Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 16

‫معاملة الرسول ص مع الناس يف حياته وتطبيقها يف عصر احلديث‬

‫السرية ‪RKQS 1310‬‬ ‫حبث مجاعي مقدم ملادة فقه‬

‫إعداد‪:‬‬
‫حممد عامل بن حممد ديه (‪)2018125‬‬
‫حممد عمار بن حممد شكري (‪)2216001‬‬
‫حممد عمر بن حممد نصرين (‪)2210415‬‬
‫حممد ظريف بن حسن (‪)2211409‬‬
‫أمحد مظفر بن ميسزيري (‪)2211559‬‬

‫إشراف‪:‬‬
‫الدكتور أمحد اجملتىب‬

‫قسم القرآن والسنة‬

‫كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية‬

‫اجلامعة اإلسالمية‪ R‬العاملية ماليزيا‬

‫الفصل األول للعام الدراسي ‪2022/2023‬م‬


‫مقدمة‬

‫احلم‪RR‬د هلل ال‪RR‬ذي حنم‪RR‬ده‪ ،‬ونس‪RR‬تعينه ونس‪RR‬تغفره‪ R،‬ونع‪RR‬وذُ باهلل من ش‪RR‬رور أنفس‪RR‬نا‪ ،‬ومن س ‪R‬يِّئات أعمالن‪RR‬ا‪،‬‬
‫ومن يُضلل فال ه‪R‬ادي ل‪R‬ه‪ ،‬وأش‪R‬هد أن ال إل‪R‬ه إال اهلل وح َ‪R‬ده ال ش‪R‬ريك ل‪R‬ه‪،‬‬ ‫مضل له‪َ ،‬‬ ‫َمن يهده اهلل فال َّ‬
‫وأش ‪RR‬هد َّ‬
‫أن س ‪RR‬يدنا حمم ‪Rً R‬دا عب ‪RR‬ده ورس ‪RR‬وله‪ .‬اللهم ص ‪RR‬ل وس ‪RR‬لم وب ‪RR‬ارك على حمم ‪RR‬د وعلى آل ‪RR‬ه وص ‪RR‬حبه‬
‫أمجعني‪ .‬أما بعد‪.‬‬

‫قبل كل شيء‪ ،‬نريد أن نشكر اهلل تعاىل إلعطائه علينا هذه الفرصة اجلميلة لكتابة هذه‬
‫املقال ‪RR‬ة املفي ‪RR‬دة إن ش ‪RR‬اء اهلل‪ .‬ق ‪RR‬د اخرتن ‪RR‬ا ه ‪RR‬ذا املوض ‪RR‬وع لنبحث ح ‪RR‬ول معامل ‪RR‬ة الرس ‪RR‬ول ﷺ م ‪RR‬ع الن ‪RR‬اس‬
‫بشكل تفصيل بعد أن نر أ ّن هناك إشكاليات‪ R‬كب‪R‬رية‪ R‬عدي‪R‬دة يف ه‪R‬ذه القض‪R‬ية‪ .‬كم‪R‬ا عرفن‪R‬ا‪ ،‬معظم من‬
‫األم‪RR‬ة املت ‪RR‬أخرين ال يعرف ‪RR‬ون كيفي‪RR‬ة املعامل ‪RR‬ة م‪RR‬ع الن‪RR‬اس املختل ‪RR‬ف بطري ‪RR‬ق ص‪RR‬حيح‪ .‬فب ‪RR‬ذلك‪ ،‬نق‪RR‬وم ه ‪RR‬ذا‬
‫البحث حتت املوض‪RR‬وع‪" R‬معامل‪RR‬ة الرس‪RR‬ول ﷺ م‪RR‬ع الن‪RR‬اس يف حيات‪RR‬ه وتطبيقه‪RR‬ا يف عص‪RR‬ر احلديث" لكي‬
‫نستطيع أن نبنّي لكم عن كيفية املعاملة مع الناس من سرية الرسول ﷺ‪ ،‬إن شاء اهلل‪.‬‬

‫فمن إشكالية هذا البحث هي املفهوم‪ R‬غري صحيح عن املعاملة عند الع‪RR‬وام‪ ،‬وس‪RR‬وء الفهم عن‬
‫االختالف يف املعاملة بني املسلمني واملشركني لدى اجملتمع اليوم‪ ،‬ومل يعرف عن كيفية املعاملة عن‪RR‬د‬
‫الن ‪RR‬يب ﷺ‪ .‬وأم ‪RR‬ا هن ‪RR‬اك أس ‪RR‬ئلة البحث ال ‪RR‬يت جعلناه ‪RR‬ا ح ‪RR‬دود لبحثن ‪RR‬ا ه ‪RR‬ذا‪ .‬الس ‪RR‬ؤال األول‪ ،‬م ‪RR‬ا مفه ‪RR‬وم‬
‫املعامل ‪RR‬ة احلقيقي‪ R‬وطريق ‪RR‬ة الرس ‪RR‬ول ﷺ يف التعام ‪RR‬ل م ‪RR‬ع أه ‪RR‬ل مك ‪RR‬ة؟ مث الس ‪RR‬ؤال الث ‪RR‬اين‪ ،‬م ‪RR‬ا هي طريق ‪RR‬ة‬
‫الرس ‪RR‬ول ﷺ يف التعام ‪RR‬ل م ‪RR‬ع أه ‪RR‬ل مدين ‪RR‬ة ؟ والس ‪RR‬ؤال الث ‪RR‬الث‪ ،‬كي ‪RR‬ف الرس ‪RR‬ول ﷺ نش ‪RR‬ر ال ‪RR‬دعوة إىل‬
‫زعماء الدولة خارج املكة واملدينة؟‬

‫فلذلك‪ ،‬قد حدد الباحث أهداف البحث بن‪R‬اء على تل‪R‬ك اإلش‪R‬كالية‪ R‬واألس‪R‬ئلة‪ .‬اهلدف األول‬
‫ه ‪RR‬و لتوض ‪RR‬يح مفه ‪RR‬وم املعامل ‪RR‬ة حلقيقي ‪R‬ة‪ R‬وطريق ‪RR‬ة الرس ‪RR‬ول ﷺ يف التعام ‪RR‬ل م ‪RR‬ع أه ‪RR‬ل مك ‪RR‬ة إىل الق ‪RR‬راء‪ .‬مث‬
‫اهلدف الث ‪RR‬اين‪ ،‬لش ‪RR‬رح طريق ‪RR‬ة الرس ‪RR‬ول ﷺ يف التعام ‪RR‬ل م ‪RR‬ع أه ‪RR‬ل مدين ‪RR‬ة بش ‪RR‬رح دقي ‪RR‬ق‪ ،‬إن ش ‪RR‬اء اهلل‪.‬‬
‫وأخ‪RR‬ريا‪ ،‬اهلدف الث‪RR‬الث‪ R‬ه‪RR‬و لتب‪RR‬يني كي‪RR‬ف الرس‪RR‬ول ﷺ نش‪RR‬ر ال‪RR‬دعوة إىل زعم‪RR‬اء الدول‪RR‬ة خ‪RR‬ارج املك‪RR‬ة‬
‫واملدين ‪RR‬ة‪ R.‬وأم ‪RR‬ا أمهي ‪RR‬ة البحث‪ ،‬س ‪RR‬نعرف كيفي ‪RR‬ة الرس ‪RR‬ول يف املعامل ‪RR‬ة‪ .‬مث‪ ،‬ميكن لن ‪RR‬ا أن منارس بالس ‪RR‬نة‬
‫النبوية‪ R‬بالطريقة الصحيحة‪.‬‬
‫أما استخدم الباحث املنهج التحليلي‪ ،‬بإيضاح املفه‪RR‬وم احلقيقي‪ R‬عن معامل‪RR‬ة الرس‪RR‬ول ﷺ ‪.‬مث‪،‬‬
‫نق‪RR‬وم ه‪RR‬ذا البحث إرش‪RR‬ادا إىل الدراس‪RR‬ات الس‪RR‬ابقة ال‪RR‬يت تتعل‪RR‬ق باملوض‪RR‬وع ألن لن ميكن لن‪RR‬ا أن نكتب‪R‬‬
‫البحث على ق‪RR‬درتنا حنن فحس‪RR‬ب‪ .‬فالدراس‪RR‬ات الس‪RR‬ابقة هي "كي‪RR‬ف تعام‪RR‬ل الرس‪RR‬ول ‪-‬ص‪RR‬لى اهلل علي‪RR‬ه‬
‫وسلم‪ -‬م‪R‬ع الن‪R‬اس"‪ ،‬املؤلف‪R‬ة هي فاطم‪R‬ة حمم‪R‬د عبداملقص‪R‬ود الع‪R‬زب‪ ،‬و "كي‪R‬ف ع‪R‬املهم ص‪R‬لى اهلل علي‪R‬ه‬
‫وس‪RR‬لم"‪ ،‬املؤل‪RR‬ف ه‪RR‬و حمم‪RR‬د ص‪RR‬احل املنج‪RR‬د‪ ،‬و"اهلدي الن‪RR‬يب يف تعام‪RR‬ل م‪RR‬ع الن‪RR‬اس"‪ ،‬املؤل‪RR‬ف ه‪RR‬و ص‪RR‬احل بن‬
‫فريح البهالل‪.‬‬

‫هبذه التقس ‪RR‬يمات‪ ،‬ي ‪RR‬رجى أن تس ‪RR‬اعد الق ‪RR‬ارئني الك ‪RR‬رام ميكن ‪RR‬ون أن يفهم ‪RR‬وا بش ‪RR‬كل األوض ‪RR‬ح‬
‫خالفا ل‪R‬و جنمعه‪RR‬ا على مقال‪RR‬ة واح‪RR‬دة‪ .‬وأخ‪R‬ريا‪ ،‬نرج‪RR‬و أن ه‪R‬ذا البحث س‪RR‬يفيدنا ولكم الق‪RR‬ارئني طالب‬
‫العلم إف ‪RR‬ادة عظيم ‪RR‬ة ح ‪RR‬ىت حنص ‪RR‬ل على فهم دقي ‪RR‬ق عن معامل ‪RR‬ة الرس ‪RR‬ول ﷺ لكي حنص ‪RR‬ل على ش ‪RR‬فاعة‬
‫رسول اهلل يف يوم القيامة‪.‬‬

