Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫املصطلح القرآني‬

‫وعالقته بعلم االجتماع‬

‫إعداد‬

‫د‪ .‬عبد احلميد البكدوري األشقري‬

‫مدير اإلدماج االجتماعي بكتابة الدولة المكلفة باألسرة والطفولة‬


‫واألشخاص المعاقين ‪ -‬الرباط‬
‫المغرب‬

‫‪599‬‬
600
‫‪‬‬
‫باسم هللا الرحمان الرحيم والصالة والسالم على أشرف املرسلين‬
‫» الحمد هللا الذي له العزة والجبروت‪ ،‬وبيده امللك وامللكوت‪ ،‬وله األسماء الحسنى والنعوت‪،‬‬
‫العالم فال يغرب عنه ما تظهره النجوى أو يخفيه السكوت‪ ،‬القادر فال يعجزه ش يء في السموات‬
‫واألرض وال يفوت‪ ،‬أنشأنا من األرض نسما واستعمرنا فيها أجياال وأمما ويسر لنا منها أرزاقا وقسما‬
‫تكنفنا األرحام والبيوت‪ ،‬ويكفلنا الرزق والقوت‪ ،‬وتبلينا األيام والوقوت‪ ،‬وتعتورنا اآلجال التي خط‬
‫علينا كتابها املوقوت‪ ،‬وله البقاء والثبوت‪ ،‬وهو الحي الذي ال يموت‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا‬
‫وموالنا محمد النبي العربي املكتوب في التوراة واإلنجيل املنعوت‪ ،‬الذي تمحض لفصاله الكون‬
‫قبل أن تتعاقب اآلحاد والسبوت‪ ،‬ويتباين زحل واليهموت‪ ،‬وعلى آله وأصحابه الذين لهم في‬
‫صحبته وأتباعه األثر البعيد والصيت‪ ،‬والشمل الجميع في مظاهرته ولعدوهم الشمل الشتيت‪،‬‬
‫صلى هللا عليه وعليهم ما اتصل باإلسالم جده املبخوت‪ ،‬وانقطع بالكفر حبله املبتوت‪ ،‬وسلم‬
‫‪1‬‬
‫كثيرا«‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ َ ْ ُ َّ َّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫‪2‬‬
‫اب َول ْم َي ْج َع ْل ل ُه ِع َو ًجا"‪.‬‬ ‫"الحمد ِلل ِه ال ِذي أنزل على عب ِد ِه ال ِكت‬
‫َ ُ َ ْ ً ََ ْ ‪3‬‬ ‫ص ِد ًقا ِ َملا َب ْي َن َي َد ْيه م َن ْالك َ‬ ‫نزل َنا إ َل ْي َك ْالك َت َ‬
‫اب ب ْال َح ِق ُم َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫اب ومهي ِمنا علي ِه"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫"وأ‬
‫َّ‬ ‫َ ْ ُ َ ُ َ َّ َ َّ َّ َ‬
‫صلى الل ُه َعل ْي ِه َو َسل َم َي ُقو ُل‪:‬‬ ‫عن علي بن أبي طالب رض ي هللا عنه قال‪ :‬س ِمعت رسول الل ِه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َُ‬ ‫َ َ ُ ُ َ ٌ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ ُ َّ َ ُ َّ‬
‫اب الل ِه ِف ِيه ن َبا َما ق ْبلك ْم‪َ ،‬وخ َب ُر َما ََ ْع َدك ْم‪،‬‬ ‫‪،‬كت‬ ‫"ستكون ِفتن‪ .‬قلت وما املخرج ِمنها قال ِ‪:‬كتاب الل ِه ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ص َم ُه الل ُه َو َم ْن ْاب َتغى‬ ‫س ب ْال َه ْزل‪ُ ،‬ه َو َّالذي َم ْن َت َر َك ُه م ْن َج َّبار َق َ‬ ‫َ ُ ْ ُ َ ََْ ُ ْ ُ َ َْ ْ َْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحكم ما بينكم ‪،‬هو الفص ُل لي َ ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫امل ْس َتق ُ‬ ‫َ ْ َ َ َّ ُ َّ ُ َ ُ َ َ ْ ُ َّ ْ َ ُ َ ُ َ ِ ْ ُ ْ َ ُ َ ُ َ ِ َ ُ ْ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫يم َو ُه َو ال ِذي‬ ‫ِ‬ ‫الصراط‬‫الذكر الح ِكيم وهو ِ‬ ‫ال ُهدى ِفي غي ِر ِه اضله الله فهو حبل الل ِه امل ِتين وهو ِ‬
‫ْ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ َ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ‬ ‫َال َتز ُيغ ب ِه ْاأل ْه َو ُاء َوَال َت ْل َتب ُ‬
‫الر ِ ِد َوال ت ْنق ِض ي‬ ‫س ِب ِه األل ِسنة وال يشبع ِمنه العلماء وال يخلق عن كثر ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬

‫‪ 1‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬حتقيق درويش اجلويدي‪ ،‬املكتب العصرية‪ 2003 ،‬ص ‪9‬‬
‫‪ 2‬سورة الكهف‪ ،‬آية‪1 :‬‬
‫‪ 3‬سورة املائدة‪ ،‬آية‪48 :‬‬

‫‪601‬‬
‫َع َجا ِئ ُب ُه َو ُه َو َّال ِذي َل ْم َي ْن َت ِه ْالج ُّن ْإذ َسم َع ْت ُه ْأن َق ُالوا َّإنا َسم ْع َنا ُق ْر ًانا َع َج ًبا ُه َو َّال ِذي َم ْن َق َ‬
‫ال ِب ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫ََ َ َ ْ َ َ‬
‫‪1‬‬
‫اط ُم ْست ِقيم"‪.‬‬ ‫صدق و َمن حك َم ِب ِه عد َل و َمن ع ِم َل ِب ِه ا ِج َر و َمن دعا اإل ْي ِه ه ِد َي ِالى ِص َر ٍ‬
‫ونقرأ في الورقة التقديمية للمؤتمر‪» :‬وما اجتمعت هذه األمة ولن تجتمع يوما إال على الرؤية‬
‫الجامعة واملنهاج الجامع والشخصية الجامعة‪ .‬وكل ذلك في القرآن أو من صنع القرآن‪ .‬ومفاتيح‬
‫القرآن التي أضاعت األمة بالتدريج عددا من نسخها األصلية عبر القرون‪ ،‬هي مصطلحاته الحاملة‬
‫ملفاهيمه املكونة ألنساقه الصغرى والكبرى والنسق العام الكلي‪ .‬وهي هي أبواب "علم القرآن" الذي‬
‫هو العلم‪" .‬وإنما أبواب كل علم مصطلحاته"‪.‬‬
‫ُ‬
‫ولن تسترجع حق االسترجاع إال بـ "إقامة املصطلح األصل وما تقتضيه"‪ .‬ثم بتتبع آثارها سلبا‬
‫وإيجابا في "املص ـ ـ ــطلح الفرع"‪ :‬مصطلح علوم األمة متفاعلة مع الزم ـ ـ ــان واملك ـ ــان واإلنسان عبر‬
‫القرون‪ ،‬ثم بتصور حض ـ ـ ـ ــورها في مختلف أصناف العلوم‪ :‬الشرعية واإلنسانية واملادية ضمن‬
‫الرؤية الجامعة الصانعة لغد األمة« ‪.‬‬
‫ً ‪2‬‬ ‫َّ‬ ‫َ"و َم ْن َأ ْ‬
‫ص َد ُق ِم َن الل ِه ِقيال"‬
‫َ‬
‫‪3‬‬
‫"وتمت كلمات ربك صدقا وعدال ال ُم َب ِِد َل ِلك ِل َم ِات ِه"‬
‫َّ ُ َ َّ َ َ ْ َ َ ُ ُ ُ َ َّ َ‬ ‫الله ُن ٌ‬
‫ور َو ِك َت ٌ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ِ َ َّ‬
‫‪4‬‬
‫السالم"‪.‬‬ ‫اب ُّم ِب ٌين يهدي ِب ِه الله م ِن اتبع ِرضوانه سبل‬ ‫"قد جاءكم ِمن ِ‬
‫َ َ ْ َ ْ َ َ َّ ُ ْ ‪5‬‬
‫ود ال ِذين يخشون ربهم"‬
‫َ ً ُّ َ َ ً َّ َ َ َ ْ َ ُّ ْ ُ ُ ُ ُ َّ‬ ‫َّ ُ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يث ِكتابا متش ِابها مثا ِني تقش ِعر ِمنه جل‬ ‫"الله نزل أحسن الح ِد ِ‬
‫واآليات تترى في هذا الباب‪ ،‬فكلمة هللا هي الكلمة‪ ،‬واملفهوم القرآني هو املفهوم ومصطلحه‬
‫َّ َ َ َ‬
‫هو املصطلح‪"َ ،‬و َما ِع ْن َد الل ِه خ ْي ٌر َوأ ْبقى"‪ ،6‬ألنه خير مدلول ويتخطى الزمان واملكان‪.‬‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ َ ْ َ‬ ‫َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫ض َوال ِج َب ِال فأ َب ْي َن‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫األ ْ‬ ‫و‬ ‫ات‬
‫ِ‬ ‫او‬‫م‬ ‫الس‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫يقول َعض املفسرين لقوله تعالى‪"ِ :‬إنا عرضنا األمانة ع‬
‫وما َج ُهوال "‪ ،7‬زيادة على الفرائض والنواهي‪،8‬‬
‫ً‬ ‫ان َظ ُل ً‬ ‫َأن َي ْحم ْل َن َها َو َأ ْش َف ْق َن م ْن َها َو َح َم َل َها ْ َ ُ‬
‫ان‪ ،‬إ َّن ُه َك َ‬
‫اإلنس ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪ 1‬صححه األلباين موقوفا على ابن مسعود رضي اهلل عنه‪.‬‬


‫‪ 2‬سورة النساء‪ ،‬آية‪122 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الكهف‪ ،‬آية‪27:‬‬
‫‪ 4‬سورة املائدة‪ ،‬آية‪15 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الزمر‪ ،‬آية‪23:‬‬
‫‪ 6‬سورة الشورى‪ ،‬آية‪33 :‬‬
‫‪ 7‬سورة األحزاب‪ ،‬آية‪72 :‬‬
‫‪ 8‬قال الطربي‪" :‬األمانة ما افرتضه اهلل على اإلنسان‪ ،‬إن قام به جوزي وإن مل يقم به عوقب"‪.‬‬

