Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 12

‫الجامعة اإلسالمية العالمية بماليزيا‬

‫قسم‪ :‬معارف الوحي‬ ‫‪‬‬


‫املادة ‪ /‬رمز املادة‪RKQS 1311 :‬‬ ‫‪‬‬
‫موضوع البحث‪ :‬اإلعجاز البالغي‬ ‫‪‬‬
‫أمساء الطالب ورقم التسجيل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬حممدنور نظمي بن زين الدين (‪)2113497‬‬
‫‪ .2‬حممد النور ريان بن حممد صداقة (‪)2211217‬‬
‫‪ .3‬حممد عمار بن رسيد (‪)2210957‬‬
‫‪ .4‬حممد عمار بن حممد شكري (‪)2216001‬‬
‫رقم اجملموعة‪2 :‬‬ ‫‪‬‬
‫اسم املشرف‪ :‬أستاذة نظرية بنت حممد‬ ‫‪‬‬
‫الفصل الدراسي ‪ /‬العام الدراسي‪SEM 1 (2022/2023) :‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫المحتويات‬

‫املقدمة‪3T..................................................................................‬‬
‫تعريف اإلعجاز ‪4.........................................................................‬‬
‫اإلعجاز عند العلماء ‪5T....................................................................‬‬
‫تعريف اإلعجاز البالغي‪6..................................................................‬‬
‫الكتب فيه بيان اإلعجاز البالغي ‪7.........................................................‬‬
‫آراء العلماء عن اإلعجاز البالغي ‪7T.........................................................‬‬
‫اخلصائص اإلعجاز البالغي يف القرآن ‪8.....................................................‬‬
‫األمثلة اإلعجاز البالغي يف القرآن ‪8-9T......................................................‬‬
‫النتيجة‪10..................................................................................‬‬
‫اخلالصة ‪10T................................................................................‬‬
‫املراجع ‪11T.................................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬

‫احلمدهلل رب العاملني ‪ ،‬والصالة والسالم على رسول اهلل ‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني ‪ ،‬ومن تبعهم بإحس‪TT‬ان إىل‬
‫يوم الدين‪ .‬أما بعد‪.‬‬
‫أن القرآن هو كتاب اهلل املعجز عند املسلمني واملصدر األول التشريع اإلس‪TT‬المي‪ .‬وه‪TT‬و كالم اهلل املنزل على‬
‫رسوله حممد صلى اهلل عليه بواسطة امللك جربيل‪ .‬وهو يس‪T‬مى ب‪T‬القرآن الك‪TT‬رمي ال‪TT‬ذي ال ش‪TT‬ك في‪TT‬ه وال ريب في‪T‬ه‪.‬‬
‫وأيض ‪TT‬ا‪ ،‬ال حتري ‪TT‬ف‪ ،‬وال تب ‪TT‬ديل‪ ،‬وال زي ‪TT‬ادة‪ ،‬وال نقص ‪TT‬ان في ‪TT‬ه‪ .‬إن اختص ‪TT‬اص الن ‪TT‬يب اخلامت ص ‪TT‬لى اهلل علي ‪TT‬ه وس ‪TT‬لم‬
‫مبعج‪TT‬زة الق‪TT‬رآن الباقي‪TT‬ة خالف‪TT‬ا للرس‪TT‬االت الس‪TT‬ابقة ي‪TT‬أيت إيض‪TT‬احه وتعليل‪TT‬ه ك‪TT‬ذلك يف حديث‪TT‬ه ص‪TT‬لوات اهلل وس‪TT‬المه‬
‫عليه‪ {:‬ما من األنبياء نيب إال أعطي من اآليات ما مثله آمن عليه البشر‪ ،‬وإمنا كان الذي أوتيت‪T‬ه وحي‪T‬ا أوح‪T‬اه اهلل‬
‫تابعا يوم القيامة }‪ .‬وهذا احلديث تدل على أن معجزات األنبي‪TT‬اء الس‪TT‬ابقني انتهت‬ ‫إىل فأرجو أن أكون أكثرهم ً‬
‫بانتهاء عصورهم‪،‬فلم يعاينها إال من حضرها‪ ،‬أما معجزة القرآن فهي باقية إىل يوم الدين‪.‬‬
‫والق ‪TT‬رآن حمف ‪TT‬وظ ح ‪TT‬ىت ي ‪TT‬وم القيام ‪TT‬ة‪ .‬وق ‪TT‬ال اهلل تع ‪TT‬اىل‪ِ {:‬إنَّا حَنْ ُن َنَّزلْنَ ‪TT‬ا ٱل ‪Tِّ T‬ذ ْكَر َوِإنَّا لَهۥُ حَلَِٰفظُ ‪TT‬و َن ( ‪ .})9‬ل ‪TT‬ذلك‪،‬‬
‫مس‪TT‬تحيل على اإلنس‪TT‬ان واجلن ول‪TT‬و أهنم جمتمعني ألن ي‪TT‬أتوا مبثل‪TT‬ه‪ ،‬أو س‪TT‬ورة من‪TT‬ه‪ ،‬وص‪TT‬دق اهلل إذا يق‪TT‬ول‪َ {:‬ف ْليَ‪ْT‬أتُواْ‬
‫ني }‪ .‬واض‪TT‬حا لن‪TT‬ا‪ ،‬ض‪TT‬عف اإلنس‪TT‬ان واجلن أن ي‪TT‬أتوا مبث‪TT‬ل الق‪TT‬رآن ول‪TT‬و آي‪TT‬ة واح‪TT‬دة‪.‬‬ ‫ث ِّمثْلِ‪Tِ T‬ه ِإن َك‪TT‬انُواْ ٰ ِ ِ‬
‫حِب َ‪Tِ T‬دي ۢ ٍ‬
‫ص ‪T‬د ق َ‬
‫َ‬
‫وه‪TT‬ذا دلي‪TT‬ل أن الق‪TT‬رآن ليس من كالم املخل‪TT‬وق‪ ،‬وإمنا ه‪TT‬و كالم اهلل ع‪TT‬ز وج‪TT‬ل‪ .‬اهلدف من دراس‪TT‬ة إعج‪TT‬از الق‪TT‬رآن‬
‫هو‪ :‬إثبات مص‪T‬در الق‪T‬رآن الرب‪TT‬اين‪ ،‬وأن‪TT‬ه كالم اهلل تع‪T‬اىل وليس كالم حمم‪TT‬د ص‪T‬لى اهلل علي‪T‬ه وس‪T‬لم وليس من ص‪T‬نع‬
‫البشر‪ .‬مث‪ ،‬إقرار بنبوة حممد صلى اهلل عليه وسلم الذي بعثه للعاملني‪ .‬وإعجاز القرآن دليل واضح من أدلة كثرية‬
‫على هذه املسألة العظيمة‪ ،‬اليت هي أساس اإلميان‪ :‬القرآن كالم اهلل‪ ،‬وحممد صلى اهلل عليه وسلم رسول اهلل‪.‬‬
‫فق‪TT‬د كتب ه‪TT‬ذه املناقش‪TT‬ة لتفص‪TT‬يل املعلوم‪TT‬ات عن الوج‪TT‬وه إعج‪TT‬از الق‪TT‬رآن منه‪TT‬ا اإلعج‪TT‬از البالغي يف الق‪TT‬رآن‪.‬‬
‫وهذه املقالة حتتوي على أشياء‪ ،‬منها التعريف‪ ،‬وأنواعه‪ ،‬وأقوال العلماء حوله‪ ،‬وأمثاله يف القرآن‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تعريف اإلعجاز والمعجزة‬

