Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 96

‫‪Conseil Economique, Social et Environnemental‬‬

‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪:‬‬


‫تحليل وتو�صيات‬

‫تقرير المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪2013 2‬‬‫�إحالة رقم ‪/‬‬

‫‪www.cese.ma‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪:‬‬


‫تحليل وتو�صيات‬

‫�إحالة رقم ‪/‬‬


‫‪2013 2‬‬
‫            ويـجـب �أن يـ�شـكـل تـفـعـيـل الـمـبـادرة الوطـنـيـة‬
‫للـتـنـمـيـة البـ�شـريـة‪ ،‬فـر�صـة لالجـتـهـاد والإبـداع والتـجـديـد‪،‬‬
‫فـي �آلـيـات و�أ�سـالـيـب الـعـمـل االجـتـمـاعـي‪ .‬مـنـطـلـقـنـا فـي‬
‫ذلـك �أن تـكـون قـويـة التـ�أثـيـر فـي نتـائجـهـا‪ ،‬وغيـر مكـلـفـة فـي‬
‫و�سـائـلـهـا‪ ،‬ومـعـززة بـمـوارد بـ�شـريـة مـ�ؤهـلـة‪ ،‬و�آلـيـات مـراقـبـة‬
‫ور�صـد لظـواهـر الفـقـر والإقـ�صـاء‪ ،‬بـكـل مـو�ضـوعـيـة ويـقـظـة‬
‫جاللة الملك محمد ال�ساد�س‬

‫الخطاب الملكي ال�سامي الم�ؤ�س�س للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‬


‫‪ 18‬ماي ‪2005‬‬
‫الإيداع القانوني ‪2013 MO 0460 :‬‬
‫ردمك ‪978-9954-9161-6-2 :‬‬
‫ردمد ‪2335-9242 :‬‬

‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬


‫مطبعة كانابرنت‬
‫‪2013 2‬‬ ‫�إحالة رقم ‪/‬‬

‫•     بناء على القانون التنظيمي رقم‪ 60-09‬المتعلق بالمجل�س االقت�صادي واالجتماعي؛‬
‫•     ا�ستنادا �إلى قرار مكتب المجل�س بتاريخ ‪� 3‬أكتوبر ‪ 2012‬ب�إحالة مو�ضوع "المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل‬
‫وتو�صيات " �إلى اللجنة الدائمة المكلفة بال�ش�ؤون االجتماعية والت�ضامن؛‬
‫•     ا�ستنادا �إلى الم�صادقة بالإجماع على التقرير حول "المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات" بتاريخ‬
‫‪ 31‬يناير ‪.2013‬‬

‫يقدم المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي تقريره‬

‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪:‬‬


‫تحليل وتو�صيات‬
‫تم �إعداد التقرير من طرف‬
‫اللجنة الدائمة المكلفة بال�ش�ؤون االجتماعية والت�ضامن‬

‫رئي�سة اللجنة ‪ :‬ال�سيدة الزهرة زاوي‬


‫مقرر اللجنة ‪ :‬ال�سيد عبد المق�صود الرا�شدي‬
‫مقرر المو�ضوع ‪ :‬ال�سيد جواد �شعيب‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪10‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الفهـــــــــــــر�س‬

‫‪13‬‬ ‫مقدمة‬
‫ ‬
‫‪17‬‬ ‫ ‬
‫منهجية العمل‬
‫‪19‬‬ ‫ح�صيلة تحليلية �شاملة للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية ‬
‫‪19‬‬ ‫ ‬ ‫‪.1‬الحكامة‬
‫‪28‬‬ ‫ ‬ ‫‪.2‬ا�ستهداف ال�ساكنة الأكثر عوزا والأكثر ه�شا�شة‬
‫‪30‬‬ ‫ ‬ ‫‪ .3‬م�سار ت�شاركي و�إدماجي‬
‫‪32‬‬ ‫ ‬ ‫‪ .4‬التخطيط متعدد ال�سنوات وااللتقائية‬
‫‪34‬‬ ‫ ‬ ‫‪.5‬المنجزات‬
‫‪36‬‬ ‫ ‬ ‫‪ .6‬الوقع‬
‫‪36‬‬ ‫‪.7‬ا�ستدامة الم�شاريع المنجزة ‬
‫‪39‬‬ ‫ ‬ ‫الخال�صات‬
‫‪45‬‬ ‫ ‬ ‫التو�صيات‬
‫‪49‬‬ ‫المالحق ‬
‫‪51‬‬ ‫ ‬ ‫الملحق ‪ :1‬التركيبة الم�ؤ�س�ساتية‬
‫‪ 59‬‬ ‫الملحق ‪ :2‬البرامج الخم�سة للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية في مرحلتها الثانية ‬
‫‪63‬‬ ‫الملحق ‪� :3‬إنجازات المرحلة الأولى من المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية ‬
‫‪69‬‬ ‫ ‬ ‫الملحق ‪ :4‬م�صادر التمويل‬
‫‪73‬‬ ‫ ‬ ‫الملحق ‪ :5‬مقارنة بين النفقات الفعليــة والتوقعات الأوليــة‬
‫‪77‬‬ ‫ ‬ ‫الملحق ‪ :6‬الم�ؤ�شرات المحددة مع البنك الدولي ‬
‫‪81‬‬ ‫ ‬ ‫الملحق ‪ :7‬الئحة الفاعلين الذين تم االن�صات �إليهم‬
‫‪85‬‬ ‫الملحق ‪ :8‬الئحة �أع�ضاء اللجنة الدائمة المكلفة بالق�ضايا االجتماعية والت�ضامن ‬
‫‪ 89‬‬ ‫ ‬ ‫الملحق‪ :9‬الئحة �أع�ضاء مجموعة العمل المكلفة ب�إعداد التقير‬
‫‪93‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫الملحق ‪ :10‬مراجـع بيبليــوغرافيــة‬

‫‪11‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪12‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫مقدمة‬

‫يندرج هذا التقرير المنجز من قبل المجل�س االقت�صادي واالجتماعي في �إطار �إحالة مجل�س النواب بتاريخ‬
‫‪� 28‬سبتمبر ‪ ،2012‬طبقا للقانون التنظيمي رقم ‪ 09-60‬للمجل�س االقت�صادي واالجتماعي‪ .‬وتتعلق هذه‬
‫الإحالة بتحليل "تجربة المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية"‪.‬‬
‫طبقا للقانون الداخلي للمجل�س االقت�صادي واالجتماعي‪ ،‬وفي ارتباط بخطة عمله ل�سنتي ‪،2013-2012‬‬
‫قرر مكتب المجل�س‪ ،‬خالل اجتماعه المنعقد بتاريخ ‪� 3‬أكتوبر ‪ ،2012‬تفوي�ض �أمر معالجة هذه الإحالة �إلى‬
‫اللجنة الدائمة المكلفة بال�ش�ؤون االجتماعية والت�ضامن‪.‬‬
‫بع�ض العنا�صر ال�سياقية‬
‫لقد انخرط المغرب في �إعالن الألفية للأمم المتحدة ل�سنة ‪ ،2000‬والتزم بتبني ا�ستراتيجيات من �ش�أنها �أن‬
‫تتيح‪ ،‬في �أفق ‪ ،2015‬بلوغ "�أهداف الألفية من �أجل التنمية" الثمانية‪� ،‬أي ‪ :1‬الحد �إلى �أق�صى درجة ممكنة‬
‫من الفقر والجوع‪� :2 ،‬ضمان التربية االبتدائية للجميع‪ :3 ،‬النهو�ض بالم�ساواة بين الجن�سين وا�ستقاللية‬
‫الن�ساء‪ :4 ،‬الحد من وفيات الأطفال‪ :5 ،‬تح�سين �صحة الن�ساء الحوامل‪ :6 ،‬محاربة داء فقدان المناعة‬
‫المكت�سب وداء المالريا و�أمرا�ض �أخرى‪ :7 ،‬الحفاظ على البيئة‪� :8 ،‬إر�ساء �شراكة عالمية من �أجل التنمية‪.‬‬
‫في ‪ 18‬مايو ‪� ،2005‬أعلن جاللة الملك عن �إطالق برنامج لمحاربة الفقر في المغرب‪ ،‬تحت ا�سم "المبادرة‬
‫الوطنية للتنمية الب�شرية"‪ ،‬بهدف "تعزيز ما تحقق من مكا�سب �سيا�سية‪ ،‬وذلك بالنهو�ض بالحقوق االقت�صادية‬
‫واالجتماعية والثقافية‪ ،‬ومحاربة الفوارق الطبقية والمجالية" ‪ .1‬وقد جاء هذا الم�سعى لير�سم‪ ،‬لأول مرة في‬
‫تاريخنا‪� ،‬سيا�سة تخطيطية ت�صاعدية من القاعدة نحو القمة‪ ،‬مع مبادئ للحكامة الجيدة ت�ستهدف في المقام‬
‫الأول ال�ساكنة التي تعاني الإق�صاء والفقر‪ .‬وقد كانت الأهداف المر�سومة للمدى القريب والمدى المتو�سط‬
‫تتمثل في الحد من الفقر واله�شا�شة والإق�صاء االجتماعي‪ ،‬وللمدى البعيد في �إقرار دينامية م�ستدامة ل�صالح‬
‫التنمية الب�شرية ورفاه ال�ساكنة‪ ،‬والرفع من م�ؤ�شر التنمية الب�شرية‪.‬‬

‫مقتطف من الخطاب الملكي ال�سامي بمنا�سبة ذكرى ثورة الملك وال�شعب‪ ،‬تطوان ‪2005‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫تقوم المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية على "فل�سفة" تنموية‪ ،‬ويتمثل هدفها في تدعيم المبادرات القطاعية‬
‫بمبادرات تكميلية يتم اختيارها بطريقة ت�شاركية من قبل ال�ساكنة المعنية في المناطق الأكثر فقرا‪ ،‬وتفعيلها‬
‫من قبل هذه ال�ساكنة ما �أمكن ذلك‪ .‬وهي تتميز بالخا�صيات التالية‪:‬‬
‫• •خم�س قيم‪ ،‬هي الثقة‪ ،‬والم�شاركة‪ ،‬والكرامة‪ ،‬والديمومة‪ ،‬وال�شفافية؛‬
‫• •خم�سة مبادئ‪ ،‬هي القرب‪ ،‬والت�شاور‪ ،‬وال�شراكة‪ ،‬والتعاقد‪ ،‬والحكامة الجيدة؛‬
‫• •ثم �إدماجها في منظور �شامل وت�صور جديد لل�سيا�سات االجتماعية المحلية‪.‬‬
‫وجاء تقرير الخم�سينية ‪ ،2‬وهو تحليل للتنمية الب�شرية في المغرب منذ ‪ ،1955‬لي�ؤكد �صواب هذا الم�سعى‪،‬‬
‫�إذ الحظ �أن‪:‬‬
‫• •�أعداد الفقراء بقيت على حالها دون تغيير منذ ‪ ،1955‬بما يقارب ‪ 5‬ماليين من الفقراء؛‬
‫• •الفقر ظاهرة قروية بالأ�سا�س؛‬
‫• •محاربة الفقر‪ ،‬ب�صفتها �سيا�سة نوعية‪ ،‬لم ت�صبح ان�شغاال من ان�شغاالت ال�سيا�سة العمومية �إال منذ عهد‬
‫غير بعيد‪ ،‬كما �أن البرامج التي تم �إطالقها خالل العقد الأخير لم تفلح بعد في الحد من تداعياته ب�صفة‬
‫ملمو�سة؛‬
‫"عقد للم�ستقبل"‪ ،‬هي المعرفة واالقت�صاد والحكامة‬ ‫• •حاالت الف�شل التي �سجلها المغرب ترتبط بخم�س ُ‬
‫وال�صحة والإدماج‪ ،‬وهي خم�س �إ�شكاليات التقائية تعتبر بمثابة عوائق تقف في وجه التنمية الب�شرية‪.‬‬
‫وقد �أبرز التقرير �ضرورة �أن ت�ؤخذ بعين االعتبار "‪ ...‬بع�ض المبادئ والم�سارات المهيكلة للتنمية الب�شرية‪:‬‬
‫الم�شاركة والتخطيط والتقييم وااللتزامات االجتماعية واتخاذ القرار"‪ ،‬فجعل بذلك من الحكامة الجيدة‬
‫�أحد الحلول الممكنة لجعل المغرب ينخرط في �سبيل من التنمية الب�شرية القوية والم�ستدامة‪.‬‬
‫ثم جاء الد�ستور الجديد لير�سخ الحكامة الجيدة (‪ 18‬ف�صال‪ ،‬الباب الثاني ع�شر)‪ ،‬وا�ستقاللية مراقبة‬
‫الم�ؤ�س�سات العمومية (الف�صل ‪ ،)159‬ويدعم دور ال�ساكنة المحلية في التنمية الب�شرية ‪ .3‬ويولي كذلك‬
‫مكانة هامة للجهوية المتقدمة في بابه التا�سع‪ ،‬م�ستجيبا بذلك للهدف الم�سطر في "التقرير حول الجهوية‬
‫المتقدمة"‪� ،‬أي "تزويد المغرب بجهوية متقدمة ذات طبيعة ديمقراطية موجهة للتنمية المندمجة والم�ستدامة‬
‫على الم�ستوى االقت�صادي واالجتماعي والثقافي والبيئي" ‪.4‬‬

‫‪" 2‬خم�سون �سنة من التنمية في المغرب و�آفاق ‪ ،"2025‬الذي �أنجز ب�أمر من �صاحب الجاللة ملك البالد‪ ،‬من قبل نحو مائة من الكفاءات‬
‫الوطنية المنتمية �إلى الجامعة والإدارة والمجتمع المدني‪.2006 ،‬‬
‫‪    3‬الف�صل ‪" :139‬ت�ضع مجال�س الجهات‪ ،‬والجماعات الترابية الأخرى‪� ،‬آليات ت�شاركية للحوار والت�شاور‪ ،‬لتي�سير م�ساهمة المواطنات‬
‫والمواطنين والجمعيات في �إعداد برامج التنمية وتتبعها‪".‬‬
‫‪ 4‬التقرير حول الجهوية المتقدمة‬
‫‪14‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫ثم جاء بعد ذلك الإعالن الحكومي بتاريخ ‪ 19‬يناير ‪ ،2012‬لي�ؤكد �أن تفعيل الجهوية المتقدمة وتدعيم‬
‫الالمركزية والالتمركز تمثل كلها �أورا�شا حيوية للتنمية ولتحديث بنيات الدولة والنهو�ض بالتنمية الم�ستدامة‬
‫والمندمجة‪.‬‬
‫غير �أن المغرب يحتل المرتبة ‪ 130‬في ترتيب البلدان ح�سب م�ؤ�شرات التنمية الب�شرية ‪ ،5‬والفوارق التي‬
‫يعك�سها جمود م�ؤ�شر ‪ )GINI 6 (0.407‬ال تزال قائمة‪ ،‬حيث �إن ‪ 65‬بالمائة فقط من الفتيات اللواتي يلتحقن‬
‫ب�صفوف الدرا�سة االبتدائية يوا�صلن درا�ستهن الثانوية‪ ،‬في حين يعاني ‪ 22‬بالمائة من الرجال و‪ 38‬بالمائة من‬
‫الن�ساء من البطالة‪ ،‬وال ت�شهد منظومة التربية وال�صحة �أي تقدم‪ ،‬كما �أن �أليات المقا�صة التي تقدم الدعم‬
‫للمواد الغذائية والمحروقات قد �أبانت عن حدودها‪.‬‬
‫هذا هو ال�سياق الذي �أطلق فيه �صاحب الجاللة ملك البالد المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية في ‪ .2011‬ومن المر�سوم لهذه المرحلة زيادة �أعداد ال�ساكنة الم�ستهدفة وتو�سيع رقعة التغطية‬
‫الجغرافية ورفع قيمة الغالف المالي‪ ،‬وكذا تفعيل خم�سة برامج‪� ،‬أي البرامج الأربعة للمرحلة الأولى‪ ،‬م�ضافا‬
‫�إليها برنامج للت�أهيل الترابي ‪.7‬‬

‫تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية ‪.PNUD، 2011‬‬ ‫‪5‬‬

‫معامل جيني هو مقيا�س لدرجة عدم الم�ساواة في توزيع الدخل‬ ‫‪6‬‬

‫انظر الملحق ‪ 2‬للمزيد من التفا�صيل‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪15‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪16‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫منهجية العمل‬

‫ارت�أت اللجنة الدائمة المكلفة بال�ش�ؤون االجتماعية والت�ضامن �أن مهمتها ال تتمثل في �إنجاز تقييم تقني‬
‫لم�شاريع المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬لأن التقييم قد ّتم �إنجازه من قبل �أجهزة مختلفة ‪ ،‬بل في توجيه‬
‫تقريرها ح�سب محورين اثنين‪:‬‬
‫‪ .1‬و�ضع ح�صيلة �شاملة‪ ،‬تحليلية وتركيبية‪ ،‬للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬بخ�صو�ص‪:‬‬
‫‪- -‬الم�سار الذي تم اعتماده‪ :‬الحكامة‪ ،‬وتحديد الأهداف‪ ،‬والم�سار الت�شاركي‪ ،‬والتخطيط على مدى‬
‫�سنوات‪ ،‬وااللتقائية و�أثر الم�شاريع ومدى ديمومتها؛‬
‫‪- -‬المنجزات؛‬
‫‪ .2‬التقدم بتو�صيات ترمي �إلى تح�سين مقاربة المبادرة الوطنية للتنمية الب�شر ية في ال�سيا�سات العمومية‪.‬‬
‫وقد جاء هذا التقرير ثمرة لم�سار من اال�ستماع والتحليل والنقا�ش‪ ،‬حيث �أجرى المجل�س االقت�صادي‬
‫واالجتماعي جردا للتقارير التقييمية المتوفرة‪ ،‬وخ�صو�صا منها المنبثقة عن المر�صد الوطني للتنمية‬
‫الب�شرية‪ ،‬والمندوبية ال�سامية للتخطيط‪ ،‬والبنك الدولي‪ ،‬واالتحاد الأوروبي‪ ،‬وبرنامج الأمم المتحدة‬
‫للتنمية‪ ،‬والمفت�شية العامة للإدارة الترابية‪/‬المفت�شية المالية‪ ،‬والتن�سيقية الوطنية للمبادرة الوطنية‬
‫للتنمية الب�شرية‪ .‬كما نظم المجل�س‪ ،‬من جهة �أخرى‪ ،‬عددا من جل�سات الإن�صات مع التن�سيقية الوطنية‬
‫للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬والمر�صد الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬و�أربعا وع�شرين‬
‫جمعية وتعاونية م�ستفيدة‪ ،‬و�آليات الحكامة على م�ستوى جهتي وجدة وبني مالل (اللجنة المحلية‬
‫للتنمية الب�شرية‪ ،‬واللجنة الإقليمية للتنمية الب�شرية‪ ،‬واللجنة الجهوية للتنمية الب�شرية‪ ،‬وق�سم االعمال‬
‫االجتماعية‪ ،‬وفرق التن�شيط في الأحياء والجماعات)‪ ،‬ووكالة التنمية االجتماعية‪ ،‬ووكالة �إنعا�ش وتنمية‬
‫ال�شمال‪ ،‬وخبير في علم االجتماع‪ .‬وتم تنظيم اجتماعات مع البنك الدولي ولجنة القيادة وبعثة االتحاد‬
‫الأوروبي بالمغرب‪ ،‬من قبل مجموعة العمل المنبثقة عن اللجنة المكلفة بهذه الإحالة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪18‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫ح�صيلة تحليلية �شاملة للمبادرة الوطنية‬


‫للتنمية الب�شرية‬

‫يج�سد مفهوم المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية التزاما �سيا�سيا على �أعلى م�ستوى في مجال محاربة الفقر‬
‫ّ‬
‫في العالم القروي‪ ،‬وكذلك في مجال الإق�صاء واله�شا�شة في الو�سط الح�ضري‪ .‬وما يميز مفهوم المبادرة هو‬
‫اختالف �أ�ساليب معالجة الإق�صاء واله�شا�شة بطريقة منف�صلة‪.‬‬
‫و تقوم المبادرة على م�سعى ت�صاعدي وت�شاركي للتنمية‪ ،‬وقيم ومبادئ للحكامة الجيدة‪ ،‬وتخطيط متعدد‬
‫ال�سنوات‪ ،‬وم�ساطر و�آليات للتتبع والتقييم‪ ،‬من �ش�أنها �أن تمثل تجربة رائدة في مجال �إدماج ال�سيا�سات‬
‫العمومية للتنمية المحلية‪ ،‬وتطبيق "مفهوم جديد لل�سلطة"‪ ،‬قادر على تغيير العالقة بين الدولة والجماعات‬
‫المحلية والمجتمع المدني وال�سكان‪.‬‬
‫تمثل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية تجربة �أولى لمقاربة ت�صاعدية ت�شاركية ومندمجة ‪ ،‬يواكبها م�سعى‬
‫الممركز والمركزي لل�سيا�سات االجتماعية المحلية‪.‬‬

‫الحكامـــــــة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ 1.1‬الإطار الم�ؤ�س�ساتي‬
‫�أجهزة الحكامة‬ ‫‪.1‬‬

‫تعتمد القاعدة الم�ؤ�س�سية للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية على هيئات مركزية وترابية‪.‬‬
‫على الم�ستوى المركزي‪ ،‬نجد لجنتين اثنتين‪:‬‬
‫• •اللجنة اال�ستراتيجية ما بين الوزارية‪ ،‬التي ير�أ�سها رئي�س الحكومة‪ ،‬وتتكون من �أع�ضاء الحكومة‬
‫وم�س�ؤولي الم�ؤ�س�سات والهيئات العمومية المعنية‪ ،‬وهي مكلفة بو�ضع الإطار اال�ستراتيجي للمبادرة‬
‫الوطنية للتنمية الب�شرية؛‬
‫• •لجنة القيادة‪ ،‬التي يتر�أ�سها وزير الداخلية‪ ،‬وتت�ألف من القطاعات المكلفة بالمالية والتنمية االجتماعية‪،‬‬
‫والتنمية القروية وال�صحة‪ ،‬والتربية‪ ،‬وال�سكنى‪ ،‬والتجهيز والنقل‪ ،‬والمكتب الوطني للماء والكهرباء‪.‬‬
‫وهي مكلفة بتتبع وتقييم التفعيل ال�شامل للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪.‬‬

