Professional Documents
Culture Documents
الاحتياجات بين القوى العاملة و التنبؤ
الاحتياجات بين القوى العاملة و التنبؤ
الخاتمة
قائمة المصادر و المراجع
المقدمة :
إن إدارة المؤسسة الحديثة الي تسعى باستمرار إلى البقاء والنمو والنجاح يجب أن تركز
اهتمامها على تخطط القوى العاملة فيها وأن تنظر إلى المستقل وترى احتماالته وتستعد
هذه االحتماالت وباعتبار أن المؤسسات أصبحت تعمل اليوم في اقتصاد ديناميكي للغاية،
حيث التغيير هو القاعدة وليس االستثناء ،وقد يكون هذا التغيير فجائيا وشامال ،أوقد يكون
بطيئا وحدث بالتدريج .ولكن المهم أن األشياء ال تبقى أبدا على حالها ساكنة بل تتغير
باستمرار ،وقد يؤدي هذا التغيير إلى ظهور مشكالت حاالت عدم التوازن و االحتياج في
القوى العاملة والي يواجهها كل األفراد القائمين بعملية تخطيط القوة العاملة على مستوى
المؤسسة ،وهنا بحد أن المخطط الناجح يتعامل مع مشكالت منظورة ،بينما يناضل المخطط
غير الناجح مع مشكالت غير منظورة ،والفرق بين الموقفين يرجع بال شك إلى نوعية
البيانات المعتمدة واألساليب المستعملة وخبرة المخطط و من هنا نتسائل :ماهي القوى
ال يوجد حتى وقتنا الحاضر في المراجع االقتصادية راي واحد متفق عليه حول مضمون
مفهوم القوى العاملة ،وكعرض ألبرز تعريفات هذا المفهوم بجد بداية أن القوى العاملة
تعرف وظيفيا بأنها :مجموعة من فرق األفراد ،يمثلون "مركبا" معينا من الوظائف
ويرتبطون ها بعالقة عمل قانونا وفعال ،بصرف النظر على درجة اتصال العمل ماديا بنشاط
اإلنتاج ،ويتقاسمون األعمال اإلدارية والتنفيذية بمقتضى تنظيم ينقسم إلى وحدات وظيفية
فقد عرفت القوى العاملة بأنها :عدد السكان القادرين والراغبين في العمل مع استبعاد
ويمكن تعريف القوى العاملة -وظيفيا -بأنها بمجموعة من فرق األفراد ،يمثلون
المؤسسة كشخصية اعتبارية ويرتبطون بها بعالقة عمل قانونا وفعال ،بصرف النظر عن
درجة اتصال العمل ماديا بنشاط اإلنتاج ،ويتقاسمون األعمال اإلدارية والتنفيذية مقتضى
1
تنظيم ينقسم إلى وحدات وظيفية تقع على مستويات إدارية مختلفة ،تبعا لحجم المؤسسة.
محمد عمر ،اقتصاد وتخطيط القوى العاملة ،الطبعة الثالثة ،منشورات جامعة دمشق :دمشق ،سنة ،1994ص 123 1
مكونات القوى العاملة : .2
إن مجموع السكان ( ")PTيتكون من فئتين ،فئة بلغت السن القانونية للعمل ( )16ونطلق على هذه
المجموعة مصطلح السكان في سن العمل ( ) PATوفئة أخرى لم تبلغ هذا السن أو تجاوزته (أقل من
ويقسم السكان كذلك إلى سكان ينتمون للقوى العاملة ( )PAوسكان خارج القوى العاملة (،" )PNA
إن القوى العاملة تشمل السكان في سن العمل الذين يصرحون أهم يزاولون أو يبحثون
عن نشاط لقاء أجر ،وبالتالي فإن أرقام البطالة من السكان تعتبر من ضمن رقم القوى
العاملة اإلجمالي ومن السكان النشطين في سوق العمل رغم أهم ال يزاولون أية وظيفة
ألهم يبحثون عن العمل ولم يجدوه ولهذا فهم نشطين ال يعملون ،وعليه فالسكان النشطون
يشملون كل القوى العاملة والمستعدة إلنتاج السلع والخامات ،أما غير النشطين يشملون
األفراد الذين سنهم يقل عن 16سنة (ال يسمح هم القانون بالعمل) ،السكان في سن العمل
الدين ال يعملون وال يبحثون عن عمل أو ينتظرون العودة لوظائفهم التي تم إيقافهم عنها
بصفة مؤقتة ،التالميذ والطلبة بدون مهنة وظيفية ،النساء في البيت والمتقاعدون
والعاجزون عن العمل.
