالزيادة عليه سواء بسبب زيادة اآلجل أو
التأخر لعذر أو غير عذر .كما يحق للمؤسسة اشتراط الباءة من جميع أو بعض عيوب السلعة (بيع البراءة) ،دون
العيوب الخفية القديمة الي يظهر أثرها بعد العقد.
يجوز اشتراط البنك التشاركي على العميل حلول جميع األقساط المستحقة قبل مواعيدها عند امتناعه عن أداء إحداها
دون عذر معتبر .و هذا يكون بإحدى الصور اآلتية:
و يجوز أن ينص عقد المرابحة لآلمر بالشراء على التزام العميل المشتري بدفع مبلغ أو نسبة من الدين في حال تأخره
عن سداد األقساط في مواعيدها المقررة ،على أن تصرف في وجوه الخير بمعرفة هيئة الرقابة الشرعية للبنك
اإلسالمي بحيث ال ينتفع بها األخير.
أما في حالة وقوع المماطلة من العميل المدين باألقساط فإن المستحق هو مبلغ الدين فقط ،و ال يجوز للبنك
اإلسالمي أن يلزم العميل بأداء أي زيادة لصالحه .كما يجوز أن يتنازل البنك التشاركي عن جزء من الثمن عند
تعجيل المشتري سداد التزاماته إذا لم يكن بشرط متفق عليه في العقد.
13
و يجوز كذلك االتفاق بين المصرف اإلسالمي و العميل على أداء دين المرابحة لآلمر بالشراء بعملة أخرى مغايرة
لعملة الدين إذا كان ذلك بسعر الصرف السائد يوم السداد ،شريطة أن يتم سداد الدين بأكمله أو تسديد المقدار المتفق
على مصارفته ،بحيث ال يبقى في الذمة شيء من المبلغ المتفق على مصارفته.
و يجوز مطالبة البنك التشاركي للعميل بتقديم شيكات أو سندات ألمر قبل إبرام عقد المرابحة لآلمر بالشراء ضمانا
للمديونية التي ستنشأ بعد إبرام العقد ،شريطة النص على أنه ال يحق للبنك اإلسالمي استخدام الشيكات أو السندات
إال في تاريخ استحقاقها ،مع اإلمتناع عن المطالبة بالشيكات في البالد التي يمكن فيها تقديمها للدفع قبل موعدها.
و يحظى تحديد مقدار نسبة الربح بحيز كبير من التساؤالت ،و باستعراض رأي مجمع الفقه اإلسامي في ق ارره رقم
21يتبين ما يلي:
.7إن األصل الذي تقرره النصوص و القواعد الشرعية هو ترك الناس أح ار ار في بيعهم وشرائهم وتصرفهم في
ُّها
ممتلكاتهم و أموالهم ،في إطار أحكام الشريعة اإلسالمية الغراء وضوابطها ،عمال بمطلق قوله تعالىَ { :يا أَي َ
تكو َن ِت َج َارًة َعن َتر ٍ
اض ِم ُ الذ ِِين آمنوْا الَ تَأْكِلوْا أَموالكِم بين ُكم ِبالبِ ِ
اط ِل ِإالَّ أَن ُ
لل ِ
َنف َس ُك ْم إ َّن َ
تق ُِ ُتلوْا أ ُ
نك ْم َوالَ ْ ُ ُ ْ َ َ ُ ْ َْ َ ْ ْ َ َّ َ َ ُ
ان ِب ُك ْم َر ِحيماً}.
َك َ
14
.1ليس هناك تحديد لنسبة معينة للربح يتقيد بها التجار في معامالتهم ،بل ذلك متروك لظروف التجارة عامة و
ظروف التاجر والسلع،مع مراعاة ما تقضي به اآلداب الشرعية من الرفق و القناعة و السماحة و التيسر.
و يعتبر لجوء البنوك اإلسالمية إلى إضافة نسبة ربح محددة في بيوع المرابحة ،كأن ُيقال للعميل الذي يريد شراء
سيارة بطريقة المرابحة :إن نسبة المرابحة تبلغ % 1،9سنويا ،أم ار ال حرج فيه .لذلك فمن الناحية الفقهية يجب
اإلعالن عن نسبة الربح في بيع المرابحة اإلسالمية إلى جانب تكلفة المبيع ،ألن البائع أمين يشتري لمصلحة
المشتري األصلي(اآلمر بالشراء) ثم يضيف ربحه المعلن عنه بشكل مسبق.
أما عن آليات احتساب الربح المعلن عنه في حالة المرابحة اإلسالمية ،فقد يكون مبلغا مقطوعا (ألف درهم) أو بنسبة
من التكلفة ( % 76مثال) ،فإن اجتهد أحد ما بأن حول هذه النسبة إلى طريقة متناقصة أو متزايدة فال بأس أن يفعل
ما يشاء ،فالمهم أن نصل إلى ربح محدد معلن يعلمه اآلمر بالشراء قبل الشروع بهذا البيع.
