Professional Documents
Culture Documents
اعجاز البلاغي
اعجاز البلاغي
1
المحتويات
املقدمة3T..................................................................................
تعريف اإلعجاز 4.........................................................................
اإلعجاز عند العلماء 5T....................................................................
تعريف اإلعجاز البالغي6..................................................................
الكتب فيه بيان اإلعجاز البالغي 7.........................................................
آراء العلماء عن اإلعجاز البالغي 7T.........................................................
اخلصائص اإلعجاز البالغي يف القرآن 8.....................................................
األمثلة اإلعجاز البالغي يف القرآن 8-9T......................................................
النتيجة10..................................................................................
اخلالصة 10T................................................................................
املراجع 11T.................................................................................
2
المقدمة
احلمدهلل رب العاملني ،والصالة والسالم على رسول اهلل ،وعلى آله وصحبه أمجعني ،ومن تبعهم بإحسTTان إىل
يوم الدين .أما بعد.
أن القرآن هو كتاب اهلل املعجز عند املسلمني واملصدر األول التشريع اإلسTTالمي .وهTTو كالم اهلل املنزل على
رسوله حممد صلى اهلل عليه بواسطة امللك جربيل .وهو يسTمى بTالقرآن الكTTرمي الTTذي ال شTTك فيTTه وال ريب فيTه.
وأيض TTا ،ال حتري TTف ،وال تب TTديل ،وال زي TTادة ،وال نقص TTان في TTه .إن اختص TTاص الن TTيب اخلامت ص TTلى اهلل علي TTه وس TTلم
مبعجTTزة القTTرآن الباقيTTة خالفTTا للرسTTاالت السTTابقة يTTأيت إيضTTاحه وتعليلTTه كTTذلك يف حديثTTه صTTلوات اهلل وسTTالمه
عليه {:ما من األنبياء نيب إال أعطي من اآليات ما مثله آمن عليه البشر ،وإمنا كان الذي أوتيتTه وحيTا أوحTاه اهلل
تابعا يوم القيامة } .وهذا احلديث تدل على أن معجزات األنبيTTاء السTTابقني انتهت إىل فأرجو أن أكون أكثرهم ً
بانتهاء عصورهم،فلم يعاينها إال من حضرها ،أما معجزة القرآن فهي باقية إىل يوم الدين.
والق TTرآن حمف TTوظ ح TTىت ي TTوم القيام TTة .وق TTال اهلل تع TTاىلِ {:إنَّا حَنْ ُن َنَّزلْنَ TTا ٱل Tِّ Tذ ْكَر َوِإنَّا لَهۥُ حَلَِٰفظُ TTو َن ( .})9ل TTذلك،
مسTTتحيل على اإلنسTTان واجلن ولTTو أهنم جمتمعني ألن يTTأتوا مبثلTTه ،أو سTTورة منTTه ،وصTTدق اهلل إذا يقTTولَ {:ف ْليَْTأتُواْ
ني } .واضTTحا لنTTا ،ضTTعف اإلنسTTان واجلن أن يTTأتوا مبثTTل القTTرآن ولTTو آيTTة واحTTدة. ث ِّمثْلِTِ Tه ِإن َكTTانُواْ ٰ ِ ِ
حِب َTِ Tدي ۢ ٍ
ص Tد ق َ
َ
وهTTذا دليTTل أن القTTرآن ليس من كالم املخلTTوق ،وإمنا هTTو كالم اهلل عTTز وجTTل .اهلدف من دراسTTة إعجTTاز القTTرآن
هو :إثبات مصTدر القTرآن الربTTاين ،وأنTTه كالم اهلل تعTاىل وليس كالم حممTTد صTلى اهلل عليTه وسTلم وليس من صTنع
البشر .مث ،إقرار بنبوة حممد صلى اهلل عليه وسلم الذي بعثه للعاملني .وإعجاز القرآن دليل واضح من أدلة كثرية
على هذه املسألة العظيمة ،اليت هي أساس اإلميان :القرآن كالم اهلل ،وحممد صلى اهلل عليه وسلم رسول اهلل.
فقTTد كتب هTTذه املناقشTTة لتفصTTيل املعلومTTات عن الوجTTوه إعجTTاز القTTرآن منهTTا اإلعجTTاز البالغي يف القTTرآن.
وهذه املقالة حتتوي على أشياء ،منها التعريف ،وأنواعه ،وأقوال العلماء حوله ،وأمثاله يف القرآن.
