Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 59

‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫يمثل اإلرهاب الدولي تهديدا خطيرا لسائر الدول و كافة الشعوب و هجوما مباشرا‬

‫على القيم اإلنسانية و االحترام المتبادل بين الناس و مختلف األديان و الثقافات‪ ،‬و انتهاكا‬

‫صارخا لسيادة القانون و المواثيق و األعراف الدولية ‪ ،‬و الشك أن جرائم اإلرهابية بالنظر‬

‫إلى خطورتها و اتساع مداها في اآلونة األخيرة‪ ،‬و تعاظم آثارها المدمرة‪ ،‬تتطلب مواجهة‬

‫شاملة على أصعدة متعددة و في محاور مختلفة‪ ،‬سواء فكرية أو أمنية أو تشريعية‪...‬‬

‫عن البيان أن أساليب المواجهة تتباين في طبيعتها و تختلف في مداها‪ ،‬و‬ ‫و‬

‫تتفاوت آثارها‪ ،‬و هي تتطلب وضع استراتيجيات ‪ ،‬ورسم خطوط و تصميم برامج على‬

‫المدى الويل و القصير على كافة األصعدة ‪ ،‬كما هو األمر مع الواليات المتحدة األمريكية‬

‫بعد أعقاب أحداث ‪ 11‬من أيلول سبتمبر بزغت إستراتيجية جديدة التي لم نسمع عنها إال بعد‬

‫اندالع ما يسمى حرب اإلرهاب الذي مثل حجر الزاوية في اإلستراتيجية التي وضعتها إدارة‬

‫الرئيس السابق جورج بوش ‪ ،‬و التي جعلت من مكافحته أولوية قصوى ووضعته في مصاف‬

‫حرب كونية تخوضها الواليات المتحدة عن طريق تبنيها لسياسة الحرب الوقائية لظهور‬

‫تهديدات من جانب مجموعة مسلحة و العمل على توسيع دائرة الحرب مع السعي لتشكيل‬

‫تحالفات عسكرية متعددة مع األطراف و التخلي عن سياسة العزلة‪.‬‬

‫فكيف يمكن تناول مفهوم ظاهرة اإلرهاب كجريمة ضد النظام الدولي؟‬

‫‪1‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫و ما هي مالمح اإلستراتيجية األمريكية المتبعة في مجال اإلرهاب الدولي؟‬

‫و من هذا المنطلق و إلدراك أبعاد هذه الدراسة البد من اتباع منهج تحليلي يضع في‬

‫حسبانه تقسيم البحث إلى فصلين ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬ماهية اإلرهاب‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬توجهات اإلستراتيجية األمريكية لمكافحة اإلرهاب الدولي‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬ماهية اإلرهاب‬

‫منذ بداية القرن الماضي وموضوع اإلرهاب كظ‪KK‬اهرة عنيفة يحظى باهتم‪KK‬ام المفك‪KK‬رين‬

‫والفقه‪KK K‬اء ورج‪KK K‬ال السياسة ويش‪KK K‬كل مح‪KK K‬ورا أساس‪KK K‬يا لع‪KK K‬دة لق‪KK K‬اءات وم‪KK K‬ؤتمرات دولية (م‪KK K‬ؤتمر‬

‫‪2‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫بروكس‪KK‬يل لس‪KK‬نة ‪ 1956‬وكوبنه‪KK‬اجن لس‪KK‬نة ‪ ،)1936‬غ‪KK‬ير أن مجمل المح‪KK‬اوالت ال‪KK‬تي تمت في‬

‫ه‪KK‬ذا الص‪KK‬دد من أجل ص‪KK‬ياغة مفه‪KK‬وم مح‪KK‬دد دقيق للظ‪KK‬اهرة‪ ،‬انتهت بفشل نس‪KK‬بي ج‪KK‬راء اعتمادها‬

‫على ص ‪KK K‬نع ش ‪KK K‬مولية فضفاضة ومتباينة أحيانا‪.‬وقد ش ‪KK K‬هد الع ‪KK K‬الم في اآلونة اآلخ ‪KK K‬يرة العديد من‬

‫األنش ‪KK K‬طة اإلرهابية ال ‪KK K‬تي تج ‪KK K‬اوزت م ‪KK K‬داها ح ‪KK K‬دود الدولة الواح ‪KK K‬دة مما جعل منها جريمة ضد‬

‫النظام الدولي ‪ ,‬ومصالح الشعوب‪ ,‬و أمن و سالمة البشرية و حقوق األفراد األساسية ‪.‬‬

‫وه‪KK K K‬ذا ما ي‪KK K K‬دفعنا إلى تس‪KK K K‬ليط الض‪KK K K‬وء على ه‪KK K K‬ذه الظ‪KK K K‬اهرة من خالل (المبحث األول)‪،‬‬

‫لتحديد المف ‪KK‬اهيم المتع ‪KK‬ددة لإلره ‪KK‬اب‪ .‬وأهم خط ‪KK‬وط التع ‪KK‬اون ال ‪KK‬دولي لمكافحة ظ ‪KK‬اهرة اإلره ‪KK‬اب‬

‫(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم ومكانة اإلرهاب كجريمة دولية‬


‫يعد العنف بمختلف مظاهره من أقدم الظواهر المتأص‪KK‬لة في المجتمع‪KK‬ات اإلنس‪KK‬انية ال‪KK‬تي‬

‫يعت ‪KK K K‬بر الص ‪KK K K‬راع أحد أهم س ‪KK K K‬ماتها‪ ،‬وقد تع ‪KK K K‬اظمت ظ ‪KK K K‬اهرة العنف هاته في المجتمع ال ‪KK K K‬دولي‬

‫والعالق ‪KK‬ات الدولية بش ‪KK‬كل ملفت‪ ،‬المنظم ‪KK‬ات ال ‪KK‬تي تمارس ‪KK‬ها س ‪KK‬واء من حيث مظاهرها أو على‬

‫مستوى النطاق الذي تجري فيه أو بالنسبة للعدد‪.‬‬

‫ورغم الجهود الداخلية والدولية الكبيرة والمهمة التي ب‪K‬ذلت للحد من ه‪KK‬ذه الظ‪K‬اهرة ال‪K‬تي‬

‫أرقت ب ‪KK‬ال الحك ‪KK‬ام والش ‪KK‬عوب إال أنها لم ت ‪KK‬أت بنت ‪KK‬ائج مريح ‪KK‬ة‪ ،‬وما تن ‪KK‬امي الح ‪KK‬روب والعملي ‪KK‬ات‬

‫اإلرهابية في الفضاء الدولي والداخلي إال دليل على ذلك‪.‬‬

‫وتعد ظاهرة اإلرهاب مظهرا من مظاهر العنف الذي يتفشى في المجتمعات الدولية أو‬

‫في المجتمع الداخلي‪ ،‬وعلى الرغم من تنامي خطورة هذه الظ‪KK‬اهرة ال‪KK‬تي يختلف بش‪KK‬أنها اثن‪KK‬ان‪،‬‬

‫ف‪KK K K K K‬إن وضع تعريف دقيق وق‪KK K K K K‬ار لها وجهته ع‪KK K K K K‬دة ص‪KK K K K K‬عوبات ومش‪KK K K K K‬اكل تحكمها الخلفي‪KK K K K K‬ات‬

‫اإليديولوجية والمص‪KK‬لحية والمذهبية س‪KK‬واء بالنس‪KK‬بة للب‪KK‬احثين أو المفك‪KK‬رين وك‪KK‬ذا بالنس‪KK‬بة لل‪KK‬دول‬

‫التي حاولت مقاربة هذه الظاهرة‪ ،‬وهذا طبعا ما سيثير عدة إشكاالت وصعوبات عند تص‪KK‬نيف‬

‫اإلرهاب أو عند تحديد إطار قانوني واتفاقي لمكافحته‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫المطلب األول‪ :‬تعدد مفاهيم وتعاريف ظاهرة اإلرهاب‬


‫تعد ظ ‪KK‬اهرة العنف السياسي من أق ‪KK‬دم الظ ‪KK‬واهر في المجتمع اإلنس ‪KK‬اني عامة والعالق ‪KK‬ات‬

‫الدولية بص‪KK‬فة خاص‪KK‬ة‪ ،‬وقد تع‪KK‬اظمت مخ‪KK‬اطر ه‪KK‬ذه الظ‪KK‬اهرة في العق‪KK‬ود األخ‪KK‬يرة س‪KK‬واء من حيث‬

‫مظاهرها أو على مس ‪KK‬توى النط ‪KK‬اق ال ‪KK‬ذي تم ‪KK‬ارس فيه والوس ‪KK‬ائل المس ‪KK‬تخدمة فيها وك ‪KK‬ذا بالنس ‪KK‬بة‬

‫للقائمين بها والدوافع التي تغذيها‪.‬‬

‫واإلره‪KKK‬اب كص‪KKK‬ورة من ص‪KKK‬ور العن‪KKK‬ف‪ ،‬تث‪KKK‬ار بش ‪KK‬أن تعريفه وتحديد مفهومه إش ‪KK‬كاالت‬

‫مستعصية عن الحل‪ ،‬ذلك أن جل المح‪KK‬اوالت الفقهية والسياس‪KK‬ية الدولية ال‪KK‬واردة في ه‪KK‬ذا الش‪KK‬أن‬

‫ج‪KK K‬اءت متباينة تعكس في مجملها الخلفي‪KK K‬ات السياس‪KK K‬ية واإليديولوجية والمص‪KK K‬لحية ألص‪KK K‬حابها‪،‬‬

‫وعموما جاءت مجمل هذه المحاوالت فضفاضة ومتعارضة‪.‬‬

‫ومما زاد من غم ‪KK‬وض مفه ‪KK‬وم "اإلره ‪KK‬اب" هو أن التع ‪KK‬ارض بش ‪KK‬أنه موج ‪KK‬ود ح ‪KK‬تى داخل‬

‫التي‪KK‬ار الفك‪KK‬ري واإلي‪KK‬ديولوجي الواح‪KK‬د‪ ،‬إذ أن ما يعت‪KK‬بر في نظر البعض عمال "إرهابي‪KK‬ا" يس‪KK‬تلزم‬

‫المكافحة باعتب‪KK K K‬اره جريم‪KK K K‬ة‪ ،‬يبقى في نظر البعض اآلخر ش‪KK K K‬كال من أش‪KK K K‬كال ممارسة الكف‪KK K K‬اح‬

‫المشروع من أجل تقرير المصير‪.‬‬

‫وهك‪KK K K K K‬ذا نجد من الفقه‪KK K K K K‬اء من ركز على الوس‪KK K K K K‬ائل المس‪KK K K K K‬تخدمة لتعريف "اإلره‪KK K K K K‬اب"‬

‫باعتبارها معيار التمييز بين اإلرهاب عن غيره من أش‪KK‬كال العنف السياس‪KK‬ي‪ .‬وفي ه‪KK‬ذا اإلط‪KK‬ار‬

‫يع‪KK‬رف ‪" Thoronton‬اإلره‪KK‬اب" بأنه "عمل رم‪KK‬زي الغاية منه الت‪KK‬أثير على الس‪KK‬لوك السياسي‬

‫بواسطة وسائل غير اعتيادية ينتج عنها استخدام التهديد أو العنف"‪ .‬أما ‪ Walter‬فقد ركز في‬

‫‪5‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫تعريفه "لإلره ‪KK K‬اب" على معي ‪KK K‬ار الخ ‪KK K‬وف وال ‪KK K‬ذعر ال ‪KK K‬ذي تحدثه العملية "اإلرهابي ‪KK K‬ة" للمجتم ‪KK K‬ع‪،‬‬

‫وهن ‪KK‬اك من ركز على معي ‪KK‬ار العنف في تعريفه للظ‪KK‬اهرة "اإلرهابي‪KK‬ة"‪ ،‬حيث ذهب ‪Mickolus‬‬

‫إلى أن "اإلره ‪KK‬اب" هو "اس ‪KK‬تخدام أو التهديد باس ‪KK‬تخدام القلق الن ‪KK‬اجم عن العنف غ ‪KK‬ير االعتي ‪KK‬ادي‬

‫لم‪KK K‬آرب سياس‪KK K‬ية‪ ،‬يقصد منه الت‪KK K‬أثير على مواقف وس‪KK K‬لوك مجموعة اس‪KK K‬تهدفها العمل أك‪KK K‬ثر من‬

‫استهداف الضحية"‪.‬‬

‫وأخيرا هناك من ركز على الناحية اإليدولوجية واإلس‪KK‬تراتيجية‪ ،‬وه‪KK‬ذا ح‪KK‬ال ‪A. Turk‬‬

‫ال‪KK‬ذي اعت‪KK‬بر "اإلره‪KK‬اب" إيديولوجية وإ س‪KK‬تراتيجية ت‪KK‬برر اإلره‪KK‬اب الفت‪KK‬اك أو غ‪KK‬ير الفت‪KK‬اك بقصد‬

‫ردع المعارضة السياسية بزيادة الخوف لديها عن طريق ضرب أهداف عشوائية"‪ ،‬بينما ركز‬

‫آخ‪KK K K K‬رون على الناحية النض‪KK K K K‬الية لتعريف "اإلره‪KK K K K‬اب"‪ ،‬حيث ذهب ‪ Ferracuti‬إلى أن العمل‬

‫"اإلرهابي" هو " أي عمل ينفذ كجزء من وس‪KK‬يلة للنض‪KK‬ال السياسي يقصد به الت‪KK‬أثير على س‪KK‬لطة‬

‫الدولة أو على اكتس‪KKK‬اب ه‪KKK‬ذه الس‪KKK‬لطة أو ال‪KKK‬دفاع عنه‪KKK‬ا‪ ،‬ويتض ‪KK‬من اس ‪KK‬تخدام العنف الش ‪KK‬ديد ضد‬
‫‪1‬‬
‫األبرياء والمسالمين‪.‬‬

‫في حين يعرفه األس‪KK K‬تاذ أدونيس العك‪KK K‬رة باعتب‪KK K‬اره‪" :‬منهج ن‪KK K‬زاع ع‪KK K‬نيف ي‪KK K‬رمي الفاعل‬

‫بمقتضاه وبواسطة الرهبة الناجمة عن العنف إلى تغليب رأيه السياسي أو إلى فرض س‪KK‬يطرته‬

‫على المجتمع أو الدولة من أجل المحافظة على عالق ‪KK K‬ات اجتماعية عامة أو من خالل تغييرها‬
‫‪2‬‬
‫وتدميرها"‪.‬‬

‫‪ - 1‬مقتبس عن إسماعيل الغزال‪ ،‬اإلرهاب والقانوني الدولي‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى ‪( 1990‬مصر) ص ‪.13‬‬
‫‪ - 2‬أدونيس العكرة‪ :‬اإلرهاب السياسي‪ ،‬بحث في أصول الظاهرة وأبعادها اإلنسانية‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1983‬ص ‪.93‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫ومما يالحظ على ه ‪KK‬ذه التع ‪KK‬اريف –وغيرها كث ‪KK‬ير‪ -‬هو أنها وإ ن ك ‪KK‬انت قد اجته ‪KK‬دت في‬

‫اس ‪KK K‬تجالء ورصد مختلف عناصر الظ ‪KK K‬اهرة "اإلرهابي ‪KK K‬ة"‪ ،‬إال أن ترك ‪KK K‬يز كل منها على عنصر‬

‫واحد وإ غفالها للعناصر األخ ‪KK K‬رى عند مقاربتها جعل منها تع ‪KK K‬اريف جزئية ناقص ‪KK K‬ة‪ ،‬وبالت ‪KK K‬الي‬

‫قاص‪KK K K‬رة عن اإلحاطة بمختلف ج‪KK K K‬وانب ه‪KK K K‬ذه الظ‪KK K K‬اهرة المعق‪KK K K‬دة ال‪KK K K‬تي تت‪KK K K‬داخل فيها العديد من‬

‫العناصر السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫إن مصطلح اإلرهاب قديم جدا تم تدويله بكثرة‪ ،‬وهو يع‪KK‬ني في مجمله كل منا من ش‪KK‬أنه‬

‫إث ‪KK K‬ارة الف ‪KK K‬زع والخ ‪KK K‬وف في النف ‪KK K‬وس‪ ،‬ويعتقد البعض أن اس ‪KK K‬تعمال ه ‪KK K‬ذا المص ‪KK K‬طلح في أبع ‪KK K‬اده‬

‫السياس‪KK‬ية ب‪KK‬دأ في نهاية الق‪KK‬رن الث‪KK‬امن عشر للتعب‪KK‬ير عن أعم‪KK‬ال العنف ال‪KK‬تي تق‪KK‬وم بها الحكوم‪KK‬ات‬

‫لض‪KK K‬مان خض‪KK K‬وع الش‪KK K‬عوب له‪KK K‬ا‪ ،‬ثم تط‪KK K‬ور األمر وأص‪KK K‬بحت الكلمة تطلق بش‪KK K‬كل أساسي على‬

‫"إرهاب التجزئة" الذي يقوم به أفراد أو جماعات‪.3‬‬

‫ه‪KK K K‬ذا على مس‪KK K K‬توى الفقه أما على مس‪KK K K‬توى التنظيم ال‪KK K K‬دولي‪ ،‬ف‪KK K K‬إن الجمعية العامة لألمم‬

‫المتح ‪KK‬دة ب ‪KK‬ادرت منذ س ‪KK‬نة ‪ 1979‬إلى إنش ‪KK‬اء لجنة خاصة باإلره ‪KK‬اب‪ ،‬تف ‪KK‬رعت عنها ثالث لجن‬

‫تكلفت إح‪KKK‬داها بوضع تعريف ل"اإلره‪KKK‬اب" ال‪KKK‬دولي‪ ،‬غ‪KKK‬ير أن ه ‪KK‬ذه األخ ‪KK‬يرة فش ‪KK‬لت في مهمتها‬

‫هات ‪KK K‬ه‪ ،‬بفعل تب ‪KK K‬اين المواقف بين ال ‪KK K‬دول‪ ،‬خاصة بين تلك ال ‪KK K‬تي تم ‪KK K‬يز بين "اإلره ‪KK K‬اب" الف ‪KK K‬ردي‬

‫و"إرهاب" الدولة وبين "اإلرهاب" والنضال الشرعي ضد االحتالل‪.‬‬

‫‪ - 3‬إلهام محمد العاقل‪ :‬مبدأ عدم تسليم المجرمين في الجرائم السياسية (دراسة مقارنة) سلسلة الدراسات القانونية‪ ،‬مركز دراسات العالم اإلسالمي‪،‬‬
‫مالطا‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1993 ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫وخالل اجتم‪KK‬اع ل‪KK‬وزراء الخارجية باالتح‪KK‬اد األوربي في هولن‪KK‬دا لبحث أهم القض‪KK‬ايا‬

‫المرتبطة بخطط مكافحة اإلره ‪KK‬اب بت ‪KK‬اريخ ‪ ،2002-11-16‬ق ‪KK‬دمت بلجيكا ص ‪KK‬يغة مش ‪KK‬روع‬

‫لتعريف ه‪KK K‬ذه الظ‪KK K‬اهرة ح‪KK K‬ددتها في‪" :‬مختلف األفع‪KK K‬ال اإلجرامية ال‪KK K‬تي ت‪KK K‬رتكب بنية اإلره‪KK K‬اب‬

‫الجس‪KK‬يم للعامة وبه‪KK‬دف إجب‪KK‬ار س‪KK‬لطة مثل دولة أو منظمة دولية على التص‪KK‬رف على نحو معين‬

‫أو بهدف تدمير هياكل دولة أو مجتمع أو منظمة دولية"‪.4‬‬

‫وفي غي‪KK‬اب تعريف مح‪KK‬دد ومس‪KK‬تقر ومتفق عليه له‪KK‬ذه الظ‪KK‬اهرة‪ ،‬س‪KK‬نحاول تس‪KK‬ليط الض‪KK‬وء على‬

‫بعض أهم التصنيفات المرتبطة ب"اإلرهاب"‪.‬‬

‫إن أنم‪KKK‬اط " اإلره‪KKK‬اب" متع‪KKK‬ددة ومتباينة تبعا لتع‪KKK‬دد وتب ‪KK‬اين الم ‪KK‬دى والنط ‪KK‬اق والف ‪KK‬اعلين‬

‫والطبيعة األه‪KK‬داف‪ ،‬ومن ثم فاإلحاطة بكل ه‪KK‬ذه الص‪KK‬ور ص‪KK‬عبة للغاي‪KK‬ة‪ ،‬وي‪KK‬رى أحد الب‪KK‬احثين أن‬

‫هن ‪KK‬اك مع ‪KK‬ايير تمكن من التمي ‪KK‬يز بين ه ‪KK‬ذه األنم ‪KK‬اط‪ ،‬فتبعا للمعي ‪KK‬ار الت ‪KK‬اريخي يمكن التمي ‪KK‬يز بين‬

‫إرهاب الماضي واإلرهاب المعاصر‪ ،‬وعلى مستوى الطبيعة هناك اإلرهاب الث‪K‬وري والمم‪K‬يز‬

‫عن اإلرهاب الرجعي وبين االنفصالي المميز عن االنتحاري‪.‬‬

‫وفقا لمعي‪KK‬ار النط‪KK‬اق يتم التمي‪KK‬يز بين اإلره‪KK‬اب المحلي واإلره‪KK‬اب ال‪KK‬دولي‪ ،‬وعلى أس‪KK‬اس‬

‫معيار الفاعلين يتم التمييز بين اإلرهاب الفردي وإ رهاب الدولة‪.5‬‬

‫والج‪KK‬دير بال‪KK‬ذكر أن ه‪KK‬ذا التص‪KK‬نيف األخ‪KK‬ير غالبا ما يث‪KK‬ير ع‪KK‬دة إش‪KK‬كاليات فقهية وسياس‪KK‬ية‬

‫خاصة في ارتباطه بالكف ‪KK‬اح المش ‪KK‬روع ضد االس ‪KK‬تعمار‪ .‬ف ‪KK‬إذا ك ‪KK‬ان "اإلره ‪KK‬اب" الف ‪KK‬ردي هو ذلك‬

