Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 30

‫بسم الله الرحمان الرحيم‬

‫بحث حول ‪:‬‬

‫البنوك التشاركية‬

‫من انجاز الطالبات الباحثات‬


‫‪ ‬شيماء ازرقان‬
‫‪ ‬بتينة بن دحمان‬
‫‪ ‬مريم افزاز‬
‫‪ ‬أسماء اعراب‬
‫تحت اشراف الدكتور‬
‫‪ ‬عمر حمزة‬

‫‪1‬‬
‫الفهرس‬
‫‪ ‬التقديم‪.‬‬
‫‪ ‬المحور األول ‪ :‬البنوك التشاركية‬
‫‪ ‬تعريف البنوك التشاركية وخصائصها‬
‫‪ ‬فشل المنتوجات البديلة ل سنة‪2007‬‬
‫‪ ‬أجهزة الرقابة للبنوك التشاركية‬
‫‪ ‬المحور الثاني ‪ :‬العقود التي تشتغل عليها‬
‫المرابحة‬ ‫‪‬‬
‫‪ (-‬تعريفها ‪ ،‬مشروعيتها ‪ ،‬أنواعها ‪ ،‬احكامها )‪.‬‬
‫المضاربة‬ ‫‪‬‬
‫‪ (-‬تعريفها ‪ ،‬أركانها ‪ ،‬شروطها ‪ ،‬احكامها )‪.‬‬
‫االجارة‬ ‫‪‬‬
‫‪ (-‬تعريفها ‪ ،‬أنواعها ‪ ،‬مراحلها )‪.‬‬
‫االستصناع‬ ‫‪‬‬
‫‪ (-‬تعريفه ‪ ،‬أركانه ‪ ،‬شروطه)‪.‬‬
‫المشاركة‬ ‫‪‬‬
‫‪ (-‬تعريفها ‪ ،‬تصنيفها ‪ ،‬شروطها)‪.‬‬
‫السلم‬ ‫‪‬‬
‫‪ (-‬تعريفه ‪ ،‬شروطه)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫التقديم‬

‫التطور الزمني للبنوك‪:‬‬

‫‪ ‬اول ظهور للبنوك كمنشاة لالحتفاظ باالموال كان عام ‪ 7931‬في مدينة البندقية بايطاليا‪ ،‬و كان البنك يعرف‬
‫باسم بانكو ريالتو‪ ،‬أي ان اصل كلمة بنك تعود للكلمة االيطالية بانكو‪ ،‬كانت مهمة هدا البنك قاصرة على‬
‫االحتفاظ باالموال مقابل اعطاء صاحبها صك بقيمة النقود‪ ،‬ظهر بنك اخر في ايطاليا ايضا عام ‪ 7173‬باسم‬
‫بنكو دي جيرو لكن هده المرة كان مختص بالمعامالت و التحويالت النقدية فكان يصدر صك قابال للتداول‬
‫على انه نقود مقابل قيمة التقود الفضية او الورقية التي يحتفظ بها البنك‪ ،‬لكنه لم يكن االول من نوعه فكان‬
‫اول من ابتكر هده الفكرة هو مصرف تم انشاءه في عام ‪ 7163‬بمدينة امستردام‪ ،‬بالنسبة للمصارف العربية‬
‫فيعود الفضل لطلعت حرب باشا في انشاء اول مصرف عربي في مصر يحمل اسمه ما ساهم بشكل كبير في‬
‫انشاء و تطوير منظومات البنوك العربية ‪.‬‬
‫‪ ‬اما بالنسبة للمغرب فيعتبر البنك المخزني هو اول بنك تم احداثه بموجب اتفاقية الجزيرة الخضراء‪ ،‬التي‬
‫ابرمت في ‪ 1‬ابريل ‪ 7361‬من قبل مندوبي ‪ 71‬دولة اروبية باالضافة الى الواليات المتحدة االمريكية و‬
‫المغرب‪ .‬وقد اتخد هدا البنك شكل شركة مساهمة‪ ،‬مقرها الرئيسي طنجة براس مال موزع على الدول الموقعة‬
‫على االتفاقية باستثناء الواليات المتحدة االمريكية‪.‬‬
‫‪ ‬وقد تمكنت فرنسا بعد تفويت بعض الدول حصصها‪،‬من الحصول على الجزء االكبر من راس‬
‫مال هدا البنك‪.‬‬
‫‪ ‬تولى البنك لمخزني المغربي‪ ،‬الدي كان يضطلع ببعض مهام البنك المركزي‪ ،‬مند ‪ 7377‬كالقيام‬
‫بسك القطع النقدية الفضية من فئة *الحسني*و باصدار اولى االوراق البنكية‪ .‬بعد استحالة‬
‫الحفاظ على سعر تكافؤ اجباري بين عملة (الحسني) و العملة الفرنسية‪ ،‬اقدم البنك المخزني في‬
‫اكتوبر ‪ ،7373‬الحاصلة على توقيف سعر تكافؤ بين هاتين العملتين‪.‬‬
‫‪ ‬تقرر في مارس ‪،7316‬الغاء عملة الحسني و تعويضها باوراق بنكية وقطع نقدية بالفرنك‬
‫المغربي‪،‬الدي تم تحديد سعر تكافءه مع الفرنك الفرنسي ابتداء من دجنبر ‪ ،7317‬عبر ما كان‬
‫يدعى (حساب العمليات) تم تمديد امتياز االصدار المخول للبنك المخزني المغربي لفترة ‪16‬‬
‫سنة اضافية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬شرع مند سنة ‪،7391‬في اجراء مفاوضات بين الحكومة المغربية و فرنسا و البنك المخزني‬
‫المغربي قصد استرجاع المغرب امتياز االصدار‪.‬‬

‫‪ ‬هكدا تم في فاتح يوليوز ‪ ،7393‬احداث معهد اصدار وطني صرف يحمل (بنك المغرب) ‪،‬‬
‫بموجب الظهير الشريف رقم المؤرخ في ‪ 19‬دي الحجة ‪، 7911‬الموافق ل‪ 96‬يوليوز ‪7393‬‬
‫ليحل محل البنك المخزني المغربي الدي توقف نشاطه بصفة رسمية‪.‬و تم في اكتوبر من نفس‬
‫السنة احداث (الدرهم) كوحدة نقدية جديدة‪.‬‬

‫‪ ‬يعتبر قانون‪ 17‬أبريل ‪ 1967‬أول قانون يخضع ممارسة المهنة البنكية للحق العام والدي جعل ممارسة‬
‫المهنة البنكية متوقفة على توفر شروط معينة‪ ،‬وفي هذا اإلطار فإن ممارسة المهنة البنكية تتوقف على توفر‬
‫المؤسسة الراغبة في إتخاذ العمل البنكي مهنة لها على عدة شروط خاصة‪ .‬كما تتوقف على أيضا على‬
‫ضرورة حصول هذه المؤسسة على رخصة إعتماد من طرف وزير المالية ‪.‬و اخر تعديل كان سنة ‪ 1672‬و‬
‫الدي يضم القانون ‪ 71/769‬االمتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها‪ ،‬حوالي ‪ 731‬مادة ‪ ،‬و‬
‫خصص قسمه الثالث كامال للمعامالت التشاركية‪ .‬ويرمي القانون المذكور إلى تعزيز اإلصالحات الرامية إلى‬
‫تدعيم وعصرنة المنظومة المالية للمغرب‪ .‬وإلى جانب الخدمات المصرفية العادية‪ ،‬التي تمنحها البنوك‬
‫التقليدية ‪ ،‬يضيف القانون الجديد ست منتوجات جديدة‪ ،‬تدخل في سياق ما يسمى “المصرفية اإلسالمية”‪،‬‬
‫وهي المشاركة‪ ،‬والمرابحة‪ ،‬والمضاربة‪ ،‬والسلم‪ ،‬واالستصناع‪ ،‬واإليجار ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫تعريف البنوك التشاركية ‪:‬‬
‫عن البنك التشاركي (أو اإلسالمي) كما ينعت في دول الشرق األوسط ‪ ،‬مؤسسة مالية ال تختلف من حيث الشكل‬
‫البنوك التقليدية‪ ،‬فهي تقدم خدمات بنكية من قبيل القروض وتمويل المشاريع وإصدار الشيكات ومنح بطائق السحب‬
‫وصرف العمالت‪ ،‬غير أن وجه االختالف عن البنوك التقليدية‪ ،‬هي أن أدبيات هذا الصنف من البنوك (التشاركية)‬
‫تقول إن هذه األخيرة تعمل وفق الشريعة اإلسالمية والتتعامل بالفائدة‬
‫خصائص البنوك التشاركية ‪:‬‬
‫تتميز البنوك التشاركية بعدة خصائص تميزها عن باقي البنوك التقليدية و هي ‪:‬‬
‫‪ -7‬استبعاد التعامل بالفائدة ‪:‬‬
‫‪ -‬يعتبر التعامل بالفائدة ربا و هو محرم في الشريعة اإلسالمية لما يخلف من أثار كبيرة على المجتمع إذ يزيد‬
‫التعامل الربوي الفقير فق ار و الغني غنا ‪.‬‬
‫‪ -‬عملت البنوك التشاركية على استبدال التعامل بالفائدة الربوية إلى التعامل بالمشاركة ‪.‬‬

‫‪ -1‬التعامل بقاعدة الغنم بالغرم ‪:‬‬


‫تشير هذه الخاصية إلى أنه على البنك والشريك تحمل على حد سواء الربح والخسارة بحسب نسبة الربح ‪.‬‬

‫– السمة العقائدية ‪:‬‬


‫تخضع البنوك التشاركية في جل مبادئها للقواعد الشريعة اإلسالمية أي اعتبار المال مال هللا و أنه من األشياء التي‬
‫سيسأل عنها العبد يوم القيامة‪.‬‬

‫– تبني قاعدة الخرج بالضمان ‪:‬‬


‫يقصد بالخراج تلك الضريبة التي تؤخذ من أموال الناس على الغلة الحاصلة في الشيء‪.‬‬
‫أما في مجال البنوك التشاركية يقصد بهذه القاعدة تلك العمولة أو األجر الذي يحصل عليه البنك مقابل أن يضمن‬
‫الودائع التي وضعها عنده زبنائه‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫_فشل المنتجات البديلة ‪:‬‬

‫البداية االولى للمالية اإلسالمية بالمغرب‪ ،‬ظهرت بمحاولة بنك الوفاء‪-‬في بداية التسعينيات‪ -‬تسويق ثالث منتجات‬
‫بنكية موافقة للشريعة غير أن بنك المغرب ماطل لعشرين سنة فقط لدراسة جدوى هذه المنتجات‪ ،‬بعد ذالك في سنة‬
‫‪ ،1661‬أصدرت السلطات المالية –بنك المغرب‪ -‬الدورية رقم ‪ G/33/1661‬المنظمة لتسويق ثالث منتجات بنكية‬
‫جديدة هي المرابحة‪ ،‬المشاركة واإليجارة ونصت الدورية على عدم ربط هذه المنتجات بالعالمة اإلسالمية من قريب أو‬
‫بعيد في الحمالت اإلشهارية وكذا عند شرحها للزبون‪ .‬في البداية استجابت ثالثة بنوك لهذا العرض ‪ :‬البنك الشعبي‪،‬‬
‫التجاري وفا بنك والبنك المغربي للتجارة الخارجية وبعد ذلك في ‪ ،1676‬أوجدت مجموعة التجاري وفا بنك مؤسسة‬
‫قائمة الذات متخصصة في تسويق المنتجات البديلة فقط تحت مسمى دار الصفاء‪.‬‬

