Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 528

‫أيسر التفاسير لكلم العلي الكبير‬

‫للشيخ ابو بكر الزائري‬


‫نبذة عن الكتاب‬
‫سهولة هذا الكتاب وسلسته تظهر من عنوانه فبالفعل هو من أيسر التفاسير ينفع المبتدىء ول يستغني عنه‬
‫العالم يأتي مصنفه بالية ويشرح مفرداتها أول ثم يشرحها شرحا إجماليا ويذكر مناسبتها وهدايتها ما ترشد‬
‫إليه من أحكام وفوائد معتمدا في العقائد على مذهب السلف‪ ،‬وفي الحكام على المذاهب الربعة ل يخرج عنها‬

‫نسخ وتنسيق وترتيب مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪/http://www.saaid.net‬‬
‫سورة الرعد‬
‫} ال*م*ر تلك آيات ٱلكتاب وٱلذي* أ)نزل إلي‪%‬ك من رب‪#‬ك ٱلحق ولـكن أكثر ٱلناس ل يؤمنون { *‬
‫} ٱلله ٱلذي رفع ٱلسماوات بغي‪%‬ر عمد@ ترو‪%‬نها ثم ٱس‪%‬توى على ٱلعر‪%‬ش وسخر ٱلشم‪%‬س وٱلقمر كل‬
‫يج‪%‬ري لجل@ م‪O‬سم‪N‬ـى يدب‪#‬ر ٱلم‪%‬ر يفص‪#‬ل) ٱليات لعلكم‪ %‬بلقآء رب‪#‬كم‪ %‬توقنون { * } وهو ٱلذي مد‬
‫ٱلر‪%‬ض وجعل فيها رواسي وأنهارا‪ S‬ومن كل‪ R‬ٱلثمرات جعل فيها زو‪%‬جي‪%‬ن ٱثني‪%‬ن يغشي ٱللي‪%‬ل‬
‫ٱلنهار إن في ذلك ليات@ ل‪R‬قو‪%‬م@ يتفكرون { * } وفي ٱلر‪%‬ض قطع‪ V‬م‪O‬تجاورات‪ U‬وجنات‪ U‬م‪#‬ن‪ %‬أع‪%‬ناب‬
‫ضل) بع‪%‬ضها على بع‪%‬ض@ في ٱل)كل إن‬
‫وزر‪%‬ع‪ V‬ونخيل‪ Z‬صنوان‪ V‬وغي‪%‬ر صنوان@ يس‪%‬قى بمآء@ واحد@ ونف ‪#‬‬
‫في ذلك ليات@ ل‪R‬قو‪%‬م@ يع‪%‬قلون {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} المر {‪ :‬هذه الحروف المقطعة تكتب المر ألف لم ميم را‪ .‬وال اعلم بمراده بها‪.‬‬

‫} بغير عمد ترونها {‪ :‬العمد جمع عمود اي مرئية لكم اذ الجملة نعت‪.‬‬

‫} ثم استوى علىالعرش {‪ :‬استواء يليق به عزوجل‪.‬‬

‫} وسخر الشمس والقمر {‪ :‬أي ذللها بمواصلة دروانها لبقاء الحياة الى اجلها‪.‬‬

‫} هو الذي مد الرض {‪ :‬أي بسطها للحياة فوقها‪.‬‬

‫} رواسى {‪ :‬أي جبال ثوابت‪.‬‬

‫} زوجين اثنين {‪ :‬أي نوعين وضربين كالحلو والحامض والصفر والسود مثل‪.‬‬

‫} ليات {‪ :‬أي دللت على وحدانية ال تعالى‪.‬‬

‫} قطع متجاورات {‪ :‬اي بقاع متلصقات‪.‬‬

‫} ونخيل صنوان {‪ :‬أي عدة نخلت في أصل واحد يجمعها‪ ،‬والصنو الواحد والجمع صنوان‪.‬‬
‫} في الكل {‪ :‬أي في الطعم هذا حلو وهذا مر وهذا حامض‪ ،‬وهذا لذيذ وهذا خلفه‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬

‫قوله تعالى } المر { ال اعلم بمراده‪ .‬وقوله } تلك آيات الكتاب { الشارة الى ما جاء في قصص سورة يوسف‪،‬‬
‫فالمراد بالكتاب التوراة والنجيل فمن جملة آياتها ما قص ال تعالى على رسوله‪ .‬وقوله } والذي انزل اليك من‬
‫ربك { وهو القرآن العظيم } الحق { اي هناك الحق الثابت‪ ،‬وقوله } ولكن أكثر الناس ل يؤمنون { اي مع ان‬
‫الذي انزل اليك من ربك هو الحق فان اكثر الناس من قومك وغيرهم ل يؤمنون بانه وحي ال وتنزيله فيعلموا‬
‫به فيكملوا ويسعدوا‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ال الذي رفع السموات والرض بغير عمد ترونها {‪ :‬اي ان الهكم الحق‬
‫الذي يجب ان تؤمنوا به وتعبدوه وتوحدوه ال الذي رفع السموات على الرض بغير عمد مرئية لكم ولكن‬
‫رفعها بقدرته وبما شاء من سنن‪ .‬وقوله‪ } :‬ثم استوى على العرش { اي خلق السموات والرض ثم استوى‬
‫علىعرشه استواء يليق بذاته وجلله يدبر أمر الملكوت وقوله‪ } :‬وسخر الشمس والقمر { اي ذللهما بعد خلقهما‬
‫يسيران في فلكهما سيرا‪ N‬منتظما‪ N‬الى نهاية الحياة‪ ،‬وقوله } كل يجري { اي في فلكه فالشمس تقطع فلكها في‬
‫سنة كاملة والقمر في شهر كامل وهما يجريان هكذا الى نهاية الحياة الدنيا فيخسف القمر وتنكدر الشمس‬
‫وقوله‪ } :‬يدبر المر { اي يقضي ما يشاء في السموات والرض ويدبر أمر مخلوقاته بالماتة والحياء والمنع‬
‫والعطاء كيف يشاء وحده ل شريك له في ذلك‪ .‬وقوله } يفصل اليات { اي القرآنية بذكر القصص وضرب‬
‫المثال وبيان الحلل والحرام كل ذلك ليهيئكم ويعدكم لليمان بلقاء ربكم فتؤمنوا به وتعبدوا ال وتوحدوه في‬
‫عبادته فتكملوا في أرواحكم واخلقكم وتسعدوا في دنياكم واخرتكم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وهو الذي مد الرض { اي‬
‫بسطه } وجعل فيها رواسي { اي جبال‪ N‬ثوابت } وانهارا‪ { N‬اي واجرى فيها انهارا‪ } N‬ومن كل الثمرات جعل‬
‫فيها زوجين اثنين { اي نوعين وضربين فالرمان منه الحلو ومنه الحامض والزيتون منه الصفر والسود‪،‬‬
‫والتين منه البيض والحمر وقوله‪ } :‬يغشى الليل النهار { اي يغطي سبحانه وتعالى النهار بالليل لفائدتكم‬
‫لتناموا وتستريح ابدانكم من عناء النهار‪.‬‬
‫وقوله } ان في ذلك { اي المذكور في هذه الية الكريمة من مد الرض وجعل الرواسي فيها واجراء النهار‪،‬‬
‫وخلق أنواع الثمار واغشاء الليل النهار‪ ،‬في كل هذا المذكور } ليات { اي علمات ودلئل واضحات على‬
‫وجود ال تعالى وعلمه وقدرته وحكمته وعلى وجوب عبادته وتوحيده وعلى اليمان بوعده ووعيده‪ ،‬ولقائه وما‬
‫اعد من نعيم لوليائه وعذاب لعدائه‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬في الرض قطع متجاورات { أي بقاع من الرض‬
‫بعضها الى جنب بعض متلحقات هذه تربتها طيبة خبيثة ملح سبخة وفي الرض أيضا‪ N‬اي بساتين من أعناب‬
‫وفيها زرع ونخيل } صنوان { النخلتان والثلث في أصل واحد‪ } ،‬غير صنوان { كل نخلة قائمة على اصلها‪،‬‬
‫وقوله‪ } :‬تسقى { اي تلك العناب والزروع والنخيل } بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الكل { وهو‬
‫ما يؤكل منها فهذا حلو وهذا حامض وهذا لذيذ وهذا سمج‪ ،‬وقوله‪ } :‬ان في ذلك { اي المذكور من القطع‬
‫المتجاورات مع اختلف الطيب وعدمه وجنات العناب والنخيل وسقيها بماء واحد واختلف طعومها‬
‫وروائحها وفؤائدها } ليات { علمات ودلئل باهرات على وجوب اليمان بال وتوحيده ولقائه‪ ،‬ولكن } لقوم‬
‫يعقلون { اما الذين فقدوا عقولهم لستيلء المادة عليها واستحكام الشهوة فيما فإنهم ل يدركون ول يفهمون شيئا‬
‫فكيف اذا يرون دلئل وجود ال وعلمه وقدرته وحكمته فيؤمنون به ويعبدون ويتقربون اليه‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عقيدة الوحي اللهي ونبوة محمد )ص(‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير عقيدة التوحيد وانا ل اله ال ال‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير عقيدة البعث الخر والجزاء على الكسب في الدنيا‪.‬‬

‫‪ -4‬فضيلة التفكر في اليات الكونية‪.‬‬

‫‪ -5‬فضيلة العقل للهتداء به الى معرفة الحق واتباعه للسعاد ولكمال‪.‬‬

‫} وإن تع‪%‬جب‪ %‬فعجب‪ V‬قو‪%‬لهم‪ %‬أإذا كنا ترابا‪ S‬أإنا لفي خلق@ جديد@ )أو‪%‬لـئك الذين كفروا برب‪#‬هم‪ %‬و)أو‪%‬لئك‬
‫ٱلغلل) في* أع‪%‬ناقهم‪ %‬وأ)و‪%‬لـئك أص‪%‬حاب ٱلنار هم‪ %‬فيها خالدون { * } ويس‪%‬تع‪%‬جلونك بٱلسي‪#‬ئة قب‪%‬ل‬
‫ٱلحسنة وقد‪ %‬خلت من قب‪%‬لهم ٱلمثلت وإن ربك لذو مغفرة@ ل‪R‬لناس على ظلمهم‪ %‬وإن ربك لشديد‬
‫ٱلعقاب { * } ويقول) ٱلذين كفروا ل ‪%‬ول* أ)نزل علي‪%‬ه آية‪ U‬م‪#‬ن رب‪#‬ه إنمآ أنت منذر‪ V‬ولك ‪R‬ل ق ‪%‬وم@ هاد@ {‬
‫* } ٱلله يع‪%‬لم ما تح‪%‬مل) كل أ)نثى وما تغيض ٱلر‪%‬حام وما تز‪%‬داد وكل شي‪%‬ء@ عنده بمقدار@ { *‬
‫} عالم ٱلغي‪%‬ب وٱلشهادة ٱلكبير ٱلمتعال {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} وان تعجب {‪ :‬اي ياخذك العجب من انكارهم نبوتك والتوحيد‪.‬‬

‫} فعجب {‪ :‬اي فاعجب منه انكارهم للبعث والحياة الثانية مع وضوح الدلة وقوة الحجج‪.‬‬

‫} لفي خلق جديد {‪ :‬اي نرجع كما كنا بشرا‪ N‬احياء‪.‬‬


‫} الغلل في اعناقهم {‪ :‬اي موانع من اليمان والهتداء واغلل تشد بها أيديهم الى اعناقهم في الخرة‪.‬‬

‫} بالسيئة {‪ :‬اي العذاب‪.‬‬

‫} قبل الحسنة {‪ :‬اي الرحمة وما يحسن بهم من العاقبة والرخاء والخصب‪.‬‬

‫} المثلث {‪ :‬اي العقوبات واحدها مقله التي قد اصابت والمكذبين في المم الماضية‪.‬‬

‫} لول انزل هليه {‪ :‬أي هل أنزل‪ ،‬ولول أداة تحضيض كهل‪.N‬‬

‫} آية من ربه {‪ :‬اي معجزة كعصا موسى موسى وناقة صالح مثل‪.‬‬

‫} ولكل قوم هاد {‪ :‬اي نبي يدعوهم الى ربهم ليعبدوه وحده ول يشركون به غيره‪.‬‬

‫} ما تحمل كل أنثى {‪ :‬اي من ذكر أو انثى واحدا‪ V‬أو اكثر ابيض أو اسمر‪.‬‬

‫} وما تغيض الرحام {‪ :‬اي تنقص من دم الحيض‪ ،‬وما تزداد منه‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في دعوة المشركين الى اليمان بالتوحيد والنبوة المحمدية والبعث يوم القيامة للسحاب‬
‫والجزاء‪ ،‬فقوله تعالى في الية الولى )‪ } (5‬وان تعجب { يا نبينا من عدم إيمانهم برسالتك وتوحيد ربك‬
‫فعجب اكبر هو عدم ايمانهم بالبعث الخر‪ ،‬اذ قالوا في انكار وتعجب‪ } :‬أئذا متنا ومنا ترابا‪ N‬أئنا لفي خلق جديد‬
‫{ أي يحصل لنا بعد الفناء والبلى‪ ،‬قال تعالى مشيرا‪ N‬اليهم مسجل‪ N‬الكفر عليهم ولزمه وهو الهداية كالتقليد‬
‫العمى والكبر والمجاحدة والعناد‪ ،‬وفي الخرة اغلل توضع في اعناقهم من حديد تشد بها أيديهم الى اعناقهم‪،‬‬
‫} وأولئك أصحاب النار { اي أهلها } هم فيها خالدون { اي ماكثون ابدا‪ N‬ل يخرجون منها بحال من الحوال‪.‬‬

‫وقوله تعالى في الية الثانية )‪ } (6‬ويستعجلونك بالسيئة الحسنة { يخبر تعالى رسوله مقررا‪ N‬ما قال أولئك‬
‫الكافرون بربهم ولقائه ونبي ال وما جاء به‪ ،‬ما قالوه استخفافا‪ N‬واستعجال‪ N‬وهو طلبهم العذاب الدنيوي‪ ،‬اذا كان‬
‫الرسول )ص( يخوفهم من عذاب الدنيا وعذب الخرة‪ ،‬فهم يطالبون به كقول بعضهم‪:‬‬
‫{‬ ‫} فأمطر علينا حجارة من السماء أو أئتنا بعذاب اليم‬
‫قبل طلبهم الحسنة وهذا لجهلهلم وكفرهم‪ ،‬وال لطالبوا بالحسنة التي هي العافية والرخاء والخصب قبل السيئة‬
‫التي هي الدمار والعذاب‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وقد خلت من قبلهم المثلت { أي والحال ان العقوبات قد مضت في المم من قبلهم كعقوبة ال‬
‫لعاد وثمود وأصحاب اليكة والمؤتفكات فما لهم يطالبون بها استبعادا‪ N‬لها واستخفافا‪ N‬بها اين ذهبت عقولهم؟‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم { وهو ظاهر مشاهد اذ لو كان يؤاخذ بالظلم لمجرد‬
‫وقوعه فلم يغفر لصحابه لما ترك على الرض من دابة‪ } ،‬وان ربك لشديد العقاب { اي على من عصاه بعد‬
‫ان انذره وبين له من يتقي فلم يتق ما يوجب العذاب من الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫وقوله تعالى في الية )‪ } (7‬ويقول الذين كفروا لول أنزل عليه أية من ربه {! يخبر تعالى رسوله والمؤمنين‬
‫عن قيل الكافرين بالتوحيد والبعث والنبوة‪ } :‬لول { اي هل انزل على محمد )صلى ال عليه و سلم( آية من‬
‫ربه كعصا موسى وناقة صالح‪ ،‬حتى نؤمن بنبوته ونصدق برسالته‪ ،‬فيرد تعالى عليهم بقوله‪ } :‬إنما أنت‬
‫منذر { والمنذر المخوف من العذاب وليس لزما‪ N‬ان تنزل معه اليات‪ ،‬وعليه فل تلتفت الى ما يطالبون به من‬
‫اليات‪ ،‬واستمر على دعوتك فإن لكل قوم هاديا‪ N‬وأنت هادي هذه المة‪ ،‬وداعيها الى ربها فادع واصبر‪.‬‬

‫وقوله تعالى في الية الرابعة )‪ } (8‬ال يعلم ما تحمل كل اثنى { اي من ذكر وانثى واحدا‪ N‬او اثنين أبيض أو‬
‫اسمر سعيدا‪ N‬او شقيا‪ ،V‬وقوله‪ } :‬وما تغيض الرحام وما تزداد { اي ويعلم ما تغيض الرحام من دماء الحيض‬
‫وما تزداد منها اذ غيضها ينقص من مجة الحمل وازديادها يزيد في مدة الحمل فقد بلغ السنة أو اكثر‪ ،‬وقوله‪:‬‬
‫} وكل شيء عنده بمقدار { اي وكل شيء في حكمه وقضائه وتدبيره بمقدار معين ل يزيد ول ينقص في ذات‬
‫ول صفة ول حال‪ ،‬ول زمان ول مكان‪ ،‬وقوله‪ } :‬عالم الغيب والشهادة { اي كل ما غاب عن الخلق‪ ،‬وما لم‬
‫يغب مما يشاهدونه اي العليم بكل شيء وقوله‪ } :‬الكبير المعتال { اي الذي ل اكبر منه وكل كبير أمامه صغير‬
‫المعتال على خلقه المنزه عن الشريك والشبيه والصاحبة والولد هذا هو ال وهذه صفاته فهل يليق بعاقل ان‬
‫ينكر استحقاقه للعبادة دون سواه؟ فهل يليق بعاقل ان ينكر عليه ان يوحي بما شاء على من يشاء من عباده؟‬
‫فهل يليق بعاقل ان ينكر عليه أن ان يوحي بما شاء على من يشاء من عباده؟ فهل يليق بعاقل ان ينكر على‬
‫هذه قدرته وعمله ان يحي العباد بعد ان يميتهم ليسألهم عن كسبهم ويحاسبهم عليه ويجزيهم به؟ اللهم ل اذا‬
‫فالمنكرون على ال ما دعاهم الى اليمان به ل يعتبرون عقلء وان طاروا في السماء وغاصوا في الماء‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬

‫} من هدية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير أصول العقيدة الثلثة‪ :‬التوحيد والنبوة البعث والجزاء الخر‪.‬‬


‫‪ -2‬صوارف اليمان والتي هي كالغلل هي التقليد العمى‪ ،‬والكبر والعناد‪.‬‬

‫‪ -3‬عظيم قدرة ال تعالى وسعة علمه‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير عقيدة القضاء والقدر‪.‬‬

‫} سوآء‪ V‬م‪#‬نكم‪ %‬من‪ %‬أسر ٱلقو‪%‬ل ومن‪ %‬جهر به ومن‪ %‬هو مس‪%‬تخف@ بٱللي‪%‬ل وسارب‪ V‬بٱلنهار { * } له‬
‫معق‪R‬بات‪ U‬م‪#‬ن بي‪%‬ن يدي‪%‬ه ومن‪ %‬خلفه يح‪%‬فظونه من‪ %‬أم‪%‬ر ٱلله إن الله ل يغي‪#‬ر ما بقو‪%‬م@ حتى يغي‪#‬روا ما‬
‫بأنفسهم‪ %‬وإذا أراد الله بقو‪%‬م@ سو*ء‪g‬ا فل مرد له وما لهم‪ %‬م‪#‬ن دونه من وال@ { * } هو ٱلذي يريكم‬
‫ٱلبر‪%‬ق خو‪%‬فا‪ S‬وطمعا‪ S‬وينشىء ٱلسحاب ٱلث‪R‬قال { * } ويسب‪#‬ح ٱلرع‪%‬د بحم‪%‬ده وٱلملئكة من‪ %‬خيفته‬
‫وير‪%‬سل) ٱلصواعق فيصيب بها من يشآء وهم‪ %‬يجادلون في ٱلله وهو شديد ٱلمحال {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} وسارب بالنهار {‪ :‬أي ظاهر في سربه اي طريقه‪.‬‬

‫} له معقبات {‪ :‬أي ملئكة تتعقبه بالليل والنهار‪.‬‬

‫} من أمر ال {‪ :‬اي بامر ال تعالى وعن اذنه وأمره‪.‬‬

‫} ل يغير ما بقوم {‪ :‬أي من عافية ونعمة الى بلء وعذاب‪.‬‬

‫} ما بإنفسهم {‪ :‬من طهر وصفاء اليمان والطاعات الى الذنوب والثام‪.‬‬

‫} وما لهم من دونه من وال {‪ :‬اي وليس لهم من دون ال من يلبي أمرهم فيدفع عنهم العذاب‪.‬‬

‫} من خفيته {‪ :‬أي من الخوف منه وهيبته وجلله‪.‬‬

‫} وهو شديد المحال {‪ :‬اي القوة والمماحلة‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬


‫ما زال السياق في ذكر جلل ال وعظيم قدرته وسعة علمه‪ ،‬قال تعالى في هذه الية‪ } :‬سواء منكم من أسر‬
‫القول ومن جهر به { فال يعلم السر والجهر وأخفى } ومن هو مستخف بالليل { يمشي في ظلمه ومن هو‬
‫} سارب بالنهار { أي يمشي في سربه وطريقه مكشوفا‪ N‬معلوما‪ N‬ل تعالى‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬له معقبات من بين‬
‫يديه ومن خلفه يحفظومه من أمر ال { جائز ان يعود الضمير في " له " على من هو مستخف بالليل وسارب‬
‫بالنهار‪ ،‬فيكون المراد من المعقبات الحرس والجلوزة الذين يحرسون السلطان من أمر ال تعالى في نظرهم‪،‬‬
‫ولكن اذا اراده ال بسوء فل مرد له ماله من دون ال من وال يتولى حمايته والدفاع عنه‪ ،‬وجائز ان يعود على‬
‫ال تعالى ويكون المراد من المعقبات الملئكة الحفظة والكتبة للحسنات والسئيات ويكون معنى من أمر ال اي‬
‫بأمره تعالى وإذنه‪ ،‬والمعنى صحيح في التوجيهين للية والى الول ذهب ابن جرير والى الثاني ذهب جمهور‬
‫المفسرين‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ان ال ل يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم { يخبر تعالى عن سنة من سننه في‬
‫خلقه ماضية فيهم وهي انه تعالى ل يزيل نعمة انعم بها على قوم من عافية وأمن ورخاء بسبب إيمانهم وصالح‬
‫اعمالهم حتى يغيروا ما بأنفسهم من طهارة وصفاء بسبب ارتكابهم للذنوب وغشيانهم للمعاصي نتيجة‬
‫العراض عن كتاب ال وإهمال شرعه وتعطيل حدوده والنغماس في الشهوات والضرب في سبيل‬
‫الضللت‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وإذا اراد ال بقوم فل مرد له ومالهم من دونه من وال { هذا اخبار منه تعالى بانه‬
‫اذا اراد بقوم أو فرد او جماعة سوءا‪ N‬ما أي يسوءهم من بلء وعذاب فل مرد له بحال من الحوال بل ل بد‬
‫وان يمسهم‪ ،‬ول يجدون من دون ال من وال يتولى صرف العذاب عنهم‪ ،‬اما من ال تعالى فإنهم اذا أنابوا اليه‬
‫واستغفروه وتابوا اليه فإنه تعالى يكشف عنهم السوء‪ ،‬ويصرف عنهم العذاب‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬هو الذي يريكم‬
‫البرق خوفا‪ { N‬من الصواعق من جهة وطمعا‪ N‬في المطر من جهة اخرى } وينشئ السحاب الثقال { اي وهو‬
‫الذي ينشئ اي يبدء السحاب الثقال الذي يحمل المطار )ويسبح الرعد بحمده( اي وهو الذي يسبح الرعد بحمده‬
‫وهو ملك موكل بالسحاب يقول‪ :‬سبحان ال وبحمده‪ ،‬وقوله‪ } :‬والملئكة من خيفته { اي خيفة ال وهيبته‬
‫وجلله فهي لذلك تسبحه اي تتزهه عن الشريك والشبيه والولد بألفاظ يعلمها ال تعالى‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ويرسل‬
‫الصواعق فيصيب بها من يشاء وهو يجادلون في ال { اي في وجوده وصفاته وتوحيده وطاعته } وهو شديد‬
‫المحال { هذه الية نزلت فعل‪ N‬في رجل بعث اليه رسول ال صلى ال عليه وسلم من يدعوه الى السلم فقال‬
‫الرجل الكافر لمن جاء من قبل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬من رسول ال؟ وما ال امن ذهب هو او فضة‬
‫او من نحاس؟ فنزلت عليه صاعقة أثتاء كلمه فذهبت بقحف رأسه‪ ،‬ومعنى شديد المحال اي القوة والخذ‬
‫والبطش‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬سعة علم ال تعالى‪.‬‬


‫‪ -2‬الحرس والجلوزة لمن يستخدمهم لحفظه من امر ال تعالى لن يغتنموا عنه من امر ال شيئا‪.N‬‬

‫‪ -3‬تقرير عقيدة ان لكل فرد ملئكة يتعاقبون عليه بالليل والنهار منهم الكرام الكاتبون‪ ،‬ومنهم الحفظة للنسان‬
‫من الشياطين والجان‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان سنة ان النعم ل تزول ال بالمعاصي‪.‬‬

‫‪ -5‬استجاب قول سبحان من يسبح الرعد بحمده والملئكة من خيفته عند سماع الرعد لورد ذلك عن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم بألفاظ مختلفة‪.‬‬

‫} له دع‪%‬وة ٱلحق‪ R‬وٱلذين يد‪%‬عون من دونه ل يس‪%‬تجيبون لهم بشي‪%‬ء@ إل كباسط كفي‪%‬ه إلى ٱلمآء‬
‫ليب‪%‬لغ فاه وما هو ببالغه وما دعآء ٱلكافرين إل في ضلل@ { * } ولله يس‪%‬جد من في ٱلسماوات‬
‫وٱلر‪%‬ض طو‪%‬عا‪ S‬وكر‪%‬ها‪ S‬وظللهم بٱلغدو‪ #‬وٱلصال { * } قل من رب‪ O‬ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض قل ٱلله‬
‫قل أفٱتخذتم‪ %‬م‪#‬ن دونه أو‪%‬ليآء ل يم‪%‬لكون لنفسهم‪ %‬نفعا‪ S‬ول ضر‪j‬ا‪ S‬قل هل يس‪%‬توي ٱلع‪%‬مى وٱلبصير‬
‫أم‪ %‬هل تس‪%‬توي ٱلظلمات وٱلنور أم‪ %‬جعلوا لله شركآء خلقوا كخلقه فتشابه ٱلخلق علي‪%‬هم‪ %‬قل ٱلله‬
‫خالق ك ‪R‬ل شي‪%‬ء@ وهو ٱلواحد ٱلقهار {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} له دعوة الحق {‪ :‬اي ل تعالى الدعوة الحق اي فهو الله الحق الذي ل اله ال هو‪.‬‬

‫} ليبلغ فاه {‪ :‬اي الماء فمه‪.‬‬

‫} ال في ضلل {‪ :‬اي في ضياع ل حصول منه على طائل‪.‬‬

‫} بالغدو والصال {‪ :‬أي بالبكر جمع بكرة‪ ،‬والعشايا جمع عشية‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬

‫ما زال السياق في تقرير عقيدة التوحيد بالدلة والبراهين‪ ،‬وقال تعالى‪ } :‬له دعوة الحق { اي ل سبحان وتعالى‬
‫الدعوة الحق وهي انه الله الحق الذي ل اله ال هو‪ ،‬اما غيره فإطلق لفظ الله اطلق باطل‪ ،‬فالصنام‬
‫والوثان وكل ما عبد من دون ال اطلق لفظ اله عليه باطل‪ ،‬والدعوة الى عبادته باطلة‪ ،‬اما الدعوة الحق فانها‬
‫ل وحده‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬والذين يدعون من دونه { اي من دون ال من سائر المعبودات } ل يستجيبون لهم بشيء { اي‬
‫ل يجيبونهم بإعطائهم شيئا‪ N‬مما يطلبون منهم } ال كباسط كفيه الى الماء { اي كاستجابة من بسط يديه أي‬
‫فتحهما ومدهما الى الماء والماء في قعر البئر فل كفاه تصل الى الماء ول الماء يصل الى كفيه وهو عطشان‬
‫ويظل كذلك حتى يهلك عطشا‪ ،N‬هذا مثل من يعبد غير ال تعالى بدعاء او ذبح او نذر او خوف او رجاء فهو‬
‫محروم الستجابة خائب في مسعاه ولن تكون له عاقبته ال النار والخسران وهو معنى قوله تعالى } وما دعاء‬
‫الكافرين ال في ضلل { اي بطلن وخسران‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ول يسجد من في السماوات { أي الملئكة‬
‫} والرض { أي من مؤمن يسجد طوعا‪ ،N‬ومنافق اي يسجد كرها‪ } ،‬وظللهم { أيضا‪ } N‬بالغدو { اوائل النهار‪،‬‬
‫} والصال { اواخر النهار‪ ،‬ومعنى الية الكريمة‪ :‬اذا لم يسجد الكافرون ان لم ينقادوا لعبادة ال وحده تعالى‬
‫فإن ل يسجد من في السماوات من الملئكة‪ ،‬ومن في الرض من الجن والنس المؤمنون يسجدون طائعين‬
‫والكافرون يسجدون اذا اكرهوا على السجود والمنافقون يسجدون مكرهين‪ ،‬وظللهم تسجد في البكر والعشايا‬
‫كما انهم منقادون لقضاء ال تعالى وحكمه فيهم ل يستطيعون الخروج عنه بحال فهو الذي خلقهم وصورهم كما‬
‫شاء ورزقهم ما شاء ويميتهم متى شاء فأي سجود وخضوع وركوع أظهر من هذا؟ وقوله تعالى‪ } :‬قل من‬
‫رب السماوات والرض { اي من خالقهما ومالكهما ومدبر المر فيهما؟ وأمر رسوله ان يسبقهم الى الجواب }‬
‫قل ال { اذ ل جواب لهم ال هو‪ ،‬وبعد ان ان أقروا بان الرب الحق هو ال‪ ،‬امر رسوله صلى ال عليه وسلم‬
‫ان يقول لهم موبخا‪ N‬مقرعا‪ } N‬أفاتخذتم من دونه اولياء { اي شركاء ل يملكون لنفسهم نفعا‪ N‬ول ضرا‪ N‬فضل‪ N‬عن‬
‫ان يملكوا لكم نفعا‪ N‬او يدفعون عنكم ضر‪N‬ا فأين يذهب بعقولكم ايها المشركون‪ ،‬ومبالغة في البيان وإقامة للحجة‬
‫والبرهان على وجوب التوحيد وبطلن الشرك والتنديد امر رسوله ان يقول لهم‪ } :‬هل يستوي العمى‬
‫والبصير‪ ،‬أم هل تستوي الظلمات والنور {؟ والجواب قطعا‪ N‬ل اذ فكيف يستوى المؤمن والكافر‪ ،‬وكيف يستوي‬
‫الهدى والضلل‪ ،‬فالمؤمن يعبد ال على بصيرة على علم انه خالقه ورازقه يعلم سره ونجواه اذا دعاه أرسل‬
‫اليه رسوله وانزل عليه كتابه‪ ،‬والكافر المشرك يعبد مخلوقا‪ N‬من مخلوقات ال ل تملك لنفسها فضل‪ N‬عن عابديها‬
‫نفعا‪ N‬ول ضرا‪ N‬ل تسع نداء‪ a‬ول تجيب دعاء‪ ،‬المؤمن يعبد ال بما شرع له من عبادات وبما طلبت منه من‬
‫طاعات وقربات‪ ،‬والكافر المشرك يعبد الباطل بهواه‪ ،‬ويسلك الغي‪ b‬في الحياة‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬أم جعلوا ل شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم { اي بل جعلوا ل شركاء فخلقت تلك الشركاء‬
‫خلقوا كخلق ال فتشابه الخلق على المشركين فعبدوها ظنا‪ N‬منهم انها خلقت كخلق ال؟ والجواب ل فإنها لم‬
‫تخلق ول تستطيع خلق ذبابة فضل‪ N‬عن غيرها اذا فكيف تصح عبادتها وهي لم تخلق شيئا‪ ،N‬وقوله تعالى‪ } :‬قل‬
‫ال خالق كل شيء وهو الواحد القهار { اي قل أيها الرسول للمشركين عند اعترافهم بان آلهتهم لم تخلق شيئا‬
‫قل لهم‪ :‬ال خالق كل شيء وهو الواحد الذي ل شريك له ول ند ول مثل‪ ،‬القهار لكل جبار والمذل لكل معاند‬
‫كفار‪ ،‬هو المستحق للعبادة الواجب له الطاعة‪ ،‬اليمان به هدى والكفر به ضلل‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬دعوة الحق ل وحده فهو المعبود بحق ل اله غيره ول رب سواه‪.‬‬

‫‪ -2‬حرمان المشركين من دعائهم وسائر عباداتهم‪.‬‬

‫‪ -3‬الخلق كلهم يسجدون ل طوعا‪ N‬او كرها‪ N‬اذ الكل خاضع خاضع لحكم ال وتدبيره فيه‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية السجود للقارئ والمستمع اذا بلغ هذه الية )وظللهم بالغدو والصال( ويستحب ان يكون ظاهرا‬
‫مستقبل‪ N‬القلبة‪ ،‬ويكبر عند الخفض والرفع ول يسلم‪.‬‬

‫‪ -5‬بطلن الشرك اذ ل دليل عليه من عقل ول نقل‪.‬‬

‫‪ -6‬وجوب العبادة ل تعالى‪.‬‬

‫} أنزل من ٱلسمآء مآء‪ g‬فسالت أو‪%‬دية‪ U‬بقدرها فٱح‪%‬تمل ٱلسي‪%‬ل) زبدا‪ S‬رابيا‪ S‬ومما يوقدون علي‪%‬ه في‬
‫ٱلنار ٱب‪%‬تغآء حلية@ أ ‪%‬و متاع@ زبد‪ V‬م‪#‬ثله كذلك يض‪%‬رب ٱلله ٱلحق وٱلباطل فأما ٱلزبد فيذهب جفآء‬
‫وأما ما ينفع ٱلناس فيم‪%‬كث في ٱلر‪%‬ض كذلك يض‪%‬رب ٱلله ٱلم‪%‬ثال { * } للذين ٱس‪%‬تجابوا لرب‪#‬هم‬
‫ٱلحس‪%‬نى وٱلذين لم‪ %‬يس‪%‬تجيبوا له لو‪ %‬أن لهم‪ %‬ما في ٱلر‪%‬ض جميعا‪ S‬ومثله معه لفتدو‪%‬ا به )أو‪%‬لـئك‬
‫لهم‪ %‬سو*ء ٱلحساب ومأواهم‪ %‬جهنم وبئس ٱلمهاد {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} فسألت أودية بقدرها {‪ :‬أي بمقدار مائها الذي يجري فيها‪.‬‬

‫} زبدا‪ N‬رابيا‪ :{ N‬اي غثاء اذ الزبد هو وضر غليان الماء او جريانه في النهار‪.‬‬

‫} ومما يوقدون عليه في النار {‪ :‬أي كالذهب والفضة والنحاس‪.‬‬


‫} ابتغاء حيلة او متاع {‪ :‬اي طلبا‪ N‬لحيلة من ذهب او فضة او متاع من الواني‪.‬‬

‫} زبد مثله {‪ :‬أي مثل زبد السيل‪.‬‬

‫} فأما الزبد {‪ :‬أي زبد السيل او زبد ما اوقد عليه النار‪.‬‬

‫} فيذهب جفاء‪ :‬اي باطل‪ N‬مرميا‪ N‬بعيدا‪ N‬إذ هو غثاء ووضر ل خير فيه‪.‬‬

‫} فيمكث في الرض {‪ :‬اي يبقى في الرض زمنا‪ N‬ينتفع به الناس‪.‬‬

‫} للذين استجابوا لربهم الحسنى {‪ :‬أي للذين آمنوا وعملوا الصالحات الجنة‪.‬‬

‫} لم يستجيبوا {‪ :‬أي لم يؤمنوا به ولم يطيعوه‪.‬‬

‫} لفتدوا به {‪ :‬وهي المؤاخذة بكل ذنب عملوه ل يغفر لهم منه شيء‪.‬‬

‫} وبئس المهاد {‪ :‬أي الفراش الذي اعدوه لنفسهم وهو جهنم‪.‬‬

‫} معنى اليات {‬

‫ما زال السياق في تقرير التوحيد والتنديد بالكفر والشرك ففي هذه الية الكريمة ضرب ال تعالى مثل‪ N‬للحق‬
‫والباطل‪ ،‬للحق في بقائه‪ ،‬والباطل في اضمحلله وتلشيه فقال‪ } :‬أنزل { اي ال } من السماء ماء‪ a‬فسالت اودية‬
‫بقدرها { أي بحسب كبرها وصغرها لن الوادي قد يكون كبيرا‪ N‬وقد يكون صغيرا‪ ،N‬فاحتمل السيل اي حمل‬
‫سيل الماء في الوادي زبد‪N‬ا رابي‪N‬ا اي غثاء ووضر‪N‬ا على سطح الماء‪ ،‬هذا مثل مائي‪ ،‬ومثل ناري قال فيه عز‬
‫وجل‪ } :‬ومما يوقدون عليه في النار { اي ومما يوقد عليه الصاغة والحدادون )ابتغاء حلية( اي طلبا‪ N‬للحلية‪،‬‬
‫} او متاع { اي طلبا‪ N‬لمتاع يتمتع به الواني اذ الضائغ او الحداد يضع الذهب او الفضة او النحاس في البوتقة‬
‫وينفخ عليها بالكير فيعلو ما كان فاسدا‪ N‬غير صالح على الصورة الزبد وما كان صالحا‪ N‬يبقى في البوتقة وهو‬
‫الذي يصنع منه الحيلة والمتاع‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬كذلك { أي المذكور من المور الربعة مثلي الحق وهما الماء‬
‫والجوهر ومثلي الباطل وهما زبد الماء وزبد الجوهر } فأما الزبد فيذهب جفاء { اي باطل‪ N‬مرميا‪ N‬به يرميه‬
‫السيل الى ساحل الوادي فيعلق بالشجار والحجار ويرميه الصائغ عن بوتقته‪ ،‬وأما ما ينفع الناس من الماء‬
‫للسقي والري فيمكث في الرض‪ ،‬وكذا ما ينفع من الحلي والمتاع يبقى في بوتقة الصائغ والحداد وقوله تعالى‪:‬‬
‫} كذلك يضرب ال المثال { أي مثل هذا المثل الذي ضربه للحق في بقائه والباطل في ذهابه وتلشيه وان‬
‫عل وطغا في بعض الوقات‪ } ،‬يضرب { أي بين المثال‪ ،‬ليعلموا فيؤمنوا ويهتدوا فيكملوا ويسعدوا‪.‬‬

‫هذا ما تضمنته الية الولى )‪ (17‬واما الية الثانية )‪ (18‬فق اخبر تعالى بوعد له ووعيد اما وعده فلهل‬
‫طاعته بان لهم الحسنى الجنة وأما وعيده فلهل معصيته وهو أسوأ وعيد وأشده‪ ،‬فقال تعالى في وعده‪ } :‬للذين‬
‫استجابوا لربهم الحسنى { وقال في وعيده‪) :‬والذين لم يستجيبوا لو أن لهم ما في الرض جميعا‪ (N‬اي من مال‬
‫ومتاع } ومثله معه { أيضا‪ N‬لفتدوا به من العذاب الذي الذي تضمنه هذا الوعيد الشديد‪ ،‬ويعلن عن الوعيد‬
‫فيقول } أولئك { اي الشقياء } لهم سوء الحساب { وهو أن يحاسبوا على صغيرة وكبيرة في أعمالهم ول يغفر‬
‫لهم منها شيء } ومأواهم جهنم { اي مقرهم ومكان إيوائهم } ويئس المهاد { أي الفراش جهنم لهم‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬استحسان ضرب المثال لتقريب المعاني الى الذهان‪.‬‬

‫‪ -2‬ثبات الحق‪ ،‬واضمحلل الباطل سنة من سنن ال تعالى‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان وعد ال للمستجيبين له باليمان والطاعة وهي الجنة‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان وعيد ال لمن لم يستجب له باليمان والطاعة‪.‬‬

‫} أفمن يع‪%‬لم أنمآ أ)نزل إلي‪%‬ك من رب‪#‬ك ٱلحق كمن‪ %‬هو أع‪%‬مى إنما يتذكر أ)و‪%‬لوا ٱللباب { * } ٱلذين‬
‫يوفون بعه‪%‬د ٱلله ول ينقضون ٱلميثاق { * } وٱلذين يصلون مآ أمر ٱلله به أن يوصل‬
‫ويخشو‪%‬ن ربهم‪ %‬ويخافون سوء الحساب { * } والذين صبروا ٱب‪%‬تغاء وج‪%‬ه رب‪#‬هم‪ %‬وأقاموا ٱلصلة‬
‫وأنفقوا مما رزقناهم‪ %‬سر‪j‬ا‪ S‬وعلنية‪ S‬ويد‪%‬رءون بٱلحسنة ٱلسي‪#‬ئة )أو‪%‬لـئك لهم‪ %‬عقبى ٱلدار { *‬
‫} جنات عد‪%‬ن@ يد‪%‬خلونها ومن‪ %‬صلح من‪ %‬آبائهم‪ %‬وأز‪%‬واجهم‪ %‬وذر‪#‬ياتهم‪ %‬والملئكة يد‪%‬خلون علي‪%‬هم‪ %‬م‪#‬ن‬
‫كل‪ R‬باب@ { * } سلم‪ V‬علي‪%‬كم بما صبر‪%‬تم‪ %‬فنع‪%‬م عقبى ٱلدار {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} كمن هو اعمى {‪ :‬أي ل يرى الحق ول يعمله ول يؤمن به‪.‬‬


‫} أولوا اللباب {‪ :‬أي أصحاب العقول‪.‬‬

‫} يصلون ما امر ال به ان يوصل {‪ :‬أي من اليمان والتوحيد والرحام‪.‬‬

‫} ويدرءون بالحسنة {‪ :‬أي يدفعون بالحلم الجهل‪ ،‬وبالصبر الذى‪.‬‬

‫} عقبى الدار {‪ :‬أي العاقبة المحمودة في الدار الخرة‪.‬‬

‫} جنات عدن {‪ :‬أي جنات إقامة دائمة‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬

‫لقد تضمنت هذه اليات مقارنة ومفاضلة بين شخصيتين‪ :‬الولى شخصية مؤمن صالح كحمزة بن عبدالمطلب‬
‫والثانية شخصية كافر فاسد كأبي جهل المخزومي وبين ما لهما من جزاء في الدار الخرة‪ ،‬مع ذكر صفات كل‬
‫منهما‪ ،‬تلك الصفات المقتضية لجزائهما في الدار الخرة قال تعالى‪ } :‬أفمن يعلم أنما انزل اليك من ربك‬
‫الحق { فيؤمن به بعد العلم ويستقيم على منهجه في عقيدته وعبادته ومعاملته وسلوكه كله‪ .‬هذه الشخصية‬
‫الولى } كمن هو اعمى { لم يعلم الحق ولم يؤمن به ولم يفعل بما انزل الى الرسول من الشرع‪.‬‬

‫والجواب قطعا‪ N‬انهما ل يستويان ول يكونان في ميزان العدل والحق متساويين وقوله تعالى‪ } :‬إنما يتذكر أولوا‬
‫اللباب { اي يتعظ بمثل هذه المقارنة أصحاب العقول المدركة للحقائق‪ ،‬والمفرقة بين المتضادات كالحق‬
‫والباطل والخير والشر والنافع والضار‪ .‬وقوله تعالى‪) :‬الذين يوفون( هذا مشروع في بيان صفاتهم المقتضية‬
‫إنعامهم وإكرامهم نذكر لهم ثماني صفات هي كالتالي‪ (1) :‬الوفاء بالعهود وعدم نقضها‪ } :‬الذين يوفون بعهد‬
‫ال ول ينقضون الميثاق { اذ ل دين لمن ل عهد له‪ (2) .‬وصل ما امر ال به ان يوصل من اليمان والسلم‬
‫والحسان والرحام‪ } :‬والذين يصلون ما امر ال به ان يوصل {‪.‬‬

‫)‪ (3‬خشية ال المقتضية لطاعته‪ } :‬ويخشون ربهم {‪ (4) .‬الخوف من سوء الحساب يوم القيامة المقتضي‬
‫لمحاسبة النفس على الصغيرة والكبيرة‪ } :‬ويخافون سوء الحساب {‪ (5) .‬الصبر طلبا‪ N‬لمرضاة ال على‬
‫الطاعات وعن المعاصي‪ ،‬وعلى البلء‪ } :‬والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم {‪ (6) .‬اقامة الصلة وهي إداؤها‬
‫في أوقاتها جماعة بكامل الشروط والركان والسنن والداب‪ } :‬واقاموا الصلة {‪ (7) .‬النفاق مما رزقهم ال‬
‫في الزكاة والصدقات الواجبة والمندوبة‪ } :‬وأنفقوا مما رزقناهم {‪ (8) .‬دفع السيئة بالحسنة فيدرءون سيئة‬
‫الجهل عليهم بحسنة الحلم‪ ،‬وسيئة الذى بحسنة الصبر‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬أولئك لهم عقبى الدار { اي العاقبة المحمودة وفسرها بقوله } جنات عدن { أي إقامة ل ظعن‬
‫منه يدخلونها هم } ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم { والصلح هنا اليمان والعمل الصالح‪ .‬وقوله‪} :‬‬
‫والملئكة يدخلون عليهم من كل باب { هذا عند دخولهم الجنة تدخل عليهم الملئكة تهنئهم بسلمة الوصول‬
‫وتحقيق المأمول وتسلم عليهم قائلة‪ } :‬سلم عليكم بما صبرتم { أي بسبب صبركم واليمان والطاعة } فنعم‬
‫عقى الدار {‪ .‬هذه تهنئة الملئكة لهم وأعظم بها تهنئة وأبرك بها بركة اللهم اجعلني منهم ووالدي واهل بيتي‬
‫والمسلمين اجمعين‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬المؤمن حي يبصر ويعلم ويعمل والكافر ميت أعمى ل يعلم ول يعمل‪.‬‬

‫‪ -2‬التعاظ بالمواعظ يحصل لذي عقل راجح سليم‪.‬‬

‫‪ -3‬فضل هذه الصفات الثمانية المذكورة في هذه اليات‪ .‬أولها الوفاء بعهد ال وآخرها درء السيئة بالحسنة‪.‬‬

‫‪ -4‬تفسير عقبى الدار وأنها الجنة‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان ان الملئكة تهنئ اهل الجنة عند دخولهم وتسلم عليهم‪.‬‬

