Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 45

‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ‬

‫اﻟﻌﺪد )‪ | (٧‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ | ﺧﺮﯾﻒ ‪٢٠١٧‬‬

‫اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻟﻌﺒﻮر‬
‫إﻟﯽ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺮﻗﻤﻲ‬
٢٠١٧

١٤

ّْ ٢٠

٢٦

٣٢

1
٣٨
-

ُ ٥٢

٥٨

٦٤

ََ ٌ ٧٢
ٔ

٧٨
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫مجلة‬ ‫أكلة اللحوم‬ ‫ك ّتاب‬


‫الصحافة‬ ‫الرقمية‬ ‫املجلة‬
‫ٕاسماعيل عزام‬ ‫معاذ العامودي‬
‫صحفــي مغربــي‪ .‬مــن أوائــل‬ ‫صحفــي مــن غــزة‪ ،‬باحــث يف ســلك‬
‫املد ّونيــن املغاربــة‪ ،‬كتــب يف عــدة‬ ‫الدكتــوراة يف العالقــات الدوليــة‪،‬‬
‫العدد (‪ I )7‬السنة الثانية ‪ I‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫وصــف أحدهــم الجيــل الشــاب املنكــب ىلع اســتخدام‬ ‫مواقــع منهــا هســبريس وشــبكة‬ ‫عمــل محاضــرًا ســابقًا لإلعــام‬
‫مجلة فصلية تصدر عن‬ ‫أجهــزة الهواتــف الذكيــة بأنهــم «أكلــة اللحــوم الرقمية»‪،‬‬ ‫الصحفييــن الدولييــن‪.‬‬ ‫السياســي يف جامعــة فلســطين‪،‬‬
‫معهد الجزيرة لإلعالم‬ ‫وهــو وصــف ال يبتعــد عــن الواقــع الــذي بتنــا نــرى‬ ‫ومراســ ً‬
‫ا للمونيتــور األميركــي‪.‬‬
‫شبكة الجزيرة اإلعالمية‬
‫فيــه‪ ،‬ليــس فقــط الجيــل الشــاب‪ ،‬بــل األجيــال األخــرى‪،‬‬ ‫ٔاحمد حاج حمدو‬
‫عميد شحادة‬
‫يفترســون تلــك األجهــزة‪.‬‬
‫املشرف العام‬ ‫مراســل تلفزيونــي يف قســم القصص‬ ‫صحفــي اســتقصائي ســوري‪ ،‬خريــج‬
‫منير الدائمي‬ ‫الصحفيــة واإلنســانية يف وكالــة‬ ‫كليــة اإلعــام بجامعــة دمشــق‪،‬‬
‫أجهــزة صغيــرة ِّ‬
‫تمكــن ُمســ َتخدمها مــن الحصــول ىلع‬ ‫األنبــاء واملعلومــات الفلســطينية‬ ‫حائــز ىلع جائــزة أفضــل تحقيــق‬
‫رئيس التحرير‬ ‫املعلومــات يف مــدة قصيــرة ســريعة‪ ..‬لكــن هــل يصــل‬ ‫«وفــا»‪.‬‬ ‫اســتقصائي عربــي لعــام ‪ 2014‬ضمــن‬
‫ا ُ‬ ‫مســابقة «شــبكة أريــج»‪..‬‬
‫منتصر مرعي‬ ‫ملســتخدم إلــى املعلومــات فعليــا؟ والســؤال األهــم‪:‬‬
‫هــل هــي معلومــات صحيحــة؟‬ ‫سمية اليعقوبي‬ ‫ملياء املقدم‬
‫سكرتير التحرير‬
‫صحفيــة وباحثــة يف دراســات‬ ‫ـدة برامــج إذاعيــة تونســية‪ .‬قدمت‬ ‫معـ َّ‬
‫غدير أبو سنينة‬ ‫النقــاش الدائــر يف اآلونــة األخيــرة يف أوســاط‬ ‫الصحافــة‪ ،‬وواحــدة مــن مؤسســي‬ ‫برامــج حواريــة مشــتركة بيــن إذاعــة‬
‫الصحفييــن يســتلزم دومــا املــرور باألخبــار املفبركــة‬ ‫الصحافــة اإللكترونيــة يف ســلطنة‬ ‫هولنــدا وإذاعــة ميــدي ‪ ١‬الدوليــة‪،‬‬
‫مراجعة لغوية‬ ‫عمــان‪.‬‬ ‫وبيــن إذاعــة هولنــدا وراديــو مصــر‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫ووســائل التواصــل االجتماعــي‪ .‬وحتــى أولئــك الذيــن‬ ‫‪2‬‬
‫الفضيل بن السعيد‬
‫قاومــوا بشــدة تجديــد املحتــوى الصحفــي ليناســب‬
‫مســتخدمي منصــات التواصــل االجتماعــي‪ ،‬وجــدوا‬ ‫فيكتوريوس بيان شمس‬ ‫طارق عمرو‬
‫تصميم‬
‫إدارة اإلبداع يف شبكة الجزيرة اإلعالمية‬ ‫أنفســهم مضطريــن إليجــاد وســائل تكافــح انتشــار‬ ‫صحفــي ســوري‪ .‬درس العلــوم‬ ‫متخصــص يف مجـــــــال الـــذكاء‬
‫السياســية واإلداريــة يف الجامعــة‬ ‫الصناعــي وتعلــم اآللــة‪ .‬مهتــم بتأثيــر‬
‫األخبــار الزائفــة ىلع تلــك املواقــع‪ ،‬وبالتالــي التواجــد‬
‫عــدة صحــف‬
‫ّ‬ ‫اللبنانيــة‪ ،‬كاتــب يف‬ ‫التكنولجيــا ىلع اإلعــام‪.‬‬
‫الغالف‬ ‫يف أرضهــا‪.‬‬ ‫ومجــات ومواقــع ســورية وعربيــة‪.‬‬
‫باول كوزنسكي‬
‫فضــاء رقمــي أحــاط الجميــع‪ ،‬ومــن بينهــم الصحفيــون‬
‫رميساء خالبي‬ ‫عدنان الشواشي‬
‫الذيــن بــدأ االرتبــاك يصيــب معظمهــم لزخــم االبتــكارات‬
‫صحفيــة مغربيــة‪ .‬كاتبــة ومترجمــة‬ ‫مراســل صحفــي ومنتــج للعديــد‬
‫الحديثــة التــي ال يملــك الصحفــي اإلملــام بهــا كاملــة‪،‬‬
‫مجلة الصحافة‬ ‫وناشــطة نســوية‪ .‬تقيــم حاليــا يف‬ ‫مــن وســائل اإلعــام األجنبيــة مــن‬
‫‪Aljazeera Journalism Review‬‬ ‫وال يســعه يف الوقــت نفســه غــض الطــرف عنهــا‪.‬‬ ‫جنــوب شــرق آســيا‪.‬‬ ‫تونــس‪ ،‬كقنــاة الصيــن الدوليــة‬
‫الناطقــة باإلنجليزيــة‪ .‬مذيــع بإذاعــة‬
‫موقع اإلنترنت‪:‬‬ ‫ويف هــذا العــدد‪ ،‬طرقنــا مواضيــع عــدة ليــس فقــط‬ ‫تونــس الدوليــة‪.‬‬
‫‪/http://institute.aljazeera.net/ar/ajr‬‬ ‫إلبــراز االبتــكارات والتجــارب الجديــدة‪ ،‬بــل للوقــوف أيضــا‬ ‫غدير بسام ٔابو سنينة‬ ‫فرح الزمان شوقي‬
‫ىلع تفاصيــل اســتخدامها وأهميتهــا‪ ،‬بهــدف إشــراك‬ ‫صحفيــة ومترجمــة‪ ،‬كاتبــة مهتمــة‬
‫تويتر‪:‬‬ ‫صحفيــة فلســطينية متخصصــة‬
‫الصحفييــن بــكل جديــد‪ .‬وحتــى تاريــخ صــدور العــدد‪ ،‬ال‬ ‫بشــؤون أميــركا الالتينيــة‪.‬‬ ‫بالشــأن اإليرانــي‪ ،‬تعمــل حاليــا‬
‫‪@AJR_Arabic‬‬ ‫بــد أن يكــون هنــاك ابتــكار جديــد لــم تكــن املجلــة قــد‬ ‫مراســلة ملوقــع وصحيفــة العربــي‬
‫وقفــت عنــده‪ ،‬ســواء يف نســختها الرقميــة أو الورقيــة‪،‬‬ ‫الجديــد مــن طهــران‪.‬‬
‫فيسبوك‪:‬‬
‫ـاض ىلع قــدم وســاق‪،‬‬ ‫فافتــراس التقنيــات الجديــدة مـ ٍ‬
‫‪www.facebook.com/‬‬
‫‪aljazeerajournalismreview‬‬ ‫و»أكلــة اللحــوم الرقميــة» يف تكاثــر‪.‬‬ ‫جمال الصعيدي‬
‫مصــور صحفــي لبنانــي‪ .‬عمــل يف‬
‫بريد املجلة اإللكتروني‪:‬‬ ‫عــدد مــن الصحــف اللبنانيــة املحليــة‬
‫‪ajreditor@aljazeera.net‬‬ ‫فريق املجلة‬ ‫ثــم األستوشــييتد بــرس فوكالــة‬
‫رويتــرز‪.‬‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫الوقــت مقــدم علــى حســاب‬ ‫اتفقــا علــى ضــرورة اإلثــارة فــي‬ ‫أصيــب بحيــرة الفيديــو والنــص‪.‬‬ ‫نقلــت تفجيــرات لنــدن فــي‬
‫المعلومــة‪ ،‬نتيجــة انشــغال‬ ‫الفيديــو واختلفــا علــى الوقــت‬ ‫انظــر كيــف انتقــل ُمــاك‬ ‫يوليــو ‪ 2005‬الصحافــة واإلعــام‬
‫النــاس وحجــم المعلومــات الكبيــر‬ ‫والمعلومــة‪ ،‬فقــد أكــد التيــار األول‬ ‫الصحــف والجرائــد المطبوعــة‬ ‫إلــى عالــم جديــد‪ ،‬حيــث لــم‬

‫صحافة‬
‫المتدفــق مــن خــال الفيديــو‪.‬‬ ‫أن المعلومــة هــي مــا يبحــث عنه‬ ‫إلــى المواقــع اإللكترونيــة‪ ،‬ولــم‬ ‫يســتطع الصحفيــون الوصــول إلــى‬
‫ويوافــق هــذا الــرأي إبراهيــم‬ ‫الجمهــور‪ ،‬فصنــع فيديــو تصــل‬ ‫تكتــف بنقــل أخبارهــا المكتوبــة‬ ‫صــورة األحــداث فــي المتــرو تحــت‬
‫صايمــة خبيــر صناعــة الفيديــو‬ ‫مدتــه حتــى ‪ 7‬دقائــق كمــا فــي‬ ‫فــي الجرائــد عبــر مواقــع التواصل‬ ‫األرض وفوقهــا‪ ،‬لكــن المواطنيــن‬
‫حيــث يقــول «الفيديوهــات األكثــر‬ ‫موقــع «ميــدان» التابــع للجزيــرة‪،‬‬ ‫االجتماعــي فحســب‪ ،‬بــل أنشــأت‬ ‫كانــوا أســرع إذ رصــدت كاميــرات‬

‫الفيديو‪..‬‬
‫مشــاهدة بالكامــل هــي التــي ال‬ ‫الــذي وصلــت مــدة الفيديوهــات‬ ‫أقســاما خاصــة لصناعــة الفيديــو‬ ‫الجــوال مئــات الصــور ومقاطــع‬
‫تتجــاوز الدقيقــة‪ ،‬دقيقــة واحــدة‬ ‫فيــه مــن ‪ 7-5‬دقائــق معتمــداً‬ ‫والمحتــوى‪ ،‬ومراقبة نشــر المقاطع‬ ‫الفيديــو التــي التقطــت مــن‬
‫فقــط يجــب أن تجمــع بيــن‬ ‫علــى المعلومــة التــي يقدمهــا‬ ‫ومتابعتهــا‪ ،‬مثــل جريــدة “الغــد”‬ ‫أنــاس ليســوا محترفــي تصويــر‬

‫جمهور رقمي‬
‫المعلومــة واإلثــارة والســرعة»‪.‬‬ ‫مــن خــال الصــورة‪ ،‬وقــد القــى‬ ‫األردنيــة التــي باتــت تقــدم برامــج‬ ‫أو صحفييــن‪ .‬وأمــام شــح الصــورة‬
‫عــددا كبيــرا مــن المشــاهدات‬ ‫فيديــو خاصــة علــى صفحتهــا‬ ‫االحترافيــة اضطــرت وســائل‬
‫ويضيــف صايمــة‪« :‬الوقــت أول‬ ‫وصلــت حتــى نصــف مليــون‬ ‫اإللكترونيــة تتضمــن إرشــادات‬ ‫اإلعــام والصحــف بشــتى أنواعهــا‬
‫مــا ينظــر إليــه عمــوم الجماهيــر‪..‬‬ ‫مشــاهدة للمقطــع الواحــد‪.‬‬ ‫صحيــة أو غرائــب كتجربــة جديــدة‬ ‫أن تتعامــل مــع صــورة المواطــن‬

‫بعيون ماسحة‬
‫أكثــر المقاطــع إقبــاالً أقلهــا وقتـاً‪،‬‬ ‫تخوضهــا الصحــف لتواكــب رغبــة‬ ‫ومعلوماتــه األوليــة لننتقــل إلــى‬
‫وأكثرهــا متابعــة التــي ال تتجــاوز‬ ‫شــخصيا أجدنــي منجذبــا لهــذا‬ ‫الجماهيــر‪.‬‬ ‫عصــر «صحافــة المواطــن»‪.‬‬
‫الدقيقــة‪ ،‬والهــدف أن يبقــى‬ ‫النــوع مــن مقاطــع الفيديــو‬
‫المشــاهد متعطشــا‪ ،‬فــا يشــبع»‪.‬‬ ‫حتــى تلــك التــي تبلــغ مدتهــا ‪15‬‬ ‫ولعــل ســبب تفضيــل النــاس‬ ‫انتبهــت قنــاة “بي‪.‬بي‪.‬ســي”‬
‫دقيقــة‪ ،‬ذلــك ألننــي بحاجــة إلــى‬ ‫للفيديــو علــى النــص أن عيــن‬ ‫إلــى هــذا التغيــر فاتجهــت إلــى‬
‫ويــرى أيضــاً نمــوذج ‪ +aj‬التابــع‬ ‫تفســير المعلومــة والوقــوف علــى‬ ‫المســتخدم أصبحــت ماســحة‬ ‫صحافــة الجماهيــر وبــدأت تفعيــل‬
‫للجزيــرة الــذي يعتمــد الفيديــو‬ ‫مصادرهــا وتحليالتهــا‪ .‬صحيــح‬ ‫وليســت قارئــة فــي عصــر‬ ‫البرامــج التــي تدعــم مشــاركة‬ ‫معاذ العامودي‬
‫القصيــر مــن خــال محتــوى‬ ‫أن وقتهــا طويــل نســبيا‪ ،‬لكنــه‬ ‫الســرعة‪ ،‬وخضعــت كثيــر مــن‬ ‫الجماهيــر للفيديوهــات التــي‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫المعلومــة واإلثــارة بمــا ال يتجــاوز‬ ‫أقصــر مــن الفتــرة التــي ســأقضيها‬ ‫المؤسســات غيــر الرســمية‬ ‫يشــاركونها مــع أصحابهــم لتكــون‬
‫الدقيقتيــن‪ ،‬فمثــا مقطــع صغيــر‬ ‫وأنــا أبحــث عــن المصــادر وتحليــل‬ ‫لمطالــب «الســكنر آيــز» الجديــدة‪،‬‬ ‫القنــاة وجهتهــم الجديــدة‪.‬‬
‫مدتــه دقيقــة وخمــس ثوانــي‬ ‫الخبــر‪.‬‬ ‫وأصبــح يــروق لصانعــي الفيديــو‬ ‫لعــل ســبب تفضيــل النــاس للفيديــو علــى النــص أن عيــن‬
‫فقــط أنتجتــه ‪ +AJ‬عــن حــاق‬ ‫أن ينقلــوا الفيديــو إلــى المشــاهد‬ ‫وأتــاح انتقــال العالــم مــن الشــبكة‬ ‫المســتخدم أصبحــت ماســحة وليســت قارئــة فــي عصــر الســرعة‪،‬‬
‫إســباني يســتخدم الســيوف‬ ‫غيــر أن التيــار الثانــي يــرى أن‬ ‫فــوراً وبشــكل ســريع‪ ،‬فقــد يــروق‬ ‫العنكبوتيــة األولــى “‪ ”wep1‬إلــى‬ ‫وخضعــت كثيــر مــن المؤسســات غيــر الرســمية لمطالــب «الســكنر آيــز»‬
‫المشــاهد متابعــة تقريــر صغيــر‬ ‫الشــبكة العنكبوتيــة “‪ ،”wep2‬أي‬ ‫الجديــدة‪.‬‬
‫عــن فتيــات الريــف الروســي وهــن‬ ‫انتقــال الجمهــور مــن مســتقبلين‬
‫يصنعــن ثوبــاً تقليديــاً للعــروس‪،‬‬ ‫ا مــن‬‫إلــى مرســلين؛ كمــاً هائــ ً‬
‫أو عــن طريقــة صناعــة آلــة عــزف‬ ‫المعرفــة والفيديــو‪ ،‬تــاه معــه‬
‫العــود فــي المغــرب العربــي‬ ‫الجمهــور نفســه‪ ،‬فــي تفضيــات‬
‫فــي أســرع وقــت‪ ..‬أال تالحــظ أن‬ ‫االنتقــاء بيــن مقاطــع الفيديــو‪.‬‬
‫تحــدث مــن‬
‫ِّ‬ ‫الهواتــف النقالــة‬
‫إمكانيــات التســريع اللتقــاط‬ ‫بحثــت كثيــراً للوصــول إلــى‬
‫الفيديــو ‪ETIME -LAPS‬؟‬ ‫أســباب تفضيــل النــاس للفيديــو‬
‫علــى النــص‪ ،‬والفيديــو الصغيــر‬
‫علــى حســاب الكبيــر‪ ،‬ولمــاذا‬
‫الوقــت هــو العامــل األكثــر‬
‫أهميــة للجمهــور‪ ،‬وليــس الجــودة‬
‫تياران في‬ ‫والوضــوح وال المحتــوى؟‬
‫شباب من فلسطين في مقهى إنترنت يستخدمون مواقع التواصل‬ ‫المواجهة‬
‫االجتماعي التي حملت منصاتها الوسائل اإلعالمية على إنتاج‬ ‫اضطرت وسائل اإلعالم البريطانية الستخدام الصور التي التقطتها‬
‫لكنــي لــم أكــن الوحيــد الــذي‬ ‫عدسات مواطنين عاديين خالل تفجيرات لندن ‪ – 2005‬رويترز‪.‬‬
‫مقاطع فيديو تناسبها‪ .‬تصوير‪ :‬توماس إيمو – غيتي‪.‬‬ ‫علــى كل حــال هنــاك تيــاران‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫المنصــات الثانيــة‪ ،‬والجماهيــر‬ ‫لتقطيــر النــص وتركيبــه علــى‬ ‫فــي األحــداث الجاريــة‪ ،‬فــي عالــم‬ ‫ظاهــرة االهتمــام بـ»الوقــت أوالً»‬ ‫العنكبوتيــة فــي العالــم مــن‬ ‫والنــار لتنفيــذ أحــدث قصــات‬
‫تبحــث عــن االختصــار فــي‬ ‫الفيديــو؟‬ ‫محــدد ضمــن مواقــع التواصــل‬ ‫بقولــه إن »العالــم ملخــص فــي‬ ‫خــال الهاتــف المحمــول‪ ،‬فــا‬ ‫الشــعر المثيــرة لالنتبــاه‪ ،‬حصــد‬
‫الوقــت علــى حســاب المتعــة أو‬ ‫االجتماعــي كاإلنســتغرام وتويتــر‬ ‫جيــب الجمهــور‪ ،‬فالهاتــف معــه‬ ‫يــزال يوتيــوب مــن أبــرز المواقــع‬ ‫مشــاهدات لــم تكــن متوقعــة‪.‬‬
‫المعرفــة‪ ،‬وفــق تجربــة المختــص‬ ‫نعــم‪ ،‬لــم تحــرم الكتابــة علــى‬ ‫وفيســبوك ويوتيــوب‪.‬‬ ‫فــي وســائل النقــل‪ ،‬فــي العمــل‪،‬‬ ‫األكثــر اســتخداماً فــي العالــم‪،‬‬
‫فــي متابعــة وتحريــر الفيديــو‬ ‫الصــورة الجمهــور مــن معرفــة‬ ‫فــي الشــارع‪ ،‬فــي الســاحات‬ ‫ممــا يــدل علــى أهميــة الفيديــو‪.‬‬
‫السياســي محمــد منصــور مــن‬ ‫القصــة دون إزعــاج النــاس‪ ،‬ودون‬ ‫والمتنزهــات‪ ،‬لذلــك عــدم التركيــز‬ ‫لكــن لــك أن تتخيــل تأخــر الفيديــو‬
‫غــزة‪ ،‬ممــا يجعلــه بحاجــة إلــى‬ ‫الحاجــة إلــى ســماعات األذن‪ ،‬وقــد‬ ‫الكامــل يدفعــه للمقاطــع الصغيرة‬ ‫أو الصــورة عــن التحميــل لثــوان‬
‫التقطيــر ســواء علــى صعيــد‬ ‫تتطــور هــذه الطريقــة إلرشــاد‬ ‫علــى حســاب الكبيــرة‪ ،‬حيــث‬ ‫معــدودة عبــر وســائل التواصــل‬
‫الوقت أوال‬
‫الفيديــو أو النــص أو حتــى‬ ‫النــاس فــي المطــارات والمحــات‬
‫تقطير الفيديو‬ ‫ينتقــل مباشــرة عــن المقاطــع‬ ‫االجتماعــي فــي الهواتــف‬
‫صانــع ومحــرر محتــوى الفيديــو‬
‫التعليــق‪.‬‬ ‫التجاريــة واألماكــن العامــة دون‬ ‫التــي تتجــاوز ‪ 7‬دقائــق ألن المــكان‬ ‫المحمولــة‪ ،‬مباشــرة ســينتقل‬
‫مــن خــال االنتقــال بيــن‬ ‫فــي جريــدة «ديلــي صبــاح»‬
‫الحاجــة إلــى ســماع الصــوت‬ ‫ال يوفــر أجــواء مناســبة للتركيــز»‪.‬‬ ‫المســتخدم إلــى مقطــع آخــر‬
‫جمهــوري المحتــوى والوقــت‪ ،‬كان‬ ‫التركيــة أحمــد إســماعيل؛ مــن‬
‫ولكــن مــاذا عــن خبــراء إعــداد‬ ‫ومنعــاً لإلزعــاج مســتقب ً‬
‫ال‪ ،‬وهــذا‬ ‫ـد‬
‫أســرع فــي التحميــل‪ ..‬وهــذا تحـ ٍّ‬
‫ال بــد مــن تقطيــر الفيديــو بمــا‬ ‫ّ‬ ‫المنتميــن إلــى تيــار الوقــت علــى‬
‫البرامــج الوثائقيــة أو صانعــي‬ ‫يســاعد في انتشــار أوســع حســب‬ ‫مكنــت التقنيــات الحديثــة‬ ‫آخــر تواجهــه الفيديوهــات لتحــوز‬
‫يتناســب مــع ســاعات ركــوب‬ ‫حســاب المعلومــة‪ ،‬يقــول إن‬
‫األفــام الوثائقيــة الطويلــة‪،‬‬ ‫منهجيــة «العيــن الماســحة» فــي‬ ‫المســتخدمين مــن تجــاوز اإلعــام‬ ‫أكبــر نســبة مشــاهدة‪.‬‬
‫الحافــات‪ ،‬أو مــع «البريــك» داخــل‬ ‫«الجيــل الجديــد ال يفضــل االنتظــار‬
‫الذيــن يقدمــون قصصــاً شــيقة‬ ‫الفيديــو‪.‬‬ ‫الرســمي إلــى مــا وراءه‪ ،‬وتحــول‬
‫العمــل‪ ،‬أو مــع قصاصــات الوقــت‬ ‫طويــا للحصــول علــى المعلومات‪،‬‬
‫ومعلومــات قويــة تغنــي عــن‬ ‫معهــا الصحفــي القــادر علــى‬
‫داخــل االجتماعــات المملــة‪ ،‬كل‬ ‫وال يحــب اســتخالصها أو البحــث‬
‫كثيــر مــن الكتــب‪ ،‬وتمنــح الجمهور‬ ‫ولعــل التنافســية فــي التطبيقات‬ ‫تقديــم المعلومــة أو اإلثــارة‬
‫ـدم قصيــراً‪ .‬لكــن‬
‫ذلــك جعلــه يقـ َّ‬ ‫للوصــول إلــى نتائــج مبنيــة علــى‬
‫نقلــة نوعيــة فــي تكويــن‬ ‫بيــن فيســبوك وتويتر وإنســتغرام‬ ‫بأســرع وقــت مصحوبــة بالصــورة‬
‫المعرفــة والثقافــة البصريــة؟ ربمــا‬ ‫وواتســاب ويوتيــوب‪ ،‬جعلــت‬
‫مــن خــال تجوالــي بيــن النــاس‬
‫إلــى شــخصية مؤثــرة مشــهورة‬
‫العالم في جيب‬ ‫معمقــة‪ ،‬وال يفضــل‬ ‫َّ‬ ‫تحليــات‬

‫ســيجدر بهــم التفكيــر مطــوال‬ ‫المســتخدم يحــاول المــرور علــى‬


‫فــي المطــارات واألماكــن العامــة‪،‬‬
‫فــي المجتمــع‪ .‬أبعــد مــن ذلــك‪،‬‬
‫الجمهور‬ ‫قــراءة مــا حــدث أو يحــدث‪ ،‬بــل‬
‫ومالحظــة مــا يتابعــون مــن‬ ‫الســماع إليــه ومشــاهدته بعينــه‬
‫لجمــع المعلومــة والفانتازيــا فــي‬ ‫كل المنصــات بأســرع وقــت ممكن‪،‬‬ ‫فقــد منحــت لشــخصيات شــبابية‬
‫فيديــو‪ ،‬وجــدت أن كثيــراً منهــم‬ ‫يفســر المختــص فــي رصــد‬ ‫وبأســرع وقــت ممكــن»‪.‬‬
‫أعمالهــم لضمــان المتابعــة‪.‬‬ ‫وال يســتطيع أن يمضــي وقتــاً‬ ‫مــن خــارج ميــدان الصحافــة‬
‫‪7‬‬ ‫يتابعــون الفيديــو الصامــت‪ ،‬ثــم‬ ‫متابعــي الفيديــو القصيــر نفســيا‬ ‫‪6‬‬
‫ا علــى منصــة ويتجاهــل‬ ‫طويــ ً‬ ‫مســاحة للتعبيــر عــن رؤيتهــم‬
‫تســاءلت‪ :‬هــل نحــن بحاجــة أيضـاً‬ ‫واجتماعيـاً إســماعيل أبــو شــميس‬ ‫وألن االســتخدام األكبــر للشــبكة‬

‫رجل يتابع البث المباشر ألحد مرشحي االنتخابات الرئاسية الفرنسية‬ ‫ما مصير الصحف التي تعتمد على «النص» في زمن «مقاطع‬
‫الماضية على موقع اليوتيوب‪ ،‬أحد المواقع األكثر استخداماً في العالم‪،‬‬ ‫الفيديو»؟ الصورة من جريدة الخبر الجزائرية التي انتقلت ‪-‬كغيرها‬
‫تصوير‪ :‬ألين جوكارد – غيتي‪.‬‬ ‫من الصحف‪ -‬لإلعالم الرقمي‪ .‬تصوير‪ :‬زهرة بنسمرا – رويترز‪.‬‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫بــات بإمكانــه الولــوج إلــى األخبــار‬


‫مجانــا دون أي‬ ‫عبــر اإلنترنــت ّ‬

‫إنقاذ الصحافة‬
‫اشــتراك‪ .‬غيــر أن عــدة عوامــل‬
‫وتطــورات حدثــت اليــوم‪ ،‬أدت إلــى‬
‫مجــددة للخدمــات‬‫ّ‬ ‫تهيئــة بيئــة‬

‫الورقية باألخبار‬
‫المدفوعــة‪ ،‬ولكــن بح ّلــة جديــدة‪،‬‬
‫تختلــف عمــا كانــت عليــه ســابقاً‪.‬‬
‫ثمــة عوامــل تح ـ ّرض علــى البــدء‬
‫الفعلــي فــي التجربــة المدفوعــة‬

‫املدفوعة‬
‫ّ‬
‫التدفــق غيــر‬ ‫عربيـاً‪ ،‬والســيما مــع‬
‫المنطقــي لألخبــار المغلوطــة‬
‫عبــر مواقــع التواصــل االجتماعــي‬
‫التــي فتحــت البــاب أمــام أي‬
‫شــخص ليخاطــب الجمهــور‪.‬‬