المضاربة
تقديم :
مع تزايد المعامالت المالية و كثرة اتساعها يوما بعد يوم ،فإنه من الواجب على فقهاء الشريعة أن يوسعوا دائرة
اجتهادهم من أجل استيعاب هذه المعامالت وفق ما تقتضيه صالحية هذه الشريعة وشمولها واستقصائها.
وإذا كان استثمار األموال في المصارف اإلسالمية يتخذ أشكاال متعددة ،فإن عقد المضاربة يعد مستندا لبعض صور
االستثمار المعاصرة ،لكن مراعاة الشروط والصيغ والتكييفات ضرورية هنا لئال نخرج بهذه المعاملة عن إطارها
الشرعي فنقع في المحظور بسبب سوء التكييف أو اإلخالل بالشروط ،وسنركز محورنا هذا على عقد المضاربة
باعتباره من أهم طرق االستثمار في المصارف اإلسالمية .
تعريف المضاربة: .I
تعريف المضاربة :المضاربة لغة هي مفاعلة من الضرب في االرض ،وهو السير فيها وشرعا عقد شركة في الربح
بمال من جانب و عمل من جانب اخر ،وركنها االيجاب و القبول ،و حكمها ايداع ابتداء وتوكيل مع العمل و شركة
ان ربح و غصب ان خالف و اجارة ان فسدت .و المضاربة هي ان يعطي الرجل للرجل المال ليتجر به ،على جزء
15
معلوم ياخده العامل من ربح المال أي جزء كان مما يتفقان عليه ثلثا او ربعا او نصفا و تسمى مضاربة او قراضا.و
قد كانت المضاربة شائعة بين العرب زمن الجاهلية ،و كانت قريش اهل تجارة يعطون المال مضاربة لمن يتجر بجزء
مسمى من الربح ،وقد اقر الرسول صلى هللا عليه و سلم ذلك في االسالم ،ومن االمثلة على ذلك خروج الرسول
صلى هللا عليه و سلم قبل البعثة للتجارة في اموال خديجة رضي هللا عنها على ان يكون له نصيب في الربح فهو
عقد مضاربة ،و قد استمر العمل به بعد البعثة و بدلك تستند مشروعية عقد المضاربة الى السنة.وقد قال رسول هللا
ملسو هيلع هللا ىلص " :ثالث فيهن البركة البيع إلى أجل والمقارضة وخلط البر بالشعير للبيت ال للبيع" .وقد ذكر الفقهاء أن عموم
اآليات اآلتيه واطالقها يقتضي العمل بالمضاربة يقول تعالى" :و اخرون يضربون في االرض يبتغون من فضل هللا"..
"ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضال من ربكم"..
16
.أن تكون حصة كل منهما من الربح معلومة
.أن تكون حصة كل منهما من الربح شائعة كالنصف أو الثلث مثالً
)9الشروط المتعلقة بالعمل:
.اختصاص العامل بالعمل دون رب المال
.أن ال يضيق رب المال على العامل بتعيين شيء يندر
.أن ال يضرب له أجل يمنعه من التصرف
كما يشترط في المضاربة أهيمة التوكيل والوكالة وال يشترط اسالمه ،وال يشترط أهلية التوكيل والوكالة لرب المال
ويتضح ذلك من حديث رسول هللا صلى هللا علي وسلم :من ولي يتيماً فليتجر له وال يتركه حتى تأكله الصدقه .رواه
الترمذي حيث أن رب المال ( اليتيم ) لم يبلغ بعد أهلية التوكيل والوكالة.
المضاربة شركة بين إثنين أحدهما يسمى رب المال واآلخر يسمى المضارب واألول له نصيب في الربح مقابل رأس
المال والثاني ربحه مقابل عمله الذي يؤديه ،والمضاربة نوعان وهما:
)7المضاربة المطلقة :وهي أن تدفع المال مضاربة من غير تعيين العمل والمكان والزمان وصفة العمل ،فالمضاربة
المطلقة
يكون للمضارب فيها حرية التصرف كيفما شاء دون الرجوع لرب المال إال عند نهاية المضاربة.
)1المضاربة المقيدة :وهي التي يشترط فيها رب المال على المضارب بعض الشروط لضمان ماله ،وهذا النوع من
المضاربة جائز وقد قال اإلمام أبو حنيفه وأحمد بن حنبل إن المضاربة كما تصح مطلقة فإنها تجوز كذلك مقيدة.
