Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫الشركات‪ :‬أقسامها‪ ،‬وزكاتها‬

‫أ‪ /‬أحمد الزايدي‬


‫كلية الحقوق ـ ـ ـ جامعة المسيلة‬

‫الملخص‪:‬‬
‫يتناول هذا املقال موضوع الشركات‪ :‬أقسامها وزكاهتا‪ ،‬من خالل تعريفها اللغوي‬
‫واالصطالحي (يف الشريعة والقانون)‪ ،‬وتبيان أنواع الشركات‪،‬للوصول إىل كيفية تقدير‬
‫زكاهتا بالنظر إىل أنواعها املختلفة (أشخاصا وأمواال)‪ ،‬هبدف وضع طريقة أمثل‬
‫لتحصيل زكاة هذا النوع من األوعية الزكوية املهمة‪ ،‬وذلك لتحقيق مصلحة‬
‫املستحقني‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This article addresses the issue of the Zakat of firms and‬‬
‫‪companies, through its linguistic and terminological‬‬
‫‪definition (both in Sharia and law),and the identification of‬‬
‫‪companies types, to arrive at how to estimate the amount of‬‬

‫‪329‬‬
‫‪this kind of Zakat given to its different types in order to‬‬
‫‪develop an optimal method for the collection of this‬‬
‫‪important category of Zakat, so as to achieve the interests of‬‬
‫‪those who deserve it‬‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬


‫تمهيد ‪ :‬يعترب قطاع الشركات من القطاعات احليوية يف االقتصاديات املعاصرة‪،‬‬
‫وذلك نظرا لثراء أنواعه‪ ،‬فهو يشمل نواح كثرية من أنشطة اجملتمع االقتصادية ومل‬
‫يعد قاصرا على نظام اخللطة املعروف يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬فهو اآلن يُنظر إليه على‬
‫أنه جمال خصب لفرص العمل والتشغيل‪ ،‬و متكني الناس من احلصول على األموال‬
‫لتحقيق حاجاهتم املعيشية‪ ،‬ومن هنا فلن يكون هذا القطاع مبنأى عن تناول الزكاة‬
‫فيه‪ ،‬وانطالقا مما سبق وأخذا بعني االعتبار التنوع الذي تعرفه الشركات التجارية من‬
‫جهة وإقرار الفقه والتشريع الوضعي للشركات بالشخصية املعنوية‪ ،‬فإن هذه الدراسة‬
‫حتاول اإلجابة عن اإلشكالية املتمثلة يف مدى إمكانية فرض الزكاة على الشركات‬
‫باع تبارها شخصا معنويا‪ ،‬وأمهية ذلك من الناحية العملية‪ ،‬وما مدى تأثري هذا التنوع‬
‫على هذه اإلمكانية؟ ويف سبيل ذلك ارتأيت تقسيم البحث إىل مطالب أربعة هي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الشركات لغة واصطالحا‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حكمها وأقسامها في الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع الشركات في القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬زكاة الشركات وكيفيتها‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الشركات لغة واصطالحا‬
‫الفرع األول‪ :‬المفهوم اللغوي‪ :1‬الشركات‪ ،‬مجع َشركة بفتح الشني وكسر الراء أو‬
‫شركة بكسر الشني وسكون الراء‪ ،‬تعين‪ :‬خمالطة الشريكني‪ ،‬يقال اشرتكنا مبعىن‬ ‫ْ‬
‫تشاركنا‪ ،‬وقد اشرتك الرجالن وتشاركا وشارك أحدمها اآلخر‪ ،‬وشاركت فالنا صرت‬
‫شريكه‪ ،‬فالشركة دائرة على التعدد وأقله اثنان‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الشركات فقها وقانونا‪ :‬للوقوف على التعريف الفقهي‬
‫للشركات نورد تعاريف املذاهب الفقهية هلا‪.‬‬
‫فقد عرف املالكية الشركة بأهنا‪ " :‬إذن يف التصرف هلما مع أنفسهما" أي أن يأذن‬
‫كل واحد من املتشاركني لصاحبه يف أن يتصرف يف ماله له ولصاحبه مع تصرفهما‬
‫‪.2‬‬
‫ألنفسهما‬
‫وعرفها الشافعية بأهنا ‪ :‬كل حق ثابت بني شخصني فصاعدا على الشيوع‪.3‬‬
‫أما احلنفية فالشركة عندهم هي‪ :‬عقد بني املتشاركني يف األصل والربح‪. 4‬‬
‫وعرفها احلنابلة بقوهلم‪ :‬هي اجتماع يف استحقاق أو تصرف‪.5‬‬
‫مما سبق يتبني ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن املعنيني اللغوي والشرعي قريبان جبامع معىن االختالط‬

‫‪-‬انظر‪ :‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب ‪ ، 447/10‬الزبيدي‪ :‬تاج العروس ‪2241/27‬‬


‫‪-‬احلطاب‪ :‬مواهب اجلليل يف خمتصر خليل‪1172 /5‬‬
‫‪ -‬النووي‪ :‬روصة الطالبني‪3 275/4‬‬
‫‪-‬ابن عابدين ‪ :‬رد احملتار على الدر املختار‪2994 /4‬‬
‫‪-‬ابن قدامه‪ :‬املغين ‪35 /5‬‬
‫‪331‬‬
‫أن التعاريف الفقهية السابقة للشركات منها من غلب اعتبار كوهنا عقدا بني طرفني‬
‫أو أكثر متتزج خالله حقوقهم‪ ،‬ومنهم من غلب اعتبار اآلثار املرتتبة على الشركة وهو‬
‫التساوي يف االستحقاق أو التصرف والربح‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن القوانني احلديثة اعتنت بتعريف الشركة‪ ،‬ومنها القانون املدين اجلزائري‬
‫الذي عرفها يف املادة ‪ 416‬بأهنا‪":‬عقد مبقتضاه يلتزم شخصان طبيعيان أو اعتباريان‪،‬‬
‫أو أكثر على املسامهة يف نشاط مشرتك بتقدمي حصة من عمل أو مال أو نقد‪،‬‬
‫وهبدف اقتسام الربح الذي قد ينتج أو حتقيق اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي ذي‬
‫منفعة مشرتكة‪ ،‬كما يتحملون اخلسائر الذي فد تنجر عن ذلك"‬
‫يتضح من خالل التعريف السابق أن الشركة عبارة عن عقد‪ 1‬يشتمل على أكثر‬
‫من شخص واحد‪ ،‬سواء كان هذا الشخص طبيعيا أو معنويا‪ ،‬يلتزم كل واحد منهم‬
‫بتقدمي حصته‪ ،‬قد تكون عبارة عن أموال نقدية أو عينية‪ ،‬أو عبارة عن حصة عمل‬
‫تتمثل يف خربة فنية أو غريها‪ ،‬من أجل حتقيق هدف مشرتك يتمثل يف حتقيق ربح‬
‫مبفهومه الواسع‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حكمها و أقسامها في الفقه اإلسالمي‬
‫الفرع األول‪ :‬الحكم الشرعي للشركات‪ :‬األصل يف الشركات اإلباحة‬
‫واملشروعية‪ ،‬وقد دل على القرآن الكرمي‪ ،‬والسنة النبوية‪ ،‬واإلمجاع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫من القرآن‪ :‬قوله تعاىل‪ [ :‬وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض]‬

