Professional Documents
Culture Documents
التلبس فى قضايا المخدرات
التلبس فى قضايا المخدرات
التلبس فى قضايا المخدرات
ّ
التلبس
في قضايا المخدرات
الفصل األول :التلبس
بشكل سرطاني تتضاعف أرقام قضايا التلبس التي تحملها إلينا إحصائيات الجرائم
سنوياً ،بل يومياً ،إلى الحد الذي يمكننا معه المقارنة بين عدد مأموري الضبط
القضائي وكم قضايا التلبس ،وكأن التلبس صار قرين كل جريمة ،أو كأن كل
جريمة صارت في حالة تلبس ،صحيح أن ضبط الجرائم ومعاقبة مرتكبيها وهو
عين العدل وغاية العدالة ،لكن المرعب بل والمخيف أن تصل إحصائيات جرائم أو
قضايا التلبس إلى عدد المليون والنص مليون في سنه واحدة.
ووجهة الدهشة حقيقة ليس هذا الحكم المرعـب والمخيف ،بل ما ألت إليه هذه
القضايا ،وبمعني أوضح التصرفات والقرارات واألحكام التي صدرت في خصوص
هذا الكم من القضايا.
.1أصدرت المحاكم أحكاماً بالبراءة لعدم توافر أي حالة من حاالت التلبس في أكثر
من %91من هذا الكم من القضايا ،أي ألكثر من مليون وثالثمائةـ قضية تلبس
!!000
.2أصدرت النيابة العامة قراراتها بالتقرير باألوجه إلقامة الدعوى الجنائية
ألسباب حاصلها انتفاء حاالت التلبس قانونا فى أكثر من عشرة آالف قضية
تلبس !!000
.3صدرت أحكام باإلدانة فى الكم المتبقي من قضايا التلبس وهو ما ال يجاوز %7
من إجمالي قضايا التلبس التي ضبطتها أجهزة األمن !!000
التلبس كسبب مستقل للبراءة .
يقصد بالتلبس كسبب مستقلـ للقضاء بالبراءة – وعلي ما سيرد تفصيالً – نفي حالة
التلبس ،وبمعنيـ ابسط نفي ضبط الجريمة في حالة من حاالت التلبس ،والتلبس
كسبب مستقلـ لطلب البراءة والحكم بها يطرح تساؤلين فائقي األهمية هما أساس
فكرة التلبس وكذا المدخل الطبيعي إلعداد خطة الدفاع في قضايا التلبس وباالدق
القضايا التي يزعم ضبطها في حالة تلبس.
االحتمال األول -أن تقع الجريمةـ وال تكتشف السلطات أمرها فيظل المجرم
والجريمة مجهوالن.
االحتمال الثاني -أن تقع الجريمةـ وتكتشف السلطات أمر وقوعها فيتحقق العلم
بالجريمة وتسعي السلطات إلى محاولة ضبط مرتكبها.
ومعني ذلك أنه ال يشترط حتماً أن تعلم السلطات بأمر وقوع و ارتكاب كل الجرائم ،
فكم من الجرائم تقع وتتم وال تعلم السلطات أمر وقوعها ،وإ ذا اكتشفت السلطات
وقوع الجريمةـ ،فإن ثمة تساؤل أكثر أهميةـ ،وهو محور وأساس دراستنا لكونه
كما أوضحنا المدخل الطبيعي لدراسة التلبس .
التساؤل الثاني 000متى اكتشفت السلطات وقوع الجريمة000؟
في مجال تحديد وقت أو زمن اكتشاف السلطات للجريمة ،بمعنيـ قياس الزمن
الواقع بين وقوع الجريمة واكتشافها ،ثمةـ ثالثة احتماالت ثالثة هي …
وفي هذه الحالة تكتشف السلطات وقوع الجريمةـ أثر ارتكابها ،أي فى الزمن
الالحق مباشرة لوقوعها بمعنيـ أن تقارب زمن وقوع الجريمةـ مع زمن اكتشافها ،
فيكون لوقوع الجريمةـ حيز أو نطاق زمني مغاير للحيز أو النطاق الزمني الكتشافها
،إال أنهما متقاربان إلى حد التداخل دون االندماج.
وفى هذا الحالة تكتشف السلطات وقوع الجريمة ولكن بعد فوات أو مضي فترة
زمنيةـ طويلة الحقة على وقوع الجريمةـ ،أي أن لوقوع الجريمةـ حيز زمنيـ بعيد
تماما عن الحيز الزمني لوقوعها أو الرتكابها.
الجريمة المتلبس بارتكابها – الجريمة غير المتلبس بارتكابها
التفرقة بين وقوع الجريمة واكتشافها ،وباالدق التفرقة بين وقت وقوع الجريمةـ
ووقت اكتشاف السلطات لها وضبطها يعني أن التلبس هو زمن وقوع الجريمةـ
وليس الجريمة ذاتها.
أساس ذلك أن الجريمة حينما تقع أو تتم ،إما أن تكتشف السلطات أمرها وإ ما ال
تكتشف أمرها ،وإ ذا اكتشفت السلطات وقوع الجريمة فان واقعة االكتشاف إما أن
تحصل حال ارتكاب الجريمة وأما بعد ارتكابها بفترة قصيرة وإ ما بعد ذلك بفترة
طويلة.
إذا 000فارتكاب الجريمةـ شيء ،واكتشافها شيء أخر تماما ،صحيح أن اكتشاف
الجريمة هو المدخل الطبيعي والتلقائي للبحث عن مرتكبها والتحقيق معه
ومحاكمتهـ إال أنه ال ينكر أن من الجرائم ما يرتكب وال تكتشفه السلطات أو تعلم
شيء عنها.
الحيز المكاني والحيز الزمني للجريمة
لكل جريمةـ حيز مكاني وحيز زمنيـ ،ويقصد بالحيز الزمني للجريمةـ الوقت أو
الزمن الذي استغرقته الجريمةـ لتتم ( لتتكامل عناصر الركن المادي للجريمةـ )
وبمعني أخر الحيز الزمني هو الوقت الذي استغرقه المتهم الرتكاب جريمته.
والتساؤل 000إذا كان للتلبس شيء و الجريمة المتلبس بها شيء أخر
000فما المقصود بالتلبس ككيان متميز ومختلف 000؟
إذا كان اكتشاف السلطات للجريمة أو عدم اكتشافها لها ال يؤثرـ وكما ذكرنا في
وجود الجريمة وقيامها فالجريمة وقعت بالفعل ،فان اكتشاف السلطات للجريمة
وهى فى مجري نفاذها أو أثر وقوعها مباشرة ،دون االكتشاف المتراخي أو البعيد
،بمعني أن الجريمة وأن كانت قائمة ( أي وقعت بالفعل ) إال أنها تتصفـ بصفة
معينة أو توجد في حالة معينةـ هي حالة التلبس ،فالتلبس في جوهرة زمن – زمن
اكتشاف الجريمة – والتوصل لوجود الجريمةـ فى حالة تلبس من عدمه ال يتم إال
من خالل تساؤل ذي شقين.
ال حديث عن جريمة في حالة تلبس إال بالحديث عن وقت اكتشاف الجريمة ولذا فان
إثبات وقوع الجريمةـ شيء وإ ثبات كون الجريمة متلبس بها شيء أخر ،وعمال
فان مأمور الضبط القضائي يلتزم ببيان ماهية حالة التلبس التي تم اكتشاف
الجريمة وضبطها من خاللها بما يوجب بيان الزمن الذي ضبطت فيه الجريمة
إلمكان القول بوجود الجريمة أو بضبط الجريمةـ في حالة تلبس ،وتلتزم جهة
التحقيق ( النيابة العامة – قاضي التحقيق ) ببيان مقومات حالة التلبس بمعني
تعاصر أو تقارب زمن وقوع الجريمةـ مع اكتشاف مأمور الضبط لها ،وأخيرا تلتزم
محكمة الموضوع بيان حصول حالة التلبس قانونا بأن تبين في حكمها متىـ وقعت
الجريمة ومتىـ اكتشفت ،واألهم هو دور الدفاع في نفي وجود حالة تلبس 000لذا
كانت وستظل قضايا التلبس وقضايا التلبس بالمخدرات أحد أهم المشكالت التي
واجهت وتواجه وستواجه الدفاع أينما حل
إعداد المحامي لخطة دفاعه في أحد قضايا التلبس بالمخدرات يوجب اإللمام بعدة
مبادئ أو أسس تحكم البنيان القانوني لحالة التلبس ،فهي أشبه بالضوابط التي
يسهل من خاللها القول بوجود حالة تلبس أو بانتفائها.
.1أن الجريمةـ قد تقع ولكن ال تكتشفها السلطات وال ينفي عدم علم السلطات
بالجريمة وقوعها ،فكم من الجرائم تقع وال تعلم عنها السلطات شيء.
.2أن مجرد علم السلطات بأمر وقوع الجريمة – مجرد العلم بوقوع الجريمة -ال
يعني أن الجريمةـ في حالة تلبس ،والمهم متي اكتشفت السلطات أمر وقوع
الجريمة ،وبمعنيـ أخر وقت أو تاريخ اكتشاف الجريمةـ ،فحالة التلبس لها
شروط ومكونات .
أوضحنا أن التلبس شيء ،والجريمةـ التي وقعت شيء أخر ،فوقوع الجريمة –
مجرد وقوع جريمة -ال يخول مأمور الضبط القضائي تلك السلطات التي يخولها
له ضبط الجريمةـ في حالة تلبس ،إال أن ذلك ال يعني انعدام الصلة بينهم ،فالقول
بوجود الجريمةـ فى حالة تلبس أو متلبسا بها يعني أن الجريمةـ اكتشفت حال
ارتكابها أو بعد ارتكابها بفترة قصيرة ،أي أن الجريمة وقعت فى ذات الحيز
الزمني الكتشافها أو في حيز زمني قريب منه.
والتساؤل 000كيف يمكن للدفاع الوصول للقضاء بالبراءة من خالل نفي حالة
التلبس أي بعيدا عن الجريمة ونفيها ككيان قانوني قائم ومستقل 000؟
في جريمة المخدرات المتلبس بوقوعها – أي التي تعاصر أو تقارب زمن وقوعها
مع زمن اكتشافها وضبطها – فان لدفاع دور ومهمة تتجاوز دورة ومهمتهـ في
القضايا التي ال تلبس فيها 000وتتناول خطة الدفاع في القضايا المتلبس
بارتكابها
أوال -:حالة التلبس كحالة قائمة بذاتها ومدي توافر عناصرها ومقوماتها
القانونية.
ثانيا -:الجريمة المتلبس بها بمختلف أركانها وعناصرها القانونية.
ويكفي الدفاع للوصول للقضاء بالبراءة أن يفلح فى نفي حالة التلبس ،أي يكفي أن
يثبت الدفاع أن الجريمةـ وقعت في زمن مغاير لزمن الضبط ،باالدق في غير حالة
من حاالت التلبس ،على اعتبار أن جوهر التلبس زمن والوصول النتفاء حالة
التلبس يعني بطالن كافة اإلجراءات الالحقة عليه من قبض وتفتيشـ 000ذلك أن
المشرع خول مأمور الضبط القضائي – في حالة التلبس بالجريمةـ – مجموعة من
الصالحيات القانونية ( مزيد من إجراءات االستدالل وبعض إجراءات التحقيق
االبتدائي ) التي يمتنع على مأمور الضبط القضائي ممارستها في غير حالة التلبس
،فاألصل وكما سيلي هو خطر تلك اإلجراءات أو الصالحيات على مأمور الضبط
القضائي واالستثناء صالحية ممارستها شريطة أن يكون مأمور الضبط القضائي
بصدد حالة تلبس حقيقيةـ ال مختلفة وال مفتعلة.
القول بوجود الجريمة في حالة تلبس يعني ازدواج دور الدفاع ،فالتلبس حالة
قائمة بذاتها تقتضيـ من الدفاع التصدي لها باستيضاح عناصرها القانونية
وجوهرها الزمن ،ومدخل دراستها عمليا ال يتم إال من خالل تساؤل وحيد ذي
شقين.
أما عن الدور األخر للدفاع فهو الجريمة ذاتها ككيان قانوني مستقلـ ،فقد تتوافر
حالة التلبس قانونا ،ومن ثم ينتقلـ دور الدفاع إلى دراسة الجريمةـ ذاتها000
ولما كان القول بانتفاء حالة التلبس يعني أن اإلجراءات التي تترتب على حالة
التلبس الباطلة ،باطلة بالتبعيةـ ،ما دامت مستمدة منها ومستندة غليها فقد
اتضحت أهميةـ دراسة التلبس كمدخل مستقل للوصول للقضاء بالبراءة ،وعلى ذلك
فان خطة القسم الثاني تنحصر فى كيفية الوصول إلى القضاء بانتفاء حالة التلبس
وصوال للقضاء ببطالن ما ترتب عليها من إجراءات وصوال للقضاء بالبراءة.
إذا كان وجود الجريمة في حالة تلبس – تلبس صحيح قانونا – خول القانون مأمور
الضبط القضائي عدة صالحيات أخطرها حق القبض والتفتيش ،ومكمن الخطورة
لم يعد في زعم وجود الجريمةـ حالة تلبس بل في اختالق الجريمةـ ثم الزعم أنها
كانت في حالة تلبس ،فالمشكلة في تصورنا لم تعد في حالة التلبس ذاتها وإ نما في
اختالق الجريمةـ والزعم أنها ضبطت في حالة تلبس ،فالبعض من مأمور الضبط
القضائي ،من ذوي النفوس الضعيفة ال يكتفي بزعم وجود حالة تلبس ليحق له
القبض والتفتيش ،بل أنه يقوم بدور أكثر خطورة ،فهو يختلق الجريمةـ ويختلق
حالة التلبس ،فدس مخدر على شخص أو اختالق لحالة تلبس بل اختالق للجريمةـ
ولحالة التلبس.
لذا 000فأن قضية التلبس ،وباالدق قضية المخدرات التي تضبط في حالة تلبس
تثير مشكلتين.
الثانية -:إذا كانت هناك جريمة فعال ،فهل ضبطت فعال في حالة تلبس
بحيث تبيح لمأمور الضبط القضائي حق القبض والتفتيش.
( تكون الجريمةـ متلبسا بها حال ارتكابها أو عقب ارتكابها ببرهةـ يسيرة.
وتعتبر الجريمةـ متلبسا بها إذا اتبع المجني عليه مرتكبها أو تبعته العامة مع
الصياح أثر وقوعها ،أو إذا وجد مرتكبها بعد وقوعها بوقت قريب حامال آالت أو
أسلحة أو أمتعة أو أوراقا أو أشياء أخرى يستدل منها على أنه فاعل أو شريك فيها
،أو إذا وجدت به شفى هذا الوقت آثار أو عالمات تفيد ذلك ).
التلبس هو التزامن بين ارتكاب الجريمة واكتشافها وهو ظرف زمنيـ يتعلق
بارتكاب المتهم لجريمته واكتشاف السلطات لها ،ومن ثم فليس للتلبس أي داللة
موضوعية تتعلق بموضوع الجريمةـ أو تؤثر في أركانها وعناصرها ،والتلبس
بالجريمة يعني التعاصر أو التقارب بين لحظتين ،لحظة وقوع الجريمة ولحظة
اكتشافها ،فالتلبس حالة أو صفة لواقعة محددة هي الجريمة ،كما أن التلبس
وصف خاص بالجريمةـ يفيد معني التقارب الزمني بين تمام وقوع الجريمة وكشفها
وال يتعلق التلبس بالجريمةـ ككيان موضوعي لها أركانها وعناصرها.
فحالة التلبس -حالة قائمة بذاتها تعني أن السلطات اكتشفت وقوع الجريمة فى
ذات وقت ارتكابها أو فى وقت مقارب لوقوعها.
والجريمة " ونعني أحد جرائم المخدرات " -هي كيان قانوني قائم بذاته عندما
تقع أما أن تكتشفها السلطات وأما ال تكتشفها وإ ذا اكتشفتها السلطات فالتساؤل
متى وقعت الجريمة 000؟
الكلمات والعبارات التي استعملها المشرع للتدليل على قصر زمن التلبس.
التساؤل 000كيف يصل الدفاع من خالل الثابت بمحضر الضبط إلى القول
( الدفع ) بانتفاء حالة التلبس 000؟
ال حديث عن حالة تلبس " ومنها حاالت التلبس بالمخدرات " إال بتحديد الوقت أو
الزمن الواقع بين ارتكاب الجريمةـ واكتشافها – األمر الذي يترجم عمليا فى صورة
تساؤلين يثيرها دائما الدفاع فى مجال البحث عن البراءة النتفاء حالة التلبس
بمضي الزمن.
فإذا طال الوقت أو الزمن الواقع بين ارتكاب الجريمة واكتشافها تالشت حالة
التلبس ،ويكون الدفع بانتفاء حالة التلبس ( فى أي صورة من صورها ) دفعا
قانونيا مؤثرا وفعاال ،والتلبس وكما ذكرنا يفترض بل يقتضيـ تعاصر أو تقارب
زمن ارتكاب الجريمة مع زمن اكتشافها ،فيكون لهما ذات الحيز الزمني ،باألدنى
حيز زمنيـ متقارب ،أما إذا فصل بين الجريمة ووقوعها وبين اكتشافها حيز زمني
طويل فتنتفيـ حالة التلبس.
التأصيل القانوني والعملي للدفع بانتفاء حالة التلبس لفوات الزمن بين
وقوع الجريمة واكتشافها.
التأصيل القانونيـ -:المشرع وحده من يحدد حاالت التلبس ،ولذا فان التلبس فى
أي صورة من صورة إرادة مشرع ،والمشرع ذاته قيد التلبس بزمن فال تلبس إال
فى أحد صور األزمنة التي أوردها بنص المادة 30من قانون اإلجراءات الجنائية.
( تكون الجريمةـ متلبسا بها حال ارتكابها أو عقب ارتكابها ببرهةـ يسيرة أو إذا وجد
ارتكبها بعد وقوع بوقت قريب .)000000000
التأصيل العملي -:إذا كانت المادة 30من قانون اإلجراءات الجنائية قد حددت
حاالت وصور التلبس بالجريمةـ وحصرتها حصرا في صور معدودة فان القول
بتوافر أحد هذه الحاالت أو الصور فى واقعات الجريمة المدعي بوجودها في حالة
تلبس يقضي أن يحدد مأمور الضبط القضائي بمحضرة ماهيته ما شاهـده
( والمشاهدة تعني اإلدراج بكافة الحواس ) واألمر حينئذ ال يخرج عن خمس
احتماالت أو خمس حاالت واقعية يحدث إحداها.
أوال -:أن يثبت مأمور الضبط القضائي بمحضرة أنه شاهد الجريمةـ وهى في
مجري نفاذها أي والجريمةـ تقع وتتم وباالدق شاهد ركنها المادي.
ثانيا -:أن يثبت مأمور الضبط القضائي بمحضرة أنه شاهد أثار الجريمة وهي
الزالت بادية وتنبئ عن وقوعها.
ثالثا -:أن يثبت مأمور الضبط القضائي بمحضرة أنه شاهد أثار الجريمة واضحة
ظاهرة أثر تتبع المجني عليه للمتهم أو تتبع العاملة له مع الصياح.
رابعا -:أن يثبت مأمور الضبط القضائي بمحضرة أنه شاهد المتهم بعد وقوع
الجريمة – بوقت قريب – حامال آالت أو أسلحة أو أمتعة أو أوراقا أو أشياء أخرى
يستدل منها على أن المتهم فاعل للجريمةـ أو شريك فيها.
خامسا -:أن يثبت مأمور الضبط القضائي بمحضرة أنه شاهد المتهم -في وقت
قريب – وبه آثار أو عالمات تفيد ارتكابه للجريمةـ أو اشتراكه فيها.
ألزمت المادة 31من قانون اإلجراءات الجنائية مأمور الضبط القضائي في حالـة
التلبس بجنايـة أو بجنحـة أن ينتقـلـ فورا إلى محل الواقعة ( الجريمة المدعي
وجودها في حالة تلبس ) وأن يعاين اآلثار المادية للجريمة ويحافظ عليها ويثبت
حالة األماكن واألشخاص ،ومقتضىـ ذلك – متى تم بدقه وصدق – أن يكون ما
أثبته مأمور الضبط القضائي لواقع ما شاهدة بشخصه وما قام به من معاينات لحالة
األشياء واألشخاص يتم التأكد والتثبيت من وجود الجريمةـ في حالة تلبس من
عدمه.
وعمالً 000فان الدفاع يستخلص وجود حالة التلبس أو انتفاءها من خالل ما
يثبتهـ مأمور الضبط القضائي بمحضره على النحو الذي سيلي.
أن مجرد اكتشاف السلطات لجريمةـ وقعت ال يعني كونها فى حالة تلبس بل يتحتم
للقول بوجود الجريمة متلبسا بها.
ثانيا -:أن تكتشف الجريمة في غضون المدة أو المدد المسموح بها والمنصوص
عليها بنص المادة 30من قانون اإلجراءات الجنائية.
وواقع الحال أو ما يجري العمل عليه أن مأمور الضبط القضائي يعتبر اكتشافه ،
مجرد اكتشافه للجريمةـ تلبسا بها سواء بعد زمن وقوعها أو قرب .بمعني أن
مأمور الضبط القضائي بمجرد إبالغه بالجريمة ومشاهدته ألي شيء يتعلق بها أو
حتى عدم شاهدته يعتبر الجريمة متلبسا بها – وغايته من تلك رغبته في ممارسة
السلطات االستثنائيةـ التي يخولها القانون لمأمور الضبط في حالة الجرائم المتلبس
بها من حق القبض والتفتيش والضبط.