‫‪ - 4‬إلهام محمد العاقل ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.111 :‬‬


‫‪ - 5‬عبد الناصر حريز‪ :‬اإلرهاب السياسي‪ ،‬دراسة تحليلية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1996 ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.181‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫الذي يرتكبه عادة أشخاص سواء بشكل فردي أو تنظيم جماعي‪ ،‬وع‪KK‬ادة ما يوجه ضد نظ‪K‬ام أو‬

‫دولة أو ح‪KK‬تى ضد فك‪KK‬رة الدولة عموما‪ ،6‬بحيث ال يط‪K‬رح إش‪K‬كاالت دولية ب‪K‬النظر إلى خض‪KK‬وعه‬

‫لقواعد الق ‪KK K K‬انون والقض ‪KK K K‬اء ال ‪KK K K‬داخليين‪ ،‬ف ‪KK K K‬إن إره ‪KK K K‬اب الدولة يقصد من ‪KK K K‬ه‪" :‬تخويف المعارضة‬

‫وإ جبارها على طاعة الحكوم‪KK‬ة‪ ،‬أو إره ‪KK‬اب تق ‪KK‬وم به دولة وتمارسه ضد نظ ‪KK‬ام أو ش ‪KK‬عب يس‪KK‬عى‬

‫للتحرر والتخلص من االستغالل والسيطرة الخارجية‪.7‬‬

‫وعلى خالف الن‪KKK‬وع األول ف‪KKK‬إن ه‪KKK‬ذا الص‪KKK‬نف من اإلره ‪KK‬اب تحكمه مقتض ‪KK‬يات الق ‪KK‬انون‬

‫الدولي والمعاهدات الدولية ذات الصلة‪.‬‬

‫والمالحظ أن غالبية الفقه والساسة الغرب‪KKK‬يين غالبا ما يرك ‪KK‬زان عند مقاربتهما للظ ‪KK‬اهرة‬

‫"اإلرهابي ‪KK K‬ة" على الص ‪KK K‬نف األول ويغض ‪KK K‬ان الط ‪KK K‬رف عن الن ‪KK K‬وع الث ‪KK K‬اني ب ‪KK K‬الرغم من خطورته‬

‫الدولي ‪KK K‬ة‪ ،‬حيث يخلط ‪KK K‬ان ما بين حرك ‪KK K‬ات التح ‪KK K‬رر الوط ‪KK K‬ني ال ‪KK K‬تي تس ‪KK K‬عى إلى االس ‪KK K‬تقالل وبين‬

‫الحركات اإلرهابية‪ ،‬مع أن الفارق بين هذين النمطين من العنف المنظم شاسع‪.‬‬

‫" فالطابع الشعبي والدافع الوطني وعنصر القوى التي تج‪KK‬ري ض‪KK‬دها عملي‪KK‬ات المقاومة‬

‫هي العناصر األساس‪KK‬ية والمرتك‪KK‬زات‪ K‬ال‪KK‬تي تم‪KK‬يز الكف‪KK‬اح المش‪KK‬روع عن غ‪KK‬يره من أعم‪KK‬ال العنف‬

‫وال سيما اإلرهاب"‪.8‬‬

‫ومن خالل ما سبق يمكن القول أن اإلره‪K‬اب هو اس‪K‬تعمال منظم للعنف بش‪KK‬تى مظ‪KK‬اهره‬

‫المادية والمعنوية بش‪KK‬كل يث‪KK‬ير ال‪KK‬رعب والخ‪KK‬وف ويخلف خس‪KK‬ائر جس‪KK‬يمة في الفئ‪KK‬ات والمنش‪KK‬آت‬

‫‪ - 6‬مرجع سابق‪: ‬عبد الناصر ص ‪174‬‬


‫‪ - 7‬اسماعيل الغزال‪ :‬اإلرهاب والقانون الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 8‬عبد الناصر حريز‪ :‬اإلرهاب السياسي‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪.124‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫واآللي‪KK K‬ات المس‪KK K‬تهدفة بغية تحقيق أه‪KK K‬داف سياس‪KK K‬ية أو شخص‪KK K‬ية بالش‪KK K‬كل ال‪KK K‬ذي يتن‪KK K‬افى وقواعد‬

‫القانون الداخلي والدولي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلرهاب كجزء من الجريمة الدولية‬

‫على ال‪KK‬رغم من أن اإلره‪KK‬اب نمطا ق‪KK‬ديما في عالق‪KK‬ات ال‪KK‬دول إال أنه أص‪KK‬بح منتش‪KK‬را" في‬

‫عصر الح ‪KK K‬رب الب ‪KK K‬اردة‪ ،‬فلقد ك ‪KK K‬ان وس ‪KK K‬يلة خاطئة لحسم النزاع ‪KK K‬ات الدبلوماس ‪KK K‬ية والدولية بين‬

‫البلدان رغم وجود القوانين التي تتخذ مواقف متشددة‪ ،‬ضد هذا الفعل‪.‬‬

‫وفي الق ‪KK K‬انون ال ‪KK K‬دولي‪ ،‬ف ‪KK K‬إن اإلره ‪KK K‬اب يقع ض ‪KK K‬من نط ‪KK K‬اق الج ‪KK K‬رائم‪ ،‬كما أنه يعد جريمة‬

‫دولي ‪KK‬ة‪ ،‬فالجريمة ال ‪KK‬تي ت ‪KK‬رتكب بحق اإلنس ‪KK‬انية في الق ‪KK‬انون ال ‪KK‬دولي هي الج ‪KK‬رائم ال ‪KK‬تي تتمثل في‬

‫انته‪KK K‬اك حق‪KK K‬وق البشر وال‪KK K‬تي تع‪KK K‬رف الي‪KK K‬وم بحق‪KK K‬وق الجيل األول‪ ،‬وهي في رأي األس‪KK K‬تاذ أكين‬

‫أويب‪KK‬ود‪ ،‬ف‪KK‬إن تلك الحق‪KK‬وق تتج‪KK‬اوز مس‪KK‬توى كونها مج‪KK‬رد حق‪KK‬وق سياس‪KK‬ية يتمتع بها البشر نتيجة‬

‫االتص ‪KK‬ال االجتم ‪KK‬اعي بين الدولة والف ‪KK‬رد‪ .‬إذ أنها تش ‪KK‬كل حق ‪KK‬وق األف ‪KK‬راد ال ‪KK‬تي ال يمكن التن ‪KK‬ازل‬

‫عنها والتي وهبتها الطبيعة‪ ،‬وبالتالي فإنها تؤلف شكل القوانين التي تعرف بالحجج‪.‬‬

‫وحسب التعريف فإن الحجج هي أعراف قاطعة ال يسمح باالنتقاص من قدرها‪.‬‬

‫وال يص ‪KK‬عب علينا أن نالحظ هنا ب ‪KK‬أن تعليق وصف الفعل بأنه جريمة دولية على اتف ‪KK‬اق‬

‫الدول قد يعني بأن أفعاال معينة يمكن أن تبقى خارج دائرة هذا الوصف ما لم تتفق الدول على‬

‫‪10‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫ش‪KK‬مولها ب‪KK‬ه‪ ،‬إال أن تزايد األخط‪KK‬ار على المجتمع ال‪KK‬دولي ج‪KK‬راء تزايد ه‪KK‬ذه األفع‪KK‬ال ي‪KK‬دفع ال‪KK‬دول‬

‫إلى تحديد هذه األفعال بأنها جرائم دولية‪.‬‬

‫ويمكننا أن نلمس ه‪K‬ذه الحقيقة في البحث المس‪K‬تمر عن تعريف ش‪K‬امل لإلره‪K‬اب بال‪K‬ذات‪،‬‬

‫وذلك بالرغم من توصل المجتمع الدولي إلى تحديد بعض أشكال "اإلرهاب"‪.‬‬

‫ف‪KK K‬المراد من التوصل إلى تعريف ش‪KK K‬امل لإلره‪KK K‬اب ما هو إال الحيلولة دون بق‪KK K‬اء أفع‪KK K‬ال‬

‫إرهابية خ‪KK‬ارج التعري‪KK‬ف‪ -‬أي بق‪KK‬اء ج‪KK‬رائم غ‪KK‬ير متفق دوليا على أنها ج‪KK‬رائم دولي‪KK‬ة‪ -‬وقد ب‪KK‬ذلت‬

‫محاوالت مختلفة لتحديد الجرائم الدولية‪.‬‬

‫ومن ه ‪KK‬ذه المح ‪KK‬اوالت مش ‪KK‬روع – بيالجو وينجس ‪KK‬بريد ع ‪KK‬ام ‪ -1972‬لعقد اتف ‪KK‬اق خ ‪KK‬اص‬

‫ب‪KK‬الجرائم الدولي‪KK‬ة‪ .‬وفي مش‪KK‬روع االتف‪KK‬اق ه‪KK‬ذا‪ ،‬ح‪KK‬دد ع‪KK‬دد الج‪KK‬رائم بأنها ج‪KK‬رائم بم‪KK‬وجب الق‪KK‬انون‬

‫ال‪KK‬دولي ويع‪KK‬اقب بس‪KK‬ببها األف‪KK‬راد‪ ،‬س‪KK‬واء ألفت ه‪KK‬ذه الج‪KK‬رائم أم لم تؤلف ج‪KK‬رائم بم‪KK‬وجب الق‪KK‬وانين‬

‫الجنائية الوطنية‪.‬‬

‫أما الجرائم الدولية ذاتها فقد حددت بطريقتي‪:‬‬

‫‪ -1‬األولى تحديد االتفاقات الدولية التي حددت فيها جرائم معينة وهذه الجرائم هي‪:‬‬

‫الج ‪KK‬رائم المرتكبة ضد الس ‪KK‬لم كما يح ‪KK‬ددها ميث ‪KK‬اق المحكمة العس ‪KK‬كرية لمحاكمة كب ‪KK‬ار مج ‪KK‬رمي‬

‫الح‪KK K‬رب ال‪KK K‬ذي وضع ع‪KK K‬ام ‪ ،1945‬وج‪KK K‬رائم الح‪KK K‬رب والج‪KK K‬رائم المرتكبة ضد اإلنس‪KK K‬انية كما‬

‫يحددها هذا الميث‪KK‬اق أيضا واألفع‪KK‬ال ال‪KK‬تي يع‪KK‬اقب مرتكبوها بم‪KK‬وجب اتف‪KK‬اقيتي ج‪KK‬نيف الص‪KK‬ادرتين‬

‫‪11‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫ع ‪KK K‬ام ‪ ،1949‬وجريمة إب ‪KK K‬ادة الجنسي البش ‪KK K‬ري كما ح ‪KK K‬ددها اتف ‪KK K‬اق ‪ 1948‬الخ‪KK K‬اص بمنع ه‪KK K‬ذه‬

‫الجريمة المعاقبة عليها‪ ،‬والرق والمتاجرة بالرقيق وغيرها من الممارس‪K‬ات المش‪K‬ابهة كما نص‬

‫عليها في اتف‪KK K‬اق ع‪KK K‬ام ‪ 1926‬الخ‪KK K‬اص ب‪KK K‬الرقيق وبروتوك‪KK K‬ول ع‪KK K‬ام ‪ 1953‬واالتف‪KK K‬اق اإلض‪KK K‬افي‬

‫الص ‪KK‬ادر ع ‪KK‬ام ‪ .1956‬والقرص ‪KK‬نة كما ح ‪KK‬دها اتف ‪KK‬اقي ع ‪KK‬ام ‪ 1982 – 1958‬الخ ‪KK‬اص بق ‪KK‬انون‬

‫البح‪KK‬ار‪ ،‬واالختط‪KK‬اف وما يتعلق به من ج‪KK‬رائم كما يعرفها اتف‪KK‬اق قمع االس‪KK‬تيالء غ‪KK‬ير المش‪KK‬روع‬

‫على الطائرات الصادر عام ‪ .1970‬والمتاجرة الدولية بالمخدرات واألفعال األخرى المعاقب‬

‫عليها بم‪KK K‬وجب االتف‪KK K‬اق الخ‪KK K‬اص بالمخ‪KK K‬درات الص‪KK K‬ادر ع‪KK K‬ام ‪ 1961‬وبروتوك‪KK K‬ول تعديله ع‪KK K‬ام‬

‫‪.1972‬‬

‫‪ -2‬أما الطريقة الثانية ال ‪KK K K K K‬تي أخذ بها المش ‪KK K K K K‬روع لتحديد الج ‪KK K K K K‬رائم الدولية فهي تحديد‬

‫أصناف عامة يعتبر كل فعال ينتسب إلى واحد منها جريمة دولية ومن هذه األصناف‪:‬‬

‫تص‪KK‬ميم الح‪KK‬رب العدوانية أو إع‪KK‬دادها أو المب‪KK‬ادرة إليها أو ش‪KK‬نها‪ ،‬أو أية ح‪KK‬رب تعد خرقا‬

‫للمعاه ‪KK‬دات واتفاق ‪KK‬ات أو تأكي ‪KK‬دات دولي ‪KK‬ة‪ ،‬وج ‪KK‬رائم الح ‪KK‬رب ال ‪KK‬تي تؤلف خرقا لق ‪KK‬وانين الح ‪KK‬رب‬

‫وأعرافها والمرتكبة في مج ‪KK‬رى منازع ‪KK‬ات مس ‪KK‬لحة ذات ط ‪KK‬ابع دولي أو غ ‪KK‬ير دولي‪ ،‬والج ‪KK‬رائم‬

‫المرتكبة ضد اإلنس‪KK K K K‬انية والمجس‪KK K K K‬دة في إب‪KK K K K‬ادة الجنس البش‪KK K K K‬ري والقتل الجم‪KK K K K‬اعي واإلب‪KK K K K‬ادة‬

‫واالس‪KK K‬ترقاق والنفي واالض‪KK K‬طهاد العنص‪KK K‬ري أو السياسي أو ال‪KK K‬ديني أو الثق‪KK K‬افي‪ ،‬وش‪KK K‬ملت ه‪KK K‬ذه‬

‫األص ‪KK K‬ناف ال ‪KK K‬تي تع ‪KK K‬رف الج ‪KK K‬رائم الدولية أو تع ‪KK K‬الج المس ‪KK K‬ائل المتعلقة بمنعها أو المعاقبة عليها‬

‫شريطة أن يؤدي تطبق هذه االتفاقيات إلى نتيجة مالئمة‪ ،‬وإ ال طبقا نصوص هذا االتفاق‪.9‬‬
‫‪ - 9‬تركي ظاهر‪ ،‬اإلرهاب الدولي‪ ،‬دار الحسام‪ ،‬بيروت‪ j،‬ط‪ ،1994 ،1‬ص ‪.97-96‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫ك‪KK K‬ذلك أعم‪KK K‬ال اعنف الموجهة إلى األش‪KK K‬خاص ال‪KK K‬ذين يتمتع‪KK K‬ون بحماية بم‪KK K‬وجب الق‪KK K‬انون‬

‫ال ‪KK‬دولي‪ ،‬أعم ‪KK‬ال اإلره ‪KK‬اب الدولية بص ‪KK‬فتها أفع ‪KK‬اال إجرامية ي ‪KK‬راد بها خلق حالة من ال ‪KK‬رعب في‬

‫أذهان أشخاص معينين أو جماعة من األشخاص والجمهور بصورة عامة‪.‬‬

‫وأخ‪KK‬يرا‪ ،‬عد مش‪KK‬روع االتف‪KK‬اق تل‪KK‬ويث البيئ‪KK‬ة‪ ،‬ال‪KK‬ذي يس‪KK‬بب ض‪KK‬ررا لحصة الجنس البش‪KK‬ري‬

‫أو أمنه أو رفاهيته جريمة دولي ‪KK‬ة‪ .‬ومن المالحظ بص ‪KK‬ورة عام ‪KK‬ة‪ ،‬أن التحديد التقلي ‪KK‬دي للجريمة‬

‫الدولية لم يعد كافي ‪KK‬ا‪ ،‬فبم ‪KK‬وجب ه ‪KK‬ذا التحدي ‪KK‬د‪ ،‬تك ‪KK‬ون الجريمة دولية إذا ارتكبت على إقليم دولة‬

‫أخ‪KK‬رى وأح‪KK‬دثت نت‪KK‬ائج ذات ط‪KK‬ابع دولي وانط‪KK‬وت على تط‪KK‬بيق الق‪KK‬انون ال‪KK‬دولي بص‪KK‬ورة مباش‪KK‬رة‬

‫أو غير مباشرة‪.‬‬

‫إن فكرة الجريمة الدولية ش‪K‬هدت في الس‪K‬نوات األخ‪K‬يرة تطبيق‪K‬ات أو ممارس‪K‬ات أوسع مما‬

‫ك ‪KK‬انت عليه من قبل وك ‪KK‬ان من بين ه ‪KK‬ذه التطبيق ‪KK‬ات تلك الج ‪KK‬رائم ال ‪KK‬تي ت ‪KK‬رق ما يمكن أن نس ‪KK‬ميه‬

‫بالنظام االجتماعي للمجتمع الدولي‪ ،‬ذلك النظام الذي يفرضه القانون الدولي‪ ،‬ويستش‪KK‬هد بعض‬

‫الكتاب بهذا الشأن بجرائم المتاجرة بالنساء واألطفال وتزوير العمالت‪.‬‬

‫ومن بين التطبيق ‪KK‬ات الواس ‪KK‬عة والحديثة نس ‪KK‬بيا في الجريمة الدولية اس ‪KK‬تخدام وس ‪KK‬ائل عنف‬

‫متط‪KK‬ور في تنفي‪KK‬ذها‪ .‬مما يع‪KK‬رض أمن ال‪KK‬دول الع‪KK‬ام للخط‪KK‬ر‪ .‬وهك‪KK‬ذا ف‪KK‬إن الجريمة تمس مص‪KK‬الح‬

‫ط‪KK‬رف ث‪KK‬الث أو ع‪KK‬دة أط‪KK‬راف آخ‪KK‬رين أي أنها تؤلف فعال يتج‪KK‬اوز الغ‪KK‬رض المباشر ال‪KK‬ذي يبغيه‬

‫الفاعل والدول الموجه ضدها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫وأمث‪KK K‬ال ه‪KK K‬ذه األفع‪KK K‬ال توصف بص‪KK K‬ورة عامة بأنها أفع‪KK K‬ال إرهابية مرتكبة على مس‪KK K‬توى‬

‫دولي‪ .‬أي جرائم إرهاب دولي‪.‬‬

‫والواقع أن اإلرهاب‪ ،‬برغم االختالفات الناشئة حول تعريفه‪ ،‬كان يعد جريمة دولية منذ‬

‫ف‪KK‬ترة طويل‪KK‬ة‪ ،‬وك‪KK‬ان من الط‪KK‬بيعي أن ت‪KK‬برز ص‪KK‬فته ه‪KK‬ذه في ال‪KK‬وقت الحاضر نتيجة اتس‪KK‬اع نطاقه‬

‫وتزايد مخ ‪KK K K‬اطره على نط ‪KK K K‬اق دولي‪ ،‬وهو يعد الي ‪KK K K‬وم جريمة دولية باإلجم ‪KK K K‬اع تقريب ‪KK K K‬ا‪ ،‬ورغم‬

‫االختالف على مص‪KK K‬در دولية ه‪KK K‬ذه الجريم‪KK K‬ة‪ ،‬ف‪KK K‬البعض ي‪KK K‬رى أن اإلره‪KK K‬اب جريمة دولية ألنه‬

‫يؤدي إلى تهديد السلم الدولي وتدهور العالقات الدولية‪.‬‬

‫وي ‪KK K K‬راه بعض آخر فعال يرتكبه أف‪KK K K‬راد أو مجموعة أف‪KK K K‬راد أو منظم ‪KK K K‬ات خاصة في إقليم‬

‫أخرى أو أي فعل يؤثر بطريقة ما في مصالح دولة أخرى‪.‬‬

‫وذهب آخ ‪KK K K‬رون إلى أن باإلمك ‪KK K K‬ان وصف فعل إره ‪KK K K‬ابي ما بأنه دولي ليس فقط عن ‪KK K K‬دما‬

‫يش‪KK‬مل عنص‪KK‬را خارجي‪KK‬ا‪ ،‬أي الض‪KK‬حية أو الخس‪KK‬ائر أو مس‪KK‬رح الح‪KK‬دث‪ ،‬بل ك‪KK‬ذلك عن‪KK‬دما ترتكبه‬

‫دولة ضد إح‪KK‬دى حرك‪KK‬ات التح‪KK‬رر أو ضد دولة أخ‪KK‬رى‪ ،‬واع‪KK‬بر ه‪KK‬ؤالء الش‪KK‬عوب المناض‪KK‬لة من‬

‫أجل تحقيق مص‪KK K K‬يرها من أش‪KK K K‬خاص الق‪KK K K‬انون ال‪KK K K‬دولي‪ ،‬ومن ثم ف‪KK K K‬إن ما يتع‪KK K K‬رض له من عمل‬

‫إرهابي يعد جريمة دولية‪.10‬‬

‫والحقيقة أن اإلرهاب الدولي‪ ،‬بإلحاقه أضرارا‪ K‬مختلفة بمصالح األف‪KK‬راد وال‪KK‬دول على حد‬

‫س ‪KK K‬واء يتن ‪KK K‬اقض وع ‪KK K‬دد من المواثيق واالتفاقي ‪KK K‬ات الدولي ‪KK K‬ة‪ .‬فمثال "إن ديباجة الميث ‪KK K‬اق ال ‪KK K‬دولي‬

‫‪ - 10‬تركي ظاهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97 :‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫الخ‪KKK‬اص ب‪KKK‬الحقوق المدنية والسياس‪KKK‬ية النافذ المفع‪KKK‬ول منذ ع ‪KK‬ام ‪ .1977‬تؤكد حق الف ‪KK‬رد في أن‬

‫يتمتع ب‪KK‬التحرر من الخ‪KK‬وف أي من اإلره‪KK‬اب‪ .‬وتعلن أح‪KK‬دى م‪KK‬واد ه‪KK‬ذا الميث‪KK‬اق ب‪KK‬أن لكل ش‪KK‬خص‬