3
تعريف اإلعجاز والمعجزة
من ناحيTTة اللغويTTة :من مصTTدر أعجTTز ،يعTTين جعTTل جعTTل اآلخTTر عTTاجزا أي غTTري قTTادر على إتيTTان شTTيء .أو عجTTز
اإلنسTTان عن الشTTيء الTTذي مل يسTTتطع إتيانTTه أو فعلTTه .فاإلعجTTاز يعTTين اثبTTات العجTTز ،والعجTTز :ضTTد القTTدرة ،وهTTو
مِب ِ ٍ
ين } .هTذه اآليTة يوضTح لنTا أن القصور عن فعل الشيء .وقال اهلل تعاىلِ {:إ َّن َما تُ َ
وع ُTدو َن آَل ت َو َمTا َأنتُم ُْع Tج ِز َ
الناس ال تعجزون اهلل ،بل هو قادر على إعادتكم ،وإن صرمت ترابا رفاتا وعظاما هو قادر ال يعجزه شيء .
1
وأما املعجزة :هي أمر خارق للعادة مقرون بالتح ّدي سامل من املعارضة يظهره اهلل على يد رسله.
بعTTد ذلTTك ،ومTTا املقصTTود هلذه اإلصTTطالح ،أمTTر خTTارق للعTTادة ،ومقTTرون Tبالتحّ Tدي ،وسTTامل من املعارضTTة .وهTTذا
السTTؤال مهم لكTTل طلب العلم خاصTTة لعTTوام أو طTTالب جديTTد يف التعلم هTTذا العلم .سنشTTرح فيمTTا بعTTد بإختصTTار
صTTريح .أوال ،خTTارق للعTTادة هTTو أمTTر خمالفTTة ألحكTTام العTTادة وليسTTت خمالفTTة ألحكTTام العقTTل .وعلى سTTبيل املثTTال،
عاديTTا أنTTه النTTار حTTرارة وحمرتقTTة والثلج بريTTد .فTTاملعجزة ال تقتضTTي هلذه األحكTTام .مثTTل ،النTTار مل حترق نTTيب إبTTراهيم
عليTTه السTTالم وهTTذه معجTTزة نTTيب إبTTراهيم عليTTه السTTالم يف عTTدم احرتافTTه بالنTTار .حينمTTا ،ألقي نTTيب إبTTراهيم إىل النTTار
وقال اهلل تعاىل {:قلنا يا نار كوين بردا وسالما على إبراهيم } .مث ،ما هو مقTرون بالتحّ Tدي؟ مقTرون بالتحّ Tدي
ه TTو طلب املعارض TTة ص TTاحب املعج TTزة ملن يقابل TTه(الق TTوم أو الن TTاس) أن ي TTأيت مثل TTه .ح TTىت تق TTوم عليهم احلج TTة عن TTد
عجTTزهم أو ضTTعفهم كمTTا يفعTTل صTTاحب املعجTTزة (النTTيب والرسTTول) .وأمTTا سTTامل من املعارضTTة مبعTTىن ال ميكن أحTTد
أن يأيت مبثلهTا .وهلذا فTإن معجTTزات األنبيTاء ال تتكTرر فلكTل نTيب معجزاتTه اخلاصTTة بTه ال يTTأيت أحTد مبثلهTا حTىت من
إخوانTTه األنبيTTاء2.هبTTذا التعريTTف واضTTحا لنTTا أن املعجTTزة هنTTاك ثالثTTة الشTTروط .شTTروط األول ،أن تكTTون املعجTTزة
خارق TTة للع TTادة غ TTري م TTا اعت TTدى الن TTاس من س TTنن الك TTون والطبيعي TTة .وش TTروط الث TTاين ،أن تك TTون املعج TTزة مقرون TTة
بالتحدي للمكذبني أو الشاكني .وشروط الثالث ،أن تكون املعجزة ساملة عن املعارضة يعين فال يكTTون املعجTTزة
3
إذا كان أمكن أن يعارض هذا األمر ويأيت مثله.