‫‪602‬‬
‫ُْ‬
‫إن مدلول األمانة هنا هو "إدخال الوحي في شتى مناحي الحياة"‪ ،‬فيمتزج معها فتصبح ربانية و"تؤ ِتي‬
‫ْ‬ ‫َُُ ُ‬
‫أكل َها ك َّل ِح ٍين ِب ِإذ ِن َ ِرِب َها" ‪ ،1‬ومن باب أولى أن يدخل الوحي العلوم‪ ،‬وخاصة اإلنسانية منها‪،‬‬
‫ألهميتها ودورها الخطير في بناء املفاهيم والتصورات‪.‬‬
‫َِ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ َِ ‪2‬‬ ‫ُ َّ َ َ ْ ْ َ ً ِ َ‬
‫"قل ل ْو كان ال َبح ُر ِمدادا ِلك ِل َم ِ‬
‫ات رِبي لن ِفد البحر قبل أن تنفد ك ِلمات رِبي‪".‬‬
‫هذه الكلمات في فهمنا اإلنساني‪-‬مفاهيم ومصطلحات إال أن لها خصوصية متفردة لكونها‬
‫كالم رب العاملين‪.‬‬
‫إن الخوض في كتاب هللا عز وجل يستدعي اإلملام باللغة العربية‪ ،‬ومعرفة املحكم واملتشابه‪،‬‬
‫والناسخ واملنسوخ وأسباب النزول‪ ،‬املكي واملدني ‪ ...‬إلخ‪ ،‬وليس لي في هذه املجاالت ال حول وال‬
‫قوة‪ ،‬فمعذرة ان أخطأت‪ ،‬وبفضل هللا إن اقتربت من الصواب‪.‬‬
‫ملا طلب مني أن أعد مداخلة عن عالقة املصطلح القرآني َعلم االجتماع‪ ،‬غامرتني الظنون‬
‫والشكوك‪ ،‬هل درايتي بكتاب هللا العزيز كافية‪ ،‬وهل إحاطتي َعلم االجتماع شاملة؟ فتهيبت من‬
‫ذلك‪ ،‬ورجعت إلى نفس ي أسائلها‪ :‬هل أكون من أصحاب االعتذار أم أحاول أن ألحق بركب أهل‬
‫االقتدار؟ واالعتذار واالقتدار سيان عند من يعرف قدر نفسه فيقف عنده‪ .‬وقفت بين خوف‬
‫ورجاء‪ ،‬خوف من مزالق القول بالرأي في القرآن أو اإلنتاج املجانب للصواب‪ ،‬ورجاء في العمل على‬
‫تثويره وتنوير نفس ي بنوره‪ .‬فركبت التوكل وعقدت العزم واستلهمت الهداية ورجوت التوفيق‪.‬‬
‫ً‬
‫ففتحت كتاب هللا العزيز فوجدته كما سبعة وسبعين ألف كلمة وأربعمائة وتسعا وثالثين‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كلمة ‪ ،3‬ووجدته رسما ومعنى بحرا زاخرا‪ ،‬يغشاه نور من فوقه نور ومن تحته نور‪ " ،‬ق ْد َج َاءك ْم‬
‫ُ َ‬ ‫ُْ‬
‫الذي أن ِز َل َم َع ُه أول ِئ َك‬ ‫َ َ َ ُ ُ َ َ َ ُ َ َ َ ُ ُّ َ‬ ‫‪"،‬ف َ َ َ ُ‬ ‫ُ ٌ َ ُ ‪َ 4‬‬
‫ِم َن هللا نور ِوكتاب م ِبين"‬
‫الذين أمنوا ِب ِه وعزروه ونص ُروه واتبعوا النور ِ‬ ‫ِ‬
‫‪6‬‬ ‫َُ ُ َ ََ َُ ْ ُ‬ ‫ُ ْ ُْ ُ َ ‪َ ْ َ ْ َ ْ َ َ 5‬‬
‫هم املف ِلحون" " ومن لم يجع ِل هللا له نورا فماله ِمن ن ٍ‬
‫ور‪".‬‬

‫‪1‬سورة إبراهيم‪ ،‬آية‪25 :‬‬


‫‪2‬سورة الكهف‪ ،‬آية‪109 :‬‬
‫‪ 3‬هذا ما ذكره ابن كثري يف تفسريه عن جماهد رمحه اهلل‬
‫‪ 4‬سورة املائدة‪ ،‬اآلية ‪15‬‬
‫‪ 5‬سورة األعراف اآلية ‪157‬‬
‫‪ 6‬سورة النور اآلية ‪40‬‬

‫‪603‬‬
‫ً‬
‫فقلت اقتباسا ‪:‬‬
‫وضعت من خيفتي كفي على بصـري‬ ‫ملا نظرت إلى أن ـ ـ ــواره سطعت‬
‫فلست أنظ ـ ـ ـ ــره إال عل ــى ق ـ ـ ــدر‬ ‫خوفا على بصري من وهج حجته‬
‫األنوار من ن ـ ـ ــوره في نوره غ ـ ــرقت واآلي منه مثل طلـ ــوع الشمس والقمـر‬

‫فنظرا لضيق وقت التحضير وقلة اإلملام‪ ،‬اكتفيت بالتطرق إلى البعض القليل من املصطلح‬
‫القرآني الذي وجدت أنه على صلة َعلم االجتماع‪.‬‬

‫إشكاليات‬
‫‪ -1‬عندما يستعمل علم االجتماع مصطلحا قرآنيا‪ ،‬هل يستعمله انطالقا من هذا النعت أم‬
‫يعتبره كأي مصطلح آخر مبثوث في لسان العرب؟‬
‫‪ -2‬عند استعمال املصطلح القرآني من طرف علم االجتماع هل يستمر هذا املصطلح في‬
‫الداللة على مفهومه القرآني أم يحمل مضمونا آخر؟ وبلغة أهل علم املصطلح‪ :‬هل يحتفظ‬
‫املصطلح القرآني في هذا اإلطار ببعده اللغوي وبعده املرجعي وبعده املفاهيمي؟‬
‫‪ -3‬هل الجهاز املصطلحي لعلم االجتماع في حاجة للداللة عل تصورات جديدة ومفاهيم‬
‫مستحدثة للمصطلح القرآني؟‬
‫‪ -4‬اللغة '' جارية على االستخدام‪ ،‬قائمة على التطور‪ ،‬نزاعة إلى متساوقات حاجات اإلنسان‬
‫وتقلب صنيعه في الزمن واملكان ''‪ ،1‬فهل يجاري املصطلح القرآني هذا التقلب أم هو حمال‬
‫ملضامين متعددة يكفي للمشتغل َعلم االجتماع أن يبحث عنها ويخرجها من األذهان إلى األعيان‬
‫عبر اللسان؟‬
‫‪ -5‬ملاذا نتكلم عن املصطلح القرآني وصالحية استعماله في مجال علم االجتماع وهو محدود‬
‫ًّ‬
‫كما بين دفتي املصحف‪ ،‬ومفهوما في مختلف املعاني املبثوثة في كتب التفاسير‪ .‬فكيف للمحدود‬
‫أن يساير املتجدد املتمطط وتغير الوقائع وأحول االجتماع اإلنساني؟‬

‫‪ 1‬العربية واإلعراب‪ ،‬عبد السالم مسدي‪ ،‬ص ‪33‬‬

‫‪604‬‬
‫‪ -6‬هل من املمكن تتبع ما ينتج كمصطلحات على الصعيد العالمي في مجال علم االجتماع‬
‫وتعقبها والبحث في مدلولها‪ 1.‬وتزداد هذه الصعوبة استفحاال مع ضعف الترجمة إلى العربية‪ .‬يقول‬
‫األستاذ مونجي بوسنينة‪ '' :‬لم يترجم العرب أجمعون منذ زمن الخليفة العباس ي املأمون إلى غاية‬
‫القرن العشرين سوى ‪ 100‬ألف كتاب‪ .‬هذا العدد حققه اإلسرائيليون في أقل من ‪ 25‬سنة‪ ،‬وحقق‬
‫‪2‬‬
‫نفسه البرازيليون خالل ‪ 4‬سنوات‪ ،‬أما االسبان فحققوه في سنة واحدة‪'' .‬‬

‫منطلقات‬
‫ملاذا املصطلح القرآني؟‬
‫ُ‬
‫‪.1‬يقول جالل الدين السيوطي رحمه هللا‪" :‬فألفاظ القرآن هي ل ِب كالم العرب وزبدته‪،‬‬
‫وحكمهم‪ ،‬وإليها مفزع حذاق‬
‫وواسطته‪ ،‬وكرائمه‪ ،‬وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم ِ‬
‫الشعراء والبلغاء في نظمهم" ‪3‬فاملصطلح القرآني هو املرجع‪ ،‬واللغة العربية هي الوعاء الجامع‪ ،‬التي‬
‫ما كان يمكن لغيرها "أن تكون املهد الذي تنشأ فيه املعجزة الكبرى في تاريخ البشرية" ‪ ،4‬كما يقول‬
‫‪5‬‬
‫محمد عبد الواحد حجازي‪ ،‬و"هللا أعلم حيث يجعل رسالته"‬

‫‪.2‬الرجوع إلى األصل أصل "‪ ...‬ومنذ أجيال وأجيال‪ ،‬حيل بين األمة وكتاب ربها بأشكال فكان‬
‫‪6‬‬
‫ما كان‪ ،‬ولتعود املياه إلى مجاريها يجب إعادة وصل اإلنسان بالقرآن وإحالل القرآن في اإلنسان‪"...‬‬

‫‪ 1‬مثال‪ :‬مصطلح '' احلقل الديين '' هو مفهوم أصله عامل االجتماع الفرنسي بيري بورديو‪ ،‬ونقله إىل اجملال التداويل املغريب‬
‫الباحث املغريب حممد الطوزي‪ .‬ذكره نور الدين لشهب يف مقاله‪ :‬علماء البالط وحماربة اإلرهاب‪ ...‬خلفيات القصور‬
‫وسياقات الشغور – عن جريدة هسربيس‪ ،‬السبت ‪ 17‬مارس ‪2017‬‬

‫‪ 2‬رهانات القرن العشرين‪ ،‬موجني بوسنينة‪ ،‬الطبعة األول’ االلكسو‪ ،‬تونس ‪ ،2007‬ص ‪79‬‬
‫‪ 3‬املزهر يف علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬حتقيق حممد أمحد جاد املوىل وآخرون‪ ،‬دار أحياء الكتب العربية‪،‬‬
‫عيسى البابلي احلليب وشركاؤه‪ ،‬ج ‪ 1‬ص‪.201:‬‬
‫‪ 4‬أثر القرآن الكرمي يف اللغة العربية‪ ،‬حممد عبد الواحد احلجازي‪-‬الطبعة ‪2‬ص‪10.‬‬
‫‪ 5‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية ‪124‬‬
‫‪ 6‬حنو معجم تارخيي للمصطلحات القرآنية املعرفة‪ ،‬الشاهد البوشيخي‪ ،‬دراسات مصطلحية ‪ ،8‬ص‪3.‬‬

‫‪605‬‬
‫"وياليت قومي يعلمون بأن "املسألة املصطلحية" هي قلب اإلشكال ومفتاح اإلقالع ومحرك‬
‫ً‬
‫التجديد‪ ،‬وذلك بأنها تتعلق ماضيا بفهم الذات‪ ،‬وحاضرا بخطاب الذات‪ ،‬ومستقبال ببناء‬
‫الذات"‪ ،1‬فباستعمال املصطلح القرآني نحافظ على األصل ونعزز الهوية ونستعمل أفضل مبنى‬
‫ألحسن معنى‪.‬‬

‫‪ .3‬املصطلح القرآني معجز من حيث مبناه ومعناه‪ ،‬فهو يمثل الصدق والحق واليقين وال‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ َ ُ ُ ْ ْ َّ‬
‫ين أوتوا ال ِعل َم ال ِذي أ ِنز َل ِإل ْي َك ِمن َّرِِب َك ُه َو ال َح َّق‬ ‫تشوبه االهواء وال تعتريه الظنون "ويرى ال ِذ‬
‫‪2‬‬
‫يد"‪.‬‬ ‫َو َي ْهدي إ َل ٰى ص َر ْ َ ْ َ‬
‫اط الع ِز ِيز الح ِم ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫‪.4‬انفراد املصطلح القرآني باإلعجاز التأثيري من دون سائر املصطلح‪ .‬وللدكتور عبد الكريم‬
‫الخطيب‪ 3‬كالم بديع في هذا اإلعجاز حيث يقول ‪» :‬إن كلمات القرآن التي كانت على فم الناس‪،‬‬
‫كان لها رحلة إلى املأل‪ ،‬من األرض إلى السماء‪ ،‬من أفواه الناس إلى عالم الروح‪ ،‬والحق والنور‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وهناك في هذا العالم ‪ /‬عالم الروح والحق والنور ‪ /‬عاشت تلك الكلمات دهرا طويال بين مالئكة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وولدان‪ ،‬وحور‪ ،‬فنفضت عليها هذه الحياة الجديدة‪ ،‬روحا من روحها‪ ،‬وجالال من جاللها ونورا‬
‫من نورها‪ ،‬حتى إذا أذن لها الحكيم الخبير أن تعود أدراجها إلى األرض وتلقى في أفواه الناس مرة‬
‫ً‬
‫أخرى‪ ،‬وتطرق أسماعهم‪ ،‬وتتصل َعقولهم وقلوبهم‪ ،‬لم ينكروا شيئا من وجودها‪ ،‬وإن سرى إليهم‬
‫من هذا الوجود ما يخطف األبصار ويخلب األلباب‪ ،‬فاملؤمنون في شوق متجدد معه وفي خير‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫متصل منه‪ ،‬وفي عطاء موصول من ثمره‪ ،‬كلما ِ‬
‫مدوا أيديهم قطفوا من أدبه أدبا عاليا ومن علمه‬
‫ً ِ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قيما‪ ،‬وغير املؤمنين في عجب من أمره ودهش‪ .‬يتناولونه بألسنة‬ ‫علما نافعا‪ ،‬ومن شريعته دينا‬
‫‪4‬‬
‫حداد‪ ،‬ويرمونه َسهام مسنونة‪ ،‬وبكيد عظام‪ ،‬فما يصل إليه من كيدهم ش يء‪«.‬‬

