الوصية بالاعضاء البشرية

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 27

‫الوصية باألعضاء البشرية بين الفقه‬

‫االسالمي والقانون العراقي‬


‫الباحث‬

‫حيدر كريم صبر‬

‫‪law3e32@utq.edu.iq‬‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫شهدت مهنة الطب خالل الفترات االخيرة من القرن االخ ير تط ور كب ير وطف رة س ريعة‬
‫من خالل ما توصل الي ه العلم والتج ارب الطبي ة فض ال عن االس تفادة االمث ل من ادخ ال‬
‫التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال وم ا قدم ه من اس هامات كب يرة س اعدت البش رية على‬
‫اكتشاف الكثير من العالجات الهامة والكشف عن بعض االم راض ال تي لم يكن باإلمك ان‬
‫معرفتها في السابق ‪ ,‬ولعل التقدم والتط ور االب رز ال ذي ح دث خالل تل ك الف ترة ه و م ا‬
‫توصل الي ه الطب من حيث امكاني ة نق ل وزراع ة االعض اء البش رية من ش خص آلخ ر‬
‫وذلك في الحاالت التي يعج ز فيه ا الطب عن عالج الم ريض بالوس ائل المتاح ة وعن دما‬
‫يكون احد االعضاء ق د وص ل من التل ف الى مرحل ة ال يس تجيب فيه ا ألي عالج فيك ون‬
‫الحل الوحيد لذلك هو استبدال ذلك العضو التالف باخر سليم من قبل شخص متبرع‪.‬‬

‫ولما ساء استخدام هذا العمل من قبل ضعفاء النفوس وكثرت عملي ات التج ارة باألعض اء‬
‫البشرية عن طريق استغالل االشخاص ممن هم في حالة ع وز م ادي من خالل اغ راءهم‬
‫بالمال في سبيل الحصول على اعضاءهم‪ ,‬ومع بروز هذه الظاهرة وانتشارها وما له ا من‬
‫اثار سلبية عمدت التشريعات في العالم الى مكافحتها والح د منه ا عن طري ق س ن ق وانين‬
‫التي تنظم عملية نقل وزراعة االعضاء البشرية س واء ك ان من ش خص مت برع على قي د‬
‫الحياة او كان المتبرع متوفي وفي هذه الحالة االخيرة يسمى الوص ية باألعض اء البش رية‬
‫‪1‬‬
‫حيث يقوم الموصي بتحرير طلب يبين فيه موافقته على التبرع بأحد اعضاءها او جميعه ا‬
‫الى شخص او مجموعة اشخاص بناء على رغبته ا من دون أي مقاب ل ل ه او الح د ذوي ه‬
‫وذلك سعيا منه إلنقاذ انسان اخر من الهالك يكون بحاجة ماسة لذلك العضو‪.‬‬

‫مشكلة البحث ‪:‬‬


‫وتتمث ل مش كلة البحث في تع ارض مص لحتين يحميهم ا الق انون تتمث ل االولى في ح ق‬
‫االنسان في حماية جسده وعدم العبث به وانتزاع احد اعضائه ألي سبب واما الثاني ة فهي‬
‫ان هناك بعض االشخاص الذين هم بأمس الحاجة لهذه االعضاء ممن يعانون من تل ف في‬
‫بعض اعضاءهم ولم يستطع الطب شفاءهم بوسيلة اخرى غير زراعة عضو جديد لذا فان‬
‫القانون في هذه الحالة يجب علي ه حماي ة ح ق االنس ان في الحي اة والمس اهمة في عالج ه‬
‫بالطرق المشروعة لتحقيق الصالح العام‪.‬‬

‫اهمية البحث ‪:‬‬


‫يستمد هذا البحث اهميته من خالل ما يمثله موض وع البحث من اهمي ة س واء في المج ال‬
‫الق انوني او العملي‪ ,‬حيث ان موض وع الوص ية باألعض اء البش رية يعت بر من االم ور‬
‫المستحدثة والتي برزت الى الواقع نتيج ة التق دم والتط ور الط بي الح ديث في مج ال نق ل‬
‫وزراع ة االعض اء البش رية ل ذا ت أتي ه ذه الدراس ة لتس لط الض وء على اهم الض وابط‬
‫والشروط التي تحكم ممارسة هذه العمليات من الناحي ة الفقهي ة عن طري ق بي ان اهم اراء‬
‫علماء الشريعة االسالمية المؤيدين والمعارضين لهذه العمليات فضال عن موقف المش رع‬
‫العراقي من حيث تقنين هذه المسألة لغرض تضييقها على ضعاف النف وس ممن يح اولون‬
‫استغالل حاجة الناس لتحقيق مقاصد غير مشروعة تتمثل في التجارة باألعضاء البشرية‪.‬‬

‫منهجية البحث ‪:‬‬


‫اعتم دنا المنهج االس تقرائي من خالل االطالع على م ا ت وفر تحت اٌي دينا من مص ادر‬
‫ومراجع عبارة عن مؤلفات ودراسات وبح وث س ابقة متعلق ة بموض وع البحث ومحاول ة‬

‫‪2‬‬
‫االستفادة منها مع االستعانة بالمنهج الوصفي التحليلي المكمل له وذل ك عن طري ق تحلي ل‬
‫بعض النصوص القانونية التي نظمت وتناولت االمور المتعلقة بموضوع الدراسة‪.‬‬

‫المبحث االول‬
‫مفهوم الوصية‪ ,‬باألعضاء البشرية‪,‬‬
‫اجازت معظم التشريعات في العالم نقل االعضاء من االموات الى االحياء بشروط محددة قانونا‪,‬‬
‫وللتعريف اكثر حول هذا الموضوع سوف نقسم ه ذا المبحث الى مطل بين نتن اول في االول من ه‬
‫مفهوم الوصية باألعضاء وتمييزها عما يشتبه به ا‪ ,‬وفي المطلب الث اني من ه ن بين تحدي د لحظ ة‬
‫الوفاة ‪.‬‬

‫المطلب االول‬
‫تعريف الوصية باألعضاء وتمييزها عما يشتبه‪ ,‬بها‬

‫الفرع االول ‪ //‬تعريف الوصية باالعضاء البشرية‪:‬‬


‫الوصية لغة ‪:‬‬
‫ترد الوصية في اللغة بعدة معاني وهي مصدر من الموصي والموص ى على وزن فعي ل‪،‬‬
‫واُألنثى وصي ‪ ،‬وجمعُهما جميعا َأوصياء ووصايا ‪ ،‬ومن العرب من ال يثني الوص ي وال‬
‫يجمعه ‪ ،‬ويقال اوصيت الى فالن بمال‪ ،‬أي جعلته له‪ ،‬واوصيته بولده أي استعطفته عليه‪،‬‬
‫واوصيته بالصالة أي امرته بها ‪ ،‬والوصية ما َأوصيت به‪ ،‬وسميت وصية التصالها بأمر‬
‫الميت الن الميت يصل بها ما كان في حياته بعد مماته‪ ،‬وقي ل لإلم ام علي (علي ه الس الم)‬
‫وصي التصال نسبه وسببه وسمته بنسب رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم)‪ ,‬ويقال وصيت‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الشيء بالشيء اذا وصلته به‬

‫الوصية اصطالحا ‪:‬‬

‫تعددت التعاريف الفقهية واالصطالحية للوصية اذ يعرفها البعض على انها (هبة االنس ان‬
‫غيره عينا او دينا او منفعة على ان يملك الموصى له الهبة بعد موت الموص ي فهي عه د‬
‫خاص مضاف الى ما بعد الموت يوجب حقا التركة لمجرد الوفاة (‪. )2‬‬

‫____________________________________‬

‫‪3‬‬
‫(‪ )1‬كمال الدين محمد بن منظور االنصاري االفريقي ‪ ,‬لسان العرب ‪ ,‬ج‪ , 15‬دار الفكر ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط‪, 3‬‬
‫‪ , 1998‬ص‪. 394‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬محمد ابو زهرة ‪ ,‬شرح قانون الوصية ‪ ,‬الدار االنجلو مصرية ‪ ,‬القاهرة ‪ , 1950 ,‬ص‪.12‬‬

‫وكذلك عرفت على انها ت برع بح ق مض اف بالتص رف م ا بع د الم وت س واء تم اض افة‬


‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫لفظ الموت ام ال فاذا قال شخصا اوصيت لزيد بكذا كان معناه ما بعد الموت‬

‫وق ريب من ه ذا التعري ف م ا ذهب الي ه المش رع الع راقي في تعريف ه للوص ية في‬
‫قانون االحوال الشخصية النافذ اذ عرف الوصية بانها ( تصرف في التركة مضاغ الى ما‬
‫بعد الموت مقتضاه التمليك بال عوض) (‪. )2‬‬

‫وذلك فيما يتعلق بموضوع الوصية بمفهومه ا الع ام وام ا فيم ا يخص الوص ية باألعض اء‬
‫البشرية فلم يتطرق فقهاء الشريعة االسالمية سابقا لهذا النوع من الوصايا لكونه ا تع د من‬
‫المسائل المعاصرة والتي شاعت في العصر الح ديث م ؤخرا نتيج ة التط ور الحاص ل في‬
‫مج ال الطب وك ذلك لم يتن اول معظم فقه اء الق انون له ذا الموض وع تعري ف ش امل ب ل‬
‫تطرقوا الى احكامه بش كل مباش ر وموق ف التش ريعات من ه وه و م ا س ارت علي ه معظم‬
‫التشريعات التي نظمت عملية الوصية باألعضاء البش رية اذ لم تتط رق أي منه ا لتعري ف‬
‫هذه الحالة بشكل صريح بينما نظمت الشروط واالحكام المتعلقة بها واكتفت ببيان احكامها‬
‫من الناحي ة القانوني ة ام ا المش رع الع راقي فلم يتن اول ه ذه المس ألة خالل تنظيم الاحك ام‬
‫المتعلقة بالوص ية في ق انون االح وال الشخص ية الناف ذ لس نة ‪ ,1959‬ولكن من خالل م ا‬
‫ورد في الفقرة الحادية عشر من المادة االولى من قانون عمليات زرع االعض اء البش رية‬
‫ومنع االتجار بها العراقي النافذ لسنة ‪ 2016‬والتي عرفت الوصية وفق م ا وردت علي ه‬
‫ضمن نصوص هذا القانون بانها عبارة عن ( تصرف بعضو او اكثر من اعض اء الجس م‬
‫على سبيل التبرع مضافا الى ما بعد الموت مقتضاه التمليك بال عوض ) (‪. )3‬‬