وإعجاز القرآن هو قدرة القرآن على أن يكون يف أعلى درجات التميز والتفوق يف الفصTاحة والبيTان واألحكTام
حبيث يضTTيف النTTاس عن اإلتيTTان مبثTTل القTTرآن الكTTرمي .لقTTد حتTTدي اهلل TالعTTرب 4ألهنم اخلطبTTاء اللTTد ،والفصTTحاء
ِِ حِب ِ ٍ ِ ِ ِ
ني} [الطTTور اللسTTن بTTأن يTTأتوا مبثTTل القTTرآن .وقTTال اهلل تعTTاىل :قTTال تعTTاىلَ { :ف ْليَ ْTأتُوا َTTديث مثْلTTه إ ْن كTTانُوا صTTادق َ
ون اللَّ ِه إ ْن ُكْنتُ ْم
وادعTTوا م ِن اسTتَطَعتُم ِمن د ِ ٍ ِ ِِ
{أم َي ُقولُو َن ا ْفرَت اهُ قُ ْل فَْأتُوا بِ َع ْشِ Tر ُسَ Tو ٍر مثْلTTه ُم ْفَتَريTات ْ ُ َ ْ ْ ْ ُ
،]٣٤وقالْ :
د .مصطفى مسلم ،مباحث في إعجاز القرآن(،دمشق :دار القلم ،ط 1426 ،3ه) ص .18 1
د .فهد بن عبد الرمحن بن سليمان الرومي ،دراسات في علوم القرآن الكريم (،حقوق الطبع حمفوظة للمؤلف :ط 1424 ،12ه) ،ص .258 2
أمحد بن حممد بن أيب بكر بن عبد امللك القسطالين ،المواهب اللدنية بالمنهج المحمدية (،القاهرة :املكتبة التوفيقية) ،ج ،2ص .236 3
حممد بكر إمساعيل ،دراسات في علوم القرآن (،دار املنار ،ط 1419 ،2ه ) ص 361 4
4
ني} [هTTود .]13وقTTد حتدى اهلل بTTه اإلنسTTان واجلن أيضTTا على أن يTTأتوا مبثلTTه أو بعشTTر سTTور من مثلTTه أو ِِ
صTTادق َ
تسTTورة واحTTدة ،فعجTTزوا جمتمعني ومتفTTرقني عن اإلتيTTان بشTTيء من ذلTTك 5،وقTTال اهلل TتعTTاىل( :قُTTل لَِّئ ِن اجتَمع ِ
ْ ََ
ضُ Tهم لَِب ْع ٍ ِ مِبِ ِ ِ ِ مِبِ ِ ِإْل
Tريا) .وهTTذا الTTدليل على ض ظَ Tه ً نس َواجْل ُّن َعلَ ٰى َأن يَْTأتُوا ثْTِ Tل َٰTه َذا الْ ُقTْ Tرآن اَل يَْTأتُو َن ثْلTTه َولَTْ Tو َTكTا َن َب ْع ُ ْ
ا ُ
أن القرآن هو كالم اهلل وليس من كالم النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم .وليس من صنع النيب أيضا.
6
اإلعجاز عند العلماء
اإلعجاز عند الباقالني :واعترب أن القرآن فTارق حكمTTه حكم غTTريه من الكتب املنزلTة على األنبيTTاء بأنTTه )1
يTTدل على نفسTTه بذاتTTه ،خبالف الكتب األخTTرى فال تTTدل على نفسTTها إال بTTأمر زائTTد عليهTTا ،ألن نظمهTTا
ليس معجزا .اإلعجاز يف نظر القاضي الباقالين إىل أمور ثالثة وهي أوال ،إنباؤه عن الغيب .ثانيTTا ،أميTTة
الرسول صلى اهلل عليه وسلم .ثالثا ،بداعة النظم يف القرآن اشتمال على الفصاحة والبالغة وابتعTTاد عن
األلفTTاظ الوحشTTية باسTTتخدام الكلمTTات السTTهلة والعبTTارات الواضTTحة .وقTTال أيضTTا :وال سTTبيل إىل معرفTTة
إعجاز القرآن من أصناف البديع اليت أودعوها يف الشعر ألنه ليس مما خيرق العادة ،بل ميكن استدراكه
بالعلم والتدريب والتصTنع بTه ،كقTول الشTعر ورصTف اخلطب وصTناعة الرسTالة واحلذق يف البالغTة ،ولTه
طريTTق تسTTلك ،فأمTTا شTTأو نظم القTTرآن فليس لTTه مثTTال حيتTTذى وال إمTTام يقتTTدى بTTه وال يصTTح وقTTوع مثلTTه
اتفاقا.7
اإلعجTTاز عنTTد القاضي عبد الجبار :أن اإلعجTTاز ال مييTTل إىل أوجTTه البالغTTة فقTTط بTTل اإلعجTTاز يتمثTTل يف )2
جزالTTة األلف TTاظ وحسTTن املع TTىن .فالصTTورة البالغيTTة إذا جTTاءت يف موطنهTTا مؤك TTدة جزالTTة األلفTTاظ مبينTTة
مجال املع TT Tاين فهي من اإلعجTT Tاز .وأكTT Tد القاضTT Tي أن اإلعجTT Tاز ال يتصTT Tور إال بالفصTT Tاحة .مث ،اعتبTT Tاره
اإلعجTT Tاز متمثال يف مغTT Tايرة جنس الكالم ألسTT Tاليب العTT Tرب وأجنTT Tاس كالمهم .ورد القاض TTي أس TTلوب
القرآن بالسجع على اإلطالق.