‫} وٱلذين ينقضون عه‪%‬د ٱلله من بع‪%‬د ميثاقه ويقطعون مآ أمر ٱلله به أن يوصل ويفسدون في‬
‫ٱلر‪%‬ض )أو‪%‬لـئك لهم ٱللع‪%‬نة ولهم‪ %‬سو*ء ٱلدار { * } ٱلله يب‪%‬سط ٱلر‪#‬ز‪%‬ق لمن‪ %‬يشآء ويقدر وفرحوا‬
‫بٱلحياة ٱلد‪O‬نيا وما ٱلحياة ٱلد‪O‬نيا في ٱلخرة إل متاع‪ } * { V‬ويقول) ٱلذين كفروا لو‪%‬ل أ)نزل علي‪%‬ه‬
‫آية‪ U‬م‪#‬ن رب‪#‬ه قل إن ٱلله يضل من يشآء ويه‪%‬دي* إلي‪%‬ه من‪ %‬أناب { * } ٱلذين آمنوا وتطمئن‬
‫قلوبهم‪ %‬بذكر ٱلله أل بذكر ٱلله تطمئن‪ O‬ٱلقلوب { * } ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات طوبى لهم‬
‫وحس‪%‬ن مآب@ {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬


‫} والذين ينقضون عهد ال {‪ :‬أي يحلونه ول يلتزمون به فلم يعبدوا ربهم وحده‪.‬‬

‫} ويقطعون ما امر ال به أن يوصل {‪ :‬أي من اليمان والرحام‪.‬‬

‫} ويفسدون في الرض {‪ :‬أي بترك الصلة ومنع الزكاة‪ ،‬وبارتكاب السيئات وترك الحسنات‪.‬‬

‫} لهم اللعنة {‪ :‬أي البعد من رحمة ال تعالى‪.‬‬

‫} ولهم سوء الدار {‪ :‬أي جهنم وبئس المهاد‪.‬‬

‫} ويقدر {‪ :‬أي يضيق ويقتر‪.‬‬

‫} ال متاع {‪ :‬قدر يسير يتمتع به زمنا‪ N‬ثم ينقضي‪.‬‬

‫} طوبى لهم وحسن مآب {‪ :‬أي لهم طوبى شجرة في الجنة وحسن منقلب وهو دار السلم‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬

‫قوله تعالى‪ } :‬والذين ينقضون { اليات‪ ،‬هذا هو الطرف المقابل او الشخصية الثانية وهو من لم يعلم ولم يؤمن‬
‫كأبي جهل المقابل لحمزة بن عبدالمطلب رضي ال عنه ذكر تعالى هنا صفاته الموجبة لعذابه وحرمانه فذكر‬
‫له ولمن شاكلته الصفات التالية‪ (1) :‬نقض العهد فلم يعبدوا ال ولم يوحدوه وهو العهد الذي أخذ عليهم في عالم‬
‫الوراح‪ } :‬والذين ينقضون عهد ال من بعد ميثاقه {‪.‬‬

‫)‪ (2‬قطع ما أمر ال به ان يوصل من اليمان وصلة الرحام‪ } :‬ويقطعون ما أمر ال به ان يوصل {‪.‬‬

‫)‪ (3‬الفساد في الرض بالشرك والمعاصي‪ } :‬يفسدون في الرض { بهذه الصفات استوجبوا هذا الجزاء‪ ،‬قال‬
‫تعالى‪ } :‬اولئك لهم اللعنة { اي البعد من الرحمة } ولهم سوء الدار { أي جهنم وبئس المهاد‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫} ال يبسط الرزق لمن شاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا‪ ،‬وما الحياة الدنيا في الخرة ال متاع { يخبر تعالى‬
‫عن سنة من سننه في خلقه وهي يبسط الرزق اى يوسعه على من يشاء امتحانا‪ N‬هل يشكر ام يكفر ويضيق‬
‫ويفتر على من يشاء ابتلء هل يصبر او يجزع‪ ،‬وقد يبسط الرزق لبعض اذ ل يصلحهم ال ذاك‪ ،‬وقد يضيق‬
‫على بعض اذ ل يصلهم ال ذاك‪ ،‬فلن يكون الغنى دال‪ N‬على رضى ال‪ ،‬ول الفقر دال‪ N‬على سخطه تعالى على‬
‫عباده‪ ،‬وقوله } وفرحوا بالحياة الدنيا { اي فرح اولئك الكافرون بالحياة الدنيا لجهلهم بمقدارها وعاقبتها وسوء‬
‫آثارها وما الحياة الدنيا بالنسبة الى ما اعد ال لوليائه وهو اهل اليمان به وطاعته ال متاع قليل ككف التمر‬
‫أو قرص الخبز يعطاه الراعي غذاء له طول النهار ثم ينفذ‪ ،‬وقوله تعالى في الية )‪ } :(27‬ويقول الذين كفروا‬
‫لول انزل عليه آية من ربه { فقد تقدم مثل هذا الطلب من المشركين وهو مطالبة المشركين النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ان تكون له آية كناقة صالح عصا موسى ليؤمنوا به وهم في ذلك كاذبون فلم يحملهم على هذا‬
‫الطلب ال الستخفاف والعناد وال آيات القرآن أعظم من آية الناقة والعصا‪ ،‬فلذا قال تعالى لرسوله‪ } :‬قل إن‬
‫ال يضل من يشاء { ضلله ولو رأى وشاهد ألوف اليات } ويهدي اليه من أناب { ولو لم ير آية واحدة ال‬
‫انه أناب الى ال فهداه اليه وقبله وجعله من اهل وليته‪ ،‬وقوله تعالى في الية )‪ } (8‬الذين آمنوا وتطمئن‬
‫قلوبهم بذكر ال { أولئك الذين أنابوا اليه تعالى إيمانا‪ N‬وتوحيدا‪ N‬فهداهم إليه صراطا‪ N‬مستقيما‪ N‬هؤلء تطئمن قلوبهم‬
‫أي تسكن وتستأنس بذكر ال وذكره وعده وذكر صالحي عباده محمد صلى ال عليه وسلم وأصحابه‪ ،‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬أل بذكر ال تطمئن القلوب { اي قلوب المؤمنين اما قلوب الكافرين فإنها تطمئن لذكر الدنيا وملذها‬
‫وقلوب المشركين تطمئن لذكر أصنامهم‪ ،‬وقوله تعالى } والذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب‬
‫{ إخبار من ال تعالى بما أعد لهل اليمان والعمل الصالح وهو طوبى حال من الحسن الطيب يعجز البيان‬
‫عن وصفها أو شجرة في الجنة وحسن منقلب وهو الجنة دار السلم والنعيم المقيم‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬حرمة التصاف بصفات اهل الشقاء وهي نقض العهد‪ ،‬وقطع أمر ال به أن يوصل والفساد في الرض‬
‫بالشرك والمعاصي‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان ان الغنى والفقر يتمان حسب علم ال تعالى امتحانا‪ N‬وابتلء فل يدلن على رضا ال ول على سخطه‬
‫‪ -3‬حقارة الدنيا وضالة ما فيها من المتاع‪.‬‬

‫‪ -5‬وعد ال تعالى لهل اليمان والعمل الصالح بطوبى وحسن المآب‪.‬‬

‫} كذلك أر‪%‬سلناك في* أ)مة@ قد‪ %‬خلت من قب‪%‬لهآ أ)مم‪ V‬ل‪R‬تتلوا علي‪%‬هم ٱلذي* أو‪%‬حي‪%‬نآ إلي‪%‬ك وهم‪ %‬يكفرون‬
‫بٱلرح‪%‬مـن قل هو رب‪#‬ي ل* إلـه إل هو علي‪%‬ه توكلت وإلي‪%‬ه متاب { * } ولو‪ %‬أن قر‪%‬آنا‪ S‬سي‪#‬رت به‬
‫ٱلجبال) أو‪ %‬قط‪R‬عت به ٱلر‪%‬ض أو‪ %‬كل‪R‬م به ٱلمو‪%‬تى بل لله ٱلم‪%‬ر جميعا‪ S‬أفلم‪ %‬يي‪%‬أس ٱلذين آمنو*ا أن لو‬
‫يشآء ٱلله لهدى ٱلناس جميعا‪ S‬ول يزا )ل ٱلذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة‪ U‬أ ‪%‬و تحل قريبا‬
‫م‪#‬ن دارهم‪ %‬حتى يأتي وع‪%‬د ٱلله إن ٱلله ل يخلف ٱلميعاد { * } ولقد ٱس‪%‬ته‪%‬زئ برسل@ م‪#‬ن قب‪%‬لك‬
‫فأم‪%‬لي‪%‬ت للذين كفروا ثم أخذتهم‪ %‬فكي‪%‬ف كان عقاب {‬
‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} كذلك أرسلناك {‪ :‬أي مثل ذلك الرسال الذي أرسلنا أرسلناك‪.‬‬

‫} لتتلو عليهم {‪ :‬أي لتقرأ عليهم القرأن تذكيرا‪ N‬وتعليما‪ N‬ونذارة وبشارة‪.‬‬

‫} وهو يكفرون بالرحمن {‪ :‬اذا قالوا وما الرحمن وقالوا ل رحمن ال رحمان اليمامة‪.‬‬

‫} سيرت به الجبال {‪ :‬أي نقلت من اماكنها‪.‬‬

‫} او قطعت به الرض {‪ :‬اي شققت فجعلت انهارا‪ N‬وعيونا‪.N‬‬

‫} أو كلم به الموتى {‪ :‬اي احيوا وتكلموا‪.‬‬

‫} أفلم ييأس {‪ :‬أي يعلم‪.‬‬

‫} قارعة {‪ :‬أي داهية تقرع قلوبهم بالخوف والحزن وتهلكهم وتستأصلهم‪.‬‬

‫} او تحل قريبا‪ N‬من دارهم {‪ :‬أي القارعة او الجيش السلمي‪.‬‬

‫} فأمليت {‪ :‬اي امهلت وأخرت مدة طويلة‪.‬‬

‫} معنى اليات {‬

‫ما زال السياق في تقرير أصول العقائد‪ :‬التوحيد والنبوة والبعث والجزاء الخر ففي الية الولى من هذا‬
‫السياق وهي قوله تعالى‪ } :‬كذلك أرسلناك { فقرر نبوة الرسول صلى ال عليه وسلم بقوله كذلك اي الرسال‬
‫الذي ارسلنا من قبلك انت الى امة قد خلت من قبلها امم‪ ،‬وبين فائدة الرسال فقال‪ } :‬لتتلو عليهم الذي أوحينا‬
‫اليك { وهو رحمة والهدى والشفاء } وهو يكفرون بالرحمن { الرحمن الذي ارسلك لهم بالهدى ودين الحق‬
‫لكمالهم وإسعادهم يكفرون به‪ ،‬اذا فقل انت ايها الرسول هو ربي ل اله ال هو اي ل معبود بحق ال هو عليه‬
‫توكلت واليه متاب اي توبتي ورجوعي فقرر بذلك مبدأ التوحيد بأصدق عبارة وقوله تعالى في الية الثانية )‬
‫‪ } (31‬ولو أن قرآن‪N‬ا { الخ‪ :‬ل شك ان مشركي مكة كانوا بما ذكره في هذه الية اذا قالوا ان كنت رسول‪ N‬فادع‬
‫لنا ربك فيسر عنا هذه الجبال التي تكتنف وادينا فتتسع ارضنا للزراعة والحراثة وقطع ارضنا فاخرج لنا منها‬
‫العيون والنهار واحيي لنا فلن وفلن‪N‬ا حتى نكملهم ونسألهم عن صحة ما تقول وتدعي بأنك نبي فقال تعال‪:‬‬
‫} ولو أن قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الرض أو كلم به الموتى { اي لكان هذا القرأن‪ ،‬ولكن ليست‬
‫اليات هي التي تهدي بل ال المر جميعا‪ N‬يهدي من يشاء ويضل من يشاء‪ ،‬ولما صرفهم ال تعالى عن اليات‬
‫الكونية لعلمه تعالى أنهم لو اعطاهم اياها لما آمنوا عليها فيحق عليهم عذاب البادة كالمم السابقة‪ ،‬وكان من‬
‫المؤمنين من يود اليات الكونية ظنا‪ N‬منه ان المشركين لو شاهدوا أمنوا وانتهت المعركة الدائرة بين الشرك‬
‫والتوحيد قال تعالى‪ } :‬أفلم ييأس الذين آمنوا { أي يعملوا } أن لو يشاء ال لهدى الناس جميعا‪ { N‬باليات‬
‫وبدونها فليترك المر له سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ول يزال الذين كفروا‬
‫تصيبهم بما صنعوا { اي من الشرك والمعاصي } قارعة { أي داهية تفرع قلوبهم بالخوف والفزع ونفوسهم‬
‫بالهم والحزن وذلك كالجدب والمرض والقتل والسر } أو تحل قريبا‪ N‬من دارهم { أي يحل الرسول بجيشه‬
‫السلمي ليفتح مكة حتى يأتي وعد ال بنصرك أيها الرسول عليهم والية عامة فيمن بعد قريش ويكون الوعيد‬
‫متناول‪ N‬امم الكفر عامة وها هي ذي الحروب تقرعهم كل قرن مرة ومرتين والحرب الذرية على أبوابهم ول‬
‫يزال أمرهم كذلك حتى يحل الجيش السلمي قريبا‪ N‬من دارهم ليدخلوا في دين ال او يهلكوا‪ } ،‬ان ال ل‬
‫يخلف المعياد { وقد أنجز ما وعد قريشا‪ ،N‬وفي الية الخيرة )‪ (32‬يخبر تعالى رسوله مسليا‪ N‬إياه عما يجد من‬
‫تعب وألم من صلف المشركين وعنادهم فيقول له‪ } :‬ولقد استهزئ برسل من قبلك { أي كما استهزئ بك‬
‫فصبروا فاصبر أنت‪ } ،‬فأمليت للذين كفروا { أي امهلتهم وأنظرتهم حتى قامت الحجة عليهم ثم أخذتهم فلم أبق‬
‫منهم احدا‪ } N‬فكيف كان عقاب { أي كان شديدا‪ N‬عاما‪ N‬واقعا‪ N‬موقعه‪ ،‬فكذلك أفعل بمن استهزا بك يا رسولنا اذا لم‬
‫يتوبوا ويسلموا‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير التوحيد‪.‬‬

‫‪ -2‬ل توكل ال على ال‪ ،‬ول توبة لحد إليه‪.‬‬

‫‪ -3‬عظمة القرآن الكريم وبيان فضله‪.‬‬

‫‪ -4‬إطلق لفظ اليأس والمراد به العلم‪.‬‬

‫‪ -5‬توعد الرب تعالى الكافرين بالقوارع في الدنيا الى يوم القيامة‪.‬‬


‫‪ -6‬ال جل جللة يملي ويمهل ولكن ل يهمل بل يؤاخذ ويعاقب‪.‬‬

‫} أفمن‪ %‬هو قآئم‪ V‬على ك ‪R‬ل نفس@ بما كسبت وجعلوا لله شركآء قل سم‪O‬وهم‪ %‬أم‪ %‬تن ‪#‬بئ)ونه بما ل يع‪%‬لم‬
‫في ٱلر‪%‬ض أم بظاهر@ م‪#‬ن ٱلقو‪%‬ل بل زي‪#‬ن للذين كفروا مكرهم‪ %‬وصد‪O‬وا عن ٱلسبيل ومن يض‪%‬لل‬
‫ٱلله فما له من‪ %‬هاد@ { * } لهم‪ %‬عذاب‪ V‬في ٱلحياة ٱلد‪O‬نيا ولعذاب ٱل)خرة أشق وما لهم م‪#‬ن ٱلله‬
‫من واق@ { * } مثل) ٱلجنة ٱلتي وعد ٱلمتقون تج‪%‬ري من تح‪%‬تها ٱلنهار أ)كلها دآئم‪ V‬وظلها تلك‬
‫عقبى ٱلذين ٱتقوا وعقبى ٱلكافرين ٱلنار {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت {‪ :‬أي حافظها ورازقها وعالم بها وبما كسبت و يجازيها بعملها‪.‬‬

‫} قل سموهم {‪ :‬أي صفوهم له من هم؟‬

‫} أم تنبونه بما ل يعلم {‪ :‬أي اتخبرونه بما ل يعمله؟‬

‫} بظاهر من القول {‪ :‬أي بظن باطل ل حقيقة له في الواقع‪.‬‬

‫} أشق {‪ :‬أي أشد‪.‬‬

‫} واق {‪ :‬أي مانع يمنعهم من العذاب‪.‬‬

‫} مثل الجنة {‪ :‬أي صفتها التي نقصها عليك‪.‬‬

‫} أكلها دائم وظلها {‪ :‬أي ما يؤكل فيها دائم ل يفنى وظلها دائم ل ينسخ‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬

‫ما زال السياق في تقرير التوحيد وإبطال التنديد بقوله تعالى‪ } :‬أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت { أي‬
‫حافظها ورازفها وعالم بها وبما كسبت من خير وشر ومجازيها كمن ل يحفظ ول يرزق ول يعلم ول يجزي‬
‫وهو الصنام‪ ،‬اذا فبطل تأليهها ولم يبق ال الله الحق ال الذي ل اله ال هو ول رب سواه‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫} وجعلوا ل شركاء { أي يعبدونهم معه } قل سموهم { اي قل لهم يا رسولنا سموا لنا تلك الشركاء صفوهم‬
‫بينوا من هم؟ } أم تنبئونه بما ل يعلم في الرض { أي أتنبئون ال بما ل يعلم في الرض؟ } أم بظاهر من‬
‫القول { أي بل بظاهر من القول أي بظن باطل ل حقيقة له في الواقع‪.‬‬

‫وقوله تعالى } بل زين للذين كفروا مكرهم { اي قولهم الكاذب وافتراؤهم الماكر فبذلك صدوا عن السبيل سبيل‬
‫الحق وصرفوا عنه فلم يهتدوا اليه‪ } ،‬ومن يضلل ال فما له من هاد { وقوله تعالى‪ } :‬لهم عذاب في الحياة‬
‫الدنيا { بالقتل والسر‪ ،‬و } العذاب الخرة أشق { أي أشد من عذاب الدنيا مهما كان } وما لهم من ال من واق‬
‫{ أي وليس لهم من دون ال من يقيهم فيصرفه عنهم ويدفعه حتى ل يذوقوه‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬مثل الجنة التي‬
‫وعد المتقون { أي لما ذكر عذاب الخرة لهل الكفر والفجور ذكر نعيم الخرة لهل اليمان والتقوى‪ ،‬فقال‪} :‬‬
‫مثل الجنة التي وعد المتقون { أي صفة الجنة ووصفها بقوله‪ } :‬تجري من تحتها النهار أكلها دائم وظللها {‬
‫دائم كذلك فطعامها ل ينفذ‪ ،‬وظلها ل يزول ول ينسخ بشمس كظل الدنيا‪ ،‬وقوله‪ } :‬تلك { اي الجنة } عقبى‬
‫الذين اتقوا { أي ربهم فآمنوا به وعبدوه ووحدوه واطاعوه في أمر ونهيه‪ } ،‬وعقبى الكافرين النار { والعقبى‬
‫بمعنى العاقبة في الخير والشر‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير التوحيد اذ الصنام ل تحفظ ول ترزق ول تحاسب ول تجزي‪ ،‬وال هو القائم على كل نفس فهو‬
‫الله الحق وما عداه فآلهة باطلة ل حقيقة لها ال مجرد أسماء‪.‬‬

‫‪ -2‬استمرار الكفار على كفرهم هو نتيجة تزيين الشيطان لهم ذلك فصدهم عن السبيل‪.‬‬

‫‪ -3‬ميزة القرآن الكريم في الجمع بين الوعد والوعيد إذ بهما تمكن هداية الناس‪.‬‬

‫} وٱلذين آتي‪%‬ناهم ٱلكتاب يفرحون بمآ أ)نزل إلي‪%‬ك ومن ٱلح‪%‬زاب من ينكر بع‪%‬ضه قل إنمآ أ)مر‪%‬ت‬
‫أن‪ %‬أع‪%‬بد ٱلله ول* أ)شرك به إلي‪%‬ه أد‪%‬عو وإلي‪%‬ه مآب { * } وكذلك أنزلناه حكما‪ S‬عرب ‪j‬يا‪ S‬ولئن ٱتبع‪%‬ت‬
‫ي ول واق@ { * } ولقد‪ %‬أر‪%‬سلنا رسل‪ S‬م‪#‬ن‬
‫أه‪%‬واءهم بع‪%‬د ما جآءك من ٱلعلم ما لك من ٱلله من ول ‪m‬‬
‫قب‪%‬لك وجعلنا لهم‪ %‬أز‪%‬واجا‪ S‬وذر‪#‬ية‪ S‬وما كان لرسول@ أن يأتي بآية@ إل بإذن ٱلله لكل‪ R‬أج @ل كتاب‪* { V‬‬
‫} يم‪%‬حوا ٱلله ما يشآء ويثبت وعنده )أم‪ O‬ٱلكتاب {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬


‫} والذين آتيناهم الكتاب {‪ :‬أي كعبد بن سلم ومن أمن من اليهود‪.‬‬

‫} يقفرحون بما انزل اليك {‪ :‬أي يسرون به لنهم مؤمنون صادقون ولنه موافق لما عندهم‪.‬‬

‫} ومن الحزاب {‪ :‬اي من اليهود والمشركين‪.‬‬

‫} من ينكر بعضه {‪ :‬أي بعض القرآن فالمشركون أنكروا لفظ الرحمن وقالوا ل رحمن ال رحمن اليمامة‬
‫يعنون مسيلمة الكذاب‪.‬‬

‫} وكذلك أنزلناه حكما‪ N‬عربيا‪ :{ N‬أي بلسان العرب لتحكم به بينهم‪.‬‬

‫} لكل أجل كتاب {‪ :‬أي لكل مدة كتاب كتبت فيه المدة المحددة‪.‬‬

‫} يمحو ال ما يشاء {‪ :‬أي يمحو من الحكام وغيرها ويثبت ما يشاء فما محاه هو المنسوخ وما أبقاه هو‬
‫المحكم‪.‬‬

‫} معنى اليات {‬

‫ما زال السياق في تقرير أصول العقيدة‪ :‬التوحيد والنبوة والبعث والجزاء‪ ،‬فقوله تعالى‪ } :‬والذين آتيناهم الكتاب‬
‫{ كعبدال بن سلم يفرحون بما انزل اليك وهو القرآن وفي هذا تقرير للوحي وإثبات له‪ ،‬وقوله } ومن‬
‫الحزاب { ككفار اهل الكتاب والمشركين } من ينكر بعضه { فاليهود انكروا اغلب ما في القرآن من الحكام‬
‫ولم يصدقوا ال بالقصص‪ ،‬والمشركون انكروا } الرحمن { وقالوا ل رحمن ال رحمان اليمامة يعنون مسيلمة‬
‫الكذاب عليه لعائن ال‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬قل إنما أمرت ان أعبد ال ول أشرك به { أي امرني ربي أن اعبد ول‬
‫اشرك به‪ ،‬اليه تعالى ادعو الناس اي الى اليمان به والى توحيده وطاعته‪ } ،‬وإليه مآب { اي رجوعي وإيابي‬
‫وفي هذا تقرير للتوحيد‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وكذلك أنزلناه حكما‪ N‬عربيا‪ { N‬أي وكهذا النزال للقرآن أنزلناه بلسان‬
‫العرب لتحكم بينهم به‪ ،‬وفي هذا تقرير للوحي اللهي والنبوة المحمدية‪ ،‬وقوله‪ } :‬ولئن اتبعت اهواءهم بعد ما‬
‫جاءك من العلم { بان وافقتهم على مللهم وباطلهم في اعتقادهم‪ ،‬وحاشا رسول ال )ص( ان يفعل وإنما الخطاب‬
‫من باب‪ ...‬إياك اعني واسمعي يا جارة‪ } ...‬ما لك من ال من ولي ول واق { اي ليس لك من دون ال من‬
‫ولي يتولى امر نصرك وحفظك‪ ،‬ول واق يقيك عذاب ال اذا اراده بك لتباعك اهل الباطل وتركك الحق‬
‫واهله‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ولقد أرسلنا رسل‪ N‬من قبلك وجعلنا لهم ازواجا‪ N‬وذرية { فل معنى لما يقوله المبطلون‪ :‬لم‬
‫يتخذ محمد أزواجا‪ N‬ولم تكون له ذرية؟ وهو يقول انه نبي ال ورسوله‪ ،‬فان الرسل قبلك من نوح وإبراهيم الى‬
‫موسى وداوود وسليمان الكل كان لهم ازواج وذربة‪ ،‬ولما قالوا‬
‫{‬ ‫} لول أنزل عليه آية‬
‫رد ال تعالى عليهم بقوله‪ } :‬وما كان لرسول ان يأتي بآية ال باذن ال { فالرسل كلهم مربوبون ل مقهرون ل‬
‫يملكون مع ال شيئا‪ ij‬فهو المالك المتصرف ان شاء اعطاهم وان شاء منعهم‪ ،‬وقوله‪ } :‬لكل أجل كتاب { اي لكل‬
‫وقت محدد يعطي ال تعالى فيه او يمنع كتاب كتب فيه ذلك الجل وعين فل فوضى ول انف‪ ،‬وقوله‪ } :‬يمحمو‬
‫ال ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب { رد على قولهم لم يثبت الشيء ثم يبطله كاستقبال بيت المقدس ثم الكعبة‬
‫وكالعدة من الحول الى اربعة أشهر وعشرة فاعلهم ان ال تعالى يمحو ما يشاء من الشرائع والحكام بحسب‬
‫حاجة عباده ويثبت كذلك ما هو صالح لهم نافع‪ } ،‬وعنده أم الكتاب { اي الذي حوى كل المقادير فل يدخله‬
‫تبديل ول تغيير كالموت والحياة والسعادة والشقاء‪ ،‬وفي الحديث‪:‬‬
‫" رفعت القلم وجفت الصحف " رواه مسلم‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عقيدة الوحي والنبوة‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير عقيدة التوحيد‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير ان القضاء والحكم في السلم مصدره الول القرآن الكريم ثم السنة لبيانها للقرآن‪ ،‬ثم القياس‬
‫المأذون فيه بإجماع المة لستحالة اجتماعها على غير ما يحب ال تعالى ويرضى به‪.‬‬

‫‪ -4‬التحذير من اتباع أصحاب البدع والهواء والملل والنحل الباطلة‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير عقيدة القضاء والقدر‪.‬‬

‫‪ -6‬بيان النسخ في الحكام بالكتاب والسنة‪.‬‬

‫} وإن ما نرينك بع‪%‬ض ٱلذي نعدهم‪ %‬أو‪ %‬نتوفينك فإنما علي‪%‬ك ٱلبلغ وعلي‪%‬نا ٱلحساب { * } أولم‬
‫يرو‪%‬ا أنا نأتي ٱلر‪%‬ض ننقصها من‪ %‬أطرافها وٱلله يح‪%‬كم ل معق‪R‬ب لحكمه وهو سريع ٱلحساب { *‬
‫} وقد‪ %‬مكر ٱلذين من قب‪%‬لهم‪ %‬فلله ٱلمكر جميعا‪ S‬يع‪%‬لم ما تكسب كل نفس@ وسيع‪%‬لم ٱلكفار لمن‪ %‬عقبى‬
‫ٱلدار { * } ويقو )ل ٱلذين كفروا لس‪%‬ت مر‪%‬سل‪ S‬قل كفى بٱلله شهيدا‪ S‬بي‪%‬ني وبي‪%‬نكم‪ %‬ومن‪ %‬عنده علم‬
‫ٱلكتاب {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} نعدهم {‪ :‬اي من العذاب‪.‬‬

‫} أو نتوفينك {‪ :‬اي قبل ذلك‪.‬‬

‫} ننقصها من اطرافها {‪ :‬أي بلدا‪ N‬بعد بلد بالفتح ودخول السلم فيها وانتهاء الشرك منها‪.‬‬

‫} ل معقب لحكمه {‪ :‬أي ل راد له بحيث ل يتعقب حكمه فيبطل‪.‬‬

‫} ومن عنده علم الكتاب {‪ :‬من مؤمني اليهود والنصارى‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬

‫قوله تعالى‪ } :‬واما نرينك الذي نعدهم او نتوفينك { اي ان أريتك بعض الذي نعد قومك من العذاب فذاك‪ ،‬وان‬
‫نتوفينك قبل ذلك فليس عليك ال البلغ فقد بلغت وعلينا الحساب فسوف نجزيهم بما كانوا يكسبون‪ ،‬فل تأس‬
‫أيها الرسول ول تضق ذرعا‪ N‬بما يمكرون‪ ،‬وقوله } أو لم يروا { اي المشركون الجاحدون الماكرون المطالبون‬
‫باليات على صدق نبوة نبينا } أنا نأتي الرض ننقصها من أطرافها { أي نفتحها للسلم بلدا‪ N‬بعد بلد أليس‬
‫ذلك آية دالة على صدق الرسول صلى ال عليه وسلم وصحة دعوته‪ ،‬وقوله‪ } :‬ال يحكم ول معقب لحكمه {‬
‫اي وال جل جلله يحكم في خلقه بما يشاء فيعز ويذل ويعطي ويمنع وينصر ويهزم‪ ،‬ول معقب لحكمه اي‬
‫ليس هناك من يعقب على حكمه فيبطله فإذا حكم بظهور السلم وإدبار الكفر فمن يرد ذلك على ال‪ ،‬وقوله‪} :‬‬
‫وهو سريع الحساب { اذا حاسب على كسب فحسابه سريع يجزي الكاسب بما يستحق دون بطء ول تراخ‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وقد مكر الذين من قبلهم { أي وقد مكرت اقوام قبل قريش وكفار مكة فكيف كان عاقبة‬
‫مكرهم؟ وقوله‪ } :‬فلله المكر جميعا‪ { N‬اي اذا فل عبرة بمكرهم ول قيمة له فل يرهب ول يلتفت اليه وقوله‪:‬‬
‫} يعلم ما تكسب كل نفس { من خير وشر فأين مكر من ل يعلم من مكر كل شيء فسوف يصل بالممكور به‬
‫الى حافة الهلك وهو ل يشعر‪ ،‬أفل يعني هذا كفار قريش فيكفوا عن مكرهم برسول ال ودعوته‪ ،‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬وسيعلم الكفار لمن عقيى الدار { أي سيعلم المشركون خصوم الوحيد يوم القيامة لمن عقبى الدار اي‬
‫العاقبة الحميدة لمن دخل الجنة وهو محمد صلى ال عليه وسلم واتباعه او لمن دخل النار وهم دعاة الشرك‬
‫والكفر واتباعهم‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ويقول الذين كفروا لست مرسل‪ { N‬أي يواجهونك بالنكار عليك والجحود‬
‫لنبوتك ورسالتك قل لهم يا رسولنا ال شهيد بيني وبينكم وقد شهد لي بالرسالة وأقسم لي عليها مرات في كلمه‬
‫مثل‬
‫{‬ ‫} يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين‬
‫وكفى بشهادة ال شهادة‪ } ،‬ومن عنده علم الكتاب { الول التوارة والنجيل وهم مؤمنوا اهل الكتاب من اليهود‬
‫والنصارى كعبدال بن سلم وسلمان الفارسي والنجاشي وتميم الداري وغيرهم‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬انتصار السلم وانتشاره في ظرف ربع قرن أكبر دليل على أنه حق‪.‬‬

‫‪ -2‬احكام ال تعالى ل ترد‪ ،‬ول يجوز طلب الستئناف على حكم من احكام ال تعالى في كتابه او سنة رسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -3‬شهادة ال أعظم شهادة‪ ،‬فل تطلب بعدها شهادة اذا كان الخصام بين مؤمنين‪.‬‬

‫‪ -4‬فضل العالم على الجاهل‪ ،‬اذ شهادة مؤمني أهل الكتاب تقوم بها الحجة على من ل علم لهم من المشركين‪.‬‬

‫سورة إبراهيم‬
‫} ال*ر كتاب‪ V‬أنزلناه إلي‪%‬ك لتخرج ٱلناس من ٱلظلمات إلى ٱلنور بإذن رب‪#‬هم‪ %‬إلى صراط ٱلعزيز‬
‫ٱلحميد { * } ٱلله ٱلذي له ما في ٱلسماوات وما في ٱلر‪%‬ض وو ‪%‬يل‪ Z‬ل‪R‬لكافرين من‪ %‬عذاب@ شديد@ {‬
‫* } ٱلذين يس‪%‬تحب‪O‬ون ٱلحياة ٱلد‪O‬نيا على ٱلخرة ويصد‪O‬ون عن سبيل ٱلله ويب‪%‬غونها عوجا‪) S‬أو‪%‬لـئك‬
‫في ضلل@ بعيد@ { * } ومآ أر‪%‬سلنا من رسول@ إل بلسان قو‪%‬مه ليبي‪#‬ن لهم‪ %‬فيضل ٱلله من يشآء‬
‫ج قو‪%‬مك من‬
‫ويه‪%‬دي من يشآء وهو ٱلعزيز ٱلحكيم { * } ولقد‪ %‬أر‪%‬سلنا موسى بآياتنآ أن‪ %‬أخر ‪%‬‬
‫ٱلظلمات إلى ٱلنور وذك‪R‬ر‪%‬هم‪ %‬بأيام ٱلله إن في ذلك ليات@ ل‪R‬كل‪ R‬صبار@ شكور@ {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} آلر {‪ :‬هذا احد الحروف المقطعة تكتب آلر وتقرأ ألف لم ر‪l‬ا والتفويض فيها أسلم وهو قول ال أعلم بمراده‬
‫بذلك‪.‬‬
‫} كتاب {‪ :‬اي هذا كتاب عظيم‪.‬‬

‫} أنزلناه إليك {‪ :‬يا محمد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} من الظلمات {‪ :‬أي من ظلمات الكفر الى نور اليمان‪.‬‬

‫} العزيز الحميد {‪ :‬أي المحمود بالئه‪.‬‬

‫} عن سبيل ال {‪ :‬أي السلم‪.‬‬

‫} عوجا‪ :{ N‬أي معوجة‪.‬‬

‫} بآياتنا {‪ :‬أي المعجزات التسع‪ :‬العصا‪ ،‬اليد‪ ،‬الطوفان‪ ،‬الجراد‪ ،‬القمل‪ ،‬الضفادع‪ ،‬الدم‪ ،‬والطمس والسنين‬
‫ونقص الثمرات‪.‬‬

‫} وذكرهم بأيام ال {‪ :‬أي ببلئه ونعمائه‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬

‫قوله تعالى‪ } :‬الر { ال اعلم بمراده وقوله‪ } :‬كتاب أنزلناه { اي هذا كتاب عظيم القدر انزلناه إليك يا رسولنا‬
‫لتخرج الناس من الظلمات اي من الظلمات الكفر والجهل الى نور اليمان والعلم لشرعي‪ ،‬وذلك } بإذن‬
‫ربهم { اي بتوقيفه ومعونته } الى صراط العزيز الحميد { اي الى طريق العزيز الغالب الحميد اى المحمود‬
‫بآلئه وافضلته على عباده وسائر مخلوقاته } ال الذي له ما في السموات وما في الرض { خلقا‪ N‬وملكا‬
‫وتصريفا‪ N‬وتدبيرا‪ ،N‬هذا هو ال صاحب الموصل الى السعاد والكمال البشري‪ ،‬والكافرون معرضون بل‬
‫ويصدون عنه فويل لهم من عذاب شديد‪ ،‬الكافورن } الذين يستحبون الحياة الدنيا { اي يفضلون الحياة الدنيا‬
‫فيعلمون للدنيا ويتركون العمل للخرة لعدم إيمانهم بها } ويصدون { أنفسهم وغيرهم ايضا‪ } N‬عن سبيل ال {‬
‫اي السلم } ويبغونها عوجا‪ { N‬اي معوجة انهم يريدون من السلم ان يوافقهم في اهوائهم وما يشتهون حتى‬
‫يقبلوه ويرضوا به دنيا قال تعالى‪ } :‬أولئك في ضلل بعيد { إنهم بهذا السلوك المتثمل في ايثار الدنيا على‬
‫الخرة والصد على السلم‪ ،‬ومحاولة تسخير السلم لتحقيق اطماعهم وشهواتهم في ضلل بعيد ل يمكن‬
‫لصاحبه ان يرجع منه الى الهدى‪ ،‬وقوله تعالى في الية )‪ (4‬من هذا السياق } وما ارسلنا من رسول ال بلسان‬
‫قومه { اي بلغتهم التي يتخاطبون بها ويتفاهمون لحمكة ان يبين لهم‪ ،‬وال بعد ذلك يضل من يشاء إضلله‬
‫حسب سنته في الضلل ويهدي من يشاء كذلك } وهو العزيز { الغالب الذي ل يمانع في شي‪ ،‬اراده‬
‫} الحكيم { الذي يضع مل شيء في موضعه فلذا هو ل يضل ال من رغب في الضلل وتكلف له وأحبه‬
‫وآثره‪ ،‬وتنكر للهدى وحارب المهتدين والداعين الى الهدى‪ ،‬وليس من حكمته تعالى ان يضل من يطلب الهدى‬
‫ويسعى اليه ويلتزم طريقه ويحبه ويحب اهله‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ولقد ارسلنا موسى { اي موسى نبي بني‬
‫إسرائيل } بآياتنا { اي بحججنا وادلتنا الدالة على رسالته والهادية الى ما يدعو اليه وهي تسع آيات منها اليد‬
‫والعصى } ان أخرج قومك من الظلمات الى النور { أي اخرج قومك من ظلمات الشرك الى نور التوحيد‪،‬‬
‫} وذكرهم بأيام ال { أي وقلنا له‪ :‬ذكرهم بأيام ال وهي بلؤه ونعمه اذا انجاهم من عذاب آل فرعون وأنعم‬
‫عليهم بمثل المن والسلوى‪ ،‬وذلك ليحملهم على الشكر ل بطاعته وطاعة رسوله‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ان في ذلك‬
‫ليات لكل صبار شكور { أي إن في ذلك التذكير بالبلء والنعماء لدللت في التذكير هم أهل الصبر والشكر‬
‫بل هم الكثيروا الصبر والشكر‪ ،‬ونا غيرهم فل يرى في ذلك دللة ول علمة‪.‬‬
‫} هداية اليات {‪:‬‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬اقامة الحجة على المكذبين بالقرآن الكريم‪ ،‬اذ هو مؤلف من الحروف المقطعة مثل آلر وطسم وآلم وحم‪،‬‬
‫ولم يستطيعوا بمثله بل بسورة مثله‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان ان الكفر ظلم‪ ،‬واليمان نور‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان الحكمة في ارسال ال تعالى الرسل بلغات اقوامهم‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير ان الذي يخلق الهداية هو ال واما العبد فليس له اكثر من الكسب‪.‬‬

‫‪ -5‬فضيلة التذكير بالخير والشكر ليشكر ال ويتقى‪.‬‬

‫‪ -6‬فضيلة الصبر والشكر‪.‬‬

‫} وإذ قال موسى لقو‪%‬مه ٱذكروا نع‪%‬مة ٱلله علي‪%‬كم‪ %‬إذ أنجاكم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬آل فر‪%‬عو‪%‬ن يسومونكم‪ %‬سو*ء‬
‫ٱلعذاب ويذب‪#‬حون أب‪%‬نآءكم‪ %‬ويس‪%‬تح‪%‬يون نسآءكم‪ %‬وفي ذلكم‪ %‬بل*ء‪ V‬م‪#‬ن ربكم‪ %‬عظيم‪ } * { V‬وإذ تأذن‬
‫رب‪O‬كم‪ %‬لئن شكر‪%‬تم‪ %‬لزيدنكم‪ %‬ولئن كفر‪%‬تم‪ %‬إن عذابي لشديد‪ } * { V‬وقال موسى* إن تكفرو*ا أنتم‪ %‬ومن‬
‫ح وعاد‬
‫في ٱلر‪%‬ض جميعا‪ S‬فإن ٱلله لغني‪ s‬حميد‪ } * { V‬ألم‪ %‬يأتكم‪ %‬نبأ) ٱلذين من قب‪%‬لكم‪ %‬قو‪%‬م نو @‬
‫ي أفواههم‬
‫وثمود وٱلذين من بع‪%‬دهم‪ %‬ل يع‪%‬لمهم‪ %‬إل ٱلله جآءتهم‪ %‬رسلهم‪ %‬بٱلبي‪#‬نات فرد‪O‬و*ا أي‪%‬ديهم‪ %‬ف *‬
‫وقالو*ا إنا كفر‪%‬نا بمآ أ)ر‪%‬سلتم‪ %‬به وإنا لفي شك‪ m‬م‪#‬ما تد‪%‬عوننآ إلي‪%‬ه مريب@ {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} وإذ قال موسى {‪ :‬أي اذكر اذ قال موسى‪.‬‬

‫} يسومونكم {‪ :‬يذيقونكم‪.‬‬

‫} ويستحون نساءكم {‪ :‬أي يستبقونهن‪.m‬‬

‫} بلء من ربكم عظيم {‪ :‬أي ابتلء واختبار‪ ،‬ويكون الخير والشر‪.‬‬

‫} وإ ذ تأذن ربكم {‪ :‬اي اعلم ربكم‪.‬‬

‫} بالبينات {‪ :‬بالحجج الواضحة على صدقهم في دعوة النبوة والتوحيد والبعث الخر‪.‬‬

‫} فردوا أيديهم في أفواههم {‪ :‬أي فرد المم ايديهم في أفواههم اي اشاروا اليهم ان اسكتوا‪.‬‬

‫} مريب {‪ :‬موقع في الريبة‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬

‫} واذ قال موسى لقومه { اي اذكر يا رسولنا اذ قال موسى لقومه من بني إسرائيل } اذكروا نعمة ال عليكم {‬
‫أي لتشكروها بتوحيده وطاعته‪ ،‬فإن من ذكر شكر وبين لهم نوع النعمة وهي انجاؤهم من فرعون وملئه اذ‬
‫كانوا يعذبونهم بالضطهاد والستعباد‪ ،‬فقال‪ } :‬يسومونكم سوء العذاب { اي يذيقونكم سوء العذاب وهو اسوأة‬
‫وأشده‪ } ،‬ويذبحون أبناءكم { اي الطفال المولودين‪ ،‬لن النكهة او رجال السياسة قالوا لفرعون‪ :‬ل يبعد ان‬
‫يسقط عرشك وتزول دولتك على أيدي رجل من بني اسرائيل فأمر بقتل المواليد فور ولدتهم فيقتلون الذكور‬
‫ويستبقون الناث للخدمة ولعدم الخوف منهن وهو معنى قوله‪ } :‬ويستحيون نساءكم { وقوله تعالى‪ } :‬وفي ذلكم‬
‫بلء من ربكم عظيم { فهو بالنظر الى كونه عذابا‪ N‬بلء الشر‪ ،‬وفي كونه نجاة منه‪ ،‬بلء الخير‪ ،‬وقوله تعالى‪} :‬‬
‫وإذ تأذن ربكم( هذا من قول موسى لبني إسرائيل اي اذكر لهم اذ أعلم ربكم مقسما‪ N‬لكم )لئن شكرتم { نعمي‬
‫بعبادتي وتوحيدي فيها وطاعتي وطاعة رسولي بامتثال الوامر واجتناب النواهي } أزيدنكم { في النعام‬
‫والسعاد } ولئن كفرتم { فلم تشكروا نعمي فعصيتموني وعصيتم رسولي اي لسلبنها منكم واعذبكم بسلبها من‬
‫ايديكم } ان عذابي لشديد { فاحذروه واخشوني فيه‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وقال موسى { أي لبني إسرائيل } إن‬
‫تكفروا أنتم { نعم ال فلم تشكروها بطاعته } ومن في الرض جميعا‪ { N‬وكفرها من في الرض جميعا‪ } N‬فان ال‬
‫لغني { عن سائر خلفه ل يفتقر الى احد منهم } حميد { اي محمود بنعمه على سائر خلقه‪ ،‬وقوله‪ } :‬ألم يأتكم {‬
‫هذا قول موسى لقومه وهو يعظهم ويذكرهم‪ } :‬الم يأتيكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من‬
‫بعدهم ل يعلمهم { اي ل يعلم عددهم ول يحصيهم } ال ال( جاءتهم رسلهم بالبينات { اي الحجج والبراهين‬
‫على صدق دعوتهم وما جاء به من الدين الحق ليعبد ال وحده ويطاع وتطاع رسله فيكمل الناس بذلك‬
‫ويسعدوا‪ ،‬وقوله‪ } :‬فردوا أيديهم { اي ردت المم المرسل اليهم الى افواهم تغيظا‪ N‬على أنبيائهم وحنقا‪ ،N‬او‬
‫اشاروا اليهم بالسكوت فاسكتوهم رد‪N‬ا لدعوة الحق التي جاؤوا بها‪ ،‬وقالوا لهم‪ } :‬إنا كفرنا بما ارسلتم به { اي‬
‫بما جئتهم به من الدين السلمي والدعوة اليه‪ } ،‬وإنا لفي شك مما تدعوننا اليه مريب { اي موقع في الريبة‬
‫التي هي قلق النفس واضطرابها بها لعدم سكونها للخبر الذي يلقى اليها‪ ،‬وهذا ما زال السياق طويل‪ N‬وينتهي‬
‫بقوله تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد‬
‫} هداية اليات {‪:‬‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬مشروعية التذكير بنعم ال لنشكر ول نكفر‪.‬‬

‫‪ -2‬وعد ال تعالى بالمزيد من النعم لمن شكر نعم ال عليه‪.‬‬

‫‪ -3‬كفر النعم سبب زوالها‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان غنى ال تعالى المطلق على سائر خلقه فالناس ان شكروا لنفسهم وإن كفروا كفروا على أنفسهم اي‬
‫شكرهم ككفرهم عائد على انفسهم‪.‬‬