‫أحمد حاج حمدو‬

‫الشائعات تدفع‬
‫نحو الخدمات‬
‫المدفوعة‬ ‫ثمــة عوامــل تحـّرض علــى البــدء الفعلــي فــي التجربــة المدفوعة‬
‫‪9‬‬ ‫“هــذا الخبــر ّ‬
‫ملفــق‪ ..‬أنتــم كاذبون‬ ‫ّ‬
‫التدفــق غيــر المنطقــي لألخبــار المغلوطــة‬ ‫عربي ـاً‪ ،‬والســيما مــع‬ ‫‪8‬‬
‫وتحاولــون اختــاق أخبــار لتحصلوا‬ ‫عبــر مواقــع التواصــل االجتماعــي التــي فتحــت البــاب أمــام أي‬
‫علــى مزيــد مــن المشــتركين‬
‫فــي صفحتكــم»‪ ..‬قــد ال يبــدو‬ ‫شــخص ليخاطــب الجمهــور‪.‬‬
‫أمــراً غريبــاً أن تجــد أمثــال هــذا‬
‫التعليــق علــى منشــورات إخباريــة‬ ‫ضحـ َ‬
‫فقــط‪ ..‬فــي ذلــك الوقــت كانــت‬ ‫الســنوات الثــاث‪ ،‬كمــا ســتتغير‬ ‫ـك زميــل لــي فــي المهنــة بل‬
‫عبــر مواقــع التواصــل االجتماعــي‪،‬‬
‫تقــدم خدمــات‬
‫ّ‬ ‫شــركات االتصــال‬ ‫أكثــر فــي الســنوات المقبلــة‪،‬‬ ‫واصــل الضحــك لدقائــق‪ ،‬عندما ك ّنا‬
‫خصوصــا األزرق ْيــن‪ :‬الغامــق‬
‫إخباريــة مدفوعــة عبــر عقــد‬ ‫ـول وســائل اإلعــام فــي‬
‫وقــد تتحـ ّ‬ ‫نخوض نقاشـاً حــول واقــع اإلعالم‬
‫«فيســبوك»‪ ،‬والفاتــح «تويتــر»‪.‬‬
‫اتفاقيــات مــع وســائل اإلعــام‪،‬‬ ‫العالــم العربــي مــن االســتثمار‬ ‫الرقمــي فــي العالم العربــي‪ ..‬كنت‬
‫كمــا كانــت الــوكاالت المحليــة‬ ‫اإلعالمــي فــي اإلعالنــات إلــى‬ ‫قــد أخبر ُتــه أن القــارئ العربــي‬
‫إ ّنهــا ُمعادلــة ســهلة الحــل‪،‬‬ ‫ســيجد نفســه يومــاً مــا مضطــ ّراً‬
‫تفتــح بــاب االشــتراك فــي خدمــة‬ ‫االســتثمار فــي االشــتراكات‬
‫فبــكل بســاطة ُيمكــن القــول‬
‫النصيــة‪،‬‬
‫األخبــار عبــر الرســائل ّ‬ ‫مــن الجمهــور‪ ،‬فــي مواكبــة‬ ‫لدفــع األمــوال للحصــول علــى‬
‫إن ناشــر الخبــر شــخص عــادي‪،‬‬ ‫ً‬
‫المهمــة‬
‫ّ‬ ‫محاولــة تســهيل‬ ‫للتجربــة اإلعالميــة الغربيــة‪.‬‬ ‫معلومــات دقيقــة واســتهالك‬
‫ليــس معروفــاً بالضبــط مــدى‬
‫علــى القــ ّراء فــي المكــوث أمــام‬ ‫متطــورة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أشــكال إعالميــة‬
‫كفاءتــه العلميــة علــى نشــر‬
‫التلفــاز والبحــث عــن األخبــار‪.‬‬ ‫دخلــت األلفيــة الثانيــة‪ ،‬ودخلــت‬
‫األخبــار الصادقــة والصحيحــة‪،‬‬
‫النقالــة‪ ،‬ل ُتصبــح‬
‫معهــا الهواتــف ّ‬ ‫لــم أجتمــع مــع هــذا الزميــل‬
‫بعد ظهور الهواتف الذكية‪ ،‬أصبح بإمكان أي شخص الولوج إلى األخبار عبر‬ ‫تدقيقهــا‬ ‫علــى‬ ‫وقدرتــه‬
‫مجاني دون اشتراك‪ ،‬تصوير‪ :‬كيرستين ميير ‪ -‬غيتي‪.‬‬
‫بشكل ّ‬ ‫اإلنترنت‬ ‫وبعــد ظهــور الهواتــف الذكيــة‬ ‫تدريجيــاً فــي حــوزة الجميــع‪،‬‬ ‫كثيــراً بعــد هــذا الحــوار الــذي‬
‫ٍ‬ ‫والتحقــق منهــا‪ ..‬هــذا مــع‬ ‫ّ‬
‫ومواقــع التواصــل االجتماعــي‬ ‫الصغيــر منهــم قبــل الكبيــر‪ ،‬علــى‬ ‫ثمــة رغبــة‬‫دار عــام ‪ ،2014‬لكــن ّ‬
‫افتــراض حســن ن ّيتــه وأنــه يريــد‬
‫وخدمــات األخبــار عبــر اإلنترنــت‪،‬‬ ‫الرغــم مــن إمكانياتهــا المحــدودة‬ ‫كبيــرة فــي إعــادة خــوض هــذا‬
‫ـر صحيــح‪ ،‬فمــاذا لــو كان‬‫نشــر خبـ ٍ‬ ‫والم ّ‬
‫لــم تعــد الخدمــة المدفوعــة‬ ‫تمثلــة فــي االتصــال‬ ‫حينهــا‪ُ ،‬‬ ‫ـد ًدا اليــوم‪ ،‬ألن‬
‫النقــاش معــه مجـ ّ‬
‫يتعمــد بــث أخبــار مــن مخ ّيلتــه؟‬
‫ّ‬ ‫مجديــة كثيــراً‪ ،‬إذ إن أي شــخص‬ ‫الالســلكي وإرســال الرســائل‬ ‫األمــور تغ ّيــرت كثيــراً فــي هــذه‬
‫الواقــع يقــول إن الشــائعات‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫مــواد الديجيتــال والملتيميديــا‪،‬‬ ‫إن هنــاك عوامــل‬ ‫الوحيــد‪ ،‬إذ َّ‬ ‫التصميــم الالئــق‪ ،‬وأخيــراً اختبــار‬ ‫مــا أل ّنهــا ال تســمح بالدخــول‬ ‫ح ّتــى لــو اضطــر لشــراء تعبــه‬ ‫ّ‬
‫الملفقــة أو غيــر الدقيقة‬ ‫واألخبــار‬
‫لذلــك فــإن الصحيفــة اســتثمرت‬ ‫أخــرى مثــل حاجــة الجمهــور إلــى‬ ‫معظــم أســعار المحتــوى المدفــوع‬ ‫المجانــي إليهــا‪ ،‬فــي حيــن أن ‪%17‬‬
‫ّ‬ ‫فــي الجــري بيــن الشــائعات‬ ‫علــى أقــل تقديــر باتــت أمــراً‬
‫مؤسســة‬‫هــذا المحتــوى لتبقــى ّ‬ ‫المحتــوى اإلعالمــي النوعــي‪ ،‬وأن‬ ‫أي‬
‫علــى اإلنترنــت لمعرفــة ّ‬ ‫يدفعــون االشــتراكات للوســيلة‬ ‫ســهل‬
‫ّ‬ ‫بدفــع اشــتراك شــهري ُي‬ ‫روتينيــاً متاحــاً أمــام الجمهــور‪،‬‬
‫ُمنتجــة قــادرة علــى تقديــم‬ ‫يكــون شــريكاً مــع الصحيفــة‪.‬‬ ‫تقــدم نتيجــة أفضــل»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫منهــا‬ ‫أل ّنهــم يحصلــون علــى معلومــات‬ ‫ا بكــم‬‫عليــه عنــاء البحــث‪ ..‬أهــ ً‬ ‫ّ‬
‫المتلقــي أمــام ســيل كبير‬ ‫وأصبــح‬
‫محتــوى مهنــي مــن جهــة‪،‬‬ ‫وأوضحــت ســكيني أن الصحافــة‬ ‫متخصصــة‪ ،‬وبــ ّرر ‪ %17‬آخــرون‬ ‫ّ‬ ‫فــي زمــن اإلعالمــي الرقمــي‬ ‫مــن ّ‬
‫تدفــق األخبــار والمعلومــات‪،‬‬
‫وتســتمر فــي تأمين نفقاتهــا ذاتياً‬ ‫الورقيــة فــي معظــم أنحــاء العالم‬ ‫ســبب الدفــع بأ ّنهــم يحصلــون‬ ‫المدفــوع‪ ،‬الــذي علــى الرغــم مــن‬ ‫بعضهــا صحيــح وآخــر ال أســاس له‬
‫ـة أخــرى‪ ،‬ولــم يكــن هناك‬
‫مــن جهـ ٍ‬ ‫عانــت مــن أزمــات ماليــة‪ ،‬لذلــك‬ ‫علــى معلومــات ال يصــل إليهــا‬ ‫تجاربــه الخجولــة فــي العالــم‬ ‫مــن الحقيقــة‪ .‬غيــر أن النقطــة‬
‫طريقــة لتحقيــق هــذه الغايــة‬ ‫ّ‬
‫يتمثل‬ ‫ـد حقيقــي‬ ‫فهــي أمــام تحـ ٍّ‬ ‫معظــم النــاس‪ ،‬بينمــا رأى ‪%16‬‬ ‫العربــي مقابــل التجربــة الغربيــة‪،‬‬ ‫الم ّ‬
‫تلقــي‬ ‫المهمــة هنــا‪ ،‬أن هــذا ُ‬
‫ّ‬
‫ســوى مواكبــة التجربــة العالميــة‬ ‫فــي المقاومــة مــن أجــل البقــاء‪،‬‬
‫تجربة عربية‬ ‫أنهــم دفعــوا مقابــل اشــتراكات‬ ‫فــإن كل المعطيــات ُتشــير إلــى‬ ‫ً‬
‫لــن يســتطيع حتمــا تمييــز تلــك‬
‫وتفعيــل الخدمــات المدفوعــة‪.‬‬ ‫مشــيرة إلــى أن موقــع «النهــار»‬
‫فريدة‬ ‫لوســائل إعــام أل ّنهــم يحصلــون‬ ‫أن الجمهــور ســيكون مضطــراً‬ ‫األخبــار الحقيقيــة مــن الزائفــة‪،‬‬
‫يل ّبــي اتجــاه الجمهــور الباحــث عن‬ ‫علــى فوائــد أخــرى غيــر الوصــول‬ ‫يومــاً مــا للولــوج إلــى المواقــع‬ ‫وإن كان يســتطيع فإنــه بحاجــة‬
‫شــرعت صحيفــة «النهــار»‬
‫اللبنانيــة فــي دخــول تلــك‬
‫«المغامــرة» الصحفيــة لتكــون‬
‫أولــى الصحــف العربية التــي ق ّررت‬
‫تخصيــص مــواد مــن محتواهــا‬
‫بشــكل مدفــوع‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫اإللكترونــي‬
‫وبــدأت الصحيفــة األعــرق فــي‬
‫لبنــان تجربتهــا فــي الخدمــات‬
‫الصحفيــة المدفوعــة منــذ‬
‫منتصــف أبريل‪/‬نيســان الماضــي‪،‬‬
‫علــى الرغــم مــن التحذيــرات‬
‫‪11‬‬ ‫بصعوبــة إقنــاع القـ ّراء باســتهالك‬ ‫‪10‬‬
‫محتــوى إلكترونــي مدفــوع‪ ،‬ســيما‬
‫تدف ًقــا كبيــراً‬
‫تلقــي يواجــه ّ‬
‫الم ّ‬ ‫ّ‬
‫أن ُ‬
‫المجانية‪.‬‬
‫مــن الخدمــات اإلخباريــة ّ‬
‫غيــر أن هــذه التحذيــرات ّ‬
‫تخفــف‬ ‫تحد حقيقي يتم ّثل في المقاومة من أجل‬‫الصحافة الورقية أمام ٍّ‬
‫مــن وقعهــا المســؤولة فــي‬ ‫البقاء‪ .‬تصوير جمال الصعيدي– رويترز‪.‬‬
‫الموقــع اإللكترونــي «للنهــار»‬
‫ديانــا ســكيني‪ ،‬إذ تقــول‪:‬‬
‫«كــون النهــار تســتند إلــى‬
‫إلــى األخبــار‪ .‬أمــا الســبب الــذي‬ ‫المدفوعــة بحثــاً عــن راحــة مــن‬ ‫إلــى إهــدار نصــف يومــه لمقاطعة‬
‫عراقــة وصدقيــة اســمها‪ ،‬فإ ّنهــا‬
‫دفــع ‪ %16‬آخريــن لالشــتراك‪ ،‬هو أن‬ ‫عنــاء اإلبحــار فــي الشــائعات‪.‬‬ ‫األنبــاء والبحــث عــن الخبــر ذاتــه‬
‫تعتمــد المهنيــة قبــل وبعــد‬
‫االشــتراك بــدون االتصال بالشــبكة‪،‬‬ ‫وفــي هــذا الصــدد نشــر ريتشــارد‬ ‫مــن مصــادر أخــرى‪ ،‬لكــن هــذا‬
‫تفعيــل الخدمــات المدفوعــة”‪.‬‬ ‫إعالم ّيــاً‬ ‫تحليــ ً‬
‫أي عبــر الرســائل النصيــة‪ ،‬أرخــص‬ ‫ا‬ ‫فليتشــر‬ ‫ّ‬
‫المتلقــي‬ ‫مهمــة‬
‫ّ‬ ‫األمــر ليــس مــن‬
‫مــن االشــتراك بخدمــة اإلنترنــت‪.‬‬ ‫معمقــاً فــي «رويتــرز»‪ ،‬اشــتمل‬
‫ّ‬ ‫الــذي يبحــث عــن «وجبــة طعــام‬
‫وأضافــت لمجلــة «الصحافــة»‬
‫واعتبــر ناشــر التحليــل أنــه مــن‬ ‫علــى مقابــات مــع ‪ 70‬ألــف‬ ‫مطبوخــة وجاهــزة ليتناولهــا»‪.‬‬
‫أن أحــد العوامــل األساســية‬ ‫َّ‬
‫الضــروري أن تكــون رســالة ناشــري‬ ‫شــخص مــن ‪ 36‬بلــداً‪ ،‬حــول‬ ‫متوقعــاً‪ ،‬فــإن هــذا‬
‫ّ‬ ‫وكمــا كان‬
‫التــي تدفــع الجمهــور لتســديد‬
‫المحتــوى الرقمــي المدفــوع‬ ‫األســباب التــي تدفــع النــاس‬ ‫الســيل الجــارف مــن الشــائعات‬
‫اشــتراك رقمــي هــو الكــم الكبيــر‬
‫ّ‬
‫التأكــد‬ ‫وأن عليهــم‬‫َّ‬ ‫واضحــة‪،‬‬ ‫لدفــع األمــوال مقابــل األخبــار‪.‬‬ ‫ســيجعل صبــر الجمهــور ينفــد‪،‬‬
‫مــن الشــائعات فــي األخبــار عبــر‬
‫عــدة نقــاط‪ ،‬وهــي «عــرض‬ ‫ّ‬ ‫مــن‬ ‫و ُيضطــر للبحــث عــن مصــدر‬
‫مواقــع التواصــل االجتماعــي‬
‫المحتــوى بســرعة‪ ،‬تك ّيــف‬ ‫وجــاءت نتيجــة البحــث علــى‬ ‫واحــد موثــوق ليحصــل منــه‬
‫وانتشــار المواقــع اإللكترونيــة‬
‫أوائل عام ‪ ،2011‬أعلنت جريدة نيويورك تايمز أن على القراء االشتراك‬ ‫المحتــوى مــع شــكل العــرض‬ ‫العينــة المذكــورة أن ‪ %17‬يدفعــون‬ ‫علــى معلومــة ال ُيتعــب نفســه‬
‫غيــر ذات الصدقيــة‪ .‬ولكنهــا‬
‫بملبغ ما مقابل قراءة محتواها‪ ،‬تصوير‪ :‬ماريو تاما – غيتي‪.‬‬ ‫علــى شاشــة الهاتــف الصغيــرة‪،‬‬ ‫األمــوال لوســيلة إعالميــة‬ ‫فــي التشــكيك بصدقيتهــا‪،‬‬
‫اســتطردت أن هــذا الســبب ليــس‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫ماذا على وسائل‬ ‫التعــاون بيــن وســائل اإلعــام‪ ،‬مما‬ ‫الخدمــات المدفوعــة يحتــاج‬ ‫الصحيفــة إلــى بــذل جهــد‬ ‫وتظهــر فــي موقــع «النهــار»‬ ‫وكغيــره فــي معظــم أقطــار العالم‬
‫ـؤدي إلــى تعزيــز ثقافــة الدفــع‬
‫يـ ّ‬ ‫ـدة ســنوات ح ّتــى يتبلــور‪.‬‬
‫إلــى عـ ّ‬ ‫أكبــر مــن أجــل مخاطبــة جميــع‬ ‫كلمــة «بريميــوم» بمجــرد الدخول‬ ‫العربــي‪ ،‬فــإن الريــع السياســي‬
‫اإلعالم أن تفعل؟‬ ‫اإللكترونــي مقابــل الحصــول‬ ‫الشــرائح لتقنــع جماهيــر المواقــع‬ ‫إلــى الصفحــة الرئيســية‪ ،‬وعنــد‬ ‫والحزبــي فــي لبنــان هــو الســائد‬
‫علــى األخبــار بيــن الجمهــور‪.‬‬ ‫َ‬
‫الصحــف العربيــة أ ّوال‬ ‫ّ‬
‫وحثــت‬ ‫وأكــدت أن‬‫المجانيــة باالشــتراك‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الضغــط علــى األيقونــة يظهــر‬ ‫وينعكــس أيضــاً علــى وســائل‬
‫بالتأكيــد فــإن الصحيفــة التــي‬ ‫وختمــت‪« :‬بنينــا األساســات‬ ‫علــى االجتهــاد فــي تقديــم‬ ‫الشــريحة التــي هرعــت مباشــر ًة‬ ‫المحتــوى اإلعالمــي المدفــوع‪،‬‬ ‫اإلعــام‪ ،‬وعليــه فــإن وســائل‬
‫تعتمــد اشــتراكاً مدفوعــاً مقابــل‬ ‫ووضعنــا خططــا تحريريــة‬ ‫محتــوى مهنــي‪ ،‬ومواكبــة‬ ‫لالشــتراك هــي شــريحة قــ ّراء‬ ‫حيــث تتقاضــى الصحيفــة ســتة‬ ‫ا مــن‬ ‫تتلقــى تمويـ ً‬
‫اإلعــام التــي ّ‬
‫صحيفــة‬ ‫هــي‬ ‫خدماتهــا‪،‬‬ ‫مــن أجــل إنجــاح التجربــة‬ ‫األنــواع الصحفيــة الحديثــة‪ ،‬ثــم‬ ‫النســخة الورقيــة مــن الصحيفــة‪.‬‬ ‫دوالرات عــن االشــتراك الشــهري‪،‬‬ ‫القــوى السياســية التــي تقــف‬
‫تتلقــى تمويــ ً‬
‫ا‬ ‫ّ‬ ‫مســتق ّلة وال‬ ‫المدفوعــة‪ ،‬إذ ال ُيمكــن تخ ّيــل‬ ‫االتجــاه بعدهــا نحــو تفعيــل‬ ‫مــع إتاحــة االشــتراك مقابــل‬ ‫خلفهــا ليســت بحاجــة إلــى‬
‫سياســياً‪ ،‬وهــي نقطــة ُتحســب‬ ‫لبنــان بــدون الصحافــة الحــ ّرة‬ ‫ٍّ‬
‫كحــل أفضــل‬ ‫الدفــع اإللكترونــي‬ ‫و ُتشــير إلــى أ ّنــه مــن الطــرق التي‬ ‫دوالر واحــد فــي الشــهر األول‬ ‫تفعيــل خدمــات مدفوعــة‪ ،‬وال‬
‫لهــا‪ ،‬ولكــن ال بــد لهــذه الوســيلة‬ ‫وبــدون صحيفــة النهــار انطالقــاً‬ ‫مــن االستســام أمــام اإلغــاق‪.‬‬ ‫تحــث الجمهــور علــى االقتنــاع‬ ‫كنــوع مــن تشــجيع القــ ّراء علــى‬ ‫تنتظــر ســوق اإلعالنــات وال ُتعنــى‬
‫دائمــاً أن تســأل نفســها «مــا‬ ‫مــن إرثهــا التاريخــي»‪ ..‬وتضيــف‬ ‫بالخدمــة اإلعالميــة المدفوعــة‪،‬‬ ‫االشــتراك‪ ،‬فــي حيــن تبلــغ قيمــة‬ ‫باالســتثمار التجــاري فــي اإلعــام‪،‬‬
‫ســأقدمه‬
‫ّ‬ ‫المحتــوى الفريــد الــذي‬ ‫َّ‬
‫بــأن الصحافــة ال تمــوت‬ ‫«نؤمــن‬ ‫وبنــا ًء علــى تجربــة «النهــار»‪،‬‬ ‫خلــق عالقــة شــخصية معــه‬ ‫االشــتراك الســنوي ‪ 60‬دوالراً‪.‬‬ ‫وفقــاً لمــا تشــير إليــه ســكيني‪،‬‬
‫وأدفــع بــه جماهيــر الوســائل‬ ‫ألن هنــاك قــ ّراء فــي كل مــكان‬‫َّ‬ ‫تقتــرح ســكيني القيــام بحمــات‬ ‫وجعلــه شــريكاً فــي المحتــوى‪،‬‬ ‫وتصــف ســكيني تجربــة «النهــار»‬ ‫ثــم تضيــف‪« :‬نحــن فــي النهــار‬
‫المجانيــة إلــى دفــع االشــتراك؟»‪.‬‬‫ّ‬ ‫يبحثــون عــن معلومــة صادقــة”‪.‬‬ ‫مكثفــة حــول ثقافــة الدفــع‬ ‫ّ‬ ‫وليــس قار ًئــا عاد ًيــا وحســب‪.‬‬ ‫ّ‬
‫«مبشــرة»‪ ،‬إذ «منــذ اليــوم‬ ‫بأنهــا‬ ‫كمؤسســة مســتقلة تجاوزنــا‬
‫وفــي هــذا الســياق‪ ،‬يضــع‬ ‫اإللكترونــي اآلمــن‪ ،‬لكــون معظــم‬ ‫أمــا عــن خالصــات هــذه التجربــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تلقــت‬ ‫األول لتفعيــل االشــتراكات ّ‬ ‫المنطــق الريعــي‪ ،‬وق ّررنــا أن نكــون‬
‫عــدة‬
‫ّ‬ ‫المخضرمــون فــي المهنــة‬ ‫وأوضحــت أن «النهــار» تفــرد‬ ‫المســتهلكين فــي العالــم العربــي‬ ‫فتعتبــر ســكيني أنــه مــن‬ ‫الصحيفــة موجــة كبيــرة مــن‬ ‫تمــول نفســها ذاتيــاً‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مؤسســة‬
‫ّ‬
‫معاييــر يأتــي علــى رأســها‬ ‫جــزءا كبيــرا مــن أخبارهــا‬ ‫ال يثقــون بالدفــع اإللكترونــي‪،‬‬ ‫المبكــر الحديــث عــن مخرجاتهــا‬ ‫ّ‬ ‫االتصــاالت تســأل عــن كيفيــة‬ ‫ويكــون ُمنتجهــا الخبــر الصــادق‬
‫تقــدم أخبــاراً فــي‬
‫ّ‬ ‫ضــرورة أن‬ ‫لتغطيــة القضايــا العربيــة وليــس‬ ‫أن بق ّيــة الصحــف‬‫مشــير ًة إلــى ّ‬ ‫لكونهــا تجربــة ناشــئة‪ ،‬وال‬ ‫مــن‬ ‫وباألخــص‬ ‫االشــتراك‪،‬‬ ‫وتقديــم الملتيميديــا واإلنفوغراف‬
‫منتهــى الصدقيــة‪ ،‬ألن أحــد‬ ‫اللبنانيــة فقــط‪ ،‬لذلــك تدعــو‬ ‫فــي لبنــان لــو انتهجــت النهــج‬ ‫يمكــن حاليــاً الحديــث عــن‬ ‫المعتــاد علــى قــراءة‬ ‫الجمهــور ُ‬ ‫وأشــكال اإلعــام المختلفــة بعيــداً‬
‫األســباب الرئيســية الشــتراك‬ ‫القــارئ العربــي ألن يكــون شــريكاً‬ ‫وفعلــت خدمــات إعالميــة‬‫ذاتــه ّ‬ ‫ً‬
‫الفتــة إلــى‬ ‫خالصــات نهائيــة‪،‬‬ ‫النهــار»‪ .‬لكنهــا ال تنكــر وجــود‬ ‫عــن الجمــود والتيــار الكالســيكي»‪.‬‬
‫الجمهــور فيهــا هــو الهــروب مــن‬ ‫فــي هــذه التجربــة الفريــدة‪.‬‬ ‫مدفوعــة‪ ،‬فســيحصل نــوع مــن‬
‫‪13‬‬ ‫أن تقييــم تفاعــل الجمهــور مــع‬ ‫تحديــات كبيــرة مثــل حاجــة‬ ‫ّ‬ ‫‪12‬‬
‫ً‬
‫إضافــة إلــى تقديــم‬ ‫الشــائعات‪،‬‬
‫أنــواع إعالميــة غيــر تقليديــة‬
‫ّ‬
‫والملخصــات‬ ‫كاإلنفوغــراف‬
‫والقصــص غيــر العاديــة التــي‬
‫المؤسســة‬ ‫بصمــة‬ ‫تظهــر‬
‫اإلعالميــة وخصوصيتهــا فــي‬
‫الطــرح‪ ،‬بينمــا إذا أرادت تــداول‬
‫األخبــار المنقولــة فــا بــد أن‬
‫مجانــي وتق ّيــد‬
‫بشــكل ّ‬
‫ٍ‬ ‫تتيحهــا‬
‫ـكل مدفــوع‪.‬‬
‫محتواهــا الخــاص بشـ ٍ‬
‫وأخيــراً ينصــح أهــل المهنــة‬
‫بضــرورة تقديــم المحتــوى‬
‫المرئــي (الملتيميديــا) والمحتــوى‬
‫المتطــور عنهــا (كــروس ميديــا)‪.‬‬
‫ّ‬

‫صحيفة «النهار» اللبنانية هي أولى الصحف العربية التي‬


‫بشكل مدفوع‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ق ّررت تخصيص مواد من محتواها اإللكتروني‬
‫تصوير‪ :‬محمد أزاكير ‪ -‬رويترز‪.‬‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫عليهــا أكثــر مــن غيرهــا؟ ولمــاذا؟‬ ‫علــى األرجــح‪ ،‬وهــو‪« :‬ســنتحدث‬ ‫لــم يعــد خافيــا علــى أحــد أهمية‬
‫‪ -‬كيــف يمكــن إشــراك‬ ‫فــي برنامــج صبــاح الخيــر اليــوم‬ ‫مواقــع التواصــل االجتماعــي‬

‫اإلذاعات وتأقلمها مع‬


‫المتابعيــن وتحفيزهــم علــى‬ ‫علــى إذاعــة البي‪.‬بي‪.‬ســي عــن‬ ‫بالنســبة لإلذاعــات المحليــة‬
‫االســتماع لبرامــج اإلذاعــة؟‬ ‫أنــواع البســكويت‪ :‬هــا أخبرتنــا‬ ‫وغيــر المحليــة‪ ،‬لكــن واقــع األمــر‬
‫‪ -‬مــا الــذي ينشــر على السوشــيال‬ ‫مــا هــو بســكوتك المفضــل؟‬ ‫يشــير إلــى أن السوشــيال ميديــا‬
‫ميديــا ومــا الــذي ال ينشــر مــن‬ ‫ال تــزال تســتعمل بشــكل خاطــئ‬

‫املستمع الوافد‬
‫المــواد المنتجــة ســمعيا؟ وكــم‬ ‫مــن قبــل أغلــب محطــات الراديــو‪،‬‬
‫مــرة فــي اليــوم؟ ومتــى؟‬ ‫والســبب فــي ذلــك يعــود إمــا‬
‫‪ -‬كيــف ُيقــاس النجــاح‬ ‫ألنهــا تعتقــد أن فيســبوك‬
‫علــى السوشــيال ميديــا؟‬
‫وضع استراتيجية‬ ‫وتويتــر همــا منفــذا التواصــل‬
‫‪ -‬مــا الــازم عملــه إن وجــدت‬
‫للمحتوى‬ ‫الوحيــدان‪ ،‬أو ألنهــا تتعامــل‬
‫تعليقــات غيــر الئقــة أو عنــد‬ ‫مــع هــذه المواقــع بمعــزل عــن‬ ‫ملياء املقدم‬
‫اســتعمال السوشــيال ميديــا مــن‬
‫التعــرض لهجوم من المســتمعين؟‬ ‫المحتــوى الــذي تقدمــه‪ ،‬فــي‬
‫قبــل اإلذاعــات‪ ،‬وباألخــص اإلذاعات‬
‫حيــن أن المطلــوب هــو أن يكــون‬
‫المحليــة‪ ،‬أصبــح ضــرورة ال غنــى‬
‫هنــاك خــط رابــط بيــن مــا تقدمه‬
‫عنهــا مــن أجــل إيجــاد «مجتمــع»‬
‫علــى الهــواء ومــا تقدمــه علــى‬ ‫يســتوجب نجــاح البرامج اإلذاعية الوصول إلــى فئات جديدة‪ ،‬والتخلي عن فكرة المســتمع الوفي‬
‫خــاص باإلذاعــة يتابــع مــا تقدمــه‬
‫صفحــات التواصــل االجتماعــي‪،‬‬ ‫واســتبدالها بفكــرة المســتمع الوافد الذي يتطلب وجــوده التعديل والتأقلم المســتمر‪ ،‬وأحيانا االنقالب‬
‫لماذا السوشيال‬ ‫ويتفاعــل معــه‪ ،‬ألن اإلذاعــة‬
‫وهــو مــا يســتوجب وجــود‬ ‫التام على األنمــاط التقليدية‪.‬‬
‫ميديا؟‬ ‫‪-‬كباقــي المنصــات اإلعالميــة‬
‫اســتراتيجية تســويق للمحتــوى‪.‬‬
‫األخــرى‪ -‬لــم تعــد تبــث فــي‬
‫يعتبــر هــذا الســؤال األهــم علــى‬ ‫اتجــاه واحــد كمــا فــي الســابق‪.‬‬
‫فــي ‪ 12‬مايو‪/‬أيــار ‪ 2015‬نشــرت‬
‫اإلطــاق فــي مرحلــة بناء سياســة‬ ‫اســتراتيجية ترويــج المحتــوى‬
‫هيئــة اإلذاعــة البريطانيــة (بــي‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫النشــر علــى مواقــع التواصــل‬ ‫المســموع تهــدف إلــى بنــاء‬ ‫‪14‬‬
‫بي‪.‬ســي) علــى حســابها علــى‬
‫االجتماعــي‪ ،‬ألنــه يحــدد األهــداف‬ ‫محتــوى حــول البرامــج اإلذاعيــة‬
‫تويتــر صــورة لبســكويت مدهــون‬
‫واألولويــات التــي مــن بينهــا‬ ‫وإيجــاد بلوغــات‪ ،‬وفيديوهــات‬
‫بالشــوكوالته‪ ،‬مــع ســؤال تحتــه‬
‫مثــا‪ :‬توســيع عــدد المســتمعين‬ ‫وبودكاســتات‪ ،‬وفيتشــرز وغيرهــا‪،‬‬
‫يقــول «أخبرنــا مــا هــو بســكوتك‬
‫لإلذاعــة‪ ،‬بنــاء شــبكة متابعيــن‬ ‫ويعتبــر المحتــوى المنتــج علــى‬
‫المفضــل؟»‪ .‬وكان واضحــا أن‬
‫علــى اإلنترنــت‪ ،‬التســويق لمحتوى‬ ‫خلفيــة البرامــج اإلذاعيــة الركــن‬
‫القائميــن علــى سياســة ترويــج‬
‫اإلذاعــة‪ ،‬الزيــادة فــي عــدد‬ ‫األساســي فــي سياســة الترويــج‬
‫المحتــوى الخــاص باإلذاعــة كانــوا‬
‫المتطوعيــن والمانحيــن‪ ،‬نشــر‬ ‫هــذه‪ ،‬ومــن دونــه ال يمكــن أن‬
‫يرغبــون فــي توســيع دائــرة‬
‫التوعيــة والتثقيــف‪ ،‬الوصــول إلــى‬ ‫تكــون السوشــيال ميديــا ذات‬
‫التفاعــل مــع متابعيهــم عبــر‬
‫فئــة مختلفــة مــن المســتمعين‪،‬‬ ‫قيمــة كبيــرة بالنســبة للراديــو‪.‬‬
‫اختيــار مواضيــع بســيطة‪ ،‬وأســئلة‬
‫جعــل اإلذاعــة مرئيــة علــى‬
‫قريبــة منهــم‪ ،‬علــى غــرار ســؤال‪:‬‬
‫اإلنترنــت‪ ،‬وتوســيع دائــرة التفاعــل‬ ‫أولــى النقــاط التــي يجــب‬
‫الطقــس اليــوم فــي لنــدن‬
‫بينهــا وبيــن مســتمعيها‪.‬‬ ‫التركيــز عليهــا لبنــاء سياســة‬
‫ممطــر وبــارد‪ ،‬كيــف هــو الطقــس‬
‫أو خطــة لالنتفــاع مــن‬
‫لديكــم؟»‪ ،‬وهــو الســؤال الــذي‬
‫يجــب أن تكــون القائمــة‬ ‫السوشــيال ميديــا‪ ،‬هــي إيجــاد‬
‫يتفاعــل معــه عــدد كبيــر مــن‬
‫واضحــة ومتضمنــة لمجموعــة‬ ‫التاليــة‪:‬‬ ‫لألســئلة‬ ‫أجوبــة‬
‫متابعــي اإلذاعــات الدوليــة‪ .‬لكــن‬
‫مــن األهــداف المرتبــة بحســب‬
‫تجربــة البســكويت فشــلت بقــوة‪،‬‬
‫ـ مــا هــدف اإلذاعــة من اســتعمال‬
‫تحقيقهــا‪.‬‬ ‫لضمــان‬ ‫األولويــة‬ ‫بــل وجلبــت انتقــادات ال حصــر‬
‫مواقــع التواصــل االجتماعــي؟‬
‫لهــا لإلذاعــة العريقــة‪ .‬والحقيقــة‬
‫‪ -‬مــا المواقــع التــي يجــب التركيــز‬ ‫هل تمكنت إذاعة بي بي سي البريطانية العريقة‪ ،‬من مواكبة زمن‬
‫أن تعديــا بســيطا علــى هــذا‬ ‫السوشيال ميديا؟ –غيتي‪.‬‬
‫الســؤال كان ســيجعله ناجحــا‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫سياسة النشر‬ ‫هنــا لتتابعهــا»‪ ،‬أو “هــل ترغــب‬ ‫التثقيفيــة أو التعليميــة التــي‬ ‫مثــال تطبيقــي لهــذه القاعــدة‪:‬‬ ‫• مــادة تثقيفيــة أو توعويــة‬
‫على السوشيال‬ ‫أن تشــارك معنــا فــي الحلقــة‬ ‫تنشــرها مــن إنتاجــك الخــاص‪،‬‬ ‫إذا كنــت تقــدم برنامجــا عــن‬ ‫تعليميــة مــن إنتــاج إذاعتــك‪.‬‬
‫استراتيجية النشر‬
‫ميديا‬ ‫القادمــة مــن برنامــج الصحافــة؟‬ ‫عــن تدريــب الصحفييــن فــي‬ ‫صناعــة الصحافــة واإلعــام‪ ،‬فأنــت‬
‫اضغــط علــى الرابــط التالــي‬ ‫مواقــع الحــرب‪ ،‬أهــم المنــح‬ ‫تحتــاج أن تتابــع المؤثريــن علــى‬ ‫• مــادة ذات طابــع ترويجــي‬
‫هنــاك قاعدة تســمى قاعــدة ‪-1-4‬‬
‫فيمــا يلــي بعــض النصائــح التــي‬ ‫واتــرك اســمك وعنوانــك‪ ..‬إلــخ”‪.‬‬ ‫والجامعــات‪ ،‬الصحافــة المكتوبــة‬ ‫مواقــع التواصــل االجتماعــي‬ ‫تســويقي مثــل بيــان إعالمــي‬
‫‪ 1‬لنشــر المحتــوى علــى السوشــيال‬
‫يمكــن لإلذاعــات االســتفادة‬ ‫والتحديــات‪ ،‬أو أي مــن المواضيــع‬ ‫مــن اإلعالمييــن وتعيــد نشــر‬ ‫أو إعــان إشــهاري أو درامــا‬
‫ميديــا‪ ،‬وملخصهــا التالــي‪:‬‬
‫منهــا فيمــا يخــص سياســة‬ ‫فــي مرحلــة الحقــة يمكــن‬ ‫التــي يطرحهــا برنامجــك‪.‬‬ ‫محتواهــم‪ .‬مثــا تغريــدة لصحفــي‬ ‫ترويجيــة أو مــا شــابه‪.‬‬
‫النشــر علــى السوشــيال ميديــا‪:‬‬ ‫أن تذهــب خطــوة أبعــد فــي‬ ‫معــروف يقــول‪« :‬الصحافــة لعنــة‪،‬‬ ‫كل ســت مــواد تنشــر علــى‬
‫• أربــع مــواد منتقــاة مــن مصــادر‬
‫السوشــيال ميديــا عبــر اســتعمال‬ ‫ثــم أخيــرا المــادة الترويجيــة التــي‬ ‫هــذه بعــض الخطــوات العمليــة‬ ‫السوشــيال ميديــا يجــب أن‬
‫مؤثــرة أخــرى‪ ،‬تلتقــي مــع‬
‫• إعــداد تقريــر أســبوعي يضــم‬ ‫واحــدة مــن خصائــص الربــط‬ ‫تطلــب فيهــا مــن متابعيــك أن‬ ‫لتتجنــب الوقــوع فيهــا حتــى ال‬ ‫تكــون لهــا عالقــة بمــا تنتجــه‬
‫متابعيــك ومحتــواك وتضمــن‬
‫أهــم المالحظــات والتعليقــات‪،‬‬ ‫المدمــج مــع تويتــر لنقــل الرســائل‬ ‫يقومــوا بشــيء مــن أجلــك‪ ،‬مثــا‬ ‫تخســر زوجتــك»‪ ،‬يمكنــك أيضــا أن‬ ‫اإلذاعــة مــن محتــوى‪ ،‬وعمليــا‬
‫إعــادة نشــرك لمــا ينشــره‬
‫وعــدد إعجابــات المواضيــع‪،‬‬ ‫أوتوماتيكيــا إلــى مســتمعيك‬ ‫إعــادة نشــر محتــواك‪ ،‬أو اقتنــاء‬ ‫تعيد نشــر التغريــدات والتعليقات‬ ‫فأنــت تحتــاج أربــع مــواد مــن‬
‫اآلخــرون بشــكل تفاعلــي ينــم‬
‫وأوقــات التفاعــل القصــوى‬ ‫حــول خريطــة البرامــج ومواعيدها‬ ‫منتــج مــن منتجاتــك‪ ،‬أو االشــتراك‬ ‫التــي تتحــدث عــن برنامجــك‬ ‫مصــادر مؤثــرة وذات نفــوذ‬
‫عــن متابعتــك وتفاعلــك مــع‬
‫ونوعيــة التعليقــات وأعمــار‬ ‫أو األغانــي التــي ســتبثها اإلذاعــة‪.‬‬ ‫فــي اســتفتاء أو مســابقة‪.‬‬ ‫أو تشــير إليــه علــى نحــو مــا‪.‬‬ ‫ترتبــط بعالقــة مــع محتــواك‪،‬‬
‫مــا يجــري مــن حولــك ويضمــن‬
‫المشــاركين وجنســهم‪ .‬تســتعمل‬ ‫مثــال‪« :‬فاتتــك حلقتنــا األخيــرة‬ ‫وتحتــاج أن تنتــج مــواد تعليميــة‬
‫حصولــك علــى اهتمــام متابعــي‬
‫هــذه التقاريــر الحقــا فــي‬ ‫عــن الصحافــة‪ ،‬ال تحــزن‪ ،‬انقــر‬ ‫المــادة‬ ‫تكــون‬ ‫أن‬ ‫يمكــن‬ ‫تثقيفيــة ومــواد ترويجيــة‪.‬‬
‫المصــدر الــذي تعيــد نشــر مــواده‪.‬‬
‫النقاشــات الداخليــة الســتخالص‬
‫النتائــج‪ ،‬ومعرفــة نــوع الجمهــور‬
‫واختياراتـــــه واهتماماتــه‪.‬‬

‫• معــدل النشــر علــى فيســبوك‬


‫‪17‬‬ ‫وتويتــر مرتــان إلــى ثــاث‬ ‫‪16‬‬
‫فــي النهــار لـــ‪ 338‬متابعــا أو‬
‫صديقــا للصفحــة‪ ،‬وهــو معــدل‬
‫الصداقــات لــكل مســتعمل‪.‬‬

‫• اســتعمال النســاء للسوشــيال‬


‫ميديــا يفــوق الرجال بنســبة ‪،%30‬‬
‫ولهــذا وجــب أخــذ هــذا التفــاوت‬
‫بعيــن االعتبــار أثنــاء وضــع‬
‫سياســة النشــر واختيــار المــواد‪.‬‬

‫• الدمــج بيــن مختلــف مواقــع‬


‫التواصــل وعــدم االكتفــاء‬
‫باســتعمال كل واحــدة علــى‬
‫حــدة‪ ،‬فمثــا بينــت دراســات‬
‫أن وضــع صــور علــى فيســبوك‬
‫مــن إنســتغرام يزيــد مــن‬
‫حجــم التفاعــل بنســبة ‪.%23‬‬

‫• والنصيحــة األهــم هــي أن‬ ‫الصحفي والمذيع األميركي دان راذير‪ ،‬يسجل مقابلة عبر‬
‫تجربة إذاعية في غزة أطلقها صحفيون شباب تناسب منصة‬
‫يتفاعــل مقدمــو البرامــج‬ ‫«فيسبوك اليف» خالل تغطية راديو «‪ »s'MXsuiriS‬للمؤتمر‬
‫الفيسبوك‪ ،‬عام ‪ .2013‬تصوير‪ :‬سعيد خطيب – غيتي‪.‬‬
‫الوطني الجمهوري‪ ،‬تصوير‪ :‬كيرك إيروين – غيتي‪.‬‬
‫أنفســهم مــع جمهورهــم علــى‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫ويمكــن لهــذه الخدمــة أن تكــون‬ ‫مواقــع التواصــل االجتماعــي‪ ،‬ألن‬


