Professional Documents
Culture Documents
أيسر التفاسير المجلد الثالث
أيسر التفاسير المجلد الثالث
/http://www.saaid.net
سورة الرعد
} ال*م*ر تلك آيات ٱلكتاب وٱلذي* أ)نزل إلي%ك من رب#ك ٱلحق ولـكن أكثر ٱلناس ل يؤمنون { *
} ٱلله ٱلذي رفع ٱلسماوات بغي%ر عمد@ ترو%نها ثم ٱس%توى على ٱلعر%ش وسخر ٱلشم%س وٱلقمر كل
يج%ري لجل@ مOسمNـى يدب#ر ٱلم%ر يفص#ل) ٱليات لعلكم %بلقآء رب#كم %توقنون { * } وهو ٱلذي مد
ٱلر%ض وجعل فيها رواسي وأنهارا Sومن كل Rٱلثمرات جعل فيها زو%جي%ن ٱثني%ن يغشي ٱللي%ل
ٱلنهار إن في ذلك ليات@ لRقو%م@ يتفكرون { * } وفي ٱلر%ض قطع VمOتجاورات Uوجنات Uم#ن %أع%ناب
ضل) بع%ضها على بع%ض@ في ٱل)كل إن
وزر%ع Vونخيل Zصنوان Vوغي%ر صنوان@ يس%قى بمآء@ واحد@ ونف #
في ذلك ليات@ لRقو%م@ يع%قلون {
} المر { :هذه الحروف المقطعة تكتب المر ألف لم ميم را .وال اعلم بمراده بها.
} بغير عمد ترونها { :العمد جمع عمود اي مرئية لكم اذ الجملة نعت.
} وسخر الشمس والقمر { :أي ذللها بمواصلة دروانها لبقاء الحياة الى اجلها.
} زوجين اثنين { :أي نوعين وضربين كالحلو والحامض والصفر والسود مثل.
} ونخيل صنوان { :أي عدة نخلت في أصل واحد يجمعها ،والصنو الواحد والجمع صنوان.
} في الكل { :أي في الطعم هذا حلو وهذا مر وهذا حامض ،وهذا لذيذ وهذا خلفه.
قوله تعالى } المر { ال اعلم بمراده .وقوله } تلك آيات الكتاب { الشارة الى ما جاء في قصص سورة يوسف،
فالمراد بالكتاب التوراة والنجيل فمن جملة آياتها ما قص ال تعالى على رسوله .وقوله } والذي انزل اليك من
ربك { وهو القرآن العظيم } الحق { اي هناك الحق الثابت ،وقوله } ولكن أكثر الناس ل يؤمنون { اي مع ان
الذي انزل اليك من ربك هو الحق فان اكثر الناس من قومك وغيرهم ل يؤمنون بانه وحي ال وتنزيله فيعلموا
به فيكملوا ويسعدوا ،وقوله تعالى } :ال الذي رفع السموات والرض بغير عمد ترونها { :اي ان الهكم الحق
الذي يجب ان تؤمنوا به وتعبدوه وتوحدوه ال الذي رفع السموات على الرض بغير عمد مرئية لكم ولكن
رفعها بقدرته وبما شاء من سنن .وقوله } :ثم استوى على العرش { اي خلق السموات والرض ثم استوى
علىعرشه استواء يليق بذاته وجلله يدبر أمر الملكوت وقوله } :وسخر الشمس والقمر { اي ذللهما بعد خلقهما
يسيران في فلكهما سيرا Nمنتظما Nالى نهاية الحياة ،وقوله } كل يجري { اي في فلكه فالشمس تقطع فلكها في
سنة كاملة والقمر في شهر كامل وهما يجريان هكذا الى نهاية الحياة الدنيا فيخسف القمر وتنكدر الشمس
وقوله } :يدبر المر { اي يقضي ما يشاء في السموات والرض ويدبر أمر مخلوقاته بالماتة والحياء والمنع
والعطاء كيف يشاء وحده ل شريك له في ذلك .وقوله } يفصل اليات { اي القرآنية بذكر القصص وضرب
المثال وبيان الحلل والحرام كل ذلك ليهيئكم ويعدكم لليمان بلقاء ربكم فتؤمنوا به وتعبدوا ال وتوحدوه في
عبادته فتكملوا في أرواحكم واخلقكم وتسعدوا في دنياكم واخرتكم .وقوله تعالى } :وهو الذي مد الرض { اي
بسطه } وجعل فيها رواسي { اي جبال Nثوابت } وانهارا { Nاي واجرى فيها انهارا } Nومن كل الثمرات جعل
فيها زوجين اثنين { اي نوعين وضربين فالرمان منه الحلو ومنه الحامض والزيتون منه الصفر والسود،
والتين منه البيض والحمر وقوله } :يغشى الليل النهار { اي يغطي سبحانه وتعالى النهار بالليل لفائدتكم
لتناموا وتستريح ابدانكم من عناء النهار.
وقوله } ان في ذلك { اي المذكور في هذه الية الكريمة من مد الرض وجعل الرواسي فيها واجراء النهار،
وخلق أنواع الثمار واغشاء الليل النهار ،في كل هذا المذكور } ليات { اي علمات ودلئل واضحات على
وجود ال تعالى وعلمه وقدرته وحكمته وعلى وجوب عبادته وتوحيده وعلى اليمان بوعده ووعيده ،ولقائه وما
اعد من نعيم لوليائه وعذاب لعدائه ،وقوله تعالى } :في الرض قطع متجاورات { أي بقاع من الرض
بعضها الى جنب بعض متلحقات هذه تربتها طيبة خبيثة ملح سبخة وفي الرض أيضا Nاي بساتين من أعناب
وفيها زرع ونخيل } صنوان { النخلتان والثلث في أصل واحد } ،غير صنوان { كل نخلة قائمة على اصلها،
وقوله } :تسقى { اي تلك العناب والزروع والنخيل } بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الكل { وهو
ما يؤكل منها فهذا حلو وهذا حامض وهذا لذيذ وهذا سمج ،وقوله } :ان في ذلك { اي المذكور من القطع
المتجاورات مع اختلف الطيب وعدمه وجنات العناب والنخيل وسقيها بماء واحد واختلف طعومها
وروائحها وفؤائدها } ليات { علمات ودلئل باهرات على وجوب اليمان بال وتوحيده ولقائه ،ولكن } لقوم
يعقلون { اما الذين فقدوا عقولهم لستيلء المادة عليها واستحكام الشهوة فيما فإنهم ل يدركون ول يفهمون شيئا
فكيف اذا يرون دلئل وجود ال وعلمه وقدرته وحكمته فيؤمنون به ويعبدون ويتقربون اليه.
} هداية اليات {
} وإن تع%جب %فعجب Vقو%لهم %أإذا كنا ترابا Sأإنا لفي خلق@ جديد@ )أو%لـئك الذين كفروا برب#هم %و)أو%لئك
ٱلغلل) في* أع%ناقهم %وأ)و%لـئك أص%حاب ٱلنار هم %فيها خالدون { * } ويس%تع%جلونك بٱلسي#ئة قب%ل
ٱلحسنة وقد %خلت من قب%لهم ٱلمثلت وإن ربك لذو مغفرة@ لRلناس على ظلمهم %وإن ربك لشديد
ٱلعقاب { * } ويقول) ٱلذين كفروا ل %ول* أ)نزل علي%ه آية Uم#ن رب#ه إنمآ أنت منذر Vولك Rل ق %وم@ هاد@ {
* } ٱلله يع%لم ما تح%مل) كل أ)نثى وما تغيض ٱلر%حام وما تز%داد وكل شي%ء@ عنده بمقدار@ { *
} عالم ٱلغي%ب وٱلشهادة ٱلكبير ٱلمتعال {
} فعجب { :اي فاعجب منه انكارهم للبعث والحياة الثانية مع وضوح الدلة وقوة الحجج.
} قبل الحسنة { :اي الرحمة وما يحسن بهم من العاقبة والرخاء والخصب.
} المثلث { :اي العقوبات واحدها مقله التي قد اصابت والمكذبين في المم الماضية.
} آية من ربه { :اي معجزة كعصا موسى موسى وناقة صالح مثل.
} ولكل قوم هاد { :اي نبي يدعوهم الى ربهم ليعبدوه وحده ول يشركون به غيره.
} ما تحمل كل أنثى { :اي من ذكر أو انثى واحدا Vأو اكثر ابيض أو اسمر.
ما زال السياق الكريم في دعوة المشركين الى اليمان بالتوحيد والنبوة المحمدية والبعث يوم القيامة للسحاب
والجزاء ،فقوله تعالى في الية الولى ) } (5وان تعجب { يا نبينا من عدم إيمانهم برسالتك وتوحيد ربك
فعجب اكبر هو عدم ايمانهم بالبعث الخر ،اذ قالوا في انكار وتعجب } :أئذا متنا ومنا ترابا Nأئنا لفي خلق جديد
{ أي يحصل لنا بعد الفناء والبلى ،قال تعالى مشيرا Nاليهم مسجل Nالكفر عليهم ولزمه وهو الهداية كالتقليد
العمى والكبر والمجاحدة والعناد ،وفي الخرة اغلل توضع في اعناقهم من حديد تشد بها أيديهم الى اعناقهم،
} وأولئك أصحاب النار { اي أهلها } هم فيها خالدون { اي ماكثون ابدا Nل يخرجون منها بحال من الحوال.
وقوله تعالى في الية الثانية ) } (6ويستعجلونك بالسيئة الحسنة { يخبر تعالى رسوله مقررا Nما قال أولئك
الكافرون بربهم ولقائه ونبي ال وما جاء به ،ما قالوه استخفافا Nواستعجال Nوهو طلبهم العذاب الدنيوي ،اذا كان
الرسول )ص( يخوفهم من عذاب الدنيا وعذب الخرة ،فهم يطالبون به كقول بعضهم:
{ } فأمطر علينا حجارة من السماء أو أئتنا بعذاب اليم
قبل طلبهم الحسنة وهذا لجهلهلم وكفرهم ،وال لطالبوا بالحسنة التي هي العافية والرخاء والخصب قبل السيئة
التي هي الدمار والعذاب.
وقوله تعالى } :وقد خلت من قبلهم المثلت { أي والحال ان العقوبات قد مضت في المم من قبلهم كعقوبة ال
لعاد وثمود وأصحاب اليكة والمؤتفكات فما لهم يطالبون بها استبعادا Nلها واستخفافا Nبها اين ذهبت عقولهم؟
وقوله تعالى } :وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم { وهو ظاهر مشاهد اذ لو كان يؤاخذ بالظلم لمجرد
وقوعه فلم يغفر لصحابه لما ترك على الرض من دابة } ،وان ربك لشديد العقاب { اي على من عصاه بعد
ان انذره وبين له من يتقي فلم يتق ما يوجب العذاب من الشرك والمعاصي.
وقوله تعالى في الية ) } (7ويقول الذين كفروا لول أنزل عليه أية من ربه {! يخبر تعالى رسوله والمؤمنين
عن قيل الكافرين بالتوحيد والبعث والنبوة } :لول { اي هل انزل على محمد )صلى ال عليه و سلم( آية من
ربه كعصا موسى وناقة صالح ،حتى نؤمن بنبوته ونصدق برسالته ،فيرد تعالى عليهم بقوله } :إنما أنت
منذر { والمنذر المخوف من العذاب وليس لزما Nان تنزل معه اليات ،وعليه فل تلتفت الى ما يطالبون به من
اليات ،واستمر على دعوتك فإن لكل قوم هاديا Nوأنت هادي هذه المة ،وداعيها الى ربها فادع واصبر.
وقوله تعالى في الية الرابعة ) } (8ال يعلم ما تحمل كل اثنى { اي من ذكر وانثى واحدا Nاو اثنين أبيض أو
اسمر سعيدا Nاو شقيا ،Vوقوله } :وما تغيض الرحام وما تزداد { اي ويعلم ما تغيض الرحام من دماء الحيض
وما تزداد منها اذ غيضها ينقص من مجة الحمل وازديادها يزيد في مدة الحمل فقد بلغ السنة أو اكثر ،وقوله:
} وكل شيء عنده بمقدار { اي وكل شيء في حكمه وقضائه وتدبيره بمقدار معين ل يزيد ول ينقص في ذات
ول صفة ول حال ،ول زمان ول مكان ،وقوله } :عالم الغيب والشهادة { اي كل ما غاب عن الخلق ،وما لم
يغب مما يشاهدونه اي العليم بكل شيء وقوله } :الكبير المعتال { اي الذي ل اكبر منه وكل كبير أمامه صغير
المعتال على خلقه المنزه عن الشريك والشبيه والصاحبة والولد هذا هو ال وهذه صفاته فهل يليق بعاقل ان
ينكر استحقاقه للعبادة دون سواه؟ فهل يليق بعاقل ان ينكر عليه ان يوحي بما شاء على من يشاء من عباده؟
فهل يليق بعاقل ان ينكر عليه أن ان يوحي بما شاء على من يشاء من عباده؟ فهل يليق بعاقل ان ينكر على
هذه قدرته وعمله ان يحي العباد بعد ان يميتهم ليسألهم عن كسبهم ويحاسبهم عليه ويجزيهم به؟ اللهم ل اذا
فالمنكرون على ال ما دعاهم الى اليمان به ل يعتبرون عقلء وان طاروا في السماء وغاصوا في الماء.
} هداية اليات {
} سوآء Vم#نكم %من %أسر ٱلقو%ل ومن %جهر به ومن %هو مس%تخف@ بٱللي%ل وسارب Vبٱلنهار { * } له
معقRبات Uم#ن بي%ن يدي%ه ومن %خلفه يح%فظونه من %أم%ر ٱلله إن الله ل يغي#ر ما بقو%م@ حتى يغي#روا ما
بأنفسهم %وإذا أراد الله بقو%م@ سو*ءgا فل مرد له وما لهم %م#ن دونه من وال@ { * } هو ٱلذي يريكم
ٱلبر%ق خو%فا Sوطمعا Sوينشىء ٱلسحاب ٱلثRقال { * } ويسب#ح ٱلرع%د بحم%ده وٱلملئكة من %خيفته
وير%سل) ٱلصواعق فيصيب بها من يشآء وهم %يجادلون في ٱلله وهو شديد ٱلمحال {
} وما لهم من دونه من وال { :اي وليس لهم من دون ال من يلبي أمرهم فيدفع عنهم العذاب.
} هداية اليات {
-3تقرير عقيدة ان لكل فرد ملئكة يتعاقبون عليه بالليل والنهار منهم الكرام الكاتبون ،ومنهم الحفظة للنسان
من الشياطين والجان.
-5استجاب قول سبحان من يسبح الرعد بحمده والملئكة من خيفته عند سماع الرعد لورد ذلك عن النبي
صلى ال عليه وسلم بألفاظ مختلفة.
} له دع%وة ٱلحق Rوٱلذين يد%عون من دونه ل يس%تجيبون لهم بشي%ء@ إل كباسط كفي%ه إلى ٱلمآء
ليب%لغ فاه وما هو ببالغه وما دعآء ٱلكافرين إل في ضلل@ { * } ولله يس%جد من في ٱلسماوات
وٱلر%ض طو%عا Sوكر%ها Sوظللهم بٱلغدو #وٱلصال { * } قل من رب Oٱلسماوات وٱلر%ض قل ٱلله
قل أفٱتخذتم %م#ن دونه أو%ليآء ل يم%لكون لنفسهم %نفعا Sول ضرjا Sقل هل يس%توي ٱلع%مى وٱلبصير
أم %هل تس%توي ٱلظلمات وٱلنور أم %جعلوا لله شركآء خلقوا كخلقه فتشابه ٱلخلق علي%هم %قل ٱلله
خالق ك Rل شي%ء@ وهو ٱلواحد ٱلقهار {
} له دعوة الحق { :اي ل تعالى الدعوة الحق اي فهو الله الحق الذي ل اله ال هو.
ما زال السياق في تقرير عقيدة التوحيد بالدلة والبراهين ،وقال تعالى } :له دعوة الحق { اي ل سبحان وتعالى
الدعوة الحق وهي انه الله الحق الذي ل اله ال هو ،اما غيره فإطلق لفظ الله اطلق باطل ،فالصنام
والوثان وكل ما عبد من دون ال اطلق لفظ اله عليه باطل ،والدعوة الى عبادته باطلة ،اما الدعوة الحق فانها
ل وحده.
وقوله تعالى } :والذين يدعون من دونه { اي من دون ال من سائر المعبودات } ل يستجيبون لهم بشيء { اي
ل يجيبونهم بإعطائهم شيئا Nمما يطلبون منهم } ال كباسط كفيه الى الماء { اي كاستجابة من بسط يديه أي
فتحهما ومدهما الى الماء والماء في قعر البئر فل كفاه تصل الى الماء ول الماء يصل الى كفيه وهو عطشان
ويظل كذلك حتى يهلك عطشا ،Nهذا مثل من يعبد غير ال تعالى بدعاء او ذبح او نذر او خوف او رجاء فهو
محروم الستجابة خائب في مسعاه ولن تكون له عاقبته ال النار والخسران وهو معنى قوله تعالى } وما دعاء
الكافرين ال في ضلل { اي بطلن وخسران ،وقوله تعالى } :ول يسجد من في السماوات { أي الملئكة
} والرض { أي من مؤمن يسجد طوعا ،Nومنافق اي يسجد كرها } ،وظللهم { أيضا } Nبالغدو { اوائل النهار،
} والصال { اواخر النهار ،ومعنى الية الكريمة :اذا لم يسجد الكافرون ان لم ينقادوا لعبادة ال وحده تعالى
فإن ل يسجد من في السماوات من الملئكة ،ومن في الرض من الجن والنس المؤمنون يسجدون طائعين
والكافرون يسجدون اذا اكرهوا على السجود والمنافقون يسجدون مكرهين ،وظللهم تسجد في البكر والعشايا
كما انهم منقادون لقضاء ال تعالى وحكمه فيهم ل يستطيعون الخروج عنه بحال فهو الذي خلقهم وصورهم كما
شاء ورزقهم ما شاء ويميتهم متى شاء فأي سجود وخضوع وركوع أظهر من هذا؟ وقوله تعالى } :قل من
رب السماوات والرض { اي من خالقهما ومالكهما ومدبر المر فيهما؟ وأمر رسوله ان يسبقهم الى الجواب }
قل ال { اذ ل جواب لهم ال هو ،وبعد ان ان أقروا بان الرب الحق هو ال ،امر رسوله صلى ال عليه وسلم
ان يقول لهم موبخا Nمقرعا } Nأفاتخذتم من دونه اولياء { اي شركاء ل يملكون لنفسهم نفعا Nول ضرا Nفضل Nعن
ان يملكوا لكم نفعا Nاو يدفعون عنكم ضرNا فأين يذهب بعقولكم ايها المشركون ،ومبالغة في البيان وإقامة للحجة
والبرهان على وجوب التوحيد وبطلن الشرك والتنديد امر رسوله ان يقول لهم } :هل يستوي العمى
والبصير ،أم هل تستوي الظلمات والنور {؟ والجواب قطعا Nل اذ فكيف يستوى المؤمن والكافر ،وكيف يستوي
الهدى والضلل ،فالمؤمن يعبد ال على بصيرة على علم انه خالقه ورازقه يعلم سره ونجواه اذا دعاه أرسل
اليه رسوله وانزل عليه كتابه ،والكافر المشرك يعبد مخلوقا Nمن مخلوقات ال ل تملك لنفسها فضل Nعن عابديها
نفعا Nول ضرا Nل تسع نداء aول تجيب دعاء ،المؤمن يعبد ال بما شرع له من عبادات وبما طلبت منه من
طاعات وقربات ،والكافر المشرك يعبد الباطل بهواه ،ويسلك الغي bفي الحياة.
وقوله } :أم جعلوا ل شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم { اي بل جعلوا ل شركاء فخلقت تلك الشركاء
خلقوا كخلق ال فتشابه الخلق على المشركين فعبدوها ظنا Nمنهم انها خلقت كخلق ال؟ والجواب ل فإنها لم
تخلق ول تستطيع خلق ذبابة فضل Nعن غيرها اذا فكيف تصح عبادتها وهي لم تخلق شيئا ،Nوقوله تعالى } :قل
ال خالق كل شيء وهو الواحد القهار { اي قل أيها الرسول للمشركين عند اعترافهم بان آلهتهم لم تخلق شيئا
قل لهم :ال خالق كل شيء وهو الواحد الذي ل شريك له ول ند ول مثل ،القهار لكل جبار والمذل لكل معاند
كفار ،هو المستحق للعبادة الواجب له الطاعة ،اليمان به هدى والكفر به ضلل.
} هداية اليات {
-3الخلق كلهم يسجدون ل طوعا Nاو كرها Nاذ الكل خاضع خاضع لحكم ال وتدبيره فيه.
-4مشروعية السجود للقارئ والمستمع اذا بلغ هذه الية )وظللهم بالغدو والصال( ويستحب ان يكون ظاهرا
مستقبل Nالقلبة ،ويكبر عند الخفض والرفع ول يسلم.
} أنزل من ٱلسمآء مآء gفسالت أو%دية Uبقدرها فٱح%تمل ٱلسي%ل) زبدا Sرابيا Sومما يوقدون علي%ه في
ٱلنار ٱب%تغآء حلية@ أ %و متاع@ زبد Vم#ثله كذلك يض%رب ٱلله ٱلحق وٱلباطل فأما ٱلزبد فيذهب جفآء
وأما ما ينفع ٱلناس فيم%كث في ٱلر%ض كذلك يض%رب ٱلله ٱلم%ثال { * } للذين ٱس%تجابوا لرب#هم
ٱلحس%نى وٱلذين لم %يس%تجيبوا له لو %أن لهم %ما في ٱلر%ض جميعا Sومثله معه لفتدو%ا به )أو%لـئك
لهم %سو*ء ٱلحساب ومأواهم %جهنم وبئس ٱلمهاد {
} زبدا Nرابيا :{ Nاي غثاء اذ الزبد هو وضر غليان الماء او جريانه في النهار.
} فيذهب جفاء :اي باطل Nمرميا Nبعيدا Nإذ هو غثاء ووضر ل خير فيه.
} للذين استجابوا لربهم الحسنى { :أي للذين آمنوا وعملوا الصالحات الجنة.
} لفتدوا به { :وهي المؤاخذة بكل ذنب عملوه ل يغفر لهم منه شيء.
} معنى اليات {
ما زال السياق في تقرير التوحيد والتنديد بالكفر والشرك ففي هذه الية الكريمة ضرب ال تعالى مثل Nللحق
والباطل ،للحق في بقائه ،والباطل في اضمحلله وتلشيه فقال } :أنزل { اي ال } من السماء ماء aفسالت اودية
بقدرها { أي بحسب كبرها وصغرها لن الوادي قد يكون كبيرا Nوقد يكون صغيرا ،Nفاحتمل السيل اي حمل
سيل الماء في الوادي زبدNا رابيNا اي غثاء ووضرNا على سطح الماء ،هذا مثل مائي ،ومثل ناري قال فيه عز
وجل } :ومما يوقدون عليه في النار { اي ومما يوقد عليه الصاغة والحدادون )ابتغاء حلية( اي طلبا Nللحلية،
} او متاع { اي طلبا Nلمتاع يتمتع به الواني اذ الضائغ او الحداد يضع الذهب او الفضة او النحاس في البوتقة
وينفخ عليها بالكير فيعلو ما كان فاسدا Nغير صالح على الصورة الزبد وما كان صالحا Nيبقى في البوتقة وهو
الذي يصنع منه الحيلة والمتاع ،وقوله تعالى } :كذلك { أي المذكور من المور الربعة مثلي الحق وهما الماء
والجوهر ومثلي الباطل وهما زبد الماء وزبد الجوهر } فأما الزبد فيذهب جفاء { اي باطل Nمرميا Nبه يرميه
السيل الى ساحل الوادي فيعلق بالشجار والحجار ويرميه الصائغ عن بوتقته ،وأما ما ينفع الناس من الماء
للسقي والري فيمكث في الرض ،وكذا ما ينفع من الحلي والمتاع يبقى في بوتقة الصائغ والحداد وقوله تعالى:
} كذلك يضرب ال المثال { أي مثل هذا المثل الذي ضربه للحق في بقائه والباطل في ذهابه وتلشيه وان
عل وطغا في بعض الوقات } ،يضرب { أي بين المثال ،ليعلموا فيؤمنوا ويهتدوا فيكملوا ويسعدوا.
هذا ما تضمنته الية الولى ) (17واما الية الثانية ) (18فق اخبر تعالى بوعد له ووعيد اما وعده فلهل
طاعته بان لهم الحسنى الجنة وأما وعيده فلهل معصيته وهو أسوأ وعيد وأشده ،فقال تعالى في وعده } :للذين
استجابوا لربهم الحسنى { وقال في وعيده) :والذين لم يستجيبوا لو أن لهم ما في الرض جميعا (Nاي من مال
ومتاع } ومثله معه { أيضا Nلفتدوا به من العذاب الذي الذي تضمنه هذا الوعيد الشديد ،ويعلن عن الوعيد
فيقول } أولئك { اي الشقياء } لهم سوء الحساب { وهو أن يحاسبوا على صغيرة وكبيرة في أعمالهم ول يغفر
لهم منها شيء } ومأواهم جهنم { اي مقرهم ومكان إيوائهم } ويئس المهاد { أي الفراش جهنم لهم.
} هداية اليات {
} أفمن يع%لم أنمآ أ)نزل إلي%ك من رب#ك ٱلحق كمن %هو أع%مى إنما يتذكر أ)و%لوا ٱللباب { * } ٱلذين
يوفون بعه%د ٱلله ول ينقضون ٱلميثاق { * } وٱلذين يصلون مآ أمر ٱلله به أن يوصل
ويخشو%ن ربهم %ويخافون سوء الحساب { * } والذين صبروا ٱب%تغاء وج%ه رب#هم %وأقاموا ٱلصلة
وأنفقوا مما رزقناهم %سرjا Sوعلنية Sويد%رءون بٱلحسنة ٱلسي#ئة )أو%لـئك لهم %عقبى ٱلدار { *
} جنات عد%ن@ يد%خلونها ومن %صلح من %آبائهم %وأز%واجهم %وذر#ياتهم %والملئكة يد%خلون علي%هم %م#ن
كل Rباب@ { * } سلم Vعلي%كم بما صبر%تم %فنع%م عقبى ٱلدار {
لقد تضمنت هذه اليات مقارنة ومفاضلة بين شخصيتين :الولى شخصية مؤمن صالح كحمزة بن عبدالمطلب
والثانية شخصية كافر فاسد كأبي جهل المخزومي وبين ما لهما من جزاء في الدار الخرة ،مع ذكر صفات كل
منهما ،تلك الصفات المقتضية لجزائهما في الدار الخرة قال تعالى } :أفمن يعلم أنما انزل اليك من ربك
الحق { فيؤمن به بعد العلم ويستقيم على منهجه في عقيدته وعبادته ومعاملته وسلوكه كله .هذه الشخصية
الولى } كمن هو اعمى { لم يعلم الحق ولم يؤمن به ولم يفعل بما انزل الى الرسول من الشرع.
والجواب قطعا Nانهما ل يستويان ول يكونان في ميزان العدل والحق متساويين وقوله تعالى } :إنما يتذكر أولوا
اللباب { اي يتعظ بمثل هذه المقارنة أصحاب العقول المدركة للحقائق ،والمفرقة بين المتضادات كالحق
والباطل والخير والشر والنافع والضار .وقوله تعالى) :الذين يوفون( هذا مشروع في بيان صفاتهم المقتضية
إنعامهم وإكرامهم نذكر لهم ثماني صفات هي كالتالي (1) :الوفاء بالعهود وعدم نقضها } :الذين يوفون بعهد
ال ول ينقضون الميثاق { اذ ل دين لمن ل عهد له (2) .وصل ما امر ال به ان يوصل من اليمان والسلم
والحسان والرحام } :والذين يصلون ما امر ال به ان يوصل {.
) (3خشية ال المقتضية لطاعته } :ويخشون ربهم { (4) .الخوف من سوء الحساب يوم القيامة المقتضي
لمحاسبة النفس على الصغيرة والكبيرة } :ويخافون سوء الحساب { (5) .الصبر طلبا Nلمرضاة ال على
الطاعات وعن المعاصي ،وعلى البلء } :والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم { (6) .اقامة الصلة وهي إداؤها
في أوقاتها جماعة بكامل الشروط والركان والسنن والداب } :واقاموا الصلة { (7) .النفاق مما رزقهم ال
في الزكاة والصدقات الواجبة والمندوبة } :وأنفقوا مما رزقناهم { (8) .دفع السيئة بالحسنة فيدرءون سيئة
الجهل عليهم بحسنة الحلم ،وسيئة الذى بحسنة الصبر.
وقوله تعالى } :أولئك لهم عقبى الدار { اي العاقبة المحمودة وفسرها بقوله } جنات عدن { أي إقامة ل ظعن
منه يدخلونها هم } ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم { والصلح هنا اليمان والعمل الصالح .وقوله} :
والملئكة يدخلون عليهم من كل باب { هذا عند دخولهم الجنة تدخل عليهم الملئكة تهنئهم بسلمة الوصول
وتحقيق المأمول وتسلم عليهم قائلة } :سلم عليكم بما صبرتم { أي بسبب صبركم واليمان والطاعة } فنعم
عقى الدار { .هذه تهنئة الملئكة لهم وأعظم بها تهنئة وأبرك بها بركة اللهم اجعلني منهم ووالدي واهل بيتي
والمسلمين اجمعين.
} هداية اليات {
-3فضل هذه الصفات الثمانية المذكورة في هذه اليات .أولها الوفاء بعهد ال وآخرها درء السيئة بالحسنة.
} وٱلذين ينقضون عه%د ٱلله من بع%د ميثاقه ويقطعون مآ أمر ٱلله به أن يوصل ويفسدون في
ٱلر%ض )أو%لـئك لهم ٱللع%نة ولهم %سو*ء ٱلدار { * } ٱلله يب%سط ٱلر#ز%ق لمن %يشآء ويقدر وفرحوا
بٱلحياة ٱلدOنيا وما ٱلحياة ٱلدOنيا في ٱلخرة إل متاع } * { Vويقول) ٱلذين كفروا لو%ل أ)نزل علي%ه
آية Uم#ن رب#ه قل إن ٱلله يضل من يشآء ويه%دي* إلي%ه من %أناب { * } ٱلذين آمنوا وتطمئن
قلوبهم %بذكر ٱلله أل بذكر ٱلله تطمئن Oٱلقلوب { * } ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات طوبى لهم
وحس%ن مآب@ {
} ويفسدون في الرض { :أي بترك الصلة ومنع الزكاة ،وبارتكاب السيئات وترك الحسنات.
} طوبى لهم وحسن مآب { :أي لهم طوبى شجرة في الجنة وحسن منقلب وهو دار السلم.
قوله تعالى } :والذين ينقضون { اليات ،هذا هو الطرف المقابل او الشخصية الثانية وهو من لم يعلم ولم يؤمن
كأبي جهل المقابل لحمزة بن عبدالمطلب رضي ال عنه ذكر تعالى هنا صفاته الموجبة لعذابه وحرمانه فذكر
له ولمن شاكلته الصفات التالية (1) :نقض العهد فلم يعبدوا ال ولم يوحدوه وهو العهد الذي أخذ عليهم في عالم
الوراح } :والذين ينقضون عهد ال من بعد ميثاقه {.
) (2قطع ما أمر ال به ان يوصل من اليمان وصلة الرحام } :ويقطعون ما أمر ال به ان يوصل {.
) (3الفساد في الرض بالشرك والمعاصي } :يفسدون في الرض { بهذه الصفات استوجبوا هذا الجزاء ،قال
تعالى } :اولئك لهم اللعنة { اي البعد من الرحمة } ولهم سوء الدار { أي جهنم وبئس المهاد ،وقوله تعالى:
} ال يبسط الرزق لمن شاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا ،وما الحياة الدنيا في الخرة ال متاع { يخبر تعالى
عن سنة من سننه في خلقه وهي يبسط الرزق اى يوسعه على من يشاء امتحانا Nهل يشكر ام يكفر ويضيق
ويفتر على من يشاء ابتلء هل يصبر او يجزع ،وقد يبسط الرزق لبعض اذ ل يصلحهم ال ذاك ،وقد يضيق
على بعض اذ ل يصلهم ال ذاك ،فلن يكون الغنى دال Nعلى رضى ال ،ول الفقر دال Nعلى سخطه تعالى على
عباده ،وقوله } وفرحوا بالحياة الدنيا { اي فرح اولئك الكافرون بالحياة الدنيا لجهلهم بمقدارها وعاقبتها وسوء
آثارها وما الحياة الدنيا بالنسبة الى ما اعد ال لوليائه وهو اهل اليمان به وطاعته ال متاع قليل ككف التمر
أو قرص الخبز يعطاه الراعي غذاء له طول النهار ثم ينفذ ،وقوله تعالى في الية ) } :(27ويقول الذين كفروا
لول انزل عليه آية من ربه { فقد تقدم مثل هذا الطلب من المشركين وهو مطالبة المشركين النبي صلى ال
عليه وسلم ان تكون له آية كناقة صالح عصا موسى ليؤمنوا به وهم في ذلك كاذبون فلم يحملهم على هذا
الطلب ال الستخفاف والعناد وال آيات القرآن أعظم من آية الناقة والعصا ،فلذا قال تعالى لرسوله } :قل إن
ال يضل من يشاء { ضلله ولو رأى وشاهد ألوف اليات } ويهدي اليه من أناب { ولو لم ير آية واحدة ال
انه أناب الى ال فهداه اليه وقبله وجعله من اهل وليته ،وقوله تعالى في الية ) } (8الذين آمنوا وتطمئن
قلوبهم بذكر ال { أولئك الذين أنابوا اليه تعالى إيمانا Nوتوحيدا Nفهداهم إليه صراطا Nمستقيما Nهؤلء تطئمن قلوبهم
أي تسكن وتستأنس بذكر ال وذكره وعده وذكر صالحي عباده محمد صلى ال عليه وسلم وأصحابه ،وقوله
تعالى } :أل بذكر ال تطمئن القلوب { اي قلوب المؤمنين اما قلوب الكافرين فإنها تطمئن لذكر الدنيا وملذها
وقلوب المشركين تطمئن لذكر أصنامهم ،وقوله تعالى } والذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب
{ إخبار من ال تعالى بما أعد لهل اليمان والعمل الصالح وهو طوبى حال من الحسن الطيب يعجز البيان
عن وصفها أو شجرة في الجنة وحسن منقلب وهو الجنة دار السلم والنعيم المقيم.
} هداية اليات {
-1حرمة التصاف بصفات اهل الشقاء وهي نقض العهد ،وقطع أمر ال به أن يوصل والفساد في الرض
بالشرك والمعاصي.
-2بيان ان الغنى والفقر يتمان حسب علم ال تعالى امتحانا Nوابتلء فل يدلن على رضا ال ول على سخطه
-3حقارة الدنيا وضالة ما فيها من المتاع.
} كذلك أر%سلناك في* أ)مة@ قد %خلت من قب%لهآ أ)مم VلRتتلوا علي%هم ٱلذي* أو%حي%نآ إلي%ك وهم %يكفرون
بٱلرح%مـن قل هو رب#ي ل* إلـه إل هو علي%ه توكلت وإلي%ه متاب { * } ولو %أن قر%آنا Sسي#رت به
ٱلجبال) أو %قطRعت به ٱلر%ض أو %كلRم به ٱلمو%تى بل لله ٱلم%ر جميعا Sأفلم %يي%أس ٱلذين آمنو*ا أن لو
يشآء ٱلله لهدى ٱلناس جميعا Sول يزا )ل ٱلذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة Uأ %و تحل قريبا
م#ن دارهم %حتى يأتي وع%د ٱلله إن ٱلله ل يخلف ٱلميعاد { * } ولقد ٱس%ته%زئ برسل@ م#ن قب%لك
فأم%لي%ت للذين كفروا ثم أخذتهم %فكي%ف كان عقاب {
} شرح الكلمات {:
} لتتلو عليهم { :أي لتقرأ عليهم القرأن تذكيرا Nوتعليما Nونذارة وبشارة.
} وهو يكفرون بالرحمن { :اذا قالوا وما الرحمن وقالوا ل رحمن ال رحمان اليمامة.
} معنى اليات {
ما زال السياق في تقرير أصول العقائد :التوحيد والنبوة والبعث والجزاء الخر ففي الية الولى من هذا
السياق وهي قوله تعالى } :كذلك أرسلناك { فقرر نبوة الرسول صلى ال عليه وسلم بقوله كذلك اي الرسال
الذي ارسلنا من قبلك انت الى امة قد خلت من قبلها امم ،وبين فائدة الرسال فقال } :لتتلو عليهم الذي أوحينا
اليك { وهو رحمة والهدى والشفاء } وهو يكفرون بالرحمن { الرحمن الذي ارسلك لهم بالهدى ودين الحق
لكمالهم وإسعادهم يكفرون به ،اذا فقل انت ايها الرسول هو ربي ل اله ال هو اي ل معبود بحق ال هو عليه
توكلت واليه متاب اي توبتي ورجوعي فقرر بذلك مبدأ التوحيد بأصدق عبارة وقوله تعالى في الية الثانية )
} (31ولو أن قرآنNا { الخ :ل شك ان مشركي مكة كانوا بما ذكره في هذه الية اذا قالوا ان كنت رسول Nفادع
لنا ربك فيسر عنا هذه الجبال التي تكتنف وادينا فتتسع ارضنا للزراعة والحراثة وقطع ارضنا فاخرج لنا منها
العيون والنهار واحيي لنا فلن وفلنNا حتى نكملهم ونسألهم عن صحة ما تقول وتدعي بأنك نبي فقال تعال:
} ولو أن قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الرض أو كلم به الموتى { اي لكان هذا القرأن ،ولكن ليست
اليات هي التي تهدي بل ال المر جميعا Nيهدي من يشاء ويضل من يشاء ،ولما صرفهم ال تعالى عن اليات
الكونية لعلمه تعالى أنهم لو اعطاهم اياها لما آمنوا عليها فيحق عليهم عذاب البادة كالمم السابقة ،وكان من
المؤمنين من يود اليات الكونية ظنا Nمنه ان المشركين لو شاهدوا أمنوا وانتهت المعركة الدائرة بين الشرك
والتوحيد قال تعالى } :أفلم ييأس الذين آمنوا { أي يعملوا } أن لو يشاء ال لهدى الناس جميعا { Nباليات
وبدونها فليترك المر له سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ،وقوله تعالى } :ول يزال الذين كفروا
تصيبهم بما صنعوا { اي من الشرك والمعاصي } قارعة { أي داهية تفرع قلوبهم بالخوف والفزع ونفوسهم
بالهم والحزن وذلك كالجدب والمرض والقتل والسر } أو تحل قريبا Nمن دارهم { أي يحل الرسول بجيشه
السلمي ليفتح مكة حتى يأتي وعد ال بنصرك أيها الرسول عليهم والية عامة فيمن بعد قريش ويكون الوعيد
متناول Nامم الكفر عامة وها هي ذي الحروب تقرعهم كل قرن مرة ومرتين والحرب الذرية على أبوابهم ول
يزال أمرهم كذلك حتى يحل الجيش السلمي قريبا Nمن دارهم ليدخلوا في دين ال او يهلكوا } ،ان ال ل
يخلف المعياد { وقد أنجز ما وعد قريشا ،Nوفي الية الخيرة ) (32يخبر تعالى رسوله مسليا Nإياه عما يجد من
تعب وألم من صلف المشركين وعنادهم فيقول له } :ولقد استهزئ برسل من قبلك { أي كما استهزئ بك
فصبروا فاصبر أنت } ،فأمليت للذين كفروا { أي امهلتهم وأنظرتهم حتى قامت الحجة عليهم ثم أخذتهم فلم أبق
منهم احدا } Nفكيف كان عقاب { أي كان شديدا Nعاما Nواقعا Nموقعه ،فكذلك أفعل بمن استهزا بك يا رسولنا اذا لم
يتوبوا ويسلموا.
} هداية اليات {
-1تقرير التوحيد.
} أفمن %هو قآئم Vعلى ك Rل نفس@ بما كسبت وجعلوا لله شركآء قل سمOوهم %أم %تن #بئ)ونه بما ل يع%لم
في ٱلر%ض أم بظاهر@ م#ن ٱلقو%ل بل زي#ن للذين كفروا مكرهم %وصدOوا عن ٱلسبيل ومن يض%لل
ٱلله فما له من %هاد@ { * } لهم %عذاب Vفي ٱلحياة ٱلدOنيا ولعذاب ٱل)خرة أشق وما لهم م#ن ٱلله
من واق@ { * } مثل) ٱلجنة ٱلتي وعد ٱلمتقون تج%ري من تح%تها ٱلنهار أ)كلها دآئم Vوظلها تلك
عقبى ٱلذين ٱتقوا وعقبى ٱلكافرين ٱلنار {
} أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت { :أي حافظها ورازقها وعالم بها وبما كسبت و يجازيها بعملها.
} أكلها دائم وظلها { :أي ما يؤكل فيها دائم ل يفنى وظلها دائم ل ينسخ.
ما زال السياق في تقرير التوحيد وإبطال التنديد بقوله تعالى } :أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت { أي
حافظها ورازفها وعالم بها وبما كسبت من خير وشر ومجازيها كمن ل يحفظ ول يرزق ول يعلم ول يجزي
وهو الصنام ،اذا فبطل تأليهها ولم يبق ال الله الحق ال الذي ل اله ال هو ول رب سواه ،وقوله تعالى:
} وجعلوا ل شركاء { أي يعبدونهم معه } قل سموهم { اي قل لهم يا رسولنا سموا لنا تلك الشركاء صفوهم
بينوا من هم؟ } أم تنبئونه بما ل يعلم في الرض { أي أتنبئون ال بما ل يعلم في الرض؟ } أم بظاهر من
القول { أي بل بظاهر من القول أي بظن باطل ل حقيقة له في الواقع.
وقوله تعالى } بل زين للذين كفروا مكرهم { اي قولهم الكاذب وافتراؤهم الماكر فبذلك صدوا عن السبيل سبيل
الحق وصرفوا عنه فلم يهتدوا اليه } ،ومن يضلل ال فما له من هاد { وقوله تعالى } :لهم عذاب في الحياة
الدنيا { بالقتل والسر ،و } العذاب الخرة أشق { أي أشد من عذاب الدنيا مهما كان } وما لهم من ال من واق
{ أي وليس لهم من دون ال من يقيهم فيصرفه عنهم ويدفعه حتى ل يذوقوه ،وقوله تعالى } :مثل الجنة التي
وعد المتقون { أي لما ذكر عذاب الخرة لهل الكفر والفجور ذكر نعيم الخرة لهل اليمان والتقوى ،فقال} :
مثل الجنة التي وعد المتقون { أي صفة الجنة ووصفها بقوله } :تجري من تحتها النهار أكلها دائم وظللها {
دائم كذلك فطعامها ل ينفذ ،وظلها ل يزول ول ينسخ بشمس كظل الدنيا ،وقوله } :تلك { اي الجنة } عقبى
الذين اتقوا { أي ربهم فآمنوا به وعبدوه ووحدوه واطاعوه في أمر ونهيه } ،وعقبى الكافرين النار { والعقبى
بمعنى العاقبة في الخير والشر.
} هداية اليات {
-1تقرير التوحيد اذ الصنام ل تحفظ ول ترزق ول تحاسب ول تجزي ،وال هو القائم على كل نفس فهو
الله الحق وما عداه فآلهة باطلة ل حقيقة لها ال مجرد أسماء.
-2استمرار الكفار على كفرهم هو نتيجة تزيين الشيطان لهم ذلك فصدهم عن السبيل.
-3ميزة القرآن الكريم في الجمع بين الوعد والوعيد إذ بهما تمكن هداية الناس.
} وٱلذين آتي%ناهم ٱلكتاب يفرحون بمآ أ)نزل إلي%ك ومن ٱلح%زاب من ينكر بع%ضه قل إنمآ أ)مر%ت
أن %أع%بد ٱلله ول* أ)شرك به إلي%ه أد%عو وإلي%ه مآب { * } وكذلك أنزلناه حكما Sعرب jيا Sولئن ٱتبع%ت
ي ول واق@ { * } ولقد %أر%سلنا رسل Sم#ن
أه%واءهم بع%د ما جآءك من ٱلعلم ما لك من ٱلله من ول m
قب%لك وجعلنا لهم %أز%واجا Sوذر#ية Sوما كان لرسول@ أن يأتي بآية@ إل بإذن ٱلله لكل Rأج @ل كتاب* { V
} يم%حوا ٱلله ما يشآء ويثبت وعنده )أم Oٱلكتاب {
} يقفرحون بما انزل اليك { :أي يسرون به لنهم مؤمنون صادقون ولنه موافق لما عندهم.
} من ينكر بعضه { :أي بعض القرآن فالمشركون أنكروا لفظ الرحمن وقالوا ل رحمن ال رحمن اليمامة
يعنون مسيلمة الكذاب.
} لكل أجل كتاب { :أي لكل مدة كتاب كتبت فيه المدة المحددة.
} يمحو ال ما يشاء { :أي يمحو من الحكام وغيرها ويثبت ما يشاء فما محاه هو المنسوخ وما أبقاه هو
المحكم.
} معنى اليات {
ما زال السياق في تقرير أصول العقيدة :التوحيد والنبوة والبعث والجزاء ،فقوله تعالى } :والذين آتيناهم الكتاب
{ كعبدال بن سلم يفرحون بما انزل اليك وهو القرآن وفي هذا تقرير للوحي وإثبات له ،وقوله } ومن
الحزاب { ككفار اهل الكتاب والمشركين } من ينكر بعضه { فاليهود انكروا اغلب ما في القرآن من الحكام
ولم يصدقوا ال بالقصص ،والمشركون انكروا } الرحمن { وقالوا ل رحمن ال رحمان اليمامة يعنون مسيلمة
الكذاب عليه لعائن ال ،وقوله تعالى } :قل إنما أمرت ان أعبد ال ول أشرك به { أي امرني ربي أن اعبد ول
اشرك به ،اليه تعالى ادعو الناس اي الى اليمان به والى توحيده وطاعته } ،وإليه مآب { اي رجوعي وإيابي
وفي هذا تقرير للتوحيد ،وقوله تعالى } :وكذلك أنزلناه حكما Nعربيا { Nأي وكهذا النزال للقرآن أنزلناه بلسان
العرب لتحكم بينهم به ،وفي هذا تقرير للوحي اللهي والنبوة المحمدية ،وقوله } :ولئن اتبعت اهواءهم بعد ما
جاءك من العلم { بان وافقتهم على مللهم وباطلهم في اعتقادهم ،وحاشا رسول ال )ص( ان يفعل وإنما الخطاب
من باب ...إياك اعني واسمعي يا جارة } ...ما لك من ال من ولي ول واق { اي ليس لك من دون ال من
ولي يتولى امر نصرك وحفظك ،ول واق يقيك عذاب ال اذا اراده بك لتباعك اهل الباطل وتركك الحق
واهله ،وقوله تعالى } :ولقد أرسلنا رسل Nمن قبلك وجعلنا لهم ازواجا Nوذرية { فل معنى لما يقوله المبطلون :لم
يتخذ محمد أزواجا Nولم تكون له ذرية؟ وهو يقول انه نبي ال ورسوله ،فان الرسل قبلك من نوح وإبراهيم الى
موسى وداوود وسليمان الكل كان لهم ازواج وذربة ،ولما قالوا
{ } لول أنزل عليه آية
رد ال تعالى عليهم بقوله } :وما كان لرسول ان يأتي بآية ال باذن ال { فالرسل كلهم مربوبون ل مقهرون ل
يملكون مع ال شيئا ijفهو المالك المتصرف ان شاء اعطاهم وان شاء منعهم ،وقوله } :لكل أجل كتاب { اي لكل
وقت محدد يعطي ال تعالى فيه او يمنع كتاب كتب فيه ذلك الجل وعين فل فوضى ول انف ،وقوله } :يمحمو
ال ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب { رد على قولهم لم يثبت الشيء ثم يبطله كاستقبال بيت المقدس ثم الكعبة
وكالعدة من الحول الى اربعة أشهر وعشرة فاعلهم ان ال تعالى يمحو ما يشاء من الشرائع والحكام بحسب
حاجة عباده ويثبت كذلك ما هو صالح لهم نافع } ،وعنده أم الكتاب { اي الذي حوى كل المقادير فل يدخله
تبديل ول تغيير كالموت والحياة والسعادة والشقاء ،وفي الحديث:
" رفعت القلم وجفت الصحف " رواه مسلم.
} هداية اليات {
-3تقرير ان القضاء والحكم في السلم مصدره الول القرآن الكريم ثم السنة لبيانها للقرآن ،ثم القياس
المأذون فيه بإجماع المة لستحالة اجتماعها على غير ما يحب ال تعالى ويرضى به.
} وإن ما نرينك بع%ض ٱلذي نعدهم %أو %نتوفينك فإنما علي%ك ٱلبلغ وعلي%نا ٱلحساب { * } أولم
يرو%ا أنا نأتي ٱلر%ض ننقصها من %أطرافها وٱلله يح%كم ل معقRب لحكمه وهو سريع ٱلحساب { *
} وقد %مكر ٱلذين من قب%لهم %فلله ٱلمكر جميعا Sيع%لم ما تكسب كل نفس@ وسيع%لم ٱلكفار لمن %عقبى
ٱلدار { * } ويقو )ل ٱلذين كفروا لس%ت مر%سل Sقل كفى بٱلله شهيدا Sبي%ني وبي%نكم %ومن %عنده علم
ٱلكتاب {
} ننقصها من اطرافها { :أي بلدا Nبعد بلد بالفتح ودخول السلم فيها وانتهاء الشرك منها.
قوله تعالى } :واما نرينك الذي نعدهم او نتوفينك { اي ان أريتك بعض الذي نعد قومك من العذاب فذاك ،وان
نتوفينك قبل ذلك فليس عليك ال البلغ فقد بلغت وعلينا الحساب فسوف نجزيهم بما كانوا يكسبون ،فل تأس
أيها الرسول ول تضق ذرعا Nبما يمكرون ،وقوله } أو لم يروا { اي المشركون الجاحدون الماكرون المطالبون
باليات على صدق نبوة نبينا } أنا نأتي الرض ننقصها من أطرافها { أي نفتحها للسلم بلدا Nبعد بلد أليس
ذلك آية دالة على صدق الرسول صلى ال عليه وسلم وصحة دعوته ،وقوله } :ال يحكم ول معقب لحكمه {
اي وال جل جلله يحكم في خلقه بما يشاء فيعز ويذل ويعطي ويمنع وينصر ويهزم ،ول معقب لحكمه اي
ليس هناك من يعقب على حكمه فيبطله فإذا حكم بظهور السلم وإدبار الكفر فمن يرد ذلك على ال ،وقوله} :
وهو سريع الحساب { اذا حاسب على كسب فحسابه سريع يجزي الكاسب بما يستحق دون بطء ول تراخ
وقوله تعالى } :وقد مكر الذين من قبلهم { أي وقد مكرت اقوام قبل قريش وكفار مكة فكيف كان عاقبة
مكرهم؟ وقوله } :فلله المكر جميعا { Nاي اذا فل عبرة بمكرهم ول قيمة له فل يرهب ول يلتفت اليه وقوله:
} يعلم ما تكسب كل نفس { من خير وشر فأين مكر من ل يعلم من مكر كل شيء فسوف يصل بالممكور به
الى حافة الهلك وهو ل يشعر ،أفل يعني هذا كفار قريش فيكفوا عن مكرهم برسول ال ودعوته ،وقوله
تعالى } :وسيعلم الكفار لمن عقيى الدار { أي سيعلم المشركون خصوم الوحيد يوم القيامة لمن عقبى الدار اي
العاقبة الحميدة لمن دخل الجنة وهو محمد صلى ال عليه وسلم واتباعه او لمن دخل النار وهم دعاة الشرك
والكفر واتباعهم ،وقوله تعالى } :ويقول الذين كفروا لست مرسل { Nأي يواجهونك بالنكار عليك والجحود
لنبوتك ورسالتك قل لهم يا رسولنا ال شهيد بيني وبينكم وقد شهد لي بالرسالة وأقسم لي عليها مرات في كلمه
مثل
{ } يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين
وكفى بشهادة ال شهادة } ،ومن عنده علم الكتاب { الول التوارة والنجيل وهم مؤمنوا اهل الكتاب من اليهود
والنصارى كعبدال بن سلم وسلمان الفارسي والنجاشي وتميم الداري وغيرهم.
} هداية اليات {
-1انتصار السلم وانتشاره في ظرف ربع قرن أكبر دليل على أنه حق.
-2احكام ال تعالى ل ترد ،ول يجوز طلب الستئناف على حكم من احكام ال تعالى في كتابه او سنة رسوله
صلى ال عليه وسلم.
-3شهادة ال أعظم شهادة ،فل تطلب بعدها شهادة اذا كان الخصام بين مؤمنين.
-4فضل العالم على الجاهل ،اذ شهادة مؤمني أهل الكتاب تقوم بها الحجة على من ل علم لهم من المشركين.
سورة إبراهيم
} ال*ر كتاب Vأنزلناه إلي%ك لتخرج ٱلناس من ٱلظلمات إلى ٱلنور بإذن رب#هم %إلى صراط ٱلعزيز
ٱلحميد { * } ٱلله ٱلذي له ما في ٱلسماوات وما في ٱلر%ض وو %يل ZلRلكافرين من %عذاب@ شديد@ {
* } ٱلذين يس%تحبOون ٱلحياة ٱلدOنيا على ٱلخرة ويصدOون عن سبيل ٱلله ويب%غونها عوجا) Sأو%لـئك
في ضلل@ بعيد@ { * } ومآ أر%سلنا من رسول@ إل بلسان قو%مه ليبي#ن لهم %فيضل ٱلله من يشآء
ج قو%مك من
ويه%دي من يشآء وهو ٱلعزيز ٱلحكيم { * } ولقد %أر%سلنا موسى بآياتنآ أن %أخر %
ٱلظلمات إلى ٱلنور وذكRر%هم %بأيام ٱلله إن في ذلك ليات@ لRكل Rصبار@ شكور@ {
} آلر { :هذا احد الحروف المقطعة تكتب آلر وتقرأ ألف لم رlا والتفويض فيها أسلم وهو قول ال أعلم بمراده
بذلك.
} كتاب { :اي هذا كتاب عظيم.
} بآياتنا { :أي المعجزات التسع :العصا ،اليد ،الطوفان ،الجراد ،القمل ،الضفادع ،الدم ،والطمس والسنين
ونقص الثمرات.
قوله تعالى } :الر { ال اعلم بمراده وقوله } :كتاب أنزلناه { اي هذا كتاب عظيم القدر انزلناه إليك يا رسولنا
لتخرج الناس من الظلمات اي من الظلمات الكفر والجهل الى نور اليمان والعلم لشرعي ،وذلك } بإذن
ربهم { اي بتوقيفه ومعونته } الى صراط العزيز الحميد { اي الى طريق العزيز الغالب الحميد اى المحمود
بآلئه وافضلته على عباده وسائر مخلوقاته } ال الذي له ما في السموات وما في الرض { خلقا Nوملكا
وتصريفا Nوتدبيرا ،Nهذا هو ال صاحب الموصل الى السعاد والكمال البشري ،والكافرون معرضون بل
ويصدون عنه فويل لهم من عذاب شديد ،الكافورن } الذين يستحبون الحياة الدنيا { اي يفضلون الحياة الدنيا
فيعلمون للدنيا ويتركون العمل للخرة لعدم إيمانهم بها } ويصدون { أنفسهم وغيرهم ايضا } Nعن سبيل ال {
اي السلم } ويبغونها عوجا { Nاي معوجة انهم يريدون من السلم ان يوافقهم في اهوائهم وما يشتهون حتى
يقبلوه ويرضوا به دنيا قال تعالى } :أولئك في ضلل بعيد { إنهم بهذا السلوك المتثمل في ايثار الدنيا على
الخرة والصد على السلم ،ومحاولة تسخير السلم لتحقيق اطماعهم وشهواتهم في ضلل بعيد ل يمكن
لصاحبه ان يرجع منه الى الهدى ،وقوله تعالى في الية ) (4من هذا السياق } وما ارسلنا من رسول ال بلسان
قومه { اي بلغتهم التي يتخاطبون بها ويتفاهمون لحمكة ان يبين لهم ،وال بعد ذلك يضل من يشاء إضلله
حسب سنته في الضلل ويهدي من يشاء كذلك } وهو العزيز { الغالب الذي ل يمانع في شي ،اراده
} الحكيم { الذي يضع مل شيء في موضعه فلذا هو ل يضل ال من رغب في الضلل وتكلف له وأحبه
وآثره ،وتنكر للهدى وحارب المهتدين والداعين الى الهدى ،وليس من حكمته تعالى ان يضل من يطلب الهدى
ويسعى اليه ويلتزم طريقه ويحبه ويحب اهله ،وقوله تعالى } :ولقد ارسلنا موسى { اي موسى نبي بني
إسرائيل } بآياتنا { اي بحججنا وادلتنا الدالة على رسالته والهادية الى ما يدعو اليه وهي تسع آيات منها اليد
والعصى } ان أخرج قومك من الظلمات الى النور { أي اخرج قومك من ظلمات الشرك الى نور التوحيد،
} وذكرهم بأيام ال { أي وقلنا له :ذكرهم بأيام ال وهي بلؤه ونعمه اذا انجاهم من عذاب آل فرعون وأنعم
عليهم بمثل المن والسلوى ،وذلك ليحملهم على الشكر ل بطاعته وطاعة رسوله ،وقوله تعالى } :ان في ذلك
ليات لكل صبار شكور { أي إن في ذلك التذكير بالبلء والنعماء لدللت في التذكير هم أهل الصبر والشكر
بل هم الكثيروا الصبر والشكر ،ونا غيرهم فل يرى في ذلك دللة ول علمة.
} هداية اليات {:
-1اقامة الحجة على المكذبين بالقرآن الكريم ،اذ هو مؤلف من الحروف المقطعة مثل آلر وطسم وآلم وحم،
ولم يستطيعوا بمثله بل بسورة مثله.
} وإذ قال موسى لقو%مه ٱذكروا نع%مة ٱلله علي%كم %إذ أنجاكم %م#ن %آل فر%عو%ن يسومونكم %سو*ء
ٱلعذاب ويذب#حون أب%نآءكم %ويس%تح%يون نسآءكم %وفي ذلكم %بل*ء Vم#ن ربكم %عظيم } * { Vوإذ تأذن
ربOكم %لئن شكر%تم %لزيدنكم %ولئن كفر%تم %إن عذابي لشديد } * { Vوقال موسى* إن تكفرو*ا أنتم %ومن
ح وعاد
في ٱلر%ض جميعا Sفإن ٱلله لغني sحميد } * { Vألم %يأتكم %نبأ) ٱلذين من قب%لكم %قو%م نو @
ي أفواههم
وثمود وٱلذين من بع%دهم %ل يع%لمهم %إل ٱلله جآءتهم %رسلهم %بٱلبي#نات فردOو*ا أي%ديهم %ف *
وقالو*ا إنا كفر%نا بمآ أ)ر%سلتم %به وإنا لفي شك mم#ما تد%عوننآ إلي%ه مريب@ {
} يسومونكم { :يذيقونكم.
} بالبينات { :بالحجج الواضحة على صدقهم في دعوة النبوة والتوحيد والبعث الخر.
} فردوا أيديهم في أفواههم { :أي فرد المم ايديهم في أفواههم اي اشاروا اليهم ان اسكتوا.
} واذ قال موسى لقومه { اي اذكر يا رسولنا اذ قال موسى لقومه من بني إسرائيل } اذكروا نعمة ال عليكم {
أي لتشكروها بتوحيده وطاعته ،فإن من ذكر شكر وبين لهم نوع النعمة وهي انجاؤهم من فرعون وملئه اذ
كانوا يعذبونهم بالضطهاد والستعباد ،فقال } :يسومونكم سوء العذاب { اي يذيقونكم سوء العذاب وهو اسوأة
وأشده } ،ويذبحون أبناءكم { اي الطفال المولودين ،لن النكهة او رجال السياسة قالوا لفرعون :ل يبعد ان
يسقط عرشك وتزول دولتك على أيدي رجل من بني اسرائيل فأمر بقتل المواليد فور ولدتهم فيقتلون الذكور
ويستبقون الناث للخدمة ولعدم الخوف منهن وهو معنى قوله } :ويستحيون نساءكم { وقوله تعالى } :وفي ذلكم
بلء من ربكم عظيم { فهو بالنظر الى كونه عذابا Nبلء الشر ،وفي كونه نجاة منه ،بلء الخير ،وقوله تعالى} :
وإذ تأذن ربكم( هذا من قول موسى لبني إسرائيل اي اذكر لهم اذ أعلم ربكم مقسما Nلكم )لئن شكرتم { نعمي
بعبادتي وتوحيدي فيها وطاعتي وطاعة رسولي بامتثال الوامر واجتناب النواهي } أزيدنكم { في النعام
والسعاد } ولئن كفرتم { فلم تشكروا نعمي فعصيتموني وعصيتم رسولي اي لسلبنها منكم واعذبكم بسلبها من
ايديكم } ان عذابي لشديد { فاحذروه واخشوني فيه ،وقوله تعالى } :وقال موسى { أي لبني إسرائيل } إن
تكفروا أنتم { نعم ال فلم تشكروها بطاعته } ومن في الرض جميعا { Nوكفرها من في الرض جميعا } Nفان ال
لغني { عن سائر خلفه ل يفتقر الى احد منهم } حميد { اي محمود بنعمه على سائر خلقه ،وقوله } :ألم يأتكم {
هذا قول موسى لقومه وهو يعظهم ويذكرهم } :الم يأتيكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من
بعدهم ل يعلمهم { اي ل يعلم عددهم ول يحصيهم } ال ال( جاءتهم رسلهم بالبينات { اي الحجج والبراهين
على صدق دعوتهم وما جاء به من الدين الحق ليعبد ال وحده ويطاع وتطاع رسله فيكمل الناس بذلك
ويسعدوا ،وقوله } :فردوا أيديهم { اي ردت المم المرسل اليهم الى افواهم تغيظا Nعلى أنبيائهم وحنقا ،Nاو
اشاروا اليهم بالسكوت فاسكتوهم ردNا لدعوة الحق التي جاؤوا بها ،وقالوا لهم } :إنا كفرنا بما ارسلتم به { اي
بما جئتهم به من الدين السلمي والدعوة اليه } ،وإنا لفي شك مما تدعوننا اليه مريب { اي موقع في الريبة
التي هي قلق النفس واضطرابها بها لعدم سكونها للخبر الذي يلقى اليها ،وهذا ما زال السياق طويل Nوينتهي
بقوله تعالى:
{ } واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد
} هداية اليات {:
-4بيان غنى ال تعالى المطلق على سائر خلقه فالناس ان شكروا لنفسهم وإن كفروا كفروا على أنفسهم اي
شكرهم ككفرهم عائد على انفسهم.
} قالت رسلهم %أفي ٱلله شك sفاطر ٱلسماوات وٱلر%ض يد%عوكم %ليغفر لكم %م#ن ذنوبكم %ويؤخRركم
إلى* أجل@ مOسـمNـى قالو*ا إن %أنتم %إل بشر Vم#ثلنا تريدون أن تصدOونا عما كان يع%بد آبآؤ)نا فأتونا
بسلطان@ مOبين@ { * } قالت لهم %رسلهم %إن نح%ن إل بشر Vم#ثلكم %ولـكن ٱلله يمن Oعلى من يشآء
من %عباده وما كان لنآ أن نأتيكم %بسلطان@ إل بإذن ٱلله وعلى ٱلله فليتوكل ٱلمؤمنون { * } وما
لنآ أل نتوكل على ٱلله وقد %هدانا سبلنا ولنص%برن على مآ آذي%تمونا وعلى ٱلله فليتوكل
ٱلمتوكRلون { * } وقال ٱلذين كفروا لرسلهم %لنخرجنـكم %م#ن %أر%ضنآ أو %لتعودن في ملتنا فأو%حى
إلي%هم %ربOهم %لنه%لكن ٱلظالمين { * } ولنس%كننـكم ٱلر%ض من بع%دهم %ذلك لمن %خاف مقامي
وخاف وعيد {
} وقد هدانا سبلنا { :اي طرقة التي عرفناه بها وعرفنا عظيم قدرته وعز سلطانه.
} لمن خاف مقامي { :أي وقوفه بين يدي يوم القيامة للحساب والجزاء.
} هداية اليات {
-1بطلن الشك في وجود ال وعلمه وقدرته وحكمته ووجوب عبادته وحده لذلك لكثرة الدلة وقوة الحجج،
وسطوع البراهين.
-2بيان ما كان اهل الكفر يقابلون به رسل ال والدعاة اليه سبحانه وتعالى وما كانت الرسل ترد به عليهم.
-3وجوب التوكل على ال تعالى ،وعدم صحة التوكل على غيره إذ ل كافي ال ال.
-4وجوب الصبر على الذى في سبيل ال وانتظار الفرج باخذ الظالمين.
-5عاقبة الظلم وهي الخسران والدمار ل تتبدل ول تتخلف وإن طال الزمن.
} وٱس%تفتحوا وخاب كل جبار@ عنيد@ { * } م#ن ورآئه جهنم ويس%قى من مآء@ صديد@ { *
ظ{
} يتجرعه ول يكاد يسيغه ويأتيه ٱلمو%ت من ك Rل مكان@ وما هو بمي#ت@ ومن ورآئه عذاب Vغلي U
* } مثل) ٱلذين كفروا برب#هم %أع%مالهم %كرماد@ ٱشتدت به ٱلر#يح في يو%م@ عاصف@ ل يقدرون مما
كسبوا على شي%ء@ ذلك هو ٱلضلل) ٱلبعيد { * } ألم %تر أن ٱلله خلق ٱلسماوات وٱلر%ض بٱلحق
إن يشأ يذهب%كم %ويأت بخلق@ جديد@ { * } وما ذلك على ٱلله بعزيز@ {
} واستفتحوا { :أي طلب الرسل الفتح لهم اي النصر على اقوامهم الظالمين.
} كل جبار عنيد { :أي ظالم يجبر الناس على مراده عنيد كثير العناد.
} من ماء صديد { :أي هو ما يخرج سائل Nمن اجواف اهل النار مختلطا Nمن قيح ودم وعرق.
} يتجرعه ول يكاد يسيغه { :أي يبتلعه مرة بعد مرة لمرارته ول يقارب ازدراده لقبحه ومراراته.
} ويأتيه الموت من كل مكان { :أي لشدة ما يحيط به من العذاب فكل أسباب الموت حاصلة ولكن ل يموت.
} اعمالهم كرماد { :أي الصالحة منها كصلة الرحم وبر الوالدين وإقراء الضيف وفك السير والفاسدة كعبادة
الصنام بالذبح لها والنذر والحلف والعكوف حولها كرماد.
} ل يقدرون مما كسبوا على شيء { :أي ل يحصلون من اعمالهم التي كسبوها على ثواب وان قل لنها باطلة
بالشرك.
وقوله تعالى } :ذلك هو الضلل البعيد { أي ذلك الذي دل عليه المثل هو الضلل البعيد لمن وقع فيه إذ ذهب
كل عمله سدى بغير طائل فلم ينتفع بشيء منه وأصبح من الخاسرين.
وقوله تعالى } :ألم تر ان ال خلق السموات والرض بالحق { أي الم تعلم أيها الرسول ان ال خلق السموات
والرض بالحق أي من اجل النسان ليذكر ال تعالى ويشكره فإذا تنكر لربه فكفر به وأشرك غيره في عبادته
عذبه بالعذاب الليم الذي تقدم وصفه في هذا السياق لن ال تعالى لم يخلق السموات والرض عبثا Nوباطل Nبل
خلقهما وخلق ما فيهما من أجل ان يذكر فيهما ويشكر ترك الذكر والشكر عذبه أشد العذاب وأدومه وأبقاه،
وقوله تعالى } :أن يشأ يذهبكم { ايها الناس المتمردون على طاعته المشركون به } ويأت بخلق جديد { غيركم
يعبدونه ويوحدونه } وما ذلك على ال بعزيز { اي بممتنع ول متعذر لن ال على كل شيء قدير.
} هداية اليات {
-5عذاب اهل الكفر والشرك والظلم لزم لنهم لم يذكروا ولم يشركوا والذكر والشكر علة الوجود كله فلما
عبثوا بالحياة استحقوا عذابا Nأبديا.
} وبرزوا لله جميعا Sفقال ٱلضOعفاء للذين ٱس%تكبرو*ا إنا كنا لكم %تبعgا فهل أنتم %مOغنون عنا من
عذاب ٱلله من شي%ء@ قالوا ل %و هدانا ٱلله لهدي%ناكم %سوآء Vعلي%نآ أجزع%نآ أم %صبر%نا ما لنا من
محيص@ { * } وقال ٱلشي%طان لما قضي ٱلم%ر إن ٱلله وعدكم %وع%د ٱلحق Rووعدتكم %فأخلفتكم %وما
كان لي علي%كم %م#ن سلطان@ إل أن دعو%تكم %فٱس%تجب%تم %لي فل تلوموني ولومو*ا أنفسكم %مآ أنا
بمص%رخكم %ومآ أنتم %بمص%رخي إنRي كفر%ت بمآ أشركتمون من ق %بل) إن ٱلظالمين لهم %عذاب Vأليم{ V
* } و)أد%خل ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات جنات@ تج%ري من تح%تها ٱلنهار خالدين فيها بإذن
رب#هم %تحيتهم %فيها سلم{ V
} إنا كنا لكم تبعا :{ Nأي تابعين لكم فيما تعتقدون وتعلمون.
} تجري من تحتها النهار { :أي من تحت قصورها وأشجارها النهار الربعة :الماء واللبن والخمر والعسل.
في هذه الية عرض سريع للموقف وما بعده من استقرار اهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة يقرر مبدأ
الوحي والتوحيد والبعث الخر بأدلة ل ترد ،قال تعالى } :وبرزوا ل جميعا { Nأي خرجت البشرية من قبورها
مؤمنوها وكافروها صالحوها وفاسدوها } فقال الضعفاء { اي التباع } للذين استكبروا { اي الرؤساء
والموجهون للناس بما لديهم من قوة وسلطان } إنا كنا لكم تبعا { Nأي أتباعا Nفي عقائدهم وما تدينون به } ،فهل
أنتم مغنون عنا من عذاب ال من شيء {؟ أي فهل يمكنكم ان ترفعوا عنا بعض العذاب بحكم تعيتنا لكم
فاجابوهم بما أخبر تعالى به عنهم } :قالوا لة هدانا ال لهديناكم { اعترفوا الن ان الهداية بيد ال واقروا بذلك،
ولكنا ضللنا فاضللناكم } سواء علينا اجزعنا { اليوم } أم صبرنا مالنا من محيص { اي من مخرج من هذا
العذاب ول مهرب ،وهنا يقوم إبليس خطيبا Nفيهم بما اخبر تعالى عنه بقوله } :وقال الشيطان { اي ابليس عدو
بنى آدم } لما قضى المر { بأذن اهل الجنة الجنة وادخل اهل النار النار } ان ال وعدكم وعد الحق { بان من
آمن وعمل صالحا Nمبتعدا Nعن الشرك والمعاصي ادخله جنته وأكرمه في جواره ،وان من كفر وأشرك وعصى
ادخله النار وعذبه عذاب الهون في دار البوار } ووعدكتم { بان ال ووعيده ليس بحق ول واقع } فاخلفتكم {
فيما وعدتكم به ،وكنت في ذلك كاذبا Nعليكم مغررا Nبكم } ،وما كان لي عليكم من سلطان { اي من قوة مادية
اكرهتكم على اتباعي ول معنوية ذات تأثير خارق للعادة اجبرتكم بها على قبول دعوتي } ال أن دعوتكم { اي
لكن دعوتكم } فاستجبتم لي { اذا } فل تلموموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم { أي مزيل صراخكم بنا
اغثيكم به من نصر وخلص من هذا العذاب } وما انتم { أيضا } Nبمصرخي { ،اي بمغيثي } إني كفرت بما
اشركتمون من قبل { اذ كل عابد لغير ال في الواقع هو عابد للشيطان اذ هو الذي زين له ذلك ودعاه اليه ،و }
ان الظالمين لهم عذاب اليم { اي المشركين لهم عذاب اليم موجع ،وقوله تعالى } :وادخل الذين آمنوا { اي
وادخل ال الذين آمنوا اي صدقوا بال وبرسوله وبما جاء به رسوله } وعملوا الصالحات { وهي العبادات التي
تعبد ال بها عباده فشرعها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى ال عليه وسلم } جنات { بساتين } تجري من
تحتها النهار { اي من خلل قصورها وأشجارها انهار الماء واللبن والخمر والعسل } خالدين فيها { ل
يخرجون منها ول يبغون عنها حول ،Nوقوله تعالى } :بإذن ربهم { أي ان ربهم هو الذي اذن لهم بدخولها
والبقاء فيها ابدا ،Nوقوله } :تحيتهم فيها سلم { اي السلم عليكم يحييهم ربهم وتحييهم الملئكة ويحيي بعضهم
بعضا Nبالسلم وهي كلمة دعاء بالسلمة من كل العاهات والمنغصات وتحية بطلب الحياة البدية.
} هداية اليات {
} من هداية اليات {:
-2بيان ان الشيطان هو المعبود من دون ال تعالى اذ هو الذي دعا الى عبادة غير ال وزينها للناس.
-3تقرير لعلم ال بما لم يكن كيف يكون اذ ما جاء في اليات من حوار لم يكن بعد ولكنه في علم ال كائن
كما هو وسوف يكون كما جاء في اليات ل يختلف منه حرف واحد.
-5العمل ل يدخل الجنة ال بوصفه سببا Nل غير ،وال فدخول الجنة يكون بإذن ال تعالى ورضاه.
} ألم %تر كي%ف ضرب ٱلله مثل Sكلمة Sطي#بة Sكشجرة@ طي#بة@ أص%لها ثابت Uوفر%عها في ٱلسمآء { *
ي أ)كلها كل حين@ بإذن رب#ها ويض%رب ٱلله ٱلم%ثال للناس لعلهم %يتذكرون { * } ومثل) كلمة
} تؤت *
خبيثة@ كشجرة@ خبيثة@ ٱج%تثت من فو%ق ٱلر%ض ما لها من قرار@ { * } يثب#ت ٱلله ٱلذين آمنوا
بٱلقو%ل ٱلثابت في ٱلحياة ٱلدOنيا وفي ٱلخرة ويضل ٱلله ٱلظالمين ويفعل) ٱلله ما يشآء { * } ألم
تر إلى ٱلذين بدلوا نع%مة ٱلله كفرا Sوأحلوا قو%مهم %دار ٱلبوار { * } جهنم يص%لو%نها وبئس
ٱلقرار { * } وجعلوا لله أندادا SلRيضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم %إلى ٱلنار {
اليات في تقرير التوحيد والعبث والجزاء ،قوله تعالى } :ألم تر { أيها الرسول أي ألم تعلم } كيف ضرب ال
مثل Nكلمة طيبة { هي كلمة اليمان يقولها المؤمن } كشجرة طيبة { وهي النخلة } أصلها ثابت { في الرض
} وفرعها { عال } في السماء { } ،تؤتي أكلها { تعطي اكلها اي ثمرها الذي يؤكل منها كل حين بلحا وبسرا
ومنصفا Nورطبا Nوتمرا Nوفي الصباح والمساء } بإذن ربها { أي بقدرته وتسخيره فكلمة اليمان ل اله ال ال
محمد رسول الهه تثمر للعبد اعمال Nصالحة كل حين فهي في قلبه والعمال الصالحة الناتجة عنها ترفع الى
ال عز وجل ،وقوله تعالى } :ويضرب ال المثال لناس لعلهم يتذكرون { أي كما ضرب هذا المثال للمؤمن
والكافر في هذا السياق يضرب المثال للناس مؤمنهم وكافرهم لعلهم يتذكرون اي رجاء ان يتذكروا فيتعظوا
فيؤمنوا ويعملوا الصالحات فينجوا من عذاب ال ،وقوله } :ومثل كلمة خبيثة { هي كلمة الكفر في قلب الكافر }
كشجرة خبيثة { هي الحنظل مnرة ول خير فيها ول اصل لها ثابت ول فرع لها في السماء } اجتثت { اي
اقتلعت واستؤصلت } من فوق الرض مالها من قرار { اي لثبات لها ول تثمر ال ما فيها من مرارة وسوء
طعم بركة وقوله تعالى } :يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة { هذا وعد ال تعالى
لعباده المؤمنين الصادقين بانه يثبتهم على اليمان مهما كانت الفتن والمحن حتى يموتوا على اليمان } وفي
الخرة { أي في القبر اذ هو عتبة الدار الخرة عندما يسألهم الملكان عن ال وعن الدين والنبي من بك؟ ما
دينك؟ من نبيك؟ فيثبتهم بالقول الثابت وهو اليمان واصله ل اله ال الل محمد رسول ال والعمل الصالح الذي
هو السلم وقوله تعالى } :ويضل ال الظالمين { مقابل هداية المؤمنين فل يوقفهم للقول الثابت حتى يموتوا
فيهلكوا على الكفر ويخسروا ،ذلك لصرارهم على الشرك ودعوتهم اليه وظلم المؤمنين وأذيتهم من اجل
ايمانهم ،وقوله تعالى } :ويفعل ال ما يشاء { تقرير لرادته الحرة فهو عز وجل يثبت من يشاء ويضل من
يشاء فل اعتراض عليه ول نكير مع العلم انه يهدي ويضل بحكم عالية تجعل هدايته كاضلله رحمة وعدل.
وقوله تعالى } :ألم تر { اي الم ينته الى عملك ايها الرسول } الى الذين بدلوا نعمة ال { التي هي السلم الذي
جاءهم به رسول ال بما فيه من الهدى والخير فكذبوا رسول ال وكذبوا بما جاء به ورضوا بالكفر وأنزلوا
بذلك قومهم الذين يحثونهم على الكفر ويشجعونهم على التكذيب انزلوهم } دار البوار { فهلك من هلك في بدر
كافرا Nالى جهنم ،ودار البوار هي جهنم يصلونها اي يحترقون بحرها ولهيبها } وبئس القرار { أي المقر الذي
أحلوا قومهم فيه ،وقوله تعالى } :وجعلوا ل اندادا Nليضلوا عن سبيله { اي جعل اولئك الذين بدلوا نعمة ال
كفرا Nوهو كفار مكة ل اندادNا اي شركاء عبدوها وهي اللت والعزى وهبل ومناة ،وغيرها من آلهتهم الباطلة،
جعلوا هذه النداد ودعوا الى عبادتها ليضلوا ويضلوا غيرهم عن سبيل ال التي هي السلم الموصل الى رضا
ال تعالى وجواره الكريم ،وقوله تعالى } :قل تمتعوا { أي بما أنتم فيه من متاع الحياة الدنيا } فإن مصيركم {
اي نهاية امركم } الى النار { حيث تصبرون اليه بعد موتكم ان اصررتم على الشرك والكفر حتى متم على
ذلك.
هداية اليات
-2المقارنة بين اليمان والكفر ،وكلمة التوحيد وكلمة الكفر وما يثمره كل واحد من هذه الصناف من خير
وشر.
-3بشري المؤمن بتثبيت ال تعالى له على إيمانه حتى يموت مؤمنا Nوبالنجاة من عذاب القبر حيث يجيب
منكرا Nونكيرا Nعلى سؤالهما إياه بتثبيت ال تعالى له.
-4المر في قوله تعالى تمتعوا ليس للباحة ول للوجوب وإنما هو للتهديد والوعيد.
} قل لRعبادي ٱلذين آمنوا يقيموا ٱلصلة وينفقوا مما رزقناهم %سرSjا وعلنية Sم#ن قب%ل أن يأتي
يو%م Vل ب %يع Vفيه ول خلل } * { Zٱلله ٱلذي خلق ٱلسماوات وٱلر%ض وأنزل من ٱلسمآء مآء
فأخرج به من ٱلثمرات رز%قا Sلكم %وسخر لكم ٱلفلك لتج%ري في ٱلبح%ر بأم%ره وسخر لكم ٱلنهار {
* } وسخر لكم ٱلشم%س وٱلقمر دآئبين وسخر لكم ٱللي%ل وٱلنهار { * } وآتاكم م#ن كل Rما
سألتموه وإن تعدOوا نع%مت ٱلله ل تح%صوها إن ٱلنسان لظلوم Vكفار{ V
} ل بيع فيه ول خلل { :هذا هو يوم القيامة ل بيع فيه ول فداء ول مخالة تنفع ول صداقة.
} الفلك { :اي السفن فلفظ الفلك دال على متعدد ويذكر ويؤنث.
} لظلوم كفار { :كثير الظلم لنفسه ولغيره ،كفار عظيم الكفر هذا ما لم يؤمن ويهتد فإن آمن واهتدى سلب هذا
الوصف منه.
لما امر ال تعالى رسوله ان يقول لولئك الذين بدلوا نعمة ال كفراN
{ } قل تمتعوا فإن مصيركم الى النار
أمر رسوله أيضا Nان يقول للمؤمنين ..يقيموا الصلة وينفقوا من اموالهم سرا Nوعلنية ليتقوا ذلك العذاب يوم
القيامة الذي توعد به الكافرون فقال } :قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلة { اي يؤدوها على الوجه الذي
شرعت عليه فيتموا ركوعوها وسجودها ويؤدوها في اوقاتها المعنية وفي جماعة وعلى طهارة كاملة مستقبلين
بها القبلة حتى تثمر لهم زكاة انفسهم وطهارة ارواحهم } وينفعوا { ويوالوا النفاق في كل الحيان } سرا
وعلنية { } ،من قبل ان يأتي يوم { وهو يوم القيامة } ل بيع فيه ول خلل { ل شراء فيحصل المرء على ما
يفدي به نفسه من طريق البيع ،ول خلة اي صداقة تنفعه ول شفاعة ال باذن ال تعالى.
وقوله تعالى } ال الذي خلق السماوات والرض { اي انشاهما وابتدأ خلقهما } وانزل من السماء ماء { هو ماء
المطار } فأخرج به من الثمرات { والحبوب } رزقا Nلكم { تعيشون به وتتم حياتكم عليه } وسخر لكم الفلك {
اي السفن } لتجري في البحر بأمره { اي بإذنه وتشخيره تحملون عليها البضائع والسلع من اقيلم الى اقليم
وتركبونها كذلك } وسخر لكم النهار { الجارية بالمياه العذبة لتشربوا وتستقوا مزارعكم وحقولكم } وسخر لكم
الشمس والقمر دائبين { ل يفترن ابدأ في جربهما وتنقلهما في بروجهما لمنافعكم التي ل تتم ال على ضوء
الشمس وحرارتها ونور القمر وتنقله في منازله } وسخر لكم الليل والنهار { الليل لتسكنوا فيه وتستريحوا
والنهار لتعملوا فيه وتكسبوا ارزاقكم } وآتاكم من كل ما سألتموه { مما انتم في حاجة إليه لقوام حياتكم ،هذا هو
ال المستحق لعبادتكم رغبة فيه ووهبة منه ،هذا هو المعبود الحق الذي يجب ان يعبد وحده ل شريك له وليس
الك الصنام والوثان التي تعبدونها وتدعون الى عبادتها حتى حملكم ذلك على الكفر والعناد بل والظلم والشر
والفساد.
وقوله تعالى } وإن تعدوا نعمة ال ل تحصوها { اي بعد ان عدد الكثير من نعمة اخبر انه ل يمكن للنسان ان
يعد نعم ال عليه ول ان يحصيها عدا Nبحال من الحوال ،وقرر حقيقة في آخر هذه الموعظة والذكرى وهي ان
النسان اذا حرم اليمان والهداية الربانية )ظلوم( اي كثير الظلم كفور كثير الكفر عظيمة ،والعياذ بال تعالى
من ذلك.
هداية اليات
-1وجوب إقام الصلة وإيتاء الزكاة والكثار من الصدقات لتقاء عذاب النار.
-3التعريف بال عز وجل اذ معرفة ال تعالى هي التي تثمر الخشية منه تعالى.
-5وصف النسان بالظلم والكفر وشدتهما ما لم يؤمن ويستقيم على منهج السلم.
} وإذ قال إب%راهيم رب #ٱج%عل هـذا ٱلبلد آمنا Sوٱج%نب%ني وبني أن نع%بد ٱلص%نام { * } رب #إنهن
أض%للن كثيرا Sم#ن ٱلناس فمن تبعني فإنه منRي ومن %عصاني فإنك غفو Vر رحيم } * { Vربنآ إني
أس%كنت من ذر#يتي بواد@ غي%ر ذي زر%ع@ عند بي%تك ٱلمحرم ربنا ليقيموا ٱلصلة فٱج%عل أفئدة Sم#ن
ٱلناس ته%وي* إلي%هم %وٱر%زقهم %م#ن ٱلثمرات لعلهم %يشكرون { * } ربنآ إنك تع%لم ما نخفي وما
نع%لن وما يخفى على ٱلله من شي%ء@ في ٱلر%ض ول في ٱلسمآء { * } ٱلحم%د لله ٱلذي وهب لي
على ٱلكبر إس%ماعيل وإس%حاق إن رب#ي لسميع ٱلدOعآء { * } رب #ٱج%علني مقيم ٱلصلة ومن
ذر#يتي ربنا وتقبل دعآء { * } ربنا ٱغفر %لي ولوالدي وللمؤمنين يو%م يقوم ٱلحساب {
} هذا البلد آمنا { :أي اجعل مكة بلدا Nآمنا Nيأمن كل من دخله.
} واجنبيني { :بعدني.
} أن نعبد الصنام { :عن أن نعبد الصنام.
} من تبعني فإنه مني { :أي من اتبعني على التوحيد فهو من اهل بيتي.
} من ذريتي { :أي من بعض ذريتي وهو إسماعيل عليه السلم وأمه هاجر.
} على الكبر إسماعيل واسحق { :أي مع الكبر إذ كانت سنه يومئذ تسعا Nوتسعين سنة وولد له إسحق وسنه مائة
واثنتا عشرة سنة.
معنى اليات:
ما زال السياق في تقرير التوحيد والنبوة والبعث والجزاء وقد تضمنت هذه اليات ذلك ،فقوله تعالى } :وإذ قال
إبراهيم { أي أذكر إذ قال إبراهيم فكيف يذكر ما لم يوح ال تعالى إليه بذلك ففسر هذا نبوة ال ونزل الوحي
إليه ،وقوله } :رب اجعل هذا البلد آمنا { أي ذا فيأمن من دخله على نفسه وماله والمراد من البلد مكة.
وقوله } :واجنبني وبني ان نعبد الصنام { فيه تقرير للتوحيد الذي هو عبادة ال وحده ومعنى اجنبني أبعدني
أنا وأولدي وأحفادي وقد استجاب ال تعالى له فلم يكن في أولده وأولد اولده مشرك ،وقوله } :رب إنهن
أظللنن كثيرا Nمن الناس { تعليل لسؤاله ربه أن يجنبه وبنيه عبادتها ،واضلل الناس كان بعبادتهم لها فضلوا في
أودية الشرك ،وقوله } :فمن تبعني { أي من اولدي } فإنه مني { أي على ملتي وديني } ،ومن عصاني { فلم
يتبعني على ملة السلم ان تعذبه فذاك وان تغفر له ولم تعذبه )فإنك غفور رحيم( ،وقوله) :ربنا إني اسكنت
من ذريتي( أي من بعض ذريتي وهو اسماعيل مع امه هاجر )بواد غير ذي زرع( هو مكة اذ ليس فيها ول
حولها زراعة يومئذ والى آماد بعيدة وأزمنة عديدة )عند بيتك المحرم( قال هذا بإعلم من ال تعالى له انه
سيكون له بيت في هذ الوادي ومعنى المحرم أي الحرام وقد حرمته تعالى فمكة حرام الى يوم القيامة ل يصاد
صيدها ول يختلي خلها ول تسفك فيها دماء ول يحل فيها قتال ،وقوله) :ربنا ليقيموا الصلة فاجعل أفئدة من
الناس تهوى إليهم( هذا دعاء بان ييسر ال تعالى عيش سكان مكة ليعبدوا ال تعالى فيها بإقام الصلة ،فإن
قلوب بعض الناس عندما تهفوا الى مكة وتميل الى الحج والعمرة تكون سببا Nفي نقل الرزاق والخيرات الى
مكة ،وقوله) :وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون( دعاء آخر بأن يرزق ال بنيه من الثمرات ليشكروا ال
تعالى على ذلك فوجود الرزاق والثمرات موجبة للشكر ،إذ النعم تقتضي شكرا ،Nوقوله) :ربنا إنك تعلم ما
نخفي وما نعلن وما يخفى على ال من شيء في الرض ول في السماء( اراد به أم ما سأل إنما سأل إنما هو
من باب إظهار العبودية ل والتخشع لعظمته والتذلل لعزته والفتقار الى ما عنده ،وإل فال اعلم بحاله وما
يصلحه هو وبنيه ،وما هم في حاجة إليه لنه تعالى يعلم كل شيء ول يخفى عنه شيء في الرض ول في
السماء .وقوله) :الحمد ال الذي وهب لي على الكبر إسماعيل واسحق على كبر سنه ،والعلم بان ال تعالى
سميع دعاء من يدعوه وينيب اليه ،وقوله) :رب اجعلني مقيم الصلة ومن ذريتي( أيضا Nمن يقيم الصلة ،لن
الصلة هي علة الحياة إذ هي الذكر والشكر فمتى أقام العبد الصلة فأداها بشروطها وأركانها كان من الذاكرين
الشاكرين ،ومتى تركها العبد كان من الناسين الغافلين وكان من الكافرين ،وأخيرا Nألح على ربه في قبول دعائه
وسأل المغفرة له ولوالديه وللمؤمنين يوم يقوم الناس للحساب وذلك يوم القيامة.
-4اهمية إقام الصلة وان من لم يرد ان يصلي ل حق له في الغذاء ولذا يعدم ان أصر على ترك الصلة.
-5بيان استجابة دعاء إبراهيم عليه السلم فيما سأل ربه تعالى فيه.
} ول تح%سبن ٱلله غافل Sعما يع%مل) ٱلظالمون إنما يؤخRرهم %ليو%م@ تشخص فيه ٱلب%صار { *
} مه%طعين مقنعي رءوسهم %ل ير%تد Oإلي%هم %طر%فهم %وأفئدتهم %هوآء } * { Vوأنذر ٱلناس يو%م يأتيهم
ٱلعذاب فيقو )ل ٱلذين ظلمو*ا ربنآ أخRر%نآ إلى أج @ل قريب@ نجب %دع%وتك ونتبع ٱلرOسل أولم %تكونو*ا
أقسم%تم %م#ن قب) %ل ما لكم %م#ن زوال@ { * } وسكنتم %في مسـكن ٱلذين ظلمو*ا أنفسهم %وتبين لكم
كي%ف فعلنا بهم %وضرب%نا لكم ٱلم%ثال { * } وقد %مكروا مكرهم %وعند ٱلله مكرهم %وإن كان مكرهم
لتزول منه ٱلجبال) {
} ليوم تشخص فيه البصار { :أي تنفتح فل تغمض لشدة ما ترى من الهوال.
} مهطعين مقنعي رؤوسهم { :أي مسرعين الى الداعي الذي دعاهم الى الحشر ،رافعي رؤوسهم.
} نجب دعوتك { :أي على لسان رسولك فنعبدك ونوحدك ونتبع الرسل.
} وقد مكروا مكرهم { :أي مكرت قريش بالنبي صلى ال عليه وسلم حيث أرادوا قتله او حبسه أو نفيه.
} وإن كان مكرهم لتزول منه { :أي لم يكن مكرهم بالذي تزول منه الجبال فإنه تافه } الجبال { :ل قيمة له فل
تعبأ به ول تلتفت اليه.
معنى اليات :في هذا السياق الكريم تقوية رسول ال صلى ال عليه وسلم وحمله على الصبر ليواصل دعوته
الى ربه الى ان ينصرها ال تعالى وتبلغ المدى المحدد لها واليام كانت صعبة على رسول ال وأصحابه
لتكالب المشركين على أذاهم ،وازدياد ظلمهم لهم فقال تعالى لرسوله صلى ال عليه وسلم } :ول تحسبن ال
غافل Nعما يعمل الظالمون { من قومك انه ان لم ينزل بهم نقمة ولم يحل بهم عذابه إنما يريد ان يؤخرهم } ليوم
تشخص فيه البصار { أي تنفتح فل تغمض ول تطرف لشدة الهوال وصعوبة الحوال } ،مهطعين { أي
مسرعين } مقنعي رؤوسهم { اي حال كونهم مهطعين مقنعي رؤوسهم أي رافعين رؤوسهم مسرعين للداعي
الذي دعاهم الى المحشر ،قال تعالى:
{ } واستمع يوم يناد المنادي من مكان قريب
} ل يرتد إليهم طرفهم { أي ل تغمض أعينهم من الخوف } وأفئدتهم { أي قلوبهم } هواء { أي فارغة من
الوعي والدراك لما اصابها من الفزع والخوف ثم امر تعالى رسوله في الية ) (44بإنذار الناس مخوفا Nلهم
من عاقبة امرهم اذ استمروا على الشرك بال والكفر برسوله وشرعه } ،يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين
ظلموا { أي أشركوا بربهم ،وآذوا عباده المؤمنين )ربنا أخرنا الى أجل قريب( أي يطلبون النظار والمهال
} نجب دعوتك { أي نوحدك ونطيعك ونطيع رسولك ،فيقال لهم :توبيخا Nوتقريعا Nوتكذيبا Nلهم } :أو لم تكونوا
اقسمتم { أي حلفتم } من قبل ما لكم من زوال { اي أطلبتم الن التأخير ولم تطلبوه عندما قلتم ما لنا من زوال
ول ارتحال من الدنيا الى الخرة } ،وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم { بالشرك والمعاصي } وتبين لكم {
أي عرفتم } كيف فعلنا بهم { أي بإهلكنا لهم وضربنا لكم المثال في كتبنا وعلى ألسنة فيوبخون هذا التوبيخ
ول يجابون لطلبهم ويقذفون في الجحيم ،وقوله تعالى } :وقد مكروا مكرهم { أي وقد مكر كفار قريش برسول
ال صلى ال عليه وسلم حيث قرروا حبسه مغال Nفي السجن حتى الموت او قتله ،أو نفيه وعزموا على القتل
ولم يستطيعوه } وعند ال مكرهم { أي علمه ما أرادوا به ،وجزاؤهم عليه ،وقوله } :وإن كان مكرهم لتزول
منه الجبال { أي ولم يكن مكرهم لتزول منه الجبال فإنه تافه ل وزن ول اعتبار فل تحفل به أيها الرسول ول
تلتفت ،فإنه ل يحدث منه شيء ،وفعل Nقد خابوا فيه أشد الخيبة.
هداية اليات:
-1تأخير العذاب عن الظلمة في كل زمان ومكان لم يكن غفلة عنهم ،وإنما هو تأخيرهم الى يوم القيامة او
الى ان يحين الوقت المحدد لخذهم.
-2بيان أهوال يوم القيامة وصعوبة الموقف فيه حتى يتمنى الظالمون الرجوع الى الدنيا ليؤمنوا ويطيعوا
ويوحدوا ربهم في عبادته.
} فل تح%سبن ٱلله مخلف وع%ده رسله إن ٱلله عزيز Vذو ٱنتقام@ { * } يو%م تبدل) ٱلر%ض غي%ر
ٱلر%ض وٱلسماوات وبرزوا لله ٱلواحد القهار { * } وترى ٱلمج%رمين يو%مئذ@ مOقرنين في
ٱلص%فاد { * } سرابيلهم م#ن قطران@ وتغشى وجوههم %ٱلنار { * } ليج%زي ٱلله كل نفس@ ما
كسبت إن ٱلله سريع ٱلحساب { * } هـذا بلغ UلRلناس ولينذروا به وليع%لمو*ا أنما هو إلـه
واحد Vوليذكر )أو%لوا ٱللباب {
} يوم تبدل الرض { :أي اذكر يا رسولنا للظالمين يوم تبدل الرض.
معنى اليات:
ما زال السياق في تسلية الرسول صلى ال عليه وسلم والمؤمنين وهم يعانون من صلف المشركين وظلمهم
وطغيانهم فيقول تعالى لرسوله صلى ال عليه وسلم } :فل تحسبن ال مخلف وعده رسله { إنه كما لم يخلف
رسلة الولين ل يخلفك أنت ،إنه ل بد منجز لك ما وعدك من النصر على أعدائك فاصبر كما صبر أولوا
العزم من الرسل ول تسعجل لهم } .إن ال عزيز { أي غالب ل يغلب على أمره ما يريده ل بد واقع } ذو
انتقام { شديد ممن عصاه وتمرد على طاعته وحارب اولياءه ،واذكر } يوم تبدل الرض غير الرض
والسموات { كذلك } وبرزوا { أي ظهروا بعد خروجهم من قبورهم في طريقهم الى المحشر إجابة منهم لدعوة
الداعي وقد برزوا } ل والواحد القهار { ،و } ترى المجرمين يومئذ { يا رسولنا تراهم } مقرنين في
الصفاد { مشدودة أيديهم وأرجلهم الى اعناقهم ،هؤلء المجرمون اليوم بالشرك والظلم والشر والفساد اجرموا
ل ثم على غيرهم ثانيا Nسواء ممن ظلموهم وآذوهم أو منن دعوهم الى الشرك وحملوهم عليه،
على انفسهم أو N
الجميع قد اجرمو في حقهم } ،سرابيلهم { قمصانهم التي على أجسامهم } من قjطران { وهو ما تدهن به البل:
مادة سوداء محرفة للجسم أو من نحاس إذ قVريء من قpطرoآن أي من نحاس أحمي عليه حتى بلغ المنتهى في
الحرارة } وتغشى وجوهم النار { أي وتغطي وجوهم النار بلهبها ،هؤلء هم المجرمون في الدنيا بالشرك
والمعاصي ،وذها هو جزاؤهم يوم القيامة ،فعل تعالى هذا بهم } ليجزي ال كل نفس بما كسبت ان ال سريع
الحساب { فما بين إن وجدوا في الدنيا ان انتهوا الى نار جهنم واستقروا في أتون جحيمها ال كمن دخل مع
باب وخرج مع آخر ،وأخيرا Nيقول تعالى } :هذا بلغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو اله واحد وليذكروا
أولوا اللباب { اي هذا القرآن بلغ للناس من رب الناس قد بلغه إليهم رسول رب الناس } ولينذروا به { أي
بما فيه من العظات والعبر والعرض اللوان العذاب وصنوف الشقاء لهل الجرام والشر والفساد،
} وليعلموا { أي بما فيه من الحجج والدلئل والبراهين } أنما هو إله واحد { أي معبود واحد ل ثاني له وهو
ال جل جلله ،فل يعبدوا معه غيره إذ هو وحده الرب والله الحق ،وما عداه فباطل } ،وليذكر اولوا اللباب {
أي وليتعظ بهذا القرآن أصحاب العقول المدركة الواعية فيعلموا على إنجاء انفسهم من غضب ال وعذابه،
وليفوزوا برحمته ورضوانه.
هداية اليات
-4قوله تعالى في آخر آية من هذه السورة):هذا بلغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر
أولوا اللباب( هذه الية صالحة لن تكون عنوانا Nللقرآن الكريم إذ دلت على مضمونة كلمل Nمع وجازة اللفظ
وجمال العبارة ،والحمد ل اول Nوآخرا.
سورة الحجر
} ال*ر تلك آيات ٱلكتاب وقر%آن@ مOبين@ { * } رOبما يود Oٱلذين كفروا لو %كانوا مس%لمين { * } ذر%هم
يأكلوا ويتمتعوا ويلههم ٱلمل) فسو%ف يع%لمون { * } ومآ أه%لكنا من قر%ية@ إل ولها كتاب
مع%لوم } * { Vما تس%بق من %أ)مة@ أجلها وما يس%تأخرون {
} آلر { :ال أعلم بمراده بذلك ،تكتب آلر .ويقرأ :ألف ،لم ،را.
} تلك آيات الكتاب { :اليات المؤلفة من مثل هذه الحروف المقطعة تلك آيات الكتاب أي القرآن.
} ويلههم المل { :أي بطول العمر وبلوغ الوطار وإدراك الرغائب الدنيوية.
} ما تسبق من امة أجلها { :أي ل يتقدم أجلها المحدد لها ومن زائدة للتأكيد.
معنى اليات:
بما أن السورة مكية فإنها تعالج قضايا العقيدة وأعظمها التوحيد والنبوة والبعث .قوله تعالى } :آلر { :ال أعلم
بمراده به ،ومن فؤائد هذه الحروف المقطعة تنبيه السامع وشده بما يسمع من التلوة ،إذ كانوا يمنعون سماعه
خشية التأثر به ،فكانت هذه الفواتح التي لم يألفوا مثلها في كلمهم تشدهم الى سماع ما بعدها من القرآن،
وقوله } :تلك آيات الكتاب { من الجائز القول :اليات المؤلفة من مثل هذه الحروف الر ،آلم ،طمس ،حم
عسق } .تلك آيات الكتاب وقرآن oمبين { المبين :المبين للحق والباطل والهدى والضلل وقوله تعالى } :ربما
يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين { :بخير تعالى ان يوما Nسيأتي هو يوم القيامة عندما يرى الكافر المسلمين
يدخلون الجنة ويدخل هو النار يود يومئذ متمنيا Nأن لو كان من المسلمين .وقد يحدث ال تعالى ظروفا Nفي الدنيا
وأمورا Nيتمنى الكافر فيها لو كان من المسلمين .وقوله تعالى } :ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلهمم المل فسوف
يعلمون { أي اتركهم يا رسولنا ،أي اترك الكافرين يأكلوا ما شاءوا من الطعمة ،ويتمتعوا بما حصل لهم من
الشهوات والملذات ،ويلههم المل عن التفكير في عاقبة أمرهم .إذ همهم طول اعمارهم ،وتحقيق أوطاهم،
فسوف يعلمون إذا رnدوا الى ال مولهم الحق وضل عنهم ما كانوا في الدنيا مخطئين بإعراضهم عن الحق
ودعوة الحق والدين الحق وقوله } :وما أهلكنا من قرية { أي من قرية بعذاب البادة والستئصال .وقوله }...
ما تسبق من امة oأجلها وما يستأخرون { أي بنا aء على كتاب المقادير فإن أمة كتب ال هلكها يمكن ان يتقدم
هلكها قبل ميقاته المحدد ،ول أن يستأخر عنه ولو ساعة .وفي هذا تهديد وتخويف لهل مكة وهو يحاربون
دعوة الحق ورسول الحق لعل قريتهم قد كتب لها كتاب وحدد لها أجل وهم ل يشعرون.
هداية اليات:
-2إنذار الكافرين وتحذيرهم من مواصلة كفرهم وحربهم للسلم فإن يوما Nسيأتي يتمنون فيه أن لو كانوا
مسلمين.
-3تقرير عقيدة القضاء والقدر فما من شيء ال وسبق به علم ال وكتبه عنده في كتاب المقادير الحياة
كالموت ،والربح كالخسارة ،والسعادة كالشقاء ،جميع ما كان وما هو كائن وما سيكون سبق به علم ال وكتب
في اللوح المحفوظ.
} وقالوا يأيOها ٱلذي نز#ل علي%ه ٱلذRكر إنك لمج%نون } * { Vلو %ما تأتينا بٱلملئكة إن كنت من
ٱلصادقين { * } ما نن #زل) ٱلملئكة إل بٱلحق Rوما كانوا إذا SمOنظرين { * } إنا نح%ن نزلنا ٱلذRكر
وإنا له لحافظون { * } ولقد %أر%سلنا من قب%لك في شيع ٱلولين { * } وما يأتيهم م#ن رسول@ إل
كانوا به يس%ته%زئ)ون {
معنى اليات:
قوله تعالى } وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر { أي قال الكافرون المنكرون للوحي والنبوة } إنك لمجنون {
أي قابل عاقل وإل لما اعديت النبوة .وفي قولهم هذا استهزاء ظاهر بالرسول صلى ال عليه وسلم وهو ثمرة
ظلمة الكفر التي في قلوبهم وقوله } :لو ما تأتينا بالملئكة { لو ما هنا بمعنى هل التحضيضية أي هل تأتينا
بالملئكة نراهم عيانNا يشهدون لك بإنك رسول ال } إن كنت من الصادقين { في دعواك النبوة والرسالة فأت
الملئكة تشهد لك .قال تعالى } ما ننزل الملئكة ال بالحق { أي نزول Nملتبسا Nبالحق .أي ل تنزل الملئكة ال
لحقاق الحق وإبطال الباطل ل لمجرد تشهي الناس ورغبتهم ولو نزلت الملكئة ولم يؤمنوا لنزل بهم العذاب
فورا } Nوما كانوا إذا Nمنظرين { أي مهملين بل يهلكون في الحال .وقوله تعالى في الية ) } (9إنا نحن نزلنا
الذكر { أي القرآن } وإنا له لحافظون { أي من الضياع ومن الزيادة والنقصان لن حجتنا على خلقنا الى يوم
القيامة .أنزلنا الذكر هدى ورحمة وشفاء ونورا .Nهو يريدون العذاب وال يريد الرحمة .مع ان القرآن نزلت به
الملئكة ،والملئكة إن نزلت ستعود الى السماء ولم يبق ما يدل على الرسالة ال القرآن ولكن القوم ل يريدون
أن يؤمنوا وليسوا في ذلك الكفر والعناد وحدهم بل سبقتهم طوائف وأمم أرسل فيهم فكذبوا وجاحدوا وهو قوله
تعالى } :ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الولين { أي في فرقهم وأممهم } وما يأتيهم من رسول ال كانوا به
يستهزءون { لن علة المرض واحدة إذا Nفل تيأس يا رسول ال ول تحزن بل اصبر وانتظر وعد ال لك
بالنصر فإن وعده حق:
{ } كتب ال لغلبن أنا ورسلي إن ال قوي عزيز
هداية اليات:
-2مظهر من مظاهر رحمة ال بالنسان ،يطلب نزول العذاب وال ينزل الرحمة.
} كذلك نس%لكه في قلوب ٱلمج%رمين { * } ل يؤمنون به وقد %خلت سنة ٱلولين { * } ولو
فتح%نا علي%هم بابا Sم#ن ٱلسماء فظلوا فيه يع%رجون { * } لقالوا إنما سكRرت أب%صارنا بل نح%ن قو%م
مس%حورون { * } ولقد %جعلنا في ٱلسماء بروجا Sوزيناها للناظرين { * } وحفظناها من كل
شي%طان@ رجيم@ { * } إل من ٱس%ترق ٱلسم%ع فأتبعه شهاب VمOبين{ V
معنى اليات:
ما زال السياق في المكذبين للنبي المطالبين بنزول الملئكة لتشهد للرسول بنبوته حتى يؤمنوا بها .قال تعالى:
} كذلك نسلكه { أي التكذيب في قلوب المجرمين من قومك ،كما سلكناه حسب سنتنا في قلوب من كذبوا الرسل
من قبلك فسلكه } في قلوب المجرمين { من قومك فل يؤمنون بك ول بالذكر الذي أنزل عليك ،وقوله تعالى} :
وقد خلت سنة الولين { أي مضت وهي تعذيب المكذبين للرسل المستهزئين بهم لنهم ل يؤمنون حتى يروا
العذاب الليم .وقوله تعالى } :ولو فتحنا عليهم بابا Nمن السماء فظلوا { أي الملئكة او المكذبون } فيه { أي في
ذلك الباب } يعرجون { أي يصعدون طوال النهار طالعين هابطين ولقالوا في المساء } إنما سكرت أبصارنا {
أي منعت من النظر الحقيقي فلم نر الملئكة ولم نرى السماء } بل نحن قوم مسحورون { فأصبحنا نرى أشياء
ل حقيقة لها ،وقوله تعالى } :ولقد جعلنا في السماء بروجا { Nأي كواكب هي منازل للشمس والقمر ينزلن بها
وعلى مقتضاها يعرف عدد السنين والحساب .وقوله } :زيناها { أي السماء بالنجوم } للناظرين { فيها من
الناس .وقوله } :وحفظناها { أي السماء الدنيا } من كل شيطان رجيم { أي مرجوم ملعون .وقوله } :إل من
استرق السمع { ال مارد من الشياطين طلع الى السماء لستراق السمع من الملئكة لينزل بالخبر الى وليه من
الكهان من الناس } فاتبعه شهاب { من نار } مبين { أي يبين أثره في الشيطان إما بإخباله وإفساده وإما
بإحراقه .هذه اليات وهي مقولة تعالى } :ولقد جعلنا في السماء بروجا { Nالى آخر ما جاء في هذا السياق
الطويل ،القصد منه إظهار قدرة ال تعالى وعلمه وحكمته ورحمته وكلها مقتضية لرسال الرسول وإنزال
الكتاب لهداية الناس الى عبادة ربهم وحده عبادة يكملون عليها ويسعدون في الدنيا والخرة ،ولكن المكذبين ل
يعلمون .هداية اليات
-1بيان سنة ال تعالى في المكذبين المعاندين وهي أنهم ل يؤمنون حتى يروا العذاب الليم.
-2مطالبة المكذبين باليات كرؤية الملئكة ل معنى لها إذ القرآن أكبر آية ولم يؤمنوا به فلذا لو فتح باب من
السماء فظلوا فيه يعرجون لما آمنوا.
-3بيان مظاهر قدرة ال تعالى وعلمه وحكمته ورحمته فما حملت اليات من مظاهر لذلك ،بدءا Nمن قوله:
} ولقد جعلنا في السماء بروجا { Nالى الية السابعة والعشرين من هذا السياق الكريم.
} وٱلر%ض مدد%ناها وألقي%نا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل Rشي%ء@ مو%زون@ { * } وجعلنا لكم
فيها معايش ومن لس%تم %له برازقين { * } وإن م#ن شي%ء@ إل عندنا خزائنه وما ننز#له إل بقدر
مع%لوم@ { * } وأر%سلنا ٱلر#ياح لواقح فأنزلنا من ٱلسمآء ماء gفأس%قي%ناكموه ومآ أنتم %له
بخازنين { * } وإنا لنح%ن نح%يي ونميت ونح%ن ٱلوارثون { * } ولقد %علم%نا ٱلمس%تقدمين منكم
ولقد %علم%نا ٱلمس%تأخرين { * } وإن ربك هو يح%شرهم %إنه حكيم Vعليم{ V
} وأرسلنا الرياح لواقح { :أي تلقح السحاب فيمتلئ ماء ،aكما تنقل مادة اللقاح من ذكر الشجر الى أنثاه.
} المستقدمين منكم والمستأخرين { :أي من هلكوا من بني آدم الى يومكم هذا والمستأخرين ممن هم أحياء
وممن لم يوجدوا بعد الى يوم القيامة.
معنى اليات:
ما زال السياق في ذكر مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته وهي موجبات اليمان به وعبادته وتوحيده
والتقرب إليه بفعل محابه وترك مساخطه .قوله تعالى } :الرض مددناها { أي بسطناها } وألقينا فيها رواسي {
أي جبال Nثوابت تثبت الرض حتى ل تتحرك او تميد باهلها فيهلكوا } ،وأنبتنا فيها من كل شيء موزون { أي
مقدر معلوم المقدار ل تعالى .وقوله } :وجعلنا لكم فيها معايش { عليها تعيشون وهي انواع الحبوب والثمار
وغيرها ،وقوله } :ومن لستم له برازقين { بل ال تعالى هو الذي يرزقه وإياكم من العبيد والماء والبهائم.
وقوله } :وإن من شيء ال عندنا خزائنه وما ننزله ال بقدر معلوم { أي ما من شيء نافع للبشرية هي في
حاجة اليه لقوام حياتها عليه ال عند ال خزائنه ،ومن ذلك المطار ،لكن ينزله بقدر معلوم حسب حاجة
المخلوقات وما تتوقف عليه مصالحها ،وهو كقوله:
{ } بيده الخير وهو على كل شيء قدير
وكقوله:
} ولو بسط ال الرزق لعباده لبغوا في الرض ولكن ينزل بقدر ما شاء ال إنه بعباده خبير
{ بصير
وقوله } :وأرسلنا الرياح لقواح { أي تلقح السحاب فتمتلئ ماء } ،فأنزلنا من السماء ماء { بقدرتنا وتدبيرنا
)فأسقيناكموه وما أنتم بخازنين( أي ل تملكون خزائنه فتمنعونه من تشاوءن وتعطونه من تشاءون بل ال تعالى
هو المالك لذلك ،فينزله على أرض قوم ويمنه آخرين .وقوله } :إنا لنحن نحي ونميت ونحن الوارثون ،ولقد
علمنا المستقدمين منكم { أي الذين ماتوا من لدن آدم } ولقد علمنا المستأخرين { ممن هم أحياء ومن لم يوجدوا
وسيوجدون ويموتون الى يوم القيامة ،الجميع عlلpمlهnم ال ،وغيره ل يعلم فلذا استحق العبادة وغيره ل يستحقها،
وقوله } وإن ربك { أيها الرسول } هو يحشرهم { أي إليه يوم القيامة ليحاسبهم ويجازيهم ،وهذا متوقف على
القدرة والحكمة والعلم ،والذي أحياهم ثم أماتهم قادر qعلى إحيائهم نر Nة اخرى والذيى علمهم قبل خلقهم وعلمهم
بعد خلقهم قادر على حشرهم والحكيم الذي يضع كل شيء في موضعه ل يخلقهم عبثا Nبل خلقهم ليبلوهم ثم
ليحاسبهم ويجزيهم أنه هو الحكيم العليم.
هداية اليات:
أ -خلق الرض ومدbها وإلقاء الجبال فيها .إرسال الرياج لواقح للسحب.
ج -إنزال المطر بمقادير معينة .علمه تعالى بمن مات ومن سيموت.
-2تقرير التوحيد ان من هذه آثار قدرته هو الواجب أن يعبد وحده دون سواه.
-4تقرير نبوة الرسول صلى ال عليه وسلم إذ هذا الكلم كلم ال أوحاه إليه صلى ال عليه وسلم.
} ولقد %خلقنا ٱلنسان من صلصال@ م#ن %حمإ@ مس%نون@ { * } وٱلجآن خلقناه من قب%ل) من نار
ٱلسموم { * } وإذ قال ربOك للملئكة إنRي خالق Uبشرا Sم#ن صلصال@ م#ن %حمإ@ مس%نون@ { * } فإذا
سوي%ته ونفخت فيه من رOوحي فقعوا له ساجدين { * } فسجد ٱلمل*ئكة كلهم %أج%معون { * } إل
إب%ليس أبى أن يكون مع ٱلساجدين { * } قال يإب%ليس ما لك أل تكون مع ٱلساجدين { * } قال
لم %أكن لس%جد لبشر@ خلقته من صلصال@ م#ن %حمإ@ مس%نون@ {
} شرح الكلمات {:
} من صلصال من حمإ مسنون { :أي طين له صلصلة من حمإ أي طين أسود متغير.
} من نار السموم { :نار ل دخان لها تنفذ في المسام وهي ثقب الجلد البشري.
خرbوا له ساجدين.
} فقعوا له ساجدين { :أي p
معنى اليات:
ما زال السياق في ذكر مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته .قوله تعالى } :ولقد خلقنا النسان { أي آدم }
من صلصال { أي طين يابس يسمع له صوت الصلصلة } .من حمإ مسنون { أي طين أسود متغير الريح ،هذا
مظهر من مظاهر القدرة والعلم ،وقوله } :والجان خلقناه من قبل { من قبل خلق آدم والجان هو أبن الجن
خلقناه } من نار السموم { ونار السموم نار ل دخان لها تنفذ في مسام الجسم ...وقوله } وإذا قال ربك { اي
اذكر يا رسولنا اذ قال ربك للملئكة اسجدوا لدم أي سجود تحية وتعظيم ل سجود عبادة لدم ،إذ المعبود هو
المر المطاع وهو ال تعالى .فسجدوا } ال إبليس ابى { أي امتنع أن يكون مع الساجدبن .وقول } :قال إبليس
ي شيء حصل لك حتى امتنعت أن تكون من جملة الساجدين من الملئكة؟
مالك أل تكون مع الساجدين { أي أ n
فأظهر اللعين سبب امتناعه وهو حسده لدم واستكباره ،فقال } لك أكن لسجد لبش oر خلقته من صلصال oمن
حماء oمسنون { .وفي اليات التالية جواب ال تعالى ورده عليه.
هداية اليات
-1بيان أصل خلق النسان وهو الطين ،والجان وهو لهب النار.
-5فضل الطين على النار لن من الطين خلق آدم ومن النار خلق إبليس.
ب فأنظر%ني
ج منها فإنك رجيم } * { Vوإن علي%ك ٱللع%نة إلى يو%م ٱلد#ين { * } قال ر #
} قال فٱخر %
إلى يو%م يب%عثون { * } قال فإنك من ٱلمنظرين { * } إلى يو%م ٱلوقت ٱلمع%لوم { * } قال رب
بمآ أغوي%تني ل)زي#نن لهم %في ٱلر%ض ول)غوينهم %أج%معين { * } إل عبادك منهم ٱلمخلصين { *
} قال هذا صراط Uعلي مس%تقيم } * { Vإن عبادي لي%س لك علي%هم %سلطان Vإل من ٱتبعك من
ٱلغاوين { * } وإن جهنم لمو%عدهم %أج%معين { * } لها سب%عة أب%واب@ لكل Rباب@ م#نهم %جز%ء Vمقسوم
{
شرح الكلمات:
} فإنك رجيم { :أي مرجوم مطرود ملعون } .الى يوم الوقت المعلوم { :أي وقت النفخة الولى التي تموت
فيها الخلئق كلها.
} هذا صراط علي مستقيم { :أي هذا طريق مستقيم موصل الي وعلي bمراعاته وحفظه.
} لها سبعة أبواب { :أي أبواب طبقاتها السبع التي هي جهنم ،ثم لظى ،ثم الحnطمة ،ثم السعير ،ثم سlقjر ،ثم
الجحيم ،ثم الهاوية.
معنى اليات:
قوله تعالى } :فاخرج منها { هذا جواب عن قول ابليس،
{ } لم أكن لسجد لبشر
الية اذا فاخرج منها أي من الجنة } فإنك رجيم { أي مرجوم مطرود مnبعد } ،وإن عليك { لعنتي أي غضبي
وإبعادي لك من السموات } الى يوم الدين { أي الى يوم القيامة وهو يوم الجزاء .فقال اللعين ما أخبر تعالى به
عنه } :فإنك من المنظرين { أي الممهلين } الى يوم الوقت المعلوم { وهو فناء بني آدم حيث لم يبق منهم أحد
وذلك عند النفخة الولى .فلما سمع اللعين ما حكم به الرب تعالى عليه قال ما أخبر ال عنه بقوله } :قال رب
بما أغويتني { أي بسبب إغوائك } لزينن لهم في الرض { أي الكفر والشرك وكبائر الذنوب ،و } لغوينهم {
أي لضلنهم } أجمعين { } ال عبادك منهم المخلصين { فاستثنى اللعين من استخلصهم ال تعالى وأكرمهم
بوليته وهم الذين ل يlسrتp jبد nبهم غضب qول تتتحكم فيهم شهوة ول هوى .وقوله تعالى } :قال هذا صراط علي
مستقيم { اي هذا طريق مستقيم الي ارعاه واحفظه وهو } إن عبادي لك عليهم سلطان ال من اتبعك من
الغاوين { } وإن جهنم { لموعدك وموعد أتباعك الغاوين أجمعين } لها سبعة أبواب { اذ هي سبع طبقات لكل
ب منهم جزء مقسوم { أي نصيب
طبقة باب فوقها يدخل معه أهل تلك الطبقة ،وهو معنى قوله تعالى } :لكل با o
معين وطبقاتها هي :جهنم ،لظى ،الحطمة ،السعير ،سقر ،الجحيم ،الهاوية.
هداية اليات:
-2استجاب ال لشر خلقه وهو إبليس فمن الجائز ان يستجيب ال دعاء الكافر لحكمة يريدها ال تعالى.
-3أمضى سلح يغوي به إبليس بني آدم هو التزين الشياء حتى ولو كانت دميمة قبيحة يصيرها بوسواسة
زينة حسنة حتى يأتيها الدمي.
-5طريق ال مستقيم الى ال تعالى يسلكه الناس حتى ينتهوا الى ال سبحانه فيحاسبهم ويجزيهم بكسبهم الخير
بالخير والشر بالشر.
-7بيان أن لجهنم طبقات واحدة فوق اخرى ولكل طبقة بابها فوقها يدخل معه اهل تلك الطبقة ل غير.
} إن ٱلمتقين في جنات@ وعيون@ { * } ٱد%خلوها بسلم@ آمنين { * } ونزع%نا ما في صدورهم
م#ن %غل yإخوانا Sعلى سرر@ مOتقابلين { * } ل يمسOهم %فيها نصب Vوما هم %م#نها بمخرجين { *
} نب#ىء %عبادي أنRي أنا ٱلغفور ٱلرحيم { * } وأن عذابي هو ٱلعذاب ٱلليم { * } ونب#ئهم %عن
ضي%ف إب%راهيم { * } إذ دخلوا علي%ه فقالوا سلما Sقال إنا منكم %وجلون { * } قالوا ل تو%جل إنا
نبشRرك بغلم@ عليم@ { * } قال أبشر%تموني على أن مسني ٱلكبر فبم تبشRرون { * } قالوا
بشر%ناك بٱلحق Rفل تكن م#ن ٱلقانطين { * } قال ومن يقنط من رح%مة رب#ه إل ٱلضآلون {
شرح الكلمات:
} إن المتقين { :أي الذين خافوا ربهم فعبدوه بما شرع لهم من العبادات.
} على سرر متقابلين { :أي ينظر بعضهم الى بعض ما داموا جالسين وإذا انصرفوا دارت بهم السرة فل
ينظر بعضهم الى قفا بعض.
} ضيف إبراهيم { :هم ملئكة نزلوا عليه وهم في طريقهم الى قوم لوط لهلكهم كان من بينهم جبريل وكانوا
في صورة شباب من الناس.
} قالوا ل توجل { اي ل تخف } ،إنا نبشرك بغلم عليم { أي بولد ذي علم كثير .فرد إبراهيم قائل Nبما أخبر
تعالى عنه بقوله } :قال أبشرتموني على أن مسنى الكبر فيم تبشرون { أي هذه البشارة بالولد على كبر سني أو
عجيب ،فلما تعجب من البشارة وظهرت عليه علمات الشك والتردد في صحة الخبر قالوا له } :بشرناك
بالحق فل تكن من القانطين { أي اليسين .وهنا ورد عليهم قائل Nنافيا Nالقنوط عنه لن القنوط حرام } .ومن
يقنط من رحمة به ال الضالون { أي الكافرون بقدرة ال ورحمته لجهلهم بربهم وصفاته المتجلية في رحمته
لهم وإنعامه عليهم.
هداية اليات
-1تقرير نعيم الجنة ،وأن بعضها جسماني روحاني معا Nدائم أبدا.N
ط إنا
} قال فما خطبكم %أيOها ٱلمر%سلون { * } قالوا إنآ )أر%سلنآ إلى قو%م@ مOج%رمين { * } إل آل لو @
ط ٱلمر%سلون
لمنجOوهم %أج%معين { * } إل ٱم%رأته قدر%نآ إنها لمن ٱلغابرين { * } فلما جآء آل لو @
{ * } قال إنكم %ق %وم VمOنكرون { * } قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يم%ترون { * } وآتي%ناك بٱلحق
وإنا لصادقون { * } فأس%ر بأه%لك بقطع@ م#ن ٱللي%ل وٱتبع %أد%بارهم %ول يلتفت منكم %أحد Vوٱم%ضوا
حي%ث تؤمرون { * } وقضي%نآ إلي%ه ذلك ٱلم%ر أن دابر هؤ)لء مقطوع VمOص%بحين {
شرح الكلمات:
} بما كانوا فيه يمترون { :أي بالعذاب الذي كانوا يشكون في وقوعه بهم.
} وقضينا إليه ذلك المر { :أي فرغنا الى لوط من ذلك المر ،وأوحينا إليه أن دابر هؤلء مقطوع مصبحين.
معنى اليات:
ما زال السياق في الحديث عن ضيف إبراهيم ،وها هوذا قد سألهم بما اخبر به تعالى عنه بقوله } :قال فما
خطبكم أيا المرسلون { أي ما شأنكم أيها المرسلون من قبل ال تعالى اذ هم ملئكته؟ } قالوا إنا ارسلنا الى قوم
مجرمين { أي على أنفسهم ،وعلى غيرهم وهو اللوطيون لعنهم ال .وقوله تعالى } :ال آل لوط { أي آل بيته
والمؤمنين معه } ،إنا لمنجوهم أجمعين ال امرأته قدرنا { أي قضينا } إنها لمن الغابرين { أي الباقين في
العذاب ،أي قضى ال وحكم بإهلكها في جملة من يهلك لنها كافرة مثلهم ،الى هنا انتهى الحديث مع إبراهيم
وانتقلوا الى مدينة لوط عليه السلم قال تعالى } فلما جاء آل لوط المرسلون { أي انتهوا اليهم ودخلوا عليهم
الدار قال لوط عليه السلم لهم } إنكم قوم منكرون { أي ل أعرفكم وأجابوه قائلين :نحن رسل ربك جئناك بما
كان قومك فيه يمترون أي يشكون وهو عذابهم العاجل جزاء كفرهم وإجرامهم } ،وأتيناك بالحق { الثابت الذي
ل شك فيه } وإنا لصادقون { فيما أخبرناك به وهو عذاب قومه المجرمين .وعليه } فأسر بأهلك بقطع من الليل
{ أي أسر بهم في جزء من الليل ،و } اتبع أدبارهم { أي امش وراءهم وهو أمامك } ول يلتفت منكم أحد { بأن
ينظر وراءه ،أي حتى ل يرى ما يسوءه عند نزول العذاب بالمجرمين ،وقوله } وامضوا حيث تؤمرون { أي
يأمركم ربكم وقد أمروا بالذهاب الى الشام ،وقوله تعالى } :وقضينا اليه ذلك المر ان دابر هؤلء مقطوع
مصبحين { أي وفرغنا الى لوط من ذلك المر ،وأوحينا إليه أن دابر هؤلء مقطوع مصبحين ،أي أنهم
مهلكون عن آخرهم في الصباح الباكر ما أن يطلع الصباح حتى تقلب بهم الرض ويهلكوا عن آخرهم.
هداية اليات
-2ل قيمة للنسب ول للمصاهرة ول عبرة بالقرابة إذا فصل الكفر والجرام بين النساب والقرباء فأمراة
لوط هلكت مع الهالكين ولم يشفع لها أنها زوجة نبي ورسول عليه السلم.
-4مشروعية مشي المسئول وكبير القوم وراء الجيش والقافلة أحوالهم ،والطلع على من يتخلف منهم لمر،
وكذا كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يفعل.
-5كراهية الشفاق على الظلمة الهالكين ،لقوله :ول يلتفت منكم أحد أى :بقلبه.
} وجآء أه%ل) ٱلمدينة يس%تب%شرون { * } قال إن هؤ)لء ضي%في فل تفضحون { * } وٱتقوا ٱلله
ول تخزون { * } قالوا أو لم %ننهك عن ٱلعالمين { * } قال هؤ)لء بناتي إن كنتم %فاعلين { *
} لعم%رك إنهم %لفي سكرتهم %يع%مهون { * } فأخذتهم ٱلصي%حة مشرقين { * } فجعلنا عاليها
سافلها وأم%طر%نا علي%هم %حجارة Sم#ن سج#يل@ { * } إن في ذلك ليات@ للمتوس#مين { * } وإنها
لبسبيل@ مOقيم@ { * } إن في ذلك لية Sللمؤمنين { * } وإن كان أص%حاب ٱلي%كة لظالمين { *
} فٱنتقم%نا منهم %وإنهما لبإمام@ مOبين@ {
شرح الكلمات:
} وجاء أهل المدينة يستبشرون { :أي ومدينة سدوم ،أي فرحين بإتيانهم الفاحشة.
} لفي سكرتهم يعمهون { :أي غوايتهم ،وشدة غلمتهم التي أزالت عقولهم ،يترددون.
} لبسيل مقيم { :أي طريق قريش الى الشام مقيم دائم ثابت.
} أصحاب اليكة { :أي قوم شعيب عليه السلم ،واليكة غيصة شجر بقرب مدين.
} وإنهما لبإمام مبين { :أي قوم لوط ،وأصحاب اليكة لبطريق مبين واضح.
معنى اليات :ما زال السياق مع لوط عليه السلم وضيفه من الملئكة من جهة ،وقوم لوط من جهة .قال
تعالى } :جاء أهل المدينة { أي مدينة سدوم وأهلها سكانها من اللوطيين ،وقوله } يستبشرون { أي فرحين
مسرورين لطعمهم في ايتان الفاحشة ،فقال لهم لوط ما أخبر ال تعالى به } :قال إن هؤلء { يشير الى الملئكة
} ضيفي فل تفضحون { أي فيه وأي بطلبكم الفاحشة } ،وتقوا ال { أي خافوه } ول تخزون { أي تهينوني
وتذلوني .فأجابوا بما اخبر تعالى به عنهم } :قالوا أو لم ننهك عن العالمين { أي أتقول ما تقول ولم تذكر أنا
نهيناك عن استضافة أحد من الناس أو تجيره ،فأجابهم لوط عليه السلم بما أخبر تعالى به عنه } :قال هؤلء
بناتي إن كنتم فاعلين { أي هؤلء بناتي فتزوجوهن إن كنتم فاعلين ما آمركم به أو أرشدكم إليه .وقوله تعالى:
} لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون { أي وحياتك يا رسولنا ،إنهم أي قوم لوط } لفي سكرتهم { غوايتهم التي
أذهبت عقولهم فهبطوا الى درك أسفل من درك الحيوان } ،يعمهون { أي حيارى يترددون } ،فأخذتهم الصيحة
مشرقين { أي صيحة جبريل عليه السلم مشرقين مع إشراق الشمس .وقوله تعالى } وأمطرنا عليهم { فوق
ذلك } حجارة من سجيل { أي من طين مطبوخ بالنار ..وقوله تعالى } :إن في ذلك ليات للمتوسمين { أي ان
في ذلك المذكور من تدمير مدن كاملة بما فيها ليات وعبر وعظات للمتوسمين أي الناظرين نظر تفكر وتأمل
لمعرفة الشياء بسماتها وعلماتها .وقوله تعالى } :وإنها لسبيل مقيم { أي وإن تلك القرى الهالكة لبطريق ثابت
باق يمر به أهل مكة في أسفارهم الى الشام .وقوله } :إن في ذلك لية للمؤمنين { أي لعبرة للمؤمنين فل
يقدمون على محارم ال ،ول يرتكبون معاصيه .وقوله تعالى } :وإن كان أصحاب اليكة لظالمين { .هذا إشارة
خاطفة الى قصة شعيب عليه السلم مع قومه أصحاب اليكة ،واليكة الفيضة من الشجر الملتف ..وكانت
منازلهم بها وكانوا مشركين وهو الظلم في قوله } وأن كان أصحاب اليكة لظالمين { لنفسهم بعبادة غير ال
تعالى ،وقوله تعالى } :فانتقمنا منهم { أي أهلكناهم بحر شديد يوم الظله وسيأتي الحديث عنهم في سورة
الشعراء قال تعالى هناك فأخذتهم عذاب يوم الظله أنه كان عذاب يوم عظيم.
وقوله } :وإنهما لبإمام مبين { المام الطريق لن الناس يمشون فيه وهو أمامهم ،ومبين واضح .والضمير في
قوله وإنهما عائد على قوم لوط ،وقوم شعيب وهم اصحاب اليكة ل أصحاب مدين لنه ارسل الى اصحاب
اليكة والى اهل مدين ،والطريق طريق قريش الى الشام ،والقصد من ذكر هذا وعظ قريش وتذكرهم ،فهل
يتعظون ويتذكرون؟
هداية اليات
-5الحث على نظر التفكير والعتبار والتفرس فإنه أنفع للعقل البشري.
-7تقريرنبوة الرسول صلى وسلم إذ مثل هذه الخبار لن تكون ال عن وحي إلهي.
} ولقد %كذب أص%حاب ٱلحج%ر ٱلمر%سلين { * } وآتي%ناهم %آياتنا فكانوا عنها مع%رضين { *
} وكانوا ينحتون من ٱلجبال بيوتا Sآمنين { * } فأخذتهم ٱلصي%حة مص%بحين { * } فمآ أغنى
عنهم %ما كانوا يكسبون { * } وما خلقنا ٱلسماوات وٱلر%ض وما بي%نهمآ إل بٱلحق Rوإن ٱلساعة
لتية Uفٱص%فح ٱلصفح ٱلجميل { * } إن ربك هو ٱلخلق ٱلعليم { * } ولقد %آتي%ناك سب%عا Sم#ن
ٱلمثاني وٱلقر%آن ٱلعظيم { * } ل تمدن عي%ني%ك إلى ما متع%نا به أز%واجا Sم#نهم %ول تح%زن %علي%هم
وٱخفض %جناحك للمؤمنين {
شرح الكلمات:
} أصحاب الحجر { :هم قوم صالح ومنازلهم بين المدينة النبوية والشام.
} الصفح الجميل { :أي اعراض عنهم اعراضا Nل جزع فيه وهذا قبل المر بقتالهم.
} سبعا Nمن الثماني { :هي آيات سورة الفاتحة السيع } .أزواجا Nمنهم { :أي أصنافا Nمن الكفار } .واخفض
منهم { :أي أصنافا Nمن الكفار } .واخفض جناحك :أي ألن جانبك للمؤمنين .معنى اليات:
هذا مشروع في موجز قصة أخرى هي قصة أصحاب الحجر وهم ثمود قوم صالح ،قال تعالى } :ولقد كذب
أصحاب الحجر المرسلين { وفي هذا موعظة لرسول ال صلى ال عليه وسلم إذ كذبه قومه من أهل مكة
فليصبر على تكذيبهم فقد كذبت قبلهم أقوام .وقال تعالى } المرسلين { ولم يكذبوا ال صالحا Nباعتبار ان من
كذب رسول Nفقد كذب عامة الرسل ،لن دعوة الرسل واحدة وهي ان يعبد ال وحده بما شرع لكمال النسان
وإسعاده في الحالتين .وقوله } وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين { إن المراد من اليات القائمة بالناقة منها
أنها خرجت من صخرة ،وأنها تشرب ماء البلد يوما ،Nوانها تقف أمام كل بيت ليحلب اهله منها ما شاءوا،
وإعراضهم عنها ،عدم ايمانهم وتوبتهم الى ال تعالى بعد أن آتاهم ما طلبوا من اليات .وقوله } وكانوا ينحتون
من الجبال بيوتا { Nأي كانوا يتخذون بالنحت بيوتا Nداخل الجبال يسكونها شتاء آمنين من ان تسقط عليهم لقوتها
ومن ان ينالهم برد أو حر لوقايتها لهم ،وقوله تعالى } فأخذتهم الصيحة مصبحين { وذلك صيحة اليوم الرابع
وهو يوم السبت فهلكوا أجمعين } ،فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون { من المال والعتاد وبناء الحصون بل
هلكوا ولم ينجح منهم أحد ال من آمن وعمل صالحا Nفقد نجاه ال تعالى مع نبيه صالح عليه السلم .وقوله
تعالى } :وما خلقنا السموات والرض وما بينهما ال بالحق { أي ال من أجل أن أذكر وأشكر ،فلذا من كفر بي
فلم يذكرني وعصاني فلم يشكرني اهلكته .لني لم أخلق هذا الخلق العظيم لهوا Nوباطل Nوعبثا .Nوقوله } وإن
الساعة لتية { أي حتما Nل محالة وثم يجزي كل بما كسب فل تحزن على قومك ول تجزع منهم فإن جزاءهم
لزم وآت ل بد ،فأصبر واصفح عنهم وهو معنى قوله تعالى } فاصفح الصفح الجميل { أي الذي ل جزع
معه .وقوله } إن ربك هو الخلق العليم { خلق كل شيء وعلم بما خلق فعلة كثرة المخلوقات يعلم نياتها،
وأعمالها ،واحوالها ول يخفى عليه شيء من أمرها كما بدأها ويحاسبها ويجزيها بما كسبت .وهذا من شأنه أن
يساعد الرسول صلى ال عليه وسلم على الصبر والثبات على دعوته حتى ينصرها ال تعالى في الوقت الذي
حدده لها.
وقوله تعالى } :ولقد آتيناك سبعا Nمن المثاني والقرآن العظيم { أي أعطيناك سورة الفاتحة أم القرآن وأعطيناك
القرآن العظيم وهو خير عظيم ول يقادر قدره .إذا } Nل تمدن عينيك { متطلعا } Nإلى ما متعنا به أزواجا Nمنهم {
أي أصنافا Nمن رجالت قريش .فما آتيناك خير مما هم عليه من المال والحال التي يتمتعون فيها بلذيذ الطعام
والشراب .وقوله } :ول تحزن عليهم { إن هم لم يؤمنوا بك ولم يتابعوك على ما جئت به ،فإن أمرهم الى ال
تعالى ،وأمره تعالى أن يلين جانبه لصحابه المؤمنين فقال } :واخفض جناحك للمؤمنين { فحسبك ولية ال لك
فذر المكذبين أولي النعمة ،وتعايش مع المؤمنين ،ولين جانبك لهم ،واعطف عليهم فإن الخير فيهم وليس في
أولئك الغنياء الثرياء الكفرة الفجرة.
هداية اليات
-1إذا أراد ال هلك امة فإن قوتها المادية ل تغني عنها شيئا.N
-2لم يخلق ال الخلق عبثا Nبل خلقه ليعبد بالذكر والشكر ،فمن عبده نجا ،ومن اعرض عن ذكره وترك عبادته
أذاقه عذاب الخزي في الدنيا والخرة أو في الخرة وهو أشد وأخرى.
-6على الدعاء الى ال ان ل يلتفتوا الى ما في أيدي الناس من مال oومتاع ،فإن ما آتاهم ال من اليمان والعلم
والتقوى خير مما آتى أولئك من المال والمتاع.
} وقل إنRي* أنا ٱلنذير ٱلمبين { * } كمآ أنزلنا على ٱلمقتسمين { * } ٱلذين جعلوا ٱلقر%آن
عضين { * } فورب#ك لنس%ألنهم %أج%معين { * } عما كانوا يع%ملون { * } فٱص%دع %بما تؤمر
وأع%رض %عن ٱلمشركين { * } إنا كفي%ناك ٱلمس%ته%زئين { * } ٱلذين يج%علون مع ٱلله إلـها Sآخر
فسو%ف يع%لمون { * } ولقد %نع%لم أنك يضيق صد%رك بما يقولون { * } فسب#ح %بحم%د رب#ك وكن
م#ن ٱلساجدين { * } وٱع%بد %ربك حتى يأتيك ٱليقين {
} على المقتسمين { :أي الذين قسموا كتاب ال فقالوا فيه شعر ،وقالوا سحر ،وقالوا كهانة.
} جعلوا القرآن عضين { :هم المقسمون للقرآن وجعلوه عضين جمع عضة وهي القطعة والجزء من الشيء.
} حتى يأتيك اليقين { :أي الموت ،أي الى أن تتوفى وأنت تعبد ربك.
معنى اليات :ما زال السياق في إرشاد الرسول صلى ال عليه وسلم وتعليمه ما ينبغي أن يكون عليه فأمره
تعالى بقوله } :وقل إني أنا النذير المبين { أي أعلن لقومك بأنك النذير البين النذارة لكم يا قوم ان ينزل بكم
عذاب ال ان اصررتم على الشرك والعناد والكفر ،وقوله } :كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرأن
عضين { انذركم عذابا Nكالذي أنزله ال وينزله على المقتسمين الذين قسموا التوارة والنجيل فآمنوا ببعض
وكفروا ببعض وهم اليهود والنصارى ،والمقتسمين الذين تقاسموا أن يبيتوا صالحNا فأنزل ال بهم عقوبته
والمقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين أي أجزاء فقالوا فيه شعر وسحر وكهانة ،المقتسمين الذين قسموا طرق
مكة وجعلوها نقاط تفتيش يصدون عن سبيل ال كل ما جاء يريد السلم وهؤلء كلهم مقتسمون وحل عذاب
ال ونقمته .وقوله تعالى } :فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون { يقسم الجبار تبارك وتعالى لرسوله أن
ليسألنهم يوم القيامة عما كانوا يعملون ويجزيهم به فلذا ل يهولنك أمرهم واصبر على أذاهم .وقوله } فاصدع
بما تؤمر { أي أجهر بدعوة ل اله ال ال محمد رسول ال ،وما تؤمر ببيانه والدعوة إليه أو التنفير منه،
} وأعرض إلها Nآخر فسوف يعلمون { والمراد بهؤلء المستهزئين الذين واعد تعالى بكفاية رسوله شرهم الوليد
بن المغيرة والعاص بن وائل ،وعدي بن قيس .وقوله تعالى } :ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون { أي
من الستهزاء بك والسخرية ،ومن المبالغة في الكفر والعناد فنرشدك الى كما يخفف عنك اللم النفسي } فسبح
بحمد ربك { أي قل سبحان ال وبحمده أي أكثر من هذا الذكر )وكن من الساجدين( أي المصلين إذ ل سجود
ال في الصلة أو تلوة القرآن .إذا فافزع عند الضيق الى الصلة فلماذا كان صلى ال عليه وسلم إذا أحزنه
أمر فزع الى الصلة ،وقوله } :واعبد ربك حتى يأتيك اليقين { أي واصل العبادة وهي الطاعة في غاية الذل
والخضوع ل تعالى حتى يأتيك اليقين الذي هو الموت فإن القبر أول عتبة الخرة وبموت النسان ودخوله في
الدار الخرة أصبح إيمانه يقينا Nمحضا.
هداية اليات
-1حرمة الختلف في كتاب ال تعالى على نحو ما اختلف فيه أهل الكتاب.
-3فضل التسبيح بجملة :سبحان ال وبحمده ومن قالها مائة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر وهذا
مروي في الصحيح.
-4مشروعية صلة الحاجة فمن حزبه أمر أو ضاق به فليصل صلة يفرج ال تعالى بها ما به او يقضي
حاجته أن شاء وهو العليم الحكيم.
سورة النحل
} أتى أم%ر ٱلله فل تس%تع%جلوه سب%حانه وتعالى عما يشركون { * } ين #زل) ٱلمل*ئكة بٱلرOوح من
أم%ره على من يشآء من %عباده أن %أنذرو*ا أنه ل إلـه إل أنا فٱتقون { * } خلق ٱلسماوات
وٱلر%ض بٱلحق Rتعالى عما يشركون { * } خلق ٱلنسان من نطفة@ فإذا هو خصيم VمOبين* { V
} وٱلنعام خلقها لكم %فيها دفء Vومنافع ومنها تأكلون { * } ولكم %فيها جمال Zحين تريحون
وحين تس%رحون { * } وتح%مل) أثقالكم %إلى بلد@ لم %تكونوا بالغيه إل بشق Rٱلنفس إن ربكم
ف رحيم{ V
لرؤ)و U
شرح الكلمات:
} أتى أمر ال { :أي دنا وقرب أمر ال بعذابكم ايها المشركون فل تستعجلون } .ينزل الملئكة بالروح { :أي
بالوحي الذي به حياة الرواح والمراد من الملئكة جبريل } .خلق النسان من نطفة { :أي من قطرة المني.
} دفء ومنافع { :أي ما تستدفئون به ،ومنافع من العسل واللبن واللحم والركوب } .حين تريحون { :أي حين
ترونها من مراحها } .وحين تسرحون { :أي وحين إخراجها من مراحها الى مسارحها أي الماكن التي تسرح
فيها } .ال بشق النفس { :أي بجهد النفس ومشقة عظيمة } .معنى اليات { :لقد استعجل المشركون بمكة
العذاب وطالبوا به غير مرة فأنزل ال تعالى قوله } :أتى أمر ال { أي بعذابكم أيها المستعجلون له .لقد دنا
منكم وقرب فالنضر بن الحارث القائل:
{ } اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ،أو أئتنا بعذاب أليم
جاءه بعد سnنيات قلئل فهلك ببدر صبرا ،Nالى جهنم ،وعذاب يوم القيامة لمن استعجله قد قرب وقته ولذا عبر
عنه بالماضي لتحقق وقوعه مجيئه فل معنى لستعجاله فلذا قال ال تعالى } :فل تستعجلوه { وقوله } سبحان
وتعالى عما يشركون { أي تنزه وتقدس عما يشكرون به من اللهة الباطلة اذ ل اله ال هو :وقوله } ينزل
الملئكة بالروح من أمره { أي بإرادته وإذنه } على من يشاء من عباده { .أي ينزل جبريل عليه السلم
بالوحي على من يشاء من عباده وهو محمد صلى ال عليه وسلم وقوله } أن أنذروا انه ل إله ال أنا فاتقون {
أي بأن انذروا اي خوفوا المشركين عاقبة شركهم فإن شركهم باطل سيجر عليهم عذابا Nل طاقة لهم به ،لنه ل
اله ال ال ،وكل اللهة دون باطلة .أذ فاتقوا ال بترك الشرك والمعاصي وال تعرضتم للعذاب الليم .في هاتين
اليتين تقرير للوحي والنبوة للنبي صلى ال عليه وسلم وتقرير التوحيد أيضا Nوقوله تعالى في اليات التالية:
} خلق السموات والرض بالحق تعالى عما يشركون { استدلل على وجوب التوحيد وبطلن الشرك فالذي
خلق السموات والرض بقدرته وعمله وحده دون ما معين له ول مساعد حق ان يعبد ،ل تلك اللهة الميتة
التي ل تسمع ول تبصر ول تنطق } تعالى عما يشركون { أي تنزه وتقدس تعالى عما يشركون به من أصنام
وأوثان .وقوله } :خلق النسان من نطفة { أي من أضعف شيء واحقره قطرة المني خلقه في ظلمات ثلث
وأخرجه من بطن أمه ل يعلم شيئا Nحتى إذ رباه وأصبح رجل Nإذا هو خصيم ل يجادل ويعاند ،ويقول من يحيى
العظام وهي رميم .وقوله تعالى } والنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون { فهذه مظاهر القدرة
اللهية والعلم والحكمة والرحمة وهي الموجبة لعبادته تعالى وترك عبادة ما سواه.