‫من ناحي‪TT‬ة اللغوي‪TT‬ة ‪ :‬من مص‪TT‬در أعج‪TT‬ز‪ ،‬يع‪TT‬ين جع‪TT‬ل جع‪TT‬ل اآلخ‪TT‬ر ع‪TT‬اجزا أي غ‪TT‬ري ق‪TT‬ادر على إتي‪TT‬ان ش‪TT‬يء‪ .‬أو عج‪TT‬ز‬
‫اإلنس‪TT‬ان عن الش‪TT‬يء ال‪TT‬ذي مل يس‪TT‬تطع إتيان‪TT‬ه أو فعل‪TT‬ه‪ .‬فاإلعج‪TT‬از يع‪TT‬ين اثب‪TT‬ات العج‪TT‬ز‪ ،‬والعج‪TT‬ز‪ :‬ض‪TT‬د الق‪TT‬درة‪ ،‬وه‪TT‬و‬
‫مِب ِ‬ ‫ٍ‬
‫ين }‪ .‬ه‪T‬ذه اآلي‪T‬ة يوض‪T‬ح لن‪T‬ا أن‬ ‫القصور عن فعل الشيء‪ .‬وقال اهلل تعاىل‪ِ {:‬إ َّن َما تُ َ‬
‫وع ُ‪T‬دو َن آَل ت َو َم‪T‬ا َأنتُم ُْع ‪T‬ج ِز َ‬
‫الناس ال تعجزون اهلل ‪ ،‬بل هو قادر على إعادتكم ‪ ،‬وإن صرمت ترابا رفاتا وعظاما هو قادر ال يعجزه شيء ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وأما املعجزة‪ :‬هي أمر خارق للعادة مقرون بالتح ّدي سامل من املعارضة يظهره اهلل على يد رسله‪.‬‬
‫بع‪TT‬د ذل‪TT‬ك‪ ،‬وم‪TT‬ا املقص‪TT‬ود هلذه اإلص‪TT‬طالح‪ ،‬أم‪TT‬ر خ‪TT‬ارق للع‪TT‬ادة ‪ ،‬ومق‪TT‬رون‪ T‬بالتح‪ّ T‬دي‪ ،‬وس‪TT‬امل من املعارض‪TT‬ة‪ .‬وه‪TT‬ذا‬
‫الس‪TT‬ؤال مهم لك‪TT‬ل طلب العلم خاص‪TT‬ة لع‪TT‬وام أو ط‪TT‬الب جدي‪TT‬د يف التعلم ه‪TT‬ذا العلم‪ .‬سنش‪TT‬رح فيم‪TT‬ا بع‪TT‬د بإختص‪TT‬ار‬
‫ص‪TT‬ريح‪ .‬أوال‪ ،‬خ‪TT‬ارق للع‪TT‬ادة ه‪TT‬و أم‪TT‬ر خمالف‪TT‬ة ألحك‪TT‬ام الع‪TT‬ادة وليس‪TT‬ت خمالف‪TT‬ة ألحك‪TT‬ام العق‪TT‬ل‪ .‬وعلى س‪TT‬بيل املث‪TT‬ال‪،‬‬
‫عادي‪TT‬ا أن‪TT‬ه الن‪TT‬ار ح‪TT‬رارة وحمرتق‪TT‬ة والثلج بري‪TT‬د‪ .‬ف‪TT‬املعجزة ال تقتض‪TT‬ي هلذه األحك‪TT‬ام‪ .‬مث‪TT‬ل‪ ،‬الن‪TT‬ار مل حترق ن‪TT‬يب إب‪TT‬راهيم‬
‫علي‪TT‬ه الس‪TT‬الم وه‪TT‬ذه معج‪TT‬زة ن‪TT‬يب إب‪TT‬راهيم علي‪TT‬ه الس‪TT‬الم يف ع‪TT‬دم احرتاف‪TT‬ه بالن‪TT‬ار‪ .‬حينم‪TT‬ا‪ ،‬ألقي ن‪TT‬يب إب‪TT‬راهيم إىل الن‪TT‬ار‬
‫وقال اهلل تعاىل‪ {:‬قلنا يا نار كوين بردا وسالما على إبراهيم }‪ .‬مث‪ ،‬ما هو مق‪T‬رون بالتح‪ّ T‬دي؟ مق‪T‬رون بالتح‪ّ T‬دي‬
‫ه ‪TT‬و طلب املعارض ‪TT‬ة ص ‪TT‬احب املعج ‪TT‬زة ملن يقابل ‪TT‬ه(الق ‪TT‬وم أو الن ‪TT‬اس) أن ي ‪TT‬أيت مثل ‪TT‬ه‪ .‬ح ‪TT‬ىت تق ‪TT‬وم عليهم احلج ‪TT‬ة عن ‪TT‬د‬
‫عج‪TT‬زهم أو ض‪TT‬عفهم كم‪TT‬ا يفع‪TT‬ل ص‪TT‬احب املعج‪TT‬زة (الن‪TT‬يب والرس‪TT‬ول)‪ .‬وأم‪TT‬ا س‪TT‬امل من املعارض‪TT‬ة مبع‪TT‬ىن ال ميكن أح‪TT‬د‬
‫أن يأيت مبثله‪T‬ا‪ .‬وهلذا ف‪T‬إن معج‪TT‬زات األنبي‪T‬اء ال تتك‪T‬رر فلك‪T‬ل ن‪T‬يب معجزات‪T‬ه اخلاص‪TT‬ة ب‪T‬ه ال ي‪TT‬أيت أح‪T‬د مبثله‪T‬ا ح‪T‬ىت من‬
‫إخوان‪TT‬ه األنبي‪TT‬اء‪2.‬هب‪TT‬ذا التعري‪TT‬ف واض‪TT‬حا لن‪TT‬ا أن املعج‪TT‬زة هن‪TT‬اك ثالث‪TT‬ة الش‪TT‬روط‪ .‬ش‪TT‬روط األول‪ ،‬أن تك‪TT‬ون املعج‪TT‬زة‬
‫خارق ‪TT‬ة للع ‪TT‬ادة غ ‪TT‬ري م ‪TT‬ا اعت ‪TT‬دى الن ‪TT‬اس من س ‪TT‬نن الك ‪TT‬ون والطبيعي ‪TT‬ة‪ .‬وش ‪TT‬روط الث ‪TT‬اين‪ ،‬أن تك ‪TT‬ون املعج ‪TT‬زة مقرون ‪TT‬ة‬
‫بالتحدي للمكذبني أو الشاكني‪ .‬وشروط الثالث‪ ،‬أن تكون املعجزة ساملة عن املعارضة يعين فال يك‪TT‬ون املعج‪TT‬زة‬
‫‪3‬‬
‫إذا كان أمكن أن يعارض هذا األمر ويأيت مثله‪.‬‬
‫وإعجاز القرآن هو قدرة القرآن على أن يكون يف أعلى درجات التميز والتفوق يف الفص‪T‬احة والبي‪T‬ان واألحك‪T‬ام‬
‫حبيث يض‪TT‬يف الن‪TT‬اس عن اإلتي‪TT‬ان مبث‪TT‬ل الق‪TT‬رآن الك‪TT‬رمي‪ .‬لق‪TT‬د حت‪TT‬دي اهلل ‪ T‬الع‪TT‬رب‪ 4‬ألهنم اخلطب‪TT‬اء الل‪TT‬د‪ ،‬والفص‪TT‬حاء‬
‫ِِ‬ ‫حِب ِ ٍ ِ ِ ِ‬
‫ني} [الط‪TT‬ور‬ ‫اللس‪TT‬ن ب‪TT‬أن ي‪TT‬أتوا مبث‪TT‬ل الق‪TT‬رآن‪ .‬وق‪TT‬ال اهلل تع‪TT‬اىل‪ :‬ق‪TT‬ال تع‪TT‬اىل‪َ { :‬ف ْليَ ‪ْT‬أتُوا َ‪TT‬ديث مثْل‪TT‬ه إ ْن ك‪TT‬انُوا ص‪TT‬ادق َ‬
‫ون اللَّ ِه إ ْن ُكْنتُ ْم‬
‫وادع‪TT‬وا م ِن اس‪T‬تَطَعتُم ِمن د ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِِ‬
‫{أم َي ُقولُو َن ا ْفرَت اهُ قُ ْل فَْأتُوا بِ َع ْش‪ِ T‬ر ُس‪َ T‬و ٍر مثْل‪TT‬ه ُم ْفَتَري‪T‬ات ْ ُ َ ْ ْ ْ ُ‬
‫‪ ،]٣٤‬وقال‪ْ :‬‬

