Professional Documents
Culture Documents
2118-Article Text-4896-1-10-20230103
2118-Article Text-4896-1-10-20230103
التراث الطبيعي دعامة للتنمية وتنوع المنتوج السياحي بإقليم الخنيفرة -المغرب
تاريخ النشر2622/60/60 : تاريخ القبول2622/60/06 : تاريخ ارسال المقال2622/60/60 :
*المؤلف المرسل
:الملخص
) التي تجعل... مغارات، منابع،يشكل إقليم خنيفرة مجاال غنيا بالموارد واالوساط الطبيعية (بحيرات
منه احتياطيا استراتيجيا يمكن استثماره في المجال السياحي؛ وخاصة فيما بات يعرف بالسياحة
بعد تعالي األصوات المنادية بضرورة المحافظة على البيئة وخلق نشاط سياحي نظيف وأخضر،البيئية
لكن، ويوفق بين حماية البيئة والمحافظة على التنوع البيولوجي والثقافي،يراعي الخصوصيات المجالية
وبسبب عوامل عديدة منها غياب ثقافة السياحة البيئية وضعف التجهيزات فان السياحة باإلقليم لم
ترقى للمستوى المطلوب
منظومة بيئية; تنمية مستدامة; تنوع بيولوجي; سياحة بيئية; إقليم خنيفرة; األطلس:كلمات مفتاحية
.المتوسط
Abstract :
The Khenifra province constitutes an area rich in resources and natural settings
(lakes, sources, caves ...) that make it a strategic reserve that can be invested in
the tourism field; Especially in what has become known as ecotourism, after the
loud voices calling for the need to preserve the environment and create a clean
and green tourism activity that takes into account the local peculiarities, and
reconciles between protecting the environment and preserving biological and
cultural diversity, but due to many factors, including the absence of a culture of
ecotourism and the weakness of equipment, tourism in the region did not rise To
the required level.
مق ّدمة:
تعد السياحة الجبلية والقروية؛ شكل من أشكال السياحة العامة في كل أبعادها؛ الثقافية ،البيئية ،والترفيهية،
وتعود أصولها الى القرن ،11مع اكتشاف الجبل كمكان لالسترخاء وممارسة مختلف الرياضات ...وقد جاءت
السياحة الجبلية كاستجابة لساكنة هذه المناطق في خلق تنمية محلية .وتمثل الجبال المغربية خمس التراب
الوطني ،والتي هي أحد مرتكزات التوازن اإليكولوجي في مجتمعنا (عبد المالك ورد 2222 ،ص ،)74لكن
بالرغم من ذلك فإنها لم تستفد من مشاريع التنمية التي استفادت منها السهول والمدن الساحلية (محمد مهدان
،2222ص ،)74ف جل تصاميم التنمية االقتصادية واالجتماعية ،التي عرفها المغرب لم تعطي نفس األهمية
للجبل في التخطيط السياحي ،عبر مر السنوات الماضية.
أشار التصميم االقتصادي واالجتماعي للمخطط الخماسي ( )1112-1141وألول مرة إلى أهمية
الجبل باعتباره مجال سياحي خاص يجب تهيئته وتكريسه كمحطة سياحية متكاملة ضمن المنتوجات السياحية
المغربية ،غير أن المشاريع المرتقبة في تلك الفترة والتي تنطوي تحت السياحة الجبلية ( فنادق متوسطة،
مخيمات )...،لم يتم إنجازها كما هو الحال بالنسبة لألطلس المتوسط على سبيل المثال ،إذ أنه لم ينل المكانة
التي يستحقها ضمن سياسات واستراتيجيات التنمية السياحية بالبالد ،وأن بعض الجهود التي ثم توظيفها في هذا
االتجاه خالل الثمانينات ركزت على اتجاه واحد هو األطلس الكبير بشكل عام ،خصوصا على مستوى الدعاية
والتسويق (محمد أقوضاض ،2222 ،ص .)72وقد أكد المخطط التوجيهي للتنمية االقتصادية واالجتماعية
( )1112-1111بدوره على أهمية ومكانة المناطق الجبلية ضمن األقطاب السياحية المغربية ،و دعى الى
تجهيزها وتهيئة المواقع الجديدة بواسطة التصاميم المديرية للتهيئة السياحية .أما المخطط التوجيهي (-2222
)2227فقد دعى من خالل استراتيجية السياحة القروية الى إنعاش السياحة الجبلية؛ بهدف تأهيل القطاع وخلق
تنافسية وشروط مالئمة إلى جانب إشراكها للمجتمعات المحلية ،والجمعيات السياحية ،وتشجيع المأوي لدى
الساكنة المحلية .(Ministère du tourisme ,2000-2004, p:32) .ومن هنا يمكن أن تساهم
السياحة الجبلية اإلي كولوجية في التنمية المحلية ،باعتبارها مصدرا للدخل بالنسبة للساكنة المحلية في مناطق
الجذب السياحي ،مما يعمل على ربط السكان بأرضهم؛ حيث يقلل من نزوحهم الى المناطق الحضرية ،وبالتالي
يساعد في التنمية المتوازنة بين مختلف مناطق البالد ،وفي هذا اإلطار يشكل إقليم خنيفرة فرصة إلظهار بعض
المقومات السياحية؛ التي قد تكون جديرة بخلق تنمية محلية ،والتي من شأنها أن تؤهل هذا المجال لربح التنافسية
وتدعيم التكامل واالندماج الجهوي مع باقي المجاالت الوطنية .ومن هذا المنطلق يبرز جليا مدى أهمية وغنى
المنظومة الجبلية إلقليم خنيفرة ومن الناحية الطبيعية والتاريخية والثقافية ،لذلك وجب تتمين هاته المؤهالت في
إطار سياحة خضراء تتناسب وتتناسق مع الخصوصيات المحلية للمجال ،مما يضمن استمراريتها واستدامتها كما
ال يجب أن نغفل مدى أهمية العنصر البشري كركيزة أساسية في تنمية المنطقة.