‫دراسة السابقة‬

‫دراسة السابقة بناء على الدراسة األوىل‪:‬‬

‫بناء على هذه البحث والدراسة األوىل من اإلنرتنيت‪ R،‬فاطمة حممد عبداملقصود العزب‪،‬‬
‫كي ‪RR‬ف تعام ‪RR‬ل الرس ‪RR‬ول ‪-‬ص ‪RR‬لى اهلل علي ‪RR‬ه وس ‪RR‬لم‪ -‬م ‪RR‬ع الن ‪RR‬اس؟‪ ،‬هن ‪RR‬اك بعض االختالف ‪RR‬ات يف األفك ‪RR‬ار‬
‫واألمثل‪RR‬ة‪ ،‬من بينه‪RR‬ا يف الفص‪RR‬ل األول ه‪RR‬ذه البحث ترك‪RR‬ز أك‪RR‬ثر على الص‪RR‬فات النبيل‪RR‬ة للن‪RR‬يب مث‪RR‬ل الص‪RR‬رب‬
‫والوف‪R‬اء ط‪R‬وال الوع‪R‬ظ والتواص‪R‬ل االجتم‪R‬اعي م‪R‬ع اجملتم‪R‬ع املكي ال‪R‬ذين س‪R‬لوكيات خمتلف‪R‬ة‪ .‬بينم‪R‬ا تؤك‪R‬د‬
‫الدراس‪RR‬ة األوىل على امله‪RR‬ارات االجتماعي‪RR‬ة للن‪RR‬يب يف احلي‪RR‬اة االجتماعي‪RR‬ة مث‪RR‬ل حس‪RR‬ن االس‪RR‬تماع والكالم‬
‫‪1‬‬
‫املناسب‪ R‬مع اجملتمع املكي يف معاملة بينهم‪.‬‬

‫دراسة السابقة بناء على الدراسة الثانية‪R:‬‬

‫‪ 1‬المعجم اللغة العربية المعاصر‬


‫مث بناء على الدراسة الثانية‪ ،‬من خالل النظر يف هذه البحث والكتاب‪ ،‬حممد صاحل املنجد‪،‬‬
‫كيف عاملهم صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وجدت أن هناك أيضا بعض االختالفات يف األفك‪RR‬ار واألمثل‪RR‬ة‪،‬‬
‫مث ‪RR‬ل يف الفص‪RR R‬ل األول‪ .‬ه‪RR R‬ذا البحث عام‪RR R‬ة جلمي‪RR R‬ع س‪RR R‬كان مك‪RR R‬ة املكرم ‪R R‬ة‪ R‬من املس‪RR R‬لمني واملش ‪RR‬ركني‬
‫والعرب ومجيع الفئات العمرية‪ .‬بينما تفصل الدراسة الثانية‪ R‬موضوع ارتب‪RR‬اط الرس‪RR‬ول ص‪RR‬لى اهلل علي‪RR‬ه‬
‫وس ‪RR‬لم جبمي ‪RR‬ع مس ‪RR‬تويات اجملتم ‪RR‬ع يف مك ‪RR‬ة املكرم ‪RR‬ة مبزي ‪RR‬د من التفص ‪RR‬يل‪ ،‬على س ‪RR‬بيل املث ‪RR‬ال الزوج ‪RR‬ات‬
‫‪2‬‬
‫واألبناء والبنات واألحفاد واألقارب واجلريان والضيوف والنساء والكبار السن والصغار‪.‬‬

‫دراسة السابقة بناء على الدراسة الثالثة‪:‬‬

‫االختالف التايل يف الفصل الرابع‪ ،‬بناء على هذه البحث والكتاب‪ ،‬صاحل بن فريح‬
‫البهالل‪ ،‬اهلدي النيب يف تعامل مع الناس‪ ،‬والذي يشرح يف هذه الدراسة الكثري من األحداث عندما‬
‫زار النيب ممالك أجنبية كالفارس والنجاشي والروم لغرض الدعوة‪ R.‬يرتكز معظم ارتباط النيب يف هذا‬
‫املوضوع على االرتباط بامللوك والنبالء يف اململكة‪ .‬بينما الدراس‪R‬ة الثاني‪R‬ة‪ R‬خاص‪R‬ة بالن‪R‬اس ذات املكان‪R‬ة‪R‬‬
‫املنخفض‪RR‬ة يف اجملتم‪RR‬ع‪ .‬وأوض‪RR‬ح أن الض‪RR‬عفاء مث‪RR‬ل اخلادمون يع‪RR‬املون معامل‪RR‬ة خاص‪RR‬ة من الرس‪RR‬ول ال‪RR‬ذي‬
‫‪3‬‬
‫يستطيع أن مييز طريقة تعامل الرسول معهم ومع كبار الشخصيات‪.‬‬

‫دراسة السابقة بناء على حمتوى الدراسة بالكامل‪:‬‬

‫هناك اختالف يف هذه البحث اليت هلا موضوع خاص مقارنة بكل تلك الدراسات وهو مع‬
‫إض ‪RR‬افة موض ‪RR‬وع جدي ‪RR‬د وه ‪RR‬و ط ‪RR‬رق تك ‪RR‬ييف ارتب ‪RR‬اط الرس ‪RR‬ول بالبش ‪RR‬ر م ‪RR‬ع حي ‪RR‬اة اإلنس ‪RR‬ان‪ R‬الي ‪RR‬وم‪ .‬ه ‪RR‬ذا‬
‫املوض ‪RR‬وع‪ R‬اجلدي ‪RR‬د دراس ‪RR‬ة جي ‪RR‬دة ليك ‪RR‬ون‪ R‬مرجع ‪RR‬ا جملتم ‪RR‬ع الي ‪RR‬وم يف تك ‪RR‬وين عالق ‪RR‬ات إنس ‪RR‬انية‪ R‬تتب ‪RR‬ع نفس‬
‫عالقة الرسول باجملتمع يف زمانه‪ .‬يتناول هذا املوضوع الكثري من قض‪R‬ايا اجملتم‪R‬ع الي‪R‬وم بقض‪R‬ايا اجملتم‪R‬ع‬
‫يف عه‪RR‬د الرس‪RR‬ول ص‪RR‬لى اهلل علي‪RR‬ه وس‪RR‬لم يف نفس األم‪RR‬ور واملواق‪RR‬ف تقريب‪RR‬ا‪ .‬ويه‪RR‬دف ه‪RR‬ذا إىل تس‪RR‬هيل‬
‫فهم اجملتمع لطريقة النيب يف التنشئة االجتماعية‪.‬‬

‫‪ 2‬عدد من المختصين بإشراف الشيخ‪ /‬صالح بن عبد هللا بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي‪ ,‬نضرة النعيم في مكارم أخالق الرسول الكريم ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ (,‬دار الوسيلة للنشر والتوزيع‪ ،‬جدة‪ ,‬ط ‪ ,4‬د‪.‬ت)‪,‬ج ‪,10‬ص ‪.4674‬‬
‫‪ 3‬سورة القلم ‪2 :‬‬
‫تعريف املعاملة‬
‫لغ‪RR‬ة‪ :‬مجع‪RR‬ه املع‪RR‬امالت‪ .‬من مص‪RR‬در عام‪RR‬ل‪ .‬املعامل‪RR‬ة معن‪RR‬اه تعام‪RR‬ل بني اث‪RR‬نني‪ ,‬بينم‪RR‬ا املع‪RR‬امالت املادي‪RR‬ة أو‬
‫‪4‬‬
‫القانون املعامالت‪R.‬‬

‫‪R‬المي ك‪R‬البيع‬
‫أعم ممّ‪R‬ا يطل‪R‬ق علي‪R‬ه أب‪R‬واب املع‪R‬امالت يف الفق‪R‬ه اإلس ّ‬
‫اصطالح‪ :‬إ ّن املعامل‪R‬ة املقص‪R‬ودة‪ R‬هن‪R‬ا ّ‬
‫واإلجارة واإلعارة والنكاح وحنوها‪ .‬وإمّن ا تشمل إىل جانب ذلك ما يطلق عليه األحك‪RR‬ام العمليّ‪RR‬ة يف‬
‫الشريعة اإلسالميّة وتشمل هذه األحكام‪.‬‬ ‫ّ‬

‫يق‪R‬ول ال‪ّ R‬دكتور النّبه‪R‬ان‪ :‬أن األحك‪R‬ام العمليّ‪R‬ة ه‪R‬و األحك‪R‬ام املتعلّق‪R‬ة‪ R‬حبي‪R‬اة اإلنس‪R‬ان‪ R،‬معامالت‪R‬ه وعالقات‪R‬ه‬
‫م ‪RR‬ع اآلخ ‪RR‬رين‪ ،‬كم ‪RR‬ا تش ‪RR‬مل ك ‪Rّ R‬ل األحك ‪RR‬ام املتعلّق ‪RR‬ة باألس ‪RR‬رة‪ ،‬واملع ‪RR‬امالت املاليّ ‪RR‬ة واملدنيّ ‪R‬ة‪ R‬واملنازع ‪RR‬ات‬
‫خيص العالق ‪RR‬ة بني احلاكم واحملك ‪RR‬وم‪ R،‬أو بني‬ ‫والعقوب ‪RR‬ات‪ R‬وم ‪RR‬ا يتعلّ ‪RR‬ق ب ‪RR‬احلكم أو بال ّدول ‪RR‬ة س ‪RR‬واء فيم ‪RR‬ا ّ‬
‫‪5‬‬
‫ال ّدولة وال ّدول األخرى‪.‬‬

‫معاملة الرسول مع أهل املكة‪R‬‬

‫قبل بعثة النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ,‬هم أهل مكة يف اجلاهلون وهم يعبدون األصنام‪ ,‬ووأد البن‪RR‬ات‪R,‬‬
‫والعص‪RR‬بية بينهم‪ .‬ل‪RR‬ذلك‪ ,‬أرس‪RR‬ل اهلل رس‪RR‬وله ص‪RR‬لى اهلل علي‪RR‬ه وس‪RR‬لم ليخ‪RR‬رج الن‪RR‬اس مجيع‪RR‬ا من الظلم‪RR‬ات‬
‫اجلهل‪RR‬ة إىل الن ‪RR‬ور اهلادي‪ .‬ويش ‪RR‬مل رس ‪RR‬ول اهلل من خل‪RR‬ق عظيم‪ ,‬متث ‪RR‬ل يف عدل ‪RR‬ه ورمحت‪RR‬ه وحمبت‪RR‬ه ورأفت‪RR‬ه‬
‫وتساحمه‪ ,‬وحبه للعفو عن اآلخرين حىت مع الكافرين‪ .‬فحمد اهلل عن خلقه العليا يف الق‪RR‬رآن الك‪RR‬رمي‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫َّك لَ َعلى ُخلُ ٍق َع ِظي ٍم }‪.‬‬
‫وقال اهلل تعاىل‪َ {:‬وِإن َ‬