‫انظر الملحق ‪ 3‬لمزيد من التفا�صيل‬ ‫‪8‬‬

‫‪19‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫العالقات بين لجنة القيادة واللجنة اال�ستراتيجية غير مم�أ�س�سة بن�صو�ص قانونية‪ ،‬واجتماعات هاتين‬
‫الهيئتين غير منتظمة‪� ،‬إذ ال تنعقد �إال نادرا‪ ،‬وتبقى رهينة برئي�سي اللجنتين‪.‬‬
‫�أما على الم�ستوى الترابي‪ ،‬فهناك ثالث لجان وهيئات للدعم‪� ،‬إذ �إن هذا الم�ستوى هو الم�س�ؤول عن‬
‫تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪:‬‬
‫• •اللجنة الجهوية للتنمية الب�شرية‪ ،‬وتعمل تحت رئا�سة والي الجهة‪ ،‬وتت�ألف من عمال الأقاليم‬
‫والواليات‪ ،‬ورئي�س المجل�س الجهوي‪ ،‬ور�ؤ�ساء المجال�س الإقليمية والوالئية والم�صالح الالممركزة‬
‫للدولة والم�ؤ�س�سات العمومية المعنية �أكثر من غيرها‪ ،‬وكذا ممثلي الن�سيج الجمعوي الجهوي‪ ،‬وقطاع‬
‫القرو�ض ال�صغرى‪ ،‬والجامعة والقطاع الخا�ص؛‬
‫• •اللجنة الإقليمية للتنمية الب�شرية‪ ،‬وتعمل تحت رئا�سة العامل‪ ،‬وهي هيئة تملك �سلطة القرار‪ ،‬وتت�ألف‬
‫من منتخبين وممثلين عن الإدارة والمجتمع المدني‪.‬‬
‫بالموازاة مع ذلك‪ ،‬ف�إن المجل�س الإقليمي مدعو �إلى مراجعة مخطط التنمية االقت�صادية واالجتماعية‬
‫الإقليمي ‪ ،9‬في �إطار �سيا�سة لتوحيد �أهداف البرامج القطاعية‪.‬‬
‫في ‪ ،2010‬الحظت المفت�شية العامة للإدارة الترابية‪/‬المفت�شية العامة للمالية �أن هناك عدم احترام‬
‫لتركيبة �أجهزة الحكامة‪ ،‬وخ�صو�صا عدم احترام الحد الأق�صى المقرر في ‪ 15‬ع�ضوا‪ ،‬والتركيبة‬
‫الثالثية‪ ،‬والتمثيلية ال�ضعيفة لل�شباب‪ ،‬و�أن ‪ 50‬بالمائة فقط من الأقاليم تعقد اجتماعات دورية لت�أمين‬
‫عمليات تتبع برامج المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية والتن�سيق الداخلي ‪.10‬‬
‫• •فاللجنة المحلية للتنمية الب�شرية تعمل تحت رئا�سة رئي�س المجل�س الجماعي‪ ،‬وت�ضم ممثلي منتخبي‬
‫الجماعات‪ ،‬وممثلي الن�سيج الجمعوي‪ ،‬وممثلين عن الم�صالح التقنية الالممركزة‪ ،‬مع حد �أق�صى‬
‫يتمثل في ‪ 15‬ع�ضوا يتم اختيارهم ح�سب الطريقة التالية‪ :‬يتم تعيين رئي�س الجماعة القروية �أو نائبه‬
‫بموجب مر�سوم‪� .‬أما المنتخبون (خم�سة مقاعد حدا �أق�صى‪ ،‬بما في ذلك مقعد الرئي�س)‪ ،‬فيتم‬
‫تعيينهم بت�شاور مع المجل�س الجماعي‪ .‬و�أما ممثلو المجتمع المدني والجمعيات ومنظمات المنتجين‬
‫وممثلو الفاعلين االقت�صاديين (خم�سة مقاعد)‪ ،‬ف�إن اختيارهم يتم بعد ت�شاور وا�سع‪ ،‬مع الحر�ص على‬
‫�أن تكون كل المجموعات االجتماعية ممثلة‪ ،‬ومن بينها الن�ساء وال�شباب على وجه الخ�صو�ص‪ .‬و�أما‬
‫ممثلو الم�صالح الخارجية للدولة (خم�سة مقاعد حدا �أق�صى)‪ ،‬فيتم تعيينهم من قبل �إداراتهم‪ ،‬و�إقرار‬
‫ذلك التعيين من قبل رئي�س الجماعة‪ ،‬بت�شاور مع ال�سلطة المحلية‪.‬‬

‫القانون ‪ ،00-79‬الف�صل ‪36‬‬ ‫‪9‬‬

‫تقرير افتحا�ص للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬المفت�شية العامة للإدارة الترابية‪/‬المفت�شية العامة للمالية‪2010 ،‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪20‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫‪ .2‬هيئة التن�سيق‬
‫التن�سيقية الوطنية لوزارة الداخلية‪ ،‬الم�س�ؤولة عن تن�سيق ونتائج المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬هي �إدارة‬
‫م�شرفة على مهمة‪ ،‬تعمل تحت قيادة العامل المن�سق الوطني‪ ،‬وتت�ألف من �أ�شخا�ص موارد‪ ،‬وهي مكلفة‬
‫بتفعيل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬بما في ذلك التن�سيق وتتبع الم�شاريع‪ .‬وتلعب دورا مهما وذلك‬
‫بمثابة واجهة بين الم�ستوى المركزي والجهوي‪.‬‬
‫ب�سبب غياب االنخراط الفعلي للجنة القيادة واللجنة اال�ستراتيجية في تدبير المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية‪ ،‬ف�إن التن�سيقية الوطنية قد �أ�صبحت بفعل الأمر الواقع الجها َز المركزي للمبادرة‪.‬‬
‫ومن المقرر بالن�سبة �إلى المرحلة الثانية �إدخال "تن�سيقيات جهوية للتنمية الب�شرية" (التي لم يتم �إحداثها‬
‫بعد)‪ ،) ،‬يكون من مهمتها على الخ�صو�ص تتبع تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية على الم�ستوى‬
‫الجهوي‪ ،‬مما من �ش�أنه �أن ي�ساهم في تخفيف عبء العمل عن كاهل �أق�سام العمل االجتماعي‪ ،‬من �أجل‬
‫ت�أمين تعاون وت�آزر �أمثل‪ ،‬وتقارب �أكبر‪ ،‬وتتبع للقرب للبرامج بهدف �ضمان ديمومتها‪.‬‬
‫ويبين تحليل �إ�شكالية االلتقائية المعقدة‪ ،‬التي يعالجها هذا التقرير في ال�صفحات التالية‪ ،‬وكذا ف�شل‬
‫عملية �إحداث لجنة بين وزارية للتقارب في ‪� ،2007‬أن �إحداث تلك التن�سيقيات لم يمثل جوابا ناجعا على‬
‫�إ�شكالية االلتقائية‪ ،‬لأنه ال يعالج �أ�سبابها الحقيقية‪ ،‬وقد ي�ؤدي �إلى بيروقراطية المبادرة‪.‬‬
‫‪ .3‬بنيات الدعم‬
‫ق�سم العمل االجتماعي‪ ،‬الذي تم �إحداثه في ‪ ،2005‬وهو ينتمي �إلى وزارة الداخلية‪ .‬ويتعلق الأمر بوحدة‬
‫لإدارة الإقليم‪/‬الوالية‪ ،‬مو�ضوعة تحت �سلطة العامل‪ .‬وتتوفر �أق�سام العمل االجتماعي‪ ،‬على م�ستوى‬
‫الوالية عا�صمة الجهة‪ ،‬على �أربع م�صالح هي‪:‬‬
‫• •م�صلحة التن�سيق الجهوي؛‬
‫• •م�صلحة التوا�صل؛‬
‫• •م�صلحة التكوين وتقوية القدرات؛‬
‫• •م�صلحة التتبع والتقييم‬
‫وثالث م�صالح على م�ستوى الواليات والدوائر والأقاليم‪ ،‬هي‪:‬‬
‫• •م�صلحة التوا�صل؛‬
‫• •م�صلحة التكوين وتقوية القدرات؛‬
‫• •م�صلحة التتبع والتقييم‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫لقد تم تطوير �أق�سام العمل االجتماعي وهيكلتها ب�شكل كبير‪ .‬فالعدد الكبير من المهام الم�سندة �إليها‪،‬‬
‫والكفاءات التي طورتها تلك الأق�سام‪ ،‬وكذا عالقاتها مع مجموع اللجان والفاعلين المحليين‪ ،‬كل هذا يجعل‬
‫منها "المحرك الرئي�س" في الآلية‪ 12 ,11 .‬هذا ال�صعود القوي لأق�سام العمل االجتماعي‪ ،‬الذي يعود الف�ضل‬
‫فيه �إلى معرفتها بالميدان وعالقاتها المتعددة مع الفاعلين جميعا‪ ،‬يجعل منها من جه ٍة فاعال ال غنى عنه في‬
‫الآلية‪ ،‬ولكن �أي�ضا‪ ،‬من جهة �أخرى‪ ،‬الفاعل الأكثر ت�أثيرا في قرارات اللجان‪" .‬كما �أنها ت�شكو كذلك من ق�صور‬
‫‪13‬‬
‫وا�ضح في مجال الموارد الب�شرية‪ ،‬ي�ضاف �إليه انعدام التجربة لدى الم�ستخدمين حديثي التوظيف‪ ".‬‬
‫فريق التن�شيط في الحي ‪ EAQ‬وفي الجماعة ‪EAC‬‬
‫يتعلق الأمر بالوحدات الإجرائية التنفيذية للجان المحلية للتنمية الب�شرية على م�ستوى الأحياء‬
‫والجماعات‪ .‬ويتم تعيينها بناء على قرار �صادر عن الوالي �أو العامل‪� ،‬إثر اقتراح من رئي�س اللجنة المحلية‬
‫للتنمية الب�شرية‪.‬‬
‫وتتكون هذه الفرق مبدئيا من �أربعة �أ�شخا�ص موارد عن كل حي ح�ضري �أو جماعة قروية م�ستهدفة‬
‫من قبل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬وهم في الغالب موظفون ا�ستفادوا من تكوينات نوعية خالل‬
‫المرحلة الأولى من المبادرة (م�ستخدمو الدولة �أو الجماعات المحلية �أو الم�ؤ�س�سات العمومية) ‪ ،14‬بناء‬
‫على ر�سالة تكليف بمهمة‪ ،‬تحدد معايير االختيار وكذا المهمات‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬يالحظ �أن هناك م�شكلة في توطين تلك الفرق في الأحياء والجماعات‪ ،‬بحكم �أنه "في العديد من‬
‫الحاالت‪ ،‬تم تف�ضيل معيار التكوين‪ ،‬في اختيار �أع�ضاء فرق التن�شيط‪ ،‬على ح�ساب المعيار الذي ينبئ عن‬
‫‪16 ,15‬‬
‫مدى توطين الفرق في الأحياء �أو الجماعات‪".‬‬
‫تعاني تلك الفرق كثيرا من الم�شاكل اللوج�ستيكية (وعلى الخ�صو�ص في مجالي النقل والكتابة)‪،‬‬
‫والجاهزية الزمنية‪ .‬كما �أن م�ستويات الكفاءة لديها �شديدة التفاوت‪ ،‬مما يطرح م�شكلة النوعية الحقيقية‬
‫لعمليات الت�شخي�ص الت�شاركية والمبادرات المحلية للتنمية الب�شرية التي تف�ضي تلك الت�شخي�صات �إلى‬
‫اعتمادها‪ 17 .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬ف�إنها "غير مجهزة ب�شكل كاف لال�ضطالع بدور المنظم والمن�شط للتنمية‬
‫الجماعية‪ . 18 ".‬لكن ينبغي الإ�شارة �إلى �أنه‪ ،‬رغم هذه ال�صعوبات‪ ،‬تم �إعداد ما يقارب ‪ 700‬ت�شخي�ص‬
‫ت�شاركي ومبادرة محلية للتنمية الب�شرية‪.‬‬

‫التقرير اال�ستكمالي للبنك الدولي‪ ،‬يناير ‪2012‬‬ ‫‪11‬‬

‫جل�سات اال�ستماع المنظمة مع اللجان الجهوية للتنمية الب�شرية‪ ،‬واللجان الإقليمية للتنمية الب�شرية‪ ،‬واللجان المحلية للتنمية الب�شرية‬ ‫‪12‬‬

‫تقرير االفتحا�ص‪ ،‬المفت�شية العامة للجماعات الترابية‪/‬المفت�شية العامة للمالية‪2010 ،‬‬ ‫‪13‬‬

‫الف�صل الرابع من المر�سوم رقم ‪ ،08249-2‬للخام�س من رجب ‪( 1429‬يوليو ‪)2008‬‬ ‫‪14‬‬

‫درا�سة حول و�ضع بروتوكول للتقييمات الت�شاركية‪ ،‬المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪2009 ،‬‬ ‫‪15‬‬

‫جل�سات اال�ستماع لمجموعات التن�شيط في الجماعات والأحياء‪ ،‬بني مالل ووجدة‬ ‫‪16‬‬

‫جل�سات اال�ستماع لمجموعات التن�شيط في الجماعات والأحياء‪ ،‬بني مالل ووجدة‬ ‫‪17‬‬

‫التقرير اال�ستكمالي للبنك الدولي‪ ،‬يناير ‪2012‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪22‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫تبين درا�سة العالقة بين الأجهزة الم�ؤ�س�سية للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية في مجال برامج محاربة الفقر‬
‫في الو�سط الح�ضري ومحاربة الإق�صاء في الو�سط الح�ضري‪� ،‬أهمية العالقة بين ق�سم العمل االجتماعي‬
‫واللجنة المحلية للتنمية الب�شرية ولجان التن�شيط‪ .‬فمن المفرو�ض في هذه العالقة �أن ت�ؤمن القرب لمراكز‬
‫القرار‪� .‬أما على �أر�ض الواقع‪ ،‬ف�إن الثنائي المكون من ق�سم العمل االجتماعي وفريق التن�شيط بالجماعة‬
‫يهيمن على كل العمليات‪ ،‬مما يف�ضي في كثير من الأحيان �إلى �شكل من التهمي�ش في حق اللجنة‬
‫المحلية للتنمية الب�شرية ‪.19‬‬
‫الفاعلون في المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‬
‫يتدخل العديد من الفاعلين في عملية تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬من جمعيات وتعاونيات‪،‬‬
‫ومنتخبين محليين‪ ،‬وم�صالح خارجية‪ ،‬و�سلطات محلية‪ ،‬وجامعات‪ ،‬وقطاع خا�ص‪ ،‬و�شركاء تقنيين وماليين‪.‬‬
‫بين كل الفاعلين المذكورين‪ ،‬تحتل الجمعيات والتعاونيات مكانا مركزيا‪ ،‬بحكم �أن تمويالت م�شاريع‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية تمر بال�ضرورة عبرها‪ .‬والحال �أن الجمعيات مازالت �إلى اليوم ال ت�ضطلع‬
‫دائما وب�صفة كاملة بدورها كفاعل في اتخاذ القرار داخل اللجان التي تنتمي �إليها‪ ،‬بحكم �أنها ال تعرف‬
‫مهماتها وال �صالحياتها ‪ .20‬من جانب �آخر ف�إن موقعها في المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية يجعل منها‬
‫مناف�سا محتمال للمنتخبين في ما يتعلق بالت�أثير في ال�سيا�سات المحلية‪ .‬وهي و�ضعية كثيرا ما �أف�ضت‬
‫�إما �إلى ن�شوء عدد من الجمعيات بدافع الو�صولية‪ ،‬وتوظيفها لأغرا�ض �سيا�سية‪ ،‬و�إما �إلى انخراط �ضعيف‬
‫للمنتخبين‪ ،‬وبالتالي انخراط �ضعيف للجماعات الترابية‪ ،‬في الحكامة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية‪� ،‬أ�ضف �إلى ذلك �أن الغالبية العظمى من تلك الجمعيات تفتقر �إلى القدرات الالزمة لتدبير‬
‫وديمومة الم�شاريع‪.‬‬
‫‪ 2.1‬الإطار الم�سطري‬
‫يقوم تنظيم المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية على �أ�سا�س مجموعة من الن�صو�ص (من دوريات ومذكرات وزارية‬
‫من لدن وزير الداخلية وقرارات من العامل ومرا�سيم)‪ ،‬وكذا على �ستة دالئل م�سطرية مخ�ص�صة لما يلي‪:‬‬
‫• •الم�ساطر المتعلقة بالأن�شطة المدرة للدخل؛‬
‫• •الم�ساطر المتعلقة ببرامج محاربة الفقر في الو�سط القروي؛‬
‫• •الم�ساطر المتعلقة ببرامج محاربة الإق�صاء في الو�سط الح�ضري؛‬
‫• •الم�ساطر المتعلقة ببرامج محاربة اله�شا�شة؛‬
‫• •الم�ساطر المتعلقة بعمليات "طلب عرو�ض م�شاريع" للبرنامج الأفقي؛‬
‫• •الم�ساطر االئتمانية‪.‬‬

‫درا�سة حول و�ضع بروتوكول للتقييمات الت�شاركية‪ ،‬المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪2009 ،‬‬ ‫‪19‬‬

‫جل�سات اال�ستماع المنظمة مع الجمعيات واللجان المحلية للتنمية الب�شرية‬ ‫‪20‬‬

‫‪23‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫أهداف‪ ،‬وال�ساكنة الم�ستهدفة‪ ،‬ونوع الأعمال الالزم القيام بها‪ ،‬وم�سار‬


‫تحدد الدالئل الخا�صة بالبرامج ال َ‬
‫التفعيل‪ ،‬ودورات الم�شاريع‪ ،‬ومعايير االنتخاب‪ ،‬والتمويل‪ ،‬و�صالحيات اللجان المحلية والإقليمية‬
‫والجهوية للتنمية الب�شرية وفرق الدعم‪� .‬أما دليل الم�ساطر االئتمانية فيعالج الم�سائل المرتبطة بقواعد‬
‫تفويت ال�صفقات في �إطار ح�ساب التعيين الخا�ص ‪ ،CAS‬والإطار المالي‪ ،‬وتحديد الميزانيات و�إقرارها‪،‬‬
‫والتعاقد و�إ�ضفاء ال�صيغة التعاقدية على االلتزامات‪.‬‬
‫وت�أخذ تلك الدالئل في اعتبارها مقاربة النوع و�إدماج ال�شباب‪.‬‬
‫و ُتبين الم�شاكل التي ال تزال تواجهها المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬في مجال ديمومة الم�شاريع‪،‬‬
‫وقدرة الأن�شطة المدرة للدخل على اال�ستمرار‪ ،‬وتفويت ال�صفقات وغير ذلك‪� ،‬أن درجة ا�ستيعاب وتطبيق‬
‫الدالئل لم تبلغ بعد الم�ستوى المطلوب‪ ،‬مما يطرح الت�سا�ؤل حول كفاءة الفاعلين واللجان‪ ،‬وفعالية‬
‫التكوينات ولكن �أي�ضا حول مدى مالءمة الدالئل لقدرات الفاعلين‪ .‬ومن المقرر �أن توا�صل المبادرة‬
‫الوطنية للتنمية الب�شرية دعم قدرات الفاعلين وتب�سيط بع�ض الدالئل و�إنتاج كتيبات �إر�شادية‪ .‬في ما يتعلق‬
‫بالمرحلة الثانية‪ ،‬تم �إعداد دليلين م�سطرين جديدين‪� ،‬أحدهما خا�ص بالت�أهيل الترابي‪ ،‬والآخر خا�ص‬
‫بالحماية االجتماعية والبيئية‪.‬‬
‫تكلف اللجان المختلفة بتحديد قوانينها الداخلية‪ ،‬بما في ذلك مدة االنتداب‪ ،‬ووتيرة االجتماعات‪ ،‬و�صفة‬
‫الذي يدعو �إلى عقدها‪ ،‬و�أنماط اتخاذ القرار وما �إلى ذلك‪� .‬أما في ما يخ�ص اللجنة الجهوية للتنمية‬
‫الب�شرية‪ ،‬ف�إن الوالي هو من يقرر في �ش�أن و�ضع قانون داخلي لها‪ .‬واليوم ف�إن القوانين الداخلية‪ ،‬حين تكون‬
‫موجودة‪ ،‬ال يتم االعتراف بها من قبل كل �أع�ضاء اللجان‪ ،‬ويراها بع�ضهم �صعبة التطبيق ‪.21‬‬
‫تتم م�أ�س�سة اللجان على الم�ستوى الجهوي والإقليمي بموجب قرار من قبل والة الجهات والواليات‪ ،‬طبقا‬
‫للتوجهات الكبرى والتدابير المن�صو�ص عليها في المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬ولمختلف الدوريات‬
‫ال�صادرة عن وزارة الداخلية‪ .‬ويحدد القرار المذكور تركيبة اللجان ومهامها‪ ،‬وي�شير �إلى �أن مهمة �أمانة‬
‫اللجنتين الجهوية والإقليمية للتنمية الب�شرية تعود �إلى ق�سم العمل االجتماعي‪ ،‬وينبغي للقانون الداخلي‬
‫لكل لجنة �أن يحدد بو�ضوح �أنماط اال�شتغال والعالقات بين اللجان وال�شركاء االقت�صاديين واالجتماعيين‪.‬‬
‫وعلى العك�س من ذلك ف�إن الأجهزة المركزية ال تتوفر على �أي قاعدة قانونية تحدد المهام وتوزيع‬
‫االخت�صا�صات بين مختلف الفاعلين‪ ،‬وتحدد كذلك �أنماط التعاون بين الم�صالح في �إعداد وتنظيم‬
‫المداوالت‪ .‬وفي غياب ن�صو�ص قانونية‪ ،‬ف�إن �صالحيات لجنة القيادة تبقى مبهمة‪ ،‬مما يف�ضي �إلى كثير‬
‫من الغمو�ض في ما يخ�ص الأدوار التي تعود �إلى مختلف الفاعلين ‪.22‬‬

‫جل�سات الإن�صات المنظمة مع الجمعيات واللجان المحلية للتنمية الب�شرية‬ ‫‪21‬‬

‫درا�سة حول االلتقائية – المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪2009 ،‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪24‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫‪� 3.1‬آليات التتبع والتقييم‬


