Professional Documents
Culture Documents
الاستراتيجية الامريكية في مجال الارهاب الدولي
الاستراتيجية الامريكية في مجال الارهاب الدولي
مقدمة :
يمثل اإلرهاب الدولي تهديدا خطيرا لسائر الدول و كافة الشعوب و هجوما مباشرا
على القيم اإلنسانية و االحترام المتبادل بين الناس و مختلف األديان و الثقافات ،و انتهاكا
صارخا لسيادة القانون و المواثيق و األعراف الدولية ،و الشك أن جرائم اإلرهابية بالنظر
إلى خطورتها و اتساع مداها في اآلونة األخيرة ،و تعاظم آثارها المدمرة ،تتطلب مواجهة
شاملة على أصعدة متعددة و في محاور مختلفة ،سواء فكرية أو أمنية أو تشريعية...
عن البيان أن أساليب المواجهة تتباين في طبيعتها و تختلف في مداها ،و و
تتفاوت آثارها ،و هي تتطلب وضع استراتيجيات ،ورسم خطوط و تصميم برامج على
المدى الويل و القصير على كافة األصعدة ،كما هو األمر مع الواليات المتحدة األمريكية
بعد أعقاب أحداث 11من أيلول سبتمبر بزغت إستراتيجية جديدة التي لم نسمع عنها إال بعد
اندالع ما يسمى حرب اإلرهاب الذي مثل حجر الزاوية في اإلستراتيجية التي وضعتها إدارة
الرئيس السابق جورج بوش ،و التي جعلت من مكافحته أولوية قصوى ووضعته في مصاف
حرب كونية تخوضها الواليات المتحدة عن طريق تبنيها لسياسة الحرب الوقائية لظهور
تهديدات من جانب مجموعة مسلحة و العمل على توسيع دائرة الحرب مع السعي لتشكيل
1
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
و من هذا المنطلق و إلدراك أبعاد هذه الدراسة البد من اتباع منهج تحليلي يضع في
منذ بداية القرن الماضي وموضوع اإلرهاب كظKKاهرة عنيفة يحظى باهتمKKام المفكKKرين
والفقهKK Kاء ورجKK Kال السياسة ويشKK Kكل محKK Kورا أساسKK Kيا لعKK Kدة لقKK Kاءات ومKK Kؤتمرات دولية (مKK Kؤتمر
2
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
بروكسKKيل لسKKنة 1956وكوبنهKKاجن لسKKنة ،)1936غKKير أن مجمل المحKKاوالت الKKتي تمت في
هKKذا الصKKدد من أجل صKKياغة مفهKKوم محKKدد دقيق للظKKاهرة ،انتهت بفشل نسKKبي جKKراء اعتمادها
على ص KK Kنع ش KK Kمولية فضفاضة ومتباينة أحيانا.وقد ش KK Kهد الع KK Kالم في اآلونة اآلخ KK Kيرة العديد من
األنش KK Kطة اإلرهابية ال KK Kتي تج KK Kاوزت م KK Kداها ح KK Kدود الدولة الواح KK Kدة مما جعل منها جريمة ضد
النظام الدولي ,ومصالح الشعوب ,و أمن و سالمة البشرية و حقوق األفراد األساسية .
وهKK K Kذا ما يKK K Kدفعنا إلى تسKK K Kليط الضKK K Kوء على هKK K Kذه الظKK K Kاهرة من خالل (المبحث األول)،
لتحديد المف KKاهيم المتع KKددة لإلره KKاب .وأهم خط KKوط التع KKاون ال KKدولي لمكافحة ظ KKاهرة اإلره KKاب
(المبحث الثاني).
3
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
يعت KK K Kبر الص KK K Kراع أحد أهم س KK K Kماتها ،وقد تع KK K Kاظمت ظ KK K Kاهرة العنف هاته في المجتمع ال KK K Kدولي
والعالق KKات الدولية بش KKكل ملفت ،المنظم KKات ال KKتي تمارس KKها س KKواء من حيث مظاهرها أو على
ورغم الجهود الداخلية والدولية الكبيرة والمهمة التي بKذلت للحد من هKKذه الظKاهرة الKتي
أرقت ب KKال الحك KKام والش KKعوب إال أنها لم ت KKأت بنت KKائج مريح KKة ،وما تن KKامي الح KKروب والعملي KKات
وتعد ظاهرة اإلرهاب مظهرا من مظاهر العنف الذي يتفشى في المجتمعات الدولية أو
في المجتمع الداخلي ،وعلى الرغم من تنامي خطورة هذه الظKKاهرة الKKتي يختلف بشKKأنها اثنKKان،
فKK K K K Kإن وضع تعريف دقيق وقKK K K K Kار لها وجهته عKK K K K Kدة صKK K K K Kعوبات ومشKK K K K Kاكل تحكمها الخلفيKK K K K Kات
اإليديولوجية والمصKKلحية والمذهبية سKKواء بالنسKKبة للبKKاحثين أو المفكKKرين وكKKذا بالنسKKبة للKKدول
التي حاولت مقاربة هذه الظاهرة ،وهذا طبعا ما سيثير عدة إشكاالت وصعوبات عند تصKKنيف
4
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
الدولية بصKKفة خاصKKة ،وقد تعKKاظمت مخKKاطر هKKذه الظKKاهرة في العقKKود األخKKيرة سKKواء من حيث
مظاهرها أو على مس KKتوى النط KKاق ال KKذي تم KKارس فيه والوس KKائل المس KKتخدمة فيها وك KKذا بالنس KKبة
واإلرهKKKاب كصKKKورة من صKKKور العنKKKف ،تثKKKار بش KKأن تعريفه وتحديد مفهومه إش KKكاالت
مستعصية عن الحل ،ذلك أن جل المحKKاوالت الفقهية والسياسKKية الدولية الKKواردة في هKKذا الشKKأن
جKK Kاءت متباينة تعكس في مجملها الخلفيKK Kات السياسKK Kية واإليديولوجية والمصKK Kلحية ألصKK Kحابها،
ومما زاد من غم KKوض مفه KKوم "اإلره KKاب" هو أن التع KKارض بش KKأنه موج KKود ح KKتى داخل
التيKKار الفكKKري واإليKKديولوجي الواحKKد ،إذ أن ما يعتKKبر في نظر البعض عمال "إرهابيKKا" يسKKتلزم
المكافحة باعتبKK K Kاره جريمKK K Kة ،يبقى في نظر البعض اآلخر شKK K Kكال من أشKK K Kكال ممارسة الكفKK K Kاح
وهكKK K K K Kذا نجد من الفقهKK K K K Kاء من ركز على الوسKK K K K Kائل المسKK K K K Kتخدمة لتعريف "اإلرهKK K K K Kاب"
باعتبارها معيار التمييز بين اإلرهاب عن غيره من أشKKكال العنف السياسKKي .وفي هKKذا اإلطKKار
يعKKرف " ThorontonاإلرهKKاب" بأنه "عمل رمKKزي الغاية منه التKKأثير على السKKلوك السياسي
بواسطة وسائل غير اعتيادية ينتج عنها استخدام التهديد أو العنف" .أما Walterفقد ركز في
5
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
تعريفه "لإلره KK Kاب" على معي KK Kار الخ KK Kوف وال KK Kذعر ال KK Kذي تحدثه العملية "اإلرهابي KK Kة" للمجتم KK Kع،
وهن KKاك من ركز على معي KKار العنف في تعريفه للظKKاهرة "اإلرهابيKKة" ،حيث ذهب Mickolus
إلى أن "اإلره KKاب" هو "اس KKتخدام أو التهديد باس KKتخدام القلق الن KKاجم عن العنف غ KKير االعتي KKادي
لمKK Kآرب سياسKK Kية ،يقصد منه التKK Kأثير على مواقف وسKK Kلوك مجموعة اسKK Kتهدفها العمل أكKK Kثر من
استهداف الضحية".
وأخيرا هناك من ركز على الناحية اإليدولوجية واإلسKKتراتيجية ،وهKKذا حKKال A. Turk
الKKذي اعتKKبر "اإلرهKKاب" إيديولوجية وإ سKKتراتيجية تKKبرر اإلرهKKاب الفتKKاك أو غKKير الفتKKاك بقصد
ردع المعارضة السياسية بزيادة الخوف لديها عن طريق ضرب أهداف عشوائية" ،بينما ركز
آخKK K K Kرون على الناحية النضKK K K Kالية لتعريف "اإلرهKK K K Kاب" ،حيث ذهب Ferracutiإلى أن العمل
"اإلرهابي" هو " أي عمل ينفذ كجزء من وسKKيلة للنضKKال السياسي يقصد به التKKأثير على سKKلطة
الدولة أو على اكتسKKKاب هKKKذه السKKKلطة أو الKKKدفاع عنهKKKا ،ويتض KKمن اس KKتخدام العنف الش KKديد ضد
1
األبرياء والمسالمين.
في حين يعرفه األسKK Kتاذ أدونيس العكKK Kرة باعتبKK Kاره" :منهج نKK Kزاع عKK Kنيف يKK Kرمي الفاعل
بمقتضاه وبواسطة الرهبة الناجمة عن العنف إلى تغليب رأيه السياسي أو إلى فرض سKKيطرته
على المجتمع أو الدولة من أجل المحافظة على عالق KK Kات اجتماعية عامة أو من خالل تغييرها
2
وتدميرها".
- 1مقتبس عن إسماعيل الغزال ،اإلرهاب والقانوني الدولي ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ( 1990مصر) ص .13
- 2أدونيس العكرة :اإلرهاب السياسي ،بحث في أصول الظاهرة وأبعادها اإلنسانية ،دار الطليعة ،بيروت ،الطبعة األولى ،1983ص .93
6
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
ومما يالحظ على ه KKذه التع KKاريف –وغيرها كث KKير -هو أنها وإ ن ك KKانت قد اجته KKدت في
اس KK Kتجالء ورصد مختلف عناصر الظ KK Kاهرة "اإلرهابي KK Kة" ،إال أن ترك KK Kيز كل منها على عنصر
واحد وإ غفالها للعناصر األخ KK Kرى عند مقاربتها جعل منها تع KK Kاريف جزئية ناقص KK Kة ،وبالت KK Kالي
قاصKK K Kرة عن اإلحاطة بمختلف جKK K Kوانب هKK K Kذه الظKK K Kاهرة المعقKK K Kدة الKK K Kتي تتKK K Kداخل فيها العديد من
إن مصطلح اإلرهاب قديم جدا تم تدويله بكثرة ،وهو يعKKني في مجمله كل منا من شKKأنه
إث KK Kارة الف KK Kزع والخ KK Kوف في النف KK Kوس ،ويعتقد البعض أن اس KK Kتعمال ه KK Kذا المص KK Kطلح في أبع KK Kاده
السياسKKية بKKدأ في نهاية القKKرن الثKKامن عشر للتعبKKير عن أعمKKال العنف الKKتي تقKKوم بها الحكومKKات
لضKK Kمان خضKK Kوع الشKK Kعوب لهKK Kا ،ثم تطKK Kور األمر وأصKK Kبحت الكلمة تطلق بشKK Kكل أساسي على
هKK K Kذا على مسKK K Kتوى الفقه أما على مسKK K Kتوى التنظيم الKK K Kدولي ،فKK K Kإن الجمعية العامة لألمم
المتح KKدة ب KKادرت منذ س KKنة 1979إلى إنش KKاء لجنة خاصة باإلره KKاب ،تف KKرعت عنها ثالث لجن
تكلفت إحKKKداها بوضع تعريف ل"اإلرهKKKاب" الKKKدولي ،غKKKير أن ه KKذه األخ KKيرة فش KKلت في مهمتها
هات KK Kه ،بفعل تب KK Kاين المواقف بين ال KK Kدول ،خاصة بين تلك ال KK Kتي تم KK Kيز بين "اإلره KK Kاب" الف KK Kردي
- 3إلهام محمد العاقل :مبدأ عدم تسليم المجرمين في الجرائم السياسية (دراسة مقارنة) سلسلة الدراسات القانونية ،مركز دراسات العالم اإلسالمي،
مالطا ،الطبعة األولى ،1993 ،ص .110
7
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
وخالل اجتمKKاع لKKوزراء الخارجية باالتحKKاد األوربي في هولنKKدا لبحث أهم القضKKايا
المرتبطة بخطط مكافحة اإلره KKاب بت KKاريخ ،2002-11-16ق KKدمت بلجيكا ص KKيغة مش KKروع
لتعريف هKK Kذه الظKK Kاهرة حKK Kددتها في" :مختلف األفعKK Kال اإلجرامية الKK Kتي تKK Kرتكب بنية اإلرهKK Kاب
الجسKKيم للعامة وبهKKدف إجبKKار سKKلطة مثل دولة أو منظمة دولية على التصKKرف على نحو معين
وفي غيKKاب تعريف محKKدد ومسKKتقر ومتفق عليه لهKKذه الظKKاهرة ،سKKنحاول تسKKليط الضKKوء على
إن أنمKKKاط " اإلرهKKKاب" متعKKKددة ومتباينة تبعا لتعKKKدد وتب KKاين الم KKدى والنط KKاق والف KKاعلين
والطبيعة األهKKداف ،ومن ثم فاإلحاطة بكل هKKذه الصKKور صKKعبة للغايKKة ،ويKKرى أحد البKKاحثين أن
هن KKاك مع KKايير تمكن من التمي KKيز بين ه KKذه األنم KKاط ،فتبعا للمعي KKار الت KKاريخي يمكن التمي KKيز بين
إرهاب الماضي واإلرهاب المعاصر ،وعلى مستوى الطبيعة هناك اإلرهاب الثKوري والممKيز
وفقا لمعيKKار النطKKاق يتم التميKKيز بين اإلرهKKاب المحلي واإلرهKKاب الKKدولي ،وعلى أسKKاس
والجKKدير بالKKذكر أن هKKذا التصKKنيف األخKKير غالبا ما يثKKير عKKدة إشKKكاليات فقهية وسياسKKية
خاصة في ارتباطه بالكف KKاح المش KKروع ضد االس KKتعمار .ف KKإذا ك KKان "اإلره KKاب" الف KKردي هو ذلك
8
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
الذي يرتكبه عادة أشخاص سواء بشكل فردي أو تنظيم جماعي ،وعKKادة ما يوجه ضد نظKام أو
دولة أو حKKتى ضد فكKKرة الدولة عموما ،6بحيث ال يطKرح إشKكاالت دولية بKالنظر إلى خضKKوعه
لقواعد الق KK K Kانون والقض KK K Kاء ال KK K Kداخليين ،ف KK K Kإن إره KK K Kاب الدولة يقصد من KK K Kه" :تخويف المعارضة
وإ جبارها على طاعة الحكومKKة ،أو إره KKاب تق KKوم به دولة وتمارسه ضد نظ KKام أو ش KKعب يسKKعى
وعلى خالف النKKKوع األول فKKKإن هKKKذا الصKKKنف من اإلره KKاب تحكمه مقتض KKيات الق KKانون
والمالحظ أن غالبية الفقه والساسة الغربKKKيين غالبا ما يرك KKزان عند مقاربتهما للظ KKاهرة
"اإلرهابي KK Kة" على الص KK Kنف األول ويغض KK Kان الط KK Kرف عن الن KK Kوع الث KK Kاني ب KK Kالرغم من خطورته
الدولي KK Kة ،حيث يخلط KK Kان ما بين حرك KK Kات التح KK Kرر الوط KK Kني ال KK Kتي تس KK Kعى إلى االس KK Kتقالل وبين
الحركات اإلرهابية ،مع أن الفارق بين هذين النمطين من العنف المنظم شاسع.