‫‪ 11‬حق الحياة وبأن ما من شخص تسلب حياته اعتباطا"‪.‬‬

‫ويق‪KK K‬رر اإلعالن الع‪KK K‬المي لحق‪KK K‬وق اإلنس‪KK K‬ان الص‪KK K‬ادر ع‪KK K‬ام ‪ 1948‬ب‪KK K‬أن لكل ش‪KK K‬خص حق‬

‫الحي ‪KK‬اة والحرية واألمن الشخص ‪KK‬ي‪ ،‬ويح ‪KK‬رم إعالن مب ‪KK‬ادئ الق ‪KK‬انون ال ‪KK‬دولي المتعلقة بالعالق ‪KK‬ات‬

‫الودية والتع‪KK‬اون بين ال‪KK‬دولي وفقا لميث ‪KK‬اق األمم المتح‪KK‬دة الص‪KK‬ادر ع‪KK‬ام ‪ ،1970‬تنظيم األنش‪KK‬طة‬

‫اإلرهابية ضد الدول أو التحريض على ارتكابها‪.12‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التعاون الدولي بمثابة حجر الزاوية في مكافحة‬


‫اإلرهاب‪.‬‬
‫ك ‪KK‬ان رد المجتمع ال ‪KK‬دولي على اإلره ‪KK‬اب قويا وحازما بعد أح ‪KK‬داث ‪ 11‬س ‪KK‬بتمبر ‪،2001‬‬

‫وهناك اتفاق عام جوهريا حول األهداف والخطوط العامة‪ ،‬رغم وج‪KK‬ود اختالف‪K‬ات في ما يع‪KK‬ني‬

‫الترك‪KK‬يز على األدوات العس‪KK‬كرية وبف‪KK‬رض "تنفيذ الق‪KK‬انون" بش‪KK‬كل قس‪KK‬ري وأيضا ح‪KK‬ول الج‪KK‬وانب‬

‫‪ - 11‬د‪ .‬صادق رمضان‪ :‬األبعاد القانونية لإلرهاب الدولي‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،85‬يوليو‪.1986 ،‬‬
‫‪ - 12‬د‪ .‬صادق رمضان‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫المتعلقة بالوقاية من اإلره‪KK K K‬اب ومكافحته وتلك ال‪KK K K‬تي تع‪KK K K‬ني الظ‪KK K K‬روف ال‪KK K K‬تي يمكن أن تش‪KK K K‬جع‬

‫انتشار الدعاية المتطرفة وتجنيد اإلرهابيين‪.‬‬

‫واالتح‪K‬اد األوروبي من جانبه يش‪K‬دد على الحاجة إلى مقاربة متكامل‪K‬ة‪ ،‬تحقق التفاعل بين‬

‫األدوار الجوهرية ال‪K‬تي تلعبها العناصر المختلفة المش‪K‬كلة له‪K‬ذا المنهج (التحري‪K‬ات االستقص‪K‬ائية‬

‫و االس‪KKK‬تخباراتية و البعد السياسي – الدبلوماسي والح‪KKK‬وار بين الثقاف ‪KK‬ات والح ‪KK‬وار بين األدي ‪KK‬ان‬

‫ومكافحة التمويل وأمن النقل وإ س‪KK K K K K K K K K K K‬تراتيجية مكافحة التجنيد ونشر الفكر الراديك‪KK K K K K K K K K K K‬الي أو‬

‫المتشدد)‪.‬‬

‫وحسب أحد المب ‪KK‬ادئ األساس ‪KK‬ية لالتح ‪KK‬اد األوروبي‪ ،‬وهو المب ‪KK‬دأ ال ‪KK‬ذي اع ‪KK‬ترفت به األمم‬

‫المتح ‪KK‬دة أيضا في ع ‪KK‬دد من وثائقه ‪KK‬ا‪ ،‬مثل اإلس ‪KK‬تراتيجية الش ‪KK‬املة لمكافحة اإلره ‪KK‬اب ال ‪KK‬تي أقرتها‬

‫الجمعية العامة في س‪KK‬بتمبر – أيل‪KK‬ول ‪ ،2006‬يجب أن تط‪KK‬ور أعم‪KK‬ال مكافحة اإلره‪KK‬اب في ظل‬

‫احترام القانون الدولي لحقوق اإلنسان والقانون اإلنساني الدولي وسيادة القانون‪.‬‬

‫وتبدو أهمية التص‪K‬نيف األخ‪K‬ير ملحة في ظل الظرفية الدولية الراهنة ال‪K‬تي تتم‪K‬يز ب‪K‬دخول‬

‫الوالي‪KK K‬ات المتح‪KK K‬دة وإ س‪KK K‬رائيل في غم‪KK K‬ار حملة إعالمية ورس‪KK K‬مية دولية نحو "أس‪KK K‬لمة وتع‪KK K‬ريب"‬

‫اإلرهاب وتمييع عمل حركات التحرر الوطني الفلسطينية في مواجهة إره‪KK‬اب الدولة الرس‪KK‬مي‬

‫اإلسرائيلي‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫المطلب األول‪ :‬الجهود الدولية الحتواء الظاهرة اإلرهابية‬


‫إن مواجهة العنف بكل مظ‪KK K‬اهره في العالق‪KK K‬ات الدولية وجه‪KK K‬ود التض‪KK K‬ييق على اس‪KK K‬تخدام‬

‫الق‪KK K‬وة في المجتمع ال‪KK K‬دولي تع‪KK K‬ود إلى ع‪KK K‬ام ‪ 1907‬عن‪KK K‬دما تمت المص‪KK K‬ادقة على اتفاقية اله‪KK K‬اي‬

‫الثانية المعروفة ب "دراكو بورتر" التي أكدت على ضرورة الحد من استعمال القوة في س‪KK‬بيل‬

‫اس ‪KK‬ترداد ال ‪KK‬ديون المس ‪KK‬تحقة‪ ،‬وك ‪KK‬ذا عهد عص ‪KK‬بة األمم المرفق بمعاه ‪KK‬دات ب ‪KK‬اريس لس ‪KK‬نة ‪1919‬‬

‫ال‪KK‬ذي يقيد اس‪KK‬تخدام ه‪KK‬ذا الحق ويؤجله دون تحريمه نهائي‪KK‬ا‪ ،‬حيث تم التمي‪KK‬يز بين الح‪KK‬روب غ‪KK‬ير‬

‫المش ‪KK‬روعة‪ ،‬ثم ج ‪KK‬اء ميث ‪KK‬اق "بري ‪KK‬ان كيل ‪KK‬وج" بت ‪KK‬اريخ ‪ 1927-08-27‬ليسد نس ‪KK‬بيا ه ‪KK‬ذا النقص‬

‫بع‪KK K‬دما ركز وألول م‪KK K‬رة على الج‪KK K‬وانب الوقائية لمب‪KK K‬دأ األمن الجم‪KK K‬اعي حيث أكد على تح‪KK K‬ريم‬

‫الح‪KK K‬رب ليس كوس‪KK K‬يلة من وس‪KK K‬ائل حل المنازع‪KK K‬ات والمش‪KK K‬اكل الدولية فقط وإ نما باعتبارها أداة‬

‫لتنفيذ سياسة الدولة القومية أيضا‪.‬‬

‫ومع اندالع الحرب العالمية الثانية تبين عدم فاعلية هذه الجهود بالش‪KK‬كل المطل‪K‬وب‪ ،‬وهو‬

‫ما جعل منظمة األمم المتح ‪KK‬دة ال ‪KK‬تي ق ‪KK‬امت على أنق ‪KK‬اض عص ‪KK‬بة األمم تنص ص ‪KK‬راحة وض ‪KK‬من‬

‫مبادئها األساس ‪KK K‬ية على مب ‪KK K‬دأ ع ‪KK K‬دم اس ‪KK K‬تخدام أو التهديد باس ‪KK K‬تعمال الق ‪KK K‬وة في العالق ‪KK K‬ات الدولية‬

‫(الفق‪KK K‬رة الرابعة من الم‪KK K‬ادة الثانية من الميث‪KK K‬اق) كما منعت المنظمة الت‪KK K‬دخل في ش‪KK K‬ؤون ال‪KK K‬دول‬

‫وربطت ذلك باستثنائين هما‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫حالة ال ‪KK K‬دفاع الش ‪KK K‬رعي الف ‪KK K‬ردي أو الجم ‪KK K‬اعي (الم ‪KK K‬ادة ‪ 51‬من الميث ‪KK K‬اق)‪ ،‬وحالة ت ‪KK K‬دخل‬

‫المنظمة لمواجهة تهديد الس‪KK‬لم واألمن ال‪KK‬دوليين أو اإلخالل بهما أو عند وق‪KK‬وع ح‪KK‬االت عدوانية‬

‫(المادتين ‪ 41‬و‪ 42‬من الميثاق)‪.13‬‬

‫أما بخص ‪KK‬وص مكافحة ظ ‪KK‬اهرة اإلره ‪KK‬اب فقد تن ‪KK‬امي ال ‪KK‬وعي ال ‪KK‬دولي في العق ‪KK‬ود األخ ‪KK‬يرة‬

‫بأهمية مكافحتها من خالل إجراءات جماعية مشتركة وفعالة في إطار من التنسيق والتعاون‪.‬‬

‫فعلى مس ‪KK‬توى منظمة األمم المتح ‪KK‬دة فقد أدرج موض ‪KK‬وع اإلره ‪KK‬اب ض ‪KK‬من ج ‪KK‬دول أعم ‪KK‬ال‬

‫الدورة ‪ 27‬للجمعية العامة عام ‪ 1972‬بناء على مبادرة من األمين العام األممي‪ ،‬غ‪KK‬ير أنها لم‬

‫تحقق نتائج ملموسة في هذا الشأن‪.‬‬

‫ويمكن أن نش‪KK K K K‬ير هنا إلى بعض جه‪KK K K K‬ود الجمعية في ه‪KK K K K‬ذا الش‪KK K K K‬أن من قبيل قرارها رقم‬

‫‪ 2625‬ال ‪KK K‬ذي اتخذته في دورتها ‪ 25‬بت ‪KK K‬اريخ ‪ 24‬أكت ‪KK K‬وبر ‪ 1970‬والمرتبط ب ‪KK K‬إعالن مب ‪KK K‬ادئ‬

‫الق ‪KK K‬انون ال ‪KK K‬دولي بش‪KK K‬أن العالق ‪KK K‬ات الودية والتع‪KK K‬اون بين ال‪KK K‬دول‪ .‬حيث تم التأكيد على "وج ‪KK K‬وب‬

‫االمتن‪KK‬اع عن تنظيم الق‪KK‬وات غ‪KK‬ير النظامية أو العص‪KK‬ابات المس‪KK‬لحة ‪ "...‬ثم قرارها رقم ‪ 8‬ال‪KK‬ذي‬

‫اتخذته في دورتها ‪ 32‬س ‪KK‬نة ‪ 1977‬والمرتبط بس ‪KK‬المة المالحة الجوية وال ‪KK‬ذي أك ‪KK‬دت فيه على‬

‫إدانة كل أعم‪KK‬ال خطف الط‪KK‬ائرات وكل ما ي‪KK‬ؤدي إلى تمهيد س‪KK‬المتها وس‪KK‬المة راكبيه‪KK‬ا‪ .‬وهن‪KK‬اك‬

‫قرارها رقم ‪ 146‬الدورة ‪ 34‬بتاريخ ‪ 17‬دجن‪KK‬بر ‪ 1979‬ال‪KK‬ذي اعتمد االتفاقية الدولية الخاصة‬

‫بمناهضة احتجاز الرهائن‪.‬‬

‫‪ - 13‬محمود قنديل‪ :‬منظمة األمم المتحدة ومكافحة اإلرهاب‪ ،‬جريدة الشرق األوسط‪ ،‬العدد ‪ ،8342‬بتاريخ ‪ ،30/09/2001‬ص ‪17‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫وبت‪KK‬اريخ ‪ 11‬دجن‪KK‬بر ‪ 1973‬تبنت الجمعية العامة ق‪K‬رارا نص على دراسة وج‪K‬وب اتخ‪K‬اذ‬

‫إج ‪KK‬راءات لمنع اإلره ‪KK‬اب‪ ،‬ثم ألحقت به ق ‪KK‬رارا ص ‪KK‬ادرا في ‪ 14‬دجن ‪KK‬بر من نفس الس ‪KK‬نة تمح ‪KK‬ور‬

‫حول منع ومعاقبة الجرائم المرتكبة بحق الشخصيات التي تقع تحت حماية القانون الدولي‪.‬‬

‫وفي الس‪KK K‬ابع من ش‪KK K‬هر دجن‪KK K‬بر اتخ‪KK K‬ذت الجمعية العامة ق‪KK K‬رارا مهما أدانت فيه اإلره‪KK K‬اب‬

‫الرس‪KK‬مي واألنظمة العنص‪KK‬رية واالحتف‪KK‬االت األجنبي‪KK‬ة‪ ،‬وتض‪KK‬من ال‪KK‬دعوة إلى عقد م‪KK‬ؤتمر لتحديد‬

‫مفهوم اإلرهاب وقد عارضته الواليات المتحدة وإ سرائيل‪.14‬‬

‫ومن جهة أخ‪KK‬رى وح‪KK‬تى س‪KK‬نة ‪ 1997‬وصل ع‪KK‬دد االتفاقي‪KK‬ات الدولية ال‪KK‬تي تعلق ب‪KK‬الجرائم‬

‫المرتبطة باإلره‪KK‬اب وال‪KK‬تي أودعت في األمم المتح‪KK‬دة إح‪KK‬دى عشر اتفاقي‪KK‬ة‪ ،‬وتتن‪KK‬اول كل واح‪KK‬دة‬

‫منها جانبا محددا من جوانب الجهود الرامية إلى القضاء على اإلرهاب‪.‬‬

‫ومن أهم االتفاقيات في هذا الشأن نذكر ‪ :‬اتفاقية جنيف لسنة ‪ 1937‬المرتبطة بمواجهة‬

‫اإلره‪KK K‬اب واتفاقية واش‪KK K‬نطن لس‪KK K‬نة ‪ 1971‬الخاصة بمنع ومعاقبة أعم‪KK K‬ال اإلره‪KK K‬اب ال‪KK K‬تي تأخذ‬

‫ش ‪KK‬كل ج ‪KK‬رائم ضد األش ‪KK‬خاص وغ ‪KK‬يرهم من الفئ ‪KK‬ات ذات األهمية الدولي ‪KK‬ة‪ ،‬ثم االتفاقية األوربية‬

‫لقمع اإلره‪KK K‬اب و الموقعة بت‪KK K‬اريخ ‪ 1977-01-27‬بستراس‪KK K‬بورغ الفرنس‪KK K‬ية‪ ،‬حيث تض‪KK K‬منت‬

‫الئحة لألفع ‪KK‬ال الخاض ‪KK‬عة للتس ‪KK‬ليم واالختص ‪KK‬اص القض ‪KK‬ائي‪ ...‬ثم هن ‪KK‬اك اتفاقية طوكيو الموقعة‬

‫بت‪K‬اريخ ‪ 14‬ش‪K‬تنبر ‪ 1963‬بش‪K‬أن حماية المالحة الجوية وقد اعترتها بعض الن‪K‬واقص مثل ع‪K‬دم‬
‫‪15‬‬
‫اعتبار هذا االستيالء على الطائرات جرائم تستوجب العقاب‪...‬‬

‫‪ - 14‬عبد الواحد الناصر‪ ،‬اإلرهاب وعدم المشروعية في العالقات الدولية‪ ،‬مطبعة النجاح ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ .2002‬ص‪139 :‬‬
‫‪ - 15‬أحمد أبو الروس‪ :‬اإلرهاب والتطرف والعنف الدولي‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ .2001 ،‬ص ‪198‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫وج‪KK‬اءت اتفاقية اله‪KK‬اي لع‪KK‬ام ‪ 1970‬الخاصة بحماية المالحة الجوية أيضا لسد الثغ‪KK‬رات‬

‫الحاص ‪KK‬لة في االتفاقية الس ‪KK‬ابقة حيث ج ‪KK‬اءت أك ‪KK‬ثر ش ‪KK‬موال في معالجة ظ ‪KK‬اهرة االختط ‪KK‬اف‪ ،‬ومع‬

‫ذلك اعترتها ب ‪KK K K K‬دورها بعض الن ‪KK K K K‬واقص خاصة فيما يتعلق بع ‪KK K K K‬دم تحريمها لبعض األنش ‪KK K K K‬طة‬

‫اإلرهابية التي تمس مالحة الطيران المدني‪ ،‬كتلك المرتبطة باالشتراك والش‪KK‬روع ال‪K‬تي تتم في‬

‫الط‪KK K K K K K K K‬ائرة وهي جاثمة على األرض وج‪KK K K K K K K K‬اءت اتفاقية مونتلاير لس‪KK K K K K K K K‬نة ‪ 1971‬لسد ما لحق‬
‫‪16‬‬
‫باالتفاقيتين السابقتين من ثغرات وهفوات حيث جاءت أكثر دقة وشموال‪.‬‬

‫وهن‪KK K K K‬اك أيضا االتفاقية الدولية لقمع األعم‪KK K K K‬ال غ‪KK K K K‬ير المش‪KK K K K‬روعة ضد المالحة البحرية‬

‫الموقعة بروما بتاريخ ‪ 10‬مارس ‪.1989‬‬

‫وه ‪KK K‬ذا طبعا باإلض ‪KK K‬افة إلى العديد من الم ‪KK K‬ؤتمرات واللق ‪KK K‬اءات الدولية ال ‪KK K‬تي اهتمت به ‪KK K‬ذا‬

‫الش‪KK‬لن‪ ،‬ون‪KK‬ذكر في ه‪KK‬ذا الخص‪KK‬وص قمة "ص‪KK‬انعي الس‪KK‬الم" المنعق‪KK‬دة بش‪KK‬رم الش‪KK‬يخ بمصر بت‪KK‬اريخ‬

‫‪ 13‬م‪KK‬ارس ‪ 1997‬وم‪KK‬ؤتمر قمة مجموعة ال‪KK‬دول الص‪KK‬ناعية الس‪KK‬بعة المنعق‪KK‬دة في لي‪KK‬ون بفرنسا‬

‫بت ‪KK‬اريخ ‪ 28‬يونيو ‪ ،1997‬وك ‪KK‬ذا اإلعالن الص ‪KK‬ادر بمناس ‪KK‬بة ال ‪KK‬ذكرى الخمس ‪KK‬ينية إلنش ‪KK‬اء هيئة‬

‫األمم المتح‪KK K‬دة في أكت‪KK K‬وبر ‪ ،1995‬وهو اإلعالن ال‪KK K‬ذي أكد على أهمية التع‪KK K‬اون ال‪KK K‬دولي على‬

‫اإلرهاب‪.‬‬

‫‪ - 16‬شفيق المصري‪ :‬مكافحة اإلرهاب في القانون الدولي‪ ،‬مجلة شؤون األوسط‪ ،‬العدد ‪ /74‬يوليوز‪/‬غشت ‪1998‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫ه‪KK K K K‬ذا على مس‪KK K K K‬توى الجه‪KK K K K‬ود القانونية الجماعية الحت‪KK K K K‬واء الظ‪KK K K K‬اهرة‪ ،‬اما بخص‪KK K K K‬وص‬

‫الممارسة‪ ،‬فإن ذلك اتخذ طابعا انفراديا سواء على مستوى اآلليات المستعملة أو على مس‪KK‬توى‬

‫الذرائع والمبررات‪ K‬التي تنبني عليها مكافحة الظاهرة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اتجاهات خطوط التعاون الدولي في مكافحة اإلرهاب‪،‬‬


‫تتن‪KK‬وع خط‪KK‬وط العمل ال‪KK‬رامي لمكافحة اإلره‪KK‬اب‪ ،‬ال‪KK‬ذي يجب أن يك‪KK‬ون دائما ق‪KK‬ادرا على‬

‫تحقيق مواجهة فاعلة لتطور استراتيجيات اإلرهاب‪.‬‬

‫وبداي‪KK‬ة‪ ،‬من الض‪KK‬روري‪ K‬تعزيز الق‪KK‬درات االس‪KK‬تخباراتية س‪KK‬واء على المس‪KK‬توى الوط‪KK‬ني أو‬

‫على مستوى المنظمات الدولية‪ ،‬وفي إطار االتحاد األوروبي‪ ،‬اعتمد مجلس أوروبا إج‪KK‬راءات‬

‫تصب في هذا االتجاه في ‪ 17-16‬ديسمبر – كانون األول ‪ .2004‬وفي ما يعني حلف شمال‬

‫األطلس‪KK‬ي‪ ،‬يحت‪KK‬وي اإلعالن ح‪KK‬ول اإلره‪KK‬اب الص‪KK‬ادر في ‪ 2‬أبريل – نيس‪KK‬ان ‪ 2004‬سلس‪KK‬لة من‬

‫اإلج ‪KK K K‬راءات والت ‪KK K K‬دابير العملية الرامية إلى تحس ‪KK K K‬ين أعم ‪KK K K‬ال تب ‪KK K K‬ادل المعلوم ‪KK K K‬ات بين أجه ‪KK K K‬زة‬

‫االستخبارات‪.‬‬

‫وهناك قطاع آخر يحتل أهمية كبيرة في هذا اإلطار هو أمن النق‪K‬ل‪ .‬ففي قمة الثم‪KK‬اني في‬

‫سي أيلند (‪ -10-8‬يوني ‪KK K‬و‪ -‬حزي ‪KK K‬ران ‪ )2004‬وافق رؤس ‪KK K‬اء ال ‪KK K‬دول والحكوم ‪KK K‬ات على خطة‬

‫عمل (مبادرة تأمين وتسيير السفر الدولي –‪ )SAFTI‬التي تقوم بتوس‪KK‬يع نط‪KK‬اق لت‪KK‬دبير ال‪KK‬تي تم‬

‫إقرارها في قمة كاناناسكيس عام ‪ 2002‬وتعميقها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫وتهتم الخطة أساسا بالنقل الج‪KK‬وي وتتك‪KK‬ون من إعالن قص‪KK‬ير وخطة عمل أك‪KK‬ثر تفص‪KK‬يال‬