‫التتبع والتقييم الداخلي‬
‫لقد تزودت المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية ب�آلية للتتبع والتقييم‪ ،‬ت�شمل على الخ�صو�ص �إطارا‬
‫منطقيا ونظاما للإعالم (‪ ،)SI‬من �أجل �إتاحة تفاعل �أمثل في مجال الن�شر ال�سريع للمعلومات‪ ،‬و�إنتاج‬
‫تقارير عن تتبع التفعيل‪ ،‬وتوجيه الأعمال وتحديدها مع الأهداف والنتائج قيا�سا �إلى م�ؤ�شرات قابلة‬
‫للقيا�س‪ ،‬من �أجل ت�أمين تتبع للم�شاريع‪ .‬غير �أن الولوج �إلى معطيات نظام الإعالم لي�س متاحا لجميع‬
‫الفاعلين(الجمعيات والتعاونيات والمنتخبين) المعنيين‪ .‬و�إن الولوج المبا�شر وال�سهل �إليه من �ش�أنه �أن‬
‫يدعم الم�سل�سل الت�شاركي الذي تم �إطالقه‪.‬‬
‫وقد الحظ البنك الدولي بع�ض �أوجه الق�صور في ت�صور نظام التتبع والتقييم ‪:23‬‬
‫• •غياب معلومات حول تتبع الم�شاريع وطرق ا�شتغال البنيات التحتية؛‬
‫• •غياب معلومات حول �آثار الم�شاريع ونتائجها؛‬
‫• •غياب �آليات تتيح للم�ستفيدين �إبداء ر�أيهم حول تنفيذ الم�شاريع وا�ستعمالها ومدى ر�ضاهم عنها؛‬
‫• •لم يتم تفعيل التدابير المتعلقة بمكون اله�شا�شة؛‬
‫• •النظام الإعالمي‪ ،‬المعتمد على ال�شبكة العنكبوتية‪ ،‬لم يتم جعله �إجرائيا �إال ب�صفة جزئية؛‬
‫• •غياب لتتبع الم�شاريع بعد التنفيذ‪.‬‬
‫ودائما ح�سب الم�صدر نف�سه‪ ،‬ف�إن " تقارير تقدم الأعمال التي �أنجزتها التن�سيقية الوطنية منذ ‪2008‬‬
‫تمثل م�صدرا مفيدا من المعلومات حول تفعيل ونتائج المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ .‬فهي تعطي‬
‫للحكومة والممولين �صورة وا�ضحة عن الخطوات التي تم تحقيقها‪ ".‬غير �أنها " تحتوي على القليل من‬
‫التقييم النقدي‪ ،‬حيث لم يتم ا�ستخدام معطيات التتبع والتقييم �إال ب�صفة جزئية في اتخاذ القرارات‬
‫المبررة وتعيين الموارد المالية‪ ".‬كما الحظ تقرير البنك الدولي كذلك �أن "المعلومات ت�صعد لكنها‬
‫عموما ال تعاود النزول‪ ،‬و�أن جزءا هاما من ت�صور تلك التقارير يجعلها موجهة بالأ�سا�س �إلى طلبات‬
‫الممولين وحاجات الحكومة في مجال تتبع عملية تفعيل �أوجه الإنفاق‪ ،‬عو�ض �أن تكون موجهة �صوب‬
‫م�صالح الم�ستفيدين �أو الم�سيرين‪ ،‬الذين كان من الممكن �أن ي�ستعملوا تلك المعطيات ويقارنوا درجة‬
‫تقدم الم�شاريع قيا�سا �إلى نتائج الدرا�سات المقارنة‪ ،‬وذلك لفائدة م�شاريعهم الخا�صة ومخططات التنمية‬
‫المحلية للمبادرة المحلية للتنمية الب�شرية‪".‬‬

‫التقرير اال�ستكمالي للبنك الدولي‪ ،‬يناير ‪2012‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪25‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫من جهة �أخرى‪ ،‬مازالت عملية تتبع تنفيذ م�شاريع المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية ت�شكو‪ ،‬رغم الجهود‬
‫المبذولة‪ ،‬من �أوجه �ضعف عديدة يمكن تلخي�صها في ما يلي ‪: 24‬‬
‫• •نق�ص الموارد الب�شرية والمالية المخ�ص�صة لتتبع الإنجازات؛‬
‫• •ق�صور فرق العمل الجماعية وفرق العمل في الأحياء في ما يتعلق بتتبع الم�شاريع؛‬
‫• •عدم انتظام نقل التقارير ال�شهرية لفرق العمل في الجماعات والأحياء والجمعيات‪ ،‬والتقارير‬
‫الدورية للجان المحلية للتنمية الب�شرية؛‬
‫• •�ضعف انخراط الم�صالح الخارجية في عملية تتبع المنجزات؛‬
‫• •ال تولى لعملية تقييم �آثار الم�شاريع �إال مكانة ثانوية‪.‬‬
‫تعتبر عملية تقييم المخاطر القمينة بعرقلة �إنجاز الم�شاريع‪ ،‬المك ِّونَ الأكثر �ضعفا وه�شا�شة في منظومة‬
‫المراقبة الداخلية لأجهزة حكامة وتدبير المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ .‬فعملية تقييم المخاطر‬
‫مر�سمة‪ ،‬كما �أن التدابير الالزم اتخاذها من �أجل الحد من تلك المخاطر ومواجهتها‬ ‫وتعريفها تبقى غير َّ‬
‫لي�ست محددة وال مف َّعلة ‪ .‬وت�شذر اال�شارة �إلى �أن المفت�شية العامة للإدارة الترابية والمفت�شية العامة‬
‫‪25‬‬

‫للمالية تعمالن حاليا على �إعداد ت�صميم لبلورة خريطة للمخاطر‪� ،‬سيتم ت�سليمها �إلى مجموع الأقاليم‬
‫والواليات‪.‬‬
‫وقد �أحدث البنك الدولي‪ ،‬في �إطار المرحلة الثانية‪� ،‬آلية جديدة للتمويل‪ ،‬تعرف با�سم "برنامج للنتائج"‪،‬‬
‫ف�أ�صبحت التن�سيقية الوطنية تتوفر بذلك على �إطار للنتائج يت�ضمن ‪ 17‬م�ؤ�شرا‪ ،‬منها ‪ 9‬لعمليات‬
‫‪27 ,26‬‬
‫ال�صرف‪.‬‬
‫التتبع والتقييم الخارجي‬ ‫‪.1‬‬

‫المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية جهاز م�ستقل �أن�شئ في ‪ ،2008‬وهو يعمل تحت �إ�شراف رئي�س‬
‫الحكومة ‪ ،28‬وتتمثل مهمته الدائمة في تحليل وتقييم �أثر برامج التنمية الب�شرية التي يجري تفعيلها‪،‬‬
‫واقتراح تدابير وخطوات عملية ت�ساهم في بلورة وتفعيل ا�ستراتيجية وطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬وخ�صو�صا‬
‫في �إطار المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية؛ ويعر�ض المجل�س تقريرا �سنويا حول التنمية الب�شرية على‬
‫�أنظار �صاحب الجاللة ملك البالد‪.‬‬

‫تقرير المفت�شية العامة للإدارة الترابية‪/‬المفت�شية العامة للمالية‪2010 ،‬‬ ‫‪24‬‬

‫تقرير المفت�شية العامة للإدارة الترابية‪/‬المفت�شية العامة للمالية‪2010 ،‬‬ ‫‪25‬‬

‫مذكرة التوجهات ‪ ،2015-2011‬وزارة الداخلية‬ ‫‪26‬‬

‫الملحق ‪6‬‬ ‫‪27‬‬

‫المر�سوم رقم ‪ ،394-08-2‬بتاريخ ‪� 23‬أكتوبر ‪2008‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪26‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫لي�س لتقارير المر�صد �أي طابع �إلزامي‪ ،‬وقد تم ت�سجيل نق�ص في التجاوب مع تلك التقارير من قبل‬
‫الهيئات المعنية ‪ ،29‬مما دفع جاللة الملك �إلى �أن ينادي ب�ضرورة "‪ ...‬الأخذ بتو�صيات المر�صد‬
‫‪30‬‬
‫الوطني لهذه المبادرة‪".‬‬
‫تقارير المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية غير معروفة على الم�ستوى المحلي‪ ،‬وحين تكون معروفة‪ ،‬فال‬
‫�أحد ي�شعر ب�أنه ملزم بتطبيق التو�صيات التي ترد فيها‪ .‬والحق �أن تو�صيات المفت�شية العامة للإدارة‬
‫‪31‬‬
‫الترابية والمفت�شية العامة للمالية تلقى من االهتمام ما ال تلقاه تقارير المر�صد‪.‬‬
‫من جهة �أخرى‪ ،‬تم تعيين المفت�شية العامة للإدارة الترابية والمفت�شية العامة للمالية من قبل الحكومة‬
‫لكي تقودا معا عمليات االفتحا�ص الخارجي‪ .‬ويحدد ميثاق افتحا�ص موقع من قبل هذين الكيانين‬
‫�أهداف ومناهج ذلك االفتحا�ص‪ ،‬الذي يعنى بالتدبير المالي وتفويت ال�صفقات‪ .‬وفي هذا الإطار‪ ،‬ف�إن‬
‫الثنائي المتكون من المفت�شية العامة للإدارة الترابية والمفت�شية العامة للمالية‪:‬‬
‫‪- -‬يقوم بتقييم �سنوي للحالة المالية و�صالحية وانتظام العمليات‪ ،‬وكذا �آلية المراقبة الداخلية؛‬
‫‪- -‬يقدم ر�أيا مهنيا يبين ما �إذا كانت الحالة المالية للعمليات التي تجري في �إطار "ح�ساب التعيين‬
‫الخا�ص – المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية" مطابقة للقوانين والتنظيمات والمرجعيات‬
‫المحا�سباتية المنطبقة عليها؛‬
‫‪- -‬يقدم لل�سلطات العمومية والمواطنين �ضمانة معقولة ب�أن الموارد المالية التي تم تجنيدها قد‬
‫�أنفقت بطريقة تراعي االقت�صاد وتتوخى الفعالية‪ ،‬في وجوه الإنفاق المر�سومة لها‪.‬‬
‫نقاط اليقظة‬
‫• •لم ت�ضطلع كل من اللجنة اال�ستراتيجية واللجنة القيادية بجميع مهامها في نطاق الت�أطير‬
‫اال�ستراتيجي وااللتقائية بين القطاعات الوزارية (اللجنة اال�ستراتيجية) والمتابعة والتقييم المنتظم‬
‫لتفعيل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية (لجنة القيادة)‪ .‬ولم ُي�ضفى الطابع الم�ؤ�س�ساتي على‬
‫العالقات بين اللجنتين بمقت�ضى ن�صو�ص تنظيمية‪ .‬نظراً ل�ضعف االنخراط الفعلي للجنة القيادية‬
‫واللجنة اال�ستراتيجية في تدبير المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪� ،‬أ�صبحت التن�سيقية الوطنية‬
‫بحكم الواقع الفاعل الأ�سا�سي في تفعيل المبادرة‪.‬‬
‫• •تتوقف نوعية ت�سيير مختلف اللجان الترابية على كفاءات وانخراط ر�ؤ�سائها و�أع�ضائها بكل فئاتهم‪.‬‬
‫وهذا ما يف�سر تباين م�ستوى الجودة في بلورة المبادرات المحلية المندمجة للتنمية الب�شرية‬
‫(المخططات الجماعية للتنمية والبرامج القطاعية) والتخطيط لها على مدى �سنوات؛‬

‫التقرير اال�ستكمالي للبنك الدولي‪ ،‬يناير ‪2012‬‬ ‫‪29‬‬

‫الخطاب الملكي ال�سامي بمنا�سبة الذكرى العا�شرة لعيد العر�ش‪ 31 ،‬يوليو ‪2009‬‬ ‫‪30‬‬

‫جل�سات اال�ستماع مع اللجان الجهوية والإقليمية والمحلية للتنمية الب�شرية‬ ‫‪31‬‬

‫‪27‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫•تعاني �أق�سام العمل االجتماعي من كثرة الطلب (مما يولد عبءا كبيرا من العمل)‪� ،‬إذ يفتقر عدد‬ ‫•‬
‫كبير من اللجان ومن فرق تن�شيط الأحياء‪/‬الجماعات للقدرات الالزمة‪ .‬بذلك �أ�صبح دور �أق�سام‬
‫العمل االجتماعي مهيمنا‪.‬‬
‫•ال تعتبر فرق تن�شيط الأحياء‪/‬الجماعات مكر�سة تكري�سا كامال‪ ،‬للقيام بدور التن�شيط في مجال‬ ‫•‬
‫التنمية الجماعاتية ومرافقة ال�ساكنة‪ ، .‬وال هي تتوفر على الإمكانات ال�ضرورية لذلك‬
‫•يهيمن دور فرق التن�شيط في الجماعات‪/‬والأحياء و�أق�سام العمل االجتماعي داخل اللجان‬ ‫•‬
‫المحلية للتنمية الب�شرية‪ ،‬مما ي�ؤدي �إلى تهمي�ش دور باقي الأع�ضاء في كثير من الأحيان‪.‬‬
‫•تطرح الهيكلة الم�ؤ�س�ساتية حاليا م�س�ألة التعاون الفعال بين ال�سلطات المحلية والمنتخبين‬ ‫•‬
‫والجمعيات‪/‬التعاونيات‪ ،‬من جهة‪ ،‬وهي ثالث جهات فاعلة ال تن�سجم م�صالحها (وبالتالي �أهدافها)‬
‫بحكم طبيعتها‪ ،‬وتتنوع كفاءاتها تنوعا كبيرا ‪ ،‬ويطرح من جهة �أخرى م�س�ألة �ضرورة االنتقال من‬
‫"ديمقراطية تمثيلية" �إلى "ديمقراطية ت�شاركية" في اتخاذ القرار داخل �أجهزة الحكامة المحلية‪.‬‬
‫•ال تتمتع للجان المحلية للتنمية الب�شرية ب�أي �سلطة تقريرية‪.‬‬ ‫•‬
‫•يهيكل دليل الم�ساطر �أدوار الفاعلين وتنظمها‪ ،‬لكن ورغم الدورات التكوينية المنظمة لهذا‬ ‫•‬
‫الغر�ض تظل عملية امتالكها غير كافية لخلق الت�آزر ال�ضروري لإنتاج �آثار مهيكلة في التنمية‬
‫المحلية بطريقة مندمجة وم�ستدامة‪.‬‬
‫•ي�شوب النظام الإعالمي �أوجه ق�صور ‪ ،‬ذلك �أن المعطيات ال تتوفر ب�سهولة وال بطريقة مبا�شرة لدى‬ ‫•‬
‫مختلف الفاعلين (الجمعيات‪ ،‬التعاونيات‪ ،‬و المنتخبين والمواطنين) في المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية‪.‬‬
‫•تتمحور عمليات التقييم الداخلي بالأ�سا�س حول الجانب الكمي (عدد الم�شاريع والم�ستفيدين ‪،)...‬‬ ‫•‬
‫على ح�ساب الجانب النوعي (طريقة العمل والم�شاركة وو�ضع العملية التنموية) ؛‬
‫يتم �إيالء االعتبار الكافي لخال�صات وتو�صيات مختلف عمليات التقييم الخارجية‪.‬‬ ‫•ال ّ‬ ‫•‬
‫•ال يجرى تحليل المخاطر عند �إعداد الم�شاريع من قبل الفاعلين المعنيين بالمبادرة الوطنية‬ ‫•‬
‫للتنمية الب�شرية‪.‬‬
‫ا�ستهداف ال�ساكنة الأكثر فقرا وعوزاً‬ ‫‪.2‬‬
‫اعتمد تحديد الأهداف في المناطق القروية على توزيع ن�سب الفقر (انظر خارطة الفقر ل�سنة ‪ ،)2004‬مما‬
‫�أف�ضى �إلى اختيار ‪ 403‬من الجماعات القروية التي ت�سجل ن�سبة ت�ساوي �أو تزيد على ‪ 30‬بالمائة‪ .‬وقد‬
‫تم تخفي�ض تلك الن�سبة في المرحلة الثانية من المبادرة �إلى ‪ 14‬بالمائة‪ ،‬فانتقل بذلك عدد الجماعات‬
‫الم�ستهدفة �إلى ‪.701‬‬
‫درا�سة حول و�ضع بروتوكول للتقييمات الت�شاركية‪ ،‬المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪2009 ،‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪28‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫هم اال�ستهداف في الو�سط الح�ضري ‪ 264‬حيا من الأحياء الح�ضرية في المدن والتجمعات الح�ضرية‬ ‫ّ‬
‫التي كان عدد �سكانها يجاوز ‪ 100.000‬ن�سمة خالل المرحة الأولى من المبادرة‪ .‬وقد تم تحديد الأحياء‬
‫الح�ضرية الم�ستهدفة خالل المرحلة الأولى على �أ�سا�س عدد من المعايير‪ ،‬مثل ن�سبة البطالة‪ ،‬وحجم‬
‫ال�ساكنة الم�ستفيدة‪ ،‬ووجود ومدى انت�شار ال�سكن غير الالئق‪ ،‬والعجز في مجال البنيات التحتية والمرافق‬
‫العمومية الأ�سا�سية‪ ،‬والتكامل مع برامج التنمية المحلية‪ ،‬واالنخراط المالي لل�شركاء‪� .‬أما في المرحلة‬
‫الثانية‪ ،‬ف�إن المدن والتجمعات الم�ستهدفة هي التي ت�ضم ما بين ‪ 20.000‬و‪� 100.000‬ساكن‪ ،‬في حين‬
‫ٍ‬
‫ا�ستهداف �أكثر دقة‪ ،‬تم اعتماد معايير تمثلت في ن�سبة ال�ساكنة‬ ‫انتقل عدد الأحياء �إلى ‪ .530‬ومن �أجل‬
‫التي تعاني العوز‪ ،‬وحجم ال�ساكنة الم�ستهدفة‪ ،‬والتكامل في ما يخ�ص برامج التنمية المحلية الجارية �أو‬
‫المر�سومة‪ ،‬وم�ستوى ت�أهيل ال�شباب‪ ،‬ون�سبة التخلي عن الدرا�سة‪ ،‬ون�سب الإق�صاء في �صفوف الن�ساء‬
‫وال�شباب‪ ،‬وفر�ص التكوين والإدماج (من مراكز وجمعيات متخ�ص�صة) ‪.33‬‬
‫كان البرنامج الخا�ص باله�شا�شة ي�ستهدف في المرحلة الأولى ‪ 8‬فئات من ال�ساكنة‪ ،‬ت�شمل ال�شباب‬
‫الم�شردين و�أطفال ال�شوارع والم�ساجين ال�سابقين الذين ال موارد لهم‪ ،‬والأطفال المتخلى عنهم‪،‬‬
‫والم�صابين ب�أمرا�ض عقلية وال م�أوى لهم‪ ،‬والن�ساء في و�ضعية ه�شا�شة �شديدة وال موارد لهن‪ ،‬والأ�شخا�ص‬
‫المعاقين‪ ،‬والمت�سولين والمت�شردين‪ ،‬والأ�شخا�ص الم�سنين الذين يعانون العوز‪ .‬وقد �أ�ضيفت �إلى تلك‬
‫الفئات فئتان اثنتان في المرحلة الثانية‪ ،‬هما فئة الأ�شخا�ص الم�صابين بداء فقدان المناعة المكت�سب‪،‬‬
‫والأ�شخا�ص المدمنين‪.‬‬
‫وقد الحظ التقييم الذي عني بعملية ا�ستهداف ال�ساكنة خالل المرحلة الأولى �أن ا�ستهداف المناطق‬
‫القروية على �أ�سا�س معيار ن�سبة الفقر كان مقبوال بحكم التالزم القوي بين ال�ساكنة الفقيرة وال�ساكنة‬
‫الم�ستهدفة (‪� .)R2=0,675‬أما ا�ستهداف الجماعات القروية‪ ،‬المعتمد فقط على ن�سبة الفقر‪ ،‬فقد �أف�ضى‬
‫توزيع لتمويالت المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية توزيعا غير مجدول على �أ�سا�س‬
‫في المرحلة الأولى �إلى ٍ‬
‫عدد �ساكنة تلك الجماعات‪ ،‬وبالتالي �إلى �إجحاف في توزيع التمويالت ح�سب ال�سكان‪ .‬ويبين ذلك‬
‫التقييم �أن اال�ستهداف يبقى غير كاف في الو�سط الح�ضري‪ ،‬الذي يبقى فيه التالزم �ضعيفا جدا‬
‫(‪ ،)R2= 0,335‬مما يطرح كذلك م�س�ألة الحدود الجغرافية للأحياء التي وقع االختيار عليها – �إذ �إن‬
‫الحي لي�س فح�سب كيانا �إداريا – وكذا م�س�ألة تجان�س ال�ساكنة في ما يتعلق بالفقر والإق�صاء‪� .‬أما في ما‬
‫يخ�ص المعايير الإ�ضافية لال�ستهداف في المرحلة الثانية‪ ،‬فلي�س هناك من معلومة مف�صلة تحدد �أنماط‬
‫تطبيق تلك المعايير‪ ،‬مما يبقي م�شكل تحديد الأحياء قائما‪ .‬فكيف �سيتم تحديد ن�سبة الإق�صاء في‬
‫�صفوف الن�ساء وال�شباب؟ وكيف �سيترجم هذا التكامل بالن�سبة �إلى برامج التنمية المحلية؟‬

‫القاعدة الم�شتركة للمر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪2015-2011 ،‬‬ ‫‪33‬‬

‫تقرير حول �إنجازات ‪ 2010-2005‬للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪2012 ،‬‬ ‫‪34‬‬

‫تقرير حول �إنجازات ‪ 2010-2005‬للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪2012 ،‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪29‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫في البرنامج الذي يعنى باله�شا�شة‪ ،‬تمثل فئات الأ�شخا�ص الم�ستهدفين �ساكنة غير من�سجمة‪ ،‬تتطلب‬
‫�إ�شكاالتها �أجوبة مختلفة في مجال التكفل‪ .‬وبالتالي ف�إنه من المنا�سب �أن يكون هذا اال�ستهداف �أكثر‬
‫دقة‪ ،‬لكي يقدم �أجوبة �أكثر نجاعة و�أكثر تال�ؤما مع و�ضعيات الأ�شخا�ص المعنيين‪.‬‬
‫نقاط اليقظة‪:‬‬
‫• • لئن �أمكن اعتبار اال�ستهداف الحالي لل�ساكنة في الو�سط القروي مقبوال‪ ،‬ف�إنه ال يزال في الو�سط‬
‫الح�ضري ‪ ،‬بحاجة �إلى التح�سين و�إعادة التوجيه‪ ،‬من �أجل ت�أمين فعالية �أمثل في محاربة الإق�صاء‬
‫واله�شا�شة‪.‬‬
‫• •في �إطار محاربة اله�شا�شة‪ ،‬ال يمثل اال�ستهداف "الفئوي" قاعدة كافية لإر�شاد �أ�صحاب القرار في‬
‫ما يتعلق بالأجوبة الالزمة‪ .‬فيجب �أن يكون تحليل كل واحدة من الفئات �أكثر دقة من �أجل تحديد‬
‫�أدق لحاجات الأ�شخا�ص ودرجات اله�شا�شة‪ ،‬وتطوير برامج تجمع بين قطاعات متعددة‪ ،‬تكون �أكثر‬
‫نجاعة وديمومة‪ ،‬ترمي �إلى �إعادة ت�أهيل ه�ؤالء الأ�شخا�ص و�إدماجهم االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .3‬م�سل�سل ت�شاركي ومندمج‬