فالنعام وهي البل والبقر والغنم خلقها ال تعالى لبني آدم ةلم يخلقها لغيرهم ،لهم فيها دفء إذ يصنعون
الملبس والفرش والغطية من صوف الغنم ووبر البل ولهم فيها منافع كاللين والزبدة والسمن والجبن والنسل
جيث تلد كل سنة فينتفعون بأولدها .ومنا يأكلون اللحوم المختلفة فالمنعم هو الواجب العبادة دون غيره من
سائر .مخلوقاته وقوله } :ولكم فيها جمال { أي منظر حسن جميل حين تريحونها عشية من المرعى الى
المراح } وحين تسرحون { اي تخرجونها صباحا Nمن مراحها الى مراعيها ،فهذه لذة روحية ببهجة المنظر.
وقوله )وتحمل أثقالكم الى بلد oلم تكونوا بالغيه ال بشق وبذل الجهو والطاقة ،لول البل سفن الصحراء ومثل
البل الخيل والبغال والحمير في حمل الثقال .فالخلق لهذه النعام هو ربكم ل اله ال هو فاعبدوه ول تشركوا
به شيئا Nوقوله تعالى } :إن ربكم { أي خالقكم ورازقكم ومربيكم وإلهكم الحق الذي ل اله لكم غير لرؤوف
رحيم ،ومظاهر رحمته ورأفته ظاهره في كل حياة النسان فلول لطف ال بالنسان ورحمته له لما عاش ساعة
في الحياة الدنيا فلله الحمد وله المنة.
هداية اليات
-1قرب يوم القيامة فل معنى لستعجاله فإنه آت oل محالة ،وكل أت oقريب.
-2تسمية الوحي بالروح من أجل أنه يحيى القلوب ،كما تحيى الجسام بالرواح.
-3تقرير التوحيد والنبوة والبعث الخر بذكر مظاهر القدرة اللهية والعلم والحكمة والرأفة والرحمة.
} وٱلخي%ل وٱلبغال وٱلحمير لتر%كبوها وزينة Sويخلق ما ل تع%لمون { * } وعلى ٱلله قص%د ٱلسبيل
ومنها جآئر Vولو %شآء لهداكم %أج%معين { * } هو ٱلذي أنزل من ٱلسماء مآء gلكم منه شراب
ومنه شج Vر فيه تسيمون { * } ينبت لكم %به ٱلزر%ع وٱلزي%تون وٱلنخيل وٱلع%ناب ومن كل
ٱلثمرات إن في ذلك لية SلRقو%م@ يتفكرون { * } وسخر لكم ٱللي%ل وٱلنهار وٱلشم%س وٱلقمر
وٱلنجوم مسخرات Uبأم%ره إن في ذلك ليات@ لRقو%م@ يع%قلون { * } وما ذرأ لكم %في ٱلر%ض مختلفا
ألوانه إن في ذلك لية SلRق %وم@ يذكرون {
شرح الكلمات:
} ويخلق ما ل تعلمون { :من سائر الحيوانات ومن ذلك السيارات والطائرات والقطر.
} وعلى ال قصد السبيل { :أي تفضل Nوامتنانا Nببيان السبيل القاصده وهي السلم.
} ومنها جائر { :أي عادل عن القصد وهو سائر الملل كاليهودية والنصرانية.
} ومن شجر { :أي وبسببه يكون الشجر وهو هنا عام في سائر النباتات.
} وما ذرأ لكم في الرض { :أي خلق لكم في الرض من الحيوان والنباتات المختلفة.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد بذكر مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته إذ قال تعالى } :والخيل
والبغال والحمير { أي خلقها وهو خالق كل شيء لعله ركوبهم إياها اذ قال } :لتركبوها وزينة { أي ولجل أن
تكون زينة لكم في حياتكم وقوله } ويخلق مال تعلمون { أي مما هو مركوب وغير مركوب من مخلوقات
عجيبة ومن المركوب هذه السيارات على اختلفها والطائرات والقطر السريعة والبطيئة هذا كله إفضاله
وإنعامه على عباده فهل يليق بهم أن يكفوره ول يشكروه؟ وهل يليق بهم أن يشركوا في عبادته سواه .وقوله
} وعلى ال قصد السبيل { ومن إفضاله وإنعامه الموجب لشكره ولعبادته دون غيره أن بين السبيل القاصد
الموصل الى رضاه وهو السلم ،في حبن أن ما عدا السلم من سائر الملل كاليهودية والنصرانية والمجوسية
وغيرها سبل جائره عن العدل والقصد سالكوها ضالون غير مهتدين الى كمال ول الى إسعاد هذا معنى قوله
تعالى } وعلى ال قصد السبيل { وقوله } ولو شاء لهداكم أجمعين { أي لو تعلقت بإرادته هداية الناس أجمعين
لهداهم أجمعين وذلك لكمال قدرته وعلمه ،ال أن حكمته لم تقتض هداية لكل الناس فهدئ من رغب في الهداية
وأضل من رغب في الضلل .ومن مظاهر ربوبيته الموجبة للوهيته أي عبادته ما جاء في اليات التالية )10
(15 ،،11،12،13،14إذ قال تعالى } :هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب { تشربون منه
وتطهرون } ،ومنه { اي من الماء الذي أنزل من السماء شجر لن الشجرة والمراد هنا سائر النباتات يتوقف
وجوده على الماء وقوله } فيه تسيمون { أي في ذلك النبات ترعون مواشيكم .يقال سام الماشية أي ساقها الى
المرعى وسامت الماشية أي رعت بنفسها .وقوله تعالى } :ينبت لكم به { أي بما أنزل من السماء من ماء
} الزرع والزيتون والنخيل والعناب ومن كل الثمرات { كالفواكه والخضر على اختلفها إذ كلها متوقفة على
الماء .وقوله } إن في ذلك { أي المذكور من نزول الماء وحصول المنافع الكثيرة به } لية { أي علمة
واضحة على وجود ال وقدرته وعلمه وحكمته ورحمته وهي مقتضية لعبادته وترك عبادة غيره .ولكن } لقوم
يتفكرون { فيتعظون .أما اشباه البهائم الذين ل يفكرون في شيء فل يجدون آية ول شبه آية في الكون كله
وهو يعشيون فيه.
وقوله تعالى } :وسخر لكم الليل والنهار { الليل للسكون والراحة ،والنهار للعمل ابتغاء الرزق وتسخيرهما
كونهما موجودين باستمرار ل يفترقان أبدا Nالى أن ياذن ال بانتهائهما وقوله } :والشمس والقمر { أي سخرهما
كذلك للنتفاع بضوء الشمس وحرارتها ،وضوء القمر لمعرفة عدد السنين والحساب ،وقوله } والنجوم
مسخرات بأمره { كذلك ومن فؤائد النجوم الهتداء بها في ظلمات البر والبحر وكونها زينة وجمال Nللسماء التي
هي سقف دارنا هذه .وقوله } إن في ذلك { المذكور من تسخير الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم } ليات
{ عدة يستدل بها على الخالق وعلى وجوب عبادته وعلى توحيده فيها ،ولكن } لقوم يعقلون { أي الذين
يستخدمون طاقة عقولهم في فهم الشياء وإدراك اسرارها وحقائقها أما أشباه البهائم والمجانين الذين ل يفكرون
ول يتعقلون ول يعقلون ،فليس لهم في الكون كله آية واحدة يستدلون بها على ربهم ورحمته بهم وواجب شكره
عليهم وقوله تعالى } :وما ذرأ لكم في الرض { أي وما خلق لكم في الرض من إنسان وحيوان ونبات
} مختلفا Nألوانه { وخصائصه وشيانه ومنافعه وآثاره } إن في ذلك { الخلق العجيب } لية { أي دللة واضحة
على وجود الخالق عز وجل ووجوب عبادته وترك عبادة غيره ولكن } لقوم oيذكرون { فيتعظون فينتبهون الى
ربهم فيعبدونه وحده بامتثال أمره واجتناب نهيه فيكملون على ذلك ويسعدون في الحياتين.
هداية اليات
-1كون الخيل والبغال والحمير خلقت للركوب والزينة ل ينفي منفعة اخرى فيها وهي أكل لحوم الخيل لثبوت
السنة بإباحة لحوم الخيل ،ومنع لحوم البغال والحمير كما في الصحيحين.
-2السلم هو السبيل التي بينها تعالى فضل Nمنه ورحمة وما عداه فهى سبل جائرة عن العدل والحق.
-3فضيلة التفكر والتذكر والتعقل وذم أضدادها لن اليات الكونية كاليات القرآنية إذا لم يتفكر فيها العبد ل
يهتدي الى معرفة الحق المنشود وهو معرفة ال تعالى ليعبده بالذكر والشكر وحده دون سواه.
} وهو ٱلذي سخر ٱلبح%ر لتأكلوا منه لح%ما Sطر jيا Sوتس%تخرجوا منه حلية Sتلبسونها وترى ٱلفلك
مواخر فيه ولتب%تغوا من فض%له ولعلكم %تشكرون { * } وألقى في ٱلر%ض رواسي أن تميد بكم
وأنهارSا وسبل Sلعلكم %ته%تدون { * } وعلمات@ وبٱلنج%م هم %يه%تدون { * } أفمن يخلق كمن ل
يخلق أفل تذكرون { * } وإن تعدOوا نع%مة ٱلله ل تح%صوهآ إن ٱلله لغفور Vرحيم } * { Vوٱلله
يع%لم ما تسرOون وما تع%لنون {
شرح الكلمات:
} مواخر فيه { :أي تشقه بجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة وبالبخار اليوم.
} ل تحصوها { :أي عدا Nفتضبطوها فضل Nعن شكرها للمنعم بها عز وجل.
} ما تسرون وما تلعنون { :عن المكر بالنبي صلى ال عليه وسلم ومن أذاه علنية هذا بالنسبة الى اهل مكة،
إذ الخطاب يتناولهم أول Nثم اللفظ عام فال يعلم كل سر oوعلنية في أي أحد.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في ذكر مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته تلك المظاهر الموجبة لتوحيده وعبادته
وشكره وذكره قال تعالى } :وهو الذي سخر لكم البحر { وهو كل ماء غمر كثير عذبا Nكان او ملحا Nوتسخيره
تيسير الغوص فيه وجرى السفن عليه .وقوله } لتأكلوا منه لحما Nطريا Nوتستخرجوا منه حلية تلبسونها { بيان
لعلة تسخير البحر وهي ليصيد الناس منه السمك يأكلونه ،ويستخرجون اللؤلؤ والمرجان حيلة لنسائهم .وقوله:
} وترى الفلك مواخر فيه { أي وترى أيها الناظر الى البحر ترى السفن تمخر الماء أي تشقه ذاهبة وجائية.
وقوله } :ولتبتغوا { أي سخر البحر والفلك لتطلبوا الرزق بالتجارة بنقل البضائع والسلع من إقليم الى إقليم
وذلك كله من فضل ال وحوله } لعلكم تشكرون { أي كي تشكروا ال تعالى .أي سخر لكم ذلك لتحصلوا على
الرزق من فضل ال فتأكلوا وتشكروا ال على ذلك والشكر يكون بحمد ال والعتراف بنعمته وصرفها في
ل ثوابت } أن تميد بكم { كي ل تميد
مرضاته وقوله } :وألقى في الرض رواسي { أي ألقى في الرض جبا N
بكم ،وميدانها ميلها وحركتها إذ لو كانت تتحرك لما استقام العيش عليها والحياة فيها .وقوله } وأنهارا { Nأي
وأجرى لكهم أنهارا Nفي الرض كالنيل والفرات وغيرهما } وسبل { Nأي وشق لكم طرقNا } لعلكم تهتدون { الى
منازلكم في بلدكم وقوله } وعلمات { أي وجعل لكم علمات للطرق وأمارات كالهضاب والودية والشجار
وكل ما يستدل به على الطريق والناحية ،وقوله } وبالنجم { أي والنجوم } هم يهتدون { فركاب البحر ل
يعرفون وجهة سيرهم في الليل ال النجوم وكذا المسافرون في الصحارى والوهاد ل يعرفون وجهة سفرهم ال
بالنجوم وذلك قبل وجود آلة البوصلة البحرية ولم توجد ال على ضوء النجم وهدايته وقوله في الية )(17
} أفمن يخلق كمن ل يخلق أفل تذكرون { هذا تأنيب عظيم لولئك الذين يصرون على عبادة الصنام
ويجادلون عليها ويجالدون فهل عبادة من يخلق ويرزق ويدبر حياة النسان وهو ال رب العالمين كعبادة من ل
يخلق ول يرزق ول يدير؟ فمن يسوي من العقلء بين الحي المحيي الفعال لما يريد واهب الحياة كلها وبين
الحجار والوثان؟ فلذا وبخهم بقوله } أفل تذكرون { فتذكرون فتعرفون ان عبادة الصنام باطلة وان عبادة ال
حق فتتوبوا الى ربكم وتسلموا له قبل أن يأتيكم العذاب.
وقوله تعالى } :وإن تعدو نعمة ال ل تحصوها { بعدما عدد في هذه اليات من النعم الكثيرة أخبر أن الناس لو
أرادوا أن يعدوا نعم ال ما استطاعوا عدها فضل Nعن شكرها ،ولذا قال } إن ال لغفور رحيم { ولول ان كذلك
ليؤاخذهم على تقصيرهم في شكر نعمه عليهم ولسلبها منهم عند كفرها وعدم العتراف بالمنعم بها عز وجل
وقوله تعالى } :وال يعلم ما تسرون وما تعلنون { هذه آخر مظاهر القدرة والعلم والحكمة والنعمة في هذا
السياق الكريم فال وحده يعلم سر الناس وجهرهم فهو يعلم إذا حاجاتهم وما تتطلبه حياتهم ،فإذا عادوه وكفروا
به فكيف يأمنون على حياتهم ولما كان الخطاب في سياق دعوة مشركي مكة الى اليمان والتوحيد فالية
اخطار لهم بان ال عليم بمكرهم برسوله وتبييت الشر له وأذاهم له بالنهار .فهي تحمل التهديد والوعيد لكفار
مكة.
هداية اليات
-5عجز النسان عن شكر نعم ال تعالى يتطلب منه أن يشكر ما يمكنه منها وكلمة )الحمد ل( تعد رأس
الشكر والعتراف بالعجز عن الشكر من الشكر ،والشكر صرف النعم فيما أجله أنعم ال تعالى بها.
} وٱلذين يد%عون من دون ٱلله ل يخلقون شي%ئا Sوهم %يخلقون { * } أم%وات Uغي%ر أح%يآء@ وما
يشعرون أيان يب%عثون { * } إلهكم %إله Vواحد Vفٱلذين ل يؤمنون بٱلخرة قلوبهم مOنكرة Uوهم
مOس%تكبرون { * } ل جرم أن ٱلله يع%لم ما يسرOون وما يع%لنون إنه ل يحب Oٱلمس%تكبرين { *
} وإذا قيل لهم %ماذآ أنزل ربOكم %قالوا أساطير ٱلولين { * } ليح%ملوا أو%زارهم %كاملة Sيو%م ٱلقيامة
ومن %أو%زار ٱلذين يضلونهم %بغي%ر علم@ أل سآء ما يزرون {
شرح الكلمات:
} وما يشعرون إيان يبعثون { :أي وما تشعر الصنام ول تعلم الوقت الذي تبعث فيه وهو يوم القيامة .ول
يبعث فيه عابدوها من دون ال.
} معنى اليات { :في هذا السياق مواجهة صريحة للمشركين بعد تقدم الدلة على اشراكهم وضللهم فقوله
تعالى } :والذين يدعون من دون ال { أي تعبدونهم أيها المشركون } أموات غير احياء { اي هم اموات اذ ل
حياة لهم ودليل ذلك أنهم ل يسمعون ول يبصرون ول ينطقون ،وقوله } وما يشعرون أيان يبعثون { اي ل
يعلمون متى يبعثون وهو أموات ول يعلمون متى يبعثون للستنطاق والستجواب والجزاء على الكسب في هذه
الحياة ،وقوله } إلهكم إله واحد { هذه النتيجة العقلية التي ينكرها العقلء وهي أن المعبود واحد ل شريك له،
وهو ال جل جلله ،إذ هو الخالق الرازق المدبر المحي المميت ذو الصفات العل والسماء الحسنى ،وما عداه
فل يخلق ول يرزق ول يدبر ول يحيي ول يميت فتأليهه سفه وضلل ،وبعد تقرير ألوهية ال تعالى واثباتها
بالمنطق السليم قال تعالى } :فالذين ل يؤمنون بالخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون { ذكر علة الكفر لدى
الكافرين والفساد عند المفسدين وهي تكذيبهم بالبعث الخر اذ ل يستقيم عبد على منهج الحق والخير وهو ل
يؤمن باليوم الخر يوم الجزاء على العمل في الحياة الدنيا ،فأخبر تعالى أن الذين ل يؤمنون بالخرة قلوبهم
منكرة لكل ما يسمعون من الحق الذي يدعو اليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وتبينه آيات القرأن الكريم،
وهم مع إنكار قلوبهم لما يسمعون من الحق مستكبرون عن قبول الحق والذعان ،وقوله تعالى } :ل جرم ال
يعلم ما يسرون وما يعلنون انه ل يحب المستكبرين { أي حقا Nان ال يعلم ما يسر أولئك المكذبون بالخرة وما
يعلنون وسيحصى ذلك عليهم ويجزيهم به ل محالة في يوم كانوا به يكذبون ..ويا للحسرة ويا للندامة!! وهذا
الجزاء كان بعذاب النار متسبب عن بغض ال للمستكبرين وعدم حبه لهم ،وقوله تعالى } :وإذا قيل لهم ماذا
أنزل ربكم قالوا أساطير الولين { يخبر تعالى عن أولئك المنكرة قلوبهم للوحي اللهي وما جاء به رسول ال
هؤلء المستكبرون كانوا اذا سئلوا عن القرآن من قبل من يريد ان يعرف ممن سمع بالدعوة المحمدية فجاء
من بلد يتعرف عليها قالوا } :أساطير الولين { أخبار كاذبة عن الولين مسطره عند الناس فهو يحكيها ويقول
بها ،وبذلك يصرفون عن السلم ويصدون عن سبيل ال ،قال تعالى } :ليحملوا أوزارهم { أي تبعة آثامهم
وتبعة آثام من صدوهم عن سبيل ال كاملة غير منقوصة يوم القيامة ،وهو ل يعلمون ذلك ولكن الحقيقة هي:
أن من دعا الى ضللة كان عليه وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزار من عملها شيء ،وكذا من
دعا الى هدى فله أجر من عمل به من غير أن ينقص من أجر بهى شيء ،وقوله تعالى } :أل ساء ما يزرون {
أي قبح الوزر الذي يزرونه فإنه قائدهم الى النار موبقهم في نار جهنم.
هداية اليات
-5بيان تبعة من يدعو الى ضللة فإنه يتحمل وزر كل من عمل بها.
} قد %مكر ٱلذين من %قب%لهم %فأتى ٱلله بنيانهم %م#ن ٱلقواعد فخر علي%هم ٱلسقف من فو%قهم %وأتاهم
ٱلعذاب من %حي%ث ل يشعرون { * } ثم يو%م ٱلقيامة يخزيهم %ويقول) أي%ن شركآئي ٱلذين كنتم
تشاقون فيهم %قال ٱلذين أ)وتوا ٱلعلم إن ٱلخز%ي ٱليو%م وٱلسOو*ء على ٱلكافرين { * } ٱلذين
تتوفاهم ٱلملئكة ظالمي أنفسهم %فألقوا ٱلسلم ما كنا نع%مل) من سو*ء@ بلى إن ٱلله عليم Vبما كنتم
تع%ملون { * } فٱد%خلو*ا أب%واب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى ٱلمتكب#رين { * } وقيل للذين
ٱتقو%ا ماذا أنزل ربOكم %قالوا خي%رSا لRلذين أح%سنوا في هذه ٱلدOنيا حسنة Uولدار ٱلخرة خيV %ر ولنع%م
دار ٱلمتقين { * } جنات عد%ن@ يد%خلونها تج%ري من تح%تها ٱلنهار لهم %فيها ما يشآؤون كذلك
يج%زي ٱلله ٱلمتقين { * } ٱلذين تتوفاهم ٱلمل*ئكة طي#بين يقولون سلم Vعلي%كم ٱد%خلوا ٱلجنة بما
كنتم %تع%ملون { * } هل ينظرون إل أن تأتيهم ٱلملئكة أو %يأتي أم%ر رب#ك كذلك فعل ٱلذين من
قب%لهم %وما ظلمهم ٱلله ولـكن كانوا أنفسهم %يظلمون { * } فأصابهم %سي#ئات ما عملوا وحاق
بهم ما كانوا به يس%ته%زئ)ون {
شرح الكلمات:
} فأتى ال بنيانهم { :أي قصد إليه ليدمره فلسط عليه الريح والزلزلة فسقط من أسسه.
} كنتم تشاقون فيهم { :أي تخالفون المؤمنين فيهم بعبادتكم إياهم وجدالكم عنه ،وتشاقون ال بمخالفتكم إياه بترك
عبادته إياها.
} فلبئس مثوى المتكبرين { :مثوى المتكبرن :أي قبح منزل المتكبرين في جهنم مثل.V
} للذين أحسنوا { :أي أعمالهم وأقوالهم ونياتهم فأتوا بها وفق مراد ال تعالى.
} طيبين { :أي الرواح بما زكوها من اليمان والعمل الصالح .وبما ابعدوها عنه من الشرك والمعاصي.
} يقولون سرم عليكم {:أي لقبض ملك الموت " عزرائيل " واعوانه.
} أو يأتي أمر ربك { :أي بالعذاب أو بقيام الساعة وحشرهم الى ال عز وجل.
} وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون { :أي نزل بهم العذاب وأحاط بهم وقد كانوا به يستهزئون.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم مع كفار قريش في تذكيرهم وتبصرهم بما هم فيه من الجهالة والصللة .فيقول تعالى} :
قد مكر الذين من قبلهم { أي من قبل مكر كفار قريش وذلك كالنمرود وفرعون وغيرهم كم الجبابرة الذين
تطاولوا على ال عز وجل ومكروا برسلهم ،فالنمرود ألقى بإبراهيم في النار ،وفرعون قال ذروني اقتل موسى
وليدع ربه ..وقوله } :فأتى ال بنيانهم من القواعد { اي أتاه أمر ال بهدمه وإسقاطه على الظلمة الطغاة } فخر
عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث ل يشعرون { .وذهب باطلهم وزال مكرهم .ألم يتعظ بهذا
كفرة قريش وهم يمكرون بنبيهم ويبيتون له السوء بالقتل او النفي أو الحبس؟ وقوله تعالى } :ثم يوم القيامة
يخزيهم { أي يهينهم ويذلهم ويوبخهم بقوله } :أين شركائي الذين تشتاقون فيهم { أي أصنامكم وأوثانكم الذين
كنتم تخالوني بعبادتكم إياهم دوني كما تشتاقون اوليائي المؤمنين أي تخالفونهم بذلك وتحاربونهم فيه .وهنا
يقول الشهاد والذين أوتوا العلم من النبياء والعلماء الربانيين } :إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين { أي
إن الذل والهون والدون على الكافرين .وقوله تعالى } :الذين تتوفاهم الملئكة ظالمي أنفسهم { بالشرك
والمعاصي ومن جملة المعاصي ترك الهجرة والبقاء بين ظهراني الكافرين والفساق المجرمين حيث ل يتمكن
المؤمن من عبادة ال تعالى بترك المعاصي والقيام بالعبادات .وقوله } فألقوا السلم { أي عند معانيتهم ملك
الموت وأعوانه أي استسلموا وانقادوا وحاولوا العتذار بالكذب وقالوا } ما كنا نعمل من سوء { فترد عليهم
الملئكة قائلين } :بلى { أي كنتم تعملون السوء } أن ال عليم بما كنتم تعملون { ويقال لهم أيضا } Nفادخلوا
ل } للمتكبرين { عن
أبواب جهنم { اي ابواب طبقاتها } خالدين فيها فلبئس { جهنم } مثوى { اي مقاما Vومنز N
عبادة ال وحده.
وقوله تعالى } :وقيل للذين اتقوا { أي ربهم فلم يشركوا به ولم يعصوه في أمره ول نهيه واطاعو رسوله
كذلك } :ماذا أنزل ربكم { أي إذا سألهم من أتى مكة يتعرف على ما بلغه من دعوة السلم فيقولون له:
} خيرا { Nأي أنزل خيرا Nلن القرآن خير وبالخير نزل بخلف تلميذ المشركين يقولون اساطير الولين كما
تقدم في هذا السياق.
كما ذكر تعالى جزاء الكافرين من العذاب في نار جهنم وهم الذين أساءوا في هذه الحياة الدنيا الى أنفسهم
بشركهم بال ومكرهم وظلمهم للمؤمنين ،ذكر جزاء المحسنين .فقال } :للذين أحسنوا { أي آمنوا وعملوا
الصالحات متبعين شرع ال في ذلك فأخلصوا عبادتهم ل تعالى ودعوا الناس الى عبادة ال وحثوهم على ذلك
فكانوا بذلك محسنين لنفسهم ولغيرهم لهؤلء الذين أحسنوا في الدنيا } حسنة { وهي الحياة الطيبة حياة الطهر
والعزة والكرامة ،ولدار خير qلهم من دار الدنيا مع ما فيها من حسنة وقوله تعالى } :ولنعم دار المتقين { ثناء
ومدح لتلك الدار الخرة لما فيها من النعيم المقيم وإضافتها الى المتقين باعتبار أنهم اهلها الجديرون بها إذ هي
خاصة بهم ورثوها بإيمانهم وصالح أعمالهم بتركهم الشرك والمعاصي.
وقوله تعالى } :جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها النهار لهم فيها ما يشاءون { هو وصف وبيان لدار
المتقين فأخبر أنها جنات جمع جنة وهي البستان المشتمل على الشجار والنهار والقصور وما لذ وطاب من
المطاعم والمشارب والملبس والمناكح والمراكب وقوله تعالى } :لهم فيها ما يشاءون { هذا نهاية لكرام
والنعام اذ كون العبد يجد كل ما يشتهي ويطلب هو نعيم ل مزيد عليه وقوله تعالى } :كذلك يجزي ال المتقين
{ أي كهذا الجزاء الحسن العظيم يجزي ال المتقين في الدنيا والخرة .وقوله تعالى } :الذين تتوفاهم الملئكة
طيبين { أي طاهري الرواح لرواحهم ريح طيبة ثمرة إيمانهم وصالح أعمالهم ونتيجة بعدهم عما يدنس
انفسهم من أوضار الشرك وعفن المعاصي وقوله } :يقولون { أي تقول لهم المكلئكة وهم ملك الموت واعوانه
} سلم عليكم { تحييهم وفي ذلك بشارة لهم برضا ربهم وجواره الكريم } .ادخلوا الجنة { بأرواحهم اليوم
وبأجسامهم غدا Nيوم القيامة .وقوله } بما كنتم تعملون { أي بسبب ما كنتم تعملونه من الطاعات والمسابقة في
الخيرات بعد عمل قلوبكم باليمان واليقين والحب في ال والبغض فيه عز وجل والرغبة والتوكل عليه .هذا ما
تضمنته اليات ) (31،32وأما اليات بعد ذلك فيقول ال مستبطئNا ايمان قريش وتوبتهم بعد تلك الحجج
والبراهين والدلئل والبينات على صدق نبوة محمد صلى ال عليه وسلم وعلى وجوب التوحيد وبطلن الشرك
وعلى اليمان باليوم الخر.
} هل ينظرون ال أن تأتيهم الملئكة { أي ما ينظرون بعد هذا ال ان تأتيهم الملئكة لقبض أرواحهم } أو يأتي
أمر ربك { بإبادتهم واستئصالهم ،إذ لم يبق ما ينتظرونه ال أحد هذين المرين وكلهما مر وشر لهم .وقوله
تعالى } :كذلك فعل الذين من قبلهم { من كفار المم السابقة فحلت بهم نقمة ال ونزل بهم عذابه فأهلكهم) .وما
ظلمهم ال( تعالى في ذلك أبدا } Nولكن كانوا أنفسهم يظلمون { بإصرارهم على الشرك والعناد والمجاحدة
والمكابرة } فأصابهم سيئات { أي جزاء سيئات } ما عملوا { من الكفر والظلم } وحاق بهم { أي نزل بهم
وأحاط بهم } ما كانوا يستهزئون { إذ كانت رسلهم إذا خوفتهم من عذاب ال وسخروا منهم واستهزأوا بالعذاب
واستخفوا به حتى نزل بهم والعياذ بال تعالى.
-1سوء عاقبة المكر وأنه يحيق بأهله ل محالة والمراد به المكر السيء.
-3فضل أهل العلم إذ يتخذ منهم شهداء يوم القيامة ويشتمون بأهل النار.
-6إطلق لفظ خير على القرآن وهو حق خير فالذي أوتي القرآن أوتي الخير كله ،فل ينبغي ان يرى احدا
من أهل الدنيا خيرا Nمنه وال سخط نعمة ال تعالى عليه.
-7سعادة الدارين لهل الحسان وهم أهل اليمان والسلم والحسان في إيمانهم بالخلص وفي إسلمهم
بموافقة الشرع ومراقبة ال تعالى في ذلك.
-8بشرى أهل اليمان والتقوى عند الموت ،وعن القيام من القبور بالنعيم المقيم في جوار رب العالمين.
-9إعمال القلوب والجوارح سبب في دخول الجنة وليست ثمنا Nلها لغلئها ،وإنما العمال تزكي النفس وتطهر
الروح وبذلك يتأهل العبد لدخول الجنة.
-10ما ينتظر المجرمون بإصرارهم على الظلم والشر والفساد ال العذاب ،عاجل Nأو آجل Nفهو نازل بهم حتما
مقضيا Nإن لم يبادروا الى التوبة الصادقة.
شرح الكلمات
} فها على الرسل ال البلغ { :أي ما على الرسل ال البلغ فالستفهام للنفي.
} جهد ايمانهم { :أي غايتها حيث بذلوا جهدهم فيها مبالغة منهم.
} بلى وعدا Nعليه حقا :{ Nأي بلى يبعث من يموت وقد وعد به وعدا Nوأحقه حقا .Nفهو كائن ل محالة.
} يختلفون فيه { :أي بين المؤمنين من التوحيد والشرك.
} انهم كانوا كاذبين { :أي في قولهم " ل نVبعث بعد الموت ".
معنى اليات:
ما زال السياق في الحجاج مع مشركي قريش فيقول تعالى مخبرا Nعنهم } وقال الذين أشركوا { أي مع ال آلهة
اخرى وهي أصنامهم كهبل واللت والعزى وقالوا لو شاء ال عدم إشراكنا به ما أشركنا نحن ول آباؤنا ،ول
حرمنا من دون تحريمه شيئا Nفهل قالوا هذا إيمانا Nبمشيئة ال تعالى ،أو قالوه استهزاء وسخرية دفاعا Nعن
شركهم وشرعهم الباطل في التحريم والتحليل بالهوى ،والمران محتملن .والرد عليهم بأمرين أولهما ما دام
ال قد نهاهم عن الشرك والتشريع فإن ذلك أكبر دليل على تحريمه تعالى لشركهم وحرماتهم من السوائب أن
من سبقهم من المم والشعوب الكافرة قالوا قولتهم هذه محتجين به على باطلهم فلم يلبثوا حتى أخذهم ال ،فدل
ذلك قطعا Nعلى عدم رضاه بشركهم وشرعهم اذ قال تعالى في سورة النعام ردا Nعلى هذه الشبهة كذلك قال
الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا أي عذاب انتقاما Nمنهم لما كذبوا رسلنا وافتروا علينا .وقوله تعالى } :كذلك
فعل الذين من قبلهم { من المم السابقة قالوا هؤلء لرسلهم وفعلوا فعلهم حتى أخذهم ال بالعذاب .وقوله } فهل
على الرسل ال البلغ المبين { أي ليس على الرسول إكراه المشركين على ترك الشرك ول إلزامهم بالشرع
وانما عليه أن يبلغهم أمر ال تعالى ونهيه ل غير .فلذا كان في الجملة تسلية رسول ال صلى ال عليه وسلم
وحمله في هذا السياق ) (35وقوله في الية الثانية ) } (36ولقد يعثنا في كل امة رسول Nان اعبدوا ال واجتنبوا
الطاغوت { فأخبر تعالى بأنه ما أخلى أمة من المم من إرسال رسول إليها لهدايتها وبيان سبيل نجاتها
وتحذيرها من طرق غوايتها وهلكها .كما أخبر عن وحدة الدعوة بين الرسل وهي ل إله ال ال المفسرة بعبادة
ال تعالى وحده ،واجتناب الطاغوت وهو كل ما عبد من دون ال مما دعا الشيطان الى عبادته بالتزيين
والتحسين عن طريق الوسواس من جهة ومن طريق اوليائه من الناس من جهة أخرى.
وقوله تعالى } :فمنهم { أي من المم المرسل إليهم } من هدى ال { فعرف الحق واعتقده وعمل به فنجا وسعد،
ل في كتاب المقادير لنه أصر على الضلل وجادل عنه وحارب من
} ومنهم من حقت عليه الضللة { أز N
أجله باختياره وحريته فحرمه ال لذلك التوفيق فض tل ضلل Nل أمل في هدايته.
وقوله تعالى } :فسيروا في الرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين { أمر لكفار قريش المجادلين بالباطل
المحتجين على شركهم وشرعهم الباطل أمر لهم أن يسيروا في الرض جنوبا Nأو شمال Nفلينظروا كيف كانت
عاقبة المكذبين أمثالهم من أمة عاد في الجنوب وثمود في الشمال ،ومدين ولوط وفوعون في الغرب .وقوله
تعالى في تسلية رسوله والتخفيف من الهم عنه } :إن تحرص { يا رسولنا } على هداهم { أي هدايتهم الى الحق
} فإن ال ل يهدي من يضل { فخفف على نفسك وهون عليها فل تأسف ول تحزن وادع الى ربك في غير
حرص يضر بك وقوله } ل يهدي من يضل { أي ل يقدر احد أن يهدي من أضله ال ،لن اضلل ال تعالى
يكون على سنن خاصة ل تقبل التبديل ول التغيير لقوة سلطانه وسعة عمله .وقوله } وما لهم من ناصرين {
أي وليس لولئك الضرل الذين أضلهم ال حسب سنته من ناصرين ينصرونهم على ما سينزل بهم من العذاب
وما سيحل بهم من خسران وحرمان ،وقوله تعالى في الية ) } (38وأقسموا بال جهد أيمانهم ل يبعث ال من
يموت { اخبار عن قول المشركين والمكذبين باليوم الخر أصحاب القلوب المنكرة ،ومعنى } أقسموا بال جهد
أيمانهم { أي حلفوا أشد اليمان اذ كانوا في المور التافهة يحلفون بآلهتهم وآبائهم .وإذا كان المر ذا خطر
وشأن أقسموا بال وبالغوا في القسام حتى يبلغوا جهد أيمانهم والمحلوف عليه هو أنهم إذا ماتوا ل يبعثون
أحياء فيحاسبون ويجزون فرد ال تعالى عليهم بقوله } بلى { أي تبعثون وعد ال حقا Nفل بد ناجز } ولكن أكثر
الناس ل يعلمون { فلذا ينفون البعث وينكرونه لجهلهم بأسرار الكون والحياة وعلل الوجود والعمل فيه فلذا
أشار ال تعالى الى بعض تلك العلل في قوله } :ليبين لهم الذي يختلفون فيه { فلول البعث الخر ما عرف
المحق من المحق من المبطل في هذه الحياة والخلف سائد ودائم بين الناس .هذا أول .Nوثانيا } :Nوليعلم الذين
كفروا أنهم كانوا كاذبين { في اعتقاداتهم وأعمالهم ونفيهم الحياة الثانية للجزاء على العمل في دار العمل هذه
أما استعادهم البعث بعد الموت نظرا Nالى وسائلهم ووسائطهم الخاصة بهم فقد اخبرهم تعالى بان المر ليس كما
تقدرون انتم وتفكرون :إنه مجرد ما تتعلق إرادتنا بشيء نريد أن يكون ،نقول له كن فيكون فورا ،Nوالبعث
الخر من ذلك ،هذا ما دل عليه قوله في الية ) } (40إنما قولنا لشيء إذا اردناه أن نقول له كن فيكون { ول
يقولن قائل كيف يخاطب غير الموجود فيأمره ليوجد فإن ال تعالى إذا اراد شيئا Nعلمه أول Nثم قال له كن فهو
يكون.
هداية اليات
-3التحذير من تعمد الضلل وطلبه والحرص فإن من طلب واضله ال ل ترجى هدايته.
-5ل يستعظم على ال خلق شيء وإيجاده ،لنه يوجد بكلمة التكوين فقط.
} وٱلذين هاجروا في ٱلله من %بع%د ما ظلموا لنبو#ئنهم %في ٱلدOنيا حسنة Sولج%ر ٱلخرة أكبر لو
كانوا يع%لمون { * } ٱلذين صبروا وعلى رب#هم %يتوكلون { * } ومآ أر%سلنا من قب%لك إل رجال
نوحي* إلي%هم %فٱس%ألوا أه%ل ٱلذRكر إن كنتم ل تع%لمون { * } بٱلبي#نات وٱلزOبر وأنزلنا إلي%ك ٱلذRكر
لتبي#ن للناس ما نز#ل إلي%هم %ولعلهم %يتفكرون {
شرح الكلمات:
والذين هاجروا في ال :أي خرجوا من مكة في سبيل ال ونصرة لدينه وإقامته بين الناس.
} لنبوئنهم في الدنيا حسنة { :أي لننزلهم دارا Nحسنة هي المدينة النبوية هذا بالنسبة لمن نزلت فيهم الية.
} الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون { :أي على أذى المشركين وهاجروا متوكلين على ربهم في دار هجرتهم.
} فاسألوا أهل الذكر { :أي ايها الشاكون فيما جاء به محمد صلى ال عليه وسلم فاسألوا أهل التوارة والنجيل
لزالة شككم ووقوفكم على الحقيقة وأن ما جاء به محمد حق وأن الرسل قبله كلهم كانوا بشرا Nمثله.
} بالبينات والزبر { :أي ارسلناهم بشرا Nبالبينات والزبر لهداية الناس } .وانزلنا إليك الذكر { :أي القرآن.
} لتبين للناس ما نزل إليهم { :علة لنزال الذكر إذ وظيفة الرسل ،البيان .معنى اليات:
أنه بعد اشتداد الذى على المؤمنين لعناد المشركين وظغيانهم ،أذن ال تعالى على لسان رسوله للمؤمنين
بالهجرة من مكة الى الحبشة ثم الى المدنية فهاجر رجال ونساء فذكر تعالى ثناء عليهم وتشجيعا Nعلى الهجرة
من دار الكفر فقال عز وجل } والذين هاجروا في ال { أي في ذات ال ومن أجل عبادة ال ونصرة دينه } من
بعد ما ظلموا { أي من قبل المشركين } لنبوئنهم { أي لننزلهم ولنسكننهم } في الدنيا حسنة { وهي المدينة
النبوية ولنرزقنهم فيها رزقا Nحسنا Nهذا بالنسبة لمن نزلت فيهم الية ،وال فكل من هاجر في ال ينجز له الرب
هذا الوعد كما قال تعالى:
{ } ومن يهاجر في سبيل ال يجد في الرض مراغما SكثيرSا واسعة
أي في العيش والرزق } ولجر الخرة { المعد لمن هاجر في سبيل ال } اكبر لو كانوا يعلمون { .هذا ترغيب
في الهجرة وتشجيع للمتباطئين على الهجرة وقوله } :الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون { بيان لحالهم وثناء
عليهم بخير لنهم صبروا أول Nعلى الذى في مكة لما أذن لهم بالهجرة وهاجروا متوكلين على ال تعالى
مفوضين امورهم اليه ،واثقين في وعده .هذا ما دلت عليه اليتان ) .(42) ،(41وأما الية الثالثة )(43
والرابعة من هذا السياق فهما تقرير حقيقة علمية بعد إبطال شبهة المشركين القائلين كيف يرسل ال محمدا
رسول Nوهو بشر مثلنا لم يرسل ملكا ..وهو ما أخبر ال تعالى في قوله } وما أرسلنا من قبلك { اي من الرسل
ل { ل ملئكة } نوحي إليهم { بأمرنا وهو الكتاب الول أي أسالوا علماء أهل الكتاب اليهود
} إل رجا N
والنصارى هل كان ال تعالى يرسل الرسل من غير البشر } إن كنتم ل تعمون { فإنهم يخبرونكم .وما موسى
ول عيسى ال بشر ،وقوله } :بالبينات والزبر { أي أرسلنا أولئك الرسل من البشر بالبينات أي الحجج والدلئل
الدالة على وجوب عبادتنا وترك عبادة من سوانا .والزبر أي الكتب .ثم يقول تعالى لرسوله } :وأنزلنا إليك
الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم { وفي هذا تقرير لنبوته وقوله } :ولعلهم يتفكرون { فيعرفون صدق ما جئتهم
به فيؤمنوا .ويتوبوا الى ربهم فينجوا ويسعدوا .هداية اليات
-1فضل الهجرة ووجوبها عند اضطهاد المؤمن وعدم تمكنه من عبادة ال تعالى.
-2وجوب سؤال أهل العلم على كل من ل يعلم أمور دينه من عقيدة وعبادة وحكم.
} أفأمن ٱلذين مكروا ٱلسي#ئات أن يخسف ٱلله بهم ٱلر%ض أو %يأتيهم ٱلعذاب من %حي%ث ل
يشعرون { * } أو %يأخذهم %في تقلبهم %فما هم بمع%جزين { * } أو %يأخذهم %على تخوOف@ فإن ربكم
يء@ يتفيؤ)ا ظلله عن ٱليمين وٱلشمآئل
ف رحيم } * { Vأولم %يرو%ا إلى ما خلق ٱلله من ش %
لرؤ)و U
سجدا Sلله وهم %داخرون { * } ولله يس%جد ما في ٱلسماوات وما في ٱلر%ض من دآبة@ وٱلمل*ئكة
وهم %ل يس%تكبرون { * } يخافون ربهم %م#ن فو%قهم %ويفعلون ما يؤمرون {
شرح الكلمات:
} مكروا السيئات { :أي مكروا المكرات السيئات فالسيئات وصف للمكرات التي مكروها.
} من فوقهم { :من أعلى منهم إذ هو تعالى فوق كل شيء ذاتا Nوسلطانا Nوقهرا.N
معنى اليات:
ما زال السياق في تخويف المشركين وتذكيرهم لعلهم يرجعون بالتوبة من الشرك والجحود للنبوة والبعث
والجزاء .قال تعالى } :أفأمن الذين مكروا { المكرات } السيئات { من محاولة قتل النبي صلى ال عليه وسلم
والشرك والتكذيب بالنبوة والبعث وظلم المؤمنين وتعذيب بعضهم ،أفامنوا } أن يخسف ال بهم الرض { من
تحتهم فيقرون في اعماقها } ،أو يأتيهم العذاب من حيث ل يشعرون { ول يتوقعون من ريح عاصف تعصف
بهم أو وباء يشملهم أو قحط يذهب بمالهم .وقوله تعالى } :أو يأخذهم في تقلبهم { أي في تجارتهم وأسفارهم
ذاهبين آيبين من بلد الى بلد } .فما هم بمعجزين { له تعالى لو أراد أخذهم وإهلكهم .وقوله تعالى } :او
يأخذهم على تخوف { أي تنقص بان يهلكهم واحدا Nأو جماعة بعد جماعة حتى ل يبقى منهم أحدا ،Nوقد أخذ
منهم ببدر من اخذ وفي أحد .وقوله تعالى } :فإن ربكم لرؤوف رحيم { تذكير لهم برأفته ورحمته اذ لولهما
لنزل بهم نقمته وأذاقهم عذابه بدون إنظار لتوبة أو إمهال لرجوع الى الحق .وقوله تعالى } :أو لم يروا الى
ما خلق ال من شيء { من شجر وجبل وإنسان وحيوان } يتفيئوا ظلله { بالصباح والمساء } عن اليمين
والشمائل { " جمع شمال " } سجدا Nل { خضعا Nبظللهم } وهم داخرون { اي صاغرون ذليلون .أما يكفيهم ذلك
دللة Nعلى خضوعهم ل وذلتهم بين يديه ،فيؤمنوا به ويعبدونه ويوحدونه فينجوا من عذابه ويفوزوا برحمته.
وقوله تعالى } :ول يسجد ما في السموات وما في الرض من دابة { أي ول ل لغيره يسجد بمعنى يخضع
وينقاد لما يريده ال تعالى من إحياء او إماتة أو صحة او مرض أو خير أو غيره من دأبة من كل يدب من
كائن على هذه الرض } والملئكة { على شرفهم يسجدون } وهم ل يستكبرون { عن عبادة ربهم } ويخافون
ربهم منم فوقهم { إذ هو العلي العلى وكل الخلق تحته } .ويفعلون ما يؤمرون { فل يعصون ربهم ما أمرهم.
إذا كان هذا حال الملئكة فما بال هؤلء المشركين يلجون في الفساد والستكبار والجحود والمكابرة وهم أحقر
سائر المخلوقات ،وشر البريات إن بقوا على كفرهم وشركهم.
هداية اليات
-2كل شيء ساجد ل ،اي خاضع لما يريده منهم ،ال ان السجود الطوعي الختياري هو الذي يثاب عليه
العبد ،أما الطاعة الل إرادية فل ثواب فيها ول عقاب.
} وقال ٱلله ل تتخذوا إلـهي%ن ٱثني%ن إنما هو إلـه Vواحد Vفإياي فٱر%هبون { * } وله ما في
ٱلسماوات وٱلر%ض وله ٱلد#ين واصبا Sأفغي%ر ٱلله تتقون { * } وما بكم م#ن نRع%مة@ فمن ٱلله ثم إذا
مسكم ٱلضOر Oفإلي%ه تج%أرون { * } ثم إذا كشف ٱلضOر عنكم %إذا فريق Uم#نكم برب#هم %يشركون { *
} ليكفروا بمآ آتي%ناهم %فتمتعوا فسو%ف تع%لمون { * } ويج%علون لما ل يع%لمون نصيبا Sم#مjا
رزقناهم %تٱلله لتس%ألن عما كنتم %تفترون {
شرح الكلمات:
} وله ما في السموات والرض { :أي خلقنا وملكا ،Nإذا فما تعبدونه مع ال هو ل ولم يأذن بعبادته.
} فتمتعوا فسوف تعلمون { :تهديد على كفرهم وشركهم ونسائهم دعاء ال تعالى.
} ويجعلون لما ل يعلمون نصيبا :{ Nأي يجعلون للهتهم نصيبا Nمن الحرث والنعام.
} عما كنتم تفترون { :أي تختلفون بالكذب وتفترون على ال عز وجل.
معنى اليات:
بعد إقامة الحجج على التوحيد وبطلن الشرك اخبرهم ان ال ربهم رب كل شيء قد قال لهم :أيها الناس } ل
تتخذوا إلهين اثنين { فلفظ اثنين توكيد للفظ إلهين اي ل تعبدوا إلهين بل اعبدوا غلها Nواحدا Nوهو ال إذ ليس من
اله ال هو فكيف تتخذون الهين والحال انه } إله واحد { ل غير وهو ال الخالق الرازق المالك ،ومن عداه من
مخلوقاته كيف تVسوى به وتعبد معه؟ وقوله تعالى } :فإياي فارهبون { أي ارهبوني وحدي ول ترهبوا سواي
إن بيدي كل شيء ،وليس لغيري شيء فأنا المحيي المميت ،الضار النافع ،يوبخهم على رهبتهم غيره سبحانه
وتعالى من ل يستحق ان يرهب لعجزه وعدم قدرته على ان ينفع أو يضر .وقوله تعالى } :وله ما في
السموات والرض { برهان على بطلن رهبة غيره أو الرغبة في سواه ما دام له ما في السموات والرض
خلقا Nوملكا .وقوله } وله الدين واصبNا { أي العبادة والطاعة دائما Nوثابتا Nواجيا ،Nال ل الدين الخالص .وقوله
تعالى } :أفغير ال تتقون { يوبخهم على خوف سواه وهو الذي يجب ان يرهب ويخاف لنه الملك الحق القادر
على إعطاء النعم وسبلها ،فكيف يتقى من ل يملك ضرا Nول نفعا Nويعصى من بيده كل شيء وإليه مرد كل
شيء ،وما شاءه كام وما لم يشأه لم يكن .وقوله } وما بكم من نعمة oفمن ال { يخبرهم تعالى بالواقع الذي
يتنكرون له فيخبرهم أنه ما بهم من نعمة جلت أو صغرت من صحة oأو مال oأو ولد فهي من ال تعالى خالقهم
وهو أنهم إذا مسهم الضر من فقر oأو مرض أو تغير حال كخوف غرق oفي البحر فإنهم يرفعون أصواتهم الى
أعلها مستغيثين بال سائلينه أن يكشف ضرهم أو ينجيهم من هلكتهم المتوقعة لهم فقال عزوجل } :ثم إذا
مسكم الضر فإليه { دون غيره } تجأرون { رفع أصواتكم بالدعاء والستغاثة به سبحانه وتعالى وقوله } :ثم إذا
كشف الضر عنكم إذا فريق { كبير } منكم بربهم يشركون { فيعبدون غيره بأنواع العبادات متناسين ال الذي
كشف ضرهم وأنجاهم من هلكتهم.
وقوله } :ليكفروا بما آتيناهم( أي ليؤول أمرهم الى كفران ونسيان ما آتاهم ال من نعم oوما أنجاهم من محن.
أفهكذا يكون الجزاء؟ أينعم بكل أنواع النعم وينجى من كل كرب ثم ينسى له ذلك كله ،ويعبد غيره؟ بل
ويحارب دينه ورسوله؟ إذا } فتمتعوا { أيها الكافرون } فسوف تعلمون { عاقبة كفركم وإعراضكم عن طاعة
ال وذكره وشكره .وقوله تعالى } :ويجعلون لما ل يعلمون نصيبا Nمما رزقناهم { وهذا ذكر لعيب آخر من
عيوبهم وباطل oمن باطلهم أنهم يجعلون لوثانهم التي ل يعلمون عنها شيئا Nمن نف oع أو ضر أو إعطاء أو منع أو
إماتة أو أحياء يجعلونها لها طاعة للشيطان نصيبا Nوحظا Nمن أموالهم يتقربون به إليها فسيبوا لها السوائب،
وبحروا لها البحائر من النعام ،وجعلوا لها من الحرث والغرس كذلك كما جاء ذلك في سورة النعام والمائدة
قبلها :وقوله تعالى } :تال لتسئلن عما كنتم تفترون { أقسم الجبار لهم تهديدا Nلهم وتوعدا Nأنهم سيسألون يوم
القيامة عما كانوا يفترون أي من هذا التشريع الباطل حيث يحرمون ويحللون ويعطون آلهتهم ما شاءوا وسوف
يوبخهم عليه ويجزيهم به جهنم وبئس المهاد.
هداية اليات
} ويج%علون لله ٱلبنات سب%حانه ولهم %ما يشتهون { * } وإذا بشRر أحدهم %بٱل)نثى ظل وج%هه
مس%ودjا Sوهو كظيم } * { Vيتوارى من ٱلقو%م من سو*ء ما بشRر به أيم%سكه على هون@ أم %يدسOه
في ٱلتراب أل سآء ما يح%كمون { * } للذين ل يؤمنون بٱلخرة مثل) ٱلسو%ء ولله ٱلمث )ل ٱلع%لى
وهو ٱلعزيز ٱلحكيم { * } ولو %يؤاخذ ٱلله ٱلناس بظلمهم %ما ترك علي%ها من دآبة@ ولكن يؤخRرهم
إلى أجل@ مOسمNى فإذا جآء أجلهم %ل يس%تأخرون ساعة Sول يس%تقدمون { * } ويج%علون لله ما
يكرهون وتصف ألسنتهم ٱلكذب أن لهم ٱلحس%نى ل جرم أن لهم ٱلنار وأنهم %مOفرطون {
شرح الكلمات:
} أم يدسه في التراب { :أي يدفن تلك المولودة حية وهو الوأuد } مثل السوء { :أي الصفقة القبيحة.
} تن لهم الحسنى { :أي الجنة إذ قال بعضهم ولئن رجعت الى ربي ان لي عنده للحسنى.
معنى اليات:
ما زال السياق في بيان أخطاء المشركين في اعتقادهم وسلوكهم فقال تعالى } :ويجعلون ل البنات -سبحانه -
ولهم ما يشتهون { وهذا من سوء أقوالهم وأقبح اعتقادهم حيث ينسبون الى ال تعالى البنات ،إذ قالوا الملئكة
بنات ال في الوقت الذي يكرهون نسبة البنات إليهم ،حتى اذا بشر أحدهم بأنثى بأن اخبر بانه ولدت له بنت
ظل نهاره كامل Nفي غم وكرب } وجهه مسودا Nوهو كظيم { ممتلئ بالغم والهم } .يتوارى { أي يستتر ويختفي
عن أعين الناس خوفا Nمن المعرة ،وذلك } من سوء ما بشر به { وهو البنت وهو في ذلك بين أمرين إزاء هذا
المبشر به :إما أن يمسكه .أن يبقيه في بيته بين أولده } على هون { أي مذلة وهوان ،وإما أن } يدسه في
التراب { أي يدفنه حيا Nوهو الوأد المعروف عندهم .قال تعالى منددا Nبهذا الجرام } :أل ساء ما يحكمون { في
حكمهم هذا من جهة نسبة البنات ل وتبرئهم منها ،ومن جهة وأد البنات أو إذللهن ،قبح حكمهم الجاهلي هذا
من حكم .هذا ما دلت عليه الية الولى ) (57وهي قوله } :ويجعلون ل البنات { حيث قالوا الملئكة بنات ال
} سبحانه { أي نزه تعالى نفسه عن الولد والصحابة فل ينبغي أن يكون له ولد ذكرا Nكان أم أنثى لنه كل شيء
ومليكه فما الحاجة الى الولد إذا؟ والية الثانية ) (58وهي قوله تعالى } :وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه
مسودا { Nأي أقام النهار كله مسود الوجه من الغم } وهو كظيم { أي ممتلئ بالغم والهم } ،يتوارى من القوم من
سوء ما بشر به { أي البنت } أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ال ساء ما يحكمون { وقوله تعالى:
} الذين ل يؤمنون بالخرة مثل السوء { يخبر تعالى ان الذين ل يؤمنون بالخرة وهو منكروا البعث الخر لهم
المثل السوء اي الصفة السوء وذلك لجهلهم وظلمة نفوسهم لنهم ل يعلمون خيرا Nول يتركون شرا ،Nلعدم
إيمانهم بالحساب والجزاء فهؤلء لهم الصفة السوأى في كل شيء } .ول المثل العلى { أي الصفة الحسنى
وهو أنه ل إله ال ال منزه عن النقائص رب كل شيء ومالكه ،بيده الخير وهو على كل شيء قدير ،ل شريك
له ول ند له ول ولد وقوله } :وهو العزيز الحكيم { ثناء على نفسه بأعظم وصف العزة والقهر والغلبة لكل
شيء والحكمة العليا في تدبيره وتصريفه شؤون عباده ،وحكمه وقضائه ل اله ال هو رب سواه.
وقوله تعالى في الية ) } (61ولو يؤاخذ ال الناس بظلمهم ما ترك عليها { أي على الرض )من دابة( أي
نسمة تدب على الرض من إنسان أو حيوان فهذه علة عدم مؤاخذة الذين ل يؤمنون بالخرة وهم يفسدون
ويجرمون وهذا الهمال تابع لحكم عالية أشار الى ذلك بقوله } :ولكن يؤخرهم الى أجل مسمى { اي وقت
معين محدد قد يكون نهاية عمر كل أحد ،وقد يكون نهاية الحياة كلها فإذا جاء ذلك الجل ل يستأخرون عنه
ساعة ول يستقدمون عنه أخرى ثم يجزيهم بأعمالهم السيئة بمثلها وما هو عز وجل بظلم للعبيد.
وآخر آية في هذا السياق ) (62تضمنت التنديد بسوء الحال الذين ل يؤمنون بالخرة وذلك أنهم لجهلهم بال
وقبح تصورهم لظلمه نفسوهم أنهم يجعلون ل تعالى ما يكرهونه لنفسهم من البنات والشركاء وسب الرسول
وازدرائه ،ومع هذا يتبجحون بالكذب بان لهم الحسنى أي الجنة يوم القيامة .فرد تعالى على هذا الفتراء
والهراء السخيف بقوله) :ل جرم( أي حقا Nوصدقا Nول محالة } أن لهم النار { بدل الجنة } وأنهم مفرطون {
إليها مقدرون متروكون فيها أبدا .Nهذا ما تضمنته الية في قوله تعالى } :ويجعلون ل ما يكرهون وتصف
ألسنتهم الكذب ان لهم الحسنى ل جرم ان لهم النار وأنهم مفرطون { وإن قرئ مفرطون باسم الفاعل فهم حقا
مفرطون في الشر والفساد والكفر والضلل والنحطاط الى ابعد حد.
هداية اليات :من هداية اليات -1 :بيان الحال الجتماعية التي كان عليها المشركون وهي كراهيتهم للبنات
خوف العار.
-2بيان جهلهم بالرب تعالى فهم يؤمنون به ويجهلون صفاته حتى نسبوا اليه الولد والشريك.
-3بيان العلة في ترك الظلمة يتمادون زمنا Nفي الظلم والشر والفساد.
-4بيان سوء اعتقاد الذين ل يؤمنون بالخرة وهو أنهم ينسبون الى نفوسهم الحسنى ويجعلون ل ما يكرهون
من البنات والشركاء وسب الرسل وامتهانهم.
} تٱلله لقد %أر%سلنآ إلى أ)مم@ م#ن قب%لك فزين لهم ٱلشي%طان أع%مالهم %فهو وليOهم ٱليو%م ولهم %عذاب
أليم } * { Vومآ أنزلنا علي%ك ٱلكتاب إل لتبي#ن لهم ٱلذي ٱختلفوا فيه وهدgى ورح%مة SلRق %وم@ يؤمنون
{ * } وٱلله أنزل من ٱلسمآء مآء gفأح%يا به ٱلر%ض بع%د مو%تهآ إن في ذلك لية Sلقو@ %م يس%معون {
* } وإن لكم %في ٱلنعام لعب%رة Sنس%قيكم %م#ما في بطونه من بي%ن فر%ث@ ودم@ لبنا Sخالصا Sسآئغا
للشاربين {
شرح الكلمات:
} إن في ذلك لية { :أي دللة واضحة على صحة عقيدة البعث الخر.
} لعبرة { :أي دللة قوية يعبر بها من الجهل الى العلم لن العبرة من العبور.
} لبنا Nخالصا :{ Nأي ليس فيه شيء من الفرث ول الدم ،ل لونه ول رائحته ول طعمه.
معنى اليات:
يقسم ال تعالى بنفسه لرسوله فيقول بال يا رسولنا } لقد أرسلنا { رسل } Nالى أمم من قبلك { كانوا مشركين
كافرين كأمتك } فزين لهم الشيطان اعمالهم { فقاموا رسلنا وحاربوهم واصروا على الشرك والكفر فتولهم
الشيطان ،لذلك )فهو وليهم اليوم( أي في الدنيا } ولهم { في الخرة } عذاب أليم { ،والسياق الكريم في تسلية
رسول ال صلى ال عليه وسلم ولذا قال تعالى في الية الثانية } :وما أنزلنا عليك الكتاب { أي لرهاقك
وتعذيبك ولكن لجل أن تبين للناس الذي اختلفوا فيه من التوحيد والشرك والهدى والضلل .كما أنزلنا الكتاب
هدى يهتدى به المؤمنون الى سبل سعادتهم ونجاحهم ،ورحمة تحصل لهم بالعمل به عقيدة وعبادة وخلقا Nوأدبا
وحكما ،Nفيعيشون متراحمين تسودهم الخوة والمحبة وتغشاهم الرحمة والسلم.
بعد هذه التسلية لرسول ال صلى ال عليه وسلم عاد السياق الى الدعوة الى التوحيد وعقيدة البعث والجزاء بعد
تقرير النبوة المحمدية بقوله تعالى } :تال لقد أرسلنا { الية فقال تعالى } :وال انزل من السماء ماء فأحيا بها
الرض بعد موتها { الماء هو ماء المطر وحياة الرض بالنبات انزل بعدما كانت ميتة ل نبات فيها وقوله } إن
في ذلك { المذكور من إنزال الماء من السماء واحياء الرض بعد موتها } لية { واضحة الدللة قاطعة على
وجوده تعالى وقدرته وعمله ورحمته كما هو آية على البعث بعد الموت من باب أولى .وقوله تعالى } :وإن
لكم في النعام لعبرة { أي حال Nتعبرون بها من الجهل الى العلم ...من الجهل بقدرة ال ورحمته ووجوب
عبادته بذكره وشكره الى العلم بذلك والمعرفة به فتؤمنوا وتوحدوا وتطيعوا ..وبين وجه العبرة العظمية فقال:
} نسقيكم مما في بطونه { أي بطون المذكور من النعام } من بين فرث ودم ةولبنا Nخالصا Nسائغا Nللشاربين {
فسبحان ذي القدرة العجيبة والعلم الواسع والحكمة التي ل يقادر قدرها ..اللبن يقع بين الفرث والدم ،فينتقل الدم
الى الكبد فتوزعه على العروق لبقاء حياة الحيوان ،واللبن يساق الى الضرع ،والفرث يبقى أسفل الكرش،
ويخرج اللبن خالصNا من شائبة الدم وشائبة الفرث فل يرى ذلك في لون اللبن ول يشم في رائحته ول يوجد في
طعامه بدليل انه سائع للشاربين ،فل يغص به شارب ول يشرق به ،حقا Nانها عبرة من اجل العبر تنقل صاحبها
الى نور العلم والمعرفة بال في جلله وكماله ،فتورثه محبة ال وتدفعه الى طاعته والتقرب إليه.
هداية اليات
-2بيان ان ال ارسل رسل Nالى أمم سبقت وان الشيطان زين لها اعمالها فخذلها.
-3تقرير النبوة وتسلية رسول ال صلى ال عليه وسلم من جراء ما يلقاه من المشركين.
-4بيان مهمة رسول ال وأنها بيان ما انزل ال تعالى لعباد وحيه في كتابه.
-5بيان كون القرآن الكريم هدى aورحمة للمؤمنين الذين يعملون به.
-6دليل البعث والحياة الثانية احياء الرض بعد موتها فالقادر على إحياء الرض بعد موتها قادر على إحياء
الموات بعد فنائهم وبلهم.
} ومن ثمرات ٱلنخيل وٱلع%ناب تتخذون منه سكرا Sورز%قا Sحسنا Sإن في ذلك لية SلRق %وم@ يع%قلون {
* } وأو%حى ربOك إلى ٱلنح%ل أن ٱتخذي من ٱلجبال بيوتا Sومن ٱلشجر ومما يع%رشون { * } ثم
كلي من ك Rل ٱلثمرات فٱس%لكي سبل رب#ك ذلل Sيخرج من بطونها شراب VمOختلف Uألوانه فيه شفآء
للناس إن في ذلك لية SلRقو%م@ يتفكرون { * } وٱلله خلقك %م ثم يتوفاكم %ومنكم من يرد Oإلى أر%ذل
ٱلعمر لكي %ل يع%لم بع%د علم@ شي%ئا Sإن ٱلله عليم Vقدير{ V
شرح الكلمات
ومن ثمرات النخيل والعناب :أي ومن بعض ثمرات النخيل والعناب ثمر تخذون منه سكرا Nأي خمرا Nورزقا
حسنا Nأي والتمر والزبيب والخل والدبس الحسن.
} وأوحى ربك الى النحل { :أي إلهمها أن تفعل ما تفعله بإلهام منه تعالى.
} سبل ربك ذلل :{ Nأي طرق ربك مذللة فل يعسر عليك السير فيها ول تضلين عنها.
} فيه شفاء للناس { :أي من المراض ان شرب بنية الشفاء ،أو بضميمته الى عقار آخر.
} الى ارذل العمر :أي أخسه من الهرم والخوف ،والخوف فساد العقل.
معنى اليات :ما زال السياق في ذكر مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته الموجبة لعبادته وحده والمقررة
لعقيدة النبوة والبعث الخر .قال تعالى في معرض بيان ذلك بأسلوب المتنان المقتضي للشكر } ومن ثمرات
النخيل والعناب تتخذون منه سكرا { Nورزقا Nحسنا Nأي ومن بعض ثمرات النخيل والعناب ثمر تتخذون منه
سكرا Nاي شرابا Nمسكرا .وهذا كان قبل تحريم الخمر } ورزقا Nحسنا { Nوهو الزبيب والخل من العنب والتمر
والدبس العسل من النخل وقوله } ان في ذلك لية لقوم يعقلون { أي أن فيما ذكرنا لكم لية اي دللة واضحة
على قدرتنا وعلمنا ورحمتنا لقوم يعقلون المور ويدركون نتائج المقدمات ،فذو القدرة والعلم والرحمة هو الذي
يستحق التأليه والعبادة ..وقوله } :وأوحى ربك الى النحل ان اتخذى من الجبال بيوتا Nومن الشجر ومما
يعرشون { هذا مظهر آخر عظيم من مظاهر قدرة ال تعالى وعلمه وحكمته ورحمته يتجلى بإعلمه حشرة
النحل كيف تلد العسل وتقدمه للنسان فيه دواء من كل داء ،فقوله } وأوحى ربك { أيها الرسول } الى النحل {
بأن ألهمها } أن اتخذي من الجبال بيوتا Nومن الشجر { أيضNا بيوتا } ،Nومما يعرشون { أي ومما يعرش الناس
لك أي يبنون لك ،اتخذي من ذلك بيوتا Nلك إذ النحلة تتخذ لها بيتا Nداخل العريش الذي يعرش لها تبنيه بما
تفرزه من الشمع وقوله تعالى } :ثم كلي من كل الثمرات { اي ألهمها ان تاكل من كل ما تحصل عليه من
الثمرات من الشجار والنباتات اي من ازهارها ونوارها وقوله لها } فاسلكي سبل ربك ذلل { Nبإلهام منه تسلك
ما سخر لها وذلك من الطرق فتنتقل من مكان الى آخر تطلب غذاءها ثم تعود الى بيوتها ل تعجز ول تضل
وذلك بتذليل ال تعالى وتسخيره لها تلك الطرق فل تجد فيها وعورة ول تنساها فتخطئها .وقوله تعالى } يخرج
من بطونها { اي بطون النحل } شراب { أي عسل يشرب } مختلف ألوانه { ما بين أبيض وأسود ،او ابيض
مشرب بحمرة أو يضرب الى صفرة .وقوله تعالى } :فيه شفاء للناس { أي من الدواء ،هذا التذكير في قوله
شفاء دال على بعض دون بعض جائز هذا حتى يضم اليه بعض الدوية او العقاقير الخرى ،أما مع النية أي
أن يشرب بنية الشفاء من المؤمن فإنه شفاء لكل داء وبدون ضميمة اي شيء اخر له.
وفي حديث الصحيح وخلصته ان رجل Nشكا الى رسول ال صلى ال عليه وسلم استطلق بطن اخيه اي مشي
بطنه عليه فقال له اسقه عسل ،فسقاه فعاد فقال ما اراه زاده ال استطلقا Nفعاد فقال مثل ما قال اول Nثلث
مرات وفي الرابعة او الثالثة قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم صدق ال وكذب بطن اخيك اسقه العسل
فسقاه فقام كأنما نشط من عقال .وقوله تعالى } إن في ذلك { أي المكذور من إلهام ال تعالى للنحل وتعليمها
كيف تصنع العسل ليخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس لدللة واضحة على علم ال وقدرته
ورحمته وحكمته المقتضية عبادته وحده وتأليهه دون سواه ولكن لقوم يتفكرون في الشياء وتكوينها وأسبابها
ونتائجها فيهتدون الى المطلوب منهم وهو أن يذكروا فيتعظوا فيتوبوا الى خالقهم ويسلموا له بعبادته وحده دون
سواه وقوله تعالى في الية الخرى ) } (70وال خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد الى أرذل العمر لكي ل يعلم
بعد علم شيئا { Nهذه آية أخرى أجل وأعظم في الدللة على قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته ،وهي موجبة
لعبادته وحده وملزمة باليمان بالبعث الخر فخلق ال تعالى لنا وحده وهو واحد ونحن ل يحصى لنا عد ،ثم
إماتته لنا موتا Nحقيقيا Nيقبض أرواحنا ول يستطيع احد أن يموت ول يتوفى أبدا Nثم من مظاهر الحكمة ان يتوفانا
من أجال مختلفة اقتضها الحكمة لبقاء النوع واستمرار الحياة الى نهايتها .فمن الناس من يموت طفل Nومنهم من
يموت شابا ،Nوكلها حسب حكمة البتلء والتربية اللهية ،وآية اخرى ان منا من يرد الى أرذل عمره ،أي أرداه
وأخسه فيهرم ويخرف فيفقد ما كان له من قوة بدن oوعقل ول يستطيع أحد أن يخلصه من ذلك ال ال ،مظهر
قدرة ورحمة أرأيتم لو شاء ال أن يرد الناس كلهم الى أرذل العمر ولو في قرن oأو قرنين من السنين فكيف
تصبح حياة الناس يؤمئذo؟ وقوله } :إن ال عليم قدير { تقرير لعلمه وقدرته ،إذ ما نتج وما كان ما ذكره من
خلقنا ووفاتنا ورد بعضنا الى ارذل العمر ال بقدرة قادر وعلم عالم وهو ال العليم القدير.
هداية اليات
-1بيان منة ال تعالى على العباد بذكر بعض ارزاقهم لهم وليشكروا ال على نعمه.
-2بيان آيات ال تعالى الدالة على قدرته وعلمه وحكمته في خلق شراب النسان وغذائه ودوائه.
-4تقرير عقيدة اليمانل باليوم الخر الدال عليه القدرة والعلم اللهيين ،إذ من خلق وأمات ل يستنكر منه أن
يخلق مرة اخرى ول يميت.
} وٱلله فضل بع%ضكم %على بع%ض@ في ٱلر#ز%ق فما ٱلذين فض#لوا برآد#ي رز%قهم %على ما ملكت
أي%مانهم %فهم %فيه سوآء Vأفبنع%مة ٱلله يج%حدون { * } وٱلله جعل لكم %م#ن %أنفسكم %أز%واجا Sوجعل
لكم %م#ن %أز%واجكم بنين وحفدة Sورزقكم م#ن ٱلطي#بات أفبٱلباطل يؤمنون وبنع%مت ٱلله هم %يكفرون {
* } ويع%بدون من دون ٱلله ما ل يم%لك لهم %رز%قا Sم#ن ٱلسماوات وٱلر%ض شي%ئا Sول يس%تطيعون {
* } فل تض%ربوا لله ٱلم%ثال إن ٱلله يع%لم وأنتم %ل تع%لمون {
شرح الكلمات:
} فضل بعضكم على بعض في الرزق { :أي فمنكم الغني ومنكم الفقير ،ومنكم المالك ومنكم المملوك.
} برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم { :أي بجاعلي ما رزقناهم شركة بينهم وبين مماليكهم من العبيد.
} وال جعل لكم من انفسكم ازواجا :{ Nإذ حواء خلقت من آدم وسائر النساء من نطف الرجال.
} وحفدة { :أي خدما Nمن زوجه وولد وولد ولد وخادم وختن.
} رزقا Nمن السموات والرض { :أي بإنزال المطر من السماء ،وإنبات النبات من الرض.
معنى اليات:
ما زال السياق العظيم في تقرير التوحيد وإبطال التنديد .فقوله تعالى } :وال فضل بعضكم على بعض في
الرزق { فمنكم من اغناه ومنكم من افقره ايها الناس ،وقد يكون لحدكم ايها الغنياء عبيد مملوكين له ،لم ل
يرضى أن يشرك عبيده في أموال حتى يكونوا فيها سواء ل فضل لحدهما على الخر؟ والجواب أنكم تقولون
في استنكار عجيب كيف أسوي مملوكي في رزقي فأصبح وإياه سواء؟ هذا ل يعقل أبدا Nإذا كيف جوزتم
إشراك آلهتكم في عبادة ربكم وهي مملوكة لعه تعالى إذ هو خالقها وخالقكم ومالك جميعكم؟ فأين يذهب
بعقولكم أيها المشركون؟ وقوله تعالى } :أفبنعمة ال يجحدون {؟ حقا Nإنهم جحدوا نعمة العقل اول Nفلم يعترفوا
بها فلذا لم يفكروا بعقولهم ،ثم جحدوا نعمة ال عليهم في خلقهم ورزقهم فلم يعبدوه بذكره وشكره وعبدوا غيره
من أصنام وأوثان ل تملك ول تضر ول تنفع .هذا ما دلت عليه الية الولى ) (71أما الية الثانية فيقول تعالى
فيها مقررNا إنعامه تعالى على المشركين بعد توبيخهم على إهمال عقولهم في الية الولى وكفرهم بنعم ربهم
فيقول } :وال { أي وحده } جعل لكم من أنفسكم أزواجا Nوجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من
الطيبات { أي جعل لكم من أنفسكم ازواجا Nأي بشريات من جنسكم تسكنون إليهن وتتفاهمون معهن وتتعاونون
بحكم الجنسية وهي نعمة عظمى ،وجعل لكم من أولئك الزواج بنين بطريق التناسل والولدة وحفدة أيضا
والمراد من الحفدة كل من يحفد أي يسرع في خدمتك وقضاء حاجتك من زوجتك وولدك وولد ولدك وختنك
أي صهرك ،وخامدك إذ الكل يحفدون لك أي يسارعون في خدمتك بتسخير ال تعالى لك ،وثالثا } Nورزقكم من
الطيبات { أي حلل الطعام والشراب على اختلفه وتنوع مذاقه وطعمه ولذته .هذا هو ال الذي تدعون الى
عبادته وحده فتكفرون فأصبحتم بذلك تؤمنون بالباطل وهي الصنام .وعبادتها ،وتكفرون بالمنعم ونعمه ولذا
استحقوا التوبيخ والتقريع فقال تعالى } :أفبالباطل يؤمنون وبنعمة ال هم يكفرون {؟ إذ عدم عبادتهم للمنعم عز
وجل هو عين كفرانهم بنعمة ال تعالى .وقوله } ويعبدون من دون ال { أي أصناما Nل تملك لهم } رزقا Nمن
السماء { بإنزال المطر } ،والرض { بإنبات الزروع والثمار شيئا Nولو قل ول يستطيعون شيئا Nمن ذلك
لعجزهم القائم بهم لنهم تماثيل منحوتة من حجر أو خشب وفي هذا من التنبيه لهم على خطأهم ما ل يقادر
قدره.
وقوه تعالى } :فل تضربوا ل المثال إن ال يعلم وأنتم ل تعلمون { أي ينهاهم تعالى عن ضرب المثال ل
باتخاذ الصنام آلهة بإطلق لفظ إله عليها ،وال ل مثل له ،وباعتقاد أنها شافعة لهم عند ال وانها تقربهم إليه
تعالى ،وأنها واسطة بمثابة الوزير للمير الى غير ذلك ،فنهاهم عن ضرب هذه المثال ل تعالى لنه عز
وجل يعلم أن ل مثل له ول مثال ،بل هو الذي ل اله ال هو تعالى عن الشبيه والمثيل والنظير ،وهو ل يعلمون
فلذا هم متحيرون متخبطون في ظلمات الشرك وأودية الضلل.
هداية اليات
-1قطع دابر الشرك في المثل الذي حوته الية الولى } :وال فضل بعضكم على بعض oفي الرزق {.
-2وجوب شكر ال تعالى على نعمه وذلك بذكره وشكره وإخلص ذلك له.
-3قبح كفر النعم وتجاهل المنعم بترك شكره عليها.
-4التنديد بمن يرضون ل المثال وهم ل يعلمون بإتخاذ وسائط له تشبيها Nل تعالى بعبادة فهم يتوسطون
بالولياء والنبياء بدعائهم والستغاثة بهم بوصفهم مقربين الى ال تعالى يستجيب لهم ،ول يستجيب لغيرهم.
شرح الكلمات:
} هل يستوون { :أي العبيد العجزة والحر المتصرف ،والجواب :ل يستوون قطعا.N
} وما أمر الساعة { :أي أمر قيامها ،وذلك بإماته الحياء وإحيائهم مع من مات قبل وتبديل صور الكوان
كلها.
} الفئدة { :أي القلوب.
معنى اليات:
ما زال السياق في تقريرالتوحيد والدعوة اليه وإبطال الشرك والتنفير منه وقد تقدم ان ال تعالى جهل
المشركين في ضرب المثال له وهو ل مثل له ول نظير ،وفي هذا السياق ضرب تعالى مثلين وهو العليم
الخبير ..فالول قال فيه } :ضرب ال مثل VعبدNا مملكوكا { Nأي غير حر من أحرار الناس } ،ل يقدر على
شيء { إذ هو مملوك ل حق له في التصرف في مال سيده ال بإذنه ،فلذا فهو ل يقدر على إعطاء او منع شيء
هذا طرف المثل ،والثاني } ومن رزقناه رزقا Nحسنا { Nصالحا Nواسعا } Nفهو ينفق منه سرا Nوجهرا { Nليل Nونهارا
لنه حر التصرف بوصفه مالكا } Nهل يستوون {؟ الجواب ل يستويان ...إذا } الحمد ل بل أكثرهم ل يعلمون {
والمثل مضروب للمؤمن والكافر ،فالكافر أسير للصنام عبد لها ل يعرف معروفا Nول ينكر منكرا ،Nل يعمل
في سبيل ال ول ينفق لنه ل يؤمن بالدار الخرة ،والجزاء فيها ،وأما المؤمن فهو حر يعمل بطاقة ال فينفق
في سبيل ال سرا Nوجهرا Nيبتغي الخرة والمثوبة من ال ،ذا علم وإرادة ،ل يخاف ال ل ال ول يرجو ال هو
سبحانه وتعالى .وقوله } وضرب ال مثل Nرجلين { هو المثال الثاني في هذا السياق وقد حوته الثانية )(76
فقال تعالى فيه } وضرب ال مثل { Nهو } رجلين احدهما أبكم { ولفظ البكم قد يدل على الصم فالغالب ان
البكم ل يسمع } ل يقدر على شيء { فل يفهم غيره لنه من اقربائه يقومون بإعاشته ورعايته لعجزه وضعفه
وعدم قدرته على شيء .وقوله } :أينما يوجهه ل يأت بخير { أي أينما يوجهه موله وابن عمه ليأتي بشيء ل
يأتي بخير ،وقد يأتي بشر ،أما النفع والخير فل يحصل منه شيء.
وهذا مثل الصنام التي تعبد من دون ال اذ هي ل تسمع ول تبصر فل تفهم ما يقال لها ،ول تفهم عابديها شيئا
وهي محتاجة إليهم في صنعها ووضعها وحملها وحمايتها .وقوله تعالى } هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل
ط مستقيم { وهو ال تعالى يأمر بالعدل أي التوحيد والستقامة في كل شيء.
وهو على صرا o
وهو قائم على كل شيء ،وهو على صراط مستقيم يدعو الناس الى سلوكه لينجوا ويسعدوا في الدارين،
فالجواب ،ل يستويان بحال ،فكيف يرضى المشركون بعبادة وولية البكم الذي ل يقدر على شيء ويتركون
عبادة السميع البصير ،القوي ،القدير ،الذي يدعوهم الى كمالهم وسعادتهم في كلتا حياتهم ،أمر يحمل على
العجب ،ولكن ل عجب مع اقدار ال وتدابير الحكيم العليم .وقوله تعالى في الية ) } (77ول غيب السموات
والرض { وحده يعلم ما غاب عنا فيهما فهو يعلم من كتبت له السعادة ومن حكم عليه بالشقاوة ،ومن يهتدي
ومن ل يهتدي ،والجزاء آت oبإيتان الساعة } وما أمر الساعة { أي إيتانها } ال كلمح البصر أو هو أقرب { إذ
ل يتوقف امرها ال على كلمة
{ } كن
فقط فتنتهي هذه الحياة بكل ما فيها ،وتأتي الحياة الخرى وقد تبدلت صور الشياء كلها } ان ال على كل شيء
قدير { ومن ذلك قيام الساعة ،وجيء الساعة .وقوله تعالى } :وال أخرجكم من بطون أمهاتكم ل تعلمون
شيئا { Nحقيقة ل تنكر ،ال الذي اخرجنا من بطون أمهاتنا بعد أن صورنا في الرحام ونمانا حتى صرنا بشرا
ثم اذن بإخراجنا ،فأخرجنا ،وخرجنا ل نعلم شيئا Nقط ،هذه آية القدرة اللهية والعلم اللهي والتدبير اللهي ،فهل
للصنام شيء من ذلك ،والجواب ل ،ل وثانيا Nجعل ال تعالى لنا السماع والبصار والفئدة نعمة اخرى ،إذ
لو ل ذلك ما سمعنا ول أبصرنا ول عقلنا وما قيمة حياتنا يومئذ ،إذ العدم خير منها .وقوله } :لعلكم تشكرون {
كشف كامل عن سر هذه النعمة وهي أنه جعلنا نسمع ونبصر ونعقل ليكلفنا فيأمرنا وينهانا فنطيعه بامتثال
أوامره واجتناب نواهيه ،وذلك شكره منا مع ما في ذلك الشكر من خير .إنه إعداد للسعادة في الدارين .فهل
من متذكر يا عباد ال؟!
هداية اليات
-1استحسان ضرب المثال وهو تشبيه حال بحال على أن يكون ضارب المثل عالما.N
-3بيان مثل الصنام في جمودها وتعب عبدتها علبها في الحماية وعدم انتفاعهم بها .ومثل الرب تبارك
وتعالى في عدله ،ودعوته الى السلم وقيامه على ذلك مع استجابة دعاء اوليائه ،ورعايتهم ،وعلمه بهم
وسمعه لدعائهم ونصرتهم في حياتهم وإكرامهم والنعام عليهم في كلتا حياتهم .ول المثل العلى وهو العزيز
الحكيم.
} ألم %يرو%ا إلى ٱلطي%ر مسخرات@ في جو #ٱلسمآء ما يم%سكهن إل ٱلله إن في ذلك ليات@ لRقو%م
يؤمنون { * } وٱلله جعل لكم %م#ن بيوتكم %سكنا Sوجعل لكم %م#ن جلود ٱلنعام بيوتا Sتس%تخفونها
يو%م ظع%نكم %ويو%م إقامتكم %ومن %أص%وافها وأو%بارها وأشعارهآ أثاثا Sومتاعا Sإلى حين@ { * } وٱلله
جعل لكم %م#ما خلق ظلل Sوجعل لكم %م#ن ٱلجبال أكنانا Sوجعل لكم %سرابيل تقيكم ٱلحر وسرابيل
تقيكم بأسكم %كذلك يتم Oنع%مته علي%كم %لعلكم %تس%لمون { * } فإن تولو%ا فإنما علي%ك ٱلبلغ ٱلمبين {
* } يع%رفون نع%مت ٱلله ثم ينكرونها وأكثرهم ٱلكافرون {
شرح الكلمات:
} مسخرات في جو السماء { :أي مذللت في الفضاء بين السماء والرض وهو الهواء.
} ما يمسكهن { :أي عند قبض أجنحتها وبسطها ال ال تعالى بقدرته وسننه في خلقه.
} ظلل Nومن الجبال أكناكا :{ Nأي ما تستظلون به من حر الشمس ،وما تسكنون به في غيران الجبال.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد والدعوة إليه وإبطال الشرك وتركه فيقول تعالى } :ألم يروا الى الطير
مسخرات في جو السماء ما يمسكهن ال ال { فإن في خلق الطير على اختلف أنواعه وكثره أفراد ،وفي
طيرانه في جو السماء ،اي في الهواء وكيف يقبض جناحيه وكيف يبسطها ول يقع على الرض فمن يمسكه
غير ال بما شاء من تدبيره في خلقه وأكوانه إن في ذلك المذكور ليات عدة تدل على الخالق وقدرته وعلمه
وتوجب معرفته والتقرب إليه وطاعته وحده ،كما تدل على بطلن تأليه غيره وسواه ،وكون اليات لقوم
يؤمنون هو باعتبار أنهم احياء القلوب يدركون ويفهمون بخلف الكافرين فإنهم أموات القلوب فل ادراك ول
فهم لهم ،فلم يكن لهم في ذلك آية ..وقوله } :وال جعل لكم من بيوتكم سكنا { Nاي موضع سكون وراحة،
} وجعل لكم من جلود النعام { البل والبقر والغنم } بيوتا { Nأي خياما Nوقبابا } Nتستخفونها { اي تجدونها خفيفة
المحمل } يوم ظعنكم { أي ارتحالكم في أسفاركم وتنقلتكم } ويوم إقامتكم { في مكان واحد مذلك .وقوله:
} ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها { أي جعل لكم منه } أثاثا { Nكالبسط الفرش والكسية } متاعا { Nأي
تتمتعون بها الى حين بلها وتمزقها وقوله } :وال جعل لكم مما خلق { من أشياء كثيرة } ظلل { Nتستظلون
بها من حر الشمس } وجعل لكم من الجبال أكنانا { Nتكنون فيها انفسكم من المطر والبرد أو الحر وهي غير أن
وكهدف في الجبال } وجعل لكم سرابيل { قمصان } تقيكم الحر { والبرد } وسرابيل { هي الدروع } تقيكم
بأسكم { في الحرب تتقون بها ضرب السيوف وطعن الرماح .أليس الذي جعل لكم من هذه كلها أحق بعبادتكم
وطاعتكم ،وهكذا } يتم نعمته عليكم { فبعث إليكم رسوله وأنزل عليكم كتابه ليعدكم للسلم فتسلموا .وهنا وبعد
هذا البيان الواضح والتذكير البليغ يقول لرسوله } فإن تولوا { أي أعرضوا عما ذكرتهم به فل تحزن ول
تأسف اذ ليس عليك هداهم } فإنما عليك البلغ المبين { وقد بلغت وبينت .فل عليك بعد شيء من التبعة
والمسؤولية .وقوله } :يعرفون نعمت ال { أي نعمة ال عليهم كما ذكرناهم بها } ثم ينكرونها { فيعبدون غير
المنعم بها } وأكثرهم الكافرون { أي الجاحدون المكذبون بنبوتك ورسالتك والسلم الذي جئت به.
هداية اليات
-1ل ينتفع باليات ال المؤمنون لحياة قلوبهم ،أما الكافرون فهم في ظلمة الكفر ل يرون شيئNا من اليات ول
يبصرون.
-2مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته ونعمه تتجلى في هذه اليات الربع ومن العجب ان المشركين كالكافرين
عمي ل يبصرون شيئا Nمنها واكثرهم الكافرون.
-3مهمة الرسول صلى ال عليه وسلم ليست هداية القلوب وإنما هي بيان الطريق بالبلغ المبين.
} ويو%م نب%عث من ك Rل أ)مة@ شهيدا Sثم ل يؤذن للذين كفروا ول هم %يس%تع%تبون { * } وإذا رأى
ٱلذين ظلموا ٱلعذاب فل يخفف عنهم %ول هم %ينظرون { * } وإذا رأى ٱلذين أشركوا شركآءهم
قالوا ربنا هـؤ)لء شركآؤ)نا ٱلذين كنا ند%عو%ا من دونك فألقو%ا إلي%هم ٱلقو%ل إنكم %لكاذبون { *
} وألقو%ا إلى ٱلله يو%مئذ@ ٱلسلم وضل عنهم ما كانوا يفترون { * } ٱلذين كفروا وصدOوا عن
سبيل ٱلله زد%ناهم %عذابا Sفو%ق ٱلعذاب بما كانوا يفسدون { * } ويو%م نب%عث في كل Rأ)مة@ شهيدا
علي%هم %م#ن %أنفسهم %وجئنا بك شهيدا Sعلى هـؤ)لء ونزلنا علي%ك ٱلكتاب تب%يانا SلRكل Rشي%ء@ وهدgى
ورح%مة Sوبشرى للمس%لمين {
شرح الكلمات:
} ول هم يستعتبون { :أي ل يطلب منهم العتبى أي الرجوع الى اعتقاد وقول وعمل ما يرضى ال عنه.
} وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم { :أي الذين كانوا يعبدونهم من دون ال كالصنام والشياطين.
} فألقوا إليهم القول { :أي ردوا عليهم قائلين لهم إنكم لكاذبون.
} وضل عنهم ما كانوا يفترون { :من ان آلهتهم لهم عند ال وتنجيهم من عذابه ،ومعنى ضل غاب.
} عذابا Nفوق العذاب { :انه عقاب وحيات كالنخل الطوال والبغال الموكفة.
} تبيانا Nلكل شيء { :أي لكل ما بالمة من حاجة إليه في معرفة الحلل والحرام والحق والباطل والثواب
والعقاب.
معنى اليات:
انحصر السياق الكريم في هذه اليات الست في تقرير البعث والجزاء مع النبوة فقوله تعالى } :يوم نبعث { أي
اذكر يا رسولنا محمد يون نبعث } من كل أمة { من المم } شهيدا { Nهو نبيها نبئ فيها وأرسل إليها } ثم ل
يؤذن للذين كفروا { اي بالعتذار فيعتذرون } ول هم يستعتبون { أي ل يطلب منهم العتبى أي الرجوع الى
اعتقاد وقول وعمل يرضى ال عنهم اي اذكر هذا لقومك ،علهم يذكرون فيتعظون ،فيتوبون ،فينجون
ويسعدون .وقوله في الية الثانية ) } (85وإذا رأى الذين ظلموا العذاب { أي يوم القيامة } فل يخفف عنهم ول
هم ينظرون { أي يمهلون .اذكر هذا أيضا Nتذكيرا Nوتعليما ،Nواذكر لهم } إذا رأى الذين أشركوا شركاءهم { في
عرصات القيامة أو في جهنم صاحوا قائلين } ربنا { أي يا ربنا } هؤلء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك {
أي نعبدهم بدعائهم والستغاثة بهم } ،فألقوا إليهم القول { فورا } Nإنكم لكاذبون { } .وألقوا الى ال يومئذ السلم {
أي الستسلم فذلوا لحكمه } وضل عنهم ما كانوا يفترون { في الدنيا من ألوان الكذب والترهات كقولهم هؤلء
شفعاؤنا عند ال ،وأنهم ينجون من النار بشفاعتهم ،وأنهم وسيلتهم الى ال كل ذلك ضل أي غاب عنهم ولم
يعثروا منه على شيء .وقوله تعالى } :الذين كفروا وصدوا عن سبيل ال { غيرهم بالدعوة الى الكفر وأسبابه
والحمل عليه احيانا Nبالترهيب والترغيب } زدناهم عذابا Nفوق العذاب { الذي استوجبوه بكفرهم .ورد ان هذه
الزيارة من العذاب أنها عقارب كالبغال الدهم ،وانها حيات كالنخل الطوال والعياذ بال تعالى من النار وما فيها
من أنواع العذاب ،وقوله تعالى } :ويوم نبعث { أي اذكر يا رسولنا يوم نبعث } في كل أمة oشهيدا { Nأي يوم
القيامة } عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدNا على هؤلء { أي على من أرسلت إليهم من امتك .فكيف يكون
الموقف إذ تشهد على أهل اليمان باليمان وعلى أهل الكفر بالكفر .وعلى اهل التوحيد بالتوحيد ،وعلى أهل
الشرك بالشرك إنه لموقف صعب تعظم فيه الحسرة وتشتد الندامة.
وقوله تعالى في خطاب رسوله مقررا Nنبوته والوحي إليه } ونزلنا عليك الكتاب { أي القرآن } تبيانا Nلكل شيء
{ المة في حاجة الى معرفته من الحلل والحرام والحكام والدلة )وهدى( من كل ضلل } ورحمة { خاصة
بالذين يعملون به ويطبقونه على أنفسهم وحياتهم فيكون رحمة عامة بينهم } وبشرى للمسلمين { أي المنقادين
ل في أمر ونهيه بشرى لهم بالجر العظيم والثواب الجزيل يوم القيامة ،وبالنصر والفوز والكرامة في هذه
الدار .وبعد إنزالنا عليك هذا الكتاب فلم يبق من عذر لمن يريد ان يعتذر يوم القيامة ولذا ستكون شهادتك على
امتك اعظم شهادة وأكثرها أثرأ على نجاة الناجين وهلك الهالكين ول يهلك على ال ال هالك.
هداية اليات
-1تقرير عقيدة البعث الخر بما ل مزيد عليه لكثرة ألوان العرض لما يجرى في ذلك اليوم.
-2براءة الشياطين والصنام الذين أشركهم الناس في عبادة ال من المشركين بهم والتبرؤ منهم وتكذيبهم.
-3زيادة العذاب لمن دعا الى الشرك والكفر وحمل الناس على ذلك.
-4ل عذر لحد بعد أن أنزل ال تعالى القرآن تبيانا Nلكل شيء وهدى aورحمة Nوبشرى للمسلمين.
} إن ٱلله يأمر بٱلعد%ل وٱلح%سان وإيتآء ذي ٱلقر%بى وينهى عن ٱلفح%شاء وٱلمنكر وٱلبغي يعظكم
لعلكم %تذكرون { * } وأو%فوا بعه%د ٱلله إذا عاهدتم %ول تنقضوا ٱلي%مان بع%د تو%كيدها وقد %جعلتم
ٱلله علي%كم %كفيل Sإن ٱلله يع%لم ما تفعلون { * } ول تكونوا كٱلتي نقضت غز%لها من بع%د قوة
أنكاثا Sتتخذون أي%مانكم %دخل Sبي%نكم %أن تكون أ)مة Uهي أر%بى من %أ)مة@ إنما يب%لوكم ٱلله به وليبي#نن
لكم %يو%م ٱلقيامة ما كنتم %فيه تختلفون { * } ولو %شآء ٱلله لجعلكم %أ)مة Sواحدة Sولـكن يضل من
يشآء ويه%دي من يشآء ولتس%ألن عما كنتم %تع%ملون {
شرح الكلمات:
} عن الفحشاء { :الزنا.
} كالتي نقضت غزلها { :هي حمقاء مكة وتدعى ريطة بنت سعد بن تيم القرشية.
} دخل Nبينكم { :الدخل ما يدخل في الشيء وهو ليس منه للفساد والخديعة.
معنى اليات:
قوله تعالى } :إن ال يأمر بالعدل { أي ان ال يأمر في الكتاب الذي أنزله تبيانا Nلكل شيء ،يأمر بالعدل وهو
النصاف ومن ذلك أن يعبد ال بذكره وشكره لنه الخالق المنعم وتترك عبادة غيره لنهم غيره لم يخلق ولم
يرزق ولم ينعم بشيء .ولذا فسر هذا اللفظ بل إله ال ال } ،والحسان { وهو أداء الفرائض واجتناب
المحرمات مع مراقبة ال تعالى في ذلك حتى يكون الداء على الوجه المطلوب إتقانا Nوجودة والجتناب خوفا
من ال حياء منه ،وقوله } وإيتاء ذي القربى { اي ذوي القرابات حقوقهم من البر والصلة .هذا مما أمر ال
تعالى به في كتابه ،ومما ينهى عنه الفحشاء وهو الزنا واللواط وكل قبيح اشتد قبحه وفحش حتى البخل
} والمنكر { وهو كل ما انكر الشرع وانكرته الفطر السليمة والعقول الراجحة السديدة ،وينهى عن البغي وهو
الظلم والعتداء ومجاوزة الحد في المور كلها ،وقوله } لعلكم تذكرون { أي أمر بهذا في كتابه رجاء ان
تذكروا فتتعظوا فتمتثلوا المر وتجتنبوا النهي .وبذلك تكملون وتسعدون .ولذا ورد ان هذه الية } :أن ال يأمر
بالعدل والحسان { الى } تذكرون { هي أجمع آية في كتاب ال للخير والشر .وهي كذلك فما من خير ال
وأمرت به ول من شر ال ونهت عنه .وقوله تعالى } وأفوا بعهد ال اذا عاهدتم { امر من ال تعالى لعبادة
المؤمنين بالوفاء بالعهود فعلى كل مؤمن بايع أماما Nأو عاهد احدا Nعلى شيء ان يفي له بالعهد ول ينقصه } .اذ
ل ايمان لمن ل امانة له ،ول دين لمن ل عهد له { كما في الحديث الشريف ..وقوله تعالى } ول تنقضوا
اليمان بعد توكيدها { اليمان جمع يمين وهو الخلف بال وتوكيدها تغليظها باللفاظ الزائدة } وقد جعلتم ال
عليكم كفيل { Nاي وكيل ،Nأي أثناء حلفكم به تعالى ،فقد جعلتموه وكيل ،Nفهذه الية حرمت نقض اليمان وهو
نكثها وعدم اللتزام بها بالحنث فيها لمصالح مادية .وقوله تعالى } إن ال يعلم ما تفعلون { فيه وعيد شديد لمن
ينقض أيمانه بعد توكيدها .وقوله تعالى } ول تكونوا كالتي نقضت غزلها { ،وهي أمرأة بمكة حمقاء تغزل ثم
تنكث غزلها وتفسده بعد إبرامه وإحكامه فنهى ال تعالى المؤمنين أن ينقضوا أيمانهم بعد توكيدها فتكون حالهم
كحال هذه الحمقاء.
وقوله تعالى } :تتخذون أيمانكم دخل Nبينكم { أي إفسادا Nوخديعة كأن تحالفوا جماعة وتعاهدوها ،ثم تنقضون
عهدكم وتحلون ما أبرتم من عهد وميثاق وتعاهدون جماعة اخرى لنها أقوى وتنتفعون بها أكثر .هذا معنى
قوله تعالى } أن تكون أمة هي أربى من أمة { أي جماعة اكثر من جماعة رجال Nوسلحا Nأو مال Nومنافع.
وقوله تعالى } :إنما يبلوبكم ال به { أي يختربكم فتعرض لكم هذه الحوال وتجدون أنفسكم تميل إليها ،ثم
تذكرون نهي ربكم عن نقض اليمان والعهود فتتركوا ذلك طاعة لربكم أول Nتفعلوا إيثارNا للدنيا عن الخرة،
} وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون { ثم يحكم بينكم ويجزيكم ،المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته..
وقوله تعالى } ولو شاء ال لجعلكم أمة واحدة { على التوحيد والهداية لفعل ..ولكن اقتضت حكمته العالية ان
يهدي من يشاء هدايته لنه رغب فيها وطلبها ،ويضل من يشاء إضلله لنه رغب في الضلل وطلبه وأصر
عليه بعد النهي عنه .وقوله تعالى } :لتسألن { أي سؤال توبيخ وتأنيب } عما كنتم تعملون { من سوء وباطل،
ولزم ذلك الجزاء العادل من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ،ومن جاء بالسئية فل يجزى ال بمثلها وهو ل
يظلمون.
هداية اليات
-1بيان أجمع آية للخير والشر في القرآن وهي آية } إن ال يأمر بالعدل والحسان { ..الية ).(90
-2وجوب العدل والحسان وإعطاء ذوي القربى حقوقهم الواجبة من البر والصلة.
-3تحريم الزنا واللواط وكل قبيح اشتد قبحه من الفواحش الظاهرة والباطنة.
-6حرمة نقض اليمان بعد توكيدها وتوطين النفس عليها لتخرج لغو اليمين.
-7من بايع أميرأ أو عاهد احدا Nيجب عليه الوفاء ول يجوز النقض والنكث لمنافع دنيوية أبدا.N
} ول تتخذو*ا أي%مانكم %دخل Sبي%نكم %فتزل قدم Vبع%د ثبوتها وتذوقوا ٱلسOو*ء بما صددتم %عن سبيل ٱلله
ولكم %عذاب Vعظيم } * { Vول تشتروا بعه%د ٱلله ثمنا Sقليل Sإنما عند ٱلله هو خي%ر Vلكم %إن كنتم
تع%لمون { * } ما عندكم %ينفد وما عند ٱلله باق@ ولنج%زين ٱلذين صبرو*ا أج%رهم %بأح%سن ما كانوا
يع%ملون { * } من %عمل صالحا Sم#ن ذكر@ أو %أ)نثى وهو مؤمن Vفلنح%يينه حياة Sطي#بة Sولنج%زينهم
أج%رهم بأح%سن ما كانوا يع%ملون {
شرح الكلمات:
} حياة طيبة { :في الدنيا بالقناعة والرزق الحلل وفي الخرة هي حياة الجنة.
} بأحسن ما اكانوا يعملون { :أي يجزيهم على كل أعمالهم حسنها وأحسنها بحسب الحسن فيها.
ما زال السياق في تربية المؤمنين أهل القرآن الذي هو تبيان كل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين .وقال
تعالى } ول تتخذوا أيمانكم دخل { Nأي الخديعة } بينكم { لتتوصلوا باليمان الى غرض دنيوي سافل } ،فتزل
قدم بعد ثبوتها { بأن يقع احدكم في كبيرة من هذا النوع ،يحلف ال بقصد الخداع والتضليل فتذقوا السوء في
الدنيا بسبب صدكم عن سبيل ال من تعاهدونهم أو تبايعونهم وتعطونهم أيمانكم وعهودكم ثم تنقضوها فهؤلء
ينصرفون عن السلم ويعرضون عنه بسبب ما رأوا منكم من النقض والنكث ،وتتحملون وزر ذلك ،ويكون
لكم العذاب العظيم يوم القيامة .فإياكم والوقوع في مثل هذه الورطة ،فاحذروا ان تزل قدم احدكم عن السلم
بعد ان رسخت فيه .وقوله } :ول تشتروا بعهد ال ثمنا Nقليل { Nوكل ما في الدنيا قليل وقوله تعالى إنما عند ال
هو خير لكم قطعا ،Nلن ما عندكم من مال او متاع ينفذ أي يفنى } ،وما عند ال باق { لنفاذ له ،فاذكروا هذا
ول تبيعوا الغالي بالرخيص والباقي بالفاني ،وقوله تعالى } :ولنجزين الذين صبروا { على عهودهم } أجرهم {
على صبرهم } بأحسن ما كانوا يعملون { أي يضاعف لهم الجر فيعطيهم سائر أعمالهم حسنها وأحسنها
بحسب أفضلها واكملها حتى يكون أجر النافلة ،كأجر الفريضة وهذا وعد ال تعالى لمن يصبر على إيمانه
واسلمه ول يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ،ووعد ثان في قوله } :من عمل صالحا Nمن ذكر وأنثى وهو
مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون { ال ان اصحاب هذا الوعد هم أهل
اليمان والعمل الصالح ،اليمان الحق الذي يدفع الى العمل الصالح ،ولزم ذلك أنهم تخلوا عن الشرك
والمعاصي ،هؤلء وعدهم ربهم بأنه يحييهم في الدنيا حياة طيبة ل خبث فيها قناعة وطيب طعام وشراب
ورضا ،هذا في الدنيا وفي الخرة الجنة والجزاء يكون بحسب أحسن عمل عملوه من كل نوع ،من الصلة
كأفضل صلة وفي الصدقات بأفضل صدقة وهكذا } .ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون { اللهم اجعلنا
منهم واحشرنا في زمرتهم وآتنا ما وعدتنا إنك بر رحيم.
هداية اليات
-2ما عند ال خير مما يحصل عليه النسان بمعصيته الرحمن من حطام الدنيا.
-3عظم أجر الصبر على طاعة ال تعالى فعل Nوتركا.N
-4وعد الصدق لمن آمن وعمل صالحا Nمن ذكر وانثى بالحياة الطبية في الدنيا والخرة.
} فإذا قرأت ٱلقر%آن فٱس%تعذ بٱلله من ٱلشي%طان ٱلرجيم { * } إنه لي%س له سلطان Vعلى ٱلذين
آمنوا وعلى رب#هم %يتوكلون { * } إنما سلطانه على ٱلذين يتولو%نه وٱلذين هم به مشركون { *
} وإذا بدلنآ آية Sمكان آية@ وٱلله أع%لم بما ينز#ل) قالو*ا إنمآ أنت مفتر@ بل أكثرهم %ل يع%لمون { * }
قل نزله روح ٱلقدس من رب#ك بٱلحق Rليثب#ت ٱلذين آمنوا وهدgى وبشرى للمس%لمين {
شرح الكلمات:
} إنه ليس له سلطان { :أي قوة وتسلط على إفساد الذين آمنوا وإضللهم ،ما داموا متوكلين على ال.
} وإذا بدلنا آية مكان آية { :أي بنسخها وإنزاله آية أخرى غيرها لمصلحة العباد.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في هداية المسلمين وتكليمهم ،فقوله تعالى } :فإذا قرأت القرآن { يا محمد أنت أو أحد
من المؤمنين أتباعك } فاستعذ بال من الشيطان الرجيم { أي إذا كنت قارئا عازما Nعلى القراءة فقال أعوذ بال
من الشيطان الرجيم ،فإن ذلك يقيك من وسواسه الذي قد يفسد عليك تلوتك ،وقوله } :إنه ليس له { أي
الشيطان } سلطان { يعني تسلط وغلبه وقهر } على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون { وهذه بشرى خير
للمؤمنين } إنما سلطانه على الذين يتولونه { بطاعته والعمل بتزيينه للشر والباطل } ،والذين هم به مشركون {.
هؤلء هم الذين يتسلط الشيطان عليهم فيغويهم ويضلهم حتى يهلكهم .وقوله تعالى } :وإذا بدلنا آية مكان آية {
أي نسخنا بحكم آخر بآية أخرى قال المشركون المكذبون بالوحي اللهي } إنما أنت { يا محمد } مفتر { oتقول
بالكذب والخرص ،أي يقول اليوم شيئا Nويقول غدا Nخلفه .وقوله تعالى } :وال أعلم بما ينزل { فإنه ينزله
لمصلحة عباده فينسخ ويثبت لجل مصالح المؤمنين .وعلم ال تعالى رسوله كيف يرد على هذه الشبهة وقال
له } قل نزله القدس من ربك بالحق { فلست أنت الذي تقول ما تشاء وإنما هو وحي ال وكلمه ينزل به
جبريل عليه السلم من عند ربك بالحق الثابت عند ال الذي ل يتبدل ول يتغير ،وذلك لفائدة تثبيت الذين آمنوا
على إيمانهم وإسلمهم .فكلما نزل قرآن ازداد المؤمنون إيمانا Nفهو كالغيث ينزل على الرض كلما نزل
ازدادت حياتها نضرة وبهجة فكذلك نزول القرآن تحيا بها المؤمنين ،وهو أي القرآن هدى من كل ضللوة.
وبشرى لكل المسلمين بفلح الدنيا وفوز الخرة.
هداية اليات
-1استحباب الستعاذة عند قراءة القرآن بلفظ :أعوذ بال من الشيطان الرجيم.
-5بيان فائدة نزول القرآن بالناسخ والمنسوخ وهي تثبيت الذين آمنوا على إيمانهم وهدى من الضللة وبشرى
للمسلمين بالفوز والفلح في الدارين.
} ولقد %نع%لم أنهم %يقولون إنما يعلRمه بشر VلRسان ٱلذي يلحدون إلي%ه أع%جمي sوهـذا لسان Vعربي
مOبين } * { Vإن ٱلذين ل يؤمنون بآيات ٱلله ل يه%ديهم ٱلله ولهم %عذاب Vأليم } * { Vإنما يفتري
ٱلكذب ٱلذين ل يؤمنون بآيات ٱلله و)أو%لـئك هم ٱلكاذبون { * } من كفر بٱلله من بع%د إيمانه
إل من %أ)كره وقلبه مطمئن sبٱليمان ولـكن من شرح بالكفر صد%را Sفعلي%هم %غضب Vم#ن ٱلله ولهم
عذاب Vعظيم } * { Vذلك بأنهم ٱس%تحبOوا ٱلحياة ٱلدOنيا على ٱلخرة وأن ٱلله ل يه%دي ٱلقو%م
ٱلكافرين { * } أ)ولـئك ٱلذين طبع ٱلله على قلوبهم %وسم%عهم %وأب%صارهم %وأ)ولـئك هم ٱلغافلون
{ * } ل جرم أنهم %في ٱلخرة هم ٱلخاسرون {
شرح الكلمات:
} ولكن من شرح بالكفر صدرا { :أي فتح صدره الكفر وشرحه له فطابت نفسه له.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في الرد على المشركين الذين اتهموا الرسول صلى ال عليه وسلم بالفتراء فقال تعالى:
} ولقد تعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر { أي يعلم محمدا Nبشر أي انسان من الناس ،ل انه وحي يتلقاه من ال.
قال تعالى في الرد على هذه الفرية وإبطالها } لسان الذين يلحدون إليه { أي يميلون إليه بانه هو الذي يعلم
محمد لسانه } أعجمي { لنه عبد رومي } ،وهذا { أي القرآن } لسان عربي مبين { ذو فصاحة وبلغة وبيان
فكيف يتفق هذا مع ما يقولون أنهم يكذبون ل غير ،وقوله تعالى } إن الذين ل يؤمنون بآيات ال { وهي نور
وهدى وحجج قواطع ،وبرهان ساطع } ل يهديهم { الى معرفة الحق وسبيل الرشد لنهم أعرضوا عن طريق
الهداية وصدوا عن سبيل العرفان وقوله } ولهم عذاب أليم { أي جزاء كفرهم بآيات ال .وقوله } إنما يفتري
الكذب الذين ل يؤمنون بآيات ال وأولئك هم الكاذبون { أي إنما يختلق الكذب ويكذب فعل Nالكافر بآيات ال
لنه ل يرجو ثواب ال ول يخاف عقابه ،فلذا .ل يمنعه شيء عن الكذب ،أم المؤمن فإنه يرجو ثواب الصدق
ويخاف عقاب الكذب أبدا ،Nوبذا تعين ان النبي لم يفتر الكذب وإنما يفترى عقاب الكذب اولئك المكذبون بآيات
ال وهم حقا Nالكاذبون .وقوله تعالى } :ومن كفر بال من بعد إيمانه ال من أكره { على التلفظ بالكفر } وقلبه
مطمئن باليمان { ل يخامره شك ول يجد اضطرابا Nول قلقا Nفقال كلمة لفظا Nفقط ،فهذا كعمار بن ياسر كانت
قريش تكرهه على كلمة الكفر فأذن الرسول صلى ال عليه وسلم في قولها بلسانه ولكن المستحق للوعيد التي
} من شرح بالكفر صدرا { Nأي رضي بالكفر وطابت نفسه وهذا وأمثاله } فعليهم غضب من ال ولهم عذاب
عظيم { أي باءوا بغضب ال وسخطه ولهم في الخرة عذاب عظيم ،وعلل تعالى لهذا الجزاء العظيم بقوله
} ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الخرة { بكفرهم بال وعدم إيمانهم به لما في ذلك من التحرر من
العبادات ،فل طاعة ول حلل ول حرام ،وقوله تعالى } :وإن ال ل يهدي القوم الكافرين { هذا وعيد منه
تعالى سبق به علمه وان القوم الكافرين يحرمهم التوفيق للهداية عقوبة لهم على اختيارهم الكفر وإصرارهم
عليه.
وقوله تعالى } :أولئك الذين طبع على قلوبهم { وعلى سمعهم وأبصارهم أولئك الذين توعدهم ال بعدم هدايتهم
هم الذين طبع على قلوبهم فهم ل يفهمون } وسمعهم { فهم ل يسمعون المواعظ ودعاء الدعاة الى ال تعالى
} وأبصارهم { فهم ل يبصرون آيات ال وحججه في الكون ،وما حصل لهم من هذه الحال سببه العراض
المتعمد وإيثار الحياة الدنيا ،والعناد ،والمكابرة ،والوقوف في وجه دعوة الحق والصد عنها .وقوله } وأولئك
هم الغافلون { أي عما خلقوا له ،وعما يراد لهم من نكال في الخرة وعذاب أليم ،وقوله تعالى } ل جرم { أي
حقا } Nأنهم في الخرة هم الخاسرون { المغبرنون حيث وجدوا أنفسهم في عذاب أليم دائم ل يخرجون منه ول
يفتر عنهم وهم فيه مبلسون.
هداية الياتمن هداية اليات -1 :دفاع ال تعالى عن رسوله ودرء كل تهمة توجه الى رسول ال صلى ال
عليه وسلم.
-2المكذبون بآيات ال يحرمون هداية ال ،لن طريق الهداية هو اليمان بالقرآن .فلما كفروا به فعلى أي
شيء يهتدون.
-3المؤمنون ل يكذبون ليمانهم بثواب الصدق وعقاب الكذب ،ولكن الكافرين هم الذين يكذبون لعدم ما
يمنعهم من الكذب اذ ل يرجون ثوابا Nول يخافون عقابا.
-4الرخصة في كلمة الكفر في حال التعذيب بشرط اطمئنان القلب الى اليمان وعدم انشراح الصدر بكلمة
الكفر.
شرح الكلمات:
} من بعد ما فتنوا { :أي فتنهم المشركون بمكة فعذبوهم حتى قالوا كلمة الكفر مكرهين.
} ان ربك من بعدها { :أي من بعد الهجرة والجهاد والجهاد والصبر على اليمان والجهاد.
} يوم تأتي { :أي اذكر يا محمد يوم يأتي كل نفس تجادل عن نفسها.
} فأذاقها ال لباس الجوع { :أي بسبب قحط اصابهم حتى أكلوا العهن لمدة سبع سنين.
} والخوف { :حيث أصبحت سرايا السلم تغزوهم وتقطع عنهم سبل تجارتهم.
معنى اليات:
بعدما ذكر ال رخصة كلمة الكفر عند الكراه وبشرط عدم إنشراح الصدر بالكفر ذكر مخبرا Nعن بعض
المؤمنين ،تخلفوا عن الهجرة بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما ارادوا الهجرة منعتهم قريش وعذبتهم
حتى قالوا كلمة الكفر ،ثم تمكنوا من الهجرة فهاجروا وجاهدوا وصبروا فأخبر ال تعالى عنهم بانه لهم مغفرة
ورحمته ،فل يخافون ول يحزنون فقال تعالى } ثم إن ربك { أيها الرسول } للذين هاجروا من بعدما فتنوا { أي
عذبوا } ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم { أي غفور لهم رحيم بهم.
وقوله تعالى } :يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها { أي اذكر واعظا Nبه المؤمنين أي تخاصهم طالبة النجاة
لنفسها } وتوفى كل نفس ما عملت { أي من خيرا Nأو شر } وهم ل يظلمون { ل ال عدل ل يجوز في الحكم
ول يظلم ،وقوله تعالى) :وضرب ال مثل Nقرية ،أي مكة } كانت آمنة { من غارات العداء } مطمئنة { ل
ينتابها فزع ول خوف ،لما جعل ال تعالى في قلوب العرب من تعظيم الحرم وسكانه } ،يأتيها رزقها رغدا{ N
أي واسعا } Nمن كل مكان { حيث يأتيها من الشام واليمن في رحلتيهما في الصيف والشتاء } فكفرت بأنعم ال {
وهي تكذيبها برسول ال صلى ال عليه وسلم وإنكارها للتوحيد ،وإصرارها على الشرك وحرب السلم
} فأذاقها ال لباس الجوع { فدعا عليهم الرسول اللهم اجعلها عليهم سنين كسنين السبع الشداد ،فأصابهم القحط
سبع سنوات فجاعوا حتى اكلوا الجيف والعهن ،وأذاقها لباس الخوف إذ أصبحت سرايا السلم تعترض طريق
تجارتها والخوف بسبب صنيعهم الفاسد وهو اضطهاد المؤمنين بعد كفرهم وشركهم وإصرارهم على ذلك.
وقوله تعالى } :ولقد جاءهم رسول منهم { هو محمد صلى ال عليه وسلم )فكذبوه( أي اجحدوا رسالته وانكروا
نبوته وحابروا دعوته } فأخذهم العذاب { عذاب الجوع والخوف والحال أنهم } ظالمون { أي مشركون
وظالمون لنفسهم حيث عرضوها بكفرهم الى عذاب الجوع والخوف.
هداية اليات
-1فضل الهجرة والجهاد والصبر ،وما تكفر هذه العبادات من الذنوب وما تمحو من خطايا.
-2وجوب التذكير باليوم الخر وما يتم فيه من ثواب وعقاب للتجافي عن الدنيا والقبال على الخرة.
-5تكذيب الرسول صلى ال عليه وسلم في ما جاء به ،ولو بالعراض عنه وعدم العمل به يجر البلء
والعذاب.
} فكلوا مما رزقكم ٱلله حلل Sطي#با Sوٱشكروا نع%مت ٱلله إن كنتم %إياه تع%بدون { * } إنما حرم
علي%كم ٱلمي%تة وٱلدم ولح%م ٱلخنزير ومآ أ)هل لغي%ر ٱلله به فمن ٱض%طر غي%ر باغ@ ول عاد@ فإن ٱلله
غفور Vرحيم } * { Vول تقولوا لما تصف ألسنتكم ٱلكذب هـذا حلل Zوهـذا حرام VلRتفتروا على
ٱلله ٱلكذب إن ٱلذين يفترون على ٱلله ٱلكذب ل يفلحون { * } متاع Vقليل Zولهم %عذاب Vأليم* { V
} وعلى ٱلذين هادوا حرم%نا ما قصص%نا علي%ك من قب%ل) وما ظلم%ناهم %ولـكن كانو*ا أنفسهم
يظلمون {
شرح الكلمات:
} واشكروا نعمة ال عليكم { :أي بعبادته وبالنتهاء الى ما أحل لكم عما حرمه عليكم.
} إن كنتم إياه تعبدون { :أي إن كنتم تعبدونه وحده فامتثلوا أمره ،فكلوا مما أحل لكم وذروا ما حرم عليكم.
} غير باغ oول عاد :{ oأي غير باغ على احد ،ول عاد اي متجاوز حد الضرورة.
} ول تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب { :أي ل تحللوا ول تحرموا بألسنتكم كذبا Nعلى ال فتقولوا هذا حلل
وهذا حرام بدون تحليل ول تحريم من ال تعالى.
معنى اليات:
امتن ال عز وجل على عباده ،فأذن لهم أن يكلوا مما رزقهم من الحلل الطيب ويشكروه على ذلك بعبادته
وحده وهذا شأن من يعبد ال تعالى وحده ،فإنه يشكره على ما أنعم به عليه ،وقوله تعالى } :إنما حرم عليكم
الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير ال به { فل ترحموا ما يحرم عليكم كالسائبة والبحيرة والوصيلة التي
حرمها المشركون افتراء على ال وكذبا .وقوله } فمن اضطر { منكم أي خاف على نفسه ضرر الهلك
بالموت لشدة الجوع وكان } غير باغ { على أحد ول معتد ما أحل له ما حرم عليه .فليأكل ما يدفع به غائلة
الجوع ول إثم عليه } فإن ال غفور رحيم { فيغفر للمضطر كما يغفر للتائب ويرحم المضطر فيأذن له في
الكل دفعا Nللضرر رحمة به كما يرحم من أناب إليه.
وقوله } :ول تقولوا لما تضف ألسنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا على ال الكذب { أي ينهاهم عن
التحريم والتحليل من تلقاء أنفسهم بأن يصفوا الشيء بأنه حلل أو حرام لمجرد قولهم بألسنتهم الكذب :هذا
حلل وهذا حرام كما يفعل المشركون فحللوا وحرموا بدون وحي إلهي ول شرع سماوي .ليؤول قولهم
وصنيعهم ذلك الى الفتراء على ال والكذب عليه .مع ان الكاذب على ال ل يفلح ابدا Nلقوله } إن الذين يفترون
على ال الكذب ل يفلحون متاع قليل { وإن تمتعوا قليل Nفي الدنيا بمال أو ولد أو عزة وسلطان فإن ذلك متاع
قليل جدا Nول يعتبر صاحبه مفلحا Nول فائزا .فإن وراء ذلك العذاب الخروي الليم الدائم الذي ل ينقطع .وقوله
تعالى:
{ } وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل
يخاطب ال تعالى رسوله فيقول :كما حرمنا على هذه المة المسلمة الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير
ال ،حرمنا على اليهود ما قصصنا عليك من قبل في سورة النعام.
إذ قال تعالى } وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها ال ما حملت
ظهورها أو الحوايا أو ما اختلط بعظم { .وحرم هذا الذي حرم عليهم بسبب ظلم منهم فعاقبهم ال فحرم عليهم
هذه الطيبات التي أحلها لعباده المؤمنين .ولذا قال تعالى } وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون {.
هداية اليات
-1يجب مقابلة النعم بالشكر فمن غير العدل أن يكفر العبد نعم ال تعالى عليه قل يشكره عليها بذكره وحمده
وطاعته بفعل محابه وترك مساخطه.
-2بيان المحرمات من المطاعم وهي الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير ال.
-4حرمة التحريم والتحليل بغير دليل شرعي قطعي ول ظني ال ما غلب على الظن تحريمه.
-5حرمة الكذب على ال وان الكاذب على ال ل يفلح في الخرة وفلحه في الدنيا جزيء -6قد يحرم العبد
النعم بسبب ظلمه فكم حرمت أمة السلم من نعم بسبب ظلمها في عصور انحطاطها.
} ثم إن ربك للذين عملوا ٱلسOو*ء بجهالة@ ثم تابوا من بع%د ذلك وأص%لحو*ا إن ربك من بع%دها
لغفور Vرحيم } * { Vإن إب%راهيم كان أ)مة Sقانتا Sلله حنيفا Sولم %يك من ٱلمشركين { * } شاكرا
ط مOس%تقيم@ { * } وآتي%ناه في ٱلدOنيا حسنة Sوإنه في ٱلخرة لمن
لنعمه ٱج%تباه وهداه إلى صرا @
ٱلصالحين { * } ثم أو%حي%نآ إلي%ك أن ٱتبع %ملة إب%راهيم حنيفا Sوما كان من ٱلمشركين { * } إنما
جعل ٱلسب%ت على ٱلذين ٱختلفوا فيه وإن ربك ليح%كم بي%نهم %يو%م ٱلقيامة فيما كانوا فيه
يختلفون {
شرح الكلمات:
} ثم إن للذين عملوا السوء بجالهة { :اي ثم ان ربك غفور رحيم للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا.
} إن إبراهيم كان امة { :اي إماما Nجامعا Nلخصال الخير كلها قدوة يقتدى به في ذلك.
} قانتا Nل حنيفا :{ Nاي مطيعا Nل حنيفا :Nمائل Nالى الدين القيم الذي هو السلم.
معنى اليات:
بعدما نددت اليات في سياق طويل بالشرك وإنكار البعث والنبوة من قبل المشركين الجاحدين المعاندين ،وقد
أوشك سياق السورة على النتهاء فتح ال تعالى باب التوبة لهم وقال } :ثم إن ربك { أي بالمغفرة والرحمة
} للذين عملوا السوء بجهالة { فأشكروا بال غيره وأنكروا وحيه وكذبوا بلقائه } ثم تابوا من بعد ذلك { فوحدوه
تعالى بعبادته وأقروا بنبوة رسوله وآمنوا بلقائه واستعدوا له بالصالحات } وأصلحوا { ما كانوا قد أفسدوه من
قلوبهم وأعمالهم وأحوالهم } إن ربك من بعدها { من بعد هذه التوبة والوبة الصحيحة } لغفور رحيم { بهم.
فكانت بشرى لهم على لسان كتاب ربهم .شاكرNا لنعمه اجتباه وهداه الى صراط مستقيم .وآتيناه في الدنيا
حسنة وإنه في الخرة لمن الصالحين .ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا Nوما كان من المشركين { إنه
لما كان من شبه المشركين انهم على دين أبيهم إبراهيم باني البيت وشارع المناسك ومحرم الحرم ،واليهود
والنصارى كذلك يدعون أنهم على ملة إبراهيم فأصر الجميع على أنه متبع لملة إبراهيم وأنه على دينه
ورفضوا السلم بدعوى ما هم هو دين اله الذي جاء به إبراهيم أبو النبياء عليه السلم ،ومن باب إبطال
الباطل وإزاحة ستار الشبه وتنقية الحق لدعوة الحق والدين الحق ذكر تعالى جملة من حياة إبراهيم الروحية
والدينية كمثال حي ناطق لكل عاقل إذا نظر اليه عرف هل هو متبع لبراهيم يعيش على ملته أو هو على غير
ذلك .فقال تعالى } إن إبراهيم كامة أمة { أي أماما Nصالحا Nجامعا Nلخصال الخير ،يقتدي به كل راغب في
الخير .هذا أول Nوثانيا Nانه كان قانتا Nأي مطيعا Nلربه فل يعصى له امرا Nول نهيا Nثالثا Nلم يك من المشركين بحال
من الحوال بل هو برئ من الشرك وأهله ،ورابعا Nكان شاكرا Nلنعم ال تعالى عليه أي صارفا Nنعم ال فيما
يرضي ال ،خامسا Nاجتباه ربه أي اصطفاه لرسالته وخلته لنه أحب ال أكثر من كل شيء فتخلل حب ال قلبه
فلم يبق لغيره في قلبه مكان.
فخالة ال أي بادلة خلة فكان خليل الرحمن .سادسا Nوهداه الى صراط مستقيم الذي هو السلم ،سابعا Nوآتاه في
الدنيا حسنة وهي الثناء الحسن والذكر الجميل من جميع أهل الديان اللهية الصل .ثامنا Nوأنه في الخرة لمن
الصالحين الذين قال ال تعالى فيهم :اعددت لعبادي الصالحين ما ل عين رأت ول اذن سمعت ول خطر على
قلب بشر ،وهي منزلة من أشرف المنازل وأسماها .تاسعا Nمع جلل قدر النبي محمد صلى ال عليه وسلم
ورفعة مكانته أمره ال تعالى أن يتبع ملة إبراهيم حنيفا.
هذا هو إبراهيم فمن أحق بالنسبة إليه ،المشركون؟ ل! اليهود؟ ل ،النصارى؟ ل! المسلمون الموحدون؟ نعم نعم
اللهم اجعلنا منهم واحشرنا في زمرتهم وأكرمنا يوم تكرمهم.
وقالى تعالى } :إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه { فيه دليل على بطلن دعوى اليهود أنهم على ملة
إبراهيم ودينه العظيم ،إذ تعظيم السبت لم يكن من دين إبراهيم ،وإنما سببه ان ال تعالى اوحى الى أحد انبيائهم
ان يأمر بني إسرائيل بتعظيم الجمعة فاختلفوا في ذلك وآثروا السبت عنادا Nومكابرة فكتب ال عليهم تعظيم
السبت .وقوله } وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون { فيه وعد لهم وأنه سيجزيهم سوءا
على تمردهم على أنبيائهم واختلفهم عليهم.
هداية اليات
-1باب التوبة مفتوح لكل ذي ذنب عظم أو صغر على شرط صدق التوبة بالقلع الفوري والندم والستغفار
الدائم وإصلح الفاسد.
-2تقرير التوحيد والعلن من شأن إبراهيم عليه السلم وبيان كمالته وإنعام ال عليه.
} ٱد%ع إلى سبيل رب#ك بٱلحكمة وٱلمو%عظة ٱلحسنة وجادلهم بٱلتي هي أح%سن إن ربك هو أع%لم
بمن ضل عن سبيله وهو أع%لم بٱلمه%تدين { * } وإن %عاقب%تم %فعاقبوا بمثل ما عوقب%تم %به ولئن
صبر%تم %لهو خ %ير VلRلصابرين { * } وٱص%بر %وما صب%رك إل بٱلله ول تح%زن %علي%هم %ول تك في
ضي%ق@ م#ما يم%كرون { * } إن ٱلله مع ٱلذين ٱتقوا وٱلذين هم مOح%سنون {
شرح الكلمات:
} إلى سبيل ربك { :أي الى طاعته إذ طاعة ال موصلة الى رضوانه وإنعامه فهي سبيل ال.
} بالحكمة { :أي بالقرآن والمقالة المحكمة الصحيحة ذات الدليل الموضح للحق.
} ول تك في ضيق مما يمكرون { :أي ل تهتم بمكرهم ،ول يضيق صدرك به.
} والذين هم محسنون { :أي في طاعة ال ،ومعيته تعالى هي نصره وتأييده لهم في الدنيا.
معنى اليات:
يخاطب الرب تعالى رسوله تشريفا Nوتكليفا } :Nادع الى سبيل ربك { أي الى دينه وهو السلم سائر الناس،
وليكن دعاؤك } بالحكمة { التي هي القرآن الكريم الحكيم } .والموعظة الحسنة { وهي مواعظ القرآن وقصصه
وأمثاله ،وترغيبه وترهيبه } ،وجادلهم بالتي هي أحسن { أي خاصمهم بالمخاصمة التي هي أحسن وهي الخالية
من السب والشتم والتعريض بالسوء ،فإن ذلك ادعى لقبول الخصم الحق وما يدعى اليه ،وقوله تعالى } :إن
ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله { من الناس } وهو أعلم بالمهتدين { وسيجزيهم المهتدي بهداه ،والضال
بضلله ،كما هو أعلم بمن ضل واهتدى أزل .فهون على نفسك ول تشطط في دعوتك فتضر بنفسك ،والمر
ليس إليك .بل لربك يهدي من يشاء ويضل من يشاء وما عليك ال الدعوة بالوصف الذي وصف لك ،بالحكمة
والموعظة الحسنة ،والمجادلة بالتي هي أحسن ،وقوله تعالى } وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به { ل أكثر،
} ولئن صبرتم { وتركتم المعاقبة } لهو { أي صبركم } خي qر { لكم من المعاقبة على الذنب والجناية ،وقوله
تعالى } :واصبر { على ترك ما عزمت عليه أيها الرسول من التمثيل بالمشركين جزاء تمثيلهم بعمك حمزه،
فأمره بالصبر ولزمه ترك المعاقبة والتمثيل معا ،Nوقوله } :وما صبرك ال بال { أي إل بتوفيقه وعونه ،فكن
مع ربك تستمد منه الصبر كما تستمد منه العون والنصر ،وقوله تعالى } :ول تحزن عليهم { أي على عدم
اهتدائهم الى الحق والخذ به والسير في طريقة الذي هو السلم } ول تك في ضيق { نفسي يؤلمك } مما
يمكرون { بك فإن ال تعالى كافيك مكرهم وشرهم إنه معك فل تخف ول تحزن لنه مع الذين اتقوا والذين هم
محسنون ،وأنت منهم .وقوله )إن ال مع الذين اتقوا والذين هم محسنون( يخبر تعالى رسوله والمؤمنين أنه
عزوجل بنصره وتأييد ومعونته وتوفيقه مع الذين اتقوا الشرك والمعاصي فلم يتركوا فرائض دينه ،ولم يغشوا
محارمه والذين هم محسنون في طاعة ربهم اخلصا Nفي النية والقصد ،وأداء على نحو ما شرع ال وبين
رسول ال صلى ال عليه وسلم.
هداية اليات
من هداية اليات:
-1وجوب الدعوة الى ال تعالى أي الى السلم وهو واجب كفائى ،إذا قامت به جماعة أجزأ ذلك عنهم.
-2بيان اسلوب الدعوة وهو أن يكون بالكتاب والسنة وأن يكون خاليا Nمن العنف والغلظة والشدة ،وأن تكون
المجادلة بالتي هي أحسن من غيرها.
-3جواز المعاقبة بالخذ بقدر ما أخذ من المرء ،وتركها صبرا Nواحتسابا Nأفضل.
-4معية ال تعالى ثابتة لهل التقوى والحسان ،وهي معية نصر وتأييد وتسديد.
سورة السراء
} سب%حان ٱلذي أس%رى بعب%ده لي%ل Sم#ن ٱلمس%جد ٱلحرام إلى ٱلمس%جد ٱلقصى ٱلذي باركنا حو%له
لنريه من %آياتنآ إنه هو ٱلسميع ٱلبصير {
شرح الكلمات:
نزه الرب تبارك وتعالى نفسه عما نسب إليه المشركون من الشركاء والبنات وصفات المحدثين ،فقال:
} سبحان الذي أسرى بعبده { أي محمد بن عبدال بن عبدالمطلب بن هاشم القرشي العدناني " ليل Nمن المسجد
الحرام " أي بالليل من المسجد الحرام بمكة اذا خرج من بيت أم هانئ وغسل قلبه بماء زمزم وحشي إيمانا
وحكمة ،ثم أسرى به من المسجد الحرام الى المسجد القصى بيت المقدس ،وأخبر صلى ال عليه وسلم أنه
جمع ال تعالى له النبياء في المسجد القصى وصلى بهم إماما Nفكان بذلك إمام النبياء وخاتمهم ثم عرج به
الى السماء سماء يجد في كل سماء مقربيها الى أن انتهى الى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ثم عرج به الى
ان انتهى الى مستوى سمع فيه صرير القلم وقوله تعالى } :الذي باركنا حوله { أي حول المسجد القصى
معنى حوله خارجة وذلك بالشجار والنهار والثمار أما داخلة فالبركة الدينية بمضاعفة الصلة فيه أي أجرها
اذ الصلة فيه بخمسمائة صلة أجرNا ومثوبة وقوله تعالى } لنريه من أياتنا { تعليل للسراء والمعراج وهو أنه
تعالى اسرى بعبده وعرج به ليريه من عجائب صنعه في مخلوقاته في الملكوت العلى ،وليكون ما عمله من
طريق الوحي قد عمله بالرؤية والمشاهدة .وقوله تعالى } إنه هو السميع البصير { يعني تعالى نفسه بأنه هو
السميع لقوال عباده البصير باعمالهم وأحوالهم فاقتضت حكمته هذا السراء العجيب ليزداد الذين آمنوا إيمانا
وليرتاب المرتابون ويزدادون كفرNا وعنادا.
-1تقرير عقيدة السراء والمعراج بالنبي صلى ال عليه وسلم بالروح والجسد معا Nمن المسجد الحرام الى
المسجد القصى ،ثم الى السماوات العلى ،الى مستوى سمع فيه صرير القلم وأوحى إليه تعالى ما اوحى
وفرض عليه وعلى أمته الصلوات الخمس.
-2شرف المساجد الثلثة :الحرام ،ومسجد النبي صلى ال عليه وسلم ،والمسجد القصى أما المسجدان الحرام
والقضى فقد ذكرا بالنص وأما مسجد الرسول صلى ال عليه وسلم فقد ذكر بالشارة واليماء إذ قول القصى
يقتضي قصيا ،Nفالقصي هو المسجد النبوي والقصى هو مسجد بيت المقدس.
-3بيان الحكمة في السراء والمعراج وهي أن يرى الرسول صلى ال عليه وسلم بعيني رأسه ما كان آمن به
وعلمه من طريق الوحي فاصبح الغيب لدى رسول ال شهادة.
} وآتي%نآ موسى ٱلكتاب وجعلناه هدgى لRبني إس%رائيل أل تتخذوا من دوني وكيل } * { Sذر#ية من
حملنا مع نوح@ إنه كان عب%دا SشكورSا { * } وقضي%نآ إلى بني إس%رائيل في ٱلكتاب لتفسدن في
ٱلر%ض مرتي%ن ولتع%لن علوSjا كبيرا } * { Sفإذا جآء وع%د أ)ولهما بعثنا علي%كم %عبادا Sلنآ أ)و%لي
بأس@ شديد@ فجاسوا خلل ٱلد#يار وكان وع%دا Sمفعو Sل { * } ثم ردد%نا لكم ٱلكرة علي%هم %وأم%دد%ناكم
بأم%وال@ وبنين وجعلناكم %أكثر نفيرSا {
شرح الكلمات:
} وجعلناه هدى { :أي جعلنا الكتاب أو موسى هدى أي هاديا Nلبني إسرائيل.
} فجاسوا خلل { :أي ترددوا جائين ذاهبين وسط الديار يقتلون ويفسدون.
معنى اليات:
يخبر تعالى أنه هو الذي أسرى بعبده ليل Nمن المسجد الحرام الى المسجد القصى وأنه هو الذي آتى موسى
الكتاب أي التوارة فهو تعالى المتفضل على محمد صلى ال عليه وسلم وعلى أمته بالسراء به والمعراج
وعلى موسى بإعطائه الكتاب ليكون هدى وبيانا Nلبني إسرائيل فهو متفضل أيضا Nعلى بني إسرائيل فله الحمد
وله المنة.
وقوله } :جعلناه { أي الكتاب } هدى { أي بيانا Nلبني إسرائيل يهتدون الى سبل الكمال والسعاد وقوله } :ال
تتخذوا من دوني وكيل { Nأي آتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل من أجل ال يتخذوا من غيري
حفيظNا لهم يشركونه بي التوكل عليه وتفويض أمرهم إليه ناسين لي وأنا ربهم وولي نعمتهم .وقوله تعالى:
} ذرية من حملنا مع نوح { أي يا ذرية من حملنا مع نوح اشكورني كما شكرني نوح على انجائي إياه في
السفينة مع أصحابه فيها ،إنه أي نوحا } Nكان عبدا Nشكورا { Nفكونوا انتم مثله فاشكروني بعبادتي ووحدوني ول
تتركوا طاعتي ول تشركوا بي سواي.
وقوله تعالى } وقضينا الى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدون في الرض مرتين ولتعلن علوا Nكبيرا { Nيخبر
تعالى بأنه أعلم بني إسرائيل بقضائه فيهم وذلك في كتابهم التوارة أنهم يفسدون في الرض بارتكاب المعاصي
وغشيان الذنوب ،ويعلون في الرض بالجراءة على ال وظلم الناس } علوا Nكبيرا { Nأي عظيما .Nول بد أن ما
قضاه وقوله تعالى } :فإذا جاء وعد أولهما { أي وقت المرة الولى وظلموا بانتهاك حدود الشرع والعراض
عن طاعة ال تعالى حتى قتلوا نبيهم " أرميا " عليه السلم وكان هذا على يد الطاغية جالوت فغزاهم من أرض
الجزيرة ففعل بهم مع جيوشه ما أخبر تعالى به في قوله } :فجاسوا خلل الديار { ذاهبين جائين قتل Nوفتكا
وإفسادا Nنقمة ال على بني إسرائيل لفسادهم وبغيهم البغي العظيم.
ووقوله تعالى } :وكان وعدا Nمفعول { Nأي ما حصل لهم في المرة الولى من الخراب والدمار ومن أسبابه كان
بوعد من ال تعالى منجزNا فوفاة لهم ،لنه قضاه وأعلمهم به في كتابهم .وقوله } :ثم رددنا لكم الكرة عليهم {
أي بعد سنين طويلة وبنو إسرائيل مضطهدون مشردون نبتت منهم نابتة وطالبت بأن يعين لهم ملكا Nيقودهم الى
الجهاد وكان ذلك كما تقدم في سورة البقرة جاهدوا وقتل داود جالوت وهذا معنى } ثم رددنا لكم الكرة عليهم {
وقوله } :وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا { Nأي رجال Nفي الحروب وكثرت أموالهم وأولدهم
وتكونت لهم دولة سادت العالم على عهد داود وسليمان عليهما السلم.
هداية اليات:
-2بيان سر إنزال الكتب وهو هداية الناس الى عبادة ال تعالى وتوحيده فيها.
-3وجوب شكر ال على نعمه إذ كان نوح عليه السلم إذا أكل الكلة قال الحمد ل ،وإذا شرب الشربة قال
الحمد ل ،وإذا لبس حذاءه قال الحمد ل وإذا قضى حاجة قال الحمد ل فسمى عبدا Nشكورا Nوكذا كان رسول ال
والصالحون من أمته الى اليوم.
-4ما قضاء ال تعالى كائن ،وما وعد به ناجز ،واليمان بذلك واجب.
شرح الكلمات:
} إن احسنتم { :أي طاعة ال وطاعة رسوله بالخلص فيها وبأدائها على الوجه المشروع لها.
} أحسنتم لنفسكم { :أي أن الجر والمثوبة والجزاء الحسن يعود عليكم ل على غيركم.
} وليتبروا ما علو تيبيرا { :أي وليدمروا ما غلبوا عليه من ديار بني إسرائيل تدميرا.N
} وإن عدتم عدنا { :أي وأن رجعتم الى الفساد والمعاصي عدنا بالتسليط عليكم.
} حصيرا :{ Nأي محبسNا وسجنا Nوفراشهم يجلسون عليها فهي من فوقهم ومن تحتهم.
معنى اليات:
ما زال السياق في الحديث عن بني إسرائيل فبعد ان أخبرهم تعالى بما حكم به عليهم في كتابهم أنهم يفسدون
في الرض مرتين ويعلون علوا Nكثيرا .وأنه اذ جاء مقيات أولى المرتين بعث عليهم عبادا Nأشداء أقوياء وهم
جالوت وجنوده فقتلوهم وسبوهم ،أنه تعالى رد لهم الكرة عليهم فانتصروا عليهم وقتل داود جالوت وتكونت لهم
ل واوسعها سلطانNا وذلك لرجوعهم الى ال تعالى بتطبيق كتابه والتزام
دولة عظيمة كانت أكثر الدول رجا N
شرائعه وهناك قال تعالى لهم } :إن أحسنتم احسنتم لنفسكم { أي أن أحسنتم باتباع الحق والتزام الطاعة ل
ورسوله بفعل المأمورات واجتناب المنهيات والخذ بسنن ال تعالى في الصلح البشري ان أساتم بتعطيل
الشريعة والنغماس في الملذ والشهوات فإن نتائج ذلك عائدة على أنفسكم حسب سنة ال تعالى:
{ } ومن يعمل سوءا Sيجز به ول يجد له من دون ال وليا Sول نصيراS
وقوله تعالى } :فإذا جاء وعد الخرة { أي وقتها لها ،وهي المرة الخرة بعد الولى بعث أيضا Nعليهم عبادا Nله
وهم بختنصر وجنوده بعثهم عليهم ليسودوا وجوههم بما يصيبونهم به من الهم والحزن والمهانة والذل
} وليدخلوا المسجد { أي بيت المقدس كما دخلوه أول مرة } وليتبروا { أي يدمروا ما علو أي ما غلبوا عليه
من ديارهم )تتبيرا( أي تدميرا Nكامل Nوتحطيما تاما Nوحصل لهم هذا لما قتلوا زكريا ويحيى عليهما السلم
وكثيرا Nمن العلماء وبعد أن ظهر فيهم الفسق وفي نسائهم التبرج والفجور واتخاذ الكعب العالي .كما اخبر بذلك
رسول ال صلى ال عليه وسلم.
وقوله تعالى } :عسى ربكم ان يرحمكم { فهذا خير عظيم لهم لو طلبوه بصدق لفازوا به ولكنهم أعرضوا عنه
وعاشوا على التمرد على الشرع والعصيان ل ورسله .وقوله وإن عدتم عدنا أي وإن عدتم الى الفسق والفجور
عدنا بتسليط من نشاء من عبادنا فانجزهم ال تعالى ما وعدهم فسلط عليهم رسوله محمدا Nصلى ال عليه وسلم
والمؤمنين فاجلى بني قينقاع وبني النضير من المدنية وقتل بني قريضة كما سلط عليهم ملوك أروبا فطاردهم
وساموهم الخسف وأذاقوهم سوء العذاب في قرون طويلة وقوله تعالى } :وجعلنا للكافرين حصيرا { Nأي كان
عذاب الدنيا بالتسلط على الظالمين وسلبهم حريتهم وإذاقتهم عذاب القتل والسر والتشريد فإن عذاب الخرة هو
الحبس والسجن في جهنم تكون حصيرا Nللكافرين ل يخرجون منها للكافرين أي الذين يكفرون شرائع ال ونعمه
عليهم بتعطيل الحكام وتضييع الفرائض وإهمال السنن والنغماس في الملذ والشهوات.
هداية اليات:
-2تقرير نبوة النبي صلى ال عليه وسلم اذ مثل هذه النباء ل يقصها ال نبي يوحى إليه.
-4وجوب الرجاء في ال وهو انتظار الفرج والخير منه وان طال الزمن.
-5قد يجمع ال تعالى للكافرين بين عذاب الدنيا وعذاب الخرة ،وكذا الفاسقون من المؤمنين.
} إن هـذا ٱلقر%آن يه%دي للتي هي أقوم ويبشRر ٱلمؤمنين ٱلذين يع%ملون ٱلصالحات أن لهم %أج%را
كبيرSا { * } وأن ٱلذين ل يؤمنون بٱلخرة أع%تد%نا لهم %عذابا Sأليما } * { Sويد%ع ٱلنسان بٱلشر
دعآءه بٱلخي%ر وكان ٱلنسان عجول } * { Sوجعلنا ٱللي%ل وٱلنهار آيتي%ن فمحو%نآ آية ٱللي%ل وجعلنآ
يء@ فصلناه
آية ٱلنهار مب%صرة Sلتب%تغوا فض%ل Sم#ن رب#كم %ولتع%لموا عدد ٱلس#نين وٱلحساب وكل ش %
تفصيل{ S
شرح الكلمات:
} ويدع النسان بالشر { :أي على نفسه وأهله إذا هو ضجر وغضب.
} وكان النسان بالشر { :أي سريع التأثر بما يخطر على باله فل يتروى ول يتأمل.
} آيتين { :أي علمتين دالتين على وجود ال وقدرته وعلمه ورحمته وحكمته.
} فمحونا آية الليل { :أي طمسنا نورها بالظلم الذي يعقب غياب الشمس.
} عدد السنين والحساب { :أي عدد السنين وانقضائها وابتداء دخولها وحساب ساعات النهار والليل وأوقاتها
كاليام والسابيع والشهور.
معنى اليات:
يخبر تعالى ان هذا القرآن الكريم الذي أنزله على عبده ورسوله محمد صلى ال عليع وسلم الذي أسرى به ليل
من المسجد الحرام الى المسجد القصى يهدي بما فيه من الدلئل والحجج والشرائع والمواعظ للطريقة والسبيل
التي هي أقزم أي أعدل واقصد من سائر الطرق والسبيل انها الدين القيم السلم سبيل السعادة والكمال في
الدارين } ،وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات { أي وبشر القرآن الذين أمنوا بال ورسوله ولقاء ال ووعده
ووعيده وعملوا الصالحات وهي الفرائض والنوافل بعد تركهم الكبائر والمعاصي بأن لهم أجرا Nكبيرا Nال وهو
الجنة ،كما يخبر الذين ل يؤمنون بالخرة ان ال تعالى أعد أي هيأ لهم عذابا Nأليما Nفي جهنم.