‫تش‪KK‬مل سلس‪KK‬لة واس‪KK‬عة من الت‪KK‬دابير الرامية إلى رفع مع‪KK‬ايير س‪KK‬المة الط‪KK‬ائرة وتحس‪KK‬ين إج‪KK‬راءات‬

‫مراقبة المطارات وتسهيل تبادل المعلوم‪KK‬ات ‪ .‬ويتعلق أحد أقس‪KK‬ام الخطة بس‪KK‬المة النقل البح‪KK‬ري‬

‫والب‪KK K‬نى التحتي‪KK K‬ة‪ .‬والحقا تم تح‪KK K‬ديث الج‪KK K‬انب التط‪KK K‬بيقي لخطة العمل وفق ما ج‪KK K‬اء في اإلعالن‬

‫ح‪KK K K‬ول اإلره‪KK K K‬اب الص‪KK K K‬ادر عن قمة الث‪KK K K‬اني في "غلين إيغل‪KK K K‬ر" في يولي‪KK K K‬و‪-‬تم‪KK K K‬وز ‪.2005‬وبين‬

‫االتجاه‪KK‬ات األخ‪KK‬رى الهامة ال‪KK‬تي تنتهجها أعم‪KK‬ال مكافحة اإلره‪KK‬اب ت‪KK‬برز مس‪KK‬ألة ت‪KK‬أمين الوث‪KK‬ائق‬

‫وتطبيق التكنولوجيات الجديدة في هذا المجال‪.‬‬

‫من أجل ض‪KK‬مانة حماية مناس‪KK‬بة ضد احتم‪KK‬ال تزوير ج‪KK‬وازات الس‪KK‬فر وغيرها من وث‪KK‬ائق‬

‫الس‪KK‬فر‪ ،‬ألغ‪KK‬راض اإلره‪K‬اب أيض‪K‬ا‪ ،‬فقد ق‪K‬ررت ع‪K‬دة دول إض‪K‬افة معلوم‪KK‬ات إحص‪KK‬ائية بيولوجية‬

‫في تلك الوث‪KK K‬ائق‪ ،‬ويس‪KK K‬تعد االتح‪KK K‬اد األوروبي أيضا لتط‪KK K‬بيق تكنولوجي‪KK K‬ات جدي‪KK K‬دة على وث‪KK K‬ائق‬

‫السفر حتى يقيم رابط وثيق بين المواطن والوثيقة‪.‬‬

‫وفي ه‪KK K K‬ذا اإلط‪KK K K‬ار ذي األهمية العملية الكب‪KK K K‬يرة‪ ،‬يتم االتف‪KK K K‬اق في إط‪KK K K‬ار المنظمة الدولية‬

‫للط‪KK‬يران الم‪KK‬دني على تب‪KK‬ني خط‪KK‬وط ومع‪KK‬ايير مش‪KK‬تركة‪ ،‬وهن‪KK‬اك نش‪KK‬اط كب‪KK‬ير يج‪KK‬ري في منظمة‬

‫األمن والتعاون في أوروبا في ما يتعلق بالتحليل والمقترحات في هذا المجال‪.‬‬

‫وبخص‪KK K‬وص موض‪KK K‬وع التع‪KK K‬اون ال‪KK K‬دولي لمكافحة تمويل اإلره‪KK K‬اب فقد تمت ص‪KK K‬ياغة ‪9‬‬

‫توصيات خاصة بتمويل اإلرهاب (أضيفت إلى التوص‪KK‬يات ‪ 40‬الموج‪KK‬ودة حاليا لمكافحة غسل‬

‫األم‪KK K K‬وال) وذلك في إط‪KK K K‬ار مجموعة العمل الم‪KK K K‬الي الدولية ‪ GAFI‬وفريق العمل للش‪KK K K‬ؤون‬

‫‪22‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫المالية ‪ FATF‬وقد ش ‪KK K K‬هد نم‪KK K K‬وذج التع‪KK K K‬اون ال‪KK K K‬ذي تمثله مجموعة من العمل ‪ GAFI‬توس ‪KK K K‬عا‬

‫متناميا خالل الس ‪KK‬نوات األخ ‪KK‬يرة ليش ‪KK‬مل منظم ‪KK‬ات إقليمية ش ‪KK‬بيهة وذلك به ‪KK‬دف ض ‪KK‬مان التط ‪KK‬بيق‬
‫‪17‬‬
‫العالمي للمعايير التي قامت بصياغتها وإلحداث تناغم بين التشريعات الوطنية المختلفة ‪...‬‬

‫وباإلض‪KK‬افة إلى الت‪KK‬دابير التنفيذية في قطاع‪KK‬ات مح‪KK‬ددة‪ ،‬ف‪KK‬إن هن‪KK‬اك اعترافا متزاي‪KK‬دا بأهمية‬

‫القي‪KKK‬ام بعمل وق‪KKK‬ائي واسع النط‪KKK‬اق على أس‪KKK‬اس الح‪KKK‬وار بين الثقاف ‪KK‬ات واألدي ‪KK‬ان من أجل تعزيز‬

‫المعرفة والتفاهم المتبادل‪ ،‬وبالت‪K‬الي تض‪K‬ييق المج‪K‬ال ال‪K‬ذي تنشط فيه الدعاية األص‪K‬ولية وأعم‪K‬ال‬

‫تجنيد اإلرهابيين‪.‬‬

‫وتق‪KK K‬وم إيطاليا ب‪KK K‬دور قي‪KK K‬ادي في ه‪KK K‬ذا المج‪KK K‬ال به‪KK K‬دف إقامة ش‪KK K‬راكة أوروبية وغربية مع‬

‫اإلسالم المعتدل‪ ،‬سواء في البلدان األصلية أو مع الجاليات اإلسالمية المقيمة في بالدها‪.‬‬

‫وقد أج ‪KK‬رى االتح ‪KK‬اد األوروبي مناقشة داخلية ته ‪KK‬دف أيضا إلى تثمين األدوات الموج ‪KK‬ودة‬

‫بالفعل وتلك التي تمر بطور التحديد وتحقيق أفضل استخدم لها (عملية برشلونة مثال)‪.‬‬

‫وفي إط‪KK K‬ار مجموعة الثم‪KK K‬اني‪ ،‬فقد أطلقت قمة سي أيلند مب‪KK K‬ادرة مح‪KK K‬ددة تس‪KK K‬مى "الش‪KK K‬رط‬

‫األوسط الكبير وشمال إفريقيا" على أساس مبادئ المساواة بين كل ال‪KK‬دول المش‪KK‬اركة والش‪KK‬راكة‬

‫واالش‪KK K K‬تراك و"ملكي‪KK K K‬ة" العملي‪KK K K‬ة‪(.‬وقد عقد أو اجتماع‪KK K K‬ات "منت‪KK K K‬دى المس‪KK K K‬تقبل " ال‪KK K K‬ذي جمع بين‬

‫عناصر سياس‪KK K K‬ية وعناصر تمثل ع‪KK K K‬الم األعم‪KK K K‬ال وأخ‪KK K K‬رى تمثل المجتمع الم‪KK K K‬دني في البل‪KK K K‬دان‬

‫المعنية') في الرباط في ‪ 11‬ديسمبر ‪.2004‬‬

‫‪http://drisslagmini.maktooblog.com - 17‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫وفي تلك المناس‪KK‬بة‪ ،‬ش‪KK‬اركت إيطالي‪KK‬ا‪ ،‬تركي‪KK‬ا‪ ،‬واليمن في رعاية عنصر مح‪KK‬دد هو "ح‪KK‬وار‬

‫دعم الديمقراطية"‪ .‬وتق‪KK‬وم المب‪KK‬ادرة الم‪KK‬ذكورة على أس‪KK‬اس مب‪KK‬دأ "الملكي‪KK‬ة" من قبل ال‪K‬دول العربية‬

‫واإلس‪KK K K‬المية المش‪KK K K‬اركة‪ ،‬وعلى مس‪KK K K‬اندة عملي‪KK K K‬ات التح‪KK K K‬ديث والتح‪KK K K‬ول ال‪KK K K‬ديمقراطي والتنمية‬

‫االقتصادية ذاتية التولد فيها‪ ،‬إضافة إلى العمليات الذاتية لتشجيع االستثمارات واألعمال‪ ،‬التي‬

‫تشرك أيضا قوى المجتمع المدني‪.‬‬

‫وأخ ‪KK K K‬يرا‪ ،‬فقد تم التأكيد وبق ‪KK K K‬وة على أهمية التع ‪KK K K‬اون اإلقليمي‪ ،‬س ‪KK K K‬واء بمعن ‪KK K K‬اه السياسي‬

‫والتضامني أو على المستوى التنفيذي‪ .‬وتق‪KK‬وم األمم المتح‪K‬دة بتش‪K‬جيع ه‪KK‬ذا الن‪K‬وع من االتفاقي‪K‬ات‬

‫كما يظهر في االجتماع‪KK K‬ات الدورية ال‪KK K‬تي تنظمها لجنة مكافحة اإلره‪KK K‬اب مع منظم‪KK K‬ات إقليمية‬

‫مختلفة (وقد عقد أول اجتماع من هذا النوع في مارس‪ -‬آذار ‪ 2007‬في نيروبي‪.‬‬

‫وعلى المس ‪KK K K‬توى التنفي ‪KK K K‬ذي فقد أنش ‪KK K K‬ئت م ‪KK K K‬ؤخرا العديد من المراكز اإلقليمية للت ‪KK K K‬دريب‬

‫والتك‪KK K‬وين وتب‪KK K‬ادل الخ‪KK K‬برات به‪KK K‬دف تعزيز أواصر التض‪KK K‬امن‪ .‬وعلى س‪KK K‬بيل المث‪KK K‬ال ال الحصر‬

‫نذكر بينها‪:‬‬

‫مركز جن ‪KK‬وب ش ‪KK‬رق آس ‪KK‬يا اإلقليمي لمكافحة اإلره ‪KK‬اب ومق ‪KK‬ره في كوااللمب ‪KK‬ور والمركز‬

‫المش‪KK‬ترك للتع‪KK‬اون في تعزيز الق‪KK‬انون ومق‪KK‬ره جاكارتا ومركز مكافحة اإلره‪KK‬اب الت‪KK‬ابع لالتح‪KK‬اد‬

‫اإلفريقي والذي تم افتتاحه في أكتوبر ‪.2004‬‬

‫وتؤيد إيطاليا تماما مثل ه‪KKK‬ذه المب‪KK K‬ادرات‪ ،‬وذلك أيضا في إط ‪KK‬ار االتح‪KK K‬اد األوروبي‪ ،‬وقد‬

‫قامت بالترتيب للتعاون مع بعض هذه المراكز‪ .‬وقد نفذت بالفعل أعمال تدريب لص‪KK‬الح ال‪KK‬دول‬

‫‪24‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫المشاركة في مركز جنوب ش‪KK‬رق آس‪KK‬يا اإلقليمي لمكافحة اإلره‪K‬اب والمركز المش‪K‬ترك للتع‪KK‬اون‬

‫في تعزيز القانون‪ ،‬وذلك في إيطاليا في العامين ‪.2006-2005‬‬

‫كما نظمت أعمال تكوينية وتدريبية أخرى لصالح المغرب والجزائر من قبل إيطاليا في‬

‫يناير وفبراير ‪ ،2006‬وذلك في إطار المبادرات المنسقة من قبل االتحاد األوروبي‪.18‬‬

‫‪ - 18‬تركي ظاهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103 :‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫الفصل الثاني‪ :‬توجهات اإلستراتيجية األمريكية لمكافحة‬


‫اإلرهاب الدولي‬

‫إن أحداث الحادي عشر من شتنبر ‪ 2001‬ش‪KK‬كلت لقطة تح‪KK‬ول فاص‪KK‬لة في النظ‪KK‬ام ال‪KK‬دولي‬

‫بعد اجتم‪KK K K‬اع قمة مالطا حيث أص‪KK K K‬بح اإلره‪KK K K‬اب ال‪KK K K‬دولي وفي حلته الجدي‪KK K K‬دة الش‪KK K K‬كل الرئيسي‬

‫للص‪KK‬راع المس‪KK‬لح على الس‪KK‬احة الدولية والب‪KK‬ديل ال‪KK‬راهن للح‪KK‬رب التقليدي‪KK‬ة‪ .‬والمحفز الحقيقي في‬

‫إدارة السياسة الخارجية األمريكي‪KK K‬ة‪ ،‬ال‪KK K‬تي لم تكتف فقط في شن حملة دولية واس‪KK K‬عة ض‪KK K‬ده‪ ،‬بل‬

‫ستتبنى موقفا تصاعديا في وقفه ومحاسبة الدول التي ترعاه‪.‬‬

‫ولذلك سعى جورج بوش الرئيس األميركي بإطالق ما أسماه بالسياسة جديدة وإ ستراتيجية‬

‫عس ‪KK‬كرية تس ‪KK‬تند إلى تح ‪KK‬رك عس ‪KK‬كري وق ‪KK‬ائي به ‪KK‬دف منع أي تهديد باإلره ‪KK‬اب أو ت ‪KK‬دمير ال ‪KK‬دول‬

‫األعداء ألمريكا وسياساتها‪.‬‬

‫وعلى ه ‪KK K K‬ذا األس ‪KK K K‬اس س ‪KK K K‬يتم إلق ‪KK K K‬اء الض ‪KK K K‬وء في البداية على أولي ‪KK K K‬ات السياسة الخارجية‬

‫األمريكية بعد أح‪KK K‬داث ‪ 11‬أيل‪KK K‬ول (المبحث األول)‪ ،‬وعلى أولى خط‪KK K‬وات اإلس‪KK K‬تراتيجية ال‪KK K‬تي‬

‫اتبعها الرئيس جورج بوش االبن ضد اإلرهاب (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫المبحث األول‪ :‬أولويات السياسة الخارجية األمريكية بعد أحداث ‪11‬‬


‫أيلول‪،‬‬

‫ليس ثمة شك في أن أحداث الحادي عشر من س‪KK‬بتمبر ‪ 2001‬تعد نقطة تح‪KK‬ول مهمة في‬

‫السياسة األمريكية تجاه الع‪K‬الم‪ ،‬حيث عملت إدارة ال‪K‬رئيس األم‪KK‬ريكي الس‪K‬ابق ب‪KK‬وش االبن‪ ،‬ال‪K‬تي‬

‫ك‪KK K‬ان يس‪KK K‬يطر عليها تي‪KK K‬ار المح‪KK K‬افظين الج‪KK K‬دد‪ ،‬على اس‪KK K‬تغالل ه‪KK K‬ذه األح‪KK K‬داث وتوظيفها لتعزيز‬

‫الهيمنة األمريكية على الع‪KK‬الم‪ ،‬وإ ع‪KK‬ادة ص‪KK‬ياغة النظ‪KK‬ام الع‪KK‬المي وقف أسس ومب ‪KK‬ادئ جدي‪KK‬دة في‬

‫العالق‪KK‬ات الدولية تخ‪KK‬دم المص‪KK‬الح األمريكية بالدرجة األولى‪ ،‬ك‪KK‬ان أبرزها إعالن ح‪KK‬رب وقائية‬

‫تش ‪KK K‬نها الوالي ‪KK K‬ات المتح ‪KK K‬دة في أي مك ‪KK K‬ان في الع ‪KK K‬الم ت ‪KK K‬رى فيه تهدي ‪KK K‬دا ألمنه ‪KK K‬ا‪ ،‬حسب زعمه ‪KK K‬ا‪،‬‬

‫واستخدام كل الوسائل بما فيها التدخل العس‪K‬كري وتغي‪K‬ير األنظمة السياس‪K‬ية القائمة واس‪K‬تحداث‬

‫قيم أخالقية تص ‪KK‬نف ال ‪KK‬دول على أس ‪KK‬اس الخ ‪KK‬ير والش ‪KK‬ر‪ ،‬وتك ‪KK‬ريس قاع ‪KK‬دة ‪ " :‬من ليس معنا فهو‬

‫ضدنا"‪.‬‬

‫إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر عمل على إعادة ترتيب أولوي‪K‬ات السياسة الخارجية‬

‫األمريكي ‪KK K‬ة‪ ،‬والت ‪KK K‬داعيات المترتبة المترتبة على ذلك إقليميا ودولي ‪KK K‬ا‪ .‬وعليه فقد أص ‪KK K‬بح النظ ‪KK K‬ام‬

‫ال ‪KK‬دولي بعد الح ‪KK‬ادي عشر من س ‪KK‬بتمبر في ص ‪KK‬ورة ه ‪KK‬رم ت ‪KK‬تربع عليه الوالي ‪KK‬ات المتح ‪KK‬دة لتص ‪KK‬بح‬

‫القطب الوحيد في الع‪KK‬الم‪ ،‬حيث ب‪KK‬دت السياسة األمريكية وكأنها تس‪KK‬تهدف إع‪KK‬ادة تش‪KK‬كيل الع‪KK‬الم‪،‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫وب‪KK‬دا اآلخ‪KK‬رون وك‪KK‬أنهم في حالة اس‪KK‬تكانة واستس‪KK‬الم‪ ،‬ولكن في ال‪KK‬وقت نفسه ك‪KK‬انت هن‪KK‬اك مقاومة‬

‫للحد من الطغيان األمريكي في العالم‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التوسع جوهر السياسة الخارجية األمريكية‬

‫إن ج ‪KK K K‬وهر السياسة الخارجية األمريكية هو تحقيق المص ‪KK K K‬لحة القومية العليا للبالد‪ ،‬وأن‬

‫التوسع األم‪KK K K‬ريكي اإلم‪KK K K‬براطوري ليس وليد أح‪KK K K‬داث ‪ 11‬س‪KK K K‬بتمبر‪ ،‬وإ نما هو مرافق لمس‪KK K K‬يرة‬

‫أمريكا تاريخيا‪ ،‬فالقوة مكون أساسي من مكونات النم‪KK‬وذج األم‪KK‬ريكي‪ ،‬لكن ه‪KK‬ذا التوجه اكتسب‬

‫أبع‪KK K K‬ادا أك‪KK K K‬ثر خط‪KK K K‬ورة منذ وق‪KK K K‬وع ه‪KK K K‬ذه األح‪KK K K‬داث‪ ،‬ال‪KK K K‬تي مثلت فرصة ذهبية لتط‪KK K K‬بيق أفك‪KK K K‬ار‬

‫المح ‪KK K‬افظين الج ‪KK K‬دد الداعية إلى اس ‪KK K‬تخدام كل عناصر الق ‪KK K‬وة المتاحة لف ‪KK K‬رض الهيمنة األمريكية‬

‫على الع‪K‬الم‪ ،‬وهو األمر ال‪K‬ذي ع‪K‬بر عنه دونالد رامس‪KK‬فيلد بوض‪KK‬وح ق‪K‬ائال‪ :‬عن الح‪KK‬ادي عشر من‬

‫س ‪KK K‬بتمبر أح ‪KK K‬دث ذلك الن ‪KK K‬وع من الف ‪KK K‬رص ال ‪KK K‬تي وفرتها الح ‪KK K‬رب العالمية الثانية من أجل إع ‪KK K‬ادة‬

‫ص‪KK K K‬ياغة الع‪KK K K‬الم‪ ،‬كما س‪KK K K‬اهمت تلك األح‪KK K K‬داث في إض‪KK K K‬فاء ن‪KK K K‬وع من المش‪KK K K‬روعية على عملية‬

‫االس ‪KK‬تفراد بالسياسة العالمية من قبل الوالي ‪KK‬ات المتح ‪KK‬دة‪ ،‬وتك ‪KK‬ريس نظ ‪KK‬ام القطبية األحادية ال ‪KK‬ذي‬

‫ولد فعليا بعد حرب الخليج الثانية عام ‪ ،1991‬لكنه بقي – بسبب افتقاره للشرعية‪ -‬غير قادر‬

‫على اإلفصاح الحر عن نفسه حتى تاريخ الحادي عشر من سبتمبر‪.19‬‬

‫وقد وجد ه ‪KK‬ذا التوجه األم ‪KK‬ريكي ترجمته في العديد من المواقف والسياس ‪KK‬ات ال ‪KK‬تي تبنتها‬

‫إدارة بوش االبن‪ ،‬ومن ذلك إعالن ما عرف باسم الحرب على اإلرهاب‪ ،‬تلك الح‪KK‬رب ال‪KK‬تي لم‬

‫‪ - 19‬أ حسن الرشيدي‪: ‬مجلة البيان العدد ‪ ,179‬ص ‪57_56‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫تح‪KK‬دد ه‪KK‬دفا واض‪KK‬حا له‪KK‬ا‪ ،‬وقس‪KK‬مت الع‪KK‬الم إلى مح‪KK‬ورين ال ث‪KK‬الث لهم‪KK‬ا‪ ،‬وفقا لرؤيتها وبما يتناسب‬

‫مع تحقيق مص‪KK K‬الحها‪ ،‬مح‪KK K‬ور خ‪KK K‬ير يتبع الوالي‪KK K‬ات المتح‪KK K‬دة ويقف بجوارها في ه‪KK K‬ذه الح‪KK K‬رب‪،‬‬

‫ومح ‪KK K‬ور شر يضم ال ‪KK K‬دول ال ‪KK K‬تي تتب ‪KK K‬نى توجه ‪KK K‬ات معارضة للتوجه ‪KK K‬ات األمريكي ‪KK K‬ة‪ ،‬أو ت ‪KK K‬رى‬

‫واشنطن أنها تشكل تهديدا ألمنها ومصالحها‪.‬‬

‫وتب‪KK‬ني إس‪KK‬تراتيجية الهجم‪KK‬ات الوقائي‪KK‬ة‪ ،‬ال‪KK‬تي تض‪KK‬منتها وثيقة األمن الق‪KK‬ومي الص‪KK‬ادرة في‬

‫عام ‪ ،2002‬والتي منحت الواليات المتحدة بموجبها الحق لنفس‪KK‬ها في إعالن الح‪KK‬رب ضد أي‬