إشكالية البحث:
يشكل إقليم خنيفرة مجاال غنيا بالموارد واالوساط الطبيعية ،التي تجعل منه احتياطيا استراتيجيا يمكن
استثماره في المجال السياحي؛ وخاصة فيما بات يعرف بالسياحة البيئية ،بعد تعالي األصوات المنادية بضرورة
المحافظة على البيئة وخلق نشاط سياحي نظيف وأخضر يراعي الخصوصيات المجالية ،ويوفق بين حماية البيئة
والمحافظة على التنوع البيولوجي والثقافي ،ويساهم في خلق رواج محلي لتحقيق التنمية المحلية؛ تساهم في حركية
سوسيو اقتصادية داخل اإلقليم من أجل الرفع من مستوى عيش الساكنة المحلية.
يزخر إقليم خنيفرة بتنوع طبيعي فريد ،حيث تغطي الغابة %72من المساحة اإلجمالية لإلقليم (منوغرافية
المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بإقليم خنيفرة ،)2217وهي نسبة مهمة مقارنة مع المعايير
الدولية ،إضافة إلى الثروات المائية المتنوعة من مجاري مائية سطحية وباطنية ،وعيون و ضايات وشالالت تكتنز
بدورها رصيدا غنيا من النبيت والوحيش المحمي عالميا ،وفق اتفاقية رامسار للمناطق الرطبة التي تهدف إلى
المحافظة على التنوع البيولوجي ،ويمتاز اإلقليم أيضا بكثرة بحيراته الرائعة( ،أكلمام أزكزا ،تكلمامين ،أكلمام ويوان،
أكلمام سيدي علي.)...
وما يالحظ على مستوى المجال السياحي إلقليم خنيفرة؛ باعتباره من المجاالت السياحية الجبلية ،ورغم
ما يتوفر عليه من مؤهالت ومقومات؛ إال أنه لم يسلم من الطابع العام للمرحلة الغير مؤطرة من تاريخ السياحة
الجبلية بالمغرب ،والتي أعطت أولوية قصوى للمناطق الساحلية على نظيرتها الجبلية (أقوضاض محمد،2223 ،
ص .) 322وانطالقا من كل هذا الغنى الطبيعي الذي يمكن استثماره في المجال السياحي البيئي مستفيدين
بذلك من التجارب السابقة ،وانطالقا من مساهمة المؤهالت الطبيعية التي يحتضنها اإلقليم ،واإلعداد السياحي
المعتمد على استثمار المؤهالت الطبيعية والتنوع البيئي؛ ودور كل واحد منهما في التنمية المحلية ،وبالتالي يجب
االلتزام في إطار أي تدخل من أجل التهيئة؛ بمراعاة حماية البيئة والمحافظة على التنوع البيولوجي والحضاري
والثقافي للمجال ،وبالتأكيد على المساهمة في خلق رواج اقتصادي وتنمية محلية.
ماهي مظاهر غنى الوسط البيئي باإلقليم؟ وكيف تلعب السياحة البيئية دورا مهما في تحقيق التنمية المستدامة
باإلقليم؟
المنهجية المعتمدة:
في هذا البحث ستتم االستعانة بالمنهج الوصفي (المالحظة والمعاينة)؛ الذي يعد من أكثر المناهج
استعماال؛ نظرا لمالءمته مع الواقع ،فهو يشكل المدخل األساسي لتشخيص الواقع السياحي ،وبما أن مقاربتنا
المنهجية لن تقف عند حد الوصف ،فإننا سنعتمد الى جانب المنهج الوصفي ،المنهج التحليلي الذي يقوم على
التفسير والتقييم ،حيث المعاينة التحليلية لإللمام بواقع السياحة بالمجال المدروس .أما فيما يخص خطوات
ومراحل إنجاز هذا البحث فيمكن إجمالها فيما يلي:
البحث البيبليوغرافي :تم من خالل االطالع على مجموعة من الكتب التي تناولت موضوع " األنظمة
الجبلية ودورها في تنمية السياحة المستدامة " باإلضافة للدراسات المنجزة من طرف المصالح اإلدارية؛ التي لها
عالقة بطبيعة موضوع الدراسة؛ ( وزارة السياحة ،المندوبية السامية للمياه و الغابات ،المندوبية الجهوية للسياحة
بمكناس )....،وقد شمل العمل البيبليوغرافي كذلك؛ الدراسات العامة التي اهتمت بالوسط الجبلي عموما ،والتي
تناولت مباشرة مجال الدراسة " إقليم خنيفرة " أو أجزاء منه في مواضيع متعددة ،حيث ستمكننا هذه المصادر
من اإلحاطة بالموضوع واإلشكالية المطروحة للدراسة والتحليل.