‫وقد ذهب بعض الباحثين الى تعريف الوصية باألعضاء البشرية بانها ( عب ارة عن ت برع‬
‫من قب ل ش خص بجس ده او بعض اج زاءه مض اف الى م ا بع د م وت الموصي‬
‫_____________________________________‪,‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬احمد الكبيسي ‪ ,‬الوجيز في شرح قانون االحوال الشخصية ‪ ,‬ج‪ , 2‬مطبعة التعليم العالي ‪ ,‬الموصل ‪,‬‬
‫‪ , 1982‬ص‪. 271‬‬

‫‪4‬‬
‫(‪ )2‬المادة (‪ )64‬من قانون االحوال الشخصية العراقي النافذ رقم ‪ 188‬لسنة ‪ 1959‬وتعديالته ‪.‬‬

‫(‪ ) 3‬الفقرة الحادية عشر من المادة االولى من قانون عمليات زرع االعضاء البشرية وعدم االتجار بها‬
‫العراقي النافذ رقم ‪ 11‬لسنة ‪. 2016‬‬

‫مقتضاه انقاذ حياة الموصى له او المستفيد او شفاءه بقصد االجر والثواب) (‪. )1‬‬

‫الفرع الثاني‪ ,//‬تمييز الوصية باألعضاء البشرية عما يشبهها‬

‫هن اك بعض من المص طلحات والمف اهيم ال تي تتش ابه م ع موض وع البحث وال تي قد‬
‫يخل ط البعض فيم ا بينه ا وبين الوص ية باألعض اء البش رية ل ذا فإنن ا س وف نتط رق الى‬
‫تلك المفاهيم لغرض التمييز فيما بينها من حيث مواضع الشبه واالختالف‪.‬‬

‫اوال ‪ //‬تمييز الوصية باألعضاء البشرية عن وقف االعضاء ‪:‬‬

‫والوق ف عن د الفقه اء ه و حبس العين ال تي ال يتص رف فيه ا ب البيع او ال رهن او الهبة‬


‫وال تنتقل اال ب الميراث ام ا المنفع ة او الغل ة فإنه ا تص رف لجه ات الوق ف على مقتضى‬
‫شروط الواقفين (‪. )2‬‬

‫ويرى ج انب من الفق ه بان ه على ال رغم من ان للوق ف ش روطا منه ا م ا يتعل ق ب الواقف‬
‫او الموق وف او ص يغة الوق ف اال ان ه ذه الش روط ال يمكن تطبيقه ا على االعض اء‬
‫البش رية او على جس د االنس ان كك ل بع د وفات ه وتص ح م ع التنج يز ش رط ان ال ي ؤدي‬
‫ذل ك الى الهالك م ع قي ام ش روط ص حة التص رف وال يج وز وق ف الجس د ح ال حي اة‬
‫االنسان إلجراء التجربة الطبية لتع ارض ذل ك م ع قواع د النظ ام الع ام كم ا ان ه ال يصح‬
‫تص رف الش خص في وقف ه لعض و منف رد من اعض اءه ح ال حيات ه الن ذل ك ي ؤدي الى‬
‫الهالك الحال بال شك (‪. )3‬‬

‫اال ان الوقف قد يأخذ حكم الوصية حيث ان للواقف بإرادته المنفردة ان يوقف عض وا من‬
‫اعضائه ألغراض الخير والثواب حيث يصح تصرفه منجزا وه و ال تزام بس يط ال يق ترن‬
‫بوصف كاألجل وحينها يقع الوقف من الواقف حاال اذ ال يصح الوقف ان كان مضافا الى‬

‫_____________________________________‬

‫(‪ )1‬حيدر حسين الشمري ‪ ،‬حكم الوصية باألعضاء‪ ,‬البشرية في الشريعة والقانون‪ ، ,‬مجلة جامعة‬
‫كربالء العلمية ‪ ،‬المجلد‪ ، 5‬العدد ‪ , 2007 ، 4‬ص‪. 2‬‬

‫‪5‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬احمد الكبيسي ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪. 253‬‬

‫(‪ )3‬عارف علي القره داغي‪ ,‬قضايا فقهية في نقل االعضاء البشرية‪ ,‬دار المسيرة‪ ,‬ماليزيا‪ ,2015 ,‬ص‪.19‬‬

‫ما بعد الموت ولهذا ال يصح تصرف الشخص في القول بأن جسده موقوف بعد موت ه الن‬
‫هذا التصرف يكون وصية وش رط الوق ف التأبي د فال يص ح م ؤجال لف ترة زمني ة كم ا ان‬
‫وقف الجسد او العضو الذي يقع حال الحياة ويضاف الى ما بعد الموت يأخذ حكم الوصية‬
‫كما لو وقف شخص جسده الى جهة طبية بشرط وجود اهلية التبرع عند الواقف (‪. )1‬‬

‫ثانيا ‪ //‬التمييز‪ ,‬بين الوصية‪ ,‬باألعضاء وبيع االعضاء ‪:‬‬

‫ويع رف عق د ال بيع بان ه العق د ال ذي بموجب ه ينق ل اح د الط رفين وه و الب ائع ملكي ة أي‬
‫شيء او حق الى الطرف االخر مقابل ثمن مادي (‪. )2‬‬

‫ومن خالل هذا التعريف يتضح بان عملية بيع االعضاء تختلف عن الوص ية به ا من ع دة‬
‫نواحي فمن حيث االثار تكون الوصية نافذة بعد وفاة الشخص الموص ي في حين ان ال بيع‬
‫يكون نافذا في حياة البائع‪ ،‬واما من حيث االعضاء المتعامل به ا ف ان الوص ية باألعض اء‬
‫ممكنة في معظم اعضاء االنسان سواء التي تتوقف عليها الحياة ام غيرها في حين ان بي ع‬
‫االعضاء ال يتصور ان يرد اال على االعضاء التي ال يشكل انتزاعها تلف ا للحي اة‪ ،‬وك ذلك‬
‫يختلفان من حيث الغرض اذ ان الوص ية باألعض اء يش ترط ان تك ون بال ع وض أي بال‬
‫مقابل مادي يعود على الموصي من وراء هذا التبرع سواء له قبل الموت او لورثته بينم ا‬
‫في حين ان بيع االعضاء يكون بمقابل مادي نقدي كان ام عيني (‪. )3‬‬

‫كما يختلفان من حيث المشروعية القانونية اذ ان الوصية باألعضاء تصرف اباحتها معظم‬
‫التشريعات القانونية المعاصرة بم ا فيه ا التش ريع الع راقي م تى م ا تحققت فيه ا الش روط‬
‫الشرعية والقانونية‪ ,‬بينما بيع االعضاء عمل غير مشروع قانونا ويمثل في معظم القوانين‬
‫جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي في الكث ير من ال دول ومنه ا الق انون الع راقي‪ ,‬وذل ك‬
‫وفقا لقانون عمليات زرع االعضاء البشرية ومنع االتجار بها النافذ والذي جاء فيه (يكون‬

‫___________________________________‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬منذر الفضل ‪ ,‬التصرف القانوني باالعضاء البشرية ‪ ,‬دار الشؤون الثقافية ‪ ,‬بغداد ‪ ,‬ط ‪,1990 ,1‬‬
‫ص‪. 138‬‬

‫‪6‬‬
‫(‪ )2‬سعيد مبارك ‪ ,‬الوجيز في العقود المدنية ‪ ,‬دار الثقافة ‪ ,‬االردن ‪ ,‬ط‪ , 2009 , 2‬ص‪. 62‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬منذر الفضل ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪. 139‬‬

‫التبرع بالعضو او النسيج البشري وااليصاء به دون مقابل)‪ ،‬فضال عما ج اءت ب ه الم ادة‬
‫التاس عة من نفس الق انون بقوله ا (يحظ ر بي ع العض و او النس يج البش ري او ش راءه او‬
‫االتجار به باية وسيلة كانت) (‪. )1‬‬

‫ثالثا ‪ //‬التمييز بين الوصية باألعضاء والهبة ‪:‬‬

‫وتع رف الهب ة على انه ا ( تملي ك م ال أو ح ق م الي آلخ ر ح ال حي اة المال ك دون‬


‫عوض) (‪.)2‬‬

‫وبهذا التعريف تق ترب الهب ة كث يرا من حيث المفه وم من عملي ة الوص ية باألعض اء من‬
‫حيث ان كل منهما يكون بال ع وض او مقاب ل م ادي من وراء القي ام بك ل منهم ا كم ا ان‬
‫كالهما يعتبر فعل مباح وجائز من الناحية الشرعية والقانونية اال انهم ا يختلف ان من حيث‬
‫االثر فالوصية باألعضاء من شروطها ان تنف ذ بع د وف اة الموص ي في حين ان الهب ة به ا‬
‫تك ون اثن اء حي اة ال واهب‪ ،‬ويختلف ان من حيث العض و مح ل التص رف ففي الوص ية‬
‫باألعضاء يمكن ان ترد على معظم او جميع االعضاء التي يمكن االس تفادة منه ا من قب ل‬
‫شخص اخر بما فيها االعضاء التي تتوق ف عليه ا حي اة الش خص ذل ك الن الش خص هن ا‬
‫متوفي وال يؤثر ذلك في حياته على العكس من الهبة باألعضاء فال ترد اال على عض و ال‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫يتوقف عليه حياة الواهب واال تكون باطلة لتعلق حياة االنسان وسالمته بالنظام العام‬