" فالطابع الشعبي والدافع الوطني وعنصر القوى التي تجKKري ضKKدها عمليKKات المقاومة
هي العناصر األساسKKية والمرتكKKزات KالKKتي تمKKيز الكفKKاح المشKKروع عن غKKيره من أعمKKال العنف
ومن خالل ما سبق يمكن القول أن اإلرهKاب هو اسKتعمال منظم للعنف بشKKتى مظKKاهره
المادية والمعنوية بشKKكل يثKKير الKKرعب والخKKوف ويخلف خسKKائر جسKKيمة في الفئKKات والمنشKKآت
9
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
واآلليKK Kات المسKK Kتهدفة بغية تحقيق أهKK Kداف سياسKK Kية أو شخصKK Kية بالشKK Kكل الKK Kذي يتنKK Kافى وقواعد
على الKKرغم من أن اإلرهKKاب نمطا قKKديما في عالقKKات الKKدول إال أنه أصKKبح منتشKKرا" في
عصر الح KK Kرب الب KK Kاردة ،فلقد ك KK Kان وس KK Kيلة خاطئة لحسم النزاع KK Kات الدبلوماس KK Kية والدولية بين
البلدان رغم وجود القوانين التي تتخذ مواقف متشددة ،ضد هذا الفعل.
وفي الق KK Kانون ال KK Kدولي ،ف KK Kإن اإلره KK Kاب يقع ض KK Kمن نط KK Kاق الج KK Kرائم ،كما أنه يعد جريمة
دولي KKة ،فالجريمة ال KKتي ت KKرتكب بحق اإلنس KKانية في الق KKانون ال KKدولي هي الج KKرائم ال KKتي تتمثل في
انتهKK Kاك حقKK Kوق البشر والKK Kتي تعKK Kرف اليKK Kوم بحقKK Kوق الجيل األول ،وهي في رأي األسKK Kتاذ أكين
أويبKKود ،فKKإن تلك الحقKKوق تتجKKاوز مسKKتوى كونها مجKKرد حقKKوق سياسKKية يتمتع بها البشر نتيجة
االتص KKال االجتم KKاعي بين الدولة والف KKرد .إذ أنها تش KKكل حق KKوق األف KKراد ال KKتي ال يمكن التن KKازل
عنها والتي وهبتها الطبيعة ،وبالتالي فإنها تؤلف شكل القوانين التي تعرف بالحجج.
وال يص KKعب علينا أن نالحظ هنا ب KKأن تعليق وصف الفعل بأنه جريمة دولية على اتف KKاق
الدول قد يعني بأن أفعاال معينة يمكن أن تبقى خارج دائرة هذا الوصف ما لم تتفق الدول على
10
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
شKKمولها بKKه ،إال أن تزايد األخطKKار على المجتمع الKKدولي جKKراء تزايد هKKذه األفعKKال يKKدفع الKKدول
ويمكننا أن نلمس هKذه الحقيقة في البحث المسKتمر عن تعريف شKامل لإلرهKاب بالKذات،
وذلك بالرغم من توصل المجتمع الدولي إلى تحديد بعض أشكال "اإلرهاب".
فKK Kالمراد من التوصل إلى تعريف شKK Kامل لإلرهKK Kاب ما هو إال الحيلولة دون بقKK Kاء أفعKK Kال
إرهابية خKKارج التعريKKف -أي بقKKاء جKKرائم غKKير متفق دوليا على أنها جKKرائم دوليKKة -وقد بKKذلت
ومن ه KKذه المح KKاوالت مش KKروع – بيالجو وينجس KKبريد ع KKام -1972لعقد اتف KKاق خ KKاص
بKKالجرائم الدوليKKة .وفي مشKKروع االتفKKاق هKKذا ،حKKدد عKKدد الجKKرائم بأنها جKKرائم بمKKوجب القKKانون
الKKدولي ويعKKاقب بسKKببها األفKKراد ،سKKواء ألفت هKKذه الجKKرائم أم لم تؤلف جKKرائم بمKKوجب القKKوانين
الجنائية الوطنية.
-1األولى تحديد االتفاقات الدولية التي حددت فيها جرائم معينة وهذه الجرائم هي:
الج KKرائم المرتكبة ضد الس KKلم كما يح KKددها ميث KKاق المحكمة العس KKكرية لمحاكمة كب KKار مج KKرمي
الحKK Kرب الKK Kذي وضع عKK Kام ،1945وجKK Kرائم الحKK Kرب والجKK Kرائم المرتكبة ضد اإلنسKK Kانية كما
يحددها هذا الميثKKاق أيضا واألفعKKال الKKتي يعKKاقب مرتكبوها بمKKوجب اتفKKاقيتي جKKنيف الصKKادرتين
11
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
ع KK Kام ،1949وجريمة إب KK Kادة الجنسي البش KK Kري كما ح KK Kددها اتف KK Kاق 1948الخKK Kاص بمنع هKK Kذه
الجريمة المعاقبة عليها ،والرق والمتاجرة بالرقيق وغيرها من الممارسKات المشKابهة كما نص
عليها في اتفKK Kاق عKK Kام 1926الخKK Kاص بKK Kالرقيق وبروتوكKK Kول عKK Kام 1953واالتفKK Kاق اإلضKK Kافي
الص KKادر ع KKام .1956والقرص KKنة كما ح KKدها اتف KKاقي ع KKام 1982 – 1958الخ KKاص بق KKانون
البحKKار ،واالختطKKاف وما يتعلق به من جKKرائم كما يعرفها اتفKKاق قمع االسKKتيالء غKKير المشKKروع
على الطائرات الصادر عام .1970والمتاجرة الدولية بالمخدرات واألفعال األخرى المعاقب
عليها بمKK Kوجب االتفKK Kاق الخKK Kاص بالمخKK Kدرات الصKK Kادر عKK Kام 1961وبروتوكKK Kول تعديله عKK Kام
.1972
-2أما الطريقة الثانية ال KK K K K Kتي أخذ بها المش KK K K K Kروع لتحديد الج KK K K K Kرائم الدولية فهي تحديد
أصناف عامة يعتبر كل فعال ينتسب إلى واحد منها جريمة دولية ومن هذه األصناف:
تصKKميم الحKKرب العدوانية أو إعKKدادها أو المبKKادرة إليها أو شKKنها ،أو أية حKKرب تعد خرقا
للمعاه KKدات واتفاق KKات أو تأكي KKدات دولي KKة ،وج KKرائم الح KKرب ال KKتي تؤلف خرقا لق KKوانين الح KKرب
وأعرافها والمرتكبة في مج KKرى منازع KKات مس KKلحة ذات ط KKابع دولي أو غ KKير دولي ،والج KKرائم
المرتكبة ضد اإلنسKK K K Kانية والمجسKK K K Kدة في إبKK K K Kادة الجنس البشKK K K Kري والقتل الجمKK K K Kاعي واإلبKK K K Kادة
واالسKK Kترقاق والنفي واالضKK Kطهاد العنصKK Kري أو السياسي أو الKK Kديني أو الثقKK Kافي ،وشKK Kملت هKK Kذه
األص KK Kناف ال KK Kتي تع KK Kرف الج KK Kرائم الدولية أو تع KK Kالج المس KK Kائل المتعلقة بمنعها أو المعاقبة عليها
شريطة أن يؤدي تطبق هذه االتفاقيات إلى نتيجة مالئمة ،وإ ال طبقا نصوص هذا االتفاق.9
- 9تركي ظاهر ،اإلرهاب الدولي ،دار الحسام ،بيروت j،ط ،1994 ،1ص .97-96
12
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
كKK Kذلك أعمKK Kال اعنف الموجهة إلى األشKK Kخاص الKK Kذين يتمتعKK Kون بحماية بمKK Kوجب القKK Kانون
ال KKدولي ،أعم KKال اإلره KKاب الدولية بص KKفتها أفع KKاال إجرامية ي KKراد بها خلق حالة من ال KKرعب في
وأخKKيرا ،عد مشKKروع االتفKKاق تلKKويث البيئKKة ،الKKذي يسKKبب ضKKررا لحصة الجنس البشKKري
أو أمنه أو رفاهيته جريمة دولي KKة .ومن المالحظ بص KKورة عام KKة ،أن التحديد التقلي KKدي للجريمة
الدولية لم يعد كافي KKا ،فبم KKوجب ه KKذا التحدي KKد ،تك KKون الجريمة دولية إذا ارتكبت على إقليم دولة
أخKKرى وأحKKدثت نتKKائج ذات طKKابع دولي وانطKKوت على تطKKبيق القKKانون الKKدولي بصKKورة مباشKKرة
إن فكرة الجريمة الدولية شKهدت في السKنوات األخKيرة تطبيقKات أو ممارسKات أوسع مما
ك KKانت عليه من قبل وك KKان من بين ه KKذه التطبيق KKات تلك الج KKرائم ال KKتي ت KKرق ما يمكن أن نس KKميه
بالنظام االجتماعي للمجتمع الدولي ،ذلك النظام الذي يفرضه القانون الدولي ،ويستشKKهد بعض
ومن بين التطبيق KKات الواس KKعة والحديثة نس KKبيا في الجريمة الدولية اس KKتخدام وس KKائل عنف
متطKKور في تنفيKKذها .مما يعKKرض أمن الKKدول العKKام للخطKKر .وهكKKذا فKKإن الجريمة تمس مصKKالح
طKKرف ثKKالث أو عKKدة أطKKراف آخKKرين أي أنها تؤلف فعال يتجKKاوز الغKKرض المباشر الKKذي يبغيه
13
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
وأمثKK Kال هKK Kذه األفعKK Kال توصف بصKK Kورة عامة بأنها أفعKK Kال إرهابية مرتكبة على مسKK Kتوى
والواقع أن اإلرهاب ،برغم االختالفات الناشئة حول تعريفه ،كان يعد جريمة دولية منذ
فKKترة طويلKKة ،وكKKان من الطKKبيعي أن تKKبرز صKKفته هKKذه في الKKوقت الحاضر نتيجة اتسKKاع نطاقه
وتزايد مخ KK K Kاطره على نط KK K Kاق دولي ،وهو يعد الي KK K Kوم جريمة دولية باإلجم KK K Kاع تقريب KK K Kا ،ورغم
االختالف على مصKK Kدر دولية هKK Kذه الجريمKK Kة ،فKK Kالبعض يKK Kرى أن اإلرهKK Kاب جريمة دولية ألنه
وي KK K Kراه بعض آخر فعال يرتكبه أفKK K Kراد أو مجموعة أفKK K Kراد أو منظم KK K Kات خاصة في إقليم
وذهب آخ KK K Kرون إلى أن باإلمك KK K Kان وصف فعل إره KK K Kابي ما بأنه دولي ليس فقط عن KK K Kدما
يشKKمل عنصKKرا خارجيKKا ،أي الضKKحية أو الخسKKائر أو مسKKرح الحKKدث ،بل كKKذلك عنKKدما ترتكبه
دولة ضد إحKKدى حركKKات التحKKرر أو ضد دولة أخKKرى ،واعKKبر هKKؤالء الشKKعوب المناضKKلة من
أجل تحقيق مصKK K Kيرها من أشKK K Kخاص القKK K Kانون الKK K Kدولي ،ومن ثم فKK K Kإن ما يتعKK K Kرض له من عمل
والحقيقة أن اإلرهاب الدولي ،بإلحاقه أضرارا Kمختلفة بمصالح األفKKراد والKKدول على حد
س KK Kواء يتن KK Kاقض وع KK Kدد من المواثيق واالتفاقي KK Kات الدولي KK Kة .فمثال "إن ديباجة الميث KK Kاق ال KK Kدولي
14
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
الخKKKاص بKKKالحقوق المدنية والسياسKKKية النافذ المفعKKKول منذ ع KKام .1977تؤكد حق الف KKرد في أن
يتمتع بKKالتحرر من الخKKوف أي من اإلرهKKاب .وتعلن أحKKدى مKKواد هKKذا الميثKKاق بKKأن لكل شKKخص
ويقKK Kرر اإلعالن العKK Kالمي لحقKK Kوق اإلنسKK Kان الصKK Kادر عKK Kام 1948بKK Kأن لكل شKK Kخص حق
الحي KKاة والحرية واألمن الشخص KKي ،ويح KKرم إعالن مب KKادئ الق KKانون ال KKدولي المتعلقة بالعالق KKات
الودية والتعKKاون بين الKKدولي وفقا لميث KKاق األمم المتحKKدة الصKKادر عKKام ،1970تنظيم األنشKKطة
وهناك اتفاق عام جوهريا حول األهداف والخطوط العامة ،رغم وجKKود اختالفKات في ما يعKKني
التركKKيز على األدوات العسKKكرية وبفKKرض "تنفيذ القKKانون" بشKKكل قسKKري وأيضا حKKول الجKKوانب
- 11د .صادق رمضان :األبعاد القانونية لإلرهاب الدولي ،مجلة السياسة الدولية ،العدد ،85يوليو.1986 ،
- 12د .صادق رمضان ،مرجع سابق .