وقوله تعالى } ويدع النسان بالشر دعاءه بالخير { يخبر تعالى عن النسان في ضعفه وقلة إدراكه لعواقب
المور من أنه اذا ضجر او غضب يدعو على نفسه وأهله بالشر غير مفكر في عاقبة دعائه لو استجاب ال
تعالى له .يدعو بالشر دعاءه بالخير أي كدعائه بالخير ،وقوله } :وكان النسان عجول { Nأي كثير العجلة
يستعجل في المور كلها هذا طبعه ما لم يتأدب بآداب القرآن ويتخلق بأخلقه فإن هو استقام على منهج القرآن
تبدل طبعه وأصبح ذا توارة وحلم وصبر وأناة .وقوله تعالى } :وجعلنا الليل والنهار آيتين { أي علمتين على
وجودنا وقدرتنا وعلمنا وحكمتنا ،وقوله } فمحونا آية الليل { أي بطمس نورها ،وجعلنا آية النهار مبصرة أي
مضيئة وبين علة ذلك بقوله } :لتبتغوا فضل Nمن ربكم { أي لتطلبوا رزقكم بالسعي والكسب في النهار ،هذا من
جهة ومن جهة اخرى } لتعلموا عدد السنين والحساب { أي عدد السنين وانقضائها وابتداء دخولها وحساب
ساعات النهار والليل وأوقاتها كاليام والسابيع والشهور .لتوقف مصالحكم الدينية والدنيوية على ذلك .وقوله
تعالى } :وكل شيء فصلناه تفصيل { Nأي وكل يحتاج اليه في كمال النسان وسعادته بيناه تبينا Nأي في هذا
الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم.
هداية اليات
-1بيان فضل القرآن الكريم ،بهدايته الى السلم الذي هو سبيل السعادة للنسان.
-2الوعد والوعيد بشارة المؤمنين العاملين للصالحات ،ونذارة الكافرين باليوم الخر.
-4كون الليل والنهار آيتين تدلن على ال تعالى وتقرران علمه وقدرته وتدبيره.
} وكل إنسان@ ألزم%ناه طآئره في عنقه ونخرج له يو%م ٱلقيامة كتابا Sيلقاه منشورا } * { Sٱقرأ
كتبك كفى بنفسك ٱليو%م علي%ك حسيبا } * { Sمن ٱه%تدى فإنما يه%تدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل
علي%ها ول تزر وازرة Uوز%ر أ)خرى وما كنا معذRبين حتى نب%عث رسول } * { Sوإذآ أرد%نآ أن نه%لك
قر%ية Sأمر%نا مترفيها ففسقوا فيها فحق علي%ها ٱلقو%ل) فدمر%ناها تد%ميرSا { * } وكم %أه%لكنا من
ٱلقرون من بع%د نوح@ وكفى برب#ك بذنوب عباده خبيرا SبصيرSا {
شرح الكلمات:
} طائره { :أي عمله وما قدر له من سعادة وشقاء.
} ول تزر وازرة وزر اخرى { :أي ل تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى.
معنى اليات:
يخبر تعالى أنه عزوجل لعظيم قدرته ،وسعة علمه ،وحكمته في تدبيره ألزم كل انسان ما قضى به له من عمل
وما يترتب على العمل من سعادة أو شقاء في الدراين ،الزمه ذلك بحيث ل يخالفه ول يتأخر عنه بحال حتى
كأنه مربوط بعنقه .هذا معنى قوله تعالى } :وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه { .وقوله تعالى } :ونخرج له
يوم القيامة كتابا Nيلقاه منشورا { Nأي وفي يوم القيامة يخرج ال تعالى لكل انسان كتاب عمله فيلقاه منشورا Nأي
مفتوحا Nأمامه .ويقال له :إقرأ كتابك الذي أحصى لك عملك كله فلم يرد يغادر صغيرة ول كبيرة .وقوله:
} كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا { Nأي يكفيك نفسك حاسبا Nلعمالك محصيNا لها عليك أيها النسان .وقوله تعالى:
} من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه { ،أي بعد هذا العلم والبيان ينبغي ان يعلم ان من اهتدى اليوم فآمن بال
ورسوله ،ولقاء ال ،ووعده ووعيده وعمل صالحا Nوتخلى عن الشرك والمعاصي فإنما عائد ذلك له ،هو الذي
ينجو من العذاب ،ويسعد في دار السعادة ،وان من ضل طريق الهدى فكذب ولم يؤمن ،وأشرك ولم يوحد،
وعصى ولم يطع فإن ذلك الضلل عائد عليه ،هو الذي يشقى به ويعذب في جهنم دار العذاب والشقاء .وقوله
} ول تزر وازرة وزر اخرى { الوزر الثم والذنب والوازرة الحاملة له لتؤخذ به ومعنى الكلم ول تحمل يوم
القيامة نفس آثمة إثم نفس أخرى ،بل كل نفس تتحمل مسئوليتها بنفسها ،والكلم تقرير لقوله } :من اهتدى فإنما
يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها { .وقوله تعالى } :وما كنا معذبين حتى نبعث رسول { أي لم يكن من
شأن ال تعالى وهو العدل الرحيم أن يهلك أمة بعذاب إبادة واستئصال قبل أن يبعث فيها رسول Nيعرفها بربها
وبمحابة ومساخطه ،ويأمرها بفعل المحارب وترك المساخط التي هي الشرك والمعاصي .وقوله تعالى } :وإذا
أردنا أن نهلك قربة { أي أهل قرية } أمرنا مترفيها { أي أمرنا منعميها من اغنياء ورؤساء وأشراف من أهل
الحل والعقد أمرناهم بطاعتنا بإقامة الشرع وأداء الفرائض والسنن واجتناب كبائر الثم والفواحش فلم يستجيبوا
للمر ول للنهي وهو معنى } ففسقوا فيها فحق عليها القول { أي وجب عليها العذاب } فدمرناها تدميرا { Nأي
اهلكناها إهلكا Nكامل ،Nوهذا الكلم بيان لقوله تعالى } :وما كنا معذبين حتى نبعث رسول { Nإذ الرسول يامر
وينهى بإذن ال تعالى فإن لم يطع استوجب الناس العذاب فعذبوا.
وقوله تعالى } :وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح { هو تقرير لهذا الحكم أيضا Nإذ علمنا تعالى ان ما اخبر به
كان واقعا Nبالفعل فكثيرا Nمن المم اهلكها من بعد هلك قوم نوح كعاد وثمود وقوم لوط واصحاب اليكة وآل
فرعون ..وقوله } :وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا Nبصيرا :{ Nفإن القول وإن تضمن علم ال تعالى بذنوب
عباده فإن معناه الوعيد الشديد والتهديد الكيد ،فإنه تعالى ل يرضى باستمرار الجرائم والثام انه يمهل لعل
القوم يستفيقون ،لعل الفساق يكفون ،ثم اذا استمروا بعد العلم إليهم والتنديد بذنوبهم والتخويف بظلمهم يأخذهم
أخذ عزيز مقتدر .ال فليحذر ذلك المصرون على الشرك والمعاصي!!
هداية اليات
-4بيان سنة ال تعالى في إهلك المم غير انها ل تهلك ال بعد النذار والعذار إليها.
-5التخدير من كثرة التنعم والترف فإنه يؤدي الى الفسق بترك الطاعة ثم يؤدي الفسق الى الهلك والدمار.
} من كان يريد ٱلعاجلة عجلنا له فيها ما نشآء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يص%لها مذموما
مد%حورا } * { Sومن %أراد ٱلخرة وسعى لها سع%يها وهو مؤمن Vفأ)ولئك كان سع%يهم مشكورSا {
* } كل} نمد Oهـؤ)ل*ء وهـؤ)ل*ء من %عطآء رب#ك وما كان عطآء رب#ك مح%ظورSا { * } ٱنظر %كي%ف
فضلنا بع%ضهم %على بع%ض@ وللخرة أكبر درجات@ وأكبر تفضيل } * { Sل تج%عل مع ٱلله إلـها
آخر فتقعد مذموما Sمخذول{ S
شرح الكلمات
} وسعى لها سعيها { :أي عمل لها العمل المطلوب لدخولها وهو اليمان والعمل الصالح.
} كان سعيهم مشكورا { :أي عملهم مقبول Nمثابا Nعليه من قبل ال تعالى.
} وما كان عطاء ربك محظورا { :أي لم يكن عطاء ال في الدنيا محظورا Nأي ممنوعا Nعن أحد.
} ل تجعل مع ال إلها Nآخر { :أي ل تعبد مع ال تعالى غيره من سائر المعبودات الباطلة.
} فتقعد ملوما Nمخذول :{ Nأي فتصير مذموما Nمن الملئكة والمؤمنين مخذول Nمن ال تعالى.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في أخبار ال تعالى الصادقة والمتضمنة لنواع من الهدايات اللهية التي ل يحرمها ال
هالك ،فقال تعالى في الية الكريمة ) } (18من كان يريد العاجلة { أي الدنيا } عجلنا له فيها ما نشاء { ،ل ما
يشاؤه العبد ،وقوله } لمن نريد { ل من يريد غيرنا فالمر كله لنا } ،ثم { بعد ذلك } جعلنا له جهنم يصلها
مذموما { Nاي ملوما } مدحورا { Nأي مطرودا Nمن رحمتنا التي هي الجنة دار البرار أي المطعين الصادقين.
وقوله تعالى في الية الثانية ) } (19ومن أراد الخرة { يخبر تعالى ان من أراد الخرة أس سعادة الخرة
} وسعى لها سعيها { أي عمل لها عملها اللئق بها وهو اليمان الصحيح والعمل الصالح الموافق لما شرع ال
في كتابه وعلى لسان رسوله ،واجتنب الشرك والمعاصي وقوله } وهو مؤمن { قيد في صحة العمل الصالح
أي ل يقبل من العبد صلة ول جهاد ال بعد إيمانه بال ورسوله وبكل ما جاء به رسوله وأخبر به من الغيب.
وقوله } فأولئك { أي المذكورن باليمان والعمل الصالح } كان سعيهم مشكورا { Nأي كان عملهم متقبل Nيثابون
عليه بالجنة ورضوان ال تعالى .وقوله تعالى } :كل نمد هؤلء وهؤلء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك
محظورا { Nأي أن كل من مريدي الدنيا ومريدي الخرة يمد ال هؤلء وهؤلء من عطائه أي فضله الواسع
فالكل يأكل ويشرب ويكتسي بحسب ما قدر له من الضيق والوسع ثم يموت وثم يقع التفاضل بحسب السعى
الفاسد أو الصالح وقوله } وما كان عطاء ربك محظورا { Nيعنى ان من أراد ال إعطاءه شيئNا ل يمكن لحد أن
يصرفه منه ويحرمه منه بحال من الحوال وقوله تعالى } :أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض { أي انظر يا
رسولنا ومن يفهم خطابنا كيف فضلنا بعض الناس على بعض في الرزق الذي شمل الصحة والعافية والمال
والذرية والجاه ،فإذا عرفت هذا فاعرف ان الخرة أكبر درجات واكبر تفضيل وذلك عائد الى فضل ال اول
ثم الى الكسب صلحا Nوفسادا Nوكثرة وقلة كما هي الحال أيضا Nفي الدنيا فبقدر كسب النسان الصالح للدنيا
يحصل عليها ولو كان كافرا Nلقوله تعالى من سورة هود } من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف
{ إليهم اعمالهم وهم فيها ل يبخسون
أي ل ينقصون ثمرات عملهم لكونهم كفارا Nمشركين.
وقوله تعالى } :ل تجعل مع ال إلها Nآخر { أي ل تجعل يا رسولنا مع ال إلها Nاخر تؤمن به وتعبده وتقرر
إلهيته دوننا فإنك ان فعلت -وحاشاه ان يفعل لن ال ل يريد له ذلك } فتقعد في جهنم مذموما { Nاي ملوما
يلومك الؤمنون والملئكة مخذول Nمن قبل ربك ل ناصر لك والسياق وان كان في خطاب الرسول صلى ال
عليه وسلم فإن المراد به كل انسان فال تعالى ينهى عبده ان يعبد معه غيره فيترتب على ذلك شقاؤة والعياذ
بال تعالى.
هداية اليات:
-1كل الدارين السعادة فيها أو الشقاء متوقف على الكسب والعمل هذه سنة ال تعالى في العباد.
-4يعطي ال تعالى الدنيا من يحب ومن ل يحب وعطاؤه قائم على سنن له في الحياة يجب معرفتها والعمل
بمقتضاها لمن أراد الدنيا والخرة.
-5ما اعطاه ال ل يمنعه أحد فوجب التوكل على ال والعراض عما سواه.
} وقضى ربOك أل تع%بدو*ا إل إياه وبٱلوالدي%ن إح%سانا Sإما يب%لغن عندك ٱلكبر أحدهما أو %كلهما فل
ف ول تنهر%هما وقل لهما ق %ول Sكريما } * { Sوٱخفض %لهما جناح ٱلذل Rمن ٱلرح%مة
تقل لهمآ أ) y
وقل رب #ٱر%حم%هما كما ربياني صغيرSا { * } ربOكم %أع%لم بما في نفوسكم %إن تكونوا صالحين
فإنه كان للوابين غفورSا { * } وآت ذا ٱلقر%بى حقه وٱلمس%كين وٱب%ن ٱلسبيل ول تبذRر %تب%ذيرSا {
* } إن ٱلمبذRرين كانو*ا إخوان ٱلشياطين وكان ٱلشي%طان لرب#ه كفورSا {
شرح الكلمات:
} لربه كفورا { :أي كثير الكفر كبير nه لنعم ربه تعالى ،فكذلك المبذر اخوه.
معنى اليات:
وقوله تعالى } :وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل { هذا أمر ال للعبد المؤمن بايتاء قرابته حقوقهم من
البر والصلة وكذا المساكين وهو الفقراء الذين مسكنتهم الفاقة وأذلهم الفقر فهؤلء أمر تعالى المؤمن باعطائهم
حقهم من الحسان إليهم بالكساء او الغذاء والكلمة الطيبة ،وكذا ابن السبيل وهو المسافر يعطي حقه من
الضيافة والمساعدة على سفره ان احتاج الى ذلك مع تأمينه وإرشاده الى طريقه .وقوله تعالى } ول تبذر تبذيرا
{ اي ول تنفق مالك ول تفرقه في غير طاعة ال تعالى .وقوله } إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين { لنهم
بتبذيرهم المال في المعاصي كانوا عصاة ال فاسقين عن أمره وهذه حال الشياطين فتشابهوا فكانوا إخوانا،N
وقوله ان الشيطان كان لربه كفورا Nلنه عصى ال تعالى وكفر نعمه عليه ولم يشكره بطاعته فالمبذر للمال في
المعاصي فسق عن أمر ربه ولم يشكر نعمه عليه فهو إذا شيطان فهل يرضى عبدال المسلم ان يكون شيطاناN؟
هداية اليات
-1وجوب عبادة ال تعالى وحده ووجوب بر الوالدين ،وهو الحسان بهما ،وكف الذى عنهما ،وطاعتهما في
المعروف.
-4من كان صالحا Nوبدرت منه البادرة وتاب منها فإن ال يغفر له ذلك.
-5وجوب إعطاء ذوي القربى حقوقهم من البر والصلة ،وكذا المساكين وابن السبيل.
} وإما تع%رضن عنهم ٱب%تغآء رح%مة@ م#ن رب#ك تر%جوها فقل لهم %قو%ل Sمي%سورا } * { Sول تج%عل
يدك مغلولة Sإلى عنقك ول تب%سطها كل ٱلبس%ط فتقعد ملوما Sمح%سورا } * { Sإن ربك يب%سط ٱلر#ز%ق
لمن يشآء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا Sبصيرا } * { Sول تقتلو*ا أو%لدكم %خشية إم%لق@ نح%ن
نر%زقهم %وإياكم إن قتلهم %كان خطئا SكبيرSا { * } ول تقربوا ٱلز#نى إنه كان فاحشة Sوسآء
سبيل } * { Sول تقتلوا ٱلنفس ٱلتي حرم ٱلله إل بٱلحق Rومن قتل مظلوما Sفقد %جعلنا لولي#ه
سلطانا Sفل يس%رف فRي ٱلقتل إنه كان منصورا{ S
شرح الكلمات:
} وإما تعرضن عنهم { :أي عن المذكورين من ذي القربى والمساكين وابن السبيل فلم تعطهم شيئا.N
ل ميسورا :{ Nأي لينا Nسهل Nبان تعدهم بالعطاء عند وجود الرزق.
} قو N
} مغلولة الى عنقك { :أي ل تمسك عن النفقة كأن يدك مربوطةالى عنقك فل تستطيع ان تعطي شيئا.N
} خطئا Nكبيرا :{ Nأي خصلة قبيحة شديدة القبح ،وسبيل Nبئس السبيل.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في وصايا الرب تبارك وتعالى والتي هي حكم أوحاها ال تعالى الى رسوله للهتداء
بها ،والكمال والسعاد عليها .فقوله تعالى } :وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قول
ميسورا { Nأي إن أعرضت عن قرابتك أو عن مسكين سألك أو ابن سبيل احتاج اليك ولم تجد ما تعطيهم
فاعرضت عنهم بوجهك ايها الرسول } فقل لهم قول Nميسورا { Nأي سهل Nلينا Nوهو العدة الحسنة كقولك إن
رزقي ال سأعطيك أو عما قريب سيحصل لي كذا وأعطيك وما اشبه ذلك من الوعد الحسن ،فيكون ذلك عطاء
منك عاجل Nلهم يسرون به ،ول يحزنون .وقوله تعالى } :ول تجعل يدك مغلولة الى عنقك { اي ل تبخل بما
أتاك ال فتمنع ذوي الحقوق حقوقهم كأن يدك مشدودة الى عنقك فل تستطيع ان تنفق ،وقوله } :ول تبسطها كل
البسط { أي تفتح يديك بالعطاء فتخرج كل ما بجيبك أو خزانتك فل تبق شيئا Nلك ولهلك .وقوله } :فتقعد ملوما
محسورا { Nأي ان أنت امسكت ولم تنفق لمك سائلوك اذ لم تعطهم ،وان انت انفقت كل شيء عندك انقطعت
بك الحياة ولم تجد ما تواصل به سيرك في بيقة عمرك فتكون كالبعير الذي أعياه السير فانقطع عنه وترك
محسورا Nفي الطريق ل يستطيع صاحبه رده الى اهله ،ول مواصلة السير عليه الى وجهته .وقوله } :إن ربك
يبسط الرزق لمن يشاء { أي يوسع على من يشاء امتحانا Nله أيشكر أم يكفر ويقدر لمن يشاء ابتلء له أيصبر أم
يضجر ويسخط } ،إنه كان بعباده خبيرا Nبصيرا { Nفلذا هو يوسع ويضيق بحسب علمه وحكمته ،إذ من عباده
من ل يصلحه ال السعة ،ومنهم من ل يصلحه ال الضيق ،وقوله تعالى } :ول تقتلوا أولدكم خشية إملق { أي
ومما حكم به وقضى ووصى } أل تقتلوا أولدكم { أي اطفالكم } خشية إملق { أي مخافة الفاقه والفقر ،أذ كان
العرب يئدون البنات خشية العار ويقتلون الولد كالناث مخافة الفاقه فأوصى تعالى بمنع ذلك وقال متعهدا
متكفل Nبرزق الولد وآبائهم فقال } :نحن نرزقهم وإياكم { واخبر تعالى ان قتل الولد } كان خطئا Nكبيرا{ N
أي إنما عظيما Nفكيف يقدم عليه المؤمن.
وقوله } :ول تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيل { Nأي ومن جملة ما حكم به ووصى أن ل تقربوا أيها
المؤمنون الزنا محرد قرب منه قبل فعله ،لن الزنا كان في حكم ال فاحشة أي خصلة قبيحة شديدة القبح
ممجوجة طبعا Nوعقل Nوشرعا ،Nوساء هذه الفاحشة سبيل Nأي بئس الطريق الموصل الى الزنا طريقا Nللثار
السيئة والنتائج المدمرة التي تترتب عليه أولها أذية المؤمنين في أعراضهم وآخرها جهنم والصطلء بحرها
والبقاء فيها أحقابا Nطويلة .وقوله } :ول تقتلوا النفس التي حرم ال ال بالحق { أي ومما حكم تعالى به وأوصى
ان ل تقتلوا أيها الؤمنون النفس التي حرم ال أي قتلها ال بالحق ،وقد بين رسول ال صلى ال عليه وسلم
الحق الذي تقتل به نفس المؤمن وهو واحدة من ثلث :القتل العمد العدوان ،الزنا بعد الحصان ،الكفر بعد
اليمان .وقوله } ومن قتل مظلوما Nفقد جعلنا لوليه سلطانNا { أي من قتل له قتيل ظلما Nوعدوانا Nأي غير خطأ فقد
أعطاه تعالى سلطة كاملة على قاتل وليه ان شاء قتله أو شاء اخذ دية منه ،وان شاء عفا عنه لوجه ال تعالى:
وقوله } :فل يسرف في القتل إنه كان منصورا { Nأي ل يحل لولي الدم اي لمن قتل له قتيل ان يسرف في القتل
فيقتل بدل الواحد أكثر من واحد أو بدل المرأة رجل .او يقتل غير القاتل ،وذلك ان ال تعالى اعطاه سلطة
تمكنه من قتل قاتله فل يجوز ان يقتل غير قاتله كما كانوا في الجاهلية يفعلون.
هداية اليات
-1العدة الحسنة تقوم مقام الصدفة لمن لم يجد ما يتصدق به على من سأله.
-2حرمة البخل ،والسراف معا Nوفضيلة العتدال والقصد.
-4حرمة القتل قتل الولد بعد الولدة أو اجهاضها قبلها خوفا Nمن الفقر أو العار.
-5حرمة مقدمات الزنا كالنظر بشهوة والكلم مع الجنبية ومسها وحرمة الزنا وهو أشد.
-6حرمة قتل النفس التي حرم ال قتلها ال بالحق والحق قتل عمد عدوانا ،Nوزنا Nبعد احصان ،وكفر بعد
إيمان.
} ول تقربوا مال ٱليتيم إل بٱلتي هي أح%سن حتى يب%لغ أشده وأو%فوا بالعه%د إن ٱلعه%د كان
مس%ؤ)ول } * { Sوأو%فوا ٱلكي%ل إذا كلتم %وزنوا بٱلقس%طاس ٱلمس%تقيم ذلك خي%ر Vوأح%سن تأويل} * { S
ول تقف ما لي%س لك به علم Vإن ٱلسم%ع وٱلبصر وٱلفؤاد كل أ)ولـئك كان عنه مس%ؤ)ول* { S
} ول تم%ش في ٱلر%ض مرحا Sإنك لن تخرق ٱلر%ض ولن تب%لغ ٱلجبال طول } * { Sكل ذلك كان
س #يئ)ه عند رب#ك مكروها } * { Sذلك ممآ أو%حى إلي%ك ربOك من ٱلحكمة ول تج%عل مع ٱلله إلـها
آخر فتلقى في جهنم ملوما Sمد%حورSا {
شرح الكلمات:
} ال بالتي هي أحسن { :أي أل بالخصلة التي هي أحسن من غيرها وهي تنميته والنفاق عليه منه بالمعروف.
} وأوفوا بالعهد { :أي اذا عاهدتم ال او العباد فأوفوا بما عاهدتم عليه.
} إن العهد كان مسؤل :{ Nأي عنه وذلك بأن يسال العبد يوم القيامة لم نكث عهدك؟
} من الحكمة { :أي التي هي معرفة المحاب ل تعالى للتقرب بها إليها ومعرفة المساخط لتتجنبها تقربا Nإليه
تعالى بذلك.
} ملوما Nمدحورا :{ Nأي تلوم نفسك على شركك بربك مبعدا Nمن رحمة ال تعالى .معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في بيان ما قضى به ال تعالى على عباده المؤمنين ووصاهم به فقال تعالى } :ول
تقربوا { أي أيها المؤمنون } مال اليتيم ال بالتي هي أحسن { اي بالفعلة التي هي أجمل وذلك بأن تتصرفوا فيه
بالتثمير له والصلح فيه ،والنفاق منه على اليتيم بالمعروف أما أن تقربوه لتأكلوه إسرافا Nوبدارا Nفلل.
وقوله :حتى يبلغ أشده أي حتى يبلغ سن الرشد فتحاسبوه وتعطوه ماله يتصرف فيه حسب المشروع من
التصرفات المالية .وقوله تعالى } :وأوفوا بالعهد { أي ومما أوصاكم به أن توفوا بعهودكم التي بينكم وبين
ربكم وبينكم وبين سائر الناس مؤمنهم وكافرهم فل يحل لكم ان ل توفوا بالعهد وأنتم قادرون على الوفاء بحال
من الحوال .وقوله } إن العهد كان مسئول { Nتأكيد للنهي عن نكث العهد إذ أخبر تعالى ان العبد سيسأل عن
عهده الذي لم يف به يوم القيامة ،ومثل العهد سائر العقود من نكاح وبيع وايجار وما الى ذلك لقوله تعالى :يا
أيها الذين آمنوا اوفوا بالعقود أي بالعهود ،وقوله } :وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم { هذا مما
أمر ال تعالى وهو إيفاء الكيل والوزن أي توفيتهما وعدم بخسهما ونقصها شيئا Nولو يسيرا Nما دام في المكان
عدم نقصه ،أما ما يعسر التحرز منه فهو من العفو لقوله تعالى:
{ } ل نكلف نفسا Sال وسعها
وقوله } ذلك خير وأحسن تاويل { Nأي ذلك الوفاء والتوفية في الكيل والوزن خير لبراءة الذمة وطيب النفس به
وأحسن تاويل Nأي عاقبة إذ يبارك ال تعالى في ذلك المال بأنواع من البركات ل يعلمها ال هو عز وجل .ومن
ذلك أجر الخرة وهو خير فان من ترك المعصية وهو قادرعليها أثابه ال تعالى على ذلك بأحسن ثواب ،وقوله
تعالى } :ول تقف ما ليس لك به علم { اي ل تتبع بقول ول عمل ما ل تعلم ،ول تقل رأيت كذا وانت لم تر،
ول سمعت كذا وانت لم تسمع.
وقوله تعالى } :إن السمع والبصر والفؤاد { أي القلب } كل أولئك كان عنه مسئول { Nأي ل تقف ما ليس لك به
علم ،لن ال سائل هذه العضاء يوم القيامة عما قال صاحبها أو عمل فتشهد عليه بما قال او عمل مما ل يحل
له القول فيه أو العمل .ومعنى اولئك اي تلك المذكورات من السمع والبصر والفؤاد ،وقوله تعالى } :ول تمش
في الرض مرحا { Nأي خيلء وتكبرا Nأي مما حرم تعالى ل يدخل الجنة ،وقوله } إنك لن تخترق الرض {
طول Nمهما تعاليت وتطاولت فإنك كغيرك من الناس ل تخرق الرض أي تثقبها أو تقطعها برجليك ول تبلغ
علو الجبال فلذا أترك مشية الخيلء والتكبر ،لن ذلك معيب ومنقصة ول يأتيه ال ذو حماقة وسفه .وقوله
تعالى } :كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها { Nأي كل ذلك المأمور به والمنهي عنه من قوله تعالى:
{ } وقضى ربك
الى قوله } كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها { سيئة كالتبذير والبخل وقتل الولد والزنا وقتل النفس وأكل
مال اليتيم ،وبخس الكيل والوزن ،والقول بل علم كالقذف وشهادة الزور ،والتكبر كل هذا الشيء مكروه عند
ال تعالى اذا فل تفعله يا عبدال وما كان من حسن فيه كعادة ال تعالى وحده وبر الوالدين والحسان الى ذوي
القربى والمساكين وابن سبيل والعدة الحسنة فكل هذا الحسن هو عند ال حسن فأته يا عبدال ول تتركه ومن
قرأ كنافع كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها فإنه يريد ما اشتملت عليه اليات من التبذير والبخل وقتل النفس
الى آخر المنهيات.
وقوله تعالى } :ذلك مما أوحى اليك ربك من الحكمة { أي ذلك الذي بينا لم يا رسولنا من الخلق الفاضلة
والخلل الحميدة التي أمرناك بالخذ بها والدعوة الى التمسك بها ،ومن الخلل القبيحة والخصال الذميمة التي
نهيناك عن فعلها وحرمنا إيتانها مما أوحينا إليك في كتابنا هذا من أنواع الحكم وضروب العلم والمعرفة ،فلله
الحمد وله المنة.
وقوله } :ول تجعل مع ال إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما NمدحورNا هذه أم الحكم بدأ بها السياق وختمه بها
تقريرا Nوتأكيدا Nاذ تقدم قوله تعالى:
{ } ول تجعل مع ال إلها آخر فتقعد مذموما SمخذولS
والخطاب وان كان لرسول ال صلى ال عليه وسلم فان كل أحد معني به فأي إنسان يشرك بربه أحدا Nمبعدا
من رحمة به التي هي الجنة .وهذا اذا مات قبل ان يتوب فيوحد ربه في عباداته .إذ التوبة إذا صحت جبت ما
قبلها.
هداية اليات
-5حرمة القول أو العمل لما يفضي اليه ذلك من المفاسد ولن ال تعالى سائل كل الجوارح ومستشهدها على
صاحبها يوم القيامة.
-7إنتظام هذا السياق لخمس وعشرين حكمة الخذ بها خير من الدنيا وما فيها ،والتفريط فيها هو سبب
خسران الدنيا والخرة.
} أفأص%فاكم %ربOكم بٱلبنين وٱتخذ من ٱلمل*ئكة إناثا Sإنكم %لتقولون قو%ل Sعظيما } * { Sولقد %صرفنا
في هـذا ٱلقر%آن ليذكروا وما يزيدهم %إل نفورا } * { Sقل لو %كان معه آلهة Uكما يقولون إذا
لب%تغو%ا إلى ذي ٱلعر%ش سبيل } * { Sسب%حانه وتعالى عما يقولون علوSjا كبيرا } * { Sتسب#ح له
ٱلسماوات ٱلسب%ع وٱلر%ض ومن فيهن وإن م#ن شي%ء@ إل يسب#ح بحم%ده ولـكن ل تفقهون
تس%بيحهم %إنه كان حليما SغفورSا {
شرح الكلمات:
} أفاصفاكم { :الستفهام للتوبيخ والتقريع ومعنى اصفاكم خصكم بالنين واختارهم لكم.
} ولقد صرفنا في هذا القرآن { :أي بينا فيه من الوعد والوعيد والمثال والعظات والحكام والعبر.
} ليذكروا { :أي ليذكروا فيتعظوا فيؤمنوا ويطيعوا.
} لبتغوا الى ذي العرش سبيل { :اي لطلبوا طريقا الى ال تعالى للتقرب إليه وطلب المنزلة عنده.
} وإن من شيء ال يسبح { :أي وما شيء ال يسبح بحمده من سائر المخلوقات.
} حليما Nغفورا :{ Nحيث لم يعاجلكم بالعقوبة على معصيتكم إياه وعدم طاعتكم له.
معنى اليات:
يقول تعالى مقرعا Nموبخا Nللمشركين الذين يئدون البنات ويكرهونهن ثم هم يجعلون الملئكة إناثا } Nأفأصفاكم
ربكم بالبنين { أي أخصكم بالبنين } واتخذ من الملئكة إناثNا إنكم لتقولون قول Nعظيما { Nأيها المشركون إذ
تجعلون ل ما تكرهون افترء aوكذبا Nعلى ال تعالى ،وقوله تعالى } :ولقد صرفنا في هذا القرآن { أي من
الحجج والبينات والمثال والمواعظ الشيء الكثير من أجل ان يذكروا فيذكروا ويتعظوا فيبينوا الى ربهم
فيوحدونه وينزهونه عن الشريك والولد ،ولكن ما يزيدهم القرآن وما في من البينات والهدى ال نفورا Nوبعدا
عن الحق .وذلك لغلبة التقليد عليهم ،والعناد والمكابرة والمجاحدة .وقوله تعالى } قل لو كان معه آلهة كما
تقولون { أي قل يا نبينا لهؤلء المشركين المتخذين ل أندادا Nيزعمون أنها آلهة مع ال قل لهم لو كان مع ال
قل لهم لو كان مع ال آلهة كما تقولون وان كان الواقع يكذبكم اذ ليس هناك آلهة مع ال ولكن على فرض انه
لو كان مع ال آلهة } لبتغوا الى ذي العرش سبيل { Nاي لطلبوا طريقا Nالى ذي العرش سبحانه وتعالى يلتمسون
فيها رضاه ويطلبون القرب منه والزلفى اليه لجلله وكماله ،وغناه وحاجتهم وافتقارهم اليه .ثم نزه سبحانه
وتعالى نفسه ان يكون معه آلهة فقال } سبحانه وتعالى عما يقولون علوا Nكبيرا .{ Nوقوله } :تسبح له السموات
السبع والرض ومن فيهن { فأخبر تعالى منزها Nنفسه مقدسا Nذاته عن الشبيه والشريك والولد والعجز ،فأخبر
أنه لعظمته وكماله تسبح له السموات السبع والرض ومن فيهن بكلمة ..سبحان ال وبحمده } وإن من شيء ال
يسبح بحمده { كما أخبر أنه ما من شيء من المخلوقات ال وسبح بحمده بلسان قاله وحاله معا Nفيقول سبحان
ال وبحمده وقوله } :ولكن ل تفقهون تسبيحهم { لختلف اللسنة واللغات .وقوله ان كان أي } ال حليما:{ N
اي ل يعاجل بالعقوبة من عصاه } غفورا { Nيغفر ذنوب وزلت من تاب اليه واناب طلبا Nمغفرته ورضاه.
هداية اليات
-3فضيلة التسبيح وهو قول :سبحان ال وبحمده حتى إن من قالها مائة غفرت ذنوبه ولو كانت في الكثرة مثل
زبد البحر.
-4كل المخلوقات في العوالم كلها تسبح ال تعالى أي تنزهه عن الشريك والولد والنقص والعجز ومشابهة
الحوادث إذ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
-5حلم ال يتجلى في عدم تعجيل عقوبة من عصاه ولول حلمه لعجل عقوبة مشركي مكة وأكابر مجرميها.
ولكن ال أمهلهم حتى تاب أكثرهم.
} وإذا قرأت ٱلقرآن جعلنا بي%نك وبي%ن ٱلذين ل يؤمنون بٱلخرة حجابا Sمس%تورSا { * } وجعلنا
ي آذانهم %وقرSا وإذا ذكر%ت ربك في ٱلقر%آن وح%ده ولو%ا على
على قلوبهم %أكنة Sأن يفقهوه وف *
أد%بارهم %نفورا } * { Sنح%ن أع%لم بما يس%تمعون به إذ يس%تمعون إلي%ك وإذ هم %نج%وى إذ يقول
ٱلظالمون إن تتبعون إل رجل Sمس%حورا } * { Sٱنظر %كي%ف ضربوا لك ٱلم%ثال فضلوا فل
يس%تطيع%ون سبيل{ S
شرح الكلمات:
} وجعلنا على قلوبهم أكنة { :أي أغطية على القلوب فل تعي ول تفهم.
} ولو على أدبارهم نفورا :{ Nأي فرارا Nمن السماع حتى ل يمسعوا.
} بما يستمعون به { :أي بسببه وهو الهزء بالنبي صلى ال عليه وسلم.
} وإذ هم نجوى { :أي يتناجون بينهم يتحدثون سرا.N
معنى اليات:
قوله تعالى } :وإذا قرأت القرآن { يخبر تعالى رسوله محمدا Nصلى ال عليه وسلم إنه أن قرأ القرآن على
المشركين ليدعوهم به الى ال تعالى ليؤمنوا به ويعبدوه وحده جعل ال تعالى بينه وبين المشركين حجابا
ساترا ،Nأو مستورا Nل يرى وهو حقا Nحائل بينهم وبين الرسول صلى ال عليه وسلم حتى ل يسمعوا القرآن الذي
يقرأ عليهم فل ينتفعون به .وهذا الحجاب ناتج عن شدة بغضهم للرسول صلى ال عليه وسلم وكراهيتهم
لدعوته فهم لذلك ل يرونه ول يسمعون قراءته .وقوله تعالى } :وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه { جميع
كنان وهو الغطاء حتى ل يصل المعنى المقروء من اليات الى قلوبهم فيفقهوه ،وقوله } :وفي آذانهم وقرا { Nأي
وجعل تعالى في آذان أولئك المشركين الخصوم ثقل Nفي آذانهم فل يسمعون القرآن الذي يتلى عليهم ،وهذا كله
من الحجاب السائر والكنة ،والوقر في الذان عقوبة من ال تعالى لهم حرمهم بها من الهداية بالقرآن السابقة
الشر لهم وما ظلمهم ال ولكن كانوا هم الظالمين ببعضهم للرسول وما جاء به وحربهم له ولما به من التوحيد
والدين الحق ،وقوله تعالى } :وإذا ذكرت بك في القرآن وحده { بأن قلت ل إله ال ال ،أو ما أفهم معنى ل إله
ال ال ولي المشركون على أدبارهم نفورا Nمن سماع التوحيد لحبهم الوثنية وتعلق قلوبهم بالشرك.
وقوله تعالى } نحن أعلم بما يستمعون به { يقول تعالى لرسوله نحن أعلم بما يستمع به المشركون أي بسبب
أنهم يستمعون من أجل الستهزاء بك والسخرية منك ومما تتلوه ل انهم يستمعون للعلم والمعرفة ولطلب الحق
والهتداء إليه .وقوله } :إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى { أي يناجي بعضهم بعضا } Nإذ يقول الظالمون { أي
المشركون } إن تتبعون { أي ل تتبعون } إل رجل Nمسحورا { Nأي مخدوعا Nمغلوبا Nعلى أمره ،فكيف تتبعونه
إذاN؟
وقوله تعالى } :انظر كيف ضربوا لك المثال { أي انظر يا رسولنا كيف ضرب لك وهؤلء المشركون
المعاندون المثال فقالوا عنك :ساحر ،شاعر ،وكاهن ومجنون فضلوا في طريقهم )فل يهتدون سبيل (Nإنهم
عاجزون عن الخروج من حيرتهم هذه التي أوقعهم فيها كفرهم وعنادهم.
هداية اليات
-1تقرير قاعدة حبك الشيء يعمى ويصم :فإن الحجاب المذكور في الية وكذا الكنة والثقل في الذان هذا
كلها حالت دون سماع القرآن من أجل بغضهم للرسول صلى ال عليه وسلم وللقرآن وما جاء به عن الدعوة
الى التوحيد.
-4بيان اتهامات المشركين للرسول صلى ال عليه وسلم بالسحر مرة والكهانة ثانية والجنون ثالثا Nبحثا Nعن
الخلص من دعوة التوحيد فلم يعثروا على شيء كما قال تعالى } :فضلوا فل يستطيعون سبيل.{ N
} وقالو*ا أإذا كنا عظاما Sورفاتا Sأإنا لمب%عوثون خلقا Sجديدا } * { Sقل كونوا حجارة Sأو %حديدا* { S
} أو %خلقا Sم#ما يكبر في صدوركم %فسيقولون من يعيدنا قل ٱلذي فطركم %أول مرة@ فسينغضون
إلي%ك رؤ)وسهم %ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا } * { Sيو%م يد%عوكم %فتس%تجيبون
بحم%ده وتظنون إن لبثتم %إل قليل{ S
شرح الكلمات:
} وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا { :الستفهام اللنكسار والستعباد والرفات الجزاء المتفرقة.
} فطركم { :خلقكم.
معنى اليات:
ما زال السياق في تقرير العقيدة في اليات قبل هذه كان تقرير التوحيد والوحي وفي هذه اليات تقرير البعث
والجزاء الخر ففي الية ) (47يخبر تعالى عن إنكار المشركين للبعث واستبعادهم له بقوله } :وقالوا أئذا كنا
عظاما Nورفاتا { Nأي أجزاء متفرقة كالحطام } أئنا لمبعوثون خلقا Nجديدا { Nوفي الية ) (48يأمر تعالى الرسول
صلى ال عليه وسلم أن يقول لهم كونوا ما شئتم فإن ال تعالى قادر على إحيائكم وبعثكم للحساب والجزاء وهو
قوله تعالى؟ قل كونوا حجارة أو حديدا Nأو خلقا Nمما يبكر في صدروكم أي مما يعظم في نفوسكم أن يقبل الحياة
كالموت مثل Nفغن ال تعالى سيحييكم ويبعثكم .وقوله تعالى :فسيقولون من يعيدنا؟ يخبر تعالى رسوله أن
منكري البعث سيقولون له مستبعدين البعث :من يعيدنا وعمله الجواب فقال له قل الذي فطركم أي خلقكم أول
وهو جواب مسكت فالذي خلقكم ثم أماتكم هو الذي يعيدكم كما بدأكم وهو أهون عليه .وقوله تعالى
} فسينغضبون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو؟ { يخبر تعالى رسوله بما سيقوله منكروا البعث له فيقول تعالى
)فسينغضون( أي يحركون إليك رؤوسهم خفضا Nورفعا Nاستهزاء ويقولون } :متى هو؟ { أي متى البعث أي في
أي يوم هو كائن .وقوله تعالى } :قل عسى أن يكون قريبا { Nعلمه تعالى كيف يجيب المكذبين .وقوله } يوم
يدعوكم بأمر ال تعالى إسرافيل من قبوركم فتستجيبون أي فتجيبونه بحمد ال وتظنون إن لبثتم ال قليل { أي
ما لبثتم في قبوركم ال قليل من اللبث لما تعانيون من الهوال وتشاهدون من الحوال المفزعة المرعبة.
هداية اليات
} وقل لRعبادي يقولوا ٱلتي هي أح%سن إن ٱلشي%طان ينزغ بي%نهم %إن ٱلشي%طان كان للنسان عدوjا
مOبينا } * { SربOكم %أع%لم بكم %إن يشأ ير%حم%كم %أو %إن يشأ يعذRب%كم %ومآ أر%سلناك علي%هم %وكيل} * { S
وربOك أع%لم بمن %في ٱلسماوات وٱلر%ض ولقد %فضلنا بع%ض ٱلنبي#ين على بع%ض@ وآتي%نا داوود
زبورSا {
شرح الكلمات:
} فضلنا بعض النبيين { :أي بتخصيص كل منهم بفضائل أو فضيلة خاصة به.
} وآتينا داود زبورا :{ Nأي كتابا Nهو الزبور هذا نوع من التفضيل .معنى اليات:
ما زال السياق في طلب هداية أهل مكة ،من طريق الحوار والمجادلة وحدث أن بعض المؤمنين واجه بعض
الكافرين اثناء الجدال بغلظة لفظ كأن توعده بعذاب النار فأثار ذلك حفائظ المشركين فأمر تعالى رسوله يقول
للمؤمنين إذا خاطبوا ان ل يغلظوا لهم القول فقال تعالى } :وقل لعبادي { أي المؤمنين } يقولوا التي هي أحسن
{ من الكلمات لتجد طريقا Nالى قلوب الكافرين ،وعلل ذلك تعالى فقال } إن الشيطان ينزغ بينهم { الوسواس
فيفسد العلئق التي كان في المكان التوصل بها الى هداية الضالين ،وذلك ان الشيطان كان وما زال للنسان
عدوا Nمبينا Nأي بين العداوة ظاهر فهو ل يريد للكافر أن يسلم ،ول يريد للمسلم أن يؤجر ويثاب في دعوته.
وقوله تعالى } :ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم { فيتوب عليكم فتسلموا } .إو أن يشأ يعذبكم { بأن يترككم
تموتون على شرككم فتدخلوا النار .مثل هذا الكلم ينبغي أن يقول المؤمنون للكافرين ل أن يصدروا الحكم
عليهم بأنهم أهل النار والمخلدون فيها فيزعج ذلك المشركين فيتمادوا في العناد والمكابرة .وقوله تعالى } :وما
أرسلناك عليهم وكيل { .يقول تعالى لرسوله إنا لم نرسلك رقيبNا عليهم فتجبرهم على السلم وإنما أرسلناك
مبلغا Nدعوتنا إليهم بالسلوب الحسن وهدايتهم إلينا ،وفي هذا تعليم للمؤمنين كيف يدعون الكافرين الى السلم.
وقوله تعالى } :وربك أعلم بمن في السموات والرض { يخبر تعالى لرسوله والمؤمنين ضمنا Nأنه تعالى أعلم
بمن في السموات والرض فضل Nعن هؤلء المشركين فهو أعلم بما يصلحهم وأعلم بما كتب لهم أو عليهم من
سعادة أو شقاء ،وأسباب ذلك من اليمان أو الكفر ،وعليه فل تحزنوا على تكذيبهم ول تيأسوا من إيمانهم ،ول
تتكلفوا ما ل تطيقون في هدايتهم فقولوا التي هي أحسن واتركوا أمر هدايتهم ل تعالى هو ربهم وقوله تعالى} :
ولقد فضلنا بعض النبين على بعض وآتينا داود زبورNا { ،يخبر تعالى عن انعامه بين عباده فالذي فاضل بين
النبيين وهو أكمل الخلق وأصفاهم فهذا فضله بالخلة كإبراهيم وهذا بالتكليم كموسى ،وهذا بالكتاب الحافل
بالتسابيح والمحامد والعبر والمواعظ كداود ،وأنت يا محمد بمغفرته لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ،وبإرسالك
الى الناس كافة إلى غير ذلك من الفضالت وإذا تجلت هذه الحقيقة لكم وعرفتم أن ال أعلم بمن يستحق
الهداية وبمن يستحق الضللة ،وكذا الرحمة والعذاب ففوضوا المر إليه ،وادعوا عباده برفق ولين وبالتي هي
أحسن من غيرها من الكلمات.
هداية اليات:
-2بيان أن الشيطان يسعى للفساد دائما Nفل يمكن من ذلك بالكلمات المثيرة للغضب والحاملة على اللجج
والخصومة الشديدة.
-3بيان نوع الكلمة التي هي أحسن مثل } ربكم أعلم بكم أن يشأ يرحمكم وإن يشأ يعذبكم {.
-4بيان ان ال تعالى أعلم بخلقه فهو يهب كل عبد ما أهله له حتى إنه فاضل بين أنبيائه ورسله عليهم السلم
في الكمالت الروحية والدرجات العالية.
} قل ٱد%عوا ٱلذين زعم%تم م#ن دونه فل يم%لكون كشف ٱلضOر #عنكم %ول تح%ويل } * { Sأ)ولـئك
ٱلذين يد%عون يب%تغون إلى رب#هم ٱلوسيلة أيOهم %أقرب وير%جون رح%مته ويخافون عذابه إن عذاب
رب#ك كان مح%ذورا } * { Sوإن م#ن قر%ية@ إل نح%ن مه%لكوها قب%ل يو%م ٱلقيامة أ %و معذRبوها عذابا
شديدا Sكان ذلك في ٱلكتاب مس%طورSا { * } وما منعنآ أن نر%سل بٱليات إل أن كذب بها ٱلولون
وآتي%نا ثمود ٱلناقة مب%صرة Sفظلموا بها وما نر%سل) بٱليات إل تخويفا } * { Sوإذ قلنا لك إن ربك
أحاط بٱلناس وما جعلنا ٱلرOؤيا ٱلتي أري%ناك إل فتنة SلRلناس وٱلشجرة ٱلملعونة في ٱلقر%آن
ونخو#فهم %فما يزيدهم %إل طغيانا SكبيرSا {
شرح الكلمات:
} ول تحويل { :أي للمرض من شخص مريض الى آخر صحيح ليمرض به.
} يبتغون إلى ربهم الوسلية { :أي يطلبون القرب منه باالطاعات وأنواع القربات.
} كان محذورا :{ Nأي يحذره المؤمنون ويحترسون منه بترك معاصي ال تعالى.
} أن نرسل باليات { :أي باليات التي طلبها أهل مكة كتحويل الصفا الى جبل ذهب .أو إزالة جبال مكة
لتكون أرضا Nزراعية وإجراء العيون فيها.
} إل ان كذب بها الولون { :إذ طالب قوم بالية ولما جاءتهم كفروا بها فأهلكهم ال تعالى.
} الناقة مبصرة { :أي وأعطينا قوم صالح الناقة آية مبصرة واضحة بينة.
} إل تخويفا :{ Nإل من أجل تخويف العباد بأنا إذا أعطيناهم اليات ولم يؤمنوا أهلكناهم.
} أحاط بالناس { :أي قدرة وعلما فهم في قبضته وتحت سلطانه فل تخفهم.
} وما جعلنا الرؤيا { :هي ما رآه الرسول صلى ال عليه وسلم ليلة السراء والمعراج عن عجائب خلق ال
تعالى.
} ونخوفهم { :بعذابنا في الدنيا والخرة والبادة وفي الخرة بالزقوم والعذاب الليم.
معنى اليات:
ما زال السياق في تقرير التوحيد فيقول تعالى لرسوله قل يا محمد صلى ال عليه وسلم لولئك المشركين
أدعوا الذين زعمتم أنهم آلهة من دون ال سبحانه وتعالى فإنهم ل يملكون أن يكشفوا الضر عن مريض ول
يستطيعون تحويله عنه إلى آخر عدو له يريد أن يمسه الضر لنهم أصنام وتماثيل ل يسمعون ول يبصرون
فضل Nعلى أن يستجيبوا دعاء من دعاهم لكشف ضر أو تحويله الى غيره ،هذا ما دلت عليه الية الوى )(54
} قل ادعوا الذين زعمتم من دونه ،فل يملكون كشف الضر عنكم ول تحويل.{ N
وقوله تعالى } :أولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته { } ويخافون عذابه {.
يخبرهم تعالى بان أولئك الذين يعبدونهم من الجن أو الملئكة أو النبياء أو الصالحين هم أنفسهم يدعون ربهم
ويتوسلون للحصول على رضاه .بشتى أنواع الطاعات والقربات فالذي lيعrبnد nل يnعrبlد ،والذي يتقرب الى ال
بالطاعات ل يتقرب إليه وإنما يتقرب إلى من هو يتقرب إليه ليحظى بالمنزلة عنده ،وقوله } يرجون رحمته
ويخافون عذابه { ،أي أن أولئك الذين يدعوهم الجهال من الناس ويطلبون منهم قضاء حاجاتهم هم أنفسهم
يطلبون ال ويرجون رحمته ويخافون عذابه .لن عذابه تعالى كان وما زال يحذره العقلء ،لنه شديد ل
يطاق .فكيف يnدعى ويnرجى ويnخاف من هو يlدعو ويlرجو ويlخاف لو كان المشركون يعقلون.
وقوله تعالى } :وإن من قرية { أي مدينة من المدن } ال نحن مهلكوها { أي بعذاب إبادة قبل يوم القيامة } ،أو
معذبوها عذابا Nشديدا { Nبمرض أو قحط أو خوف من عدو } كان ذلك في الكتاب مسطورNا { أي مكتوبا Nفي
اللوح المحفوظ ،فلذا ل يستعجل أهل مكة العذاب فإنه إن كان قد كتب عليهم فإنه نازل بهم ل محالة وان لم
يكن قد كتب عليهم فل معنى لستعجاله فإنه غير واقع بهم وهم مرجون للتوبة أو لعذاب يوم القيامة وقوله
تعالى } :وما منعنا أن نرسل باليات { أي بالمعجزات وخوارق العادات } إل أن كذب بها { أي بالمعجزات
الولون من المم فأهلكناهم بتكذيبهم بها ،فلو أرسلنا نبينا محمدا Nبمثل تلك اليات وكذبت بها قريش لهلكهم،
وهو تعالى ل يريد أهلكهم بل يريد هدايتهم ليهتدي على أيهديهم خلقا Nكثيرا Nمن العرب والعجم والبيض
والصفر فسبحان ال العليم الحكيم وقوله تعالى } وآتينا ثمود الناقة مبصرة { أي آية مبصرة أي مضيئة بينة
فظلموا بها أي كذبوا بها فعقورها فظلموا بذلك أنفسهم وعرضوها لعذاب البادة فأبادهم ال فأخذتهم الصيحة
وهو ظالمون هذا دليل على ان المانع من الرسال باليات هو ما ذكر تعالى في هذه الية وقوله تعالى } :وما
نرسل باليات إل تخويفا { Nيخبر تعالى أنه ما يرسل الرسل مؤيدين باليات التي هي المعجزات والعبر
والعظات إل لتخويف الناس عاقبة الكفر والعصيان لعلهم يخافون فيؤمنون ويطيعون قوله تعالى } وإذا قلنا لك
إن ربك أحاط بالناس { أي اذكر يا محمد إذ قلنا لك بواسطة وحينا هذا إن ربك أحاط بالناس .فهم في قبضته
وتحت قهره وسلطانه فل ترهبهم ول تخش منهم أحدا Nفإن ال ناصرك عليهم ،ومنزل نقمته بمن تمادى في
الظلم والعناد ،وقوله تعالى } :وما جلعنا الرؤيا التي أريناك { يريد رؤيا السراء والمعراج حيث أراه من آياته
وعجائب صنعه وخلقه ،ما أراه } إل فتنة للناس { أي لهل مكة اختبارا Nلهم هل يصدقون أو يكذبون ،إذ ليس
لزما Nلتقرير نبوتك وإثبات رسالتك وفضلك أن نريك الملكوت العلى وما فيه من مظاهر القدرة والعلم
والحكمة والرحمة.
وقوله تعالى } :والشجرة الملعونة { أي وما جعلنا الشجرة الملعونة في القرآن الكريم وهي شجرة الزقزم وأنها
{ } تخرج في أصل الجحيم
إل فتنة كذلك لهل مكة حيث قالوا كيف يصح وجود نخلة ذات طلع في وسط النار ،كيف ل تحرقها النار
قياسNا للغائب على الشاهد وهو قياس فاسد ،وقوله تعالى } ونخوفهم { بالشجرة الملعونة وأنها
{ } طعام الثيم تغلي في البطون كغلي الحميم
وبغيرها من أنواع العذاب الدنيوي والخروي ،وما يزيدهم ذلك إل طغيانا Nكبيرا Nأي ارتفاعا Nوتكبرا Nعن قول
الحق والستجابة له لما سبق في علم ال من خزيهم وعذابهم فاصبر أيها الرسول وامض في دعوتك فإن
العاقبة ذلك.
هداية اليات
-2بيان حقيقة عقيلة وهي أن الولياء والستغاثة بهم والتوسل إليهم بالذبح والنذر هو أمر بالطل ومضحك في
نفس الوقت ،إذ الولياء كانوا قبل موتهم يطلبون الوسيلة الى ربهم بأنواع الطاعات والقربات ومن كان يlعrبnد rل
يnعrبlد .ومن كان يقترب إليه ،ومن كان يتوسل ل يتوسل اليه بل يعبد الذي كان يعبد ويتوسل الى الذي كان
يتوسل إليه ويتقرب الى الذي كان يتقرب اليه ،وهو ال سبحانه وتعالى.
-4بيان المانع من عدم إعطاء الرسول صلى ال عليه وسلم اليات على قريش.
} وإذ قلنا للمل*ئكة ٱس%جدوا لدم فسجدوا إل إب%ليس قال أأس%جد لمن %خلقت طينا } * { Sقال
أرأي%تك هـذا ٱلذي كرم%ت علي لئن %أخر%تن إلى يو%م ٱلقيامة لح%تنكن ذر#يته إل قليل } * { Sقال
ٱذهب %فمن تبعك منهم %فإن جهنم جزآؤ)كم %جزاء gمو%فورSا { * } وٱس%تفزز %من ٱس%تطع%ت منهم
بصو%تك وأج%لب %علي%هم بخي%لك ورجلك وشاركهم %في ٱلم%وال وٱلو%لد وعد%هم %وما يعدهم ٱلشي%طان
إل غرورSا { * } إن عبادي لي%س لك علي%هم %سلطان Vوكفى برب#ك وكيل{ S
شرح الكلمات:
} لحتنكن { :لستولين عليهم فأقودهم الى الغواية كالدابة إذا جعل الرسن في حنكها ،تقاد حيث شاء راكبها!.
} بصوتك { :أي بدعائك إياهم الى طاعتك ومعصيتي بأصوات المزامير والغاني واللهو.
} ليس لك عليهم سلطان { :أي إن عبادي المؤمنين ليس لك قوة تتسلط عليهم بها.
معنى اليات:
قوله تعالى } :وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لدم { أي اذكر يا رسولنا لهؤلء المشركين الجلهة الذين اطاعوا
عدوهم وعدو أبيهم من قبل ،وعصوا ربهم ،اذكر لهم كيف صدقوا ظن إبليس فيهم ،واذكر لهم } إذ قلنا
للملئكة اسجدوا لدم { فامتثلوا أمرنا } وسجدوا ال إبليس { قال منكر aأمرنا ،مستكبرا Nعن آدم عبدنا } أأسجد
لمن خلقت طينا{ N؟ أي لمن خلقته من الطين لن آدم خلقه ال تعالى من أديم الرض عذبها وملحها ولذا سمى
آدم آدم ثم قال في صلفه وكبريائه } أأرايتك { أي أخبرني أهذا } الذي كرمت علي {؟! قال هذا استصغار لدم
واستخفافا بشأنه) ،لئن أخرتني( أي وعزتك لئن أخرت موتي } إلى يوم يبعثون لحتنكن ذريته { أي لستولين
عليهم وأسوقهم الى أودية الغواية والضلل حتى يهلكوا مثلي } إل قليل { Nمنهم ممن تستخلصهم لعبادتك فأجابه
الرب تبارك وتعالى } :قال اذهب { أي منظر ومهمل Nالى وقت النفخة الولى وقوله تعالى } :فمن تبعك منهم {
أي عصاني وأطاعك } فإن جهنم جزاؤكم جزآء aموفورا { Nأي وافرا.N
وقوله تعالى } :واستفزز من استطعت منهم بصوتك { قال هذا لبليس بعد ان انظره الى يوم الوقت المعلوم
أذن له في أن يعمل ما استطاع في إضلل أتباعه } ،واستفزز من استطعت منهم بصوتك { أي واستخفف منهم
بدعائك الى الباطل بأصوات المزامير والغاني وصور الملهي وأنديتها وجمعياتها } ،وأجلب عليهم { أي
صح على خيلك ورجلك الركبان والمشأة وسقهم جميعا Nعلى بني آدم لغوائهم وإضللهم } وشاركهم في
الموال { بحملهم على الربا وجمع الموال من الحرام وفي } الولد { بتزيين الزنا وتحسين الفجور وعدهم
بالماني الكاذبة وبأن ل بعث يوم القيامة ول حساب ول جزاء قال تعالى } :وما يعدهم الشيطان إل غرورا{ N
أي باطل Nوكذبا Nوزورا .Nوقوله تعالى } :إن عبادي { أي المؤمنين بي ،المصدقين بلقائي ووعدي ووعيدي ليس
لك عليهم قوة تتسلط عليهم بها } ،وكفى بربك وكيل { أي حافظا Nلهم :منك فل تقدر على إضللهم ول أغوائهم
يا عدوي وعدهم.
هداية اليات:
-5بيان أن أصوات الغاني والمزامير والملهي وأندية الملهي وجمعياتها الجميع من جند إبليس الذي
يحارب به الدمي المسكين الضعيف.
-6بيان حفظ ال تعالى لوليائه ،وهم المؤمنون المتقون ،وجعلنا ال تعالى منهم وحفظنا بما يحفظهم به إنه بر
كريم.
} ربOكم ٱلذي يز%جي لكم ٱلفلك في ٱلبح%ر لتب%تغوا من فض%له إنه كان بكم %رحيما } * { Sوإذا مسكم
ٱلضOر Oفي ٱلبح%ر ضل من تد%عون إل إياه فلما نجاكم %إلى ٱلبر #أع%رض%تم %وكان ٱلنسان كفورSا { *
} أفأمنتم %أن يخسف بكم %جانب ٱلبر #أو %ير%سل علي%كم %حاصبا Sثم ل تجدوا لكم %وكيل } * { Sأم
أمنتم %أن يعيدكم %فيه تارة Sأ)خرى فير%سل علي%كم %قاصفا Sم#ن ٱلر#يح فيغرقكم بما كفر%تم %ثم ل تجدوا
لكم %علي%نا به تبيعا } * { Sولقد %كرم%نا بني ءادم وحملناهم %في ٱلبر #وٱلبح%ر ورزقناهم %م#ن
ٱلطي#بات وفضلناهم %على كثي @ر م#من %خلقنا تفضيل{ S
شرح الكلمات:
} قاصفا Nمن الريح { :أي ريحا Nشديدة تقصف الشجار وتكسرها لقوتها.
} وقد كرمنا بني آدم { :أي فضلناهم بالعلم والنطق واعتدال الخلق.
} حملناهم في البر والبحر { :في البر على البهائم والبحر على السفن.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد والدعوة إليه .فقوله تعالى } :ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر
لتبتغوا من فضله { يخبرهم تعالى بأن ربهم الحق الذي يجب ان يعبدوه ويطيعوه بعد أن يؤمنوا هو الذي
} يزجي لهم بالفلك { أي السفينة } في البحر { أي يسوقها فتسير بهم في البحر الى حيث يريدون من أجل أن
يطلبوا رزق ال لهم بالتجارة من إقليم لخر .هذا هو إلهكم الحق ،أما الصنام والوثان فهي مخلوقة ل مربوية
له ،ل تملك لنفسها فضل Nعن غيرها ،نفعا Nول ضرا.
وقوله تعالى } :إنه كان بكم رحيما { Nومن رحمته تعالى تسخيره البحر لهم وإزحاء السفن وسوقها فيه ليحصلوا
على أقواتهم عن طريق السفر والتجارة .وقوله تعالى } :وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إل إياه {
يذكرهم بحقيقة واقعة لهم وهي أنهم إذا ركبوا في الفلك وأصابتهم شدة من مرض او ضلل طريق أو
عواصف بحرية واضطربت لها السفن وخافوا الغرق دعوا ال وحده لم يبق من يدعوه سواه تعالى لكنهم إذا
نجاهم من الهلكة التي خافوها ونزلوا بشاطئ السلمة اعرضوا عن ذكر ال آلهتهم ونسوا ما كانوا يدعونه وهو
ال من قبل } وكان النسان كفروا { Nهذا طبعه وهذه حاله سرعة النسيان ،وشدة الكفران وقوله تعالى :وهو
يخاطبهم لهدايتهم } أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر { يقرعهم على إعراضهم فيقول } أفأمنتم { ال تعالى } أن
يخسف بكم { جانب الرض الذي نزلمتوه عند خروجكم من البحر } أو يرسل عليكم حاصبNا { أي ريحا Nشديدة
تحمل الحصباء فيهلككم كما أهلك عادا } Nثم ل تجدوا لكم { من غير ال } وكيل { Nيتولى دفع العذاب عنكم
ويقول } :أم أمنتم { ال تعالى } أن يعيدكم فيه { أي في البحر } تارة أخرى { أي مرة أخرى } فيرسل عليكم
قاصفا Nمن الريح { أي ريحا Nشديدة تقصف الشجار وتحطمها } فيغركم بما كفرتم { أي بسبب كفركم كما
أغرق آل فرعون )ثم ل تجدوا لكم علينا به تبيعا (Nأي تابعا Nيثأر لكم منا ويتبعنا مطالبا Nبما نلنا منكم من
العذاب.
فما لكم إذا ل تؤمنون وتوحدون وبالباطل تكفرون .وقوله تعالى } :ولقد كرمنا بني آدم { ففضلناهم بالنطق
والعقل والعلم واعتدال الخلق } وحملناهم في البر والبحر { على ما سخرنا لهم من المراكب } ورزقناهم من
الطيبات { أي المستلذان من اللحوم والحبوب والفواكه والخضر والمياه العذبة الفرات .وقوله تعالى:
} وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيل { فالدميون أفضل من الجن وسائر الحيوانات ،وخواصهم أفضل من
الملئكة ،وعامة الملئكة أفضل من عامة الدميين ومع هذا فإن الدمي إذا كفر به وأشرك في عبادته غيره،
وترك عبادته ،وتخلى عن محبته ومراقبته أصبح شر الخليقة كلها .قال تعالى:
{ } إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها ،أولئك هم شر البرية
من هداية اليات :من هداية اليات:
-2تذكير المشركين بحالهم في الشدة والرخاء حيث يعرفون ال في الشدة ويخلصون له الدعاء ،وينكرونه في
الرخاء ويشركون به سواه.
-3تخويف المشركين بان ال تعالى قادر على أن يخسف بهم الرض أو يرسل عليهم حاصبا Nمن الريح
فيهلكهم أو يردهم الى البحر مرة أخرى ويرسل عليهم قاصفا Nفيغرقهم بسبب كفرهم بال ،وعودتهم الى الشرك
بعد دعائه تعالى والتضرع إليه حال الشدة.
-5حال الرخاء أصعب على الناس من حال الشدة بالقحط والمرض ،أو غيرهما من المصائب.
-6العلن عن كرامة الدمي وشرفه على سائر المخلوقات الرضية.
} يو%م ند%عوا كل أ)ناس@ بإمامهم %فمن %أ)وتي كتابه بيمينه فأ)و%لـئك يقرؤون كتابهم %ول يظلمون
فتيل } * { Sومن كان في هـذه أع%مى فهو في ٱلخرة أع%مى وأضل سبيل } * { Sوإن كادوا
ليفتنونك عن ٱلذي أو%حي%نآ إلي%ك لتفتري علي%نا غي%ره وإذا Sلتخذوك خليل } * { Sولو%ل أن ثبتناك
لقد %كدت تر%كن إلي%هم %شي%ئا Sقليل } * { Sإذا Sلذقناك ضع%ف ٱلحياة وضع%ف ٱلممات ثم ل تجد لك
علي%نا نصيرا } * { Sوإن كادوا ليس%تفزOونك من ٱلر%ض ليخرجوك منها وإذا Sل يلبثون خلفك إل
قليل } * { Sسنة من قد %أر%سلنا قب%لك من رOسلنا ول تجد لسنتنا تح%ويل{ S
شرح الكلمات:
} فتيل :{ Nأي مقدار فتيل وهو الخيط الذي يوجد وسط النواة.
} ومن كان في هذه أعمى { :من كان في الدنيا أعمى عن حجج ال تعالى الدالة على وجوده وعمله وقدرته،
فلم يؤمن به ولم يعبده فهو في الخرة أشد عمى وأضل سبيل.
} لتفتري علينا غيره { :أي لتقول علينا افتراء aغير الذي أوحينا إليك.
} إذا تخذوك خليل :{ Nأي لو فعلت علينا افتراء aغير الذي الذي أوحينا إليك.
} إذا لتخذوك خليل :{ Nأي لو فعلت الذي طلبوا منك فعله لتخذوك خليل Nلهم.
} ضعف الحياة وضعف الممات { :أي لعذبناك عذاب الدنيا مضاعفا Nوعذاب الخرة كذلك.
} ليستفزونك من الرض { :أي ليستخفونك من الرض أرض مكة.
} سنة من قد أرسلنا من قبلك { :أي لو أخرجوك لعذبناهم بعد خروجك بقليل ،سنتنا في المم.
معنى اليات:
يقول تعالى لرسوله في تقرير عقيدة البعث والجزاء ،اذكر يا رسولنا } يوم ندعو كل أناس بإمامهم { الذين
كانوا يقتدون به ويتبعونه فيتقدم ذلك المام ووراءه أتباعه وتوزع الكتب عليهم واحدا Nواحدا Nفمن أعطى كتابه
بيمينه تشريفا Nله وتكريما ،Nفأولئك الذين أكرموا بإعطائهم كتبهم يأيمانهم ،يقرأون كتابهم ويحاسبون بما فيه
} ول يظلمون { أي ل ينقصون مقدار فتيل ل تنقص حسناتهم ،ول بزيادة سيئاتهم .واذكر هذا لهم تعظم به
لعلهم يتعظون ،وقوله تعالى } :ومن كان في هذه { أي الدنيا } أعمى { ل يبصر هذه الحجج واليات والدلئل
وأصر على الشرك ،والتكذيب والمعاصي } فهو في الخرة أعمى { أي أشد عمى } وأضل سبيل { فل يرى
طريق النجاة ول يسلكه حتى يقع في جهنم .وقوله } :وإن كادوا ليفتنونك { أي يصرفونك } عن الذي أوحينا
إليك { من توحيدنا والكفر بالباطل وأهله } .لتفتري علينا غيره { أي لتقول علينا غير الحق الذي أوحيناه إليك،
وإذا لو فعلت بأن وافقتهم على ما طلبوا منك ،من الغضاء على شركهم والتسامح معهم إقرارا Nلباطلهم ،ولو
مؤقتا } ،Nلتخذوك خليل { Nلهم وكانوا أولياء لك ،وذلك أن المشركين في مكة والطائف ،واليهود في المدينة
كانوا يحاولون جهدهم أن يستنزلوا الرسول على شيء من الحق الذي يأمر به ويدعو إليه مكرا Nمنهم وخديعة
سياسية إذ لو وافقهم على شيء لطالبوا بآخر ،ولقالوا قد رجع إلينا ،فهو إذا يتقول ،وليس بالذي يوحى إليه
بدليل قبوله منا كذا وكذا وتنازله عن كذا وكذا ،وقوله تعالى } :ولول أن ثبتناك { أي على الحق حيث
عصمناك } لقد كدت { أي قاربت } تركن { أي تميل } إليهم شيئا Nقليل { Nبقبول بعض اقتراحاتهم } إذا { Nأي لو
ملت إليهم ،وقبلت منهم ولو شيئا Nيسيرا } Nلذقناك ضعف الحياة وضعف الممات { ،أي لضاعفنا عليك إليك
العذاب في الدينا والخرة ثم ل تجد لك نصيرا Nينصرك إذا نحن خذلناك وعذبناك وقوله تعالى في حادثة أخرى
وهي أنهم لما فشلوا في المحاولت السلمية أرادوا استعمال القوة فقرروا إخراجه من مكة بالموت أو الحياة
فأخبر تعالى رسوله بذلك إعلما Nوإنذارا ،Nفقال } :وإن كادوا ليستفزونك من الرض { أرض مكة } ليخرجونك
منها وإذNا { أي لو فعلوا لم يلبثوا بعد إخراجك ال زمنا Nونهلكهم كما هي سنتنا في المم السابقة التي أخرجت
أنبياءها أو قتلهم هذا معنى قوله تعالى } :وإن كادوا ليستفزونك { أي يستخفونك } من الرض يخرجونك منها
وإذا ل يلبثوا خلفك ال قليل من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ول تجد لسنتنا تحويل { اي عما جرت به في المم
السابقة.
هداية اليات
-2عدالة ال تعالى في الموقف بإقامة الحجة على العبد وعدم ظلمه شيئا.N
-3عمى الدنيا عن الحق وشواهده سبب عمى الخرة وموجباته من السقوط في جهنم.
-4حرمة الركون أي الميل لهل الباطل بالتنازل عن شيء من الحق الثابت إرضاء لهم.
-5الوعيد الشديد بمكن يرضى أهل الباطل تملقا Nلهم طمعا Nفي دنياهم فيترك الحق لجلهم.
} أقم ٱلصلة لدلوك ٱلشم%س إلى غسق ٱللي%ل وقر%آن ٱلفج%ر إن قر%آن ٱلفج%ر كان مشهودا* { S
} ومن ٱللي%ل فتهجد %به نافلة Sلك عسى أن يب%عثك ربOك مقاما Sمح%مودا } * { Sوقل رب #أد%خلني
مد%خل صد%ق@ وأخرج%ني مخرج صد%ق@ وٱج%عل لRي من لدنك سلطانا SنصيرSا { * } وقل جآء ٱلحق
وزهق ٱلباط )ل إن ٱلباطل كان زهوقا } * { Sونن #زل) من ٱلقر%آن ما هو شفآء Vورح%مة UلRلمؤمنين
ول يزيد ٱلظالمين إل خسارSا { * } وإذآ أنعم%نا على ٱلنسان أع%رض ونأى بجانبه وإذا مسه
ٱلشر Oكان يئ)وسا } * { Sقل كل| يع%مل) على شاكلته فربOكم %أع%لم بمن %هو أه%دى سبيل{ S
شرح الكلمات:
} لدلوك الشمس { :أي زوالها من كبد السماء ودحوضها الى جهة الغرب.
} مقاما Nمحمودا :{ Nهو الشفاعة العظمى يوم القيامة حيث يحمده الولون والخرون.
} أدخلني مدخل صدق { :أي المدينة ،إدخال Nمرضيا Nل أرى فيه مكروها.N
} وأخرجني مخرج صدق { :أي من مكة إخراجا Nل ألتفت بقلبي إليها.
} وقل جاء الحق وزهق الباطل { :أي عند دخولك مكة فاتحا Nلها بإذن ال تعالى.
} أعرض ونأ بجانبه { :أعرض عن الشكر فلم يشكر ،ونأ بجانبه :أي ثنى عطفه متبخرا Nفي كبرياء.
} على شاكلته { :أي طريقته ومذهبه الذي يشاكل حاله في الهدى والضلل.
معنى اليات:
بعد ذلك العرض الهائل لتلك الحداث الجسام أمر تعالى رسوله بإقام الصلة فأنها مأمن الخائفين ،ومنار
السالكين ،ومعراج الرواح الى ساحة الفراج فقال } :أقم الصلة لدلوك الشمس { أي لول دلوكها وهو ميلها
من كبد السماء الى الغرب وهو وقت الزوال ودخول وقت الظهر ،وقوله } إلى غسق الليل { أي الى ظلمته،
ودخلت صلة العصر فيما بين دلوك الشمس وغسق الليل ،ودخلت صلة المغرب وصلة العشاء في غسق
الليل الذي هو ظلمته ،وقوله :النبي وأتباعه سواء وقوله } إن قرآن الفجر كان مشهودا { Nيعني محضورا،N
تحضره ملئكة النهار لتنصرف ملئكة الليل ،لحديث الصحيح " يتعاقب فيكم ملئكة بالليل وملئكة بالنهار...
" وقوله } ومن الليل فتهجد به نافلة لك { أي صلة زائدة على الفرائض الخمس وهي قيام الليل ،وهو واجب
عليه صلى ال عليه وسلم بهذه الية ،وعلى أمته مندوب إليه ،مرغوب فيه.
وقوله } :عسى أن يبعثك ربك مقاما Nمحمودا { Nعسى من ال تفيد الوجوب ،ولذا فقد أخبر تعالى رسوله مبشرا
إياه بان يقيمه يوم القيامة } مقاما Nمحمودا { Nيحمده عليه الولون والخرون .وهو الشفاعة العظمى حيث يتخلى
عنها آدم فمن دونه ..حتى تنتهي إليه صلى ال عليه وسلم فيقول :أنالها ،أنالها ،ويأذن له ربه فيشفع للخليفة في
ضل القضاء ،ليدخل أهل الجنة الجنة ،وأهل النار النار ،وتستريح الخلقية من عناء الموقف وطوله وصعوبته.
وقوله تعالى } :وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق { .هذه بشارة أخرى أن ال تعالى أذن
لرسوله بالهجرة من تلقاء نفسه ل بإخراج قومه وهو كاره .فقال له :قل في دعائك ربي أدخلني المدينة دار
هجرتي } مدخل صدق { بحيث ل أرى فيها مكروها ،Nوأخرجني من مكة يوم تخرجني } مخرج صدق { غير
ملتفت إليها بقلبي شوقا Nوحنينا Nإليها.
} واجعل لي من لدنك سلطانا Nنصيرا { Nأي وسلني أن أجعل لك من لدني سلطانا Nنصيرا Nلك على من بغاك
بسوء ،وكادك بمكر وخديعة ،وحاول منعك من إقامة دينك ،ودعوتك الى ربك ،وقوله تعالى } :وقل جاء الحق
وزهق الباطل { هذه بشارة أخرى بأن ال تعالى سيفتح له مكة ،ويدخلها ظافرا Nمنتصرا Nوهو يكسر الصنام
حول الكعبة وكانت ثلثمائة وستين صنما! ويقول جاء الحق وزهق الباطل أي ذهب الكفر واضمحل.
} إن الباطل كان زهوقا .{ Nل بقاء له ول ثبات إذا صاول الحق ،ووقف في وجهه ،وجائز أن يكون المراد
الحق ،القرآن وبالباطل الكذب والفتراء ،وجائز ان يكون الحق السلم والباطل الكفر والشرك وأعم من ذلك،
أن الحق هو كل ما هو طاعة ال عز وجل ،والباطل كل طاعة للشيطان من الشرك والظلم وسائر المعاصي.
وقوله تعالى } :وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين { أي وننزل عليك يا رسولنا محمد من القرآن
ما هو شفاء أي ما يستشفى به من مرض الجهل والضلل والشك والوساوس ورحمة للمؤمنين دون الكافرين،
لن المؤمنين يعلمون به فيرحمهم ال تعالى بعملهم بكتابة ،وأما الكافرون ،فل رحمة لهم فيه ،لنهم مكذبون به
تاركون للعمل بما فيه .وقوله } ول يزيد الظالمين ال خسارا { Nأي ول يزيد القرآن الظالمين وهو المشركون
المعاندون الذين أصروا على الباطل عنادا Nومكابرة ،هؤلء ل يزيدهم ما ينزل من القرآن ويسمعونه ال خسارا
لزدياد كفرهم وظلمهم وعنادهم .وقوله تعالى } :وإذا أنعمنا على النسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر
كان يؤوسا { Nيخبر ال تعالى عن النسان الكافر المحروم من النور اليمان وهداية السلم أنه إذا أنعم عليه
بنعمة النجاة من الهلك وقد أشرف عليه بغرق أو مرض أو جوع أو نحوه ،أعرض عن ذكر ال ودعائه كما
كان يدعوه في حال الشدة ،ونأى بجانبه أي بعد عنا فل يلتفت إلينا بقلبه ،وذهب في خيلئه وكبريائه وقوله
تعالى } :إذا مسه الشر كان يؤوسا { Nأي قنوطا .Nهذا هو الكافر ،ذو ظلمة النفس لكفرة وعصيانه ،إذا مسه الشر
من جوع أو مرض أو خوف أحاط به كان يؤوسا Nأي كثير اليأس والقنوط تامهما ،لعدم إيمانه بال ورحمته
وقدرته على إنجائه وخلصه.
وقوله تعالى } :قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيل { Nأي قل يا رسولنا للمشركين ،كل
منا ومنكم يعمل عل طريقته ومذهبه بحسب حالة هداية وضلل .وال تعالى ربكم أعلم بمن هو أهدى منا
ومنكم سبيل .ويجزي الكل بحسب عمله وسلوكه .وهذه كلمة مفاصلة قاطعة ،للنزاع الناجم عن كون كل يدعى
أنه على الحق وان دينه أصوب ،وطريقته أمثل وسبيله أجدى وأنفع.
هداية اليات:
من هداية اليات:
-7تعليم الرسول صلى ال عليه وسلم والمؤمنين كيف يتخلصون من الجدال الفارغ والحوار غير المثمر.
} ويس%ألونك عن ٱلرOوح قل ٱلرOوح من %أم%ر رب#ي ومآ أ)وتيتم م#ن ٱلعلم إل قليل } * { Sولئن شئنا
لنذهبن بٱلذي أو%حي%نا إلي%ك ثم ل تجد لك به علي%نا وكيل } * { Sإل رح%مة Sم#ن رب#ك إن فض%له كان
علي%ك كبيرSا { * } قل لئن ٱج%تمعت ٱلنس وٱلجن Oعلى أن يأتوا بمثل هـذا ٱلقر%آن ل يأتون
بمثله ولو %كان بع%ضهم %لبع%ض@ ظهيرSا { * } ولقد %صرفنا للناس في هـذا ٱلقر%آن من كل Rمثل
فأبى أكثر ٱلناس إل كفورا{ S
شرح الكلمات:
} يسألونك عن الروح { :أي يسألك المشركون بواسطة أهل الكتاب عن الروح الذي يحيا به البدن.
} من أمر ربي { :أي من شأنه وعلمه الذي استأثر به ولم يعلمه غيره.
} لنذهبن بالذي أوحينا إليك { :أي القرآن بأن نمحوه من الصدور والمصاحف لفعلنا.
} بمثل هذا القرآن { :من الفصاحة والبلغة والمحتوى من الغيوب والشرائع والحكام.
} صرفنا { :بينا للناس مثل Nمن جنس كل مثل ليتعظوا به فيؤمنوا ويوحدوا.
} فأبى أكثر الناس { :أي أهل مكة إل كفورا Nأي جحودا Nللحق وعنادا Nفيه.
معنى اليات:
يقول تعالى } :ويسألونك عن الروح { إذ قد سأله المشركون عن الروح وعن أصحاب الكهف ،وذي القرنين
بإيعاز من يهود المدينة فأخبره تعالى :بذلك وعلمه الرد عليهم فقال } :قل الروح من أمر ربي { وعلمه الذي ل
يعلمه ال هو ،وما أوتيتم من العلم ال قليل لن سؤالهم هذا ونظائره دال على إدعائهم العلم فاعلمهم أن ما
أوتوه من العلم ال قليل بجانب علم ال تعالى وقوله تعالى } :ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك { هذا امتنان
من ال على رسوله الذي انزل عليه القرأن شفاء ورحمة للمؤمنين بأنه قادر على محوه من صدره .وسطره،
فل تبقى منه آية ثم ل يجد الرسول وكيل Nله يمنعه من فpفwل pال به ذلك ولكن رحمة منه تعالى لم يشأ ذلك بل
يبقيه إلى قيام الساعة حجة ال على عباده وآية على نبوة محمد صلى ال عليه وسلم ،وصدق رسالته ،وليس
هذا بأول إفضال من ال تعالى على رسوله ،بل فضل ال عليه كبير ،ولنذكر من ذلك طرفا Nوهو عموم
رسالته ،كونه خاتم النبياء ،العروج به الى الملكوت العلى ،إمامته للنبياء الشفاعة العظمى ،والمقام المحمود.
وقوله تعالى } :قل لئن اجتمعت النس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثله ،ولو كان بعضهم
لبعض ظهيرا { Nل شك ان هذا الذي علم ال رسوله ان يقوله له سبب وهو ادعاء بعضهم أنه في إمكانه ان
يأتي بمثل هذا القرآن الذي هو صدق نبوة محمد صلى ال عليه وسلم ،وبذلك تبطل الدعوى ،وينتصر باطلهم
على الحق .فأمر تعالى رسوله أن يرد على هذا الزعم الباطل بقوله :قل يا رسولنا لهؤلء الزاعمين اليتان،
بمثل هذا القرآن لئن اجتمعت النس والجن متعاونين متظاهرين على اليتان بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثله،
ذلك لنه وحى ال وكتابه ،وحجته على خلقه .وكفى .فكيف إذا يمكن للنس والجن أن يأتوا بمثله؟!
وقوله:
{ } ولد صرفنا في هذا القرآن
أي بينا مثل Nمن جنس كل مثل من أجل هداية الناس وإصلحهم علهم يتذكرون فيتعظون ،فيؤمنون ويوحدون
فأبى أكثر الناس ال كفروا أي جحودا Nبالحق ،وإنكارا Nللقرآن وتكذيبا Nبه وبما جاء فيه من الحق والهدى والنور،
لما سبق القضاء اللهي من امتلء جهنم بالغاوين وجنود إبليس أجمعين.
هداية اليات:
-1علم الروح مما استأثر ال تعالى به -2 .ما علم أهل العلم الى علم ال تعالى إل كما يأخذ الطائر بمنقاره
من ماء المحيط.
} وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من ٱلر%ض ينبوعا } * { Sأو %تكون لك جنة Uم#ن نخيل
وعنب@ فتفج#ر ٱلنهار خللها تفجيرا } * { Sأو %تس%قط ٱلسمآء كما زعم%ت علي%نا كسفا Sأو %تأتي
بٱلله وٱلمل*ئكة قبيل } * { Sأو %يكون لك بي%ت Uم#ن زخرف@ أو %تر%قى في ٱلسمآء ولن نؤمن لرقي#ك
حتى تنز#ل علي%نا كتابا Sنقرؤ)ه قل سب%حان رب#ي هل كنت إل بشرا Sرسول } * { Sوما منع ٱلناس
أن يؤمنو*ا إذ جآءهم ٱلهدى إل أن قالو*ا أبعث ٱلله بشرا Sرسو Sل { * } قل ل %و كان في ٱلر%ض
مل*ئكة Uيم%شون مطمئنRين لنزلنا علي%هم م#ن ٱلسمآء ملكا Sرسول{ S
شرح الكلمات:
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في الدعوة الى التوحيد والنبوة والبعث وتقرير ذلك .فقال تعالى مخبرا Nعن قيلهم لرسول
ال وهم يجادلون في نبوته :فقالوا } :لن نؤمن لك { أي لن نتابعك على ما تدعو إليه من التوحيد والنبوة لك
والبعث والجزاء لنا } حتى تفجر لنا من الرض ينبوعا { Nأي عينا Nيجري ماؤها على وجه الرض ل ينقطع
} أو تكون لك جنة { أي بستان من نخيل وعنب } ،فتنفجر النهار خللها { أي خلل الشجار تفجيرا } ،Nأو
تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا { Nأي قطعا } ،Nأو تأتي بال والملئكة قبيل { Nأي مقابلة نراهم معاينة } ،أو
يكون لك بيت من زخرف { أي من ذهب تسكنه بيننا } أو ترقى في السماء { أي تصعد بسلم ذي درج في
السماء } ،ولن نؤمن لرقيك { إن أنت رقيت } حتى تنزل علينا كتابا { Nمن عند ال } نقرأه { يأمرنا فيه باليمان
بك واتباعك! هذه ست طلبات كل واحدة اعتبروها آية متى شاهدوها زعموا أنهم يؤمنون ،وال يعلم أنهم ل
يؤمنون ،فلذا لم يستجب لهم وقال لرسوله :قل يا محمد لهم } :سبحان ال { متعجبا Nمن طلباتهم } هل كنت ال
بشرNا رسول{ N؟! أي هل كنت غير بشر رسول؟ وإل كيف يطلب مني هذا الذي طلبوا ،ان ما تطلبونه ل يقدر
عليه عبد مأمور مثلي ،وإنما يقدر عليه رب عظيم قادر ،يقول للشيء كن ...فيكون! وأنا ما ادعيت ربوبية،
وإنما أصرح دائما Nبأني عبدال ورسوله إليكم لبلغكم رسالته بان تعبدوه وحده ول تشركوا به سواه وتؤمنوا
بالبعث الخر وتعلموا به بالطاعات وترك المعاصي .وقوله تعالى } :وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى
{ أي وما منع أهل مكة أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى على يد رسولهم } إل أن قالوا { أي إل قلولهم } أبعث ال
بشرNا رسول{ N؟ منكرين على ال أن يبعث رسول Nمن البشر!
وقوله تعالى } :قل لو كان في الرض ملئكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا Nرسول { Nأي قل يا
رسولنا لهؤلء المنكرين أن يكون الرسول بشرا ،Nالمتعجبين من ذلك ،قل لهم :لو كان في الرض ملئكة
يمشون مطمئنين ساكنين في الرض ل يغادرونها لنزلنا عليهم من السماء ملكا Nرسول Nيهديهم بأمرنا ويعلمهم
ما يطلب منهم فعله بإذننا لنهم يفهمون عنه لرابطة الجنس بينهم والتفاهم الذي يتم لهم .ولذا بعثنا إليكم رسول
من جنسكم تفهمون ما يقول لكم يقدر على إفهامكم والبيان لكم فكيف إذNا تنكرون الرسالة للبشر وهي أمر ل بد
منه؟!
هداية اليات :من هداية اليات -1 :تقرير نبوة الرسول صلى ال عليه وسلم.
-2بيان شدة عناد مشركي قريش ،وتصلبهم وتحزبهم إزاء دعوة التوحيد.
-3بيان سخف عقول المشركين برضاهم لللوهية بحجر وإنكارهم الرسالة للبشر!
-4تقرير أن التفاهم حسب سنة ال ل يتم ال بين المتجانسين فإذا اختلفت الجناس فل تفاهم ال أن يشاء ال
فل يتفاهم انسان مع حيوان أو جان.
} قل كفى بٱلله شهيدا Sبي%ني وبي%نكم %إنه كان بعباده خبيرSا بصيرا } * { Sومن يه%د ٱلله فهو
ٱلمه%تد ومن يض%لل فلن تجد لهم %أو%ليآء من دونه ونح%شرهم %يو%م ٱلقيامة على وجوههم %عم%يا
وبكما Sوصمjا Sمأواهم %جهنم كلما خبت زد%ناهم %سعيرا } * { Sذلك جزآؤ)هم بأنهم %كفروا بآياتنا
وقالوا أإذا كنا عظاما Sورفاتا Sأإنا لمب%عوثون خلقا Sجديدا } * { Sأولم %يرو%ا أن ٱلله ٱلذي خلق
ٱلسماوات وٱلر%ض قادر Vعلى أن يخلق مثلهم %وجعل لهم %أجل Sل ري%ب فيه فأبى ٱلظالمون إل
كفورSا {
شرح الكلمات:
} شهيدا :{ Nعلى أني رسول ال إليكم وقد بلغتكم وعلى أنكم كفرتم وعاندتم.
} كلما خبت { :أي سكن لهبها زدناهم سعيرا Nأي تلهبا Nواستعارا.N
معنى اليات :ما زال السياق في تقرير النبوة المحمدية إذ يقول تعالى لرسوله محمد صلى ال عليه وسلم :قل
لولئك المنكرين ان يكون الرسول بشرا } ،Nكفى بال شهيدا Nبيني وبينكم { على أني رسوله وأنتم منكورن علي
ذلك.
إنه تعالى كان وما زال } بعباده خبيرا { Nأي ذا خبرة تامة بهم } بصيرا { Nبأحوالهم يعلم المحق منهم من
المبطل ،والصادق من الكاذب وسيجزي كل Nبعمله ورحمته .وقوله تعالى } :ومن يهد ال فهو المهتد { يخبر
تعالى أن الهدايه بيده تعالى فمن يهده ال فهو المهتدي بحق } ،ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه { أي
يهدونهم بحال من الحوال ،وفي هذا الكلم تسلية للرسول وعزاء في قومه المصرين على الجحود والنكار
لرسالته.
وقوله } :ونحشرهم يوم القيامة { أي أولئك المكذبين الضالين الذين ماتوا على ضللهم وتكذيبهم فلم يتوبوا
نحشرهم يوم القيامة ،يمشون على وجوههم حال كونهم عميا Nل يبصرون ،بكما Nل ينطقون ،صما Nل يسمعون
وقوله تعالى } :مأواهم جهنم { أي محل استقرارهم في ذلك اليوم جهنم الموصوفة بأنها } كلما خبت { أي سكن
لهبها عنهم زادهم ال سعيرا أي تلهبا Nواستعارا .وقوله تعالى } :ذلك جزاؤهم { أي ذلك العذاب المذكور بأنهم
جزاؤهم بأنهم كفروا بآيات ال أي سبب كفرهم بآيات ال .وقولهم إنكارا Nلليعث الخر واستبعادNا له } :أإذا كنا
عظاما Nورnفاتا { Nأي ترابا } Nأئنا لمبعوثون خلقا Nجديدا { Nورد ال تعالى على هذا الستبعاد منهم للحياة الثانية
فقال } :أو يروا { أي أينكرون البعث الخر؟ ولم يروا بعيون قلوبهم } أن الذي خلق السموات والرض قادر
على أن يخلق مثلهم {؟؟! بلى إنه لقادر لو كانوا يعلمون!
وقوله تعالى } :وجعل لهم أجل { Nأي وقتا Nمحدودا NمعينNا لهلكهم وعذابهم } ل ريب فيه { وهم صائرون إليه ل
محالة ،وقوله } :فأبى الظالمون إل كفورا { Nأي مع هذا البيان والستدلل العقلي أبى الظالمون إل الجحود
والكفران ليحق عليهم كلمة العذاب فيذوقوه والعياذ بال تعالى.
هداية اليات:
-3فظاعة عذاب يوم القيامة إذ يحشر الظالمون يمشون على وجودهم كالحيات وهو صم بكم عمي والعياذ بال
تعالى من حال أهل النار.
-5دليل البعث عقلي كما هو نقلي فالقادر على البدء ،قادر عقل Nعلى العادة بل العادة -عقل -Nأهون من
البدء للخلق من ل شيء.
} قل لو %أنتم %تم%لكون خزآئن رح%مة رب#ي إذا Sلم%سكتم %خشية ٱلنفاق وكان ٱلنسان قتورSا { *
} ولقد %آتي%نا موسى تس%ع آيات@ بي#نات@ فس%ئل بني إس%رائيل إذ جآءهم %فقال له فر%عون إنRي لظنك
يموسى مس%حورا } * { Sقال لقد %علم%ت مآ أنزل هـؤ)ل*ء إل رب Oٱلسماوات وٱلر%ض بصآئر
وإنRي لظنك يفر%عون مثبورSا { * } فأراد أن يس%تفزهم م#ن ٱلر%ض فأغرقناه ومن معه جميعا{ S
* } وقلنا من بع%ده لبني إس%رائيل ٱس%كنوا ٱلر%ض فإذا جآء وع%د ٱلخرة جئنا بكم %لفيفا{ S
شرح الكلمات:
} تسع آيات بينات { :أي معجزات بينات أي واضحات وهو اليد والعصا والطمس الخ.
معنى اليات :يقول تعالى لرسوله صلى ال عليه وسلم قل يا محمد لولئك الذين يطالبون بتحويل جبل الصفا
الى ذهب ،وتحويل المنطقة حول مكة ال بساتين من نخيل وأعناب تجري النهار من خللها ،قل لهم ،لو كنتم
أنتم تملكون الخزائن رحمة ربي من الموال والرزاق لمسكتم بخلبها ولم تنفقوها خوفا Nمن نفاذها إذ هذا
طبعكم ،وهو البخل } ،وكان النسان { قبل هدايته وإيمانه } قتورNا { أي كثير التقتير بخل Nنفسيا Nملزما Nحتى
يعالج هذا الشح بما وضع ال تعالى من دواء نافع جاء بيانه في سورة المعارج هذا الكتاب الكريم.
وقوله تعالى } :ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات { أي ،ولقد أعطينا موسى بن عمران نبي بني إسرائيل تسع
آيات وهي :اليد ،والعصا والدم ،وانفلق البحر ،والطمس على أموال آل فرعون ،والطوفان والجراد والقمل
والضفادع ،فهل أمن عليها أى فرعون؟! ل ،إذا ،فلو اعطيناك ما طالب به قومك المشركون من اليات الست
التي اقترحوها وتقدمت في هذه السياق الكريم مبينة ،ما كانوا ليؤمنوا ،ومن هنا فل فائدة من إعطائك إياها.
وقوله تعالى } :فاسأل بني إسرائيل { أي سل يا نبينا علماء بن اسرائيل كعبدال بن سلم وغيره ،إذ جاءهم
موسى بطالب فرعون بإرسالهم معه ليخرج بهم الى بلد القدس ،وأرى فرعون اليات الدالة على صدق نبوته
ورسالته وأحقية ما يطالب به فقال له فرعون } :إني لظنك يا موسى مسحورا { Nأي ساحرا Nلظهارك ما
أظهرت من هذه الخوارق ،ومسحورا Nبمعنى مخدوعا Nمغلويا Nعلى عقلك فتقول الذي تقول مما ل يقوله العقلء
فرد عليه موسى بقوله بما أخبر تعالى به في قوله } لقد علمت { أي فرعون ما أنزل هؤلء اليات البينات ال
رب السماوات أي خالقها ومالكها والمدبر لها } بصائر { أي آيات واضحات مضيئات هاديات لمن طلب
الهداية ،فعميت عنها وأنت تعلم صدقها } وإني لظنك يا فرعون مثبورNا { أي من أجل هذا اظنك يا فرعون
ملعونا ،Nمن رحمة ال مبعدا Nمثبورا Nهالكا .فلما أعيته أي فرعون الحجج والبينات لجأ الى القوة } ،فأراد أن
يستفزهم من الرض { أي يستخفهم من أرض مصر بالقتل الجماعي استئصال Nلهم ،أو بالنفي والطرد
والتشريد ،فعامله الرب تعالى بنقيض ،قصده فأغرقه ال تعالى هو وجنوده أجمعين ،وهو معنى قوله تعالى:
{ } فأغرقناه ومن معه { أي من الجنود } أجمعين
وقوله تعالى } :وقلنا من بعده { أي من بعد هلك فرعون وجنوده لبني اسرائيل على لسان موسى عليه السلم
} اسكنوا الرض { أي أرض القدس والشام الى نهاية آجالكم بالموت } .فإذا جاء وعد الخرة { أي يوم القيامة
بعثناكم أحياء كغيركم } ،وجئنا بكم لفيفا { Nأي مختلطين من أحياء وقبائل وأجناس شتى ل ميزة لحد على
آخر ،حفاة عراة لفصل القضاء ثم الحساب والجزاء.
هداية اليات:
-4بيان كيفية حشر الناس يوم القيامة لفيفا Nأخلطا Nمن قبائل وأجناس شتى.
شرح الكلمات:
} وبالحق نزل { :أي نزل ببيان الحق في العبادات والعقائد والخبار والمواعظ والحكم والحكام.
} وقرآنا Nفرقناه { :أن نزلناه مفرقا Nفي ظرف ثلث وعشرين سنة لحكمة اقتضت ذلك.
} ونزلناه تنزيل :{ Nأي شيئا Nفشيئا Nحسب مصالح المة لتكمل به ولتسعد عليه.
} أوتوا العلم من قبله { :أي مؤمنوا أهل الكتاب من اليهود والنصارى كعبدال بن سلم ،وسلمان الفارسي.
} للذقان سجدا :{ Nأي سجدا Nعلى وجوهم ،ومن سجد على وجهه فقد خر على ذقنه ساجدا.N
} إن كان وعد ربنا لمفعول :{ Nمنجزا ،Nواقعا ،Nفقد ارسل النبي المي الذي بشرت به كتبه وأنزل عليه كتابه.
معنى اليات:
يقول تعالى } :وبالحق أنزلناه { أي ذلك الكتاب الذي جحد به الجاحدون ،وكذب به المشركون أنزلناه بالحق
الثابت حيث ل شك انه كتاب ال ووحيه الى رسوله } ،بالحق نزل { فكل ما جاء فيه ودعا اليه وأمر به.
وأخبر عنه عقائد وتشريع وأخبار ووعد ووعيد كله حق ثابت ل خلف فيه ول ريبة منه .وقوله تعالى } :وما
أرسلناك إل مبشرا Nونذيرا { Nأي لم نرسلك لخلق الهداية في قلوب عبادنا ول لجبارهم بقوة السلطان على
اليمان بنا وتوحيدنا ،وإنما أرسلناك للدعوة والتبليغ } مبشرا { Nمن أطاعنا بالجنة ومنذرا Nمن عصانا مخوفا Nمن
النار .وفي هذا تقرير لرسالته صلى ال عليه وسلم ونبوته تعالى } :وقرآنا Nفرقناه لتقرأه على الناس على
مكث { أي أنزلناه القرآن وفرقناه في خلل ثلث وعشرين سنة لحكمة منا اقتضت ذلك وقوله } لتقرأه على
الناس على مكث { آيات بعد آيات ليكون ذلك أدعى الى فهم من يسمعه ويستمع اليه ،وقوله تعالى } :ونزلناه
تنزيل { Nأي شيئا Nفشيئا Nحسب مصالح العباد وما تتطلبه تربيتهم الروحية والنسانية ليكملوا به ،عقول Nوأخلقا
وأرواحا Nويسعدوا به في الدارين وقوله تعالى } :قل آمنوا به أو ل تؤمنوا { أي قل يا رسولنا للمنكرين للوحي
القرآني من قومك ،آمنوا أو ل تؤمنوا فإن إيمانكم بهد كعدمه ل يغير من واقعه شيئا Nفسوف يؤمن به ويسعد
عليه غيركم إن لم تؤمنوا أنتم به وهاهم أولء الذين أوتوا العلم من قبله من علماء أهل الكتابين اليهود
والنصارى قد آمنوا به ،يريد أمثال عبدال بن سلم وسلمان الفارسي والنجاشي أصحم الحبشي وإنهم } إذا يتلى
عليهم { أي يقرأ عليهم } يخرون للذقان سجدا { Nأي يخرون ساجدين على أذقانهم ووجوهم ويقولون حال
سجودهم } سبحان ربنا { أي تزيها Nله أن يخلف وعد أنه يبعث نبي آخر الزمان وينزل عليه قرآنا } ،Nإن كان
وعد ربنا لمفعول { Nإقرارا Nمنهم بالنبوة المحمدية والقرآن العظيم ،أي ناجزا Nإذ وعد بإرسال النبي الخاتم وإنزال
الكتاب عليه فأنجز ما وعد ،وهكذا وعد ربنا دائما Nناجز ل يختلف ،وقوله } ويخرون للذقان يبكون { أي
عندما يسمعون القرآن ل يسجون فحسب بل يخرون يبكون ويزيدهم سماع القرآن وتلوته خشوعا Nفي قلوبهم
واطمئنانا Nفي جوارهم لنه الحق سمعوه من ربهم.
هداية اليات:
-2الندب الى ترتيل القرآن ل سيما عند قراءته على الناس لدعوتهم الى ال تعالى.
-6مشروعية السجود للقارئ أو المستمع وسنية ذلك عند قراءة هذه الية وهي } يخرون للذقان يبكون
ويزيدهم خشوعا { Nفيخر ساجدا Nمكبرا Nفي الخفض وفي الرفع قائل :Nال أكبر ويسبح ويدعو في سجوده بما
يشاء.
} قل ٱد%عوا ٱلله أو ٱد%عوا ٱلرح%مـن أيjا Sما تد%عوا فله ٱلس%مآء ٱلحس%نى ول تج%هر %بصلتك ول
تخافت بها وٱب%تغ بي%ن ذلك سبيل } * { Sوقل ٱلحم%د لله ٱلذي لم %يتخذ ولدا Sولم يكن %له شريك Vفي
ٱلملك ولم %يكن %له ولي sم#ن ٱلذل Rوكب#ر%ه تكبيرا{ S
شرح الكلمات:
} ادعوا ال أو ادعوا الرحمن { :أي سموه بأيهما ونادوه بكل واحد منهما ال أو الرحمن.
} أياما تدعوا { :أي إن تدعوه بأيهما فهو حسن لن له السماء الحسنى وهذا منها.
} ول تجهر بصلتك { :أي بقراءتك في الصلة كراهة أن يسمعها المشركون فيسبوك ويسبوا القرآن ومن
أنزله.
} ول تخافت بها { :أي ل تسر إسرارا Nحتى ينتفع بقراءتك أصحابك الذين يصلون وراءك بصلتك.
} وابتغ ذلك سبيل :{ Nأي اطلب بين السر والجهر طريقا Nوسطا.N
} ولم يكن له ولي من الذل { :أي لم يكن ولي ينصره من اجل الذي إذ هو العزيز الجبار مالك الملك ذو
الجلل والكرام.
} وكبره تكبيرا { :أي عظمه تعظيما Nكامل Nعن اتخاذ الولد والشريك والولي من الذل .معنى اليات:
كان صلى ال عليه وسلم يقول في دعائه يا ال .يا رحمن ،يا رحمن يا رحيم فسمعه المشركون وهم يتصيدون
له أية شبهة ليثيروها ضده فلما سمعوه يقول :يا ال ،يا رحمن قالوا :أنظروا اليه كيف يدعو إليهن وينهانا عن
ذلك فأنزل ال تعالى } :قل ادعوا ال أو ادعوا الرحمن { أي قل لهم يا نبينا ادعوا ال اوادعوا الرحمن فال هو
الرحمن الرحيم } فأياما تدعوا { منهما ال او الرحمن فهو ال ذو السماء الحسنى والصفات العلة وقوله تعالى:
} ول تجهر بصلتك ول تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيل { Nاي وسطا Nبين السر والجهر ،وذلك ان المشركين
كانوا اذا سمعوا القرآن سبوا قارئه ومن أنزله ،فأمر ال تعالى رسوله والمؤمنون تابعون له إذا قرأوا في
صلتهم أن ل يجهروا حتى ل يسمع المشركون ول يسروا حتى ل يحرم سماع القرآن من يصلي وراءهم
فأمر رسول ال بالتوسط بين الجهر والسر.
وقوله تعالى } :وقل الحمد ل الذي لم يتخذ ولدا Nله شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا.{ N
أي أمر ال تعالى الرسول أن يحمد ال لم يتخذ ولدا Nكما زعم ذلك بعض العرب ،إذ قالوا الملئكة بنات ال!
وكما زعم ذلك اليهود أذ قالوا عزير بن ال والنصارى إذ قالوا عيسى بن ال! } ولم يكن له شريك في الملك {
كما قال المشركون من العرب :لبيك اللهم لبيك لبيك ل شريك لك لبيك ال شريكا Nهو لك ،تملكه وما ملك!
} ولم يكن له ولي من الذل { كما قال الصابئون والمجوس :لول أولياء ال لذل ال!
} وكبره { أنت أو عظمه يا رسولنا تعظيما Nمن أن يكون له وصف النقص والفتقار والعجز.
هداية اليات
-1إن ل السماء الحسنى وهي مائة اسم ال اسما Nواحدا Nفيدعى ال تعالى وينادي بأيها ،وكلها حسنى كما قال
تعالى في سورة العراف:
{ } ول السماء الحسنى فادعوه بها
-2بيان ما كان عليه المشركون في مكة من بغض للرسول والقرآن والمؤمنين.
-5هذه الية } وقل الحمد ل الذي لم يتخذ ولدNا ولم يكن له شريك في الملك ،ولم يكن له ولي من الذل {
تسمى آية العز هكذا سماها رسول ال صلى ال عليه وسلم.
سورة الكهف
} ٱلحم%د لله ٱلذي أنزل على عب%ده ٱلكتاب ولم %يج%عل له عوجا { * } قي#ما SلRينذر بأسا Sشديدا Sم#ن
لدنه ويبشRر ٱلمؤمنين ٱلذين يع%ملون ٱلصالحات أن لهم %أج%رSا حسنا } * { Sماكثين فيه أبدا} * { S
وينذر ٱلذين قالوا ٱتخذ ٱلله ولدا } * { Sما لهم %به من %علم@ ول لبائهم %كبرت كلمة Sتخرج من
أفواههم %إن يقولون إل كذبا } * { Sفلعلك باخع Vنفسك على آثارهم %إن لم %يؤمنوا بهـذا ٱلحديث
أسفا{ S
شرح الكلمات:
} الحمد ل { :الحمد الوصف بالجميل ،وال علم على ذات الرب تعالى.
} ولم يجعل لع عوجا :{ Nاي ميل Nعن الحق والعتدال في ألفاظه ومعانيه.
} قيما { :أي ذا اعتدال ل إفراط فيه ول تفريط في كل ما حواه ودعا إليه من التوحيد والعبادة والداب
والشرائع والحكام.
} بهذا الحديث أسفا :{ Nأي بالقرآن من أجل السف الذي هو الحزن الشديد.
معنى اليات:
أخبر تعالى في فاتحة سورة الكهف بانه المستحق للحمد ،وأن الحمد ل وذكر موجب ذلك ،وهو إنزاله على
عبده ورسوله محمد صلى ال عليه وسلم الكتاب الفخم العظيم وهو القرآن العظيم الكريم فقال } :الحمد ل الذي
أنزل على عبده الكتاب { وقوله تعالى } ،ولم يجعل له عوجا { Nأي ولم يجعل لذلك الكتاب العظيم عوجا Nأي
ميل Nعن الحق والعتدال في ألفاظه ومعانية فهو كلم مستقيم محقق للخذ به كل الكتب السابقة مهيمنا Nعليها
الحق فيها ما احقه والباطل وما أبطله.
وقوله } لينذر بأسا Nشديدا Nمن لدنه { أي انزل الكتاب الخالي من العوج القيم من أجل أن ينذر الظالمين من اهل
الشرك والمعاصي عذابا Nشديدا Nفي الدنيا والخرة ينزل بهم عن ربهم الذين كفروا به وأشركوا وعصوه وكذبوا
رسوله وعصوه .ومن أجل ان يبشر بواسطته أيضاN
{ } الذين آمنوا وعملوا الصالحات
أي يخبرهم بما يسرهم ويفرح قلوبهم وهو أن لهم عند ربهم جنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها أبدا
وقوله تعالى } :لينذر { بصورة خاصة أولئك المتقولين على ال المفترين عليه بنستهم الولد اليه فقالوا } :اتخذ
ال ولدا { Nوهو اليهود والنصارى وبعض مشركي العرب الذين قالوا ان الملئكة بنات ال! هذا ما دل عليه
قوله تعالى } :وينذر الذين قالوا اتخذ ال ولدا { Nوهو قول توارثوه ل علم لحد منهم ،وإنما هو مجرد كذب
يتناقلونه بينهم لذا قبح ال قولهم هذا وعجب نته القعلء ،فقال } :كبرت كلمة تخرج من أفواههم { أي عظم
قولهم } اتخذ ال ولدا { Nكلمة قالوها تخرج من أفواههم ل غير اذ ل واقع لها أبدا ،Nوقرر النكار عليهم فقال:
} إن يقولون ال كذبNا { أي ما يقولون ال الكذب البحت الذي ل يعتمد على شيء من الصحة البتة .وقوله
} فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا { Nيعاتب ال تعالى رسوله ويخفف عنه ما يجده
في نفسه من الحزن على عدم إيمانه قومه واشتدادهم ي الكفر والتكذيب وما يقترحونه عليه من اليات أي
فلعلك يا رسولنا قاتل نفسك على إثر تفعل واصبر لحكم ربك فإنه منجز وعده لك بالنصر على قومك المكذبين
لك.
هداية اليات:
-3عظيم شأن القرآن الكريم وسلمته من الفراط والتفريط والنحراف في كل ما جاء به.
-4بيان مهمة القرآن وهي البشارة لهل اليمان والنذار لهل الشرك والكفران.
-5التنديد بالكذب على ال ونسبة ما ل يليق بجلله وكماله إليه كالولد ونحوه.
} إنا جعلنا ما على ٱلر%ض زينة Sلها لنب%لوهم %أيOهم أح%سن عمل } * { Sوإنا لجاعلون ما علي%ها
صعيدا SجرزSا { * } أم %حسب%ت أن أص%حاب ٱلكه%ف وٱلرقيم كانوا من %آياتنا عجبا } * { Sإذ أوى
ٱلفتية إلى ٱلكه%ف فقالوا ربنآ آتنا من لدنك رح%مة Sوهي#ىء %لنا من %أم%رنا رشدا } * { Sفضرب%نا
ي الحز%بي%ن أح%صى لما لبثوا أمدا{ S
على آذانهم %في ٱلكه%ف سنين عددا } * { Sثم بعثناهم %لنع%لم أ O
شرح الكلمات:
} صعيدا NجزرNا { :أي ترابا Nل نبات فيه ،فالصعيد هو التراب والجزر الذي ل نبات فيه.
} الكهف { :النقب الواسع في الجبل والضيق منه يقال له " غار ".
} أوى الفتية الى الكهف { :اتخذوه مأوى لهم ومنزل Nنزلوا فيه.
} الفتية { :جمع فتى وهم شبان مؤمنون.
} هيئ لنا من أمرنا رشدا :{ Nأي ييسر لنا طريق رشد وهدايته.
} فضربنا على آذانهم { :أي ضربنا على آذانهم حجابا Nيمنعهم من سماع الصوات والحركات.
معنى اليات :قوله تعالى } :إنا جعلنا ما على الرض زينة لها { من حيوان وأشجار ونبات وأنهار وبحار،
وقوله } لنبلوهم { أي لنختبرهم } أيهم أحين عمل { Nاي أيهم اترك لها وأتبع لمرنا ونهينا وأعمل فيها بطاعتنا
وقوله } :وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا Nجرزا { Nأي وإنا لمخربوها في يوم ،من اليام بعد عمارتها ونضارتها
وزينتها نجعلها } صعيدا Nجرزا { Nأي ترابا Nل نبات فيه ،إذا فل تحزن با رسولنا ول تغتم مما تلقيه من قومك
فإن مآل الحياة من أجلها عادوك وعصوننا الى أن تصبح صعيدا Nجزرا .وقوله تعالى } :أم حسبت أن أصحاب
الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا { Nأي أظننت أيها النبي أن أصحاب الكهف أي الغار في الكهف والرقيم
وهو اللوح الذي كتبت عليه ورقم أصحاب الكهف وأنسابهم وقصتهم } كانوا من آياتنا عجبا { Nأي كان أعجب
من آياتنا في خلق المخلوقات ،السموات والرض بل من مخلوقات ال ما هو أعجب بكثير .وقوله } :إذ أوى
الفتية إلى الكهف { هذا شروع في ذكر قصتهم العجيبة ،أي اذكر للسائلين لك عن قصة هؤلء الفتية ،إذا أووا
الى الغار في الكهف فنزلوا فيه ،واتخذوه مأوى لهم ومنزل Nهروبا Nمن قومهم الكفار أن يفتوهم في دينهم وهم
سبعة شبان ومعهم كلب لهم فقالوا سائلين ربهم } :ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا { أي
أعطنا من عندك رحمة تصبحنا في هجرتنا هذه للشرك والمشركين } وهيء لنا من أمرنا رشدا { أي ويسر لنا
من أمرنا في فرارنا من ديار المشركين خوفا Nعلى ديننا } رشدا { Nأي سدادا Nوصلحا Nونجاة من أهل الكفر
والباطل ،قال ابن جرير الطبري في تفسيره لهذه اليات وقد اختلف أهل العلم في سبب مصير هؤلء الفتية الى
الكهف الذي ذكر ال في كتابه فقال بعضهم :كان سبب ذلك أنهم كانوا مسلمين على دين عيسى وكان لهم ملك
عابد وثن دعاهم الى عبادة الصنام فهربوا بدينهم منه خشية أن يفتنهم عن دينهم او يقتلهم فاستخفوا منه في
الكهف وقوله تعالى } :فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا { Nاي فضربنا على آذانهم حجابا Nيمنعهم من
سماع الصوات والحركات فناموا في كهفهم سنين معدودة أي ثلثمائة وتسع سنين ،وكانوا يتقلبون بلطف ال
وتدبيره هم من جنب الى جنب حتى بعثهم من نومهم وهذا استجابة ال تعالى لهم إذ دعوه قائلين } :رنبا آتنا
من لدنك رحمة { وقوله تعالى } :ثم بعثناهم { أي من نومهم ورقادهم } لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا {
أي في الكهف } أمدا { Nأي لنعلم علم مشاهدة ولينظر عبادي فيعلموا أي الطائفتين اللتين اختلفتا في قدر لبثهم
في الكهف كانت أحصى لمدة لبثهم الى مدى أي غاية كذا من السنين.
هداية اليات
-1بيان العلة في وجود الزينة على هذه الرض ،وهي البتلء والختبار للناس ليظهر الزاهد فيها ،العارف
بتفاهتها وسرعة زوالها ،وليظهر الراغب فيها المتكالب عليها الذي عصى ال من اجلها.
-2تقرير فناء كل ما على الرض حتى تبقى صعيدا NجرزNا وقاعا Nصفصفا Nل يرى فيها عوج ول أمت.
-3تقرير نبوة الرسول صلى ال عليه وسلم بإجابة السائلين عن أصحاب الكهف باليجاز والتفصيل.
-4تقرير التوحيد ضمن قصة أصحاب الكهف إذ فروا بدينهم خوفا Nمن الشرك الصغر.
-5استجابة ال دعاء عباده المؤمنين الموحدين حيث استجاب للفتية فآواهم الغار ورعاهم حتى بعثهم بعد تغير
الحوال وتبدل العباد والبلد.
} نح%ن نقص Oعلي%ك نبأهم بٱلحق Rإنهم %فتية Uآمنوا برب#هم %وزد%ناهم %هدgى { * } وربطنا على
قلوبهم %إذ قاموا فقالوا ربOنا رب Oٱلسماوات وٱلر%ض لن ند%عوا من دونه إلـها Sلقد %قلنا إذا
شططا } * { Sهـؤ)ل*ء قو%منا ٱتخذوا من دونه آلهة Sلو%ل يأتون علي%هم بسلطان@ بي#ن@ فمن %أظلم
ممن ٱفترى على ٱلله كذبا } * { Sوإذ ٱع%تزلتموهم %وما يع%بدون إل ٱلله فأووا إلى ٱلكه%ف ينشر
لكم %ربOكم م#ن رح%مته ويهي#ئ لكم %م#ن %أم%ركم %م#ر%فقا{ S
شرح الكلمات:
} وزنادهم هدى { :أي إيمانا Nوبصيرة في دينهم ومعرفة ربهم حتى صبروا على الهجرة } .وربطنا على قلوبهم
{ :أي شددنا عليها فقويت عزائمهم حتى قالوا كلمة الحق عند سلطان جائر.
} لول يأتون عليهم بسلطان { :أي هل يأتون بحجة قوية تثبت صحة عبادتهم.
} فأووا إلى الكهف { :أي انزلوا في الكهف تسترون به على أعين أعدائكم المشركين.
} ينشر لكم ربكم من رحمته { :أي يبسط من رحمته عليكم بنجاتكم مما فررتم منه.
} ويهيء لكم من أمركم { :وييسر لكم من أموالكم الذي أنتم فيه من الغم والكرب.
معنى اليات:
بعد أن ذكر تعالى موجز قصة أصحاب الكهف أخذ في تفصيلها } نحن نقص عليكم نبأهم بالحق { أي نحن
رب العزة والجلل نقص عليك أيها الرسول خبر أصحاب الكهف بالحق الثابت الذي ل شك فيه } إنهم فتية { ،
جمع فتى } آمنوا بربهم { أي صدقوا بوجوده ومكارهه.
وقوله تعالى } :وربطنا على قلوبهم { أي قوينا عزائمهم بما شددنا على قلوبهم حتى قاموا وقالوا على رؤوس
المل وأمام ملك كافر } ربنا رب السموات والرض { أي ليس لنا رب سواء ،لن ندعو من دونه إلها Nمهما كان
شأنه ،إذ لو اعترفنا بعبادة غيره لكنا قد قلنا إذا شططا Nمن القول وهو الكذب والغلو فيه وقوله تعالى } :هؤلء
قومنا اتخذوا دونه آلهة { يخبر تعالى عن قبل الفتية لما ربط ال على قلوبهم إذ قاموا في وجه المشركين
الظلمة وقولوا } :هؤلء قومنا اتخذوا من دون ال آلهة ،لول يأتون عليهم بسلطان بين { أي هل يأتون عليهم
بسلطان بين أي بحجة واضحة تثبت عبادة هؤلء الصنام من دون ال؟ ومن أين ذلك الحال أنه ل إله إل ال؟!
وقوله تعالى } :فمن أظلم ممن افترى { ينفي ال عز وجل أن يكون هناك أظلم ممن افترى على ال كذبا Nباتخاذ
آلهة يعبدها معه باسم التوسل بها وشعار التشفع والتقرب الى ال زلفى بواسطتها!! وقوله تعالى عن قيل
أصحاب الكهف لبعضهم } :وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون إل ال { من الصنام والوثان } فأووا إلى الكهف {
أي فيصروا الى غار الكهف المسمى " بنجلوس " } ينشر لكم ربكم من رحمته { أي يبسط لكم من رحمته
بتيسيره لكم المخرج من المر الذي رميتم به من الكفار " دقينوس " } ويهيئ لكم من أمركم مرفقا { Nأي ما
ترتفقون به من طعام وشراب وأمن في مأواكم الجديد الذي أويتم إليه فرارا Nبدينكم واستخفائكم من طالبكم
المتعقب لكم ليفتنكم في دينكم أو يقتلكم.
هداية اليات
-3فضيلة الجرأة في الحق والتصريح به ولو أدى الى القتل أو الضرب أو السجن.
-8فضيلة اللتجاء الى ال تعالى وطلب حمايته لعبده وكفاية ال من لجأ إليه في صدق.
} وترى ٱلشم%س إذا طلعت تزاور عن كه%فهم %ذات ٱليمين وإذا غربت تقرضهم %ذات ٱلشRمال وهم
في فج%وة@ م#نه ذلك من %آيات ٱلله من يه%د ٱلله فهو ٱلمه%تد ومن يض%لل فلن تجد له وليjا SمOر%شدا{ S
* } وتح%سبهم %أي%قاظا Sوهم %رقود VونقلRبهم %ذات ٱليمين وذات ٱلشRمال وكلبهم %باسط Uذراعي%ه
بٱلوصيد لو ٱطلع%ت علي%هم %لولي%ت منهم %فرارSا ولملئت منهم %رع%با{ S
شرح الكلمات:
} تزاور { :أي تميل.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم غي عرض قصة أصحاب الكهف يقول تعالى في خطاب رسوله صلى ال عليه وسلم
} وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم { أي تميل عنه ذات اليمين } وإذا غربت تقرضهم { أي تتركهم
وتتجاوز عنهم فل تصيبهم ذات الشمال .وقوله تعالى } :وهم في فجوة منه { أي متسع من الكهف ينالهم برد
الريح ونسيمها ،وقوله } ذلك من آيات ال { أي وذلك المذكور من ميلن الشمس عنهم إذا طلعت وقرضا Nلهم
اذا غربت من دلئل قدرة ال تعالى ورحمته بأوليائه ولطفه بهم ،وقوله تعالى } :ومن يهد ال فهو المهتد ومن
يضلل فلن تجد له وليا Nمرشدا { Nيخبر تعالى ان الهداية بيده وكذلك الضلل فليطلب العبد من ربه الهداية إلى
صراطه المستقيم ،وليستعذ من الضلل المبين ،إذ من يضله ال لن يوجد له ولي يرشده بحال من الحوال،
وقوله تعالى } :وتحسبهم أيقاظا Nوهم رقود { أي أنك إذا نظرت إليهم تظنهم أيقاظا Nأي منتبهين لن أعينهم
متفتحة وهم رقود نائمون ل يحسون بأحد ول يشعرون ،وقوله تعالى } :ونقلبهم ذات اليمين { أي جهة اليمين }
وذات الشمال { أي جهة الشمال حتى ل تعدو التربة على أجسادهم فتبليها .وقوله } وكلبهم باسط ذراعيه
بالوصيد { أي :وكلبهم الذي خرج معهم ،وهو كلب صيد } باسط ذراعيه بالوصيد { أي :بفناء الكهف .وقوله
تعالى } :لو اطلعت عليهم { أي لو شاهدتهم وهم رقود أعينهم مفتحة } لوليت منهم فرارا { Nلرجعت فارا Nمنهم }
ولملئت منهم رعبا { Nأي خوفNا وفزعا ،Nذلك ان ال ألقى عليهم من الهيبة والوقار حتى ل يدنومنهم أحد ويسمهم
بسوء الى أن يوقظهم عند نهاية الجل الذي ضرب لهم ،ليكون أمرهم آية من آيات ال الدالة على قدرته
وعظيم سلطانه وعجيب تدبيره في خلقه.
من هداية اليات:
-2تقرير أن الهداية بيد ال فالمهتدي من هداه ال والضال من أضله ال ولزم ذلك طلب الهداية من ال،
والتعوذ به من الضلل لنه مالك ذلك.
-3بيان عجيب تدبير ال تعالى وتصرفه في مخلوقاته فسبحانه من إله عظيم عليم حكيم.
} وكذلك بعثناهم %ليتسآءلوا بي%نهم %قال قائل Zم#نهم %كم لبثت %م قالوا لبثنا يو%ما Sأو %بع%ض يو%م@ قالوا
ربOكم %أع%لم بما لبثتم %فٱب%عثوا أحدكم %بورقكم %هـذه إلى ٱلمدينة فلينظر %أيOهآ أز%كى طعاما Sفليأتكم
برز%ق@ م#نه وليتلطف ول يشعرن بكم %أحدا } * { Sإنهم %إن يظهروا علي%كم %ير%جموكم %أو %يعيدوكم
في ملتهم %ولن تفلحو*ا إذSا أبدا } * { Sوكذلك أع%ثر%نا علي%هم %ليع%لمو*ا أن وع%د ٱلله حق| وأن
ٱلساعة ل ري%ب فيها إذ يتنازعون بي%نهم %أم%رهم %فقالوا ٱب%نوا علي%هم %بنيانا SربOهم %أع%لم بهم %قال
ٱلذين غلبوا على أم%رهم %لنتخذن علي%هم %مس%جدا{ S
شرح الكلمات:
} كذلك بعثناهم { :أي كما أنمناهم تلك النومة الطويلة الخارقة للعادة بعثناهم من رقادهم بعثNا خارقNا للعادة أيضا
فكان في منامهم آية وفي إقافتهم آية.
} يوما Nأو بعض يوم { :لنهم دخلوا الكهف صباحا Nواستيقظوا عشية.
} الى المدينة { :أي المدينة التي كانت تسمى افسوس وهي طرسوس اليوم.
} أزكى طعاما :{ Nأي أي xأطعمة المدينة أحل uأي أكثر حلية.
} وقال الذين غلبوا على امرهم :وهو المؤمنون لنتخذن حولهم مسجدNا يصلى فيه.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في الحديث عن أصحاب الكهف فقوله } :وكذلك بعثناهم ليتسألوا بينهم { أي كما أنمناهم
ثلثمائة سنة وتسعا Nوحفظنا أجسادهم وثيابهم من البلى ومنعناهم من وصول أحد إليهم ،وهذا من مظاهر قدرتنا
وعظيم سلطاننا بعثناهم من نومهم الطويل ليتساءلوا بينهم فقال قائل منهم مستفهما Nكم لبثتم يا إخواننا فأجاب
بعضهم قائل } Nلبثنا يوما Nأو بعض يوم { لنهم آووا الى الكهف في الصباح وبعثوا من رقادهم في المساء
وأجاب بعض آخر بقول مرض للجميع وهو قوله } :ربكم أعلم بما لبثتم { فسلموا المر إليه ،وكانوا جياعا
فقالوا لبعضهم } فابعثوا أحدكم بورقكم هذه { يشيرون الى عملة من فضة كانت معهم } الى المدينة { وهي
أفسوس التي خرجوا منها هاربين بدينهم ،وقوله } :فلينظر أيها أزكى طعاما Nفليأتكم برزق منه { أي فلينظر
الذي تبعثونه لشراء الطعام أي أنواع الطعمة أزكى أي أطهر من الحرام والستقذار } فليأتكم برزق منه {
لتأكلوا سدا Nلجوعكم وليتلطف في شرائه وذهابه وإيابه حتى ل يشعر بكم أحد وعلل لقوله هذا بقوله } إنهم سدا
أن يظهروا عليكم { أي يطلعوا } يرجموكم { أو يقتلوكم رجمNا بالحجارة } أو يعيدوكم في ملتهم { ملة الشرك
بالقسر والقوة } .ولن تفلحوا إذا Nأبدا { Nأي ولن تفلحوا بالنجاة من النار ودخول الجنة إذا أنتم عدتم للكفر
والشرك ..فكفرتم وأشركتم بربكم.
وقوله تعالى } :وكذلك أعثرنا عليهم { أي وكما أنمناهم تلك المدة الطويلة وبعثناهم ليتساءلوا بينهم فيزدادوا
إيمانا Nومعرفة بولية ال تعالى وحمايته لوليائه } أعثرنا عليهم { أهل مدينتهم الذين انقسموا الى فريقين فريق
يعتمد ان البعث حق وأنه بالجسام والرواح ،وفريق يقول البعث الخر للرواح دون الجسام كما هي عقيدة
النصارى الى اليوم ،فأنام ال الفتية وبعثهم وأعثر عليهم هؤلء القوم المختلفين فاتضح لهم أن ال قادر على
بعث الناس أحياء أجساما Nوأرواحا Nكما بعث أصحاب الكهف وهو معنى قوله تعالى } :وكذلك أعثرنا عليهم
ليعلموا { أي أولئك المختلفون في شأن البعث أن وعد ال حق وهو ما وعد به الناس من أنه سيبعثهم بعد
موتهم يوم القيامة ليحاسبهم ويجزيهم بعملهم.
} وأن الساعة ل ريب فيها { وقوله تعالى } :إذ يتنازعون بينهم أمرهم { أي أعثرناهم عليهم في وقت كان اهل
البلد يتنازعون في شأن البعث والحياة الخرة هل هي بالجسام والرواح أو بألرواح دون الجسام .فتبين لهم
بهذه الحادثة أن البعث حق وأنه بالجسام والرواح معا .وقوله تعالى } :فقالوا ابنوا عليهم بنيانا { Nواتركوهم
في الكهف أي سدوا عليهم باب الكهف واتركوهم فيه لنهم بعد أن عثروا عليهم ماتوا } ربهم أعلم بهم {
وبحالهم.
وقوله تعالى } :قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا { Nأي قال الذين غلبوا على أمر الفتية لكون
الملك كان مسلما Nمعهم } لنتخذن عليهم مسجدا { Nأي للصلة فيه وفعل Nبنوة على مقربة من فم الغار بالكهف.
هداية اليات:
-5مصداق قول الرسول صلى ال عليه وسلم " لعن ال اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
وقوله " إن أولئك إذ كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا Nوصوروا Nفيه تلك الصور أولئك
شرار الخلق الخلق يوم القيامة " " في الصحيحين " -6 .مصدق قول الرسول صلى ال عليه وسلم " لتتبعن
سنن من قبلكم شبرا Sوذراعا Sبذراع " .إذ قد بنى المسلمون على قبور الولياء والصالحين المساجد .بعد القرون
المفضلة حتى أصبح يندر وجود مسجد عتيق خال من قبر أو قبور.
} سيقولون ثلثة Uرابعهم %كلبهم %ويقولون خم%سة Uسادسهم %كلبهم %رج%ما Sبٱلغي%ب ويقولون سب%عة
وثامنهم %كلبهم %قل رب#ي أع%لم بعدتهم ما يع%لمهم %إل قليل Zفل تمار فيهم %إل مرآء gظاهرا Sول
تس%تفت فيهم %م#نهم %أحدا } * { Sول تقولن لشي%ء@ إنRي فاعل Zذلك غدا } * { Sإل أن يشآء ٱلله
وٱذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يه%دين رب#ي لقرب من %هـذا رشدا } * { Sولبثوا في كه%فهم
ثلث مئة@ سنين وٱز%دادوا تس%عا } * { Sقل ٱلله أع%لم بما لبثوا له غي%ب ٱلسماوات وٱلر%ض أب%صر
به وأس%مع %ما لهم م#ن دونه من ولي mول يشرك في حكمه أحدا{ S
شرح الكلمات:
} ول تستفت فيهم منهم أحدا :{ Nأي من أهل الكتاب ،الستفتاء :الستفهام والسؤال.
} لقرب من هذا رشدا :{ Nهداية وأظهر دللة على نبوتي من قصة أصحاب الكهف.
} له غيب السموات والرض { :أي علم غيب السموات والرض وهو ما غاب فيهما.
} أبصر به وأسمع { :أي أبصر بال واسمع بع صيغة تعجب! والصل ما أبصره وما أسمعه.
} ما لهم من دونه من ولي { :أي ليس لهل السموات والرض من دون ال أي من ناصر.
معنى اليات:
ما زال السياق في الحديث عن أصحاب الكهف يخبر تعالى بأن الخائضين في شأن أصحاب الكهف سيقول
بعضهم بأنهم ثلثة رابعهم كلبهم ويقول بعض آخرهم خمسة سادسهم كلبهم } رجما Nبالغيب { أي قذفا Nبالغيب
من غير علم يقيني ،ويقول بعضهم هم سبعة وثامنهم كلبهم ،ثم أمر ال تعالى رسوله أن يقول لصحابه تلك
القوال } :ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إل قليل { أي ما يعلم عددهم إل قليل من الناس قال ابن عباس من ذلك
القليل والثاني قالوا ما قالوه من باب الرجم بالغيب ل من باب العلم والمعرفة ،وسكت عن الفريق الثالث ،فدل
ذلك على أنهم سبعة وثامنهم كلبهم وال أعلم .وقوله تعالى } فل تمار فيهم إل مراء aظاهرNا { أي ول تجادل
أهل الكتاب } أحدا { Nوذلك لنهم يعلمون عدتهم وإنما يقولون بالخرص والتخمين ل بالعلم واليقين .وقوله
تعالى } :ول تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا Nإل أن يشاء ال { أي ل تقل يا محمد في شأن تريد فعله مستقبل
أي سأفعل كذا إل أن تقول إن شاء ال ،وذلك أنه صلى ال عليه وسلم لما سأله وفد قريش بإيعاز من اليهود
عن المسائل الثلث :الروح ،وأصحاب الكهف وذي القرنين ،قال لسائليه :أجيبكم غدا Nانتظارا Nللوحي ولم يقل
إن شاء ال ،فأدبه به تعالى بانقطاع الوحي عنه نصف شهر ،وأنزل هذه السورة وفيها تأديب له صلى ال عليه
وقوله } :واذكر ربك إذا نسيت { أي إذا نسيت الستثناء الذي علمناك فاذكره ولو بعد حين لتخرج من الحرج.
أما الكفارة فلزمة إل أن يكون الستثناء متصل Nوقوله تعالى } :وقل عسى أن يهديني ربي لقرب من هذا
رشدا { Nأي وقل بعد النسيان والستثناء المطلوب منك } عسى أن يهديني ربي لقرب من هذا رشدا { Nأي لعل
ال تعالى أن يهديني فيسددني لyسlد mما وعدتكم أن أخبركم به مما هو أظهر دللة على نبوتي مما سألتموني عنه
اختبارا.
وقوله تعالى } ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا { يخبر تعالى أن الفتية لبثوا في كهفهم رقودا Nمن
ساعة دخلوه إلى أن أعثر عليهم قومهم ثلثمائة سنين بالحساب الشمسي وزيادة بالحساب القمري.
وقوله } :قل ال أعلم بما لبثوا { رد به على من قال من أهل الكتاب إن الثلثمائة والتسع سنين هي من ساعة
دخولهم الكهف إلى عهد النبي صلى ال عليه وسلم فأبطل ال هذا بتقرير الثلثمائة والتسع أول Nوبقوله } ال
أعلم بما لبثوا { وثانيا Nوبقوله } :له غيب السموات والرض { أي ما غاب فيهما ،ثالثا ،Nوبقوله } :أبصر به
وأسمع { أي ما أبصره بخلفه وما أسمعه لقوالهم حيث ل يخفى عليه شيء من أمورهم وأحوالهم خامسا،N
وقوله } ليس لهم { أي لهل السموات والرض من دونه تعالى } من ولي { أي rول ناصر } ول يشرك في
حكمه أحدا { Nلغناه عما سواه ولعدم وجود شريك له بحال من الحوال.
هداية اليات
-3من الدب مع ال تعالى أن ل يقول العبد سأفعل كذا مستقبل Nإل قال بعدها إن شاء ال.
-4من الدب من نسي الستثناء أن يستثني ولو بعد حين فإن ل ينفعه الستثناء إل إذا كان متصل Nبكلمه.
-5تقرير المدة التي لبثها في كهفهم وهي ثلث مائة وتسع سنين بالحساب القمري.
} وٱتل) مآ )أو%حي إلي%ك من كتاب رب#ك ل مبد#ل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا } * { Sوٱص%بر
نفسك مع ٱلذين يد%عون ربهم بٱلغداة وٱلعشي #يريدون وج%هه ول تع%د عي%ناك عنهم %تريد زينة
ٱلحياة ٱلدOنيا ول تطع %من %أغفلنا قلبه عن ذكرنا وٱتبع هواه وكان أم%ره فرطا } * { Sوقل ٱلحق
من رب#كم %فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر %إنا أع%تد%نا للظالمين نارSا أحاط بهم %سرادقها وإن
يس%تغيثوا يغاثوا بمآء@ كٱلمه%ل يشوي ٱلوجوه بئس ٱلشراب وسآءت مر%تفقا } * { Sإن ٱلذين
آمنوا وعملوا ٱلصالحات إنا ل نضيع أج%ر من %أح%سن عمل) } * { Sأو%لـئك لهم %جنات عد%ن
تج%ري من تح%تهم ٱلنهار يحلو%ن فيها من %أساور من ذهب@ ويلبسون ثيابا Sخض%را Sم#ن سندس
وإس%تب%رق@ مOتكئين فيها على ٱلرآئك نع%م ٱلثواب وحسنت مر%تفقا{ S
شرح الكلمات:
} يريدون وجهه { :أي طاعته ورضاه ،ل عرضا Nمن عرض الدنيا.
} ول تعد عيناك عنهم { :أي ل تتجاوزهم بنظرك الى غيرهم من أبناء الدنيا.
} تريد زيمة الحياة الدنيا { :أي بمجالستك الغنياء تريد الشرف والفخر.
} من أغفلنا قبله { :أي جعلناه غافل Nعما يجب عليه من ذكرنا وعبادتنا.
} بماء كالمهل { :أي كعكعر الزيت أي الدردي وهو ما يبقى في أسفل الناء ثخنا Nرديئا.N
معنى اليات:
بعد نهاية الحديث عن أصحاب الكهف أمر تعالى رسوله بتلوة كتابه فقال } :واتل { أي وأقرأ } ما أوحي إليك
من كتاب ربك { تعبدNا ودعوة للناس الى ربهم به وتعليما Nللمؤمنين بما جاء فيه من الهدى.
وقوله } :ل مبدل لكلماته { أي ل تتركن تلوته والعمل به والدعوة إليه فتكون من الهالكين فإن ما وعد ربك به
المعرضين عنه المكذبين به كائن حقا Nوواقع صدقا Nفإن ربك } ل مبدل لكلماته { الشتملة على وعده لوليائه
ووعيده لعدائه ممن كفورا به وكذبوا بكتابه فلم يحلوا حلله ولم يحرموا حرامه.
وقوله تعالى } :ولن تجد من دون ملتحدا { Nأي انك إن لم تتل كتابه الذي أوحاه إليك وتعمل بما فيه فنالك ما
أوعد به الكافرين المعرضين عن ذكره } .لن تجد من دون ال ملتحدا { Nأي موئلل Nتميل إليه وملجأ تحتمي به
وإذا كان مثل هذا الوعيد الشديد يوجه الى رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو المعصوم فغيره ممن تركوا
تلوة القرآن والعمل به فل أقاموا حدوده ول أحلوا حلله ول حرموا حرامه أولى بهذا الوعيد وهو حائق بهم
ل محالة إن لم يتوبوا قبل موتهم وقوله تعالى } :واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم الغداة والعشي يريدون
وجهه { نزل هذا التوجيه للرسول صلى ال عليه وسلم عندما عرض عليه المشركون إبعاد أصحابه الفقراء
كبلل وصهيب وغيرهما ليجلسوا إليه ويسمعوا منه فنهاه ربه عن ذلك وأمره أن يحبس نفسه مع أولئك الفقراء
المؤمنين } الذين يدعون { ربهم في صلتهم في الصباح والمساء ل يريدون بصلتهم وتسبيحهم ودعائهم
عرضا Nمن اعراض الدينا وإنما يريدون رضا ال ومحبته بطاعته في ليلهم ونهارهم.
وقوله تعالى } :ول تعد عيناك عنهم { أي ل تتجاوز ببصرك هؤلء المؤمنين الفقراء الى أولئك الغنياء تريد
مجالستهم للشرف والفخر وقوله } ول تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا { فجعلناه غافل Nعن ذكرنا وذكر وعدنا
ووعيدنا ليكون من الهالكين لعناده وكبريائه ظلمه.
} وكان أمره فرطا { Nأي ضياعا Nوهلكا ،Nوقوله تعالى في الية الثالثة من هذا السياق } وقل الحق من ربكم
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر { أي هذا الذي جئت به وأدعوا إليه من اليمان والتوحيد والطاعة ل بالعمل
الصالح هو )الحق من ربكم( أيها الناس } .فمن شاء { ال هدايته فآمن وعمل صالحا Nفقد نجاه ومن لم يشأ ال
هدايته فبقي على كفره فلم يؤمن فقد خاب وخسر.
وقوله } :إنا أعتدنا للظالمين نارا Nأحاط بهم سرادقها { أي جدرانها النارية } ،وإن يستغيثوا { من شدة العطش }
يغاثوا بماء كالمهل { ردئيا Nثخينا } Nيشوي الوجوه { إذا أدناه الشارب من وجهه ليشرب شوى جلده ووجهه ولذا
قيل فيه ذم له } .بئس الشراب وساءت { أي جهنم } مرتفقا { Nفي منزلها وطعامها وشرابها إذ كله سوء وعذاب
هذا وعيد من اختار الكفر على اليمان وأما وعد من آمن وعمل صالحا Nوقد تضمنته اليتان ) (32-31إذ قال
تعالى } :إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا ل نضيع أجر من أحسن عمل { Nهذا حكمنا الذي ل تبديل له
وبين تعالى أجرهم على إيمانهم وإحسان اعمالهم فقال } :أولئك لهم جنات عدن { أي إقامة دائمة } تجري من
تحتهم النهار يحلون فيها أساور من ذهب ويلبسون ثيابNا خضرا Nمن سندس واستبرق ،متكئين فيها على
الرائك { وهي السرة بالحجلة .ثم أثنى ال تعالى على نعيمهم الذي أعده لهم بقولهم } :نعم الثواب { الذي
أثيبوا } وحسنت { الجنة في حيلها وثيابها وفرشها وأسرتها وطعامها وشرابها وحورها ورضوان ال فيها
} حسنت مرتفقا { Nيرتفقون فيه وبه ،جعلنا ال من أهلها.
هداية اليات
-1بيان خيبة وخسران المعرضين عن كتاب ال فلم يتلوه ولم يعملوا بما جاء فيه من شرائع وأحكام.
-2الترغيب في مجالسة أبناء الخرة الفقراء الصابرون وترك أبناء الدنيا والعراض عما هم فيه.
-3على الداعي الى ال تعالى أن يبين الحق ،والناس بعد بحسب ما كتب لهم أو عليهم.
-5عذاب النار شر عذاب ،ونعيم الجنة ،نعم النعيم ول يهلك على ال إل هالك.
} وٱض%رب %لهم %مثل Sرجلي%ن جعلنا لحدهما جنتي%ن من %أع%ناب@ وحففناهما بنخ @ل وجعلنا بي%نهما
زر%عا } * { Sكلتا ٱلجنتي%ن آتت أ)كلها ولم %تظلم م#نه شي%ئا Sوفجر%نا خللهما نهرا } * { Sوكان له
ثمر Vفقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مال Sوأعز OنفرSا { * } ودخل جنته وهو ظالم
لRنفسه قال مآ أظن Oأن تبيد هـذه أبدا } * { Sومآ أظن Oٱلساعة قائمة Sولئن رOددت إلى رب#ي
لجدن خي%را Sم#نها منقلبا } * { Sقال له صاحبه وهو يحاوره أكفر%ت بٱلذي خلقك من تراب@ ثم
من نطفة@ ثم سواك رجل } * { Sلكنا هو ٱلله رب#ي ول أ)شرك برب#ي أحدا{ S
شرح الكلمات:
} وأضرب بهم مثل :{ Nأي أجعل لهم مثل Nهو رجلين ...الخ } .جنتين { :أي بستانين.
} ولم تظلم منهم شيئا :{ Nأي ولم تنقص منه شيئNا بل أتت به كامل Nووافيا.N
} أكفرت بالذي خلقك من تراب؟! { :الستفهام للتوبيخ والخلق من تراب باعتبار الصل هو آدم.
} لكنا { :أي لكن أنا ،حذفت اللف وأدغمت النون في النون فصارت لكنا.
معنى اليات:
يقول تعالى لرسوله صلى ال عليه وسلم واضرب لولئك المشركين المتكبرين الذين اقترحوا عليك أن تطرد
الفقراء المؤمنين من حولك حتى يجلسوا إليك ويسمعوا منك } اضرب لهم { أي اجعل لهم مثل } :رجلين {
مؤمنا Nوكافرا } جعلنا لحدكما { وهو الكافر } جنتين من أعناب وحففناهما بنخل { أي أحطناهما بنخل،
} وجعلنا بينهما { أي بين الكروم والنخيل } زرعا } { Nكلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا { Nأي لم تنقص
منه شيئا } Nوفجرنا خللهما نهرا { Nليسقيهما } .وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره { أي في الكلم
يراجعه ،ويفاخره } :أنا أكثر منك مال Nوأعز نفرا { Nأي عشيرة ورهطا ،Nقال هذا فخرا Nوتعاظما } .Nودخل
جنته { والحال أنه } ظالم نفسه { بالكفر والكبر وقال } :ما أظن أن تبيد هذه { يشير إلى جنته } أبدا { Nأي ل
تفنى } .وما أظن الساعة قائمة ولئن ردت الى ربي { كما تقول أنت } لجدن خيرا Nمنها { أي من جنتي
} منقلبا { Nأي مرجعا Nإن قامت الساعة وبعث الناس معهم .هذا القول من هذا الرجل هو ما يسمى بالغرور
النفسي الذي يصاب به أهل الشرك والكبر .وهنا قال له صاحبه المسلم } وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من
تراب { وهو ال عز وجل حيث خلق أباك آدم من )تراب ثم من نطفة( أي ثم خلقك أنت من نطفة أي من مني
} ثم سواك رجل { Nوهذا توبيخ من المؤمن للكافر المغرور ثم قال له } :لكنا هو ال ربي { أي لكن أنا أقول
هو ال ربي } ،ول أشرك بربي أحدNا { من خلقه في عبادته.
هداية اليات:
} ولو%ل* إذ دخلت جنتك قلت ما شآء ٱلله ل قوة إل بٱلله إن ترن أنا أقل منك مال Sوولدا* { S
} فعسى رب#ي أن يؤتين خي%رSا م#ن جنتك وير%سل علي%ها حس%بانا Sم#ن ٱلسمآء فتص%بح صعيدSا زلقا{ S
* } أو %يص%بح مآؤ)ها غو%رSا فلن تس%تطيع له طلبا } * { Sوأ)حيط بثمره فأص%بح يقلRب كفي%ه على
مآ أنفق فيها وهي خاوية Uعلى عروشها ويقول) يلي%تني لم %أ)شرك %برب#ي أحدا } * { Sولم %تكن له
ق هو خيV %ر ثوابا
فئة Uينصرونه من دون ٱلله وما كان منتصرSا { * } هنالك ٱلولية لله ٱلح R
وخي%ر Vعقبا{ S
شرح الكلمات:
} حسبانا من السماء { :أي عذابا Nترمى به فتؤول الى أرض ملساء دحضا Nل يثبت عليها قدم.
} او يصبح ماؤها غورا :{ Nأي غائرا Nفي اعماق الرض فل يقدر عل ى استنباطه وإخراجه.
