Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫بداية نهاية االستثناء العربي‬

‫لوحة الغالف‪ :‬الفنان التشكييل اتلونيس الطاهر عويدة‬

‫‪1‬‬
‫اإلعالم واالنتقال الدميقراطي يف العامل العربي‬

‫الطبعة األوىل‪ :‬تونس ‪ -‬جانفي ‪2019‬‬


‫جميع الحقوق محفوظة للنارشين‬
‫حقوق املؤلفني محفوظة‬

‫*** *** ***‬

‫نشر وتوزيع‬
‫سوتيميديا للنشر والتوزيع‬
‫العنوان ‪ :‬ص ب ‪ 570‬تونس ‪ -‬حشاد ‪ 1049‬تونس‬
‫الهاتف ‪ 00216 31400756 :‬الجوال ‪00216 97126757 :‬‬
‫الفاكس ‪00216 32400756 :‬‬
‫‪contact@sotumedias.tn www.sotumedias.tn‬‬
‫‪www.facebook.com/sotumedias‬‬

‫الشبكة العربية لعلوم اإلعالم واالتصال‬


‫‪contact@amcn.online www.amcn.online‬‬
‫‪www.facebook.com/AMCN.ONLINE‬‬

‫*** *** ***‬


‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‬
‫‪978-9938-918-54-0‬‬

‫*** *** ***‬

‫الطباعة‬
‫املغاربية للطباعة واشهار الكتاب ‪ -‬تونس‬
‫تنبيه‪ :‬مينع نقل أو إعادة نرش نص هذا الكتاب بأية كيفية كانت إال بإذن من املؤلفني والنارشين‬

‫‪2‬‬
‫بداية نهاية االستثناء العربي‬

‫فصول هذا الكتاب محكمة علميا‬


‫تحرير وتنسيق‬

‫د‪ .‬نور الدين الميالدي‬ ‫د‪ .‬جمـال زرن‬

‫د‪ .‬نور الدين المـيـالدي‬ ‫عــبــد اهلل عــمــر بخــاش‬ ‫د‪ .‬بسيوني إبراهيم حمادة‬
‫د‪ .‬جـــمــــــــــال زرن‬ ‫د‪ .‬إبراهيم سالم اشتـيــوي‬ ‫د‪ .‬عــزام أبــــو الحــمـــام‬
‫نـــــبيــل الســدراوي‬ ‫د‪ .‬محمد األمـيـن مــوسـى‬ ‫د‪ .‬فــريـــد أبـــو ضــهيــر‬
‫د‪ .‬فــــــرج زمـيـــــط‬ ‫د‪ .‬إسـمــاعـيـــل أحــمـــد‬ ‫د‪ .‬مــحــمـــد قــيــــــراط‬
‫د‪ .‬محـمـد علـي الحيو‬ ‫د‪ .‬المـــعــز بــن مـسعــود‬ ‫د‪ .‬كـــمــــال حــمـــيـــدو‬
‫د‪ .‬أميــن بن مسعــود‬ ‫د‪.‬مـنـجــــي مــبـــروكـــي‬ ‫د عــبـد الحفيــظ النهـاري‬

‫‪3‬‬
‫اإلعالم واالنتقال الدميقراطي يف العامل العربي‬

‫‪4‬‬
‫بداية نهاية االستثناء العربي‬

‫فهرس املحتويات‬

‫المشاركون في الكتاب‪7..............................................................................................................................‬‬

‫تقديم‬
‫اإلعالم واالنتقال الديمقراطي في العالم العربي‪ :‬بداية نهاية االستثناء العربي‬
‫د‪ .‬جمال زرن ود‪ .‬نورالدين الميالدي‪13.....................................................................................................‬‬

‫نظم اإلعالم والتحول الديمقراطي‪ :‬األطر النظرية والنماذج الدولية‬


‫د‪ .‬بسيوني إبراهيم حمادة‪21.................................................................................................................‬‬

‫اإلعالم األردني والتحول الديمقراطي ‪ :2018 - 1989‬جدلية الكم والكيف‬


‫د‪ .‬عزام أبو الحمام ‪55............................................................................................................................‬‬

‫اإلعالم الفلسطيني‪ :‬من تحديات االستقالل إلى رهانات بناء الدولة الديمقراطية‬
‫د‪ .‬فريد أبو ضهير‪77..............................................................................................................................‬‬

‫اإلعالم وتعثر التحول الديمقراطي في الجزائر‪ :‬آليات التحكم وأساليب السيطرة‬


‫د‪ .‬محمد قيراط‪111...............................................................................................................................‬‬

‫حرية اإلعالم في الجزائر بعد انتفاضة أكتوبر ‪ :1988‬من االنفتاح القسري إلى االنتكاس الجهري‪.‬‬
‫د‪ .‬كمال حميدو‪135..............................................................................................................................‬‬

‫اإلعالم واالنتقال الديمقراطي في اليمن‪ :‬دور الفضائيات في ربيع اليمن‬


‫د عبد الحفيظ عبد الباري النهاري‪169......................................................................................................‬‬

‫تحوالت البيئة االتصالية واإلعالمية في اليمن وانعكاساتها على حرية التعبير عن الرأي بعد ‪2011‬‬
‫عبد اهلل عمر بخاش‪195.......................................................................................................................‬‬

‫اإلعالم الليبي ما قبل ‪ 17‬فبراير‪ 2011‬وما بعدها‪ :‬دراسة نظرية مقارنة‬


‫د‪ .‬إبراهيم سالم اشتيوي‪217.................................................................................................................‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلعالم واالنتقال الدميقراطي يف العامل العربي‬

‫الصحافة السودانية واالنتقال الديمقراطي‪ :‬أية عالقة؟‬


‫د‪ .‬محمد األمين موسى‪235...................................................................................................................‬‬

‫رصد شبكة اإلنترنت في الصومال وتطورها‪:‬‬


‫أية انعكاسات لشبكات التواصل االجتماعي على تشكيل الرأي العام والتغيير االجتماعي‬
‫د‪ .‬إسماعيل شيخ يوسف أحمد‪261.......................................................................................................‬‬

‫اإلعالم واالتصال والتحوّل الدّيمقراطي في تونس‪:‬‬


‫رهانات االنتقال إلى اتصال حكومي في خدمة المواطن وتجليات مجال عمومي ممارس للفعل السياسي‬
‫د‪ .‬المعز بن مسعود‪283........................................................................................................................‬‬

‫االنتقال الديمقراطي واالنتقال اإلعالمي‪ :‬قراءة في خصائص التجربة التونسية‪.‬‬


‫د‪.‬منجي مبروكي‪317............................................................................................................................‬‬

‫اإلعالم العمومي واالنتقال الديمقراطي في تونس‪:‬‬


‫لماذا فشلت دولة ما بعد االستقالل في بعث إعالم عمومي وبناء دولة مدنية ديمقراطية؟‬
‫د‪ .‬نورالدين الميالدي‪343.......................................................................................................................‬‬

‫اإلعالم واالنتقال الديمقراطي في تونس‪:‬‬


‫من اإلعالم الجهوي المركزي إلى اإلعالم المحلي المحوكم‪.‬‬
‫د‪ .‬جمال زرن و نبيل السدراوي‪369...........................................................................................................‬‬

‫انخراط الصحفيين التونسيين في بعث «مجلس الصحافة»‪:‬‬


‫من وعود منظومة التعديل الذاتي إلى تعقيدات ممارسة حرية التعبير‬
‫د‪ .‬فرج زميط و د‪ .‬محمد علي الحيو ‪395................................................................................................‬‬

‫إعالم األقليات في الفضاء االفتراضي بعد الربيع العربي‪:‬‬


‫دراسة في صفحات التواصل االجتماعي األمازيغي في تونس‬
‫د‪ .‬أمين بن مسعود‪413.........................................................................................................................‬‬

