Professional Documents
Culture Documents
الفصل الثاني
الفصل الثاني
إن مصطلح البطاقات املصرفية يدل مباشرة على إصدار هذه البطاقات من البنوك اليت تكون معروفة
لدى العمالء وكثريا ما جند تسميات متعدد هلا يف البحوث واجملالت العلمية والكتب حتت اسم بطاقات
بنكية أو ائتمانية أو مصرفية وسيأيت تفصيل ذلك عند التطرق لتعريفها ،وملعرفة نظام البطاقة املصرفية ال
بد من الرجوع اىل أصلها كيف نشأت وتطورت وأخذت مكاهنا يف النظام املصريف احلديث.
مبا ال شك فيه أن بطاقة االئتمان أمريكية النشأة يف العقد الثاين من القرن العشرين ،مث أخذت تتطور
بعد النصف األول من هذا القرن ،ففي سنة 1888م كان الكاتب األمريكي ()Edward Belamy
ق د تنب أ يف كتاب ه أن ه حبل ول ع ام 2000م س وف حيل حمل النق ود بطاق ات للش راء حمددة القيم ة س لفا
1
وسوف تسمح حلاملها باحلصول على االئتمان ،ويكون اجملتمع بال نقود.
ويف سنة 1924قامت شركة جنرال برتوليوم يف كالفورنيا بإصدار أول بطاقة ائتمان حقيقية ،توزع
على اجلمه ور ل دفع قيم ة الب نزين املب اع هلم من حمطاهتا املنتش رة يف أحناء البالد ،على أن تس دد املب الغ
املستحقة يف تواريخ الحقة.
ومل تس تمر ه ذه البطاق ات ،ب ل توق ف العم ل هبا خالل احلرب العاملي ة الثانية ,وبع د أن انتهت ه ذه
احلرب العاملية ظهرت أول شركة متخصص يف إصدار البطاقات االئتمانية ،وهي شركة "دايزر كلوب"
يف سنة 941م وقد اقتصرت يف البداية على إصدار بطاقة خاصة برواد املطاعم ،ويف سنة 1951انتقلت
عملية إصدار البطاقات االئتمانية إىل البنوك ،وكان هذا االنتقال اىل البنوك هو التطور احلقيقي الستخدام
هذه البطاقات ،فقد أصدرت عدة بنوك لعمالئها بطاقات لتسهيل شراء احتياجاهتم اليومية وكان ظهور
هذه البطاقات إيذاناً بعصر جديد يف املعامالت املالية.
ويف عام 1958قام بنك أمريكا وبنك تشيزمنهاتن ومها أكرب بنكني يف العامل يف ذلك الوقت بإصدار
بطاقة بنكية ،أصبحت مقبولة يف مجيع أحناء الواليات املتحدة األمريكية.
1منظور أحمد األزهري,موقف الشريعة اإلسالمية من البطاقات البنكية ,مكتبة الصحابة اإلمارات الشارقة ,الطبعة األولى , 2008ص 27
الفصــــــــل األول ...............................................................................:البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها
مث ظهرت بطاقات االئتمان يف فرنسا سنة 1954م عندما ظهرت بطاقة وندز كلوب وانتشر بعد
ذلك استخدام هذه البطاقة وخاصة الزرقاء اليت أصدرهتا جمموعة من البنوك الفرنسية سنة1967م.
وتلت هذه املرحلة مرحلة جديدة منذ أوائل السبعينات من العشرين حيث بدأت اهليئات املالية بإصدار
بطاقات بنكية ،متكن املستفيدين من احلصول على سلع وخدمات من الفنادق الكربى وشركات النقل
السياحية ،وصارت هذه البطاقات عاملية ،وميكن القول بأن هذه املرحلة بدأت عام
1977م ،حينما اتفقت بعض البنوك األمريكية على إنشاء مجعية أو منظمة غري رحبية (فيزا كارت)،
ومسحت ألي بنك يف أحناء العامل أن يكون عضواً هبا ،طبق اً الشرتاطات خاصة تتوىل اجلمعية أو املنظمة
التنسيق بينها ،ومع زيادة األعضاء املنتسبة إليها قامت منظمة الفيزا بإنشاء شعبتني ،األوىل شعبة الفيزا
األمريكية واألخرى تتوىل شئون البطاقة يف مجيع أحناء العامل ،وتسمى Internationalمث بدأت
بطاقات االئتمان تتوىل يف شىت أحناء العامل ،وبدأت ع دة منظمات إصدار هذه البطاقات ومن أشهرها
اآلن بطاق ة الف يزا والماس تر ك ارد واألمريك ان أكس برس ،ال دانيزر كل وب ،وإن ك انت بطاق ات
املاسرتكارد ،والفيزا كارت األكثر انتشاراً يف أمريكا حىت سنة ،1986مث انتشرت يف مجيع أحناء العامل،
مث نشأ يف أوربا بطاقة أكسربس ،ويورو كارد ،ويف اليابان مؤسسة J.C.Bإال أن البطاقات األمريكية
تبقى هي األكثر انتشارا يف العامل سواء من حيث اشرتاك البنوك يف دول العامل يف عضويتها أو يف قبوهلا
1
لدى التجار يف شىت أحناء العامل.
ومع دخول هذه البطاقات اىل األسواق العربية أصدرهتا البنوك ومن ضمنها املصارف اإلسالمية اليت
بدأت تتعامل ببعض هذه البطاقات ,واجتهت اىل ربط أجهزهتا بأنظمة الشبكات العاملية.
المطلب الثاني :مفهوم البطاقات المصرفية
إن املصطلح الشائع للبطاقة بني الناس وحىت يف كثري من االقتصاديني هو بطاقة االئتمان (Crédit
)Cardغ ري أن ه ليس بالض رورة أن تك ون ك ل بطاق ة تس تخدم لالئتم ان ,فق د تك ون بطاق ة الوف اء
2
والضمان والدفع والسحب من الرصيد وغريها .