‫أوال‪ :‬صرب رسول اهلل من اإليذاء املشركني يف دعوهتم‬

‫‪ 4‬مركز قطر للتعريف باإلسالم‪ ,‬التعريف باإلسالم(وزارة األوقاف والشؤون الدينية – بقطر) ص ‪.200‬‬
‫‪ 5‬د محمود سالم محمد‪ ,‬لمدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي(دار الفكر – دمشق‪,‬ط ‪ ١٤١٧ ,1‬هـ)‪,‬ج ‪,1‬ص ‪.224‬‬
‫‪ 6‬صحيح البخاري‪ ,‬في مشكاة المصابيح في كتاب البيوع ‪2910‬‬
‫جاهرت قريش رسول اهلل ﷺ بالعداوة واألذى‪ .‬حينما الرسول صلى اهلل علي‪RR‬ه وس‪RR‬لم يقيم الص‪RR‬الة‪R,‬‬
‫فج ‪RR‬اء هم إىل الن ‪RR‬يب لوض ‪RR‬عهم بقاي ‪RR‬ا احليوان ‪RR‬ات ودماءه ‪RR‬ا ومش ‪RR‬يمتها وغش ‪RR‬اء رقي ‪RR‬ق حيي ‪RR‬ط ب ‪RR‬اجلنني بني‬
‫كتفي الن ‪RR‬يب ﷺ وه ‪RR‬و س ‪RR‬اجد‪ 7.‬وأهنم يقول ‪RR‬ون‪ R‬حمم ‪RR‬د س ‪RR‬احر‪ ,‬وك ‪RR‬اذب‪ ,‬وش ‪RR‬اعر‪ ,‬وك ‪RR‬اهن ول ‪RR‬و أهنم‬
‫يعرف ‪RR‬ون أن حمم ‪RR‬د ليس ك ‪RR‬ذلك م ‪RR‬ا ادعهم‪ .‬وعلى ال ‪RR‬رغم من ذل ‪RR‬ك‪ ,‬الرس ‪RR‬ول ﷺ مل ي ‪RR‬رد م ‪RR‬ا فعلهم‬
‫علي‪RR‬ه‪ .‬ب‪RR‬ل‪ ,‬ص‪RR‬رب رس‪RR‬ول اهلل يف ه‪RR‬ذه التهم‪RR‬ة يس‪RR‬تمر أو يواص‪RR‬ل وظائف‪RR‬ه الن‪RR‬يب يع‪RR‬ين يف تبلي‪RR‬غ رس‪RR‬الته‪،‬‬
‫وجه‪RR‬اده يف س‪RR‬بيل اهلل وإعالء كلم‪RR‬ة احلق‪ ،‬وإزه‪RR‬اق الباط‪RR‬ل‪ ،‬وأفاض‪RR‬وا يف احلديث عن جه‪RR‬اد رس‪RR‬ول‬
‫اهلل ﷺ وص ‪RR‬حبه‪ ،‬وقتال ‪RR‬ه يف س ‪RR‬بيل اهلل‪ ،‬وش ‪RR‬جاعته يف مواجه ‪RR‬ة أع ‪RR‬داء اهلل واحلق‪ ،‬فأش ‪RR‬ادوا ببطولت ‪RR‬ه‬
‫املتناهي ‪RR‬ة حني واج ‪RR‬ه اجلاح ‪RR‬دين للح ‪RR‬ق‪ ،‬وق ‪RR‬اد املس ‪RR‬لمني من نص ‪RR‬ر إىل نص ‪RR‬ر بتأيي ‪RR‬د من اهلل وجبن ‪RR‬ود من‬
‫‪8‬‬
‫عنده‪ ،‬حىت أقام عمود اإلسالم‪ ،‬وهدم صرح الشرك والضالله‪R.‬‬

‫الثاين‪ :‬وفاء الرسول بالعهود معهم‬

‫الوف‪R‬اء أخ‪R‬و الص‪R‬دق والع‪R‬دل‪ ,‬واخليان‪R‬ة أخ‪R‬و الك‪R‬ذب والظلم‪ .‬وذل‪R‬ك أن الوف‪R‬اء ص‪R‬دق اللس‪R‬ان والفع‪R‬ل‬
‫مع‪RR‬ا‪ ,‬واخليان‪RR‬ة ك‪RR‬ذب هبم‪RR‬ا‪ ,‬الن في‪RR‬ه م‪RR‬ع الك‪RR‬ذب نقض العه‪RR‬د‪ .‬وق‪RR‬د أم‪RR‬ر اهلل ع‪RR‬ز وج‪RR‬ل بالوف‪RR‬اء بالعه‪RR‬د‬
‫أم ‪Rً R‬را ص ‪RR‬رحيًا يف ع ‪RR‬دد من آي ‪RR‬ات الق ‪RR‬رآن الك ‪RR‬رمي‪ ،‬منه ‪RR‬ا قول ‪RR‬ه تع ‪RR‬اىل‪َ {:‬و َْأوفُ ‪RR‬واْ بِالْ َع ْه‪Rِ R‬د ِإ َّن الْ َع ْه‪Rَ R‬د َك‪RR‬ا َن‬
‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬بعهده مع ق‪RR‬ريش يف ص‪RR‬لح احلديبي‪RR‬ة‬ ‫َم ْسُؤ والً } [اإلسراء‪ .]34:‬والتزم ُّ‬
‫يؤخر وعدم اخليانة فيه‪ .‬ولو كان العهد احنيازا لغري املس‪R‬لمني‪ .‬واخلالص‪R‬ة الق‪R‬ول‪ ,‬يف ص‪R‬لح‬ ‫فوراً ومل ِّ‬
‫احلديبية جتلت حكمة الرسول ﷺ‪ ،‬حيث عق‪R‬د الص‪R‬لح م‪RR‬ع ق‪R‬ريش راجيً‪R‬ا من ورائ‪RR‬ه مكاس‪RR‬ب عظيم‪R‬ة‬
‫عظيم‪R‬ا ‪ ،‬خبالف بعض الص‪RR‬حابة ال‪RR‬ذين نظ‪R‬روا‬ ‫لإلسالم واملسلمني‪ ،‬فقد كانت نظرت‪RR‬ه بعي‪RR‬دة‪ ،‬وهدف‪RR‬ه ً‪R‬‬
‫إىل الص ‪RR‬لح نظ ‪RR‬رة س ‪RR‬طحية‪ ،‬فجعلهم ذل ‪RR‬ك يرفض ‪RR‬ون الص ‪RR‬لح ويس ‪RR‬تنكرونه‪ R.‬بس ‪RR‬بب ذل ‪RR‬ك‪ ,‬ي ‪RR‬دخلون‬
‫املسلمون يف مكة سالمة بدون احلرب و كثري من الناس يدخلون االسالم أفواجا‪.‬‬

‫التطبيق يف عصرنا‬

‫األول‪ :‬الصرب يف الدعوة‬

‫‪ 7‬سورة آل عمران‪81 :‬‬


‫‪ 8‬صحيح البخاري أ ‪)٨٧٣ ، ٨٧٢ /‬‬
‫أن ال ‪RR‬دعوة‪ R‬النفس والن ‪RR‬اس اىل اهلل واجب لك ‪RR‬ل األم ‪RR‬ة رس ‪RR‬ول اهلل‪ .‬كم ‪RR‬ا ق ‪RR‬ال اهلل تع ‪RR‬اىل‪{ :‬قُ ‪Rْ R‬ل َه‪Rِ R‬ذ ِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني}‪ .‬لك‪R‬ل مس‪R‬لم‬ ‫َسبِيلي َْأدعُو ِإىَل اللَّه َعلَى بَص َرية َأنَ‪R‬ا َو َم ِن اتََّب َعيِن َو ُس‪ْR‬ب َحا َن اللَّه َو َم‪R‬ا َأنَ‪R‬ا م َن الْ ُم ْش‪ِ R‬رك َ‬
‫م‪RR‬أمور بال‪RR‬دعوة إىل اهلل تع‪RR‬اىل؛ ألن‪RR‬ه من أتب‪RR‬اع الن‪RR‬يب ص‪RR‬لى اهلل علي‪RR‬ه وس‪RR‬لم‪ ،‬واآلي‪RR‬ة الكرمية ت‪RR‬بني س‪RR‬بيل‬
‫الن ‪RR‬يب ص ‪RR‬لى اهلل علي ‪RR‬ه وس‪RR R‬لم وه ‪RR‬و ال ‪RR‬دعوة على بص ‪RR‬رية‪ ،‬ويق‪RR R‬ول‪( :‬أن‪RR R‬ا ومن اتبع‪RR R‬ين)‪ ،‬وحنن أتباع ‪RR‬ه‪،‬‬
‫فال ‪RR‬دعوة واجب ‪RR‬ة علين ‪RR‬ا‪ .‬ل ‪RR‬ذلك‪ ,‬جيب أن يق ‪RR‬ام ال ‪RR‬دعوة ول ‪RR‬و ك ‪RR‬ان ش ‪RR‬تم الن ‪RR‬اس‪ ,‬وس ‪RR‬ب الن ‪RR‬اس‪ ,‬وك ‪RR‬ره‬
‫الن ‪RR‬اس‪ ,‬وابتع ‪RR‬اد الن ‪RR‬اس علين ‪RR‬ا ألن اهلداي ‪RR‬ة مل ‪RR‬ك اهلل على اإلطالق‪ R.‬وال يكره ‪RR‬ون يف دع ‪RR‬وهتم إىل اهلل‪.‬‬
‫وق‪RR‬ال اهلل تع‪RR‬اىل‪ :‬اَل اِك‪Rَ R‬ر َاه يِف ال‪RR‬دِّي ِن‪ .‬فيص‪RR‬رب يف دع‪RR‬وة الن‪RR‬اس إىل اهلل فيقب‪RR‬ل من ج‪RR‬اهلهم‪ ،‬ويعف ‪R‬و‪ R‬عن‬
‫مس‪RR‬يئهم ويرش‪RR‬د ويعلمهم عل‪RR‬وم ال‪RR‬دين‪ .‬مثال‪ ,‬علم معرف‪RR‬ة اهلل وعلم العب‪RR‬ادة‪ .‬ولق‪RR‬د س‪RR‬ار س‪RR‬لف األم‪RR‬ة‬
‫من الص ‪RR‬حابة ومن بع ‪RR‬دهم على منهج الن ‪RR‬يب ص ‪RR‬لى اهلل علي ‪RR‬ه وس ‪RR‬لم يف ال ‪RR‬دعوة‪ R‬والص ‪RR‬رب‪ .‬فص ‪RR‬ابرو يف‬
‫طلب العلم والعم ‪RR‬ل ب ‪RR‬ه وال ‪RR‬دعوة إلي ‪RR‬ه جباه ‪RR‬دو النفس واألم ‪RR‬ول س ‪RR‬فرا إىل بالد آخ ‪RR‬ر إلنتش ‪RR‬ار كلم ‪RR‬ة‬
‫التوحي‪RR‬د‪ ،‬فنش‪RR‬ر اهلل هبم اإلس‪RR‬الم ح‪RR‬ىت مأل آس‪RR‬يا وأفريقي‪RR‬ة‪ ،‬ودخ‪RR‬ل أورب‪RR‬ا‪ ،‬فنحن بعض مثار دع‪RR‬وهتم‪.‬‬
‫فيجوز علينا أن اتباعهم الذين ناجحون يف الدنيا واألخرية‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬الوفاء بالعهود واعقود وعدم اخليانة‬