‫‪6‬‬
‫بداية نهاية االستثناء العربي‬

‫المشاركون في الكتاب‬

‫ ‪-‬الدكتور جامل زرن‪ ،‬أستاذ اإلعالم واالتصال بقسم اإلعالم‪ ،‬كلية اآلداب بجامعة قطر منذ‬
‫سبتمرب ‪ 2014‬وكان قبلها أستاذا مبعهد الصحافة وعلوم األخبار‪ ،‬بجامعة منوبة بتونس‪ ،‬حاصل عىل‬
‫شهادة الدكتوراه من فرنسا‪ .‬وكان قد اشتغل كصحفي ورئيس تحرير‪ ،‬وكان‪ ‬كذلك مديرا إلذاعة تونس‬
‫الثقافية (إذاعة عمومية) سنة ‪ .2012‬تهتم بحوثه بإشكاليات لها صلة برباديغم البيئة الجديدة‬
‫لتكنولوجيات االتصال واإلعالم واالتصال السيايس يف العامل العريب وأخالقيات اإلعالم‪ ،‬والدراسات‬
‫الثقافية وقضايا اإلعالم العريب يف زمن العوملة‪ .‬نرش العديد من الكتب والبحوث العلمية بالعربية‬
‫والفرنسية واإلنجليزية وشارك يف العديد من املؤمترات العلمية الدولية‪ ،‬وأرشف عىل العديد من رسائل‬
‫الدكتوراه واملاجستري‪ .‬درس يف قسم اإلعالم بجامعة البحرين من ‪ 2002‬إىل ‪ 2008‬وكان أستاذا زائرا‬
‫يف كل من قسم اإلعالم جامعة مستغانم بالجزائر ‪ 2013‬وقسم اإلعالم بجامعة امللك خالد باململكة‬
‫العربية السعودية سنة ‪ .2014‬نرش كتابا عن "تدويل اإلعالم العريب‪ :‬الوعاء ووعي الهوية" سوريا ‪،2008‬‬
‫وكتابا عن "إعالم الخدمة العامة يف العامل العريب" باالشرتاك مع الدكتور معز بن مسعود‪ ،‬وح ّرر كتابا‬
‫عن "تاريخ الصحافة يف بلدان املتوسط" سنة ‪ .https://qu.academia.edu/jamelzran .2014‬الربيد‬
‫االلكرتوين‪zranjamel@gmail.com :‬‬
‫ ‪-‬الدكتور نورالدين امليالدي‪ ،‬رئيس قسم االعالم‪ ،‬بكلية اآلداب والعلوم بجامعة قطر‪ .‬حاصل‬
‫عىل الدكتوراه يف اإلعالم واالتصال من جامعة وستمنسرت‪ ،‬لندن‪ ،‬بربيطانيا‪ .‬قبل االلتحاق بجامعة‬
‫قطر د ّرس اإلعالم واالتصال يف جامعات بريطانية مختلفة‪ .‬صاحب كتاب تأليف مشرتك بعنوان‪:‬‬
‫"الجزيرة يف عرشين عاما وأثرها يف االعالم والسياسة واألكادمييا"‪ ،‬وكتاب "االعالم واألزمات‪ :‬فن التالعب‬
‫والربوبغاندا"‪ .‬وضمن خرباته األكادميية ساهم يف تطوير برامج املاجستري والبكالوريوس يف اإلعالم‬
‫والصحافة يف جامعات مختلفة بربيطانيا وأرشف عىل عديد بحوث املاجستري والدكتوراه يف اإلعالم‬
‫واالتصال‪ .‬يرتأس حاليا الشبكة العربية لعلوم االعالم واالتصال (‪ ) www.amcn.online‬وهو أيضا عضو‬
‫بكربى الجمعيات الدولية والشبكات األكادميية يف اإلعالم واالتصال‪ .‬يرتأّس أيضا تحرير أ ّول مجلّة علمية‬
‫دولية محكّمة باللغة اإلنجليزية تعنى بدراسات اإلعالم العريب وتصدر من بريطانيا‪ .‬وله منشورات‬
‫عديدة من كتب وبحوث يف مجالت علمية محكّمة يف اإلعالم والصحافة‪ .‬ومن ضمن اهتامماته‬
‫البحثية‪ :‬الشباب وشبكات التواصل االجتامعي‪ ،‬االعالم وتشكيل الرأي العام‪ ،‬أخالقيات االعالم وظاهرة‬
‫الجزيرة‪ ،‬االعالم والدميقراطية واالعالم والتغيري االجتامعي‪ .‬الربيد االلكرتوين & @‪noureddinemiladi‬‬
‫‪yahoo.co.uk Noureddine.miladi@qu.edu.qa‬‬
‫‪7‬‬
‫اإلعالم واالنتقال الدميقراطي يف العامل العربي‬

‫ ‪-‬الدكتور بسيوين إبراهيم حامدة‪ ،‬أستاذ اإلعالم والرأي العام بقسم اإلعالم‪ ،‬بجامعة قطر‪،‬‬
‫عمل عميدا ووكيال لعدد من كليات اإلعالم‪ ،‬وساهم يف تأسيس عدد من الربامج العلمية‪ ،‬وأرشف عىل‬
‫العرشات من رسائل املاجستري والدكتوراه‪ .‬تتنوع مجاالت اهتامماته البحثية البينيّة لتغطي حرية‬
‫االعالم‪ ،‬وأخالقياته‪ ،‬واالتصال الكوين‪ ،‬والرأي العام‪ ،‬ونظم اإلعالم العربية‪ ،‬وقضايا اإلعالم من املنظور‬
‫اإلسالمي‪ ،‬واإلعالم الجديد‪ ،‬واإلعالم والدميقراطية‪ ،‬وتنرش بحوثه يف املجالت الدولية والعربية‪ ،‬وهو‬
‫عضو يف معظم الجمعيات الدولية املعنية باالتصال‪ ،‬ويف هيئة التحرير لعدد من املجالت العلمية يف‬
‫التخصص‪ .‬حصل يف العام ‪ 2010‬عىل جائزة جامعة القاهرة للتميز يف مجال النرش العلمي الدويل‪،‬‬
‫ويحرر حاليا كتاب‪" :‬الصحافة والفساد‪ :‬تحليل دويل مقارن" ‪https://www.intechopen.com/‬‬
‫‪welcome/a9255404676105c3160a4b0bd63e4b36‬‬
‫ ‪-‬الدكتور محمد قرياط عميد سابق لكلية االتصال بجامعة الشارقة‪ ،‬وأستاذ العالقات العامة‬
‫واالتصال الجامهريي حاليا بجامعة قطر‪ .‬حاصل عىل شهادة الدكتوراه من جامعة إنديانا بالواليات‬
‫املتحدة األمريكية عام ‪ .1987‬د ّرس مبعهد علوم االعالم واالتصال‪ ،‬جامعة الجزائر حيث شغل منصب‬
‫رئيس املجلس العلمي ورئيس قسم االتصال ‪ ،1988-1994‬كام درس بعدة جامعات باإلمارات العربية‬
‫املتحدة‪ .‬نرش األستاذ الدكتور محمد قرياط أكرث من ‪ 60‬بحثا علميا يف مجالت علمية محكمة باإلنجليزية‬
‫والعربية والفرنسية‪ .‬كام ألف ‪ 12‬كتابا يف االتصال الجامهريي والعالقات العامة واإلرهاب واإلعالم‪.‬‬
‫من اهتامماته البحثية العالقات العامة وبناء الصورة وإدارة السمعة‪ ،‬االتصال املؤسيس‪ ،‬اإلعالم الجديد‬
‫وتحديات الدميقراطية يف العامل العريب‪ ،‬اإلعالم واإلرهاب‪ ،‬اإلعالم وتشكيل الوعي االجتامعي والعوملة‬
‫اإلعالمية والتبعية اإلعالمية واالنجراف الثقايف‪ .‬الربيد االلكرتوين‪mkirat@qu.edu.qa :‬‬
‫ ‪-‬الدكتور معز بن مسعود أستاذ مشارك يف علوم اإلعالم واالتّصال بجامعة قطر وقبلها بقسم‬
‫االتصال مبعهد الصحافة وعلوم اإلخبار بجامعة منوبة بتونس‪ .‬حاصل عىل شهادة التأهيل يف علوم‬
‫تخصص علوم اإلعالم واالتّصال من جامعة "الرسبون‪-‬‬ ‫اإلعالم واالتصال‪ ،‬وشهادة الدكتوراه ‪ PhD‬يف ّ‬
‫باريس ‪ "2‬بفرنسا‪ .‬شغل خطة مدير الدراسات والتدريب مبعهد الصحافة وعلوم اإلخبار‪ ،‬وكان مستشارا‬
‫لدى رئيسة جامعة منوبة‪ .‬كام انتخب رئيسا لقسم االتصال مبعهد الصحافة وعلوم اإلخبار لدورتني‬
‫‪ 2011‬و‪ .2015‬كام كان منسقا للامجستري املهني يف االتصال السيايس مبعهد الصحافة وعلوم اإلخبار‪،‬‬
‫وهو عضو منتخب باللجنة القطاعية يف علوم املعلومات واالتصال‪ ،‬وعضو مؤسس لوحدة البحث يف‬
‫االتصال‪ ،‬مبعهد الصحافة وعلوم اإلخبار‪ .‬وترأس الدكتور معز بن مسعود تحرير املجلّة التونسية لعلوم‬
‫االتصال ونرش العديد من البحوث العلمية واملؤلفات املشرتكة‪ ،‬وهو خبري يف مجال االتصال‪ ،‬شغل‬
‫خطة مستشار إعالمي واتصايل يف عدد من الهيئات الوطنية‪ ،‬ومنسق علمي لعديد املؤمترات‪ ،‬ولعدد‬
‫من املشاريع العلمية الدولية‪ .‬الربيد االلكرتوين‪bms.moez@yahoo.fr :‬‬
‫ ‪-‬الدكتور كامل حميدو أستاذ مساعد بقسم اإلعالم بجامعة قطر‪ ،‬حاصل عىل شهادة الدكتوراه‬
‫من جامعة باريس ‪ 2-‬السوربون بفرنسا‪ ،‬عمل باحثا يف مركز الوسائط املتعددة بجامعة ميتس بفرنسا‪.‬‬
‫واشتغل د‪ .‬كامل حميدو سابقا ضمن طاقم الهيئة التدريسية لكل من جامعتي ميتس بفرنسا‪ ،‬وجامعة‬
‫اإلمارات العربية املتحدة‪ .‬له عدة منشورات منها كتاب منشور يف بلجيكا باللغة الفرنسية حول‬
‫‪8‬‬
‫بداية نهاية االستثناء العربي‬