عارف خليل أبو عيد ,البطاقات البنكية بين الفقه والقانون,دار جليس الزمان الطبعة األولى 2015ص ص 10-7 1
حيث أن ه من اللبس يف البح وث العلمي ة واالقتص ادية أن تعن ون أو تع رف مجي ع أن واع البطاق ات على
أس اس (بطاق ة االئتم ان) يف حني أن اإلق راض ال يتحق ق يف بعض أن واع البطاق ات مث ل بطاق ة الس حب
1
املباشر من الرصيد(.)Débit Card
و لقد تعددت تعريفات البطاقة املصرفية (االئتمانية) يف املراجع االقتصادية وحىت الفقهية منها ،ويطول
املقام إذا أردنا عرض هذه التعريفات إال أننا نشري إىل أمهها فيما يلي:
عرفها المجمع الفقهي اإلسالمي التابع لمؤتمر اإلسالمي في دورته السابعة على أهنا مستند -1
يعطيه مصدره (البنك املصدر) لشخص طبيعي أو اعتباري (حامل البطاقة) على عقد بينهما ميكنه من
ش راء الس لع واخلدمات ممن يعتم د املس تند (الت اجر) دون دف ع الش خص ح اال .لتض منه ال تزام املص در
بالدفع ،ويكون الدفع من حساب املصدر مث يعود على حاملها يف مواعيد دورية ،وبعضها يفرض فوائد
2
ربوية على جمموع الرصيد الغري املدفوع بعد مدة حمددة من تاريخ املطالبة ،وبعضها ال يفرض فوائد.
البطاقة االئتمانية هي أداة تتيح حلاملها تداول النقود الكتابية بواسطة شبكة الكرتونية ,كما تتيح -2
3
أيضا حتويل النقود الكتابية اىل نقود ورقية بواسطة املوزعات اآللية . DAB
وهن اك تعري ف موس ع للبطاق ة بأهنا :أداة يص درها بن ك أو حمل جتاري أو مؤسس ة مالي ة ختول -3
حلاملها احلصول على نقد أو سلع أو خدمات تسحب ،قيمتها من رصيده ،وهذا النوع هو ما يسمى (
)Débit Cardال ذي ه و الس حب املباش ر من الرص يد أو ق رض م دفوع من قب ل مص درها ،يض من
ألصحاب احلقوق ما يتعلق بذمة حاملها ،الذي يتعهد من قبله بتسديد القرض خالل مدة معينة من دون
زيادة ربوية على القرض ،أو بزياد ربوية لدى اختياره الدفع على األقساط ،وهذا هو ما يسمى :بطاقات
4
اإلقراض (االئتمان) وحسم عمولة على التاجر من قيمة مبيعاته هبا.
ويظه ر لن ا أن ه ذا التعري ف من أفض ل التعريف ات ،حيث أن التعري ف ه و حتدي د الش يء ب ذكر
اخلصائص املميزة له ,حبيث يكون جامع لكل خصائصه مانع من إقحام غريه فيه ,وهذا ما ينطبق على
التعريف ,حيث أوضح التعريف ما يلي:
1عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان ,البطاقات البكية اإلقراضية والسحب المباشر من الرصيد ,دار القلم دمشق ,الطبعة الثانية 2003م ص22
2مجلة مجمع الفقه اإلسالمي :عدد. 12ج, 3ص ص. 676- 675
3
Alain Beitone Antoine Cazorla – Estelle Hemdane,DICTIONNAIRE DES SCIENCES ECONOMIQUES,6 EDITION,DUNOD ,P
70
4منظور أحمد األزهري ,مرجع سبق ذكره ,ص 23
الفصــــــــل األول ...............................................................................:البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها
كم ا أن ه ذا التعري ف يتض من الن وعني األساس يني للبطاق ات :بطاق ة اخلص م الف وري ,بطاق ة االئتم ان
(اإلقراض) وهذا ما ال جنده يف أغلب التعريفات سواء االقتصادية أو الفقهية.
هناك أنواع خمتلفة من البطاقات املصرفية واليت تتفق مجيعها يف تسوية املدفوعات ومتكني حاملها من
احلصول على السلع واخلدمات وسحب النقود ,وميكن تصنيفها على أساس اعتبارين:
والبعض يسمي هذا النوع من البطاقة ببطاقة الدين املتجدد ( )Revolving Credit Card
مبعىن :أن هذه البطاقة متكن حاملها من احلصول على الدين املتجدد لشراء السلع واخلدمات واحلصول
على القرض النق دي حبيث يعطي له البنك أو املؤسسة املالية ائتمان دوار (Revolving Crédit
)Lineوبذلك ال يلزم حلامل البطاقة تسديد كامل املبلغ املستحق فوراً بل ميكنه دفع جزء ضئيل من
ال دين %10مثال وت دوير الب اقي إىل ش هور تالي ة مع زي ادة الفائ دة املق ررة من قب ل مص در البطاق ة
(الزيادة الربوية) ،ويقال هلذا النشرات التجارية" :االعتماد الدائم" ،وختتلف مدة السماح ألداء الديون
1
يوما.
من مصدر آلخر وترتاوح بني (ً )60 - 45 - 30
من أمثلتها :الفيزا ,املاسرت كارد,والداينرز كارد ,واألمريكان إكسربيس وهي األكثر رواجا يف عصرنا,
وقد تكون ذهبية أو ممتازة أو فضية على حسب االمتيازات واخلدمات املقدمة حلاملها.
1مرجع سابق,ص39
الفصــــــــل األول ...............................................................................:البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها
هي أداة حقيقية لإلقراض يف حدود سقف معني متجدد على فرتات حيددها مصدر البطاقة -
-يس دد حامله ا امثان الس لع واخلدمات ،والس حب النق دي يف ح دود س قف االئتم ان (اإلق راض)
املمنوح ،وإذا مل يكن هلا سقف فهي مفتوحة.