تطبيق صيغة المضاربة بالمصارف اإلسالمية :تبين من الواقع العملي ان كال النوعين من المضاربة مالئم
لمعامالت المصارف االسالمية غير ان المضاربة المطلقة هي االصل في التعامل بين المصرف و اصحاب ودائع
االستثمار .فالمصرف عندما يكون هو المضارب كما في الصناديق االستثمارية تالئمه المضاربة المطلقة وعندما
يكون هو رب المال أو نائباً عنه كما في تمويل المستثمرين تالئمه المضاربة المقيدة .والمضاربة في المصارف
اإلسالمية مع المتعاملين قد تكون قصيرة األجل أو متوسطة األجل أو طويلة االجل ؛ يضارب المصرف على صفقة
واحدة فهي مضاربة قصيرة األجل ،وقد يضارب في سلعة تشترى ثم تباع على فترات فهي مضاربة متوسطة األجل
،وقد يشترك مع آخرين في تمويل رأس مال مشروع بالكامل لفترة طويلة فهي مضاربة طويلة األجل .والمجال
المناسب للمضاربة بالنسبة للنشاط التجاري ،المضاربة في السلع التي يمكن شراؤها من مصادر انتاجها وبيعها
باألسواق المحلية ،ويتطلب هذا أن يكون لدى المتعامل الخبرة بهذه األنواع من السلع ،ولقد تبين أن بعض
17
المصارف اإلسالمية تحجم عن التعامل بصيغة المضاربة ويرجع ذلك إلى عدم استيعاب المتعاملين ألسلوب تطبيق
هذه الصيغة لعدم توافر نوعية المتعاملين من ذي األمانة والثقة العالية ،باإلضافة إلى المخاطر المترتبة على قيام
المصرف بتمويل كافة العملية دون أن يدفع العميل حصة في التمويل.
من حيث أطراف المضاربة:
)9المضاربة الثنائية :وتكون بين طرفين فقط
)2المضاربة متعددة األطراف :وتكون عندما يأخذ صاحب العمل المال من صاحب رأس المال ويعطيه إلى صاحب
عمل آخر فيكون صاحب العمل األول صاحب مال بالنسبة لصاحب العمل الثاني .وهذا النوع مختلف فيه بين
مجيز مطلقا ومانع مطلقا ومفصل وبناء على القول بالجواز ،فإن المصرف اإلسالمي يعد صاحب عمل من جهة
وصاحب مال من جهة أخرى.
أحكام تتعلق بالمضاربة : .V
الحكم عند فساد المضاربة :للعامل أجر مثله وللمالك الربح
ويكون له قراض المثل في الحاالت اآلتية :
.جهل الربح وعدم وجود عادة يحتكم إليها
إبهام القراض :كالعمل فيه قراضا من غير تحديد
حاالت انتهاء القراض :انقضاء الوقت المحدد للعقد ،الموت ،الجنون ،فقدان االهلية ،العزل و الفسخ.
حكم أجر المصرف في المضاربة المشتركة :
بناء على أن البنك وسيط فإن ما يأخذه يعد مكافأة له على سبيل الخدمة ،وبناء على أنه عامل وصاحب مال فإنه
يقسم األرباح مع أرباب األموال والمضاربين حسب االتفاق.
في حالة الخسارة يخسر المضارب عمله وجهده ويخسر رب المال ماله وال يجوز اشتراط ما يخالف هذا الشرط ،أما
إذا خالف
المضارب شرطا من شروط صاحب المال اعتبر متعديا ووجب عليه ضمانه
.VIضمان ر أس المال:
إن العملية التجارية مبنية على المخاطرة ،ولهذا فإن العامل في المضاربة الفردية ال يضمن رأس المال لكن الذي
جرى عليه العمل في المضاربة المشتركة أن المصرف يتعهد بضمان رأس المال وهذا الضمان يواجهه إشكاالت عدة
من حيث تكييفه ألن المضارب أمين ال يضمن إال بالتعدي والتفريط ،ولما كان للمصرف صفة مزدوجة :إذ هو في
مقابلة أصحاب األموال مضارب وفي مقابلة المضاربين صاحب مال ،اختلفت أنظار الفقهاء في عالقته بهما ،وقصد
18
حل هذا اإلشكال ذهب راي إلى أن المصرف متبرع بالضمان ،وذهب رأي آخر إلى أن البنك يضمن على أساس
التكافل االجتماعي عن طريق التأمين التعاوني.
والمالحظ أن ضمان رأس المال في المضاربة المشتركة يشجع على ا إلقدام عليها لكن األولى من ذلك القيام بدراسة
الجدوى قبل اإلقدام على المشروع وبذلك تكون هذه الصيغة بديال عن الضمان المسبق لرأس المال الذي يوقع في
االحتياج إلى التأمين على األخطار من الخسارة مع مالحظة أنه قد يستدعى ضمان رأس المال في المضاربة الفردية
حيث يكون المصرف صاحب مال والعميل مضارب فإذا نتجت الخسارة عن تقصير من المضارب فإن للمصرف أن
يطالب المضارب بتعويض الضرر الذي لحقه.
19
االاجار
تعريف اإلجارة:
كل عقد يضع بموجبه بنك تشاركي ،عن طريق اإليجار ،منقوال أو عقا ار محددا وفي ملكيته تحت تصرف عميل قصد
استعمال مسموح به قانونا.