‫بعد ست سنوات من وجودها في السوق‪ ،‬تبقى حصيلة هذه المنتجات جد متواضعة‪ ،‬إذ لم يتجاوز رقم معاملتها ‪7‬‬
‫مليار درهم إلى حدود نهاية ‪ 1679‬أي مايعادل ‪ % 6.7‬من الموجودات البنكية في نفس السنة‪ .‬هذه المنتجات لم تكن‬
‫معروفة لدى المستهلك المغربي‪ ،‬وحتى الذين تعاملوا بها يشتكون من غالء ثمنها وضعف جودتها وعدم يقينهم من‬
‫مدى مطابقتها ألحكام الشريعة‪.‬‬

‫على ضوء هذه النتائج األولية‪ ،‬رصدنا عدة معيقات حالت دون انطالقة جيدة للمنتجات البديلة ‪ :‬فمن جهة فرضت‬
‫الدورية المنظمة لتسويقها ضريبة تعادل ‪ 16%‬على القروض البديلة بينما ال تتجاوز ‪ 76%‬بالنسبة للمنتجات البنكية‬
‫التقليدية‪ .‬بعد ذلك تم تخفيض نسبة الضريبة بنسبة ‪ 76%‬على قرض المرابحة فقط‪ .‬من جهة اخرى تحسب الضريبة‬
‫على أساس المبلغ المقترض كامال في حين ال تمس سوى هامش ربح البنك ‪-‬الفوائد‪ -‬في المنتجات التقليدية‪ .‬أكثر‬
‫من ذلك يلزم الزبون دفع الضريبة دفعة واحدة رغم أنه لم يستحوذ على المبيع بشكل نهائي عكس القروض التقليدية‬
‫حيث تؤدى الضريبة فقط على الفائدة المضمنة في الدفوعات الشهرية‪.‬‬

‫فيما يخص الضريبة على الدخل‪ ،‬حرم المتعاملون بالمنتجات البديلة من إمكانية استرداد ‪ 76%‬من الضريبة‬
‫المستحقة على هامش ربح البنك المؤدى من أجل اقتناء المبيع حين احتساب الضريبة على الدخل‪ ،‬مما يجعل قاعدة‬
‫الحساب الجبائي أكبر من نظيرتها في إطار القروض التقليدية‪.‬‬
‫فيما يخص البنوك‪ ،‬اظهرت الممارسة ان البنوك لم تبدي رغبة حقيقية إلنجاح هذه التجربة‪ ،‬يمكن تبرير هذه التوجه‬
‫بعدة معطيات وسلوكيات‪ ،‬فقد فرضت هذه البنوك هامش ربح جد مرتفع يتراوح بين ‪ 96%‬و ‪ 26%‬عن قيمة المنتج‬
‫الممول وكمقاربة غريبة‪ ،‬يلزم الزبون شراء عقد تأمين تقليدي محرم شرعا وذلك في غياب صيغة التأمين التكافلي و‬
‫يلزم الزبون بأدائها دفعة واحدة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يالحظ صعوبة نقل ملكية المنتج لورثة الهالك في اطار القروض‬
‫البديلة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫فيما يخص اإلشهار‪ ،‬يالحظ غي اب الدعاية اإلعالمية لهذه المنتجات‪ ،‬خاصة في اإلعالم السمعي‪-‬البصري‪ ،‬يالحظ‬
‫غياب الملصقات اإلشهارية داخل الوكاالت البنكية‪ .‬من جهة اخرى رغم كثرة البنوك المغربية‪ ،‬ثالثة بنوك فقط‪،‬‬
‫دخلت غمار تجربة المنتجات البديلة‪ ،‬وهو ما يظهر ضعف إقبال و البنوك المغربية تجاه هذه المنتجات‪.‬‬

‫من أجل فهم هذه العوائق والفشل الذي واجهته هذه التجربة‪ ،‬يمكن تقديم عدة أسباب‪ ،‬كقوة لوبي األبناك التقليدية وقدم‬
‫تواجدها في السوق المغربية‪ .‬وكذا غياب اإلرادة السياسية الكفيلة بإنجاح تجربة المالية اإلسالمية بالمغرب‪ ،‬مما أدى‬
‫إلى إصدار قوانين كابحة لنجاح هذه المنتجات داخل السوق البنكي‪ .‬كما أن الثقل الضريبي والتمايز بين المنتجات‬
‫الكالسيكية والبديلة‪ ،‬يطرح عدة أسئلة حول الجدوى من إطالق منتجات بنكية مقيدة منذ البداية‪.‬‬

‫_أجهزة الرقابة على البنوك التشاركية ‪:‬‬

‫ومن أجل تتبع األوضاع المالية للبنوك التشاركية‪،‬والتأكد من مدى مزاولتها للمهنة وفق القوانين الجاري بها العمل في‬
‫هذا المجال‪،‬تعمل السلطات النقدية على مراقبة أنشطة البنوك التشاركية‪،‬حتى ال تتعرض هذه األخيرة لصعوبات مالية‬
‫تؤثر سلبا على استم ارريتها و تعصف بثقة الزبناء المتعاملين معها‪.‬‬

‫وبصفة عامة يمكن تحديد عالقة البنك المركزي بالبنوك التشاركية في ظل النظام البنكي التقليدي فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬تقيد البنك التشاركي بالتعليمات الصادرة من البنك المركزي في إيداع العمالت األجنبية وسحبها‪.‬‬

‫‪-‬إيداع البنك التشاركي نسبة معينة من مجموع ودائعه في شكل نقد لدى بنك المغرب‪،‬وذلك حفاظا على مركزه‬
‫المالي‪،‬وحفاظا على حقوق المودعين والمستثمرين والمساهمين‪،‬وهذه الفوائد يمنح عليها بنك المغرب فوائد‪.‬‬

‫‪-‬لجوء بنك المغرب إلى االقتراض –تنفيذا للسياسة النقدية‪-‬من البنوك التجارية عن طريق بيع السندات بفوائد‪ ،‬لكن‬
‫البنوك التشاركية تعتبرها من باب اإلقراض بالفائدة‪ ،‬لذلك يقترح العمل بسندات المقارضة المبنية على المشاركة في‬
‫الربح والخسارة‪.‬‬

‫‪ -‬قيام بنك المغرب بتحديد سقف اإلئتمان اإلجمالي الذي يمنحه أي بنك في مدة معينة‪ ،‬ويطبق ذلك على البنوك‬
‫التشاركية‪ ،‬علما أن تمويالتها تكون على سبيل المشاركة في الربح والخسارة عن طريق االستثمار وليس عن طريق‬
‫القرض‪ ،‬وبالتالي فإن تقييدها بالسقف االئتماني يعتبر عائقا أمام ممارسة نشاطها المختلف تماما عن البنوك التقليدية‪.‬‬

‫‪-‬تحديد بنك المغرب نسبة رأس المال بالنسبة إلى الودائع‪ ،‬وذلك لتحقيق األمان للمودعين‪ ،‬ويطبق ذلك على جميع‬
‫أنواع الودائع‪ ،‬لكن هذا ممكن بالنسبة للبنوك التقليدية‪ ،‬أما بالنسبة للبنوك التشاركية فإن الودائع االدخارية ال تعتبر‬

‫‪7‬‬
‫قرضا‪ ،‬وإنما تعتبر ودائع استثمارية تخضع للربح والخسارة‪ ،‬فال يمكن تطبيق هذه النسبة‪ ،‬ألن البنك التشاركي ضامن‬
‫لها‪.‬‬

‫مهام اللجنة الشرعية للمالية التشاركية لدى المجلس العلمي األعلى‬

‫تكلف اللجنة الشرعية للمالية التشاركية المحدثة لدى الهيئة العلمية المكلفة باإلفتاء لدى المجلس العلمي األعلى‬
‫بالمهام التالية‪:‬‬

‫‪ .7‬إبداء الرأي بشأن مطابقة المنتوجات المالية التشاركية التي تقدمها مؤسسات اإلئتمان والهيئات المعتبرة في‬
‫حكمها لزبنائها‪..‬‬
‫‪ .1‬إبداء الرأي بشأن مطابقة مضمون المناشير التي يصدرها والي بنك المغرب الحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫ومقاصدها‪ ،‬المتعلقة بالمنتوجات التشاركية والودائع االستثمارية والعمليات التي ينجزها صندوق ضمان ودائع‬
‫البنوك التشاركية‪.‬‬
‫‪ .9‬إبداء الرأي بصفة خاصة بشأن مطابقة عمليات التأمين التكافلي التي تقوم بها مقاوالت التأمين وإعادة التأمين‪،‬‬
‫في إطار المالية التشاركية‪ ،‬ألحكام الشريعة اإلسالمية ومقاصدها وذلك طبقا للتشريع الجاري به العمل‪.‬‬
‫‪ .2‬إبداء الرأي بشأن مطابقة عمليات إصدار شهادات الصكوك طبقا للتشريع الجاري به العمل مع أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية ومقاصدها كيفما كانت الجهة المصدرة لها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المرابحة‬

‫تنفرد البنوك التشاركية باستخدام أنواع عديدة و متميزة من أشكال التمويل يبقى من أهمها المرابحة‪ ,‬و المشاركة ‪,‬‬
‫والمضاربة ‪,‬و االستصناع ‪,‬واالجارة ‪.‬و عمليا تعتبر المرابحة أهم هذه الصيغ و أكثرها إنتشارا‪ ,‬حيث تزيد نسبتها على‬
‫‪ 36 %‬من إجمالي إستثمارات البنوك االسالمية‪.‬‬
‫تعريف المرابحة ‪:‬‬

‫توجد تعاريف عديدة للمرابحة لدى الفقهاء و هي و إن اختلفت في الصياغة إال أن داللتها واحدة‪ ،‬حيث تدور حول‬
‫بيع السلعة بثمن شرائها و زيادة ربح‪ .‬و األصل في البيوع أن تكون مرابحة حيث يستحيل أن يضع الشخص ماله في‬
‫تجارة بهدف الخسارة‪.‬‬

‫و في حالة البنك التشاركي‪ ,‬يقوم هذا االخير بشراء سلعة معينة من البائع بناءا على طلب العميل‪ ،‬ثم يبيع البنك هذه‬
‫السلعة على الزبو ِن بسعر يزيد عن ثمن الشراء مع بيان السعر الحقيقي و مقدار الربح‪ .‬و يمثل هذا الفرق بين‬
‫السعرين ربح البنك التشاركي في العملية‪ .‬ثم يسدد العميل بعد ذلك أقساط العملية للبنك حسب االتفاق المبرم بينهما‬
‫مسبقا‪ .‬و قد يكون بيع المرابحة نقدا‪ ،‬وقد يكون مؤجال بدفعة واحدة أو مقسطا‪.‬‬
‫مشروعية المرابحة ‪:‬‬