‫‪ -1‬مع ذلك‪ ،‬فإن هذا الطابع العقدي ال يظهر بوضوح يف شركات األموال اليت ينظر إليها على أساس‬
‫أهنا نظام ‪statut‬‬
‫‪ -‬سورة ص ‪242‬‬
‫‪332‬‬
‫ووجه االستدالل‪ :‬أن اخللطاء هم الشركاء‪.1‬‬
‫وقوله تعاىل‪ [:‬فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة ]‪ ،2‬ووجه االستدالل‪ :‬ان‬
‫مقتضاه الشركة بالطعام املشرتى بالورق‪.3‬‬
‫‪-‬ومن السنة‪ :‬حديث أيب هريرة رضي اهلل عنه‪ ،‬أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪":‬‬
‫إن اهلل يقول أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه‪ ،‬فإذا خانه خرجت‬
‫‪4‬‬
‫من بينهما"‬
‫‪-‬ومن السنة أيضا‪ :‬حديث السائب بن أيب السائب املخزومي أنه كان شريك النيب‬
‫صلى اهلل عليه وسلم أول اإلسالم يف التجارة ‪ ،‬فلما كان يوم الفتح‪ ،‬قال النيب صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ‪ ":‬مرحبا بأخي وشريكي‪ ،‬ال يداري وال يماري"‪.5‬‬
‫‪-‬كما أقر النيب صلى اهلل عليه وسلم الناس على التعامل هبا‪ ،6‬ولو مل تكن جائزة‬
‫‪7‬‬
‫ألنكرها ألنه مبعوث لبيان احلق‬

‫‪ -‬لعيين‪ :‬البناية شرح اهلداية( ‪3711 /7‬‬


‫‪-‬سورةالكهف ‪182‬‬
‫‪-‬القرايف‪ :‬الذخرية ‪183 /8‬‬
‫‪-4‬احلديث أخرجه أبوداوود يف سننه‪ ،‬كتاب الشركة‪ ،‬رقم‪ 256 /3 3383 :‬والدارقطين‪ ،‬كتاب‬
‫البيوع‪ ،‬رقم‪، 442/3 2933 :‬واحلاكم يف املستدرك رقم‪ 60/2 2322:‬وصححه ‪ ،‬والبيهقي يف‬
‫السنن الكربى‪ ،‬باب‪ :‬األمانة يف الشركة وترك اخليانة‪ ،‬رقم‪130/6 11424:‬‬
‫‪ -5‬احلديث أخرجه أمحد يف مسنده‪ ،‬رقم‪ ، 263/24 15505:‬والطرباين يف املعجم الكبري‪ ،‬رقم‪:‬‬
‫‪ ، 139/7 6681‬واحلاكم يف املشتدرك‪ ،‬رقم‪ ، 69/2 2357:‬وصححه‪ ،‬والبيهقي يف السنن‬
‫الكربى‪ ،‬باب‪ :‬االشرتاك يف األموال ‪ ،‬رقم‪129 /6 11422:‬‬
‫‪-‬املرغيناين‪ :‬اهلداية ‪56 /3‬‬
‫‪-‬العيين‪ :‬البناية شرح اهلداية ‪3737/7‬‬
‫‪333‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-‬ومن اإلمجاع‪ :‬فقد انعقد اإلمجاع على جوازها‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أقسام الشركات في الفقه اإلسالمي‬
‫قسم الفقهاء الشركات حبسب مضموهنا وآثارها إىل األقسام التالية‪:2‬‬
‫‪-‬القسم األول‪ :‬شركة الملك‪ :‬وهي العني يتملكها الرجالن فأكثر بإرث أوهبه أو‬
‫يشرتياهنا فال جيوز ألحدمها التصرف إال بإذن صاحبه‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬شركة العقود‪ :‬وهي اليت تنعقد بإرادة املتشاركني أو الشركاء‬
‫ويظهر الفرق بني القسمني من خالل التعريفني السابقني‪:‬‬
‫‪-‬أن شركة األمالك تعين اجتماع الشركاء يف االستحقاق‪ ،‬ليس بينهم عقد كاشرتاك‬
‫اجملاهدين يف الغنيمة‪ ،‬ومسوغ التصرف فيها هو امللك والوالية ال االشرتاك‪ ،‬ومن مث‬
‫فال ميلك أحدمها التصرف يف نصيب اآلخر‪.‬‬
‫‪-‬أما شركة العقود فهي اجتماع الشركاء على االشرتاك يف املال والتصرف فيه والربح‪،‬‬
‫وال تكون إال من جائز التصرف‪ ،‬ألنه عقد على التصرف يف املال فلم يصح من غري‬
‫جائز التصرف‪.‬‬