‫ذات فائــدة كبرى للبرامــج الحوارية‬ ‫الجمهــور يرغــب فــي التواصــل‬
‫والمناظــرات‪ ،‬وبرامــج المــرأة‪ ،‬وكل‬ ‫مــع صاحــب الصــوت الــذي يحبــه‬
‫البرامــج التــي ُيســتضاف فيهــا‬ ‫ويســتمع إليــه‪ ،‬ال مــع زميــل لــه‬
‫ضيــوف لمناقشــة قضيــة مــا‬ ‫مكلــف بالسوشــيال ميديــا‪ .‬ويجــب‬
‫مــن داخــل األســتوديو‪ .‬فضــا‬ ‫علــى محطــات اإلذاعــة أن تشــجع‬
‫عــن وجــود تطبيقــات يمكــن‬ ‫المذيعيــن الذيــن يعملــون لديهــا‬
‫دمجهــا للتصويــت والمشــاركة‬ ‫علــى نشــر برامجهــم علــى‬
‫فــي البرامــج المباشــرة‪ ،‬ولــم يعــد‬ ‫صفحاتهــم الخاصــة‪ ،‬والتفاعــل‬
‫األمــر كمــا فــي الســابق يقتصــر‬ ‫مــع جمهورهــم بخصوصهــا‪،‬‬
‫علــى المداخــات الهاتفيــة‬ ‫لذلــك‪.‬‬ ‫وقــت‬ ‫وتخصيــص‬
‫والرســائل القصيــرة فقــط‪.‬‬

‫والخالصــة أن البرامــج مهمــا بلــغ‬


‫نجاحهــا وانتشــارها تحتــاج إلــى‬
‫‪19‬‬ ‫تطويــر سياســة لتســويق المحتوى‬
‫فيسبوك اليف‪:‬‬ ‫‪18‬‬
‫علــى السوشــيال ميديــا مبنيــة‬
‫منــذ ســنة تقريبــا أطلــق‬
‫علــى معرفــة دقيقــة بجمهورهــا‬
‫فيســبوك خدمــة “فيســبوك‬
‫واحتياجاتــه‪ ،‬وعلــى سلســلة‬
‫اليــف” لمزيــد مــن التفاعــل بيــن‬
‫مــن األهــداف القصيــرة والطويلــة‬
‫مســتخدميه‪ ،‬واســتفادت اإلذاعات‬
‫المــدى ترغــب فــي بلوغهــا‪ ،‬فــي‬
‫مــن هــذه الخدمــة بشــكل جيــد‪،‬‬
‫مقدمتهــا الوصــول إلــى فئــات‬
‫ألنهــا وفــرت الصــورة إلــى جانــب‬
‫جديــدة باســتمرار‪ ،‬والتخلــي‬
‫الصــوت‪ ،‬وأصبــح يكفــي أن تضــع‬
‫عــن فكــرة المســتمع الوفــي‬
‫كاميــرا فــي األســتوديو أو حاســوبا‬
‫واســتبدالها بفكــرة المســتمع‬
‫محمــوال أمــام مقــدم البرنامــج‪،‬‬
‫الوافــد الــذي يســتوجب حضــوره‬
‫حتــى تتمكــن مــن بــث الحلقــات‬
‫التعديــل والتأقلــم المســتمر‪،‬‬
‫مباشــرة علــى فيســبوك‪ .‬كمــا‬
‫وفــي أحيــان أخــرى االنقــاب‬
‫تمكنــك هــذه الخدمــة مــن معرفة‬
‫التــام علــى األنمــاط التقليديــة‪.‬‬
‫عــدد المتابعيــن‪ ،‬وتوفــر إمكانيــة‬
‫التفاعــل وتلقــي األســئلة‪.‬‬

‫تحتاج البرامج اإلذاعية إلى تطوير سياسة لتسويق المحتوى على‬


‫السوشيال ومعرفة احتياجات الجمهور‪ ،‬الصور من راديو ويب في‬
‫تونس‪ .‬تصوير‪ :‬زهرة رمادا – رويترز‪.‬‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫األخبــار علــى موقعهــا اإللكترونــي‬ ‫ومســتمع‪ ،‬وربمــا يســتخدم حواس‬ ‫ُ‬ ‫رغــم أن محــاوالت التنبــؤ‬
‫وانتظــار أن يأتيهــا القــارئ هنــاك‪،‬‬ ‫أخــرى فــي المســتقبل كاللمــس‬ ‫بمســتقبل التكنولوجيــا وتأثيرهــا‬

‫صحافة املستقبل‪..‬‬
‫فــكل الصحــف اآلن تذهــب إلــى‬ ‫والتــذوق‪ ،‬لكــن ال بــأس مــن‬ ‫علــى المهــن المختلفــة محــاوالت‬
‫القــارئ حيــث يتواجــد فــي مواقــع‬ ‫اســتخدامها علــى أي حــال‪ .‬لــم‬ ‫تصيــب تــارة وتخطــئ أخــرى‪،‬‬
‫التواصــل االجتماعــي ومــن خــال‬ ‫يعــد معظــم المحيطيــن بــي‬ ‫فــإن ذلــك لــم يثــن أحــدا عــن‬

‫تخ ّي ْل شكل القارئ‬


‫تطبيقــات الرســائل النصيــة‪ ،‬لكــن‬ ‫دؤوبيــن علــى قــراءة الصحــف‬ ‫االســتمرار فــي التنبــؤ‪ .‬فبشــكل‬
‫بشــكل أقــل حتــى اآلن‪ .‬ورغــم‬ ‫الصباحيــة كمــا كان الحــال ســابقا‪،‬‬ ‫مــا‪ ،‬تلــك التنبــؤات هــي تلخيــص‬
‫ذلــك فــإن تواجــد الصحــف فــي‬ ‫فاألخبــار تصلهــم عبــر مــا ينشــره‬ ‫ألحــام البشــر وتصورهــم‬
‫تلــك البيئــات الجديــدة أيســر ممــا‬ ‫صديــق علــى الفيســبوك‪ ،‬أو‬ ‫للمســتقبل‪ ،‬وهــي مــا توفــر‬
‫كان ممكنــا فــي البيئات الســابقة‪.‬‬ ‫مــن خــال خبــر يلخصــه صديــق‬ ‫للمطوريــن والمخترعيــن بيئــة‬
‫آخــر فــي رســالة نصيــة علــى‬ ‫خصبــة الختيــار مواضيــع أبحاثهم‪.‬‬
‫علــي التوضيــح أكثــر‪..‬‬
‫ّ‬ ‫ربمــا‬ ‫الواتســاب‪ ،‬أو خبــر يســخر منــه‬ ‫بالنســبة لــي‪ ،‬أعتقــد أن أفضــل‬
‫طارق عمرو‬
‫عندمــا ظهــر التلفــاز بعــد‬ ‫صديــق آخــر مــن خــال صــور‬ ‫طريقــة لتصــور شــكل الصحافــة‬
‫الراديــو‪ ،‬ظلــت البرامــج فيــه‬ ‫متحركــة ينشــرها علــى تطبيــق‬ ‫فــي المســتقبل هــي تصــور شــكل‬
‫محاكيــة لمــا كان مطروقــا وقــت‬ ‫آخــر ال أعرفــه أنــا أصــا‪ .‬وبالتالــي‬ ‫قــارئ الصحــف المســتقبلي أوال‪.‬‬
‫الراديــو‪ ،‬ضيــوف فــي إســتوديو‬ ‫فــإن الصحــف بالفعــل أدركــت‬
‫ثابــت وكاميــرا ال تتحــرك تنقــل‬ ‫خــال العشــر ســنوات الســابقة‬ ‫كلمــة «قــارئ» ربمــا ال تكــون‬ ‫علــى كل منتــج للخبــر أن يتصــور شــكل قــارئ الصحــف المســتقبلي‪ ،‬ويــدرك أن تطــور التكنولوجيــا‬
‫وجوههــم وهــم يتحدثــون فقط‪..‬‬ ‫أنــه لــم يعــد بوســعها نشــر‬ ‫دقيقــة هنــا‪ ،‬فهــو أيضــا ُمشــاهد‬ ‫الســريع ســيجعل تلبيــة احتياجــات القــارئ أمــرا ممكنــا‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬

‫احتاج األمر وقتا ليدرك صناع البرامج يف التلفزيون أن بإمكانهم استغالل ما تتيحه لهم الكاميرات من حركة‪.‬‬
‫الصورة خالل تغطية قناة «سي بي أس» لالنتخابات األميركية أواسط عام ‪ – 1946‬غيتي‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫الحــدث عبــر الدمــج بيــن الواقــع‬ ‫احتــاج األمــر وقتــا ليــدرك صنــاع‬
‫االفتراضــي والواقــع الحقيقــي»‪.‬‬ ‫البرامــج فــي البيئــة الجديــدة أن‬
‫بإمكانهــم اســتغالل مــا تتيحــه‬
‫وبســؤاله عــن مــدى واقعيــة‬ ‫لهــم الكاميــرات مــن حركــة وإضاءة‬
‫انتشــار تلــك التكنولوجيــات كانــت‬ ‫وبرامــج ألعــاب وأشــياء مــا كان‬
‫إجابتــه أنــه «تتوفــر اآلن العديــد‬ ‫باإلمــكان تخيلهــا وقــت الراديــو‪..‬‬
‫مــن نظــارات الواقــع االفتراضــي‬ ‫الشــيء نفســه عندمــا ظهــرت‬
‫غيــر المكلفــة ألجهــزة أندرويــد‬ ‫اإلنترنــت وأدرك منتجــو المحتــوى‬
‫وأجهــزة وينــدوز‪ ،‬وبــدأت آبــل‬ ‫ٍّ‬
‫كمتلــق هــو‬ ‫صنــف‬‫أن مــن كان ُي َّ‬
‫مؤخــرا فــي دعــم تقنيــات الواقــع‬ ‫اآلن مشــارك يمكنــه التفاعــل‬
‫المعــزز‪ ،‬أي أن المتلقــي اآلن لديــه‬ ‫مــع المحتــوى المقــدم إليــه‪.‬‬
‫االســتعداد بالفعــل لتلقــي األخبار‬
‫بطريقــة مختلفــة وأفضــل»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المتوقــع أن متلقــي‬ ‫لذلــك فمــن‬
‫الخبــر علــى الواتســاب فــي‬
‫المســتقبل ســيكون بمقدرتــه‬
‫الصحيفــة‬ ‫مــع‬ ‫التحــدث‬
‫واالستفســار عــن جــزء غيــر واضــح‬
‫متطلبات صناع‬ ‫مــن الخبــر لتأتيــه اإلجابــة فــي‬
‫الخبر‬ ‫لحظتهــا كمــا لــو كان يتحــدث مــع‬
‫صديــق لــه‪ ،‬ناهيــك عن اســتخدام‬
‫ص ّنــاع الخبــر لهــم متطلبــات‬
‫الصحيفــة للغــة توائــم البيئــة‬
‫فرضهــا التطــور الحالــي‪ ،‬ويجــب‬
‫الجديــدة مــن صــور متحركــة‬
‫‪23‬‬ ‫عليهــم التفكيــر فــي تلبيتهــا‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫ورســائل صوتيــة وغيرهــا‪ .‬متلقــي‬
‫قديمــا كانــت الصحــف هــي‬
‫الخبــر أيضــا يتوقــع مــن الصحيفــة‬
‫المتحكمــة فــي المســاحات‬
‫التــي تتحــدث إليــه ‪-‬مثلهــا مثــل‬
‫اإلعالنيــة لديهــا‪ ،‬تبيعهــا بالســعر‬
‫أي صديــق حميــم‪ -‬أن تعــرف‬
‫المناســب لهــا مــن خــال وكاالت‬
‫ماهيــة األخبــار التــي يهتــم‬
‫إعالنيــة غالبــا مــا كانــت مملوكــة‬
‫ّ‬
‫املتوقع أن متلقي الخبر ىلع الواتساب يف املستقبل سيكون‬ ‫من‬ ‫بهــا صديقــه‪ ،‬وربمــا أســلوب‬
‫للصحيفــة نفســها‪ .‬والمعلــن لــم‬ ‫بمقدرته التحدث مع الصحيفة واالستفسار عن جزء غير واضح من الخبر‬ ‫الحــوار الــذي يفضلــه‪ ،‬فقــارئ‬
‫يكــن بمقــدوره معرفــة مــن رأى‬ ‫لتأتيه اإلجابة يف لحظتها كما لو كان يتحدث مع صديق له – غيتي‪.‬‬
‫فــي العشــرين مــن عمــره يتوقــع‬
‫إعالنــه ومــن تجاهلــه‪ ،‬ومــن ثــم‬
‫لغــة حــوار مغايــرة تمامــا لمــا‬
‫كان بمقــدور الصحيفــة فــرض‬
‫يتوقعهــا قــارئ فــي الســتين‪.‬‬
‫أي ســعر دون نقــاش‪ .‬تطــور‬ ‫الواقــع االفتراضــي لمنتجــي‬ ‫والواقــع المعــزز‪ ،‬خصوصــا مع دعم‬
‫الوضــع اآلن‪ ،‬فشــركات مثــل‬ ‫األخبــار روايــة القصــص الصحفيــة‬ ‫الشــركات الكبــرى مثل آبــل وغوغل‬
‫وبســؤال محمــد ســيد ‪-‬وهــو‬
‫غوغــل وغيرهــا هــي المتحكمــة‬ ‫مــن وجهتــي نظــر مختلفتيــن‬ ‫ومايكروســوفت لهــذه التقنيــات‬
‫صحفــي متخصــص فــي مجــال‬
‫فــي بيــع المســاحات اإلعالنيــة‪،‬‬ ‫مــع إمكانيــة تعــرف المتلقــي‬ ‫وتوفيــر أدوات وتطبيقــات إلنشــاء‬
‫التكنولوجيــا‪ -‬حــول وســائل نقــل‬
‫والمعلــن يعــرف اآلن بالضبــط‬ ‫عليهمــا‪ ،‬والمتلقــي يمكنــه‬ ‫محتــوى تفاعلــي‪ ،‬حيــث يمكــن‬
‫الخبــر فــي المســتقبل‪ ،‬لفــت إلــى‬
‫كــم شــخصا رأى إعالنــه وكــم‬ ‫‪-‬علــى ســبيل المثــال‪ -‬التجــول‬ ‫لتقنيــة الواقــع االفتراضــي نقــل‬
‫أهميــة الواقــع االفتراضــي الــذي‬
‫شــخصا منهــم نقــر عليــه‪.‬‬ ‫فــي الشــارع الــذي تتحــدث عنــه‬ ‫األحــداث ووجهــات النظــر إلــى‬
‫يوفــر للمتلقــي تفاعــا مباشــرا‬
‫كل هــذا التغييــر والصحف مــا زالت‬ ‫القصــة‪ ،‬ويمكنــه أيضــا معرفــة‬ ‫المتلقــي باإلضافــة إلــى المشــاعر‬
‫مــع عناصــر القصــة الصحفيــة‬
‫تمتلــك مواقعهــا اإللكترونيــة‪ ،‬فما‬ ‫معلومــات أكثــر بالنقــر علــى‬ ‫المرتبطــة بهــذه األحــداث‪ ..‬يمكــن‬
‫المقدمــة لــه‪« ..‬تفاعــل الصحافــة‬
‫بالــك حيــن تكــون مجبــرة علــى‬ ‫عنصــر مــا داخــل القصــة‪ .‬أمــا عــن‬ ‫روايــة القصــة كاملــة وليــس‬
‫تطور غوغل تحديثاتها باستمرار‪ ،‬وتتحكم يف بيع املساحات اإلعالنية‪،‬‬ ‫مــع المتلقــي ‪-‬مســتقبال‪ -‬يعتمــد‬
‫الذهــاب إلــى القــارئ مــن خــال‬ ‫تقنيــة الواقــع المعــزز فيمكنهــا‬ ‫فقــط ذكــر مجــرد معلومــات‬
‫تصوير‪ :‬سكوت أولسون – غيتي‪.‬‬ ‫علــى تقنيــة الواقــع االفتراضــي‬
‫اليوتيــوب والواتســاب أو مــن‬ ‫نقــل المتلقــي إلــى موقــع‬ ‫وحقائــق‪ .‬كمــا تتيــح تقنيــة‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫نظارات الواقع املعزز ستغير يف مستقبل الصحافة‪ .‬الصورة من‬


‫مؤتمر عقد يف مكاتب غوغل‪ ،‬تصوير‪ :‬توم وليام – غيتي‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬

‫خبــرا وتعيــد إنتاجــه فــي صــورة‬ ‫نطــاق محــدود‪ -‬تكنولوجيــا قادرة‬ ‫ـي‬
‫ـارئ صحفـ ٌّ‬
‫كمــا لــو كان لــكل قـ ٍ‬ ‫المســتقبل القريــب قــادرا علــى‬ ‫آخــر يتلقــى األخبــار مــن خــال‬ ‫خــال روبــوت منزلــي يتحــدث‬
‫فيديــو افتراضــي‪ ،‬وهــو أمــر يبــدو‬ ‫علــى كتابــة أخبــار بشــكل آلــي‬ ‫إلكترونــي خــاص بــه‪ .‬ورغــم أن‬ ‫اســتقباله عبــر وســائل مختلفــة‪،‬‬ ‫ســاعة اليــد التــي يرتديهــا‪.‬‬ ‫مــع مالكيــه ويقــص عليهــم آخــر‬
‫مســتحيال‪ ،‬لكــن ال أظنه مســتبعدا‬ ‫دون تدخــل مــن البشــر‪ ،‬وبالطبــع‬ ‫تلــك التصــورات تشــبه األحــام‪،‬‬ ‫لكــن مــا يجمعهــا أنهــا كلهــا‬ ‫األخبــار؟!‪ ..‬التفكيــر فــي وســائل‬
‫خــال أقــل مــن عشــر ســنوات‪.‬‬ ‫هنــاك تطبيقــات مثــل آبــل‬ ‫فــإن التكنولوجيــا الموجــودة‬ ‫تعرفــه وتعــرف اهتماماتــه بدقــة‬ ‫ومســتقبال‪ ،‬لربمــا نتلقــى األخبــار‬ ‫جديــدة للربــح لــم يعــد رفاهيــة‪.‬‬
‫وبالنتيجــة‪ ،‬علــى كل منتــج‬ ‫ســيري وأمــازون أليكســا قــادرة‬ ‫اآلن ليســت بعيــدة عــن هــذا‪.‬‬ ‫لتنقــل لــه فقــط مــا يريــده باللغة‬ ‫مــن خــال نظــارة طبيــة‪ .‬ومــع‬
‫للخبــر أن يتصــور شــكل‬ ‫علــى التحــدث مــع المســتخدم‬ ‫وبخصــوص التنبــؤ باهتمامــات‬ ‫واألســلوب المناســبين‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫كل وســيلة جديــدة يجــب علــى‬
‫قــارئ الصحــف المســتقبلي‪،‬‬ ‫وإجابــة أســئلته كمــا لــو أنهــا‬ ‫القــارئ‪ ،‬أضــاف العراقــي أن هنــاك‬ ‫أيــده عمــرو العراقــي الصحفــي‬ ‫منتــج الخبــر التفكيــر فــي‬
‫ويــدرك أن تطــور التكنولوجيــا‬ ‫إنســان‪ ،‬وهــي تتطــور بســرعة‪..‬‬ ‫بالفعــل تكنولوجيــا قــادرة علــى‬ ‫العامــل فــي مجــال صحافــة‬ ‫الصيغــة المناســبة لنقــل الخبــر‬
‫تلبيــة‬ ‫ســيجعل‬ ‫الســريع‬ ‫ناهيــك عــن تكنولوجيــات قــادرة‬ ‫معرفــة اهتمامــات المتلقــي‬ ‫البيانــات‪ ،‬حيــث يــرى أن الصحــف‬ ‫فــي تلــك البيئــة‪ ،‬والوســيلة‬ ‫وسائل مبتكرة‬
‫احتياجــات القــارئ أمــرا ممكنــا‪.‬‬ ‫علــى فهــم محتــوى الصــور‬ ‫بدقــة واختيــار المحتوى المناســب‬ ‫لــن يمكنها تلبية تلــك االحتياجات‬ ‫األنســب لضمــان وجــود ريــع‬
‫وتلخيــص مــا بهــا فــي صــورة‬ ‫لــه مــن خــال الــذكاء الصناعــي‪،‬‬ ‫إال عبــر تكنولوجيــا قــادرة علــى‬ ‫مــن الربــح يناســب تلــك البيئــة‪.‬‬ ‫علــى ذكــر الروبوتــات المنزليــة‪،‬‬
‫نصــوص كتابيــة‪ ،‬والعكــس غيــر‬ ‫وهــو مــا يفعلــه فيســبوك وغيــره‬ ‫كتابــة خبــر وإعــادة صياغتــه‬ ‫باختصــار‪ ،‬أنــا وغيــري الكثيــرون‬ ‫هنــاك اآلن بالفعــل مــن يتلقــى‬
‫مســتحيل أيضــا‪ :‬تكنولوجيــا تقــرأ‬ ‫حاليــا‪ .‬وهنــاك أيضــا ‪-‬ولكــن علــى‬ ‫والتحــدث مــع متلقــي الخبــر‬ ‫نتصــور متلقــي الخبــر فــي‬ ‫األخبــار مــن خاللهــا‪ ،‬وهنــاك‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫صحافة‬
‫الهاتف‬
‫املحمول‬
‫بتونس‪ ..‬من‬
‫‪27‬‬
‫الحاجة إلى‬ ‫‪26‬‬

‫االحتراف‬
‫عدنان الشواشي‬

‫تمثــل صحافــة الهاتــف المحمــول جــزءا مــن مســتقبل اإلعــام‬


‫استعمل التونسيون الهاتف المحمول كأداة لنقل ما يحصل من‬ ‫فــي العالــم‪ ،‬حتــى إن جــودة التقاريــر المنتجــة ومقاطــع الفيديــو‬
‫تحركات سلمية ضد النظام منذ اندالع الثورة التونسية في ‪17‬‬ ‫المركبــة بالهاتــف تضاهــي جــودة إنتاجــات تتطلــب اســتعمال كاميــرا‬
‫ديسمبر‪/‬كانون األول ‪ ،2011‬تصوير‪ :‬فريد دوفور – غيتي‪.‬‬ ‫وحاســوب‪.‬‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫حيــث اصطفــت كاميــرات القنــوات‬ ‫الفيديــو بهاتفــي‪ ،‬واســتعملت‬ ‫أمــام‬ ‫احتجاجيــة‬ ‫وقفــة‬
‫المحليــة والدوليــة‪ .‬قــام المصورون‬ ‫الصــور فــي أغلــب التقاريــر‬ ‫المجلــس الوطنــي التأسيســي‬
‫الصحفيــون بعملهــم بمهنيــة‬ ‫اإلخباريــة التــي أنتجتهــا لمختلــف‬ ‫بالعاصمــة تونــس‪ .‬لــم يكــن‬
‫عاليــة‪ ،‬وفــي هــذه األثنــاء‪ ،‬صــورت‬ ‫وســائل اإلعالم األجنبيــة‪ .‬اختلطت‬ ‫الحــدث اســتثنائيا‪ ،‬إال أن ردة‬
‫بعــض مقاطــع الفيديــو‪ .‬لــم أعــد‬ ‫بالمواطنيــن وأصبحــت فــي أعيــن‬ ‫فعــل المتظاهريــن الغاضبيــن‬
‫إلــى المكتــب لتركيــب (مونتــاج)‬ ‫الكثيريــن مجــرد مواطــن يحمــل‬ ‫مــن مواقــف اإلعــام مــن بعــض‬
‫ركبتهــا وح ّررتهــا‬‫الصــور‪ ،‬بــل ّ‬ ‫هاتفــه المحمــول لتخليــد ذكــرى‬ ‫القضايــا‪ ،‬كانــت عنيفــة‪.‬‬
‫علــى هاتفــي المحمــول‪ .‬أرســلت‬ ‫حــدث ال للعمــل الصحفــي‪ ،‬مــع‬
‫الفيديــو النهائــي إلــى وكالــة أنباء‬ ‫أننــي كنــت أعمــل‪.‬‬ ‫كنــت مــع مصــور صحفــي بصــدد‬
‫عالميــة‪ .‬نشــرت الوكالــة الفيديــو‬ ‫اســتجواب مواطــن‪ ..‬تجمــع‬
‫ــث فــي النشــرات األولــى‬‫الــذي ُب َّ‬ ‫العشــرات حولــي ثــم هاجمــوا‬
‫لعشــرات القنــوات مباشــرة بعــد‬ ‫ُ‬
‫حملــت الكاميــرا‬ ‫فريــق العمــل‪..‬‬
‫ذلــك الهجــوم‪.‬‬ ‫أهاجــم‬
‫َ‬ ‫وحاولــت حمايتهــا‪ ..‬لــم‬
‫الهاتف المحمول‬ ‫لشــخصي وإنمــا ألنــي كنــت أمثــل‬
‫وصلــت مقاطــع الفيديــو األولــى‬
‫رفيق العمل‬ ‫جــزءا مــن إعــام تونســي تحــرر‬
‫التــي التقطتهــا وركبتها وأرســلتها‬ ‫بعــد الثــورة‪ .‬تلقيــت اللكمــات‬
‫فــي ســنة ‪ ،2015‬عاشــت تونــس‬
‫بهاتفــي المحمــول إلــى أقســام‬ ‫والكدمــات لكــي أحمــي الكاميــرا‪،‬‬
‫موجــة مــن الهجمــات «اإلرهابية»‪.‬‬
‫األخبــار‪ .‬تأكــدت يــوم حصــل هجوم‬ ‫ولكــن المعتديــن تمكنــوا مــن‬
‫كان الهجــوم علــى متحــف بــاردو‬
‫بــاردو أن الهاتــف المحمــول أصبــح‬ ‫تهشــيمها‪ .‬كانــت الكاميــرا األولــى‬
‫يــوم ‪ 18‬مــارس‪/‬آذار مــن أعنــف‬
‫رفيقــا فــي العمــل الصحفــي‬ ‫التــي اشــتريتها‪ ،‬لــم أكمــل‬ ‫دورة تدريبية في صحافة الهاتف المحمول بمدينة صفاقس‬
‫الميدانــي‪ ،‬وانتقلـ ُ‬ ‫العمليــات الدمويــة‪ ..‬انتقلــت مــع‬ ‫لصحفيين من إذاعة صفاقس‪ ،‬إذاعة الكاف وإذاعة المنستير‬
‫ـت إلــى مرحلــة‬ ‫تســديد أقســاطها ولــم تعــد‬
‫فريــق العمــل لمعاينــة المــكان‬ ‫ومؤسسة االذاعة التونسية‪.‬‬
‫صحافــة الهاتــف المحمــول‪.‬‬ ‫صالحــة لالســتعمال‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬

‫عــدت إلــى مكتبــي وفكــرت‬


‫بطريقــة تســاعدني علــى تغطية‬
‫األحــداث دون أن أتعــرض للخطــر‪.‬‬ ‫وأثبتــت ســنة ‪ 2011‬أن التقنيــات‬ ‫مواقــع التواصــل االجتماعــي‪.‬‬ ‫منــذ انــدالع الثــورة التونســية‬
‫اكتشــفت أن اســتعمال الهاتــف‬ ‫الحديثــة وخاصــة الهاتــف‬ ‫تناقلــت القنــوات التلفزيــة الدولية‬ ‫يــوم ‪ 17‬ديســمبر‪/‬كانون األول ‪،2011‬‬
‫المحمــول يوفــر الحمايــة ويبعــد‬ ‫المحمــول‪ ،‬بــدأت تغييــر العالــم‬ ‫مقاطــع الفيديــو‪ ،‬وكشــفت معاناة‬ ‫اســتعمل التونســيون الهاتــف‬
‫الجماهيــر أثنــاء المظاهــرات‪.‬‬ ‫بســرعة‪.‬‬ ‫التونســيين وســلمية احتجاجاتهم‪.‬‬ ‫المحمــول كأداة لنقــل مــا يحصــل‬
‫يظــن الكثيــرون أن الهاتــف مجــرد‬ ‫فــي الجهــات الداخليــة مــن‬
‫«لعبــة»‪ ،‬وال يمكــن أن يكــون‬ ‫تطــورت الهواتــف المحمولــة‬ ‫تحــركات ســلمية ضــد النظــام‪.‬‬
‫وســيلة مهنيــة للعمــل الصحفــي‪.‬‬ ‫القليلــة‬ ‫الســنوات‬ ‫خــال‬
‫الماضيــة‪ ،‬ومكنــت التحديثــات‬
‫الثورة سياسيا‬ ‫كانــت ردة فعــل النظــام عنيفــة‬
‫بعــد يــوم واحــد مــن االعتــداء‪،‬‬
‫اشــتريت هاتفــا محمــوال مجهــزا‬ ‫مــن اســتعمال الهاتــف للتصويــر‬
‫وتقنيا‬ ‫عبــر قمــع المحتجيــن وإطــاق‬
‫الجــودة‪..‬‬ ‫عاليــة‬ ‫بكاميــرا‬ ‫والتركيــب وكذلــك النشــر مباشــرة‬ ‫النــار علــى الشــباب فــي الشــوارع‪.‬‬
‫مثلــت الثــورة التونســية منعرجــا‬
‫صــرت أذهــب إلــى المظاهــرات‬ ‫علــى المنصــات المتعــددة‪.‬‬
‫تاريخيــا ونقلــة نوعيــة فــي ســبل‬
‫والتحــركات االجتماعيــة حامــا‬ ‫كصحفــي تونســي ومراســل‬ ‫لــم يكــن الهاتــف المحمــول مجــرد‬
‫نقــل األخبــار والتعاطــي مــع‬
‫كاميــرا فــي الحقيبــة وهاتفــا فــي‬ ‫للعديــد مــن وســائل اإلعــام‬ ‫وســيلة لالتصــال‪ ،‬بــل أصبــح‬
‫المعلومــة‪ ،‬ولــم تعــد التغطيــة‬
‫جيبــي‪ ،‬وكلمــا أحسســت بخطــر‬ ‫األجنبيــة‪ ،‬أتنقــل بيــن المــدن‬ ‫قنــاة تصــل التونســيين بالعالــم‬
‫اإلعالميــة حكــرا علــى مؤسســات‬
‫يتهددنــي‪ ،‬كنــت أخفــي الكاميــرا‬
‫ّ‬ ‫والقــرى التونســية لنقــل األحــداث‬ ‫وتكشــف بشــاعة المشــهد تحــت‬
‫محليــة تســيطر عليهــا الســلطات‪،‬‬
‫وأســتعمل الهاتــف المحمــول‪.‬‬ ‫وإعطــاء الكلمــة لمواطنيــن‬ ‫صــور‬
‫ّ‬ ‫حكــم نظــام دكتاتــوري‪.‬‬
‫دورة تدريبية في صحافة الهاتف المحمول بوكالة تونس‬ ‫وإنمــا صــارت ملــكا للشــارع‪ .‬وبــات‬
‫يحلمــون برؤيــة الكاميــرا‪.‬‬ ‫التونســيون اآلالف مــن مقاطــع‬
‫أفريقيا لألنباء‪.‬‬ ‫مــن يحمــل الهاتــف المحمــول‬
‫صــورت المئــات مــن مقاطــع‬ ‫الفيديــو بعدســات هواتفهــم‬
‫غط ُ‬ ‫خــال صائفــة ‪َّ ،2013‬‬ ‫يمتلــك جــزءا مــن الحقيقــة‪.‬‬
‫يــت‬ ‫المحمولــة ونشــروها علــى مختلف‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫اإلذاعــات األكثــر اســتماعا فــي‬ ‫لبوابــات الويــب ومنصــات التواصل‬ ‫أثنــاء عــودة مــن تغطيــة فــي‬
‫تونــس ومتابعــة علــى منصــات‬ ‫االجتماعــي بإمكانيــات بســيطة‬ ‫الجهــات الداخليــة‪ ،‬توقفــت‬
‫التواصــل االجتماعــي‪ .‬أكملــت‬ ‫وغيــر مكلفــة‪ ..‬شــرعنا فــي‬ ‫ألشــتري خبــزا يبــاع علــى حافــة‬
‫الــدورة التدريبيــة األولــى باإلذاعــة‬ ‫الــدورات التدريبيــة بمركــز التدريب‬ ‫الطريــق‪ .‬أعجبــت بشــجاعة وعفة‬
‫يــوم ‪ 23‬ســبتمبر‪/‬أيلول ‪.2017‬‬ ‫والدراســات اإلســتراتيجية بمقــر‬ ‫الفتيــات الالتــي أعــددن الخبــز‬
‫قامــت صحفيــة مــن اإلذاعــة‬ ‫اإلذاعــة فــي العاصمــة تونــس‪.‬‬ ‫فــي ظــروف صعبــة‪..‬‬
‫بعــد يوميــن بنشــر الفيديــو‬ ‫ُ‬
‫كونــت عشــرات الصحفييــن مــن‬
‫األول المنتــج بتقنيــة صحافــة‬ ‫اإلذاعــة الوطنيــة وإذاعــة الشــباب‬ ‫كانــت إحداهــن خريجــة الجامعــة‬
‫الهاتــف المحمــول علــى موقــع‬ ‫وإذاعــة تونــس الدوليــة واإلذاعــة‬ ‫كأم حاُلهــا مثــل آالف‬
‫التونســية‪ٍّ .‬‬
‫اإلذاعــة‪ .‬تنقلــت الصحفيــة‬ ‫الثقافيــة‪ ..‬كانــت ردود أفعــال‬ ‫العاطليــن عــن العمــل ولكــن‬
‫خولــة الســليتي إلــى محطــة‬ ‫الزميــات والزمــاء إيجابيــة علــى‬ ‫كانــت أجرأهــم‪ ،‬اختــارت خريجــة‬
‫المتــرو والحافــات بالعاصمــة‬ ‫مواقــع التواصــل االجتماعــي‪ ،‬ممــا‬ ‫الجامعــة بيــع الخبــز علــى‬
‫وصــورت انطــاق حملــة توعويــة‬ ‫دفــع العديــد مــن الصحفييــن‬ ‫ُ‬
‫صــورت تقريــرا أعجــب‬ ‫البطالــة‪.‬‬
‫للحــد مــن ظاهــرة التحــرش‬ ‫للتســجيل فــي دورات صحافــة‬ ‫اآلالف علــى مواقــع التواصــل‬
‫تطبيقات خالل دورة تدريبية لمؤسسة التلفزة التونسية‪.‬‬ ‫الجنســي فــي وســائل النقــل‬ ‫الهاتــف المحمــول‪.‬‬ ‫االجتماعــي حتــى تفاعلت وســائل‬
‫العمومــي‪ .‬اســتجوبت الصحفيــة‬ ‫اإلعــام المحليــة والدوليــة مــع‬
‫بهاتفهــا وزيــرة المــرأة والطفولــة‬ ‫ـت الجيــل األول مــن الصحفيين‬‫دربـ ُ‬ ‫قصــة صانعــة الخبــر التــي كانــت‬
‫ومواطنيــن حــول أهميــة الحملــة‬ ‫فــي صحافــة الهاتــف المحمــول‬ ‫مجهولــة الهويــة وأمســت بطلــة‬
‫ضــد التحــرش فــي تونــس‪ .‬مكــن‬ ‫فــي الجهــات الداخليــة بالتعــاون‬ ‫ومفخــرة وطنيــة‪ .‬تحولــت القصــة‬
‫اســتعمال الهاتــف الصحفيــة مــن‬ ‫مــع عــدد مــن اإلذاعــات الحكومية‬ ‫مــن ذكــرى منســية إلــى خبــر‬
‫‪31‬‬ ‫نقــل الخبــر فــي وقــت وجيــز‪،‬‬ ‫فــي تونــس‪ .‬كانــت التجربــة‬ ‫بفضــل صحافــة المحمــول‪ ..‬لــم‬ ‫‪30‬‬