‫و حكم بيع المرابحة في الشريعة اإلسالمية أنه مباح إذا كان بيعا صحيحا في صورته و معناه‪ ،‬فقد جاء في مؤتمر‬
‫المصارف اإلسالمية‪:‬‬

‫” إن المواعدة على بيع المرابحة لألمر بالشراء‪ ،‬بعد تملك السلعة المشتراة وحيازتها ثم بيعها لمن أمر بشرائها بالربح‬
‫المذكور في الوعد السابق هو أمر جائز شرعا طالما كانت تقع على المصرف مسؤولية الهالك قبل التسليم‪ ،‬و تبعة‬
‫الرد فيما يستوجب الرد بعيب خفي‪ ،‬أما بالنسبة للوعد وكونه ملزم لألمر بالشراء أو المصرف أو كليهما فإن األخذ‬
‫باإللزام أمر مقبول شرعا ‪ ،‬وكل مصرف مخير في األخذ بما يراه في مسألة القول باإللزام حسب ما تراه هيئة الرقابة‬
‫الشرعية لديه”‬

‫‪9‬‬
‫أنواع المرابحة ‪:‬‬

‫المرابحة اإلسالمية نوعان‪ ,‬فإن كان البائع يملك السلع المباعة فتكون مرابحة بسيطة‪ ،‬و إن كانت غر متاحة لديه بل‬
‫سيشريها من السوق بمعرفته ثم يضيف ما اتفقا عليه فتكون مرابحة لآلمر بالشراء‪ ,‬بالتالي يمكن أن تتم المرابحة‬
‫بإحدى صورتين و هما‪:‬‬

‫‪-‬المرابحة البسيطة ‪ :‬و هي أن يشتري شخص ما سلعة بثمن ثم يبيعها آلخر بالثمن األول وزيادة (الربح)‪.‬‬

‫‪-‬المرابحة لآلمر بالشراء ‪:‬و تسمى أيضا المرابحة المركبة‪ ,‬هي قيام من يريد شراء سلعة معينة بالطلب من طرف‬
‫أخر (البنك التشاركي مثال) بأن يشتري له تلك السلعة‪ ,‬و يعده بأن يشتريها منه بربح معين‪ .‬و هي الصيغة األكثر‬
‫استعماال من طرف البنوك التشاركيةلذلك سنتعرض لها بالتفصيل‪.‬و يسمى من يريد السلعة باآلمر بالشراء‪ ,‬بينما‬
‫الطرف اآلخر {البنك التشاركي} يسمى المأمور بالشراء أو البائع‪ .‬و قد يقوم اآلمر بالشراء بدفع الثمن للبنك االسالمي‬
‫حاال‪ ,‬أو مقسطا أو مؤجال‪ .‬و عادة ما يتم دفع الثمن بموجب أقساط شهرية أو سنوية متساوية أو دفعة واحدة بعد‬
‫أجل محدد‪.‬‬

‫و تكيف هذه العملية على أنها عملية مركبة من وعد بالشراء و وعد بالبيع و بيع بالمرابحة‪ ,‬حيث أن البنوك‬
‫التشاركيةال تنفذ هذا البيع إال بعد تملكها للسلعة موضوع المعاملة‪ .‬و الربح الذي تحصل عليه ناتج عن تملك السلعة‬
‫و التصرف بها‪.‬‬

‫أحكام عقد المرابحة ‪:‬‬

‫•رغبة العميل‪:‬‬

‫رغبة العميل بتملك سلعة عن طريق المرابحة جائز مادام متفقا مع الضوابط الشرعية لعقد البيع‪ ,‬سواء طلب العميل‬
‫الشراء من جهة معينة حصريا‪ ،‬وتعتذر المؤسسة عن ذلك إذا رفض العميل عروضا أخرى أنسب للمؤسسة‪.‬‬

‫•الوعد في المرابحة‪:‬‬

‫يشار الى أن البنوك التشاركية تتعامل ببيع المرابحة المركبة على أساس اإللزام بالوعد لكل من اآلمر بالشراء و البنك‬
‫التشاركي‪ .‬فاآلمر بالشراء ملزم بشراء السلعة التي أمر إذا إشتراها البنك التشاركي‪ ,‬و هذا األخير ملزم ببيعه هذه‬
‫السلعة إذا إشتراها‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫و الوعد يلحق برغبة العميل بالشراء‪ ،‬و قد يكون مكتوبا بشكل نموذج معد مسبقا يوقع عليه العميل‪ .‬و ال يجوز أن‬
‫تشتمل وثيقة الوعد على مواعدة ملزمة للطرفين‪ ،‬لكن ال يهم أصدر الوعد من المؤسسة أم من العميل‪ .‬و يحق لهما‬
‫بعد إ صدار الوعد و قبل إبرام المرابحة االتفاق على تعديل بنود الوعد عما كانت عليه سابقا باتفاق الطرفين‪.‬‬

‫و للتخلص من إشكالية الوعد و إلزاميته‪ ،‬يحق للمؤسسة شراء السلعة مع اشتراط حق الخيار لها خالل مدة معلومة‪،‬‬
‫فإذا لم يشتر العميل السلعة‪ ,‬أمكنها رد السلعة إلى البائع ضمن تلك المدة بموجب خيار الشرط المقرر شرعا‪.‬‬

‫و نحيل في هذا اإلطار الى قرار مجلس مجمع الفقه االسالمي المنعقد في دورة مؤتمره الخامس بالكويت سنة ‪,7311‬‬
‫الذي بعد إطالعه على البحوث المقدمة من االعضاء و الخبراء في موضوعي الوفاء بالوعد و المرابحة لآلمر‬
‫بالشراء‪ ,‬و استماعه للمناقشات التي دارت حولهما‪,‬قرر‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬ان بيع المرابحة لآلمر بالشراء إذا وقع على سلعة بعد دخولها في ملك المأمور‪ ,‬و حصول القبض المطلوب‬
‫شرعا‪ ,‬هو بيع جائز طالما كانت تقع على المأمور مسؤولية التلف قبل التسليم‪ ,‬و تبعة الرد بالعيب الخفي و نحوه من‬
‫موجبات الرد بعد التسليم‪ ,‬و توافرت كذلك شروط البيع و انتفت موانعه‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬الوعد‪( :‬و هو الذي يصدر من اآلمر أو المأمور على وجه اإلنفراد) يكون ملزما للواعد ديانة إال لعذر‪ ,‬و هو‬
‫ملزم قضاءا إذا كان معلقا على سبب و دخل الموعود في كلفة نتيجة الوعد‪ .‬و يتحدد أثر اإللزام في هذه الحالة إما‬
‫بتنفيذ الوعد‪ ,‬أو التعويض عن الضرر الواقع فعال بسبب عدم الوفاء بالوعد بال عذر‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬المواعدة (و هي التي تصدر من الطرفين) تجوز في بيع المرابحة بشرط الخيار للمتواعدين كليهما او أحدهما‪.‬‬
‫فإذا لم يكن هناك خيار فإنها ال تجوز ألن المواعدة الملزمة في بيع المرابحة تشبه البيع نفسه‪ ,‬حيث يشترط عندئد أن‬
‫يكون البائع مالكا للمبيع حتى ال تكون مخالفة لنهي النبي عليه صلى هللا عليه و سلم عن بيع الشخص ما ليس‬
‫عنده‪.‬‬

‫•عروض األسعار‪:‬‬

‫تعتبر عروض األسعار بمثابة مرشد للمؤسسة سواء كانت موجهة باسم العميل أو خالية من التوجيه‪ .‬و بما أن العقد‬
‫يتم باإليجاب و القبول فإن عرض السعر المقدم من قبل البائع هو بمثابة إيجاب‪ .‬لذلك فالعرض الذي ال يحمل‬
‫توجيها باسم محدد أو الموجه باسم المؤسسة يكون إيجابا و بمجرد قبول المؤسسة يتم العقد بينها وبن البائع مباشرة‪.‬‬

‫أما إذا كان العرض موجها باسم العميل فال يجوز للمؤسسة إجراء عملية المرابحة لآلمر بالشراء حتى يتم إلغاء أي‬
‫ارتباط تعاقدي سابق بين العميل واآلمر بالشراء و البائع األصلي‪ ,‬و اإلقالة يجب أن تكون من الطرفين حقيقية ال‬
‫صورية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫•البائع‪:‬‬

‫يجب أن تتأكد المؤسسة من أن الذي يبيع السلعة إليها طرف ثالث غير العميل أو وكيله‪ ،‬و أن ال تكون الجهة‬
‫البائعة للسلعة مملوكة للعميل‪ ،‬و إال بطل البيع‪ .‬و ابتعادا عن أية شبهة تجتنب المؤسسة الشراء من مصدر قريب‬
‫نسبيا من العميل اآلمر بالشراء‪ ،‬خشية أن يكون ذلك حيلة لبيع العينة‪ ،‬و صورته أن تشتري المؤسسة من بائع‬
‫بضاعة بسعر ‪ 76666‬درهم ثم تبيعها للعميل مرابحة باألجل بمبلغ ‪ 79666‬درهم‪ ،‬فإذا كان العميل مالكا لمحل‬
‫البائع فيكون قد حصل على سيولة (‪76666‬درهم) أقل من االلتزام‪(13000) .‬‬

‫•البيع للشريك‪:‬‬

‫إذا دخلت المؤسسة بشراكة في مشروع محدد‪ ،‬فال بأس أن يعد أحدهما لآلخر بشراء حصته مرابحة نقدا أو ألجل في‬
‫وقت الحق بالقيمة السوقية في ذلك الوقت‪ .‬و ال يجوز ذلك إذا كان الوعد من كليهما معا‪.‬‬

‫•هامش الجدية‪:‬‬

‫ال بأس أن تأخذ المؤسسة مبلغا مسبقا كهامش جدية‪ ،‬فإذا كان الوعد غير ملزم فيعاد إذا نكل العميل كامال‪ .‬و إذا‬
‫كان ملزما فيعتبر جزء من قيمة الشراء‪ ،‬و إذا نكل العميل اقتطعت المؤسسة ما تضررته بسبب نكوله و أعادت له ما‬
‫زاد أو طالبته إذاكان الضرر أكبر من هامش الجدية‪.‬‬

‫•الحيازة و القبض في بيع المرابحة‪:‬‬


‫يحرم على المؤسسة بيع السلعة بالمرابحة قبل تملكها لها و بقبضها حقيقة أو حكما‪ ,‬كتسلم مستندات تخول بالقبض‬
‫مثل وثائق الشحن‪ .‬و ذلك بغرض تحمل المؤسسة للمخاطر حقيقة كتبعة هالك السلعة و هبوط سعرها و ما إلى‬
‫ذلك‪ ،‬ففي القبض يتحقق خروج السلعة من ذمة البائع إلى ذمة المؤسسة‪ ،‬ويجوز للمؤسسة توكيل غيرها للقيام بذلك‬
‫نيابة عنها‪.‬‬