‫‪ -1‬اانفراوي‪ :‬الفواكه الدواين ‪1191/2‬‬


‫‪ -2‬انظر‪ :‬املرغيناين‪ :‬بداية املبتدي ‪ ،26/1‬ابن قدامه‪ :‬الشرح الكبري على منت املقنع ‪،109/5‬‬
‫املوسوعة الفقهية الكويتية ‪، 22/26‬وهناك من يرى أن للشركات قسم ثالث باإلصافة إل القسمني‬
‫املذكورين أعاله وهو‪ :‬شركة اإلباحة وتعين‪ :‬االشرتاك يف صالحية التملك باألخذ واإلحراز لألشياء‬
‫املباحة اليت ليست يف األصل ملكا ألحد‪،‬كاملاء والكأل‪ ،‬انظر‪ :‬الرخسي‪ :‬املبسوط‪،188-187/3‬‬
‫جملة األحكام العدلية ‪، 203/1‬كما أن املالكية مل يرتضوا هذا التقسيم كلية وذكروا مباشرة أنواع شركة‬
‫العقود‪ ،‬انظر‪:‬ابن رشد‪ :‬بداية اجملتهد ‪352/1‬‬

‫‪334‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع شركة العقود‪ :‬تندرج حتت شركة العقود األنواع التالية‪:‬‬
‫‪-1‬شركة المفاوضة‪ :‬وهي أن يشرتك الرجالن فيتساويا يف املال والربح‪ ،‬وتنعقد بلفظ‬
‫املفاوضة‪.‬‬
‫‪ -2‬شركة العنان‪ :‬وهي أن يشرتك الرجالن مع عدم شرط التساوي يف املال أو الرب‬
‫‪-3‬شركة الصنائع‪ :‬كاخلياطني والصباغني يشرتكان على أن يتقبال األعمال ويكون‬
‫الكسب بينهما‪.‬‬
‫‪ -4‬شركة الوجوه‪ :‬أن يشرتك الرجالن وال مال هلما‪ ،‬فيشرتيا ويبيعا بوجوههما‬
‫وال نريد أن نتناول تفاصيل و أقوال أئمة املذاهب يف مشروعية بعض أنواع شركة‬
‫العقود‪ ،‬فذلك يطيل بنا البحث ويصرفنا عن مقصوده‪ ،‬وهو الزكاة فيه‪ ،‬واملهم أن كل‬
‫أنواع هذه الشركة يعود يف النهاية إىل قسمني اثنني مها شركة األشخاص وشركة‬
‫األموال‪ ،‬وهو ما استقر عليه تقسيم القوانني املعاصرة للشركات‪ ،‬ومنها القانون‬
‫التجاري اجلزائري‪ ،‬وحناول بيان ذلك بشيء من التفصيل لتعلق موضوع الزكاة به يف‬
‫واقعنا‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع الشركات في القانون التجاري الجزائري‬
‫تناول املشرع اجلزائري أحكام الشركات التجارية يف القانون التجاري‪ 1‬يف املواد‬
‫‪ 544‬وما بعدها‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ ":544‬تعد شركات التضامن وشركات‬
‫التوصية‪ ،‬والشركات ذات املسؤولية احملدودة‪ ،‬وشركات املسامهة جتارية حبكم شكلها‬
‫ومهما كان موضوعها"‪ ،‬وهي ذات األنواع املوجودة يف التشريعات املقارنة العربية أو‬

‫‪1‬‬
‫‪-1‬هو األمر رقم‪ 59-75 :‬الصادر يف ‪ ،1975/09/26‬املتضمن القانون التجاري املعدل واملتمم‬
‫‪335‬‬
‫الغربية‪ ،‬مما يعين عمليا أن احلديث عن زكاة الشركات التجارية هو حديث عن زكاة‬
‫هذه األنواع من الشركات‪.‬‬
‫وجيري يف الفقه القانوين تقسيم أنواع الشركات إىل ثالثة أقسام كربى‪ ،‬هي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شركات األشخاص‬
‫وهي اليت تعتمد أساسا على االعتبار الشخصي أي على شخصية شركائها‬
‫والثقة املتبادلة بينهم‪ ،‬ولذلك ال جيوز مبدئيا ألي من الشركاء التصرف يف حصته من‬
‫الشركة‬
‫دون موافقة شركائه‪ ،‬ويؤدي أي تغيري يف شخصية أحد الشركاء أو أهليته أو‬
‫مالءته إىل تعديل الشركة أوحلها‪ ،1‬ويشمل هذا النوع من الشركات ما يلي‪:‬‬
‫‪–1‬شركة التضامن‪ :‬وتعترب من أكثر الشركات التجارية ذيوعا يف احلياة‬
‫العملية نظرا ألهنا تتكون من عدد قليل من الشركاء‪ ،‬وغالبا ما تكون بني أفراد أسرة‬
‫واحدة أو بني أصدقاء لضمان التعارف بينهم‬
‫وقد نظمها املشرع اجلزائري يف املواد ‪ 551‬إىل ‪ ،563‬دون أن يضع تعريفا‬
‫هلا‪ ،‬حيث تناول خصائصها واليت ميكن إجيازها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬يكتسب الشريك صفة التاجر مبجرد دخوله يف شركة التضامن‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬مسؤولية الشركاء فيها مسؤولية تضامنية وغري حمدودة‬