‫فيجب على املسلمني أن يتحلى بأخالق الكرمية مثله أن يفي بعه‪RR‬ده ووع‪RR‬ده ال‪RR‬ذي قطع‪RR‬ه على نفس‪RR‬ه‬
‫وال خيون العهد مع اآلخرين ولو العهد مع الكافر م‪RR‬ا دام العه‪RR‬د ال خيالف الش‪RR‬ريعة أو دون املعص‪RR‬ية‪.‬‬
‫من أن‪RR‬واع‪ R‬الوف‪RR‬اء ه‪RR‬و الوف‪RR‬اء بقض‪RR‬اء ال‪RR‬دين‪ .‬وحيرم علين‪RR‬ا لتجمي‪RR‬ع ال‪RR‬ديون من أج‪RR‬ل اإلس‪RR‬تهالك ومتع‪RR‬ة‬
‫النفس ح‪RR‬ىت عق‪RR‬وق واجبات‪RR‬ه ألداء ال‪RR‬دين‪ .‬وينهى علين‪RR‬ا أن ي‪RR‬دين أم‪RR‬وال اآلخ‪RR‬رين بني‪RR‬ة مل يرده‪RR‬ا أب‪RR‬دا‪.‬‬
‫وعن أيب هريرة عن النيب صلى اهلل عليه وسلم ق‪R‬ال‪ :‬من أخ‪R‬ذ أم‪R‬وال الن‪R‬اس يري‪R‬د أداءه‪R‬ا أدى اهلل عن‪R‬ه‬
‫ومن أخذ يريد أتالفها أتلفه اهلل عليه‪ 9.‬وه‪R‬ذا ط‪R‬رق تطب‪R‬ق الوف‪R‬اء ب‪R‬العهود ال‪R‬يت بني الن‪R‬اس‪ .‬وأم‪R‬ا ط‪R‬رق‬
‫تطب‪RR‬ق الوف‪RR‬اء ب‪RR‬العهود ال‪RR‬يت بني اهلل وخلق‪RR‬ه ه‪RR‬و بعب‪RR‬ادة اهلل وطاعت‪RR‬ه جازم‪RR‬ا مطلق‪RR‬ا‪ .‬الن اهلل ه‪RR‬و اخلالق‬
‫الذي خلقنا وأنعم علينا كثري من النعم‪ .‬لذلك‪ ,‬جيب علينا أن نشكر بنعمته بعب‪RR‬ادة اهلل وح‪R‬ده ب‪RR‬دون‬
‫َأخ َذ اللَّهُ ِميثَ‪َ R‬‬
‫‪R‬اق النَّبِيِّ َ‬
‫ني لَ َم‪R‬ا‬ ‫الشرك له وت‪RR‬رك عب‪R‬ادة الش‪R‬ياطني وعب‪RR‬ادة غ‪RR‬ري اهلل‪ .‬وق‪RR‬ال اهلل تع‪RR‬اىل‪َ ( :‬وِإ ْذ َ‪R‬‬

‫‪ 9‬حممد بن إمساعيل بن إبراهيم بن املغرية البخاري‪ ،‬صحيح األدب املفرد لإلمام البخاري‪ (,‬دار الصديق للنشر والتوزيع‪ ,‬ط‬
‫‪ ١٤١٨ ,٤‬هـ ‪ ١٩٩٧ -‬م) ص ‪٤٢٨‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ْم ٍ‪R‬ة مُثَّ َ‪R‬ج‪R‬اءَ ُك ْم َر ُس‪ٌ R‬‬
‫‪R‬اب َو ِحك َ‪R‬‬
‫آَتْيتُ ُكم ِّمن كِتَ‪ٍ R‬‬
‫‪R‬ال َأَأْق‪Rَ R‬ر ْرمُتْ‬ ‫ِّق لِّ َ‪R‬م‪R‬ا َم َع ُك ْم لَُت‪ْR‬ؤ منُ َّن بِ‪RR‬ه َولَتَن ُ‬
‫ص‪ُ R‬رنَّهُ‪ ۚ R‬قَ‪َ R‬‬ ‫ص ‪R‬د ٌ‬
‫ول ُّم َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِري قَالُوا َأْقَر ْرنَا قَ َ‬ ‫َأخ ْذمُتْ َعلَ ٰى َٰذل ُك ْم ِإ ْ‬
‫‪10‬‬
‫ين)‪.‬‬ ‫ال فَا ْش َه ُدوا َوَأنَا َم َع ُكم ِّم َن الشَّاهد َ‬ ‫َو َ‬

‫معاملة سيدنا الرسول عليه الصالة والسالم مع الناس يف املدينة املنورة‪R‬‬

‫كما عرفنا بأن النيب ﷺ عاش يف مكة منذ عشر س‪R‬نوات‪ R‬مث أم‪R‬ره اهلل ب‪R‬اهلجرة إىل املدين‪R‬ة‪ .‬قب‪R‬ل‬
‫نن‪RR‬اقش معامل‪RR‬ة الن‪RR‬يب ﷺ م‪RR‬ع الن‪RR‬اس يف الطيب‪RR‬ة‪ ،‬ال ب‪RR‬د علين‪RR‬ا أن نع‪RR‬رف جنس اجملتم‪RR‬ع هن‪RR‬ا ومكان‪RR‬ة الن‪RR‬يب‬
‫ﷺ‪ R.‬كما‪ R‬ورد‪ R‬ووجد‪ R‬يف‪ R‬احلديبية‪ R‬أن‪ R‬النيب‪ R‬صلى‪ R‬اهلل‪ R‬عليه‪ R‬وسلم‪ R‬هو‪ R‬أمري‪ R‬ورئيس‪ R‬املدينة‪ R‬املنورة‪.‬‬
‫فبه‪RR‬ذا ك‪RR‬ان معامل‪RR‬ة الن‪RR‬يب حبس‪RR‬ب رئيس للمجتم‪RR‬ع املدين‪RR‬ة أي من امله‪RR‬اجرين واألنص‪RR‬ار واليه‪RR‬ود ال‪RR‬ذين‬
‫كانوا خمتلفة ومتنوعة‪ R‬يف اجلنس واألديان‪ .‬سنستفيد ونعترب كثري من املعاملة النيب يف الطيبة خصوصا‬
‫لنا املاليزيون‪ R‬ألن هذه الدولة فيها الناس املختلف‪.‬‬

‫املؤاخاة بني املسلمني‬

‫بعد وصل الرسول عليه الصالة‪ R‬والسالم‪ R‬إىل املدينة‪ ،‬من األعمال األول الذي عمل الرسول‬
‫عز‬
‫هو املؤاخاة‪ R‬بني املسلمني‪ .‬املؤاخاة بني املهاجرين واألنصار هي أمر جيدة جدا مطابقة بقول اهلل ّ‬
‫‪R‬اونُوا‪َ R‬علَى اِإْل مْثِ َوالْعُ‪ْ R R‬د َو ِان َو َّات ُق ‪RR‬وا‪ R‬اللَّهَ ِإ َّن اللَّهَ َش‪ِ R R‬د ُ‬
‫يد‬ ‫‪R‬اونُوا َعلَى الْرِب ِّ َو َّ‬
‫الت ْق‪Rَ R‬وى َواَل َت َع ‪َ R‬‬ ‫وج ‪Rّ R‬ل‪َ ﴿ :‬وَت َع ‪َ R‬‬
‫اب ﴾‪ .11‬هاجر املهاجرون من مكة املكرمة بأنفسهم فقط‪ .‬كانوا يف املدينة‪ِ R‬فق‪R‬د من ك‪R‬ل ش‪R‬يء‬ ‫الْعِ َق ِ‬
‫حلياهتم اجلديدة‪ .‬أم‪R‬ر الن‪R‬يب باملؤاخ‪R‬اة ألن من ص‪R‬فة ال‪R‬واجب‪ R‬لألنبي‪R‬اء هي الفطان‪R‬ة‪ .‬يس‪R‬هل ج‪R‬دا األم‪R‬ور‬
‫اليومي‪RR‬ة للمه‪RR‬اجرين يف ابت‪RR‬داء احلي‪RR‬اة اجلدي‪RR‬دة بع‪RR‬د احملن‪RR‬ة الش‪RR‬ديدة يف مك‪RR‬ة‪ .‬ق‪R‬ال ابن القيم اجلوزي‪RR‬ة‪" :‬مث‬
‫آخى رس ‪RR‬ول اهلل ص ‪RR‬لى اهلل علي ‪RR‬ه وس ‪RR‬لم بني امله ‪RR‬اجرين واألنص ‪RR‬ار‪ ،‬يف دار أنس بن مال ‪RR‬ك‪ ،‬وك ‪RR‬انوا‬
‫تس ‪RR‬عني رجال‪ ،‬نص ‪RR‬فهم من امله ‪RR‬اجرين ونص ‪RR‬فهم من األنص ‪RR‬ار‪ ،‬آخى بينهم على املواس ‪RR‬اة‪ R،‬يتوارث ‪RR‬ون‬

‫‪ 10‬فاروق محادة‪ ,‬العالقات اإلسالمية النصرانية يف العهد النبوي‪ (,‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ,‬ط ‪ ٢٣ ,١‬سبتمرب‬
‫‪ )٢٠١٠‬ص ‪٩٥‬‬
‫‪ 11‬أبو عبد اهلل حممد بن سعد بن منيع اهلامشي بالوالء‪ ,‬الطبقات الكربى‪ (,‬بريوت‪:‬دار الكتب العلمية‪ ,‬ط ‪ ١٤١٠ ,١‬هـ ‪-‬‬
‫‪ ١٩٩٠‬م)‪ ,‬ج ‪ ,١‬ص ‪٣٣٢‬‬
‫ٱَأْلر َ‪R‬ح ِ‪R‬ام َب ْع ُ‬
‫ض‪ُ R‬ه ْم‬ ‫بعد املوت ذوي األرحام‪ ،‬إىل حني وقعة بدر‪ ،‬فلما أن‪RR‬زل اهلل ع‪R‬ز وج‪R‬ل‪َ ﴿ :‬و ُْأولُ‪R‬واْ‪ْ R‬‬
‫‪13‬‬
‫ب ٱللَّ ِه ۗ ‪ 12﴾ ...‬رد التوارث‪ ،‬دون عقد األخوة‪".‬‬
‫َْأوىَل ٰ بَِب ْع ٍضۢ ىِف كِٰتَ ِ‬