‫التأثريات الثقافية واالجتامعية للتلفزيون‪ ،‬كام كان أحد املساهمني يف معجم املفاهيم الحديثة لإلعالم‬
‫واالتصال‪ ،‬ضمن املرشوع العريب لتوحيد املصطلحات الصادر سنة ‪ 2013‬عن دار النهضة العربية‬
‫ببريوت‪ .‬كام نرش عدة أبحاث منشورة باللغة العربية مثل "الجامعات االفرتاضية عىل االنرتنت‪ :‬نحو‬
‫جامعات موازية؟ أو نحو ارتسام جديد ملفهوم التواصل؟"‪" ،‬الجزيرة والجمهور املهجري‪ :‬حني تعيد‬
‫الفضائيات تشكيل زمانية ومكانية الهوية واالنتامء يف عرص العوملة"‪ ،‬باإلضافة لعدة مقاالت علمية‬
‫منشورة يف مجالت محكمة‪ .‬وتتمحور االهتاممات البحثية للدكتور حميدو حول االتصال املؤسيس‬
‫والعالقات العامة كامتداد لألبحاث التي قام بها عىل مستوى دراسات املاجستري‪ ،‬ثم حول سوسيولوجيا‬
‫التلفزيون ووسائل اإلعالم الحديثة وكذلك استخدامات املتلقني وإشباعاتهم كامتداد الهتامماته البحثية‬
‫عىل مستوى الدكتوراه‪ .‬الربيد االلكرتوين‪kamal.hamidou@qu.edu.qa :‬‬
‫ ‪-‬الدكتور أمني بن مسعودي يشغل خطة مساعد بقسم الصحافة يف معهد الصحافة‬
‫وعلوم االخبار‪ ،‬بجامعة منوبة بتونس حيث يؤمن دروس الصحافة مثل صحافة الرأي والصحافة‬
‫االستقصاء‪ .‬حاصل عىل دكتوراه تخصص علوم إعالم واتصال بأطروحة عنوانها "إعالم األقليات يف‬
‫املغرب العريب ودوره يف تشكيل مجال عمومي" جوان ‪ .2017‬تهتم بحوثه بإعالم الجامعات الثقافية‬
‫وانرثوبولوجيا االتصال لدى الجامعات االقليات ّية‪ ،‬اشتغل صحفي بجريدة الرشوق التونسية ومراسال‬
‫للعديد من الصحف كام كان مراسال حربيا يف كل من سوريا وليبيا بعد ‪ .2011‬الربيد اإللكرتوين‪:‬‬
‫‪amine.b.messaoud@gmail.com‬‬
‫ ‪-‬الدكتور محمد األمني موىس إبراهيم أستاذ الصحافة اإللكرتونية املساعد بقسم اإلعالم‬
‫بكلية اآلداب والعلوم يف جامعة قطر؛ ودرس يف عدة جامعات يف دولة اإلمارات واململكة املغربية‪.‬‬
‫حاصل عىل الدكتوراه يف االتصال من جامعة أمدرمان اإلسالمية بالسودان؛ وماجستري وبكالوريوس‬
‫الصحافة من املعهد العايل لإلعالم واالتصال باملغرب‪ .‬صدرت له مثانية كتب‪ ،‬هي‪ :‬العامل النفيس‬
‫واالتصال؛ واالتصال غري اللفظي؛ ويف رحاب الصحافة؛ الحسن الثاين‪ :‬دراسة يف العبقرية؛ واالتصال‬
‫غري اللفظي يف القرآن الكريم؛ ومدخل إىل تصميم الجرافيك؛ والتواصل الفعال‪ :‬األسس العلمية‬
‫واملجاالت التطبيقية؛ وفن التنكر‪ .‬وأنجز مجموعة من البحوث العلمية املحكمة حول اإلعالم الجديد‬
‫والتواصل الفعال وتصميم الجرافيك والوسائط املتعددة والصحافة اإللكرتونية والعالقات العامة‪.‬‬
‫الربيد االلكرتوين‪mibrahim@qu.edu.qa :‬‬
‫ ‪-‬الدكتور عزام أبو الحامم باحث فلسطيني يقيم يف األردن‪ ،‬يحمل درجة الدكتوراه يف‬
‫علوم اإلعالم واالتصال من معهد الصحافة‪ -‬تونس‪ ،‬محارض غري متفرغ ومستشار نرش‪ ،‬صدر‬
‫له عدد من املؤلفات يف اإلعالم واالتصال والعلوم االجتامعية األخرى‪ ،‬ونرش عددا من البحوث‬
‫املحكمة يف عدد من املجالت العربية‪ ،‬وشارك يف العديد من املؤمترات العلمية يف علوم اإلعالم‬
‫واالتصال والثقافة والتعليم‪ .‬الربيد اإللكرتوين‪azzam-mhd@hotmail.com :‬‬
‫ ‪-‬الدكتور إسامعيل أحمد حاصل عىل املاجستري والدكتوراه يف االتصال الجامهريي من‬
‫الجامعة اإلسالمية العاملية مباليزيا‪ .‬ويد ّرس حالياً مقررات وسائل االتصال واملجتمع‪ ،‬ومناهج‬
‫البحث يف االتصال بقسم اإلعالم‪ ،‬إىل جانب تقديم ورش املساندة األكادميية بقسم املساعدة‬
‫‪9‬‬
‫اإلعالم واالنتقال الدميقراطي يف العامل العربي‬