15
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
المتعلقة بالوقاية من اإلرهKK K Kاب ومكافحته وتلك الKK K Kتي تعKK K Kني الظKK K Kروف الKK K Kتي يمكن أن تشKK K Kجع
واالتحKاد األوروبي من جانبه يشKدد على الحاجة إلى مقاربة متكاملKة ،تحقق التفاعل بين
األدوار الجوهرية الKتي تلعبها العناصر المختلفة المشKكلة لهKذا المنهج (التحريKات االستقصKائية
و االسKKKتخباراتية و البعد السياسي – الدبلوماسي والحKKKوار بين الثقاف KKات والح KKوار بين األدي KKان
ومكافحة التمويل وأمن النقل وإ سKK K K K K K K K K K Kتراتيجية مكافحة التجنيد ونشر الفكر الراديكKK K K K K K K K K K Kالي أو
المتشدد).
وحسب أحد المب KKادئ األساس KKية لالتح KKاد األوروبي ،وهو المب KKدأ ال KKذي اع KKترفت به األمم
المتح KKدة أيضا في ع KKدد من وثائقه KKا ،مثل اإلس KKتراتيجية الش KKاملة لمكافحة اإلره KKاب ال KKتي أقرتها
الجمعية العامة في سKKبتمبر – أيلKKول ،2006يجب أن تطKKور أعمKKال مكافحة اإلرهKKاب في ظل
احترام القانون الدولي لحقوق اإلنسان والقانون اإلنساني الدولي وسيادة القانون.
وتبدو أهمية التصKنيف األخKير ملحة في ظل الظرفية الدولية الراهنة الKتي تتمKيز بKدخول
الواليKK Kات المتحKK Kدة وإ سKK Kرائيل في غمKK Kار حملة إعالمية ورسKK Kمية دولية نحو "أسKK Kلمة وتعKK Kريب"
اإلرهاب وتمييع عمل حركات التحرر الوطني الفلسطينية في مواجهة إرهKKاب الدولة الرسKKمي
اإلسرائيلي.
16
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
القKK Kوة في المجتمع الKK Kدولي تعKK Kود إلى عKK Kام 1907عنKK Kدما تمت المصKK Kادقة على اتفاقية الهKK Kاي
الثانية المعروفة ب "دراكو بورتر" التي أكدت على ضرورة الحد من استعمال القوة في سKKبيل
اس KKترداد ال KKديون المس KKتحقة ،وك KKذا عهد عص KKبة األمم المرفق بمعاه KKدات ب KKاريس لس KKنة 1919
الKKذي يقيد اسKKتخدام هKKذا الحق ويؤجله دون تحريمه نهائيKKا ،حيث تم التميKKيز بين الحKKروب غKKير
المش KKروعة ،ثم ج KKاء ميث KKاق "بري KKان كيل KKوج" بت KKاريخ 1927-08-27ليسد نس KKبيا ه KKذا النقص
بعKK Kدما ركز وألول مKK Kرة على الجKK Kوانب الوقائية لمبKK Kدأ األمن الجمKK Kاعي حيث أكد على تحKK Kريم
الحKK Kرب ليس كوسKK Kيلة من وسKK Kائل حل المنازعKK Kات والمشKK Kاكل الدولية فقط وإ نما باعتبارها أداة
ومع اندالع الحرب العالمية الثانية تبين عدم فاعلية هذه الجهود بالشKKكل المطلKوب ،وهو
ما جعل منظمة األمم المتح KKدة ال KKتي ق KKامت على أنق KKاض عص KKبة األمم تنص ص KKراحة وض KKمن
مبادئها األساس KK Kية على مب KK Kدأ ع KK Kدم اس KK Kتخدام أو التهديد باس KK Kتعمال الق KK Kوة في العالق KK Kات الدولية
(الفقKK Kرة الرابعة من المKK Kادة الثانية من الميثKK Kاق) كما منعت المنظمة التKK Kدخل في شKK Kؤون الKK Kدول
17
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
حالة ال KK Kدفاع الش KK Kرعي الف KK Kردي أو الجم KK Kاعي (الم KK Kادة 51من الميث KK Kاق) ،وحالة ت KK Kدخل
المنظمة لمواجهة تهديد السKKلم واألمن الKKدوليين أو اإلخالل بهما أو عند وقKKوع حKKاالت عدوانية
أما بخص KKوص مكافحة ظ KKاهرة اإلره KKاب فقد تن KKامي ال KKوعي ال KKدولي في العق KKود األخ KKيرة
بأهمية مكافحتها من خالل إجراءات جماعية مشتركة وفعالة في إطار من التنسيق والتعاون.
فعلى مس KKتوى منظمة األمم المتح KKدة فقد أدرج موض KKوع اإلره KKاب ض KKمن ج KKدول أعم KKال
الدورة 27للجمعية العامة عام 1972بناء على مبادرة من األمين العام األممي ،غKKير أنها لم
ويمكن أن نشKK K K Kير هنا إلى بعض جهKK K K Kود الجمعية في هKK K K Kذا الشKK K K Kأن من قبيل قرارها رقم
2625ال KK Kذي اتخذته في دورتها 25بت KK Kاريخ 24أكت KK Kوبر 1970والمرتبط ب KK Kإعالن مب KK Kادئ
الق KK Kانون ال KK Kدولي بشKK Kأن العالق KK Kات الودية والتعKK Kاون بين الKK Kدول .حيث تم التأكيد على "وج KK Kوب
االمتنKKاع عن تنظيم القKKوات غKKير النظامية أو العصKKابات المسKKلحة "...ثم قرارها رقم 8الKKذي
اتخذته في دورتها 32س KKنة 1977والمرتبط بس KKالمة المالحة الجوية وال KKذي أك KKدت فيه على
إدانة كل أعمKKال خطف الطKKائرات وكل ما يKKؤدي إلى تمهيد سKKالمتها وسKKالمة راكبيهKKا .وهنKKاك
قرارها رقم 146الدورة 34بتاريخ 17دجنKKبر 1979الKKذي اعتمد االتفاقية الدولية الخاصة
- 13محمود قنديل :منظمة األمم المتحدة ومكافحة اإلرهاب ،جريدة الشرق األوسط ،العدد ،8342بتاريخ ،30/09/2001ص 17
18
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
وبتKKاريخ 11دجنKKبر 1973تبنت الجمعية العامة قKرارا نص على دراسة وجKوب اتخKاذ
إج KKراءات لمنع اإلره KKاب ،ثم ألحقت به ق KKرارا ص KKادرا في 14دجن KKبر من نفس الس KKنة تمح KKور
حول منع ومعاقبة الجرائم المرتكبة بحق الشخصيات التي تقع تحت حماية القانون الدولي.
وفي السKK Kابع من شKK Kهر دجنKK Kبر اتخKK Kذت الجمعية العامة قKK Kرارا مهما أدانت فيه اإلرهKK Kاب
الرسKKمي واألنظمة العنصKKرية واالحتفKKاالت األجنبيKKة ،وتضKKمن الKKدعوة إلى عقد مKKؤتمر لتحديد
ومن جهة أخKKرى وحKKتى سKKنة 1997وصل عKKدد االتفاقيKKات الدولية الKKتي تعلق بKKالجرائم
المرتبطة باإلرهKKاب والKKتي أودعت في األمم المتحKKدة إحKKدى عشر اتفاقيKKة ،وتتنKKاول كل واحKKدة
منها جانبا محددا من جوانب الجهود الرامية إلى القضاء على اإلرهاب.
ومن أهم االتفاقيات في هذا الشأن نذكر :اتفاقية جنيف لسنة 1937المرتبطة بمواجهة
اإلرهKK Kاب واتفاقية واشKK Kنطن لسKK Kنة 1971الخاصة بمنع ومعاقبة أعمKK Kال اإلرهKK Kاب الKK Kتي تأخذ
ش KKكل ج KKرائم ضد األش KKخاص وغ KKيرهم من الفئ KKات ذات األهمية الدولي KKة ،ثم االتفاقية األوربية
لقمع اإلرهKK Kاب و الموقعة بتKK Kاريخ 1977-01-27بستراسKK Kبورغ الفرنسKK Kية ،حيث تضKK Kمنت
الئحة لألفع KKال الخاض KKعة للتس KKليم واالختص KKاص القض KKائي ...ثم هن KKاك اتفاقية طوكيو الموقعة
بتKاريخ 14شKتنبر 1963بشKأن حماية المالحة الجوية وقد اعترتها بعض النKواقص مثل عKدم
15
اعتبار هذا االستيالء على الطائرات جرائم تستوجب العقاب...
- 14عبد الواحد الناصر ،اإلرهاب وعدم المشروعية في العالقات الدولية ،مطبعة النجاح ،الدار البيضاء .2002ص139 :
- 15أحمد أبو الروس :اإلرهاب والتطرف والعنف الدولي ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية .2001 ،ص 198
19
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
وجKKاءت اتفاقية الهKKاي لعKKام 1970الخاصة بحماية المالحة الجوية أيضا لسد الثغKKرات
الحاص KKلة في االتفاقية الس KKابقة حيث ج KKاءت أك KKثر ش KKموال في معالجة ظ KKاهرة االختط KKاف ،ومع
ذلك اعترتها ب KK K K Kدورها بعض الن KK K K Kواقص خاصة فيما يتعلق بع KK K K Kدم تحريمها لبعض األنش KK K K Kطة
اإلرهابية التي تمس مالحة الطيران المدني ،كتلك المرتبطة باالشتراك والشKKروع الKتي تتم في
الطKK K K K K K K Kائرة وهي جاثمة على األرض وجKK K K K K K K Kاءت اتفاقية مونتلاير لسKK K K K K K K Kنة 1971لسد ما لحق
16
باالتفاقيتين السابقتين من ثغرات وهفوات حيث جاءت أكثر دقة وشموال.
وهنKK K K Kاك أيضا االتفاقية الدولية لقمع األعمKK K K Kال غKK K K Kير المشKK K K Kروعة ضد المالحة البحرية
وه KK Kذا طبعا باإلض KK Kافة إلى العديد من الم KK Kؤتمرات واللق KK Kاءات الدولية ال KK Kتي اهتمت به KK Kذا
الشKKلن ،ونKKذكر في هKKذا الخصKKوص قمة "صKKانعي السKKالم" المنعقKKدة بشKKرم الشKKيخ بمصر بتKKاريخ
13مKKارس 1997ومKKؤتمر قمة مجموعة الKKدول الصKKناعية السKKبعة المنعقKKدة في ليKKون بفرنسا
بت KKاريخ 28يونيو ،1997وك KKذا اإلعالن الص KKادر بمناس KKبة ال KKذكرى الخمس KKينية إلنش KKاء هيئة
األمم المتحKK Kدة في أكتKK Kوبر ،1995وهو اإلعالن الKK Kذي أكد على أهمية التعKK Kاون الKK Kدولي على
اإلرهاب.
- 16شفيق المصري :مكافحة اإلرهاب في القانون الدولي ،مجلة شؤون األوسط ،العدد /74يوليوز/غشت 1998
20
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
هKK K K Kذا على مسKK K K Kتوى الجهKK K K Kود القانونية الجماعية الحتKK K K Kواء الظKK K K Kاهرة ،اما بخصKK K K Kوص
الممارسة ،فإن ذلك اتخذ طابعا انفراديا سواء على مستوى اآلليات المستعملة أو على مسKKتوى
وبدايKKة ،من الضKKروري Kتعزيز القKKدرات االسKKتخباراتية سKKواء على المسKKتوى الوطKKني أو
على مستوى المنظمات الدولية ،وفي إطار االتحاد األوروبي ،اعتمد مجلس أوروبا إجKKراءات
تصب في هذا االتجاه في 17-16ديسمبر – كانون األول .2004وفي ما يعني حلف شمال
األطلسKKي ،يحتKKوي اإلعالن حKKول اإلرهKKاب الصKKادر في 2أبريل – نيسKKان 2004سلسKKلة من
اإلج KK K Kراءات والت KK K Kدابير العملية الرامية إلى تحس KK K Kين أعم KK K Kال تب KK K Kادل المعلوم KK K Kات بين أجه KK K Kزة
االستخبارات.