‫دولة تعتقد أنها تمثل خطرا محتمال عليها في المستقبل‪.‬‬

‫إن تب ‪KK‬ني ه ‪KK‬ذه اإلس ‪KK‬تراتيجية يجعل الوالي ‪KK‬ات المتح ‪KK‬دة ذاتها تظهر للكث ‪KK‬ير من دول الع ‪KK‬الم‬

‫بمنزلة خطر راهن ومعلن‪ ،‬وأنها تش ‪KK K K‬كل ع ‪KK K K‬امال من عوامل ع ‪KK K K‬دم االس ‪KK K K‬تقرار‪ ،‬ألنها تتجاهل‬

‫أس ‪KK‬لوب حل األزم ‪KK‬ات بالوس ‪KK‬ائل الدبلوماس ‪KK‬ية والسياس ‪KK‬ية‪ ،‬وتعتمد فقط على الوس ‪KK‬ائل العس ‪KK‬كرية‬

‫لتك ‪KK‬ون الح ‪KK‬رب ب ‪KK‬ديال عن السياس ‪KK‬ة‪ ،‬كما أن تب ‪KK‬ني الوالي ‪KK‬ات المتح ‪KK‬دة له ‪KK‬ذه اإلس ‪KK‬تراتيجية س ‪KK‬يدفع‬
‫‪20‬‬
‫دوال أخرى إلى تبني المنطق نفسه‪ ،‬وهذا ما يهدد االستقرار اإلقليمي والعالمي‬

‫وعلى ال‪KK K K K‬رغم من أن الح‪KK K K K‬رب على أفغانس‪KK K K K‬تان تمت بتأييد دولي تحت ش‪KK K K K‬عار مكافحة‬

‫اإلره‪KK‬اب ال‪KK‬دولي ال‪KK‬ذي يمثله تنظيم القاع‪KK‬دة ال‪KK‬ذي ك‪KK‬ان يأخذ من األراضي األفغانية انطالق ل‪KK‬ه‪،‬‬

‫ف ‪KK K‬إن الغ ‪KK K‬زو األم ‪KK K‬ريكي ألفغانس ‪KK K‬تان يمثل امت ‪KK K‬دادا طبيعيا لإلس ‪KK K‬تراتيجية األمريكية المعلنة منذ‬

‫عق ‪KK‬دين‪ ،‬وال ‪KK‬تي ته‪KK‬دف إلى الس ‪KK‬يطرة على نفط منطقة بحر ق‪KK‬زوين واحت‪KK‬واء االتح‪KK‬اد الس ‪KK‬وفياتي‬

‫‪ - 20‬د‪ .‬شاهر إسماعيل الشاهر‪ :‬أولويات السياسة الخارجية األمريكية بعد ‪ 11‬أيلول ‪ ،2001‬الهيئة العامة السورية للكتاب‪ ،‬الطبعة األولى‪،2009 ،‬‬
‫ص ‪.53‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫السابق ووريثته روسيا االتحادية‪ ،‬وإ ضعاف الموقع اإلقليمي إليران‪ ،‬الفتا إلى أن هذه الحرب‬

‫تعد غ ‪KK‬ير مش ‪KK‬روعة‪ ،‬ألنها تخطت ميث ‪KK‬اق األمم المتح ‪KK‬دة وتعريف الع ‪KK‬دوان لع ‪KK‬ام ‪ ،1974‬وذلك‬

‫عن ‪KK K K‬دما ص ‪KK K K‬ورت الهجم ‪KK K K‬ات عليها وكأنها اعت ‪KK K K‬داء من الدولة األفغاني ‪KK K K‬ة‪ ،‬في حين أن منف ‪KK K K‬ذي‬

‫اعتداءات ‪ 11‬سبتمبر انطلقوا من داخل األراضي األمريكية‪ ،‬ولم يأتوا من أفغانستان‪.‬‬

‫واجهت الحجج والم‪KK K K K K‬بررات‪ K‬ال‪KK K K K K‬تي س‪KK K K K K‬اقتها اإلدارة األمريكية لت‪KK K K K K‬برير حربها غ‪KK K K K K‬ير‬

‫المش ‪KK K‬روعة على الع ‪KK K‬راق واحتالله ع ‪KK K‬ام ‪ 2003‬ع ‪KK K‬دة انتق ‪KK K‬ادات‪ ،‬ف ‪KK K‬المزاعم الخاصة ب ‪KK K‬امتالك‬

‫الع ‪KK‬راق ألس ‪KK‬لحة دم ‪KK‬ار ش ‪KK‬امل لم تس ‪KK‬تند إلى أدلة قوي ‪KK‬ة‪ ،‬ولم تقرها ف ‪KK‬رق التف ‪KK‬تيش الدولية التابعة‬

‫لألمم المتح ‪KK‬دة‪ ،‬بل اس ‪KK‬تندت إلى أك ‪KK‬اذيب وتلفيق ‪KK‬ات متعم ‪KK‬دة من ج ‪KK‬انب رم ‪KK‬وز ه ‪KK‬ذه اإلدارة‪ .‬أما‬

‫الم‪KK‬برر الخ‪K‬اص بتغي‪K‬ير نظ‪K‬ام الحكم ال‪K‬ديكتاتوري في الع‪KK‬راق وإ قامة نظ‪K‬ام ديمق‪KK‬راطي ح‪K‬ر‪ ،‬فإنه‬

‫يعد خروجا عن الق‪KK K‬انون ال‪KK K‬دولي ال‪KK K‬ذي ينص ص‪KK K‬راحة على مب‪KK K‬دأ ع‪KK K‬دم الت‪KK K‬دخل في الش‪KK K‬ؤون‬

‫الداخلية للدول األخرى‪.‬‬

‫ك ‪KK‬ذلك االحتالل األم ‪KK‬ريكي للع ‪KK‬راق لم يكن س ‪KK‬وى ج ‪KK‬زء من رؤية إس ‪KK‬تراتيجية أمريكية‬

‫إلع‪KK‬ادة ت‪KK‬رتيب األوض‪KK‬اع في الش‪KK‬رق األوسط من منظ‪KK‬ور المص‪KK‬لحة القومية األمريكي‪KK‬ة‪ ،‬اس‪KK‬تنادا‬

‫إلى فك ‪KK‬رة أن احتالل الع ‪KK‬راق وإ قامة نظ ‪KK‬ام حكم ديمق ‪KK‬راطي علم ‪KK‬اني فيه س ‪KK‬يكون مقدمة للتغي ‪KK‬ير‬

‫الشامل في العالم العربي‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أمريكا والعالمان العربي واإلسالمي‬

‫عند الحديث عن تداعيات أحداث الحادي عشر من س‪KK‬بتمبر على العالق‪KK‬ات بين الوالي‪KK‬ات‬

‫المتح ‪KK K‬دة والع ‪KK K‬المين الع ‪KK K‬ربي واإلس ‪KK K‬المي نجد أن حالة الض ‪KK K‬عف والتره ‪KK K‬ل‪ ،‬ال ‪KK K‬تي تع ‪KK K‬اني منها‬

‫المنطقة العربية واإلسالمية‪ ،‬هي التي ش‪KK‬جعت اإلدارة األمريكية على اتخاذها مس‪KK‬رحا للح‪KK‬رب‬

‫ضد ما أسموه اإلرهاب‪ ،‬ونقطة انطالق لتطبيق المشروع اإلمبراطوري األمريكي‪.‬‬

‫فقد أص‪KK‬بح الع‪KK‬رب والمس‪KK‬لمين مس‪KK‬تهدفين جميع‪KK‬ا‪ ،‬ليس فقط داخل بل‪KK‬دانهم ال‪KK‬تي تعرضت‬

‫لص‪KK K K K K‬ور مختلفة من الت‪KK K K K K‬دخالت الفج‪KK K K K K‬ة‪ ،‬وص‪KK K K K K‬لت إلى حد اإلطاحة ببعض النظم السياس‪KK K K K K‬ية‬

‫كأفغانس‪KK K‬تان والع‪KK K‬راق‪ ،‬وتهديد دول أخ‪KK K‬رى باس‪KK K‬تخدام الق‪KK K‬وة ك‪KK K‬إيران وس‪KK K‬ورية‪ ،‬والوق‪KK K‬وف إلى‬

‫ج‪KK K‬انب إس‪KK K‬رائيل في حربها على لبن‪KK K‬ان في ص‪KK K‬يف ع‪KK K‬ام ‪ ،2006‬واالنحي‪KK K‬از الس‪KK K‬افر للع‪KK K‬دوان‬

‫اإلسرائيلي المتك‪KK‬رر على األراضي الفلس‪KK‬طينية‪ ،‬ولكن أيضا داخل ال‪K‬دول الغربية نفس‪K‬ها‪ ،‬حيث‬

‫زادت النزعة العنص‪KK K K‬رية في الغ‪KK K K‬رب عموما ضد كل هما هو ع‪KK K K‬ربي وإ س‪KK K K‬المي تحت ت‪KK K K‬أثير‬

‫التحريض المنظم الذي مارسته إسرائيل والقوى الصهيونية الموالية لها في الغرب‪.‬‬

‫حيث يبدو جليا أن هن‪K‬اك توجها قويا تبل‪K‬ور في الوالي‪K‬ات المتح‪K‬دة ينظر إلى اإلس‪K‬الم على‬

‫أنه ع ‪KK K‬دو ال بد من مواجهته بكل الوس ‪KK K‬ائل‪ ،‬وأنه الع ‪KK K‬دو األك ‪KK K‬ثر خط ‪KK K‬را بعد الح ‪KK K‬رب الب ‪KK K‬اردة‪.‬‬

‫وب ‪KK‬الرغم من مح ‪KK‬اوالت وزارة الخارجية األمريكية باس ‪KK‬تيعاب الحرك ‪KK‬ات اإلس ‪KK‬المية والتح ‪KK‬اور‬

‫معها ومحاولة تحيي‪KK K‬دها تج‪KK K‬اه أمريك‪KK K‬ا‪ ،‬إال أن الط‪KK K‬رف ال‪KK K‬ذي انتصر داخل ال‪KK K‬بيت األبيض هو‬

‫‪31‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫جن‪KK‬اح وزارة ال‪KK‬دفاع‪ ،‬ال‪KK‬ذي ينظر إلى األص‪KK‬ولية على أنها خطر إي‪KK‬ديولوجي وجيوسياسي يجب‬

‫القضاء عليه‪ .‬ويعود انتصار هذا الجناح إلى أن تفجيرات أحداث سبتمبر تحت بأيد إس‪KK‬المية‪،‬‬

‫بحيث أصبح اإلسالم مرادفا لإلرهاب‪ .‬وهنا أخذت المواجهة بين الطرفين تأخذ أبعادها‪.‬‬

‫من خالل ه ‪KK K‬ذا يمكن الح ‪KK K‬ديث عن مس ‪KK K‬تقبل أمريكا ال ‪KK K‬ذي ال يتع ‪KK K‬دى أحد االحتم ‪KK K‬االت‬

‫األربعة التالية‪:‬‬

‫اس‪KKK‬تمرار نظ‪KKK‬ام القطب الواح‪KKK‬د‪ ،‬وب‪KKK‬روز نظ‪KKK‬ام دولي متع ‪KK‬دد األقط ‪KK‬اب‪ ،‬وب ‪KK‬روز ص ‪KK‬راع‬

‫الحض‪KK‬ارات بش‪KK‬كل أق‪KK‬وى‪ .‬ويتأكد ه‪KK‬ذا من خالل نظرية هينتجت‪KK‬ون ال‪KK‬تي تؤكد أن الص‪KK‬راع بين‬

‫الحض‪KK‬ارات المختلف‪KK‬ة‪ ،‬والس‪KK‬يما بين الحض‪KK‬ارة الغربية والحض‪KK‬ارة اإلس‪KK‬المية‪ ،‬هو ال‪KK‬ذي س‪KK‬يحدد‬

‫مستقبل البشرية خالل القرن الواحد والعشرين‪ ،‬ثم اتساع نطاق الحركات بشكل كبير‪ ،‬ويس‪KK‬تند‬

‫ه ‪KK‬ذا االحتم ‪KK‬ال إلى أن اس ‪KK‬تمرار الوضع ال ‪KK‬راهن والص ‪KK‬راعات س ‪KK‬يؤدي إلى ال ‪KK‬روح الداعية إلى‬
‫‪21‬‬
‫مقاتلة القوى المهيمنة وتحديها والوقوف بوجه أمريكا عن طريق وسائل عنيفة‪.‬‬

‫إن الوالي‪KK K K‬ات المتح‪KK K K‬دة ف‪KK K K‬وتت فرصة ثمينة بعد أح‪KK K K‬داث ‪ 11‬س‪KK K K‬بتمبر لكسب الع‪KK K K‬الم إلى‬

‫جانبه ‪KK‬ا‪ ،‬حيث ع ‪KK‬رفت الوالي ‪KK‬ات المتح ‪KK‬دة بعد ه ‪KK‬ذا الي ‪KK‬وم تض ‪KK‬امنا عالميا لم يس ‪KK‬بق لها أن ش ‪KK‬هدت‬

‫م‪KK‬ثيال ل‪KK‬ه‪ ،‬لجهة االس‪KK‬تعداد لتقبل قيادتها في مواجهة اإلره‪KK‬اب بعد ه‪KK‬ذا الي‪KK‬وم تض‪KK‬امنا عالميا لم‬

‫يس ‪KK‬بق لها أن ش ‪KK‬هدت م ‪KK‬ثيال ل ‪KK‬ه‪ ،‬لجهة االس ‪KK‬تعداد لتقبل قيادتها في مواجهة اإلره ‪KK‬اب في الع ‪KK‬الم‪،‬‬

‫ولكنها آث ‪KK K‬رت التح ‪KK K‬رك بش ‪KK K‬كل انف ‪KK K‬رادي لتأكيد تفوقها وهيمنتها بش ‪KK K‬كل ك ‪KK K‬ان له آث ‪KK K‬اره الس ‪KK K‬لبية‬

‫‪ - 21‬د‪ .‬شاهر إسماعيل الشاهر‪ :‬أولويات السياسة الخارجية األمريكية بعد أحداث ‪ 11‬أيلول ‪ ،2001‬الهيئة العامة السورية للكتاب‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.54‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫الخط‪KK‬يرة على الوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة نفس‪KK‬ها‪ ،‬وال‪KK‬تي أص‪KK‬بح ينظر إليها في كث‪KK‬ير من من‪KK‬اطق الع‪KK‬الم‪،‬‬

‫بوصفها دولة إرهابية من الطراز األول‪.‬‬

‫فقد س‪KK‬عت اإلدارة األمريكية من خالل اس‪KK‬تغالل ه‪KK‬ذه األح‪KK‬داث إلى تك‪KK‬ريس مب‪KK‬دأ الت‪KK‬دخل‬

‫في الشؤون الداخلية لل‪K‬دول‪ ،‬واالعت‪K‬داء على س‪K‬يادتها الوطني‪K‬ة‪ ،‬األمر ال‪K‬ذي جعل الع‪K‬الم أقل أمنا‬

‫واستقرارا‪.22‬‬

‫ونخلص إلى الق‪KK‬ول ب‪KK‬أن الح‪KK‬رب األمريكية على اإلره‪KK‬اب لم تحقق نجاح‪KK‬ا‪ ،‬وقد ال تحققه‬

‫دون مراجعة السياسة األمريكية ال ‪KK K K K‬تي تعتمد على الق ‪KK K K K‬وة وح ‪KK K K K‬دها‪ ،‬ألن أتب ‪KK K K K‬اع إس ‪KK K K K‬تراتيجية‬

‫الدبلوماس‪KK‬ية الوقائية وليس الض‪KK‬ربات الوقائية الطريق األك‪KK‬ثر نجاعة في التعامل مع مش‪KK‬كالت‬

‫العالم‪ ،‬وفي مقدمتها مشكلة اإلرهاب الدولي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أولى خطوات اإلستراتيجية للرئيس بوش‬


‫االبن ضد اإلرهاب‪،‬‬

‫‪ - 22‬د‪ .‬شاهر اسماعيل الشاهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 54‬إلى ‪.60‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫إن أح‪KK K K‬داث س‪KK K K‬بتمبر ‪ 2001‬ج‪KK K K‬اءت لتمثل لحظة تاريخية فارقة تفصل بين مرحل‪KK K K‬تين‪،‬‬

‫وأح ‪KK‬دثت نقلة نوعية في مجمل ه ‪KK‬ذا الس ‪KK‬لوك الت ‪KK‬دخلي للوالي ‪KK‬ات المتح ‪KK‬دة‪ ،‬وقد ت ‪KK‬زامنت ف ‪KK‬ترة ما‬

‫بعد ع ‪KK K K‬ام ‪ 2001‬مع وج ‪KK K K‬ود إدارة ب ‪KK K K‬وش اإلبن في الحكم‪ ،‬وال ‪KK K K‬تي ك ‪KK K K‬ان لها عظيم األثر على‬

‫ح‪KK K K‬دوث تح‪KK K K‬والت جوهرية في مجمل توجه‪KK K K‬ات السياسة األمريكية وأدواته‪KK K K‬ا‪ ،‬خاصة في ظل‬

‫هيمنة المحافظين الجدد على مواقع صنع القرار في الواليات المتحدة‪ ،‬وأص‪KK‬بح ه‪KK‬دف "مكافحة‬

‫اإلره ‪KK‬اب ومعاقبة ال ‪KK‬دول ال ‪KK‬تي ترع ‪KK‬اه" هو المح ‪KK‬ور الرئيسي للسياسة األمريكي ‪KK‬ة‪ ،‬وبالت ‪KK‬الي فقد‬

‫اعت ‪KK‬برت إدارة ب ‪KK‬وش اإلبن نفس ‪KK‬ها في مهمة إنقاذية بعد أن أص ‪KK‬بح اإلره ‪KK‬اب هو ع ‪KK‬دوها الل ‪KK‬دود‬

‫خالل تلك المرحل ‪KK K K‬ة‪ ،‬ج ‪KK K K‬اء ذلك على إثر ظه ‪KK K K‬ور مص ‪KK K K‬طلحات جدي ‪KK K K‬دة في ق ‪KK K K‬اموس السياسة‬

‫الخارجية وإ ستراتيجية األمن القومي األمريكي خاصة مفهوم الحرب االستباقية‪.‬‬

‫وفي ظل هذا السياق وج‪KK‬دت الوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة ض‪KK‬التها المنش‪KK‬ودة في تنظيم القاع‪KK‬دة ال‪KK‬ذي‬

‫أعلن مس ‪KK‬ؤوليته عن هجم ‪KK‬ات س ‪KK‬بتمبر وش ‪KK‬نت حربها ضد أفغانس ‪KK‬تان –في الس ‪KK‬ابع من أكت ‪KK‬وبر‬

‫‪ -2001‬بعد أقل من ش ‪KK‬هر من وق ‪KK‬وع تلك األح ‪KK‬داث‪ ،‬ثم أص ‪KK‬رت على غ ‪KK‬زو الع ‪KK‬راق في أبريل‬

‫‪ 2003‬على الرغم من الرفض العالمي للغزو‪.‬‬

‫ومن ج‪K‬انب آخر فقد أث‪K‬رت أح‪K‬داث س‪K‬بتمبر على قض‪KK‬ية التح‪KK‬ول ال‪KK‬ديمقراطي بش‪K‬كل ع‪KK‬ام‪،‬‬

‫حيث ربطت الحكومة األمريكية بين القض‪KK‬اء على ظ‪KK‬اهرة اإلره‪KK‬اب ال‪KK‬دولي‪ ،‬وض‪KK‬رورة القي‪KK‬ام‬

‫بن‪KK‬وع من اإلص‪KK‬الح السياس‪KK‬ي‪ ،‬وذلك في العديد من دول الش‪KK‬رق األوسط عامة وال‪KK‬دول العربية‬

‫‪34‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫على وجه الخص ‪KK‬وص‪ ،‬وط ‪KK‬رحت ما أطلق عليه "مش ‪KK‬روعات اإلص ‪KK‬الح السياس ‪KK‬ي"‪ ،‬كما ق ‪KK‬دمت‬

‫العديد من مبادرات اإلصالح‪.‬‬

‫وفي ه ‪KK K‬ذا الس ‪KK K‬ياق روجت الوالي ‪KK K‬ات المتح ‪KK K‬دة لتلك الفك ‪KK K‬رة قبيل وبعد غزوها للع ‪KK K‬راق‬

‫وزعمت بأنها تس ‪KK‬عى إلقامة نظ ‪KK‬ام ديمق ‪KK‬راطي في الع ‪KK‬راق على أنق ‪KK‬اض النظ ‪KK‬ام الس ‪KK‬ابق بقي ‪KK‬ادة‬

‫صدام حسين يمكن أن يمثل نموذجا لباقي دول المنطقة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬من أفغانستان إلى العراق بذريعة الحرب ضد‬


‫اإلرهاب‪،‬‬

‫أعلنت الوالي ‪KK‬ات المتح ‪KK‬دة األمريكية عن تش ‪KK‬كيل تح ‪KK‬الف دولي لمكافحة اإلره ‪KK‬اب‪ ،‬رافقه‬

‫تأييد دولي لتش ‪KK‬كيله‪ ،‬وقد تج ‪KK‬اوبت ال ‪KK‬دول العربية مع ه ‪KK‬ذا التح ‪KK‬الف ب ‪KK‬الرغم من حساس ‪KK‬ية الع ‪KK‬الم‬

‫اإلس ‪KK K‬المي إزاء مهاجمة دولة إس ‪KK K‬المية (أفغانس ‪KK K‬تان)‪ ،‬ك ‪KK K‬ان اله ‪KK K‬دف من وراء ذلك هو أص ‪KK K‬ابع‬

‫االتهام األمريكي للعرب الشتراك مواط‪KK‬نين من ال‪KK‬دول العربية في أح‪KK‬داث ‪ 11‬أيل‪KK‬ول‪/‬س‪KK‬بتمبر‪،‬‬

‫وب‪KK‬دأت الوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة األمريكية في تط‪KK‬بيق إس‪KK‬تراتيجيتها لمحاربة اإلره‪KK‬اب ض‪KK‬من تح‪KK‬الف‬