1
قد متنح هذه البطاقة ملن ليس لديه رصيد يف البنك ،أو دون اعتبار لدخوهلم. -
ميكن هبا احلص ول على النق ود من اجله ة املص درة وغريه ا حملي ا ودولي ا حس ب العق د يف ح دود -
2
االئتمان املسموح حلامل البطاقة.
قد يصدر بعض أنواعها بدون رسوم ,أو اشرتاك. -
بطاقة الخصم اآلجل : Charge Card -2
ويسميها البعض بطاقة الدين املؤقت ،وهي اليت مينح فيها البنك املصدر حامل البطاقة قرض اً يف حدود
معينة ،حبسب درجة البطاقة :فضية أو ذهبية ،ولزمن معني ،جيب تسديده كامال يف وقت حمدد متفق عليه
عند اإلصدار ،يرتتب على حاملها لدى تأخري السداد زيادة مالية ربوية .فهي ختول حلاملها شراء السلع
3
واخلدمات واحلصول على النقود ملدة شهر غالبا فتعترب كأهنا بطاقة نفقة شهرية.
فهي ال تش تمل على تس هيالت ،أي ال يقس ط املبل غ املس تحق ،وإمنا هي طريق ة ميس رة للحص ول على
قرض مفتوح ضمن حد أقصى ،يسدد كل شهر ،أي إهنا أداة ائتمان يف حدود سقف معني لفرتة حمددة،
4
وهي أداة وفاء أيضا.
تس تعمل يف تس ديد أمثان الس لع واخلدمات والس حب النق دي يف ح دود مبل غ معني ولف رتة -
حمدودة ،دون تقسيط.
ليس فيها تسهيالت ائتمانية متجددة حلاملها ،وإمنا عليه تسديد أمثان مشرتياته ومقابل خدماته -
من بعض التجار املقبولني لدي جهة اإلصدار ،يف فرتة حمددة مبجرد تسليمه الكشوف املرسلة إليه
أو خالل ميعاد قصري حبسب نوع البطاقة من مؤسسة إصدار البطاقة ،فهي أداة إقراض وأداة وفاء
معا كما تقدم.
ال تفرض على حامل هذه البطاقة زيادة ربوية يف الفرتة املسموحة هبا ،وإمنا إذا تأخر حاملها عن -
السداد يف الفرتة احملددة ،فترتتب عليه فوائد ربوية.
توجد أنواع عديد من البطاقات اليت ال تصدر هبدف منح ائتمان بل ألغراض أخرى فهي بطاقات غري
ائتمانية نذكر منها نوعني يعرتان األكثر رواجا:
وهي اليت يكون حلاملها رصيد بالبنك فيسحب منه مباشرة قيمة مشرتياته وأجور اخلدمات املقدمة له
ويدل هذا التعريف على أن هذه البطاقة تعطى ملن له رصيد دائن يف حسابه يدفع منه أمثان السلع ومقابل
اخلدمات يف حدود رصيده املوجود ويتم احلسم منه فورا وال حيصل على ائتمان(إقراض).
وهذه البطاقة تصدرها معظم البنوك يف البالد النامية مما فيها بعض البنوك اإلسالمية ،مثل شركة الراجحي
املصرفية ،وبيت التمويل الكوييت؛ ألن هذه البطاقة ال تعطي للمصدرين القدرة على توليد سيولة إضافية
عن إص دار البطاق ة ،ومتي ل ال دول النامية إىل ه ذا اإلج راء لغ رض الس يطرة على حجم النق ود نظ را لع دم
وجود أسواق متطورة للنقود اليت ميكن من خالهلا حتقيق اهلدف املذكور
1
أهم خصائص هذا النوع من البطاقة ما يلي: 1-2
أهنا قد تصدر جمانًا لكن هلا رسوم اإلصدار واالشرتاك. -
تصدرها البنوك باالشرتاك مع الشركات العاملية الكربى الستخدامها عامليا. -
تصدر للعمالء الذين لديهم رصيد دائن بالبنك. -
يتم رب ط عملي ات البطاق ة بالش بكات الدولي ة التابع ة للمنظم ات الكب رية الراعي ة للبطاق ات -
االئتمانية ،مثل الفيزا واملاسرتكارد وذلك لتسهيل احلصول على النقود يف األسفار.
يتم اخلصم الفوري من حساب العميل مبجرد وصول إشعار التاجر عن شراء السلع واخلدمات أو -
إخطار أجهزة السحب النقدي عن أي عملية متت من خالهلا.
غالبا ما تصدرها البنوك حمليا؛ ليكون نطاق استخدام البطاقة حمددا بفروع البنك يف بلد واحد. -
غالبا يكون استخدامها لسحب النقود. -
بطاقة الصراف اآللي : ATM Bank Card -2
ومسيت بذلك ألهنا تستخدم إلعطاء املعلومات عن رصيد صاحب البطاقة ،وسحب النقود هبا من
تلك املكائن املرتبطة بشبكة الكرتونية لتحويل األموال .وهي بطاقات بالستيكية يصدرها البنك لعميله
بشروط معينة ،وهي تستعمل فقط يف أجهزة الصراف اآليل املشرتكة يف عضوية هذه البطاقة.
تؤدي كثريا من وظائف أمني الصندوق أو موظف الشباك يف أي بنك لسحب النقود. -
متكن حاملها من سحب النقود. -
ميكن هبا إيداع األموال. -
تقوم بتحويالت من حساب اىل آخر. -
تعطي املعلومات عن الرصيد املوجود. -
تع د بطاق ة املص رفية وس يلة من وس ائل ال دفع اإللكرتوني ة احلديث ة باعتباره ا أداة مص رفية تق وم مق ام
النق ود يف الوف اء بااللتزام ات القانوني ة الناش ئة عن التعام ل هبا ،حيث أن نظ ام البطاق ة املص رفية ينش ئ
عالقات بني أطرافها (اجلهة املصدرة للبطاقة وحامل البطاقة والتاجر) ذات طبيعة تعاقدية.