‫‪ ،‬ط‪ :2‬دار النهضة العربية –مصر‪1989-‬م‪-1 1‬مسيحة القليويب‪ :‬الشركات التجارية ص ‪171‬‬
‫‪ – 2‬تنص املادة ‪ " 551‬للشركاء بالتضامن صفة التاجر وهم مسؤولون من غري حتديد وبالتضامن عن‬
‫ديون الشركة"‬
‫‪336‬‬
‫‪-‬احلصص فيها غري قابلة للتداول وال ميكن إحالتها إال برضي مجيع الشركاء‪،1‬‬
‫وهلذه اخلاصية تأثريها على كيفية زكاة هذا النوع من الشركات كما سيأيت معنا الحقا‪.‬‬
‫‪-2‬شركة التوصية البسيطة‪société en commandite simple :‬‬
‫يرجع تاريخ شركات التوصية إىل عهد الرومان‪ ،‬عندما كانت التجارة منبوذة‬
‫من قبل الرومانيني‪ ،‬ومرتوكة للشعوب اخلاضعة لسيطرة روما أو لألرقاء املعتقني‪ ،‬فقد‬
‫كان األغنياء من الرومان الذين حرمهم القانون حق تعاطي التجارة باعتبارها مهنة‬
‫غري شريفة ال تليق مبركزهم االجتماعي يتاجرون بصورة مسترتة بقسم من أمواهلم‬
‫يسلموهنا إىل بعض التجار ويربمون معهم عقدا يقضي باقتسام األرباح فيما بينهم‪،‬‬
‫وفق الشروط املتفق عليها‪ ،‬كما يتحمل رب املال اخلسارة احلاصلة مبفرده‪.‬‬
‫وأخذ النبالء يف فرنسا هذا النوع من الشركات لألسباب نفسها‪.‬‬
‫كما عرفت الشريعة اإلسالمية عقدا شبيها هبذا العقد مسي بعقد املضاربة وهو‬
‫عبارة عن شركة يف الربح يقدم فيها أحد الشركاء املال واآلخر العمل‪.2‬‬
‫وقد تناول القانون التجاري اجلزائري هذا النوع من الشركات يف املواد من‬
‫‪563‬إىل ‪ 563‬مكرر‪ 10‬ومل يتعرض إىل تعريفها ‪ ،‬واكتفت املادة ‪ 563‬مكرر‪01‬‬
‫بالنص على طبيعة الشركاء فيها‪ ،‬ومع ذلك ميكن تعريفها بأهنا‪ ":‬شركة تنشأ بني‬
‫شريك أو أكثر مسئولني متضامنني ومن غري حتديد ألمواهلم‪ ،‬وبني شريك أو أكثر‬
‫يكونون أصحاب أموال فيها مسئولون مسئولية حمدودة وغري تضامنية خارجني عن‬
‫اإلدارة ويسمون موصون"‬

‫‪-1‬املادة ‪ 560‬من القانون التجاري اجلزائري‬


‫‪-2‬رزق اهلل أنطاكي‪ :‬الوسيط يف احلقوق التجارية ‪389-388/1‬‬
‫‪337‬‬
‫ويتضح من هذا التعريف أن شركة التوصية البسيطة تتكون من نوعني‬
‫من الشركاء‪:‬‬
‫أ‪ -‬شركاء متضامنون واحد أو أكثر يتمتعون بنفس املركز القانوين‬
‫الذي يتمتع به الشركاء املتضامنون‬
‫ب‪-‬شركاء موصون واحد أو أكثر يكونون مسئولون بقدر مسامهتهم‪.‬‬
‫وعلى اعتبار أن شركة التوصية البسيطة من شركات األشخاص القائمة على‬
‫االعتبار الشخصي‪ ،‬فإنه ال جيوز تنازل أي شريك عن حصته للغري إال مبوافقة مجيع‬
‫الشركاء كقاعدة عامة‪ ،1‬وهلذه اخلاصية تأثريها على كيفية الزكاة فيها‪.‬‬
‫‪- 3‬شركة محاصة ‪ :‬هي عقد يربمه شخصان أو أكثر هبدف إجناز‬
‫عمليات جتارية‪ ،‬ويلتزم فيها كل شريك بتقدمي حصة من املال أو العمل لتحقيق هذه‬
‫العمليات واقتسام ما قد ينشأ عنها من ربح أو خسارة دون أن تشكل هذه احلصص‬
‫رأس مال للشركة‪ ،‬فهي ال تتمتع بالشخصية املعنوية وليست معدة الطالع الغري‬
‫عليها وال ختضع إلجراءات الشهر املفروضة على الشركات التجارية األخرى‪ ،2‬فنشاط‬
‫هذه الشركة يضطلع به أحد الشركاء بامسه اخلاص يف مواجهة الغري‪.‬‬
‫وقد تناول القانون التجاري اجلزائري أحكامها يف املواد ‪795‬مكرر‪1‬إىل‬
‫‪795‬مكرر‪ ،09‬ونصت املادة ‪795‬مكرر‪02‬على طبيعة هذه الشركة اليت ختتلف‬
‫عن باقي الشركات بصفتها املسترتة‪ ،‬وبعدم متتعها بالشخصية املعنوية‪.‬‬

‫‪- 1‬املادة ‪ 536‬مكرر‪1/7‬‬


‫‪-2‬مسيحة القليويب‪ :‬املرجع السابق ص‪ 224‬فما بعدها‪ ،‬رزق اهلل أنطاكي املرجع السابق ص‪402‬‬
‫وما بعدها‬
‫‪338‬‬
‫وال شك أن هلذه الطبيعة اخلاصة لشركة حماصة تأثريه على كيفية فرض الزكاة‬
‫عليها‪ ،‬إذ ال جمال للحديث عن زكاة الشركة باعتبارها شخصا معنويا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شركات األموال‬
‫وهي اليت تعتمد يف تكوينها أساسا على االعتبار املايل‪ ،‬أي على املبلغ الذي‬
‫يساهم به كل شريك وليس على صفة الشريك‪ ،‬فهي جمموعة من األموال‬
‫ال اعتبار فيها لشخصية الشريك‪ ،‬ويرتتب على ذلك أنه ال أثر ألي تغيري يف‬
‫شخصية أحد الشركاء أو أهليته أو مالءته على استمرار الشركة وبقائها‪.1‬‬
‫ويشمل هذا النوع من الشركات ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬شركة المساهمة ‪ :S.P.A‬تعتبر منوذج شركات األموال‪ ،‬وميكن تعريفها بأهنا‬
‫الشركة اليت تتمثل فيها حصة الشركاء‪ ،‬ويطلق عليهم املسامهني بسندات متساوية‬
‫القيمة وقابلة للتداول بالطرق التجارية األسهم‪ ،‬وحتدد مسؤوليتهم بقيمة مسامهتهم‬
‫يف رأس ماهلا‪.2‬‬
‫وأهم خصائص هذا النوع من الشركات‪:‬‬
‫‪-‬رأس ماهلا مقسم إىل أسهم متساوية القيمة‪.‬‬
‫‪-‬أسهمها قابلة للتداول بالطرق التجارية على خالف حصص الشركاء يف‬
‫شركات األشخاص اليت ال تقبل التداول كقاعدة عامة‪ ،‬هذه احلرية يف التداول هي‬
‫اليت جعلت الفقه يتحدث عن زكاة األسهم بشكل مستقل عن الشخصية املعنوية‬
‫للشركة وفق ما سيأيت معنا‪.‬‬