‫األكادميية يف كلية اآلداب والعلوم بجامعة قطر‪ .‬وترتكّز اهتامماته البحثية يف مجاالت االتصال‬
‫السيايس‪ ،‬واستهالك األخبار ومصداقيتها‪ ،‬واستخدامات امليديا االجتامعية وانعكاساتها‪ ،‬وتأثريات‬
‫وسائل اإلعالم‪ ،‬والصحافة‪ ،‬وتاريخ وسائل اإلعالم‪ .‬نرش الدكتور إسامعيل أحمد ‪ 11‬بحثا علميا يف‬
‫دوريات محكّمة‪ .‬الربيد االلكرتوين‪qa & daaha93@hotmail.com.edu.qu@iahmed :‬‬
‫ ‪-‬محمد عيل الحيو‪ ،‬يشغل خطة أستاذ مساعد يف معهد الصحافة وعلوم اإلخبار بجامعة‬
‫منوبة الذي يُد ّرس فيه منذ نهاية ‪ .2014‬تحصل عىل شهادة الدكتوراه من جامعة باريس ‪ 13‬سنة‬
‫‪ .2010‬بدأ مشواره يف التعليم العايل منذ سنة ‪ 2009‬أين َد َرس يف جامعات باريس وسرتاسبورغ‬
‫وليل الفرنسية إىل حدود ‪ .2013‬من مجاالته البحثية‪ :‬اإلعالم الثقايف‪ ،‬االتصال املنظاميت وسياسات‬
‫االتصال واإلعالم‪ https://independent.academia.edu/MohamedAliElhao :‬الربيد اإللكرتوين‬
‫التايل‪elhaou@gmail.com:‬‬
‫ ‪-‬الدكتور فرج زميط باحث يف علوم اإلعالم واالتصال‪ .‬ويشغل حاليا أستاذا مساعدا مبعهد‬
‫الصحافة وعلوم اإلخبار‪ .‬من املحاور األساسية التي يبحث فيها‪ :‬الويب واملحامل الرقمية يف الحقلني‬
‫الصحفي واالتصايل‪ ،‬وكذلك أخالقيات الصحافة‪ .‬والدكتور فرج زميط خ ّريج معهد الصحافة وعلوم‬
‫األخبار حاصل عىل شهادة الدكتوراه من جامعة لوران الفرنسية‪ .‬الربيد اإللكرتوين التايل ‪fredj.za� :‬‬
‫‪mit@yahoo.de‬‬
‫ ‪-‬الدكتور ابراهيم سامل محمد اشتيوي حاصل عىل الدكتوراه يف اإلعالم تخصص صحافة‪ ،‬عضو‬
‫هيئة التدريس يف قسم اإلعالم بكلية الفنون واإلعالم جامعة الزيتونة بليبيا ورئيس قسم اإلعالم يف كلية‬
‫الدراسات العليا بجامعة الزيتونة‪ /‬ترهونة‪ .‬عضو هيئة التحرير مبجلة "أنوار املعرفة" التي كانت تصدر‬
‫سابقا عن كلية اآلداب والرتبية بجامعة الزيتونة‪ .‬رئيس هيئة التحرير مبجلة بحوث االتصال الصادرة‬
‫عن كلية الفنون واإلعالم بجامعة الزيتونة‪ .‬رئيس قسم اإلعالم يف كلية اآلداب بجامعة الزيتونة‪ /‬سوق‬
‫األحد‪ ،‬ترهونة ‪ ،2016 - 2013‬ومنسق الدراسات العليا بقسم اإلعالم ‪ .2016 - 2013‬كان منسقا‬
‫لوحدة ضامن الجودة يف قسم اإلعالم مبدرسة اإلعالم والفنون يف األكادميية الليبية منذ ‪ .2013‬الربيد‬
‫اإللكرتوين ‪com.gmail@ishtiwi13‬‬
‫ ‪-‬الدكتور منجي مربويك‪ ،‬باحث تونيس‪ ،‬يُد ِّرس اإلعالم واالتصال باملعهد العايل لتكنولوجيا‬
‫االتصال بجامعة قرطاج‪ ،‬حاصل عىل شهادة الدكتوراه مبعهد الصحافة وعلوم اإلخبار بتونس‪ ،‬سبق له‬
‫التدريس بكل من جامعة تونس وجامعة سوسة‪ .‬شَ غَل مديرا سابقا لإلذاعة الوطن ّية وإذاعة الشباب‬
‫يف الفرتة ‪ ،2012-2014‬له عرشات املقاالت املنشورة‪ ،‬والعديد من الدراسات الفردية والجامعية‪ .‬شارك‬
‫يف تأليف العديد من كتب‪ ،‬من ضمن اهتامماته البحثية الفضائيات اإلخبارية وخاصة الجزيرة‪ ،‬الرأي‬
‫العام‪ ،‬الشباب وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬اإلعالم والثورات العرب ّية‪ ،‬االنتقال الدميقراطي‪ .‬الربيد‬
‫االلكرتوين‪com.gmail@mongimabrouki9 :‬‬
‫ ‪-‬الدكتور عبد الحفيظ عبد الباري النهاري‪ ،‬باحث يف علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬حاصل عىل‬
‫شهادة الدكتوراه يف علوم اإلعالم واالتصال من الجامعة التونسية مبعهد الصحافة وعلوم اإلخبار عن‬

‫‪10‬‬
‫بداية نهاية االستثناء العربي‬

‫"اإلعالم والحداثة السياسية يف اليمن" سنة ‪ 2017‬وعىل شهادة املاجستري يف علوم اإلعالم واالتصال من‬
‫نفس املعهد سنة ‪ .2007‬كام يحمل الدكتور عبد الحفيظ النهاري دبلوم عايل يف اإلعالم تخصص صحافة‬
‫من كلية اآلداب بجامعة صنعاء‪ .1990 .‬عمل نائبا لرئيس الدائرة اإلعالمية للمؤمتر الشعبي العام‪،‬‬
‫ونائبا للناطق الرسمي باسمه من ‪ ،2017 -2001‬وـمستشارا لوزير الرتبية والتعليم ‪ .2017 - 2009‬كام‬
‫شغل مستشارا لألمني العام املساعد لإلعالم والثقافة والتوجيه واإلرشاد باألمانة العامة للمؤمتر الشعبي‬
‫العام‪ .2002 -1997.‬كان محررا وصحفيا يف عدة صحف ومجالت يف اليمن منها‪ :‬صوت العامل‪،‬‬
‫واملستقبل‪ ،‬وامليثاق‪ ،‬وصوت الحقيقة‪ ،‬والجمهورية‪ ،‬ومجلة الثقافة‪ ،‬ومجلة الرتبية كام ترأس تحرير‬
‫مجلة الثقافة ‪ 1997‬ـ ‪ ،2001‬ومجلة الرتبية ‪ ،2003 -2001‬وأرشف عىل تحرير صحيفة العامل ‪1995‬‬
‫‪ ،1997-‬وسكرتريا لصحيفة صوت الحقيقة ‪ .1990-1994‬نرش كتابا عن الصحافة اإللكرتونية السياسية‬
‫يف اليمن عن دار جامعة صنعاء للطباعة والنرش سنة ‪ .2010‬وكتابا آخر عن مسار االنتقال الدميقراطي‬
‫يف اليمن‪ :‬من الوفاق إىل االحرتاب سنة ‪.2017‬الربيد اإللكرتوين‪hafeed2013@gmail.com :‬‬
‫ ‪-‬الدكتور فريد عبد الفتاح أبوضهري حاصل عىل شهادة املاجستري يف اإلعالم يف مجال وكاالت‬
‫األنباء املصورة يف جامعة كارديف بربيطانيا سنة ‪ .1988‬كام حصل بعد ذلك عىل شهادة الدكتوراه يف‬
‫الدراسات اإلعالمية من جامعة ليدز سنة ‪ .1996‬بدأ بالتدريس يف قسم العلوم السياسية والصحافة‬
‫بجامعة النجاح سنة ‪ ،1991‬واستمر يف التدريس حتى يومنا هذا‪ ،‬حيث عارص تأسيس قسم الصحافة‪،‬‬
‫ثم أسهم يف تأسيس كلية اإلعالم‪ ،‬ويد ّرس حاليا يف قسم الصحافة املكتوبة وااللكرتونية‪ .‬كان رئيسا‬
‫للقسم من سنة ‪ ،2003- 2001‬ثم أسس مع زمالئه إذاعة الجامعة‪ ،‬وساهم يف تأسيس كلية اإلعالم‪،‬‬
‫وبعث لجنة االتصال السكاين من سنة ‪ ،2010 - 2001‬والتي كان لها الدور األساس يف إنشاء قسم‬
‫اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬ومهرجان األفالم الوثائقية يف الجامعة‪ .‬نرشت له عدة أبحاث علمية محكمة‪،‬‬
‫منها‪ :‬الخطاب اإلعالمي لحامس يف الحكومة‪ ،‬وكذلك "استخدامات طلبة قسم الصحافة يف جامعة‬
‫النجاح الوطنية لإلنرتنيت يف تعزيز قدراتهم الصحفية"‪ ،‬و"تعرض طلبة الجامعات الفلسطينية للمواقع‬
‫اإلسالمية عىل اإلنرتنيت‪ :‬جامعتي النجاح وبريزيت منوذجا"‪ .‬شارك يف العديد من املؤمترات العلمية‬
‫يف مجال اإلعالم يف دول عربية وأوروبية‪ ،‬وقدم أوراقا يف مجاالت حرية التعبري‪ ،‬والسالمة املهنية‬
‫للصحفيني‪ ،‬واإلعالم والتطرف‪ ،‬وغري ذلك من املوضوعات‪ .‬نرش مقاالت يف صحف عربية وأجنبية‪ ،‬ويف‬
‫مواقع الكرتونية حول قضايا إعالمية معارصة‪ .‬الربيد االلكرتوين‪com.gmail@drfaf321 :‬‬
‫ ‪-‬عبد الله بخاش باحث دكتوراه‪ ،‬تخصص علوم االتصال واإلعالم‪ ،‬مبعهد الصحافة وعلوم‬
‫االخبار‪ ،‬بجامعة منوبة بتونس‪ .‬حاصل عىل ماجستري إعالم‪ ،‬تخصص إذاعة وتليفزيون‪ ،‬كلية اإلعالم‪،‬‬
‫جامعة صنعاء‪ .2012 ،‬مهتم بدراسات الرأي العام واالتصال السيايس وتأثريات وسائل اإلعالم والبيئة‬
‫الجديدة لالتصال‪ .‬عمل مد ّرسا مساعدا بقسم اإلعالم‪ ،‬جامعتي العلوم الحديثة واملستقبل بصنعاء‬
‫باليمن‪ ،‬ومد ّربا يف التواصل اإلنساين والتحرير الصحفي مبركز اإلعالم الجديد بصنعاء‪ ،‬كام اشتغل‬
‫نائبا ملدير فرع مؤسسة ‪14‬أكتوبر للصحافة والطباعة والنرش بصنعاء‪ ،‬ومديرا لتحرير صحيفة الغد‬
‫األسبوعية ومجلة كنوز الشهرية‪ .‬عضو نقابة الصحفيني اليمنيني واتحاد الصحفيني العرب‪ ،‬وزميل‬
‫املعهد األمرييك للدراسات اليمنية‪ .‬نرشت له عدد من األبحاث العلمية املحكمة‪ .‬الربيد االلكرتوين‪:‬‬
‫‪bakhash2010@yahoo.com‬‬
‫‪11‬‬
‫اإلعالم واالنتقال الدميقراطي يف العامل العربي‬