‫جزء من مستقبل‬ ‫التطبيقــات الجوالــة‪ .‬عندمــا‬ ‫وكذلــك نشــر الفيديــو الــذي‬ ‫ناجحــة علــى كل المســتويات‪،‬‬ ‫أتــردد فــي تصويــر الفتــاة وهــي‬
‫تناقلتــه مختلــف وســائل اإلعــام‬ ‫وانتقلــت إلــى إذاعــات خاصــة‬ ‫تعمــل‪ ..‬طلبــت إذنهــا ثــم شــرعت‬
‫اإلعالم‬ ‫أواجــه هــذه المشــكلة يكــون ردي‬
‫بســيطا بتشــجيع المتدربيــن على‬ ‫التونســية‪.‬‬ ‫أخــرى لتكويــن الصحفييــن‬ ‫فــي التصويــر‪ ..‬بقيــت ‪ 10‬دقائــق‬
‫تعلــم التقنيــة واســتعمال أي‬ ‫والمصوريــن‪.‬‬ ‫فــي عيــن المــكان‪ ،‬ثــم ركبــت‬
‫تمثــل صحافــة الهاتــف المحمــول‬
‫هاتــف جــوال‪ ،‬فــي انتظــار توفيــر‬ ‫ونشــرت الفيديــو خــال عودتــي‬
‫ليــس الهــدف مــن اســتعمال‬ ‫جــزءا مــن مســتقبل اإلعــام‬
‫أجهــزة أفضــل‪ .‬المهــم أن ينتــج‬ ‫إلــى العاصمــة‪ .‬نلــت جائــزة دوليــة‬
‫صحافــة الهاتــف المحمــول‬ ‫فــي العالــم‪ .‬وتمكــن التحديثــات‬
‫بفضــل القصــة المنتجــة بتقنيــة‬
‫تعويــض المصــور الصحفــي‬ ‫تطبيقــات‬ ‫علــى‬ ‫األخيــرة‬ ‫الصحفــي ويســاهم فــي خلــق‬
‫التحديات‬ ‫صحافــة الهاتــف المحمــول‪.‬‬
‫طــي‬ ‫والتقنييــن أو حتــى َ‬ ‫المحمــول مــن اســتعماالت غيــر‬ ‫محتــوى لمؤسســته اإلعالميــة‪.‬‬
‫والصعوبات‬ ‫تفاعل الصحفيين‬
‫يمثــل الطلــب المتزايــد علــى‬
‫صفحــة العمــل الصحفــي‬ ‫متناهيــة‪ ،‬إذ بإمــكان الصحفــي‬ ‫بعد التدريب‬
‫بالكاميــرا‪ ،‬بــل أن يعطــي‬ ‫والمصــور الصحفــي أو التقنــي‬ ‫الــدورات التدريبيــة فــي صحافــة‬
‫تتمثــل الصعوبــات التــي يواجههــا‬
‫الهاتــف المحمــول للقنــوات‬ ‫التصويــر والتركيــب وإضافــة النــص‬ ‫الهاتــف المحمــول أمــرا جيــدا‪،‬‬
‫المــدرب والمتــدرب فــي دورة‬ ‫أتابــع يوميــا إنتــاج الصحفييــن‬
‫واإلذاعــات والمواقــع اإلخباريــة‬ ‫والموســيقى وتصحيــح األلــوان‪،‬‬ ‫ولكــن يصعــب تكويــن المئــات‬
‫صحافــة الهاتــف المحمــول فــي‬ ‫بمختلــف وســائل اإلعــام التــي‬ ‫إقبال على‬
‫مــن الصحفييــن فــي وقــت وجيــز‪.‬‬
‫إمكانيــة نقــل الخبــر بســرعة‪،‬‬ ‫حتــى إن جــودة التقاريــر المنتجــة‬ ‫ضعــف أداء الهواتــف الجوالــة‪.‬‬ ‫دربــت فيهــا‪ .‬تنشــر مقاطــع‬ ‫التدريب‬
‫مــع احتــرام أخالقيــات العمــل‬ ‫ومقاطــع الفيديــو المركبــة‬ ‫اختــرت تكويــن مكونيــن حتــى‬
‫إمكانيــات‬ ‫تكــون‬ ‫أحيانــا‪،‬‬ ‫الفيديــو المنتجــة بالهاتــف‬
‫الصحفــي التــي ال تتغيــر مهما‬ ‫بالهاتــف تضاهــي جــودة إنتاجــات‬ ‫يســاهموا بدورهــم فــي نشــر‬
‫المؤسســة اإلعالميــة محــدودة‪،‬‬ ‫المحمــول بشــكل يومــي‪ ،‬خاصــة‬ ‫كنــت أقضــي ســاعات أصــور ثــم‬
‫تطــورت التكنولوجيــا‪.‬‬ ‫أخــرى تتطلــب اســتعمال كاميــرا‬ ‫صحافــة الهاتــف المحمــول وكل‬
‫فيضطــر صاحبهــا لتوفيــر هواتــف‬ ‫فــي الجهــات الداخليــة واإلذاعــات‬ ‫أركــب مقاطــع الفيديــو علــى‬
‫وحاســوب‪.‬‬ ‫التقنيــات الحديثــة التــي مــن‬
‫جوالــة غيــر مجهــزة بكاميــرا‬ ‫الجهويــة‪ .‬بــدأت منــذ أســبوع‬ ‫هاتفــي‪ ،‬ثــم فكــرت في مســاعدة‬
‫شــأنها تســهيل عمــل الصحفييــن‬
‫عاليــة الجــودة‪ ،‬أو قــد يكــون‬ ‫فــي تدريــب الصحفييــن بإذاعــة‬ ‫صحفييــن آخريــن علــى نقــل‬
‫فــي تونــس وحــول العالــم‪.‬‬
‫الهاتــف عاجــزا عــن قبــول‬ ‫«شــمس أف‪.‬أم»‪ ،‬وهــي مــن‬ ‫الخبــر وخلــق محتــوى جديــد‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫المحافظــة‪ ،‬فيــرى أن التلغــرام‬ ‫أمــا اليوم فقــد اختلف األمــر‪ ،‬ورفع‬


‫اســتطاع أن يحتــل المرتبــة‬ ‫التلغــرام مــن ســقف الحريــات‪..‬‬ ‫أذكــر كــم كان لهــذا التطبيــق‬

‫التلغرام‪..‬‬
‫األولــى لكونــه األســرع واألدق فــي‬ ‫دور فــي االنتخابــات الرئاســية‬
‫نقــل األخبــار‪ ،‬كمــا ســاهم فــي‬ ‫حريــة قلــم الصحفــي أحيانــا‪،‬‬ ‫األخيــرة التــي جــرت فــي مايــو‪/‬‬
‫انتشــارها بشــكل أوســع‪ ،‬فباتــت‬ ‫وحريــة تفاعــل المواطــن مــع‬ ‫أيــار الفائــت‪ .‬كثــر هــم مــن تابعــوا‬

‫تجربة إيران التفاعلية‬


‫تصــل إلــى اإليرانييــن بشــرائحهم‬ ‫قضايــاه فــي أحيــان كثيــرة أخــرى‪.‬‬ ‫مجريــات وتفاصيــل وكواليــس‬
‫االجتماعـــــية المختلفـــــــة‪.‬‬ ‫فتــح التلغــرام البــاب أمــام‬ ‫المناظــرات التلفزيونيــة بيــن‬
‫يقــول آريــا إن المواطــن اليــوم‬ ‫عالــم صحافــة بشــكل جديــد‬ ‫المرشــحين علــى قنواتــه‪ ،‬بــل‬
‫يصــل إلــى األخبــار بســهولة‪ ،‬بــل‬ ‫فــي إيــران‪ ،‬وهــذا مــا يؤكــد‬ ‫فتــح كل مرشــح قناتــه الخاصــة‪،‬‬

‫يف عالم الصحافة‬


‫ويشــاركها مــع اآلخريــن‪ ،‬ويحصــل‬ ‫عليــه إحســان آريــا الصحفــي‬ ‫وأطلــق شــعاراته عبرهــا‪ .‬أكثــر من‬
‫علــى تفاصيــل الخبــر وصــوره‪،‬‬ ‫اإليرانــي ومســؤول قســم األخبــار‬ ‫هــذا‪ ،‬تفاعــل أصحــاب الحمــات‬
‫وفتــح المجــال أمامــه لكتابــة‬ ‫الحكوميــة فــي وكالــة «تســنيم”‬ ‫الدعائيــة االنتخابيــة مــع هــذا‬
‫رأيــــه‪ ،‬فبـــات‬ ‫الواقــع اإللكترونــي الجديــد‪،‬‬
‫جــزءا مــن‬ ‫واســتخدموا التطبيــق بديــا عــن‬
‫فرح الزمان شوقي‬
‫عمليـــــة‬ ‫الحمــات فــي شــكلها التقليــدي‪،‬‬
‫صناعــــة‬ ‫وتفاعــل معهــم المواطنــون ممــن‬
‫ا لخبـــــر ‪،‬‬ ‫انضمــوا إلــى قنــوات يقــرؤون مــا‬
‫و هــــــو‬ ‫ينشــر فيهــا‪ ،‬ويعيــدون نشــرها‬ ‫كنــت أرى اإليرانييــن ّ‬
‫يطلعــون علــى عناويــن الصحــف دون شــرائها‪ ،‬إذ ال مــكان فيهــا للنقــد الحقيقــي‪.‬‬
‫مــا غ ّيــر‬ ‫فــي مجموعــات تلغراميــة تســمح‬ ‫واليــوم اختلــف األمــر‪ ،‬ورفــع التلغــرام مــن ســقف الحريــات‪ ..‬حريــة قلــم الصحفــي‪ ،‬وحريــة تفاعــل المواطــن‬
‫طر يقــة‬ ‫بتفاعلهــم علــى نطــاق واســع‪.‬‬ ‫مــع قضايــاه‪.‬‬
‫تعا مـــل‬ ‫كنــت أرى اإليرانييــن يقــرؤون‬
‫صحفهــم فــي الصبــاح فقــط‬
‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬
‫وهــم فــي طريقهــم إلــى العمــل‪،‬‬
‫بعضهــم يشــتري الصحيفــة‪،‬‬ ‫اإلعالميــة األجنبيــة‪ ،‬وللحصــول‬ ‫ومواقــع التواصــل األخــرى عــن‬ ‫إن كنــت صحفيــا إيرانيــا أو عربيــا‬
‫وآخــــرون يكتـــفون بقـــــراءة‬ ‫علــى صــور وفيديوهــات تصبــح‬ ‫عرشــها فــي إيــران‪ ،‬وال ســيما‬ ‫تتقــن اللغــة الفارســية وتقيــم‬
‫العناويــن مــن علــى صفحاتهــا‬ ‫متاحــة وعلــى مــرأى مشــاهدين‬ ‫أنهــا محظــورة فــي غالبيتهــا‬ ‫فــي إيــران‪ ،‬فلــن يتوقــف هاتفــك‬
‫األولــى وهــي موضوعــة فــي‬ ‫موزعيــن فــي العالــم برمتــه بعــد‬ ‫رغــم إمكانيــة الولــوج إليهــا‬ ‫عــن إعطــاء إشــعارات متتاليــة‬
‫واجهــات كشــك الجرائــد‪ ،‬دون‬ ‫مشــاركتها فــي مواقــع تواصــل‬ ‫باســتخدام تطبيقــات بســيطة‬ ‫طيلــة النهــار‪ ..‬ســيكون أول مــا‬
‫تكبــد عنــاء شــرائها‪ ..‬بعضهــم‬ ‫أخــرى‪ .‬وبالنتيجــة بــات التلغــرام‬ ‫تضعهــا علــى الهاتــف الذكــي‪.‬‬ ‫تفعلــه صباحــا هــو تفقــد مئــات‬
‫يقــول إنهــا متشــابهة‪ ،‬وآخــرون‬ ‫المــكان الــذي نحصــل منــه علــى‬ ‫الرســائل التــي فاتتــك حتــى لــو‬
‫يــرون أنهــا مسيســة فتتــوزع‬ ‫أخبــار إيــران الرئيســية‪ ،‬فاســتطاع‬ ‫أكاد أجــزم أن كل صحفــي‬ ‫كانــت ســاعات نومــك قليلــة‪،‬‬
‫بيــن خطابــي اإلصالحييــن‬ ‫حقيقــة أن يتغلــب علــى‬ ‫“حقيقــي” فــي إيــران بــات‬ ‫وأعنــي حرفيــا أنهــا ســتكون‬
‫والمحافظيــن‪ ،‬ال مــكان‬ ‫الــوكاالت اإلخباريــة التقليديــة‬ ‫مضطــرا لالشــتراك فــي عشــرات‬ ‫بالمئــات‪ ،‬وســيكون آخــر مــا تفعله‬
‫للنقــد الحقيقــي فيهــا‪،‬‬ ‫التــي كانــت يومــا مــا المصــدر‬ ‫القنــوات علــى تطبيــق التلغــرام‪،‬‬ ‫قبــل الخلــود إلــى الفــراش‪ ،‬هــو‬
‫أو للتركيــز علــى القضايــا‬ ‫األول‪ ،‬وأصبحــت اليــوم المــكان‬ ‫لــكل واحــدة منهــا صوتهــا‬ ‫محاولــة تفريــغ الرســائل المتراكمة‬
‫التــي تعنــي المواطــن‬ ‫الــذي نحصــل منــه علــى تفاصيــل‬ ‫وتيارهــا السياســي‪ ،‬وقــد تكــون‬ ‫فــي تطبيــق التلغــرام‪ ،‬تطبيــق‬
‫بالدرجــــة األولـــــــى‪.‬‬ ‫الخبــر التلغرامــي‪ ،‬أو للتأكــد مــن‬ ‫مســتقلة فــي بعــض األحيــان‪،‬‬ ‫التواصــل االجتماعي األكثر شــعبية‬
‫صحتــه إذا مــا نشــر علــى قنــاة‬ ‫عســاه يلحــق بركــب أخبــار تبثهــا‬ ‫بيــن اإليرانييــن واألكثــر اســتخداما‬
‫غيــر رســمية فيــه‪ ،‬فالتلغــرام‬ ‫جيــوش مــن الصحفييــن اآلخريــن‬ ‫بيــن الصحفييــن والمواطنيــن‬
‫أصبــح الوســيلة المبتكــرة البديلــة‬ ‫ممــن يديــرون هــذه النوافــذ مــن‬ ‫علــى حــد ســواء‪ ،‬والمســتخدم‬
‫للــوكاالت وللمواقــع اإللكترونيــة‬ ‫خلــف شاشــات صغيــرة‪ .‬وأكاد‬ ‫للحصــول علــى األخبــار اليوميــة‬
‫اإلخباريــة اإليرانيــة‪ ،‬وعــدم قبــول‬ ‫أجــزم أيضــا أن هــذا التطبيــق بــات‬ ‫علــى اختــاف أنواعهــا‪ ،‬والــذي‬
‫التلغرام هو تطبيق التواصل االجتماعي األكثر شعبية بين اإليرانيين واستخداما بين الصحفيين‬
‫للحصول على األخبار اليومية على اختالف أنواعها‪ ،‬تصوير‪ :‬كريستوف أرشمبولد – غيتي‪.‬‬ ‫واقــع هــذا العالــم الجديــد‬ ‫المصــدر األول لكثيريــن إلرســال‬ ‫اســتطاع أن يزيــح ‪-‬بجــدارة‬
‫يعنــي الخــروج مــن الســباق‪.‬‬ ‫أخبارهــم العاجلــة إلــى وســائلهم‬ ‫واضحــة للجميــع‪ -‬كل تطبيقــات‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫كان لتطبيق التلغرام دور في االنتخابات الرئاسية اإليرانية األخيرة‬


‫التي جرت في مايو‪/‬أيار ‪ ،2017‬تصوير‪ :‬ماجد صعيدي – غيتي‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬

‫بضــرورة المحافظــة علــى عمــل‬ ‫العاشــرة ليــا والواحــدة بعــد‬ ‫إلــى ‪ %58.4‬مــن اإليرانييــن‬ ‫شــغلت الفــراغ الواضــح فــي‬ ‫آريــا الــذي يعمــل فــي وكالــة‬ ‫اإليرانييــن مــع األخبــار والصحافــة‪.‬‬
‫شــركات الهواتــف النقالــة‪،‬‬ ‫منتصــف الليــل‪ .‬وبحســب ذات‬ ‫ممــن تزيــد أعمارهــم عــن ‪18‬‬ ‫اإلعــام اإليرانــي المكتــوب‬ ‫“تســنيم” التــي يشــترك فــي‬
‫فشــعبية التلغــرام قــد تعنــي‬ ‫المركــز يوجــد علــى تطبيــق‬ ‫عامــا‪ .‬ووفقــا لــذات االســتطالع‬ ‫والمرئــي علــى حــد ســواء‪.‬‬ ‫قناتهــا علــى التلغــرام أكثــر‬ ‫وتزامنــا مــع حظــر العديــد مــن‬
‫إفالســها الحقــا‪ .‬كمــا أغلقــت‬ ‫التلغــرام ‪ 580‬ألــف قنــاة إيرانيــة‪،‬‬ ‫رأى ‪ %54.2‬ممــن شــاركوا فيــه‬ ‫بحســب مركــز “إيســبا” لإلحصــاء‬ ‫مــن ‪ ٣٠٠‬ألــف متابــع‪ ،‬أن العالــم‬ ‫مواقــع التواصــل االجتماعــي‪،‬‬
‫بعــض القنــوات بحجــة الترويــج‬ ‫مــن بينهــا ‪ 16‬قنــاة يزيــد عــدد‬ ‫أن اســتخدام شــبكات ومواقــع‬ ‫فــي إيــران‪ ،‬فــإن تطبيــق التلغــرام‬ ‫االفتراضــي يخضــع لرقابــة لجنــة‬ ‫يخضــع التلغــرام ومســتخدموه‬
‫لمفاهيــم غيــر أخالقيــة‪ ،‬بحســب‬ ‫أعضائهــا عــن مليــون شــخص‪،‬‬ ‫التواصــل االجتماعــي مفيــد‪،‬‬ ‫يحتــل المرتبــة األولــى مــن بيــن‬ ‫ثقافيــة عليــا‪ ،‬وأن العديــد مــن‬ ‫للرقابــة كذلــك‪ .‬ومــع هــذا‪،‬‬
‫المعنييــن كذلــك‪ .‬وهكــذا تعــدى‬ ‫وبعضهــا قنــوات خبريــة إعالميــة‪.‬‬ ‫بينمــا أبــدى ‪ %38.8‬قلقهــم منهــا‪.‬‬ ‫أكثــر مواقــع وتطبيقــات التواصــل‬ ‫المســؤولين فــي البــاد يؤكــدون‬ ‫وجــدت المواقــع المحافظــة‬
‫التلغــرام واقــع أن يكــون مصــدرا‬ ‫وفــي ذات الســياق‪ ،‬أعلــن المركــز‬ ‫االجتماعــي شــعبية‪ .‬وبحســب‬ ‫علــى ضــرورة إيصــال المعلومــة‬ ‫فــي التلغــرام ســبيال للترويــج‬
‫خبريــا وصحفيــا وحســب‪ ،‬ليصبــح‬ ‫ورغــم كل هــذا اإلقبــال مــن‬ ‫الوطنــي للعالــم اإللكترونــي‬ ‫اســتطالع الــرأي الــذي أجــراه المركز‬ ‫بشــكل «ســليم» بمــا ال يضــر‬ ‫لخطابهــا‪ ،‬رغــم أنهــا األكثــر‬
‫وســيلة إعالنيــة لمنتجــات قــد‬ ‫المواطنيــن والصحفييــن وحتــى‬ ‫واالفتراضــي فــي إيــران أن‬ ‫فقــد حصــل التطبيــق علــى‬ ‫باألمــن القومــي‪ ،‬حســب تعبيــره‪.‬‬ ‫«تحفظــا» فــي تعاملهــا مــع‬
‫تخالــف القانــون فــي هــذا البلــد‪.‬‬ ‫المســؤولين والناطقيــن باســم‬ ‫التلغــرام يحتــل ‪ %60‬مــن مســاحة‬ ‫نســبة تأييــد ‪ %58‬من المشــاركين‪،‬‬ ‫وســائل اإلعــام الجديــد‪ ،‬بينمــا‬
‫أمــا الشــائبة الكبــرى فكانــت‬ ‫التيــارات السياســية فــي إيــران‪،‬‬ ‫خطــوط اإلنترنــت الرئيســية‪،‬‬ ‫أكــدوا أن التلغــرام هــو األفضــل‪.‬‬ ‫يــرى أيضــا أن وســائل اإلعــام‬ ‫تدعــو الفئــة المتشــددة منهــا‬
‫حيــن اعتقلــت الســلطات العــام‬ ‫مــر التطبيــق بمراحــل تضييــق‪،‬‬ ‫ويســتخدمه فــي الوقــت الراهــن‬ ‫الجديــد ‪-‬بمــا فيهــا التلغــرام‪-‬‬ ‫للحــذر مــن كل هــذا االنفتــاح‪.‬‬
‫الماضــي ‪ 12‬مديــرا لقنــوات‬ ‫فحجبــت االتصــاالت الصوتيــة‬ ‫ُ‬ ‫أربعــون مليــون إيرانــي‪ ،‬وأكثــر‬ ‫كمــا ارتفــع عــدد مســتخدميه‬ ‫احتلــت مــكان وســائل اإلعــام‬
‫إعالميــة علــى التلغــرام‪ ،‬كلهــم‬ ‫عبــره‪ ،‬وهــو أمــر بــرره المعنيــون‬ ‫الســاعات اســتخداما بيــن‬ ‫بمــرور الوقــت‪ ،‬ووصــل اليــوم‬ ‫التقليديــة فــي إيــران‪ ،‬لكونهــا‬ ‫وتفســيرا لهــذا األمــر‪ ،‬اعتبــر‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫هــذا التطبيــق تلــك الثغــرات‪.‬‬ ‫نشــره فــي قنواتهــم الرســمية‪.‬‬ ‫اإلعالمــي اإليرانــي التقليــدي‪.‬‬ ‫“إنصــاف” الخبــري والمحســوب‬
‫هــذا كلــه يجعــل إيــران جــزءا مــن‬ ‫يعتبــر هــذا الصحفــي أن قــراءة‬ ‫وأضــاف شــفيعيان أن مســاحة‬ ‫علــى التيــار اإلصالحــي‪ ،‬أن ســبب‬
‫معادلــة التطــور اإللكترونــي التــي‬ ‫المواقــع الخبريــة اإللكترونيــة أو‬ ‫الحريــة الموجــودة حاليــا تتســبب‬ ‫كل هــذا يعــود إلــى واقــع أن‬
‫أصبحــت تســود العالــم برمتــه‪،‬‬ ‫الصحــف لــم يعــد كافيــا فــي‬ ‫بمشــكالت ثانيــة‪ ،‬فالتلغــرام بــات‬ ‫اإليرانييــن باتــوا هــم مصــدر الخبر‪..‬‬
‫ويجعــل اإليرانييــن مــن المواطنيــن‬ ‫الوقــت الراهــن‪ ،‬فاإليرانيــون‬ ‫أيضــا مكانــا لنشــر الشــائعات‬ ‫الخبــر الــذي ينتشــر علــى مســاحة‬
‫وحتــى الصحفيين الذين يشــاركون‬ ‫يبحثــون عــن تحليــات ال عــن‬ ‫واألخبــار غيــر الصحيحة التــي تثير‬ ‫أوســع وبطريقــة أســرع وأبســط‪،‬‬
‫علــى طريقتهــم فــي العالــم‬ ‫عناويــن األخبــار العاديــة‪ ،‬وهــو‬ ‫الذعــر بيــن المواطنيــن أحيانــا‪،‬‬ ‫قائــا إن وســائل اإلعــام الجديــد‬
‫االفتراضــي‪ ،‬فتفــوق التلغــرام‬ ‫أمنــه التلغــرام لهــم بعدمــا‬
‫مــا ّ‬ ‫ومــن هنــا تكمــن أهميــة ضــرورة‬ ‫المبتكــرة هــذه فتحــت خــط‬
‫علــى مواقــع التواصــل التــي تقوم‬ ‫فتــح مســاحة للصحفييــن‬ ‫التحكــم بالمحتــوى مــن قبــل‬ ‫تعامــل بيــن القــارئ أو المتلقــي‬
‫بــدور إعالمــي مشــهود لــه عالميــا‬ ‫ممــن يدركــون ضعــف الواقــع‬ ‫الصحفييــن أنفســهم‪ ،‬والتأكــد من‬ ‫وبيــن وســائل اإلعــام‪ ،‬وهــي‬
‫مــن قبيــل تويتــر وفيســبوك‪.‬‬ ‫اإلعالمــي فــي البــاد‪ ،‬فغطــى‬ ‫كل مــا يصلهــم عبــر التلغــرام قبل‬ ‫عالقــة كانــت مغيبــة في الوســط‬

‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬

‫كانت العالقة بين وسائل اإلعالم والمتلقي مغيبة في الوسط‬


‫اإلعالمي اإليراني التقليدي قبل أن تغير تطبيقات الهاتف الجديدة‬
‫المعادلة – رويترز‪.‬‬

‫التطبيــق الــذي فتــح نافــذة‬ ‫مــن اإلصالحييــن أو محســوبون‬


‫لطالمــا بقيــت مغلقــة في وســائل‬ ‫علــى هــذا التيــار‪ ،‬وهــو أمــر أثــار‬
‫اإلعــام التــي يصفهــا البعــض‬ ‫انتقــادات هــذا الطيــف وحتــى‬
‫بأنهــا غيــر مســتقلة وتفتقــد‬ ‫المقربيــن مــن الحكومــة‪ ،‬وقــد‬
‫الحياديــة واللســان الناقــد‪ ،‬بــل‬ ‫أطلــق ســراح بعضهــم فــي‬
‫وبــات ســاحا أقــوى تســتخدمه‬ ‫وقــت الحــق‪ ،‬بينمــا ال يــزال‬
‫وســائل اإلعــام المحســوبة‬ ‫آخــرون يقضــون أحكامــا متفاوتــة‬
‫علــى التيــارات السياســية‪.‬‬ ‫بالســجن بعدمــا وجهــت لهــم‬
‫اتهامــات تتعلــق باألمــن القومــي‪.‬‬
‫يطالع اإليرانيون الصحف المطبوعة‪ ،‬وقليل من يشتريها‪ ،‬تصوير‪ :‬بهرزو‬ ‫يــرى علــي أصغــر شــفيعيان‬ ‫كل هــذا لــم يثــن اإليرانييــن عــن‬
‫مهري – غيتي‪.‬‬ ‫المديــر المســؤول عــن موقــع‬ ‫نشــاطهم فــي قنــوات هــذا‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫قطارات الصحافة‪..‬‬
‫محطات متنوعة‬
‫ووجهة مجهولة‬
‫في هذا العدد من مجلة «الصحافة»‪ ،‬نحاول التعرف على خيارات‬
‫الصحفيين في اختيار المحطات التي يحبذون التوقف عندها‪ ،‬والسكك‬
‫يودون اتخاذها‪ ،‬في تقرير مطول يضيء على ما أضافت االبتكارات‬
‫التي ّ‬
‫الجديدة للصحافة وما أخذت منها‪.‬‬

‫والتحقيقــات الصحفيــة‪.‬‬ ‫كأي قطــاع شــهدت الصحافــة‬


‫‪39‬‬ ‫تطــورا مذهــا فــي أســاليبها‬ ‫‪38‬‬
‫قفــزات متتابعــة فــي عالــم‬ ‫وأدواتهــا مــن نقــل لألخبــار‬
‫الصحافــة أشــبه بمحطــات‬ ‫بالكتابــة فــي الصحــف‪ ،‬لالنتقال‬
‫قطــار قــد يحــط فيهــا الصحفــي‬ ‫إلــى اإلذاعــة‪ ،‬فالتلفزيــون‪،‬‬
‫لمــا يتعــرف‬
‫رحالــه كزائــر جديــد ّ‬ ‫فالفضائيــات‪ ،‬فعالــم اإلعــام‬
‫علــى المعالــم الجديــدة بعــد‪،‬‬ ‫الرقمــي‪.‬‬
‫وقــد يمكــث فــي محطــة أو‬
‫ينتقــل إلــى أخــرى‪ ..‬لكــن‪ ،‬مــن‬ ‫وقــد انتقلــت جميــع الوســائل‬
‫يزعــم أن وجهــة هــذا القطــار‬ ‫حاضنــة‬ ‫إلــى‬ ‫اإلخباريــة‬
‫معلومــة‪ ،‬أو أن بإمكانــه التنبــؤ‬ ‫جديــدة هــي مواقــع التواصــل‬
‫بمــآل الوصــول؟!‬ ‫االجتماعــي‪ ،‬ومــا تبــع ذلــك مــن‬
‫تعزيــز مكانــة أنــواع صحفيــة‬
‫حاولنــا فــي هــذا العــدد مــن‬ ‫أخــرى كصحافــة المواطــن‬
‫مجلــة «الصحافــة» معرفــة‬ ‫وصحافــة الفيديــو‪ ..‬إلــخ‪.‬‬
‫الطريــق أكثــر مــن استشــراف‬
‫الوجهــة‪ ،‬فــي تقريــر مطــول‬ ‫فضــا عــن االختراعــات األخــرى‬
‫ـده الزميــان إســماعيل عزمي‬ ‫أعـ ّ‬ ‫المســ َّيرة (بــا طيــار)‪،‬‬
‫كالطائــرة ُ‬
‫شهدت الصحافة تطورا مذهال في أساليبها حتى أنها استخدمت‬
‫وعميــد شــحادة تطّرقا فيــه إلى‬ ‫أو كاميــرا ‪ 360‬درجــة‪ ،‬أو عالــم‬
‫مؤخرا اختراعات لم تكن أصال من ابتكار الصحفيين‪ ،‬كالطائرة‬
‫المس َّيرة (بال طيار)‪ ،‬تصوير‪ :‬ستان هوندا – غيتي‪.‬‬
‫ُ‬ ‫معالــم هــذه المحطــات التــي‬ ‫البيانــات التــي لــم تكــن أصــا‬
‫ـاءلين‬
‫يم ـّر بهــا الصحفــي‪ ،‬متسـ ْ‬ ‫مــن ابتــكار صحفيين‪ ،‬بــل َقدمت‬
‫مهنيــة‬
‫َّ‬ ‫مفترضيــن‬
‫ْ‬ ‫عــن الوجهــة‬ ‫مــن تخصصــات أخــرى وتقاطعــت‬
‫التوجــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مــع مــا تتطلبــه التغطيــات‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫تشــتري جريــدة إذا كان بمقــدورك‬ ‫منــذ ظهــور الصحافــة بمعناهــا‬


‫شــراء صحفــي؟»‪.‬‬ ‫الحديــث مــع بدايــات القــرن‬
‫الســابع عشــر‪ ،‬لــم يشــهد هــذا‬

‫التأكد من الخبر‬
‫قــد يبقــى هــذا التنبــؤ بعيــد‬ ‫تطــورا كالــذي عرفــه‬
‫ّ‬ ‫المجــال‬
‫التحقــق بمــا أن وســائل اإلعــام‬ ‫منــذ بــدء ثــورة اإلنترنــت‪ .‬صحيــح‬
‫ـور‬
‫ال تــزال فــي ازديــاد رغــم التطـ ّ‬ ‫أن اختــراع الراديــو قــد ّ‬
‫أثــر علــى‬

‫أهم من الخبر‬
‫المســتمر لوســائل التواصــل‬ ‫المجــال‪ ،‬وتبعــه بعــد ذلــك‬
‫االجتماعــي‪ ،‬خاصــة أن الحاجة إلى‬ ‫اختــراع جهــاز التلفــاز‪ ،‬لكــن ميــاد‬
‫الصحافــة أضحــت متزايــدة فــي‬ ‫الشــبكة العنكبوتيــة قلــب الكثيــر‬
‫العصــر الحالــي‪ ،‬بــل اكتســبت دورا‬ ‫مــن األساســيات‪ ،‬ليــس فقــط ألن‬
‫إضافيــا بعيــدا عــن نقــل مــا هــو‬ ‫التقنيــات الحديثــة ُتتيــح تجميــع‬
‫موجــود أصــا ومتوفــر للجميــع‬ ‫الوســائط المتعــددة مــن نــص‬ ‫إسماعيل عزمي‬
‫ـكل‬ ‫دون عنــاء (رغــم أن نقله ال يشـ ّ‬ ‫وصــوت وصــورة وفيديــو وبيانــات‬
‫أي تنقيــص للصحافــة‪ ،‬بــل هــو‬ ‫ّ‬ ‫بشــكل ُيدمــج كل أشــكال الصحافة‬
‫أمــر ضــروري طالمــا يتع ّلــق األمــر‬ ‫فــي شــكل واحــد‪ ،‬بــل ألن هــذه‬
‫بخبــر مهــم للــرأي العــام)‪ .‬وهكــذا‬ ‫ممــا‬
‫تتطــور باســتمرار ّ‬
‫ّ‬ ‫التقنيــات‬
‫ع ـ ّززت الصحافــة مــن دورهــا فــي‬ ‫يجعلهــا ثــورة تقنيــة ممتــدة فــي‬
‫التثبــت مــن المعلومــة والتحقيــق‬ ‫الزمــن‪.‬‬
‫فيهــا وكشــف زوايــا جديــدة‪ ،‬وإن‬
‫كان هــذا النــوع مــن الصحافــة‪،‬‬ ‫أي وقــت مضــى‪ ،‬أضحــت‬ ‫أكثــر مــن ّ‬
‫أي صحافــة التحقــق (وليــس‬ ‫أساســيات وقواعــد الصحافــة‬
‫بالضــرورة التحقيــق) قــد ضاعــت‬ ‫علــى المحــك فــي مواجهــة هــذه‬
‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬
‫وســط اللهــاث وراء النقــرات‪،‬‬ ‫الثــورة التقنيــة‪ ،‬لدرجــة أن هنــاك‬
‫لدرجــة أن األخبــار الكاذبــة أضحــت‬ ‫مــن يتنبــأ بمــوت الصحافــة مــا‬
‫وســيلة مثلــى لجلــب الــزوار‪ ،‬فمــن‬ ‫دام قراؤهــا ومشــاهدوها بــات‬
‫ينســى أن الرئيــس الجزائــري عبــد‬ ‫بإمكانهــم الوصــول إلــى مصــدر‬
‫العزيــز بوتفليقــة ُقرئــت عليــه‬ ‫المعلومــة دون الحاجــة إلــى‬
‫الفاتحــة ترحمــا أكثــر مــن مــرة‬ ‫وســيط‪ ،‬ال ســيما مــع عصــر مواقــع‬
‫فــي عــدة مواقــع وهــو ال يــزال‬ ‫التواصــل االجتماعــي التــي أتاحت‬
‫حيــا يــرزق؟‬ ‫لــكل المؤسســات وكل الشــخصيات‬
‫تقديــم المعلومــات والتعبيــر عــن‬
‫وقــد اســتفادت الصحافــة كثيــرا‬ ‫اآلراء دون الحاجــة إلــى االتصــال‬
‫مــن التقنيــات فــي عــدة جوانــب‪،‬‬ ‫بالصحفــي‪ ،‬إذ يتســاءل مناصــرو‬
‫لكنهــا تأثــرت ســلبا فــي جوانــب‬ ‫هــذه الفكــرة‪ :‬إذا بــات القــارئ‪/‬‬
‫أخــرى‪.‬‬ ‫المشــاهد قــادرا على الوصــول إلى‬
‫المعلومــة مــن مصدرهــا‪ ،‬بــل إذا‬
‫صــار بــدوره قــادرا علــى كتابــة‬
‫المعلومــة وإيصالهــا عبــر المواقــع‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬فمــا الداعــي لوجــود‬
‫الثورة التقنية في‬ ‫الصحفــي؟ ســؤال يحمــل بعــض‬
‫خدمة الصحافة‬ ‫جوانــب ســؤال مريــر ‪-‬لكنــه‬
‫واقعــي‪ -‬طرحــه رجــل األعمــال‬ ‫يتساءل البعض عن دور الصحفي إذا كان القارئ بدوره قادرا على كتابة المعلومة وإيصالها‬
‫أتاحــت شــبكة اإلنترنــت والتقنيات‬ ‫عبر المواقع االجتماعية‪ ،‬تصوير روبرت نيكلسبيرج – غيتي‪.‬‬
‫الفرنســي برنــار تابــي “لمــاذا‬
‫الحديثــة أدوات كثيــرة للصحفييــن‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫النســخ ال يعنــي عــدد القــراء‪،‬‬ ‫يصــل أبــدا إلــى تلــك التكاليــف‬ ‫مؤسســة إعالميــة يصــل قــراء‬ ‫صحافة المحمول‪:‬‬ ‫قبــل أشــهر‪ ،‬نشــر شــاب مغربــي‬ ‫ســهلت عملهــم بشــكل كبيــر‪،‬‬ ‫ّ‬
‫بمــا أنــه جــرت العــادة أن الجريــدة‬ ‫الباهظــة فــي اإلعــام التقليــدي‪.‬‬ ‫موادهــا إلــى المالييــن شــهريا منذ‬ ‫انتقــل الهاتــف المحمــول فــي‬ ‫علــى حســابه بموقــع الفيســبوك‬ ‫منهــا‪ :‬ســهولة الولــوج مــن أي‬
‫الواحــدة قــد يقرؤهــا أكثــر مــن‬ ‫ومــن أكبــر نتائــج انخفــاض هــذه‬ ‫ســنواتها األولــى؛ لــو لــم يســتفيدا‬ ‫العمــل الصحفــي مــن أداة تواصــل‬ ‫فيديــو مــن داخــل مدرســة‬ ‫مــكان‪ ،‬وآنيــة الخبــر‪ ،‬وإدمــاج‬
‫شــخص‪ ،‬كمــا أنــه ليســت كل‬ ‫التكاليــف هــو انتشــار صحــف‬ ‫مــن التقنيــات الحديثــة التــي‬ ‫إلــى أداة عمــل متكاملــة‪ ..‬ال جديــد‬ ‫عموميــة ُيظهــر شــخصا يع ّنــف‬ ‫الوســائط المتعــددة‪ ،‬وغيــر ذلــك‪.‬‬
‫النســخ تشــترى بمــا أن بعضــا‬ ‫مســتقلة أو معارضــة‪ ،‬تســتطيع‬ ‫ق ّللــت مــن ميزانيــة إنشــاء شــركات‬ ‫يقــال إذا تحدثنــا أن الهاتــف‬ ‫طفلــة َتب ّيــن فيمــا بعــد أنهــا‬
‫منهــا يعــاد إلــى شــركات التوزيــع‬ ‫االســتمرار فــي العمــل بميزانيــات‬ ‫اإلعــام؟ نتحــدث هنــا عــن‬ ‫يمكــن الصحفييــن مــن التقــاط‬ ‫ّ‬ ‫مصابــة بالتوحــد‪ .‬بعــد اتصالــي‬ ‫ومن المكاسب المتحققة‪:‬‬
‫علــى الــدوام‪.‬‬ ‫بســيطة‪.‬‬ ‫موقــع “هســبريس” الــذي ال يــزال‬ ‫الصــور والفيديــو وتســجيل الصــوت‬ ‫مكننــي مــن رقــم‬ ‫بالشــاب ّ‬ ‫مصــادر عامــة متعــددة إليجــاد‬
‫منــذ نشــأته يتربــع علــى عــرش‬ ‫وتدويــن األفــكار والربــط باإلنترنــت‬ ‫هاتفــي مــن داخــل المدرســة‪،‬‬ ‫األخبــار‪:‬‬
‫لكــن حتــى لــو ضاعفنــا عــدد‬ ‫ســوق قــراء‪ /‬مشــاهدين أكبــر‪:‬‬ ‫الصحافــة الرقميــة بالمغــرب‪.‬‬ ‫وغيــر ذلــك‪ ،‬لكــن ربمــا يكــون‬ ‫وقادنــي المصــدر إلــى مصــادر‬ ‫غــداة تغطيــة صحفيــة لمؤتمــر‬
‫النســخ لــكل جريــدة فلــن تصــل‬ ‫فــي أحــد األيــام‪ ،‬صادفــت عمــودا‬ ‫جديــرا باالهتمــام معرفــة كيــف‬ ‫أخــرى فنشــرت خبــرا (‪ )1‬بمعلومات‬ ‫األمــم المتحــدة للمنــاخ الــذي‬
‫أبــدا إلــى أرقــام زوار المواقــع‬ ‫صحفيــا جميــا فــي جريــدة‬ ‫فــي المقابــل‪ ،‬تحتــاج الجرائــد‬ ‫مكــن مــن صحافــة‬ ‫أن الهاتــف ّ‬ ‫تفصيليــة أكدتهــا وزارة التعليــم‬ ‫احتضنتــه مدينــة مراكــش‬
‫اإللكترونيــة األولــى فــي المغــرب‬ ‫ورقيــة معــدالت توزيعهــا ضعيفــة‬ ‫المطبوعــة لمبيعــات تتجــاوز‬ ‫تحمــل اســم‪MOBILE( MOJO ‬‬ ‫فــي بــاغ أصدرتــه الحقــا‪.‬‬ ‫المغربيــة العــام الماضــي‪َّ ،‬‬
‫وفــر‬
‫علــى ســلم موقــع أليكســا‬ ‫إن لــم تكــن كارثيــة‪ ،‬وقارنــت مــا‬ ‫ســقف المئــة ألــف نســخة‪ ،‬أي‬ ‫‪ ،)JOURNALISM‬تقــوم بتغطيــة‬ ‫موقــع األمــم المتحــدة للصحفييــن‬