‫د‪ .‬مصطفى مسلم‪ ،‬مباحث في إعجاز القرآن‪(،‬دمشق‪ :‬دار القلم‪ ،‬ط ‪1426 ،3‬ه) ص ‪.18‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬فهد بن عبد الرمحن بن سليمان الرومي‪ ،‬دراسات في علوم القرآن الكريم‪ (،‬حقوق الطبع حمفوظة للمؤلف‪ :‬ط ‪1424 ،12‬ه)‪ ،‬ص ‪.258‬‬ ‫‪2‬‬

‫أمحد بن حممد بن أيب بكر بن عبد امللك القسطالين‪ ،‬المواهب اللدنية بالمنهج المحمدية‪ (،‬القاهرة‪ :‬املكتبة التوفيقية)‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.236‬‬ ‫‪3‬‬

‫حممد بكر إمساعيل‪ ،‬دراسات في علوم القرآن‪ (،‬دار املنار‪ ،‬ط ‪1419 ،2‬ه ) ص ‪361‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪4‬‬
‫ني} [ه‪TT‬ود ‪ .]13‬وق‪TT‬د حتدى اهلل ب‪TT‬ه اإلنس‪TT‬ان واجلن أيض‪TT‬ا على أن ي‪TT‬أتوا مبثل‪TT‬ه أو بعش‪TT‬ر س‪TT‬ور من مثل‪TT‬ه أو‬ ‫ِِ‬
‫ص‪TT‬ادق َ‬
‫ت‬‫س‪TT‬ورة واح‪TT‬دة‪ ،‬فعج‪TT‬زوا جمتمعني ومتف‪TT‬رقني عن اإلتي‪TT‬ان بش‪TT‬يء من ذل‪TT‬ك‪ 5،‬وق‪TT‬ال اهلل ‪ T‬تع‪TT‬اىل‪( :‬قُ‪TT‬ل لَِّئ ِن اجتَمع ِ‬
‫ْ ََ‬
‫ض‪ُ T‬هم لَِب ْع ٍ ِ‬ ‫مِبِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإْل‬
‫‪T‬ريا)‪ .‬وه‪TT‬ذا ال‪TT‬دليل على‬ ‫ض ظَ ‪T‬ه ً‬ ‫نس َواجْل ُّن َعلَ ٰى َأن يَ‪ْT‬أتُوا ثْ‪Tِ T‬ل َٰ‪T‬ه َذا الْ ُق‪Tْ T‬رآن اَل يَ‪ْT‬أتُو َن ثْل‪TT‬ه َولَ‪Tْ T‬و َ‪T‬ك‪T‬ا َن َب ْع ُ ْ‬
‫ا ُ‬
‫أن القرآن هو كالم اهلل وليس من كالم النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬وليس من صنع النيب أيضا‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫اإلعجاز عند العلماء‬

‫اإلعجاز عند الباقالني‪ :‬واعترب أن القرآن ف‪T‬ارق حكم‪TT‬ه حكم غ‪TT‬ريه من الكتب املنزل‪T‬ة على األنبي‪TT‬اء بأن‪TT‬ه‬ ‫‪)1‬‬
‫ي‪TT‬دل على نفس‪TT‬ه بذات‪TT‬ه‪ ،‬خبالف الكتب األخ‪TT‬رى فال ت‪TT‬دل على نفس‪TT‬ها إال ب‪TT‬أمر زائ‪TT‬د عليه‪TT‬ا‪ ،‬ألن نظمه‪TT‬ا‬
‫ليس معجزا‪ .‬اإلعجاز يف نظر القاضي الباقالين إىل أمور ثالثة وهي أوال‪ ،‬إنباؤه عن الغيب‪ .‬ثاني‪TT‬ا‪ ،‬أمي‪TT‬ة‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬ثالثا‪ ،‬بداعة النظم يف القرآن اشتمال على الفصاحة والبالغة وابتع‪TT‬اد عن‬
‫األلف‪TT‬اظ الوحش‪TT‬ية باس‪TT‬تخدام الكلم‪TT‬ات الس‪TT‬هلة والعب‪TT‬ارات الواض‪TT‬حة‪ .‬وق‪TT‬ال أيض‪TT‬ا‪ :‬وال س‪TT‬بيل إىل معرف‪TT‬ة‬
‫إعجاز القرآن من أصناف البديع اليت أودعوها يف الشعر ألنه ليس مما خيرق العادة‪ ،‬بل ميكن استدراكه‬
‫بالعلم والتدريب والتص‪T‬نع ب‪T‬ه‪ ،‬كق‪T‬ول الش‪T‬عر ورص‪T‬ف اخلطب وص‪T‬ناعة الرس‪T‬الة واحلذق يف البالغ‪T‬ة‪ ،‬ول‪T‬ه‬
‫طري‪TT‬ق تس‪TT‬لك‪ ،‬فأم‪TT‬ا ش‪TT‬أو نظم الق‪TT‬رآن فليس ل‪TT‬ه مث‪TT‬ال حيت‪TT‬ذى وال إم‪TT‬ام يقت‪TT‬دى ب‪TT‬ه وال يص‪TT‬ح وق‪TT‬وع مثل‪TT‬ه‬
‫اتفاقا‪.7‬‬

‫اإلعج‪TT‬از عن‪TT‬د القاضي عبد الجبار‪ :‬أن اإلعج‪TT‬از ال ميي‪TT‬ل إىل أوج‪TT‬ه البالغ‪TT‬ة فق‪TT‬ط ب‪TT‬ل اإلعج‪TT‬از يتمث‪TT‬ل يف‬ ‫‪)2‬‬
‫جزال‪TT‬ة األلف ‪TT‬اظ وحس‪TT‬ن املع ‪TT‬ىن‪ .‬فالص‪TT‬ورة البالغي‪TT‬ة إذا ج‪TT‬اءت يف موطنه‪TT‬ا مؤك ‪TT‬دة جزال‪TT‬ة األلف‪TT‬اظ مبين‪TT‬ة‬
‫مجال املع ‪TT T‬اين فهي من اإلعج‪TT T‬از‪ .‬وأك‪TT T‬د القاض‪TT T‬ي أن اإلعج‪TT T‬از ال يتص‪TT T‬ور إال بالفص‪TT T‬احة‪ .‬مث‪ ،‬اعتب‪TT T‬اره‬
‫اإلعج‪TT T‬از متمثال يف مغ‪TT T‬ايرة جنس الكالم ألس‪TT T‬اليب الع‪TT T‬رب وأجن‪TT T‬اس كالمهم‪ .‬ورد القاض ‪TT‬ي أس ‪TT‬لوب‬
‫القرآن بالسجع على اإلطالق‪.‬‬