عادة ما تصدر بطاقات االئتمان من البنوك واملؤسسات العاملية الكبري كمنظمة الفيزا ،أو املاسرت كارد
وغريمها وهذه املنظمات متلك كل منها عالقة خاصة هبا تعرف بالعالقات التجارية Logoوتكون هذه
املنظمة هي صاحبة الرتخيص "االمتياز" للبطاقة اليت حتمل امسها وشعارها.
ودور هذه املنظمات تقدمي اخلدمات الفنية واإلدارية بشأن البطاقة ورعايتها بوجه عام وتتمثل العالقة بني
املنظمة العاملية والبنك مصدر البطاقة على النحو التايل:
-تسمح هذه املنظمات للبنوك بإص دار البطاقة واس تخدام عالماهتا املسجلة لتضفي عليها القبول
لدى التجار وأصحاب اخلدمات واجلهات املعنية ،فتضع البنوك شعارها على البطاقة جانب شعار
1
املنظمة العاملية كالفيزا واملاسرت كارد.
تقوم املنظمات العاملية بتحديد نوعية البطاقة ووضع معايريها واإلشراف على تصنيعها يف مصانع -
معتم دة من قبله ا حرص ا على ج ودة مادهتا ومنع ا من تزييفه ا وتق وم ه ذه املنظم ات الدولي ة
بتسميتها مثل البطاقة الذهبية أو الفضية وبطاقة املاسرت كارد لرجال األعمال وبطاقة "األمريكان
إكسربس ".
تضع املنظمات العاملية القواعد والضوابط املوحدة لبيان حقوق التزامات كل عضو يف املنظمة -
لضمان استقرار النظام.
تقوم بعمليات املقاصة والتسوية وتكفل إمتام هذه العملية بطريقة سليمة كما تساعد يف تعقب -
البطاقات املطلوب حجزها ووضعها يف القائمة السوداء.
الطرف الثاني :البنك مصدر البطاقة: -2
هو البنك أو املؤسسة اليت تصدر البطاقة بناء على ترخيص من املنظمة العاملية الراعية للبطاقة ،إذا
كان داخال يف عضويتها أو يصدرها مباشرة ويكون عملها فقط وطين ،ويقوم البنك املصدر بسداد
فواتري املشرتك يف أي مكان يقبل هذه البطاقة .والبنوك عادة تصدر أنواعا خمتلفة من البطاقات ختتلف
مزاياها والسقوف املسموح هبا للشراء أو السحب النقدي وكذلك الرسوم اليت تفرضها باختالف
نوع البطاقة.
هو الشخص الذي مت إصدار البطاقة بامسه بناء على طلبه من البنك املصدر للبطاقة مقابل رسم
اش رتاك س نوي وه و املخ ول أساس ا باس تخدامها يف الس حب النق دي ويف الش راء وتص در البطاق ة
بشروط حمددة حيددها مصدر البطاقة ويتعهد حامل البطاقة بااللتزام هبا ويعترب توقيع طالب البطاقة
على النموذج املعد من قبل مصدر البطاقة قبوالً لتلك الشروط ويلتزم التزاما تاما أمام املصدر الوفاء
باملستحقات املالية الناجتة عن استخدام البطاقة ،وتتنوع التزامات حامل البطاقة حبسب نوع البطاقة
وما تقتضيه من شروط وأحكام.
الطرف الرابع :قابل البطاقة "التاجر": -4
وه و يف االص طالح يطل ق على الش ركات واملؤسس ات ال يت يتم اتف اق املص در معه ا على قب ول ال بيع
حلامل البطاقة ،مث الرجوع على املصدر بالثمن املستحق ،حيث يقوم البنك املصدر للبطاقة بإبرام عقد مع
التجار على أن يقبلوا التعامل مع حامل البطاقة -دون أن يتشرطوا الوفاء الفوري نقدا أو يلتزم البنك
بسداد املبالغ املستحقة للتاجر من ج راء البطاقة خالل فرتة يتفق عليها مع التاجر خمصوما منها النسبة
املتفق عليها لصاحل البنك وتوزع هذه النسبة املخصومة بني البنك مصدر البطاقة وبنك التاجر حسب
نظام متفق عليه مت وضعه مبعرفة املنظمة العاملية راعية البطاقة نظرا الشرتاكهما يف جلب الزبائن وتقدمي
1
اخلدمة الالزمة لتيسري استخدام البطاقة.
الطرف الخامس :بنك التاجر: -5
ميكن إضافة طرف خامس لبطاقات املصرفية وهو بنك التاجر الذي يقوم بإرسال بيانات بقسائم البيع
عن طريق املنظمة العاملية إىل العاملية إىل البطاقة يف حالة استقالهلما وتزويده مبعلومات مفصلة عن عملية
البيع وذلك لتسوية احلسابات وحتصيل املبلغ املطلوب وكذلك يقوم بنك التاجر بإرسال بيانات قسيمة
السحب النقدي للبنك املصدر ومطالبته بتسوية احلسابات نتيجة استخدام حامل البطاقة لعملية السحب
النقدي . 2ومن األعمال اليت يقوم هبا بنك التاجر تسوية النسبة اليت تقتص من التاجر عن مبيعاته بينه وبني
البنك مصدر البطاقة وهذا العمل يتم عرب املنظمة العاملية الراعية للبطاقة املتخصصة يف إجراءات عمليات
التسوية واملقاصة اليومية بني خمتلف البنوك األعضاء يف املنظمة.
بع دما تكلمن ا عن أط راف البطاق ة ،ميكن الق ول إن ه من الناحي ة التعاقدية أن هلا أط راف ثالث ة حيث أن
املركز العاملي أو املنظمة العاملية للبطاقة والبنك احمللي مصدر البطاقة يعتربان طرفا واحدا ألن التزاماهتم
وحقوقهم جتاه الطرفني اآلخرين حامل البطاقة والتاجر واحدة وعلى هذا فإن أطراف البطاقة املصرفية،
ثالثة:
وميكن حتديد العالقة بني البنك مصدر البطاقة وحاملها على النحو التايل:
وهبة الزحيلي ،المعامالت المالية المعاصرة ،مرجع سبق ذكره ،ص544 2
الفصــــــــل األول ...............................................................................:البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها
دفع رسوم إصدار ورسوم اشرتاك إن اشرتط مصدر البطاقة ذلك.