‫و يصح تعاقد المؤسسة أو وكيلها مع البائع مباشرة دون توكيل العميل‪ ،‬و يجوز أن يتم ذلك عن طريق إشعارين‬
‫بإيجاب وقبول متبادلين بالكتابة أو بالمراسلة بأي شكل من أشكال االتصال المتعارف عليها بضوابطها المعروفة‪ .‬و‬
‫حتى يكون الشراء جديا يجب أن تكون الوثائق و العقود و المستندات الصادرة عند إبرام عقد شراء السلعة باسم‬
‫المؤسسة وليس العميل‪.‬‬

‫و ال يجوز اشتراط عدم انتقال ملكية السلعة إلى العميل إال بعد سداد الثمن‪ ،‬ولكن يجوز إرجاء تسجيل السلعة باسم‬
‫العميل المشتري لغرض ضمان سداد ثمن السلعة‪ ،‬مع الحصول على تفويض من العميل للمؤسسة ببيع السلعة إذا‬
‫تأخر في سداد الثمن‪.‬‬

‫•التأمين على السلعة‪:‬‬


‫‪12‬‬
‫يقع عبء التأمين على سلعة المرابحة على المؤسسة بوصفها مالكتها‪ ،‬و بالتالي فأي تعويض يكون من حقها وحدها‬
‫دون العميل‪ .‬و يحق للمؤسسة أن تضيف أية مصروفات تتكبدها إلى تكلفة المبيع و بالتالي إلى ثمن بيع المرابحة‬

‫•تكاليف المرابحة اإلسالمية‪:‬‬

‫يتوجب على المؤسسة اإلفصاح للعميل عن تكلفة السلعة و تفاصيل المصروفات المباشرة التي ستدخل في الثمن‪ ،‬و‬
‫ال تعتبر المصاريف غير المباشرة من تكلفة المرابحة كالمصاريف اإلدارية الخاصة بالمؤسسة‪ .‬أما إذا لم تفصل تلك‬
‫المصروفات فليس للمؤسسة أن تدخل إال ما جرى العرف على اعتباره من التكلفة كمصروفات النقل‪ ،‬والتخزين‪ ،‬و‬
‫رسوم االعتماد المستندي‪ ،‬و أقساط التأمين‪.‬‬

‫و ال يجوز ربط السعر بمؤشرات عامة كالزمن‪ ،‬و البد من بيانه بوضوح‪ .‬و كل حسم تحصل عليه المؤسسة من‬
‫البائع بخصوص السلعة المبيعة نفسها و لو بعد العقد فإن العميل يستفيد من ذلك الحسم بتخفيض الثمن اإلجمالي‬
‫بنسبة الحسم‪.‬‬

‫بعد تمام الشراء و ثبوت القيمة في ذمة العميل‪ ،‬ال يجوز للمؤسسة المطالبة بالزيادة عليه سواء بسبب زيادة اآلجل أو‬
‫التأخر لعذر أو غير عذر‪ .‬كما يحق للمؤسسة اشتراط الباءة من جميع أو بعض عيوب السلعة (بيع البراءة)‪ ،‬دون‬
‫العيوب الخفية القديمة الي يظهر أثرها بعد العقد‪.‬‬

‫•مديونيات المرابحة اإلسالمية‪:‬‬

‫يجوز اشتراط البنك التشاركي على العميل حلول جميع األقساط المستحقة قبل مواعيدها عند امتناعه عن أداء إحداها‬
‫دون عذر معتبر‪ .‬و هذا يكون بإحدى الصور اآلتية‪:‬‬

‫‪1.‬الحلول تلقائيا بمجرد تأخر السداد مهما قلت مدته‪.‬‬


‫‪2.‬بأن يكون الحلول بالتأخير عن مدة معينة‪.‬‬
‫‪3.‬بأن تحل بعد إرسال إشعار من البائع بمدة معينة‪.‬‬

‫و يجوز أن ينص عقد المرابحة لآلمر بالشراء على التزام العميل المشتري بدفع مبلغ أو نسبة من الدين في حال تأخره‬
‫عن سداد األقساط في مواعيدها المقررة‪ ،‬على أن تصرف في وجوه الخير بمعرفة هيئة الرقابة الشرعية للبنك‬
‫اإلسالمي بحيث ال ينتفع بها األخير‪.‬‬

‫أما في حالة وقوع المماطلة من العميل المدين باألقساط فإن المستحق هو مبلغ الدين فقط‪ ،‬و ال يجوز للبنك‬
‫اإلسالمي أن يلزم العميل بأداء أي زيادة لصالحه‪ .‬كما يجوز أن يتنازل البنك التشاركي عن جزء من الثمن عند‬
‫تعجيل المشتري سداد التزاماته إذا لم يكن بشرط متفق عليه في العقد‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫و يجوز كذلك االتفاق بين المصرف اإلسالمي و العميل على أداء دين المرابحة لآلمر بالشراء بعملة أخرى مغايرة‬
‫لعملة الدين إذا كان ذلك بسعر الصرف السائد يوم السداد‪ ،‬شريطة أن يتم سداد الدين بأكمله أو تسديد المقدار المتفق‬
‫على مصارفته‪ ،‬بحيث ال يبقى في الذمة شيء من المبلغ المتفق على مصارفته‪.‬‬

‫•الضمان في عقد المرابحة‬


‫ينبغي أن يطلب البنك التشاركي من العميل ضمانات مشروعة في عقد بيع المربحة لآلمر بالشراء ‪,‬أو الحصول على‬
‫كفالة طرف ثالث ‪ ،‬أو برهن الوديعة االستثمارية للعميل أو أي مال منقول أو عقار‪ ،‬أو برهن السلعة محل العقد رهنا‬
‫رسميا دون حيازة‪ ،‬أو مع الحيازة للسلعة و فك الرهن تدريجيا حسب نسبة السداد‪.‬‬

‫و يجوز مطالبة البنك التشاركي للعميل بتقديم شيكات أو سندات ألمر قبل إبرام عقد المرابحة لآلمر بالشراء ضمانا‬
‫للمديونية التي ستنشأ بعد إبرام العقد‪ ،‬شريطة النص على أنه ال يحق للبنك اإلسالمي استخدام الشيكات أو السندات‬
‫إال في تاريخ استحقاقها‪ ،‬مع اإلمتناع عن المطالبة بالشيكات في البالد التي يمكن فيها تقديمها للدفع قبل موعدها‪.‬‬

‫مراحل بيع المرابحة لآلمر بالشراء ‪:‬‬

‫‪ .7‬تقديم العميل طلبا للبنك التشاركي لشراء سلعة موصوفة‪.‬‬


‫‪ .1‬قبول البنك التشاركي شراء السلعة الموصوفة‪.‬‬
‫‪ .9‬وعد من العميل لشراء السلعة الموصوفة من البنك التشاركي بعد تملكه لها‪.‬‬
‫‪ .2‬وعد من البنك التشاركي ببيع السلعة الموصوفة للعميل‪ .‬وقد يكون الوعد الزما أو غير الزم‪.‬‬
‫‪ .9‬شراء البنك التشاركي للسلعة الموصوفة نقدا‪.‬‬
‫‪ .1‬بيع البنك التشاركي للسلعة الموصوفة للعميل بأجل مع زيادة ربح متفق عليها بينهما‪.‬‬

‫تحديد مقدار الربح ‪:‬‬

‫و يحظى تحديد مقدار نسبة الربح بحيز كبير من التساؤالت‪ ،‬و باستعراض رأي مجمع الفقه اإلسامي في ق ارره رقم‬
‫‪ 21‬يتبين ما يلي‪:‬‬

‫‪ .7‬إن األصل الذي تقرره النصوص و القواعد الشرعية هو ترك الناس أح ار ار في بيعهم وشرائهم وتصرفهم في‬
‫ُّها‬
‫ممتلكاتهم و أموالهم‪ ،‬في إطار أحكام الشريعة اإلسالمية الغراء وضوابطها‪ ،‬عمال بمطلق قوله تعالى‪َ { :‬يا أَي َ‬
‫تكو َن ِت َج َارًة َعن َتر ٍ‬
‫اض ِم ُ‬ ‫الذ ِِين آمنوْا الَ تَأْكِلوْا أَموالكِم بين ُكم ِبالبِ ِ‬
‫اط ِل ِإالَّ أَن ُ‬
‫لل‬ ‫ِ‬
‫َنف َس ُك ْم إ َّن َ‬
‫تق ُِ ُتلوْا أ ُ‬
‫نك ْم َوالَ ْ‬ ‫ُ ُ ْ َ َ ُ ْ َْ َ ْ ْ َ‬ ‫َّ َ َ ُ‬
‫ان ِب ُك ْم َر ِحيماً}‪.‬‬
‫َك َ‬

‫‪14‬‬
‫‪ .1‬ليس هناك تحديد لنسبة معينة للربح يتقيد بها التجار في معامالتهم‪ ،‬بل ذلك متروك لظروف التجارة عامة و‬
‫ظروف التاجر والسلع‪،‬مع مراعاة ما تقضي به اآلداب الشرعية من الرفق و القناعة و السماحة و التيسر‪.‬‬

‫و يعتبر لجوء البنوك اإلسالمية إلى إضافة نسبة ربح محددة في بيوع المرابحة‪ ،‬كأن ُيقال للعميل الذي يريد شراء‬
‫سيارة بطريقة المرابحة‪ :‬إن نسبة المرابحة تبلغ ‪ % 1،9‬سنويا‪ ،‬أم ار ال حرج فيه‪ .‬لذلك فمن الناحية الفقهية يجب‬
‫اإلعالن عن نسبة الربح في بيع المرابحة اإلسالمية إلى جانب تكلفة المبيع‪ ،‬ألن البائع أمين يشتري لمصلحة‬
‫المشتري األصلي(اآلمر بالشراء) ثم يضيف ربحه المعلن عنه بشكل مسبق‪.‬‬

‫أما عن آليات احتساب الربح المعلن عنه في حالة المرابحة اإلسالمية‪ ،‬فقد يكون مبلغا مقطوعا (ألف درهم) أو بنسبة‬
‫من التكلفة (‪ % 76‬مثال)‪ ،‬فإن اجتهد أحد ما بأن حول هذه النسبة إلى طريقة متناقصة أو متزايدة فال بأس أن يفعل‬
‫ما يشاء‪ ،‬فالمهم أن نصل إلى ربح محدد معلن يعلمه اآلمر بالشراء قبل الشروع بهذا البيع‪.‬‬

‫المضاربة‬

‫تقديم ‪:‬‬
‫مع تزايد المعامالت المالية و كثرة اتساعها يوما بعد يوم‪ ،‬فإنه من الواجب على فقهاء الشريعة أن يوسعوا دائرة‬
‫اجتهادهم من أجل استيعاب هذه المعامالت وفق ما تقتضيه صالحية هذه الشريعة وشمولها واستقصائها‪.‬‬