‫تعتبر الم�شاركة محو ًرا مركز ًيا في فل�سفة المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬غير �أن تقديرها �صعب جدا في‬
‫غياب �أي تقييم �شامل‪ ،‬ولكن �أي�ضا ب�سبب تعدد المظاهر والأوجه التي ي�شملها هذا المفهوم‪ ،‬من الإعالم‬
‫�إلى التكوين‪ ،‬والت�شاور‪ ،‬و�أخذ الآراء بعين االعتبار‪ ،‬والإبالغ بالنتائج‪ ،‬والتتبع التقييمي الت�شاركي‪ ،‬والنوع‪،‬‬
‫والتوا�صل‪ ،‬والو�ساطة‪ ،‬وتدبير ال�شكايات‪ ،‬والإدماج‪� ،‬إلى التمثيلية‪ .‬ويجب الإ�شارة �إلى �أن المبادرة الوطنية‬
‫للتنمية الب�شرية هي �أول برنامج اجتماعي قائم على الم�شاركة‪ ،‬وهو م�سعى مجدد يحظي بقدر كبير من ر�ضا‬
‫ال�ساكنة‪ ،‬كما ت�شهد بذلك درا�سة ا�ستق�صاء الآراء التي قام بها المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية في ‪ .2008‬فقد‬
‫�صرح ما ن�سبته ‪ 92.3‬بالمائة من �أولئك الأ�شخا�ص ب�أنهم م�ستعدون ل�ضم جهودهم �إلى جهود الدولة‪ ،‬مبدين‬
‫ا�ستعدادا كبيرا لالن�ضمام �إلى كل عمل يقوم على المقاربة الت�شاركية ‪ . 36‬لكن ما هو واقع الحال اليوم؟ لعله‬
‫كان من الأفيد تحيين هذه الدرا�سة من �أجل التمكن من تقدير تطور �آراء النا�س تقديرا يخ�ضع للمنهج نف�سه‪.‬‬
‫من جهة �أخرى‪ ،‬تعد الم�شاركة م�سا ًرا ديناميا متطورا ‪ ،‬ولي�س ثابتا‪ ،‬ناهيك عن �أن الم�شاركة م�س�ألة تجد‬
‫تطبيقها على كل م�ستويات التدخل‪.‬‬
‫وبالتالي ف�إن نوعية الم�شاركة رهينة ب�شكل قوي بنوعية الموارد الب�شرية ونمط الحكامة وتوفر و�سهولة الولوج‬
‫�إلى معلوم ٍة �سهلة الفهم‪.‬‬
‫�إن توا�صل القرب مع ال�ساكنة وحاملي الم�شاريع‪ ،‬وبوجه عام مع كل الفاعلين المحليين‪ ،‬عن�صر �أ�سا�س‬
‫من الم�سار الت�شاركي الذي تم �إطالقه‪ .‬ومن �أجل اال�ستجابة لهذه ال�ضرورة‪ ،‬تم تعيين مكلفين بالتوا�صل‬

‫‪30‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫داخل �أق�سام العمل االجتماعي‪ ،‬وتم �إعداد برامج توا�صلية على الم�ستوى الترابي‪ .‬و�إ�ضافة �إلى التوا�صل‬
‫الم�ؤ�س�سي‪ ،‬تم تفعيل عدد من خطوات القرب‪ ،‬مثل القوافل والإعالنات والمن�شورات الإر�شادية واللقاءات‬
‫الإعالمية والمواقع الإليكترونية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وغير ذلك‪.‬‬
‫غير �أن جل�سات اال�ستماع مع الجمعيات والمنتخبين والم�ستفيدين تبين �أنه‪ ،‬رغم الجهود المبذولة‪ ،‬ف�إن‬
‫م�سار المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬وكذا مختلف الم�ساطر‪ ،‬ال تزال غير مفهومة ب�شكل كاف‪ ،‬و�أن‬
‫م�ستوى �إعالم اللجان المختلفة والفاعلين يختلف اختالفا كبيرا‪ .‬ويعود هذا في جزء منه �إلى كون توا�صل‬
‫القرب ال ي�ستجيب دائما بطريقة ُمر�ضية ل�ضرورات الم�شاركة‪ .‬ويرى البنك الدولي ‪� 37‬أن "‪ ...‬نتائج المكون‬
‫الفرعي المتعلق بالتوا�صل في المرحلة الأولى مخيبة للآمال‪ ،"...‬وهو يو�صي ببلورة "ا�ستراتيجية توا�صلية‬
‫حقيقية تكون قادرة على بلوغ �أهداف ال�شفافية والتح�سي�س بالم�س�ؤولية‪".‬‬
‫في ما تعلق بالتمثيلية داخل �أجهزة الحكامة‪ ،‬جاوزت م�شاركة المجتمع المدني‪ ،‬وكذا الممثلين المنتخبين‬
‫والن�ساء وال�شباب‪ ،‬الأهداف الكمية المر�سومة‪ .‬فقد بلغت ن�سبة م�شاركة الن�ساء ما بين ‪ 42‬و‪ 54‬بالمائة‪� ،‬أي‬
‫بما يزيد على �ضعف الرقم الم�ستهدف الذي كان في حدود ‪ 20‬بالمائة فقط‪ ،‬وكذلك م�شاركة ال�شباب‪،‬‬
‫التي تراوحت بين ‪ 37‬و‪ 48‬بالمائة‪ ،‬م�سجلة �أربعة �أ�ضعاف الرقم الم�ستهدف في البداية‪ .‬غير �أنه ينبغي‬
‫الإ�شارة �إلى �أن هناك اختالفات كبيرة بين الجهات في هذا المجال‪ .‬ويرى البنك الدولي من جهة �أخرى‬
‫�أن هناك م�ستوى ُمر�ضيا من م�شاركة المنظمات غير الحكومية في تخطيط وتفعيل البرامج الفرعية التي‬
‫ت�ستهدف ال�ساكنة اله�شة‪ ،‬وكذا درجة م�شاركة ال�ساكنة الم�ستهدفة في الم�سار الت�شاركي‪� ،‬إذ تم تجاوز‬
‫الأعداد الم�ستهدفة مبدئيا ‪.38‬‬
‫�أما في ما يخ�ص م�سار البرمجة الت�شاركي‪ ،‬فيالحظ التقرير اال�ستكمالي للبنك الدولي �أن "الدرا�سات‬
‫النوعية توحي ب�أن م�سار البرمجة الت�شاركي قد تم تحقيقه بطريقة فعالة‪ ،‬غير �أن نوعيته تدعو للت�سا�ؤل‪� .‬أما بلورة‬
‫المبادرات المحلية للتنمية الب�شرية‪ ،‬فقد تمت بطريقة متفاوتة‪ ،‬تتراوح بين الممار�سة الجيدة وال�ضعيفة‪ ...‬غير‬
‫�أن برامج اال�ستثمار متعدد ال�سنوات في المبادرة المحلية للتنمية الب�شرية لم يتم بنا�ؤها‪�،‬إال في حاالت قليلة‪،‬‬
‫على �أ�سا�س م�سار ت�شاركي‪ ،‬والم�صادقة عليها وتملكها من قبل الفقراء والمجموعات الفقيرة داخل الجماعة‪.‬‬
‫ف�أغلب المبادرات المحلية للتنمية الب�شرية هي عبارة عن لوائح من الم�شاريع التي يجري تحيينها من حين‬
‫لآخر وتجميعها في �سل�سلة من الم�سارات الت�شاورية ذات النوعية الحقيقية‪".‬‬
‫و�أما في مجال تدبير النزاعات وال�شكايات‪ ،‬فال توجد حتى اليوم �أي �آلية موحدة ومحددة لتدبير ال�شكايات‪،‬‬
‫رغم �أن الدليل الم�سطري ين�ص على ذلك‪.‬‬

‫التقرير اال�ستكمالي للبنك الدولي‪ ،‬يناير ‪2012‬‬ ‫‪37‬‬

‫التقرير اال�ستكمالي للبنك الدولي‪ ،‬يناير ‪2012‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪31‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫�إن �إ�شراك ال�ساكنة والتعاقد وال�شراكة مع الن�سيج الجمعوي وفعاليات التنمية المحلية‪ ،‬تقع كلها في �أ�سا�س‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬من �أجل �ضمان امتالك �أف�ضل وديمومة للبرامج والتدخالت‪.‬‬
‫ويتيح التتبع التقييمي الت�شاركي ‪ ،SEP‬وهو جزء ال يتجز�أ من الم�سار الت�شاركي‪:‬‬
‫‪- -‬الحر�ص على �أن تكون �أجهزة الحكامة والم�ستفيدين وال�شركاء جميعا على علم ب�أنماط ومعايير تقييم‬
‫ا�ستثمارات المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية؛‬
‫‪- -‬دعم م�ساطر تفعيل الم�شاريع؛‬
‫‪- -‬ت�شجيع وت�سهيل اتخاذ قرارات �صائبة في مختلف مراحل التفعيل‪ ،‬ابتداء من مرحلة التخطيط‬
‫والت�صور حتى مرحلة الإبالغ بالنتائج‪ ،‬مرورا بالتنفيذ وتقديم التقارير ‪.39‬‬
‫رغم �أن المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية قد كونت ‪ 30‬موظفا لأق�سام العمل االجتماعي في مجال التتبع‬
‫التقييمي الت�شاركي‪ ،‬ورغم �أنه قد تم �إجراء تجربة رائدة بمعية البنك الدولي في �إقليم �شي�شوا في ‪ ،2011‬ف�إن‬
‫التتبع التقييمي الت�شاركي لم يتم بعد تفعيله‪ .‬والتفكير مازال جاريا من �أجل مراجعة هذا النموذج‪.‬‬
‫نقاط اليقظة‪:‬‬
‫• •من ال�صعب تقدير درجة الم�شاركة تقديرا مو�ضوعيا‪ ،‬نظرا لتعدد جوانبها‪� .‬إال �أنها لم تبلغ بعد الم�ستوى‬
‫الالئق‪ :‬فنوعية الت�شخي�صات الت�شاركية والمبادرات المحلية للتنمية الب�شرية �شديدة التفاوت؛ وال‬
‫يتم تفعيل �أنظمة المتابعة والتقييم‬ ‫يفي توا�صل القرب دائما بطريقة ُمر�ضية بقواعد الم�شاركة؛ لم ّ‬
‫الت�شاركية و�آليات االنت�صاف (تدبير ال�شكاوى)‪.‬‬
‫• •تتفاوت نوعية الم�شاركة داخل اللجان تفاوتا كبيراً‪ ،‬وتوقف بدرجة كبيرة على نوعية الموارد الب�شرية‬
‫ونمط الحكامة وتوفر و�سهولة الولوج �إلى المعلومة المفهومة‪.‬‬
‫التخطيط متعدد ال�سنوات وااللتقائية‬ ‫‪.4‬‬
‫تتفق مختلف فعاليات المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية على كون الق�صور في مجال االلتقائية م�شكال‬
‫مزمنا يقت�ضي الحل‪ .‬لكن ما هو التعريف الذي ينبغي �إعطا�ؤه لاللتقائية؟‬
‫تعني االلتقائية بالن�سبة �إلى فعاليات المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية الت�آزر والتعاون في تنفيذ‬
‫الم�شاريع ‪ .40‬وبالتالي ف�إن الق�صور في مجال االلتقائية يجري ربطه في المقام الأول بم�شاكل التمويل‪،‬‬
‫�أو توفير الموارد الب�شرية‪� ،‬أو ال�صيانة �أو العقود العقارية التي تظهر فج�أة بعد الم�صادقة على الم�شاريع‪� .‬أما في‬
‫المقام الثاني فنجد �إما غياب الالتمركز‪� ،‬أو عدم توفر الميزانيات على م�ستوى الم�صالح الخارجية‪� ،‬أو عدم‬
‫‪41‬‬
‫امتالك ممثليها القدرة على االلتزام ال�صريح‪ ،‬بحكم �أن مثل هذه المهمة من �ش�أن الم�ستوى المركزي‪.‬‬

‫درا�سة حول و�ضع بروتوكول للتقييمات الت�شاركية‪ ،‬المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪2009 ،‬‬ ‫‪39‬‬

‫جل�سات الإن�صات مع لجان التن�سيقية الوطنية‬ ‫‪40‬‬

‫جل�سات الإن�صات مع اللجان المحلية‬ ‫‪41‬‬

‫‪32‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫وقد �أف�ضى هذا النق�ص في مجال الالتمركز‪ ،‬ح�سب البنك الدولي‪� ،‬إلى " نق�ص في االلتقائية بين‬
‫التخطيط الت�صاعدي والتنازلي‪ ،‬وكذا نق�ص في المعرفة‪ ،‬على الم�ستوى المحلي‪ ،‬بالمخططات الوزارية‪،‬‬
‫وهو ما �أف�ضى �إلى حاالت ازدواج في تلك الم�شاريع‪ ،‬و�ضياع فر�ص للتخطيط للتنمية المحلية المندمجة‪،‬‬
‫‪42‬‬
‫وانف�صام بين اال�ستثمارات و�أنماط اال�شتغال‪".‬‬
‫من �أجل تجاوز هذه الم�شاكل‪ ،‬تم �إقرار التزامات تعاقدية مع الوزارات و�إحداث لجنة بين وزارية لاللتقائية‪.‬‬
‫ف�أما االلتزامات التعاقدية فلم يتم احترامها‪ ،‬و�أما اللجنة البين وزارية‪ ،‬ف�ضعيفة الفعالية‪.‬‬
‫تجعل االختالفات في منطق التدخل‪ ،‬وغياب االن�سجام بين �آليات التخطيط البرمجية والمالية‪ ،‬من‬
‫التخطيط متعدد ال�سنوات �أمرا بالغ ال�صعوبة‪.‬‬
‫ونتيجة لهذا النق�ص الكبير في االلتقائية‪ ،‬تبدو المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية مثل برنامج ي�سير بحكم‬
‫الواقع في موازاة مع البرامج الأخرى (المخططات الجماعية للتنمية ‪ ،PCD‬وبرامج وكاالت التنمية‪،‬‬
‫ومخطط المغرب الأخ�ضر‪ ،‬وبرنامج تي�سير‪ ،‬وبرنامج الم�ساعدة الطبية ‪ )RAMED‬في البحث عن فر�ص‬
‫لاللتقائية البعدية من �أجل تحقيق الم�شاريع‪ .‬وقد �سجل المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية في �أحد تقاريره‬
‫�أنه "من ال�ضروري القيام ب�إعادة توجيه ومركزة المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬من �أجل �إعطائها كل‬
‫المكانة التي يجب �أن تكون لها في �إطار ا�ستراتيجية تنموية م�ستدامة للمملكة" ‪. 43‬‬
‫فبحكم �أن المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية ينبغي لها �أن تندرج في �إطار الر�ؤية ال�شاملة لم�شروع مجتمعي‬
‫له �أهداف محددة ‪ ،44‬يجري ح�سب خطوات متكاملة‪ ،‬ف�إن من ال�ضروري �إعادة النظر في االلتقائية و�إيالء‬
‫االعتبار "‪ ...‬للطبيعة متعددة المعاني والأبعاد لإ�شكالية االلتقائية‪ ،‬كمبد�أ للعمل والتنظيم العموميين‪...‬‬
‫مما ينطبق �سواء على تحديد الأهداف �أم على البرمجة والآليات الم�ؤ�س�سية والو�سائل الب�شرية والمالية‬
‫المخ�ص�صة لتفعيلها وقيادتها وتتبعها"‪ 45 .‬وهذا يفتر�ض بطبيعة الحال تف�صيل هذا المنظور ال�شامل �إلى‬
‫مخططات تنموية ترابية تدمج مقاربة المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية ومبادئها وقيمها و�أعمالها‪ ،‬وتر�سم‬
‫�أهدافا محددة بدقة وتقر م�س�ؤولية مختلف الفاعلين‪ .‬وقد عبر تقرير الخم�سينية عن هذه الفكرة حين‬
‫اعتبر �أن المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية "ينبغي لها �أن تمثل الإطار اال�ستراتيجي الرئي�س في المجال‬
‫(والكالم هنا عن محاربة الفقر) و�أن ت�صبح �آلية اللتقائية البرامج والم�شاريع‪ ،‬و�أداة للتجديد في مجال‬
‫الهند�سة االجتماعية والتكفل"‪ ،‬و�أن تتفادى "‪ ...‬كل انزالق نحو و�ضعية تجعل منها مجرد برنامج لمحاربة‬
‫الفقر‪".‬‬

‫التقرير اال�ستكمالي للبنك الدولي‪ ،‬يناير ‪2012‬‬ ‫‪42‬‬

‫تقييم الخطوات المحققة في مجال الإدماج‪ ،‬المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪2011 ،‬‬ ‫‪43‬‬

‫الخطاب الملكي ال�سامي بمنا�سبة ذكرى ثورة الملك وال�شعب‪2005 ،‬‬ ‫‪44‬‬

‫درا�سة حول التقائية برامج المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية مع البرامج التي تقودها مختلف القطاعات‬ ‫‪45‬‬

‫الوزارية (المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪)2009 ،‬‬


‫‪33‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫نقاط اليقظة‪:‬‬
‫•ي�شكل عدم مراعاة االلتقائية ( بمعنى التن�سيق والت�آزر) عائقا كبيرا بالن�سبة لجميع الفاعلين‬ ‫•‬
‫المعنيين بالمبادرة‪ ،‬و ُيعزى بالأ�سا�س �إلى غياب الالتمركز والالمركزية للم�صالح الخارجية‪ .‬ويتم‬
‫تحديد مفهوم االلتقائية بطريقة جد متباينة من قبل مختلف الفاعلين و�أجهزة التقييم‪ ،‬مما يجعل‬
‫فهمه �صعبا وغير متجان�س‪.‬‬
‫•يعود مع ذلك عدم االن�سجام �إلى غياب منهجية التخطيط المندمج بما فيه البرمجة والميزانية‬ ‫•‬
‫لم�شاريع المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية على المدى الطويل‪ ،‬و�إلى عدم االعتبار المنهجي‬
‫للت�شخي�ص الت�شاركي من قبل الم�صالح الخارجية للدولة والجماعات خالل �إعداد مخططات‬
‫التنمية الجماعية وال�سيا�سات القطاعية‪.‬‬
‫•من ثمة‪ ،‬ف�إن تناغم المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية مع مخططات التنمية الجماعية وباقي برامج‬ ‫•‬
‫وكاالت التنمية والبرامج القطاعية والبرامج الوطنية التي ت�ستهدف ال�ساكنة المعوزة تبقى غير‬
‫كافية‪ .‬فالعديد من االتفاقات التي تم �إبرامها بهذا ال�صدد لم تك ّلل بالنجاح‪ ،‬لأن االلتزامات‬
‫الم َت َع َّهد بها لم يتم دائما احترامها وال تطبيقها في الآجال المحددة‪.‬‬
‫•من جهة �أخرى‪ ،‬لم ت�ضطلع اللجان التي تم �إحداثها على الم�ستوى المركزي والترابي ب�صفة كاملة‬ ‫•‬
‫بدورها كهيئة ان�سجام وت�آزر بين مختلف البرامج والفاعلين‪.‬‬
‫•وبالتالي ف�إن المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية �أ�صبحت مجرد برنامج لإنجاز م�شاريع غير مندمجة‬ ‫•‬
‫في ال�سيا�سات القطاعية‪.‬‬
‫•ال يمكن معالجة م�س�ألة االلتقائية معالجة فعالة خارج �إطار �سيا�سة وطنية بل وجهوية مندمجة‬ ‫•‬
‫للتنمية الب�شرية‪.‬‬

‫المنجزات‬ ‫‪.5‬‬
‫منذ �إطالق المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬تم تحقيق �أكثر من ‪ 22.900‬م�شروع ل�صالح ‪ 5.2‬مليون من‬
‫الم�ستفيدين‪ ،‬بغالف مالي قدره ‪ 14.6‬مليار درهم‪.‬‬
‫وقد �أتاح البرنامج الأفقي وحده‪ ،‬بف�ضل ب�ساطة م�سعاه‪ ،‬ت�سجيل عدد مرتفع من الم�شاريع‪ ،‬بلغ �أكثر من‬
‫‪46‬‬
‫‪ 9000‬م�شروع‪.‬‬
‫وقد تم توفير تكوينات لفائدة مختلف الفاعلين‪� 290.000 :‬شخ�ص‪/‬يوم‪/‬تكوين‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫كما تم من جهة �أخرى �إحداث ‪ 6000‬جمعية وتعاونية �شريكة‪ ،‬و‪ 3700‬ن�شاط مدر للدخل‪.‬‬

‫تقرير عن الأن�شطة‪ ،2010-2005 ،‬التن�سيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬وزارة الداخلية‬ ‫‪46‬‬

‫تقرير عن الأن�شطة‪ ،2010-2005 ،‬التن�سيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬وزارة الداخلية‬ ‫‪47‬‬