اإلعجTT Tاز عنTT Tد الرم اني :من أهم مظTT Tاهر اإلعجTT Tاز هي البالغTT Tة .وهنTT Tاك عالقTT Tة بني البالغTT Tة والتTT Tأثري )3
النفسTي ،فالبالغTة ليسTTت مقصTTودة لTذاهتا ،وإمنا هي أداة إليصTال املعTTىن إىل القلب يف أحسTTن صTورة من
اللف TTظ ،وأورد «الرم TTاين» اخلصوص TTيات البالغي TTة يف الق TTرآن ،كاإلجياز والتشTTبيه واالسTTتعارة والتج TTانس
د .سعيد بن علي بن وهف القحطاين ،عظمة القرآن وتعظيمه وأثره في النفوس في ضوء الكتاب والسنة( ،الرياض :مطبعة سفري) ص 8 5
حممد فاروق النبهان ،املدخل إىل علوم القرآن( ،حلب :دار عامل القرآن ،ط2005 ،1م) ،ص 227 6
جالل الدين السيوطي ،اإلتقان في علوم القرآن( ،د.م :اهليئة املصرية ،د.ط1974 ،م) ،ج ،4ص .9 7
5
واملبالغة والتعريف ،وأورد شواهد من القTTرآن تؤكTTد عظمTة األسTلوب البالغي يف القTرآن ،مTTربزا جTانب
اإلعجاز البالغي
ننTTاقش يف ه TTذا املبحث عن التعريTTف اإلعجTTاز البالغي .أوال ،ال بTTد علينTTا أن نع TTرف م TTا هTTو اإلعجTTاز البالغي.
واإلعجTTاز البالغي هTTو من أحTTد وجTTه من وجTTوه اإلعجTTاز يف القTTرآن .من وجTTوه اإلعجTTاز هي ،اإلعجTTاز الغيTTيب،
واإلعجTTاز التTTارخيي ،واإلعجTTاز العلمي ،واإلعجTTاز التشTTريعي ،واإلعجTTاز الطTTيب ،واإلعجTTاز النفسTTي ،واإلعجTTاز
املوسيقى ،واإلعجاز الفلكي ،واإلعجاز اجلغرايف وغري ذلك 8.مث ذهب العلماء يف اإلعجاز البالغي باعتباره هو
الوج TTه الوحي TTد إلعج TTاز الق TTرآن ألن الق TTرآن حتدى املنك TTرين ،وط TTالبهم باإلتي TTان مبث TTل الق TTرآن يف بيان TTه وبالغت TTه،
فعجزوا عن معارضة البالغة القرآين.
اإلعجTTاز هTTو من العجTTز أي الضTTعف والقصTTور ،والبالغTTة هي حسTTن البيTTان وقTTوة التTTأثري ومطابقTTة الكالم ملقتضTTى
احلال مع فصاحته . 9والبالغي هو خمتص يف علم البالغة .فاإلعجاز البالغي هو الدقة يف اختيار كلمات القرآن
الك TTرمي ،وترتيبه TTا بص TTور بديع TTة ،حيث تظه TTر الفص TTاحة والبالغ TTة والبي TTان بص TTورة يفهمه TTا الق TTارئ ويس TTهب يف
تدبرها.