‫وإذا كان استثمار األموال في المصارف اإلسالمية يتخذ أشكاال متعددة‪ ،‬فإن عقد المضاربة يعد مستندا لبعض صور‬
‫االستثمار المعاصرة‪ ،‬لكن مراعاة الشروط والصيغ والتكييفات ضرورية هنا لئال نخرج بهذه المعاملة عن إطارها‬
‫الشرعي فنقع في المحظور بسبب سوء التكييف أو اإلخالل بالشروط‪ ،‬وسنركز محورنا هذا على عقد المضاربة‬
‫باعتباره من أهم طرق االستثمار في المصارف اإلسالمية ‪.‬‬
‫تعريف المضاربة‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫تعريف المضاربة‪ :‬المضاربة لغة هي مفاعلة من الضرب في االرض‪ ،‬وهو السير فيها وشرعا عقد شركة في الربح‬
‫بمال من جانب و عمل من جانب اخر‪ ،‬وركنها االيجاب و القبول‪ ،‬و حكمها ايداع ابتداء وتوكيل مع العمل و شركة‬
‫ان ربح و غصب ان خالف و اجارة ان فسدت‪ .‬و المضاربة هي ان يعطي الرجل للرجل المال ليتجر به‪ ،‬على جزء‬

‫‪15‬‬
‫معلوم ياخده العامل من ربح المال أي جزء كان مما يتفقان عليه ثلثا او ربعا او نصفا و تسمى مضاربة او قراضا‪.‬و‬
‫قد كانت المضاربة شائعة بين العرب زمن الجاهلية‪ ،‬و كانت قريش اهل تجارة يعطون المال مضاربة لمن يتجر بجزء‬
‫مسمى من الربح‪ ،‬وقد اقر الرسول صلى هللا عليه و سلم ذلك في االسالم‪ ،‬ومن االمثلة على ذلك خروج الرسول‬
‫صلى هللا عليه و سلم قبل البعثة للتجارة في اموال خديجة رضي هللا عنها على ان يكون له نصيب في الربح فهو‬
‫عقد مضاربة‪ ،‬و قد استمر العمل به بعد البعثة و بدلك تستند مشروعية عقد المضاربة الى السنة‪.‬وقد قال رسول هللا‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص ‪" :‬ثالث فيهن البركة البيع إلى أجل والمقارضة وخلط البر بالشعير للبيت ال للبيع"‪ .‬وقد ذكر الفقهاء أن عموم‬
‫اآليات اآلتيه واطالقها يقتضي العمل بالمضاربة يقول تعالى‪" :‬و اخرون يضربون في االرض يبتغون من فضل هللا"‪..‬‬
‫"ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضال من ربكم"‪..‬‬

‫‪ .II‬أركان المضاربة ‪:‬‬


‫أما أركانها كما ذكرها النووي خمسة‪:‬‬
‫‪.)7‬الركن األول‪ :‬رأس المال‬
‫‪.)1‬الركن الثاني‪ :‬العمل‬
‫‪.)9‬الركن الثالث‪ :‬الربح‬
‫‪.)2‬الركن الرابع‪ :‬الصيغة‬
‫‪.)9‬الركن الخامس‪ :‬العاقدان‬
‫‪.‬‬

‫شروط المضاربة‪:‬‬ ‫‪.III‬‬

‫من الشروط التي ذكرها الفقهاء للمضاربة ما يلي ‪:‬‬

‫‪ )7‬الشروط المتعلقة برأس المال‪:‬‬


‫أن يكون رأس المال من النقود المضروبة من الدراهم والدنانير وهو اشتراط عامة الفقهاء (ان يكون راس المال نقدا فال‬
‫تصح المضاربة بالعروض لما في ذلك من جهالة الربح وقت القسمة)‬
‫‪.‬أال يكون رأس المال دينا في ذمة المضارب (فال تصح المضاربة على دين او مال غائب)‪.‬‬
‫‪.‬ان يتم تسليم رأس المال للمضارب ( إما أن يكون التسليم بالمناولة أو بالتمكين من المال)‪.‬‬
‫‪ )1‬الشروط المتعلقة بالربح‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫‪.‬أن تكون حصة كل منهما من الربح معلومة‬
‫‪.‬أن تكون حصة كل منهما من الربح شائعة كالنصف أو الثلث مثالً‬
‫‪ )9‬الشروط المتعلقة بالعمل‪:‬‬
‫‪.‬اختصاص العامل بالعمل دون رب المال‬
‫‪.‬أن ال يضيق رب المال على العامل بتعيين شيء يندر‬
‫‪.‬أن ال يضرب له أجل يمنعه من التصرف‬
‫كما يشترط في المضاربة أهيمة التوكيل والوكالة وال يشترط اسالمه‪ ،‬وال يشترط أهلية التوكيل والوكالة لرب المال‬
‫ويتضح ذلك من حديث رسول هللا صلى هللا علي وسلم‪ :‬من ولي يتيماً فليتجر له وال يتركه حتى تأكله الصدقه ‪ .‬رواه‬
‫الترمذي حيث أن رب المال ( اليتيم ) لم يبلغ بعد أهلية التوكيل والوكالة‪.‬‬

‫أنواع المضاربة‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬

‫المضاربة شركة بين إثنين أحدهما يسمى رب المال واآلخر يسمى المضارب واألول له نصيب في الربح مقابل رأس‬
‫المال والثاني ربحه مقابل عمله الذي يؤديه‪ ،‬والمضاربة نوعان وهما‪:‬‬

‫‪)7‬المضاربة المطلقة ‪ :‬وهي أن تدفع المال مضاربة من غير تعيين العمل والمكان والزمان وصفة العمل‪ ،‬فالمضاربة‬
‫المطلقة‬
‫يكون للمضارب فيها حرية التصرف كيفما شاء دون الرجوع لرب المال إال عند نهاية المضاربة‪.‬‬
‫‪)1‬المضاربة المقيدة ‪ :‬وهي التي يشترط فيها رب المال على المضارب بعض الشروط لضمان ماله‪ ،‬وهذا النوع من‬
‫المضاربة جائز وقد قال اإلمام أبو حنيفه وأحمد بن حنبل إن المضاربة كما تصح مطلقة فإنها تجوز كذلك مقيدة‪.‬‬
‫تطبيق صيغة المضاربة بالمصارف اإلسالمية ‪ :‬تبين من الواقع العملي ان كال النوعين من المضاربة مالئم‬
‫لمعامالت المصارف االسالمية غير ان المضاربة المطلقة هي االصل في التعامل بين المصرف و اصحاب ودائع‬
‫االستثمار‪ .‬فالمصرف عندما يكون هو المضارب كما في الصناديق االستثمارية تالئمه المضاربة المطلقة وعندما‬
‫يكون هو رب المال أو نائباً عنه كما في تمويل المستثمرين تالئمه المضاربة المقيدة‪ .‬والمضاربة في المصارف‬
‫اإلسالمية مع المتعاملين قد تكون قصيرة األجل أو متوسطة األجل أو طويلة االجل ؛ يضارب المصرف على صفقة‬
‫واحدة فهي مضاربة قصيرة األجل ‪ ،‬وقد يضارب في سلعة تشترى ثم تباع على فترات فهي مضاربة متوسطة األجل‬
‫‪ ،‬وقد يشترك مع آخرين في تمويل رأس مال مشروع بالكامل لفترة طويلة فهي مضاربة طويلة األجل‪ .‬والمجال‬
‫المناسب للمضاربة بالنسبة للنشاط التجاري ‪ ،‬المضاربة في السلع التي يمكن شراؤها من مصادر انتاجها وبيعها‬
‫باألسواق المحلية ‪ ،‬ويتطلب هذا أن يكون لدى المتعامل الخبرة بهذه األنواع من السلع ‪ ،‬ولقد تبين أن بعض‬
‫‪17‬‬
‫المصارف اإلسالمية تحجم عن التعامل بصيغة المضاربة ويرجع ذلك إلى عدم استيعاب المتعاملين ألسلوب تطبيق‬
‫هذه الصيغة لعدم توافر نوعية المتعاملين من ذي األمانة والثقة العالية ‪ ،‬باإلضافة إلى المخاطر المترتبة على قيام‬
‫المصرف بتمويل كافة العملية دون أن يدفع العميل حصة في التمويل‪.‬‬
‫من حيث أطراف المضاربة‪:‬‬
‫‪)9‬المضاربة الثنائية ‪ :‬وتكون بين طرفين فقط‬
‫‪)2‬المضاربة متعددة األطراف ‪ :‬وتكون عندما يأخذ صاحب العمل المال من صاحب رأس المال ويعطيه إلى صاحب‬
‫عمل آخر فيكون صاحب العمل األول صاحب مال بالنسبة لصاحب العمل الثاني ‪ .‬وهذا النوع مختلف فيه بين‬
‫مجيز مطلقا ومانع مطلقا ومفصل وبناء على القول بالجواز‪ ،‬فإن المصرف اإلسالمي يعد صاحب عمل من جهة‬
‫وصاحب مال من جهة أخرى‪.‬‬
‫أحكام تتعلق بالمضاربة ‪:‬‬ ‫‪.V‬‬
‫الحكم عند فساد المضاربة ‪ :‬للعامل أجر مثله وللمالك الربح‬
‫ويكون له قراض المثل في الحاالت اآلتية ‪:‬‬
‫‪ .‬جهل الربح وعدم وجود عادة يحتكم إليها‬
‫إبهام القراض‪ :‬كالعمل فيه قراضا من غير تحديد‬
‫حاالت انتهاء القراض ‪ :‬انقضاء الوقت المحدد للعقد‪ ،‬الموت ‪ ،‬الجنون ‪ ،‬فقدان االهلية‪ ،‬العزل و الفسخ‪.‬‬
‫حكم أجر المصرف في المضاربة المشتركة ‪:‬‬
‫بناء على أن البنك وسيط فإن ما يأخذه يعد مكافأة له على سبيل الخدمة‪ ،‬وبناء على أنه عامل وصاحب مال فإنه‬
‫يقسم األرباح مع أرباب األموال والمضاربين حسب االتفاق‪.‬‬
‫في حالة الخسارة يخسر المضارب عمله وجهده ويخسر رب المال ماله وال يجوز اشتراط ما يخالف هذا الشرط‪ ،‬أما‬
‫إذا خالف‬
‫المضارب شرطا من شروط صاحب المال اعتبر متعديا ووجب عليه ضمانه‬

‫‪ .VI‬ضمان ر أس المال‪:‬‬
‫إن العملية التجارية مبنية على المخاطرة‪ ،‬ولهذا فإن العامل في المضاربة الفردية ال يضمن رأس المال لكن الذي‬
‫جرى عليه العمل في المضاربة المشتركة أن المصرف يتعهد بضمان رأس المال وهذا الضمان يواجهه إشكاالت عدة‬
‫من حيث تكييفه ألن المضارب أمين ال يضمن إال بالتعدي والتفريط‪ ،‬ولما كان للمصرف صفة مزدوجة‪ :‬إذ هو في‬
‫مقابلة أصحاب األموال مضارب وفي مقابلة المضاربين صاحب مال‪ ،‬اختلفت أنظار الفقهاء في عالقته بهما‪ ،‬وقصد‬