} يقلب كفيه { :ندما Nوحسرة على ما أنفق من جهد كبير ومال طائل.
} وهي خاوية على عروشها { :أي ساقطة على أعمدتها التي كان يعرش بها للكرم ،وعلى جدران مبانيها.
} خير ثوابا Nوخير عقبا :{ Nأي ال تعالى خير من يثبت وخير من يعقب أي يخزي بخير.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في المثل المضرورب للمؤمن الفقير والكافر الغني فقد قال المؤمن للكافر ما أخبر تعالى
به في قوله } :ولول إذ دخلت جنتك { أي هل إذ دخلت بستانك قلت عند تعجبك من حسنه وكماله } ما شاء ال
{ أي كان } ل قوة إل بال { أي ل قوة لحد على فعل شيء أو تركه بإقدار ال تعالى له وإعانته عليه قلل هذا
المؤمن نصحا Nللكافر وتوبيخا Nله .ثم قال له } إن ترن أنا أقل منك مال Nوولدا { Nاليوم } فعسى ربي { أي
فرجائي في ال } أن يؤتيني خيرا Nمن جنتك ويرسل عليها { أي على جنة الكافر } حسبانا Nمن السماء { أي
عذابا Nترمى به) .فتصبح صعيدا Nزلقا :(Nأي ترابا Nأملس ل ينبت زرعا Nول يثبت عليه قدم } .أو يصبح ماؤها
غورا { Nالذي تسقى به غائرNا في أعماق الرض فلن تقدر على إستخراجه مرة أخرى ،وهو معنى } فلن
تستطيع له طلبا.{ N
وقوله تعالى :في اليات ) (42) ،(41) ،(40يخبر تعالى أن رجاء المؤمن قد تحقق إذ قد احيط فعل Nببستان
الكافر فهلك ما فيه من ثمر } فأصبح يقلب كفيه { ندما Nوتحسرا } Nعلى ما أنفق فيها { من جهد ومال في جنته }
وهي خاوية على عروشها { أي ساقطة على أعمدة الكرم التي كان يعرشها للكرم أي يحمله عليها كما سقطت
جدران مبانيها على سقوفها وهو يتحسر ويتندم ويقول } :يا ليتني لم أشرك بربي أحدا ،Nولم تكن له { جماعة
قوية تنصره } من دون ال وما كان { المنهزم } هنالك { أي يوم القيامة } الولية { اي القوة والملك والسلطان
} ل { أي المعبود } الحق { ل لغيره من الصنام والحجار } هو { تعالى } خير ثوابا { Vاي خير من يثبت
على اليمان والعمل الصالح } .وخير عقبا { Nأي خير يعقب أي يجزي بحسن العواقب.
هداية اليات:
-1بيان مآل المؤمنين كصهيب وسلمان وبلل ،وهو الجنة ومآل الكافرين كأبي جهل وعقبة بن أبي معيط
وهو النار.
-2استحباب قول من أعجبه شيء } :ما شاء ال ،ل قوة إل بال { ل يرى فيه مكروها Nإن شاء ال.
-6الولية بمعنى الملك والسلطان ل يوم القيامة ليست لغيره إذ الملك والمر كلهما ل تعالى.
} وٱض%رب %لهم مثل ٱلحياة ٱلدOنيا كمآء@ أنزلناه من ٱلسماء فٱختلط به نبات ٱلر%ض فأص%بح
هشيما Sتذروه ٱلر#ياح وكان ٱلله على كل Rشي%ء@ مOقتدرا } * { Sٱلمال) وٱلبنون زينة ٱلحياة ٱلدOنيا
وٱلباقيات ٱلصالحات خي%ر Vعند رب#ك ثوابا Sوخي%ر Vأمل{ S
شرح الكلمات:
معنى اليات:
هذا مثل آخر مضروب أي مجعول للحياة الدنيا اغتر بها الناس وخدعتهم فصرفتهم عن ال تعالى ربهم فلم
يذكروه ولم يشكروه فاستوجبوا غصبه وعقابه.
قال تعالى :في خطاب رسوله محمد صلى ال عليه وسلم } :واضرب لهم { أي لولئك المغرورين بالمال
والسلطان } مثل الحياة الدنيا { أي صفتها الحقيقية التي ل تختلف عنها بحال } كماء أنزلناه من السماء ،فاختلط
به نبات الرض { فزها وازدهر واخضر وأنظر ،فأعجب أصحابه ،وأفرحهم وسرهم ما يأملون منه .وفجأة
أتاه أمر ال برياح لحقة ،محرقة } ،فأصبح هشيما { Nأي يابسا Nمتهشما Nمتكسرا } Nتذروه الرياح { هنا وهناك
} وكان ال على كل شيء مقتدرا { Nأي قادرNا كامل القدرة ،فأصبح أهل الدنيا مبلسين أيسين من كل خير.
وقوله تعالى } :المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا Nوخير أمل { Nانه بعد
أن ضرب المثل للحياة الدنيا التي غرت ابناءها فأوردتهم موارد الهلك أخبر بحقيقة أخرى ،يعلم فيها عباده
لينتفعوا بها ،وهي أن } المال والبنون { أو الولد } زينة الحياة الدنيا { ل غير أن يتجمل بهما ساعة ثم يبيدان
ويذهبان ،فل يجوز الغترار بهما ،بحيث يصبحان هم النسان في هذه الحياة فيصرفانه عن طلب سعادة
الخرة باليمان وصالح العمال ،هذا جزء الحقيقة في هذه الية ،والجزء الثاني هو أن } الباقيات الصالحات {
المراد بها أفعال البر وضروب العبادات ومنا سبحان ال ،والحمد ل ،ول إله إل ال ،وال أكبر ،ول حول ول
قوة ال بال ،اي هذه } خير ثوابا { Nأي جزاء aوثمارا ،Nيجنبه العبد من الكدح المتواصل في طلب الدنيا مع
العراض عن طلب الخرة } ،وخيرا Nأمل { Nيأمله النسان من الخير ويرجوه ويرغب في تحصيله.
هداية اليات
-2تقرير أن المال والبنين ل يعدوان كونهما زينة ،والزينة سريعة الزوال وهما كذلك فل يجوز الغترار
بهما ،وعلى العبد ان يطلب ما يبقى على ما ينفى وهو الباقيات الصالحات من أنواع البر والعبادات من صلة
وذكر وتسبيح وجهاد .ورباط ،وصيام وزكاة.
} ويو%م نسي#ر ٱلجبال وترى ٱلر%ض بارزة Sوحشر%ناهم %فلم %نغادر %منهم %أحدا } * { Sوعرضوا
على رب#ك صفا Sلقد %جئتمونا كما خلقناكم %أول مرة@ بل زعم%تم %ألن نج%عل لكم %مو%عدا } * { Sووضع
ٱلكتاب فترى ٱلمج%رمين مشفقين مما فيه ويقولون يوي%لتنا مال هـذا ٱلكتاب ل يغادر صغيرة
ول كبيرة Sإل أح%صاها ووجدوا ما عملوا حاضرSا ول يظلم ربOك أحدا{ S
شرح الكلمات:
} ووضع الكتاب { :كتاب الحسنات وكتاب السئيات فيؤتاه بيمينه والكافر بشماله..
} مشفقين { :خائفين.
معنى اليات:
لما ذكر تعالى مآل الحياة الدنيا وأنه الفناء والزوال ورغب في الصالحات وثوابها المرجوا يوم القيامة ،ناسب
ذكر نبذة عن يوم القيامة ،وهو يوم الجزاء على الكسب في الحياة الدنيا قال تعالى } :ويوم نسير الجبال { أي
اذكر } يوم نسير { أي تقتلع من أصولها وتصير هباء aمنبثا } ،Nوترى الرض بارزة { ظاهرة ليس عليها
شيء ،فهي قاع صفصف } وحشرناهم { أي جمعناهم من قبورهم للموقف } فلم نغادر منه احدا { Nأي لم نترك
منهم أحدا Nكائنا Nمن كان } ،وعرضوا على ربك { أيها الرسول صفا Nوقونا Nاذلء ،وقيل لهم توبيخNا وتقريعا } لقد
جئتمنونا كما خلقناكم أول مرة { ل مال معكم ول سلطان لكم بل حفاة عراة غرل ،Nجمع اغرل ،وهو الذي لم
يختتن.
وقوله تعالى } :بل زعمتم { أي ادعيتم كذبا Nأنا ل نجمعكم ليوم القيامة ،ولن نجعل لكم موعدا Nفها أنتم
مجموعون لدينا تنتظرون الحساب والجزاء ،وفي هذا من التوبيخ والتقريع ما فيه ،وقوله تعالى في الية
} ووضع الكتاب { يخبر تعالى عن حال العرض عليه فقال } :ووضع الكتاب { أي كتاب الحسنات والسيئات
واعطى كل واحد كتابه فالمؤمن يأخذه بيمينه والكافر بشماله } ،فترى المجرمين { في تلك الساعة } مشفقين {
أي خائفين } مما فيه { اي في الكتاب من السيآت } ويقولون :آيا وليتنا { ندما Nوتحسرا Nينادون يا ويلتهم وهي
هلكهم قائلين } :مال لهذا الكتاب ل يغادر ل صغيرة ول كبيرة { من ذنوبنا } إل أحصاها { أي أثبتها عدا.N
وقوله تعالى :في آخر العرض } ووجدوا ما عملوا حاضرا { Nأي من خير وشر مثبتا Nفي كتابهم وحوسبوا به،
وجوزوا عليه } ول يظلم ربك أبدا { Nبزيادة سيئة على سيئاته أو بنقص حسنة من حسناته ،ودخل أهل الجنة
الجنة ،وأهل النار النار.
هداية اليات:
-2يبعث النسان كما خلقه ال ليس معه شيء ،حافيا Nعاريا Nلم يقطع منه غفلة الذكر.
-3تقرير عقيدة كتب العمال في الدنيا وإعطائها أصحابها في الخرة تحقيقا Nللعدالة اللهية.
-4نفي الظلم عن ال تعالى وهو غير جائز عليه لغناه المطلق وعدم حاجته الى شيء.
} وإذ قلنا للمل*ئكة ٱس%جدوا لدم فسجدو*ا إل إب%ليس كان من ٱلجن #ففسق عن %أم%ر رب#ه
أفتتخذونه وذر#يته أو%ليآء من دوني وهم %لكم %عدو sبئس للظالمين بدل } * { Sمآ أشهدتهم %خلق
ٱلسماوات وٱلر%ض ول خلق أنفسهم %وما كنت متخذ ٱلمضلRين عضدا } * { Sويو%م يقو )ل نادوا
شركآئي ٱلذين زعم%تم %فدعو%هم %فلم %يس%تجيبوا لهم %وجعلنا بي%نهم مو%بقا } * { Sورأى ٱلمج%رمون
ٱلنار فظنو*ا أنهم %مOواقعوها ولم %يجدوا عنها مص%رفا{ S
شرح الكلمات:
} إل إبليس { :أي الشيطان أبى السجود ورفضه وهو معنى } فسق عن أمر ربه { أي خرج عن طاعته ،ولم
يكن من الملئكة ،بل كان من الجن ،لذا أمكنه أن يعصي ربه!
} أفتتخذونه وذريته أولياء؟ { :الستفهام للستنكار ،ينكر تعالى على بني آدم اتخاذ الشيطان وأولده أولياء
يطاعون ويوالون بالمحبة والمناصرة ،وهم لهم عدو ،عجبا Nلحال بني آدم كيف يفعلون ذلك!؟.
} بئس للظاليمن بدل :{ Nقبح بدل Nطاعة إبليس وذريته عن طاعة ال ورسوله.
} المضلين عضدا :{ Nأي ما كنت متخذ الشياطين من النس والجن أعوانا Nفي الخلق والتدبير ،فكيف تطيعونهم
وتعصونني.
} موبقا :{ Nأي واديNا من أودية جهنم يهلكون فيه جميعا Nإذا دخلوا النار ،أما ما قبلها فالموبق ،حاجز بين
المشركين ،وما كانوا يعبدون بدليل قوله } :ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها {.
} ولم يجدوا عنها مصرفا :{ Nأي مكانNا غيرها ينصرفون اليه لينجوا من عذابها.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في إرشاد بني آدم وتوجيههم الى ما ينجيهم من العذاب ويحقق لهم السعادة في الدارين،
قال تعالى في خطاب رسوله واذكر لهم } إذ قلنا للملئكة { وهم عبادنا المكرمون } اسجدو لدم { فامتثلوا
أمرنا وسجدوا ال إبليس .لكن إبليس الذي يطيعه الناس اليوم كان من الجن وليس من الملئكة لم يسجد ،ففسق
بذلك عن أمرنا وخرج عن طاعتنا } .أفتتخذونه { أي أيصح منكم يا بني آدم أن تتخذوا عدو أبيكم وعدو ربكم
وعدوكم أيضا Nوليا Nتوالونه وذريته بالطاعة لهم والستجابة لما يطلبون منكم من انواع الكفر والفسق } بئس
ل { طاعة الشيطان وذريته ووليتهم عن طاعة ال ورسوله ووليتهما.
للظالمين { أنفسهم } بد N
وقوله تعالى } :ما أشهدتهم خق السموات والرض ول خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا { Nيخبر
تعالى بأنه المنفرد والتدبير ليس له وزير معين فكيف يعبد الشيطان وذريته ،وأنا الذي خلقتهم وخلقت السموات
والرض وخلقت هؤلء الذين يعبدون الشيطان ،ولم أكن } متخذ المضلين { وهم الشياطين من الجن والنس
الذين يضلون عبادنا عن طريقنا الموصل الى رضانا وجنتنا ،أي لم أكن لجعل منهم معينا Nلي يعضدني ويقوي
أمري وخلصة ما في الية ان ال تعالى ينكر على الناس عبادة الشياطين وهي طاعتهم وهم مخلوقون وهو
خالقهم وخالق كل شيء.
وقوله تعالى } :ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم { أي أذكر يا رسولنا لهؤلء المشركين المعرضين عن
عبادة ال الى عبادة عدوه الشيطان ،اذكر لهم يوم يقال لهم في عرصات القيامة } نادوا شركائي الذين {
اشركتموهم في عبادتي زاعمين أنهم يشفعون لكم في هذا اليوم فيخلصونكم من عذابنا.
هداية اليات
-3ل يستحق العبادة العبادة أحد سوى ال عز وجل لنه الخالق لكل مبعود مما عnبد من سائر المخلوفات.
-4بيان خزي المشركين يوم القيامة حيث يطلب إليهم أن يدعوا شركاءهم لغاثتهم فيدعونهم فل يستجيبون
لهم.
-5جمع ال تعالى المشركين وما كانوا يعبدون من الشياطين في موبق واحد في جهنم وهو وادي من شر
أودية جهنم وأسواها.
} ولقد %صرفنا في هـذا ٱلقر%آن للناس من ك Rل مثل@ وكان ٱلنسان أكثر شي%ء@ جدل } * { Sوما
منع ٱلناس أن يؤمنو*ا إذ جآءهم ٱلهدى ويس%تغفروا ربهم %إل أن تأتيهم %سنة ٱلولين أو %يأتيهم
ٱلعذاب قبل } * { Sوما نر%سل) ٱلمر%سلين إل مبشRرين ومنذرين ويجادل) ٱلذين كفروا بٱلباطل
ليد%حضوا به ٱلحق وٱتخذو*ا آياتي وما أ)نذروا هزوSا { * } ومن %أظلم ممن ذكRر بآيت رب#ه
فأع%رض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم %أكنة Sأن يفقهوه وفي آذانهم %وقرا
وإن تد%عهم %إلى ٱلهدى فلن %يه%تدو*ا إذا Sأبدا } * { SوربOك ٱلغفور ذو ٱلرح%مة لو %يؤاخذهم بما
كسبوا لعجل لهم ٱلعذاب بل لهم مو%عد Vلن يجدوا من دونه مو%ئل } * { Sوتلك ٱلقرى أه%لكناهم
لما ظلموا وجعلنا لمه%لكهم مو%عدا{ S
شرح الكلمات:
} أكنة { :أغطية.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في بيان حجج ال تعالى على عباده ليؤمنوا به ويعبدوه وحده فينجوا من عذابه ويدخلوا
دار كرامته فقال تعالى } :ولقد صرفنا في هذا القرآن من كل مثل { أي ضربنا فيه المثال الكثيرة وبينا فيه
الحجج العديدة } ،وصرفنا فيه { من الوعد والوعيد ترغيبا Nوترهيبا ،Nوقابلوا كل ذلك بالجحود والمكابرة،
} وكان النسان أكثر شيء جدل { Nفأكثر هم النسان يصرفه في الجدل والخصومات حتى ل يذعن للحق ويسلم
به ويؤديه ان كان عليه .هذا ما دلت عليته الية الولى (54) :أما الية الثانية فقد أخبر تعالى فيها ان الناس ما
منعهم } أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى { وهو بيان طريق السعادة والنجاة باليمان وصالح العمال بعد التخلي
عن الكفر والشرك وسوء العمال } ويستغفروا ربهم إل أن تأتيهم سنة الولين { بعذاب الستئصال والبادة
الشاملة } ،أو يأتيهم { عذاب يوم القيامة معاينة وهو معنى قوله تعالى } :أو يأتيهم العذاب قبل { Nوحينئذ ل ينفع
اليمان .وقوله تعالى } :وما نرسل المرسلين ال مبشرين ومنذرين { أي دعاة هداة يبشرون من آمن وعمل
صالحا Nبالجنة وينذرون من كفر ،وعمل سوءا Nبالنار .فلم نرسلهم جبارين ولم نكلفهم بهداية الناس أجمعين ،لكن
الذين كفروا يتعامون عن هذه الحقيقة ويجادلون } الباطل ليدحضوا به الحق { } .واتخذوا { آيات ال وحججه }
وما أنذر { به من العذاب اللزم لكفرهم وعنادهم اتخذوه سخرية وهزءا Nيهزءون به ويسخرون منه وبذلك
أصبحوا من أظم الناس .وهو ما قررته الية ) (57إذ قال تعالى فيها } :ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه
فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه { أي من الجرام والشر والشرك .اللهم إنه ل أحد اظلم من هذا النسان
الكافر العنيد .ثم ذكر تعالى سبب ظلم وإعراض ونسيان هؤلء الظلمة المعرضين الناسين وهو أنه تعالى
حسب سنته فيمن توغل في الشر والظلم والفساد يجعل على قلبه كنانا Nيحيط به فيصبح ل يفقه شيئا .ويجعل في
أذنيه فل يسمع الهدى .ولذا قال لرسوله صلى ال عليه وسلم } :وإن تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا إذا { Nأي بعد
ما جعل على قلوبهم من الكنة وفي آذانهم من الوقر } أبدا.{ N
وقوله تعالى } :وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا { أي لو يؤاخذ هؤلء الظلمة المعرضين
} لعجل لهم العذاب { ،ولكن مغفرته ورحمته تأبيان ذلك وإل لعجل لهم العذاب فأهلكهم أمامكم وأنتم تنظرون.
ولكن } لهم موعد لن يجدوا من دونه موئل { Nيئلون اليه ول ملجأ يلجأون إليه .ويرجح أن يكون يكون ذلك يوم
بدر لن السياق في الظلمة العاندين المحرومين من هداية ال كأبي جهل ابن أبي معيط والخنس بن شريق،
هذا أول .وثانيا Nقوله تعالى } :وتلك القرى أهلكناهم لما ظلملوا { يريد أهل القرى من قوم هود وقوم صالح وقم
لوط } .وجعلنا لمهلكهم موعدا { Nأي لهلكهم موعدا Nمحددا Nفكذلك هؤلء المجرمون من قريش ،وقد اهلكهم
ببدر ولعنهم الى البد.
هداية اليات -1 :لقد أعذر ال تعالى الى الناس بما يبين في كتابه من الحجج وما ضرب فيه من المثال.
-3بيان مهمة الرسل وهي البشارة والنذارة وليست إكراه الناس على اليمان.
-4بيان عظم ظلم من يذكر بالقرآن فيعوض ويواصل جرائمه ناسيNا ما قدمت يداه.
-5بيان سنة ال في أن العبد إذا واصل الشر والفساد يحجب عن اليمان والخير ويحرم الهداية ابدا Nحتى يهلك
كافرا Nظالما Nفيخلد في العذاب المهين.
} وإذ قال موسى لفتاه ل* أب%رح حتى أب%لغ مج%مع ٱلبح%ري%ن أو %أم%ضي حقبا } * { Sفلما بلغا مج%مع
بي%نهما نسيا حوتهما فٱتخذ سبيله في ٱلبح%ر سربا } * { Sفلما جاوزا قال لفتاه آتنا غدآءنا لقد
لقينا من سفرنا هـذا نصبا } * { Sقال أرأي%ت إذ أوي%نآ إلى ٱلصخرة فإنRي نسيت ٱلحوت ومآ
أنسانيه إل ٱلشي%طان أن %أذكره وٱتخذ سبيله في ٱلبح%ر عجبا } * { Sقال ذلك ما كنا نب%غ فٱر%تدا
على آثارهما قصصا } * { Sفوجدا عب%دا Sم#ن %عبادنآ آتي%ناه رح%مة Sم#ن %عندنا وعلم%ناه من لدنا
علما } * { Sقال له موسى هل أتبعك على أن تعلRمن مما علRم%ت رشدا } * { Sقال إنك لن
تس%تطيع معي صب%را } * { Sوكي%ف تص%بر على ما لم %تحط به خب%رSا { * } قال ستجدني* إن شآء
ٱلله صابرSا ول أع%صي لك أم%رSا {
شرح الكلمات:
} وإذ قال موسى لفتاه { :أي أذكر إذ قال موسى بن عمران نبي بني إسرائيل لفتاه يوشع بن نون بن افرايم بن
يوسف عليه السلم.
} مجمع البحرين { :أي حيث ألتقى البحران بحر فارص وبحر الروم.
} سبيله في البحر سريا : { Nأي طريقه في البحر سربا Nأي طريقا Nكالنفق.
} فلما جاوزا { :أي المكان الذي فيه الصخرة ومنه اتخذ الحوت طريقه في البحر سريا.N
} في البحر عجبا : { Nأي عجبا Nلموسى حيث تعجب من إحياء الحوت وإتخاذه في البحر طريقا Nكالنفق في
الجبل.
} ول أعصي لك أمرا : { Nأي انتهى الى ما تأمرني به وإن لم يكن موافقا Nهواي.
معنى اليات:
هذه قصة موسى مع الخضر عليهما السلم وهي تقرر نبوة محمد صلى ال عليه وسلم وتؤكدها .إذ مثل هذا
القصص الحق ل يتأنى لحد أن يقصه مالم يتلقه وحيا Nمن ال عزوجل .قال تعالى } :وإذ قال موسى { أي
أذكر يا رسولنا تدليل Nعلى توحيدنا ولقائنا ونبوتك .إذ قال موسى بن عمران نبينا الى نبي إسرائيل لفتاه يوشع
بن نون } ل أبرح { أي سائرا } Nحتى أبلغ مجمع البحرين { حيث أرشدني ربي الى لقاء عبد هناك من عباده
هو أكثر مني علما Nحتى اتعلم منه علما Nازيده على علمي } ،أو أمضي حقبا { Nأي أواصل سيري زمنا Nطويل
حتى أظفر بهذا العبد الصالح لتعلم عنه .قوله تعالى } :فلما بلغا مجمع بينهما { أي بين البحرين وهما بحر
فارس عند باب المندب حيث التقى البحر الحمر والبحر الهندي .أو البحر البيض والطلنطي عند طنجة وال
أعلم بأيها أراد .وقوله } نسيا Nحوتمها { أي نسي الفتى الحوت ،إذ هو الذي كان يحمله ،ولكن نسب النسيان
إليهما جريا Nعلى المتعارف من لغة العرب ،وهذا الحوت قد جلعه ال تعالى علمة لموسى على وجود الخضر
حيث يفقد الحوت ،إذ القصة كما في البخاري تبتدئ بأن موسى خطب يوما Nفي بنى إسرائيل فأجاد وأفاد
فاعجب به شاب من بني إسرائيل فقال له :هل يوجد من هو اعلم منك موسى؟ فقال :ل .فأوحى إليه ربه فورا
بلى عبدنا خضر ،فتاقت نفسه للقياه للتعلم عنه ،فسأل ربه ذلك ،فأرشده الى مكان لقياه وهو مجمع البحرين،
وجعل له الحوت علمة فأمره ان ياخذ طعامه حوتا Nوأعلمه أنه إذا فقد الحوت فثم يوجد عبدال خضر ومن هنا
لما بلغا مجمع البحرين واستراحا فنام موسى والفتى شبه نائم وإذا بالحوت يخرج من المكتل )وعاء( ويشق
طريقه الى البحر فينجاب عنه البحر فيكون كالطاق أو النفق آية موسى.
ويغلب النوم على يوشع فينام فلما استراحا قاما مواصلين سيرهما ونسي الفتى وذهب من نفسه خروج الحوت
من المكتل ودخوله في البحر لغلبة النوم فلما مشيا مسافة بعيدة وشعرا بالجوع وقد جاوزا المنطقة التي هي
مجمع البحرين قال موسى للفتى } آتنا غذاءنا { وعلل ذلك بقوله } :لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا { Nأي تعبا .Nهنا
قال الفتى لموسى ما قص ال تعالى :قال مجيبا Nلموسى } أرأيت { أي أتذكر } إذ أوينا الى الصخرة { التي
استراحا عندها } فإني نسيت الحوت { وقال كالمعتذر } ،وما أنسانيه ال الشيطان أن أذكره ،واتخذ سبيله { أي
طريقه } في البحر عجبا { Nأي حيي بعد موت ومشى حتى انتهى الى البحر وانجاب له البحر فكان كالسرب فيه
أي النفق فأجابه موسى بما قص تعالى } :قال ذلك ما كنا نبغ { وذلك لن ال تعالى جعل لموسى فقدان الحوت
علمة على مكان الخضر الذي يوجد فيه } فارتدا { أي رجعا } على آثارهما قصصا { Nأي يتتبعان آثار
أقدامهما } فوجدا { خضرا Nكما قال تعالى } :فوجدا عبدا Nمن عبادنا { وهو خضر } آتيناه رحمة من لدنا { أي
نبوة } وعلمناه من لدنا علما { Nوهو علم غيب خاص به } وقال له موسى { مستعطفا Nله } هل أتبعك على أن
تعلمني مما علمت رشدا { Nأي مما علمك ال رشدا Nأي رشادا Nيدلني على الحق وتحصل لي به هداية فأجابه
خضر بما قال تعالى } :قال إنك لن تستطيع معي صبرا { Nيريد أن يرى منه امورا Nل يقره عليها وخضر ل بد
يفعلها فيتضايق موسى لذلك ول يطيق الصبر ،وعلل له عدم استطاعته الصبر بقوله } وكيف تصبر على ما لم
تحط به خبرNا { أي علما Nكامل .Nفأجابه موسى وقد صمم على الرحلة لطلب العلم مهما كلفه الثمن فقال
} ستجدني إن شاء ال صابرا Nول أعصي لك أمرا { Nأي سأنتهي الى ما تأمرني وإن لم يكن موافقا Nلما أحب
وأهوى.
هداية اليات:
-1عتب ال تعالى على رسوله يا موسى عليه السلم سئل هل هناك من هو اعلم منك فقال ل وكان
المفروض أن يقول على القل ال أعلم .فعوقب لذللك فكلف هذه الرحلة الشاقة.
-2استحباب الرفقة في السفر ،وخدمة التلميذ للشيخ ،إذ كان يوشع يخدم موسى بحمل الزاد -3 .طروء
النسيان على النسان مهما كان صالحا.
-4مراجعة الصواب بعد الخطأ خير من التمادي على الخطأ } فارتدا على آثارهما قصصا {؟
-5تجلى قدرة ال تعالى في إحياء الحوت بعد الموت ،وانجياب الماء عليه حتى كان كالطاق فكان للحوت
سربا Nولموسى وفتاه عجبا .وبه استدل موسى اي بهذا العجب على مكان خضر فوجده هناك.
-6استحباب طلب المزيد من العلم مهما كان المرء عالما Nوهنا أورد الحديث التالي وهو خير من قنطار ذهبا
لمن حفظه وعمل به وهو قول ابن عباس رضي ال عنه قال سأل موسى ربه :قال رب أي عبادك احب إليك؟
قال :الذي يذكرني ول ينساني ،قال :فأي عبيدك أقضى؟ قال الذي يقضي بالحق ول يتبع الهوى ،قال :أي رب
عبادك اعلم؟ قال :الذي يبتغي علم الناس الى علم نفسه عسى ان يصيب كلمة تهديه الى هدى أو ترده عن
ردى ،وللثر بقية ذكراه ابن جرير عند تفسير هذه اليات.
} قال فإن ٱتبع%تني فل تس%ألني عن شيء@ حتى )أح%دث لك منه ذكرا } * { Sفٱنطلقا حتى إذا ركبا
في ٱلسفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أه%لها لقد %جئت شي%ئا Sإم%را } * { Sقال ألم %أقل إنك لن
تس%تطيع معي صب%را } * { Sقال ل تؤاخذني بما نسيت ول تر%هقني من %أم%ري عس%را* { S
} فٱنطلقا حتى إذا لقيا غلما Sفقتله قال أقتلت نفسا Sزكية Sبغي%ر نفس@ لقد %جئت شي%ئا SنكرSا {
شرح الكلمات:
} ل ترهقني { :أي ل تغشيني بما يعسر علي ول أطيق حمله علي صحبتي إياك.
} نكرا :{ Nالمر الذي تنكره الشرائع والعقول من سائر المناكر! وهو المنكر الشديد النكارة.
معنى اليات :ما زال السياق الكريم في الحوار الذي بين موسى السلم والعالم الذي أراد أن يصحبه لطلب
العلم منه وهو خضر .قوله تعالى } :قال { أي خضر } فإن اتبعني { مصاحبا Nلي لطلب العلم } فل تسألني عن
شيء { أفعله مما ل تعرف له وجها Nشرعيا } Nحتى أحدث لك منه ذكرا { Nأي حتى أكون أنا الذي يبين لك
حقيقته وما جهلت منه .وقوله تعالى } :فانطلقا { أي بعد رضا موسى بطلب خضر انطلقا يسيران في الرض
فوصل ميناء من المواني البحرية ،فركبا سفينة كان خضر يعرف أصحابها فلم يأخذوا منهما أجر الركاب فلما
أقلعت السفينة ،وتوغلت في البحر أخذ خضر فأسا Nفخرق السفينة ،فجعل موسى يحشو بثوب له الخرق ويقول:
} أخرقتها لتغرق أهلها { على انهما حملنا بدون نول } لقد جئت شيئا Nإمرا { Nأي أتيت يا عالم منكرا Nفظيعا
فأجابه خضر بما قص تعالى } :قال ألم أقل إنك لن تستطيع صبرا { Nفأجاب موسى بما ذكر تعالى عنه } :قال
ل تؤاخذني بما نسيت ول ترهقني من أمري عسرا { Nأي ل تعاقبني بالنسيان فإن الناسي ل حرج عليه .وكانت
هذه من موسى نسيانNا حقا Nول تغشني بما يعسر علي ول أطيقه فاتضايق من صحبتي إياك.
قال تعالى } :فانطلقا { بعد نزولهما ومن البحر الى البر فوجدا غلما Nجميل Nوسيما Nيلعب مع الغلمان فأخذه
خضر جانبا Nوأضجعه وذبحه فقال له موسى بما أخبر تعالى عنه } :أقتلت نفسا Nزكية بغير نفس { زاكية طاهرة
لم يذنب صاحبها ذنبا Nتلوث به روحه ولم يقتل نفسا Nيستوجب بها القصاص } لقد جئت شيئا NنكرNا { أي أتيت
منكرا Nعظيما Nبقتلك نفسا Nطاهرة ولم تذنب ولم تكن هذه نسيانا Nمن موسى بل كان عمدا Nأنه لم يطق فعل منكر
كهذا لم يعرف له وجها Nول سببا.
هداية اليات:
} قال ألم %أقل لك إنك لن تس%تطيع معي صب%رSا { * } قال إن سألتك عن شي%ء@ بع%دها فل
تصاحب%ني قد %بلغت من لدنRي عذرا } * { Sفٱنطلقا حتى إذآ أتيآ أه%ل قر%ية@ ٱس%تطعمآ أه%لها فأبو%ا
أن يضي#فوهما فوجدا فيها جدارSا يريد أن ينقض فأقامه قال لو %شئت لتخذت علي%ه أج%رSا { *
} قال هـذا فراق بي%ني وبي%نك سأ)نب#ئ)ك بتأويل ما لم %تس%تطع علي%ه صب%رSا {
شرح الكلمات:
} من لدني عذرا : { Nأي من قبلي " جهتي " عذرا Nفي عدم مصاحبتي لك.
} هذا فراق بيني وبينك { :أي قولك هذا } لو شئت لتخذت عليه أجرا { Nهو نهاية الصحبة وبداية المفارقة.
معنى اليات :ما زال السياق في محاورة الخضر مع موسى عليهما السلم ،فقد تقدم إنكار موسى على الخضر
قتله الغلم بغير نفس ،ول جرم إرتكبه ،وبالغ موسى في إنكاره الى أن قال:
{ } لقد جئت شيئا SنكرSا
فأجابه خضر بما أخبر تعالى به في قوله } :ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا { لما سألتني الصحبة
للتعليم ،فأجاب موسى بما أخبر تعالى له في قوله } :قال إن سألتك عن شيء بعدها( أي بعد هذه المرة } فل
تصاحبني { أي أترك صحبتي فإنك } قد بلغت من لدني { أي من جهتي وقبلي عذرا Nفي تركك إياي.
قال تعالى } :فانطلقا { في سفرهما } حتى أتيا أهل قرية { " أي مدينة " قيل إنها انطاكية ووصلها في الليل
والجو بارد فاستطعما أهلها أي طلبا Nمنهم الضيف الواجب له } فأبوا أن يضيفوهما ،فوجدا فيها { أي في القرية
} جدارا Nيريد أن ينقض { أي يسقط فأقامة الخضر وأصلحه فقال موسى له } :لو شئت لتخذت عليه أجرا { Nأي
جعل مقابل إصلحه ،ل سيما أن اهل هذه القرية لم يعطونا حقنا من الضيافة .وهنا قال الخضر لموسى } :هذا
فراق بيني وبينك { لنك تعهدت إنك اذا سألتني بعد حادثة قتل الغلم عن شيء ان ل تطلب صحبتي وها انت
قد سألتني ،فهذا وقت فراقك إذNا } سأنبئك { أي أخبرك } بتأويل ما لم تستطيع عليه صبرا { Nمن خرق السفينة
الغلم وإقامة الجدار.
هداية اليات:
} أما ٱلسفينة فكانت لمساكين يع%ملون في ٱلبح%ر فأردت أن %أعيبها وكان ورآءهم ملك Vيأخذ كل
سفينة@ غص%با } * { Sوأما ٱلغلم فكان أبواه مؤمني%ن فخشينآ أن ير%هقهما طغيانا SوكفرSا { *
} فأرد%نآ أن يب%دلهما ربOهما خي%را Sم#نه زكـاة Sوأقرب رح%ما } * { Sوأما ٱلجدار فكان لغلمي%ن
يتيمي%ن في ٱلمدينة وكان تح%ته كنز Vلهما وكان أبوهما صالحا Sفأراد ربOك أن يب%لغآ أشدهما
ويس%تخرجا كنزهما رح%مة Sم#ن رب#ك وما فعلته عن %أم%ري ذلك تأويل) ما لم %تس%طـع علي%ه صب%رSا {
شرح الكلمات:
} وما فعلته عن امري { :أي عن اختيار مني بل بأمر ربي جل جلله وعظم سلطانه .معنى اليات:
هذا آخر حديث موسى والخضر عليهما السلم ،فقد واعد الخضر موسى عندما اعلن له عن فراقه أن يبين له
تأويل مالم يستطع عليه صبرا ،Nوهذا بيانه قال تعالى " حكاية عن الخضر " } أما السفينة { التي خرقتها
وأنكرت علي ذلك } فكانت لمساكين يعملون في البحر { يؤجرون سفينتهم بما يحصل لهم بعض القوت
} فأردت أن أعيبها { ل لغرق أهلها } ،وكان رواءهم ملك { ظالم } يأخذ كل سفينة { صالحة } غصبNا { أي
قهرا Nوإنما أردتان أبقيها لهم إذ الملك المذكور ل يأخذ إل السفن الصالحة } وأما الغلم { الذي قتلت وأنكرت
علي bقتله } فكان أبواه مؤمنين فخشيا { Nإن كبر } أن يرهقهما { أي يغشيهما } طغيا Nوكفرا Nفأردنا أن يبدلهما
ربهما خيرا Nمنه زكاة { أي طهرا Nوصلحا } Nوأقرب رحما { Nأي رحمة وبرا Nفلذا قتته } ،وأما الجدار فكان
لغلمين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما ،وكان ابوهما صالحا Nفأراد ربك ان يبلغا أشدهما { أي سن
الرشد } ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك { أي كان ذلك رحمة } وما فعلته عن أمري { أي عن إرادتي
وإختياري بل كان بأمر ربي وتعليمه } .ذلك { أي هذا } تأويل ما لم تسطع عليه صبرا.{ N
هداية اليات:
-1بيان ضروب من خفي ألطاف ال تعال فعلى المؤمن أن يرضى بقضاء ال تعالى وإن كان ظاهره ضارا.N
-2بيان حسن تدبير ال تعالى لوليائه بما ظاهره عذاب ولكن في باطنه رحمة.
-4كل ما أتاه الخضر كان بوحي إلهي وليس هو مما يدعيه جهال الناس ويسمونه بالعلم اللدني وأضافوه الى
من يسمونهم الولياء ،وقد يسمونه كشفا ،Nويؤكد بطلن هذا أن النبي صلى ال عليه وسلم قال :إن الخضر قال
لموسى :أنا على علم علمني رب وأنت على علم مما علمك ال وإن علمي وعلمك الى علم ال ال كما يأخذ
الطائر بمنقاره من البحر.
} ويس%ألونك عن ذي ٱلقر%ني%ن قل سأتلوا علي%كم م#نه ذكرا } * { Sإنا مكنا له في ٱلر%ض وآتي%ناه
يء@ سببا } * { Sفأتبع سببا } * { Sحتى إذا بلغ مغرب ٱلشم%س وجدها تغرب في عي%ن
من كل Rش %
حمئة@ ووجد عندها قو%ما Sقلنا يذا ٱلقر%ني%ن إمآ أن تعذRب وإمآ أن تتخذ فيهم %حس%نا } * { Sقال أما
من ظلم فسو%ف نعذRبه ثم يرد Oإلى رب#ه فيعذRبه عذابا SنكرSا { * } وأما من %آمن وعمل صالحا Sفله
جزآء gٱلحس%نى وسنقو )ل له من %أم%رنا يس%را } * { Sثم أتبع سببا } * { Sحتى إذا بلغ مطلع
ٱلشم%س وجدها تطلع على قو%م@ لم %نج%عل لهم %م#ن دونها سترSا { * } كذلك وقد %أحطنا بما لدي%ه
خب%را } * { Sثم أتبع سببا } * { Sحتى إذا بلغ بي%ن السدي%ن وجد من دونهما قو%ما Sل يكادون
يفقهون قو%ل{ S
شرح الكلمات:
} سأتلوا عليكم منه ذكرا : { Nسأقص عليكم من حاله خيرا Nيحمل موعظة وعلما.N
} فأتبع سببا { :أي فأتبع السبب سببا Nآخر حتى انتهى الى مراده.
} تغرب في عين حمئة { :ذات حماة وهي الطين السود وغروبها إنما هو نظر العين وأل فالشمس في السماء
والبحر في الرض.
} قوم لم نجعل لهم من دونها { :القوم هو الزنج ولم يكن لهم يومئذ ثياب يلبسونها ول منازل يسكنونها وإنما
لهم أسراب في الرض يدخلون فيها.
} بين السدين { :السدان جبلن شمال شرق بلد الترك سد ذو القرنين ما بينهما فقيل فيهما سدان.
} قوما Nل يكادون يفقهون قول : { Nل يفهمون كلم من يخاطبهم ال بشدة وبط وهم يأجوح ومأجوج.
معنى اليات :هذه قصة العبد الصالح ذي القرنين الحميري التعبي على الراجح من أقوال العلماء ،وهو
السنكدر باني السكندرية المصرية ،ولمر ما لقب بذي القرنين ،وكان قد تضمن سؤال قريش النبي صلى ال
عليه وسلم بإيعاذ من يهود المدينة ذا القرنين إذ قالوا لقريش سلوه عن الروح وأصحاب الكهف وذي القرنين
فإن أجابكم عنها فإنه نبي ،وإل فهو غير نبي فروا رأيكم فيه فكان الجواب عن الروح في سورة السراء وعن
الفتية وذي القرنين في سورة الكهف هذه وقد تقدم الحديث التفصيلي عن أصحاب الكهف في أول السورة وهذا
بدء الحديث المتضمن للجابة عن الملك ذي القرنين عليه السلم قال تعالى } :ويسألونك { يا نبينا } عن ذي
القرنين قل { للسائلين من مشركي قريش } سأتلوا عليكم منه ذكرا { أي سأقرأ عليكم من أمره وشأنه العظيم
ذكرا Nخبرا Nيحمل الموعظة والعلم والمعرفة :وقوله تعالى } :إنا مكنا له في الرض وآتيناه من كل شيء
سببا { .هذه بداية الحديث عنه فأخبر تعالى أنه مكن له في الرض بالملك والسلطان ،واعطاه من كل شيء
يحتاج إليه في فتحه الرض ونشر العدل والخير فيها سببا Nيوصله الى ذلك ،وقوله } فأتبع سببا { Nحسب سنة
ال في تكامل الشياء فمن صنع إبرة وتابع السباب التي توصل بها الى صنع البرة فإنه يصنع المسلة ،وهكذا
تابعه بين أسباب الغزو والفتح والسير في الرض } حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة {
وهي على ساحل المحيط الطلنطي ،وكونها تغرب فيها هو بحسب رأي العين ،وال فالشمس في السماء والعين
الحمئة والمحيط الى جنبها في الرض وقوله تعالى } :ووجد عندها { أي عند تلك العين في ذلك القليم
المغربي } قوما { Nأي كافرين غير مسلمين فأذن ال تعالى له في التحكم والتصرف فيهم إذ يسر له أسباب
الغلبة عليهم وهن معنى قوله تعالى } :قلنا يا ذا القرنين { وقد يكون نبيا Nويكون قوله ال تعالى هذا له وحيا
وهو } إما أن تعذب { بالسر والقتل } ،وإما أن تتخذ فيهم حسنا { Nوهذا بعد حربهم والتغلب عليهم فأجاب ذو
القرنين ربما أخبر تعالى به } :أما من ظلم { أي بالشرك والكفر } فسوف نعذبه { بالقتل والسر } ،ثم يرد الى
ربه { بعد موته } فيعذبه عذابNا نكرا { Nأي فظيعا Nأليما.N
} وأما من آمن وعمل صالحا { Nأي يسلم وحسن اسلمه } فله جزاء { على إيمانه وصالح أعماله } الحسنى {
أي الجنة في الخرة } وسنقول له من أمرنا يسرا { فل نغلظ له في القول ول نكلفه ما يشق عليه ويرهقه.
وقوله تعالى } :ثم أتبع سببا { Nأي ما تحصل عليه من القوة فتح المغرب استخدمه في مواصلة الغزو والفتح في
المشرق } حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم { بدائيين لم تساعدهم الرض التي يعشيون عليها
على التحضر فلذا هم ل يبنون الدور ول يلبسون الثياب ،ولكن يسكنون الكهوف والمغارات والسراديب وهو
ما دل عليه قوله تعالى } :لم نجعل من دونها { أي الشمس } سترا .{ Nوقوله تعالى } :كذلك { أي القول الذي
قلنا والوصف الذي وصفنا لك من حال ذي القرنين } وقد أحطنا { من قوة وأسباب مادية وروحية } خبرا { اي
علما كامل .وقوله تعالى } :ثم أتبع { أي ذو القرنين } سببا { أي واصل طريقه في الغزو والفتح } حتى إذا بلغ
بين السدين { وهما جبلن بأقصى الشمال الشرقي للرض بنى ذو القرنين بينهما سدا Nعظيما Nحال به دون غزو
يأجوج ومأجوج للقليم المجاور لهم ،وهم القوم الذين قال تعالى عنهم )وجد من دونهما قوما Nل يكادون يفقهون
قول( فل يفهمون ما يقال لهم ويخاطبون به إل بشدة وبطء كبير.
هداية اليات:
من هداية اليات:
-1تقرير نبوة النبي محمد صلى ال عليه وسلم إذ هذا جواب آخر أسئلة قريش الثلثة .قرأه عليهم قرآنا
موحى به إليه.
-3قول :ذو القرنين } :أما من ظلم .....الخ { يجب ان يكون مادة دستورية يحكم به الفراد والجماعات
لصدقها وإجابيتها وموافقتها لحكم ال تعالى ورضاه ،ومن السف أن يعكس هذا القول السديد والحكم الرشيد
فيصبح اهل الظلم مكرمين لدى الحكومات ،وأهل اليمان والستقامة مهانين!!
-4بيان وجود أمم بدائية الى عهد ما بعد ذي القرنين ل يلبسون ثيابا Nول يسكنون سوى الكهوف والمغارات
ويوجد في البلد الكيئية الى الن قبائل ل يرتدون الثياب ،وإنما يضعون على فروجهم خيوط وسيور ل غير.
-5تقرير أن هذا الملك الصالح قد ملك الرض فهو أحد أربعة حكموا شرقا Nوغربا.N
} قالوا يذا ٱلقر%ني%ن إن يأجوج ومأجوج مفسدون في ٱلر%ض فهل نج%عل) لك خر%جا Sعلى أن تج%عل
بي%ننا وبي%نهم %سدjا } * { Sقال ما مكنRي فيه رب#ي خ %ير Vفأعينوني بقوة@ أج%عل بي%نكم %وبي%نهم %رد%ما{ S
* } آتوني زبر ٱلحديد حتى إذا ساوى بي%ن ٱلصدفي%ن قال ٱنفخوا حتى إذا جعله نارSا قال آتوني
أ)فرغ علي%ه قطرا } * { Sفما ٱس%طاعو*ا أن يظهروه وما ٱس%تطاعوا له نقبا } * { Sقال هـذا رح%مة
م#ن رب#ي فإذا جآء وع%د رب#ي جعله دكآء وكان وع%د رب#ي ح {قا } * { Sوتركنا بع%ضهم %يو%مئذ@ يموج
في بع%ض@ ونفخ في ٱلصOور فجمع%ناهم %جم%عا } * { Sوعرض%نا جهنم يو%مئذ@ لRلكافرين عر%ضا} * { S
ٱلذين كانت أع%ينهم %في غطآء@ عن ذكري وكانوا ل يس%تطيعون سم%عا{ S
شرح الكلمات:
يأجوج ومأجوج :قبيلتان من أولد يافث بن نوح عليه السلم وال أعلم.
} زبر الحديد { :جمع زبرة قطعة من حديد على قدر الحجرة التي يبنى بها.
} وتركنا بعضهم { :أي يأجوج ومأجوج أي يذهبون ويجيئون في اضطراب كموج البحر.
} أعينهم في غطاء عن ذكري { :أي عن القرآن ل يفتحون أعينهم فيما تقرأه عليهم بغضا Nله أو أعين قلوبهم
وهي البصائر فهي في أكنة ل تبصر الحق ول تعرفه.
معنى اليات:
ما زال السياق في حديث ذي القرنين إذ شكا إليه سكان المنطقة الشمالية الشرقية من الرض ،بما أخبر تعالى
به عنهم إذ قال } :قالوا يا ذا القرنين أن يأجوج وماجوج مفسدون في الرض { أي القتل والكل والتدمير
والتخريب } ،فهل نجعل لك مخرجNا { أي أجرا } Nعلى أن تجعل بيننا وبينهم سدا { Nأي حاجزا NقويNا ل يصلون
معه إلينا .فأجابهم ذو القرنين بما أخبر ال تعالى به في قوله } :قال ما مكني فيه ربي { من المال القوة
والسلطان } خير { أي من جعلكم وخرجكم } فأعيوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما { Nأي أي سدا NقويNا وحاجزا
مانعا } Nآتوني زبر الحديد { أي قطع الحديد كل قطعة كاللبنة المضروية ،فجاءوا به إليه فأخذ يضع الحجارة
وزبر الحديد ويبني حتى ارتفع البناء فساوى بين الصدفين جابني الجبلين ،وقال لهم } انفخوا { أي النار على
الحديد } حتى إذا جعله نارا { قال آتوني بالنحاس المذاب أفرغ عليه قطرا فأتوه به فأفرغ عليه من القطر ما
جعله كأنه صفيحة واحدة من نحاس } فما اسطاعوا { أي يأجوج وماجوج } أن يظهروه { أي يعلوا فوقه،
} وما استطاعوا له نقبا { Nأي خرقا Nفلما نظر إليه وهو جبل شامخ وحصن حصين قال هذا من رحمة ربي أي
من أثر رحمة ربي علي bوعلى الناس وأردف قائل } Nفإذا جاء وعد ربي { وهو خروج يأجوج ومأجوج عند
قرب الساعة } جعله دكا { أي ترابا Nمساويا Nللرض } ،وكان وعد ربي حقا { وهذا مما وعد به وأنه كائن ل
محالة قال تعالى } :وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض { أي مختلطين مضطرين أنسهم وجنهم } ونفخ في
الصور { نفخة البعث } فجمعناهم { للحساب والجزاء } جمعا وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا { Nحقيقيا
يشاهدونها فيه من قرب ،ثم ذكر ذنب الكافرين وعلة عرضهم على النار فقال :وقوله الحق } :الذين كانت
أعينهم في غطاء عن ذكري { أي أعين قلوبهم وهي البصائر فلذا هم ل ينظرون في آيات ال الكونية فيستدلون
بها على وجود ال ووجوب عبادته وتوحيده فيها ،ول في آيات ال القرآنية فيهتدون بها الى أنه ل إله إل ال
ويعبدونه بما تضمنته اليات القرآنية } ،وكانوا ل يستطيعون سمعا { Nللحق ولما يدعوا إليه رسل ال من الهدى
والمعروف.
هداية اليات
} أفحسب ٱلذين كفرو*ا أن يتخذوا عبادي من دوني* أو%ليآء إنآ أع%تد%نا جهنم للكافرين نزل} * { S
قل هل ننب#ئ)كم بٱلخسرين أع%مال } * { Sٱلذين ضل سع%يهم %في ٱلحياة ٱلدOنيا وهم %يح%سبون أنهم
يح%سنون صنعا) } * { Sأو%لـئك ٱلذين كفروا بآيات رب#هم %ولقائه فحبطت أع%مالهم %فل نقيم لهم
يو%م ٱلقيامة وز%نا } * { Sذلك جزآؤ)هم %جهنم بما كفروا وٱتخذو*ا آياتي ورسلي هزوا{ S
شرح الكلمات:
} أفحسب الذين كفروا { :الستفهام للتقريع والتوبيخ.
} نزل :{ Nالنزل :ما يعد للضيف من قرى وهو طعامه وشرابه ومنامه.
} بآيات ربهم { :أي بالقرآن وما فيه من دلئل التوحيد والحكام الشرعية.
} ذلك { :أي أولئك جزاؤهم وأطلق لفظ ذلك بدل أولئك ،لنهم بكفرهم وحبوط أعمالهم أصبحوا غثاء كغثاء
السيل ل خير فيه ول وزن له فحسن أن يثار إليه بذلك.
معنى اليات:
ينكر تعالى على المشركين شركهم ويوبخهم مقرعا Nلهم عاى ظنهم ان اتخاذهم عباده من دونه أولياء يعبدونهم
كالملئكة حيث عبدهم بعض العرب والمسيح حيث عبده النصارى ،والعزير حيث عبده بعض اليهود ،ل
ل أي دار ضيافة
يغضبه تعالى ول يعاقبهم عليه .وكيف ل يغضبه ول يعاقبهم عليه وقد أعد جهنم للكافرين نز N
لهم فيها طعامهم وفيها شرابهم وفيها فراشهم كما قال تعالى
{ } لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش
هذا ما دلت عليه الية الولى ) (102وهي قوله } أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء .إنا
أعتدنا جهنم للكافرين نزل { .وقوله تعالى في الية الثانية ) (103يخبر تعالى بأسلوب الستفهام للتشويق للخبر
فيقول } قل هل ننبئكم { أيها المؤمنون } بالخسرين أعمال { Nإنهم } الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم
يحسبون أنهم يحسنون صنعا { أي عمل ،Nويعرفهم فيقول } أولئك الذي كفروا بآيات ربهم { فلم يؤمنوا بها،
وبلقاء ربهم فلم يعلموا العمل الذي يرضيه عنهم ويسعدهم به وهو اليمان الصحيح والعمل الصالح الذي شرعه
ال لعباده المؤمنين به يتقربون به إليه .فلذلك حبطت أعمالهم لنها شرك وكفر وشر الباطلة فإن أحدهم ل يزن
جناح بعوضة لخفته.
وأخيرا Nأعلن تعالى عن حكمه فيهم وعليهم فقال } ذلك { أي المذكور من غثاء الخلق } جزاؤهم جهنم { .وعلل
للحكم فقال } :بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا { Nأي سبب كفرهم واستهزائهم بآيات ربهم وبرسله فكان
الحكم عادل ،Nوالجزاء موافقا Nوالحمد ال رب العالمين.
هداية اليات
-1تقرير شرك من يتخذ الملئكة أو النبياء أو الولياء آلهة يعبدوهم تحت شعار التقرب الى ال تعالى
والستشفاع بهم والتوسل الى ال تعالى بحبهم والتقرب إليهم.
-2تقرير هلك أصحاب الهواء الذين يعبدون ال تعالى بغير ما شرع ويتوسلون إليه بغير ما جعله وسلية
لرضاه وجنته .كالخوارج والرهبان من النصارى والمبتدعة الروافض والسماعيلية ،والنصيرية والدروز ومن
إليهم من غلة المبتدعة في القعائد والعبادات والحكام الشرعية.
-3ل قيمة ول ثقل ول وزن لعمل ل يوافق رضا ال تعالى وقبوله له ،كما وزن عند ال تعالى لصاحبه ،وإن
مات خوفا Nمن ال أو شوقا Nإليه.
} إن ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات كانت لهم %جنات ٱلفر%دو%س نزل } * { Sخالدين فيها ل
يب%غون عنها حول } * { Sقل لو %كان ٱلبح%ر مدادا SلRكلمات رب#ي لنفد ٱلبح%ر قب%ل أن تنفد كلمات
رب#ي ولو %جئنا بمثله مددا } * { Sقل إنمآ أنا بشر Vم#ثلكم %يوحى إلي أنمآ إلـهكم %إلـ Vه واحد Vفمن
كان ير%جوا لقآء رب#ه فليع%مل عمل Sصالحا Sول يشرك %بعبادة رب#ه أحدا{ S
شرح الكلمات:
} يرجو لقاء ربه { :يأمل وينتظر البعث والجزاء يوم القيامة حيث يلقى ربه تعالى.
} ول يشرك بعبادة ربه أحدا : { Nأي ل يرائي بعمله أحدا Nول يشرك في عبادة ال تعالى غيره تعالى.
معنى البات:
بعدما ذكر تعالى جزاء اهل الشرك والهواء وأنه جهنم ناسب ذكر جزاء اهل اليمان والتقوى التي هي عمل
الصالحات واجتناب المحرمات فقال } :إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات { أي صدقدوا ال ورسوله وآمنوا
بلقاء ال ،ووعد لوليائه ،ووعيده لعدائه من أهل الشرك والمعاصي ،وعملوا الصالحات فأدوا الفرائض
والواجبات وسارعوا في النوافل والخيرات هؤلء } كانت لهم { في علم ال وحكمه } جنات الفردوس { أي
بساتين الفردوس منزل Nينزلونه ودار كرامة يكرمون فيها وينعمون ،والفردوس أعلى الجنة وأوسطها قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم واصفا Nلها ومرغبا Nفيها وقد ارتادها وانتهى الى مستوى فوقها ليلة السراء
والمعراج قال " :إن سألتم ال فسالوه الفردوس فغنها أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقها عرش الرحمن
تبارك وتعالى ،ومنه تفجر أنهار الجنة " ،كما في الصحيح ،وقوله تعالى } خالدين فيها ل يبغون عنها حول{ N
أي ماكثين فيها أبدا Nل يطلبون متحول Nعنها إذ نعيمها ل يمل وسعادتها ل تنقص ،وصفوها ل يكدر وسرورها
ل ينغص بموت ول بمرض ول نصب ول تعب جعلني ال ومن قال أمين من أهلها .آمين .وقوله تعالى } :قل
لو كان البحر مدادا Nلكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا { تضمنت هذه الية
ردا Nعلى اليهود الذين لما نزل قول ال تعالى
{ } وما أوتيتم من العلم ال قليل
في الرد عليهم لما سألوا عن الروح بواسطة وفد قريش اليهم .فقالوا :أوتينا التوارة وفيها علم كل شيء فأنزل
ل لمزاعمهم فأعلمهم وأعلم كل من يدعي العلم الذي ما
ال تعالى قل لو كان البحر مدادا Nالية ردا Nعليهم وإبطا N
فوقه علم بأنه لو كان البحر مدادا وكان كل غصن وعود في أشجار الدنيا كلها قلما ،Nوكتب بهما لنفذ ماء البحر
وأغصان الشجر ولم تنفذ كلمات ربي التي تحمل العلوم والمعارف اللهية وتدل عليها وتهدي إليها فسبحان ال
وبحمده ،سبحانه ال العظيم سبحان ال الذي انتهى إليه كل شيء وهو على كل شيء قدير .وقوله تعالى } :قل
إنما أنا بشر مثلكم يوحي الي أنما إلهكم إله واحد { .يأمر تعالى رسوله بأن يقول للمشركين الذين يطلبون منه
المعجزات كالتي أوتى موسى وعيسى :إنما أنا بشر مثلكم ل أقدر على ما ل تقدرون عليه أنتم ،والفرق بيننا
هو أنه يوحى الى المر من ربي وأنتم ل يوحى اليكم يوحى الي أنما إلهكم أي معبودكم الحق وربكم الصدق
هو إله واحد ال ربكم ورب آبائكم الولين.
وقوله } فمن كان يرجو { أي يأمل وينتظر } لقاء ربه { خوفا Nمنه وطمعا Nفيه } فليعمل عمل Nصالحا { Nوهو
مؤمن موقن } ،ول يشرك بعبادة ربه أحدا { Nفإن الشرك محبط للعمل مبطل له ،وبهذا يكون رجاء صادقا
وانتظاره صالحا Nصائبا.
هداية اليات
-5تقرير بشرية النبي )صلى ال عليه وسلم وأنه ليس روحا Nول نورا Nفحسب كما يقول الغلة الباطنية-6 .
تقرير التوحيد والتنديد بالشرك.
-7تقرير ان الرياء شرك لما ورد ان الية نزلت في بيان حكم المرء ويجاهد يريد وجه ال ويرغب ان يرى
مكانة بين الناس ،يصلى ويصوم ويجب أن يثنى عليه بذلك.
سورة مريم
} ك*هيع*ص* { * } ذكر رح%مة رب#ك عب%ده زكريآ { * } إذ نادى ربه ندآء gخفيjا } * { Sقال رب
إني وهن ٱلعظم منRي وٱشتعل ٱلرأس شي%با Sولم %أكن %بدعآئك رب #شقيjا } * { SوإنRي خفت ٱلموالي
من ورآئي وكانت ٱم%رأتي عاقرا Sفهب %لي من لدنك وليjا } * { Sيرثني ويرث من %آل يع%قوب
وٱج%عله رب #رض jيا } * { Sيزكريآ إنا نبشRرك بغلم@ ٱس%مه يح%يى لم %نج%عل له من ق %بل) سميjا{ S
شرح الكلمات:
} كjهlيlعlص { :هذه من الحروف المقطعة تكتب كهيعص كاف ،هاء يا عين صاد .ومذهب السلف أن يقال فيها:
ال أعلم بمراده بذلك.
} واشتعل الرأس شيبا : { Nأي انتشر الشيب في شعر انتشارا Nالنار في الحطب.
} ولم أكن بدعائك رب شقيا { :أي إنك لم تخيبني فما دعوتك فيه قبل فل تخيبني اليوم فيما أدعوك فيه.
} وإني خفت الموالي { :أي خشيت بني عمر أن يضيعوا الدين بعد موتي.
} إمرأتي عاقرا : { Nل تلد واسمها أشاع وهي أخت حنة أم مريم.
معنى اليات:
أما قوله تعالى :كjهlعيص فإن هذا من الحروف المقطعة والراجح أنها من المتشابه الذي نؤمن به ونفوض فهم
معناه لمنزله سبحانه وتعالى فنقول } :كهيعص { ال أعلم بمراده به .وأما قوله تعالى } :ذكر رحمة ربك عبده
زكريا { فإن معناه :مما تتلو عليك في هذا القرآن يا نبينا فيكون دليل Nعلى نبوتك ذكر رحمة ربك التي رحم
بها عبده زكريا حيث كبرت سنه ،وأمراته عاقر ل يولد لها ورغب في الولد لمصلحة الدعوة السلمية إذ ل
يوجد من يخلفه فيها إذا مات نظرا Nالى ان الموجود من بني عمه ومواليه ليس بينهم كفؤ لذلك بل هم دعاة الى
السوء فنادى ربه ندا Nخفيا Nقائل } :رب إني وهن العظم مني { أي رق وضعف } ،واشتعل الرأس شيبا { Nأي
شاب شعر رأسي لكبر سني } ،ولم أكن بدعائك رب شقيا { أي في يوم من اليام بمعنى أنك عودتي الستجابة
لما ادعوك له ولم تحرمني استجابة دعائي فأشقى به دون الحصول على رغبتي } .وإني { يا ربي قد } حفت
الموالي { أن يضيعوا هذه الدعوة دعوة الحق التي هي عبادتك بما شرعت وحدك ل شريك لك ،وذلك بعد
موتي } فهب لي من لدنك { أي من عندك تفضل Nبه على إذ السباب غير متوفرة للولد :المرأة عاقر وأنا شيخ
كبير هرم } ،وليا { Nأمر هذه الدعوة بعد وفاتي فيرثني فيها } ويرث من آل يعقوب { جدي ما تركوه بعدهم من
دعوة أبيهم وهي الحنفية عبادة ال وحده ل شريك له } واجله رب رضيا { أي وأجعل الرب تبارك وتعالى بما
في قوله } :يا زكريا إنا نبشرك بغلم اسمه يحيى ،لم نجعل له من قبل سميا { أي من سمي باسمه يحيى قط.
هداية اليات:
-1تقرير نبوة محمد صلى ال عليه وسلم بإخباره بهذا الذي أخبر به عن زكريا عليه السلم.
-4قدرة ال تعالى فوق السباب إن شاء تعالى أوقف السباب وأعطى بدونها.
-5تقرير مبدأ أن النبياء ل يورثون فيما يخلفون من المال كالشاه والبعير وإنما يورثهم ال أولدهم في النبوة
والعلم والحكمة.
} قال رب #أنى يكون لي غلم Vوكانت ٱم%رأتي عاقرا Sوقد %بلغت من ٱلكبر عت jيا } * { Sقال كذلك
قال ربOك هو علي هي#ن Vوقد %خلقتك من ق %بل) ولم %تك شي%ئا } * { Sقال رب #ٱج%عل لي* آية Sقال آيتك
أل تكلRم ٱلناس ثلث ليال@ سويjا } * { Sفخرج على قو%مه من ٱلمح%راب فأو%حى إلي%هم %أن سب#حوا
بكرة Sوعشيjا } * { Sييح%يى خذ ٱلكتاب بقوة@ وآتي%ناه ٱلحكم صبيjا } * { Sوحنانا Sم#ن لدنا وزكاة
وكان تقيjا } * { SوبرSjا بوالدي%ه ولم %يكن جبارا Sعصيjا } * { Sوسلم Vعلي%ه يو%م ولد ويو%م يموت
ويو%م يب%عث حيا{ S
شرح الكلمات:
} وآتيناه الحكم صبيا : { Nالحكم الحكمة بمعنى واحد وهما الفقه في الدين ومعرفة اسرار الشرع.
} وحنانا Nمن لدنا { :أي عطفا Nعلى الناس موهوبا Nله من عندنا.
} جبرا عصيا : { Nأي متعاليا ل يقبل الحق عصيا Nل يطيع أمر ال عز وجل وأمر والديه.
} وسلم عليه { :أي أمان له من الشيطان أن يمسه بسوء يوم يولد ،وأمان له من فتاني القبر يوم يموت،
وأمان له من الفزع الكبر يوم يبعث حيا.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في ذكر رحمة ال وعبده زكريا إنه لما بشره ربه تعالى بيحيى قال :ما أخبر به تعالى
عنه في قوله } :قال رب أنى يكون لي غلم وكانت امراتي عاقرNا وقد بلغت من الكبر عتيا { Nأي من أي وجه
يأتيني الولد أمن غير أمراتي ،أم منها ولكن تهبني قوة على مباضعتها وتجعل رحمها قادرة على العلوق ،لني
كما تعلم يا ربي قد بلغت من الكبر حدا Nبس فيه عظمي ومفاصلي وهو العتى كما أن امراتي عاقر ل يولد لها.
فأجابه الرب تبارك وتعالى بما في قوله عزوجل } :قال كذلك { أي المر كما قلت يا زكريا ،ولكن } قال ربك
هو على هين { أي إعطاؤك الولد على ما أنت عليه من الضعف والكبر وامرأتك من العقر سهل يسير ل
صعوبة فيه ويدلك على ذلك أني } قد خلقتك من قبل ولم تك شيئا { Nفكما قدر ربك على خلقك ولم تك شيئا Nفهو
قادر على هبتك الولد على ضعفك وعقر امرأتك وهنا طالب زكريا ربه بان يجعل له علمة تدل على وقت
حمل امرأته بالولد فقال ما أخبر به تعال في قوله } :قال رب اجعل لي آية قال آيتك أل تكلم الناس ثلث ليال
سويا { Nفأعطاه تعالى علمة على وقت حمل امراته وهي ان يصبح يوم بداية الحمل ل يقدر على الكلم وهو
سوي البدن ما به خرس ول مرض يمنعه من الكلم } ،فخرج على قومه من المحراب { أي المصلى الذي
يصلي فيه } فأوحى إليهم { أي أومأ وأشار إليهم } ان سبحوا بكرة وعشيا { Nأي اذكروا ال في هذين الوقتين
بالصلة والتسبيح .وهنا علم بحمل ارمرأته إذا إمتناعه عن الكلم مع سلمة جسمه وحواسه آية على بداية
الحمل ،وهنا علم بحمل أمراته إذ إمتناعه عن الكلم مع سلمة جسمه وحواسه آية على بداية الحمل.
وقوله تعالى } :يا يحيى خذا الكتاب بقوة { هذا قول ال تعالى للغلم بعد بلوغه ثلث سنين أمره ال تعالى أن
يتعلم التوارة ويعمل بها بقوة جد وحزم وقوله } وآتيناه الحكم صبيا { Nأي وهبناه الفقه في الكتاب ومعرفة
أسرار الشرع وهو صبي لم يبلغ سن الحتلم .وقوله تعالى } وحنانا Nمن لدنا وزكاة وكان تقيا { Nأي ورحمة
منا به ومحبة له آتيناه الحكم صبيا Nأنه عليه السلم كان ذا حنان على أبويه وغيرهما من المسلمين وقوله
} وزكاة { أي طهارة من الذنوب باستعمال بدنه في طاعة ربه عزوجل } وكان تقيNا { أي خائفا Nمن ربه فل
يعصه بترك فريضة ول يفعل حرام.
وقوله تعالى } :وبرا Nبوالديه { أي محسنا بهما مطيعا Nلهما ل يؤذيهما أدنى أذى وقوله } ولم يكن جبارا Nعصيا{ N
أي لم يكن عليه السلم مستكبرا Nول ظالما ،Nول متمردا Nعاصيا Nلربه ول لبويه وقوله } :وسلم عليه يوم ولد {
أي أمان له من الشيطان يوم ولد ،وأمان له من فتانى القبر يوم يموت ،وأمان له من الفزع الكبر يوم يبعث
حيا ،Nفسبحان ال ما أعظم فضله وأجزل عطاءه على أوليائه ،اللهم أمنا كما أمنته فإنك ذو فضل عظيم.
هداية اليات:
-1طلب معرفة السبب الذي يتأتى به الفعل غير قادح في صاحبه فسؤال زكريا عن الوجه الذي يأتي به الولد،
كسؤال إبراهيم عن كيفية إحياء الموتى.
-6صدق قول أهل العلم من حفظ القرآن في سن ما قبل البلوغ فقد أوتي الحكم صبيا.N
} وٱذكر %في ٱلكتاب مر%يم إذ ٱنتبذت من %أه%لها مكانا Sشر%قيا } * { Sفٱتخذت من دونهم حجابا
فأر%سلنآ إلي%هآ روحنا فتمثل لها بشرا Sسو jيا } * { Sقالت إنRي* أعوذ بٱلرح%مـن منك إن كنت
تق jيا } * { Sقال إنمآ أنا رسول) رب#ك لهب لك غلما Sزك jيا } * { Sقالت أنى يكون لي غلم Vولم
يم%سس%ني بشر Vولم %أك بغيjا } * { Sقال كذلك قال ربOك هو علي هي#ن Vولنج%عله آية SلRلناس ورح%مة
م#نا وكان أم%را Sمقضيjا{ S
شرح الكلمات:
} إذا انتبذت { :أي حين اعتزلت أهلها باتخاها مكانNا خاصا Nتخلو فيه بنفسها.
} قال كذلك { :أي المر كذلك وهو خلق غلم منك من غير أب.
} ولنجعله آية للناس { :أي وليكون الولد رحمة بمن آمن به واتبع ما جاء به.
} أمرا Nمقضيا { :أي حكم ال به وفرغ منه فهو كائن حتما Nل محالة.
معنى اليات:
هذه بداية قصة مريم عليها السلم إذ قال تعالى لرسوله صلى ال عليه وسلم } واذكر في الكتاب { أي القرآن
الكريم } مريم { أي نبأها وخبرها ليكون ذلك دليل Nعلى نبوتك وصدقك في رسالتك وقوله } إذا انتبذت { أي
اعتزلت } من أهلها { هذا بداية القصة وقوله } مكانا Nشرقيا { Nأي موضعا Nشرقي دار قومها وشرق المسجد،
ولذا اتخذ النصارى المشرق قبله لهم في صلتهم ول حجة لهم في إل البتداع وإل فقبلة كل مصلي ل الكعبة
بيت ال الحرام قوله تعالى } :فاتخذت من دونهم { أي من دون أهلها } حجابا { Nساترا Nعن أعينهم ،ولما فعلت
ذلك أرسل ال تعالى إليها جبريل في صورة بشر سوي الخلقة معتدلها ،فدخل عليها فقالت ما قص ال تعالى
في كتابه } إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا { Nأي أحتمي بالرحمن الذي يرحم الضعيفات مثلي إن كنت
مؤمنا Nتقيا Nفاذهب عني ول تروعني أو تمسني بسوء .فقال لها جبريل عليه السلم ما أخبر تعالى به وهو } قال
إنما أنا رسول ربك لهب لك غلما Nزكيا { Nأي طاهرا Nل يتلوث بذنب قط .فأجابت بما أخبر تعالى عنها في
قوله } :أنى يكون لي غلم { أي من أي وجه يأتيني الولد } ،ولم يمسني بشر { أي وأنا لم أتزوج } ،ولم أك
بغيا { Nأي ولم أك زانية ،فأجابها جبريل بما أخبر تعالى به في قوله } :قال كذلك { أي المر كما قلت ولكن
ربك قال } :هو علي هين { أي خلقه بدون أب من نكاح أو سفاح ،لنه هين علينا من جهة } ،ولنجعلنه آية
للناس { دالة على قدرتنا على خلق آدم بدون أب ول أم ،والبعث الخر من جهة أخرى ،وقوله تعالى } رحمة
منا وكان أمرا Nمقضيا { Nأي ولنجعل الغلم المبشر به رحمة منا لكل من آمن به واتبع طريقته في اليمان
والستقامة وكان هذا الخلق للغلم وهبته لك امرا Nمقضيا Nأي حكم ال فيه وقضى به فهو كائن ل محالة ونفخ
جبريل في جيب قميصها فسرت النفخة في جسمها فحملت به وكما سيأتي بيانه في اليات التالية.
هداية اليات
-6خلق عيس آية مبصرة تتجلى فيها قدرة ال تعالى على الخلق بدأ وإعادة.
} فحملته فٱنتبذت به مكانا Sقصيjا } * { Sفأجآءها ٱلمخاض إلى جذع ٱلنخلة قالت يلي%تني مت قب%ل
هـذا وكنت نس%يا Sمنسيjا } * { Sفناداها من تح%تهآ أل تح%زني قد %جعل ربOك تح%تك سريjا* { S
} وهز#ى* إلي%ك بجذع ٱلنخلة تساقط علي%ك رطبا Sجنيjا } * { Sفكلي وٱشربي وقر#ي عي%نا Sفإما ترين
من ٱلبشر أحدا Sفقولي* إنRي نذر%ت للرح%مـن صو%ما Sفلن %أ)كلRم ٱليو%م إنسيjا{ S
} و قرbي عينا { :أي و طيبي نفسا و افرحي بزلدتك إياي و ل تحزني .
معنى اليات:
مازال السياق الكريم في قصة مريم إنه بعد أن بشرها جبريل بالولد و قال لها و كان أمرا Nمقضيا Nو نفخ في كم
درrعها أو جيب قميصها فحملته فورا } Nو انتبذت به مكانا قصيا { أي فاعتزلت به في مكان بعيد } فأجاءها
المخاض { أي ألجأها وجع النفاس } إلى جذع النخلة { لتعتمد عليه و هي تعاني من آلم الطلق و أوجاعه ،و
لما وضعته قالت متأسفة متحسرة ما أخبر تعالى به } :قالت يا ليتني مت قبل هذا { أي الوقت الذي أصبحت
فيه أم ولد } ،و كنت نسيا منسيا { أي شيئا Nمتروكا ل يذكر و ل يعرف و هنا } فناداها { عيسى عليه السلم }
من تحتها أل تحزني { يحملها على الصبر و العزاء و قوله تعالى } :قد جعل ربك تحتك سريا { أي نهر ماء
يقال له سري } ،و هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي و اشربي { أي كلي من الرطب و
اشربي من ماء النهر } ،و قري عينا { أي طيبي نفسا و افرحي بولدك } ،فإما ترين bمن البشر أحدا { Nأي
فسألك عن حالك أو عن ولدك فل تكلميه و اكتفي بقولك } إني نذرت للرحمن صوما { Nأي صمتا } Nفلن أكلم
اليوم إنسيNا { هذا كله من قول عيسى لها أنطقه ال كرامة لها ليذهب عنها حزنها و ألمها النفسي من جراء
الولدة و هي بكر لم تتزوج .
} فأتت به قو%مها تح%مله قالوا يمر%يم لقد %جئت شي%ئا Sفريjا } * { Sيأ)خت هارون ما كان أبوك ٱم%رأ
سو%ء@ وما كانت )أمOك بغيjا } * { Sفأشارت إلي%ه قالوا كي%ف نكلRم من كان في ٱلمه%د صبيjا* { S
} قال إنRي عب%د ٱلله آتاني ٱلكتاب وجعلني نبيjا } * { Sوجعلني مباركا Sأي%ن ما كنت وأو%صاني
بٱلصلة وٱلزكاة ما دم%ت حيjا } * { Sوب jرا Sبوالدتي ولم %يج%علني جبارا Sشقيjا } * { Sوٱلسلم علي
يو%م ولد%ت ويو%م أموت ويو%م )أب%عث حيjا{ S
شرح الكلمات:
} مباركا Nأينما كنت { :أي حيثما وجدت كانت البركة في mومعي ينتفع الناس بي.
} وبرا بوالداتي { :أي محسنا Nبها مطيعا Nلها ل ينالها مني أدنى أذى.
} جبارا شقيا { :ظالما Nمتعاليا Nول عاصيا Nلربي خارجا Nعن طاعته.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في قصة مريم مع قومها :إنها بعد أن تماثلت للشفاء حملت ولدها وأتت به قومها وما ان
رأوهما حتى قال قائلهم } :يا مريم لقد جئت شيئا Nفريا { Nأي أمرا Nعظيما Nوهو إيتانك بولد من غير أب } .يا
أخت هارون { نسبوها الى عبد صالح يسمى هارون } :ما كان أبوك { عمران } أمرأ سوء { يأتي الفواحش
} وما كانت أمك { " حنة " } بغيا { أي زانية فكيف حصل لك هذا وأنت بنت البيت الطاهر والسرة الشريفة.
وهنا أشارت إلى عيسى الرضيع في قماطته أي قالت لهم سلوه يخبركم الخبر وينبئكم بالحق ،لنها علمت أنه
يتكلم لما سبق أن ناداها ساعة وضعه من تحتها وقال ما ذكر تعالى في اليات السابقة فردوا عليها مستخفين
بها منكرين عليها متعجبين منها } :كيف نكلم من كان في المهد صبياN؟ { فأنطق ال عيسى الرضيع فأجابهم بما
أخبر تعالى عنه في قوله } :قال إني عبدال آتاني الكتاب وجعلني نبيا Nوجعلني مباركا Nأينما كنت وأوصاني
بالصلة والزكاة ما دمت حيا Nوبرا Nبوالدتي ولم يجعلني جبارا Nشقيا { Nفأجابهم بكل ما كتب ال وأنطقه به ،وكان
عيسى كما أخبر عن نفسه لم ينقص من ذلك شيئا Nكان عبدا Nال وأنزل عليه النجيل ونبأه وأرسله الى نبي
إسرائيل وكان مباركا Nيشفي المرضى ويحيى الموتى بإذن ال تنال البركة من صحبته وخدمته واليمان به
وبمحبته وكان مقيما Nللصلة مؤديا Nللزكاة طوال حياته وما كان ظالما Nول متكبرا NعاتبNا ول جبارا Nعصيا .فعليه
كما أخبر السلم أي المان التام يوم ولد فلم يقربه شيطان ويوم يموت فل يفتن قبره ويوم يبعث حيا Nفل يحزنه
الفزع الكبر ،ويكون من المنين السعداء في دار السلم.
هداية اليات
-1تقرير نبوة محمد صلى ال عليه وسلم وعبودية عيسى ونبوته عليهما السلم.
شرح الكلمات:
} ذلك عيسى ابن مريم { :أي هذا الذي بينت لكم صفته وأخبرتكم خبره هو عيسى بن مريم.
} قول الحق { :أي وهو قول الحق الذي أخبر تعالى به.
} يمترون { :يشكون.
} ماك ل أن يتخذ من ولد { :أي ليس من شأن ال أن يتخذ ولدا Nوهو الذي يقول للشيء كن فيكون.
} سبحانه { :أي تنزيها Nله عن الولد والشريك والشبيه والنظير.
} فاختلف الحزاب { :أي في شأن عيسى فقال اليهود هو ساحر وابن زنا ،وقالت النصارى هو ال وابن ال
تعالى عما يصفون.
} وأنذرهم يوم الحسرة { :أي خوفهم بما يقع في يوم القيامة من الحسرة والندامة وذلك عندما يشاهدون أهل
الجنة قد ورثوا منازلهم فيها وهم ورثوا منازل أهل الجنة في النار الحسرة ويشتد الندم.
معنى اليات:
بعد أن قص ال تعالى قصة مريم من ساعة أن اتخذت من دون أهلها حجابا Nمعتزلة أهلها منقطعة إلى ربها إلى
أن أشرت إلى عيسى وهو في مهده فتكلم فقال :إني عبد ال ،فبين تعالى أن جبريل بشرها ،وأنه نفخ في كم
درعها فحملت بعيسى وأنه ولد في ساعة من حمله وأنها وضعته تحت جذع النخلة وأنه ناداها من تحتها :أن ل
تحزني ،وأرشدها إلى القول الذي تفول لقومها إذا سألوها عن ولدتها المولود بدون أب ،وهو أن تشير إليه
تطلب منهم أن يسألوه وسألوه فعل Nفأجاب بأنه عبد ال وأنه آتاه الكتاب وجعله نبيا Nومباركا Nوأوصاه بالصلة
والزكاة ما دام حيNا وأنه بر بوالدته ،ولم يكن جبارNا شقيNا فأشار تعالى إلى هذا بقوله في هذه الية } ذلك { أي
هذا الذي بينت لكم صفته وأخبرتكم خبره هو } عيسى ابن مريم { ،وما أخبرتكم به هو } قول الحق الذي فيه
تمترون { أي يشكون إذ قال اليهود في عيسى أنه ابن زنا وانه ساحر وقال ت النصارى هو ال وابن ال
وثالث ثلثة حسب فرقهم وطوائهم المتعددة وقوله تعالى } :ما كان ال أن يتخذ من ولد سبحانه { ينفي تعالى
عند اتخاذ الولد وكيف يصح ذلك له أو ينبغي وهو الغني عما سواه والمفتقر إليه كل ما عداه ،وأنه يقول
للشيء كن فيكون فعيسى عليه السلم كان بكلمة ال تعالى له كن فكان وهو معنى قوله تعالى } إذا قضى أمرا
فإنما يقول له كن فيكون { .وقد نزه تعالى نفسه عن الولد والشريك والشبيه والنظير ،والفتقار والحاجة إلى
مخلوقاته بقوله :سبحانه أي تنزيها Nله عن صفات المحدثين وقوله تعالى } :وأن ال ربي وربكم فاعبدوه هذا
صراط مستقيم { .هذا من قول عيسى عليه السلم لبني إسرائيل أخبرهم عبد ال وليس ل ول بإله مع ال
وأخبرهم أن ال تعالى هو ربه وربهم فليعبدوه جميعا Nبما شرع لهم ول يعبدون معه غيره إذ ل إله إل هو
سبحانه وتعالى ،وأعلمهم أن هذا العتقاد الحق والعبادة بما شرع ال هو الطريق المفضي بسالكه إلى السعادة
ومن تنكب عنه وسلك طريق الشرك والظلل أفضى به إلى الخسران وقوله تعالى } فاختلف الحزاب من
بينهم { أي في شأن عيسى فمن قائل هو ال ،ومن قائل هو ابن ال ومن قائل هو وامه الهين من دون ال
والقائلون بهذه المقالت كفروا فتوعدهم ال تعالى بالعذاب الليم فقال } فويل للذين كفروا { بنس lبتpهم الولد
والشريك ل ،والويل واد في جهنم فهم إذ داخلوها ل محالة ،وقوله } من مشهد يوم عظيم { يعني به يوم القيامة
وهو يوم ذو أهوال وشدائد ل يقادر قدرها.
وقوله تعالى في الية " } " 38أسمع بهم وأبصر يأتوننا { يخبر تعالى أن هؤلء المتعامين اليوم عن الحق ل
يريدون أن يبصروا آثاره الدالة عليه فيؤمنوا ويوحدوا ويعبدوا ،والمتصاممين عن سماع الحجج والبراهين
وتوحيد ال وتنزيهه عن الشريك والولد هؤلء يوم يقدمون عليه تعالى في عرصات القيامة يصبحون أقوى ما
يكون أبصارا Nوسمعا ،Nولكن حين ل ينفعهم الشرك والكفر وهم الظالمون في ضلل مبين أي عن طريق الهدى
وهو سبب عدم إبصارهم للحق وسماعهم لحججه التي جاءت بها رسل ال ونزلت بها كتبه.
وقوله تعالى في آية " } " 39وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي المر وهو في غفلة وهو ل يؤمنون { يأمر تعالى
رسوله محمدا Nصلى ال عليه وسلم بأن ينذر الكفار والمشركين أي يخوفهم عاقبة شركهم وكفرهم وضللهم يوم
القيامة حيث تشتد فيه الحسرة وتعظم الندامة وذلك عندما يتوارث الموحدون مع المشركين فالموحدون يرثون
منازل المشركين في الجنة ،والمشركون يرثون منازل الموحدين في الناؤ ،وعندما يؤتى بالموت في صورة
كبش فيذبح بين الجنة والنار ،وينادي منا oد يا أهل الجنة خلود فل موت؟ ويا أهل النار فل موت عندها تشتد
الحسرة ويعظم الندم هذا معنى قوله تعالى } وهم ل يؤمنون { بالبعث ول بما يتم فيه من نعيم مقيم وعذاب
أليم .وقوله تعالى } :إنا نحن نرث الرض ومن عليها ،وإلينا يرجعون { يخبر تعالى عن نفسه بأنه الوارث
للرض ومن عليها ومعنى هذا أنه حكم بفناء ،هذه المخلوقات وأن يوما Nسيأتي يفنى فيه كل من عليها،
والجميع سيرجعون إليه ويقفون بين يديه ويحاسبهم بكا كتبت أيديهم ويجزيهم ،ولذا فل تحزن أيها الرسول
وامض في دعوتك تبلغ عن ربك ول يضرك تكذيب المكذبين ول شرك المشركين.
هداية اليات
-1تقرير أن عيسى عبد ال ورسوله ،وليس كما قال اليهود ،ول قالت النصارى.
-6تقرير فناء الدنيا ،ورجوع الناس إلى ربهم بعد بعثهم وهو تقرير لعقيدة البعث والجزاء التي تعالجها السور
المكية في القرآن الكريم.
} وٱذكر %في ٱلكتاب إب%راهيم إنه كان صد#يقا Sنبيjا } * { Sإذ قال لبيه يأبت لم تع%بد ما ل يس%مع
ول يب%صر ول يغني عنك شي%ئا } * { Sيأبت إنRي قد %جآءني من ٱلعلم ما لم %يأتك فٱتبع%ني* أه%دك
صراطا Sسو jيا } * { Sيأبت ل تع%بد ٱلشي%طان إن ٱلشي%طان كان للرح%مـن عصيjا } * { Sيأبت إنRي
أخاف أن يمسك عذاب Vم#ن ٱلرح%مـن فتكون للشي%طان وليjا{ S
شرح الكلمات:
} إنه كان صديقا : { Nأي كثير الصدق بالغ الحد العلى فيه.
} صراطا سويا { :أي طريقا Nمستقيما Nل اعوجاج فيه يفضي بك إلى الجنة.
معنى اليات:
هذه بداية قصة إبراهيم الخليل عليه السلم مع والده آزر عليه لعائن الرحمن قال تعالى لرسوله محمد صلى ال
عليه وسلم } واذكر { يا نبينا } في الكتاب { أي القرآن الكريم } إبراهيم { خليلنا } إنه كان صديقا { أي صادقا
في أقواله وأعماله بالغا Nمستوى عظيما Nفي الصدق } نبيا { من أنبيائنا فهو جدير بالذكر في القرآن ليكون قدرة
صالحة للمؤمنين .واذكره } إذ قال لبيه { آزر } يا أبت لم تعبد { أي تسأله بالدعاء والتقرب بأنواع القربات ما
ل يسمع ول يبصر من الصنام أي ل يبصرك ول يسمعك } ول يغني عنك شيئا { ل يدفع عنك ضرا Nول
يجلب لك نفعا Nفأي حاجة لك إلى عبادته } يا أبت إني قد جاءني من العلم { أي من قبل ربي تعالى } ما لم يأتك
{ أنت } فاتبعني { فيما أعتقده وأعلمه وادعو إليه } أهدك صراطا Nسويا { Nأي مستقيما Nيفضي بك إلى السعادة
والنجاة } ،يا أبت ل تعبد الشيطان { أي بطاعته فيما يدعوك إليه من عبادة غير ال تعالى من هذه الصنام
التي ل تضر ول تنفع لنها ل تسمع ول تبصر ول تعطي ول تمنع } ،إن الشيطان كان للرحمن عصيا { Nأي
عاصيا Nأمره فأبى طاعته وفسق عن أمره .تتب منهما حتى مت فيمسك عذاب من الرحمن } فتكون { أي بذلك
} للشيطان وليا { Nأي قريبا Nمنه قرينا له في جهنم فتهلك وتخسر.
هداية اليات:
-4عبادة الوثان والصنام وكل عبادة لغير تعتبر عبادة للشيطان لنه المر بها والداعي إليها.
} قال أراغب Vأنت عن %آلهتي يإب%راهيم لئن لم %تنته لر%جمنك وٱه%جر%ني مليjا } * { Sقال سلم
علي%ك سأس%تغفر لك ر #بي* إنه كان بي حف jيا } * { Sوأع%تزلكم %وما تد%عون من دون ٱلله وأد%عو
رب#ي عسى* أل أكون بدعآء رب#ي شق jيا } * { Sفلما ٱع%تزلهم %وما يع%بدون من دون ٱلله وهب%نا له
إس%حاق ويع%قوب وكل} جعلنا نبيjا } * { Sووهب%نا له%م %م#ن رح%متنا وجعلنا لهم %لسان صد%ق@ عليjا{ S
شرح الكلمات
} إنه كان بي حفيا { :أي لطيفا Nبي مكرما Nلي يجيبني لما أدعوه له.
} عسى أل أكون بدعاء ربي شقيا { :بل يجيب دعائي ويعطني مسألتني.
} لسان صدق عليا { :أي رفيعا Nبأن يثنى عليهم ويذكرون بأطيب الخصال.
معنى اليات:
ما زال السياق في قصة إبراهيم مع أبيه آزر بعد تلك الدعوة الرحيمة باللفاظ الطيبة الكريمة التي وجهها
إبراهيم لبيه آزر ليؤمن ويوحد فينجو ويسعد قال آزر ردا Nعليه بعبارات خالية من الرحمة والدب بل ملؤها
الغلظة والفظاظة والوعيد والتهديد وهي ما أخبر به تعالى عنه قوله :في الية ) } (46قال أرأغب أنت عن
آلهتي يا إبراهيم { أي أكاره لها تعيبها } ،لئن لم تنته { أي عن التعرض لها بأي سوء } لرجمنك { بأبشع
اللفاظ وأقبحها } ،واهجرني مليا { Nأي وأبعد عني ما دمت معافى سليم البدن سويه قبل أن ينالك مني ما تكره.
كان هذا رد آزر الكافر المشرك .فيما أجاب إبراهيم المؤمن الموحد أجاب بما أخبر تعالى به عنه في قوله في
آية ) } (47قال سلم عليك { أي أمان لك مني يا أبتاه فل أعاودك فيما كرهت مني قط وسأقبل إساءتك
بإحسان } سأستغفر لك ربي { أي أطلب منه أن يهديك لليمان والتوحيد فتتوب فيغفر لك } إنه كان { سبحانه
وتعالى } بي حفيا { لطيفا Nبي مكرما Nلي ل يخييني فيما أدعوه فيه.
وقوله تعالى حكاية عن قبل إبراهيم } :واعتزلكم وما تدعون من دون ال { أي أذهب بعيدا Nعنكم تاركا Nلكم
ولما تعبدون من دون ال من أصنام وأوثان } ،وأدعو ربي عسى أل أكون بدعاء ربي شقيا { Nأي رجائي في
ربي كبير أن ل أشقى بعبادته كما شقيتم أنتم بعبادة الصنام .قال تعالى مخبرا Nعنه فلما حقق ما واعدهم به من
هجرته لديارهم الى ديار القدس تاركا Nأباه وأهله وداره كافأه بأحسن حيث أعطيناه ولدين يأنس بهما في وحشته
وهما إسحق ويعقوب وكل منهما جعلناه نبيا رسول .ووهبنا لجمعيهم وهم ثلثة الوالد إبراهيم وولداه اسحق
ويعقوب بن اسحق عليهم السلم من رحمتنا الخير العظيم من المال والولد والرزق الحسن هذا معنى قوله
تعالى } :فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون ال وهبنا له إسحق ويعقوب { وهو ابن ولده اسحق } وكل جعلنا
نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا { .وقوله تعالى عنهم )وجعلنا لهم لسان صدق عليا (Nهذا إنعام آخر مقابل الهجرة في
سبيل ال حيث يجعل ال تعالى لهم لسان الصدق في الخرة فسائر أهل اليمان اللهية يثنون على إبراهيم
وذريته بأطيب الثناء واحسنه وهو لسان الصدق العلي الرفيع الذي حظى به إبراهيم وولديه إكراما Nمن ال
تعالى وإنعاما Nعليهم جزاء صدق إبراهيم وصبره وبالتالي هجرته للصنام وعابديها.
هداية اليات
-1بيان الفرق بين ما يخرج من فم المؤمن الموحد من طيب القول وسلمة اللفظ ولين الجانب والكلم ،وبين
ما يخرج من فم الكافر المشرك من سوء القول وقبح اللفظ وقسوة الجانب وفظاظة الكلم.
-2مشرعية المتاركة والموادعة وهو أن يقال للسيء من الناس سلم عليك وهو ل يريد بذلك تحيته ولكن
تركه وما هو فيه.
-3مشروعية الهجرة وبيان فضلها وهجرة إبراهيم هذه أول هجرة كانت في الرض.
-4الترغيب في حسن الحدوثة بان يكون للمرء حسن ثناء بين الناس لما يقدم من جميل وما يورث من خير
وإفضال.
} وٱذكر %في ٱلكتاب موسى إنه كان مخلصا Sوكان رسو Sل نب jيا } * { Sونادي%ناه من جانب ٱلطور
ٱلي%من وقرب%ناه نج jيا } * { Sووهب%نا له من رح%متنآ أخاه هارون نب jيا{ S
شرح الكلمات:
} مخلصNا { :أي مختارا iمصطفى على قراءة فتح اللم " مخلصا " Nوموحدا Nلربه مفردNا اياه بعبادته بالغافي ذلك
أعلى المقامات على قراءة كسر اللم.
} جانب الطور { :الطور جبل سيناء بين مدين ومصر.
} وقربناه نجيا { :أي أدنيناه إدناه وتكريم مناجيNا لنا مكلما من قبلنا.
} أخاه هارون نبيا { :إذ سأل ربه لخيه الرسالة فأعطاه فنباه وأرسله معه الى فرعون.
معنى اليات:
هذا موجز قصة موسى عليه السلم قال تعالى في ذلك وهو يخاطب نبيه محمد صلى ال عليه وسلم } واذكر {
في هذه السلسلة الذهبية من عباد ال الصالحين أهل التوحيد واليقين موسى ابن عمران انه جدير بالذكر في
القرآن وعلة ذلك في قوله تعالى } :إنه كان مخلصا { Nأي مختارا Nمصطفى للبلغ عنا عبادنا ما خلقناهم لجله
وهو ذكرنا وشكرنا ذكرنا بالسنتهم وقلوبهم وشكرهم لنا بجوارحهم وذلك بعبادتنا وحدنا دون من سوانا ،وكان
موسى كذلك ،وقوله تعالى } :وكان رسول نبيا { أي ومن افضالنا عليه وإكرامنا له ان جعلناه نبيا Nرسول Nنبأناه
وأرسلناه الى فرعون وملئه } ،وناديناه { وهو في طريقه من مدين الى مصر في جانب الطور اليمن حيث
نبأناه وأرسلنا وبذلك } وقربناه نجيا { فصار يناجينا فVنسمعه كلمنا ونسمع كلمه وأعظم بهذا التكريم من
تكريم ،وقوله } :ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا { هذا إنعام آخر من ال تعالى على موسى النبي إذ
سأل ربه أن يرسل مع أخاه هارون الى فرعون فبرحمة من ال تعالى استجاب له ونبأ هارون وأرسله معه
رسول Nوما كان هذا ال برحمة خاصة إذ النبوة ل تطلب ول يتوصل اليها بالجتهاد في العبادة ول بالدعاء
والصراعة إذ هي هبة إلهية خاصة.
هداية اليات
-3بيان إكرام ال تعالى وإنعامه على موسى إذ أعطاه ما لم يعط أحدا Nمن العالمين باستجابة دعائه بأن جعل
أخاه هارون رسول Nنبيا.
-4تقرير أن كل رسول نبيNا والعكس ل أي ليس كل نبي رسول.N
} وٱذكر %في ٱلكتاب إس%ماعيل إنه كان صادق ٱلوع%د وكان رسول Sنبيjا } * { Sوكان يأمر أه%له
بٱلصـلة وٱلزكـاة وكان عند رب#ه مر%ضيjا } * { Sوٱذكر %في ٱلكتاب إد%ريس إنه كان صد#يقا Sنبيا
{ * } ورفع%ناه مكانا Sعليjا } * { Sأ)ولـئك ٱلذين أنعم ٱلله علي%هم م#ن ٱلنبي#ي%ن من ذر#ية ءادم
وممن %حملنا مع نوح@ ومن ذر#ية إب%راهيم وإس%رائيل وممن %هدي%نا وٱج%تبي%نآ إذا تتلى علي%هم %آيات
ٱلرح%مـن خرOوا سجدا Sوبكيjا{ S
شرح الكلمات:
} واذكر في الكتاب اسماعيل { :أي ذكر في القرآن تشريفا Nوتعظيا Nاسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلم.
} إذا تتلى عليهم آيات الرحمن { :أي تقرأ عليهم وهم يسمعون إليها.
معنى اليات:
يقول تعالى لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم كما ذكرت من ذكرت من مريم وابنها وابراهيم وموسى اذكر
كذلك اسماعيل فإنه } كان صادق الوعد { لم يخلف وعدا Nقط وكان ينتظر الموعود الليالي حتى يجئ وهو قائم
في مكانه ينتظره } ،وكان رسول Nنبيا { نبأة تعالى بمكة المكرمة إذ عاش بها وأرسله الى قبيلة جرهم العربية
ومنا تزوج وأنجب وكان من ذريته محمد صلى ال عليه وسلم وقوله تعالى } :وكان يأمر أهله بالصلة والزكاة
{ المراد من الهل أسرته وقومه من قبيلة جرهم والمراد من الصلة إقامتها ومن الزكاة أداؤها ،وهذا مما
أعلى شأنه ورفع قدره فأستحق ذكره في القرآن العظيم ،وقوله } :كان عند ربه مرضيا { Nموجب آخر لكرامه
والنعام عليه بذكره في القرآن الكريم في سلسلة النبياء والمرسلين ،ومعنى } كان عند ربه مرضيا { Nأي
أقواله وأفعاله كلها كانت مقبولة مرضية فكان بذلك هو مرضيNا من قبل ربه عزوجل .وقوله تعالى } واذكر في
الكتاب إدريس { وهو جد أبي نوح واستوجب الذكر في القرآن لنه } كان صديقا { Nكثير الصدق مبالغ فيه حتى
إنه لم يجر على لسانه كذب قط ،وصديقا Nفي أفعاله وما يأتيه فلم يعرف غير الصدق في قول ول عمل وكان
نبيا Nمن أنبياء ال ،وقوله } ورفعناه مكانNا عليا { Nالى السماء الرابعة في حياته كما رفع تعالى عيسى ورفع
محمد الى ما فوق السماء السابعة .وقوله تعالى } :أولئك الذين أنعم ال عليهم من النبيين من ذرية آدم {
كأدريس } ،وممن حملنا مع نوح { أي في الفلك كأبراهيم } ،ومن ذرية ابراهيم { كاسحق واسماعيل،
} واسرائيل { أي ومن ذرية إسرائيل كموسى وهارون وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى } ،وممن
هدينا { لمعرفتنا وطريقنا الموصل الى رضانا وذلك بعبادتنا والخلص لنا فيها } واجتباه { لوحينا وحمل
رسالتنا .وقوله } إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا { أي أولئك الذين هديناهم واجتبينا من اجتبينا
منهم .والجتباء الختبار والصطفاء بأخذ الصفوة } إذا تتلى عليهم آيات الرحمن { الحاملة للعظات والعبر
والدلئل والحجج } خروا سجدا { ل ربهم } وبكيا { Nعما يرون من التقصير أو التفريط في جنب ربهم جل
وعظم سلطانه.
هداية اليات
-1تقرير النبوة الذي نبأ هؤلء وأرسلهم ل ينكر عليه أن ينبئ محمدا Nويرسله.
-4سnنية السجود لمن تل هذه الية أو تليت وهو يستمع إليها } .خروا سجدا Nوبكيا {
-5فضيلة البكاء حال السجود فقد كان عمر إذا تل هذه الية سجد ثم يقول هذا السجود فأين البكي يعني
البكاء.
} فخلف من بع%دهم %خلف Uأضاعوا ٱلصلة وٱتبعوا ٱلشهوات فسو%ف يلقون غيjا } * { Sإل من
تاب وآمن وعمل صالحا Sفأ)و%لـئك يد%خلون ٱلجنة ول يظلمون شي%ئا } * { Sجنات عد%ن@ ٱلتي وعد
ٱلرح%مـن عباده بٱلغي%ب إنه كان وع%ده مأتيjا } * { Sل يس%معون فيها لغوا Sإل سلما Sولهم %رز%قهم
فيها بكرة Sوعشيjا } * { Sتلك ٱلجنة ٱلتي نورث من %عبادنا من كان تقيjا{ S
شرح الكلمات:
} بالغيب { :أي وعدهم بها وهي غائبة عن أعينهم لغيابهم عنها إذ هي في السماء وهم في الرض.
} بكرة وعشيا : { Nأي بقدرهما في الدنيا وإل فالجنة ليس فيها شمس فيكون فيها نهار وليل.
} من كان تقيا : { Nأي من كان في الحياة الدنيا تقيا Nلم يترك الفرائض ولم يغش المحارم.
معنى اليات :قوله تعالى } :فخلف من بعدهم خلف { يخبر تعالى عن اولئك الصالحين ممن اجتبى وهدى من
النبيين وذرياتهم ،انه خلف من بعدهم خلف سوء كان من شأنهم أنهم } اضاعوا الصلة { فمنهم من أخرها عن
أوقاتها ومنهم من تركها } واتبعوا الشهوات { فانغمسوا في حمأة الرذائل فشربوا الخمور وشهدوا الزور وأكلوا
الحرام ولهوا ولعبوا وزنوا وفجروا ،بعد ذهاب اولئك الصالحين كا هو حال النصارى واليهود اليوم وحتى
كثير من المسلمين ،فهؤلء الخلف السوء يخبر تعالى أنهم } فسوف يلقون غيا { Nبعد دخولهم نار جهنم .والغي:
ورد عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه بئر في جهنم وعن ابن مسعود أنه واد في جهنم ،والكل صحيح إذ البئر
توجد في الوادي وكثيرا Nما توجد البار في الودية.
وقوله تعالى } :إل من تاب وأمن وعمل صالحا Nفأولئك يدخلون الجنة ول يظلمون شيئا { Nأي لكن من تاب من
هذا الخلف السوء وآمن حقق إيمانه وعمل صالحا Nفأدى الفرائض وترك غشيان المحارم .فأولئك أي هؤلء
التائبون المنيبون } يدخلون الجنة { مع سلفهم الصالح } ،ول يظلمون شيئا { Nأي ول ينقصون ول يبخسون شيئا
من ثواب أعمالهم.
وقوله تعالى } :جنات عدن { أي بساتين إقامة أبدية } التي وعد الرحمن عباده بالغيب { أي وعدهم بها وهي
غائبة عنهم لم يروها لنها في السماء وهم في الرض.
وقوله } :إنه كان وعده مأتيا { أي كونهم ما رأوها غير ضار لن ما وعد به الرحمن ل يختلف أبدا Nل بد من
الحصول عليه ومعنى مأتيا Nياتيه صاحبه قطعا.
وقوله تعالى في الية) } (62ل يسمعون فيها لغوا { Nيخبر تعالى أن أولئك التائبين الذين آمنوا وعملوا
الصالحات ودخلوا الجنة ل يسمعون فيها أي في الجنة وهو الباطل من القول وما ل خير فيه من الكلم اللهم
ال السلم فإنهم يتلقونه من الملئكة فيسمعونه منهم وهو من النعيم الروحاني في الجنة دار النعيم.
وقوله تعالى } :ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا { Nأي ولهم طعامهم فيها وهو ما تشتيهيه أنفسم من لذيذ الطعام
والشراب } بكرة وعشيا { Nأي في وقت الغداة في الدنيا وفي وقت العشى في الدنيا إذ ل ليل في الجنة ول
نهار ،وإنما هي أنوار وجائز إذا وصل وقت الغداء أو العشاء تغير النوار من لون الى آخر أو تغلق البواب
وترخى الستائر ويكون ذلك علمة على وقت الغداء والعشاء.
وقوله تعالى } :تلك الجنة { آية ) (63يشير تعالى الى الجنة دار السلم تلك الجنة العالية } التي نورث من
عبادنا من كان تقيا { Nمنهم ،أما الفاجر فإن منزلته فيها نورثها المتقي كما أن منزل التقي في النار نورثه فأجرا
من الفجار ،إذ هذا معنى التوارث :هذا يرث هذا وذاك يرث ذا ،إذ ما من إنسان ال وله منزلة في الجنة
ومنزل في النار فمن آمن وعمل صالحا Nدخل الجنة ونزل في منزلته ،ومن كفر وأشرك وعمل سوءNا دخل
النار ونزل في منزله فيها ،ويورث ال تعالى التقياء منازل الفجار التي كانت لهم في الجنة.
هداية اليات
-2الوعد الشديد لمن ينغمس في الشهوات ويترك الصلة فيموت على ذلك.
} وما نتنزل) إل بأم%ر رب#ك له ما بي%ن أي%دينا وما خلفنا وما بي%ن ذلك وما كان ربOك نسيjا* { S
} رب Oٱلسماوات وٱلر%ض وما بي%نهما فٱع%بد%ه وٱص%طبر %لعبادته هل تع%لم له سميjا{ S
شرح الكلمات:
} وما بين ذلك { :مما لم يمض من الدنيا الى يوم القيامة أي له علم ذلك كله.
} وما كان ربك نسيا :{ Nأي ذا نسيان فإنه تعالى ل ينسى فكيف ينساك ويتركك؟
} رب السموات والرض { :أي مالكهما والمتصرف فيهما.
} هل تعلم له سميا :{ Nأي ل سمي mله ول مثل ول نظير فهو ال أحد ،لم يكن له كفوا Nأحد.
معنى اليتين:
لنزول هاتين اليتين سبب وهو ما روى واستفاض أن الوحي تأخر عن النبي صلى ال عليه وسلم والذي يأتي
بالوحي جبريل عليه السلم فلما جاء بعد بطء oقال له النبي صلى ال عليه وسلم " ما يمنعك أن تزورنا أكثر
مما تزورنا " فأنزل ال تعالى قوله :جوابا Nلسؤال النبي صلى ال عليه وسلم } وما نتنزل { أي نحن الملئكة
وقتا بعد وقت على من يشاء ربنا } إل بأمر ربك { أيها الرسول أي إلبإذنه لنا فليس لحد منا أن ينزل من
سماء الى سماء أو إلى أرض إل بإذن عزوجل } ،له ما بين أيدينا وما خلقنا وما بين ذلك { أي له أمر وعلم ما
بين أيدننا أي ما أمامنا عن أمور الخرة وما خلفنا أي مما مضى من الدنيا علما Nوتدبيرا ،Nوما بين ذلك الى يوم
القيامة علما Nوتدبيرا ،Nوما كان ربك عز وجل يا رسول ال ناسيا Nلك ول تاركا Nفإنه تعالى لم يكن النسيان وصفا
له فينسى.
وقوله تعالى } :رب السموات والرض وما بينهما { يخبر تعالى رسوله بإنه تعالى مالك السموات والرض
وما بينهما والمتصرف فيهما فكل شيء له بيده وفي قبضته وعليه } فاعبده { أيها الرسول بما أمرك بعبادته به
} واصطبر لعبادته { أي تحمل لها المشاق ،فإنه ل إله إل هو ،فـ } هل تعلم لم سميا { Nأي نظيرا Nأو مثيل
والجواب :إذا Nفاعبده وحده وتحمل في سبيل ذلك ما استطعت تحمله .فإنه ل معبود بحق ال هو اذ كل ما عداه
مربوب له خاضع لحكمه وتدبيره فيه.
هداية اليتين -1 :تقرير سلطان ال على الخلق وعلمه بكل الخلق وقدرته على كل ذلك.
-3تقرير ربوبية ال تعالى للعالمين ،وبذلك وجبت له اللوهية على سائر العالمين.
} ويقول) ٱلنسان أإذا ما مت لسو%ف أ)خرج حيjا } * { Sأول يذكر ٱلنسن أنا خلقناه من قب) %ل ولم
يك شي%ئا } * { Sفورب#ك لنح%شرنهم %وٱلشياطين ثم لنح%ضرنهم %حو%ل جهنم جث jيا } * { Sثم لننزعن
من كل Rشيعة@ أيOهم %أشد Oعلى ٱلرح%مـن عتيjا } * { Sثم لنح%ن أع%لم بٱلذين هم %أو%لى بها صليjا* { S
} وإن م#نكم %إل واردها كان على رب#ك حتما Sمقض jيا } * { Sثم ننج#ي ٱلذين ٱتقوا ونذر ٱلظالمين
فيها جثيjا{ S
شرح الكلمات:
} من كل شيعة { :أي طائفة تعاونت على الباطل وتشيع بعضها لبعض فيه.
} أولى بها صليا { :أي أحق بها اصطلء واحتراقا Nوتعذيبا Nفي النار.
} إل واردها { :أي مارا Nبها إن وقع بها هلك ،وإن مر ولم يقع نجا.
} حتما Nمقتضيا : { Nأي أمرا Nقضى به ال تعالى وحكم به وحتمه فهو كائن ل بد.
} فيها جثيا { :أي في النار جاثمين على ركبهم بعضهم الى بعض.
معنى اليات:
اليات في سياق تقرير عقيدة البعث والجزاء يقول تعالى قوله وقوله الحق } :ويقول النسان { أي المنكر
للبعث للبعث والدار الخرة وقد يكون القائل أبي بن خلف أو العاص بن وائل وقد يكون غيرهما إذ هذه قولة
كل من ل يؤمن بالخرة يقول } :إأذا مت لسوف أخرج حيا { Nيقول هذا استنكارا وتكذبيNا قال تعالى :رادNا على
هذا النسان قولته الكافرة } أو ل يذكر النسان { أي المنكر للبعث الخر } أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئNا {
أيكذب بالبعث وينكره ول يذكر خلقنا له من قبل ،ولم يك شيئا.N
أليس الذي قدر على خلقه قبل أن يكون شيئا Nقادرا Nعلى إعادة خلقه مرة أخرى أليست العادة أهون من الخلق
الول واليجاد من العدم ،ثم يقسم ال تبارك وتعالى لرسوله على أنه معيدهم كما كانوا ويحشرهم مع شياطينهم
الذين يضلونهم ثم يحضرنهم حول جهنم جثيا على ركبهم أذلء صاغرين .هذا معنى قوله تعالى في الية )(68
} فوربك لنحشرنهم والشياطين حول جهنم جثيا {.
وقوله تعالى } :ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا { يخبر تعالى بعد حشرهم إلى ساحة فصل
القضاء أحياء مع الشياطين الذين كانوا يضلونهم ،يحضرهم حول جهنم جثيا ،Nثم يأخذ تعالى من كل طائفة من
تلك الطوائف التي أحضرت حول جهنم وهي جاثمة تنتظر حكم ال تعالى فيها أيهم كان أشد على الرحمن عتيا
أي تمردا Nعن طاعته وتكبرا Nعن اليمان به وبرسوله ووعده وهو معنى قوله تعالى في الية ) } (69ثم
لننزعن من كل شيعة أيهم الرحمن عتيا { وقوله تعالى } :ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا { يخبر تعالى
بعلمه بالذين هم اجدر وأحق بالصطلء بعذاب النار ،وسوف يدخلهم النار قبل غيرهم ثم يدخل باقيهم بعد ذلك
وهو معنى قوله عزوجل } :ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا {.
وقوله } :وإن منكم إل واردها كان على ربك حتما Nمقتضيا { ،فإنه يخبر عز وجل عن حكم oحكم به وقضاء
قضى به وهو أنه مامن واحد منا معشر بني آدم ال وارد جهنم وبيان ذلك كما جاء في الحديث أن الصراط
جسر يمد على ظهر جهنم والناس يمرون فوقه فالمؤمنون يمرون ول يسقطون في النار والكافرون يمرون
فيسقطون في جهنم ،وهو معنى قوله في الية ) } (72ثم ننجي الذين أوتوا { أي ربهم فلم يشركوا به ولم
يعصوه بترك واجب ول بارتكاب محرم )ونذر الظالمين( بالتكبر والكفر وغشيان الكبائر من الذنوب } فيها
جثيNا { أي ونترك الظالمين فيها أي جهنم جاثمين على ركبهم يعانون أشد أنواع العذاب.
هداية اليات
-1تقرير عقيدة البعث والجزاء بالحشر والحضار حول جهنم والمرور على الصراط.
شرح الكلمات:
} خير مقاما { :نحن أم أنتم والمقام المنزل ومحل القامة والمراد هنا المنزلة.
} وأحسن نديا : { Nأي ناديا وهو مجتمع الكرام ومحل المشورة وتبادل الراء.
} إما العذاب وإما الساعة { :أي بالقتل والسر وأما الساعة القيامة المشتملة على نار جهنم.
معنى اليات:
ما زال السياق في تقرير النبوة والتوحيد والبعث الخر يقول تعالى } وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات { أي وإذا
قرئت على كفار قريش المنكرين للتوحيد والنبوة المحمدية والبعث والجزاء يوم القيامة إاذ قرأ عليهم رسول ال
أو أحد المؤمنين من أصحابه بعض اليات من القرآن البينات في معانيها ودلئلها على التوحيد والنبوة والبعث
} قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما Nوأحسن نديا { ،وقولهم هذا هو رد فعل ل غير ،إذ أنهم
لما يسمعون اليات تحمل الوعد للمؤمنين والوعيد للكافرين مثلهم ل يجدون ما يخففون به ألم نفوسهم فيقولون
هذا الذي أخبر تعالى به عنهم } أي الفريقين { أي فريق المؤمنين أو فريق الكافرين خير مقاما Nأي منزل
ومسكنا Nوأحسن نديا ومجتمعا Nيجتمع فيه ،لنهم يقارنون بين منازل فقراء المؤمنين ودار الرقم بن أبي الرقم
التي يجتمع فيها الرسول صلى ال عليه وسلم والمؤمنون وبين دور ومنازل أبي سفيان وأغنياء مكة ونادي
قريش وهو مجلس شوراهم فرد تعالى عليهم بقوله } :وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا NورئيNا { أي ل
ينبغي ان يغرهم هذا الذين يتبجحون به ويتطاولون فإنه ل يدوم ما داموا يحاربون دعوة الحق والقائمين عليها
فكم من أهل قرون اهلكناهم لما ظلموا وكانوا أحسن من هؤلء مال ومتاعا ومناظر حسنة جميلة.
وقوله تعالى } :قل من كان في الضللة فليمدد له الرحمن مدا { Nأي اذكر لهم سنتنا في عبادنا يا رسولنا وهي
أن من كان في ضللة الشرك والظلم والمكابرة والعناد فإن سنة الرحمن فيه أن يمد له بمعنى يمهله ويملي له
استدراجا حتى إذا انتهوا الى ما حدد لهم من زمن يؤخذون فيه بالعذاب جزاء كفرهم ظلمهم وعنادهم وهو إما
عذاب دنيوى بالقتل والسر ونحوهما أو عذاب الخرة بقيام الساعة حيث يحشرون الى جهنم عميا Nوبكما
وصما Nجزاء التعالي والتبجح بالكلم وهو معنى قوله تعالى } :حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما
الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا Nوأضعف جندا { Nأي شر منزلة وأقل ناصرا Nأهم الكافرون أم المؤمنون،
ولكن حين ل ينفع العلم .إذ التدارك أصبح غير ممكن وإنما هي الحسرة والندامة ل غير.
وقوله تعالى } :ويزيد ال الذين اهتدوا هدى { أي إذا كان تلوة اليات البينات تحمل المشركين على العناد
والمكابرة وذلك لظلمة كفرهم فيزدادون كفرا Nوعنادا Nفإن المؤمنين المهتدين يزدادون بها هداية لنها تحمل لهم
الهدى في كل جملة وكلمة منها وهم لشراق نفوسهم باليمان يرون ما تحمل اليات من الدلئل والحجج
والبراهين فيزداد إيمانهم وتزداد هدايتهم في السير في طريق السعادة والكمال بأداء الفرائض واجتناب المناهي.
وقوله تعالى } :والباقيات الصالحات خير عند ربك { أيها الرسول } ثوابا Nوخير مردbا { Nفي هذه الية تسلية
للرسول والمؤمنين بأن ما يتبجح به المشركون من المال والمتاع وحسن الحال ل يساوي شيئا Nأمام اليمان
وصالح العمال لن المال فان ،oوالصالحات باقية فثواب الباقيات الصالحات من العبادات والطاعات خير من
كل متاع الدنيا وخير مردا NمردودNا على صاحبها إذ هو الجنة دار السلم والتكريم والنعام.
هداية اليات
من هداية اليات:
-1الكشف عن نفسيات الكافرين وهي العتزاز بالمال والقوة إذا اعتز المؤمنون باليمان وثمراته في الدنيا
والخرة من حسن العاقبة.
-2بيان سنة ال تعالى في امهال الظلمة والملء لهم استدراجا Nلهم حتى يهلكوا خاسرين.
-3بيان سنة ال تعالى في زيادة إيمان الؤمنين عند سماع القرآن الكريم ،أو مشاهدة أخذ ال تعالى للظالمين.
-4بيان فضيلة الباقيات الصالحات ومنها :سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر ول حول ول قوة إل
بال.
} أفرأي%ت ٱلذي كفر بآياتنا وقال ل)وتين مال Sوولدا } * { Sأطلع ٱلغي%ب أم ٱتخذ عند ٱلرح%مـن
عه%دا } * { Sكل سنكتب ما يقول) ونمد Oله من ٱلعذاب مدjا } * { Sونرثه ما يقول) ويأتينا فر%دا{ S
} أطلع الغيب { :أي فعرف أنه يعطى مال Nوولدا Nيوم القيامة.
} ونرثه ما يقول { :أي نسليه ما تبجح به من المال والولد ويبعث فردا Nليس معه مال ول ولد.
معنى اليات:
يقول تعالى لنبيه صلى ال عليه وسلم معجبا Nله } أفرأيت الذي كفر بآياتنا { اي كذب بالوحي وما يدعوا له من
التوحيد والبعث والجزاء وترك الشرك والمعاصي .وهو العاص بن وائل المسمى أبو عمرو بن العاص.
} وقال لوتين مال Nوولدا { Nقال هذا لخباب بن الرت حينما طالبه بدين له عليه فأبى أن يعطيه استصغارا Nله
لنه قيmن " حدادNا " وقال له ل أعطيكه حتى تكفر بمحمد فقال له خباب وال ما أكفر بمحمد صلى ال عليه وسلم
حتى تموت ثم تبعث فقال له العاص إذا أنا مpت tثم بnعتث كما تقول ثم جئتني ولي مال وولد قضيتك دينك فأكذبه
ال تعالى ورد عليه قوله بقوله عز وجل } :أطلع الغيب { فعرف ان له يوم القيامة مال Nوولدا } .Nأم اتخذ عند
ل وولدا Nيوم القيامة } كل { لم يطلع على الغيب ولم يكن له عند الرحمن
الرحمن عهدا { Nبذلك بأن سيعطيه ما N
عهدا .وقوله تعالى } :سنكتب ما يقول { من الكذب والفتراء ونحاسبه به ونضاعف له العذاب به العذاب وهو
معنى قوله تعالى } :ونمد له من العذاب مدا ، { Nوقوله تعالى } :ونرثه ما يقول ويأتنيا فردا { أي ونسلبه ما
يقول من المال والولد حيث يموت ويترك ذلك أو ينصر رسوله على قومه فيسلبهم المال والوليد .ويأتينا في
عرصات القيامة للحساب فردا Nل مال ول ولد.
هداية اليات
-1الكشف عن نفسيات الكافرين ل سيما إذا كانوا أقوياء بمال او لد أوسلطان فإنهم يعيشون على الغطرسة
منه والستعلء وتجاهل الفقراء واحتقارهم.
-4تقرير معنى آية :إنا نحن نرث الرض ومن عليها وإلينا يرجعون.
} وٱتخذوا من دون ٱلله آلهة SلRيكونوا لهم %عزjا } * { Sكل سيكفرون بعبادتهم %ويكونون علي%هم
ضدjا } * { Sألم %تر أنآ أر%سلنا ٱلشياطين على ٱلكافرين تؤ)زOهم %أزSjا { * } فل تع%جل علي%هم %إنما
نعد Oلهم %عدjا } * { Sيو%م نح%شر ٱلمتقين إلى ٱلرح%مـن وفدا } * { Sونسوق ٱلمج%رمين إلى جهنم
ور%دا } * { Sل يم%لكون ٱلشفاعة إل من ٱتخذ عند ٱلرح%مـن عه%دا{ S
شرح الكلمات:
} ليكونوا لهم عزا : { Nأي منعة لهم وقوة يشفعون لهم عند ال حتى ل يعذبوا.
} سيكفرون بعبادتهم { :أي يوم القيامة أنهم كانوا يعبدونهم.
} تؤزهم أزا : { Nأي تزعجهم ازعاجا Nوترحكهم حراكا Nشديدا Nنحو الشهوات والمعاصي.
} وفدا { :أي راكبين على الن~نVجب تحوطهم الملئكة حتى ينتهوا الى ربهم فيكرمهم.
} ال جهنم وردا : { Nأي يساق المجرمون كما تساق البهائم مشاة عطاشا.N
معنى اليات:
يخبر تعالى منددNا المشركين فيقول } :واتخذوا من دون ال آلهة { أي معبودات من الصنام فعبدوها بأنواع من
العبادات } ،ليكونوا لهم { -في نظرهم الفاسد } -عزNا { أي شفعاء لهم عندنا يعزون بواسطتهم ول يnهانون} ،
كل { أي ليس المر كما يظنون } سيكفرون بعبادتهم { وذلك يوم القيامة حيث ينكرون أنهم أمروهم بعبادتهم،
} ويكونون عليهم ضدا { Nأي خصوما ،Nومن ذلك قولهم.
{ } وقال شركائهم ما كنتم إيانا تعبدون
وقولهم.
{ } بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون
وقوله تعالى في الية الثانية ) } (83ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا { يقول تعالى لرسوله
ألم ينته إلى علمك يا رسولنا أنا أرسلنا الشياطين أي شياطين الجن والنس على الكافرين بنا وبآياتنا ورسولنا
ولقائنا تؤزهم ازا أي تحركهم بشدة نجو الشهوات والجرائم والمفاسد ،وتزعجهم الى ذلك بالغراء إزعاجا
كبيرا .أي فل تعجب من حال مسارعتهم إلى الشر والفساد ول تعجل عليهم بمطالبتنا بهلكهم إنما نعد لهم كل
أعمالهم ونحصيها عليهم حتى أنفاسهم على كل ذلك ونجزيهم به .هذا معنى قوله تعالى } :فل تعجل عليهم إنما
نعد لهم عدا {.
وقوله تعالى في الية ) } (85يوم نحشر المتقين { أي أذكر يا رسولنا نحشر المتقين } إلى الرحمن وفدا.{ N
والمتقون هم أهل اليمان بال وطاعته وتوحيده ومحبته وخشيته وطاعة رسوله ومحبته وفدا Nاي راكبين على
النجائب من النوق عليها رحال الذهب الى الرحمن الى جوار الرحمن عز وجل في دار المتقين الجنة دار
البرار والسلم.
وقوله تعالى } :ونسوق المجرمين الى جهنم وردNا { :أي ونسوق المجرمين على أنفسهم بالشرك والمعاصي
مشاة على أرجلهم عطاشNا يساقون سوق البهائم الى جهنم وبئس الورد المورود جهنم.
وقوله تعالى } ل يمكلون الشفاعة إل من اتخذ عند الرحمن عهدا { Nأخبر تعالى أن المشركين المجرمين على
أنفسهم بالشرك والمعاصي فدسوها ل يملكون الشفاعة يوم القيامة ل يشفع بعضهم في بعض كالمتقين ول يشفع
لهم أحد أبدا Nلكن من اتخذ عند الرحمن عهدا Nباليمان به وبطاعته بأداء الفرائض وترك المحرمات يملك أن
شاء ال الشفاعة بأن يشفعه ال في غيره إكراما Nله أو يشفع فيه غيره إكراما Nللشافع أيضNا وإنعاما Nعلى المشفوع
له.
كما أن أهل ل إله إل ال محمد رسول ال المتبرئين من حولهم وقوتهم الى ال الراجين ربهم يمكلون الشفاعة
أن دخلوا النار بذنوبهم فيخرجون منها شفاعة من أراد ال أن يشفعه فيهم.
هداية اليات
-1براءة سائر المعبودات من دون ال من عابديها يوم القيامة خزيا Nوإحقاقا Nللعذاب عليهم.
-2ل عحب مما يشاهد من مسارعة الكافرين الى الشر والفساد والشهوات لوجود شياطين تحركهم بعنف الى
ذلك وتدفعهم إليه.
-3ل ينبغي طلب العذاب العاجل لهل الظلم لنهم كلما ازدادوا ظلما ازداد عذابهم شدة يوم القيامة إذ كل
شيء محصى عليهم أنفاسهم محاسبون عليه ومجزيون به.
} وقالوا ٱتخذ ٱلرح%مـن ولدا } * { Sلقد %جئتم %شي%ئا Sإدjا } * { Sتكاد ٱلسماوات يتفطر%ن منه
وتنشق ٱلر%ض وتخر Oٱلجبال) هدjا } * { Sأن دعو%ا للرح%مـن ولدا } * { Sوما ينبغي للرح%مـن
أن يتخذ ولدا } * { Sإن كل من في ٱلسماوات وٱلر%ض إل آتي ٱلرح%مـن عب%دا } * { Sلقد
أح%صاهم %وعدهم %عدjا } * { Sوكلهم %آتيه يو%م ٱلقيامة فر%دا{ S
شرح الكلمات:
} وقالوا اتخذ الرحمن ولدا : { Nأي قال العرب الملئكة بنات ال وقال النصارى عيسى ابن ال.
معنى اليات:
ما زال السياق في ذكر مقولت أهل الشرك والجهل والرد عليها من قبل الحق تبارك وتعالى قال تعالى مخبرا
عنهم } :وقالوا { أي أولئك الكافرون } اتخذ الرحمن ولدا { Nإذ قالت بعض القبائل العربية بنات ال ،وقالت
اليهود عزيز بن ال وقالت النصارى المسيح بن ال .يقول تعالى لهم بعد أن ذكر قولهم } لقد جئتم شيئا NإدNا {
أي أتيتم بشيء منكر عظيم } ،تكاد السموات يتفطرن منه { أي يتشققن منه لقبح هذا القول وسوئه } ،وتنشق
الرض وتخر الجبال هدا { أي تسقط لعظم هذا القول لنه مغضب للجبار عزوجل ولول حلمه ورحمته لمس
الكون كله عذاب أليم .وقوله } :أن دعوا للرحمن ولدا { Nأي أن نسبوا للرحمن ولدا } ،Nوما ينبغي للرحمن { أي
ل يصلح له ول يليق بجلله وكماله الولد ،لن الولد نتيجة شهوة بهيمية عارمة تدفع الذكر الى إيتان النثى
فيكون بإذن ال الولد ،وال عزوجل منزه عن مشابهته لمخلوقاته وكيف يشبههم وهو خالقهم وموجدهم من
العدم؟
وقوله تعالى } إن كل من في السموات والرض إل آتى الرحمن عبدا { Nهذا برهان على بطلن قوله الكافرين
الجاهلين ،إذ الذي ما من أحد في السموات أو في الرض من ملئكة وإنس وجن إل آتى الرحمن عبدا Nخاضعا
ذليل Nمنقادا Nيوم القيامة كيف يعقل اتخاذه ولدا ،Nإذ الولد يطلب للحاجة إليه ،والغنى عن كل خلقه ما هي حاجته
إلى عبد من عباده يقول هذا ولدي اللهم إنا نبرؤا إليك مما يقوله الجاهلون بك الضالون عن طريق هدايتك.
وقوله تعالى } :لقد أحصاهم وعدهم عدا { Nأي عملهم واحدا Nواحدا Nفلو كان بينهم إله معه أو ولد لعلمه ،فهذا
برهان آخر على بطلن تلك الدعوة الجاهلية الباطلة الفاسدة وقوله } :وكلهم آتية يوم القيامة فردا { Nهذا رد عن
اولئك الذين يدعون أنهم إن بعثوا يكون لهم المال والولد والشفيع والنصير .فأخبر تعالى أنه ما من أحد إل
ويأتيه يوم القيامة فردNا ليس معه شافع ول ناصر ،ول مال ول سلطان.
هداية اليات
-1عظم الكذب على ال بنسبة الولد أو الشريك إليه أو القول عليه بدون علم.
-2بيان أن كل المخلوقات من أجلها الى أحقرها ليس فيها غير عبدل فنسبة النسان أو الجان أو الملك إلى ال
تعالى هي عبد لرب مالك قاهر عزيز حكيم.
-3بيان إحاطة ال بخلقه ومعرفته لعددهم فل يغيب عن عمله أحد منهم ،ول يختلف عن موقف القيامة فرد
منهم إذ الكل يأتي ال تعالى يوم القيامة فردا.
} إن ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات سيج%عل) لهم ٱلرح%مـن ودjا } * { Sفإنما يسر%ناه بلسانك
لتبشRر به ٱلمتقين وتنذر به قو%ما Sلدjا } * { Sوكم %أه%لكنا قب%لهم %م#ن قر%ن@ هل تحس Oمنهم %م#ن %أحد
أ %و تس%مع لهم %ركزSا {
شرح الكلمات:
} ودا :{ Nأي حبا فيعيشون متحابين فيما بينهم ويحبهم ربهم تعالى.
} فإنما يسرناه بلسانك { :أي يسرنا القرآن اي قراءته وفهمه بلغتك العربية.
} قوما Nلدا :{ Nأي ألداء شديدوا الخصومة والجدل بالباطل وهم كفار قريش.
} وكم اهكنا { :أي كثيرا Nمن اهل القرون من قبلهم اهلكناهم.
معنى اليات:
يخبر تعالى أن الذين بال وبرسوله وبوعد ال ووعيده فتخلوا عن الشرك والكفر وعملوا الصالحات وهي أداء
الفرائض وكثير من النوافل هؤلء يخبر تعالى أنه سيجعل لهم في قلوب عباده المؤمنين محبة وودا Nوقد فعل
سبحانه وتعالى فأهل اليمان والعمل الصالح متحابون متوادون ،وهذا التوادد بينهم ثمرة لحب ال تعالى لهم.
وقوله تعالى } :فإنما يسرناه { أي هذا القرآن الذي كذب به المشركون سهلنا قراءته عليك إذا أنزلناه بلسانك
} لتبشر به المتقين { من عبادنا المؤمنين وهم الذين اتقوا عذاب ال باليمان وصالح العمال بعد ترك الشرك
والمعاصي } ،وتنذر به قوما Nلدا { Nوهم كفار قريش وكانوا ألداء اشداء في الجدل والخصومة ،وقوله تعالى:
} وكم أهلكنا قبلهم من قرن { أي وكثيرا Nمن أهل القرون السابقة لقومك أهلكناهم لما كذبوا رسلنا وحاربوا
دعوتنا } فهل تحس منهم من أحد { فتراه بعينك أو تمسه بيدك } ،أو تسمع لهم ركزا { Nأي صوتا Nخفيا Nاللهم ل
فهل يذكر هذا قومك فيتعظوا فيتوبوا الى ربهم باليمان به وبرسوله ولقائه ويتركوا الشرك والمعاصي.
هداية اليات
-1أعظم بشرى تحملها الية الولى وهي حب ال وأوليائه لمن آمن وعمل صالحا.N
-2بيان كون القرآن ميسرا Nأن نزل بلغة النبي صلى ال عليه وسلم من أجل البشارة لهل اليمان والعمل
الصالح والنذارة لهل الشرك والمعاصي.
-3إنذار العتاة والطغاة من الناس ان يحل بهم ما حل بمن قبلهم من هلك ودمار والواقع شاهد أين أهل
القرون الولى؟
سورة طه
} طه { * } مآ أنزلنا علي%ك ٱلقر%آن لتشقى { * } إل تذكرة SلRمن يخشى { * } تنزيل Sم#من %خلق
ٱلر%ض وٱلسماوات ٱلعلى { * } ٱلرح%مـن على ٱلعر%ش ٱس%توى { * } له ما في ٱلسماوات وما
في ٱلر%ض وما بي%نهما وما تح%ت ٱلثرى { * } وإن تج%هر %بٱلقو%ل فإنه يع%لم ٱلس#ر وأخفى { *
} ٱلله ل* إلـه إل هو له ٱلس%مآء ٱلحس%نى {
شرح الكلمات
} طه { :أي يا رجل.
} واخفى { :أي من السر ،وهو ما علمه ال وقدر وجوده وهو كائن ولكن لم يكن بعد.
معنى اليات:
قوله تعالى } طه { لفظ طه جائز أن يكون من الحروف المقطعة ،وجائز أن يكون معناه يا رجل ورجح المر
ابن جرير لوجوده في لغة العرب طه بمعنى يا رجل وعلى هذا فمعنى الكلم يا رجل ما أنزلنا عليك القرآن
لتشقى ردا Nعلى النضر بن الحارث الذي قال إن محمدا Nشقي بهذا القران الذي أنزل عليه لما فيه من التكاليف
فنفى الحق عزوجل ذلك وقال } ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إل تذكرة لمن يخشى { وإنما انزلناه ليكون تذكرة
ذكرى يذكر بها من يخشى ربه فيقبل على طاعته متحمل Nفي سبيل ذلك كل ما قد يلقي في طريقه من أذى
قومه المشركين بال الكافرين بكتابه والمكذبين لرسوله ،وقوله } :تنزيل Nممن خلق الرض والسموات العلى {
أي هذا القرآن الذي ما أنزلناه لتشقى به ولكن تذكرة لمن يخشى نVزل تنزيل Nمن ال الذي خلق الرض
والسموات العلى } :الرحمن على العرش استوى { أي رحمن الدنيا والخرة ورحيمهما الذي استوى على
عرشه استواء qيليق بد يدبر أمر مخلوقاته ،الذي } له في السموات وما في الرض وما بينهما وما تحت
الثرى { من الرضين السبع .وقوله } وإن تجهر بالقول { أيها الرسول أو تVسpر } فإنه يعلم السر وأخفى { من
السر ،وهو ما قدره ال وهو واقع في وقته المحدد له فعلمه تعالى ولم يعلمه النسان بعد .وقوله } :ال ل إله
إل هو { أي ال المعبود بحق الذي ل معبود بحق سواه } له السماء الحسنى { التي ل تكون إل له ،ول تكون
لغيره من مخلوقاته .وهكذا عرف تعالى عباده به ليعرفوه فيخافونه ويحبونه فيؤمنون به ويطيعونه فيكملون
على ذلك ويسعدون فلله الحمد وله المنة.
هداية اليات
-3تقرير الصفات اللهية كالستواء ووجوب اليمان بها بدون تأويل أو تعطيل أو تشبيه بل اثباتها على الوجه
الذي يليق بصاحبها عزوجل.
} وهل أتاك حديث موسى { * } إذ رأى نارSا فقال له%له ٱم%كثو*ا إ Rني* آنس%ت نارSا لعلRي* آتيكم
ي أنا ربOك فٱخلع
م#نها بقبس@ أو %أجد على ٱلنار هدgى { * } فلمآ أتاها نودي يموسى { * } إن* R
ي أنا ٱلله ل
نع%لي%ك إنك بٱلواد ٱلمقدس طوgى { * } وأنا ٱختر%تك فٱس%تمع %لما يوحى* { * } إنن *
إلـه إل* أنا فٱع%بد%ني وأقم ٱلصلة لذكري* { * } إن ٱلساعة آتية Uأكاد أ)خفيها لتج%زى كل نفس
بما تس%عى { * } فل يصدنك عنها من ل يؤمن بها وٱتبع هواه فتر%دى {
شرح الكلمات:
} حديث موسى { :أي خبره وموسى هو ابن عمران نبي بني إسرائيل.
} على النار هدى { :أي ما يهديني الطريق وقد ضل الطريق الى مصر.
} فلما أتاها { :أي النار وكانت في شجرة من العوسج ونحوه تتللؤ نورا Nل نارا.N
} فاستمع لما يوحى { :اي إليك وهو قوله تعالى } :إنني أنا ال ل إله إل أنا {.
} أكاد أخفيها { :أي أبالغ في إخفائها حتى ل يعلم وقت مجيئها أحد.
معنى اليات :ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد ففي نهاية الية السابقة ) (8كان قوله تعالى
{ } ال ل إله إل هو له السماء الحسنى
تقريرا Nللتوحيد وإثباتا Nله وفي هذه الية ) (9يقرره تعالى عن طريق الخبار عن موسى ،وأن أول ما أوحاه
إليه من كلمه كان أخباره بأنه ل إله إل هو أي ل معبود غيره وأمره بعبادته .فقال تعالى } :وهل أتاك { أي
يا نبينا } حديث موسى إذ رأى نارا ، { Nوكان في ليلة مظلمة شاتية وزنده الذي معه لم يقدح له نارا } Nفقال
لهله { أي زوجته ومن معها وقد أضلوا طريقهم لظلمة الليل } ،امكثوا { اي ابقوا فقد آنست نارا Nأي أبصرتها
لعلي آتيكم منها بقبس فنوقد به نارا Nتصطلون بها أي تستدفئون بها } ،أو أجد على النار هدى { أي أجد حولها
ما يهدينا طريقنا الذي ظللناه.
وقوله تعالى } :فلما أتاها { أي أتى النار ووصل إليها وكانت شجرة تتللؤ نورا } Nنودي يا موسى { أي ناداه
ربه تعالى قائل Nيا موسى } إني أنا ربك { أي خالقك ورازقك ومدبر أمرك } فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس
طوى { وذلك من أجل أن يتبرك بملمسة الوادي المقدس بقدميه .وقوله تعالى } وأنا أخترتك { أي لحمل
رسالتي إلى من أرسلك إليهم } .فاستمع لما يوحى { أي إليك وهو } :إنني أنا ال ل إله إل أنا { أي أنا ال
المعبود بحق ول معبود بحق غيري وعليه فاعبدني وحدي } ،وأقم الصلة لذكري { ،أي لجل أن تذكرني
فيها وبسببها .فلذا من لم يصل لم يذكر ال تعالى وكان بذلك كافرا Nلربه تعالى .وقوله } إن الساعة آتية { أي
أن الساعة التي يقوم فيها الناس أحياء من قبروهم للحساب والجزاء آتية ل محالة .من أجل مجازاة العباد على
أعمالهم وسعيهم طوال أعمارهم من خير وشر ،وقوله } :أكاد أخفيها { أي أبالغ في إخفائها حتى أكاد أخفيها
عن نفسي.
وذلك لحكمة أن يعمل الناس ما يعلمون وهو ل يدرون متى يموتون ول متى يبعثون فتكون أعمالهم بإراداتهم
ل إكراه عليهم فيها فيكون الجزاء على أعمالهم عادل ،Nوقوله } :فل يصدنك عنها من ل يؤمن بها فتردى {
ينهى تعال موسى ان يقبل صد صاد من المنكرين للبعث متعبي الهوى عن اليمان بالبعث والجزاء والتزود
بالعمال الصالحة لذلك اليوم العظيم الذي تجزى فيه كل نفس بما كسبت وهو ل يظلمون ،فإن من ل يؤمن بها
ول يتزود لها يردى أي يهلك.
هداية اليات
-2تقرير التوحيد وإثباته ،وأن الدعوة إلى ل إله إل ال دعوة كافة الرسل.
-4مشروعية التبرك بما جلعه ال تعالى مباركا ،Nوالتبرك التماس البركة حسب بيان الرسول وتعليمه.
} وما تلك بيمينك يموسى { * } قال هي عصاي أتوكأ) علي%ها وأهش بها على غنمي ولي فيها
مآرب أ)خرى { * } قال ألقها يموسى { * } فألقاها فإذا هي حية Uتس%عى { * } قال خذها ول
تخف سنعيدها سيرتها ٱل)ولى { * } وٱض%مم %يدك إلى جناحك تخرج %بي%ضآء من %غي%ر سو*ء@ آية
أ)خرى { * } لنريك من %آياتنا ٱلكب%رى { * } ٱذهب %إلى فر%عو%ن إنه طغى {
شرح الكلمات:
} وما تلك بيمينك يا موسى { :الستفهام للتقرير به ليرتب عليه المعجزة وهي انقلبها حية.
} وأهش بها على غنمي { :أخبط بها ورق الشجر فيتساقط فتأكله الغنم.
} ولي فيها مآرب أخرى { :أي حاجات أخرى كحمل الزاد بتعلقيه فيها ثم حمله على عاتقه ،وقتل الهوام.
} حية تسعى { :أي ثعبان عظيم ،تمشي على بطنها بسرعة كالثعبان الصغير المسمى بالجان.
} إلى جناحك { :أي إلى جنبك اليسر تحت العضد الى البط.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم مع موسى وربه تعالى إذ سأله الرب تعالى وهو أعلم به وبما عنده قائل } :وما تلك
بيمينك يا موسى؟ { يسأله ليقرر بأن ما بيده عصا من خشب يابسة ،فإذا تحولت إلى حية تسعى علم أنها آية له
أعطاه إياها ربه ذو القدرة الباهرة ليرسله الى فرعون وملئه .وأجاب موسى ربه قائل } :هي عصاي أتوكأ
عليها وأهش بها على غنمي { يريد يخبط بها الشجر اليابس فيتساقط الورق فتأكله الغنم } ولي فيها مآرب { أي
حاجات )أخرى( كحمل الزاد والماء بها ويضعه على عاتقه كعادة الرعاة وقد يقتل بها الهوام الضارة كالعقرب
والحية .فقال له ربه عزوجل } ألقها يا موسى فألقاها { من يده } فإذا هي حية تسعى { أي ثعبان عظيم تمشي
على بطنها كالثعبان الصغير المسمى بالجان فخاف موسى منها وولى هاربا Nفقال له الرب تعالى } :خذها ول
تخف سنعيدها سيرتها الولى { أي نعيدها عصا كما كانت قبل تحولها الى حية وفعل Nأخذها فإذا هي عصاه
التي كانت بيمينه .ثم أمره عصا كما كانت قبل تحولها إلى حية وفعل Nأخذها فإذا هي عصاه التي كانت بيمينه.
ثم أمره تعالى بقوله } :واضم يدك { أي اليمنى } الى جناحك { اليسر } تخرج بيضاء من غير سوء { أي
برص وفعل فضم تحت عضده إلى ابطه ثم استخرجها فإذا هي تتللؤ كأنها فلقة قمر ،أو كأنها الثلج بياضا Nأو
أشد ،وقوله تعالى } آية أخرى { أي آية لك دالة على رسالتك أخرى إذ الولى هي انقلب العصا الى حية
تسعى كأنها جان .وقوله تعالى } :لنريك من آياتنا الكبرى { أي حولنا له العصا حية وجعلنا يدك تخرج بيضاء
من أجل أن نريك من دلئل قدرتنا وعظيم سلطاننا .وقوله تعالى } :اذهب الى فرعون أنه طغى { لما اراه من
عجائب قدرته أمره ان يذهب الى فرعون رسول Nإليه يأمره بعبادة ال حده وأن يرسل معه بني إسرائيل ليخرج
بهم الى أرض المعاد بالشام وقوله } إنه طغى { أي تجاوز قدره ،وتعدى حده كبشر إذ أصبح يدعى الربوبية
واللوهية إذ فقال:
{ } أنا ربكم العلى
وقال:
{ } ما علمت لكم من إله غيري
،فأي طغيان أكبر من هذا الطغيان.
هداية اليات
-1تقرير نبوة الرسول محمد صلى ال عليه وسلم إذ مثل هذه الخبار ل تصح إل ممن يوحى إليه-2 .
استحباب تناول الشياء غير المستقذرة باليمين.
-6آية موسى في انقلب العصا حية وخروج اليد البيضاء كأنها الثلج أو شعاع شمس.
شرح الكلمات:
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في حديث موسى عليه السلم مع ربه سبحانه وتعالى بعد أن أمر ال تعالى موسى
بالذهاب الى فرعون ليدعوه الى عبادة ال وحده وارسال بني إسرائيل مع موسى ليذهب به إلى أرض القدس
عليه السلم لربه تعالى } اشرح لي صدري { لتحمل أعباء الرسالة } ويسر لي أمري { أي سهل مهمتي علي
وارزقني العون عليها فإنها صعبة شاقة } .واحلل عقدة من لساني { تلك العقدة التي نشأت بسبب الجمرة التي
ألقاها في فمه بتدبير ال عزوجل حيت عزم فرعون على قتله لما وضعه في حجره يلعبه فأخذ موسى بلحية
فرعون ونتفها فغضب فقالت له آسية إنه ل يعقل لصغر سنه وقالت له تختبره بوضع جواهر في طبق وجمر
في طست فإن أخذ الجواهر فهو عاقل ودونك افعل ما شئت ،وإن أخذ الجمر فهو عاقل فل تحفل به ول تغتم
لفعله ،وقدم لموسى الطبق والطست فمد يده الى الطست بتدبير ال فأخذ جمرة فكانت سبب هذه العقدة فسأل
موسى ربه أن يحلها من لسانه فيصفح إذا خاطب فرعون وبين فيفVهم قوله ،وبذلك يؤدي رسالته .هذا معنى
قوله } :واحلل عقدة من لسان يفقهوا قولي {.
وقوله تعالى فيما أخبر عن موسى } واجعل لي وزيرا Nمن أهلي هارون أخي { أي طلب من ال تعالى أن
يجعل له من أخيه هارون معينا Nعلى تبيلغ الرسالة وتحمل أعبائها .وقوله } :اشدد به أزري { أي قو به
ظهري .وقوله } :أشركه في أمري { وذلك بتنبئته وإرساله ليكون هارون نبيا Nرسول .Nوعلل موسى عليه
الصلة والسلم لطلبه هذا بقوله } :كي نسبحك كثيرا Nونذكرك كثيرا ، { Nوقوله } إنك كنت بنا نصيرا { أي أنك
كنت ذا بصر منا من ربه توسل إليه بعمله تعالى به وبأخيه وبحالهما.