‫كما يختلفان من حيث االستثناء اذ ان الهبة في االصل تكون بدون مقابل اال ان القانون ق د‬
‫استثنى ان تكون الهبة بمقابل أي بعوض وهو ما نص ت علي ه الم ادة (‪ )611‬من الق انون‬
‫المدني العراقي النافذ والتي جاء فيه ا ( تص ح الهب ة بش رط الع وض ويعت بر الش رط فل و‬
‫وهب ماال آلخر بشرط ان يؤدي دينه المعل وم المق دار او بش رط ان يق وم بنفقت ه الى ي وم‬
‫وفاته لزمت الهبة فان لم يقم الموهوب له بالشرط كان للواهب اما ان يطالبه بالتنفيذ او ان‬

‫__________________________________‬

‫(‪ )1‬المواد (‪ )9 ,,8‬من قانون عمليات زرع االعضاء البشرية ومنع االتجار بها الع‪,,‬راقي الناف‪,,‬ذ رقم‪ 11‬لس‪,,‬نة‬
‫‪.2016‬‬

‫‪7‬‬
‫(‪ )2‬صالح نجم الدين نادر‪ ,‬نقل االعضاء البشرية بين التج‪,,‬ريم واالباح‪,,‬ة ‪ ,‬مكتب‪,,‬ة الس‪,,‬نهوري ‪ ,‬بغ‪,,‬داد ‪ ,‬ط‪, 1‬‬
‫‪ , 2019‬ص‪. 169‬‬

‫(‪ )3‬حيدر حسين الشمري ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪. 3‬‬

‫يفس خ الهب ة) (‪ ,)1‬بينم ا لم ن رى مث ل ه ذا االس تثناء فيم ا يتعل ق بالوص ية باألعض اء‬
‫البشرية وذلك يبدو واض حا من خالل نص الم ادة التاس عة من ق انون عملي ات زرع‬
‫االعضاء البشرية بقولها (يحظر بيع العض و او النس يج البش ري او ش راءه ‪ ...‬ب اي‬
‫وسيلة كانت)‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫تحديد لحظة وفاة الموصي‬
‫الوصية كما ذكرنا سابقا تصرف مضاف لما بعد الموت‪ ,‬ولكي تحقق وترتب أثارها ال ب د‬
‫من تحقق وفاة الموصي اوال لكي يتم بعد ذلك استئصال العضو الموصى ب ه وهن ا يتب ادر‬
‫السؤال عن المعيار الذي من خالله يتحقق موت (وفاة) الموصي ومن ثم تنفيذ وصيته‪.‬‬

‫وقد أوضح الفقهاء مفاهيم عدة للموت حيث عرف البعض الموت بانه عبارة عن ( مفارقة‬
‫الروح للبدن ) (‪ ,)1‬وهن اك من انتق د ه ذا التعري ف باعتب اره تعري ف بمجه ول وأخفى من‬
‫المعرفة وهو الموت والتعريف األخفى مرفوض منطقي ا ً الن من ش روط ص حة التعري ف‬
‫أن يكون أجلى وأوضح معرفة‪ ,‬لذا فان الم وت يع رف على ان ه (توق ف جمي ع الوظ ائف‬
‫الحيوية في الجسم دون أدنى أمكانية الستعادتها مرة أخرى) (‪ ,)2‬ويستعين األطباء بأكثر‬
‫من معيار في تحديد لحظة الموت سوف نتناولها بصورة مجملة ‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ //‬المعيار التقليدي‪:‬‬


‫وفقا ً لهذا المعيار يستدل على تحقيق الوفاة بتوق ف جه از ال دوران والتنفس بمع نى توق ف‬
‫القلب والرئتين وسائر االوعية الدموية وتوق ف التنفس عن العم ل مم ا ي ؤدي إلى انقط اع‬
‫وصول ال دم المحم ل بالغ ذاء واألوكس جين إلى األعض اء المختلف ة فينتج عن ذل ك م وت‬
‫خاليا تلك األعضاء بشكل تدريجي الواحد تلو األخر كالقرنية والجلد المغطاة تبقى حية‬

‫__________________________________‬

‫‪8‬‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬مصطفى الزلمي‪ ,‬احكام الميراث والوصية واالنتقال في الفقه االسالمي ‪ ,‬مطبع‪,,‬ة وزارة التعليم‬
‫‪ ,‬بغداد ‪ , 2001 ,‬ص‪.164‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬حسام الدين االهواني‪ ,‬المشاكل القانونية‪ ,‬التي تثيرها‪ ,‬عملي‪,,‬ا ت‪,,‬زرع‪ ,‬االعض‪,,‬اء البش‪,,‬رية‪ , ,‬مجل‪,,‬ة‬
‫العلوم والقانون‪ , ,‬مطبعة غين الشمس ‪ ,‬العدد ‪ , 1975 , 1‬ص‪. 181‬‬

‫لبعض األيام بعد الوفاة‪ ,‬أما الكلى فال تبقى سوى (‪ )15‬دقيقة والكبد والقلب (‪ )5‬دقائق أما‬
‫‪ .‬وقد أخذ على‬ ‫(‪)1‬‬
‫الدماغ فال تعد بقائه بعد انقطاع وصول الدم اليه سوى ( ‪ )5 -4‬دقائق‬
‫هذا المعيار اآلتي‪:‬‬

‫أنه غير دقيق الن العلم توصل إلى اكتشاف وسائل عديدة فاإلنعاش يعيد الحي اة إلى‬ ‫‪-1‬‬
‫القلب ألذي توقف بصفة مؤقتة ويحدث هذا في تدليك القلب أو الصدمة الكهربائية‪.‬‬
‫أنه ليس دليالً حاسما ً على الموت الحقيقي فقد يتوق ف القلب رغم بق اء خالي اه‬ ‫‪-2‬‬
‫حية‪ ,‬فيكون الموت ظاهريا ً ال حقيقياً‪.‬‬
‫قد يحدث عكس ما سبق فقد يضل القلب و الجهاز التنفسي أحياء بينم ا تم وت‬ ‫‪-3‬‬
‫خاليا المخ وهنا يكون الموت حقيقيا ً ال ظاهريا ً ألنه بموت خاليا المخ تتوقف‬
‫وظ ائف المرك ز العص بية العلي ا ويعت بر اإلنس ان ميت ا ً هن ا رغم أن القلب‬
‫والجهاز التنفسي تؤدي دورهما بطريقة صناعية‪.‬‬
‫ان هذا المعيار يقف حجر عثرة أمام التقدم العلمي فه و ال يس اعد على أج راء‬ ‫‪-4‬‬
‫عمليات زراعة األعضاء‪ ,‬فنقل القلب مثالً ال يتم أال أذا كانت خالياه حية ف إذا‬
‫توقف القلب وماتت خالياه أصبح غير صالح للزرع (‪.)2‬‬
‫وبسبب تلك االنتقادات وجد المعيار الثاني (المعي ار الح ديث) لتحدي د لحظ ة الم وت‬
‫لتالفي هذه االنتقادات‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ //‬المعيار الحديث لتحديد لحظة الموت (موت الدماغ) ‪:‬‬
‫يعرف موت الدماغ من الناحية الطبي ة بأن ه تل ف ال رجع ة في ه لألنس جة العص بية داخ ل‬
‫تجويف الجمجمة ووفقا ً لهذا المعيار يعتبر اإلنسان ميتا ً حال موت خالي ا ال دماغ ح تى ل و‬
‫ظلت خاليا بعض األعضاء األخر حية مث ل القلب والرئ تين‪ ,‬وذل ك أساس ا ً على أن ه م تى‬
‫ماتت خاليا جذع المخ بشكل نهائي وقطعي‪ ,‬فأن من االستحالة عودتها إلى الحياة وبالتالي‬

‫_______________________________________‬

‫‪9‬‬
‫(‪ )1‬احم‪,,‬د ش‪,,‬رف ال‪,,‬دين‪ ,‬الض‪,,‬وابط القانوني‪,‬ة‪ ,‬لمش‪,,‬روعية نق‪,,‬ل وزراع‪,,‬ة االعض‪,,‬اء البش‪,,‬رية ‪ ,‬المجل‪,,‬ة‬
‫الجنائية القومية‪ ,‬مصر‪ ,‬العدد‪ , 1‬المجلد‪ ,1978 ,24‬ص‪.124‬‬

‫(‪ )2‬د‪ .‬سميرة عايد الديات ‪ ,‬عمليات‪ ,‬نقل وزراعة االعضاء البشرية‪ ,‬بين القانون‪ ,‬والشرع ‪ ,‬منش‪,,‬ورات‬
‫الحلبي الحقوقية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط‪ ,2004 ,1‬ص‪.235‬‬

‫يستحيل عودة اإلنسان إلى كامل وعيه وإلى إدراكه وإلى ممارسة حياته الطبيعية حتى ل و‬
‫أمكن حفظ وظائفه القلبية والتنفسية بصورة صناعية (‪. )1‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن المؤشرات الطبية لموت الدماغ المعتمد عالميا ً في ال وقت الحاض ر‬
‫والتي تبناها دستور السلوك المه ني الط بي الص ادر في الع راق ‪ 2002‬وذل ك في ملحق ه‬
‫الخامس كما يلي ‪:‬‬