‫‪18‬‬
‫حل هذا اإلشكال ذهب راي إلى أن المصرف متبرع بالضمان‪ ،‬وذهب رأي آخر إلى أن البنك يضمن على أساس‬
‫التكافل االجتماعي عن طريق التأمين التعاوني‪.‬‬
‫والمالحظ أن ضمان رأس المال في المضاربة المشتركة يشجع على ا إلقدام عليها لكن األولى من ذلك القيام بدراسة‬
‫الجدوى قبل اإلقدام على المشروع وبذلك تكون هذه الصيغة بديال عن الضمان المسبق لرأس المال الذي يوقع في‬
‫االحتياج إلى التأمين على األخطار من الخسارة مع مالحظة أنه قد يستدعى ضمان رأس المال في المضاربة الفردية‬
‫حيث يكون المصرف صاحب مال والعميل مضارب فإذا نتجت الخسارة عن تقصير من المضارب فإن للمصرف أن‬
‫يطالب المضارب بتعويض الضرر الذي لحقه‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫االاجار‬

‫تعريف اإلجارة‪:‬‬

‫كل عقد يضع بموجبه بنك تشاركي‪ ،‬عن طريق اإليجار‪ ،‬منقوال أو عقا ار محددا وفي ملكيته تحت تصرف عميل قصد‬
‫استعمال مسموح به قانونا‪.‬‬

‫تكتسي اإلجارة أحد الشكلين التاليين‪:‬‬


‫‪ ‬اإلجارة التشغيلية ‪:‬‬

‫هو التأجير الذي يقوم على تمليك المستأجر منفعة أصل معين خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬على أن يتم إعادة األصل‬
‫لمالكه المؤجر ( البنك التشاركي) عند نهاية مدة اإليجار‪ ،‬ليتمكن هذا األخير من تأجيره إلى طرف آخر أو تجديد‬
‫العقد مع نفس المستأجر إذا وافق الطرفان على ذلك و غالبا ما يكون هذا النوع قصير األجل نسبيا‪ ,‬و يتحمل خالله‬
‫المؤجر مصاريف الصيانة و التأمين و الضرائب المتعلقة باألصل‪ ،‬في حين يتحمل المستأجر المصاريف التشغيلية‬
‫‪.‬الخاصة بهذا األصل مثل مصاريف الكهرباء و الماء ‪ ،‬إضافة إلى دفعه ألقساط استغالل األصل‬

‫كما أن البنك التشاركي في هذا النوع من التأجير يقوم بامتالك األصول ألسباب خاصة أحدها قد يكون نتيجة لطلب‬
‫السوق عليها بشكل عام‪ ,‬و ليس بناءا على طلب المستأجر‪ ,‬أي أن البنك ال يشتري هذه األصول من أجل تأجيرها‬
‫‪ .‬لشخص معين‬

‫و يتميز هذا األسلوب ببقاء األعيان تحت ملكية المصرف اإلسالمي الذي يقوم بعرضها لإليجار المرة تلو األخرى‬
‫حتى ال تبقى بدون استعمال إال لفترات قصيرة‪ ،‬وهو يتحمل في ذلك مخاطرة ركود السوق وانخفاض الطلب على تلك‬
‫‪:‬األعيان مما يؤدي إلى خطر عدم استغاللها‪ .‬وتقسم اإلجارة التشغيلية إلى‬

‫‪1-‬إجارة معينة‪ :‬وهي اإلجارة الي يكون محلها عقا ار أو عينا معينة باإلشارة إليها أو نحو ذلك مما يميزها عن غيرها‪.‬‬
‫‪2-‬إجارة موصوفة بالذمة‪ :‬و هي اإلجارة الواردة على منفعة موصوفة بصفات يتفق عليها مع التزامها في الذمة‪،‬‬
‫كسيارة أو سفينة غير معينة لكنها موصوفة وصفا دقيقا يمنع التنازع‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫و تتم عملية اإلجارة التشغيلية من خالل المراحل التالية‪:‬‬

‫‪ .7‬قيام البنك التشاركي بشراء األصول بهدف تأجيرها‪ ,‬و ذلك حسب دراسته لمتطلبات السوق‪.‬‬

‫‪ .1‬عرض األصول المشترات للتأجير‪.‬‬

‫‪ .9‬التفاوض مع المستأجرين المحتملين حتى الوصول الى اتفاق‪.‬‬

‫‪ .2‬توقيع عقد التأجير مع المستأجر‪.‬‬

‫‪ .9‬عند نهاية مدة التأجير‪ ,‬يبحث البنك التشاركي عن مستأجر أخر أو يجدد مع المستأجر السابق‪.‬‬

‫‪ ‬االجارة المنتهية بالتمليك "التأجير التمويلي"‬

‫تتميز هذه الصيغة بتمليك منفعة العين المؤجرة إلى المستأجر (الزبون) خالل مدة محددة مع وعد المؤجر (البنك‬
‫التشاركي) بتمليك ذلك األصل (العين المؤجرة) للمستأجر في نهاية مدة اإلجارة أو في أثنائها‪ ،‬و ذلك بسعر السوق أو‬
‫‪.‬بسعر يتفقان عليه معا أو بدون مقابل‬

‫و هذا النوع من التأجير هو الذي يجري به العمل في البنوك االسالمية‪ ،‬حيث أن هذه األخيرة تستوفي ثمن العين‬
‫المؤجرة من خالل أقساط اإليجار خالل فترة التأجير‪ ،‬لذا فإن أقساط اإليجار في هذا النوع تكون أعلى منه في‬
‫التأجير التشغيلي‪ ،‬كما تكون مدة التأجير هنا طويلة نسبيا‪ ،‬يتحمل من خاللها المستأجر التكاليف التشغيلية إضافة‬
‫إلى الرأسمالية ( التأمين‪ ,‬الضرائب …) إذا تمت بناءا على رغبته‪ ،‬مثل إضافة سور للبناية‪ .‬أما إذا كانت التكاليف‬
‫الرأسمالية ضرورية لكي يحصل المستأجر على منفعة األصل تحملها حينئد المؤجر‪ ,‬مثل انهيار جزء من المبنى‬
‫المؤجر فيكون ترميمه على المؤجر‪/‬البنك التشاركي‬

‫و هذه بعض األحكام التي تتعلق بتمليك العين المؤجرة في اإلجارة المنتهية بالتمليك‬

‫•يجب تحديد طريقة تمليك العن للمستأجر بوثيقة مستقلة عن عقد اإلجارة‪ ،‬ويكون بإحدى الطرق اآلتية‪ :‬وعد بالبيع‬
‫بثمن رمزي‪ ،‬أو هبة‪ ،‬أو بثمن حقيقي أي بسعر السوق‪ ،‬أو بتعجيل أجرة المدة الباقية‪ .‬وفي حاالت إصدار وعد بالهبة‬
‫أو وعد بالبيع أو عقد هبة معلق بمستندات مستقلة ال يجوز أن يذكر أنها جزء ال يتج أز من عقد اإلجارة المنتهية‬
‫بالتمليك‪.‬‬
‫•الوعد بالتمليك ملزم لمن صدر منه‪ ،‬ويجب أن يقتصر الوعد الملزم على طرف واحد‪ ،‬أما الطرف اآلخر فيكون‬
‫مخي ار‪.‬‬
‫•ال يجوز التمليك بإبرام عقد البيع مضافا إلى المستقبل مع إبرام عقد اإلجارة‪.‬‬
‫•إذا هلكت العن المؤجرة أو تعذر استمرار عقد اإلجارة إلى نهاية مدته من دون تسبب من المستأجر في الحالتين‪،‬‬
‫‪21‬‬
‫فإنه يرجع إلى أُجرة المثل‪ ،‬و يرد المؤجر إلى المستأجر الفرق بن أجرة المثل واألجرة المحددة في العقد إذا كانت أكثر‬
‫من أجرة المثل‪ ,‬و ذلك دفعا للضرر عن المستأجر الذي رضي بزيادة األجرة عن أجرة المثل في مقابلة الوعد له‬
‫بالتمليك في نهاية مدة اإلجارة‪.‬‬

‫و تنتهي الملكية بأربعة صور هي‪:‬‬

‫‪1-‬عقد إيجار مع الوعد بهبة العين عند االنتهاء من وفاء جميع األقساط اإليجارية على أن تكون الهبة بعقد‬
‫منفصل‪.‬‬
‫‪2-‬عقد إيجار مع وعد ببيع العين المستأجرة مقابل مبلغ رمزي أو حقيقي يدفعه المستأجر في نهاية المدة بعد سداد‬
‫جميع األقساط اإليجارية المتفق عليها‪.‬‬
‫‪3-‬عقد إيجار مع وعد ببيع العين المستأجرة بمجرد سداد جميع األقساط اإليجارية المستحقة المتفق عليها‪.‬‬
‫‪ 4-‬عقد إيجار تدريجي بحيث يتم بنهاية كل فترة شراء المستأجر لجزء من المأجور و استئجاره للجزء الباقي‪ ,‬و هكذا‬
‫حتى يتم شراء كامل المأجور‪.‬‬

‫أما الضوابط الشرعية لإليجار المنتهي بالتملك فهي كاآلتي‬

‫–أن تكون السلعة المتفق على إجارتها أو بيعها مملوكة للمؤجر أو للبائع وقت التعاقد‪.‬‬
‫–أن تكون مقبوضة ويكون قبضها بالتخلية بن المبيع والمشري بحيث يتمكن من االنتفاع به والتصرف فيه‪.‬‬
‫–يجوز اجتماع عقد اإليجار مع عقد البيع (إذا كانا صفقة واحدة) وحينئذ يراعى تطبيق أحكام كل عقد عليه‪.‬‬
‫–يجوز وضع شرط صحيح أو أكثر في العقد بما يحقق مصلحة المتعاقدين و بما ال يناقض نصا شرعيا من كتاب‬
‫أو سنة‪ ،‬و ال يؤدي إلى محظور شرعي‪ ،‬و ال إلى غرر‪ ،‬و ال إلى ما يستحيل الوفاء به‪.‬‬

‫و تتم عملية اإلجارة المنتهي بالتمليك بالمراحل التالية‪:‬‬

‫‪ .7‬يتقدم الزبون بطلب الى البنك التشاركي إلستئجار أصل معين (عقار…) بعد أن يشتريه البنك و يدفع ثمنه‪ .‬و‬
‫يحدد في طلبه األصل المراد استئجاره و مدة التأجير‪.‬‬

‫‪ .1‬دراسة البنك التشاركي للطلب للوقوف على مدى موافقته لمعايير التمويل و االستثمار الجاري بها العمل في البنك‪.‬‬

‫‪ .9‬في حالة الموافقة يتم إبالغ الزبون بتفاصيل الموافقة وشروط العقد كمدة اإليجار‪,‬قيمة القسط‪….‬‬

‫‪ .2‬توقيع عقد اإليجار بين البنك التشاركي و الزبون وفق الشروط المتفق عليها‪.‬‬

‫‪ .9‬توقيع وعد من البنك للزبون بتمليكه األصل المستأجر عند نهاية مدة التأجير‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ .1‬عند نهاية مدة التأجير يتنازل البنك التشاركي للمستأجر عن األصل‪.‬‬