هو التأجير الذي يقوم على تمليك المستأجر منفعة أصل معين خالل فترة زمنية محددة ،على أن يتم إعادة األصل
لمالكه المؤجر ( البنك التشاركي) عند نهاية مدة اإليجار ،ليتمكن هذا األخير من تأجيره إلى طرف آخر أو تجديد
العقد مع نفس المستأجر إذا وافق الطرفان على ذلك و غالبا ما يكون هذا النوع قصير األجل نسبيا ,و يتحمل خالله
المؤجر مصاريف الصيانة و التأمين و الضرائب المتعلقة باألصل ،في حين يتحمل المستأجر المصاريف التشغيلية
.الخاصة بهذا األصل مثل مصاريف الكهرباء و الماء ،إضافة إلى دفعه ألقساط استغالل األصل
كما أن البنك التشاركي في هذا النوع من التأجير يقوم بامتالك األصول ألسباب خاصة أحدها قد يكون نتيجة لطلب
السوق عليها بشكل عام ,و ليس بناءا على طلب المستأجر ,أي أن البنك ال يشتري هذه األصول من أجل تأجيرها
.لشخص معين
و يتميز هذا األسلوب ببقاء األعيان تحت ملكية المصرف اإلسالمي الذي يقوم بعرضها لإليجار المرة تلو األخرى
حتى ال تبقى بدون استعمال إال لفترات قصيرة ،وهو يتحمل في ذلك مخاطرة ركود السوق وانخفاض الطلب على تلك
:األعيان مما يؤدي إلى خطر عدم استغاللها .وتقسم اإلجارة التشغيلية إلى
1-إجارة معينة :وهي اإلجارة الي يكون محلها عقا ار أو عينا معينة باإلشارة إليها أو نحو ذلك مما يميزها عن غيرها.
2-إجارة موصوفة بالذمة :و هي اإلجارة الواردة على منفعة موصوفة بصفات يتفق عليها مع التزامها في الذمة،
كسيارة أو سفينة غير معينة لكنها موصوفة وصفا دقيقا يمنع التنازع.
20
و تتم عملية اإلجارة التشغيلية من خالل المراحل التالية:
.7قيام البنك التشاركي بشراء األصول بهدف تأجيرها ,و ذلك حسب دراسته لمتطلبات السوق.
.9عند نهاية مدة التأجير ,يبحث البنك التشاركي عن مستأجر أخر أو يجدد مع المستأجر السابق.
تتميز هذه الصيغة بتمليك منفعة العين المؤجرة إلى المستأجر (الزبون) خالل مدة محددة مع وعد المؤجر (البنك
التشاركي) بتمليك ذلك األصل (العين المؤجرة) للمستأجر في نهاية مدة اإلجارة أو في أثنائها ،و ذلك بسعر السوق أو
.بسعر يتفقان عليه معا أو بدون مقابل
و هذا النوع من التأجير هو الذي يجري به العمل في البنوك االسالمية ،حيث أن هذه األخيرة تستوفي ثمن العين
المؤجرة من خالل أقساط اإليجار خالل فترة التأجير ،لذا فإن أقساط اإليجار في هذا النوع تكون أعلى منه في
التأجير التشغيلي ،كما تكون مدة التأجير هنا طويلة نسبيا ،يتحمل من خاللها المستأجر التكاليف التشغيلية إضافة
إلى الرأسمالية ( التأمين ,الضرائب …) إذا تمت بناءا على رغبته ،مثل إضافة سور للبناية .أما إذا كانت التكاليف
الرأسمالية ضرورية لكي يحصل المستأجر على منفعة األصل تحملها حينئد المؤجر ,مثل انهيار جزء من المبنى
المؤجر فيكون ترميمه على المؤجر/البنك التشاركي
و هذه بعض األحكام التي تتعلق بتمليك العين المؤجرة في اإلجارة المنتهية بالتمليك
•يجب تحديد طريقة تمليك العن للمستأجر بوثيقة مستقلة عن عقد اإلجارة ،ويكون بإحدى الطرق اآلتية :وعد بالبيع
بثمن رمزي ،أو هبة ،أو بثمن حقيقي أي بسعر السوق ،أو بتعجيل أجرة المدة الباقية .وفي حاالت إصدار وعد بالهبة
أو وعد بالبيع أو عقد هبة معلق بمستندات مستقلة ال يجوز أن يذكر أنها جزء ال يتج أز من عقد اإلجارة المنتهية
بالتمليك.
•الوعد بالتمليك ملزم لمن صدر منه ،ويجب أن يقتصر الوعد الملزم على طرف واحد ،أما الطرف اآلخر فيكون
مخي ار.
•ال يجوز التمليك بإبرام عقد البيع مضافا إلى المستقبل مع إبرام عقد اإلجارة.
•إذا هلكت العن المؤجرة أو تعذر استمرار عقد اإلجارة إلى نهاية مدته من دون تسبب من المستأجر في الحالتين،
21
فإنه يرجع إلى أُجرة المثل ،و يرد المؤجر إلى المستأجر الفرق بن أجرة المثل واألجرة المحددة في العقد إذا كانت أكثر
من أجرة المثل ,و ذلك دفعا للضرر عن المستأجر الذي رضي بزيادة األجرة عن أجرة المثل في مقابلة الوعد له
بالتمليك في نهاية مدة اإلجارة.