العمل الميداني :شكل العمل الميداني السبيل الثاني ،ويشتمل على التحقيق الميداني ،أي الحصول على
المعلومات من الميدان؛ انطالقا من المشاهدة الدقيقة والمباشرة لمختلف ميكانزمات المجال المدروس ،فمن
خالل العين المجردة؛ يتمكن الباحث من تجسيد الظاهرة وتفسير عناصر اإلشكالية بسهولة ،ناهيك عن أهمية
العملية في تمثيل الظاهرة عبر العمل الكرطوغرافي .وقد شمل العمل الميداني:
االستمارة :ضمت نوعين من االستمارات األولى موجهة للسياح ،من أجل الوقوف على انطباعهم حول
الوضع البيئي بالمنطقة ،والتجهيزات السياحية والبنية التحتية ،وكذلك المساهمة في عملية التوعية البيئية .والثانية
موجهة للساكنة المحلية ،لالطالع على آرائهم وثقافتهم في التعامل مع المجال وكذا تقنياتهم التقليدية المستعملة
في المجال السياحي ،ومدى إشراكهم في صياغة القرار ،وفي برامج التنمية السياحية...
المقابلة :هي وسيلة تمكننا من تصحيح المعلومات المحصل عليها في االستمارة ،إضافة الى معلومات ال
يمكن أن نجدها في الوثائق الرسمية ،أو يمكن استخراجها من االستمارة ( محمد تيسي ،2211 ،ص .)21
العمل الخرائطي :تجدر اإلشارة الى أن العمل الكرطوغرافي يعتبر هو األخر منهجية أساسية في تحديد
الظاهرة المراد دراستها ،والمطروحة كإشكالية للموضوع فوق المجال المدروس ،وذلك عبر التقنيات الحديثة
للحاسوب (نظم المعلومات الجغرافية ،)..... SIG ،CANVAS ،MAPINFO :وذلك من أجل
إنجاز خرائط كارطوغرافية تعمل على مقاربة الموضوع بطريقة فعالة؛ ( تمثيل أهم المواقع السياحية بمجال الدراسة،
وكذا بنياته التحتية ،والمسالك والمدارات السياحية.).....،
اوال :يكتسي إقليم خنيفرة موقعا متميزا ضمن جبال األطلس المتوسط:
يقع إقليم خنيفرة حسب اإلحداثيات الجغرافية ،ما بين خطي العرض 32° 72و 33°شمال خط
االستواء ،وما بين خطي طول 2° 32و 2° 72غرب خط غرينتش .ومن خالل الخريطة الطبوغرافية إلقليم
خنيفرة ،يبرز لنا جزء من األطلس الكبير الذي يحيط باإلقليم من الجهة الشمالية ،أما الجهة الجنوبية فنجد حوض
ملوية ،وغربا الهضبة الوسطى ،ثم شرق المدينة نجد األطلس المتوسط ،وينبع منها أهم األنهر المغربية وأطولها؛
وهو نهر أم الربيع.
ثانيا :يحتل إقليم خنيفرة مكانة سياحية مهمة ضمن جهة بني مالل خنيفرة:
ثم خلق إقليم خنيفرة بمقتضى ظهير شريف رقم 2-43-712بتاريخ 17رجب 1313الموافق لتاريخ
17غشت ( 1143منغرافية إقليم خنيفرة .)2222ينتمي المجال المدروس الى جهة بني مالل خنيفرة ،فهو
يتواجد بالهضبة الوسطى واألطلس الكبير والمتوسط ،حيث يحتل مكانة مهمة ضمن منطقتين غنيتين هما :منطقة
سايس وتادلة ،يحدها شماال كل من إقليمي الخميسات ،وجنوبا إقليمي بني مالل وميدلت ،أما شرقا فيحدها
إقليم إفران وغربا إقليم خريبكة .ويمتد اإلقليم على مساحة تناهز 12320كيلومتر مربع ،يضم 22جماعة منها
جماعتيين حضريتين و 22جماعة قروية .ويبلغ عدد سكانه حسب أخر إحصاء عام للسكان والسكنى (إحصاء
341172 )2217نسمة .وينتمي اإلقليم سياحيا إلى منطقة المغرب الوسط التي تقع في الوسط الشمالي
للمغرب (خريطة رقم 1ص ،)1وتغطي جزء من األطلس المتوسط ،تمتد هذه الجهة على مساحة 27111
كلومتر مربع ،وتضم 1أقاليم.
ثالثا :مواقع ذات أهمية بيولوجية وإيكولوجية مساهمة في قيام وتنوع المنتوج السياحي باإلقليم.
يزخر إقليم خنيفرة بالعديد من المشاهد الطبيعية ذات األهمية اإليكولوجية ،والمتمثلة أساسا في
احتواءه على عدد كبير من المواقع السياحية (خريطة رقم 3ص ،)1وتشكل البحيرات أهمها؛ حيث تتميز بالتنوع
وبجمالها الطبيعي ،نظرا لغنى األطلس المتوسط على مستوى الموارد المائية الباطنية والسطحية ،باإلضافة إلى
البنية الكارستية المميزة لهذا المجال (J.Martin, 1981, p : 227-228( ،والتي ساهمت في تشكيل
هذه البحيرات وتجميع المياه ،ونذكر منها على سبيل المثال ال الحصر :أكلمام أزكزا ،تكلمامين ،أكلمام أبخان،
أكلمام معمي ،أكلمام ويوان ،أكلمام سيدي علي...