‫عموما توفر عملية التمويل باإلجارة عدة مزايا سواء بالنسبة للمؤجر أو المستأجر‪:‬‬

‫بالنسبة للمؤجر‪:‬‬
‫•استثمار األصل دون االضطرار الى التخلي عن ملكيته‪ ,‬حيث يتم نقل المنفعة فقط‪.‬‬
‫•تحقيق عوائد جيدة و مضمونة نتيجة التدفقات النقدية طيلة سريان مدة العقد‪.‬‬
‫•التقليل من حدة التقلبات االقتصادية على المؤجر‪.‬‬
‫•التقليل من مخاطر االئتمان لسرعة استعادة األصل في حالة تخلف المستأجر عن التزاماته‬
‫بالنسبة للمستأجر‪:‬‬
‫•حيازة و استغالل األصول المطلوبة دون حاجة الى ضخ سيولة كبيرة‪.‬‬
‫•االنتفاع باألصول المستأجرة في ظل األحوال االقتصادية المتقلبة‪.‬‬
‫•تجنب مخاطر الملكية رغم حيازته لألصول و استغاللها‪.‬‬
‫•بعض أنواع التأجير تتيح للمستأجر إمكانية تملك االصل في نهاية مدة اإلجارة( االجارة المنتهية بالتمليك‬

‫‪23‬‬
‫االتستناا‬

‫‪ -1‬االستصناع‬

‫كل عقد يشترى به شيء مما يصنع‪ ،‬يلتزم بموجبه أحد المتعاقدين‪ ،‬البنك التشاركي أو العميل‪ ،‬بتسليم مصنوع بمواد‬
‫من عنده‪ ،‬بأوصاف معينة يتفق عليها وبثمن محدد يدفع من طرف المستصنع‪ ،‬حسب الكيفية المتفق عليها بين‬
‫الطرفين‬
‫‪.‬‬
‫‪ 2‬اركان عقد االتستناا‬
‫االستصناع عقد مثل جميع العقود ‪ /‬ال يختلف عنها اال في اشياء خاصة به ‪ ،‬واركانه عند الفقهاء هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الصيغة ‪ :‬وهي التعبير الصادر من المتعاقدين لينبؤ عن معنى التمليك والتملك‪ ،‬وهذا التعبير يسمى باإليجاب‬
‫والقبول في عرف الفقهاء سواء كان هذا التعبير لفظيا ام خطيا‬
‫ب‪ :‬العاقدان ‪ :‬وهما الصانع الذي يقوم بالعمل ‪ ،‬والمستصنع الذي طلب عمل شيء معين ‪ ،‬وشرطهما‬ ‫ب‪-‬‬
‫التكليف والرضا واالختيار ‪ ،‬وهي شروط ال بد من توفرها في جميع العقود وااللتزامات‪.‬‬
‫‪ :‬المعقود عليه‪ :‬ويقصد به العين المصنوعة والعمل الواقعي من جهة ‪ ،‬والثمن الذي يقدمه المستصنع‬ ‫ت‪-‬‬
‫من جهة ثانية‬

‫‪ 3‬شروط عقد االتستناا ‪:‬‬


‫ا‪:‬المصنوع معلوما علما مانعا من الجهالة المفضية الى المنازعة ‪ ،‬حيث يبين المتعاقدان جنسه‪ ،‬ونوعه ‪،‬وقدره‬
‫‪ ،‬وصفاته‪.‬‬
‫ب‪ :‬ان يكون المصنع مما يجري التعامل بين الناس عل استصناعه ويتعارفونه في حياتهم‪ ،‬كاأل واني واالحدية‬
‫واآلالت والثياب وغير ذلك‬
‫ج‪ :‬ان تكون المواد المستخدمة في الشيء المصنوع من الصانع‪ ،‬وان كانت من المستصنع كان العقد اجارة ال‬
‫استصناعا ‪.‬‬
‫د‪ :‬بيان مكان تسليم البيع اذا كان يحتاج الى حمل ومصاريف نقل‪ ،‬حتى ال يقع الخصام والنزاع عند االستالم‪.‬‬
‫ه‪ :‬تحديد اجل االستصناع قصي ار كان ‪ ،‬او طويال ‪ ،‬لمنع الجهالة المفضية الى النزاع‬
‫‪ -‬كيفية االستثمار عن طريق عقد االستصناع في البنوك التشاركية‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫يمكن للبنوك التشاركية ان تقوم باالستثمار عن طريق عقد االستصناع ‪ ،‬فتنمي ثروتها أوال ‪ ،‬تساعد ثانيا افراد‬
‫المجتمع اإلسالم ‪ ،‬من مستثمرين وتجار واصحاب المصانع ومقاولين واصحاب الورشات الكبيرة والصغيرة وخاصة‬
‫الناس وعامتهم‪ ،‬تساعدهم على قضاء حوائجهم‪ ،‬وتحقيق مصالحهم‪ ،‬وتنمية اموالهم‬
‫ومن كيفية االستثمار التي يمكن للبنك التشاركي ان يقوم بها‬
‫تمويل المؤسسات والشركات عن طريق االستثمار في القطاع الصناعي بما يحقق عائدا مالئما للمديعين في‬
‫المجاالت المشروعة ‪ ،‬باعتبار ان الصناعة اصبحت من القطاعات الحيوية في التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية في اقتصاد الدول‪ ،‬فالعمل على االهتمام بها يعود بالنفع على الفرد والدولة‬
‫االستصناع للتمويل العقاري‪ :‬وفي هذا االطار يمكن للبنك التشاركي بتمويل كل ماله عالقة بالعقار عن طريق عقد‬
‫االستصناعي ‪ ،‬من بناء المساكن‪ ،‬وشق الطروق وبناء الجسور‪ ،‬ووضع مخططات لألراضي وتهيئتها للبناء‬
‫االستصناع للتمويل الصناعي ‪ :‬يعتبر التمويل الصناعي بكل اشكاله وانواعه و تجلياته من اساسيات عمل البنوك‬
‫التشاركية و من نماذجه ‪ ،‬صناعة العتاد كالمركبات و اآلالت ‪ ،‬وصناعة االدوية ‪...‬‬
‫االستصناع عن طريق عقد المقاولة ‪ ،‬و ذلك بان يعهد البنك بعمل المقاولة الى مقاول يقوم بالعمل المتفق عليه بين‬
‫البنك و المستصنع ‪ .‬وبموجب عقد المقاولة يقوم المقاول بإنجاز األشغال الالزمة إلقامة العين المستصنعة المبين‬
‫وصفها في فاتورة األشغال المرفقة بالعقد‪ ،‬ويشمل ذلك توفير المواد الالزمة و المعدات و العمال و األعمال‬
‫التحضيرية و النهائية وغيرها من األعمال الضرورية لتنفيذ األشغال المذكورة في مستندات العقد‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫المشاركة‬

‫تعريفها‬
‫نوع من العقود المعتمدة في التعامالت المالية اإلسالمية وتستخدم حاليا في تعامالت المصارف اإلسالمية‪ ،‬فيه يشترك‬
‫األطراف في المال والجهد أو في أحدهما‪ ،‬وتكون ملكية النشاط التجاري مشتركة بينهم‪ ،‬كما يشتركون أيضا في الربح‬
‫والخسارة‪.‬‬
‫وتعتبر المشاركة من أهم صيغ استثمار األموال في الفقه اإلسالمي‪ ،‬وهي تالئم طبيعة المصارف اإلسالمية وفئة‬
‫كبيرة من ال متعاملين معها‪ ،‬فيمكن استخدامها في تمويل األنشطة االقتصادية المختلفة‪ .‬وتعد صيغة المشاركة من‬
‫البدائل اإلسالمية للتمويل بالفوائد المتبع في المصارف التقليدية‪.‬‬
‫وفي التعامالت المصرفية تكون الصيغة عبارة عن مشاركة بين البنك والمتعامل على أساس تقاسم رأس المال والعائد‬
‫إن كان في مشروع جديد أو قائم‪ .‬وقد يتم ذلك عبر المساهمة في ملكية أصول معينة على أساس المشاركة الدائمة‬
‫أو المؤقتة بشرط أن يتم تقاسم الربح طبًقا لالتفاق المبرم بين الطرفين‪.‬‬
‫وفي حال تمويل المصرف شخصاً أو شركة على أساس عقد المشاركة‪ ،‬فيحدد مقدار التمويل البنكي من رأس مال‬
‫الشركة ويفوض المصرف طالب التمويل في اإلشراف على المشروع وإدارته‪.‬‬
‫وللمصرف أن يتدخل في إدارة المشروع بالقدر الذي يضمن له االطمئنان على حسن إدارة المشروع ونجاحه‪ ،‬والتزام‬
‫الشريك بالشروط والبنود المتفق عليها في عقد المشاركة‪ ،‬حماية ألموال العمالء‪.‬‬
‫تصنيف المشاركة‬
‫وفي التعامالت المصرفية اإلسالمية يميز بين نوعين من المشاركة‪ ،‬هما المشاركة الثابتة والمشاركة المتناقصة‪.‬‬
‫ففي المشاركة الثابتة يسهم البنك في التمويل بجزء من رأس مال مشروع ما‪ ،‬وبذا يكون شر ً‬
‫يكا في ملكية هذا المشروع‪،‬‬
‫وفي إدارته واإلشراف عليه‪ ،‬وكذا في الربح والخسارة حسب النسب المتفق عليها في عقد المشاركة‪.‬‬
‫وفي هذا النوع يكون لكل طرف من طرفي المشاركة حصة ثابتة في المشروع حتى انتهاء مدة المشروع أو الشراكة‪،‬‬
‫أو انتهاء المدة المتفق عليها في العقد‪.‬‬
‫أما في المشاركة المتناقصة فيتم تحديد جزء من دخل المشروع ليكون قس ً‬
‫طا يدفعه الشريك للمصرف ليسترد به حصة‬
‫المصرف في المشروع‪ ،‬ويحل محله في ملكية المشروع‪ ،‬إما دفعة واحدة‪ ،‬أو على دفعات حسب ما يتفق عليه وطبيعة‬
‫المشروع نفسه‪.‬‬
‫وبهذا تتناقص مشاركة المصرف تدريجيا كلما استرد من الطرف اآلخر جزءا من تمويله إلى أن تنتهي هذه المشاركة‬
‫بالتمليك‪ ،‬أي بتملك الشريك المشروع بعد رد أموال التمويل إلى المصرف‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫ويوصف عقد المشاركة بأنه يتميز بالمرونة وسهولة التطبيق مما يجعله صالحا للتطبيق في مجاالت عدة صناعية‪،‬‬
‫وعقارية‪ ،‬وتجارية‪.‬‬
‫شروط المشاركة‬
‫‪-‬يجب أن يتم تحديد حصة كل مشارك في رأس مال المشاركة‪ ،‬ويمكن أن تكون المشاركات متفاوتة‪.‬‬
‫‪-‬يجب أن يكون رأس المال متوف ار في مكان أو حساب محدد عند توقيع عقد المشاركة‪.‬‬
‫‪-‬يمكن أن يقوم الشركاء بتوكيل أحدهم أو مجموعة منهم أو غيرهم للقيام بأمور إدارة رأس المال‪.‬‬
‫‪-‬يجب تقييم جميع أشكال المشاركات غير التقليدية كاألرض بقيمة عملة واحدة‪ ،‬وتحدد بناء عليها نسبة المساهمة‬
‫في رأس مال المشاركة‪.‬‬
‫‪-‬بمجرد انعقاد الشركة تنشأ عنها ذمة مستقلة للمشاركة‪.‬‬
‫‪-‬يجوز أن تتم المشاركة بين جهات شخصية أو اعتبارية على حد سواء‪.‬‬
‫‪-‬يمكن أن يتم توزيع األرباح حسب اتفاق المشاركين‪ ،‬في حين يجب أن يتم توزيع الخسارة بين المشاركين بالتساوي‬
‫ِبناء على نسبة مشاركتهم برأس المال‪.‬‬
‫‪-‬في حاالت التعدي والمخالفة لشروط عقد المشاركة من لدن أحد أطراف المشاركة‪ ،‬فإنه يجوز اشتراط ضمان رأس‬
‫المال‪ ،‬وال يجوز االشتراط في غير هذه الحالة أبد‪.‬‬
‫‪-‬ال يجوز تحديد ربح معين من دخل المشاركة عن فترة محددة أو كمبلغ محدد‪.‬‬
‫‪-‬يمكن أن ينص عقد المشاركة على السماح للمصرف في أن يبيع حصته بسعر معين بتاريخ محدد‪ ،‬إال أنه ال ُي ِلزم‬
‫الشركاء بالشراء‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن ينص عقد المشاركة على تحديد حصة أحد الشركاء بحد معين ليتم السحب منها عند الحاجة‪.‬‬
‫اآلجال الزمنية‬
‫وتكون صيغة المشاركة إما طويلة أو متوسطة أو قصيرة األجل وذلك وفقا لما يلي‪:‬‬
‫‪-‬أوال‪ ،‬قد تكون المشاركة طويلة األجل‪ ،‬ويصلح هذا األسلوب لتمويل العمليات اإلنتاجية المختلفة والتي تأخذ شكالً‬
‫قانونيا كشركة تضامن أو شركة توصية‪ ،‬وسواء كانت تلك الشركات صناعية أو زراعية أو تجارية‪.‬‬