وممكن الخطورة أن مأمور الضبط القضائي يبدأ بالفعل في ممارسةـ كافة
الصالحيات التي يخولها القانون له فى حالة التلبس ( قبض – تفتيش ) إال أن ثمة
خطأ جسيم يأتيه مأمور الضبط القضائي وال مفر منهـ ويتعلق بما يثبته مأمور
الضبط بمحضر عن اآلثار المادية التي خلفتها الجريمةـ وحالة األشخاص واألمكنة.
فمأمور الضبط يدعي أوال وجود بالجريمة فى حالة تلبس ابتغاء ممارسةـ سلطتي
القبض والتفتيش ،إال أن ما يثبتهـ مأمور الضبط عن اآلثار المادية التي خلقها
الجريمة وحالة األشخاص واألمكنة تنفي مطلقا وجود الجريمةـ فى حالة تلبس
والحال حينئذ أن مأمور الضبط القضائي قد اختلق أو افتعل حالة التلبس تلك وصوال
إلى ممارسةـ سلطتي القبض والتفتيش.
وثمة مشكلة مثارة تتعلق بالجرائم التي ال يتخلف عنها أثار مادية يمكن لمأمور
الضبط القضائي أن يشاهدها ويثبتها بمحضرة كجرائم السرقة بالنشل والشروع في
القتل في بعض صورة وحاالته.
أدلة التلبس
ما المقصود بأدلة التلبس… ؟
ال يقصد بأدلة التلبس ،أدلة إثبات الجريمة التي تسندها النيابة العامة للمتهم ،
وإ نما الدليل علي وجود الجريمةـ في حالة تلبس ويذكر ان المشرع وان كان قد أورد
حاالت التلبس على سبيل الحصر بنص المادة 30من قانون اإلجراءات الجنائية
فان تقدير توافر التلبس فى أحد صورة الواقعية أمر يتعلق بواقع كل جريمة أو
قضية على حدة ،ذلك أن لكل جريمة ( لكل حالة تلبس بجريمة ) ظروفها الخاصة
ووقائعها المختلفة.
ويلزم قبل التصدي لمفهوم أدلة التلبس أو أدلة حصول التلبس أن تقرر تلك القاعدة
التي تعد للتلبس لبحث أي جريمة يدعي أنها ضبطت فى حالة تلبس ،ومقتضاها أن
للتلبس ركائز أو أسس أولهما لخطي أو زمنيـ يتعلق بتحديد اللحظة التي تم
اكتشاف الجريمة فيها وثانيهما مادي يتعلق بالمظاهر الخارجية التي تدعم القول
بوجود حالة تلبس.
ركائز التلبس
وإ ذا كان القول بوقوع جريمة متلبس بها يقتضي أن تكون بصدد أحد حاالت التلبس
التي أوردها المشرع بنص المادة 30من قانون اإلجراءات الجنائية فان القول
بوجود الجريمةـ فى أحد حاالت التلبس تلك يقتضيـ أن تدعمه عدة مظاهر خارجية
تجعله متصورا ومبررـ ،والواقع أن تلك المظاهر الخارجية تثيرـ نوعين من
المشكالت القانونية والعملية تتعلق المشكلة األولي بالوجود الحقيقي أو الفعلي لتلك
المظاهر الخارجية حتى ال نكون بصدد اختالق أو افتعال ألحد حاالت التلبس ،أما
المشكلة الثانيةـ فتعلق بتقديرـ وكفاية تلك المظاهر الخارجية للقول بحصول حالة
تلبس.
وعمالً 000فان مأمور الضبط القضائي هو من يقرر أوال وجود وكفاية تلك
المظاهر الخارجية باعتباره أول من يتعامل مع الجريمةـ المتلبس بها ،بمعني أنه
من شاهد الجريمةـ أو أدركها في أحد حاالت التلبس بها ،وتقدير رجل الضبط
القضائي لوجود وكفاية تلك المظاهر الخارجية يخضع لرقابة جهة التحقيق التي
تسعي للتثبيت ( من خالل التحقيق مع المتهم أو مأمور الضبط القضائي ) من
صحة وجود تلك المظاهر الخارجية وكفايتها للقول بوجود الجريمةـ في حالة تلبس
وانتهاء يخضع تقدير توافر وكفاية تلك المظاهر الخارجية لقضاء الموضوع .
ً ،
والواقع أن كون مأمور الضبط القضائي هو من يقرر وجود وكفاية المظاهر
الخارجية أمر يتسم بخطورة مفرطة مردها خشية سوء التقدير أو سوء القصد ،
ولذا فقد الزم نص المادة 31من قانون اإلجراءات الجنائية مأمور الضبط القضائي
فى الجرائم المتلبس بها (جناية – جنحة) أن ينتقل فورا إلى محل الواقعة ويجري
المعاينات الالزمة ويثبت ما تخلف عن الجريمةـ من أثار مادية وكذا حالة األشخاص
واإلمكان ومرد هذا اإللزام أو الغاية منهـ إحداث نوع من الرقابة على مأمور الضبط
،ألن اآلثار التي تتخلف عن الجريمةـ وكذا حالة األشخاص واألماكن والتي يثبتها
مأمور الضبط بمحضرة هي التي تنبئـ بصدق عن وجود حالة تلبس بالجريمة من
عدمها.
تكون الجريمة في حالة تلبس ،وبمعني آخر تكون الجريمة متلبساً بارتكابها في
أربع حاالت حددها المشرع حصراً " تكون الجريمةـ متلبسا بها حال ارتكابها أو
عقب ارتكابها ببرهة يسيرةـ .وتعتبر الجريمة متلبسا بها إذا اتبع المجني عليه
مرتكبها أو تبعته العامة مع الصياح أثر وقوعها ،أو إذا وجد مرتكبها بعد وقوعها
بوقت قريب حامال آالت أو أسلحة أو أمتعة أو أوراقا أو أشياء أخرى يستدل منها
على أنه فاعل أو شريك فيها ،أو إذا وجدت به في هذا الوقت آثار أو عالمات تفيد
ذلك ".
واعتبار مشاهدة الجريمة حال او أثناء وقوعها أحد حاالت التلبس يثيرـ تسأوالً هاماً
000مـا المقصود بمشاهدة الجريمةـ وهل المقصود بالمشاهدة مجـرد الـرؤيـة أو
اإلبصـار 000؟
مفهوم مشاهدة الجريمة رؤية الجريمة.
ال يقصد بمشاهدة الجريمة مجرد رؤيتها أي إبصارها بالعين ،فللمشاهدة مفهوم
أوسع من ذلك يعني إدراك وقوع الجريمةـ بأي حاسة من الحواس ومن ثم
فالمقصود بالمشاهدة هو المعني العام لإلدراك وليس المعني الخاص بالرؤية.
-حاسة البصر.
-حاسة السمع.
-حاسة الشم.
-حاسة اللمس.
-حاسة التذوق.
التلبس بمشاهدة الجريمة عقب ارتكابها ببرهةـ يسيرة يعني أن الجريمة قد وقعت
بمعني تمام حدوثها لكن اكتشافها ( إدراك مأمور الضبط القضائي لها بأي حاسة
من حواسه ) تراخي فلم يتعاصر مع وقوعها فلم يشاهد مأمور الضبط القضائي أي
ركنها المادي وهو يقع ويتم ،فثمة فارق زمني بين وقوع الجريمةـ واكتشافها عبر
عنه النص بالبرهة اليسيرة أي اللحظة أو اللحظات القصيرة فالحيز الزمني لوقوع
الجريمة يتقارب مع الحيز الزمني الكتشافها دون أن يتعاصر معه.
التلبس بمشاهدة الجريمة عقب ارتكابها ببرهةـ يسيرة وتقارب الحيز الزمني لوقوع
الجريمة مع الحيز الزمني لمشاهدتها – تقارب زمنيـ دون تعاصر كما فى الحالة
األولي من حاالت التلبس حيث يتعاصر ويتزامن الفعل المكون للجريمةـ مع
مشاهدتها أي التلبس بها.
التلبس بتتبعـ الجاني ( المتهم ) أثر وقوع الجريمة يعني أن الجريمة قد وقعت ولكن
ثمة فارق زمني بين وقوع الجريمةـ واكتشافها ،ومن ثم فان الحيز الزمني لوقوع
الجريمة ال يتعاصر مع الحيز الزمني الكتشافها بل ثمة تداخل أو تقارب بينهم.
الحيز الزمني الكتشاف الحيز الزمني
الجريمة بتتبع المجني لوقوع الجريمة
عليه أو العامة للمتهم مع
الصياح
التلبس بتتبعـ المجني عليه أو العامة للمتهم تلبس حكمي ألن لوقوع الجريمةـ حيز
زمني مختلف عن الحيز الزمني الكتشافها وأن ثمةـ تداخل بينهما وهو ما يبرر
التلبس بما يرتبهـ عليه القانون من سلطات استثنائيةـ لمأمور الضبط القضائي.
يقصد بالتتبع المطاردة ،والتتبع يتضمنـ اتهاما صريحا من أفراد قد يكون من بينهم
شهود رؤيةـ ،ووفق صريح النص فأنه يشترط أن يكون التتبع مصحوباً بالصياح
كأحد أساليب توجيه االتهام وحصره فى شخص بعينة.ـ
وال يشترط فى التتبع أن يكون بالعدو خلف المتهم ،بل يتحقق التتبع بمجرد الصياح
للقبض على المتهم ولو لم يصحبه عدو أو تتبع مادي .فغاية التتبع توجيه االتهام
وحصره في شخص يعينهـ هو المتهم ،فالتتبع أداة اتهام ال أكثر.
التلبس بوجود المتهم بعد وقوع الجريمةـ بوقت قريب حامال أشياء أو به أثار يستدل
منها على أنه فاعل لها أو شريك فيها يثير عدة تساؤالت هامة.
حددت المادة 30من قانون اإلجراءات الجنائية ماهية هذه األشياء ببيانها وهى -:
ويشترط أن تكون هناك صلة بين وجود تلك األشياء بحوزة المتهم وبين وقوع
الجريمة وإ سنادها إليه ،وهو ما يبررـ اعتبار وجود تلك األشياء مع المتهم من
مظاهر الخارجية التي تنبئـ عن وجود جريمة متلبسا بارتكابها ويضاف إلى الصلة
بين تلك األشياء ووقوع الجريمة شرط أخر مستفاد من نص المادة 30من قانون
اإلجراءات الجنائية مقتضاه أن يكون المتهم حامال لتلك األشياء فى وقت مقارب
لوقوع الجريمة وهو شرط الزمن فى التلبس .
يورد الفقه عدة أمثلة لتلك اآلثار أو العالمات التي توجد بالمتهم ويلزم أن تفهم
عبارة 000إذا وجدت به 000بأن تلك اآلثار أو العالمات محلها جسم المتهم أو
مالبسة .كخدوش أو جروح أو تسلخات أو بقع دمويةـ ،ويشترط أن تكون هناك
صلة كذلك بين وجود تلك اآلثار أو العالمات بجسم المتهم أو مالبسة وبين وقوع
الجريمة بحيث يمكن اعتبارا تلك اآلثار أو العالمات قرينة على وقوع الجريمةـ من
المتهم.
القول بتوافر حالة التلبس بوجود المتهم بعد وقوع الجريمةـ بوقت قريب حامال
أشياء أو به آثار يستدل منها على أنه فاعل لها أو شريك فيها يعني أن الشارع ربط
حالة التلبس الحالة األخيرة من حاالت التلبس بضبط المتهم فى حالة معينةـ تعد
قرينه كافيه على ارتكاب الجريمة.ـ
اشترط المشرع أن يكون ضبط المتهم متلبسا بعد وقت قريب وعبارة ( وقت قريب
) والتي أوردها المشرع أثارت جدال واسعا إلى الحد الذي دعي بعض الفقه إلى
القول بأن تلك الحالة ال تعد من حاالت التلبس لفقد عنصر الزمن فى التلبس ،إال أن
الجانب الغالب فى الفقه والقضاء يري أن تحديد المفهوم من عبارة بوقت قريب
يجب إال تتجاوز مفهوم نظام التلبس ذاته واألمر إنهاء موكول لمحكمة الموضوع.
يالحظ تباعد الحيز الزمني لوقوع الجريمةـ عن الحيز الزمني الكتشافها ،وهو ما
عبر عنه نص المادة 30من قانون اإلجراءات الجنائية بعبارة 000وقت قريب
الفصل الثاني
إعداد المحامي لخطة دفاعه في أحد قضايا التلبس بالمخدرات يوجب اإللمام بعدة
مبادئ أو أسس تحكم البنيان القانوني لحالة التلبس ،فهي أشبه بالضوابط التي
يسهل من خاللها القول بوجود حالة تلبس أو بانتفائها.
األول :::إن الجريمة قد تقع ولكن ال تكتشفها السلطات وال ينفي عدم علم المبدأ
السلطات بالجريمة وقوعها ،فكم من الجرائم تقع وال تعلم عنها السلطات شيء.
الثاني :::إن مجرد علم السلطات بأمر وقوع الجريمة – مجرد العلم بوقوع المبدأ
الجريمة -ال يعني أن الجريمةـ في حالة تلبس ،والمهم متي اكتشفت السلطات أمر
وقوع الجريمةـ ،وبمعني أخر وقت أو تاريخ اكتشاف الجريمة ،فحالة التلبس لها
شروط ومكونات .
انتفاء التلبس 000والقضاء بالبراءة.
التلبس شيء والجريمة التي وقعت شيء أخر ،فوقوع الجريمةـ – مجرد وقوع
جريمة -ال يخول مأمور الضبط القضائي تلك السلطات التي يخولها له ضبط
الجريمة في حالة تلبس ،إال أن ذلك ال يعني انعدام الصلة بينهم ،فالقول بوجود
الجريمة فى حالة تلبس أو متلبسا بها يعني أن الجريمة اكتشفت حال ارتكابها أو
بعد ارتكابها بفترة قصيرة ،أي أن الجريمةـ وقعت في ذات الحيز الزمني الكتشافها
أو فى حيز زمنيـ قريب منه.ـ
والجريمة وفقا لوقت وزمن اكتشاف وقوعها إحدى حالتين.
في جريمة المخدرات المتلبس بوقوعها – أي التي تعاصر أو تقارب زمن وقوعها
مع زمن اكتشافها وضبطها – فان لدفاع دور ومهمة تتجاوز دورة ومهمتهـ في
القضايا التي ال تلبس فيها 0
القاعدة
يكفى لقيام حالة التلبس أن تكون هناك مظاهر خارجية تنبئ عن وقوع
الجريمة ،وال يشترط في التلبس بإحراز المخدر أن يكون من شاهد هذه
المظاهر قد تبين ماهية المادة التي شاهدها بل يكفى فى ذلك تحقق تلك
المظاهر الخارجية بأي حاسة من الحواس متى كان هذا التحقق بطريقه يقينية
ال تحتمل شكا
لما كان من المقرر أنه يكفى لقيام حالة التلبس أن تكون هناك مظاهر
خارجية تنبئ عن وقوع الجريمة ،وال يشترط فى التلبس بإحراز المخدر أن
يكون من شاهد هذه المظاهر قد تبين ماهية المادة التى شاهدها بل يكفى فى
ذلك تحقق تلك المظاهر الخارجية بأي حاسة من الحواس متىـ كان هذا التحقق
بطريقه يقينيةـ ال تحتمل شكا ،ولما كانت المحكمة قد اطمأنت إلى ما شهد به
الضابط الذى أبصر الظاعنة -وقد دلت تحرياته على أنها تتجر فى األقراص
المخدرة -وهى تخرج من مالبسها كيسا من النايلون يشف عن األقراص التى
طلب شرائها منها بعد أن نقدها الثمن بما يكفى لتوافر المظاهر الخارجية التى
تنبئ عن وقوع جريمة إحراز مواد مخدرة فإن ما انتهى إليه الحكم من قيام
حالة التلبس -التى تسوغ القبض والتفتيش -يكون صحيحا فى القانون .
ولما كانت المحكمة قد حصلت واقعة الدعوى فى قولها . . .أثناء مرور
الرائد . . .. .رئيس قسم وحده مباحث قسم األقصر بدائرة القسم شرق
السكة الحديد شاهد المتهم .. . . ..متجها إلى منزل أسرته بعزبة شامخ
عطيه وما أن أبصر األخير به حتى حاول الفرار و ألقى من يده علبه ثقاب
التقطها الضابط وبفضها وجد بداخلها لفافة سلوفانية تحوى قطعة من
جوهر مخدر الحشيش تزن 1.3جم فقام بضبط المتهم وبتفتيشه عثر
بجيب صدريه األيمن على زجاجة . . . . . .بها عقار الديكسابفتامين من
حجم 2من 3ومحقن من البالستيك وإ برة محقن عثر بغسالة كل منها
على آثار لعقار الديكسابفتامين لما كان ذلك .وكان مؤدى ما أثبته الحكم
فيما تقدم أن الطاعن هو الذى -ألقى بعلبة الثقاب عند رؤيته لضابط
المباحث وقبل أن يتخذ معه أى إجراء ،فتخلى بذلك عنها طواعية واختيارا
فإذا ما التقطها الضابط وفتحها ووجد فيها مخدرا فإن إحرازه يكون فى
حاله تلبس تبرر القبض على الطاعن وتفتيشه درن إذن من النيابة العاهة،
ومن ثم فإن المحكمة إذ انتهت إلى رفض الدفع ببطالن إجراءات القبض
على الطاعن و تفتيشه تأسيسا على توافر خالة التلبس التى تبيحها تكون
قد طبقت القانون تطبيقا صحيحا ويكون النعى على حكمها فى هذا
الخصوص غير سديد.
تلبس ال يشكل إكراها من أى نوع كان ،ذلك بأن الشارع يخول فى
المادتين 36، 34من قانون اإلجراءات الجنائية لمأمور الضبط القضائي
فى حاله الجناية المتلبس بها أن يقبض على المتهم الحاضر وأن يسمع
فورا أقواله وال مريه فى أن سماع هذه األقوال تستوجب لزوما وحتما
إحاطته علما بالتهمة المنسوبة إليه وهو ما يشمل مواجهته بالمضبوطات ،
وإ ذ كان هذا اإلجراء مشروعا فمن البداهة أال يتولد عن تنفيذه فى حدوده
عمل باطل .
تستقل بها محكمة الموضوع بغير معقب عليها ما دامت قد أقامت قضاءها
على أسباب سائغة .
من المقرر أنه ليس فى مضى الوقت الذى مضى بين وقوع الجريمة
وبين القبض .ما ينتفي به حالة التلبس كما هى معرفة فى القانون ما دام
تقدير الفترة الزمنية بين وقوع الجريمة وبين كشف أمرها بمعرفة رجل
الضبط القضائي هو مما تستقل به محكمة الموضوع.
من المقرر قانوناً أن التلبس صفة تالزم الجريمة ذاتها ال شخص
مرتكبها ،وأنه يكفى لقيام حالة التلبس أن تكون هناك مظاهر تنبئ بذاتها
عن وقوع الجريمة وأن تقدير الظروف المحيطة بالجريمة والمدة التى
مضت من وقت وقوعها إلى وقت اكتشافها للفصل فيما إذا كانت الجريمة
متلبساً أو غير متلبس بها موكول إلى محكمة الموضوع بغير معقب عليها
ما دامت قد أقامت قضاءها على أسباب سائغة .وإ ذ كان ما أورده الحكم
المطعون فيه تدليالً على توافر حالة التلبس ورداً على ما دفع به الطاعن
من عدم توافرها ومن بطالن القبض والتفتيش كاف سائغاً فى الرد على
الدفع ويتفق مع صحيح القانون ،فإن ما يثيره الطاعن فى هذا الخصوص
ينحل إلى جدل موضوعي ال تجوز إثارته أمام محكمة النقض .
من المقرر أن القول بتوافر حالة التلبس أو عدم توافرها هو من
المسائل الموضوعية التى تستقل بها محكمة الموضوع بغير معقب عليها
ما دامت قد أقامت قضاءها على أسباب سائغة .لما كان ذلك ،وكان مفاد ما
أثبته الحكم بيانا لواقعة الدعوى وإ يرادا لمؤدى ما شهد به الضابط الذى
باشر إجراءاتها أنه قام بما قام به التزاما بواجبه فى اتخاذ ما يلزم من
االحتياط للكشف عن جريمة إحراز مخدر وضبط المتم فيها ،وهو ما يدخل
فى صميم اختصاصه بوصفه من مأموري الضبط القضائى ،إذ نمى إلى
علمه -وهو فى مأمورية سرية بدائرة قسم الدرب األحمر -من أحد
المرشدين أن الطاعن يحرز مواد مخدرة بعطفة المخلالتية بدائرة ذلك
القسم فأسرع إلى هنالك حث أبصر بالطاعن قادما صوبه ،وما أن شاهده
هذا األخير حتى القى بيده اليمنى بنصف طربه حشيش فالتقطها وقام
بضبطه ،فإن ما فعله يكون إجراء مشروعا يمح أخذ الطاعن بنتيجته متى
اطمأنت المحكمة إلى حصوله .وإ ذ كان الحكم قد استدل على قيام حالة
التلبس بالجريمة التى تجيز القبض على كل من ساهم فى ارتكابها ،وتبيح
تفتيشه بغير -إذن من النيابة ،فان ما أورده الحكم تدليال على توافر حالة
التلبس وردا على ما دفع به الطاعن من عدم توافر هذه الحالة من بطالن
القبض والتفتيش يكون كافيا وسائغا فى الرد على الدفع ويتفق وصحيح
القانون ،ومن ثم يكون النعي عليه فى هذا الخصوص غير سدد.