‫من العربة اليت ميكن أن نستفيد منها هي يسهل أمور الناس وخصوصا املسلمني‪ .‬كما عرفنا‬
‫ب‪RR‬أن امله‪RR‬اجرين فاق‪RR‬د من ك‪RR‬ل ش‪RR‬يء ح‪RR‬ىت األس‪RR‬رة‪ .‬فه‪RR‬ذا ص‪RR‬عوبة هلم أي للبش‪RR‬ر يف إقام‪RR‬ة احلي‪RR‬اة‪ .‬ال ب‪RR‬د‬
‫علين‪RR‬ا أن نفك‪RR‬ر وجنته‪RR‬د يف حياتن‪RR‬ا لنس‪RR‬هل أم‪RR‬ور إخوانن‪RR‬ا إن ك‪RR‬انوا يوجه‪RR‬ون اإلمتح‪RR‬ان واإلبتالء ألن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫َّس اَللَّهُ‬
‫َّس َع ْن ُمْؤ من ُك ْربَةً م ْن ُك َ‪R‬رب اَل‪Rُّ R‬د ْنيَا‪َ ,‬نف َ‬ ‫‪":‬م ْن َنف َ‬‫رغب الرسول بذلك كما قوله يف احلديث َ‬
‫‪14‬‬
‫َعْن‪RR‬هُ ُك ْربَ‪R‬ةً ِم ْن ُ‪R‬ك َ‪R‬ر ِب َي‪Rْ R‬وِم اَلْ ِقيَ َام‪Rِ R‬ة ‪َ ,‬و َم ْن يَ َّس‪َR‬ر َعلَى ُم ْع ِس‪ٍ R‬ر‪ ,‬يَ َّس‪َR‬ر اَللَّهُ َعلَْي‪Rِ R‬ه يِف اَل‪Rُّ R‬د ْنيَا َواآْل ِ‪R‬خ َر ِة ‪"...‬‬
‫من ه‪RR R‬ذا احلديث نع‪RR R‬رف ونعلم ب‪RR R‬أن املس‪RR R‬اعدة اإلخ‪RR R‬وة مطلوب‪RR R‬ة يف اإلس‪RR R‬الم‪ .‬اإلس‪RR R‬تفادة‪ R‬الثاني‪RR R‬ة من‬
‫املعامل‪RR‬ة الرس‪RR‬ول هي التط‪RR‬بيق املؤاخ‪RR‬اة‪ R‬يف احلي‪RR‬اة‪ .‬كث‪RR‬ري من الن‪RR‬اس الي‪RR‬وم ت‪RR‬رك األخ‪RR‬وة يف اإلس‪RR‬الم كم‪RR‬ا‬
‫عم‪RR‬ل الن‪RR‬يب والص‪RR‬حابة يف عص‪RR‬رهم‪ .‬األخ‪RR‬وة يف اإلس‪RR‬الم‪ R‬من أم‪RR‬ر نفيس ونص‪RR‬ري ألن األخ‪RR‬وة هلم ح‪RR‬ىت‬
‫يتوارث ‪RR‬ون بع ‪RR‬د املوت ذوي األرح ‪RR‬ام ولكم الي ‪RR‬وم الن ‪RR‬اس يعمل ‪RR‬ون عم ‪RR‬ل نفس ‪RR‬ي نفس ‪RR‬ي وت ‪RR‬رك األخ ‪RR‬وة‬
‫احلقيقة من السنة‪ .‬ال بد علينا أن نعمل ه‪R‬ذه األخ‪R‬وة رغم عن ت‪R‬رك كث‪R‬ري من الن‪R‬اس‪ .‬ق‪R‬ال الن‪R‬يب ص‪R‬لى‬
‫ض َي ‪Rْ R‬رمَح ْ ُك ْم َم ْن يِف ال َّس ‪َ R‬م ِاء…"‬ ‫اهلل علي ‪RR‬ه وس ‪RR‬لم‪ " :‬مِح‬
‫اَألر ِ‬‫الرا ُ ‪RR‬و َن َي ‪Rْ R‬رمَحُ ُه ُم ال ‪RR‬رَّمْح َ ُن ْارمَحُ ‪RR‬وا َم ْن يِف ْ‬
‫‪15‬‬
‫َّ‬
‫عندما نطبق وحنب إخوتنا كما حب الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬جعل املسلمون ق‪RR‬وي يف مواجه‪RR‬ة‬
‫املهنة اليومية‪ R.‬ميكن أن تبدأ أوال لنعمل املعاملة النيب كما ذكر بالناس حولنا مثل اجلريان واألص‪RR‬دقاء‬
‫يف اجلامعة‪ .‬نبدأ بالزيارة لتوثيق الص‪R‬لة بينن‪RR‬ا وبينهم‪ .‬بع‪RR‬د ق‪R‬ام الص‪RR‬لة معهم‪ ،‬نتوص‪RR‬ى ب‪RR‬املعروف وننهى‬
‫هم عن املنك ‪RR‬ر بالوص ‪RR‬ية احلكم ‪RR‬ة‪ .‬ق ‪RR‬ال اهلل تع ‪RR‬اىل‪﴿ :‬وتواص ‪RR‬وا‪ R‬ب ‪RR‬احلق وتواص ‪RR‬وا بالصرب﴾‪ .16‬وق ‪RR‬ال‬
‫َّاس تَ ‪ْR‬أمرو َن بِ ‪RR‬الْمعر ِ‬ ‫تع ‪RR‬الىى‪ُ ﴿ :‬كْنتم خي‪RR‬ر َُّأم ٍة ُأخ‪ِ R‬رج ِ‬
‫وف َوَتْن َه‪Rْ R‬و َن َع ِن الْ ُمْن َكر﴾‪ 17‬جيب علين ‪RR‬ا‬ ‫َ ُْ‬ ‫ت للن ِ ُ ُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ُ ْ َْ َ‬
‫أيض ‪RR‬ا أن نس ‪RR‬اعدهم يف الص ‪RR‬عوبة‪ R‬واإلبتالء ح ‪RR‬ىت يف النهاي ‪RR‬ة نوص ‪RR‬ل الص ‪RR‬لة ال ‪RR‬رحم واثق ‪RR‬ا م ‪RR‬ع اإلخ ‪RR‬وان‪R‬‬
‫املس ‪RR‬لمني‪ .‬فه ‪RR‬ذا حمت ‪RR‬اج اىل العم ‪RR‬ل باجلد واالجته ‪RR‬اد دون املل ‪RR‬ل‪ .‬األث ‪RR‬ر من ه ‪RR‬ذا العم ‪RR‬ل‪ ،‬حص ‪RR‬ل علين ‪RR‬ا‬
‫األمن والسالمة‪ R‬والسعادة يف احلياة واجملتمع‪.‬‬

‫‪ 12‬أبو عبد اهلل حممد بن سعد بن منيع اهلامشي بالوالء‪ ,‬الطبقات الكربى‪ (,‬بريوت‪:‬دار الكتب العلمية‪ ,‬ط ‪ ١٤١٠ ,١‬هـ ‪-‬‬
‫‪ ١٩٩٠‬م)‪ ,‬ج ‪ ,١‬ص ‪٣٤٨-٣٣٠‬‬
‫‪ 13‬حممد بن عبد اهلل اخلطيب العمري‪ ،‬مشكاة املصابيح‪ (,‬بريوت‪:‬املكتب اإلسالمي‪ ,‬ط ‪ ,)١٩٨٥ ,٣‬ج ‪ ,٢‬ص ‪١١٨٧‬‬
‫‪14‬سورة المائدة‪2 :‬‬
‫‪ 15‬ابن القيم الجوزية‪ ،‬فقه السيرة النبوية من زاد المعاد في هدي خير العباد (دار الفكر العربي‪ -‬بيروت)ـ ط‪ ،2‬ص‪95‬‬
‫‪ 16‬سورة األنفال‪75 :‬‬
‫‪17‬مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري‪،‬المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (دار الطباعة العامرة‪-‬تركيا‪،‬‬
‫‪1334‬ه) ط‪ ،‬ج‪ ،8‬رقم ‪2699‬‬
‫معاهدة مع اليهود‬

‫‪.‬ذكر قبل ذلك بأن من اجملتمع املدينة أيضا اليهود‪ .‬الرسول هو أمري لكل اإلنسان‪ R‬يف‬
‫املدين‪RR‬ة ح‪RR‬ىت اليه‪RR‬ود‪ .‬بع‪RR‬د ق‪RR‬ام الن‪RR‬يب قواع‪RR‬د اجملتم‪RR‬ع اإلس‪RR‬المي‪ R‬اجلدي‪RR‬د‪ ،‬عق‪RR‬د الن‪RR‬يب معاه‪RR‬دة م‪RR‬ع اليه‪RR‬ود‬
‫أيض‪RR‬ا‪ .‬يف ه‪RR‬ذه املعاه‪RR‬دة‪ R،‬ت‪RR‬رك الرس‪RR‬ول هلم احلري‪RR‬ة يف ال‪RR‬دين واملال‪ .‬من بن‪RR‬ود املعاه‪RR‬دة‪ R:‬إن يه‪RR‬ود ب‪RR‬ين‬
‫ع ‪RR‬وف أم ‪RR‬ة م ‪RR‬ع املؤم ‪RR‬نني‪ ،‬لليه ‪RR‬ود دينهم وللمس ‪RR‬لمني دينهم‪ ،‬م ‪RR‬واليهم وأنفس ‪RR‬هم‪ ،‬وك ‪RR‬ذلك لغ ‪RR‬ري ب ‪RR‬ين‬
‫ع‪RR R R‬وف من اليه‪RR R R R‬ود وإن على اليه‪RR R R R‬ود نفقتهم‪ ،‬وعلى املس‪RR R R R‬لمني نفقتهم وإن بينهم النص‪RR R R‬ر على من‬
‫‪18‬‬
‫حارب أهل هذه الصحيفة وإن النصر للمظلوم‪.‬‬