‫دولي وتأييد عالمي بالهجوم على أفغانستان‪ ،‬التهامها ب‪KK‬إيواء منظم‪KK‬ات إرهابية وبخاصة تنظيم‬

‫القاعدة‪.‬‬

‫لكن سرعان ما تبين لدول العالم أن الهج‪KK‬وم على أفغانس‪KK‬تان لم س‪KK‬وى المحطة األولى في‬

‫طريق طويل ربما س‪KK‬بق التخطيط له منذ ف‪KK‬ترة‪ ،‬وك‪KK‬انت أح‪KK‬داث ‪ 11‬أيل‪KK‬ول‪/‬س‪KK‬بتمبر إش‪KK‬ارة للب‪KK‬دء‬

‫‪35‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫في ‪KK K‬ه‪ ،‬وك ‪KK K‬انت المحطة التالية هي الع ‪KK K‬راق بخاصة والخليج بعامة‪ .23‬ومن ثم‪ ،‬ب ‪KK K‬دأت واش ‪KK K‬نطن‬

‫تكيل االتهام‪KK K‬ات ال‪KK K‬تي تس‪KK K‬وغ المضي في طريق الهج‪KK K‬وم عليه‪KK K‬ا‪ ،‬فح‪KK K‬اولت الربط بين الع‪KK K‬راق‬

‫واإلره‪KK‬اب ع‪KK‬بر تنظيم القاع‪KK‬دة‪ ،‬ولم يقتنع الع‪KK‬الم‪ ،‬فك‪KK‬ان اتهامها ب‪KK‬امتالك أس‪KK‬لحة ال‪KK‬دمار الش‪KK‬امل‪،‬‬

‫وبالت‪KK‬الي تهديد أمن الوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة األمريكية إذا أم‪KK‬دت بها منظم‪KK‬ات إرهابية متطرف‪KK‬ة‪ ،‬ومن‬

‫ثم ج‪KK‬اء ق‪KK‬رار مجلس األمن بتع‪KK‬يين لج‪KK‬ان تف‪KK‬تيش للتأكد من وج‪KK‬ود ه‪KK‬ذه األس‪KK‬لحة في الع‪KK‬راق من‬

‫عدمه‪ ،‬ولم يظهر لهذه اللجان أي أدلة لوجود أسلحة دمار شامل‪.‬‬

‫ولم تقتنع الوالي ‪KK‬ات المتح ‪KK‬دة األمريكي ‪KK‬ة‪ ،‬ولم تنتظر إلتم ‪KK‬ام لج ‪KK‬ان التف ‪KK‬تيش لمهامه ‪KK‬ا‪ ،‬وهنا‬

‫سقط القناع عن وجه الواليات المتحدة‪ ،‬فالضربة العسكرية للعراق قادم‪KK‬ة‪ ،‬ب‪K‬دون انتظ‪K‬ار ق‪K‬رار‬

‫مجلس األمن أو موافقة دولي ‪KK‬ة‪ ،‬ونجحت أمريكا في تش ‪KK‬كيكها ب ‪KK‬امتالك الع ‪KK‬راق له ‪KK‬ذه األس ‪KK‬لحة‪،‬‬

‫إض‪KK K K‬افة إلى س‪KK K K‬بب آخر وهو تغي‪KK K K‬ير نظ‪KK K K‬ام الحكم‪ ،‬ومن ثم ك‪KK K K‬ان الغ‪KK K K‬زو األم‪KK K K‬ريكي للع‪KK K K‬راق‬

‫واحتالله‪ ،‬ولم تكن هذه الحرب حربا عادية‪ ،‬بل استخدمت فيها اإلدارة األمريكية أحدث أن‪KK‬واع‬

‫األس‪KK K K‬لحة‪ ،‬وأكثرها ش‪KK K K‬دة وعنفا وت‪KK K K‬أثيرا‪ ،‬حيث راع ض‪KK K K‬حيتها مئ‪KK K K‬ات اآلالف من المواط‪KK K K‬نين‬

‫العراقيين األبرياء‪.‬‬

‫وتعد ه‪KK K K K‬ذه الح‪KK K K K‬رب كارثة للع‪KK K K K‬راق وبكل المق‪KK K K K‬اييس‪ ،‬كما لم تقتنع معظم دول الع‪KK K K K‬الم‬

‫بالمسوغات األمريكية لشن الح‪KK‬رب‪ ،‬حيث أن أمريكا هي ال‪KK‬تي أمدته بعناصر تص‪KK‬نيع األس‪KK‬لحة‬

‫وعاونت بريطانيا أيضا في ذلك‪.‬‬

‫‪- For more see Emirates center for strategic studies and research (Editor) ,oil in the after math of the Iraq‬‬
‫‪23‬‬

‫? ‪war: strategies and policies, Emirates center for strategic studies‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫وب ‪KK K‬الرغم من قي ‪KK K‬ام الهند وباكس ‪KK K‬تان بتج ‪KK K‬ارب نووية في وقت س ‪KK K‬ابق‪ ،‬وامتالك إس ‪KK K‬رائيل‬

‫لبرن‪KK‬امج ن‪KK‬ووي ش‪KK‬امل وأس‪KK‬لحة ذري‪KK‬ة‪ ،‬ومع ذلك رك‪KK‬زت الوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة األمريكية عس‪KK‬كريا‬

‫على الع‪KK‬راق‪ ،‬وه‪KK‬ذا ب‪KK‬الطبع أله‪KK‬داف أخ‪KK‬رى غ‪KK‬ير معلنة س‪KK‬واء بالنس‪KK‬بة للس‪KK‬يطرة على مص‪KK‬ادر‬

‫الطاقة في الع ‪KK‬الم‪ ،‬أو للوج ‪KK‬ود العس ‪KK‬كري في ه ‪KK‬ذه المنطقة اإلس ‪KK‬تراتيجية الهامة من أجل إع ‪KK‬ادة‬

‫رسم الخريطة السياس‪KK K K‬ية لمنطقة الش‪KK K K‬رق األوس‪KK K K‬ط‪ ،‬وإ ض‪KK K K‬عاف الع‪KK K K‬الم الع‪KK K K‬ربي لص‪KK K K‬الح أمن‬

‫إس ‪KK‬رائيل‪ ،‬وكسب موضع ق ‪KK‬دم داخل آس ‪KK‬يا س ‪KK‬واء في الوسط أو الش ‪KK‬مال على الح ‪KK‬دود الروس ‪KK‬ية‬

‫والصينية‪ ،‬واالقتراب من إيران وس‪K‬وريا اس‪K‬تعدادا الس‪K‬تئناف الطريق ال‪KK‬تي بدأته من أفغانس‪KK‬تان‬

‫للوص‪KK‬ول إلى محط‪KK‬ات ودول أخ‪KK‬رى تم‪KK‬انع وتق‪KK‬اوم النهج األم‪KK‬ريكي ‪ ،‬وكلها أه‪KK‬داف غ‪KK‬ير معلنة‬
‫‪24‬‬
‫لإلستراتيجية المبينة على القوة والغطرسة والمصالح النفطية‪.‬‬

‫لقد أخ ‪KK K K‬ذت الوالي ‪KK K K‬ات المتح ‪KK K K‬دة األمريكية على عاتقها لعب دور الش ‪KK K K‬رطي في الع ‪KK K K‬الم‪،‬‬

‫لتحاسب دول المجتمع ال ‪KK K‬دولي طبقا لتص‪KK K K‬نيفاتها من "دول معادي ‪KK K‬ة" أو "دول مح‪KK K K‬ور" أو "دول‬

‫مارق ‪KK‬ة" أو "دول حليف ‪KK‬ة"‪ ،‬وأخطر من ذلك ما أص ‪KK‬اب الع ‪KK‬الم الع ‪KK‬ربي من ه ‪KK‬زات عنيفة ظه ‪KK‬رت‬

‫أولى معالمها في تص ‪KK K‬ريحات المس ‪KK K‬ؤولين األمريك ‪KK K‬يين بتوجيه التهدي ‪KK K‬دات إلى كل من س ‪KK K‬ورية‬

‫وإ ي‪KK K K‬ران‪ ،‬وال‪KK K K‬تي غ‪KK K K‬ذت محط‪KK K K‬ات تالية على طريق الوالي‪KK K K‬ات المتح‪KK K K‬دة األمريكية تحت مظلة‬

‫مكافحة اإلرهاب‪.‬‬

‫‪For more details see : Gerry shumacher (Author) steve Gansen (Editor) A bloody Business : America’s war -24‬‬
‫‪.Zone contractors and the occupation of Iraq, Zenith press, (2006) 2 nd.ch‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫لقد أث ‪KK K‬ار الس ‪KK K‬لوك األم ‪KK K‬ريكي العديد من التس ‪KK K‬اؤالت ح ‪KK K‬ول ما هي المحط ‪KK K‬ات الثالثة بعد‬

‫الع ‪KK K K‬راق؟ ف ‪KK K K‬القوات األمريكية منتش ‪KK K K‬رة في الخليج على اس ‪KK K K‬تعداد للت ‪KK K K‬دخل في إي ‪KK K K‬ران‪ ،‬ويمكن‬

‫اس ‪KK K‬تخدامها تج ‪KK K‬اه س ‪KK K‬ورية‪ ،‬وثمة ق ‪KK K‬وات في البحث األحمر تتمركز في بعض ال ‪KK K‬دول اإلفريقية‬

‫وش ‪KK‬رقها‪ ،‬ويمكن اس ‪KK‬تخدامها في اتج ‪KK‬اه الس ‪KK‬ودان‪ ،‬ومن هنا أص ‪KK‬بحت التهدي ‪KK‬دات واض ‪KK‬حة تماما‬

‫وواقعا ملموس ‪KK K K‬ا‪ .‬وأص ‪KK K K‬بح من الواضح أن الع ‪KK K K‬الم الع ‪KK K K‬ربي مع ‪KK K K‬رض للض ‪KK K K‬ربات العس ‪KK K K‬كرية‬

‫األمريكية به‪KKK‬دف إع‪KKK‬ادة رسم الخريطة السياس‪KK K‬ية للمنطق ‪KK‬ة‪ ،‬بما يه ‪KK‬دد األمن الق ‪KK‬ومي الع‪KK K‬ربي‪،‬‬

‫ويصب في مص ‪KK‬لحة إس ‪KK‬رائيل‪ ،‬وهنا ي ‪KK‬برز التس ‪KK‬اؤل بالنس ‪KK‬بة لمس ‪KK‬تقبل األمن الق ‪KK‬ومي الع ‪KK‬ربي‪،‬‬

‫وهل يس‪KK‬تطيع الع‪KK‬رب ألن يط‪KK‬وروا أنفس‪KK‬هم وأه‪KK‬دافهم السياس‪KK‬ية واالقتص‪KK‬ادية واألمنية بما يحقق‬

‫مس‪KK K‬تقبال أفض‪KK K‬ل‪ ،‬في ظل ه‪KK K‬ذه الهجمة الشرس‪KK K‬ة‪ ،‬خاصة بما يحيط بها من ش‪KK K‬بهة في تض‪KK K‬منها‬

‫أهدافا عقائدية ته‪K‬دد الع‪K‬المين الع‪K‬ربي واإلس‪K‬المي؟ وه‪K‬ذا ب‪K‬الطبع يحت‪K‬اج إلى جه‪K‬ود عدي‪K‬دة تتعلق‬

‫أساسا بتوفير آليات جديدة لمنظومة النظ‪KK‬ام اإلقليمي الع‪KK‬ربي‪ 25،‬وفقا لمص‪KK‬الحها‪ -‬تخت‪KK‬ار ال‪KK‬دول‬

‫التي توجه لها الضربات الوقائية‪ ،‬بما يعني االعتداء على سيادة‪ -‬وبذلك أصبح هناك خط‪KK‬ورة‬

‫كبيرة في شن حروب تحت عناوين مكافحة اإلرهاب‪ ،‬باعتبار أن الوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة الدولة في‬

‫إلط‪KK K‬ار مفه‪KK K‬وم الح‪KK K‬رب ضد اإلره‪KK K‬اب‪ ،‬وقد يك‪KK K‬ون اختي‪KK K‬ار توجيه الض‪KK K‬ربة الوقائية تحت زعم‬

‫امتالك تلك الدولة للق‪KKK‬درات النووية والكيميائية والبيولوجي‪KK K‬ة‪ ،‬ما يتطلب توجيه ض‪KK K‬ربة إحب‪KK K‬اط‬

‫فوري‪KK K K K‬ة‪ ،‬كما ك‪KK K K K‬ان محتمال التوجه األم‪KK K K K‬ريكي قائما على توجيه ض‪KK K K K‬ربة وقائية نووية لتحقيق‬

‫‪  ? 25‬أ‪ .‬خليل حسين‪ ،‬الجغرافيا السياسية‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،2009 j،‬الفصل التاسع عشر‪ ،‬ص‪ -267 :‬إلى ‪.291‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫الحسم في القض ‪KK‬اء على الق ‪KK‬وة العس ‪KK‬كرية المعادي ‪KK‬ة‪ ،‬فالخي ‪KK‬ار الن ‪KK‬ووي مت ‪KK‬اح في الفكر العس ‪KK‬كري‬

‫األمريكي‪.‬‬

‫وبن‪K‬اء علي‪K‬ه‪ ،‬عم ع‪K‬دم االس‪K‬تقرار ال‪K‬دولي‪ ،‬والقلق المس‪K‬تمر في توجيه ض‪K‬ربات وقائية إلى‬

‫البنية األساس‪KKK‬ية لل‪KKK‬دول المس‪KKK‬تهدفة‪ ،‬فقد أدى ه‪KKK‬ذا المفه‪KKK‬وم األم ‪KK‬ريكي إلى أن يك ‪KK‬ون ب ‪KK‬ديال عن‬

‫السياسة بما يجعلها عملية مس‪KK‬تمرة ال تتوقفـ مع إمك‪KK‬ان ف‪KK‬رض أزم‪KK‬ات على دول غ‪KK‬ير مرغ‪KK‬وب‬

‫في سياستها‪ ،‬وبذلك يفتح الطريق أم‪KK‬ام توجيه الض‪KK‬ربات الوقائية ال‪KK‬تي تعت‪KK‬بر أحد أس‪KK‬اليب إدارة‬

‫السياسة الخارجية‪.‬‬

‫وقد أص‪KK K K‬بح المجتمع ال‪KK K K‬دولي بعد هجم‪KK K K‬ات ‪ 11‬أيل‪KK K K‬ول‪ /‬س‪KK K K‬بتمبر مهيئا إلق‪KK K K‬رار سياسة‬

‫"الهجمات الوقائية"ـ حيث منح مجلس األمن الواليات المتحدة األمريكية موافقة على القيام ب‪KK‬أي‬

‫عمل عسكري طبقا للمادة ‪ 51‬من الميثاق على أساس أن الهجمات كانت ض‪K‬خمة للغاي‪K‬ة‪ ،‬ومن‬

‫ثم ف ‪KK K‬إن واش ‪KK K‬نطن من حقها توجيه ض ‪KK K‬ربة في إط ‪KK K‬ار ال ‪KK K‬دفاع عن النفس‪ ،‬وتتبع خط ‪KK K‬ورة ه ‪KK K‬ذه‬
‫‪26‬‬
‫السياسة على المستويين الدولي واإلقليمي في اآلتي‪:‬‬

‫إن الوالي‪K‬ات المتح‪K‬دة األمريكية لها الحق بمفردها في توجيه ض‪K‬ربة وقائية ضد أي دولة‬

‫تق ‪KK‬رر أنها تق ‪KK‬وم بتط ‪KK‬وير أس ‪KK‬لحة ال ‪KK‬دمار الش ‪KK‬امل أو ت ‪KK‬دعم اإلره ‪KK‬اب‪ ،‬األمر ال ‪KK‬ذي يمثل ض ‪KK‬وءا‬

‫أخض ‪KK‬را ‪ :‬على المس ‪KK‬توى ال ‪KK‬دولي‪ -‬لشن ح ‪KK‬رب أمريكية ضد أية دول ‪KK‬ة‪ ،‬او ضد أي منطقة في‬

‫العالم ترى واشنطن أنها ته‪K‬دد مص‪KK‬الحا ‪ ،‬دون أن تحت‪K‬اج ألن تثبت تورطها في أعم‪KK‬ال من ه‪KK‬ذا‬

‫‪ - 26‬أ‪ .‬أ‪ -‬خليل حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪292‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫الن ‪KK‬وع‪ ،‬ومن ثم فإنه حالة القب ‪KK‬ول بتق ‪KK‬نين سياسة اإلج ‪KK‬راءات الوقائية ف ‪KK‬إن هيكل الس ‪KK‬الم ال ‪KK‬دولي‬

‫س‪KK‬وف يتع‪KK‬رض لالنهي‪KK‬ار‪ ،‬إذ يمكن ألية دولة أن توجه ض‪KK‬ربة لدولة أخ‪KK‬رى بحجة أنها ش‪KK‬عرت‬

‫بتهديد مهما كان هذا التهديد بعيدا‪.‬‬

‫على المس‪KK‬توى اإلقليمي‪ ،‬أنه إذا ك‪KK‬انت إلس‪KK‬تراتيجية "الهجم‪KK‬ات الوقائي‪KK‬ة" األمريكي‪KK‬ة‪ ،‬ه‪KK‬ذه‬

‫الخطورة على الس‪KK‬احة الدولي‪KK‬ة‪ ،‬ف‪KK‬إن األمر ال‪KK‬ذي ال ش‪KK‬كل فيه هو أن ه‪KK‬ذه الخط‪KK‬ورة س‪KK‬تكون أشد‬

‫وأك‪KK‬ثر فداحة على المنطق‪KK‬ة‪ -‬العربي‪KK‬ة‪ ،‬ذلك في ض‪KK‬وء ع‪KK‬املين‪ :‬األول اس‪KK‬تهدف ال‪KK‬دول العربية‬

‫من قبل بعض الدول خاصة من الواليات المتحدة األمريكية وإ سرائيل‪ ،‬والتي يمكن أن توج‪KK‬ه‪،‬‬

‫في إط‪KK K‬ار ه‪KK K‬ذه اإلس‪KK K‬تراتيجية الهجم‪KK K‬ات الوقائية ضد دول ت‪KK K‬رى أنها ته‪KK K‬دد أمنها وفي مق‪KK K‬دمتها‬

‫س ‪KK‬وريا من ال ‪KK‬دول العربية وإ ي ‪KK‬ران من ال ‪KK‬دول اإلس ‪KK‬المية والث ‪KK‬اني‪ ،‬يتمثل في ال ‪KK‬تراجع المس ‪KK‬تمر‬

‫للثقل الع ‪KK K‬ربي سياس ‪KK K‬يا على المس ‪KK K‬توى ال ‪KK K‬دولي‪ ،‬وه‪KK K K‬ذا ما ي‪KK K K‬تيح للوالي‪KK K K‬ات المتح‪KK K K‬دة األمريكية‬

‫االستمرار في " تصفية الحسابات القديمة" مع دول بعينها داخل المنطقة‪.‬‬

‫لماذا العراق بعد أفغانستان؟‬ ‫‪-1‬‬

‫واقع األمر لم يكن الغزو األنغلو‪-‬أمريكي للع‪KK‬راق س‪KK‬احقا فحس‪KK‬ب‪ ،‬إنما ك‪KK‬ان أيضا ض‪KK‬ارا‬

‫ض‪KK K K‬ررا بليغا بالمنطقة العربية ومن مختلف الج‪KK K K‬وانب وعن ذلك كتب توم‪KK K K‬اس فري‪KK K K‬دمان‪ ،‬في‬

‫ص‪KK‬حيفة نيوي‪KK‬ورك‪ 27‬عن ذلك قائل ‪" :‬إن الس‪KK‬بب الحقيقي للح‪KK‬رب األمريكية على الع‪KK‬راق ناشئ‬

‫من حاجة أمريكا بعد أح ‪KK K‬داث أيل ‪KK K‬ول ‪ /‬س ‪KK K‬بتمبر ‪ ،2001‬إلى إرض ‪KK K‬اء ال ‪KK K‬نزوع إلى االنتق ‪KK K‬ام‬

‫بالضرب في قلب العالم العربي واإلسالمي" ومن هنا كان اختيار العراق هدفا مركزيا"‪.‬‬
‫‪..New York Times, 22-06-2003 -27‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫كما كانت مشاهدة بغداد تحترق تمثل تجربة صادمة لمعظم الع‪KK‬رب‪ ،‬وهي تع‪KK‬ادل ش‪KK‬عور‬

‫الغربيين ما إذا دمرت رموز حضارية مثل ب‪KK‬اريس أو روما أو فيين‪KK‬ا‪ ،‬فاسم بغ‪KK‬داد يع‪KK‬ني م‪KK‬وطن‬

‫الحض ‪KK‬ارة اإلس ‪KK‬المية فبغ ‪KK‬داد ظلت على م ‪KK‬دى ع ‪KK‬دة ق ‪KK‬رون مدينة ال نظ ‪KK‬ير لها في الع ‪KK‬الم فك ‪KK‬انت‬

‫ح‪KK‬رب ع‪KK‬ام ‪ 2003‬على الج‪KK‬انب الخ‪KK‬اص بالعالق‪KK‬ات العربية –العربية والنظ‪KK‬ام اإلقليمي امت‪KK‬دادا‬

‫وتعزيزا وتصعيدا آلثار حرب عام ‪.1991‬‬

‫مش‪KK‬روع الق‪KK‬رن األم‪KK‬ريكي الجدي‪KK‬د‪ ،‬ثم وض‪KK‬عوه على أم‪KK‬ام ال‪KK‬رئيس األم‪KK‬ريكي األس‪KK‬بق بيل‬

‫كلينت‪KK K‬ون "اقتص‪KK K‬اديا حين ك‪KK K‬ان أرك‪KK K‬ان إدارة ج‪KK K‬ورج ب‪KK K‬وش "تش‪KK K‬يني ورامس‪KK K‬فيلد‪ ،‬خ‪KKK‬ارج دائ‪KK K‬رة‬

‫ص‪KK‬ناعة الق‪KK‬رار‪ ،‬عكف‪KK‬وا على إع‪KK‬داد مط‪KK‬البين بض‪KK‬رورة تغي‪KK‬ير النظ‪KK‬ام الع‪KK‬راقي في إط‪KK‬ار ت‪KK‬امين‬