1
تسديد املبالغ املستحقة على البطاقة للمصدر يف املدة املتفق عليها.
واملالحظ أن هناك عالقة تعاقدية بني البنك مصدر البطاقة وبني حاملها ومن أهم شروط هذا العقد
أن يضمن البنك الديون املتعلقة بذمة حامل البطاقة أمام التحجر وأصحاب اخلدمات الذين يتعامل معهم
بواسطتها وعلى حامله االلتزام التام بدفع ما ترتب يف ذمته إىل البنك يف املدة املتفق عليها بينهم.
العالق ة بني ه ذين الط رفني عالق ة جتاري ة حمض ة ،يعم ل ك ل واح د منهم ا بطريق ة مس تقلة وملص لحته
اخلاصة .من اجلوانب املهمة يف عقود بطاقات املعامالت املالية تكييف عالقة التاجر الذي التزم التعامل
بالبطاقة مقابل النقد حسب االتفاق بينه وبني مصدر البطاقة (البنك) ،إذ إنه ال يقبض الثمن من املشرتي
(حامل البطاقة) لكن يسجله على مصدر البطاقة.
يبدو يف ظاهر األمر أن العالقة بني التاجر ومصدر البطاقة دائن (التاجر) مبدين هو (البنك مصدر
البطاقة) ،حيث يتوقع أن حيصل التاجر على قيمة مبيعاته مباشرة ،وهو ما مل حيدث حسب موافقته على
2
منح وقت ملصدر البطاقة يتم فيه التسديد.
فالتزام البنك حنو التاجر مشروط بتقبل التاجر بااللتزامات اليت يفرضها البنك وفقا للعقد الذي بينهما
فال جيوز له جتاوز تلك الشروط وااللتزامات وإال فقد حقه يف مطالبة البنك بقيمة البضاعة وال يستطيع
3
التاجر أن يتجاوز تلك الشروط.
وجب التنبيه أنه يف حالة مماطلة البنك أو إفالسه ال يستطيع التاجر قانونيا الرجوع على حامل البطاقة
(املشرتي) ،ألن البنك قد استحق يف ذمة حاملها نسبة معينة للتسديد عنه وهي "رسوم االشرتاك" وقد
4
استحق نسبة معينة يف ذمة التاجر للتسديد له.
كيالني محمود ،النظام القانوني لبطاقات افئتمان،دار النهضة العربية مصر ،1998ص23 1
ينبغي على اجلهة املصدرة أن تقوم بتطوير البطاقات من وقت آلخر مبا يكفل مصلحة التاجر ،وحيميه
من خماطر التزوير أو السرقة وغريها ،ويف سبيل ذلك عليه تزويد التاجر باألجهزة واملاكينات الضرورية
الستخدام البطاقة ،واليت تسلم للتاجر عادة على سبيل األمانة ،حيث يلزم التاجر بإعادهتا للجهة املصدرة
1
بعد انتهاء العقد.
هذا وإن االلتزام األصيل الذي يقع على عاتق املصدر هو االلتزام بتسديد مثن املشرتيات اليت حيصل
عليه ا حام ل البطاق ة ،ولكن ميكن أن يق ال بش كل ع ام حيق للمص در أن جيع ل الت اجر ه و املس ؤول يف
2
احلاالت اآلتية:
إذا مت عقد البيع مع حامل بطاقة ثبت عدم قانونيتها. -
إذا كانت البطاقة ضمن قائمة البطاقات املمنوع اعتمادها ،أو منتهية املدة ،ومل جتدد. -
عندما يكون السند غري موقع من حامل البطاقة نفسه ،الذي اشرتى البضاعة أو من خوله -
صالحية استعماهلا.
يف احلال ة ال يت ال ي ويف فيه ا الب ائع بتس ليم البض اعة ملش رتيها حام ل البطاق ة .يف حال ة ع دم وفائ ه -
بالضمان أو مطابقة املواصفات املطلوبة أو حاالت الغش.
بيع بضاعة يزيد مثنها على ما هو مقرر من قبل البنك املصدر حلامل البطاقة دون اخذ إذن مسبق. -
المطلب الثالث :البطاقة المصرفية من الناحية الشرعية
مما سبق من حتديد ماهية البطاقة املصرفية وأنواعها فإن هذه البطاقات متثل نوعا جديدا
من أساليب سداد االلتزامات وصورة من صور وسائل إجياد النقود االئتمانية من خالل توسع
نقل األموال حسابيا من خمتلف احلسابات للبنك.
ولع ل أهم س ؤال ميكن طرح ه ه و م ا م دى ش رعية ه ذه البطاق ة ولتس ليط الض وء على ه ذه البطاق ات
املصرفية سوف نتطرق اىل الناحية الشرعية من خالل جانبني أساسيني:
-العالقة التعاقدية بني أطراف البطاقة خاصة العالقة بني مصدر البطاقة وحاملها.
الحمود فداء يحي احمد ,النظام القانوني لبطاقة االئتمان,ص47 1
عبد الوهاب أبو سليمان ,البطاقات البنكية ,مرجع سبق ذكره،ص124 2
الفصــــــــل األول ...............................................................................:البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها
-أخذ الرسوم عليها من طرف البنك و فوائد التأخري واخلصم على التاجر ،واليت تعترب املصدر األساسي
لرحبية البنك.
مع التنبيه على أن الكالم من الناحية الشرعية يكون على نوعني فقط من البطاقة
-بطاقة االئتمان املتجدد .Crédit Card
-بطاقة اخلصم اآلجل. Charge Card
إذ أن النوعني اآلخ رين ال غبار يف جوازمها ما مل حيصل هلما شرط أو وصف ينقلهما من احلالل إىل
1
التحرمي.