1-عقد إيجار مع الوعد بهبة العين عند االنتهاء من وفاء جميع األقساط اإليجارية على أن تكون الهبة بعقد
منفصل.
2-عقد إيجار مع وعد ببيع العين المستأجرة مقابل مبلغ رمزي أو حقيقي يدفعه المستأجر في نهاية المدة بعد سداد
جميع األقساط اإليجارية المتفق عليها.
3-عقد إيجار مع وعد ببيع العين المستأجرة بمجرد سداد جميع األقساط اإليجارية المستحقة المتفق عليها.
4-عقد إيجار تدريجي بحيث يتم بنهاية كل فترة شراء المستأجر لجزء من المأجور و استئجاره للجزء الباقي ,و هكذا
حتى يتم شراء كامل المأجور.
–أن تكون السلعة المتفق على إجارتها أو بيعها مملوكة للمؤجر أو للبائع وقت التعاقد.
–أن تكون مقبوضة ويكون قبضها بالتخلية بن المبيع والمشري بحيث يتمكن من االنتفاع به والتصرف فيه.
–يجوز اجتماع عقد اإليجار مع عقد البيع (إذا كانا صفقة واحدة) وحينئذ يراعى تطبيق أحكام كل عقد عليه.
–يجوز وضع شرط صحيح أو أكثر في العقد بما يحقق مصلحة المتعاقدين و بما ال يناقض نصا شرعيا من كتاب
أو سنة ،و ال يؤدي إلى محظور شرعي ،و ال إلى غرر ،و ال إلى ما يستحيل الوفاء به.
.7يتقدم الزبون بطلب الى البنك التشاركي إلستئجار أصل معين (عقار…) بعد أن يشتريه البنك و يدفع ثمنه .و
يحدد في طلبه األصل المراد استئجاره و مدة التأجير.
.1دراسة البنك التشاركي للطلب للوقوف على مدى موافقته لمعايير التمويل و االستثمار الجاري بها العمل في البنك.
.9في حالة الموافقة يتم إبالغ الزبون بتفاصيل الموافقة وشروط العقد كمدة اإليجار,قيمة القسط….
.2توقيع عقد اإليجار بين البنك التشاركي و الزبون وفق الشروط المتفق عليها.
.9توقيع وعد من البنك للزبون بتمليكه األصل المستأجر عند نهاية مدة التأجير.
22
.1عند نهاية مدة التأجير يتنازل البنك التشاركي للمستأجر عن األصل.
عموما توفر عملية التمويل باإلجارة عدة مزايا سواء بالنسبة للمؤجر أو المستأجر:
بالنسبة للمؤجر:
•استثمار األصل دون االضطرار الى التخلي عن ملكيته ,حيث يتم نقل المنفعة فقط.
•تحقيق عوائد جيدة و مضمونة نتيجة التدفقات النقدية طيلة سريان مدة العقد.
•التقليل من حدة التقلبات االقتصادية على المؤجر.
•التقليل من مخاطر االئتمان لسرعة استعادة األصل في حالة تخلف المستأجر عن التزاماته
بالنسبة للمستأجر:
•حيازة و استغالل األصول المطلوبة دون حاجة الى ضخ سيولة كبيرة.
•االنتفاع باألصول المستأجرة في ظل األحوال االقتصادية المتقلبة.
•تجنب مخاطر الملكية رغم حيازته لألصول و استغاللها.
•بعض أنواع التأجير تتيح للمستأجر إمكانية تملك االصل في نهاية مدة اإلجارة( االجارة المنتهية بالتمليك
23
االتستناا
-1االستصناع
كل عقد يشترى به شيء مما يصنع ،يلتزم بموجبه أحد المتعاقدين ،البنك التشاركي أو العميل ،بتسليم مصنوع بمواد
من عنده ،بأوصاف معينة يتفق عليها وبثمن محدد يدفع من طرف المستصنع ،حسب الكيفية المتفق عليها بين
الطرفين
.
2اركان عقد االتستناا
االستصناع عقد مثل جميع العقود /ال يختلف عنها اال في اشياء خاصة به ،واركانه عند الفقهاء هي :
أ -الصيغة :وهي التعبير الصادر من المتعاقدين لينبؤ عن معنى التمليك والتملك ،وهذا التعبير يسمى باإليجاب
والقبول في عرف الفقهاء سواء كان هذا التعبير لفظيا ام خطيا
ب :العاقدان :وهما الصانع الذي يقوم بالعمل ،والمستصنع الذي طلب عمل شيء معين ،وشرطهما ب-
التكليف والرضا واالختيار ،وهي شروط ال بد من توفرها في جميع العقود وااللتزامات.