بلTTوغ املتكلم يف تأديTTة املعTTىن حTTدا لTTه اختصTTاص بتوفيTTة خTTواص الTTرتاكيب حقهTTا ،وإيTTراد أنTTواع التشTTبيه واجملاز
والكنايTة على وجههTا .10وقيTل يف تعريفهTا أيضTاً :البالغTة هي أن يبلTغ املتكلم بعبارتTه كنTه مTراده مTع إجيTاز بال
إخال ،وإطالة من غري إمالل .أن اإلعجاز البالغي يسمى أيضا باإلعجاز البياين ،11ويعترب أهم أنواع
اإلعج TTاز ألن TTه يتعل TTق باس TTتخدام كلم TTات وعب TTارات الق TTرآن الك TTرمي وت TTركيب اجلم TTل حبيث تك TTون واض TTحة
ومفهومTT Tة وخمتصTT Tرة حيث تظهTT Tر الفصTT Tاحة والبالغTT Tة والبيTT Tان بصTT Tورة يفهمهTT Tا القTT Tارئ ويظهTT Tر تأثريه TTا على
السTTامعني ويسTTهب يف تTTدبرها .كTTان هTTذا اإلعجTTاز أيضTTا هTTو التحTTدي الTTذي وجTTه إىل عTTرب اجلاهليTTة الTTذين
كTTانوا ميتTTازون بالفصTTاحة وبTTرز منهم العديTTد من املاهرون الشTTعراء لTTدى العTTرب .ال يشTTك فيTTه عاقTTل منصTTف
د .صالح عبد الفتاح اخلالدي ،إعجاز القرآن البياين ودالئل مصدره الرباين( ،عمان :دار عمار2000 ،م) ،ط.1 8
د .أمحد خمتار عبد احلميد عمر ،معجم اللغة العربية المعاصرة( .د.م :عامل الكتب ،ط2008 ،1م) .ج ،1ص.242 9
حسن بن إمساعيل بن حسن عبد الرازق اجلناجي ،من قضايا البالغة والنقد عند عبد القادر الجرجاني( ،مركز النخب العلمية ،ط1402 ،ه) ص 116 10
د .مصطفى مسلم ،مباحث في إعجاز القرآن( ،دمشق :دار القلم ،ط 1426 ،3ه) ص 116-115 11
6
هTو أن القTرآن معجTز يف فصTاحته وبالغتTه ،معجTز يف علومTه ومعارفTه ،ألنTه كالم اهلل رب العTاملني الTذي خلTق
كل شيء فقدره تقديراً.
الكتابTTة من وسTTائل انتشTTار العلم يف أحناء العTTامل .لTTذلك ،كثTTري من العلمTTاء أن جيتهTTدوا يف كتابTTة الكتTTاب إليصTTال
احلق عند الناس ورد الشبه بينهم.
ومن الكتب الذي اهتمت واجنازت العلماء ببيان اإلعجاز البالغي للقرآن قدميا:
-1إعجاز القرآن للرماين ،علي بن عيسى الرماين.
-2نظم القرآن ،أبو زيد البلخي.
-3إعجاز القرآن ،حممد بن يزيد الواسطي.
12
-4نظم القرآن ،عبد اهلل بن أيب داود السجستاين
ومن الكتب الذي اهتمت العلماء ببيان اإلعجاز البالغي للقرآن حديثا:
-1إعجاز القرآن الكرمي البياين ودالئل مصدره الرباين ،د .صالح اخلالدي.
-2سر اإلعجاز يف تنوع الصيغ املشتقة من أصل لغوي واحد يف القرآن ،د .عودة اهلل منيع القيسي
-3بالغة الكلمة يف التعبري القرآين ،د .فاضل السامري.
قال أبو بكر الباقالين :نقل املؤلف بقول الشيخ أيب احلسن األشعري يف كتبه ،أن أقل ما يعجز عنTTه من )1
القTTرآن السTTورة ،قصTTرية كTTانت أو طويلTTة ،أو مTTا كTTان بقTTدرها؛ فTTإذا كTTانت اآليTTة بقTTدر حTTروف سTTورة،
أبو بكر الباقالين ،إعجاز القرآن للباقالني (،مصر :دار املعارف ،ط 1997 ،5م ) ،ص .10-9 12
7
وإن ك TTانت س TTورة الك TTوثر ،ف TTذلك معج TTز؛ ومل يقم دلي TTل على عج TTزهم عن املعارض TTة يف أق TTل من ه TTذا
13
القدر .وأما القول املعتزلة :فذهبت إىل أن كل سورة برأسها فهي معجزةT.