وهناك قطاع آخر يحتل أهمية كبيرة في هذا اإلطار هو أمن النقKل .ففي قمة الثمKKاني في
سي أيلند ( -10-8يوني KK Kو -حزي KK Kران )2004وافق رؤس KK Kاء ال KK Kدول والحكوم KK Kات على خطة
عمل (مبادرة تأمين وتسيير السفر الدولي – )SAFTIالتي تقوم بتوسKKيع نطKKاق لتKKدبير الKKتي تم
21
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
وتهتم الخطة أساسا بالنقل الجKKوي وتتكKKون من إعالن قصKKير وخطة عمل أكKKثر تفصKKيال
تشKKمل سلسKKلة واسKKعة من التKKدابير الرامية إلى رفع معKKايير سKKالمة الطKKائرة وتحسKKين إجKKراءات
مراقبة المطارات وتسهيل تبادل المعلومKKات .ويتعلق أحد أقسKKام الخطة بسKKالمة النقل البحKKري
والبKK Kنى التحتيKK Kة .والحقا تم تحKK Kديث الجKK Kانب التطKK Kبيقي لخطة العمل وفق ما جKK Kاء في اإلعالن
حKK K Kول اإلرهKK K Kاب الصKK K Kادر عن قمة الثKK K Kاني في "غلين إيغلKK K Kر" في يوليKK K Kو-تمKK K Kوز .2005وبين
االتجاهKKات األخKKرى الهامة الKKتي تنتهجها أعمKKال مكافحة اإلرهKKاب تKKبرز مسKKألة تKKأمين الوثKKائق
من أجل ضKKمانة حماية مناسKKبة ضد احتمKKال تزوير جKKوازات السKKفر وغيرها من وثKKائق
السKKفر ،ألغKKراض اإلرهKاب أيضKا ،فقد قKررت عKدة دول إضKافة معلومKKات إحصKKائية بيولوجية
في تلك الوثKK Kائق ،ويسKK Kتعد االتحKK Kاد األوروبي أيضا لتطKK Kبيق تكنولوجيKK Kات جديKK Kدة على وثKK Kائق
وفي هKK K Kذا اإلطKK K Kار ذي األهمية العملية الكبKK K Kيرة ،يتم االتفKK K Kاق في إطKK K Kار المنظمة الدولية
للطKKيران المKKدني على تبKKني خطKKوط ومعKKايير مشKKتركة ،وهنKKاك نشKKاط كبKKير يجKKري في منظمة
وبخصKK Kوص موضKK Kوع التعKK Kاون الKK Kدولي لمكافحة تمويل اإلرهKK Kاب فقد تمت صKK Kياغة 9
توصيات خاصة بتمويل اإلرهاب (أضيفت إلى التوصKKيات 40الموجKKودة حاليا لمكافحة غسل
األمKK K Kوال) وذلك في إطKK K Kار مجموعة العمل المKK K Kالي الدولية GAFIوفريق العمل للشKK K Kؤون
22
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
المالية FATFوقد ش KK K Kهد نمKK K Kوذج التعKK K Kاون الKK K Kذي تمثله مجموعة من العمل GAFIتوس KK K Kعا
متناميا خالل الس KKنوات األخ KKيرة ليش KKمل منظم KKات إقليمية ش KKبيهة وذلك به KKدف ض KKمان التط KKبيق
17
العالمي للمعايير التي قامت بصياغتها وإلحداث تناغم بين التشريعات الوطنية المختلفة ...
وباإلضKKافة إلى التKKدابير التنفيذية في قطاعKKات محKKددة ،فKKإن هنKKاك اعترافا متزايKKدا بأهمية
القيKKKام بعمل وقKKKائي واسع النطKKKاق على أسKKKاس الحKKKوار بين الثقاف KKات واألدي KKان من أجل تعزيز
المعرفة والتفاهم المتبادل ،وبالتKالي تضKييق المجKال الKذي تنشط فيه الدعاية األصKولية وأعمKال
تجنيد اإلرهابيين.
وتقKK Kوم إيطاليا بKK Kدور قيKK Kادي في هKK Kذا المجKK Kال بهKK Kدف إقامة شKK Kراكة أوروبية وغربية مع
وقد أج KKرى االتح KKاد األوروبي مناقشة داخلية ته KKدف أيضا إلى تثمين األدوات الموج KKودة
بالفعل وتلك التي تمر بطور التحديد وتحقيق أفضل استخدم لها (عملية برشلونة مثال).
وفي إطKK Kار مجموعة الثمKK Kاني ،فقد أطلقت قمة سي أيلند مبKK Kادرة محKK Kددة تسKK Kمى "الشKK Kرط
األوسط الكبير وشمال إفريقيا" على أساس مبادئ المساواة بين كل الKKدول المشKKاركة والشKKراكة
واالشKK K Kتراك و"ملكيKK K Kة" العمليKK K Kة(.وقد عقد أو اجتماعKK K Kات "منتKK K Kدى المسKK K Kتقبل " الKK K Kذي جمع بين
عناصر سياسKK K Kية وعناصر تمثل عKK K Kالم األعمKK K Kال وأخKK K Kرى تمثل المجتمع المKK K Kدني في البلKK K Kدان
http://drisslagmini.maktooblog.com - 17
23
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
وفي تلك المناسKKبة ،شKKاركت إيطاليKKا ،تركيKKا ،واليمن في رعاية عنصر محKKدد هو "حKKوار
دعم الديمقراطية" .وتقKKوم المبKKادرة المKKذكورة على أسKKاس مبKKدأ "الملكيKKة" من قبل الKدول العربية
واإلسKK K Kالمية المشKK K Kاركة ،وعلى مسKK K Kاندة عمليKK K Kات التحKK K Kديث والتحKK K Kول الKK K Kديمقراطي والتنمية
االقتصادية ذاتية التولد فيها ،إضافة إلى العمليات الذاتية لتشجيع االستثمارات واألعمال ،التي
وأخ KK K Kيرا ،فقد تم التأكيد وبق KK K Kوة على أهمية التع KK K Kاون اإلقليمي ،س KK K Kواء بمعن KK K Kاه السياسي
والتضامني أو على المستوى التنفيذي .وتقKKوم األمم المتحKدة بتشKجيع هKKذا النKوع من االتفاقيKات
كما يظهر في االجتماعKK Kات الدورية الKK Kتي تنظمها لجنة مكافحة اإلرهKK Kاب مع منظمKK Kات إقليمية
مختلفة (وقد عقد أول اجتماع من هذا النوع في مارس -آذار 2007في نيروبي.
وعلى المس KK K Kتوى التنفي KK K Kذي فقد أنش KK K Kئت م KK K Kؤخرا العديد من المراكز اإلقليمية للت KK K Kدريب
والتكKK Kوين وتبKK Kادل الخKK Kبرات بهKK Kدف تعزيز أواصر التضKK Kامن .وعلى سKK Kبيل المثKK Kال ال الحصر
نذكر بينها:
مركز جن KKوب ش KKرق آس KKيا اإلقليمي لمكافحة اإلره KKاب ومق KKره في كوااللمب KKور والمركز
المشKKترك للتعKKاون في تعزيز القKKانون ومقKKره جاكارتا ومركز مكافحة اإلرهKKاب التKKابع لالتحKKاد
وتؤيد إيطاليا تماما مثل هKKKذه المبKK Kادرات ،وذلك أيضا في إط KKار االتحKK Kاد األوروبي ،وقد
قامت بالترتيب للتعاون مع بعض هذه المراكز .وقد نفذت بالفعل أعمال تدريب لصKKالح الKKدول
24
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
المشاركة في مركز جنوب شKKرق آسKKيا اإلقليمي لمكافحة اإلرهKاب والمركز المشKترك للتعKKاون
كما نظمت أعمال تكوينية وتدريبية أخرى لصالح المغرب والجزائر من قبل إيطاليا في
25
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
إن أحداث الحادي عشر من شتنبر 2001شKKكلت لقطة تحKKول فاصKKلة في النظKKام الKKدولي
بعد اجتمKK K Kاع قمة مالطا حيث أصKK K Kبح اإلرهKK K Kاب الKK K Kدولي وفي حلته الجديKK K Kدة الشKK K Kكل الرئيسي
للصKKراع المسKKلح على السKKاحة الدولية والبKKديل الKKراهن للحKKرب التقليديKKة .والمحفز الحقيقي في
إدارة السياسة الخارجية األمريكيKK Kة ،الKK Kتي لم تكتف فقط في شن حملة دولية واسKK Kعة ضKK Kده ،بل
ولذلك سعى جورج بوش الرئيس األميركي بإطالق ما أسماه بالسياسة جديدة وإ ستراتيجية
عس KKكرية تس KKتند إلى تح KKرك عس KKكري وق KKائي به KKدف منع أي تهديد باإلره KKاب أو ت KKدمير ال KKدول
وعلى ه KK K Kذا األس KK K Kاس س KK K Kيتم إلق KK K Kاء الض KK K Kوء في البداية على أولي KK K Kات السياسة الخارجية
األمريكية بعد أحKK Kداث 11أيلKK Kول (المبحث األول) ،وعلى أولى خطKK Kوات اإلسKK Kتراتيجية الKK Kتي
26
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
ليس ثمة شك في أن أحداث الحادي عشر من سKKبتمبر 2001تعد نقطة تحKKول مهمة في
السياسة األمريكية تجاه العKالم ،حيث عملت إدارة الKرئيس األمKKريكي السKابق بKKوش االبن ،الKتي
كKK Kان يسKK Kيطر عليها تيKK Kار المحKK Kافظين الجKK Kدد ،على اسKK Kتغالل هKK Kذه األحKK Kداث وتوظيفها لتعزيز
الهيمنة األمريكية على العKKالم ،وإ عKKادة صKKياغة النظKKام العKKالمي وقف أسس ومب KKادئ جديKKدة في
العالقKKات الدولية تخKKدم المصKKالح األمريكية بالدرجة األولى ،كKKان أبرزها إعالن حKKرب وقائية
تش KK Kنها الوالي KK Kات المتح KK Kدة في أي مك KK Kان في الع KK Kالم ت KK Kرى فيه تهدي KK Kدا ألمنه KK Kا ،حسب زعمه KK Kا،
واستخدام كل الوسائل بما فيها التدخل العسKكري وتغيKير األنظمة السياسKية القائمة واسKتحداث
قيم أخالقية تص KKنف ال KKدول على أس KKاس الخ KKير والش KKر ،وتك KKريس قاع KKدة " :من ليس معنا فهو
ضدنا".
إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر عمل على إعادة ترتيب أولويKات السياسة الخارجية
األمريكي KK Kة ،والت KK Kداعيات المترتبة المترتبة على ذلك إقليميا ودولي KK Kا .وعليه فقد أص KK Kبح النظ KK Kام
ال KKدولي بعد الح KKادي عشر من س KKبتمبر في ص KKورة ه KKرم ت KKتربع عليه الوالي KKات المتح KKدة لتص KKبح
القطب الوحيد في العKKالم ،حيث بKKدت السياسة األمريكية وكأنها تسKKتهدف إعKKادة تشKKكيل العKKالم،
27
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
وبKKدا اآلخKKرون وكKKأنهم في حالة اسKKتكانة واستسKKالم ،ولكن في الKKوقت نفسه كKKانت هنKKاك مقاومة
إن ج KK K Kوهر السياسة الخارجية األمريكية هو تحقيق المص KK K Kلحة القومية العليا للبالد ،وأن
التوسع األمKK K Kريكي اإلمKK K Kبراطوري ليس وليد أحKK K Kداث 11سKK K Kبتمبر ،وإ نما هو مرافق لمسKK K Kيرة
أمريكا تاريخيا ،فالقوة مكون أساسي من مكونات النمKKوذج األمKKريكي ،لكن هKKذا التوجه اكتسب
أبعKK K Kادا أكKK K Kثر خطKK K Kورة منذ وقKK K Kوع هKK K Kذه األحKK K Kداث ،الKK K Kتي مثلت فرصة ذهبية لتطKK K Kبيق أفكKK K Kار
المح KK Kافظين الج KK Kدد الداعية إلى اس KK Kتخدام كل عناصر الق KK Kوة المتاحة لف KK Kرض الهيمنة األمريكية
على العKالم ،وهو األمر الKذي عKبر عنه دونالد رامسKKفيلد بوضKKوح قKائال :عن الحKKادي عشر من
س KK Kبتمبر أح KK Kدث ذلك الن KK Kوع من الف KK Kرص ال KK Kتي وفرتها الح KK Kرب العالمية الثانية من أجل إع KK Kادة
صKK K Kياغة العKK K Kالم ،كما سKK K Kاهمت تلك األحKK K Kداث في إضKK K Kفاء نKK K Kوع من المشKK K Kروعية على عملية
االس KKتفراد بالسياسة العالمية من قبل الوالي KKات المتح KKدة ،وتك KKريس نظ KKام القطبية األحادية ال KKذي
ولد فعليا بعد حرب الخليج الثانية عام ،1991لكنه بقي – بسبب افتقاره للشرعية -غير قادر
وقد وجد ه KKذا التوجه األم KKريكي ترجمته في العديد من المواقف والسياس KKات ال KKتي تبنتها
إدارة بوش االبن ،ومن ذلك إعالن ما عرف باسم الحرب على اإلرهاب ،تلك الحKKرب الKKتي لم
28
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
تحKKدد هKKدفا واضKKحا لهKKا ،وقسKKمت العKKالم إلى محKKورين ال ثKKالث لهمKKا ،وفقا لرؤيتها وبما يتناسب
مع تحقيق مصKK Kالحها ،محKK Kور خKK Kير يتبع الواليKK Kات المتحKK Kدة ويقف بجوارها في هKK Kذه الحKK Kرب،
ومح KK Kور شر يضم ال KK Kدول ال KK Kتي تتب KK Kنى توجه KK Kات معارضة للتوجه KK Kات األمريكي KK Kة ،أو ت KK Kرى
وتبKKني إسKKتراتيجية الهجمKKات الوقائيKKة ،الKKتي تضKKمنتها وثيقة األمن القKKومي الصKKادرة في
عام ،2002والتي منحت الواليات المتحدة بموجبها الحق لنفسKKها في إعالن الحKKرب ضد أي
إن تب KKني ه KKذه اإلس KKتراتيجية يجعل الوالي KKات المتح KKدة ذاتها تظهر للكث KKير من دول الع KKالم
بمنزلة خطر راهن ومعلن ،وأنها تش KK K Kكل ع KK K Kامال من عوامل ع KK K Kدم االس KK K Kتقرار ،ألنها تتجاهل
أس KKلوب حل األزم KKات بالوس KKائل الدبلوماس KKية والسياس KKية ،وتعتمد فقط على الوس KKائل العس KKكرية
لتك KKون الح KKرب ب KKديال عن السياس KKة ،كما أن تب KKني الوالي KKات المتح KKدة له KKذه اإلس KKتراتيجية س KKيدفع
20
دوال أخرى إلى تبني المنطق نفسه ،وهذا ما يهدد االستقرار اإلقليمي والعالمي
وعلى الKK K K Kرغم من أن الحKK K K Kرب على أفغانسKK K K Kتان تمت بتأييد دولي تحت شKK K K Kعار مكافحة
اإلرهKKاب الKKدولي الKKذي يمثله تنظيم القاعKKدة الKKذي كKKان يأخذ من األراضي األفغانية انطالق لKKه،
ف KK Kإن الغ KK Kزو األم KK Kريكي ألفغانس KK Kتان يمثل امت KK Kدادا طبيعيا لإلس KK Kتراتيجية األمريكية المعلنة منذ
عق KKدين ،وال KKتي تهKKدف إلى الس KKيطرة على نفط منطقة بحر قKKزوين واحتKKواء االتحKKاد الس KKوفياتي
- 20د .شاهر إسماعيل الشاهر :أولويات السياسة الخارجية األمريكية بعد 11أيلول ،2001الهيئة العامة السورية للكتاب ،الطبعة األولى،2009 ،
ص .53
29
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
السابق ووريثته روسيا االتحادية ،وإ ضعاف الموقع اإلقليمي إليران ،الفتا إلى أن هذه الحرب
تعد غ KKير مش KKروعة ،ألنها تخطت ميث KKاق األمم المتح KKدة وتعريف الع KKدوان لع KKام ،1974وذلك
عن KK K Kدما ص KK K Kورت الهجم KK K Kات عليها وكأنها اعت KK K Kداء من الدولة األفغاني KK K Kة ،في حين أن منف KK K Kذي
واجهت الحجج والمKK K K K Kبررات KالKK K K K Kتي سKK K K K Kاقتها اإلدارة األمريكية لتKK K K K Kبرير حربها غKK K K K Kير
المش KK Kروعة على الع KK Kراق واحتالله ع KK Kام 2003ع KK Kدة انتق KK Kادات ،ف KK Kالمزاعم الخاصة ب KK Kامتالك
الع KKراق ألس KKلحة دم KKار ش KKامل لم تس KKتند إلى أدلة قوي KKة ،ولم تقرها ف KKرق التف KKتيش الدولية التابعة
لألمم المتح KKدة ،بل اس KKتندت إلى أك KKاذيب وتلفيق KKات متعم KKدة من ج KKانب رم KKوز ه KKذه اإلدارة .أما
المKKبرر الخKاص بتغيKير نظKام الحكم الKديكتاتوري في العKKراق وإ قامة نظKام ديمقKKراطي حKر ،فإنه
يعد خروجا عن القKK Kانون الKK Kدولي الKK Kذي ينص صKK Kراحة على مبKK Kدأ عKK Kدم التKK Kدخل في الشKK Kؤون
ك KKذلك االحتالل األم KKريكي للع KKراق لم يكن س KKوى ج KKزء من رؤية إس KKتراتيجية أمريكية
إلعKKادة تKKرتيب األوضKKاع في الشKKرق األوسط من منظKKور المصKKلحة القومية األمريكيKKة ،اسKKتنادا
إلى فك KKرة أن احتالل الع KKراق وإ قامة نظ KKام حكم ديمق KKراطي علم KKاني فيه س KKيكون مقدمة للتغي KKير
30
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
عند الحديث عن تداعيات أحداث الحادي عشر من سKKبتمبر على العالقKKات بين الواليKKات
المتح KK Kدة والع KK Kالمين الع KK Kربي واإلس KK Kالمي نجد أن حالة الض KK Kعف والتره KK Kل ،ال KK Kتي تع KK Kاني منها
المنطقة العربية واإلسالمية ،هي التي شKKجعت اإلدارة األمريكية على اتخاذها مسKKرحا للحKKرب
فقد أصKKبح العKKرب والمسKKلمين مسKKتهدفين جميعKKا ،ليس فقط داخل بلKKدانهم الKKتي تعرضت
لصKK K K K Kور مختلفة من التKK K K K Kدخالت الفجKK K K K Kة ،وصKK K K K Kلت إلى حد اإلطاحة ببعض النظم السياسKK K K K Kية
كأفغانسKK Kتان والعKK Kراق ،وتهديد دول أخKK Kرى باسKK Kتخدام القKK Kوة كKK Kإيران وسKK Kورية ،والوقKK Kوف إلى
جKK Kانب إسKK Kرائيل في حربها على لبنKK Kان في صKK Kيف عKK Kام ،2006واالنحيKK Kاز السKK Kافر للعKK Kدوان
اإلسرائيلي المتكKKرر على األراضي الفلسKKطينية ،ولكن أيضا داخل الKدول الغربية نفسKها ،حيث
زادت النزعة العنصKK K Kرية في الغKK K Kرب عموما ضد كل هما هو عKK K Kربي وإ سKK K Kالمي تحت تKK K Kأثير
التحريض المنظم الذي مارسته إسرائيل والقوى الصهيونية الموالية لها في الغرب.
حيث يبدو جليا أن هنKاك توجها قويا تبلKور في الواليKات المتحKدة ينظر إلى اإلسKالم على
أنه ع KK Kدو ال بد من مواجهته بكل الوس KK Kائل ،وأنه الع KK Kدو األك KK Kثر خط KK Kرا بعد الح KK Kرب الب KK Kاردة.
وب KKالرغم من مح KKاوالت وزارة الخارجية األمريكية باس KKتيعاب الحرك KKات اإلس KKالمية والتح KKاور
معها ومحاولة تحييKK Kدها تجKK Kاه أمريكKK Kا ،إال أن الطKK Kرف الKK Kذي انتصر داخل الKK Kبيت األبيض هو
31
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
جنKKاح وزارة الKKدفاع ،الKKذي ينظر إلى األصKKولية على أنها خطر إيKKديولوجي وجيوسياسي يجب
القضاء عليه .ويعود انتصار هذا الجناح إلى أن تفجيرات أحداث سبتمبر تحت بأيد إسKKالمية،
بحيث أصبح اإلسالم مرادفا لإلرهاب .وهنا أخذت المواجهة بين الطرفين تأخذ أبعادها.
من خالل ه KK Kذا يمكن الح KK Kديث عن مس KK Kتقبل أمريكا ال KK Kذي ال يتع KK Kدى أحد االحتم KK Kاالت
األربعة التالية:
اسKKKتمرار نظKKKام القطب الواحKKKد ،وبKKKروز نظKKKام دولي متع KKدد األقط KKاب ،وب KKروز ص KKراع
الحضKKارات بشKKكل أقKKوى .ويتأكد هKKذا من خالل نظرية هينتجتKKون الKKتي تؤكد أن الصKKراع بين
الحضKKارات المختلفKKة ،والسKKيما بين الحضKKارة الغربية والحضKKارة اإلسKKالمية ،هو الKKذي سKKيحدد
مستقبل البشرية خالل القرن الواحد والعشرين ،ثم اتساع نطاق الحركات بشكل كبير ،ويسKKتند
ه KKذا االحتم KKال إلى أن اس KKتمرار الوضع ال KKراهن والص KKراعات س KKيؤدي إلى ال KKروح الداعية إلى
21
مقاتلة القوى المهيمنة وتحديها والوقوف بوجه أمريكا عن طريق وسائل عنيفة.
إن الواليKK K Kات المتحKK K Kدة فKK K Kوتت فرصة ثمينة بعد أحKK K Kداث 11سKK K Kبتمبر لكسب العKK K Kالم إلى
جانبه KKا ،حيث ع KKرفت الوالي KKات المتح KKدة بعد ه KKذا الي KKوم تض KKامنا عالميا لم يس KKبق لها أن ش KKهدت
مKKثيال لKKه ،لجهة االسKKتعداد لتقبل قيادتها في مواجهة اإلرهKKاب بعد هKKذا اليKKوم تضKKامنا عالميا لم
يس KKبق لها أن ش KKهدت م KKثيال ل KKه ،لجهة االس KKتعداد لتقبل قيادتها في مواجهة اإلره KKاب في الع KKالم،
ولكنها آث KK Kرت التح KK Kرك بش KK Kكل انف KK Kرادي لتأكيد تفوقها وهيمنتها بش KK Kكل ك KK Kان له آث KK Kاره الس KK Kلبية
- 21د .شاهر إسماعيل الشاهر :أولويات السياسة الخارجية األمريكية بعد أحداث 11أيلول ،2001الهيئة العامة السورية للكتاب ،الطبعة األولى،
،2009ص .54
32
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
الخطKKيرة على الواليKKات المتحKKدة نفسKKها ،والKKتي أصKKبح ينظر إليها في كثKKير من منKKاطق العKKالم،
فقد سKKعت اإلدارة األمريكية من خالل اسKKتغالل هKKذه األحKKداث إلى تكKKريس مبKKدأ التKKدخل
في الشؤون الداخلية للKدول ،واالعتKداء على سKيادتها الوطنيKة ،األمر الKذي جعل العKالم أقل أمنا
واستقرارا.22
ونخلص إلى القKKول بKKأن الحKKرب األمريكية على اإلرهKKاب لم تحقق نجاحKKا ،وقد ال تحققه
دون مراجعة السياسة األمريكية ال KK K K Kتي تعتمد على الق KK K K Kوة وح KK K K Kدها ،ألن أتب KK K K Kاع إس KK K K Kتراتيجية
الدبلوماسKKية الوقائية وليس الضKKربات الوقائية الطريق األكKKثر نجاعة في التعامل مع مشKKكالت
33
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
إن أحKK K Kداث سKK K Kبتمبر 2001جKK K Kاءت لتمثل لحظة تاريخية فارقة تفصل بين مرحلKK K Kتين،
وأح KKدثت نقلة نوعية في مجمل ه KKذا الس KKلوك الت KKدخلي للوالي KKات المتح KKدة ،وقد ت KKزامنت ف KKترة ما
بعد ع KK K Kام 2001مع وج KK K Kود إدارة ب KK K Kوش اإلبن في الحكم ،وال KK K Kتي ك KK K Kان لها عظيم األثر على
حKK K Kدوث تحKK K Kوالت جوهرية في مجمل توجهKK K Kات السياسة األمريكية وأدواتهKK K Kا ،خاصة في ظل
هيمنة المحافظين الجدد على مواقع صنع القرار في الواليات المتحدة ،وأصKKبح هKKدف "مكافحة
اإلره KKاب ومعاقبة ال KKدول ال KKتي ترع KKاه" هو المح KKور الرئيسي للسياسة األمريكي KKة ،وبالت KKالي فقد
اعت KKبرت إدارة ب KKوش اإلبن نفس KKها في مهمة إنقاذية بعد أن أص KKبح اإلره KKاب هو ع KKدوها الل KKدود
خالل تلك المرحل KK K Kة ،ج KK K Kاء ذلك على إثر ظه KK K Kور مص KK K Kطلحات جدي KK K Kدة في ق KK K Kاموس السياسة
وفي ظل هذا السياق وجKKدت الواليKKات المتحKKدة ضKKالتها المنشKKودة في تنظيم القاعKKدة الKKذي
أعلن مس KKؤوليته عن هجم KKات س KKبتمبر وش KKنت حربها ضد أفغانس KKتان –في الس KKابع من أكت KKوبر
-2001بعد أقل من ش KKهر من وق KKوع تلك األح KKداث ،ثم أص KKرت على غ KKزو الع KKراق في أبريل
ومن جKانب آخر فقد أثKرت أحKداث سKبتمبر على قضKKية التحKKول الKKديمقراطي بشKكل عKKام،
حيث ربطت الحكومة األمريكية بين القضKKاء على ظKKاهرة اإلرهKKاب الKKدولي ،وضKKرورة القيKKام
بنKKوع من اإلصKKالح السياسKKي ،وذلك في العديد من دول الشKKرق األوسط عامة والKKدول العربية
34
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
على وجه الخص KKوص ،وط KKرحت ما أطلق عليه "مش KKروعات اإلص KKالح السياس KKي" ،كما ق KKدمت
وفي ه KK Kذا الس KK Kياق روجت الوالي KK Kات المتح KK Kدة لتلك الفك KK Kرة قبيل وبعد غزوها للع KK Kراق
وزعمت بأنها تس KKعى إلقامة نظ KKام ديمق KKراطي في الع KKراق على أنق KKاض النظ KKام الس KKابق بقي KKادة
أعلنت الوالي KKات المتح KKدة األمريكية عن تش KKكيل تح KKالف دولي لمكافحة اإلره KKاب ،رافقه
تأييد دولي لتش KKكيله ،وقد تج KKاوبت ال KKدول العربية مع ه KKذا التح KKالف ب KKالرغم من حساس KKية الع KKالم
اإلس KK Kالمي إزاء مهاجمة دولة إس KK Kالمية (أفغانس KK Kتان) ،ك KK Kان اله KK Kدف من وراء ذلك هو أص KK Kابع
وبKKدأت الواليKKات المتحKKدة األمريكية في تطKKبيق إسKKتراتيجيتها لمحاربة اإلرهKKاب ضKKمن تحKKالف
دولي وتأييد عالمي بالهجوم على أفغانستان ،التهامها بKKإيواء منظمKKات إرهابية وبخاصة تنظيم
القاعدة.