‫أحد أهم مص ‪KK‬ادر إم ‪KK‬داد الوالي ‪KK‬ات المتح ‪KK‬دة بالنفط من منظ ‪KK‬ور يتج ‪KK‬اوز االحتياج ‪KK‬ات اآلتية إلى‬

‫تأمين استحقاقات المستقبل على مدى القرن الواحد والعشرين وما يليه‪.‬‬

‫وبعد أن أص‪KK K‬بح ج‪KK K‬ورج ب‪KK K‬وش اإلبن رئيسا للوالي‪KK K‬ات المتح‪KK K‬دة وأص‪KK K‬بح من كانا خ‪KK K‬ارج‬

‫الضوء صانعا لألحداث‪ ،‬قدم تشينى نائب ال‪KK‬رئيس ب‪KK‬وش ورجل اإلدارة الق‪KK‬وي تقري‪KK‬را ش‪KK‬دد فيه‬

‫على العالقة بين األمن الق ‪KK‬ومي األم ‪KK‬ريكي وأمن الطاق ‪KK‬ة‪ ،‬وطلب ب ‪KK‬وش بمنح أمن الطاقة أولوية‬

‫قص‪KK‬وى في رسم السياس‪KK‬ات الخارجية على المس‪KK‬تويين االقتص‪KK‬ادي والسياس‪KK‬ي‪ ،‬ولم يلبث إيق‪KK‬اع‬

‫األح‪KKK‬داث ط‪KKK‬ويال ح‪KKK‬تى ب‪KKK‬ات في خدمة التوجه‪KKK‬ات ال‪KKK‬تي حملها تش ‪KK‬يني وطاقم ‪KK‬ه‪ -‬وفي المقدمة‬

‫وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وصاغت بالتالي التفكير االستراتيجي إلدارة بوش‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫ج‪KK‬اءت اس‪KK‬تراتيجية األمن الق‪KK‬ومي األم‪KK‬ريكي ال‪KK‬تي تم إعالنها بعد ع‪KK‬ام من أح‪KK‬داث أيل‪KK‬ول‬

‫‪/‬س‪KK K‬بتمبر لتربط بوض‪KK K‬وح ت‪KK K‬ام بين حتمية الس‪KK K‬يطرة على الم‪KK K‬وارد األساس‪KK K‬ية للطاقة في الع‪KK K‬الم‬

‫وإ بعاد المتنافسين المحتملين عنها‪ ،‬وبالتالي ضمان استمرار الهيمنة األمريكية وتش‪KK‬كيل النظ‪KK‬ام‬

‫العالمي الجديد بقيادة أمريكية منفردة باعتبار الواليات المتحدة القوة العظمى الوحيدة‪.‬‬

‫هكذا أصبح النفط شأنا لصيقا بالنفوذ الدولي‪ ،‬وقيادة النظ‪KK‬ام الع‪KK‬المي‪ ،‬ولم يعد مج‪KK‬رد أمر‬

‫يتعلق بض ‪KK‬مان الرفاهية للش ‪KK‬عب األم ‪KK‬ريكي فق ‪KK‬ط‪ ،‬ولم يكن ما تض ‪KK‬منته وثيقة اس ‪KK‬تراتيجية األمن‬

‫الق ‪KK‬ومي‪ ،‬مفص ‪KK‬وال عن إعالن أم ‪KK‬ريكي ص ‪KK‬در في أوائل الثمانين ‪KK‬ات يؤكد على أن ح ‪KK‬دود األمن‬

‫الق‪KK K‬ومي هي آخر قط‪KK K‬رة نفط في آب‪KK K‬ار منطقة الخليج الع‪KK K‬ربي‪ ،‬وك‪KK K‬ان ذلك اإلعالن أيضا غ‪KK K‬ير‬

‫مفص‪KK‬ول عن التط‪KK‬ورات الدانماركية في الس‪KK‬بعينات من الق‪KK‬رن الماض‪KK‬ي‪ ،‬وال‪KK‬تي مثلت تح‪KK‬ديات‬

‫واض ‪KK‬حة إلم ‪KK‬دادات النفط الواص ‪KK‬لة للس ‪KK‬واحل األمريكي ‪KK‬ة‪ ،‬وم ‪KK‬رة أخ ‪KK‬رى ف‪KK‬إن تش ‪KK‬يني ورامس ‪KK‬فيلد‬

‫تحديدا‪ ،‬لم يكونا بعيدين عن الدائرة‪ ،‬فكالهما كان ضمن طاقم الرئيس األم‪KK‬ريكي جيرالد ف‪KK‬ورد‬

‫في ذروة اس‪KK‬تخدام الع‪KK‬رب لس‪KK‬الح النف‪KK‬ط‪ ،‬األمر ال‪KK‬ذي ك‪KK‬ان له تداعياته وانعكاس‪KK‬اته على رئاسة‬

‫فورد بل وعلى خروج الجمهوريين من البيت األبيض في انتخابات العام ‪.197628‬‬

‫إن "منطقة الخليج وما تحويه من كمي ‪KK K K K K K K K K K K K‬ات هائلة من احتياط ‪KK K K K K K K K K K K K‬ات النفط تجعل من‬

‫الض ‪KK‬روري‪ K‬أن تحتفظ الوالي ‪KK‬ات المتح ‪KK‬دة بحرية الت ‪KK‬دخل في اإلقليم واالس ‪KK‬تفادة من تلك الث ‪KK‬ورة‬

‫النفطية الهائل‪KK‬ة"‪ ،‬ه‪KK‬ذا ما أك‪KK‬ده أنت‪KK‬وني زي‪KK‬ني القائد األس‪KK‬بق للقي‪KK‬ادة المركزية قبل وص‪KK‬ول ج‪KK‬ورج‬

‫ب‪KK‬وش اإلبن إلى ال‪KK‬بيت األبيض‪ ،‬ثم ج‪KK‬اءت األح‪KK‬داث وت‪KK‬داعياتها لتق‪KK‬دم الفرصة المناس‪KK‬بة لتحويل‬
‫‪ - 28‬أ‪ -‬خليل حسن‪ ،‬النظام العالمي الجديد والمتغيرات‪ j‬الدولية‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،2009 ،‬الباب الثالث ص ‪.225‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫األق‪KK K‬وال إلى أفع‪KK K‬ال‪ ،‬وإ ذا ك‪KK K‬انت عاص‪KK K‬فة الص‪KK K‬حراء بمثابة المقدمة فغن ما حمله نحو عقد من‬

‫ال ‪KK K‬زمن قد مهد الطريق أم ‪KK K‬ام ص ‪KK K‬قور واش ‪KK K‬نطن في اإلدارة الس ‪KK K‬ابقة لتحقيق الغاية النهائية بعد‬

‫حياكة التفاص ‪KK K‬يل به ‪KK K‬دف التوصل إلى إع ‪KK K‬ادة رسم الخرائط الجيواس ‪KK K‬تراتيجية بما يخ ‪KK K‬دم قي ‪KK K‬ادة‬

‫الواليات المتحدة منفردة للنظام العالمي الذي تتشكل مالمحه‪ ،‬ويطمح هؤالء الصقور أن تثمر‬

‫جهودهم في السيطرة على إمدادات النفط الدولية في ضمان الهيمنة على مدى القرن الحالي‪.‬‬

‫ولم تعد خريطة النفط لآلب ‪KK K‬ار واإلم ‪KK K‬دادات وت ‪KK K‬أمين الط ‪KK K‬رق‪ ،‬مس ‪KK K‬ألة تقع ض ‪KK K‬من اهتم ‪KK K‬ام‬

‫أباطرة صناعة النفط ودوائر التجارة والمال واالقتصاد خارج اإلدارة وداخله‪KK‬ا‪ ،‬بل ب‪KK‬ات النفط‬

‫محل اهتم ‪KK‬ام دوائر ال ‪KK‬دفاع واألمن الق ‪KK‬ومي والمخ ‪KK‬ابرات والش ‪KK‬ؤون الخارجية وك ‪KK‬ان منطقيا في‬

‫ظل ذلك أن يتم بن ‪KK K‬اء جه ‪KK K‬از دبلوماس ‪KK K‬ية الطاقة في إدارة ب ‪KK K‬وش به ‪KK K‬دف ترجمتها إلى ق ‪KK K‬رارات‬

‫تنفيذية ض‪KK‬من تع‪KK‬اون وثيق بين األجه‪KK‬زة المعني‪KK‬ة‪ ،‬وأن يت‪KK‬ولى رئاسة الجه‪KK‬از الجديد مف‪KK‬وض له‬

‫حرية الحركة في كافة أنح‪KK K‬اء الع‪KK K‬الم‪ ،‬وتحت التوجيه المباشر لناشب ديك تش‪KK K‬يني ال‪KK K‬ذي أح‪KK K‬اط‬

‫اتصاالته الخاصة بسياسة الطاقة بسياج من السرية‪.29‬‬

‫وعلى ال ‪KK‬رغم من كل مح ‪KK‬اوالت إدارة ب ‪KK‬وش في التقليل من االعتم ‪KK‬اد على النفط الع ‪KK‬ربي‬

‫وبخاصة الخليجي‪ ،‬ف‪KK‬إن الحلم ب‪KK‬ات في ع‪KK‬داد المس‪KK‬تحيل‪ ،‬ومن ثم ف‪KK‬إن اله‪KK‬دف تح‪KK‬ول من الس‪KK‬عي‬

‫لتقليل االعتم‪KK K K K K‬اد على النفط الع‪KK K K K K‬ربي إلى اس‪KK K K K K‬تهداف الس‪KK K K K K‬يطرة على منابعه للتحكم في تدفقه‬

‫وأسعاره‪ ،‬فحسابات "جهاز دبلوماسية الطاقة" أكدت على عدة حقائق أبرزها‪:‬‬

‫‪ - - 29‬محمد حسنين هيكل‪ :‬اإلمبراطورية األمريكية واإلغارة على العراق‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬قاهرة ‪ ،‬طبعة األولى‪ ،2003 ،‬ص ‪17‬‬

‫‪43‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫‪ -‬حقول نفط عديدة خارج دول أوبك نضبت أو سوف تنضب في مدى زمني قريب‬

‫‪ -‬رغم كل ما أشبع من ضخامة نفط بحر قزوين إال أن الواقع ليس كذلك‬

‫‪ -‬الرهان على تحالف استراتيجي في مجال الطاقة مع روسيا ال يخلوا من مخاطر‬

‫‪ -‬االكتشافات النفطية في المناطق الجديدة يعيبها ارتفاع تكلفة االس‪KK‬تخراج أو انخف‪K‬اض‬

‫جودة الخام‪.‬‬

‫‪ -‬رغم أن أوبك لم تعد ب ‪KK‬القوة الس ‪KK‬ابقة إال أنها م ‪KK‬ازالت ق ‪KK‬ادرة على الت ‪KK‬أثير في ص ‪KK‬ناعة‬

‫القرار النفطي على المستوى الدولي‬

‫‪ -‬مش‪KK K‬روع ج‪KK K‬ورج ب‪KK K‬وش للتنقيب في أالس‪KK K‬كا ال يواجه معارضة أنص‪KK K‬ار البيئة فحسب‬

‫لكنه يلقي معارضة من حزب الرئيس‪.‬‬

‫‪ -‬فشل الره‪KK K K‬ان على ب ‪KK K‬دائل النفط من مص ‪KK K‬ادر الطاقة األخ ‪KK K‬رى في الم‪KK K K‬دى المنظ‪KK K K‬ور‬

‫وحق ‪KK K‬ائق ومعطي ‪KK K‬ات أخ ‪KK K‬رى تق ‪KK K‬ود إلى اس ‪KK K‬تخالص مهم ال يمكن االلتف ‪KK K‬اف حوله أو‬

‫تجاوزه أو االستغناء عن النفط العربي بشكل عام والخليجي بشكل خ‪KK‬اص والع‪KK‬راقي‬

‫بدرجة أخص‪ ،‬أمر مستحيل‪.‬‬

‫ثمة حقيقة أخرى أن معظم االحتياجات ولم‪KK‬دى زم‪KK‬ني غ‪KK‬ير قليل س‪KK‬وف تك‪KK‬ون من منطقة‬

‫الخليج وألك‪KK K‬ثر من س‪KK K‬بب‪ ،‬فاكتش‪KK K‬اف النفط وإ نتاجه هن‪KK K‬اك أقل تكلفة من أي منطقة أخ‪KK K‬رى في‬

‫الع‪KK K‬الم ثم إن جودته عالي‪KK K‬ة‪ ،‬وال ب‪KK K‬ديل مناس‪KK K‬ب‪ ،‬وقد ج‪KK K‬ربت واش‪KK K‬نطن الس‪KK K‬تغناء ت‪KK K‬دريجيا عن‬

‫‪44‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫وارداتها النفطية من الخليج لكنها فش ‪KK K K K K‬لت‪ ،‬وأدرك أرك ‪KK K K K K‬ان اإلدارات المتعاقبة قبل وص‪KK K K K K‬ول‬

‫جورج بوش اإلبن أن االعتماد على النفط الخليجي حقيقة ال يمكن تجاوزها او القفز عليها‪.‬‬

‫أما الب‪KK K K‬ديل فيتمثل في الس‪KK K K‬يطرة والهيمنة على مص‪KK K K‬ادر الطاقة يب‪KK K K‬دأ من الخليج والحلقة‬

‫األخطر في ذلك المخطط تبدأ من العراق أما لماذا العراق؟ فاألسباب كثيرة ومتنوعة أبرزها‪:‬‬

‫‪ -‬يحتل نفط العراق المركز الثاني من حيث االحتياطي العالمي بعد السعودية‬

‫‪ -‬المخزون الحقيقي أعلى بكثير من األرقام المتداولة مع جودته العالية‬

‫‪ -‬احتماالت االكتشافات الجديدة هائلة‪ ،‬مع قلة التكلفة اإلنتاجية‬

‫‪ -‬التوقعات ترشحه كآخر نفط ينضب في العالم‬

‫والمحص‪KK K‬لة النهائية تؤكد أن الس‪KK K‬يطرة على الع‪KK K‬راق تع‪KK K‬ني التحكم فيما يق‪KK K‬ارب نحو ربع‬

‫إجمالي العالمي‪ ،‬ثم إن العراق بموقعه االس‪KK‬تراتيجي يجعل من يس‪KK‬يطر عليه يس‪KK‬يطر على ثل‪KK‬ثي‬

‫االحتياطي العالمي للنفط الذي يتركز في الخليج العربي‬

‫ولعل ذلك يض ‪KK K‬من للوالي ‪KK K‬ات المتح ‪KK K‬دة تحقيق أك ‪KK K‬ثر من ه ‪KK K‬دف ج ‪KK K‬زئي في س ‪KK K‬ياق ه ‪KK K‬دفها‬

‫األساسي‪.‬‬

‫‪ -‬الس‪KK K K‬يطرة على نفط الع‪KK K K‬راق تقلل من اعتم‪KK K K‬اد واش‪KK K K‬نطن على النفط الس‪KK K K‬عودي وفي‬

‫تهميش‪KK‬ها كمرحلة أولى "الس‪KK‬يطرة على ث‪KK‬روة نفطية به‪KK‬ذا الكم تس‪KK‬اعد على التحكم في‬

‫أسعار النفط ومن ثم الحد من تأثير أوبك‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫‪ -‬التأثير بقوة في المصالح االقتصادية للقوى الطامحة في لعب دور في النظام ال‪KK‬دولي‬

‫ع ‪KK‬بر التحكم في إم ‪KK‬داداتها من النفط الخليجي فالس ‪KK‬يطرة على الع ‪KK‬راق حربا ك ‪KK‬انت او‬

‫سلما تمثل الحلقة األخطر في مخطط الهيمنة على مصادر الطاقة‪ ،‬ع‪KK‬بر الت‪KK‬أثير على‬

‫االقتصاد العالمي لعقود عديدة قادمة‪.‬‬

‫‪ 11‬أيلول‪/‬سبتمبر والحرب ضد اإلرهاب بغزو العراق‬ ‫‪-2‬‬

‫س‪KK K‬بتمبر أك‪KK K‬ثر من أي أمر آخر لمجموعة المح‪KK K‬افظين الجد ال‪KK K‬ذين تول‪KK K‬وا مواقع رئيس‪KK K‬ية‬

‫للسلطة في إدارة جورج بوش‪ ،‬أن تأخذ الوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة األمريكية للس‪KK‬ير في مس‪KK‬ار جديد في‬

‫النظ‪KK‬ام‪/،‬أت‪KK‬احت أح‪KK‬داث ‪ 11‬أيل‪KK‬ول ال‪KK‬دولي‪ ،‬وقد ح‪KK‬ذر ال‪KK‬رئيس األم‪KK‬ريكي األس‪KK‬بق جيمي ك‪KK‬ارتر‬

‫من ه‪K‬ذه المجموعة في مق‪K‬ال بص‪K‬حيفة "واش‪K‬نطن بوس‪K‬ت"‪ 30‬ق‪K‬ال فيه‪K‬ا‪" :‬يب‪K‬دو أن مقارب‪K‬ات جدي‪K‬دة‬

‫تتط‪KK K K‬ور مع مجموعة محورية من المح‪KK K K‬افظين ال‪KK K K‬ذين يح‪KK K K‬اولون أن يحقق‪KK K K‬وا طموح‪KK K K‬ات ط‪KK K K‬ال‬

‫انتظ ‪KK‬ارهم لها تحت غط ‪KK‬اء الح ‪KK‬رب المعلنة ضد اإلره ‪KK‬اب لكن مثل ه ‪KK‬ذه التح ‪KK‬ذيرات أخفقت في‬

‫ثني اإلدارة األمريكية عن شن حربها على العراق‪ ،‬التي كانت قد تقررت بالفعل‪.‬‬

‫لقد فتح الغ‪KK‬زو األم‪KK‬ريكي للع‪KK‬راق الب‪KK‬اب أم‪KK‬ام ع‪KK‬دة تس‪KK‬اؤالت ع‪KK‬دة ح‪KK‬ول األه‪KK‬داف الحقيقية‬

‫للوالي ‪KK‬ات المتح ‪KK‬دة في حملة ص ‪KK‬ليبية لتغي ‪KK‬ير خريطة المنطق ‪KK‬ة‪ ،‬وخلق ش ‪KK‬رق أوسط جدي ‪KK‬د‪ ،‬وهل‬

‫هدف الواليات المتحدة الهيمنة الكلية على نفط الخليج؟ وهل شنت الواليات المتحدة األمريكية‬

‫‪ - - 30‬محمد حسنين‪ ,‬مرجع سابق ص ‪25‬‬

‫‪46‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫هذه الحرب خدمة لحليف إقليمي هو إسرائيل ؟ وهل هما ما عناه بول وولفويتز حينما قال "إن‬
‫‪31‬‬
‫العراق ليس يعني العراق فحسب"‪.‬‬

‫وب‪KK K‬الطبع ف‪KK K‬إن الوالي‪KK K‬ات المتح‪KK K‬دة األمريكي‪KK K‬ة‪ ،‬فقد ش‪KK K‬نت الح‪KK K‬رب على الع‪KK K‬راق ال لتجلب‬

‫الديمقراطية إلى ش ‪KK‬عبه‪ ،‬والتفس ‪KK‬ير العقالني الوحي ‪KK‬د‪ ،‬هو أن الوالي ‪KK‬ات المتح ‪KK‬دة األمريكية ك ‪KK‬انت‬

‫مدفوعة بأمرين هما ‪ :‬النفط وإلسرائيل وهو ما برز في عدة أمور من بينها‪:‬‬

‫‪ -‬إعالن الوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة األمريكية أنها س‪KK‬تبقى في الع‪KK‬راق لم‪KK‬دة طويل‪KK‬ة‪ ،‬ح‪KK‬تى تنجح‬

‫في إقامة نظام حكم ديمق‪KK‬راطي مس‪K‬تقر وص‪K‬ديق له‪KK‬ا‪ ،‬وح‪K‬تى عن‪KK‬دما تفكر في الخ‪KK‬روج‬

‫من العراق فإنها ستترك قواعد عسكرية لها‪ ،‬في كافة أنحاء العراق‪.‬‬

‫‪ -‬توريط كل من إي‪KK K K‬ران وس‪KK K K‬وريا في الح‪KK K K‬رب األهلية داخل الع‪KK K K‬راق وبما ينشأ وضع‬

‫جديد ي‪KK‬تيح للوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة األمريكية الت‪KK‬دخل ضد ه‪KK‬اتين ال‪KK‬دولتين أو اس‪KK‬تدراجهما‬

‫ألزمات تؤدي إلى شن الح‪K‬رب ضد أي منهم‪K‬ا‪ ،‬مع إعط‪K‬اء األس‪K‬بقية لت‪K‬دمير البرن‪K‬امج‬

‫النووي اإليراني‪.‬‬

‫‪ -‬إن احتالل الع‪KK K K K‬راق سيض‪KK K K K‬عف من المركز التفاوضي للفلس‪KK K K K‬طينيين ومؤي‪KK K K K‬ديهم من‬

‫الع‪KK K‬رب بدرجة كب‪KK K‬يرة‪ ،‬ومن ثم يص‪KK K‬بحون على اس‪KK K‬تعداد للتخلي عن ق‪KK K‬در كب‪KK K‬ير من‬

‫حقوقهم التاريخية والتراجع عن مواقعهم السابقة‪.‬‬

‫‪centre of Military History (Author) ; American Military History, Kessinger Publishing. LLC (2004) pp. 121- - 31‬‬
‫‪.122‬‬

‫‪47‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫‪ -‬العمل على إض ‪KK‬عاف النظ ‪KK‬ام اإلقليمي الع ‪KK‬ربي‪ ،‬وشل الق ‪KK‬درة على تب ‪KK‬ني عمل ع ‪KK‬ربي‬

‫مشترك‪.‬‬

‫عن ‪KK K‬دما احتل األمريكي‪KK K‬ون الع ‪KK K‬راق لم يقض ‪KK K‬وا على النظ ‪KK K‬ام فق ‪KK K‬ط‪ ،‬بل قض‪KK K‬وا على الدولة‬