قTTال شTTهاب الTTدين األلوسTTي :وقTTد حTTازت بالغTTة القTTرآن من كTTل قسTTم من هTTذه األقسTTام أوفTTر حصTTة )2
وأخ TTذت من ك TTل ن TTوع أعظم ش TTعبة ف TTانتظم هلا بانتظ TTام ه TTذه األوص TTاف منط من الكالم جيم TTع ص TTفيت
الفخامTTة والعذوبTTة ومها كاملتضTTادين فكTTان اجتمTTاع األمTTرين فيTTه مTTع نبTTو كTTل منهمTTا عن اآلخTTر فضTTيلة
ومنزلTTة جليلTTة وقTTد خص بTTذلك القTTرآن كمTTا ال خيفى على ذوي الفطTTر السTTليمة ومن كTTان لTTه يف علم
14
البالغة إتقان.
قTTال حممTTد الزرقTTاين :بالغTTة القTTرآن الكTTرمي إىل حTTد فTTاق كTTل بيTTان وأخTTرس كTTل لسTTان وأسTTكت كTTل )3
معTTارض ومكTTابر وهTTدم كTTل جمادل ومهTTاتر حTTىت قTTام وال يTTزال يقTTوم يف فم الTTدنيا معجTTزة من اهلل حلبيبTTه
15
وآية من احلق لتأييد رسوله.
وقد اعرتف العرب ما نTزل إىل النTيب حممTد صTلى اهلل عليTه وسTلم من القTرآن ببالغتTه .فقTد وجTدوا لTه يف أنفسTهم
صTة املتميّTTزة
تأثريا بالغا ،ال جيدونه لغريه من ألوان الكالم .وقد استعمل القرآن البالغة فيه .ويتمثّل بالرتكيبTة اخلا ّ
أللفاظ القرآن ومعانيه ،ويف جمموعة العالقات اجملازيTة واالسTتعارية والتشTبيهية والكنائيTة والرمزيTTة واإلحيائيTة بني
السر األكرب يف إعجاز القرآن .ومن ألوان البالغة يف القرآن الكرمي هو: املعاين واأللفاظ ،وذلك ّ
ني }. ِ اإلختصTT Tاص بTT Tالالم يف لفTT Tظ اجلاللTT Tة يف سTT Tورة الفاحتة .بقولTT Tه تعTT Tاىل { :احْلَ ْTم Tُ Tد لِلَّ ِه َر ِّ
ب الْ َعTT Tالَم َ .1
اإلختصTاص بTالالم الTيت يف الكلمTة (هلل) يعTين دلت على أن مجيTع احملامTد خمتص بTه تعTاىل إذ هTو مسTتحق
جل وعال.
هلا َّ
ني ( } )5وكTT Tذلك يف قولTT Tه تع TTاىلَ { :غرْيِ ِ اك َن ْعبُTُ T Tد َوِإيَّ َ
التقTT Tدمي والتTT Tأخري يف قولTT Tه تعTT Tاىلِ {:إيَّ َ
اك نَ ْس T Tتَع ُ .2
16
ني (} )7 ض ِ
وب َعلَْي ِه ْم َواَل الضَّالِّ َ الْ َم ْغ ُ
ب فِ ِيه ) 17استخدم اسم اب اَل َريْ َ
اسم اإلشارة للبعيد يف سورة البقرة بقول اهلل تعاىلَ ( :ذلِ َ ِ
ك الكتَ ُ .3
اإلشارة ذلك يدل بعلو شأنه وبعد مرتبته يف الكمال.
أبو بكر الباقالين ،إعجاز القرآن للباقالني (،مصر :دار املعارف ،ط 1997 ،5م ) ،ص .254 13
شهاب الدين حممود بن عبد اهلل احلسني األلوسي ،روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني (،بريوت :دار الكتب العلمية ،ط 1415 ،1ه ) ،ج ،1ص 14
.33
حممد عبد العظيم الزرقاين ،مناهل العرفان في علوم القرآن (،مطبعة عيسى البايب احلليب وشركاه ،ط ،) 3ج ،1ص .296 15
16سورة الفاحتة
17سورة البقرة 2 :2
8
َأصابِ َع ُه ْم يِف آ َذاهِنِم ) 18تشبيه بليغ أي هم كالصم البكم العمي يف
التشبيه .قول اهلل تعاىل ( :جَيْ َعلُو َن َ .4
عدم اإلستفادة من هذه احلواس حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه فأصبح بليغا.