‫‪ 1‬حنو تصور حضاري للمسألة املصطلحية‪ ،‬الشاهد البوشيخي‪ ،‬دراسات مصطلحية ‪ ،3‬ص‪.3‬‬
‫‪ 2‬سورة سبأ‪ ،‬اآلية ‪6‬‬
‫‪ 3‬مفكر إسالمي معاصر‪ ،‬امسه الكامل عبد الكرمي حممود يونس اخلطيب ‪.‬ولد سنة ‪1910‬م (‪1328‬هـ)‪ ،‬يف حمافظة‬
‫سوهاج من صعيد مصر‪ .‬تويف سنة ‪1406‬ه‪1985 ،‬م‪ .‬أهم آثاره‪ " :‬التفسري القرآين للقرآن " ‪ 16‬جملدا " قضية األلوهية‬
‫" جزآن " إعجاز القرآن " جزآن " التعريف باإلسالم " " املسيح يف القرآن والتوراة واإلجنيل " " القضاء والقدر " " بني‬
‫الفلسفة والدين " " السياسة املالية يف اإلسالم ‪".‬‬
‫‪ 4‬انظر موقع‪http://quran-m.com/quran/printarticles/2487 :‬‬

‫‪606‬‬
‫ملاذا علم االجتماع؟‬
‫‪.1‬لإلجابة عما طلب في إطار هذا املؤتمر من رصد حضور املصطلح القرآني في الجهاز‬
‫املصطلحي لعلم االجتماع‪.‬‬
‫ً‬
‫‪.2‬لكون علم االجتماع‪ ،‬في صورته الطاغية اليوم‪ ،‬أحد العلوم االجتماعية األكثر تأثيرا في‬
‫الساحة ولكونه ما يزال يتشكل شيئا فشيئا‪ ،‬لحداثته بالنسبة لبعض العلوم اإلنسانية األخرى‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪.3‬لكون النص القرآني في حد ذاته نصا إالهيا في اإلصالح االجتماعي‪.‬‬
‫ومما يجب التأكيد عليه هو '' أن الوحي قرآنا وسنة مجموعة من املفاهيم‪ ،‬إذا حصلت‬
‫كليات الدين‪ ،‬وإذا لم تفقه‪ ،‬لم يفقه الدين''‪ .1‬واملصطلح القرآني ال يمكن فهمه إال في إطار نسقه‬
‫املفاهيمي‪ '' ،‬وضرورة فقه النسق‪ ،‬كضرورة فقه املفاهيم لفقه الدين''‪ .2‬وإذا أصابت التشوهات‬
‫التصورات‪ ،‬يجب الرجوع إلى املفهوم والتشبع بمعناه ومقصده‪ ،‬داخل النسق العام املنظم للنص‬
‫القرآني‪.‬‬

‫املصطلح القرآني وعلم االجتماع‬


‫‪ ‬رجوعا إلى أحد أهداف املؤتمر وهو‪ '' :‬بيان حضور القرآن الكريم في مختلف علوم األمة''‪،‬‬
‫نحاول من خالل هذه املداخلة‪ ،‬انطالقا من مبدأ أن كل ما يحدث إنما يحدث داخل املجتمع‪،‬‬
‫إثارة َعض الجوانب املتعلقة بتساؤالت عدة‪ ،‬من قبيل هل كان للمصطلح القرآني عالقة تأثير في‬
‫ً‬
‫صناعة املصطلح املستعمل في علم االجتماع؟ وهل كان املصطلح القرآني حاضرا في مجال علم‬
‫االجتماع ثم غاب‪ ،‬أم تم بناء مصطلحات جديدة بتصورات ومفاهيم جديدة في علم االجتماع ال‬
‫ُّ‬
‫تمت إلى املصطلح القرآني بصلة‪ ،‬وهل يمكن للمصطلح القرآني‪ ،‬بكونه من صناعة الوحي‪ ،‬أن يجد‬
‫مجاال للتمكن والتوسع في حقل علم االجتماع ذي الطبيعة الوضعية حاليا؟ وهل يمكن استعمال‬
‫املصطلح القرآني في مجال علم االجتماع من ضمان غلبة املفهوم والنهج العلمي املجرد الحق على‬
‫املفاهيم واملصطلحات التي وضعها أصحابها وهم تحت تأثير واقع اجتماعي وسياس ي وأخالقي‬
‫واقتصادي معين؟ وال يمكنني أن أزعم هنا أنه بمقدوري اإلجابة عن كل هذه التساؤالت‪ ،‬لكنها‬
‫شغلت بالي فطرحتها‪.‬‬

‫‪ 1‬القرآن الكرمي والدراسة املصطلحية‪ ،‬الشاهد البوشيخي‪ ،‬دراسات مصطلحية ‪ ،4‬سنة ‪ ،2002‬ص ‪6‬‬
‫‪ 2‬نفس املصدر السابق‪ ،‬ص‪7‬‬

‫‪607‬‬
‫‪ ‬الفراغ املصطلحي في علم االجتماع ال يمكنه من اقتحام مجال ال يهتم به وهو تنظيم‬
‫عالقة اإلنسان بخالقه‪ ،‬هذه العالقة تهيمن على تصور اإلنسان للكون وتحدد وضعية ومكانة كل‬
‫فرد داخل املجتمع‪ .‬وهنا ينفرد ويتفرد املصطلح القرآني‪.‬‬
‫‪ ‬يقول املثل الالتيني "حيث يوجد مجتمع يوجد قانون" ‪ ،1‬والقانون هو مجموعة من‬
‫املفاهيم واملصطلحات التي تنشأ في البيئة االجتماعية أو تغرس فيها‪ ،‬ثم تصير َعد ذلك منظمة‬
‫لهذه البيئة ومحددة ملعاملهما املستقبلية‪ ،‬ويستمر التفاعل على هذا املنوال‪ .‬والقرآن الكريم مؤطر‬
‫للمنظومة القانونية‪ ،‬وأثر النظريات املنبثقة عن علم االجتماع على املجتمعات الحالية كبير‪،‬‬
‫وصلب هذه النظريات مفاهيم ومصطلحات‪ ،‬ومن مصلحة البشرية أن تأوي هذه املفاهيم‬
‫واملصطلحات إلى ركن شديد‪.‬‬
‫‪ ‬علم االجتماع يبحث في الحقائق االجتماعية بآليات قد تكون مالئمة أو غير مالئمة‪،‬‬
‫والقرآن الكريم يقدم حقائق األشياء‪ ،‬بقطعيه ثبوته وبمضامين الحق املطلق التي َيشتمل عليها‪.‬‬
‫‪ ‬علم االجتماع علم نسبي يقل فيه اليقين وتكثر فيه األطروحات والنظريات‪ ،‬لذا‪ ،‬من منحى‬
‫املفاهيم‪ ،‬يجب التوجه إلى مصدر أعلى يثق فيه املشتغل َعلم االجتماع ويتخذه موجها له في املبنى‬
‫واملعنى‪ .‬وليس هناك أثبت من القرآن الكريم مفاهيميا ومصطلحيا‪ ،‬ليس لكونه يتسم بالدقة‬
‫‪2‬‬
‫واملوضوعية فحسب ولكن لكونه كالم هللا تعالى‪ ،‬وهو روح األمة‪.‬‬
‫‪ ‬بحسب أحد فالسفة العلوم الغربيين الكبار في القرن العشرين‪ ،‬گاستون باشالر‪":3‬ليست‬
‫هناك حقائق أولى‪ ،‬بل أخطاء أولى"‪ ،4‬نظرا لعدم قدرة اإلنسان على اكتشاف الحقائق للوهلة‬
‫َ َ َ َ‬ ‫األولى وأن العقل العلمي يمر في تكوينه عبر مرحلة األخطاء األولى‪" ،‬ف َأ َّما َّالذ َ‬
‫ين َآم ُنوا ف َي ْعل ُمون أ َّن ُه‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫ال َح ُّق ِمن َّرِِب ِه ْم"‪ ،5‬حيث اختصر الحق سبحانه وتعالى الطريق عليهم وأمدهم بحقائق ثابتة عبر‬
‫مفاهيم ومصطلحات القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪«Ubi societas ibi jus » 1‬‬


‫‪ 2‬انظر كتاب‪ :‬القرآن روح األمة‪ ،‬للشاهد البوشيخي‬
‫‪ Gaston Bachelard 3‬كاستون باشالر‪ ،‬فيلسوف فرنسي ولد سنة ‪ 1884‬وتويف سنة ‪1962‬‬
‫‪ 4‬عبد السالم عبد العايل‪ ،‬باشالر واملعرفة‪-‬الضدـ موقع مؤمنون بال حدود‪.‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪26‬‬

‫‪608‬‬
‫‪ ‬هناك مجاالت يعترف علم االجتماع نفسه أنه ال يمكن إخضاعها ملناهج بحث "علمه‬
‫الدقيق"‪ ،‬وأن اقتحامه لها يكون عن طريق التخمين والظن‪ ،‬كنشأة األديان وأصول اللغات وظهور‬
‫َّ َ‬ ‫َّ َ ْ َ‬
‫النظم االجتماعية‪ .‬بينما يحسم النص القرآني في مجاالت عدة كهاته‪"َ ،‬و َما َيت ِب ُع أكث ُر ُه ْم ِإال ظ ًّنا ِإ َّن‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ ْ‬
‫الظ َّن ال ُيغ ِني ِم َن ال َح ِ ِق ش ْي ًئا"‪.1‬‬
‫ملاذا أولية املصطلح القرآني‪:‬‬
‫إن سمو املصطلح القرآني يؤهله للهيمنة على ما سواه من كثير من مصطلحات علم‬
‫االجتماع‪ ،‬وذلك العتبارات متعددة نذكر من بينها‪:‬‬
‫‪ -1‬مسألة التعارض بين النظريات االجتماعية تعتبر من القضايا الشائكة التي تثار ضد علم‬
‫االجتماع‪ ،‬و " يبلور هذا التعارض من خالل إبراز نوع العوامل التي تستند إليها كل نظرية في تفسير‬
‫التغيرات االجتماعية‪َ .‬عض النظريات تعتبر الذكاء اإلنساني عامال حاسما في إحداث التطور‬
‫االجتماعي‪ ،‬بينما هذا الذكاء نفسه عند آخرين‪ ،‬متغير تاَع لعوامل أخرى‪ .‬العامل الديني‪ ،‬أو البيئي‬
‫أو االقتصادي أو االجتماعي''‪ .2‬وال تعارض نظري وال مفاهيمي بين مصطلحات القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -2‬مسألة التحيز التي كانت سببا في تسديد سهام النقد لعلم االجتماع عندما يقدم َعض‬
‫التفسيرات لظواهر ووقائع اجتماعية‪ ،‬حيث يتجلى مفهوم التحيز في التمركز حول الذات واالنغالق‬
‫فيها ورؤية العالم انطالقا من التجربة الشخصية الضيقة‪ ،‬ونفي اآلخر خارج إطار التاريخ أو‬
‫الوجود أو العلم‪ ،‬والسعي نحو استبدال هويته وماهيته بمحتوى يتفق مع الذات املهيمنة‬
‫وأهدافها‪ .‬وذلك من خالل نسق تراه‪ ،‬انطالقا من هيمنتها‪ ،‬األمثل طبقا ملنظورها الترابي الذي ال‬
‫يتيح لها رفع رأسها إلى السماء‪ .‬وهذا ما حدث بالفعل لعلماء اجتماع الغرب حينما أطلوا على‬
‫العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -3‬مسألة الحقيقة الهالمية‪ ،‬حيث إذا سلمنا جدال أن العلوم الطبيعية املادية فيها حقائق‬
‫ثابتة أو لها قوانين ثابتة‪ ،‬فبالنسبة لعلم االجتماع‪ ،‬حيث ال توجد تجربة مخبرية‪ ،‬ال يمكن الحديث‬