‫‪ -5‬التذكير بقصص السابقين وأحوال الغابرين مشروع وفيه فوائد عظيمة‪.‬‬

‫} قالت رسلهم‪ %‬أفي ٱلله شك‪ s‬فاطر ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض يد‪%‬عوكم‪ %‬ليغفر لكم‪ %‬م‪#‬ن ذنوبكم‪ %‬ويؤخ‪R‬ركم‬
‫إلى* أجل@ م‪O‬سـم‪N‬ـى قالو*ا إن‪ %‬أنتم‪ %‬إل بشر‪ V‬م‪#‬ثلنا تريدون أن تصد‪O‬ونا عما كان يع‪%‬بد آبآؤ)نا فأتونا‬
‫بسلطان@ م‪O‬بين@ { * } قالت لهم‪ %‬رسلهم‪ %‬إن نح‪%‬ن إل بشر‪ V‬م‪#‬ثلكم‪ %‬ولـكن ٱلله يمن‪ O‬على من يشآء‬
‫من‪ %‬عباده وما كان لنآ أن نأتيكم‪ %‬بسلطان@ إل بإذن ٱلله وعلى ٱلله فليتوكل ٱلمؤمنون { * } وما‬
‫لنآ أل نتوكل على ٱلله وقد‪ %‬هدانا سبلنا ولنص‪%‬برن على مآ آذي‪%‬تمونا وعلى ٱلله فليتوكل‬
‫ٱلمتوك‪R‬لون { * } وقال ٱلذين كفروا لرسلهم‪ %‬لنخرجنـكم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬أر‪%‬ضنآ أو‪ %‬لتعودن في ملتنا فأو‪%‬حى‬
‫إلي‪%‬هم‪ %‬رب‪O‬هم‪ %‬لنه‪%‬لكن ٱلظالمين { * } ولنس‪%‬كننـكم ٱلر‪%‬ض من بع‪%‬دهم‪ %‬ذلك لمن‪ %‬خاف مقامي‬
‫وخاف وعيد {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} أفي ال شك {‪ :‬أي ل شك في وجود ال ول في توحيده‪ ،‬اذ الستفهام‪ .‬إنكاري‪.‬‬

‫} الى أجل مسمى {‪ :‬أي الى أجل الموت‪.‬‬

‫} بسلطان مبين {‪ :‬بحجة ظاهرة تدل على صدقكم‪.‬‬

‫} يمن على من يشاء {‪ :‬أي بالنبوة والرسالة على من يشاء لذلك‪.‬‬

‫} وقد هدانا سبلنا {‪ :‬اي طرقة التي عرفناه بها وعرفنا عظيم قدرته وعز سلطانه‪.‬‬

‫} لنخرجكم من ارضنا {‪ :‬أي من ديارنا لو لتعودون في ديننا‪.‬‬

‫} لمن خاف مقامي {‪ :‬أي وقوفه بين يدي يوم القيامة للحساب والجزاء‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬

‫ما زال السياق في ما ذكر به موسى قومه بقوله‪:‬‬


‫{‬ ‫} ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح‪...‬‬
‫فقوله تعالى‪ } :‬قالت رسلهم { اي قالت الرسل الى اولئك المم الكافرة } افي ال شك {؟ اي كيف يكون في‬
‫توحيد ال شك وهو فاطر السموات والرض‪ ،‬فخالق السموات والرض وحده ل يعقل ان يكون له شريك في‬
‫عبادته‪ ،‬ان ل اله ال هو وقوله‪ } :‬يدعوكم { الى اليمان والعمل الصالح الخالي من الشرك } ليغفر لكم من‬
‫ذنوبكم { وهو كل ذنب بينكم وبين ربكم من كبائر الذنوب وصغائرها اما مظالم الناس فردها اليهم تغفر لكم‬
‫وقوله‪ } :‬ويؤخركم الى اجل مسمى { اي يؤخر العذاب عنكم لتموتوا بآجالكم المقدرة لكم‪ ،‬وقوله‪ } :‬قالوا { اي‬
‫قالت المم الكافرة لرسلهم )إن أنتم ال بشر مثلنا( أي ما أنتم ال بشر مثلنا‪) ،‬تريدون ان تصدونا( اي تصرفونا‬
‫} عما كان يعبد آباؤنا { من آلهتنا أي اصنامهم وأوثانهم التي يدعون انها آلهة‪ ،‬وقولهم‪ } :‬فأتونا بسلطان‬
‫مبين { قال الكافرون للرسل ائتونا بسلطان مبين اي بحجة ظاهرة تدل على صدقكم انكم رسل ال الينا فاجابت‬
‫الرسل قائلة ما اخبر تعالى به عنهم بقوله‪ } :‬قالت لهم رسلهم ان نحن ال بشر مثلكم { اي ما نحن ال بشر‬
‫مثلكم فمال تستطيعونه أنتم ل نستطيعه نحن } ولكن ال يمن على من يشاء { اي ال ان ال يمن على من يشاء‬
‫بالنبوة فمن علينا بها فنحن ننبئكم بما أمرنا ال ربنا وربكم ان ننبئكم به كما نامركم وندعوكم ل من تلقاء أنفسنا‬
‫ولكن بما أمرنا ان نأمركم به وندعوكم اليه‪ } ،‬ووما كان لنا ان نأتيكم بسلطان ال باذن ال { اي بإرادته وقدرته‬
‫فهو ذو الرادة التي ل تحد والقدرة التي ل يعجزها شيء ولذا توكلنا عليه وحده وعليه } فليتوكل المؤمنون {‬
‫فإنه يكفيهم كل ما يهمهم‪ ،‬ثم قالت الرسل وهي تعظ اقوامها بما تقدم‪ } :‬وما لنا ال نتوكل على ال وقد هدانا‬
‫سبلنا { أي طرقنا التي عرفناه بها وعرفنا عظمته وعزة سلطانه فأي شيء يجعلنا ل نتوكل عليه وهو القوي‬
‫العزيز } ولنبصرن على ما آذيتمونا { بالسنتكم وأيديكم متوكلين على ال حتى ينتقم ال تعالى لنا منكم‪ } ،‬وعلى‬
‫ال فليتوكل المتوكلون { إذ هو الكافل لكل من يثق فيه ويفوض امره اليه متوكل‪ N‬عليه وحده دون سواه‪ ،‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا هذا اخبار منه تعالى على ما قالت‬
‫المم الكافرة لرسلها‪ :‬قالوا موعدين مهددين بالنفي والبعاد من البلد لكل من يرغب عن دينهم ويعبد غير‬
‫آلهتكم‪:‬‬
‫{‬ ‫} لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا‬
‫أي ديننا الذي نحن عليه وهذا أوحى ال تعالى الى رسله بما اخبر تعالى به‪ } :‬فأوحى إليهم ربهم لنهلكن‬
‫الظالمين ولنسكننكم الرض من بعدهم { قال لنهلكن الظالمين ولم يقل لنهلكنهم إشارة الى علة الهلك وهي‬
‫الظلم هو الشرك والفساد ليكون ذلك عظة للعالمين‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ذلك { أي النجاء للمؤمنين والهلك‬
‫للظالمين جزاء‪ } a‬لمن خاف مقامي { أي الوقوف بين يدي يوم القيامة } وخاف وعيد { على ألسنة رسلي‬
‫بالعذاب لمن كفر بي واشرك في عبادتي ومات على غير توبة الى من كفره وشركه وظلمه‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬بطلن الشك في وجود ال وعلمه وقدرته وحكمته ووجوب عبادته وحده لذلك لكثرة الدلة وقوة الحجج‪،‬‬
‫وسطوع البراهين‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان ما كان اهل الكفر يقابلون به رسل ال والدعاة اليه سبحانه وتعالى وما كانت الرسل ترد به عليهم‪.‬‬

‫‪ -3‬وجوب التوكل على ال تعالى‪ ،‬وعدم صحة التوكل على غيره إذ ل كافي ال ال‪.‬‬
‫‪ -4‬وجوب الصبر على الذى في سبيل ال وانتظار الفرج باخذ الظالمين‪.‬‬

‫‪ -5‬عاقبة الظلم وهي الخسران والدمار ل تتبدل ول تتخلف وإن طال الزمن‪.‬‬

‫} وٱس‪%‬تفتحوا وخاب كل جبار@ عنيد@ { * } م‪#‬ن ورآئه جهنم ويس‪%‬قى من مآء@ صديد@ { *‬
‫ظ{‬
‫} يتجرعه ول يكاد يسيغه ويأتيه ٱلمو‪%‬ت من ك ‪R‬ل مكان@ وما هو بمي‪#‬ت@ ومن ورآئه عذاب‪ V‬غلي ‪U‬‬
‫* } مثل) ٱلذين كفروا برب‪#‬هم‪ %‬أع‪%‬مالهم‪ %‬كرماد@ ٱشتدت به ٱلر‪#‬يح في يو‪%‬م@ عاصف@ ل يقدرون مما‬
‫كسبوا على شي‪%‬ء@ ذلك هو ٱلضلل) ٱلبعيد { * } ألم‪ %‬تر أن ٱلله خلق ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض بٱلحق‬
‫إن يشأ يذهب‪%‬كم‪ %‬ويأت بخلق@ جديد@ { * } وما ذلك على ٱلله بعزيز@ {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} واستفتحوا {‪ :‬أي طلب الرسل الفتح لهم اي النصر على اقوامهم الظالمين‪.‬‬

‫} وخاب {‪ :‬أي خسر وهلك‪.‬‬

‫} كل جبار عنيد {‪ :‬أي ظالم يجبر الناس على مراده عنيد كثير العناد‪.‬‬

‫} من ماء صديد {‪ :‬أي هو ما يخرج سائل‪ N‬من اجواف اهل النار مختلطا‪ N‬من قيح ودم وعرق‪.‬‬

‫} يتجرعه ول يكاد يسيغه {‪ :‬أي يبتلعه مرة بعد مرة لمرارته ول يقارب ازدراده لقبحه ومراراته‪.‬‬

‫} ويأتيه الموت من كل مكان {‪ :‬أي لشدة ما يحيط به من العذاب فكل أسباب الموت حاصلة ولكن ل يموت‪.‬‬

‫} اعمالهم كرماد {‪ :‬أي الصالحة منها كصلة الرحم وبر الوالدين وإقراء الضيف وفك السير والفاسدة كعبادة‬
‫الصنام بالذبح لها والنذر والحلف والعكوف حولها كرماد‪.‬‬

‫} ل يقدرون مما كسبوا على شيء {‪ :‬أي ل يحصلون من اعمالهم التي كسبوها على ثواب وان قل لنها باطلة‬
‫بالشرك‪.‬‬

‫} وما ذلك على ال بعزيز {‪ :‬أي بصعب ممتنع عليه‪.‬‬


‫معنى اليات‪ :‬هذا اخر حديث ما ذكر به موسى قومه من انباء المم السابقة على بنى اسرائيل‪ ،‬قال تعالى في‬
‫الخبار عنهم‪ } :‬واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد { أي واستفتح الرسل أي طلبوا من ال تعالى ان يفتح عليهم‬
‫بنصر على اعدائه واستجاب ال لهم‪ } ،‬وخاب كل جبار عنيد { اي خسر وهلك كل ظالم طاغ معاند للحق‬
‫وأهله‪ ،‬وقوله } من ورائه جهنم { أي امامة جهنم تنتظره سيدخلها بعد هلكه ويعطش ويطلب الماء فتسقيه‬
‫الزبانية } من ماء صديد { اي وهو صديد اهل النار وهو ما يخرج من قيح ودم وعرق‪ } ،‬يتجرعه { ‪ ،‬اي‬
‫يبتلعه جرعة بعد اخرى لمرارته } ول يكاد يسيغه { أي يدخله جوفه الملتهب عطشا‪ N‬لقبحه ونتنه ومرارته‬
‫وحرارته‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت { أي ويأتي هذا الجبار العنيد والذي هو‬
‫في جهنم يقتله الظمأ فيسقى بالماء الصديد يأتيه الموت لوجود أسبابه وتوفرها من كل مكان اذ العذاب محيط به‬
‫من فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله وما هو بميت لن ال تعالى لم يشأ ذلك قال تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} ل يموت فيها ول يحيا‬
‫وقال‪:‬‬
‫{‬ ‫} ل يقضى عليهم فيموتوا ول يخفف عنهم من عذابها‬
‫ومن وراء ذلك العذاب الذي هو فيه } عذاب { أي لون آخر من العذاب } غليظ { أي شديد ل يطاق‪ ،‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف { اي شديد هبوب الرياح فيه‬
‫} ل يقدرون مما كسبوا { أي من اعمال في الدنيا } على شيء { أي من الثواب والجزاء والحسن عليها‪ ،‬هذا‬
‫مثل أعمالهم الصالحة كأنواع الخير والبر والطالحة والكفر وعبادة غير ال مما كانوا يرجعون نفعه‪ ،‬الكل‬
‫يذهب ذهاب رماد حملته الريح وذهبت به‪ ،‬مشتدة في يوم عاصف شديد هبوب الريح فيه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ذلك هو الضلل البعيد { أي ذلك الذي دل عليه المثل هو الضلل البعيد لمن وقع فيه إذ ذهب‬
‫كل عمله سدى بغير طائل فلم ينتفع بشيء منه وأصبح من الخاسرين‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ألم تر ان ال خلق السموات والرض بالحق { أي الم تعلم أيها الرسول ان ال خلق السموات‬
‫والرض بالحق أي من اجل النسان ليذكر ال تعالى ويشكره فإذا تنكر لربه فكفر به وأشرك غيره في عبادته‬
‫عذبه بالعذاب الليم الذي تقدم وصفه في هذا السياق لن ال تعالى لم يخلق السموات والرض عبثا‪ N‬وباطل‪ N‬بل‬
‫خلقهما وخلق ما فيهما من أجل ان يذكر فيهما ويشكر ترك الذكر والشكر عذبه أشد العذاب وأدومه وأبقاه‪،‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬أن يشأ يذهبكم { ايها الناس المتمردون على طاعته المشركون به } ويأت بخلق جديد { غيركم‬
‫يعبدونه ويوحدونه } وما ذلك على ال بعزيز { اي بممتنع ول متعذر لن ال على كل شيء قدير‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬


‫‪ -1‬إنجاز وعد ل لرسله في قوله‪) :‬فأوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين( الية‪.‬‬

‫‪ -2‬خيبة وخسران عامة أهل الشرك والكفر والظلم‪.‬‬

‫‪ -3‬عظم عذاب يوم القيامة وشدته‪.‬‬

‫‪ -4‬بطلن أعمال المشركين والكافرين وخيبتهم فيها اذ ل ينتفعون بشيء منها‪.‬‬

‫‪ -5‬عذاب اهل الكفر والشرك والظلم لزم لنهم لم يذكروا ولم يشركوا والذكر والشكر علة الوجود كله فلما‬
‫عبثوا بالحياة استحقوا عذابا‪ N‬أبديا‪.‬‬

‫} وبرزوا لله جميعا‪ S‬فقال ٱلض‪O‬عفاء للذين ٱس‪%‬تكبرو*ا إنا كنا لكم‪ %‬تبع‪g‬ا فهل أنتم‪ %‬م‪O‬غنون عنا من‬
‫عذاب ٱلله من شي‪%‬ء@ قالوا ل ‪%‬و هدانا ٱلله لهدي‪%‬ناكم‪ %‬سوآء‪ V‬علي‪%‬نآ أجزع‪%‬نآ أم‪ %‬صبر‪%‬نا ما لنا من‬
‫محيص@ { * } وقال ٱلشي‪%‬طان لما قضي ٱلم‪%‬ر إن ٱلله وعدكم‪ %‬وع‪%‬د ٱلحق‪ R‬ووعدتكم‪ %‬فأخلفتكم‪ %‬وما‬
‫كان لي علي‪%‬كم‪ %‬م‪#‬ن سلطان@ إل أن دعو‪%‬تكم‪ %‬فٱس‪%‬تجب‪%‬تم‪ %‬لي فل تلوموني ولومو*ا أنفسكم‪ %‬مآ أنا‬
‫بمص‪%‬رخكم‪ %‬ومآ أنتم‪ %‬بمص‪%‬رخي إن‪R‬ي كفر‪%‬ت بمآ أشركتمون من ق ‪%‬بل) إن ٱلظالمين لهم‪ %‬عذاب‪ V‬أليم‪{ V‬‬
‫* } و)أد‪%‬خل ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات جنات@ تج‪%‬ري من تح‪%‬تها ٱلنهار خالدين فيها بإذن‬
‫رب‪#‬هم‪ %‬تحيتهم‪ %‬فيها سلم‪{ V‬‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} وبرزوا ل جميعا‪ :{ N‬أي برزت الخلئق كلها ل وذلك يوم القيامة‪.‬‬

‫} إنا كنا لكم تبعا‪ :{ N‬أي تابعين لكم فيما تعتقدون وتعلمون‪.‬‬

‫} فهل أنتم مغنون عنا {‪ :‬أي دافعون عنا بعض العذاب‪.‬‬

‫} ما لنا من محيص {‪ :‬أي من ملجأ ومهرب أو منجا‪.‬‬

‫} لما قضي المر {‪ :‬بإدخال اهل الجنة واهل النار النار‪.‬‬


‫} ما انا بمصرخكم {‪ :‬أي بمغيثكم مما أنتم فيه من العذاب والكرب‪.‬‬

‫} تجري من تحتها النهار {‪ :‬أي من تحت قصورها وأشجارها النهار الربعة‪ :‬الماء واللبن والخمر والعسل‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬

‫في هذه الية عرض سريع للموقف وما بعده من استقرار اهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة يقرر مبدأ‬
‫الوحي والتوحيد والبعث الخر بأدلة ل ترد‪ ،‬قال تعالى‪ } :‬وبرزوا ل جميعا‪ { N‬أي خرجت البشرية من قبورها‬
‫مؤمنوها وكافروها صالحوها وفاسدوها } فقال الضعفاء { اي التباع } للذين استكبروا { اي الرؤساء‬
‫والموجهون للناس بما لديهم من قوة وسلطان } إنا كنا لكم تبعا‪ { N‬أي أتباعا‪ N‬في عقائدهم وما تدينون به‪ } ،‬فهل‬
‫أنتم مغنون عنا من عذاب ال من شيء {؟ أي فهل يمكنكم ان ترفعوا عنا بعض العذاب بحكم تعيتنا لكم‬
‫فاجابوهم بما أخبر تعالى به عنهم‪ } :‬قالوا لة هدانا ال لهديناكم { اعترفوا الن ان الهداية بيد ال واقروا بذلك‪،‬‬
‫ولكنا ضللنا فاضللناكم } سواء علينا اجزعنا { اليوم } أم صبرنا مالنا من محيص { اي من مخرج من هذا‬
‫العذاب ول مهرب‪ ،‬وهنا يقوم إبليس خطيبا‪ N‬فيهم بما اخبر تعالى عنه بقوله‪ } :‬وقال الشيطان { اي ابليس عدو‬
‫بنى آدم } لما قضى المر { بأذن اهل الجنة الجنة وادخل اهل النار النار } ان ال وعدكم وعد الحق { بان من‬
‫آمن وعمل صالحا‪ N‬مبتعدا‪ N‬عن الشرك والمعاصي ادخله جنته وأكرمه في جواره‪ ،‬وان من كفر وأشرك وعصى‬
‫ادخله النار وعذبه عذاب الهون في دار البوار } ووعدكتم { بان ال ووعيده ليس بحق ول واقع } فاخلفتكم {‬
‫فيما وعدتكم به‪ ،‬وكنت في ذلك كاذبا‪ N‬عليكم مغررا‪ N‬بكم‪ } ،‬وما كان لي عليكم من سلطان { اي من قوة مادية‬
‫اكرهتكم على اتباعي ول معنوية ذات تأثير خارق للعادة اجبرتكم بها على قبول دعوتي } ال أن دعوتكم { اي‬
‫لكن دعوتكم } فاستجبتم لي { اذا } فل تلموموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم { أي مزيل صراخكم بنا‬
‫اغثيكم به من نصر وخلص من هذا العذاب } وما انتم { أيضا‪ } N‬بمصرخي { ‪ ،‬اي بمغيثي } إني كفرت بما‬
‫اشركتمون من قبل { اذ كل عابد لغير ال في الواقع هو عابد للشيطان اذ هو الذي زين له ذلك ودعاه اليه‪ ،‬و }‬
‫ان الظالمين لهم عذاب اليم { اي المشركين لهم عذاب اليم موجع‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وادخل الذين آمنوا { اي‬
‫وادخل ال الذين آمنوا اي صدقوا بال وبرسوله وبما جاء به رسوله } وعملوا الصالحات { وهي العبادات التي‬
‫تعبد ال بها عباده فشرعها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى ال عليه وسلم } جنات { بساتين } تجري من‬
‫تحتها النهار { اي من خلل قصورها وأشجارها انهار الماء واللبن والخمر والعسل } خالدين فيها { ل‬
‫يخرجون منها ول يبغون عنها حول‪ ،N‬وقوله تعالى‪ } :‬بإذن ربهم { أي ان ربهم هو الذي اذن لهم بدخولها‬
‫والبقاء فيها ابدا‪ ،N‬وقوله‪ } :‬تحيتهم فيها سلم { اي السلم عليكم يحييهم ربهم وتحييهم الملئكة ويحيي بعضهم‬
‫بعضا‪ N‬بالسلم وهي كلمة دعاء بالسلمة من كل العاهات والمنغصات وتحية بطلب الحياة البدية‪.‬‬

‫} هداية اليات {‬
‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان ان التقيلد والتبعية ل تكون عذرا‪ N‬لصاحبها عند ال تعالى‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان ان الشيطان هو المعبود من دون ال تعالى اذ هو الذي دعا الى عبادة غير ال وزينها للناس‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير لعلم ال بما لم يكن كيف يكون اذ ما جاء في اليات من حوار لم يكن بعد ولكنه في علم ال كائن‬
‫كما هو وسوف يكون كما جاء في اليات ل يختلف منه حرف واحد‪.‬‬

‫‪ -4‬وعيد الظالمين بأليم العذاب‪.‬‬

‫‪ -5‬العمل ل يدخل الجنة ال بوصفه سببا‪ N‬ل غير‪ ،‬وال فدخول الجنة يكون بإذن ال تعالى ورضاه‪.‬‬

‫} ألم‪ %‬تر كي‪%‬ف ضرب ٱلله مثل‪ S‬كلمة‪ S‬طي‪#‬بة‪ S‬كشجرة@ طي‪#‬بة@ أص‪%‬لها ثابت‪ U‬وفر‪%‬عها في ٱلسمآء { *‬
‫ي أ)كلها كل حين@ بإذن رب‪#‬ها ويض‪%‬رب ٱلله ٱلم‪%‬ثال للناس لعلهم‪ %‬يتذكرون { * } ومثل) كلمة‬
‫} تؤت *‬
‫خبيثة@ كشجرة@ خبيثة@ ٱج‪%‬تثت من فو‪%‬ق ٱلر‪%‬ض ما لها من قرار@ { * } يثب‪#‬ت ٱلله ٱلذين آمنوا‬
‫بٱلقو‪%‬ل ٱلثابت في ٱلحياة ٱلد‪O‬نيا وفي ٱلخرة ويضل ٱلله ٱلظالمين ويفعل) ٱلله ما يشآء { * } ألم‬
‫تر إلى ٱلذين بدلوا نع‪%‬مة ٱلله كفرا‪ S‬وأحلوا قو‪%‬مهم‪ %‬دار ٱلبوار { * } جهنم يص‪%‬لو‪%‬نها وبئس‬
‫ٱلقرار { * } وجعلوا لله أندادا‪ S‬ل‪R‬يضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم‪ %‬إلى ٱلنار {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} كلمة طيبة {‪ :‬هي ل اله ال ال محمد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} كشجرة خبيثة {‪ :‬هي النخلة‪.‬‬

‫} كشجرة خبيثة {‪ :‬هي الحنظل‪.‬‬

‫} اجتثت {‪ :‬أي اقتلعت جثتها اي جسمها وذاتها‪.‬‬

‫} بالقول الثابت {‪ :‬هو ل اله ال ال‪.‬‬


‫} وفي الخرة {‪ :‬اي في القبر فيجيب الملكين هما ل يسألنه عنه حيث يسالنه عن ربه ودينه ونبيه‪.‬‬

‫} بدلوا نعمة ال كفرا‪ :N‬أي بدلوا التوحيد والسلم بالجحود والشرك‪.‬‬

‫} دار البوار {‪ :‬أي جهنم‪.‬‬

‫} وجعلوا ل اندادا {‪ :‬أي شركاء‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬

‫اليات في تقرير التوحيد والعبث والجزاء‪ ،‬قوله تعالى‪ } :‬ألم تر { أيها الرسول أي ألم تعلم } كيف ضرب ال‬
‫مثل‪ N‬كلمة طيبة { هي كلمة اليمان يقولها المؤمن } كشجرة طيبة { وهي النخلة } أصلها ثابت { في الرض‬
‫} وفرعها { عال } في السماء { ‪ } ،‬تؤتي أكلها { تعطي اكلها اي ثمرها الذي يؤكل منها كل حين بلحا وبسرا‬
‫ومنصفا‪ N‬ورطبا‪ N‬وتمرا‪ N‬وفي الصباح والمساء } بإذن ربها { أي بقدرته وتسخيره فكلمة اليمان ل اله ال ال‬
‫محمد رسول الهه تثمر للعبد اعمال‪ N‬صالحة كل حين فهي في قلبه والعمال الصالحة الناتجة عنها ترفع الى‬
‫ال عز وجل‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ويضرب ال المثال لناس لعلهم يتذكرون { أي كما ضرب هذا المثال للمؤمن‬
‫والكافر في هذا السياق يضرب المثال للناس مؤمنهم وكافرهم لعلهم يتذكرون اي رجاء ان يتذكروا فيتعظوا‬
‫فيؤمنوا ويعملوا الصالحات فينجوا من عذاب ال‪ ،‬وقوله‪ } :‬ومثل كلمة خبيثة { هي كلمة الكفر في قلب الكافر }‬
‫كشجرة خبيثة { هي الحنظل م‪n‬رة ول خير فيها ول اصل لها ثابت ول فرع لها في السماء } اجتثت { اي‬
‫اقتلعت واستؤصلت } من فوق الرض مالها من قرار { اي لثبات لها ول تثمر ال ما فيها من مرارة وسوء‬
‫طعم بركة وقوله تعالى‪ } :‬يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة { هذا وعد ال تعالى‬
‫لعباده المؤمنين الصادقين بانه يثبتهم على اليمان مهما كانت الفتن والمحن حتى يموتوا على اليمان } وفي‬
‫الخرة { أي في القبر اذ هو عتبة الدار الخرة عندما يسألهم الملكان عن ال وعن الدين والنبي من بك؟ ما‬
‫دينك؟ من نبيك؟ فيثبتهم بالقول الثابت وهو اليمان واصله ل اله ال الل محمد رسول ال والعمل الصالح الذي‬
‫هو السلم وقوله تعالى‪ } :‬ويضل ال الظالمين { مقابل هداية المؤمنين فل يوقفهم للقول الثابت حتى يموتوا‬
‫فيهلكوا على الكفر ويخسروا‪ ،‬ذلك لصرارهم على الشرك ودعوتهم اليه وظلم المؤمنين وأذيتهم من اجل‬
‫ايمانهم‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ويفعل ال ما يشاء { تقرير لرادته الحرة فهو عز وجل يثبت من يشاء ويضل من‬
‫يشاء فل اعتراض عليه ول نكير مع العلم انه يهدي ويضل بحكم عالية تجعل هدايته كاضلله رحمة وعدل‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ألم تر { اي الم ينته الى عملك ايها الرسول } الى الذين بدلوا نعمة ال { التي هي السلم الذي‬
‫جاءهم به رسول ال بما فيه من الهدى والخير فكذبوا رسول ال وكذبوا بما جاء به ورضوا بالكفر وأنزلوا‬
‫بذلك قومهم الذين يحثونهم على الكفر ويشجعونهم على التكذيب انزلوهم } دار البوار { فهلك من هلك في بدر‬
‫كافرا‪ N‬الى جهنم‪ ،‬ودار البوار هي جهنم يصلونها اي يحترقون بحرها ولهيبها } وبئس القرار { أي المقر الذي‬
‫أحلوا قومهم فيه‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وجعلوا ل اندادا‪ N‬ليضلوا عن سبيله { اي جعل اولئك الذين بدلوا نعمة ال‬
‫كفرا‪ N‬وهو كفار مكة ل انداد‪N‬ا اي شركاء عبدوها وهي اللت والعزى وهبل ومناة‪ ،‬وغيرها من آلهتهم الباطلة‪،‬‬
‫جعلوا هذه النداد ودعوا الى عبادتها ليضلوا ويضلوا غيرهم عن سبيل ال التي هي السلم الموصل الى رضا‬
‫ال تعالى وجواره الكريم‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬قل تمتعوا { أي بما أنتم فيه من متاع الحياة الدنيا } فإن مصيركم {‬
‫اي نهاية امركم } الى النار { حيث تصبرون اليه بعد موتكم ان اصررتم على الشرك والكفر حتى متم على‬
‫ذلك‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬استحسان ضرب المثال لتقريب المعاني الى الذهان‪.‬‬

‫‪ -2‬المقارنة بين اليمان والكفر‪ ،‬وكلمة التوحيد وكلمة الكفر وما يثمره كل واحد من هذه الصناف من خير‬
‫وشر‪.‬‬

‫‪ -3‬بشري المؤمن بتثبيت ال تعالى له على إيمانه حتى يموت مؤمنا‪ N‬وبالنجاة من عذاب القبر حيث يجيب‬
‫منكرا‪ N‬ونكيرا‪ N‬على سؤالهما إياه بتثبيت ال تعالى له‪.‬‬

‫‪ -4‬المر في قوله تعالى تمتعوا ليس للباحة ول للوجوب وإنما هو للتهديد والوعيد‪.‬‬

‫} قل ل‪R‬عبادي ٱلذين آمنوا يقيموا ٱلصلة وينفقوا مما رزقناهم‪ %‬سر‪Sj‬ا وعلنية‪ S‬م‪#‬ن قب‪%‬ل أن يأتي‬
‫يو‪%‬م‪ V‬ل ب ‪%‬يع‪ V‬فيه ول خلل‪ } * { Z‬ٱلله ٱلذي خلق ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض وأنزل من ٱلسمآء مآء‬
‫فأخرج به من ٱلثمرات رز‪%‬قا‪ S‬لكم‪ %‬وسخر لكم ٱلفلك لتج‪%‬ري في ٱلبح‪%‬ر بأم‪%‬ره وسخر لكم ٱلنهار {‬
‫* } وسخر لكم ٱلشم‪%‬س وٱلقمر دآئبين وسخر لكم ٱللي‪%‬ل وٱلنهار { * } وآتاكم م‪#‬ن كل‪ R‬ما‬
‫سألتموه وإن تعد‪O‬وا نع‪%‬مت ٱلله ل تح‪%‬صوها إن ٱلنسان لظلوم‪ V‬كفار‪{ V‬‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} ل بيع فيه ول خلل {‪ :‬هذا هو يوم القيامة ل بيع فيه ول فداء ول مخالة تنفع ول صداقة‪.‬‬
‫} الفلك {‪ :‬اي السفن فلفظ الفلك دال على متعدد ويذكر ويؤنث‪.‬‬

‫} دائبين {‪ :‬جاريين في فلكهما ل يفتران أبدا‪ N‬حتى نهاية الحياة الدنيا‪.‬‬

‫} لظلوم كفار {‪ :‬كثير الظلم لنفسه ولغيره‪ ،‬كفار عظيم الكفر هذا ما لم يؤمن ويهتد فإن آمن واهتدى سلب هذا‬
‫الوصف منه‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪:‬‬

‫لما امر ال تعالى رسوله ان يقول لولئك الذين بدلوا نعمة ال كفرا‪N‬‬
‫{‬ ‫} قل تمتعوا فإن مصيركم الى النار‬
‫أمر رسوله أيضا‪ N‬ان يقول للمؤمنين‪ ..‬يقيموا الصلة وينفقوا من اموالهم سرا‪ N‬وعلنية ليتقوا ذلك العذاب يوم‬
‫القيامة الذي توعد به الكافرون فقال‪ } :‬قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلة { اي يؤدوها على الوجه الذي‬
‫شرعت عليه فيتموا ركوعوها وسجودها ويؤدوها في اوقاتها المعنية وفي جماعة وعلى طهارة كاملة مستقبلين‬
‫بها القبلة حتى تثمر لهم زكاة انفسهم وطهارة ارواحهم } وينفعوا { ويوالوا النفاق في كل الحيان } سرا‬
‫وعلنية { ‪ } ،‬من قبل ان يأتي يوم { وهو يوم القيامة } ل بيع فيه ول خلل { ل شراء فيحصل المرء على ما‬
‫يفدي به نفسه من طريق البيع‪ ،‬ول خلة اي صداقة تنفعه ول شفاعة ال باذن ال تعالى‪.‬‬

‫وقوله تعالى } ال الذي خلق السماوات والرض { اي انشاهما وابتدأ خلقهما } وانزل من السماء ماء { هو ماء‬
‫المطار } فأخرج به من الثمرات { والحبوب } رزقا‪ N‬لكم { تعيشون به وتتم حياتكم عليه } وسخر لكم الفلك {‬
‫اي السفن } لتجري في البحر بأمره { اي بإذنه وتشخيره تحملون عليها البضائع والسلع من اقيلم الى اقليم‬
‫وتركبونها كذلك } وسخر لكم النهار { الجارية بالمياه العذبة لتشربوا وتستقوا مزارعكم وحقولكم } وسخر لكم‬
‫الشمس والقمر دائبين { ل يفترن ابدأ في جربهما وتنقلهما في بروجهما لمنافعكم التي ل تتم ال على ضوء‬
‫الشمس وحرارتها ونور القمر وتنقله في منازله } وسخر لكم الليل والنهار { الليل لتسكنوا فيه وتستريحوا‬
‫والنهار لتعملوا فيه وتكسبوا ارزاقكم } وآتاكم من كل ما سألتموه { مما انتم في حاجة إليه لقوام حياتكم‪ ،‬هذا هو‬
‫ال المستحق لعبادتكم رغبة فيه ووهبة منه‪ ،‬هذا هو المعبود الحق الذي يجب ان يعبد وحده ل شريك له وليس‬
‫الك الصنام والوثان التي تعبدونها وتدعون الى عبادتها حتى حملكم ذلك على الكفر والعناد بل والظلم والشر‬
‫والفساد‪.‬‬

‫وقوله تعالى } وإن تعدوا نعمة ال ل تحصوها { اي بعد ان عدد الكثير من نعمة اخبر انه ل يمكن للنسان ان‬
‫يعد نعم ال عليه ول ان يحصيها عدا‪ N‬بحال من الحوال‪ ،‬وقرر حقيقة في آخر هذه الموعظة والذكرى وهي ان‬
‫النسان اذا حرم اليمان والهداية الربانية )ظلوم( اي كثير الظلم كفور كثير الكفر عظيمة‪ ،‬والعياذ بال تعالى‬
‫من ذلك‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب إقام الصلة وإيتاء الزكاة والكثار من الصدقات لتقاء عذاب النار‪.‬‬

‫‪ -2‬جواز صدقة العلن كصدقة السر وان كانت الخيرة افضل‪.‬‬

‫‪ -3‬التعريف بال عز وجل اذ معرفة ال تعالى هي التي تثمر الخشية منه تعالى‪.‬‬

‫‪ -4‬وجوب عبادة ال تعالى وبطلن عبادة غيره‪.‬‬

‫‪ -5‬وصف النسان بالظلم والكفر وشدتهما ما لم يؤمن ويستقيم على منهج السلم‪.‬‬

‫} وإذ قال إب‪%‬راهيم رب‪ #‬ٱج‪%‬عل هـذا ٱلبلد آمنا‪ S‬وٱج‪%‬نب‪%‬ني وبني أن نع‪%‬بد ٱلص‪%‬نام { * } رب‪ #‬إنهن‬
‫أض‪%‬للن كثيرا‪ S‬م‪#‬ن ٱلناس فمن تبعني فإنه من‪R‬ي ومن‪ %‬عصاني فإنك غفو ‪V‬ر رحيم‪ } * { V‬ربنآ إني‬
‫أس‪%‬كنت من ذر‪#‬يتي بواد@ غي‪%‬ر ذي زر‪%‬ع@ عند بي‪%‬تك ٱلمحرم ربنا ليقيموا ٱلصلة فٱج‪%‬عل أفئدة‪ S‬م‪#‬ن‬
‫ٱلناس ته‪%‬وي* إلي‪%‬هم‪ %‬وٱر‪%‬زقهم‪ %‬م‪#‬ن ٱلثمرات لعلهم‪ %‬يشكرون { * } ربنآ إنك تع‪%‬لم ما نخفي وما‬
‫نع‪%‬لن وما يخفى على ٱلله من شي‪%‬ء@ في ٱلر‪%‬ض ول في ٱلسمآء { * } ٱلحم‪%‬د لله ٱلذي وهب لي‬
‫على ٱلكبر إس‪%‬ماعيل وإس‪%‬حاق إن رب‪#‬ي لسميع ٱلد‪O‬عآء { * } رب‪ #‬ٱج‪%‬علني مقيم ٱلصلة ومن‬
‫ذر‪#‬يتي ربنا وتقبل دعآء { * } ربنا ٱغفر‪ %‬لي ولوالدي وللمؤمنين يو‪%‬م يقوم ٱلحساب {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} هذا البلد آمنا {‪ :‬أي اجعل مكة بلدا‪ N‬آمنا‪ N‬يأمن كل من دخله‪.‬‬

‫} واجنبيني {‪ :‬بعدني‪.‬‬
‫} أن نعبد الصنام {‪ :‬عن أن نعبد الصنام‪.‬‬

‫} اضللن كثيرا‪ N‬من الناس {‪ :‬أي بعبادتهم لها‪.‬‬

‫} من تبعني فإنه مني {‪ :‬أي من اتبعني على التوحيد فهو من اهل بيتي‪.‬‬

‫} من ذريتي {‪ :‬أي من بعض ذريتي وهو إسماعيل عليه السلم وأمه هاجر‪.‬‬

‫} بواد غير ذي زرع {‪ :‬أي مكة اذ ل مزارع فيها ول حولها يومئذ‪.‬‬

‫} تهوي إليهم {‪ :‬تحن اليهم وتميل رغبة في الحجو والعمرة‪.‬‬

‫} على الكبر إسماعيل واسحق {‪ :‬أي مع الكبر إذ كانت سنه يومئذ تسعا‪ N‬وتسعين سنة وولد له إسحق وسنه مائة‬
‫واثنتا عشرة سنة‪.‬‬

‫} ولوالدي {‪ :‬هذا قبل أن يعرف موت والده على الشرك‪.‬‬

‫} يوم يقوم الحساب {‪ :‬أي يوم يقوم الناس للحساب‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في تقرير التوحيد والنبوة والبعث والجزاء وقد تضمنت هذه اليات ذلك‪ ،‬فقوله تعالى‪ } :‬وإذ قال‬
‫إبراهيم { أي أذكر إذ قال إبراهيم فكيف يذكر ما لم يوح ال تعالى إليه بذلك ففسر هذا نبوة ال ونزل الوحي‬
‫إليه‪ ،‬وقوله‪ } :‬رب اجعل هذا البلد آمنا { أي ذا فيأمن من دخله على نفسه وماله والمراد من البلد مكة‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬واجنبني وبني ان نعبد الصنام { فيه تقرير للتوحيد الذي هو عبادة ال وحده ومعنى اجنبني أبعدني‬
‫أنا وأولدي وأحفادي وقد استجاب ال تعالى له فلم يكن في أولده وأولد اولده مشرك‪ ،‬وقوله‪ } :‬رب إنهن‬
‫أظللنن كثيرا‪ N‬من الناس { تعليل لسؤاله ربه أن يجنبه وبنيه عبادتها‪ ،‬واضلل الناس كان بعبادتهم لها فضلوا في‬
‫أودية الشرك‪ ،‬وقوله‪ } :‬فمن تبعني { أي من اولدي } فإنه مني { أي على ملتي وديني‪ } ،‬ومن عصاني { فلم‬
‫يتبعني على ملة السلم ان تعذبه فذاك وان تغفر له ولم تعذبه )فإنك غفور رحيم(‪ ،‬وقوله‪) :‬ربنا إني اسكنت‬
‫من ذريتي( أي من بعض ذريتي وهو اسماعيل مع امه هاجر )بواد غير ذي زرع( هو مكة اذ ليس فيها ول‬
‫حولها زراعة يومئذ والى آماد بعيدة وأزمنة عديدة )عند بيتك المحرم( قال هذا بإعلم من ال تعالى له انه‬
‫سيكون له بيت في هذ الوادي ومعنى المحرم أي الحرام وقد حرمته تعالى فمكة حرام الى يوم القيامة ل يصاد‬
‫صيدها ول يختلي خلها ول تسفك فيها دماء ول يحل فيها قتال‪ ،‬وقوله‪) :‬ربنا ليقيموا الصلة فاجعل أفئدة من‬
‫الناس تهوى إليهم( هذا دعاء بان ييسر ال تعالى عيش سكان مكة ليعبدوا ال تعالى فيها بإقام الصلة‪ ،‬فإن‬
‫قلوب بعض الناس عندما تهفوا الى مكة وتميل الى الحج والعمرة تكون سببا‪ N‬في نقل الرزاق والخيرات الى‬
‫مكة‪ ،‬وقوله‪) :‬وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون( دعاء آخر بأن يرزق ال بنيه من الثمرات ليشكروا ال‬
‫تعالى على ذلك فوجود الرزاق والثمرات موجبة للشكر‪ ،‬إذ النعم تقتضي شكرا‪ ،N‬وقوله‪) :‬ربنا إنك تعلم ما‬
‫نخفي وما نعلن وما يخفى على ال من شيء في الرض ول في السماء( اراد به أم ما سأل إنما سأل إنما هو‬
‫من باب إظهار العبودية ل والتخشع لعظمته والتذلل لعزته والفتقار الى ما عنده‪ ،‬وإل فال اعلم بحاله وما‬
‫يصلحه هو وبنيه‪ ،‬وما هم في حاجة إليه لنه تعالى يعلم كل شيء ول يخفى عنه شيء في الرض ول في‬
‫السماء ‪ .‬وقوله‪) :‬الحمد ال الذي وهب لي على الكبر إسماعيل واسحق على كبر سنه‪ ،‬والعلم بان ال تعالى‬
‫سميع دعاء من يدعوه وينيب اليه‪ ،‬وقوله‪) :‬رب اجعلني مقيم الصلة ومن ذريتي( أيضا‪ N‬من يقيم الصلة‪ ،‬لن‬
‫الصلة هي علة الحياة إذ هي الذكر والشكر فمتى أقام العبد الصلة فأداها بشروطها وأركانها كان من الذاكرين‬
‫الشاكرين‪ ،‬ومتى تركها العبد كان من الناسين الغافلين وكان من الكافرين‪ ،‬وأخيرا‪ N‬ألح على ربه في قبول دعائه‬
‫وسأل المغفرة له ولوالديه وللمؤمنين يوم يقوم الناس للحساب وذلك يوم القيامة‪.‬‬

‫} هداية اليات {‪:‬‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬فضل مكة وشرفها وأنها حرم آمن من أي ذو أمن‪.‬‬

‫‪ -2‬الخوف من الشرك لخطره وسؤال ال تعالى الحفظ من ذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬علقة اليمان والتوحيد اولى من علقة الرحم والنسب‪.‬‬

‫‪ -4‬اهمية إقام الصلة وان من لم يرد ان يصلي ل حق له في الغذاء ولذا يعدم ان أصر على ترك الصلة‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان استجابة دعاء إبراهيم عليه السلم فيما سأل ربه تعالى فيه‪.‬‬

‫‪ -6‬وجوب حمد ال وشكره على ما ينعم به على عبده‪.‬‬

‫‪ -7‬مشروعية الستغفار للنفس وللمؤمنين والمؤمنات‪.‬‬


‫‪ -8‬تقرير عقيدة البعث والحساب والجزاء‪.‬‬

‫} ول تح‪%‬سبن ٱلله غافل‪ S‬عما يع‪%‬مل) ٱلظالمون إنما يؤخ‪R‬رهم‪ %‬ليو‪%‬م@ تشخص فيه ٱلب‪%‬صار { *‬
‫} مه‪%‬طعين مقنعي رءوسهم‪ %‬ل ير‪%‬تد‪ O‬إلي‪%‬هم‪ %‬طر‪%‬فهم‪ %‬وأفئدتهم‪ %‬هوآء‪ } * { V‬وأنذر ٱلناس يو‪%‬م يأتيهم‬
‫ٱلعذاب فيقو )ل ٱلذين ظلمو*ا ربنآ أخ‪R‬ر‪%‬نآ إلى أج @ل قريب@ نجب‪ %‬دع‪%‬وتك ونتبع ٱلر‪O‬سل أولم‪ %‬تكونو*ا‬
‫أقسم‪%‬تم‪ %‬م‪#‬ن قب‪) %‬ل ما لكم‪ %‬م‪#‬ن زوال@ { * } وسكنتم‪ %‬في مسـكن ٱلذين ظلمو*ا أنفسهم‪ %‬وتبين لكم‬
‫كي‪%‬ف فعلنا بهم‪ %‬وضرب‪%‬نا لكم ٱلم‪%‬ثال { * } وقد‪ %‬مكروا مكرهم‪ %‬وعند ٱلله مكرهم‪ %‬وإن كان مكرهم‬
‫لتزول منه ٱلجبال) {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} عما يعمل الظالمون {‪ :‬أي المشركون من اهل مكة وغيرهم‪.‬‬

‫} ليوم تشخص فيه البصار {‪ :‬أي تنفتح فل تغمض لشدة ما ترى من الهوال‪.‬‬

‫} مهطعين مقنعي رؤوسهم {‪ :‬أي مسرعين الى الداعي الذي دعاهم الى الحشر‪ ،‬رافعي رؤوسهم‪.‬‬

‫} وأفئدتهم هواء {‪ :‬أي فارغة من العقل لشدة الخوف والفزع‪.‬‬

‫} نجب دعوتك {‪ :‬أي على لسان رسولك فنعبدك ونوحدك ونتبع الرسل‪.‬‬

‫} ما لكم من زوال {‪ :‬أي عن الدنيا الى الخرة‪.‬‬

‫} وقد مكروا مكرهم {‪ :‬أي مكرت قريش بالنبي صلى ال عليه وسلم حيث أرادوا قتله او حبسه أو نفيه‪.‬‬