:المعقود عليه :ويقصد به العين المصنوعة والعمل الواقعي من جهة ،والثمن الذي يقدمه المستصنع ت-
من جهة ثانية
24
يمكن للبنوك التشاركية ان تقوم باالستثمار عن طريق عقد االستصناع ،فتنمي ثروتها أوال ،تساعد ثانيا افراد
المجتمع اإلسالم ،من مستثمرين وتجار واصحاب المصانع ومقاولين واصحاب الورشات الكبيرة والصغيرة وخاصة
الناس وعامتهم ،تساعدهم على قضاء حوائجهم ،وتحقيق مصالحهم ،وتنمية اموالهم
ومن كيفية االستثمار التي يمكن للبنك التشاركي ان يقوم بها
تمويل المؤسسات والشركات عن طريق االستثمار في القطاع الصناعي بما يحقق عائدا مالئما للمديعين في
المجاالت المشروعة ،باعتبار ان الصناعة اصبحت من القطاعات الحيوية في التنمية االقتصادية واالجتماعية
والسياسية في اقتصاد الدول ،فالعمل على االهتمام بها يعود بالنفع على الفرد والدولة
االستصناع للتمويل العقاري :وفي هذا االطار يمكن للبنك التشاركي بتمويل كل ماله عالقة بالعقار عن طريق عقد
االستصناعي ،من بناء المساكن ،وشق الطروق وبناء الجسور ،ووضع مخططات لألراضي وتهيئتها للبناء
االستصناع للتمويل الصناعي :يعتبر التمويل الصناعي بكل اشكاله وانواعه و تجلياته من اساسيات عمل البنوك
التشاركية و من نماذجه ،صناعة العتاد كالمركبات و اآلالت ،وصناعة االدوية ...
االستصناع عن طريق عقد المقاولة ،و ذلك بان يعهد البنك بعمل المقاولة الى مقاول يقوم بالعمل المتفق عليه بين
البنك و المستصنع .وبموجب عقد المقاولة يقوم المقاول بإنجاز األشغال الالزمة إلقامة العين المستصنعة المبين
وصفها في فاتورة األشغال المرفقة بالعقد ،ويشمل ذلك توفير المواد الالزمة و المعدات و العمال و األعمال
التحضيرية و النهائية وغيرها من األعمال الضرورية لتنفيذ األشغال المذكورة في مستندات العقد.
25
المشاركة
تعريفها
نوع من العقود المعتمدة في التعامالت المالية اإلسالمية وتستخدم حاليا في تعامالت المصارف اإلسالمية ،فيه يشترك
األطراف في المال والجهد أو في أحدهما ،وتكون ملكية النشاط التجاري مشتركة بينهم ،كما يشتركون أيضا في الربح
والخسارة.
وتعتبر المشاركة من أهم صيغ استثمار األموال في الفقه اإلسالمي ،وهي تالئم طبيعة المصارف اإلسالمية وفئة
كبيرة من ال متعاملين معها ،فيمكن استخدامها في تمويل األنشطة االقتصادية المختلفة .وتعد صيغة المشاركة من
البدائل اإلسالمية للتمويل بالفوائد المتبع في المصارف التقليدية.
وفي التعامالت المصرفية تكون الصيغة عبارة عن مشاركة بين البنك والمتعامل على أساس تقاسم رأس المال والعائد
إن كان في مشروع جديد أو قائم .وقد يتم ذلك عبر المساهمة في ملكية أصول معينة على أساس المشاركة الدائمة
أو المؤقتة بشرط أن يتم تقاسم الربح طبًقا لالتفاق المبرم بين الطرفين.
وفي حال تمويل المصرف شخصاً أو شركة على أساس عقد المشاركة ،فيحدد مقدار التمويل البنكي من رأس مال
الشركة ويفوض المصرف طالب التمويل في اإلشراف على المشروع وإدارته.
وللمصرف أن يتدخل في إدارة المشروع بالقدر الذي يضمن له االطمئنان على حسن إدارة المشروع ونجاحه ،والتزام
الشريك بالشروط والبنود المتفق عليها في عقد المشاركة ،حماية ألموال العمالء.
تصنيف المشاركة
وفي التعامالت المصرفية اإلسالمية يميز بين نوعين من المشاركة ،هما المشاركة الثابتة والمشاركة المتناقصة.
ففي المشاركة الثابتة يسهم البنك في التمويل بجزء من رأس مال مشروع ما ،وبذا يكون شر ً
يكا في ملكية هذا المشروع،
وفي إدارته واإلشراف عليه ،وكذا في الربح والخسارة حسب النسب المتفق عليها في عقد المشاركة.
وفي هذا النوع يكون لكل طرف من طرفي المشاركة حصة ثابتة في المشروع حتى انتهاء مدة المشروع أو الشراكة،
أو انتهاء المدة المتفق عليها في العقد.
أما في المشاركة المتناقصة فيتم تحديد جزء من دخل المشروع ليكون قس ً
طا يدفعه الشريك للمصرف ليسترد به حصة
المصرف في المشروع ،ويحل محله في ملكية المشروع ،إما دفعة واحدة ،أو على دفعات حسب ما يتفق عليه وطبيعة
المشروع نفسه.