‫نعترب العربة كثرية جدا من املعاهدة مع اليهود‪ .‬األوىل من املعاهدة هي العدل‪ .‬كان النيب‬
‫ه‪RR‬و أم‪RR‬ري ع‪RR‬ادل‪ .‬رغم عن اليه‪RR‬ود ك‪RR‬افر وليس مس‪RR‬لم أي إتب‪RR‬اع دين أرس‪RR‬ل الرس‪RR‬ول ل‪RR‬ه‪ ،‬عم‪RR‬ل الن‪RR‬يب‬
‫بالعدل دون كره هلم بدخول اإلسالم‪ .‬مبكانة النيب أي األمري‪ ،‬كان النيب قادر على يكرههم دخ‪RR‬ول‬
‫الر ْش ‪ُ R‬د ِم َن الْغَ ِّي‪.‬‬
‫اإلس‪RR‬الم‪ R‬ولكن ليس عم‪RR‬ل الن‪RR‬يب هبذا‪ .‬ق‪RR‬ال اهلل تع‪RR‬اىل‪﴿:‬ال ِإ ْ‪R‬ك َ‪R‬ر َاه يِف ال‪RR‬دِّي ِن قَ ‪ْ R‬د َتَبنَّي َ ُّ‬
‫الع‪RR R‬دل ملن خيالفون‪ R‬ايض‪RR R‬ا من أم‪RR R‬ر اهلل كم‪RR R‬ا قول‪RR R‬ه‪ :‬ي ‪RR R‬ا َأيُّ ‪R‬ه ‪RR‬ا الَّ ِذين آمنُ‪RR R‬وا ُكونُ‪RR R‬وا َق‪Rَّ R R‬و ِام ِ ِ‬
‫ني للَّه ُش‪َ R R‬ه َداءَ‬‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِإ‬ ‫بِالْ ِقس ِط واَل جَي ِرمنَّ ُكم شنآ ُن َقوٍم علَى َأاَّل َتع‪Rِ R‬دلُوا اع‪Rِ R‬دلُوا ‪R‬ه‪R‬و َأْق‪RR‬ر ِ‬
‫ب ل َّلت ْ‪R‬ق َ‪R‬وى َو َّات ُق‪RR‬وا اللَّهَ َّن اللَّهَ َخبِ‪RR‬ريٌ‬
‫َُ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ ََ ْ َ‬
‫مِب َ‪R‬ا َت ْع َملُ‪R‬و َن﴾‪ .19‬أم‪R‬ر اهلل املس‪R‬لمني بالعم‪R‬ل ح‪R‬ىت على من خيالفون لن‪R‬ا يف األدي‪R‬ان والفك‪R‬ر‪ .‬رش‪R‬د الن‪R‬يب‬
‫العدل يف حياته إذا كان هو رئيس يف املدينة‪ R‬وق‪RR‬ادر على أن حيارهبم ويظلمهم ولكن أخت‪RR‬ار الرس‪RR‬ول‬
‫بالعدل‪.‬‬

‫من هذه العربة ال بد علينا أيضا ان نتعامل مع الكافرين بالعدل ألن بعض املسلمني يف اليوم‬
‫خيت ‪RR‬ارون القت ‪RR‬ل والظلم على الك ‪RR‬افرين وت ‪RR‬رك ال ‪RR‬دعوة‪ R‬عليهم‪ .‬إذا ن ‪RR‬رى إىل س ‪RR‬رية النبوي ‪RR‬ة‪ R،‬ك ‪RR‬ان الن ‪RR‬يب‬
‫عم ‪RR R‬ل بالعاه ‪RR R‬دة اوال م ‪RR R‬ع اليه ‪RR R‬ود وليس احلرب ألن اإلس ‪RR R‬الم‪ R‬دين الرمحة‪ .‬إذا نقت ‪RR R‬ل الك‪RR R‬افرين مث‪RR R‬ل‬
‫اخلوارج املعاص ‪RR‬رة (‪ )ISIS‬رأيتهم ب ‪RR‬أن اإلس ‪RR‬الم ه ‪RR‬و دين الظ ‪RR‬امل ولكن يف احلقيق ‪RR‬ة ك ‪RR‬ان خمالف من‬
‫الس‪RR‬نة النبوي‪RR‬ة وأجن‪RR‬يب مبا عم‪RR‬ل الن‪RR‬يب‪ .‬عن‪RR‬دما نتعام‪RR‬ل معهم بالع‪RR‬دل فه‪RR‬ذا ه‪RR‬و ال‪RR‬دعوة أيض‪RR‬ا أي ال‪RR‬دعوة‬
‫باحلال‪ .‬الدعوة باألخالق الكرمية والشريفة من سنة الن‪R‬يب ال‪R‬واردة ألن بعث اهلل حمم‪R‬د ص‪R‬لى اهلل علي‪R‬ه‬
‫وسلم لدعوة الناس فكل حركاته الدعوة والقدوة‪ R‬لنا‪ .‬قالت عائشة رضي اهلل عنها‪" :‬كان خلق ن‪RR‬يب‬

‫‪18‬محمد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الترمذي‪ ،‬أبو عيسى‪ ،‬سنن الترمذي(شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي ‪ -‬مصر‪ ١٣٩٥ ،‬هـ ‪ ١٩٧٥ -‬م) ط‪ ،2‬ج‪ ،4‬رقم‬
‫‪1924‬‬
‫‪ 19‬سورة آل عمران‪110 :‬‬
‫اللَّه ص ‪RR‬لى اهلل علي ‪RR‬ه وس ‪RR‬لم الق ‪RR‬رآن"‪ .20‬أم ‪RR‬ر الق ‪RR‬رآن بالع ‪RR‬دل‪ ،‬يف إتباع‪R R‬ه‪ R‬ك ‪RR‬ان نتب ‪RR‬ع س ‪RR‬نة الرس ‪RR‬ول يف‬
‫الدعوة‪ .‬من وج‪R‬ه الع‪R‬دل م‪R‬ع الك‪R‬افرين أي إعط‪R‬اء حقهم يف احلري‪R‬ة ال‪R‬دين واملال‪ .‬مثال حنن يف ماليزي‪R‬ا‬
‫فال ب‪R‬د رئيس ال‪R‬وزراء من املس‪R‬لمني‪ ،‬جيب علين‪R‬ا أن أعط‪R‬اء حقهم مث‪R‬ل املس‪R‬اعدة يف املال‪ .‬فه‪R‬ذا أيض‪R‬ا‬
‫‪R‬دوهتم مث‪RR‬ل يف نق‪RR‬ل الكالم‪R‬‬‫أي ش‪RR‬يء ألن كث‪RR‬ري من الن‪RR‬اس ك‪RR‬انوا ال يع‪RR‬دلوا لع‪ّ R‬‬ ‫ملن خيالفن‪RR‬ا يف الفك‪RR‬ر أو ّ‬
‫أو يف اجلدال‪ .‬ه‪RR‬ذا أم‪RR‬ر ص‪RR‬عب ولكن ال ب‪RR‬د علين‪RR‬ا أن جنته‪RR‬د فيه‪RR‬ا ألن ك‪RR‬ان الرس‪RR‬ول ع‪RR‬ادل لليه‪RR‬ود يف‬
‫حياته‪.‬‬

‫معاملة الرسول مع الرسل وامللوك‬

‫فق‪R‬د ك‪RR‬ان رس‪RR‬الة اإلس‪R‬الم ن‪RR‬زلت على ك‪RR‬ل الن‪R‬اس يف ه‪RR‬ذا الع‪RR‬امل كم‪R‬ا وردت يف س‪RR‬ورة س‪RR‬بأ اآلي‪RR‬ة ‪٢٨‬‬
‫أرسل النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم رسائل وممثلني إىل ملوك وق‪RR‬ادة ورؤس‪RR‬اء دول وأع‪RR‬راق خمتلف‪RR‬ة‬
‫ل‪RR‬دعوهتم إىل اإلس‪RR‬الم‪.‬اعتن‪RR‬ق بعض املل‪RR‬وك اإلس‪RR‬الم دينهم اجلدي‪RR‬د لكن بعض‪RR‬هم رفض اإلس‪RR‬الم‪ .‬ه‪RR‬ذه‬
‫اخلطوة الشجاعة لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم تدل على إدراكه للمسؤولية الكبرية‪ R‬اليت يتحملها‬
‫بص‪RR‬فته آخ‪RR‬ر رس‪RR‬ول اهلل على ه‪RR‬ذه األرض‪.‬م‪RR‬ع ذل‪RR‬ك ‪ ،‬عم‪RR‬ل جبد إليص‪RR‬ال اإلس‪RR‬الم‪ R‬إىل أك‪RR‬رب ع‪RR‬دد من‬
‫الناس حول العامل بغض النظر عن رتبهم وموقعهم‪.‬‬

‫بس‪RR‬بب ذل‪RR‬ك ومن أس‪RR‬اليب‪ R‬اال‪RR‬دعوة ال‪RR‬يت ق‪RR‬ام هبا الرس‪RR‬ول حمم‪RR‬د ص‪RR‬لى اهلل علي‪RR‬ه وس‪RR‬لم لنش‪RR‬ر اإلس‪RR‬الم‪R‬‬
‫إرس ‪RR‬ال الرس ‪RR‬ائل إىل مل ‪RR‬وك وحك ‪RR‬ام البالد ‪ ،‬ويف أواخ ‪RR‬ر الس ‪RR‬نة السادس ‪RR‬ة للهج ‪RR‬رة ‪ ،‬عن ‪RR‬دما ع ‪RR‬اد من‬
‫احلديبي‪RR‬ة ‪ ،‬ق‪R‬رر الن‪RR‬يب حمم‪RR‬د ص‪R‬لى اهلل علي‪RR‬ه وس‪RR‬لم إرس‪RR‬ال رس‪RR‬الة إىل املل‪RR‬ك ‪ -‬املل‪RR‬وك خ‪R‬ارج الس‪RR‬عودية‬
‫يدعوهنم إىل اإلسالم‪ R.‬يف حماولة لتأكيد رسوليته ‪ ،‬مت عمل ختم من الفضة نقش عليه عب‪RR‬ارة‪" :‬حمم‪RR‬د‬
‫رس‪R‬ول اهلل"‪.21‬هن‪R‬اك كث‪R‬ري من رس‪R‬ائل الرس‪R‬ول ص‪R‬لى اهلل علي‪R‬ه وس‪R‬لم اىل املل‪R‬وك اجلوانب مث‪R‬ل رس‪R‬الته‬
‫إىل قيص‪RR‬ر ال‪RR‬روم ورس‪RR‬الته إىل كس‪RR‬رى ف‪RR‬ارس ورس‪RR‬الته إىل املق‪RR‬وقس زعيم مص‪RR‬ر وإىل النجاش‪RR‬ي زعيم‬
‫احلبشة‪.‬‬