‫التأكد من أن المريض فاقد للوعي بصورة تامة م ع انع دام الق درة على االس تجابة‬ ‫أ‪-‬‬
‫للمحفزات الخارجية‪.‬‬
‫انعدام وجود أي منعكسات في جذع الدماغ مثل السعال والتنهد والشهقة والقرنية‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫انعدام القدرة على التنفس التلقائي‪ ,‬ل ذلك ف أن ميت ال دماغ يجب أن يرتب ط بجه از‬ ‫ج‪-‬‬
‫التنفس الصناعي‪.‬‬
‫اختب ار اس تجابة ج ذع ال دماغ للتحف يزات العص بية المركزي ة وأهمه ا الفحص‬ ‫ح‪-‬‬
‫السعري الحراري لألذنين‪.‬‬
‫يجب أن تعاد هذه الفحوصات مرة أخرى بعد ‪ 6‬ساعات للتأكد من حالة االرجعية‪,‬‬ ‫د‪-‬‬
‫أم في حالة الموت الناجم عن التسمم أو بسبب التع رض لألنزيم ات يجب أن يع اد‬
‫الفحص بعد (‪ )36_24‬ساعة ‪.‬‬

‫ووفقا ً لهذا المعيار فمتى ما تحقق موت الموصي تحققت الوص ية أمكن استئص ال العض و‬
‫الموصى به (‪. )2‬‬

‫وقد اتجه المشرع العراقي إلى األخذ بمعيار موت الدماغ وقد تب نى المش رع ه ذا المعي ار‬
‫في قانون عمليات زراعة األعض اء البش رية ومن ع االتج ار به ا رقم (‪ )11‬لس نة ‪2016‬‬
‫حيث ذهب المش رع في الم ادة (‪ )24‬حيث ج اء في الفق رة الخامس ة منه ا ب ان (تح دد‬
‫بتعليمات يصدرها وزير الصحة حاالت موت الدماغ) وقد اشترط المشرع تشكيل لجنة‬

‫‪10‬‬
‫_________________________________‬

‫(‪ )1‬احمد حاجم‪ ,‬نقل وزراعة االعضاء البشرية‪ ,‬دراسة مقارنة ‪ ,‬مكتبة السنهوري ‪ ,‬بغداد ‪ ,‬ط‪, 1‬‬
‫‪ , 2016‬ص‪. 124‬‬

‫(‪ )2‬صالح نجم الدين نادر ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪. 236‬‬

‫طبية مختصة مؤلفة من ثالثة أطباء أو أكثر من ضمنهم طبيب أخصائي بالجهاز العصبي‬
‫ويتم االخذ برائيهم لغرض إثبات حالة موت ال دماغ في المستش فيات والمؤسس ات الطبي ة‬
‫المجازة للقيام بأجراء عمليات زرع ونقل األعضاء البشرية (‪. )1‬‬

‫‪11‬‬
‫_______________________________‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )611‬من القانون المدني العراقي النافذ رقم ‪ 40‬لسنة ‪. 1951‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫مشروعية وشروط الوصية باألعضاء البشرية‪,‬‬

‫احاط الفقه والقانون الوصية باألعضاء البشرية مجموعة من الضوابط والشروط إلض فاء‬
‫الصفة الشرعية والقانونية على هذه العمليات‪ ,‬لذا سنقسم ه ذا المبحث لمطل بين نتن اول في‬
‫االول منه مشروعية الوصية باألعضاء البشرية وفي الثاني شروط الوصية باألعضاء‪.‬‬

‫المطلب االول‬

‫مشروعية‪ ,‬الوصية باألعضاء البشرية‪,‬‬

‫البحث في مشروعية الوصية باألعضاء يتطلب من ا تقس يمه إلى ف رعين نتن اول في االول‬
‫منه موقف الشريعة االسالمية من الوصية باألعضاء‪ ,‬وفي الثاني نبين موقف القانون‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ //‬موقف الشريعة من الوصية باألعضاء البشرية‬


‫أن اتج اه الفقه اء المس لمين في ال وقت الحاض ر بخص وص الوص ية باألعض اء البش رية‬
‫منقس م إلى رأيين‪ ,‬األول ي رى ج واز الوص ية باألعض اء البش رية لألغ راض الطبي ة‬
‫والعالجية والثاني يرى عدم جواز مثل هذه الوصية‪ ,‬ولعل الخالف بينهم ينطل ق من م دى‬
‫اعتبار جسد اإلنس ان وأعض ائه ملك ا لص احبها ليتص رف به ا كم ا يتص رف في أموال ه‪,‬‬
‫وذهب أصحاب الرأي االول بعدم جواز الوص ية باألعض اء الن اإلنس ان ال يمل ك جس ده‬
‫حيا ً أو ميتا ً وفقا ً لما اتفق عليه جمهور الفقهاء من مذاهب االسالم وإنما هو ملك خالص هلل‬
‫وليس له أن يتصرف في الجسد في حياته أو بعد مماته أال بما أمر هللا تع الى في الق رءان‬

‫الكريم (‪.)1‬‬

‫‪12‬‬
‫اذ يرى بعض الفقهاء بأن الحكم بموت إنسان بمجرد توقف مخه أو تلفه هو ارتكاب لألمر‬
‫المنهي عنه وتعجل لموت النفس قبل أن تزهق‪ ,‬لذا يرفض هذا الجانب فكرة التبرع والهبة‬
‫أو الوصية بأعضاء اإلنسان ألن اإلنسان ال يملك أعضائه فهي ملك هلل تعالى وهو‬

‫_______________________________________‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬خال‪,,‬د مص‪,,‬طفى فهمي‪ ,‬النظ‪,,‬ام‪ ,‬الق‪,,‬انوني‪ ,‬ل‪,,‬زرع‪ ,‬االعض‪,,‬اء‪ ,‬البش‪,,‬رية ومكافح‪,,‬ة ج‪,,‬رائم االتج‪,,‬ار‬
‫باألعضاء البشرية ‪ ,‬دراسة مقارنة‪ ,‬دار الفكر الجامعي‪ ,‬االسكندرية ‪ ,‬ط‪ ,2012 , 1‬ص‪. 193‬‬

‫مكلف بالمحافظة عليها وعدم ألحاق ضرراً بها‪ ,‬اذ أن اإلسالم يمنع تن ازل المس لم عن أي‬
‫عض و من أعض ائه ب البيع أو الهب ة ال في حيات ه وال في موت ه ألن ه ذا من التص رفات‬
‫الملكية التي ال يملكها اإلنسان في جسمه كله أو بعضه ألن مالك الجسم هو هللا (‪. )1‬‬

‫وقد استدل أصحاب هذا الرأي بأن الوصية ال ترد أال على األموال ال تي تص لح أن تك ون‬
‫محالً‪ ,‬ولما كان جسم اإلنسان ليس من األموال فأن جثته ال تدخل ضمن التركة وال ت دخل‬
‫في القس مة المالي ة ل ذا ال تص ح الوص ية بالجث ة أو ب أجزاء منه ا لمخالف ة ذل ك لش روط‬
‫الوصية‪ ,‬كما استدلوا بحديث الرس ول (ص لى هللا علي ة وس لم) روي عن أس ماء بنت‬
‫أبي بكر (رضي هللا عنها) قد جاءت إمرأة إلى النبي (صلى هللا علية وسلم) فقالت يا‬
‫رسول هللا لي ابنة عروسا ً أصابها الحصبة فتم زق ش عرها أفاص له؟؟ فق ال رس ولنا‬
‫لعن هللا واصله والمتوصلة (‪. )2‬‬

‫وقد تم الرد من قبل بعض الفقهاء المعاصرين المؤي دين للوص ية باألعض اء البش رية ب أن‬
‫قضية التعبير بالوصية شبيهة بتعبيرهم بالهبة بالنسبة إلى التبرع الحي بعضو من أعضائه‬
‫والمراد بالهبة بمعناها الواسع وليس بخصوص الهبة التي يشترط فيها أن يكون الموه وب‬
‫ماالً متقوما ً فهي أشبه بالتنازل عن حق االختصاص في ش يء أذن الش ارع في ه بالتن ازل‪,‬‬
‫ذلك ألن الحق في الحسم مشترك بين العبد وربه والتص رف بح ق هللا تع الى من وط ب أذن‬
‫الشارع‪ ,‬والتصرف بحق العبد منوط بأذنه كذلك والقضية هنا كذلك فصيانة جسم اإلنس ان‬
‫بعد موته حق مشترك بين العبد ورب ه‪ ,‬فالتص رف بالجث ة يحت اج إلى أذن ص احب الح ق‬
‫وحيث أباح الشارع التص رف بجث ة الميت عن د الض رورة ف أن أذن هللا تع الى ق د حص ل‬
‫وبقي حق العبد‪ ,‬وهذا ال سبيل اليه اال عن طريق االذن وأولى الناس بحق مراع اة حرم ة‬
‫الجث ة ه و ص احبها وحين أذن الش ارع بالتص رف في الجث ة عن د الض رورة فمن ح ق‬
‫‪13‬‬
‫صاحبها حينئذ األذن بذلك أيضا ً ويعني أذنه حينئذ تنازل عن حقه في عدم المساس بجثت ه‪,‬‬
‫وإنما عبر بعضهم هنا بالوصية‪ ,‬ألنها أقرب ص يغة يمكن أطالقه ا على تص رف اإلنس ان‬
‫بحقه بعد الموت‪ ,‬فالتنازل عن الحق بعد الموت هو الذي يقصده الباحثون بالوصية هنا أو‬

‫_________________________________‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬خالد مصطفى فهمي ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪. 197‬‬


‫(‪ )2‬عارف علي القره داغي ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪. 130‬‬

‫ما ينبغي أن يقصدونه وليس المراد بذلك خصوص الوصية ال تي أش ترط فيهم ا أن يك ون‬
‫الموصى به ماالً (‪.)1‬‬