وقبل أن ندخل يف الناحية الشرعية للبطاقات املصرفية ،ينفعنا أن نفهم قاعدة جليلة حتدد لنا املعامالت
املباحة ،وأن نفهم أيضا ضوابط جبميع املعامالت احملرمة واليت ترد إليها مجيع جزئياهتا وهذه القاعدة هي
أن " :األصل يف املعامالت املالية وسائر أنواع التجارات واملكاسب احلل واإلباحة" فمن حرم شيئا من
2
ذلك فهو مطالب بالدليل ألنه على خالف األصل.
وهي العالقة اليت تربط حام ل البطاقة ومصدرها وهو سداد املص در للبطاقة ال دين عن حام ل البطاقة
ومن مث يسددها يف وقت الحق إىل مصدر البطاقة وفق الشروط املتفق عليها ،وهي تعترب أهم عالقة يف
أط راف البطاقة ،ولقد اختل ف العلماء يف تك ييف هذه العالقة على أقوال نورد أمهها وأشهرها بصورة
موجزة مع ذكر القول الراجح بعدها إن شاء:
منهم من اعت رب العالق ة بينهم ا عالق ة ض مان وه و م ا يكف ل مص در البطاق ة حامله ا عن د الت اجر مق دم
اخلدمة أو السلعة لسداد ما على حام ل البطاقة من ديون ،وذلك السداد يكون بقيمة اخلدمة ،أو قيمة
املشرتيات أو السحوبات البنكية ،ومبا أن العالقة بني مصدر البطاقة وحاملها تدور حول التزام املصدر
للتجار بالدين الذي استحق على حامل البطاقة ،فإن موقف املصدر من التاجر هو موقف الضامن ألن
1
املصدر ضامن للديون املتعلقة بذمة حامل البطاقة جتاه التاجر الذي يشرتي منهم.
وعلى هذا األساس يكون املصدر للبطاقة حماال عليه ،وحاملها حميالً ،والتاجر الدائن حمال ،ودليلهم يف
ذلك ما رواه أبو هريرة رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال" :مطل الغني ظلم ،وإذا
2
اتبلع أحدكم على غني فليتبع".
يقوم هذا التكييف على أساس أن العالقة بني مصدر البطاقة وبني حاملها هي عقد وكالة حيث وكل
3
مبقتضاه حامل البطاقة البنك املصدر هلا بالوفاء مبا يستحق عليه نتيجة تعامله بالبطاقة.
يتم التعاقد بني مص در البطاقة وحاملها على أساس أن يق دم األول للثاين قرضا نقديا حسب اتفاقية
وشروط يوافق عليها الطرفان يوافق حتقق فيهما أركان عقد اإلقراض ،وان عوض هذا العقد وهو املبلغ
الذي خيول مصدر البطاقة حاملها استخدامه يف احلصول على احتياجاته وهو قرض مفتوح ،حىت يبلغ
4
هنايته فإذا مت تسديده كامال أو مقسطا خالل فرتة صالحية البطاقة ،منح حامل البطاقة قرضاً جديدا.
التكييف الخامس :أن العالقة بينهما تتركب من عقدين عقد الضمان وعقد القرض: -5
تكيـف العالقـة يف البطاقات االئتمانيـة (اإلقراضية) بني حامل البطاقـة ،والبنك املصدر للبطاقة ،وقابل
البطاقـة (التاجر) على أهنا ضمان .فالبنك املصدر ضامن حلامل البطاقة أمـام قابل البطاقة ،وحامـل البطاقة
مضمون عنه ،وقابل البطاقة مضمون له .ويقرتن هذا الضمان بالسمسرة والوكالة والقرض .فإذا مل يكن
حلامل البطاقة رصيد يغطي املستحقات لدى مصدر البطاقة فتكيف العالقة بينهما على أهنا ضمان يؤول
1احلريب مبارك جزاء ،التخريج الفقهي للعالقة بني مصدر بطاقة االئتمان وحاملها ،مجلة الحقوق ، 2006 ،ص ص230-227
2صحيح البخاري ،ايب عبداهلل بن حممد بن امساعيل ،مراجعة وضبط الشيخ حممد علي القطب ،الشيخ هشام البخاري ،املكتبة العصرية ،بريوت لبنان،
،2012كتاب احلواالت،رقم ،2287ص389
3أبو غدة ،عبد الستار ،بطاقة االئتمان وتكييفها الشرعي ،مجلة مجمع الفقه اإلسالمي ،منظمة املؤمتر اإلسالمي ، 1992 ،العدد ،7ج ،1ص366
عارف خليل أبو عيد،البطاقات البنكية بين الفقه والقانون،مرع سبق دكره،ص109 4
الفصــــــــل األول ...............................................................................:البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها
باس تخدام البطاق ة إىل القـرض .وإذا ك ان حلام ل البطاق ة رص يد ل دى مص در البطاق ة يغطي املسـتحقات
فتكي ف العالق ة بينهم ا على أن البن ك ض امن حلام ل البطاق ة ووكي ل عن ه يف الس داد1.وه و األظه ر
2
واألرجح.
وال ذي ي رتجح واهلل أعلم أن هذه الرسوم اليت حيص ل عليها البنك من ط الب البطاقة ،سواء رسوم
العضوية أو التجديد أو االستبدال ال حاجة لبيان تكييفها الشرعي ،وإمنا هي أجر خدمات تقدمها البنوك
لطالب البطاقة ،نظري السماح له حبملها والتمتع خبدماهتا ،وأن مثل هذه الرسوم البد منها ألن البنك يقوم
بأعمال خمتلفة مقابل ذلك ،منها إصدار البطاقة وإدخال معلوماهتا يف الشبكة العاملية ،وإخبار البنوك احمللية
والعاملية والتجار هذه املعلومات ،وكدلك السماح حلامل البطاقة من الدخول على الشبكة العاملية اليت
3
يكون البنك عضوا فيها للشراء وسحب النقود وغري ذلك من اخلدمات.