لكن سرعان ما تبين لدول العالم أن الهجKKوم على أفغانسKKتان لم سKKوى المحطة األولى في
طريق طويل ربما سKKبق التخطيط له منذ فKKترة ،وكKKانت أحKKداث 11أيلKKول/سKKبتمبر إشKKارة للبKKدء
35
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
في KK Kه ،وك KK Kانت المحطة التالية هي الع KK Kراق بخاصة والخليج بعامة .23ومن ثم ،ب KK Kدأت واش KK Kنطن
تكيل االتهامKK Kات الKK Kتي تسKK Kوغ المضي في طريق الهجKK Kوم عليهKK Kا ،فحKK Kاولت الربط بين العKK Kراق
واإلرهKKاب عKKبر تنظيم القاعKKدة ،ولم يقتنع العKKالم ،فكKKان اتهامها بKKامتالك أسKKلحة الKKدمار الشKKامل،
وبالتKKالي تهديد أمن الواليKKات المتحKKدة األمريكية إذا أمKKدت بها منظمKKات إرهابية متطرفKKة ،ومن
ثم جKKاء قKKرار مجلس األمن بتعKKيين لجKKان تفKKتيش للتأكد من وجKKود هKKذه األسKKلحة في العKKراق من
عدمه ،ولم يظهر لهذه اللجان أي أدلة لوجود أسلحة دمار شامل.
ولم تقتنع الوالي KKات المتح KKدة األمريكي KKة ،ولم تنتظر إلتم KKام لج KKان التف KKتيش لمهامه KKا ،وهنا
سقط القناع عن وجه الواليات المتحدة ،فالضربة العسكرية للعراق قادمKKة ،بKدون انتظKار قKرار
مجلس األمن أو موافقة دولي KKة ،ونجحت أمريكا في تش KKكيكها ب KKامتالك الع KKراق له KKذه األس KKلحة،
إضKK K Kافة إلى سKK K Kبب آخر وهو تغيKK K Kير نظKK K Kام الحكم ،ومن ثم كKK K Kان الغKK K Kزو األمKK K Kريكي للعKK K Kراق
واحتالله ،ولم تكن هذه الحرب حربا عادية ،بل استخدمت فيها اإلدارة األمريكية أحدث أنKKواع
األسKK K Kلحة ،وأكثرها شKK K Kدة وعنفا وتKK K Kأثيرا ،حيث راع ضKK K Kحيتها مئKK K Kات اآلالف من المواطKK K Kنين
العراقيين األبرياء.
وتعد هKK K K Kذه الحKK K K Kرب كارثة للعKK K K Kراق وبكل المقKK K K Kاييس ،كما لم تقتنع معظم دول العKK K K Kالم
بالمسوغات األمريكية لشن الحKKرب ،حيث أن أمريكا هي الKKتي أمدته بعناصر تصKKنيع األسKKلحة
- For more see Emirates center for strategic studies and research (Editor) ,oil in the after math of the Iraq
23
36
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
وب KK Kالرغم من قي KK Kام الهند وباكس KK Kتان بتج KK Kارب نووية في وقت س KK Kابق ،وامتالك إس KK Kرائيل
لبرنKKامج نKKووي شKKامل وأسKKلحة ذريKKة ،ومع ذلك ركKKزت الواليKKات المتحKKدة األمريكية عسKKكريا
على العKKراق ،وهKKذا بKKالطبع ألهKKداف أخKKرى غKKير معلنة سKKواء بالنسKKبة للسKKيطرة على مصKKادر
الطاقة في الع KKالم ،أو للوج KKود العس KKكري في ه KKذه المنطقة اإلس KKتراتيجية الهامة من أجل إع KKادة
رسم الخريطة السياسKK K Kية لمنطقة الشKK K Kرق األوسKK K Kط ،وإ ضKK K Kعاف العKK K Kالم العKK K Kربي لصKK K Kالح أمن
إس KKرائيل ،وكسب موضع ق KKدم داخل آس KKيا س KKواء في الوسط أو الش KKمال على الح KKدود الروس KKية
والصينية ،واالقتراب من إيران وسKوريا اسKتعدادا السKتئناف الطريق الKKتي بدأته من أفغانسKKتان
للوصKKول إلى محطKKات ودول أخKKرى تمKKانع وتقKKاوم النهج األمKKريكي ،وكلها أهKKداف غKKير معلنة
24
لإلستراتيجية المبينة على القوة والغطرسة والمصالح النفطية.
لقد أخ KK K Kذت الوالي KK K Kات المتح KK K Kدة األمريكية على عاتقها لعب دور الش KK K Kرطي في الع KK K Kالم،
لتحاسب دول المجتمع ال KK Kدولي طبقا لتصKK K Kنيفاتها من "دول معادي KK Kة" أو "دول محKK K Kور" أو "دول
مارق KKة" أو "دول حليف KKة" ،وأخطر من ذلك ما أص KKاب الع KKالم الع KKربي من ه KKزات عنيفة ظه KKرت
أولى معالمها في تص KK Kريحات المس KK Kؤولين األمريك KK Kيين بتوجيه التهدي KK Kدات إلى كل من س KK Kورية
وإ يKK K Kران ،والKK K Kتي غKK K Kذت محطKK K Kات تالية على طريق الواليKK K Kات المتحKK K Kدة األمريكية تحت مظلة
مكافحة اإلرهاب.
For more details see : Gerry shumacher (Author) steve Gansen (Editor) A bloody Business : America’s war -24
.Zone contractors and the occupation of Iraq, Zenith press, (2006) 2 nd.ch
37
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
لقد أث KK Kار الس KK Kلوك األم KK Kريكي العديد من التس KK Kاؤالت ح KK Kول ما هي المحط KK Kات الثالثة بعد
الع KK K Kراق؟ ف KK K Kالقوات األمريكية منتش KK K Kرة في الخليج على اس KK K Kتعداد للت KK K Kدخل في إي KK K Kران ،ويمكن
اس KK Kتخدامها تج KK Kاه س KK Kورية ،وثمة ق KK Kوات في البحث األحمر تتمركز في بعض ال KK Kدول اإلفريقية
وش KKرقها ،ويمكن اس KKتخدامها في اتج KKاه الس KKودان ،ومن هنا أص KKبحت التهدي KKدات واض KKحة تماما
وواقعا ملموس KK K Kا .وأص KK K Kبح من الواضح أن الع KK K Kالم الع KK K Kربي مع KK K Kرض للض KK K Kربات العس KK K Kكرية
األمريكية بهKKKدف إعKKKادة رسم الخريطة السياسKK Kية للمنطق KKة ،بما يه KKدد األمن الق KKومي العKK Kربي،
ويصب في مص KKلحة إس KKرائيل ،وهنا ي KKبرز التس KKاؤل بالنس KKبة لمس KKتقبل األمن الق KKومي الع KKربي،
وهل يسKKتطيع العKKرب ألن يطKKوروا أنفسKKهم وأهKKدافهم السياسKKية واالقتصKKادية واألمنية بما يحقق
مسKK Kتقبال أفضKK Kل ،في ظل هKK Kذه الهجمة الشرسKK Kة ،خاصة بما يحيط بها من شKK Kبهة في تضKK Kمنها
أهدافا عقائدية تهKدد العKالمين العKربي واإلسKالمي؟ وهKذا بKالطبع يحتKاج إلى جهKود عديKدة تتعلق
أساسا بتوفير آليات جديدة لمنظومة النظKKام اإلقليمي العKKربي 25،وفقا لمصKKالحها -تختKKار الKKدول
التي توجه لها الضربات الوقائية ،بما يعني االعتداء على سيادة -وبذلك أصبح هناك خطKKورة
كبيرة في شن حروب تحت عناوين مكافحة اإلرهاب ،باعتبار أن الواليKKات المتحKKدة الدولة في
إلطKK Kار مفهKK Kوم الحKK Kرب ضد اإلرهKK Kاب ،وقد يكKK Kون اختيKK Kار توجيه الضKK Kربة الوقائية تحت زعم
امتالك تلك الدولة للقKKKدرات النووية والكيميائية والبيولوجيKK Kة ،ما يتطلب توجيه ضKK Kربة إحبKK Kاط
فوريKK K K Kة ،كما كKK K K Kان محتمال التوجه األمKK K K Kريكي قائما على توجيه ضKK K K Kربة وقائية نووية لتحقيق
? 25أ .خليل حسين ،الجغرافيا السياسية ،دار المنهل اللبناني ،بيروت ،2009 j،الفصل التاسع عشر ،ص -267 :إلى .291
38
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
الحسم في القض KKاء على الق KKوة العس KKكرية المعادي KKة ،فالخي KKار الن KKووي مت KKاح في الفكر العس KKكري
األمريكي.
وبنKاء عليKه ،عم عKدم االسKتقرار الKدولي ،والقلق المسKتمر في توجيه ضKربات وقائية إلى
البنية األساسKKKية للKKKدول المسKKKتهدفة ،فقد أدى هKKKذا المفهKKKوم األم KKريكي إلى أن يك KKون ب KKديال عن
السياسة بما يجعلها عملية مسKKتمرة ال تتوقفـ مع إمكKKان فKKرض أزمKKات على دول غKKير مرغKKوب
في سياستها ،وبذلك يفتح الطريق أمKKام توجيه الضKKربات الوقائية الKKتي تعتKKبر أحد أسKKاليب إدارة
السياسة الخارجية.
وقد أصKK K Kبح المجتمع الKK K Kدولي بعد هجمKK K Kات 11أيلKK K Kول /سKK K Kبتمبر مهيئا إلقKK K Kرار سياسة
"الهجمات الوقائية"ـ حيث منح مجلس األمن الواليات المتحدة األمريكية موافقة على القيام بKKأي
عمل عسكري طبقا للمادة 51من الميثاق على أساس أن الهجمات كانت ضKخمة للغايKة ،ومن
ثم ف KK Kإن واش KK Kنطن من حقها توجيه ض KK Kربة في إط KK Kار ال KK Kدفاع عن النفس ،وتتبع خط KK Kورة ه KK Kذه
26
السياسة على المستويين الدولي واإلقليمي في اآلتي:
إن الواليKات المتحKدة األمريكية لها الحق بمفردها في توجيه ضKربة وقائية ضد أي دولة
تق KKرر أنها تق KKوم بتط KKوير أس KKلحة ال KKدمار الش KKامل أو ت KKدعم اإلره KKاب ،األمر ال KKذي يمثل ض KKوءا
أخض KKرا :على المس KKتوى ال KKدولي -لشن ح KKرب أمريكية ضد أية دول KKة ،او ضد أي منطقة في
العالم ترى واشنطن أنها تهKدد مصKKالحا ،دون أن تحتKاج ألن تثبت تورطها في أعمKKال من هKKذا
39
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
الن KKوع ،ومن ثم فإنه حالة القب KKول بتق KKنين سياسة اإلج KKراءات الوقائية ف KKإن هيكل الس KKالم ال KKدولي
سKKوف يتعKKرض لالنهيKKار ،إذ يمكن ألية دولة أن توجه ضKKربة لدولة أخKKرى بحجة أنها شKKعرت
على المسKKتوى اإلقليمي ،أنه إذا كKKانت إلسKKتراتيجية "الهجمKKات الوقائيKKة" األمريكيKKة ،هKKذه
الخطورة على السKKاحة الدوليKKة ،فKKإن األمر الKKذي ال شKKكل فيه هو أن هKKذه الخطKKورة سKKتكون أشد
وأكKKثر فداحة على المنطقKKة -العربيKKة ،ذلك في ضKKوء عKKاملين :األول اسKKتهدف الKKدول العربية
من قبل بعض الدول خاصة من الواليات المتحدة األمريكية وإ سرائيل ،والتي يمكن أن توجKKه،
في إطKK Kار هKK Kذه اإلسKK Kتراتيجية الهجمKK Kات الوقائية ضد دول تKK Kرى أنها تهKK Kدد أمنها وفي مقKK Kدمتها
س KKوريا من ال KKدول العربية وإ ي KKران من ال KKدول اإلس KKالمية والث KKاني ،يتمثل في ال KKتراجع المس KKتمر
للثقل الع KK Kربي سياس KK Kيا على المس KK Kتوى ال KK Kدولي ،وهKK K Kذا ما يKK K Kتيح للواليKK K Kات المتحKK K Kدة األمريكية
واقع األمر لم يكن الغزو األنغلو-أمريكي للعKKراق سKKاحقا فحسKKب ،إنما كKKان أيضا ضKKارا
ضKK K Kررا بليغا بالمنطقة العربية ومن مختلف الجKK K Kوانب وعن ذلك كتب تومKK K Kاس فريKK K Kدمان ،في
صKKحيفة نيويKKورك 27عن ذلك قائل " :إن السKKبب الحقيقي للحKKرب األمريكية على العKKراق ناشئ
من حاجة أمريكا بعد أح KK Kداث أيل KK Kول /س KK Kبتمبر ،2001إلى إرض KK Kاء ال KK Kنزوع إلى االنتق KK Kام
بالضرب في قلب العالم العربي واإلسالمي" ومن هنا كان اختيار العراق هدفا مركزيا".