‫اإلعج‪TT T‬از عن‪TT T‬د الرم اني‪ :‬من أهم مظ‪TT T‬اهر اإلعج‪TT T‬از هي البالغ‪TT T‬ة‪ .‬وهن‪TT T‬اك عالق‪TT T‬ة بني البالغ‪TT T‬ة والت‪TT T‬أثري‬ ‫‪)3‬‬
‫النفس‪T‬ي‪ ،‬فالبالغ‪T‬ة ليس‪TT‬ت مقص‪TT‬ودة ل‪T‬ذاهتا‪ ،‬وإمنا هي أداة إليص‪T‬ال املع‪TT‬ىن إىل القلب يف أحس‪TT‬ن ص‪T‬ورة من‬
‫اللف ‪TT‬ظ‪ ،‬وأورد «الرم ‪TT‬اين» اخلصوص ‪TT‬يات البالغي ‪TT‬ة يف الق ‪TT‬رآن‪ ،‬كاإلجياز والتش‪TT‬بيه واالس‪TT‬تعارة والتج ‪TT‬انس‬

‫د‪ .‬سعيد بن علي بن وهف القحطاين‪ ،‬عظمة القرآن وتعظيمه وأثره في النفوس في ضوء الكتاب والسنة‪( ،‬الرياض‪ :‬مطبعة سفري) ص ‪8‬‬ ‫‪5‬‬

‫حممد فاروق النبهان‪ ،‬املدخل إىل علوم القرآن‪( ،‬حلب‪ :‬دار عامل القرآن‪ ،‬ط‪2005 ،1‬م)‪ ،‬ص ‪227‬‬ ‫‪6‬‬

‫جالل الدين السيوطي‪ ،‬اإلتقان في علوم القرآن‪( ،‬د‪.‬م‪ :‬اهليئة املصرية‪ ،‬د‪.‬ط‪1974 ،‬م)‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.9‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪5‬‬
‫واملبالغة والتعريف‪ ،‬وأورد شواهد من الق‪TT‬رآن تؤك‪TT‬د عظم‪T‬ة األس‪T‬لوب البالغي يف الق‪T‬رآن‪ ،‬م‪TT‬ربزا ج‪T‬انب‬
‫اإلعجاز البالغي‬

‫تعريف اإلعجاز البالغي‬

‫نن‪TT‬اقش يف ه ‪TT‬ذا املبحث عن التعري‪TT‬ف اإلعج‪TT‬از البالغي‪ .‬أوال‪ ،‬ال ب‪TT‬د علين‪TT‬ا أن نع ‪TT‬رف م ‪TT‬ا ه‪TT‬و اإلعج‪TT‬از البالغي‪.‬‬
‫واإلعج‪TT‬از البالغي ه‪TT‬و من أح‪TT‬د وج‪TT‬ه من وج‪TT‬وه اإلعج‪TT‬از يف الق‪TT‬رآن‪ .‬من وج‪TT‬وه اإلعج‪TT‬از هي‪ ،‬اإلعج‪TT‬از الغي‪TT‬يب‪،‬‬
‫واإلعج‪TT‬از الت‪TT‬ارخيي‪ ،‬واإلعج‪TT‬از العلمي‪ ،‬واإلعج‪TT‬از التش‪TT‬ريعي‪ ،‬واإلعج‪TT‬از الط‪TT‬يب‪ ،‬واإلعج‪TT‬از النفس‪TT‬ي‪ ،‬واإلعج‪TT‬از‬
‫املوسيقى‪ ،‬واإلعجاز الفلكي‪ ،‬واإلعجاز اجلغرايف وغري ذلك‪ 8.‬مث ذهب العلماء يف اإلعجاز البالغي باعتباره هو‬
‫الوج ‪TT‬ه الوحي ‪TT‬د إلعج ‪TT‬از الق ‪TT‬رآن ألن الق ‪TT‬رآن حتدى املنك ‪TT‬رين‪ ،‬وط ‪TT‬البهم باإلتي ‪TT‬ان مبث ‪TT‬ل الق ‪TT‬رآن يف بيان ‪TT‬ه وبالغت ‪TT‬ه‪،‬‬
‫فعجزوا عن معارضة البالغة القرآين‪.‬‬
‫اإلعج‪TT‬از ه‪TT‬و من العج‪TT‬ز أي الض‪TT‬عف والقص‪TT‬ور‪ ،‬والبالغ‪TT‬ة هي حس‪TT‬ن البي‪TT‬ان وق‪TT‬وة الت‪TT‬أثري ومطابق‪TT‬ة الكالم ملقتض‪TT‬ى‬
‫احلال مع فصاحته‪ . 9‬والبالغي هو خمتص يف علم البالغة‪ .‬فاإلعجاز البالغي هو الدقة يف اختيار كلمات القرآن‬
‫الك ‪TT‬رمي‪ ،‬وترتيبه ‪TT‬ا بص ‪TT‬ور بديع ‪TT‬ة‪ ،‬حيث تظه ‪TT‬ر الفص ‪TT‬احة والبالغ ‪TT‬ة والبي ‪TT‬ان بص ‪TT‬ورة يفهمه ‪TT‬ا الق ‪TT‬ارئ ويس ‪TT‬هب يف‬
‫تدبرها‪.‬‬

‫بل‪TT‬وغ املتكلم يف تأدي‪TT‬ة املع‪TT‬ىن ح‪TT‬دا ل‪TT‬ه اختص‪TT‬اص بتوفي‪TT‬ة خ‪TT‬واص ال‪TT‬رتاكيب حقه‪TT‬ا‪ ،‬وإي‪TT‬راد أن‪TT‬واع التش‪TT‬بيه واجملاز‬
‫والكناي‪T‬ة على وجهه‪T‬ا‪ .10‬وقي‪T‬ل يف تعريفه‪T‬ا أيض‪T‬اً‪ :‬البالغ‪T‬ة هي أن يبل‪T‬غ املتكلم بعبارت‪T‬ه كن‪T‬ه م‪T‬راده م‪T‬ع إجي‪T‬از بال‬
‫إخال‪ ،‬وإطالة من غري إمالل‪ .‬أن اإلعجاز البالغي يسمى أيضا باإلعجاز البياين‪ ،11‬ويعترب أهم أنواع‬
‫اإلعج ‪TT‬از ألن ‪TT‬ه يتعل ‪TT‬ق باس ‪TT‬تخدام كلم ‪TT‬ات وعب ‪TT‬ارات الق ‪TT‬رآن الك ‪TT‬رمي وت ‪TT‬ركيب اجلم ‪TT‬ل حبيث تك ‪TT‬ون واض ‪TT‬حة‬
‫ومفهوم‪TT T‬ة وخمتص‪TT T‬رة حيث تظه‪TT T‬ر الفص‪TT T‬احة والبالغ‪TT T‬ة والبي‪TT T‬ان بص‪TT T‬ورة يفهمه‪TT T‬ا الق‪TT T‬ارئ ويظه‪TT T‬ر تأثريه ‪TT‬ا على‬
‫الس‪TT‬امعني ويس‪TT‬هب يف ت‪TT‬دبرها‪ .‬ك‪TT‬ان ه‪TT‬ذا اإلعج‪TT‬از أيض‪TT‬ا ه‪TT‬و التح‪TT‬دي ال‪TT‬ذي وج‪TT‬ه إىل ع‪TT‬رب اجلاهلي‪TT‬ة ال‪TT‬ذين‬
‫ك‪TT‬انوا ميت‪TT‬ازون بالفص‪TT‬احة وب‪TT‬رز منهم العدي‪TT‬د من املاهرون الش‪TT‬عراء ل‪TT‬دى الع‪TT‬رب‪ .‬ال يش‪TT‬ك في‪TT‬ه عاق‪TT‬ل منص‪TT‬ف‬