‫‪ 1‬سورة يونس‪ ،‬اآلية ‪36‬‬


‫‪ 2‬منهج البحث االجتماعي بني الوضعية واملعيارية‪ ،‬حممد حممد أمزيان‪ ،‬املعهد العايل للفكر اإلنساين‪ 1412 ،‬هـ‪1991 /‬‬
‫م‪ ،‬ص ‪115‬‬

‫‪609‬‬
‫عن حقائق أو قوانين ثابتة فباألحرى عن مفاهيم قطعية الداللة والثبوت‪ .‬ومفاهيم القرآن الكريم‬
‫قطعية الثبوت وفي غالبيتها العظمى قطعية الداللة‪.‬‬
‫‪ -4‬مسألة قطبية املنهج اإلالهي واملنهج الوضعي‪ ،‬حيث يهرب علم االجتماع من الوحي بحكم‬
‫ما يمليه منهجه الوضعي‪ ،‬إال إذا كان الوحي موضوع درس علم االجتماع من جملة مواضيع أخرى‪،‬‬
‫وليس كمرجع ثابت يحتوي على تفسيرات وحقائق اجتماعية مطلقة‪ .‬واملنهج الوضعي له مفاهيمه‬
‫ومصطلحاته‪ ،‬واملصطلح القرآني بقطعيته خير وأبقي‪.‬‬
‫‪ -5‬مسألة املنهج املعياري واملنهج الوضعي‪ ،‬حيث صهر الفكر املعاصر علم االجتماع في املنهج‬
‫الوضعي ونآى به عن املنهج املعياري الرباني‪ .‬هذا باإلضافة إلى أن املنهج الوضعي يزج َعلم‬
‫االجتماع في النظرة األحادية والجزئية‪ ،‬بينما يدعو القرآن الكريم إلى النظرة الشمولية التي تشمل‬
‫العاملين‪ ،‬ومن هذا املنحى كان مصطلحه أشمل وأرقى‪ .‬ويمكن التأكيد على أنه عندما تصاغ‬
‫تصورات الحياة االجتماعية وفق نموذج ومفهوم معينين انطالقا من املفهوم القرآني‪ ،‬فإنها‬
‫تتطابق مع ما يقول به عقالء علماء االجتماع‪.‬‬
‫‪ -6‬مسألة محدودية ''العلم '' ورحابة الوحي‪ ،‬ونقصد بالعلم هنا علم االجتماع وهل يمكن أن‬
‫نسميه تجاوزا ''علما''‪ .‬فلقد كان هناك سجال كبير حول '' علمية '' علم االجتماع‪ ،‬حيث أن هناك‬
‫من قال ال حاجة لنا َعلم االجتماع ال في شكله العام وال حتى َعد تأصيله‪ ،‬بل أسماه خرافة القرن‬
‫ً‬
‫العشرين‪ .1‬ومما يزيد األمور تعقيدا أن علم االجتماع ال يستند على موقف نظري موحد‪ ،‬وأن‬
‫أصحابه لم يتحرروا من انتماءاتهم القيمية واالجتماعية‪ ،‬وأنه يعرف من خالل مفاهيم ال يمكن‬
‫تعريفها إال من خالل علم االجتماع نفسه‪ .‬ينعته البعض ب ''العلم الذي ال موضوع له '' حيث‬
‫تذهب َعض التيارات ا لسوسيولوجية إلى أنه ليس ثمة وجود موضوعي مادي ملا نطلق عليه ''‬
‫املجتمع''‪ .‬نطلق اسم املجتمع عندما يتواجد األفراد معا‪ ...‬أما الوجود الحقيقي فهو الوجود‬
‫الفردي‪ .‬األفراد هم املوجودون بالفعل أما املجتمع فهو موجود باالسم‪ .2‬وكان األستاذ عبد اللطيف‬
‫الحجامي رحمه هللا يقول‪'' :‬ما نسميه اليوم علما ال يعدو أن يكون سوى تقنية وصنعة‪ ،‬إنما العلم‬

‫‪ 1‬التأصيل اإلسالمي لعلم االجتماع‪ ،‬إشكالية املفهوم واملنهجية‪ ،‬عبد العزيز بن علي بن رشيد الغريب‪ ،‬موقع احلوار اليوم‪،‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪ 2‬أسس علم االجتماع‪ ،‬حممود عودة‪ ،‬الدار النهضة العربية – بريوت – ص ‪29‬‬

‫‪610‬‬
‫ما يوصلك إلى الحقائق املطلقة الصادرة عن العالم الحكيم حيث يكون هو مصدرها وأنت‬
‫َ ِ‬
‫طالبها''‪ .1‬ومرد العلم بهذا املفهوم ''‪ ...‬إلى ما ينبغي له من الوحي الذي هو العلم ''‪َ '' ،2‬ول ِئن ات َب ْع َت‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َأ ْه َو َاء ُهم َيعد َّالذ َ‬
‫ين َج َاء َك ِم َن ال ِعل ِم َمال َك ِم َن هللا ِم ْن َو ِل ِي َوال ن ِصير‪ 3'' .‬إن منطق األشياء يدعو‬ ‫ِ‬
‫إلى هيمنة الوحي في شموليته ويقينيته على محدودية الصنعة البشرية التي تسمى تجاوزا '' علما ''‪.‬‬

‫حضور املصطلح القرآني يف الجهاز املصطلحي لعلم االجتماع‬


‫لم أستطع الغوص ألستجلي هذا الحضور في تاج العروس‪ 4‬أوفي لسان العرب‪ 5‬لضيق الوقت‬
‫وقلة الزاد‪ ،‬وأسأل هللا أن يعينني على ذلك فيما سيأتي من أيام‪.‬‬
‫لذا انحسر استجالء هذا الحضور في " املعجم املوحد ملصطلحات العلوم اإلنسانية‪:‬‬
‫الفلسفة ‪-‬االجتماع واألنثروبولوجيا‪-‬التربية ‪-‬الصادر عن مكتب تنسيق التعريب التاَع للمنظمة‬
‫العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ ،‬سنة ‪ .1997‬ثم انكببت على البحث عن املصطلح القرآني وتتبع‬
‫أثره في َعض الكتب التي تتعلق َعلم االجتماع أو تخوض في موضوعاته‪.‬‬
‫وهكذا فقد أحصيت من أصل ألف ومائتين وستين (‪ )1260‬مصطلحا‪ ،‬مائة واثنين وسبعين‬
‫(‪ )172‬مصطلحا قرآنيا أو ذا أصل قرآني في املعجم املوحد ملصطلحات العلوم اإلنسانية (جزء علم‬
‫االجتماع) وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪Modération‬‬ ‫الوسطية‬ ‫‪Compurgation‬‬ ‫التبرئة (باليمين)‬ ‫‪Aboulie‬‬ ‫َوه ُن اإلرادة‬
‫‪Méthode‬‬ ‫منهج‬ ‫‪Conciliation‬‬ ‫الصلح‬ ‫‪Règne‬‬ ‫حكم ‪ -‬ملك‬
‫‪Ville‬‬ ‫املدينة‬ ‫‪Contrat‬‬ ‫عقد‬ ‫‪Classe - groupe‬‬ ‫فئة‬
‫‪Minorité‬‬ ‫أقلية‬ ‫‪Convention‬‬ ‫معاهدة‬ ‫‪Agression‬‬ ‫عدوان‬
‫‪Monothéisme‬‬ ‫توحيد‬ ‫‪Dogme‬‬ ‫عقيدة‬ ‫‪Allégeance‬‬ ‫والء‬
‫‪Mythe‬‬ ‫أسطورة‬ ‫‪Crime‬‬ ‫جريمة‬ ‫‪Altruisme‬‬ ‫إيثار‬
‫‪Guerre‬‬ ‫حرب‬ ‫‪Retard‬‬ ‫تخلف‬ ‫‪Amulette‬‬ ‫تميمة‬
‫‪Pauvreté‬‬ ‫فقر‬ ‫‪Peuples‬‬ ‫شعوب‬ ‫‪Culte‬‬ ‫عبادة‬
‫‪Prière‬‬ ‫صالة‬ ‫‪Déterminisme‬‬ ‫حتمية‬ ‫‪Ancêtres‬‬ ‫أسالف‬
‫‪Prédiction‬‬ ‫تنبؤ‬ ‫‪Evolution‬‬ ‫تطور‬ ‫‪Anomalie‬‬ ‫نشوز‬

‫‪ 1‬قال هذا الكالم خالل حوار خاص دار بيننا‪.‬‬


‫‪ 2‬نظرات يف قضية املصطلح العلمي يف الرتاث‪ ،‬الشاهد البوشيخي‪ ،‬دراسات مصطلحية ‪ ،6‬ص ‪16‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪120‬‬
‫‪ 4‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬عبد الرزاق املرتضى الزبيدي‪ 40 ،‬جملدا‬
‫‪ 5‬لسان العرب‪ ،‬مجال الدين بن منظور‪ 18 ،‬جزءا‬