وبهذا تتناقص مشاركة المصرف تدريجيا كلما استرد من الطرف اآلخر جزءا من تمويله إلى أن تنتهي هذه المشاركة
بالتمليك ،أي بتملك الشريك المشروع بعد رد أموال التمويل إلى المصرف.
26
ويوصف عقد المشاركة بأنه يتميز بالمرونة وسهولة التطبيق مما يجعله صالحا للتطبيق في مجاالت عدة صناعية،
وعقارية ،وتجارية.
شروط المشاركة
-يجب أن يتم تحديد حصة كل مشارك في رأس مال المشاركة ،ويمكن أن تكون المشاركات متفاوتة.
-يجب أن يكون رأس المال متوف ار في مكان أو حساب محدد عند توقيع عقد المشاركة.
-يمكن أن يقوم الشركاء بتوكيل أحدهم أو مجموعة منهم أو غيرهم للقيام بأمور إدارة رأس المال.
-يجب تقييم جميع أشكال المشاركات غير التقليدية كاألرض بقيمة عملة واحدة ،وتحدد بناء عليها نسبة المساهمة
في رأس مال المشاركة.
-بمجرد انعقاد الشركة تنشأ عنها ذمة مستقلة للمشاركة.
-يجوز أن تتم المشاركة بين جهات شخصية أو اعتبارية على حد سواء.
-يمكن أن يتم توزيع األرباح حسب اتفاق المشاركين ،في حين يجب أن يتم توزيع الخسارة بين المشاركين بالتساوي
ِبناء على نسبة مشاركتهم برأس المال.
-في حاالت التعدي والمخالفة لشروط عقد المشاركة من لدن أحد أطراف المشاركة ،فإنه يجوز اشتراط ضمان رأس
المال ،وال يجوز االشتراط في غير هذه الحالة أبد.
-ال يجوز تحديد ربح معين من دخل المشاركة عن فترة محددة أو كمبلغ محدد.
-يمكن أن ينص عقد المشاركة على السماح للمصرف في أن يبيع حصته بسعر معين بتاريخ محدد ،إال أنه ال ُي ِلزم
الشركاء بالشراء.
-يمكن أن ينص عقد المشاركة على تحديد حصة أحد الشركاء بحد معين ليتم السحب منها عند الحاجة.
اآلجال الزمنية
وتكون صيغة المشاركة إما طويلة أو متوسطة أو قصيرة األجل وذلك وفقا لما يلي:
-أوال ،قد تكون المشاركة طويلة األجل ،ويصلح هذا األسلوب لتمويل العمليات اإلنتاجية المختلفة والتي تأخذ شكالً
قانونيا كشركة تضامن أو شركة توصية ،وسواء كانت تلك الشركات صناعية أو زراعية أو تجارية.
-ثانيا ،قد تكون المشاركة متوسطة األجل ،وذلك في حالة المشاركة المنتهية بالتمليك وهي التي يحل فيها الشريك
محل المصرف في ملكية المشروع إما دفعة واحدة أو على دفعات ،ويصلح هذا األسلوب للتطبيق في المجال التجاري
والصناعي والزراعي والعقاري والمهني.
ثالثا ،قد تكون المشاركة قصيرة في حالة تمويل العمليات التي تستغرق زمناً قصي اًر ،ومن تلك العمليات االعتمادات
المستندية حيث تكون قيمة االعتماد مشاركة بين المصرف والعميل.
27
التسلم
سلم:
مفهوم عقد ال َّ
يعرف على أنه عقد بيع يدفع فيه المشتري الثمن النقدي مقدما عند التعاقد ويوافق البائع على تسليم البضاعة
بمواصفات معينة وكمية محددة في مواعيد مؤجلة متفق عليها ،ويسمى الفقهاء هذا النوع من البيوع ببيع المحاويج ألنه
بيع غائب تدعو إليه ضرورة كل واحد من المتبايعين .ويعرف لغة بأنه نوع من البيوع ويقال فيه السلف.
سلم:
من أهم شروط ال َّ
تسليم رأس المال في مجلس العقد ال يجوز السلم بين النقدين فال يجوز سلم ذهب بفضة وال بعملة ،وال عملة بعملة
أخرى ،ألن هذا من الصرف ويجب التقابض فيه ،وأما ما سواها من السلع كالنفط أو الحبوب ،أو غير ذلك من
العروض فيجوز السلم فيه ،ما لم يترتب عليه محظور آخر.
وتطبق المصارف اإلسالمية عقود بيع السلم ،ويعتبر عقد السلم طريقا ً للتمويل يغني عن القرض بفائدة ،فمن عنده
سلعة ينتجها يمكنه أن يبيع كمية منها ،تسلم في المستقبل ،ويحصل على ثمنها حاال.