ص ِدر من التاجر عمولة على مشرتيات العميل منه شريطة أن يكون بيع وهو جواز أخذ البنك املُ ْ
التاجر بالبطاقة مبثل السعر الذي يبيع به بالنقد ،وهو ما صدر به قرار اجملمع رقم ،108ولكن يضاف
ص ِدر من التاجر مقطوعة ،وليست نسبة مئوية؛ ألن إليه قيد ،وهو أن تكون العمولة اليت يأخذها البنك املُ ْ
اخلدمات ال يت يق دمها البن ك متس اوية ،س واء ك انت املب الغ كب رية أو ص غرية ،ف إذا ك انت العمول ة مببل غ
4
مقطوع فهي تساوي اخلدمات خبالف إذا كانت نسبة مئوية.
إن البطاق ات املص رفية كغريه ا من اخلدمات احلديث ة وال يت حتت وي على جمموع ة من اإلجيابي ات واملزاي ا
كما أهنا ال ختلو كذلك من السلبيات والعيوب.
للبطاق ات املص رفية مزاي ا كث رية لك ل األط راف املتعامل ة هبا س واء املص در هلا أو حامله ا أو الت اجر أو
اجملتمع.
إن اس تحداث البطاق ات املص رفية من ط رف البن وك التجاري ة القائم ة على الرب ا ك ان بس بب رغبته ا يف
توس يع حجم الس يولة ل ديها ودل ك من خالل ت دفق املدفوعات واإلي رادات الناجتة عن الرس وم
واملس تحقات والفوائ د احلالي ة واملت أخرة .ك ل ه ذه املدفوعات واإلي رادات متتص ها من جي وب ح املي
البطاقات من جهة ،ومن جهة أخرى من جيب التاجر.
رسوم مقابل السحب النقدي فإذا استعمل العميل هذه البطاقة للسحب من جهاز الصراف اآليل،
أو حىت عن طريق البنوك املشاركة يف إصدار هذه البطاقة ،وذلك بسحب ما حيتاجه من مبالغ
نقدية ،فإنه يرتتب عليه رسوم لقاء هذا االستخدام.
حيص ل البن ك املص در للبطاق ة على فوائ د الت أخري وذل ك بالنس بة للبطاق ات ذات الق رض ب)
املتجدد.
يتحص ل البن ك املص در للبطاق ة على س يولة مالي ة هام ة بس بب الت دفقات املالي ة الدوري ة من ت)
التجار.
1
المدفوعات من التاجر :وهي على نوعني: -2
حسم نسبة من قيمة البضاعة املباعة بواسطة البطاقة.
رسوم وعموالت يدفعها التاجر ملصدر البطاقة لقاء اشرتاكه يف االستفادة من عمالء البطاقة
أو لقاء األجهزة املقدمة للمحالت التجارية.
بعض الفوائد التي يحققها البنك: -3
املنافس ة الش ديدة بني البن وك لتط وير البطاق ات املص رفية ومنحه ا العدي د من املزاي ا ي دفع
البنك اىل االعتماد على أحدث التكنولوجيا واستخدام أكفأ املوظفني ،وهذا ما يساهم
بطريق ة غ ري مباش رة يف حتس ني فعالي ة البن ك من جه ة ،وحتس ني مرك زه املايل من جه ة
أخرى وجلب املزيد من العمالء اجلدد وهذا ما يعين استثمارات جديدة للبنك.
إجبار احملالت اخلدمية على فتح حسابات لدى البنك ،وهذا ما يوفر له موارد إضافية تعد
استثمارا جديدا له.
ضمان عدد كبري من حاملي البطاقات كزبائن دائمني للبنك
ت داول البطاق ة املص رفية بني املتع املني االقتص اديني يع د إش هارا للبن ك املص در ،ك ذلك
االنتشار العاملي ومسعة البنك يف اخلارج.
1محمد بن مكي الجرف،اآلثار االقتصادية لبطاقات االئتمان وتطبيقاتها المعاصرة(دراسة اقتصادية شرعية)،مذكرة لنيل درجة الماجستير في االقتصاد بكلية
الشريعة والدراسات اإلسالمية بجامعة أم القرى ، 2001،ص74
الفصــــــــل األول ...............................................................................:البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها
بالنسبة للمستهلك مل تعد البطاقة تقدم له خدمات السفر واالستجمام فقد بل تعدت ذلك كما هو
مش اهد وملم وس ،من متكين ه ش راء حاجيات ه املختلف ة ك ذلك توف ري اخلدمات األخ رى الالزم ة ملعيش ته
ورفاهيته كدخول املطاعم واإلقامة يف الفنادق واحلصول على تذاكر السفر اليت قد يصاحبها تأمني ضد
احلوادث واستئجار السيارات ،يضاف اىل ذلك كله شعور املستهلك بالوجاهة والراحة النفسية عندما
يشعر أن بإمكانه الدخول اىل أكثر من نصف مليون حمل جتاري وشراء ما يريد منها دون أن يكون معه
1
فلسا واحدا.
إن انتشار البطاقات يف التعامل التجاري يدل على منفعتها املتزايدة ،ومل يبق لتجار الكبار خيار قبول
البطاقة أو رفضها ،ألن منافسة السوق جرهتم إىل التعامل بالبطاقات على الصعيد احمللي والدويل.
يتمتع التاجر من نظام البطاقة بضمان القيمة املستحقة للسلعة ،حيث إن البنك بإصدار البطاقة يضمن
للتاجر حقوقه املالية والبنك ملئ ،وقلما خيشى عليه عدم االلتزام بالسداد ،إال أن املشرتي لو استلف من
التاجر بنفسه قد ال يكون األخري مبأمن من مماطلته أو إنكاره.
يق وم الت اجر بتنظيم عملي ات ال بيع إلكرتونيً ا عن د تعامل ه بالبطاق ة مبا يزي د من ض بط املع امالت التجاري ة
وزيادة أرباحها نتيجة لذلك؛ الن البطاقة تساهم يف توفري الوقت واجلهد للتاجر اللذين كان حيتاج إليهما
يف حالة عدم قبول البطاقة.