هداية اليات
} قال قد %أ)وتيت سؤلك يموسى { * } ولقد %مننا علي%ك مرة Sأ)خرى { * } إذ أو%حي%نآ إلى أ)م#ك ما
يوحى { * } أن ٱقذفيه في ٱلتابوت فٱقذفيه في ٱليم #فليلقه ٱليم Oبٱلساحل يأخذه عدو sلRي وعدو
ي { * } إذ تم%شي* أ)ختك فتقو )ل هل أدلكم %على من
له وألقي%ت علي%ك محبة Sم#نRي ولتص%نع على عي%ن *
يكفله فرجع%ناك إلى )أم#ك كي %تقر عي%نها ول تح%زن وقتلت نفسا Sفنجي%ناك من ٱلغم #وفتناك فتونا
ي أه%ل مد%ين ثم جئت على قدر@ يموسى { * } وٱص%طنع%تك لنفسي {
فلبثت سنين ف *
شرح الكلمات:
} قد أوتيت سؤلك { :أس مسؤولك من انشراح صدرك وتيسير أمرك وانحلل عقدة لسانك ،وتنبئة أخيك.
} ولقد مننا عليك مرة أخرى { :أي أنعمنا علية مرة أخرى قبل هذه.
} ما يوحى { :أي في شأنك وهو قوله :أن اقذفيه الخ.
} وقتلت نفسا : { Nهو القبطي الذي قتلته بمصر وهو بيت فرعون.
} جئت على قدر { :أي جئت للوقت الذي أردنا إرسالك الى فرعون.
} واصطفيناك لنفسي { :أي أنعمت عليك بتلك النعم اجتباء aمنا لك لتحمل رسالتنا.
معنى اليات:
ما زال السياق في حديث موسى مع ربه تعالى فقد تقدم أن موسى عليه السلم سأل ربه أمورا Nلتكون عونا Nله
على حمل رسالته فأجابه تعالى بقوله :في هذه الية ) } (36قال قد أوتيت سؤلك يا موسى { أي قد أعطيت ما
طلبت } ،ولقد مننا عليك مرة أخرى { أي قبل هذه الطلبات وهي أنه لما أمر فرعون بذبح أبناء بني إسرائيل
} إذ أوحينا إلى أمك أن اقذفيه في التابوت { أي في الصندوق } فاقذفيه في اليم { أي نهر النيل } فليلقه اليم
بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له { فهذه النجاة نعمة ،ونعمة أخرى تضمنها قوله تعالى } :ألقيت عليك محبة
مني { أي أضفيت عليك محبتي فأصبح من يراك يحبك ،ونعمة أخرى وهي :من أجل أن تVربى وتغذى على
مرأى مني وإرادة لي أرجعتك بتدبيري الى أمك لترضعك وتقر عينها ول تحزن على فراقك ،وهو ما تضمنه
قوله تعالى } :إذ تمشي أختك { فتقول } :هل أدلكم على من يكفله { لكم أي لرضاعه وتربيته } .فرجعناك الى
إمك كي تقر عينها ول تحزن { ،ونعمة أخرى وهي أعظم إنجاؤنا لك من الغم الكبير بعد قتلك النفس وائتمار
آل فرعون على قتلك } فنجيناك من الغم { من القتل وغفرنا لك خطيئة القتل .وقوله تعالى } :وفتناك فتونا{ N
أي ابتليناك ابتلء aعظيما وها هي خلصته في الرقام التالية:
هذه بعض ما يدخل تحت قوله تعالى :وفتناك فتونا } Nفلبث سنين في أهل مدين { ترعى غنم شعيب عشرا Nمن
السنين } ثم جئت { من مدين الى طور سينا } على قدر { منا مقدر ووعيد محدد ما كنت تعمله حتى لقيته.
واصطنعتك لنفسي أي خلقتك وربيتك وإبتليتك واتيت بك على موعد قدرته لحملك عبء الرسالة الى فرعون
وبني إسرائيل :الى فرعون لتدعوه الى عبادتنا وإرسال بني إسرائيل معك الى أرض المعاد .والى بني إسرائيل
لهدايتهم وإصلحهم وإعدادهم للسعاد والكمال في الدارين إن هم آمنوا واستقاموا.
هداية اليات
-4تقرير نبوة محمد صلى ال عليه وسلم بإخباره في كتابه بمثل هذه الحداث في قصص موسى عليه السلم.
} ٱذهب %أنت وأخوك بآياتي ول تنيا في ذكري { * } ٱذهبآ إلى فر%عو%ن إنه طغى { * } فقول
له قو%ل Sلي#نا Sلعله يتذكر أ %و يخشى { * } قال ربنآ إننا نخاف أن يفرط علي%نآ أو %أن يطغى { * }
قال ل تخافآ إنني معكمآ أس%مع وأرى { * } فأتياه فقول* إنا رسول رب#ك فأر%سل معنا بني
إس%رائيل ول تعذRب%هم %قد %جئناك بآية@ م#ن رب#ك وٱلسلم على من ٱتبع ٱلهدى { * } إنا قد %أ)وحي
إلي%نآ أن ٱلعذاب على من كذب وتولى {
شرح الكلمات:
} ول تنيا في ذكري { :أي ل تفترا ول تقصرا في ذكري فإنه سر الحياة وعونكما على أداء رسالتكما.
} لعله يتذكر { :أي فيما تقولن فيهتدي الى معرفتنا فيخشانا فيؤمن ويسلم ويرسل معكما بني إسرائيل.
} اسمع وأرى { :أي اسمع ما تقولنه وما يقال لكما ،وأرى ما تعملن وما يعمل لكما.
} فأرسل معنا بني إسرائيل { :أي لنذهب بهم إلى أرض المعاد أرض أبيهم ابراهيم.
} بآية { :أي معجزة تدل على صدقنا في دعوتنا وأنا رسول ربك حقNا وصدقا.N
} والسلم على من اتبع الهدى { :أي النجاة من العذاب في الدارين لمن آمن واتقى ،إذ الهدى إيمان وتقوى.
} من كذب وتولى { :أي كذب بالحق ودعوته وأعرض عنهما فلم يقبلهما.
معنى الكلمات:
ما زال السياق الكريم في الحديث عن موسى مع ربه تبارك وتعالى فقد أخبره تعالى في الية السابقة أنه
صنعه لنفسه ،فأمره في هذه الية بالذهاب مع أخيه هارون مزودين بآيات ال وهي حججه التي أعطاهما من
العصا واليد البيضاء .ونهاهما عن التواني في ذكر ال بأن يضعفا في ذكر وعده ووعيده فيقصرا في الدعوة
إليه تعالى فقال } :اذهب أنت وأخوك بآياتي ول تنيا في ذكري { وبين لهما الى من يذهبا وعلة فقال } :إذها
إلى فرعون انه طغى { أي تجاوز قدره وتعدى حده من إنسان يعبد ال إلى إنسان كفار ادعى أنه رب وإله،
ل لينا { Nأي خاليا Nمن الغلظة والجفا وسوء اللقاء وعلل ذلك
وعلمهما اسلوب الدعوة فقال لهما } :فقول له قو N
فيراجع نفسه فيؤمن ويهتدي أو يخشى العذاب ان بقى على كفره وظلمه فيسلم لكما بني إسرائيل ويرسلهم
معكما ،فأبدى موسى وأخوه هارون تخوفا Nفقال ما أخبر تعالى به عنهما في قوله } :غفال إنا نخاف أن يفرط
علينا { أي يجعل بعقوبتنا بالضرب أو القتل } ،أو أن يطغى { أي يزداد طغيانا Nوظلما .فطمأنهما ربهما
عزوجل بأنه معهما بنصره وتأييده وهدايته الى كل من تقولن لفرعون وما يقول لكما .وأرى ما تعملن من
عمل وما يعمل فرعون وإني أنصركما عليه فأحق عملكما وأبطل عمله .فاتياه إذا Nول تترددا فقول أي لفرعون
} إنا رسول ربك { أي إليك } فأرسل معنا بني إسرائيل { لنخرج بهما حيث أمر ال } ،ول تعذبهم { بقتل
رجالهم واستيحاء نسائهم واستعمالهم في أسوء العمال وأحطها } ،قد جئناك بآية من ربك { أي بحجة من ربك
دالة على أنا رسول ربك إليك وأنه يأمرك بالعدل والتوحيد وينهاك عن الظلم والكفر ومنع بني إسرائيل من
الخروج الى أرض المعاد معنا.
} والسلم على من اتبع الهدى { أي واعلم يا فرعون أن المان والسلمة يحصلن لمن اتبع الهدى الذي جئناك
به ،فاتبع الهدى تسلم ،وإل فأنت عرضة للمخاوف والهلك والدمار وذلك لنه } قد أوحى إلينا { أي أوحى إلينا
ربنا } ،إن العذاب على من كذب { بالحق الذي جئناك به )وتولى( عنه فأعرض عنه ولم يقبله كبرياء aوعنادا.N
هداية اليات
} قال فمن ربOكما يموسى { * } قال ربOنا ٱلذي* أع%طى كل شيء@ خلقه ثم هدى { * } قال فما
بال) ٱلقرون ٱل)ولى { * } قال علمها عند رب#ي في كتاب@ ل يضل رب#ي ول ينسى { * } ٱلذي
جعل لكم ٱلر%ض مه%دا Sوسلك لكم %فيها سبل Sوأنزل من ٱلسمآء مآء gفأخرج%نا به أز%واجا Sم#ن
نبات@ شتى { * } كلوا وٱر%عو%ا أنعامكم %إن في ذلك ليات@ ل)و%لي ٱلنهى { * } منها خلقناكم
وفيها نعيدكم %ومنها نخرجكم %تارة Sأ)خرى {
شرح الكلمات:
} ثم هدى { :أي الحيوان منه إلى طلب مطعمه ومشربه ومسكنه ومنكحه.
} قال فما بال القرون الولى { :أي قال فرعون لموسى ليصرفه عن ادلئه بالحجج حتى ل يفتضح فما بال
القرون الولى كقوم نوح وعاد وثمود في عبادتهم الوثان؟
} قال علمها عند ربي { :أي علم أعمالهم وجزائهم عليها عند ربي دعنا من هذا فإنه ل يعنينا.
} في كتاب ل يضل ربي { :أي أعمال المم في كتاب محفوظ عند ربي وسيجزيهم بأعمالهم إن ربي ل يخطئ
ول ينسى فإن عذب أو أخر العذاب فإن ذلك لحكمة اقتضت منه ذلك.
} مهادا Nوسلك لكم فيها سبل :{ Nمهادا ،Nفراشا Nوسلك :سهل ،وسبل Nطرقا.
} أزواجا Nمن نبات شتى { :أزواجا :Nأصنافا :Nشتى :مختلفة اللوان والطعوم.
} لولى النهى { :أي أصحاب العقول لن النهية العقل وسمى نهية لنه ينهى صاحبه عن ارتكاب القبائح
كالشرك والمعاصي.
} منها خلقناكم { :أي من الرض وفيها نعيدكم بعد الموت ومنها نخرجكم عند البعث يوم القيامة.
} تارة أخرى { :أي مرة أخرى إذ الولى كانت خلقا Nمن طين الرض وهذه اخراجا Nمن الرض.
معنى اليات:
السياق الكريم في الحوار الذي دار بين موسى عليه السلم وفرعون إذ وصل موسى وأخوه الى فرعون
ودlعlوlاه nإلى ال تعالى ليؤمن به ويعبده وبأسلوب هادئ لين كما أمرهما ال تعالى :فقال له:
{ } والسلم على من اتبع الهدى إنا قد اوحي علينا أن العذاب على من كذب وتولى
ولم يقول له ل سلم عليك ،ول أنت مكذب ومعذب .وهنا قال لهما فرعون ما أخبر به تعالى في قوله } :قال
فمن ربكما يا موسى؟ { أفرد اللعين موسى بالذكر لدلئه عليه بنعمة التربية في بيته ولنه الرسول الول
فأجابه موسى بما أخبر تعالى به بقوله } :ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى { أي كل مخلوق خلقه الذي
هو عليه متميز به من شكل ولون وصفة وذات ثم هدى الحياء من مخلوقاته الى طلب رزقها من طعام
وشراب ،وطلب بقائها بما سن لها وهداها إليه من طرق التناسل إبقاء لنواعها .وهنا وقد أفحم موسى فرعون
وقطع حجته بما ألهمه ال من علم وبيان قال فرعون صارفا Nموسى عن المقصود خشية الفضيحة من الهزيمة
أمام ملئه قال } :فما بال القرون الولى { أخبرنا عن قوم نوح وهود وصالح وقد كانوا يعبدون الوثان.
وعرف موسى ان اللعين يريد صرفه عن الحقيقة فقال له ما أخبر تعالى به في قوله } :علمها عند ربي في
كتاب ،ل يضل ربي ول ينسى { فإن ما سألت عنه ل يعنينا فعلم حال تلك المم الخالية عند ربي في لوح
محفوظ عنده وسيجزيها بعملها ،وما عجل لها من العقوبة أو أخر إنما الحكمة يعلمها فإن ربي ل يخطئ ول
ينسى وسيجزى كل Nبكسبه.
ثم أخذ موسى يصف ربه ويعرفهم به وهي فرصة سنحت فقال } الذي جعل لكم الرض مهادا { Nأي فراشا
مبسطوطة للحياة عليها } وسلك لكم فيها سبل { Nأي سهل لكم للسير عليا طرقا تمكنكم من الوصول الى
حاجاتكم فوقها } ،وأنزل من السماء ماء { وهو المطر المكون للنهار والمغذي للبار .هذا هو ربي وربكم
فاعرفوه واعبدوه ول تعبدوا معه سواه .وقوله تعالى } :فأخرجنا به أزواجا Nمن نبات شتى { أي بالمطر أزواجا
أي أصنافا Nمن نبات شتى أي مختلفة اللوان والطعوم والروائح والخصائص .كان هذا من قول ال تعالى
تتميما Nلكلم موسى وتذكيرا Nلهل مكة المتجاهلين ل وحقه في التوحيد .وقوله } :كلوا وارعوا أنعامكم { أي
مما ذكرنا لكم من أزواج النبات وارعوا إبكلم واغنامكم وسائر بهائمكم واشكروا لنا هذا النعام بعبادتنا وترك
عبادة غيرنا .وقوله تعالى } :إن في ذلك ليات لولي النهى { أي أن في ذلك المذكور من إنزال المطر وإنبات
النبات لتغذية النسان والحيوان لدللت على قدرة ال وعلمه وحكمته وأنه بذلك مستحق للعبادة دون سواه ال
أن هذه الدلئل ل يعقلها ال أصحاب العقول وذوو النهى فهم الذي يستدلون بها علم معرفة ال ووجوب عبادته
وترك عبادة غيره .وقوله تعالى } :منها { أي من الرض التي فيها حياة النبات والحيوان خلقناكم أي بخلق
أصلكم الول وهو آدم ،وفيها نعيدكم بالموت فتقبرون أحياء للحساب والجزاء بالنعيم المقيم أو العذاب المهين
بحسب صفات نفوسكم فذو النفس الطاهرة ينعم وذو النفس الخبيثة من الشرك والمعاصي يعذب.
هداية اليات
} ولقد %أري%ناه آياتنا كلها فكذب وأبى { * } قال أجئتنا لتخرجنا من %أر%ضنا بسح%رك يموسى { *
} فلنأتينك بسح%ر@ م#ثله فٱج%عل بي%ننا وبي%نك مو%عدا Sل نخلفه نح%ن ول أنت مكانا Sسوgى { * } قال
مو%عدكم %يو%م ٱلز#ينة وأن يح%شر ٱلناس ضحgى { * } فتولى فر%عو%ن فجمع كي%ده ثم أتى {
شرح الكلمات:
} أريناه آياتنا { :أي أبصرناه حججنا وأدلتنا على حقيقة ما أرسلنا به رسولينا موسى وهارون إليه كلها
فرفضها وأبى أن يصدق بأنهما رسولين إليه من ري العالمين.
} مكانا Nسوى { :أي مكان عدل بيننا وبينك ونjصlف ،oصالحا Nللمباراة بحيث يكون ساحة كبرى مكشوفة مستوية
يرى ما فيها كل ناظر إليها.
} وأن يحشر الناس ضحى { :أي وأن يؤتى بالناس من كل انحاء البلد للنظر في المباراة.
} فتولى فرعون { :أي انصرف من مجلس الحوار بينه وبين موسى وهارون في كبرياء وإعراض.
معنى اليات :ما زال السياق الكريم في الحوار بين موسى وهارون من جهة وفرعون وملئه من جهة أخرى
فقال تعالى } :ولقد أريناه { أي أرينا فرعون } آياتنا كلها { أي أدلتنا وحججنا على أن موسى وهارون رسولن
من
{ } قبلنا
أرسلناهما إليه ،فكذب برسالتهما وأبى العتراف بهما ،وقال ما أخبر تعالى به عنه } :قال أجئتنا { أي يا
موسى } لتخرجنا من أرضنا { أي منازلنا وديارنا ومملكتنا } بسحرك { الذي انقلبت به عصاك حية تسعى،
} فلنأتينك بسحر مثله ،فاجعل بيننا وبينك موعدا { Nنتقابل فيه } ،ل نخلفه نحن ول أنت مكانا Nسوى { عدل Nبيننا
وبينك يكون من العتدال والتساع بحيث كل من ينظر إليه يرى ما يجرى فيه وهو يوم عيد للقباط يتجملون
فيه ويقعدون عن العمل } ،وأن يحشر الناس ضحى { أي في يوم يجمع فيه الناس ضحى للتفرج في المباراة
من كل أنحاء الممكلة وهنا تولى فرعون بمعنى انصرف من مجلس المحاورة وكله كبر وعناد فجمع قواته من
السحرة لنفاذ كيده في موسى وهارون .وفي اليات التالية تظهر الحقيقة.
هداية اليات
من هداية اليات:
} قال لهم %مOوسى وي%لكم %ل تفتروا على ٱلله كذبا Sفيس%حتكم بعذاب@ وقد %خاب من ٱفترى { *
} فتنازعو*ا أم%رهم %بي%نهم %وأسرOوا ٱلنج%وى { * } قالو*ا إن %هـذان لساحران يريدان أن يخرجاكم
م#ن %أر%ضكم %بسح%رهما ويذهبا بطريقتكم ٱلمثلى { * } فأج%معوا كي%دكم %ثم ٱئتوا صف{ا Sوقد %أفلح
ٱليو%م من ٱس%تع%لى { * } قالوا يموسى إمآ أن تلقي وإمآ أن نكون أول من %ألقى { * } قال بل
ألقوا فإذا حبالهم %وعصيOهم %يخيل) إلي%ه من سح%رهم %أنها تس%عى {
شرح الكلمات:
} بطريقتكم المثلى { :أي ويغلبا على طريقة قومكم وهما أشرافهم وساداتهم.
} فخيل إليه أنها تسعى { :أي فخيل إلى موسى انها حية تسعى ،لنهم طلوها بالزئبق فلما ضربت الشمس
عليها اضطربت واهتزت فخيل الى موسى انها تتحرك.
معنى اليات:
ما زال السياق في الحوار الدائر بين موسى عليه السلم والسحرة الذين جمعهم فرعون للمباراة فأخبر تعالى
عن موسى أنه قال لهم مخوفا Nإياهم علهم يتوبون } :ويلكم ل تفتروا على ال كذبا { Nأي ل تتقولوا على ال
فتنسبوا إليه ما هو كذب } فيسحتكم بعذاب { أي يهلككم بعذاب إبادة واستئصال } .وقد خاب من افترى { أي
خسر من كذب على ال أو على الناس .ولما سمعوا كلم موسى هذا اختلفوا فيما بينهم هل صاحب هذا الكلم
ساحر أو هو كلم رسول من في السماء؟ وهو ما أخبر تعالى به عنهم في قوله:
} فتنازعوا أمرهم بينهم { وقوله } وأسروا النجوى { أي أخفوا ما تناجوا به بينهم وهو ما أخبر تعالى به في
قوله } :إن هذان لساحران { أي موسى وهارون } يريدان أن يخرجكم من أرضكم { أي دياركم المصرية،
} ويذهبا يطريقتكم المثلى { أي باشرافكم وساداتكم من بني إسرائيل وغيرهم فيتابعوهما على ما جاءا به
ويدينون بديهما ،وعليه فأجمعوا أمركم حتى ل تختلفوا فيما بينكم) ،ثم ائتوا صفا( واحدا متراصا } ،Nوقد أفلح
اليوم من استعلى { أي غلب ،وهذا بعد أن اتفقوا على أسلوب المباراة قالوا بأمر فرعون } :يا موسى إما أن
تلقي { عصاك ،وإما أن نلقي نحن فنكون أول من ألقى .فقال لهم موسى } :بل ألقوا { ،فالقوا عندئذ } فإذا
حبالهم وعصيهم { وكانت ألوفا Nفغطت الساحة وهي تتحرك وتضطرب لنها .مطلية بالزئبق فلما سخنت بحر
الشمس صارت تتحرك وتضظرب المر الذي خيل فيه لموسى انها تعسى " باقي الحديث في اليات بعد ".
هداية اليات
-1حرمة الكذب على ال تعالى ،وإنه ذنب عظيم يسبب دمار الكاذب وخسرانه.
-2من مكر النسان وخداعه أن يحول القضية الدينية البحتة إلى سياسة خوفا Nمن التأثير على النفوس فتؤمن
وتهتدي الى الحق.
-3معية ال تعالى لموسى وهارون تجلت في تصرفات موسى إذ الذن لهم باللقاء أول Nمن الحكمة وذلك أن
الذي يبقى في نفوس المتفرجين والنظارة هو المشهد الخير والكلمة الخيرة التي تقال ..ل سيما في موقف
كهذا.
} فأو%جس في نفسه خيفة SمOوسى { * } قلنا ل تخف إنك أنت ٱلع%لى { * } وألق ما في يمينك
تلقف ما صنعو*ا إنما صنعوا كي%د ساحر@ ول يفلح ٱلساحر حي%ث أتى { * } فأ)لقي ٱلسحرة سجدا
قالو*ا آمنا برب #هارون وموسى { * } قال آمنتم %له قب%ل أن %ءاذن لكم %إنه لكبيركم ٱلذي علمكم
ٱلس#ح%ر فل)قطRعن أي%ديكم %وأر%جلكم %م#ن %خلف@ ول)صلRبنكم %في جذوع ٱلنخل ولتع%لمن أيOنآ أشد Oعذابا
وأب%قى {
شرح الكلمات:
} فألقي السحرة سجدا : { Nأي ألقوا بأنفسهم ورؤوسهم على الرض ساجدين.
} أينا أشد عذابا Nوأبقى { :يعني نفسه -لعنه ال -ورب موسى اشد عذابا Nوأدومه على مخالفته وعصيانه.
معنى اليات:
ما زال السياق في الحديث عن المباراة التي بين موسى عليه السلم وسحرة فرعون إنه لما ألقة السحرة حبالهم
وعصيهم وتحركت واضطربت وامتلت بها الساحة شعر موسى بخوف في نفسه فأوحى إليه ربه تعالى في
نفس اللحظة } :ل تخف إنك أنت العلى { أي الغالب القاهر لهم.
هذا ما دلت عليه الية الولى ) (67فأوجس في نفسه خفية موسى والثانية ) } (68قلنا ل تخف إنك أنت
العلى { وقوله تعالى } :وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا { أي تبتلع بسرعة وعلل لذلك فقال } :إنما صنعوا
كيد ساحرا { أي هو مكر وخدعة من ساحر } ول يفلح الساحر حيث أتى { أي ل يفوز الساحر بما أراد ول
يظفر له أبدا Nلنه مجرد تخيلت يريها غيره .وليس لها حقيقة ثابتة ل تتحول ولما شاهد السحرة ابتلع العصا
لكل حبالهم وعصيتهم عرفوا أن ما جاء به موسى ليس سحرا Nوإنما هو معجزة سماوية ألقوا بأنفسهم على
الرض ساجدين ل رب العالمين لما بهر نفوسهم من عظمة المعجزة وقالوا في وضوح } آمنا برب هارون
وموسى { .وهنا صاح فرعون مزمجرا Nمهددا Nليتلفى في نظره شر الهزيمة فقال للسحرة } آمنتم له قبل أن
آذن لكم { بذلك } إنه لكبيركم { أي معلمكم العظيم } الذي علمكم السحر { فتواطأتهم معه على الهزيمة.
} فلقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف { تعذيبا Nوتنكيل Nفاقطع يمين أحدكم مع يسرى رجليه ،أو العكس
} ولصلبنكم في جذوع النخل { أي لشدنكم على أخشاب النخل واترككم معلقين عبرة ونكال لغيركم } ولتعلمن
أينا أشد عذابNا وأبقى { أي أدومه :رب موسى الذي آمنتم به أو أنا " فرعون عليه لعائن ال "
هداية اليات
-2تقرير أن ما يظهر السحرة من تحويل الشيء الى آخر إنما هو مجرد تخييل ل حقيقة له.
-4قوة تأثير المعجزة في نفس السحرة لما ظهر لهم من الفرق بين الية والسحر.
شرح الكلمات:
} وال خير وأبقى { :أي خير منك ثوابNا إذا أطيع وأبقى منك عذابNا إذا عصى.
} مجرما : { Nمجرما Nأي على نفسه مفسدا Nلها بآثار الشرك والكفر والمعاصي.
} جزاء من تزكى { :أي ثواب من تتطهر من آثار الشرك والمعاصي وذلك باليمان والعمل الصالح.
معنى اليات:
ما زال السياق مع فرعون والسحرة المؤمنين انه لما هددهم فرعون بالقتل والصلب على جذوع النخل ليمانهم
بال وكفرهم به وهو الطاغوت قالوا له ما أخبر تعالى به عنهم في هذه الية ) } (72قالوا لن نؤثرك { يا
فرعون } على ما جاءنا من البينات { الدلئل والحجج القاطعة على أن رب موسى وهارون هو الرب الحق
الذي تجب عبادته وطاعته فلن نختارك على الذي خلقنا فتؤمن بك ونكفر به لن يكون هذا أبدا Nواقض ما أنت
عازم على قضائه علينا من القتل والصلب } .إنما تقضى هذه الحياة الدنيا { في هذه الحياة الدنيا لما لك من
السلطان فيها أما الخرة فسوف يقضى عليك فيها بالخلد في العذاب المهين.
وأكدوا إيمانهم في غير خوف ول وجل فقالوا } :إنا آمنا بربنا { أي خالقنا ورازقنا ومدبر أمرنا } ليغفر لنا
خطايانا { أي ذنوبنا } ،وما أكرهتنا عليه من السحر { أي من تعلمه والعمل به ،ونحن ل نريد ذلك ول شك ان
فرعون كان قد ألزمهم بتعلم السحر والعمل به من أجل محاربة موسى وهارون لما رأى من معجزة العصا
واليد .وقولهم } وال خير وأبقى { أي خير ثوابا وجزاء حسنا لمن آمن به وعمل صالحا ،Nوأبقى عذابا Nلمن كفر
به وبآمن بغيره وعصاه .هذا ما دلت عليه اليتان ) (72و ).(73
أما الية الثالثة ) (74وهي قوله تعالى } :أنه من يأت ربه مجرما { Nأي على نفسه بإفسادها بالشرك والمعاصي
} فإن له جهنم ل يموت فيها { فيستريح من العذاب فيها } ،ول يحيى { حياة يسعد فيها.
وقولهم } ومن يأته مؤمنا Nقد عمل الصالحات { أي مؤمنا Nبه كافرا Nبالطاغوت قد عمل بشرائعه فأدى الفرائض
واجتنب المناهي } فأولئك لهم { جزاء إيمانهم وعملهم الصالح } الدرجات العلى جنات عدن { أي في جنات
عدن } تجري من تحتها النهار خالدين فيها { ل يموتون ول يخرجون منها } ،وذلك جزاء من تزكى { أي
تتطهر باليمان وصالح العمال بعد تخليه عن الشرك والخطايا والذنوب .ل شك ان هذا العلم الذي عليه
السحرة كان قد حصل لهم من طريق دعوة موسى وهارون إذا أقاموا بينهم زمنا Nطويل.
هداية اليات
-1ل يؤثر الكفر على اليمان والباطل على الحق والخرافة على الدين الصحيح إل احمق جاهل.
-2تقرير مبدأ أن عذاب الدنيا يتحمل ويصبر عليه بالنظر الى عذاب الخرة.
-3الكراه نوعان :ما كان بالضرب الذي ل يطاق يغفر لصاحبه وما كان لمجرد تهديد ومطالبة فإنه ل يغفر
إل بالتوبة الصادقة وإكراه السحرة كان من النوع الخر.
} ولقد %أو%حي%نآ إلى موسى أن %أس%ر بعبادي فٱض%رب %لهم %طريقا Sفي ٱلبح%ر يبسا Sل تخاف دركا Sول
تخشى { * } فأتبعهم %فر%عو%ن بجنوده فغشيهم %م#ن ٱليم #ما غشيهم } * { %وأضل فر%عو%ن قو%مه
وما هدى { * } يبني إس%رائيل قد %أنجي%ناكم %م#ن %عدو#كم %وواعد%ناكم %جانب ٱلطور ٱلي%من ونزلنا
علي%كم ٱلمن وٱلسلوى { * } كلوا من طي#بات ما رزقناكم %ول تطغو%ا فيه فيحل علي%كم %غضبي
ومن يح%لل علي%ه غضبي فقد %هوى { * } وإنRي لغفار VلRمن تاب وآمن وعمل صالحا Sثم ٱه%تدى {
شرح الكلمات:
} طريقNا في البحر يبسا : { Nطريقا Nفي وسط البحر يابسا Nل ماء فيه.
} فغشيهم من اليم { :أي فغطاهم من ماء البحر ما غطاهم حتى غرقوا فيه.
} وأضل فرعون قومه { :أي بدعائهم الى اليمان به والكفر بال رب العالمين } .وما هدى { :أي لم يهدهم
كما وعدهم بقوله:
{ } وما أهديكم ال سبيل الرشاد.
} جانب الطور اليمن { :أي لجل إعطاء موسى التوارة التي فيها نظام حياتهم دينا ودنيا.
} المن والسلوى { :المن :شيء أبيض كالثلج ،والسلوى طائر يقال له السماني.
} ثم اهتدى { :أي بالستقامة على اليمان والتوحيد والعمل الصالح حتى الموت.
معنى اليات:
إنه بعد الجدال الطويل والخصومة الشديدة التي دامت زمنا Nغير قصير وأبى فيها فرعون وقومه قبول الحق
والذعان له أوحى تعالى الى موسى عليه السلم بما أخبر به في قوله عز وجل } :ولقد أوحينا إلى موسى {
وبأي شيء أوحى إليه .بالسرى ببني إسرائيل وهو قوله تعالى } ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي { قوله
} فاضرب لهم طريقا Nفي البحر يبسا { Nأي اجعل لهم طريقا Nوسطه يابسا Nل ماء فيه حتى اجتاز بنو إسرائيل
البحر ،ولما تابعهم فرعون ودخل البحر بجنود أطبق ال تعالى عليهم البحر فأغرقهم أجمعين ،بعد أن نجى
موسى وبني إسرائيل ،وهو معنى قوله تعالى } :فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم { أي من ماء البحر
} ما غشيهم { أي الشيء العظيم من مياه البحر .وقوله لموسى } ل تخاف دركا Nول تخشى { أي ل تخاف أن
يدركك فرعون من ورائك ول تخشى غرقا Nفي البحر.
وقوله تعالى } :وأضل فرعون قومه وما هدى { إخبار منه تعالى أن فرعون أضل أتباعه حيث حرمهم من
اليمان بالحق واتباع طريقه ،ودعاهم الى الكفر بالحق وتجنب طريقه فاتبعوه على ذلك فضلوا وما اهتدوا،
وكان يزعم أنه ما يهديهم إل سبيل الرشاد وكذب.
وقوله تعالى } :يا بني إسرائيل قد انجيناكم من عدوكم { أي فرعون } ،وواعدناكم جانب الطور اليمن { أي
مع نبينا موسى لنزال التوارة لهدايتكم وحكمهم بشرائعها ،وأنزلنا عليكم المن والسلوى غذاء لكم في التيه،
} كلوا من طيبات ما رزقناكم { أي قلنا لكم :كلوا من طيبات ما رزقناكم من حلل الطعام والشراب } ،ول
تطغوا فيه { بترك الحلل الى الحرام وبالسراف في تناوله وبعدم شكر ال تعالى ،وقوله تعالى } :فيحل عليكم
غضبي { أي أن أنتم طغيتم فيه } .ومن يحلل عليه غضبي { أي ومن يجب عليه غضبي } فقد هوى { أي في
قعر جهنم وهلك.
وقوله تعالى } :وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا Nثم اهتدى { يعدهم تعالى بأن يغفر لمن تاب منهم ومن
غيرهم وعمل صالحا Nأي أدى الفرائض واجتنب المناهي ثم استمر على ذلك ملزما Nله حتى مات.
هداية اليات
-1تقرير النبوة المحمدية إذ مثل هذا القصص ل يقصه إل بوحي إليه إذ ل سبيل إلى معرفته إل من طريق
الوحي اللهي.
-2آية انفلق البحر ووجود طريق يابس فيه لبني إسرائيل حتى اجتازوه دالة على جود ال تعالى وقدرته
وعلمه ورحمته وحكمته.
-3تذكير اليهود المعاصرين للدعوة السلمية بإنعام ال تعالى على سلفهم لعلهم يشكرون فيتوبون فيسلمون.
-5الغضب صفة ل تعالى كما يليق ذلك بجلله وكماله ل صفات المحدثين.
} ومآ أع%جلك عن قومك يموسى { * } قال هم) %أو%ل*ء على أثري وعجلت إلي%ك رب #لتر%ضى { *
} قال فإنا قد %فتنا قو%مك من بع%دك وأضلهم ٱلسامري } * { Oفرجع موسى إلى قو%مه غض%بان
أسفا Sقال يقو%م ألم %يعد%كم %ربOكم %وع%دا Sحسنا Sأفطال علي%كم ٱلعه%د أم %أردتم %أن يحل علي%كم %غضب
م#ن رب#كم %فأخلفتم %مو%عدي { * } قالوا مآ أخلفنا مو%عدك بملكنا ولـكنا حم#لنآ أو%زارSا م#ن زينة
ٱلقو%م فقذفناها فكذلك ألقى ٱلسامري } * { Oفأخرج لهم %عج%ل Sجسدا Sله خوا Vر فقالوا هـذآ
إلـهكم %وإلـه موسى فنسي { * } أفل يرو%ن أل ير%جع إلي%هم %ق %ول Sول يم%لك لهم %ضرjا Sول
نفعا{ S
شرح الكلمات:
} وعجلت إليك ربي لترضى { :أي استعجلت المجئ إليك طلبا Nلرضاك عني.
} وأضلهم السامري { :أي عن الهدى الذي هو السلم إلى الشرك وعبادة غير الرب تعالى.
} وعدا Nحسنا : { Nأي بأن يعطيكم التوارة فيها نظام حياتكم وشريعة ربكم لتكملوا عليها وتسعدوا.
} أفطال عليكم العهد { :أي مدة الموعد وهي ثلثون يوما Nقبل أن يكملها ال تعالى أربعين يوما.N
} بملكنا { :أي بأمرنا وطاقنا ،ولكن غلب علينا الهوى فلم نقدر على انجاز الوعد بالسير وراءك.
} ألقى السامري { :السامري هو موسى بن ظفر من قبيلة سامرة السرائيلية ،وما ألقاه هو التراب الذي أخذه
من تحت حافز فرس جبريل ألقاه أي قذفه على الحلي.
} أل يرجع إليهم قول : { Nأنه ل يكلمهم إذا كلموه لعدم نطقه بغير الخوار.
معنى اليات :بعد أن نجى ال تعالى بني إسرائيل من فرعون وملئه حيث اجتاز بهم موسى البحر وأغرق ال
فرعون وجنوده أخبرهم موسى أن ربه تعالى قد أمره أن يأتيه ببني اسرائيل وهم في طريقهم إلى أرض المعاد
إلى جبل الطور ليؤتيهم التوارة فيها شريعتهم ونظام حياتهم دنيا ودينا وأنه واعدهم جانب الطور اليمن،
واستعجل موسى في المسير إلى الموعد فاستخلف أخاه هارون على بني اسرائيل ليسير بهم وراء موسى ببطء
حتى يلحقوا به عند جبل الطور ،وحدث أن بني إسرائيل فتنهم السامري بضع العجل ودعوتهم الى عبادته
وترك المسير وراء موسى عليه السلم فقوله تعالى } :وما أعجلك عن قومك يا موسى { هو سؤال من ال
تعالى لموسى ليخبره بما جرى قومه بعده وهو ل يدري فلما قال تعالى لموسى } :وما أعجلك { عن المجئ
وحدك دون بني إسرائيل مع ان المر أنك تأتي معهم أجاب موسى بقوله } هم اولء على أثري { آتون بعدي،
وعجلت المجئ إليك لترضى عني .هنا أخبره تعالى بما حدث لقومه فقال عز وجل } :إنا قد فتنا قومك من
بعدك وأضلهم السامري { أي بصنع العجل لهم ودعوتهم الى عبادته بحجة انه الرب تعالى وأن موسى لم يهتد
إليه .ولما انتهت المناجاة وأعطى ال تعالى موسى اللواح التي فيه التوارة } فرجع موسى إلى قومه غضبان
أسفا { Nأي حزينا إلى قومه فقال لهم لما أخبر تعالى عنه بقوله } :قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا Nحسنا{ N
فذكرهم بوعد ال تعالى لهم بإنجائهم من آل فرعون وإكرامهم بالملك والسيادة موبخا Nلهم على خطيئتهم بتخلفهم
عن السير وراءه وانشغالهم بعبادة العجل والخلفات الشديدة بينهم ،وقوله } أفطال عليكم العهد { أي لم يطل
فالمدة هي ثلثون يوما Nفلم تكتمل حتى فتنتم وعبدتم غير ال تعالى ،قوله } أم أرتم أن يحل عليكم غضب من
ربكم { أي بل أردتم بصنعيكم الفاسد أن يجب عليكم غضب من ربكم فحل بكم } ،فأخلفتم موعدي { بعكوفكم
على عبادة العجل وترككم السير على أثرى لحضور موعد الرب تعالى الذي واعدكم.
وقوله تعالى } قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا { هذا ما قاله قوم موسى كالمعتذرين به إليه فزعموا أنهم ما قدروا
على عدم اخلف الموعد لغلبة الهوى عليهم فلم يطيقوا السير وراءه مع وجود العجل وما ظللهم به السامري
من أنه هو إلههم وأن موسى أخطأ الطريق إليه .هذا معنى قولهم } :ما أخلفنا موعدك بملكنا { أي بامرنا
وقدرتنا إذ كنا مغلوبين على أمرنا.
وقولهم } :ولكنا حملنا أوزارا Nمن زينة القوم فقذفناها { هذا بيان لوجه الفتنة وسببها وهي أنهم لما كانوا
خارجين من مصر استعار نسائهم حليا Nمن نساء القبط بدعوى عيد لهم ،واصبحوا خارجين مع موسى في
طريقهم الى القدس ،وتم إنجاؤهم واغراق فرعون ولما نزلوا بالساحل استعجل موسى موعد ربه وتركهم تحت
إمره هارون أخيه على ان يواصلوا سيرهم وراء موسى إلى جبل الطور غير أن موسى الملقب بالسامري
استغل الفرصة وقال لنساء بني إسرائيل هذا الحلى الذي عندكن ل يحل لكن أخذه إذ هي ودائع كيف تستحلونها
وحفر لهم حفرة وقال ألقوها فيها وأوقد فيها النار لتحترق ول ينتفع بها بعد ،هذا ما دل عليه قولهم )ولكنا حملنا
أوزارا Nمن زينة القوم( أي قوم فرعون فقذفناها أي في الحفرة التي أمر بها السامري وقوله تعالى } فكذلك ألقى
السامرى { ما معه من التراب الذي أخذه من تحت حافر فرس جبريل ،فصنع السامري العجل فأخرجه لهم
عجل Nجسدا Nله خوار أي صوت فقال بعضهم لبعض هذا إلهكم وإله موسى الذي ذهب الى موعده فنسي وضل
الطريق اليه فاعبدوه حتى يأتي موسى .قال تعالى موبخا Nإياهم } أفل يرون أل يرجع اليهم قول { Nإذا كلموه،
} ول يملك لهم ضرا Nول نفعا { فكيف يعقلون أنه إله وهو ل يجيبهم إذا سألوه ،ول يعطيهم إذا طلبوه ،ول
ينصرهم إذا استنصروه ولكنه الجهل والضلل واتباع الهوى .والعياذ بال تعالى.
هداية اليات
-1ذم العجلة وبيان آثارها الضارة فاستعجال موسى الموعد وتركه قومه وراءه كان سببا Nفي أمر عظيم وهو
عبادة العجل وما تترب عليها من آثار جسام.
-3مشروعية الغضب ل تعالى والحزن على ترك عبادته بمخالفة أمره ونهيه.
-5وجوب استعمال العقل واستخدام الفكر للتمييز بين الحق والباطل ،والخير والشر.
} ولقد %قال لهم %هارون من قب) %ل يقو%م إنما فتنتم %به وإن ربكم ٱلرح%مـن فٱتبعوني وأطيعو*ا أم%ري
{ * } قالوا لن نب%رح علي%ه عاكفين حتى ير%جع إلي%نا موسى { * } قال يهرون ما منعك إذ
رأي%تهم %ضلو*ا { * } أل تتبعن أفعصي%ت أم%ري { * } قال يب%نؤ)م ل تأخذ بلح%يتي ول برأسي إنRي
خشيت أن تقول فرقت بي%ن بني* إس%رآئيل ولم %تر%قب %قو%لي {
شرح الكلمات:
} فتنتم به { :أي ابتليتم به أي بالعجل.
} إذ رأيتهم ضلوا { :أي بعبادة العجل واتخاذه الها Nمن دون ال تعالى.
} ل تأخذ بلحيتي { :حيث أخذ موسى من شدة غضبه بلحية أخيه وشعر رأسه يجره إليه يعذله ويلوم عليه.
} ولم ترقب قولي { :أي ولم تنتظر قولي فيما رأيته في ذلك.
معنى اليات:
ما زال السياق في الحوار الذي دار بين موسى وقومه بعد رجوعه إليهم من المناجاة فقوله تعالى } :ولقد قال
لهم هارون من قبل { أي من قبل رجوع موسى قال لهم أثناء عبادتهم العجل يا قوم إن العجل ليس إلهكم ول
إله موسى وإنما هو فتنة فتنتم به ليرى ال تعالى صبركم على عبادته ولزوم طاعة رسوله ،وليرى خلف ذلك
فيجزى كل Nبما يستحق وقال لهم } :وإن ربكم الرحمن { الذي شاهدتم آثار رحمته في حياتكم كلها فاذكروها
} فاتبعون { في عبادة ال وحده وترك عبادة غيره } وأطيعوا أمري { فإني خليفة موسى الرسول فيكم فأجاب
القوم الضالون بما أخبر تعالى عنهم بقوله } :قالوا لن نبرح عليه عاكفين { أي لن نزول عن عبادته والعكوف
حوله } حتى يرجع إلينا موسى { .ولما سمع موسى من قومه ما سمع التفت إلى هارون قائل Nمعاتبا Nعازل
لئما } Nيا هرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا { أي بعبادة العجل } أل تتبعني { أي بمن معك من المسلمين وتترك
المشركين } ،أفعصيت أمري { ،ومن شدة الوجد وقوة اللوم والعذل أخذ بشعر رأسي أخيه بيمينه وأخذ بلحيته
بيساره وجره إليه وهو يعاتبه ويلوم عليه فقال هارون } :يا ابن أم ل تأخذ بلحيتي ول برأسي { إن لي عذرا
في عدم متابعتك وهو إني خشيت إن أتيتك ببعض قومك وهم المسلمون وتركت بعضا Nآخر وهو عباد العجل }
أن تقول فرقت بين بني إسرائيل { وذلك ل يرضيك } .ولم ترقب قولي { أي ولم تنظر قولي فيما رأيت في
ذلك.
هداية اليات
} قال فما خطبك يسامري } * { Oقال بصر%ت بما لم %يب%صروا به فقبض%ت قب%ضة Sم#ن %أثر ٱلرسول
فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي { * } قال فٱذهب %فإن لك في ٱلحياة أن تقول ل مساس وإن
لك مو%عدا Sلن تخلفه وٱنظر %إلى إلـهك ٱلذي ظلت علي%ه عاكفا Sلنحر#قنه ثم لننسفنه في ٱليم #نس%فا
{ * } إنمآ إلـهكم ٱلله ٱلذي ل* إلـه إل هو وسع كل شي%ء@ علما{ S
شرح الكلمات:
} فما خطبك { :أي ما شأنك وما هذا المر العظيم الذي صدر منك.
} بصرت بما لم يبصروا به { :أي علمت من طريق البصار والنظر ما لم يعلموا به لنهم لم يروه.
} { قبضة من أثر الرسول :أي قبضت قبضة من تراب حافر فرس الرسول جبريل عليه السلم.
} أن تقول ل مساس { :أي اذهب تائها في الرض طول حياتك وأنت تقول ل مساس أي ل يمسني أحد ول
أمسه لما يحصل من الضرر العظيم لمن تمسه أو يمسك.
} في اليم نسفا : { Nأي في البحر ننسفه بعد إحراقه وجعله كالنشارة نسفا.N
} إنما الهكم ال { :أي ل معبود إل ال ل إله إل هو.
معنى اليات:
ما زال السياق في الحوار بين موسى وقومه فبعد لومه أخاه وعذله له التفت إلى السامرى المنافق إذ هو من
عباد البقر وأظهر السلم في بني إسرائيل ،ولما اتيحت له الفرصة عاد الى عبادة البقر فصنع العجل وعبده
ودعا الى عبادته فقال له :في غضب } فما خطبك يا سامري { أي ما شأنك وما الذي دعاك الى فعلك القبيح
الشنيع هذا فقال السامري كالمعتذر } بصرت بما لم يبصروا به { أي علمت ما لم يعمله قومك } فقبضت قبضة
من أثر { حافز فرس } الرسول فنبذتها { في الحلي المصنوع عجل Nفخار كما تخور البقر } .وكذلك سولت لي
نفسي { ذلك أي زينته لي وحسنته ففعلته ،وهنا أجابه موسى عليه السلم بما أخبر تعالى به في قوله } :قال
فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول ل مساس { أي لك مدة حياتك أن تقول لمن أراد أن يقربك ل مساس أي ل
تمسني ول أمسك لتتيه طول عمرك في البرية مع السباع والحيوان عقوبة لك على جريمتك ،ول شك أن فراره
من الناس وفرار الناس منه ل يكون مجرد أنه ل يرقب في ذلك ،لعله قيل إنها الحمى فإذا مس أحد حما معا
أي أصابتهما الحمى معا Nكأنه اسلك كهربائية مكشوفة من مسها تكهرب منها .وقوله له } :وإن لك موعدا Nلن
تخلفه { ،أي ذاك النفي والطرد عذاب الدنيا ،وإن لك عذابا Nآخر يوم القيامة في موعد لن تخلفه أبدا Nفهو آت
وواقع ل محالة.
وقوله :أي موسى للسامري) :وانظر إلى الهك( المزعوم )الذي ظلت عليه عاكفا (Nتعبده ل تفارقه ،وال
)لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا (Nوفعل Nحرقه ثم جعله كالنشارة وذره في البحر تذرية حتى يعثر له على أثر،
ثم قال لولئك الذين عبدوا العجل المغرر بهم المضللين) :إنما الهكم( الحق الذي تجب له العبادة والطاعة )ال
الذي ل إله إل هو وسع كل شيء علما( أي وسع علمه فهو عليم بكل شيء وقدير على كل شيء وما عداه
فليس له ذلك ولم لم يكن ذا قدرة على شيء وعلم بكل شيء فكيف يnعبد ويnطاع .؟!
هداية اليات:
-2ما سولت النفس لحد ول زينت له شيئا Nإل تورط فيه إن هو عمل بما سولته له،
-3قد يجمع ال تعالى للعبد ذي الذنب العظيم بين عذاب الدنيا وعذاب الخرة.
-4مشروعية هجران المبتدع ونفيه وطرده فل يسمح لحد بالتصال به والقرب منه.
-5كسر الصنام والوثان والصور وآلت اللهو والباطل الصارفة عن عباد ال تعالى.
} كذلك نقص Oعلي%ك من %أنبآء ما قد %سبق وقد %آتي%ناك من لدنا ذكرا } * { Sمن %أع%رض عنه فإنه
يح%م )ل يو%م ٱلقيامة وز%رSا { * } خالدين فيه وسآء لهم %يو%م ٱلقيامة حم%ل } * { Sيو%م ينفخ في
ٱلصOور ونح%شر ٱلمج%رمين يو%مئذ@ زر%قا } * { Sيتخافتون بي%نهم %إن لبثتم %إل عشرا } * { Sنح%ن
أع%لم بما يقولون إذ يقو )ل أم%ثلهم %طريقة Sإن لبثتم %إل يو%ما{ S
شرح الكلمات:
} كذلك { :أي كما قصصنا عليك هذه القصة قصة موسى وفرعون وموسى وبني إسرائيل نقص عليك من أنباء
الرسل.
} يوم ينفخ في الصور { :أي النفخة الثانية وهي نفخة البعث ،والصور هو القرن.
} زرقا { :أي عيونهم زرق ووجوههم سود آية أنهم أصحاب الجحيم.
} أمثلهم طريقة { :أي أعدلهم رأيNا في ذلك ،وهذا كله لعظم الموقف وشدة الهول والفزع.
معنى اليات:
بعد نهاية الحديث بين موسى وفرعون ،وبين موسى ،وبني اسرائيل قال تعالى لرسوله محمد صلى ال عليه
وسلم } كذلك نقص عليك { أي كما قصصنا عليك ما قصصنا من نبأ موسى وفرعون وخبر موسى وبني
إسرائيل نقص عليك } من أنباء قد سبق { أي أحداث المم السابقة ليكون ذلك آية نبوتك ووحينا إليك ،وعبرة
وذكرى للمؤمنين .وقوله تعالى } :وقد آتيناك من لدنا ذكرا { Nأي وقد أعطيناك تفضل منا ذكرا وهو القرآن
العظيم يذكر به العبد ويهتدي به الى سبيل النجاة والسعادة ،وقوله } من أعرض عنه { أي عن القرآن فلم يؤمن
به ولم يعمل بما فيه } فإنه يحمل يوم القيامة وزرا { Nأي اثما Nعظيما Nلنه لم يعمل صالحا Nولك عمله كان سيئا
لكفره وعدم إيمانه } ،خالدين فيه { أي في ذلك الوزر في النار ،وقوله } وساء لهم يوم القيامة حمل { Nأي قبح
ذلك الحمل حمل Nيوم القيامة إذ صاحبه ل ينجو من العذاب بل بطرح معه في جهنم يخلد فيها وقوله } يوم ينفخ
في الصور ونحشر المجرمين { أي المكذبين بالدين الحق العاملين بالشرك والمعاصي } يومئذ { أي يوم ينفخ
في الصور النفخة الثانية } زرقا { أي العين مع اسوداد الوجوه وقوله } :يتخافتون بينهم { أي يتهامسون بينهم
يسأل بعضهم بعضا Nكما لبثتم في الدنيا وفي القبور فيقول البعض } :إن لبثتم ال عشرNا { أي ما لبثتم إل عشر
ليال ،وقوله تعالى } :نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة { أي أعدلهم رأيا } Nإن لبثتم إل يوما ، { Nوهذا
التقال للزمن الطويل سببه هول القيامة وعظم ما يشاهدون فيها من ألوان الفزع والعذاب.
هداية اليات
-1تقرير نبوة محمد صلى ال عليه وسلم يقص تعالى انباء ما قد سبق بعد قصه عليه أنباء موسى وفرعون
بالحق ،وايتائه القرآن الكريم.
-4عظم أهوال يوم القيامة حتى يتقال معها المرء مدة الحياة الدنيا التي هي آلف العوام.
} كذلك نقص Oعلي%ك من %أنبآء ما قد %سبق وقد %آتي%ناك من لدنا ذكرا } * { Sمن %أع%رض عنه فإنه
يح%م )ل يو%م ٱلقيامة وز%رSا { * } خالدين فيه وسآء لهم %يو%م ٱلقيامة حم%ل } * { Sيو%م ينفخ في
ٱلصOور ونح%شر ٱلمج%رمين يو%مئذ@ زر%قا } * { Sيتخافتون بي%نهم %إن لبثتم %إل عشرا } * { Sنح%ن
أع%لم بما يقولون إذ يقو )ل أم%ثلهم %طريقة Sإن لبثتم %إل يو%ما{ S
شرح الكلمات:
} كذلك { :أي كما قصصنا عليك هذه القصة قصة موسى وفرعون وموسى وبني إسرائيل نقص عليك من أنباء
الرسل.
} يوم ينفخ في الصور { :أي النفخة الثانية وهي نفخة البعث ،والصور هو القرن.
} زرقا { :أي عيونهم زرق ووجوههم سود آية أنهم أصحاب الجحيم.
} أمثلهم طريقة { :أي أعدلهم رأيNا في ذلك ،وهذا كله لعظم الموقف وشدة الهول والفزع.
معنى اليات:
بعد نهاية الحديث بين موسى وفرعون ،وبين موسى ،وبني اسرائيل قال تعالى لرسوله محمد صلى ال عليه
وسلم } كذلك نقص عليك { أي كما قصصنا عليك ما قصصنا من نبأ موسى وفرعون وخبر موسى وبني
إسرائيل نقص عليك } من أنباء قد سبق { أي أحداث المم السابقة ليكون ذلك آية نبوتك ووحينا إليك ،وعبرة
وذكرى للمؤمنين .وقوله تعالى } :وقد آتيناك من لدنا ذكرا { Nأي وقد أعطيناك تفضل منا ذكرا وهو القرآن
العظيم يذكر به العبد ويهتدي به الى سبيل النجاة والسعادة ،وقوله } من أعرض عنه { أي عن القرآن فلم يؤمن
به ولم يعمل بما فيه } فإنه يحمل يوم القيامة وزرا { Nأي اثما Nعظيما Nلنه لم يعمل صالحا Nولك عمله كان سيئا
لكفره وعدم إيمانه } ،خالدين فيه { أي في ذلك الوزر في النار ،وقوله } وساء لهم يوم القيامة حمل { Nأي قبح
ذلك الحمل حمل Nيوم القيامة إذ صاحبه ل ينجو من العذاب بل بطرح معه في جهنم يخلد فيها وقوله } يوم ينفخ
في الصور ونحشر المجرمين { أي المكذبين بالدين الحق العاملين بالشرك والمعاصي } يومئذ { أي يوم ينفخ
في الصور النفخة الثانية } زرقا { أي العين مع اسوداد الوجوه وقوله } :يتخافتون بينهم { أي يتهامسون بينهم
يسأل بعضهم بعضا Nكما لبثتم في الدنيا وفي القبور فيقول البعض } :إن لبثتم ال عشرNا { أي ما لبثتم إل عشر
ليال ،وقوله تعالى } :نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة { أي أعدلهم رأيا } Nإن لبثتم إل يوما ، { Nوهذا
التقال للزمن الطويل سببه هول القيامة وعظم ما يشاهدون فيها من ألوان الفزع والعذاب.
هداية اليات
-1تقرير نبوة محمد صلى ال عليه وسلم يقص تعالى انباء ما قد سبق بعد قصه عليه أنباء موسى وفرعون
بالحق ،وايتائه القرآن الكريم.
-4عظم أهوال يوم القيامة حتى يتقال معها المرء مدة الحياة الدنيا التي هي آلف العوام.
} ويس%ألونك عن ٱلجبال فقل ينسفها رب#ي نس%فا } * { Sفيذرها قاعا Sصفصفا } * { Sل ترى فيها
عوجا Sول* أم%تا } * { Sيو%مئذ@ يتبعون ٱلداعي ل عوج له وخشعت ٱلص%وات للرح%مـن فل تس%مع
إل هم%سا } * { Sيو%مئذ@ ل تنفع ٱلشفاعة إل من %أذن له ٱلرح%مـن ورضي له قو%ل } * { Sيع%لم ما
بي%ن أي%ديهم %وما خلفهم %ول يحيطون به علما } * { Sوعنت ٱلوجوه للحي #ٱلقيOوم وقد %خاب من
حمل ظلما } * { Sومن يع%مل من ٱلصالحات وهو مؤمن Vفل يخاف ظلما Sول هض%ما{ S
شرح الكلمات:
} فقل ينسفها ربي نسفا { :أي يفتتها ثم تذرها الرياح فتكون هباء منثا.N
} وخشعت الصوات { :أي سكنت فل يسمع الهمس وهو صوت القدام الخلفي.
} ول يحيطون به علما { :ال تعالى ما بين أيدي الناس وما خلفهم ،وهو ل يحيطون به علما.
} وعنت الوجوه للحي القيوم { :أي ذلت وخضعت للرب الحي الذي ل يموت.
} من حمل ظلما { :أي جاء يوم القيامة يحمل أوزار الظلم وهو الشرك.
} ظلما ول هضما { :أي ل يخاف ظلما بأن يزاد في سيئاته ول هضما Nبأن ينقص من حسناته.
معنى اليات:
يقول تعالى لرسوله } :ويسألونك { أي المشركين من قومك المكذبين بالبعث الخر والجزاء } عن الجبال { عن
مصيرها يوم القيامة فقل له } :ينسفها ربي نسفا ،فيذرها قاعا Nصفصفا Nل ترى فيها عوجا ول أمتا { أي أجبهم
بان ال تعالى يفتتها ثم ينسفها فتكون هباء منبثا ،Nفيترك أماكنها قاعا Nصفصفا Nأي أرضا Nمستوية ل ترى فيها
عوجا Nول أمتا أي ل انخفاضا Nول ارتفاعا .وقوله } يومئذ يتبعون الداعي ل عوج له وخشعت الصوات
للرحمن فل تسمع إل همسا { Nأي يوم تقوم القيامة فينشرون يدعوهم الداعي هلموا الى أرض المحشر فل
يميلون عن صوته يمنة ول يسرة وهو معنى ل عوج له .وقوله تعالى } :وخشعت الصوات للرحمن { أي
ذلت وسكنت } فل تسمع إل همسا { Nوهو صوت خفي كأصوات خفاف البل إذا مشت وقوله تعالى } :يومئذ ل
تنفع الشفاعة إل من أذن له الرحمن ورضي له قول { أي يخبر تعالى انهم يوم جمعهم للمحشر لفصل القضاء
ل تنفع شفاعة أحد qأحدا Nإل من أذن له الرحمن في الشفاعة ،ورضى له قول أي وكان المشفوع فيه من أهل
التوحيد ل إله إل ال وقوله } يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ،ول يحيطون به علما { Nأي يعلم ما بين أيدي أهل
المحشر أي ما يسيحكم به عليهم من جنة او نار ،وما خلفهم مما تركوه من أعمال في الدنيا ،وهم ل يحيطون
به عزوجل علما ،Nفلذا سيكون الجزاء عادل Nرحيما ،Nوقوله } :وعنت الوجوه للحي القيوم { أي ذلت وخضعت
كما يعنو بوجهه السير ،والحي القيوم هو ال جل جلله وقوله تعالى } :وقد خاب { أي خسر } من حمل ظلما
{ أل وهو الشرك والعياذ بال وقوله تعال } :ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن { والحال أنه مؤمن بال
وملئكته وكتبه ورسوله واليوم الخر والبعث الخر فهذا ل يخاف ظلما بالزيادة في سيآته ،ول هضما بنقص
من حسناته ،وهي عدالة ال تعالى تتجلى في موقف الحساب والجزاء.
هداية اليات
-3ل شفاعة لغير أهل التوحيد فل يlشفع مشرك ،ول يnشفع لمشرك.
} وكذلك أنزلناه قر%آنا Sعربيjا Sوصرفنا فيه من ٱلوعيد لعلهم %يتقون أو %يح%دث لهم %ذكرا* { S
} فتعلى ٱلله ٱلملك ٱلحق ول تع%جل بٱلقر%آن من قب%ل أن يقضى إلي%ك وح%يه وقل رب #زد%ني
علما } * { Sولقد %عهد%نآ إلى ءادم من ق %بل) فنسي ولم %نجد %له عز%ما{ S
شرح الكلمات:
} وكذلك أنزلنا { :أي مثل ذلك النزال أنزلنا قرآنا Nعربيا Nأي بلغة العرب ليفهموه.
} وصرفنا فيه من الوعيد { :أي من أنواع الوعيد ،وفنون العذاب الدنيوي والخروى.
} أو يحدث لهم ذكرا { :أي بهلك المم السابقة فيتعظون فيتوبون ويسلمون.
معنى اليات:
يقول تعالى } وكذلك أنزلناه قرآنا Nعربيا { Nأي ومثل ما أنزلنا من تلك اليات المشتملة على الوعد والوعيد
أنزلنا القرآن بلغة العرب ليفهموه ويهتدوا به } وصرفنا فيه من الوعيد { أي بينا فيه من أنواع الوعيد وكررنا
فنون العذاب الدنيوي والخروى لعل قومك أيها الرسول يتقون ما كان سببا في اهلك المم السابقة وهو
الشرك والتكذيب والمعاصي } أو يحدث لهم ذكرا { أي يوجد لهم ذكرا في أنفسهم فيتعظون فيتوبون من الشرك
والتكذيب للرسول ويطيعون ربهم فيكملون ويسعدون هذا ما دلت عليه الية الولى ).(113
وأما الية الثانية وهي قوله تعالى } فتعالى ال الملك الحق { فإن ال تعالى يخبر عن علوه من سائر خلقه
وملكه لهم وتصرفه فيهم وقهره لهم ،ومن ثم فهو منزه عن الشريك والولد وعن كل نقص يصفه به المفترون
الكذابون.
وقوله } :ول تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه { يعلم تعالى رسوله كيفية تلقي القرآن عن جبريل
عليه السلم فيرشده إلى أنه ل ينبغي أن يستعجل في قراءة اليات ول في إملئها على أصحابها ول في الحكم
بها حتى يفرغ جبريل من قراءتها كاملة عليه وبيان مراد ال تعالى منها في إنزالها عليه .وطلب إليه أن يسأله
المزيد من العلم بقوله } :وقل رب زدني علما { ،وفيه إشعار بأنه دائما Nفي حاجة الى المزيد ،ولذا فل
يستعجل ولكن يتريث ويتمهل ،وهذا علماء أمته أحوج منه صلى ال عليه وسلم فالستعجال في الفيتا وفي
اصدار الحكم كثيرا Nما يخطئ صاحبهما.
وقوله تعالى } :ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما { يقول تعالى مخبرا Nرسوله والمؤمنين ولقد
وصينا آدم من قبل هذه المم التي أمرناها ونهيناها فلم يطع أكثرها وصيناه بأن ل يطيع عدوه ابليس وأن ل
يأكل من الشجرة فترك وصيتنا ناسيا لها غير مبال بها وأطاع عدوه وأكل من الشجرة ،ولم نجد له عزما Nبل
ضعف أمام الغراء والتزيين فلم يحفظ العهد ولم يصبر على الطاعة ،فكيف إذا Nبغير آدم من سائر ذرياته فلذا
ينبغي أن ل تأسى ول تحزن على عدم ايمان قومك بك واستجابتهم لدعوتك.
هداية اليات
من هداية اليات:
-2اثبات علو ال تعالى وقهره لعباده وملكه لهم وتنزهه عن الولد والشريك كل نقص يصفه به المبطلون.
-3استحباب التريث والتأني في قراءة القرآن وتفسيره وإصدار الحكم والفيتا منه.
-4الترغيب في طلب العلم والمزيد من التحصيل العلمي وإشعار النفس بالجهل والحاجة الى العلم.
} وإذ قلنا للملئكة ٱس%جدوا لدم فسجدو*ا إل إب%ليس أبى { * } فقلنا يآءادم إن هـذا عدو sلك
ولزو%جك فل يخرجنكما من ٱلجنة فتشقى { * } إن لك أل تجوع فيها ول تع%رى { * } وأنك ل
تظمأ) فيها ول تض%حى { * } فوس%وس إلي%ه ٱلشي%طان قال يآدم هل أدلك على شجرة ٱلخلد وملك
ل يب%لى { * } فأكل منها فبدت لهما سو%ءاتهما وطفقا يخصفان علي%هما من ورق ٱلجنة وعصى
ءادم ربه فغوى { * } ثم ٱج%تباه ربOه فتاب علي%ه وهدى {
شرح الكلمات:
} إل ابليس أبى { :أي امتنع من السجود لكبر في نفسه إذ هو ليس من الملئكة وإنما هو ابن الجان كان مع
الملئكة يعبد ال معهم.
} عدو لك ولزوجك { :أي حواء ومعنى عدو أنه ل يحب لكما الخير بل يريد لكما الشر.
} فتشقى { :أي بالعمل في الرض إذ ترزع وتحصد وتطحن وتخبز حتى تتغذى.
} ل تظمأ فيها ول تضحى { :أي ل تعطش ول يصيبك حر شمس الضحى المؤلم في الرض.
} فبدت لهما سواءتهما { :أي ظهر كل منها قn Vبل• صاحبه ودnبlره nفاستاءا لذلك.
} وطفقا يخصفان { :أي أخذا وجعل يلزقان ورق الشجر عليهما سترNا لسوءاتهما } فغوى { :أي بالكل من
الشجرة المهني عنها.
} فاجتباه ربه فتاب عليه { :أي اختاره لوليته فهداه فتاب ليكون عبدا Nصالحا.N
معنى اليات:
لما ذكر تعالى ضعف آدم عليه السلم حيث عهد ال إليه بعدم طاعة إبليس حتى ل يخرجه هو وزوجه من
الجنة ،وأن آدم نسي العهد فأكل من الشجرة ناسب ذكر قصة آدم بتمامها ليكون موعظة للمتقين وهدى
للمؤمنين فقال تعال لرسوله محمد صلى ال عليه وسلم واذكر } وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لدم { وسجودهم
عبادة ال تعالى وتحية لدم لشرفه وعلمه .فامتثلت الملئكة أمر ال } فسجدوا { كلهم اجمعون } إل إبليس
أبى { أن يسجد لما داخله من الكبر ولنه لم يكن من الملئكة بل كان من الجن إل أنه يتعبد ال تعالى مع
الملئكة في السماء .هذا ما دلت عليه الية الولى ).(116
وقوله تعالى } فقلنا يا آدم { أي بعد أن تكبر إبليس عن السجود لدم نصحنا آدم وقلنا له } إن هذا { أي إبليس }
عدو لك ولزوجك فل يخرجنكما من الجنة فتشقى { أي فل تطيعانه فأن طاعته تكون سبب أخراجكما من الجنة
ومتى خرجتما منها شقيتما ،ووجه الخطاب الى آدم في قوله تعالى :فتشقى لن المراد من الشقاء هنا العمل
كالزرع والحصاد وغيرهما مما هو ضروري للعيش خارج الجنة والزوج هو المسئول عن إعاشة زوجته فهو
الذي يشقى دونها ،وقوله تعالى لدم } إن لك أل تجوع فيها { أي في الجنة } ول تعرى { } ،وإنك ل تظمأ
فيها { أي ل تعطش } ول تضحى { أي ل تتعرض لحر الشمس ضحى كما هي في الرض والخطاب وإن
كان لدم فحواء تابعة له بحكم رئاسة الزوج على زوجته ،ومن الدب خطاب الرجل دون امرأته إذ هي تابعة
له وقوله تعالى } :فوسوس إليه الشيطان { أي ناداه من طريق الوسوسة } .يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد
وملك ل يبلى { فقبل منه ذلك آدم واستجاب لوسوسته فأكلت حواء أول Nثم أكل آدم وهو قوله تعالى } فأكل
منها { فترتب على ذلك انكشاف سوءاتهما لهما بذهاب النور الساتر لهما بمعصية ل تعالى وقوله تعالى
} فطفقا يخصفان عليهما { من ورق الشجر أي فأخذا يشدان ورق الشجر على عوراتهما سترا Nلهما لن منظر
العورة يسوء الدمي ولذلك سميت العورة سوءة وهكذا عصى آدم ربه باستجابته لوسواس عدوه وأكله من
الشجرة فبذلك غوى ،إل أن ربه تعالى اجتباه أي نبيا Nوقربه وليا } Nفتاب عليه وهدى { وهداه للعمل بطاعته
ليكون من جملة أصفيائه وصالح عباده.
هداية اليات
-1تقرير النبوة المحمدية بذكر مثل هذا القصص الذي ل يعلم إل بالوحي اللهي.
-5ضعف المرأة وقلة عزمها فقد أكلت قبل آدم فسهلت عليه المعصية.
-8إثبات نبوة آدم وتوبة ال عليه وقبولها منه وهدايته إلى العمل بمحابة وترك مكارهه.
} قال ٱه%بطا منها جميعا Sبع%ضكم %لبع%ض@ عدو sفإما يأتينكم م#نRي هدgى فمن ٱتبع هداي فل يضل
ول يشقى { * } ومن %أع%رض عن ذكري فإن له معيشة Sضنكا Sونح%شره يو%م ٱلقيامة أع%مى { *
} قال رب #لم حشر%تني* أع%مى وقد %كنت بصيرا } * { Sقال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك ٱليو%م
تنسى { * } وكذلك نج%زي من %أس%رف ولم %يؤمن بآيات رب#ه ولعذاب ٱلخرة أشد Oوأب%قى {
شرح الكلمات:
} قال اهبطا منها جميعا { :أي آدم وحواء من الجنة وإبليس سبق أن أبلس وهبط.
} بعضكم لبعض عدو { :أي آدم وحواء وذريتها عدو لبليس وذريته ،وإبليس وذريته عدو لدم وحواء
وذريتهما.
} فإما يأتينكم مني هدى { :أي فإن يأتيكم مني هدى وهو كتاب ورسول.
} ومن أعرض عن ذكري { :أي عن القرآن فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه.
} معيشة ضنكا { :أي ضيقة تضيق بها نفسه ولم يسعد بهل ولو كانت واسعة.
} قال كذلك { :أي المر كذلك أتتك آياتنا فنسيتها فكما نسيتها تنسى في جهنم.
} وكذلك نجزي من أسرف { :أي وكذلك الجزاء الذي جازينا به من نسي آياتنا نجزي من أسرف في
المعاصي ولم يقف عند حد ،ولم يؤمن بآيات ربه سبحانه وتعالى.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في قصة آدم إنها لما أكل آدم وحواء من الشجرة وبدت لهما سواءتهما وعاتبهما ربهما
بقوله في آية غير هذه
{ } ألم أنهكما عن تلكم الشجرة وأقل إن الشيطان لكما عدو مبين
وأنزل على آدم كلمة التوبة فقالها مع زوجته فتاب ال عليهما لما تم كل ذلك قال } اهبطا منها { أي من الجنة
} جميعا { Nإذ إبليس العدو قد Vابrلpس من قبل وطVرد من الجنة فهبطوا جميعا .Nوقوله } فإما يأتينكم مني هدى { aأي
بيان عبادتي تحمله كتبي وتبينه رسلي } ،فمن اتبع هداي { فآمن به وعمل بما فيه } فل يضل { في حياته
} ول يشقى { في آخرته } ومن أعرض عن ذكري { أي فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه } فإن له { أي جزاء
منا له } معيشة ضنكا { أي ضيقة تضيق بها نفسه فلم يشعر بالغبطة والسعادة وإن اتسع رزقه كما يضيق عليه
قبره ويشقى فيه طيلة حياة البرزخ ،ويحشر يوم القيامة أعمى ل حجة له ول بصر يبصر به .وقد يعجب لحاله
ويسأل ربه } لم حشرتني أعمى وقد كنت { في الدنيا وفي البعث } بصيرا { فيجيبه ربه تعالى } :كذلك { أي
المر كذلك بصيرا وأصبحت أعمى لنك } أتتك آياتنا { تحملها كتبنا وتبينها رسلنا } فنسيتها { أي تركتها ولم
تلتفت إليها معرضا عنها فاليوم تترك في جهنم منسيا Nكذلك وقوله تعالى في الية الخرة ) } (127وكذلك
نجزي من أسرف { في معاصينا فلم يقف عند حد ولم يؤمن بآيات ربه فنجعل له معيشة ضنكا Nفي حياته الدنيا
وفي البرزخ } ولعذاب الخرة أشد { من عذاب الدنيا } وأبقى { أي أدوم حيث ل ينقضي ول ينتهي.
هداية اليات
-2عpدlة Vال تعالى لمن آمن بالقرآن وعمل بما فيه أن ل يضل في حياته ول يشقى في آخرته.
-4التنديد بالسراف في الذنوب والمعاصي مع الكفر بآيات ال ،وبيان جزاء ذلك.
} أفلم %يه%د لهم %كم %أه%لكنا قب%لهم %م#ن ٱلقرون يم%شون في مساكنهم %إن في ذلك ليات@ ل)و%لي ٱلنهى
{ * } ولو%ل كلمة Uسبقت من رب#ك لكان لزاما Sوأج Zل مOسمNى { * } فٱص%بر %على ما يقولون
وسب#ح %بحم%د رب#ك قب%ل طلوع ٱلشم%س وقب%ل غروبها ومن %آنآء ٱللي%ل فسب#ح %وأطراف ٱلنهار لعلك
تر%ضى { * } ول تمدن عي%ني%ك إلى ما متع%نا به أز%واجا Sم#نهم %زه%رة ٱلحياة ٱلدOنيا لنفتنهم %فيه
ورز%ق رب#ك خي%ر Vوأب%قى { * } وأمر %أه%لك بٱلصلة وٱص%طبر %علي%ها ل نس%ألك رز%قا Sنح%ن نر%زقك
وٱلعاقبة للتقوى {
شرح الكلمات:
} لعلك ترضى { :أي رجاء أن تثاب الثواب الحسن الذي ترضى به.
ل منهم من الكافرين.
} إلى ما متعنا به ازواجا Nمنهم { :أي رجا N
} زهرة الحياة الدنيا { :أي زينة الحياة الدنيا وقيل فيها زهرة لنها سرعان ما تذبل وتذوى.
معنى اليات:
بعد ذكر قصة آدم عليه السلم وما تضمنته من هداية اليات قال تعالى } أفلم يهد { لهل مكة المكذبين
المشركين أي أغjفjلوا فلم يهد لهم أي يتبين } كم اهلكنا قبلهم من القرون { أي اهلكنا للعديد من أهل القرون
الذين هم يمشون في مساكنهم ذاهبين جائين كثمود وأصحاب مدين والمؤتفكات أهلكناهم بكفرهم ومعاصيهم
فيؤمنوا ويوحدوا ويطيعوا فينجوا ويسعدوا .وقوله تعالى } :إن في ذلك { المذكور من الهلك للقرون الولى }
ليات { أي دلئل واضحة على وجوب اليمان بال ورسوله وطاعتهما } ،لولى النهى { أي لصحاب العقول
أما الذين ل عقول لهم لنهم عطلوها فلم يفكروا بها فل يكون في ذلك آيات لهم .وقوله تعالى } ولول كلمة
سبقت من ربك { بأن ل تموت نفسه حتى تستوفي اجلها ،وأجل مسمى عند ال في كتاب المقادير ل يتبدل ول
يتغير لكان عذابهم لزما Nلهم لما هم عليه من الكفر والشرك والعصيان .وعليه } فاصبر { يا رسولنا } على ما
يقولون { من أنك ساحر وشاعر وكاذب وكاهن من كلمات الكفر ،واستعن على ذلك بالصلة ذات الذكر
والتسبيح } قبل طلوع الشمس { وهو صلة الصبح } وقبل غروبها { وهو صلة العصر } ومن آناء الليل { أي
ساعات الليل وهما صلتا المغرب والعشاء } ،وأطراف النهار { وهو صلة الظهر لنها تقع بين طرفي النهار
أي نصفه الول ونصفه الثاني وذلك عند زوال الشمس ،لعلك بذلك ترضى بثواب ال تعالى لك.
وقوله تعالى } ول تمدن عينيك { أي ل تتطلع ناظرا } Nإلى ما متعنا به أزواجا Nمنهم { أشكال Nفي عقائدهم
وأخلقهم وسلوكهم } زهرة الحياة الدنيا { أي من زينة الحياة الدنيا } لنفتنهم فيه { أي لنختبرهم في ذلك الذي
متعناهم به من زينة الحياة الدنيا وقوله تعالى } :ورزق ربك { أي ما لك عند ال من أجر ومثوبة } خير وأبقى
{ خيرا Nفي نوعه وأبقى في مدته ،واختيار الباقي على الفاني مطلب العقلء.
وقوله تعالى } :وأمر أهلك بالصلة واصطبر عليها { أي من أزواجك وبناتك وأتباعك المؤمنين بالصلة ففيها
الملذ وفيها الشفاء من آلم الحاجة والخصاصية واصطبر عليها واحمل نفسك على الصبر على إقامتها.
وقوله } ل نسألك رزقا { Nأي ل نكلفك ما ل jتعrطpيناه ولكن تكلف صلة فأدها على أكمل وجوهها } .نحن
نرزقك { أي رزقك علينا } ،والعاقبة للتقوى { أي العاقبة الحميدة في الدنيا والخرة لهل التقوى من عبادنا
وهم الذين يخشوننا فيؤدون ما أوجبنا عليهم ويجتنبون ما حرمنا عليهم رهبة منا ورغبة فينا .هؤلء لهم أحسن
العواقب ينتهون إليها نصر في الدنيا وسعادة في الخرة.
هداية اليات
-5وجوب عدم تعلق النفس بما عند أهل الكفر من مال ومتاع لنهم ممحنون به.
-6وجوب الرضا بما قسم ال للعبد من رزق إنتظارا Nلرزق الخرة الخالد الباقي.
-7وجوب المر بالصلة بين الهل والولد والمسلمين والصبر على ذلك.
-9إقام الصلة بين أفراد السرة المسلمة ييسر ال تعالى به أسباب الرزق وتوسعته عليهم.
} وقالوا لو%ل يأتينا بآية@ م#ن رب#ه أولم %تأتهم %بي#نة ما في ٱلصOحف ٱل)ولى { * } ول %و أنآ أه%لكناهم
بعذاب@ م#ن قب%له لقالوا ربنا ل %ول* أر%سلت إلي%نا رسول Sفنتبع آياتك من قب%ل أن نذل ونخزى { *
} قل كل| مOتر #بص Vفتربصوا فستع%لمون من %أص%حاب ٱلص#راط ٱلسوي #ومن ٱه%تدى {
شرح الكلمات:
} لول { :أي هlل فهي أداة تخيض وحث على وقوع ما يذكر بعدها.
} بينة ما في الصحف الولى { :أي المشتمل عليها القرآن العظيم من أنباء المم الماضية وهلكهم بتكذيبهم
لرسلهم.
} من قبله { :من قبل ارسالنا رسولنا محمد صلى ال عليه وسلم وانزالنا القرآن.
} من قبل أن ندل ونخزى { :أي من قبل أن يصينبا الذل والخزي يوم القيامة في جهنم.
معنى اليات:
ما زال السياق مع المشركين طلبا Nلهدايتهم فقال تعالى مخبرا Nعن أولئك المشركين الذين متع ال رجال Nمنهم
بزهرة الحياة الدنيا أنهم أصروا على الشرك والتكذيب } وقالوا لول يأتينا بآية { أي هل يأتينا محمد بمعجزة
كالتي أتى بها صالح وموسى وعيسى بن مريم تدل على صدقه في نبوته ورسالته إلينا .فقال تعالى رادا Nعليهم
قولتهم الباطلة } :أو لم تأتهم بlيbنة ما في الصحف الولى؟ { أيطالبون باليات وقد جاءتهم بينة ما في الصحف
الولى بواسطة القرأن الكريم فعرفوا ما حل بالمم التي طالبت باليات ولما جاءتهم اليات كذبوا بها فأهلكهم
ال بتكذيبهم فما يؤمن هؤلء المشركين المطالبين باليات أنها لو جاءتهم ما آمنوا بها فأهلكوا كما أهلك
المكذبين من قبلهم.
وقوله تعالى في الية الثانية ) } (134ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله { أي من قبل ارسالنا محمد وانزالنا
الكتاب عليه لقالوا للرب تعالى إذا وقفوا بين يديه } :ربنا لول أرسلت إلينا رسول Nفنتبع آياتك { فيما تدعونا إليه
من التوحيد واليمان والعمل الصالح وذلك من قبل أن نذل هذا الذل ونخزى هذا الخزي في نار جهنم .فإن
كان هذا قولهم ل محالة فلم ل يؤمنون ويتبعون آيات ال فيعلمون بما جاء فيها من الهدى قبل حلول العذاب
بهم؟ وفي الية الخيرة قال تعالى لرسوله بعد هذا الرشاد الذي أرشدهم إليه } قل كل متربص { أي كل منا
متربص أي منتظر ما يؤول إليه المر } فتربصوا { .فستعلمون في نهاية المر وعندنا توقفون في عرصات
القيامة } من { هم } أصحاب الصراط السوي { الي ل اعوجاج فيه وهو السلم الدين الحق } ،ومن اهتدى {
إلى سبيل النجاة والسعادة ممن ضل ذلك فخسر وهلك.
هداية اليات
-1المطالبة باليات سنة متبعة للمم والشعوب عندما تعرض عن الحق للعقل وهدايته.
-2الذلة والخزي تصيب أهل النار يوم القيامة لما فرطوا فيه من اليمان والعمل الصالح -3 .في الية إشادة
الى حديث أبي سعيد الخدري رضى ال عنه " :يحتج به على ال يوم القيامة ثلثة :الهالك في الفترة،
والمغلوب على عقله ،والصبي الصغير ،فيقول المغلوب على عقله لم تجعل لي عقل Nانتفع به ،ويقول الهالك
في الفترة لم يأتني رسول ول نبي ولو أتاني لك رسول أو نبي لكنت أطوع خلقك إليك ،وقرأ صلى ال عليه
وسلم } لول أرسلت إلينا رسول { Nويقول الصبي الصغير كنت صغيرا Nل أعقل ،قال فترفع لهم نار ويقال لهم:
رpدnوها قال فjيرpدnها من كان في علم ال أنه سعيد ،ويتلكأ عنها من كان في علم ال أنه شقي فيقول إياي عصيتم
فكيف برسلي لو أتتكم " .رواه ابن جرير عند تفسير هذه الية } ربنا لول أرسلت إلينا رسول {.
سورة النبياء
} ٱقترب للناس حسابهم %وهم %في غفلة@ مOع%رضون { * } ما يأتيهم %م#ن ذكر@ م#ن رب#هم %مOح%دث@ إل
ٱس%تمعوه وهم %يلعبون { * } لهية Sقلوبهم %وأسرOوا ٱلنج%وى ٱلذين ظلموا هل هـذآ إل بشر
م#ثلكم %أفتأتون ٱلس#ح%ر وأنتم %تب%صرون { * } قال رب#ي يع%لم ٱلقو%ل في ٱلسمآء وٱلر%ض وهو
ٱلسميع ٱلعليم { * } بل قالو*ا أض%غاث أح%لم@ بل ٱفتراه بل هو شاعر Vفليأتنا بآية@ كمآ )أر%سل
ٱلولون { * } مآ آمنت قب%لهم %م#ن قر%ية@ أه%لكناهآ أفهم %يؤمنون {
شرح الكلمات:
} اقترب للناس حسابهم { :أي قرب زمن حسابهم وهو يوم القيامة.
} معرضون { :أي عن التأهب ليوم الحساب بصالح العمال بعد ترك الشرك والمعاصي.
} من ذكر من ربهم محدث { :أي من قرآن نازل من ربهم محدث جديد النزول.
معنى اليات:
يخبر تعالى فيقول وقوله الحق } :اقترب للناس حسابهم { أي دنا وقرب وقت حسابهم على أعمالهم خيرها
وشرها } وهم في غفلة { عما ينتظرهم من حساب وجزاء } معرضون { عما يدعون إليه من التأهب ليوم
الحساب بترك الشرك والمعاصي والتزود باليمان وصالح العمال .وقوله تعالى } :ما يأتيهم من ذكر من
ربهم محدث { أي ما ينزل ال من قرآن يعظهم به ،ويذكرهم بما فيه } إل استمعوه وهو يلعبون { أي استمعوه
وهم هازئون ساخرون لعبون غير متدبرين له ول متفكرين فيه .وقوله تعالى } :لهية قلوبهم { أي مشغولة
عنه منصرفة عما تحمل اليات المحدثة النزول من هدى ونور } ،وأسروا النجوى الذين ظلموا { وهو
المشركون قالوا في تناجيهم بينهم } :هل هذا إل بشر مثلكم { أي ما محمد إل انسان مثلكم فكيف تؤمنون به
وتتابعونه على ما جاء به ،إنه ما هو إل ساحر } أفتأتون السحر وأنتم تبصرون { ما لكم أين ذهبت عقولكم؟
قال تعالى لرسوله } :قل ربي يعلم القول في السماء والرض وهو السميع { ....لقول عباده } العليم {
بأعمالهم فهو تعالى سميع لما تقولون من الكذب عليم بصدقي وحقيقة ما أدعوكم إليه.
وقوله تعالى } :بل قالوا { أي أولئك المتناجون الظالمون } أضغاث أحلم { أي قالوا في القرآن يأتيهم من ربهم
محدث لهم؛ ليهتدوا به قالوا فيه أضغاث أي أخلط رؤيا منامية وليس بكلم ال ووحيه } ،بل افتراه { انتقلوا
من قول إلى آخر لحيرتهم } بل هو شاعر { أي صلى ال عليه وسلم وما يقوله ليس من جنس الشعر الذي ذكر
أشياء ل واقع لها ول حقيقة .وقوله تعالى عنه } :فليأتنا بآية كما أرسل الولون { أي إن كان رسول Nكما يدعي
وليس بشاعر ول ساحر فليأتنا بآية أي معجزة كآية صالح أو موسى أو عيسى كما أرسل بها النبياء الولون.
قال تعالى } :ما آمنت قبلهم من قرية { أي أهل قرية } أهلكناها { بالعذاب لما جاءتها الية فكذبت أفهم يؤمنون
أي ل يؤمنون إذ شأنهم شأن غيرهم ،فلذا ل معنى لعطائهم الية من أجل اليمان ونحن نعلم أنهم ل يؤمنون.
هداية اليات
-1قرب الساعة.
-2بيان ما كان عليه المشركون من غفلة ولهو وإعراض ،والناس اليوم أكثر منهم في ذلك.
-3بيان حيرة المشركين إزاء الوحي اللهي والنبي صلى ال عليه وسلم.
-4المعجزات لم تكن يوما Nسببا Nفي هداية الناس بل كانت سبب اهلكهم إذ هذا طبع النسان إذا لم يرد اليمان
والهداية فإنه ل يهتدي ولو جاءته كل آية.
} ومآ أر%سلنا قب%لك إل رجال Sنوحي* إلي%هم %فاس%ئلو*ا أه%ل ٱلذRكر إن كنتم %ل تع%لمون { * } وما
جعلناهم %جسدا Sل يأكلون ٱلطعام وما كانوا خالدين { * } ثم صدقناهم ٱلوع%د فأنجي%ناهم %ومن
نشآء وأه%لكنا ٱلمس%رفين { * } لقد %أنزلنآ إلي%كم %كتابا Sفيه ذكركم %أفل تع%قلون {
شرح الكلمات:
} فيه ذكركم { :أي ما تذكرون به ربكم وما تذكرون به من الشرف بين الناس .معنى اليات :كانت مطالب
قريش من اعتراضاتهم تدور حlوrل• لpم lيكون الرسول بشرا ،Nولpم lيكون رسول Nويأكل الطعام لم ل يكون له كنز
أو جنة يأكل منها ،لم ل يأتينا بآية كما أرسل بها الولون ،وهكذا .قال قتادة قال أهل مكة النبي صلى ال عليه
وسلم " وإذا كان ما تقوله حقا Nيسرك أن نؤمن فحول لنا الصفا ينظروا " أي ينزل بهم العذاب فورا " Nوإن شئت
استأنيت بقومك ،قال بل استأني بقومي فأنزل ال
{ } ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون
وقوله تعالى } :وما أرسلنا قبلك { يا رسولنا } إل رجال Nنوحي إليهم { ما نريد إبلغه عبادنا من أمرنا ونهينا.
} فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون { أي فليسأل قومك أهل الكتاب من قبلهم وهم أحبار اليهود ورهبان
النصارى إن كانوا ل يعلمون فإنهم يعلمون أن الرسل من قبلهم لم يكونوا إل بشرا .وقوله تعالى } :وما
جعلناهم { أي الرسل } جسدا { Nأي أجسادNا ملئكية أو بشرية ل يأكل أصحابها الطعام بل جعلناهم اجسادا Vآدمية
تفتقر في بقاء حياتها الى الطعام والشراب فلم يعترض هؤلء المشركون على كون الرسول بشرأ يأكل الطعام
ويمشي في السواق؟ وقوله تعالى } :ثم صدقناهم { أي أولئك الرسل } الوعد { الذي وعدناهم وهو أنا إذا آتينا
أقوامهم ما طالبوا به من المعجزات ثم كذبوا ولم يؤمنوا أهلكناهم } فأنجيناهم ومن نشاء { أي أنجينا رسلنا ومن
آمن بهم واتبعهم ،وأهلكنا المكذبين المسرفين في الكفر والعناد والشرك والشر والباطل.
وقوله تعالى } :لقد أنزلنا إليكم كتابا Nفيه ذكركم أفل تعقلون؟ { يقول تعالى لولئك المشركين المطالبين باليات
التي قد تكون سبب هلكهم ودمارهم } لقد أنزلنا إليكم { لهدايتكم وإصلحكم ثم إسعادكم } كتابا { Nعظيم الشأن
} فيه ذكركم { أي ما تذكرون به وتتعظون فتهتدون إلى سبيل سلمتكم وسعادتكم ،فيه ذكركم بين المم
والشعوب لنه نزل بلغتكم الناس لكم فيه تبع وهو شرف أي شرف لكم .أتشتطون في المكايدة والعناد فل
تعقلون ،ما خير لكم مما هو شر لكم.
هداية اليات
-2تعين سؤال أهل العلم في كل ما ل يعلم إل من طريقهم ،من أمور الدين والخرة.
-4القرآن ذكر يذكر به ال تعالى لما فيه من دلئل التوحيد وموعظة لما فيه من قصص الولين وشرف أي
شرف لمن آمن به وعمل بما فيه من شرائع وآداب وأخلق.
} وكم %قصم%نا من قر%ية@ كانت ظالمة Sوأنشأنا بع%دها قو%ما Sآخرين { * } فلمآ أحسOوا بأسنآ إذا هم
م#نها ير%كضون { * } ل تر%كضوا وٱر%جعو*ا إلى مآ أ)ترفتم %فيه ومساكنكم %لعلكم %تس%ألون { *
} قالوا يوي%لنآ إنا كنا ظالمين { * } فما زالت تلك دع%واهم %حتى جعلناهم %حصيدا Sخامدين {
شرح الكلمات:
} وكم قصمنا { :أي وكثيرا Nمن أهل القرى قصمناهم بإهلكهم وتفتيت أجسامهم.
} تلك دعواهم { :أي دعوتهم التي يرددونها وهي } :يا ويلنا إنا كنا ظالمين {.
} حصيدا Nخامدين { :أي لم يبق منهم قائدهم فهم كالزرع المحصود خامدين ل حراك لهم كالنار إذا أخمدت.
معنى اليات:
يقول تعالى منذرا Nقريشا Nأن يحل بها ما حل بغيرها ممن أصروا على التكذيب والعناد } وكم قصمنا { أي
أهلكنا وأبدنا إبادة كاملة } من قرية { أي أهل قرية } كانت ظالمة { أي كان أهلها ظالمين بالشرك والمعاصي
والمكابرة والعناد } ،وأنشأنا بعدها قوما Nآخرين { هم خير من أولئك الهالكين .وقوله تعالى } :فلما أحسوا بأسنا
س أولئك الظالمون } بأسنا { أي شعروا به وادركوه بحواسهم بأسماعهم
إذا هم منها يركضون { أي فلما أح m
وأبصارهم )إذ هم منها( من تلك القرية يركضون هاربين فرارا Nمن الموت .والملئكة تقول لهم توبيخا Nلهم
وتقريعا :ل تركضوا هاربين } وارجعوا إلى ما أترفتم فيه { نVعpمrتVم فيه من وافpر الطعام والشراب والكساء
والمسكن والمركب } لعلكم تسألون { على العادة عن شيء من أموركم وأمور دنياكم ،فكان جوابهم ما أخبر
تعالى به عنهم } :قالوا يا ويلنا { أي يا هلكنا أحضر هذا أو آن حضورك إنا كنا ظالمين أنفسنا بالشرك
والمعاصي والتكذيب والعناد .قال تعالى } :فما زالت تلك دعواهم { أي ما زال قولهم } يا ويلنا إنا كنا
ظالمين { تلك دعوتهم التي يرددونها } حتى جعلناهم حصيدا Nخامدين { أي مnجتثين من أصولهم ساقطين في
الرض خامدين ل حراك لهم كالنار إذا أuخمدت فلم يبق لها لهيب.
هداية اليات
-4شدة الهول ورؤية العذاب قد تفقد صاحبها رشده وصوابه فيهrذn pر ولى يدري ما يقول.
} وما خلقنا ٱلسمآء وٱلر%ض وما بي%نهما لعبين { * } لو %أرد%نآ أن نتخذ له%وا Sلتخذناه من
لدنآ إن كنا فاعلين { * } بل نقذف بٱلحق Rعلى ٱلباطل فيد%مغه فإذا هو زاهق Uولكم ٱلوي%ل) مما
تصفون { * } وله من في ٱلسماوات وٱلر%ض ومن %عنده ل يس%تكبرون عن %عبادته ول
يس%تح%سرون { * } يسب#حون ٱللي%ل وٱلنهار ل يفترون {
شرح الكلمات:
} ولكم الويل مما تصفون { :أي ولكم العذاب الشديد من أجل وصفكم الكاذب للديان بأن له زوجة وولدا
وللرسول بأنه ساحر ومفتر.
معنى اليات:
كونه تعالى يهلك المم الظالمة بالشرك والمعاصي دليل أنه لم يخلق النسان والحياة لعبأ وعبثا Nبل خلق
النسان وخلق الحياة ليذكر ويشكر فمن أعرض عن ذكره وترك شكره أذاقه بأساءه في الدنيا والخرة وهذا ما
دلت عليه الية السابقة وقررته الية وهي قوله تعالى } :وما خلقنا السماء والرض وما بينهما لعبين { أي
عابثين ل قصد حسن لنا بل خلقناهما بالحق وهو وجوب عبادتنا بالذكر والشكر لنا وقوله تعالى } :لو أردنا أن
نتخذ لهوا { Nأي صاحبة أو ولدا كما يقول المبطلون من العرب القائلون بأن ال أصهر الى الجن فأنجب
الملئكة وكما يقول ضnل{ل النصارى أن ال اتخذ مريم زوجته فولدت له عيسى البن ،تعالى ال عما يأفكون
فرد تعالى هذا الباطل بالمعقول من القول فقال لو أردنا أن نتخذ لهوا Nنتلهى به من صاحبة وولدا Nلتخذنا من
لدنا من الحور العين والملئكة ولكنا لم نرد ذلك ول ينبغي لنا أن إنا نملك كل من السموات ومن في الرض
عبيدا Nلنا فكيف يعقل اتخاذ مملوك لنا ولدا Nومملوكة زوجة والناس العجزة الفقراء ل يجيزون ذلك فالرجل ل
يعجل مملوكته زوجة له ول عبده ولدا Nبحال من الحوال وقوله تعالى } :بل نقذف بالحق على الباطل فيذمغه
فاذا هو زاهق { فتلك الباطيل والترهات تنزل حجج القرآن عليها فتدمغها فإذا هي ذاهبة مضمحلة ل يبقى
منها شيء } ولكم الويل { أيها الكاذبون مما تصفون ال بالزوجة والولد والشريك والرسول بالسحر والشعر
الكهانة والكذب العذاب لزم لكم من أجل كذبكم وافترائكم على ربكم ورسوله .وقوله تعالى } :وله من في
السموات والرض { برهان آخر على بطلن دعوى أن له تعالى زوجة وولدا Nفالذي يملك من في السموات
ومن في الرض غني عن الصاحبة والولد إذا الكل له ملكا Nوتصرفا .وقوله } :ومن عنده ل يستكبرون عن
عبادته ول يستسحرون { برهان آخر } يسبحون الليل والنهار ول يفترون { أي فكيف يفتقر الى الزوجة
والولد ،ومن عنده من الملئكة وهم ل يحصون عدا Nيعبدونه ل يستكبرون عن عبادته ول يملون منها ول
يتعبون من القيام بها ،يسبحونه الليل والنهار ،والدهر كله } ل يفترون { أي ل يسأمون فيتركون التسبيح فترة
بعد فترة للستراحة ،إنهم في تسبيحهم وعدم سآمتهم منه وعدم انشغالهم عند كالميين في تنفسهم وطرف
أعينهم هل يشغل عن التنفس شاغل أو طرف العين آخر وهل يسأم النسان من ذلك والجواب ل ،فكذلك
الملئكة يسبحون الليل والنهار ول يفترون.
هداية اليات
-3إقامة البراهين العقلية على إبطال أمر محمود ،وقد يكون ل بد منه.
} أم ٱتخذو*ا آلهة Sم#ن ٱلر%ض هم %ينشرون { * } لو %كان فيهمآ آلهة Uإل ٱلله لفسدتا فسب%حان
ٱلله رب #ٱلعر%ش عما يصفون { * } ل يس%أل) عما يفعل) وهم %يس%ألون { * } أم ٱتخذوا من دونه
آلهة Sقل هاتوا بر%هانكم %هـذا ذكر من معي وذكر من قب%لي بل أكثرهم %ل يع%لمون ٱلحق فهم
مOع%رضون { * } ومآ أر%سلنا من قب%لك من رسول@ إل نوحي* إلي%ه أنه ل* إلـه إل أنا فٱع%بدون {
شرح الكلمات:
} هم ينشرون { :أي يحيون الموات إذ ل يكون إلها Nحقا Nإل من يحيي الموتى.
} لفسدتا { :أي السموات والرض لن تعدد اللهة يقتضى التنازع عادة وهو يقضي بفساد النظام.
} ل يسأل عما يفعل { :إذ هو الملك المتصرف ،وغيره يسأل عن فعله لعجزه وجهله وكونه مربوبا.N
} قل هاتوا برهانكم { :أي على ما اتخذتم من دونه من آلهة ول برهان لهم على ذلك فهم كاذبون.
} هذا ذكر من معي { :أي القرآن ذكر أمتى.
} وذكر من قبلي { :أي التوارة والنجيل وغيرهما من كتب ال الكل يشهد أنه ل إله إل ال.
} فاعبدون { :أي وحدوني في العبادة فل تعبدوا معي غيري إذ ل يستحق العبادة سواي.
معنى اليات:
يوبخ تعالى المشركين على شركهم فيقول } :أم اتخذوا آلهة من الرض { أي من أحجارها ومعادنها آلهة } هم
ينشرون { أي يحيون الموتى ،والجواب كل إنهم ل يحيون والذي ل يحيي الموتى ل يستحق اللوهية بحال من
الحوال .هذا ما دل عليه قوله تعالى } :أم اتخذوا آلهة من الرض هم ينتشرون { وفي الية الثانية ) (21يبطل
تعالى دعواهم في اتخاذ آلهة مع ال فيقول } :لو كان فيهما { أي في السموات والرض آلهة غير ال تعالى
لفسدتا لنه تعدد اللهة يقتضى التنازع والتمانع هذا يريد أن يخلق كذا وهذا ل يريده هذا يريد أن يعطى كذا
وذاك ل يريده فيختل نظام الحياة وتفسد ،ومن هنا كان انتظام الحياة هذه القرون العديدة دال على وحدة الخالق
الواجب الوجود الذي يجب له العبادة وحده والولد فقال } :فسبحان ال رب العرش عما يصفون { وقرر ألوهيته
وربويته المطلقة بقوله } :ل يسأل عما يفعل وهم يnسئلون { فالذي يفعل ول يnسأل لعلمه وقدرته وملكه هو الله
الحق والذي يسأل عن عمله لم فعلت ولم تركت ويحاسب عليه ويجزئ به لن يكون إل عبدا Nمربويا ،Nوقوله في
توبيخ آخر للمشركين :أم اتخذوا من دونه عزوجل آلهة يعبدونها؟ قل لهم يا رسولنا هاتوا برهانكم على صدق
دعواكم في أنها آلهة ،ومن أين لهم البرهان على احقاق الباطل؟ وقوله تعالى } :هذا ذكر من معي { أي من
المؤمنين وهو القرآن الكريم به يذكرون ال ويعبدونه وبه يتعظون } وذكر من قبلي { أي التوارة والنجيل هل
في واحد منها ما يثبت وجود آلهة مع ال تعالى.
والجواب ل .إذا فما هي حجة هؤلء المشركين على صحة دعواهم ،والحقيقة أن المشركين جهلة ل يعرفون
منطقا Nول برهانNا فلذا هم مnعrرضnون وهذا الدلة والبراهين لجهلهم فلذا هم معرضون عن قبول التوحيد وتقرير
أدلته وحججه وبراهينه.
وقوله تعالى } :وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون { فلو كان المشركون
يعملون هذا لما أشركوا وجادلوا عن الشرك ،ولكنهم جهلة مغررون.
هداية اليات:
-1من أخص صفات الله أن يخلق ويرزق ويحيي ويميت فإن لم يكن كذلك فليس بإله.
-2وحدة النظام دالة على وحدة المنظم ،ووحدة الوجود دالة على وحدة الموجد وهذا برهان التمانع الذي يقرر
منطقيا Nوجود ال ووجوب عبادته وحده.
-3ل برهان على الشرك أبدا ،Nول يصح في الذهن وجود دليل على صحة عبادة غير ال تعالى.
} وقالوا ٱتخذ ٱلرح%مـن ولدا Sسب%حانه بل عباد VمOكرمون { * } ل يس%بقونه بٱلقو%ل وهم %بأم%ره
يع%ملون { * } يع%لم ما بي%ن أي%ديهم %وما خلفهم %ول يشفعون إل لمن ٱر%تضى وهم %م#ن %خشيته
مشفقون { * } ومن يقل منهم %إنRي* إلـه Vم#ن دونه فذلك نج%زيه جهنم كذلك نج%زي ٱلظالمين {
شرح الكلمات:
} ولدNا { :أي من الملئكة حيث قالوا الملئكة بنات ال ،تعالى ال عن ذلك علوا Nكبيرا.N
} بل عباد مكرمون { :هم الملئكة ،ومن كان عبدا Nل يكون ابنNا ول بنتا.N
} ل يسبقونه بالقول { :أي ل يقولون حتى يقول هو وهذا شأن العبد ل يتقدم سيده بشيء.
معنى اليات:
بعد أن أبطلت اليات السابقة الشرك ونددت بالمشركين جاءت هذه اليات في إبطال باطل آخر للمشركين وهو
نسبتهم الولد ل تعالى فقال تعالى عنهم و } قالوا اتخذ الرحمن ولدا { Nوهو زعمهم أن الملئكة بنات ال فنزه
تعالى نفسه عن هذا النقص فقال } سبحانه { وأبطل دعواهم وأضرب عنها فقال } بل عباد مكرمون { أي فمن
نسبوهم ل بناته هم عباد له مكرمون عنده ووصفهم تعالى تعالى بقوله } :ل يسبقونه بالقول { فهم لكمال
عبوديتهم ل يقولون حتى يقول هو سبحانه وتعالى ،وهم يعلمون بأمره فل يقولون ول يعلمون إل بعد إذنه،
وأخبر تعالى أنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم فعلمه عز وجل محيط بهم ول يشفعون لحد من خلقه إل لمن
ارتضى أن يشفع له فقال تعالى } :ول يشفعون إل لمن ارتضى { وزيادة على ذلك أنهم } من خشيته مشفقون {
خائفون ،وعلى فرض أن أحدNا منه قال إنى إله من دون ال فإن ال تعالى يجزيه بذلك القول جهنم وكذلك
الجزاء نجزي الظالمين أي أنفسهم بالشرك والمعاصي ،وبهذا بطلت قرية المشركين في جعلهم الملئكة بنات
ل وفي عبادتهم ليشفعوا عنده تعالى.
هداية اليات
-1إبطال نسبة الولد إلى ال تعالى من قبل المشركين وكذا اليهود والنصارى.
-2بيان كمال عبودية الملئكة ل تعالى وكمال أدبهم وطاعتهم لربهم سبحانه وتعالى.
-3بطلن دعوى المشركين في شفاعة الملئكة لهم ،إذ الملئكة ل يشفعون إل لمن رضى ال تعالى أن
يشفعوا له.
-4تقرير وجود شفاعة يوم القيامة ولكن بشرطها وهي أن يكون الشافع قد أذن له بالشفاعة ،وأن يكون
المشفوع له من أهل التوحيد فأهل الشرك ل تنفعهم شفاعة الشافعين.
} أولم %ير ٱلذين كفرو*ا أن ٱلسماوات وٱلر%ض كانتا رتقا Sففتقناهما وجعلنا من ٱلمآء كل شي%ء
ي أفل يؤمنون { * } وجعلنا في ٱلر%ض رواسي أن تميد بهم %وجعلنا فيها فجاجا Sسبل Sلعلهم
حm
يه%تدون { * } وجعلنا ٱلسمآء سقفا Sمح%فوظا Sوهم %عن %آياتها مع%رضون { * } وهو ٱلذي خلق
ٱللي%ل وٱلنهار وٱلشم%س وٱلقمر ك |ل في فلك@ يس%بحون {
شرح الكلمات:
ل ثابتة.
} رواسي { :أي جبا N
} فجاجا سبل { :أي طرقا Nواسعة يسلكونها تصل بهم الى حيث يريدون.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد ووجوب تنزيه ال تعالى عن صفات النقص والعجز فقال تعالى } :أو
لم ير الذين كفروا { أي الكافرون بتوحيد ال وقدرته وعلمه ووجوب عبادته إلى مظاهر قدرته وعامه وحكمته
في هذه المخلوقات العلوية والسفلية فالسموات والرض كانتا واحدة من سديم فخلق ال تعالى منها السموات
والرضين كما أن السماء تتفتق بإذنه تعالى عن المطار ،والرض تتفتق عن النباتات المختلفة اللوان
والروائح والطعوم والمنافع ،وأن كل شيء حي في هذه الرض من إنسان وحيوان ونبات هو من الماء أليست
هذه كلها دالة على وجود ال ووجوب عبادته وتوحيده فيها؟
فماللناس ل يؤمنون؟ هذا ما دل عليه قوله تعالى في الية الولى ) } (30أو لم ير الذين كفروا أن السموات
والرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفل يؤمنون؟ { وقوله تعالى } :وجعلنا في الرض
ل ثوابت كيل تميد أي تتحرك وتضطرب بسكانها } ،وجعلنا فيها { أي في الرض } فجاجا
رواسي { أي جبا N
سبل { Nأي طرقا Nسابلة للسير فيها } لعلهم يهتدون { أي كي يهتدوا إلى مقاصدهم في أسفارهم ،وقوله } وجعلنا
السماء سقفا Nمحفوظا { Nمن السقوط ومن الشياطين .وقوله } :وهم عن آياتها { من الشمس والقمر والليل والنهار
إذ هذه آيات قائمة بها } معرضون { أي ل يفكرون فيها فيهتدوا إلى معرفة الحق عز وجل ومعرفة ما يجب له
من العبادة والتوحيد فيها ،وقوله } :وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون { أي كل
من الشمس والقمر في فلك خاص به يسبح الدهر كله ،والفلك عبارة عن دائرة كفلكة المغزل يدور فيها الكوكب
من شمس وقمر ونجم يسبح فيها ل يخرج عنها إذ لو خرج يحصل الدمار الشامل للعوالم كلها ،فسبحان العليم
الحكيم ،هذه كلها مظاهر القدرة والعلم والحكمة اللهية وهي موجبة للتوحيد مقررة له ،ولكن المشركين عنها
معرضون ل يفكرون ول يهتدون.
هداية اليات
-4إعراض أكثر الناس عن آيات ال في الفاق كإعراضهم عن آياته القرآنية هو سبب جهلهم وشركهم
وشردهم وفسادهم.
} وما جعلنا لبشر@ م#ن قب%لك ٱلخلد أفإن %م#ت فهم ٱلخالدون { * } كل نفس@ ذآئقة ٱلمو%ت ونب%لوكم
بٱلشر #وٱلخي%ر فتنة Sوإلي%نا تر%جعون { * } وإذا رآك ٱلذين كفرو*ا إن يتخذونك إل هزوSا أهـذا
ٱلذي يذكر آلهتكم %وهم %بذكر ٱلرح%مـن هم %كافرون { * } خلق ٱلنسان من %عج @ل سأ)و%ريكم
آياتي فل تس%تع%جلون { * } ويقولون متى هـذا ٱلوع%د إن كنتم %صادقين {
شرح الكلمات:
} بذكر الرحمن هم كافرون { :حيث أنكروا اسم الرحمن ل تعالى وقالوا :ما الرحمن؟
} خلق النسان من عجل { :حيث خلق ال آدم في آخر ساعة من يوم الجمعة على عجل ،فروث بنوه طبع
العلجة عنه.
} سأوريكم آياتي { :أي سأريكم ما حملته آياتي من وعيد لكم بالعذاب في الدنيا والخرة.
معنى اليات:
كأن المشركين قالوا شامتين إن محمدا Nسيموت ،وقالوا نتربص به ريب المنون فأخبر تعالى أنه لم يجعل لبشر
من قبل نبيه ول من بعده الخلد حتى يخلد هو صلى ال عليه وسلم فكل نفس زائقة الموت ،ولكن إن مات
رسوله فهل المشركون يخلدون والجواب ل ،إذا فل وجه للشماتة بالموت لو كانوا يعقلون .هذا ما دلت عليه
الية الولى ) } (34وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون { وقوله تعالى } :كل نفس ذائقة
الموت { أي كل نفس منفوسة ذائقة مرارة الموت بمفارقة الروح للبدن ،والحكمة في ذلك أن يتلقى العبد بعد
الموت جزاء عمله خيرا Nكان أو شرا ،Nدل عليه قوله بعد } :ونبلوكم بالشر والخير { من غpنى وفقر ومرض
وصحة وشدة ورخاء } فتنة { أي لجل فتنتكم أي أختباركم ليرى الصابر الشاكر والجزع الكافر .وقوله تعالى:
} وإلينا ترجعون { أي بعد الموت للحساب والجزاء على كسبكم خيره وشره.
وقوله تعالى } :وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذوك إل هزوا { Nيخبر تعالى رسوله بأن المشركين إذا رأوه ما
يتخذونه إل هزوا Nوذلك لجهلهم بمقامه وعدم معرفتهم فضله عليهم وهو حامل الهدى لهم ،وبين وجه استهزائهم
به صلى ال عليه وسلم بقوله } :أهذا الذي يذكر آلهتكم { أي بعيبها وانتقاصها ،قال تعالى } :وهم بذكر
الرحمن هم كافرون { أي عجبا Nلهم يتألمون لذكر ألهتم بسوء وهي محط السوء فعل ،Nول يتألمون لكفرهم
بالرحمن ربهم ال رحمن اليمامة.
وقوله تعالى } :خلق النسان من عجل { قال تعالى هذا لما استعجل المشركون العذاب وقالوا للرسول
والمؤمنين } :متى هذا الوعد إن كنتم صادقين { فأخبر تعالى أن الستعجال من طبع النسان الذي خلق عليه،
وأخبرهم أنه سيريهم آياته فيهم بإنزال العذاب بهم وأراهم ذلك في بدر الكبرى وذلك في قوله } سأريكم آياتي
فل تستعجلون { أي فل داعي إلى الستعجال وقوله تعالى } ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين { أخبر
تعالى عن قيلهم للرسول والمؤمنين وهم يستعجلون العذاب :متى هذا الوعد إن كنتم صادقين؟ وهذا عائد الى ما
فطر عليه النسان من العجلة من جهة ،والى جهلهم وكفرهم من جهة اخرى وإل فالعاقل ل يطالب بالعذاب بل
يطالب بالرحمة والخير ،ل بالعذاب والشر.
هداية اليات
-1إبطال ما شاع من أن الخضر حي mمخلد ل يموت لنفيه تعالى ذلك عن كل البشر.
-4تقرير حقيقة أن النسان مطبوع على العجلة فلذا من غير طبعه بالتربية فأصبح ذا أناة وتؤدة كان من
أكمل الناس وأشرافهم.
} لو %يع%لم ٱلذين كفروا حين ل يكفون عن وجوههم ٱلنار ول عن ظهورهم %ول هم %ينصرون {
* } بل تأتيهم بغتة Sفتب%هتهم %فل يس%تطيعون ردها ول هم %ينظرون { * } ولقد ٱس%ته%زىء برسل
م#ن قب%لك فحاق بٱلذين سخروا منهم %ما كانوا به يس%ته%زئ)ون { * } قل من يكلؤ)كم بٱللي%ل وٱلنهار
من ٱلرح%مـن بل هم %عن ذكر رب#هم %مOع%رضون { * } أم %لهم %آلهة Uتم%نعهم %م#ن دوننا ل
يس%تطيعون نص%ر أنفسهم %ول هم %م#نا يص%حبون {
شرح الكلمات:
} بل هم عن ذكر ربهم معرضون { :أي هم عن القرآن معرضون فل يستمعون إليه ول يفكرون فيه.
معنى اليات:
يقول تعالى } لو يعلم الذي كفروا { المستعجلون بالعذاب المطالبون به حين أي الوقت الذي يnلقون فيه في جهنم
والنار تأكل وجوهم وظهروهم ،ول يستطيعون أن يمنعوا أنفسهم منها ول هم ينصرون بمن يدفع العذاب عنهم
لو عملوا هذا وأيقنوا به لما طالبوا بالعذاب ول استعجلوا يومه وهو يوم القيامة ،هذا ما دل عليه قوله تعالى} :
لو يعلم الذين كفروا حين ل يكفون عن وجوهم النار ول عن ظهورهم ول هم ينصرون { وقوله تعالى } :بل
تأتيهم بغتة فتبهتهم فل يستطيعون ردها ول هم ينظرون { أي أن القيامة ل تأتيهم على علم منهم يوقتها
وساعتها فيمكنهم بذلك التوبة ،وإنما تأتيهم } بغتة { أي فجاة } فتبهتهم { أي فتحيرهم } فل يستطيعون ردها،
ول هم ينظرون { أي يمهلون ليتوبوا من الشرك والمعاصي فينجوا من عذاب النار ،وقوله تعالى } :ولقد
استهزئ برسل من قبلك فحاق الذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون { وهو العذاب هذا القول للرسول
صلى ال عليه وسلم تعزية له وتسلية ليبصر على ما يلقيه من استهزاء قريش به واستعجالهم العذاب ،إذ
حصل مثله للرسل قبله فصبروا حتى نزل العذاب بالمستهزئين بالرسل عليهم السلم.
وقوله تعالى } :قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن { يأمر تعالى رسوله أن يقول للمطالبين بالعذاب
المستعجلين له } :من يكلؤكم بالليل والنهار { أي من يجيركم من الرحمن أن أراد أن يعذبكم ،إن أراد أن
يعذبكم ،أنه ل أحد يقدر على ذلك إذا Nفلم ل تتوبون إليه باليمان والتوحيد والطاعة له ولرسوله ،وقوله } :بل
هم عن ذكر ربهم معرضون { إن علة عدم استجابتهم للحق هي إعراضهم عن القرآن الكريم وتدبر آياته وتفهم
معانيه وقوله } :أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا { ينكر تعالى أن يكون للمشركين آلهة تمنعهم من عذاب ال متى
نزل بهم ويقرر ان آلهتهم ل تستطيع نصرهم } ول هم منا يصبحون { أي وليس هناك من يجيرهم من عذاب
ال من آلهتهم ول من غيرها فل يقدر أحد على إجارتهم من عذاب ال متى حل بهم.
هداية اليات
-3تسلية الرسول صلى ال عليه وسلم بما كان عليه الرسل من قبله وما لقوه من أuممهم.
-4بيان عجز آلهة المشركين عن نصرتهم بدفع العذاب عنهم متى حل بهم.
-5بيان أن علة إصرار المشركين على الشرك والكفر هو عدم إقبالهم على تدبر القرآن الكريم وتفكرهم في
آياته وما تحمله من هدى ونور.
} بل متع%نا هـؤ)ل*ء وآبآءهم %حتى طال علي%هم ٱلعمر أفل يرو%ن أنا نأتي ٱلر%ض ننقصها من
أطرافهآ أفهم ٱلغالبون { * } قل إنمآ أ)نذركم بٱلوح%ي ول يس%مع ٱلصOم OٱلدOعآء إذا ما ينذرون {
* } ولئن مستهم %نفحة Uم#ن %عذاب رب#ك ليقولن يوي%لنآ إنا كنا ظالمين { * } ونضع ٱلموازين
ٱلقس%ط ليو%م ٱلقيامة فل تظلم نفس Vشي%ئا Sوإن كان مثقال حبة@ م#ن %خر%دل@ أتي%نا بها وكفى بنا
حاسبين {
شرح الكلمات:
} إنما أنذركم بالوحي { :أي بإخبار ال تعالى التي يوحيها إلي وليس هناك شيء من عندي.
} إنا كنا ظالمين { :أي بالشرك والتكذيب للرسول صلى ال عليه وسلم.
معنى اليات:
ما زال السياق في إبطال دعاوي المشركين فقال تعالى } :بل متعنا هؤلء { بما أنعمنا عليهم هو وآباؤهم فظنوا
أن آلهتهم هي الحافظة لهم بل ال هو الحافظ حتى طال عليهم العمر فانغروا بذلك } .أفل يرون أنا نأتي
الرض { أرض الجزيرة بلدهم } ننقصها من أطرافها { بدخول أهلها في السلم بعد بلد } .أفهم الغالبون {
ال هو الغالب حيث مكن لرسوله والمؤمنين وفتح عليهم ،ثم أمر رسوله أن يقول لهم أيها المكذبون إنما أنذركم
العذاب وأخوفكم من عاقبة شرككم بالوحي اللهي ل من تلقاء نفسي ،وقوله تعالى } :ول يسمع الصم الدعاء
إذا ما ينذرون { فالصم لحبهم الباطل الذي هم عليه ل يسمعون الدعاء إذا ما ينذرون وفي الخبر حبك الشيء
يعمي ويصم فحبهم للشرك وآلهته جعلهم ل يسمعون فاستوى انذارهم وعدمه وقوله تعالى } :ولئن مlسmتهnم rنفحة
من عذاب ربك { أي وقعة خفيفة من العذاب لصاحوا يدعون بالويل على أنفسهم قائلين } يا ويلنا إنا كنا
ظالمين { فكيف بهم إذا وضعت الموازين العدل ليوم القيامة حيث ل تظلم نفس شيئا Nوإن قل وإن كان مثقال
حبة من حسنة أو سيئة اتيانها ووزناها } وكفى بنا حاسبين { أي محصين لعمال العباد لعلمنا المحيط بكل
شيء وقدرتنا التي ل يعجزها شيء ..أل فلنتق ال أيها العقلء!!
هداية اليات
-2حب الشيء يمعي صاحبه حتى ل يرى إل ما أحبه ويصمه بحيث ل يسمع إل ما أحبه.
-3بيان ضعف النسان وأن أدنى عذاب ينزل به ل يتحمله ويصرخ داعيNا يا هلكاه.
} ولقد %آتي%نا موسى وهارون ٱلفر%قان وضيآء gوذكرا Sللمتقين { * } ٱلذين يخشو%ن ربهم %بٱلغي%ب
وهم %م#ن ٱلساعة مشفقون { * } وهـذا ذكر VمOبارك Vأنزلناه أفأنتم %له منكرون {
شرح الكلمات:
} يخشون ربهم بالغيب { :أي يخافون ربهم وهم ل يرونه في الدنيا فل يعصونه بترك واجب ول بفعل حرام.
} وهم من الساعة مشفقون { :أي وهم أهوال يوم القيامة وعذابه خائفون.
} وهذا ذكر مبارك { :أي القرآن الكريم تنال بركته قارئة والعامل به.
} أفأنتم له منكرون { :الستفهام للتوبيخ يوبخ تعالى من أنكر أن القرآن كتاب ال.
وبين الباطل فرعون ،كما فرق بين التوحيد والشرك يوم بدر يوم الفرقان وآتاهما التوارة ضياء يستضاء بها
في معرفة الحلل والحرام والشرائع والحكام وذكرا Nأي موعظة للمتقين ،ووصف المتقين بصفتين :الولى
انهم يخشون ربهم أي يخافونه بالغيب أي وهم ل يرونه والثانية :أنهم مشفقون من الساعة أي مما يقع فيها من
أهوال وعذاب وقوله تعالى:
} وهذا ذكر مبارك { يشير الى القرآن الكريم ويصفه بالبركة فبركته ل ترفع فكل من قرأه وعمل بما فيه نالته
بركته قراءة الحرف الواحد منه بشعر حسنات ل تنقضى عجائبه ولتكتنه اسراره ول تكتشف كل حقائقه ،هدى
لمن استهدى ،وشفاء لمن استشفى وقوله تعالى } :أفأنتم له منكرون { يوبخ به العرب الذين آمنوا بكتاب اليهود
إذ كانوا يسألونهم عما في كتابهم ،وكفروا بالقرآن الذي هو كتابهم فيه ذكرهم وشرفهم.
هداية اليات
-1إظهار منه ال تعالى على موسى وقومه ومحمد وأمته بانزال التوارة على موسى والقرآن على محمد
صلى ال عليه وسلم.
-2بيان صفات المتقين وهم الذين يخشون ربهم بالغيب فل يعصونه بترك واجب ول بفعل محرم :وهم دائما
في اشفاق وخوف من يوم القيامة.
} ولقد %آتي%نآ إب%راهيم رشده من ق %بل) وكنا به عالمين { * } إذ قال لبيه وقو%مه ما هـذه
ٱلتماثيل) ٱلتي* أنتم %لها عاكفون { * } قالوا وجد%نآ آبآءنا لها عابدين { * } قال لقد %كنتم %أنتم
وآبآؤ)كم %في ضلل@ مOبين@ { * } قالو*ا أجئتنا بٱلحق Rأم %أنت من ٱللعبين { * } قال بل ربOكم %رب
ٱلسماوات وٱلر%ض ٱلذي فطرهن وأنا على ذلكم %م#ن ٱلشاهدين { * } وتٱلله لكيدن أص%نامكم
بع%د أن تولوا مد%برين { * } فجعلهم %جذاذا Sإل كبيرا Sلهم %لعلهم %إلي%ه ير%جعون {
شرح الكلمات:
} رشده { :أي هداه بمعرفة ربه واليمان به ووجوب طاعته والتقرب إليه.
} التماثيل { :جمع تمثال وهو الصورة المصنوعة على شبه إنسان أو حيوان.
} التي أنتم لها عاكفون { :أي مقبلون عليها ملزمون لها تعبدا.N
} الذي فطرهن { :أي أنشأهن خلقا Nوإيجاد على غير مثال سابق.
} لعلهم إليه يرجعون { :كي يرجعوا إليه فيؤمنوا بال ويوحbدوه بعد أن يظهر لهم عجز آلهتهم.
معنى اليات:
على ذكر مامن bبه تعالى على موسى وهارون ومحمد صلى ال عليه وسلم من إيتائه التوارة والقرآن ذكر أنه
امتن قبل ذلك على إبراهيم فآتاه رشده في صباه فعرفه به وبجلله وكماله ووجوب اليمان به تعالى وعبادته
وحده ،وإن عبادة من سواه باطلة ،فقال تعالى } :ولقد آتينا ابراهيم رشده من قبل { وقوله } :وكنا به عالمين {
أي بأهليته للدعوة والقيام بها لما علمناه } إذ قال { أي في الوقت الذي قال لبيه أي آزر ،وقومه منكرا Nعليهم
عبادة غير ال } وما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون { أي مقبلون عليها ملزمون لها فأجابوه بما أخبر
تعالى به عنهم في قوله } :قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين { فاعلنوا عن جهلهم إذ لم يذكروا برهانا Nعلى صحة
او فائدة عبادتها واكتفوا بالتقليد العمى وشأنهم في هذا شأن سائر من يعبد غير ال تعالى فإنه ل برهان له
على صحة عبادة من يعبد إل التقليد لمن رآه يعبده.
فرد عليهم ابراهيم بما أخبره تعالى عنه في قوله } قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم { أي الذين قلدتموهم في عبادة
الصنام } في ضلل { أي عن الهدى الذي يجب أن تكونوا عليه } مبين { ل يحتاج إلى إقامة دليل عليه،
وردوا على إبراهيم قوله هذا فقالوا بما أخبر تعالى به عنهم } قالوا أجئتنا بالحق { أي فيما قلت لنا من أنا
وآباءنا في ضلل مبين } أم أنت من اللعبين { أي في قولك الذي قلت لنا فلم تكن جادا Nفينا تقول وإنما أنت
لعب ل غير ورد إبراهيم عليهم بما أخبر تعالى به في قوله } :قال بل ربكم رب السموات والرض الذي
فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين { أي ليس ربكم تلك التماثيل بل ربكم الحق الذي يستحق عبادتكم الذي
فطر السموات والرض فأنشأهن خلقا Nعجيبا Nمن غير مثال سابق وأنا على كون ربكم رب السموات والرض
من الشاهدين إذ ل رب لكم غيره ،ول إله حق لكم سواه } ،وتال { قسما Nبه تعالى } لكيدن أصنامكم { أي
لحتالن عليها فأكسرها } بعد أن تولوا مدبرين { أي بعد أن تراجعوا عنها وتتركوها وحدها.
وفعل Nلما خرجوا إلى عيد لهم يقضون يوما Nخارج المدينة أتى تلك التماثيل فكسرها فجعلها قطعا Nمتناثرة هنا
وهناك إل صنما Nكبيرا Nلهم تركه } لعلهم إليه يرجعون { أي يرجعون إلى إبراهيم فيعبدون معه ربه سبحانه
وتعالى عندما يتبين لهم بطلن عبادة الصنام لنها لم تستطع أن تدفع عن نفسها فكيف تدفع عن غيرها.
هداية اليات:
-3ذم التقليد وأنه ليس بدليل ول برهان للمقلد على ما يعتقد أو يفعل.
-5تغيير المنكر باليد لمن قدر عليه مقدم على تغييره باللسان بينهما أفضل.
} قالوا من فعل هـذا بآلهتنآ إنه لمن ٱلظالمين { * } قالوا سمع%نا فتSى يذكرهم %يقال) له إب%راهيم
{ * } قالوا فأتوا به على أع%ين ٱلناس لعلهم %يشهدون { * } قالو*ا أأنت فعلت هـذا بآلهتنا
يإب%راهيم { * } قال بل فعله كبيرهم %هـذا فاس%ألوهم %إن كانوا ينطقون { * } فرجعو*ا إلى
أنفسهم %فقالو*ا إنكم %أنتم ٱلظالمون { * } ثم نكسوا على رءوسهم %لقد %علم%ت ما هـ )ؤل*ء
ينطقون {
شرح الكلمات:
} بآلهتنا { :أي بأصنامكم التي سموها آلهة لنهم يعبدونها ويؤلهونها.
} يشهدون { :أي عليه بأنه الذي كسر اللهة ،ويشهدون العقوبة التي ننزلها به.
} بل فعله كبيرهم هذا { :أشار الى أصبعه نحو الصنم الكبير الذي علق به الفاس قائل Nبل فعله كبيرهم هذا
وlوlرmى بإصبعه تحاشيا للكذب.
} فرجعوا إلى أنفسهم { :أي بعد التفكر والتأمل حكموا على أنفسهم بالظلم لعبادتهم مال ينطق.
} نسكوا على رؤوسهم { :أي بعد اعترافهم بالحق رجعوا إلى اقرار الباطل فكانوا كمن نكس فجعل رأسه
أسفل ورجله أعلى.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم فيما دار بين إبراهيم الخليل وقومه من حوار حول العقيدة انه لما استغل ابراهيم فرصة
خروج القوم إلى عيدهم خارج البلد ودخل البهر فكسر اللهة فجعلها قطعNا متناثرة وعلق الفأس بكبير اللهة
المزعومة وعظيمها وخرج فلما جاء المساء وعادوا الى البلد ذهبوا إلى اللهة المزعومة لخذ الطعام
الموضوع بين يديها لتباركه في زعمهم واعتقادهم الباطل وجدوها مهشمة مكسرة صاحوا قائلين } :من فعل
هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين { فأجاب بعضهم بعضا Nقائل } :Nسمعنا فتى يذكرهم { أي شابا Nيذكر اللهة بعيب
وازدراء ،واسمه إبراهيم ،وهنا قالوا إذا } Nفأتوا به على أعين الناس { لنشاهده ونحقق معه فإذا ثبت أنه هو
عاقبناه وتشهد الناس عقوبته فيكون ذلك نكال Nلغيره ،وجاءوا به عليه السلم وأخذوا في استنطاقه فقالوا ما
أخبر تعالى به عنهم } :أأنت فعلت هذا { أي التكسير والتحطيم } يا إبراهيم {؟ فأجابهم بما أخبر تعالى به عنه
بقوله } :قال بل فعله كبيرهم هذا { يشير بأصبعه الى كبير اللهة تورية } ،فاسألوهم إن كانوا ينطقون { تقريعا
لهم وتوبيخا Nوهنا رجعوا الى أنفسهم باللئمة فقالوا } :إنكم أنتم الظالمون { أي حيث تألهون مال ينطق ول
يجيب ول يدفع عن نفسه فكيف عن غيره ،وقوله تعالى } :ثم نكسو على رؤوسهم { أي قلبهم ال رأسا Nعلى
عقب فبعد أن عرفوا فبعد أن عرفوا الحق ولموا على أنفسهم عادوا إلى الجدال بالباطل فقالوا } :لقد عملت {
أي يا إبراهيم ما } هؤلء ينطقون { فكيف تطلب منا أن نسألهم وأنت تعلم أنهم ل ينطقون .كما أن اعترافهم
بعدم نطق اللهة المدعاة إنتكاس منهم إذ اعترفوا ببطلن تلك اللهة.
هداية اليات
-1الظلم معروف لدى البشر كلهم ومنكر بينهم ولول ظلمة النفوس لما أقروه بينهم.
-2إقامة البين{ة على الدعاوي أمر مقرر في عوف الناس وجاءت به الشرائع من قبل.
} قال أفتع%بدون من دون ٱلله ما ل ينفعكم %شي%ئا Sول يضرOكم) } * { %أف yلكم %ولما تع%بدون من
دون ٱلله أفل تع%قلون { * } قالوا حر#قوه وٱنصرو*ا آلهتكم %إن كنتم %فاعلين { * } قلنا ينار
كوني بر%دا Sوسلما Sعلى إب%راهيم { * } وأرادوا به كي%دا Sفجعلناهم ٱلخسرين { * } ونجي%ناه
ولوطا Sإلى ٱلر%ض ٱلتي باركنا فيها للعالمين { * } ووهب%نا له إس%حاق ويع%قوب نافلة Sوكل
جعلنا صالحين {
شرح الكلمات
} مال ينفعكم شيئا : { Nأي آلهة ل تنفعكم شيئا Nول تضركم إن أرادت ضركم.
} فجعلناهم الخسرين { :حيث خرج من النار ولم تحرقه ونجا من قبضتهم وذهب كيدهم ولم يحصلوا عل
شيء.
} ويعقوب نافلة { :زيادة على طلبه الولد فطلب ولدا Nفأعطاه ما طلب وزاده آخر.
} وكل Nجعلنا صالحين { :أي وجعلنا كل واحد منهم صالحNا من الصالحين الذين يؤدون حقوق ال كاملة
وحقوق الناس كذلك.
معنى اليات:
يخبر تعالى أن إبراهيم عليه السلم قال لقومه منكرا Nعليهم عبادة ألهتهم } أفتعبدون من دون ال مال ينفعكم
شيئا Nول يضركم { أي أتعبدون آلهة دون ال علمتم أنها ل تنفعكم شيئا Nول تضركم ول تنطق إذا استنطقت ول
تجيب إذا سئلت } أف لكم ولما تعبدون من دون ال { أي قبحا Nلكم ولتلك التماثيل التي تعبدون من دون ال
الخالق الرازق الضار النافع } أفل تعقلون { قبح عبادتها وباطل تأليهها وهي جماد ل تسمع ول تنطق ول تنفع
ول تضر وهنا أجابوا بما أخبر تعالى به عنهم فقالوا } :حرقوه { أي أحرقوا إبراهيم بالنار } وانصروا آلهتكم {
التي أهانها وكسرها } إن كنتم فاعلين { أي مريدين نصرتها حقا Nوصدقا .Nونفذوا ما أجمعوا عليه وجمعوا
الحطب وأججوا النار في بنيان خاص وألقوه فيه بواسطة منجنيق لقوة لهبها وشدة حرها وقال تعالى للنار ما
أخبر به في قوله } :قلنا يا نار كوني بردا Nوسلما Nعلى إبراهيم { فكانت كما طلب منها ولم تحرق غير وثاقه
الحبل الذي شدت به يداه ،ورجله ،ولو لم يقل وسلما Nلكان من الجائز أن تنقلب النار جبل Nمن ثلج ويهلك به
إبراهيم عليه السلم .روى أو والد إبراهيم لما رأى إبراهيم لم تحرقه النار وهو يتفصد عرقا Nقال :نعم الرب
ربك يا إبراهيم! وقوله تعالى } :وأرادوا به كيدا Nفجعلناهم هم الخسرين { أي أرادوا بإبراهيم مكرNا وهو
إحراقه بالنار فخtيب ال مسعاهم وأنجى عبده وخليله من النار وأحبط عليهم ما كانوا يأملون فخسروا في كل
أعمالهم التي أرادوا بها إهلك إبراهيم ،وقوله تعالى } :ونجيناه ولوطا { Nأي ونجينا إبراهيم وابن أخيه هاران
وهو لوط )إلى الرض التي باركنا فيها للعالمين( وهي أرض الشام فنزل إبراهيم بفلسطين ونزل لوط
بالمؤتفكة وهي قرى قوم لوط التي بعد دمارها استحالت الى بحيرة غير صالحة للحياة فيها وقوله } :باركنا
فيها للعالمين { أي بارك في أرزاقها بكثرة الشجار والنهار والثمار لكل من ينزل بها من الناس كافرهم
ومؤمنهم لقوله } :للعالمين { وقوله تعالى } :ووهبنا له { أي لبراهيم اسحق حيث سأل ال تعالى الولد ،وزاده
يعقوب نافلة وقوله } :وكل جعلنا صالحين { أي وجعلنا كل واحد منهم من الصالحين الذين يعبدون ال بما
شرع لهم فأدوا حقوق الرب mتعالى كاملة ،وأدوا حقوق الناس كاملة وهذا نهاية الصلح.
هداية اليات
-1بيان قوة حجة إبراهيم عليه السلم ،ومتانة أسلوبه في دعوته وذلك مما آتاه ربه.
-3آية إبطال مفعول النار فلم تحرق إبراهيم إل وثاقه لما أراد ال تعالى ذلك.
-4قوة التوكل على ال كانت سبب تلك المعجزة إذ قال إبراهيم حسبي ال ونعم والوكيل.
فقال ال تعالى للنار } :كوني بردا Nوسلما Nعلى إبراهيم { فكانت ،وكفاه ما أهمه بصدق توكله عليه ،ويؤثر أن
جبريل عرض له قبل أن يقع في النار فقال هل لك يا إبراهيم من حاجة؟ فقال إبراهيم :أما إليك فل ،حسبي ال
ونعم الوكيل.
-6خروج إبراهيم من أرض العراق إلى أرض الشام كانت أول هجرة في سبيل ال في التاريخ.
} وجعلناهم %أئمة Sيه%دون بأم%رنا وأو%حي%نآ إلي%هم %فع%ل ٱلخي%رات وإقام ٱلصلة وإيتآء ٱلزكـاة
وكانوا لنا عابدين { * } ولوطا Sآتي%ناه حكما Sوعلما Sونجي%ناه من ٱلقر%ية ٱلتي كانت تع%مل) ٱلخبائث
إنهم %كانوا قو%م سو%ء@ فاسقين { * } وأد%خلناه في رح%متنآ إنه من ٱلصالحين { * } ونوحا Sإذ
نادى من ق %بل) فٱس%تجب%نا له فنجي%ناه وأه%له من ٱلكر%ب ٱلعظيم { * } ونصر%ناه من ٱلقو%م ٱلذين
كذبوا بآياتنا إنهم %كانوا قو%م سو%ء@ فأغرقناهم %أج%معين {
شرح الكلمات:
} يهدون بأمرنا { :أي يرشدون الناس ويعلمونهم ما به كمالهم ونجاتهم وسعادتهم بإذن ال تعالى لهم بذلك
حيث جعلهم رسل Nمبلغين.
} ولوطا Nآتياه حكما Nوعلما : { Nأي أعطينا لوطا Nحكما Nأي فصل Nبين الخصوم وفقها Nفي الدين وكل هذا يدخل
تحت النبوة والرسالة وقد نبأه وأرسله.
} ونوحا Nإذ نادى من قبل { :أي واذكر نوحا Nإذ دعا ربه على قومه الكفرة.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في ذكر أفضال ال تعالى على إبراهيم وولده فقال تعالى } :وجعلناهم { أي إبراهيم
واسحق ويعقوب أئمة هداة يقتدى بهم في الخير ويهدون الناس الى دين ال تعالى الحق بتكليف ال تعالى لهم
بذلك حيث نبأهم وأرسلهم .وهو بمعنى قوله تعالى } :وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا { وقوله } :وأوحينا إليهم
فعل الخيرات وإقام الصلة وإيتاء الزكاة { أي أوحينا إليهم لن يفعلوا الخيرات جمع خير وهو كل نافع غير
ضار فيه مرضاة ل تعالى وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة .وقوله تعالى } :وكانوا لنا عابدين { أي امتثلوا أمرنا
فيما أمرناهم به وكانوا لنا مطعين خاشعين وهو ثناء عليهم بأجمل الصفات وأحسن الحوال وقوله تعالى:
} ولوطا Nآتينا حكما Nوعلما Nونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين { أي وكما
آتينا إبراهيم وولديه ما آتيناهم من الفضال والنعام الذي جاء ذكره في هذا السياق آتينا لوطا Nوقد خرج
مهاجرا Nمع عمه إبراهيم آتيناه أيضا Nحكما Nوعلما Nونبوة ورسالة متضمنة حسن الحكم والقضاء وأسرار الشرع
والفقه في الدين .هذه منة وأخرى أنا نجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث وأهلكنا أهلها لنهم كانوا قوم
سوء ل يصدر عنهم ال ما يسوء إلى الخلق فاسقين عن أمرنا خارجين عن طاعتنا ،وقوله } :وأدخلناه في
رحمتنا إنه من الصالحين { وهذا إنعام آخر أعظم وهو ادخاله في سلك المرحومين برحمة ال الخاصة لنه من
عباد ال الصالحين .وقوله تعالى } :ونوحا { Nاي واذكرنا يا رسولنا في سلك هؤلء الصالحين عبدنا ورسولنا
نوحا Nالوقت الذي نادى ربه من قبل إبراهيم فقال إني مغلوب فانتصر } ،فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب
العظيم { حيث نجاه تعالى وأهله إل امرأته وولده كنعان فإنهما لم يكونا من أهله لكفرهما وظلمهما فكانا من
المغرقين .وقوله } :ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا { أي ونصرنا بإنجائنا له منهم فلم يمسوه بسوء،
وأغرقناهم أجمعين لنهم كانوا قوم سوء فاسقين ظالمين.
هداية اليات
-6تقرير النبوة المحمدية وتأكيدها إذ مثل هذا القصص ل يتأنى ال لمن يوحى إليه.
} وداوود وسلي%مان إذ يح%كمان في ٱلحر%ث إذ نفشت فيه غنم ٱلقو%م وكنا لحكمهم %شاهدين { * }
ففهم%ناها سلي%مان وكل} آتي%نا حكما Sوعلما Sوسخر%نا مع داوود ٱلجبال يسب#ح%ن وٱلطي%ر وكنا فاعلين
{ * } وعلم%ناه صنعة لبوس@ لكم %لتح%صنكم %م#ن بأسكم %فهل أنتم %شاكرون { * } ولسلي%مان ٱلر#يح
عاصفة Sتج%ري بأم%ره إلى ٱلر%ض ٱلتي باركنا فيها وكنا بك Rل شي%ء@ عالمين { * } ومن
ٱلشياطين من يغوصون له ويع%ملون عمل Sدون ذلك وكنا لهم %حافظين {
شرح الكلمات:
} في الحرث { :أي في الكرم الذي رعته الماشية ليل.N
} شاهدين { :أي حاضرين صدور حكمهم في القضية ل يخفى علينا شيء من ذلك.
} وكل Nآتينا حكما Nوعلما : { Nأي كل Nمن داود وولده سليمان أعطيناه حكما Nأي النبوة وعلما Nبأحكام ال وفقهها.
} وكنا فاعلين { :أي لما هو أغرب وأعجب من تسبيح الجبال والطير فل تعجبوا.
} فهل أنتم شاكرون { :أي تقيكم وتحفظكم من ضرب السيوف وطعن الرماح.
} ويعلمون عمل Nدون ذلك { :أي دون الغوص كالبناء وغيره وبعض الصناعات.
معنى اليات :ما زال السياق الكريم في ذكر إفضالت ال تعالى وإنعامه على من يشاء من عباده ،وفي ذلك
تقرير لنبوة نبيه محمد صلى ال عليه وسلم التي كذبت بها قريش فقال تعالى } :وداود وسليمان { أي واذكر يا
نبينا داود وسليمان } إذ يحكمان في الحرث { اي اذكرهما في الوقت الذي كانا يحكمان في الحرث الذي
} نفشت فيه غنم القوم { أي رعت فيه ليل Nبدون راع فأكلته وأتلفته } وكنا لحكمهم شاهدين { حاضرين ل
يخفى علينا ما حكم به كل منهما ،إذ حكم داود بأن يأخذ صاحب الحرث الماشية مقابل ما أتلفته لن المتلف
يعادل قيمة الغنم التي أتلفته ،وحكم سليمان بأن يأخذ صاحب الماشية الرزع يقوم عليه حتى يعود كما كان،
ويأخذ صاحب الحرث الماشية يستغل صوفها ولبنها وسخالها فإذا ردت إليه كرومة كما كانت أخدها ورد
الماشية لصاحبها لم ينقص منها شيء هذا الحكم أخبر تعالى أنه فهم فيه سليمان وهو أعدل من الول وهو قوله
تعالى } :ففهمناها { أي الحكومة أو القضية أو الفتيا سليمان ،ولم يعاتب داود على حكمه ،وقال } :وكل آتينا
حكما Nوعلما { Nتلفيا Nلما قد يظن بعضهم أن داود دون ولده في العلم والحكم.
وقوله } :وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير { هذا ذكر لبعض ما أنعم به على داود عليه السلم وهو أنه
سخر الجبال والطير تسبح معه إذا سبح سواء أمرها بذلك فأطاعته أو لم يأمرها فإنه إذا صلى وسبح صلت
معه وسبحت ،وقوله } :وكنا فاعلين { أي لما هو أعجب من تسخير الجبال والطير تسبح مع سليمان لنا ل
يعجزنا شيء وقد كتب هذا في كتاب المقادير فأخرجه في حينه ،وقوله تعالى } :وعلمناه { أي داود } صنعة
لبوس لكم { وهي الدروع السابغة التي تقي ل سبها طهن الرماح وضرب السيوف بإذن ال تعالى فهي آلة
حرب ولذا قال تعالى } لتحصنكم من بأسكم { } فهل أنتم شاركرون؟ { أمر لعباده بالشكر على إنعامه عليهم
والشكر يكون بحمد ال تعالى والعتراف بإنعامه ،وطاعته وصرف النعمة فيما من أجله أنعم بها على عبده،
وقوله )ولسليمان( أي وسخرنا لسليمان } الريح عاصفة { شديدة السرعة } تجري بأمره إلى الرض التي
باركنا فيها { إذ يخرج غازيا Nأول النهار وفي آخره تعود به الريح بساطه الذي هو كأكبر سفينة حربية اليوم
إلى الرض التي بارك ال وهي أرض الشام.
وقوله } :وكنا بكل شيء عالمين { يخبر تعالى أنه وما زال عليما Nبكل شيء ما ظهر للناس وما غاب عنهم
فكل أحداث الكون تتم حسب علم ال وإذنه وتقديره وحكمته فلذا وجبت له الطاعة واستحق اللوهة والعبادة.
وهذا كله من إنعام ال تعالى على داود وسليمان وغيره كثير فسبحان ذي النعام والفضال إله الحق ورب
العالمين.
هداية اليات
-3فضل التسبيح.
-7تقرير نبوة الرسول صلى ال عليه وسلم إذ من أرسل هؤلء أرسل وأنعم عليهم بما أنعم ل يستنكر عليه
ل وقد أرسل من قبله رسل.
إرسال محمد رسو N
-8كل ما يحدث في الكون من أحداث يحدث بعلم ال تعالى وتقديره ولحكمة تقتضيه.
} وأيOوب إذ نادى ربه أنRي مسني ٱلضOر Oوأنت أر%حم ٱلراحمين { * } فٱس%تجب%نا له فكشفنا ما به
من ضر mوآتي%ناه أه%له ومثلهم %معهم %رح%مة Sم#ن %عندنا وذكرى للعابدين { * } وإس%ماعيل
وإد%ريس وذا ٱلكفل كل| م#ن ٱلصابرين { * } وأد%خلناهم %في رح%متنا إنهم %م#ن ٱلصالحين {
شرح الكلمات:
} إذ نادى ربه { :أي دعاه لما ابتلى بفقد ماله وولده ومرض جسده.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في ذكر إفضالت ال تعالى وإنعامه على من شاء من عباده الصالحين فقوله تعالى في
الية الولى ) } (83وأيوب { أي واذكر عبدنا في شكره وصبره وسرعة أوrبpتjه ،وقد ابتليناه بالعافية والمال
والولد ،فشكر وابتليناه بالمرض وذهاب المال والهل والولد فصبر .أذكره } إذ نادى ربه { أي داعيا Nضارعا
بعد بلوغ البلء منتهاه رب bأي يا رب } أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين { } فاستجبنا له { دعاءه
} فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله { من زوجة وولد } ومثلهم معهم { أي ضاعف له ما أخذه منه بالبتلء
جرlاد oمن ذهب فكان أيوب
جل Nمن l
بعد الصبر واما المال فقد ذكر النبي صلى ال عليه وسلم انه أنزل عليه رr l
يحثو في ثوبه فقال له ربه في ذلك فقال من ذا الذي يستغنى عن بركتك يا رب .وقوله تعالى } :رحمة من
عندنا { أي رحمناه رحمة خاصة ،وجعلنا قصته ذكرى وموعظة للعابدين لنا لما نبتليهم بالسراء والضراء
فيشكرون ويصبرون ائتساء بعبدنا أيوب
{ } إنا وجدناه صابرا Sنعم العبد إنه أواب
وقوله تعالى } :وإسماعيل وإدريس وذا الكفل { أي واذكر في عداد المصطفين من أهل الصبر والشكر
اسماعيل بن إبراهيم الخليل ،وادريس وهو اخنوخ وذا الكفل } كل من الصابرين { على عبادتنا الشاكرين
لنعمائنا ،وادخلناهم في رحمتنا فنبأنا منهم من نبأنا وأنعمنا عليهم وأكرمناهم بجوارنا إنهم من الصالحين.