‫‪34‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫‪48‬‬
‫التمويل والنفقات‬
‫لقد اقت�ضى تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية �إحداث ح�ساب خا�ص للتعيين‪ ،‬يولى الأمر بال�صرف‬
‫منه �إلى رئي�س الحكومة‪ ،‬في حين يتولى وزير الداخلية والوالة وعمال الأقاليم الأمر بال�صرف على‬
‫الم�ستوى الثاني في �ش�أن ح�ساب التعيين الخا�ص للنفقات والمداخيل‪.‬‬
‫خ�ص�ص للبرنامج اال�ستعجالي ‪ 2005‬غالف مالي يناهز ‪ 250‬مليون درهم‪� .‬أما بالن�سبة �إلى الفترة ما بين‬
‫‪ 2006‬و‪ ،2010‬فقد تم تخ�صي�ص ميزانية قدرها ‪ 10‬مليار درهم لتمويل برامج المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية‪ ،‬موزعة بحيث تخ�ص�ص ‪ 2.5‬مليار درهم لكل برنامج‪.‬‬
‫يالحظ �أن المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية لم تخ�ص�ص �سوى ما قدره ‪ ,48‬مليار درهم خالل المرحلة الأولى‪،‬‬
‫و�أن المقاربة الت�شاركية قد �أتاحت تعبئة تمويالت �إ�ضافية بما قدره ‪ 4.6‬مليار درهم‪ ،‬بف�ضل "مفعول الرافعة"‪.‬‬
‫والنفقات المرتبطة بالمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬وكذا و�ضع الم�ساطر التنفيذية الخا�صة بالنفقات‬
‫المقررة‪ ،‬كلها مر�سومة في �إطار "ح�ساب التعيين الخا�ص للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية (المر�سومان‬
‫‪ 1016-05-2‬و‪ ،1017-06-2‬بتاريخ ‪ 19‬يوليو ‪.)2005‬‬
‫تجاوزت م�صاريف المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية لفترة ‪ 2012 -2005‬التوقعات الأولية بن�سبة‬
‫‪ 46‬بالمائة ‪: 49‬‬
‫• •محاربة الإق�صاء في الو�سط الح�ضري‪ 21.5 + :‬بالمائة؛‬
‫• •محاربة الفقر في الو�سط القروي‪ 20.4 - :‬بالمائة؛‬
‫• •محاربة اله�شا�شة‪ 23.9 + :‬بالمائة؛‬
‫• •البرنامج الأفقي‪ +794 :‬بالمائة‪.‬‬
‫في ما يتعلق ببرنامج محاربة الفقر في الو�سط القروي‪ ،‬تم ا�ستعمال ما ن�سبته ‪ 79.6‬بالمائة فقط من‬
‫الموارد المخ�ص�صة قيا�سا �إلى الأهداف المر�سومة في البدء‪ ،‬هذا في حين �أن الحد من ن�سب الفقر في‬
‫البوادي يمثل عن�صرا مركزيا في رهان التنمية الب�شرية في المغرب‪.‬‬
‫ال يتطابق ما يخ�ص�ص من �أموال للبرامج مع معيار الفقر‪ .‬فالمنح المقدمة في �إطار المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية ح�سب عدد ال�سكان الم�ستهدفين مرتفعة في الأقاليم التي تتراوح فيها ن�سبة الفقر بين ‪ 10‬و‪20‬‬
‫بالمائة‪ ،‬في حين �أنها في تناق�ص متوا�صل في الأقاليم التي تزيد فيها تلك الن�سبة عن ‪ 20‬بالمائة‪.‬‬
‫يبين تحليل الم�ساهمة المالية للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬مقارن ًة مع غيرها من ال�شركاء خالل‬
‫الفترة ‪� ،2010-2005‬أن م�ساهمة المبادرة الوطنية �أكبر من م�ساهمة باقي ال�شركاء في الغالبية العظمى‬
‫‪50‬‬
‫من الأقاليم‪.‬‬
‫انظر الملحق ‪ 5‬لمزيد من التفا�صيل‬ ‫‪48‬‬

‫لالطالع على التفا�صيل ( الملحق ‪)6‬‬ ‫‪49‬‬

‫تقرير عن �إنجاز برامج المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية خالل الفترة ‪( 2010-2005‬المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪)2012 ،‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪35‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ال ت�ؤمن الجماعات المحلية �سوى ‪ 30‬بالمائة من تمويل البرامج في الو�سط القروي‪ ،‬و‪ 9‬بالمائة في الو�سط‬
‫الح�ضري‪ .‬وتطرح هذه الو�ضعية م�شكلة َت َم ُّلك الجماعات لم�شاريع المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬ومن‬
‫ثمة ديمومة اال�ستثمارات المحققة على الخ�صو�ص في الو�سط الح�ضري‪.‬‬
‫نقاط اليقظة‪:‬‬
‫تعد المنجزات في غاية الأهمية‪ ،‬غير �أنه ي�صعب تقديرها النوعي‪ ،‬نظرا لغياب‬ ‫• •من حيث ّ‬
‫الكم‪ّ ،‬‬
‫�أهداف نوعية محددة م�سبقا عند مرحلة الإعداد‪ ،‬وكذلك لعدم توفر معطيات موثوقة ‪.‬‬
‫• •ظلت نفقات برنامج محاربة الفقر للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية �أقل بن�سبة ‪ 20٪‬مما كان متوقعا‪.‬‬
‫• • ال ت�ساهم الجماعات‪ ،‬وخا�صة منها الح�ضرية‪ ،‬في تمويل برامج المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‬
‫ب�شكل كافي‪.‬‬

‫‪ .6‬الوقع‬
‫• •ال يمكن للمجل�س في الوقت الراهن العمل على تقييم وقع المبادرة نظرا لعدم توفر درا�سة الجدوى‪.‬‬
‫• •يجب العمل على ن�شر درا�سة الجدوى الموكولة �إلى المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪.‬‬

‫‪ .7‬ا�ستدامة الم�شاريع المنجزة‬


‫�إن ديمومة عدد من الم�شاريع مهددة حاليا ‪ 51‬ب�سبب �ضعف تركيبها – الذي يجب �أن ي�ستجيب لقاعدة‬
‫�ضرورة الديمومة هذه – وعدم احترام معايير االختيار ‪: 52‬‬
‫• •مراكز م�شيدة ال تجد الو�سائل المالية و‪�/‬أو الو�سائل الب�شرية الالزمة ل�ضمان �صيانتها وا�شتغالها‪،‬‬
‫ومراكز م�شيدة على �أرا�ض غير محددة الملكية تحديدا وا�ضحا؛‬
‫• •عدم احترام االتفاقيات؛‬
‫• •االنخراط ال�ضعيف للجماعات الترابية‪ ،‬وخ�صو�صا في الو�سط الح�ضري والم�صالح الخارجية‪ ،‬وكذا‬
‫�ضعف قدرات التدبير واله�شا�شة المالية التي تعانيها الكثير من الجمعيات‪ ،‬كلها تطرح م�شاكل‬
‫بالن�سبة �إلى ديمومة الم�شاريع؛‬
‫• •نق�ص التتبع بعد �إطالق الم�شاريع؛‬
‫• •�ضعف الكفاءات التدبيرية لدى حاملي الم�شاريع‪.‬‬
‫• •تمثل م�س�ألة الديمومة �أحد محاور التح�سين خالل المرحلة الثانية‪ .‬وقد تم بالتالي دعم تتبع القرب‬
‫للم�شاريع‪ ،‬وخ�ص�صت ‪ 10‬بالمائة من الغالف المالي للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية للت�سيير‪ ،‬وتم‬

‫زيارات ميدانية وجل�سات ا�ستماع مع الجمعيات‬ ‫‪51‬‬

‫الدالئل الم�سطرية‬ ‫‪52‬‬

‫‪36‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫اعتماد برنامج لتكوين ومواكبة حاملي الم�شاريع‪.‬‬


‫ت�ستحق الأن�شطة المدرة للدخل عناية خا�صة في هذا ال�صدد‪ ،‬والمالحظات الرئي�سة لدرا�سة االتحاد‬
‫الأوروبي ‪ 53‬دالة داللة كافية في هذا ال�ش�أن‪:‬‬
‫• •تكوين‪�/‬إعالم تقني غالبا ما يكون غير كاف بالن�سبة �إلى الم�ستفيدين؛‬
‫• •نق�ص في المواكبة الممتدة على الزمن للبنيات التي يتم �إن�شا�ؤها‪ ،‬مما ي�ضعف من �إمكانية كل‬
‫م�ساعدة تكميلية (التتبع التقييمي على الزمن خالل مرحلة اال�ستغالل)؛‬
‫• •ت�سويق غير متحكم فيه جيدا �أو مفرط في التناف�س �أو ع�شوائي؛‬
‫• •قابلية الم�شاريع لال�ستمرار االقت�صادي كثيرا ما تكون �ضعيفة‪ ،‬وكثيرا ما يكون ال�سبب عائدا �إلى � ٍ‬
‫إنتاج‬
‫غير مد ٍّر لدخل كاف؛‬
‫• •يجب �أن تركز درا�سات الإمكانية التقنية‪-‬االقت�صادية ب�شكل �أكبر على الجانب الملمو�س‪ ،‬مع متطلب‬
‫يتزايد في ما يخ�ص الأ�شخا�ص الذين يقومون بها �أو الجهات التي تفعل ذلك (مكاتب الدرا�سات‪،‬‬
‫والمنظمات غير الحكومية‪ ،‬وغير ذلك)؛‬
‫• •اللجوء �إلى التعلم لدى مهنيين مك ِّونين من �أجل �أن�شطة تقنية مبلورة‪� ،‬أو تدبير المقاوالت ذات‬
‫الجانب االقت�صادي الهام؛‬
‫• •�إق�صاء الأ�شخا�ص الأكثر فقرا ب�سبب �إجبارية الم�ساهمة المالية لمن يريد االن�ضمام �إلى تعاونية من‬
‫التعاونيات (�سواء �أكانت موجودة بالفعل �أم في طريق الإن�شاء) وفي تمويل الأن�شطة المدرة‬
‫للدخل (‪� 10‬إلى ‪ 30‬بالمائة من مجموع المبلغ)؛‬
‫• •القرو�ض الم�صغرة م�س�ألة غير مطروحة بالن�سبة �إلى غالبية الأ�شخا�ص الذين تم اللقاء بهم‪ ،‬وذلك‬
‫ب�سبب الفوائد التي يرون �أنها مرتفعة جدا (حوالي ‪ 19‬بالمائة)؛‬
‫• •لي�س هناك �إال القليل من الم�شاريع المنجزة (في اطار البرامج الم�ستقلة ذاتيا لعدد الم�ستفيدين‬
‫انطالقا من تمويل للأن�شطة المدرة للدخل)؛‬
‫• •غياب دينامية تعاونية كان من �ش�أنها لو وجدت �أن ت�ساعد في تو�سيع قاعدة الأع�ضاء المتعاونين؛‬
‫• •غياب منظورية ملمو�سة على م�ستوى �أ�صحاب القرار في الواقع المكاني للأن�شطة المدرة للدخل‬
‫والم�شاريع التي يجري �إطالقها وكذا الم�ؤهالت المحلية والجهوية‪.‬‬

‫درا�سة حول �إدخال الحركية على الن�سيج االقت�صادي في الو�سط القروي – االتحاد الأوربي ‪2011‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪37‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫نقاط اليقظة ‪:‬‬


‫• •تعتبر ا�ستدامة العديد من الم�شاريع ه�شة بل ومهددة‪ ،‬وذلك لأ�سباب عديدة ومتنوعة‪ :‬مواطن‬
‫�ضعف في البنية‪ ،‬وعدم احترام معايير االنتقاء كما هي محددة في دليل الم�ساطر‪ ،‬و�ضعف قدرات‬
‫التدبير لدى بع�ض الجمعيات‪ ،‬وعدم احترام االتفاقات‪ ،‬و�ضعف انخراط الجماعات الترابية‪،‬‬
‫وغياب م�ساعدات الت�سيير‪ ،‬وكون الأن�شطة المدرة للدخل غير متنوعة وغير مبتكرة وغير م�ستدامة‬
‫اقت�صاديا (غياب منطق الم�سالك والم�سارات التجارية وغير ذلك)‪ ،‬النعدام ت�أطير مالئم ومواكبة‬
‫ابتداء وعم ًال وانتها ًء‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الخال�صات‬

‫يعتبر م�سل�سل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية م�سل�س ًال معقداً وتعزى ال�صعوبات التي واجهت عملية‬
‫التفعيل بالأ�سا�س �إلى العن�صر الب�شري كما تعود �إلى تعدد المتدخلين‪ .‬لذا‪ ،‬ف�إن المجل�س االقت�صادي‬
‫واالجتماعي والبيئي ي�س ّلم بم�ساهمة المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية في تطوير الت�صورات المتعلقة بمحاربة‬
‫الفقر و واله�شا�شة والإق�صاء ؛ وي�ؤكد المجل�س على �أنه ال يجوز ت�أويل �أي من اال�ستنتاجات وال من التو�صيات‬
‫التالية‪ ،‬على �أنها �إعادة نظر ي�شكك في مبادئ ومكت�سبات المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪.‬‬
‫خ�ضعت المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية خالل المرحلة الأولى لمختلف عمليات التقييم‪ ،‬من قبل �أجهزة‬
‫مختلفة‪ .‬و جاءت تلك التقارير غنية بالتو�صيات الناجعة التي من �ش�أنها تح�سين نتائج البرامج‪ ،‬والتي تمت‬
‫مراعاة بع�ضها في الأر�ضية الم�شتركة للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية في مرحلتها الثانية‪.‬‬
‫غير �أن هذه التقييمات ال تتيح حتى اليوم قيا�س وقع االمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية على الفقر واله�شا�شة‬
‫والإق�صاء‪ ،‬وب�صفة عامة على التنمية الب�شرية‪ .‬كما تجدر الإ�شارة �إلى �أنه ال يمكن تقييم مفعول العمليات‬
‫الت�صحيحية الرامية �إلى التح�سين الواردة في المرحلة الثانية للمبادرة‪.‬‬
‫وقد �أ�شارت‪ ،‬خال�صات مختلف التقارير التقييمية المتوفرة المتعلقة بالمرحلة الأولى‪ ،‬وكذا عن جل�سات‬
‫االن�صات المنظمة من طرف المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي مع الفاعلين وال�شركاء المعنيين‬
‫بالمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪� ،‬إ�ضافة �إلى ما �أ�سفرت عنه الزيارات الميدانية التي قامت بها مجموعة‬
‫العمل المتخ�ص�صة‪� ،‬إلى النقاط الإيجابية التالية‪:‬‬
‫• •ال يزال مفهوم المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية يحتفظ بكل جدواه �إذا ما ا�ستح�ضرنا الم�ستوى الحالي‬
‫للتنمية الب�شرية في بالدنا‪ ،‬ح�سبما هو ثابت من خالل الرتبة ‪ 130‬التي تحتلها بلدنا وفق ترتيب الم�ؤ�شر‬
‫الدولي للتنمية الب�شرية وا�ستدامة التباينات‪.‬‬
‫يج�سد مفهوم المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية التزاما �سيا�سيا على �أعلى م�ستوى في مجال محاربة‬ ‫•• ّ‬
‫الفقر في العالم القروي‪ ،‬وكذلك في مجال الإق�صاء واله�شا�شة في الو�سط الح�ضري‪ .‬وما يميز مفهوم‬
‫المبادرة هو اختالف �أ�ساليب معالجة الإق�صاء واله�شا�شة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫• •ي�شكل تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية تجربة �أولى لمقاربة ت�صاعدية ت�شاركية ومندمجة تعتمد‬
‫على منهجية غير متمركزة والمركزية في هذا المجال‪ .‬وقد نجمت عن ذلك التفعيل حركية ت�شاركية‬
‫هامة على الم�ستوى الترابي‪ ،‬بف�ضل تعبئة العديد من الجهات الفاعلة (من جمعيات ومنتخبين و�ساكنة‪،‬‬
‫و�سلطات محلية وم�صالح خارجية‪ ،‬وممولين وقطاع خا�ص وجامعات) وبف�ضل تطور الهند�سة االجتماعية‬
‫على الم�ستوى الترابي و�إ�ضفاء دينامية على القطاع الجمعوي‪.‬‬
‫• •وقد تم �إنجاز عدد هام من الم�شاريع خالل المرحلة الأولى‪ .‬كما �شهد لتمويل التوقعات الأولية ارتفاعا‬
‫بن�سبة ‪ 46‬في المائة (�أي ‪ 4.6‬مليار درهم)‪ ،‬وذلك بف�ضل "مفعول الرافعة" الناتج عن المبادرة الوطنية‬
‫للتنمية الب�شرية‪.‬‬
‫غير �أنها �أ�شارت �أي�ضا �إلى بع�ض مواطن ال�ضعف واالختالالت في المجاالت التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬الحكامة‬
‫• •لم ت�ضطلع كل من اللجنة اال�ستراتيجية واللجنة القيادية بجميع مهامها في نطاق الت�أطير اال�ستراتيجي‬
‫وااللتقائية بين القطاعات الوزارية (اللجنة اال�ستراتيجية) والمتابعة والتقييم المنتظم لتفعيل المبادرة الوطنية‬
‫للتنمية الب�شرية (لجنة القيادة)‪ .‬ولم ُي�ضفى الطابع الم�ؤ�س�ساتي على العالقات بين اللجنتين بمقت�ضى‬
‫ن�صو�ص تنظيمية‪ .‬نظراً ل�ضعف االنخراط الفعلي للجنة القيادية واللجنة اال�ستراتيجية في تدبير المبادرة‬
‫الوطنية للتنمية الب�شرية‪� ،‬أ�صبحت التن�سيقية الوطنية بحكم الواقع الفاعل الأ�سا�سي في تفعيل المبادرة‪.‬‬
‫• •تتوقف نوعية ت�سيير مختلف اللجان الترابية على كفاءات وانخراط ر�ؤ�سائها و�أع�ضائها بكل فئاتهم‪ .‬وهذا‬
‫ما يف�سر تباين م�ستوى الجودة في بلورة المبادرات المحلية المندمجة للتنمية الب�شرية (المخططات‬
‫الجماعية للتنمية والبرامج القطاعية) والتخطيط لها على مدى �سنوات؛‬
‫• •تعاني �أق�سام العمل االجتماعي من كثرة الطلب (مما يولد عبءا كبيرا من العمل)‪� ،‬إذ يفتقر عدد‬
‫كبير من اللجان ومن فرق تن�شيط الأحياء‪/‬الجماعات للقدرات الالزمة‪ .‬بذلك �أ�صبح دور �أق�سام العمل‬
‫االجتماعي مهيمنا‪.‬‬
‫• •ال تعتبر فرق تن�شيط الأحياء‪/‬الجماعات مكر�سة تكري�سا كامال للقيام بدور التن�شيط في مجال التنمية‬
‫الجماعاتية ومرافقة ال�ساكنة‪ ،‬وال هي تتوفر على الإمكانات ال�ضرورية لذلك‪.‬‬
‫• •يهيمن دور فرق التن�شيط في الجماعات‪/‬والأحياء و�أق�سام العمل االجتماعي داخل اللجان المحلية‬
‫للتنمية الب�شرية‪ ،‬مما ي�ؤدي �إلى تهمي�ش دور باقي الأع�ضاء في كثير من الأحيان‪.‬‬
‫• •تطرح الهيكلة الم�ؤ�س�ساتية حاليا م�س�ألة التعاون الفعال بين ال�سلطات المحلية والمنتخبين والجمعيات‪/‬‬
‫التعاونيات‪ ،‬من جهة‪ ،‬وهي ثالث جهات فاعلة ال تن�سجم م�صالحها (وبالتالي �أهدافها) بحكم طبيعتها‪،‬‬
‫وتتنوع كفاءاتها تنوعا كبيرا ‪ ،‬ويطرح من جهة �أخرى م�س�ألة �ضرورة االنتقال من "ديمقراطية تمثيلية"‬
‫�إلى "ديمقراطية ت�شاركية" في اتخاذ القرار داخل �أجهزة الحكامة المحلية‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫• •ال تتمتع للجان المحلية للتنمية الب�شرية ب�أي �سلطة تقريرية‪.‬‬


‫• •يهيكل دليل الم�ساطر �أدوار الفاعلين وتنظمها‪ ،‬لكن ورغم الدورات التكوينية المنظمة لهذا الغر�ض‬
‫تظل عملية امتالكها غير كافية لخلق الت�آزر ال�ضروري لإنتاج �آثار مهيكلة في التنمية المحلية بطريقة‬
‫مندمجة وم�ستدامة‪.‬‬
‫• •ي�شوب النظام الإعالمي �أوجه ق�صور ‪ ،‬ذلك �أن المعطيات ال تتوفر ب�سهولة وال بطريقة مبا�شرة لدى‬
‫مختلف الفاعلين (الجمعيات‪ ،‬التعاونيات‪ ،‬و المنتخبين والمواطنين) في المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية‪.‬‬
‫• •تتمحور عمليات التقييم الداخلي بالأ�سا�س حول الجانب الكمي (عدد الم�شاريع والم�ستفيدين ‪،)...‬‬
‫على ح�ساب الجانب النوعي (طريقة العمل والم�شاركة وو�ضع العملية التنموية)؛‬
‫يتم �إيالء االعتبار الكافي لخال�صات وتو�صيات مختلف عمليات التقييم الخارجية‪.‬‬ ‫• •ال ّ‬
‫• •ال يجرى تحليل المخاطر عند �إعداد الم�شاريع من قبل الفاعلين المعنيين بالمبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية‪.‬‬
‫‪ .2‬ا�ستهداف ال�ساكنة الأكثر فقرا وعوزاً‬
‫• •لئن �أمكن اعتبار اال�ستهداف الحالي لل�ساكنة في الو�سط القروي مقبوال‪ ،‬ف�إنه ال يزال في الو�سط‬
‫الح�ضري ‪ ،‬بحاجة �إلى التح�سين و�إعادة التوجيه‪ ،‬من �أجل ت�أمين فعالية �أمثل في محاربة الإق�صاء‬
‫واله�شا�شة‪.‬‬
‫‪ .3‬م�سل�سل ت�شاركي ومندمج‬
‫• •من ال�صعب تقدير درجة الم�شاركة تقديرا مو�ضوعيا‪ ،‬نظرا لتعدد جوانبها‪� .‬إال �أنها لم تبلغ بعد الم�ستوى‬
‫الالئق‪ :‬فنوعية الت�شخي�صات الت�شاركية والمبادرات المحلية للتنمية الب�شرية �شديدة التفاوت؛ وال‬
‫يتم تفعيل �أنظمة المتابعة والتقييم‬ ‫يفي توا�صل القرب دائما بطريقة ُمر�ضية بقواعد الم�شاركة؛ لم ّ‬
‫الت�شاركية و�آليات االنت�صاف (تدبير ال�شكاوى)‪.‬‬
‫• •تتفاوت نوعية الم�شاركة داخل اللجان تفاوتا كبيراً‪ ،‬وتوقف بدرجة كبيرة على نوعية الموارد الب�شرية‬
‫ونمط الحكامة وتوفر و�سهولة الولوج �إلى المعلومة المفهومة‪.‬‬
‫‪ .4‬التخطيط المتعدد ال�سنوات وااللتقائية‬
‫• •ي�شكل عدم مراعاة االلتقائية ( بمعنى التن�سيق والت�آزر) عائقا كبيرا بالن�سبة لجميع الفاعلين المعنيين‬
‫بالمبادرة‪ ،‬و ُيعزى بالأ�سا�س �إلى غياب الالتمركز والالمركزية للم�صالح الخارجية‪ .‬ويتم تحديد مفهوم‬
‫االلتقائية بطريقة جد متباينة من قبل مختلف الفاعلين و�أجهزة التقييم‪ ،‬مما يجعل فهمه �صعبا وغير‬
‫متجان�س‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫• •يعود مع ذلك عدم االن�سجام �إلى غياب منهجية التخطيط المندمج بما فيه البرمجة والميزانية لم�شاريع‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية على المدى الطويل‪ ،‬و�إلى عدم االعتبار المنهجي للت�شخي�ص‬
‫الت�شاركي من قبل الم�صالح الخارجية للدولة والجماعات خالل �إعداد مخططات التنمية الجماعية‬
‫وال�سيا�سات القطاعية‪.‬‬
‫• •من ثمة‪ ،‬ف�إن تناغم المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية مع مخططات التنمية الجماعية وباقي برامج وكاالت‬
‫التنمية والبرامج القطاعية والبرامج الوطنية التي ت�ستهدف ال�ساكنة المعوزة تبقى غير كافية‪ .‬فالعديد‬
‫من االتفاقات التي تم �إبرامها بهذا ال�صدد لم تك ّلل بالنجاح‪ ،‬لأن االلتزامات الم َت َع َّهد بها لم يتم دائما‬
‫احترامها وال تطبيقها في الآجال المحددة‪.‬‬
‫• •من جهة �أخرى‪ ،‬لم ت�ضطلع اللجان التي تم �إحداثها على الم�ستوى المركزي والترابي ب�صفة كاملة‬
‫بدورها كهيئة ان�سجام وت�آزر بين مختلف البرامج والفاعلين‪.‬‬
‫• •وبالتالي ف�إن المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية �أ�صبحت مجرد برنامج لإنجاز م�شاريع غير مندمجة في‬
‫ال�سيا�سات القطاعية‪.‬‬
‫• •ال يمكن معالجة م�س�ألة االلتقائية معالجة فعالة خارج �إطار �سيا�سة وطنية بل وجهوية مندمجة للتنمية‬
‫الب�شرية‪.‬‬
‫‪ .5‬المنجزات‬
‫تعد المنجزات في غاية الأهمية‪ ،‬غير �أنه ي�صعب تقديرها النوعي‪ ،‬نظرا لغياب �أهداف‬ ‫• •من حيث ّ‬
‫الكم‪ّ ،‬‬
‫نوعية محددة م�سبقا عند مرحلة الإعداد‪ ،‬و كذلك لعدم توفر معطيات موثوقة ؛‬
‫• •ظلت نفقات برنامج محاربة الفقر للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية �أقل بن�سبة ‪ 20٪‬مما كان متوقعا‪.‬‬
‫• •ال ت�ساهم الجماعات‪ ،‬وخا�صة منها الح�ضرية‪ ،‬في تمويل برامج المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية ب�شكل‬
‫كافي‪.‬‬
‫‪ .6‬ا�ستدامة الم�شاريع المنجزة‬
‫• •تعتبر ا�ستدامة العديد من الم�شاريع ه�شة بل ومهددة‪ ،‬وذلك لأ�سباب عديدة ومتنوعة‪ :‬مواطن �ضعف‬
‫في البنية‪ ،‬وعدم احترام معايير االنتقاء كما هي محددة في دليل الم�ساطر‪ ،‬و�ضعف قدرات التدبير‬
‫لدى بع�ض الجمعيات‪ ،‬وعدم احترام االتفاقات‪ ،‬و�ضعف انخراط الجماعات الترابية‪ ،‬وغياب م�ساعدات‬
‫الت�سيير‪ ،‬وكون الأن�شطة المدرة للدخل غير متنوعة وغير مبتكرة وغير م�ستدامة اقت�صاديا (غياب منطق‬
‫الم�سالك والم�سارات التجارية وغير ذلك)‪ ،‬النعدام ت�أطير مالئم ومواكبة ابتداء وعم ًال وانتها ًء‪.‬‬
‫‪ .7‬الوقع‬