المبحث الثاني :تعد سياحة المنابع والبحيرات أحد أهم عناصر الجذب السياحي باإلقليم:
يقع هذه الموقع على بعد 32كلم من مدينة خنيفرة ،ضمن النفوذ الترابي للجماعة القروية أكلمام أزكزا،
على علو يناهز 1222متر عن سطح البحر ،وتعني كلمة أكلمام أزكزا باللهجة األمازيغية؛ البحيرة الخضراء أو
الجوهرة الخضراء كما يحلو للبعض تسميتها .وتعتبر البحيرة منطقة محمية ذات أهمية بيولوجية وإيكولوجية (منطقة
رطبة قارية) ،من أصل كارستي( ،عبد الله العوينة ،1111 ،ص )727-722تشغل مساحة منخفضة ،محاطة
بالتضاريس الكلسية ،ذات ميالن قوي ،ومنحدرات حادة ،مغطاة بشجر األرز والبلوط األخضر.
تشغل البحيرة مساحة إجمالية تبلغ 722هكتار ،وحسب المخطط المديري للمجاالت المحمية ،فإن
المساحة الحالية للبحيرة ال تتجاوز 72هكتار ،بعمق 22متر ،لكن الدراسات والصور القديمة؛ تظهر أن البحيرة
حتى سنوات قريبة كانت تشغل مساحة تصل إلى 72هكتار ،وعمق يتجاوز 32متر (Agence du
.(P:13 ,2212bassin hydraulique de l'Oum er Rabia
-المنظومة الغابوية للبحيرة :تتركز التشكيالت الغابوية في الشمال الغربي من البحيرة ،وتتكون أساسا من
البلوط األخضر ،واألرز؛ حيث تتواجد تشكيالت البلوط األخضر بمختلف فصائله في شمال البحيرة ،بينما تتركز
التشكيالت األخرى المختلطة ما بين األرز والبلوط األخضر بالجنوب على سفوح شديدة االنحدار.
-المنظومة اإلحيائية للبحيرة :إن اختالف المشهد الطبيعي لإلقليم ،ساهم في وجود عدد كبير من الوحيش
البري والمائي.
المجلد الثاني -العدد االول -السنة جوان 2222
222
المؤلف عنوان المقال
سمك الشبوط /سمك الرمح (الكراكي) /سمك الخنزير البري /األرنب البريالقنية /
الزنجور /سمك الفرخ /سمك السلمون /سمك الغامبوزيا عضدية /اليمام /البوم
كل هذه المؤهالت اإليكولوجية؛ تجعل من بحيرة أكلمام أزكزا من البحيرات الطبيعية المساعدة على
قيام سياحة جهوية ووطنية مهمة ،وقد ثم تسجيلها كتراث تاريخي إنساني ضمن برنامج Aquaحسب ظهير
،1173تحت رقم 1424في 21غشت (Stratégie nationale pour la 1172
)conservation et l'utilisation durable de la diversité biologique, UNEP.
أما على مستوى التجهيزات األساسية فالبحيرة موصولة بطريقة ثانوية غير معبدة؛ مما يفع بعض السياح إلى ترك
سيارتهم على الطريق والسير على أرجلهم إلى غاية البحيرة .أما فيما يخص البنية اإليوائية؛ فالبحيرة تتوفر على مخيم
المجلد الثاني -العدد االول -السنة جوان 2222
222
المؤلف عنوان المقال
صيفي تصل طاقته االستيعابية إلى 222خيمة على طول محيط البحيرة ،كما تتوفر على مآوى سياحي واحد
لكنه لألسف غير مجهز الستقبال السياح.
تقع بحيرة تكلمامين في النفوذ الترابي للجماعة القروية أكلمام أزكزا ،وتعد تراث وطني ( L.
)P :14 ,2221 ,CHILASSE, M. DAKKI, et M. ABBASSIتشغل مساحة مهمة،
من أصل كارستي ،تبعد عن مدينة خنيفرة بحوالي 72كلم ،فهي في قلب األطلس المتوسط على ارتفاع 1732
مترL. CHILASSE, M. DAKKI, et M. ABBASSI, 2001, p :146-193 ( .مرجع
سابق) وتنقسم إلى 3بحيرات ،شمالية وجنوبية وأخرى وسطى ،وتعد البحيرة الجنوبية أعمقهم ،حيث يبلغ عمقها
72متر ،ويعد حوضها أكثر تصريفا للمياه ،وتمتد إلى الجنوب بواسطة مجرى مائي صغير .أما البحيرة الوسطى،
فتتشكل من جزء عميق يصل إلى 11متر ،وجزء أخر يشكل سبخة خزية مغطاة بغطاء نباتي .وتعد البحيرة
الشمالية أصغرهم مقارنة بالبحيرات السابقة ،فمساحة مهمة منها مخصصة للرعي .كما أن البحيرة مسجلة كتراث
وطني :تكلمامين نيت ماعي وآيت بومزيل.
-المنظومة الغابوية للبحيرة :تتنوع التشكيالت الغابوية لبحيرة تكلمامين ،وتظهر خاصة على شكل بساتين
متنوعة ،مشكلة أساسا من البلوط األخضر الفتي ،مع أشجار األرز العمالقة ،باإلضافة إلى بعض النباتات المائية
النادرة جدا والمحددة مكانيا ،من قبيلJ. Inflexus /Junchus Bufonius / Glyceria :
… Fluitans/Veronica Beccabunga,
-المنظومة اإلحيائية للبحيرة :تضم غابة البحيرة مجموعة من األصناف الحيوانية ،التي لألسف إنقرض
جزء كبير منها ،ويمكن وصف وضعها الحالي :وحيش في طريق االنقراض :عقاب حر ،مكاك بري ،سمك
الترويث (السلمون المنقط).