هداية اليات
-1علو مقام الصبر ومثله الشكر فالول على البأساء والثاني على النعماء.
-4من ابتلى بفقد أو أهل أو ولد فjصlبlر كان له من ال الخلف وما يقال عند المصيبة " إنا ل وإنا إليه
لراجعون اللهم أجرني في مصيبتى واخلف لي خيرا Nمنها ".
} وذا ٱلنون إذ ذهب مغاضبا Sفظن أن لن نقدر علي%ه فنادى في ٱلظلمات أن ل إلـه إل أنت
سب%حانك إنRي كنت من ٱلظالمين { * } فٱس%تجب%نا له ونجي%ناه من ٱلغم #وكذلك ننجـي ٱلمؤمنين {
* } وزكريآ إذ نادى ربه رب #ل تذر%ني فر%دا Sوأنت خي%ر ٱلوارثين { * } فٱس%تجب%نا له ووهب%نا له
يح%يى وأص%لح%نا له زو%جه إنهم %كانوا يسارعون في ٱلخي%رات ويد%عوننا رغبا Sورهبا Sوكانوا لنا
ي أح%صنت فر%جها فنفخنا فيها من رOوحنا وجعلناها وٱب%نهآ آية SلRلعالمين {
خاشعين { * } وٱلت *
شرح الكلمات:
} وذا النون { :هو يونس بن متى عليه السلم وأضيف الى النون الذي هو الحوت في قوله تعالى
{ } ول تكن كصاحب الحوت
لن حوتة كبيرة ابتلعته.
} إذ ذهب مغاضبا : { Nأي لربه تعالى حيث لم يرجع إلى قومه لما بلغه أن ال رفع عنهم العذاب.
} فظن أن لن نقدر عليه { :أي أن لن نحبسه ونضيق عليه في بطن الحوت من أجل مغاضبته.
} ل تذرني فردا : { Nأي بلء ولد يرث عني النبوة والعلم والحكمة بقرينه ويرث من آل يعقوب.
} آية العالمين { :أي علمة على قدرة ال تعالى ووجوب عبادته بذكره وشكره.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في ذكر افضال ال تعالى وإنعامه على من يشاء من عباده فقال تعالى } :وذا النون { أي
واذكر ذا النون أي يونس بن متى } إذ ذهب معاضبا { Nلربه تعالى حيث لم يصبر على بقائه مع قومه يدعوهم
إلى توحيد ال وعبادته وطاعته وطاعة رسوله فسأل لهم العذاب ،ولما تابوا ورفع عنهم العذاب بتوبتهم وعلم
بذلك فلم يرجع إليهم فكان هذا منه مغاضبة لربه تعالى وقوله تعالى عنه } :فظن أن لن نقدر عليه { أي ظن
منه في ربه سبحانه وتعالى ،ولكن لمغاضبته ربه بعدم العودة إلى قومه بعد أن رفع عنهم العذاب أصابه ريه
تطهيرا Nله من أمر المخالفة الخفيفة بأن ألقاه في ظلمات ثلث ،ظلمة الحوت والبحر والليل ثم ألهمه الدعاء
الذي به النجاة فكان يسبح في الظلمات الثلث } ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين { فاستجاب ال
تعالى له وهو معنى قوله } :وإذ النون إذ ذهب مغاضبا Nفظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن ل إله إل
أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم { الذي أصابة من وجوده في ظلمات محبوسا
ل أنيس ول طعام ول شراب مع غم نفسه من جراء عدم عودته الى قومه وقد أنجاهم ال من العذاب .وهو
سبب المصيبة ،وقوله تعالى } :وكذلك ننجي المؤمنين { مما قد يحل بهم من البلء وقوله تعالى } :وزكريا {
ب { أي يا رب } ل تذرني فردا{ N
أي اذكر يا رسولنا زكريا في الوقت الذي نادى ربه داعيا Nضارعا Nقائل } :Nر b
أي ل تتركني فردا Nل ولد لي يرثني في نبوتي وعلمي وحكمتي ويرث ذلك من آل يعقوب حتى ل تنقطع منهم
النبوة والصلح وقوله } :وأنت خير الوارثين { ذكر هذا اللفظ توسل Nبه الى ربه ليستجيب له دعاءه واستجاب
له والحمد ل.
فوهبه يحيى وأصلح له زوجه بأن جعلها ولودا Nبعد العقر حسنة الخلق والخVلق .وقوله تعالى } :أنهم كانوا
يسارعون { أي زكريا ويحيى ووالدته كانوا يسارعون في الطاعات والقربات أي في فعلها والمبادرة إليها.
وقوله } :ويدعوننا رغبا Nووهبا { Nهذا ثناء عليهم أيضا Nإذ كانوا يدعون ال رغبة في رحمته ورهبة وخوفا Nمن
عذابه وقوله } :وكانوا لنا خاشعين { أي معطيعين ذليلين متواضعين وهم يعبدون ربهم بأنواع العبادات.
وقوله تعالى } :والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا { أي واذكر يا نبينا تلك المؤمنة التي أحصنت
فرجها أي منعته مما حرم ال تعالى عليها وهي مريم بنت عمران اذكرها في عداد من أنعمنا عليهم وأكرمناهم
وفضلناهم على كثير من عبادنا الصالحين ،حيث نفخنا فيها من روحنا إذ أمرنا جبريل روح القدس ينتفخ في
كم درعها فسرت النفخة إلى فرجها فحبلت وولدت في ساعة من نهار ،وقوله تعالى } :وجعلنا وابنها { أي
عيسى كلمة ال وروحه } آية { أي علمة كبرى على وجودنا وقدرتنا وعلمنا وحكمتنا وإنعامنا وواجب عبادتنا
وتوحيدنا فيها حيث ل يعبد غيرنا } للعالمين { أي للناس أجمعين يستدلون بها على ذكرنا آنفا Nمن وجود ال
وقدرته وعلمه وحكمته ووجوب عبادته وتوحيده فيها.
هداية اليات
من هداية اليات:
-1فضيلة دعوة ذي النون } :ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين { .إذ ورد أنه ما دعا بها مؤمن
إل استجيب له ،وقوله تعالى } :وكذلك ننجي المؤمنين { يقوي هذا الخبر.
-4فضيلة المسارعة في الخبرات والدعاء برغبة ورهبة والخشوع في العبادات وخاصة في الصلة والدعاء.
-6كون مريم وابنها آية لن مريم ولدت من غير محل ،ولن عيسى كان كذلك وكلم الناس في المهد ،وكان
يحيى الموتى بإذن ال تعالى.
} إن هـذه أ)متكم %أ)مة Sواحدة Sوأنا ربOكم %فٱع%بدون { * } وتقطعو*ا أم%رهم %بي%نهم %كل| إلي%نا راجعون
{ * } فمن يع%مل من ٱلصالحات وهو مؤمن Vفل كفران لسع%يه وإنا له كاتبون { * } وحرام
على قر%ية@ أه%لكناهآ أنهم %ل ير%جعون { * } حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم %م#ن كل Rحدب
ينسلون { * } وٱقترب ٱلوع%د ٱلحق فإذا هي شاخصة Uأب%صار ٱلذين كفروا يوي%لنا قد %كنا في
غفلة@ م#ن %هـذا بل كنا ظالمين {
شرح الكلمات:
} إن هذه أمتكم { :أي ملتكم وهي السلم ملة واحدة من عهد آدم إلى العهد المحمدي إذ دين النبياء واحد وهو
عبادة ال تعالى وحده بما يشرع لهم.
} وأنا ربكم فاعبدون { :أنا الهكم الحق حيث خلقتكم ورزقتكم فل تنبغي العبادة ال لي فاعبدون ول تعبدوا
معي غيري.
} وتقطعوا أمرهم بينهم { :أي وتفرقوا في دينهم فأصبح لكل فرقة دين كاليهودية والنصرانية والمجوسية
والوثنيات وما أكثرها.
} كل إلينا راجعون { :أي كل فرقة من تلك الفرق التي قطعت السلم راجعة الينا وسوف نجزيها بكسبها.
} يأجوج ومأجوج { :قبيلتان وراء سدهما الذي سيفتح عند قرب الساعة.
معنى اليات:
بعد ذكر أولئك النبياء وما أكرمهم ال تعالى به من افضالت وما كانوا عليه من كمالت قال تعالى مخاطبا
الناس كلهم } :إن هذه أمتكم { أي ملتكم } أمة واحدة { أي ملة واحدة من عهد أول الرسل إلى خاتمهم وهو
السلم القائم على الpخلص ل في العبادة والخلوص من الشرك وقوله تعالى } :وتقطعوا أمرهم بينهم { ينعي
تعالى على النس تقطيعهم السلم إلى ملل شتى كاليهودية والنصرانية وغيرهما ،وتمزيقه إلى طوائف ونحل،
وقوله } وكل إلينا راجعون { إخبار منه تعالى أنهم راجعون إليه ل محالة بعد موتهم وسوف يجزيهم بما كانوا
يكسبون ومن ذلك تقطيعهم للدين السلمي وتمزيقهم له فذهبت كل فرقة بقطعة منه .وقوله تعالى } :فمن يعمل
من الصالحات { والحال أنه مؤمن ،والمراد من الصالحات ما شرعه ال تعالى من عبادات قلبية وقولية وفعلية
} فل كفران لسعيه { أي لعمله فل يجحد ول ينكر بل يراه ويجزى به كامل .Nوقوله تعالى } :وإنا له كاتبون {
يريد أن الملئكة تكتب أعماله الصالحة بأمرنا ونجزيه بها أيضا Nأحسن جزاء وهذا وعد من ال تعالى لهل
الpيمان والعمل الصالح جعلنا ال منهم وحشرنا في زمرتهم.
وقوله تعالى } :وحرام على قرية أهلكناهها أنهم ل يرجعون { يخبر تعالى أنه ممتنع امتناعا Nكامل Nأن يهلك أمة
بذنوبها في الدنيا ثم يردها إلى الحياة في الدنيا ،وهذا بناء على أن } ل { مزيدة لتقوية الكلم ويحتمل الكلم
معنى آخر وهي ممتنع على أهل قرية قضى الهل تعالى بعذابهم في الدنيا أو في الخرة أنهم يرجعون إلى
اليمان والطاعة والتوبة الصادقة وذللك بعد أن كذبوا وعاندوا وظلموا وفسقوا فطبع على قلوبهم فهم ل
يرجعون إلى التوبة بحال ،ومعنى ثالث وهو حرام على أهل قرية أهلكههم ال بذنوبهم فأبادهم إنهم ل يرجون
إلى ال تعالى يوم القيامة بل يرجعون للحساب والجزاء فهذه المعانى كلها صحيحة ،والمعنى الخير ل تكلف
فيه بكون } ل { صلة بل هي نافية ويرجع المعنى الخير قوله تعالى } :حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج {
فهوبيان لطريق رجوعهم إلى ال تعالى وذلك يوم القيءامة وبدايته بظهور علماته الكبرى ومنها إنكسار سد
يأجوج ومأجوج وتدفقهم في الرض يخربون ويدمرون } وهم من كل حدب { وصوب } ينسلون { مسرعين.
وقوله تعالى } :واقترب الوعد الحق { وهوي وم الدين والحساب والجزاء وقوله } :فإذا هي شاخصة أبصارهم
الذين كفروا { وذلك بعد قيامهم من قبورهم وحشرهم إلى أرض المحشر وهم يقولون في تأسف وتحسر } يا
ويلنا { أي يا هلكنا } قد كنا في غفلة { أي في دار الدنيا } بل كنا ظالمين { فاعترفوا بذنبهم حيث ل ينفعهم
العتراف إذ ل توبة تقبل يومئذ.
هداية اليات
-1وحجة الدين وكون السلم هو دين البشرية كافة لنه قائم على أساس توحيد ال تعالى في عبادته التي
شرعها ليعبد بها.
-2بيان ما حدث للبشرية من تمزيق الدين بينها بحسب الهواء والطماع والغراض.
-4تقرير حقيقة وهي إذا قVضpى بهلك أمة تعذرت عليها التوبة ،وأن أمة يهلكها ال تعالى ل تعود إلى الحياة
الدنيا بحال وإن البشرية عائدة إلى ربها فممتنع عدم عودة الناس إلى ربهم ،وذلك لحسابهم وجزائهم يوم
القيامة.
} إنكم %وما تع%بدون من دون ٱلله حصب جهنم أنتم %لها واردون { * } ل %و كان هـؤ)ل*ء آلهة Sما
وردوها وك |ل فيها خالدون { * } لهم %فيها زفير Vوهم %فيها ل يس%معون { * } إن ٱلذين سبقت
لهم %م#نا ٱلحس%نى )أو%لـئك عنها مب%عدون { * } ل يس%معون حسيسها وهم %في ما ٱشتهت أنفسهم
خالدون { * } ل يح%زنهم ٱلفزع ٱلكبر وتتلقاهم ٱلملئكة هـذا يو%مكم ٱلذي كنتم %توعدون { *
} يو%م نطوي ٱلسمآء كطي #ٱلس#ج Rل للكتب كما بدأنآ أول خلق@ نعيده وع%دا Sعلي%نآ إنا كنا فاعلين {
شرح الكلمات:
} ما وردوها { :أي لحالوا بين عابديهم ودخول النار لنهم آلهة قادرون على ذلك ولكنهم ليسوا آلهة حق فلذا
ل يمنعون عابديهم من دخول النار.
} لهم فيها زفير { :أي لهل النار فيها أنين وتنفس شديد وهو الزفير.
س صوتها.
} حسيسها { :أي حb p
} ل يحزنهم الفزع الكبر { :أي عند النفخة الثانية نفخة البعث فإنهم يقومون من قبورهم آمنين غير خائفين.
} كطي السجل للكتب { :أي يطوي الجبار سبحانه وتعالى السماء طي bالورقة لتدخل في الظرف.
} كما بدأنا أول خلق نعيده { :أي يعيد ال الخلئق كما بدأهم أول مرة فيبعث الناس من قبورهم حفاة عراة
غرل ،كما ولدوا لم ينقص منهم شيء.
معنى اليات:
يقول تعالى لمشركين الذين بدأت السورة الكريمة بالحديث عنهم ،وهم مشركوا قريش يقول لهم مnوعدا } :Nإنكم
وما تعبدون من دون ال { من أصنام وأوثان } حصب جهنم { أي ستكونون أنتم وما تعبدون من أصنام وقودا
لجهنم التي أنتم واردوها ل محالة ،وقوله تعالى } :لو كان هؤلء آلهة { لو كان هؤلء التماثيل من الحجار
التي يعبدها المشركون لو كانوا آلهة حقا Nما ورد النار عابدوها لنهم يخلصونهم منها ولما ورد النار
المشركون ودخلوها دل ذلك على أن آلهتهم كانت آلهة باطلة ل تستحق العبادة بحال .وقوله تعالى } :كل فيها
خالدون { أي المعبودات الباطلة وعابدوهات الكل في جهنم خالدون .وقوله } :لهم فيها زفير وهم فيها ل
يسمعون { يخبر تعالى أن للمشركين في النار زفيرا Nوهو النبين الشديد من شدة العذاب وأنهم فيها ل يسمعون
لكثرة النين وشدة الصوات وفظاعة ألوان العذاب وقوله تعالى } :إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها
مبعدون،ل يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون { نزلت هذه الية ردا Nعلى ابن ال •زبlعrرlى عندما
قال إن كان ما يقوله محمد حقا Nبأننا وآلهتنا في جهنم فإن الملئكة معنا في جهنم لننا نعبدهم ،وأن عيسى
والعزيز في جهنم لن اليهود عبدوا العزيز والنصارى عبدوا المسيح ،فأخبر تعالى أن من عبد بغير رضاه
بذلك وكانا يعبدنا ويتقرب إلينا بالطاعات فهو ممن سبقت لهم منا الحسنى بأنهم من أهل الجنة هؤلء عنها أي
عن جهنم مبعدون } ل يسمعون حسيسها { أي حس صوتها وهم في الجنة ولهم فيها ما يشتهون خلدون ،ل
يحزنهم الفزع الكبر عند قيامهم من قبورهم بل هم آمنون } تتلقاهم الملئكة { عند القيام من قبورهم بالتحية
والتهنئة قائلة لهم } :هذا يومكم الذي كنتم توعدون { وقوله تعالى } :يوم نطوي السماء { أي يتم لهم ذلك يوم
يطوي الجبار جل جلله السماء بيمينه } كطى السجل { أي الصحيفة للكتب.
وذلك يوم القيامة حيث تبدل الرض غير الرض والسموات غير السموات .وقوله تعالى } :كما بدأنا أول خلق
نعيده { أي يعيد النسان كما بدأ خلقه فيخرج الناس من قبورهم حفاتة عراة غرل .وقوله } :وعدا Nعلينا إنا كنا
فاعلين { أي وعدنا بإعادة الخلق بعد فنائهم وبلهم وعدا ،Nإنا كنا فاعلين فأنجزنا ما وعدنا ،وإنا على ذلك
لقادرون.
هداية اليات
-2من عبد من دون ال بأمره أو برضاه سيكون ومن عlبaده وقودا Nلجهنم ومن لم يأمر ولم يرض فل يدخل
النار مع من عبده بل العابد له وحده في النار.
-3بيان عظمة ال وقدرته إذ يطوي السماء بيمينه ،والرض في قبضته يوم القيامة.
-4بعث الناس حفاة عراة غرل لم ينزع منهم شيء ول غلفة الذكر إنجاز ال وعده في قوله:
{ } كما بدأكم تعودون
فسبحان الواحد القهار العزيز الجبار.
} ولقد %كتب%نا في ٱلزبور من بع%د ٱلذRكر أن ٱلر%ض يرثها عبادي ٱلصالحون { * } إن في هـذا
لبلغا SلRقو%م@ عابدين { * } ومآ أر%سلناك إل رح%مة SلRلعالمين { * } قل إنمآ يوحى إلي أنمآ
إلـهكم %إلـه Vواحد Vفهل أنتم %مOس%لمون { * } فإن تولو%ا فقل آذنتكم %على سوآء@ وإن %أد%ري
أقريب Vأم بعيد Vما توعدون { * } إنه يع%لم ٱلجه%ر من ٱلقو%ل ويع%لم ما تكتمون { * } وإن %أد%ري
لعله فتنة Uلكم %ومتاع Vإلى حين@ { * } قال رب #ٱح%كم بٱلحق RوربOنا ٱلرح%مـن ٱلمس%تعان على ما
تصفون {
شرح الكلمات:
} ولقد كتبنا في الزبور { :أي في الكتب التي أنزلنا كصحف إبراهيم والتوراة والنجيل والقرآن.
} من بعد الذكر { :أي من بعد أن كتبنا ذلك في الذكر الذي هو اللوح المحفوظ.
} عبادي الصالحون { :هم أهل اليمان والعمل الصالح من سائر المم من أتباع الرسل عامة.
} إن في هذا لبلغنا { :أي إن في القرآن لبلغا Nأي لكفاية وبلغة لدخول الجنة فكل من آمن به وعمل بما فيه
دخل الجنة.
} رحمة للعالمين { :أي النس والجن فالمؤمنون المتقون يدخلون الجنة والكافرون ينجون .من عذا الستئصال
والبادة الذي كان يصيب المم السابقة.
} على ما تصفون { :من الكذب من أن النبي ساحر ،وأن ال اتخذ ولدا Nوأن القرآن شعر.
معنى اليات :يخبر تعالى رسوله والمؤمنين بوعده الكريم الذي كتبه المنزلة بعد كتابته في الذكر الذي هو
كتاب المقادير المسمى باللوح المحفوظ أن أرض الجنة يرثها عباده الصالحون هذا ما دلت عليه الية الولى )
(105وقوله تعالى } :إن في هذا لبلغا لقوم عابدين { أي في هذا القرآن علظيم لبلغا Nلمن كان من العابدين
ل بأداء فرائضه واجتناب نواهيه لكفاية في الوصول به إلى بغيته وهي رضوان ال والجنة وقوله تعالى } وما
أرسلناك ال رحمة للعالمين { يخبر تعالى انه ما ارسل رسوله محمدا Nصلى ال عليه وسلم إل رحمة للعالمين
إنسهم وجنهم مؤمنهم وكافرهم فالمؤمنون باتباعه يدخلون رحمة ال وهي الجنة والكافرون يأمنون من عذاب
البادة والستئصال في الدنيا ذلك العذاب الذي كان ينزل بالمم والشعوب عندما يكذبون رسلهم وقوله تعالى
} قل إنما يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون { يأمر تعالى رسوله أن يقول لقومه ولمن يبلغهم
خطابه إن الذي يوحى إلى هو أن إلهكم إله واحد أي معبودكم الحق واحد وهو ال تعالى ليس غيره وعليه
} فهل أنتم مسلمون { أي أسلموا له قلوبكم ووجوهكم فاعبدوه ول تعبدوا معه سواه فبلغهم يا رسولنا هذا } فإن
تولوا { أي أعرضوا عن هذا الطلب ولم يقبلوه } فقل اذنتكم { أي اعلمتكم } على سواء { أنا وأنتم انه ل تلقي
بيننا فأنا حرب عليكم وأنتم حرب علي mوقوله تعالى } :وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون { أي وق للهم يا
رسولنا :إني ما أدري أقريب ما توعدون من العذاب أم بعيد فالعذاب كائن ل محالة ما لم تسلموا إل أني ل
أعلم وقته .وفي الية وعيد واضح وتهديد شديد وقوله } :إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون { أي يعلم
طعنكم العلني في السلم وكتابه ونبيه ،كما يعلم ما تكتمونه في نفوسكم من عداوتي وبغضي وما تخفون من
إpحlن oوفي هذا إنذار لهم وتهديد ،وهم مستحقون لذلك.
وقوله } :وإن أدري { أي وما أدري } لعله { أي تأخير العذاب عنكم بعد استحقاقكم له يحرpبكم للسلم ونبيه
} فتنة لكم { أي اختبار لعلكم تتوبون فيرفع عنكم العذاب أو هو متاع لكم بالحياة إلى آجالكم ،ثم تعذبون بعد
موتكم .فهذا علمه إلى ربي هو يعلمه ،وبهذا أمرني بأن أقوله لكم .وقوله تعالى } :قال رب احكم بالحق { وفي
قراءة قVل‚ رب احكم بالحق أي قال الرسول بعد أمر ال تعالى بذلك يا رب احكم بينى وبين قومى المكذبين لي
المحاربين لدعوتك وعبادك المؤمنين .بالحق وذلك بنصري عليهم أو بإنزال نقمتك بهم ،وقوله } :وربنا
الرحمان المستعان على ما تصفون { أي وربنا الرحمن عز وجل yهو الذي يستعان به على إبطال باطلكم أيها
المشركون حيث جعلتم ل ولدا ،Nوشركاء ،ووصفتم رسوله بالسحر والكذب.
هداية اليات
من هداية اليات:
-2في القرآن الكريم البnلعة الكافية لمن آمن به وعمل بما فيه بتحقيق ما يصبوا إليه من سعادة الدار الخرة.
-3بيان فضل النبي صلى ال عليه وسلم وكرامته على ربه حيث جعله رحمة للعالمين.
سورة الحج
} يأيOها ٱلناس ٱتقوا ربكم %إن زلزلة ٱلساعة شي%ء Vعظيم } * { Vيو%م ترو%نها تذهل) كل مر%ضعة
عمآ أر%ضعت وتضع كل ذات حم%ل@ حم%لها وترى ٱلناس سكارى وما هم بسكارى ولـكن عذاب
ٱلله شديد } * { Vومن ٱلناس من يجادل) في ٱلله بغي%ر علم@ ويتبع كل شي%طان@ مريد@ { * } كتب
علي%ه أنه من توله فأنه يضله ويه%ديه إلى عذاب ٱلسعير {
شرح الكلمات:
} تذهل كل مرضعة { :أي من شدة الهول والخوف تنسى رضيعها وتغفل عنه.
} وتضع كل ذات حمل حملها { :أي تسقط الحوامل ما في بطونهن من الخوف والفزع.
} سكارى وما هم بسكارى { :أي ذاهلون فاقدون رشدهم وصوابهم كالسكارى وما هم بسكارى.
} يجادل في ال بغير علم { :أي يقول إن الملئكة بنات ال وإن ال ل يحيي الموتى.
} كتب عليه أنه من توله { :فرض فيه أن من توله أي اتبعه يضله عن الحق.
معنى اليات:
بعد ذلك البيان اللهي في سورة النبياء وما عرlض تعالى من أدلة الهداية وما بين من سبل النجاة نادى تعالى
بالخطاب العام الذي يشمل العرب والعجم والكافر والمؤمن انذارا Nوتحذيرا Nفقال في فاتحة هذه السورة سورة
الحج المكية المدنية لوجود آي كثير فيها نزل في مكة وآخر نزل بالمدينة } :يا أيها الناس اتقوا ربكم { أي
خافوا عذابه ،nوذلك بطاعته بامتثال أمره واجتناب نهيه فآمنوا به وبرسوله وأطيعوهما في المر والنهي وبذلك
تقوا أنفسكم من العذاب .وقوله } :إن زلزلة الساعة شيء عظيم { فكيف بالعذاب الذي يقع فيها لهل الكفر
والمعاصي ،إن زلزلة لها تتم قبل قيامها تذهل فيها كل مرضعة عما أرضعت أي تنسى فيها الم ولدها،
} وتضع كل ذات حمل حملها { فتسقط من شدة الفزع لتلك الزلزلة المؤذنة بخراب الكون وفناء العوالم ويرى
الناس فيها سكارى أي فاقدين لعقولهم وما هم بسكارى بشرب سكر } ولكن عذاب ال شديد { فخافوه لظهور
أماراته ووجود بوادره.
هذا ما دلت عليه اليتان ) (1و ) (2وأما الية الثالثة فينعى تعالى على النضر بن الحارث وأمثله ممن
يجادلون في ال بغير علم فينسبون ل الولد والبنت ويزعمون أنه ما أرسل محمدا Nرسول ،Nوأنه ل يحيى الموتى
بعد فناء الجسام وتفتتها قال تعالى } :ومن الناس من يجادل في ال بغير علم { بجلل ال وكماله ولشرائعه
وأحكامه وسننه في خلقه } ،ويتبع { أي في جداله وما يقوله من الكذب والباطل } كل شيطان مريد { أي متجرد
من الحق والخير } ،كتب عليه { أي على ذلك الشيطان في قضاء ال أن من توله بالطاعة والتباع فإنه يضله
عن الحق ويهديه بذلك إلى عذاب السعير في النار.
هداية اليات
-4مولة الشياطين واتباعهم يفضpى بالموالي المتابع لهم إلى جهنم وعذاب السعير.
} يأيOها ٱلناس إن كنتم %في ري%ب@ م#ن ٱلبع%ث فإنا خلقناكم %م#ن تراب@ ثم من نطفة@ ثم من %علقة@ ثم
من مOض%غة@ مOخلقة@ وغي%ر مخلقة@ لRنبي#ن لكم %ونقر Oفي ٱلر%حام ما نشآء إلى أجل@ مOسمNى ثم
نخرجكم %طفل Sثم لتب%لغو*ا أشدكم %ومنكم %من يتوفى ومنكم %من يرد Oإلى أر%ذل ٱلعمر لكي%ل يع%لم من
بع%د علم@ شي%ئا Sوترى ٱلر%ض هامدة Sفإذآ أنزلنا علي%ها ٱلمآء ٱه%تزت وربت وأنبتت من كل Rزو%ج
بهيج@ { * } ذلك بأن ٱلله هو ٱلحق وأنه يح%يـي ٱلمو%تى وأنه على كل Rشي%ء@ قدير } * { Vوأن
ٱلساعة آتية Uل ري%ب فيها وأن ٱلله يب%عث من في ٱلقبور {
شرح الكلمات:
} في ريب من البعث { :الريب الشك مع اضطراب النفس وحيرتها ،والبعث الحياة بعد الموت.
} علقة { :أي قطعة دم متجمد تتحول إليه النطفة في خلل أربعين يوما.N
} مضغة { :أي قطعة لحم قدر ما يمضغ المرء تتحول العلقة اليها بعد أربعين يوما.
} وغير مخلقة { :أي مصورة خلقا Nتاما ،Nمخلقة وغير مخلقة هي السقط يسقط قبل تمام خلقه.
} لنبين لكم { :أي قدرتنا على ما نشاء ونعرفكم بابتداء خلقكم كيف يكون.
} ونقر في الرحام ما نشاء { :أي ونبقي في الرحم نمن نريد له الحياة والبقاء إلى نهاية مدة الحمل ثم نخرجه
طفل Nسويا.
} لكيل يعلم من بعد علم شيئا : { Nأي فيصير كالطفل في معارفة إذ ينسى كل علم علمه.
} ذلك بأن ال هو الحق { :أي الله الحق الذ ل إله سواه ،فعبادة ال حق وعبادة غير ال باطل.
} يبعث من في قبور { :أي يحييهم ويخرجهم من قبورهم احياء كما كانوا قبل موتهم.
معنى اليات:
لما ذكر تعالى بعض أحوال القيامة وأهوالها ،وكان الكفر بالبعث الخر هو العائق عن الستجابة للطاعة وفعل
الخير نادى تعالى الناس مرة أخرى ليعرض عليهم أدلة البعث العقلية لعلهم يؤمنون فقال } :يا أيها الناس إن
كنتم في ريب من البعث { أي في شك وحيرة وقلق نفسى من شأن بعث الناس أحياء من قبورهم بعد موتهم
وفنائهم لجل حسابهم ومجازاتهم على أعمالهم التي عملوها في دار الدنيا فاليكم ما يزيل شككم ويقطع حيرتم
فى هذه القضية العقدية وهو أن ال تعالى قد خلقكم من تراب أي خلق أصلكم وهو أبوكم آدم من تراب وبل
شك ،ثم خلقكم أنتم من نطفة أي ماء الرجل ماء المراة وبل شك ،ثم من علقة بعد تحول النطفة إليها ثم من
مضغة بعد تحول العلقة إليها وهذا بل شك أيضا ،Nثم المضغة إن شاء ال تحويلها إلى طفل خلقها وجعلها طفل،N
وإن لم يشأ ذلك لم يخلقها وأسقطها من الرحم كما هو معروف و مشاهد ،وفعل ال ذلك من اجل أن يبين لكم
قدرته وعلمه وحسن تدبيره لترهبوه تعظموه وتحبوه وتطيعوه وقوله } :ونقر في الرحام ما نشاء إلى أجل
مسمى ثم نخرجكم طفل { Nأ يونقر تلك المضغة الملخقة في الرحم إلى أجل مسمى وهو ميعاد ولدة الولد
وانهاء حمله ونخرجكم طفل Nأي اطفال Nصغارا Nل علم لكم ول حلم ،ثم ننميكم ونربيكم بما تعلمون من سننا في
ذلك } ثم لتبلغوا أشدكم { أي تمام نماء أبدانكم وعقولكم } ومنكم من يتوفى { قبل بلوغه أشده لن الحكمة
اللهية اقتضت وفاته ومنكم من يعيش ول يموت حتى يرد إلى ارذل العمر فيهرم ويخرف ويصبح كالطفل ل
يعلم بعد علم oكان له قبل هرمه إذ الذي خلقهم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة يوجب العقل
قدرته على إحيائهم بعد موتهم ،إذ ليست العادة بأصعب من البداية.
ودليل عقلي آخر هو ما تضمنه قوله تعالى } :وترى الرض { أيها النسان } هامدة { خامدة مميتة لحراك
فيها ول حياة فإذا أنزل ال تعالى عليها الماء من السماء } اهتزت { أي تحركت } وربت { أي ارتفعت
وانتفخت تربتها وأخرجت من النباتات المختلفة اللوان والطعوم والروائح } من كل زوج بهيج { جميل المنظر
حسنه ،أليس وجود تربة صالحة كوجود رحم صالحة وماء المطر كماء الفحل وتخلق النطفة في الرحم كتخلق
البذرة في التربة وخروج الزرع حيا NناميNا كخروج الولد حيا Nناميا Nوهكذا إلى حصاد الزرع وموت النسان
فهذان دليلن عقليان على صحة البعث الخر وأنه كائن ل محالة وفوق ذلك كله إخبار الخالق وإعلمه خلقه
بأنه سيعيدهم بعد موتهم فهل من العقل والمنطق أو الذوق أن نقول له ل فإنك ل تقدر على ذلك قوله كهذه قذرة
عفنة ل يود أن يسمعها عقلء الناس وأشرافهم .ولما ضرب تعالى هذين المثالين أو ساق هذين الدليلين على
قدرته وعلمه وحكمته المقتضية لعادة الناس أحياء بعد الموت والفناء للحساب والجزاء قال وقوله الحق } ذلك
بأن ال هو الحق { أي الرب الحق والله المعبود الحق ،وما عداه فباطل } وأنه يحيى الموتى وأنه على كل
شيء قدير ،وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث من في القبور { ومن شك فليراجع الدليلين السابقين في
تدبر وتعقل فانه يسلم ل تعالى ما أخبر به عن نفسه في قوله ذلك } بأن ال هو الحق { الخ.
هداية اليات
-3الستدلل على الغائب بالحاضر المحسوس وهذا من شأن العقلء فإن المعادلت الحسابية والجبرية قائمة
على مثل ذلك.
-4تقرير عقيدة التوحيد وهي أنه ل إله إل ال وأن محمدا Nرسول ال صلى ال عليه وسلم.
} ومن ٱلناس من يجادل) في ٱلله بغي%ر علم@ ول هدgى ول كتاب@ مOنير@ { * } ثاني عطفه ليضل
عن سبيل ٱلله له في ٱلدOنيا خ %زي Vونذيقه يو%م ٱلقيامة عذاب ٱلحريق { * } ذلك بما قدمت يداك
وأن ٱلله لي%س بظلم@ لRلعبيد { * } ومن ٱلناس من يع%بد ٱلله على حر%ف@ فإن %أصابه خي%ر Vٱطمأن
به وإن %أصابته فتنة Uٱنقلب على وج%هه خسر ٱلدOنيا وٱل)خرة ذلك هو ٱلخس%ران ٱلمبين { *
} يد%عو من دون ٱلله ما ل يضرOه وما ل ينفعه ذلك هو ٱلضلل) ٱلبعيد { * } يد%عو لمن %ضرOه
أقرب من نفعه لبئس ٱلمو%لى ولبئس ٱلعشير {
شرح الكلمات
} يجادل في ال { :أي في شأن ال تعالى فينسب إلى ال تعالى ما هو منه براء كالشريك والولد والعجز عن
إحياء الموتى ،وهذا المجادل هو أبو جهل.
} ول كتاب منير { :أي ول كتاب من كتب ال ذي نور يكشف الحقائق ويقرر الحق ويبطل الباطل.
} ثاني عطفه { :أي لوى عنقه تكبرا ،Nلن العطف الجانب من النسان.
} له في الدنيا خزي { :وقد أذاقه ال تعالى يوم بدر إذ ذبح هناك واحتز رأسه.
} بظلم للعبيد { :أي بذي ظلم للعبيد فيعذبهم بغير ظلم منهم لنفسهم.
} يعبد ال على حرف { :أي على شك في السلم هل هو حق أو باطل وذلك لجهلهم به وأغلب هؤلء
أعراب البادية.
} وإن أصابته فتنة { :أي ابتلء بنقص مال أو مرض في جسم ونحوه.
} إنقلب على وجهه { :أي رجع عن السلم إلى ما كان عليه من الكفر الجاهلي.
} مال يضره ول ينفعه { :أي صنما Nل يضره إن لم يعبده ،ول ينفعه إن عlبlدlه.
قوله تعالى } :ومن الناس من يجادل في ال بغير علم { هذه شخصية ثانية معطوفة على الولى التي تضمنها
قوله تعالى:
{ } ومن الناس من يجادل في ال بغير علم ويتبع كل شيطان مريد
وهي شخصية النضر بن الحارث أحد رؤساء الفتنة في مكة ،وهذpه الشخصية هي فرعون هذه المة عمرو بن
هشام الملقب بأبي جهل يخبر تعالى عنه فيقول } :ومن الناس من يجادل في ال بغير علم ول هدى ول كتاب
منير { بل يجادل بالجهل وما أقبح جدال الجهل والجهmال ويجادل في ال عز وجل يا للعجب أفيريد ان يثبت ل
تعالى الولد والبنت والعجز والشركاء والشفعاء ،ول علم من وحي عنده ،ول من كتاب إلهي موحى به إلى أحد
أنبيائه .وقوله تعالى } :ثاني عطفه { وصف له في حال مشيه وهو يجر رداءه مصعرNا خده مائل إلى أحد
جنبيه كبرا Nوغرورا ،Nوجداله ل لطلب الهدى أو لمجرد حب النتصار للنفس بل ليضل غيره عن سبيل ال
تعالى الذي هو السلم حتى ل يدخلوا فيه فيكملوا ويسعدوا عليه في لحياتين .وقوله تعالى } :له في الدنيا
خزى { أي ذل وهوان وقد ناله حيث قتل في بدر شر قتلة فقد احتز رأسه وفVصل عن جئته ونال منه الذين كان
يسخر منهم ويعذبهم من ضعفة المؤمنين ،وقوله تعالى } :ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق { وقد أذاقه ذلك
بمجرد أن قتل فروحه في النار ويوم القيامة يدخلها بجسمه وروحه وقوله تعالى } :وذلك بما قدمت يداك { أي
يقال له يوم القيامة ذلك الخزي والهوان وعذاب الحريق بما قدمت يداك من الشرك والظلم والمعاصي } ،وأن
ال ليس بظلم للعبيد { ،وأنت منهم وال ما ظلمك بل ظلمت نفسك ،وال متنزه عن الظلم لكمال قدرته وغناه
وقوله تعالى } :ومن الناس من يبعد ال على حرف { أي على شك هذه شخصية ثالثة عطفت على سابقتيها
وهي شخصية بعض العراب كانوا يدخلون في السلم ل عن علم واقتناع بل عن شك وطمع وهو معنى على
حرف فإن أصابهم خير من مال وصحة وعافية اطمأنوا إلى السلم وسكنت نفوسهم واستمروا لعيه ،وإن
أصابتهم فتنة أي اختبرا في نفس أو مال أو ولد انقلبوا على وجوههم أي ارتدوا عن السلم ورجعوا عنه
فخسروا بذلك الدنيا والخرة فل الدنيا حصلوا عليها ول الخرة فازوا فيها ،قال تعالى } :ذلك هو الخسران
المبين { أي البين الواضح إذ لو بقوا على السلم لفازوا بالخرة ،ولخلف ال عليهم ما فقدوه من مال أو
نفس ،وقوله تعالى } يدعو من دون ال { أي ذلك المنقلب على وجهه المرتد يدعوا } مال يضره { أي صنما Nل
يضره لو ترك عبادته } وما ل ينفعه { إن عبده وقوله تعالى } :ذلك هو الضلل البعيد { أي دعاء وعبادة مال
يضر ول ينفع ضلل عن الهدى والخير والنجاح والربح وبعيد qأيضا Nقد ل يرجع صاحبه ول يهتدي.
وقوله } :يدعو لمن ضره أقرب من نفعه { أي يدعو ذلك المرتد عن التوحيد إلى الشرك من ضره يوم القيامة
أقرب من نفقعه فقد يتبرأ منه ويحشر معه في جهنم ليكونا معا Nوقودا Nلها ،قال تعالى } :لبئس المولى ولبئس
العشير { المعاشر والصاحب الملزم فذم تعالى وقبح ما كان المشركون يؤملون فيهم ويرجون شفاعتهم يوم
القيامة ،تنفيرا Nلهم من الشرك وعبادة غير سبحانه وتعالى.
هداية اليات
-3عدم اجدوى عpبlادة oصاحبnها شاك في نفعها غير مؤمن بوجوبها ومشروعيتها.
} إن ٱلله يد%خل) ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات جنات@ تج%ري من تح%تها ٱلنهار إن ٱلله يفع )ل ما
يريد { * } من كان يظن Oأن لن ينصره ٱلله في ٱلدOنيا وٱلخرة فليم%دد %بسبب@ إلى ٱلسمآء ثم
ليقطع %فلينظر %هل يذهبن كي%ده ما يغيظ { * } وكذلك أنزلناه آيات@ بي#نات@ وأن ٱلله يه%دي من
يريد { * } إن ٱلذين آمنوا وٱلذين هادوا وٱلصابئين وٱلنصارى وٱلمجوس وٱلذين أشركو*ا إن
ٱلله يفصل) بي%نهم %يو%م ٱلقيامة إن ٱلله على كل Rشي%ء@ شهيد{ V
شرح الكلمات:
} يفعل ما يريد { :من إكرام المطيع وإهانة العاصي وغير ذلك ممن رحمة المؤمن وعذاب الكافر.
} وكذلك أنزلناه { :أي ومثل إنزالنا تلك اليات السابقة أنزلنا القرآن.
معنى اليات :بعدما ذكر تعال جزاء الكافرين والمترددين بين الكفر واليمان أخبر أنه تعالى يدخل الذين آمنوا
به وبرسوله ولقاء ربهم ووعده ووعيده وعملوا الصالحات وهي الفرائض التي افترضها ال عليهم والنوافل
التي رغبهم فيها يدخلهم جزاء لهم على إيمانهم وصالح أعمالهم جنات تجري من تحتها النهار وقوله تعالى} :
إن ال يفعل ما يريد { ومن ذلك تعذيبه من كفر به وعصاه ورحمة من آمن به وأطاعةه وقوله تعالى } :من
كان يظن أن لن ينصره ال { أي من كان يظن أن ال ل ينصر رسوله ودينه وعباده المؤمنين فلذا هو يتردد
ولم يؤمن ولم ينخرط في سلك المسلمين كبني أسد وغطفان فإنا نرشده إلى ما يذهب عنه غيظه حيث يسوءه
نصر ال تعالى لرسوله وكتابه ودينه وعباده المؤمنين وهو أن يأتي بحبل وليربطه بخشبة في سقف بيته ويشده
على عنقه ثم ليقطع الحبلن وينظر بعد هذه العملية النتحارية هل كيده هذا يذهب عنه الذي يغيظه؟
وقوله تعالى } :وكذلك أنزلناه آيات بينات { أي ومثل ذلك النزال لليات التي تقدمت في بيان قدرة ال وعلمه
في الخلق وإحياء الرض وإعادة الحياة بعد الفناء أنزلنا القرآن آيات واضحات تحمل الهدى والخير لمن آمن
بها وعمل بما فيها من شرائع وأحكام وقوله تعالى } :وإن ال يهدي من يريد { أي هدايته بأن يوفقه للنظر
والتفكر فيعرف الحق فيطلبه ويأخذ به عقيدة وقول jوعمل.
وقوله تعالى } :إن الذين آمنوا { وهم المسلمون } والذين هادوا { وهم اليهود } والصابئين { وهم فرقة من
النصارى يقرأون الزبور ويعبدون الكواكب } والنصارى { وهم عبدة الصليب } والمجوس { وهم عبدة النار
والكواكب } والذين أشركوا { وهم عبدة الوثان هؤلء جميعا سيحكم ال بينهم يوم القيامة فيدخل المؤمنين
الجنة ويدخل أهل تلك الملل الباطلة النار هذا هو الفصل الحق فالديان ستة دين واحد للرحمن وخمسة
للشيطان فأهل دين الرحمن يدخلهم في رحمته ،وأهل دين الشيطان يدخلهم النار مع الشيطان وقوله } :إن ال
على كل شيء شهيد { أي علمل بكل شيء ل يخفى عليه شيء وسيجزى كل عامل بما عمل ،ول يهلك على
ال إل هالك فقد أنزل كتابه وبعث رسوله ورغب ورهب وواعد وأوعد والناس يختارون ما قدر لهم أو عليهم
وسبحان ال العظيم.
هداية اليات
-1كل الديان هي من وحي الشيطان وأهلها خاسرون إل السلم فهو دين ال الحق وأهله هم الفائزون ،أهله
هم القائمون عليه عقيدة وعبادة وحكما Nوقضاء.
-2ان ال ناصر دينه ،ومكرم أهله ،ومن غاظه ذلك ولم يرضه فليختنق.
} ألم %تر أن ٱلله يس%جد له من في ٱلسماوات ومن في ٱلر%ض وٱلشم%س وٱلقمر وٱلنجوم
وٱلجبال) وٱلشجر وٱلدوآب Oوكثير Vم#ن ٱلناس وكثير Vحق علي%ه ٱلعذاب ومن يهن ٱلله فما له من
مOكرم@ إن ٱلله يفعل) ما يشآء {
شرح الكلمات:
} يسجد له { :أي يخضع ويذل له بوضع وجهه على الرض بين يدي الرب تعالى.
} فماله من مكرم { :أي ليس له من مركم أي مسعد ليسعده ،وقد أشقاه ال.
يقول تعالى لرسوله صلى ال عليه وسلم } ألم تر { أيها الرسول بقلبك فتلعم } أن ال يسجد له من في السموات
{ من الملئكة } ومن في الرض { من الجن والدواب } والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب
وكثير من الناس { وهم المؤمنون المطيعون وكثير أي من الناس حق عليهم العذاب اي وجب لهم العذاب
وثبت ،فهو ل يسجد سجوده عبادة وقربة لنا أما سجود الخضوع فظللهم تسجpد لنا بالصباح والمساء ،وقوله
تعالى } :ومن يهن ال فماله من مكرم { أي ومن أراد ال إشقاءه وعذابه فما له من مركم يكرمه pبرlفwع العذاب
عنه واسعاده في دار السعادة وقوله } :إن ال يفعل ما يشاء { فمن شاء أهانه ومن شاء أكرمه فالخق خلقه وهو
المتصرف فيهم مطلق التصرف فمن شاء أعزه ،ومن شاء أذله فعلى عباده أن يرجعوا إليه بالتوبة بائلين
رحمته مشفقين من عذابه فهذا أنجى لهم من عذابه وأقرب الى رحمته.
-3كل شيء خاضع ل إل الpنسان فاكثر افراده عصاة له متمردون عليه وبذلك استوجبوا العذاب المهين.
-4التالي لهذه الية والمستمع لتلوته يسن لهم أن يسجدوا ل تعالى إذا بلغوا قوله تعالى } :إن ال يفعل ما
يشاء {.
} هـذان خص%مان ٱختصموا في رب#هم %فٱلذين كفروا قطRعت لهم %ثياب Vم#ن نار يصب Oمن فو%ق
رءوسهم ٱلحميم { * } يص%هر به ما في بطونهم %وٱلجلود { * } ولهم %مقامع من %حديد@ { *
} كلمآ أرادو*ا أن يخرجوا منها من %غم mأ)عيدوا فيها وذوقوا عذاب ٱلحريق { * } إن ٱلله يد%خل
ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات جنات@ تج%ري من تح%تها ٱلنهار يحلو%ن فيها من %أساور من ذهب
ولؤلؤSا ولباسهم %فيها حرير } * { Vوهدو*ا إلى ٱلطي#ب من ٱلقو%ل وهدو*ا إلى صراط ٱلحميد {
شرح الكلمات
} قطعت لهم ثياب { :أي فصلت لهم ثياب على قدر أجسامهم.
} وذوقوا عذاب الحريق { :أي يقال لهم توبيخا Nوتقريعا :Nذوقوا عذاب النار.
} إلى صراط الحميد { :أي إلى السلم إذ هو طريق ال الموصل الى رضاه وجنته.
معنى اليات:
قوله تعالى } :هذان خصمان { الخصم الول المسلمون والثاني أهل الشرك والكفر } اختصموا في ربهم { أي
في دينه تعالى كل خصم يدعي أنه على الدين الحق ،وماتوا على ذلك وفصل ال تعالى بينهم يوم القيامة
} فالذين كفروا { وهم أهل الدين الباطل ادخلوا النار وفصلت لهم ثياب من نار } يصب من فوق رؤوسهم
الحميم { أي الماء الحار المنتهي في الحراة } ،يصهر به ما في بطونهم والجلود { من لحم وشحم } ،ولهم
مقامع من حديد { يضربون بها و } كلما أرادوا أن يخرجوا منها { أي من النار بسبب ما ينالهم من غم عظيم }
أعيدوها فيها { أي تجبرهم الزبانية على العودة إليها ولم تمكنهم من الخروج منها ،ويقولون لهم } :وذوقوا
عذاب الحريق { أي ل تخرجوا منها وذوقوا عذاب الحريق .فهذا جزاء الخصم الكافر ،وأما الخصم المؤمن
فهذا جزاؤه وهو في قوله تعالى } :إن ال أساور من ذهب ولؤلؤا { أي أoاور من لؤلؤ محلة بالذهب } ولباسهم
فيه { أي في الجنة } حرير { وقوله تعالى } :وهدوا إلى الطيب من القول { في الدنيا وهو ل إله إل ال وسائر
الذكار والتسابيح وكل كلم طيب } ،وهدوا إلى صراط الحميد { وهذا الطريق الموصل إلى رضا ربهم وهو
السلم ،وكل ذلك بتوفيق ربهم الذي آمنوا له وبرسوله وأطاعوه بفعل محابه وترك مساخطه.
هداية اليات
-1إثبات حقيقة هي أن المؤمن خصم الكافر والكافر خصم المؤمن في كل زمان ومكان حيث إن bالية نزلت
في على وحمزة وعبيدة بن الحارث هذا الخصم المؤمن ،وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة
وهذا الخصم الكافر وذلك أنهم تقاتلوا يوم بدر بالمبارزة ونصر ال الخصم المؤمن على الكافر.
-3تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر أحوال الخرة وما للناس فيها.
} إن ٱلذين كفروا ويصدOون عن سبيل ٱلله وٱلمس%جد ٱلحرام ٱلذي جعلناه للناس سوآء gٱلعاكف
فيه وٱلباد ومن يرد %فيه بإلحاد@ بظلم@ نذقه من %عذاب@ أليم@ {
شرح الكلمات:
} بإلحاد بظلم { :أي إلحادا Nأي ميل Nعن الحق مnلتبسا Nبظلم لنفسه أو لغيره.
معنىالية الكريمة :قوله تعالى } :إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل ال { هذه الية الكريمة تحمل تهديدا
ووعيدا Nشديدا Nلكل م نكفر بتوحيد ال وكذب رسوله وما جاء به من الهدى والدين الحق وصد mعن سبيل ال أي
صرف الناس عن الدخول في السلم ،وعن دخول المسجد الحرام للطواف بالبيت والقامة بمكة للتعبد في
المسجد الحرام والية وإن تناولت المشركين الذين صدوا رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه عن دخول
مكة عام الحديبية فإنها عامة فى كل من كفر وصد mإلى يوم القيامة وقوله تعالى } :الذي جعلناه للناس سواء
العاكف فيه والباد { pهو وصف للمسجد الحرام إذ جعله ال تعالى موضع تنسxك لكل من أتاه وأقام به أو يأتيه
للعبادة ثم يخرج منه ،فالعاكف أي المقيم فيه كالبادي الطارىء القدوم إليه هم سواء في حق القامة في مكة
والمسجد الحرام للتعبد.
وقوله تعالى } :ومن يرد فيه بإلحاد بظلم { أي يرد بمعنى يعتزم الميل عن الحق فيه بظلم يرتكبه كالشرك
وسائر الذنوب والمعاصي القاصرة على الفاعل أو المتعدية إلى غيره .وقوله تعالى } :نذقه من عذاب أليم {
هذا جزاء من كفر وصد عن سبيل ال والمسجد الحرام ومن أراد فيه إلحادا Nبظلم لنفسه أو لغيره.
-1التنديد بالكفر والص mد عن سبيل ال والمسجد الحرام والظلم فيه والوعيد الشديد لفاعل ذلك.
-2مكة بلد ال وحرمه من حق كل مسلم أن يقيم بها للتعبد والتنسك ما لم يظلم وينتهك حرمة الحرم بالذنوب
والمعاصي ،وخاصة الشرك والظلم والضلل.
-3عظيم شأن الحرم حيث يؤاخذ فيه على مجرد العزم على الفعل ولو لم يفعل.
} وإذ بوأنا لب%راهيم مكان ٱلبي%ت أن ل تشرك %بي شي%ئا Sوطه#ر %بي%تي للطآئفين وٱلقآئمين وٱلرOكع
ٱلسOجود { * } وأذRن في ٱلناس بٱلحج #يأتوك رجال Sوعلى ك Rل ضامر@ يأتين من كل Rفج mعميق@ {
* } لRيشهدوا منافع لهم %ويذكروا ٱس%م ٱلله في* أيام@ مع%لومات@ على ما رزقهم %م#ن بهيمة ٱلنعام
فكلوا منها وأطعموا ٱلبآئس ٱلفقير { * } ثم ليقضوا تفثهم %وليوفوا نذورهم %وليطوفوا بٱلبي%ت
ٱلعتيق {
شرح الكلمات
} وإذ بوأنا لبراهيم { :أي أذكر يا رسولنا إذ بوأنا :أي أنزلنا إبراهيم بمكة مبينين له مكان البيت.
} أن ل تشرك بي شيئا : { Nأي ووصيناه بأن ل تشرك بي شيئا Nمن الشرك والشركاء.
معنى اليات :قوله تعالى } :وإذ بوأنا لبراهيم { أي اذكر يا رسولنا لقومك المنتسبين إلى ابراهيم باطل Nوزورا
حيث كان موحدا Nوهم مشركون اذكر لهم كيف بوأه ربxه مكان اليبت لpيlبrنpيه ويرفع بناءه وكيف عهد ال إليه
ووصاه بأن يطهره من القذار الحسية كالنجاسات من دماء وأوساخ والمعنوية كالشرك والمعاصي وسائر
الذنوب وذلك من أجل الطائفين به والقائمين في الصلة والراكعين والساجدين فيه إذ الرxكع جمع راكع والسجد
جمع ساجد حتى ل يتأذوا بأي أذى معنوي أو حسي bوهم حول بيت ربهم وفي بلده وحرمه ،ليذكر قومك هذا
وهم قد نصبوا حول البيت التماثيل والصنام ،ويحاربون كل من يقول ل إله إل ال وقد صدوك وأصحابك في
المسجد الحرام ومنعوك من الطواف بالبيت العتيق ،فأين يذهب بعقولهم عندما يدعون أنهم على دين إبراهيم
وإسماعيل .هذا ما دل عليه قوله تعالى } :وإذ بوأنا لpبراهيم مكان البيت أن ل تشرك بي شيئا Nوطهر بيتي
للطائفين والقائمين والركع السجود {.
وقوله تعالى } وأذن في الناس بالحج { أي وعهدنا إليه آمرين إياه أن يؤذن في الناس بأن ينادي معلنا معلما:N
أيها الناس إن ربك قد بنى لكم بيتا Nفحجوه ففعل ذلك فأسمع ال صوته من شاء ن عباده ممن كتب لهم أزل أن
يحnجوا وسهل طريقهم حجوا فعل Nول الحمد والمنة.
ل { أي عليك النداء وعلينا البلغ فناد } pيأتوك رجال { Nأي مشاة } وعلى كل ضامر
وقوله تعالى } :يأتوك رجا N
{ من النوق المهازيل } يأتين من كل فج عميق { أي طريق بعيد في أغوار الرض وأبعادها كالندلس غربا
وأندونيسيا شرقا .وقوله تعالى } :ليشهدوا منافع لهم { أي يأتوك ليشهدوا منافع لهم دينيmة كمغفرة ذنوبهم
واستجابة دعائهم والفوز برضا ربهم ،وتعلم دينهم من علمائهم ،ودينويbة كربح تجارة ببيع وشراء وعرض سلع
وأنواع صناعات ،وقوله تعالى } :ويذكروا اسم ال { شاكرين ل تعالى إنعامه عليهم وإفضاله وذلك في أيام
الحج كلها من العشر الول من ذي الحجة إلى نهاية أيام التشريق بالصلة والذكر والدعاء ،كما يذكروا اسم ال
على ما رزقهم من بهيمة النعام عند نحر البل وذبح البقر والغنم بأن يقول الناحر أو الذابح بسم ال وال أكبر
وقوله تعالى } :فكلوا منها { أي من بهيمة النعام التي نحرتموها أو ذبحتموها تقربا Nإلينا كهدى التمتع أو
التطوع } ،واطعموا البائس الفقير { وهو من اشتد به الفقر وقوله تعالى } :ثم ليقضوا تفثهم { بإزالة التسعث
والوسخ الذي لزمهم طيلة مدة الpحرام.
وقوله } :وليوفوا نذورهم { أن من كان منهم قد نذر هديا Nبذبحه في الحرم فليوف بذلك إذ هذا أوان الوفاء بما
نذر أن ينحره أو يذبحه بالحرم .وقوله } وليطوفوا بالبيت العتيق { أي وليطوفوا طواف الفاضة وهو ركن
الحج ول يصح ال بعد الوقوف بعرفة ورمي جمرة العقبة صباح العيد عيد الضحى.
هداية اليات
-1وجوب بناء البيت وإعلئه كلما سقط وتهدم ووجوب تطهيره من كل ما يؤذي الطائفين والعاكفين في
المسجد الحرام من الشرك والمعاصي وسائر الذنوب ومن القذار كالبوال والدماء ونحوها.
-2مشروعية فتح مكاتب للدعاية للحج.
-7وجوب الوفاء بالنذور الشرعية أما النذور للولياء فهي شرك وليجوز الوفاء بها.
-8تقرير طواف الفاضة وبيان زمنه وهو بعد الوقوف بعرفة ورمي جمرة العقبة.
} ذلك ومن يعظRم %حرمات ٱلله فهو خي%ر Vله عند رب#ه وأ)حلت لكم ٱلنعام إل ما يتلى علي%كم
فٱج%تنبوا ٱلر#ج%س من ٱلو%ثان وٱج%تنبوا قو%ل ٱلزOور { * } حنفآء لله غي%ر مشركين به ومن
يشرك %بٱلله فكأنما خر من ٱلسمآء فتخطفه ٱلطي%ر أو %ته%وي به ٱلر#يح في مكان@ سحيق@ { *
} ذلك ومن يعظRم %شعائر ٱلله فإنها من تقوى ٱلقلوب { * } لكم %فيها منافع إلى أجل@ مOسمNى ثم
محلهآ إلى ٱلبي%ت ٱلعتيق {
شرح الكلمات
} ذلك { :أي ألمر هذا مثل قول المتكلم هذا أي ما ذكرت..وكذا وكذا..
} فهو خير له عند ربه { :أي خير في الخرة لمن يعظم حرمات ال فل ينتهكها.
} إل ما يتلى عليكم { :أي تحريمه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أuهل pلغير ال به.
} شعائر ال { :أعلم دينه وهي هنا البnدrن بأن تختار الحسنة السمينة منها.
} لكم فيها منافع { :منها ركوبها والحمل عليها بما ل يضرها وشرب لبنها.
} إلى أجل مسمى { :أي وقت معين وهو نحرها بالحرم أيام التشريق.
} ثم محلها إلى البيت { :أي عند البيت العتيق وهو مكة والحرم العتيق.
معنى اليات:
ما زال السياق في مناسك الحج قوله تعالى )ذلك( أي لمر ذاك الذي علمتم من قضاء التفث أي إزالة شعر
الرأس وقص الشارب وقلم الظافر ولباس الثياب ونحر وذبح الهدايا والضحايا } ،ومن يعظم { منكم } حرمات
ال { فل ينهكها } فهو خير له { أي ذلك التعظيم لها باحترامها وعدم انتهاكها خير له عند ربbه يوم يلقاه وقوله
تعالى } :وأحلت لكم النعام { أي البل والقر والغعنم أحل ال تعالى لكم أكلها والنتفاع بها وقوله تعالى } :إل
ما يتلى عليكم { تحريمه كما جاء في سورة البقرة والمائدة والنعام ،ومن ذلك قوله تعلى:
} حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير ال به والمخنقة والموقوذة والمتردية
{ والنطيحة وما أكل السبع إل ما ذكيتم %وما ذبح على النصب
وقوله } :فاجتنبوا الرجس من الوثان { أي اجتنبوا عبادة الوثان فإناه رجس فل تقربوها بالعبادة ول بغيرها
غضبا ل وعدم رضا Nبها وبعبادتها ،وقوله } :واجتنبوا قول الزور { وهو الكذب مطلقا Nوشهادة الزور وأعظم
الكذب ما كان على ال بوصفه بما هو منزه عنه أو بنسبه شيء إليه كالولد والشريك وهو عنه منزه ،أو وصفه
بالعجز أو بأي نقص وقوله } ،حنفاء ل غير مشرpكين { أي موحدين ل تعالى في ذاته وصفاته وعباداته مائلين
عن كل الديان إلى دينه السلم ،غير مشركين به أي شيء من الشرك أو الشركاء وقوله تعالى } :ومن
يشرك بال { إلها Nآخر فعبده أو صرف له بعض العبادات التي هي ل تعالى فحاله في خسرانه وهلكه هلك
من خ mر من السماء أي سقط منها بعدما رفع إليها فتخطفه الطير أي تأخذه بسرعة وتمزقه أشلء كما تفعل
البازات والعقبان بصغار الطيور ،وتهوى به الريح في مكان سحيق بعيد فل يعثر عليه أبدNا فهو بين أمرين إما
اختطاف الطير له أو هوى الريح به فهو خاسر هالك هذا شأن من يشرك بال تعالى فيعبد معه غيره بعد أن
كان في سماء الطهر والصفاء الروحي بسلمة فطرته وطيب نفسه فانتكس في حمأة الشرك والعياذ بال وقوله
تعالى } :ذلك ومن يعظم شعائر ال فإنها من تقوى القلوب { أي المر ذلك من تعظيم حرمات ال واجتناب
قول الزور والشرك وبيان خسران المشرك ومن يعظم شعائر ال وهي أعلم دينه من سائر المناسك وبخاصة
البدن التي تهدى للحرم وتعظيمها باستحسانها واستسمانها ناشىء عن تقوى القلوب فمن عظمها طاعة ل تعالى
وتقربNا إليه دل ذلك على تقوى قلبه لربه تعالى والرسول يشير الى صدره ويقول التقوى ها هنا التقوى ها هنا
ثلث مرات وقوله تعالى } :لكم فهيا منافع إلى أجل مسمى { أي أذن ال تعالى للمؤمنين أن ينتفعوا بالهدايا
وهم سائيقوها إلى الحرم بأن يركبوها ويحملوا عليها ما ل يضرها ويشربوا من ألبانها وقوله تعالى } :ثم محلها
إلى البيت العتيق { أي محلها عند البيت العتيق وهو الحرم حيث تنحر إن كان مما ينحر أو تذبح إن كان مما
يذبح.
هداية اليات
-2تقرير حلƒيmة بهيمة النعام بشرط ذكر اسم ال عند ذبحها أو نحرها.
-3حرمة قول الزور وشهادة الزور وفي الثر عدلت شهادة الزور الشرك بال.
-4وجوب ترك عبادة الوثان ووجوب البعد عنها وترك كل ما يمت إليها بصلة.
-7جواز النتفاع بالبدن الهدايا بركوبها وشرب لبنها والحمل عليها إلى غاية نحرها بالحرم.
} ولكل Rأ)مة@ جعلنا منسكا SلRيذكروا ٱس%م ٱلله على ما رزقهم %م#ن بهيمة ٱلنعام فإلـهكم %إلـه
واحد Vفله أس%لموا وبشRر ٱلمخبتين { * } ٱلذين إذا ذكر ٱلله وجلت قلوبهم %وٱلصابرين على مآ
أصابهم %وٱلمقيمي ٱلصلة ومما رزقناهم %ينفقون { * } وٱلبد%ن جعلناها لكم %م#ن شعائر ٱلله لكم
فيها خ %ير Vفٱذكروا ٱس%م ٱلله علي%ها صوآف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا ٱلقانع
وٱلمع%تر كذلك سخر%ناها لكم %لعلكم %تشكرون { * } لن ينال ٱلله لحومها ول دمآؤ)ها ولـكن
يناله ٱلتقوى منكم %كذلك سخرها لكم %لتكب#روا ٱلله على ما هداكم %وبشRر ٱلمح%سنين {
شرح الكلمات:
} منسكا : { Nأي ذبائح من بهيمة النعام يتقربون بها إلى ال تعالى ،ومكان الذبح يقال له منسك.
} وجلت قلوبهم { :أي خافت من اله تعالى أن تكون قصmرت wفي طاعته.
} والبدن { :جمع بدنة وهو ما يساق للحرم من إبل وبقر ليذبح تقربا Nإلى ال تعالى.
} صوآف { :جمع صافtة وهي القائمة على ثلث معقولة اليد اليسرى.
} فإذا وجبت جنوبها { :أي بعد أن تسقط على جنوبها على الرض ل روح فيها.
} القانع المعتمر { :القانع السائل والمعتر الذي يتعرض للرجل ول يسأله حياء وعفة.
} كذلك سخرناهم { :أي مثل هاذ التسخير سخرناهم لكم لتركبوا عليها وتحملوا وتحلبوا.
} لتكبروا ال على :أي تقولون ال أكبر بعد الصوات الخمس أيام التشريق ما هداكم { شكرا Nله على هدايته
اياكم.
} وبشر المحسنين { :أي الذين يريدون بالعبادة وجه ال تعالى وحده ويؤدونها على الوجه المشروع.
معنى اليات :ما زال السياق في توجيه المؤمنين وإرشادهم إلى ما يكملهم ويسعدهم في الدارين فقوله تعالى} :
ولكل أمة جعلنا منسكا { Nاي ولكل أمة من المم السابقة من أهل اليمان والسلم جعلنا لهم مكان نسك
يتعبدوننا فيه ومنسكا Nأي ذبح قربان ليتقربوا به إلينا ،وقوله } :ليذكروا اسم ال على ما رزقهم من بهيمة النعام
{ أي فمعبودكم أيها الناس معبود القربان لحكمة :وهو أن يذكروا اسمنا على ذبح ما يذبحون ونحر ما ينحرون
بأن يقولوا بسم ال وال أكبر .وقوله تعالى } :فإلهكم إله واحد { أي فمعبودكم أيها الناس معبود واحد } فله
أسلموا { وجوهكم وخصوه بعبادتكم ثم قال لرسوله محمد صلى ال عليه وسلم } وبشر المختبين { برضواننا
ودخول دار كرامتنا ووصف المخبتين معرفا Nبهم الذين تنالهم البشرى على لسان رسول ال فقال } الذين اذا
ذكر ال { لهم أو بينهم } وجلت قلوبهم { أي خافت شعورا Nبالتقصير في طاعته وعدم أداء شكره والغفلة عن
ذكره } والصابرين على ما أصابهم { من البلء فل يجزعون ول يتسخطون ولكن يقولون إنا ل وإنا إليه
راجعون } والمقيمي { الصلة أي بأدائها في أوقاتها في بيوت ال مع عباده المؤمنين ومع كامل شرائطها
وأركانها وسننها } ومما رزقناهم ينفقون { مما قل أو كثيرينفقون في مرضاة ربهم شكرا Nل على ما آتاهم
وتسليما Nبما شرع لهم وفرض عليهم.
وقوله تعالى } :والبدن جعلناها لكم من شعائر ال { أي البل والبقر مما يnهدى إلى الحرم جعلنا ذلك من شعائر
ديننا ومظاهر عبادتنا } ،لكم فيها خير { عظيم وأجر كبير عند ربكم يوم تلقوه إذا ما تقرب متقرب يوم عيد
الضحى بأفضل من دم يهرقه في سبيل ال وعليه } فاذكروا اسم ال عليها { اي قولوا بسم ال وال أكبر عند
نحرها ،وقوله } :صوآف { أي قائمة على ثلثة معقولة اليد اليسرى ،فإذا نحرتموها ووجبت أي سقطت على
جنوبها فوق الرض ميتة } فكلوا منها وأطعموا القانع { الذي يسألكم } والمعتر { الذي يتعرض لكم ول يسألكم
حياءا ،Nوقوله تعالى } :سخرناهم لكم { أي مثل ذلك التسخير الذي سخرناهم لكم فتركبوا وتحلبوا وتذبحوا
وتأكلوا سخرناهم لكم من أجل أن تشكرونا بالطاعة والذكر.
وقوله تعالى في آخر آية في هذا السياق وهي ) (37قوله } :لن ينال ال لحومها ول دماؤها { أي لن يرفع
إليه لحم ول دم ولن يبلغ الرضا منه ،ولكن التقوى بالخلص وفعل الواجب والمندوب وترك الحرام
والمكروه هذا الذي يرفع إليه ويبلغ مبلغ الرضا منه.
وقوله تعالى } :كذلك سخرها لكم { أي كذلك التسخير الذي سخرها لكم لعلtة أن تكبروا ال على ما هداكم إليه
من الpيمان والpسلم فتكبروا ال عند نحر البدن وذبح الذبائح وعند أداء المناسك وعقب الصلوات الخمس أيام
التشريق .وقوله تعالى } :وبشر المحسنين { أمر ال تعالى رسوله والمبلغ عنه محمدا Nصلى ال عليه وسلم أن
يبشر باسمه المحسنين الذين أحسنوا اليمان والpسلم فوحدوا ال وعبدوه بما شرع وعلى نحو ما شرع متبعين
في ذلك هدى رسوله وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم.
هداية اليات
-1ذبح القربان مشروع في سائر الديان الpلهية وهو دليل على أنه ل غله إل ال إذا وحدة التشريع تدل على
وحدة المشرع.
وسر مشروعية ذبح القربان هو أن يذكر ال تعالى ،ولذا وجب ذكر اسم ال عند ذبح ما يذبح ونحر ما ينحر
بلفظ بسم ال وال أكبر.
-4بيان كيفية نحر البدن ،وحرمة الخذ منها قبل موتها وخروج روحها.
-7مشروعية التكبير عند أداء المناسك كرمي الجمار وذبح ما يذبح وبعد الصلوات الخمس ايام التشريق.
-8فضيلة الحسان وفوز المحسنين ببشرى على لسان رسول ال صلى ال عليه وسلم.
} إن ٱلله يدافع عن ٱلذين آمنو*ا إن ٱلله ل يحب Oكل خوان@ كفور@ { * } أ)ذن للذين يقاتلون
بأنهم %ظلموا وإن ٱلله على نص%رهم %لقدير } * { Vٱلذين أ)خرجوا من ديارهم بغي%ر حق yإل أن
ت ومساجد
يقولوا ربOنا ٱلله ولو%ل دفع ٱلله ٱلناس بع%ضهم %ببع%ض@ لهد#مت صوامع وبيع Vوصلوا U
ي عزيز } * { Vٱلذين إن
يذكر فيها ٱسم ٱلله كثيرا Sولينصرن ٱلله من ينصره إن ٱلله لقو s
مكناهم %في ٱلر%ض أقاموا ٱلصلة وآتوا ٱلزكـاة وأمروا بٱلمع%روف ونهو%ا عن ٱلمنكر ولله
عاقبة ٱل)مور {
شرح الكلمات
} إل أن يقولوا ربنا ال { :أي ال قولهم :ربنا ال وال احق ،وهل قول الحق يnسlرغ إخراج قائله؟
} إن مكناهم في الرض { :أي نصرناهم على عدوهم ومكنا لهم في البلد بأن جعلنا السلطة بأيديهم.
} ول عاقبة المور { :أي آخر أمور الخلق مردها إلى ال تعالى الذي يثيب ويnعاقب.
معنى اليات:
ما زال السياق في إرشاد المؤمنين وتعليمهم وهدايتهم قوله تعالى } :إن ال يدافع عن الذين آمنوا { أي يدفع
عنهم غوائل المشركين ويحميهم من كيدهم ومكرهم .وقوله } :إن ال ل يجب كل خوmان كفور { تعليل وهم
المشركين الذين صدوا رسول ال والمؤمنين وبما جاء به ،ولما كان ل يحبهم فهو عليهم ،وليس لهم ،ومقابلة
أنه يحب كل مؤمن صادق في إيمانه محافظ على أماناته وعهوده مطيع لربه ،ومن أحبn mه دافع عنه وحماه من
أعدائه.
وقوله تعالى } :أuذن للذين يقاتلون { باسم للفاعل أي القادرين على القتال ويقاتلون باسم المفعول وهما قراءاتان
أي قاتلهم المشركون هؤلء أذ pال تعالى لهم في قتال أعدائهم المشركين بعدما كانوا ممنوعين من ذلك لحكمة
يعلمها ربهم ،وهذه أول آية في القرآن تحمل طابع الحرب بالpذن فيه للمؤمنين ،وقوله } :وإن ال على نصرهم
لقدير { طمأنهم على أنه معهم بتأييده ونصره وهو القدير على ذلك وقوله تعالى } :الذين أخرجوا من ديارهم
بغير حق { أي بدون موجب إخراجهم اللهم إل قولهم :ربنا ال وهذا حق وليس بموجب لpخراجهم من ديارهم
وطردهم من منازلهم وبلدهم هذه الجملة بيان لمقتضى الذن لهم بالقتال ،ونصرة ال تعالى لهم .وقوله تعالى:
} ولول دفع ال الناس بعضهم ببعض { أي يدفع بأهل الحق أهل الباطل لول هذا لتغلب أهل الباطل و } لهدمت
صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم ال كثيرا { وهذا تعليل أيضا Nوبيان لحكمة المر بالقتال أي لول
أن ال تعالى يدفع بأهل اليمان أهل الكفر لتغلب أهل الكفر وهدموا المعابد ولم يسمحوا للمؤمنين أن يعبدوا ال
-وفي شرح الكلمات بيان للمعابد المذكورة فليرجع اليها.
وقوله تعالى } :ولينصرن ال من ينصره إن ال لقوي { أي قدير } عزيز { غالب فمن أراد نصرته نjصlره nولو
اجتمع عليه من بأقطار الرض ،والذي يريد ال نصرته هو الذي يقاتل من أجل ال بأن يnعبد في الرض ول
يnعبد معه سواه فذلك وجه نصر ال فليعلم وقوله } الذين إن مكناهم { أي وطأنا لهم في الرض وملكناهم بعد
قهر أعدائهم المشركين فحكموا وسادوا أقاموا الصلة على الوجه الملطوب منهم ،وآتوا الزكاة المفروضة في
أموالهم ،وأمروا بالمعروف أي بالسلم والدخول فيها وإقامته ،ونهوا عن المنكر وهو الشرك والكفر ومعاصpى
ال ورسوله هؤلء الحقون بنصر ال تعالى لهم لنهم يقاتلون لنصرة ال عز وجل ،وقوله تعالى } :ول عاقبة
المور { يخبر تعالى بأن مرد كل أمر إليه تعالى يحكم فيه بما هو الحق والعدل فيثيب على العمل الصالح
ويعاقب على العمل الفاسد ،وذلك يوم القيامة ،وعليه فليراقب ال وليnتق في السر والعلن وليnتوكل عليه ،وليnنب
إليه ،فإن مرد كل أمر إليه.
هداية اليات
-5بيان أسس الدولة التي ورث jال أهلها البلد وملكهم فيها وهي:
شرح الكلمات
} وإن يكذبوك { :أي إن يكذبك قومك فقد كذبت قبلهم قوم نوح إذNا فل تأس إذا لست وحدك المكذب.
} فكيف كان نكير { :أي كيف كان إنكاري عليهم تكذيبهم وكفرهم أكان واقعا Nموقعه؟ نعم إذ الستفهام
للتقرير.
} فإنها ل تعمى { :أي فانها أي القصة ل تعمى البصار فإن الخلل ليس في } البصار { :أبصارهم ولكن
في قلوبهم حيث أعماها الهوى وأفسدتها الشهوة والتقليد لهل الجهل والضلل.
معنى اليات:
مازال السياق الكريم في دعوة قريش إلى اليمان والتوحيد وإن تخللته إرشادات للمؤمنين فإنه لما •أذpن للمؤمنين
بقتال المشركين بين مقتضيات هذا الذن وضمن النصرة لهم وأعلم أن عاقبة المور إليه ل إلى غيره وسوف
يقضي بالحق والعدل بين عباده يوم يلقونه .قال لرسوله صلى ال عيله وسلم مسليا Nعن تكذيب المشركين له} :
وإن يكذبوك { أيها الرسول فيما جئت به نم التويحد والرسالة والبعث والجزاء يوم القيامة فل تأس ول تحزن }
فقد كذبت قبلهم { أي قبل مnكذƒبيك من قريش والعرب واليهود } قوم نوح وعاد { قوم هود } وثمود { قوم صالح
} وقوم إبراهيم وقوم لوط ،وأصحاب مدين ،وكVذƒب موسى { أيضا Nمع ما آتيناه من اليات البينات ،وكانت
سنتي فيهم أني أمليت ألهم أي مددت لهم في الزمن وأرخيت لهم الرسن حتى إذا بلغوا غاية الكفر والعناد
والظلم والستبداد وحقت عليهم كلمة العذاب أخذتهم أخذ العزيز المقتدر } فكيف كان نكير { ،أي انكاري
عليهم؟ كان وربbك واقعا Nموقعه ،وليس المذكورون أخذت فقط } ..فكأين من قرية { عظيمة غانية برجالها
ومالها وسلطانها } أهلكناها وهي ظالمة { أي ضالغة في الظلم أي الشرك والتكذيب } فهي خاوية على
عروشها { أي ساقطة على سقوفها ،وكم من بئر ماء عذب كانت سقيا لهم في الن معطلة ،وكم من قصر
مشيد أي رفيع مشيد بpالجص إذ مات أهله وتركوه هذا ما تضمنته اليات الربع ) (42،43،44،45أما الية
الخيرة من هذا السياق فالحق عز وجل يقول } أفلم يسيروا في الرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان
يسمعون بها { حاثا Nالمكذبين من كفار قريش ولعرب على السير في البلد ليقفوا على آثار الهالكين فلعل ذلك
يكسبهم حياة جديدة في تفكيرهم ونظرهم فتكون له قلوب حية واعية يعقلون بها خطابنا إليهم نحن ندعوهم إلى
نجاتهم وسعادتهم أو تكون لهم آذان يسمعون بها نداء النصح ولخير الذي نوجهه إليهم بواسطة كتابنا
ورسولنا ،وما لهم من عيون مبصرة بدون قلوب واعية وآذان صاغية فإن ذلك غير نافع } فإنها ل تعمى
البصار ،ولكن تعمى القلوب التي في الصدور { وهذا حاصل القول أل فليسيروا لعلهم يسكبون عبرا Nوعظات
تحيي قلوبهم وسائر حواسهم المتبلدة.
هداية اليات
-1تكذيب الرسل والدعاة إلى الحق والخير سنة مطردة في البشر لها عواملها من أبرزها التقليد والمحافظة
على المنافع المادية ،وظلمات القلب النائشة عن الشرك والمعاصي.
-2مظاهر قدرة ال تعالى في إهلك المم والشعوب الظالمة بعد الpمهال والعذار.
-4العبرة بالبصيرة القلبية ل بالبصر فكم من أعمى هو أبصر للحقائق وطرق النجاة من ذي بصر حاد حديد.
ومن هنا كان المفروض على العبد أن يحافظ على بصيرته أكثر من المحافظة على عبينيه ،وذلك بأن يتجنب
مدمرات القلوب من الكذب والترهات والخرافات ،والكبر والعجب والحب والبغض في غير ال.
} ويس%تع%جلونك بٱلعذاب ولن يخلف ٱلله وع%ده وإن يو%ما Sعند رب#ك كألف سنة@ م#ما تعدOون { * }
وكأي#ن م#ن قر%ية@ أم%لي%ت لها وهي ظالمة Uثم أخذتها وإلي ٱلمصير { * } قل يأيOها ٱلناس إنمآ أنا
لكم %نذير VمOبين } * { Vفٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات لهم %مغفرة Uور %زق Uكريم } * { Vوٱلذين
سعو%ا في* آياتنا معاجزين أ)و%لـئك أص%حاب ٱلجحيم {
شرح الكلمات:
} يستعجلونك بالعذاب { :أي يطالبونك مستعجلينك بما حذ{رتهم منه من عذاب ال.
} كألف سنة مما تعدون { :أي من أيام الدنيا ذات الرشع والعشرين ساعة.
} وكأين من قرية { :أي وكثير من القرى أي العواصم والحواضر الجاخعة لكل أسباب الحضارة.
} أمليت لها { :أي أملهتها فمدmدت أيام حياتها ولم استعجلها بالعذاب.
} لهم مغفرة ورزق كريم { :أي ستر لذنوبهم ورزق حسن في الجنة.
} سمعوا في آياتنا معاجزين { :أي عملوا بجد واجتهاد في شأن إبعاد الناس عن اليمان بآياتنا وما تحمله من
دعوة إلى التوحيد وترك الشرك والمعاصي.
معنى اليات:
مازال السياق الكريم في إرشاد الرسول صلى ال عليه وسلم وتوجيهه في دعوته إلى الصبر والتحمل فيقول
له } :ويستعجلونك بالعذاب { أي يستعجلك المشركون من قومك بالعذاب الذي خوفتهم به وحذرتهم منه } ،ولن
يخلف ال وعده { وقد وعدهم فهو واقع بهم ل بد وقد تم ذلك في بدر وقوله تعالى } :وإن يوما Nعند ربك كألف
سنة مما تعدون { فلذا تعالى ل يستعجل وهم يستعجلون فيوم ال بألف سنة ،وأيامهم بأربع وعشرين ساعة فإذا
حدد تعالى لعذابهم يوما Nمعناه أن العذاب ل ينزل بهم إل بعد ألف سنة ،ونصف يوم بخمسمائة سنة ،وربع يوم
بمائتين وخمسين سنة وهكذا فلذا يستعجل النسان ويستبطىء ،وال عز وجل ينجز وعده يف الوقت الذي حدده
فل يستخفه استعجال المجرمين العذاب ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى:
{ } ولو ل أجل مسمى لجاءهم العذاب
من سورة العنكبوت هذا ما دلت عليه الية الولى ) (47وقوله تعالى } :وكأين من قرية { أي مدينة كبرى
} أمليت لها { أي أملهتها وزدت لها في أيام بقائها والحال أنها ظالمة بالشرك والمعاصي ثم بعد ذلك الملء
والpمهال وأخذتها } وإلي bالمصير { أي مصير كل شيء ومرده إلي فل إله غيري ول رب سواي فل معنى
لpستعجال هؤلء المشركين العذاب فإنهم عذبوا في الدنيا أو لم يعذبوا فإن مصيرهم إلى ال تعالى وسوف
يجزيهم بما كانوا يكسبون الجزاء العادل في دار الشقاء والعذاب البدي وقوله تعالى } :قل يا أيها الناس إنما
أنا لكم نذير مبين { ،فلست بإله ول رب بيدي عذابكم إن عصيتموني وإنعامكم إن أطعتموني ،وإنما أنا عبد
مأمور بأن أنذر عصاة الرب بعذابه ،وابشر أهل طاعته برحمته ،وهو معنى الية ) (50فالذين آمنوا وعملوا
الصالحات ولزpمه أنهم تركوا الشرك والمعاصي لهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم عند ربهم وهو الجنة دار
النعيم } والذين سعوا ي آياتنا معاجزين { أي عملوا جادين مسرعين في صرف الناس عن آيات ال حتى ل
يؤمنوا بها ويعملوا بما فيها من هدى ونور معاجزين ل يظنون أنهم يعجزونه وال غالب على أمره ناصر دينه
وأوليائه ،أولئك البعداء في الشر والشرك أصحاب الجحيم الملزمون لها أبد البدين.
هداية اليات:
من هداية اليات:
-1العجلة من طبع الpنسان ولكن استعجال ال ورسوله بالعذاب حمق وطيش وضلل وكفر.
-2ما عند ال في الملكوت العلى يختلف تماما Nعما في هذا الملكوت السفلي.
-3عاقبة الظلم وخيمة وفي الخبر الظلم يترك الديار بلقع أي خرابا Nخالية.
شرح الكلمات:
} من رسول ول نبي { :ألرسول ذكر من بني آدم أوحي إليه بشرع وأمر بابلغه والنبي مقرر لشرع من
قبله.
} ثم يaحكم ال آياته { :أي بعد إزالة ما ألقاه الشيطان في القراءة بحnكم ال آياته أي يثبتها.
} فتنة الذين في قلوبهم مرض { :أي اختبارا Nللذين في قلوبهم مرض الشرك والشك.
} والقاسية قلوبهم { :هم المشركون.
} عذاب يوم عقيم { :هو عذاب يوم بدر إذ كان يوما Nعقيما Nل خير فيه.
} فلهم عذاب مهين { :أي يهان فيه صاحبه فهو عذاب جثماني نفساني.
معنى اليات :بعد التسلية الولى للنبي صلى ال عليه وسلم التي تضمنها قوله تعالى:
{ } وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح ..الخ
ذكر تعالى تسلية ثانية وهي أنه صلى ال عليه وسلم كان يقرأ حول الكعبة في صلته سورة النجم والمشركون
حول الكعبة يسمعون فلما بلغ قوله تعالى:
{ } أفرأيتم اللت والعزى ،ومناة الثالثة الخرى
ألقى الشيطان في مسامع المشركين الكلمات التالية " :تلك الغرانيق العل ،وإن شفاعتهم لترتجى " ففرج
المشركون بما سمعوا ظنا Nمنهم أن يقدر على السجود فأخذ حيثة من تراب وسجد عليها وشاع أن محمدا Nقد
اصطلح مع قومه حتى رجع المهاجرون من الحبشة فكرب لذلك رسول ال وحزن فأنزل ال تعالى هذه الية
تسلية له فقال } :وما أرسلنا من قبلك من رسول { ذي رسالة يبلغها ول نبى bمقرر لرسالة نبي قلبه } إل إذا
تمنى { أي قرأ } ألقى للشيطان في أمنيته { أي في قراءته } فينسخ ال { أي يزيل ويبطل } ما يلقي الشيطان {
من كلمات في قلوب الكافرين أوليائه } ثم يnحكم ال آياته { بعد إزالة ما قاله الشيطان فيثبتها فل تقبل زيادة ول
نقصانا ،وال عليم بخلقه وأحوالهم وأعمالهم ل يخفى عليه شيء من ذلك حكيم في تدبيره وشرعه هذه سنته
تعالى في رسله وأنبيائه ،فل تأس يا رسول ال ول تحزن ثم بين تعالى الحكمة في هذه السنة فقالك } :ليجعل
ما يلقى للشياطين { أي من كلمات في قراءة النبي أو الرسول } فتنة للذين في قلوبهم مرض { الشك والنفاق
} والقاسية قلوبهم { وهم المشركون ومعنى فتنة هنا محنة يزدادون بها ضلل Nعلى ضللهم وبnعدا Nعن الحق
فوق بعدهم إذ ما يلقى الشيطان في قلوب أوليائه إل للفتنة أي زيادة في الكفر والضلل .وقوله تعالى } :وإن
الظالمين لفي شقاق بعيد { هو إخبار منه تعالى عن حال المشركين بأنهم في خلف ل ورسوله ،بعيدون فميا
يعتقدونه وما يعملونه وما يقولونه ،وما يتصورونه مخالف تمام المخالفة لما يأمر تعالى به ويدعوهم إليه من
العتقاد والقول والعمل والتصور والدراك.
وقوله تعالى } :وليعلم الذين أuوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم { هذا جزء العلة التي
تضمنتها سنة ال في إلقاء الشيطان في قراءة الرسول أو النبي فالجزء الول تضمنه قوله تعالى } :ليجعل ما
يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم { وهذا هو الجزء الثاني أي } وليعلم الذين أوتوا
العلم { بال وآياته وتدبيره } أنه الحق من ربك { أي ذلك اللقاء والنسخ وإحكام اليات بعده } فيؤمنوا به
فتخبت له قلوبهم { أي تطمئن وتسكن عنده وتخشع فيزدادون هدى .وقوله تعالى } :وإن ال لهاد الذين آمنوا
إلى صراط مستقيم { هذا إخبار منه تعالى عن فعله مع أوليائه المؤمنين به المتقين له وأنه هعاديهم في حياتهم
وفي كل أحوالهم إلى صراط مستقيم يفضي بهم إلى رضاه وجنته ،وذلك بحمايتهم من الشيطان وتوفيقهم
وإعانتهم على طاعة الرحمن سبحانه وتعالى .وقوله تعالى } :ول يزال الذين كفروا في مرية منه { أي من
القرآن هل هو كلم ال هل هو حق هل اتباعه نافع وتستمر هذه المرية والشك بأولئك القساة القلوب أصحاب
الشقاق البعيد } حتى تأتيهم الساعة بغتة { أي فجأة وهي القيامة } أو يأتيهم عذاب يوم عقيم { أي ل خير فيه
لهم وهو يوم بدر وقد تم لهم ذلك وعندها زالت ريبتهم وعلموا أنه الحق حيث ل ينفع العلم.
وقوله تعالى } :الملك يومئذ ل { أي يوم تأتي الساعة يتمحض الملك ل وحده فل يملك معه أحد فهو الحاكم
العدل الحق يحكم بين عباده بما ذكر في الية وهو أن الذين آمنوا به وبرسوله وبما جاء به وعملوا الصالحات
من فرائض ونوافل بعد تخليهم عن الشرك والعاصي يدخلهم جنات النعيم ،والذين كفروا به وبرسوله وبما جاء
به ،وكذبوا بآيات ال المتضمنة شرائعه وبيان طاعاته فلم يؤمنوا ولم يعملوا الصالحات وعملوا العكس وهون
السيئات فأولئك البعداء في الحطة والخسة لهم عذاب مهين يكسر أنوفهم ذلة لهم ومهانة لنفسهم.
هداية اليات:
-2بيان أن الفتنة يهلك فيها مرضى القلوب وقساتها ،ويخرج منها المؤمنون أكثر يقينا Nوأعظم هدى.a
-3بيان حكم ال تعالى بين عباده يوم القيامة بإكرام أهل اليمان والتقوى وإهانة أهل الشرك والمعاصي.
-4ظهور مصداق ما أخبر به تعالى عن مجرمي قريش فقد استمروا على ريبهم حتى هلكوا في بدر.
} وٱلذين هاجروا في سبيل ٱلله ثم قتلو*ا أو %ماتوا لير%زقنهم ٱلله رز%قا Sحسنا Sوإن ٱلله لهو خي%ر
ٱلرازقين { * } ليد%خلنهم %مOد%خل Sير%ضو%نه وإن ٱلله لعليم Vحليم } * { Vذلك ومن %عاقب بمثل ما
عوقب به ثم بغي علي%ه لينصرنه ٱلله إن ٱلله لعفو sغفور } * { Vذلك بأن ٱلله يولج ٱللي%ل في
ٱلنهار ويولج ٱلنهار في ٱللي%ل وأن ٱلله سميع Vبصير } * { Vذلك بأن ٱلله هو ٱلحق وأن ما
يد%عون من دونه هو ٱلباطل) وأن ٱلله هو ٱلعلي Oٱلكبير {
شرح الكلمات:
} والذين هاجروا { :أي هجروا ديار الكفر وذهبوا الى دار اليمان المدينة المنورة.
} في سبيل ال { :أي هجروا ديارهم ل لدنيا ولكن ليعبدوا ال وينصروا دينه وأولياءه.
} ليرزقهم رزقا Nحسنا : { Nأي في الجنة إذ أرواحهم ي حواصل طير خضر ترعى في الجنة.
} ثم بغى عليه { :أي ظVلم بعد أن عاقب عدوه بمثل ما ظلم به.
} يولج الليل في النهار { :أي يدخل جزءا Nمن الليل في النهار والعكس بحسب فصول السنة كما أنه يوميا
يدخل الليل في النهار إذا جاء النهار ويدخل النهار في الليل إذا جاء الليل.
} بأن ال هو الحق { :أي الله الحق الذي تجب عبادته دون سواه.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في بيان حكم ال تعالى بين عباده فذكر تعالى ما حكم به لهل اليمان والعمل الصالح
وما حكم به لهل الكفر والتكذيب ،وذكر هنا ما حكم به لهل الهجرة والجهاد فقال عز وجل } :والذين هاجروا
في سبيل ال { أي خرجوا من ديارهم لجل طاعة ال ونصرة دينه } ثم قتلوا { من قpبل pأعداء ال المشركين
} أو ماتوا { حتف أنوفهم بدون قتل } ليرزقنهم ال رزقNا حسنا { Nفي الجنة إذا أرواحهم في حواصل طير خضر
ترعى في الجنة وتأوي إلى قناديل معلقة في العرش } ليدخلنهم { يوم القيامة } مدخل Nيرضونه { وهو الجنة،
وقوله تعالى } :وإن ال لهو خير الرازقين { أي لخير من يرزق فما رزقهم به هو خير زرق وأطيبه وأوسعه.
وقوله } :وإن ال لعليم حليم { عليم بعباده وبأعمالهم الظاهرة والباطنة حليم يعفو ويصفح عن بعض زلت
عباده المؤمنين فيغفرها ويسترها عليهم إذ ل يخلو العبد من ذنب ال من عصمهم ال من أنبيائه ورسله.
وقوله تعالى } :ذلك ومن عاقب { أي المر ذلك الذي بينت لكم } ،ومن عاقب بمثل ما عوقب به { أي ومن
أخذ من ظالمه بقدرما أخذ منه قصاصا ،Nثم المعاقب ظلم بعد ذلك من عاقبة فإن المظلوم أول jوآخرا Nتعهد ال
تعالى بنصره ،وقوله } :إن ال لعفو غفور { فيه إشارة إلى ترغيب المؤمن في العفو عن أخيه إذا ظلمه فإن
العفو خير من المعاقبة وهذا كقوله تعالى
} وجزاء سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على ال إنه ل يحب الظالمين ولمن انتصر بعد
{ ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيلهم
وقوله } :ذلك بأن ال يولج الليل والنهار ويولج النهار في الليل وأن ال سميع بصير { أي أن القادر على
ادخال الليل في النهار والنهار في الليل بحيث إذ جاء أحدهما غاب الخر ،وإذا قصر أحدهما طال الخر
والسميع لقوال عباده البصير بأعمالهم وأحوالهم قادر على نصرة من بnغي عليه من أوليائه ،وقوله تعالى:
} ذلك بأن ال هو الحق { أي المعبود الحق المستحق للعبادة ،وإن ما يدعون من دونه من أصنام وأوثان هو
الباطل أي ذلك المذكور من قدرة ال وعلمه ونصرة أوليائه كان لن ال هو الpله الحق وأن ما يعبدون من
دونه من آلهة هو الباطل ،وأن ال هو العلى على خلقه القاهر لهم عليهم الكبير العظيم الذي ليس شيء أعظم
منه.
هداية اليات
-1بيان فضل الهجرة في سبيل ال حتى إنها تعدل الجهاد في سبيل ال.
-3بيان مظاهر الربوبية من العلم والقدرة الموجبة لعبادة ال تعالى وحده وبطلن عبادة غيره.
-4إثبات صفات ال تعالى :العلم والحلم والمغفرة والسمع والبصر والعفو والعلو على الخلق والعظمة الموجبة
لعبادته وترك عباده من سواه.
} ألم %تر أن ٱلله أنزل من ٱلسمآء مآء gفتص%بح ٱلر%ض مخضرة Sإن ٱلله لطيف Uخبير } * { Vله
ما في ٱلسماوات وما في ٱلر%ض وإن ٱلله لهو ٱلغني Oٱلحميد { * } ألم %تر أن ٱلله سخر لكم ما
في ٱلر%ض وٱلفلك تج%ري في ٱلبح%ر بأم%ره ويم%سك ٱلسمآء أن تقع على ٱلر%ض إل بإذنه إن
ٱلله بٱلناس لرءوف Uرحيم } * { Vوهو ٱلذي* أح%ياكم %ثم يميتكم %ثم يح%ييكم %إن ٱلنسان لكفور{ V
شرح الكلمات
} سخر لكم ما في الرض { :أي سهل لكم تملكه والتصرف فيه والنتفاع به.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد بذكر مظاهر القدرة والعلم والحكمة قال تعالى } :ألم تر { يا رسولنا
} أن ال أنزل من السماء ماءا { Nأي مطرا Nفتصبح الرض بعد نزول المطر عليها مخضرة بالعشب والنباتات
والزروع ،وقوله } :إن ال لطيف { بعباده } خبير { بما يصلحهم ويضرهم وينفعهم.
وقوله } :به ما في السموات وما في الرض { من الدواب والبهائم على إنعامه وقوله تعالى } :ألم تر أن ال
سخر لكم ما في الرض { من الدواب والبهائم على اختلفها } والفلك { أي وسخر لكم الفلك أي السفن
} تجري في البحر بأمره { أي بإذنه وتسخيره } ،ويمسك السماء أن تقع على الرض { أي كيل تقع على
الرض } إل بإذنه { أي ل تقع إل إذا أذن لها في ذلك وقوله } :إن ال بالناس لرؤوف رحيم { من مظاهر
رأفته ورحمته بهم تلك الرحمة المتجلية في كل جانب من جوانب حياتهم في حملهم في ارضاعهم في غذائهم
في نومهم في يقظتهم في تحصيل أرزاقهم في عفوه عن زلتهم في عدم تعجيل العقوبة لهم بعد استحقاقهم لها
في إرسال الرسل في إنزال الكتب فسبحان ال والحمد ل ول إله ال وال أكبر ،وقوله تعالى } :وهو الذي
أحياكم { بالنشاء واليجاد من العدم ،ثم يميتكم عند انتهاء آجالكم } ثم يحييكم { ويبعثكم ليجزيكم بكسبكم كل
هذه النعم يكفرها النسان فيترك ذكر ربه وشكره ويذكر غيره ويشكر سواه فهذه المظاهرلقدرة الرب وعلمه
وحكمته وتلك اللء والنعم الظاهرة والباطنة توجب اليمان بال وتحتم عبادته وتوحيده وذكره وشكره ،وتجعل
عبادة غيره سnخفا Nوضلل Nعقليا Nل يnقادر قدره ول يnعرف مداه.
هداية اليات
-2إثبات صفات ال تعالى :اللطيف الخبير الغني الحميد الرؤوف الرحيم المحيي المميت.
-4مظاهر قدرة ال تعالى في إمساك السماء أن تقع على الرض،وفي الحياء والماتة والبعث.
} لRكل Rأ)مة@ جعلنا منسكا Sهم %ناسكوه فل ينازعنك في ٱلم%ر وٱد%ع إلى رب#ك إنك لعلى هدgى مOس%تقيم
{ * } وإن جادلوك فقل ٱلله أع%لم بما تع%ملون { * } ٱلله يح%كم بي%نكم %يو%م ٱلقيامة فيما كنتم %فيه
تختلفون { * } ألم %تع%لم %أن ٱلله يع%لم ما في ٱلسمآء وٱلر%ض إن ذلك في كتاب@ إن ذلك على
ٱلله يسير } * { Vويع%بدون من دون ٱلله ما لم %ينز#ل به سلطانا Sوما لي%س لهم %به علم Vوما
للظالمين من نصير@ { * } وإذا تتلى علي%هم %آياتنا بي#نات@ تع%رف في وجوه ٱلذين كفروا ٱلمنكر
يكادون يس%طون بٱلذين يتلون علي%هم %آيتنا قل أفأ)نب#ئ)كم بشر mم#ن ذلكم ٱلنار وعدها ٱلله ٱلذين
كفروا وبئس ٱلمصير {
شرح الكلمات:
} يسطون { :يبطشون.
معنى اليات:
مازال السياق الكريم في بيان هداية ال تعالى لرسوله والمؤمنين ودعوة المشركين الى ذلك قال تعالى } :ولكل
أمة جعلنا منسكا { Nأي ولك أمة من المم التي مضت والحاضرة أيضا Nجعلنا لهم منسكا Nأي مكانا Nيتنسكون فيه
ويتعبدون } هم ناسكوه { أي الن ،فل تلتفت إلى ما يقوله هؤلء المشركون ،ول تقبل منهم منازعة في أمر
واضح ل يقبل الجدل ،وذلك أن المشركين انتقدوا ذبائح الهدى والضحايا أيام التشريق ،واعترضوا على تحريم
الميتة وقالوا كيف تأكلون ما تذبحون ول تأ:لون ما ذبح ال بيمينه وقوله تعالى لرسوله } :وادع إلى ربك { أي
أعرض عن هذا الجدل الفارغ وادع إلى توحيد ربك وعبادته } إنك لعلى هدى مسقيم { أي طريق قاصد هاد
إلى الpسعاد والكمال وهو الpسلم وقوله } :وإن جادلوك { في بيان بعض المناسك والنسك فاتركهم فإنهم جهلة
ل يعلمون وقل } :ال أعلم بما تعملون { أي وسيجزيكم بذلك حسنة وسيئة } وال يحكم بينكم { أي يقضي بينكم
أيها المشركون فيما كنتم فيه تختلفون وعندها تعرفون المحق من المبطل منا وذلك يوم القيامة.
وقوله تعالى } :ألم تعلم أن ال يعلم ما في السماء والرض { بلى إن ال يعلم كل ما في السموات والرض من
جليل ودقيق وجلي bوخفي وكيف ل وهو اللطيف الخبير } .إن ذلك في كتاب { وهو اللوح المحفوظ فكيف
يجهل أو ينسى ،و } إن ذلك { أي كتبه وحفظه في كتاب المقادير } على ال يسير { أي هين سهل ،لنه تعالى
على كل شيء قدير .هذا ما دلت عليه اليات الربع ) (70 ،69 ،68 ،67وقوله تعالى } :ويعبدون من دون
ال ما لم ينزل به سطانا { Nأي ويعبد أولئك المشركون المجادلون في بعض المناسك أصناما Nلم ينزل ال تعالى
في جواز عبادتها حnجmة ول برهانا Nبل ما هو إل إفك افتروه ،ليس له مبه علم ول لبائهم ،وسوف يحاسبون
على هذا الفك ويجزون به في ساعة ل يجدون فيها وليا Nول نصيرا Nإذ هم ظالمون بشركهم بال آلهة مفتراة
ويوم القيامة ما للظالمين من نصير .هذا ما دلت عليه الية ) (71وأما قوله تعالى } :وإذا تتلى عليهم آياتنا
بينات { يخبر تعالى عن أولئك المشركين المجادلين بالباطل أنهم إذا قرأ عليهم أحد المؤمنين آيات ال وهى
بينات في مدلوها تهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم } تعرف { يا رسولنا } في وجوه الذين كفروا المنكر {
أي تتغيbر وجوههم ويظهر عليها النكار على التالي عليهم اليات } يكادون يسطون { أي يبطشون ويقعون بمن
يتلون عليهم آيات ال لهدايتهم وصلحهم.
وقوله تعالى } :قل أفأuنبئكم بpشر oمن ذلكم { أي قل لهم ييا رسولنا أفأنبكم بشر من ذلك الذي تكرهون وهو من
يتلون عليكم آيات ال أنه النار التى وعدها ال الذيبن كفروا أي من أمثالكم ،وبئس المصير تصيرون إليه النار
إن لم تتوبوا من شرككم وكفركم.
هداية اليات
-1تقرير حقيقة وهي أن كل أمة من المم بعث ال فيها رسول Nوشرع لها عبادات تعبده بها.
-3تقرير علم ال تعالى بكل خفي وجلي وصغير وكبير في السموات والرض.
-4تقرير عقيدة القضاء والقدر بتقرير الكتاب الحاوي لذلك وهو اللوح المحفوظ.
-5بيان شدة بغض المشركين للموحدين إذا دعوهم إلى التوحيد وذكروهم باليات.
} يأيOها ٱلناس ضرب مثل Zفٱس%تمعوا له إن ٱلذين تد%عون من دون ٱلله لن يخلقوا ذبابا Sولو
ٱج%تمعوا له وإن يس%لب%هم ٱلذباب شي%ئا Sل يس%تنقذوه منه ضعف ٱلطالب وٱلمطلوب { * } ما قدروا
ٱلله حق قد%ره إن ٱلله لقوي sعزيز } * { Vٱلله يص%طفي من ٱلملئكة رسل Sومن ٱلناس إن ٱلله
سميع Vبصير } * { Vيع%لم ما بي%ن أي%ديهم %وما خلفهم %وإلى ٱلله تر%جع ٱل)مور {
شرح الكلمات:
} ضرب مثل { :أي جعل مثل هو ما تئمنه قوله تعالى } :إن الذين تدعون ..الخ {.
} لن يخلقوا ذبابا : { Nأي لن يستطيعوا خلق ذبابة وهي أحقر الحيوانات تتخلق من العفونات.
} ولو اجتمعوا { :أي على خلقه فإنهم ل يقدرون ،فغكيف إذا لم يتجمعوا فهم أعجز.
معنى اليات :ما زال السياق الكريم في الدعوة إلى التوحيد والتنديد بالشرك والمشركين يقول تعالى } :يا أيها
الناس ضرب مثل فاستمعوا له { أي يا أيها المشركون بال آلهة أصناما Nضرب للهتكم في حقارتها وضعفها
وقلة نفعها مثل رائع فاستمعوا له .وبينه بقوله } :إن الذين تدعون من دون ال { من أوثان وأصنام } لن يخلقوا
ذبابا { Nوهو أحقر حيوان وأخبث أي اجتمعوا واتحدوا متعاونين على خلقه ،ألو يم يجتمعوا له فإنهم ل يقدرون
على خلقه وشيء آخر وهو إن يسلب الذاب الحقير شيئا Nمن طيب آلهتكم التي تضمbخونها به ،ل تستطيع آلهتكم
أن تسترده منه فما أضعفها إذا Nوما أحقرها إذا كان الذباب أقدر منها وأعز وأمنع.
وقوله تعالى } :ضعف الطالب والمطلوب { أي ضعف الصنم والذباب معا Nكما ضعف العابد المشرك والمعبود
الصنم } إن ال لقوي qعزيز { أي قوي قادر على كل شيء عزيز غالب ل يمانع في أمر يريده فكيف ساغ
للمشركين أن يؤلهوا غيره ويعبدونه معه ويجعلونه له مثل .هذا ما دلت عليه اليتان الولى ) (73والثانية )
(74وقوله تعالى } :ال يصطفي من الملئكة رسل Nومن الناس { هذا رد على المشركين عندما قالوا } :أأنزل
عليه الذكر من بيننا { وقالوا:
{ } أبعث ال بشرا SرسولS
فأخبر تعالى أنه يصطفي أي يختار من الملئكة رسل Nكما اختار جبرائيل وميكائيل ،ومن الناس كما اختار
نوحا Nوإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلى ال عليه وسلم } ،إن ال سميع { لقوال عباده طيبها وخبيثها
} بصير { بأعمالهم صالحا Nوفاسدها وعلمه بخلقه وبصره بأحوالهم وحاجاتهم اقتضى أن يصطفي منهم رسل
وقوله } :يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم { أي ما بين أيدي رسله من الملئكة ومن الناس وما خلفهم ماضيا
ومستقبل Nإذ علمه أحاط بكل شيء فلذا حق له أن يختار لرسالته من يشاء فكيف يصح العتراض عليه لول
سفه المشركين وجهالتهم وقوله تعالى } :وإلى ال ترجع المور { هذا تقرير لما تضمنته الجملة السابقة من ان
ال الحق المطلق في إرسال الرسل من الملئكة أو من الناس ول إعتراض عليه في ذلك إذ مرد المور كلها
ب كل شيء ومليكه ل إله غيره ول رب سواه.
إليه بدءا Nونهاية إذا هو ر b
هداية اليات
-3ما قدر ال حق قدره من سوى به أحقر مخلوقاته وجعل له من عباده جزاءا Nوشبها Nومثل.N
-5ذكر صفات الجلل والكمال ل تعالى المقتضية لربوبيته والموجبة للوهيته وهى القوة والعزة ،والسمع
والبصر لكل شيء وبكل شيء والعلم بكل شيء.
} يأيOها ٱلذين آمنوا ٱر%كعوا وٱس%جدوا واع%بدوا ربكم %وٱفعلوا ٱلخي%ر لعلكم %تفلحون { *
ج م#لة أبيكم
} وجاهدوا في ٱلله حق جهاده هو ٱج%تباكم %وما جعل علي%كم %في ٱلد#ين من %حر @
إب%راهيم هو سماكم ٱلمس%لمين من قب%ل) وفي هـذا ليكون ٱلرسول) شهيدا Sعلي%كم %وتكونوا شهدآء
على ٱلناس فأقيموا ٱلصلة وآتوا ٱلزكـاة وٱع%تصموا بٱلله هو مو%لكم %فنع%م ٱلمو%لى ونع%م
ٱلنصير {
شرح الكلمات:
} واعبدوا ربكم { :أي أطيعوه في أمره ونهيه في تعظيم هو غاية التعظيم وذل له هو غاية الذل.
} وافعلوا الخير { :أي من كل ما انتدبكم ال لفعله ورغبكم فيه من صالح القوال والعمال.
} حق جهاده { :أي الجهاد الحق الذي شرعه ال تعالى وأمر به وهو جهاد الكفر والشيطان والنفس والهوى.
} ملة أبيكم { :أي الزموا ملة أبيكم إبراهيم وهي عبادة ال وحده ل شريك له } .وفي هذا { :أي القرآن.
معنى اليات:
بعد تقرير العقيدة بأقسامها الثلث :التوحيد والنبوة والبعث والجزاء ،نادى الرب bتبارك وتعالى المسلمين بعنوان
اليمان فقال } :يا أيها الذين آمنوا { أي ما من آمنتنم بال ربا jوبمحمد رسول Nوبالسلم دينا } ،Nاركعوا
واسجدوا { أمرهم بإقام الصلة } واعبدوا ربكم { أي أطيعوه فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه معظمين له غاية
التعظيم خاشعين له غاية الخشوع } وافعلوا الخير { من كل ما انتدبكم ال إليه ورغبكم فيه من أنواع البر
وضروب العبادات } لعلكم تفلحون { أي لتتأهلوا بذلك للفلح هو الذي هو الفوز بالجنة بعد النجاة من النار.
وقوله } :وجاهدوا في سبيل ال حق جهاده { أي أمرهم أيضا Nبأمر هام وهو جهاد الكفار حتى ل تكون فتنة
ويكون الدين كله ل ومعنى حق جهاده أي كما ينبغي الجهاد من استفزاغ الجهد والطاقة كلها نفسا Nومال Nودعوة
وقوله } :وما جعل عليكم في الدين من حرج { هذه مpنtة ذكjر بها تعالى المؤمنين حتى يشكروا ال بفعل ما
أمرهم به أي لم يضيق عليكم فيما أمركم به بل وسع فجعل التوبة لكل ذنب ،وجعل الكفارة لبعض الذنوب،
ورخص للمسافر والمريض في قصر الصلة والصيام ،ولمن لم يجد الماء أو عجز عن استعماله في التيمnم.
وقوله } :ملة أبيكم ابراهيم { أي الزموا ملة أبيكم وقوله } :هو سماكم المسلمين { أي ال جل جلله هو الذي
سماهم المسلمين في الكتب السابقة وفي القرآن وهو معنى قوله } :هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا { أي
القرآن وقوله } :ليكون الرسول شهيدNا عليكم وتكونوا شهداء على الناس { أي اجتباكم أيها المؤمنون لدينه
السلمي وسماكم المسلمين ليكون الرسول شهيدا Nعليكم يوم القيامة بأنه قد بلغكم ما أرسل به إليكم وتكونوا أنتم
شهداء حينئذ على الرسل أجميعين أنهم قد بلغوا أممهم ما أرسل به إليهم وعليه فاشكروا هذا النعام والpكرام ل
تعالى } فأقيموا الصلة وآتوا الزكاة واعتصموا بال { أي تمسكوا بشرعه عقيدة وعبادة وخلقا Nوأدبا ijوقضاءا
وحكما ،Nوقوله تعالى } :هو مولكم { أي سيدكم ومالك أمركم } فنعم المولى { هو سبحانه وتعالى } ونعم
النصير { أي الناصر لكم ما دمتم أولياءه تعيشون على اليمان والتقوى.
هداية اليات
-2مشروعية السجود عند تلوة هذه الية } وافعلوا الخير لعلكم تفلحون {.
-3فضل الجهاد في سبيل ال وهو جهاد الكفار ،وان ل تأخذ المؤمن في ال لومة لئم.
-4فضيلة هذه المة المسلمة حيث أعطيت ثلثا Nلم يعطها إل نبي كان يقال للنبي عليه السلم اذهب فليس
علك حرج فقال ال لهذه المة } :وما جعل عليكم في الدين من حرج { وكان يقال للنبي عليه السلم أنت شهيد
على قومك وقال ال } :لتكونوا شهداء على الناس { وكان يقال للنبي سل تعطه وقال ال لهذه المة:
{ } ادعوني استجب لكم
دل على هذا قوله تعالى:
{ } هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج
-5فرضية الصلة ،والزكاة ،والتمسك بالشريعة.
سور ة المؤمنون
} قد %أفلح ٱلمؤمنون { * } ٱلذين هم %في صلتهم %خاشعون { * } وٱلذين هم %عن ٱللغو
مOع%رضون { * } وٱلذين هم %للزكـاة فاعلون { * } وٱلذين هم %لفروجهم %حافظون { * } إل
على أز%واجهم %أو %ما ملكت أي%مانهم %فإنهم %غي%ر ملومين { * } فمن ٱب%تغى ورآء ذلك فأ)و%لـئك هم
ٱلعادون { * } وٱلذين هم %لماناتهم %وعه%دهم %راعون { * } وٱلذين هم %على صلواتهم %يحافظون
{ * } )أو%لـئك هم ٱلوارثون { * } ٱلذين يرثون ٱلفر%دو%س هم %فيها خالدون {
شرح الكلمات:
} قد أفلح المؤمنون { :أي فاز قطعا Nبالنجاة من النار ودخول الجنة المؤمنون.
} في صلتهم خاشعون { :أي ساكنون متطامنون ل يتلفتون بعين ول قلب وهم بين يدي ربهم.
} عن اللغو معرضون { :اللغو كل ما ل رpضى aفيه ل من قول وعمل وتفكير ،معرضون أي منصرفون عنه.
} لفروجهم حافظون { :أي صائنون لها عن النظر إليها ل يكشفونها وعن إتيان الفاحشة.
} فمن ابتغى وراء ذلك { :أي طلب ما دون زوجته وجاريته المملوكة شرعيا.N
معنى اليات:
قوله تعالى } :قد أفلح المؤمنون { يخبر تعالى وهو الصادق الوعد بفلح المؤمنين وقد بين تعالى في آية آل
عمران معنى الفلح وهو الفوز بالنجاة من النار ودخول الجنة ووصف هؤلء المؤمنين المفحلين بصفات من
جمعها متصفا Nبها فقد ثبت له الفلح وأصبح من الوارثين الذين يؤثون الفردوس يخلدون فيها وتلك الصفات
هي:
) (1الخشوع في الصلة بأن يسكن فيها المصلي فل يلتفت فيها برأسه ول بطرفه ول بقلبه مع رقة قلب
ودموع عين وهذه أكمل حالت الخشوع في الصلة ،ودونها أن يطمئن ول يتلفت برأسه ول بعينه ول بقلبه في
أكثرها .هذه الصفة تتضمنها قوله تعالى } :الذين هم في صلتهم خاشعون {.
) (2أعراضهم عن اللغو وهو كل قول وعمل وفكر لم يكن فيه ل تعالى إذن به ول رضى فيه ومعنى
إعراضهم عنه :إنصرافهم عنه وعدم التفاتهم إليه ،وقد تضمن هذه الصفة قوله تعالى } :والذين هم عن اللغو
معرضون {.
) (3فعلهم الزكاة أي أداؤهم لفريضة الزكاة الواجبة من أموالهم الناطقة كالمواشي والصامتة كالنقدين والحبوب
والثمار ،وفعلهم لكل ما يزكي النفس من الصالحات وقد تضمن هذه الصفة قوله تعالى } :والذين هم للزكاة
فاعلون {.
) (4حفظ فروجهم من كشفها ومن وطء غير الزوج أو الجارية المملةكة بوجه شرعي وقد تضمن هذه الصفة
قوله تعالى } :والذين هم لفروجهم حافظون إل على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين { في إتيان
أزواجهم وما ملكت أيمانهم ،ولكن الدوم والعقوبة على ما طلب هذا المطلب من غير زوجه وجاريته } فأولئك
هم العادون { أي الظالمون المعتدون حيث تجاوزوا ما أحل ال لهم ما حرم عليهم.
) (5مراعاة المانات والعهود بمعنى محافظتهم على ما ائتمنوا عليه من قول أو عمل ومن ذلك سائر التكاليف
الشرعية حتى الغسل من الجنابة فإنه من المانة وعلى عهودهم وسائر عقودهم الخاصة والعامة فل خيانة ول
نكث ول خVلwف وقد تضمن هذا قوله تعالى } :والذين هم لماناتهم وعهدهم راعون { أي حافظون.
) (6المحافظة على الصلوات الخمس بأدائها ي أوقاتها المحددة لها فل يقدمونها ول يؤخرونها مع المحافظة
على شروطها من طهارة الخبث وطهارة الحدث وإتمام ركوعها وسجودها واستكمال أكثر سننها وآدابها وقد
تضمن هذه الصفة قوله تعالى } :والذين هم على صلتهم يحافظون {.
فهذه ست صفات إجمال Nوسبع صفات تفصيل Nفمن اتصف بها كمل إيمانه وصدق عليه اسم المؤمن وكان من
المفلحين الوارثين للفردوس العلى جعلنا ال تعالى منهم.
هداية اليات
-2تحريم نكاح المتعة لن المتمتع بها ليست زوجة لنها ل ترث ول تورث بخلف الزوجة فإنها لها الربع
والثمن ،ولزوجها النصف والربع ،لن نكاح المتعة هو النكاح إلى أجل معين قد يكون شهرا Nأو اكثر أو أقل.
-3تحريم العادة السريbة وهي نكاح اليد وسحاق المرأة لن ذلك ليس بنكاح زوجة ول جارية مملوكة.
-4وجوب أداء الزكاة ووجوب حفظ المانات ووجوب الوفاء بالعهود ووجوب المحافظة على الصلوات.
-5تقرير حكم التوارث بين أهل الجنة وأهل النار فأهل الجنة يرثون منازل أهل النار وأهل النار يرثون
منازل أهل الجنة اللهم اجعلنا من الوارثين الذين يرثون الفردوس.
} ولقد %خلقنا ٱلنسان من سللة@ م#ن طين@ { * } ثم جعلناه نطفة Sفي قرار@ مكين@ { * } ثم خلقنا
ٱلنطفة علقة Sفخلقنا ٱلعلقة مض%غة Sفخلقنا ٱلمض%غة عظاما Sفكسو%نا ٱلعظام لح%ما Sثم أنشأناه خلقا
آخر فتبارك ٱلله أح%سن ٱلخالقين { * } ثم إنكم %بع%د ذلك لمي#تون { * } ثم إنكم %يو%م ٱلقيامة
تب%عثون {
شرح الكلمات:
} من سللة { :السللة ما يستل من الشيء والمراد بها هنا ما استل من الطين لخلق آدم.
} نطفة في قرار مكين { النطفة قطرة الماء أي المني الذي يفرزه الفحل ،والقرار المكين الرحم المصون.
} العلقة { :الدم المتجمد الذي يعلق بالpصبع لو حاول أحد أن يرفعه بأصبعه كمح البيض.
} خلقا Nآخر { :أي غير تلك المضغة إذ بعد نفخ الروح فيها صارت إنسانا.N
} أحسن الخالقين { :أي الصانعين فال يصنع والناس يصنعون وال أحسن الصانعين.
معنى اليات:
يخبر تعالى عن خلقه النسان آدم وذريته وفي ذلك تتجلى مظاهر قدرته وعلمه وحكمته والتي أوجبت عبادته
وطاعته ومحبته وتعظيمه وتقديره فقال } :ولقد خلقنا النسان { يعني آدم عليه السلم } من سللة من طين {
أي من خلصة طين جمعه فأصبح كالحمإ المسنون فاستل منه خلصته ومنها خلق آدم ونفخ فهي من روحه
فكان بشرا Nسويا Nول الحمد والمنة قوله } :ثم جعلناه نطفة في قرار مكين { أي ثم جعلنا النسان الذي هو ولد
آدم نطفة من صnلwب pآدم } في قرار مكين { هو رحم حواء } ثم خلقنا النطفة { المنحدرة من صلب ادم } علقة {
أي قطعة دم جامدة تعلق بالpصبع لو حاول النسان أن يرفعها بإصبعه } ،فخلقنا العلقة مضغة { وهي قطعة
لحم قدر ما يمضغ الكل } ،فخلقنا المضغة عظاما Nفكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا Nشيئا Nآخر { أي إنسانا
آخر غير آدم الب ،وهكذا خلق ال عز وجل آدم وذريته } ،فتبارك ال أحسن الخالقين { .وقد يصدق هذا على
كون النسان هو خلصة عناصر شتى استحالت إلى نطفة الفحل ثم استحالت إلى علقة فمضغة فنفخ فيها
الروح فصارت إنسانا Nآخر بعد أن كانت جمادا Nل روح فيها وقوله تعالى } :فتبارك ال أحسن الخالقين { فأنثى
ال تعالى على نفسه بما هو أهله أي تعاظم أحسن الصانعين ،إذ ل خالق إل هو ويطلق لفظ الخلق على
الصناعة فحسن التعبير بلفظ أحسن الخالقين.
وقوله تعالى } :ثم إنكم بعد ذلك لميتون { أي بعد خلقنا لكم تعيشون المدة التي حددناها لكم ثم تموتون } ،ثم
إنكم يوم القيامة بتعثون { أحياء للحساب والجزاء لتحيوا حياة أبدية ل يعقبها موت ول فناء ول بلء.
هداية اليات
} ولقد %خلقنا ٱلنسان من سللة@ م#ن طين@ { * } ثم جعلناه نطفة Sفي قرار@ مكين@ { * } ثم خلقنا
ٱلنطفة علقة Sفخلقنا ٱلعلقة مض%غة Sفخلقنا ٱلمض%غة عظاما Sفكسو%نا ٱلعظام لح%ما Sثم أنشأناه خلقا
آخر فتبارك ٱلله أح%سن ٱلخالقين { * } ثم إنكم %بع%د ذلك لمي#تون { * } ثم إنكم %يو%م ٱلقيامة
تب%عثون {
شرح الكلمات:
} من سللة { :السللة ما يستل من الشيء والمراد بها هنا ما استل من الطين لخلق آدم.
} نطفة في قرار مكين { النطفة قطرة الماء أي المني الذي يفرزه الفحل ،والقرار المكين الرحم المصون.
} العلقة { :الدم المتجمد الذي يعلق بالpصبع لو حاول أحد أن يرفعه بأصبعه كمح البيض.
} خلقا Nآخر { :أي غير تلك المضغة إذ بعد نفخ الروح فيها صارت إنسانا.N
} أحسن الخالقين { :أي الصانعين فال يصنع والناس يصنعون وال أحسن الصانعين.
معنى اليات:
يخبر تعالى عن خلقه النسان آدم وذريته وفي ذلك تتجلى مظاهر قدرته وعلمه وحكمته والتي أوجبت عبادته
وطاعته ومحبته وتعظيمه وتقديره فقال } :ولقد خلقنا النسان { يعني آدم عليه السلم } من سللة من طين {
أي من خلصة طين جمعه فأصبح كالحمإ المسنون فاستل منه خلصته ومنها خلق آدم ونفخ فهي من روحه
فكان بشرا Nسويا Nول الحمد والمنة قوله } :ثم جعلناه نطفة في قرار مكين { أي ثم جعلنا النسان الذي هو ولد
آدم نطفة من صnلwب pآدم } في قرار مكين { هو رحم حواء } ثم خلقنا النطفة { المنحدرة من صلب ادم } علقة {
أي قطعة دم جامدة تعلق بالpصبع لو حاول النسان أن يرفعها بإصبعه } ،فخلقنا العلقة مضغة { وهي قطعة
لحم قدر ما يمضغ الكل } ،فخلقنا المضغة عظاما Nفكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا Nشيئا Nآخر { أي إنسانا
آخر غير آدم الب ،وهكذا خلق ال عز وجل آدم وذريته } ،فتبارك ال أحسن الخالقين { .وقد يصدق هذا على
كون النسان هو خلصة عناصر شتى استحالت إلى نطفة الفحل ثم استحالت إلى علقة فمضغة فنفخ فيها
الروح فصارت إنسانا Nآخر بعد أن كانت جمادا Nل روح فيها وقوله تعالى } :فتبارك ال أحسن الخالقين { فأنثى
ال تعالى على نفسه بما هو أهله أي تعاظم أحسن الصانعين ،إذ ل خالق إل هو ويطلق لفظ الخلق على
الصناعة فحسن التعبير بلفظ أحسن الخالقين.
وقوله تعالى } :ثم إنكم بعد ذلك لميتون { أي بعد خلقنا لكم تعيشون المدة التي حددناها لكم ثم تموتون } ،ثم
إنكم يوم القيامة بتعثون { أحياء للحساب والجزاء لتحيوا حياة أبدية ل يعقبها موت ول فناء ول بلء.
هداية اليات
} ولقد %خلقنا فو%قكم %سب%ع طرآئق وما كنا عن ٱلخلق غافلين { * } وأنزلنا من ٱلسمآء مآء
بقدر@ فأس%كناه في ٱلر%ض وإنا على ذهاب@ به لقادرون { * } فأنشأنا لكم %به جنات@ م#ن نخيل
وأع%ناب@ لكم %فيها فواكه كثيرة Uومنها تأكلون { * } وشجرة Sتخرج من طور سي%نآء تنبت
بٱلدOه%ن وصب%غ@ لRلكلين { * } وإن لكم %في ٱلنعام لعب%رة Sنس%قيكم %م#ما في بطونها ولكم %فيها
منافع كثيرة Uومنها تأكلون { * } وعلي%ها وعلى ٱلفلك تح%ملون {
شرح الكلمات:
} سبع طرائق { :أي سبع سموات كل سماء يقال لها طريقة لن بعضها مطروق فوق بعض.
معنى اليات:
ما زال السياق في ذكر نعمه تعالى على النسان لعل هذا النسان يذكر فيشكر فقال تعالى } :ولقد خلقنا فوقكم
سبع طرائق { أي سموات سماء فوق سماء أي طريقة فوق طريقة وطبقا Nفوق طبق وقوله تعالى } :وما كنا
عن الخلق غافلين { أي ولم نكن غافلين عن خلقنا وبذلك انتظم الكون والحياة ،وإل لخرب كل شيىء وفسد
وقوله تعالى } :وأنزلنا من السماء ما aء بقدر { هو ماء المطر أي بكميات على قدر الحاجة وقوله } فأسكناه في
الرض وإنا على ذهاب به لقادرون * فأنشأنا لكم به جنات { أي أوجدنا لكم به بساتين من نخيل وأعناب } لكم
فيها { أي في تلك البساتين } فواكه كثيرة ،ومنها تأكلون { أي ومن تلك الفواكه تأكلون وذكر النخيل والعنب
دون غيرهما لودودهما بين العرب فهم يعرفونهما أكثر من غيرهما فالنخيل بالمدينة والعنب بالطائف.
وقوله } :وشجرة تخرج من طور سيناء { أي وأنتب لكم به شجرة الزيتون وهي } تنبت بالدهن وصبغ للكلين
{ فبزيتها يدهن ويؤتدم فتصبغ اللقمة به وتؤكل .وقوله } :وإن لكم في النعام لعبرة { فتأملوها في خلقها
وحياتها ومنافعها تعبرون بها إلى اليمان والتوحيد والطاعة .وقوله } :نسقيكم مما في بطونها { من ألبان
تخرج من بين فرث ودم ،وقوله } :ولكن فيها منافع كثيرة { كصوفها ووبرها ولبنها وأكل لحومها .وقوله:
} وعليها وعلى الفلك تحملون { وعلى بعضها كالبل تحملون في البر وعلى السفن في البحر ،أفل تشكرون ل
هذه النعم فتذكروه وتشكروه أليست هذه النعم موجبة لشكر المنعم بها فيnعبد وبوحد في عبادته؟.
هداية اليات
-1لبيان قدرة ال تعالى وعظمته في خلق السموات طرائق وعدم غفلته عن سائر خلقه فسار كل شيء لما
خلق له فثبت الكون وانتظمت الحياة.
-2بيان إفضال ال تعالى في إنزال الماء بقدر وإسكانه في الرض وعدم إذهابه مما يوجب الشكر ل تعالى
على عباده.
-4فضل ال على العباد في خلق النعام والسفن للنتفاع بالنعام في جوانب كثيرة منها ،وفي السفن للركوب
عليها وحمل السلع والبضائع من إقليم إلى إقليم.
-5وجوب شكر ال تعالى على انعامه وذلك باليمان به وعبادته وتوحيده فيها.
} ولقد %أر%سلنا نوحا Sإلى قو%مه فقال يقو%م ٱع%بدوا ٱلله ما لكم %م#ن %إلـه@ غي%ره أفل تتقون { *
} فقال ٱلمل) ٱلذين كفروا من قو%مه ما هـذا إل بشر Vم#ثلكم %يريد أن يتفضل علي%كم %ول %و شآء ٱلله
ي آبآئنا ٱلولين { * } إن %هو إل رجل Zبه جنة Uفتربصوا به
لنزل ملئكة Sما سمع%نا بهـذا ف *
حتى حين@ { * } قال رب #ٱنصر%ني بما كذبون {
شرح الكلمات:
} افل تعقلون { :أي أتعبدون معه غيره فغل تخافون غضبه وعقابه.
} ما هذا إل بشر مثلكم { :أي مانوح إل بشر مثلكم فكيف تطيعونه بقبول ما يدعوكم إليه.
} ولو شاء ال لنزل ملئكة { :أي لو شاء ال إرسال رسول لنزل ملئكة رسل.
هذا السياق بداية عدة قصص ذكرت على إثر قصة بدأ خلق النسان الول آدم عليه السلم فقال تعالى } :ولقد
أرسلنا نوحا { Nأي قبلك يا رسولنا فكذبوه .كما كذبك قومك وإليك قصته إذ قال يا قوم ابعدوا ال أي وحدوه في
العبادة ،ول تعبدوا معه غيره } مالكم من إله غيره { أي إذ ليس لكم من إله غيره يتسحق عبادتكم .وقوله:
} أفل تتقون { أي أتعبدون معه غيره أفل تخافون غضبه عليكم ثم عقابه لكم؟.
فأجابه قومه المشركون بما أخبر تعالى به عنهم في قوله } :فقال المل الذين كفروا من قومه { أي فرد عليه
قوله أشرافهم وأهل الحل والعقد فيهم من أغنياء وأعيان ممن كفروا من قومه } ما هذا { أي نوح } إل بشر
مثلكم يريد أن يتفضل عليكم { أي يسود ويشرف فادعى أنه رسول ال إليكم } ولو شاء ال { أي أن ل نعبد
معه سواه } لنزل ملئكة { تخبرنا بذلك } ما سمعنا بهذا { أي بالذي جاء به نوح ودعا إليه من ترك عبادة
آلهتنا } في آبائنا الولين { أي لم يقل به أحد من أجدادنا السابقين } إن هو إل رجل به جنة { أي ما نوح إل
رجل به مس من جنون ،وإل لما قال هذا الذي يقول من تسفيهنا وتسفيه آبائنا } فتربصوا به حتى حين { أي
انتظروا به أجله حتى يموت ،ول تتركوا دينكم لجله وهنا وبعد قرون طويلة بلغت ألف سنة إل خمسين شكا
ب انصرني بما كذبون { أي أهلكهم بسبب
نوح إلى ربه وطلب النصر منه فقال ما أخبر تعالى به عنه } قال ر b
تكذيبهم إياي وانصرني عليهم.
هداية اليات
-1إثبات النبوة المحمدية بذكر أخبار الغيب التي ل تعلم إل من طريق الوحي.
-3بيان سنة نم سنن البشر وهي أن دعوة الحق أول من يردها الكبراء من أهل الكفر.
-4بيان كيف يرد لالمون دعوة الحق بإتهام الدعاة بما هم براء منه كالجنون وغيره من التهامات كالعمالة
لفلن والتملق لفلن..
} فأو%حي%نآ إلي%ه أن ٱص%نع ٱلفلك بأع%يننا ووح%ينا فإذا جآء أم%رنا وفار ٱلتنور فٱس%لك %فيها من كل
زو%جي%ن ٱثني%ن وأه%لك إل من سبق علي%ه ٱلقو%ل) منهم %ول تخاطب%ني في ٱلذين ظلمو*ا إنهم %مOغرقون
{ * } فإذا ٱس%توي%ت أنت ومن معك على ٱلفلك فقل ٱلحم%د لله ٱلذي نجانا من ٱلقو%م ٱلظالمين {
* } وقل رب #أنزلني منز Sل مOباركا Sوأنت خي%ر ٱلمنزلين { * } إن في ذلك ليات@ وإن كنا لمب%تلين
{
شرح الكلمات:
} فأوحينا إليه أن اصنع { :أي أعلمناه بطريق سريع خفي أي اصنع الفلك.
} وفار التنور { :تنور الخباز فاز منه الماء آيية بداية الطوفان.
} ول تخاطبنى في الذين ظلموا { :أي ل تكلمني في شأن الظالمين فإني حكمت بإغراقهم.
} وقل رب { :أي وادعني قائل Nيا رب أنزلني منزل jمباركا jمن الرض.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في ذكر قصة نوح عليه السلم مع قومه فقد جاء في اليات السابقة أن نوحا jعليه السلم
دعا ربه مستنصرا Nإياه لينصره على قومه الذين كذبوه قائل:
{ } رب انصرني بما كذبوا
فاستجاب ال تعالى دعاءه فأوحى إليه أي أعلمه بطريق الوحي الخاص } أن أصنع الفلك { أي السفينة } بأعيننا
ووحينا { أي بمرأى منا ومنظر وبتعليمنا إياك وجعل له علمة على بداية هلك القوم أن يفور التنور تنور
طبخ الخبز بالماء وأمره إذا راى تلك العلمة أن يدخل في السفينة من كل زوج أي ذكر وأنثى اثنين من سائر
الحيوانات التي أمكنه ذلك منه وأن يركب فهيا أيضا Nأهله من زوجة وولد إل من قضى ال بهلكه ونهاه أن
يكلمه في شأن الظالمين لنهم مغرقون قطعا .هذا ما تضمنته الية الولى ) } (27فأوحينا إليه أن اصنع الفلك
بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا { أي بإهلك الظالمين المشركين } وفار التنور ،فاسلك فيها { أي في السفينة
} من كل زوجين اثنين ،وأهلك { أي أزواجك وأولدك } إل من سبق عليه القول منهم { أ•ي بإهلكهم كامرأته،
} ول تخاطبين في الذين ظلموا { أي ل تسألني عنهم فإني مهلكهم.
وقوله تعالى } :فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك { أي إذا ركبت واستقررrت على متن السفينة أنت ومن
معك من المؤمنين فاحمدنا فقل الحمد ل الذي نجانا من القوم الظالمين وادعنا ضارعا Nإلينا قائل } Nرب أنزلني
منزل Nمباركا { Nأي من الرض ،وlأثwن علينا خيرا Nفقل } وأنت خير المنزلين { وقوله تعالى } :إن في ذلك ليات
{ أي المذكور من قصة نوح لدلئل على قدرة ال تعلمه ورحمته وحكمته ووجوب اليمان به وتوحيده في
عبادته .وقوله } :وإن كنا لمبتلين { أي مختبرين عبادنا بالخير والشر ليرى الكافر من المؤمن ،والمطيع من
العاصي ويتم الجزاء حسب ذلك بإظهار للعدالة اللهية والرحمة الربانية.
هداية اليات:
-4سنية قول بسم ال والحمد ل سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ،وإنا إلى ربنا لمنقلبون عند
ركوب الدابة أو السفينة ونحوها كالسيارة والطيارة.
شرح الكلمات:
} ثم أنشأنا من بعدهم قjرrنا Nآخرين { :أي خلقنا من بعد قوم نوح الهالكين قوما Nآخرين هم عاد قوم هود.
} إن هو إل رجل { :أي ما هو إل رجل… افترى على ال كذبا Nأي كذب على ال تعالى.
معنى اليات:
هذه بداية قصة هود عليه السلم بعد قصة نوح عليه السلم أيضا Nفقال تعالى } :ثم أنشأنا من بعدهم { أي خلقنا
وأوجدنا من بعد قوم نوح الهالكين قوما Nآخرين هم عاد قوم هود } فأرسلنا فيهم رسول jمنهم { هو هود عليه
السلم بأن قال لهم } :أن اعبدوا ال ما لكم من إله غيره { أي اعبدوا ال بطاعته وإفراده بالعبادة إذا ل يوجد
لكم إله غير ال تصح عبادته إذ الخالق لكم الرازق ال وحده فغيره ل يستحق العبادة بحال من الحوال وقوله:
} أفل تتقون { يحثهم على الخوف من ال ويأمرهم به قبل أن تنزل بهم عقوبته.
وقوله تعالى } :وقال المل من قومه الذين كفروا { أي وقال أعيان البلد وأشرافها من قوم هود ممن كفروا
بال ورسوله وكذبوا بالبعث والجزاء في الدار الخرة وقد أترفهم ال تعالى :بالمال وسعة الرزق فأسرفوا في
الملذ والشهوات :قالوا :وماذا قالوا؟:
قالوا ما أخبرنا تعالى به عنهم بقوله } :ما هذا إل بشر مثلكم { أي ما هذا الرسول إل بشر مثلكم } يأكل مما
تأكلون منه { من أنواع الطعام } ويشرب مما تشربون { من ألوان الشراب أي فل فرق بينكم وبينه فكيف
ترضون بسيادته عليكم يأمركم وينهاهم .وقالوا } :ولئن أطعتم بشرا Nمثلكم إنكم إذا Nلخاسرون { أي خاسرون
حياتكم ومكانتكم ،وقالوا } :أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا Nوعظاما { Nأي فنيتم وصرتم ترابا } Nأنكم مnخwرpجون {
أي أحياء من قبوركم .وقالوا } :هيهات هيهات { أي بlعnد nبعrدا Nكبيرا Nما يعدكم به هود إنهاما } هي إل حياتنا
الدنيا { أي } نموت ونحيا { جبل يموت وجيل يحيا } وما نحن بمبعوثين { وقالوا } :إن هو إل رجل افترى
على ال كذبا { Nأي اختلق الكذب على ال وقال عنه أنه يبعثكم ويحاسبكم ويجزيكم بكسبكم } .وقالوا ما نحن
بمبعوثين { هذه مقالتهم ذكرها تعالى عنهم وهي مصرحة بكفرهم وتكذيبهم وإلحادهم وما سيقوله هود عليه
السلم سيأتي في اليات بعد.
هداية اليات:
-1بيان سنة ال تعالى في إرسال الرسل ،وما تبتدىء به دعوتهم وهو ل إله إل ال.
-3الترف يسبب كثيرا Nمن المفاسد والشرور ،ولهذا يجب أن يnحذjر rبالقتصاد.
-4تقرير عقيدة البعث والجزاء وإثباتها وهي ما ينكره الملحدة هروبا Nمن الستقامة.
-5تVكأة عامة المشتركين وهي كيف يكون الرسول رجل jمن البشر ،دفعا Nللحق وعدم قبوله.
} قال رب #ٱنصر%ني بما كذبون { * } قال عما قليل@ ليص%بحن نادمين { * } فأخذتهم ٱلصي%حة
بٱلحق Rفجعلناهم %غثآء gفبع%دا SلRلقو%م ٱلظالمين { * } ثم أنشأنا من بع%دهم %قرونا Sآخرين { * } ما
تس%بق من %أ)مة@ أجلها وما يس%تأخرون { * } ثم أر%سلنا رسلنا تترى كل ما جآء أ)مة Sرسولها
كذبوه فأتبع%نا بع%ضهم %بع%ضا Sوجعلناهم %أحاديث فبع%دا SلRقو%م@ ل يؤمنون {
شرح الكلمات:
} فجعلناهم غثاء { :كغثاء السيل وهو ما يجمعه الوادي من العيدان والنبات اليابس } .فبعدا : { Nأي هلكا Nلهم.
} ثم أنشأنا { :أي أوجدنا من بعدهم أهل قرون آخرين كقوم صالح وإبراهيم .ولوط وشعيب.
معنى اليات:
هذا ما قال هود عليه السلم بعد الذي ذكر تعالى من أقوال قومه الكافرين } قال رب { أي يا رب } انصرني
بما كذبون { أي بسبب تكذيبهم لي وردهم دعوتي وإصرارهم على الكفر بك وعبادة غيرك فأجابه الرب تبارك
وتعالى بقوله } :عما قليل ليصبحن نادمين { أي بعد قليل من الوقت وعزتنا وجللنا ليصبحن نادمين أي
ليصيرن نادمين على كفرهم بي وإشراكهم في عبادتي وتكذيبهم إياك ولم يمض إل قليل زمن حتى أخذتهم
الصيحة صيحة الهلك ضمن ريح صرصر في أيام نحسات فإذا هم غثاء كغثاء السبيل ل حياة فيهم ول فائدة
ترجى منهم } فبعدا Nللقوم الظالمين { أي هلكا Nللظالمين بالشرك والتكذيب والمعاصي وقوله تعالى } :ثم أنشأنا
من بعدهم قرونا Nآخرين { أي ثم أوجدنا بعد إهلكنا عادNا أهل قرون آخرين كقوم صالح وقوم إبراهيم وقوم
لوط وقوم شعيب .وقوله تعالى } :وما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون { أي أن كل أمة حكمنا بهلكها ل
يمكنها أن تسبق أجلها أي وقتها المحدود لها فتتقدمه كما ل يمكنها أن تتأخر عنه بحال.
وقوله تعالى } :ثم أرسلنا رسلنا تترا { أي يتبع بعضها بعضا } Nكلما جاء أمة رسولها كذبوه فاتبعنا بعضهم
بعضا { Nأي في الهلك فكلما كذبت أمة روسلها ورفضت التوبة إلى ال والنابة إليه أهلكها،وقوله تعالى
} وجعلناهم أحاديث { أي لمن بعدهم يذكرون أحوالهم ويروون أخبارهم } فبعدا { Nأي هلكا Nمنا } لقوم ل
يؤمنون { في هذا تهديد قوي لقريش المصرة على الشرك والتكذيب والعناد .وقد مضت فيهم سنة ال فأهلك
المجرمين منها.
هداية اليات:
-3تقرير حقيقة تاريخية علمية وهي أن المم السابقة كلها هلكت بتكذيبها وكفرها ولم ينج منها عند نزول
العذاب بها إل المؤمنون مع رسولهم.
-4كرامة هذه المة المحمدية أن ال تعالى ل يهلكها هلكا Nعاما jبل تبقى بقاء الحياة تقوم بها الحجة ل تعالى
على المم والشعوب المعاصرة لها طيلة الحياة.
} ثم أر%سلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان@ مOبين@ { * } إلى فر%عو%ن وملئه فٱس%تكبروا
وكانوا قو%ما Sعالين { * } فقالو*ا أنؤمن لبشري%ن مثلنا وقو%مهما لنا عابدون { * } فكذبوهما
فكانوا من ٱلمه%لكين { * } ولقد %آتي%نا موسى ٱلكتاب لعلهم %يه%تدون { * } وجعلنا ٱب%ن مر%يم
وأ)مه آية Sوآوي%ناهمآ إلى رب%وة@ ذات قرار@ ومعين@ {
شرح الكلمات:
} بآياتنا وسلطان مبين { :اليات هي التسع اليات وهي الحدة والسلطان المبين.
} وكانوا قوما Nعالين { :أي علوا أهل تلك البلد قهرا NواستبدادNا وتحكما.N
} وقومهما لنا عابدون { :أي مطيعون ذليلون نستخدمهم فيما نشاء وكيف نشاء.
} وجعلنا ابن مريم { :أي عيسى حجة وبرهانا Nعلى وجود ال وقدرته وعلمه ووجوب توحيده.
} إلى ربوة ذات فرار معين { :إلى مكان مرتفع ذي استقرار وفيه ماء جار عذب وفواكه وخضر.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في ذكر نبذ من قصص الولين للعظة والعتبار ،ولقامة الحجة على مشركي قريش
فقال تعالى } :ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين { أي بعد تلك المم الخالية أرسلنا موسى بن
عمران وأخاه هارون بسلطان مبين أي بحجج وبراهين بينة دالة على صدق موسى وما يدعو إليه من عبادة
ال وتوحيده فيها والخروج بيني إسرائيل إلى الرض المباركة أرض الشام إلى فرعون ملك مصر يومئذ وملئه
من أشراف قومه وعليتهم فاستكبروا عن قبول دعوة الحق وكانوا عالين على أهل تلك البلد فاهرين لها
مستبدين بها وقالوا ردا Nعلى دعوة موسى وهارون ما أخبر تعالى به في قوله } :فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا
وقومهما لنا عابدون { أي خاضعون مطيعون .هكذا أعلنوا متعجبين من دعوة موسى وهارون إلى اليمان
برسالتهما فقالوا :أنؤمن لبشر من مثلنا أي كيف يكون هذا أنتبع رجلين مثلنا فنصبح نأتمر بأمرهما وننتهي
بنهيمهما وكيف يتم ذلك وقومهما يعنون بني إسرائيل لنا عابدون .أي خاضعون لنا ومطيعون لمرنا ونهينا.
قال تعالى } :فكذبوهما { ،فيما دعواهما إليه من اليمان والتوحيد وإرسال بني إسرائيل إلى أرض الميعاد
فترتب على تكذيبهم لرسولي ال موسى وهارون هلكهم فكانوا من المهلكين حيث أغرقهم ال أجمعين ،وقوله
تعالى } :ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون { ،ويخبر تعالى أنه بعد إهلك فرعون ونجاة بني غسرائيل
آتى موسى التوراة من أجل هداية بني إسرائيل عليها لنها تحمل النور والهدى .هذه أيدى ال على خلقه وآياته
فيهم فسبحانه من إله عزيز رحيم.