من المقرر أن األمر بعدم التحرك الذى يصدره الضابط إلى الحاضرين
بالمكان الذى يدخله بوجه قانوني هو إجراء قصد به أن يستقر +النظام فى
هذا المكان حتى يتم المهمة التى حضر من أجلها .لما كان ذلك ،وكان
ضابطا المباحث قد دخال إلى المقهى لمالحظة حالة األمن وأمرا الحاضرين
فيه بعدم التحرك استقرارا للنظام ،فإن تخلى الطاعن عن اللفافة التى
تحوى المادة المخدرة وإ لقاءها على األرض يعتبر أنه حصل طواعية
واختيارا مما يرتب حالة التلبس بالجريمة التى تبيح التفتيش والقبض .
لما كان مفاد ما أوردته محكمة الموضوع فى مدونات حكمها المطعون
عليه أنها رأت فيما قرره الضابط والشرطي المرافق له بتحقيق النيابة من
ارتباك المطعون ضده أثناء تفتيش المتهم اآلخر ما ال ينبئ بذاته عن
اتصاله بجريمة إحراز هذا األخير لمادة المخدر المتلبس بها وال تقوم به
الدالئل الكافية على اتهامه بها أو القرائن القوية على إخفائه ما يفيد فى
كشف الحقيقة فيها مما يجوز القبض عليه وتفتيشه ،فان ما انتهى إليه
الحكم من قبول الدفع ببطالن القبض عليه وتفتيشه يكون سديدا فى القانون
،ذلك أن القوانين الجنائية ال تعرف االشتباه لغير ذوى الشبهة والمتشردين
وليس فى مجرد ما يبدو على الفرد من حيرة وارتباك دالئل كافية على
وجود اتهام يبرر القبض عليه وتفتيشه .وال يصح من بعد االستناد إلى
الدليل المستمد من ضبط المادة المخدرة معه باعتباره وليد القبض
والتفتيش الباطلين وينحل ما تثيره النيابة العامة فى هذا الشأن إلى جدل
موضوعي ال تجوز إثارته أمام محكمة النقض .
صفة تالزم الجريمة ذاتها ال شخص مرتكبها ،كما أن حالة التلبس بالجناية
تبيح لمأمور الضبط القضائي -طبقا للمادتين 46 ، 34من هذا القانون
أن يقبض على المتهم الحاضر الذى توجد دالئل كافية على اتهامه وان
يفتشه وتقدير توافر حالة التلبس أو عدم توافرها هو من األمور
الموضوعية البحت التى توكل بداءة لرجل الضبط القضائي على أن يكون
تقديره خاضعا لرقابة سلطة التحقيق تحت إشراف محكمة الموضوع -
وفق الوقائع المعروضة عليها -بغير معقب ،ما دامت النتيجة التى انتهت
إليها تتفق منطقيا مع المقدمات والوقائع التى أثبتتها فى حكمها .ولما
كانت المحكمة قد حصلت واقعة الدعوى -بما مؤداه أن حالة التلبس
بجناية إحراز جوهر مخدر قد توافرت بإخراج المحكوم عليه اآلخر قطعة
الحشيش من جيبه -كعينا -وان الدالئل الكافية قد توافرت كذلك على
اتهام الطاعن ،المرافق له بإحراز باقى كمية المخدر التى ابرزت منها تلك
العينة ،فإن المحكمة إذ انتهت إلى رفض الدفع ببطالن إجراءات القبض
على الطاعن وتفتيشه -تأسيسا على توافر حالة التلبس التى تبيحها -
تكون قد طبقت القانون تطبيقا صحيحا ،ويكون النعي على حكمها فى هذا
الخصوص غير سديد.
لما كان الحكم قد أستظهر أن الطاعن هو الذى قدم اللفافة إلى الضابط
بعد أن عرفه أنها تحوى مخدر األفيون الذى عرض عليه شراءه وحدد له
سعره وقربه من أنفه ليشتم رائحته ويتأكد من جودته وكان ذلك منه
طواعية واختيارا ،فإن الجريمة تكون فى حالة تلبس تبيح القبض
والتفتيش .
لما كان الحكم قد اثبت أن الطاعن هو الذى التى بالكيسين واللفافة عند
رؤيته لرجال القوة وقبل أن يتخذ معه أى إجراء ،فتخلى بذلك عنهم
طواعية واختيارا ،فإذا ما التقطهم الضابط بعد ذلك وفتحهم ووجد فيهم
مخدرا فإن جريمة إحرازه تكون فى حالة تلبس تبرر القبض على الطاعن
وتفتيشه دون إذن النيابة العامة .ومن ثم فال جدوى مما يثيره حول بطالن
إذن النيابة بتفتيشه لعدم جدية التحريات وعدم تسبيبه .
يكفى للقول بقيام حالة التلبس بإحراز المخدر .أن تكون هناك مظاهر
خارجية تنبئ عن وقوع الجريمة .تبين ماهية المادة المخدرة قبل التفتيش
.عدم لزومه .مشاهدة الطاعنة بمنزل زوجها المأذون بتفتيشه وهى
تخرج علبة من جيبها وتحاول التخلص منها .قرينة قوية على أنها تخفى
شيئا يفيد فى كشف الحقيقة .تفتيش مأمور الضبط القضائي لها وضبط
تلك العلبة بيدها .ال بطالن .
من المقرر أنه يكفى لقيام حاله التلبس أن تكون ،هناك مظاهر خارجية
تنبئ بذاتها عن وقوع الجريمة ،وال يشترط فى التلبس .بإحراز المخدر أن
يكون من شاهد هذه المظاهر قد تبين ماهية المادة التى شاهدها ،بل يكفى
فى ذلك تحقق تلك المظاهر الخارجية بأي حاسة من الحواس متى كان هذا
التحقق بطريقة يقينية ال تحتمل شكا ،يستوي في ذلك أن يكون المخدر
ظاهرا أو غير ظاهر ،ولما كانت المحكمة قد اطمأنت إلى ما شهد به رجال
مكتب مكافحة المخدرات من رؤيتهم للمتهمين -وأولهما دلت تحرياتهم
على اتجاره فى المواد المخدرة وثانيهما صدر قرار من وزير الداخلية
باعتقاله للعلة ذاتها -وبيد كل منهما تربه حشيش يتفحصها بما يكفى
لتوافر المظاهر الخارجية التى تنبئ عن وقوع جريمة إحراز جوهر مخدر،
فإن ما انتهى إليه الحكم من قيام حالة التلبس -التى تسوغ القبض
والتفتيش -يكون صحيحا فى القانون ويكون النعي عليه في هذا
الخصوص غير سديد.ـ
قيام رجل الشرطة بفض اللفافة التى تخلى عنها الطاعن طواعية
واختيارا بعد استيقافه استيقافا قانونياً ،ووجود المخدر بها يوفر حالة
التلبس بجريمة إحراز المخدر التى تبيح لرجل الضبطية القضائية القبض
والتفتيش .
ال يشترط فى التلبس بإحراز المخدر أن يكون من شهد هذه المظاهر قد
تبين ماهية المادة التى شاهدها ،بل يكفى فى ذلك تحقق تلك المظاهر
الخارجية بأي حاسة من الحواس ،يستوي في ذلك أن تكون الحاسة الشم
أو حاسة النظر.
يكفى لقيام حالة التلبس أن تكون هناك مظاهر خارجية تنبئ بذاتها عن
إذا كان الضابط قد أدرك وقوع الجريمة من رؤيته المطعون ضده يمسك
بيديه الجوزة ثم يقطع قطعة من مادة كان ممسكاً بها ويضغط عليها
بأصابع يده ثم يضعها على الدخان بالجوزة ،فإن القرار المطعون فيه إذ
ما أهدر الدليل المستمد من التفتيش بدعوى بطالنه لعدم قيام حالة التلبس
على الرغم من وجوده ما يبرره قانوناً يكون قد أخطأ فى تطبيق القانون ،
مما يعيبه ويوجب نقضه.
تبين ماهية المادة التى شاهدها ،بل يكفى فى ذلك تحقق تلك المظاهر
الخارجية بأي حاسة من الحواس ،يستوي في ذلك أن تكون تلك الحاسة
الشم أو حاسة النظر .
مجرد تخوف المتهم وخشيته من رجلي الشرطة وتوهمه بأن أحدهما قد
يقدم على القبض عليه أو التعرض لحريته ،ال يصح اتخاذه ذريعة إلزالة
األثر القانوني المترتب على تخليه الصحيح عن المخدر ،ومن ثم يكون
الحكم إذ قضى برفض الدفع ببطالن القبض والتفتيش قد أصاب صحيح
القانون .
تبيح حالة التلبس لغير رجال الضبط القضائي التحفظ على المتهم و
إن مجرد خوف الطاعن وخشيته من مداهمة رجال مكتب المخدرات له ،
ليس من شأنه أن يمحو األثر القانوني لقيام حالة التلبس بإحراز المخدر
بعد إلقائه .
القانوني لقيام حالة التلبس بإحراز المخدر بعد إلقائه ،ومن ثم ال يقبل من
المتهم قوله أن تخليه عن اللفافة كان اتقاء لقبض باطل خشي وقوعه عليه
يشترط فى التخلي الذي ينبني عليه قيام حالة التلبس بالجريمة أن يكون
قد وقع عن إرادة طواعية واختيار فإذا كان وليد إجراء غير مشروع فإن
الدليل المستمد منه يكون باطال ال أثر له .ولما كان الحكم قد عول فى إدانة
الطاعنة على الدليل المستمد من تخليها عن المخدر دون أن يمحص
دفاعها بأن التخلي كان وليد إكراه وقع عليها من الضابط بما أدخله فى
روعها من وجوب تفتيشها وإ رسالها إلى المستشفى إلجرائه أو يرد عليه
بما يسوغ به اطراحه .فإن الحكم المطعون فيه يكون معيبا بما يستوجب
نقضه و اإلحالة .
من المقرر أن التلبس حالة تالزم الجريمة ذاتها بصرف النظر عن
شخص
التلبس صفة متعلقة بالجريمة ذاتها بصرف النظر عن المتهمين فيها ،مما
يبيح لرجال الضبط القضائي الذي شاهد وقوعها أن يقبض على كل من يقوم
دليل على مساهمته فيها وأن يجرى تفتيشه ومسكنه بغير إذن من النيابة
العامة .ولما كانت مساهمة المطعون ضده فى هذه الجريمة قد ثبتت لمأمور
الضبط من إقرار المتهم األول بذلك على أثر ضبطه فى تلك الجريمة المتلبس
بها ،فإن الحكم المطعون فيه إذا ما أهدر الدليل المستمد من التفتيش بدعوى
بطالنه لحصوله بغير إذن من النيابة العامة على الرغم من وجود ما يبرره
قانوناً يكون قد أخطأ التطبيق الصحيح للقانون مما يعيبه بما يوجب نقضه .
من المقرر أن التلبس حالة تالزم الجريمة نفسها ،ويكفى لتوافرها أن
يكون شاهدها قد حضر ارتكابها بنفسه وأدرك وقوعها بأية حاسة من
حواسه متى كان هذا اإلدراك بطريقة يقينية ال تحتمل شكاً .وحالة التلبس
الناشئة عن تبين المظاهر الخارجية للجريمة والتي تنبئ بوقوعها يستوي
فيها أن تكون المادة المخدرة قد سقطت من المتهم تلقائياً أو أن يكون هو
الذى تعمد إسقاطها ما دام انفصالها عن شخص من ألقاها يقطع صلته بها
ويبيح لمأمور الضبط القضائي أن يلتقطها .ومتى كان الحكم قد أثبت أن
الضابط رأى الطاعن وهو يلقى على األرض ذات اللفافة التى ألتقطها
وتحقق مما تحتوى عليه من مادة مخدرة قبل القبض عليه فإن الطاعن
يكون بما فعل قد أوجد الضابط إزاء جريمة إحراز مخدر متلبس بها ويكون
القبض عليه وتفتيشه صحيحين وال يؤثر فى سالمة تلك اإلجراءات ما
ادعاه من أنه قصد بإلقاء اللفافة إبعادها عنه .
متى كان الثابت أن جريمة إحراز المخدر الذى ضبط بمنزل المتهمة
الثانية كانت فى حالة تلبس ،وصحت نسبتها إلى الطاعن واتصاله بها ،
فإن القبض عليه وتفتيشه و تفتيش مسكنه لم يكن يحتاج لصدور إذن من
النيابة ،ومنازعة الطاعن فى مسوغات إصدار هذا اإلذن ال محل لها ،ألن
اتهامه بإحراز المخدر المضبوط كمبرر لصدور اإلذن بتفتيش مسكنه إنما
قام على أساس سليم من الواقع ويتفق وصحيح القانون .
يكفى لقيام حالة التلبس أن تكون هناك مظاهر خارجية تنبئ بذاتها عن
وقوع الجريمة .ولما كان الثابت من الحكم أنه أنتهي إلى قيام حالة التلبس
استنادا إلى ما أورده فى هذا الصدد من عناصر صحيحة ولها أصلها الثابت
فى األوراق ،وكان تقدير الظروف التى تالبس الجريمة وتحيط بها وقت
ارتكابها أو بعد ارتكابها وتقدير كفاية هذه الظروف لقيام حالة التلبس أمراً
موكالً إلى محكمة الموضوع دون معقب عليها ما دامت األسباب
واالعتبارات التى بنت عليها هذا التقدير صالحة ألن تؤدى إلى النتيجة التى
انتهت إليها ،فإنه ال يقبل من الطاعن ما يثيره فى هذا الصدد بدعوى
انتفاء دواعي الريبة ألن ذلك ال يعدو أن يكون جدالً موضوعياً فيما انتهى
إليه تقدير المحكمة فى هذا الخصوص .
التلبس الذى ينتج أثره القانوني مشروط بأن يجئ اكتشافه عن سبيل
قانوني مشروع ،وال يعد كذلك إذا كان قد كشف عنه إجراء باطل كالدخول
غير القانوني لمنزل المتهم .
يسبق اإلجابة على هذا التساؤل الهام أن نكرر أن التلبس ال يعني سوي وقوع
الجريمة ،لكنه ال ينبئـ بالضرورة عمن ارتكبها ،وبمعني أدق أن التلبس ظرف أو
حالة ترتبط بالجريمةـ ذاتها ال يمن ارتكبها ،والمستفاد من نص المادة 34من
قانون اإلجراءات الجنائية أنه يتحتم التهام شخص ما بارتكاب جريمةـ متلبس بها
أن تتوافر ضد هذا الشخص دالئل كافية على ارتكاب الجريمة ،وبذا يمكننا تعريف
المتهم بأنه شخص توافرت فى حقه دالئل كافية على ارتكاب الجريمةـ المتلبس بها.
تعريف المتهم بأنه شخص توافرت فى حقه دالئل كافية على ارتكاب الجريمةـ
المتلبس بها يطرح علما وعمال عدة تساؤالت هامة بل خطيرة.
ما هي الدالئل 000وما هي الدالئل على ارتكاب جريمة 000؟
مفهوم الدالئل
الدالئل هي وقائع محددة ،ظاهرة وملموسة ،يستنتجـ منها أن شخصا معينا هو
مرتكب الجريمةـ ويلزم أن تكون كافية على حمل االتهام.
هي العالمات المستفادة من ظاهر الحالة وهى وصف يشير إلى الشبهات أو
العالمات الخارجية التي ينبغي أن توجه بذاتها إصبع االتهام إلى متهم بعينه ،
وعلى ذلك فان مطلق الظن أو الشك ال يعد من الدالئل وبالتالي ال يجيز القبض ألنه
ال يستند إلى واقعة محددة تعززه ،وإ نما هو الحدس والظن والرجم بالغيب.
الدالئل على التحديد السابق تجيز القبض على الشخص وتقييد حريتهـ وهى أثمن
ما يملك ،لذا يتحتم أن تكون تلك الدالئل كافية وواضحة ،وتكون كذلك إذا كانت
على درجة من القوة أو الوضوح يصحـ معها فى اإلفهام إسناد جريمةـ معينة إلى
شخص معين ،وعلى ذلك فان الدالئل الضعيفة هي التي يأبى العقل معها أوال
يطمئن إلى نسبة الجريمةـ إلى المجرم.
الدالئل ليست أدلة ،لكنها كما ذكرنا مجرد شواهد وإ مارات يستنتجـ منها مأمور
الضبط القضائي أن شخصا ما هو المتهم بارتكاب الجريمة المتلبس بارتكابها.
ومتى كانت هذه اإلمارات والشواهد ترشحـ توجيه االتهام ضد شخص معين هو
المتهم ،فان قيام مأمور الضبط القضائي بالقبض عليه يصيرـ إجراءا صحيحا ال
مطعن عليه.
ومتى كان مأمور الضبط القضائي قد اعتمد في تقدير وجود هذه الدالئل وفى
كفايتها – وكما سلف – على منطق العقل السليم فال مأخذ عليه فيما قام به من
قبض على المتهم.
والتساؤل 000ماذا لو كانت الوقائع التي بني القبض عليها غير صادقة
الداللة 000؟
إن التزام مأمور الضبط القضائي ينحصرـ في تقدير وجود وكفاية الدالئل وفق معيار
العقل والمنطق فإذا أتضح فيما بعد القبض أن الدالئل غير صادقة فان ذلك ال يؤدى
إلى بطالن القبض على أساس أن الدالئل وقت القبض على المتهم كانت موجودة
وكافية لتبرير القبض.
توجيه االتهام إلى شخص بعينة يستلزم وجود دالئل كافية ووجود الدالئل وكفايتها
على النحو السابق – هما المبرر القانونيـ الوحيد لصحة القبض على شخص ما
باعتباره المتهم ،ولذا يبطل القبض ويبطل أي دليل استمد منه أو ترتب عليه إذا
انتفت تلك الدالئل أو كانت غير كافية .ذلك أن المشرع يحدث مقابلة دقيقة بين حق
الفرد فى حريته الشخصية كحق طبيعي وحق المجتمع في مكافحة الجريمةـ بالقبض
على مرتكبها فيرجح األول .مادامت الدالئل على صحة إسناد التهمة إلى شخص
مرتكبها غير كافية ومن باب أولي منتفية.ـ
وبطالن القبض النتفاء الدالئل على إسناد التهمة إلى شخص معين أو عدم كفايتها
يترتب عليه وكما سلف بطالن أي دليل استمد من هذا القبض الباطل أو ترتب عليه
،ومسألة تقدير وجود الدالئل وكفايتها من أصعب ما يواجه الدفاع وصوال إلى
الدفع ببطالن القبض وما تاله من إجراءات إذ على الدفاع أن يتتبع ما أوردة مأمور
الضبط القضائي بمحضرة عن وجود تلك الدالئل ومبلغ كفايتها ،ومكمن الصعوبة
أن مأمور الضبط إما أن يورد ما يدل على تلك الدالئل في عبارات فضفاضة غير
منضبطةـ لغويا وال يوردها مطلقا اكتفاء منهـ ببيان الجهد الذي بذلة للقبض على
المتهم كتسبيب شخصي منه على وجود تلك الدالئل وكفايتها ،ومما يزيد صعوبة
دور الدفاع فى نفي دالئل االتهام أو عدم كفايتها أن مرد هذا اإلثبات ما أوردة
مأمور الضبط القضائي بمحضرة.
( من المقرر أن بطالن القبض " لعدم مشروعيته لعدم كفاية دالئل االتهام أو
انتفائها " ينبني عليه عدم التعويل في اإلدانة على أي دليل يكون مترتبا عليه أو
مستمدا منه ).
( أن إبطال القبض على المطعون ضده – لعدم كفاية دالئل االتهام أو النتفاء هذه
الدالئل – الزمة بالضـرورة إهدار كل دليل أنكشف نتيجة القبض الباطل وعـدم
االعتداد به فى إدانته ).
الدفع بانتفاء دالئل االتهام أو عدم كفايتها لتوجيه االتهام وبالتالي القبض على
الشخص " المتهم " دفع جوهري تلتزم المحكمة بالتعرض له إثباتا ونفيا بأسباب
منطقية سائغة مستمدة من ظروف اإلجراء – القبض – ومالبساتهـ الثانية باألوراق
ولذا فان الفصل فى موضوع القضيةـ دون الرد على الدفع ببطالن القبض النتفاء
الدالئل أو لعدم كفايتها قصور فى إيراد األسباب يبطل الحكم.
والدفع ببطالن القبض النتفاء دالئل أو عدم كفايتها دفع موضوعي بمعني أنه دفع
يبدي أمام محكمة الموضوع ال إمام قضاء النقض لكونه يحتاج دائما إلى تحقيق فى
الموضوع وبحث في الظروف التي سبقت إجراء القبض ،ومفهوم المخالفة فانه
يجوز إبداء هذا الدفع أمام قضاء الموضوع إذا كانت مقوماته واضحة فى أوراق
الدعوى والحكم وليست هناك حاجة إلجراء تحقيق أو بحث في الموضوع.
***
من المقرر انه يكفى لقيام حالة التلبس أن تكون هناك مظاهر خارجية تنبئ
بذاتها عن وقوع الجريمة ،وال يشترط فى التلبس بإحراز المخدر أن يكون من
الشاهد هذه المظاهر قد تبين ماهية المادة التى شاهدها بل يكفى فى ذلك
تحقيق تلك المظاهر الخارجية بأي حاسة من الحواس متى كان هذا التحقق
بطريقة يقينية ال تحتمل شكا .