يبرز الجدول أن البحيرة تضم مجموعة من األسماك والقشريات والالفقاريات ،التي تشكل طعما أساسيا
لبعض األصناف األخرى من الطيور المائية المهاجرة .ومن هنا يمكننا الحديث عن بعض األصناف السمكية التي
ثم اكتشافها بالبحيرة قبل إدخالها في معاهدة رمسار للمناطق الرطبة ،وتتمثل بالخصوص في La Tanche/
،))…,Le Gardon/ Le Brochetوعلى العكس من ذلك هناك بعض األنواع التي ساهمت بشكل
كبير في اختفاء األسماك األصلية للبحيرة ،مثل :سمك السلمون المنقط الذي كان اختفاءه نتيجة إدخال سمك
Cyprinideببحيرات اإلقليمAgence du bassin hydraulique de l'Oum er Rabia: .
)(2010), p:14-15مرجع سابق( كما أن سمك La Carpeساهم هو األخر في تراجع أعداد سمك
، Le Black Bassباإلضافة إلى الزواحف التي تتمثل بالخصوص في األفعى السوداء الكبيرة الحجم؛ والتي
كانت وراء تراجع أعداد الضفادع بالبحيرات ،ومن هنا يظهر أن األصناف الدخيلة ساهمت هي األخرى في
اإلخالل بتوازن المنظومة البيئية لبحيرات اإلقليم .هذه المنظومة اإلحيائية اإليكولوجية توفر للسائح مجموعة من
األنشطة السياحية؛ كالرياضات المائية ،باإلضافة إلى القنص والصيد وما إلى ذلك .أما فيما يخص التجهيزات
األساسية بالبحيرة فهي غائبة إلى منعدمة؛ باستثناء مأوى أجدير الذي يبعد عن البحيرة بحوالي 12كلومتر ،وهو
عبارة عن مكان مخصص لالستراحة واألكل فقط نظرا لعدم اكتماله بعد ،إذ ال يتوفر على أية غرفة نوم ،باإلضافة
إلى أن الطريق الرابطة بين منطقة أجدير وبحيرة تكلمامين غير معبدة ،كما يسجل غياب آية بنية إيوائية بالبحيرة،
مما يصعب معه الرقي بالسياحة اإليكولوجية بالمنقطة ،حيث يضطر السائح إما بالمبيت في الهواء الطلق او
االستمتاع بالمنطقة والرجوع إلى مدينة خنيفرة.
بحيرة ويوان أو أكلمام الهيشت (الوحش) كما يسميها سكان المنطقة ،وترجع تسميتها بهذا االسم إبان
الفترة االستعمارية ،حيث ثم اكتشافها أول مرة من طرف المستعمر الفرنسي ،فقام ببناء حاجز إسمنتي ساعد في
حجز مياه البحيرة ،وقام بإدخال سمك BROCHETإليها ،وعندما ثم مشاهدته ألول مرة من طرف الساكنة
المحلية ،آثر نوعا من الدهشة لديهم خاصة حجمه وأسنانه الكثيرة التي تصل إلى 72سنا ،فأطلقوا عليه اسم
الوحش( .المصدر :أسية لفحل ، 2211 ،مقابلة شفهية مع الساكنة المحلية) .وتقع هذه األخيرة على بعد 71
كلم من مدينة خنيفرة ،على علو يصل إلى 1722متر ،وتمتد على مساحة 14هكتار ،وعمق يصل إلى 13
متر ب الوسط ،وتعد العيون واإلنسيابات أهم الموارد التي تتغدى عليها بحيرة ويوان( .المصدر :أسية لفحل،
،2211مقابلة شفهية مع حارس غابة ويوان).
تتميز هذه البحيرة بوجود ثروة سمكية مهمة تتكون أساسا من سمك الزنجور ،سمك الفرخ األزرق
الملكي ،الشبوط ،البرعان ،الرطوندال ،الجردون ... ،وأخرى حيوانية مثل :األربيان ،الخنزير البري ،الضفادع
الخضراء ،ديدان األرض ،باإلضافة إلى الطيور المهاجرة وخاصة اللقالق( .المصدر :أسية لفحل ،2211 ،مقابلة
شفهية مع أعضاء جمعية ضفاف للصيد الرياضي والمحافظة على البيئة) اما فيما يخص الثروة النباتية للبحيرة؛
فهي تمتد على مساحة تقدر ب 23هكتار ،وتتشكل أساسا من أشجار األرز والبلوط األخضر ،الصنوبر ،البلوط
الفليني ...و بعض النباتات المائية.
وغير بعيد عنها بالجهة الجنوبية نجد مستنقع صغير يطلق عليه اسم أكلمام نحرشة ،وهو غني بالنباتات
والمنابع المائية ،باإلضافة إلى بحيرة صغيرة تسمى بحيرة أحولي1؛ نسبة إلى الخرافة الشعبية التي تحكي أن هناك
رجل كان له قطيع من الغنم (نعاج) ولم يكن يملك خروف ليلقح أغنامه ،وعندما ذهب بالقطيع إلى البحيرة دعا
الله أن يساعده ،فظهر من البحيرة خروف ،فسميت بأكلمام أحولي (خروف)( .المصدر :أسية لفحل،2211 ،
مقابلة شفهية مع الساكنة المحلية) .وعموما فبحيرة ويوان تعد من المناطق النموذجية التي تجذب السياح ،ومما
ساعد في ذلك هو وجود مأويين بالقرب منها .مع أننا نسجل أنها ملوثة نوعا ما؛ وتحتاج إلى عملية تنظيف كما
من الالزم القيام بحمالت تحسيسية لتوعية السياح وزوار المنطقة بأهمية المحافظة على هذا الموقع اإليكولوجي
تبعد عن مدينة خنيفرة بحوالي 32كلم ،وللوصول إليها البد من المرور بهضبة أجدير ،مرورا بمستنقع
أدرار أجدير ،ثم سلك المسار الذي يعبر غابة األرز الخالبة ،وتمتد هذه البحيرة على مساحة تقدر ب 22
هكتار ،وعلى علو يصل إلى 1722متر عن سطح البحر ،وهي بحيرة طبيعية تغديها الينابيع ،ومنها ينبع واد
شبوكة ،وتتواجد بيها ثروة سمكية مهمة تتمثل بالخصوص في سمك الترويت (السلمون) ،وهي بذلك تعد مركزا
مهما للقيام بنشاط السياحة المرتبطة بالصيد.