‫د‪ .‬صالح عبد الفتاح اخلالدي‪ ،‬إعجاز القرآن البياين ودالئل مصدره الرباين‪( ،‬عمان‪ :‬دار عمار‪2000 ،‬م)‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫‪8‬‬

‫د‪ .‬أمحد خمتار عبد احلميد عمر‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪( .‬د‪.‬م‪ :‬عامل الكتب‪ ،‬ط‪2008 ،1‬م)‪ .‬ج‪ ،1‬ص‪.242‬‬ ‫‪9‬‬

‫حسن بن إمساعيل بن حسن عبد الرازق اجلناجي‪ ،‬من قضايا البالغة والنقد عند عبد القادر الجرجاني‪( ،‬مركز النخب العلمية‪ ،‬ط‪1402 ،‬ه) ص ‪116‬‬ ‫‪10‬‬

‫د‪ .‬مصطفى مسلم‪ ،‬مباحث في إعجاز القرآن‪( ،‬دمشق‪ :‬دار القلم‪ ،‬ط ‪1426 ،3‬ه) ص ‪116-115‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪6‬‬
‫ه‪T‬و أن الق‪T‬رآن معج‪T‬ز يف فص‪T‬احته وبالغت‪T‬ه‪ ،‬معج‪T‬ز يف علوم‪T‬ه ومعارف‪T‬ه‪ ،‬ألن‪T‬ه كالم اهلل رب الع‪T‬املني ال‪T‬ذي خل‪T‬ق‬
‫كل شيء فقدره تقديراً‪.‬‬

‫الكتب الذي فيه بيان اإلعجاز القرآن‬

‫الكتاب‪TT‬ة من وس‪TT‬ائل انتش‪TT‬ار العلم يف أحناء الع‪TT‬امل‪ .‬ل‪TT‬ذلك‪ ،‬كث‪TT‬ري من العلم‪TT‬اء أن جيته‪TT‬دوا يف كتاب‪TT‬ة الكت‪TT‬اب إليص‪TT‬ال‬
‫احلق عند الناس ورد الشبه بينهم‪.‬‬
‫ومن الكتب الذي اهتمت واجنازت العلماء ببيان اإلعجاز البالغي للقرآن قدميا‪:‬‬
‫‪-1‬إعجاز القرآن للرماين‪ ،‬علي بن عيسى الرماين‪.‬‬
‫‪-2‬نظم القرآن‪ ،‬أبو زيد البلخي‪.‬‬
‫‪-3‬إعجاز القرآن‪ ،‬حممد بن يزيد الواسطي‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪-4‬نظم القرآن‪ ،‬عبد اهلل بن أيب داود السجستاين‬
‫ومن الكتب الذي اهتمت العلماء ببيان اإلعجاز البالغي للقرآن حديثا‪:‬‬
‫‪-1‬إعجاز القرآن الكرمي البياين ودالئل مصدره الرباين‪ ،‬د‪ .‬صالح اخلالدي‪.‬‬
‫‪-2‬سر اإلعجاز يف تنوع الصيغ املشتقة من أصل لغوي واحد يف القرآن‪ ،‬د‪ .‬عودة اهلل منيع القيسي‬
‫‪-3‬بالغة الكلمة يف التعبري القرآين‪ ،‬د‪ .‬فاضل السامري‪.‬‬

‫آراء العلماء عن اإلعجاز البالغي‬

‫قال أبو بكر الباقالين‪ :‬نقل املؤلف بقول الشيخ أيب احلسن األشعري يف كتبه‪ ،‬أن أقل ما يعجز عن‪TT‬ه من‬ ‫‪)1‬‬
‫الق‪TT‬رآن الس‪TT‬ورة‪ ،‬قص‪TT‬رية ك‪TT‬انت أو طويل‪TT‬ة‪ ،‬أو م‪TT‬ا ك‪TT‬ان بق‪TT‬درها؛ ف‪TT‬إذا ك‪TT‬انت اآلي‪TT‬ة بق‪TT‬در ح‪TT‬روف س‪TT‬ورة‪،‬‬

‫أبو بكر الباقالين‪ ،‬إعجاز القرآن للباقالني‪ (،‬مصر‪ :‬دار املعارف‪ ،‬ط ‪1997 ،5‬م )‪ ،‬ص ‪.10-9‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪7‬‬
‫وإن ك ‪TT‬انت س ‪TT‬ورة الك ‪TT‬وثر‪ ،‬ف ‪TT‬ذلك معج ‪TT‬ز؛ ومل يقم دلي ‪TT‬ل على عج ‪TT‬زهم عن املعارض ‪TT‬ة يف أق ‪TT‬ل من ه ‪TT‬ذا‬
‫‪13‬‬
‫القدر‪ .‬وأما القول املعتزلة‪ :‬فذهبت إىل أن كل سورة برأسها فهي معجزة‪T.‬‬
‫ق‪TT‬ال ش‪TT‬هاب ال‪TT‬دين األلوس‪TT‬ي‪ :‬وق‪TT‬د ح‪TT‬ازت بالغ‪TT‬ة الق‪TT‬رآن من ك‪TT‬ل قس‪TT‬م من ه‪TT‬ذه األقس‪TT‬ام أوف‪TT‬ر حص‪TT‬ة‬ ‫‪)2‬‬
‫وأخ ‪TT‬ذت من ك ‪TT‬ل ن ‪TT‬وع أعظم ش ‪TT‬عبة ف ‪TT‬انتظم هلا بانتظ ‪TT‬ام ه ‪TT‬ذه األوص ‪TT‬اف منط من الكالم جيم ‪TT‬ع ص ‪TT‬فيت‬
‫الفخام‪TT‬ة والعذوب‪TT‬ة ومها كاملتض‪TT‬ادين فك‪TT‬ان اجتم‪TT‬اع األم‪TT‬رين في‪TT‬ه م‪TT‬ع نب‪TT‬و ك‪TT‬ل منهم‪TT‬ا عن اآلخ‪TT‬ر فض‪TT‬يلة‬
‫ومنزل‪TT‬ة جليل‪TT‬ة وق‪TT‬د خص ب‪TT‬ذلك الق‪TT‬رآن كم‪TT‬ا ال خيفى على ذوي الفط‪TT‬ر الس‪TT‬ليمة ومن ك‪TT‬ان ل‪TT‬ه يف علم‬
‫‪14‬‬
‫البالغة إتقان‪.‬‬
‫ق‪TT‬ال حمم‪TT‬د الزرق‪TT‬اين‪ :‬بالغ‪TT‬ة الق‪TT‬رآن الك‪TT‬رمي إىل ح‪TT‬د ف‪TT‬اق ك‪TT‬ل بي‪TT‬ان وأخ‪TT‬رس ك‪TT‬ل لس‪TT‬ان وأس‪TT‬كت ك‪TT‬ل‬ ‫‪)3‬‬
‫مع‪TT‬ارض ومك‪TT‬ابر وه‪TT‬دم ك‪TT‬ل جمادل ومه‪TT‬اتر ح‪TT‬ىت ق‪TT‬ام وال ي‪TT‬زال يق‪TT‬وم يف فم ال‪TT‬دنيا معج‪TT‬زة من اهلل حلبيب‪TT‬ه‬
‫‪15‬‬
‫وآية من احلق لتأييد رسوله‪.‬‬