‫} وإن كان مكرهم لتزول منه {‪ :‬أي لم يكن مكرهم بالذي تزول منه الجبال فإنه تافه } الجبال {‪ :‬ل قيمة له فل‬
‫تعبأ به ول تلتفت اليه‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬في هذا السياق الكريم تقوية رسول ال صلى ال عليه وسلم وحمله على الصبر ليواصل دعوته‬
‫الى ربه الى ان ينصرها ال تعالى وتبلغ المدى المحدد لها واليام كانت صعبة على رسول ال وأصحابه‬
‫لتكالب المشركين على أذاهم‪ ،‬وازدياد ظلمهم لهم فقال تعالى لرسوله صلى ال عليه وسلم‪ } :‬ول تحسبن ال‬
‫غافل‪ N‬عما يعمل الظالمون { من قومك انه ان لم ينزل بهم نقمة ولم يحل بهم عذابه إنما يريد ان يؤخرهم } ليوم‬
‫تشخص فيه البصار { أي تنفتح فل تغمض ول تطرف لشدة الهوال وصعوبة الحوال‪ } ،‬مهطعين { أي‬
‫مسرعين } مقنعي رؤوسهم { اي حال كونهم مهطعين مقنعي رؤوسهم أي رافعين رؤوسهم مسرعين للداعي‬
‫الذي دعاهم الى المحشر‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} واستمع يوم يناد المنادي من مكان قريب‬
‫} ل يرتد إليهم طرفهم { أي ل تغمض أعينهم من الخوف } وأفئدتهم { أي قلوبهم } هواء { أي فارغة من‬
‫الوعي والدراك لما اصابها من الفزع والخوف ثم امر تعالى رسوله في الية )‪ (44‬بإنذار الناس مخوفا‪ N‬لهم‬
‫من عاقبة امرهم اذ استمروا على الشرك بال والكفر برسوله وشرعه‪ } ،‬يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين‬
‫ظلموا { أي أشركوا بربهم‪ ،‬وآذوا عباده المؤمنين )ربنا أخرنا الى أجل قريب( أي يطلبون النظار والمهال‬
‫} نجب دعوتك { أي نوحدك ونطيعك ونطيع رسولك‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬توبيخا‪ N‬وتقريعا‪ N‬وتكذيبا‪ N‬لهم‪ } :‬أو لم تكونوا‬
‫اقسمتم { أي حلفتم } من قبل ما لكم من زوال { اي أطلبتم الن التأخير ولم تطلبوه عندما قلتم ما لنا من زوال‬
‫ول ارتحال من الدنيا الى الخرة‪ } ،‬وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم { بالشرك والمعاصي } وتبين لكم {‬
‫أي عرفتم } كيف فعلنا بهم { أي بإهلكنا لهم وضربنا لكم المثال في كتبنا وعلى ألسنة فيوبخون هذا التوبيخ‬
‫ول يجابون لطلبهم ويقذفون في الجحيم‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وقد مكروا مكرهم { أي وقد مكر كفار قريش برسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم حيث قرروا حبسه مغال‪ N‬في السجن حتى الموت او قتله‪ ،‬أو نفيه وعزموا على القتل‬
‫ولم يستطيعوه } وعند ال مكرهم { أي علمه ما أرادوا به‪ ،‬وجزاؤهم عليه‪ ،‬وقوله‪ } :‬وإن كان مكرهم لتزول‬
‫منه الجبال { أي ولم يكن مكرهم لتزول منه الجبال فإنه تافه ل وزن ول اعتبار فل تحفل به أيها الرسول ول‬
‫تلتفت‪ ،‬فإنه ل يحدث منه شيء‪ ،‬وفعل‪ N‬قد خابوا فيه أشد الخيبة‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تأخير العذاب عن الظلمة في كل زمان ومكان لم يكن غفلة عنهم‪ ،‬وإنما هو تأخيرهم الى يوم القيامة او‬
‫الى ان يحين الوقت المحدد لخذهم‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان أهوال يوم القيامة وصعوبة الموقف فيه حتى يتمنى الظالمون الرجوع الى الدنيا ليؤمنوا ويطيعوا‬
‫ويوحدوا ربهم في عبادته‪.‬‬

‫‪ -3‬التنديد بالظلم وبيان عقاب الظالمين بذكر أحوالهم‪.‬‬


‫‪ -4‬تقرير جريمة قريش في ائتمارها على قتل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} فل تح‪%‬سبن ٱلله مخلف وع‪%‬ده رسله إن ٱلله عزيز‪ V‬ذو ٱنتقام@ { * } يو‪%‬م تبدل) ٱلر‪%‬ض غي‪%‬ر‬
‫ٱلر‪%‬ض وٱلسماوات وبرزوا لله ٱلواحد القهار { * } وترى ٱلمج‪%‬رمين يو‪%‬مئذ@ م‪O‬قرنين في‬
‫ٱلص‪%‬فاد { * } سرابيلهم م‪#‬ن قطران@ وتغشى وجوههم‪ %‬ٱلنار { * } ليج‪%‬زي ٱلله كل نفس@ ما‬
‫كسبت إن ٱلله سريع ٱلحساب { * } هـذا بلغ‪ U‬ل‪R‬لناس ولينذروا به وليع‪%‬لمو*ا أنما هو إلـه‬
‫واحد‪ V‬وليذكر )أو‪%‬لوا ٱللباب {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} إن ال عزيز {‪ :‬أي غالب ل يحال بينه وبين مراده بحال من الحوال‪.‬‬

‫} ذو انتقام {‪ :‬أي صاحب انتقام ممن عصاه وعصى رسوله‪.‬‬

‫} يوم تبدل الرض {‪ :‬أي اذكر يا رسولنا للظالمين يوم تبدل الرض‪.‬‬

‫} وبرزوا ل {‪ :‬أي خرجوا من القبور ل ليحاسبهم ويجزيهم‪.‬‬

‫} مقرنين {‪ :‬أي مشدودة أيديهم وأرجلهم الى رقابهم‪.‬‬

‫} في الصفاد {‪ :‬الصفاد جمع صفد وهو الوثائق من حبل وغيره‪.‬‬

‫} سرابيلهم {‪ :‬أي قمصهم التي يلبسونها من قطران‪.‬‬

‫} أولوا اللباب {‪ :‬أصحاب العقول‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في تسلية الرسول صلى ال عليه وسلم والمؤمنين وهم يعانون من صلف المشركين وظلمهم‬
‫وطغيانهم فيقول تعالى لرسوله صلى ال عليه وسلم‪ } :‬فل تحسبن ال مخلف وعده رسله { إنه كما لم يخلف‬
‫رسلة الولين ل يخلفك أنت‪ ،‬إنه ل بد منجز لك ما وعدك من النصر على أعدائك فاصبر كما صبر أولوا‬
‫العزم من الرسل ول تسعجل لهم‪ } .‬إن ال عزيز { أي غالب ل يغلب على أمره ما يريده ل بد واقع } ذو‬
‫انتقام { شديد ممن عصاه وتمرد على طاعته وحارب اولياءه‪ ،‬واذكر } يوم تبدل الرض غير الرض‬
‫والسموات { كذلك } وبرزوا { أي ظهروا بعد خروجهم من قبورهم في طريقهم الى المحشر إجابة منهم لدعوة‬
‫الداعي وقد برزوا } ل والواحد القهار { ‪ ،‬و } ترى المجرمين يومئذ { يا رسولنا تراهم } مقرنين في‬
‫الصفاد { مشدودة أيديهم وأرجلهم الى اعناقهم‪ ،‬هؤلء المجرمون اليوم بالشرك والظلم والشر والفساد اجرموا‬
‫ل ثم على غيرهم ثانيا‪ N‬سواء ممن ظلموهم وآذوهم أو منن دعوهم الى الشرك وحملوهم عليه‪،‬‬
‫على انفسهم أو ‪N‬‬
‫الجميع قد اجرمو في حقهم‪ } ،‬سرابيلهم { قمصانهم التي على أجسامهم } من ق‪j‬طران { وهو ما تدهن به البل‪:‬‬
‫مادة سوداء محرفة للجسم أو من نحاس إذ ق‪V‬ريء من ق‪p‬طر‪o‬آن أي من نحاس أحمي عليه حتى بلغ المنتهى في‬
‫الحرارة } وتغشى وجوهم النار { أي وتغطي وجوهم النار بلهبها‪ ،‬هؤلء هم المجرمون في الدنيا بالشرك‬
‫والمعاصي‪ ،‬وذها هو جزاؤهم يوم القيامة‪ ،‬فعل تعالى هذا بهم } ليجزي ال كل نفس بما كسبت ان ال سريع‬
‫الحساب { فما بين إن وجدوا في الدنيا ان انتهوا الى نار جهنم واستقروا في أتون جحيمها ال كمن دخل مع‬
‫باب وخرج مع آخر‪ ،‬وأخيرا‪ N‬يقول تعالى‪ } :‬هذا بلغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو اله واحد وليذكروا‬
‫أولوا اللباب { اي هذا القرآن بلغ للناس من رب الناس قد بلغه إليهم رسول رب الناس } ولينذروا به { أي‬
‫بما فيه من العظات والعبر والعرض اللوان العذاب وصنوف الشقاء لهل الجرام والشر والفساد‪،‬‬
‫} وليعلموا { أي بما فيه من الحجج والدلئل والبراهين } أنما هو إله واحد { أي معبود واحد ل ثاني له وهو‬
‫ال جل جلله‪ ،‬فل يعبدوا معه غيره إذ هو وحده الرب والله الحق‪ ،‬وما عداه فباطل‪ } ،‬وليذكر اولوا اللباب {‬
‫أي وليتعظ بهذا القرآن أصحاب العقول المدركة الواعية فيعلموا على إنجاء انفسهم من غضب ال وعذابه‪،‬‬
‫وليفوزوا برحمته ورضوانه‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان صدق وعد ال من وعدهم من رسله واوليائه‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان أحوال المجرمين في العرض وفي جهنم‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان العلة في المعاد الخر وهو الجزاء على الكسب في الدنيا‪.‬‬

‫‪ -4‬قوله تعالى في آخر آية من هذه السورة‪):‬هذا بلغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر‬
‫أولوا اللباب( هذه الية صالحة لن تكون عنوانا‪ N‬للقرآن الكريم إذ دلت على مضمونة كلمل‪ N‬مع وجازة اللفظ‬
‫وجمال العبارة‪ ،‬والحمد ل اول‪ N‬وآخرا‪.‬‬
‫سورة الحجر‬
‫} ال*ر تلك آيات ٱلكتاب وقر‪%‬آن@ م‪O‬بين@ { * } ر‪O‬بما يود‪ O‬ٱلذين كفروا لو‪ %‬كانوا مس‪%‬لمين { * } ذر‪%‬هم‬
‫يأكلوا ويتمتعوا ويلههم ٱلمل) فسو‪%‬ف يع‪%‬لمون { * } ومآ أه‪%‬لكنا من قر‪%‬ية@ إل ولها كتاب‬
‫مع‪%‬لوم‪ } * { V‬ما تس‪%‬بق من‪ %‬أ)مة@ أجلها وما يس‪%‬تأخرون {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} آلر {‪ :‬ال أعلم بمراده بذلك‪ ،‬تكتب آلر‪ .‬ويقرأ‪ :‬ألف‪ ،‬لم‪ ،‬را‪.‬‬

‫} تلك آيات الكتاب {‪ :‬اليات المؤلفة من مثل هذه الحروف المقطعة تلك آيات الكتاب أي القرآن‪.‬‬

‫} يود {‪ :‬يحب ويرغب متمنيا‪ N‬أن لو كان من المسلمين‪.‬‬

‫} ويتمتعوا {‪ :‬أي بالملذات والشهوات‪.‬‬

‫} ويلههم المل {‪ :‬أي بطول العمر وبلوغ الوطار وإدراك الرغائب الدنيوية‪.‬‬

‫} إل ولها كتاب معلوم {‪ :‬أي أجل محدود لهلكها‪.‬‬

‫} ما تسبق من امة أجلها {‪ :‬أي ل يتقدم أجلها المحدد لها ومن زائدة للتأكيد‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بما أن السورة مكية فإنها تعالج قضايا العقيدة وأعظمها التوحيد والنبوة والبعث‪ .‬قوله تعالى‪ } :‬آلر {‪ :‬ال أعلم‬
‫بمراده به‪ ،‬ومن فؤائد هذه الحروف المقطعة تنبيه السامع وشده بما يسمع من التلوة‪ ،‬إذ كانوا يمنعون سماعه‬
‫خشية التأثر به‪ ،‬فكانت هذه الفواتح التي لم يألفوا مثلها في كلمهم تشدهم الى سماع ما بعدها من القرآن‪،‬‬
‫وقوله‪ } :‬تلك آيات الكتاب { من الجائز القول‪ :‬اليات المؤلفة من مثل هذه الحروف الر‪ ،‬آلم‪ ،‬طمس‪ ،‬حم‬
‫عسق‪ } .‬تلك آيات الكتاب وقرآن‪ o‬مبين { المبين‪ :‬المبين للحق والباطل والهدى والضلل وقوله تعالى‪ } :‬ربما‬
‫يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين {‪ :‬بخير تعالى ان يوما‪ N‬سيأتي هو يوم القيامة عندما يرى الكافر المسلمين‬
‫يدخلون الجنة ويدخل هو النار يود يومئذ متمنيا‪ N‬أن لو كان من المسلمين‪ .‬وقد يحدث ال تعالى ظروفا‪ N‬في الدنيا‬
‫وأمورا‪ N‬يتمنى الكافر فيها لو كان من المسلمين‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلهمم المل فسوف‬
‫يعلمون { أي اتركهم يا رسولنا‪ ،‬أي اترك الكافرين يأكلوا ما شاءوا من الطعمة‪ ،‬ويتمتعوا بما حصل لهم من‬
‫الشهوات والملذات‪ ،‬ويلههم المل عن التفكير في عاقبة أمرهم‪ .‬إذ همهم طول اعمارهم‪ ،‬وتحقيق أوطاهم‪،‬‬
‫فسوف يعلمون إذا ر‪n‬دوا الى ال مولهم الحق وضل عنهم ما كانوا في الدنيا مخطئين بإعراضهم عن الحق‬
‫ودعوة الحق والدين الحق وقوله‪ } :‬وما أهلكنا من قرية { أي من قرية بعذاب البادة والستئصال‪ .‬وقوله }‪...‬‬
‫ما تسبق من امة‪ o‬أجلها وما يستأخرون { أي بنا ‪a‬ء على كتاب المقادير فإن أمة كتب ال هلكها يمكن ان يتقدم‬
‫هلكها قبل ميقاته المحدد‪ ،‬ول أن يستأخر عنه ولو ساعة‪ .‬وفي هذا تهديد وتخويف لهل مكة وهو يحاربون‬
‫دعوة الحق ورسول الحق لعل قريتهم قد كتب لها كتاب وحدد لها أجل وهم ل يشعرون‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬القرآن الكريم مبين لكل ما يحتاج في إسعاد النسان وإكماله‪.‬‬

‫‪ -2‬إنذار الكافرين وتحذيرهم من مواصلة كفرهم وحربهم للسلم فإن يوما‪ N‬سيأتي يتمنون فيه أن لو كانوا‬
‫مسلمين‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير عقيدة القضاء والقدر فما من شيء ال وسبق به علم ال وكتبه عنده في كتاب المقادير الحياة‬
‫كالموت‪ ،‬والربح كالخسارة‪ ،‬والسعادة كالشقاء‪ ،‬جميع ما كان وما هو كائن وما سيكون سبق به علم ال وكتب‬
‫في اللوح المحفوظ‪.‬‬

‫} وقالوا يأي‪O‬ها ٱلذي نز‪#‬ل علي‪%‬ه ٱلذ‪R‬كر إنك لمج‪%‬نون‪ } * { V‬لو‪ %‬ما تأتينا بٱلملئكة إن كنت من‬
‫ٱلصادقين { * } ما نن ‪#‬زل) ٱلملئكة إل بٱلحق‪ R‬وما كانوا إذا‪ S‬م‪O‬نظرين { * } إنا نح‪%‬ن نزلنا ٱلذ‪R‬كر‬
‫وإنا له لحافظون { * } ولقد‪ %‬أر‪%‬سلنا من قب‪%‬لك في شيع ٱلولين { * } وما يأتيهم م‪#‬ن رسول@ إل‬
‫كانوا به يس‪%‬ته‪%‬زئ)ون {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} نزل عليه الذكر {‪ :‬أي القرآن الكريم‪.‬‬

‫} بو ما تاتينا بالملئكة {‪ :‬أي هل تأتينا بالملئكة تشهد لك انك نبي ال‪.‬‬


‫} وما كانوا منظرين {‪ :‬أي مهملين‪ ،‬بل يأخذهم العذاب فور نزول الملئكة‪.‬‬

‫} إنا نحن نزلنا الذكر {‪ :‬أي القرآن‪.‬‬

‫} في شيع الولين {‪ :‬أي في فرق وطوائف الولين‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى } وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر { أي قال الكافرون المنكرون للوحي والنبوة } إنك لمجنون {‬
‫أي قابل عاقل وإل لما اعديت النبوة‪ .‬وفي قولهم هذا استهزاء ظاهر بالرسول صلى ال عليه وسلم وهو ثمرة‬
‫ظلمة الكفر التي في قلوبهم وقوله‪ } :‬لو ما تأتينا بالملئكة { لو ما هنا بمعنى هل التحضيضية أي هل تأتينا‬
‫بالملئكة نراهم عيان‪N‬ا يشهدون لك بإنك رسول ال } إن كنت من الصادقين { في دعواك النبوة والرسالة فأت‬
‫الملئكة تشهد لك‪ .‬قال تعالى } ما ننزل الملئكة ال بالحق { أي نزول‪ N‬ملتبسا‪ N‬بالحق‪ .‬أي ل تنزل الملئكة ال‬
‫لحقاق الحق وإبطال الباطل ل لمجرد تشهي الناس ورغبتهم ولو نزلت الملكئة ولم يؤمنوا لنزل بهم العذاب‬
‫فورا‪ } N‬وما كانوا إذا‪ N‬منظرين { أي مهملين بل يهلكون في الحال‪ .‬وقوله تعالى في الية )‪ } (9‬إنا نحن نزلنا‬
‫الذكر { أي القرآن } وإنا له لحافظون { أي من الضياع ومن الزيادة والنقصان لن حجتنا على خلقنا الى يوم‬
‫القيامة‪ .‬أنزلنا الذكر هدى ورحمة وشفاء ونورا‪ .N‬هو يريدون العذاب وال يريد الرحمة‪ .‬مع ان القرآن نزلت به‬
‫الملئكة‪ ،‬والملئكة إن نزلت ستعود الى السماء ولم يبق ما يدل على الرسالة ال القرآن ولكن القوم ل يريدون‬
‫أن يؤمنوا وليسوا في ذلك الكفر والعناد وحدهم بل سبقتهم طوائف وأمم أرسل فيهم فكذبوا وجاحدوا وهو قوله‬
‫تعالى‪ } :‬ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الولين { أي في فرقهم وأممهم } وما يأتيهم من رسول ال كانوا به‬
‫يستهزءون { لن علة المرض واحدة إذا‪ N‬فل تيأس يا رسول ال ول تحزن بل اصبر وانتظر وعد ال لك‬
‫بالنصر فإن وعده حق‪:‬‬
‫{‬ ‫} كتب ال لغلبن أنا ورسلي إن ال قوي عزيز‬
‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان ما كان يلقاه رسول ال )ص( من استهزاء وسخرية من المشركين‪.‬‬

‫‪ -2‬مظهر من مظاهر رحمة ال بالنسان‪ ،‬يطلب نزول العذاب وال ينزل الرحمة‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان حفظ ال تعالى للقرآن الكريم من الزيادة والنقصان ومن الضياع‪.‬‬


‫‪ -4‬بيان سنة ال تعالى في المم والشعوب وهي أنهم ما يأتيهم من رسول ينكر عليهم مألوفهم ويدعوهم الى‬
‫جديد من الخير والهدى ال وينكرون ويستهزءون‪.‬‬

‫} كذلك نس‪%‬لكه في قلوب ٱلمج‪%‬رمين { * } ل يؤمنون به وقد‪ %‬خلت سنة ٱلولين { * } ولو‬
‫فتح‪%‬نا علي‪%‬هم بابا‪ S‬م‪#‬ن ٱلسماء فظلوا فيه يع‪%‬رجون { * } لقالوا إنما سك‪R‬رت أب‪%‬صارنا بل نح‪%‬ن قو‪%‬م‬
‫مس‪%‬حورون { * } ولقد‪ %‬جعلنا في ٱلسماء بروجا‪ S‬وزيناها للناظرين { * } وحفظناها من كل‬
‫شي‪%‬طان@ رجيم@ { * } إل من ٱس‪%‬ترق ٱلسم‪%‬ع فأتبعه شهاب‪ V‬م‪O‬بين‪{ V‬‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} كذلك نسلكه {‪ :‬أي التكذيب بالقرآن أو النبي صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} وقد خلت سنة الولين {‪ :‬أي مضت سنة المم السابقة‪.‬‬

‫} فظلوا فيه يعرجون {‪ :‬أي يصعدون‪.‬‬

‫} إنما س‪n‬كرت {‪ :‬أي سدت كما ‪n‬يس‪l‬كر النهر او الباب‪.‬‬

‫} في السماء بروجا {‪ :‬أي كواكب ينزلها الشمس والقمر‪.‬‬

‫} شيطان رجيم {‪ :‬أي مرجوم بالشهب‪.‬‬

‫} شهاب مبين {‪ :‬كوكب يرجم به الشيطان يحرقه أو يمزقه أو يخبله أي يفسده‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في المكذبين للنبي المطالبين بنزول الملئكة لتشهد للرسول بنبوته حتى يؤمنوا بها‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫} كذلك نسلكه { أي التكذيب في قلوب المجرمين من قومك‪ ،‬كما سلكناه حسب سنتنا في قلوب من كذبوا الرسل‬
‫من قبلك فسلكه } في قلوب المجرمين { من قومك فل يؤمنون بك ول بالذكر الذي أنزل عليك‪ ،‬وقوله تعالى‪} :‬‬
‫وقد خلت سنة الولين { أي مضت وهي تعذيب المكذبين للرسل المستهزئين بهم لنهم ل يؤمنون حتى يروا‬
‫العذاب الليم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ولو فتحنا عليهم بابا‪ N‬من السماء فظلوا { أي الملئكة او المكذبون } فيه { أي في‬
‫ذلك الباب } يعرجون { أي يصعدون طوال النهار طالعين هابطين ولقالوا في المساء } إنما سكرت أبصارنا {‬
‫أي منعت من النظر الحقيقي فلم نر الملئكة ولم نرى السماء } بل نحن قوم مسحورون { فأصبحنا نرى أشياء‬
‫ل حقيقة لها‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ولقد جعلنا في السماء بروجا‪ { N‬أي كواكب هي منازل للشمس والقمر ينزلن بها‬
‫وعلى مقتضاها يعرف عدد السنين والحساب‪ .‬وقوله‪ } :‬زيناها { أي السماء بالنجوم } للناظرين { فيها من‬
‫الناس‪ .‬وقوله‪ } :‬وحفظناها { أي السماء الدنيا } من كل شيطان رجيم { أي مرجوم ملعون‪ .‬وقوله‪ } :‬إل من‬
‫استرق السمع { ال مارد من الشياطين طلع الى السماء لستراق السمع من الملئكة لينزل بالخبر الى وليه من‬
‫الكهان من الناس } فاتبعه شهاب { من نار } مبين { أي يبين أثره في الشيطان إما بإخباله وإفساده وإما‬
‫بإحراقه‪ .‬هذه اليات وهي مقولة تعالى‪ } :‬ولقد جعلنا في السماء بروجا‪ { N‬الى آخر ما جاء في هذا السياق‬
‫الطويل‪ ،‬القصد منه إظهار قدرة ال تعالى وعلمه وحكمته ورحمته وكلها مقتضية لرسال الرسول وإنزال‬
‫الكتاب لهداية الناس الى عبادة ربهم وحده عبادة يكملون عليها ويسعدون في الدنيا والخرة‪ ،‬ولكن المكذبين ل‬
‫يعلمون‪ .‬هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان سنة ال تعالى في المكذبين المعاندين وهي أنهم ل يؤمنون حتى يروا العذاب الليم‪.‬‬

‫‪ -2‬مطالبة المكذبين باليات كرؤية الملئكة ل معنى لها إذ القرآن أكبر آية ولم يؤمنوا به فلذا لو فتح باب من‬
‫السماء فظلوا فيه يعرجون لما آمنوا‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان مظاهر قدرة ال تعالى وعلمه وحكمته ورحمته فما حملت اليات من مظاهر لذلك‪ ،‬بدءا‪ N‬من قوله‪:‬‬
‫} ولقد جعلنا في السماء بروجا‪ { N‬الى الية السابعة والعشرين من هذا السياق الكريم‪.‬‬

‫} وٱلر‪%‬ض مدد‪%‬ناها وألقي‪%‬نا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل‪ R‬شي‪%‬ء@ مو‪%‬زون@ { * } وجعلنا لكم‬
‫فيها معايش ومن لس‪%‬تم‪ %‬له برازقين { * } وإن م‪#‬ن شي‪%‬ء@ إل عندنا خزائنه وما ننز‪#‬له إل بقدر‬
‫مع‪%‬لوم@ { * } وأر‪%‬سلنا ٱلر‪#‬ياح لواقح فأنزلنا من ٱلسمآء ماء‪ g‬فأس‪%‬قي‪%‬ناكموه ومآ أنتم‪ %‬له‬
‫بخازنين { * } وإنا لنح‪%‬ن نح‪%‬يي ونميت ونح‪%‬ن ٱلوارثون { * } ولقد‪ %‬علم‪%‬نا ٱلمس‪%‬تقدمين منكم‬
‫ولقد‪ %‬علم‪%‬نا ٱلمس‪%‬تأخرين { * } وإن ربك هو يح‪%‬شرهم‪ %‬إنه حكيم‪ V‬عليم‪{ V‬‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} والرض مددناها {‪ :‬أي بسطناها‪.‬‬


‫} وألقينا فيها رواسي {‪ :‬أي جبال‪ N‬ثوابت لئل تتحرك الرض‪.‬‬

‫} موزون {‪ :‬أي مقدر معلوم المقدار ل تعالى‪.‬‬

‫} معايش {‪ :‬جمع معيشة أي ما يعيش عليه النسان من الغذية‪.‬‬

‫} ومن لستم برازقين {‪ :‬كالعبيد والماء والبهائم‪.‬‬

‫} وما ننزله ال بقدر معلوم {‪ :‬أي المطر‪.‬‬

‫} وأرسلنا الرياح لواقح {‪ :‬أي تلقح السحاب فيمتلئ ماء‪ ،a‬كما تنقل مادة اللقاح من ذكر الشجر الى أنثاه‪.‬‬

‫} وما انتم له بخازنين {‪ :‬أي ل تملكون خزائنه فتمنعونه أو تعطونه من تشاءون‪.‬‬

‫} المستقدمين منكم والمستأخرين {‪ :‬أي من هلكوا من بني آدم الى يومكم هذا والمستأخرين ممن هم أحياء‬
‫وممن لم يوجدوا بعد الى يوم القيامة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في ذكر مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته وهي موجبات اليمان به وعبادته وتوحيده‬
‫والتقرب إليه بفعل محابه وترك مساخطه‪ .‬قوله تعالى‪ } :‬الرض مددناها { أي بسطناها } وألقينا فيها رواسي {‬
‫أي جبال‪ N‬ثوابت تثبت الرض حتى ل تتحرك او تميد باهلها فيهلكوا‪ } ،‬وأنبتنا فيها من كل شيء موزون { أي‬
‫مقدر معلوم المقدار ل تعالى‪ .‬وقوله‪ } :‬وجعلنا لكم فيها معايش { عليها تعيشون وهي انواع الحبوب والثمار‬
‫وغيرها‪ ،‬وقوله‪ } :‬ومن لستم له برازقين { بل ال تعالى هو الذي يرزقه وإياكم من العبيد والماء والبهائم‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬وإن من شيء ال عندنا خزائنه وما ننزله ال بقدر معلوم { أي ما من شيء نافع للبشرية هي في‬
‫حاجة اليه لقوام حياتها عليه ال عند ال خزائنه‪ ،‬ومن ذلك المطار‪ ،‬لكن ينزله بقدر معلوم حسب حاجة‬
‫المخلوقات وما تتوقف عليه مصالحها‪ ،‬وهو كقوله‪:‬‬
‫{‬ ‫} بيده الخير وهو على كل شيء قدير‬
‫وكقوله‪:‬‬
‫} ولو بسط ال الرزق لعباده لبغوا في الرض ولكن ينزل بقدر ما شاء ال إنه بعباده خبير‬
‫{‬ ‫بصير‬
‫وقوله‪ } :‬وأرسلنا الرياح لقواح { أي تلقح السحاب فتمتلئ ماء‪ } ،‬فأنزلنا من السماء ماء { بقدرتنا وتدبيرنا‬
‫)فأسقيناكموه وما أنتم بخازنين( أي ل تملكون خزائنه فتمنعونه من تشاوءن وتعطونه من تشاءون بل ال تعالى‬
‫هو المالك لذلك‪ ،‬فينزله على أرض قوم ويمنه آخرين‪ .‬وقوله‪ } :‬إنا لنحن نحي ونميت ونحن الوارثون‪ ،‬ولقد‬
‫علمنا المستقدمين منكم { أي الذين ماتوا من لدن آدم } ولقد علمنا المستأخرين { ممن هم أحياء ومن لم يوجدوا‬
‫وسيوجدون ويموتون الى يوم القيامة‪ ،‬الجميع ع‪l‬ل‪p‬م‪l‬ه‪n‬م ال‪ ،‬وغيره ل يعلم فلذا استحق العبادة وغيره ل يستحقها‪،‬‬
‫وقوله } وإن ربك { أيها الرسول } هو يحشرهم { أي إليه يوم القيامة ليحاسبهم ويجازيهم‪ ،‬وهذا متوقف على‬
‫القدرة والحكمة والعلم‪ ،‬والذي أحياهم ثم أماتهم قادر‪ q‬على إحيائهم نر ‪N‬ة اخرى والذيى علمهم قبل خلقهم وعلمهم‬
‫بعد خلقهم قادر على حشرهم والحكيم الذي يضع كل شيء في موضعه ل يخلقهم عبثا‪ N‬بل خلقهم ليبلوهم ثم‬
‫ليحاسبهم ويجزيهم أنه هو الحكيم العليم‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته المتجلية فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬خلق الرض ومد‪b‬ها وإلقاء الجبال فيها‪ .‬إرسال الرياج لواقح للسحب‪.‬‬

‫ب‪ -‬إنبات النباتات بموازين دقيقة‪ .‬إحياء المخلوقات ثم إماتتها‪.‬‬

‫ج‪ -‬إنزال المطر بمقادير معينة‪ .‬علمه تعالى بمن مات ومن سيموت‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير التوحيد ان من هذه آثار قدرته هو الواجب أن يعبد وحده دون سواه‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير عقيدة البعث والجزاء‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير نبوة الرسول صلى ال عليه وسلم إذ هذا الكلم كلم ال أوحاه إليه صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬خلقنا ٱلنسان من صلصال@ م‪#‬ن‪ %‬حمإ@ مس‪%‬نون@ { * } وٱلجآن خلقناه من قب‪%‬ل) من نار‬
‫ٱلسموم { * } وإذ قال رب‪O‬ك للملئكة إن‪R‬ي خالق‪ U‬بشرا‪ S‬م‪#‬ن صلصال@ م‪#‬ن‪ %‬حمإ@ مس‪%‬نون@ { * } فإذا‬
‫سوي‪%‬ته ونفخت فيه من ر‪O‬وحي فقعوا له ساجدين { * } فسجد ٱلمل*ئكة كلهم‪ %‬أج‪%‬معون { * } إل‬
‫إب‪%‬ليس أبى أن يكون مع ٱلساجدين { * } قال يإب‪%‬ليس ما لك أل تكون مع ٱلساجدين { * } قال‬
‫لم‪ %‬أكن لس‪%‬جد لبشر@ خلقته من صلصال@ م‪#‬ن‪ %‬حمإ@ مس‪%‬نون@ {‬
‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} ولقد خلقنا النسان {‪ :‬أي آدم عليه السلم‪.‬‬

‫} من صلصال من حمإ مسنون {‪ :‬أي طين له صلصلة من حمإ أي طين أسود متغير‪.‬‬

‫} من نار السموم {‪ :‬نار ل دخان لها تنفذ في المسام وهي ثقب الجلد البشري‪.‬‬

‫} فإذا سويته {‪ :‬أي أتممت خلقه‪.‬‬

‫خر‪b‬وا له ساجدين‪.‬‬
‫} فقعوا له ساجدين {‪ :‬أي ‪p‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في ذكر مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته‪ .‬قوله تعالى‪ } :‬ولقد خلقنا النسان { أي آدم }‬
‫من صلصال { أي طين يابس يسمع له صوت الصلصلة‪ } .‬من حمإ مسنون { أي طين أسود متغير الريح‪ ،‬هذا‬
‫مظهر من مظاهر القدرة والعلم‪ ،‬وقوله‪ } :‬والجان خلقناه من قبل { من قبل خلق آدم والجان هو أبن الجن‬
‫خلقناه } من نار السموم { ونار السموم نار ل دخان لها تنفذ في مسام الجسم‪ ...‬وقوله } وإذا قال ربك { اي‬
‫اذكر يا رسولنا اذ قال ربك للملئكة اسجدوا لدم أي سجود تحية وتعظيم ل سجود عبادة لدم‪ ،‬إذ المعبود هو‬
‫المر المطاع وهو ال تعالى‪ .‬فسجدوا } ال إبليس ابى { أي امتنع أن يكون مع الساجدبن‪ .‬وقول‪ } :‬قال إبليس‬
‫ي شيء حصل لك حتى امتنعت أن تكون من جملة الساجدين من الملئكة؟‬
‫مالك أل تكون مع الساجدين { أي أ ‪n‬‬
‫فأظهر اللعين سبب امتناعه وهو حسده لدم واستكباره‪ ،‬فقال } لك أكن لسجد لبش ‪o‬ر خلقته من صلصال‪ o‬من‬
‫حماء‪ o‬مسنون {‪ .‬وفي اليات التالية جواب ال تعالى ورده عليه‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان أصل خلق النسان وهو الطين‪ ،‬والجان وهو لهب النار‪.‬‬

‫‪ -2‬فضل السجود‪ ،‬إذ أمر تعالى به الملئكة فسجدوا أجمعون ال إبليس‪.‬‬


‫‪ -3‬ذم الحسد وأنه شر الذنوب وأكثرها ضررا‪.N‬‬

‫‪ -4‬ذم الكبر وأنه عائق لصاحبه عن الكمال في الدنيا والسعادة في الخرة‪.‬‬

‫‪ -5‬فضل الطين على النار لن من الطين خلق آدم ومن النار خلق إبليس‪.‬‬

‫ب فأنظر‪%‬ني‬
‫ج منها فإنك رجيم‪ } * { V‬وإن علي‪%‬ك ٱللع‪%‬نة إلى يو‪%‬م ٱلد‪#‬ين { * } قال ر ‪#‬‬
‫} قال فٱخر ‪%‬‬
‫إلى يو‪%‬م يب‪%‬عثون { * } قال فإنك من ٱلمنظرين { * } إلى يو‪%‬م ٱلوقت ٱلمع‪%‬لوم { * } قال رب‬
‫بمآ أغوي‪%‬تني ل)زي‪#‬نن لهم‪ %‬في ٱلر‪%‬ض ول)غوينهم‪ %‬أج‪%‬معين { * } إل عبادك منهم ٱلمخلصين { *‬
‫} قال هذا صراط‪ U‬علي مس‪%‬تقيم‪ } * { V‬إن عبادي لي‪%‬س لك علي‪%‬هم‪ %‬سلطان‪ V‬إل من ٱتبعك من‬
‫ٱلغاوين { * } وإن جهنم لمو‪%‬عدهم‪ %‬أج‪%‬معين { * } لها سب‪%‬عة أب‪%‬واب@ لكل‪ R‬باب@ م‪#‬نهم‪ %‬جز‪%‬ء‪ V‬مقسوم‬
‫{‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} قال فاخرج منها {‪ :‬أي من الجنة‪.‬‬

‫} فإنك رجيم {‪ :‬أي مرجوم مطرود ملعون‪ } .‬الى يوم الوقت المعلوم {‪ :‬أي وقت النفخة الولى التي تموت‬
‫فيها الخلئق كلها‪.‬‬

‫} بما أغويتني {‪ :‬أي بسبب إغوائك لي أي إضللك وإفسادك لي‪.‬‬

‫} المخلصين {‪ :‬أي الذين استخلصتهم لطاعتك فإن كيدي ل يعمل فيهم‪.‬‬

‫} هذا صراط علي مستقيم {‪ :‬أي هذا طريق مستقيم موصل الي وعلي‪ b‬مراعاته وحفظه‪.‬‬

‫} لها سبعة أبواب {‪ :‬أي أبواب طبقاتها السبع التي هي جهنم‪ ،‬ثم لظى‪ ،‬ثم الح‪n‬طمة‪ ،‬ثم السعير‪ ،‬ثم س‪l‬ق‪j‬ر‪ ،‬ثم‬
‫الجحيم‪ ،‬ثم الهاوية‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫قوله تعالى‪ } :‬فاخرج منها { هذا جواب عن قول ابليس‪،‬‬
‫{‬ ‫} لم أكن لسجد لبشر‬
‫الية اذا فاخرج منها أي من الجنة } فإنك رجيم { أي مرجوم مطرود م‪n‬بعد‪ } ،‬وإن عليك { لعنتي أي غضبي‬
‫وإبعادي لك من السموات } الى يوم الدين { أي الى يوم القيامة وهو يوم الجزاء‪ .‬فقال اللعين ما أخبر تعالى به‬
‫عنه‪ } :‬فإنك من المنظرين { أي الممهلين } الى يوم الوقت المعلوم { وهو فناء بني آدم حيث لم يبق منهم أحد‬
‫وذلك عند النفخة الولى‪ .‬فلما سمع اللعين ما حكم به الرب تعالى عليه قال ما أخبر ال عنه بقوله‪ } :‬قال رب‬
‫بما أغويتني { أي بسبب إغوائك } لزينن لهم في الرض { أي الكفر والشرك وكبائر الذنوب‪ ،‬و } لغوينهم {‬
‫أي لضلنهم } أجمعين { } ال عبادك منهم المخلصين { فاستثنى اللعين من استخلصهم ال تعالى وأكرمهم‬
‫بوليته وهم الذين ل ي‪l‬س‪r‬ت‪p j‬بد‪ n‬بهم غضب‪ q‬ول تتتحكم فيهم شهوة ول هوى‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬قال هذا صراط علي‬
‫مستقيم { اي هذا طريق مستقيم الي ارعاه واحفظه وهو } إن عبادي لك عليهم سلطان ال من اتبعك من‬
‫الغاوين { } وإن جهنم { لموعدك وموعد أتباعك الغاوين أجمعين } لها سبعة أبواب { اذ هي سبع طبقات لكل‬
‫ب منهم جزء مقسوم { أي نصيب‬
‫طبقة باب فوقها يدخل معه أهل تلك الطبقة‪ ،‬وهو معنى قوله تعالى‪ } :‬لكل با ‪o‬‬
‫معين وطبقاتها هي‪ :‬جهنم‪ ،‬لظى‪ ،‬الحطمة‪ ،‬السعير‪ ،‬سقر‪ ،‬الجحيم‪ ،‬الهاوية‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬حرمان إبليس من التوبة لستمرار غضب ال عليه الى يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ -2‬استجاب ال لشر خلقه وهو إبليس فمن الجائز ان يستجيب ال دعاء الكافر لحكمة يريدها ال تعالى‪.‬‬

‫‪ -3‬أمضى سلح يغوي به إبليس بني آدم هو التزين الشياء حتى ولو كانت دميمة قبيحة يصيرها بوسواسة‬
‫زينة حسنة حتى يأتيها الدمي‪.‬‬

‫‪ -4‬عصمة الرسل وحفظ ال للولياء حتى ل يتلوثوا بأوضار الذنوب‪.‬‬

‫‪ -5‬طريق ال مستقيم الى ال تعالى يسلكه الناس حتى ينتهوا الى ال سبحانه فيحاسبهم ويجزيهم بكسبهم الخير‬
‫بالخير والشر بالشر‪.‬‬

‫‪ -7‬بيان أن لجهنم طبقات واحدة فوق اخرى ولكل طبقة بابها فوقها يدخل معه اهل تلك الطبقة ل غير‪.‬‬
‫} إن ٱلمتقين في جنات@ وعيون@ { * } ٱد‪%‬خلوها بسلم@ آمنين { * } ونزع‪%‬نا ما في صدورهم‬
‫م‪#‬ن‪ %‬غل‪ y‬إخوانا‪ S‬على سرر@ م‪O‬تقابلين { * } ل يمس‪O‬هم‪ %‬فيها نصب‪ V‬وما هم‪ %‬م‪#‬نها بمخرجين { *‬
‫} نب‪#‬ىء‪ %‬عبادي أن‪R‬ي أنا ٱلغفور ٱلرحيم { * } وأن عذابي هو ٱلعذاب ٱلليم { * } ونب‪#‬ئهم‪ %‬عن‬
‫ضي‪%‬ف إب‪%‬راهيم { * } إذ دخلوا علي‪%‬ه فقالوا سلما‪ S‬قال إنا منكم‪ %‬وجلون { * } قالوا ل تو‪%‬جل إنا‬
‫نبش‪R‬رك بغلم@ عليم@ { * } قال أبشر‪%‬تموني على أن مسني ٱلكبر فبم تبش‪R‬رون { * } قالوا‬
‫بشر‪%‬ناك بٱلحق‪ R‬فل تكن م‪#‬ن ٱلقانطين { * } قال ومن يقنط من رح‪%‬مة رب‪#‬ه إل ٱلضآلون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} إن المتقين {‪ :‬أي الذين خافوا ربهم فعبدوه بما شرع لهم من العبادات‪.‬‬

‫} ونزعنا ما في صدروهم من غل {‪ :‬أي حقد وحسد وعداوة وبغضاء‪.‬‬

‫} على سرر متقابلين {‪ :‬أي ينظر بعضهم الى بعض ما داموا جالسين وإذا انصرفوا دارت بهم السرة فل‬
‫ينظر بعضهم الى قفا بعض‪.‬‬

‫} ل يمسهم فسها نصب {‪ :‬أي تعب‪.‬‬

‫} العذاب الليم {‪ :‬أي الموجع شديد اليجاع‪.‬‬

‫} ضيف إبراهيم {‪ :‬هم ملئكة نزلوا عليه وهم في طريقهم الى قوم لوط لهلكهم كان من بينهم جبريل وكانوا‬
‫في صورة شباب من الناس‪.‬‬

‫} إنا منكم وجلون {‪ :‬اي خائفون وذلك لما رفضوا أن يأكلوا‪.‬‬

‫} بغلم عليم {‪ :‬أي بولد ذي علم كثير هو أسحق عليه السلم‪.‬‬

‫} فيم تبشرون {‪ :‬أي تعجب من بشارتهم مع كبره بولد‪.‬‬

‫} من القانطين {‪ :‬أي اليسين‪.‬‬


‫معنى اليات‪ :‬لما ذكر تعالى جزاء اتباع ابليس الغاوين‪ ،‬ناسب ذكر جزاء عباد الرحمن أهل التقوى واليمان‬
‫فقال تعالى مخبرا‪ N‬عما أعد لهم من نعيم مقيم‪ } :‬إن المتقين { أي ال بترك الشرك والمعاصي } في جنات‬
‫وعيون { يقال لهم } ادخلوها بسلم‪ o‬آمنين { أي حال كونكم مصحوبين بالسلم آمنين من الخوف والفزع‪.‬‬
‫وقوله } ونزعنا ما في صدورهم من غل { أي لم يبق ال تعالى في صدور أهل الجنة ما ينغص نعيمها‪ ،‬او‬
‫يكدر صفوها كحقد او حسد او عداوة او شحناء‪ .‬وقوله‪ } :‬إخوانا‪ N‬على سر ‪o‬ر‪ p‬متقابلين { لما طهر صدورهم مما‬
‫من شأنه ان ينغص أو يكدر‪ ،‬أصبحوا في المحبة لبعضهم بعض‪N‬ا أخوانا‪ N‬يضمهم مجلس واحد يجلسون فيه على‬
‫سر ‪o‬ر متقابلين وجها‪ N‬لوجه‪ ،‬واذا ارادوا النصراف الى قصورهم تدور بهم السرة فل ينظر احدهم الى قفا‬
‫أخيه‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ل يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين { فيه الخبار بنعيمين‪ :‬نعيم الراحة البدية‬
‫اذ ل نصب ول تعب في الجنة ونعيم البقاء والخلد فيها اذ ل يخرجون منها ابدا‪ ،N‬وفي هذا التقرير لمعتقد البعث‬
‫والجزاء بأبلغ عبارة واوضحها‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬نبئ عبادي اني أنا الغفور الرحيم { أي خبر يا رسولنا عبادنا‬
‫المؤمنين الموحدين أن ربهم غفور لهم ان عصوه وتابوا من معصيتهم‪ .‬رحيم بهم فل يعذبهم‪ } .‬وأن عذابي هو‬
‫العذاب الليم { ونبئهم أيضا‪ N‬أن عذابي هو العذاب الليم فليحذروا معصيتي بالشرك بي‪ ،‬أو مخالفة أوامري‬
‫وغشيان محارمي‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ونبئهم عن ضيف إبراهيم‪ .‬إذ دخلوا عليه فقالوا سلما‪ { N‬أي سلموا عليه فرد‬
‫عليهم السلم وقدم لهم قرى الضيف وكان عجل‪ N‬حيذا‪ ،‬كما تقدم في هود وعرض عليهم الكل فامتنعوا وهنا‬
‫قال‪ } :‬إنا منكم وجلون { أي خائفون‪ ،‬وكانوا جبريل وميكائيل وإسرافيل في صورة لشباب حسان‪ .‬فلما أخبرهم‬
‫بخوفه منهم‪ ،‬لن العادة أن النازل على النسان اذا لم ياكل طعامه ذل ذلك على انه يريد به سوء‪.‬‬

‫} قالوا ل توجل { اي ل تخف‪ } ،‬إنا نبشرك بغلم عليم { أي بولد ذي علم كثير‪ .‬فرد إبراهيم قائل‪ N‬بما أخبر‬
‫تعالى عنه بقوله‪ } :‬قال أبشرتموني على أن مسنى الكبر فيم تبشرون { أي هذه البشارة بالولد على كبر سني أو‬
‫عجيب‪ ،‬فلما تعجب من البشارة وظهرت عليه علمات الشك والتردد في صحة الخبر قالوا له‪ } :‬بشرناك‬
‫بالحق فل تكن من القانطين { أي اليسين‪ .‬وهنا ورد عليهم قائل‪ N‬نافيا‪ N‬القنوط عنه لن القنوط حرام‪ } .‬ومن‬
‫يقنط من رحمة به ال الضالون { أي الكافرون بقدرة ال ورحمته لجهلهم بربهم وصفاته المتجلية في رحمته‬
‫لهم وإنعامه عليهم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير نعيم الجنة‪ ،‬وأن بعضها جسماني روحاني معا‪ N‬دائم أبدا‪.N‬‬