َّار ) 19إجياز البديع بذكر الكناية أي فإن عجزمت فخافوا نار جهنم الكناية .ويف قوله تعاىل ( :فَ َّات ُقوا الن َ .5
بتصديقكم بالقرآن الكرمي.
9
كلمة إمالق تعين الفقTر ،ويف اآليTة األوىل سTبقت كلمTة إمالق حTرف ِمن ،فاإلعجTاز يف ذلTك هTو أمTر اهلل تعTاىل
وخماطبتهم بع TTدم قت TTل األوالد نتيج TTة فق TTرهم ،فاهلل ه TTو ال TTرازق ،ول TTذلك اتص TTل ض TTمري املخ TTاطب الك TTاف بكلم TTة
الرزق ،ويف اآليTة األخTرى سTبقتها كلمTة خشTية ،فTالنهي عن القتTل جTاء نتيجTة خTوفهم من الفقTر الTذي يتوقعونTه
عند والدة األطفال ،فاملولود يأيت ورزقه معه من اهلل تعاىل ،لذلك اتصل ضمري الغائب اهلاء بكلمة الرزق.
الفرق بني الكلمة يعقلون ويعلمون )4
يل هَلُ ُم اتَّبِعُوا َما َأْنَز َل اللَّهُ قَالُوا بَ ْل َنتَّبِ ُع َما َألْ َفْينَا َعلَْي ِه آَبَاءَنَا ََأولَ ْو َكا َن آَبَاُؤ ُه ْم اَل َي ْع ِقلُو َن َشْTيًئاقال تعاىلِ :إ ِ
(و َذا ق َ
َ
َواَل َي ْهتَTُ T Tدو َن) [البقTT Tرة .]170 :يف هTT Tذه احلالTT Tة فTT Tإن االتبTT Tاع حيتTT Tاج لعقTT Tل فقTT Tط لTT Tذلك يسTT Tتخدم اهلل الكلمTT Tة
الرس ِ ِإ ِإ "يعقلون" .ولكن يف آية مشاهبة قالِ :إ ِ
ول قَTالُوا َح ْسُTبنَا َمTا َو َTج ْدنَا يل هَلُ ْم َت َعالَ ْوا ىَل َما َأْنَز َل اللَّهُ َو ىَل َّ ُ (و َذا ق َ َ
َعلَْيTِ Tه آَبَاءَنَTTا ََأولَTْ Tو َTكTا َن آَبَTTاُؤ ُه ْم اَل َي ْعلَ ُمTTو َن َشْTيًئا َواَل َي ْهتَTُ Tدو َن) [املائTTدة .]104 :هنTTا اآليTTة تتحTTدث عن الرسTTول
صلى اهلل عليه وسلم وتعاليمه ،فهو يدعوهم ملا أنزل اهلل على الرسول من أحكام وشرائع وسنن وحالل وحرام
ولذلك القضية هنا حتتاج لعلم وتدبر ولذلك يستخدم اهلل الكلمة "يعلمون.
النتيجة
هذا البحث الذي نقدمه من املوضوع املتعلق بعلوم القرآن والذي كان جماال واسTTعا مناقشTTة بني العلمTTاء يف هTTذه
العلم .أال وهي وجه إعجاز البالغي يف القرآن.
والبحث يصل إىل النتيجة ،أن القرآن معجزة خالدة حىت يوم القيامة .ووجوه اإلعجاز يف القTTرآن يكTTون إعجTTاز
النTTاس عن اإلتي TTان مبثل TTه .ووج TTوه اإلعج TTاز يف الق TTرآن كث TTرية فال ميكن اإلحاطTTة هبا وليس من الس TTهل تص TTنيفها.
ألهنا لتداخل بعضها وتشاهبها وجتددها فرتة بعد أخرى T.لقد حتدي اهلل العرب أن يTTأتوا مبثلTTه ولكن هم عجTTزوا.