‫العراقية نفس ‪KK K‬ها‪ ،‬فقد فكك ‪KK K‬وا الدولة العراقية وأنهوه ‪KK K‬ا‪ ،‬وحل ‪KK K‬وا الجيش وق ‪KK K‬وات األمن وس ‪KK K‬محوا‬

‫بنهب اإلدارات الحكومية وحرقه ‪KK‬ا‪ ،‬وب ‪KK‬ذلك أنه ‪KK‬وا الدولة العراقية ليح ‪KK‬اولوا إع ‪KK‬ادة تش ‪KK‬كيلها كما‬

‫يري‪KK‬دون‪ ،‬فكل ما قيل قبل الح‪KK‬رب عن أس‪KK‬لحة دم‪KK‬ار ش‪KK‬امل ت‪KK‬بين للع‪KK‬الم كله كذب‪KK‬ه‪ ،‬وأن ال أس‪KK‬لحة‬

‫دم‪KK‬ار ش‪KK‬امل ب‪KK‬العراق‪ ،‬وهو ما يوضح ع‪KK‬دم مص‪KK‬داقية ال‪KK‬رئيس ج‪KK‬ورج ب‪KK‬وش في خطابه لالتح‪KK‬اد‬

‫في كانون الثاني‪/‬يناير ‪ ،2003‬وكذب التقرير الذي قدمه وزير الخارجية كولن بأول‪ ،‬لمجلس‬

‫األمن عن أسلحة الدمار الشامل بالعراق في شباط ‪/‬فبراير ‪.2003‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العقيدة العسكرية والهدف األمريكي‪،‬‬

‫يتلخص اله‪KK K K K K‬دف الحقيقي من وجهة النظر العس‪KK K K K K‬كرية األمريكية في العديد من األوجه‬

‫أبرزها‪:‬‬

‫‪ -1‬تأكيد س‪KK‬يطرة الوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة األمريكية نفس‪KK‬ها على النظ‪KK‬ام الع‪KK‬المي الجدي‪KK‬د‪ ،‬وص‪KK‬ياغة‬

‫مب‪KK‬ادئ له‪KK‬ذا النظ‪KK‬ام تض‪KK‬من س‪KK‬المة الوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة األمريكية و أمنها في ض‪KK‬وء أح‪KK‬داث‬

‫أيلول‪/‬سبتمبر ‪ ،2001‬وكان العراق هو الوسيلة التي حدد من خاللها "بوش األب" بداية‬

‫‪48‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫نظام عالمي تقوده الواليات المتحدة عام ‪ ،1991‬فقد كان العراق أيضا هو الوسيلة ال‪KK‬تي‬

‫يعلن من خاللها "بوش اإلبن" هيمنة الواليات المتحدة األمريكية على مقدرات العالم ‪.‬‬

‫إن اختي‪KK‬ار الع‪KK‬راق ه‪KK‬دفا المقص‪KK‬ود منه التط‪KK‬بيق األمثل لق‪KK‬درة النظ‪KK‬ام الع‪KK‬المي‬ ‫‪-2‬‬

‫للتعامل مع الدولة المناوئ‪KK K K K‬ة‪ ،‬وال س‪KK K K K‬يما تلك ال‪KK K K K‬تي تقع في مراكز الثقل في الع‪KK K K K‬الم‪ ،‬وربما‬

‫يتضح صورة ذلك من خالل العديد من اإلشارات التي أرسلت قبل الحرب وبعدها منها‪:‬‬

‫مب‪KKK‬ادرة ك‪KKK‬ولين ب‪KKK‬اول وزير الخارجية األم ‪KK‬ريكي عن تحقيق الديمقراطية في‬ ‫‪-3‬‬

‫دول الش‪KK K‬رق األوسط ال‪KK K‬تي طرحها في ك‪KK K‬انون األول‪/‬س‪KK K‬بتمبر ‪ ،2002‬وأش‪KK K‬ار فيها إلى أن‬

‫أنظمة الشرق األوسط أدت إلى تصاعد اإلرهاب‬

‫تعدد اإلشارات من المس‪K‬ؤولين األمريك‪K‬يين عن "دول الش‪K‬ر" "ال‪K‬دول المناوئ‪K‬ة"‬ ‫‪-4‬‬


‫وربما ك ‪KK K K‬انت اإلش ‪KK K K‬ارة األوضح التهدي ‪KK K K‬دات ال ‪KK K K‬تي وجهت إلى س ‪KK K K‬وريا في أعق ‪KK K K‬اب النصر‬
‫العس‪KK‬كري األم‪KK‬ريكي البريط‪KK‬اني في الع‪KK‬راق‪ ،‬ومقولة ب‪KK‬اول "على س‪KK‬وريا أن تق‪KK‬در أن نظاما‬
‫جديدا نشا على حدودها‪ ،‬وأن أوضاعا جديدة حدثت في المنطقة"‪.‬‬

‫إعالن الهند وباكس ‪KK‬تان ع ‪KK‬ودة العالق ‪KK‬ات بينهم ‪KK‬ا‪ ،‬والتف ‪KK‬اوض إلنه ‪KK‬اء ن ‪KK‬زاع دام‬ ‫‪-5‬‬
‫أكثر من نصف قرن‪.‬‬

‫االس‪K‬تجابة المتدرجة من كوريا الش‪K‬مالية للش‪K‬روط الممالة عليها من الوالي‪K‬ات‬ ‫‪-6‬‬


‫المتحدة األمريكية والتي كانت ترفضها تماما في السابق أثناء اشتعال أزمة العراق‬

‫‪49‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫إعالن وزير ال‪KK‬دفاع األم‪KK‬ريكي "دونالد رامس‪KK‬فيلد" س‪KK‬حب قواته من الس‪KK‬عودية‬ ‫‪-7‬‬

‫ق‪KK‬ائال‪" :‬إن قواتنا لن تبقى في دول ال تتم‪KK‬نى وجودن‪KK‬ا"‪ ،‬ثم إعالنه المف‪KK‬اجئ نقل القي‪KK‬ادة الجوية‬

‫األمريكية من قاعدة األمير سلطان من السعودية إلى دولة قطر‪.32‬‬

‫‪ -8‬تأكيد الس ‪KK‬يطرة على المنطق ‪KK‬ة‪ ،‬وما حوله ‪KK‬ا‪ ،‬حيث أن الع ‪KK‬راق يش ‪KK‬كل منطقة إس ‪KK‬تراتيجية‬

‫مفص ‪KK‬لية هامة تربط ما بين دول الخليج وتركي ‪KK‬ا‪ ،‬وهو األق ‪KK‬رب إلى دول آس ‪KK‬يا الوس ‪KK‬طى‬

‫ويمثل الحدود البرية مع كل من إيران وسوريا"‪ ،‬وهي من الدول ال‪K‬تي يجب احتواؤه‪K‬ا‪،‬‬

‫وه‪KK‬ذا يع‪KK‬ني احتالل الع‪KK‬راق يكمل حلقة الس‪KK‬يطرة على الش‪KK‬رق األوسط واألقص‪KK‬ى‪ ،‬ويحد‬

‫من امت‪KK K K‬داد نف‪KK K K‬وذ كل من روس‪KK K K‬يا االتحادية والص‪KK K K‬ين‪ ،‬كما يحد من انتش‪KK K K‬ار المص‪KK K K‬الح‬

‫األوروبية من منطقة الشرق األوسط‪.‬‬

‫‪ -9‬إض‪KKK‬افة إلى ذلك م‪KKK‬وارد الع‪KKK‬راق وي‪KKK‬أتي في مق‪KKK‬دمتها النفط ال ‪KK‬ذي يمثل ‪ %11‬من حجم‬

‫النفط الع‪KK‬المي‪ ،‬وس‪KK‬يطرة الوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة األمريكية على نفط الش‪KK‬رق األوس‪KK‬ط‪ ،‬تع‪KK‬ني‬

‫تكامل العولمة االقتص‪KK K‬ادية ووض‪KK K‬عها تحت س‪KK K‬يطرة النظ‪KK K‬ام الع‪KK K‬المي الجديد إلى ج‪KK K‬انب‬

‫السيطرة السياسية والعسكرية‪.‬‬

‫إن الوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة األمريكية عن‪KK‬دما ك‪KK‬انت تتوجه إلى الح‪KK‬رب ضد الع‪KK‬راق‬ ‫‪-10‬‬

‫‪ ،‬ك ‪KK‬انت تعلم أن االنتص‪KK‬ار األك‪KK‬بر هو االنتص‪KK‬ار على الق ‪KK‬وى العالمي ‪KK‬ة‪ ،‬ال ‪KK‬تي تح‪KK‬اول أن‬

‫تجد لنفسها مكانا في قمة النظ‪KK‬ام الع‪KK‬المي الجدي‪KK‬د‪ ،‬فهن‪K‬اك االتح‪KK‬اد األوروبي ال‪K‬تي تتع‪K‬اظم‬

‫‪ -‬ذ‪ .‬خليل حسن‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.230:‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫قوت‪KK‬ه‪ ،‬وروس‪KK‬يا ال‪KK‬تي تس‪KK‬رع في اعتالء مكانة مناس‪KK‬بة‪ ،‬وهن‪KK‬اك الص‪KK‬ين ال‪KK‬تي تح‪KK‬اول بن‪KK‬اء‬

‫قوتها العالمية في خطوات ثابتة‪.‬‬

‫قيام الواليات المتحدة األمريكية باتخ‪KK‬اذ العديد من اإلج‪KK‬راءات في إط‪KK‬ار تنفيذ‬ ‫‪-11‬‬

‫إس‪KK‬تراتيجيتها الهادفة لتحقيق الهيمنة في إط‪KK‬ار النظ‪KK‬ام الع‪KK‬المي الجديد ومنها على س‪KK‬بيل‬

‫المثال‪:‬‬

‫‪ -‬اإلطاحة بالش ‪KK‬رعية الدولي ‪KK‬ة‪ ،‬من خالل تهميش دور مجلس األمن ال ‪KK‬ذي ح ‪KK‬اولت دول‬

‫"الضد " اس‪KK K‬تغالله في ع‪KK K‬دم تمرير ق‪KK K‬رارات تعتمد عليها الوالي‪KK K‬ات المتح‪KK K‬دة كذريعة‬

‫للحرب‪.‬‬

‫‪ -‬االكتفاء بتحالف محدود عوضا عن تحالف دولي كبير على نمط ما حدث في ح‪KK‬رب‬

‫الخليج الثانية‪ ،‬وكانت بريطانيا وإ سبانيا هما الدولتان الرئيسيتان في هذا التحالف‬

‫‪ -‬توجيه إن‪KK‬ذار بع‪KK‬واقب وج‪KK‬زاءات س‪KK‬وف تتع‪KK‬رض لها ال‪KK‬دول ال‪KK‬تي عارضت الوالي‪KK‬ات‬

‫المتحدة األمريكية في شن الحرب‬

‫‪ -‬إشعار المواطن األمريكي وبخاصة بعد أحداث الح‪KK‬ادي عشر من أيل‪KK‬ول ‪/‬س‪KK‬بتمبر أن‬

‫الوالي‪KK‬ات المتح‪KK‬دة األمريكية قوية وق‪KK‬ادرة على تحقيق النصر في أي مك‪KK‬ان في الع‪KK‬الم‬

‫وحماية أمنه‪ ،‬وأن أي قوى تناوئ الواليات المتحدة األمريكية البد من تدميرها‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫‪ -‬ض‪KKK‬غوط ل‪KKK‬وبي التص‪KKK‬نيع الح‪KKK‬ربي في الوالي‪KKK‬ات المتح ‪KK‬دة األمريكية وال ‪KK‬ذي تمكن من‬

‫إنت‪KK K K‬اج كم هائل من األس‪KK K K‬لحة الذكية وال بد له من تص‪KK K K‬ريفها ح‪KK K K‬تى يواصل تط‪KK K K‬وير‬

‫التكنولوجيا العسكرية وكذلك تسويقها في أرجاء العالم‪ ،‬وهو عامل مؤثر‪.33‬‬

‫‪ - 33‬محمد حسنين هيكل ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.19 :‬‬

‫‪52‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫خاتمة ‪:‬‬

‫أخطر ما في ه ‪KK‬ذه اإلس ‪KK‬تراتيجية أنها اس ‪KK‬تبدلت مفه ‪KK‬وم التس ‪KK‬وية بمفه ‪KK‬وم الق ‪KK‬وة‪ ،‬و مفه ‪KK‬وم‬

‫العدالة بمفه‪KK‬وم الحص‪KK‬ار‪ ،‬و أب‪KK‬احت لنفس‪K‬ها ت‪KK‬دمير اآلخر بحجة أنه يش‪KK‬كل خط‪K‬را قد يك‪KK‬ون واقعا‬

‫و قد ال يكون‪.‬‬

‫و يمكن لإلدارة األمريكية الحالي ‪KK K K‬ة‪ ،‬أو أي إدارة الحقة أن تت ‪KK K K‬ذرع به ‪KK K K‬ذه اإلس ‪KK K K‬تراتيجية‬

‫لتوجيه ضربة وقائية ضد أي دولة بحجة أنها تقوم بالتحضير لهجمات ضد الواليات المتح‪KK‬دة‪،‬‬

‫أو أنها تقوم باحتضان أو إيواء أو تمويل منظم‪KK‬ات إرهابي‪KK‬ة‪ ،‬أو لمج‪K‬رد أنها مدرجة على الئحة‬

‫اإلره‪KK‬اب األم‪KK‬ريكي‪ ،‬و انطالقا من اس‪KK‬تراتيجيات الض‪KK‬ربات الوقائي‪KK‬ة‪ ،‬أص‪KK‬بح بمق‪KK‬دور ال‪KK‬رئيس‬

‫األمريكي توجيه ض‪KK‬ربات عس‪KK‬كرية ضد ما تس‪K‬ميه واش‪KK‬نطن بمح‪KK‬ور الشر م‪K‬تى يحلو له األم‪K‬ر‪،‬‬

‫كما أص ‪KK‬بح بمق ‪KK‬دور الحكومة اإلس ‪KK‬رائيلية أن تجد الفرصة الس ‪KK‬ائحة للمش ‪KK‬اركة في إس ‪KK‬تراتيجية‬

‫الض‪KK‬ربات الوقائية و اإلف‪KK‬ادة منها به‪KK‬دف توجيه ض‪KK‬ربات خاصة به ضد لبن‪KK‬ان و س‪KK‬وريا بغط‪KK‬اء‬

‫أمريكي‪ ،‬و بحجة التهديدات التي تشكلها المنظمات الفلسطينية ضد أمن إسرائيل‪.‬‬

‫و بما أن إس ‪KK K K‬تراتيجية الض ‪KK K K‬ربات أو الهجم ‪KK K K‬ات الوقائية تعطي للوالي ‪KK K K‬ات المتح ‪KK K K‬دة حق‬

‫العدوان تحت زعم أو عطاء الدفاع عن النفس‪.‬‬

‫فما هو موقف الع‪K‬رب إزاء ه‪K‬ذه االس‪K‬تراتيجيات ال‪K‬تي يج‪K‬ري نس‪K‬جها في العلن و ليس في‬

‫الخفاء؟‬

‫‪53‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫و ما هي إس ‪KK K K K‬تراتيجيتهم الوقائية لمواجهة الض‪KK K K K‬ربات الوقائية األمريكية ؟ ‪...‬الشك أن‬

‫هذا هو التحدي األخطر‪...‬‬

‫الئحة المراجع ‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ -1‬إس ‪KK‬ماعيل الغ ‪KK‬زال‪ :‬اإلره ‪KK‬اب والق ‪KK‬انون ال ‪KK‬دولي‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراس ‪KK‬ات والنشر‬

‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1990 ،‬مصر‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫‪ -2‬أدونيس العك ‪KK‬رة‪ :‬اإلره ‪KK‬اب السياس ‪KK‬ي‪ ،‬بحث في أص ‪KK‬ول الظ ‪KK‬اهرة وأبعادها اإلنس ‪KK‬انية‪،‬‬

‫دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪.1983 ،‬‬

‫‪ -3‬إله‪KK‬ام محمد العاق‪KK‬ل‪ :‬مب‪KK‬دأ ع‪KK‬دم تس‪KK‬ليم المج‪KK‬رمين في الج‪KK‬رائم السياس‪KK‬ية(دراسة مقارن‪KK‬ة)‬

‫سلس ‪KK K‬لة الدراس ‪KK K‬ات القانوني ‪KK K‬ة‪ -‬مركز الدراس ‪KK K‬ات اإلس ‪KK K‬المي‪ ،‬مالط ‪KK K‬ا‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬

‫‪.1993‬‬

‫‪ -4‬عبد الناصر حري‪KK K K‬ز‪ :‬اإلره‪KK K K‬اب السياس‪KK K K‬ي‪ ،‬دراسة تحليلي‪KK K K‬ة‪ ،‬الطبعة األولى‪،1996 ،‬‬

‫مكتبة مدبولي‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ -5‬تركي ظاهر‪ ،‬اإلرهاب العالمي‪ ،‬دار الحسام‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‬

‫‪ -6‬عبد الواحد الناص‪KK K K‬ر‪ :‬اإلره‪KK K K‬اب وع‪KK K K‬دم المش‪KK K K‬روعية في العالق‪KK K K‬ات الدولي‪KK K K‬ة‪ ،‬مطبعة‬

‫النجاح‪ ،‬الدار البيضاء‪.2002 /‬‬

‫‪ -7‬أحمد أبو ال ‪KK‬روس‪ :‬اإلره ‪KK‬اب والتط ‪KK‬رف والعنف ال ‪KK‬دولي‪ ،‬المكتب الج ‪KK‬امعي الح ‪KK‬ديث‪،‬‬

‫اإلسكندرية ‪ ،2001‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪ -8‬خليل حسين‪ :‬الجغرافيا السياسية‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت ‪.2009‬‬

‫‪ -9‬خليل حسين‪ :‬النظام العالمي الجديد والمتغيرات‪ K‬الدولية‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬ب‪KK‬يروت‬

‫‪.2009‬‬

‫‪55‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫ دار‬،‫راق‬KK K K‫ارة على الع‬KK K K‫ اإلمبراطورية األمريكية واإلغ‬:‫ل‬KK K K‫نين هيك‬KK K K‫محمد حس‬ -10

.‫ القاهرة‬،‫ الطبعة األولى‬،‫الشروق‬

11 ‫داث‬KK‫ات السياسة الخارجية األمريكية بعد أح‬KK‫ أولوي‬:‫اهر‬KK‫ماعيل الش‬KK‫شاهر إس‬ -11

.2009 ‫ الطبعة األولى‬،‫ الهيئة السورية للكتاب‬،2001 ‫أيلول‬

12- Emirates center for strategie strudies and research (Editor), oil in the After math of
the Iraq War: Strategies and policies, Emirates centre for strategic studies (2006),

13- Gerry shumacher (Author) steve Gansen (Editor) A bloody Businees : America’s war
Zone contractors and the occupation of Iraq, Zenith press, (2006)

14- Centre of Military History (Author) ; American Military History, Kessinger

:‫المجالت‬
‫ العدد‬،‫ مجلة السياسة الدولية‬،‫ األبعاد القانونية لإلرهاب الدولي‬:‫ صادق رمضان‬.‫ د‬-1

.1986 ‫ سنة‬، ‫ يوليو‬،85

56
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫‪ -2‬أ‪ .‬شفيق المصري‪ :‬مكافحة اإلرهاب في القانون الدولي‪ ،‬مجلة شؤون األوسط‪ ،‬العدد‬

‫‪ ،74‬يوليوز‪/‬غشت ‪.1998‬‬

‫‪ -3‬أ‪ .‬حسن الرشيدي‪ ،‬مجلة البيان العدد ‪ .179‬سبتمبر ‪.2002‬‬

‫الجرائد‬

‫‪ -1‬محمود قنديل‪ :‬منظمة األمم المتحدة ومكافحة اإلرهاب‪ ،‬جريدة الشرق األوسط‪ ،‬العدد‬

‫‪ /8342‬بتاريخ ‪.30/09/2001‬‬

‫‪New York Times, 22-6-2003 -2‬‬

‫مواقع على شبكة اإلنترنيت‬

‫‪.http://drisslagrini-maktobblog.com -‬‬

‫‪57‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫الفهرس ‪:‬‬

‫مقدمة ‪1.........................................................................................:‬‬

‫الفصل‪ K‬األول ‪ :‬ماهية اإلرهاب ‪3............................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم ومكانة اإلرهاب كجريمة دولية‪4..............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعدد مفاهيم وتعاريف ظاهرة اإلرهاب‪5..........................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلرهاب كجزء من الجريمة الدولية‪10............................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التعاون الدولي بمثابة حجر الزاوية في مكافحة اإلرهاب‪16.....‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الجهود الدولية الحتواء الظاهرة اإلرهابية‪17....................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اتجاهات‪ K‬خطوط التعاون الدولي في مكافحة اإلرهاب‪21.....K،‬‬

‫الفصل‪ K‬الثاني‪ :‬توجهات اإلستراتيجية األمريكية لمكافحة اإلرهاب الدولي‪26.......‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أولويات السياسة الخارجية األمريكية بعد أحداث ‪ 11‬أيلول‪27. ،‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التوسع جوهر السياسة الخارجية األمريكية‪28...................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أمريكا والعالمان العربي واإلسالمي‪31...........................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أولى خطوات اإلستراتيجية للرئيس بوش االبن ضد اإلرهاب‪. .،‬‬
‫‪34‬‬
‫المطلب األول‪ :‬من أفغانستان إلى العراق بذريعة الحرب‪ K‬ضد اإلرهاب‪35.. .،‬‬

‫‪58‬‬
‫اإلستراتيجية األمريكية في مجال اإلرهاب الدولي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العقيدة العسكرية والهدف األمريكي‪49...........................،‬‬

‫خاتمة ‪54.......................................................................................:‬‬

‫الئحة المراجع ‪56............................................................................:‬‬

‫الفهرس ‪59....................................................................................:‬‬

‫‪59‬‬

You might also like