لما كان الحكم قد استظهر أن الطاعن هو الذى اسقط الكيس الذى م كان بيده
اليمنى ولفتح ضابط الواقعة له عثر فيه على المخدر ،وابان الحكم أن تخلى
الطاعن عن المخدر لم يكن وليد سعى مقصود أو إجراء غير مشروع ،بل كان
عن طواعية واختيار أثر تخلى الطاعن عن الكيس ،فإن الجريمة تكون فى
حالة تلبس تبيح القبض والتفتيش يستوى فى ذلك أن يكون المخدر ظاهرا من
الكيس أو غير ظاهر ما دام أن الطاعن قد تخلى عنه باختياره ويكون الدليل
على ثبوت الواقعة ضده مستمدا من واقعة ضبط المخدر على هذه الصورة ولم
يكن وليد تفتيش وقع عليه .
من المقرر أنه يكفى لقيام حالة التلبس أن تكون هناك مظاهر خارجية تنبئ
بذاتها عن وقوع الجريمة ،وكان الثابت من مدونات الحكم ،أنه انتهى إلى قيام
هذه الحالة ،استنادا إلى ما أورده فى هذا الخصوص -على النحو المتقدم -
من عناصر سائغة ال يمارى الطاعن فى أن لها معينها من األوراق ،وكان
تقدير الظروف التى تالبس الجريمة وتحيط بها وقت ارتكابها ،أو بعد
ارتكابها ،وتقدير كفايتها لقيام حالة التلبس ،أمراً موكوالً إلى محكمة
الموضوع ،دون معقب عليها ،ما دامت األسباب واالعتبارات التى بنت عليها
هذا التقدير صالحة ألن تؤدى إلى النتيجة التى انتهت إليها .
من المقرر أن تقدير الظروف التى تالبس الجريمة وتحيط بها وقت ارتكابها أو
بعد ارتكابها وتقدير كفاية هذه الظروف لقيام حالة التلبس أمر موكول إلى
محكمة الموضوع دون معقب عليها ما دامت األسباب واالعتبارات التى بنت
عليها هذا التقدير صالحة أن تؤدى إلى النتيجة التى إنتهت إليها .
تقدير الظروف التى تالبس الجريمة وتحيط بها وقت ارتكابها أو بعد ارتكابها .
وتقدير كفاية هذه الظروف لقيام حالة التلبس أمر موكول إلى محكمة
الموضوع دون معقب عليها ما دامت األسباب واالعتبارات التى بنت عليها هذا
التقدير صالحة ألن تؤدى إلى النتيجة التى انتهت إليها -لما كان ذلك -وكان
الحكم المطعون فيه قد أقتصر -حسبما سلف بيانه -على مجرد القول بقيام
حالة التلبس رغم مضى الفترة ما بين وقوع الحادث وضبطه ،دون أن
يستظهر األسباب واالعتبارات السائغة التى بنى عليها هذا التقدير بما يصلح
ألن يؤدى إلى النتيجة التى أنتهى إليها ،فإنه يكون قاصر البيان فى الرد على
دفاع الطاعن بما يستوجب نقضه واإلحالة .
أن تقدير الظروف التى تالبس الجريمة وتحيط بها وقت ارتكابها أو بعد
ارتكابها وتقدير كفاية هذه الظروف لقيام حالة التلبس أمر موكول إلى محكمة
الموضوع دون معقب عليها مادامت األسباب واالعتبارات التى بنت عليها هذا
التقدير صالحة ألن تؤدى إلى النتيجة التى انتهت إليها فإنه ال يقبل من
الطاعنة ما تثيره من جدل فى هذا الصدد .وال محل للتحدى بسبق تفتيش
الطاعنة بالجمرك ذلك أن المكان الحساس من جسمها الذى كانت تخفى فيه
المخدر ال يصل إليه تفتيشها ذاتياً بمعرفة رجال الجمارك أثر وصولها .
إن المادتين 34و 35من قانون اإلجراءات الجنائية المعدلتين بالقانون رقم
37لسنة 1972المتعلق بضمان حريات المواطنين -قد أجازتا لمأمور
الضبط القضائي فى أحوال التلبس بالجنايات أو الجنح المعاقب عليها بالحبس
لمدة تزيد على ثالثة أشهر ،أن يقبض على المتهم الحاضر الذى توجد دالئل
كافية على اتهامه ،فإذا لم يكن حاضراً جاز لمأمور إصدار أمر بضبطه
وإ حضاره كما خولته المادة 46من القانون ذاته .تفتيش المتهم فى الحاالت
التى يجوز فيها القبض عليه قانوناً .
من المقرر أن التلبس صفة تالزم الجريمة ذاتها ال شخص مرتكبها وإ ذ كان
ذلك ،وكان الثابت من الحكم المطعون فيه أن المحكوم عليها األخرى ضبطت
ضبطاً قانونياً محرزة مادة مخدرة وقد دلت على زوجها المطعون ضده
باعتباره مصدر هذه المادة فإن انتقال مأمور الضبط القضائى إلى المطعون
ضده وضبطه وتفتيشه يكون إجراء صحيااً فى القانون إذ بضبط المخدر مع
تلك المحكوم عليها تكون جريمة إحرازه متلبساً بها مما يبيح للمأمور الذى
شاهد وقوعها أن يقبض على كل من يقوم دليل على مساهمته فيها وأن يجرى
تفتيشه بغير إذن من النيابة العامة ،وإ ذ كانت الحال فى الدعوى الماثلة -أن
مساهمة المطعون ضده فى هذه الجريمة قد قامت الدالئل الكافية عليها -لدى
المأمور من إقرار المحكوم عليها على إثر ضبطهما فى تلك الجريمة المتلبس
بها ،فإن الحكم المطعون فيه إذ أهدر الدليل المستمد من تفتيشه بدعوى
بطالنه لحصوله بغير إذن من النيابة العامة على الرغم من وجود ما يبرره
قانوناً يكون قد أخطأ التطبيق الصحيح للقانون بما يستوجب نقضه .ولما
كانت المحكمة بهذا التصوير القانونى الخاطئ قد حجبت نفسها عن تناول
موضوع الدعوى وأدلتها فإنه يتعين أن يكون مع النقض اإلعادة .
من المقرر قانونا أن التلبس صفة تحزم الجريمة ذاتها ال شخص مرتكبها واذ
كان ذلك ،وكان الثابت من الحكم المطعون فيه أن المحكوم عليها األخرى
ضبطت ضبطا قانونيا محرزة مادة مخدرة وقد دلت على زوجها المطعون ضده
باعتباره مصدر هذه المادة فإن انتقال مأمور الضبط القضائى إلى المطعون
ضده المحكوم عليها تكون جريمة إحرازه متلبسا بها مما يبيح للمأمور الذى
شاهد وقوعها أن يقبض على كل من يقوم دليل على مساهمته فيها وان يجرى
تفتيشه غير إذن من النيابة العامة ،وإ ذ كانت الحال فى الدعوى المالكة -أن
مساهمة لمطعون ضده فى هذه الجريمة قد قامت الدالئل الكافية عليها -لدى
المأمور لن إقرار المحكوم عليها على أثر ضبطها فى تلك الجريمة المتلبس
بها فان الحكم المطعون فيه إذ أهدر الدليل المستمد من تفتيشه بدعوى بطالنه
لحصوله غير إذن من النيابة العامة على الرغم من وجود ما يبرره قانونا
يكون قد أخطأ لتطبيق الصحيح للقانون بما يستوجب نقضه .ولما كانت
المحكمة بهذا التصوير القانونى الخاطئ قد حجبت نفسها عن تناول موضوع
الدعوى و أدلتها فإنه يتعين أن يكون مع النقض اإلحالة .
من المقرر أن تقدير الظروف التى تالبس الجريمة وتحيط بها وقت ارتكابها أو
بعد ارتكابها وتقدير كفاية هذه الظروف لقيام حالة التلبس أمر موكول إلى
محكمة الموضوع دون معقب عليها ،ما دامت األسباب واالعتبارات التى بنت
عليها هذا التقدير صالحة ألن تؤدى إلى النتيجة التى انتهت إليها .ولما كان
البين من الحكم المطعون فيه أنه أنتهى إلى قيام حالة التلبس استنادا إلى أن
الطاعن تخلى عن حيازته للمواد المخدرة عن طواعية وأن استيقاف الضابط
للدراجة كان مشروعاً ،فإن واقعة ضبط المخدر على تلك الصورة لم تكن وليد
قبض أو تفتيش وقع على الطاعن ويكون ما ينعاه الطاعن على الحكم فى هذا
الصدد فى غير محله .
من المقرر أن التلبس حالة تالزم الجريمة ذاتها بصرف النظر عن شخص
مرتكبها ومتى قامت صحت إجراءات القبض والتفتيش فى حق كل من له
اتصال بالجريمة سواء أكان فاعالً أم شريكاً ،وتقدير الدالئل على صلة المتهم
بالجريمة المتلبس بها ومبلغ كفايتها يكون بداءة لرجل الضبط القضائى تحت
رقابة سلطة التحقيق وإ شراف محكمة الموضوع -ولما كان الثابت من
مدونات الحكم المطعون فيه أن الضابط لم يقبض على الطاعن ويفتشه إال
عندما تحقق من اتصاله بجريمة إحراز المخدر المتلبس بها لوجوده فى
مجلس واحد مع المتهم الثالث -صاحب المقهى الذى شوهد يتعاطى الحشيش
وعلى صورة تنبئ عن أن الغاية من المجالسة هى المشاركة فى التعاطي وهو
استخالص سائغ أقرته عليه محكمة الموضوع ورأت كفاية لتسويغ القبض
والتفتيش فهذا منه صحيح .وال تثريب على الحكم إذ هو عول فى اإلدانة على
األدلة المستمدة من تلك اإلجراءات .
التلبس صفة متعلقة بالجريمة ذاتها بصرف النظر عن المتهمين فيها مما يبيح
لرجال الضبط القضائي الذين شاهدوا وقوع الجريمة " إحراز مخدرات " -
وهى من بين الجرائم التى يباح فيها لهؤالء القبض على المتهم الحاضر -أن
يقبضوا على كل من يقوم الدليل على إسهامه فيها .وتقدير الدالئل على صلة
المتهم بالجريمة المتلبس بها ومبلغ كفايتها يكون بداءة لرجل الضبط القضائي
تحت رقابة سلطة التحقيق وإ شراف محكمة الموضوع .
ليس فى القانون ما يمنع المحكمة -فى حدود سلطتها فى تقدير أدلة الدعوى
-من االستدالل بحالة التلبس بناء على ما استخلصته من أقوال الشهود من
شم رائحة المخدر منبعثة من السيارة التى فى حوزة المتهمين وتجمع العامة
حولهما مع صياحهم بأن بالسيارة مخدرا وشم شرطى المرور هذه الرائحة و
إنهاء ذلك إلى الضابط الذى تحقق بنفسه من قيام حالة التلبس بالجريمة عن
طريق متابعة العامة للمتهمين بالصياح ورؤيته إياهما على تلك الحال وهو ما
تتوافر به حالة التلبس كما هى معرفة به قانونا .
( الطعن رقم 1747لسنة 29ق جلسة ) 4/1960 /4
ليس فى القانون ما يمنع المحكمة -فى حدود سلطتها فى تقدير أدلة الدعوى
-من االستدالل بحالة التلبس بناء على ما استخلصته من أقوال الشهود من
شم رائحة المخدر منبعثة من السيارة التى فى حوزة المتهمين وتجمع العامة
حولهما مع صياحهم بأن بالسيارة مخدراً وشم شرطى المرور هذه الرائحة
وإ نهاء ذلك إلى الضابط الذى تحقق بنفسه من قيام حالة التلبس بالجريمة عن
طريق متابعة العامة للمتهمين بالصياح ورؤيته إياهما على تلك الحال ،وهو
ما تتوافر به حالة التلبس كما هى معرفة به قانوناً .
لما كان الثابت أن الحكم المطعون فيه قد استظهر أن تخلى الطاعن عن المخدر
لم يكن وليد إجراء غير مشروع ،وأن القبض لم يحصل إال بعد أن أصبحت
الجريمة متلبسا بها بعد،أن التقط الضابط المخدر وتبينه ،أثر تخلى الطاعن
طواعية عنه ،فأضحى المخدر بذلك هو مصدر الدليل على ثبوت الواقعة ضده
،وأن هذا الدليل لم يكن وليد القبض .فإن الحكم يكون سليما ،ويكون النعى
عليه بمخالفته القانون والفساد فى االستالل غير سديد.
تقدير توافر حاله التلبس والدالئل التى تؤدى إليه هو -على ما استقر عليه
قضاء محكمه النقض -تقدير من صميم اختصاص قاضى محكمة الموضوع
فال يصح النعي على المحكمة -وهى بسبيل ممارسة حقها فى التقدير -بأنها
تجاوزت سلطتها ،إذ فى ذلك ما يجر فى النهاية إلى توقيع العقاب على برىء،
وهو أمر يؤذى العدالة وتتأذى منه الجماعة ،مما يتحتم معه إطالق يد.
القاضى الجنائي فى تقدير سالمة الدليل وقوته دون قيد -فيما عدا األحوال
المستثناة قانونا.
تقدير الظروف التى تالبس الجريمة وتحيط بها وقت ارتكابها أو بعد ارتكابها
وتقدير كفاية هذه الظروف لقيام حالة التلبس أمر موكول إلى محكمة
الموضوع دون معقب عليها ما دامت األسباب و االعتبارات التى بنت عليها
هذا التقدير صالحة ألن تؤدى إلى النتيجة التى انتهت إليها.
من المقرر انه يكفى لقيام حالة التلبس أن تكون هناك مظاهر خارجية تنبئ
بذاتها عن وقوع الجريمة ،وال يشترط فى التلبس بإحراز المخدر أن يكون من
الشاهد هذه المظاهر قد تبين ماهية المادة التى شاهدها بل يكفى فى ذلك
تحقيق تلك المظاهر الخارجية بأى حاسة من الحواس متى كان هذا التحقق
بطريقة يقينية ال تحتمل شكا .
لما كان الحكم قد استظهر أن الطاعن هو الذى اسقط الكيس الذى م كان بيده
اليمنى ولفتح ضابط الواقعة له عثر فيه على المخدر ،وابان الحكم أن تخلى
الطاعن عن المخدر لم يكن وليد سعى مقصود أو إجراء غير مشروع ،بل كان
عن طواعية واختيار أثر تخلى الطاعن عن الكيس ،فإن الجريمة تكون فى
حالة تلبس تبيح القبض والتفتيش يستوى فى ذلك أن يكون المخدر ظاهرا من
الكيس أو غير ظاهر ما دام أن الطاعن قد تخلى عنه باختياره ويكون الدليل
على ثبوت الواقعة ضده مستمدا من واقعة ضبط المخدر على هذه الصورة ولم
يكن وليد تفتيش وقع عليه .
لما كان سقوط الكيسين عرضاً من الطاعنة عند وقوفها عندما أدركت الضابط
ومرافقيه يتجهون إليها ،ال يعتبر تخلياً منها عن حيازتها بل تظل رغم ذلك فى
حيازتها القانونية ،وإ ذ كان الضابط على ما حصله الحكم لم يستبن محتوى
الكيسين قبل فض ما بداخلهما من لفافات -فإن الواقعة عل هذا النحو ال تعتبر
من حاالت التلبس المبينة بطريق الحصر فى المادة 30من قانون اإلجراءات
الجنائية وال تعد فى صورة الدعوى من المظاهر الخارجية التى تنبئ بذاتها
عن توافر جريمة متلبس بها تجيز لمأمور الضبط القضائي القبض على
المتهمة وتفتيشها .
لئن كان تقدير الظروف التى تالبس الجريمة وتحيط بها وقت ارتكابها ،ومدى
كفايتها لقيام حالة التلبس أمراً موكوالً إلى محكمة الموضوع ،إال أن ذلك
مشروط أن تكون األسباب واالعتبارات التى تبنى عليها المحكمة تقديرها
صالحة ألن تؤدى إلى النتيجة التى انتهت إليها ،وكان ما أورده الحكم
المطعون فيه فى معرض بيانه لواقعة الدعوى ،وما حصله من أقوال الضابط
-على السياق المتقدم -ال يبين منه أنه قد تبين أمر المخدر قبل إمساكه
بالطاعن ،وكان مجرد محاولة الطاعن الهرب إثر استيقاف الضابط للدراجة
اآللية التى كان يستقلها خلف قائدها ،ليس فيها ما يبرر القبض عليه لعدم
توافر المظاهر الخارجية التى تنبئ بذاتها عن وقوع الجريمة وتتوافر بها حالة
التلبس التى تبيح لمأمور الضبط القضائي القبض والتفتيش ،وإ ذ خالف الحكم
المطعون فيه هذا النظر وإ نتهى إلى صحة هذا اإلجراء ورفض الدفع ببطالن
الضبط ،فإنه يكون قد أخطأ فى تطبيق القانون وتأويله .
من المقرر أن تقدير الظروف التى تالبس الجريمة وتحيط بها وقت ارتكابها أو
بعد ارتكابها وتقدير كفايتها لقيام حالة التلبس أم موكوالً لتقدير محكمة
الموضوع دون معقب إال أن ذلك مشروط بأن تكون األسباب واالعتبارات التى
بنت عليها المحكمة هذا التقدير صالحة ألنه تؤدى إلى النتيجة التى انتهت
إليها .
يكفى لتوافر حالة التلبس بإحراز المخدر أن تكون هناك مظاهر خارجية تنبىء
بذاتها عن قوع الجريمة وال يشترط أن يكون من شهد هذه المظاهر قد تبين
ماهية المادة التى شاهدها .
لما كان من المقرر أن التلبس حالة تالزم الجريمة ذاتها ال شخص مرتكبها ،
وأن تلقى مأمور الضبط القضائي نبأ الجريمة عن الغير ال يكفى لقيام حالة
التلبس ما دام هو لم يشهد أثراً من آثارها ينبئ بذاته عن وقوعها ،وكان
مؤدى الواقعة التى أوردها الحكم ليس فيه ما يدل على أن الجريمة شوهدت
فى حالة من حاالت التلبس المبينة على سبيل الحصر بالمادة 30من قانون
اإلجراءات الجنائية ،وال يصح االستناد إلى القول بأن الطاعن كان وقت
القبض عليه فى حالة من حاالت التلبس بجريمة السرقة المسند إليه ارتكابها
لمجرد إبالغ المجني عليه بالواقعة وعدم اتهامه أحداً معيناً بارتكابها ثم توصل
تحريات الشرطة إلى وجود دالئل على ارتكاب الطاعن والمحكوم عليهم
اآلخرين للواقعة وضبط السيارة محل الجريمة .
إن الفقرة األولى من نص المادة 41من الدستور قد نصت على أن " الحرية
الشخصية حق طبيعي ،وهى مصونة ال تمس ،وفيما عدا حالة التلبس ال
يجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأى قيد أو منعه
من التنقل ،إال بأمر تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع ،ويصدر
هذا األمر من القاضى المختص أو النيابة العامة وذلك وفقاً ألحكام القانون " .
وكان مؤدى هذا النص ،أن أى قيد يرد على الحرية الشخصية بوصفها من
الحقوق الطبيعية المقدسة لإلنسان من حيث كونه كذلك ،ال يحوز إجراؤه إال
فى حالة من حاالت التلبس كما هو معرف به قانوناً ،أو بإذن من جهة قضائية
مختصة .
من المقرر أن التلبس صفة تالزم الجريمة ذاتها ال شخص مرتكبها وأنه يكفى
لقيام حالة التلبس أن تكون هناك مظاهر تنبئ بذاتها عن وقوع الجريمة وأن
تقدير الظروف المحيطة بالجريمة والمدة التى مضت من وقت وقوعها إلى
وقت اكتشافها للفصل فيما إذا كانت الجريمة متلبساً أو غير متلبس بها موكوالً
إلى محكمة الموضوع بغير معقب عليها ما دامت قد أقامت قضاءها على
أسباب سائغة وإ ذ كان ما أورده الحكم المطعون فيه تدليالً على توافر حالة
التلبس ورداً على ما دفع به الطاعن من عدم توافرها يتفق مع صحيح القانون
،فإن ما يثيره الطاعن فى هذا الخصوص ينحل إلى جدل موضوعى ال تجوز
إثارته أمام محكمة النقض .
( الطعن رقم 1846لسنة 59ق جلسة ) 21/12/1989
إن حالة التلبس بالجريمة التى تحدث عنها الحكم -رداً على الدفع -وقد
تحققت إثر استيقاف الضابط المتهم أثناء وقوفه أمام محله فهى عنصر الحق
له ليست منفصلة عنه وإ نما هى نتيجة لهذا االستيقاف مستمدة منه ،فإن صح
هذا اإلجراء فإن حالة التلبس تعد نتيجة إلجراء مشروع ،أما إن كان هذا
اإلجراء مخالفاً للقانون وباطالً فإنه ينبني عليه عدم التعويل فى اإلدانة على
أى دليل يكون مترتباً عليه أو مستمداً منه ،ذلك أن إبطال القبض على الطاعن
الزمه بالضرورة إهدار كل دليل أنكشف نتيجة القبض الباطل .ولما كان
الفصل فى قيام المبرر لالستيقاف أو تخلفه وتقرير الصلة بين هذا اإلجراء
وبين الدليل الذى تستند إليه سلطة االتهام أياً ما كان نوعه من المسائل
الموضوعية التى يفصل فيها قاضى الموضوع بغير معقب .