إن سوق العمالة فقط بالقوى العاملة (السكان النشطون) والتي تتكون من األفراد
المشتغلين ( ، )POأما باإلضافة إلى األفراد العاطلين عن العمل لكنهم يرغبون ي العمل (
)STRالسكان العاملون أو القوى العاملة المستخدمة هي التي يمارس أفرادها العمل فعال
للحصول على الكسب الذي يكون بشكل أجر أو راتب أو ربح أو حصة في اإلنتاج ،وهذا
يعني أنها تشمل األفراد الذين يعملون لدى الغير والذين يعملون مشاركة والذين يعملون
2
لحسابهم الخاص وهم أصحاب الحرف والمهن المستقلة و العاطلون
عبدالرحمن ،أنور خليل ،المفاهيم والمصطلحات األساسية في بجال القوى العاملة ،الكويت ، 1974،ص .13 2
مفهوم التخطيط للقوى العاملة : .3
انطالقا من مفهوم التخطيط باعتباره من أهم الوظائف اإلدارية يعرفه الدكتور "منصور
أحمد منصور" بأنه تحديد و تعريف األهداف التي يرحى التوصل إلى تحقيقها عن طريق
سياسات محددة و إجراءات و أساليب معينة من شأنها أن تحقق هذه األهداف .
من خالل التعريفات السابقة يمكن أن نعطي مفهوما عاما للتخطيط ،فهو عبارة عن تحديد
مجموعة من األهداف المتناسقة التي يراد تحقيقها مستقبال وفق شروط و أولويات معينة
حالل فترة زمنية محددة مع اختيار الوسائل و اإلجراءات الالزمة لتحويل هذه األهداف إلى
واقع.
و تخطيط القوى العاملة هي عملية تقوم المؤسسات من خاللها بتقدير العدد األمثل
للموظفين المطلوبين ألداء مشروع أو هدف معين خالل مدة محددة ،حيث يشتمل هذا
التخطيط على بعض المعلومات كعدد الموظفين والمهارات والخبرات المطلوبة لتنفيذ
فمن خاللها تستطيع المؤسسة التأكد من الموارد البشرية المتاحة ومستوى مهاراتهم في
إدارة المشاريع المستقبلية ،لذا فهي عملية مستمرة تساعد في التنبؤ بالفرص القادمة
يقصد به من خالل عدد من األنشطة والمهام التي يستطيع من خاللها رؤساء في الشركة،
بمشاركة جميع مستويات المعرفة ،وتحليلها ،وتقييم القوى العاملة في الشركة ،والتي
تعمل على تنفيذ الشركة وأهدافها ورؤيتها من خالل االستراتيجيات سواء قصيرة أو طويلة
أو متوسطة.
ويمكننا أيضا تعريفه بأنها عملية العثور على أعداد مناسبة وكافية من األشخاص ذوي
الخبرة للتسجيل في الوقت المناسب .والتي تعتبر واحدة من أهم النظم الفرعية للتخطيط،
3
كل ذلك من أجل تحقيق التوازن بين جميع الوظائف المتاحة ،وكذلك عدد العمالة المتاحة.