‫‪611‬‬
Nationalisme )‫قومية (قوم‬ Dialectique ‫جدل‬ Allégeance ‫والء‬
Nationalisation ‫تأميم‬ Discrimination ‫تمييز‬ Ambivalence ‫ثنائية وجدانية‬
Changement ‫تغيير‬ Divorce ‫طالق‬ Colère ‫غضب‬
Besoin ‫حاجة‬ Domination ‫سيادة‬ Angoisse ‫كرب‬
Négativisme ‫سلبية‬ Elite ‫صفوة‬ Aptitude ‫استعداد‬
Nomadisme )‫بداوة (بدو‬ Envie ‫حسد‬ Arbitrage ‫تحكيم‬
Héritage ‫إرث‬ Egalité ‫مساواة‬ Artisan ‫صانع‬
Vieillesse ‫شيخوخة‬ Psychisme ‫نفس‬ Ascétisme ‫زهد‬
Paria ‫منبوذ‬ Eudémonisme )‫مذهب (السعادة‬ Association ‫رابطة‬
Physionomie )‫سيماء (سحنة‬ Emigration ‫هجرة‬ Bande ‫عصبة‬
Plaisir ‫متعة‬ Faction )‫زمرة (مشاكسة‬ Croyance ‫اعتقاد‬
Préjudice ‫تحيز‬ Fatalisme ‫قدرية‬ Natalité ‫نسل‬
Prévention ‫وقاية‬ Peur ‫خوف‬ Fraternité ‫أخوة‬
Primarité ‫أولية‬ Fétiche ‫وثن‬ Religion ‫ملة‬
Primaire ‫أولى‬ Faiblesse ‫ضعف‬ Dot ‫صداق‬
Priorité ‫أسبقية‬ Vengeance ‫تأثر‬ Caste ‫طائفة‬
ُ
Prohibition ‫تحريم‬ Force ‫قوة‬ Caractère ‫خلق‬
Propensité ‫َم ْيل‬ Don ‫هبة‬ Clan ‫عشيرة‬
Propriété ‫ملكية‬ Gouvernement ‫حكومة‬ Clique ‫ثلة‬
Prophète ‫نبي‬ Grandeur ‫عظمة‬ Coercition ‫إكراه‬
Prostitution ‫ِبغاء‬ Habitat ‫سكن‬ Cognation )‫رحم (قرابة‬
Punition ‫عقاب‬ Hommo sapiens ‫إنسان‬ Collectivisme ‫جماعية‬
Raison ‫عقل‬ Humaniste ‫إنس ي‬ Mariage ‫زواج‬
Rébellion ‫عصيان‬ Humanité ‫إنسانية‬ Conjoint ‫زوج‬
Régression ‫نكوص‬ Idéalisme ‫مثالية‬ Femme ‫إمرة‬
Religion ‫ديانة‬ Ignorance ‫جهل‬ Femmes ‫نسوة‬
Responsabilité ‫مسؤولية‬ Analphabétisme ‫أمية‬ Compromis ‫تراض‬
Retraité ‫تقاعد‬ Intériorisation ‫استدخال‬ Imitation ‫تقليد‬
Révélation ‫وحي‬ Jugement ‫حكم‬ Immortalité ‫خلود‬
Sacré ‫مقدس‬ Justice ‫عدالة‬ Inceste ‫غشيان املحارم‬
Salutation ‫تحية‬ Travail ‫عمل‬ Incitation ‫تحريض‬
Sanction ‫جزاء‬ Langue ‫لسان‬ Individualisme ‫فردانية‬
Satisfaction ‫رض ى‬ Loi ‫شرعة‬ Individualité ‫تفرد‬
Epargne ‫ادخار‬ Législation ‫تشريع‬ Individualisation ‫تفريد‬
Sceptique ‫متشكك‬ Lignée ‫النسب‬ Métier ‫صنعة‬
Scepticisme ‫مذهب الشك‬ Amour ‫حب‬ Industrialisation ‫تصنيع‬
Secte ‫فرقة‬ Envie ‫شهوة‬ Infériorité ‫دونية‬
Insensible ‫فاقد اإلحساس‬ Magie ‫سحر‬ Institutionnalisation ‫تأسس‬
Servitude ‫عبودية‬ Shura ‫شورى‬ Courant ‫املذهب‬
Sévérité ‫قسوة‬ Majorité ‫أكثرية‬ Intention ‫قصد‬
Comportement social ‫سلوك اجتماعي‬ Medium ‫وسط‬ Intentialité ‫قصدية‬
Transcendantalisme ‫نزعة التعالي‬ Statique ‫علم السكون‬ Causalité sociale ‫سببية اجتماعية‬
Trahison ‫خيانة‬ Stérilité ‫عقم‬ Changement social ‫تغيير اجتماعي‬
Tyrannie ‫طغيان‬ Stérilisation ‫تعقيم‬ Justice sociale ‫عدالة اجتماعية‬
Village ‫قرية‬ Succession ‫تعاقب‬ Réforme social ‫إصالح اجتماعي‬
Rêvasserie ‫أضغاث أحالم‬ Tendance ‫ميل‬ Ame ‫نفس‬

612
‫‪Théisme‬‬ ‫االعتقاد باإلاله‬ ‫‪Esprit‬‬ ‫روح‬
‫‪Transcendance‬‬ ‫تعال‬ ‫‪Etat‬‬ ‫دولة‬

‫ثم وجدت في الكتب واملراجع التي وقعت تحت يدي وتتعلق َعلم االجتماع ما يربو على مائة‬
‫وخمسين مصطلحا قرآنيا ومشتقاته فكانت كالتالي‪:‬‬
‫َ‬
‫أمة‪َ ،‬شر‪ ،‬إنسان‪ ،‬ناس‪ ،‬دين‪ ،‬رعاء‪ ،‬مشيد‪ ،‬سيارة‪ ،‬تداول‪ ،‬علم‪ ،‬مسجد‪ ،‬مساكن‪ ،‬امل ِلك‪،‬‬
‫ُْ‬
‫امللك الفحشاء‪ ،‬املعروف‪ ،‬املنكر‪ ،‬امرأة‪ ،‬رجل‪ ،‬نساء‪ ،‬شهداء‪ ،‬ظلم‪ ،‬عجم‪ ،‬نبأ‪ ،‬وسواس‪ ،‬وقر‪،‬‬
‫أجير‪ ،‬عقد‪ ،‬تغيير‪ ،‬نميم‪ ،‬رعاية‪ ،‬رعية‪ ،‬األعلون‪ ،‬مؤمنون‪ ،‬أخ‪ ،‬إمام‪ ،‬أئمة‪ ،‬إخوة‪ ،‬عصبة‪،‬‬
‫مستضعفين‪ ،‬مستكبرين‪ ،‬كادح‪ ،‬ملوم‪ ،‬مسحور‪ ،‬الرزق‪ ،‬الكسب‪ ،‬أموال‪ ،‬بنين‪ ،‬تجارة‪ ،‬نعمة‪،‬‬
‫فقر‪ ،‬إنفاق‪ ،‬إسراف‪ ،‬خوف‪ ،‬حزن‪ ،‬تثبيت‪ ،‬ذهب‪ ،‬فضة‪ ،‬كنز‪ ،‬أنانية‪ ،‬امليزان‪ ،‬التوازن‪ ،‬العنف‪،‬‬
‫تبوء‪ ،‬اإليثار‪ ،‬الخصاصة‪ ،‬الشح‪ ،‬املسكين‪ ،‬اليتيم‪ ،‬األسير‪ ،‬الحب‪ ،‬الكره‪ ،‬النفاق‪ ،‬األرض‪ ،‬القوم‪،‬‬
‫الوالدين‪ ،‬األقربين‪ ،‬ذوي القربى‪ ،‬وسطا‪ ،‬الوسطية‪ ،‬املسؤول‪ ،‬الظن‪ ،‬الحق‪ ،‬أمم‪ ،‬الكرامة‪،‬‬
‫الذكر‪ ،‬األنثى‪ ،‬الشعوب‪ ،‬القبائل‪ ،‬شعب‪ ،‬املتقين‪ ،‬املسلمون‪ ،‬البر‪ ،‬اإلثم‪ ،‬العدوان‪ ،‬املشرق‪،‬‬
‫املغرب‪ ،‬ابن السبيل‪ ،‬السائل‪ ،‬الوفاء‪ ،‬الهلع‪ ،‬الجزع‪ ،‬الشر‪ ،‬املنع‪ ،‬منافع‪ ،‬العمران‪ ،‬الصنعة‪،‬‬
‫ى ُ‬
‫امل ْ‬
‫ص ِلح‪ ،‬اإلصالح‪ ،‬العصيان‪ ،‬التعدي‪ ،‬الظن‪ ،‬الحكمة‪،‬‬ ‫املحروم‪ ،‬الحياة‪ ،‬اإليمان‪ ،‬القر ‪،‬‬
‫املوعظة‪ ،‬الخيانة‪ ،‬األمانة‪ ،‬الطالق‪ ،‬الرجعة‪ ،‬النشوز‪ ،‬الحكم‪ ،‬العدل‪ ،‬القسط‪ ،‬الكذب‪ ،‬الخالف‪،‬‬
‫االختالف‪ ،‬التخلق‪ ،‬التعصب‪ ،‬الحسنة‪ ،‬السيئة‪ ،‬العداوة‪ ،‬الولي‪ ،‬األهل‪ ،‬املودة‪ ،‬الرحمة‪ ،‬البعل‪،‬‬
‫السكون‪ ،‬الهيمنة املعاشرة‪ ،‬خليفة‪ ،‬الشورى‪ ،‬الحتمية‪ ،‬الفطرة‪ ،‬الحزب‪ ،‬العمال‪ ،‬ال ِعشرة‪،‬‬
‫الشرعة‪ ،‬الشريعة‪.‬‬

‫وال شك أن هناك العشرات من املصطلحات القرآنية األخرى مبثوثة هنا وهناك في جوف‬
‫الكتب لم أحصها‪ ،‬وأن ما اشتمل عليه املعجم املوحد السالف الذكر من مصطلحات علم‬
‫االجتماع إنما هو َعض من كل‪ ،‬لكونه ذي مدخل إنجليزي اعتمد فيه على مراجع أجنبية ال تتسم‬
‫بالشمولية‪ .‬كذلك الكتب واملراجع التي استعملتها إنما تمثل عينة َسيطة مما كان يمكن االطالع‬
‫عليه وتتبع املصطلح القرآني في طياته‪.‬‬

‫‪613‬‬
‫إن املصطلح القرآني حاضر في املنظومة املصطلحية لعلم االجتماع‪ ،‬إال أن النظرة الغالبة‬
‫ترجع به إلى اللسان العربي كمصدر أكثر مما ترجعه إلى كتاب هللا العزيز‪ .‬ذلك أن '' العقل العلمي''‬
‫املعاصر كما ِش َيء له أن يتشكل‪ ،‬يجعل من الدين موضوعا للبحث االجتماعي واإلنساني وليس‬
‫ً‬
‫تصورا للكون‪ ،‬حامال لحقائق ثابتة وتفسيرات يقينية‪ .‬يقول محمد قطب رحمه هللا‪ " :‬وأنا أعلم أن‬
‫‪1‬‬
‫الذعر يصيب َعض املشتغلين بالعلم حين يذكر اسم الدين‪".‬‬

‫توثيق العالقة بني مفاهيم ومصطلحات القرآن الكريم وعلم االجتماع‬


‫نظريا‪ ،‬هناك تفاعل كبير من الالزم أن يكون بين القرآن الكريم مفاهيميا ومصطلحيا وبين‬
‫علم االجتماع‪ .‬فعلى سبيل املثال يعتبر التاريخ مختبرا لعلم االجتماع عند املشتغلين به‪ ،‬والقرآن‬
‫الكريم بقصصه يقدم لنا هذا املختبر‪ ،‬ليس فقط كآلية للفهم والتشخيص وإنما كذلك لتقديم‬
‫التفسيرات والخالصات والنتائج‪ ،‬التي غالبا ما تستعص ي على منهج علم االجتماع الظني غير‬
‫القطعي‪ .‬فيفتح القرآن الكريم هنا‪ ،‬انطالقا من مصطلحاته ومفاهيمه‪ ،‬آفاقا رحبة لعلم االجتماع‬
‫لكي يتطور ويترسخ‪ .‬فمثاال وتأصيال يمكن التأكيد على أن مصطلحي '' الفهم '' و " التفسير" الذين‬
‫يعتمد عليهما علم االجتماع في دراسته الظاهرة االجتماعية يتجليان بوضوح في قوله جل وعال‪" :‬‬
‫ََِْ َ‬ ‫َ َ ُ َْ َ َ ‪2‬‬ ‫ََ‬
‫فف َه ْمناها سليمان " ‪ ،‬وقوله تعالى على لسان صاحبي السجن " ن ِبئنا ِبت ِ‬
‫اويل ِه "‪.3‬‬
‫منهجية توثيق هذه العالقة‪:‬‬
‫ال غرو في أن املنهج السليم الصحيح هو الذي يفض ي إلى النتائج السليمة الصحيحة‪ .‬ولسنا‬
‫هنا بصد د تقديم نموذج منهجي جديد بهذا الخصوص‪ ،‬بقدر ما نستلهم من مناهج من سبقنا من‬
‫علماء األمة‪ ،‬ألنه وفي كثير من األحيان تكون حاجتنا إلى أن نتذكر ما نعلم أكثر من حاجتنا ألن‬
‫نتعلم ماال نعلم‪.‬‬