‫ ‪-‬نبيل السدراوي يشغل خطة صحفي أول مبؤسسة اإلذاعة التونسية‪ ،‬وهو منذ ‪ 2014‬إىل‬
‫اآلن يشغل خطة مدير إلذاعة قفصة‪ ،‬كام كان أيضا مديرا إلذاعة تطاوين مبارشة بعد الثورة بني ‪2011‬‬
‫و‪ .2012‬واألستاذ نبيل السدراوي خريج معهد الصحافة وعلوم األخبار بتونس حاصل عىل األستاذية يف‬
‫الصحافة سنة ‪ 1994‬وعىل املاجيستري املهني يف تكنولوجيات االعالم واالتصال سنة ‪ 2009‬وكان مؤسسا‬
‫ألول جريدة الكرتونية جهوية يف تونس‪ ،‬اسمها مجلة "العطوف" االلكرتونية بتطاوين سنة ‪ .2009‬وكان‬
‫لألستاذ نبيل السدراوي عدة مشاركات يف دورات تدريبية يف االعالم والصحافة يف تونس ويف سوريا‬
‫ومساهامت يف ندوات وطنية ودولية يف مجال بحوث االعالم واالتصال‪ .‬كام أنتخب عضوا للنقابة‬
‫الوطنية للصحفيني التونسيني سنة ‪ 2014‬ليستقيل منها عندما عني مديرا إلذاعة قفصة من نفس السنة‪.‬‬
‫الربيد االلكرتوين‪sedraouinabil@gmail.com :‬‬

‫‪12‬‬
‫بداية نهاية االستثناء العربي‬

‫تقديم‬
‫اإلعالم واالنتقال الدميقراطي يف العامل العربي‬
‫بداية نهاية االستثناء العربي‬

‫د‪ .‬جامل زرن‬


‫د‪ .‬نور الدين امليالدي‬

‫قبل اندالع الربيع العريب‪ ‬وإىل زمن ليس بالبعيد كانت املنطقة العربية منطقة مستثناة من‬
‫فرضية تحول أنظمتها إىل أنظمة دميقراطية تعددية‪ .‬من جهة أخرى كان اإلعالم هذا الوسيط الذي‬
‫كان وراء حركة التنوير والتحديث يف الغرب‪ ،‬أيضا أداة مستثناة يف ادارة الشأن العام ويعود السبب‬
‫إىل خلفية االستثناء الذايت للمجتمعات العربية من الدميقراطية‪ ،‬وهو استثناء تغذيه أنظمة سياسية‬
‫يف بحث دائم عن الرشعية وتدعمه قوى خارجية لها مصالح يف املنطقة العربية‪ .‬ذلك أن ثنائية‬
‫الدميقراطية واإلعالم بوصفهام زوجان ال ينفصالن هي التجسيد الفعيل ملبدأ حرية التعبري عرب‬
‫وسائل اإلعالم وسيادة الشعب عىل إدارة شؤونه العامة‪ .‬هبت رياح االنتقال الدميقراطي عىل دول‬
‫املعسكر الرشقي منذ ‪ 1989‬وقلنا أنه سيكون للعرب نصيب منها‪ ،‬مرت عرشيتني وتأكدت أكرث فأكرث‬
‫فكرة االستثناء العريب‪ ،‬علينا انتظار بدايات ثورة ديسمرب ‪ 2010‬يف تونس وحرق البوعزيزي لنفسه‬
‫حتى يشتعل فتيل املطالبة بالحريات واالنتفاضة عىل األنظمة االستبدادية التي جاءت بها دولة ما‬
‫بعد االستقالل بعد موجة التحرر يف خمسينات القرن املايض‪ .‬كانت تلك االحتجاجات واالنتفاضات‬
‫والثورات منذ ‪ 2011‬قد شخصت واختزلت فعرفت باسم الربيع العريب‪.‬‬
‫امللفت فكريا يف كل هذا الذي حدث بعد الربيع العريب فيام يتصل بكتابنا هذا عن "اإلعالم‬
‫واالنتقال الدميقراطي يف العامل العريب‪ :‬بداية نهاية االستثناء العريب" هو أن العرب دخلوا عرص‬