‫‪-1‬مسيحة القليويب‪ :‬املرجع السابق ص‪172 -171‬‬


‫‪ -2‬جاك يوسف احلكيم‪ :‬الشركات التجارية ص ‪319‬‬
‫‪339‬‬
‫‪-‬تتحد مسئولية الشريك بقدر مسامهته وال يسأل عن ديون الشركة يف أمواله‬
‫اخلاصة‪.‬‬
‫‪-2‬شركة التوصية باألسهم‪ :‬عرفتها املادة ‪ 3/715‬بأهنا‪ :‬الشركة اليت يكون‬
‫رأمساهلا مقسما إىل أسهم بني شريك متضامن أو أكثر له صفة تاجر ومسئول دائم‬
‫وبصفة متضامنة عن ديون الشركة وشركاء موصني مسامهني‪ ،‬وال يتحملون اخلسائر‬
‫إال مبا يعادل حصصهم ‪.‬‬
‫وتتضمن شركة التوصية باألسهم بناء على التعريف السابق طائفتني من‬
‫الشركاء‪:‬‬
‫الطائفة األولى‪ :‬شركاء متضامنون مسئولون عن ديون الشركة مسئولية تضامنية‬
‫فيما بينهم وغري حمدودة مبا قدموه من حصص‪.‬‬
‫الطائفة الثانية ‪ :‬شركاء مسامهون مسئولون عن ديون الشركة يف حدود ما‬
‫قدموه من رأس مال فقط دون أمواهلم اخلاصة ودون تضامن فيما بينهم إذا ما‬
‫تعددوا‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الشركات المختلطة‬
‫هي الشركات اليت جتمع بني خصائص شركات األشخاص وشركات األموال‪،‬‬
‫وتشمل نوعني من الشركات‪.‬‬
‫‪-1‬الشركات ذات المسئولية المحدودة‪ :SARL‬وميكن تعريفها انطالقا من نص‬
‫املادة‪ 564‬من القانون التجاري اجلزائري بأهنا‪ :‬شركة جتارية تتألف من شركاء ال‬

‫‪ -1‬مسيحة القليويب‪ :‬املرجع السابق ص‪350-348‬‬


‫‪340‬‬
‫يتحملون اخلسائر إال يف حدود ما قدموا من حصص‪ ،‬وال ميكن أن يتجاوز عددهم‬
‫العشرين‪ ،‬وال يقسم رأمساهلا إىل أسهم‪.‬‬
‫وأهم خصائص هذه الشركة ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تتحدد مسئولية الشريك فيها بقدر حصته يف رأس املال‪ ،‬ودون تضامن مع‬
‫بقية الشركاء وهذا التحديد هو أساس تسمية الشركة‪.‬‬
‫‪-‬عدم اكتساب الشركاء فيها صفة التاجر‪.‬‬
‫‪-‬ال جيوز هلذه الشركة إصدار سندات أو أسهم امسية أو حلاملها قابلة للتداول‬
‫بالطرق التجارية‪ ،1‬وهي خاصية حمل اعتبار عند احلديث عن زكاة هذا النوع من‬
‫الشركات‬
‫‪-2‬المؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات المسئولية المحدودة‪:EURL‬‬
‫تبىن املشرع اجلزائري هذا النوع من الشركات سنة ‪ 1996‬مبوجب األمر رقم‬
‫‪2‬‬
‫‪27-96‬‬
‫وهي نوع من الشركات ذات املسؤولية احملدودة‪ ،‬تتكون من شريك واحد‪،‬‬
‫وهي تنتج إما عن تكوين هذه املؤسسة من طرف شخص واحد مباشرة أو عن‬
‫‪3‬‬
‫اجتماع كل حصص شركة عادية يف يد شريك واحد‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬زكاة الشركات‬

‫‪-1‬مسيحة القليويب ص‪302-300‬‬


‫‪ -‬هو األمر رقم‪ 67-26 :‬املؤرخ يف‪962 /12/09 :‬‬
‫‪3 -Yves guyon-droitdesaffaire-p517.tom2‬‬ ‫‪.7er ed.economica-paris‬‬
‫‪1992-29‬‬
‫‪341‬‬
‫بعد أن بينا يف املطالب السا بقة أقسام الشركات وأنواعها يف الفقه والقانون‪ ،‬نتناول‬
‫مسألة مدى تعلق الزكاة هبذه الشركات‪ ،‬فنقول‪:‬‬
‫يتفق أغلب الفقهاء املعاصرون على جواز األخذ بفكرة الشخصية االعتبارية يف زكاة‬
‫الشركة‪ ،1‬ومنهم على سبيل املثال ال احلصر‪ :‬شوقي إمساعيل شحاتة‪ ،‬ووهبه الزحيلي‪،‬‬
‫وعبد اهلل بن سليمان املنيع‪ ،‬ورفيق يونس املصري‪ ،‬وغريهم‪،2‬‬
‫وهو الرأي الذي أخذ به مؤمتر الزكاة األول‪ ،3‬وتبناه جممع الفقه اإلسالمي التابع‬
‫ملنظمة املؤمتر اإلسالمي‪.4‬‬
‫وإذا كان ذلك جيوز‪ ،‬فما هوا ألفضل عمليا‪ :‬النظر إىل الشخصية الطبيعية للشريك‬
‫وفرض الزكاة عليه‪ ،‬أم الشخصية املعنوية للشركة وفرض الزكاة عليها؟ ولإلجابة على‬
‫ذلك‪ ،‬نقول‪ :‬إن األمر خيتلف حسب نوع الشركة‪.‬‬