‫الخصائص اإلعجاز البالغي في القرآن‬

‫وقد اعرتف العرب ما ن‪T‬زل إىل الن‪T‬يب حمم‪T‬د ص‪T‬لى اهلل علي‪T‬ه وس‪T‬لم من الق‪T‬رآن ببالغت‪T‬ه‪ .‬فق‪T‬د وج‪T‬دوا ل‪T‬ه يف أنفس‪T‬هم‬
‫ص‪T‬ة املتميّ‪TT‬زة‬
‫تأثريا بالغا‪ ،‬ال جيدونه لغريه من ألوان الكالم‪ .‬وقد استعمل القرآن البالغة فيه‪ .‬ويتمثّل بالرتكيب‪T‬ة اخلا ّ‬
‫أللفاظ القرآن ومعانيه ‪ ،‬ويف جمموعة العالقات اجملازي‪T‬ة واالس‪T‬تعارية والتش‪T‬بيهية والكنائي‪T‬ة والرمزي‪TT‬ة واإلحيائي‪T‬ة بني‬
‫السر األكرب يف إعجاز القرآن‪ .‬ومن ألوان البالغة يف القرآن الكرمي هو‪:‬‬ ‫املعاين واأللفاظ‪ ،‬وذلك ّ‬
‫ني }‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اإلختص‪TT T‬اص ب‪TT T‬الالم يف لف‪TT T‬ظ اجلالل‪TT T‬ة يف س‪TT T‬ورة الفاحتة‪ .‬بقول‪TT T‬ه تع‪TT T‬اىل‪ { :‬احْلَ ْ‪T‬م ‪Tُ T‬د لِلَّ ِه َر ِّ‬
‫ب الْ َع‪TT T‬الَم َ‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلختص‪T‬اص ب‪T‬الالم ال‪T‬يت يف الكلم‪T‬ة (هلل) يع‪T‬ين دلت على أن مجي‪T‬ع احملام‪T‬د خمتص ب‪T‬ه تع‪T‬اىل إذ ه‪T‬و مس‪T‬تحق‬
‫جل وعال‪.‬‬
‫هلا َّ‬
‫ني (‪ } )5‬وك‪TT T‬ذلك يف قول‪TT T‬ه تع ‪TT‬اىل‪َ { :‬غرْيِ‬ ‫ِ‬ ‫اك َن ْعبُ‪Tُ T T‬د َوِإيَّ َ‬
‫التق‪TT T‬دمي والت‪TT T‬أخري يف قول‪TT T‬ه تع‪TT T‬اىل‪ِ {:‬إيَّ َ‬
‫اك نَ ْس ‪T T‬تَع ُ‬ ‫‪.2‬‬
‫‪16‬‬
‫ني (‪} )7‬‬ ‫ض ِ‬
‫وب َعلَْي ِه ْم َواَل الضَّالِّ َ‬ ‫الْ َم ْغ ُ‬
‫ب فِ ِيه )‪ 17‬استخدم اسم‬ ‫اب اَل َريْ َ‬
‫اسم اإلشارة للبعيد يف سورة البقرة بقول اهلل تعاىل‪َ ( :‬ذلِ َ ِ‬
‫ك الكتَ ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫اإلشارة ذلك يدل بعلو شأنه وبعد مرتبته يف الكمال‪.‬‬

‫أبو بكر الباقالين‪ ،‬إعجاز القرآن للباقالني‪ (،‬مصر‪ :‬دار املعارف‪ ،‬ط ‪1997 ،5‬م )‪ ،‬ص ‪.254‬‬ ‫‪13‬‬

‫شهاب الدين حممود بن عبد اهلل احلسني األلوسي‪ ،‬روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني‪ (،‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪1415 ،1‬ه )‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‬ ‫‪14‬‬

‫‪.33‬‬
‫حممد عبد العظيم الزرقاين‪ ،‬مناهل العرفان في علوم القرآن‪ (،‬مطبعة عيسى البايب احلليب وشركاه‪ ،‬ط ‪ ،) 3‬ج ‪ ،1‬ص ‪.296‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ 16‬سورة الفاحتة‬
‫‪ 17‬سورة البقرة ‪2 :2‬‬

‫‪8‬‬
‫َأصابِ َع ُه ْم يِف آ َذاهِنِم )‪ 18‬تشبيه بليغ أي هم كالصم البكم العمي يف‬
‫التشبيه‪ .‬قول اهلل تعاىل‪ ( :‬جَيْ َعلُو َن َ‬ ‫‪.4‬‬
‫عدم اإلستفادة من هذه احلواس حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه فأصبح بليغا‪.‬‬
‫َّار )‪ 19‬إجياز البديع بذكر الكناية أي فإن عجزمت فخافوا نار جهنم‬ ‫الكناية‪ .‬ويف قوله تعاىل‪ ( :‬فَ َّات ُقوا الن َ‬ ‫‪.5‬‬
‫بتصديقكم بالقرآن الكرمي‪.‬‬

‫األمثلة على اإلعجاز البالغي في القرآن‬


‫‪20‬‬
‫ورا(‪})89‬‬ ‫آن ِمن ُك ِّل مثَ ٍل فََأىَب ٰ َأ ْكَثر الن ِ ِإ‬
‫َّاس اَّل ُك ُف ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫صَّر ْفنَا لِلن ِ‬
‫َّاس يِف َٰه َذا الْ ُق ْر ْ‬ ‫{ولََق ْد َ‬ ‫‪ )1‬قول اهلل تعاىل‪َ :‬‬
‫‪21‬‬
‫َّاس ِم ْن ُك ِّل َمثَ ٍل َو َكا َن اِإْل نْ َسا ُن َأ ْكَثَر َش ْي ٍء َج َداًل (‪})54‬‬
‫آن لِلن ِ‬
‫وقول اهلل تعاىل‪{ :‬ولََق ْد صَّر ْفنَا يِف ٰه َذا الْ ُقر ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كم‪TT‬ا تش‪TT‬اهد تل‪TT‬ك اآلي‪TT‬تني م‪TT‬ا وج‪TT‬ه اإلختالف بني اآلي‪TT‬تني الكرميتني رغم أن ص‪TT‬يغتهما متش‪TT‬بهان‪ .‬فم‪TT‬ا ه‪TT‬و وج‪TT‬ه‬
‫التق‪TT‬دمي والت‪TT‬أخري يف ه‪TT‬ذه اآلي‪TT‬تني ال‪TT‬ذي في‪TT‬ه حكم‪TT‬ة عظيم‪TT‬ة‪ .‬حكمت‪TT‬ه‪ ،‬املوض‪TT‬وع اآلي‪TT‬ة من س‪TT‬ورة اإلس‪TT‬راء خيتل‪TT‬ف‬
‫باآلي‪TT‬ة يف س‪TT‬ورة الكه‪TT‬ف بس‪TT‬بب أس‪TT‬لوب البالغ‪TT‬ة وهي التق‪TT‬دمي والت‪TT‬أخري‪ .‬املوض‪TT‬وع األساس‪TT‬ي يف اآلي‪TT‬ة األول عن‬
‫الكالم على الناس ال‪T‬ذين يري‪TT‬دون الش‪T‬بهة ال‪T‬يت متنعهم عن اإلميان‪ .‬رغم أن الق‪TT‬رآن ق‪T‬د بني اهلل س‪T‬بحانه وتع‪TT‬اىل من‬
‫احلجج فيه م‪T‬ا يكفي لإلميان وتص‪T‬ديق ب‪T‬ه إال أهنم ق‪T‬د كف‪TT‬روا‪ .‬واملوض‪T‬وع األساس‪T‬ي يف آي‪T‬ة الث‪T‬اين ه‪TT‬و اإلخب‪T‬ار عن‬
‫القرآن وأنه قد بينت فيه من احلجج والبينات اليت تدعوا إىل اإلميان وتصديق به‪.‬‬
‫ت ِم َن الْ ِكرَبِ ِعتِيًّا (‪})8‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َأىَّنٰ يَ ُكو ُن يِل غُاَل ٌم َو َكانَت ْامَرَأيِت َعاقًرا َوقَ ْد َبلَ ْغ ُ‬
‫قول اهلل تعاىل‪{ :‬قَ َال َر ِّ‬ ‫‪)2‬‬
‫َأصلَ ْحنَا لَهُ َز ْو َجهُ}‬
‫استَ َجْبنَا لَهُ َو َو َهْبنَا لَهُ حَيْىَي ٰ َو ْ‬
‫وقول اهلل تعاىل‪{ :‬فَ ْ‬
‫ه‪TT‬ذه اآلي‪TT‬تني ت‪TT‬دل على أن كلم‪TT‬ة الزوج‪TT‬ة وكلم‪TT‬ة املرأة ج‪TT‬اءت يف مواض‪TT‬ع خمتلف‪TT‬ة‪ .‬ف‪TT‬دعا زكري‪TT‬ا رب‪TT‬ه ب‪TT‬أن يرزق‪TT‬ه‬
‫الذرية‪ ،‬ولقد استخدمت يف اآلية كلمة املرأة بالرغم من أن زوجته صاحلة؛ وذل‪TT‬ك ألن املرأة ترتب‪TT‬ط بالتك‪TT‬اثر أي‬
‫إجناب األوالد‪ ،‬فلما كانت امرأته ع‪T‬اقراً اس‪T‬تخدمت كلم‪T‬ة املرأة ب‪T‬دالً من كلم‪T‬ة الزوج‪T‬ة‪ ،‬ويف اآلي‪T‬ة الثاني‪T‬ة عن‪T‬دما‬
‫أجنبت ذكرت كلمة الزوجة وهذا فرق واضح ما بني كلميت املرأة والزوجة‪.‬‬
‫{واَل َت ْقُتلُوا َْأواَل َد ُك ْم ِم ْن ِإ ْماَل ٍق حَنْ ُن َنْر ُزقُ ُك ْم‬ ‫كلمة امالق‪ ،‬وقال اهلل سبحانه وتعاىل يف سورة األنعام‪َ :‬‬ ‫‪)3‬‬
‫{واَل َت ْقُتلُ‪TT‬وا َْأواَل َد ُك ْم َخ ْش‪T‬يَةَ ِإ ْماَل ٍق حَنْ ُن َن‪Tْ T‬ر ُز ُق ُه ْم‬
‫اه ْم (‪ .})151‬وق‪TT‬ال س‪TT‬بحانه يف س‪TT‬ورة اإلس‪TT‬راء‪َ :‬‬ ‫َوِإيَّ ُ‬
‫َوِإيَّا ُك ْم ِإ َّن َقْتلَ ُه ْم َكا َن ِخطًْئا َكبِ ًريا (‪.})31‬‬