لما كان من المقرر أن القول بتوافر حالة التلبس أو عدم توافرها هو من
المسائل الموضوعية التى تستقل بها محكمة الموضوع بغير معقب عليها ما
دامت قد أقامت قضاءها على أسباب سائغة -كما هو الحال فى الدعوى
المطروحة -فإن الحكم يكون سليماً فيما أنتهى إليه من رفض الدفع ببطالن
إجراءات القبض والتفتيش تأسيساً على توافر حالة التلبس ،وينحل ما يثره
الطاعن فى هذا الوجه إلى جدل موضوعى ال يجوز إثارته أمام محكمة النقض
.
لما كان الحكم قد أثبت أن الطاعن هو الذى قدم المخدر للضابط طواعية
واختيارا ولم يعول الحكم على أى دليل مستمد من القبض على الطاعن
وتفتيشه ولم يشر إليهما فى مدوناته ومن ثم فإنه قد أنحسر عنه االلتزام بالرد
استقالال على هذا الدفاع وتغدو منازعة الطاعن فى هذا الصدد جدالً موضوعياً
حول تقدير توافر حالة التلبس ،وهو ما تستقل به محكمة الموضوع بال معقب
وال تقبل إثارته أمام محكمة النقض .
من المقرر فى قضاء هذه المحكمة أنه إذا وجدت مظاهر خارجية فيها بذاتها
ما ينبئ عن ارتكاب الفعل الذى تتكون منه الجريمة ،فإن ذلك يكفى لقيام حالة
التلبس ،بصرف النظر عما ينتهى إليه التحقيق أو تسفر عنه المحاكمة ،ذلك
بأنه ال يشترط لقيام حالة التلبس أن يؤدى التحقيق إلى ثبوت الجريمة قبل
مرتكبها .
يكفى لقيام حالة التلبس أن تكون هناك مظاهر خارجية تنبىء بذاتها عن وقوع
الجريمة وال يشترط فى التلبس بإحراز المخدر أن يكون من شاهد هذه
المظاهر قد تبين ماهية المادة التى شاهدها ،بل يكفى فى ذلك تحقيق تلك
المظاهر الخارجية بأى حاسة من الحواس متى كان هذا التحقق بطريقة يقينية
ال تحمل شكاً ويستوى فى ذلك أن يكون المخدر ظاهراً أو غير ظاهر .
التلبس وصف يالزم الجريمة ذاتها بغض النظر عن شخص مرتكبها وال يلزم
للكشف عن هذه الحالة أن تكون الرؤية بذاتها هى وسيلة هذا الكشف بل يكفى
أن يكون شاهدها قد حضر ارتكابها بنفسه وأدرك وقوعها بأى حاسة ،تستوى
فى ذلك حاسة البصر أو السمع أو الشم متى كان هذا اإلدراك بطريقة يقينية ال
يحتمل شكاً ،وليس فى القانون ما يمنع المحكمة فى حدود سلطتها فى تقدير
أدلة الدعوى .
لئن كان تقدير الظروف التى تالبس الجريمة وتحيط بها وقت ارتكابها أو بعد
ارتكابها ،وتقدير كفايتها لقيام حالة التلبس ،أمراً موكوالً إلى محكمة
الموضوع ،دون معقب ،إال أن ذلك مشروط بأن تكون األسباب واالعتبارات
التى بنت عليها المحكمة هذا التقدير ،صالحة ألن تؤدى إلى النتيجة التى
انتهت إليها ،لما كان ذلك ،وكان الحكم المطعون فيه قد أقتصر على السياق
المتقدم -على مجرد القول أنه لمناسبة اتهام الطاعن فى الجنحة رقم 311
لسنة 1977أمن الدولة الجزئية وتمهيداً إليداعه الحجز فقد فتشه الضابط
سالف الذكر فعثر معه على جوهر الحشيش المخدر ،دون أن يستظهر فى
مدوناته ،ما إذا كان مأمور الضبط الذى قام بإجراءات التفتيش قد تحقق من
قيام الجريمة التى أتهم الطاعن بارتكابها بمشاهدتها بنفسه أو إدراكها بحاسة
من حواسه أو مشاهدة أثر من أثرها ينبئ عن وقوعها ،وأن الجريمة من
الجنح التى يجوز فيها القبض على المتهم ومن ثم تفتيشه تبعاً لذلك من عدمه
،لما تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع ،وكان الحكم قد أستند
فى قضائه باإلدانة -ضمن ما أستند إليه -إلى الدليل المستمد من ضبط
المخدر المقول بحيازة الطاعن له -فإنه يكون قاصر البيان فى الرد على دفاع
الطاعن بما أعتنقه من تصوير لواقعة الدعوى ،بما يبطله ،وال يعصمه من
هذا البطالن ما قام عليه من أدلة أخرى ،لمل هو مقرر من أن األدلة فى
المواد الجنائية ضمائم متساندة يكمل بعضها بعضاً ومنها مجتمعة تتكون
عقيدة القاضى بحيث إذا سقط أحدها أو أستبعد تعذر التعرف على مبلغ األثر
الذى كان للدليل الباطل فى الرأى الذى انتهت إليه المحكمة ،أو الوقوف على
ما كان للدليل الباطل فى الرأى الذى انتهت إليه المحكمة ،أو الوقوف على ما
كانت تنتهى إليه لو أنها فطنت إلى أن هذا الدليل غير قائم .لما كان ما تقدم
فإنه يتعين نقض الحكم المطعون فيه واإلعادة ،دون حاجة إلى بحث باقى
وجوه الطعن .
وحيث أن الحكم المطعون فيه بين واقعة الدعوى بما مؤداه أنه أثناء مرور
الضابط شاهد اإلثبات لتفقد حالة األمن شد أبصر الطاعن يقف أمام محله الذى
كان مفتوحا حتى ساعة متأخرة من الليل وإ ذ توجه إليه مستفسرا عن ذلك فقد
بادر الطاعن بإلقاء لفافة من ورق السلوفان فالتقطهما الضابط وفضها فعثر
بها على قطعة من مخدر الحشيش وواجهه باألمر فأقر بحيازته للمخدر
المضبوط ،وعول الحكم فى قضائه باإلدانة على أقوال الضابط المذكور فى
التحقيقات وما ثبت من نتيجة التحليل .لما كان ذلك ،وكان الحكم قد عرض
إلى الدفع ببطالن القبض والتفتيش واطرحه تأسيسا على أن الواقعة -على
النحو السالف -واقعة إلقاء وتخلى من الطاعن عن المخدر طواعية واختيارا
فإن ما انتهى إلية الحكم فيما تقدم سائغ وتتوافر به حالة التلبس لجريمة
إحراز المخدر فى حق الطاعن طالما أن الحكم استظهر أن تخليه عن المخدر -
الذى تبينه الضابط -كان باختياره ولم يكن وليد قبض أو تفتيش وقع عليه .
متى كان الحكم قد استظهر أن الطاعن هو الذى هم واقفا فسقط من بين فخذيه
كيس من النايلون التقطه الضابط وبفضه تبين أنه يحتوى على المخدر و كان
ذلك منه طواعية واختيارا فإن الجريمة تكون فى حاله تلبس تبيح القبض
والتفتيش ويكون الدليل على ثبوت الواقعة ضده مستمدا من واقعة ضبط
المخدر على هذه الصورة ولم يكن وليد قبض أو تفتيش وقع عليه .لما كان
ذلك وكان من المقرر أن لمحكمه الموضوع أن تستخلص من أقوال الشهود
وسائر العناصر المطروحة على بساط البحث الصورة الصحيحة لواقعة
الدعوى حسبما يؤدى إليه اقتناعها وأن تطرح ما يخالفها من صور أخرى ما
دام استخالصها سائغا مستندا إلى أدلة مقولة فى العمل والمنطق ولها أصلها
فى األوراق وكان وزن أقوال الشهود وتقدير الظروف التى يؤدون فيها
الشهادة متروك لتقدير محكمة الموضوع ومتى أخذت بشهادة شاهد فإن ذلك
يفيد أنها أطرحت جميع االعتبارات التى ساقها الدفاع لحملها على عدم األخذ
بها .ولما كانت المحكمة قد اطمأنت إلى أقوال رئيس وحدة مباحث قسم أول
المنصورة والضابط المرافق له وصحة تصويرهما للواقعة فإن ما يثيره
الطاعن من منازعة فى صورة الواقعة بقالة أن الضابط اختلق حالة القبض
ليصحح اإلجراء الباطل ال يكون له محل .
من المقرر أن حالة التلبس تستوجب أن يتحقق مأمور الضبط القضائى من
قيام الجريمة بمشاهدتها بنفسه أو بإدراكها بحاسة من حواسه ،وال يغنيه عن
ذلك تلقى نبأها عن طريق الرواية أو النقل من الغير ،ما دام هو لم يشهدها أو
يشهد أثراً من أثارها ينبئ بذاته عن وقوعها .
ال يجدى الطاعن إثارة -الدفع ببطالن القبض والتفتيش -ما دام أن الحكم قد
استظهر -فى بيانه لواقعة الدعوى وفى مقام رده على الدفع المتقدم -
توافر حاله التلبس بالجريمة مما أفصح عنه من دخول الضابط للصيدلية بحجه
صرف تذكرة طبية وحضوره واقعة محاولة المرشد السرى شراء عقارى
الريتالين اوالفاثودرم من الطاعن وسماع ما دار بينهما من حديث ومشاهدته
الطاعن وهو يقدم هذين العقارين للمرشد.
من المقرر أنه يكفى لقيام حالة التلبس أن تكون هناك مظاهر خارجية تنبئ
بذاتها عن وقوع الجريمة ،وال يشترط فى التلبس بإحراز المخدر أن يكون من
شاهد هذه المظاهر قد تبين ماهية المادة التى شاهدها بل يكفى فى تحقق تلك
المظاهر الخارجية بأى حاسة من الحواس متى كان هذا التحقق بطريقة يقينية
ال تحتمل شكاً .
لما كان الحكم قد إستظهر فى بيان واقعة الدعوى وفى رده على دفع الطاعنة
ببطالن إجراءات القبض والتفتيش ،توافر حالة التلبس بجريمة إحراز المخدر
فى حقها بما أفصح عنه من مشاهدة الضابطين لها فى صالة مسكن زوجها
الذى صدر اإلذن بتفتيشه للبحث فيه عن مخدر ورؤية الضابطين لها وقتئذ
وهى تخرج علبه من جيبها وتحاول التخلص منها بإلقائها على األرض .فإنه
ال يؤثر فى توافر هذه الحالة ما تثيره الطاعنة من أن الضابطين لم يشاهدا ما
بداخل العلبة ومحتوياتها قبل القبض عليها وتفتيشها ،لما هو مقرر من أنه
يكفى للقول بقيام حالة التلبس بإحراز المخدر أن تكون هناك مظاهر خارجية
تنبىء بذاتها عن وقوع الجريمة وال يشترط أن يكون من شهد هذه المظاهر قد
تبين ماهية المادة التى شاهدها .ومن جهة أخرى فإنه لما كان الحكم قد أثبت
أن الضابطين المأذون لهما بالتفتيش قد وجدا الطاعنة بمسكن زوجها المأذون
بتفتيشه وما أن شاهدتهما حتى أخرجت العلبة من جيبها ،وحاولت التخلص
منها بإلقائها على األرض فقام الضابط بضبط يدها اليمنى وبها العلبة
المحتوية على المخدر فإن هذه الظروف تعتبر قرينة قوية على أن الطاعنة
إنما تخفى معها شيئاً يفيد فى كشف الحقيقة مما يجيز لمأمور الضبط القضائى
أن يفتشها عمالً بالمادة 49من قانون اإلجراءات الجنائية كما أن مؤدى ما
تقدم يدل بذاته من ناحية أخرى وبغض النظر عما إذا كان إذن التفتيش يشمل
الطاعنة أم ال -على قيام دالئل كافية على إتهامها بجريمة إحراز مخدر مما
يسوغ لرجل الضبط القضائى القبض عليها وتفتيش العلبة المضبوطة فى يدها
طبقاً ألحكام المادتين " 1 " 34و 46من قانون اإلجراءات الجنائية .ومن ثم
فإن ضبط العلبة المحتوية على المخدر فى يد الطاعنة يكون بمنأى عن
البطالن .
متى كان الثابت من مدونات الحكم المطعون فيه والمفردات المضمومة أن
المتهم المطعون ضده ما أن شاهد الضابط داخالً مقهاه حتى هم واقفاً وألقى
من يده اليمنى بقطعتين عاريتين من الحشيش التقطهما الضابط بينما قام
زميله بضبط المتهم وتفتيشه بما مفاده أن المطعون ضده تخلى عن حيازته
للمخدر من تلقاء نفسه طواعية واختيارا مما يجعل الجريمة فى حالة تلبس
تجيز لمأمور الضبط القضائى أن يقبض عليه ويجرى تفتيشه -بغير إذن من
النيابة العامة -وهو ما غاب أمره عن الحكم المطعون فيه الذى رتب بطالن
إجراءات ضبط الواقعة على بطالن إذن النيابة لعدم تسبيبه على الرغم من
توافر حالة التلبس التى تبرر ضبط المطعون ضده وتفتيشه قانوناً فضالً عن
أن تفتيشاً لم يجر بمسكنه حتى يثار الحديث عن تسبيب إذن التفتيش ،ومن ثم
فإن الحكم المطعون فيه يكون قد أخطأ التطبيق الصحيح للقانون مما يعيبه بما
يوجب نقضه ،ولما كان هذا الخطأ قد حجب المحكمة عن نظر موضوع
الدعوى وتقدير أدلتها ،فإنه يتعين أن يكون مع النقض اإلحالة .
إن االستيقاف هو إجراء يقوم به رجل السلطة العامة فى سبيل التحرى عن
الجرائم وكشف مرتكبيها ويسوغه اشتباه تبرره الظروف ،وإ ن مناداة الضابط
للمطعون ضده إلست كناه أمره بعد أن علم بأنه يحمل كمية من المخدر يعد
استيقافا ال قبضاً ،ويكون تخلى المتهم بعد ذلك عن الكيس الذى ظهر به
المخدر ،قد تم طواعية واختيارا بما يوفر قيام حالة التلبس التى تبيح القبض
والتفتيش وإ ذ خالف األمر المطعون فيه هذا النظر ،فإنه يكون قد أخطأ فى
تطبيق القانون بما يوجب نقضه .
لما كان مفاد ما أثبته الحكم بياناً لواقعة الدعوى وإ يراداً لمؤدى ما شهد به
الضابط الذى باشر إجراءاتها أنه قام بما قام به التزاما بواجبه فى اتخاذ ما
يلزم من االحتياط للكشف عن جريمة اتجار فى المخدر وضبط المتهمين فيها
وهو ما يدخل فى صميم اختصاصه بوصفه من مأمورى الضبط القضائى ،وإ ذ
نمى إلى علمه من أحد المرشدين أن الطاعن يتجر فى المواد المخدرة وأنه
أتفق مع المرشد على لقائه فى وقت ومكان عينهما أنتقل مع المرشد متظاهراً
بأنه قائد السيارة األجرة ولما حضر الطاعن وركب مع المرشد فى سيارته
وأخرج له طربتين من الحشيش واطمأن إلى وجود النقود المتفق عليها أشار
إلى المتهم الثانى كى يحضر باقى المخدر عندئذ ألقى الضابط القبض عليه -
فإن ما فعله يكون إجراء مشروعاً يصح أخذ الطاعن بنتيجته متى اطمأنت
المحكمة إلى حصوله ،وإ ذ كان الحكم قد أستدل من ذلك على قيام حالة التلبس
بالجريمة التى تجيز القبض على كل من ساهم فى ارتكابها ،وتبيح تفتيشه
بغير إذن من النيابة العامة فإن ما أورده الحكم تدليالً على توافر حالة التلبس
ورداً على ما دفع به الطاعن من عدم توافر هذه الحالة ومن بطالن التفتيش
يكون كافياً وسائغاً فى الرد على الدفع ويتفق وصحيح القانون وال يغير من
ذلك أن يكون الحكم قد أستطرد إلى القول بأن ظروف الواقعة ال تمكن الضابط
من استصدار إذن من النيابة بالضبط ألن ذلك ال يعدو أن يكون تزيداً ال تأثير
له على سالمة الحكم وال يغير مما أثبته من أن الضبط قد تم والجريمة متلبس
بها .
إن مجرد خوف الطاعن وخشيته من مداهمة رجال مكتب المخدرات له ،ليس
من شأنه أن يمحو األثر القانوني لقيام حالة التلبس بإحراز المخدر بعد إلقائه .
إذا كان الحكم قد أثبت أن رئيس قسم المخدرات بشبرا الخيمة كان يترقب فى
الطريق مقدم شخص دلت التحريات على أنه يتجر فى المواد المخدرة ،
وتصادف أن أقبل المتهم راكباً دراجة وما أن رأى رجال الشرطة حتى بدت
عليه عالمات االضطراب وسقط من على الدراجة ثم أخرج من الجيب األيمن
الخارجى لجلبابه لفافة وألقى بها بعيداً فانتثرت محتوياتها وبان أن ما بها مادة
مخدرة ،فإن ما أثبته الحكم من ذلك يوفر حالة التلبس بجريمة إحراز مخدر .
إن ما ينعاه الطاعن على الحكم من مخالفته الثابت فى األوراق فى شأن ما
أثبته من إلقاء اللفافة وما نتج عن ذلك من انتشار محتوياتها وظهور المادة
المخدرة ،مردود بأنه بفرض صحة ما ذهب إليه الطاعن من أن اللفافة قد
انفجرت وبانت منها فقط أكياس تشبه أكياس الحشيش ،فإن ذلك يوفر حالة
التلبس لوجود مظاهر خارجية تنبئ بذاتها عن وقوع جريمة إحراز مخدر .
إذا كان الحكم قد أثبت أن الطاعن ما أن شاهد الضابط حتى ألقى من يده
باللفافة التى تبين أنها تحتوى على المخدر -فإن ما أثبته الحكم من ذلك يوفر
حالة التلبس بجريمة إحراز مخدر ،لوجود مظاهر خارجية تنبئ بذاتها عن
وقوع الجريمة .
من المقرر إنه إذا وجت مظاهر خارجية تنبئ بذاتها عن ارتكاب شخص
جريمة معينة .فإن ذلك يقتضي من رجال الحفظ االتصال به الستجالء حاله
وهو ما توجبه عليهم طبيعة وظائفهم ومقتضياتها .فمشاهدة رجال الضبط -
أثناء انتظارهم متهما مأذونا بتفتيشه -الطاعن -حامال سالحا ظاهرا وفى
يده جواال وبصحبة آخر دليال يعتبر بذاته تلبسا بجناية حمل السالح تجيز
لرجال الضبط القضائي القبض عليه وتفتيشه .ويكون لمأمور الضبط
القضائى الذى باشر هذه اإلجراءات بمقتضى القانون تفتيش الجوال الذى كان
قد تخلى عنه الطاعن طواعية وقتئذ ويضع يده على المواد المخدرة التى
وجدت به .
لما كان الحكم قد أثبت أن الضابطين استصدرا إذناً من النيابة لضبط أحد تجار
المخدرات وكمنا خلف شجرة فشاهدا الطاعن يسير فى وقت متأخر من الليل
فى طريق مظلم حامالً جواالً فى منطقه إشتهر عنها االتجار فى المواد المخدرة
فرابهما أمره وإ ستفسره أولهما عن شخصيته ووجهته استعماال للحق المخول
له بمقتضى المادة 34من قانون اإلجراءات الجنائية ،فإذا تخلى الطاعن عن
الجوال الذى يحمله وألقاه على األرض طواعية واختيارا فإن هذا التخلي ال يعد
ثمرة إجراء غير مشروع ،وإ ذ ما كان الضابط الثانى قد عثر بالجوال أثر
تخلى الطاعن عنه -على مخدر فإن الجريمة تكون فى حالة تلبس تبيح
القبض والتفتيش ،ويستوى نتيجة لذلك أن يكون المخدر ظاهراً من الجوال أو
غير ظاهر منه طالما كان الطاعن قد تخلى عنه باختياره .ومن ثم فإن الحكم
المطعون فيه إذ قضى برفض الدفع ببطالن القبض والتفتيش وبإدانة الطاعن
بناء على الدليل المستمد من ضبط المخدر الذى ألقاه باختياره يكون سديداً فى
القانون والنعى عليه فى غير محله .
متى كان الحكم المطعون فيه فد أثبت أن الضابط وبرفقته الكونستابل كانا
يراقبان الطريق تنفيذا لإلذن الصادر بتفتيش شخص يتجر فى المخدرات فلما
وقفت إحدى السيارات اتجها نحوها بحثا عنه فأبصرا الطاعن يجلس خلف
السلم الخلفى للسيارة ،وما أن وقع بصره عليهما حتى أسرع إلى مقدم
السيارة محاوال التوارى عن نظرهما .وكان الطاعن بذلك قد وضع نفسه
موضع الشبهات والريب فحق للضابط أن يطلب إلى الكونستابل متابعته داخل
السيارة ليتحرى أمره ويكشف عن الوضع الذى وضع فيه نفسه باختياره فإذا
تخلى الطاعن طواعية واختيارا وهو على هذه الحال عن المنديل الذى كان
يمسك به والقى به على أرض السيارة فإنه يكون قد تخلى عن حيازته فإذا ما
التقطه الكونستابل وقدمه للضابط ففتحه ووجد به المخدر فإن الطاعن يكون
فى حاله تلبس بإحرازه تبيح القبض عليه وتفتيشه .