‫‪42‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫• •ال يمكن للمجل�س في الوقت الراهن العمل على تقييم وقع المبادرة نظرا لعدم توفر درا�سة الجدوى‪.‬‬
‫• •يجب العمل على ن�شر درا�سة الجدوى الموكولة �إلى المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪.‬‬
‫وب�صفة عامة‪ ،‬و�أيا كان تقييم البرامج الحالية للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬ف�إن محاربة الفقر‬
‫والإق�صاء واله�شا�شة تتطلب �سيا�سات عمومية مالئمة‪.‬‬
‫فيما يبقى ال�س�ؤال الجوهري المطروح‪ ،‬هو موقع وتر�سيخ المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية في مجال‬
‫ال�سيا�سات العمومية‪ .‬ف�إذا كان المفهوم الم�ؤ�س�س ي�سعى �إلى جعل المبادرة‪� ،‬سواء من حيث مقاربتها �أو‬
‫من حيث برامجها‪ ،‬في �صلب �سيا�سة عمومية حكومية �شاملة ‪ ،54‬ف�إنها التزال �إلى الآن ‪ ،‬برنامجا �إ�ضافيا‬
‫للحدّ من الفقر والإق�صاء‪ ،‬يخ�ضع لتدبير وزارة الداخلية‪ ،‬ويعمل خارج نطاق باقي ال�سيا�سات القطاعية‪،‬‬
‫وبموارد متوا�ضعة ن�سبيا ال تتيح له �إحداث الأثر الكبير على التنمية الب�شرية‪ .‬هذا التباين ين الطموحات‬
‫التي يرمي �إليها المفهوم‪ ،‬كما �أعلنها الخطاب الملكي الم�ؤ�س�س‪ ،‬وبين ترجمتها خالل مرحلة التفعيل‪،‬‬
‫يجعلنا نت�ساءل اليوم عن موقع المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية في نطاق ال�سيا�سات العمومية‪ ،‬وعن‬
‫امتالك الحكومة لمفهوم المبادرة‪.‬‬

‫الخطاب الملكي ال�سامي بتاريخ ‪ 18‬مايو ‪ ":2005‬ف�إننا نعتبر �أن التنمية الفعالة والم�ستدامة لن تتحقق �إال ب�سيا�سات عمومية مندمجة‬ ‫‪54‬‬

‫"‪ ...‬ف�إن المبادرة التي نطلقها اليوم ينبغي �أن‪ ...‬تعتمد �سيا�سة خالقة تجمع بين الطموح والواقعية والفعالية‪ ،‬مج�سدة في برامج عملية‬
‫م�ضبوطة ومندمجة‪2011 ".‬‬

‫‪43‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪44‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫التو�صيات‬

‫�إن المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي مقتنع ب�صحة مبادئ المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية و�أهمية‬
‫زخم جديدٍ بخ�صو�ص ان�سجام وتناغم مختلف‬ ‫مكت�سباتها‪ ،‬و يقدم تو�صيات من �ش�أنها ا�ستدامة مقاربتها و�إعطاء ٍ‬
‫لكل من الحكومة‪ ،‬والبرلمان والم�ؤ�س�سات‬ ‫ال�سيا�سات االجتماعية‪ .‬ويتوجه المجل�س بهذه التو�صيات ّ‬
‫الد�ستورية االخرى‪ ،‬والم�س�ؤولين عن تدبير المبادرة‪.‬‬
‫لذا يو�صي المجل�س بما يلي‪:‬‬
‫‪�    .1‬إدماج مفهوم المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية في �إطار منظور �شامل للتنمية الب�شرية ‪ ،‬بو�صفها �إطارا‬
‫للحد من الفقر والإق�صاء واله�شا�شة‪ ،‬ودعم التقائية تفعيلها مع باقي البرامج االجتماعية والقطاعية‪ ،‬في‬
‫خدمة �سيا�سة عمومية مجددة للتنمية المندمجة؛‬
‫‪� .2‬إدماج �أعمال المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية في المخططات الجماعية للتنمية ‪ ،‬في �إطار تعريف‬
‫وا�ضح لأهداف التنمية الب�شرية؛‬
‫ من �ش�أن الالتمركز الفعلي للم�صالح الخارجية‪ ،‬ودعم الالمركزية‪ ،‬تعزيز هذا الإدماج‪ ،‬و�إتاحة مزيدا‬
‫من الفعالية والنجاعة في تفعيل المبادرات والخطوات العملية‪ .‬ويمكن �أن تخ�ص�ص الوزارات في‬
‫ميزانياتها‪ ،‬في انتظار التفعيل الحقيقي لالتمركز والالمركزية‪ ،‬ميزانية فرعية تمتد على �سنوات متعددة‪،‬‬
‫تتيح مواكبة تفعيل وا�ستدامة الأعمال التنموية المحلية‪.‬‬
‫‪ . 3‬م�أ�س�سة �أجهزة الحكامة المركزية للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪:‬‬
‫ يجب �أن تمار�س �أجهزة الحكامة المركزية (�أي اللجنة اال�ستراتيجية ولجنة القيادة) م�س�ؤوليتها ب�صفة‬
‫كاملة‪ ،‬و�أن تخ�ضع للمحا�سبة طبقا لمقت�ضيات الد�ستور‪ .‬وهذا يقت�ضي‪ ،‬على الخ�صو�ص‪ ،‬م�أ�س�ستها‬
‫بالتن�صي�ص على مهامها بطريقة محددة بموجب ن�صو�ص تنظيمية (االلتقائية بين القطاعات الوزارية‬
‫بالن�سبة للأولى والمتابعة الفعلية لعمليات التفعيل بالن�سبة للثانية)‪ ،‬وتحديد م�س�ؤولياتها‪ ،‬و�أنماط‬
‫المتابعة والتقييم‪ ،‬و�أنماط التعاون بين الم�صالح في �إعداد وتنظيم المداوالت‪ ،‬ومختلف �سل�سلة‬
‫المحا�سبة‪ ،‬وكذا العالقات مع القيادة اال�ستراتيجية على ال�صعيد الترابي‪.‬‬
‫‪ .4‬كفالة الت�سيير الديمقراطي للجان المحلية للتنمية الب�شرية‬
‫ ينبغي بهذا ال�صدد للجان المحلية للتنمية الب�شرية �أن ت�شارك في �أخذ القرار‪ ،‬كما يتعين و�ضع قواعد‬
‫محددة لتفادي ت�ضارب الم�صالح‪ .‬كما يجب �أن يقوم تعيين �أع�ضاء اللجان المحلية على معايير �شفافة‬
‫تحترم الأحكام الد�ستورية المتعلقة بالديمقراطية والمنا�صفة؛‬
‫‪45‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪ .5‬منح المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية قائمة وا�ضحة و�سهلة القراءة تحدد �أهدافها وبرامجها على‬
‫الم�ستويين الوطني والجهوي‪ ،‬وجدول لتقييم ميزانياتها و�أن�شطتها و�آثارها؛‬
‫‪� .6‬إقرار تقديم تقرير �سنوي لتقييم المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية من قبل الحكومة �إلى غرفتي البرلمان‪،‬‬
‫وتخ�صي�ص حوار مو�ضوعاتي بين الحكومة وال�شركاء االقت�صاديين واالجتماعيين يتمحور بالخ�صو�ص‬
‫حول المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية؛‬
‫‪ . 7‬تعزيز و�ضع المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية بزيادة و�سائل التدخل التي يتوفر عليها‪ ،‬وكذلك ت�شجيع‬
‫ن�شر تقاريره في الجريدة الر�سمية‪ ،‬مع �إدراج ممثلين عن التعاونيات وعن القطاع التعا�ضدي �ضمن‬
‫ع�ضوية مجل�سه ؛‬
‫‪ . 8‬تر�سيم العالقة بين اللجنة اال�ستراتيجية والمر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‬
‫�أ‌‪� .‬إن المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪ ،‬بو�صفه جهاز عمومي وم�ستقل يعمل تحت �إ�شراف رئا�سة‬
‫الحكومة‪ ،‬يجب �أن ي�ضطلع بدوره ب�صورة كاملة في اال�ست�شارة وفي �صياغة التوجهات اال�ستراتيجية‪.‬‬
‫لذا يجب العمل على م�أ�س�سة العالقات بين اللجنة اال�ستراتيجية والمر�صد الوطني للتنمية‬
‫الب�شرية‪ ،‬وكذا تبادل المعلومات والمعطيات بين التن�سيقية الوطنية للمبادرة والمر�صد‪.‬‬
‫ب‌‪ .‬ينبغي لعمليات التقييم ال�صادرة عن المر�صد‪ ،‬وكذلك تقارير المفت�شية العامة للمالية والمفت�شية‬
‫العامة للإدارة الترابية �أن ت�شكل "مخططا للمتابعة" ذا طابع ر�سمي‪.‬‬
‫‪ .9‬تعزيز العملية الت�شاركية‪ ،‬وخ�صو�صا بوا�سطة مايلي‪:‬‬
‫�أ‌‪ .‬كفالة التوا�صل مع المجتمع في اتجاهين (ت�صاعديا وتنازليا)‪ ،‬من �أجل �إخبار ال�ساكنة‪ ،‬وتوعتيها‬
‫وتعبئتها‪ :‬بتعزيز فرق عمل التن�شيط في الجماعات‪/‬الأحياء‪ ،‬وولوج ال�ساكنة �إلى معلومة في‬
‫متناول فهمها‪ ،‬وا�ستعمال التقنيات الحديثة في الإعالم والتوا�صل‪ ،‬والتفعيل الحقيقي لأنظمة‬
‫المتابعة والتقييم الت�شاركي‪.‬‬
‫ب‌‪� .‬إن�شاء �آليات لالنت�صاف وتدبير ال�شكاوى‪ ،‬موحدة ومعروفة لدى ال�ساكنة‪.‬‬
‫ج‌‪ .‬تطوير �أنظمة الإعالم واقت�سامها مع مختلف الفاعلين المعنيين‪.‬‬
‫د‌‪ .‬ت�شجيع �إن�شاء تعاونيات للم�ستفيدين ومواكباتها‪ ،‬وت�شجيع م�شاركة القطاع التعا�ضدي‪.‬‬
‫‪ .10‬تعزيز قدرات التدخل لدى كل الفاعلين‪ ،‬وخ�صو�صا على الم�ستوى الترابي والمحلي‪ ،‬وذلك بوا�سطة‬
‫مايلي‪:‬‬
‫�أ‌‪ .‬برامج تكوين و�إر�شاد محلية مندمجة‪ ،‬يتم �إعدادها بعد تحديد االحتياجات محليا ح�سب م�ستوى‬
‫التدخل الالزم‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫ب‌‪ .‬تطوير ال�شراكات مع وكاالت التنمية والجامعات ومعاهد التكوين والجمعيات‪ ،‬على �أ�سا�س عقود‪-‬‬
‫برامج متعددة ال�سنوات‪ ،‬بهدف تحقيق االن�سجام والتوحيد بين الممار�سات والو�سائل‪ ،‬و�إجراء‬
‫عمليات تقييم منتظمة للمكت�سبات والممار�سات‪.‬‬
‫ج‌‪ .‬تفعيل مرجعية وطنية لمهن العمل االجتماعي‪ ،‬يجرى �إعدادها بم�شاركة الفاعلين المعنيين‪.‬‬
‫‪ .11‬مراعاة تحليل مقاربة النوع‬
‫�أ‌‪ .‬يجب على اللجنة اال�ستراتيجية �أن ت�أخذ بعين االعتبار تحليل مقاربة النوع عند القيام بعمليات‬
‫التقييم الداخلية والخارجية للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ .‬وفي هذا ال�صدد‪ُ ،‬يطلب �إلى‬
‫المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية و�ضع م�ؤ�شرات محددة و�ضرورية بهذا ال�ش�أن‪.‬‬
‫ب‌‪ .‬ينبغي �إدماج هذه الم�ؤ�شرات في النظام الإعالمي للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪.‬‬
‫‪� .12‬إعادة النظر في ا�ستهداف ال�ساكنة‪ ،‬وكذا في الأعمال المتنوعة التي يتعين القيام بها في �إطار عملية‬
‫تفكير معمق بخ�صو�ص كافة الم�ساعدات االجتماعية والفاعلين االجتماعيين‪ ،‬بهدف النهو�ض‬
‫بفعالية الدعم وتفادي م�أ�س�سة الفقر واالتكالية‪.‬‬
‫‪ .13‬كفالة ا�ستدامة الم�شاريع بوا�سطة مايلي‪:‬‬
‫�أ‌‪� .‬إقرار عقود‪-‬برامج متعددة ال�سنوات (تفوي�ض التدبير) بين الدولة والجماعات الترابية والجمعيات‬
‫تحدد بكل و�ضوح مهام وم�س�ؤوليات‬ ‫ال�شريكة لتدبير البنى التحتية والبرامج‪ .‬وينبغي لهذه العقود �أن ِّ‬
‫الأطراف المعنية‪ ،‬والتمويل وكذا البنود الجزائية في حال عدم احترام تلك العقود‪.‬‬
‫ب‌‪ .‬الحر�ص على وجود وا�ستدامة ميزانيات الت�سيير ال�سنوية‪.‬‬
‫ج‌‪ .‬كفالة المواكبة ابتدا ًء وعم ًال وانتها ًء لفائدة حاملي الم�شاريع‪.‬‬
‫د‌‪ .‬ب�إعادة الإدماج المهني لفائدة الأ�شخا�ص في و�ضعية �إق�صاء وه�شا�شة‪ ،‬بتن�سيق مع مخططات التنمية‬
‫االقت�صادية الترابية (�سوق ال�شغل‪ ،‬والقنوات وم�سالك الت�سويق ‪.)...‬‬
‫ه‌‪� .‬إيالء االعتبار للمخاطر ولمعايير الأهلية المن�صو�ص عليها في دليل الم�ساطر المتعلقة بانتقاء‬
‫الم�شاريع (ت�أهيل الجمعيات‪/‬التعاونيات‪ ،‬وميزانيات الت�سيير‪ ،‬والموارد الب�شرية‪.)...‬‬

‫‪47‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫الحد من االنتهاكات‪ ،‬والنهو�ض بالحقوق‬‫‪ .14‬االرتقاء بم�ساهمة المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية �إلى ّ‬
‫الإن�سانية الأ�سا�سية (ظروف عي�ش كريمة‪ ،‬والولوج �إلى البنى التحتية والخدمات االجتماعية الأ�سا�سية‪،‬‬
‫والحق في بيئة �سليمة ومكافحة التمييز والفوارق بين الجن�سين وغير ذلك)‪ ،‬بو�صفها المعيار الأ�سا�سي‬
‫ّ‬
‫لقيا�س مدى جدوى وفعالية برامجها‪.‬‬
‫‪ .15‬النهو�ض بالتعاقدات الكبرى لفائدة التنمية الب�شرية‬
‫لقد حدد المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬في تقريره المعنون "من �أجل ميثاق اجتماعي‬
‫جديد‪� :‬ضوابط يجب احترامها و�أهداف ينبغي التعاقد ب�ش�أنها"‪ ،‬مرجعية من المعايير والأهداف‪ ،‬ت�ستند‬
‫�إلى الحقوق الإن�سانية الأ�سا�سية التي يمكن تج�سيدها �إلى واقع ملمو�س‪ ،‬عبر تعاقدات كبرى مبرمة بين‬
‫الفاعلين العموميين والخ�صو�صيين والجمعيات‪/‬التعاونيات والقطاع التعا�ضدي‪ ،‬على �أ�سا�س خطط‬
‫عمل محددة و�آليات مالئمة لتقييم نتائجها و�آثارها‪ .‬وبما �أن فل�سفة ومبادئ المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية تندرج كليا في روح هذه المرجعية‪ ،‬ف�إن المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي يعتبر �أنب‬
‫هذه المبادرة قد تكون بمثابة عن�صر محفز ر�سم �سيا�سة اجتماعية مندمجة على �أ�سا�س تعاقدات كبرى‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫مالحق‬

‫التركيبـة الم�ؤ�س�ساتيــــة‬ ‫الملحق ‪:1‬‬


‫البرامج الخم�سة للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية في مرحلتها‬ ‫الملحق ‪:2‬‬
‫الثانية‬

‫�إنجازات المرحلة الأولى من المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‬ ‫الملحق ‪:3‬‬


‫م�صــــادر التمويــــــل‬ ‫الملحق ‪:4‬‬
‫مقارنة بين النفقات الفعليــة والتوقعات الأوليــة جل�سة ا�ستمــاع‬ ‫الملحق ‪:5‬‬
‫مــع المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‬

‫الم�ؤ�شرات المحددة مع البنك الدولي‬ ‫الملحق ‪:6‬‬


‫الئحة الفاعلين الذين تم االن�صات �إليهم‬ ‫الملحق ‪:7‬‬
‫الئحة �أع�ضاء اللجنة الدائمة المكلفة بالق�ضايا االجتماعية‬ ‫الملحق ‪:8‬‬
‫والت�ضامن‬

‫الئحة �أع�ضاء مجموعة العمل المكلفة ب�إعداد التقرير‬ ‫الملحق ‪:9‬‬


‫‪ :10‬مراجـــــــع بيبليــــوغرافيــــــــة‬ ‫الملحق‬

‫‪49‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪50‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الملحق ‪:1‬‬
‫التركيبـة الم�ؤ�س�ساتيــــة‬

‫‪51‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪52‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫التركيبـة الم�ؤ�س�ساتيــــة‬