‫‪-‬ثانيا‪ ،‬قد تكون المشاركة متوسطة األجل‪ ،‬وذلك في حالة المشاركة المنتهية بالتمليك وهي التي يحل فيها الشريك‬
‫محل المصرف في ملكية المشروع إما دفعة واحدة أو على دفعات‪ ،‬ويصلح هذا األسلوب للتطبيق في المجال التجاري‬
‫والصناعي والزراعي والعقاري والمهني‪.‬‬

‫ثالثا‪ ،‬قد تكون المشاركة قصيرة في حالة تمويل العمليات التي تستغرق زمناً قصي اًر‪ ،‬ومن تلك العمليات االعتمادات‬
‫المستندية حيث تكون قيمة االعتماد مشاركة بين المصرف والعميل‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫التسلم‬

‫سلم‪:‬‬
‫مفهوم عقد ال َّ‬
‫يعرف على أنه عقد بيع يدفع فيه المشتري الثمن النقدي مقدما عند التعاقد ويوافق البائع على تسليم البضاعة‬
‫بمواصفات معينة وكمية محددة في مواعيد مؤجلة متفق عليها‪ ،‬ويسمى الفقهاء هذا النوع من البيوع ببيع المحاويج ألنه‬
‫بيع غائب تدعو إليه ضرورة كل واحد من المتبايعين‪ .‬ويعرف لغة بأنه نوع من البيوع ويقال فيه السلف‪.‬‬

‫سلم‪:‬‬
‫من أهم شروط ال َّ‬
‫تسليم رأس المال في مجلس العقد ال يجوز السلم بين النقدين فال يجوز سلم ذهب بفضة وال بعملة‪ ،‬وال عملة بعملة‬
‫أخرى‪ ،‬ألن هذا من الصرف ويجب التقابض فيه‪ ،‬وأما ما سواها من السلع كالنفط أو الحبوب‪ ،‬أو غير ذلك من‬
‫العروض فيجوز السلم فيه‪ ،‬ما لم يترتب عليه محظور آخر‪.‬‬

‫وتطبق المصارف اإلسالمية عقود بيع السلم‪ ،‬ويعتبر عقد السلم طريقا ً للتمويل يغني عن القرض بفائدة‪ ،‬فمن عنده‬
‫سلعة ينتجها يمكنه أن يبيع كمية منها‪ ،‬تسلم في المستقبل‪ ،‬ويحصل على ثمنها حاال‪.‬‬

‫ولذلك يكون عقد السلم إحدى الوسائل التي يستخدمها المصرف اإلسالمي في الحصول على السلع موضوع تجارته‪،‬‬
‫كما يستخدمه أيضا في بيع ما تنتجه شركاته ومؤسساته‪.‬‬

‫إجراءات البنك‪:‬‬
‫وتتبع المصارف اإلسالمية إجراءات لتنفيذ عقد السلم‪ ،‬أولها أن المصرف يتلقى طلبا من العميل يوضح فيه رغبته في‬
‫تمويل سلعة معينة وبمواصفات محددة معروفة على أن يدفع المصرف للعميل ثمنها معجال ويكون االستالم مؤجال‪.‬‬

‫ويحرر العميل نموذجا يسمى طلب تمويل سلعة بصيغة السلم ومن أهم البيانات التي تظهر في هذا الطلب المواصفات‬
‫وكمية السلع والثمن المقترح لهذه السلعة‪ ،‬وبعض المستندات المتعلقة بالعميل‪ ،‬وميعاد وشروط التسليم ومكانه‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬يقوم المصرف بدراسة جدوى طلب العميل من جميع النواحي مع التركيز على التحقق من صحة البيانات‬
‫والمعلومات الواردة عن العميل‪ ،‬ودراسة السلعة وسوقها موضوع السلم‪ ،‬ودراسة النواحي الشرعية للسلعة‪ ،‬ودراسة‬
‫ثمن الشراء ونسبة الربح‪ ،‬ودراسة الضمانات والكفاالت المقدمة من العميل‪ ،‬ودراسة إمكانية التسويق‪.‬‬

‫ثالثا‪ ،‬يتم إبرام عقد السلم األول‪ ،‬وفي حالة الموافقة من قبل المصرف على تنفيذ العملية بعد بيان جدواها يحرر عقد‬
‫بيع السلم بين المصرف (المشتري) والعميل {البائع}‪.‬‬

‫ومن التطبيقات المعاصرة لعقد السلم تمويل عمليات زراعية مختلفة‪ ،‬وتمويل النشاط الزراعي والصناعي‪ ،‬وال سيما‬
‫سلَما وإعادة تسويقها بأسعار مجزية‪.‬‬
‫تمويل المراحل السابقة إلنتاج وتصدير السلع والمنتجات الرائجة‪ ،‬وذلك بشرائها َ‬
‫كما يمكن تطبيق السلم في تمويل الحرفيين وصغار المنتجين الزراعيين والصناعيين عن طريق إمدادهم بمستلزمات‬
‫اإلنت اج في صورة معدات وآالت أو مواد أولية كرأس مال سلم مقابل الحصول على بعض منتجاتهم وإعادة تسويقها‪،‬‬
‫‪28‬‬
‫ومن االستخدام لبيع السلم ما تعلق باإلنشاءات العقارية عن طريق بيع الوحدات قبل إنشائها وتسليمها بعد االنتهاء‬
‫منها‪.‬‬

‫الفرق بين السلم وبيع المعدوم‪:‬‬


‫وقد يتساءل البعض عن الفرق بين بيع السلم وبيع المعدوم ما دام أن الشريعة تحرم بيع الشيء المعدوم وقت التعاقد في‬
‫حين أنها أباحت بيع السلم وهو بيع يتم فيها التعاقد على شيء غير موجود وقت إبرام العقد‬

‫والفرق بين األمر أن بيع السلم ال ينصب على شيء معيّن‪ ،‬بل على شيء موصوف في الذ ّمة فيقوم بعضه مقام بعض‪،‬‬
‫فمن تعاقد على تسليم سلعة ذات مواصفات تنفي الجهالة عنها وقت التسليم يمكنه أن يسلم هذه السلعة بصفتها عند‬
‫األجل من أي جهة‪ ،‬من مزرعته أو من مزرعة أخرى‬

‫وثاني الفروق أن بيع السلم ينصب على مبيع يشترط فيه أن يغلب وجوده عند األجل‪ ،‬وهذا يجعل احتمال وجوده عند‬
‫األجل قويا‬

‫وثالثا فيما لو لم يتم التسليم عند األجل المتفق عليه بين البائع والمشتري يخير المشتري فيه بين أن يفسخ العقد ويأخذ‬
‫الثمن‪ ،‬وبين أن يضرب له أجل جديد‪ ،‬وبين أن يأخذ شيئا مساويا له في القيمة‬

‫وأما بيع المعدوم المحرم شرعا فهو يتعلق بشيء مجهول الموصفات بشكل كلي‪ ،‬كمن يتعاقد على ما تنتجه أرض‬
‫بعينها‪ ،‬فقد تنتج وقد ال تنتج‪ ،‬وإذا أنتجت فهو مجهول المقدار والصفة‬

‫كما أنه في بيع المعدوم يدخل المبيع في ضمان المشتري بمجرد التعاقد‪ ،‬فإذا لم يوجد لم يلتزم البائع بتسليم شيء وال‬
‫يرد الثمن‪ ،‬وإذا وجد المبيع بقدر أقل من المتعاقد عليه فليس من حق المشتري أن يطلب الباقي‪ ،‬وإذا وجد بأكثر فليس‬
‫من حق البائع أخذ شيء من المشتري‬

‫‪29‬‬
‫الخاتمة‬

‫خالصة القول‪،‬إن تميز البنوك التشاركية عن غيرها من البنوك التقليدية من حيث‬

‫خصوصيتها القائمة على عدم التعامل بالفوائد الربوية‪،‬ال يجعلها في منأى عن اإللتزامات‬

‫الواجبة عليها تجاه الجهاز البنكي التقليدي الذي ستعيش في ظله بعد اعتمادها بالمغرب‪،‬‬

‫وتمارس نشاطها تحت سلطته‪ ،‬من هذه االلتزامات نجد خضوعها الطوعي للرقابة‬

‫المصرفية التي يجريها البنك المركزي على كافة البنوك والمؤسسات المالية التي تمارس‬

‫نشاطها في إقليم الدولة مهما كان شكلها‪،‬عمومية كانت أو خاصة‪ ،‬إسالمية كانت أم‬

‫تقليدية‪.‬‬

‫لذا يمكن اعتبار المغرب من البلدان التي ستستقبل تجربة البنوك التشاركية‪،‬غير أن‬

‫ممارستها لنشاطها سيتم في ظل قوانينه السابقة مع بعض االستثناءات‪ ،‬وبالتالي فإن‬

‫الق انون البنكي الجديد لم يتم أقلمته مع طبيعة العمل البنكي التشاركي‪،‬مما يتضح معه أن‬

‫الطريق صعب أمام تلك البنوك بالمغرب‪.‬‬

‫‪30‬‬

You might also like