‫‪ -2‬صفاء نعيم الجنة من كل ما ينغصه أو يكدره‪.‬‬


‫‪ -3‬وعد ال بالمغفرة لمن تاب من أهل اليمان والتقوى من موحديه‪.‬‬

‫‪ -4‬وعيده لهل معاصيه إذ لم يتوبوا إليه قبل موتهم‪.‬‬

‫‪ -5‬حرمة القنوط واليأس من رحمة ال تعالى‪.‬‬

‫ط إنا‬
‫} قال فما خطبكم‪ %‬أي‪O‬ها ٱلمر‪%‬سلون { * } قالوا إنآ )أر‪%‬سلنآ إلى قو‪%‬م@ م‪O‬ج‪%‬رمين { * } إل آل لو @‬
‫ط ٱلمر‪%‬سلون‬
‫لمنج‪O‬وهم‪ %‬أج‪%‬معين { * } إل ٱم‪%‬رأته قدر‪%‬نآ إنها لمن ٱلغابرين { * } فلما جآء آل لو @‬
‫{ * } قال إنكم‪ %‬ق ‪%‬وم‪ V‬م‪O‬نكرون { * } قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يم‪%‬ترون { * } وآتي‪%‬ناك بٱلحق‬
‫وإنا لصادقون { * } فأس‪%‬ر بأه‪%‬لك بقطع@ م‪#‬ن ٱللي‪%‬ل وٱتبع‪ %‬أد‪%‬بارهم‪ %‬ول يلتفت منكم‪ %‬أحد‪ V‬وٱم‪%‬ضوا‬
‫حي‪%‬ث تؤمرون { * } وقضي‪%‬نآ إلي‪%‬ه ذلك ٱلم‪%‬ر أن دابر هؤ)لء مقطوع‪ V‬م‪O‬ص‪%‬بحين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} قال فما خطبكم {‪ :‬أي ما شأنكم؟‬

‫} الى قوم مجرمين {‪ :‬هم قوم لوط عليه السلم‪.‬‬

‫} إنا لمنجوهم أجمعين {‪ :‬أي ليمانهم وصالح اعمالهم‪.‬‬

‫} الغابرين {‪ :‬اي الباقين في العذاب‪.‬‬

‫} قوم منكرون {‪ :‬أي ل أعرفكم‪.‬‬

‫} بما كانوا فيه يمترون {‪ :‬أي بالعذاب الذي كانوا يشكون في وقوعه بهم‪.‬‬

‫} حيث تؤمرون {‪ :‬أي الى الشام حيث أمروا بالخروج إليه‪.‬‬

‫} وقضينا إليه ذلك المر {‪ :‬أي فرغنا الى لوط من ذلك المر‪ ،‬وأوحينا إليه أن دابر هؤلء مقطوع مصبحين‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫ما زال السياق في الحديث عن ضيف إبراهيم‪ ،‬وها هوذا قد سألهم بما اخبر به تعالى عنه بقوله‪ } :‬قال فما‬
‫خطبكم أيا المرسلون { أي ما شأنكم أيها المرسلون من قبل ال تعالى اذ هم ملئكته؟ } قالوا إنا ارسلنا الى قوم‬
‫مجرمين { أي على أنفسهم‪ ،‬وعلى غيرهم وهو اللوطيون لعنهم ال‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ال آل لوط { أي آل بيته‬
‫والمؤمنين معه‪ } ،‬إنا لمنجوهم أجمعين ال امرأته قدرنا { أي قضينا } إنها لمن الغابرين { أي الباقين في‬
‫العذاب‪ ،‬أي قضى ال وحكم بإهلكها في جملة من يهلك لنها كافرة مثلهم‪ ،‬الى هنا انتهى الحديث مع إبراهيم‬
‫وانتقلوا الى مدينة لوط عليه السلم قال تعالى } فلما جاء آل لوط المرسلون { أي انتهوا اليهم ودخلوا عليهم‬
‫الدار قال لوط عليه السلم لهم } إنكم قوم منكرون { أي ل أعرفكم وأجابوه قائلين‪ :‬نحن رسل ربك جئناك بما‬
‫كان قومك فيه يمترون أي يشكون وهو عذابهم العاجل جزاء كفرهم وإجرامهم‪ } ،‬وأتيناك بالحق { الثابت الذي‬
‫ل شك فيه } وإنا لصادقون { فيما أخبرناك به وهو عذاب قومه المجرمين‪ .‬وعليه } فأسر بأهلك بقطع من الليل‬
‫{ أي أسر بهم في جزء من الليل‪ ،‬و } اتبع أدبارهم { أي امش وراءهم وهو أمامك } ول يلتفت منكم أحد { بأن‬
‫ينظر وراءه‪ ،‬أي حتى ل يرى ما يسوءه عند نزول العذاب بالمجرمين‪ ،‬وقوله } وامضوا حيث تؤمرون { أي‬
‫يأمركم ربكم وقد أمروا بالذهاب الى الشام‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وقضينا اليه ذلك المر ان دابر هؤلء مقطوع‬
‫مصبحين { أي وفرغنا الى لوط من ذلك المر‪ ،‬وأوحينا إليه أن دابر هؤلء مقطوع مصبحين‪ ،‬أي أنهم‬
‫مهلكون عن آخرهم في الصباح الباكر ما أن يطلع الصباح حتى تقلب بهم الرض ويهلكوا عن آخرهم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬التنديد بالجرام وبيان عقوبة المجرمين‪.‬‬

‫‪ -2‬ل قيمة للنسب ول للمصاهرة ول عبرة بالقرابة إذا فصل الكفر والجرام بين النساب والقرباء فأمراة‬
‫لوط هلكت مع الهالكين ولم يشفع لها أنها زوجة نبي ورسول عليه السلم‪.‬‬

‫‪ -3‬مشروعية المشي بالليل لقطع المسافات البعيدة‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية مشي المسئول وكبير القوم وراء الجيش والقافلة أحوالهم‪ ،‬والطلع على من يتخلف منهم لمر‪،‬‬
‫وكذا كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يفعل‪.‬‬

‫‪ -5‬كراهية الشفاق على الظلمة الهالكين‪ ،‬لقوله‪ :‬ول يلتفت منكم أحد أى‪ :‬بقلبه‪.‬‬
‫} وجآء أه‪%‬ل) ٱلمدينة يس‪%‬تب‪%‬شرون { * } قال إن هؤ)لء ضي‪%‬في فل تفضحون { * } وٱتقوا ٱلله‬
‫ول تخزون { * } قالوا أو لم‪ %‬ننهك عن ٱلعالمين { * } قال هؤ)لء بناتي إن كنتم‪ %‬فاعلين { *‬
‫} لعم‪%‬رك إنهم‪ %‬لفي سكرتهم‪ %‬يع‪%‬مهون { * } فأخذتهم ٱلصي‪%‬حة مشرقين { * } فجعلنا عاليها‬
‫سافلها وأم‪%‬طر‪%‬نا علي‪%‬هم‪ %‬حجارة‪ S‬م‪#‬ن سج‪#‬يل@ { * } إن في ذلك ليات@ للمتوس‪#‬مين { * } وإنها‬
‫لبسبيل@ م‪O‬قيم@ { * } إن في ذلك لية‪ S‬للمؤمنين { * } وإن كان أص‪%‬حاب ٱلي‪%‬كة لظالمين { *‬
‫} فٱنتقم‪%‬نا منهم‪ %‬وإنهما لبإمام@ م‪O‬بين@ {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وجاء أهل المدينة يستبشرون {‪ :‬أي ومدينة سدوم‪ ،‬أي فرحين بإتيانهم الفاحشة‪.‬‬

‫} واتقوا ال ول تخزون {‪ :‬أي ل تذلوني في انتهاك حرمة ضيفي‪.‬‬

‫} أو لم ننهك عن العالمين {‪ :‬أي عن إجارتك لهم واستضافتك‪.‬‬

‫} لفي سكرتهم يعمهون {‪ :‬أي غوايتهم‪ ،‬وشدة غلمتهم التي أزالت عقولهم‪ ،‬يترددون‪.‬‬

‫} مشرقين {‪ :‬أي وقت شروق الشمس‪.‬‬

‫} من سجيل {‪ :‬أي طين طبخ بالنار‪.‬‬

‫} ليات للمتوسمين {‪ :‬أي الناظرين المعتبرين‪.‬‬

‫} لبسيل مقيم {‪ :‬أي طريق قريش الى الشام مقيم دائم ثابت‪.‬‬

‫} أصحاب اليكة {‪ :‬أي قوم شعيب عليه السلم‪ ،‬واليكة غيصة شجر بقرب مدين‪.‬‬

‫} وإنهما لبإمام مبين {‪ :‬أي قوم لوط‪ ،‬وأصحاب اليكة لبطريق مبين واضح‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬ما زال السياق مع لوط عليه السلم وضيفه من الملئكة من جهة‪ ،‬وقوم لوط من جهة‪ .‬قال‬
‫تعالى‪ } :‬جاء أهل المدينة { أي مدينة سدوم وأهلها سكانها من اللوطيين‪ ،‬وقوله } يستبشرون { أي فرحين‬
‫مسرورين لطعمهم في ايتان الفاحشة‪ ،‬فقال لهم لوط ما أخبر ال تعالى به‪ } :‬قال إن هؤلء { يشير الى الملئكة‬
‫} ضيفي فل تفضحون { أي فيه وأي بطلبكم الفاحشة‪ } ،‬وتقوا ال { أي خافوه } ول تخزون { أي تهينوني‬
‫وتذلوني‪ .‬فأجابوا بما اخبر تعالى به عنهم‪ } :‬قالوا أو لم ننهك عن العالمين { أي أتقول ما تقول ولم تذكر أنا‬
‫نهيناك عن استضافة أحد من الناس أو تجيره‪ ،‬فأجابهم لوط عليه السلم بما أخبر تعالى به عنه‪ } :‬قال هؤلء‬
‫بناتي إن كنتم فاعلين { أي هؤلء بناتي فتزوجوهن إن كنتم فاعلين ما آمركم به أو أرشدكم إليه‪ .‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫} لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون { أي وحياتك يا رسولنا‪ ،‬إنهم أي قوم لوط } لفي سكرتهم { غوايتهم التي‬
‫أذهبت عقولهم فهبطوا الى درك أسفل من درك الحيوان‪ } ،‬يعمهون { أي حيارى يترددون‪ } ،‬فأخذتهم الصيحة‬
‫مشرقين { أي صيحة جبريل عليه السلم مشرقين مع إشراق الشمس‪ .‬وقوله تعالى } وأمطرنا عليهم { فوق‬
‫ذلك } حجارة من سجيل { أي من طين مطبوخ بالنار‪ ..‬وقوله تعالى‪ } :‬إن في ذلك ليات للمتوسمين { أي ان‬
‫في ذلك المذكور من تدمير مدن كاملة بما فيها ليات وعبر وعظات للمتوسمين أي الناظرين نظر تفكر وتأمل‬
‫لمعرفة الشياء بسماتها وعلماتها‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وإنها لسبيل مقيم { أي وإن تلك القرى الهالكة لبطريق ثابت‬
‫باق يمر به أهل مكة في أسفارهم الى الشام‪ .‬وقوله‪ } :‬إن في ذلك لية للمؤمنين { أي لعبرة للمؤمنين فل‬
‫يقدمون على محارم ال‪ ،‬ول يرتكبون معاصيه‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وإن كان أصحاب اليكة لظالمين {‪ .‬هذا إشارة‬
‫خاطفة الى قصة شعيب عليه السلم مع قومه أصحاب اليكة‪ ،‬واليكة الفيضة من الشجر الملتف‪ ..‬وكانت‬
‫منازلهم بها وكانوا مشركين وهو الظلم في قوله } وأن كان أصحاب اليكة لظالمين { لنفسهم بعبادة غير ال‬
‫تعالى‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬فانتقمنا منهم { أي أهلكناهم بحر شديد يوم الظله وسيأتي الحديث عنهم في سورة‬
‫الشعراء قال تعالى هناك فأخذتهم عذاب يوم الظله أنه كان عذاب يوم عظيم‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬وإنهما لبإمام مبين { المام الطريق لن الناس يمشون فيه وهو أمامهم‪ ،‬ومبين واضح‪ .‬والضمير في‬
‫قوله وإنهما عائد على قوم لوط‪ ،‬وقوم شعيب وهم اصحاب اليكة ل أصحاب مدين لنه ارسل الى اصحاب‬
‫اليكة والى اهل مدين‪ ،‬والطريق طريق قريش الى الشام‪ ،‬والقصد من ذكر هذا وعظ قريش وتذكرهم‪ ،‬فهل‬
‫يتعظون ويتذكرون؟‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان إهلك قوم لوط‪.‬‬

‫‪ -2‬إنكار الفاحشة وأنها أقبح فاحشة تعرفها النسانية هي إيتان الذكور‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان دفاع لوط عليه السلم عن ضيفه حتى فداهم‪.‬‬


‫‪ -4‬شرف النبي صلى ال عليه وسلم حيث أقسم تعالى بحياته في قوله } لعمرك {‪.‬‬

‫‪ -5‬الحث على نظر التفكير والعتبار والتفرس فإنه أنفع للعقل البشري‪.‬‬

‫‪ -6‬بيان نقمة ال تعالى من الظالمين للعتبار والتعاظ‪.‬‬

‫‪ -7‬تقريرنبوة الرسول صلى وسلم إذ مثل هذه الخبار لن تكون ال عن وحي إلهي‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬كذب أص‪%‬حاب ٱلحج‪%‬ر ٱلمر‪%‬سلين { * } وآتي‪%‬ناهم‪ %‬آياتنا فكانوا عنها مع‪%‬رضين { *‬
‫} وكانوا ينحتون من ٱلجبال بيوتا‪ S‬آمنين { * } فأخذتهم ٱلصي‪%‬حة مص‪%‬بحين { * } فمآ أغنى‬
‫عنهم‪ %‬ما كانوا يكسبون { * } وما خلقنا ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض وما بي‪%‬نهمآ إل بٱلحق‪ R‬وإن ٱلساعة‬
‫لتية‪ U‬فٱص‪%‬فح ٱلصفح ٱلجميل { * } إن ربك هو ٱلخلق ٱلعليم { * } ولقد‪ %‬آتي‪%‬ناك سب‪%‬عا‪ S‬م‪#‬ن‬
‫ٱلمثاني وٱلقر‪%‬آن ٱلعظيم { * } ل تمدن عي‪%‬ني‪%‬ك إلى ما متع‪%‬نا به أز‪%‬واجا‪ S‬م‪#‬نهم‪ %‬ول تح‪%‬زن‪ %‬علي‪%‬هم‬
‫وٱخفض‪ %‬جناحك للمؤمنين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} أصحاب الحجر {‪ :‬هم قوم صالح ومنازلهم بين المدينة النبوية والشام‪.‬‬

‫} وآتيناهم آياتنا {‪ :‬أي في الناقة وهي أعظم آية‪.‬‬

‫} ما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون {‪ :‬من بناء الحصون وجمع الموال‪.‬‬

‫} الصفح الجميل {‪ :‬أي اعراض عنهم اعراضا‪ N‬ل جزع فيه وهذا قبل المر بقتالهم‪.‬‬

‫} سبعا‪ N‬من الثماني {‪ :‬هي آيات سورة الفاتحة السيع‪ } .‬أزواجا‪ N‬منهم {‪ :‬أي أصنافا‪ N‬من الكفار‪ } .‬واخفض‬
‫منهم {‪ :‬أي أصنافا‪ N‬من الكفار‪ } .‬واخفض جناحك‪ :‬أي ألن جانبك للمؤمنين‪ .‬معنى اليات‪:‬‬

‫هذا مشروع في موجز قصة أخرى هي قصة أصحاب الحجر وهم ثمود قوم صالح‪ ،‬قال تعالى‪ } :‬ولقد كذب‬
‫أصحاب الحجر المرسلين { وفي هذا موعظة لرسول ال صلى ال عليه وسلم إذ كذبه قومه من أهل مكة‬
‫فليصبر على تكذيبهم فقد كذبت قبلهم أقوام‪ .‬وقال تعالى } المرسلين { ولم يكذبوا ال صالحا‪ N‬باعتبار ان من‬
‫كذب رسول‪ N‬فقد كذب عامة الرسل‪ ،‬لن دعوة الرسل واحدة وهي ان يعبد ال وحده بما شرع لكمال النسان‬
‫وإسعاده في الحالتين‪ .‬وقوله } وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين { إن المراد من اليات القائمة بالناقة منها‬
‫أنها خرجت من صخرة‪ ،‬وأنها تشرب ماء البلد يوما‪ ،N‬وانها تقف أمام كل بيت ليحلب اهله منها ما شاءوا‪،‬‬
‫وإعراضهم عنها‪ ،‬عدم ايمانهم وتوبتهم الى ال تعالى بعد أن آتاهم ما طلبوا من اليات‪ .‬وقوله } وكانوا ينحتون‬
‫من الجبال بيوتا‪ { N‬أي كانوا يتخذون بالنحت بيوتا‪ N‬داخل الجبال يسكونها شتاء آمنين من ان تسقط عليهم لقوتها‬
‫ومن ان ينالهم برد أو حر لوقايتها لهم‪ ،‬وقوله تعالى } فأخذتهم الصيحة مصبحين { وذلك صيحة اليوم الرابع‬
‫وهو يوم السبت فهلكوا أجمعين‪ } ،‬فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون { من المال والعتاد وبناء الحصون بل‬
‫هلكوا ولم ينجح منهم أحد ال من آمن وعمل صالحا‪ N‬فقد نجاه ال تعالى مع نبيه صالح عليه السلم‪ .‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬وما خلقنا السموات والرض وما بينهما ال بالحق { أي ال من أجل أن أذكر وأشكر‪ ،‬فلذا من كفر بي‬
‫فلم يذكرني وعصاني فلم يشكرني اهلكته‪ .‬لني لم أخلق هذا الخلق العظيم لهوا‪ N‬وباطل‪ N‬وعبثا‪ .N‬وقوله } وإن‬
‫الساعة لتية { أي حتما‪ N‬ل محالة وثم يجزي كل بما كسب فل تحزن على قومك ول تجزع منهم فإن جزاءهم‬
‫لزم وآت ل بد‪ ،‬فأصبر واصفح عنهم وهو معنى قوله تعالى } فاصفح الصفح الجميل { أي الذي ل جزع‬
‫معه‪ .‬وقوله } إن ربك هو الخلق العليم { خلق كل شيء وعلم بما خلق فعلة كثرة المخلوقات يعلم نياتها‪،‬‬
‫وأعمالها‪ ،‬واحوالها ول يخفى عليه شيء من أمرها كما بدأها ويحاسبها ويجزيها بما كسبت‪ .‬وهذا من شأنه أن‬
‫يساعد الرسول صلى ال عليه وسلم على الصبر والثبات على دعوته حتى ينصرها ال تعالى في الوقت الذي‬
‫حدده لها‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ولقد آتيناك سبعا‪ N‬من المثاني والقرآن العظيم { أي أعطيناك سورة الفاتحة أم القرآن وأعطيناك‬
‫القرآن العظيم وهو خير عظيم ول يقادر قدره‪ .‬إذا‪ } N‬ل تمدن عينيك { متطلعا‪ } N‬إلى ما متعنا به أزواجا‪ N‬منهم {‬
‫أي أصنافا‪ N‬من رجالت قريش‪ .‬فما آتيناك خير مما هم عليه من المال والحال التي يتمتعون فيها بلذيذ الطعام‬
‫والشراب‪ .‬وقوله‪ } :‬ول تحزن عليهم { إن هم لم يؤمنوا بك ولم يتابعوك على ما جئت به‪ ،‬فإن أمرهم الى ال‬
‫تعالى‪ ،‬وأمره تعالى أن يلين جانبه لصحابه المؤمنين فقال‪ } :‬واخفض جناحك للمؤمنين { فحسبك ولية ال لك‬
‫فذر المكذبين أولي النعمة‪ ،‬وتعايش مع المؤمنين‪ ،‬ولين جانبك لهم‪ ،‬واعطف عليهم فإن الخير فيهم وليس في‬
‫أولئك الغنياء الثرياء الكفرة الفجرة‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا أراد ال هلك امة فإن قوتها المادية ل تغني عنها شيئا‪.N‬‬

‫‪ -2‬لم يخلق ال الخلق عبثا‪ N‬بل خلقه ليعبد بالذكر والشكر‪ ،‬فمن عبده نجا‪ ،‬ومن اعرض عن ذكره وترك عبادته‬
‫أذاقه عذاب الخزي في الدنيا والخرة أو في الخرة وهو أشد وأخرى‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان أن الفصح الجميل هو الذي ل جزع معه‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان أن من أوتي القرآن لم يؤت أحد مثله من الخير قط‪.‬‬

‫‪ -5‬فضل الفاتحة إذ هي السبع المثاني‪.‬‬

‫‪ -6‬على الدعاء الى ال ان ل يلتفتوا الى ما في أيدي الناس من مال‪ o‬ومتاع‪ ،‬فإن ما آتاهم ال من اليمان والعلم‬
‫والتقوى خير مما آتى أولئك من المال والمتاع‪.‬‬

‫‪ -7‬استحباب لين الجانب للمؤمنين والعطف عليهم والرحمة لهم‪.‬‬

‫} وقل إن‪R‬ي* أنا ٱلنذير ٱلمبين { * } كمآ أنزلنا على ٱلمقتسمين { * } ٱلذين جعلوا ٱلقر‪%‬آن‬
‫عضين { * } فورب‪#‬ك لنس‪%‬ألنهم‪ %‬أج‪%‬معين { * } عما كانوا يع‪%‬ملون { * } فٱص‪%‬دع‪ %‬بما تؤمر‬
‫وأع‪%‬رض‪ %‬عن ٱلمشركين { * } إنا كفي‪%‬ناك ٱلمس‪%‬ته‪%‬زئين { * } ٱلذين يج‪%‬علون مع ٱلله إلـها‪ S‬آخر‬
‫فسو‪%‬ف يع‪%‬لمون { * } ولقد‪ %‬نع‪%‬لم أنك يضيق صد‪%‬رك بما يقولون { * } فسب‪#‬ح‪ %‬بحم‪%‬د رب‪#‬ك وكن‬
‫م‪#‬ن ٱلساجدين { * } وٱع‪%‬بد‪ %‬ربك حتى يأتيك ٱليقين {‬

‫} شرح الكلمات {‪:‬‬

‫} النذير المبين {‪ :‬المبين النذارة‪.‬‬

‫} على المقتسمين {‪ :‬أي الذين قسموا كتاب ال فقالوا فيه شعر‪ ،‬وقالوا سحر‪ ،‬وقالوا كهانة‪.‬‬

‫} جعلوا القرآن عضين {‪ :‬هم المقسمون للقرآن وجعلوه عضين جمع عضة وهي القطعة والجزء من الشيء‪.‬‬

‫} فاصدع بما تؤمر {‪ :‬أي اجهر به وأعرضه كما أمرك ربك‪.‬‬

‫} يضيق صدرك بما يقولون {‪ :‬أي من الستهزاء والتكذيب لك‪.‬‬

‫} حتى يأتيك اليقين {‪ :‬أي الموت‪ ،‬أي الى أن تتوفى وأنت تعبد ربك‪.‬‬
‫معنى اليات‪ :‬ما زال السياق في إرشاد الرسول صلى ال عليه وسلم وتعليمه ما ينبغي أن يكون عليه فأمره‬
‫تعالى بقوله‪ } :‬وقل إني أنا النذير المبين { أي أعلن لقومك بأنك النذير البين النذارة لكم يا قوم ان ينزل بكم‬
‫عذاب ال ان اصررتم على الشرك والعناد والكفر‪ ،‬وقوله‪ } :‬كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرأن‬
‫عضين { انذركم عذابا‪ N‬كالذي أنزله ال وينزله على المقتسمين الذين قسموا التوارة والنجيل فآمنوا ببعض‬
‫وكفروا ببعض وهم اليهود والنصارى‪ ،‬والمقتسمين الذين تقاسموا أن يبيتوا صالح‪N‬ا فأنزل ال بهم عقوبته‬
‫والمقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين أي أجزاء فقالوا فيه شعر وسحر وكهانة‪ ،‬المقتسمين الذين قسموا طرق‬
‫مكة وجعلوها نقاط تفتيش يصدون عن سبيل ال كل ما جاء يريد السلم وهؤلء كلهم مقتسمون وحل عذاب‬
‫ال ونقمته‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون { يقسم الجبار تبارك وتعالى لرسوله أن‬
‫ليسألنهم يوم القيامة عما كانوا يعملون ويجزيهم به فلذا ل يهولنك أمرهم واصبر على أذاهم‪ .‬وقوله } فاصدع‬
‫بما تؤمر { أي أجهر بدعوة ل اله ال ال محمد رسول ال‪ ،‬وما تؤمر ببيانه والدعوة إليه أو التنفير منه‪،‬‬
‫} وأعرض إلها‪ N‬آخر فسوف يعلمون { والمراد بهؤلء المستهزئين الذين واعد تعالى بكفاية رسوله شرهم الوليد‬
‫بن المغيرة والعاص بن وائل‪ ،‬وعدي بن قيس‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون { أي‬
‫من الستهزاء بك والسخرية‪ ،‬ومن المبالغة في الكفر والعناد فنرشدك الى كما يخفف عنك اللم النفسي } فسبح‬
‫بحمد ربك { أي قل سبحان ال وبحمده أي أكثر من هذا الذكر )وكن من الساجدين( أي المصلين إذ ل سجود‬
‫ال في الصلة أو تلوة القرآن‪ .‬إذا فافزع عند الضيق الى الصلة فلماذا كان صلى ال عليه وسلم إذا أحزنه‬
‫أمر فزع الى الصلة‪ ،‬وقوله‪ } :‬واعبد ربك حتى يأتيك اليقين { أي واصل العبادة وهي الطاعة في غاية الذل‬
‫والخضوع ل تعالى حتى يأتيك اليقين الذي هو الموت فإن القبر أول عتبة الخرة وبموت النسان ودخوله في‬
‫الدار الخرة أصبح إيمانه يقينا‪ N‬محضا‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬حرمة الختلف في كتاب ال تعالى على نحو ما اختلف فيه أهل الكتاب‪.‬‬

‫‪ -2‬مشروعية الجهر بالحق وبيانه ل سيما اذا لم يكن هناك اضطهاد‪.‬‬

‫‪ -3‬فضل التسبيح بجملة‪ :‬سبحان ال وبحمده ومن قالها مائة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر وهذا‬
‫مروي في الصحيح‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية صلة الحاجة فمن حزبه أمر أو ضاق به فليصل صلة يفرج ال تعالى بها ما به او يقضي‬
‫حاجته أن شاء وهو العليم الحكيم‪.‬‬

‫سورة النحل‬
‫} أتى أم‪%‬ر ٱلله فل تس‪%‬تع‪%‬جلوه سب‪%‬حانه وتعالى عما يشركون { * } ين ‪#‬زل) ٱلمل*ئكة بٱلر‪O‬وح من‬
‫أم‪%‬ره على من يشآء من‪ %‬عباده أن‪ %‬أنذرو*ا أنه ل إلـه إل أنا فٱتقون { * } خلق ٱلسماوات‬
‫وٱلر‪%‬ض بٱلحق‪ R‬تعالى عما يشركون { * } خلق ٱلنسان من نطفة@ فإذا هو خصيم‪ V‬م‪O‬بين‪* { V‬‬
‫} وٱلنعام خلقها لكم‪ %‬فيها دفء‪ V‬ومنافع ومنها تأكلون { * } ولكم‪ %‬فيها جمال‪ Z‬حين تريحون‬
‫وحين تس‪%‬رحون { * } وتح‪%‬مل) أثقالكم‪ %‬إلى بلد@ لم‪ %‬تكونوا بالغيه إل بشق‪ R‬ٱلنفس إن ربكم‬
‫ف رحيم‪{ V‬‬
‫لرؤ)و ‪U‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} أتى أمر ال {‪ :‬أي دنا وقرب أمر ال بعذابكم ايها المشركون فل تستعجلون‪ } .‬ينزل الملئكة بالروح {‪ :‬أي‬
‫بالوحي الذي به حياة الرواح والمراد من الملئكة جبريل‪ } .‬خلق النسان من نطفة {‪ :‬أي من قطرة المني‪.‬‬
‫} دفء ومنافع {‪ :‬أي ما تستدفئون به‪ ،‬ومنافع من العسل واللبن واللحم والركوب‪ } .‬حين تريحون {‪ :‬أي حين‬
‫ترونها من مراحها‪ } .‬وحين تسرحون {‪ :‬أي وحين إخراجها من مراحها الى مسارحها أي الماكن التي تسرح‬
‫فيها‪ } .‬ال بشق النفس {‪ :‬أي بجهد النفس ومشقة عظيمة‪ } .‬معنى اليات {‪ :‬لقد استعجل المشركون بمكة‬
‫العذاب وطالبوا به غير مرة فأنزل ال تعالى قوله‪ } :‬أتى أمر ال { أي بعذابكم أيها المستعجلون له‪ .‬لقد دنا‬
‫منكم وقرب فالنضر بن الحارث القائل‪:‬‬
‫{‬ ‫} اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء‪ ،‬أو أئتنا بعذاب أليم‬
‫جاءه بعد س‪n‬نيات قلئل فهلك ببدر صبرا‪ ،N‬الى جهنم‪ ،‬وعذاب يوم القيامة لمن استعجله قد قرب وقته ولذا عبر‬
‫عنه بالماضي لتحقق وقوعه مجيئه فل معنى لستعجاله فلذا قال ال تعالى‪ } :‬فل تستعجلوه { وقوله } سبحان‬
‫وتعالى عما يشركون { أي تنزه وتقدس عما يشكرون به من اللهة الباطلة اذ ل اله ال هو‪ :‬وقوله } ينزل‬
‫الملئكة بالروح من أمره { أي بإرادته وإذنه } على من يشاء من عباده {‪ .‬أي ينزل جبريل عليه السلم‬
‫بالوحي على من يشاء من عباده وهو محمد صلى ال عليه وسلم وقوله } أن أنذروا انه ل إله ال أنا فاتقون {‬
‫أي بأن انذروا اي خوفوا المشركين عاقبة شركهم فإن شركهم باطل سيجر عليهم عذابا‪ N‬ل طاقة لهم به‪ ،‬لنه ل‬
‫اله ال ال‪ ،‬وكل اللهة دون باطلة‪ .‬أذ فاتقوا ال بترك الشرك والمعاصي وال تعرضتم للعذاب الليم‪ .‬في هاتين‬
‫اليتين تقرير للوحي والنبوة للنبي صلى ال عليه وسلم وتقرير التوحيد أيضا‪ N‬وقوله تعالى في اليات التالية‪:‬‬
‫} خلق السموات والرض بالحق تعالى عما يشركون { استدلل على وجوب التوحيد وبطلن الشرك فالذي‬
‫خلق السموات والرض بقدرته وعمله وحده دون ما معين له ول مساعد حق ان يعبد‪ ،‬ل تلك اللهة الميتة‬
‫التي ل تسمع ول تبصر ول تنطق } تعالى عما يشركون { أي تنزه وتقدس تعالى عما يشركون به من أصنام‬
‫وأوثان‪ .‬وقوله‪ } :‬خلق النسان من نطفة { أي من أضعف شيء واحقره قطرة المني خلقه في ظلمات ثلث‬
‫وأخرجه من بطن أمه ل يعلم شيئا‪ N‬حتى إذ رباه وأصبح رجل‪ N‬إذا هو خصيم ل يجادل ويعاند‪ ،‬ويقول من يحيى‬
‫العظام وهي رميم‪ .‬وقوله تعالى } والنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون { فهذه مظاهر القدرة‬
‫اللهية والعلم والحكمة والرحمة وهي الموجبة لعبادته تعالى وترك عبادة ما سواه‪.‬‬

‫فالنعام وهي البل والبقر والغنم خلقها ال تعالى لبني آدم ةلم يخلقها لغيرهم‪ ،‬لهم فيها دفء إذ يصنعون‬
‫الملبس والفرش والغطية من صوف الغنم ووبر البل ولهم فيها منافع كاللين والزبدة والسمن والجبن والنسل‬
‫جيث تلد كل سنة فينتفعون بأولدها‪ .‬ومنا يأكلون اللحوم المختلفة فالمنعم هو الواجب العبادة دون غيره من‬
‫سائر‪ .‬مخلوقاته وقوله‪ } :‬ولكم فيها جمال { أي منظر حسن جميل حين تريحونها عشية من المرعى الى‬
‫المراح } وحين تسرحون { اي تخرجونها صباحا‪ N‬من مراحها الى مراعيها‪ ،‬فهذه لذة روحية ببهجة المنظر‪.‬‬
‫وقوله )وتحمل أثقالكم الى بلد‪ o‬لم تكونوا بالغيه ال بشق وبذل الجهو والطاقة‪ ،‬لول البل سفن الصحراء ومثل‬
‫البل الخيل والبغال والحمير في حمل الثقال‪ .‬فالخلق لهذه النعام هو ربكم ل اله ال هو فاعبدوه ول تشركوا‬
‫به شيئا‪ N‬وقوله تعالى‪ } :‬إن ربكم { أي خالقكم ورازقكم ومربيكم وإلهكم الحق الذي ل اله لكم غير لرؤوف‬
‫رحيم‪ ،‬ومظاهر رحمته ورأفته ظاهره في كل حياة النسان فلول لطف ال بالنسان ورحمته له لما عاش ساعة‬
‫في الحياة الدنيا فلله الحمد وله المنة‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬قرب يوم القيامة فل معنى لستعجاله فإنه آت‪ o‬ل محالة‪ ،‬وكل أت‪ o‬قريب‪.‬‬

‫‪ -2‬تسمية الوحي بالروح من أجل أنه يحيى القلوب‪ ،‬كما تحيى الجسام بالرواح‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير التوحيد والنبوة والبعث الخر بذكر مظاهر القدرة اللهية والعلم والحكمة والرأفة والرحمة‪.‬‬

‫} وٱلخي‪%‬ل وٱلبغال وٱلحمير لتر‪%‬كبوها وزينة‪ S‬ويخلق ما ل تع‪%‬لمون { * } وعلى ٱلله قص‪%‬د ٱلسبيل‬
‫ومنها جآئر‪ V‬ولو‪ %‬شآء لهداكم‪ %‬أج‪%‬معين { * } هو ٱلذي أنزل من ٱلسماء مآء‪ g‬لكم منه شراب‬
‫ومنه شج ‪V‬ر فيه تسيمون { * } ينبت لكم‪ %‬به ٱلزر‪%‬ع وٱلزي‪%‬تون وٱلنخيل وٱلع‪%‬ناب ومن كل‬
‫ٱلثمرات إن في ذلك لية‪ S‬ل‪R‬قو‪%‬م@ يتفكرون { * } وسخر لكم ٱللي‪%‬ل وٱلنهار وٱلشم‪%‬س وٱلقمر‬
‫وٱلنجوم مسخرات‪ U‬بأم‪%‬ره إن في ذلك ليات@ ل‪R‬قو‪%‬م@ يع‪%‬قلون { * } وما ذرأ لكم‪ %‬في ٱلر‪%‬ض مختلفا‬
‫ألوانه إن في ذلك لية‪ S‬ل‪R‬ق ‪%‬وم@ يذكرون {‬
‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ويخلق ما ل تعلمون {‪ :‬من سائر الحيوانات ومن ذلك السيارات والطائرات والقطر‪.‬‬

‫} وعلى ال قصد السبيل {‪ :‬أي تفضل‪ N‬وامتنانا‪ N‬ببيان السبيل القاصده وهي السلم‪.‬‬

‫} ومنها جائر {‪ :‬أي عادل عن القصد وهو سائر الملل كاليهودية والنصرانية‪.‬‬

‫} ومن شجر {‪ :‬أي وبسببه يكون الشجر وهو هنا عام في سائر النباتات‪.‬‬

‫} فيه تسيمون {‪ :‬ترعون مواشكيم‪.‬‬

‫} مسخرات بأمره {‪ :‬أي بإذنه وقدرته‪.‬‬

‫} وما ذرأ لكم في الرض {‪ :‬أي خلق لكم في الرض من الحيوان والنباتات المختلفة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد بذكر مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته إذ قال تعالى‪ } :‬والخيل‬
‫والبغال والحمير { أي خلقها وهو خالق كل شيء لعله ركوبهم إياها اذ قال‪ } :‬لتركبوها وزينة { أي ولجل أن‬
‫تكون زينة لكم في حياتكم وقوله } ويخلق مال تعلمون { أي مما هو مركوب وغير مركوب من مخلوقات‬
‫عجيبة ومن المركوب هذه السيارات على اختلفها والطائرات والقطر السريعة والبطيئة هذا كله إفضاله‬
‫وإنعامه على عباده فهل يليق بهم أن يكفوره ول يشكروه؟ وهل يليق بهم أن يشركوا في عبادته سواه‪ .‬وقوله‬
‫} وعلى ال قصد السبيل { ومن إفضاله وإنعامه الموجب لشكره ولعبادته دون غيره أن بين السبيل القاصد‬
‫الموصل الى رضاه وهو السلم‪ ،‬في حبن أن ما عدا السلم من سائر الملل كاليهودية والنصرانية والمجوسية‬
‫وغيرها سبل جائره عن العدل والقصد سالكوها ضالون غير مهتدين الى كمال ول الى إسعاد هذا معنى قوله‬
‫تعالى } وعلى ال قصد السبيل { وقوله } ولو شاء لهداكم أجمعين { أي لو تعلقت بإرادته هداية الناس أجمعين‬
‫لهداهم أجمعين وذلك لكمال قدرته وعلمه‪ ،‬ال أن حكمته لم تقتض هداية لكل الناس فهدئ من رغب في الهداية‬
‫وأضل من رغب في الضلل‪ .‬ومن مظاهر ربوبيته الموجبة للوهيته أي عبادته ما جاء في اليات التالية )‪10‬‬
‫‪ (15 ،،11،12،13،14‬إذ قال تعالى‪ } :‬هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب { تشربون منه‬
‫وتطهرون‪ } ،‬ومنه { اي من الماء الذي أنزل من السماء شجر لن الشجرة والمراد هنا سائر النباتات يتوقف‬
‫وجوده على الماء وقوله } فيه تسيمون { أي في ذلك النبات ترعون مواشيكم‪ .‬يقال سام الماشية أي ساقها الى‬
‫المرعى وسامت الماشية أي رعت بنفسها‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ينبت لكم به { أي بما أنزل من السماء من ماء‬
‫} الزرع والزيتون والنخيل والعناب ومن كل الثمرات { كالفواكه والخضر على اختلفها إذ كلها متوقفة على‬
‫الماء‪ .‬وقوله } إن في ذلك { أي المذكور من نزول الماء وحصول المنافع الكثيرة به } لية { أي علمة‬
‫واضحة على وجود ال وقدرته وعلمه وحكمته ورحمته وهي مقتضية لعبادته وترك عبادة غيره‪ .‬ولكن } لقوم‬
‫يتفكرون { فيتعظون‪ .‬أما اشباه البهائم الذين ل يفكرون في شيء فل يجدون آية ول شبه آية في الكون كله‬
‫وهو يعشيون فيه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وسخر لكم الليل والنهار { الليل للسكون والراحة‪ ،‬والنهار للعمل ابتغاء الرزق وتسخيرهما‬
‫كونهما موجودين باستمرار ل يفترقان أبدا‪ N‬الى أن ياذن ال بانتهائهما وقوله‪ } :‬والشمس والقمر { أي سخرهما‬
‫كذلك للنتفاع بضوء الشمس وحرارتها‪ ،‬وضوء القمر لمعرفة عدد السنين والحساب‪ ،‬وقوله } والنجوم‬
‫مسخرات بأمره { كذلك ومن فؤائد النجوم الهتداء بها في ظلمات البر والبحر وكونها زينة وجمال‪ N‬للسماء التي‬
‫هي سقف دارنا هذه‪ .‬وقوله } إن في ذلك { المذكور من تسخير الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم } ليات‬
‫{ عدة يستدل بها على الخالق وعلى وجوب عبادته وعلى توحيده فيها‪ ،‬ولكن } لقوم يعقلون { أي الذين‬
‫يستخدمون طاقة عقولهم في فهم الشياء وإدراك اسرارها وحقائقها أما أشباه البهائم والمجانين الذين ل يفكرون‬
‫ول يتعقلون ول يعقلون‪ ،‬فليس لهم في الكون كله آية واحدة يستدلون بها على ربهم ورحمته بهم وواجب شكره‬
‫عليهم وقوله تعالى‪ } :‬وما ذرأ لكم في الرض { أي وما خلق لكم في الرض من إنسان وحيوان ونبات‬
‫} مختلفا‪ N‬ألوانه { وخصائصه وشيانه ومنافعه وآثاره } إن في ذلك { الخلق العجيب } لية { أي دللة واضحة‬
‫على وجود الخالق عز وجل ووجوب عبادته وترك عبادة غيره ولكن } لقوم‪ o‬يذكرون { فيتعظون فينتبهون الى‬
‫ربهم فيعبدونه وحده بامتثال أمره واجتناب نهيه فيكملون على ذلك ويسعدون في الحياتين‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬كون الخيل والبغال والحمير خلقت للركوب والزينة ل ينفي منفعة اخرى فيها وهي أكل لحوم الخيل لثبوت‬
‫السنة بإباحة لحوم الخيل‪ ،‬ومنع لحوم البغال والحمير كما في الصحيحين‪.‬‬

‫‪ -2‬السلم هو السبيل التي بينها تعالى فضل‪ N‬منه ورحمة وما عداه فهى سبل جائرة عن العدل والحق‪.‬‬

‫‪ -3‬فضيلة التفكر والتذكر والتعقل وذم أضدادها لن اليات الكونية كاليات القرآنية إذا لم يتفكر فيها العبد ل‬
‫يهتدي الى معرفة الحق المنشود وهو معرفة ال تعالى ليعبده بالذكر والشكر وحده دون سواه‪.‬‬
‫} وهو ٱلذي سخر ٱلبح‪%‬ر لتأكلوا منه لح‪%‬ما‪ S‬طر ‪j‬يا‪ S‬وتس‪%‬تخرجوا منه حلية‪ S‬تلبسونها وترى ٱلفلك‬
‫مواخر فيه ولتب‪%‬تغوا من فض‪%‬له ولعلكم‪ %‬تشكرون { * } وألقى في ٱلر‪%‬ض رواسي أن تميد بكم‬
‫وأنهار‪S‬ا وسبل‪ S‬لعلكم‪ %‬ته‪%‬تدون { * } وعلمات@ وبٱلنج‪%‬م هم‪ %‬يه‪%‬تدون { * } أفمن يخلق كمن ل‬
‫يخلق أفل تذكرون { * } وإن تعد‪O‬وا نع‪%‬مة ٱلله ل تح‪%‬صوهآ إن ٱلله لغفور‪ V‬رحيم‪ } * { V‬وٱلله‬
‫يع‪%‬لم ما تسر‪O‬ون وما تع‪%‬لنون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} حلية تلبسونها {‪ :‬هي اللؤلؤ والمرجان‪.‬‬

‫} مواخر فيه {‪ :‬أي تشقه بجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة وبالبخار اليوم‪.‬‬

‫} من فضله {‪ :‬أي من فضل ال تعالى بالتجارة‪.‬‬

‫} ان تميد بكم {‪ :‬أي تميل وتتحرك فيخرب ما عليها ويسقط‪.‬‬

‫} ل تحصوها {‪ :‬أي عدا‪ N‬فتضبطوها فضل‪ N‬عن شكرها للمنعم بها عز وجل‪.‬‬

‫} ما تسرون وما تلعنون {‪ :‬عن المكر بالنبي صلى ال عليه وسلم ومن أذاه علنية هذا بالنسبة الى اهل مكة‪،‬‬
‫إذ الخطاب يتناولهم أول‪ N‬ثم اللفظ عام فال يعلم كل سر‪ o‬وعلنية في أي أحد‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في ذكر مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته تلك المظاهر الموجبة لتوحيده وعبادته‬
‫وشكره وذكره قال تعالى‪ } :‬وهو الذي سخر لكم البحر { وهو كل ماء غمر كثير عذبا‪ N‬كان او ملحا‪ N‬وتسخيره‬
‫تيسير الغوص فيه وجرى السفن عليه‪ .‬وقوله } لتأكلوا منه لحما‪ N‬طريا‪ N‬وتستخرجوا منه حلية تلبسونها { بيان‬
‫لعلة تسخير البحر وهي ليصيد الناس منه السمك يأكلونه‪ ،‬ويستخرجون اللؤلؤ والمرجان حيلة لنسائهم‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫} وترى الفلك مواخر فيه { أي وترى أيها الناظر الى البحر ترى السفن تمخر الماء أي تشقه ذاهبة وجائية‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬ولتبتغوا { أي سخر البحر والفلك لتطلبوا الرزق بالتجارة بنقل البضائع والسلع من إقليم الى إقليم‬
‫وذلك كله من فضل ال وحوله } لعلكم تشكرون { أي كي تشكروا ال تعالى‪ .‬أي سخر لكم ذلك لتحصلوا على‬
‫الرزق من فضل ال فتأكلوا وتشكروا ال على ذلك والشكر يكون بحمد ال والعتراف بنعمته وصرفها في‬
‫ل ثوابت } أن تميد بكم { كي ل تميد‬
‫مرضاته وقوله‪ } :‬وألقى في الرض رواسي { أي ألقى في الرض جبا ‪N‬‬
‫بكم‪ ،‬وميدانها ميلها وحركتها إذ لو كانت تتحرك لما استقام العيش عليها والحياة فيها‪ .‬وقوله } وأنهارا‪ { N‬أي‬
‫وأجرى لكهم أنهارا‪ N‬في الرض كالنيل والفرات وغيرهما } وسبل‪ { N‬أي وشق لكم طرق‪N‬ا } لعلكم تهتدون { الى‬
‫منازلكم في بلدكم وقوله } وعلمات { أي وجعل لكم علمات للطرق وأمارات كالهضاب والودية والشجار‬
‫وكل ما يستدل به على الطريق والناحية‪ ،‬وقوله } وبالنجم { أي والنجوم } هم يهتدون { فركاب البحر ل‬
‫يعرفون وجهة سيرهم في الليل ال النجوم وكذا المسافرون في الصحارى والوهاد ل يعرفون وجهة سفرهم ال‬
‫بالنجوم وذلك قبل وجود آلة البوصلة البحرية ولم توجد ال على ضوء النجم وهدايته وقوله في الية )‪(17‬‬
‫} أفمن يخلق كمن ل يخلق أفل تذكرون { هذا تأنيب عظيم لولئك الذين يصرون على عبادة الصنام‬
‫ويجادلون عليها ويجالدون فهل عبادة من يخلق ويرزق ويدبر حياة النسان وهو ال رب العالمين كعبادة من ل‬
‫يخلق ول يرزق ول يدير؟ فمن يسوي من العقلء بين الحي المحيي الفعال لما يريد واهب الحياة كلها وبين‬
‫الحجار والوثان؟ فلذا وبخهم بقوله } أفل تذكرون { فتذكرون فتعرفون ان عبادة الصنام باطلة وان عبادة ال‬
‫حق فتتوبوا الى ربكم وتسلموا له قبل أن يأتيكم العذاب‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وإن تعدو نعمة ال ل تحصوها { بعدما عدد في هذه اليات من النعم الكثيرة أخبر أن الناس لو‬
‫أرادوا أن يعدوا نعم ال ما استطاعوا عدها فضل‪ N‬عن شكرها‪ ،‬ولذا قال } إن ال لغفور رحيم { ولول ان كذلك‬
‫ليؤاخذهم على تقصيرهم في شكر نعمه عليهم ولسلبها منهم عند كفرها وعدم العتراف بالمنعم بها عز وجل‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وال يعلم ما تسرون وما تعلنون { هذه آخر مظاهر القدرة والعلم والحكمة والنعمة في هذا‬
‫السياق الكريم فال وحده يعلم سر الناس وجهرهم فهو يعلم إذا حاجاتهم وما تتطلبه حياتهم‪ ،‬فإذا عادوه وكفروا‬
‫به فكيف يأمنون على حياتهم ولما كان الخطاب في سياق دعوة مشركي مكة الى اليمان والتوحيد فالية‬
‫اخطار لهم بان ال عليم بمكرهم برسوله وتبييت الشر له وأذاهم له بالنهار‪ .‬فهي تحمل التهديد والوعيد لكفار‬
‫مكة‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان العلة في الرزق وانها الشكر ل سبحانه وتعالى يرزق ‪p‬لي‪n‬شكر‪.‬‬