لما كان الحكم قد أثبت أن الطاعن تخلى عن المخدر اختيارا قبل القبض عليه ،
فإنه يصبح عندئذ فى حالة تلبس ،وينبنى على ذلك أن يقع القبض عليه على
أثر قيام هذه الحالة صحيحاً ال مخالفة فيه للقانون .وال يعيب الحكم ما
أستطرد إليه من اعتبار استيقاف الخفير النظامي للطاعن للتأكد من شخصيته
ليس من قبيل القبض أو الضبط ،ما دام ما انتهت إليه المحكمة صحيحاً فى
القانون ،إذ أثبت أن ضبط المواد المخدرة كان بناء على حالة التلبس
بالجريمة ،وأن هذه الحالة قد كشف عنها إجراء مشروع هو مطالبة الخفير
النظامي للطاعن بتقديم بطاقته الشخصية ،ذلك أن المادة السابعة من القانون
رقم 181لسنة 1955أباحت لرجال السلطة العامة مطالبة األفراد بإبراز
بطاقاتهم الشخصية فى أى وقت.
متى كان الحكم المطعون فيه قد حصل واقعة الدعوى بما مؤداه أن الطاعن قد
بادر إلى الجرى والهرب عند مشاهدة رجال مكتب المخدرات فأثار هذا
التصرف شبهتهم فيه فتبعه رئيسي المكتب والشرطي المرافق له استعماال
لحقهم المخول لهم بمقتضى المادة 34من قانون اإلجراءات الجنائية ،فإن
الطاعن إذ القى بكيس المخدر الذى كان يحمله فى جيبه يكون قد أقدم على ذلك
باختياره ،ال بوصف أن تخليه عن الكيس كان ثمرة عمل غير مشروع من
جانب الضابط والشرطى المرافق له ،فإذا ما التقط الضابط الكيس وفتحه
وتبين أن ما به هو مخدر فان الجريمة تصبح وقتئذ فى حالة تلبس ،ويكون
الحكم المطعون فيه إذ قضى برفض الدفع ببطالن القبض والتفتيش وبإدانة
الطاعن بناء على الدليل المستمد من ضبط المخدرات التى ألقاها -متفقا مع
صحيح القانون .
التلبس حالة تالزم الجريمة نفسها ،ويكفى لتوفرها أن يكون شاهدها قد حضر
ارتكابها بنفسه وأدرك وقوعها بأية حاسة من حواسه ،متى كان هذا اإلدراك
بطريقة يقينية ال تحتمل شكاً .فإذا كان الثابت من الحكم المطعون فيه أن
الضابط أشتم رائحة الحشيش تنبعث من مقهى فدخله ،وما أن استدار المتهم
وعرف شخصية الضابط حتى ألقى لفافة من يده على األرض تبين أنها تحوى
حشيشاً ،فإن الحكم -إذ أستدل من ذلك على قيام حالة التلبس التى تجيز
القبض والتفتيش -إنما يكون قد طبق القانون تطبيقاً صحيحاً .
حالة التلبس الناشئة عن تبين المظاهر الخارجية للجريمة والتى ننبئ ،
بوقوعها يستوى فيها أن تكون المادة المخدرة قد سقطت من المتهم تلقائيا أو
أن يكون هو الذى تعمد إسقاطها ما دام انفصالها عن شخص من ألقاها يقطع
صلته بها ويبيح لمأمور الضبط القضائى أن يلتقطها ،ومن ثم فان ما يقوله
المتهم من أنه لم يسقط المخدر وإ نما سقط عنه -بفرض صحته -ال يؤثر فى
صحة إجراءات الضبط .
فرض القانون رقم 181سنة 1955فى المادة السابعة منه على صاحب
البطاقة أن يقدمها إلى مندوب السلطات العامة كلما طلب إليه ذلك -فإذا كان
الحكم قد أثبت أنه عند تقديم المتهم بطاقته للضابط وجد عالقاً بها قطعة من
الحشيش فإنه يصبح عندئذ فى حالة تلبس بجريمة كشف عنها إجراء مشروع
هو مطالبة المتهم بتقديم بطاقته الشخصية ،وينبنى على ذلك أن يقع القبض
عليه وتفتيشه -على أثر قيام هذه الحالة -صحيحاً ،ويصح االستدالل
بالدليل المستمد من تفتيش المتهم ووجود قطعتين من مخدر الحشيش بجيبه
الذى كانت به البطاقة .
ليس فى القانون ما يمنع المحكمة -فى حدود سلطتها فى تقدير أدلة الدعوى
-من االستدالل بحاله التلبس بناء على ما استخلصته من أقوال الشهود من
شم رائحة المخدر منبعثة من السيارة التى فى حوزة المتهمين وتجمع العامة
حولهما مع صياحهم بأن بالسيارة مخدرا وشم شرطى المرور هذه الرائحة
وإ نهاء ذلك إلى الضابط الذى تحقق بنفسه من قيام حالة التلبس بالجريمة عن
طريق متابعة العامة للمتهمين بالصياح ورؤيته إياهما على تلك الحال ،وهو
ما تتوافر به حالة التلبس كما هى معرفة به قانونا.
فرض القانون رقم 181سنه 1955فى المادة السابعة منه على صاحب
البطاقة أن يقدمها إلى مندوب السلطات العامة كلما طلب إليه ذلك -فإذا كان
الحكم قد اثبت أنه عند تقديم المتهم بطاقته للضابط وجد عالقا بها قطعه من
الحشيش فإنه يصبح عندئذ فى حالة تلبس بحريمه كشف عنها إجراء مشروع
هو مطالبه المتهم بتقديم بطاقته الشخصية .وينبنى على ذلك أن يقع القبض
عليه وتفتيشه -على أثر قيام هذه الحالة -صحيحا ،ويصح االستدالل بالدليل
المستمد من تفتيش المتهم ووجود قطعتين أخريين يكون من مخدر الحشيش
بجيبه الذى كانت به البطاقة .
إذا أثبت القرار فى مدوناته أن الضابط ومعه رجالن من البوليس الملكى كانوا
يمرون بدائرة القسم فى منطقة اشتهرت باالتجار فى المخدرات فأبصروا
بالمتهمة تقف فى الطريق وتمسك منديال فى يدها ،ولما أن وقع بصرها
عليهم أسرعت فى الهرب محاولة التوارى عن نظر الضابط ومن معه ،ولما
كانت المتهمة بذلك قد وضعت نفسها موضع الشبهات والريب فمن حق
الضابط ومن معه أن يستوقفوها ليتحروا أمرها ويكشفوا عن الوضع الذى
وضعت نفسها فيه طواعية واختيارا ،ومتابعة الضابط ومن معه لها بعد
فرارها على هذه الصورة المريبة إن هو إال صورة من صور االستئناف الذى
ال يرق إلى مرتبة القبض -فإذا تخلت المتهمة طواعية واختيارا وهى تحاول
الفرار عن المنديل الذى تضع فيه جانباً من المخدر وألقته على األرض فأنفرط
عقده وظهرت األوراق التى تحوى المخدر ،فإن هذا التخلى ال يعدو نتيجة
إلجراء غير مشروع ،بل قام به رجال الشرطة فى سبيل أداء واجبهم وال يقبل
من المتهمة التنصل من تبعة إحراز المخدر بمقولة بطالن االستئناف ،وعثور
رجال البوليس على هذه المادة لم يكن نتيجة لقبض أو تفتيش بل هو نتيجة
إللقائها المنديل وما يحويه على األرض قبل أن يمسك بها أحد ،ويعتبر هذا
منها تخليا عن حيازتها بل إسقاطا لملكيتها فيها ،فإذا هم فتحوا األوراق
ووجدوا فيها المخدر فإن المتهمة تكون فى حالة تلبس بإحرازه يبيح القبض
عليها وتفتيشها ،فيكون القرار -فيما ذهب إليه -من اعتبار الواقعة قبضاً
-وقبضاً باطالً ال يصح االعتماد عليه وال على شهادة من أجروه -قد أخطأ
فى تطبيق القانون وتأويله على الواقعة كما صار إثباتها فيه ويتعين إلغاءه
وإ عادة القضية إلى غرفة االتهام ألحالتها إلى محكمة الجنايات المختصة .
إذا أثبت الحكم أنه عندما تم استيقاف الطاعن كان قد سقط منه ما كشف عن
محتويات اللفافة التى يحملها فقد دل بهذا على قيام حالة التلبس ،وال يؤثر فى
ذلك ما ذهب إليه الطاعن من المنازعة فى واقعة فراره وما تعرض به للطريقة
التى تم بها االستيقاف ألن ذلك ال يعدو فى حقيقته أن يكون جدالً موضوعياً ال
يقبل منه أمام محكمة النقض .
إذا كان يبين مما أورده الحكم أن رجال مكتب المخدرات كانوا يباشرون عمال
من صميم اختصاصهم -هو البحث عن مجرم فار من المعتقل اشتهر عنه
االتجار بالمخدر وذلك تنفيذا ألمر صدر لهم ممن يملكه ،فإن لهم فى سبيل
تنفيذ هذا األمر أن يستوقفوا السيارات التى يشتبه فى أن يكون المعتقل
موجودا بها للقبض عليه -فإذا ما شم الضابط رائحة المخدر أثر فتح حقيبة
السيارة لالطمئنان على عدم وجود المجرم الفار من المعتقل مختبئا فيها ،فإن
جريمة إحراز المخدر يكون متلبسا بها ،ويكون من حق الضابط أن يفتش
الحقيبة وان يقبض على كل متهم يرى أن له اتصاال بهذه الجريمة .
إذا كان الثابت أن الضابط دخل محل الطاعن بقصد القبض على متهم أخر صدر
إذن النيابة بتفتيشه وتفتيش منزله ولم يكن يقصد تفتيش هذا المحل وكان له
فى سبيل تنفيذ األمر الصادر من النيابة بتفتيشه أن يقبض عليه بالقدر الالزم
لتنفيذ أمر التفتيش ،وكان قد دخل المحل فى األوقات التى تباح فيها للجمهور
أن يدخله ،وكان دخوله مقصورا على المكان الذى يسمح له بالدخول فيه -
فان دخوله يكون صحيحا ،فإذا ما شاهد الطاعن يلقى مخدرا ،كان له تبعا لقيام
حالة التلبس أن يقبض عليه ويفتشه .
إذا كان المتهمان قد وضعا نفسيهما فقى رضع يدعو للريبة ،فإن من حق
رجال البوليس أن يستوقفوهما ليتبينوا حقيقة أمرهما ،فإذا فرا عقب ذلك
وألقيا بلفافتين قبل اإلمساك بهما ،فان ذلك يتوافر معه من المظاهر الخارجية
ما ينبئ بذاته عن وقوع جريمة .ويكفى العتبار حالة التلبس قائمه ويبيح
لرجال السلطة العامة إحضار المتهمين وتسليمهما إلى أقرب مأمورى الضبط
القضائى .
متى كانت الواقعة الثابتة فى الحكم هى أن الطاعن تخلى بنفسه عن لفافة من
الورق فى دكان على مرأى من الضابط الذى كان قادما مع -رجاله لتنفيذ
األمر الصادر إليه من النيابة بضبط المتهمين وتفتيشهم فإن ما يقوله الطاعن
عن بطالن التفتيش ال يكون مقبوال.
إذا كانت واقعة الدعوى كما هي ثابتة بالحكم المطعون فيه هي أن الكونستابل
قد شاهد المتهم الثانى وهو يتسلم المخدر من المتهمة األولى ويضعه فى جيبه
،فان هذا الكونستابل وهو من رجال الضبطية القضائية يكون قد شاهد
الجريمة فى حاله تلبس ،فإذا ما أبلغ ضابط البوليس بذلك -وهو أيضا من
رجال الضبطية القضائية -فان المخدر إذا ما ضبط تبعا لذلك يكون قد ضبط مع
هذا المتهم وهو فى حاله تلبس .
إذا كانت واقعة الدعوى أن المتهم بمجرد أن رأى الضابط المكلف بتنفيذ
التفتيش قادما إلى مكان جلوسه مع الطاعن ألقى بالعلبة التى بها المخدر على
األرض ،فان هذا المتهم يكون بما فعل قد أوجد الضابط إزاء جريمة إحراز
مخدر متلبس بها" فيسوغ له -بصرف النظر عن األمر الصادر بالتفتيش -
أن يفتش كل شخص كان جالسا مع المتهم المتلبس الجريمة يرى من وجوده
معه فى هذا الظرف احتمال اشتركه فى الجريمة .
ال حرج على الضابط المندوب لتفتيش منزل المتهم ،إذا ما تعذر عليه دخول
المنزل من بابه أو إذا خشي إن هو طلب إلى ساكنيه أن ينتحوا له أن يسهل
لهم ذلك سبيل التخلص من المخدر المندوب هو للتفتيش عنه ،ال حرج عليه
إذا هو كلف المخبر الذى يرافقه بأن يفتح الباب من الداخل .وإ ذا كانت زوجة
الطاعن عند رؤيتها المخبر الذى دخل المنزل بوجه قانونى تنفيذا ألمر رئيسه
المندوب للتفتيش قد ألقيت بالعلبة التى كانت فى يدها ،فإنها تكون فد تخلت
عنها ،ويكون مباحا للمخبر أن يلتقطها ويكشف عما فيها ،فإذا ما وجد بها
مخدرا فهذه حالة تلبس تجيز الضبط .
( الطعن رقم 616سنة 23ق -جلسة )13/4/1954
إذا كان الحكم قد أثبت أن المتهم بمجرد رؤيته لسيارة البوليس قد ألقى
بالجوزة التى كانت فى يده وتركها ودخل مقهاه ،فهذا يعتبر تخليا منه عن
حيازتها فإذا ما ثبت من فحص هذه الحوزة أن بها حشيشا فان جريمة إحراز
المخدر تكون متلبسا بها ويكون تفتيش هذا المتهم صحيحا.
إن فتح باب سيارة معدة لإليجار وهى واقفه فى نقطة المرور ال ينطوى على
تعرض لحرية الركاب الشخصية ،ولرجال الضبطية القضائية الحق فى هذا
اإلجراء للبحث عن مرتكبي الجرائم وجمع االستدالالت الموصلة للحقيقة فيما
هو منوط بهم فى دوائر اختصاصهم .وإ ذا كان الحكم قد استخلص تخلى
المتهم عن الكيس الذى ضبطت به المادة المخدرة مما شهد به رجال الضبطية
القضائية من أن المتهم عندما رآهم يفتحون باب السيارة وكانت يده إذ ذاك
على الكيس رفعها عنه وأنكر ملكيته وحيازته وقال أنه ال يعرف عنه شيئا،
فهذا التخلي يجعل ضبط المخدر فى الكيس جريمة متلبسا بها تبرر تفتيش
الطاعن بدون إذن من النيابة طبقا للمادتين 34و 36من قانون اإلجراءات
الجنائية ويجعل االستدالل بما أسفر عنه التفتيش على إدانة الطاعن صحيحا.
إذا كانت الواقعة الثابتة بالحكم هى أن ضابط المباحث علم من تحرياته أن زيدا
يقيم خصا بالطريق الزراعي ويحرق فيه الحشيش ،فاستصدر إذنا من النيابة
بتفتيشه هو ومن يكون معه بالخص ،ولما قام بتنفيذ ذلك ومعه رجل البوليس
وجده هو والطاعن يجلسان تحت شجرة فلما رآهما المتهمان لقى الطاعن
بعلبة.تبين أن بها قطعه من الحشيش ،فإلقاء العلبة فى هذه الحالة يكون تخليا
باردة ملقيها عما كان يحوزه من المخدر وليس نتيجة لعمل غير مشروع من
جانب الضابط وإ ذن فان إدانتهما بناء على الدليل المستمد من ضبط العلبة
تكون سليمة .
إذا كانت الواقعة الثابتة بالحكم هى أن جندى المرور أثناء قيامه بعمله شاهد
الطاعن يجرى فى الطريق ،ويتبعه في نفر من العامة مع الصياح طالبين
القبض عليه الرتكابه سرقة فتقدم الجندى إلية وأمسك به وعندئذ ألقى بورقة
على األرض فالتقطها الجندى ووجد بها مادة تبين فيما بعد أنها حشيش
فأجرى ضبطه واقتاده إلى مركز البوليس ،فقام الضابط بتفتيش مسكنه فعثر
على أوراق مما يستعمل فى لف المخدرات ولم يعثر على مخدر ،فالواقعة على
هذا النحو تجعل رجل البوليس إزاء جريمة سرقة متلبس بها بغض النظر عما
تبين عندئذ من حقيقة األثر عنها ،ولذا فقد كان له أن يقبض على المتهم ،
وإ ذا ما القى هذا ما بيده بعد ذلك ودانته المحكمة على هذا األساس فإن الحكم
يكون صحيحا ال مخالفة فيه للقانون .
إذا كانت واقعة الدعوى هى أن المتهم هو الذى ألقى بقطعه الحشيش من يده
قبل أن يقبض عليهما الضابط أو يهم بالقبض عليه ،وأن القبض والتفتيش لم
يحصال إال بعد التقاط الضابط قطعه الحشيش التى القى بها باختياره وطواعية
منه ،فالقبض والتفتيش يكونان صحيحين لحصولهما بعد أن أصبحت الجريمة
متلبسا بها نتيجة التقاط المخدر وتبينه بعد أن تخلى عنه صاحبه .
متى كان الثابت من الحكم إن المتهم ألقى من يده قطعة الحشيش من قبل أن
يقبض عليه الضابط أو يهم بالقبض عليه ،وأن القبض والتفتيش لم يحصال
إال بعد التقاط الضابط لقطعة الحشيش التى ألقاها المتهم فإن القبض والتفتيش
يكونان قد وقعا صحيحين ،وذلك ألن المتهم هو الذى أوجد التلبس بعمله
وطواعية منه .
متى كانت الواقعة الثابتة بالحكم هى أن المتهم هو الذى ألقى بنفسه ما كان
يحرزه من مادة مخدرة لمجرد أن رأى رجلى البوليس قادمين نحوه لضبطه
وأنهما تبينا أن ما ألقاه أفيون ،فإن إلقاءه تلك المادة يعتبر تخليا منه عنها
ويخول كل من يجدها أن يلتقطها فإذا هو فتحها ووجد فيها مخدرا كان المتهم
فى حالة تلبس بإحراز المخدر وجاز االستشهاد عليه بضبطه معه على هذه
الصورة .
إذا كان الثابت بالحكم أن ضابط البوليس قد رأى المتهم وهو يحمل مادة
األفيون ظاهرة فى يده وحوله أشخاص انفضوا من حوله لما رأوا الضابط
ومن معه من رجال القوه ،فهذه حالة تلبس تبيح القبض عليه وتفتيشه ،
والحكم بإدانته اعتمادا على الدليل المستمد من هذا اإلجراء صحيح .
إذا كانت واقعة الدعوى هى أن ضابط البوليس علم من تحرياته أن زيدا يتجر
فى المواد المخدرة فاستصدر إذنا من النيابة فى تفتيشه وتفتيش محله ومن
يوجد فيه ،وكلف مخبرا لشراء مادة مخدره منه ،فعاد المخبر وقدم للضابط
قطعه من األفيون كال أنه اشتراها من زيد هذا الذى أمر غالما يجلس أمام
حانوته بتسليمه قطعه األفيون المخدرة ،فداهم الضابط المحل وفتش زيدا
فوجد كال منهما يحمل مادة مخدره فى جيبه ،فهذا التفتيش صحيح ،إذ أن بيع
المادة المخدرة للمخبر هو حالة تلبس بجريمة إحراز المخدر تخول مأمور
الضبطية القضائية تفتيش كل من يرى اشتراكه فيها.
إذا كان المتهم قد ألفى من يده لفافات من الورق عندما رأى رجال البوليس ،
فالتقطها أحدهم ،واتضح أنها تحوى مادة الحشيش ،فقبضوا عليه وفتشوه
فإن إدانته تكون صحيحة .إذ أن الدليل عليه يكون قد قام من غير القبض أو
التفتيش .
متى كانت الواقعة الثابتة بالحكم هى أن المتهم عندما وقع بصره على رجال
البوليس ألقى طواعية واختيارا ،المخدر الذى كان يحمله . .قبل أن يقبض
عليه ويفتش ،فإن ظهور المخدر معه على هذا النحو يعد تلبسا بجريمة إحراز
المخدر يبرر ما حصل من فبض وتفتيش .
إن إلقاء المتهم بالحقيبة التى كان يحملها فى الترعة على أثر سؤاله بمعرفة
أومباشى البوليس ومن كان معه من رجال الدورية عن صاحبها وعما هو
بداخلها يجعل لرجال الحفظ هؤالء بل يوجب عليهم أن ينتشلوها من الماء
ويضعوا يدهم عليها بما فيها تمهيدا لتقديمها لجهة البوليس .وال يصح
للمتهم فى هذه الحالة أن يدعى أنهم أخذوها منه أو فتشوا متاعه الذى كان
يحمله .ألن إلقاءه بالحقيبة على نحو ما فعل ،قبل أن يمسك به أحد أو يهم
بالقبض عليه ،يعتبر تخليا منه عن حيازتها بل تركا لملكيته فيها ،ويخول
بالتالى كل من يجدها أو يقع بصره عليها أن يلتقطها ويقدمها لجهة
االختصاص فإذا هم فتحوها بعد ذلك ووجدوا فيها مخدرا فإن المتهم يكون فى
حالة تلبس بإحرازه .وال يقبل منه النعى عليهم بأنهم أجروا تفتيشا بغير إذن
من سلطة التحقيق ما داموا فى ذلك -والحقيبة لم تكن مع أحد وال ألحد -لم
يعتدوا على حرمة من الحرمات أو حرية من الحريات .