‫‪ 1‬اإلنسان بني املادية واإلسالم‪ ،‬حممد قطب‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬الطبعة ‪ ،1978 ،5‬ص ‪10‬‬
‫‪ 2‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية ‪79‬‬
‫‪ 3‬سورة يوسف‪ ،‬اآلية ‪36‬‬

‫‪614‬‬
‫املثال األول‪ :‬منهجية معاذ بن جبل رض ي هللا عنه في مرجعتيه عندما َعثه رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم قاضيا إلى اليمن وسأله بم يقض ي‪ ،‬قال "بكتاب هللا'' ثم '' َسنة رسوله '' ثم اجتهد‬
‫رأيي'' وقد أقره الرسول صلى هللا عليه وسلم على هذه املنهجية‪ .‬فحضور املصطلح القرآني في‬
‫ً‬
‫الجهاز املصطلحي لعلم االجتماع‪ ،‬ال يكون حضورا فعليا إال إذا عملنا على جعل هذا الحضور أمرا‬
‫واقعا بإدخال املصطلح القرآن ملجال هذا العلم مع مراعاة الشروط املطلوبة في ذلك‪ ،‬على اعتبار‬
‫أن املصطلح القرآني أدق في املعنى‪ ،‬وأغزر في العبارة وأيسر في االستعمال وأكبر من كل هذا أن‬
‫ً ‪1‬‬
‫هللا ِقيال''‪.‬‬ ‫الحق سبحانه وتعالى اختاره واستعمله وعلمنا إياه‪َ '' ،‬و َم َن َأ ْ‬
‫ص َد ُق م َ‬
‫ن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املثال الثاني ‪ :‬منهجية ابن خلدون في تجديد املصطلحات ومدلوالتها‪ ،‬حيث يقول علي عبد‬
‫الواحد وافي بهذا الخصوص ‪ '' :‬ملا كانت بحوث ابن خلدون في االجتماع قد انتهت به إلى أفكار وآراء‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جديدة‪ ،‬ال يوجد في الكلمات املألوفة ما يعبر عنها تعبيرا دقيقا اضطر إلى أن يشتق من َعض‬
‫األصول العربية مفردات لم يسبق اشتقاقها منها‪...‬وقد عبر ابن خلدون نفسه عن هذه الضرورة‪،‬‬
‫إذ يقول في أثناء حديثه عن أهل التصوف ‪ '' :‬ثم إن لهم مع ذلك آدابا مخصوصة لهم‬
‫واصطالحات في ألفاظ تدور بينهم‪ ،‬إذ األوضاع اللغوية إنما هي للمعاني املتعارفة‪ ،‬فإذا عرض من‬
‫املعاني ما هو غير متعارف اصطلحنا على التعبير عنه بلفظ َي َت ِي َّس ُر فهمه منه"‪ 2.‬فالرجوع إلى‬
‫املصدر واستعمال االشتقاق وما تيسر فهمه‪ ،‬يفي بالغرض في هذا الباب كما ونوعا‪ ،‬وفي املصطلح‬
‫القرآني آيات للسائلين‪ ،‬منه اشتق ابن خلدون مصطلحاته ملفاهيمه الجديدة حيث استعمل كلمة‬
‫''العمران'' في الداللة على االجتماع اإلنساني و "علم العمران" على البحوث التي تدرس وقائع هذا‬
‫االجتماع واالطالع على القوانين املتحكمة فيها‪ ،‬و "العصبية " على القوة واملنعة الناشئتين من‬
‫أواصر اللحمة بين أفراد العصبة‪ .‬ولكل هذه املصطلحات أصل قرآني‪.‬‬
‫املثال الثالث ‪ :‬منهجية تتبع التطور والتجدد اللذين هما من سنن حياة البشر عموما‬
‫واالجتماع اإلنساني على وجه الخصوص‪ .‬ومن خالل هذه املنهجية ينبري إشكال التجديد في الدال‬
‫أم في املدلول‪ ،‬سيما وأن علم االجتماع يعالج ظواهر متغيرة بخالف العلوم املادية األخرى التي‬
‫تعالج ظواهر مستقرة‪ .‬فالدال رسما ال يتغير وإنما املفاهيم هي التي يطالها التغيير وهي التي تسهم‬

‫‪ 1‬سورة النساء اآلية ‪122‬‬


‫‪ 2‬عبقريات ابن خلدون‪ ،‬على عبد الواحد وايف‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪1973 ،‬‬

‫‪615‬‬
‫في تغيير العقليات ومنها إلى تغيير املواقف والسلوك‪ .‬إال أن هذه املنهجية ال بد وأن تؤطرها معالم‬
‫محددة حتى ال تخلط على الناس مفاهيمهم وتبقى لصيقة باملعاني التي يرشح بها املصطلح القرآني‬
‫كمرجع أسمى‪.‬‬
‫املثال الرابع ‪ :‬من املفترض أن توثيق هذه العالقة ينبني في َعض جوانبه‪ ،‬بالنسبة‬
‫للمشغلين َعلم االجتماع على وجه الخصوص على ما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬الدراية بكتاب هللا عز وجل من مختلف الجوانب‪ ،‬حيث أنه عندما يغوص الباحث فيه‬
‫فإنه ينير له السبيل‪ .‬وال يفوت هنا أن نذكر بما كان للقرآن الكريم من كبير األثر على أعمال ابن‬
‫خلدون رحمه هللا‪ ،‬وأن نذكر كذلك ببعض الدعوات التي نحت منحى إَعاد القرآن الكريم عن‬
‫حقول ''العلم واملعرفة''‪ ،‬وتقديم تأويالت مغرضة حتى في شأن عالم كابن خلدون‪ .‬يقول في هذا‬
‫الصدد ناتانيل شميت‪ ،‬وهو أستاذ بجامعة كورنل بأمريكا‪ ،‬عن ابن خلدون "إذا كان يذكر خالل‬
‫ً‬
‫بحثه كثيرا من آيات القرآن‪ ،‬فليس لذكرها عالقة جوهرية بتدليله‪ ،‬ولعله يذكرها فقط ليحمل‬
‫قارئه على االعتقاد بأنه في بحثه متفق مع نصوص القرآن "‪ ،1‬فلماذا هذا التشكيك؟ لنشك في‬
‫منهجية قراءة ابن خلدون للتاريخ‪ ،‬ال‪ ،‬بل نشك في موضوعية هذا األستاذ لكونه استعمل لفظة‬
‫''لعله''‪.‬‬
‫‪ )2‬تغليب استعمال املصطلح القرآني‪ ،‬مبنى ومعنى في حقل علم االجتماع وهو مسؤولية‬
‫املشتغلين َعلم االجتماع من مدرسين وباحثين‪ ،‬في دروسهم‪ ،‬وفي مقاالتهم‪ ،‬وفي أبحاثهم‪ ،‬وفي‬
‫محاضراتهم وكذا في املقررات الدراسية واملؤلفات املتخصصة‪ .‬فباالستعمال يترسخ املصطلح‬
‫َ َُ‬ ‫ْ ُ ُ ََْ ُ َ َ َ َ َ‬ ‫ً‬
‫اب فإذا َدخ ُلت ُموه فإنك ْم‬‫وينتشر ويكون له الغلبة طوعا أوكرها من باب '' ادخلوا علي ِهم الب‬
‫َ َ‬
‫غ ِال ُبون"‪.2‬‬
‫‪ )3‬اإلسهام في بناء حقل معرفي واسع في مجال علم االجتماع‪ ،‬تكون مفاهيمه ومصطلحاته‬
‫وثيقة العالقة باملصطلح القرآني‪ ،‬وال ننتظر إنتاج املصطلح هنا أو هناك ثم نعمل على تعريبه أو‬
‫ترجمته مع نقل رسوبياته املفاهيمية عند استعماله‪ .‬ذلك أن من وضع املصطلح مفهوما أو مبني‬

‫‪ 1‬ابن خلدون إسالميا‪ ،‬عماد الدين خليل‪ ،‬ص‪6‬‬


‫‪2‬سورة املائدة اآلية ‪23‬‬

‫‪616‬‬
‫هو الذي يحدد حمولته‪ ،‬وكلما كانت الجهة الواضعة له تتمتع بالقوة الثقافية والحضارية‪ ،‬كان‬
‫املصطلح أكثر استعماال واتساعا‪ .‬لقد ذكر املرحوم محمد عابد الجابري في إحدى محاضراته‬
‫بالرباط بمناسبة دعم القضية الفلسطينية‪ ،‬أنه ألول مرة مند حقبة طويلة دخل مصطلح عربي‬
‫إلى اللغات اإلنجليزية والفرنسية وهو ''االنتفاضة''‪ ،‬الذي لم يجد له الغربيون مقابال فاستعملوه‬
‫كما هو‪ .‬وفي موسوعة ويكبيديا نقرأ‪ '' :‬انتفاضة‪ ،‬مصطلح عربي يدل على (ثورة) وهو حقيقة كبرى‬
‫في إطار الصراع الفلسطيني – اإلسرائيلي"‪ .‬وفي محرك البحث '' غوغل '' هناك ‪ 4,5‬مليون نتيجة‬
‫عندما نبحث عن مصطلح ''انتفاضة''‪ .‬وفي القاموس الفرنس ي الروس‪'' :‬انتفاضة ثورة شعبية‬
‫بالبلدان العربية ضد نظام قمعي أو عدو خارجي''‪ .‬ولم يشر هذا القاموس إلى األصل الذي هو‬
‫االنتفاضة الفلسطينية ضد آلة القمع الصهيونية‪ .‬فما نقشته في معاجم الغرب قوة الحجر‪ ،‬لم‬
‫ينقشه ضعف إبداع البشر‪ .‬فعندما تكون األمة قوية ثقافيا وحضاريا فإن ذلك ينعكس على‬
‫لسانها فتصبح له سطوة على ما سواها‪ .‬يضرب األستاذ محمد حميد هللا رحمه هللا مثال بهذا‬
‫الخصوص فيقول‪ '' :‬إن متاحف الشرق والغرب تحتفظ َعمالت ضربت بكلمات عربية‪ ،‬أقدمها‬
‫يعود للخليفة عمر بن الخطاب رض ي هللا عنه‪ .‬وال شك أن أكثرها إثارة لالهتمام هي تلك التي ترجع‬
‫مللك انجلترا ''أوفى'' الذي عاصر شارملان واملنصور وهارون الرشيد العباسيين‪ ،‬حيث ضرب سكة‬
‫ذهبية على شاكلة الدينار العباس ي‪ ،‬تحمل في وسطها اسم امللك ''أوفى ريكس'' بالالتينية‪ ،‬وحوله‬
‫بالعربية كلمة التوحيد '' ال إله إال هللا ''‪ ...‬وتوجد هذه القطعة النقدية حاليا باملتحف البريطاني‬
‫بلندن‪ .1‬وأورد األستاذ حميد هللا صورة لها بكتابه الذي أخدنا منه هذا املقتطف‪.‬‬
‫‪ )4‬إخراج املعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية لحيز الوجود ليكون مرجعا للباحثين‬
‫والدارسين ‪ ،‬لترسيخ استعمال املصطلح القرآني في الحقل املعرفي لعلم االجتماع‪ ،‬من بين سائر‬
‫‪2‬‬
‫العلوم األخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Six originaux des lettres diplomatiques du Prophète de l’Islam, Muhammad‬‬
‫‪Hamidullah, première édition Paris, 1406h, 1986, page 58‬‬
‫‪ 2‬هناك حاليا مشروع القواميس العلمية التخصصية الذي تشرف عليه املنظمة العربية للرتمجة ‪-‬بريوت ‪-‬لبنان‪.‬‬