لذلك ،هذا الدليل على اإلثبات والتصديق بنبوة النيب حممد صلى اهلل عليTه وسTلم .والTدليل أيضTا ،أن القTرآن هTو
كالم اهلل وليس من كالم البشTT Tر .يف رأيي ،إذا نفكTT Tر ببالغتTT Tه وتشTT Tريعه وعلمTT Tه القTT Tرآن .فنعTT Tرف من هTT Tو اهلل،
فنع TTرف من ه TTو اخلالق ،فنع TTرف من ه TTو املال TTك .ل TTذلك ،العم TTل يف كتاب TTة البحث ح TTول املوض TTوع اإلعج TTاز يف
القTTرآن مهم حليTTاة طلب العلم .لكي يكونTTوا مسTTلمون ومؤمنTTون دائمTTا طاعTTة اهلل وطاعTTة الرسTTول صTTلى اهلل عليTTه
وسلم.
الخالصة
والنتيجة ،نعTرف أن اإلعجTاز البالغي مفTرده TاإلعجTاز البيTاين وهTو من وجTوه إعجTاز القTرآن T.عالوة على ذلTك،
نعرف أن القرآن معجز من وجوه متعددة من حيث فصTTاحته وبالغتTه ونظمTTه وتركيبTTه وأسTTاليبه ومTا تضTمنه من
10
أخبTTار ماضTTية ومسTTتقبلة ومTTا اشTTتمل عليTTه أحكTTام جليTTة .فأسTTلوب كالم اهلل يف القTTرآن ال يشTTبه بأسTTلوب كالم
الن TTاس .وه TTذا ال TTدليل على أن الق TTرآن الك TTرمي ه TTو كالم اهلل ع TTز وج TTل وليس من الكالم من ص TTنع البش TTر .وه TTذا
البحث قTTد أوضTTح عن األسTTلوب البالغي يف القTTرآن الكTTرمي .لكنTTه ،يؤمTTل أن يعطي هTTذا البحث املوجز صTTورة
أوضTTح للمتعلمني يف علTTوم القTTرآن شTTكل عTTام عن مناقشTTة اإلعجTTاز البالغي يف القTTرآن وأمثالTTه .وأخTTريا ،يتوصTTل
هذا البحث إىل عدة األمور ،منها:
تعريف اإلعجاز واإلعجاز البالغي -
الكتب يف علم اإلعجاز البالغي -
آراء العلماء عن اإلعجاز البالغي -
مالمح اإلعجاز البالغي -
األمثال يف القرآن -
باإلضافة إىل ذلك ،ال بد من وجود أشياء أخرى مناقشة األمثال واألقوال العلماء عن اإلعجاز البالغي اليت ال
نTTذكرها يف هTTذا البحث الصTTغري .ونسTTأل اهلل عTTز وجTTل على كTTل نفعTTل ،وصTTلى اهلل على نبينTTا حممTTد وعلى آلTTه
وصحبه أمجعني T،واحلمدهلل رب العاملني.
المراجع
حممد بكر إمساعيل ،دراسات في علوم القرآن (،دار املنار ،ط 1419 ،2ه )
د .سعيد بن علي بن وهف القحطاين ،عظمة القرآن وتعظيمه وأثره في النفوس في ضوء الكتاب
والسنة( ،الرياض :مطبعة سفري)
حسن بن إمساعيل بن حسن عبد الرازق اجلناجي ،من قضايا البالغة والنقد عند عبد القادر
الجرجاني( ،مركز Tالنخب العلمية ،ط1402 ،ه)
د .مصطفى مسلم ،مباحث في إعجاز القرآن( ،دمشق :دار القلم ،ط 1426 ،3ه)
أبو بكر الباقالين ،إعجاز القرآن للباقالني (،مصر T:دار املعارف ،ط 1997 ،5م )
حممد عبد العظيم الزرقاين ،مناهل العرفان في علوم القرآن (،مطبعة عيسى البايب احلليب وشركاه ،ط
)3
شهاب الدين حممود بن عبد اهلل احلسني األلوسي ،روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع
المثاني (،بريوت :دار الكتب العلمية ،ط 1415 ،1ه )
11
https://kaheel7.net/?p=7575#:~:text= ،اإلعجاز البالغي
%D9%82%D8%A7%D9%84%20%D8%AA
%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89%3A%20
. خصائص أسلوب اجلرجاين يف إثبات اإلعجاز البالغي للقرآن للكرمي من خالل نظرية النظم
http://ajba.um.edu.my/index.php/ALBASIRAH/article/view/
27915/12585
،معىن اإلعجاز البالغي
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/99294/%D9%85%D8%B9%D
9%86%D9%89%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC
%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%
A7%D8%BA%D9%8A
12