‫‪� .1‬أجهزة الحكامة‬


‫على الم�ستوى المركزي‪ ،‬هناك لجنتان‪:‬‬
‫• •اللجنة اال�ستراتيجية البين وزارية‪ ،‬برئا�سة رئي�س الحكومة‪ ،‬وتتكون من �أع�ضاء الحكومة والم�ؤ�س�سات‬
‫والهيئات العمومية المعنية‪.‬‬
‫مهامها‪:‬‬
‫‪- -‬ت�ضع الإطار اال�ستراتيجي للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬وخ�صو�صا في مجال التعاون الدولي‬
‫والتوا�صل الم�ؤ�س�سي والتكوين ودعم الكفاءات؛‬
‫‪- -‬تحدد �إطار الموازنة المالية؛‬
‫‪- -‬ت�ؤمن التوا�صل الأفقي بين مختلف القطاعات الوزارية‪ ،‬من �أجل التو�صل �إلى بلوغ الأهداف‬
‫والرفع �إلى �أق�صى حد من ت�آزر تلك القطاعات في م�ساهمتها في برامج المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية‪.‬‬
‫• •لجنة القيادة‪ ،‬التي يتر�أ�سها وزير الداخلية‪ ،‬وتت�ألف من القطاعات المكلفة بالمالية والتنمية االجتماعية‪،‬‬
‫والتنمية القروية وال�صحة‪ ،‬والتربية‪ ،‬وال�سكنى‪ ،‬والتجهيز والنقل‪ ،‬والمكتب الوطني للماء والكهرباء‪.‬‬
‫وهي مكلفة بتتبع وتقييم التفعيل ال�شامل للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪.‬‬
‫مهامها‪:‬‬
‫‪- -‬التتبع العام لتفعيل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية وتقييمها العام؛‬
‫‪- -‬الم�صادقة على االقتراحات المتعلقة بتفعيل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية؛‬
‫‪�- -‬إعداد تقارير وبيانات ح�صيلة تعر�ض على اللجنة اال�ستراتيجية من �أجل الإخبار‪.‬‬
‫على الم�ستوى الترابي‪ ،‬هناك ثالث لجان وهيئات دعم‪ ،‬بحكم �أن هذا الم�ستوى هو الم�س�ؤول عن تفعيل‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‬
‫• •اللجنة الجهوية للتنمية الب�شرية ‪ ،CRDH‬برئا�سة والي الجهة‪ ،‬وت�ضم عمال الأقاليم والواليات‪ ،‬ورئي�س‬
‫المجل�س الجهوي‪ ،‬ور�ؤ�ساء المجال�س الإقليمية والوالئية‪ ،‬وم�صالح الدولة الالممركزة‪ ،‬والم�ؤ�س�سات‬
‫العمومية المعنية �أكثر من غيرها‪ ،‬وممثلي الن�سيج الجمعوي الجهوي‪ ،‬وقطاع القرو�ض ال�صغيرة‪،‬‬
‫والجامعة‪ ،‬والقطاع الخا�ص‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫دورها‪:‬‬
‫‪- -‬تحقيق االن�سجام ال�شامل بين المبادرات الإقليمية للتنمية الب�شرية؛‬
‫‪- -‬بلورة مخطط جهوي للتنمية الب�شرية ‪ ،IRDH‬يدمج �آفاق تنمية الجهة ويحقق االلتقائية بين برامج‬
‫الدولة والم�ؤ�س�سات العمومية والجماعات المحلية و�أعمال المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية؛‬
‫‪- -‬الدعم الجهوي وقيادة برنامج اله�شا�شة؛‬
‫‪- -‬مراكمة التجارب واال�ستفادة منها وتبادلها‪.‬‬
‫• •اللجنة الإقليمية للتنمية الب�شرية (‪ ،)CPDH‬برئا�سة العامل‪ ،‬وهي هيئة تملك �سلطة القرار‪ ،‬وتركيبتها‬
‫الإجرائية محدودة ومتوازنة‪ ،‬تجمع المنتخبين والإدارة والمجتمع المدني‪.‬‬
‫مهامها ‪:‬‬
‫على الم�ستوى المحلي‪:‬‬
‫‪- -‬الم�صادقة على المبادرات المحلية للتنمية الب�شرية في برامج محاربة الفقر في الو�سط القروي‬
‫والإق�صاء في الو�سط الح�ضري؛‬
‫‪- -‬بلورة اتفاقات تمويل للمبادرات المحلية للتنمية الب�شرية مع مختلف ال�شركاء المحليين المعنيين؛‬
‫‪- -‬م�س�ؤولة عن بلورة مخطط اله�شا�شة الإقليمي (�أو الوالئي)؛‬
‫‪- -‬الإفراج عن الأر�صدة المقابلة للمبادرات المحلية للتنمية الب�شرية التي تتم الم�صادقة عليها‪،‬‬
‫وذلك ح�سب درجة تقدم الم�شاريع؛‬
‫‪- -‬الإ�شراف على تفعيل البرامج وعمليات التتبع والمراقبة والتعاقد‪ ،‬كلها �أمور ت�سند بطريقة تعاقدية‬
‫لم�س�ؤولي الم�صالح الالممركزة والم�ؤ�س�سات العمومية المعنية والجماعات المحلية والجمعيات‬
‫وما �إليها‪.‬‬
‫على الم�ستوى المركزي‪:‬‬
‫‪- -‬الدعم الإقليمي للمبادرات المحلية للتنمية الب�شرية؛‬
‫‪- -‬التعاقد ال�سنوي مع الم�ستوى المركزي في ما يخ�ص الموارد الالزمة للدعم الإقليمي للمبادرات‬
‫المحلية للتنمية الب�شرية؛‬
‫‪- -‬تمكين الم�ستوى المركزي من م�ؤ�شرات تتبع الإنجازات وتطورات م�ؤ�شرات التنمية الب�شرية‪.‬‬
‫بالموازاة مع ذلك‪ ،‬يتعين على المجل�س الإقليمي �أن يقوم بمراجعة برنامج التنمية االقت�صادية‬
‫واالجتماعية الإقليمية (الف�صل ‪ – 36‬القانون ‪ ،)00-79‬في منظور يتوخى تحقيق االلتقائية بين‬
‫البرامج القطاعية‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫‪ .2‬هيئة التن�سيق‬
‫• •اللجنة المحلية للتنمية الب�شرية (‪ ،)CLDH‬برئا�سة رئي�س المجل�س الجماعي‪ .‬وت�ضم هذه اللجنة ممثلي‬
‫المنتخبين والجماعات‪ ،‬وممثلين عن الن�سيج الجمعوي‪ ،‬وممثلين عن الم�صالح التقنية الالممركزة‪،‬‬
‫مع حد �أق�صى قدره ‪� 15‬شخ�صا‪ ،‬يجري انتخابهم بالطريقة التالية‪ :‬يعين رئي�س الجماعة القروية �أو ممثله‬
‫بموجب مر�سوم‪� .‬أما المنتخبون (‪ 5‬مقاعد حدا �أق�صى‪ ،‬بما في ذلك مقعد الرئي�س) فيتم تعيينهم‬
‫بت�شاور مع المجل�س الجماعي‪ .‬و�أما ممثلو المجتمع المدني والجمعيات ومنظمات المنتجين وممثلو‬
‫الفاعلين االقت�صاديين (خم�سة مقاعد)‪ ،‬فيتم تعيينهم �إثر م�شاورة مو�سعة‪ ،‬مع الحر�ص على �أن تكون كل‬
‫المجموعات االجتماعية ممثلة‪ ،‬ومنها على الخ�صو�ص الن�ساء وال�شباب‪ .‬و�أما ممثلو الم�صالح الخارجية‬
‫للدولة (‪ 5‬مقاعد حدا �أق�صى)‪ ،‬فيتم تعيينهم من قبل الإدارات التي ينت�سبون �إليها‪ ،‬ويعينهم رئي�س‬
‫الجماعة بت�شاور مع ال�سلطة المحلية‪.‬‬
‫مهامها ‪:‬‬
‫‪- -‬بلورة المبادرة المحلية للتنمية الب�شرية من قبل اللجنة المركزية‪ ،‬مع �إمكان الح�صول على دعم‬
‫وم�ساعدة تقنية خارجية؛‬
‫‪- -‬التفعيل الإجرائي للبرامج والأعمال التي يقع عليها االختيار على الم�ستوى المحلي؛‬
‫‪- -‬ت�أمين عملية تتبع البرامج التي يتم اختيارها محليا‪ ،‬وتفعيلها ميدانيا‪.‬‬
‫• •التن�سيقيات الجهوية للتنمية الب�شرية‪� ،‬إدارة مهمات تنت�سب �إلى وزارة الداخلية‪ ،‬م�صلحة مركزية‪ ،‬ي�سيرها‬
‫موظف �سام‪ ،‬وت�ضم �أطرا متخ�ص�صة في التنمية الب�شرية‪ ،‬وهي هيئة من�صو�ص عليها في المرحلة الثانية‬
‫التي لم يتم بعد تفعيلها‪.‬‬
‫ومن المفرو�ض �أن تكون مهامها‪:‬‬
‫‪- -‬تفعيل مبادئ المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية؛‬
‫‪- -‬تحقيق الت�آزر بين ال�سيا�سات القطاعية والمخططات الجماعية للتنمية؛‬
‫‪- -‬ت�أمين عملية تتبع الم�شاريع والأعمال المنجزة في �إطار المبادرة الوطنية لتنمية الب�شرية على‬
‫الم�ستوى الجهوي؛‬
‫‪- -‬الم�صادقة على خطط العمل والتقارير متعددة ال�سنوات التي يجري تحديدها على الم�ستوى‬
‫الإقليمي في ان�سجام مع روح المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية؛‬
‫‪�- -‬إعداد تقارير تركيبية وتقارير عن الح�صيلة الجهوية ن�صف ال�سنوية‪.‬‬
‫من جهة �أخرى‪ ،‬تتوفر المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية على بنيات دعم متمثلة في �أق�سام العمل‬
‫االجتماعي وفرق التن�شيط في الأحياء والجماعات‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪ .3‬بنيات الدعم‬
‫�إن التن�سيقية الوطنية لوزارة الداخلية‪ ،‬هي الم�س�ؤولة عن تن�سيق ونتائج المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪،‬‬
‫وهي �إدارة ذات مهمة‪ ،‬تعمل تحت رئا�سة العامل المن�سق الوطني‪ ،‬وتت�ألف من �أ�شخا�ص موارد‪.‬‬
‫مهامها ‪:‬‬
‫‪-‬تقديم دعم تقني للجان الجهوية والإقليمية والمحلية وغيرها من الكيانات التي ت�شارك في تنفيذ‬ ‫‪-‬‬
‫برنامج المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬وخ�صو�صا ما يتعلق بتطبيق مقت�ضيات الدالئل الم�سطرية؛‬
‫‪-‬ت�أمين تفعيل ا�ستراتيجيات التكوين ودعم القدرات والتوا�صل‪ ،‬في �إطار مواكبة الفعاليات المحلية؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬ت�سهيل اقت�سام المعارف والتعلمات بين النظراء؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬الإ�شراف على تنفيذ تفعيل برامج المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬ت�أمين واجهة تفاعلية لمختلف ال�شركاء‪ ،‬وكذا الت�أطير التقني والمالي الالزم؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪�-‬إعداد التقارير وتقارير الح�صيلة الموجهة �إلى لجنة القيادة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ق�سم العمل االجتماعي‬
‫يعمل ق�سم العمل االجتماعي تحت �إ�شراف وزارة الداخلية‪ ،‬ويتعلق الأمر بوحدة لإدارة الإقليم‪/‬الوالية‪،‬‬
‫تخ�ضع ل�سلطة العامل‪ ،‬تم �إحداثها في ‪.2005‬‬
‫وهي مكلفة بما يلي‪:‬‬
‫‪�- -‬أمانة اللجنة الإقليمية للتنمية الب�شرية واللجنة الجهوية للتنمية الب�شرية؛‬
‫‪- -‬التحقق من مطابقة المبادرات المحلية للتنمية الب�شرية مع الدالئل الإجرائية‪ ،‬وذلك قبل عر�ضها‬
‫على اللجنة الإقليمية للتنمية الب�شرية من �أجل الم�صادقة؛‬
‫‪- -‬ت�أمين عملية تتبع المبادرات المحلية للتنمية الب�شرية؛‬
‫‪- -‬تجميع الت�شخي�صات الت�شاركية والمبادرات المحلية للتنمية الب�شرية في �إطار برنامج محاربة‬
‫اله�شا�شة؛‬
‫‪- -‬تتبع برنامج محاربة اله�شا�شة؛‬
‫‪- -‬ت�أمين الم�ساعدة التقنية والتكوين لفائدة فرق التن�شيط في الأحياء والجماعات؛‬
‫‪�- -‬إعداد االتفاقيات‪.‬‬
‫طبقا للر�سالة الوزارية رقم ‪ ،10753‬بتاريخ ‪ 14‬يوليو ‪� ،2008‬أ�صبحت �أق�سام العمل االجتماعي تتوفر‪ ،‬على‬

‫‪56‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫م�ستوى الواليات عوا�صم الجهات‪ ،‬على �أربع م�صالح‪:‬‬


‫• •م�صلحة التن�سيق الجهوي؛‬
‫• •م�صلحة التوا�صل؛‬
‫• •م�صلحة التكوين وتقوية القدرات؛‬
‫• •م�صلحة التتبع والتقييم‪.‬‬
‫كما تتوفر هذه الأق�سام‪ ،‬على م�ستوى العماالت الدوائر والأقاليم‪ ،‬على ثالث م�صالح‪:‬‬
‫• •م�صلحة التوا�صل؛‬
‫• •م�صلحة التكوين ودعم القدرات؛‬
‫• •م�صلحة التتبع والتقييم‪.‬‬
‫فريق التن�شيط في الحي ‪ EAQ‬وفي الجماعة ‪EAC‬‬
‫يتعلق الأمر بالوحدة الإجرائية التنفيذية للمبادرات المحلية للتنمية الب�شرية على م�ستوى الأحياء‬
‫والجماعات‪ ،‬وهي م�س�ؤولة عن �إعداد المبادرات المحلية للتنمية الب�شرية وعن �أمانة اللجنة المحلية للتنمية‬
‫الب�شرية‪ ،‬ويتم تعيينها بقرار من الوالي �أو العامل‪ ،‬بناء على اقتراح من رئي�س اللجنة المحلية للتنمية‬
‫الب�شرية‪.‬‬
‫وتت�ألف تلك الفرق من �أربعة �أ�شخا�ص موارد لكل حي ح�ضري �أو جماعة قروية م�ستهدفة من المبادرة‬
‫الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬يتم اختيارهم من بين م�ستخدمي الدولة �أو الجماعات المحلية �أو الم�ؤ�س�سات‬
‫العمومية (الف�صل ‪ 4‬من المر�سوم رقم ‪ ،08249-2‬بتاريخ ‪ 5‬رجب ‪ ،1429‬يوليو ‪ ،)2008‬على �أ�سا�س‬
‫المعايير التالية‪ :‬الح�س االجتماعي واالهتمام الملحوظ بمجال التنمية المحلية‪ ،‬واالنخراط الفعلي‬
‫والتجربة المهنية في ارتباط مع التنمية المحلية‪ ،‬والقدرة على الإن�صات والتوا�صل‪ ،‬والجاهزية لتخ�صي�ص‬
‫الوقت كله للمهمة‪ ،‬واحترام مقاربة النوع في اختيار �أع�ضاء الفرق‪ ،‬وقرب �أع�ضاء الفرق من ال�ساكنة‬
‫الم�ستهدفة‪.‬‬
‫‪� .4‬أجهزة التقييم‬
‫المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية عبارة عن جهاز م�ستقل تم �إن�شا�ؤه في ‪ ،55 2008‬وهو مكلف بمهمة دائمة‬
‫تتمثل في تحليل وتقييم �أثر برامج التنمية الب�شرية التي يجري تفعيلها‪ ،‬واقتراح تدابير وخطوات عملية‬
‫ت�ساهم في بلورة وتفعيل ا�ستراتيجية وطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬وخ�صو�صا في �إطار المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية‪ ،‬ويعر�ض المجل�س ب�صفة �سنوية‪ ،‬على �أنظار �صاحب الجاللة ملك البالد‪ ،‬تقريرا �سنويا عن التنمية‪.‬‬

‫المر�سوم رقم ‪ ،394-08-2‬بتاريخ ‪� 23‬أكتوب ‪2008‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪57‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ُيعد المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‪ ،‬من حيث مهمته المتمثلة في التتبع الأفقي لل�سيا�سات العمومية‬
‫التي يجري تفعيلها في هذا المجال‪ ،‬هيئة تعمل تحت ال�سلطة المبا�شرة لرئي�س الحكومة‪ .‬ويتعين على‬
‫المر�صد بالتالي الإ�سهام في تقييم وتجميع و�إنتاج �آراء وتو�صيات حول تقدم و�إكراهات التنمية الب�شرية‬
‫في المغرب‪.‬‬
‫والمر�صد الوطني للتنمية الب�شرية مزود‪ ،‬من �أجل اال�ضطالع بهذه المهمة العامة‪ ،‬وتحت �إ�شراف رئي�س‬
‫يعينه �صاحب الجاللة ملك البالد‪ ،‬ب�إدارة مخففة ومجل�س متكون من ‪ 24‬ع�ضوا يتم اختيارهم‪ ،‬ح�سب‬
‫ال�شخ�ص‪ ،‬من بين الم�س�ؤولين ال�سامين للإدارات العمومية‪ ،‬والفاعلين الجمعويين‪ ،‬والجامعيين وفعاليات‬
‫القطاع الخا�ص‪.‬‬
‫يعر�ض المجل�س‪ ،‬في �إطار �أن�شطته الرئي�سة‪ ،‬تقريرا �سنويا على �أنظار �صاحب الجاللة ملك البالد‪ ،‬حول‬
‫التنمية الب�شرية‪.‬‬
‫وهناك من جهة �أخرى مفت�شيتان اثنتان مكلفتان بالقيام بافتحا�ص مالي �سنوي للمبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية‪ ،‬هما المفت�شية العامة للمالية (‪ )IGF‬والمفت�شية العامة للإدارة الترابية (‪.)IGAT‬‬
‫‪ .5‬الفاعلون في مجال المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‬
‫هناك العديد من الفاعلين الذين يتدخلون في تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬من الجمعيات‬
‫�إلى المنتخبين المحليين والم�صالح الخارجية وال�سلطات المحلية والجامعات والقطاع الخا�ص وال�شركاء‬
‫التقنيين والماليين‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الملحق ‪:2‬‬
‫البرامج الخم�سة للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية في مرحلتها الثانية‬

‫‪59‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪60‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫البرامج الخم�ســـة للمبـــادرة الوطنيـــة للتنميـــة الب�شريـــة فـــي مرحلتهـــا الثانيـــة‬

‫تعتمد المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية على خم�سة برامج‪:‬‬


‫• •برنامج محاربة الإق�صاء االجتماعي في الو�سط الح�ضري‪ ،‬وي�ستهدف ‪ 530‬حيا ح�ضريا من الأحياء التي‬
‫ت�سجل ن�سبا عالية من البطالة وه�شا�شة ال�سكن وولوجا �ضعيفا �إلى الخدمات االجتماعية الأ�سا�سية‪:‬‬
‫‪- -‬تو�سيع اال�ستهداف الترابي لي�شمل التجمعات النا�شئة‪ ،‬على �أ�سا�س عتبة ‪� 20.000‬ساكن لكل‬
‫جماعة ح�ضرية؛‬
‫‪- -‬دعم اال�ستهداف لفائدة التجمعات الكبرى التي يتجاوز عدد �ساكنتها ‪ 100.000‬ن�سمة؛‬
‫‪- -‬مواكبة الأحياء الح�ضرية الم�ستهدفة خالل المرحلة الأولى من المبادرة‪.‬‬
‫• •برنامج محاربة الفقر في الو�سط القروي‪ ،‬وي�ستهدف ‪ 701‬من الجماعات القروية‪ ،‬ت�ضم الجماعات البالغ‬
‫عددها ‪ ،403‬التي كانت م�ستهدفة خالل المرحلة الأولى‪ ،‬والجماعات التي ت�سجل ن�سبة فقر تعادل �أو‬
‫تتجاوز ‪ 14‬بالمائة‪.‬‬
‫• •برنامج محاربة اله�شا�شة‪ ،‬الرامي �إلى تح�سين نوعية حياة الأ�شخا�ص الذين يعانون اله�شا�شة‪ ،‬ودعم‬
‫ال�ساكنة التي تعي�ش �أو�ضاعا �صعبة‪.‬‬
‫• • البرنامج الأفقي‪:‬‬
‫‪- -‬المواكبة‪ :‬دعم الأعمال ذات الأثر القوي في التنمية الب�شرية على م�ستوى مجموع الجماعات‬
‫القروية والح�ضرية غير الم�ستهدفة‪ ،‬وتمكين مجموع الأقاليم والواليات‪ ،‬عبر م�سطرة طلب عرو�ض‬
‫الم�شاريع‪ ،‬من االنخراط في دينامية المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية؛‬
‫‪- -‬الأن�شطة المدرة للدخل‪ :‬ت�شجيع �إدماج ال�ساكنة التي تعاني الفقر واله�شا�شة في الن�سيج االقت�صادي‬
‫واالجتماعي للبالد – وذلك بغ�ض النظر عن اال�ستهداف الترابي –‪ ،‬والم�ساهمة في النهو�ض‬
‫بالمنتجات المحلية؛‬
‫• •برنامج الت�أهيل الترابي‪ ،‬الذي ي�ستهدف مليون م�ستفيد يعي�شون في ‪ 3.300‬دوار في ‪ 503‬جماعات‬
‫ح�ضرية واقعة في ‪� 22‬إقليما جبليا معزوال‪:‬‬
‫‪- -‬اال�ستجابة لحاجات �ساكنة بع�ض المناطق الجبلية �أو المعزولة؛‬
‫‪- -‬الحد من الفوارق في مجال الولوج �إلى البنيات التحتية الأ�سا�سية وتجهيزات وم�صالح القرب؛‬
‫‪- -‬دعم التقائية الأعمال القطاعية‪ ،‬بت�شاور مع فعاليات التنمية المحلية‪ ،‬وبتن�سيق مع اللجان الإقليمية‬
‫للتنمية الب�شرية‪ ،‬برئا�سة الوالة وعمال الأقاليم‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪62‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الملحق ‪:3‬‬
‫�إنجازات المرحلة الأولى من المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‬

‫‪63‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪64‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫�إنجازات المرحلة الأولى من المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‬

‫مجاالت التدخل والإنجازات ح�سب القطاعات‪:‬‬


‫ال�صحة‪ :‬مبلغ تدخل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ 609.4 :‬مليون درهم‪� ،‬أي بن�سبة ‪ 55‬بالمائة من‬
‫المبلغ الإجمالي‬
‫• •بناء مراكز �صحية و ُدور الأمومة (‪)63‬؛‬
‫• •ت�أهيل المراكز ال�صحية الموجودة؛‬
‫• •تنظيم حمالت تح�سي�سية ودورات تكوينية؛‬
‫• •اقتناء تجهيزات و�آليات طبية و�سيارات �إ�سعاف؛‬
‫• •تكوين وتجهيز القابالت‪.‬‬
‫التربية‪ :‬مبلغ تدخل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ 1.412 :‬مليون درهم‪� ،‬أي بن�سبة ‪ 71‬بالمائة من المبلغ‬
‫الإجمالي‬
‫• •بناء وتجهيز ُدور الطلبة و ُدور الطالبات (‪ ،)892‬و ُدور ح�ضانة وم�ؤ�س�سات للتعليم قبل المدر�سي ومطاعم‬
‫مدر�سية؛‬
‫• •ت�أهيل م�ؤ�س�سات درا�سية؛‬
‫• •اقتناء وتوزيع و�سائل نقل مدر�سية‪ ،‬و�أطقم و�أدوات مدر�سية‪.‬‬
‫تح�سين الولوج �إلى التجهيزات والخدمات االجتماعية الأ�سا�سية لفائدة ال�ساكنة الم�ستهدفة‪ ،‬من ماء‬
‫�صالح لل�شرب وتطهير وكهربة‪ ،‬بم�ساهمة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية قدرها ‪ 601‬مليون درهم‬
‫• •الربط ب�شبكة الماء ال�صالح لل�شرب؛‬
‫• •الكهربة القروية والإنارة العمومية؛‬
‫• •التطهير ال�سائل وتدبير النفايات ال�صلبة‪.‬‬
‫الإ�سهام في فك العزلة عن ال�ساكنة القروية عبر �إعداد الطرق‪ :‬مبلغ تدخل المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية‪ 870.9 :‬مليون درهم‪� ،‬أي بن�سبة ‪ 51‬بالمائة من المبلغ الإجمالي‬