‫‪43‬‬ ‫‪42‬‬

‫بحرينية تصور اشتباكات بين الشرطة ومحتجين في المنامة‪ ،‬ولم يعد ممكنا تجاهل ما يصوره‬ ‫صحفية تقرأ أخبارا مفبركة على موقع إلكتروني مهتم بعدد النقرات‪ ،‬حيث اكتسبت الصحافة‬
‫المواطنون وينشرونه على مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬تصوير‪ :‬محمد الشيخي – غيتي‪.‬‬ ‫دورا جديدا في التحقق من األخبار‪ ،‬تصوير‪ :‬دانييل سورابجي – غيتي‪.‬‬

‫(المتخصــص فــي ترتيــب المواقع)‪،‬‬ ‫قرأتــه بعمــود شــعبوي غايــة فــي‬ ‫مئــات آالف الــدوالرات لتغطيــة‬ ‫متكاملــة باســتخدام الهاتــف‪،‬‬ ‫تغطيــة مباشــرة لــكل الجلســات‬
‫لــم يعــد ممكنــا اليــوم لصحفــي‬
‫إذ يتجــاوز كل موقــع منهــا نصــف‬ ‫الســطحية شــاركه الكثيــر مــن‬ ‫مصاريــف الطبــع‪ .‬كمــا تحتــاج‬ ‫فهــي تســتفيد مــن تقليــل‬ ‫التــي كانــت تقــام فــي آن واحــد‪..‬‬
‫يعمــل فــي موقــع إلكترونــي ‪-‬إال‬
‫ـور‬
‫مليــون زائــر يوميــا‪ ،‬كمــا أن التطـ ّ‬ ‫النــاس علــى التواصــل االجتماعــي‪،‬‬ ‫قنــاة فضائيــة بالشــكل التقليــدي‪،‬‬ ‫معــدات العمــل الصحفــي ودمجها‬ ‫كمثــال قــوي لمــا أضحــت التقنيــة‬
‫إذا كان هنــاك قــرار تحريــري صــارم‬
‫التقنــي أتــاح للمؤسســات الرقميــة‬ ‫والمفارقــة أن العموديــن تحدثــا‬ ‫إلــى صنــدوق اســتثماري يتيــح‬ ‫فــي مــكان واحــد‪ ،‬مــع مــا يتيحــه‬ ‫توفــره اليــوم مــن مصــادر متعــددة‬
‫بتفــادي ذلــك‪ -‬أن يتجاهــل مــا‬
‫أدوات قويــة تتيــح إحصائيــات‬ ‫عــن الموضــوع ذاتــه‪ ..‬لقــد أتاحــت‬ ‫تغطيــة تكاليــف البــث والتصويــر‬ ‫ذلــك مــن عــدم جــذب أنظــار‬ ‫لألخبــار‪ .‬بــل بــات بإمكانــك اليــوم‬
‫ينشــره المواطنــون علــى حســابات‬
‫دقيقــة لعــدد الــزوار وعــدد‬ ‫خاصيــة المشــاركة واألخبــار‬ ‫واالســتوديوهات والطاقــم وغيــر‬ ‫الســلطة عندمــا يتعلــق األمــر‬ ‫أن تغطــي نــدوة صحفيــة دون أن‬
‫التواصــل االجتماعــي‪ ،‬فكمــا يقــول‬
‫الزيــارات والوقــت الــذي يقضيــه‬ ‫الممولــة انتشــارا أكثــر لألخبــار‪،‬‬ ‫ممــا يجعلنــا نخلــص إلــى أن‬ ‫ذلــك‪ّ ،‬‬ ‫بتغطيــات فــي مناطــق ال تحابــي‬ ‫تغــادر مكتبــك ألنهــا تبــث علــى‬
‫الباحــث فــي صحافــة اإلنترنــت دان‬
‫الزائــر ومــن أيــن يأتــي ومــا هــي‬ ‫وبالتالــي معــدالت قــراءة متزايــدة‪.‬‬ ‫ـد‬
‫تخفيــض تكاليــف االســتثمار يعـ ّ‬ ‫الصحفييــن‪.‬‬ ‫الفيســبوك مباشــرة‪ .‬صحيــح أنــك‬
‫جيلمــور “قديمــا كان الصحفــي هــو‬
‫المواضيــع التــي يفضلهــا‪ ،‬بشــكل‬ ‫ال يتجــاوز عــدد النســخ الموزعــة‬ ‫مــن أكبــر مــا ربحتــه الصحافــة مــع‬ ‫ســتغفل تفاصيــل ال تظهــر فــي‬
‫مــن يكتب المســودة األولــى للتاريخ‪،‬‬
‫لــم يكــن متاحــا مــن قبــل‪.‬‬ ‫ألول جريــدة مغربيــة ‪ 55,1‬ألفــا‬ ‫ـور التقنــي‪ ،‬فحتــى االســتثمار‬ ‫التطـ ّ‬ ‫تقليــل تكاليــف االســتثمار فــي‬ ‫الكاميــرا‪ ،‬لكــن للضــرورة أحــكام‪،‬‬
‫اليــوم بــات المــدون هــو مــن يقــوم‬
‫وفــق إحصائيــات نهايــة العــام‬ ‫فــي اإلعــان والترويــج اللذيــن‬ ‫العمــل الصحفــي‪:‬‬ ‫خاصــة فــي أيــام الضغــط المهني‪.‬‬
‫بذلــك”‪ ،‬إذ يكــون المواطــن شــاهدا‬
‫استحالة الرقابة‪:‬‬ ‫الماضــي (‪ ،)2‬بينمــا ال تتجــاوز‬ ‫ـدان حاليــا مــن أكثــر مــا تصرفــه‬‫يعـ ّ‬ ‫هــل كان ُيمكــن لشــابين مغربييــن‬ ‫علــى وقائــع تكــون صالحــة إلنجــاز‬
‫عانــت الصحافــة فــي الــدول التــي‬ ‫الجريــدة الثانيــة ‪ 47.4‬ألفــا‪ ،‬مــع‬ ‫مؤسســات اإلعــام الرقمــي‪ ،‬ال‬ ‫بــدون اســتثمار ضخــم أن ُينشــئا‬ ‫صحافة المواطن‪:‬‬
‫تغطيــات صحفيــة‪.‬‬
‫ال تحتــرم حريــة التعبيــر أو ترى في‬ ‫ضــرورة التنبيــه إلــى أن عــدد‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫لــم تتغيــر مبــادئ الميثــاق‬ ‫أن تقنيــات الصحافــة الرقميــة‬ ‫داخــل مؤسســة هســبريس ب ّينــت‬ ‫إعــداد تقاريــر عــن أكثــر مــن بلــد‬ ‫فيمكنــه النشــر فــي مواقــع‬ ‫اإلعــام أداة للدعايــة فقــط‪ ،‬مــن‬
‫األخالقــي التــي تتعامــل بــه‬ ‫أثــرت علــى نظيرتهــا الورقيــة‬ ‫أن الوصــول إلــى الزائــر الوفــي‬ ‫ُمنعــت مــن العمــل فيــه‪ ،‬واألمــر‬ ‫التواصــل االجتماعــي‪.‬‬ ‫رقابــة ســلطوية وصلــت حــد منــع‬
‫جمعيــة الصحفييــن المحترفيــن‬ ‫كمــا يحــدث فــي العنــوان‪ .‬إال أن‬ ‫يبــدأ أساســا مــن الخــط التحريــري‬ ‫ذاتــه بالنســبة لقناة “فرانــس ‪.”24‬‬ ‫تجــاوز الرقابــة ال تســتفيد منــه‬ ‫طبــع الصحــف وتوزيعهــا‪ ،‬ومنــع‬
‫فــي الواليــات المتحــدة (‪- )4‬أقــدم‬ ‫الصحافــة كمهنــة تنقــل بشــكل‬ ‫الواضــح غيــر الموجــه‪ ،‬والمبنــي‬ ‫فقــط المواقــع الرقميــة‪ ،‬بــل حتى‬ ‫إنشــاء القنــوات الفضائيــة الخاصة‪،‬‬
‫جمعيــة مــن نوعهــا فــي البــاد‪-‬‬ ‫أساســي المعلومــات وتع ّلــق عليها‬ ‫علــى صــدق المعلومــات المقدمــة‬ ‫القنــوات الفضائيــة‪ ،‬فمجموعــة‬ ‫(أو العمــل علــى توجيــه الصحــف‬
‫بيــد‬
‫َ‬ ‫منــذ اعتمــاده عــام ‪.1973‬‬ ‫وتشــرحها وتكشــفها؛ لــن تتغيــر‪..‬‬ ‫للزائــر‪ .‬ثــم تــزداد درجــة الوفــاء‬ ‫مــن الــدول تحــرم قنــوات إخباريــة‬ ‫واإلذاعــات والقنــوات بمــا يخــدم‬
‫أن مــا يجــري فــي عالــم اإلعــام‬ ‫صحيــح أنهــا تتكيــف مــع التطــور‬ ‫عندمــا تتحــول الصحيفــة إلــى‬
‫قواعد المهنة‬ ‫ـد أن التطــور‬
‫مــن رخــص العمــل فــي ترابهــا‬ ‫مصالــح الســلطة)‪ .‬بيـ َ‬
‫الرقمــي اليــوم‪ ،‬يب ّيــن حقيقــة‬ ‫التقنــي وتتأثــر بــه ســلبا وإيجابــا‪،‬‬ ‫عالمــة مســجلة فــي ذهــن القــارئ‬
‫في غمرة الثورة‬ ‫الوطنــي‪ ،‬لكــن هــذه القنــوات‬ ‫التقنــي أتــاح للصحافــة المســتقلة‬
‫مؤلمــة يعتــرف بهــا الكثيــر مــن‬ ‫لكــن جوهــر الصحافــة يجــب أن‬ ‫عبــر االســتمرار فــي نشــر أخبــار‬
‫التقنية‬ ‫تســتفيد مــن المواقــع اإلخباريــة‬ ‫إمكانيــة تجــاوز كل أشــكال الحظــر‪،‬‬
‫العامليــن فــي الميــدان‪ ،‬وهــي‬ ‫يبقــى كمــا هــو‪.‬‬ ‫لهــا مصداقيــة مــع متابعتهــا‬ ‫المحليــة أو مــن صحافــة المواطــن‬ ‫فحتــى حجــب المواقــع ليــس حــا‬
‫فــي عالــم تنافســي ال يســمح‬
‫أن التطــور التقنــي بقــدر مــا‬ ‫بالتحليــل والشــرح‪ ،‬دون الوصــول‬ ‫أو مــن صحفييــن مســتقلين ألجــل‬ ‫ناجعــا للســلطة مــا دامــت هنــاك‬
‫بالتأخــر‪ ،‬تســتخدم مواقــع‬
‫ـس بالقــدر ذاتــه‬‫أفــاد الصحافــة‪ ،‬مـ ّ‬ ‫والواقــع أنــه يجــب اإلقــرار‬ ‫إلــى مســتوى الوصايــة علــى الزائر‪،‬‬ ‫إيجــاد الفيديــو‪ ،‬ويمكــن إعطــاء‬ ‫طــرق عديــدة تتيــح فتــح هــذه‬
‫الصحافــة الرقميــة مجموعــة مــن‬
‫جوهرهــا بشــكل ســلبي‪ ،‬وســط‬ ‫بــأن قواعــد العمــل الصحفــي‬ ‫بــل المشــاركة فــي تشــكيل رأيــه‪.‬‬ ‫المثــال بالجزيــرة التــي تســتفيد‬ ‫المواقــع (مثــل ‪ ،)VPN‬وحتــى إن‬
‫األدوات المتطــورة للبقــاء ضمــن‬
‫تســابق محمــوم نحــو الزيــارات بأي‬ ‫وأخالقياتــه تشــبه كثيــرا «اإلعــان‬ ‫مــن فيديوهــات محليــة فــي‬ ‫تعــ ّرض الموقــع لضربــة اختــراق‪،‬‬
‫دائــرة الضــوء‪ .‬ولنأخــذ مثــال‬
‫ثمــن‪ .‬فــإن كانــت ظاهــرة انتهــاك‬ ‫العالمــي لحقــوق اإلنســان»‪ ،‬فهــي‬ ‫يتفــق محمــد لغــروس مديــر‬
‫موقــع «هســبريس الرياضيــة” (‪)3‬‬
‫قواعــد المهنــة وأخالقياتهــا قــد‬ ‫مجموعــة مبــادئ أصيلــة نفتــرض‬ ‫موقــع «العمــق” ‪-‬أحــد أنشــط‬
‫التابــع لمؤسســة “هســبريس”‪،‬‬
‫انتشــرت فــي عهــد الصحافــة‬ ‫أنهــا ســتبقى علــى الــدوام‬ ‫المواقــع اإلخباريــة المغربيــة‪-‬‬
‫الــذي اعتمــد مؤخــرا علــى تطويــر‬
‫المطبوعــة والقنــوات الفضائيــة‬ ‫تطــور‬
‫ّ‬ ‫مؤطــرة للصحافــة مهمــا‬ ‫فــي أن الصحافــة الرقميــة‬
‫أكبــر لتطبيقــه علــى الهواتــف‬
‫لجلــب أكثــر عــدد مــن القــراء‪/‬‬ ‫العالــم ومهمــا شــهدنا أشــكاال‬ ‫غ ّيــرت بعــض أساســيات الكتابــة‬
‫الذكيــة‪ ،‬مــن خــال التعاقــد مــع‬
‫المشــاهدين‪ ،‬فالظاهــرة تفاقمــت‬ ‫جديــدة مــن الصحافــة‪.‬‬ ‫الصحفيــة‪ ،‬أو الطريقــة التــي كانت‬
‫شــركة أجنبيــة‪ ،‬بشــكل يجعــل‬
‫فــي زمــن اإلنترنــت‪.‬‬ ‫ُتــزاول بهــا المهنــة ســابقا‪ ،‬لدرجــة‬
‫الزائــر وفيــا للتطبيــق فــي معرفــة‬
‫‪45‬‬ ‫آخــر األخبــار الرياضيــة‪ ،‬ال ســيما‬ ‫‪44‬‬
‫مــع تقنيــة “‪ ”PUSH‬التــي ترســل‬
‫األخبــار العاجلــة‪ ،‬زيــادة علــى‬
‫تطويــر خــادم (ســيرفر) التطبيــق‬
‫كــي يتمكــن الزائــر مــن تصفــح‬
‫المــواد بســرعة قياســية‪ ،‬مــع‬
‫جعــل التطبيــق متاحــا علــى كل‬
‫المنصــات اإللكترونيــة بالمقاســات‬
‫المناســبة‪ .‬كمــا أضحــى الموقــع‬
‫يســتخدم صفحاتــه علــى‬
‫التواصــل االجتماعــي كمنصــات‬
‫إخباريــة منفصلــة‪ ،‬بــدل أن تكــون‬
‫مج ـ ّرد بوابــة لجلــب النقــرات إلــى‬
‫هناك طرق عديدة تتيح فتح المواقع المحجوبة (‪،)NPV‬‬ ‫الموقــع‪ ،‬وفــق حديــث لمجلــة‬
‫وحتى إن تع ّرض الموقع لضربة اختراق‪ ،‬يمكنه النشر في‬ ‫الصحافــة مــع مديــر نشــر الموقــع‬
‫مواقع التواصل االجتماعي – غيتي‪.‬غيتي‪.‬‬ ‫خالــد البرحلــي‪.‬‬

‫هوامش‬ ‫لكــن هــل غيــرت كل هــذه األدوات‬


‫‪https://arabic.cnn.com/world/2016/12/03/child-violence-school-morocco‬‬ ‫التقنيــة قواعــد الصحافــة‪ ،‬خاصــة‬
‫‪http://www.hespress.com/medias/327827.html‬‬ ‫مــا يتعلــق منهــا بالصــدق والتحري‬ ‫الهاتف المحمول ّ‬
‫مكن الصحفيين من القيام بتغطيات‬
‫‪http://www.hesport.com/‬‬ ‫والتثبــت والدقــة؟ ينفــي البرحلي‬ ‫متكاملة‪ ،‬تصوير‪ :‬هاغن هوبكينز – غيتي‪.‬‬
‫‪https://www.spj.org/pdf/ethicscode/spj-ethics-code-arabic.pdf‬‬ ‫ذلــك‪ ،‬بــل يؤكــد أن تجربــة العمــل‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫لمواقــع التواصــل التــي ‪-‬حســب‬


‫رأيــه‪ -‬لــم تحــل محــل التلفزيــون‬ ‫كنــا خمســة صحفييــن فــي‬
‫والراديــو والجريــدة فقــط‪ ،‬بــل‬ ‫الطريــق إلــى دورة تدريبيــة عــن‬

‫قطارات الصحافة‬
‫أيضــا محــل المواقــع اإللكترونيــة‬ ‫تقنيــات اإلعــام الجديــد وصحافة‬
‫اعتقــد النــاس قبــل ســنوات‬ ‫َ‬ ‫التــي‬ ‫«السوشــيال ميديــا»‪ ،‬واحــد منــا‬
‫أنهــا أكبــر تهديــد لوســائل اإلعالم‬ ‫ينقــل إبــرة المذيــاع فــي الســيارة‬

‫وسكك املستقبل‬
‫التقليديــة‪ ،‬وإذ بهــا هــي األخــرى‬ ‫مــن محطــة إلــى أخــرى بحثــا عــن‬
‫صــارت اليــوم ضمــن اإلعــام‬ ‫أغــان ُتســلينا ريثمــا نصــل إلــى‬
‫ٍ‬
‫المهــدد بوســائل أجدد‪.‬‬ ‫التقليــدي ُ‬ ‫محطتنــا األخيــرة‪.‬‬
‫جــاء وقــت االســتراحة‪ ..‬قصدنــا‬
‫طاولــة اإلفطــار التــي أشــار إليهــا‬ ‫لــم يــ ُرق لمعظمنــا مــا تكــرره‬
‫المــدرب فــي زاويــة القاعــة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫اإلذاعــات مــن بــث ألغــان حديثــة‬ ‫عميد شحادة‬
‫أطبــاق متشــابهة فيهــا قطــع‬ ‫ســريعة اإليقــاع‪ ،‬وكلهــا تشــبه‬
‫صغيــرة لــأكل‪ ،‬قطــع مســتطيلة‬ ‫بعضهــا‪ .‬ومــن ضمــن الحديــث‬
‫ومــدورة ومربعــة ُتشــبه الخبــز‬ ‫الــذي دار فــي الســيارة بعــد إغالق‬
‫لكنهــا ليســت خبــزا‪ ،‬ومحشــوة‬ ‫عبــر زميــل لنــا عــن حبــه‬
‫الراديــو‪َّ ،‬‬
‫بشــيء يشــبه الجبــن لكنــه ليــس‬ ‫لبعــض تلــك األغانــي‪ ،‬بينمــا‬
‫جبنــا‪ ..‬ظننــت أننــي الوحيــد‬ ‫تحســر البقيــة علــى اختفــاء‬ ‫َّ‬
‫الــذي ال يعــرف اســم هــذه الوجبــة‬ ‫أغانــي الزمــن الجميــل مــن قائمــة‬
‫فتعمــدت اإلنصــات‬ ‫ّ‬ ‫الصغيــرة‪،‬‬ ‫بــث اإلذاعــات‪.‬‬
‫للزمــاء وهــم يطلبــون مــن‬
‫بعضهــم تقريــب األطبــاق ع ّلنــي‬ ‫وصلنــا مبكــرا إلــى قاعــة التدريب‪،‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬
‫ألتقــط اســم الطعــام‪ ،‬لكننــي لــم‬ ‫المــدرب التقنــي يجلــس‬ ‫وكان ُ‬
‫أســمع ســوى «ناولنــي مــن هــذا‬ ‫علــى رأس طاولــة مســتطيلة‬
‫ـرب لــي المســتطيالت‪..‬‬ ‫ـدور‪ ..‬قـ ِّ‬
‫المـ َّ‬
‫ُ‬ ‫يمــأ كراســيها صحفيــون كلهــم‬
‫أعطنــي مــن المربعــات‪ ،‬طعمهــا‬ ‫فــي ســن الشــباب‪ ،‬وخلــف‬
‫جيــد»‪.‬‬ ‫المــدرب شاشــة عــرض ضخمــة‬
‫يعــرض مــن خاللهــا دالئــل رقميــة‬
‫أكل الصحفيــون وجبــة بــا هويــة‬ ‫لقفــزات نوعيــة حققتهــا وســائل‬
‫المــدرب إفطــارا‬
‫واضحــة ســماها ُ‬ ‫إعالميــة علــى السوشــيال ميديــا‬
‫وافتــرض أنهــا كافيــة لســد‬ ‫فــي فتــرة وجيــزة‪ ..‬وعلــى الطاولة‬
‫ُ‬
‫وافترضــت أنهــا غيــر‬ ‫جوعهــم‪،‬‬ ‫أمــام كل ُمتــدرب دفتــر وقلــم‪،‬‬
‫ّ‬
‫كافيــة عندمــا تهكــم الصحفيــون‬ ‫وورقــة منفــردة فيهــا شــرح زمني‬
‫علــى تســمية المقبــات إفطــارا‪،‬‬ ‫لبرنامــج التدريــب الــذي ســيمتد‬
‫وســأل واحــد منهــم بصــوت عــال‬ ‫لســتة أيــام بواقــع ســت ســاعات‬
‫وهــو يضحــك‪« :‬أال يوجــد بيــض‬ ‫يوميــا‪.‬‬
‫مســلوق علــى األقــل لكــي نقــول‬
‫بأننــا أفطرنــا؟»‪.‬‬ ‫فــي الســاعات الثــاث األولــى‬
‫المــدرب درســا ال يختلــف‬ ‫قــدم ُ‬
‫المــدرب يــوم التدريــب‬‫ختــم ُ‬ ‫كثيــرا عــن كل دروس المدربيــن‬
‫هل تشبه األخبار المنشورة على مواقع التواصل االجتماعي‪،‬‬
‫األول بنصيحــة قاطعــة‪« :‬عليكــم‬ ‫فــي كل دورات اإلعــام الحديــث‬ ‫الوجبات السريعة؟ تصوير‪ :‬فيليبي هوغن – غيتي‪.‬‬
‫أن تعلمــوا أن المســتقبل فقــط‬ ‫المنتشــرة مؤخــرا بكثافــة‪ ،‬شــارحا‬
‫لصحافــة السوشــيال ميديــا‪ ،‬ومــن‬ ‫ضــرورة إنتــاج مــواد إعالميــة‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫ال مســاحة لمنتجهــا فــي تقديــم‬ ‫قطــاره‪.‬‬ ‫معظمهــم مــن الواليــات المتحــدة‪:‬‬ ‫بـــ‪ 160‬حرفــا فقــط‪.‬‬ ‫التواصــل االجتماعــي فــي اإلعــام‬ ‫اآلن عليكــم أن تحجــزوا مقعــدا‬
‫إجابــة علــى أبجديــات الصحافــة‪:‬‬ ‫لقــد غيــرت منصــات اإلعــام‬ ‫«يبــدو أن األلــق يعــود مجــددا‬ ‫المحــزن أنــه فــي الوقــت الــذي‬ ‫والصحافــة أمــر ســيئ‪ .‬علــى‬ ‫فــي قطــار هــذه المنصــات قبل أن‬
‫مــن‪ ،‬متــى‪ ،‬مــاذا‪ ،‬أيــن‪ ،‬كيــف‪،‬‬ ‫الجديــد هويــة وســائل اإلعــام‪:‬‬ ‫إلــى صحافــة األخــاق التقليديــة‬ ‫يتبنــى فيــه مدربــو اإلعــام‬ ‫العكــس أنــا مقتنــع بــأن هــذه‬ ‫يفوتكــم»‪ .‬ويقصــد المــدرب أنــه‬
‫ولمــاذا»‪.‬‬ ‫اإلذاعــة تكتــب للجمهــور‪ ،‬والجريدة‬ ‫التــي تتطلــب وقتــا وجهــدا‬ ‫فــي بالدنــا صحافــة السوشــيال‬ ‫المنصــات أفضــل وســيط إضافــي‬ ‫يجــب علينــا كصحفييــن أن نتقــن‬
‫تبــث بثــا مباشــرا‪ ،‬والتلفــاز يســابق‬ ‫فــي خدمــة المجتمــع ومســاءلة‬ ‫ميديــا‪ ،‬ويقدمونهــا مــن دون‬ ‫يســاعد المؤسســات اإلعالميــة‬ ‫إنتــاج مــواد تراعــي خصوصيــة‬
‫ليــس مــن مهمــة وســائل اإلعــام‬ ‫الزمــن فــي تقصيــر وتقزيــم أدواته‪.‬‬ ‫المســؤولين كمــا عرفناهــا حتــى‬ ‫التطــرق لعالتهــا علــى أنهــا‬ ‫والصحفييــن علــى الوصــول‬ ‫هــذه الوســائل وجمهورهــا‪.‬‬
‫أن توقــف االنتشــار الهائــل لصحافة‬ ‫لقــد خلقــت منصــات السوشــيال‬ ‫ثمانينيــات القــرن الماضــي‪ .‬إحيــاء‬ ‫هــي المســتقبل فقــط‪ ،‬يطالــب‬ ‫بإنتاجهــم إلــى جمهــور أضخــم‪.‬‬
‫المواطــن علــى السوشــيال ميديــا‬ ‫ميديــا جمهــورا لــم يعــد يلتفــت‬ ‫ذلــك النمــط الملتــزم مــن اإلعــام‬ ‫صحفيــون مخضرمــون فــي بــاد‬ ‫المشــكلة فــي اعتقــادي هــي‬ ‫عــدت إلــى البيــت وفــي رأســي‬
‫التــي شــكلت تحديــا كبيــرا‬ ‫إلــى النــص المكتــوب والفيلــم‬ ‫بــات ضــرورة حتميــة فــي مواجهة‬ ‫متقدمــة بــأن تكــون صحافــة‬ ‫االنتقــال مــن مرحلــة اســتخدام‬ ‫ســؤاالن وقــرار‪ :‬لمــاذا يعتقــد‬
‫للصحافــة التقليديــة فــي جزئيــة‬ ‫الوثائقــي وتقاريــر الدقيقتيــن‪.‬‬ ‫ســيل مــن األخبــار المفبركــة‬ ‫هــذه المنصــات مــن الماضــي‪ ،‬وأن‬ ‫هــذه المنصــات الحديثــة كوســائل‬ ‫الصحفيــون أن جمهــورا جائعــا‬
‫الخبــر العاجــل بالــذات‪ ،‬لكــن‬ ‫والشــيء بالشــيء يذكــر‪ ،‬مــاذا‬ ‫والتحريضيــة تص ّنــع فــي أصقــاع‬ ‫تعــود صحافــة القيــم إلــى ألقهــا‬ ‫ترويــج لإلنتــاج الصحفــي‬ ‫للمعلومــات سيشــبع فقــط مــن‬
‫المشــكلة تكمــن فــي الطريقــة‬ ‫ســيحصل لألفــام الوثائقيــة‬ ‫العالــم كافــة»‪.‬‬ ‫كمــا كانــت‪.‬‬ ‫األساســي إلــى مرحلــة اإلنتــاج‬ ‫وجبــة معلوماتيــة قصيــرة مختزلة‬
‫التــي واجهــت بهــا وســائل اإلعالم‬ ‫فــي المســتقبل؟ هــل يمكــن‬ ‫فعليــا‪ ،‬ال يخفــى علــى أحــد أن‬ ‫علــى مقــاس المنصــات حصــرا‪.‬‬ ‫ســريعة متشــابهة مثــل أطبــاق‬
‫هــذا التحــدي‪ ،‬فبــدال مــن تقديــم‬ ‫اختصارهــا إلــى ثالثيــن ثانيــة؟ من‬ ‫تقنيــات اإلعــام الجديــد ومنصاته‬ ‫كتبــت الصحفيــة رنــا الصبــاغ‬ ‫بمعنــى آخــر‪ ،‬مشــكلتي تكمــن‬ ‫الفطــور التــي تهكمــوا عليهــا؟‬
‫إنتــاج أفضــل للجمهــور‪ ،‬هجمــت‬ ‫ســيتابعها علــى وســائل اإلعــام‬ ‫هــي التــي ضربــت صحافــة القيــم‬ ‫مقــاال نشــرته صحيفــة «الغــد»‬ ‫المــدرب لوجبــة‬ ‫فــي تســمية ُ‬ ‫ولمــاذا عندمــا يتحســرون علــى‬
‫وســائل اإلعــام وفتحــت صفحــات‬ ‫التــي تتنافــس لتقديــم وجبــات‬ ‫المضروبــة أصــا فــي العالــم‬ ‫األردنيــة مؤخــرا‪ ،‬تطرقــت فيــه‬ ‫بــا هويــة إفطــارا‪ ،‬وفــي حكمــه‬ ‫أغانــي الزمــن الجميــل ال يفكــرون‬
‫وقدمــت‬
‫لهــا علــى هــذه المنصــات َّ‬ ‫ســريعة لجمهــور ســريع؟‬ ‫العربــي‪ ،‬وهــذه المنصــات هــي‬ ‫إلــى إحــدى خالصــات مؤتمــر‬ ‫المطلــق بأن المســتقبل ســيتوقف‬ ‫بيــوم قــد يتحســر فيــه النــاس‬
‫المحتــوى نفســه الــذي هــرب‬ ‫تقــول مــرال قطينــة ‪-‬وهــي‬ ‫التــي ســاعدت علــى انتشــار‬ ‫ريــادي لصحافــة المســاءلة‬ ‫عنــد قــدرة الصحفــي علــى إنتــاج‬ ‫علــى صحافــة الزمــن الجميــل؟‬
‫منــه الجمهــور‪ ،‬بــل صــار كل هــم‬ ‫باحثــة ومنتجــة أفــام وثائقيــة‬ ‫«اإلعــام الفبركنجــي» كمــا‬ ‫والعمــق عقــد فــي مدينــة‬ ‫فيديــو مــن ‪ 30‬ثانيــة للفيســبوك‬ ‫قــررت أال أعــود إلــى التدريــب‪.‬‬
‫الصحفييــن أن يســابقوا المواطــن‬ ‫مــع شــبكات إخباريــة عالميــة‪-‬‬ ‫تســميه الصبــاغ‪.‬‬ ‫«فينيكــس» األميركيــة بمشــاركة‬ ‫يشــرح فيــه قصــة كاملــة‪ ،‬وعلــى‬ ‫ال أســتطيع القــول بأننــي هربــت‬
‫فــي ســرعة نقــل الخبــر والصــورة‬ ‫إن «الفيلــم الوثائقــي فــي خطــر‪،‬‬ ‫أكثــر مــن ‪ 1600‬إعالمــي وإعالميــة‪،‬‬ ‫قدرتــه فــي تقديــم قصــة أخــرى‬ ‫مــن التدريــب ألن اســتخدام مواقع‬
‫دون إخضــاع المــادة ألساســيات‬ ‫فــإذا كانــت ثقافــة مشــاهدة‬ ‫وتضيــف الصبــاغ فــي مقالهــا «في‬
‫‪49‬‬ ‫‪48‬‬
‫التأكــد علــى األقــل مــن دقتهــا‬ ‫األفــام ضعيفــة فــي المجتمــع‬ ‫مؤتمــر فينيكــس‪ ،‬تحدث عــدد من‬
‫ومراعاتهــا ألخالقيــات الصحافــة‪.‬‬ ‫العربــي‪ ،‬فمــا بالــك اليــوم بجمهــور‬ ‫المشــاركين عــن انكشــاف مريــع‬
‫السوشــيال ميديــا الــذي شــكلته‬ ‫لوســائل إعــام بمــا هــو نقطــة‬
‫فــي فلســطين مثــا‪ ،‬يظهــر آخــر‬ ‫وســائل اإلعــام‪ ،‬وأقنعتــه بــأن كل‬ ‫تحــول فــي اتجاهــات الجماهيــر‬
‫اســتطالع للــرأي أجــراه المركــز‬ ‫شــيء فــي العالــم يمكــن االطــاع‬ ‫الضائعــة والمصدومــة مــن هــول‬
‫الفلســطيني للبحــوث والدراســات‬ ‫عليــه بســرعة فــي صفحاتهــا‬ ‫الشــائعات واألخبــار المزيفــة التــي‬
‫المســحية أن ‪ %86‬مــن الشــباب‬ ‫علــى فيســبوك وتويتــر»‪.‬‬ ‫تنتقــل حــول العالــم بســرعة‬
‫الذيــن تتــراوح أعمارهــم بيــن ‪-18‬‬ ‫البــرق عبــر منصــات التواصــل‬
‫‪ 22‬عامــا‪ ،‬كانــت السوشــيال ميديــا‬ ‫وتعتــرف مــرال بأنهــا وقعــت‬ ‫االجتماعــي‪ .‬وطالبــوا بانتهــاز هــذه‬
‫مصــدر أخبارهــم ومعلوماتهــم عما‬ ‫هــي األخــرى فــي فــخ السوشــيال‬ ‫الفرصــة النــادرة إلعــادة االعتبــار‬
‫يجــري حولهــم‪.‬‬ ‫ميديــا كمصــدر معلومــات‪ ،‬لكنهــا‬ ‫لإلعــام التقليــدي األصيــل»‪.‬‬
‫بحكــم خبرتهــا تنتبــه دائمــا إلــى‬
‫يقــول مراســل وكالــة أسوشــيتد‬ ‫أن المعلومــات المقدمــة علــى‬ ‫مــا يحصــل أن العالــم المتقــدم‬
‫بــرس فــي فلســطين محمــد‬ ‫هــذه المنصــات ناقصــة وال تســاعد‬ ‫المنتــج لتقنيــات اإلعــام الحديــث‬
‫دراغمــة إن «السوشــيال ميديــا‬ ‫فــي تكويــن صــورة حقيقيــة عمــا‬ ‫ومنصاتــه يطالــب بإعــادة االعتبــار‬
‫خســارة ماليــة ومهنيــة للصحافــة‬ ‫ُ‬
‫فقــدت متعــة‬ ‫يحــدث‪« :‬لقــد‬ ‫لإلعــام التقليــدي األصيــل‪ ،‬فــي‬
‫الفلســطينية‪ ..‬كل مواقــع األخبــار‬ ‫تصفح الجريــدة والمواقــع‪ ،‬ووجدت‬ ‫حيــن أن العالــم المســتهلك يتبنى‬
‫لهــا صفحــات علــى هــذه‬ ‫نفســي محصــورة فــي متابعــة‬ ‫هــذه األدوات بشــكل كامــل‪..‬‬
‫المنصــات‪ ،‬لكنهــم نســوا تحســين‬ ‫األخبــار علــى صفحــات وضعــت لها‬ ‫صحفيــون بارعــون يقفــزون مــن‬
‫المــادة الصحفيــة ولــم يلعبــوا دورا‬ ‫«اليــك»‪ ،‬لكننــي أالحــظ كميــة‬ ‫قطــار اإلعــام الســريع‪ ،‬وصحفيــون‬ ‫قد تكون السوشيال ميديا خسارة مالية ومهنية للصحافة‬
‫إذا لم يكن االهتمام يركز أوال على تحسين المادة الصحفية‬
‫معلوماتيــا جيــدا»‪.‬‬ ‫األخبــار المبهمــة الســريعة التــي‬ ‫آخــرون يخافــون أن يفوتهــم‬
‫– شاترستوك‪.‬‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫المطــل‬‫أنظــ ُر مــن شــباك بيتــي ُ‬ ‫فــي واشــنطن‪« -‬واضــح أن‬ ‫غالبيــة المهتميــن باألخبــار مــا‬ ‫خيــوط ثــم تتبعهــا ووثقهــا‬ ‫بتشــكيكه فــي تأكيــدات ترمــب‬
‫علــى ســكة القطــار العثمانــي‬ ‫الصحافــة فــي العالــم ككل‬ ‫زالــوا يأخــذون معلوماتهــم مــن‬ ‫فــي الميــدان‪ ،‬وهــذا هــو الــدور‬ ‫بخصــوص عطائــه الســخي‬ ‫ويــرى دراغمــة أن طريقــة‬
‫التــي كانــت تمــر مــن قريتــي قبل‬ ‫باتــت مهووســة تمامــا باإلخــراج‬ ‫المصــادر التــي اعتــادوا علــى‬ ‫المفتــرض لوســائل التواصــل‬ ‫للمؤسســات الخيريــة»‪.‬‬ ‫تعويــض تلــك الخســارة تكمــن‬
‫الحــرب العالميــة األولــى‪ّ ،‬‬
‫أفكــر‬ ‫والشــكل‪ .‬لــدى االســتماع لعــدد‬ ‫مصداقيتهــا‪ ،‬متخوفيــن مــن‬ ‫االجتماعــي فــي تحســين‬ ‫فــي تحويــل الصحافــة إلــى‬
‫بموقــف ال أريــد أن أنــدم عليــه‬ ‫مــن رواد التطويــر فــي عــدد مــن‬ ‫تجربــة مصــادر يتطلــب التأكــد‬ ‫وتســهيل عمــل الصحافــة‬ ‫وبالمناســبة اســتخدم الصحفــي‬ ‫صحافــة جــادة تمــس مصالــح‬
‫بعــد كتابتــه هنــا‪ .‬فــي أي قطــار‬ ‫المؤسســات الصحفيــة الرئيســية‬ ‫مــن أخبارهــا بـ َ‬
‫ـذل جهــد كبيــر»‪.‬‬ ‫الحقيقــي‪ ،‬وهــو عكــس الــدور‬ ‫ديفــد فاهرنثولــد حســابه‬ ‫النــاس فــي تقديــم تحقيقــات‬
‫ينبغــي أن أركــب كصحفــي؟ فــي‬ ‫فــي الواليــات المتحدة‪ ،‬ستســتنتج‬ ‫اآلن وصلتنــي رســالة علــى بريــدي‬ ‫تمامــا الــذي تبحــث عنــه وســائل‬ ‫علــى تويتــر فــي حشــد مصــادر‬ ‫وكشــف وتغييــر‪ ،‬وليــس فــي فتح‬
‫قطــار السوشــيال ميديــا الــذي إن‬ ‫أن الصحفييــن والمؤسســات‬ ‫اإللكترونــي‪ ،‬فيها دعوة للمشــاركة‬ ‫إعــام عربيــة وصحفيــون عــرب‬ ‫معلوماتــه‪ ،‬إذ ســأل كل مــن‬ ‫وإنتــاج مــواد للسوشــيال ميديــا‬
‫فاتنــي ســأضيع كمــا قــال المدرب‪،‬‬ ‫عمومــا باتــت مجتمعــات مغلقــة‬ ‫بــدورة تدريبيــة جديــدة عــن‬ ‫فــي هــذه المنصــات‪.‬‬ ‫يعــرف شــيئا عــن أنشــطة ترمــب‬ ‫بنفــس الطريقــة التــي يســتطيع‬
‫أم فــي قطــار الصحافــة األصيلــة‬ ‫علــى العامليــن فيهــا‪ .‬ال أذكــر‬ ‫صحافــة السوشــيال ميديــا‪ ،‬وهــذه‬ ‫الخيريــة أن يرســل لــه معلومــات‪،‬‬ ‫أي مواطــن العمــل بهــا‪ .‬ويضيــف‪:‬‬
‫المتأنيــة التــي يقــول صحفيــون‬ ‫مــن قــال إن الصحفييــن باتــوا‬ ‫أكثــر عناويــن تدريبيــة تصلنــي‬ ‫يقــول مديــر قســم األخبــار‬ ‫وبذلــك حصــل الصحفــي األميركي‬ ‫«فــي أميــركا مثــا‪ ،‬وســائل اإلعالم‬
‫فــي الجــزء اآلخــر مــن العالــم إن‬ ‫أقــرب إلــى النخبــة التــي تتحــدث‬ ‫فــي اآلونــة األخيــرة‪ ،‬وكلهــا‬ ‫بمكتــب رويتــرز فــي قطــاع غــزة‬ ‫علــى خيــوط عديــدة‪ ،‬فتعقــب‬ ‫اليــوم ال توجــه مراســليها لجلــب‬
‫تفويتــه كارثــة علــى الصحافــة؟‬ ‫مــع نفســها عــن نفســها‪ ..‬هــذا‬ ‫تركــز علــى شــكل وحجــم المــادة‬ ‫نضــال المغربــي «لربمــا يعتقــد‬ ‫مســاراتها ّ‬
‫ووثــق حقائقهــا‪.‬‬ ‫األخبــار‪ ،‬بــل لفــرض رقابــة وعمــل‬
‫أتذكــر مــا قالــه لــي زميــل أثنــاء‬ ‫صحيــح تمامــا‪ .‬تويتــر مثــا ليــس‬ ‫األفضــل لإلعــام الجديــد‪ .‬لكــن‬ ‫البعــض أن اإلعــام الجديــد أو مــا‬ ‫تحقيقــات‪ ،‬لذلــك فــاز الصحفــي‬
‫ســيرنا علــى األقــدام ليال لمســافة‬ ‫ســوى مجتمــع للصحفييــن‪،‬‬ ‫مــاذا عــن المضمــون؟‬ ‫بــات ُيعــرف بالسوشــيال ميديــا‬ ‫نالحــظ هنــا كيــف اســتفاد‬ ‫ديفــد فاهرنثولــد مــن «واشــنطن‬
‫‪ 15‬كلــم فــي صحــراء البحــر الميــت‬ ‫يتبادلــون فيــه تغريــد وإعــادة‬ ‫ا للصحافــة المتعــارف‬ ‫شـ ّ‬
‫ـكل بدي ـ ً‬ ‫فاهرنثولــد مــن تويتــر فــي‬ ‫بوســت» بجائــزة بوليتــزر عــن‬
‫إلنتــاج قصــة صحفية «مــن يعرفنا‬ ‫تغريــد أخبارهــم ليقرؤوهــا هــم‬ ‫يقــول الصحفــي عمــاد الرواشــدة‬ ‫عليهــا مــن وكاالت وصحــف‬ ‫تحقيقاتــه‪ ،‬إذ اســتخدمه لجمــع‬ ‫أفضــل تغطيــة وطنيــة لحملــة‬
‫نحــن؟ مــن يشــاهد ويقــرأ مــا نبث‬ ‫ويثنــون عليهــا بيــن بعضهــم‬ ‫‪-‬وهــو مستشــار تدريــب مقيــم‬ ‫وتلفزيونــات‪ ،‬ولكــن الكثيــر بــل‬ ‫معلومــات أوليــة والوصــول إلــى‬ ‫انتخابــات الرئاســة األميركيــة‬
‫ونكتــب؟ نحــن نشــتغل فــي بلــد‬ ‫البعــض‪ ،‬ال مســتمعين هنــاك»‪.‬‬
‫أشــهر صحفــي فيــه لديــه صفحة‬ ‫وأضــاف «الواضــح جــدا فــي كل‬
‫فيســبوك ويقــدم أخبــارا عاجلــة‬ ‫تلــك الحالــة مــن اللهــاث خلــف‬
‫للنــاس عــن حــوادث الطــرق‬ ‫الشــكل‪ ،‬أن المضمــون هــو الغائــب‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪50‬‬
‫المرفقــة بصــور أطفــال ممدديــن‬ ‫أقصــد بذلــك أن المضمــون لــم‬
‫ويحصــل ضعــف‬‫ِ‬ ‫تحــت العجــات‪،‬‬ ‫يعــد يحصــل علــى ذات المســتوى‬
‫رواتبنــا مــن فيديوهــات الشــامبو‬ ‫مــن االهتمــام وال ذات الح ّيــز مــن‬
‫ـرم فــي كل مــكان‪،‬‬ ‫اإلعالنيــة‪ ،‬و ُيكـ َّ‬ ‫التفكيــر‪ ،‬علــى مســتوى التصــور‬
‫ونحــن ال يــدري أحــد مــن أي مــاء‬ ‫التحريــري الكبيــر للمؤسســة‪،‬‬
‫نشــرب»‪.‬‬ ‫بقــدر الشــكل‪ .‬المضمــون تحــول‬
‫إلــى ذلــك الموضــوع الثقيــل‬
‫أتذكــر وضعنــا المــزري اآلن‬ ‫ّ‬ ‫الظــل والممــل الــذي ال يناســب‬
‫كصحفييــن فــي الميــدان‪ ،‬وأقــرر‬ ‫حالــة التشــويق التــي تعيشــها‬
‫الركــوب فــي قطــار الصحافــة‬ ‫المؤسســات الصحفيــة التــي‬
‫الحقيقيــة‪ ،‬ألننــي أريــد أن أكــون‬ ‫تنافــس بعضهــا وتتحــدث‬
‫صحفيــا ‪.‬‬ ‫لبعضهــا عــن اختراقاتهــا الرقميــة‬
‫علــى مســتوى الشــكل‪ .‬وســط كل‬
‫«‬ ‫ذلــك‪ ،‬تواصــل الثقــة فــي المنتــج‬
‫ما يحصــل أن العالـم المتقــدم‬ ‫الصحفــي انحدارهــا‪ ،‬وتواصــل‬
‫المنتـــج لتقنيــــات اإلعلــــام‬ ‫المؤسســات الصحفيــة صراعاتهــا‬
‫الحديــث ومنصاتــــه يطالــــب‬ ‫الماليــة ومحاوالتهــا اليائســة‬
‫بإعــــادة االعتبـــــار لإلعـــام‬ ‫لجــذب رأي عــام فقــدت هــي‬
‫التقليــدي األصيـــــــل‪ ،‬فــي‬ ‫الصلــة بــه‪ ،‬وفقــد هــو الرغبــة‬ ‫ِّ‬
‫حيــن أن العالــم المســتهلك‬ ‫فــي دعمهــا»‪.‬‬ ‫صحفيون فلسطينيون يعملون على قصة خبرية في‬
‫يتبنــى هــذه األدوات بشــكل‬ ‫صحراء النقب‪ ،‬تصوير‪ :‬أيمن نوباني‪.‬‬
‫كامــل‪.‬‬
‫«‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫إعالم األقليات‬
‫اآلسيوية يف‬
‫ُعمان‪ ..‬ضرورة‬
‫أم مجازفة؟‬
‫سمية اليعقوبي‬

‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬
‫بينمــا يــرى صحفيــون ضــرورة توجــه الصحافــة نحــو جمهــور‬
‫عمال آسيويون في سوق الخضار بمسقط‪ ،‬حيث تشكل‬ ‫ّ‬
‫العمالة الوافدة نسبة كبيرة يرى صحفيون حاجتها إلعالم‬ ‫العمالــة الوافــدة فــي ســلطنة ُعمــان وأخــذ احتياجاتهــا بعيــن االعتبار‪،‬‬
‫يتحدث عن همومها‪ .‬تصوير محمد محجوب – غيتي‪.‬‬ ‫يــرى آخــرون أن إعالمــا خاصــا بهــا قــد يؤثــر ســلبا علــى الثقافــة‬
‫المجتمعيــة للبــاد‪.‬‬

‫ســلطنة عمــان بصــورة خاصــة‬ ‫وبيــن أولئــك المغتربيــن الذيــن‬ ‫يتناســب وصــف هــؤالء باألقليــات‪،‬‬ ‫التحديــات المختلفــة ومخاطــر‬ ‫المؤشــرات حــول جنســيات هــذه‬ ‫يعيــش مــا يزيــد عــن ‪ 2.5‬مليــون‬
‫لحظــة التفكيــر فيمــا يتصــل‬ ‫تســتقبلهم مطــارات بلداننــا كل‬ ‫طالمــا أن أعدادهــم تقــارب نصــف‬ ‫عــدم االندمــاج فــي المجتمعــات‪.‬‬ ‫العمالــة متفاوتــة حتــى لــدى‬ ‫وافــد فــي ســلطنة عمــان‪،‬‬
‫بتزايــد أعــداد هــذه العمالــة مــن‬ ‫يــوم مدفوعيــن برغبــة العيــش‬ ‫عــدد ســكان البــاد‪ ،‬لكــن األمــر‬ ‫الروايــة الرســمية نفســها‪ ،‬لكــن‬ ‫ويســتثني هــذا الرقــم أولئــك‬
‫جهــة‪ ،‬ثــم تعمقهــم فــي حياتنــا‬ ‫فــي ظــروف اقتصاديــة مالئمــة‪،‬‬ ‫ينطــوي علــى تعدديــة واضحــة‬ ‫المصــادر مجتمعــة تشــير إلــى أن‬ ‫العامليــن بصفــة غيــر قانونيــة أو‬
‫وتأثرهــم بأســاليب الحيــاة الجديدة‬ ‫وبمســتويات أجــور تكفــل لهــم‬ ‫فــي ثقافــات ونظــم عيــش كل‬ ‫الجنســيات البنغاليــة والهنديــة‬ ‫مــا يعــرف بالعمالــة غير الشــرعية‬
‫ومواجهتهــم إلشــكاليات تتصــل‬ ‫الحــد األدنــى مــن الحيــاة‪ ،‬وعبــر‬ ‫مجموعــة مــن مجموعــات هــذه‬
‫لماذا إعالم‬ ‫والباكســتانية والفلبينيــة تتصــدر‬ ‫فــي البــاد‪ .‬فــي عــام ‪ 2011‬أعلنت‬
‫باللغــة ومعطيــات االندمــاج‪.‬‬ ‫مختلــف المهــن الحيويــة فــي‬ ‫األقليــات علــى حــدة‪ ،‬ممــا يشــكل‬
‫األقليات‬ ‫معــدالت الجنســيات اآلســيوية‬ ‫الحكومــة عــن خطــة لتوظيــف‬
‫البــاد‪ ،‬كاإلنشــاءات الجديــدة‬ ‫مبــررا الســتخدام هــذا المصطلــح‪،‬‬ ‫اآلسيوية؟‬ ‫العاملــة فــي البــاد‪ .‬ومــع هــذا‬ ‫‪ 40‬ألــف مواطــن عمانــي‪ ،‬تبعــا‬
‫للوهلــة األولــى‪ ،‬يعتقــد الصحفــي‬ ‫والشــركات الخدميــة وشــركات‬ ‫وإن كان مــن قبيــل وصــف الظاهرة‬ ‫كلــه‪ ،‬تعــزز هــذه المؤشــرات مــن‬ ‫إلصالحــات سياســية وإداريــة تلــت‬
‫الراغــب فــي معالجــة قضيــة‬ ‫النقــل واالتصــاالت والقطاعــات‬ ‫إعالميــا‪.‬‬ ‫تشــير اإلحصائيــات الرســمية‬ ‫التصعيــد لقضيــة جدليــة بالغــة‬ ‫مظاهــرات فــي مناطــق البــاد‬
‫االندمــاج الثقافــي لألقليــات‬ ‫البلديــة وغيرهــا‪ .‬تشــكلت‬ ‫العمانيــة إلــى أن األقليــات‬ ‫الخطــورة تتلخــص فــي قــدرة‬ ‫الرئيســية‪ ،‬لكــن ذلــك لــم يوقــف‬
‫اآلســيوية فــي ُعمــان بــأن األمــر‬ ‫هواجســي الذاتيــة تجــاه التمثيــل‬ ‫لطالمــا شــغلتني تلــك العالقــة‬ ‫الوافــدة ‪-‬بتنوعهــا وتشــكالتها‬ ‫الدولــة علــى اســتيعاب هــذه‬ ‫تنامــي أعــداد العمالــة اآلســيوية‪،‬‬
‫ســيكون مدفوعــا بالشــهادات‬ ‫المعرفــي واإلنســاني المتراكــم‬ ‫الفاصلــة بيــن ســكان منطقــة‬ ‫المختلفــة‪ -‬تمثــل مــا نســبته‬ ‫األعــداد المتزايــدة مــن األفــراد‪،‬‬ ‫الســيما فــي القطاعــات اإلنشــائية‬
‫والقصــص المتداولــة حــول‬ ‫للعمالــة اآلســيوية فــي بلداننــا‬ ‫ثريــة اقتصاديــا وبمســتويات‬ ‫‪ %45‬مــن إجمالــي الســكان‪.‬‬ ‫محققــة كافــة احتياجاتهــم‬ ‫والخدميــة‪.‬‬
‫صعوبــات التأقلم فــي المجتمعات‬ ‫الخليجيــة بصــورة عامــة وفــي‬ ‫دخــل ومعيشــة مرتفعــة‪،‬‬ ‫وفــي هــذه الحالــة ينبغــي أن‬ ‫ومآربهــم طيلــة مــدة إقامتهــم‪،‬‬
‫عمــا إذا كان‬
‫نســأل أنفســنا حقــا ّ‬ ‫فــي الوقــت الــذي تــزداد فيــه‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫المعلومــات حــول البلــد الجديــد‬ ‫ولنــدن ونيويــورك‪ ..‬أعتقــد أنــه‬ ‫الجديــدة وظــروف العيــش التــي‬
‫وجهــود التوعيــة والتعريــف‬ ‫يجــدر بنــا أن نســتبدل نطاقــات‬ ‫تــزداد تحديــا‪ ،‬الســيما مــع تدنــي‬
‫بالقوانيــن واألنظمــة؟‬ ‫االهتمــام فــي الصحافــة هنــا‬ ‫مســتوى األجــور مقابــل ارتفــاع‬
‫لتشــمل علــى ســبيل المثــال‬ ‫معــدالت التضخــم‪ ،‬ولكــن مــا إن‬
‫تتحــدث المصــادر الحكوميــة‬ ‫كوااللمبــور أو نيودلهــي أو‬ ‫تبــدأ رحلــة البحــث عــن أصــوات‬
‫بصــورة مســتمرة عــن األدوار‬ ‫جاكرتــا‪ ..‬هــذا أمــر محتمــل‬ ‫تدعــم مشــاهداتك وقصــص تعــزز‬
‫الخفيــة لهــذه العمالــة فــي‬ ‫وقابــل للتطبيــق عبــر اإلعــام‪..‬‬ ‫رؤيتــك لهــذه القضيــة ومــا تــراه‬
‫رفــع معــدالت الجريمــة‪ ،‬ال ســيما‬ ‫األمــر يتعلــق بطبيعــة الجمهــور‬ ‫حقيقيــا ال يقبــل الشــك‪ ،‬حتــى‬
‫حــوادث الســرقة واالبتــزاز المالــي‬ ‫المســتهدف وفهمنــا الحتياجاتــه‬ ‫تفاجــأ بدوامــات الصمــت التــي‬
‫والجرائــم مــن الدرجــة األولــى‬ ‫أيضــا»‪ ..‬هكــذا يشــير محمد ســراج‬ ‫تســكن عــددا مــن المغتربيــن فــي‬
‫كالقتــل واالغتصــاب‪ .‬وتتوســع‬ ‫الــذي يعمــل فــي قطــاع التســويق‬ ‫البــاد‪ .‬الكثيــرون منهــم يرفضــون‬
‫وســائل اإلعــام المحليــة فــي‬ ‫واإلعالنــات فــي ســلطنة عمــان‬ ‫الحديــث عــن القضيــة بوصفهــا‬
‫الحديــث عــن التبعــات الســلبية‬ ‫منــذ ‪ 8‬ســنوات‪.‬‬ ‫هاجســا يوميــا‪ ،‬أعنــي بذلــك‬
‫لســكن العمالــة الوافــدة فــي‬ ‫هاجــس لغتهــم التي ال يشــاركهم‬
‫أحيــاء يقطنهــا «مواطنــون”‪،‬‬ ‫يتشــابه رأي ســراج مــع رأي أوليفــر‬ ‫بهــا أحــد‪ ،‬وهمــوم الحيــاة التــي ال‬
‫وتأثيــرات ذلــك علــى جوانــب مــن‬ ‫آلــن الــذي يعمــل مديــرا لتحريــر‬ ‫تجــد وســيطا للظهــور والكشــف‪..‬‬
‫قبيــل العــادات والتقاليــد والقيــم‬ ‫النســخة اإلنجليزيــة مــن صحيفــة‬ ‫إنهــم يعــدون ذلــك أمــرا طبيعيــا‬
‫األصيلــة لــدى المجتمــع العمانــي‪،‬‬ ‫“أثيــر” اإللكترونيــة العمانيــة‪ ،‬حيث‬ ‫ونتيجــة حتميــة لقضيــة االغتراب‬
‫ووضــوح ذلــك أيضــا عنــد الكشــف‬ ‫يعتقــد آلــن أن اإلعــام العمانــي‬ ‫التــي تحقــق فــي الجانــب اآلخــر‬
‫عــن شــبكات ممارســة الدعــارة‬ ‫والخليجــي ‪-‬علــى حــد ســواء‪ -‬ال‬ ‫مســتوى معيشــيا جيــدا يختلــف‬
‫فــي البــاد‪.‬‬ ‫ينبغــي أن يضيــف لغــات آســيوية‬ ‫عــن تلــك الظــروف المأســاوية‬
‫إلــى مجموعــة منصاتــه وقنواتــه‪.‬‬ ‫التــي يواجهونهــا فــي البلــد األم‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪54‬‬
‫يشــير آلــن إلــى أنــه فــي هــذه‬ ‫ويقــول‪ :‬تــؤدي الحكومــة بعــض‬ ‫حتــى أولئــك الذيــن يعــدون أن‬
‫الحالــة فقــط يجــب أن نلجــأ إلــى‬ ‫األدوار األساســية مثــل توعيــة‬ ‫األمــر يخــرج مــن ســياق اللغــة‬
‫اســتخدام لغــات آســيوية بصفــة‬ ‫المســتهلكين‪ ،‬وتســتخدم اللغــة‬ ‫وأدوار اإلعــام فــي نقــل ومعالجة‬
‫عاجلــة‪ ،‬فالعمــال الذيــن يفــدون‬ ‫اإلنجليزيــة بصــورة جيــدة وهــي‬ ‫قضايــا االغتــراب فــي مجتمعــات‬
‫إلــى البــاد يوميــا يحتاجــون‬ ‫لغــة عالميــة‪ ..‬يجــب أن نضــع‬ ‫جديــدة‪ ،‬يلزمــون أنفســهم‬
‫القوانيــن‬ ‫علــى‬ ‫للتعــرف‬ ‫فــي اعتبارنــا أن مــن يأتــون إلــى‬ ‫بالتفكيــر فــي حتميــة اللغــات‬
‫واألنظمــة والمكاســب االجتماعيــة‬ ‫هــذه البــاد كعمــال بســطاء‬ ‫الحاليــة الســائدة (اإلنجليزيــة‬
‫والســياحية والثقافيــة للبــاد‬ ‫وال يتقنــون اللغتيــن العربيــة‬ ‫والعربيــة) كوســيطين لغوييــن‬
‫وآليــة احترامهــا والحفــاظ‬ ‫واإلنجليزيــة‪ ،‬ال يســتقرون بصفــة‬ ‫مهميــن فــي نقــل الرســالة‬
‫عليهــا والتعايــش معهــا علــى‬ ‫مســتمرة كأولئــك الذيــن يحملــون‬ ‫اإلعالميــة‪.‬‬
‫أســاس ســلمي ومنظــم‪ .‬فــي‬ ‫الشــهادات األكاديميــة العليــا‬
‫ذات الســياق‪ ،‬يتحــدث جينيــش‬ ‫مــن أبنــاء دولتهــم‪ .‬وعلــى أيــة‬ ‫ولكــن «ينبغــي أن تحظــى‬
‫كيجــي –وهــو هنــدي مقيــم فــي‬ ‫حــال‪ ،‬ينبغــي أن يتعلــم الجميــع‬ ‫قضايــا العمالــة اآلســيوية هنــا‬
‫ُعمــان منــذ عاميــن ويعمــل فــي‬ ‫العربيــة أو اإلنجليزيــة حتــى‬ ‫باالهتمــام المســتمر بغــض‬
‫قطــاع التســويق‪ -‬عــن ضــرورة‬ ‫نحقــق اندماجهــم فــي المجتمــع‪،‬‬ ‫النظــر عــن طبيعــة ونــوع اللغــة‬
‫التعريــف بالحقــوق العماليــة فــي‬ ‫بــدال مــن أن يســعى أحــد لتوفيــر‬ ‫المســتخدمة‪ ..‬إن ذلــك يمنحنــا‬
‫بيئــات العمــل المختلفــة‪ ،‬وآليــة‬ ‫وســائل إعالميــة تتحــدث “بلغــات‬ ‫التفكيــر فــي إعــادة النظــر‬
‫يرفض كثير من العمال اآلسيويين الحديث عن هواجسهم‬ ‫التظلــم عنــد وقــوع االنتهــاكات‬ ‫دخيلــة”‪.‬‬ ‫فــي صفحــات األخبــار العالميــة‬
‫في الغربة بوصفها أمرا اعتياديا‪ ،‬مسقط – غيتي‪.‬‬ ‫فــي العمــل‪.‬‬ ‫المصاغــة باللغــة اإلنجليزيــة مثــا‪،‬‬
‫ولكــن مــاذا عــن الحاجــات‬ ‫أو تلــك التــي تركــز علــى عواصــم‬
‫تختفــي معانــاة العديــد مــن‬ ‫األساســية المتصلــة بتوفيــر‬ ‫عالميــة معينــة مثــل واشــنطن‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫أن تواجــه هــذا اإلعــام‪ ،‬يعتقــد‬ ‫بعــد بحــث طويــل‪ ،‬وجــدت أن‬ ‫الفيســبوك؟ ســيقدم البعــض‬ ‫المغتربيــن اآلســيويين فــي‬
‫بريانــكا أن نقــص العامليــن فــي‬ ‫قلــة فقــط مــن الصحفييــن هــم‬ ‫نصحــه وتوجيهاتــه للتأقلــم‬ ‫البــاد نتيجــة ضعــف إلمامهــم‬
‫قطاعــات العمــل اإلعالمــي مــن‬ ‫الذيــن يدعمــون األصــوات المؤيــدة‬ ‫مــع الحيــاة الجديــدة وممارســة‬ ‫بحقوقهــم األساســية‪ ،‬أو خوفهــم‬
‫هــذه الجنســيات قــد يشــكل‬ ‫لتشــكيل إعــام آســيوي فــي‬ ‫النشــاطات االجتماعيــة والثقافيــة‬ ‫مــن اإلفصــاح عــن أي انتهــاكات‬
‫تحديــا‪ ،‬إضافــة إلــى عــدم‬ ‫ُعمــان‪ ،‬بينهــم ديســموند بريانــكا‬ ‫المختلفــة‪ ،‬وسيكشــف البعــض‬ ‫ُتمــارس ضدهــم‪ ..‬يقــول كيجــي‬
‫تأســيس الدولــة بنيــة تحتيــة‬ ‫–وهــو ســريالنكي مقيــم فــي‬ ‫اآلخــر عــن مشــكالته وأزماتــه‬ ‫«ينبغــي أن تكــون وســائل اإلعالم‬
‫تكفــل االســتثمار اإلعالمــي بصورة‬ ‫ُعمــان منــذ ‪ 3‬ســنوات‪ -‬حيــث‬ ‫الوظيفيــة‪ ..‬قــد نجــد فــي هــذه‬ ‫أكثــر قربــا منهــم طالمــا أنهــم‬
‫عامــة‪.‬‬ ‫يقــول “إن تجاربنــا االجتماعيــة‬ ‫المنصــات حــا جيــدا لمعالجــة‬ ‫يشــكلون مجتمعــات جديــدة‪..‬‬
‫مكنتنــا مــن التعــرف علــى أحيــاء‬ ‫التحديــات التــي يواجههــا‬ ‫ينبغــي أن تــؤدي الوســائل‬
‫“قــد تشــمل اهتمامــات اإلعــام‬ ‫ســكنية كاملــة ال تتحــدث ســوى‬ ‫المغتربــون هنــا‪ ،‬وبديــا عــن‬ ‫اإلعالميــة دورا فــي التوعيــة‬
‫اآلســيوي فــي ُعمــان التركيــز على‬ ‫اللغــات اآلســيوية كالهنديــة‬ ‫الــدور اإلعالمــي المنتظــر مــن‬ ‫وتحديــث المعلومــات بشــأن‬
‫القضايــا العماليــة بوصفهــا قضايــا‬ ‫والبلوشــية فــي ُعمــان”‪ ،‬معتقــدا‬ ‫قبــل الحكومــة”‪.‬‬ ‫قــرارات العمــل والبيئــة العماليــة‬
‫مســتمرة وجدليــة‪ ،‬وينطــوي علــى‬ ‫أن ذلــك يســتدعي التفكيــر فــي‬ ‫فــي البــاد”‪ .‬ويقتــرح “مــاذا عــن‬
‫ذلــك مشــكالت عامــات المنــازل‬ ‫وســائل إعالميــة متعــددة اللغــات‬ ‫تأســيس مجموعــات للمغتربيــن‬
‫المســتمرة وحقــوق العمــال‬ ‫تشــمل اإلذاعــات ومحطــات‬ ‫مــن أبنــاء بلداننــا علــى منصــات‬
‫فــي المهــن البســيطة‪ ،‬وفقــدان‬ ‫التلفــزة والصحــف‪.‬‬ ‫التواصــل االجتماعــي‪ ،‬كمجموعــة‬
‫الوظائــف‪ ،‬وتأخيــر اســتالم‬
‫الصحفيون ال‬ ‫متخصصــة لمناقشــة القضايــا‬
‫األجــور‪ ،‬إضافــة إلــى معالجــة‬ ‫وحــول التحديــات التــي يمكــن‬
‫يدعمون خيار‬ ‫التــي تواجهنــا فــي ُعمــان علــى‬
‫القضايــا االجتماعيــة والدينيــة‬ ‫اإلعالم اآلسيوي‬
‫يعتقد صحفيون أن اللغتين العربية واإلنجليزية غير‬
‫الناتجــة عــن التبايــن الثقافــي‪،‬‬
‫كافيتين لنقل الرسالة اإلعالمية في ُعمان‪ ،‬تصوير‪ :‬محمد‬
‫محجوب – غيتي‪.‬‬ ‫مثــل تأســيس أماكــن العبــادة‬
‫للديانــات المختلفــة‪ ،‬وتشــريع‬
‫‪57‬‬ ‫‪56‬‬
‫العالقــات الجنســية خــارج إطــار‬
‫الــزواج‪ ،‬وحريــة ممارســة الطقــوس‬
‫الدينيــة” يضيــف بريانــكا‪.‬‬
‫تشــكلها هــذه الفئــة المتزايــدة‬ ‫يتفــق عــدد مــن الصحفييــن‬
‫مــن الســكان جديــرة بــأن‬ ‫والعامليــن فــي ُعمان علــى ضرورة‬ ‫يعــارض أوليفــر آلــن هــذا التصــور‬
‫تعــزز القلــق العــام بعيــدا عــن‬ ‫أن ترتبــط المعالجــة اإلعالميــة‬ ‫الرامــي إلــى “اختــراق الهويــة‬
‫إشــكالية تخفــي اللغــات التــي‬ ‫لقضايــا العمالــة اآلســيوية بتلبيــة‬ ‫الثقافيــة فــي المجتمــع” حســب‬
‫يتحدثــون بهــا وســط تجمعــات‬ ‫االحتياجــات األساســية لهــا‪ ،‬بــدءا‬ ‫وصفــه‪ ،‬قائــا «ســوف تســمح‬
‫بشــرية فقــط دون بروزهــا علــى‬ ‫مــن التزويــد المســتمر بأخبــار‬ ‫وســائل اإلعــام بتحقيــق تطلعات‬
‫وســائل اإلعــام‪ .‬يقــول بريانــكا‬ ‫البــاد‪ ،‬وحالــة الطقــس وحركــة‬ ‫أكبــر لهــذه العمالــة تســتهدف‬
‫“تصلنــا األخبــار حــول بلداننــا‬ ‫المــرور وســوق المــال واالقتصــاد‬ ‫بنــاء المجتمــع وتحقيــق ظــروف‬
‫يوميــا عبــر اإلنترنــت‪ ..‬ولكــن‬ ‫والتطــورات اليوميــة‪ ،‬امتــدادا‬ ‫أفضــل للحيــاة عبــر تحســين‬
‫مــاذا عــن المــكان الــذي نعيــش‬ ‫لتشــكيل مناخــات جيــدة للتعبيــر‬ ‫العالقــة مــع البلــد الجديــد‪ ،‬لكــن‬
‫فيــه؟ ال مشــكلة فــي أن تحظــى‬ ‫عــن تطلعــات هــذه العمالــة‬ ‫قــد يشــكل ذلــك خطــرا علــى‬
‫الوســائل اإلعالميــة اآلســيوية‬ ‫واحتياجاتهــا وإشــكاليات الحيــاة‬ ‫الهويــة الثقافيــة للمجتمــع‪ ،‬وقــد‬
‫برقابــة مســتمرة مــن الحكومــة‪،‬‬ ‫والعمــل‪ ،‬ممــا يضمــن آفاقــا‬ ‫يســبب انتشــارا للغــات دخيلــة‬
‫كمــا ينبغــي أن تفــرض عليهــا‬ ‫جديــدة لالتصــال فــي المجتمــع‬ ‫وســلوكيات قــد ال يقبلهــا األفــراد‬
‫جميــع ضوابــط النشــر لتعزيــز‬ ‫الجديــد الــذي يعيشــونه‪.‬‬ ‫هنــا‪ ..‬علــى ســبيل المثــال‪ ،‬قــد‬
‫يتخوف صحفيون من إعالم األقليات خشية تأثيره سلبا‬‫ّ‬
‫تشــكيلها كمنصــات إعالمية آلالف‬ ‫يتعلــم األطفــال هــذه اللغــات‬ ‫على الحياة االجتماعية المحافظة للعمانيين‪ ،‬تصوير‪ :‬محمد‬
‫اآلســيويين العامليــن فــي البــاد”‪.‬‬ ‫إن العزلــة االجتماعيــة التــي‬ ‫ويكتســبون عــادات وســلوكيات‬ ‫العطار – غيتي‪.‬‬
‫غيــر مقبولــة”‪.‬‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫وكان الهــدف مــن تأســيس‬ ‫واضحــة علــى التغييــر الــذي‬ ‫توجــد فــي البرازيــل ثــاث‬
‫الرابطــة تســهيل وتنظيــم عمــل‬ ‫انعكــس علــى العمــل الصحفــي‬ ‫منظمــات للمراســلين والصحفييــن‬