‫‪13‬‬
‫اإلعالم واالنتقال الدميقراطي يف العامل العربي‬

‫الوسائطية‪-‬أي عرص اإلعالم واالتصال‪-‬وبات تبادل األخبار واآلراء يثري الرأي العام ويحدث صيغا‬
‫مختلفة من التأثري والحراك االجتامعي وصل إىل حد مساهمة وسائل اإلعالم يف التغيري السيايس‪ .‬هذه‬
‫اإلضافة النوعية يف املامرسة السياسية واالتصالية ويف الفكر التواصيل العريب جاءت بها كل من ثورة‬
‫تونس ومرص والتي بينت مكانة االتصال الجامهريي يف إظهار الرتاكم الثوري‪ .‬وقد تجىل ذلك من‬
‫خالل رضبني تواصليني‪ .‬يتمثل الرضب األول يف فعل وسائل االتصال الجامهريي التقليدية مجسدة‬
‫يف التلفزيون الفضايئ وتحررها من قهر الدولة الوطنية وخاصة التغطية املبارشة للقنوات الفضائية‬
‫اإلخبارية مثل قناة الجزيرة وغريها من القنوات اإلخبارية (العربية‪ ،‬فرنسا ‪ )24‬لثوريت تونس ومرص‪.‬‬
‫ويتمظهر الرضب الثاين يف النمو املطرد لشبكة اإلنرتنت وتطبيقاتها يف شبكات التواصل االجتامعي‬
‫وصحافة املواطن مجسدة يف كل من املدونات ومواقع الفيس بوك وتويرت ويوتوب‪ .‬كام ال ميكننا‬
‫تغافل فعل عدة أشكال من التواصل غري الظاهر والذي ال يعترب امتدادا للتقنية‪ ،‬منها عىل سبيل‬
‫الذكر خطاب النخب والنقابات واألحزاب‪ ،‬والكتابة عىل الجدران وخطب الجمعة واملسجد وكلها‬
‫فضاءات اتصالية تعرب عن انفجار املجال العمومي العريب عىل مرصاعيه أثناء الربيع العريب وهي‬
‫فضاءات يف حاجة إىل البحث والدراسة‪.‬‬
‫يف البدء ميكن القول أن العرب اكتشفوا بعد انتفاضات الربيع العريب ما ميكن أن يقدمه االتصال‬
‫واإلعالم للمساهمة يف تفعيل الحراك االجتامعي املطالب بالحرية والعدالة والدميقراطية‪ .‬إن هذه‬
‫القيمة تأكدت ليس فقط من خالل عملية النرش الواسع لألفكار ذات الصلة بقضايا الشأن العام‬
‫والحريات السياسية واملدنية بل باألثر الذي من املحتمل أن تحدثه عملية النرش يف الرأي العام‬
‫املحيل والدويل‪ .‬تحقق هذا من خالل ما كانت وال زالت تؤكد عليه النخب‪-‬طيلة أكرث من خمس‬
‫عقود‪-‬من أن املدخل األسايس ألي مرشوع حدايث‪ /‬تنموي عريب رهني توفر حزمة من الحريات لعل‬
‫حرية التعبري عىل الرأي وحرية اإلعالم أهمها‪ .‬ضمن إطار مقاربة تواصلية لفهم الحراك السيايس‬
‫واالجتامعي الذي قدمته وسائل اإلعالم واالتصال قبل وأثناء ثورات الربيع العريب ميكن اليوم الحديث‬
‫وبدون قيود أبستمولوجية عن الدور الريادي لتكنولوجيات االتصال الحديثة واإلعالم الجديد يف‬
‫احداث الحراك االجتامعي يف اإلعالم العريب التقليدي الهامد‪ ،‬وعن رضورة التعامل معها باعتبارها‬
‫معطى فكريا وبراديغم قائم الذات يف مباحث اإلعالم العريب‪ .‬واملقصود بالرباديغم هنا هو مدى‬
‫مقدرة تكنولوجيات االتصال وخاصة شبكة اإلنرتنت عىل إحداث صيغ جديدة من الرصاع االجتامعي‬
‫وذلك بشكل يكاد يكون يف قطيعة تامة مع ما ورثناه عن وسائل االتصال الجامهريي التقليدية من‬
‫صحافة وتلفزيون واذاعة‪.‬‬
‫إن وراء استخدامات تكنولوجيات االتصال وتوظيفها إعالم جديد و"إعالم مواطن" ومواطنة‬
‫جديدة بعد الربيع تفسح لنا مجاالت فكرية واسعة للبحث يف عدة معرفية جديدة تقطع مع السائد‬
‫يف اإلعالم العريب وتؤسس إىل مقاربات سوسيولوجية وتواصلية غري مسبوقة لعل فعل اإلعالم الجديد‬
‫يف كل من ثورة تونس وبعدها ثورة مرص خري مثال‪ .‬جاء اإلعالم الجديد املتحرر إذن من قيود النرش‬
‫‪14‬‬
‫بداية نهاية االستثناء العربي‬

‫والرقابة ومعه ثورات الربيع العريب وقلنا أن فيهام ستكون ضالتنا يف االنعتاق والتحرر‪ .‬نكتشف اليوم‬
‫وبعد سنوات من تسونامي الربيع العريب أن حرية التعبري وحرية اإلعالم بجديدها وقدميها ال ميكن‬
‫لها أن تساهم بشكل فاعل يف انتاج تنمية سياسية وبرشية واقتصادية يف العامل العريب ويكفي العودة‬
‫إىل النموذج العراقي‪ ،‬والسوري والليبي واليمني وحتى املرصي التي أنتجت كلها الطائفية واإلرهاب‬
‫والتفكك رغم فائض الحريات الذي تعيشه هذه الدول‪ .‬عىل هدي ما تقدم يبدو أنه بات علينا القيام‬
‫بقراءات فكرية وبحثية كربى لنوفر عىل أنفسنا عناء التخبط وراء املثل‪-‬عىل أهميتها‪-‬والوصول إىل‬
‫منوذج إعالمي ميكن أن يوفر لنا معا تحقيق الحرية والدميقراطية مع رضورة توفري الوحدة السياسية‬
‫للدولة والتنمية االقتصادية للمجتمع‪ .‬هكذا علينا التفكري يف الدولة واسبقية تحققها عىل الحريات‬
‫وعىل الدميقراطية ألنها هي من سيحميها ‪-‬إن تحققت‪ -‬وهي التي ستوظف تلك الحريات يف التنمية‬
‫والرقي والنهضة‪.‬‬
‫ما كشفه الربيع العريب من انتكاسة هنا ونجاح نسبي هناك هو التداخل بني الثورة والدولة‪،‬‬
‫تداخل أدى إىل تفكك دول بأكملها وحول الثورة يف غياب جهاز الدولة إىل ميلشيات ورصاع محاور‬
‫إقليمية ودولية يف أكرث من منطقة وتحولت حرية التعبري وحرية اإلعالم إىل مكسب شكيل تحدد‬
‫وجهتها فوهات البنادق‪ .‬لقد بات لزاما علينا إذن القيام بقراءات بحثية عميقة اليوم لكل املقوالت‬
‫املعلبة عن عالقة اإلعالم بالحريات العامة وبحرية اإلعالم وتحديدا بعد الربيع العريب‪ .‬لكن ورغم‬
‫كل هينات الربيع العريب فقد ساهمت سياقاته يف تحالف معلن بني االتصال واإلعالم والسياسة يف‬
‫تشكيل بيئة جديدة لألفكار كانت يف مخاض ومتحفزة للظهور وتنتظر اللحظة التاريخية الحاسمة‬
‫للتبلور والتي جاء بها محمد البوعزيزي يف ‪ 17‬ديسمرب ‪ 2010‬يف مدينة سيدى بوزيد بتونس‪.‬‬
‫إن إكراهات واقع حرية التعبري واإلعالم يف العامل العريب قبل الربيع العريب وبعده‪ ،‬تستدعى‬
‫رضورة القراءة التاريخية لعالقة العرب بأهم عنارص ملف اإلعالم مبنظومة الحريات‪ .‬وعادة ما تكون‬
‫الشعارات واألفكار والربامج ‪-‬نظريا‪-‬نقية ومتامسكة قبل املامرسة لكن تعقيدات الواقع وتغرياته هي‬
‫املحك الحقيقي يف مدى صالبتها يف التحقق‪ .‬وعند حديثنا اليوم عن اإلعالم والربيع العريب وحرية‬
‫التعبري ميكن الوقوف عند جملة من القراءات لعل أهام تتمثل يف قراءة كيف أصبحت تتشكل بيئة‬
‫جديدة لالتصال واإلعالم يف العامل العريب وهي حصيلة تالقى حتميتني‪ :‬حتمية تقنية مجسدة يف‬
‫مخرجات التقنية من خالل اإلعالم الجديد وحتمية سوسيولوجية مجسدة يف انفجار الواقع العريب‬
‫سياسيا معلنة عن رغبة غري مسبوقة يف التحرر من القهر واالستبداد‪ .‬كام أن الحاجة املاسة ملعرفة‬
‫ماهية العالقة بني اإلعالم وحرية التعبري ومدى مساهمتهام يف ترسيخ مبدأ التعددية بوصفها أحد‬
‫أهم املؤرشات عن مدى تعددية عرض األفكار يف وسائل اإلعالم باتت رضورة منهجية‪.‬‬
‫كام علينا التساؤل أيضا حول مدى قدرة اإلعالم االجتامعي الجديد عىل ردم الفجوة امليديولوجية‬
‫التي هي يف االصل معرفية بني الوسائط واستمرار هيمنة املكتوب والشفوي عىل مظاهر التواصل‬
‫االجتامعي والسيايس يف الفكر العريب‪ .‬كيف ميكننا متابعة إعادة متوقع املثقف العريب تجاه إعادة‬
‫‪15‬‬
‫اإلعالم واالنتقال الدميقراطي يف العامل العربي‬