‫وأستدل الرأي الثاني قائالً بجواز وصية اإلنسان بجثت ه أو بج زء منه ا لغ رض علمي أو‬
‫عالجي‪ _:‬بأن لإلنس ان والي ة على نفس ه وال يوج د دلي ل يعتم د علي ه في التح ريم وه ذه‬
‫الوص ية تك ون معت برة ش رعا ً ألنه ا وص ية بم أذون بم ا من قب ل الش ارع‪ ,‬وعلي ه فأنه ا‬
‫كالوصية بأي شيء مأذون بالوصية به تنفذ بعد موت الموص ي ول ه أن يرج ع عنه ا قب ل‬
‫الموت‪ ,‬كما أن الشريعة اإلسالمية تجوز الوصية بمال أو غير م ال أذا ت وافرت الش روط‬
‫الشرعية للوصية (‪.)2‬‬

‫اما الشيعة االمامية فان الرأي الراجح العلماء المعاصرين هو جواز الوصية باالعض اء اذ‬
‫ان قطع العض و من الميت وإن ك ان حرام ا ً إال أن أهمي ة االنتف اع به ذا العض و لإلنس ان‬
‫الحي وإن لم تكن واجب ة إال أنه ا ترف ع حرم ة قط ع العض و من الميت‪ ،‬ألن الحرم ة هي‬
‫االعتداء على الميت‪ ،‬ال لفائدة فيك ون العم ل منافي ا ً لوج وب اح ترام الميت‪ ،‬أم ا م ع ه ذه‬
‫الفائدة الكبيرة فال يكون المساس بجسد الميت مخالفا ً الحترامه‪ ،‬خصوص ا ً إذا ص رح قب ل‬
‫موته بقط ع أعض ائه المفي دة للمرض ى كم ا يج وز للط بيب إذا ك ان ي رى بنفس ه أن ه ذا‬
‫اإلنسان قد م ات فعالً وإلى جانب ه إنس ان يحت اج إلى بعض اعض اء ه ذا الميت لينق ذه من‬
‫الموت المحق‪ ،‬فهنا يتوجب الى الطبيب خطابان‪ ,‬األول يتمثل بحرمة قطع اعضاء الميت‪،‬‬
‫والثاني وجوب انقاذ انسان من الموت وبذلك يقع التزاحم‪ ,‬وهن ا تقض ي القاع دة الش رعية‬
‫بتقديم األهم على المهم‪ ،‬ومن الواضح أن األهم هو انقاذ حياة المريض من الموت المحق ق‬
‫ولو كان بواسطة أخذ عضو من الميت بغض النظر عن حرمت ه‪ ،‬الن ذل ك يع د مث ل ش ق‬

‫‪14‬‬
‫بطن االم إذا ماتت ألجل انقاذ الجنين وهذا النوع من العمليات مباح باتف اق علماءن ا ح تى‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫وان كان دون موافقة االم قبل وفاته‬

‫__________________________________‬
‫(‪ )1‬عارف علي القره داغي ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪. 135‬‬
‫(‪ )2‬احمد حاجم‪ ,‬مصدرسابق‪ ,‬ص‪.147‬‬
‫(‪ )3‬ابو القاسم‪ ,‬الخوئي‪ ,‬منية المسائل‪ ,‬ج‪ ,1‬مؤسسة ال البيت‪( ,‬عليهم السالم)‪ ,‬بيروت‪ ,‬ط‪,1991 ,1‬‬
‫ص‪,221‬‬

‫الفرع الثاني ‪ //‬موقف القانون من الوصية باألعضاء البشرية‪:‬‬


‫لقد كان الفقه الق انوني الس ائد في العص ور المت أخرة والمعم ول ب ه في معظم التش ريعات‬
‫حول العالم هو أن جسم اإلنسان وأعضائه خ ارج دائ رة التعام ل الق انوني وأن ك ل اتف اق‬
‫يكون محله جسم اإلنسان يقع باطالً أساس ه إذ ينص رف إلى التعام ل في الجس م كك ل عن‬
‫طريق البيع أو الرهن وذلك لما له من حرمة حال الحياة أو بعد الوفاة والتص اله بالكرام ة‬
‫اإلنسانية المتأصلة في الشخص اإلنساني والتي تقضي بعد معاملة الشخص على أنه شيء‬
‫أو بضاعة بل االعتراف له كصاحب حق ل ه حرم ة وقدس ية‪ ,‬أال أن التعام ل في أعض اء‬
‫الجس م ق د ثبت الواق ع دخوله ا في دائ رة التعام ل الق انوني وذل ك لم ا تمثل ه من مص لحة‬
‫مشروعة لفائدة الغير أو مجتمع ككل وعلى هذا األساس يكون التعامل في ج زء من جس م‬
‫اإلنسان بالشكل ال ذي ال يتع ارض م ع كرام ة اإلنس ان وحقوق ه فالق انون س مح بالتعام ل‬
‫باألعضاء البشرية بما ال يتعارض مع قيمة اإلنسان وما يوافق حرمة جسم اإلنسان (‪. )1‬‬

‫ومع تطور الطب والتقني ات الطبي ة والنس ب العالي ة ال تي حققته ا عملي ات نق ل وزراع ة‬
‫االعضاء البشرية فقد صاحب ذلك ظهور اراء فقهي ة مؤي دة من قب ل فقه اء الق انون تع بر‬
‫عن مشروعية هذا االتجاه وب ذلك فق د س اد نط اق تأص يل م دى مش روعية ممارس ة نق ل‬
‫وزرع األعضاء البشرية بين من الوجهة القانونية في الوقت الحاضر جانبين ك ان أولهم ا‬
‫ينادي بمنع هذه الممارسة بين استنادا الى الحجج التي ساقها هذا الجانب وساغ من خالله ا‬
‫توجهه ‪ ،‬أما الجانب اآلخر فقد أقر بجواز هذه العمليات ومشروعيتها من الناحية القانوني ة‬
‫مستندا في إجازته لها بأسس معينة ‪ ،‬كان من أهمها الرضا من جانب المنقول منه العض و‬

‫البشري مع اقترانه بالمصلحة االجتماعية والرضا المقترن بالضرورة العالجية (‪. )2‬‬

‫‪15‬‬
‫وتعتبر عملي ات نف ل وزراع ة األعض اء البش رية من بين أهم ص ور التعام ل باألعض اء‬
‫البشرية تحقيقا ً لمصلحة عالجية للغير والتي لها خطورة وحساسية‪ ,‬وذلك بسبب اتصالها‬

‫______________________________________‬

‫(‪ )1‬اسامة عصمت الشناوي‪ ,‬الحماي‪,,‬ة الجنائي‪,‬ة‪ ,‬لح‪,,‬ق االنس‪,,‬ان‪ ,‬في التص‪,,‬رف بأعض‪,,‬ائه‪ , ,‬دار الجامع‪,,‬ة‬
‫الجديدة ‪ ,‬االسكندرية ‪ , 2014 ,‬ص‪. 22‬‬

‫(‪ )2‬علياء طه محمود‪ ,‬مسؤولية الطبيب‪ ,‬الجنائية عن نقل وزراعة االعضاء‪ ,‬البشرية‪ , ,‬دراسة مقارنة‬
‫‪ ,‬رسالة ماجستير‪ , ,‬كلية الحقوق ‪ ,‬جامعة النهرين ‪ ,‬العراق ‪ , 2013 ,‬ص‪. 113‬‬

‫باألحي اء و األم وات على اعتب ار ان عملي ة الت برع باألعض اء من الممكن ان تك ون في‬
‫مرحلة ما بعد الموت والذي يعرف في االصطالح الق انوني بالوص ية باألعض اء البش رية‬
‫والذي يعد من الحاالت األكثر شيوعا ً في الوقت الحاضر في مج ال نق ل وزرع األعض اء‬
‫كما تعتبر الوسيلة األكثر فعالية في إنقاذ المرضى وتحسين ح التهم الص حية وإنق اذهم من‬
‫الموت المحقق والعتبار الق انون مطالب ا ً بمواجه ة م ا يط رأ من تغ يرات في مجتم ع وم ا‬
‫يتحقق في مجال الطب من انجازات لفائدة البشرية فقد كان لزاما ً على التشريعات المختلف ة‬
‫أن تكفل االستفادة من التقدم العلمي في مجال نقل األعضاء ودون أه دار القيم االجتماعي ة‬
‫والدينية القائمة في المجتم ع من أج ل ذل ك عم دت معظم التش ريعات المختلف ة إلى البحث‬
‫عن اإلطار القانوني لممارسة هذه العمليات وفق ضوابط وشروط تض من حس ن اس تخدام‬
‫هذه العمليات بما يتحقق معه مصلحة الفرد والمجتمع بشكل عام (‪. )1‬‬

‫وعلى مس توى التش ريع الع راقي فق د ك ان أول ق انون تم تش ريعه في الع راق ينظم ه ذه‬
‫المس ألة ه و الق انون رقم (‪ )113‬لس نة ‪ 1970‬الملغي‪ ,‬وال ذي ع رف بق انون مص ارف‬
‫العيون وقد كانت الغاية من تشريع هذا القانون هو بسبب كثرة حاالت أمراض القرني ة في‬
‫ذلك الوقت ولم ا يس توجب معالجته ا من أج راء عملي ات نق ل قرني ة له ا من عين أخ رى‬
‫وحيث أن ذلك يتطلب تنظيم الحصول على العيون المستأصلة وتع يين مص ادرها وت أمين‬
‫حفظها (‪. )2‬‬

‫وق د ج اءت الم ادة الثاني ة من ه ذا الق انون لتج يز وألول م رة على مس توى التش ريع في‬
‫العراق عملية الوصية باألعضاء البشرية وذل ك بقوله ا (تحص ل المص ارف على العي ون‬
‫الصالحة من خالل االتي‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫عيون األشخاص الذين يوصون بها أو يتبرعون بها‪. )3( ).....‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وقد حصر المشرع العراقي امكانية الوصية باألعضاء بالقرنية فقط إذ لم يكن هناك قانون‬

‫________________________________‬

‫(‪ )1‬علياء‪ ,‬طه‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.116‬‬


‫(‪ )2‬ينظر االسباب‪ ,‬الموجبة لقانون مصارف العيون العراقي الملغى رقم ‪ 113‬لسنة ‪. 1970‬‬
‫(‪ )3‬المادة الثانية‪ ,‬من قانون مصارف العيون العراقي الملغى رقم ‪ 113‬لسنة ‪. 1970‬‬