‫رابطة املراسلين‬
‫الصحفييــن األجانــب وتقديــم‬ ‫بشــكل واضــح‪.‬‬ ‫األجانــب‪ ،‬أصغرهــا فــي العاصمــة‬
‫الدعــم والمعلومــات لهــم‪ .‬وفــي‬ ‫برازيليــا وتضــم ‪ 15‬صحفيــا‬
‫العــام ‪ُ 2005‬و ّجهــت دعــوات‬ ‫فــي العــام ‪ 1999‬تغ ّيــر اســم‬ ‫يعملــون مــع وكاالت أنبــاء‬
‫إلــى اجتمــاع عــام حضــره أغلبيــة‬ ‫المنظمــة العاملــة فــي ســاوباولو‬ ‫عالميــة متعــددة‪ .‬واألخــرى فــي‬

‫األجانب يف البرازيل‪..‬‬
‫األعضــاء لتحديــد أهــداف الرابطــة‬ ‫لتصبــح «رابطــة المراســلين‬ ‫ريــو دي جانيــرو‪ ،‬وتضــم ‪125‬‬
‫وقواعــد العمــل وآليــة االنتخــاب‬ ‫األجانــب»‪ ،‬وكان واضحــا تغ ّيــر‬ ‫مراســا مــن ‪ 25‬دولــة ‪-‬بينهــم‬
‫وشــروط االنتســاب إليهــا‪ .‬ومــن‬ ‫عالقــة الســلطة مــع المنظمــة‬ ‫«إســرائيليون» وليــس بينهــم أي‬
‫بيــن هــذه الشــروط‪ ،‬أن يكــون‬ ‫بعــد انتهــاء حكــم الدكتاتوريــة‬ ‫مراســل عربــي‪ -‬يعملــون مــع ‪136‬‬

‫الحماية داخلية‬
‫الصحفــي أجنبيــا يعمــل مــع‬ ‫العســكرية ووصــول لــوال دا ســيفا‬ ‫وســيلة إعــام أجنبيــة‪ .‬وأقدمهــا‬
‫وســائل إعــام أجنبيــة خــارج‬ ‫وديلمــا روســيف مــن بعــده باتجاه‬ ‫رابطــة المراســلين األجانــب فــي‬
‫البرازيــل‪ ،‬وأن يقيــم فــي البرازيــل‬ ‫األفضــل بشــكل عــام‪ ،‬رغــم ظهــور‬ ‫ســاوباولو‪ ،‬وتأسســت فــي البدايــة‬
‫ويدفــع اشــتراكه الســنوي‪ .‬أمــا‬ ‫بعــض المشــاكل بيــن الحيــن‬ ‫تحــت اســم «مجتمــع الصحافــة‬
‫حقــوق األعضــاء فهــي الحصــول‬ ‫واآلخــر‪ ،‬كمــا حــدث مــع الصحفــي‬ ‫األجنبيــة» فــي البرازيــل عــام‬
‫علــى بطاقــة العضويــة وحضــور‬ ‫األميركــي وليــام الري روتــر عــام‬ ‫‪ ،1977‬عندمــا أطلــق المبــادرة ‪30‬‬
‫فيكتوريوس بيان شمس‬
‫المناســبات والفعاليــات العامــة‪،‬‬ ‫‪- 2004‬وهــو مراســل نيويــورك‬ ‫صحفيــاً أجنبيــاً فــي منــزل جــان‬
‫والولــوج الكامــل إلــى الموقــع‬ ‫تايمــز وأحــد أعضــاء المنظمــة‪-‬‬ ‫روشــا‪ ،‬مراســلة هيئــة اإلذاعــة‬
‫اإللكترونــي للرابطــة‪ ،‬والحصــول‬ ‫عندمــا وصــف الرئيــس البرازيلــي‬ ‫البريطانيــة (بي‪.‬بي‪.‬ســي)‪ ،‬حيــث‬
‫علــى المعلومــات المتعلقــة‬ ‫الســابق لــوال دا ســيلفا بأنــه‬ ‫كان أغلــب الصحفييــن األجانــب‬
‫جزر ومد شهدته العالقة بين السلطة ورابطة المراسلين األجانب في البرازيل‪ ،‬بيد أن المشكلة الحقيقية‬
‫بالتغطيــة الصحفيــة يوميــا عبــر‬ ‫«يتعاطــى الكحوليــات بصــورة‬ ‫فــي ذلــك الوقــت يعملــون مــن‬
‫بحسب كارلوس دا سيفا هي حينما يبدأ المراسلون بالنظر إلى األحداث بأعين وسائل اإلعالم الحكومية‪.‬‬
‫البريــد اإللكترونــي‪ ،‬إضافــة إلــى‬ ‫مفرطــة»‪ ،‬لتقــوم بعدهــا وزارة‬ ‫مدينــة ريــو دي جانيــرو أكثــر مــن‬
‫‪59‬‬ ‫‪58‬‬
‫الحــق فــي االنتخــاب والترشــح‪،‬‬ ‫العــدل البرازيليــة بطــرده مــن‬ ‫ســاوباولو‪ ،‬أي أن هــذه المنظمــة‬
‫والحصــول علــى أســعار مخفضــة‬ ‫البــاد بعــد ســحب ترخيــص عمله‬ ‫تأسســت فــي الفتــرة التــي كانــت‬
‫لحضــور وتغطيــة الكثيــر مــن‬ ‫وتأشــيرة دخولــه‪ ،‬وهــو مــا دعــا‬ ‫البرازيــل تــرزح فيهــا تحــت الحكــم‬
‫الفعاليــات‪.‬‬ ‫رئيســة الرابطــة حينهــا البيروفيــة‬ ‫الدكتاتــوري العســكري الــذي وضــع‬
‫فيرونيــكا جويزويتــا إلــى المطالبة‬ ‫الكثيــر مــن القيــود علــى عمــل‬
‫أمــا أهــداف الرابطــة فتتلخــص‬ ‫بتنظيــم مظاهــرات احتجــاج على‬ ‫الصحفييــن األجانــب‪ ،‬وتعامــل‬
‫فــي أهميــة زيــادة عــدد األعضــاء‬ ‫القــرار فــي ســاوباولو وريــو دي‬ ‫معهــم كأعــداء محتمليــن‪ ،‬فبــدأ‬
‫والحصــول علــى مقــر دائــم‬ ‫جانيــرو‪ ،‬كمــا أصــدرت بيانــا ينــدد‬ ‫بمراقبــة تحركاتهــم وهواتفهــم‪،‬‬
‫للنشــاطات‪ ،‬وتطويــر الموقــع‬ ‫ويلمــح إلــى أنــه ال‬
‫ّ‬ ‫بهــذا اإلجــراء‬ ‫خاصــة أنهــم فــي ذلــك الوقــت‬
‫اإللكترونــي‪ ،‬وتنظيــم الرحــات‬ ‫يختلــف عــن إجــراءات الحكومــات‬ ‫بــدؤوا تنــاول مســألة الحريــات‬
‫لتعريــف الصحفييــن بالبــاد‪.‬‬ ‫العســكرية الســابقة‪ .‬وقــد أعلنــت‬ ‫والقمــع واالعتقــاالت وعمليــات‬
‫تتألــف قيــادة الرابطــة مــن رئيــس‪،‬‬ ‫حينهــا العديــد مــن الشــخصيات‬ ‫اإلعــدام التعســفية‪ .‬ومــا إن‬
‫ونائــب رئيــس‪ ،‬وأميــن صنــدوق‪،‬‬ ‫السياســية والحزبيــة تضامنهــا‬ ‫انتهــت هــذه الحقبــة الســوداء‬
‫ُينتخبــون مــرة كل ثــاث ســنوات‪،‬‬ ‫مــع الرابطــة‪.‬‬ ‫فــي تاريــخ البــاد‪ ،‬حتــى أتيــح‬
‫ويعتبــر عملهــم تطوعيــاً‪ ،‬أي بــا‬ ‫ألعضــاء هــذه المنظمــات إجــراء‬
‫أجــر‪.‬‬ ‫أصــدرت الرابطــة فــي ســاوباولو‬ ‫المقابــات واالجتمــاع مــع زعمــاء‬
‫كتابيــن‪ :‬األول عــام ‪ 2003‬ويتضمــن‬ ‫البــاد كالرئيــس تانكريــدو‬
‫تقاريــر األعضــاء حــول حــرب‬ ‫نيفيــس عــام ‪ ،1985‬والرئيــس‬
‫العــراق‪ ،‬والثانــي عــام ‪2008‬‬ ‫فرنانــدو إنريكــي كاردوســو عــام‬ ‫رابطة المراسلين األجانب في مؤتمر صحفي مع الرئيس‬
‫يتنــاول طبيعــة عمــل الصحفييــن‬ ‫‪ ،1995‬ومــع لــوال دا ســيلفا وديلمــا‬ ‫البرازيلي السابق لوال دا سيلفا في ريو دي جانيرو‪ ،‬تصوير‪:‬‬
‫أنطونيو سكورزا – غيتي‪.‬‬
‫الدولييــن فــي البرازيــل‪.‬‬ ‫روســيف فيمــا بعــد‪ ،‬فــي داللــة‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫متظاهرون في مدينة برازيليا البرازيلية‪ ،‬حيث يضطر‬


‫المراسلون األجانب للتواجد في المناطق التي تشهد عنفا‪،‬‬
‫تصوير‪ :‬إيفاريستو سا – غيتي‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪60‬‬

‫التــي تحتضنهــا عــادة ســاوباولو‬ ‫مشــكلة أخــرى تعتــرض العمــل‬ ‫الرابطــة إلصــدار بيــان ناشــدت‬ ‫روندونيــا شــمال غربــي البرازيــل‬ ‫الســابقة للرابطــة فيرونيــكا‬
‫بد من متاعب‬
‫ال َّ‬
‫وريــو دي جانيــرو»‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫الصحفــي‪ ،‬وهــي أن مســاحة‬ ‫فيــه الرئيســة ديلمــا التدخــل مــن‬ ‫عندمــا ذهبــا لتغطيــة الصدامــات‬ ‫جويزويتــا «مضطــرون فــي أحيــان‬
‫ّ‬
‫تؤكــده جــان روشــا ‪-‬صاحبــة أول‬ ‫البــاد ضخمــة‪ ،‬وأن أغلــب‬ ‫أجــل التحقيــق حــول أســباب عدم‬ ‫بيــن الفالحيــن ومالكــي األراضــي‪،‬‬ ‫كثيــرة للعمــل فــي المناطــق‬
‫بحســب الرابطــة‪ ،‬يوجــد نحــو ‪300‬‬
‫عضويــة بالرابطــة‪ -‬إذ تعتبــر أن‬ ‫الصحفييــن يتواجــدون فــي‬ ‫تدخــل الشــرطة‪ ،‬خاصــة أن حريــة‬ ‫فتع ّرضــا لالعتــداء‪ ،‬ولســرقة بعض‬ ‫البعيــدة والنائيــة‪ ،‬حيــث العنــف‬
‫صحفــي أجنبــي فــي البرازيــل‪،‬‬
‫«مســاحة البــاد شاســعة‪ ،‬حيــث‬ ‫واليتــي ســاوباولو وريــو دي‬ ‫الصحافــة مصانــة فــي البرازيــل‬ ‫األجهــزة والمعــدات التــي تحتــوي‬ ‫واإلجــرام والنــزاع الدائــم علــى‬
‫تمنحهــم وزارة الخارجيــة البرازيلية‬
‫يضطــر الصحفــي فــي أحيــان‬ ‫جانيــرو‪ ،‬أي أنهــم بعيــدون عــن‬ ‫بموجــب الدســتور‪ .‬إال أنــه رغــم كل‬ ‫علــى معلومــات حــول الحادثــة‬ ‫األراضــي»‪ .‬لعــل واحــدة مــن أبــرز‬
‫تأشــيرة دخــول إلــى األراضــي‬
‫كثيــرة أن يســافر مــن ســاوباولو‬ ‫مركــز القــرار فــي برازيليــا‪ .‬مــن‬ ‫ذلــك‪ ،‬تعتبــر فيرونيــكا أن «العمــل‬ ‫مــن ســيارتهما‪ ،‬فــي حيــن رفضــت‬ ‫الحــوادث‪ ،‬مــا حصــل فــي فبرايــر‪/‬‬
‫ـدد عند‬‫لمــدة ســنتين فقــط‪ ،‬و ُتجـ ّ‬
‫إلــى األمــازون للتغطيــة»‪ ،‬فــي‬ ‫جهــة أخــرى تعتبــر فيرونيــكا أن‬ ‫اليــوم أفضــل بكثيــر مــن العمــل‬ ‫الشــرطة االســتجابة لشــكواهما‪،‬‬ ‫شــباط ‪ 2016‬مــع جوليانــا بارباســا‬
‫انتهائهــا‪ ،‬مــع أن القانــون يحــدد‬
‫حيــن يعتبــر كارلــوس لينــس دا‬ ‫«مــن يعمــل فــي برازيليــا يواجــه‬ ‫فــي مرحلــة حكــم الدكتاتوريــة‬ ‫أو تقديــم أي مســاعدة لهمــا‪ ،‬ال‬ ‫وبييــر غيــرا مراســلي مجلتــي‬
‫فتــرة اإلقامــة للصحفييــن األجانــب‬
‫ســيفا مؤلــف كتــاب «المراســلون‬ ‫إشــكالية االبتعــاد عــن الفعاليــات‬ ‫العســكرية»‪.‬‬ ‫بــل حضــرت لتفــرض شــروطها‬ ‫‪ Americas Quarterly‬و‪US News‬‬
‫جــدد عنــد‬‫َّ‬ ‫بأربــع ســنوات‪ُ ،‬ت‬
‫األجانــب» أن «واحــدة مــن أكبــر‬ ‫الثقافيــة واالجتماعيــة الكبــرى‬ ‫علــى الصحفييــن‪ ،‬وهــو مــا اضطــر‬ ‫‪ And world Report‬فــي واليــة‬
‫انتهائهــا‪ .‬وهــم بحســب الرئيســة‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫بيانــا أعلنــت فيــه أن «رابطــة المراســلين األجانــب»‬ ‫مشــاكل المراســلين األجانــب‪ ،‬أنهــم بعــد مضــي‬
‫منظمــة ديمقراطيــة غيــر حكوميــة وغيــر ربحيــة‪.‬‬ ‫فتــرة علــى إقامتهــم فــي البرازيــل‪ ،‬يبــدؤون النظــر‬
‫إلــى األحــداث بأعيــن وســائل اإلعــام البرازيليــة‪،‬‬
‫فــي المحصلــة‪ ،‬ورغــم العالقــات غيــر المســتقرة‬ ‫وهــو مــا يزيــل المســافة التــي يفتــرض أن يحافــظ‬
‫مــع الســلطة فــي البرازيــل طــوال مــا يقــرب مــن‬ ‫عليهــا الصحفــي األجنبــي بينــه وبيــن األحــداث‬
‫أربعيــن عامـاً‪ ،‬ال يجــد الصحفيــون األجانــب الوافــدون‬ ‫ليراهــا بحياديــة ووضــوح أكبــر»‪.‬‬
‫للبرازيــل بديــا عــن الرجــوع إلــى روابــط الصحفييــن‬
‫فــي المــدن الرئيســية للحصــول علــى كافــة‬ ‫فــي العــام ‪ ،2015‬منحــت حكومــة واليــة ســاوباولو‬
‫المعلومــات التــي ســيحتاجونها لمباشــرة أعمالهــم‬ ‫الرابطــة مكتب ـاً‪ ،‬لكنهــا ســرعان مــا اســتعادته بعــد‬
‫بشــكل ســهل وســريع‪ ،‬ولتأميــن حــد أدنــى مــن‬ ‫أشــهر قليلــة‪ ،‬وقــد أمهلتهــم ‪ 30‬يومــاً للمغــادرة‬
‫الحمايــة القانونيــة واالســتفادة مــن خبــرات وتجــارب‬ ‫تحــت طائلــة دفــع غرامــة ‪ 10‬آالف ريــال برازيلــي إذا‬
‫العديــد مــن الصحفييــن المخضرميــن مــن جنســيات‬ ‫حــدث أي تأخيــر‪ ،‬معللــة هــذا اإلجــراء بأنــه ألســباب‬
‫مختلفــة‪.‬‬ ‫اقتصاديــة‪ ،‬أي أنــه ليــس لــدى الرابطــة مكتــب فــي‬
‫ســاوباولو‪ .‬وفــي العــام نفســه أصــدرت الرابطــة‬

‫‪63‬‬ ‫‪62‬‬

‫«من أكبر مشاكل المراسلين األجانب‪ ،‬أنهم بعد مضي فترة على‬ ‫وليام الري روتر‪ ،‬مراسل نيويورك تايمز في البرازيل التي ُطرد منها‬
‫إقامتهم في البرازيل‪ ،‬يبدؤون النظر إلى األحداث بأعين وسائل‬ ‫بعد وصفه الرئيس البرازيلي السابق لوال دا سيلفا بأنه «يتعاطى‬
‫اإلعالم البرازيلية»‪ .‬تصوير‪ :‬ناتشو دوس – رويترز‪.‬‬ ‫الكحوليات بصورة مفرطة»‪ ،‬تصوير‪ :‬كارلوس سيلفا – رويترز‪.‬‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫صحافة‬
‫كمبوديا‪ ..‬مولود‬
‫غير مكتمل النمو‬
‫رميساء خالبي‬

‫مرت كمبوديا بعد تخلصها من االستعمار الفرنسي بمرحلة أكثر صعوبة حين‬
‫تولى مقاليد الحكم بول بوت من «الخمير الحمر»‪ .‬ورغم انتهاء تلك الحقبة فإن‬
‫القبضة الحديدية على الصحافة لم تنفتح بالشكل الكامل والمطلوب‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫‪64‬‬

‫لم يسمع أحد بالمجازر الجماعية التي ارتكبها بول بوت إال‬
‫بعد رحيل نظامه – غيتي‪.‬‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫مكتبــه بالطابــق الثانــي حيــث‬ ‫ميدانيــة مــن عمــق كبوتشــام‪،‬‬ ‫األقــل‪ ،‬ولــم ُيســمع عنهــم أي خبــر‬
‫غرفــة األخبــار التــي يعمــل‬ ‫مستجدات‬ ‫حيــث ولــدت وترعرعــت‪ ،‬لكــن‬ ‫إال بعــد رحيــل النظــام‪.‬‬
‫فيهــا بــدوام كامــل ‪ 12‬موظفــا‪،‬‬ ‫أحالمــي لــم تعــرف النــور إال لفترة‪،‬‬
‫أربعــة منهــم أجانــب‪ .‬قــال لــي‬ ‫مــن أجــل إعــداد هــذا التقريــر‪،‬‬ ‫فقــد أغلقــوا اإلذاعــة ومنعونــي‬ ‫ال يمكــن لحــدث كهــذا أن يغيــب‬
‫بعــد أن قــدم لــي كأس مــاء بــارد‬ ‫اتصلــت بالزميــل شــكري زهــرون‬ ‫مــن مزاولــة العمــل الميدانــي»‪.‬‬ ‫عــن ذهــن أي مواطــن كمبــودي‬
‫«ســيغلقون جريــدة كمبوديــا‬ ‫الــذي كان يعمــل إلــى وقــت‬ ‫كان ســليس يديــر إذاعــة “صــوت‬ ‫عــادي‪ ،‬ذاق هــو أو واحــد مــن‬
‫ديلــي قريبــا‪ ،‬هــل لديــك خبــر؟‬ ‫قريــب فــي جريــدة «خميــر تايمــز»‬ ‫تشــام” (‪ ،)Voice of Cham‬لكنهــا‬ ‫أفــراد أســرته علــى األقــل؛‬
‫يقولــون بســبب عــدم تســديدهم‬ ‫(‪ )Khmer Times‬ثانــي أكثــر‬ ‫أغلقــت بســبب تقريــر ميدانــي‬ ‫ويــات الخميــر الحمــر‪ .‬فمــا بالــك‬
‫للفواتيــر»‪ ..‬ســألته هــل اإلغــاق‬ ‫الجرائــد قــراءة هنــا‪.‬‬ ‫أعــده حــول ســبب توقــف أعمــال‬ ‫بمواطــن «غيــر عــادي»‪ ،‬اختــار‬
‫بســبب الفواتيــر فقــط؟ فقــال‬ ‫بنــاء مســجد آل ســركال فــي‬ ‫نظــام الزعيــم الجديــد أن يمحــو‬
‫«علــى أيــة حــال نحــن نســدد‬ ‫التقينــا فــي مقهــى “ليبــراري”‬ ‫العاصمــة بنــوم بنــه رغــم الدعــم‬ ‫أثــره‪ ،‬قبــل أن تصــل أحــوال البــاد‬
‫فواتيرنــا بانتظــام»‪.‬‬ ‫الكائــن بشــارع باســتور‪ ،‬وعــرض‬ ‫المــادي الــذي تلقــاه المعنيــون‬ ‫إلــى آذان الشــعوب المتعاطفــة‬
‫علــي زيــارة مديــر التحريــر‬‫ّ‬ ‫باألمــر‪.‬‬ ‫طوعيــا مــع القضايــا اإلنســانية‬
‫وكانــت ســكرتيرة تحريــر صحيفــة‬ ‫بالجريــدة صبيحــة اليــوم التالــي‪،‬‬ ‫حــول العالــم‪ ،‬فأعــدم حتــى آخــر‬
‫«كمبوديــا ديلــي» األميركيــة ديبورا‬ ‫ألنقــل إليــه أســئلتي مباشــرة‪..‬‬ ‫فــي عــام ‪ ،2016‬ســجلت كل‬ ‫يــوم مــن حكمــه كل المفكريــن‬
‫كريشــر قــد أعلنــت فــي وقــت‬ ‫أســئلتي التــي لــم تكــن فــي‬ ‫وســائل اإلعــام األجنبيــة حادثــة‬ ‫واإلعالمييــن‪،‬‬ ‫والمثقفيــن‬
‫ســابق أن صحيفتهــا التــي تصــدر‬ ‫الحقيقــة ســوى ســؤال واحــد‪،‬‬ ‫مروعــة لمقتــل المعــارض كيم الي‬ ‫واعتبرهــم خونــة وفتانيــن‪.‬‬
‫منــذ أكثــر مــن ‪ 24‬عامــا‪ ،‬تواجــه‬ ‫عــن مــدى الحريــة التــي يتمتــع‬ ‫بالرصــاص الحــي‪ ،‬بينمــا تجاهــل‬
‫أمــرا بالغلــق بســبب ‪ 6.3‬مالييــن‬ ‫بهــا الصحفيــون فــي كمبوديــا‪.‬‬ ‫األمــر برمتــه اإلعــام الكمبــودي‪.‬‬
‫دوالر مــن الضرائــب غيــر المدفوعــة‪.‬‬ ‫اســتقبلني أالن باركهــاوس فــي‬

‫مواقف‬
‫‪67‬‬ ‫أالن باركهوس‪ ،‬مدير تحرير صحيفة خمير تايمز‪.‬‬ ‫‪66‬‬
‫عنــد وصولــي العاصمــة بنــوم‬
‫بنــه قبــل بضعــة أشــهر ولقائــي‬
‫بعــض الزمــاء‪ ،‬تعرفــت إلــى نــازي‬
‫ســليس‪ ،‬وهــو شــاب كمبــودي‬
‫مــن األقليــة التشــامية المســلمة‪،‬‬ ‫أصل الحكاية‬ ‫رغــم دخــول مملكــة كمبوديــا‬
‫عهــد االنفتــاح فــي األلفيــة‬
‫لــم يعايــش مجــازر الخميــر الحمــر‪،‬‬
‫قبــل أربعــة عقــود مــن اآلن‪،‬‬ ‫الثانيــة‪ ،‬ومصادقتهــا علــى كثيــر‬
‫لكنــه يقــول إن محاكمتهــم‬
‫وبعــد خــروج كمبوديــا لتوهــا مــن‬ ‫مــن بنــود الحقــوق والحريــات‪،‬‬
‫مطلــع األلفيــة الثانيــة لــم تكــن‬
‫عقــود االحتــال الفرنســي ومــا‬ ‫التــي تبــدو جليــة ‪-‬علــى وجــه‬
‫نهايــة القصــة‪.‬‬
‫تالهــا مــن حــروب أهليــة‪ ،‬أفاقــت‬ ‫الخصــوص‪ -‬فــي عــودة اإلعــام‬
‫ذات يــوم علــى خبــر نجــاح بــول‬ ‫إلــى مكانتــه بعدمــا ُحكــم علــى‬
‫يملــك نــازي ســليس اليــوم قنــاة‬
‫بــوت كزعيــم وأخ ورفيــق؛ الرجــل‬ ‫كل وســائله بالغلــق فــي عهــد‬
‫علــى اليوتيــوب‪ ،‬وبرنامجــا حواريــا‬
‫الــذي وعــد بقلــب البــاد رأســا‬ ‫الخميــر الحمــر‪ ،‬فــإن صحفييــن‬
‫مباشــرا يبــث كل خميــس يتابعــه‬
‫علــى عقــب لصالــح الفقــراء‪ .‬وقــد‬ ‫كثيريــن هنــا (فــي كمبوديــا)‬
‫مئــات مــن الشــباب المســلم‪ ،‬كمــا‬
‫وفــى بالجــزء المتعلــق بتحويــل‬ ‫يــرون أن اإلعــام لــم يتعــد‬
‫يعمــل فــي الميــدان الخيــري‬
‫البــاد إلــى مــزارع شاســعة‪ ،‬لكنهــا‬ ‫بعــد عتبــة ســلم التغييــر‪ ،‬وأن‬
‫ُ‬
‫باســم جمعيتــه «المركــز اإلعالمي‬
‫لــم تكــن لصالــح الفقــراء‪ ،‬بــل تــم‬ ‫كل المخــاض الــذي شــهده فــي‬
‫لمســلمي كمبوديــا»‪ ،‬وقــد أخبرني‬
‫اســتعمالهم كعبيــد‪ ،‬وتحولــت‬ ‫العقــد األخيــر لــم ينتــج عنــه‬
‫سجلت كل وسائل اإلعالم األجنبية مقتل المعارض كيم الي‬ ‫أنــه اختــار العمل بشــكل مســتقل‬
‫المملكــة العتيقــة فــي أقــل مــن‬ ‫ســوى مولــود غيــر مكتمــل النمــو‪.‬‬
‫بالرصاص الحي‪ ،‬فيما تجاهل األمر برمته اإلعالمي الكمبودي‪،‬‬ ‫بعــد تجربــة شــخصية محبطــة‪..‬‬
‫تصوير‪ :‬تانغ شهين سوتي – غيتي‪.‬‬ ‫«درســت اإلعالم فــي الكليــة وكان‬ ‫أربــع ســنوات إلــى محرقــة راح‬
‫حلمــي دومــا أن أقــدم تقاريــر‬ ‫ضحيتهــا ثلــث الشــعب علــى‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫نفســها لألســف‪ ،‬فجــل الحكومــات‬ ‫و”صــوت أميــركا”‪ ،‬وكذلــك لحــزب‬ ‫وبالفعــل‪ُ ،‬ن ِّفــذ قــرار اإلغــاق يــوم‬
‫المتعاقبــة تمــارس سياســات‬ ‫اإلنقــاذ الوطنــي الكمبــودي‪ ،‬وقــد‬ ‫‪ 4‬ســبتمبر‪/‬أيلول ‪- 2017‬أي بعــد‬
‫القمــع واإلقصــاء ذاتهــا ضــد‬ ‫أغلقت يوم ‪ 21‬أغســطس‪/‬آب ‪.2017‬‬ ‫لقائــي بمديــر تحريــر الصحيفــة‪-‬‬
‫األصــوات الحــرة‪.‬‬ ‫بحجــة عــدم قدرتهــا علــى‬
‫يحكــي لــي‪“ :‬هــذه ليســت أولــى‬ ‫تســديد الضرائــب‪.‬‬
‫حاليــا لــدى كمبوديــا أكثــر مــن‬ ‫الحــوادث‪ ،‬فســج ّلنا ممتلــئ‬
‫‪ 300‬صحيفــة‪ ،‬وإن كان عــدد قليــل‬ ‫جــدا‪ ..‬لديــك مثــا فــي ‪،2014‬‬ ‫مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬صــ ّرح لــي‬
‫منهــا ينشــر األخبــار الطازجــة‬ ‫اعتــدى حــراس أمــن منطقــة‬ ‫المتحــدث باســم المجلــس‬
‫علــى صفحاتــه بشــكل يومــي‪.‬‬ ‫دون بنــه علــى مراســل “صــوت‬ ‫الــوزاري ســاي ســيفان هاتفيــا‬
‫أمــا الصحــف الصــادرة باللغــة‬ ‫الديمقراطيــة” الي ســاميان‪ ،‬وقــد‬ ‫بــأن حكومتــه لــم تغلــق صحيفــة‬
‫اإلنجليزيــة فهــي ثــاث‪ ،‬وتــكاد‬ ‫حــاول اإلعــام المحلــي إخفــاء‬ ‫كمبوديــا ديلــي‪ ،‬بــل إن مالكهــا‬
‫تكــون وســائل اإلعــام المســتقلة‬ ‫القضيــة بشــتى الطــرق كمــا‬ ‫برنــارد كريشــر هــو مــن أعلــن‬
‫الوحيــدة‪ ،‬وهــي علــى التوالــي‬ ‫اعتــاد أن يفعــل دومــا”‪.‬‬ ‫توقيفهــا لعــدم قدرتــه علــى‬
‫مــن حيــث عــدد القــراء‪ :‬صحيفــة‬ ‫تســديد الضرائــب‪.‬‬

‫‪69‬‬ ‫‪68‬‬

‫أغلقت صحيفة «كمبوديا ديلي» في الرابع من سبتمبر‪/‬‬


‫أيلول ‪ 2017‬بحجة عدم قدرتها على تسديد الضرائب‪ ،‬تصوير‪:‬‬
‫تانغ تشين سوتي – غيتي‪.‬‬

‫بنــوم بنــه‪ ،‬صحيفــة خميــر تايمــز‪،‬‬ ‫قــال لــي مديــر التحريــر أالن‬ ‫الصحفــي شــكري زهــرون الــذي‬
‫وصحيفــة كمبوديــا ديلــي التــي‬ ‫باركهــاوس إن جريدتــه التــي‬ ‫غــادر عملــه فــي جريــدة “خميــر‬
‫صــدر أمــر بإغالقهــا يــوم ‪4‬‬ ‫تصــدر منــذ مطلــع ‪ 2014‬جريــدة‬ ‫تايمــز” قبــل مــدة قصيــرة بســبب‬
‫ســبتمبر‪/‬أيلول ‪ .2017‬أمــا الصحــف‬ ‫مســتقلة ال تمثــل أي جهــة‪ ،‬بــل‬ ‫متابعتــه للدراســات العليــا‪،‬‬
‫التــي تصــدر بانتظــام وباللغــة‬ ‫تنقــل عيــن الحقيقــة‪ ،‬وأكــد لــي‬ ‫قــال لــي ونحــن نحتســي شــايا‬
‫حاليا لدى كمبوديا أكثر من ‪ 300‬صحيفة‪ ،‬إال أن عددا قليال‬ ‫الخميريــة فهــي ال تتجــاوز ‪30‬‬ ‫أنــه غيــر واثــق مــن اســتمرارهم‬ ‫تايلنديــا فــي المكتبــة‪ ،‬إن أكثــر‬
‫منها ينشر األخبار الطازجة على صفحاته بشكل يومي‪.‬‬ ‫صحيفــة‪.‬‬ ‫علــى نفــس المنــوال‪ ،‬إذ إن‬ ‫مــن ‪ 15‬محطــة إذاعيــة أُغلقــت‬
‫تصوير‪ :‬سامرنغ برنغ – رويترز‪.‬‬ ‫هــذا الخــط ‪-‬ويقصــد الصــوت‬ ‫فــي جميــع أنحــاء البــاد‪ ،‬إحداهــا‬
‫يقــول لــي الصحفــي شــكري‬ ‫المســتقل‪ -‬لــم يــؤت أكلــه‬ ‫محطــة “موهــا نوكــور” التــي‬
‫زهــرون عــن تلــك الصحــف إنهــا‬ ‫فــي كمبوديــا المنغلقــة علــى‬ ‫أجــرت بثهــا إلذاعــة “آســيا الحــرة”‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫جنود من الخمير الحمر في شوارع العاصمة بنوم بنه عام‬