إن ضبط المتهم يعرض المخدر للبيع فى الطريق العام على الكونستابل الذى
تنكر فى زى تاجر مخدرات وشهد بنفسه مقارفة الجريمة يجعل الجريمة
متلبسا بها .وإ ذا كان الذى اتخذ إجراءات التفتيش والقبض على المتهم هو
أحد ضباط إدارة مكافحة المخدرات وكانت تلك الواقعة فد وقعت بعد صدور
القانون رقم 187لسنة 1951الذى جعل ضباط تلك اإلدارة من مأمورى
الضبط القضائي فى تنفيذ أحكام القانون رقم 21لسنة 1928الخاص بوضع
نظام لالتجار بالمخدرات واستعمالها .فإن إجراءات القبض والتفتيش تكون
صحيحة .
إذا كان الحكم فد أثبت أن رجال البوليس المأذونين بتفتيش شخص ومنزله
ومقهاه لما دخلوا المقهى قد شاهدوا المتهم ،وهو شخص غير الوارد اسمه
فى إذن التفتيش ،عند بابه الخلفى يحاول الهرب فلحق به أحدهم وبحث خارج
ذلك الباب فوجد على مقربه منه كيسا على األرض به حشيش ففتشوا المتهم
العتقادهم أن له ضلعا فى جريمة إحراز هذا الحشيش فعثروا معه على
حشيش أيضا ،فإن هذا التفتيش يكون صحيحا .ألن الحكم يكون قد أثبت أن
جريمة إحراز المخدر كان متلبسا بها .ومتى كان األمر كذلك فال تثريب على
المحكمة فى اعتمادها على ما تحصل من هذا التفتيش .ذلك ألن التلبس
بالجريمة ال يشترط فيه مشاهدة شخص بعينه يرتكبها ،بل يكفى مشاهده الفعل
المكون له وقت ارتكابه أو بعد وقوعه ببرهة يسيرة ولو لم يشاهد مرتكبه
وألن رجال الضبطية القضائية لهم فى أحوال -التلبس بالجنح والجنايات أن
يقبضوا على كل من يقوم لديهم أى دليل على مساهمته فى الجريمة كفاعل أو
شريك ولو لم يشاهد وقت ارتكابها.
إن الجريمة متى شوهدت وقت ارتكابها أو عقب ارتكابها ببرهة يسيرة تكون
فى حالة تلبس بها ،وهذه الحالة تجيز لرجل الضبطية القضائية أن يقبض على
كل من ساهم فيها فاعال كان أو شريكا وان يفتشه ويستوى فى ذلك من يشاهد
وهو يقارف الفعل المكون للجريمة ومن ساهم فيه وهو بعيد عن محل الواقعة،
فإذا كانت الواقعة هى أن ضابط المباحث كلف أحد المرشدين بان يشترى
مخدرا من شخص علم من تحرياته أنه يتجر فى المواد المخدرة ،ثم سار خلف
المرشد حتى وصال إلى منزل هذا الشخص فدخله المرشد وانتظر الضابط
خارجه ،ثم خرج المرشد ومعه المخدر فان الضابط إذ شاهد المخدر مع
المرشد عقب حصوله عليه داخل المنزل يكون قد شاهد جريمة متلبسا بها،
ويجوز له فى هذه الحالة تفتيش كل من كان مساهما فى الجريمة والقبض
عليه .
إذا كانت الواقعة الثابتة بالحكم هى أن البوليس بعد أن استصدر إذن النيابة
بتفتيش المتهم وجده فى مقهى وبجواره شخص فى يده صندوق كبريت
مفتوح بادر إلى أقفاله عندما وقع نظره على رجال البوليس ،فلما أخذ منه
رجال البوليس هذا الصندوق وتبين أن به أفيونا قال أنه اشترى هذا األفيون
من المتهم فإن ضبط هذا المخدر معه يجعل الواقعة فى حالة من حاالت التلبس
جائز فيها تفتيش كل من ساهم فى الجريمة ولو .بون إذن من النيابة .
إن إحراز المخدرات جريمة مستمرة فمشاهدة المخدر مع المتهم وهو .يعرضه
من تلقاء نفسه على المشترى تكون حاله تلبس بالجريمة يجوز معها لكل
شخص ولو لم يكن من مأمورى الضبطية القضائية أن يقبض على المتهم كما
يجوز له أيضا أن يفتشه ألن الضبط يستتبع التفتيش ،وذلك ألسباب منها أن
ترك المقبوض عليه باال! تفتيش قد يؤدى إلى انعدام الفائدة من القبض عليه.
( الطعن رقم 1119سنة 12ق -جلسة )13/4/1942
إذا كانت واقعة الدعوى أن ضابط البوليس علم من تحرياته أن أجولة من
األرز مرسلة بطريق السكة الحديد قد دس فيها مخدر فاستصدر هو مباشرة
من غير واسطة النيابة أمرا من القاضى بضبطها وبتفتيش من يتسلمها ،ولما
ذهب إلى المحطة رأى المتهم يتسلم األجولة ثم وضعها على عربه وسار
أمامها ،ولما شرع فى ضبطه لجأ إلى الفرار ،فإن فرار المتهم وتركه العربة
بما عليها فى الشارع العمومي مفاده أنه تركها لرجال البوليس وتنصل منها
وعمل على قطع كل عالقة له بها .ولذلك ال يقبل منه إذا هم فتشوا هذه العربة
أن يدعى بأن حرمه ملكه قد انتهكت .كما أنه ال مصلحة له فى أن يتمسك
ببطالن التفتيش لحصوله بناء على إذن باطل ،ألنه بفراره قد أوجد حالة
جديدة تبيح التفتيش بدون أى إذن .ثم أن تفتيشه هذا ال شائبة فيه أيضا ما
دام قد حصل بعد تفتيش العربة والعثور على المخدر فى أحد االجولة التى
كانت محملة عليها فإن ذلك يجعل من الواقعة حاله تلبس تبيح تفتيشه .
إذا كانت الواقعة التى أثبتها الحكم هى أن رجال خفر السواحل ،وهم من
مأمورى الضبطية القضائية عند قيامهم بتفتيش كوم من القش بجوار منزل
المتهم عثروا على مراد مخدرة ،فانتقلوا بعد ذلك إلى المنزل وفتشوه من غير
إذن النيابة فوجدوا به مواد مخدره أيضا فال مخالفة للقانون فى ذلك ،ألن
تفتيش القش ال يقتضى استئذان النيابة إذ القانون ال يتطلب إذنها إال فيما
يتعلق بالمنازل و األشخاص ضمانا لحرمة المساكن وحرية األفراد ،وألن
تفتيش المنزل إنما اجرى على أساس أن المتهم كان فى حاله تلبس بالعثور
على المخدر فى القش المملوك له .
(طعن رقم 1084سنة 11ق -جلسة )31/3/1941
إن الجريمة متى شوهت وقت ارتكابها أو عقب ارتكابها ببرهة يسيرة فإنها
تكون متلبسا بها ويجوز لرجل الضبطية القضائية أن يقبض على كل من
ساهم فيها فاعال كان أو شريكا وأن يفتشه إن رأى لذلك وجها .يستوى فى
ذلك من يشاهد وهو يقارف الفعل المكون للجرى مه ومن تبين مساهمته فيها
وهو بعيد عن محل الواقعة .وإ ذن فمشاهدة مادة مخدرة مع متهم تجعل هذا
المتهم متلبسا بجريمة إحراز مخدر وهذا كما يسوغ القبض عليه وتفتيشه
ويسوغ القبض على كل من يثبت اشتراكه معه فى فعلته ،وإ ذن -فضبط
المخدر لدى الشريك يكون صحيحا سواء أكان بناء .على تفتيش أم كان هو
الذى ألقاه من تلقاء نفسه .
اإلذن الصادر .من النيابة ألحد رجل الضبطية القضائية بتفتيش منزل للبحث
عن متهم هارب ومصوغات مسروقة يسوغ تفتيش المنزل بجميع محتوياته
فادا عثر ضابط البوليس أثناء بحثه فى دوالب بالمنزل على مادة مخدرة فإن
من واجبه أن يضبطها ،ال اعتمادا على اإلذن الذى أجرى التفتيش بمقتضاه ،
بل على أساس حالة التلبس بجريمة إحراز المخدر الذى انكشفت له وهو
يباشر عمله فى حدود القانون .
إن ما يحرمه القانون بشأن تفتيش المنازل واألشخاص ويبنى عليه بطالن
الدليل المستمد منه هو التفتيش أو القبض الذى يقع على األشخاص أو فى
منازلهم على خالف األوضاع التى رسمها .أما إذا كان .مأمور الضبطية
القضائية قد حصل على الدليل من غير طريق التفتيش أو القبض .كأن يكون
المتهم قد ألقى من تلقاء نفسه بشىء كان يحمله عندما شعر بقدوم رجل
البوليس للقبض عليه فإن ضبط هذا الشىء بعد إلقائه .ثم االستشهاد به فى
الدعوى كدليل على المتهم الذى كان يحمله يكون صحيحا ال بطالن فيه حتى
ولو لم يكن المتهم فى إحدى حاالت التلبس أو غيرها مما يجوز فيها قانونا
لرجال الضبطية القضائية القبض على المتهم وتفتيشه .فإذا كانت الواقعة
الثابتة بالحكم هى أن المتهمين هما اللذان ألقيا من تلقاء نفسيهما ما كانا
يحرزانه من مادة مخدرة بمجرد أن رأيا رجال البوليس قادمين نحوهما
لضبطهما ،وكان ضبط هذه المواد قد حصل بعد ذلك وهى ملقاة على األرض .
فال يضح توجيه أى عيب إلى الحكم فى استشهاده بضبط المواد المخدرة على
هذه الصورة .والقبض على المتهمين بعد ذلك عقب إلقائهما بالمادة المخدرة
فى حضرة رجل البوليس يعتبران وقتئذ فى حالة تلبس تجيز القبض عليهما
وتفتيشهما.
إذا كانت الواقعة الثابتة بالحكم هى أن ضابط البوليس لما هم بتفتيش شيخ
البلدة المتهم قال له ( وكمان عاوز تفتشنى) فلما رد عليه باإليجاب أسقط من
يده علبة من الصفيح وجد الضابط بها مواد أشتبه فى أنها حشيش وأفيون ،
ثم ثبت من التحليل أنها كذلك ،فالحكم الصادر بإدانة المتهم استنادا إلى ذلك ال
يجوز الطعن فيه بمقولة أن الحصول على المخدر كان بناء على تفتيش باطل
ألن المخدر إنما ضبط بعد أن ألقاه المتهم من يده .
إذا كانت الواقعة هى أن ضابط المباحث استصدر أمرا من النيابة بتفتيش منزل
متهم فلما دخله وجد شخصا غير المتهم جالسا فيه فأمسك به ،وكان بحجره
وقتئذ مادة بيضاء ألقاها على األرض ،فالتقطها الضابط ،ثم فتشه فوجد فى
جلبه ورقتى هيروين -فهذا الشخص يعتبر وقت مشاهدة المادة البيضاء معه
ومحاولته التخلص منها عند رؤيته للضابط فى حالة تلبس تبرر التفتيش الذى
وقع عليه حتى ولو ظهر من التحليل فيما بعد أن تلك المادة البيضاء لم تكن
من المواد المحرم إحرازها.
إن مشاهدة الجاني يحمل مخدرا هي من حاالت التلبس بالجريمة ،بل هى أظهر
هذه الحاالت وأوالها.
إذا كانت الوقائع الثابتة بالحكم تدل على أن رجل الحفظ رأى المتهم يسرع إلى
دكانه ويقف جوار موقد فيه ويلقى فيه شيئا فأدرك أن المتهم إنما أراد إخفاء
مادة مخدرة فسارع إلى ضبطها وضبطها فعال فهذه الحالة هى من حاالت
التلبس التى يبيح القانون فيها لرجل الضبطية القضائية حق القبض والتفتيش
.
إذا شوهد شخص يحاول إخفاء مادة مخدره فى حجره فهذه حاله تلبس توجب
على من شاهده حال قيامها أن يحضره أمام أحد أعضاء النيابة أو يسلمه ألحد
مأمورى الضبطية القضائية أو ألحد رجالي الضبط بدون احتياج ألمر بذلك
وتفتيش المتهم فى هذه الحالة لضبط المادة المخدرة معه يكون صحيحا قانونا
ألن تفتيش الشخص من توابع القبض بل من مستلزماته .
لما كان سقوط الكيسين عرضاً من الطاعنة عند وقوفها عندما أدركت الضابط
ومرافقيه يتجهون إليها ،ال يعتبر تخلياً منها عن حيازتها بل تظل رغم ذلك فى
حيازتها القانونية ،وإ ذ كان الضابط على ما حصله الحكم لم يستبن محتوى
الكيسين قبل فض ما بداخلهما من لفافات -فإن الواقعة عل هذا النحو ال تعتبر
من حاالت التلبس المبينة بطريق الحصر فى المادة 30من قانون اإلجراءات
الجنائية وال تعد فى صورة الدعوى من المظاهر الخارجية التى تنبئ بذاتها
عن توافر جريمة متلبس بها تجيز لمأمور الضبط القضائي القبض على
المتهمة وتفتيشها .
يشترط فى التخلي الذي ينبني عليه قيام حالة التلبس بالجريمة أن يكون قد تم
عن إرادة حرة وطواعية واختيار ،فإذا كان وليد إجراء غير مشروع فإن
الدليل المستمد منه يكون باطالً ال أثر له .
من المقرر أن حالة التلبس تستوجب أن يتحقق مأمور الضبط القضائي من
قيام الجريمة بمشاهدتها بنفسه أو بمشاهدته أثراً من آثارها ينبئ بنفسه عن
وقوعها أو بإدراكها بحاسة من حواسه ،وإ ذ كان الحكم المطعون فيه -فيما
خلص إليه من بطالن القبض على المطعون ضدهما وتفتيشهما -قد ألتزم هذا
النظر ،فإنه يكون قد طبق القانون على وجه الصحيح وأصاب محجة الصواب
بما يضحى معه منعي الطاعنة غير سديد .
إن تخلى المطعون ضدهما عما يحمالنه عند مشاهدتهما مأمور الضبط
القضائي يهم باللحاق بهما ال ينبئ عن توافر جريمة متلبس بها تجيز لمأمور
الضبط القضائي القبض على المتهم وتفتيشه .
لما كان سقوط اللفافة عرضاً من الطاعن عند إخراج بطاقته الشخصية ال يعتبر
تخلياً منه عن حيازتها بل تظل رغم ذلك فى حيازته القانونية ،وإ ذ كان
الضابط لم يستبن محتوى اللفافة قبل فضها ،فإن الواقعة على هذا النحو ال
تعتبر من حاالت التلبس المبينة بطريق الحصر فى المادة 30من قانون
اإلجراءات الجنائية .
ومن حيث أن الحكم المطعون فيه بعد أن عرض لواقعة الدعوى وأدلة االتهام
فيها خلص إلى القول ،وحيث أنه لكي يستقيمـ التصوير الذى أدلى به شاهد
النيابة من أن المتهم حال رؤيته للشاهد تخلى طواعية واختيارا عما فى يده
فإنه ينبغي أن يكون لديه السبب الباعث على هذا التخلي بأن يكون الشاهدان
أو أحدهما باألقل معروفا له وأنه من رجال مكتب مكافحة المخدرات أما وقد
خلت األوراق مما يشعر.من قريب أو بعيد إلى أن المتهم .يعرف الشاهدين أو
أحدهما فإن التصوير الذى تساندتـ إليه النيابة فى رمى المتهم بالتهمة يكون
منها على غير أساس .
يكفى أن يتشكك القاضى فى صحة إسناد التهمة إلى المتهم كى يقضى له
بالبراءة ،إذ مالك األمر كله .يرجع إلى وجدانه ما دام أن الظاهر أنه أحاط
بالدعوى عن بصر وبصيرة وأقام قضاءه على أسباب تحمله ،وكان يبين من
الحكم المطعون فيه أنه بعد أن بين واقعة الدعوى وعرض .ألقوال شاهد
اإلثبات وسائر عناصر الدعوى بما يكشف عن تمحيصه لها واإلحاطة بظروفها
وبأدلة االتهام فيها خلص إلى أن أقوال الشاهد محل شك لألسباب التى أوردها
فى قوله "وحيث أن المحكمة يساورها الشك فى رواية شاهد الواقعة أنه أشتم
رائحة المخدر تنبعث من المكان الذى كان المتهمون يجلسون فيه . . . .ذلك
أن الثابت من األوراق أن الحجر الذى يحتوى على المادة المخدرة المحترقة
به احتراق جزئي بحيث ال يمكن أن تطمئن المحكمة إلى انبعاث دخان كثيف
منه يشتم منه رائحته المخدر خاصة وأن المتهمين كانوا يجلسون فى العراء
ولما كان أساس قيام الضابط بتفتيش المتهمين وضبط المخدر هو حالة التلبس
بالجريمة التى استند إليها الضابط وإ ذ كانت المحكمة قد ساورها الشك فى
توافر هذه الحالة فمن ثم فإن الدفع المبدي ببطالن القبض والتفتيش يكون
على سند صحيح من القانون بما يبطله ويبطل الدليل المستمد منه .وهى
أسباب سائغة تؤدى إلى النتيجة التى انتهى إليها ،لما كان ذلك وكان يبين من
للمفردات التى أمرت المحكمة بضمها تحقيقا للطعن أن المطعون ضده أنكر
إحرازه ألي مخدر وإ ن أقر فى تحقيق النيابة أنه توجه إلى المقهى لتدخين
الجوزه ولما ووجه بما ورد فى محضر االستدالل من اعتراف نسب إليه أصر
على نفى أى صلة تربطه بالمخدر المضبوط ،وكان ما ورد على لسان
المطعون ضده بالتحقيقات ال يتحقق به نص االعتراف فى القانون إذ أن
االعتراف هو ما يكون نصا فى اقتراف الجريمة ،فإنه ال يعيب الحكم المطعون
فيه سكوته عن التعرض لهذه األقوال .
إذا كان مؤدى الواقعة التى انتهى إليها الحكم ان الكونستابل أثناء سيره
بالطريق وقع نظره على المتهم وهو يضع مادة فى فمه لم يتبين ماهيتها
فظنها مخدرا فأجرى القبض عليه وفتشه فإن هذه الواقعة ليس فيها ما يدل
على أن المتهم شوهد فى حالة من حاالت التلبس المبينة بطريق الحصر
بالمادة 30من قانون اإلجراءات الجنائية ،حتى ولو كان المتهم من
المعروفين لدى المباحث الجنائية باالتجار فى المخدرات ،ومن ثم يكون
القبض قد وقع باطال.
ما دام الثابت من الحكم إن القبض على المتهم حصل قبل شم فمه وأن الدليل
المستمد من الشم مع ما فيه من مساس بحرية المتهم ال يمكن اعتباره مستقال
عن القبض الذى وقع باطال ،فال يصح أن يقال أن الكونستابل شم المخدر
يتصاعد من فم المتهم على اثر رؤيته يبتلع المادة وأن شم المخدر على هذه
الصورة يعتبر تلبسا بحريمه اإلحراز فيكون غسيل المعدة بعد ذلك إجراء
صحيحا على أساس هذا التلبس .
أن صور التلبس قد وردت فى القانون على سبيل الحصر وال يجوز القياس
عليها ومن ثم فإذا أعربت المحكمة عن عدم ثقتها فى قول المخبر أنه اشتم
رائحة المخدر قبل القبض على المتهم وحصلت قوله فى انه لما رأى المتهم
يحاول إلقاء المنديل قبض عليه وأخذ منه المنديل واشتمه ،فإن الحكم يكون
قد اخطأ فى القانون إذ اعتبر المتهم فى حالة تلبس ،ذلك أن مجرد محاولة
إلقاء المتهم المنديل ال يؤدى إلى اعتبار الجريمة المسندة إليه متلبسا بها ألن
ما حواه المنديل لم يكن بالظاهر حتى يستطيع الخبر رؤيته .
ال تعرف القوانين الجنائية االشتباه لغير ذوى الشبهة والمتشردين ،وليس فى
مجرد ما يبدو على الفرد من حيرة وارتباك أو وضع يده فى جيبه -على
فرض صحته -دالئل كافية على وجود اتهام يبرر القبض عليه ما دام أن
المظاهر اللى شاهدها رجل البوليس ليست كافيه لخلق حالة التلبس بالجريمة
التى يجوز لغير رجال الضبطية القضائية من آحاد الناس القبض فيها.
متى كان الحكم قد أورد الواقعة التى قال بتوفر حالة التلبس فيها بقوله أن
المخبر الذى قبض على المتهم بتهمة إحراز مواد مخدره كان يعرف أن له
نشاطا فى االتجار بالمواد المخدرة وأنه عندما تقدم منه أومأ برأسه للمتهمة
األخرى التى قالت له عندما تقحم المخبر منه "أنت وديتنى فى داهية ،ثم قالت
للمخبر أنها تحمل حشيشا أعطاه لها المتهم -فإن هذه " الواقعة ال تتحقق بها
حالة تلبس بالجريمة كما هى معرفة به فى القانون تبيح لرجل البوليس وهو
ليس من رجال الضبط القضائي القبض على المتهم واقتياده إلى مركز
البوليس إذ أنه لم يشم أو ير معه مخدرا ظاهرا قبل أن يتعرض له بالقبض .
