‫«اإللحاد بين الوهم والحقيقة»‬ ‫مدخل التزكية‪:‬‬

‫اهداف الدرس‪،‬والنصوص الشرعية والشرح ص‪52:‬‬

‫تحليل محاور الدرس ومناقشتها‪:‬‬
‫‪ – I‬مفهوم اإللحاد وأنواعه‪:‬‬
‫‪ – 1‬مفهوم اإللحاد‪:‬‬
‫اإللحاد‪ :‬لغة‪ :‬الميل عن القصد‪ ،‬واصطالحا‪ :‬هو مذهب فكري اعتقادي‪ ،‬يقوم على فكرة أساسها إنكار وجود الخالق سبحانه‬
‫وتعالى‪ ،‬وإنكار كل الحقائق الدينية‪ ،‬واعتبار الدين وهم صنعه اإلنسان‪ ،‬والكون وجد صدفة‪.‬‬
‫‪ – 2‬أنواع اإللحاد‪:‬‬
‫أ‪-‬اإللحاد بإنكار وجود هللا‪ :‬إن اإللحاد بإنكار وجود هللا مخالف لكل مقتضيات العقل والمنطق‪ ،‬إذ العقول السليمة تؤمن بوجود خالق‬
‫ض آ َياتٌ ِّل ْل ُموقِنِينَ ﴾‪.‬سورة الذاريات اآلية ‪.20‬‬ ‫مدبر لهذا الكون‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬وفِي اَأْل ْر ِ‬
‫ب‪-‬اإللحاد في أسماء هللا وصفاته‪ :‬وصف هللا تعالى بما ال يليق بجالله وعظمته‪ ،‬أو تعطيل األسماء والصفات عن معانيها‪ ،‬أو‬
‫تشبيهه سبحانه بمخلوقاته‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬وهَّلِل ِ اَأل ْس َما ُء ا ْل ُح ْس َنى َفادْ ُعوهُ ِب َها َو َذ ُروا ا َّلذِينَ ُي ْل ِحدُونَ فِي َأ ْس َماِئ ِه ) األعراف‪:‬من اآلية‬
‫‪.180‬‬
‫ج‪-‬اإللحاد بالقرآن الكريم كله أو بعضه‪ :‬وهو أن يؤمن البعض ببعض الحقائق واألحكام في القرآن الكريم وينكرون الباقي بدعوى‬
‫عدم فهمها أو عدم مالئمتها ألفكارهم وحياتهم‪ ،‬كمن تنكر فرضية الحجاب الشرعي بسبب عدم اقتناعها باآليات القرآنية‪ ،‬وهؤالء‬
‫ي فِي ا ْل َح َيا ِة‬‫ض َف َما َج َزاء َمن َي ْف َعل ُ َذلِ َك مِن ُك ْم ِإالَّ خ ِْز ٌ‬ ‫ب َو َت ْكفُ ُرونَ ِب َب ْع ٍ‬
‫ض ا ْل ِك َتا ِ‬‫هم من قال فيهم الحق سبحانه وتعالى‪َ﴿ :‬أ َف ُتْؤ ِم ُنونَ ِب َب ْع ِ‬
‫ب﴾‪.‬سورة البقرة من اآلية ‪.84‬‬ ‫ال ُّد ْن َيا َو َي ْو َم ا ْلقِ َيا َم ِة ُي َردُّونَ ِإ َلى َأ َ‬
‫شدِّ ا ْل َع َذا ِ‬
‫د‪-‬اإللحاد بإنكار البعث‪ :‬هناك طائفة تنكر البعث والحساب والجنة والنار‪ ،‬ويعتقدون أن ال حياة بعد الموت‪ .‬قال تعالى في حقهم‪:‬‬
‫﴿ َو َقالُوا َما ه َِي ِإال َح َيا ُت َنا ال ُّد ْن َيا َن ُموتُ َو َن ْح َيا َو َما ُي ْهلِ ُك َنا ِإال الدَّ هْ ُر﴾‪.‬سورة الجاثية من اآلية‪23:‬‬
‫‪ – II‬حقائق اإليمان تدحض أوهام الملحدين‪:‬‬
‫‪ – 1‬منهج القرآن الكريم في دحض أوهام الملحدين‪:‬‬
‫تتنوع أساليب القرآن الكريم في الرد على الملحدين‪،‬منها‪- :‬األسلوب الوصفي التصويري لتقريب المعنى إلى أذهانهم لعلهم‬
‫يقتنعون‪.‬‬
‫‪ -‬وتارة يستعمل أسلوب الترغيب والترهيب بالشدة أو اللين في الخطاب‪.‬‬
‫‪ -‬وتارة يذكرهم بالحساب األخروي وما ينتظرهم من عذاب‪- ،‬وتارة أخرى يضرب األمثال ليتضح المقال‪.‬‬
‫‪ -‬وأيضا يعرض ُح َججهم الناكرة لوجود هللا وي‍‍بطلها بأدلة مقنعة‪.‬‬
‫‪ – 2‬آثار اإللحاد‪:‬‬
‫الخروج عن الفطرة‪ :‬فطرنا هللا تعالى على العبادة كفطرتنا على األكل والشرب والتنفس والنوم …‪ ،‬فاإلنسان لزاما أن َيع ُبدَ فقال‬
‫اس َع َل ْي َها﴾‪.‬سورة الروم من اآلية‪29:‬‬ ‫ين َحنِي ًفا ف ِْط َر َة هَّللا ِ ا َّلتِي َف َط َر ال َّن َ‬
‫سبحانه‪َ ﴿ :‬فَأقِ ْم َو ْج َه َك لِلدِّ ِ‬
‫صدْ َرهُ‬ ‫ش َر ْح َ‬‫العذاب النفسي‪َ :‬ت َو َّعدَ هللا الذين ُيلحِدون به بالقلق واالضطراب والحرب النفسية‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬ف َمنْ ُي ِر ِد هَّللا ُ َأنْ َي ْه ِد َي ُه َي ْ‬
‫السمَاءِ ﴾سورةاألنعام اآلية‪126:‬‬ ‫ص َّع ُد فِي َّ‬ ‫ض ِّي ًقا َح َر ًجا َكَأ َّن َما َي َّ‬
‫صدْ َرهُ َ‬ ‫لِِإْل ْساَل ِم َو َمنْ ُي ِردْ َأنْ ُيضِ َّل ُه َي ْج َعلْ َ‬
‫ِّ‬ ‫هَّللا‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬
‫العذاب المادي‪ :‬يعذب هللا ال َمالَحِدة في الدنيا قبل اآلخرة‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬فالَ ُت ْع ِج ْب َك ْم َوال ُه ْم َوالَ ْوال ُد ُه ْم ِإ َّن َما ُي ِري ُد ُ لِ ُي َعذ َب ُهم ِب َها فِي‬
‫س ُه ْم َو ُه ْم َكافِ ُرونَ ﴾التوبة اآلية‪.55:‬‬ ‫ا ْل َح َيا ِة ال ُّد ْن َيا َو َت ْز َهقَ َأنفُ ُ‬
‫فلنعمق النظروالتأمل في آيات هللا الدالةعلى وجوده ووحدانيته وقدرته وعظمته ألزداد يقينا ‪ .‬وأسهم في الدعوة إلى هللا تعالى‬
‫وهدى‪.‬‬
‫ً‬ ‫على بصيرة‬