‫‪ -2‬إباحة أكل الحوت وكل دواب البحر‪.‬‬

‫‪ -3‬ل زكاة في اللؤلؤ والمرجان لنه من حيلة النساء‪.‬‬


‫‪ -4‬المقارنه بين الحي الخلق العليم‪ ،‬وبين الصنام الميتة المخلوقة لتقرير بطلن عبادة غير ال تعالى لن من‬
‫ي‪l‬خل‪V‬ق ليس كمن ي‪l‬خل‪j‬ق‪.‬‬

‫‪ -5‬عجز النسان عن شكر نعم ال تعالى يتطلب منه أن يشكر ما يمكنه منها وكلمة )الحمد ل( تعد رأس‬
‫الشكر والعتراف بالعجز عن الشكر من الشكر‪ ،‬والشكر صرف النعم فيما أجله أنعم ال تعالى بها‪.‬‬

‫} وٱلذين يد‪%‬عون من دون ٱلله ل يخلقون شي‪%‬ئا‪ S‬وهم‪ %‬يخلقون { * } أم‪%‬وات‪ U‬غي‪%‬ر أح‪%‬يآء@ وما‬
‫يشعرون أيان يب‪%‬عثون { * } إلهكم‪ %‬إله‪ V‬واحد‪ V‬فٱلذين ل يؤمنون بٱلخرة قلوبهم م‪O‬نكرة‪ U‬وهم‬
‫م‪O‬س‪%‬تكبرون { * } ل جرم أن ٱلله يع‪%‬لم ما يسر‪O‬ون وما يع‪%‬لنون إنه ل يحب‪ O‬ٱلمس‪%‬تكبرين { *‬
‫} وإذا قيل لهم‪ %‬ماذآ أنزل رب‪O‬كم‪ %‬قالوا أساطير ٱلولين { * } ليح‪%‬ملوا أو‪%‬زارهم‪ %‬كاملة‪ S‬يو‪%‬م ٱلقيامة‬
‫ومن‪ %‬أو‪%‬زار ٱلذين يضلونهم‪ %‬بغي‪%‬ر علم@ أل سآء ما يزرون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وهم يخلقون {‪ :‬أي يصورون من الحجارة وغيرها‪.‬‬

‫} وما يشعرون إيان يبعثون {‪ :‬أي وما تشعر الصنام ول تعلم الوقت الذي تبعث فيه وهو يوم القيامة‪ .‬ول‬
‫يبعث فيه عابدوها من دون ال‪.‬‬

‫} قلوبهم منكرة {‪ :‬أي جاحدة للوحدانية والنبوة والبعث والجزاء‪.‬‬

‫} وهو مستكبرون {‪ :‬لظلمة قلوبهم بالكفر يتكبرون‪.‬‬

‫} ل جرم {‪ :‬أي حقا‪.N‬‬

‫} أساطير الولين {‪ :‬أي أكاذيب الولين‪.‬‬

‫} ليحملو أوزارهم {‪ :‬أي ذنوبهم يوم القيامة‪.‬‬

‫} أل ساء ما يزرون {‪ :‬أي بئس ما يحملون من الوزار‪.‬‬

‫} معنى اليات {‪ :‬في هذا السياق مواجهة صريحة للمشركين بعد تقدم الدلة على اشراكهم وضللهم فقوله‬
‫تعالى‪ } :‬والذين يدعون من دون ال { أي تعبدونهم أيها المشركون } أموات غير احياء { اي هم اموات اذ ل‬
‫حياة لهم ودليل ذلك أنهم ل يسمعون ول يبصرون ول ينطقون‪ ،‬وقوله } وما يشعرون أيان يبعثون { اي ل‬
‫يعلمون متى يبعثون وهو أموات ول يعلمون متى يبعثون للستنطاق والستجواب والجزاء على الكسب في هذه‬
‫الحياة‪ ،‬وقوله } إلهكم إله واحد { هذه النتيجة العقلية التي ينكرها العقلء وهي أن المعبود واحد ل شريك له‪،‬‬
‫وهو ال جل جلله‪ ،‬إذ هو الخالق الرازق المدبر المحي المميت ذو الصفات العل والسماء الحسنى‪ ،‬وما عداه‬
‫فل يخلق ول يرزق ول يدبر ول يحيي ول يميت فتأليهه سفه وضلل‪ ،‬وبعد تقرير ألوهية ال تعالى واثباتها‬
‫بالمنطق السليم قال تعالى‪ } :‬فالذين ل يؤمنون بالخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون { ذكر علة الكفر لدى‬
‫الكافرين والفساد عند المفسدين وهي تكذيبهم بالبعث الخر اذ ل يستقيم عبد على منهج الحق والخير وهو ل‬
‫يؤمن باليوم الخر يوم الجزاء على العمل في الحياة الدنيا‪ ،‬فأخبر تعالى أن الذين ل يؤمنون بالخرة قلوبهم‬
‫منكرة لكل ما يسمعون من الحق الذي يدعو اليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وتبينه آيات القرأن الكريم‪،‬‬
‫وهم مع إنكار قلوبهم لما يسمعون من الحق مستكبرون عن قبول الحق والذعان‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ل جرم ال‬
‫يعلم ما يسرون وما يعلنون انه ل يحب المستكبرين { أي حقا‪ N‬ان ال يعلم ما يسر أولئك المكذبون بالخرة وما‬
‫يعلنون وسيحصى ذلك عليهم ويجزيهم به ل محالة في يوم كانوا به يكذبون‪ ..‬ويا للحسرة ويا للندامة!! وهذا‬
‫الجزاء كان بعذاب النار متسبب عن بغض ال للمستكبرين وعدم حبه لهم‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وإذا قيل لهم ماذا‬
‫أنزل ربكم قالوا أساطير الولين { يخبر تعالى عن أولئك المنكرة قلوبهم للوحي اللهي وما جاء به رسول ال‬
‫هؤلء المستكبرون كانوا اذا سئلوا عن القرآن من قبل من يريد ان يعرف ممن سمع بالدعوة المحمدية فجاء‬
‫من بلد يتعرف عليها قالوا‪ } :‬أساطير الولين { أخبار كاذبة عن الولين مسطره عند الناس فهو يحكيها ويقول‬
‫بها‪ ،‬وبذلك يصرفون عن السلم ويصدون عن سبيل ال‪ ،‬قال تعالى‪ } :‬ليحملوا أوزارهم { أي تبعة آثامهم‬
‫وتبعة آثام من صدوهم عن سبيل ال كاملة غير منقوصة يوم القيامة‪ ،‬وهو ل يعلمون ذلك ولكن الحقيقة هي‪:‬‬
‫أن من دعا الى ضللة كان عليه وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزار من عملها شيء‪ ،‬وكذا من‬
‫دعا الى هدى فله أجر من عمل به من غير أن ينقص من أجر بهى شيء‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬أل ساء ما يزرون {‬
‫أي قبح الوزر الذي يزرونه فإنه قائدهم الى النار موبقهم في نار جهنم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بطلن الشرك وتقرير التوحيد‪.‬‬

‫‪ -2‬التكذيب باليوم الخر والبعث والجزاء هو سبب كل شر وفساد يأتيه العبد‪.‬‬

‫‪ -3‬التنديد بجريمة الستكبار عن الحق والذعان له‪.‬‬


‫‪ -4‬بيان اثم وتبعة من يصد عن سبيل ال بصرف الناس عن السلم‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان تبعة من يدعو الى ضللة فإنه يتحمل وزر كل من عمل بها‪.‬‬

‫} قد‪ %‬مكر ٱلذين من‪ %‬قب‪%‬لهم‪ %‬فأتى ٱلله بنيانهم‪ %‬م‪#‬ن ٱلقواعد فخر علي‪%‬هم ٱلسقف من فو‪%‬قهم‪ %‬وأتاهم‬
‫ٱلعذاب من‪ %‬حي‪%‬ث ل يشعرون { * } ثم يو‪%‬م ٱلقيامة يخزيهم‪ %‬ويقول) أي‪%‬ن شركآئي ٱلذين كنتم‬
‫تشاقون فيهم‪ %‬قال ٱلذين أ)وتوا ٱلعلم إن ٱلخز‪%‬ي ٱليو‪%‬م وٱلس‪O‬و*ء على ٱلكافرين { * } ٱلذين‬
‫تتوفاهم ٱلملئكة ظالمي أنفسهم‪ %‬فألقوا ٱلسلم ما كنا نع‪%‬مل) من سو*ء@ بلى إن ٱلله عليم‪ V‬بما كنتم‬
‫تع‪%‬ملون { * } فٱد‪%‬خلو*ا أب‪%‬واب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى ٱلمتكب‪#‬رين { * } وقيل للذين‬
‫ٱتقو‪%‬ا ماذا أنزل رب‪O‬كم‪ %‬قالوا خي‪%‬ر‪S‬ا ل‪R‬لذين أح‪%‬سنوا في هذه ٱلد‪O‬نيا حسنة‪ U‬ولدار ٱلخرة خي‪V %‬ر ولنع‪%‬م‬
‫دار ٱلمتقين { * } جنات عد‪%‬ن@ يد‪%‬خلونها تج‪%‬ري من تح‪%‬تها ٱلنهار لهم‪ %‬فيها ما يشآؤون كذلك‬
‫يج‪%‬زي ٱلله ٱلمتقين { * } ٱلذين تتوفاهم ٱلمل*ئكة طي‪#‬بين يقولون سلم‪ V‬علي‪%‬كم ٱد‪%‬خلوا ٱلجنة بما‬
‫كنتم‪ %‬تع‪%‬ملون { * } هل ينظرون إل أن تأتيهم ٱلملئكة أو‪ %‬يأتي أم‪%‬ر رب‪#‬ك كذلك فعل ٱلذين من‬
‫قب‪%‬لهم‪ %‬وما ظلمهم ٱلله ولـكن كانوا أنفسهم‪ %‬يظلمون { * } فأصابهم‪ %‬سي‪#‬ئات ما عملوا وحاق‬
‫بهم ما كانوا به يس‪%‬ته‪%‬زئ)ون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} من قبلهم {‪ :‬أي من قبل كفار قريش بمكة كالنمرود وغيره‪.‬‬

‫} فأتى ال بنيانهم {‪ :‬أي قصد إليه ليدمره فلسط عليه الريح والزلزلة فسقط من أسسه‪.‬‬

‫} وخر عليهم السقف {‪ :‬أي سقط لتداعي القواعد وسقوطها‪.‬‬

‫} كنتم تشاقون فيهم {‪ :‬أي تخالفون المؤمنين فيهم بعبادتكم إياهم وجدالكم عنه‪ ،‬وتشاقون ال بمخالفتكم إياه بترك‬
‫عبادته إياها‪.‬‬

‫} وقال الذين أوتوا العلم {‪ :‬أي النبياء والمؤمنون‪.‬‬

‫} ظالمي أنفسهم {‪ :‬بالشرك والمعاصي‪.‬‬


‫} فألقوا السلم {‪ :‬اي استسلموا وانقادوا‪.‬‬

‫} فلبئس مثوى المتكبرين {‪ :‬مثوى المتكبرن‪ :‬أي قبح منزل المتكبرين في جهنم مثل‪.V‬‬

‫} وقيل للذين اتقوا {‪ :‬أي اتقوا الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫} للذين أحسنوا {‪ :‬أي أعمالهم وأقوالهم ونياتهم فأتوا بها وفق مراد ال تعالى‪.‬‬

‫} حسنة {‪ :‬أي الحياة الطيبة حياة العز والكرامة‪.‬‬

‫} ولنعم دار المتقين {‪ :‬أي الجنة دار السلم‪.‬‬

‫} طيبين {‪ :‬أي الرواح بما زكوها من اليمان والعمل الصالح‪ .‬وبما ابعدوها عنه من الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫} يقولون سرم عليكم {‪:‬أي لقبض ملك الموت " عزرائيل " واعوانه‪.‬‬

‫} هل ينظرون ال ان تأتيهم الملئكة {‪ :‬أي لقبض أرواحهم وعند ذلك يؤمنون‪.‬‬

‫} أو يأتي أمر ربك {‪ :‬أي بالعذاب أو بقيام الساعة وحشرهم الى ال عز وجل‪.‬‬

‫} وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون {‪ :‬أي نزل بهم العذاب وأحاط بهم وقد كانوا به يستهزئون‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم مع كفار قريش في تذكيرهم وتبصرهم بما هم فيه من الجهالة والصللة‪ .‬فيقول تعالى‪} :‬‬
‫قد مكر الذين من قبلهم { أي من قبل مكر كفار قريش وذلك كالنمرود وفرعون وغيرهم كم الجبابرة الذين‬
‫تطاولوا على ال عز وجل ومكروا برسلهم‪ ،‬فالنمرود ألقى بإبراهيم في النار‪ ،‬وفرعون قال ذروني اقتل موسى‬
‫وليدع ربه‪ ..‬وقوله‪ } :‬فأتى ال بنيانهم من القواعد { اي أتاه أمر ال بهدمه وإسقاطه على الظلمة الطغاة } فخر‬
‫عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث ل يشعرون {‪ .‬وذهب باطلهم وزال مكرهم‪ .‬ألم يتعظ بهذا‬
‫كفرة قريش وهم يمكرون بنبيهم ويبيتون له السوء بالقتل او النفي أو الحبس؟ وقوله تعالى‪ } :‬ثم يوم القيامة‬
‫يخزيهم { أي يهينهم ويذلهم ويوبخهم بقوله‪ } :‬أين شركائي الذين تشتاقون فيهم { أي أصنامكم وأوثانكم الذين‬
‫كنتم تخالوني بعبادتكم إياهم دوني كما تشتاقون اوليائي المؤمنين أي تخالفونهم بذلك وتحاربونهم فيه‪ .‬وهنا‬
‫يقول الشهاد والذين أوتوا العلم من النبياء والعلماء الربانيين‪ } :‬إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين { أي‬
‫إن الذل والهون والدون على الكافرين‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬الذين تتوفاهم الملئكة ظالمي أنفسهم { بالشرك‬
‫والمعاصي ومن جملة المعاصي ترك الهجرة والبقاء بين ظهراني الكافرين والفساق المجرمين حيث ل يتمكن‬
‫المؤمن من عبادة ال تعالى بترك المعاصي والقيام بالعبادات‪ .‬وقوله } فألقوا السلم { أي عند معانيتهم ملك‬
‫الموت وأعوانه أي استسلموا وانقادوا وحاولوا العتذار بالكذب وقالوا } ما كنا نعمل من سوء { فترد عليهم‬
‫الملئكة قائلين‪ } :‬بلى { أي كنتم تعملون السوء } أن ال عليم بما كنتم تعملون { ويقال لهم أيضا‪ } N‬فادخلوا‬
‫ل } للمتكبرين { عن‬
‫أبواب جهنم { اي ابواب طبقاتها } خالدين فيها فلبئس { جهنم } مثوى { اي مقاما‪ V‬ومنز ‪N‬‬
‫عبادة ال وحده‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وقيل للذين اتقوا { أي ربهم فلم يشركوا به ولم يعصوه في أمره ول نهيه واطاعو رسوله‬
‫كذلك‪ } :‬ماذا أنزل ربكم { أي إذا سألهم من أتى مكة يتعرف على ما بلغه من دعوة السلم فيقولون له‪:‬‬
‫} خيرا‪ { N‬أي أنزل خيرا‪ N‬لن القرآن خير وبالخير نزل بخلف تلميذ المشركين يقولون اساطير الولين كما‬
‫تقدم في هذا السياق‪.‬‬

‫كما ذكر تعالى جزاء الكافرين من العذاب في نار جهنم وهم الذين أساءوا في هذه الحياة الدنيا الى أنفسهم‬
‫بشركهم بال ومكرهم وظلمهم للمؤمنين‪ ،‬ذكر جزاء المحسنين‪ .‬فقال‪ } :‬للذين أحسنوا { أي آمنوا وعملوا‬
‫الصالحات متبعين شرع ال في ذلك فأخلصوا عبادتهم ل تعالى ودعوا الناس الى عبادة ال وحثوهم على ذلك‬
‫فكانوا بذلك محسنين لنفسهم ولغيرهم لهؤلء الذين أحسنوا في الدنيا } حسنة { وهي الحياة الطيبة حياة الطهر‬
‫والعزة والكرامة‪ ،‬ولدار خير‪ q‬لهم من دار الدنيا مع ما فيها من حسنة وقوله تعالى‪ } :‬ولنعم دار المتقين { ثناء‬
‫ومدح لتلك الدار الخرة لما فيها من النعيم المقيم وإضافتها الى المتقين باعتبار أنهم اهلها الجديرون بها إذ هي‬
‫خاصة بهم ورثوها بإيمانهم وصالح أعمالهم بتركهم الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها النهار لهم فيها ما يشاءون { هو وصف وبيان لدار‬
‫المتقين فأخبر أنها جنات جمع جنة وهي البستان المشتمل على الشجار والنهار والقصور وما لذ وطاب من‬
‫المطاعم والمشارب والملبس والمناكح والمراكب وقوله تعالى‪ } :‬لهم فيها ما يشاءون { هذا نهاية لكرام‬
‫والنعام اذ كون العبد يجد كل ما يشتهي ويطلب هو نعيم ل مزيد عليه وقوله تعالى‪ } :‬كذلك يجزي ال المتقين‬
‫{ أي كهذا الجزاء الحسن العظيم يجزي ال المتقين في الدنيا والخرة‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬الذين تتوفاهم الملئكة‬
‫طيبين { أي طاهري الرواح لرواحهم ريح طيبة ثمرة إيمانهم وصالح أعمالهم ونتيجة بعدهم عما يدنس‬
‫انفسهم من أوضار الشرك وعفن المعاصي وقوله‪ } :‬يقولون { أي تقول لهم المكلئكة وهم ملك الموت واعوانه‬
‫} سلم عليكم { تحييهم وفي ذلك بشارة لهم برضا ربهم وجواره الكريم‪ } .‬ادخلوا الجنة { بأرواحهم اليوم‬
‫وبأجسامهم غدا‪ N‬يوم القيامة‪ .‬وقوله } بما كنتم تعملون { أي بسبب ما كنتم تعملونه من الطاعات والمسابقة في‬
‫الخيرات بعد عمل قلوبكم باليمان واليقين والحب في ال والبغض فيه عز وجل والرغبة والتوكل عليه‪ .‬هذا ما‬
‫تضمنته اليات )‪ (31،32‬وأما اليات بعد ذلك فيقول ال مستبطئ‪N‬ا ايمان قريش وتوبتهم بعد تلك الحجج‬
‫والبراهين والدلئل والبينات على صدق نبوة محمد صلى ال عليه وسلم وعلى وجوب التوحيد وبطلن الشرك‬
‫وعلى اليمان باليوم الخر‪.‬‬

‫} هل ينظرون ال أن تأتيهم الملئكة { أي ما ينظرون بعد هذا ال ان تأتيهم الملئكة لقبض أرواحهم } أو يأتي‬
‫أمر ربك { بإبادتهم واستئصالهم‪ ،‬إذ لم يبق ما ينتظرونه ال أحد هذين المرين وكلهما مر وشر لهم‪ .‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬كذلك فعل الذين من قبلهم { من كفار المم السابقة فحلت بهم نقمة ال ونزل بهم عذابه فأهلكهم‪) .‬وما‬
‫ظلمهم ال( تعالى في ذلك أبدا‪ } N‬ولكن كانوا أنفسهم يظلمون { بإصرارهم على الشرك والعناد والمجاحدة‬
‫والمكابرة } فأصابهم سيئات { أي جزاء سيئات } ما عملوا { من الكفر والظلم } وحاق بهم { أي نزل بهم‬
‫وأحاط بهم } ما كانوا يستهزئون { إذ كانت رسلهم إذا خوفتهم من عذاب ال وسخروا منهم واستهزأوا بالعذاب‬
‫واستخفوا به حتى نزل بهم والعياذ بال تعالى‪.‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬سوء عاقبة المكر وأنه يحيق بأهله ل محالة والمراد به المكر السيء‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان خزي ال تعالى يوم القيامة لهل الشرك به والمعاصي له ولرسوله‪.‬‬

‫‪ -3‬فضل أهل العلم إذ يتخذ منهم شهداء يوم القيامة ويشتمون بأهل النار‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان استسلم الظلمة عند الموت وانهزامهم وكذبهم‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير معتقد البعث والحياة الخرة بأروع أسلوب وأحكمه وأمنته‪.‬‬

‫‪ -6‬إطلق لفظ خير على القرآن وهو حق خير فالذي أوتي القرآن أوتي الخير كله‪ ،‬فل ينبغي ان يرى احدا‬
‫من أهل الدنيا خيرا‪ N‬منه وال سخط نعمة ال تعالى عليه‪.‬‬

‫‪ -7‬سعادة الدارين لهل الحسان وهم أهل اليمان والسلم والحسان في إيمانهم بالخلص وفي إسلمهم‬
‫بموافقة الشرع ومراقبة ال تعالى في ذلك‪.‬‬

‫‪ -8‬بشرى أهل اليمان والتقوى عند الموت‪ ،‬وعن القيام من القبور بالنعيم المقيم في جوار رب العالمين‪.‬‬
‫‪ -9‬إعمال القلوب والجوارح سبب في دخول الجنة وليست ثمنا‪ N‬لها لغلئها‪ ،‬وإنما العمال تزكي النفس وتطهر‬
‫الروح وبذلك يتأهل العبد لدخول الجنة‪.‬‬

‫‪ -10‬ما ينتظر المجرمون بإصرارهم على الظلم والشر والفساد ال العذاب‪ ،‬عاجل‪ N‬أو آجل‪ N‬فهو نازل بهم حتما‬
‫مقضيا‪ N‬إن لم يبادروا الى التوبة الصادقة‪.‬‬

‫يء@ نح‪%‬ن ول* آباؤ)نا ول حرم‪%‬نا من‬


‫} وقال ٱلذين أشركوا لو‪ %‬شآء ٱلله ما عبد‪%‬نا من دونه من ش ‪%‬‬
‫دونه من شي‪%‬ء@ كذلك فعل ٱلذين من قب‪%‬لهم‪ %‬فهل على ٱلر‪O‬سل إل ٱلبلغ ٱلمبين { * } ولقد‪ %‬بعثنا‬
‫في كل‪ R‬أ)مة@ رسول‪ S‬أن ٱع‪%‬بدوا ٱلله وٱج‪%‬تنبوا ٱلطاغوت فمنهم من‪ %‬هدى ٱلله ومنهم‪ %‬من‪ %‬حقت‬
‫علي‪%‬ه ٱلضللة فسيروا في ٱلر‪%‬ض فٱنظروا كي‪%‬ف كان عاقبة ٱلمكذ‪R‬بين { * } إن تح‪%‬رص‪ %‬على‬
‫هداهم‪ %‬فإن ٱلله ل يه‪%‬دي من يضل وما لهم‪ %‬م‪#‬ن ناصرين { * } وأقسموا بٱلله جه‪%‬د أي‪%‬مانهم‪ %‬ل‬
‫يب‪%‬عث ٱلله من يموت بلى وع‪%‬دا‪ S‬علي‪%‬ه حق{ا‪ S‬ولـكن أكثر ٱلناس ل يع‪%‬لمون { * } ليبي‪#‬ن لهم ٱلذي‬
‫يختلفون فيه وليع‪%‬لم ٱلذين كفروا أنهم‪ %‬كانوا كاذبين { * } إنما قو‪%‬لنا لشي‪%‬ء@ إذآ أرد‪%‬ناه أن نقول‬
‫له كن‪ %‬فيكون {‬

‫شرح الكلمات‬

‫} وقال الذين اشركوا {‪ :‬هم كفار قريش ومشركوها‪.‬‬

‫} ول حرمنا من دونه من شيء {‪ :‬كالسوائب والبحائر والوصائل والحمامات‪.‬‬

‫} فها على الرسل ال البلغ {‪ :‬أي ما على الرسل ال البلغ فالستفهام للنفي‪.‬‬

‫} واجتنبوا الطاغوت {‪ :‬أي عبادة الصنام والوثان‪.‬‬

‫} حقت عليه الضللة {‪ :‬أي وجبت في علم ال أزل‪.N‬‬

‫} جهد ايمانهم {‪ :‬أي غايتها حيث بذلوا جهدهم فيها مبالغة منهم‪.‬‬

‫} بلى وعدا‪ N‬عليه حقا‪ :{ N‬أي بلى يبعث من يموت وقد وعد به وعدا‪ N‬وأحقه حقا‪ .N‬فهو كائن ل محالة‪.‬‬
‫} يختلفون فيه {‪ :‬أي بين المؤمنين من التوحيد والشرك‪.‬‬

‫} انهم كانوا كاذبين {‪ :‬أي في قولهم " ل ن‪V‬بعث بعد الموت "‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في الحجاج مع مشركي قريش فيقول تعالى مخبرا‪ N‬عنهم } وقال الذين أشركوا { أي مع ال آلهة‬
‫اخرى وهي أصنامهم كهبل واللت والعزى وقالوا لو شاء ال عدم إشراكنا به ما أشركنا نحن ول آباؤنا‪ ،‬ول‬
‫حرمنا من دون تحريمه شيئا‪ N‬فهل قالوا هذا إيمانا‪ N‬بمشيئة ال تعالى‪ ،‬أو قالوه استهزاء وسخرية دفاعا‪ N‬عن‬
‫شركهم وشرعهم الباطل في التحريم والتحليل بالهوى‪ ،‬والمران محتملن‪ .‬والرد عليهم بأمرين أولهما ما دام‬
‫ال قد نهاهم عن الشرك والتشريع فإن ذلك أكبر دليل على تحريمه تعالى لشركهم وحرماتهم من السوائب أن‬
‫من سبقهم من المم والشعوب الكافرة قالوا قولتهم هذه محتجين به على باطلهم فلم يلبثوا حتى أخذهم ال‪ ،‬فدل‬
‫ذلك قطعا‪ N‬على عدم رضاه بشركهم وشرعهم اذ قال تعالى في سورة النعام ردا‪ N‬على هذه الشبهة كذلك قال‬
‫الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا أي عذاب انتقاما‪ N‬منهم لما كذبوا رسلنا وافتروا علينا‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬كذلك‬
‫فعل الذين من قبلهم { من المم السابقة قالوا هؤلء لرسلهم وفعلوا فعلهم حتى أخذهم ال بالعذاب‪ .‬وقوله } فهل‬
‫على الرسل ال البلغ المبين { أي ليس على الرسول إكراه المشركين على ترك الشرك ول إلزامهم بالشرع‬
‫وانما عليه أن يبلغهم أمر ال تعالى ونهيه ل غير‪ .‬فلذا كان في الجملة تسلية رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وحمله في هذا السياق )‪ (35‬وقوله في الية الثانية )‪ } (36‬ولقد يعثنا في كل امة رسول‪ N‬ان اعبدوا ال واجتنبوا‬
‫الطاغوت { فأخبر تعالى بأنه ما أخلى أمة من المم من إرسال رسول إليها لهدايتها وبيان سبيل نجاتها‬
‫وتحذيرها من طرق غوايتها وهلكها‪ .‬كما أخبر عن وحدة الدعوة بين الرسل وهي ل إله ال ال المفسرة بعبادة‬
‫ال تعالى وحده‪ ،‬واجتناب الطاغوت وهو كل ما عبد من دون ال مما دعا الشيطان الى عبادته بالتزيين‬
‫والتحسين عن طريق الوسواس من جهة ومن طريق اوليائه من الناس من جهة أخرى‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬فمنهم { أي من المم المرسل إليهم } من هدى ال { فعرف الحق واعتقده وعمل به فنجا وسعد‪،‬‬
‫ل في كتاب المقادير لنه أصر على الضلل وجادل عنه وحارب من‬
‫} ومنهم من حقت عليه الضللة { أز ‪N‬‬
‫أجله باختياره وحريته فحرمه ال لذلك التوفيق فض ‪t‬ل ضلل‪ N‬ل أمل في هدايته‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬فسيروا في الرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين { أمر لكفار قريش المجادلين بالباطل‬
‫المحتجين على شركهم وشرعهم الباطل أمر لهم أن يسيروا في الرض جنوبا‪ N‬أو شمال‪ N‬فلينظروا كيف كانت‬
‫عاقبة المكذبين أمثالهم من أمة عاد في الجنوب وثمود في الشمال‪ ،‬ومدين ولوط وفوعون في الغرب‪ .‬وقوله‬
‫تعالى في تسلية رسوله والتخفيف من الهم عنه‪ } :‬إن تحرص { يا رسولنا } على هداهم { أي هدايتهم الى الحق‬
‫} فإن ال ل يهدي من يضل { فخفف على نفسك وهون عليها فل تأسف ول تحزن وادع الى ربك في غير‬
‫حرص يضر بك وقوله } ل يهدي من يضل { أي ل يقدر احد أن يهدي من أضله ال‪ ،‬لن اضلل ال تعالى‬
‫يكون على سنن خاصة ل تقبل التبديل ول التغيير لقوة سلطانه وسعة عمله‪ .‬وقوله } وما لهم من ناصرين {‬
‫أي وليس لولئك الضرل الذين أضلهم ال حسب سنته من ناصرين ينصرونهم على ما سينزل بهم من العذاب‬
‫وما سيحل بهم من خسران وحرمان‪ ،‬وقوله تعالى في الية )‪ } (38‬وأقسموا بال جهد أيمانهم ل يبعث ال من‬
‫يموت { اخبار عن قول المشركين والمكذبين باليوم الخر أصحاب القلوب المنكرة‪ ،‬ومعنى } أقسموا بال جهد‬
‫أيمانهم { أي حلفوا أشد اليمان اذ كانوا في المور التافهة يحلفون بآلهتهم وآبائهم‪ .‬وإذا كان المر ذا خطر‬
‫وشأن أقسموا بال وبالغوا في القسام حتى يبلغوا جهد أيمانهم والمحلوف عليه هو أنهم إذا ماتوا ل يبعثون‬
‫أحياء فيحاسبون ويجزون فرد ال تعالى عليهم بقوله } بلى { أي تبعثون وعد ال حقا‪ N‬فل بد ناجز } ولكن أكثر‬
‫الناس ل يعلمون { فلذا ينفون البعث وينكرونه لجهلهم بأسرار الكون والحياة وعلل الوجود والعمل فيه فلذا‬
‫أشار ال تعالى الى بعض تلك العلل في قوله‪ } :‬ليبين لهم الذي يختلفون فيه { فلول البعث الخر ما عرف‬
‫المحق من المحق من المبطل في هذه الحياة والخلف سائد ودائم بين الناس‪ .‬هذا أول‪ .N‬وثانيا‪ } :N‬وليعلم الذين‬
‫كفروا أنهم كانوا كاذبين { في اعتقاداتهم وأعمالهم ونفيهم الحياة الثانية للجزاء على العمل في دار العمل هذه‬
‫أما استعادهم البعث بعد الموت نظرا‪ N‬الى وسائلهم ووسائطهم الخاصة بهم فقد اخبرهم تعالى بان المر ليس كما‬
‫تقدرون انتم وتفكرون‪ :‬إنه مجرد ما تتعلق إرادتنا بشيء نريد أن يكون‪ ،‬نقول له كن فيكون فورا‪ ،N‬والبعث‬
‫الخر من ذلك‪ ،‬هذا ما دل عليه قوله في الية )‪ } (40‬إنما قولنا لشيء إذا اردناه أن نقول له كن فيكون { ول‬
‫يقولن قائل كيف يخاطب غير الموجود فيأمره ليوجد فإن ال تعالى إذا اراد شيئا‪ N‬علمه أول‪ N‬ثم قال له كن فهو‬
‫يكون‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬الرد على شبهة المشركين في احتجاجهم بالمشيئة اللهية‪.‬‬

‫‪ -2‬تفسير ل اله ال ال‪.‬‬

‫‪ -3‬التحذير من تعمد الضلل وطلبه والحرص فإن من طلب واضله ال ل ترجى هدايته‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان بعض الحكم في البعث الخر‪.‬‬

‫‪ -5‬ل يستعظم على ال خلق شيء وإيجاده‪ ،‬لنه يوجد بكلمة التكوين فقط‪.‬‬
‫} وٱلذين هاجروا في ٱلله من‪ %‬بع‪%‬د ما ظلموا لنبو‪#‬ئنهم‪ %‬في ٱلد‪O‬نيا حسنة‪ S‬ولج‪%‬ر ٱلخرة أكبر لو‬
‫كانوا يع‪%‬لمون { * } ٱلذين صبروا وعلى رب‪#‬هم‪ %‬يتوكلون { * } ومآ أر‪%‬سلنا من قب‪%‬لك إل رجال‬
‫نوحي* إلي‪%‬هم‪ %‬فٱس‪%‬ألوا أه‪%‬ل ٱلذ‪R‬كر إن كنتم ل تع‪%‬لمون { * } بٱلبي‪#‬نات وٱلز‪O‬بر وأنزلنا إلي‪%‬ك ٱلذ‪R‬كر‬
‫لتبي‪#‬ن للناس ما نز‪#‬ل إلي‪%‬هم‪ %‬ولعلهم‪ %‬يتفكرون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫والذين هاجروا في ال‪ :‬أي خرجوا من مكة في سبيل ال ونصرة لدينه وإقامته بين الناس‪.‬‬

‫} لنبوئنهم في الدنيا حسنة {‪ :‬أي لننزلهم دارا‪ N‬حسنة هي المدينة النبوية هذا بالنسبة لمن نزلت فيهم الية‪.‬‬

‫} الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون {‪ :‬أي على أذى المشركين وهاجروا متوكلين على ربهم في دار هجرتهم‪.‬‬

‫} فاسألوا أهل الذكر {‪ :‬أي ايها الشاكون فيما جاء به محمد صلى ال عليه وسلم فاسألوا أهل التوارة والنجيل‬
‫لزالة شككم ووقوفكم على الحقيقة وأن ما جاء به محمد حق وأن الرسل قبله كلهم كانوا بشرا‪ N‬مثله‪.‬‬

‫} بالبينات والزبر {‪ :‬أي ارسلناهم بشرا‪ N‬بالبينات والزبر لهداية الناس‪ } .‬وانزلنا إليك الذكر {‪ :‬أي القرآن‪.‬‬
‫} لتبين للناس ما نزل إليهم {‪ :‬علة لنزال الذكر إذ وظيفة الرسل‪ ،‬البيان‪ .‬معنى اليات‪:‬‬

‫أنه بعد اشتداد الذى على المؤمنين لعناد المشركين وظغيانهم‪ ،‬أذن ال تعالى على لسان رسوله للمؤمنين‬
‫بالهجرة من مكة الى الحبشة ثم الى المدنية فهاجر رجال ونساء فذكر تعالى ثناء عليهم وتشجيعا‪ N‬على الهجرة‬
‫من دار الكفر فقال عز وجل } والذين هاجروا في ال { أي في ذات ال ومن أجل عبادة ال ونصرة دينه } من‬
‫بعد ما ظلموا { أي من قبل المشركين } لنبوئنهم { أي لننزلهم ولنسكننهم } في الدنيا حسنة { وهي المدينة‬
‫النبوية ولنرزقنهم فيها رزقا‪ N‬حسنا‪ N‬هذا بالنسبة لمن نزلت فيهم الية‪ ،‬وال فكل من هاجر في ال ينجز له الرب‬
‫هذا الوعد كما قال تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} ومن يهاجر في سبيل ال يجد في الرض مراغما‪ S‬كثير‪S‬ا واسعة‬
‫أي في العيش والرزق } ولجر الخرة { المعد لمن هاجر في سبيل ال } اكبر لو كانوا يعلمون {‪ .‬هذا ترغيب‬
‫في الهجرة وتشجيع للمتباطئين على الهجرة وقوله‪ } :‬الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون { بيان لحالهم وثناء‬
‫عليهم بخير لنهم صبروا أول‪ N‬على الذى في مكة لما أذن لهم بالهجرة وهاجروا متوكلين على ال تعالى‬
‫مفوضين امورهم اليه‪ ،‬واثقين في وعده‪ .‬هذا ما دلت عليه اليتان )‪ .(42) ،(41‬وأما الية الثالثة )‪(43‬‬
‫والرابعة من هذا السياق فهما تقرير حقيقة علمية بعد إبطال شبهة المشركين القائلين كيف يرسل ال محمدا‬
‫رسول‪ N‬وهو بشر مثلنا لم يرسل ملكا‪ ..‬وهو ما أخبر ال تعالى في قوله } وما أرسلنا من قبلك { اي من الرسل‬
‫ل { ل ملئكة } نوحي إليهم { بأمرنا وهو الكتاب الول أي أسالوا علماء أهل الكتاب اليهود‬
‫} إل رجا ‪N‬‬
‫والنصارى هل كان ال تعالى يرسل الرسل من غير البشر } إن كنتم ل تعمون { فإنهم يخبرونكم‪ .‬وما موسى‬
‫ول عيسى ال بشر‪ ،‬وقوله‪ } :‬بالبينات والزبر { أي أرسلنا أولئك الرسل من البشر بالبينات أي الحجج والدلئل‬
‫الدالة على وجوب عبادتنا وترك عبادة من سوانا‪ .‬والزبر أي الكتب‪ .‬ثم يقول تعالى لرسوله‪ } :‬وأنزلنا إليك‬
‫الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم { وفي هذا تقرير لنبوته وقوله‪ } :‬ولعلهم يتفكرون { فيعرفون صدق ما جئتهم‬
‫به فيؤمنوا‪ .‬ويتوبوا الى ربهم فينجوا ويسعدوا‪ .‬هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬فضل الهجرة ووجوبها عند اضطهاد المؤمن وعدم تمكنه من عبادة ال تعالى‪.‬‬

‫‪ -2‬وجوب سؤال أهل العلم على كل من ل يعلم أمور دينه من عقيدة وعبادة وحكم‪.‬‬

‫‪ -3‬السنة ل غنى عنها لنها المبينة لمجمل القرآن والموضحة لمعانيه‪.‬‬

‫} أفأمن ٱلذين مكروا ٱلسي‪#‬ئات أن يخسف ٱلله بهم ٱلر‪%‬ض أو‪ %‬يأتيهم ٱلعذاب من‪ %‬حي‪%‬ث ل‬
‫يشعرون { * } أو‪ %‬يأخذهم‪ %‬في تقلبهم‪ %‬فما هم بمع‪%‬جزين { * } أو‪ %‬يأخذهم‪ %‬على تخو‪O‬ف@ فإن ربكم‬
‫يء@ يتفيؤ)ا ظلله عن ٱليمين وٱلشمآئل‬
‫ف رحيم‪ } * { V‬أولم‪ %‬يرو‪%‬ا إلى ما خلق ٱلله من ش ‪%‬‬
‫لرؤ)و ‪U‬‬
‫سجدا‪ S‬لله وهم‪ %‬داخرون { * } ولله يس‪%‬جد ما في ٱلسماوات وما في ٱلر‪%‬ض من دآبة@ وٱلمل*ئكة‬
‫وهم‪ %‬ل يس‪%‬تكبرون { * } يخافون ربهم‪ %‬م‪#‬ن فو‪%‬قهم‪ %‬ويفعلون ما يؤمرون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} مكروا السيئات {‪ :‬أي مكروا المكرات السيئات فالسيئات وصف للمكرات التي مكروها‪.‬‬

‫} في تقلبهم {‪ :‬أي في البلد مسافرين للتجارة وغيرها‪.‬‬

‫} على تخوف {‪ :‬أي تنقص‪.‬‬

‫} يتفيئوا ظلله {‪ :‬أي تتميل من جهة الى جهة‪.‬‬


‫} سجدا‪ N‬ل {‪ :‬أي خضعا‪ N‬ل كلما أراد منهم‪.‬‬

‫} داخرون {‪ :‬أي صاغرون ذليلون‪.‬‬

‫} من فوقهم {‪ :‬من أعلى منهم إذ هو تعالى فوق كل شيء ذاتا‪ N‬وسلطانا‪ N‬وقهرا‪.N‬‬

‫} ما يؤمرون {‪ :‬أي ما يأمرهم ربهم تعالى به‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في تخويف المشركين وتذكيرهم لعلهم يرجعون بالتوبة من الشرك والجحود للنبوة والبعث‬
‫والجزاء‪ .‬قال تعالى‪ } :‬أفأمن الذين مكروا { المكرات } السيئات { من محاولة قتل النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫والشرك والتكذيب بالنبوة والبعث وظلم المؤمنين وتعذيب بعضهم‪ ،‬أفامنوا } أن يخسف ال بهم الرض { من‬
‫تحتهم فيقرون في اعماقها‪ } ،‬أو يأتيهم العذاب من حيث ل يشعرون { ول يتوقعون من ريح عاصف تعصف‬
‫بهم أو وباء يشملهم أو قحط يذهب بمالهم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬أو يأخذهم في تقلبهم { أي في تجارتهم وأسفارهم‬
‫ذاهبين آيبين من بلد الى بلد‪ } .‬فما هم بمعجزين { له تعالى لو أراد أخذهم وإهلكهم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬او‬
‫يأخذهم على تخوف { أي تنقص بان يهلكهم واحدا‪ N‬أو جماعة بعد جماعة حتى ل يبقى منهم أحدا‪ ،N‬وقد أخذ‬
‫منهم ببدر من اخذ وفي أحد‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬فإن ربكم لرؤوف رحيم { تذكير لهم برأفته ورحمته اذ لولهما‬
‫لنزل بهم نقمته وأذاقهم عذابه بدون إنظار لتوبة أو إمهال لرجوع الى الحق‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬أو لم يروا الى‬
‫ما خلق ال من شيء { من شجر وجبل وإنسان وحيوان } يتفيئوا ظلله { بالصباح والمساء } عن اليمين‬
‫والشمائل { " جمع شمال " } سجدا‪ N‬ل { خضعا‪ N‬بظللهم } وهم داخرون { اي صاغرون ذليلون‪ .‬أما يكفيهم ذلك‬
‫دللة‪ N‬على خضوعهم ل وذلتهم بين يديه‪ ،‬فيؤمنوا به ويعبدونه ويوحدونه فينجوا من عذابه ويفوزوا برحمته‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬ول يسجد ما في السموات وما في الرض من دابة { أي ول ل لغيره يسجد بمعنى يخضع‬
‫وينقاد لما يريده ال تعالى من إحياء او إماتة أو صحة او مرض أو خير أو غيره من دأبة من كل يدب من‬
‫كائن على هذه الرض } والملئكة { على شرفهم يسجدون } وهم ل يستكبرون { عن عبادة ربهم } ويخافون‬
‫ربهم منم فوقهم { إذ هو العلي العلى وكل الخلق تحته‪ } .‬ويفعلون ما يؤمرون { فل يعصون ربهم ما أمرهم‪.‬‬
‫إذا كان هذا حال الملئكة فما بال هؤلء المشركين يلجون في الفساد والستكبار والجحود والمكابرة وهم أحقر‬
‫سائر المخلوقات‪ ،‬وشر البريات إن بقوا على كفرهم وشركهم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬


‫‪ -1‬حرمة المن من مكر ال‪.‬‬

‫‪ -2‬كل شيء ساجد ل‪ ،‬اي خاضع لما يريده منهم‪ ،‬ال ان السجود الطوعي الختياري هو الذي يثاب عليه‬
‫العبد‪ ،‬أما الطاعة الل إرادية فل ثواب فيها ول عقاب‪.‬‬

‫‪ -3‬فضل السجود الطوعي الختياري‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية السجود عند هذه الية‪ :‬إذا قرأ القارئ أو المستمع‪:‬‬


‫{‬ ‫} يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون‬
‫‪ ،‬عليه أن يسجد ان كان متطهرا‪ N‬الى القبلة أن امكن ويسبح في السجود ويكبر في الخفض والرفع ول يسلم‪،‬‬
‫ول يسجد عند طلوع الشمس ول عند غروبها‪.‬‬

‫} وقال ٱلله ل تتخذوا إلـهي‪%‬ن ٱثني‪%‬ن إنما هو إلـه‪ V‬واحد‪ V‬فإياي فٱر‪%‬هبون { * } وله ما في‬
‫ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض وله ٱلد‪#‬ين واصبا‪ S‬أفغي‪%‬ر ٱلله تتقون { * } وما بكم م‪#‬ن ن‪R‬ع‪%‬مة@ فمن ٱلله ثم إذا‬
‫مسكم ٱلض‪O‬ر‪ O‬فإلي‪%‬ه تج‪%‬أرون { * } ثم إذا كشف ٱلض‪O‬ر عنكم‪ %‬إذا فريق‪ U‬م‪#‬نكم برب‪#‬هم‪ %‬يشركون { *‬
‫} ليكفروا بمآ آتي‪%‬ناهم‪ %‬فتمتعوا فسو‪%‬ف تع‪%‬لمون { * } ويج‪%‬علون لما ل يع‪%‬لمون نصيبا‪ S‬م‪#‬م‪j‬ا‬
‫رزقناهم‪ %‬تٱلله لتس‪%‬ألن عما كنتم‪ %‬تفترون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ل تتخذوا إلهين {‪ :‬أي تعبدونهما إذ ليس لكم ال اله واحد‪.‬‬