‫يسمح لألشخاص الوصية بأعضائهم سوى هذا النص وقد أستمر هذا الح ال لغاي ة ص دور‬
‫قانون رقم (‪ )85‬لسنة ‪ 1986‬الملغى قانون عمليات زرع األعضاء البشرية والذي اعتبر‬
‫أول قانون يبيح الوصية بكافة األعضاء البشرية وذلك من خالل الم ادة الثاني ة من ه وال تي‬
‫نصت على أن (يتم الحصول على األعضاء ألجل أجراء عمليات الزرع من خالل‪:‬‬

‫من يتبرع بها أو يوصي بها حال حياته شريطة أن يكون كامل األهلية عن د الت برع‬ ‫‪-1‬‬
‫أو االيصاء وبإقرار كتابي) (‪. )1‬‬

‫وأستمر العمل بأحكام هذا القانون لغاي ة ص دور ق انون عملي ات زرع األعض اء البش رية‬
‫ومنع االتجار بها الناف ذ رقم (‪ )11‬لس نة ‪ 2016‬وال ذي الغى كاف ة الق وانين الس ابقة فيم ا‬
‫يتعلق بنقل وزراعة االعضاء البشرية والنصوص التي تتع ارض م ع احك ام ه ذا الق انون‬
‫وقد تجاوز المشرع في القانون النافذ االنتقادات ال تي ك انت موجه ة نح و الق انون الس ابق‬
‫الملغى وال ذي يعت بر قانون ا ً غ ير منظم‪ ,‬فق د ك ان مقتص راً على م واد قليل ة أم ا ق انون‬
‫مص ارف العي ون (‪ )113‬لس نة ‪ 1970‬ك ان مقتص راً على الوص ية بن وع معين من‬

‫األعضاء (‪. )2‬‬

‫وق د نص ت الم ادة (‪ )12‬من الق انون الناف ذ لس نة ‪ 2016‬على ان ه ( لك ل ش خص كام ل‬


‫األهلية أن يوصي كتابة وفقا ً للقانون باستئصال عضو أو نسيج بشري أو أكثر لزرع ه في‬
‫جسم شخص أخر حي وفقا ً ألحكام الشريعة) (‪. )3‬‬

‫وبذلك فقد اجاز المشرع العراقي مثلما اج از نق ل االعض اء بين االحي اء استئص ال ونق ل‬
‫االعضاء البشرية من جسد االشخاص بعد وفاتهم الى جسم شخص حي أي بمعنى ان ه ق د‬

‫‪17‬‬
‫اباح استئص ال ونق ل االعض اء من جثث الم وتى الى االحي اء اال ان ذل ك ال يتم اال وف ق‬
‫ش روط لغ رض اباح ة ه ذا الفع ل ومن خالل ق راءة نص الم ادة (‪ )12‬اعاله من ق انون‬
‫زراعة االعضاء البشرية النافذ لسنة ‪ 2016‬يتبين لنا بان المشرع قد اجاز لكل شخص‬

‫___________________________________‬

‫(‪ )1‬المادة الثانية‪ ,‬من قانون عمليات زرع االعضاء البشرية‪ ,‬العراقي رقم (‪ )85‬لسنة ‪ 1986‬الملغى‪.‬‬

‫(‪ )2‬صالح نجم الدين نادر ‪ ,‬مصدر سابق ‪. 90 ,‬‬

‫(‪ )3‬المادة (‪ )12‬من قانون زراعة االعضاء البشرية‪ ,‬ومنع االتجار بها النافذ رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2016‬‬

‫بان يوصي اثناء حياته او قبل وفاته باستئصال عضو او نس يج بش ري او اك ثر من جثت ه‬


‫وزراعته في جسم انسان حي بعد موته وفقا ألحك ام الش ريعة االس المية بش رط ان يك ون‬
‫ذلك الش خص كام ل االهلي ة بمع نى ان المش رع ق د اش ترط على من يوص ي بعض و من‬
‫اعض ائه او اك ثر او نس يج بش ري ان يك ون متمتع ا باألهلي ة القانوني ة ال تي تجع ل من‬
‫تصرفات الشخص منتجة آلثارها من الناحية القانونية (‪. )1‬‬

‫وبذلك يكون المشرع العراقي قد ساير التشريعات الحديث ة من خالل وض ع إط ار ق انوني‬


‫للوص ية باألعض اء البش رية وإعطائه ا ص يغة قانوني ة بم ا ال يخ ل ب الثوابت اإلس المية‬
‫والشرعية المتعارف عليه ا وفق ا ً لآلراء الفق ه اإلس المي المعاص ر ووف ق ش روط نظمه ا‬
‫الق انون الناف ذ من خالل النص وص (‪ )16_12‬ال واردة في الق انون اعاله ‪ ,‬كم ا وض ح‬
‫عقوبات جزائية تتمثل في الحبس أو السجن وهذه العقوبات تقع على كل من يخالف أحكام‬
‫هذا القانون ‪.‬‬

‫والجدير بالذكر هو ان المشرع العراقي وفي التفاتة جيدة من وجهة نظر الباحث ة ق د عل ق‬
‫مسألة تنفيذ الوصية باألعضاء البشرية في بعض الحاالت التي تكون فيها الوفاة ناتجة عن‬
‫موض وع تحقي ق جن ائي وجعله ا بموافق ة من قاض ي التحقي ق المختص ب النظر في س ير‬
‫التحقيق الخاص بالوفاة وذلك وفقا لم ا ج اءت ب ه الم ادة (‪ )13‬من الق انون وال تي نص ت‬
‫على ان (ال يجوز االستئصال من جثة المتوفى اال بإذن من قاض ي التحقي ق المختص اذا‬

‫كانت الوفاة موضوع تحقيق جنائي) (‪. )2‬‬

‫‪18‬‬
‫____________________________________‬

‫(‪ )1‬صالح نجم الدين نادر ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪. 201‬‬


‫(‪ )2‬الفقرة اوال من المادة (‪ )13‬من قانون زراعة االعضاء البشرية ومنع االتجار‪ ,‬بها العراقي النافذ‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪. 2016‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫شروط الوصية باألعضاء البشرية‪,‬‬
‫الوصية باألعضاء كأي وصية أخرى البد لقيامها من توفير شروط وهذه الشروط منها ما‬
‫يتعلق بالموصي ومنها ما يتعلق بالموصى له ومنها ما يتعلق بالموصى به‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ //‬شروط الموصي ‪:‬‬


‫من خالل ق راءة نص الم ادة (‪ )12‬من ق انون عملي ات زرع األعض اء البش رية ومن ع‬
‫االتجار بها لسنة ‪ 2016‬والتي جاء فيها ( لكل شخص كامل األهلية أن يوصي كتابة وفقا ً‬
‫للقانون باستئصال عضو أو نسيج بشري أو أكثر من جثته لزراعة في جس م ش خص حي‬
‫أخر وفقا ً ألحكام الشريعة) ‪.‬‬

‫نجد ان هناك شرطين أساسيين قد اشارت لهما المادة اعاله أولهما يتعلق بص يغة الوص ية‬
‫(شكلها) وثانيهما يتعلق بأهلية الموصي وعليه سنتناول هذين الشرطين بشكل مفصل‪:‬‬

‫‪ -1‬صيغة الوصية‪ -:‬وهي األسلوب الذي من خالله يعبر الموص ي عن أرادت ه في أنش اء‬
‫وصيته ‪ ,‬وهي في موضوع الوصية باألعضاء البشرية يمكن تعريفها بأنها األسلوب الذي‬
‫من خالله ينشئ الموصي وصيته ويعبر من خاللهما عن أرادته بإنشائها (‪.)1‬‬

‫وإذا ما كانت القاعدة بصورة عامة في الوصية أن الكتابة ليست شرطا ً لالنعقاد وإنم ا هي‬
‫بينة ثبوت لالنعقاد‪ ,‬على أن الكتابة في الوصية باألعضاء البشرية هي لالنعقاد ال لإلثب ات‬
‫على اعتبار أنها استثناء من األص ل الع ام القاض ي بع دم ج واز التص رف باألعض اء فال‬

‫‪19‬‬
‫يجوز التوس ع في تفس يرها‪ ,‬أض افة إلى ذل ك ص راحة النص وص القانوني ة ال تي أج ازت‬
‫الوصية باألعضاء والتي ابتداء النعقاد الوصية اشترطت الحصول على اق رار كت ابي من‬
‫الموصي وهذا يعني عدم جواز أثبات مث ل ه ذه الوص ية عن د الخالف بالش هادة أو اق رار‬
‫الورثة بعد وفاة الموصي (المورث) (‪. )2‬‬

‫__________________________________‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حيدر الشمري ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪. 136‬‬


‫(‪ ) 2‬د‪ .‬أحمد الكبيسي ‪ ,‬األحوال الشخصية في الفقه والقضاء والقانون‪ ,‬الجزء الثاني‪ ,‬المكتبة القانونية‪,‬‬
‫بغداد‪ ,‬بدون سنة الطبع‪ ,‬ص‪. 20‬‬

‫‪ -2‬أهلية الموصي القانونية‪ -:‬األهلية نوعان أهلية وجوب و أهلية أداء‪ ,‬فأهلي ة الوج وب‬
‫يقصد بها صالحية الشخص الكتساب حق ا ً وتحم ل التزام اً‪ ,‬ول ذلك فاإلنس ان من ذ والدت ه‬
‫وح تى ممات ه لدي ه أهلي ة وج وب كامل ة أم ا أهلي ة األداء فيقص د به ا ص الحية الش خص‬
‫لصدور العمل القانوني من ه على وج ه يعت د ب ه ش رعا ً أي أنه ا ص الحية الش خص لقي ام‬
‫التصرفات القانونية (‪. )1‬‬