3منصور أحمد منصور ،القوى العاملة تخطيط وظائفها وتقوم أدائها ،الناشر وكالة المطبوعات الكويت ،1975 ،ص
17
مبادئ التخطيط للقوى العاملة : .4
مبدأ الواقعية :الواقعية هنا تعني األخذ بعين االعتبار الظروف الحقيقية و المالئمة التي
تسمح بالتنفيذ الناجح للخطة حيث يجب توفر األفراد الالزمين تنفيذ الخطة و الموارد
المالية التي تسمح بالسير الحسن فيها خالل مراحلها المختلفة .بمعنى أن الخطة تبين على
مبدأ الشمولية :معناه أن الخطة تكون بقدر اإلمكان شاملة لجميع المستويات ،ممتدة إلى
مبدأ المرونة :إن نجاح تنفيذ الخطّة يتوقف على مقدار ما تتصف به من المرونة .لعملية
التنفيذ في المراحل المتعددة حيث أنها تسهل للخطة على جميع المستويات و تساعد على
مبدأ تحديد األولويات :يرتكز تحديد األولويات و ترتيبها على جانبين مهمين ،هما
الجانب الزمني و جانب العناية و االهتمام بالمال .بمعنى التركيز على أهمية المشاريع و
األنشطة التي نريد القيام بها في حدود اإلمكانيات المتاحة و الموارد القائمة مع مراعاة
التنسيق باعتبارهما دعامتين أساسيتين تتمثالن في الجهود المبذولة التي تهدف إلى
4
تحقيق األهداف العامة خالل مراحل التخطيط
4محسن عبد اهللا مخامرة ،تخطيط القوى العاملة على المستويين الكلي والجزئي ،المنظمة العربية للعلوم اإلدارية،
االردن ،1986ص14
أهداف و فوائد التخطيط للقوى العاملة : .5
األهداف :يمكن من خالل تعريف تخطيط القوى العاملة السابق أن نحدد أهداف تخطيط
التعرف على الوضع القائم للقوى العاملة بصورة تفصيلية تمكن من تحديد المعالم .1
التعرف على مصادر القوى العاملة ودراستها وتقييمها هدف تحديد أسلوب .2
االستفادة المثلى منها في تنفيذ خطة القوى العاملة من حيث العدد والنوع. .3
ومن خالل البيانات والمعلومات المشار إليها يتم التوصل إلى تحديد المشاكل التي تحد .4
محاولة وضع بجموعة من الحلول العملية لكل أو معظم هذه المشاكل في الوقت .7
الحاضر مع مراعاة الحل التدريجي لما تبقى منها في المستقبل وضمان عدم تكرارها
مع عدم ضرورة التركيز بصفة خاصة على إيجاد الحلول المناسبة لمشكلي البطالة
التدبير والحصول على حاجة المؤسسة من القوى العاملة ذات الكفاءة والصالحية .8
وضع األسس لتطوير أنشطة وبرامج القوى العاملة ،كاالختيار والتعيين والترقية .9
والتدريب وتقارير تقوم الكفاءة ووصف الوظائف لضمان الوصول إلى مستوى التشغيل
العاملة.
الفوائد :من فوائد تخطيط القوى العاملة والي تعود على المؤسسات القائمة به ما يوفر
أسس جيدة لالستخدام األمثل للقوى العاملة ،وما يضمن التخلص أو الحد من ظاهري
البطالة المقنعة والعجز في بعض فئات العاملين وبالتالي فإنه يؤدي تقليل الكلف غير
إتاحة الفرصة أمام المؤسسة للتا كد من مدى االستفادة من المصادر البشرية المتاحة .1
المحافظة على القوى العاملة وتخفيض معدل دوران العمل ،مما يؤدي إلى ضمان .2
احتفاظ المؤسسة باإلطارات الفنية الجيدة وعدم إفساح المجال أمام تسرب هذا النوع
إتاحة الفرصة أمام المؤسسة لمراجعة موائمة هيكلها التنظيمي وهيكل الوظائف فيها. .3
جعل المؤسسة تتمتع بدرجة عالية من المرونة لغرض استيعاب التطورات الجديدة .4
التكنو لو جية والتنظيمية ،ولمواجهة التغييرات الطارئة في هيكل القوة العاملة فيها.
يساهم مساهمة فاعلة في وضع الفرد المناسب في المكان المناسب تما يضمن تحسين .5
5
مستويات األداء ،وزيادة العناية بالعنصر البشري داخل المؤسسة.
مصطفى نجيب شاويش ،إدارة المواد البشرية ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،1996 ،ص .132 5
أساليب التنبؤ باالحتياجات بالقوى العاملة : .5
-1أسلوب تنبؤات الخبراء :حيث تلقى مسؤولية التنبؤ باحتياجات المؤسسة من القوى
العاملة على األفراد المتخصصين والذين لديهم معرفة في تقدير هذه الحاجات المستقبلية
وغالبا ما يكون المدراء اكثر معرفة من غيرهم في حاجة المؤسسة أو حاجة أقسامهم
وإدارتهم من القوة العاملة للفترة القادمة وفي هذا المجال من الممكن االستعانة مجموعة
من مديري اإلنتاج الذين هم صلة وثيقة بالعملية التشغيلية للنشاط الذي يراد تقدير الطلب
من القوى العاملة له وهذا األسلوب يدعى أسلوب دلفي الذي يقوم على الحكم الشخصي
(أو التخمين) وهو عبارة من االستبيانات بشأن عن سلسلة مكثفة من األسئلة لكل خبير
عن طريق سلسلة موضوع أساسي يعاد توزيعه عليهم مع نظام للتغذية العكسية.