‫} وله ما في السموات والرض {‪ :‬أي خلقنا وملكا‪ ،N‬إذا فما تعبدونه مع ال هو ل ولم يأذن بعبادته‪.‬‬

‫} فإليه تجأرون {‪ :‬أي ترفعون أصواتكم بدعائه طالبين الشفاء منه‪.‬‬

‫} فتمتعوا فسوف تعلمون {‪ :‬تهديد على كفرهم وشركهم ونسائهم دعاء ال تعالى‪.‬‬

‫} ويجعلون لما ل يعلمون نصيبا‪ :{ N‬أي يجعلون للهتهم نصيبا‪ N‬من الحرث والنعام‪.‬‬
‫} عما كنتم تفترون {‪ :‬أي تختلفون بالكذب وتفترون على ال عز وجل‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد إقامة الحجج على التوحيد وبطلن الشرك اخبرهم ان ال ربهم رب كل شيء قد قال لهم‪ :‬أيها الناس } ل‬
‫تتخذوا إلهين اثنين { فلفظ اثنين توكيد للفظ إلهين اي ل تعبدوا إلهين بل اعبدوا غلها‪ N‬واحدا‪ N‬وهو ال إذ ليس من‬
‫اله ال هو فكيف تتخذون الهين والحال انه } إله واحد { ل غير وهو ال الخالق الرازق المالك‪ ،‬ومن عداه من‬
‫مخلوقاته كيف ت‪V‬سوى به وتعبد معه؟ وقوله تعالى‪ } :‬فإياي فارهبون { أي ارهبوني وحدي ول ترهبوا سواي‬
‫إن بيدي كل شيء‪ ،‬وليس لغيري شيء فأنا المحيي المميت‪ ،‬الضار النافع‪ ،‬يوبخهم على رهبتهم غيره سبحانه‬
‫وتعالى من ل يستحق ان يرهب لعجزه وعدم قدرته على ان ينفع أو يضر‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وله ما في‬
‫السموات والرض { برهان على بطلن رهبة غيره أو الرغبة في سواه ما دام له ما في السموات والرض‬
‫خلقا‪ N‬وملكا‪ .‬وقوله } وله الدين واصب‪N‬ا { أي العبادة والطاعة دائما‪ N‬وثابتا‪ N‬واجيا‪ ،N‬ال ل الدين الخالص‪ .‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬أفغير ال تتقون { يوبخهم على خوف سواه وهو الذي يجب ان يرهب ويخاف لنه الملك الحق القادر‬
‫على إعطاء النعم وسبلها‪ ،‬فكيف يتقى من ل يملك ضرا‪ N‬ول نفعا‪ N‬ويعصى من بيده كل شيء وإليه مرد كل‬
‫شيء‪ ،‬وما شاءه كام وما لم يشأه لم يكن‪ .‬وقوله } وما بكم من نعمة‪ o‬فمن ال { يخبرهم تعالى بالواقع الذي‬
‫يتنكرون له فيخبرهم أنه ما بهم من نعمة جلت أو صغرت من صحة‪ o‬أو مال‪ o‬أو ولد فهي من ال تعالى خالقهم‬
‫وهو أنهم إذا مسهم الضر من فقر‪ o‬أو مرض أو تغير حال كخوف غرق‪ o‬في البحر فإنهم يرفعون أصواتهم الى‬
‫أعلها مستغيثين بال سائلينه أن يكشف ضرهم أو ينجيهم من هلكتهم المتوقعة لهم فقال عزوجل‪ } :‬ثم إذا‬
‫مسكم الضر فإليه { دون غيره } تجأرون { رفع أصواتكم بالدعاء والستغاثة به سبحانه وتعالى وقوله‪ } :‬ثم إذا‬
‫كشف الضر عنكم إذا فريق { كبير } منكم بربهم يشركون { فيعبدون غيره بأنواع العبادات متناسين ال الذي‬
‫كشف ضرهم وأنجاهم من هلكتهم‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬ليكفروا بما آتيناهم( أي ليؤول أمرهم الى كفران ونسيان ما آتاهم ال من نعم‪ o‬وما أنجاهم من محن‪.‬‬

‫أفهكذا يكون الجزاء؟ أينعم بكل أنواع النعم وينجى من كل كرب ثم ينسى له ذلك كله‪ ،‬ويعبد غيره؟ بل‬
‫ويحارب دينه ورسوله؟ إذا } فتمتعوا { أيها الكافرون } فسوف تعلمون { عاقبة كفركم وإعراضكم عن طاعة‬
‫ال وذكره وشكره‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ويجعلون لما ل يعلمون نصيبا‪ N‬مما رزقناهم { وهذا ذكر لعيب آخر من‬
‫عيوبهم وباطل‪ o‬من باطلهم أنهم يجعلون لوثانهم التي ل يعلمون عنها شيئا‪ N‬من نف ‪o‬ع أو ضر أو إعطاء أو منع أو‬
‫إماتة أو أحياء يجعلونها لها طاعة للشيطان نصيبا‪ N‬وحظا‪ N‬من أموالهم يتقربون به إليها فسيبوا لها السوائب‪،‬‬
‫وبحروا لها البحائر من النعام‪ ،‬وجعلوا لها من الحرث والغرس كذلك كما جاء ذلك في سورة النعام والمائدة‬
‫قبلها‪ :‬وقوله تعالى‪ } :‬تال لتسئلن عما كنتم تفترون { أقسم الجبار لهم تهديدا‪ N‬لهم وتوعدا‪ N‬أنهم سيسألون يوم‬
‫القيامة عما كانوا يفترون أي من هذا التشريع الباطل حيث يحرمون ويحللون ويعطون آلهتهم ما شاءوا وسوف‬
‫يوبخهم عليه ويجزيهم به جهنم وبئس المهاد‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير التوحيد بعبادة ال تعالى وحده‪.‬‬

‫‪ -2‬وجوب الرهبة من ال دون سواه‪.‬‬

‫‪ -3‬وجوب الدين ل إذ هو الله الحق دون غيره‪.‬‬

‫‪ -4‬كل نعمة بالعبد صغرت أو كبرت فهي من ال سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫‪ -5‬تهديد المشركين إن أصروا على شكرهم وعدم توبتهم‪.‬‬

‫‪ -6‬التنديد بالمشركين وتشريعهم الباطل بالتحليل والتحريم والعطاء والمنع‪.‬‬

‫} ويج‪%‬علون لله ٱلبنات سب‪%‬حانه ولهم‪ %‬ما يشتهون { * } وإذا بش‪R‬ر أحدهم‪ %‬بٱل)نثى ظل وج‪%‬هه‬
‫مس‪%‬ود‪j‬ا‪ S‬وهو كظيم‪ } * { V‬يتوارى من ٱلقو‪%‬م من سو*ء ما بش‪R‬ر به أيم‪%‬سكه على هون@ أم‪ %‬يدس‪O‬ه‬
‫في ٱلتراب أل سآء ما يح‪%‬كمون { * } للذين ل يؤمنون بٱلخرة مثل) ٱلسو‪%‬ء ولله ٱلمث )ل ٱلع‪%‬لى‬
‫وهو ٱلعزيز ٱلحكيم { * } ولو‪ %‬يؤاخذ ٱلله ٱلناس بظلمهم‪ %‬ما ترك علي‪%‬ها من دآبة@ ولكن يؤخ‪R‬رهم‬
‫إلى أجل@ م‪O‬سم‪N‬ى فإذا جآء أجلهم‪ %‬ل يس‪%‬تأخرون ساعة‪ S‬ول يس‪%‬تقدمون { * } ويج‪%‬علون لله ما‬
‫يكرهون وتصف ألسنتهم ٱلكذب أن لهم ٱلحس‪%‬نى ل جرم أن لهم ٱلنار وأنهم‪ %‬م‪O‬فرطون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ويجعلون ل البنات {‪ :‬إذ قالوا الملئكة بنات ال‪.‬‬

‫} ولهم ما يشتهون {‪ :‬أي الذكور من الولد‪.‬‬


‫} ظل وجهه مسودا‪ :{ N‬أي متغيرا‪ N‬بالسواد لما عليه من كرب‪.‬‬

‫} وهو كظيم {‪ :‬أي ممتلئ بالغم‪.‬‬

‫} أم يدسه في التراب {‪ :‬أي يدفن تلك المولودة حية وهو الوأ‪u‬د } مثل السوء {‪ :‬أي الصفقة القبيحة‪.‬‬

‫} والمه المثل العلى {‪ :‬أي الصفة العليا وهي ل إله ال اله‪.‬‬

‫} تن لهم الحسنى {‪ :‬أي الجنة إذ قال بعضهم ولئن رجعت الى ربي ان لي عنده للحسنى‪.‬‬

‫} وأنهم مفرطون {‪ :‬أي مقدمون الى جهنم متروكون فيها‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في بيان أخطاء المشركين في اعتقادهم وسلوكهم فقال تعالى‪ } :‬ويجعلون ل البنات ‪ -‬سبحانه ‪-‬‬
‫ولهم ما يشتهون { وهذا من سوء أقوالهم وأقبح اعتقادهم حيث ينسبون الى ال تعالى البنات‪ ،‬إذ قالوا الملئكة‬
‫بنات ال في الوقت الذي يكرهون نسبة البنات إليهم‪ ،‬حتى اذا بشر أحدهم بأنثى بأن اخبر بانه ولدت له بنت‬
‫ظل نهاره كامل‪ N‬في غم وكرب } وجهه مسودا‪ N‬وهو كظيم { ممتلئ بالغم والهم‪ } .‬يتوارى { أي يستتر ويختفي‬
‫عن أعين الناس خوفا‪ N‬من المعرة‪ ،‬وذلك } من سوء ما بشر به { وهو البنت وهو في ذلك بين أمرين إزاء هذا‬
‫المبشر به‪ :‬إما أن يمسكه‪ .‬أن يبقيه في بيته بين أولده } على هون { أي مذلة وهوان‪ ،‬وإما أن } يدسه في‬
‫التراب { أي يدفنه حيا‪ N‬وهو الوأد المعروف عندهم‪ .‬قال تعالى منددا‪ N‬بهذا الجرام‪ } :‬أل ساء ما يحكمون { في‬
‫حكمهم هذا من جهة نسبة البنات ل وتبرئهم منها‪ ،‬ومن جهة وأد البنات أو إذللهن‪ ،‬قبح حكمهم الجاهلي هذا‬
‫من حكم‪ .‬هذا ما دلت عليه الية الولى )‪ (57‬وهي قوله‪ } :‬ويجعلون ل البنات { حيث قالوا الملئكة بنات ال‬
‫} سبحانه { أي نزه تعالى نفسه عن الولد والصحابة فل ينبغي أن يكون له ولد ذكرا‪ N‬كان أم أنثى لنه كل شيء‬
‫ومليكه فما الحاجة الى الولد إذا؟ والية الثانية )‪ (58‬وهي قوله تعالى‪ } :‬وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه‬
‫مسودا‪ { N‬أي أقام النهار كله مسود الوجه من الغم } وهو كظيم { أي ممتلئ بالغم والهم‪ } ،‬يتوارى من القوم من‬
‫سوء ما بشر به { أي البنت } أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ال ساء ما يحكمون { وقوله تعالى‪:‬‬
‫} الذين ل يؤمنون بالخرة مثل السوء { يخبر تعالى ان الذين ل يؤمنون بالخرة وهو منكروا البعث الخر لهم‬
‫المثل السوء اي الصفة السوء وذلك لجهلهم وظلمة نفوسهم لنهم ل يعلمون خيرا‪ N‬ول يتركون شرا‪ ،N‬لعدم‬
‫إيمانهم بالحساب والجزاء فهؤلء لهم الصفة السوأى في كل شيء‪ } .‬ول المثل العلى { أي الصفة الحسنى‬
‫وهو أنه ل إله ال ال منزه عن النقائص رب كل شيء ومالكه‪ ،‬بيده الخير وهو على كل شيء قدير‪ ،‬ل شريك‬
‫له ول ند له ول ولد وقوله‪ } :‬وهو العزيز الحكيم { ثناء على نفسه بأعظم وصف العزة والقهر والغلبة لكل‬
‫شيء والحكمة العليا في تدبيره وتصريفه شؤون عباده‪ ،‬وحكمه وقضائه ل اله ال هو رب سواه‪.‬‬

‫وقوله تعالى في الية )‪ } (61‬ولو يؤاخذ ال الناس بظلمهم ما ترك عليها { أي على الرض )من دابة( أي‬
‫نسمة تدب على الرض من إنسان أو حيوان فهذه علة عدم مؤاخذة الذين ل يؤمنون بالخرة وهم يفسدون‬
‫ويجرمون وهذا الهمال تابع لحكم عالية أشار الى ذلك بقوله‪ } :‬ولكن يؤخرهم الى أجل مسمى { اي وقت‬
‫معين محدد قد يكون نهاية عمر كل أحد‪ ،‬وقد يكون نهاية الحياة كلها فإذا جاء ذلك الجل ل يستأخرون عنه‬
‫ساعة ول يستقدمون عنه أخرى ثم يجزيهم بأعمالهم السيئة بمثلها وما هو عز وجل بظلم للعبيد‪.‬‬

‫وآخر آية في هذا السياق )‪ (62‬تضمنت التنديد بسوء الحال الذين ل يؤمنون بالخرة وذلك أنهم لجهلهم بال‬
‫وقبح تصورهم لظلمه نفسوهم أنهم يجعلون ل تعالى ما يكرهونه لنفسهم من البنات والشركاء وسب الرسول‬
‫وازدرائه‪ ،‬ومع هذا يتبجحون بالكذب بان لهم الحسنى أي الجنة يوم القيامة‪ .‬فرد تعالى على هذا الفتراء‬
‫والهراء السخيف بقوله‪) :‬ل جرم( أي حقا‪ N‬وصدقا‪ N‬ول محالة } أن لهم النار { بدل الجنة } وأنهم مفرطون {‬
‫إليها مقدرون متروكون فيها أبدا‪ .N‬هذا ما تضمنته الية في قوله تعالى‪ } :‬ويجعلون ل ما يكرهون وتصف‬
‫ألسنتهم الكذب ان لهم الحسنى ل جرم ان لهم النار وأنهم مفرطون { وإن قرئ مفرطون باسم الفاعل فهم حقا‬
‫مفرطون في الشر والفساد والكفر والضلل والنحطاط الى ابعد حد‪.‬‬

‫هداية اليات‪ :‬من هداية اليات‪ -1 :‬بيان الحال الجتماعية التي كان عليها المشركون وهي كراهيتهم للبنات‬
‫خوف العار‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان جهلهم بالرب تعالى فهم يؤمنون به ويجهلون صفاته حتى نسبوا اليه الولد والشريك‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان العلة في ترك الظلمة يتمادون زمنا‪ N‬في الظلم والشر والفساد‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان سوء اعتقاد الذين ل يؤمنون بالخرة وهو أنهم ينسبون الى نفوسهم الحسنى ويجعلون ل ما يكرهون‬
‫من البنات والشركاء وسب الرسل وامتهانهم‪.‬‬

‫} تٱلله لقد‪ %‬أر‪%‬سلنآ إلى أ)مم@ م‪#‬ن قب‪%‬لك فزين لهم ٱلشي‪%‬طان أع‪%‬مالهم‪ %‬فهو ولي‪O‬هم ٱليو‪%‬م ولهم‪ %‬عذاب‬
‫أليم‪ } * { V‬ومآ أنزلنا علي‪%‬ك ٱلكتاب إل لتبي‪#‬ن لهم ٱلذي ٱختلفوا فيه وهد‪g‬ى ورح‪%‬مة‪ S‬ل‪R‬ق ‪%‬وم@ يؤمنون‬
‫{ * } وٱلله أنزل من ٱلسمآء مآء‪ g‬فأح‪%‬يا به ٱلر‪%‬ض بع‪%‬د مو‪%‬تهآ إن في ذلك لية‪ S‬لقو‪@ %‬م يس‪%‬معون {‬
‫* } وإن لكم‪ %‬في ٱلنعام لعب‪%‬رة‪ S‬نس‪%‬قيكم‪ %‬م‪#‬ما في بطونه من بي‪%‬ن فر‪%‬ث@ ودم@ لبنا‪ S‬خالصا‪ S‬سآئغا‬
‫للشاربين {‬
‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} تال {‪ :‬أي وال‪.‬‬

‫} أرسلنا الى أمم من قبلك {‪ :‬أي رسل‪.N‬‬

‫} فزين لهم الشيطان أعمالهم {‪ :‬فكذبوا لذلك الرسل‪.‬‬

‫} فهو وليهم اليوم {‪:‬أي الشيطان هو وليهم اي في الدنيا‪.‬‬

‫} إن في ذلك لية {‪ :‬أي دللة واضحة على صحة عقيدة البعث الخر‪.‬‬

‫} لية لقوم يسمعون {‪ :‬أي سماع تدبر وتفهم‪.‬‬

‫} لعبرة {‪ :‬أي دللة قوية يعبر بها من الجهل الى العلم لن العبرة من العبور‪.‬‬

‫} من بين فرث‪ :{ o‬أي ثفل الك‪p‬ر‪r‬ش‪ ،‬أي الروث الموجود في الكرش‪.‬‬

‫} لبنا‪ N‬خالصا‪ :{ N‬أي ليس فيه شيء من الفرث ول الدم‪ ،‬ل لونه ول رائحته ول طعمه‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يقسم ال تعالى بنفسه لرسوله فيقول بال يا رسولنا } لقد أرسلنا { رسل‪ } N‬الى أمم من قبلك { كانوا مشركين‬
‫كافرين كأمتك } فزين لهم الشيطان اعمالهم { فقاموا رسلنا وحاربوهم واصروا على الشرك والكفر فتولهم‬
‫الشيطان‪ ،‬لذلك )فهو وليهم اليوم( أي في الدنيا } ولهم { في الخرة } عذاب أليم { ‪ ،‬والسياق الكريم في تسلية‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ولذا قال تعالى في الية الثانية‪ } :‬وما أنزلنا عليك الكتاب { أي لرهاقك‬
‫وتعذيبك ولكن لجل أن تبين للناس الذي اختلفوا فيه من التوحيد والشرك والهدى والضلل‪ .‬كما أنزلنا الكتاب‬
‫هدى يهتدى به المؤمنون الى سبل سعادتهم ونجاحهم‪ ،‬ورحمة تحصل لهم بالعمل به عقيدة وعبادة وخلقا‪ N‬وأدبا‬
‫وحكما‪ ،N‬فيعيشون متراحمين تسودهم الخوة والمحبة وتغشاهم الرحمة والسلم‪.‬‬

‫بعد هذه التسلية لرسول ال صلى ال عليه وسلم عاد السياق الى الدعوة الى التوحيد وعقيدة البعث والجزاء بعد‬
‫تقرير النبوة المحمدية بقوله تعالى‪ } :‬تال لقد أرسلنا { الية فقال تعالى‪ } :‬وال انزل من السماء ماء فأحيا بها‬
‫الرض بعد موتها { الماء هو ماء المطر وحياة الرض بالنبات انزل بعدما كانت ميتة ل نبات فيها وقوله } إن‬
‫في ذلك { المذكور من إنزال الماء من السماء واحياء الرض بعد موتها } لية { واضحة الدللة قاطعة على‬
‫وجوده تعالى وقدرته وعمله ورحمته كما هو آية على البعث بعد الموت من باب أولى‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وإن‬
‫لكم في النعام لعبرة { أي حال‪ N‬تعبرون بها من الجهل الى العلم‪ ...‬من الجهل بقدرة ال ورحمته ووجوب‬
‫عبادته بذكره وشكره الى العلم بذلك والمعرفة به فتؤمنوا وتوحدوا وتطيعوا‪ ..‬وبين وجه العبرة العظمية فقال‪:‬‬
‫} نسقيكم مما في بطونه { أي بطون المذكور من النعام } من بين فرث ودم ةولبنا‪ N‬خالصا‪ N‬سائغا‪ N‬للشاربين {‬
‫فسبحان ذي القدرة العجيبة والعلم الواسع والحكمة التي ل يقادر قدرها‪ ..‬اللبن يقع بين الفرث والدم‪ ،‬فينتقل الدم‬
‫الى الكبد فتوزعه على العروق لبقاء حياة الحيوان‪ ،‬واللبن يساق الى الضرع‪ ،‬والفرث يبقى أسفل الكرش‪،‬‬
‫ويخرج اللبن خالص‪N‬ا من شائبة الدم وشائبة الفرث فل يرى ذلك في لون اللبن ول يشم في رائحته ول يوجد في‬
‫طعامه بدليل انه سائع للشاربين‪ ،‬فل يغص به شارب ول يشرق به‪ ،‬حقا‪ N‬انها عبرة من اجل العبر تنقل صاحبها‬
‫الى نور العلم والمعرفة بال في جلله وكماله‪ ،‬فتورثه محبة ال وتدفعه الى طاعته والتقرب إليه‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان ان ال يقسم بنفسه وبما شاء من خلقه‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان ان ال ارسل رسل‪ N‬الى أمم سبقت وان الشيطان زين لها اعمالها فخذلها‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير النبوة وتسلية رسول ال صلى ال عليه وسلم من جراء ما يلقاه من المشركين‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان مهمة رسول ال وأنها بيان ما انزل ال تعالى لعباد وحيه في كتابه‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان كون القرآن الكريم هدى‪ a‬ورحمة للمؤمنين الذين يعملون به‪.‬‬

‫‪ -6‬دليل البعث والحياة الثانية احياء الرض بعد موتها فالقادر على إحياء الرض بعد موتها قادر على إحياء‬
‫الموات بعد فنائهم وبلهم‪.‬‬

‫} ومن ثمرات ٱلنخيل وٱلع‪%‬ناب تتخذون منه سكرا‪ S‬ورز‪%‬قا‪ S‬حسنا‪ S‬إن في ذلك لية‪ S‬ل‪R‬ق ‪%‬وم@ يع‪%‬قلون {‬
‫* } وأو‪%‬حى رب‪O‬ك إلى ٱلنح‪%‬ل أن ٱتخذي من ٱلجبال بيوتا‪ S‬ومن ٱلشجر ومما يع‪%‬رشون { * } ثم‬
‫كلي من ك ‪R‬ل ٱلثمرات فٱس‪%‬لكي سبل رب‪#‬ك ذلل‪ S‬يخرج من بطونها شراب‪ V‬م‪O‬ختلف‪ U‬ألوانه فيه شفآء‬
‫للناس إن في ذلك لية‪ S‬ل‪R‬قو‪%‬م@ يتفكرون { * } وٱلله خلقك ‪%‬م ثم يتوفاكم‪ %‬ومنكم من يرد‪ O‬إلى أر‪%‬ذل‬
‫ٱلعمر لكي‪ %‬ل يع‪%‬لم بع‪%‬د علم@ شي‪%‬ئا‪ S‬إن ٱلله عليم‪ V‬قدير‪{ V‬‬

‫شرح الكلمات‬

‫ومن ثمرات النخيل والعناب‪ :‬أي ومن بعض ثمرات النخيل والعناب ثمر تخذون منه سكرا‪ N‬أي خمرا‪ N‬ورزقا‬
‫حسنا‪ N‬أي والتمر والزبيب والخل والدبس الحسن‪.‬‬

‫} وأوحى ربك الى النحل {‪ :‬أي إلهمها أن تفعل ما تفعله بإلهام منه تعالى‪.‬‬

‫} ومما يعرشون {‪ :‬اي يبنون لها‪.‬‬

‫} سبل ربك ذلل‪ :{ N‬أي طرق ربك مذللة فل يعسر عليك السير فيها ول تضلين عنها‪.‬‬

‫} شراب {‪ :‬أي عسل‪.‬‬

‫} فيه شفاء للناس {‪ :‬أي من المراض ان شرب بنية الشفاء‪ ،‬أو بضميمته الى عقار آخر‪.‬‬

‫} الى ارذل العمر‪ :‬أي أخسه من الهرم والخوف‪ ،‬والخوف فساد العقل‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬ما زال السياق في ذكر مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته الموجبة لعبادته وحده والمقررة‬
‫لعقيدة النبوة والبعث الخر‪ .‬قال تعالى في معرض بيان ذلك بأسلوب المتنان المقتضي للشكر } ومن ثمرات‬
‫النخيل والعناب تتخذون منه سكرا‪ { N‬ورزقا‪ N‬حسنا‪ N‬أي ومن بعض ثمرات النخيل والعناب ثمر تتخذون منه‬
‫سكرا‪ N‬اي شرابا‪ N‬مسكرا‪ .‬وهذا كان قبل تحريم الخمر } ورزقا‪ N‬حسنا‪ { N‬وهو الزبيب والخل من العنب والتمر‬
‫والدبس العسل من النخل وقوله } ان في ذلك لية لقوم يعقلون { أي أن فيما ذكرنا لكم لية اي دللة واضحة‬
‫على قدرتنا وعلمنا ورحمتنا لقوم يعقلون المور ويدركون نتائج المقدمات‪ ،‬فذو القدرة والعلم والرحمة هو الذي‬
‫يستحق التأليه والعبادة‪ ..‬وقوله‪ } :‬وأوحى ربك الى النحل ان اتخذى من الجبال بيوتا‪ N‬ومن الشجر ومما‬
‫يعرشون { هذا مظهر آخر عظيم من مظاهر قدرة ال تعالى وعلمه وحكمته ورحمته يتجلى بإعلمه حشرة‬
‫النحل كيف تلد العسل وتقدمه للنسان فيه دواء من كل داء‪ ،‬فقوله } وأوحى ربك { أيها الرسول } الى النحل {‬
‫بأن ألهمها } أن اتخذي من الجبال بيوتا‪ N‬ومن الشجر { أيض‪N‬ا بيوتا‪ } ،N‬ومما يعرشون { أي ومما يعرش الناس‬
‫لك أي يبنون لك‪ ،‬اتخذي من ذلك بيوتا‪ N‬لك إذ النحلة تتخذ لها بيتا‪ N‬داخل العريش الذي يعرش لها تبنيه بما‬
‫تفرزه من الشمع وقوله تعالى‪ } :‬ثم كلي من كل الثمرات { اي ألهمها ان تاكل من كل ما تحصل عليه من‬
‫الثمرات من الشجار والنباتات اي من ازهارها ونوارها وقوله لها } فاسلكي سبل ربك ذلل‪ { N‬بإلهام منه تسلك‬
‫ما سخر لها وذلك من الطرق فتنتقل من مكان الى آخر تطلب غذاءها ثم تعود الى بيوتها ل تعجز ول تضل‬
‫وذلك بتذليل ال تعالى وتسخيره لها تلك الطرق فل تجد فيها وعورة ول تنساها فتخطئها‪ .‬وقوله تعالى } يخرج‬
‫من بطونها { اي بطون النحل } شراب { أي عسل يشرب } مختلف ألوانه { ما بين أبيض وأسود‪ ،‬او ابيض‬
‫مشرب بحمرة أو يضرب الى صفرة‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬فيه شفاء للناس { أي من الدواء‪ ،‬هذا التذكير في قوله‬
‫شفاء دال على بعض دون بعض جائز هذا حتى يضم اليه بعض الدوية او العقاقير الخرى‪ ،‬أما مع النية أي‬
‫أن يشرب بنية الشفاء من المؤمن فإنه شفاء لكل داء وبدون ضميمة اي شيء اخر له‪.‬‬

‫وفي حديث الصحيح وخلصته ان رجل‪ N‬شكا الى رسول ال صلى ال عليه وسلم استطلق بطن اخيه اي مشي‬
‫بطنه عليه فقال له اسقه عسل‪ ،‬فسقاه فعاد فقال ما اراه زاده ال استطلقا‪ N‬فعاد فقال مثل ما قال اول‪ N‬ثلث‬
‫مرات وفي الرابعة او الثالثة قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم صدق ال وكذب بطن اخيك اسقه العسل‬
‫فسقاه فقام كأنما نشط من عقال‪ .‬وقوله تعالى } إن في ذلك { أي المكذور من إلهام ال تعالى للنحل وتعليمها‬
‫كيف تصنع العسل ليخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس لدللة واضحة على علم ال وقدرته‬
‫ورحمته وحكمته المقتضية عبادته وحده وتأليهه دون سواه ولكن لقوم يتفكرون في الشياء وتكوينها وأسبابها‬
‫ونتائجها فيهتدون الى المطلوب منهم وهو أن يذكروا فيتعظوا فيتوبوا الى خالقهم ويسلموا له بعبادته وحده دون‬
‫سواه وقوله تعالى في الية الخرى )‪ } (70‬وال خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد الى أرذل العمر لكي ل يعلم‬
‫بعد علم شيئا‪ { N‬هذه آية أخرى أجل وأعظم في الدللة على قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته‪ ،‬وهي موجبة‬
‫لعبادته وحده وملزمة باليمان بالبعث الخر فخلق ال تعالى لنا وحده وهو واحد ونحن ل يحصى لنا عد‪ ،‬ثم‬
‫إماتته لنا موتا‪ N‬حقيقيا‪ N‬يقبض أرواحنا ول يستطيع احد أن يموت ول يتوفى أبدا‪ N‬ثم من مظاهر الحكمة ان يتوفانا‬
‫من أجال مختلفة اقتضها الحكمة لبقاء النوع واستمرار الحياة الى نهايتها‪ .‬فمن الناس من يموت طفل‪ N‬ومنهم من‬
‫يموت شابا‪ ،N‬وكلها حسب حكمة البتلء والتربية اللهية‪ ،‬وآية اخرى ان منا من يرد الى أرذل عمره‪ ،‬أي أرداه‬
‫وأخسه فيهرم ويخرف فيفقد ما كان له من قوة بدن‪ o‬وعقل ول يستطيع أحد أن يخلصه من ذلك ال ال‪ ،‬مظهر‬
‫قدرة ورحمة أرأيتم لو شاء ال أن يرد الناس كلهم الى أرذل العمر ولو في قرن‪ o‬أو قرنين من السنين فكيف‬
‫تصبح حياة الناس يؤمئذ‪o‬؟ وقوله‪ } :‬إن ال عليم قدير { تقرير لعلمه وقدرته‪ ،‬إذ ما نتج وما كان ما ذكره من‬
‫خلقنا ووفاتنا ورد بعضنا الى ارذل العمر ال بقدرة قادر وعلم عالم وهو ال العليم القدير‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان منة ال تعالى على العباد بذكر بعض ارزاقهم لهم وليشكروا ال على نعمه‪.‬‬
‫‪ -2‬بيان آيات ال تعالى الدالة على قدرته وعلمه وحكمته في خلق شراب النسان وغذائه ودوائه‪.‬‬

‫‪ -3‬فضيلة العقل والتعقل والفكر والتفكر‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير عقيدة اليمانل باليوم الخر الدال عليه القدرة والعلم اللهيين‪ ،‬إذ من خلق وأمات ل يستنكر منه أن‬
‫يخلق مرة اخرى ول يميت‪.‬‬

‫} وٱلله فضل بع‪%‬ضكم‪ %‬على بع‪%‬ض@ في ٱلر‪#‬ز‪%‬ق فما ٱلذين فض‪#‬لوا برآد‪#‬ي رز‪%‬قهم‪ %‬على ما ملكت‬
‫أي‪%‬مانهم‪ %‬فهم‪ %‬فيه سوآء‪ V‬أفبنع‪%‬مة ٱلله يج‪%‬حدون { * } وٱلله جعل لكم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬أنفسكم‪ %‬أز‪%‬واجا‪ S‬وجعل‬
‫لكم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬أز‪%‬واجكم بنين وحفدة‪ S‬ورزقكم م‪#‬ن ٱلطي‪#‬بات أفبٱلباطل يؤمنون وبنع‪%‬مت ٱلله هم‪ %‬يكفرون {‬
‫* } ويع‪%‬بدون من دون ٱلله ما ل يم‪%‬لك لهم‪ %‬رز‪%‬قا‪ S‬م‪#‬ن ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض شي‪%‬ئا‪ S‬ول يس‪%‬تطيعون {‬
‫* } فل تض‪%‬ربوا لله ٱلم‪%‬ثال إن ٱلله يع‪%‬لم وأنتم‪ %‬ل تع‪%‬لمون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} فضل بعضكم على بعض في الرزق {‪ :‬أي فمنكم الغني ومنكم الفقير‪ ،‬ومنكم المالك ومنكم المملوك‪.‬‬

‫} برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم {‪ :‬أي بجاعلي ما رزقناهم شركة بينهم وبين مماليكهم من العبيد‪.‬‬

‫} وال جعل لكم من انفسكم ازواجا‪ :{ N‬إذ حواء خلقت من آدم وسائر النساء من نطف الرجال‪.‬‬

‫} وحفدة {‪ :‬أي خدما‪ N‬من زوجه وولد وولد ولد وخادم وختن‪.‬‬

‫} أفبالباطل يؤمنون {‪ :‬أي بعبادة الصنام يؤمنون‪.‬‬

‫} رزقا‪ N‬من السموات والرض {‪ :‬أي بإنزال المطر من السماء‪ ،‬وإنبات النبات من الرض‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق العظيم في تقرير التوحيد وإبطال التنديد‪ .‬فقوله تعالى‪ } :‬وال فضل بعضكم على بعض في‬
‫الرزق { فمنكم من اغناه ومنكم من افقره ايها الناس‪ ،‬وقد يكون لحدكم ايها الغنياء عبيد مملوكين له‪ ،‬لم ل‬
‫يرضى أن يشرك عبيده في أموال حتى يكونوا فيها سواء ل فضل لحدهما على الخر؟ والجواب أنكم تقولون‬
‫في استنكار عجيب كيف أسوي مملوكي في رزقي فأصبح وإياه سواء؟ هذا ل يعقل أبدا‪ N‬إذا كيف جوزتم‬
‫إشراك آلهتكم في عبادة ربكم وهي مملوكة لعه تعالى إذ هو خالقها وخالقكم ومالك جميعكم؟ فأين يذهب‬
‫بعقولكم أيها المشركون؟ وقوله تعالى‪ } :‬أفبنعمة ال يجحدون {؟ حقا‪ N‬إنهم جحدوا نعمة العقل اول‪ N‬فلم يعترفوا‬
‫بها فلذا لم يفكروا بعقولهم‪ ،‬ثم جحدوا نعمة ال عليهم في خلقهم ورزقهم فلم يعبدوه بذكره وشكره وعبدوا غيره‬
‫من أصنام وأوثان ل تملك ول تضر ول تنفع‪ .‬هذا ما دلت عليه الية الولى )‪ (71‬أما الية الثانية فيقول تعالى‬
‫فيها مقرر‪N‬ا إنعامه تعالى على المشركين بعد توبيخهم على إهمال عقولهم في الية الولى وكفرهم بنعم ربهم‬
‫فيقول‪ } :‬وال { أي وحده } جعل لكم من أنفسكم أزواجا‪ N‬وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من‬
‫الطيبات { أي جعل لكم من أنفسكم ازواجا‪ N‬أي بشريات من جنسكم تسكنون إليهن وتتفاهمون معهن وتتعاونون‬
‫بحكم الجنسية وهي نعمة عظمى‪ ،‬وجعل لكم من أولئك الزواج بنين بطريق التناسل والولدة وحفدة أيضا‬
‫والمراد من الحفدة كل من يحفد أي يسرع في خدمتك وقضاء حاجتك من زوجتك وولدك وولد ولدك وختنك‬
‫أي صهرك‪ ،‬وخامدك إذ الكل يحفدون لك أي يسارعون في خدمتك بتسخير ال تعالى لك‪ ،‬وثالثا‪ } N‬ورزقكم من‬
‫الطيبات { أي حلل الطعام والشراب على اختلفه وتنوع مذاقه وطعمه ولذته‪ .‬هذا هو ال الذي تدعون الى‬
‫عبادته وحده فتكفرون فأصبحتم بذلك تؤمنون بالباطل وهي الصنام‪ .‬وعبادتها‪ ،‬وتكفرون بالمنعم ونعمه ولذا‬
‫استحقوا التوبيخ والتقريع فقال تعالى‪ } :‬أفبالباطل يؤمنون وبنعمة ال هم يكفرون {؟ إذ عدم عبادتهم للمنعم عز‬
‫وجل هو عين كفرانهم بنعمة ال تعالى‪ .‬وقوله } ويعبدون من دون ال { أي أصناما‪ N‬ل تملك لهم } رزقا‪ N‬من‬
‫السماء { بإنزال المطر‪ } ،‬والرض { بإنبات الزروع والثمار شيئا‪ N‬ولو قل ول يستطيعون شيئا‪ N‬من ذلك‬
‫لعجزهم القائم بهم لنهم تماثيل منحوتة من حجر أو خشب وفي هذا من التنبيه لهم على خطأهم ما ل يقادر‬
‫قدره‪.‬‬

‫وقوه تعالى‪ } :‬فل تضربوا ل المثال إن ال يعلم وأنتم ل تعلمون { أي ينهاهم تعالى عن ضرب المثال ل‬
‫باتخاذ الصنام آلهة بإطلق لفظ إله عليها‪ ،‬وال ل مثل له‪ ،‬وباعتقاد أنها شافعة لهم عند ال وانها تقربهم إليه‬
‫تعالى‪ ،‬وأنها واسطة بمثابة الوزير للمير الى غير ذلك‪ ،‬فنهاهم عن ضرب هذه المثال ل تعالى لنه عز‬
‫وجل يعلم أن ل مثل له ول مثال‪ ،‬بل هو الذي ل اله ال هو تعالى عن الشبيه والمثيل والنظير‪ ،‬وهو ل يعلمون‬
‫فلذا هم متحيرون متخبطون في ظلمات الشرك وأودية الضلل‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬قطع دابر الشرك في المثل الذي حوته الية الولى‪ } :‬وال فضل بعضكم على بعض‪ o‬في الرزق {‪.‬‬

‫‪ -2‬وجوب شكر ال تعالى على نعمه وذلك بذكره وشكره وإخلص ذلك له‪.‬‬
‫‪ -3‬قبح كفر النعم وتجاهل المنعم بترك شكره عليها‪.‬‬

‫‪ -4‬التنديد بمن يرضون ل المثال وهم ل يعلمون بإتخاذ وسائط له تشبيها‪ N‬ل تعالى بعبادة فهم يتوسطون‬
‫بالولياء والنبياء بدعائهم والستغاثة بهم بوصفهم مقربين الى ال تعالى يستجيب لهم‪ ،‬ول يستجيب لغيرهم‪.‬‬

‫يء@ ومن رزقناه منا رز‪%‬قا‪ S‬حسنا‪ S‬فهو ينفق منه‬


‫} ضرب ٱلله مثل‪ S‬عب‪%‬دا‪ S‬مم‪%‬لوكا‪ S‬ل يقدر على ش ‪%‬‬
‫سر‪j‬ا‪ S‬وجه‪%‬را‪ S‬هل يس‪%‬توون ٱلحم‪%‬د لله بل أكثرهم‪ %‬ل يع‪%‬لمون { * } وضرب ٱلله مثل‪ S‬رجلي‪%‬ن‬
‫أحدهمآ أب‪%‬كم ل يقدر على شي‪%‬ء@ وهو كل| على مو‪%‬له أي‪%‬نما يوج‪#‬هه‪ O‬ل يأت بخي‪%‬ر@ هل يس‪%‬توي هو‬
‫ط م‪O‬س‪%‬تقيم@ { * } ولله غي‪%‬ب ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض ومآ أم‪%‬ر‬
‫ومن يأمر بٱلعد‪%‬ل وهو على صرا @‬
‫ٱلساعة إل كلم‪%‬ح ٱلبصر أو‪ %‬هو أقرب إن ٱلله على كل‪ R‬شي‪%‬ء@ قدير‪ } * { V‬وٱلله أخرجكم م‪#‬ن‬
‫بطون أ)مهاتكم‪ %‬ل تع‪%‬لمون شي‪%‬ئا‪ S‬وجعل لكم ٱلسم‪%‬ع وٱلب‪%‬صار وٱلفئدة لعلكم‪ %‬تشكرون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ضرب ال مثل‪ :{ N‬أي هو عبدا‪ N‬مملوكا‪ N‬الخ‪..‬‬

‫} عبد‪N‬ا مملوكا‪ :{ N‬أي ليس بح ‪o‬ر بل هو عبد مملوك لغيره‪.‬‬

‫} هل يستوون {‪ :‬أي العبيد العجزة والحر المتصرف‪ ،‬والجواب‪ :‬ل يستوون قطعا‪.N‬‬

‫} وضرب ال مثل‪ :{ N‬اي هو رجلين الخ‪..‬‬

‫} أبكم {‪ :‬أي ولد اخرس وأصم ل يسمع‪.‬‬

‫} ل يقدر على شيء {‪ :‬أي ل ي‪l‬فه‪l‬م‪ r‬ول ي‪n‬فه‪p‬م‪ r‬غيره‪.‬‬

‫} ول غيب السموات والرض {‪ :‬أي ما غاب فيهما‪.‬‬

‫} وما أمر الساعة {‪ :‬أي أمر قيامها‪ ،‬وذلك بإماته الحياء وإحيائهم مع من مات قبل وتبديل صور الكوان‬
‫كلها‪.‬‬
‫} الفئدة {‪ :‬أي القلوب‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في تقريرالتوحيد والدعوة اليه وإبطال الشرك والتنفير منه وقد تقدم ان ال تعالى جهل‬
‫المشركين في ضرب المثال له وهو ل مثل له ول نظير‪ ،‬وفي هذا السياق ضرب تعالى مثلين وهو العليم‬
‫الخبير‪ ..‬فالول قال فيه‪ } :‬ضرب ال مثل‪ V‬عبد‪N‬ا مملكوكا‪ { N‬أي غير حر من أحرار الناس‪ } ،‬ل يقدر على‬
‫شيء { إذ هو مملوك ل حق له في التصرف في مال سيده ال بإذنه‪ ،‬فلذا فهو ل يقدر على إعطاء او منع شيء‬
‫هذا طرف المثل‪ ،‬والثاني } ومن رزقناه رزقا‪ N‬حسنا‪ { N‬صالحا‪ N‬واسعا‪ } N‬فهو ينفق منه سرا‪ N‬وجهرا‪ { N‬ليل‪ N‬ونهارا‬
‫لنه حر التصرف بوصفه مالكا‪ } N‬هل يستوون {؟ الجواب ل يستويان‪ ...‬إذا } الحمد ل بل أكثرهم ل يعلمون {‬
‫والمثل مضروب للمؤمن والكافر‪ ،‬فالكافر أسير للصنام عبد لها ل يعرف معروفا‪ N‬ول ينكر منكرا‪ ،N‬ل يعمل‬
‫في سبيل ال ول ينفق لنه ل يؤمن بالدار الخرة‪ ،‬والجزاء فيها‪ ،‬وأما المؤمن فهو حر يعمل بطاقة ال فينفق‬
‫في سبيل ال سرا‪ N‬وجهرا‪ N‬يبتغي الخرة والمثوبة من ال‪ ،‬ذا علم وإرادة‪ ،‬ل يخاف ال ل ال ول يرجو ال هو‬
‫سبحانه وتعالى‪ .‬وقوله } وضرب ال مثل‪ N‬رجلين { هو المثال الثاني في هذا السياق وقد حوته الثانية )‪(76‬‬
‫فقال تعالى فيه } وضرب ال مثل‪ { N‬هو } رجلين احدهما أبكم { ولفظ البكم قد يدل على الصم فالغالب ان‬
‫البكم ل يسمع } ل يقدر على شيء { فل يفهم غيره لنه من اقربائه يقومون بإعاشته ورعايته لعجزه وضعفه‬
‫وعدم قدرته على شيء‪ .‬وقوله‪ } :‬أينما يوجهه ل يأت بخير { أي أينما يوجهه موله وابن عمه ليأتي بشيء ل‬
‫يأتي بخير‪ ،‬وقد يأتي بشر‪ ،‬أما النفع والخير فل يحصل منه شيء‪.‬‬

‫وهذا مثل الصنام التي تعبد من دون ال اذ هي ل تسمع ول تبصر فل تفهم ما يقال لها‪ ،‬ول تفهم عابديها شيئا‬
‫وهي محتاجة إليهم في صنعها ووضعها وحملها وحمايتها‪ .‬وقوله تعالى } هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل‬
‫ط مستقيم { وهو ال تعالى يأمر بالعدل أي التوحيد والستقامة في كل شيء‪.‬‬
‫وهو على صرا ‪o‬‬

‫وهو قائم على كل شيء‪ ،‬وهو على صراط مستقيم يدعو الناس الى سلوكه لينجوا ويسعدوا في الدارين‪،‬‬
‫فالجواب‪ ،‬ل يستويان بحال‪ ،‬فكيف يرضى المشركون بعبادة وولية البكم الذي ل يقدر على شيء ويتركون‬
‫عبادة السميع البصير‪ ،‬القوي‪ ،‬القدير‪ ،‬الذي يدعوهم الى كمالهم وسعادتهم في كلتا حياتهم‪ ،‬أمر يحمل على‬
‫العجب‪ ،‬ولكن ل عجب مع اقدار ال وتدابير الحكيم العليم‪ .‬وقوله تعالى في الية )‪ } (77‬ول غيب السموات‬
‫والرض { وحده يعلم ما غاب عنا فيهما فهو يعلم من كتبت له السعادة ومن حكم عليه بالشقاوة‪ ،‬ومن يهتدي‬
‫ومن ل يهتدي‪ ،‬والجزاء آت‪ o‬بإيتان الساعة } وما أمر الساعة { أي إيتانها } ال كلمح البصر أو هو أقرب { إذ‬
‫ل يتوقف امرها ال على كلمة‬
‫{‬ ‫} كن‬
‫فقط فتنتهي هذه الحياة بكل ما فيها‪ ،‬وتأتي الحياة الخرى وقد تبدلت صور الشياء كلها } ان ال على كل شيء‬
‫قدير { ومن ذلك قيام الساعة‪ ،‬وجيء الساعة‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وال أخرجكم من بطون أمهاتكم ل تعلمون‬
‫شيئا‪ { N‬حقيقة ل تنكر‪ ،‬ال الذي اخرجنا من بطون أمهاتنا بعد أن صورنا في الرحام ونمانا حتى صرنا بشرا‬
‫ثم اذن بإخراجنا‪ ،‬فأخرجنا‪ ،‬وخرجنا ل نعلم شيئا‪ N‬قط‪ ،‬هذه آية القدرة اللهية والعلم اللهي والتدبير اللهي‪ ،‬فهل‬
‫للصنام شيء من ذلك‪ ،‬والجواب ل‪ ،‬ل وثانيا‪ N‬جعل ال تعالى لنا السماع والبصار والفئدة نعمة اخرى‪ ،‬إذ‬
‫لو ل ذلك ما سمعنا ول أبصرنا ول عقلنا وما قيمة حياتنا يومئذ‪ ،‬إذ العدم خير منها‪ .‬وقوله‪ } :‬لعلكم تشكرون {‬
‫كشف كامل عن سر هذه النعمة وهي أنه جعلنا نسمع ونبصر ونعقل ليكلفنا فيأمرنا وينهانا فنطيعه بامتثال‬
‫أوامره واجتناب نواهيه‪ ،‬وذلك شكره منا مع ما في ذلك الشكر من خير‪ .‬إنه إعداد للسعادة في الدارين‪ .‬فهل‬
‫من متذكر يا عباد ال؟!‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬استحسان ضرب المثال وهو تشبيه حال بحال على أن يكون ضارب المثل عالما‪.N‬‬