‫‪ 20‬سورة العصر‪3 :‬‬


‫‪ 21‬سورة البقرة‪256 :‬‬
‫وه ‪RR‬ذا مث ‪RR‬ال على إح ‪RR‬دى الرس ‪RR‬ائل ال ‪RR‬يت بعثه ‪RR‬ا الن ‪RR‬يب إىل املل ‪RR‬ك يف رس ‪RR‬الته إىل قيص ‪RR‬ر ال ‪RR‬روم ) بس ‪RR‬م اهلل‬
‫ال‪RR‬رمحن ال‪RR‬رحيم من حمم‪RR‬د رس‪RR‬ول اهلل إىل هرق‪RR‬ل عظيم ال‪RR‬روم س‪RR‬الم على من اتب‪RR‬ع اهلدى أم‪RR‬ا بع‪RR‬د ف‪RR‬إين‬
‫أدع ‪RR‬وك بدعاي ‪RR‬ة اإلس ‪RR‬الم أس ‪RR‬لم تس ‪RR‬لم وأس ‪RR‬لم يؤت ‪RR‬ك اهلل أج ‪RR‬رك م ‪RR‬رتني وإن ت ‪RR‬وليت ف ‪RR‬إن علي ‪RR‬ك إمث‬
‫األريس‪RR‬يني و ي‪RR‬ا أه‪RR‬ل الكت‪RR‬اب تع‪RR‬الوا‪ R‬إىل كلم‪RR‬ة س‪RR‬واء بينن‪RR‬ا وبينكم أن ال نعب‪RR‬د إال اهلل وال نش‪RR‬رك ب‪RR‬ه‬
‫‪22‬‬
‫شيئا وال يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون اهلل فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون‬

‫أخالق الرسول مع الوفود‬

‫كم‪RR‬ا الن‪RR‬يب ص‪RR‬لى اهلل علي‪RR‬ه وس‪RR‬لم ك‪RR‬رم رس‪RR‬ويل كس‪RR‬رى ب‪RR‬الرغم من أهنم‪RR‬ا أحض‪RR‬را رس‪RR‬ائل ال تقب‪RR‬ل من‬
‫بالد ف ‪RR‬ارس ‪ ،‬مث ك ‪RR‬رم مجي ‪RR‬ع الوف ‪RR‬ود ال ‪RR‬يت أتت إىل املدين ‪RR‬ة املن ‪RR‬ورة بغض النظ ‪RR‬ر عن املوق ‪RR‬ف السياس ‪R‬ي‪R‬‬
‫‪R‬ريا ‪،‬‬
‫وال‪R‬ديين املتوق‪RR‬ع من ه‪R‬ذه الوف‪R‬ود‪ .‬ع‪RR‬املهم بش‪R‬كل جي‪R‬د ‪ ،‬اس‪R‬تقبلهم جي ً‪R‬دا ‪ ،‬واس‪R‬أهلم واس‪RR‬أهلم كث ً‬
‫وارت ‪RR‬د أفض ‪RR‬ل املالبس‪ R‬الس ‪RR‬تالمهم‪ .23‬وك ‪RR‬ان ق ‪RR‬د خص ‪RR‬ص بعض ال ‪RR‬ديار الس ‪RR‬تقباهلم كم ‪RR‬ا ج ‪RR‬اء عن ‪RR‬د‬
‫ث َيْن ِز ُل الْ َوفْ ُد»‪.24‬‬ ‫ِ‬
‫استقباله لوفد سالمان؛ حيث قال لثوبان غالمه‪َ« :‬أنْ ِز ْل هَُؤ الَء الْ َوفْ َد َحْي ُ‬

‫فواض‪RR‬ح أن هن‪RR‬اك دارا خمصص‪RR‬ة هلذا األم‪RR‬ر‪ ،‬ويف بعض الرواي‪RR‬ات أن ه‪RR‬ذه ال‪RR‬دار ك‪RR‬انت دار رمل‪RR‬ة بنت‬
‫احلارث النجارية رضي اهلل عنها‪ ,‬كما ح‪R‬دث م‪R‬ع وف‪RR‬ود كالب وحمارب وع‪R‬ذرة وعب‪R‬د قيس وتغلب‬
‫وغس‪R‬ان وغ‪R‬ريهم‪.25‬وك‪R‬ان من ع‪R‬ادت الن‪R‬يب حمم‪R‬د ص‪R‬لى اهلل علي‪R‬ه وس‪R‬لم أن حيم‪R‬ل ه‪R‬ذه الوف‪R‬ود باهلدايا‬
‫واجلوائز‪ ،‬وكث ‪RR‬ريا م ‪RR‬ا تك ‪RR‬ون ه ‪RR‬ذه اجلوائز من الفض ‪RR‬ة‪ .‬وص ‪RR‬ل اهتم ‪RR‬ام الرس ‪RR‬ول باجلماع ‪RR‬ة ال ‪RR‬يت أتت إىل‬
‫املدين‪R‬ة‪ R‬املن‪RR‬ورة من مجي‪RR‬ع األدي‪RR‬ان واملعتق‪RR‬دات إىل مس‪RR‬توى ش‪RR‬جعهم يف اللحظ‪RR‬ات األخ‪RR‬رية من حيات‪RR‬ه‪،‬‬
‫فك ‪RR‬ان مما قال ‪RR‬ه يف آخ ‪RR‬ر وص ‪RR‬اياه‪) :‬أج ‪RR‬يزوا الوف ‪RR‬د بنح ‪RR‬و م ‪RR‬ا كنت أج ‪RR‬يزهم‪ .26‬و)أج ‪RR‬يزوهم(‪ :‬مبع ‪RR‬ىن‬
‫أعطوهم‪ ،‬واجلائزة هي العطية‪.‬‬

‫‪22‬رواه مسلم‪1844 :‬‬


‫‪ 23‬صفيّ الرحمن المباركفوري‪ ،‬الرحيق المختوم بحث في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصالة والسالم (دار ابن كثير‪-‬ـ قطر‪1435 ،‬ه) ط‬
‫‪ ،2‬ص‪204-203‬‬
‫‪ 24‬فاطمة حممد عبداملقصود العزب‪ ،‬كيف تعامل الرسول ‪ -‬صلَّى اهلل عليه وسلَّم ‪ -‬مع الناس؟‪( 27/12/2022 ،‬شبكة األلوكة‪،)www.alukah.net :‬‬

‫‪ 25‬حممد صاحل املنجد‪ ،‬كيف عاملهم صلى اهلل عليه وسلم‪( ،‬جممومعة زاد للنشر‪ :‬اململكة العربية السعودة)‪2015 ،‬م‬
‫‪ 26‬صاحل بن فريح البهالل‪ ،‬اهلدي النيب يف تعامل مع الناس‪( ،‬دار ابن اجلوزي‪ :‬اململكة العربية السعودة)‪2013 ،‬م‬
‫أخالق الرسول مع الرسل وامللوك‬

‫ج‪RR‬اء ه‪RR‬ذان رس‪RR‬وال من كس‪RR‬رى إىل رس‪RR‬ول اهلل ص‪RR‬لى اهلل علي‪RR‬ه وس‪RR‬لم يف عق‪RR‬ر داره يف املدين‪R‬ة‪ R‬املن‪RR‬ورة‪R‬‬
‫ليأخ ‪RR‬ذاه إىل كس ‪RR‬رى ف ‪RR‬ارس وكالمهم مغ ‪RR‬رور ج ‪RR‬دا ومتغط ‪RR‬رس ك ‪RR‬زعيمهم كس ‪RR‬رى‪ .‬وم ‪RR‬ع ذل ‪RR‬ك فلم‬
‫خيرج رس ‪RR‬ول اهلل ص ‪RR‬لى اهلل علي ‪RR‬ه وس ‪RR‬لم عن هدوئ ‪RR‬ه وأدب ‪RR‬ه ب ‪RR‬ل أخربمها مبنتهى‪ R‬املوض ‪RR‬وعية والثق ‪R‬ة‪ R‬عن‬
‫خ‪RR‬رب الس‪RR‬ماء ال‪RR‬ذي أت‪RR‬اه‪ ،‬مث أخربمها أن يبلغ‪RR‬ا ب‪RR‬اذان عام‪RR‬ل اليمن من قب‪RR‬ل كس‪RR‬رى أن‪RR‬ه إن أس‪RR‬لم أعط‪RR‬اه‬
‫رسول اهلل ما‬

‫حتت يده‪،‬مث زاد النيب حممد من هذا االحرتام ب‪R‬احرتام أك‪R‬ثر ف‪R‬أكثر ‪ ،‬فق‪R‬دم هدي‪R‬ة مثين‪R‬ة ألح‪R‬د الرس‪R‬ل ‪،‬‬
‫وهي حزام من ذهب وفضة‪.‬‬

‫التطبيق يف عصر احلديث‬

‫مسحت احلكم‪RR‬ة السياس‪RR‬ية للن‪RR‬يب حمم‪RR‬د بوج‪RR‬ود الس‪RR‬الم واألمن يف مجي‪RR‬ع أحناء ش‪RR‬به جزي‪RR‬رة احلج‪RR‬از يف‬
‫أق ‪RR‬ل من ‪ 10‬س ‪RR‬نوات‪ .‬على ال ‪RR‬رغم من أن هن ‪RR‬اك من ال يقب ‪RR‬ل تع ‪RR‬اليم اإلس ‪RR‬الم‪ R‬كأس ‪RR‬لوب حي ‪RR‬اة مث ‪RR‬ل‬
‫ض ‪R R‬ا يف اتف‪RR R‬اق‪ R‬م ‪RR R‬ع احلكوم ‪R R‬ة‪R‬‬
‫اليه‪RR R‬ود واملس‪RR R‬يحيني يف س ‪RR R‬وريا واليمن ‪ ،‬ف‪RR R‬إن احلقيق ‪RR R‬ة أهنم دخل ‪RR R‬وا أي ً‬
‫اإلسالمية‪ R‬بقيادة جاللة امللك‪ .‬أعطى النيب أمثلة يف مجيع مناحي احلياة‪ .‬جالل‪R‬ة املل‪R‬ك ه‪R‬و أعظم مث‪R‬ال‬
‫كقائد وطين ‪ ،‬وقاضي ‪ ،‬وكاهن ‪ ،‬ورجل أعمال ‪ ،‬وزوج ‪ ،‬وأب ‪ ،‬وأمراء حرب ‪ ،‬ودبلوماسي‪.‬‬