‫‪617‬‬
‫‪ )5‬إحداث منتدى افتراض ي على الشابكة بموقع مؤسسة البحوث والدراسات العلمية‪،‬‬
‫ً‬
‫خاص باملصطلح القرآني وعالقته بمختلف العلوم‪ ،‬يكون امتدادا لهذا املؤتمر وتنزيال ملخرجاته على‬
‫أرض الواقع‪.‬‬

‫املصطلح القرآني أجل وأسمى‪ ،‬وخري وأبقى‬

‫ونسوق في هذا الباب األمثلة التالية‪:‬‬


‫مصطلح البروليتاريا وهو وارد بهذا الرسم في املعاجم العربية وأدبيات علم االجتماع‬ ‫‪-1‬‬
‫وقصد به واضعوه الطبقة االجتماعية التي تتكون من األجراء والعاطلين وعمال الفالحة وصغار‬
‫الفالحين الفقراء‪ .‬وهي الطبقة التي ال تملك اال قوة عملها‪ ،‬تقايضها لكي تحصل على وسائل‬
‫العيش‪ .‬فواضع هذا املصطلح رجع إلى أصوله اللغوية ليبحث عنه ويضمنه املفهوم الذي أراد‪.‬‬
‫فهو تكلم عن مفهوم وألبسه مصطلحا ذا أصل التيني وهو '' بروليتاريوس '' الذي كان يدل على‬
‫الطبقية الدنيا في املجتمع الروماني والتي يشكل أبناؤها ثروتها الوحيدة‪ .‬فاملصطلح القرآني‬
‫املقابل للبروليتاريا لم يست عمل قط‪ ،‬على حسب علمي‪ ،‬ال في املعاجم العربية وال في املؤلفات‬
‫العربية املتعلقة َعلم االجتماع‪ .‬وهذا العزوف املصطلحي ينم عن تبعية هالكة وكسل كاسد‪.‬‬
‫َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫امل َ‬ ‫َ َْ ُ َ ُ َ ِ َ َ ُ‬
‫ين ال َي ِج ُدون إال‬ ‫والذ‬
‫ؤم ِنين ِفي الصدقات ِ‬
‫الذين يل ِمزون املط ِو ِعين ِمن ِ‬ ‫يقول هللا عز وجل‪ِ '' :‬‬
‫يم ''‪ .)1‬فمصطلح ''الجهدية'' هنا أشمل‬ ‫اب َأ ِل ٌ‬
‫ون ِم ْن ُه ْم‪َ ،‬س ِخ َر هللا ِم ْن ُه ْم َو َل ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫ُج ْه َد ُه ْم َف َي ْس َخ ُر َ‬

‫وأعم ومنه تشتق الصفة املشبهة '' الجهدي '' (البروليتاري) و'' الجهديون'' البروليتاريون‪ .‬وكان‬
‫املصطلح القرآني أشمل وأعم ألنه ال يقف عند األجير وعامل الفالحة بل يتعدى أولئك إلى كل‬
‫شخص أو فئة اجتماعية ال تملك إال جهدها لكسب رزقها‪ ،‬سواء كان عضليا أو فكريا‪.‬‬
‫‪ -2‬مصطلح الصراع الطبقي‪ ،‬الذي هو مصطلح كثر تداوله وأصبح يشكل إحدى املسلمات‬
‫في التفسير االجتماعي لوقائع تاريخية أو آنية‪ .‬هذا املصطلح الذي يجسد الصدام االجتماعي‬
‫ويرسخ فكرة حتميته‪ ،‬حتى صار نظر الباحث مغش ى به‪ ،‬يسقطه على جميع املجتمعات موضوع‬
‫بحثه‪ .‬فهذا املصطلح هو في نفس الوقت مفهوم وتفسير‪ ،‬وهذا الخلط جعل التفسير يسبق‬

‫‪ 1‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪79‬‬

‫‪618‬‬
‫ً‬
‫املفهوم في كثير من األحيان‪ .‬فتفسر الواقعة االجتماعية تفسيرا ينزلق بها ويحيد عن‬
‫املوضوعية‪ ،‬عندما تفسر الواقعة في عمومها دون الرجوع إلى خصوصيات املجتمع الذي ظهرت‬
‫فيه‪ .‬فحري باملشتغلين بالدراسات االجتماعية‪ ،‬وخاصة عندما يتعلق األمر باملجتمعات املسلمة‬
‫أن يشتغلوا من منظور مصطلح '' التفاضل'' الذي هو مصطلح قرآني يؤصل ملفهوم مخالف‪،‬‬
‫حيث يدعو إلى فهم التباينات االجتماعية والتعامل معها بواقعية‪ ،‬من شأنها أن تعزز التآزر‬
‫والتعاون بين سائر مكونات املجتمع البشري‪ ،‬عوض الزج بها في أتون يؤجج الصراع ويجعله‬
‫قاعدة التعامل‪ .‬والقول الفصل عندما قال جمع من الصحابة رض ي هللا عنهم لرسول هللا صلى‬
‫هللا وعليه وسلم ‪'' :‬يا رسول هللا‪ ،‬ذهب أهل الدثور باألجور‪ '' ...‬وبعد األمر والفعل والحوار‪ ،‬قال‬
‫َ‬
‫ضل هللا ُيو ِت ِيه َم ْن َيشاء ''‪ 1‬والتفاضل هنا ال يستدعي حتمية‬ ‫عليه الصالة والسالم '' َذل َك َف ْ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫التصادم بقدر ما يؤسس إلى التضامن والتآزر '' َوفي أ ْمواله ْم َح ُّق ل َ‬
‫لسا ِئ ِل وامل ْح ُروم‪ 2''.‬ومفهوم‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫التفاضل هنا ال يستدعي الخضوع والخنوع‪ ،‬بقدر ما يعزر مفهوم الحق‪ ،‬حق الفقير في مال‬
‫الغني‪ ،‬هذا الحق الذي لم تشر إليه الصكوك الدولية الحالية املتعلقة بحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -3‬مصطلح الكرامة اإلنسانية‪ ،‬وهنا نتكلم عن الدال واملدلول‪ ،‬فكثيرة هي أدبيات ومواثيق‬
‫حقوق اإلنسان التي تطرقت إلى هذا املفهوم‪ ،‬لكنها لم ترق جميعها إلى املضمون الذي أقره‬
‫القرآن الكريم عندما نسب هللا سبحانه وتعالى تكريم ابن آدم إلى ذاته العلية‪ ،‬ولم يوكل بذلك‬
‫أي مخلوق آخر‪ ،‬تعظيما ملدلول الكرامة هاته‪ .‬وال أكبر في كالم البشر وال أشمل حتى في أحدث‬
‫ما تفتق عنه الفكر البشري في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬مما قاله رسول هللا صلى هللا وعليه‬
‫َ َ َ َ ْ ُ َ ُ َ َّ َ َّ َّ‬ ‫َّ‬
‫صلى الل ُه‬ ‫وسلم في كرامة املسلم‪ :‬عن َع ْبد الل ِه ْبن ُع َم َر رض ي هللا عنهما قال‪" :‬رأيت رسول الل ِه‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫وف ب ْال َك ْع َبة َو َي ُقو ُل َما َأ ْط َي َبك َو َأ ْط َي َب ر َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ ُ ُ‬
‫يح ِك‪َ ،‬ما أ ْعظ َم ِك َوأ ْعظ َم ُح ْر َم َت ِك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫علي ِه وسلم يط‬
‫َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُْْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َو َّال ِذي َن ْف ُ‬
‫س ُم َح َّم ٍد ِب َي ِد ِه ل ُح ْر َمة املؤ ِم ِن أ ْعظ ُم ِع ْن َد الل ِه ُح ْر َمة ِم ْن ِك‪َ ،‬م ِال ِه َو َد ِم ِه َوأ ْن نظ َّن ِب ِه ِإال‬
‫َ‬
‫‪3‬‬
‫خ ْي ًرا"‪ .‬رواه ابن ماجة‬

‫‪ 1‬سورة اجلمعة‪ ،‬اآلية ‪4‬‬


‫‪ 2‬سورة الذاريات‪ ،‬اآلية ‪19‬‬
‫‪ 3‬قال ناصر الدين األلباين‪ :‬هذا‪ ،‬وقد كنت ضعفت حديث ابن ماجه هذا يف بعض خترجيايت وتعليقايت قبل أن يطبع ''‬
‫شعب اإلميان''‪ ،‬فلما وقفت على إسناده فيه‪ ،‬وتبينت حسنه‪ ،‬بادرت إىل خترجيه هنا تربئة للذمة‪ ،‬ونصحا لألمة داعيا‪( :‬ربنا‬

‫‪619‬‬
‫األخطار واملزالق‬
‫ً‬
‫‪ -1‬افتتان الناس باملصطلح الوافد '' ذلك االفتتان الذي يبدأ هينا ميسورا ثم يتطور‬
‫ويتضخم حتى يقف ملواجهة عقيدة التوحيد الخالصة في اإلسالم كنقيض لها‪ ،1''.‬ذلك املصطلح‬
‫الحمال ليس فقط ملعان محددة بل كذلك لتمثالت اجتماعية وثقافية‪ ،‬توحي للخلق‪ ،‬في َعض‬
‫األحيان‪ ،‬بما هو غير الحق‪.‬‬
‫‪ -2‬استعمال املصطلح القرآني رسما واإلخالل بمضمونه أو حتى قلب مفهومه‪ .‬فاملوازين ''‬
‫الق َي َام ِة ‪ 2''،‬أصبحت علما على '' تظاهرة ثقافية '' أثارت جدال واسعا‬ ‫َ‬ ‫ين ْ‬ ‫ض ُع املَ َواز َ‬
‫َون َ‬
‫وم ِ‬‫القس ِط ِلي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫داخل املجتمع املغربي‪ ،‬وال يهمنا هنا إقحام الذات في الحكم‪ ،‬إنما نتتبع استعمال املصطلح القرآني‬
‫وكيف انتقل من مفهوم إلى مفهوم‪ .‬وال تهمنا التظاهرة في حد ذاتها‪ ،‬بقدرة ما يهمنا مدلولها‬
‫االجتماعي والرسائل التي تبعث بها وما يرسخ في أذهان الناس من تلبيس إبليس‪ .‬إن املصطلح‬
‫القرآني له قدسيته‪.‬‬
‫استعمال مضمون املصطلح القرآني‪ ،‬الذي نبه هللا تعالى به العباد من السقوط‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫استعماال ألمر يراد‪ .‬فعلى سبيل املثال هناك برنامج بإحدى القنوات العربية يسمى »‪ «Arab Idol‬وهو‬
‫برنامج على شكل مسابقة لصناعة ''الرموز الثقافية '' املستقبلية العربية‪ .‬فتسمية هذا البرنامج‬
‫تقدم هكذا بالرسم العربي '' أراب أيدول '' ومعناها ''صنم العرب '' أو '' وثن العرب ''‪ ،‬وتقديم‬
‫هذه التسمية مترجمة بمعناها إلى العربية كان سيلقى معارضة شديدة من جهات عدة‪ ،‬فارتأى‬
‫أصحابه أن يبقوا على تسميته باإلنجليزية‪ ،‬مع كتابتها بالحرف العربي‪ ،‬ألن ذلك أسلك في عقول‬
‫الناس‪ .‬لكن العاقل منهم يدري أن األمر يتعلق حقا بصناعة '' املثل ''‪'' ،‬النموذج الحي لالقتداء ''‬
‫َ ُْ ُ َ ْ ً َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ص َن ًاما ف َنظ ُّل ل َها َع ِاك ِفين''‪ 3‬الساعات الطوال أمام الشاشة‪،‬‬ ‫عن وعي أو غير وعي‪ '' ،‬قالوا نعبد أ‬