‫‪-1‬مل خالف يف ذلك فيما أعلم إال الشيخ حممد احلسن الددو الشنقيطي يف فتوى له مؤرخة يف‬
‫‪ 2007/01/23‬عرب موقع‪:‬‬
‫‪www.islamway.net‬‬
‫‪ ،‬والشخصية االعتبارية‪ :‬هي إضفاء صفات الشخصية احلقيقية على شخص ثانوي غري اإلنسان جبامع‬
‫توافر أهلية الوجوب القانونية وإن فارق هذا الشخص القانوين الشخص احلقيقي يف جوهره‪ ،‬بأن مل يكن‬
‫شخصا من حلم ودم إال أنه قد أخذ حكمه‪ ،‬وقد سبق الفقه اإلسالمي القوانني الوضعية يف األخذ‬
‫بفكرة الشخصية االعتبارية‪ ،‬انظر‪:‬أمحد جمذوب‪ :‬زكاة أسهم الشركات ص‪ ،91‬حبث مقدم صمن أعمال‬
‫الندوة احلدية عشرة لقضايا الزكاة املعاصرة‬
‫‪ -2‬أنظر‪ :‬أحباثهم صمن أعمال الندوة احلادية عشرة لقضايا الزكاة املعاصرة‪ ،‬موقع صندوق الزكاة اللبناين‬
‫‪www. Zakat.org.lb/library‬‬
‫‪-3‬أحكام وفتاوى الزكاة والصدقات والنذور والكفارات ص‪، 55‬اإلصدار الثامن‪ ،‬مكتب الشؤون‬
‫الشرعية لبيت الزكاة الكوييت ‪1430‬ه‪2009/‬م‬
‫‪ -4‬السالوس‪ :‬موسوعة القضايا الفقهية املعاصرة واالقتصاد اإلسالمي ص‪56‬‬
‫‪342‬‬
‫الفرع األول‪ :‬زكاة شركات األشخاص‪ :‬كشركة التضامن وشركة التوصية البسيطة‪،‬‬
‫واليت يقابلها يف الفقه اإلسالمي شركة األعمال وشركة الصنائع‪ ،‬وشركة الوجوه‪،‬‬
‫وشركة املفاوضة وغريها‪ ،‬فهذه ال تأثري للشركة يف الشركاء‪ ،‬فرتتبط زكاهتا بكل شريك‬
‫على حده‪ ،‬وتشمل األموال الزكوية لكل شريك ‪ :‬أرباحه يطرح منها الديون اليت‬
‫‪1‬‬
‫عليه‪ ،‬ويزكى الباقي إذا بلغ النصاب مع حوالن احلول‬
‫‪ -‬من الشركات من ال تتمتع بالشخصية املعنوية‪ ،‬كشركة احملاصة كما رأينا من قبل‪،‬‬
‫أو اليت تكون ملكا لشخص واحد‪ ،‬كشركة م ذ م م ‪..‬فرنسية‪ EURL‬وزكاة هذا‬
‫النوع من الشركات تكون كزكاة التاجر الفرد‪ ،2‬فتزكى البضائع واألجهزة املعدة للبيع‬
‫زكاة جتارة‪ (،‬ربع العشر إذا حال عليها احلول وتستبعد املعدات واألدوات اليت يستعني‬
‫هبا صاحب الشركة‪.‬‬
‫وكذلك إذا كانت شركة استشارات حماسبية أو هندسية ال معدات هلا فيزكى دخلها‬
‫زكاة النقود‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان جمال الشركة االستثماري يف الزراعة‪ ،‬فإهنا ختضع ألحكام زكاة ما خترجه‬
‫األرض ماال ومقدارا وزمنا‪ ،3‬واألمر نفسه ينسحب على الشركة املستثمرة يف احليوان‪،‬‬

‫‪ -1‬شوقي امساعيل شحاته‪ :‬مفاهيم ومبادئ يف حماسبة الزكاة ص‪ ،176‬أحباث وأعمال الندوة األوىل‬
‫لقضايا الزكاة املعااصرة‬
‫‪ - 2‬نظر‪ :‬السالوس‪ :‬موسوعة القضايا الفقهية املعاصرة واالقتصاد اإلسالمي ص‪ 512‬ط‪ :7‬دار‬
‫الثقافة‪-‬الدوحة‪-‬مكتبة دار القرآن –مصر‪1423-‬ه‪2002/‬م‪ ،‬وكذا اهليئة العامة للشؤون اإلسالمية‬
‫واألوقاف اإلمارات العربية املتحدة موقع‬
‫‪.www.awqaf.gov.ae.‬‬
‫‪-3‬عبد اهلل بن سليمان املنيع‪ :‬حبوث يف اإلقتصاد اإلسالمي ص‪72‬ط‪ :1‬املكتب اإلسالمي‬
‫‪1416‬ه‪1996/‬م‬
‫‪343‬‬
‫فإهنا ختضع ألحكام زكاة األنعام‪ ،‬ويستثىن من ذلك احملاصيل واألنعام اليت مل يرد يف‬
‫شاهنا نصاب معني فتزكى زكاة عروض جتارة إن اختذت للتجارة كالدواجن والطيور‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬زكاة شركات األموال‪:‬‬
‫إن ما يلعبه املال من دور رئيسي يف تكوين هذا النوع من الشركات ونشاطها‪ ،‬هو‬
‫سبب تسميتها‪ ،‬ويقسم رأس املال يف هذه الشركات إىل عدد معني من األسهم‬
‫القابلة للتداول‪ ،‬مث تطرح هذه األسهم لالكتتاب العام ويكون كل مساهم شريكا يف‬
‫هذه الشركة وصاحب املسؤولية حمدودة يف تسديد التزامات الشركة مبقدار مسامهته يف‬
‫رأس ماهلا ورأس املال هذا املكون من جمموع األسهم ليس ملكا لفرد‪ ،‬بل هو جملموع‬
‫املسامهني‬
‫ويف هناية كل عام تصدر الشركة بيانا بقيمة السهم وعائده بالنظر إىل حصيلة الشركة‬
‫من ربح أو ما ترتب عليها من خسارة‪.‬‬
‫والسهم‪ :‬هو احلصة اليت يقدمها الشريك يف شركة املسامهة وميثل جزءا من رأس ماهلا‪،‬‬
‫أو هو حق الشريك يف الشركة‪.1‬‬
‫وتنقسم األسهم من حيث الغرض منها إىل قسمني‪:2‬‬
‫‪ -1‬أسهم معدة لالستفادة من ريعها السنوي‪.‬‬
‫‪ -2‬أسهم معدة للمتاجرة بيعا وشراء‪.‬‬
‫وحيكم على السهم من حيث جواز متلكه وعدم جوازه تبعا ألعمال الشركة فتحرم‬
‫املسامهة يف الشركة وحيرم متلك أسهمها إذا كان الغرض من الشركة حمرما كالربا‬