‫وأن أهلية األداء هي األعم وال شك بأن األهلية المطلوبة فيم ا يتعل ق بالوص ية باألعض اء‬
‫هي أهلية األداء ذل ك لك ون التص رف باألعض اء يعت بر من التص رفات الض ارة ض رراً‬
‫محضا وان امتد أثره إلى ما بع د وف اة الش خص الموص ي‪ ,‬ل ذا فق د تطلب الق انون ت وافر‬
‫األهلية الكاملة في مثل هذا التصرف والتي تتوافر في الشخص بإكماله سن الثامن ة عش ر‪,‬‬
‫وهذا يعني عدم جواز قبول وصية من لم يكمل هذا العمر وفضالً عما تقدم فان ه ذا الحكم‬
‫يسري على القاصر المأذون أيضا ً على الرغم من اعتباره (كامل األهلي ة) وبمنزل ة الب الغ‬
‫سن الرش د في التص رفات المالي ة الم أذون ل ه في القي ام به ا ألن والي ة الص بي الم أذون‬
‫محصورة بالمال وليس له والية على روحه وعلى جسده (‪. )2‬‬

‫ويجب ان تكون اهلية الموصي سالمة من العوارض ورضاه خ ال من العي وب (ك اإلكراه‬


‫أو االستغالل أو التغرير مع الغبن الفاحش أو الغلط ) ‪ ,‬ون رى أن ه ال يمكن تص ور ورود‬
‫االستغالل أو التغرير مع الغبن الفاحش في الوصية باألعضاء وكذلك الغل ط في الش خص‬
‫الموصى له ويمكن حصرها باإلكراه فق د وإذا م ا وق ع فال تص ح الوص ية‪ ,‬أم ا الم ريض‬
‫مرض الموت فنرى صحة وصيته بأعضاءه ما دامت ال تؤثر على حياته كونه ا تنف ذ بع د‬

‫‪20‬‬
‫وفاته كما أن مرض الموت باعتباره عارض ال يعدم األهلي ة وال ينقص ها وبالت الي يتمت ع‬
‫المريض بكامل أهليته (‪. )3‬‬

‫_______________________________‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حيدر حسين الشمري ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪. 136‬‬

‫(‪ )2‬صالح نجم الدين نادر‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪. 169‬‬

‫(‪ )3‬منذر الفضل ‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪. 98‬‬

‫الفرع الثاني ‪ //‬شروط الموصى له‪:‬‬


‫وهو الشخص الذي صدرت من اجله الوصية وقصد الموص ي ب ره (‪ ,)1‬وه و في الوص ية‬
‫باألعضاء البشرية يقصد به الشخص الذي قصد الموصي من خالل وصيته أن يتبرع ل ه‬
‫بعضو من اعضاءه بعد وفاته سواء بقصد الثواب أو رد الجميل أو معروف أو بره ‪ ,‬وقد‬
‫اشترط القانون في الشخص الموصى له مجموعة من الشروط‪:‬‬

‫‪ -1‬الحصول على موافقته لزرع العض‪,,‬و البش‪,,‬ري‪ -:‬حيث نصت الم ادة (‪ )14‬من ق انون‬
‫عمليات زراع ه األعض اء البش رية الع راقي على ه ذا الش رط بقوله ا (ال يج وز زراع ة‬
‫النسيج أو العضو في جسم الشخص المتلقي اال بعد موافقته الصريحة أو الكتابة أو موافق ة‬
‫ذويه) (‪. )2‬‬

‫ويع د من المب ادئ الراس خة في الق انون الط بي ض رورة الحص ول على رض ا الم ريض‬
‫كأساس للعالج الذي يقرره له الطبيب‪ ,‬ويعتبر رض ا الم ريض ش رطا ً جوهري ا ً و أساس يا ً‬
‫لنقل وزرع األعضاء البشرية وفي حال قيام الطبيب ب أجراء عملي ة ال زرع العض وي في‬
‫جسم المريض دون الحصول على رضاه ودون و دون أن تكون هناك ضرورة للحص ول‬
‫على موافقته فأن فعلة هذا يخرج من نطاق اإلباحة ويدخل في أعمال التعدي (‪. )3‬‬

‫ويشترط في مجال عمليات زرع األعضاء أن يكون رض ا الم ريض ص حيحا ً أي ص ادرا‬
‫من إنسان بالغ عاقل يملك قواه العقلية ويجب أن يكون رضاه صادرا بكامل الحرية ودون‬
‫خوف أو أكراه أو غش ‪ ,‬وموافقة المريض إلجراء عملية الزرع العضو له تعني مشاركة‬

‫‪21‬‬
‫في تحمل المخاطر والمشاركة في تحم ل المخ اطر تف ترض األهلي ة قانوني ة كامل ة ‪ ,‬وق د‬
‫يكون الشخص المريض قاصراً أو غير مميز ففي هذه الحال ة يس توجب موافق ة ال ولي أو‬
‫الوصي الشرعي (‪. )3‬‬

‫__________________________________________‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حيدر حسين الشمري ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪. 137‬‬

‫(‪ )2‬المادة (‪ )14‬من قانون زراعة االعضاء البشرية‪ ,‬ومنع االتجار بها العراقي النافذ رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫‪. 2016‬‬

‫(‪ )2‬أحمد شوقي أبو خطوة‪ ,‬القانون‪ ,‬الجنائي‪ ,‬والطب الحديث‪ ,‬المطبعة العربية الحديثة‪ ,‬القاهرة‪, ,‬‬
‫‪ , 1986‬ص‪.50‬‬

‫‪ -2‬تبص‪,,‬ير الم‪,,‬ريض بمخ‪,,‬اطر العالج‪ -:‬حيث أش ترط الق انون تبص ير الم ريض بحقيق ة‬
‫وضعه الصحي وبطبيعة الزرع التي ستجري له وأن الطريقة إلنقاذ حياته تتمثل في القيام‬
‫بعملية زرع العضو له كما يجب أن يتبين له خطورة العملية الجراحية ونتائجه ا المحتمل ة‬
‫فق د نص ت الم ادة (‪ )15‬من ق انون عملي ات زرع األعض اء البش رية ومن ع االتج ار به ا‬
‫العراقي النافذ لسنة ‪ 2016‬وال تي ج اء فيه ا (على الط بيب أن ه يبص ر المتلقي باألخط ار‬

‫والنتائج المؤكدة والمحتملة لعملية الزرع) (‪. )1‬‬

‫الفرع الثالث ‪ //‬شروط الموصى به ‪:‬‬


‫الموصى ب ه ه و متعل ق الوص ية أو ه و م ا أراد الموص ي بوص يته ايص ائه بالعض و أو‬
‫األعضاء التي يروم االيصاء بها واشترط القانون في الموصى به شرطين اساسيين‪:‬‬

‫أنه يحقق مص لحة عالجي ة راجح ة للم ريض وإبقائ ه في الحي اة وإنق اذه من الهالك‬ ‫‪-1‬‬
‫وليس لهدف أخر ‪.‬‬
‫أن ال يكون من األعضاء التناسلية‪ ,‬حيث ال يجوز نقل األعضاء التناسلية الذكري ة أم‬ ‫‪-2‬‬
‫األنثوية ألنها تؤدي إلى اختالط األنساب بين الموصي و الموصي له وه ذا يص طدم‬
‫ويتعارض بقواعد النظام العام واآلداب العامة (‪. )2‬‬

‫وقد نصت المادة (‪ )16‬من قانون زرع األعضاء البشرية ومنع االتج ار به ا على ان ه (ال‬
‫يجوز نقل األعضاء التناسلية من جثة المتوفي وزرعها في جسم إنس ان حي)‪ ,‬وعلى ذل ك‬

‫‪22‬‬
‫يكون زرعها محرم ا ً مطلق اً‪ ,‬وعلي ه ف أن الض ابط ال ذي يمكن أن نتوص ل ب ه إلى ج واز‬
‫الوصية بالعضو البشري هو كل عضو يترتب على نقله مصلحة عالجية راجحة للمريض‬
‫تقتضيها المحافظة على حيات ه وأن ال ي ؤدي نقل ه إلى اختالط األنس اب أو مخالف ة للنظ ام‬
‫العام أو اآلداب العامة (‪. )3‬‬

‫_______________________________________‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )14‬من قانون زراعة االعضاء البشرية‪ ,‬ومنع االتجار بها الع‪,,‬راقي الناف‪,,‬ذ رقم ‪ 11‬لس‪,,‬نة‬
‫‪. 2016‬‬

‫(‪ )2‬صالح نجم الدين نادر ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪. 170‬‬

‫(‪ )3‬د‪ .‬حيدر حسين الشمري ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪. 141‬‬

‫الخاتمة‬
‫من خالل البحث الموس وم بـ ( الوص ية باألعض اء البش رة في الفق ه االس المي‬
‫والقانون الوضعي ) أمكن التوصل إلى مجموعة من النتائج والتوصيات التالية ‪:‬‬

‫النتائج‬

‫الوصية باألعضاء البشرية عبارة عن تبرع من قبل شخص بجس ده أو بعض‬ ‫‪-1‬‬
‫أجزائه مضاف إلى ما بعد موت الموصي مقتضاه إنقاذ حياة الموص ى ل ه أو‬
‫شفاؤه بقصد األجر والثواب‪.‬‬
‫أن الموصي ال يمكن تصوره أال أن يكون شخصا ً طبيعي ا ً كام ل األهلي ة وأن‬ ‫‪-2‬‬
‫يكون رضاه خاليا ً من أي عارض من ع وارض األهلي ة أو عيب ا ً من عي وب‬
‫الرضا وال يمكن تص ور عي وب الرض ا في الوص ية باألعض اء البش رية اال‬
‫االكراه اذا وقع فال تصح الوصية باألعضاء البشرية‪.‬‬