بوفر قبول البطاقة األمان للتاجر على أمواله اليت كانت عرضة للخطر أو السطو املسلح لو بقيت يف
حمل الت اجر ،وبالت ايل ك ان ميكن للم وظفني يف احملل التالعب بتل ك األم وال بط رق خمتلف ة ق د ت ؤدي إىل
سرقتها أيضا.
غالبا ما خياف التجار من التزوير يف كتابة الشيكات ،وعدم وجود رصيد وراءها وبالتايل عدم قبول
البنوك هلا بينما ال خيشى ذلك يف نظام البطاقة ،بل حتول املستحقات املالية فورا إىل حساب التاجر مبجرد
وصول إشعارات البيع.
تص در املنظم ات الراعي ة للبطاق ة بالتع اون م ع البن وك ق وائم احملال التجاري ة س نويا ال يت تقب ل بطاقات ه،
فب ذلك ينش ر اس م احملل التج اري بني األس واق وال دوائر املالي ة ويس تفيد الت اجر من ه ذه الدعاي ة اجملاني ة
بوسائل اإلعالم املختلفة ولو قام عليها بنفسه لكلفته أمواال كثرية.
الفصــــــــل األول ...............................................................................:البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها
تعطي البطاق ة ش عور الغ ىن حلامله ا مؤقت ا فيق وم بش راء أش ياء مغري ة وإن مل يكن حمتاج ا إليه ا حقيق ة،
ويستفيد التجار من هذا الشعور لدى محلة البطاقات؛ ألنه حيفزهم على اإلنفاق مما يزيد من طلب السوق
وبالتايل يزيد من منافع التجار برتويج سلعتهم.
إن اخلدمات املص رفية احلديث ة حتم ل يف طياهتا إجيابي ات ،س لبيات ،فوائ د ومش اكل عن اس تخدامها،
وقد تطرقنا سابقا إىل فوائد وإجيابيات البطاقة املصرفية وانعكاساهتا على األطراف املتعاملة هبا ،فإنه من
الطبيعي أن نتعرف ولو بإجياز عن العيوب ،السلبيات واملشاكل املرتتبة عن هذا االستخدام .فأحيانا يوجه
النق د للبطاق ات املص رفية على أهنا تغ ري األف راد على الش راء أك ثر مما حيتمل ون أو بعب ارة أخ رى "اتس اع
الطلب الك اذب واإلس راف يف الش راء للس لع واخلدمات ألن الش راء ليس اعتم ادا على ال دخل وال على
1
رصيده يف البنك ولكن على توقع مستوى الدخل يف املستقبل"
كما ميكن تلخيص بعض أهم عيوب استخدام البطاقات املصرفية فيما يلي:
-1نسيان حامل البطاقة (صاحبها) الرقم السري باستمرار مما يضطر إىل كتابته على البطاقة نفسها
أو يف مفكرة ويف حالة سرقة البطاقة أو ضياعها يسهل على الشخص الذي وجدها استخدامها.
-2تك ون عرض ة للس رقة وبالت ايل يس تخدمها الس ارق يف ش راء الس لع واخلدمات ،خصوص ا يف ظ ل
التطور اهلائل يف جمال القرصنة واهلاكر على مستوى شبكة االنرتنيت ،واليت يكثر فيها استخدام
البطاقات املصرفية.
كثرة الرسوم والفوائد اليت يدفعها حامل البطاقة ،خاصة غرامات التأخري (الفوائد الربوية) -3
2
تقليل معدل االدخار للفرد حامل البطاقة ،وتراكم الديون -4
بكر بن عبد هللا أبو زيد ،مرجع سبق ذكره ،ص51 2
الفصــــــــل األول ...............................................................................:البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها
من سلبيات البطاقات املصرفية على التاجر ،خضوعه لشروط متعددة من جانب البنوك التجارية، -5
وخصم نسب من أرباحه لدى هذه البنوك املصدرة للبطاقة.
ومن أش د مض ار ه ذه البطاق ة يف الع امل اإلس المي على وج ه اخلص وص وهي دول مس تهلكة يف -6
الغالب ،أن استخدام البطاقات املصرفية جير على مستخدميها سيال من الديون لقاء فوائد التأخري
1
فيصبح حاملها مثقال بالديون املرتاكمة للبنوك مما ينعكس على مستوى حياة األفراد.
إن من أهم املم يزات املتفوقة للنظ ام املص ريف اعتم اده على آلي ات دف ع ومنتج ات متط ور مس تخدمة يف
ذل ك تكنولوجي ا متط ورة من أمهه ا البطاق ات املص رفية وال يت لعبت بواس طتها دورا كب ريا واحتلت مكان ا
مرموق ا ومتنافس ا لوس ائل ال دفع يف املص ارف الغربي ة ،أين حققت تط ورا يف جمال التس وية وتنمي ة ط رق
الدفع ،كل ه ذا نتيج ة ملا تتميز ب ه ه ذه البطاقات من إجيابيات أمهها توفري عامل السيولة وقت احلاجة
بسهولة تامة والدقة و األمان والطمأنينة ،كما ال خيفي الدور الذي لعبته يف جمال التنمية و تطوير اجلهاز
املص ريف ومال ه من انعك اس اجيايب على التنمي ة االقتص ادية من خالل زي ادة حجم املع امالت وكس ب
السرعة يف التداول اليت تعد مقياسا مهما لدرجة التطور االقتصادي و املصريف.
ولعل أهم ما يويل اهتمامنا هو وجود بطاقات مصرفية شرعية تتماشى مع الشريعة االسالمية تبنتها
البن وك االس المية وال يت ختتل ف مب دئيا عن البطاق ات املص رفية للمص ارف الربوي ة من جه ة ،وعن م دى
وصول هذه البطاقات واستعماهلا من طرف األفراد واملؤسسات ومسامهتها يف تعزيز الشمول املايل من
جهة أخرى ،وهذا ما سنتطرق له يف الفصل الثالث.