ولذلك يكون عقد السلم إحدى الوسائل التي يستخدمها المصرف اإلسالمي في الحصول على السلع موضوع تجارته،
كما يستخدمه أيضا في بيع ما تنتجه شركاته ومؤسساته.
إجراءات البنك:
وتتبع المصارف اإلسالمية إجراءات لتنفيذ عقد السلم ،أولها أن المصرف يتلقى طلبا من العميل يوضح فيه رغبته في
تمويل سلعة معينة وبمواصفات محددة معروفة على أن يدفع المصرف للعميل ثمنها معجال ويكون االستالم مؤجال.
ويحرر العميل نموذجا يسمى طلب تمويل سلعة بصيغة السلم ومن أهم البيانات التي تظهر في هذا الطلب المواصفات
وكمية السلع والثمن المقترح لهذه السلعة ،وبعض المستندات المتعلقة بالعميل ،وميعاد وشروط التسليم ومكانه.
ثانيا ،يقوم المصرف بدراسة جدوى طلب العميل من جميع النواحي مع التركيز على التحقق من صحة البيانات
والمعلومات الواردة عن العميل ،ودراسة السلعة وسوقها موضوع السلم ،ودراسة النواحي الشرعية للسلعة ،ودراسة
ثمن الشراء ونسبة الربح ،ودراسة الضمانات والكفاالت المقدمة من العميل ،ودراسة إمكانية التسويق.
ثالثا ،يتم إبرام عقد السلم األول ،وفي حالة الموافقة من قبل المصرف على تنفيذ العملية بعد بيان جدواها يحرر عقد
بيع السلم بين المصرف (المشتري) والعميل {البائع}.
ومن التطبيقات المعاصرة لعقد السلم تمويل عمليات زراعية مختلفة ،وتمويل النشاط الزراعي والصناعي ،وال سيما
سلَما وإعادة تسويقها بأسعار مجزية.
تمويل المراحل السابقة إلنتاج وتصدير السلع والمنتجات الرائجة ،وذلك بشرائها َ
كما يمكن تطبيق السلم في تمويل الحرفيين وصغار المنتجين الزراعيين والصناعيين عن طريق إمدادهم بمستلزمات
اإلنت اج في صورة معدات وآالت أو مواد أولية كرأس مال سلم مقابل الحصول على بعض منتجاتهم وإعادة تسويقها،
28
ومن االستخدام لبيع السلم ما تعلق باإلنشاءات العقارية عن طريق بيع الوحدات قبل إنشائها وتسليمها بعد االنتهاء
منها.
والفرق بين األمر أن بيع السلم ال ينصب على شيء معيّن ،بل على شيء موصوف في الذ ّمة فيقوم بعضه مقام بعض،
فمن تعاقد على تسليم سلعة ذات مواصفات تنفي الجهالة عنها وقت التسليم يمكنه أن يسلم هذه السلعة بصفتها عند
األجل من أي جهة ،من مزرعته أو من مزرعة أخرى
وثاني الفروق أن بيع السلم ينصب على مبيع يشترط فيه أن يغلب وجوده عند األجل ،وهذا يجعل احتمال وجوده عند
األجل قويا
وثالثا فيما لو لم يتم التسليم عند األجل المتفق عليه بين البائع والمشتري يخير المشتري فيه بين أن يفسخ العقد ويأخذ
الثمن ،وبين أن يضرب له أجل جديد ،وبين أن يأخذ شيئا مساويا له في القيمة
وأما بيع المعدوم المحرم شرعا فهو يتعلق بشيء مجهول الموصفات بشكل كلي ،كمن يتعاقد على ما تنتجه أرض
بعينها ،فقد تنتج وقد ال تنتج ،وإذا أنتجت فهو مجهول المقدار والصفة
كما أنه في بيع المعدوم يدخل المبيع في ضمان المشتري بمجرد التعاقد ،فإذا لم يوجد لم يلتزم البائع بتسليم شيء وال
يرد الثمن ،وإذا وجد المبيع بقدر أقل من المتعاقد عليه فليس من حق المشتري أن يطلب الباقي ،وإذا وجد بأكثر فليس
من حق البائع أخذ شيء من المشتري
29
الخاتمة
خصوصيتها القائمة على عدم التعامل بالفوائد الربوية،ال يجعلها في منأى عن اإللتزامات
الواجبة عليها تجاه الجهاز البنكي التقليدي الذي ستعيش في ظله بعد اعتمادها بالمغرب،
وتمارس نشاطها تحت سلطته ،من هذه االلتزامات نجد خضوعها الطوعي للرقابة
المصرفية التي يجريها البنك المركزي على كافة البنوك والمؤسسات المالية التي تمارس
نشاطها في إقليم الدولة مهما كان شكلها،عمومية كانت أو خاصة ،إسالمية كانت أم
تقليدية.
لذا يمكن اعتبار المغرب من البلدان التي ستستقبل تجربة البنوك التشاركية،غير أن
الق انون البنكي الجديد لم يتم أقلمته مع طبيعة العمل البنكي التشاركي،مما يتضح معه أن
30