‫عدم جواز الوصية باألعضاء التناسلية شرعا ً وقانونا ً ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أخ ذ المش رع الع راقي معي ار (م وت ال دماغ) أساس ا في تحدي د لحظ ة وف اة‬ ‫‪-4‬‬
‫الموصي وتنفيذ الوصية ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫تبين لنا أن الوص ية باألعض اء البش رية من المواض يع المس تحدثة وال تي لم‬ ‫‪-5‬‬
‫يعرفها الفقه اإلسالمي في السابق فلم نجد من الفقهاء القدامى من تطرق لبيان‬
‫أحكام الوصية باألعضاء أال أنه ومع بروز عمليات نقل األعضاء وانتش ارها‬
‫بفض ل الطب والتقني ات المس تحدثة في ه وارتف اع نس ب نجاحه ا فق د أباحه ا‬
‫جمه ور من الفقه اء المعاص رين بخالف البعض ال ذين خ الفوهم ولم يج يز‬
‫المساس بجسم اإلنسان بعد وفاته ‪.‬‬

‫لم يكن المشرع الع راقي مت أخرا في مج ال التش ريع فيم ا يخص مس ألة نق ل‬ ‫‪-6‬‬
‫وزراعة األعضاء والوصية بها من خالل تنظيم مجموعة من الق وانين ب دأت‬
‫عام ‪ 1970‬عن طريق أصدر قانون مص ارف العي ون الملغي ومن ثم تلبي ة‬
‫مجموعة من التش ريعات إلى أن اس تقر على الق انون الناف ذ رقم (‪ )11‬لس نة‬
‫‪. 2016‬‬

‫التوصيات‬

‫لم يتناول المشرع العراقي في القانون النافذ رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 2016‬ضرورة اج راء‬ ‫‪-1‬‬
‫عمليات نقل وزراعة االعضاء البشرية في مؤسسات خاصة او مراكز متخصص ة‬
‫تابعة لوزارة الصحة كما في القوانين السابقة الملغاة بم وجب الق انون الناف ذ وال تي‬
‫حددت بعض المستشفيات في مركز مدينة بغداد إلجراء هذه العمليات ‪.‬‬
‫نوص ي ب إجراء مراجع ة ش املة لنص وص الق انون الناف ذ رقم ‪ 11‬لس نة ‪2016‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ومقارنتها مع االحكام المتعلقة بها في القوانين االخرى كقانون االح وال الشخص ية‬
‫والقانون المدني وان يكون هناك مراجعة دورية نظرا لما يتميز به ه ذا الموض وع‬
‫من حساسية واهمية عالية كونه يتطور مع تقدم العلم والطب على وجه الخص وص‬
‫لذا يجب ان يكون القانون مواكب لتل ك التط ورات بش كل مس تمر لغ رض معالج ة‬
‫جميع االحك ام والح االت المتعلق ة به ذه المس الة فض ال عن س د الب اب ام ام ال ذين‬
‫يح اولون اس تغالل بعض الثغ رات القانوني ة لغ رض تحقي ق مط امع ومكاس ب‬
‫شخصية غير مشروعة من وراء ذلك‪.‬‬
‫ندعو المشرع العراقي لمعالجة مسألة الوصية واليتها اذ يعاني الق انون الناف ذ لس نة‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ 2016‬نقص تشريعي به ذا الخص وص في مس ألة بي ان الي ة كتاب ة الوص ية فه ل‬
‫يكتفي بان تكون شفهيا بحضور بعض الشهود او ان تكوون الكتاب ة اح د ش روطها‬

‫‪24‬‬
‫وفي هذه الحالة ما حكم الشخص االمي او الذي يعاني من مرض يمنعه من الكتاب ة‬
‫او النطق فهل يكتفي بالشهود في مثل هذه الح االت ام يتطلب االم ر اج راء توثي ق‬
‫في الكاتب او ما شابه ذلك العدل لتمام الوصية‪.‬‬
‫ضرورة نشر الوعي الطبي بين أفراد المجتمع لتشجيعهم على الوصية بأعضائهم‬ ‫‪-4‬‬
‫إلنقاذ الكثير من المرضى الذين هم بحاجة الى تلك االعضاء ولم يتوفر أي وسيلة‬
‫اخرى إلنقاذهم سوى زرع عضو بشري من احد االشخاص بعد وفاته‪.‬‬

‫المصادر‬
‫القرآن الكريم‬

‫اوال ‪ //‬الكتب والمؤلفات‬


‫ابو القاسم الخوئي‪ ,‬منية المسائل‪ ,‬ج‪ ,1‬مؤسسة ال البيت (عليهم السالم)‪ ,‬بيروت‪ ,‬ط‪,1‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1991‬‬
‫أبو فض ل جم ال ال دين بن منظ ور‪ ,‬لس ان الع رب‪ ,‬دار ص ادر‪ ,‬ب يروت‪ ,‬طبع ة أولى‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.1990‬‬
‫أحمد الكبيسي‪ ,‬األحوال الشخصية في الفقه والقضاء والقانون ‪ ,‬الج زء الث اني‪ ,‬المكتب ة‬ ‫‪‬‬
‫القانونية‪ ,‬بغداد‪ ,‬بدون سنة الطبع‪.‬‬
‫احمد حاجم‪ ,‬نقل وزراعة االعضاء البشرية دراسة مقارنة ‪ ,‬مكتبة السنهوري ‪ ,‬بغداد ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫ط‪. 2016 , 1‬‬
‫أحمد شوقي أبو خطوة‪ ,‬القانون الجنائي والطب الحديث‪ ,‬دار النهضة العربية‪ ,‬الق اهرة‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة الخامسة‪.2007 ,‬‬
‫خال د مص طفى فهمي‪ ,‬النظ ام الق انوني لزراع ة األعض اء البش رية ومكافح ة ج رائم‬ ‫‪‬‬
‫االتج ار باألعض اء البش رية في ض وء ق انون‪ ,‬لس نة ‪ ,2010‬واالتفاقي ات الدولي ة‬
‫والتشريعات العربية‪ ,‬دار الفكر الجامعي‪ ,‬اإلسكندرية‪ ,‬ط‪.2012 ,1‬‬

‫‪25‬‬
‫سعيد مبارك‪ ,‬الوجيز في العقود المدنية‪ ,‬دار الثقاف ة للنش ر والتوزي ع‪ ,‬األردن‪ ,‬الطبع ة‬ ‫‪‬‬
‫الثانية‪.2009 ,‬‬
‫سميرة عايد داي ات ‪ ,‬عملي ات نق ل وزراع ة األعض اء البش رية بين الق انون والش رع‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬لبنان‪.2004 ,‬‬
‫شهاب ال دين أحم د أبن أحم د س المة القيل وبي‪ ,‬حاش ية القيل وبي ‪ ,‬الج زء الث الث‪ ,‬دار‬ ‫‪‬‬
‫الفكر‪ ,‬بيروت‪.1998 ,‬‬
‫صالح نجم ال دين‪ ,‬نق ل األعض اء البش رية بين التج ريم واإلباح ة‪ ,‬مكتب ة الس نهوري ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫بغداد‪ ,‬الطبعة األولى‪.2019 ,‬‬
‫عارف علي القره داغي‪ ,‬قضايا فقهية في نقل األعضاء البشرية ‪ ,‬سلسلة بح وث فقهي ة‬ ‫‪‬‬
‫معاصرة (‪ )4‬الجامعة اإلسالمية الماليزية العالمية ‪ ,‬الطبعة األولى‪.2011 ,‬‬
‫فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي‪ ,‬تبين الحقائق شرح ك نز ال دقائق‪ ,‬الج زء الس ادس‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫دار المعرفة‪ ,‬بيروت‪ ,‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫مصطفى إبراهيم الزلمي‪ ,‬أحكام الميراث والوصية واالنتقال في الفقه اإلسالمي مطبعة‬ ‫‪‬‬
‫وزارة التعليم العالي‪ ,‬بغداد‪.2001 ,‬‬
‫منذر الفضل‪ ,‬التصرف الق انوني في األعض اء البش رية‪ ,‬دار الش ؤون الثقافي ة العام ة‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫بغداد‪.1990 ,‬‬

‫ثانيا ‪ //‬البحوث والمجالت‪:‬‬

‫أحمد شرف الدين‪ ,‬الضوابط القانونية لمشروعية نقل وزراعة األعضاء البش رية‪ ,‬بحث‬ ‫‪‬‬
‫مقدم إلى المجلة الجنائية‪ ,‬القومية‪ ,‬مصر‪ ,‬العدد ‪ ,1‬مجلد ‪.1978 ,24‬‬
‫حيدر حسين الش مري‪ ,‬حكم الوص ية باألعض اء البش رية في الش ريعة والق انون‪ ,‬بحث‬ ‫‪‬‬
‫منشور في مجلة جامعة كربالء العلمية‪ ,‬المجلد ‪ ,5‬العدد‪.2007 ,4‬‬

‫ثالثا‪ //‬الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫علياء ط ه محم ود ‪ ,‬مس ؤولية الط بيب الجنائي ة عن نق ل وزراع ة االعض اء البش رية ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة مقارنة ‪ ,‬رسالة ماجستير ‪ ,‬كلية الحقوق ‪ ,‬جامعة النهرين ‪ ,‬العراق ‪.2013 ,‬‬

‫رابعا ‪ //‬التشريعات ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫قانون األحوال الشخصية العراقي رقم(‪ )188‬لسنة ‪ 1959‬النافذ وتعديالته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انون عمالت زراعة األعضاء البشرية ومنع االتجار بها رقم (‪ )11‬لسنة ‪.2016‬‬ ‫‪‬‬
‫القانون المدني العراقي رقم (‪ )40‬لسنة ‪.1915‬‬ ‫‪‬‬
‫قانون مصارف العيون العراقي رقم (‪ )113‬لسنة ‪ 1970‬الملغى ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪27‬‬

You might also like