‫‪ 18‬سورة البقرة ‪19 :2‬‬


‫‪ 19‬سورة البقرة ‪24 :2‬‬
‫‪ 20‬سورة اإلسراء ‪89 :17‬‬
‫‪ 21‬سورة الكهف ‪56 :18‬‬

‫‪9‬‬
‫كلمة إمالق تعين الفق‪T‬ر‪ ،‬ويف اآلي‪T‬ة األوىل س‪T‬بقت كلم‪T‬ة إمالق ح‪T‬رف ِمن‪ ،‬فاإلعج‪T‬از يف ذل‪T‬ك ه‪T‬و أم‪T‬ر اهلل تع‪T‬اىل‬
‫وخماطبتهم بع ‪TT‬دم قت ‪TT‬ل األوالد نتيج ‪TT‬ة فق ‪TT‬رهم‪ ،‬فاهلل ه ‪TT‬و ال ‪TT‬رازق‪ ،‬ول ‪TT‬ذلك اتص ‪TT‬ل ض ‪TT‬مري املخ ‪TT‬اطب الك ‪TT‬اف بكلم ‪TT‬ة‬
‫الرزق‪ ،‬ويف اآلي‪T‬ة األخ‪T‬رى س‪T‬بقتها كلم‪T‬ة خش‪T‬ية‪ ،‬ف‪T‬النهي عن القت‪T‬ل ج‪T‬اء نتيج‪T‬ة خ‪T‬وفهم من الفق‪T‬ر ال‪T‬ذي يتوقعون‪T‬ه‬
‫عند والدة األطفال‪ ،‬فاملولود يأيت ورزقه معه من اهلل تعاىل‪ ،‬لذلك اتصل ضمري الغائب اهلاء بكلمة الرزق‪.‬‬
‫الفرق بني الكلمة يعقلون ويعلمون‬ ‫‪)4‬‬
‫يل هَلُ ُم اتَّبِعُوا َما َأْنَز َل اللَّهُ قَالُوا بَ ْل َنتَّبِ ُع َما َألْ َفْينَا َعلَْي ِه آَبَاءَنَا ََأولَ ْو َكا َن آَبَاُؤ ُه ْم اَل َي ْع ِقلُو َن َش‪ْT‬يًئا‬‫قال تعاىل‪ِ :‬إ ِ‬
‫(و َذا ق َ‬
‫َ‬
‫َواَل َي ْهتَ‪Tُ T T‬دو َن) [البق‪TT T‬رة‪ .]170 :‬يف ه‪TT T‬ذه احلال‪TT T‬ة ف‪TT T‬إن االتب‪TT T‬اع حيت‪TT T‬اج لعق‪TT T‬ل فق‪TT T‬ط ل‪TT T‬ذلك يس‪TT T‬تخدم اهلل الكلم‪TT T‬ة‬
‫الرس ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ِإ‬ ‫"يعقلون"‪ .‬ولكن يف آية مشاهبة قال‪ِ :‬إ ِ‬
‫ول قَ‪T‬الُوا َح ْس‪ُT‬بنَا َم‪T‬ا َو َ‪T‬ج ْدنَا‬ ‫يل هَلُ ْم َت َعالَ ْوا ىَل َما َأْنَز َل اللَّهُ َو ىَل َّ ُ‬ ‫(و َذا ق َ‬ ‫َ‬
‫َعلَْي‪Tِ T‬ه آَبَاءَنَ‪TT‬ا ََأولَ‪Tْ T‬و َ‪T‬ك‪T‬ا َن آَبَ‪TT‬اُؤ ُه ْم اَل َي ْعلَ ُم‪TT‬و َن َش‪ْT‬يًئا َواَل َي ْهتَ‪Tُ T‬دو َن) [املائ‪TT‬دة‪ .]104 :‬هن‪TT‬ا اآلي‪TT‬ة تتح‪TT‬دث عن الرس‪TT‬ول‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وتعاليمه‪ ،‬فهو يدعوهم ملا أنزل اهلل على الرسول من أحكام وشرائع وسنن وحالل وحرام‬
‫ولذلك القضية هنا حتتاج لعلم وتدبر ولذلك يستخدم اهلل الكلمة "يعلمون‪.‬‬