تتواجد هذه البحيرة على بعد 31كلم من مدينة خنيفرة ،عبر الطريقة الرئيسية رقم ،27ومن ثم سلك
الطريق الثانوية 33والتي تبعد عن البحيرة بحوالي 2كلومتر ،تنتمي إداريا إلى تراب الجماعة القروية تغسالين.
وتتواجد هذه البحيرة على ارتفاع يصل إلى 1741متر عن سطح البحر ،تقدر مساحتها ب 7هكتارات ،ويبلغ
عمقها نحو 2أمتار ،وتتغذى هذه البحيرة على مياه المسيالت ،والفرق بينها وبين باقي البحيرات هو إنعدام
شروط الحياة داخلها؛ نظرا لتواجد معادن سامة كالرصاص ،ومن هنا جاءت تسميتها باألمازيغية بأكلمام أبخان
وتعني البحيرة السوداء.
تعتبر أكلمام سيدي علي من بين أهم البحيرات الطبيعية بالمغرب؛ وذلك لمساحتها الكبيرة التي تصل
إلى 222هكتار ،وعمق يتراوح ما بين 34إلى 72متر ،وعلى علو يصل إلى 2122متر عن سطح البحر،
أما محيط البحيرة فمحدود بحافة جبل سيدي علي الذي يصل علوه إلى 2312متر ،وتتزود هذه البحيرة بعدة
عيون تتواجد داخلها ،ويتكون الغطاء النباتي للبحيرة من األرز األطلنتي والعرعار والصنوبر األخضر ،باإلضافة إلى
مجموعة من النباتات المائية أما الثروة السمكية فتتمثل بالخصوص في سمك الزنجور ،الفرخ ،البرعان ،باإلضافة
إلى وحيش متنوع يتكون من البط الغطاس ،الشهرمان ،دجاج الماء...
تقع عيون أم الربيع على مسافة 72كلم من مدينة خنيفرة ،وعلى علو يصل إلى 1227متر ،وتتغذى
هذه العيون من مياه عذبة وأخرى مالحة ،ويتميز هذا الموقع بمناخ معتدل وأماكن مهيأة الستقبال السياح ،كما
يعرف هذا الموقع وجود بحيرة يطلق عليها اسم بحيرة ماريغ ،حيث تتواجد بها مجموعة من النباتات المائية
المهمة ،وتقدر مساحتها ب 1222متر ،²ويجاوز مدارها 1222متر تقريبا ،كما تتميز بتنوع إحيائي مهم،
يتمثل باألساس في سمك الترويت ،باإلضافة إلى توفر اإلقليم على عدد مهم من منابع المياه كعين أروكو التي تقع
على بعد كلمترات قليلة من بحيرة أكلمام أزكزا... ،
تتوجد بتراب الجماعة القروية موحا او حمو الزياني ،وتقع هذه المنابع على واد اروكو الذي يبعد
عن خنيفرة بحوالي 12كلومترات ،كما تتواجد بالقرب من هذا الموقع مدينة فزاز األثرية ،يعرف هذا الموقع وفود
العديد من الزوار خاصة في نهاية األسبوع ،وذلك لقربها من المركز الحضري لمدينة خنيفرة ،باإلضافة إلى توفر
وسائل النقل الحضري وعموما فإقليم خنيفرة يزخر بالبحيرات والعديد من منابع المياه والتشكيالت الغابية ،ما
يجعله متنوعا بيولوجيا ،فكل هذه المنظومات اإلحيائية اإليكولوجية توفر للسائح مجموعة من األنشطة السياحية
البيئية ،كالرياضات المائية ،والتسلق حافات األودية واألنهار والخوانق ،والجوالت على األقدام أو عبر استعمال
الدراجات العادية (الهوائية) ،باإلضافة إلى القنص ،والصيد...لهذا البد من تدخل الفاعلين السياحين لتوفير
التجهيزات الضرورية ،باإلضافة إلى وضع اإلجراءات األمنية والوقائية من أجل سالمة السياح.
المبحث الثالث :المغارات والمواقع البانورامية منتوج جبلي واعد في تنمية السياحة البيئية:
إن منتوج المغارات أو ما يطلق عليه بالسياحة تحت األرض ( ،)tourisme-souterrainلم تتبلور
بعد في المغرب ،ولم ترقى إلى مستوى ما تزخر به الجبال المغربية قاطبة؛ من شبكة واسعة من المغارات البالغة
األهمية ،والتي يمكن أن تشكل منتوجا سياحيا قائما بذاته ،اعتبارا لخصوصياتها وزيادة اإلقبال عليها من طرف
المغامرين والمستكشفين والمهتمين األجانب بسير أغوار الكهوف والتجول في دهاليزها واالستمتاع بمناظرها
وخفياها( .أقوضاض محمد ،2223،مرجع سابق ،ص )373 :كما يمكن للمغارات أن تكون عنصرا مساعدا
في زيادة اإلقبال السياحي على المجال .ويضم إقليم خنيفرة عددا مهما من المغارات والكهوف (خريطة رقم4
ص ) 23والمواقع البانورامية الفريدة من نوعها ،ومنها ما هو مستثمر سياحيا ،واألخر يحتاج إلى الصيانة والتنظيم،
وتتميز هذه المغارات بعراقتها ،كما تتميز بتشكيالتها الطبيعية من الصواعد والنوازل (ترسبات كلسية)؛ المتواجدة
داخل المغارات من أسقفها وجدرانها.