..New York Times, 22-06-2003 -27
40
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
كما كانت مشاهدة بغداد تحترق تمثل تجربة صادمة لمعظم العKKرب ،وهي تعKKادل شKKعور
الغربيين ما إذا دمرت رموز حضارية مثل بKKاريس أو روما أو فيينKKا ،فاسم بغKKداد يعKKني مKKوطن
الحض KKارة اإلس KKالمية فبغ KKداد ظلت على م KKدى ع KKدة ق KKرون مدينة ال نظ KKير لها في الع KKالم فك KKانت
حKKرب عKKام 2003على الجKKانب الخKKاص بالعالقKKات العربية –العربية والنظKKام اإلقليمي امتKKدادا
مشKKروع القKKرن األمKKريكي الجديKKد ،ثم وضKKعوه على أمKKام الKKرئيس األمKKريكي األسKKبق بيل
كلينتKK Kون "اقتصKK Kاديا حين كKK Kان أركKK Kان إدارة جKK Kورج بKK Kوش "تشKK Kيني ورامسKK Kفيلد ،خKKKارج دائKK Kرة
صKKناعة القKKرار ،عكفKKوا على إعKKداد مطKKالبين بضKKرورة تغيKKير النظKKام العKKراقي في إطKKار تKKامين
أحد أهم مص KKادر إم KKداد الوالي KKات المتح KKدة بالنفط من منظ KKور يتج KKاوز االحتياج KKات اآلتية إلى
تأمين استحقاقات المستقبل على مدى القرن الواحد والعشرين وما يليه.
وبعد أن أصKK Kبح جKK Kورج بKK Kوش اإلبن رئيسا للواليKK Kات المتحKK Kدة وأصKK Kبح من كانا خKK Kارج
الضوء صانعا لألحداث ،قدم تشينى نائب الKKرئيس بKKوش ورجل اإلدارة القKKوي تقريKKرا شKKدد فيه
على العالقة بين األمن الق KKومي األم KKريكي وأمن الطاق KKة ،وطلب ب KKوش بمنح أمن الطاقة أولوية
قصKKوى في رسم السياسKKات الخارجية على المسKKتويين االقتصKKادي والسياسKKي ،ولم يلبث إيقKKاع
األحKKKداث طKKKويال حKKKتى بKKKات في خدمة التوجهKKKات الKKKتي حملها تش KKيني وطاقم KKه -وفي المقدمة
وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وصاغت بالتالي التفكير االستراتيجي إلدارة بوش.
41
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
جKKاءت اسKKتراتيجية األمن القKKومي األمKKريكي الKKتي تم إعالنها بعد عKKام من أحKKداث أيلKKول
/سKK Kبتمبر لتربط بوضKK Kوح تKK Kام بين حتمية السKK Kيطرة على المKK Kوارد األساسKK Kية للطاقة في العKK Kالم
وإ بعاد المتنافسين المحتملين عنها ،وبالتالي ضمان استمرار الهيمنة األمريكية وتشKKكيل النظKKام
العالمي الجديد بقيادة أمريكية منفردة باعتبار الواليات المتحدة القوة العظمى الوحيدة.
هكذا أصبح النفط شأنا لصيقا بالنفوذ الدولي ،وقيادة النظKKام العKKالمي ،ولم يعد مجKKرد أمر
يتعلق بض KKمان الرفاهية للش KKعب األم KKريكي فق KKط ،ولم يكن ما تض KKمنته وثيقة اس KKتراتيجية األمن
الق KKومي ،مفص KKوال عن إعالن أم KKريكي ص KKدر في أوائل الثمانين KKات يؤكد على أن ح KKدود األمن
القKK Kومي هي آخر قطKK Kرة نفط في آبKK Kار منطقة الخليج العKK Kربي ،وكKK Kان ذلك اإلعالن أيضا غKK Kير
واض KKحة إلم KKدادات النفط الواص KKلة للس KKواحل األمريكي KKة ،وم KKرة أخ KKرى فKKإن تش KKيني ورامس KKفيلد
تحديدا ،لم يكونا بعيدين عن الدائرة ،فكالهما كان ضمن طاقم الرئيس األمKKريكي جيرالد فKKورد
في ذروة اسKKتخدام العKKرب لسKKالح النفKKط ،األمر الKKذي كKKان له تداعياته وانعكاسKKاته على رئاسة
إن "منطقة الخليج وما تحويه من كمي KK K K K K K K K K K K Kات هائلة من احتياط KK K K K K K K K K K K Kات النفط تجعل من
الض KKروري Kأن تحتفظ الوالي KKات المتح KKدة بحرية الت KKدخل في اإلقليم واالس KKتفادة من تلك الث KKورة
النفطية الهائلKKة" ،هKKذا ما أكKKده أنتKKوني زيKKني القائد األسKKبق للقيKKادة المركزية قبل وصKKول جKKورج
بKKوش اإلبن إلى الKKبيت األبيض ،ثم جKKاءت األحKKداث وتKKداعياتها لتقKKدم الفرصة المناسKKبة لتحويل
- 28أ -خليل حسن ،النظام العالمي الجديد والمتغيرات jالدولية ،دار المنهل اللبناني ،بيروت ،2009 ،الباب الثالث ص .225
42
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
األقKK Kوال إلى أفعKK Kال ،وإ ذا كKK Kانت عاصKK Kفة الصKK Kحراء بمثابة المقدمة فغن ما حمله نحو عقد من
ال KK Kزمن قد مهد الطريق أم KK Kام ص KK Kقور واش KK Kنطن في اإلدارة الس KK Kابقة لتحقيق الغاية النهائية بعد
حياكة التفاص KK Kيل به KK Kدف التوصل إلى إع KK Kادة رسم الخرائط الجيواس KK Kتراتيجية بما يخ KK Kدم قي KK Kادة
الواليات المتحدة منفردة للنظام العالمي الذي تتشكل مالمحه ،ويطمح هؤالء الصقور أن تثمر
جهودهم في السيطرة على إمدادات النفط الدولية في ضمان الهيمنة على مدى القرن الحالي.
ولم تعد خريطة النفط لآلب KK Kار واإلم KK Kدادات وت KK Kأمين الط KK Kرق ،مس KK Kألة تقع ض KK Kمن اهتم KK Kام
أباطرة صناعة النفط ودوائر التجارة والمال واالقتصاد خارج اإلدارة وداخلهKKا ،بل بKKات النفط
محل اهتم KKام دوائر ال KKدفاع واألمن الق KKومي والمخ KKابرات والش KKؤون الخارجية وك KKان منطقيا في
ظل ذلك أن يتم بن KK Kاء جه KK Kاز دبلوماس KK Kية الطاقة في إدارة ب KK Kوش به KK Kدف ترجمتها إلى ق KK Kرارات
تنفيذية ضKKمن تعKKاون وثيق بين األجهKKزة المعنيKKة ،وأن يتKKولى رئاسة الجهKKاز الجديد مفKKوض له
حرية الحركة في كافة أنحKK Kاء العKK Kالم ،وتحت التوجيه المباشر لناشب ديك تشKK Kيني الKK Kذي أحKK Kاط
وعلى ال KKرغم من كل مح KKاوالت إدارة ب KKوش في التقليل من االعتم KKاد على النفط الع KKربي
وبخاصة الخليجي ،فKKإن الحلم بKKات في عKKداد المسKKتحيل ،ومن ثم فKKإن الهKKدف تحKKول من السKKعي
لتقليل االعتمKK K K K Kاد على النفط العKK K K K Kربي إلى اسKK K K K Kتهداف السKK K K K Kيطرة على منابعه للتحكم في تدفقه
وأسعاره ،فحسابات "جهاز دبلوماسية الطاقة" أكدت على عدة حقائق أبرزها:
- - 29محمد حسنين هيكل :اإلمبراطورية األمريكية واإلغارة على العراق ،دار الشروق ،قاهرة ،طبعة األولى ،2003 ،ص 17
43
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
-حقول نفط عديدة خارج دول أوبك نضبت أو سوف تنضب في مدى زمني قريب
-رغم كل ما أشبع من ضخامة نفط بحر قزوين إال أن الواقع ليس كذلك
جودة الخام.
-رغم أن أوبك لم تعد ب KKالقوة الس KKابقة إال أنها م KKازالت ق KKادرة على الت KKأثير في ص KKناعة
-مشKK Kروع جKK Kورج بKK Kوش للتنقيب في أالسKK Kكا ال يواجه معارضة أنصKK Kار البيئة فحسب
-فشل الرهKK K Kان على ب KK Kدائل النفط من مص KK Kادر الطاقة األخ KK Kرى في المKK K Kدى المنظKK K Kور
وحق KK Kائق ومعطي KK Kات أخ KK Kرى تق KK Kود إلى اس KK Kتخالص مهم ال يمكن االلتف KK Kاف حوله أو
تجاوزه أو االستغناء عن النفط العربي بشكل عام والخليجي بشكل خKKاص والعKKراقي
ثمة حقيقة أخرى أن معظم االحتياجات ولمKKدى زمKKني غKKير قليل سKKوف تكKKون من منطقة
الخليج وألكKK Kثر من سKK Kبب ،فاكتشKK Kاف النفط وإ نتاجه هنKK Kاك أقل تكلفة من أي منطقة أخKK Kرى في
العKK Kالم ثم إن جودته عاليKK Kة ،وال بKK Kديل مناسKK Kب ،وقد جKK Kربت واشKK Kنطن السKK Kتغناء تKK Kدريجيا عن
44
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
وارداتها النفطية من الخليج لكنها فش KK K K K Kلت ،وأدرك أرك KK K K K Kان اإلدارات المتعاقبة قبل وصKK K K K Kول
جورج بوش اإلبن أن االعتماد على النفط الخليجي حقيقة ال يمكن تجاوزها او القفز عليها.
أما البKK K Kديل فيتمثل في السKK K Kيطرة والهيمنة على مصKK K Kادر الطاقة يبKK K Kدأ من الخليج والحلقة
األخطر في ذلك المخطط تبدأ من العراق أما لماذا العراق؟ فاألسباب كثيرة ومتنوعة أبرزها:
-يحتل نفط العراق المركز الثاني من حيث االحتياطي العالمي بعد السعودية
والمحصKK Kلة النهائية تؤكد أن السKK Kيطرة على العKK Kراق تعKK Kني التحكم فيما يقKK Kارب نحو ربع
إجمالي العالمي ،ثم إن العراق بموقعه االسKKتراتيجي يجعل من يسKKيطر عليه يسKKيطر على ثلKKثي
ولعل ذلك يض KK Kمن للوالي KK Kات المتح KK Kدة تحقيق أك KK Kثر من ه KK Kدف ج KK Kزئي في س KK Kياق ه KK Kدفها
األساسي.
-السKK K Kيطرة على نفط العKK K Kراق تقلل من اعتمKK K Kاد واشKK K Kنطن على النفط السKK K Kعودي وفي
تهميشKKها كمرحلة أولى "السKKيطرة على ثKKروة نفطية بهKKذا الكم تسKKاعد على التحكم في
45
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
-التأثير بقوة في المصالح االقتصادية للقوى الطامحة في لعب دور في النظام الKKدولي
ع KKبر التحكم في إم KKداداتها من النفط الخليجي فالس KKيطرة على الع KKراق حربا ك KKانت او
سلما تمثل الحلقة األخطر في مخطط الهيمنة على مصادر الطاقة ،عKKبر التKKأثير على
سKK Kبتمبر أكKK Kثر من أي أمر آخر لمجموعة المحKK Kافظين الجد الKK Kذين تولKK Kوا مواقع رئيسKK Kية
للسلطة في إدارة جورج بوش ،أن تأخذ الواليKKات المتحKKدة األمريكية للسKKير في مسKKار جديد في
النظKKام/،أتKKاحت أحKKداث 11أيلKKول الKKدولي ،وقد حKKذر الKKرئيس األمKKريكي األسKKبق جيمي كKKارتر
من هKذه المجموعة في مقKال بصKحيفة "واشKنطن بوسKت" 30قKال فيهKا" :يبKدو أن مقاربKات جديKدة
تتطKK K Kور مع مجموعة محورية من المحKK K Kافظين الKK K Kذين يحKK K Kاولون أن يحققKK K Kوا طموحKK K Kات طKK K Kال
انتظ KKارهم لها تحت غط KKاء الح KKرب المعلنة ضد اإلره KKاب لكن مثل ه KKذه التح KKذيرات أخفقت في
ثني اإلدارة األمريكية عن شن حربها على العراق ،التي كانت قد تقررت بالفعل.
لقد فتح الغKKزو األمKKريكي للعKKراق البKKاب أمKKام عKKدة تسKKاؤالت عKKدة حKKول األهKKداف الحقيقية
للوالي KKات المتح KKدة في حملة ص KKليبية لتغي KKير خريطة المنطق KKة ،وخلق ش KKرق أوسط جدي KKد ،وهل
هدف الواليات المتحدة الهيمنة الكلية على نفط الخليج؟ وهل شنت الواليات المتحدة األمريكية
46
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
هذه الحرب خدمة لحليف إقليمي هو إسرائيل ؟ وهل هما ما عناه بول وولفويتز حينما قال "إن
31
العراق ليس يعني العراق فحسب".