‫‪65‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫• •�إعداد الطرق والم�سالك القروية‪ 6188 :‬كيلومترا‪ ،‬بم�ساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية قدرها‬
‫‪ 979.3‬مليون درهم‪ ،‬مما �أتاح فك العزلة عن ‪ 3838‬دوار؛‬
‫• •ت�شييد بنيات الجتياز الوديان وما �إليها‪.‬‬
‫الثقافة والريا�ضة‪ :‬دعم التن�شيط الثقافي والفني والريا�ضي للقرب‪ ،‬بم�ساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية قدرها ‪ 945.4‬مليون درهم‪� ،‬أي بما ن�سبته ‪ 54‬بالمائة من المبلغ الإجمالي‬
‫• •بناء وت�أهيل وتجهيز المراكز متعددة الوظائف في الأحياء‪ ،‬و ُدور ال�شباب‪ ،‬والمكتبات‪ ،‬والمراكز الثقافية‬
‫والف�ضاءات الجمعوية؛‬
‫• •بناء وت�أهيل مركبات ريا�ضية وميادين ريا�ضية للقرب؛‬
‫• •تكوين ال�شباب في مهن الريا�ضة‪.‬‬
‫محاربة اله�شا�شة‪ :‬تح�سين ظروف عي�ش ال�ساكنة التي تعي�ش و�ضعية ه�شا�شة‪ ،‬بم�ساهمة من المبادرة‬
‫الوطنية للتنمية الب�شرية قدرها ‪ 1.1‬مليار درهم‪� ،‬أي بما ن�سبته ‪ 60‬بالمائة من المبلغ الإجمالي لال�ستثمار‬
‫• •بناء و�إعداد وتجهيز مراكز ا�ستقبال لفائدة الفئات الثماني الم�ستهدفة ببرنامج محاربة اله�شا�شة؛‬
‫• •التكفل والم�ساعدة و�إعادة الإدماج االجتماعي‪-‬االقت�صادي والعائلي لفائدة ال�ساكنة التي تعاني‬
‫اله�شا�شة؛‬
‫• •دعم قدرات الأطفال المعاقين؛‬
‫• •تقديم الدعم للجمعيات العاملة في مجال محاربة اله�شا�شة‪.‬‬
‫الت�أهيل والتكوين المهني‪ :‬الإ�سهام في تح�سين القدرات المهنية للم�ستفيدين‪ ،‬بم�ساهمة من المبادرة‬
‫الوطنية للتنمية الب�شرية قدرها ‪ 135.3‬مليون درهم‪� ،‬أي بن�سبة ‪ 48‬بالمائة من المبلغ الإجمالي‬
‫• •بناء ف�ضاءات للتعلم ومراكز للتكوين المهني؛‬
‫• •الم�ساهمة في تكوين من�شطات ومن�شطين مهنيين‪.‬‬
‫تطوير الهند�سة االجتماعية‬
‫لقد دعمت المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية بما ال �شك فيه قدرات الهند�سة االجتماعية لأق�سام العمل‬
‫االجتماعي‪ ،‬وباقي م�صالح الدولة‪ ،‬والجمعيات والفاعلين المحليين الذين ي�شتغلون على الم�ستوى‬
‫الإقليمي‪/‬الجماعي‪ ،‬وذلك بف�ضل توفيرها ما يزيد على ‪� 290.000‬شخ�ص‪/‬يوم‪/‬تكوين‪ ،‬منها ‪ 40.000‬على‬
‫الم�ستوى المركزي و‪ 250.000‬على الم�ستوى الترابي‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الأن�شطة المدرة للدخل‪ :‬تح�سين دخل الم�ستفيدين عبر �إدماجهم االجتماعي‪-‬االقت�صادي‪ ،‬بم�ساهمة‬
‫من المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية قدرها ‪ 775.1‬مليون درهم‪� ،‬أي بن�سبة ‪ 66‬بالمائة من المبلغ الإجمالي‬
‫لال�ستثمار‪:‬‬
‫• •م�شاريع لتربية الما�شية وتحويل المنتجات الفالحية؛‬
‫• •تثمين المنتجات المحلية؛‬
‫• •النهو�ض بال�صناعة التقليدية وال�صيد التقليدي؛‬
‫• •النهو�ض بالأن�شطة الخدماتية المدرة للدخل‪.‬‬
‫قطاعات تدخل �أخرى‪ 1.59 :‬مليار درهم‪� ،‬أي بن�سبة ‪ 57‬بالمائة من المبلغ الإجمالي‬
‫• •محاربة الأمية؛‬
‫• •التكوين ودعم القدرات التقنية للجمعيات؛‬
‫• •قوافل طبية؛‬
‫• •حمالت توعية لفائدة ال�ساكنة الم�ستهدفة‪ ،‬في ما يخ�ص احترام البيئة والف�ضاءات العمومية؛‬
‫• •تزويد الهيئات الترابية وفرق الجماعات والأحياء بالأدوات ال�ضرورية لتفعيل المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪68‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الملحق ‪:4‬‬
‫م�صــــــــــــادرالتمويــــــــــــل‬

‫‪69‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪70‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫م�صــــــــــــادرالتمويــــــــــــل‬

‫م�صادر التمويل‬
‫(تقرير الأن�شطة‪ ،2010-2005 ،‬المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية)‬

‫المجموع‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫ال�سنة‪/‬الم�صدر‬

‫‪6 000‬‬ ‫‪1 400‬‬ ‫‪1 300‬‬ ‫‪1 200‬‬ ‫‪1 100‬‬ ‫‪1 000‬‬ ‫الدولة‬

‫‪2 000‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪450‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪350‬‬ ‫‪300‬‬ ‫الجماعات المحلية‬

‫‪2 000‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪200‬‬ ‫التعاون الدولي‬

‫‪10 000‬‬ ‫‪2 500‬‬ ‫‪2 250‬‬ ‫‪2 000‬‬ ‫‪1 750‬‬ ‫‪1 500‬‬ ‫المجموع (بماليين الدراهم)‬

‫‪71‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪72‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الملحق ‪:5‬‬
‫مقارنة بين النفقات الفعليــة والتوقعات الأوليــة جل�سة ا�ستمــاع مــع المر�صد‬

‫الوطني للتنمية الب�شرية‬

‫‪73‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪74‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫مقارنة بين النفقات الفعليــة والتوقعات الأوليــة جل�سة ا�ستمــاع مــع المر�صد‬
‫الوطني للتنمية الب�شرية‬

‫الفرق‬ ‫‪2005-201‬‬ ‫مجموع نفقات‬ ‫التوقعات الأولى‬ ‫البرنامج‬


‫(بماليين الدراهم)‬ ‫(بماليين الدراهم)‬

‫‪+21,5%‬‬ ‫‪4254‬‬ ‫‪3500‬‬ ‫محاربة الإق�صاء في الو�سط الح�ضري‬

‫‪-20,4%‬‬ ‫‪2785‬‬ ‫‪3500‬‬ ‫محاربة الفقر في الو�سط القروي‬

‫‪+23,9%‬‬ ‫‪3097‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫محاربة اله�شا�شة‬

‫‪+794%‬‬ ‫‪4 469‬‬ ‫‪500‬‬ ‫البرنامج االلتقائي‬

‫‪+46,0%‬‬ ‫‪14 605‬‬ ‫‪10 000‬‬ ‫الكل‬

‫‪75‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪76‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الملحق ‪:6‬‬
‫الم�ؤ�شرات المحددة مع البنك الدولي‬

‫‪77‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪78‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الم�ؤ�شرات المحددة مع البنك الدولي‬

‫(وثيقة تقييمة للبرنامج من �أجل قر�ض لفائدة المملكة المغربية لأحد برامج المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية في مرحلتها الثانية – وثيقة للبنك الدولي‪ ،‬يونيو ‪)2012‬‬

‫م�ؤ�شرات النتائج‬
‫(بالخط العري�ض مبالغ الم�صاريف)‬
‫الن�سبة المئوية للأن�شطة المدرة للدخل‪ ،‬المفعلة من قبل‬ ‫‪1‬‬
‫تعاونيات �أو جمعيات �أو �شركات قابلة لال�ستمرار �سنتين‬
‫بعد تمويل المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية في مرحلتها‬
‫الثانية؛‬
‫الن�سبة المئوية لعينة �ساكنة المناطق الم�ستهدفة التي‬ ‫‪2‬‬

‫�صرحت بكونها �ساهمت في و�ضع ت�شخي�ص ت�شاركي �أو في‬


‫تتبع وتقييم �أن�شطة المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية ‬
‫عدد الن�ساء الم�ستفيدات من العناية الطبية قبل الو�ضع في‬ ‫‪3‬‬
‫دور الأمومة ‬
‫الن�سبة المئوية للبنيات التحتية الممولة في �إطار البرنامج‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫التي وجدها المفتح�صون مطابقة لدفتر التحمالت التقنية‪،‬‬
‫بعد القبول النهائي ‬
‫الن�سبة المئوية للأ�سر الح�ضرية التي �شاركت في و�ضع‬ ‫‪5‬‬

‫ت�شخي�ص ت�شاركي‪ ،‬والتي �صرحت بر�ضاها عن م�سارات‬


‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية ‬
‫الن�سبة المئوية للن�ساء في داخل �أجهزة الحكامة المحلية‪:‬‬ ‫‪6‬‬
‫اللجان المحلية والإقليمية للتنمية الب�شرية‬
‫الن�سبة المئوية لل�شباب في داخل �أجهزة الحكامة المحلية‪:‬‬ ‫‪7‬‬
‫اللجان المحلية والإقليمية للتنمية الب�شرية ‬

‫‪79‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫الن�سبة المئوية للبرامج الح�ضرية والقروية التي يتم‬ ‫‪8‬‬

‫تفعيلها من قبل الجماعات ومجال�س الدوائر والجمعيات‬


‫والتعاونيات ‬
‫الن�سبة المئوية للأن�شطة المدرة للدخل التي يتم تفعيلها من‬ ‫‪9‬‬
‫قبل التعاونيات والجمعيات والمقاوالت الخا�صة ‬
‫الن�سبة المئوية لوكاالت تنفيذ الأن�شطة المدرة للدخل‪،‬‬ ‫‪10‬‬

‫التي ت�ستفيد من دعم لقدراتها ‬


‫تح�سين نظام التتبع والتقييم ‬ ‫‪11‬‬

‫�إعداد كتيب ائتماني �سهل اال�ستعمال باللغتين العربية‬ ‫‪12‬‬


‫والفرن�سية‬
‫الن�سبة المئوية التفاقات ال�شراكة التي ت�شمل بندا ين�ص‬ ‫‪13‬‬
‫على تقديم الم�ساعدة التقنية (تدبير غايته تح�سين القدرات‬
‫في مجال التموين) ‬
‫الن�سبة المئوية للأقاليم والواليات في منطقة البرنامج‪ ،‬التي‬ ‫‪14‬‬
‫و�ضعت خطة عمل لتتبع تو�صيات االفتحا�ص ‬
‫الن�سبة المئوية لتو�صيات االفتحا�ص ذات الأولوية‪ ،‬التي تم‬ ‫‪15‬‬
‫�إدماجها في خطط العمل الجاري تفعيلها ‬
‫الن�سبة المئوية للمتعاقد معهم ب�ش�أن الم�شاريع الفرعية‪،‬‬ ‫‪16‬‬
‫المتمكنين من م�ساطر التدبير المالي والتموين ‬
‫�إعداد دليل بيئي واجتماعي خا�ص بالبرنامج‬ ‫‪17‬‬

‫الن�سبة المئوية للفاعلين الأ�سا�سيين (�أق�سام العمل‬


‫االجتماعي وفرق التن�شيط في الأحياء والجماعات)‬
‫المكونين تكوينا ي�ؤهلهم ال�ستعمال هذا الدليل‬

‫‪80‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الملحق ‪:7‬‬
‫الئحة الفاعلين الذين تم االن�صات �إليهم‬

‫‪81‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪82‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الئحة الفاعلين الذين تم االن�صات �إليهم‬

‫•المر�صد الوطني للتنمية الب�شرية‬ ‫•‬


‫•التن�سيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‬ ‫•‬
‫•اللجان المحلية للتنمية الب�شرية‪ ،‬واللجان الإقليمية للتنمية الب�شرية‪ ،‬واللجان الجهوية للتنمية الب�شرية‪،‬‬ ‫•‬
‫و�أق�سام العمل االجتماعي‪ ،‬و فرق التن�شيط في الأحياء والجماعات لإقليمي وجدة وبني مالل‬
‫•ووكالة التنمية االجتماعية‪،‬‬ ‫•‬
‫•ووكالة �إنعا�ش وتنمية ال�شمال‬ ‫•‬
‫• وخبير في علم االجتماع‬ ‫•‬
‫•‪ 24‬جمعية وتعاونية ح�سب الجدول التالي ‪:‬‬ ‫•‬

‫العدد‬ ‫الجمعيات والتعاونيات‬ ‫البرامج‬

‫‪9‬‬ ‫• االتحاد الجهوي للجمعيات العاملة في مجال‬ ‫برنامج محاربة اله�شا�شة‬

‫الإعاقة بمراك�ش‬
‫• جمعية ر�أفة للتنمية االجتماعية بتارودانت‬
‫• جمعية �أهلي بتارودانت‬
‫• جمعية الع�صبة المغربية لحماية الطفولة بمراك�ش‬
‫• الجمعية الخيرة الإ�سالمية بتطوان‬
‫• جمعية الدار الكبيرة للأعمال االجتماعية والثقافية‬
‫بالقنيطرة‬
‫• جمعية حنان لرعاية الأطفال المعاقين بتطوان‬
‫• جمعية ر�أفة للتنمية االجتماعية بتارودانت‬
‫• جمعية قرية الطفل ‪ SOS‬بدار بوعزة‬

‫‪83‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪9‬‬
‫• جمعية الأطل�س الكبير بمراك�ش‬ ‫برنامج محاربة الإق�صاء‬
‫االجتماعي في الو�سط الح�ضري‬
‫• جمعية �أمال الأطفال بتطوان‬
‫• الجمعية الإقليمية لدعم م�ؤ�س�سات الأندية الن�سوية‬
‫والتكوين المهني بالدار البي�ضاء‬
‫• جمعية "جنة جنة" للطفولة والمر�أة وال�شباب‬
‫بالقنيطرة‬
‫• اتحاد المجتمع المدني المحاميد �أ�سكجور بمراك�ش‬
‫• جمعية تامونت للتنمية بتارودانت‬
‫• جمعية فر�سان للتنمية االجتماعية بالدار البي�ضاء‬
‫• جمعية رعاية الطفولة وتوعية الأ�سرة بتطوان‬
‫• جمعية االنطالقة الن�سائية بالقنيطرة‬

‫‪6‬‬ ‫• تعاونية نوارات عين الحجر بتطوان‬ ‫برنامج محاربة الفقر في الو�سط‬
‫القروي‬
‫• جمعية الم�ستقبل للتنمية والتعاون بتارودانت‬
‫• جمعية التنمية والمحافظة على ال�صناعة التقليدية‬
‫بتطوان‬
‫• جمعية تاركة للتنمية والمحافظة على البيئة‬
‫بتارودانت‬
‫• جمعية تنمية المر�أة القروية بالقنيطرة‬
‫• جمعية تامونت للتنمية بتارودانت‬

‫اجتماعات مجموعة العمل المتخ�ص�صة المنبثقة عن اللجنة‪:‬‬


‫• •البنك الدولي‬
‫• •وفد عن االتحاد الأوروبي بالمغرب‬
‫• •لجنة قيادة المبادرة الوطنية للتنمية الجهوية‬

‫‪84‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الملحق ‪:8‬‬
‫الئحة �أع�ضاء اللجنة الدائمة المكلفة بالق�ضايا االجتماعية والت�ضامن‬

‫‪85‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪86‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الئحة �أع�ضاء اللجنة الدائمة المكلفة بالق�ضايا االجتماعية والت�ضامن‬

‫فئة الخبراء‬
‫ف�ؤاد ابن ال�صديق‬ ‫•‬
‫احجبوها الزبير‬ ‫•‬
‫حكيمة حمي�ش‬ ‫•‬
‫�أمينة العمراني‬ ‫•‬
‫عبد المق�صود را�شدي‬ ‫•‬

‫فئة ممثلي النقابات‬


‫�أحمد بهني�س‬ ‫•‬
‫م�صطفى �شناوي‬ ‫•‬
‫محمد دحماني‬ ‫•‬
‫جامع المعت�صم‬ ‫•‬
‫محمد عبد ال�صادق ال�سعيدي‬ ‫•‬
‫م�صطفى اخالفة‬ ‫•‬

‫فئة الهيئات و الجمعيات المهنية‬


‫بو�شعيب بن حميدة‬ ‫•‬
‫محمد ح�سن بن�صالح‬ ‫•‬
‫عبد الحي ب�سة‬ ‫•‬
‫محمد بولح�سن‬ ‫•‬
‫محمد فيكرات‬ ‫•‬
‫�أحمد �أعيا�ش‬ ‫•‬

‫فئة الهيئات والجمعيات الن�شيطة في مجاالت االقت�صاد االجتماعي والعمل الجمعوي‬


‫• عبد المولى عبد المومني‬
‫• ليلى بربي�ش‬
‫• جواد �شعيب‬
‫• محمد الخاديري‬
‫• وافية العنتري‬
‫• الزهرة زاوي‬
‫فئة ال�شخ�صيات المعينة بال�صفة‬
‫ر�شيد بن المختار بن عبد اهلل‬ ‫•‬
‫خالد ال�شدادي‬ ‫•‬
‫�شكيب تازي �صدقي‬ ‫•‬

‫‪87‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪88‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الملحق ‪:9‬‬
‫الئحة �أع�ضاء مجموعة العمل المكلفة ب�إعداد التقرير‬

‫‪89‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪90‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الئحة �أع�ضاء مجموعة العمل المكلفة ب�إعداد التقرير‬

‫• الزهرة زاوي‬
‫• جواد �شعيب‬
‫• ر�شيد بن المختاربن عبد اهلل‬
‫• �شكيب تازي �صدقي‬
‫• عبد الحي ب�سة‬
‫• عبد المق�صود را�شدي‬
‫• محمد دحماني‬

‫‪91‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪92‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ :‬تحليل وتو�صيات‬

‫الملحق ‪:10‬‬
‫مراجـــــــع بيبليــــوغرافيــــــــة‬

‫‪93‬‬
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪94‬‬
‫ تحليل وتو�صيات‬:‫المبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‬

‫مراجـــــــع بيبليــــوغرافيــــــــة‬

1. Audit de performance des programmes– INDH 2006/2007/2008 (IGAT/IGF -


Décembre 2009)
2. Audit 2010 (IGAT/IGF)
3. Constitution de 1er juillet 2011
4. Discours de Sa Majesté le Roi du 18 Mai 2005
5. Discours de SM le Roi adressé à la nation à l’occasion de la 10ème anniversaire de
la fête du trône de 31juillet 2009
6. Document d’évaluation du programme pour un prêt au Royaume du Maroc pour
un programme de l’INDH-2 (Document de la Banque Mondiale), Juin 2012
7. Enquête de perception 2005-2010 (INDH), Coordination Nationale de l’INDH
8. Enquête sur le rôle des associations dans le cadre de la mise en œuvre de l’INDH
(ONDH, 2008)
9. Etude sur la convergence des programmes INDH avec ceux menés par les différents
départements ministériels (ONDH, 2009)
10. Etude sur l’élaboration d’un protocole de conduite d’évaluations participatives
(ONDH, 2009)
11. Enquête sur le rôle des associations dans la mise en œuvre de l’INDH (ONDH-2008)
12. Etude de faisabilité pour l’évaluation d’impact de l’INDH (ONDH, 2008)
13. Etude de la perception de l’INDH 2008 (ONDH)
14. Etude sur l’élaboration d’un protocole de conduite d’évaluations participatives
(ONDH, 2009).
15. Etude sur la dynamisation du tissu économique en milieu rural (ONDH, 2011)
16. Etude sur la convergence des programmes INDH avec ceux menés par les différents
départements ministériels (ONDH, 2009)
17. Forum de développement humain d’Agadir 1er et 2 Novembre 2010
18. Les indicateurs sociaux du Maroc, Haut-Commissariat au Plan, 2010
19. Manuels de procédures INDH (INDH)
20. Note d’orientation 2011-2015, Ministère de l’Intérieur

21. Objectifs du Millénaire pour le développement- Rapport National 2009, HCP, 2010

95
‫المجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‬

22. Plateforme INDH 2011-2015 (INDH)


23. Pour une Politique de développement social intégré (PNUD/MDS 2005)
24. Rapport du Conseil Economique et Social « Pour une nouvelle Charte sociale : Des
normes à respecter et des objectifs à contractualiser », novembre 2011
25. Etude dur la dynamisation du tissu économique en milieu rural Rapport phase I:
analyse de l’existant (Union européenne Janvier 2011) 
26. Etude dur la dynamisation du tissu économique en milieu rural Rapport final phase
II : orientations stratégiques et plan d’action (Union européenne, Avril 2011) 
27. Rapport d’achèvement et de résultats, (Banque Mondiale-Traduction non officielle
du texte anglais qui seul fait foi, du 31 Janvier 2012
28. Rapport du Cinquantenaire  : 50 ans de développement humain au Maroc et
perspectives pour 2025
29. Rapport d’évaluation de l’INDH-2,Banque Mondiale, Juin 2012
30. Rapport d’activités 2005-2010, Coordination Nationale de l’INDH
31. Rapport sur le développement humain, Observatoire National de Développment
Humain, (ONDH), 2008
32. Rapport annuel du Conseil économique et social, 2011
33. Rapport annuel, PNUD, 2011/2012)
34. Rapport annuel (2ème) ONDH : évaluation des progrès en matière d’inclusion, Mai
2011
35. Rapport sur la revue à mi-parcours de l’INDH, ONDH, 2009.
36. Rapport sur la réalisation des programmes de l’INDH durant la période 2005-2010
(ONDH, 2012)
37. Situation économique au deuxième trimestre, HCP 2012
38. Texte intégral de la déclaration gouvernementale, 2012

‫مراجــــــــــع�أخــــــــــرى‬

: ‫مواقع �إليكترونية‬
www.indh.gov.ma
www.ondh.gov.ma
www.hcp.ma
www.hcp.omdh.ma
www.cg.gov.ma
www.banquemondiale.org
www.pnud.org.ma

96

You might also like