وقوله تعالى } :وجعلنا ابن مريم وأمه { أي جعل عيسى ووالدته مريم } آية { حيث ونجاة بني إسرائيل آتى
موسى التوراة من أجل هداية بني إسرائيل عليها لنها تحمل النور والهدى .هذه أيادي ال علىخلقه وآياته فيهم
فسبحانه من إله عزيز رحيم .وقوله تعالى } :وجعلنا ابن مريم وأمه { أي جعل عيسى ووالدته مريم } آية {
حيث خلق عيسى من غير أب فهي آية دالة على قدرة ال وعلمه ورحمته وحكمته وهذه موجبة اليمان به
عبادته وتوحيده والتوكل عليه والنابة والتوبة إليه.قوله تعالى } :وآويناهما إلى ربوة ذات قرار و lمعين { أي
أنزلنا مريم وولدها بعد اضطهاد اليهود لهما ربوة عالية صالحة للستقرار عليها بها فاكهة وماء عذب جار
إكرام ال تعالى له ولوالدته فسبحان المنعم على عباده المكرم لوليائه.
هداية اليات:
-3مظاهر قدرة ال وعلمه ورحمته في إرسال الرسل باليات وفي إهلك المكذبين.
-4آية ولدة عيسى من غير أب مقررة قدرة ال تعالى على إحياء الموتى ،وبعث الناس من قبورهم للحساب
والجزاء.
} يأيOها ٱلرOسل) كلوا من ٱلطي#بات وٱع%ملوا صالحا SإنRي بما تع%ملون عليم } * { Vوإن هـذه أ)متكم
أ)مة Sواحدة Sوأنا ربOكم %فٱتقون { * } فتقطعو*ا أم%رهم %بي%نه %م زبرSا كل ح %زب@ بما لدي%هم %فرحون { *
} فذر%هم %في غم%رتهم %حتى حين@ { * } أيح%سبون أنما نمدOهم %به من مال@ وبنين { * } نسارع
لهم %في ٱلخي%رات بل ل يشعرون {
شرح الكلمات:
} فتقطعوا أمرهم { :أي اختلفوا في دينهم فأصبحوا طوائف هذه يهودية وتلك نصرانية.
} في غمرتهم { :أي في ضللتهم.
معنى الكلمات:
بعد أن أكرم ال تعالى عيسى ووالدته بما أكرمهما به من إيوائهما إلى ربوة ذات قرار ومعين خاطب عيسى
عبده ورسوله قائل } :يا أيها الرسل كلوا من الطيبات { أي الحلل فكان عيسى عليه السلم يأكل من غزل أمه
إذا كانت تغزل الصوف بأجرة فكانا يأكلن من ذلك أكل من الطيب كما أمرهما ال تعالى وقوله } :واعملوا
صالحا { ijكلوا من الحلل واعملوا صالحا Nبأداء الفرائض والكثار من النوافل ،وقوله } :إني بما تعملون عليم {
فيه وعد بأن ال تعالى سيثيبهم على ما يعلمون من الصالحات .وقوله } :وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم
فاتقون { أعلمهم أن ملتهم وهي الدين السلمي دين واحد فل ينبغي الختلف فيه واعلمهم أيضا Nأنه ربهم أي
مالك أمرهم والحاكم عليهم فليبتغوه بفعل ما أمرهم به وترك ما نهاهم عنه ،لينجوا من عذابه ويظفروا برحمته
ودخول جنته.
وقوله تعالى } :فتقطعوا أمرهم بينهم { أي دينهم } زبرا Nكل حزب بما لديهم فرحون { أي فرقوا دينهم فرقا
فذهب كل فرقة بقطعة منه وقسموا الكتاب إلى كتب فهذه يهودية وهذه نصرانية واليهودية فرق والنصرانية
ل فيه} ..
فرق والنجيل أصبح أناجيل متعددة وصارت كل جماعة فرحة بما عندها مسرورة به ل ترى الحق إ t
كل حزب بما لديهم فرحون { وهنا أمر ال رسوله أن يتركهم في غمرة ضللتهم إلى حين أن ينزل بهم ما
قضى به الرب تعالى على أهل الختلف في دينه } فذرهم في غمرتهم حتى حين { إذ قال له في سورة النعام
{ } إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا Sلست منهم في شيىء
وفيه من التهديد ما فيه .وهذا الذي نعاه تعالى على تلك المم قد وقعت فيه أمة السلم فاختلفوا في دينهم
مذاهب وطرقا Nعديدة ،وياللسف وقد حلت بهم المحن ونزل بهم البلء نتيجة ذلك الخلف .وقوله } :أيحسبون
أنما نمدهم به من مال وبنين { مع اختلفهم وانحرافهم مسارعة لهم منا في الخيرات ل بل ذلك استدراج لهم
ليهلكوا ولكنهم ل يشعرون بذلك .لشدة غفلتهم واستيلء غمرة الضللة عليهم.
هداية اليات.
-2السلم دين البشرية جمعاء ول يحل الختلف فيه بل يجب التمسك به وترك ما سواه.
-4إذا انحرفت المة عن دين ال ،ثم رزقت المال وسعة العيش كان ذلك استدراجا Nلها ،ولم يكن إكراما jمن
ل على رضى ربها عنها بل ما هو إل فتنة ليس غير.
ال لها دا j
} إن ٱلذين هم م#ن %خشية رب#هم %مOشفقون { * } وٱلذين هم بآيات ربهم %يؤمنون { * } وٱلذين
هم برب#هم %ل يشركون { * } وٱلذين يؤتون مآ آتوا وقلوبهم %وجلة Uأنهم %إلى رب#هم %راجعون { *
} أ)و%لـئك يسارعون في ٱلخي%رات وهم %لها سابقون { * } ول نكلRف نفسا Sإل وس%عها ولدي%نا
كتاب Vينطق بٱلحق Rوهم %ل يظلمون {
شرح الكلمات:
} أنهم إلى ربهم راجعون { :أي لنهم إلى ربهم راجعون فيحاسبهم ويسألهم ويجزيهم.
} ولدينا كتاب ينطق بالحق { :وهو ما كتبه الكرام الكاتبون فإنه ناطق بالحق.
} وهم ل يظلمون { :أي بنقض حسنة من حسناتهم ول بزيادة سيئة على سيآتهم.
معنى اليات:
لما ذكر تعالى حال الذين فرقوا الذين فرقوا دينهم فذهبت كل فرقة منهم بكتاب ومذهب ولقب ونعى عليهم ذلك
التفرق وأمر رسوله أن يتركهم في غمرة خلفاتهم ويدعهم إلى حين يلقون جزاءهم عاجل Nأو آجل :أثنى
تبارك وتعالى على عباده المؤمنين من أهل الخشية ،فقال وقوله الحق } :إن الذين هم من خشية ربهم
مشفقون { أي من عذابه خائفون من الوقوف بين يديه فهذه صفة لهم وآخرى } والذين هم بآيات ربهم
يؤمنون { أي بحجج ال تعالى التي تضمنتها آياته يؤمنون أي يوقنون وثالثة } :والذين هم بربهم ل يشركون {
أى في ذاته ول صفاته ولعباداته فيعبدونه بما شرع لهم موحدينه في ذلك ورابعة } :والذين يؤتون ما آتوا
وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون { .أي يؤتون الزكاة وسائر الحقوق والواجبات وقلوبهم خائفة من ربهم
أن يكونوا قد قصروا فيما أوجب عليهم وخائفة أن ل يقبل منهم عملهم ،وذلك ناجم لهم من قوة إيمانهم
برجوعهم إلى ربهم ووقوفهم بين يديه ومساءلته لهم :لم قدمت؟ لم أخرت؟ وقوله تعالى } :أولئك يسارعون في
الخيرات وهم لها سابقون { في هذا بشرى لهم إذ أخبر تعالى أنهم يسارعون في الخيرات ،وأنهم سبق ذلك لهم
في الزل فهنيئا Nلهم .وقوله تعالى } :ول نكلف نفسا Nإل وسعها { فيه قبول عذر من بذل جهده في المسارعة
في الخيرات ولم يلحق بغيره أعذره ربه فإنه ل خوف عليه ما دام قد بذلك جهده إذ هو تعالى } ل يكلف نفسا
إل وسعها { أي طاقتها وما يتسع له جهده.
وقوله } :ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم ل يظلمون { فيه وعد qلولئك المسارعين بالخيرات بأن mأعمالهم مكتوبة
لهم في كتاب ينطق بالحق ل يخفى حسنة من حسناتهم ويستوفونها كاملة وفيه وعيد لهل الشرك واللمعاصي
بأن mأعمالهم محصاة عليهم قد ضمها كتاب صادق وسوف يجزون بها وهم ل يظلمون فل تكتب عليهم سيئة لم
ل بما كانا يكسبون.
يعملوها قط ول يجزون إ t
هداية اليات
شرح الكلمات:
} ولهم أعمال من دون ذلك { :أي من دون أعمال المؤمنين التي هي الخشية واليمان باليات والتوحيد
والمراقبة.
} هم لها عاملون { :أي سيعملونها لتكون سبب نهايتهم حيث يأخذهم ال تعالى بها.
} إذا هم يجأرون { :أي يصرخون بأعلى أصواتهم ضاجين bمستغيثين ممmا حل tتعالى بهم.
} مستكبرين به { :أي بالحرم أي كانوا يقولون :ل يظهر علينا فيه أحد لن{ا أهل الحرم.
} سامرا jتهجرون { :اي تسمرون بالحرم ليل jهاجرين الحق وسماعه على قراءة فتح التاء وعلى قراءة ضمها
تهجرون أي تقولوا الهجر من القول كالفحش والقبح.
معنى اليات } :بل قلوبهم في غمرة من هذا { أي ليس المر كما يحسب هؤلء المشركون أن{ا نمدهم بالمال
مسارعة منا لهم في الخيرات لرضانا عنهم ل بل إن قلوبهم في غمرة وعمى من القرآن } ولهم أعمال من
دون ذلك { أي دون عمل المؤمنين } هم لها عاملون { حتى تنتهي بمترفيهم إلى هلكهم ودمارهم وقوله تعالى:
} حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون { أي استمرت العمال الشركية الpجرامية حتى أخذ ال تعالى
مترفيهم في بدر بعذاب القتل والسر } إذا هم يجأرون { يضجون بالصراخ مستغيثين ،وال تعالى يقول لهم:
} ل تجأروا اليوم إنكم منا ل تنصرون { وذكر تعالى لهم ما كانوا عليه من التكذيب والستكبار وقول الهجر
موبخا Nإياهم } قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون { هروبا Nمن سماعها حال كونكم
} مستكبرين به { أي بالحرم زاعمين أنكم أهل الحرم ،وأن أحدا jل يظهر عليكم فيه لنكم أهله وقوله } :سامرا
تهجرون { أي تسمرون بالليل تهجرون بذلك سماع الحق ودعوة الحق التي تVتلى بها عليكم آيات ال .وقد
قرىء تVهجرون بضم التاء وكسر الجيم أي تقولن أنثاء سمركم في الليل الهجر من القول كالكفر وقول الفحش
وما ل خير فيه من الكلم ،وكانوا كذلك.
وقوله تعالى } :أفلم يدبروا القول { الذي يسمعونه من نبينا محمد صلى ال عليه وسلم فيعرفوا أنه حق وخير
وأنه فيه صلحهم } أم جاءهم { من الدين والشرع } ما لم يأت أباءهم الولين { فقد جاءت رسل ونزلت كتب
وهم يعرفون ذلك .أم لم يعرفوا رسولهم محمدا Nصلى ال عليه وسلم فهم له منكرون إنهم يعرفونه بصدقه
وطهارته وكماله منذ نشأته وصباه إلى يوم أن دعاهم إلى ال } أم يقولون به جن{ة { أي جنون وأين الجنون من
رجل ينطق بالحكمة ويعمل بها ويدعو إليها } بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون { ،وهذا هو سر
إعراضهم واستكبارهم -إنه كراهيتهم للحق لطول ما ألفوا الباطل وعاشوا عليه ،وهذه سنة البشر في كل
زمان ومكان.
هداية اليات:
-1غمرة الجهل والتعصب وعمى التقليد هي سبب إعراض الناس عن الحق ومعارضتهم له.
-3بيان الذنوب التي أخذ بها مترفو مكة ببدر وهي هروبهم من سماع القرآن ونكوصهم عند سماعه على
أعقابهم حتى ل يسمعوه واستكبارهم بالحرم واعتزارهم به جهل Nوضلل واجتماعهم في الليالي الطوال
يسمرون على اللهو وقول الباطل هاجرين سماع القرآن وما يدعو إليه من هدى وخير.
} ولو ٱتبع ٱلحق أه%وآءهم %لفسدت ٱلسماوات وٱلر%ض ومن فيهن بل أتي%ناهم %بذكرهم %فهم %عن
ذكرهم %مOع%رضون { * } أم %تس%ألهم %خر%جا Sفخراج رب#ك خ %ير Vوهو خي%ر ٱلرازقين { * } وإنك
ط مOس%تقيم@ { * } وإن ٱلذين ل يؤمنون بٱلخرة عن ٱلص#راط لناكبون { *
لتد%عوهم %إلى صرا @
} ولو %رحم%ناهم %وكشفنا ما بهم %م#ن ضر mللجOوا في طغيانهم %يع%مهون { * } ولقد %أخذناهم
بٱلعذاب فما ٱس%تكانوا لرب#هم %وما يتضرعون { * } حتى إذا فتح%نا علي%هم %بابا Sذا عذاب@ شديد@ إذا
هم %فيه مب%لسون {
شرح الكلمات:
} أتيناهم بذكرهم { :أي بالقرآن العظيم الذي فيه ذكرهم فيه يذكرون ويnذكرون.
} عن الصراط لناكون { :أي عن السلم أي متنكبونه جاعلوه على منكب أي جانب عادلون عنه.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في دعوة المشركين إلى التوحيد واليمان بالبعث والجزاء فقوله تعالى } :ولو اتبع الحق
أهواءهم لفسدت السموات والرض ومن فيهن { هذا كلم مستأنف لبيان حقائق أخرى منها أن هؤلء
ق النازل من عند ال والذي يمثله القرآن أهواءهم أي ما يهوونه ويشتهونه فكان يوافقهم
المشركين لو اتبع الح ~
عليه لدى ذلك إلى فساد الكون كلع علويه وسفليه ،وذلك لنهم أهل باطل ل يرون إل الباطل ويصبح سيرهم
معاكسا Nللحق فيؤدي حتما إلى خراب الكون وقوله تعالى } :بل أتيناهم بذكرهم { أي جئناهم بذكرهم الذي هو
القرآن الكريم إذ به يذكرون وبه يnذكرون لنه سبب شرفهم ،وقوله ك } فهم عن ذكرهم معرضون { ،فهم
لسوء حالهم وفساد قلوبهم معرضون عما به يذكرون ويذكرون ،,وقوله تعالى } :أم تسألهم خرrجا { Nأي أجرا
ومال } Nفخراج ربbك خير { أي ثواب رب•ك الذي يثيبك به خير وهو تعالى خير الرازقين وحاشا رسول ال
صلى ال عليه وسلم أن يسألهم عن التبليغ أجرا Nوقوله تعالى } :وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم { أي إلى
السلم طريق السعادة والكمال في الدنيا والخرة ،وقوله تعالى } :وإن الذين ل يؤمنون بالخرة عن الصراط
الناكبون { أي علة تنكبlهم أي ابتعادهم عن السلم هو عدم إيمانهم بالخرة ،وهو كذلك فالقلب الذي ل يعمره
اليمان بلقاء ال والجزاء يوم القيامة صاحبه ضد كل خير ومعروف ول يؤمل منه ذلك لعلة كفره بالخرة.
وقوله تعالى } :ولو رحمنا وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون { يخبر تعالى أنه لو رحم أولئك
المشركين المكذبين بالخرة ،وكشف ما بهم من ضر أصابهم من قحط وجدب وجوع ومرض ل يشكرون ال،
بل يتمادون في عتوهم وضللهم وظلمهم يعمهون حيارى يترددون ،وقوله تعالى :ولقد أخذناهم بالعذاب { وهي
سنوات الجدب والقحط بدعوة رسول ال صلى ال عليه وسلم وما أصابهم من قتل وجراحات وهزائم في بدر.
وقوله } :فما استكانوا لربهم وما يتضرعون { فما ذلوا لربهم وما دعوه ول تضرعوا إليه بل بقوا على طغيانهم
في ضللهم ومرد هذا ظلمة النفوس الناتجة عن الشرك والمعاصي.
وقوله تعالى } :حتى إذا فتحنا عليهم بابا Nذا عذاب شديد { وهو معركة بدر وما أصاب المشركين من القتل } إذ
هم فيه ملبسون { أي آيسون من كل خير حزنون قنطون وذلك لظلمة نفوسهم بالشرك والمعاصى.
هداية اليات:
-3التكذيب بيوم القيامة وما يتم فيه من حساب وجزاء هو الباغث على كل شر والمانع من كل خير.
-4من آثار ظلمة النفس نتيجة الكفر اليأس والقنوط والتمادي في الشر والفساد.
} وهو ٱلذي* أنشأ لكم ٱلسم%ع وٱلب%صار وٱلفئدة قليل Sما تشكرون { * } وهو ٱلذي ذرأكم %في
ٱلر%ض وإلي%ه تح%شرون { * } وهو ٱلذي يح%يي ويميت وله ٱختلف ٱللي%ل وٱلنهار أفل تع%قلون {
* } بل قالوا مثل ما قال ٱلولون { * } قالو*ا أإذا متنا وكنا ترابا Sوعظاما Sأإنا لمب%عوثون { * }
لقد %وعد%نا نح%ن وآبآؤ)نا هـذا من قب%ل) إن %هـذآ إل أساطير ٱلولين {
شرح الكلمات:
ل قليل.
} قليل ما تشكرون { :أي ما تشكرون إ {
} وله اختلف الليل والنهار { :أي إليه تعالى إيجاد الليل والنهار وظلمة الليل وضياء النهار.
} إل أساطير الولين { :أي ما تقولون من البعث والحياة الثانية ما هو إل حكايات وأساطير وأخبار الولين،
والساطير جمع أسطورة أي حكاية مسطرة مكتوبة.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في دعوة المنكرين للبعث الخر إلى اليمان به بعرض الدلة العقلية عليهم لعلهم يؤمنون
فقال تعالى لهم } :وهو الذي أنشأ لكم السمع والبصار والفئدة { أي ال الذي خلق لكم أسماعكم وأبصاركم
وقلوبكم قادر على إحيائكم بعد موتكم وحشركم إليه تعالى ليحاسبكم ويجزيكم ،وقوله } :قليل Nما تشكرون {
يوبخهم تعالى على كفرانهم نعمه عليهم ،إذ أوجد لهم أسماعا Nوأبصارا Nوأفئدة ولم يحمدوه على ذلك ولم يشكروه
باليمان به وبطاعته ،وقوله تعالى } :وهو الذي ذرأكم في الرض { أي خلقكم في الرض } ،وإليه تحشرون {
إذ الذي قدر على خلقكم في الرض قادر على خلقكم في أرض أخرى بعد أن يميتكم ويحشركم أي يجمعكم
إليه ليحاسبكم ويجزيكم .وقوله } :وهو الذي يحيى ويميت { أي يحيي النطفة بجعلها مضغة لحم ثم ينفخ فيها
الروح فتكون بشرا ،Nويميتكم بعد انقضاء آجالكم أليس هذا قادرا Nعلى إحيائكم بعد موتكم.
وقوله تعالى } :وله اختلف الليل والنهار أفل تعقلون { أي ول تعالى اختلف الليل والنهار بإيجادهما
وتعاقبهما وإدخال أحدهما في الخر أفل تعقلون أن mمن هذه قدرته وتصاريفه في خلقه قادر على بعثكم بعد
إماتتكم وقوله تعالى } :بل مقالوا مثل ما قال الولون { أي بدل أن يؤمنوا باليوم الخر لpما دlل‚ عليه من هذه
الدلة التي ل يردها عاقل ول ينكرها عقل عادوا فقالوا قوله المنكرين من المم قبلهم } :قالوا أإذا متنا وكنا
ترابا Nإنا لمبعوثون { وهو انكار صريح منهم للعبث الخر .وقالوا أيضا Nما أخبر تعالى عنهم ،وهم يعلنون
تكذيبهم ل تعالى ورسوله } :ولقد وعدنا نحن وأباؤنا هذا من قبل إن هذا إل أساطير الولين { أي لقد وعد هذا
آباؤبا من قبل ولم يحصل ما هذا الذي يقال إل أساطير أي حكايات سطرها الولون في كتبهم فهي تروى
ويتناقلها الناس ول حقيقة لها ول وجود.
هداية اليات
-1وجوب الشكر ل تعالى بطاعته على نعمه ومن بينها نعمة السمع والبصر والقلب.
-2تقرير عقدية البعث والجزاء بما تضمنت اليات من الدلة العديدة على ذلك.
} قل لRمن ٱلر%ض ومن فيهآ إن كنتم %تع%لمون { * } سيقولون لله قل أفل تذكرون { * } قل
من رب Oٱلسماوات ٱلسب%ع ورب Oٱلعر%ش ٱلعظيم { * } سيقولون لله قل أفل تتقون { * } قل من
بيده ملكوت كل Rشي%ء@ وهو يج%ير ول يجار علي%ه إن كنتم %تع%لمون { * } سيقولون لله قل فأنى
تس%حرون { * } بل أتي%ناهم %بٱلحق Rوإنهم %لكاذبون { * } ما ٱتخذ ٱلله من ولد@ وما كان معه من
إلـه@ إذا Sلذهب كل إلـه@ بما خلق ولعل بع%ضهم %على بع%ض@ سب%حان ٱلله عما يصفون { *
} عالم ٱلغي%ب وٱلشهادة فتعالى عما يشركون {
شرح الكلمات:
} قل أفل تذكرون { :فتعلمون أن من له الرض ومن فيها خلقا Nوملكا Nقادر على البعث وأنه ل إله إل هو.
} قل أفل تتقون { :أي كيف ل تتقونه باليمان به وتوحيده وتصديقه في البعث والجزاء.
} من بيده ملكوت كل شيء { :أي ملك كل شيء يتصرف فيه كيف يشاء.
} وهو يجير ول يجار عليه { :يحفظ وحيمي من يشاء ول يnحمى عليه ويحفظ من أراده بسوء.
} بل أتيناهم بالحق { :أي بما هو الحق والصدق في التوحيد والنبوة والبعث والجزاء.
} عما يصفون { :أي من الكذب كزعمهم أن ل ولدا Nوأن له شريكا Nوأنه غير قادر على البعث.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في دعوة المشركين إلى التوحيد واليمان بالبعث والجزاء فقال تعالى لرسوله قل لهؤلء
المشركين المنكرين للبعث والجزاء } لمن الرض ومن فيها { من المخلوقات } إن كنتم تعلمون { من هي له
فسموه .ولما لم يكن لهم من بnد‡ أن يقولوا } ل { أخبر تعالى أنهم سيقولون ل .إذا ijقل لهم } :أفل تذكرون {
فتعلموا أن من له الرض ومن فيها خلقا Nوملكا NوتصرفNا ل يصلح أن يكون له شريك من عباده ،وهو رب كل
شيء ومليكه ،وقوله } :قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم { أي سlلwهnم rمن هو رب السموات
السبع ورب bالعرش العظيم .الذي أحاط بالملكوت كله ،أي من هو خالق السموات السبع ،ومن فيهن ومن خالق
العرش العظيم ومالك ذلك كله والمنصرف فيه ،ولما لم يكن من جواب سوى ال أخبر تعالى أنهم سيقلون ال
أي خالقها وهي ل ملكا وتدبيرا وتصريفا إذا قل لهم يا رسولنا } أفل تتقون { أي ال وأنتم تنكرون عليه قدرته
في إحياء الناس بعد موتهم وتجعلون له أندادا تعبدونها معه ،أما تخافون عقابه أما تخشون عذابه وقوله تعالى:
} قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ول يجار عليه { أي سلهم يا رسولنا فقل لهم من بيده ملكوت كل
شيء أي ملك كل شيء وخزائنه؟ وهو يجير من يشاء أي يحمي ويحفظ من يشاء فل يستطيع أحد أن يمسه
بسوء ول يجار عليه ،أي ول يستطيع أحد أن يجير أي يحمي ويحفظ عليه أحدا Nأراده بسور وقوله } :إن كنتم
تعلمون { أي إن كنتم تعلمون أحدا Nغير ال بيده ملكوت كل شيء ويجير ول يجار عليه فاذكروه ،ولما لم يكن
لهم أن يقولوا غير ال ،أخبر تعالى أ،هم سيقلون ال أي هو الذي بيده ملكوت كل شيء وهي ل خلقا Nوملكا
وتصرفا Nإذا Nقل لهم } فأنى تسحرون؟ { أي كيف تخدعون فتصرفون عن الحق فتعبدون غير الخالق الرازق،
وتنكرون على الخالق إحياء الموات وبعثهم وهو الذي أحياهم أول Nثم أماتهم ثانيا Nفكيف ينكر عليه إحياءهم
مرة أخرى وقوله تعالى } :بل أتيناهم بالحق { أي ليس المر كما يتوهمون ويخيل إليهم بل أتيناهم بذكرهم
الذي هو القرآن به يذكرون لنه ذكرى وذكر ،وبه يذكرون لنه شرف لهم وإنهم لكاذبون في كل ما يدعون
ويقولون.
} ما اتخذ ال من ولد { ول بنت } ،وما كان معه من إله { ول ينبغي ذلك ،والدليل المنطقي العقلي الذي ل يرد
و أنه لو كان مع ال إله آخر لقاسمه الملك وذهب كل إله بما خلق ،ولحارب بعضهم بعضا Nوعل بعضهم على
بعض غلبة وقهرا Nوقوله تعالى } :سبحان ال { تنزيها Nل تعالى عما يصفه به الواصفون من صفات العجز
كاتخاذ الولد والشريك ،والعجز عن البعث ،وقوله تعالى } :عالم الغيب والشهادة { أي ما ظهر وما بطن ،وما
غاب وما حضر فلو كان معه آلهة أخرى لعرفهم وأخبر عنهم ولكن هيهات هيهات أن يكون مع ال إله آخر
وهو الخالق لكل شيء والمالك لكل شيء } فتعالى عما يشركون { علوا Nكبيرا Nوتنزه تنزها Nعظيما.N
هداية اليات:
-1مشروعية توبيخ المتغافل المتجاهل وتأنيب المتعامي عن الحق وهو قادر على رؤيته.
} قل رب #إما ترينRي ما يوعدون { * } رب #فل تج%علني في ٱلقو%م ٱلظالمين { * } وإنا على أن
نريك ما نعدهم %لقادرون { * } ٱد%فع %بٱلتي هي أح%سن ٱلسي#ئة نح%ن أع%لم بما يصفون { * } وقل
رب #أعوذ بك من %همزات ٱلشياطين { * } وأعوذ بك رب #أن يح%ضرون { * } حتى إذا جآء
أحدهم ٱلمو%ت قال رب #ٱر%جعون { * } لعلRي* أع%مل) صالحا Sفيما تركت كل إنها كلمة Uهو قآئلها
خ إلى يو%م يب%عثون {
ومن ورآئهم %بر%ز U
شرح الكلمات:
} برزخ { :أي حاجز يمنع وهو مدة الحياة الدنيا ،وإن عاد بالبعث فل عما يقبل.
معنى اليات:
في هذا السياق تهديد للمشركين الذين لم ينتفعوا بتلك التوجيهات التي تقدمت في اليات قبل هذه ،فأمر ال
تعالى رسوله أن يدعوه ويضرع إليه إن هو أبقاه حتى يحين هلك قومه ،أن ل يهلكه معهم فقال } :قل رب إما
تريني { أي أن تريني } ما يوعدون { أي من العذاب } ،رب فل تجعلني في القوم الظالمين { بل أخرجني منهم
وأبعدني عنهم حتى ل أهلك معهم .وقوله تعالى } :وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون { يخبر تعالى رسوله
بأنه قادر على إنزال العذاب الذي وعد به المشركين إذا لم يتوبوا قبل حلوله بهم.
وقوله } :ادفع بالتي هي أحسن { هذا قل أمره بقتالهم :أمره بأن يدفع ما يقولونه له في الكفر والتكذيب بالخVلtة
والخصلة التي هي أحسن وذلك كالصفح والعراض عنهم وعدم اللتفاف إليهم .وقوله } :ونحن أعلم بما
يصفون { أي من قولهم ل شريك وله ولد ،وأنه ما أرسل محمدا Nرسول ،Nوأنه ل بعث ول حياة ول نشور يوم
القيامة وقوله } :وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ،وأعوذ بك رب أن يحضرون { لما علمه الحتراز
والتحصxن من المشركين بالصفح والعراض أمره أن يتحصن من الشياطين بالستعاذة بال تعالى فأمره أن
يقول } رب { أي يا رب } أعوذ بك { أي استجير بك من همزات الشياطين أي وساوسهم حتى ل يفتنوني عن
ديني وأعوذ بك أن يحضروا أمري فيفسدوه على.
وقوله تعالى } :حتى إذا جاء أحدهم الموت { أي إذا حضر أحد أولئك المشركين الموت أي رأى ملك الموت
وأعوانه وقد حضروا لقبض روحه } قال رب ارجعون { أي أخروا موتي كي أعمل صالحا Nفيما تركت العمل
فيه بالصلح ،وفيما ضيعت من واجبات قال تعالى ردا Nعليه } كل { أي ل رجوع أبدا } ،Nإنها كلمة هو قائلها {
ل فائدة منها ول نفع فيها } ،ومن ورائهم برزخ { أي حاجز مانع من العودة إلى الحياة وهو أيام الدنيا كلها
حتى إذا انقضت عادوا إلى الحياة،ولكن ليست حياة عمل وإصلح ولكنها حياة حساب وجزاء هذا معنى قوله:
} ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون {.
هداية اليات:
-3مشروعية الستعاذة بال تعالى من وساوس الشياطين ومن حضورهم أمر العبد الهام حتى ل يفسدوه عليه
بالخواطر السيئة.
-4موعظة المؤمن بحال من يتمنى العمل الصالح عند الموت فل يnمكن منه فيموت بندمه وحسرته ويلقى
جزاء تفريطه حرمانا NوخسرانNا في الدار الخرة.
} فإذا نفخ في ٱلصOور فل أنساب بي%نهم %يو%مئذ@ ول يتسآءلون { * } فمن ثقلت موازينه
فأ)و%لـئك هم ٱلمفلحون { * } ومن %خفت موازينه فأ)و%لـئك ٱلذين خسرو*ا أنفسهم %في جهنم
خالدون { * } تلفح وجوههم ٱلنار وهم %فيها كالحون { * } ألم %تكن %آياتي تتلى علي%كم %فكنتم
بها تكذRبون { * } قالوا ربنا غلبت علي%نا شقوتنا وكنا قو%ما SضآلRين { * } ربنآ أخرج%نا منها
فإن %عد%نا فإنا ظالمون {
شرح الكلمات:
} في الصور { :أي في القرن المعبر عنه بالبوق نفخة القيام من القبور للحساب والجزاء.
} وهم فيها كالحون { :الكالح من أحرقت النار جلدة وجهه وشفتيه فظهرت أسنانه.
} ألم تكن آياتي تتلى عليكم { :أي يوبخون ويذكرون بالماضى ليحصل لهم الندم والمراد باليات آيات القرآن.
} غلبت علينا شقوتنا { :أي الشقاوة الزلية التى تكتب على العبد في كتاب المقادير قبل وجوده.
} أخرجنا منها فإن عدنا { :أي من النار فإن عدنا إلى الشرك والمعاصي.
معنى اليات:
ما زال السياق في تقرير التوحيد والنبوة والبعث والجزاء والدعوة إلى ذلك وعرض الدلة وتبيينها وتنويعها،
إذ ل يمكن استقامة إنسان في تفكيره وخلقه وسلوكه على مناهج الحق والخبر إل إذا آمن إيمانا Nراسخا Nبوجود
ال تعالى ووجوب طاعته وتوحيده في عباداته ،وبالواسطة في ذلك وهو الوحي والنبي الموحي إليه ،وبالبعث
الخر الذي هو دور الحصاد لما زرع النسان في هذه الحياة من خير وشر فقوله تعالى } :فإذا نفخ في الصور
فل أنساب بينهم يومئذ ول يتساءلون { هذا عرض لما يجرى في الخرة فيخبر تعالى أنه إذا نفخ اسرافيل بإذن
ال في الصور الذي هو القرن أي كقرن الشاة لقوله تعالى:
{ } فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير
فلشدة الهول وعظيم الفزع لم يبق نسب يراعى أو يلتفت إليه بل كل واحد همه نفسه فقط ،ول يسأل حميم
حميما Nوسألت عائشة رضى ال عنها رسول ال صلى ال عليه وسلم قالت :هل تذكرون أهليكم يا رسول ال
يوم القيامة فقال " أما عند ثلثة فل :إذا تطايرت الصحف ،وإذا وضع الميزان وإذا نصب الصراط " ومعنى
هذا الحديث واضح والشاهد منه ظاهر وهو أنهم ل يتساءلون.
وقوله تعالى } :فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون { أي من رجحت كفة حسناته على كفة سيئآته أفلح أي
نجا من النار وأدخل الجنة وlمن خفت موازينه بأن حصل العكس فقد خسر و lأبعد عن الجنة وأدخل النار وهذا
معنى قوله تعالى } ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون ،تلفح وجوههم النار وهم
فيها كالحون { أي تحرق وجوههم النار فيكلحون باحتراق شفاههم وتظهر أسنانهم وهو أبشع منظر وأسوأه
وقوله تعالى } :ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون؟ { هذا يقال لهم تأنبيا Nوتوبيخا Nوهم في جهنم وهو
عذاب نفساني مع العذاب الجثماني } ألم تكن آياتي تتلى عليكم { أما كان رسلنا يتلون عليكم آياتنا } فكنتم بها
تكذبون { بأقوالكم وأعمالكم أو بأعمالكم دون أقوالكم فلم تحرموا ما حرم ال ولم تؤدوا ما أوجب ال ،ولم
تنتهوا عما نهاكم عنه .وقوله تعالى } :قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا { هذا جوابهم كالمعتذرين بأن شقاءهم كان
بقضاء وقدر فلذا حيل بينهم وبين اليمان والعمل الصالح .وقوله تعالى } :وكنا قوما Nضالين { هذا قولهم أيضا
وهو اعتراف صريح بأنهم كانوا ضالين .ثم قالوا ما أخبر تعالى به عنهم بقوله } :ربنا أخرجنا منها فإن عدنا
فإنا ظالمون { هذا دعؤهم وهم في جهنم يسrألون ربهم أن يردهم إلى الدنيا ليؤمنوا ويستقيموا على صراط ال
المستقيم الذي هو السلم وسوف ينتظرون جواب ال تعالى ألف سنة ،وهو ما تضمنته اليات التالية.
هداية اليات:
-3تقرير أن إسرافيل ينفخ في الصور وإنكار ذلك وتأويله بلفظ الصور كما فعل المراغي .عند تفسيره هذه
الية مع السف بدعة من البدع المنكرة ولذا نبهت عليها هنا حتى ل يغتر بها المؤمنون.
-4العتذار بالقدر ل ينفع صاحبه ،إذ القدر مستور فل ينظر إليه والعبد مأمور فليؤتمر بأمر ال ورسوله
ولينته بنهيهما ما دام العبد قادرا Nعلى ذلك فإن عجز فهو معذور.
} قال ٱخسئ)وا فيها ول تكلRمون { * } إنه كان فريق Uم#ن %عبادي يقولون ربنآ آمنا فٱغف %ر لنا
وٱر%حم%نا وأنت خي%ر ٱلراحمين { * } فٱتخذتموهم %سخريjا Sحتى أنسو%كم %ذكري وكنتم %م#نهم
تض%حكون { * } إنRي جزي%تهم ٱليو%م بما صبرو*ا أنهم %هم ٱلفآئزون {
شرح الكلمات:
معنى اليات:
قوله تعالى } :قال اخسأوا فيها ول تكلمون { هذا جواب سؤالهم المتقدم حيث قالوا } :ربنا أخرجنا منها فإن
عدنا فإنا ظالمون { وعلل تعالى لحكمه فيهم بالoبعاد في جهنم أذلء مخزيين يقوله } :إنه كان فريق من عبادي
{ وهو فريق المؤمنين المتقين يقولون } ربنا آمنا فاغفر لنا { ذنوبنا } وارحمنا وأنت خير الراحمين { أي
يعبدوننا ويتقربون إلينا ويتوسلون بإيمانهم وصالح أعمالهم ويسألوننا المغفرة والرحمة وكنتم أنتم تضحكون من
عبادتهم ودعائهم وضراعتهم إلينا وتسخرون منهم إني جزيتهم اليوم بصبرهم على طاعتنا مع ما يلقون منكم
من اضطهاد وسخرية } .أنهم هم الفائزون { برضواني في جناتي ل غيرهم.
هداية اليات:
-1بيان مدى حسرة أهل النار لما يجابون بكلمة } :اخسأوا فيها ول تكلمون {.
-2فضيلة التضرع إلى ال تعالى ودعائه والتوسل إليه باليمان وصالح العمال.
-4فضيلة الصبر ولذا ورد أن منزلة الصبر من اليمان كمنزلة الرأس من الجسد.
} قال كم %لبثتم %في ٱلر%ض عدد سنين { * } قالوا لبثنا يو%ما Sأو %بع%ض يو%م@ فس%ئل ٱلعآد#ين { * }
قال إن لبثتم %إل قليل Sلو %أنكم %كنتم %تع%لمون { * } أفحسب%تم %أنما خلقناكم %عبثا Sوأنكم %إلي%نا ل
تر%جعون { * } فتعالى ٱلله ٱلملك ٱلحق ل إلـه إل هو رب Oٱلعر%ش ٱلكريم { * } ومن يد%ع مع
ٱلله إلـها آخر ل بر%هان له به فإنما حسابه عند رب#ه إنه ل يفلح ٱلكافرون { * } وقل رب
ٱغفر %وٱر%حم %وأنت خي%ر ٱلراحمين {
شرح الكلمات:
} كم لبثتم في الرض { :أي كم سنة لبثتموها في الرض أحياء وأمواتا Nفي قبوركم؟
} فاسأل العادين { :يريدون الملئكة التي كانت تعد ،وهم الكرام الكاتبون أو من يعد أما نحن فلم نعرف.
} ل برهان له { :الجملة صفة لـ " إلها Nآخر " ل مفهوم إذ ل يوجد برهان ول حدة على صحة عبادة غير ال
تعالى إذا الخق كله مربوب ل مملوك له.
} حسابه عند ربه { :أي مجازاته عند ربه هو الذي يجازيه بشركه به ودعاء غيره.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم مع أهل النار المنكرين للبعث والتوحيد بقوله تعالى } :قال كم لبثتم في الرض عدد
سنين؟ { هذا سؤال طرح عليهم أي سألهم ربهم وهو أعلم بلبثهم كم لبثتم من سنة في الدنيا مدة حياتكم فيها
ومدة لبثكم أمواتا Nفي قبوركم؟ فأجابوا قائلين } لبثنا يوما Nأو بعض يوم فاسأل العادين { أي من كان يعد من
الملئكة أو من غيرهم ،وهذا الضطراب منهم عائد إلى نكرانهم للبعث وكفرهم في الدنيا به أول NوثانيNا أهوال
الموقف وصعوبة الحال وآلم العذاب جعلتهم ل يعرفون أما أهل اليمان فقد جاء في سورة الروم أنهم يجيبون
إجابة صحيحة إذ قال تعالى:
} ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين أوتوا
{ العلم واليمان لقد لبثتم في كتاب ال إلى يوم البعث فهذا يو م البعث ولكنكم كنتم ل تعلمون
وقوله تعالى } :إن لبثتم إل قليل Nلو أنكم كنتم تعلمون { هذا بالنظر إلى ما تقدم من عمر الدنيا ،فمدة حياتهم
وموتهم إلى بعثهم ما هي إل قليل وقوله تعالى } :أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا Nوأنكم إلينا ل ترجعون { ،هذا منه
تعالى توبيخ لهم وتأنيب على إنكارهم للبعث أنكر تعالى عليهم حسبانهم وظنهم أنهم لم يخلقوا للعبادة وإنما
خلقوا للكل والشر والنكاح كما هو ظن كل الكافرين وأنهم ل يبعثون ول يحاسبون ول يجزون بأعمالهم.
وقوله تعالى } :فتعالى ال الملك الحق { أي عن العبث وعن كل ما ل يليق بجلله وكماله وقوله } :ل إله إل
هو رب العرش الكريم { أي ل معبود بحق إل هو } رب العرش الكريم { أي مالك العرش الكريم ووصف
العرش بالكرم سائغ كوصفه بالعظيم والعرش سرير الملك وهو كريم لما فيه من الخير وعظيم إذ هو أعظم من
الكرسي والكرسي وسع السموات والرض ،ولم ل يكون العرش كريما Nوعظيما Nومالكه جل جلله هو مصدر
كل كرم وخير وعظمة.
وقوله تعالى } :ومن يدع مع ال إلها Nآخر ل برهان له { أي ومن يعبد مع ال إلها Nآخر بالدعاء أو الخوف أو
الرجاء أو النذر والذبح ،وقوله :ل برهان له أي ل حجة له ول سلطان على ومليكه وقوله تعالى } :فإنما
حسابه عند ربه { أي ال تعالى ربه يتولى حسابه ويجزيه بحسب عمله وسيخسر خسرانا Nمبينا لنه كافر
والكافرون ل يفلحون أبدا Nفل نجاة من النار ول دخول للجنة بل حسبهم جهنم وبئس المهاد.
وقوله تعالى } :وقل رب اغفر وارحم { أي أمر ال تعالى رسوله أن يدعو بهذا الدعاء :رب اغفر لي
وارحمني واغفر لسائر المؤمنين وارحمهم أجمعين فأنت خير الغافرين والراحمين.
هداية اليات:
-1عظم هول يوم القيامة وشدة الفزع فيه فليتق ذلك باليمان وصالح العمال.
سورة النور
} سورة Uأنزلناها وفرض%ناها وأنزلنا فيهآ آيات@ بي#نات@ لعلكم %تذكرون { * } ٱلزانية وٱلزاني
فٱج%لدوا كل واحد@ م#نهما مئة جلدة@ ول تأخذكم %بهما رأفة Uفي دين ٱلله إن كنتم %تؤمنون بٱلله
وٱليو%م ٱلخر وليشهد %عذابهما طآئفة Uم#ن ٱلمؤمنين { * } ٱلزاني ل ينكح إل زانية Sأو %مشركة
وٱلزانية ل ينكحهآ إل زان@ أو %مشرك Vوحر#م ذلك على ٱلمؤمنين {
شرح الكلمات:
} الزانية { :من أفضت إلى رجل بغير نكاح شرعي وهي غير محصنة.
} طائفة { :أي عدد ل يقل عن ثلثة أنفار من المسلمين والربعة أولى من الثلثة.
} الزاني ل ينكح إل زانية { :أي إل زانية مثله أو مشركة ل يقع وطء إل tعلى مثله.
معنى اليات:
قوله تعالى } :سورة أنزلناها { أي هذه سورة من كتاب ال أنزلناها أي على عبدنا ورسولنا محمد صلى ال
عليه وسلم } وفرضناها { أي وفرضنا ما اشتملت عليه من أحكام على أمة السلم ،وقوله } :لعلكم تذكرون {
أي تتعظون فتعملون بما حوته هذه السورة من أوامر ونواه وآداب وخلق وقوله تعالى } :الزانية والزاني
فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة { أي من زنت برجل منكم أيها المسلمون وهما بكران حnرmان غير محصنين
ول مملوكين فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة بعصا ل تشين جارحة ول تكسر عضوا Nأي جلدا Nغير مبرح،
وزادت السنة تغريب سنة ،وقوله تعالى } :ول تأخذكم بهما رأفة في دين ال { ،أي ل تشفقوا عليهما فتعلطوا
حlد mال تعالى وتحرموهما من التطهير بهذا الحد لن الحدود كفارة لصحابها ،وقوله } :إن كنتم تؤمنون بال
واليوم الخر { أي فأقيموا عليهما الحد وقوله } :وليشهد عذابهما { أي إقامة الحد } طائفة من المؤمنين { أي
ثلثة أنفار فأكثر وأربعة أولى لن شهادة الزنا تثبت بأربعة شهداء وكلما كثر العدد كان أولى وأفضل.
وقوله تعالى } :الزاني ل ينكح إل زانية أو مشركة { أي ل يطأ مثله من الزواني أو مشركة ل دين لها،
والزانية أيضا Nل يطأها إل زان oمثلها أو مشرك } وحرم ذلك على المؤمنين { أي حرم ال الزنا على المؤمنين
والمؤمنات ولزم هذا ان ل نزوج زانيا Nمن عفيفة إل بعد توبته ،ول تزوج زانية من عفيف إل بعد توبتها.
هداية اليات:
-1بيان حكم الزانية والزاني البكرين الحرين وهو جلد مائة وتغريب عام وأما الثيبان فالرجم إن كانا حرين أو
جلد خمسين جلدة لكل واحد منهما إن كانا غير حرين.
-3ل يحل تزويج الزاني إل بعد توبته ،ول الزانية إل بعد توبتها.
} وٱلذين ير%مون ٱلمح%صنات ثم لم %يأتوا بأر%بعة شهدآء فٱج%لدوهم %ثمانين جلدة Sول تقبلوا لهم
شهادة Sأبدا Sوأ)و%لـئك هم ٱلفاسقون { * } إل ٱلذين تابوا من بع%د ذلك وأص%لحوا فإن ٱلله غفور
رحيم{ V
شرح الكلمات:
} إل الذين تابوا { :فإنهم بعد توبتهم يعود إليهم اعتبارهم وتصح شهادتهم.
معنى اليتين:
بعد بيان حكم الزناة بين تعالى حكم القذف فقال } :والذين يرمون المحصنات { أي والذين يرمون المؤمنين
والمؤمنات بالفاحشة وهي الزنا واللواط بأن يقول فلن زان أو لئط فيقذفه بهذه الكلمة الخبيثة فإن عليه أن
يحضر شهودا Nأربعة يشهدون أمام الحاكم على صحة ما رمى به أخاه المؤمن فإن لم يأت بالربعة شهود أقيم
عليه الحد المذكور في الية :وهو جلد ثمانين جلدة على ظهره وتسقط عدابته حتى يتوب وهو معنى قوله
تعالى } :والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلد Nة ول تقبلوه لهم شهادة أبدا
وأولئك هم الفاسقون { أي عن طاعة ال ورسوله } إل الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا { بأن كذبوا أنفسهم
بأنهم ما رأوا الفاحشة وقوله } :فإن ال غفور { فيغفر لهم بعد التوبة } رحيم { بهم يرحمهم ول يعذبهم بهذا
الذنب العظيم بعدما تابوا منه.
هداية اليتين
-1بيان حد القذف وهو جلد ثمانين جلدة لمن قذف مؤمنا Nأو مؤمنة بالفاحشة وكان المقذوف بالغا Nعاقل Nمسلما
عفيفا Nأي لم يعرف بالفاحشة قبل رمية بها.
} وٱلذين ير%مون أز%واجهم %ولم %يكن %لهم %شهدآء إل أنفسهم %فشهادة أحدهم %أر%بع شهادات@ بٱلله
إنه لمن ٱلصادقين { * } وٱلخامسة أن لع%نة ٱلله علي%ه إن كان من ٱلكاذبين { * } ويد%رؤ)ا عنها
ٱلعذاب أن تشهد أر%بع شهادات@ بٱلله إنه لمن ٱلكاذبين { * } وٱلخامسة أن غضب ٱلله علي%هآ
إن كان من ٱلصادقين { * } ولو%ل فض) %ل ٱلله علي%كم %ورح%مته وأن ٱلله تواب Vحكيم{ V
شرح الكلمات:
} يرمون أزواجهم { :أي يقذفونهن بالزنا كأن يقول زنت أو الحمل الذي في بطنها ليس منه.
} ويدرأ عنها العذاب { :أي يدفع عنها حد القذف وهو هنا الرجم حتى الموت.
} ولول فضل ال عليكم { :أي لفضح القاذف أو المقذوف ببيان كذب أحدهما.
معنى اليات:
بعد بيان حكم حد القذف العام ذكر تعالى حكم القذف الخاص وهو قذف الرجل زوجته فقال تعالى } :والذين
يرمون أزواجهم { أي بالفاحشة } ولم يكن لهم شهداء { أي من يشهد معهم إل أنفسهم أي إل القاذف وحده
فالذي يقول مقام الربعة شهود هو أن يشهد أربع شهادات قائل :أشهد بال لقد رأيتها تزني أو زنت أو هذا
الولد أو الحمل ليس لي ويلتعن فيقول في الخامسة } لعنة ال عليه إن كان من الكاذبين { أي فيما رمى به
زوجته ،وهنا يعرض على الزوجة أن تقر بما رماها به زوجها ويقام عليها حد القذف وهو هنا الرجم ،أو
تشهد أربع شهادات بال أنها ما زنت ،والخامسة تدعو على نفسها بغضب ال فتقول } أن غضب اللهعليها إن
كان من الصادقين { فيما رماها به ،وبذلك درأت عنها العذاب الذي هو الحد ويفرق بينهما فل يجتمعان أبدا.N
وقوله تعالى } :ولول فضل ال عليكم ورحمته { جواب لول محذوف تقديره لعاجلكم بالعقوبة ولفضح أحد
الكاذبين :ولكن ال تواب رحيم فستر عليكم ليتوب من يتوب منكم ورحمكم بهذا التشريع العادل الرحيم.
هداية اليات:
-1بيان حكم قذف الرجل امرأته ولم يكن له أربعة شهود يشهدون معه على ما رمى به زوجته وهو اللعان.
-2بيان كيفية اللعان ،وأنه موجب لقامة الحد ،إن لم ترد الزوجة الدعوى بأربع شهادات والدعاء عليها في
الخامسة وقولها } أن غضب ال عليها إن كان من الصادقين {.
-3في مشروعية اللعان مظهر من مظاهر حسن التشريع السلمي وكماله وأن مثله لن يكون إل بوحي إلهي
وفيه إشارة إلى تقرير النبوة والمحمدية.
} إن ٱلذين جآءوا بٱلفك عص%بة Uم#نكم %ل تح%سبوه شرjا Sلكم %بل هو خ %ير Vلكم %لكل Rٱم%رىء@ م#نهم %ما
ٱكتسب من ٱلثم وٱلذي تولى كب%ره منهم %له عذاب Vعظيم } * { Vل %ول* إذ سمع%تموه ظن ٱلمؤمنون
وٱلمؤمنات بأنفسهم %خي%رSا وقالوا هـذآ إفك VمOبين } * { Vلو%ل جآءوا علي%ه بأر%بعة شهدآء فإذ لم
يأتوا بالشهدآء فأ)و%لـئك عند ٱلله هم ٱلكاذبون { * } ولو%ل فض%ل) ٱلله علي%كم %ورح%مته في ٱلدOنيا
وٱلخرة لمسكم %في مآ أفض%تم %فيه عذاب Vعظيم } * { Vإذ تلقو%نه بألسنتكم %وتقولون بأفواهكم %ما
لي%س لكم %به علم Vوتح%سبونه هي#نا Sوهو عند ٱلله عظيم } * { Vولو%ل* إذ سمع%تموه قلتم %ما يكون
لنآ أن نتكلم بهـذا سب%حانك هـذا به%تان Vعظيم } * { Vيعظكم ٱلله أن تعودوا لمثله أبدا Sإن كنتم
مOؤمنين { * } ويبي#ن ٱلله لكم ٱليات وٱلله عليم Vحكيم{ V
شرح الكلمات:
} بالفك عصبة { :الفك الكذب المقلوب وهو أسوأ الكذب ،والعصبة الجماعة.
} شرا Nلكم بل هو خير { :الشر ما غلب ضرره على نفعه ،والخير ما غلب نفعه على ضرره،
} لكم { :والشر المحض النار يوم القيامة والخير المحض الجنة دار البرار.
} والذي تولى كبره { :أي معظمه وهو ابن أبي كبير المنافقين.
} وتحسبونه هينا : { Nأي من صغائر الذنوب وهو عند ال من كبائرها لنه عرض مؤمنة هي زوج رسول ال
صلى ال عليه وسلم.
} سبحانك { :كلمة تقال عند التعجب والمراد بها تنزيه ال تعالى عما ل يليق به.
} يعظكم ال { :أي ينهاكم نهيا Nمقرونا Nبالوعيد حتى لتعودوا لمثله أبدا.N
معنى اليات:
بعد أن ذكر تعالى حكم القذف العام والخاص ذكر حادثة الفك التي هلك فيها خلق ل يحصون عددا Nإذا طائفة
الشيعة الروافض ما زالوا يهلكون فهيا جيل Nبعد جيل إلى اليوم إذ وlرmث jفيهم رؤوساء الفتنة الذين اقتطعوا من
السلم وأمته جزءا Nكبيرا Nسموه شيعة آل البيت تضليل Nوتغريرا Nفأخرجوهم من السلم باسم السلم وأوردهم
النار باسم الخوف من النار فكذبوا ال ورسوله وسبوا زوج رسول ال واتهموها بالفاحشة وأهانوا أباها ولوثوا
شرف زوجها صلى ال عليه وسلم بنسبة زوجه إلى الفاحشة.
وخلصة الحادثة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد أن فرض الحجاب على النساء المؤمنات خرج إلى
غزوة تدعى غزوة بني المصطلق او المريسيع ،ولما كان عائدا Nمنها وقارب المدينة النبوية نزل ليل Nوارتحل،
ولما كان الرجال يرحلون النساء على الهوادج وجدوا هودج عائشة رضي ال عنها لنها ذكرت عقدا Nلها قد
سقط منها في مكان تبرزت فيها فعادت تلتمس عقدها فوجدت الجيش قد رحل فجلست في مكانها لعلهم إذا
افتقدوها رجعوا إليها وما زالت جالسة تنظر حتى جاء صفوان بن معطل السلمي رضى ال عنه وكان الرسول
صلى ال عليه وسلم قد عينه في الساقة وهم جماعة يمشون وراء الجيش بعيدا Nعنه حتى إذا تأخر شخص أو
ترك متاع أو ضاع شيء يأخذونه ويصلون به إلى المعسكر فنظر فرآها من بعيد فأخذ يسترجع أي يقول إنا ل
وإنا إليه راجعون آسفا Nلتخلف عائشة عن الركب قالت رضي ال عنها فتجلبت بثيابي وغطيت وجهي وجاء
فأناخ راحلته فركبتها وقادها بي حتى انتهينا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم في المعسكر ،وما إن رآني
ابن أبي لعنة ال لعيه حتى قال وال ما نجت منه ول نجا منه ،وروج للفتنة فاستجاب له ثلثة أنفار فرددوا ما
قال وهم حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة ،وحمنة بنت جحش } ،والذي تولى كبره { هو ابن أبي المنافق
وتورط آخرون ولكن هؤلء الربعة هم الذين أشاعوا وراجت الفتنة في المدينة واضطربت لها نفس رسول ال
صلى ال عليه وسلم ونفوس أصحابه وآل بيته فأنزل ال هذه اليات في براءة أم المرمنين عائشة رضى ال
عنها وبراءة صفوان رضى ال عنه ،ومن خلل شرح اليات تتضح جوانب القصة.
قال تعالى } :إن الذين جاءوا بالفك عصبة منكم { أي إن الذين جاءوا بهذا الكذب المقلوب إذ المفروض أن
يكون الطهر والعفاف لكل من أم المؤمنين وصفوان بدل الرمي بالفاحشة القبيحة فقلبوا القضية فلذا كان كذبهم
إفكا Nوقوله } :عصبة { أي جماعة ل يقل عادة عدده على عشرة أنفار إل أن الذين روجوا الفتنة وتورطوا فيها
حقيقة وأقيم عليهم الحد أربعة ابن أبي وهو الذي تولى كبره منهم وتوعده ال بالعذاب العظيم لنه منافق كافر
مات على كفره ونفاقه ،ومسطح بن أثاثة ،وحمنة بنت جحش اخت أم المؤمنين زينب رضى ال عنها وحسان
بن ثابت رضى ال عنه ،وقوله تعالى } :ل تحسبوه شرا Nلكم { لما نالكم من هم وغم وكرب من جرائه } بل
هو خير لكم { لما كان له من العاقبة الحسنة وما نالكم من الجر العظيم من أجل عظم المصاب وشدة الفتنة
وقوله تعالى } :لكل امرىء منهم ما اكتسب من الثم { على قدر ما قال وروج وسيجزي به إن لم يتب ال
تعالى عليه ويعفو عنه.
وقوله } :والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم { وهو عبد ال بن أبي بن سلول رئيس المنافقين عليه لعنة
ال.
وقوله تعالى } :لول إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا Nوقالوا هذا غفك مبين { هذا شروع في
عتاب القوم وتأديبهم وتعليم المسلمين وتربيتهم فقال عز وجل } :لول { أي هل وهي للحض والحث على فعل
الشيء إذ سمعتم قول الفك ظننتم بأنفسكم خيرا Nإذ المؤمنون والمؤمنات كنفس واحدة ،وقلتم لن يكون هذا وإنما
هو إفك مبين أي ظاهر ل يقبل ول يقر عليه هكذا كان الواجب عليكم ولكنكم ما فعلتم.
وقوله تعالى } :لول جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فألوئك عند ال عن الكاذبون { أي كان
المفروض فيكم أيها المؤمنون أنكم تقولون هذا لمن جاء بالفك فإنهم ل يأتون بشاهد فضل Nعن أربعة وبذلك
تسجلونعليهم لعنة الكذب في حكم ال .وقوله تعالى } :ولول فضل ال عليكم ورحمته في الدنيا والخرة لمسكم
في ما أفضتم فيه عذاب عظيم { هذه منة من ال تحمل أيضا Nعتابا Nواضحا Nغذ بولوغكم في عرض أم
المؤمنين ،وما كان لكم أن تفعلوا ذلك قد استوجبتم العذاب لول فضل ال عليكم ورحمته لمسكم العذاب العظيم.
وقوله } :إذ تلقونه بألسنتكم { أي يتلقاه بعضكم من بعض } ،وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم { وهذا
عتاب وتأديب.وقوله } :وتحسبونه هينا { أي ليس بذنب كبير ول تبعة فيه } وهو عند ال عظيم { ،وكيف
وهو يمس عرض رسول ال وعائشة والصديق وآل البيت آجمعين.
وقوله تعالى } :ولول إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا { إذ هذه مما ل يصح لمؤمن أن يقول فيه
لخطره وعظم شأنه ،وقلتم متعجبين من مثله كيف يقع } سبحانك { أي يا رب } هذا { أي الفك } بهتان
عظيم { بهتوا به أم المؤمنين وصفوان.
وقوله } :يعظكم ال { أي ينهاكم ال مخوفا Nلكم بذكر العقوبة الشديدة } أن تعودوا لمثله أبدا { Nأي طول الحياة
فأياكم إياكم إن كنتم مؤمنين حقا Nوصدقا Nفل تعودوا لمثله أبدا ،Nوقوله } :ويبين ال لكم اليات { التي تحمل
الهدى والنور لترشدوا وتكملوا وال عليم بخلقه وأعمالهم وأحوالهم حكيم فيما يشرع لهم من أمر ونهي.
هداية اليات:
-4واجب المؤمن أن ل يصدق من يرمي مؤمنا Nبفاحشة ،وأن يقول له هل تستطيع أن تأتي بأربعة شهداء على
قولك فإن قال ل قال له إذا Nأنت عند ال من الكاذبين.
} إن ٱلذين يحبOون أن تشيع ٱلفاحشة في ٱلذين آمنوا لهم %عذاب Vأليم Vفي ٱلدOنيا وٱلخرة وٱلله
ف رحيم } * { VيأيOها
ضل) ٱلله علي%كم %ورح%مته وأن ٱلله رءو U
يع%لم وأنتم %ل تع%لمون { * } ولو%ل ف %
ٱلذين آمنوا ل تتبعوا خطوات ٱلشي%طان ومن يتبع %خطوات ٱلشي%طان فإنه يأمر بٱلفح%شآء
ضل) ٱلله علي%كم %ورح%مته ما زكا منكم %م#ن %أحد@ أبدا Sولـكن ٱلله يزكRي من يشآء
وٱلمنكر ولو%ل ف %
وٱلله سميع Vعليم } * { Vول يأتل أ)و%لوا ٱلفض%ل منكم %وٱلسعة أن يؤتو*ا )أو%لي ٱلقر%بى وٱلمساكين
وٱلمهاجرين في سبيل ٱلله وليع%فوا وليص%فحو*ا أل تحبOون أن يغفر ٱلله لكم %وٱلله غفو Vر رحيم{ V
شرح الكلمات:
} ولول فضل ال عليكم ورحمته { :جواب لول محذوف تقديره :لعاجلكم بالعقوبة أيها العصبة.
} ما زكى منكم من أحد أبدا : { Nأي ما طهر ظاهره وباطنه وهي خلو النفس من دنس الثم.
} ول يأتل أولوا الفضل منكم { :أي ول يحلف صاحب الفضل منكم وهو أبو بكر الصديق رضى ال عنه.
ما زال السياق في عتاب لمؤمنين الذين خاضوا في الفك فقوله تعالى } :إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة {
أي تنتشر وتشتهر } في الذين آمنوا { أي في المؤمنين } هم عذاب أليم في الدنيا { بإقامة حد القذف عليهم
وإسقاط عدالتهم وفي الخرة إن لم يتوبوا بإدخالهم نار جهنم ،وكفى بهذا الوعد زاجرا Nورادعا Nوقوهل تعالى} :
وال يعلم وأنتم ل تعلمون { أي ما يترتب على حب إشاعة الفاحشة بين المؤمنين من الثار السيئة فلذا توعد
من يحبها بالعذاب الليم في الدارين ،وأوجب رد المور إليه تعالى وعدم العتراض على ما يشرع وذلك
لعلمه المحيط بكل شيء وجهلنا لكل شيء إل ما علمناه فأزال به جهلنا وقوله } :ولول فضل ال عليكم ورحمته
وأن ال رؤوف رحيم { لهلكتم بجهلكم وسوء عملكم ،ولكن لما أحاطكم ال به من فضل لم تستوجبوه إل برأفته
بكم ورحمته لكم عفا عنكم ولم يعاقبكم.
وقوله تعالى } :يا أيها الذين آمنوا ل تتبعوا خطوات الشيطان { أي يا من صدقتم ال ورسوله ل تتبعوا خطوات
الشيطان فإنه عدوكم فكيف تمشون وراءه وتتبعونه فميا يزين لكم من قبيح المعاصي وسيء القوال والعمال
فإن من يتبع خطوات الشيطان ل يلبث أن يصبح شيطانا Nيأمر بالفحشاء والمنكر ،ففاصلوا هذا العدو ،واتركوا
الجري وراءه فإنه ل يأمر بخير قط فاحذروا وسواسه وقاوموا نزغاته بالستعاذة بال السميع العليم فإنه ل
ينجكم منه إل هو سبحانه وتعالى وقوله تعالى } :ولول فضل ال عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا{ N
وهذه منة أخرى وهي أنه لول فضل ال على المؤمنين ورحمته رحفظهم ودفع الشيطان عنهم ما كان ليطهر
منهم أحد،وذلك لضعفهم واستعدادهم الفطر للستجابة لعدوهم ،فعلى الذين شعروا بكمالهم؛ لنهم نجوما مما
وقع فيه عصبة الفك من الثم أن يستغفروا لخوانهم وأن يقللوا من لومهم وعتابهم ،فإنه لول فضله عليهم
ورحمته بهم لوقعوا فيما وقع فيه اخوانهم ،فليحمدوا ال الذين نجاهم وليتطامنوا تواضعا Nل وشكرNا له ،وقوله} :
ولكن ال يزكي من يشاء وال سميع عليم { أي فمن شاء الهل تزكيته زكاه وعليه فليلجأ إليه وليطلب التزكية
منه ،وهو تعالى يزكي من كان أهل Nللتزكية ،ومن ل فل ،لنه السميع لقوال عباده والعليم بأعمالهم ونياتهم
وأحوالهم وهي حال تقضي التضرع إليه والتذلل وقوله تعالى } :ول يأتل أولوو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا
أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل ال ،وليعفوا وليصفحوا { هذه الية نزلت في أبي بكر الصديق
لما منع مسطح بن أثاثة وهوالنور ابن خالته ،وكان رجل Nفقيرا Nمن المهاجرين ،ووقع في الفك فغضب عليه
أبو بكر وحلف أن يمنعه ما كان يرفده به من طعام وشراب ،فأنزل ال تعالى هذه الية ول يأتل أي ول يحلف
أصحاب الفضل والحسان والسعة في الرزق والمعاش أن يؤتوا أولى القربى أي أن يعطوا أصحاب القرابة،
والمساكين والمهاجرين في سبيل ال كمسطح ،وليعفو أي وعليهم أن يعفوا عما صدر من أولئك القرباء من
الفقراء والمهاجرين ،وليصفحوا أي يعرضوا عما قالوه فل يذكروه لهم ول يذكرونهم به فإنه يحزنهم ويسوءهم
ول سيما وقد تابوا وأقيم الحد عليهم وقوله تعالى } :أل تحبون أن يغفر ال لكم؟ { فقال أبو بكر بلى وال أحب
أن يغفر ال لي فعندها صفح وعفا وسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن يمينه فقال كفر عن يمينك ورد
الذي كنت تعطيه لمسطح.
وتقرر بذلك أن من حلف يمينا Nعلى شيء فرأى غيره خيرا Nمنه كفر عن يمينه وتى الذي هو خير.
وقوله تعالى } :وال غفور رحيم { فهذا إخبار منه تعالى أنه ذو المغفرة والرحمة وهما من صفاته الثابة له
وفي هذا الخبر تطميع للعباد لن يرجوا مغفرة ال ورحمته وذلك بالتوبة الصادقة والطلب الحثيث المتواصل
لن ال تعالى ل يغفر لمن ل يستغفره ،ول يرحمن من ل يرجو ويطلب رحمته.
هداية اليات:
-1لقبح فاحشة الزنى وضع ال تعالى لمقاومتها أمورا Nمنها وضع حد شرعي لها ،ومنع تزويج الزاني من
عفيفة أو عفيفة من زان oإل بعد التوبة ،ومنها شهود عدد من المسلمين إقامة الحد ومنها حد القذف ومنها اللعان
بين الزوجين ،ومنها حرمة ظن السوء بالمؤمنين ،ومنها حرمة حب ظهور الفاحشة وإشاعتها في المؤمنين،
ومنها وجوب الpستئذان عند دخول البيوت المسكونة ،ومنها وجبو غض البصر وحرمة لنظر إلى الجنبية،
ومنها احتجاب المؤمنة عن الرجال الجانب ومنها حرمة حركة ما كضرب الرض بالرجل لظهار الزينة.
ومنها وجوب تزويج العزاب والمساعدة على ذلك حتى في العبيد بشروطها ،ومنها وجوب استئذان الطفال إذا
بلغوا الحلم ،وهذه وغيرها كلها أسباب واقية من أخطر فاحشة وهي الزنى.
-3متابعة الشيطان والجري وراءه في كل ما يدعو إليه يؤدي بالعبد أن يصبح شيطانا Nيأمر بالفحشاء والمنكر.
-4على من حفظه ال من الوقوع في السوء أن يتطامنوا ول يشعروا بالكبر فإن عصمتهم من ال تعالى ل من
أنفسهم.
-5من حلق على شيء ل يفعله أو يفعله ورأى أن غيره خير qمنه كفر عن يمينه وفعل الذي هو خير.
-6وجوب العفو والصفح على ذوي المروءات وإقالة عثرتهم إن هم تابوا وأصلحوا.
} إن ٱلذين ير%مون ٱلمح%صنات ٱلغافلت ٱلمؤمنات لعنوا في ٱلدOنيا وٱلخرة ولهم %عذاب Vعظيم{ V
* } يو%م تشهد علي%هم %ألسنتهم %وأي%ديهم %وأر%جلهم %بما كانوا يع%ملون { * } يو%مئذ@ يوفRيهم ٱلله
دينهم ٱلحق ويع%لمون أن ٱلله هو ٱلحق ٱلمبين { * } ٱلخبيثات للخبيثين وٱلخبيثون للخبيثات
وٱلطي#بات للطي#بين وٱلطي#بون للطي#بات )أو%لـئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة Uورز%ق Uكريم{ V
شرح الكلمات:
} أولئك مبرءون مما يقولون { :أي صفوان بن المعطل وعائشة رضى ال عنهما أي مبرءون عصبة الفك.
معنى اليات:
قوله تعالى } :إن الذين يرمون المحصنات الغافلت المؤمنات لعنوا في الدنيا والخرة { هذه الية وإن تناولت
ابتداء aعبد ال بن أبي فإنها عامة في كل من يقذف مؤمنة محصنة أي عفيفة غافلة لسلمة صدرها من
الفواحش ل تخطر ببالها } لعنوا { أي أبعدوا من الرحمة اللهية } في الدنيا والخرة ،ولهم عذاب عظيم { في
الدنيا بإقامة الحد عليهم وفي الخرة بعذاب النار ،وذلك } يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا
يعملون { من سوء الفعال وقوله تعالى } :يومئذ يوفيهم ال دينهم الحق { أي يتم ذلك يوم يوفيهم ال دينهم
الحق أي جزاءهم الواجب عليهم ويعلمون حينئذ أن ال هو الحق المبين أي الله الحق الواجب اليمان به
والطاعة له والعبودية الكاملة له ل لغيره.
وقوله تعالى } :الخبيثات للخبيثين { أي الخبيثات من النساء والكلمات للخبيثين من الرجال كابن أبي،
} والخبيثون للخبيثات { أي والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء والكلمات وقوله } :والطيبات للطيبين {
أي والطيبات من النساء والكلمات للطيبين من الرجال كالنبي صلى ال عليه وسلم وعائشة رضى ال عنها
وقوله } :والطيبون للطيبات { أي والطيبون من الرجال كالطيبات من النساء والكلمات تأكيد للخبر السابق
وقوله تعالى } :أولئك مبرؤون مما يقولون { أولئك إشارة إلى صفوان بن المعطل وعائشة رضى ال عنها،
ومبرؤون أي من قالة السوء الت يقالها ابن أuبي ومن أذاعها معه .وقوله } :لهم مغفرة ورزق كريم { هذه
بشرى لهم بالجنة مقابل ما نالهم من ألم الفك الذي جاءت به العصبة المتقدم ذكرها إذ أخبر تعالى أن لهم
مغفرة لذنوبهم التي ل يخلو منها مؤمن وهو الستر عناه ومحوها ورزقا Nكريما Nفي الجنة.
وبهذه تمت براءة أم المؤمنين عائشة رضى ال عنها والحمد ل أول Nوآخرا.N
هداية اليات:
-1عlظpم nذنب قذف المحصنات الغافلت المؤمنات وقد عده رسول ال صلى ال عليه وسلم في السبع
الموبقات ،والعياذ بال تعالى.
-4استحقاق الخبث أهله .فالخبيث هو الذي يناسبه القول الخبيث والفعل الخبيث.
-5استحقاق الطيب أهله فالطيب هو الذي يناسبه القول الطيب والفعل الطيب.
شرح الكلمات:
} تستأنسوا { :أي تستأذنوا إذ الستئذان من عمل النسان والدخول بدونه من عمل الحيوان الوحشي.
} فيها متاع لكم { :أي ما تتمتعون به كالنزول بها أو شراء حاجة منها } .ما تبدون { :أي ما تظهرونه.
} وما تكتمون { :أي ما تخفونه إذا Nفراقبوه تعالى ول تضمروا ما ل يرضى فإنه يعلمه.
معنى اليات:
نظرا Nإلى خطر الرمي بالفاحشة وفعلها وحرمة ذلك كان المناسب هنا ذكر وسيلة من وسائل الوقاية من الوقوع
في مثل ذلك ففرض ال تعالى على المؤمنين الستئذان فقال } :يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوتا Nغير بيوتكم
حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها { أي يا من آمنتم بال ربا Nوبالسلم دينا Nوبمحمد رسول Nل تدخلوا بيوتا
على أهلها حتى تسلموا عليهم قائلين السلم عليكم وتستأذنوا قائلين أندخل ثلث مرات فإن أذن لكم بالدخول
دخلتم وإن قيل لكم ارجعوا أي لم يأذنوا لكم لحاجة عندهم فارجعوا وعبر عن الستئذان بالستئناس لمرين
أولهما أن لفظ الستئناس وارد في لغة العرب بمعنىالستئذان وثانيهما :أن الستئذان من خصائص الpنسان
الناطق وعدمه من خصائص الحيوان المتوحش إذ يدخل على المنزل بدون إذن إذ ذاك ليس من خصائصه.
وقوله } ذلك خير لكم { أي الpستئذان خير لكم أي من عدمه لما فيه من الوقاية من الوقوع في الثم وقوله:
} لعلكم تذكرون { أي تذكرون أنكم مؤمنون وأن ال تعالى أمركم بالpستئذان حتى ل يحصل لكم ما يضركم
وبذلك يزداد إيمانكم وتسموا أرواحكم .وقوله تعالى } :وإن قيل لكم ارجعوا { لpمر oاقتضى ذلك } فارجعوا {
وأنتم راضون غير ساخطين .وقوله تعالى } :هو أزكى لكم { أي أطهر لنفوسكم وأكثر عائدة خير عليكم,
وقوله تعالى } :وال بما تعملون عليم { أي مطلع على أ؛والكم فتشريعه لكم الستئذان واقع موقعه إذا Nفأطيعوه
فيه وفي غيره تكملوا وتسعدوا.
وقوله } :ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا Nغير مسكونة فيها متاع لكم { .هذه رخصة منه تعالى لعباده
المؤمنين بأن ل يستأذنوا عند جخولهم بيوتا Nغير مسكونة أي ليس فيها نساء من زوجات وسريات يحرم النظر
إليهن وذلك كالدكاكين والفنادق وما إلى ذلك فللعبد أن يدخل لقضاء حاجاته المعبر عنها بالمتاع بدون استئذان
لنها مفتوحة للعموم من أصحاب الغراض والحاجات أما السلم فسنة على من دخل على دكان أو فندق فليقل
السلم عليكم والذي يسقط هو الستئذان أي طلب الذن ل غير.
وقوله تعالى } :وال يعلم ما تبدون وما تكتمون { أي يعلم ما تظهرون من أقوالكم وأعمالكم وما تخفون إذا
فراقبوه تعالى في أوامره وفاعلوا المأمور واتركوا المنهي تكملوا وتسعدوا في الدنيا الخرة.
هداية اليات:
-1مشروعية الستئذان ووجوبه على كل من أراد أن يدخل بيتا Nمسكونا Nغير بيته.
-2الرخصة في عدم الستئذان من دخول البيوت والمحلت غير المسكونة للعبد فيها غرض.
-3من آداب الستئذان أن يقف بجانب الباب فل يعترضه ،وأن يرفع صوته بقدر الحاجة وأن يقرع الباب
قرعا Nخفيفا Nوأن يقول السلم عليكم أأدخل ثلث مرات.
شرح الكلمات:
} يغضوا من أبصارهم { :أي يخفضوا من أبصارهم حتى ل ينظروا إلى نساء ل يحل لهم أن ينظروا إليهن.
} ويحفظوا فروجهم { :أي يصونونها من النظر إليها ومن إتيان الفاحشة الزنى واللواط.
} ول يبدين زينتهن { :أي مواضع الزينة الساقين حيث يوضع الخلخال ،وكالكفين والذراعين حيث الساور
والخواتم والحناء والرأس حيث الشعر والقراط في الذنين والتزجيج في الحاجبين والكحل في العينين والعنق
والصدر حيث السخاب والقلئد.
} إل ما ظهر منها { :أي بالضرورة دون اختيار وذلك كالكفين لتناول شيئا Nوالعين الواحدة أو الثنتين للنظر
بهام ،والثياب الظاهرة كالخمار العجار والعباءة.
} بخمرهن على جيوبهن { :أي ولتضرب المرأة المسلمة الحرة بخمارها على جيوب أي فتحات الثياب في
الصدر وغيره حتى ل يبدو شيىء من جسمها.
} أو ما ملكت أيمانهن { :أي العبيد والجواري فللمسلمة أن تكشف وجهها لخادمها المملوك.
} أو التابعين غيرأولي الربة { :أي التابعين لهل البيت يطعمونهم ويسكنونهم ممن ل حاجة لهم إلى النساء.
} لم يظهروا على عورات النساء { :أي لم يبلغوا سنا Nتدعوهم إلى الطلع على عورات النساء للتلذذ بهن.
} ليعلم ما يخفين من زينتهن { :أي الخلخل في الرجلين.
} تفلحون { :أي تفوزون بالنجاة من العار والنار ،وبالظفر بالطهر والشرف وعالي الغرف في دار النعيم.
معنى اليات:
سبق أن ذكرنا أنه لقبح وفساد الزنى وسوء اثره على النفس والحياة البشرية وضع الشارع عدة اسباب واقية
من الوقوع فيه ومنها المر بغض البصر للرجال والنساء فقوله تعالى } :قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم
ويحفظوا فروجهم { أي مnر rيا رسولنا المؤمنين بأن يغضوا من أبصارهم أي بأن يخفضوا أجفانهم على أعينهم
حتى ل ينظروا إلى الجنبيات عنهم من النساء ويحفظوا فروجهم عنالنظر إليها فل يكشفوها لحد إل ما كان
من الزوج لزوجه فل حرج وعدم النظر أولى وأطيب ،وقوله } :ذلك أزكى لهم { أي أطهر لنفوسهم من نوافل
العبادات ،وقوله } :إن ال خبير بما يصعنون { فليراقبوه تعالى في ذلك المأمور به من غض البصر وحفظ
الفرج إنه يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور.
وقوله تعالى } :وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن { إذ شأنهن شأن الرجال في كل ما أمر به الرجال من
غض البصر وحفظ الفرج وقوله تعالى } :ول يبدين زينتهن { أي مnرrهnن بغض البصر وحفظ الفرج وعدم
إظهار الزينة } إل ما ظهر منها { مما ل يمكنها ستره وإخفاؤه كالكفين عند تناول شيء أو إعطائه أو العينين
تنظر بهما وإن كان في اليد خاتم وحناء وفي العينين كحل وكالثياب الظاهرة من خمار على الرأس وعباءة
تستر الجسم فهذا معفو عنه إذ ل يمكنها ستره.
وقوله تعالى } :وليضربن بخمرهن على جيوبهن { كانت المرأة تضع خمارها على رأسها مسبل Nعلى كتفيها
فأمرت أن تضرب به على فتحات درعها حتى تستر العنق والصدر سترا Nكامل Nوقوله } :ول يبدين زينتهن {
أعاد اللفظ ليرتب عليه ما بعده من المحارم الذي يباح للمؤمنة أن تبدي زينتها إليهم وهم الزوج ،والب والجد
وإن عل وأب الزوج وإن عل وابنها وإن سفل وأبناء الزوج وإن نزلوا ،والخ لب أو الشقيق أو لم وأبناؤه
وأن نزلوا ،وابن الخ وان نزل وسواء كان لب أو لم أو شقيق ،وابن الخت شقيقة أو لب أو أم .والمرأة
المسلمة من نساء المؤمنات ،وعبدها المملوكط لها دون شريك لها فيه والتابع لهل بيتها من شيخ هرم أصابه
الخرف ،وعنين ومعتوه وطفل صغير لم يميز البلوغ ممن ل حاجة لهم في النساء لعدم الشهوة عندهم لكبر
ومرض وصغر.
وقوله تعالى } :ول يضر بن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن { نهى تعالى المؤمنات أن يضربن الرض
بأرجلهن التي فيها الخلخل لكي يعلم أنها ذات زينة في رجلها ،فل يحل لها ذلك ولو لم تقصد إظهار زينتها.
وقوله تعالى } :وتوبوا إلى ال جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون { أمر تعالى المؤمنين والمؤمنات بالتوبة
وهي ترك ما من شأنه أن يغضب ال تعالى ،وفعل ما وجب فعله ومن ذلك غض البصر وحفظ الفرج
واللتزام بالعفة والتسر والتنزه عن الثم صغيره وكبيرة وبذلك يتأهل المؤمنون للفلح الذي هو الفوز بالنجاة
من المرهوب والظفر بالمحبوب المرغوب.
هداية اليات:
-2وجبو ستر المرأة زينتها ومواضع ذلك ما عدا ما يتعذر ستره للضرورة.
-4الرخصة في إظهار الزينة للهرم المخرف من الرجال والمعتوه والطفل الصغير الذي لم يعرف عن
عورات النساء شيئا.
-5حرمة ضرب ذات الخلخل الرض برجلها حتى ل يعلم ما تخفى من زينتها.
-6وجوب التوبة من كل ذنب وعلى الفور للحصول على الفلح العاجل والجل.
} وأنكحوا ٱليامى منكم %وٱلصالحين من %عبادكم %وإمائكم %إن يكونوا فقرآء يغنهم ٱلله من فض%له
وٱلله واسع Vعليم } * { Vوليس%تع%فف ٱلذين ل يجدون نكاحا Sحتى يغنيهم ٱلله من فض%له وٱلذين
يب%تغون الكتاب مما ملكت أي%مانكم %فكاتبوهم %إن %علم%تم %فيهم %خي%رSا وآتوهم %م#ن مال ٱلله ٱلذي
آتاكم %ول تكرهوا فتياتكم %على ٱلبغآء إن %أرد%ن تحصOنا SلRتب%تغوا عرض ٱلحياة ٱلدOنيا ومن يكرههن
فإن ٱلله من بع%د إكراههن غفور Vرحيم } * { Vولقد %أنزلنآ إلي%كم %آيات@ مOبي#نات@ ومثل Sم#ن ٱلذين
خلو%ا من قب%لكم %ومو%عظة SلRلمتقين {
شرح الكلمات:
} وأنكحوا اليامى منكم { :أي زوجوا من ل زوجة له من رجالكم ومن ل زوج لها من نسائكم.
} والصالحين من عبادكم وإمائكم { :أي وزوجوا أيضا Nالقادرين والقادرات على أعباء الزواج من عبيدكم
وإمائكم.
} إن يكونوا فقراء يغنيهم ال من فضله { :أي إن يكن اليامى فقراء فل يمنعكم ذلك من تزويجهم فإن ال
يغنيهم.
} إن ال واسع عليم { :أي واسع الفضل عليم بحاجة العبد وخلته فيسدها تكرما.N
} وآتوهم من مال ال { :أي اعينوهم بثمن نجم من نجوم المكاتبة من الزكاة وغيرها.
} على البغاء إن أردن تحصنا : { Nأي الزنى تحصنا Nأي تعففا Nوتحفظا Nمن فاحشة الزنا.
} مثل Nمن الذين خلوا من قبلكم { :أي قبلكم :اي قصصا Nمن أخبار الولين كقصة يوصف وقصة مريم وهما
شبيهتان بحادثة الفك.
معنى اليات:
ما زال السياق في ذكر السباب الواقية من وقوع الفاحشة فأمر تعالى في الية الولى من هذا السياق )(32
أمر جماعه المسلمين أن يزوجوا اليامى من رجالهم ونسائهم بالمساعدة على ذلك واإلعانة عليه حتى ل يبقى
في البلد أو القرية عزب qإل نادرا Nول فرق بين البكر والثيب في ذلك فقال تعالى } :وأنكحوا { والمر للpرشاد
} اليامى { جمع أيbم وهو من ل زوج له من رجل أو امرأة بكرا Nكان أو ثيبا } ،Nمنكم { أي من جماعات
المسلمين ل من غيرهم كأهل الذمة من الكافرين .وقوله } :والصالحين من عبادكم وإمائكم { أي وزوجوا
القادرين على مؤونة الزواج وتبعاته،وتكاليفه من مماليككم وقوله } :إن يكونوا فقراء { غير موسرين ل يمنعكم
ذلك من تزويجهم فقد تكفل ال بغناهم بعد تزويجهم بقوله } :يغنهم ال من فضله وال واسع عليم { أي واسع
الفضل عليم بحاجة المحتاجين وأمر تعالى في هذه الية من ل يجد نكاحا Nلنعدام الزوج أو الزوجة مؤقتNا أو
انعدام مؤونة الزواج من مهر ووليمة أن يستعفف أي يعف نفسه بالصبر والصيام والصلة حتى ل يتطلع إلى
الحرام فيهلك فقال تعالى } وليستعفف الذين ل يجدون نكاحا Nحتى يغنيهم ال من فضله وال واسع عليم { أي
واسع الفضل مطلق الغنى عليم بحال عباده وحاجة المحتاجين منهم .وقوله تعالى } :والذين يبتغون الكتاب {
هذه مسألة ثالثة تضمنتها هذه الية ويه إذا كان للمسلم عبد وطلب منه أن يكاتبه ،وكان أهل للتحرر بأن يقدر
على تسديد مال المكاتبة ,ويستطيع أن يستقل بنفسه فعلى مالكه أن يكتبه ،وأن يعينه على ذلك بإسقاط نجم من
نجوم الكتابة ،وهذا معنى قوله تعالى } :والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم وإن علمتم فيهم خيرا
وآتوهم من مال ال الذي آتاكم { وقوله تعالى } :ول تكرهوا فتياتكم على البغاء { أي على الزنا وهي مسألة
رابعة تضمنتها هذه الية وهي أن جاريتين كانتا لعبد ال بن أبي بن سلول المنافق يقال لهما معاذة ومسيكه قد
أسلمتا فأمرهما بالزنا لتكسبا له بفرجيهما كما هي عادة أهل الجاهلية قبل السلم فشكتا ذلك لرسول ال صلى
ال عليه وسلم فأنزل ال تعالى } :ول تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا {
أي لجل مال قليل يعرض لكم ويزول عنكم بسرعة ،وقوله } :ومن يكرهن فإن ال من بعد إكراههن غفور
رحيم { أي لهن رحيم بهن لن المكره ل إثم عليه فيما يقول ول فيما يفعل فامتنع المنافق من ذلك.
وقوله تعالى في الية الثانية ) } (34ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات { أي ولقد أنزلنا إليكم أيها المسلمون آيات
أي قرآنيbة مبينات أي موضحات للشرائع والحكام والداب فاعملوا بها تكملوا في حياتكم وتسعدوا في دنياكم
وآخرتكم.وقوله } :ومثل Nمن الذين خلوا من قبلكم { أي قصصا Nمن أخبار الولين كقصة يوسف ومريم عليهما
السلم وهما شبيهتان بحادثة الفك وقوله } :وموعظة للمتقين { وهي ما تضمنته اليات من الوعيد والوعد
والترغيب والترهيب وكونها للمتقين بحسب الواقع وهو أن المتقين هم الذين ينتفعون بالمواعظ دون الكافرين
والفاجرين.
هداية اليات:
-1انتداب المسلمين حاكمين ومحكومين للمساعدة على تزويج اليامى من المسلمين أحرارا Nوعبيدا.N
-6صيغة المكاتبة أن يقول السيد للعبد لقد كاتبتك على ثلثة آلف دنيار منجمة أي مقسطة على ستة نجوم
تدفع في كل شهر نجما ijأي قسطا .على أنك إذا وفيتها في آجالها فأنت حر ،وعليه أشهدنا وحرر بتاريخ كذا
وكذا.
} ٱلله نور ٱلسماوات وٱلر%ض مثل) نوره كمشكاة@ فيها مص%باح Vٱلمص%باح في زجاجة@ ٱلزOجاجة
كأنها كو%كب Vدر#ي sيوقد من شجرة@ مOباركة@ زي%تونة@ ل شر%قية@ ول غر%بية@ يكاد زي%تها يضي*ء ولو
لم %تم%سس%ه نار Vنور Vعلى نور@ يه%دي ٱلله لنوره من يشآء ويض%رب ٱلله ٱلم%ثال للناس وٱلله بكل
شي%ء@ عليم } * { Vفي بيوت@ أذن ٱلله أن تر%فع ويذكر فيها ٱس%مه يسب#ح له فيها بٱلغدو #وٱلصال
{ * } رجال Zل تلهيهم %تجارة Uول بي%ع Vعن ذكر ٱلله وإقام ٱلصلة وإيتآء ٱلزكـاة يخافون يو%ما
تتقلب فيه ٱلقلوب وٱلب%صار { * } ليج%زيهم ٱلله أح%سن ما عملوا ويزيدهم %م#ن فض%له وٱلله
ير%زق من يشآء بغي%ر حساب@ {
شرح الكلمات:
} ال نور السموات { :أي منورهما فلوله لما كان نور في السموات ول في الرض ،وال تعالى نور qوحجابه
النور.
} يهدي ال لنوره { :أي لليمان به والعمل بطاعته من يشاء له ذلك لعلمه برغبته وصدق نيته.
} ويضرب ال المثال { :أي ويجعل ال المثال للناس من أجل ان يفهموا عنه ويعقلوا ما يدعوهم إليه.
} في بيوت أذن ال أن ترفع { :هي المساجد ورفعها إعلء شأنها من بناء وطهارة وصيانة.
} يرزق من يشاء بغير حساب { :أي بل عlد‡ ول كيل ول وزن وهذا شأن العطاء إن كان كثيرا.N
معنى اليات:
قوله تعالى } :ال نور السموات والرض { يخبر تعالى أنه لوله لما كان في الكون نور ول هداية في
السموات ول في الرض فهو تعالى منورهما فكتابه نور ورسوله نور أي يهتدي بهما في ظلمات الحياة كما
يهتدي بالنور الحسي وال ذاته نور وحجابه نور فكل نور حسي أو معنوي ال خالقه وموهبه وهاد oإليه.
وقوله تعالى } :مثل نوره كمشكاة { أي كوة في جدار } فيها مصباح المصباح في زجاجة { من بلور،
} والزجاجة { في صفائها وصقالتها مشرقة } كأنها كوكب دري { والكوكب الدري هو المضيء المشرق كأنه
درة بيضاء صافية ،وقوله } :يوقد من شجرة مباركة { أي وزيت المصباح من شجرة مباركة وهي الزيتونة
والزيتونة ل شرقية ول غربية في موقعها من البستان ل ترى الشمس إل في الصباح ،ول غربية ل ترى
الشمس إل في المساء بل هي وسط البستان تصيبها الشمس في كامل النهار فلذا كان زيتها في غاية الجودة
يكاد يشتعل لصفائه ،ولو لم تمسه نار ،وقوله تعالى } :نور على نور { أي نور النار على نور الزيت وقوله
تعالى } :يهدي ال لنوره من يشاء { يخبر تعالى أنه يهدي لنوره الذي هو اليمان والسلم والحسان من يشاء
من عباده ممن علم أنهم يرغبون في الهداية ويطلبونها ويكملون ويسعدون عليها.
وقوله } :ويضرب ال المثال للناس وال بكل شيء عليم { يخبر تعالى :أنه يضرب المثال للناس كهذا المثل
الذي ضربه لليمان وقلب عبده المؤمن وأنه عليم بالعباد وأحوال القلوب ،ومن هو أهل لهداية ومن ليس لها
بأهل ،إذ هو بكل شيء عليم.
وقوله } :في بيوت أذن ال أن ترفع { أي المصباح في بيوت أذن ال أي أمر وlوlصmى أن ترفع حسNا ومعنى
وهي المساجد فتطهر من النجاسات ومن اللغو فيها وكلم الدنيا ،وتصان وتحفظ من كل ما يخل بمقامها الرفيع
لنها بيوت ال تعالى،وقوله } :ويذكر فيها اسمه { أي بالذان والقامة والصلة ولتسبيح والدعاء وقراءة
القرآن.
وقوله تعالى } :يسبح له فيها { أي ل في تلك البيوت } بالغدو { أي بالصباح } والصال { أي المساء
} رجال { مؤمنون صادقون أبرار متقون } ل تلهيهم تجارة ول بيع { أي ل شراء ول بيع } عن ذكر ال {
فقلوبهم ذاكرة غير غافلة وألسنتهم ذاكرة غير لهية ول لغية } وإقام الصلة وإيتاء الزكاة { أي ل تلهيهم
دنياهم عن آخرتهم فهم يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة.
وقوله } :يخافون يوما Nتتقلب فيه القلوب والبصار { أي من شدة الخوف وعظم الفزع والهول وهو يوم القيامة
وقوله تعالى } :ليجزيهم ال أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله { أي إنهم فعلوا ما فعلوا من التسبيح وإقام
الصلة وإيتاء الزكاة معرضين عن كل ما يشغلهم عن عبادة ربهم فتأهلوا بذلك للثواب العظيم ليجزيهم ال
أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله فوق ما استحقوه بأعمالهم وتقواهم لربهم ،وال يرزق من يشاء بغير حساب
وذلك لعظيم فضله وسابق رحمته فيعطي بدون عlد ول كيل ول وزن وذلك لعظم العطاء وكثرته.
هداية اليات:
-1كل خير وكل نور وكل هداية مصدرها ال تعالى فهو الذي يطلب منه ذلك.
-4وجوب تعظيم بيوت ال تعالى " :المساجد " بتطهيرها ورفع بنيانها وإخلئها إل من ذكر ال والصلة
وطلب العلم فيها.
-5ثناء ال تعالى على من ل تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر ال وإقام الصلة وإيتاء الزكاة.
} وٱلذين كفرو*ا أع%مالهم %كسراب@ بقيعة@ يح%سبه ٱلظم%آن مآء gحتى إذا جآءه لم %يجد%ه شي%ئا Sووجد
ج م#ن
جي mيغشاه موV %
حر@ ل #
ٱلله عنده فوفاه حسابه وٱلله سريع ٱلحساب { * } أو %كظلمات@ في ب %
فو%قه مو%ج Vم#ن فو%قه سحاب Vظلمات Uبع%ضها فو%ق بع%ض@ إذآ أخرج يده لم %يكد %يراها ومن لم
يج%عل ٱلله له نورSا فما له من نور@ { * } ألم %تر أن ٱلله يسب#ح له من في ٱلسماوات وٱلر%ض
وٱلطي%ر صآفات@ ك |ل قد %علم صلته وتس%بيحه وٱلله عليم Vبما يفعلون { * } ولله ملك ٱلسماوات
وٱلر%ض وإلى ٱلله ٱلمصير {
شرح الكلمات:
} كسراب بقيعة { :السراب شعاع أبيض يرى في نصف النهار وكأنه ماء ،والقيعة جمع قاع وهو ما انبسط
من الرض.
} الظمآن { :العطشان.
} بحر لجي { :أي ذو لجج واللجة معظم الماء وغزيره كما هي الحال في المحيطات.
} يسبح له { :ينزه ويقدس بألفاظ التسبيح والتقديس كسبحان ال ونحوه والصلة من التسبيح.
معنى اليات:
قوله تعالى } :والذين كفروا أعمالهم كسراب { لما بين تعالى حال المؤمنين وأنه تعالى وفاهم أجرهم بأحسن
مما كانوا يعملون وزادهم من فضله ذكر هنا حال الكافرين وهو أن أعمالهم في خسرانها وعدم النتفاع بها
كسراب وهو شعاع أبيض يرى في نصف النهار وكأنه ماء } بقيعة { أي بقاع من الرض وهو الرض
المنبسطة } يحسبه الظمآن ماء { أي يظنه العطشاء ماء وما هو بماء ولكنه سراب خادع } حتى إذا جاءه لم
يجد شيئا { Nلنه سراب ل غير.فيا للخيبة ،خيبة ظمآن يقتله العطش فرأى سرابا Nفجرى وراءه يظنه ماء فإذا به
لم يجد الماء ،ووجد الحق تبارك وتعالى فحاسبه على كل أعماله وهي في جملتها أعمال إجرام وشر وفساد
فوفاه إياها فخسر خسرانا Nمبينا } ،Nوال سريع الحساب { فما هي إل لحظات والكافر في سواء الجحيم .هذا مlثjل
تضمنته الية الولى ) (39ومثل آخر تضمنته الية الثانية ) (40وهو مثل مضروب لضلل الكافر وحيرته في
حياته وما يعيش عليه من ظلمة الكفر ظلمة العمل اليء والعتقاد الباطل وظلمة الجهل بربه وما يريده منه،
وما أعده له قال تعالى } :أو كظلمات في بحر لجي { أي ذي لجج من الماء } يغشاه { أي يعلوه } موج من
فوقه موج { أي من فوق الموج موج آخر } من فوقه سحاب { والسحاب عادة مظلم فهي } ظلمات بعضها فوق
بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها { لشدة الظلمة هذه حال الكافر في هذه الحياة الدنيا ،وهي ناتجة عن إعراضه
عن ذكر ربه وتوغله في الشر والفساد وقوله تعالى } :ومن لم يجعل ال له نورا Nفماله من نور { أعلم تعالى
عباده أن النور له وبيده فنم لم يطلبه منه حرمه وعاش في الظلمات والعياذ بال.
وقوله تعالى } :ألم تر أن ال يسبح له من في السموات والرض والطير صافات { أي ألم ينته إلى علمك يا
رسولنا أن ال تعالى يسبح له من في السموات من الملئكة والرض أي ومن في الرض بلسان القال والحال
معا Nوالطير صافات أي باسطات أجنحتها تسبح ال تعالى بمعنى تنزهه بألفاظ التنزيه كسبحان ال.
فإن امتنع المشركون أهل الظلمات من اليمان بال وعبادته وتوحيده فيها فإن ال تعالى يسبح له الخلق كله
عليويه وسفليه فالكافر وإن لم يسبح بلسانه فحاله تسبح فخلقه وتركيبه وأقواله وأعماله كلها تسبح ال خالقه فهي
شاهدة على قدرة ال وعلمه وحكمته وأنه ل إله إل هو ول رب سواه وقوله تعالى } :كل { أي ممن في
السموات والرض والطير قد علم ال صلته وتسبيحه كما أن كل Nمنهم قد علم صلته ل تعالى وتسبيحه له
} وال عليم بما يفعلون { أي وال عليم بأفعال عباده،ويجزيهم بها وهو على ذلك قدير إذ له ملك السموات
والرض وإليه المصير أي مصير كل شيء إليه تعالى فهو الذي يحكم فيه بحكمه العادل.
هداية اليات:
من هداية اليات:
-3بيان حال الكافرين في هذه الدنيا وأنهم يعيشون في ظلمات الجهل والكفر والظلم.
-4تقرير حقيقة وهي أن من لم يجعل ال له نورا Nفي قلبه لن يكن له نور في حياته كلها.
-5بيان أن الكون كله يسبح ل كقوله تعالى } :يسبح له ما في السموات وما في الرض وقوله:
{ } وإن من شيء إل يسبح بحمده.
} ألم %تر أن ٱلله يز%جي سحابا Sثم يؤلRف بي%نه ثم يج%عله ركاما Sفترى ٱلود%ق يخرج من %خلله
وينز#ل) من ٱلسمآء من جبا @ل فيها من برد@ فيصيب به من يشآء ويص%رفه عن من يشآء يكاد
سنا بر%قه يذهب بٱلب%صار { * } يقلRب ٱلله ٱللي%ل وٱلنهار إن في ذلك لعب%رة Sل)و%لي ٱلب%صار { *
} وٱلله خلق كل دآبة@ م#ن مآء@ فمنهم %من يم%شي على بطنه ومنهم %من يم%شي على رج%لي%ن
ومنهم %من يم%شي على أر%بع@ يخلق ٱلله ما يشآء إن ٱلله على كل Rشي%ء@ قدير } * { Vلقد %أنزلنآ
ط مOس%تقيم@ {
آيات@ مOبي#نات@ وٱلله يه%دي من يشآء إلى صرا @
شرح الكلمات:
} من جبال فيها من برد { :أي من جبال من برد في السماء والبرد حجارة بيضاء كالثلج.
} لعبرة { :أي داللة على وجود ال تعالى وقدرته وعلمه ووجوب توحيده.
معنى اليات:
ما زال السياق في عرض مظاهر القدرة والعلم والحكمة اللهية وهي الموجبة ل تعالى العبادة دون سواه فقال
تعالى } :ألم تر أن ال يزجي سحابا { Nأي ألم ينته إلى علمك يا رسولنا أن ال يزجي سحابNا أي يسوقه برفق
وسهولة } ثم يؤلف { أي يجمع بين أجزائه فيجعله ركاما Nأي متراكما Nبعضه على بعض } فترى الودق { أي
المطر } يخرج من خلله { أي من فتوقه وشقوقه .والخلل جمع خلل كجبال جمع جبل وهو الفتوق بين أجزاء
السحاب وهو مظهر من مظاهر القدرة والعلم .وقوله } :وينزل من السماء من جبال فيها من برد { أي ينزل
بردا Nمن جبال البرد المتراكمة في السماء فيصيب بذلك البرد من يشاء فيهلك به زرعه أو ماشيته ،ويصرفه
عمن يشاء عن عباده فل يصيبه شيء من ذلك وهذا مظهر آخر من مظاهر القدرة واللطف الpلهي وقوله:
} يكاد سنا برقه { أي يقرب لمعان البرق الذي هو سناه يذهب بالبصار التي تنظر إليه أي يخطفها بشدة
لمعانه.
وقوله تعالى } يقلب ال الليل والنهار { بأن يظهر هذا ويخفي هذا فإذا ظهر النهار اختفى الليل ،وإذا ظهر الليل
اختفى النهار فيقلب أحدهما على الخر فيخفيه ويستره به وقوله } :إن في ذلك لعبرة لولى البصار { أي إن
في إنزال البرد ولمعان البرق وتقليب الليل والنهار لعظة عظيمة لولى البصائر تهديهم إلى اليمان بال
وجلله وكما فيعبدونه ويوحدونه مnحpبين له معظمين راجعين خائفين إن هذه ثمرة الهداية هذا ما دلت عليه
اليتان الولى ) (43والثانية ) (44أما الية ) (45فقد اشتملت على أعظم مظهر من مظاهر القدرة اللهية فقال
تعالى } :وال خالق كل دابة { أي من إنسان وحيوان } من ماء { أي نطفة من نطف النسان والحيوان،
} فمنهم من يمشي على بطنه { كالحيات والثعابين والسماك } ،ومنهم من يمشي على رجلين { كالنسان
والطير } ،ومنهم من يمشي على أربع { كالنعام والبهائم ،وقوله } :يخلق ال ما يشاء { إذ wبعض الحيوانات لها
أكثر من أربع وقوله } :إن ال على كل شيء قدير { أي على فعل وإيجاد ما يريده قدير ل يعجزه شيىء فأين
ال الخالق العليم الحكيم من تلك الصنام والوثان التي يؤلهها الجاهلون من أهل الشرك والكفر؟
وقوله تعالى } :لقد أنزلنا آيات مبينات { أي واضحات لجل هداية العباد إلى طريق سعادتهم وكمالهم وهي هذه
اليات التي اشتملت عليها سورة النور وغيرها من آيات القرآن الكريم فمن آمن بها ونظر فيها وأخذ بما تدعو
إليه من الهدى اهتدى ،ومن أعرض عنها فضل وشقى فل يلومن إل نفسه } ،وال يهدي من يشاء { هدايته
ممن رغب في الهداية وطلبها وسلك لها مسالكها } إلى صراط مستقيم { أل وهو السلم طريق الكمال
والسعادة في الحياتين ال اجعلنا من أهله إنك قدير.
هداية اليات:
-5بيان أصناف المخلوقات في مشيها على الرض بعد خلقها من ماء وهو مظهر العلم والقدرة.
-6امتنان ال تعالى على العباد بإنزاله اليات المبينات للهدى وطريق السعادة والكمال.
} ويقولون آمنا بٱلله وبٱلرسول وأطع%نا ثم يتولى فريق Uم#نهم %م#ن بع%د ذلك ومآ )أو%لـئك
بٱلمؤمنين { * } وإذا دعو*ا إلى ٱلله ورسوله ليح%كم بي%نهم %إذا فريق Uم#نهم %مOع%رضون { * } وإن
يكن %لهم ٱلحق يأتو*ا إلي%ه مذعنين { * } أفي قلوبهم %مرض Vأم ٱر%تابو*ا أم %يخافون أن يحيف ٱلله
علي%هم %ورسوله بل أ)و%لـئك هم ٱلظالمون { * } إنما كان قو%ل ٱلمؤمنين إذا دعو*ا إلى ٱلله
ورسوله ليح%كم بي%نهم %أن يقولوا سمع%نا وأطع%نا و)أو%لـئك هم ٱلمفلحون { * } ومن يطع ٱلله
ورسوله ويخش ٱلله ويتقه فأ)و%لـئك هم ٱلفآئزون {
شرح الكلمات:
} آمنا بال وبالرسول { :اي صدقنا بتوحيد ال وبنبوة الرسول محمد صلى ال عليه وسلم.
} إذا فريق منهم معرضون { :أي عن المجىء إلى الرسول صلى ال عليه وسلم.
} إنما كان قول المؤمنين { :هو قولهم سمعنا وأطعنا أي سمعا Nوطاعة.
بعد عرض تلك المظاهر لقدرة ال وعلمه وحكمته والموجبة لليمان بال ورسوله ،وما عند ال من نعيم مقيم،
وما لديه من عذاب مهين فاهتدى عليها من شاء ال هدايته وأعرض عنها من كتب ال شقاؤته من المنافقين
بال رmبا Nوإلها Nوبمحمد نبيا Nورسول ،Nوأطعناهما } ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك { أي من بعد تصريحهم
باليمان والطاعة يقولون معرضين بقلوبهم عن اليمان بال وآياته ورسوله } ،وما أولئك بالمؤمنين { فأكذبهم
ال في دعوة إيمانهم هذا ما دلت عليه الية الولى ) (47وقوله تعالى } :وإذا دعوا إلى ال ورسوله ليحكم
بينهم { أي في قضية من قضايا دنياهم } ،إذا فريق منهم معرضون { أي فاجأك فريق منهم بالعراض عن
التحاكم إلى الرسول صلى ال عليه وسلم وقوله } :وإن يكن لهم الحق { أي وإن يكن لهم في الخصومة التي
بينهم وبين غيرهم } يأتوا إليه { أي إلى رسول ال } مذعنين { أي منقادين طائعين أي لعلمهم أن الرسول
يقضي بينهم بالحق وسوف يأخذون حقهم وافيا Nوقوله تعالى } :أفي قلوبهم مرض { أي بل في قلوبهم مرض
الكفر والنفاق } أم ارتابوا { أي بل ارتابوا أي شكوا في نبوة رسول ال صلى ال عليه وسلم } أم يخافون أن
يحيف ال عليهم ورسوله { ل ،ل } ،بل أولئك هم الظالمون { ،ولما كانوا ظالمين يخافون حكم ال ورسوله
فيهم لنه عادل فيأخذ منهم ما ليس لهم ويعطيه لمن هو لهم من خصومهم وقوله تعالى } :إنما كان قول
المؤمنين { أي الصادقين في إيمانهم } إذا دعوا ال ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا { أي لم يكن
للمؤمنين الصادقين من قول يقولونه إذا دعوا إلى كتاب ال ورسوله ليحكم يبنهم إل قولهم :سمعنا وأطعنا
فيجيبون الدعوة ويسلمون بالحق قال تعالى في الثناء عليهم } وأولئك هم المفلحون { أي الناجحون في دنياهم
وآخرتهم دون غيرهم من أهل النفاق .وقوله تعالى :في الية الكريمة الخيرة ) } (52ومن يطع ال ورسوله {
أي فيما يأمران به وينهيان عنه } ،ويخش ال { أي يخافه في السر والعلن } ،ويتقه { أي يتق مخالفته فل
يقصر في واجب ول lيغwشjى محرما } ،Nفأولئك هم الفائزون { فقصر الفوز عليهم أي هم المنون من عذاب ال
يوم القيامة المنعمون في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .اللهم اجعلنا منهم واحشرنا
في زمرتهم إنك ربنا وربهم.
هداية اليات:
-2من دnعpي lإلى الكتاب والسنة فأعرض فهو منافق معلوم النفاق.
-3اتخاذ قوانين وضعية للتحاكم إليها دون كتاب ال وسنة رسوله آية الكفر والنفاق.
-4فضل طاعة ال ورسوله وتقوى ال عز وجل وأن أهلها هم الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنان.
} وأقسموا بٱلله جه%د أي%مانهم %لئن %أمر%تهم %ليخرجن قل ل تقسموا طاعة Uمع%روفة Uإن ٱلله خبير
بما تع%ملون { * } قل أطيعوا ٱلله وأطيعوا ٱلرسول فإن تولو%ا فإنما علي%ه ما حم#ل وعلي%كم %ما
حم#لتم %وإن تطيعوه ته%تدوا وما على ٱلرسول إل ٱلبلغ ٱلمبين { * } وعد ٱلله ٱلذين آمنوا
منكم %وعملوا ٱلصالحات ليس%تخلفنهم %في ٱلر%ض كما ٱس%تخلف ٱلذين من قب%لهم %وليمكRنن لهم
دينهم ٱلذي ٱر%تضى لهم %وليبد#لنهم %م#ن بع%د خو%فهم %أم%نا Sيع%بدونني ل يشركون بي شي%ئا Sومن كفر
بع%د ذلك فأ)و%لـئك هم ٱلفاسقون {
شرح الكلمات:
} وأقسموا بال جهد أيمانهم { :أي حلفوا بال بالغين غاية الجهد في حلفهم.
} طاعة معروفة { :أي طاعة معروفة للنبى فيما يأمركم وينهاكم خير من إقسامكم بال.
} وعليكم ما حملتم { :أي من وجوب قبول الشرع والعمل به عقيدة وعبادة وحكما.
} وإن تطيعوه تهتدوا { :أي وإن تطيعوا الرسول في أمره ونهيه وإرشاده تهتدوا إلى خيركم.
} ليستخلفنهم { :أي يجعلهم خلفاء لغيرهم فيها بأن يnدpيل• لهم من أهلها فيسودون فيها ويحكمون.
} وليمكنن لهم دينهم { :أي بأن يظهر السلم على سائر الديان ويحفظه من الزوال.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في ذكر أحوال المنافقين فأخبر تعالى عنهم بقوله } :وأقسموا ال جهد أيمانهم { أي
أقسموا للرسول صلى ال عليه وسلم مبالغين في ذلك حتى بلغوا غاية الجهد قائلين لئن أمرتنا بالخروج إلى
الجهاد لنخرجن معكم .وهان أمر تعالى رسوله أن يقول لهم } :لتقسموا { أي ما هناك حاجة إلى الحلف
وتأكيده ،وإنما هي طاعة منكم معروفة لنا تغنيكم عن اليمان وقوله تعلى } :إن ال خبير بما تعملون { تأنيب
لهم وتأديب حيث أخبرهم تعالى بأنه مطلع على أسرارهم وما يقولونه ويعملونه في الخفاء ضد الرسول
والمؤمنين ثم أمر تعالى رسوله أن يقول لهم :أطيعوا ال وأطيعوا الرسول في كل ما يأمران به وينهيان عنه} ،
فإن تولوا { أي تعرضوا عن الطاعة وترفضوها ،فإنما على الرسول ما حمل من البلغ والبيان ،وعليكم ما
حملتم من وجوب النقياد والطاعة ،ومن أخل بواجبه الذي أنيط به فسوف يلقى جزءاه وافيا Nعند ربه وقوله
تعالى } :وإن تطيعوه تهتدوا { هذه الجملة عظيمة الشأن جليلة القدر للمؤمن أن يحلف بال ول يحنث على أن
من أطاع رسول ال في أمره ونهيه لن يضل أبدا Nولن يشقى فالهداية إلى كل خير كامنة في طاعة رسول ال
صلى ال عليه وسلم.
وقوله تعالى } :وما على الرسول إل البلغ المبين { أي ليس على الرسول هداية القلوب ،وإنما عليه البلغ
المبين ل غير فل تلحق الرسول تبعة من عصى فjضlل tو lهلjك.
وقوله تعالى في الية ) } (55وعد ال الذين آمنوا منكم { أي صدقوا ال والرسول } وعملوا الصالحات {
فأقاموا الصلة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ،وعدهم بأن يستخلفهم في الرض أي يجعلهم
خلفاء حاكيمن في أهلها سائدين سكانها استخلفا Nكاستخلف الذين من قبلهم من بني إسرائيل حيث أجلى
الكنعانيين والعمالقة من أرض القدس وورثها بني إسرائيل وقول } :وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم { وهو
السلم فيظهره على الدين كله ويحفظه من التغيير والتبديل والزوال إلى قرب الساعة وقوله تعالى } :وليبدلهم
من بعد خوفهم أمنا { Nإذا نزلت هذه الية والمسلمون خائفون بالمدينة ل يقدر أحدهم أن ينام وسيفه بعيد عنه
من شدة الخوف من الكافرين والمنافقين وتألب الحزاب عليهم ولقد أنجز تعالى لهم ما وعدهم فاستخلفهم
وأمكن لهم وبدلهم بعد خوفهم أمنا Nفلله الحمد والمنة.
وقوله } :يعبدونني ل يشركون بي شيئا { Nهذا ثناء عليهم ،وتعليل لما وهبهم وأعطاهم يعبدونه ل يشركون به
شيئا Nوقد فعلوا وما زال بقاياهم من الصالحين إلى اليوم يعبدون ال وحده ول يشركون به شيئا Nاللهم اجعلنا
منهم ،وقوله تعالى } :ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون { وعيد وتهديد لمن كفر بعد ذلك النعام العظيم
والعطاء الجزيل فأولئك هم الفاسقون عن أمر ال الخارجون عن طاعته المتسوجبون لعذاب ال ونقمته .عياذا
بال ول حول ول قوة إل بال.
هداية اليات:
-2عدم الثقة في المنافقين لخلوهم من موجب الصدق في القول والعمل وهو اليمان.
-3طاعة رسول ال موجبة للهداية لما فيه من سعادة الدارين ومعصيته موجبة للضلل والخسران.
-4صدق وعد ال تعالى لهل اليمان وصالح العمال من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم.
-5وجوب الشكر على النعم بعبادة ال تعالى وحده بما شرع من أنواع العبادات.
-6الوعيد الشديد لمن أنعم ال عليه بنعمة أمن ورخاء وسيادة وكرامة فكفر تلك النعم ولم يشكرها jفعmرضها
للزوال.
} وأقيموا ٱلصـلة وآتوا ٱلزكـاة وأطيعوا ٱلرسول لعلكم %تر%حمون { * } ل تح%سبن ٱلذين
كفروا مع%جزين في ٱلر%ض ومأواهم ٱلنار ولبئس ٱلمصير {
شرح الكلمات:
} وأقيموا الصلاة { :أي أدوها أداءNا كامل Nتامأ iمراعين فيها شروطها وأركانها وواجباتها وسننها حتى تثمر
الزكاة والطهر في نفوسكم.
} وآتوا الزكاة { :أي المفروضة من المال الصامت كالذهب والفضة والحرث والناطق كالنعام من إبل وبقر
وغنم.
} وأطيعوا الرسول { :أي محمدا Nصلىة ال عليه وسلم في أمره ونهيه والخذ بإرشاده وتوجيهه.
} لعلكم ترحمون { :أي رجاء أن يرحمكم ربكم في دنياكم وآخرتكم فل يعذبكم فيهما.
} معجزين في الرض { :أي معجزين ال تعالى بحيث ل يدركهم ول ينزل بهم نقمته وعذابه.
} ولبئس المصير { :أي النار إذا هي المأوى الذي يأوون إليه ويصيرون إليه.
معنى اليتين
يأمر تعالى عباده المؤمنين من أصحاب الرسول الكريم بإقام الصلة وإيتاء الزكاة الزكاة وطاعة الرسول صلى
ال عليه وسلم في أمره ونهيه وإرشاده وتوجيهه وذلك رجاء أن يرحموا في الدارين ،ول يعذبوا فيهما ،وهذا
وإن كان موجها Nابتداء aإلى أصحاب الرسول فإنه عام بعد ذلك فيشمل كل مؤمن ومؤمنة في الحياة وقوله } ل
تحسبن الذين كفروا معجزين في الرض { هذا خطاب للرسول صلى ال عليه وسلم ينهاه ربه تعالى أن يظن
أن الذين كفروا مهما كانت قوتهم سيفوتون ال تعالى ويهربون مما أراد بهم من خزي وعذاب ،ل ،ل بل
سيخزيهم ويذلهم ويسلط عليهم ،وقد فعل } ومأواهم النار { يوم القيامة } ولبئس المصير { نار جهنم يصيرون
إليها.
هداية اليتين:
-1وجوب إقام الصلة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول صلى ال عليه وسلم للحصول على رحمة ال تعالى في
الدنيا والخرة في الدنيا بالنصر والتمكين والمن والسيادة وفي الخرة بدخول الجنة.
-2تقرير عجز الكافرين وأنهم لن يفوتوا ال تعالى مهما كانت قوتهم وسينزل بهم نقمته ويحل عليهم عذابه.
} يأيOها ٱلذين ءامنوا ليس%تأذنكم ٱلذين ملكت أي%مـنكم %وٱلذين لم %يب%لغوا ٱلحلم منكم %ثلث مرات
م#ن قب%ل صـلوة ٱلفج%ر وحين تضعون ثيـبكم %م#ن ٱلظهيرة ومن بع%د صلوة ٱلعشآء ثلث
ح بع%دهن طوفون علي%كم %بع%ضكم %على بع%ض@ كذلك يبي#ن
عو%رات@ لكم %لي%س علي%كم %ول علي%هم %جنا V
ٱلله لكم ٱل|يـت وٱلله عليم Vحكيم } * { Vوإذا بلغ ٱلطفال) منكم ٱلحلم فليس%تأذنوا كما ٱس%تأذن
ٱلذين من قب%لهم %كذلك يبي#ن ٱلله لكم %آياته وٱلله عليم Vحكيم } * { Vوٱلقواعد من ٱلنRسآء ٱللتي ل
ير%جون نكاحا Sفلي%س علي%هن جناح Vأن يضع%ن ثيابهن غي%ر متبر#جات بزينة@ وأن يس%تع%ففن خي%ر
لهن وٱلله سميع Vعليم{ V
شرح الكلمات:
} لم يبلغوا الحلم منكم { :أي سن التكليف وهو وقت الحتلم خمسة عشر سنة فما فوق.
} ثلث عورات لكم { :العورة ما يتسحي من كشفه ،وهذه الوقات الثلثة ينكشف فيها النسان في فراشه
فكانت بذلك ثلث عورات.
} غير متبرجات بزينة { :أي يغر مظهرات زينة خفية كقلدة وسوار وخلخال.
} وأن يستعففن خير لهن { :بأن ل يضعن ثيابهن خير لهم من الخذ بالرخصة.
معنى اليات:
قوله تعالى } :يا أيها الذين آمنوا { روى في نزول هذه الية أن النبي صلى ال عليه وسلم بعث غلما Nمن
النصار يقال له مدلج إلى عمر بن الخطاب يدعوه له فوجده نائما Nفي وقت الظهيرة فدق الباب ودخل فاستيقظ
عمر فانكشف منه شىء فقال عندما عمر وددت أن ال نهى أبناءنا ونساءنا وخدمنا أن ل يدخلوا علينا في هذه
الساعة إل بإذن ،ثم انطلق إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فوجد هذه الية قد أنزلت فخر ساجدNا شكرا Nل
تعالى.
فقوله تعالى } :يا أيها الذين آمنوا { هو نداء لكل المؤمنين في كل عصورهم وديارهم .وقوله } ليستأذنكم الذي
ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم { أي علموا أطفالكم وخدمكم الستئذان عليكم في هذه الوقات الثلثة
وأمروهم بذلك .وقوله } :ثلث مرات { هي المبينة في قوله } :من قبل صلة الفجر { وهي ساعات النوم من
الليل } ،وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة { ويه القيلولة } ،ومن بعد صلة العشاء { وهي بداية نوم الليل.
وقوله } :ثلث عورات لكم { أي هي منطقة انكشاف العورة فيها فاطلق عليها اسم العورة والعورة ما يستحي
من كشفه وقوله } :ليس عليكم ول عليهم { أي ول على الطفال والخدم } جناح بعدهن { أي بعد المرات
الثلث وقوله } :طوافون عليكم { أي يدخلون ويخرجون عليكم للخدمة } .بعضكم على بعض { أي بعضكم
يدخل على بعض للخدمة فل غنى عنه فلذا فل حرج عليكم في غير الوقات الثلثة.
وقوله تعالى } :كذلك يبين ال لكم اليات { أي كهذا التبيين الذي بين لكم حكم الستئذان يبين ال لكم اليات
المتضمنة للشرائع والحكام والداب فله الحمد وله المنة وقوله } :وال عليم { أي بخلقه وما يحتاجون إليه في
إكمالهم وإسعادهم } حكيم { فيما يشرع لهم ويفرض عليهم.
وقوله تعالى في الية الثانية ) } (59وإذا بلغ الطفال منكم الحلم { أي إذا بلغ الطفل سن الحتلم وهو البلوغ
واحتلم فعليه أن ل يدخل على غيرمحارمه إل بعد الستئذان كما يفعل ذلك الرجال من قبله إذ قد أصبح بالبلوغ
الذي علمته الحتلم أو بلوغ خمس عشرة سنة فأكثر أصبح رجل Nتماما Nفعليه أن ل يدخل بيت أحد إل بعد أن
يستأذن هذا معنى قوله تعالى } :وإذا بلغ الطفال منكم الحلم فليستئذنوا كما استأذن الذين من قبلهم { وهم
الرجال وقوله تعالى } :كذلك يبين ال لكم آياته { أي المتضمنة لحكامه وشرائعه } وال عليم { بخلقه وما
يصلح لهم } حكيم { في شرعه وهذه حال توجب طاعته تعالى فيما يأمر به وينهى عنه وقوله تعالى:
} والقواعد من النساءاللتي ل يرجون نكاحا { Nأي والتي قعدت عن الحيض والولدة لكبر سنها بحيث أصبحت
ل ترجو نكاحا Nول يرجى منها ذلك فهذه ليس عليها إثم ول حرج في أن تضع خمارها من فوق رأسها ،أو
عباءتها من فوق ثيابها التي على جسمها حال كونها غير متبرجة آي مظهرة زينة لها كخضاب اليدين
والساور في المعصمين والخلخل في الرجلين ،أو أحمر الشفتين ،وما إلى ذلك مما هو زينة يجب ستره
وقوله تعالى } :وأن يستعففن خير لهن { أي ومن لزمت خمارها وعجارها ولم تظهر للجانب كاشفة وجهها
ومحاسنها خير هل حال Nومآل ،Nوحسبها ان يختار ال لها فما اختاره لها لن يكون إل خيرا Nفي الدنيا والخرة
فعلى المؤمنات أن يختار ال لها فما اختاره لها لن يكون إل خيرا Nفي الدنيا والخرة فعلى المؤمنات أن يخترن
ما اختار ال لهن.
وقوله } :وال سميع عليم { أي سميع لقوال عباده عليم بأعمالهم وأحوالهم فjليتق فيطاع ول يعصى ،ويذكر فل
ينسى ،ويشكر فل يكفر.
هداية اليات:
-1وجوب تعليم الباء والسادة والطفال ولخدم الستئذان عليهم في الوقات الثلثة المذكورة والمعبر عنها
بالعوراة.
-2وجوب استئذان الولد إذا احتلموا الستئذان على من يريدون الدخول عليه في بيته لنهم أصبحوا رجال
مكلفين.
-3بيان رخصة كشف الوجه لمن بلغت سنا Nل تحيض فيها ول تلد للرجال الجانب ولو أبقت على سترها
واحتجابها لكان خيرا Nلها كما قال تعالى } :وأن يستعففن خير لهن {.
} لي%س على ٱلع%مى حرج Vول على ٱلع%رج حرج Vول على ٱلمريض حرج Vول على أنفسكم %أن
تأكلوا من بيوتكم %أو %بيوت آبآئكم %أو %بيوت أ)مهاتكم %أو %بيوت إخوانكم %أو %بيوت أخواتكم %أو
بيوت أع%مامكم %أو %بيوت عماتكم %أو %بيوت أخوالكم %أو %بيوت خالتكم %أو %ما ملكتم %مفاتحه أو
صديقكم %لي%س علي%كم %جناح Vأن تأكلوا جميعا Sأو %أشتاتا Sفإذا دخلتم %بيوتا SفسلRموا على أنفسكم
تحية Sم#ن %عند ٱلله مباركة Sطي#بة Sكذلك يبي#ن ٱلله لكم ٱليات لعلكم %تع%قلون {
شرح الكلمات:
} الحرج { :الضيق والمراد به هنا اإثم أي ل إثم على المذكورين يف مؤاكلة غيرهم.
} أو ملكتم مفاتحة { :أي مما هو تحت تصرفكم بالصالة أو بالوكالة كوكالة على بستان أو ماشية.
} من عند ال { :لنه هو الذي شرعها وأمر بها ،وما كان من عند ال فهو خير عظيم.
معنى اليات:
ما زال السياق في هداية المؤمنين وبيان ما يكملهم ويسعدهم فjفpي هذه الية الكريمة .رفع تعالى عنهم حرجا
عظيما Nكانوا قد شعروا به فآلمهم وهو أنهم قد رأوا أن الكل مع ذوي العاهات وهم العميان والعرجان
والمرضى وأهل الزمانة قد يترتب عليه أن يأكلوا ما ل يحل لهم أكله لن أصحاب هذه العاهات ل يأكلون كما
يأكل اأصحاء كما Nوكيفا Nوال يقول:
{ } ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل
كما أن أصحاب العاهات قد تحرجوا أيضا Nعن مؤاكلة الصحاء معهم خوفا Nأن يكونوا يتقذرونهم فآلمهم ذلك
فأنزل ال تعالى هذه الية فرفع الحرج عن الجميع الصحاء وأصحاب العاهات فقال تعالى } :ليس على
العمى حرج ول عlلى العرج حرج ول على المريض حرج ول على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت
آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم ،أو بيوت
أخوالكم أو بيوت أو بيوت إخوانكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم ،أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالتكم أو
ما ملكتم مفاتحه { بوكالة وغيرها } ،أو صديقكم { وهو من صدقكم الموجة وصدقتموه فيها ما دام الرضا
حاصل ،Nوإن لم يحضروا ول استئذان وإن حضروا.
ورفع تعالى عنهم حرجNا آخر وهو أن منهم من كان يتحرج في الكل وحده ،ويرى أنه ل يأكل إل مع غيره
وقد يوجد من يتحرج أيضا Nفي الكل الجماعي خشية أن يؤذي الكل معه فرفع تعالى ذلك كله بقوله } :وليس
عليكم جناح أن تأكلوا جميعا { Nأي مجتمعين على قطعة واحدة } أو أشتاتNا { أي متفرقين كل يأكل وحده متى بدا
له ذلك وهذا كله ناجم عن تقواهم ل تعالى وخوفهم من معاصيه إذ قد حرم عليهم أكل أموالهم بينهم بالباطل
في قوله:
{ } ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل
وقوله تعالى } :فإذا دخلتم بيوتا Nفسلموا على أنفسكم { فأرشدهم إلى ما يجلب محبتهم وصفاء نفوسهم ويدخل
السرور عليهم وهو أن من دخل بيتا Nمن البيوت بيته كان أو بيت غيره عليه أن يسلم علينا وعلى عباد ال
الصالحين وقوله } :تحية من عند ال { إذ هو تعالى الذي أمر بها وأرشد إليها وقوله } مباركة { أي ذات بركة
تعود على الجميع وكونها طيبة أن نفوس المnسlلtم عليها تطيب بها.
وقوله تعالى } :كذلك يبين الهل لكم اليات لعلكم تعقلون { أي كذلك البيان الذي بين لكم من الحكام والداب
يبين ال لكم اليات الحاملة للشرائع والحكام رجاء أن تفهموا عن ال تعالى شرائعه وأحكامه فتعملوا بها
فتكملوا وتسعدوا عليها.
هداية اليات:
-4مشروعية التحية عند الدخول على البيوت وأن فهيا خيرا Nوفضل.N
} إنما ٱلمؤمنون ٱلذين آمنوا بٱلله ورسوله وإذا كانوا معه على أم%ر@ جامع@ لم %يذهبوا حتى
يس%تأذنوه إن ٱلذين يس%تأذنونك )أو%لـئك ٱلذين يؤمنون بٱلله ورسوله فإذا ٱس%تأذنوك لبع%ض
شأنهم %فأذن لRمن شئت منهم %وٱس%تغفر %لهم ٱلله إن ٱلله غفور Vرحيم } * { Vل تج%علوا دعآء
ٱلرسول بي%نكم %كدعآء بع%ضكم %بع%ضا Sقد %يع%لم ٱلله ٱلذين يتسللون منكم %لواذا Sفليح%ذر ٱلذين
يخالفون عن %أم%ره أن تصيبهم %فتنة Uأو %يصيبهم %عذاب Vأليم } * { Vأ *ل إن لله ما في ٱلسماوات
وٱلر%ض قد %يع%لم مآ أنتم %علي%ه ويو%م ير%جعون إلي%ه فين #بئ)هم %بما عملوا وٱلله بك Rل شي%ء@ عليم {
شرح الكلمات:
} أمر جامع { :كخطبة الجمعة ونحوها مما يجب حضوره كاجتماع لمر هام كحرب ونحوها.
} كدعاء بعضكم بعضا :{ Nأي كما ينادي بعضكم بعضNا بيا عمر ويا سعيد مثل.N
} يتسللون منكم لواذا :{ Nأي ينسلون واحدا Nبعد واحد يستر بعضهم بعضا Nحتى يخرجوا خفية.
} قد يعلم ما أنتم عليه { :أي من اليمان والنفاق وإرادة الخير أو إرادة الشر ،وقد هنا للتأكيد عوملت معاملة
رب إذ هي للتقليل وتكون للتكثير أحيانا.
معنى اليات:
يخبر تعالى أن المؤمنين الكاملين في إيمانهم هم الذين آمنوا بال ورسوله محمد صلى ال عليه وسلم ،وإذا
كانوا معه صلى ال عليه وسلم في أمر جامع يتطلب حضورهم كالجمعة واجتماعات الحروب ،لم يذهبوا حتى
يستأذنوه صلى ال عليه وسلم ويأذن لهم هذا معنى قوله تعالى } :إنما المؤمنون الذين آمنوا بال ورسوله وإذا
كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه {.
وقوله تعالى } :إن الذين يستذنوك أولئك الذين يؤمنون بال ورسوله فإذا استئذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت
منهم واستغفر لهم ال إن ال غفور رحيم { في هذا تعليم للرسول والمؤمنين وتعريض بالمنافقين .فقد أخبر
تعالى أن الذين يستأذنون النبي هم المؤمنون بال ورسوله ،ومقابله أن الذين ل يستأذنون ويخرجون بدون إذن
هم ل يؤمنون بال ورسوله وهم المنافقون حقا ،Nوأمر رسول ال إذا استأذنه المؤمنون لبعض شأنهم أن يأذن
لمن شاء منهم ممن ل أهمية لحضوره كما أمره أن يستغفر ال لهم لم قد يكون غير عذر شرعي يبيح لهم
الستئذان وطمعهم ي المغفرة بقوله إن ال غفور رحيم.
وقوله تعالى } :ل تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا { هذا يحتمل أمورا Nكلها حق الول أن
يحاذر المؤمنون إغضاب رسول ال بمخالفته فإنه إن دعا عليهم هلكوا لن دعاء الرسول ل يرد ليس هو
كدعاء غيره ،والثاني أن ل يدعوا الرسول باسمه يا محمد ويا أحمد بل عليهم أن يقولوا يا نبي ال ويا رسول
ال ،والثالث أن ل يغلظوا في العبارة بل عليهم أن يلينوا اللفظ ويرتققوا العبارة إكبارNا وتعظيما Nلرسول ال
صلى ال عليه وسلم هذا ما تضمنه قوله تعالى } :ل تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا {.
وقوله } :قد يعلم ال الذين يتسللون منكم لوذا { Nأعلمهم تعالى أنه يعلم قطعا Nأولئك المنافقين الذين يكونون في
أمر جامع مع رسول ال صلى ال عليه وسلم واحدا Nبعد آخر بدون أن يستأذوا متلوذين في هروبهم من
المجلس يستر بعضهم بعضا ،Nوفي هذا تهديد بالغ الخطورة لولئك المنافقين.
وقوله } :فليحذر الذين يخالفون عن أمره { أي أمر رسول ال وهذا عام للمؤمنين والمنافقين وإلى يوم القيامة
فليحذروا أن تصيبهم فتنة وهي زيغ في قلوبهم فيموتوا كافرين ،أو يصيبهم عذاب أليم في الدنيا والعذاب ألوان
وصنوف.
وقوله تعالى } :أل إن ل ما في السموات والرض { أي خلقا Nوملكا Nوعبيدا Nيتصرف كيف يشاء ويحكم ما يريد
أل فjلwيlتق tال uعز وجل في رسول فل يخالف أمره ول يعصي في نهيه فإن ال لم يرسل رسول Nإل ليطاع
بإذنه.
وقوله تعالى } :قد يعلم ما أنتم عليه { إخبار يحمل التهديد والوعيد أيضا Nفما عليه الناس من أقوال ظاهرة
وباطنة معلومة ل تعالى ،ويوم يرجعون إلى ال بعد موتهم فينبئهم بما عملوا من خير وشر ويجزيهم به الجزاء
الوفى } ،وال بكل شيء عليم { فليحذر أن يخالف رسوله أو يعصي وليتق في أمره ونهيه فإن نقمته صعبة
وعذابه شديد.
هداية اليات:
-1وجوب الستئذان من إمام المسلمين إذا كان المر جامعا ،Nوللpمام أن يأذن لمن شاء ويترك من يشاء حسب
المصلحة العامة.
-2وجوب تعظيم رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وحرمه إساءة الدب معه حيا Nوميتا.N
-4المتجرىء على الستهانة بسنة الرسول صلى ال عليه وسلم يnخشى عليه أن يموت على سوء الخاتمة
والعياذ بال.
سورة الفرقان
} تبارك ٱلذي نزل ٱلفر%قان على عب%ده ليكون للعالمين نذيرا } * { Sٱلذي له ملك ٱلسماوات
يء@ فقدره تقديرا* { S
وٱلر%ض ولم %يتخذ ولدا Sولم %يكن له شريك Vفي الملك وخلق كل ش %
} وٱتخذوا من دونه آلهة Sل يخلقون شي%ئا Sوهم %يخلقون ول يم%لكون لنفسهم %ضرjا Sول نفعا Sول
يم%لكون مو%تا Sول حيـاة Sول نشورSا {
شرح الكلمات:
} الذي نزل الفرقان { :أي ال الذي نزل القرآن فارقا Nبين الحق والباطل.
} ليكون للعالمين نذيرا { :أي ليكون محمد صلى ال عليه وسلم نذيرا Nللعالمين من النس والجن أي مخوفا Nلهم
من عقاب ال وعذابه إن كفروا به ولم يعبدوه ويوحدوه.
} فقدره تقديرا { :أي سواه تسوية قائمة على أساس ل اعوجاج فيه ول زيادة ول نقص عما تقتيه الحكمة
والمصلحة.
} موتا Nول حياة ول نشورا: { Nأي ل يقدرون على إماتة أحد ول إحيائه ول بعثا Nللموات.
معنى اليات:
يثني الرب تبارك وتعالى على نفسه بأنه عlظVم خيره وعمت بركته المخلوقات كلها الذي نزل الفرقان الكتاب
العظيم الذي فرق به بين الحق والباطل والتوحيد والشرك والعدل والظلم أنزله على عبده ورسوله محمد صلى
ال عليه وسلم ليكون للعالمين النس والجن نذيرNا ينذرهم عواقب الكفر والشرك والظلم والشر والفساد وهي
عقاب ال وعذابه في الدنيا والخرة وقوله } :الذي له ملك السموات والرض { خلقا Nوملكا Nوعبيدا Nوهو ثناء
بعد ثناء وقوله } :ولم يتخذ ولدا Nولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا { Nوهو ثناء آخر
عظيم أثنى تبارك وتعالى فيه على نفسه بالملك والقدرة والخلق والعلم والحكمة وقوله } :واتخذوا من دونه آلهة
{ أصناما } Nل يخلقون شيئا Nوهو يخلقون ول يملكون لنفسهم { فضل Nعن غيرهم من عابديهم } ضرbا Nول
نفعا { Nأي دفع ضر oول جلب نفع ،ول يملكون موتا jلحد ول حياة لخر ول نشورNا للناس يوم القيامة .أليس
هذا موضع تعجب واستغراب أمع ال الذي عمت بركته الكوان وأنزل الفرقان ملك ما في السموات والرض
تنزه عن الولد والشريك وتعالى عن ذلك علوا Nكبيرا ،Nوخلق كل شيء فقدره تقديرا Nتيخذون من دونه آلهة
أصناما Nل تدفع عن نفسها ضرا Nول تجلب لها نفعا Nول تملك موتا Nول حياة ول نشورا Nفسبحان ال أين يذهب
بعقول الناس ،ول حول ول قوة إل بال.
هداية اليات:
-1مظاهر ربوبية ال تعالى الموجبة للوهيته وهو إفاضة الخير على الخلق والملك والقدرة والعلم والحكمة.
} وقال ٱلذين كفرو*ا إن %هـذا إل إفك Vٱفتراه وأعانه علي%ه قو%م Vآخرون فقد %جآءوا ظلما Sوزورا{ S
* } وقالو*ا أساطير ٱلولين ٱكتتبها فهي تم%لى علي%ه بكرة Sوأصيل } * { Sقل أنزله ٱلذي يع%لم
ٱلس#ر في ٱلسماوات وٱلر%ض إنه كان غفورSا رحيما } * { Sوقالوا مال هـذا ٱلرسول يأكل
ٱلطعام ويم%شي في ٱلس%واق ل %ول* أ)نزل إلي%ه ملك Vفيكون معه نذيرSا { * } أو %يلقى إلي%ه كنز Vأو
تكون له جنة Uيأكل) منها وقال ٱلظالمون إن تتبعون إل رجل Sمس%حورSا { * } ٱنظ %ر كي%ف ضربوا
لك ٱلم%ثال فضلوا فل يس%تطيعون سبيل{ S
شرح الكلمات:
} افك افتراه { :أي ما القرآن إل كذبا Nافتراه محمد وليس هو بكلم ال تعالى هكذا قالوا.
} ظلما Nوزورا :{ Nأي فرد ال عليهم قولهم بقوله فقد جاءوا ظلما Nحيث جعلوا الكلم المعجز الهادي إلى السعاد
والكمال البشري إفكا مختلقا Nوزورا Nبنسبة ما هو برىء منه إليه.
} اكتتبها { :أي طلب كتابتها له فكتبت له.
} يعلم السر { :أي ما يسره أهل السماء والرض وما يخفونه في نفوسهم.
} أو يلقى إليه كنز { :أي من السماء فينفق منه ول يحتاج معه إلى الضرب في السواق.
} ضربوا لك المثال { :أي بالسحر والجنون والشعر والكهانة والكذب وما إلى ذلك.
} فضلوا فل يستطيعون سبيل : { Nفضلوا الطريق الحق وهو أنه ل إله إل ال وأن محمدا Nرسول ال فل
يهتدون.
معنى اليات:
يخبر تعالى عن أولئك المشركين الحمقى الذين اتخذوا من دون ال رب العالمين آلهة أصناما Nل تضر ول تنفع
أنهم زيادة على سفههم في اتخاذ الحجار آهلة يعبدونها قالوا في القرآن الكريم والفرقان العظيم ما هو إل إفك
أي كذب اختلقه محمد وأعانه عليه قوم آخرون يعنون اليهود ساعدوه على التيان بالقرآن .فقد جاءوا بهذا
القول الكذب الممقوت ظلما Nوزورا Nظلما Nلنهم جعلوا القرآن المعجز الحامل للهدى والنور جعلوه كذبا وجعلوا
البريء من الكذب والذي لم يكذب قط كاذبا Nفكان قولهم فيه زورا Nوباطل .وقوله تعالى } :وقالوا أساطير
الولين اكتتبها فهي تملي عليه بكرة وأصيل { هذه الية نزلت ردا Nعلى شيطان قريش النضر بن الحارث إذ
كان يأتي الحرة ويتعلم أخبار ملوك فارس ورستم .وإذا حدث محمد صلى ال عليه وسلم قومه محذرا Nإياهم أن
يصيبهم ما أصاب المم قبلهم فإذا قام صلى ال عليه وسلم من المجلس جاء هو فجلس وقال تعالوا أقص عليكم
إني أحسن حديثا Nمن محمد ،ويقول إن ما يقوله محمد هو من أكاذيب القصاص وأساطيرهم التي سطروها في
كتبهم فهو يحدث بها وهي تملى عليه أي يمليها عليه غيره صباحا NومساءNا فرد تعالى هذه الفرية بقوله لرسوله:
} قل أنزله { أي القرآن } الذي يعلم السر في السموات والرض { أي سر ما يسره أهل السموات وأهل
الرض فهو علم الغيب المطلع على الضمائر العالم بالسرائر ،ولول أن رحمته سبقت غضبه لهلك من كفر
به وأشرك به سواه } إنه كان غفورا Nرحيما { Nيستر زلت من تاب إليه ويرحمه مهما كانت ذنوبه.
وقوله تعالى } :وقالوا :ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في السواق لول أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا
أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل مناه وقال الظالمون إن تتبعون إل رجل Nمسحورا { Nهذه كلمات رؤوساء
قريش وزعمائها لما عرضوا على رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يترك دعوته إلى ربه مقابل ما يشاء من
ملك أو مال أو نساء أو جاه فرفض كل ذلك فقالوا له إذا Nفخذ لنفسك لماذا وأنت رسول ال تأكل الطعام وتمشي
في السواق تطلب العيش مثلنا فسل ربك ينزل إليك ملكا Nفيكون معك نذيرNا أو يلقي إليك بكنز من ذهب وفضة
تعيش بهما أغنى الناس ،أو يجعل لك جنة من نخيل وعنب ،أو يجعل لك قصورا Nمن ذهب تتميز بها عن
الناس وتمتاز فيعرف قدرك وتسود قومك وقوله تعالى } :وقال الظالمون { أي للمؤمنين من أصحاب الرسول
صلى ال عليه وسلم إن تتبعون إل رجل NمسحورNا أي انكم باتباعكم محمدا Nفيما جاء به ويدعو إليه ما تتبعون
إل رجل Nمسحورا ،Nأي مخدوعا Nمغلوبا Nعلى عقله ل يدري ما يقول ول ما يفعل أي فاتركوه ول تفارقوا ما
عليه آباؤكم وقومكم.
وقوله تعالى } :انظر كيف ضربوا كيف شبهوا لك الشباه وضربوا لك المثال الباطلة فقالوا فيك مرة هو
ساحر ،وشاعر وكاهن ومجنون فضاعوا في هذه التخرصات وضلوا طريق الحق فل يرجى لهم هداية بعد،
وذلك pلبnعrد pضللهم فل يقدرون على الرجوع إلى الحق وهو معنى قوله } :فل يستطيعون سبيل.{ N
هداية اليات:
-1بيان ما قابل به المشركون دعوة التوحيد من جلب كل قول وباطل ليصدوا عن سبيل ال وما زال هذا دأب
المشركين إزاء دعوة التوحيد إلى اليوم وإلى يوم القيامة.
-3بيان حيرة المشركين إزاء دعوة الحق وضربهم المثال الواهية الرخيصة للصmد• عن سبيل ال ،وقد باءت
كل محاولتهم بالفشل والخيبة المرة.
} تبارك ٱلذي* إن شآء جعل لك خي%را Sم#ن ذلك جنات@ تج%ري من تح%تها ٱلنهار ويج%عل لك قصورا
{ * } بل كذبوا بٱلساعة وأع%تد%نا لمن كذب بٱلساعة سعيرSا { * } إذا رأتهم %م#ن مكان@ بعيد
سمعوا لها تغيOظا SوزفيرSا { * } وإذآ أ)لقوا منها مكانا Sضي#قا SمOقرنين دعو%ا هنالك ثبورSا { * } ل
تد%عوا ٱليو%م ثبورا Sواحدا Sوٱد%عوا ثبورا SكثيرSا { * } قل أذلك خ %ير Vأم %جنة ٱلخلد ٱلتي وعد
ٱلمتقون كانت لهم %جزآء gومصيرSا { * } لهم %فيها ما يشآءون خالدين كان على رب#ك وع%دا
مس%ئ)ول{ S
شرح الكلمات:
} بل كذبوا بالساعة { :أي لم يكن المانع لهم من اليمان كونك تأكل الطعام وتمشي في السواق بل تكذيبهم
بالبعث والجزاء هو السبب في ذلك.
} تغيظا Nوزفيرا : { Nأي صوتا Nمزعجا Nمن تعظيها على أصحابها المشركين بال الكافرين به.
} كانت لهم جزاء aومصيرا : { Nأي ثوابا Nعلى إيمانهم وتقواهم ،ومصيرا Nصاروا إليها ل يفارقونها.