إذ كانت الواقعة الثابتة بالحكم هى أن ضابط البوليس يرافقه الكونستابل شاهدا
مصادفة أثناء مرورهما شخصا يجلس أمام محله يدخن فى جوزه زعما أنهما
اشتما رائحة الحشيش تتصاعد منها ،فتقدم الضابط منه وضبط الحوزة
بمحتوياتها ،وفى هذه األثناء رأى الكونستابل المتهم يخرج علبه من جلبه
فبادر واستخلصها منه وفتحها فعثر بها على قطعه من الحشيش ثم ثبت من
التحليل أن الجوزه ومحتوياتها خالية تماما من أى أثر للمخدر ،وأن ما ضبط
بالعلبة هو حشيش وكانت محكمة الموضوع قد استبعدتـ واقعة شم رائحة
الحشيش ،ثم قضت بالبراءة فان قضاءها يكون سليما ذلك بأن ضبط الحوزة
وضبط العلبة التى كان المتهم ال يزال يحملها فى يده ،وهما من إجراءات
التفتيش .ما كان يسوغ فى القانون لرجلي الضبطية القضائية اتخاذهما بغير
إذن من النيابة العامة كما لم يتوفر فى الجهة األخرى حالة تلبس بالجريمة
تبرر هذا اإلجراء.
إذا كانت الواقعة -كما أثبتها الحكم -هى أن المتهم ،وهو ممن اشتهروا
باالتجار فى المخدرات ،وجد بين أشخاص يدخنون فى جوزه مطبقا بلده على
ورقة ثم حاول الهرب عند القبض عليه ،فهذه الواقعة ال لتوفر فيها قيام حالة
التلبس ،كما هو معرف به فى القانون ،إذ أن أحدا لم يكشف عن مخدر بأدلة
حاسة من حواسه قبل إجراء القبض والتفتيش .
إن رؤية المتهم وهو يناول .شخصا آخر شيئا لم يتحقق الرائي من كنهه بل
ظنه مخدرا استنتاجا من المالبسات -ذلك ال يعتبر من حاالت التلبس كما هو
معرف به فى القانون .
إذا كانت الواقعة الثابتة بالحكم أن ضابط المباحث عندما ذهب إلى المنزل الذى
إذن له من النيابة فى تفتيشه لم يجد صاحب المنزل ،و إنما وجد زوجته
فأشتبه فيها لما الحظه عليها من اضطراب ولما رآه من أنها كانت تضع إحدى
يديها فى جيبها وتمسكه باألخرى فطلب إليها أن يفتشها فلم تقبل وإ ذ حضر
على أثر ذلك وكيل شيخ الخفراء دست إلية فى يده شيئا أخرجته من جيبها
فتسلمه منه الضابط فإذا به مادة اتضح من التحليل أنها أفيون فال يصح
االستشهاد عليها بهذا المخدر .إذ هذه الواقعة ليس فيها ما يدل على أن
المتهمة شوهدت فى حلة من حاالت التلبس المبينة بطريق الحصر فى المادة
الثامنة من قانون تحقيق الجنايات حتى يجوز للضابط التفتيش .واإلذن الذى
صدر من النيابة بتفتيش منزل الزوج ال يمكن أن ينصرف إلى تفتيشها هى -
لما فى هذا التفتيش من المساس بالحرية الشخصية التى كفلها القانون وجعل
لها حرمة كحرمة المنازل ،ثم إن المتهمة إذ أخرجت المادة المخدرة من جيبها
إنما كانت مكرهة مدفوعة إلى ذلك بعامل الخوف من تفتيشها قهرا عنها.
(الطعن رقم 539سنة 11ق -جلسة ) 27/1/1941
إن حاالت التلبس مبينة على سبيل الحصر فى المادة 8من قانون تحقيق
الجنايات ،فإذا شوهد المتهم مرتبكا يحاول العبث بجيبه ففتشه الضابط وقطع
جيبه فشاهد به بقعا سوداء أثبت التحليل فيما بعد أنها من أفيون فهذه الحالة ال
تعتبر تلبسا حتى كان يجوز تفتيش المتهم فيها.
إذا كان ما وقع من المتهم هو أنه وقت القبض عليه من رجل البوليس قد ألقى
أمامه المادة المخدرة لكيال تضبط معه عند تفتيشه ال انه ألقاها فى حضرته قبل
أن يقبض عليه -فهذه الواقعة ال يجوز فيها الضبط والتفتيش على أساس
التلبس ألن المتهم لم يكن فى حالة من حاالته .
انه وإ ن كان يجوز لرجال الضبطية القضائية وفقا لالئحة المحال العمومية
دخول تلك المحال إلثبات ما يقع فيها مخالفا ألحكام هذه الالئحة ومنها ما
يتعلق ببيع الحشيش أو تقديمه للتعاطى أو ترك الغير يبيعه أو يتعاطاه بأية
طريقة كانت .فإن ذلك ال يخول لهم ،فى سبيل البحث عن مخدرات ،تفتيش
أصحاب تلك المحال أو األشخاص الذين يوجدون بها ،ألن أحكام الالئحة فى
هذا الشأن ال تبيح تفتيش األشخاص. ،وألن التفتيش الذى يقع على األشخاص
ال يجوز إجراؤه إال فى األحوال التى بينها قانون تحقيق الجنايات وهى حاالت
التلبس بالجريمة والحاالت التى يجوز فيها القبض .فإذا لم يكن الشخص الذى
يوجد بالمحل العمومى فى إحدى تلك الحاالت فال يجوز تفتيشه .وإ ذن فإذا
كانت الواقعة الثابتة بالحكم هى أن الكونستابل ورجال البوليس دخلوا المقهى
الذى يديره المتهم فوجدوا به أشخاص يلعبون الورق ،ووجدوا المتهم واقفا
لنظر إليهم فلما رآهم سارع إلى وضع يده فى جيبه فلفتت هذه الحركة
أنظارهم فأسرع إليه المخبر واحتضنه وفتشه الكونستابل فوجد بجيبه ورقه
فيها مواد مخدرة ،فليس فى هذه الواقعة ما يفيد أن المتهم كان في ،حالة
تلبس ،إذ أن أحدا لم ير معه المخدر فبل تفتيشه ،وإ ذن فلم يكن الكونستابل
أن يفتشه على أساس التلبس بالجريمة أما ما بدا من المتهم من وضع يده فى
جيبه فليس إال مجرد قرينة ضده ،وهى ال تكفى للقبض عليه وتفتيشه ،ألن
جريمة إحراز المخدر ليست من الجرائم التى يجوز لرجال الضبطية القضائية
القبض فيها فى غير حاالت التلبس وفقا للمادة 15من قانون تحقيق الجنايات
.
إذا كانت الواقعة الثابتة بالحكم هى أنه وصل إلى علم المحقق من رجال
المباحث أن المتهم يتجر بالمخدرات فذهب ومعه من أخبره بهذا إلى دكان
المتهم الذى اعتاد الجلوس أمامه فلما رأى المحقق ومن معه قام وجرى يريد
االختفاء أو الهرب ،فتبعوه هم و امسكوه ،وفتشه الضابط وضبط معه المخدر
-فهذه الواقعة ال تدل على قيام حالة التلبس إال إذا كان انتقال ضابط البوليس
إلى لكان المتهم حصل بناء على أن أحدا شاهد المتهم يبيع المخدرات ،أما إذا
كان االنتقال قد حصل بناء على مجرد شبهات وظنون لدى رجال المباحث فإن
رؤية المتهم يجرى ال تكفى إلثبات قيام حالة التلبس قانونا ،ولذلك يجب أن
يعنى الحكم ببيان المعلومات التى حصل االنتقال على أساسها ليمكن التثبت من
قيام حاله التلبس -أو علم قيامها.
التلبس ال يقوم قانونا إال بمشاهدة الجاني حال ارتكاب الجريمة او عقب
ارتكابها ببرهة يسيره إلى آخر ما جاء بالمادة 8من قانون تحقيق الجنايات .
فمجرد وجود مادة مخدرة بمنزل أحد األفراد ال يدخل تحت هذا التعريف .
متى قامت حالة التلبس بجريمة فان ثمة تساؤل ما هي اآلثار التي
تترتب على قيام حالة التلبس 000؟
أن قيام حالة التلبس بإدراك مأمور الضبط القضائي للجريمة بأحد وسائل أو
حواس اإلدراك ( حاسة البصر – حاسة السمع – حاسة اللمس – حاسة الشم
– حاسة التذوق ) يترتب عليه منح مأمور الضبط القضائي مجموعة من
الصالحيات تخلص في إعطاءه حق ممارسة مزيد من إجراءات االستدالل
وبعض إجراءات التحقيق االبتدائي.
أوال :تفتيش المتهم.
من المقرر أن حالة التلبس بالجناية تبيح لمأمور الضبط القضائي -طبقاً
للمادتين 46 ، 34من قانون اإلجراءات الجنائية -أن يقبض على المتهم
الحاضر الذى توجد دالئل كافية على اتهامه وأن يفتشه وتقدير توافر حالة
التلبس أو عدم توافرها هو من األمور الموضوعية البحت التى توكل بداءة
لرجل الضبط القضائي على أن يكون تقديره خاضعاً لرقابة سلطة التحقيق
تحت إشراف محكمة الموضوع -وفق الوقائع المعروضة عليها -بغير
معقب ما دامت النتيجة التى انتهت إليها تتفق منطقياً مع المقدمات والوقائع
التى أثبتتها فى حكمها .
من المقرر أن حالة التلبس حالة تالزم الجريمة ذاتها ال شخص مرتكبها ،
وكان مؤدى الواقعة كما حصلها الحكم المطعون فيه ال ينبئ عنه أن الطاعنة
شوهدت فى حالة من حاالت التلبس المبينة على سبيل الحصر فى المادة 30
من قانون اإلجراءات الجنائية وكانت المادة 34من قانون اإلجراءات الجنائية
بعد تعديلها بالقانون رقم 37لسنة 1972المتعلق بضمان حريات المواطنين
ال تجيز لمأمور الضبط القضائي القبض على المتهم وتفتيشه بغير أمر قضائى
إعماالً للمادة 46إجراءات جنائية إال فى حالة التلبس بالجريمة وبالشروط
المنصوص عليها فيها ،وكان الثابت من مدونات الحكم المطعون فيه أن
مأمور الجمرك الذى أجرى تفتيش الطاعنة إنما قام بتفتيشها نفاذاً ألمر ضابط
بمكتب مكافحة المخدرات بمطار القاهرة الدولي -دون أن تقوم لديه أية
شبهة فى توافر التهريب الجمركي فى حقها -كما لم يستظهر أنه كان من حق
الضابط ذاك القبض على الطاعنة ،أو تفتيشها أو أن يأمر بذلك دون استصدار
أمر قضائى لتوفر حالة من حاالت التلبس قبلها فإن ما أورده الحكم المطعون
فيه تبريراً إلطراحه دفاع الطاعنة ببطالن إجراءات الضبط والتفتيش على
النحو المار ذكره ال يتأدى منه ما خلص إليه وينأى به عن صحيح القانون ،
وهو ما يعيبه ويوجب نقضه واإلعادة ،بغير حاجة إلى بحث باقي وجوه
الطعن .
لما كان قضاء محكمة النقض قد أستقر على أنه متى صدر إذن النيابة بتفتيش
شخص كان لمأمور الضبط القضائي المندوب إلجرائه أن ينفذه أينما وجده ما
دام المكان الذى جرى فيه التفتيش واقعاً فى دائرة اختصاص من إصدار األمر
ومن نفذه -كما هو الحال فى الدعوى المطروحة -وكان ضبط المخدر مع
المطعون ضده بعد استئذان النيابة يجعل جريمة إحراز المخدر متلبساً بها مما
يبيح لرجل الضبط القضائي الذي شاهد وجودها أن يقوم بتفتيش مسكنه دون
حاجة لصدور إذن من النيابة العامة بذلك ومن ثم يكون الحكم إذ قضى بغير
ذلك قد خالف القانون ،ولما كان هذا الخطأ قد حجب المحكمة عن النظر فى
موضوع الدعوى وتقدير أدلتها فإنه يكون متعيناً مع النقض اإلحالة .
لما كان الثابت أن الضبط والتفتيش كانا نتيجة كشف هذه الزراعات عرضاً
أثناء مرور رئيس مكتب المخدرات فى حملة لتفقد الزراعات وضبط ما يجرم
القانون زراعته ،فإن الجريمة فى هذه الصورة تكون فى حالة تلبس تبرر
القبض على الطاعنين وتفتيش زراعتهم دون إذن من النيابة العامة .
من المقرر أن التلبس حالة تالزم الجريمة ذاتها بصرف النظر عن شخص
مرتكبها ومتى قامت فى جريمة صحت إجراءات القبض والتفتيش فى كل من
له اتصال بها سواء فاعالً كان أو شريكاً .هذا وال يشترط لقيام حالة التلبس
أن يؤدى التحقيق إلى ثبوت الجريمة قبل مرتكبها .
من المقرر أن التلبس صفة تالزم الجريمة ذاتها ال شخص مرتكبها فإذا كان
الثابت من الحكم أن المحكوم عليه اآلخر فى الدعوى قد ضبط ضبطا قانونيا
محرزا لمادة مخدرة ودل على الطاعن باعتباره مصدر هذه المادة فإن انتقال
الضابط إلى حيث يمكن من القبض على الطاعن وتفتيشه يكون إجراء
صحيحا ،إذ أن ضبط المخدر مع المحكوم عليه اآلخر يجعل جريمة إحرازه
المخدر متلبسا بها مما يبيح لرجل الضبط القضائي الذي شاهد وقوعها أن
يقبض على كل من يقوم ضده دليل على مساهمته فيها وأن يفتشه .
لما كان ما أثبته الحكم المطعون فيه من أن الضابط أبصر الطاعن يعرض
المخدر على المرشد السري قد جعل مأمور الضبط القضائي حيال جريمة
متلبس بها فيحق له دون حاجه إلى إذن مسبق من سلطة التحقيق أن يقبض
على مقترفها ويفتشه ويفتش منزله ألن تفتيش المنزل الذى لم يسبق للنيابة
العامة تفتيشه بعد مباشرتها التحقيق إنما يستمد من الحق المخول لمأمور
الضبط القضائي بالمادة 47إجراءات جنائية وألن تقييد تطبيقها ونصها عام
يؤدى إلى نتائج قد تتأثر بها العدالة عندما تقتضي الظروف المحيطة بالحاث -
كالحال فى واقعة الدعوى -أن ال يتقاعس المأمور عن واجب فرضه عليه
القانون وخوله الحق فى استعماله .
( الطعن 533لسنة 42ق -جلسة ) 12/6/1972
من المقرر أنه يكفى لقيام حاله التلبس أن تكون هناك مظاهر خارجية تنبئ
بذاتها عن وقوع الجريمة ،والبت فى هذا الشأن من صميم عمل محكمة
الموضوع ،ومتى كان الحكم المطعون فيه قد عرض إلى الدفع ببطالن القبض
والتفتيش ورد عليه بأسباب سائغة تتوافر بها حالة التلبس بالجريمة التى
تبيح لغير رجال الضبط القضائي التحفظ على المتهم واقتياده إلى أحد هؤالء
المأمورين ،وكان القول بأن الطاعن ألقى المخدر لخشيته من رجلي الشرطة
فإنه -بفرض بصحته -ليس من شأنه أن يمحو األثر القانوني لقيام حاله
التلبس بإحراز المخدر أثر إلقائه ،ومن ثم فان ما يثيره الطاعن فى هذا الصدد
ال يكون له محل .
األصل أن تفتيش المنازل عمل من أعمال التحقيق ال يجوز إجراؤه إال بمعرفة
سلطات التحقيق أو بأمر منها ،و إنما أباح القانون لمأموري الضبط القضائي
تفتيش منزل المتهم فى حاله التلبس بجناية أو جنحة متى قامت إمارات قوية
على وجود أشياء تفيد فى كشف الحقيقة بمنزله .ومن المقرر أن التلبس
صفة تالزم الجريمة ذاتها ال شخص مرتكبها .فإذا كان الثابت من الحكم
المطعون فيه أن المتهم ضبط ضبطا قانونيا محرزا لمادة مخدرة ،وأن هذا
المتهم دل على المطعون ضده باعتباره مصدر هذه المادة فإن انتقال الضابط
إلى منزل األخير وتفتيشه بإرشاد المتهم اآلخر يكون إجراء صحيحا فى
القانون ،إذ ضبط المخدر مع المتهم اآلخر يجعل جريمة إحرازه متلبسا بها
مما يبيح لرجل الضبط القضائي الذي شاهد وقوعها أن قبض على كل من يقوم
دليل على مساهمته فيها وان يدخل منزله لتفتيشه .ومن ثم فإن الحكم
المطعون فيه إذ قضى ببراءة المطعون ضده تأسيسا على بطالن تفتيش منزله
يكون قد أخطأ فى تطبيق القانون بما يستوجب نقضه .
إذا كان الثابت مما أورده الحكم بيانا للدعوى أن الضابط عندما قام بتفتيش
مسكن المتهمة -الصادر إذن النيابة بتفتيشها هي ومسكنها -وجدها جالسة
ومعها المطعون ضده وعثر أمامها على أرضيه الحجرة على قطعه أفيون
عارية قررت المأذون بتفتيشها أنها تخص المطعون ضده فقام الضابط على
الفور بتفتيشه فعثر بجيب (بنطلونه ) على لفافة بها أفيون ،فإن قيام الضابط
بهذا اإلجراء وتفتيش المطعون ضده والقبض عليه يكون إجراء صحيحا فى
المأذون ،ذلك ألنه بضبط المخدر ألقى على أرضيه الحجرة فى مسكن المأذون
بتفتيشها يجعل جريمة إحراز المخدر متلبسا بها وهو ما يبيح لرجل الضبط
القضائي الذي شاهد الجريمة وكانت أثارها بادية أمامه أن يقبض على كل من
يقوم لديه أى دليل على مساهمته فيها كفاعل أو شريك وأن يفتشه هذا فضال
عن أن وجود المطعون ضده مع المأذون بتفتيشها فى مسكنها الصادر اإلذن
بتفتيشه .وعلى مسرح الجريمة أثناء التفتيش ووقت عثور الضابط على
المخدر وقول المأذون بتفتيشها أن المخدر المضبوط يخص المطعون ضده
إنما تتحقق به الدالئل القوية على اتهامه مما يسوغ القبض عليه وتفتيشه
استنادا إلى توافر حاله التلبس من جهة ومن جهة أخرى إلى حكم المادين
46 ، 1 /34من قانون اإلجراءات الجنائية .
توافر حالة التلبس بالجريمة يبيح لغير رجال الضبط القضائي التحفظ على
المتهم و اقتياده إلى أحد مأموري الضبط القضائي .
إذا كان ما أورده الحكم يفيد أن الطاعن ضالع فى الجريمة التى شاهدها
البوليس فى حاله تلبس عندما ضبط لدى المتهم األول المواد المخدرة
المضبوطة وتحقق لديه اتصاله بتلك الجريمة فإن إجراء التفتيش يكون
صحيحا وكذلك ما الزمه من قبض .
إذا كان الواضح من الحكم أن شجيرات الحشيش شوهدت قائمة وسط المزارع
مما تكون معه جريمة زراعتها متلبسا بها ويكون لكل من شاهدها بموجب
المادة السابعة من قانون تحقيق الجنايات الذى كان ساريا وقت الحادث ولو لم
يكن من رجال الضبط القضائي أن يحضر الجاني ويسلمه للنيابة أو ألحد رجال
الضبطية القضائية دون احتياج إلى أمر بضبطه -فإن الحكم إذ قضى ببراءة
المطعون ضدهما بمقولة أن التفتيش الحاصل من رجال مكتب المخدرات
بالوجه البحري قد وقع باطال لصدوره من أشخاص لم تكن لهم صفة مأموري
الضبط القضائي وقتذاك يكون قد أخطأ فى تطبيق القانون .
إن حاله التلبس تالزم الجريمة ذاتها ،ويجوز فى حالة التلبس لرجل الضبطية
القضائية أن يقبض على كل من ساهم فى الجريمة فاعال كان أو شريكا وأن
يفتشه .وإ ذن فإذا كان ما أورده الحكم يفيد أن مسجونا ضبط متلبسا بحريمه
إحراز علب سجاير -وهى من المنوعات المعاقب على إدخالها فى السجن
باعتبارها جنحة طبقا للمادة 90من الئحة السجون الصادر بها األمر العالي
فى 9من فبراير سنة - 1901فقرر هذا المسجون فور سؤاله أن ممرضا
بالسجن (الطاعن ) هو الذى أعطاه إياها ،ففتشه وكيل السجن -وهو من
رجال الضبطية القضائية -فوجد معه مخدرا -فهذا التفتيش يكون صحيحا،
وللمحكمة أن تعتمد على الدليل المستمد منه فى إدانته بإحراز المخدر.
التلبس حالة تالزم الجريمة نفسها بغض النظر عن شخص مرتكبها .وهذه
الحالة تجيز لرجل الضبطية القضائية أن يقبض على كل متهم يرى أنه ضالع
فى الجريمة سواء كان فاعال أو شريكا وأن يفتشه فإذا كان الكونستابل لم
يقبض على المتهم ويفتشه إال لما رآه من اتصاله بجريمة إحراز المخدر
لجلوسه بالمقهى على مقربه من المتهمين اآلخرين الذين شوهدا يتعاطيان
الحشيش ،فهذا منه صحيح .
إذا كانت الواقعة الثابتة بالحكم هي أن البوليس بعد أن استصدر إذن النيابة
بتفتيش المتهم وجده فى مقهى وبجواره شخص فى يده صندوق كبريت
مفتوح بادر إلى أقفاله عندما رفع نظره على رجال البوليس ،فلما أخذ منه
رجال البوليس هذا الصندوق وتبين أن به أفيونا قال أنه اشترى هذا األفيون
من المتهم فإن ضبط هذا المخدر معه يجعل الواقعة فى حالة من حاالت .
التلبس جائز فيها تفتيش كل من ساهم فى الجريمة ولو بـدون إذن من النيـابة
.
.