تعد من بين أهم المغارات التي ثم استثمارها سياحيا من طرف الساكنة المحلية للمنطقة ،وثم اكتشافها
من طرف السكان سنة ،1117أي قبل 122سنة ،إذ كانت تعد مآوى للمقاومين الزايانيين إبان الفترة
االستعمارية ،وسميت بهذا االسم نسبة إلى منابع أم الربيع التي تتواجد بالقرب منها ،وهي عبارة عن نفق ضيق
يتسع كلما توغلنا داخلها ،كما تتميز هذه المغارة بوجود منبع مائي داخلها يساهم في جلب السياح إليها.
يتواجد هذا الكهف بمنطقة لعنوصار ،عبر الطرق إلى جنان الماس؛ وهي عبارة عن مغارة ال يتجاوز
عمقها 12أمتار ،وتتواجد بالقرب منها مغارة أخرى مشابهة ،وحسب الروايات الشفاهية لسكان المنطقة؛ فالمغارة
لقبت بهذا االسم نسبة إلى الخائن أم ّدى الذي كان مطلوبا لدى السلطات حيا أو ميتا ،والذي كان مختبئا بها،
وقد خصصت لمن يجده مكافئات ،فتجند لذلك مئات السكان ،لكنه تمكن من الهرب من المغرب إلى ليبيا
مرورا بالجزائر.
تعرف عند الساكنة المحلية بافري احمامن ،وتقع بجبل بويفغراون بمنطقة أيت موسى بالكعيدة ،وبالضبط
بالجماعة القروية أكلموس ،وتبعد عن مدينة خنيفرة بحوالي 22كيلومتر ،وهي عبارة عن بئر عميق يصعب النزول
إليه ،وبعد حوالي 222متر من التوغل داخل المغارة نجد بحيرة طبيعية متوسطة الحجم؛ تتميز بمياه عذبة.
وتتزين جدان المغارة بنوازل وصواعد بلورية وليست كلسية ،ويتعايش داخلها مجموعة من الخفافيش ،ونوع واحد
من الحشرات عبارة عنكبوت يطلق عليه اسم "عنكبوت األرملة السوداء" ،ولقد تم اكتشاف 722متر من المغارة
فقط.
وتعني مغارة الدنيا ،تقع بجبل اعميرة بآيت نوح ،وهي عبارة عن تجويف صخري كبير له تالث مخارج
متقاربة ،وحسب روايات الساكنة فهذه المنطقة كان تستغل في القديم كنقطة مراقبة لمدينة فزازا ،لكنه اآلن أصبح
يستغل كحضيرة للغنم .باإلضافة إلى هذه المغارات هناك العديد من الكهوف والمغارات مثل مغارة أعلي والغازي
بتاجموت ،وكهف منابع أروكوا والذي هو عبارة عن تجويف صخري ،زيادة على ذلك فاإلقليم يزخر بالعديد من
المواقع البانورامية كهضبة أجدير ،وموقع تيسفولة الذي يبعد عن مدينة إفران ب 32كلم ،ويتميز بوجود عدة
صخور جيولوجية.
يعد اإلقليم مجاال آهال بهذه اإلمكانيات ،ومنطقة أم الربيع والقباب ،أجدير ...تجسد غنى المنطقة
بالعديد من اإلفريزات والحافات الصخرية ،فهذه المؤهالت من شأنها تنشيط النشاط الرياضي "تسلق الجبال
والخوانق والمنحدرات الصعبة" ومنها تحريك المنطقة اقتصاديا واجتماعيا وبالتالي خلق فرص شغل للساكنة
المحلية
يضم اإلقليم مساحات شاسعة من غابات األرز والبلوط األخضر ،وعدة بحيرات وأودية ،باإلضافة إلى
سهول وقمم ومناطق بيومناخية تعرف تنوع بيولوجي مهم ،كل هذه العوامل تشكل فضاء مالئم لمحبي الراحة
واألنشطة اإليكولوجية.
القنص الرياضي:
تكتنز غابات اإلقل يم العديد من األنواع الحيوانية مثل" :الحجل ،األرنب البري ،القنية ،الخنزير البري،"...
وهي تتكاثر ومتواجدة بوفرة نتيجة حضور عنصر الماء والنبات .ويتنوع الثرات الصيدي به ،وقد أغرى هذا التنوع
الحيواني العديد من عشاق الرماية للتوجه إلى المنطقة في موسم الصيد ،قصد مزاولة رياضتهم المفضلة وهي
القنص ،ومن هنا أصبح القنص اليوم رياضة وهواية تمارس من أجل التمتع واالستمتاع بالطبيعة .ومن أجل تثمين
هذا الوحيش وحمايته ،قام المجلس األعلى للقنص باتخاذ عدة إجراءات وقوانين من أجل الحفاظ على الحياة
البرية ،مع احتفاظ الصيد بخاصيته الرياضية ،كمت قام بتحديد الثروة الحيوانية المرخص لصيدها في :اليمام،
الحجل البري ،األرنب ،السمان ،الحمام البري ،الخنزير البري.