} وعدا Nمسؤل { :أي مطالبا Nبه إذ المؤمنون يطالبون به قائلين ربنا وآتنا وعدتنا والملئكة تقول ربنا وأدخلهم
جنات عدن التي وعدتهم.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في الرد على مقترحات المشركين على رسول ال صلى ال عليه وسلم ،إذ قالوا لول
أنزل إليه ملك ،أو يلقى إليه كنز qوتكون له جنة يأكل منها فقال تعالى :لرسول صلى ال عليه وسلم } :تبارك
الذي إن شاء جعل لك خيرا Nمن ذلك { أي الذي اقترحوه وقالوا خذ لنفسك من ربك بعد أن رفضت طلبهم بترك
دعوتك والتخلي عن رسالتك } جنات تجري من تحتها النهار { أي من خلل أشجارها وقصورها } ،ويجعل
لك قصورا { Nل قصرا Nواحدا Nكما قالوا ،ولكنه لم يشأ ذلك لك من هذه الدار لنها دار عمل ليست دار جزاء
وراحة ونعيم فربك قادر على أن يجعل لك ذلك ولكنه لم يشأه والخير فيما يشاءه ،فاصبر فإن المشركين لم يكن
المانع لهم من اليمان هو كونك بشرا Nتأكل الطعام وتمشي في السواق ،أو أن ال تعالى لم ينزل إليك ملكا Nبل
المانع هو تكذيبهم بالساعة فعلة كفرهم وعنادهم هي عدم إيمانهم بالبعث والجزاء فلو آمنوا بالحياة الثانية لطلبوا
كل سبب ينجي من عذابها ويحصل نعيمها } بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة { أي القيامة } سعيرا
{ أي نارا Nمستعرة أو هي دركة من دركات النار تسمى سعيرا.N
وقوله تعالى } :إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا Nوزفيرا { Nهذا وصف للسعير وهو أنها إذا رأت أهلها
من ذوي الشرك والظلم والفساد من مكان بعيد تغيظت عليهم تغيظا Nوزفرت زفيرا Nمزعجا Nفيسمعونه فترتعد له
فرائضهم } ،وإذا ألقوا منها مكانا Nضيقا Nمقرنين { مشدودة أيديهم إلى أعناقهم بالصفاد } lدعlوrا هنالك { أي نادوا
بأعلى اصواتهم يا ثبوراه أي يا هلكاه أحضر فهذا وقت حضورك :فيقال لهم :خزيNا وتبكيتا وتحسيرا } :Nل
تدعوا اليوم ثبورا NواحدNا وادعوا ثبورا Nكثيرا ، { Nفهذا أوآن هلككم وهزيكم وعذابكم وهنا تعالى لرسوله محمد
صلى ال عليه وسلم } قل { لولئك المشركين المكذبين بالبعث والجزاء } :أذلك { أي المذكور من السعير
واللقاء فيها مقرونة اليدي بالعناق وهم يصرخون يدعون بالهلك } خير أم دنة الخلد التي وعد المتقون {
أي التي وعد ال تعالى بها عباده الذين اتقوا عذابه باليمان به وبرسوله وبطاعة ال ورسوله قطعا Nجنة الخلد
خير ول مناسبة بينها وبين السعير ،وإنما هو التذكير ل غير وقوله } :كانت لهم { أي جنة الخلد كانت لهل
اليمان والتقوى } جزاء { أي ثوابا } ،Nومصيرا { Nيصيرون إليه ل يفارقونه وقوله تعالى } :لهم فيها ما يشاءون
{ أي فيها من أنواع المطاعم والمشارب والملبس والمساكن وقوله } :خالدين { أي فيها ل يموتون ول
يخرجون ،وقوله } :كان على ربك وعدا Nمسئول { Nأي تفضل ربك أيها الرسول بها فوعد بها عباده المتقين
وعدا Nيسألونه إياه فينجزه لهم فهم يقولون:
{ } ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك
،
} والملئكة تقول ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم
{ وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم
هداية اليات:
-1بيان أن مرد كفر الكافرين وظلم الظالمين وفساد المفسدين إلى تكذيبهم بالبعث والجزاء في الدار الخرة
فإن من آمن بالبعث الخر سارع إلى الطاعة والستقامة.
-2تقرير عقيدة البعث الخر بوصف بعض ما يتم فيه من الجزاء بالنار والجنة.
-3فضل التقوى وأنها ملك المر فمن آمن واتقى فقد استوجب الدرجات العلى جعلنا ال تعالى من أهل
التقوى والدرجات العلى.
} ويو%م يح%شرهم %وما يع%بدون من دون ٱلله فيقول) أأنتم %أض%للتم %عبادي هؤ)لء أم %هم %ضلوا
ٱلسبيل { * } قالوا سب%حانك ما كان ينبغي لنآ أن نتخذ من دونك من %أو%ليآء ولـكن متع%تهم
وآبآءهم %حتى نسوا ٱلذRكر وكانوا قو%ما Sبورا } * { Sفقد %كذبوكم %بما تقولون فما تس%تطيعون
صر%فا Sول نص%رSا ومن يظلم م#نكم %نذقه عذابا Sكبيرا } * { Sومآ أر%سلنا قب%لك من ٱلمر%سلين إل
إنهم %ليأكلون ٱلطعام ويم%شون في ٱلس%واق وجعلنا بع%ضكم %لبع%ض@ فتنة Sأتص%برون وكان ربOك
بصيرا{ S
شرح الكلمات:
} أم هم ضلوا السبيل { :أي طريق الحق بأنفسهم بدون دعوتكم إياهم إلى ذلك.
} وجعلنا بعضكم لبعض فتنة { :أي بليbة فالغني مبتلjى بالفقير ،والصحيح بالمريض ،والشريف بالوضيع فالفقير
يقول ما لي ل أكون كالغني والمريض يقول مالي ل أكون كالصحيح ،والوضيع يقول ما لي ل أكون كالشريف
مثل.
} أتصبرون { :أي اصبروا على ما تسمعون مpمmن ابتليتم بهم ،إذ الستفهام للمر هنا.
ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر مظاهر لها في القيامة إذ إنكار هذه العقيدة هو
سبب كل شر وفساد في الرض فقوله تعالى } :ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون ال { أي اذكر يا رسولنا
يوم يحشر ال المشركين وما كانوا يعبدونهم من دوننا كالملئكة والمسيح والولياء والجن } .فيقول { لمن كانوا
يعبدونهم } آنتم اضللتم عبادي هؤلء أم هم ضلوا السبيل؟ { أي ما أضللتموهم ولكنهم ضلوا طريق الحق
بأنفسهم فلم يهتدوا إلى عبادتي وحدي دون سواي ،فيقول المعبودون } سبحانك { أي تنزيها Nلك وتقديسا Nعن كل
ما ل يليق بجللك وكمالك } ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء { أي ل يصح منا اتخاذ أولياء من
دونك فندعو عبادك إلى عبادتهم فنضلهم بذلك } ،ولكن متعهم { يا ربنا } وآباءهم { من قبلهم بطول العمار
وسعة الرزاق فانغمسوا في الشهوات والملذ } حتى نسوا الذكر { أي نسوا ذكرك وعبادتك وما جاءتهم به
رسلك فكانوا بذلك قوما Nبورا Nأي هلكى خاسرين.
وقوله تعالى } :فقد كذبوكم بما تقولون { يقول تعالى للمشركين فقد كذبكم من كنتم تشركون به ،فقامت الحجة
عليكم فانتم الن ل تستطيعون صرفا للعذاب عنكم ول نصرا Nأي ول تجدون من ينصركم فيمنع العذاب عنكم.
وقوله تعالى } :ومن يظلم منكم نذقه عذابا Nكبيرا { Nهذا خطاب عام لسائر الناس يقول تعالى للناس ومن يشرك
منكم بي أي يعبد غيري نذقه أي يوم القيامة عذابا Nكبيرا Nوقوله تعالى } :وما أرسلناك قبلك { أي يا رسولنا
} من المرسلين إل إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في السواق إذا Nفل تهتم بقول المشركين ما لهذا الرسول يأكل
الطعام { ول تحفل به فإنهم يعرفون ذلك ولكنهم يكابرون ويجاحدون.
وقوله تعالى } :وجعلنا بعضكم لبعض فتنة { أي هذه سنتنا في خلقنا نبتلي بعضهم ببعض فنبتلي المؤمن بالكافر
والغني بالفقير والصحيح بالمريض والشريف بالوضيع ،وننظر من يصبر ومن يجزع ونجزي الصابرين بما
يستحقون والجزعين كذلك.
وقوله تعالى } :أتصبرون { هذا الستفهام معناه المر أي اصبروا إذا Nول تجزعوا أيها المؤمنون من أذى
المشركين والكافرين لكم .وقوله تعالى } :وكان ربك بصيرا { أي وكان ربك أيها الرسول بصيرا Nبمن يصبر
وبمن يجزع فاصبر ول تجزع فإنها دار الفتنة والمتحان وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
هداية اليات:
-2يالهول الموقف إذا سئل المعبودون عمن عبدوهم ،والمظلومون عمن ظلموهم.
-4خطورة طول العمر وسعة الرزق إذ غالبا Nما ينسى العبد بهما ربه ولقاءه.
-5تقرير أن الدنيا دار ابتلء فعلى أولى الحزم أن يعرفوا هذا ويخلصوا منها بالصبر والتحمل في ذات ال
حتى يخرجوا منها ولو كفافا Nل لهم ول عليهم.
ي أنفسهم
} وقال ٱلذين ل ير%جون لقآءنا لو%ل أ)نزل علي%نا ٱلملئكة أ %و نرى ربنا لقد ٱس%تكبروا ف *
وعتو%ا عتوjا SكبيرSا { * } يو%م يرو%ن ٱلملئكة ل بشرى يو%مئذ@ لRلمج%رمين ويقولون حج%را
مح%جورا } * { Sوقدم%نآ إلى ما عملوا من %عمل@ فجعلناه هبآء gمنثورا } * { Sأص%حاب ٱلجنة
يو%مئذ@ خي%ر VمOس%تقرjا Sوأح%سن مقيل{ S
شرح الكلمات:
} ل يرجون لقاءنا { :أي المكذبون بالبعث إذ لقاء العبد ربه يكون يوم القيامة.
} لول أنزل علينا الملئكة { :أي هل tأنزلت علينا ملئكة تشهد لك بأنك رسول ال.
} أو نرى ربنا { :أي فيخبرنا بأنك رسول وأن علينا أن نؤمن بك.
} استكبروا في أنفسهم { :أي في شأن أنفسهم ورأوا أنهم أكبر شيء وأعظمه غرورا Nمنهم.
} وعتوا عتوا Nكبيرا : { Nأي طغوا طغيانا Nكبيرا Nحتى طالبوا بنزول الملئكة ورؤية الرب تعالى.
} ويقولون حجرا Nمحجورا : { Nأي تقول لهم الملئكة حراما Nمحرما Nعليكم البشرى.
} وقدمنا إلى ما عملوا { :أي عمدنا إلى أعمالهم الفاسدة التي لم تكن على علم وإخلص.
} هباء منثورا : { Nالهباء ما يرى من غبار في شعاع الشمس الداخل من الكوى.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في ذكر أقوال المشركين من قريش فقال تعالى } وقال الذين ل يرجون لقاءنا { وهم
المكذبون بالبعث المنكرون للحياة الثانية بكل ما فيها من نعيم وعذاب } لول أنزل عيلنا الملئكة { أي هل أنزل
ال علينا الملئكة تشهد لمحمد بالنبوة } أو نرى ربنا { فيخبرنا بأن محمدا Nرسوله وأن علينا أن نؤمن به وبما
جاء به ودعا إليه .قال تعالى } لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا Nكبيرا { Nأي وعزتنا وجللنا لقد استكبر
هؤلء المشركون المكذبون بالبعث في شأن أنفسهم ورأوا أنهم شيء كبير وعتوا أي طغوا طغيانا Nكبيرا Nفي
قولهم هذا الذي ل داعي إليه إل الشعور بالكبر ،والطغيان النفسي الكبير ،وقوله } يوم يرون الملئكة { أي
الذين يطالبون بنزولهم عليهم ،وذلك يوم القيامة .ل بشرى يومئذ للمجرمين أي الذين أجرموا على أنفسهم
فأفسدوها بالشرك والظلم الفساد } :ويقولون { أي وتقول لهم الملئكة } حجرا Nمحجورا { Nأي حراما Nمحرما
عليكم البشرى بل هي للمؤمنين المتقين.
وقوله تعالى } :وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا { Nأي وعمدنا إلى أعمالهم التي لم تقم على
مبدأ اليمان والخلص والموافقة للشرع فصيرناها هباء aمنثورا Nكالغبار الذي يرى في ضوء الشمس الداخل
مع كوة أو نافذة ل يقبض باليد ول يلمس بالصابع لدقته وتفرقه فكذلك أعمالهم ل ينتفعون منها بشيء لبطلنها
وعدم العتراف بها.
وقوله تعالى } :أصحاب الجنة { أي أهلها الذين تأهلوا لها باليمان والتقوى يومئذ أي يوم القيامة الذي كذب به
المكذبون خير مستقرا Nأي مكان استقرار وإقامة وأحسن مقيل أي مكان استراحة من العناء في نصف النهار
أي خير وأحسن من أهل النار المشركين المكذبين وفي هذا التعبير إشارة إلى أن الحساب قد ينقضي في نصف
يوم الحساب وذلك أن ال سريع الحساب.
هداية اليات:
-5انتهاء حساب المؤمنين قبل نصف يوم الحساب الذي مقداره خمسون ألف سنة.
} ويو%م تشقق ٱلسمآء بٱلغمام ونز#ل ٱلملئكة تنزيل } * { Sٱلملك يو%مئذ@ ٱلحق للرح%مـن وكان
يو%ما Sعلى ٱلكافرين عسيرا } * { Sويو%م يعض Oٱلظالم على يدي%ه يقول) يلي%تني ٱتخذت مع ٱلرسول
سبيل } * { Sيوي%لتى لي%تني لم %أتخذ فلنا Sخليل } * { Sلقد %أضلني عن ٱلذRكر بع%د إذ جآءني وكان
ٱلشي%طان للنسان خذول{ S
شرح الكلمات:
} بالغمام { :أي عن الغمام وهو سحاب أيض رقيق كالذي كان لبني إسرائيل في التيه.
} الملك { :أي الملك الحق ل ولم يبق لملوك الرض وماليكها ملك في شيء ول لشيء.
} يعض الظالم على يديه { :أي ندما Nوأسفا Nعلى ما فرط ف جنب ال.
} لقد أضلني عن الذكر { :أي عن القرآن وما يدعو إليه من اليمان والتوحيد والعمل الصالح.
ما زال السياق الكريم في عرض مظاهر القيامة وبيان أحوال المكذبين بها فقال تعالى } ويوم { أي اذكر } يوم
تشقق السماء بالغمام { أي عن الغمام وVنزbل الملئكة تنزيل Nوذلك لمجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء،
وقوله تعالى } الملك يومئذ الحق { أي الثابت للرحمن عز وجل ل لغيره من ملوك الدنيا ومالكيها ،وكان ذلك
اليوم يوما Nعلى الكافرين عسيرNا ل يطاق ول يحتمل ما فيه من العذاب والهوال وقوله } يوم يعض الظالم على
يديه { أي المشرك الكافر بيان لعسر اليوم وشدته حيث يعض الظالم على يديه تندما Nوتحسرا Nوأسفا Nعلى
تفريطه في الدنيا في اليمان وصالح العمال ...يقول يا ليتني أي متمنيا } :Nاتخذت مع الرسول سبيل { أي
طريقا Nإلى النجاة من هول هذا اليوم وذلك باليمان والتقوى .وينادي مرة أخرى قائل } Nيا ليتني { أى يا هلكتي
احضري فهذا وقت حضورك ،ويتمنى مرة أخرى فيقول } يا ليتني لم اتخذ فلنا Nخليل { Nوهو شيطان من
النس أو الجن كان قد صافاه وواله في الدنيا فغرر به وأضله عن الهدى .فال في تحسر } لقد أضلني عن
الذكر { أي القرآن بعد إذ جاءني من ربي بواسطة الرسول وفيه هداي وبه هديتي ،قال تعالى } :وكان الشيطان
للنسان خذول { Nأي يورطه ثم يتخلى عنه وتيركه في غير موضع وموطن.
هداية اليات:
-1تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر البعث والجزاء وبذكر أحوالها وبعض أهوالها.
-4بيان سوء عاقبة موالة شياطين النس والجن وطاعتهم في معصية ال ورسوله.
-5تقرير مبدأ أن العبرة بعموم اللفظ ل بخصوص السبب إذ عقبة بن أبي معيط هو الذي أطاع أبي بن خلف
حيث آمن ،ثم لمه أuبي xبن خلف فارتد عن السلم فهو المتندم المتحسر القائل } يا ليتني لم أتخذ فلنا Nخليل
لقد أضلني عن الذكر.{ ...
ي عدوjا
} وقال ٱلرسول) يرب #إن قو%مي ٱتخذوا هـذا ٱلقر%آن مه%جورSا { * } وكذلك جعلنا لكل Rنب m
م#ن ٱلمج%رمين وكفى برب#ك هاديا SونصيرSا { * } وقال ٱلذين كفروا لو%ل نز#ل علي%ه ٱلقر%آن جم%لة
ق وأح%سن
واحدة Sكذلك لنثب#ت به فؤادك ورتلناه تر%تيل } * { Sول يأتونك بمثل@ إل جئناك بٱلح R
تفسيرSا { * } ٱلذين يح%شرون على وجوههم %إلى جهنم )أو%لـئك شر sمكانا Sوأضل سبيل{ S
شرح الكلمات:
} هاديا Nونصيرا : { Nأي هاديا Nلك إلى طريق الفوز والنجاح وناصرا Nلك على كل إعدائك.
} جملة واحدة { :أي كما نزلت التوراة والنجيل والزبور دفعة واحدة فل تجزئه ول تفريق.
} ورتلناه ترتيل : { Nأي أنزلناه شيئا Nفشيئا Nآيات بعد آيات وسورة بعد أخرى ليتيسر فهمه وحفظه.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في عرض أحوال البعث الخر الذي أنكره المشركون وكذبوا فقال تعالى } وقال
الرسول :يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا { Nهذه شكوى الرسول صلى ال عليه وسلم بقومه إلى
ربه ليأخذهم بذلك .وهجرهم للقرآن تركهم سماعه وتفهمه والعمل بما فيه.
وقوله تعالى } :وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا Nمن المجرمين { أي وكما جعلنا لك أيها الرسول أعداء لك من
مجرمي قومك جعلنا لكل نبي قبلك عدوا Nمن مجرمي قومه ،إذا Nفاصبر وتحمل حتى تبلغ رسالتك وتؤدي
أمانتك ،وال هاديك إلى سبيل نجاحك وناصرك على أعدائك .وهذا معنى قوله تعالى } وكفى بربك هاديا
ونصيرا .{ Nوقوله تعالى } :وقال الذين كفروا لول نVزل• عليه القرآن جملة واحدة { أي وقال المكذبون بالبعث
المنكرون للنوبة المحمدية المشركون بال آلهة من الصنام هل نزل عليه القرآن مرة واحدة مع بعضه بعضا
ل مفرقا Nآيات وسورا Nأي كما نزلت التوراة جملة واحدة والنجيل الزبور وهذا من باب التعنت منهم
والقتراحات التي ل معنى لها إذ هذا ليس من شأنهم ول مما يحق لهم الخوض فيه ،ولكنه الكفر والعناد .ولما
كان هذا مما قد يؤلم الرسول صلى ال عليه وسلم رد تعالى عليهم بقوله } كذلك { أي أنزلناه كذلك منجما
ومفرقا Nلحكمة عالية وهي تقوية قلبك وتثبيته لنه كالغيث كلما أنزل أحيا موات الرض وازدهرت به ونزوله
مرة بعد مرة أنفع من نزول المطر دفعة واحدة .وقوله تعالى } :ورتلناه ترتيل { أي أنزله مرتل Nأي شيئا Nفشيئا
ليتيسر حفظه وفهمه والعمل به.
وقوله تعالى } :ول يأتونك بمثل إل جئناك بالحق وأحسن تفسيرNا { هذا بيان الحكمة في نزول القرآن مفرقا Nل
جملة واحدة وهو أنهم كلما جاءوا بمثل أو عرض شبهة ينزل القرآن الكريم بإبطال دعواهم وتفنيد كذبهم،
وإلغاء شبهتهم ،وإحقاق الحق في ذلك وبأحسن تفسير لما اشتبه عليهم واضطربت نفوسهم فيه وقوله تعالى
} الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا Nوأضل سبيل { Nأي أولئك المنكرون للبعث
المقترحون نزول القرآن جملة واحدة هم الذين يحشرون على وجوههم تسحبهم الملئكة على وجوههم إلى
جهنم لنهم مجرمون بالشرك والتكذيب والكفر والعناد أولئك البعداء شر مكانا Nيوم القيامة ،واضل سبيل Nفي
الدنيا ،إذ مكانهم جهنم ،وسبيلهم الغواية والضللة والعياذ بال من ذلك.
هداية اليات:
-1شهادة الرسول صلى ال عليه وسلم على من هجروا القرآن الكريم فلم يسمعوه ولم يتفهموه ولم يعملوا به،
وشكواه إياهم إلى ال عز وجل.
-2بيان سنة ال في العباد وهي أنه ما من نبي ول هاد ول منذر إل وله عlد̂nو من الناس وذلك لتعارض الحق
مع الباطل ،فينجم عن ذلك عداء لزم من أهل الباطل لهل الحق.
-4بيان أن المجرمين يحشرون على وجوههم ل على أرجلهم إلى جهنم إهانة لهم وتعذيبا.N
} ولقد %آتي%نا موسى ٱلكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا } * { Sفقلنا ٱذهبآ إلى ٱلقو%م ٱلذين
كذبوا بآياتنا فدمر%ناهم %تد%ميرا } * { Sوقو%م نوح@ لما كذبوا ٱلرOسل أغرقناهم %وجعلناهم %للناس آية
وأع%تد%نا للظالمين عذابا Sأليما } * { Sوعادا Sوثمودا وأص%حاب ٱلرس #وقرونا Sبي%ن ذلك كثيرا* { S
} وكل} ضرب%نا له ٱلم%ثال وكل} تبر%نا تتبيرSا { * } ولقد %أتو%ا على ٱلقر%ية ٱلتي* أ)م%طرت مطر
ٱلسو%ء أفلم %يكونوا يرو%نها بل كانوا ل ير%جون نشورSا {
شرح الكلمات:
} الكتاب { :أي التوراة.
} وجعلناهم للناس آية { :أي علمة على قدرتنا في إهلك وتدمير الظالمين وعبرة للمعتبرين.
} وأصحاب الرس { :الرس بئر رس فيها قوم نبيهم ،أي رموه فيها ودسوه في التراب.
} وقرونا Nبين ذلك كثيرNا { :أي ودمرنا بين من ذكرنا من المم قرونNا كثيرا.N
معنى اليات:
قوله تعالى } ولقد آتينا موسى الكتاب { هذا شروع في عرض أمم كذبت رسلها وردت دعوة الحق التي جاءوا
بها فأهلكهم ال تعالى ليكون هذا عظة للمشركين لعلهم يتعظون فقال تعالى وعزتنا لقد آتينا موسى بن عمران
الكتاب الذي هو التوراة } وجعلنا معه أهاه هارون وزيرا { Nأي معينا ،Nفقلنا أي لهما } اذهبا إلى القوم الذين
كذبوا بآياتنا { وهم فرعون ومله فأتوهم فكذبوهما فدمرناهم تدميرNا كامل Nحيث أغرقوا في البحر ،وقوله
تعالى } :وقوم نوح { أي اذكر قوم نوح أيضا Vفإنهم لما كذبوا الرسل أي كذبوا نوحا Nومن كذب رسول Nفكأنما
كذب عامة الرسل أغرقناهم بالطوفان وجعلناهم للناس بعدهم آية أي عبرة للمعتبرين وقوله } وأعتدنا { أي
وهيأنا للظالمين في الخرة عذابا Nأليما Nأي موجعا Nزيادة على هلك الدنيا ،وقوله } وعادا Nوثمود وأصحاب
الرس { أي أهلكنا الجميع ودمرناهم تدميرا Nلما كذبوا رسلنا وردوا دعوتنا ،وقرونا Nأي وأهلكنا قرونا Nبين ذلك
الذي ذكرنا كثيرا.
وقوله } وكل Nضربنا له المثال { أي إقامة للحجة عليهم فما أهلكناهم إل بعد النذار والعذار لهم .وقوله
} وكل Nتبرنا تبتيرا { iNأي أهلكناهم إهلكا Nلتكذيبهم رسلنا وردهم دعوتنا .وقوله } :ولقد أتوا على القرية التي
أمطرت مطر السوء { أي ولقد مر أي كفار قريش على القرية التي أمطرت مطر السوء أي الحجارة وهي
قرى قوم لوط سدوم وعمورة وغيرها فأهلكهم لتكذيبهم رسولهم وإتيانهم الفاحشة وقوله تعالى } أفلم يكونوا
يرونها { في سفرهم إلى الشام وفلسطين .فيعتبروا بها فيؤمنوا وهو استفهام تقريري وإذا كانوا يمرون بها
وفكنهم لم يعتبروا لعلة وهي أنهم ل يؤمنون بالبعث الخر وهو معنى قوله تعالى } بل كانوا ل يرجون
نشورا { Nفالذي ل يرجو أن يبعث ويحاسب ويجزى ل يؤمن ول يستقيم أبدا.N
هداية اليات:
-3بيان علة تكذيب قريش للرسول صلى ال عليه وسلم وما جاء به وهي تكذيبهم بالبعث والجزاء فلهذا لم
تنفعهم المواعظ ولم تؤثر فيهم العبر.
} وإذا رأو%ك إن يتخذونك إل هزوSا أهـذا ٱلذي بعث ٱلله رسو Sل { * } إن كاد ليضلنا عن
آلهتنا لو%ل أن صب%رنا علي%ها وسو%ف يع%لمون حين يرو%ن ٱلعذاب من %أضل سبيل } * { Sأرأي%ت
من ٱتخذ إلـهه هواه أفأنت تكون علي%ه وكيل } * { Sأم %تح%سب أن أكثرهم %يس%معون أو %يع%قلون
إن %هم %إل كٱلنعام بل هم %أضل سبيل{ S
شرح الكلمات:
} أرأيت من اتخذ آلهه هواه { :أي أخبرني عمن جعل هواه معبوده فأطاع هواه .فهل تقدر على هدايته.
معنى اليات:
قوله تعالى } وإذا رأوك إن يتخذونك إل هزوا { Nيخبر تعالى رسوله عن أولئك المشركين المكذبين بالبعث أنهم
إذا رأوه في مجلس أو طريق ما يتخذونه ل هزوا أي مهزوءا Nبه احتقارا Nوازداء aله فيقولون فيما بينهم } ،أهذا
الذي بعث ال رسول { Nوهو استفهام احتقار وزدراء لنهم ل يعتقدون أنه رسول ال ويقولون } إن كاد ليضلنا
عن آلهتنا { أي يصرفنا عن عبادة آلهتنا لول أن صبرنا وثبتنا على عبادتها .وهذا القول منهم نابج عن ظلمة
الكفر والتكذيب بالبعث وقوله تعالى } وسوف يعلمون حين يرون العذاب { في الدنيا أو في الخرة أي عندما
يعاينون العذاب يعرفون من كان أضل سبيل Nهم أم الرسول والمؤمنون ،وفي هذا تهديد ووعيد بقرب عذابهم
وقد حل بهم في بدر فذلوا وأسروا وقتلوا وتبين لهم أنهم أضل سبيل Nمن النبى bوأصحابه .وقوله تعالى لرسوله
وهو يسليه ويخفف عنه آلم إعراض المشركين عن دعوته } أرأيت من اتخذ إلهه هواه { أخبرني عمن جعل
معبوده هواه فل يعبد غيره فكلما اشتهى شيئا Vفعله بل عقل ول روية ول فكر فقد يكون لحدهم حجر يعبده
فإذا رأى حجرا Nاحسن منه عبده وترك الول فهذا لم يعبد إل هواه وشهوته فهل مثل هذا النسان الهابط على
مستوى دون البهائم تقدر على هدايته يا رسولنا؟ } أفأنت تكون عليه وكيل { Nأي حفيظا Nتتولى هدايته أم أنك ل
تقدر فاتركه لنا يمضي فيه حكمنا.
وقوله } أم تحسب { أيها الرسول أن أكثر هؤلء المشركين يسمعون ما يقال لهم ويعقلون ما يطلب منهم إن هم
إل كالنعام فقط بل هم أضل سبيل Nمن النعام إذ النعام تعرف طريق مرعاها وتستجيب لنداء راعيها وهم
على خلف ذلك فجهلوا ربهم الحق ولم يتسجيبوا لنداء رسوله إليهم.
هداية اليات:
-2يتجاهل النسان الضال الحق وينكره حتى إذا عاين العذاب عرف ما كان ينكر ،وآمن بما كان يكفر.
-3هداية النسان ممكنة حتى إذا كفر بعقله وآمن بشهوته وعبد هواه تعذرت هدايته وأصبح أضل من الحيوان
وأكثر خسرانا Nمنه.
} ألم %تر إلى رب#ك كي%ف مد ٱلظRل ولو %شآء لجعله ساكنا Sثم جعلنا ٱلشم%س علي%ه دليل } * { Sثم
قبض%ناه إلي%نا قب%ضا SيسيرSا { * } وهو الذي جعل لكم ٱللي%ل لباسا Sوٱلنو%م سباتا Sوجعل ٱلنهار
نشورSا { * } وهو ٱلذي* أر%سل ٱلر#ياح بشرى بي%ن يدي %رح%مته وأنزلنا من ٱلسمآء مآء
طهورا } * { SلRنح%يـي به بلدة Sمي%تا Sونس%قيه مما خلقنآ أنعاما Sوأناسي كثيرا{ S
شرح الكلمات:
} ألم تر إلى ربك كيف مد الظل { :أي ألم تنظر إلى صنيع ربك في الظل كيف بسطه.
} ولو شاء ال لجعله ساكنا : { Nأي ثابتا Nعلى حاله ي الطول والمتداد ول يقصر ول يطول.
} ثم جعلنا الشمس عليه دليل : { Nأي علمة على وجوده إذ لول الشمس لما عرف الظل.
} ثم قبضناه إلينا قبضا Nيسيرا { :أي أزلناه بضوء الشمس على مهل جزءا Nفجزءا Nحتى ينتهي.
} وجعل النهار نشورا : { Nأي حياة إذ النوم بالليل كالموت والنتشار بالنهار كالبعث.
} بشرا Nبين يدي رحمته { :أي مبشرة بالمطر قبل نزوله ،والمطر هو الرحمة.
} ولقد صرفناه بينهم { :أي المطر فينزل بأرض قوم ول ينزل بأخرى لحكم عالية.
} فأبى أكثر الناس إل كفورا : { Nأي فلم يذكروا وأبى أكثرهم إل كفورا Nجحودا Nللنعمة.
معنى اليات:
قوله تعالى } ألم تر إلى ربك كيف مد الظل { هذا شروع في ذكر مجموعة من أدلة التوحيد وهي مظاهر
لربوبية ال تعالى المقتضية للوهيته فأول Nالظل وهو المشاهد من وقت السفار إلى طلوع الشمس وقد مدbه
الخالق عز وجل أي بسطه في الكون ،ثم تطلع الشمس فتأخذ في زواله وانكماشه شيئا Nفشيئا ،Nولو شاء ال
تعالى لجعله ساكنا Nل يبارح ول يغادر ولكنه حسب مصلحة عباد جعله يتقاصر ويقبض حتى تقف الشمس في
كبد السماء فيستقر ثم لما تدحض الشمس مائلة إلى الغروب يفيء أي يرجع شيئا Nفشيئا Nفيطول تدريجيا Nلتعرف
به ساعات النهار وأوقات الصلوات حتى يبلغ من الطول حدا Nكبيرا Nكما كان في أول النهار ثم يقبض قبضا
يسيرا Nخفيا Nسريعا Nحين تغرب الشمس ويغشاه ظلم الليل .هذه آية من آيات قدرة ال وعلمه حكمته ورحمته
بعباده تجلت في الظل الذي قال تعالى فيه } ألم تر { أيها الرسول أي تنظر إلى صنيع ربك جل جلله } كيف
مد الظل ،ولو شاء لجعله ساكنا { Nينتقل } ،ثم جعلنا الشمس عليه دليل { Nإذ بضوءها يعرف ،فلول الشمس لما
عرف الظل وقوله تعالى } ثم قبضناه إلينا قبضا Vيسيرا { Nحسب سنته ففي خفاء كامل وسرعة تامة يقبض الظل
نهائيNا ويحل محله الظلم الحالك.
وثانيا :Nفي الليل والنهار قال تعالى } :وهو الذي جعل لكم الليل لباسا { Nأي ساترا Nيستركم بظلمه كما تستركم
الثياب } ،والنوم سباتNا { أي حياة بعد وفاة والنوم فيتنشر فيه الناس لطلب الرزق بالعمل بالسباب والسنن التي
وضع ال تعالى لذلك.
وثالثا :إرسال الرياح للقاح السحب للpمطار لحياء الرض بعد موتها بالقحط والجدب قال تعالى } :وهو الذي
أرسل الرياح { هو ل غيره من اللهة الباطلة } أرسل الرياح بشرا Nبين يدي رحمته { أي مبشرات بالمطر
متقدمة عليه وهو الرحمة وهي بين يديه فمن يفعل هذا غير ال؟ ال إنه ل أحد.
ورابعا :Nإنزال الماء الطهور العذب الفرات للتطهير به وشرب الحيوان والنسان قال تعالى } وأنزلنا من
السماء ماء طهورا Nلنحيي به بلدة ميتا Nونسقيه مما خلقنا أنعاما { Nأي إبل Nوبقرا Nوغنما } Nوأناسي كثيرا { Nأي
وأناسا Nكثيرين وهم الدميون ففي خلق الماء وإنزاله وإيجاد حاجة في الحيوان والنسان إليه ثم هدايتهم لتناوله
وشربه كل هذا آيات الربوبية الموجبة لتوحيد ال تعالى.
وخامسا :Nتصريف المطر بين الناس فيمطر في أرض ول يمطر في أخرى حسب الحكمة اللهية والتربية
الربانية ،قال تعالى:
{ } ولقد صرفناه بينهم
أي بين الناس كما هو مشاهد إقليم يسقى وآخر يحرم ،وقوله تعالى:
{ } فأبى أكثر الناس إل كفورا†S
أي جحودا Nلنعام ال عليهم وربوبيته عليهم وأولهيته لهم .وهو أمر يقتضي التعجب والستغراب هذه مظاهر
الربوبية المقتضية لللوهية،
{ } وأبى أكثر الناس إل كفورSا
والعياذ بال تعالى.
هداية اليات:
-1عرض الدلة الحسية على وجوب عبادة ال تعالى وتوحيده فيها ووجوب اليمان بالبعث والجزاء الذي
أنكره المشركون فضلوا ضلل Nبعيدا.
-2بيان فائدة الظل إذ به تعرف ساعات النهار وبه يعرف وقت صلة الظهر والعصر فوقت الظهر من بداية
الفيء ،أي زيادة الظل بعد توقفه من النقصان عند وقوف الشمس في كبد السماء ،ووقت العصر من زيادة
الظل مثله بمعنى إذا دخل الظهر والظل أربعة أقدام أو ثلثة أو أقل أو أكثر فإذا زاد مثله دخل وقت العصر
فإن زالت الشمس على أربعة أقدام فالعصر يدخل عندما يكون الظل ثمانية أقدام وإن زالت الشمس على ثلثة
أقدام فالعصر على ستة أقدام وهكذا.
-3الماء الطهور وهو الباقي على أصل خلقته فلم يخالطه شيء يغير طعمه أو لونه أو ريحه ،وبه ترفع
الحداث وتغسل النجاسات ،ويحرم منعه عمن احتاج إليه من شرب أو طهارة.
} ولقد %صرفناه بي%نهم %ليذكروا فأبى أكثر ٱلناس إل كفورSا { * } ولو %شئنا لبعثنا في كل Rقر%ية
نذيرا } * { Sفل تطع ٱلكافرين وجاهد%هم %به جهادا Sكبيرا } * { Sوهو ٱلذي مرج ٱلبح%ري%ن هـذا
عذب Vفرات Uوهـذا ملح Vأ)جاج Vوجعل بي%نهما بر%زخا Sوحج%را Sمح%جورا } * { Sوهو ٱلذي خلق من
ٱلمآء بشرSا فجعله نسبا Sوصه%رSا وكان ربOك قديرا } * { Sويع%بدون من دون ٱلله ما ل ينفعهم
ول يضرOهم %وكان ٱلكافر على رب#ه ظهيرSا { * } ومآ أر%سلناك إل مبشRرا SونذيرSا {
شرح الكلمات:
لبعثنا في كل قرية نذيرا : Nأي رسول Nينذر أهلها عواقب الشرك والكفر.
} وجاهدهم به جهادا Nكبيرا : { Nأي بالقرآن جهادNا كبيرا Nتبلغ فيه أقصى غاية جهدك.
} مرج البحرين { :أي خلط بينهما وفي نفس الوقت منع الماء الملح أن يفسد الماء العذب.
} وجعل بينهما برزخا : { Nأي القرآن جهادا Nكبيرا Nتبلغ فيه أقصى غاية جهدك.
} مرج البحرين { :أي خلط بينهما وفي نفس الوقت منع الماء الملح أن يفسد الماء العذب.
} وحجرا Nمحجورا :{ Nأي وجعل بينهما سدا Nمانعا Nفل يحلو الملح ،ول يملح العذب.
} خلق من الماء بشرا :{ Nأي خلق من الماء النسان والمراد من الماء النطفة.
} فجعله نسبا Nوصهرا :{ Nأي ذكرNا وأنثى أي نسبا Nينسب إليه ،وصهرا Nيصهر إليه أي يتزوج منه.
} وكان الكافر على ربه ظهيرا { :اي معينا Nللشيطان على معصية الرحمن.
معنى اليات:
ما زال السياق في تعداد مظاهر الربوبية المستلزمة للتوحيد قال تعالى } ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا{ N
ل ينذر الناس عواقب الشرك والكفر ،ولكنا لم نشأ لحكمة اقتضتها ربوبيتنا
أي في كل مدينة نذيرا Nأي رسو N
وهي أن تكون أيها الرسول أفضل الرسل وأعظم منزلة وأكثرهم ثوابا Nفحبوناك بهذا الفضل فكنت رسول كل
القرى أبيضتها وأسودها فاصبر وتحمل ،واذكر شرف منزلتك } فل تطع الكافرين { في أمر أرادوه منك
} وجاهدهم { به أي بالقرآن وكله حجج وبينات جهادا Nكبيرا Nتبلغ فيه اقصى جهدك .بعد هذه الجملة
العتراضية من الكلم اللهي قال تعالى مواصل Nذكر مظاهر ربوبيته تعالى على خلقه } .وهو الذي مرج
البحرين { الملح والعذب أي أرسلهما مع بعضهما بعضا } Nهذا عذب فرات { أي حلو } سائغ شرابه ،وهذا ملح
اجاج { أي ل يشرب } وجعل بينهما برزخا NوحجرNا محجورا { Nأي ساترا Nمانعا من اختللط العذب بالملح مع
وجودهما في مكان واحد ،فل يبغي هذا على هذا بأن يعذب الملح أو يملح العذب .وقوله تعالى } وهو الذي
خلق من الماء بشرا Nأي من المني ونطفته خلق النسان وجعله ذكرا Nوأنثى وهو معنى قوله نسبا Nوصهرا Nأي
ذوي نسب ينسب إليهم وهم الذكور ،وذوات صهر يصاهر بهن وهن الناث .وقوله تعالى } :وكان ربك
قديرا { Nأي على فعل ما يريده من الخلق واليجاد أو التحويل والتبديل ،والسلب والعطاء هذه مظاهر الربوبية
المقتضية لعبادته وتوحيده والمشركون يعبدون من دونه أصناما Nل تنفعهم إن عبدوها ،ول تضرهم إن لم
يعبدوها وذلك لجهلهم وظلمة نفوسهم فيعبدون الشيطان إذ هو الذي زين لهم عبادة الصنام وبذلك كان الكافر
على ربه ظهيرا إذ بعبادته للشيطان يعينه على معصية الرب تبارك وتعالى وهو معنى قوله تعالى ،ويعبدون
من دون ال ما ل يضرهم ول ينفعهم وكان الكافر على ربه ظهيرا.
وقوله تعالى } :وما أرسلناك إل مبشرا Nونذيرا { Nيقول تعالى لرسوله إنا لم نرسلك لغير بشارة المؤمنين بالجنة
ونذارة الكافرين بالنار أما هداية القلوب فهي إلينا من شئنا هدايته اهتدى ومن لم نشأها ضل .إل أن ال يهدي
ويضل حسب سنن له قد مر ذكرها مرات.
هداية اليات:
-1الشارة إلى الحكمة في عدم تعدد الرسل في زمن البعثة المحمدية والكتفاء بالرسول محمد صلى ال عليه
وسلم.
-4مظاهر العلم والقدرة اللهية في عدم اختلط البحرين مع وجودهما في مكان واحد.
وفي خلق ال تعالى النسان من ماء وجعله ذكرا Nوأنثى للتناسل وحفظ النوع.
} قل مآ أس%ألكم %علي%ه من %أج@ %ر إل من شآء أن يتخذ إلى رب#ه سبيل } * { Sوتوكل على ٱلحي
ٱلذي ل يموت وسب#ح %بحم%ده وكفى به بذنوب عباده خبيرا } * { Sٱلذي خلق ٱلسماوات وٱلر%ض
وما بي%نهما في ستة أيام@ ثم ٱس%توى على ٱلعر%ش ٱلرح%مـن فس%ئل به خبيرSا { * } وإذا قيل لهم
ٱس%جدوا للرح%مـن قالوا وما ٱلرح%مـن أنس%جد لما تأمرنا وزادهم %نفورSا { * } تبارك ٱلذي جعل
في ٱلسمآء بروجا Sوجعل فيها سراجا Sوقمرا SمOنيرSا { * } وهو ٱلذي جعل ٱللي%ل وٱلنهار خلفة
لRمن %أراد أن يذكر أو %أراد شكورSا {
شرح الكلمات:
} سبيل { :أي طريقNا يصل به إلى مرضاته والفوز بجواره ،وذلك بإنفاق ماله في سبيل ال.
} في ستة أيام { :أي من أيام الدنيا التي قدرها وهي الحد ...والجمعة.
} ثم استوى على العرش { :العرش سرير الملك والستواء معلوم والكيف مجهول واليمان به واجب.
} فاسأل به خبيرا : { Nأي أيها النسان إسأل خبيرNا بعرش الرحمن ينبئك فإنه عظيم.
} وزادهم نفورا : { Nأي القول لهم اسجدوا للرحمن زادهم نفورا Nمن اليمان.
} جعل في السماء بروجا : { Nهي إنثا عشر برجا Nانظر تفصيلها في معنى اليات.
} أو أراد شكورا : { Nأي شكرا Nلنعم ربه عليه فيهما بالصيام والصلة.
معنى اليات:
بعد هذا العرض العظيم لمظاهر الربوبية الموجبة لللوهية أمر ال تعالى رسوله أن يقول للمشركين ما أسألكم
على هذا البيان بينت لكم ما تعرفون به إلهكم الحق فتعبدونه وتكملون على عبادته وتسعدون أجرا Nأي مال،N
لكن من شاء أن ينفق من ماله في وجوه البر والخير يتقرب به إلى فله ذلك ليتخذ بنفقته في سبيل ال طريقا
إلى رضا ربه عنه ورحمته له.
وقوله } وتوكل على الحي الذي ل يموت { يأمر تعالى رسوله أن يمضي في طريق دعوته مبلغا Nعن ربه
داعيا Nإليه متوكل Nأي مفوضا Nأمره إليه إذ هو الحي الذي ليموت وغيره يموت ،وأمره أن يستعين على دعوته
وصبره عليها بالتسبيح فقال } وسبح بحمده { أي قل سبحان ال وبحمده ،وسبحانك اللهم وبحمدك وهو أمر
بالذكر والصلة وسائر العبادات فإنها العون الكبير للعبد على الثبات والصmبrر .وقوله تعالى } وكفى به بذنوب
عباده خبيرا { Nأي فل تكرب لهم ول تحزن عليهم من أجل كفرهم وتكذيبهم وشركهم فإن ربك عالم بذنوبهم
محص عليهم أعمالهم وسيجزيهم بها في عاجل أمرهم أو آجله ،ثم أثنى تبارك وتعالى على نفسه بقوله } الذي
خلق السموات والرض وما بينهما في ستة أيام { مقدرة بأيام الدنيا أولها الحد وآخرها الجمعة ،ثم استوى
على العرش العظيم استواء يليق بجلله وكماله } .الرحمن { الذي عمmت رحمته العالمين } فاسأل به خبيرا{ N
أي فاسأل يا محمد بالرحمن خبيرا Nبخلقه فإنه خالق كل شيء والعليم بكل شيء فهو وحده العليم بعظمة عرشه
وسعة ملكه وجلل وكمال نفسه ل إله إل هو ول رب سواه وقوله } وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن { أي وإذا
قال لهم الرسول أيها المشرك اسجدوا للرحمن ول تسجدوا لسواه من المخلوقات .قالوا منكرين متجاهلين } ما
الرحمن؟ { أنسجد لما تأمرنا أي أتريد أن تفرض علينا طاعتك } وزادهم { هذا القول } نفورا ، { Nأي عبدا
واستنكارا Nللحق العياذ بال تعالى.
وقوله تعالى } تبارك الذي جعل في السماء بروجا { Nأي تقدس وتنزه أن يكون له شريك في خلقه أو في عبادته
الذي بعظمته جعل في السماء بروجا Nوهي البروج الثنا عشر بالحمل والثور والجوزاء والسرطان والسد
والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت .والكواكب السبعة السيارة هي :المريخ ،والزهرة
وعطارد ،والقمر ،والشمس ،والمشتري ،وزحل فهذه الكواكب تنزل في البروج كالقصور لها.
وقوله تعالى } وجعل فيها سراجا { Nهو الشمس } وقمرا Nمنيرا { Nهو القمر أي تعاظم وتقدس الذي جعل في
السماء بروجا Nوجعل فيها سراجا Nوقمرا Nمنيرا Nوقوله } وهو الذي جعل الليل والنهار خلفه { أي يخلف بعضهما
بعضا Nفل يجتمعان أبدا ijوفي ذلك من المصالح والفوائد مال يقادر قدره ومن ذلك أن من نسي عمل Nبالنهار
يذكره في الليل فيعمله ،ومن نسي عمل Nبالليل يذكره بالنهار فيعمله ،وهو معنى قوله } لمن أراد أن يذكر {
وقوله } أو أراد شكورا { Nفإن الليل والنهار ظرفان للعبادة الصيام بالنهار والقيام بالليل فمن أراد أن يشكر ال
تعالى على نعمه فقد وهبنا له فرصة لذلك وهو الليل للتهجد والقيام والنهار للجهاد والصيام.
هداية اليات:
-1دعوة ال ينبغي أن ل يأخذ الداعي عليها أجرا Nممن يدعوهم إلى ال تعالى ومن أراد أن يتطوع من نفسه
فينفق في سبيل ال فذلك له.
-5صفة استواء الرحمن على عرشه فيجب اليمان بها على ما يليق بجلل ال وكماله ويحرم تأويلها
بالستيلء والقهر ونحوهما.
} وعباد ٱلرح%مـن ٱلذين يم%شون على ٱلر%ض هو%نا Sوإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما* { S
} والذين يبيتون لرب#هم %سجدا Sوقياما } * { Sوٱلذين يقولون ربنا ٱص%رف عنا عذاب جهنم إن
عذابها كان غراما } * { Sإنها سآءت مس%تقرSjا ومقاما } * { Sوٱلذين إذآ أنفقوا لم %يس%رفوا ولم
يقتروا وكان بي%ن ذلك قواما } * { Sوٱلذين ل يد%عون مع ٱلله إلـهgا آخر ول يقتلون ٱلنفس
ٱلتي حرم ٱلله إل بٱلحق Rول يز%نون ومن يفعل ذلك يلق أثاما } * { Sيضاعف له ٱلعذاب يو%م
ٱلقيامة ويخلد %فيه مهانا } * { Sإل من تاب وآمن وعمل عمل Sصالحا Sفأ)و%لـئك يبد#ل) ٱلله
سي#ئاتهم %حسنات@ وكان ٱلله غفورSا رحيما{ S
شرح الكلمات:
} قالوا سلما : { Nأي قول Nيسلمون به من الثم ،ويسمى هذا سلم المتاركة.
} إن عذابها كان غراما : { Nأي عذاب جهنم كان لزما Nل يفارق صاحبه.
} إنها ساءت متسقرا Nومقاما : { Nأي بئست مستقرا Nوموضع إقامة واستقرار.
} إل بالحق { :وهو واحد من ثلث :كفر بعد إيمان أو زنى بعد إحصان أو قتل ظلم وعدوان.
} يبدل ال سيئاتهم حسنات { :بأن يمحو بالتوبة سوابق معاصيهم ،ويثبت مكانها لواحق طاعاتهم.
معنى اليات:
الثانية :في قوله } والذين يبيتون لربهم سجدا Nوقياما { Nأي يقضون ليلهم بين السجود والقيام يصفون أقدامهم
ويذرفون دموعهم على خدودهم خوفا Nمن عذاب ربهم.
والثالثة :في قوله } والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم { إنهم لقوة يقينهم كأنهم شاعرون بلهب جهنم
يدنو من وجوههم فقالوا } ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما { أي مnلحbا Nلزما Nل يفارق
صاحبه } ،إنها ساءت { أي جهنم } مستقرا Nومقاما { Nأي بئست موضع إقامة واستقرار.
والرابعة :في قوله } والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا { في إنفاقهم فيتجاوزوا الحد المطلوب منهم ،ولم يقتروا
ل وسطا.
فيقصروا في الواجب عليهم وكان إنفاقهم بين السراف والتقتير قواما Nأي عد N
والخامسة } :والذين ل يدعون مع ال إلها Nآخر { أي ل يسألون غير ربهم قضاء حوائجهم كما ل يشركون
بعبادة ربهم أحدا } Nول يقتلون النفس التي حرم ال { قتلها وهي كل نفس آدمية ما عدا نفس الكافر المحارب
فإنها مباحة القتل غير محرمة } .إل بالحق { وهو واحدة من ثلث خصال بينها الرسول صلى ال عليه وسلم
في حديث الصحيحين " ل يحل دم امرىء مسلم إل بإحدى ثلث :الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه
المفارق للجماعة "
} ول يزنون { أي ل يرتكبون فاحشة الزنا والزنا نكاح على غير شرط النكاح المباح وقوله تعالى } ومن يفعل
ذلك { هذا كلم معترض بين صفات عباد الرحمن .أي ومن يفعل ذلك المذكور من الشرك بدعاء غير الرب
أو قتل النفس بغير حق ،أو زنا } يلق إثاما { Nأي عقابا } Nيضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه { أي في
العذاب } مهانا { Nمخزيا Nذليل ،Nوقوله تعالى } إل من تاب { من الشرك وآمن بال وبلقائه وبرسوله وما جاء به
من الدين الحق } وعمل صالحا { Nمن إقامة الصلة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج بيت ال الحرام
} فأولئك { المذكورون أي التائبون } يبدل ال سيئاتهم حسنات { أي يمحو سيآتهم بتوبتهم ويكتب لهم مكانهم
صالحات أعمالهم وطاعاتهم بعد توبتهم } وكان ال غفورا Nرحيما { Nذا مغفرة للتائبين من عباده ذا رحمة بهم
فل يعذبهم بعد توبته عليهم ،وقوله
{ } ومن تاب
من غير هؤلء المذكورين أي رجع إلى ال تعالى بعد غشيانه الذنوب
{ } وعمل صالحاS
بعد توبته
{ } فإنه يتوب إلى ال متاباS
أي يرجع إليه تعالى مرجعا Nمرضيا Nحسنا Vفيكرمه وينعمه في دار كرامته.
هدايته اليات:
} ومن تاب وعمل صالحا Sفإنه يتوب إلى ٱلله متابا } * { Sوٱلذين ل يشهدون الزOور وإذا مرOوا
باللغو مرOوا كراما } * { Sوالذين إذا ذكRروا بآيات رب#هم %لم %يخرOوا علي%ها صمjا Sوعم%يانا* { S
} وٱلذين يقولون ربنا هب %لنا من %أز%واجنا وذر#ياتنا قرة أع%ين@ وٱج%علنا للمتقين إماما* { S
} أ)و%لـئك يج%زو%ن ٱلغر%فة بما صبروا ويلقو%ن فيها تحية Sوسلما } * { Sخالدين فيها حسنت
مس%تقرjا Sومقاما } * { Sقل ما يع%بأ) بكم %رب#ي لو%ل دعآؤ)كم %فقد %كذب%تم %فسو%ف يكون لزاما{ S
شرح الكلمات:
} وإذا مروا باللغو { :أي بالكلم السيء القبيح وكل مال خير فيه.
} مروا كراما :{ Nأي معرضين عنه مكرمين أنفسهم عن سماعة أو المشاركة فيه.
} لم يخروا عليها صما Nوعميانا : { Nأي لم يطأطئوا رؤوسهم حال سماعها عميا Nل يبصرون ول يصما Nل
يسمعون بل يصغون يسمعون ويعون ما تدعو إليه ويبصرون ما تعرضه.
} قرة أعين { :أي ما تقر به أعيننا وهو أن تراهم مطيعين لك يعبدونك وحدك.
} واجعلنا للمتقين إماما : { Nأي من عبادك الذين يتقون سخطك بطاعتك قدوة يقتدون بنا في الخير.
} حسنت مستقرا Nومقاما : { Nأي صلحت وطابت مستقرا Nلهم أي موضع استقرار وإقامة.
} فسوف يكون لزاما : { Nأي العذاب لزاما Nأي لزما Nلكم في بدر ويوم القيامة.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في ذكر صفات عباد الرحمن الذي تجاهله المشركون وقالوا :وما الرحمن فها هي ذي
صفات عباده دالة عليه وعلى جلله وكماله ،وقد مضى ذكر خمس صفات:
والسادسة :في قوله تعالى } والذين ل يشهدون الزور { الزور هو الباطل والكذب وعباد الرحمن ل يحضرون
مجالسة ول يقولونه ول يشهدونه ولينطقون به } وإذا أمروا باللغو { وهو كل عمل وقول ل خير فيه } مروا
كراما { Nأي مكرمين أنفسهم من التلوث به ،بالوقوع فيه.
والسابعة :في قوله تعالى } والذين إذا ذكروا بآيات ربهم { أي إذا ذكرهم أحد بآيات القرآن كتاب ربهم عز
وجل لم يحنوا رؤوسهم عليها صما Nحتى ل يسمعوا مواعظها ول عميانNا حتى ل يشاهدوا آثار آياتها بل يحنون
رؤوسهم سامعين لها واعين لما تقوله وتدعو إليه مبصرين آثارها مشاهدين وقائعها متأثرين بها.
والثامنة :فى قوله تعالى } والذين يقولون { أي في دعائهم } ربنا هب لنا { أي أعطنا } من أزواجنا وذرياتنا
قرة أعين { أي ما تقر به أعيننا وذلك بأن نراهم يتعلمون الهدى ويعملون به طلبا Nلمرضاتك يا ربنا } واجعلنا
للمتقين { من عبادك الذين يتقون سخطك بطاعتك بفعل أمرك وأمر رسولك واجتناب نهيك ونهي رسولك
} واجعلنا للمتقين إماما { أي قدوة صالحة يقتدون بنا في الخير يا ربنا .قال تعالى مخبرا Nعنهم بما أنعم به
عليهم } .أولئك { أي السامون أنفسا Nالعالون أرواحNا } يجزون الغرقة { وهي الدرجة العليا في الجنة } بما
صبروا { على طاعة مولهم ،وما يلحقهم من أذى في ذات ربهم } ويلقون فيها { أي تتلقاهم الملئكة بالتهاني
والتحيات } تحية وسلما { Nأي بالدعاء بالحياة السعيدة والسلمة من الفات إذ هي حياة بل ممات ،وسعادة بل
منغصات.
وقوله تعالى } خالدين فيها { أي في تلك الغرفة في أعلى الجنة } حسنت مستقرNا { أي طابت موضع إقامة
واستقرار .إلى هنا انتهى الحديث عن صفات عباد الرحمن وبيان جزائهم عند ربهم .وقوله تعالى } :قل ما يعبأ
بكم ربي لول دعاؤكم { أي قل يا رسولنا لولئك المشركين المنكرين للرحمن } ما يعبأ بكم ربي { أي ما
يكترث لكم أو يبالي بكم } لول دعاؤكم { إياه أي عبادة من يعبده منكم إذ الدعاء هو العبادة ما أبالي بكم ول
أكترث لكم .أما وقد كذبتم بي وبرسولى فلم تعبدوني ولم توحدوني وإذا } Nفسوف يكون { العذاب } لزاما { Nوقد
أذقتموه يوم بدر ،وسوف يلزمهم في قبورهم إلى نشورهم ،وسوف يلحقهم حتى مستقرهم في جهنم.
هداية اليات:
-3فضيلة تدبر القرآن وحسن الستماع لتلوته والتعاظ بمواعه والعمل بهدايته.
-5ل قيمة للنسان وهو أشرف الحيوانات لول عبادته ال عز وجل فإذا لم يعبده كان شر الخليقة.
سورة الشعراء
} طس*م* { * } تلك آيات ٱلكتاب ٱلمبين { * } لعلك باخع Vنفسك أل يكونوا مؤمنين { * } إن
نشأ ننز#ل علي%هم %م#ن ٱلسمآء آية Sفظلت أع%ناقهم %لها خاضعين { * } وما يأتيهم م#ن ذكر@ م#ن
ٱلرح%مـن مح%دث@ إل كانوا عنه مع%رضين { * } فقد %كذبوا فسيأتيهم %أنباء ما كانوا به
يس%ته%زئ)ون { * } أولم %يرو%ا إلى ٱلر%ض كم %أنبتنا فيها من كل Rزو%ج@ كريم@ { * } إن في ذلك
لية Sوما كان أكثرهم %مOؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز ٱلرحيم {
شرح الكلمات:
معنى اليات:
طسم هذه أحد الحروف المقطعة تكتب طسم ،وتقرأ طا سين ميم بإدغام النون من سين في الميم الولى من ميم
وال أعلم بمراده منها ،وفيها إشارة إلى أن القرآن مؤلف من مثل هذه الحروف وعجز العرب عن تأليف مثله
بل سورة واحدة من مثله دال قطعا Nعلى أنه كلم ال ووحيه إلى رسوله صلى ال عليه وسلم .وقوله } تلك
آيات الكتاب { أي اليات المؤلفة من مثل هذه الحروف هي آيات الكتاب أي القرآن } المبين { أي المبين للحق
من الباطل والهدى من الضلل ،والشرائع والحكام .وقوله تعالى } لعلك باخع نفسك { أي قاتلها ومهلكها } أل
يكونوا مؤمنين { أي إن لم يؤمن بك وبما جئت به قومك ،فأشفق على نفسك يا رسولنا ول تعرضها للغم القاتل
فإنه ليس عليك هدايتهم وإنما عليك البلغ وقد بلغت ،إنا لو أردنا هدايتهم بالقسر والقهر لما عجزنا عن ذلك
} إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين { أي إنا لقادرون على أن ننزل عليهم من
السماء آية كرفع جبل أو إنزال كوكب أو رؤية ملك فظلت أي فتظل طوال النهار أعناقهم خاضعة ،تحتها
تتوقع فى كل لحظة نزولها عليهم فتهلكهم فيؤمنوا حينئذ إيمان قسر وإكراه ومثله ل ينفع صاحبه فل يزكي
نفسه ول يطهر روحه لنه غير إرادي له ول اختياري.
وقوله تعالى } وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث { أي وما يأتي قومك المكذبين لك من موعظة قرآنية
وحجج وبراهين تنزيلية تدل على صدقك وصحة دعوتك م̂ما يحدثه ال إليك ويوحي به إليك لتذكرهم به إل
أعرضوا فل يستمعون إليه ول يفكرون فيه.
وقوله تعالى } :فقد كذبوا به { يخبر تعالى رسوله بأن قومه قد كذبوا بما أتاهم من ربهم من ذكر محدث وعليه
} فسيأتيهم أنباء { أي أخبار } ما كانوا به يستهزئون { وهو عذاب ال تعاغلى الذي كذبوا برسوله ووحيه
وجحدوا وأنكروا طاعته وفي الية وعيد شديد وهم عرضة له في أية لحظة إن لم يتوبوا.
وقوله تعالى } أو لم يروا إلى الرض كم أنبتنا فهيا من كل زوج كريم { إن كانت علة هذا التكذيب من هؤلء
المشركين هي إنكارهم للبعث والجزاء وهو كذلك فلم ل ينظرون إلى الرض الميتة بالقحط بنزل ال تعالى
عليها ماء من السماء فتحيا به بعد موتها فينبت ال فيها من كل زوج أي صنف من أصناف النباتات كريم أي
حسن.
أليس في ذلك آية على قدرة ال تعالى على إحياء الموتى وبعثهم من قبورهم وحشرهم للحساب والجزاء ،فلم ل
ينظرون؟ } إن في ذلك لية { أي علمة واضحة للمشركين على صحة البعث والجزاء .ففي إحياء الرض
بعد موتها دليل على إحياء الناس بعد موتهم .وقوله تعالى } وما كان أكثرهم مؤمنين { يخبر تعالى أن mفيما ذكر
من إنباته أصناف النباتات الحسنة آية على البعث والحياة الثانية ولكن قضى ال أزل Nأن أكثر هؤلء المشركين
ل يؤمنون وقوله } وإن ربك لهو العزيز الرحيم { يقول تعالى لرسوله محمد صلى ال عليه وسلم } وإن ربك
لهو العزيز { وواصل دعوتك في غير غم ول هم ول حزن وإن العاقبة لك وللمؤمنين بك المتبعين لك.
هداية اليات:
-1بيان أن القرآن الكريم معجز لنه مؤلف من مثل طا سين ميم ولم يستطع أحد أن يؤلف مثله.
-2بيان ما كان الرسول صلى ال عليه وسلم يناله من الغم والحزن وتكذيب قومه له.
-3بيان أن إيمان المكره ل ينفعه ،ولذا لم يكره ال تعالى الكفار على اليمان بواسطة اليات.
-5في إحياء الرض بالماء وإنبات النباتات المختلفة فيها دليل على البعث الخر.
} وإذ نادى ربOك موسى أن ٱئت ٱلقو%م ٱلظالمين { * } قو%م فر%عو%ن أل يتقون { * } قال رب
ي أخاف أن يكذRبون { * } ويضيق صد%ري ول ينطلق لساني فأر%سل إلى هارون { * } ولهم
إن* R
علي ذنب Vفأخاف أن يقتلون { * } قال كل فٱذهبا بآياتنآ إنا معكم %مOس%تمعون { * } فأتيا
فر%عو%ن فقول* إنا رسو )ل رب #ٱلعالمين { * } أن %أر%سل معنا بني* إس%رائيل {
شرح الكلمات:
} وإذ نادى ربك { :أي اذكر لقومك يا رسولنا إذ نادى ربك موسى.
} أل يتقون { :أل يخافون ال ربهم ورب آبائهم الولين منا لهم ما دهاهم؟
} فأرسل إلى هرون { :أي إلى أخي هرون ليكون معي في أبلغ رسالتي.
} ولهم على ذنب { :أي ذنب القبطي الذي قتله موسى قبل خروجه إلى مدين.
معنى اليات:
قوله تعالى } وإذ نادى ربك موسى { هذا بداية سلسة من القصص بدئت بقصة موسى وختمت بقصة شعيب
وقصها على المشركين ليشاهدوا أحداثها ويعرفوا نتائجها وهي دمار المكذبين وهلكهم مهما كانت قوتهم
وطالت أعمارهم قال تعالى في خطاب رسوله محمد صلى ال عليه وسلم } وإذ نادى ربك موسى { أي اذكر إذ
نادى ربك موسى في ليلة باردة شاتية بالواد اليمن من البقعة المباركة من الشجرة } أن ائت القوم الظالمين
قوم فرعون { إذ ظلموا أنفسهم بالكفر والشرك وظلموا بني إسرائيل باضطهادهم وتعذيبهم } أل يتقون { أي قل
لهم أل تتقون أي يأمرهم بتقوى ربهم باليمان به وأدعوهم إليه } ,ويضيق صدري { فالستفهام معناه المر.
وقوله تعالى } قال رب إني أخاف أن يكذبون { أي قال موسى بعد تكليفه رب إني أخاف أن يكذبون فيما
أخبرهم به وأدعوهم إليه } ،ويضيق صدري { لذلك } ول ينطلق لساني { للعقدة التي به ،وعليه } فأرسل إلى
هرون { أي جبريل يبلغه أن يكون معي معينNا لي على إبلغ رسالتي ،وقوله } ولهم على ذنب فأخاف أن
يقتلون { هذا قول موسى عليه السلم لربه تعالى شكا إليه خوفه من قتلهم له بالنفس التي قتلها أيام كان بمصر
قبل خروجه إلى مدين فأجابه الرب تعالى } كل { أي لن يقتلوك .وأمرهما بالسير إلى فرعون فقال } فاذهبا
بآياتنا { وهي العصا واليد } إنا معكم مستمعون { أي فبلغاه ما أمرتكما ببلغه وإنا معكم مستمعون لما تقولن
ولما يقال لكما منه مفادها أن ترسل معنا بني إسرائيل لنخرج بهم إلى أرض الشام التي وعد ال بها بني
إسرائيل هذا ما قاله موسى وهرون رسول Nرب العالمين أما جواب فرعون ففي اليات التالية.
هداية اليات:
-2ل بأس بإبداء التخوف عند القدام على المر الصعب ول يقدح فى اليمان ول في التوكل.
-3مشروعية طلب العون والمساعدة من المسؤلين إذا كلفوا المرء بما يصعب.
} قال ألم %نرب#ك فينا وليدا Sولبثت فينا من %عمرك سنين { * } وفعلت فع%لتك ٱلتي فعلت وأنت من
ٱلكافرين { * } قال فعلتهآ إذا Sوأنا من ٱلضالRين { * } ففرر%ت منكم %لما خفتكم %فوهب لي رب#ي
حكما Sوجعلني من ٱلمر%سلين { * } وتلك نع%مة Uتمنها علي أن %عبدت بني إس%رائيل {
شرح الكلمات:
} قال { :أي قال فرعون ردا Nعلى كلم موسى في السياق السابق.
} ألم نريك فينا وليدا : { Nأي في منازلنا وليدا Nأي صغيرا Nقريبا Nمن أيام الولدة.
} ولبثت فينا من عمرك سنين { :أي أقمت بيننا قرابة ثلثين سنة وكان موسى يفرعون لجهل الناس به
ورؤيتهم له في قصره يلبس ملبسه ويركب مراكبه.
معنى اليات:
ما زال السياق والحوار الدائر بين موسى عليه السلم وفرعون عليه لعائن الرحمن فرد فرعون على موسى
بما أخبر تعالى به عنه في قوله } قال ألم نر بك فينا وليدا { Nأي أتذكر معترفNا أنا ربيناك وليدا Nأي صغيرا Nوأنت
في حال الرضاع } ولبثت فينا { أي في قصرنا مع السرة المالكة } سنين { ثلثين سنة قضيتها من عمرك في
ديارنا } وفعلت فعلتك { أي الشنعاء } التي فعلت { وهي قتل موسى القبطي } وأنت من الكافرين { أي لنعمنا
عليك الحاجد بها ،كان هذا رج فرعون فلنستمع إلى رد موسى عليه السلم كما أخبر به ال تعالى عنه في
قوله } :قال فعلتها إذا { Nأي يومئذ } وأنا من الضالين { أي الجاهلين لنه لم يكن قد علمنى ربي ما علمنى الن
ل } ففرت منكم لما خفتكم { من أجل قتلي النفس التي قتلت وأنا من
وما أوحى إلي ول أرسلني إليكم رسو N
الجاهلين } فوهب لي ربي حكما { Nأي علما Nنافعا Nيحكمني دون فعل ما ل ينبغي فعله } وجعلني من المرسلين {
أي من أنبيائه ورسله إلى خلقه ثم قال له ردا Nعلى ما أمتن به فرعون بقوله } ألم نربك فينا وليدا Nولبثت فينا
من عمرك سنين { فقال } وتلك نعمة { أي أو تلك نعمة تمنها علي وهي } أن عبدت بني إسرائيل { أي
استعبدتهم أي اتخذتهم عيبدا Nلك يخدمونك تستملهم كما تشاء كالعبيد لك ولم تستعبدني أنا لتخاذك إياي ولدا
حسب زعمك فأين النعمة التي تمنها علي يا فرعون ،نترك رد فرعون إلى اليات التالية.
هداية اليات:
-1قبح جريمة القتل عند كافة الناس مؤمنهم وكافرهم وهو أمر فطري.
-2جوار التذكير بالحسان لمن أنكره ولكن ل على سبيل المتنان فإنه محبط للعمل.
-4مشروعية الفرار من الخوف إذا لم يكن في البلد قضاء عادل ،وإل لما جاز الهرب من وجه العدالة.
} قال فر%عو%ن وما رب Oٱلعالمين { * } قال رب Oٱلسماوات وٱلر%ض وما بي%نهمآ إن كنتم %مOوقنين
{ * } قال لمن %حو%له أل تس%تمعون { * } قال ربOكم %ورب Oآبآئكم ٱلولين { * } قال إن رسولكم
ٱلذي* )أر%سل إلي%كم %لمج%نون } * { Vقال رب Oٱلمشرق وٱلمغرب وما بي%نهمآ إن كنتم %تع%قلون { *
} قال لئن ٱتخذت إلـها Sغي%ري لج%علنك من ٱلمس%جونين { * } قال أولو %جئتك بشيء@ مOبين@ { *
} قال فأت به إن كنت من ٱلصادقين {
شرح الكلمات:
} رب السموات والرض وما بينهما { :أي خالق ومالك السموات والرض ما بينهما.
} إن كنتم موقنين { :بأن السموات والرض وما بينهما من سائر المخلوقات مخلوقة قائمة فخالقها ومالكها هو
رب العالمين.
} أو لو جئتك بشيء مبين { :أي أتسجنني ولو جئتك ببرهان وحجة على رسالتي.
} فأت به إن كنت من الصادقين { :أي فأت بهذا الشيء إن كنت من الصادقين فيما تقول.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في الحوار الدائر بين موسى عليه السلم وفرعون عليه لعائن الرحمن لما قال موسى
{ } إني رسول رب العالمين
في أول الحوار قال فرعون مستفسرا Nفي عناد ومكابرة } وما رب العالمين {؟ أي أي xشيء هو أو من أي
جنس من أجناس المخلوقات فأجابه موسى بما أخبر تعالى به عنه } قال رب السموات والرض وما بينهما {
أي خالق السموات والرض وخالق ما بينهما .ومالك ذلك كله ،إن كنتم موقنين بأن كل مخلوق ل بد له من
خالق خلقه ،وهو أمر ل تنكره العقول .وهنا قال فرعون في استخفاف وكبرياء لمن حوله من رجال دولته
وأشراف قومه } :أل تستمعون { كأن ما قاله موسى أمر عجب أو مستنكر فعرف موسى ذلك فقال } ربكم
ورب آبائكم الولين { أي خالقكم وخالق آبائكم الولين الكل مربوب له خاضع لحكمه وتصرفه .وهو اغتاظ
فرعون فقال } إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون { أراد أن ينال من موسى لنه أغاظه بقوله } ربكم ورب
آبائكم الولين { فرد موسى أيضا Nقائل } Nرب المشرق والمغرب وما بينهما { أي رب الكون كله } إن كنتم
تعقلون { أي ما تخاطبون به ويقال لكم وفي هذا الجواب ما يتقطع له قلب فرعون فلذا رد بما أخبر به تعالى
عنه في قوله } قال لئن اتخذت إلها Nغيري { أي ربا Nسواي } لجعلك من المسجونين { أي لسجننك وأجعلك
في قعر تحت الرض مع المسجونين ،فرد موسى عليه السلم قائل } أولو جئتك بشيء مبين { أي أتسجنني
ولو جئت بحجة بينة وبرهان ساطع على صدقي فيما قلت وأدعوكم إليه؟ وهنا قال فرعون ما أخبر به } قال
فأت به إن كنت من الصادقين { أي فيما تدعي وتقول.
هداية اليات
-1تقرير الربوبية المقتضية لللوهية من طريق هذا الحوار ليسمع ذلك المشركون ،وليعلموا أنهم مسبوقون
بالشرك والكفر وأنهم ضالون.
-2سنة أهل الباطل أنهم يفجرون في الخصومة وفي الحديث " وإذا خاصم فجر ".
-3أهل الكبر والعلو في الرض إذا أعيتهم الحجج لجأوا إلى التهديد والوعيد واستخدام القوة.
} فألقى عصاه فإذا هي ثع%بان VمOبين } * { Vونزع يده فإذا هي بي%ضآء للناظرين { * } قال للمل
حو%له إن هـذا لساحر Vعليم } * { Vيريد أن يخرجكم %م#ن %أر%ضكم %بسح%ره فماذا تأمرون { *
} قالو*ا أر%جه %وأخاه وٱب%عث في ٱلمدآئن حاشرين { * } يأتوك بكل Rسحار@ عليم@ { * } فجمع
ٱلسحرة لميقات يو%م@ مع%لوم@ { * } وقيل للناس هل أنتم %مOج%تمعون { * } لعلنا نتبع ٱلسحرة إن
كانوا هم ٱلغالبين { * } فلما جآء ٱلسحرة قالوا لفر%عو%ن أإن لنا لج%را Sإن كنا نح%ن ٱلغالبين {
* } قال نعم %وإنكم %إذا Sلمن ٱلمقربين {
شرح الكلمات:
} هل أنتم مجتمعون { :أي اجتمعوا كي نتبع السحرة على دينهم إن كانوا هم الغالبين.
} وإنكم إذا Nلمن المقربين { :أي لكم الجر وهو الجعل الذي جعل لهم وزادهم مزية القرب منه.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في الحوار الدائر بين موسى عليه لسلم وفرعون عليه لعائن الرحمن لقد تقدم في
السياق أن فرعون طالب موسى بالتيان بالية أي الحجة على صدق دعواه وها هو ذا موسى عليه السلم يلقي
عصاه أمام فرعون وملئه فإذا هي ثعبان ظاهر ل شك فيه ،وأخرج يده من جيبه فإذا هي بيضاء للناظرين ل
يشك في بياضها وأنه بياض خارق للعادة هذا ما دلت عليه اليتان الولى ) (32والثانية ) } (33فألقى عصاه
فإذا هي ثعبان مبين, ،نزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين { واعترف فرعون بأن ما شاهده من العصا واليد أمر
خارق للعادة ولكنه راوغ فقال } إن هذا { أي موسى } لساحر عليم { أي ذو خبرة بالسحر وتفوق فيه قال هذا
للمل حوله قال تعالى عنه } قال للمل حوله إن هذا لساحر عليم { وقوله تعالى عنه } يريد أن يخرجكم من
أرضكم بسحره { قال فرعون هذا تهيجا Nللمل ليثوروا ضد موسى عليه السلم وهذا من المكر السياسي إذ جعل
القضية سياسية بحتة وأن موسى يريد الستيلء على الحكم والبلد ويطرد أهلها منها بواسطة السحر ،وقال لهم
كالمستشير لهم } فماذا تأمرون؟ { فأشاروا عليه بما أخبر تعالى به عنهم } قالوا أرجه وأخاه { أي أخر أمرهما
} وابعث في المدائن { أي مدن المملكة رجال } حاشرين { أي جامعين } يأتوك { أيها الملك } بكل سحار
عليم { أي ذو خبرة في السحر متفوقة ،وفعل Nأخذ بمشورة رجاله } فجمع السحرة لميقات يوم معلوم { أي
لموعد معلوم وهو ضحى يوم العيد عندهم واستحثوا الناس على الحضور من كافة أنحاء البلد وهو ما أخبر
تعالى به في قوله } قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم { فجمع السحرة
لميقات يوم معلوم ،وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة { فنبقى على ديننا ول نتبع موسى وأخاه
على دينهما الجديد } إن كانوا { أي السحرة } هم الغالبين { وهذا من باب الستحثاث والتحريض على اللتفات
حول فرعون وملئه .وقوله تعالى } فلما جاء السحرة { أي من كافة أنحاء البلد قالوا لفرعون ما أخبر تعالى
به عنهم } أئن لنا لجرا { Nأي جعل Nإن كنا نحن الغالبين؟ { فأجابهم فرعون قائل } Nنعم وإنكم إذا Nلمن
المقربين { أي زيادة على الجر مكافأة أخرى وهي أن تكونوا من المقربين لدينا ،وفي هذا إغراء كبير لهم
على أن يبذلوا أقصى جهدهم في النتصار على موسى عليه السلم.
هداية اليات
-3ثبوت السحر وأنه فن من فنون المعرفة وإن كان تعلمه وتعليمه محرمين.
} قال لهم %مOوسى ألقوا مآ أنتم %مOلقون { * } فألقو%ا حبالهم %وعصيهم %وقالوا بعزة فر%عون إنا
لنح%ن ٱلغالبون { * } فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون { * } فأ)لقي ٱلسحرة
ساجدين { * } قالوا آمنا برب #ٱلعالمين { * } رب #موسى وهارون { * } قال آمنتم %له قب%ل أن
آذن لكم %إنه لكبيركم ٱلذي علمكم ٱلس#ح%ر فلسو%ف تع%لمون ل)قطRعن أي%ديكم %وأر%جلكم %م#ن %خلف
ول)صلRبنكم %أج%معين {
شرح الكلمات:
} ولصلبنكم أجمعين { :أي أشدنكم بعد قطع أيديكم وأرجلكم من خلف على الخشاب.
معنى اليات:
ما زال السياق في الحوار الذي دار بين موسى عليه السلم وفرعون عليه لعائن الرحمن إنه بعد إرجاء
السحرة فرعون وسؤالهم له :هل لهم من أجر على مباراتهم موسى إن هم غلبوا وبعد أن طمأنهم فرعون على
الجر والجائزة قال لهم موسى } ألقوا ما أنتم ملقون { من الحبال والعصي في الميدان } فألقوا حبالهم وعصيهم
{ وأقسموا بعزة فرعون إنهم هم الغالبون وفعل Nانقلبت الساحة كلها حيات وثعابين حتى أوجس موسى في نفسه
خيفة فأوحى إليه ربه تعالى أن ألق عصاك فألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون .هذا معنى قوله تعالى في هذا
السياق } فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون فألقى مسوى عصاة فإذا هي تلقف ما
يأفكون { ومعنى تلقف ما يأفكون أي تبتلع في جوفها من حيات وثعابين ،وقوله تعالى } وألقي السحرة ساجدين
{ أي أنهم لندهاشهم وما بهرهم من الحق ألقوا بأنفسهم على الرض ساجدين ل تعالى مؤمنين به ،فسئلوا عن
حالهم تلك فقالوا } آمنا برب العالمين رب موسى وهرون { وهنا خاف فرعون تفلت الزمام من يده وأن يؤمن
الناس بموسى وهرون ويكفرون به فقال للسحرة } :آمنتم به قل أن آذن لكم { بذلك أي كيف تؤمنون بدون
إذني؟ على أنه يملك ذلك منهم وهي مجرد مناورة مكشوفة ،ثم قال لهم } إنه { أي موسى } لكبيركم الذي
علمكم السحر { أي انه لما كان استاذكم تواطأتم معه على الغلب فأظهرتم أنه غلبكم ،تمويها Nوتضليل
للجماهير ..ثم تهددهم قائل } Nفلسوف تعلمون { عقوبتي لكم على هذا التواطؤ وهي } لقطعن أيديكم وأرجلكم
من خلف { أي أقطع من الواحد منكم يده اليمنمى ورجله اليسرى } ولصلبنكم أجمعين { فل أبقي منكم أحدا
إل أشده على خشبة حتى يموت مصلوبا ،Nهل فعل فرعون ما توعد به؟ ال أعلم.
هداية اليات
ل لن المسألة مسألة علم ل مسألة حرب ففي الحرب تنفع المبادرة بافتكاك
-1لم يبادر موسى بإلقاء عصاه أو N
زمام المعركة ،وأما في العلم فيحسن تقديم الخصم ،فإذا أظهر ما عنده كر عليه بالحجج والبراهين فأبطله
وظهر الحق وانتصر على الباطل ،هذا السلوب الذي اتبع موسى بإلهام من ربه تعالى.
-2مظهر من مظاهر الهداية اللهية هداية السحرة إذ هم فى أول النهار سحرة كفرة وفي آخره مؤمنون
بررة.
} قالوا ل ضي%ر إنآ إلى رب#نا منقلبون { * } إنا نطمع أن يغفر لنا ربOنا خطايانآ أن كنآ أول
ٱلمؤمنين { * } وأو%حي%نآ إلى موسى أن %أس%ر بعبادي* إنكم مjتبعون { * } فأر%سل فر%عون في
ٱلمدآئن حاشرين { * } إن هـؤ)ل*ء لشر%ذمة Uقليلون { * } وإنهم %لنا لغآئظون { * } وإنا
لجميع Vحاذرون { * } فأخرج%ناهم %م#ن جنات@ وعيون@ { * } وكنوز@ ومقام@ كريم@ { * } كذلك
وأو%رثناها بني* إس%رائيل { * } فأتبعوهم مOشرقين {
شرح الكلمات:
} إن كنا أول المؤمنين { :أي رجو أن يكفر ال عنهم سيئاتهم لنهم سبقوا باليمان.
معنى اليات:
قوله تعالى } قالوا ل ضير { هذا قول السحرة لفرعون بعد أن هددهم وتوعدهم } قالوا ل ضير { أي ل ضرر
علينا بتقطيعك أيدينا وأرجلنا وتصليبك إيانا } إنا إلى ربنا منقلبون { أي راجعون إن كل الذي تفعله معنا إنك
تعجل برجعوعنا إلى ربنا وذاك أحب شيء إلينا .وقالوا } إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا { أي ذنوبنا } إن
كنا أول المؤمنين { في هذه البلد برب العالمين رب موسى وهرون.
بعد هذا النتصار العظيم الذي تم لموسى وهرون أوحى تعالى إلى موسى } أن أسر بعبادي { أي امش بهم ليل
} إنكم متبعون { أي من قبل فرعون وجنوده .وعلم فرعون بعزم موسى على لخروج ببني إسرائيل فأرسل
في المدائن وكانت له مآت المدن حاشرين من الرجال أي جامعين وكأنها تعبئة عامة .يقولون محرضين } إن
هؤلء { أي موسى وبني إسرائيل } لjش rرذpمة| { أي طائفة أفرادها قليلون } وإنهم لنا لغائظون { أي لفاعلون ما
يغيظنا ويغضبنا } وإنا { أي حكومة وشعبا } Nلجميع حذرون { أي متيقظون مستعدون فهلم إلى ملحقتهم
وردهم إلى الطاعة ،وعجل تعالى بالمسرة في هذا الخبر فقال تعالى } فأخرجناهم { أي آل فرعون } من جنات
وعيون وكنوز { أي كنوز الذهب والفضة التي كانت مدفونة تحت التراب ،إذ الطمس كان على العملة فسدت
وأما مخزون الذهب والفضة فما زال تحت الرض ،إذ الكنز يطلق على المدفون تحت الرض وإن كان شرعا
هو الكنز ما لم تؤد زكاته سواء كانت تحت الرض أو فوقها.
وقوله تعالى } كذلك { أي إخراجنا لهم كان كذلك } ،وأورثناها { أي تلك النعم بنى إسرائيل أي بعد هلك
فرعون وجنوده أجميعن .وقوله تعالى } فاتبعوهم مشرقين { أي فاتبع آل فرعون بنى إسرائيل أ•نwفVسlهم في وقت
شروق الشمس ليردوهم ويحولوا بينهم وبين الخروج من البلد.
هداية اليات:
-1قوة اليمان مصدر شجاعة خارقة للعادة بحيث يفرح المؤمن بالموت لنه يوصله إلى ربه.
} فلما تراءى ٱلجم%عان قال أص%حاب موسى إنا لمد%ركون { * } قال كل إن معي رب#ي سيه%دين {
* } فأو%حي%نآ إلى موسى أن ٱض%رب ب#عصاك ٱلبح%ر فٱنفلق فكان كل فر%ق@ كٱلطو%د ٱلعظيم { *
} وأز%لفنا ثم ٱلخرين { * } وأنجي%نا موسى ومن معه أج%معين { * } ثم أغرقنا ٱلخرين { * }
إن في ذلك لية Sوما كان أكثرهم مOؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز ٱلرحيم {
شرح الكلمات:
} فلما تراءى الجمعان { :أي رأى بعضهما بعضا Nلتقاربهما والجمعان جمع بني إسرائيل وجمع فرعون.
} إنا لمدركون { :أي قال أصحاب موسى من بني إسرائيل إنا لمدركون أي سيلحقنا فرعون وجنده.
} قال كل { :أي قال موسى عليه السلم كل أي لن يدركونا ولن يلحقوا بنا } .فانفلق { :انشق.
} فكان كل فرق كالطود { :أي شق ‰أي الجزء المنفرق والطود :الجبل.
} إن في لية { :أي عظة وعبرة توجب اليمان برب العالمين برب موسى وهرون.
معنى اليات:
هذا آخر قصة موسى عليه السلم مع فرعون قال تعالى في بيان نهاية الظالمين وفوز المؤمنين } فلما تراءى
الجمعان { جمع موسى وجمع موسى وجمع فرعون وتقاربا بحيث رأى بعضها بعضا } قال أصحاب موسى {
أي بنو إسرائيل } إنا لمدركون { أي خافوا لما رأوا جيوش فرعون تتقدم نحوهم صاحوا } إنا لمدركون {
فطمأنهم موسى بقوله } كل { أي لن تدركوا ،وعلل ذلك بقوله } إن معي ربي سيهدين { إلى طريق نجاتي قال
تعالى } فأوحينا إلى موسى أن اضرب { أي اضرب بعصاك البحر فضرب امتثال Nلمر ربه فانفلق البحر
فرقتين كل فرقة منه كالجبل العظيم } وأزلفنا { أي قربنا } ثم الخرين { أي أدلينا هناك الخرين وهم فرعون
وجيوشه } وأنجينا موسى ومن معه { أي من بني إسرائيل } أجمعين { } ثم أغرقنا الخرين { المعادين لبني
إسرائيل وهم فرعون وجنده.وقوله تعالى } إن في ذلك { المذكور من أهلك فرعون وإنجاء موسى وبني
إسرائيل } لية { أي علمة واضحة بارز لربوبية ال وألوهيته وقدرته وعلمه ورحمته وهي عبرة وعظة أيضا
للمعتبرين ،وما كان أكثر قومك يا محمد مؤمنين مع موجب اليمان ومقتضيه لنه سبق في علم ال أنهم ل
يؤمنون.
وقوله } :وإن ربك لهو العزيز الرحيم { أي وإن ربك يا محمد لهو الغالب على أمره الذي ل يمانع في شيء
يريده ول يحال بين مراده الرحيم بعباده فاصبر على دعوته وتوكل عليه فإنه ناصرك ومذل أعدائك.
هداية اليات
-2ثبوت صفة المعية الpلهية في قول موسى } إن معي ربي { إذ قال له عند إرساله
{ } إنني معكما
-3ثبوت الوحي الpلهي -4 .آية انفلق البحر من أعظم اليات -5 .تقير نبوة محمد صلى ال عليه وسلم
بقصة مثل هذا القصص الذي ل يتأتى إل بوحي خاص.
} وٱتل) علي%هم %نبأ إب%راهيم { * } إذ قال لبيه وقو%مه ما تع%بدون { * } قالوا نع%بد أص%ناما Sفنظل
لها عاكفين { * } قال هل يس%معونكم %إذ تد%عون { * } أ %و ينفعونكم %أو %يضرOون { * } قالوا بل
وجد%نآ آبآءنا كذلك يفعلون { * } قال أفرأي%تم %ما كنتم %تع%بدون { * } أنتم %وآبآؤ)كم ٱلقدمون {
ي إل رب ٱلعالمين { * } ٱلذي خلقني فهو يه%دين { * } وٱلذي هو يطعمني
* } فإنهم %عدو sل *
ويس%قين { * } وإذا مرض%ت فهو يشفين { * } وٱلذي يميتني ثم يح%يين { * } وٱلذي* أطمع أن
يغفر لي خطيئتي يو%م ٱلد#ين {
شرح الكلمات:
} واتل عليهم نبأ إبراهيم { :أي اقرأ يا رسولنا على قومك خبر إبراهيم وشأنه العظيم.
} قالوا بل وجدنا { :أي ل تسمع ول تنفع ول تضر به وجدنا آباءنا لها عابدين فنحن تبع لهم.
} فإنهم عدو لي { :أي أعداء لي يوم القيامة إذا أنا عبدتهم لنهم يتبرءون من عابديهم.
} إل رب العالمين { :فإن من يعبده ل يتبرأ منه يوم القيامة بل ينجيه من النار ويكرمه بالجنة.
} والذي يميتني ثم حيين { :أي يميتني عند انتهاء أجلي ،ثم يحييني ليوم الدين.
} يوم الدين { :أي يوم الجزاء والحساب وهو يوم القيامة والبعث الخر.
معنى اليات:
هذا بداية قصص إبراهيم عليه السلم والقصد منه عرض ياة إبراهيم الدعوية على مسامع قريش قوم محمد
صلى ال عليه وسلم يتعظون بها فيؤمنوا ويوحدوا فيسلموا ويسلموا من خزي الدنيا وعذاب الخرة قال تعالى }
واتل عليهم نبأ ابراهيم { أي اقرأ على قومك من قريش خبر إبراهيم في الوقت الذي قال لبيه وقومه } ما
تعبدون { مستفهما Nإياهم ليرد على جوانبهم وهو أسلوب حكيم في الدعوة والتعليم يسألهم وجيبهم بناء على
مقتضى سؤالهم فيكون ذلك أدعى للفهم وقبول الحق } :قالوا نعبد أصناما { Nأي في صور تماثيل } فنظل لها
عاكفين { فنقيم أكثر النهار عاكفين حولها نتقرب إليها ونتبرك بها خاشعين خاضعين عندها .ولما سمع جوابهم
وقد صدقوا يه قال لهم } هل يسمعونكم إذ تدعون { أي إذ تدعونها } أو ينفعونكم { إن طلبتم منها منفعة } أو
يضرون { إن طلبتم منهم أن يضروا أحدا Nتريدون ضره أنتم؟ فأجابوا قائلين في كل ذلك ل ،ل ،ل .وإنما وجنا
آباءنا كذلك يفعلون ففعلنا مثلهم اقتداء aبهم واتباعا Nلطريقتهم ،وهنا صارحهم إبراهيم بما يريد أن يفهموه عنه
فقال } أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم القدمون { الذي هم أجدادكم الذين ورث ععنهم آباؤكم هذا الشرك
والباطل } فإنهم عدو لي { أي أعداء لي وذلك يوم القايمة إن أنا عبدتهم معكم ،لن كل مlن rعnبد من دون ال
يتبرأ يوم القيامة ممن عبده ويعلن عداوته له طلبا Nلنجاة نفسه من عذاب ال .وقوله } إل رب العالمين { فإنه ل
يكون عدوا Nلمن عبده بل يكون ودودا Nله رحيما Nبه .أل فاعبدوه يا قوم واتركوا عبادة من يكون عدوا Nلكم يوم
القيامة!!
ثم أخذ إبراهيم يذكر ربه ويثني عليه ويمجده تعريفا Nبه وتذكيرا Nلولئك الجهلة المشركين فقال } الذي خلقني
فهو يهدين { أي إلى طريق نجاتي وكمالي وسعادتي وذلك ببيانه لي محابة لتيها ،ومساخطه لتجنبها } ،والذي
هو يطعمني ويسقين { أي يغذونى بأنواع الطعمة ويسقيني بما خلق ويسر لي من أنواع الشربة من ماء ولبن
وعسل } ،وإذا مرضت { بأن اعتل جسمي وسقم فهو ل غيره يشفيني } ،والذي يميتني { يوم يريد إماتتي عند
انتهاء ما حدد لي من أجل تنتهي به حياتي ،ثم يحييني يوم البعث والنشور } ،والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي
{ أي يسترها ويمحو أثرها من نفسي يوم الدين أي يوم الجزاء والحساب علىعمل الpنسان في هذه الدار إذ هي
دار عمل والخرة دار جزاء.
وإذا قيل ما المراد من الخطيئة التي ذكر إبراهيم لنفسه؟ فالجواب إنها الكذبات الثلث التي كانت لpبراهيم
طوال حياته الولى قوله
{ } إني سقيم
والثانية
{ } بل فعله كبيرهم هذا
والثالثة قولي للطاغية إنه أخي ول تقولي إنه زوجي ،هذه الكذبات التي كانت لpبراهيم فهو خائف منها ويوم
القيامة لما تطلب منه البشرية الشفاعة عند ربها يذكر هذه الكذبات ويقول إنما أنا من وراء وراء فاذهبوا إلى
موسى.
هداية اليات
-2تقرير التوحيد بالحوار الذي دار بين إبراهيم إمام الموحدين وقومه المشركين.
-3بيان أن كل من عبد معبودا Nغير ال تعالى سيكون له عدوا NلدودNا يوم القيامة.
-4بيان أن العكوف على الضرحة والتمرغ في تربتها وطلب الشفاء منها شرك.
شرح الكلمات:
} رب هب لي حكما : { Nأي يا رب أعطني من فضلك حكما Nأي علما Nنافعا Nوارزقني العمل به.
} واجعل لي لسان صدق في الخرين { :أي اجعل لي ذكرا NحسنNا أذكر به فيمن يأتي بعدي } واغفر لبي { :
كان هذا منه قبل أن يتبين له أنه عدو ل.
معنى اليات:
هذا آخر قصص إبراهيم وخاتمته لما ذكر إبراهيم قومه ووعظهم رفع يديه إلى ربه يسأله ويتضرع إليه فقال }
رب هب لي حكما { Nأي علما Nنافعا Nيمنعني من فعل ما يسخطك عني ويدفعني إلى فعل ما يرضيك عني،
} وألحقني بالصالحين { في أعمالهم الخيرية في الدنيا وبمرافقتهم في الجنة } .واجعل لي لسان صدق في
الخرين { أي اجعل لي ذكرا Nحسنا Nأذكر به فيمن يأتي من عبادك المؤمنين } ،واجعلني من ورثة جنة النعيم {
الذين يرثونها الpيمان والتقوى بعد فضلك عليهم ورحمتك بهم } ،واغفر لبي إنه كان من الضالين { أي
الجاهلين بك وبمحابك ومكارهك فما عبدوك ول تقربوا إليك .وكان هذا من إبراهيم قبل العلم بأن أباه عدو ل
حيث سبق له ذلك أزل ،Nإذ قد تبرأ منه بعد أن علم ذلك وقوله } ول تخزني { أي ل تذلني } يوم يبعثون { أي
من قبورهم للحساب والجزاء على أعمالهم } يوم ل ينفع مال ول بنون { وهو يوم القيامة } إل من أتى ال
بقلب سليم { أي لكن من أتى ال أى جاءه يوم القيامة وقلبه سليم من الشرك والنفاق فهذا ينفعه عمله الصالح
لخلوه مما يحبطه وهو الشرك والكفر الظاهر والباطن وقوله تعالى } وأزلفت الجنة { أي قربت وأدنيت للمتقين
ال ربهم فلم يشركوا به في عبادته ولم يجاهروا بمعاصيه } ،وبرزت الجحيم { أي أظهرت وارتفعت } للغاوين
{ أي أهل الغواية والضللة في الدنيا من المشركين والمسرفين في الجرام والشر والفساد } وقيل لهم { أي
سئلوا فى عرصات القيامة } أين ما كنتم تعبدون من دون ال {؟ أروناهم } هل ينصرونكم { مما أنتم فيه
فيدفعون عنكم العذاب } ،أو ينتصرون { لنفسهم فيدفعون عنها العذاب إن كانوا من أهل النار لنهم رضوا بأن
يعبدوا ودعوا الناس إلى عبادتهم كالشياطين والمجرمين من الpنس والجن.
هداية اليات
-1بيان أن الجنة تورث ويذكر تعالى سبب إرثها وهو التقوى في قوله
{ } تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياS
-2مشروعية الستغفار للوالدين إن ماتا على التوحيد -3 .بطلن النتفاع يوم القيامة بغير الpيمان والعمل
الصالح بعد فضل ال ورحمته -4 .الترغيب في التقوى والتحذير من الغواية.
} فكب%كبوا فيها هم %وٱلغاوون { * } وجنود إب%ليس أج%معون { * } قالوا وهم %فيها يختصمون {
* } تٱلله إن كنا لفي ضل @ل مOبين@ { * } إذ نسو#يكم %برب #ٱلعالمين { * } ومآ أضلنآ إل
ٱلمج%رمون { * } فما لنا من شافعين { * } ول صديق@ حميم@ { * } فل %و أن لنا كرة Sفنكون من
ٱلمؤمنين { * } إن في ذلك لية Sوما كان أكثرهم مOؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز
ٱلرحيم {
شرح الكلمات:
} فكبكبوا فيها { :أي ألقوا على وجوههم في جهنم ودحرجوا فيها حتى انتهوا إلى قعرها.
} والغاوون { :جمع غاو oوهو الفاسد القلب المدنس الروح من الشرك والمعاصي.
} فلو أن لنا كرة { :أي رجعة إلى الدنيا لنؤمن ونوحد ونعبد ربنا بما شرع لنا.
معنى اليات:
قوله تعالى } فكبكبوا { بعد ذلك الستفهام التوبيخي التقريعي الذي تقدم في قوله تعالى
{ } وقيل له أين ما كنتم تعبدون من دون ال هل ينصرونكم أو ينتصرون
وفشلوا في الجواب ولم يجيدوه إذ هو غير ممكن فأخبر تعالى عنه مبأنهم كبكبوا في جهنم -أي كبوا على
جوههم ودحرجوا فيها هم والغاوون جمع غاو oأ يفاسد العقيدة والعمل وجنود إبليس أجمعون من أتابع الشيطان
وأعوانه من دعاة الشرك والمعاصي والجريمة في الرض من الpنس والجن قوله تعالى } قالوا وهم فيها
يختصمون { أي وهم في جهنم يختصمون كل واحد يحمل الثاني التبعة والمسؤولية فقال المشركون لمن
أشركوا بهم } تال إن كنا لفي ضلل مبين { أي ظاهر بين ل يختلف فيه ،وذلك } إذ كنا نسويكم برب العالمين
{ عز وجل فنعبدكم معه } ،وما أضلنا إل المجرمون { وهم دعاء الشرك والشر والضلل الذين أجرموا على
أنفسهم فأفسدوها ،وأجرموا علينا فأفسدوا نفوسنا بالشرك والمعاصي ،وقوله تعالى } فما لنا من شافعين ول
صديق حميم { هذا قولهم أيضا Nقرروا فيه حقيقة أخرى وهي أنه ليس لهم في هذا اليوم من شافعين يشفعون لهم
عند ال تعالى ل من الملئكة ول من الpنس والجن إذ ل شفاعة تنفع من مات على الشرك والكفر ،وقولهم ول
صديق حميم أي وليس لنا أي من صديق حميم تنفعنا صداقته ووليته.
وقالوا متمنين بعد اليأس من وجود شافعين } فلو أن bلنا كرbة { أي رجعة إلى دار الدنيا } فنكون من المؤمنين {
فنؤمن ونوحد ونتبع الرسل .وهذا آخر ما أخبر تعالى به عنهم من كلمهم في جهنم وقوله تعالى } :إن في ذلك
{ أي المذكور من كبكبة المشركين والغوين وجنود إبليس أجمعين في جهنم وخصومتهم فيها وما قالوا وتمنوه
وحرمانهم من الشفاعة وخلودهم في النار } لية { أي لعبرة لمن يعتبر بغيره } ،وما كان أكثرهم مؤمنين { ولم
يكن أكثر قومك يا رسولنا مؤمنين وإل لنتفعوا بهذه العبر فآمنوا ووحدوا وأسلموا } وإن ربك لهو العزيز
الرحيم { أي الغالب على أمره يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد الرحيم بعباده إن rأنابوا إليه وأخلصوا العبادة له
يكرمهم في جواره في جنات النعيم.
هداية اليات
-2تقرير أن المجرمين هم الذين أفسدوا نفوسهم ونفوس غيرهم بدعوتهم إلى الضلل .وحملهم عل المعاصي.
-4ل تنفع العبر والمواعظ واليات في هداية قوم كتب ال أزل Nشقاءهم وعلم منهم أنهم ل يؤمنون فكتب ذلك
عليهم.
شرح الكلمات:
} كذبت قوم نوح المرسلين { :قوم نوح المة التي بعث فيها ،والمراد من المرسلين نوح عليه السلم.
معنى اليات:
هذه بداية قصص نوح عليه السلم فقال تعالى } كذبت قوم نوح { أي بما جاءهم به نوح من المر بالتوحيد
وترك الشرك } إذ قال لهم أخوهم { أي في النسب } نوح أل تتقون { أي عقاب ال وأنتم تشركون به ،وتكذبون
رسوله } إني لكم رسول أمين { على ما أبلغكم من وحي ال تعالى فاتقوا ال بترك الشرك وأطيعوني فيما
أدعوكم إليه وآمركم به } وما أسألكم عليه من أجر { أي على البلغ من أجر أتقاضاه منكم مقابل ما أبلغكم من
رسالة ربكم } .إن أجرى إل على ال { إذ هو الذي كلفني } فاتقوا ال { أي خافوا عقابه أن يحل بكم وأنتم
تكفرون به وتكذبون برسوله وأطيعون فيما آمركم به وأنهاكم عنه .بعد هذا الذي أمرهم به وكرره عليهم من
تقوى ال وطاعة لرسوله كان جوابهم ما أخبر به تعالى عنهم في قوله } :قالوا أنؤمن لك { أي أنصدقك
ونتابعك على ما جئت به من الدين } واتبعك الرذلون { أي سفلة الناس وأخساؤهم؟
فأجابهم نوح قوله } وما علمي بما كانوا يعملون { فيما يعملونه بعيدين عن من lالباطن أو الظاهر أنا ل أعلمه
ول أسأل عنه ول أحاسب عليه } ،إن حسابه إل على ربي { هو الذي يحاسبهم ويجزيهم لو تشعرون بهذه
الحقيقة لما عبتموهم لي وحملتموني مسئولية عملهم } وما أنا بطارد المؤمنين { أي من حولي،
{ } إن أنا إل نذير مبين
فلست بجبار ول ذي سلطان فأطرد الناس وظيفتي أنى أنذر الناس عاقبة تالكفر والمعاصي ليقلعوا عن ذلك
فينجوا من عذاب ال ويسلموا.
هداية اليات
-1بيان أن من كذب رسول Nفكأنما كذب كل الرسل وذلك باعتبار أن دعوتهم واحد وهي أن يnعrبl lد ال وحده بما
شرع للناس من عبادات تطهرهم وتزكيهم.
-5ل يجوز طرد الفقراء من مجالس العلم ليجلس مجالسهم الغنياء وأهل الجlاه.
} إن %أنا إل نذير VمOبين } * { Vقالوا لئن %لم %تنته ينوح لتكونن من ٱلمر%جومين { * } قال رب #إن
قو%مي كذبون { * } فٱفتح %بي%ني وبي%نهم %فتحا Sونج#ني ومن معي من ٱلمؤمنين { * } فأنجي%ناه
ومن معه في ٱلفلك ٱلمشحون { * } ثم أغرقنا بع%د ٱلباقين { * } إن في ذلك لية Sوما كان
أكثرهم مOؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز ٱلرحيم {
شرح الكلمات:
لئن لم تنته :أي عن دعوتنا إلى ترك آلهتنا وعبادة إلهك وحده.
} فافتح بيني وبينهم فتحا : { Nأي أحكم بيني وبينهم حكما Nبأن تهلكهم وتنجيني ومن معي من المؤمنين.
} بعد الباقين { :أي بعد إنجائنا نوحا Nوالمؤمنين بركوبهم في السفينة أغرقنا الكافرين إذ إغراقهم كان بعد نجاة
المؤمنين.
معنى اليات:
ما زال السياق في الحوار الدائر بين نوح وقومه إنه دعاهم إلى التوحيد وكرر عليهم الدعوة وأفحمهم في
مواطن كثيرة وأعيتهم الحج لجأوا إلى التهديد والوعيد فقالوا ما أخبر تعالى به عنهم في قوله } قالوا لئن لم تنته
يا نوح { أي قسما Nبآلهتنا لئن لم تنته يا نوح من تسفيهنا وسب آلهتنا ومطالبتنا بترك عبادتها } لتكونن من
المرجومين { أي لنقتلنك رميا Nبالحجارة .وهنا وبعد دعوة دامت ألف سنة إل خمسين عاما Nرفع نوح شكواه إلى
ال قائل } :رب إن قومي كذبون فافتح بيني وبينهم فتحا { Nأي احكم بيننا وافصل في قضية وجودنا مع بعضنا
بعضا فأهلكهم } ونجني ومن معي من المؤمنين { قال تعالى } فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون { أي
المملوء بأنواع الحيوانات } ثم أغرقنا بعد الباقين { أي بعد إنجائنا نوحا Nومن معه من المؤمنين بأن ركبوا في
الفلك وما زال الماء يرتفع النازل من السماء والنابع من الرض حتى غرق كل من على الرض الجبال ولم
ينج أحد إل نوح qوأصحاب السفينة ،قال تعالى } إن في ذلك { أي المذكور من الصراع الذي دار بين التوحيد
والشرك وفي عاقبة التوحيد وهي نجاة أهله والشرك وهي دمار أهله } لية { أي عبرة .ولكن أهل مكة لم
يعتبروا } وما كان أكثرهم مؤمنين { لما سبق في علم ال تعالى من عدم إيمانهم إذا Nفل تحزن عليهم } .وإن
ربك { أيها الرسول الكريم لهو ل غيره العزيز الغالب الرحيم بمن تاب من عباده فإنه ل يعذبه بل يرحمه.
هداية اليات
-1بيان سنة أن الظلمة ووالطغاة إذا أعيتهم الحجج يلجأون إلى القوة.
-3سرعة استجابة ال تعالى لعبده نوح وذلك لصبره قرونا Nطويلة فلما انتهى صبره ورفع شكاته الى ربه
أجابه فورا Nفأنجاه وأهلك أعداءه.
} كذبت عاد Vٱلمر%سلين { * } إذ قال لهم %أخوهم %هود Vأل تتقون { * } إنRي لكم %رسول Zأمين* { V
} فٱتقوا ٱلله وأطيعون { * } ومآ أس%ألكم %علي%ه من %أج@ %ر إن %أج%ري إل على رب #ٱلعالمين { *
} أتب%نون بكل Rريع@ آية Sتع%بثون { * } وتتخذون مصانع لعلكم %تخلدون { * } وإذا بطشتم %بطشتم
جبارين { * } فٱتقوا ٱلله وأطيعون {
شرح الكلمات:
معنى اليات:
هذه بداية قصص هود عليه السلم يقول تعالى } كذبت عاد { أي قبيلة عاد } المرسلين { أي رسول ال هودا،N
} إذ قال له أخوهم هود أل تتقون { أي أل تتقون عقاب ال بترككم الشرك والمعاصي بمعنى اتقوا ال ربكم فل
تشركوا به ،وقوله } إني لكم رسول أمين { يخبرهم بأنه رسول ال إليهم يبلغهم عن ال أمره ونهيه وأنه أمين
على ذلك فل يزيد ول ينقص فيما أمره ربه بإبلغه إليهم ،وعليه } فاتقوا ال وأطيعون { أي بوصفي رسول
ال إليكم فإن طاعتي واجبة عليكم حتى أبلغكم ما أرسلت به إليكم.
وقوله } وما أسألكم عليه من أجر { أي على إبلغ رسالتي إليكم من أجر أي من أي أجر كان .ولو قال } إن
أجري { أي ما أجري إلا على رب العالمين سبحانه وتعالى إذ هو الذي أرسلني وكلفني فهو الذي أرجو أن
يثييني على حمل رسالتي إليكم وإبلغها إيbاكم .وعليه فاتقوا ال إي خافوا عقابه بترك الشرك به والمعاصي
وأطيعوني بقبول ما أبلغكم به لتكملوا وتسعدوا.
وقوله } :أتبنون بكل ريع آية تعبثون { ينكر هود على قومه إنهماكهم في الدنيا وانشغالهم بما ل يعني
وإعراضهم عمان يعنيهم لهم كالمنكر عليهم أتبنون بكل ريع أي مكان عال مرتفع آية أي قصرا Nمشيدا Nفي
ارتفاعه وعلوه .تعبثون حيث ل تسكنون فيما تبنون فهو لمجرد اللهو العبث وقوله } وتتخذون مصانع { وهي
مبان عالية كالحصون أو خزانات الماء أو الحصون } لعلك تخلدون { أي كيما تخلدون ،وما أنتم بخالدين.
وإنما مقامكم فيها قليل .وقوله } وإذا بطشتم ببطشتم جبارين { أي إذا سطوتم على أحد تسطون عليه سطو
العتاة الجبارين فتأخذون بعنف وشدة بل رحمة ول رفق } فاتقوا ال يا قوم فخافوا عقابه وأليم عذابه،
} وأطيعون { فيما أدعوكم إليه وأبلغكموه عن ربي فإن ذلك خير لكم من الpعراض والتمادي في الباطل.
هداية اليات
-1المر بالتقوى من النصح للمأمور بها ،لن النجاة والفوز ل يتمان للعبد إل عليها.
} وٱتقوا ٱلذي* أمدكم %بما تع%لمون { * } أمدكم %بأنعام@ وبنين { * } وجنات@ وعيون@ { * } إنRي
أخاف علي%كم %عذاب يو%م@ عظيم@ { * } قالوا سوآء Vعلي%نآ أوعظت أم %لم %تكن %م#ن ٱلواعظين { * }
إن %هـذا إل خلق ٱلولين { * } وما نح%ن بمعذبين { * } فكذبوه فأه%لكناهم %إن في ذلك لية
وما كان أكثرهم مOؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز ٱلرحيم {
شرح الكلمات:
} عذاب يوم عظيم { :هو يوم هلكهم في الدنيا ويوم بعثهم يوم القيامة.
} إن هذا إل خلق الولين { :أي ما هذا الذي تعظنا فيه من البناء وغيره إل دأب وعادة الولين فنحن على
طريقتهم ،وما نحن بمعذبين.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في الحوار الذي دار بين نبي ال هود عليه السلم وبين قومه المشركين إذ أمرهم
بالتقوى وبطاعته وأمرهم أيضا Nبتقوى ال الذي أمدهم أي أنعم عليهم بما يعلمونه من أنواع النعم فإن طاعة
المنعم شكر له على إنعامه ومعصيته كفر لpنعامه فقال } واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون { وبين ذلك بقوله
} أمدكم بأنعام { أي مواشي من إبل وبقر وغنم } وبنين { أي أولد ذكور وإناث } وجنات { أي بساتين
} وعيون { لسقيها وسقيكم وتطهيركم ،ثم قال لهم في إشفاق عليهم } إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم { إن
أنتم أصررتم على الشرك والمعاصي وقد يكون عذابا Nفي الدنيا وعذابا Nفي الخرة ،وقد عذبوا في الدنيا
بإهلكهم ويعذبون في الخرة لنهم ماتوا كفارا Nمشركين عصاة مجرمين ،كان هذا ما وعظهم به نبيهم هود
عليه السلم ،وكان ردهم على وعظه ما أخبر تعالى به في قوله } قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من
الواعظين { أي مستو oعندنا وعظك أي تخويفك وتذكيرك وعدمه فما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك ،وما نحن
لك بمؤمنين وقالوا } إن هذا { الذي نحن عليه من البناء والpشادة وعبادة آلهتنا } إل خلق الولين { أي دأب
وعادة من سبقنا من الناس ،وما نحن بمعذبين عليه قال تعالى مخبرا Nعن نتيجة ذلك الحوار وتلك الدعوة التي
قام بها نبي ال هود } فكذبوه { أي كذبوا هودNا فيما جاءهم به ودعاهم إليه وحذرهم منه } ،فأهلكناهم { أي
بتكذيبهم وإعراضهم } إن في ذلك { الهلك للمكذبين عبرة لقومك يا محمد لو كانوا يعتبرون } وما كان
أكثرهم مؤمنين { لما سبق في علم ال من عlدlم إيمانهم فلذا لم تنفعهم المواعظ والعبر ،وإن ربك لهو العزيز
الرحيم فقد أخذ الجبابرة العتاة فأنزل بهم نقمته وأذاقهم مر عذابه ،ورحم أولياءه فأنجاهم وأهلك أعداءهم.
هداية اليات
-1تنويع أسلوب الدعوة وتذكير الجاحدين بما هو محسوس لديهم مرأي لهم.
-3بيان سنة الناس في التقليد واتباع آبائهم وإن كانوا ضلل Nجاهلين.
} كذبت ثمود ٱلمر%سلين { * } إذ قال لهم %أخوهم %صالح Vأل تتقون { * } إنRي لكم %رسول
جر@ إن %أج%ري إل على رب
أمين } * { Vفٱتقوا ٱلله وأطيعون { * } ومآ أس%ألكم %علي%ه من %أ %
ٱلعالمين { * } أتتركون في ما هاهنآ آمنين { * } في جنات@ وعيون@ { * } وزروع@ ونخل
طلعها هضيم } * { Vوتنحتون من ٱلجبال بيوتا Sفارهين { * } فٱتقوا ٱلله وأطيعون { * } ول
تطيعو*ا أم%ر ٱلمس%رفين { * } ٱلذين يفسدون في ٱلر%ض ول يص%لحون {
شرح الكلمات:
} طالعها هضيم { :أي طلع النخلة لين ناعم ما دام في كVفرmا nه أي غطاؤه الذي عليه.
} وتنحتون من الجبال بيوتا : { Nأي تنwجnرون بآلت النحت الصخور في الجبل وتتخذون منها بيوتا.N
} فرهين { :أي حذقين من جهة وبطرين متكبرين مغترين بصنيعكم من جهة أخرى.
معنى اليات:
هذا بداية قصص نبي ال صالح عليه السلم قال تعالى } كذبت ثمود المرسلين { أي جحدت قبيلة ثمود ما
جاءها به رسولها صالح } ،إذ قال لهم أخوهم { في النسب لفي الدين إذ هو مؤمن وهم كافرون } أل تتقون {
أي يحضهم على التقوى ويأمرهم بها لن فيها نجاتهم والمراد من التقوى اتقاء عذاب ال بالpيمان به وتوحيده
وطاعته وطاعة رسوله وقوله } إني لكم رسول أمين { يعلمهم بأنه مرسل من قبل ال تعالى إليهم أمين على
رسالة ال وما تحمله من العلم والبيان والهدى إليهم } .فاتقوا ال وأطيعون { كرر المر بالتقوى وبطاعته إذ
هما معظم رسالته ومlتjى حق{قها المرسل إليهم اهتدوا وأفلحوا } وما أسألكم عليه من أجر { أبعد تهمة المادة لما
قد يقال أنه يريد مال Nفأخبرهم في صراحة أنه يطلب على إبلغهم دعوة ربهم أجرا Nمن أحد إل من ال رب
العالمين إذ هو الذي يثيب ويجزي العاملين له وفى دائرة طاعته وقوله فيما أخبر تعالب به عنه } أتتركون فيما
ههنا { بين أيديكم من الخيرات } آمنين { غير خائفين ،وبين ما أشار إليه بقوله فيما ها هنا فقال } في جنات {
أي بساتين ومزارع بمدائنهم وهي إلى الن قائمة } وعيون وزروع ،ونخل طلعها هضيم { أي لين ناعم ما دام
في كفراه أي غلفه } وتنحتون من الجبال بيوتا { Nلما خولكم ال من قوة ومعرفة بفن النحت حتى أصبحتم
تتخذون من الجبال الصم بيوتا Nتسكنونها شتاء فتقيكم البرد .وقوله } فرهين { هذا حال من قوله } وتنحتون من
الجبال { ومعنى } فرهين { حذقين فن النحت وبطرين تكبرين مغترين بقوتكم وصناعتكم ،إذا } Nفاتقوا ال { يا
قوم بترك الشرك والمعاصي } .وأطيعون { فيما آمركم به وأنهاكم عنه وأدعوكم إليه } ول تطيعوا أمر
المسرفين { أي على أنفسهم بارتكاب الكبائر وغشيان الذنوب } .الذين يفسدون في الرض { أي بمعاصي ال
ورسوله فيها } ول يصلحون { أي جمعوا بين الفساد والفساد ،وترك الصلة والpصلح.
هداية اليات
-1دعوة الرسل واحدة ولذا التكذيب برسول يعتبر تكذيبا Nبكل الرسل.
} قالو*ا إنمآ أنت من ٱلمسحرين { * } مآ أنت إل بشر Vم#ثلنا فأت بآية@ إن كنت من ٱلصادقين {
* } قال هـذه ناقة Uلها شر%ب Vولكم %شر%ب يو%م@ مع%لوم@ { * } ول تمسOوها بسو*ء@ فيأخذكم %عذاب
يو%م@ عظيم@ { * } فعقروها فأص%بحوا نادمين { * } فأخذهم ٱلعذاب إن في ذلك لية Sوما كان
أكثرهم مOؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز ٱلرحيم {
شرح الكلمات:
} إنما أنت من المسحرين { :الذين سحروا وبnولغ في سحرهم حتى غلب عقولهم.
} فأت بآية إن كنت من الصادقين { :إن كنت من الصادقين في أنك رسول فأتنا بآية تدل على ذلك.
} لها شرب ولكم شرب يوم معلوم { :أي لها يوم تشرب فيه من العين ولكم يوم آخر معلوم.
} فعقروها فأصبحوا نادمين { :أي فلم يؤمنوا فقتلوها فأصبحوا نادمين لما شاهدوا العذاب.
معنى اليات :ما زال السياق في الحوار الذي دار بين صالح عليه السلم وقومه ثمود فلما ذكرهم ووعظهم
ردوا عليه بما أخبر تعالى عنهم في قوله } قالوا غنما أنت من المسحرين { أي الذين سروا وبولغ في سحرهم
حتى غلب على عقولهم فهم ل يعرفون ما يقولون } ما أنت إل بشر مثلنا { تأكل الطعام وتشرب الشراب فل
أنت رب ول ملك فنخضع لك ونطيعك } فأت بآية { علمة قوية ودللة صادقة تدل على أنك رسول ال حقا
وأنت من الرسل الصادقين ،فأجابهم صالح بما أخبر تعالى به عند في قوله } :قال هذه ناقة { أي عظيمة الخلقة
سأل ربه آية فأعطاه هذه الناقة فما زال قائما Nيصلي ويدعو وهم يشاهدون حتى أنفلق الجبل وخرجت منه هذه
الناقة الية العظيمة فقال } هذه ناقة لها شرب { أي حظ ونصيب من ماء البلد تشربه وحدها ل يرد معها أحد
ولكم أنتم شرب يوم معلوم لكم تردونه وحدكم } .ول تمسها بسوء { وحذرهم أن يمسوها بسوء ل بضرب ول
بقتل ول بمنع من شرب ،فإنه يأخذكم عذاب يوم عظيم قال تعالى } فعقروها { أي فكذبوه وعصوه وعقروها
بأن ضربوها في يديها ورجلها فبركت وقتلوها .فلما عقروها قال لهم صالح
{ } تمتعوا ي داركم ثلثة أيام ذلك وعد غير مكذوب
فأصبحوا بذلك نادمين ففي صبيحة اليوم الثالث أخذتهم الصيحة مع شروق الشمس فاهلكوا أجمعين ونجى ال
تعالى صالحا Nومن معه من المؤمنين } إن في ذلك لية { أي علمة كبرى على قدرة ال تعالى وعلمه وأنه
واجب اللوهية } وما كان أكثرهم مؤمنين { مع وضوح الدلة لنه لم يسبق لهم إيمان في قضاء ال وقl jدرpه
} وإن ربك { أيها الرسول لهو وحده العزيز الغالب الذي ل يغالب الرحيم بأوليائه وصالحي عباده.
هداية اليات
-1تقرير أن السحر من عمل الناس وأنه معلوم لهم معمول به منذ القدم.
-4الندم من التوبة ولكن ل ينفع ندم ول توبة عند معاينة العذاب أو أماراته.
شرح الكلمات
} قوم لوط { :هم سكان مدن سدوم وعمورية وقرى أخرى ولوط هو نبي ال لوط بن هاران ابن أخى
إبراهيم.
} إني لكم رسول أمين { :أي إني مرسل إليكم ل إلى غيركم أمين في إبلغكم رسالتي فل أنقص ول أزيد.
} وما أسألكم عليه { :أي على البلغ من أجرة مقابل إرشادكم وتعليمكم.
} بل أنتم قوم عادون { :أي معتدون ظالمون متجاوزون الحد في الpسراف في الشر.
معنى اليات:
هذه بداية قصص لوط مع قومه أصحاب المؤتفكات قال تعالى } كذبت قوم لوط المرسلين { أي كذبوا لوطا
الرسول وتكذيبه يعتبر تكذيبا Nلكافة الرسل لن دعوة ال واحدة كذبوه لما دعاهم إلى عبادة ال تعالى وحده
وترك الفواحش والظلم الشر والفساد إذ قال لهم أخوه لوط هذه أخوة الوطن ل غير إذ لوط بابلي الموطن ودينه
الpسلم وأبوه هاران أخو إبراهيم عليه السلم ،وإنما لما أرسل لوط إلى أهل هذه البلد وسكن معهم قيل لهم
أخوهم بحكم المعاشرة والمواطنة الحاصلة } أل تتقون { يأمرهم بتقوى ال ويحضهم عليها لنهم قائمون على
عظائم الذنوب فخاف عليهم الهلك فدعاه إلى أسباب النجاة وهي تقوى ال بطاعته وترك معاصيه .وقال لهم }
إني لكم رسول أمين { فل تشكوا في رسالتي وأطيعون ،وإني غير سائلكم أجرا Nعلى تبلغي رسالتي إليكم إن
أجري آخذه من رب العالمين الذي حملني هذه الرسالة وأمرني بإبلغكم إياها وهنا أنكر عليه أعظم منكر فقال
موبخا Nمقرعا } Nأتأتون الذكران من العالمين { فترتكبون الفاحشة معهم } وتذرون { أي تتركون ما خلق ال لكم
من أزواجكم } بل أنتم قوم عادون { أي متجاوزون الحدود التي رسمها الشرع والعقل والدمية.
هداية اليات
-2المانة من مستلزمات الرسالة ،إذ كل رسول يقول } إني لكم رسول أمين {.
-3سبيل نجاة الفرد والجماعة في تقوى ال تعالى وطاعة الرسول صلى ال عليه وسلم.
} قالوا لئن لم %تنته يلوط لتكونن من ٱلمخرجين { * } قال إنRي لعملكم %م#ن ٱلقالين { * } رب
نجني وأه%لي مما يع%ملون { * } فنجي%ناه وأه%له أج%معين { * } إل عجوزSا في ٱلغابرين { *
} ثم دمر%نا ٱلخرين { * } وأم%طر%نا علي%هم مطرSا فسآء مطر ٱلمنذرين { * } إن في ذلك لية
وما كان أكثرهم مOؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز ٱلرحيم {
شرح الكلمات:
} فنجيناه وأهله { :أي نجينا لوطا Nالذي دعانا وأهله وهم امرأته المؤمنة وابنتاه.
} إل عجوزا Nفي الغابرين { :أي فإنا لم ننجها إذ حكمنا بإهلكها مع الظالمين فرتكناها معهم حتى هlلjكjت wبينهم
لنها كانت كافرة وراضية بعمل القوم.
} وأمطرنا عليهم مطرا : { Nأي أنزل عليهم حجارة من السماء فأمطروا بها بعد قلب البلد عاليها سافلها.
} فساء مطر المنذرين { :أي فقبح مطر المنذرين ولم يمتثلوا فما كفوا عن الشر الفساد.
معنى اليات:
ما زال السياق فيما دار بين نبي ال لوط وقومه المجرمين فإنه لما ذكرهم ووعظهم وأمرهم ونهاهم وسمعوا
ذلك كله منه أجابوا بما أخبر تعالى به عنهم } قالوا لئن لم تنته يا لوط { أي عن إنكارك علينا ما نأتيه من
الفاحشة } لتكونن من المخرجين { أي نخرجك من بلدنا ونطردك من بيننا ول تبقى ساعة واحدة عندنا إنتبه يا
رجل ..فأجابهم لوط الرسول عليه السلم بقوله } إن يلعملكم من القالين { أي إني لعملكم الفاحشة من
المبغضين أشد البغض ،ثم التفت إلى ربه داعيا Nضارعا Nفقال } رب نجني وأهلي مما يعلمون { وهذا بعد أن
أقام يدعوهم ويتحمل سنين عديدة فلم يجد بدا Nمن الفزع إلى ربه ليخلصه منهم فقال } ربي نجني وأهلي { من
عقوبة وعذاب ما يعملونه من إتيان الفاحشة من العالمين قال تعالى } فنجيناه وأهله { وهم امرأته المسلمة
وابنتاه المسلمتان طبعا Nإل عجوزا Nوهي امرأته الكفارة المتواطئة مع الظلمة الراضية بالفعلة الشنعاء كانت في
جملة الغابرين أي المتروكين بعد خروج لوط من البلد لتهلك مع الهالكين قال تعالى } ثم دمرنا الخرين { أي
بعد أن نجينا لوطا Nوأهله أجمعين باستثناء العجوز الكافرة دمرنا أي أهلكنا الخرين } وأمطرنا عليهم مطرا
فساء مطر المنذرين { إنه بعد قلب البلد سافلها على عاليها أمطر عليهم مطر حجارة من السماء لتصيب من
كان خارج المدن المأفوكة المقلوبة.
قوله تعالى } إن في ذلك لية { أي في هذا الذي ذكرنا من إهلك المكذبين والمسرفين الظالمين آية وعلمة
كبرى لمن يسمع ويرى } وما كان أكثرهم مؤمنين { لما سبق في علم ال تعالى أنهم ل يؤمنون فسبحان ال
العظيم .وقوله } وإن ربك لهو العزيز الرحيم { وإن ربك يا رسولنا هو ل غيره العزيز الغالب القاهر لكل
الظلمة والمسرفين الرحيم بأولياءئه وعباده المؤمنين.
هداية اليات
} كذب أص%حاب ٱلي%كة ٱلمر%سلين { * } إذ قال لهم %شعي%ب Vأل تتقون { * } إنRي لكم %رسول Zأمين
جر@ إن %أج%ري إل على رب #ٱلعالمين {
{ * } فٱتقوا ٱلله وأطيعون { * } ومآ أس%ألكم %علي%ه من %أ %
* } أو%فوا ٱلكي%ل ول تكونوا من ٱلمخسرين { * } وزنوا بٱلقس%طاس ٱلمس%تقيم { * } ول
تب%خسوا ٱلناس أشيآءهم %ول تع%ثو%ا في ٱلر%ض مفسدين { * } وٱتقوا ٱلذي خلقكم %وٱلجبلة
ٱلولين {
شرح الكلمات:
معنى اليات:
هذه بداية قصص شعيب عليه السلم مع أصحاب اليكة واليكة الشجرة الملتف كشجر الدوم وهذه الغيضة
قريبة من مدينة وشعي بأرسل لهما معا Nوفي سورة هود
{ } وإلى مدين أخاهم شعيباS
لنه منهم ومن مدينتهم فقيل له أخوهم ،وأما أصحاب اليكة جماعة من بادية مدين كانت لهم أيكة من الشجرة
يعبدونها تحت أي عنوان كعبدة الشجار والحجار في كل زمان ومكان ،فبعث ال تعالى إليهم شعيبا Nفدعاهم
إلى عبادة ال وحده وترك عبادة ما سواه فكذبوه وهو قوله تعالى } كذب أصحاب اليكة المرسلين إذ قال لهم
شعيب أل تتقون { أي اتقوا ال وخافوا عقابه } إني لكم رسول أمين { فاتقوا ال بعبادته وترك عبادة ما واسه
وأطيعون أهدكم الى ما فيه كمالكم وسعادتكم } وما أسألكم عليه { أي على بلغ رسالة ربي إليكم أجرا Nأي
جزاء وأجرة } إن أجري { أي ما أجري إل على ربي العالمين :وأمرهم بترك أشهر معصية كانت شائعة بينهم
وهي تطفيف الكيل والوزن فقال لهم } أوفوا الكيل { أي أتموها ول تنقصوها } ول تكونوا من المخسرين { أي
الذين ينقصون الكيل والوزن } وزنوا { أي إذا وزنتم } بالقسطاس المستقيم { أي بالميزان العادل } ،ول
تبخسوا الناس أشاءهم { أي ل تنقصوهم من حقوقهم شيئا Nفما يساوي دينارا Nل تعطوا فيه نصف دينار وما
يساوي عشرة ل تأخذوه بخمسة مثل Nومن أجرته اليومية عشرون ل تعطوه عشرة مثل } ،Nول تعثوا في
الرض مفسدين { أي ول تفسدوا في البلد بأي نوع من الفساد كالقتل والسلب ومنع الحقوق وارتكاب
المعاصي والذنوب } واتقوا الذي خلقكم { أي ال فخافوا عقابه } والجبلة الولين { أي وخلق الخليقة من قبلكم
اتقوه بترك الشرك والمعاصي تنجوا من عذابه ،وتظفروا برضاه وإنعامه.
هداية اليات
من هداية اليات:
-1المر بالتقوى فريضة كل داع إلى ال تعالى وسنة الدعاة والهداة إذ طاعة ال واجبة.
-2ل يصح لداع إلى ال أن يطلب أجره ممن يدعوهم فإن ذلك ينفرهم.
شرح الكلمات:
} إنما أنت من المسحرين { :أي ممن يأكلون الطعام ويشربون فلست بملك تطاع.
} وإن نظنك لمن الكاذبين { :أي وما نحبسك إل واحدا Nمن الكاذبين.
} فأسقط علينا كسفا : { Nأي قطعا Nمن السماء تهلكنا بها إن كنت من الصادقين فيما تقول.
} عذاب يوم الظلة { :أي السحابة التي أظلتهم ثم التهبت عليهم نارا.N
} إن في ذلك لية { :أي لعبرة وعلمة عبرة لمن يعتبر وعلمة دالة على صدق الرسول صلى ال عليه
وسلم.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في قصص عليه السلم مع أصحاب اليكة وأهل مدين إنه لما ذكرهم ووعظهم وأمرهم
كان جوابهم ما أخبر به تعالى عنهم في قوله } قالوا إنما أنت { أي يا شعيب } من المسحرين { الذي غلب
السحر على عقولهم فل يدرون ما يفعلون وما ل يقولون كما أنك بشر مثلنا تأكل الطعام وتشرب الشراب فما
أنت بملك من الملئكة حتى نطيعك } .وإن نظنك { أي وما نظنك إل من الكاذبين من الناس } فأسقط علينا
كسفا { Nأي قطعا Nمن السماء تهلكنا بها } إن كنت من الصادقين { في دعوى أنك رسول من ال إلينا .فأجابهم
قائل Nبما ذكر تعالى } قال ربي ألعم بما تعملون { ولزم ذلك أنه سيجازيكم بعملكم قال تعالى } فكذبوه { في
كل ما جاءهم به واستوجبوا لذلك العذاب } فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم { فقد أنزل ال
تعالى عليهم حرNا شديدا Nالتهب منه الجو bأو كاد فلجأ وإلى المنازل والكهوف والسراديب تحت الرض فلم تغن
عنهم شيئا ،Nثم اتفعت في سماء بلدهم سحابة فذهب إليها بعضهم فوجدها روحا Nوبردا Nوطيبا Nفنادى الناس أن
هلموا فجاءوا فلما اجتمعوا تحتها كلهم انقلبت نارا Nفأحرقتهم ورجفت بهم من تحتهم فهلكوا عن آخرهم.
قال تعالى } إن في ذلك لية { أي علمة لقومك يا محمد على قدرتنا وعلمنا ووجوب عبادتنا وتصديق رسولنا
ولكن أكثرهم ل يؤمنون لما سبق في علمنا أنهم ل يمؤمنون ،وإن ربك يا محمد لهو العزيز أي الغالب على
أمره الرحيم بمن تاب من عباده.
هداية اليات
-1هذا آخر سبع قصص ذكرت بإيجاز تسلية للنبي صلى ال عليه وسلم وتهديدا Nللمشركين المكذبين.
-2دعوة الرسل واحدة وأسلوبهم يكاد يكون واحدا :Nالمر بتقوى ال وطاعة رسوله.
-3سنة تعلل الناس بأن الرسول ل ينبغي أن يكون بشرNا فلذا هم ل يؤمنون.
-5تقرير التوحيد والنبوة والبعث وهي ثمرة كل قصة تقص في هذا القرآن العظيم.
} وإنه لتنزيل) رب #ٱلعالمين { * } نزل به ٱلرOوح ٱلمين { * } على قلبك لتكون من
ٱلمنذرين { * } بلسان@ عربي mمOبين@ { * } وإنه لفي زبر ٱلولين { * } أو لم %يكن لهم %آية Sأن
ي إس%رائيل { * } ولو %نزلناه على بع%ض ٱلع%جمين { * } فقرأه علي%هم ما كانوا
يع%لمه علماء بن *
به مؤمنين { * } كذلك سلكناه في قلوب ٱلمج%رمين { * } ل يؤمنون به حتى يروا ٱلعذاب
ٱلليم {
شرح الكلمات:
} وإنه لفي زبر الولين { :أي كتب الولين ،واحد الزبر :زبرة وكصفحة وصحف.
} أولم يكن لهم آية { :أي علمة ودليل Nعلم بني إسرائيل بالعربية.
معنى اليات:
لقد أنكر كفار مكة أن يكون القرآن وحيا Nأوحاه ال تعالى وبذلك أنكروا أن يكون محمد رسول ال ،ومن هنا
ردوا عليه كل ما جاءهم به من التوحيد وغيره ،فإيراد هذا القصص يتلوه محمد صلى ال عليه وسلم وهو ل
يقرأ ول يكتب دال دللة قطعية على أنه وحى إلهي أوحاه إلى محمد صلى ال عليه وسلم وهو بذلك رسوله.
فقوله تعالى } وإنه { أي القرآن الذي كذب به المشركون } تنزيل رب العالمين نزل به الروح المين { جبريل
عليه السلم } على قلبك { أي الرسول لن القلب هو الذي يتلقى الوحي إذ هو محط الpدراك والوعي والحفظ،
وقوله } لتكون من المنذرين { هو علة لنزول القرآن عليه وبه كان من الرسل المنذرين .وقوله } وإنه لفي زبر
الولين { أي القرآن مذكور في الكتب الpلهية التي سبقته كالتوراة والpنجيل .وقوله تعالى } أو لم يكن لهم { أي
لكفار قريش } آية { أي علمة على أن القرآن وحي ال وكتابه وأن محمدا Nعبد ال ورسوله } أن يعلمه علماء
بنى إسرائيل { أي علم بني إسرائيل به كعبد ال بن سلم فقد قال وال إني لعلم أن محمدا Nرسول أكثر مما
أعلم أن فلنا Nولدي ،لن ولدي في الpمكان أن تكون أمه قد خانتني أما محمد فل يمكن أن يكون غير رسول
ال وفيهم قال تعالى
{ } يعرفونه كما يعرفون أبناءهم
ومن عرف محمدا Nرسول Nعرف القرآن وحيNا إليها.N
وقوله تعالى } ولو نزلناه على بعض العجمين { أي وبلسان عربي مبين فكان ذلك آية ،وقرأه عليهم
العجمي ،ما كانوا به مؤمنين .أي من أجل النفة والحمية إذ يقولون أعجمي وعربي؟ وقوله تعالى } :كذلك
سلكناه { أي التكذيب وعدم الpيمان } في قلوب المجرمين { أي كما سلكنا التكذيب في قلوب المجرمين لو قرأ
القرآن عليهم أعجمي سلكناه أي التكذيب في قلوب المجرمين إن قرأه عليهم محمد صلى ال عليه وسلم ،والعلة
في ذلك هي أن الpجرام على النفس بارتكاب عظائم الذنوب من شأنه أن يحول بين النفس وقبول الحق لما ران
عليها من الذنوب وأحاط بها من الخطايا .وقوله } ل يؤمنون به { تأكيد لنفي الpيمان حتى يروا العذاب الليم
أي يستمر تكذيبهم بالقرآن والمنزل عليه حتى يروا العذاب الموجع ،وحينئذ ل ينفعهم إيمانهم ول هم ينظرون.
هداية اليات
-2بيان أن جبريل هو الذي كان ينزل بالوحي القرآني على النبي صلى ال عليه وسلم.
-5إذا تراكمت آثار الذنوب والجرائم على النفس حجبتها عن التوبة ومنعتها من الpيمان.
} فيأتيهم بغتة Sوهم %ل يشعرون { * } فيقولوا هل نح%ن منظرون { * } أفبعذابنا يس%تع%جلون {
* } أفرأي%ت إن متع%ناهم %سنين { * } ثم جآءهم ما كانوا يوعدون { * } مآ أغنى عنهم %ما
كانوا يمتعون { * } ومآ أه%لكنا من قر%ية@ إل لها منذرون { * } ذكرى وما كنا ظالمين { *
} وما تنزلت به ٱلشياطين { * } وما ينبغي لهم %وما يس%تطيعون { * } إنهم %عن ٱلسم%ع
لمع%زولون {
شرح الكلمات:
} ما إغنى عنهم { :أي أي شيء أغنى عنهم ذلك التمتع الطويل ل بدفع العذاب ول بتخفيفه.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في تقرير النبوة المحمية واثبات الوحي .لقد جاء في السياق أن المجرمين ل يؤمنون بهذا
القرآن حتى يروا العذاب الليم .فيأتيهم بغتة أي فجأة وهم ل يشعرون أي ل يعلمون به حتى يفاجئهم .فيقولون
حينئذ } :هل نحن منظرون { أي يتمنون أن لو يمهلوا حتى يؤمنوا ويصلحوا ما أفسدوا.
ونزل ردا Nعلى المشركين المجرمين الذين قالوا إن الشياطين يلقون القرآن على لسان محمد كما يأتون للكهان
بأخبار السماء } .وما تنزلت به الشياطين { كما يزعم المكذبون } وما ينبغي لهم { أي للشياطين أي ل يصلح
لهم ول يتأتtى منهم ذلك لنهم معزولون عن السمع ،أي سماع كلم الملئكة إذ أرصد ال تعالى شبها Nحالت
بينهم وبين السماع من السماء .فلذا دعوى المشركين بطالة من أساسها.
هداية اليات
-3بيان أن طول العمر وسعة الرزق ل يغنيان عن صاحبها شيئا Nمن عذاب ال إذا نزل به.
-5إبطال مزاعم المشركين في أن القرآن من جنس ما يقوله الكهان .وأن الشياطين تتنزل به.
شرح الكلمات:
} فل تدع مع ال إلها Nآخر { :أي ل تعبد مع ال إلها Nآخر ،لن الدعاء هو العبادة.
} وأنذر عشيرتك القربين { :وهم بنو هاشم ونبو عبد المطلب.
} فإن عصوك { :أي أبوا قبول دعوتك إلى التوحيد ،ورفضوا ما تدعوهم إليه.
} فقل إني بريء مما تعملون { :أي من عبادة غير ال سبحانه وتعالى.
} الذي يراك حين تقوم { :أي إلى الصلة فتصلي متهجدا Nبالليل وحدك.
معنى اليات:
ما زال السياق الكريم في طلب هداية قريش قوم محمد صلى ال عليه وسلم فقوله تعالى } فل تدع مع ال إلها
آخر فتكون من المعذبين { فيه إيحاء وإشارة واضحة بأنه تعريض بالمشركين الذين يدعون آلهة أصناما Nوهي
دعوة توقظهم من نومتهم إنه إذا كان رسول ال ينهى عن عبادة غي رال وإل يعذب مع المعذبين فغيره من
باب أولى jفكjأن الكلم جرى على حد إياك أعني واسمعي يا جارة!! وقوله تعالى } وأنذر عشيرتك القربين {
أمر من ال لرسوله أن يخص أول Nبإنذاره قرابته لنهم أولى بطلب النجاة لهم من العذاب ،وقد امتثل الرسول
أمر ربه فقد ورد في الصحاح عن أبي هريرة رضى ال عنه أنه صلى ال عليه وسلم لما أنزل عليه } وأنذر
عشيرتك القربين { قال " يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من ال )يعني بالpيمان والعمل الصالح بعد التخلي
عن الشرك والمعاصي( فإpني ل أغني من ال شيئا ،Nيا بني عبد المطلب ل أغني عنكم من ال اي من عذابه
شيئا ،Nيا عباس بن عبد المطلب ،ل أغني عنك من ال شيئا ،Nيا صفية عمة رسول ال ل إني عنك من ال شيئا،N
يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت ل إني عنك من ال شيئا." N
وقوله تعالى } واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين { أمره أن يلين جانبه للمؤمنين وأن يعطف عليهم
ويnطايبهم ليرسخ الpيمان في قلوبهم ويسلموا من غائلة الردة فيما لو عوملوا بالقسوة والشدة وهم في بداءة
الطريق الى ال تعالى وقوله تعالى } فإن عصوك { أي من أمرت بدعوتهم إلى توحيد ال وعبادته وخلع النداد
ض بذلك منكم ول
والتخلي عن عبادتها } فقل إني برىء مما تعملون { أي من عبادة غير ال تعالى وغير را o
موافق عليه لنه شرك حرام وابطل مذموم .وقوله تعالى } وتوكل على العزيز { أي الغالب القاهر الذي ل
يمانع في شيء يريده الرحيم بالمؤمنين من عباده ،والمر بالتوكل هنا ضروري لنه أمره بالبراءة من الشرك
المشركين وهي حال تقتضي عداوته والكيد له بل ومحاربته ومن هنا وجب التوكل على ال والعتماد عليه،
وإل فل طاقة له بحرب قوم وهو فرد واحد وقوله } الذي يراك حين تقوم { أي في صلتك وحدك } وتقلبك في
الساجدين { أي ويرى تقلبك قائما Nوراكعا Nوساجدا Nمع المصلين من المؤمنين.
بمعنى أنه معك يسمع ويرى فتوكل عليه ول تخف غيره وامض في دعوتك ومفاصلتك للمشركين .وقوله } إنه
هو السميع العليم { تقرير لتلك المعية الخاصة إذ السميع لكل صوت والعيم بكل حركة وسكون يحق للعبد
التوكل عليه وتفويض المر إليه.
هداية اليات
-1تقرير التوحيد ،وحرمة دعاء غير ال تعالى من سائر مخلوقاته لنه الشرك الحرام.
-7فضل قيام الليل وصلة الجماعة لما يحصل للعبد من معية ال تعالى.
} هل أ)نب#ئ)كم %على من تنزل) ٱلشياطين { * } تنز )ل على ك Rل أفاك@ أثيم@ { * } يلقون ٱلسم%ع
وأكثرهم %كاذبون { * } وٱلشعرآء يتبعهم ٱلغاوون { * } ألم %تر أنهم %في كل Rواد@ يهيمون { *
} وأنهم %يقولون ما ل يفعلون { * } إل ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات وذكروا ٱلله كثيرا
وٱنتصروا من بع%د ما ظلموا وسيع%لم %ٱلذين ظلمو*ا أي منقلب@ ينقلبون {
شرح الكلمات:
} أنبئكم { :أي أخبركم.
} أفاك أثيم { :أي كذاب يقلب الكذب فيكون إفكا Nأثيم غارق في الثام.
} يلقون السمع { :أي يلقون أسماعه ويصغون أشد الpصغاء للشياطين فيتلقون منهم مما أكثره كذب وباطل.
} يهيمون { :أي يمضون في كل شعب وواد من الكل ممدحا Nأو ذما كان صدقا Nأو كذبا.N
} وانتصروا من بعدما ظلموا { :أي قالوا الشعر انتصارا Nللحق بأن ردوا على من هجا المسلمين.
} أي منقلب ينقلبون { :أي مرجع يرجعون بعد الموت وهو دار جهنم.
معنى اليات:
لما ادعى المبطلون من مشركي قريش أن الرسول صلى ال عليه وسلم يتلقى من الشياطين كما تتلقى الكهان
منهم رد تعالى عليهم بقوله } هل أنبئكم على من تنزل الشياطين؟ { وأجاب عن السؤال قائل } Nتنزل على كل
أفاك { كذا يقلب الكذب قلبا Nفيقول في الظالم عادل ،وفي الخبيث طيب ،وفي الفاسد صالح } ،أثيم { أي كثير
الثام إذ لم يترك جريمة إل يقارفها ول سيئة إل يجترحها حتى يغرق في الpثم فهذا الذي تتحد معه الشياطين
وتلقي إليه بما تسمعه من السماء لكونه مثلها في ظلمة النفس وخبث الروح ،وأما محمد صلى ال عليه وسلم
فهو أبعد الناس عن الكذب والpثم فلم يجرب عليه كذب قط ولم يعرف منه ذنب أبدا Nفكيف السمع وأكثرهم
كاذبون { أي إن الشياطين قبل أن يحال بينهم وبين استراق السمع بإرصاد الشهب لهم .كانوا يلقون أسماعهم
للحصول على الخبر وأكثرهم كاذبون حيث يخلطون مع الكلمة التي سمعوها مائة كلمة كلها كذب منهم ويلقون
ذلك الكذب إلى إخوانهم في الكفر والخبث من كهنة الناس.
وقوله تعالى } والشعراء يتبعهم الغاوون { أي أهل الغواية والضلل هم الذين يتبعون الشعراء فيروون لهم
وينقلون عنهم :ويصدقونهم فيما يقولون .والدليل على ذلك } أنهم { أي الشعراء } في كل واد { من أودية
الكلم وفنونه } يهيمون { على وجوههم ماضين في قولهم فيمدحون ويذمون ،يهجون ،ويفخرون ،ويدعون أنهم
فعلوا كذا وكذا وما فعلوا فهل محمد صلى ال عليه وسلم الذي اتهمتموه بأنه شاعر وما يقوله من جنس الشعر
أتباعه غاوون انظروا إليهم واسألوا عنهم فإنهم أهدى الناس وأبرهم فعل Nوأصدقهم حديثا Nوأبعدهم عن الريبة،
فلو كان محمد شاعرا Nلكان أتباعه الغوين فبذا بطلت الدعوى من أساسها.
وقوله } إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا ال كثيرا Nوانتصروا من بعدما ظلموا { إنه لما ذم الشعراء،
استثنى منهم أمثال :عبد ال بن رواحة وحسان بن ثابت ممن آمنوا وعملوا الصالحات وانتصروا يردون هجاء
المشركين لرسول ال صلى ال عليه وسلم وينافحون عن الpسلم وأهله بشعرهم الصادق النقي الطاهر الوفي.
وقوله تعالى } وسيعلم الذين ظلموا { رسول ال باتهامه بالكهانة مرة وبالشعر مرة أخرى وظلموا الوحي
الpلهي بوصفه بما هو بعيد عنه من الكهانة والشعر } أي منقلب ينقلبون { أي أي مرجع يرجعون إليه ،إنه
النار وبئس القرار.
هداية اليات
-5جواز وظم الشعر وقوله في تقرير علم أو تسجيل حكمة ،أو انتصار للpسلم والمسلمين.