‫‪-1‬عبد احلميد الغزايل‪:‬زكاة األسهم يف الشركات ص‪ 7‬حبث مقدم للمعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‬
‫‪143‬ه‪1.‬‬
‫‪-2‬السالوس‪ :‬الرجع السابق ص‪522-521‬‬
‫‪344‬‬
‫والقمار وحنوه‪ ،‬كما حترم املسامهة فيها إذا كان التعامل فيها بطريفة حمرمة مع مالحظة‬
‫أن ذلك ال يعفي مالكها من تزكية األصل‪.‬‬
‫وقد ورد يف قرارات جممع الفقه اإلسالمي جبدة أن زكاة األسهم املعدة لالستثمار أو‬
‫املعدة للمتاجرة تكون على النحو اآليت‪:1‬‬
‫أوال‪-:‬زكاة األسهم املعدة لالقتناء ألجل تنميتها واحلصول على عائدها‪:‬‬
‫إذا أمكن صاحب السهم أن يعرف عن طريق الشركة أو غريها مقدار ما خيص كل‬
‫سهم من املوجودات الزكوية للشركة‪ ،‬فإنه خيرج زكاة ذلك املقدار بنسبة ربع العشر‬
‫وإذا كانت الشركة لديها أموال جتب فيها الزكاة‪ ،‬كنقود وعروض جتارة وديون مستحقة‬
‫على املدينني األملياء ومل تزك أمواهلا‪ ،‬ومل يستطع املساهم أن يعرف من حسابات‬
‫الشركة ما خيص أسهمه من املوجودات الزكوية‪ ،‬فإنه جيب عليه أن يتحرى ما أمكنه‪،‬‬
‫ويزكى ما يقابل أسهمه من املوجودات الزكوية وهذا ما مل تكن الشركة يف حالة عجز‬
‫كبري حبيث تستغرق ديوهنا موجوداهتا‪.‬‬
‫أما إذا كانت الشركة ليس لديها أموال جتب فيها الزكاة‪ ،‬فإنه يزكي الربع فقط وال‬
‫يزكي أصل السهم‬
‫ثانيا‪-‬زكاة األسهم املعدة للمتاجرة‪:‬‬
‫إن األسهم إذا اشرتيت بغرض املتاجرة هبا تعامل معاملة عروض التجارة و تقوم بسعر‬
‫السوق يوم وجوب الزكاة‪ ،‬ويدفع عنها الزكاة بنسبة ‪ 2.5‬وإذا قامت الشركة بتزكية‬
‫موجوداهتا فال جيب على املساهم فردا كان أو شركة إخراج زكاة أخرى منعا لالزدواج‬
‫هذا إدا مل تكن أسهمه بغرض املتاجرة أما إذا كانت أسهمه بغرض متاجرة فإنه‬

‫‪-1‬انظر‪ :‬قرارات جممع الفقه اإلسالمي جبدة‪ ،‬الدورة الرابعة‪ ،‬القرار رقم‪28:‬‬
‫‪345‬‬
‫حيسب زكاهتا وحيسم منه ما زكته الشركة ويزكي الباقي إذا كانت زكاة القيمة السوقية‬
‫ألسهمه أكثر مما أخرجته الشركة عنه‪ ،‬وإن كانت زكاة القيمة السوقية أقل فله أن‬
‫حيتسب الزائد يف زكاة أمواله األخرى أو جيعلها تعجيال لزكاة قادمة‪.‬‬
‫أما من حيث إتباع مبدأ اخللطة من عدمه يف زكاة هذه األسهم‪ ،‬فقد نص جممع الفقه‬
‫اإلسالمي جبدة أن إدارة الشركة خترج زكاة األسهم كما خيرج الشخص الطبيعي زكاة‬
‫أمواله‪ ،‬مبعىن أن تعترب مجيع أموال املسامهني مبثابة أموال شخص واحد وتفرض عليها‬
‫الزكاة هبذا االعتبار من حيث نوع املال الذي جتب فيه‪ ،‬ومن حيث النصاب واملقدار‬
‫الذي يؤخذ منه‪.‬‬
‫خنلص من كل هذا إىل أن األفضل بالنسبة لشركة األموال هو زكاة الشخص املعنوي‬
‫حىت ال يضيع حق الزكاة بني املسامهني الذين قد التصل أمواهلم النصاب‪ ،‬وبالنظر‬
‫كذلك إىل العدد اهلائل من هذه الشركات باملقارنة مع األنواع األخرى‪.‬‬
‫‪-‬كما أن الغالب يف هذه الشركات‪ ،‬توفر النصاب‪ ،‬فرأمساهلا مرتفع‪،‬‬
‫‪-‬ومجيع ذلك فيه حتقيق ملصلحة املستحقني‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫أ‪-‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫ب‪ -‬كتب السنة‪:‬‬
‫‪-1‬أمحد‪ :‬املسند‪،‬ط‪ :1‬مؤسسة الرسالة ‪1421‬ه‪2001/‬م‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب‬
‫األرناؤؤط وآخرون‬
‫‪ -2‬أيب داود‪ :‬السنن‪ ،‬املكتبة العصرية‪-‬بريوت‪ -‬حتقيق‪ :‬حممد حميي الدين عبد‬
‫احلميد‪،‬‬