‫النتيجة‬

‫هذا البحث الذي نقدمه من املوضوع املتعلق بعلوم القرآن والذي كان جماال واس‪TT‬عا مناقش‪TT‬ة بني العلم‪TT‬اء يف ه‪TT‬ذه‬
‫العلم‪ .‬أال وهي وجه إعجاز البالغي يف القرآن‪.‬‬
‫والبحث يصل إىل النتيجة‪ ،‬أن القرآن معجزة خالدة حىت يوم القيامة‪ .‬ووجوه اإلعجاز يف الق‪TT‬رآن يك‪TT‬ون إعج‪TT‬از‬
‫الن‪TT‬اس عن اإلتي ‪TT‬ان مبثل ‪TT‬ه‪ .‬ووج ‪TT‬وه اإلعج ‪TT‬از يف الق ‪TT‬رآن كث ‪TT‬رية فال ميكن اإلحاط‪TT‬ة هبا وليس من الس ‪TT‬هل تص ‪TT‬نيفها‪.‬‬
‫ألهنا لتداخل بعضها وتشاهبها وجتددها فرتة بعد أخرى‪ T.‬لقد حتدي اهلل العرب أن ي‪TT‬أتوا مبثل‪TT‬ه ولكن هم عج‪TT‬زوا‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬هذا الدليل على اإلثبات والتصديق بنبوة النيب حممد صلى اهلل علي‪T‬ه وس‪T‬لم‪ .‬وال‪T‬دليل أيض‪T‬ا‪ ،‬أن الق‪T‬رآن ه‪T‬و‬
‫كالم اهلل وليس من كالم البش‪TT T‬ر‪ .‬يف رأيي‪ ،‬إذا نفك‪TT T‬ر ببالغت‪TT T‬ه وتش‪TT T‬ريعه وعلم‪TT T‬ه الق‪TT T‬رآن‪ .‬فنع‪TT T‬رف من ه‪TT T‬و اهلل‪،‬‬
‫فنع ‪TT‬رف من ه ‪TT‬و اخلالق‪ ،‬فنع ‪TT‬رف من ه ‪TT‬و املال ‪TT‬ك‪ .‬ل ‪TT‬ذلك‪ ،‬العم ‪TT‬ل يف كتاب ‪TT‬ة البحث ح ‪TT‬ول املوض ‪TT‬وع اإلعج ‪TT‬از يف‬
‫الق‪TT‬رآن مهم حلي‪TT‬اة طلب العلم‪ .‬لكي يكون‪TT‬وا مس‪TT‬لمون ومؤمن‪TT‬ون دائم‪TT‬ا طاع‪TT‬ة اهلل وطاع‪TT‬ة الرس‪TT‬ول ص‪TT‬لى اهلل علي‪TT‬ه‬
‫وسلم‪.‬‬

‫الخالصة‬

‫والنتيجة‪ ،‬نع‪T‬رف أن اإلعج‪T‬از البالغي مف‪T‬رده‪ T‬اإلعج‪T‬از البي‪T‬اين وه‪T‬و من وج‪T‬وه إعج‪T‬از الق‪T‬رآن‪ T.‬عالوة على ذل‪T‬ك‪،‬‬
‫نعرف أن القرآن معجز من وجوه متعددة من حيث فص‪TT‬احته وبالغت‪T‬ه ونظم‪TT‬ه وتركيب‪TT‬ه وأس‪TT‬اليبه وم‪T‬ا تض‪T‬منه من‬

‫‪10‬‬
‫أخب‪TT‬ار ماض‪TT‬ية ومس‪TT‬تقبلة وم‪TT‬ا اش‪TT‬تمل علي‪TT‬ه أحك‪TT‬ام جلي‪TT‬ة‪ .‬فأس‪TT‬لوب كالم اهلل يف الق‪TT‬رآن ال يش‪TT‬به بأس‪TT‬لوب كالم‬
‫الن ‪TT‬اس‪ .‬وه ‪TT‬ذا ال ‪TT‬دليل على أن الق ‪TT‬رآن الك ‪TT‬رمي ه ‪TT‬و كالم اهلل ع ‪TT‬ز وج ‪TT‬ل وليس من الكالم من ص ‪TT‬نع البش ‪TT‬ر‪ .‬وه ‪TT‬ذا‬
‫البحث ق‪TT‬د أوض‪TT‬ح عن األس‪TT‬لوب البالغي يف الق‪TT‬رآن الك‪TT‬رمي‪ .‬لكن‪TT‬ه‪ ،‬يؤم‪TT‬ل أن يعطي ه‪TT‬ذا البحث املوجز ص‪TT‬ورة‬
‫أوض‪TT‬ح للمتعلمني يف عل‪TT‬وم الق‪TT‬رآن ش‪TT‬كل ع‪TT‬ام عن مناقش‪TT‬ة اإلعج‪TT‬از البالغي يف الق‪TT‬رآن وأمثال‪TT‬ه‪ .‬وأخ‪TT‬ريا‪ ،‬يتوص‪TT‬ل‬
‫هذا البحث إىل عدة األمور‪ ،‬منها‪:‬‬
‫تعريف اإلعجاز واإلعجاز البالغي‬ ‫‪-‬‬
‫الكتب يف علم اإلعجاز البالغي‬ ‫‪-‬‬
‫آراء العلماء عن اإلعجاز البالغي‬ ‫‪-‬‬
‫مالمح اإلعجاز البالغي‬ ‫‪-‬‬
‫األمثال يف القرآن‬ ‫‪-‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬ال بد من وجود أشياء أخرى مناقشة األمثال واألقوال العلماء عن اإلعجاز البالغي اليت ال‬
‫ن‪TT‬ذكرها يف ه‪TT‬ذا البحث الص‪TT‬غري‪ .‬ونس‪TT‬أل اهلل ع‪TT‬ز وج‪TT‬ل على ك‪TT‬ل نفع‪TT‬ل‪ ،‬وص‪TT‬لى اهلل على نبين‪TT‬ا حمم‪TT‬د وعلى آل‪TT‬ه‬
‫وصحبه أمجعني‪ T،‬واحلمدهلل رب العاملني‪.‬‬

‫المراجع‬

‫حممد بكر إمساعيل‪ ،‬دراسات في علوم القرآن‪ (،‬دار املنار‪ ،‬ط ‪1419 ،2‬ه )‬ ‫‪‬‬
‫د‪ .‬سعيد بن علي بن وهف القحطاين‪ ،‬عظمة القرآن وتعظيمه وأثره في النفوس في ضوء الكتاب‬ ‫‪‬‬
‫والسنة‪( ،‬الرياض‪ :‬مطبعة سفري)‬
‫حسن بن إمساعيل بن حسن عبد الرازق اجلناجي‪ ،‬من قضايا البالغة والنقد عند عبد القادر‬ ‫‪‬‬
‫الجرجاني‪( ،‬مركز‪ T‬النخب العلمية‪ ،‬ط‪1402 ،‬ه)‬
‫د‪ .‬مصطفى مسلم‪ ،‬مباحث في إعجاز القرآن‪( ،‬دمشق‪ :‬دار القلم‪ ،‬ط ‪1426 ،3‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫أبو بكر الباقالين‪ ،‬إعجاز القرآن للباقالني‪ (،‬مصر‪ T:‬دار املعارف‪ ،‬ط ‪1997 ،5‬م )‬ ‫‪‬‬
‫حممد عبد العظيم الزرقاين‪ ،‬مناهل العرفان في علوم القرآن‪ (،‬مطبعة عيسى البايب احلليب وشركاه‪ ،‬ط‬ ‫‪‬‬
‫‪)3‬‬
‫شهاب الدين حممود بن عبد اهلل احلسني األلوسي‪ ،‬روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع‬ ‫‪‬‬
‫المثاني‪ (،‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪1415 ،1‬ه )‬

‫‪11‬‬
https://kaheel7.net/?p=7575#:~:text= ،‫اإلعجاز البالغي‬ 
%D9%82%D8%A7%D9%84%20%D8%AA
%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89%3A%20
.‫ خصائص أسلوب اجلرجاين يف إثبات اإلعجاز البالغي للقرآن للكرمي من خالل نظرية النظم‬
http://ajba.um.edu.my/index.php/ALBASIRAH/article/view/
27915/12585
،‫معىن اإلعجاز البالغي‬ 
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/99294/%D9%85%D8%B9%D
9%86%D9%89%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC
%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%
A7%D8%BA%D9%8A

12

You might also like