‫إنتاج التاميز بعد الربيع العريب‪ ،‬متايز العرب يف االستثناء الدميقراطي أي إما إنتاج الدميقراطية أو‬
‫إعادة إنتاج ما مييز العرب ويجعلهم استثناء وهو الدكتاتورية ودولة االستبداد السيايس‪ .‬ما هي إذن‬
‫اآلليات املنهجية لتحليل السياقات الجديدة االنتقالية التي أفرزها اإلعالم والربيع العريب وتحديدا‬
‫الحاجة املاسة إىل تبنى وظيفة جديدة لإلعالم تؤمن برضورة تالزم الحتمية التقنية والسوسيلوجية يف‬
‫الواقع العريب إذا ما أردنا أن يكون لإلعالم فعل يف تحديث املجتمع وهو يعيش حالة انتقال‪ .‬مثلت‬
‫التجربة التونسية يف االنتقال الدميقراطي منذ جانفي ‪ 2011‬عالمة فريدة ضمن سياق عريب ودويل‬
‫متقلب‪ ،‬إنها نصف مسرية تحقق منها شقها السيايس ومازالت تكابد الشق االجتامعي واالقتصادي‪.‬‬
‫وهنا علينا التساؤل أين ملف اإلعالم واالتصال من كل هذا؟ هل ميكن ذكر نجاح االنتقال السيايس‬
‫من دون أن يكون فعل للمجال اإلعالمي واالتصايل يف كل ذلك ام أن العكس صحيح؟‬
‫الجواب يأيت فيام أثبته حراك الربيع العريب من مقدرة الناس عىل توظيف تكنولوجيات االتصال‬
‫يف الحراك االجتامعي بالعودة إىل حتميتها االجتامعية‪ ،‬كام أثبت أيضا قصور األنظمة العربية يف‬
‫توظيف تقنيات اإلعالم الجديد بالعودة فقط إىل خلفيتها التكنولوجية‪ ،‬وميكن االستدالل بعجز‬
‫النظام يف تونس ومرص زمن احتجاجات سنة ‪ 2011‬عىل الحفاظ عىل وجوده رغم ملكيته لكل‬
‫الرتسانة اإلعالمية الرسمية وغري الرسمية الرقمية والتقليدية‪ .‬لذلك نعتقد أن عىل بحوث اإلعالم‬
‫واالتصال أن تصب اهتامماتها البحثية يف اإلعالم من خالل إبراز املنزع االجتامعي والبعد اإلنساين يف‬
‫التقنية االتصالية وذلك من خالل زوايا االستعامالت والتمثالت االجتامعية‪ .‬إن االتصاالت (الفضائية‪،‬‬
‫الخلوية‪ )...،‬والتي تربز البعد التكنولوجي يف االتصال كظاهرة اجتامعية يتمثل دورها يف نقل واستقبال‬
‫وبث األفكار واآلراء واملعلومات التي تشغل بال املواطن يف عالقته بقضايا الشأن العام‪ .‬فهي بذلك‬
‫فضاء ميدياتيكيا وجزء من املجال العمومي الذي فيه يتفاعل املواطن بشكل حر ومستقل عن أطر‬
‫الدولة التي تنظم حياة األفراد ككتلة ووحدة متامسكة انطالقا من محددات عامة مثل الدستور‬
‫والهوية والتاريخ واملصري املشرتك‪ .‬حجة استقاللية الفضاء االتصايل تأىت من كون هذا الفضاء يجب‬
‫أن يكون متعددا فلذلك ال متلك الدول يف الدميقراطيات الغربية وبشكل احادي صحفا أو مؤسسات‬
‫إعالمية وإن كان لها ذلك فهي مستقلة ومتول من الرضائب وهو ما يدفعنا إىل مالحظة غياب وزارات‬
‫إعالم يف األنظمة الدميقراطية ألن اإلعالم يجب أن يعرب عام يف املجتمع من تعدد وثراء فكري سيايس‬
‫وديني وعرقي‪ .‬إن االتصاالت من خالل التكنولوجيا الرقمية الحديثة تبدو منسجمة مع طبيعة الفرد‬
‫التحررية وقاعدة املجتمع املتعدد عندما تقع هيكلتها وتنظيمها من خالل تقديم البعد التواصيل‬
‫والثقايف وليس االتصااليت التقني الذي قد يقع إخضاعه إىل قواعد السوق أو االحتكار‪ .‬نقول كلام‬
‫عزل الثقايف يف االتصاالت همش التواصل اإلنساين وكسبت التقنية أسبقية فرضية قدرتها عىل صياغة‬
‫أنساق ثقافية قد ال تبدو منسجمة مع طبيعة املجتمع‪ ،‬وكلام كان التواصل أكرث حضورا مجتمعيا كان‬
‫توظيف تقنيات االتصاالت الحديثة خاضعا إىل مرجعية فكرية وثقافية إنسانية‪.‬‬
‫انفالت إعالمي أم انفالت وظيفي هذا هو السؤال الرئييس الذي يجب عىل بحوث اإلعالم‬
‫‪16‬‬
‫بداية نهاية االستثناء العربي‬

‫واالتصال يف العامل العريب النبش فيه منذ اندالع حراك الربيع العريب وثوراته‪ .‬فقد لجأ العديد من‬
‫املراقبني للمشهد اإلعالمي يف دول الربيع العريب وتحديدا يف تونس ومرص عىل توصيف واقع اإلعالم‬
‫عىل أنه "انفالت إعالمي" أخذا مبا شهدته مؤسسات الدولة من انفالت أمنى‪ ،‬يف حني أن األصل هو‬
‫انفالت وظيفي وميالد بيئة اتصالية جديدة أو إيكوميديا جديدة ورصاع عىل ماهية وظائف وسائل‬
‫اإلعالم املحتملة يف مجتمع يعيش حالة من االنتقال الدميقراطي‪ .‬يوجد من يريده حرا ويوجد من‬
‫يريده مراقبا ويوجد‪ ‬من ال تصور له ملستقبل اإلعالم‪ .‬نظريا ال حديث عن وظائف وسائل اإلعالم إذا‬
‫مل يتوفر لها سياق دميقراطي وتحرري يتبناه املجتمع‪ .‬ويف هذا السياق فإنه كثريا ما ارتبطت السلطة‬
‫الرمزية لنظريات االتصال واإلعالم بالنظرية النقدية واملعروفة مبدرسة فرنكفورت وروادها ماركوز‬
‫ويوكهامير وأدرنو وهربماس‪ ،‬وقد جاءت هذه النظرية كبديل عىل ما حظيت به النظرية الوظيفية‬
‫من سطوة عىل بحوث اإلعالم واالتصال طيلة الخمسينات والستينات من القرن املايض وخاصة يف‬
‫النموذج اإلنجلوساكسوين‪ .‬هذا ال يعنى أن نجم كال النظريتان قد أفل بل كلام صعدت هذه النظرية‬
‫عال شأن النظرية النقيض أو البديل‪.‬‬
‫عربيا مل تتبلور يف مجتمعاتنا تجليات النظرية الوظيفية وذلك بسبب غياب سياق وظيفي‬
‫مجسدا يف الدميقراطية واقتصاد السوق‪ ،‬وحرية التعبري وتعدد ملكية وسائل اإلعالم وحرية التنظم‪.‬‬
‫يدفعنا هذا التوصيف إىل التساؤل‪ :‬هل يصح الحديث عربيا عن مآثر للنظرية النقدية لوسائل اإلعالم‬
‫يف غياب حضور وتجذر مقوالت النظرية الوظيفية؟ إذن هل عىل الباحثني يف علوم اإلعالم واالتصال‬
‫يف العامل العريب أن يؤسسوا فيوطنوا مقاربة وظيفية عربية ويعيدوا قراءة مقارباتهم النقدية والتي‬
‫كانت مبثابة الهروب الفكري أمام غياب سياق وظيفي يف العامل العريب بحكم حالة االستبداد والتخلف‬
‫السيايس؟ وإن كان ملقاربة نقدية عربية أن تتأسس فعليها أن تكون من داخل النسق الفكري النظري‬
‫لبحوث االتصال وليس من داخل آليات اشتغال النظام الرسمي العريب الذي تهاوى مع ثورات الربيع‬
‫العريب بفضل شعار "الجمهور يريد‪ "...‬وهي التعبرية التواصلية عن شعار "الشعب يريد إسقاط‬
‫النظام"‪ .‬وهنا علينا بطرح جملة من التساؤالت ‪:‬‬
‫ ‪-‬هل يكن أن نتحدث عربيا عن مقاربة وظيفية ويف أكرث من دولة تغيب حرية التعبري‬
‫وحرية الصحافة؟‬
‫ ‪-‬هل ميكن الحديث عن وظائف وسائل اإلعالم يف مجتمع تكون فيه كل وسائل اإلعالم ملكا‬
‫للدولة وهي املمول الرئييس لها؟‬
‫ ‪-‬كيف ميكن ان نتحدث عن أخالقيات الصحافة إذا ما كانت الدولة هي املشغل الوحيد أو‬
‫أكرب املشغلني للصحفيني؟‬
‫ ‪-‬كيف ميكن القيام ببحث عن اإلشباعات واالستخدامات إذا مل تكن املضامني التي تصل إىل‬
‫املتلقي تعددية؟‬
‫‪17‬‬
‫اإلعالم واالنتقال الدميقراطي يف العامل العربي‬