‫‪ ،1975‬ورغم انتهاء عهد حكمهم الدموي لكن قمع الصحافة‬
‫‪71‬‬ ‫لم ينته – غيتي‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫خصوصــا أنــي كنــت اعتــذرت منــه‬ ‫يحدثنــي أنــه يــوم ‪ 3‬أغســطس‪/‬‬ ‫ومــع اقتــراب موعــد االنتخابــات‬ ‫مواقــع للمعلومــات العامــة أو‬ ‫أبــواق للحكومــة‪« ..‬ال يوجــد‬
‫الوطنيــة المقبلــة لعــام ‪،2018‬‬
‫مرتيــن بعــد اتفاقنــا علــى موعــد‬ ‫آب الماضــي‪ ،‬أمــرت وزارة اإلعــام‬ ‫للترفيــه‪ ،‬إال أن عــددا منهــا بــدأ‬ ‫مواقف أخرى‬ ‫عندنــا إعــام مســتقل‪ ،‬حتــى‬
‫للقــاء‪ ،‬لكــن قبــل مغادرتــي فتــح‬ ‫مؤســس المركــز اإلعالمــي للمــرأة‬ ‫يــرى كثيــر مــن النشــطاء علــى‬ ‫يســلط الضــوء علــى األخبــار‪..‬‬ ‫الصحــف التــي تصــدر باإلنجليزيــة‬
‫حاســوبه وبــدأ يقــرأ علــي مــن‬ ‫تشــيا صــن دانيــث بوقــف إعــادة‬ ‫مواقــع التواصــل االجتماعــي أن‬ ‫نحــاول بدورنــا نقــل األخبــار عبــر‬ ‫تطبــل وتزمــر للحكومــة كلمــا‬
‫التقيــت نازي ســليس في مناســبة‬
‫مقاالتــه القديمــة‪ ،‬ثــم اســتدار‬ ‫بــث األخبــار علــى إذاعتــي “آســيا‬ ‫الحكومــة ‪-‬التــي يمثلهــا حــزب‬ ‫شاشــتنا دون انحيــاز‪ ،‬فمعظــم‬ ‫ســنحت الفرصــة»‪ .‬وأكــد لــي أن‬
‫أخــرى قبــل ثالثــة أشــهر‪ ،‬فــي‬
‫إلــى لوحــات باألبيــض واألســود‬ ‫الحــرة” و”صــوت أميــركا”‪ ،‬مدعيــة‬ ‫الشــعب الكمبــودي‪ -‬تقــود‬ ‫تلــك المواقــع اإللكترونيــة تعتبــر‬ ‫تــي موهــان ناشــر “خميــر تايمــز”‬
‫دعــوة وجههــا لنــا شــاب عربــي‬
‫معلقــة علــى الحائــط خلــف‬ ‫أن كلتــا اإلذاعتيــن لــم تســجل‬ ‫حمــات غيــر مباشــرة ضــد وســائل‬ ‫منفــذا إلــى وســائل اإلعــام‬ ‫تبــث عنــه فــي وثائــق مســربة‬
‫يريــد فتــح قنــاة فضائيــة هنــا (لم‬
‫كرســي مكتبــه‪ ،‬وقــال لــي “انظري‬ ‫مكاتبهــا رســميا فــي الــوزارة بعــد‪.‬‬ ‫اإلعــام المســتقلة التــي تجــرؤ‬ ‫الناطقــة بلســان الحكومــة”‪.‬‬ ‫هــذه الســنة؛ أن لــه عالقــات‬
‫تفتــح حتــى كتابــة هــذا التقريــر)‪.‬‬
‫إلــى التاريــخ أســفل الصــور‪ ،‬هــل‬ ‫علــى انتقادهــا‪.‬‬ ‫وطيــدة مــع كبــار المســؤولين‬
‫وأثنــاء دردشــتنا قــال لــي إن‬
‫يذكــرك بشــيء مــا؟”‪.‬‬ ‫تشــير األرقــام الــواردة عــن دار‬ ‫فــي الحكومــة‪.‬‬
‫الشــباب الكمبــودي مســتهلك‬
‫الصحفــي شــكري زهــرون الــذي ال‬ ‫الحريــة إلــى أن ‪ 12‬صحيفــة أوقفت‬ ‫وعــن القنــوات الفضائيــة‬
‫‪ ..1976 ،1975‬ومن ال يتذكر؟‬
‫صور باألبيض‬ ‫يفكــر بالعمــل مراســا ألي جهــة‬
‫للفيســبوك بطريقــة هســتيرية‪،‬‬
‫بيــن عامــي ‪ 1993‬و‪ 2014‬فقــط‪،‬‬ ‫لهــذا اختــار أن تكــون انطالقتــه‬ ‫شــرح لــي زهــرون أن األغلبيــة‬
‫كانــت صــورا بعدســته الخاصــة‬ ‫واألسود‬ ‫حكوميــة بعــد تخرجــه‪ ،‬يــرى أن‬ ‫وقــد صنفــت كمبوديــا وفقــا‬ ‫بعــد إغــاق اإلذاعــة مــن هــذه‬ ‫الســاحقة ملــك للدولــة‪ ،‬والبقيــة‬
‫توثــق لســنوات الخميــر الحمــر‪..‬‬ ‫العمــل فــي صحافــة بلــده مــا زال‬ ‫لمؤشــر حريــة الصحافــة العالمــي‬ ‫يســيطر عليهــا حــزب الشــعب‬
‫المنصــة‪ ،‬قبــل أن ينتقــل إلــى‬
‫أطفــال يهربــون وجنــود يطلقــون‬ ‫بعــد مــرور ســاعة علــى حديثنــا‪،‬‬ ‫محفوفــا بالمخاطــر‪ ،‬وأن الحكومــة‬ ‫لعــام ‪ 2017‬فــي المرتبــة ‪ 132‬مــن‬ ‫الكمبــودي الحاكــم‪ ،‬أو علــى األقــل‬
‫موقــع إلكترونــي فعــال ثــم بعــد‬
‫الرصــاص!‬ ‫كان علــى مديــر التحريــر‬ ‫ال تتغاضــى عــن اختــاق الذرائــع‬ ‫أصــل ‪ 180‬بلــدا فــي العالــم‪.‬‬ ‫شــخصيات بــارزة منحــازة إليــه‪.‬‬
‫ذلــك إلــى قنــاة علــى اليوتيــوب‪.‬‬
‫باركهــاوس أن يعــود إلــى عملــه‪،‬‬ ‫الحــرة‪.‬‬ ‫األصــوات‬ ‫إلســكات‬
‫يحكــي لــي “معظــم المواقــع‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫«مدينة املصورين»‪..‬‬
‫الق َتلة‬
‫صوٌر تالحق َ‬
‫غدير بسام ٔابو سنينة‬

‫ُ‬
‫تكشف أمورا لم تكن واضحة لحظة التقاطها‪ ،‬مثل وجود‬ ‫بين المصورون في الفيلم كيف كانت الصور‬
‫ُي ِّ‬
‫طعنات في أجساد الضحايا‪ ،‬أو اكتشاف مجهولين وأبطال للصورة‪ ،‬أو ظهور عنصر ما لم يكن متوقعا‪.‬‬

‫حينمــا التقــط صــورة لبينوشــيه‬ ‫الحيــاة العمليــة لمجموعــة مــن‬ ‫“لــم تكــن عيونهــم تلمــع‪،‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪72‬‬
‫عنــد مدخــل قصــر «ال مونيــذا»‪،‬‬ ‫المصوريــن الصحفييــن الذيــن‬ ‫وكانــت تخلــو مــن الحيــاة”‪..‬‬
‫كيــف أخبــره رجــال المخابــرات‬ ‫أسســوا جمعيــة خاصــة بهــم‬ ‫بتلــك المالحظــة كان المصــورون‬
‫التشــيلية بوضــوح أن مــا صنعــه‬ ‫فــي تلــك الفتــرة عرفــت باســم‬ ‫الصحفيــون التشــيليون يتعرفــون‬
‫بكاميرتــه يفــوق مــا تفعلــه‬ ‫«مؤسســة المصورين المســتقلين»‬ ‫إلــى المدسوســين بينهــم مــن‬
‫ـددوه بالقــول إنهــم‬
‫األســلحة‪ ،‬وهـ ّ‬ ‫( ‪.)AFP‬‬ ‫قبــل حكومــة أوغســتو بينوشــيه‬
‫لــو لفقــوا لــه تهمــة قتل الســيدة‬ ‫الدكتاتوريــة (‪.)1990-1973‬‬
‫العــذراء فســيصدقهم النــاس‪.‬‬
‫فــي تلــك األجــواء االســتبدادية‬ ‫بتلــك العبــارة وصفهــم المصــور‬
‫والباعثــة للفــزع‪ ،‬كان المصــورون‬ ‫الصحفــي كالوديــو بيريــس‪..‬‬
‫الصحفيــون فــي تشــيلي يعملــون‬
‫الصور كطلقات‬ ‫«لــم يكونــوا يحســنون اإلمســاك‬
‫فــي توثيــق انتهــاكات الحكومــة‬ ‫بالكاميــرا‪ ،‬وكانــوا يحومــون حــول‬
‫يبــدأ الفيلــم (إنتــاج ‪)2006‬‬ ‫يحتكــون بهــم”‪..‬‬‫ّ‬ ‫النــاس وال‬
‫التشــيلية‪ ،‬وفــي وقــت لــم يكــن‬
‫الحاصــل علــى عــدة جوائــز‬ ‫بيريــس بتعريفــه للمدسوســين‬
‫مســموحا بــه للتشــيليين االطــاع‬
‫وتكريمــات دوليــة‪ ،‬بصــوت تجهيــز‬ ‫إنمــا كان يقــول إن المصــور‬
‫علــى مــا يجــري مــن قمــع فــي‬
‫الكاميــرا اللتقــاط صــورة‪ ..‬إنــه‬ ‫الحقيقــي هــو ذلــك الــذي تــرى‬
‫بالدهــم‪ ،‬لــذا فقــد كانــت تلــك‬
‫صــوت شــديد القــرب مــن صــوت‬ ‫بريقــا فــي عينيــه‪ ،‬وتــراه منخرطــا‬
‫الصــور تطيــر إلــى وســائل اإلعــام‬
‫تجهيــز مســدس إلطــاق رصاصة‪..‬‬ ‫بيــن النــاس ال حائمــا حولهــم‪.‬‬
‫األجنبيــة وتغيــب تمامــا عــن‬
‫المصــور الصحفــي أوســكار نافــارو‬ ‫وبيريــس هــو أحــد المصوريــن‬
‫الرســمية‪.‬‬
‫يؤكــد ذلــك بقولــه إنــه اســتخدم‬ ‫الصحفييــن الذيــن ظهــروا فــي‬
‫الكاميــرا كســاح‪ ،‬بينمــا يــروي‬ ‫الفيلــم الوثائقــي التشــيلي‬
‫ذلــك مــا أكــده المخــرج مورينــو‬
‫ملصق الفيلم – الجزيرة‪.‬‬ ‫زميلــه لويــس نافــارو الــذي‬
‫فــي حديثــه لمجلــة “الصحافــة”‪،‬‬ ‫“مدينــة المصوريــن” مــن إخــراج‬
‫أوقفتــه الســلطات التشــيلية‬ ‫سيباســتيان مورينــو‪ ،‬الــذي رصــد‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫جنــازة المع ّلــم المدرســي خوســيه‬ ‫الشــخصية للصــور المســتقاة مــن‬ ‫أبنائهــا‪ ،‬لكــن الصــور بقيــت الحبــل‬
‫مانويــل بــاراذا الــذي اغتالــه رجــال‬ ‫حياتهــم اليوميــة‪ ،‬كحضورهــم مــع‬ ‫الوحيــد الــذي يربطهــا بهــم‪ ،‬بــل‬
‫بينوشــيه مــع اثنيــن مــن زمالئــه‪،‬‬ ‫عائالتهــم أو نزهــة علــى الشــاطئ‬ ‫ويربطهــا بذلــك التاريــخ‪ .‬مورينــو‬
‫حيــث اكتشــف المصــور خورخــي‬ ‫أو مــع أصدقائهــم‪.‬‬ ‫يقــول إنهــا معتــادة علــى‬
‫النيزويزكــي عنــد تغطيتــه للجنازة‬ ‫اســتقبال الصحفييــن‪ ،‬وإن حديثها‬
‫أن الضحيــة هــو صديقــه‪ ..‬يقــول‬ ‫بيــن المصــورون فــي الفيلــم أيضا‬
‫ُي ِّ‬ ‫يمــر عبــر‬
‫ُّ‬ ‫ألي وســيلة إعالميــة‬
‫فــي الفيلــم “لــم يكــن بإمكانــي‬ ‫كيــف كانــت الصــور تكشـ ُ‬
‫ـف أمــورا‬ ‫الصــور‪.‬‬
‫ـوًرا عندهــا‪ ،‬وكنــت‬‫إال أن أكــون مصـ ّ‬ ‫لــم تكــن واضحــة لحظــة التقاطها‪،‬‬
‫أبحــث عــن أشــد تعابيــر الوجــوه‬ ‫مثــل وجــود طعنــات فــي أجســاد‬ ‫كانــت صــور الضحايــا الشــخصية‬
‫تأثيــرا ألنقــل واقــع األلــم»‪.‬‬ ‫الضحايــا‪ ،‬أو اكتشــاف مجهوليــن‬ ‫ُتعــرض عنــد الحديــث عــن تاريــخ‬
‫وأبطــال للصــورة‪ ،‬أو ظهــور عنصــر‬ ‫الحكــم الدكتاتــوري فــي تشــيلي‬
‫يتحــدث المصــورون فــي الفيلــم‬ ‫مــا لــم يكــن متوقعــا‪ ،‬كذلــك القزم‬ ‫ل ُتحفــظ مــن النســيان‪ ،‬وكانــت‬
‫كيــف قــرروا الخــروج فــي‬ ‫الــذي ظهــر فــي صــورة التقطهــا‬ ‫ترمــز إلــى حــق الضحيــة فــي‬
‫مجموعــات للتصويــر‪ ،‬وكيــف‬ ‫كالوديــو بيريــس‪ ..‬كان القزم يســير‬ ‫االقتصــاص مــن المجــرم‪ ،‬لــذا فقــد‬
‫كان وجودهــم فــي المظاهــرات‬ ‫أمــام رجــال الجيــش‪ ،‬وبحســب‬ ‫بــدا أهالــي الضحايــا فــي غايــة‬
‫يمنــح المتظاهريــن إحساســا أكثــر‬ ‫بيريــس فقــد بــدا أن القــزم يرمــز‬ ‫التجــاوب مــع فريــق العمــل‪..‬‬
‫باألمــان‪ ،‬وكيــف دّربــوا أنفســهم‬ ‫إلــى البــاد والشــعب‪ ،‬فالطاغيــة‬ ‫مورينــو أخبرنــا أنهــم يتجاوبــون‬ ‫أراد مورينو بفيلمه أن يسترجع األحداث في ذاكرة المصورين والضحايا والجيل الذي رأى في‬
‫ردات الفعــل الســريعة عنــد‬‫علــى ّ‬ ‫يــرى حجمهمــا صغيــرا قياســا إلــى‬ ‫مــع كل وســائل اإلعــام‪ ،‬عارضيــن‬ ‫مغيبة ‪ -‬الجزيرة‪.‬‬
‫تلك الصور المؤرشفة ذاكرة َّ‬
‫أي هجــوم مــن رجــال الدولــة‬ ‫شــخصه‪.‬‬ ‫الصــور فــي الحديــث عــن قتالهــم‬
‫عليهــم‪ ،‬دون التوقــف فــي الوقــت‬ ‫ومفقوديهــم‪ .‬بيــد أن مورينــو‬
‫ذاتــه عــن التقــاط الصــور وتوثيــق‬ ‫هــذا باإلضافــة إلــى صــور أخــرى‬ ‫ســلط الضــوء أكثــر فــي عملــه‬
‫االنتهــاكات‪.‬‬ ‫كانــت شــخصية جــدا‪ ،‬كصــورة‬ ‫علــى جانــب آخــر يتجــاوز الصــور‬
‫‪75‬‬ ‫‪74‬‬
‫مــن الشــعب التشــيلي يجهلــه‪.‬‬
‫الصور تؤرشف‬ ‫حيــث شــرح كيــف كان والــده‬
‫الصــور المؤرشــفة فــي مختبــر‬ ‫خوســيه مورينــو يمتنــع عــن‬
‫للذاكرة‬
‫الصــور بجامعــة تشــيلي قــادت‬ ‫التحــدث أمامــه عــن عملــه‬
‫المخــرج إلــى تتبــع ماضــي‬ ‫بالتصويــر وعــن مشــاهداته‪ ،‬بــل‬
‫أراد مورينــو بفيلمــه أن يســترجع‬
‫المدينــة التــي صورهــا والــده‬ ‫حتــى إن إقناعــه بالظهــور فــي‬
‫األحــداث فــي ذاكــرة المصوريــن‬
‫الــذي يعمــل فــي ذلــك المختبــر‪..‬‬ ‫الفيلــم كان أمــرا صعبــا للغايــة‪،‬‬
‫والضحايــا والجيــل الــذي رأى فــي‬
‫التقــى مورينــو أصدقــاء والــده‬ ‫رغــم أن مورينــو األب هــو أحــد‬
‫تلــك الصــور المؤرشــفة ذاكــرة‬
‫مــن المصوريــن الذيــن كانــوا أكثــر‬ ‫المصوريــن المنتميــن لمؤسســة‬
‫مغيبــة‪.‬‬
‫َّ‬
‫انفتاحــا فــي التعبيــر‪ ..‬وهــم‬ ‫المصوريــن المســتقلين‪ ،‬وكان‬
‫يحملــون الصــور‪ ،‬كانــوا يتوجهــون‬ ‫وثــق كثيــرا لتلــك األحــداث‪،‬‬‫قــد َّ‬
‫وبحســب مورينــو فــإن الفيلــم من‬
‫صوروهــا منــذ‬‫إلــى األماكــن التــي َّ‬ ‫لكــن الخــوف الــذي كان يعشــش‬
‫األفــام القليلــة التي ك ّرمــت هؤالء‬
‫مــا يزيــد عــن العشــرين عامــا‬ ‫فــي قلــوب النــاس وحرصهــم‬
‫المصوريــن وعرضــت تجربتهــم‪،‬‬
‫ويقابلــون الضحايــا أنفســهم‪.‬‬ ‫علــى إبعــاد عائالتهــم عــن‬
‫حيــث كان لــدى هــؤالء المصوريــن‬
‫الخطــر‪ ،‬إضافــة إلــى االتفــاق بيــن‬
‫التــزام سياســي وإصــرار علــى‬
‫حكومــة بينوشــيه والحكومــة‬
‫العمــل للتخلــص مــن الدكتاتوريــة‪،‬‬
‫الديمقراطيــة بعــدم المســاس‬
‫لكــن حينمــا تغيــر نظــام الحكــم‬
‫ببينوشــيه أو برجالــه بعــد تــرك‬
‫الصور‪ ..‬حكايات‬ ‫وانتقــل إلــى النظــام الديمقراطي‪،‬‬
‫الحكــم‪ ،‬جعــل فتــرة مــن الصمــت‬
‫الضحايا‬ ‫لــم ُيســلط الضــوء ‪-‬بمــا يكفــي‪-‬‬
‫تمتــد إلــى الجيــل الشــاب الجديــد‬
‫علــى أعمالهــم‪ ،‬رغــم مســاهمتها‬
‫الــذي بــدأ النبــش فــي تاريــخ‬
‫اكتشف المصور النيزويزكي عند تغطيته للجنازة أن الضحية هو صديقه‪ ،‬لكنه قام بعمله‬ ‫مــن ضمــن الضحايــا‪ ،‬آنا غونســالس‬ ‫فــي الكشــف عــن ممارســات‬
‫بــاده الحقــا‪ ،‬معتمــدا فــي جــزء‬
‫كمصور ‪ -‬الجزيرة‪.‬‬ ‫وهــي مس ـ ّنة فقــدت أربعــة مــن‬ ‫النظــام الســابق الــذي كان جــزءا‬
‫كبيــر علــى الصــور‪.‬‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫كوادر فارغة من الصور‬


‫المصــورون فــي الفيلــم عــن الكــوادر الفارغــة‬
‫ّ‬ ‫إنهــا كذلــك‪ ..‬يتحــدث‬
‫التــي ُوضعــت وســط المقــاالت فــي مجــات تشــيلية معارضــة فــي‬
‫تلــك الحقبــة‪ ..‬كانــت الرقابــة تمنــع نشــر الكثيــر مــن الصــور‪ ،‬وبــدال‬
‫مــن أن تكتفــي بنشــر المقــاالت دون الصــور‪ ،‬عمــدت تلــك المجــات‬
‫إلــى االحتفــاظ بمــكان الصــور ‪-‬التــي كان يفتــرض إرفاقهــا بالمقــاالت‪-‬‬
‫موســومة بكلمــة «رقابــة»‪ ،‬فــي إشــارة إلــى المنــع الــذي طــال النشــر‪،‬‬
‫ولمنــح القــارئ مســاحة ليســرح بخيالــه فــي مــا يمكــن أن تكــون عليــه‬
‫الصــور‪.‬‬

‫الصور ُتحييها الموسيقى‬

‫‪77‬‬ ‫رافقــت الموســيقى الفيلــم كطيــف خفيــف واتــكأت علــى عــزف القيثــارة‪،‬‬ ‫‪76‬‬
‫إضافــة إلــى المقاطــع المســتوردة مــن فيديوهــات مؤرشــفة ومدمجــة‬
‫مــع لقطــات جديــدة‪ ،‬كأصــوات المتظاهريــن التــي جعلهــا مورينــو خلفية‬
‫لمشــهد ســير أحــد المصوريــن فــي نفــس الشــوارع التــي كانــت تحــدث‬
‫بهــا المظاهــرات‪.‬‬

‫أمــا أوتــار القيثــارة والموســيقى التشــيلية واألصــوات الحقيقيــة األخــرى‬


‫المدمجــة كأصــوات ســيارات اإلســعاف والطلقــات الناريــة‪ ،‬فقــد كانــت‬
‫كفيلــة بنقــل إحســاس المتحدثيــن عــن تلــك الفتــرة المؤلمــة‪ ،‬بعيــدا‬
‫جــدا عــن الموســيقى التشــويقية التــي يعمــد كثيــرون إلــى اســتخدامها‬
‫حينمــا يتعلــق األمــر بكشــف أحــداث دراميــة‪.‬‬

‫الموســيقى إذن‪ ،‬جــاءت متوافقــة مــع ســرد القصــص مــن طــرف أبطالهــا‪،‬‬
‫أمــا األغنيــة األخيــرة فيقــول مورينــو إنهــا كانــت حديثــة الصــدور حينمــا‬
‫أنجــز الفيلــم‪ ،‬لكنــه طلــب مــن مؤلفهــا اســتخدامها ألنهــا كانــت تعبــر‬
‫تمامــا عــن األحــداث‪ ،‬واألهــم مــن ذلــك أنهــا محليــة‪.‬‬

‫ُيظهــر الفيلــم أيضــا مصيــر المصوريــن‪ ،‬فبعضهــم اســتكمل طريقــه فــي‬


‫التصويــر‪ ،‬وأحدهــم أصبــح ســائق ســيارة أجــرة‪ ..‬مصــورة أخــرى قــررت‬
‫تــرك تلــك المهنــة بعدمــا رأت أحــد المتظاهريــن وقــد انفقــأت عينــه‪،‬‬
‫ظهر القزم يسير فجأة أمام الجيش في الصورة‪ ،‬وكان يرمز إلى البالد والشعب ‪ -‬الجزيرة‪.‬‬ ‫والقليــل منهــم كان يصــور الضحايــا القتلــى فغــدا واحــدا منهــم بيــد‬ ‫سيباستيان مورينو‪ ،‬مخرج‬
‫القاتــل نفســه‪.‬‬ ‫الفيلم ‪ -‬الجزيرة‪.‬‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫الصورة‬
‫يف عصرها‬
‫الذهبي‬
‫جمال الصعيدي‬

‫‪79‬‬ ‫‪78‬‬

‫مهمــا تقدمــت الثــورة الرقميــة وتطــورت تقنياتهــا‪ ،‬فالفضــل األول‬


‫فــي جــودة الصــورة وأهميتهــا يعــود للمصــور نفســه‪ ،‬فالصــورة فكــرة‬
‫فــي ذهننــا قبــل كل شــيء؛ تترجمهــا آلــة التصويــر‪.‬‬
‫من زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للبنان عام ‪ ،1997‬تصوير‪ :‬جمال الصعيدي – رويترز‪.‬‬

‫الصورة‪ ..‬تقرير‬ ‫‪-‬كالطــاب والخريجيــن‪ -‬مندفعين‬ ‫إلــى آالت تصويــر متطــورة ســهلت‬ ‫إبداعيــة وفنيــة خــارج إطــار‬ ‫لحــروب لبنــان والمنطقــة‪ .‬كانــت‬ ‫تفتحــت عينــاي فــي عائلــة‬
‫بفضوليــة إيجابيــة للتعــرف إلــى‬ ‫وأتاحــت التقــاط الصــور مــن‬ ‫الصــورة الصحفيــة المكــررة عــن‬ ‫تلــك الســنوات بمثابــة مشــوار‬ ‫تمتهــن التصويــر وتجعــل منهــا‬
‫صحفي‬ ‫هــذا العالــم الواســع‪.‬‬ ‫مهنــة لكســب العيــش‪ ،‬فقــد كنــا‬
‫قبــل أكبــر شــريحة مــن النــاس‬ ‫المآســي والحــروب‪.‬‬ ‫مــن األلــم والمعانــاة‪ ،‬لضغــط‬
‫ومــن كل األجيــال‪ ،‬حتــى إن كبــار‬ ‫العمــل فــي ظــروف أمنيــة صعبــة‬ ‫نتبــارى أنــا وإخوتــي فــي تصويــر‬
‫ال تقــل أهميــة الصــورة عــن أهمية‬ ‫وهــو أمر يبعــث على الســرور حين‬ ‫الســن مــن أهلنــا والصغــار منهــم‬ ‫وخطيــرة تركــت األثــر العميــق‬ ‫بعضنــا البعــض لإلمســاك بخيــوط‬
‫التقريــر الصحفــي‪ ،‬دون أن نقلــل‬ ‫نــرى عــددا كبيــرا ممــن هــم مــن‬ ‫علــى الســواء‪ ،‬يلتقطــون صــورا‬ ‫فــي نفســي وحياتــي‪ ،‬وقــد‬ ‫هــذه الحرفــة‪ ..‬الظاهــر منهــا‬
‫طبعــا مــن أهميــة األخيــر‪ .‬فصــورة‬ ‫خــارج مهنــة التصويــر والصحافــة‬ ‫ويحملونهــا علــى مواقــع التواصــل‬ ‫جعلنــي هــذا األمــر أفكــر مــرارا‬ ‫والمخفــي‪.‬‬
‫واحــدة تختصــر عشــرات الكلمــات‪،‬‬ ‫مقبليــن علــى كشــف أســرار‬ ‫االجتماعــي المتعــددة الوســائط‪.‬‬ ‫نظرة إيجابية نحو‬ ‫فــي تــرك هــذه المهنــة المتعبــة‬
‫وتترجــم واقعــا معينــا وتســلط‬
‫عليــه الضــوء بطريقــة موضوعيــة‬
‫المهنــة‪ ،‬حريصيــن علــى اقتنــاء‬ ‫ذلــك يعنــي تطــورا فــي طريقــة‬ ‫الصورة‬ ‫والخطيــرة‪ ،‬لكــن شــغفي وتعلقــي‬ ‫وحيــن احترفــت التصويــر‪ ،‬اختــرت‬
‫أهــم وآخــر تقنيــات آلــة التصويــر‬ ‫فهمنــا للصــورة وازديــاد أهميتهــا‬ ‫بآلــة التصويــر التــي رافقتنــي فــي‬ ‫أن أكــون مصــورا صحفيــا‪ ،‬ومــا زلت‬
‫وتــروي األحــداث بتجــرد‪.‬‬ ‫وآخــر مــا اختــرع مــن عدســات‬ ‫فــي حياتنــا اليوميــة‪ ،‬ممــا دفــع‬ ‫قــد تكــون الصــورة الفوتوغرافيــة‬ ‫طفولتــي كانــا أقــوى‪ ،‬فأكملــت‬ ‫أعمــل فــي هــذه المهنــة منــذ مــا‬
‫متطــورة‪ ،‬بعــد أن كانــت حكــرا‬ ‫نســبة كبيــرة مــن جيــل الشــباب‬ ‫فــي أيامهــا الذهبيــة‪ ،‬ســيما‬ ‫مســيرتي مؤمنــا بــأن للصــورة‬ ‫يزيــد علــى األربعيــن عامــا‪ ،‬كانــت‬
‫ومــن صدقيــة الصــورة ومهنيــة‬ ‫علــى المصوريــن المحترفيــن‪.‬‬ ‫لتعلــم مهــارات التصويــر وتقنياتــه‬ ‫بعــد تحــول هواتفنــا الذكيــة‬ ‫الفوتوغرافيــة مهمــات أخــرى‬ ‫معظمهــا ‪-‬لألســف‪ -‬تغطيــة‬
‫المصــور وأخالقــه أن يبتعــد عــن‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫وصناعــة صــورة جيــدة وقتيــة‪،‬‬ ‫مــن الحصــول علــى عشــرات الصور‬ ‫وتســاعدنا التقنيــات المتطــورة إذا‬ ‫لتاريخنــا وحاضرنــا‪ ،‬فاألجــدر‬ ‫اإلســرائيلية ضــد منطقتنــا‪ ،‬التــي‬ ‫اســتخدام تقنيــات تغيــر فــي‬
‫إذا كانــت تمتلــك قــوة الموضــوع‬ ‫لإلحاطــة بموضوعــه المقصــود‪،‬‬ ‫كانــت الفكــرة وقــراءة المشــهد‬ ‫اعتبارهــا إرثــا ثقافيــا وحضاريــا‪.‬‬ ‫فضحــت الكثيــر مــن األكاذيــب‬ ‫المصــور‪،‬‬
‫ّ‬ ‫دقــة ونزاهــة الموضــوع‬
‫وعناصــر الصــورة والــكادر والظــل‬ ‫ثــم مراجعــة الصــور والتأكــد مــن‬ ‫مكتملتيــن فــي ذهــن المصــور‬ ‫وبينــت حقائــق كنــا نجهلهــا‪،‬‬ ‫ال ســيما مــع انتشــار برامــج‬
‫واأللــوان‪ ..‬كل هــذه المكونــات إن‬ ‫صحتهــا فــي المــكان نفســه‪،‬‬ ‫وعينــه‪.‬‬ ‫ممــا ســاعد فــي تغييــر اتجــاه‬ ‫الفوتوشــوب‪ .‬وقــد ُيســمح فقــط‬
‫وجــدت مرفقــة بآلــة متطــورة؛‬ ‫لتمنــح المصــور فرصــة لتصويــب‬ ‫الــرأي العــام الدولــي وحرفتــه مــن‬ ‫بتدخــل صغيــر لضبــط تــوازن‬
‫ستشــكل بــا شــك الصــورة‬ ‫الخطــأ‪ ،‬بينمــا كان ذلــك فــي‬ ‫علــي إيفــاء الكاميــرا‬
‫ّ‬ ‫بيــد أن‬ ‫اتجــاه إلــى آخــر‪.‬‬ ‫األلــوان ودرجتهــا دون التأثيــر‬
‫المثاليــة‪.‬‬ ‫الماضــي أحــد معوقــات عملنــا‪،‬‬ ‫الرقميــة (الديجيتــال) حقهــا فــي‬
‫للمصور الفضل‬ ‫فــي طبيعــة الصــورة‪ ،‬ودون‬
‫ْ‬
‫واختصــرت علينــا وقــت العــودة‬ ‫مهنــة التصويــر الصحفــي‪ ،‬خاصــة‬
‫األول‬ ‫لــذا‪ ،‬نــرى الســعي الدائــم‬ ‫إضافــة أو إنقــاص لعناصــر الصــورة‬
‫إلــى غرفــة التحميــض باألدويــة‬ ‫أثنــاء تصويــر األحــداث اليوميــة‪،‬‬ ‫لــدى المؤسســات الصحفيــة‬ ‫الرئيســية‪ ..‬أتحــدث هنــا عــن‬
‫الكيميائيــة وتظهيــر الصــور‪.‬‬ ‫مهمــا تقدمــت الثــورة الرقميــة‬
‫وكذلــك خــال وجــود المصــور‬ ‫العالميــة التــي تحــرص علــى‬ ‫الصــورة الصحفيــة تحديــدا‪ ،‬فهــي‬
‫وتطــورت تقنياتهــا‪ ،‬فإننــي أرى‬
‫الصحفــي فــي ســاحات القتــال‬ ‫ســمعتها ومصداقيتهــا؛ لمنــح‬ ‫تؤثــر فــي الــرأي العــام وتحــدد‬
‫ومــا بيــن كاميــرا األمــس وكاميــرا‬ ‫الفضــل األول فــي جــودة الصــورة‬
‫وعلــى تخــوم الحــروب‪ ،‬إذ ســمحت‬ ‫الصــورة الصحفيــة المكانــة التــي‬ ‫اتجاهاتــه‪ .‬وكــم مــن صــورة غ ّيــرت‬
‫اليــوم‪ ،‬بــات بإمكاننــا ‪-‬كمصوريــن‬ ‫وأهميتهــا يعــود للمصــور نفســه‪،‬‬
‫هــذه التقنيــة للمصــور بالتقــاط‬ ‫تســتحقها ‪.‬‬ ‫مجــرى الحــروب‪ ،‬وحــرب فيتنــام‬
‫صحفييــن‪ -‬الســيطرة علــى الضــوء‬ ‫فالصــورة فكــرة فــي ذهننــا قبــل‬
‫العديــد مــن الصــور بســرعة‬ ‫وصورهــا الشــهيرة شــاهدة علــى‬
‫إن كان خافتــا أو قويــا ســاطعا‪،‬‬ ‫فائقــة‪ ،‬وفــي ثــوان قليلــة ّ‬ ‫كل شــيء؛ تترجمهــا آلــة التصويــر‪،‬‬
‫مكنتــه‬ ‫وألن الصــورة الصحفيــة توثــق‬ ‫ذلــك‪ .‬كذلــك صــور الحــروب‬

‫‪81‬‬ ‫‪80‬‬

‫بحيرة إيفيان بسويسرا‪ ،‬تصوير‪ :‬جمال الصعيدي‪.‬‬


‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫العدسات والحالة‬
‫البصرية‬
‫مــا إن نســتخدم عدســة جديــدة‬
‫للكاميــرا حتــى تنتــج الشــركات‬
‫المصنعــة عدســات أخــرى أكثــر‬
‫تطــورا‪ ،‬فمــاذا يفعــل المصــور‬
‫الصحفــي إزاء هــذه المنتجــات‬
‫الجديــدة؟‬

‫حســنا‪ ،‬مــا عليــه ســوى أن يختــار‬


‫العدســة التــي تتأثــر وتتجــاوب‬
‫مــع تطلعاتــه كمصــور محتــرف‪،‬‬
‫مــن حيــث انعــكاس الضــوء‬
‫وحركــة الزمــن واللحظــة والومضــة‬
‫الضوئيــة التــي تتفاعــل مــع‬
‫المشــهد ومــا يحيــط به مــن ألوان‬
‫وتشــكيالت‪ ،‬تجتمــع كلهــا فــي‬
‫تناســق جميــل‪ ،‬لتعكــس أفضــل ما‬
‫يعيشــه المصــور مــن حالــة بصرية‪،‬‬
‫‪83‬‬ ‫‪82‬‬
‫تترجــم بصــورة تحمــل الكثيــر ممــا‬
‫فــي نفســه وتعبــر عــن فكرتــه‪.‬‬
‫لربمــا نقــول اآلن إن ثمــة إنصافــا‬
‫قــد أصــاب الصــورة الصحفيــة‬
‫بســبب تطــور تقنيــات التصويــر‬
‫والنظــرة اإليجابيــة لهــا‪ ،‬األمــر‬
‫الــذي أعــاد لهــا مكانتهــا لتصطــف‬
‫إلــى جانــب الفنــون األخــرى‬
‫المعتــرف بهــا‪ ،‬حيــث بتنــا نــرى‬
‫الصــورة الفوتوغرافيــة والصحفيــة‬
‫وهــي معروضــة فــي أهــم‬
‫الصــاالت العالميــة‪ ،‬جنبــا إلــى‬
‫جنــب مــع اللوحــات التشــكيلية‬
‫الفنيــة الراقيــة‪.‬‬

‫مــاذا ينقصنــا اآلن؟ متحـ ٌ‬


‫ـف خــاص‬
‫بالصــورة‪.‬‬

‫ساحة السالم في جنيف التي ترمز إلى ضحايا الحروب في‬


‫شاهد رجل على كرسي من ضحايا الحرب في‬ ‫العالم‪ ،‬و ُي َ‬ ‫أم فلسطينية تحتضن ابنها هربا من القنص في مخيم‬
‫سيريالنكا‪ ،‬تصوير‪ :‬جمال الصعيدي‪.‬‬ ‫صبرا وشاتيال ‪ ،١٩٨٥‬تصوير‪ :‬جمال الصعيدي‪.‬‬
‫السنة الثانية ‪ -‬خريف ‪٢٠١٧‬‬ ‫مجلة الصحافة العدد (‪)7‬‬

‫‪85‬‬ ‫‪84‬‬

‫أطفال لبنانيون يتقافزون فوق دبابة خّلفها جيش االحتالل‬


‫الجئة سورية في مخيم لالجئين السوريين في البقاع‬
‫اإلسرائيلي‪ ،‬في الذكرى األولى النسحاب االحتالل من جنوب‬
‫اللبناني‪ ،‬تصوير‪ :‬جمال الصعيدي – رويترز‪.‬‬
‫لبنان‪ ،‬تصوير‪ :‬جمال الصعيدي – رويترز‪.‬‬
‫أﺧﺒﺎر‬

You might also like