‫‪R‬ارما يف احلف‪R‬اظ على العالق‪R‬ات السياس‪R‬ية‪ R‬من خالل السياس‪R‬ة اخلارجي‪R‬ة والعالق‪R‬ات‬ ‫كان النيب حمم‪R‬د ص ً‬
‫الدولي ‪RR‬ة ال ‪RR‬يت ي ‪RR‬ديرها‪ .‬على س ‪RR‬بيل املث ‪RR‬ال من خالل ممارس ‪RR‬ة إعط ‪RR‬اء أعلى االح ‪RR‬رتام ملمثلني ومبع ‪RR‬وثني‬
‫للقبيل‪RR‬ة والس‪RR‬لطات اخلارجي‪RR‬ة ال‪RR‬ذين ي‪RR‬أتون إىل املدين‪RR‬ة‪.‬يف ه‪RR‬ذا الي‪RR‬وم‪ R‬وه‪RR‬ذا العص‪RR‬ر ‪ ،‬ميكن للحكوم‪RR‬ة ‪،‬‬
‫وخاصة احلكومة‪ R‬املاليزية ‪ ،‬توفري الضيافة الودية للضيوف ‪ ،‬وخاصة الضيوف األجانب ‪ ،‬من خالل‬
‫ع ‪RR‬دم إمهال احتياج ‪RR‬اهتم ‪ ،‬مث ‪RR‬ل ال ‪RR‬رتحيب هبم بك ‪RR‬رم الض ‪RR‬يافة وإظه ‪RR‬ار األمهي ‪RR‬ة الكب ‪RR‬رية ال ‪RR‬يت وض ‪RR‬عها‬
‫الرسول حممد على األساسيات‪ .‬جوانب الدبلوماس‪R‬ية يف خل‪R‬ق الثق‪R‬ة من اخلارج للحكوم‪R‬ة اإلس‪R‬المية‬
‫ال‪RR‬يت أسس‪RR‬ها جالل‪RR‬ة املل‪RR‬ك‪.‬الثق‪R‬ة‪ R‬مهم‪RR‬ة يف حتقي‪RR‬ق الس‪RR‬الم واالس‪RR‬تقرار يف احلكوم‪RR‬ة‪ .‬أدرك جالل‪RR‬ة املل‪RR‬ك‬
‫ضرورة وجود عالقات جيدة مع قبيلة آرا اليت مل تكن قد اعتنقت اإلسالم‪ R‬يف ذلك الوقت‪R.‬‬
‫خامتة‬
‫نكم‪R‬ل ه‪R‬ذا البحث تكمياًل ش‪RR‬اماًل ‪ .‬هن‪RR‬اك كث‪R‬ري‬ ‫احلم‪R‬د هلل رب الع‪R‬املني‪ ،‬ومبس‪R‬اعدته ع‪RR‬ز وج‪R‬ل العليم‪Rّ ،‬‬
‫من املنفع ‪R‬ة‪ R‬واالس‪RR‬تفادة‪ R‬ق‪RR‬د أس‪RR‬تفيد منه‪RR‬ا‪ .‬وأش‪RR‬ارك معكم عن ك‪RR‬ل النت‪RR‬ائج والفض‪RR‬ائل‪ R‬ال‪RR‬يت حص‪RR‬لنا يف‬
‫إكم ‪RR‬ال ه ‪RR‬ذا البحث‪ .‬كم ‪RR‬ا املع ‪RR‬روف ل ‪RR‬دى اجلمي ‪RR‬ع ال ‪RR‬ذي يهتم ب ‪RR‬ه علم ‪RR‬اء أو الق ‪RR‬راء هلذا البحث ب ‪RR‬أن‬
‫ّفرقن‪RR‬اه إىل ثالث‪RR‬ة مب‪RR‬احث أال وهي مفه‪RR‬وم املعامل‪RR‬ة وطريق‪RR‬ة الن‪RR‬يب ﷺ يف املعامل‪RR‬ة وكيفي‪RR‬ة تطبيقه‪RR‬ا يف‬
‫عصرنا‪.‬‬

‫نع‪RR‬رف أن ه‪RR‬ذه املش‪RR‬كلة ليس مش‪RR‬كلة جدي‪RR‬دة عن‪RR‬دنا ألن ق‪RR‬د نش‪RR‬أ البحث عن ه‪RR‬ذا املوض‪RR‬وع‪R‬‬
‫من‪RR‬ذ زم‪RR‬ان املتق‪RR‬دمني ح‪RR‬ىت زمانن‪RR‬ا اآلن‪ .‬ق‪RR‬د وض‪RR‬ح وبني العلم‪RR‬اء ه‪RR‬ذا املبحث حبث‪RR‬ا واض‪RR‬حا يف كتبهم‬
‫ليساعد الناس يف فهم املعاملة مع الن‪R‬اس بش‪R‬كل جي‪R‬د‪ ،‬وغ‪R‬رض ه‪R‬ذا البحث ال ب‪RR‬د أن يت‪RR‬بني تطبيق‪RR‬ات‬
‫سنة النيب ﷺ يف املعاملة يف عصر احلديث‪ .‬قد شرحنا ه‪R‬ذا البحث بش‪R‬رح خمتص‪R‬ر ملس‪R‬اعدة الق‪R‬راء يف‬
‫الفهم عن هذا البحث‪.‬‬

‫وخالصة القول‪ ،‬حنن الباحثون‪ R‬نرجو منكم القراء االستفادة من هذا البحث واحلصول على‬
‫ض‪R R R‬ا‪ ،‬نغرّي مفهومن‪R R R‬ا‪ R‬ل ‪RR R‬دى عقولن‪RR R R‬ا من الفهم اخلاطئ إىل الفهم‬
‫الت ‪RR R‬أثري اإلجيايب يف حي‪RR R R‬اة الن‪RR R R‬اس‪ .‬وأي ً‬
‫الصحيح للعمل يف حياة املسلمني على طريقة صحيحة‪.‬‬

‫توصيات‬

‫ويأمل الباحث أن يكون هذا البحث مصدر إهلام لآلخرين إلجراء حبث حول تاريخ الرسول ص‪RR‬لى‬
‫اهلل عليه وسلم من جوانب أخرى مثل االقتصاد والسياسة‪ R‬وغريها بالتفصيل‪ .‬وإذا كان يوجد خط‪RR‬أ‬
‫يف حبثن‪RR‬ا‪ ،‬نعت‪RR‬ذر منكم وميكن أن ختربون‪RR‬ا لقي‪RR‬ام بالتص‪RR‬حيح إن ش‪RR‬اء اهلل‪ .‬ونرج‪RR‬و أن ه‪RR‬ذا العلم ال‪RR‬ذي‬
‫حصلتم عليه من قراءة هذا البحث أن تشاركوه مع اآلخرين حىت يستفيد منه الكثري من الناس‪.‬‬
‫مراجع‪:‬‬
‫القرآن الكرمي‬ ‫●‬

‫صاحل بن عبد اهلل بن محيد إمام وخطيب احلرم املكي‪ ,‬نضرة النعيم يف مكارم‬ ‫●‬
‫أخالق الرسول الكرمي – صلى اهلل عليه وسلم‪ ,‬دار الوسيلة للنشر والتوزيع‪ ،‬جدة‪,‬‬
‫ط ‪ ,4‬د‪.‬ت‪,‬ج ‪10.3‬‬

‫املعجم اللغة العربية املعاصر‬ ‫●‬

‫مركز قطر للتعريف باإلسالم‪ ,‬التعريف باإلسالم‪ .‬وزارة األوقاف والشؤون الدينية‬ ‫●‬
‫– بقطر‪.‬‬

‫د حممود سامل حممد‪ ,‬ملدائح النبوية حىت هناية العصر امللوكي‪ R.‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪,‬ط‬ ‫●‬
‫‪ ١٤١٧ ,1‬هـ‪.‬‬

‫د‪ .‬سعيد بن علي بن وهف القحطاين‪ ،‬مقومات الداعية‪ R‬الناجح يف ضوء الكتاب‬ ‫●‬
‫والسنة الرياض‪ :‬مطبعة سفري‪ .‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫مسلم بن احلجاج أبو احلسن القشريي النيسابوري‪،‬املسند الصحيح املختصر بنقل‬ ‫●‬
‫العدل عن العدل إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬تركيا‪ :‬دار الطباعة العامرة‪،‬‬
‫‪1334‬ه‬

‫حممد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الرتمذي‪ ،‬أبو عيسى‪ R،‬سنن‬ ‫●‬
‫الرتمذي‪ .‬مصر‪ :‬شركة مكتبة‪ R‬ومطبعة مصطفى البايب احلليب‪ ١٣٩٥ .‬هـ ‪١٩٧٥ -‬‬
‫م‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪.4‬‬
‫ابن القيم اجلوزية‪ ،‬فقه السرية النبوية من زاد املعاد يف هدي خري العباد‪ .‬بريوت‪:‬‬ ‫●‬
‫دار الفكر العريب‪ ،‬ط‪2‬‬

‫صفي الرمحن املباركفوري‪ ،‬الرحيق املختوم حبث يف السرية النبوية على صاحبها‬
‫ّ‬ ‫●‬
‫أفضل الصالة‪ R‬والسالم‪ R.‬قطر‪:‬دار ابن كثري‪1435 ،‬ه‪ ،‬ط‪2‬‬

‫حممد بن إمساعيل بن إبراهيم بن املغرية‪ R‬البخاري‪ ،‬صحيح األدب املفرد لإلمام‬ ‫●‬
‫البخاري‪ (,‬دار الصديق للنشر والتوزيع‪ ,‬ط ‪ ١٤١٨ ,٤‬هـ ‪ ١٩٩٧ -‬م) ص ‪٤٢٨‬‬

‫فاروق محادة‪ ,‬العالقات اإلسالمية النصرانية‪ R‬يف العهد النبوي‪ (,‬دار القلم للطباعة‬ ‫●‬
‫والنشر والتوزيع‪ ,‬ط ‪ ٢٣ ,١‬سبتمرب ‪ )٢٠١٠‬ص ‪٩٥‬‬

‫أبو عبد اهلل حممد بن سعد بن منيع اهلامشي بالوالء‪ ,‬الطبقات الكربى‪ (,‬بريوت‪:‬دار‬ ‫●‬
‫الكتب العلمية‪ ,‬ط ‪ ١٤١٠ ,١‬هـ ‪ ١٩٩٠ -‬م)‪ ,‬ج ‪ ,١‬ص ‪٣٣٢‬‬

‫أبو عبد اهلل حممد بن سعد بن منيع اهلامشي بالوالء‪ ,‬الطبقات الكربى‪ (,‬بريوت‪:‬دار‬ ‫●‬
‫الكتب العلمية‪ ,‬ط ‪ ١٤١٠ ,١‬هـ ‪ ١٩٩٠ -‬م)‪ ,‬ج ‪ ,١‬ص ‪٣٤٨-٣٣٠‬‬

‫حممد بن عبد اهلل اخلطيب العمري‪ ،‬مشكاة املصابيح‪ (,‬بريوت‪:‬املكتب‪ R‬اإلسالمي‪,‬‬ ‫●‬
‫ط ‪ ,)١٩٨٥ ,٣‬ج ‪ ,٢‬ص ‪١١٨٧‬‬

You might also like