‫ ‪-‬إذا ما كانت عجلة التنمية من رخاء وتوظيف ونهضة اقتصادية واجتامعية يف دولة ما‬
‫معطلة وسببها يعود حتام إىل وجود فساد وغياب حريات‪ ،‬فهل حري بنا مجرد البحث الشكيل يف‬
‫مخرجات وسائل اإلعالم أم نقد وظائفها حتى تساهم يف تحقيق ما عجزت عنه الدولة يف إدارتها‬
‫األحادية مللف اإلعالم منذ االستقالل؟‬
‫ميكن اإلقرار بأن حراك الربيع العريب بعد ‪ 2011‬قد ساهم يف إنتاج ما ميكن أن نسميه‬
‫اليوم باإلعالم العريب الجديد‪ .‬ويتجىل ذلك عىل عدة مستويات مؤسساتية‪ ،‬سوسيولوجية‪ ،‬وأيضا‬
‫تكنولوجية‪ ،‬فلم تعد العديد من البلدان العربية متمسكة بوزارات اإلعالم بل ألغيت وعوضت‬
‫بهيئات عليا لالتصال أو لإلعالم‪ .‬فقد ألغيت وزارة اإلعالم يف تونس ويف قطر ويف األردن ويف املغرب‪.‬‬
‫كام بعثت العديد من الهيئات التعديلية لإلعالم واالتصال مثل الهيئة العليا لإلعالم يف تونس والهيئة‬
‫العليا لالتصال يف املغرب‪ ،‬وهيئة اإلعالم األردين‪ ،‬ومجلس اإلعالم يف الجزائر وهيئة السمعي املريئ يف‬
‫السعودية‪ .‬وقد جاءت هذه الهيئات بعد صدور وتعديل قوانني إعالم يف العديد من الدول العربية‬
‫والتي كانت تعرب عن فكر قروسطي يف تنظيم حرية التعبري واإلعالم‪ ،‬وميكن ذكر املرسوم رقم ‪116‬‬
‫لسنة ‪ 2011‬والذي عوض قانون الصحافة يف تونس الذي يعود إىل سنة ‪1975‬ونفس األمر ينسحب‬
‫عىل الجزائر وقانون اإلعالم الجديد لسنة ‪ .2014‬ورمبا يكمن التميز عىل املستوى العريب يف كل هذا‬
‫املخاض يف دسرتة اإلعالم وخاصة دسرتة املؤسسات الساهرة عىل اإلعالم وتنظيمه مثلام هو الحال يف‬
‫الدستور التونيس لسنة ‪ .2014‬كل هذه املؤرشات تعترب إضافات نوعية وهي نصف مسرية تحققت‬
‫نحو التحرر‪ ،‬وما كان لها أن تتحقق لو مل ينتفض الناس مع الربيع العريب مطالبني بالحريات‪.‬‬
‫بالعودة إىل تداخل املقاربات التشخيصية لواقع اإلعالم العريب بعد ‪ 2011‬وخاصة منها تلك‬
‫التي اعتربت الربيع العريب مؤامرة نقول بأن قصور إدارة العرب مللف الحريات ومنها حرية اإلعالم‬
‫بعد ‪ 2011‬هو السبب يف هذا االنفالت الوظيفي الذي يعيشه العامل العريب‪ .‬ليست الحرية هي‬
‫سبب الفوىض بل إن إدارة الحرية وتأطريها وتفريغها يف برامج من قبل النخب هو السبب‪ .‬كام أن‬
‫خطاب املؤامرة ال يوفر تشخيصا علميا بل تنازال عن تفسري الظواهر لحساب عومل خارجية وبحثا‬
‫عن تربئة الذات عن العجز‪ .‬يعترب غياب االستقرار يف دول االنتقال الدميقراطي تاريخيا وبالرجوع إىل‬
‫الدراسات املقارنة يف عديد الدول من مميزات مراحل االنتقال الدميقراطي‪ .‬إنها حالة من املد والجزر‬
‫بني مخلفات منظومة االستبداد القدمية وبني الرغبة املواطنية يف االلتحام مبنظومة قيم جديدة من‬
‫عدالة وحرية وتعددية‪ ،‬ال ميكن أن يكون اإلعالم مبعزل عنها‪ .‬ليس للربيع العريب ما يقدمه للعرب إال‬
‫بالقدر الذي يقدمه العرب للربيع العريب من مضامني وبرامج اجتامعية واقتصادية وثقافية ملغالبة‬
‫الفقر واالستبداد والتخلف والذي حتام سيكون اإلعالم التعددي وعائها‪.‬‬
‫سعى املساهمون يف هذا الكتاب وبعيدا عن خطاب املؤامرة وكل من مقاربته إىل مسائلة املايض‬
‫لتفسري الواقع وتوقع املستقبل ضمن صريورة فكرية تقر بأن ثورة ‪ 2011‬يف تونس انتجت سياقا‬
‫وظيفيا جديدا للمؤسسة اإلعالمية يف قطيعة ظاهرة عام سبقها‪ .‬إن هذا املؤلف دعوة للمساهمة يف‬
‫‪18‬‬
‫بداية نهاية االستثناء العربي‬

‫مقاربة تحليلية تقييمية لزخم إعالمي واتصايل عريب جديد يف تفاعله مع الشأن العام قل نظريه يف‬
‫تاريخ املنطقة العربية‪ ،‬فقد شهدت دول الربيع العريب انتخابات منذ ‪ 2011‬وبروز مؤسسات إعالمية‬
‫خاصة عمومية وجمعياتية وهو ما يشري إىل وجود تالقح عميق بني املجال اإلعالمي واملجال السيايس‬
‫محدثا حالة من التاميز كام يذهب إىل ذلك بيري بورديو‪ ،‬ومؤرشا هاما عن بداية نهاية االستثناء العريب‬
‫من فرضية دخول العرب عرص الدميقراطيات والحريات‪ .‬لبلوغ كل هذا تدبر الكتاب مسائلة أهم‬
‫تجليات العالقة بني اإلعالم وحراك الربيع العريب وخاصة السياق التاريخي للرتاكم الثوري قبل جانفي‬
‫‪ 2011‬وبعده وذلك من خالل مناقشة مسألة اإلعالم العريب منذ بدايات دولة ما بعد االستقالل إىل‬
‫ثورات وانتفاضة كل دولة عربية وسياقات تشكلها‪ .‬كام أفرد املساهمون كل من جهته تحليال لحاالت‬
‫عينية عن مسار العالقة الشائكة بني اإلعالم واالنتقال الدميقراطي يف أغلب الدول العربية‪.‬‬

‫‪19‬‬

You might also like