أزكزا
نادر طرائد األرنب ،القنية ،الخضاري ،شحرور
وافر ضار ابن آوى ،الثعلب ،الغراب،
العصافير
وافر محمي الصقور الليلية ،القردة
نادر محمي زواحف غير سامة
الصيد الرياضي:
توفر بحيرات األطلس المتوسط (أكلمام أزكزا ،تكلمامين ،ويوان)...؛ قيمة مهمة من األسماك المختلفة
النوع ،الوزن ،الطول ،وكذا األهمية ،حيث يفرق ما بين األنواع األصلية للبحيرات واألخرى التي تم إدخالها.
جدول رقم :7األصناف السمكية األصلية والدخيلة بكل من بحيرة أكلمام أزكزا وتكلمامين
الخاتمة:
يعد إقليم خنيفرة من بين األقاليم التي اقترنت ولفترة طويلة بالتهميش وسوء استغالل مواردها ،هذه الوضعية
تمتد جدورها لفترة االحتالل الفرنسي ،حيث واجه مقاومة شديدة من طرف قبائل زايان؛ خاصة من طرف قائدها
موحى أو حمو الزياني ،فكانت تدخالت المستعمر متجهة نحو لقمع هذه المقاومة ،وبالتالي لم يستفد اإلقليم
من أي مشروع تنموي ،واستمر هذا التهميش بعد االستقالل إذ لم يلق االهتمام الالزم حتى العشرية األخيرة.
وبالرغم من كل هذا فإقليم خنيفرة يختزن طاقات سياحية مهمة تتمثل بالخصوص في تنوع مؤهالته الطبيعية
والتاريخية والثقافية ( قصبات ،قالع ،قصور ،فلكلور ،العادات وتقاليد ،)...وكذا تنوع مناظره البانورامية الطبيعية
(هضبة أجدير ،البحيرات ،الغابات ،المنابع ،شالالت ،)...كل هذا الزخم جعله قبلة مغرية لعشاق الطبيعة
واالستجمام ،والبحث عن الراحة والمغامرة ...لكن تظافر عوامل مختلفة أهمها انعدام الثقافة السياحية بمعنى
الكلمة سواء للعامة من قاطني المنطقة أو المستثمرين في هذا المجال ،باإلضافة إلى النقص الفادح في هياكل
االستقبال السياحي والشبكة الطرقية ،وكذا انتشار ظاهرة السياحة الجنسية ،زيادة على ذلك وضعف الخدمات
المقدمة جعلت من السياحة بالمنطقة نشاطا ثانويا ال يعبر عن اإلمكانيات الحقيقية للمنطقة.
المراجع:
أسية لفحل" ،)2211( ،السياحة اإليكولوجية بإقليم خنيفرة الواقع واآلفاق" ،بحث لنيل دبلوم -1
الماستر ،في الجغرافيا ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية _ المحمدية.
أقوضاض محمد ( :)2222السياحة وإعداد المدن الجبلية ،أعمال الدورة األولى لجامعة أزو -2
المفتوحة ،تنمية المدن الجبلية 27_22 ،نونبر ،2222ص ،72 :كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية
_ مراكش.
أقوضاض محمد ( :)2223السياسة السياحية بالمغرب ثوابتها ومتغيراتها وانعكاساتها اإلقتصادية -3
والمجالية ،الجزء األول ،ص.322 :
العوينة عبد الله (" ،)1111أكلمام أزكزا" ،معلمة المغرب ،الجزء ،2إنتاج الجمعية المغربية للتأليف -7
والنشر ،مطابع سال ،ص.722-727:
تيسي محمد ( :)2211إقليم شفشاون :مميزات السياحة البيئية وآفاق التنمية المحلية ،بحث لنيل -2
شهادة الماستر في الجغرافيا ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية – المحمدية ،ص.21 :
مساهمة وزارة الفالحة والتنمية القروية والصيد البحري في تنمية المناطق:)2222( مهدان أمحمد -7
نونبر27_22 ، تنمية المدن الجبلية، أعمال الدورة األولى لجامعة أزو المفتوحة،الجبلية بالمغرب
. مديرية اإلعداد العقاري،74: ص،2222
أعمال الدورة األولى لجامعة، التشغيل والحكم الصالح، التنمية الحضرية:)2222( ورد عبد المالك -4
كلية اآلداب والعلوم،74 : ص،2222 نونبر27_22 ، تنمية المدن الجبلية،أزو المفتوحة
.مكناس-اإلنسانية
.2217 منوغرافية المندوبية السامية للمياه ومحاربة التصحر بإقليم خنيفرة-1
J.Martin, Le Moyen Atlas Central, étude géomorphologique-notes et
Mémoires du service géologique N° 258 bis, 1981.
Agence du bassin hydraulique de l'Oum er Rabia : (2010), p:13 مرجع
سابق
9- L.CHILASSE, M.DAKKI, et M .ABBASSI : Les zone humides
Méditerranée : valeur et Fonctions écologiques Des zone
humides du Moyen atlas (Maroc).SEHUMED. Valencia España
2001, P : 14
10- Ministère du tourisme : rapport pour le plan d’orientation pour
le développement Economique et Social, (2000-2004) Rabat,
1999, p :32.
11- Agence du bassin hydraulique de l’Oum ER Rbia, fiches
d’étude Etude de Sauvegarde et de valorisation des lacs naturels
situés dans la province de khenifra ( aguelmane azegeza et
tiguelmamine), 2212.