-2أسلوب تحليل االنحدار :أسلوب تحليل مسارات االنحدار من األساليب الرياضية في
التوصل للطلب من القوى العاملة ويقوم على فكرة إيجاد عالقة إحصائية بين عدد من
(المتغيرة الداخلية) ،و مكن االستدالل المباشرة من حجم اإلنتاج أو المبيعات أو القيمة
المضافة ( )Xعلى حجم القوى العاملة الالزمة ( )٧لتحقيق هذا الحجم وذلك من دراسة
طبيعة العالقة بين حجم اإلنتاج أو المبيعات أو القيمة المضافة في السنوات السابقة وبين
عدد العاملين المناظر له .و يمكن عمل هذه الدراسة وذلك بتجميع أرقام اإلنتاج من ناحية
استنادا إلى أن هناك تغيرات حدثت ها وعدد العاملين المناظر لكل تغير في حجم اإلنتاج من
ناحية أخرى .هذا ومكن بحث هذه العالقة عن طريق إيجاد معامل االرتباط بين الظاهرتين
أي بين مستويات اإلنتاج والقوة العاملة المناظرة ها ،فمعامل االرتباط يقيس مدى تغير
.3أسلوب معدل االستثمارات :قد يتبع أسلوب تخطيط قوى العمل على أساس االستثمارات
الضرورية لتشغيل عامل واحد ،ومن مشكالت هذا األسلوب صعوبة تحديد االستثمارات
وإدخال التقنية الحديثة في األعمال ،ويتم في العادة التغلب على هذه الصعوبات بالرجوع
.4أسلوب تحليل المستخدم والمنتج :يمكن استعمال هذا األسلوب في تقدير حاجة
اإلنتاجية مرتبطة ببعضها من الناحية الفنية فنجد أن إنتاج بعض األقسام يعتمد على إنتاج
األقسام السابقة لتصنيعه أو تشطيبه ،فإنتاج أي قسم إما يباع مباشرة أو يستخدم بواسطة
بعض األقسام األخرى إلجراء بعض العمليات الصناعية اإلضافية عليه ،و تصبح مشكلة
إدارة المؤسسة هي تحديد حجم القوة العاملة الالزمة لكل قسم من أقسام المصنع التي تفي
بحجم اإلنتاج المستهدف لكل قسم لتلبية احتياجات السوق الخارجي من كل منتج و كذا
6
احتياجات االستخدام الداخلي من هذه المستخدمات.
الخاتمة :
6زكى محمد هاشم ،االتجاهات الحديثة في إدارة األفراد والعالقات اإلنسانية ،ذات السالسل للطباعة والنشر والتوزيع،
اإلسكند رية ،مصر ،ط ، 1989 ،02 /ص 240و مابعدها
إنه لمن الواضح حتى اآلن أن تخطيط القوى العاملة هو فن بقدر ما هو علم ،وأنه يجب أن
يعتمد على مدى واسع من التمحيص المبني على المعرفة الذي يجس أن يتمتع به
المخططون ذوي العالقة .و عالوة على ذلك ،فإن معظم اإلحصاءات والمعلومات الالزمة
هى بعيدة جدا عن الكمال وجزء كبير منها غير متوفر في كثير من مؤسساتنا اإلنتاجية.
وهذا يعني أن هناك احتماال كبيرا للوقوع في الخطا عند وضع التنبؤات ،وأن درجة الخطأ
تزداد كلما كانت تنبؤات لفترة مستقبلية طويلة المدى .وهذا ال يعني أنه يجب عدم القيام
بالتنبؤات أو استخدامها كدليل لتخطيط وتنمية القوى العاملة في مؤسساتنا ،إذ ليس هناك
بديل لذلك.
ونذكر مرة أخرى بالحاجة الملحة لتحسين نوعية وكمية المعلومات المطلوبة لنشاطات
تخطيط القوى العاملة على مستوى مؤسساتنا ،وخاصة مع الدخول في اقتصاد السوق،
ذلك ألن المعلومات والبيانات المتاحة حاليا "على مستوى مديريات الموارد البشرية" غير
منتظمة وغالبا ناقصة من حيث مفاهيمها ومنهجيتها ،و لذلك فمهما طورنا في أساليب
تخطيط القوى العاملة لن تكون ذي فائدة إذا لم يتوافر على مستوى مؤسساتنا أخصائيين