‫‪346‬‬
‫‪ -3‬الدارقطين‪ :‬السنن‪ ،‬ط‪ :1‬مؤسسة الرسالة‪-‬بريوت‪1424 ،‬ه‪2004/‬م‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫شعيب األرناؤؤط وآخرون‬
‫‪ -4‬أبو عبد اهلل احلاكم النيسابوري‪ :‬املستدرك‪ ،‬ط‪ :1‬دار الكتب العلمية –بريوت‪-‬‬
‫‪1411‬ه‪1990/‬م‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عبد القادر عطا‬
‫‪-5‬البيهقي‪:‬السنن الكربى‪ ،‬ط‪ 1:‬دار الكتب العلمية‪-‬بريوت‪1424-‬ه‪2003/‬م‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬حممد عبد القادر عطا‬
‫‪-6‬الطرباين‪ :‬املعجم الكبري‪،‬ط‪ :‬مكتبة ابن تيمية‪-‬القاهرة‪ -‬حتقيق‪ :‬محدي بن عبد‬
‫اجمليد السلفي‪.‬‬
‫ج‪ -‬كتب الفقه‪:‬‬
‫‪-7‬العيين‪ :‬البناية شرح اهلداية‪ ،‬ط‪ :1‬دار الكتب العلمية‪-‬بريوت‪-‬‬
‫‪1420‬ه‪2000/‬م‬
‫‪-8‬القرايف‪ :‬الذخرية‪ ،‬ط‪ :1‬دار الغرب اإلسالمي‪-‬بريوت‪-‬حتقيق‪ :‬حممد بوخبزة‬
‫‪-9‬املرغيناين‪ :‬اهلداية‪ ،‬ط‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪-‬بريوت‪ -‬حتقيق‪ :‬طالل يوسف‬
‫‪ -10‬اانفراوي‪ :‬الفواكه الدواين‪ ،‬ط‪ :‬دار الفكر‪1415 -‬ه‪1995/‬م‪-‬‬
‫‪-11‬احلطاب‪ :‬مواهب اجلليل يف خمتصر خليل‪ ،‬ط‪ :3‬دار الفكر‪-‬‬
‫‪1412‬ه‪1992/‬م‬
‫‪ -12‬النووي‪ :‬روصة الطالبني‪ ،‬ط‪ :3‬املكتب اإلسالمي بريوت‪-‬دمشق‪-‬‬
‫عمان‪1412،‬ه‪1991/‬م‪ ،‬حتقيق‪ :‬زهري الشاويش‪.‬‬
‫‪-13‬ابن عابدين‪ :‬رد احملتار على الدر املختار‪ ،‬ط‪ :‬دار الفكر‪-‬بريوت‪-‬‬
‫‪1412‬ه‪1992/‬م‪1‬‬
‫‪-14‬ابن قدامه‪ :‬املغين‪ ،‬ط‪ :‬مكتبة القاهرة‬
‫‪347‬‬
‫‪ -15‬عبد الرمحان ابن قدامه‪ :‬الشرح الكبري على منت املقنع‪،‬ط‪ :‬دار الكتاب العريب‬
‫‪ -16‬الرخسي‪ :‬املبسوط‪ ،‬ط‪ :‬دار املعرفة‪-‬بريوت‬
‫‪-17‬ابن رشد‪ :‬بداية اجملتهد‪ ،‬ط‪ :‬دار احلديث‪-‬القاهرة‪-‬‬
‫د‪-‬كت ـ ـ ــب اللغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫‪-18‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬ط‪ :3‬دار صادر –بريوت‪ 1414 -‬ه‬
‫‪-19‬الزبيدي‪ :‬تاج العروس ‪ ،‬ط‪ :‬دار اهلداية‬
‫ه‪-‬مراجع معاصرة في الفقه والقانون‬
‫‪ -20‬جملة األحكام العدلية‪ ،‬نشر‪ :‬نور حممد‪-‬كراتشي‪ -‬حتقيق‪ :‬جنيب هواويين‬
‫‪-21‬املوسوعة الفقهية الكويتية‪ :‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬ط‪ :‬دار‬
‫السالسل –الكويت ‪1427‬ه‬
‫‪ -26‬شوقي إمساعيل شحاتة‪ :‬مفاهيم ومبادئ يف حماسبة الزكاة‪ ،‬أحباث وأعمال‬
‫الندوة األوىل لقضايا الزكاة املعاصرة‬
‫‪ :- 27‬السالوس‪ :‬موسوعة القضايا الفقهية املعاصرة واالقتصاد اإلسالمي ط‪ .7‬دار‬
‫الثقافة‪-‬الدوحة‪ -‬مكتبة دار القرآن –مصر‪1423-‬ه‪2002/‬م‪.،‬‬
‫‪-28‬عبد اهلل بن سليمان املنيع‪ :‬حبوث يف االقتصاد اإلسالمي ص‪72‬ط‪ :1‬املكتب‬
‫اإلسالمي ‪1416‬ه‪1996/‬م‪،‬‬
‫‪-29‬أحكام وفتاوى الزكاة والصدقات والنذور والكفارات‪ ،‬اإلصدار الثامن‪ ،‬مكتب‬
‫الشؤون الشرعية لبيت الزكاة الكوييت ‪1430‬ه‪2009/‬م‬
‫‪ -30‬عبد احلميد الغزايل‪:‬زكاة األسهم يف الشركات حبث مقدم للمعهد اإلسالمي‬
‫للبحوث والتدريب‪.‬‬
‫‪-31‬قرارات جممع الفقه اإلسالمي جبدة‪ ،‬الدرة الرابعة‪.‬‬
‫‪348‬‬
‫‪-32‬رزق اهلل أنطاكي‪ :‬الوسيط يف احلقوق التجارية الربية ‪،‬ط‪ :‬جامعة دمشق‬
‫‪1961‬م‬
‫‪-33‬جاك يوسف احلكيم‪ :‬الشركات التجارية‪ ،‬منشورات جامعة دمشق ‪-1992‬‬
‫‪1993‬م‬
‫‪-34‬مسيحة القليويب‪:‬الشركات التجارية‪ ،‬ط‪ :2‬دار النهضة العربية‪-‬مصر‪1989-‬م‬
‫مراجع باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪35- Yves guyon-droitdesaffaire-p517.tom2 .7er‬‬
‫‪ed.economica-paris 1992‬‬
‫مواقع األنترنت‪:‬‬
‫‪-36‬موقع صندوق الزكاة اللبناين‪:‬‬
‫‪www. Zakat.org.lb/library‬‬
‫‪ -37‬موقع‪www.islamway.net‬‬
‫‪ -38‬اهليئة العامة للشؤون اإلسالمية واألوقاف‪ -‬اإلمارات‬
‫‪www.awqaf.gov.ae‬‬

‫‪349‬‬

You might also like