وبKK Kالطبع فKK Kإن الواليKK Kات المتحKK Kدة األمريكيKK Kة ،فقد شKK Kنت الحKK Kرب على العKK Kراق ال لتجلب
الديمقراطية إلى ش KKعبه ،والتفس KKير العقالني الوحي KKد ،هو أن الوالي KKات المتح KKدة األمريكية ك KKانت
مدفوعة بأمرين هما :النفط وإلسرائيل وهو ما برز في عدة أمور من بينها:
-إعالن الواليKKات المتحKKدة األمريكية أنها سKKتبقى في العKKراق لمKKدة طويلKKة ،حKKتى تنجح
في إقامة نظام حكم ديمقKKراطي مسKتقر وصKديق لهKKا ،وحKتى عنKKدما تفكر في الخKKروج
من العراق فإنها ستترك قواعد عسكرية لها ،في كافة أنحاء العراق.
-توريط كل من إيKK K Kران وسKK K Kوريا في الحKK K Kرب األهلية داخل العKK K Kراق وبما ينشأ وضع
ألزمات تؤدي إلى شن الحKرب ضد أي منهمKا ،مع إعطKاء األسKبقية لتKدمير البرنKامج
النووي اإليراني.
-إن احتالل العKK K K Kراق سيضKK K K Kعف من المركز التفاوضي للفلسKK K K Kطينيين ومؤيKK K K Kديهم من
العKK Kرب بدرجة كبKK Kيرة ،ومن ثم يصKK Kبحون على اسKK Kتعداد للتخلي عن قKK Kدر كبKK Kير من
centre of Military History (Author) ; American Military History, Kessinger Publishing. LLC (2004) pp. 121- - 31
.122
47
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
-العمل على إض KKعاف النظ KKام اإلقليمي الع KKربي ،وشل الق KKدرة على تب KKني عمل ع KKربي
مشترك.
عن KK Kدما احتل األمريكيKK Kون الع KK Kراق لم يقض KK Kوا على النظ KK Kام فق KK Kط ،بل قضKK Kوا على الدولة
العراقية نفس KK Kها ،فقد فكك KK Kوا الدولة العراقية وأنهوه KK Kا ،وحل KK Kوا الجيش وق KK Kوات األمن وس KK Kمحوا
بنهب اإلدارات الحكومية وحرقه KKا ،وب KKذلك أنه KKوا الدولة العراقية ليح KKاولوا إع KKادة تش KKكيلها كما
يريKKدون ،فكل ما قيل قبل الحKKرب عن أسKKلحة دمKKار شKKامل تKKبين للعKKالم كله كذبKKه ،وأن ال أسKKلحة
دمKKار شKKامل بKKالعراق ،وهو ما يوضح عKKدم مصKKداقية الKKرئيس جKKورج بKKوش في خطابه لالتحKKاد
في كانون الثاني/يناير ،2003وكذب التقرير الذي قدمه وزير الخارجية كولن بأول ،لمجلس
يتلخص الهKK K K K Kدف الحقيقي من وجهة النظر العسKK K K K Kكرية األمريكية في العديد من األوجه
أبرزها:
-1تأكيد سKKيطرة الواليKKات المتحKKدة األمريكية نفسKKها على النظKKام العKKالمي الجديKKد ،وصKKياغة
مبKKادئ لهKKذا النظKKام تضKKمن سKKالمة الواليKKات المتحKKدة األمريكية و أمنها في ضKKوء أحKKداث
أيلول/سبتمبر ،2001وكان العراق هو الوسيلة التي حدد من خاللها "بوش األب" بداية
48
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
نظام عالمي تقوده الواليات المتحدة عام ،1991فقد كان العراق أيضا هو الوسيلة الKKتي
يعلن من خاللها "بوش اإلبن" هيمنة الواليات المتحدة األمريكية على مقدرات العالم .
إن اختيKKار العKKراق هKKدفا المقصKKود منه التطKKبيق األمثل لقKKدرة النظKKام العKKالمي -2
للتعامل مع الدولة المناوئKK K K Kة ،وال سKK K K Kيما تلك الKK K K Kتي تقع في مراكز الثقل في العKK K K Kالم ،وربما
يتضح صورة ذلك من خالل العديد من اإلشارات التي أرسلت قبل الحرب وبعدها منها:
مبKKKادرة كKKKولين بKKKاول وزير الخارجية األم KKريكي عن تحقيق الديمقراطية في -3
دول الشKK Kرق األوسط الKK Kتي طرحها في كKK Kانون األول/سKK Kبتمبر ،2002وأشKK Kار فيها إلى أن
إعالن الهند وباكس KKتان ع KKودة العالق KKات بينهم KKا ،والتف KKاوض إلنه KKاء ن KKزاع دام -5
أكثر من نصف قرن.
49
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
إعالن وزير الKKدفاع األمKKريكي "دونالد رامسKKفيلد" سKKحب قواته من السKKعودية -7
قKKائال" :إن قواتنا لن تبقى في دول ال تتمKKنى وجودنKKا" ،ثم إعالنه المفKKاجئ نقل القيKKادة الجوية
-8تأكيد الس KKيطرة على المنطق KKة ،وما حوله KKا ،حيث أن الع KKراق يش KKكل منطقة إس KKتراتيجية
مفص KKلية هامة تربط ما بين دول الخليج وتركي KKا ،وهو األق KKرب إلى دول آس KKيا الوس KKطى
ويمثل الحدود البرية مع كل من إيران وسوريا" ،وهي من الدول الKتي يجب احتواؤهKا،
وهKKذا يعKKني احتالل العKKراق يكمل حلقة السKKيطرة على الشKKرق األوسط واألقصKKى ،ويحد
من امتKK K Kداد نفKK K Kوذ كل من روسKK K Kيا االتحادية والصKK K Kين ،كما يحد من انتشKK K Kار المصKK K Kالح
-9إضKKKافة إلى ذلك مKKKوارد العKKKراق ويKKKأتي في مقKKKدمتها النفط ال KKذي يمثل %11من حجم
النفط العKKالمي ،وسKKيطرة الواليKKات المتحKKدة األمريكية على نفط الشKKرق األوسKKط ،تعKKني
تكامل العولمة االقتصKK Kادية ووضKK Kعها تحت سKK Kيطرة النظKK Kام العKK Kالمي الجديد إلى جKK Kانب
إن الواليKKات المتحKKدة األمريكية عنKKدما كKKانت تتوجه إلى الحKKرب ضد العKKراق -10
،ك KKانت تعلم أن االنتصKKار األكKKبر هو االنتصKKار على الق KKوى العالمي KKة ،ال KKتي تحKKاول أن
تجد لنفسها مكانا في قمة النظKKام العKKالمي الجديKKد ،فهنKاك االتحKKاد األوروبي الKتي تتعKاظم
50
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
قوتKKه ،وروسKKيا الKKتي تسKKرع في اعتالء مكانة مناسKKبة ،وهنKKاك الصKKين الKKتي تحKKاول بنKKاء
قيام الواليات المتحدة األمريكية باتخKKاذ العديد من اإلجKKراءات في إطKKار تنفيذ -11
إسKKتراتيجيتها الهادفة لتحقيق الهيمنة في إطKKار النظKKام العKKالمي الجديد ومنها على سKKبيل
المثال:
-اإلطاحة بالش KKرعية الدولي KKة ،من خالل تهميش دور مجلس األمن ال KKذي ح KKاولت دول
"الضد " اسKK Kتغالله في عKK Kدم تمرير قKK Kرارات تعتمد عليها الواليKK Kات المتحKK Kدة كذريعة
للحرب.
-االكتفاء بتحالف محدود عوضا عن تحالف دولي كبير على نمط ما حدث في حKKرب
الخليج الثانية ،وكانت بريطانيا وإ سبانيا هما الدولتان الرئيسيتان في هذا التحالف
-توجيه إنKKذار بعKKواقب وجKKزاءات سKKوف تتعKKرض لها الKKدول الKKتي عارضت الواليKKات
-إشعار المواطن األمريكي وبخاصة بعد أحداث الحKKادي عشر من أيلKKول /سKKبتمبر أن
الواليKKات المتحKKدة األمريكية قوية وقKKادرة على تحقيق النصر في أي مكKKان في العKKالم
وحماية أمنه ،وأن أي قوى تناوئ الواليات المتحدة األمريكية البد من تدميرها.
51
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
-ضKKKغوط لKKKوبي التصKKKنيع الحKKKربي في الواليKKKات المتح KKدة األمريكية وال KKذي تمكن من
إنتKK K Kاج كم هائل من األسKK K Kلحة الذكية وال بد له من تصKK K Kريفها حKK K Kتى يواصل تطKK K Kوير
52
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
خاتمة :
أخطر ما في ه KKذه اإلس KKتراتيجية أنها اس KKتبدلت مفه KKوم التس KKوية بمفه KKوم الق KKوة ،و مفه KKوم
العدالة بمفهKKوم الحصKKار ،و أبKKاحت لنفسKها تKKدمير اآلخر بحجة أنه يشKKكل خطKرا قد يكKKون واقعا
و قد ال يكون.
و يمكن لإلدارة األمريكية الحالي KK K Kة ،أو أي إدارة الحقة أن تت KK K Kذرع به KK K Kذه اإلس KK K Kتراتيجية
لتوجيه ضربة وقائية ضد أي دولة بحجة أنها تقوم بالتحضير لهجمات ضد الواليات المتحKKدة،
أو أنها تقوم باحتضان أو إيواء أو تمويل منظمKKات إرهابيKKة ،أو لمجKرد أنها مدرجة على الئحة
اإلرهKKاب األمKKريكي ،و انطالقا من اسKKتراتيجيات الضKKربات الوقائيKKة ،أصKKبح بمقKKدور الKKرئيس
األمريكي توجيه ضKKربات عسKKكرية ضد ما تسKميه واشKKنطن بمحKKور الشر مKتى يحلو له األمKر،
كما أص KKبح بمق KKدور الحكومة اإلس KKرائيلية أن تجد الفرصة الس KKائحة للمش KKاركة في إس KKتراتيجية
الضKKربات الوقائية و اإلفKKادة منها بهKKدف توجيه ضKKربات خاصة به ضد لبنKKان و سKKوريا بغطKKاء
أمريكي ،و بحجة التهديدات التي تشكلها المنظمات الفلسطينية ضد أمن إسرائيل.
و بما أن إس KK K Kتراتيجية الض KK K Kربات أو الهجم KK K Kات الوقائية تعطي للوالي KK K Kات المتح KK K Kدة حق
فما هو موقف العKرب إزاء هKذه االسKتراتيجيات الKتي يجKري نسKجها في العلن و ليس في
الخفاء؟
53
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
و ما هي إس KK K K Kتراتيجيتهم الوقائية لمواجهة الضKK K K Kربات الوقائية األمريكية ؟ ...الشك أن
الكتب:
-1إس KKماعيل الغ KKزال :اإلره KKاب والق KKانون ال KKدولي ،المؤسسة الجامعية للدراس KKات والنشر
54
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
-2أدونيس العك KKرة :اإلره KKاب السياس KKي ،بحث في أص KKول الظ KKاهرة وأبعادها اإلنس KKانية،
-3إلهKKام محمد العاقKKل :مبKKدأ عKKدم تسKKليم المجKKرمين في الجKKرائم السياسKKية(دراسة مقارنKKة)
سلس KK Kلة الدراس KK Kات القانوني KK Kة -مركز الدراس KK Kات اإلس KK Kالمي ،مالط KK Kا ،الطبعة األولى،
.1993
-4عبد الناصر حريKK K Kز :اإلرهKK K Kاب السياسKK K Kي ،دراسة تحليليKK K Kة ،الطبعة األولى،1996 ،
-6عبد الواحد الناصKK K Kر :اإلرهKK K Kاب وعKK K Kدم المشKK K Kروعية في العالقKK K Kات الدوليKK K Kة ،مطبعة
-7أحمد أبو ال KKروس :اإلره KKاب والتط KKرف والعنف ال KKدولي ،المكتب الج KKامعي الح KKديث،
-9خليل حسين :النظام العالمي الجديد والمتغيرات Kالدولية ،دار المنهل اللبناني ،بKKيروت
.2009
55
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
دار،راقKK K Kارة على العKK K K اإلمبراطورية األمريكية واإلغ:لKK K Kنين هيكKK K Kمحمد حس -10
11 داثKKات السياسة الخارجية األمريكية بعد أحKK أولوي:اهرKKماعيل الشKKشاهر إس -11
12- Emirates center for strategie strudies and research (Editor), oil in the After math of
the Iraq War: Strategies and policies, Emirates centre for strategic studies (2006),
13- Gerry shumacher (Author) steve Gansen (Editor) A bloody Businees : America’s war
Zone contractors and the occupation of Iraq, Zenith press, (2006)
:المجالت
العدد، مجلة السياسة الدولية، األبعاد القانونية لإلرهاب الدولي: صادق رمضان. د-1
56
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
-2أ .شفيق المصري :مكافحة اإلرهاب في القانون الدولي ،مجلة شؤون األوسط ،العدد
،74يوليوز/غشت .1998
الجرائد
-1محمود قنديل :منظمة األمم المتحدة ومكافحة اإلرهاب ،جريدة الشرق األوسط ،العدد
/8342بتاريخ .30/09/2001
.http://drisslagrini-maktobblog.com -
57
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
الفهرس :
مقدمة 1.........................................................................................:
المبحث األول :أولويات السياسة الخارجية األمريكية بعد أحداث 11أيلول27. ،
المبحث الثاني :أولى خطوات اإلستراتيجية للرئيس بوش االبن ضد اإلرهاب. .،
34
المطلب األول :من أفغانستان إلى العراق بذريعة الحرب Kضد اإلرهاب35.. .،
58
اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي
خاتمة 54.......................................................................................:
الفهرس 59....................................................................................:
59