‫ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)‪ ،‬وبناء عليه‪ ،‬ينقل احلديث من '' ضعيف اجلامع الصغري'' و'' ضعيف سنن ابن ماجه'' إىل‬
‫صحيحيهما‪.‬‬
‫‪ 1‬مقال يف العدل االجتماعي‪ ،‬عماد الدين خليل‪ ،‬دار الرسالة ‪ ،1979‬ص ‪18‬‬
‫‪ 2‬سورة األنبياء اآلية ‪47‬‬
‫‪ 3‬سورة الشعراء اآلية ‪71‬‬

‫‪620‬‬
‫ص َن َام ُك ْم ََ ْع َد َأ ْن ُت َو ُّلوا ُم ْدبر َ‬
‫ين ''‪ ، 1‬كان نعته‬ ‫وإن قال قائل‪ ،‬ولو غيرة أو جرأة '' َو َتاهللِ َ َألكيد َّن َأ ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫جاهزا وأصبح من املنبوذين‪.‬‬
‫‪ -4‬تحوير مفهوم املصطلح القرآني وإلصاق نعت قدحي به لصرف حتى املسلمين عن‬
‫ْ َ َ ََ ُ ُ َ َ‬
‫ابلين''‪ 2‬فمصطلح ''اإلخوان'' أصبح‬ ‫استعماله‪ .‬وأسوق هنا مثالين للتدليل‪''ِ :‬إخوانا على س ُر ٍر متق ِ‬
‫َ‬
‫لدى فئات عريضة من بني جلدتنا وغيرهم يدل على الشر والكراهية واإلرهاب‪ '' .‬ف ِإ َن ِح ْز َب هللا ُه ُم‬
‫َ َ‬
‫الغ ِال ُبون''‪ 3‬فمصطلح '' حزب هللا '' َغض النظر عمن شخص هذا املصطلح‪ ،‬ألننا نهتم هنا‬
‫باملصطلح وباملصطلح فقط‪ ،‬قد أصبح منبوذا في املحافل الدولية وقورن بمصطلح اإلرهاب‪،‬‬
‫فخاف الناس واشمأزوا‪ ،‬وأصبح املصطلح القرآني محل تعريض وتشنيع‪ ،‬يتحاش ى أهله استعماله‪،‬‬
‫ويضعه غيرهم في خانة املنبوذات‪.‬‬
‫‪ -5‬خطر االنغالق و االنطواء‪ :‬من فرط الخوف من املصطلح الوافد يمكن أن يشكل هذا‬
‫ُ‬
‫الخوف نوعا من االنغالق ورفض ما يمكن أن تنتجه باقي مكونات اإلنسانية‪ ،‬فلربما تكون في طي‬
‫هذا املنتوج نعمة تطلب أو معرفة تقوم وتسدد‪ ،‬وهنا يبرز دور علماء األمة ليبصروا الناس بذلك‪.‬‬
‫يقول السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في مذكراته‪ '' :‬عندما أمرت بتدريس الفلسفة في‬
‫ً‬
‫مدرسة مليكة شاهانه‪ ،‬تمرد الطالب جميعهم وقالوا‪ :‬يريدون أن يجعلونا كفارا‪ .‬ولكني كنت أعرف‬
‫أن الكفر ليس في العلم ولكنه في الجهل‪ .‬وتمسكت بتدريس الفلسفة‪ .‬ودرسوها مع تعديل في‬
‫االسم‪ .‬غيرنا االسم إلى (الحكمة)‪ .‬كما أمرت بتدريس هذه الدروس في الجامعة باسم (الفيزيقا)''‪.4.‬‬
‫‪ -6‬خطر التكييف وذوبان املصطلح واملفهوم الوافد في لسان األمة وفكرها‪ .‬وهنا يقوم‬
‫اإلعالم‪َ ،‬سطوته وجبروته‪ ،‬بدور كبير في هذا املجال‪ ،‬علما أو جهال‪ ،‬عن طريق التكرار واالستنزاف‪،‬‬
‫فيترسخ املفهوم‪ ،‬كما دبر بليل‪ ،‬من خالل املصطلح ويصير استعماله متعودا ال حرج فيه‪ .‬وهنا‬
‫يبرز كذلك دور علماء األمة في التدليل واإلرشاد‪ ،‬هؤالء العلماء الذين قال عنهم األستاذ الشاهد‬
‫البوشيخي‪ '' :‬ومن رجالها ‪-‬وهم القلة النادرة ‪-‬من يقفونه في حدود األمة الحضارية للسؤال‪،‬‬

‫‪ 1‬سورة األنبياء اآلية ‪57‬‬


‫‪ 2‬سورة احلجر اآلية ‪47‬‬
‫‪ 3‬سورة املائدة اآلية ‪56‬‬
‫‪ )4‬مذكرات السلطان عبد احلميد‪ ،‬ترمجة حممد حرب‪-‬دار األنصار – القاهرة‪1978 ،‬‬

‫‪621‬‬
‫والتثبت من الهوية وحسن النية‪ ،‬ودرجة النفع‪ ،‬وقد يتعقبونه في مختلق املجاالت والتخصصات‬
‫التي قد يكون عشش فيها أو باض وفرخ َغير حق‪ ،‬فإن سويت وضعيته ‪-‬كما يقولون ‪-‬فذلك‪ ،‬وإال‬
‫طهر فكر األمة منه فإنه رجس ''‪ .1‬ونقرأ ألسعد سيد أحمد‪ ،‬الناشر ملذكرات السلطان عبد الحميد‬
‫على ظهر الغالف‪'' :‬هذه مقتطفات من مذكرات السلطان عبد الحميد التي تنشر ألول مرة محققة‬
‫َعد أن وصفه اليهود بحكم الفرد املطلق‪ ،‬واملستبد األعظم‪ ،‬واالستعمار العثماني‪ ،‬وعهد‬
‫الجاسوسية والحريم‪ ...‬ومن ثم وقر في قلب املسلمين عامة والعرب خاصة هذه املفاهيم‪ ...‬ثم قالوا‬
‫بها !! ''‬
‫خ ـ ــاتمـ ـ ــة‬
‫وال أجد خاتمة أفضل مما كتبه عماد الدين األصفهاني حيث يقول‪ " :‬إنني رأيت أنه ال يكتب‬
‫ُ‬
‫أحد كتابا في يومه اال قال في غده‪ :‬لو غير هذا لكان أحسن‪ ،‬ولو زيد هذا لكان يستحسن‪ ،‬ولو قدم‬
‫هذا لكان أفضل‪ ،‬ولو ترك هذا لكان أجمل‪ ،‬وهذا من أعظم العبر‪ ،‬وهو دليل على استيالء النقص‬
‫‪2‬‬
‫على جملة البشر‪" .‬‬

‫املراجع واملصادر‬
‫‪ ‬كتاب هللا عز وجل برواية حفص‬
‫‪ ‬أخالقنا االجتماعية‪ ،‬مصطفى السباعي‪ ،‬الطبعة ‪ 3‬املكتب اإلسالمي‬
‫‪ ‬أثر القرآن الكريم في اللغة العربية‪ ،‬محمد عبد الواحد حجازي‪ ،‬الطبعة ‪ ،2‬ص‪10‬‬
‫‪ ‬أسلمة املعرفة‪ ،‬إسماعيل راجي الفاروقي‪ ،‬ترجمة عبد الوارث سعيد‪ ،‬دار البحوث العلمية‪،‬‬
‫الكويت‪.1983 ،‬‬
‫‪ ‬الحلول املستوردة وكيف جنت على أمتنا‪ ،‬يوسف القرضاوي‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ 1398‬ه ‪/‬‬
‫‪ 1977‬م‪.‬‬
‫‪ ‬عبقريات ابن خلدون‪ ،‬على عبد الواحد وافي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة ‪1973‬‬

‫‪ 1‬نظرات يف املصطلح واملنهج‪ ،‬الشاهد البوشيخي دراسات مصطلحية ‪ ،2‬ص ‪.9‬‬


‫‪ 2‬ذكره علي القامسي يف مقاله ‪ :‬املرتجم واملعجم‪ ،‬شيخ املرتمجني العرب منري بعلبكي ومعجمه املورد‪ ،‬جملة اللسان العريب ‪،‬‬
‫عدد ‪ ،77‬مكتب تنسيق التعريب‪2016 ،‬‬

‫‪622‬‬
‫‪ ‬العقل وفهم القرآن‪ ،‬الحارث بن أسد املحاسبي‪ ،‬تحقيق حسين القوتلي دار الكندي‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬طبعة ‪1982 ،3‬‬
‫‪ ‬القرآن الكريم والدراسة املصطلحية‪ ،‬الشاهد البوشيخي‪ ،‬دراسات مصطلحية ‪4‬‬
‫‪ ‬مذكرات السلطان عبد الحميد‪ ،‬ترجمة محمد حرب‪ ،‬دار األنصار‪ ،‬القاهرة‪1978 ،‬‬
‫‪ ‬مصطلح األمة بين اإلقامة والتقويم واالستقامة‪ ،‬الشاهد البوشيخي‪ ،‬دراسات مصطلحية ‪8‬‬
‫‪ ‬منهج البحث بين الوضعية واملعيارية‪ ،‬محمد محمد أمزيان‪ ،‬املعهد العالي للفكر اإلسالمي‬
‫‪ 1991 / 1412‬م‬
‫‪ ‬مع سيد قطب في فكره السياس ي والديني‪ ،‬مهدي فضل هللا‪ ،‬مؤسسة الرسالة الطبعة ‪،2‬‬
‫‪1979‬‬
‫‪ ‬مع القرآن الكريم‪ ،‬شعبان محمد إسماعيل‪ ،‬دار اإلتحاد العربي للطباعة ‪1978‬‬
‫‪ ‬مستقبل اللغة العربية‪ ،‬عبد العزيز بن عثمان التويجري‪ ،‬منشورات املنظمة اإلسالمية‬
‫للتربية والعلوم والثقافة‪1425 ،‬ه‪ 2004 /‬م‬
‫‪ ‬معجم كلمات القرآن الكريم ‪ -‬محمد زكي محمد فضر‪ 1426 ،‬هـ‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ‬املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكريم ‪ -‬محمد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫‪ ‬املزهر في علوم اللغة العربية وأنواعها‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬تحقيق محمد جاد املولى‬
‫وآخرون‪ ،‬دار أحياء الكتب العربية‪ ،‬عيس ى البابلي وشركاؤه‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪201‬‬
‫‪ ‬نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية املعرفة‪ ،‬الشاهد البوشيخي‪ ،‬دراسات مصطلحية ‪5‬‬
‫‪ ‬نحو تصور حضاري للمسألة املصطلحية‪ ،‬الشاهد البوشيخي‪ ،‬دراسات مصطلحية ‪3‬‬
‫‪ ‬نظرات في املصطلح واملنهج‪ ،‬الشاهد البوشيخي‪ ،‬دراسات مصطلحية ‪2‬‬
‫‪ ‬نظرات في قضية املصطلح العلمي في التراث‪ ،‬الشاهد البوشيخي‪ ،‬دراسات مصطلحية ‪6‬‬
‫‪ ‬نظرية التبعية بين القرآن الكريم وعلم االجتماع‪ ،‬صالح املازقي‪2012 ،‬‬
‫‪ L’islam et la morale universelle, Abdelaziz BENABDALLAH, Najah Jadida 1966‬‬
‫‪ Les enjeux du siècle nouveau, Mongi Bousnina, première édition, ALECSO, Tunis,‬‬
‫‪2007‬‬

‫‪623‬‬
 L’islam, concepts et préceptes, Abdelaziz BENABDALLAH, Mission de l’islam
volume II, 1ère édition, 1995
 Six originaux des lettres diplomatique du prophète de l’Islam, Muhammad
Hamidullah, première édition Paris 1406 h/1986.

624

You might also like