‫‪ -2‬بيان مثل المؤمن في كماله والكافر في نقصانه‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان مثل الصنام في جمودها وتعب عبدتها علبها في الحماية وعدم انتفاعهم بها‪ .‬ومثل الرب تبارك‬
‫وتعالى في عدله‪ ،‬ودعوته الى السلم وقيامه على ذلك مع استجابة دعاء اوليائه‪ ،‬ورعايتهم‪ ،‬وعلمه بهم‬
‫وسمعه لدعائهم ونصرتهم في حياتهم وإكرامهم والنعام عليهم في كلتا حياتهم‪ .‬ول المثل العلى وهو العزيز‬
‫الحكيم‪.‬‬

‫} ألم‪ %‬يرو‪%‬ا إلى ٱلطي‪%‬ر مسخرات@ في جو‪ #‬ٱلسمآء ما يم‪%‬سكهن إل ٱلله إن في ذلك ليات@ ل‪R‬قو‪%‬م‬
‫يؤمنون { * } وٱلله جعل لكم‪ %‬م‪#‬ن بيوتكم‪ %‬سكنا‪ S‬وجعل لكم‪ %‬م‪#‬ن جلود ٱلنعام بيوتا‪ S‬تس‪%‬تخفونها‬
‫يو‪%‬م ظع‪%‬نكم‪ %‬ويو‪%‬م إقامتكم‪ %‬ومن‪ %‬أص‪%‬وافها وأو‪%‬بارها وأشعارهآ أثاثا‪ S‬ومتاعا‪ S‬إلى حين@ { * } وٱلله‬
‫جعل لكم‪ %‬م‪#‬ما خلق ظلل‪ S‬وجعل لكم‪ %‬م‪#‬ن ٱلجبال أكنانا‪ S‬وجعل لكم‪ %‬سرابيل تقيكم ٱلحر وسرابيل‬
‫تقيكم بأسكم‪ %‬كذلك يتم‪ O‬نع‪%‬مته علي‪%‬كم‪ %‬لعلكم‪ %‬تس‪%‬لمون { * } فإن تولو‪%‬ا فإنما علي‪%‬ك ٱلبلغ ٱلمبين {‬
‫* } يع‪%‬رفون نع‪%‬مت ٱلله ثم ينكرونها وأكثرهم ٱلكافرون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} مسخرات في جو السماء {‪ :‬أي مذللت في الفضاء بين السماء والرض وهو الهواء‪.‬‬

‫} ما يمسكهن {‪ :‬أي عند قبض أجنحتها وبسطها ال ال تعالى بقدرته وسننه في خلقه‪.‬‬

‫} من بيوتكم سكنا‪ :{ N‬أي مكانا‪ N‬تسكنون فيه وتخلدون للراحة‪.‬‬

‫} من جلود النعام بيوتا‪ :{ N‬أي خياما‪ N‬وقبابا‪.N‬‬

‫} يوم ظعنكم {‪ :‬أي ارتحالكم في أسفاركم‪.‬‬

‫} أثاثا‪ N‬ومتاعا‪ N‬الى حين {‪ :‬كبسط وأكسية تبلى وتتمزق وت‪V‬رمى‪.‬‬

‫} ظلل‪ N‬ومن الجبال أكناكا‪ :{ N‬أي ما تستظلون به من حر الشمس‪ ،‬وما تسكنون به في غيران الجبال‪.‬‬

‫} وسرابيل {‪ :‬أي قمصانا‪ N‬تقيكم الحر والبرد‪.‬‬

‫} وسرابيل تقيكم بأسكم {‪ :‬أي دروعا‪ N‬تقيكم الضرب والطعان في الحرب‪.‬‬

‫} لعلكم تسلمون {‪ :‬أي رجاء ان تسلموا له قلوبكم ووجوهكم فتعبدوه وحده‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد والدعوة إليه وإبطال الشرك وتركه فيقول تعالى‪ } :‬ألم يروا الى الطير‬
‫مسخرات في جو السماء ما يمسكهن ال ال { فإن في خلق الطير على اختلف أنواعه وكثره أفراد‪ ،‬وفي‬
‫طيرانه في جو السماء‪ ،‬اي في الهواء وكيف يقبض جناحيه وكيف يبسطها ول يقع على الرض فمن يمسكه‬
‫غير ال بما شاء من تدبيره في خلقه وأكوانه إن في ذلك المذكور ليات عدة تدل على الخالق وقدرته وعلمه‬
‫وتوجب معرفته والتقرب إليه وطاعته وحده‪ ،‬كما تدل على بطلن تأليه غيره وسواه‪ ،‬وكون اليات لقوم‬
‫يؤمنون هو باعتبار أنهم احياء القلوب يدركون ويفهمون بخلف الكافرين فإنهم أموات القلوب فل ادراك ول‬
‫فهم لهم‪ ،‬فلم يكن لهم في ذلك آية‪ ..‬وقوله‪ } :‬وال جعل لكم من بيوتكم سكنا‪ { N‬اي موضع سكون وراحة‪،‬‬
‫} وجعل لكم من جلود النعام { البل والبقر والغنم } بيوتا‪ { N‬أي خياما‪ N‬وقبابا‪ } N‬تستخفونها { اي تجدونها خفيفة‬
‫المحمل } يوم ظعنكم { أي ارتحالكم في أسفاركم وتنقلتكم } ويوم إقامتكم { في مكان واحد مذلك‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫} ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها { أي جعل لكم منه } أثاثا‪ { N‬كالبسط الفرش والكسية } متاعا‪ { N‬أي‬
‫تتمتعون بها الى حين بلها وتمزقها وقوله‪ } :‬وال جعل لكم مما خلق { من أشياء كثيرة } ظلل‪ { N‬تستظلون‬
‫بها من حر الشمس } وجعل لكم من الجبال أكنانا‪ { N‬تكنون فيها انفسكم من المطر والبرد أو الحر وهي غير أن‬
‫وكهدف في الجبال } وجعل لكم سرابيل { قمصان } تقيكم الحر { والبرد } وسرابيل { هي الدروع } تقيكم‬
‫بأسكم { في الحرب تتقون بها ضرب السيوف وطعن الرماح‪ .‬أليس الذي جعل لكم من هذه كلها أحق بعبادتكم‬
‫وطاعتكم‪ ،‬وهكذا } يتم نعمته عليكم { فبعث إليكم رسوله وأنزل عليكم كتابه ليعدكم للسلم فتسلموا‪ .‬وهنا وبعد‬
‫هذا البيان الواضح والتذكير البليغ يقول لرسوله } فإن تولوا { أي أعرضوا عما ذكرتهم به فل تحزن ول‬
‫تأسف اذ ليس عليك هداهم } فإنما عليك البلغ المبين { وقد بلغت وبينت‪ .‬فل عليك بعد شيء من التبعة‬
‫والمسؤولية‪ .‬وقوله‪ } :‬يعرفون نعمت ال { أي نعمة ال عليهم كما ذكرناهم بها } ثم ينكرونها { فيعبدون غير‬
‫المنعم بها } وأكثرهم الكافرون { أي الجاحدون المكذبون بنبوتك ورسالتك والسلم الذي جئت به‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬ل ينتفع باليات ال المؤمنون لحياة قلوبهم‪ ،‬أما الكافرون فهم في ظلمة الكفر ل يرون شيئ‪N‬ا من اليات ول‬
‫يبصرون‪.‬‬

‫‪ -2‬مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته ونعمه تتجلى في هذه اليات الربع ومن العجب ان المشركين كالكافرين‬
‫عمي ل يبصرون شيئا‪ N‬منها واكثرهم الكافرون‪.‬‬

‫‪ -3‬مهمة الرسول صلى ال عليه وسلم ليست هداية القلوب وإنما هي بيان الطريق بالبلغ المبين‪.‬‬

‫} ويو‪%‬م نب‪%‬عث من ك ‪R‬ل أ)مة@ شهيدا‪ S‬ثم ل يؤذن للذين كفروا ول هم‪ %‬يس‪%‬تع‪%‬تبون { * } وإذا رأى‬
‫ٱلذين ظلموا ٱلعذاب فل يخفف عنهم‪ %‬ول هم‪ %‬ينظرون { * } وإذا رأى ٱلذين أشركوا شركآءهم‬
‫قالوا ربنا هـؤ)لء شركآؤ)نا ٱلذين كنا ند‪%‬عو‪%‬ا من دونك فألقو‪%‬ا إلي‪%‬هم ٱلقو‪%‬ل إنكم‪ %‬لكاذبون { *‬
‫} وألقو‪%‬ا إلى ٱلله يو‪%‬مئذ@ ٱلسلم وضل عنهم ما كانوا يفترون { * } ٱلذين كفروا وصد‪O‬وا عن‬
‫سبيل ٱلله زد‪%‬ناهم‪ %‬عذابا‪ S‬فو‪%‬ق ٱلعذاب بما كانوا يفسدون { * } ويو‪%‬م نب‪%‬عث في كل‪ R‬أ)مة@ شهيدا‬
‫علي‪%‬هم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬أنفسهم‪ %‬وجئنا بك شهيدا‪ S‬على هـؤ)لء ونزلنا علي‪%‬ك ٱلكتاب تب‪%‬يانا‪ S‬ل‪R‬كل‪ R‬شي‪%‬ء@ وهد‪g‬ى‬
‫ورح‪%‬مة‪ S‬وبشرى للمس‪%‬لمين {‬
‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ويوم يبعث {‪ :‬أي اذكر يوم نبعث‪.‬‬

‫} شهيدا‪ :{ N‬هو نبيها‪.‬‬

‫} ل يؤذن للذين كفروا {‪ :‬أي بالعتذار فيتعذرون‪.‬‬

‫} ول هم يستعتبون {‪ :‬أي ل يطلب منهم العتبى أي الرجوع الى اعتقاد وقول وعمل ما يرضى ال عنه‪.‬‬

‫} وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم {‪ :‬أي الذين كانوا يعبدونهم من دون ال كالصنام والشياطين‪.‬‬

‫} فألقوا إليهم القول {‪ :‬أي ردوا عليهم قائلين لهم إنكم لكاذبون‪.‬‬

‫} وضل عنهم ما كانوا يفترون {‪ :‬من ان آلهتهم لهم عند ال وتنجيهم من عذابه‪ ،‬ومعنى ضل غاب‪.‬‬

‫} عذابا‪ N‬فوق العذاب {‪ :‬انه عقاب وحيات كالنخل الطوال والبغال الموكفة‪.‬‬

‫} تبيانا‪ N‬لكل شيء {‪ :‬أي لكل ما بالمة من حاجة إليه في معرفة الحلل والحرام والحق والباطل والثواب‬
‫والعقاب‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫انحصر السياق الكريم في هذه اليات الست في تقرير البعث والجزاء مع النبوة فقوله تعالى‪ } :‬يوم نبعث { أي‬
‫اذكر يا رسولنا محمد يون نبعث } من كل أمة { من المم } شهيدا‪ { N‬هو نبيها نبئ فيها وأرسل إليها } ثم ل‬
‫يؤذن للذين كفروا { اي بالعتذار فيعتذرون } ول هم يستعتبون { أي ل يطلب منهم العتبى أي الرجوع الى‬
‫اعتقاد وقول وعمل يرضى ال عنهم اي اذكر هذا لقومك‪ ،‬علهم يذكرون فيتعظون‪ ،‬فيتوبون‪ ،‬فينجون‬
‫ويسعدون‪ .‬وقوله في الية الثانية )‪ } (85‬وإذا رأى الذين ظلموا العذاب { أي يوم القيامة } فل يخفف عنهم ول‬
‫هم ينظرون { أي يمهلون‪ .‬اذكر هذا أيضا‪ N‬تذكيرا‪ N‬وتعليما‪ ،N‬واذكر لهم } إذا رأى الذين أشركوا شركاءهم { في‬
‫عرصات القيامة أو في جهنم صاحوا قائلين } ربنا { أي يا ربنا } هؤلء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك {‬
‫أي نعبدهم بدعائهم والستغاثة بهم‪ } ،‬فألقوا إليهم القول { فورا‪ } N‬إنكم لكاذبون {‪ } .‬وألقوا الى ال يومئذ السلم {‬
‫أي الستسلم فذلوا لحكمه } وضل عنهم ما كانوا يفترون { في الدنيا من ألوان الكذب والترهات كقولهم هؤلء‬
‫شفعاؤنا عند ال‪ ،‬وأنهم ينجون من النار بشفاعتهم‪ ،‬وأنهم وسيلتهم الى ال كل ذلك ضل أي غاب عنهم ولم‬
‫يعثروا منه على شيء‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬الذين كفروا وصدوا عن سبيل ال { غيرهم بالدعوة الى الكفر وأسبابه‬
‫والحمل عليه احيانا‪ N‬بالترهيب والترغيب } زدناهم عذابا‪ N‬فوق العذاب { الذي استوجبوه بكفرهم‪ .‬ورد ان هذه‬
‫الزيارة من العذاب أنها عقارب كالبغال الدهم‪ ،‬وانها حيات كالنخل الطوال والعياذ بال تعالى من النار وما فيها‬
‫من أنواع العذاب‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ويوم نبعث { أي اذكر يا رسولنا يوم نبعث } في كل أمة‪ o‬شهيدا‪ { N‬أي يوم‬
‫القيامة } عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيد‪N‬ا على هؤلء { أي على من أرسلت إليهم من امتك‪ .‬فكيف يكون‬
‫الموقف إذ تشهد على أهل اليمان باليمان وعلى أهل الكفر بالكفر‪ .‬وعلى اهل التوحيد بالتوحيد‪ ،‬وعلى أهل‬
‫الشرك بالشرك إنه لموقف صعب تعظم فيه الحسرة وتشتد الندامة‪.‬‬
‫وقوله تعالى في خطاب رسوله مقررا‪ N‬نبوته والوحي إليه } ونزلنا عليك الكتاب { أي القرآن } تبيانا‪ N‬لكل شيء‬
‫{ المة في حاجة الى معرفته من الحلل والحرام والحكام والدلة )وهدى( من كل ضلل } ورحمة { خاصة‬
‫بالذين يعملون به ويطبقونه على أنفسهم وحياتهم فيكون رحمة عامة بينهم } وبشرى للمسلمين { أي المنقادين‬
‫ل في أمر ونهيه بشرى لهم بالجر العظيم والثواب الجزيل يوم القيامة‪ ،‬وبالنصر والفوز والكرامة في هذه‬
‫الدار‪ .‬وبعد إنزالنا عليك هذا الكتاب فلم يبق من عذر لمن يريد ان يعتذر يوم القيامة ولذا ستكون شهادتك على‬
‫امتك اعظم شهادة وأكثرها أثرأ على نجاة الناجين وهلك الهالكين ول يهلك على ال ال هالك‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عقيدة البعث الخر بما ل مزيد عليه لكثرة ألوان العرض لما يجرى في ذلك اليوم‪.‬‬

‫‪ -2‬براءة الشياطين والصنام الذين أشركهم الناس في عبادة ال من المشركين بهم والتبرؤ منهم وتكذيبهم‪.‬‬

‫‪ -3‬زيادة العذاب لمن دعا الى الشرك والكفر وحمل الناس على ذلك‪.‬‬

‫‪ -4‬ل عذر لحد بعد أن أنزل ال تعالى القرآن تبيانا‪ N‬لكل شيء وهدى‪ a‬ورحمة‪ N‬وبشرى للمسلمين‪.‬‬

‫} إن ٱلله يأمر بٱلعد‪%‬ل وٱلح‪%‬سان وإيتآء ذي ٱلقر‪%‬بى وينهى عن ٱلفح‪%‬شاء وٱلمنكر وٱلبغي يعظكم‬
‫لعلكم‪ %‬تذكرون { * } وأو‪%‬فوا بعه‪%‬د ٱلله إذا عاهدتم‪ %‬ول تنقضوا ٱلي‪%‬مان بع‪%‬د تو‪%‬كيدها وقد‪ %‬جعلتم‬
‫ٱلله علي‪%‬كم‪ %‬كفيل‪ S‬إن ٱلله يع‪%‬لم ما تفعلون { * } ول تكونوا كٱلتي نقضت غز‪%‬لها من بع‪%‬د قوة‬
‫أنكاثا‪ S‬تتخذون أي‪%‬مانكم‪ %‬دخل‪ S‬بي‪%‬نكم‪ %‬أن تكون أ)مة‪ U‬هي أر‪%‬بى من‪ %‬أ)مة@ إنما يب‪%‬لوكم ٱلله به وليبي‪#‬نن‬
‫لكم‪ %‬يو‪%‬م ٱلقيامة ما كنتم‪ %‬فيه تختلفون { * } ولو‪ %‬شآء ٱلله لجعلكم‪ %‬أ)مة‪ S‬واحدة‪ S‬ولـكن يضل من‬
‫يشآء ويه‪%‬دي من يشآء ولتس‪%‬ألن عما كنتم‪ %‬تع‪%‬ملون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} العدل {‪ :‬النصاف ومنه التوحيد‪.‬‬

‫} الحسان {‪ :‬أداء الفرائض وترك المحارم مع مراقبة ال تعالى‪.‬‬

‫} وإيتاء ذي القربى {‪ :‬أي إعطاء ذي القربى حقوقهم من الصلة والبر‪.‬‬

‫} عن الفحشاء {‪ :‬الزنا‪.‬‬

‫} يعظكم {‪ :‬أي يأمركم وينهاكم‪.‬‬

‫} تذكرون {‪ :‬أي تعظون‪.‬‬

‫} توكيدها {‪ :‬أي تغليظها‪.‬‬

‫} نقضت غزلها {‪ :‬أي أفسدت غزلها بعد ما غزلته‪.‬‬

‫} من بعد قوة {‪ :‬أي أحكام له وبرم‪.‬‬

‫} أنكاثا‪ :{ N‬جمع نكث وهو ما ينكث ويحل بعد البرام‪.‬‬

‫} كالتي نقضت غزلها {‪ :‬هي حمقاء مكة وتدعى ريطة بنت سعد بن تيم القرشية‪.‬‬

‫} دخل‪ N‬بينكم {‪ :‬الدخل ما يدخل في الشيء وهو ليس منه للفساد والخديعة‪.‬‬

‫} أرى من أمة {‪ :‬أي أكثر منها عددا‪ N‬وقوة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫قوله تعالى‪ } :‬إن ال يأمر بالعدل { أي ان ال يأمر في الكتاب الذي أنزله تبيانا‪ N‬لكل شيء‪ ،‬يأمر بالعدل وهو‬
‫النصاف ومن ذلك أن يعبد ال بذكره وشكره لنه الخالق المنعم وتترك عبادة غيره لنهم غيره لم يخلق ولم‬
‫يرزق ولم ينعم بشيء‪ .‬ولذا فسر هذا اللفظ بل إله ال ال‪ } ،‬والحسان { وهو أداء الفرائض واجتناب‬
‫المحرمات مع مراقبة ال تعالى في ذلك حتى يكون الداء على الوجه المطلوب إتقانا‪ N‬وجودة والجتناب خوفا‬
‫من ال حياء منه‪ ،‬وقوله } وإيتاء ذي القربى { اي ذوي القرابات حقوقهم من البر والصلة‪ .‬هذا مما أمر ال‬
‫تعالى به في كتابه‪ ،‬ومما ينهى عنه الفحشاء وهو الزنا واللواط وكل قبيح اشتد قبحه وفحش حتى البخل‬
‫} والمنكر { وهو كل ما انكر الشرع وانكرته الفطر السليمة والعقول الراجحة السديدة‪ ،‬وينهى عن البغي وهو‬
‫الظلم والعتداء ومجاوزة الحد في المور كلها‪ ،‬وقوله } لعلكم تذكرون { أي أمر بهذا في كتابه رجاء ان‬
‫تذكروا فتتعظوا فتمتثلوا المر وتجتنبوا النهي‪ .‬وبذلك تكملون وتسعدون‪ .‬ولذا ورد ان هذه الية‪ } :‬أن ال يأمر‬
‫بالعدل والحسان { الى } تذكرون { هي أجمع آية في كتاب ال للخير والشر‪ .‬وهي كذلك فما من خير ال‬
‫وأمرت به ول من شر ال ونهت عنه‪ .‬وقوله تعالى } وأفوا بعهد ال اذا عاهدتم { امر من ال تعالى لعبادة‬
‫المؤمنين بالوفاء بالعهود فعلى كل مؤمن بايع أماما‪ N‬أو عاهد احدا‪ N‬على شيء ان يفي له بالعهد ول ينقصه‪ } .‬اذ‬
‫ل ايمان لمن ل امانة له‪ ،‬ول دين لمن ل عهد له { كما في الحديث الشريف‪ ..‬وقوله تعالى } ول تنقضوا‬
‫اليمان بعد توكيدها { اليمان جمع يمين وهو الخلف بال وتوكيدها تغليظها باللفاظ الزائدة } وقد جعلتم ال‬
‫عليكم كفيل‪ { N‬اي وكيل‪ ،N‬أي أثناء حلفكم به تعالى‪ ،‬فقد جعلتموه وكيل‪ ،N‬فهذه الية حرمت نقض اليمان وهو‬
‫نكثها وعدم اللتزام بها بالحنث فيها لمصالح مادية‪ .‬وقوله تعالى } إن ال يعلم ما تفعلون { فيه وعيد شديد لمن‬
‫ينقض أيمانه بعد توكيدها‪ .‬وقوله تعالى } ول تكونوا كالتي نقضت غزلها { ‪ ،‬وهي أمرأة بمكة حمقاء تغزل ثم‬
‫تنكث غزلها وتفسده بعد إبرامه وإحكامه فنهى ال تعالى المؤمنين أن ينقضوا أيمانهم بعد توكيدها فتكون حالهم‬
‫كحال هذه الحمقاء‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬تتخذون أيمانكم دخل‪ N‬بينكم { أي إفسادا‪ N‬وخديعة كأن تحالفوا جماعة وتعاهدوها‪ ،‬ثم تنقضون‬
‫عهدكم وتحلون ما أبرتم من عهد وميثاق وتعاهدون جماعة اخرى لنها أقوى وتنتفعون بها أكثر‪ .‬هذا معنى‬
‫قوله تعالى } أن تكون أمة هي أربى من أمة { أي جماعة اكثر من جماعة رجال‪ N‬وسلحا‪ N‬أو مال‪ N‬ومنافع‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬إنما يبلوبكم ال به { أي يختربكم فتعرض لكم هذه الحوال وتجدون أنفسكم تميل إليها‪ ،‬ثم‬
‫تذكرون نهي ربكم عن نقض اليمان والعهود فتتركوا ذلك طاعة لربكم أول‪ N‬تفعلوا إيثار‪N‬ا للدنيا عن الخرة‪،‬‬
‫} وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون { ثم يحكم بينكم ويجزيكم‪ ،‬المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته‪..‬‬
‫وقوله تعالى } ولو شاء ال لجعلكم أمة واحدة { على التوحيد والهداية لفعل‪ ..‬ولكن اقتضت حكمته العالية ان‬
‫يهدي من يشاء هدايته لنه رغب فيها وطلبها‪ ،‬ويضل من يشاء إضلله لنه رغب في الضلل وطلبه وأصر‬
‫عليه بعد النهي عنه‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬لتسألن { أي سؤال توبيخ وتأنيب } عما كنتم تعملون { من سوء وباطل‪،‬‬
‫ولزم ذلك الجزاء العادل من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها‪ ،‬ومن جاء بالسئية فل يجزى ال بمثلها وهو ل‬
‫يظلمون‪.‬‬
‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان أجمع آية للخير والشر في القرآن وهي آية } إن ال يأمر بالعدل والحسان‪ { ..‬الية )‪.(90‬‬

‫‪ -2‬وجوب العدل والحسان وإعطاء ذوي القربى حقوقهم الواجبة من البر والصلة‪.‬‬

‫‪ -3‬تحريم الزنا واللواط وكل قبيح اشتد قبحه من الفواحش الظاهرة والباطنة‪.‬‬

‫‪ -4‬تحريم البغي وهو الظلم بجميع صوره وأشكاله‪.‬‬

‫‪ -5‬وجوب الوفاء بالعهود وحزمة نقضها‪.‬‬

‫‪ -6‬حرمة نقض اليمان بعد توكيدها وتوطين النفس عليها لتخرج لغو اليمين‪.‬‬

‫‪ -7‬من بايع أميرأ أو عاهد احدا‪ N‬يجب عليه الوفاء ول يجوز النقض والنكث لمنافع دنيوية أبدا‪.N‬‬

‫} ول تتخذو*ا أي‪%‬مانكم‪ %‬دخل‪ S‬بي‪%‬نكم‪ %‬فتزل قدم‪ V‬بع‪%‬د ثبوتها وتذوقوا ٱلس‪O‬و*ء بما صددتم‪ %‬عن سبيل ٱلله‬
‫ولكم‪ %‬عذاب‪ V‬عظيم‪ } * { V‬ول تشتروا بعه‪%‬د ٱلله ثمنا‪ S‬قليل‪ S‬إنما عند ٱلله هو خي‪%‬ر‪ V‬لكم‪ %‬إن كنتم‬
‫تع‪%‬لمون { * } ما عندكم‪ %‬ينفد وما عند ٱلله باق@ ولنج‪%‬زين ٱلذين صبرو*ا أج‪%‬رهم‪ %‬بأح‪%‬سن ما كانوا‬
‫يع‪%‬ملون { * } من‪ %‬عمل صالحا‪ S‬م‪#‬ن ذكر@ أو‪ %‬أ)نثى وهو مؤمن‪ V‬فلنح‪%‬يينه حياة‪ S‬طي‪#‬بة‪ S‬ولنج‪%‬زينهم‬
‫أج‪%‬رهم بأح‪%‬سن ما كانوا يع‪%‬ملون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} دخل‪ N‬بينكم {‪ :‬أي لجل الفساد والخديعة‪.‬‬

‫} وتذوقوا السوء {‪ :‬أي العذاب‪.‬‬

‫} ما عندكم ينفد {‪ :‬يفنى وينتهى‪.‬‬


‫} وهو مؤمن {‪ :‬أي والحال أنه عندما عمل صالحا‪ N‬كان مؤمنا‪ ،N‬إذ بدون إيمان ل عمل يقبل‪.‬‬

‫} حياة طيبة {‪ :‬في الدنيا بالقناعة والرزق الحلل وفي الخرة هي حياة الجنة‪.‬‬

‫} بأحسن ما اكانوا يعملون {‪ :‬أي يجزيهم على كل أعمالهم حسنها وأحسنها بحسب الحسن فيها‪.‬‬

‫ما زال السياق في تربية المؤمنين أهل القرآن الذي هو تبيان كل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين‪ .‬وقال‬
‫تعالى } ول تتخذوا أيمانكم دخل‪ { N‬أي الخديعة } بينكم { لتتوصلوا باليمان الى غرض دنيوي سافل‪ } ،‬فتزل‬
‫قدم بعد ثبوتها { بأن يقع احدكم في كبيرة من هذا النوع‪ ،‬يحلف ال بقصد الخداع والتضليل فتذقوا السوء في‬
‫الدنيا بسبب صدكم عن سبيل ال من تعاهدونهم أو تبايعونهم وتعطونهم أيمانكم وعهودكم ثم تنقضوها فهؤلء‬
‫ينصرفون عن السلم ويعرضون عنه بسبب ما رأوا منكم من النقض والنكث‪ ،‬وتتحملون وزر ذلك‪ ،‬ويكون‬
‫لكم العذاب العظيم يوم القيامة‪ .‬فإياكم والوقوع في مثل هذه الورطة‪ ،‬فاحذروا ان تزل قدم احدكم عن السلم‬
‫بعد ان رسخت فيه‪ .‬وقوله‪ } :‬ول تشتروا بعهد ال ثمنا‪ N‬قليل‪ { N‬وكل ما في الدنيا قليل وقوله تعالى إنما عند ال‬
‫هو خير لكم قطعا‪ ،N‬لن ما عندكم من مال او متاع ينفذ أي يفنى‪ } ،‬وما عند ال باق { لنفاذ له‪ ،‬فاذكروا هذا‬
‫ول تبيعوا الغالي بالرخيص والباقي بالفاني‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ولنجزين الذين صبروا { على عهودهم } أجرهم {‬
‫على صبرهم } بأحسن ما كانوا يعملون { أي يضاعف لهم الجر فيعطيهم سائر أعمالهم حسنها وأحسنها‬
‫بحسب أفضلها واكملها حتى يكون أجر النافلة‪ ،‬كأجر الفريضة وهذا وعد ال تعالى لمن يصبر على إيمانه‬
‫واسلمه ول يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل‪ ،‬ووعد ثان في قوله‪ } :‬من عمل صالحا‪ N‬من ذكر وأنثى وهو‬
‫مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون { ال ان اصحاب هذا الوعد هم أهل‬
‫اليمان والعمل الصالح‪ ،‬اليمان الحق الذي يدفع الى العمل الصالح‪ ،‬ولزم ذلك أنهم تخلوا عن الشرك‬
‫والمعاصي‪ ،‬هؤلء وعدهم ربهم بأنه يحييهم في الدنيا حياة طيبة ل خبث فيها قناعة وطيب طعام وشراب‬
‫ورضا‪ ،‬هذا في الدنيا وفي الخرة الجنة والجزاء يكون بحسب أحسن عمل عملوه من كل نوع‪ ،‬من الصلة‬
‫كأفضل صلة وفي الصدقات بأفضل صدقة وهكذا‪ } .‬ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون { اللهم اجعلنا‬
‫منهم واحشرنا في زمرتهم وآتنا ما وعدتنا إنك بر رحيم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬حرمة اتخاذ اليمان طريقا‪ N‬الى الغش والخديعة والفساد‪.‬‬

‫‪ -2‬ما عند ال خير مما يحصل عليه النسان بمعصيته الرحمن من حطام الدنيا‪.‬‬
‫‪ -3‬عظم أجر الصبر على طاعة ال تعالى فعل‪ N‬وتركا‪.N‬‬

‫‪ -4‬وعد الصدق لمن آمن وعمل صالحا‪ N‬من ذكر وانثى بالحياة الطبية في الدنيا والخرة‪.‬‬

‫} فإذا قرأت ٱلقر‪%‬آن فٱس‪%‬تعذ بٱلله من ٱلشي‪%‬طان ٱلرجيم { * } إنه لي‪%‬س له سلطان‪ V‬على ٱلذين‬
‫آمنوا وعلى رب‪#‬هم‪ %‬يتوكلون { * } إنما سلطانه على ٱلذين يتولو‪%‬نه وٱلذين هم به مشركون { *‬
‫} وإذا بدلنآ آية‪ S‬مكان آية@ وٱلله أع‪%‬لم بما ينز‪#‬ل) قالو*ا إنمآ أنت مفتر@ بل أكثرهم‪ %‬ل يع‪%‬لمون { * }‬
‫قل نزله روح ٱلقدس من رب‪#‬ك بٱلحق‪ R‬ليثب‪#‬ت ٱلذين آمنوا وهد‪g‬ى وبشرى للمس‪%‬لمين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} فإذا قرأت القرآن {‪ :‬أي أردت أن تقرأ القرآن‪.‬‬

‫} فاستعذ بال من الشيطان {‪ :‬أي قل أعوذ من الشيطان الرجيم لحمايتك من وسواسه‪.‬‬

‫} إنه ليس له سلطان {‪ :‬أي قوة وتسلط على إفساد الذين آمنوا وإضللهم‪ ،‬ما داموا متوكلين على ال‪.‬‬

‫} وإذا بدلنا آية مكان آية {‪ :‬أي بنسخها وإنزاله آية أخرى غيرها لمصلحة العباد‪.‬‬

‫} قل نزله روح القدس {‪ :‬أي جبريل عليه السلم‪.‬‬

‫} ليثبت الذين آمنوا {‪ :‬أي على إيمانهم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في هداية المسلمين وتكليمهم‪ ،‬فقوله تعالى‪ } :‬فإذا قرأت القرآن { يا محمد أنت أو أحد‬
‫من المؤمنين أتباعك } فاستعذ بال من الشيطان الرجيم { أي إذا كنت قارئا عازما‪ N‬على القراءة فقال أعوذ بال‬
‫من الشيطان الرجيم‪ ،‬فإن ذلك يقيك من وسواسه الذي قد يفسد عليك تلوتك‪ ،‬وقوله‪ } :‬إنه ليس له { أي‬
‫الشيطان } سلطان { يعني تسلط وغلبه وقهر } على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون { وهذه بشرى خير‬
‫للمؤمنين } إنما سلطانه على الذين يتولونه { بطاعته والعمل بتزيينه للشر والباطل‪ } ،‬والذين هم به مشركون {‪.‬‬
‫هؤلء هم الذين يتسلط الشيطان عليهم فيغويهم ويضلهم حتى يهلكهم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وإذا بدلنا آية مكان آية {‬
‫أي نسخنا بحكم آخر بآية أخرى قال المشركون المكذبون بالوحي اللهي } إنما أنت { يا محمد } مفتر‪ { o‬تقول‬
‫بالكذب والخرص‪ ،‬أي يقول اليوم شيئا‪ N‬ويقول غدا‪ N‬خلفه‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وال أعلم بما ينزل { فإنه ينزله‬
‫لمصلحة عباده فينسخ ويثبت لجل مصالح المؤمنين‪ .‬وعلم ال تعالى رسوله كيف يرد على هذه الشبهة وقال‬
‫له } قل نزله القدس من ربك بالحق { فلست أنت الذي تقول ما تشاء وإنما هو وحي ال وكلمه ينزل به‬
‫جبريل عليه السلم من عند ربك بالحق الثابت عند ال الذي ل يتبدل ول يتغير‪ ،‬وذلك لفائدة تثبيت الذين آمنوا‬
‫على إيمانهم وإسلمهم‪ .‬فكلما نزل قرآن ازداد المؤمنون إيمانا‪ N‬فهو كالغيث ينزل على الرض كلما نزل‬
‫ازدادت حياتها نضرة وبهجة فكذلك نزول القرآن تحيا بها المؤمنين‪ ،‬وهو أي القرآن هدى من كل ضللوة‪.‬‬
‫وبشرى لكل المسلمين بفلح الدنيا وفوز الخرة‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬استحباب الستعاذة عند قراءة القرآن بلفظ‪ :‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان أنه ل تسلط للشيطان على المؤمنين المتوكلين على ربهم‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان ان سلطان الشيطان على أوليائه العاملين بطاعته المشركين بربهم‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان أن القرآن فيه الناسخ والمنسوخ‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان فائدة نزول القرآن بالناسخ والمنسوخ وهي تثبيت الذين آمنوا على إيمانهم وهدى من الضللة وبشرى‬
‫للمسلمين بالفوز والفلح في الدارين‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬نع‪%‬لم أنهم‪ %‬يقولون إنما يعل‪R‬مه بشر‪ V‬ل‪R‬سان ٱلذي يلحدون إلي‪%‬ه أع‪%‬جمي‪ s‬وهـذا لسان‪ V‬عربي‬
‫م‪O‬بين‪ } * { V‬إن ٱلذين ل يؤمنون بآيات ٱلله ل يه‪%‬ديهم ٱلله ولهم‪ %‬عذاب‪ V‬أليم‪ } * { V‬إنما يفتري‬
‫ٱلكذب ٱلذين ل يؤمنون بآيات ٱلله و)أو‪%‬لـئك هم ٱلكاذبون { * } من كفر بٱلله من بع‪%‬د إيمانه‬
‫إل من‪ %‬أ)كره وقلبه مطمئن‪ s‬بٱليمان ولـكن من شرح بالكفر صد‪%‬را‪ S‬فعلي‪%‬هم‪ %‬غضب‪ V‬م‪#‬ن ٱلله ولهم‬
‫عذاب‪ V‬عظيم‪ } * { V‬ذلك بأنهم ٱس‪%‬تحب‪O‬وا ٱلحياة ٱلد‪O‬نيا على ٱلخرة وأن ٱلله ل يه‪%‬دي ٱلقو‪%‬م‬
‫ٱلكافرين { * } أ)ولـئك ٱلذين طبع ٱلله على قلوبهم‪ %‬وسم‪%‬عهم‪ %‬وأب‪%‬صارهم‪ %‬وأ)ولـئك هم ٱلغافلون‬
‫{ * } ل جرم أنهم‪ %‬في ٱلخرة هم ٱلخاسرون {‬
‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} بشر {‪ :‬يعنون قينا )حدادا‪ (N‬نصرانيا‪ N‬في مكة‪.‬‬

‫} لسان الذي يلحدون إليه {‪ :‬أي يميلون إليه‪.‬‬

‫} وهذا لسان عربي {‪ :‬أي القرآن فكيف يعلمه اعجمي‪.‬‬

‫} ال من أكره {‪ :‬أي على التلفظ بالكفر فتلفظ به‪.‬‬

‫} ولكن من شرح بالكفر صدرا {‪ :‬أي فتح صدره الكفر وشرحه له فطابت نفسه له‪.‬‬

‫} واولئك هم الغافلون {‪ :‬أي عما يراد بهم‪.‬‬

‫} ل جرم {‪ :‬أي حقا‪.N‬‬

‫} هم الخاسرون {‪ :‬أي لمصيرهم الى النار خالدين فيها أبدا‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في الرد على المشركين الذين اتهموا الرسول صلى ال عليه وسلم بالفتراء فقال تعالى‪:‬‬
‫} ولقد تعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر { أي يعلم محمدا‪ N‬بشر أي انسان من الناس‪ ،‬ل انه وحي يتلقاه من ال‪.‬‬
‫قال تعالى في الرد على هذه الفرية وإبطالها } لسان الذين يلحدون إليه { أي يميلون إليه بانه هو الذي يعلم‬
‫محمد لسانه } أعجمي { لنه عبد رومي‪ } ،‬وهذا { أي القرآن } لسان عربي مبين { ذو فصاحة وبلغة وبيان‬
‫فكيف يتفق هذا مع ما يقولون أنهم يكذبون ل غير‪ ،‬وقوله تعالى } إن الذين ل يؤمنون بآيات ال { وهي نور‬
‫وهدى وحجج قواطع‪ ،‬وبرهان ساطع } ل يهديهم { الى معرفة الحق وسبيل الرشد لنهم أعرضوا عن طريق‬
‫الهداية وصدوا عن سبيل العرفان وقوله } ولهم عذاب أليم { أي جزاء كفرهم بآيات ال‪ .‬وقوله } إنما يفتري‬
‫الكذب الذين ل يؤمنون بآيات ال وأولئك هم الكاذبون { أي إنما يختلق الكذب ويكذب فعل‪ N‬الكافر بآيات ال‬
‫لنه ل يرجو ثواب ال ول يخاف عقابه‪ ،‬فلذا‪ .‬ل يمنعه شيء عن الكذب‪ ،‬أم المؤمن فإنه يرجو ثواب الصدق‬
‫ويخاف عقاب الكذب أبدا‪ ،N‬وبذا تعين ان النبي لم يفتر الكذب وإنما يفترى عقاب الكذب اولئك المكذبون بآيات‬
‫ال وهم حقا‪ N‬الكاذبون‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ومن كفر بال من بعد إيمانه ال من أكره { على التلفظ بالكفر } وقلبه‬
‫مطمئن باليمان { ل يخامره شك ول يجد اضطرابا‪ N‬ول قلقا‪ N‬فقال كلمة لفظا‪ N‬فقط‪ ،‬فهذا كعمار بن ياسر كانت‬
‫قريش تكرهه على كلمة الكفر فأذن الرسول صلى ال عليه وسلم في قولها بلسانه ولكن المستحق للوعيد التي‬
‫} من شرح بالكفر صدرا‪ { N‬أي رضي بالكفر وطابت نفسه وهذا وأمثاله } فعليهم غضب من ال ولهم عذاب‬
‫عظيم { أي باءوا بغضب ال وسخطه ولهم في الخرة عذاب عظيم‪ ،‬وعلل تعالى لهذا الجزاء العظيم بقوله‬
‫} ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الخرة { بكفرهم بال وعدم إيمانهم به لما في ذلك من التحرر من‬
‫العبادات‪ ،‬فل طاعة ول حلل ول حرام‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وإن ال ل يهدي القوم الكافرين { هذا وعيد منه‬
‫تعالى سبق به علمه وان القوم الكافرين يحرمهم التوفيق للهداية عقوبة لهم على اختيارهم الكفر وإصرارهم‬
‫عليه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬أولئك الذين طبع على قلوبهم { وعلى سمعهم وأبصارهم أولئك الذين توعدهم ال بعدم هدايتهم‬
‫هم الذين طبع على قلوبهم فهم ل يفهمون } وسمعهم { فهم ل يسمعون المواعظ ودعاء الدعاة الى ال تعالى‬
‫} وأبصارهم { فهم ل يبصرون آيات ال وحججه في الكون‪ ،‬وما حصل لهم من هذه الحال سببه العراض‬
‫المتعمد وإيثار الحياة الدنيا‪ ،‬والعناد‪ ،‬والمكابرة‪ ،‬والوقوف في وجه دعوة الحق والصد عنها‪ .‬وقوله } وأولئك‬
‫هم الغافلون { أي عما خلقوا له‪ ،‬وعما يراد لهم من نكال في الخرة وعذاب أليم‪ ،‬وقوله تعالى } ل جرم { أي‬
‫حقا‪ } N‬أنهم في الخرة هم الخاسرون { المغبرنون حيث وجدوا أنفسهم في عذاب أليم دائم ل يخرجون منه ول‬
‫يفتر عنهم وهم فيه مبلسون‪.‬‬

‫هداية الياتمن هداية اليات‪ -1 :‬دفاع ال تعالى عن رسوله ودرء كل تهمة توجه الى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -2‬المكذبون بآيات ال يحرمون هداية ال‪ ،‬لن طريق الهداية هو اليمان بالقرآن‪ .‬فلما كفروا به فعلى أي‬
‫شيء يهتدون‪.‬‬

‫‪ -3‬المؤمنون ل يكذبون ليمانهم بثواب الصدق وعقاب الكذب‪ ،‬ولكن الكافرين هم الذين يكذبون لعدم ما‬
‫يمنعهم من الكذب اذ ل يرجون ثوابا‪ N‬ول يخافون عقابا‪.‬‬

‫‪ -4‬الرخصة في كلمة الكفر في حال التعذيب بشرط اطمئنان القلب الى اليمان وعدم انشراح الصدر بكلمة‬
‫الكفر‪.‬‬

‫‪ -5‬إيثار الدنيا على الخرة طريق الكفر وسبيل الضلل والهلك‪.‬‬


‫} ثم إن ربك للذين هاجروا من بع‪%‬د ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بع‪%‬دها لغفور‬
‫رحيم‪ } * { V‬يو‪%‬م تأتي كل نفس@ تجادل) عن نفسها وتوفى كل نفس@ ما عملت وهم‪ %‬ل يظلمون {‬
‫* } وضرب ٱلله مثل‪ S‬قر‪%‬ية‪ S‬كانت آمنة‪ S‬م‪O‬طمئنة‪ S‬يأتيها رز‪%‬قها رغدا‪ S‬م‪#‬ن كل‪ R‬مكان@ فكفرت بأنعم‬
‫ٱلله فأذاقها ٱلله لباس ٱلجوع وٱلخو‪%‬ف بما كانوا يص‪%‬نعون { * } ولقد‪ %‬جآءهم‪ %‬رسول‪ Z‬م‪#‬نهم‬
‫فكذبوه فأخذهم ٱلعذاب وهم‪ %‬ظالمون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} هاجروا {‪ :‬اي الى المدينة‪.‬‬

‫} من بعد ما فتنوا {‪ :‬أي فتنهم المشركون بمكة فعذبوهم حتى قالوا كلمة الكفر مكرهين‪.‬‬

‫} ان ربك من بعدها {‪ :‬أي من بعد الهجرة والجهاد والجهاد والصبر على اليمان والجهاد‪.‬‬

‫} لغفور رحيم {‪ :‬أي غفور لهم رحيم بهم‪.‬‬

‫} يوم تأتي {‪ :‬أي اذكر يا محمد يوم يأتي كل نفس تجادل عن نفسها‪.‬‬

‫} مثل قربة {‪ :‬هي مكة‪.‬‬

‫} رزقها رغدا‪ :{ N‬أي واسعا‪.N‬‬

‫} فكفرت بأنعم ال {‪ :‬أي بالرسول والقرآن والمن ورغد العيش‪.‬‬

‫} فأذاقها ال لباس الجوع {‪ :‬أي بسبب قحط اصابهم حتى أكلوا العهن لمدة سبع سنين‪.‬‬

‫} والخوف {‪ :‬حيث أصبحت سرايا السلم تغزوهم وتقطع عنهم سبل تجارتهم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعدما ذكر ال رخصة كلمة الكفر عند الكراه وبشرط عدم إنشراح الصدر بالكفر ذكر مخبرا‪ N‬عن بعض‬
‫المؤمنين‪ ،‬تخلفوا عن الهجرة بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما ارادوا الهجرة منعتهم قريش وعذبتهم‬
‫حتى قالوا كلمة الكفر‪ ،‬ثم تمكنوا من الهجرة فهاجروا وجاهدوا وصبروا فأخبر ال تعالى عنهم بانه لهم مغفرة‬
‫ورحمته‪ ،‬فل يخافون ول يحزنون فقال تعالى } ثم إن ربك { أيها الرسول } للذين هاجروا من بعدما فتنوا { أي‬
‫عذبوا } ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم { أي غفور لهم رحيم بهم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها { أي اذكر واعظا‪ N‬به المؤمنين أي تخاصهم طالبة النجاة‬
‫لنفسها } وتوفى كل نفس ما عملت { أي من خيرا‪ N‬أو شر } وهم ل يظلمون { ل ال عدل ل يجوز في الحكم‬
‫ول يظلم‪ ،‬وقوله تعالى‪) :‬وضرب ال مثل‪ N‬قرية‪ ،‬أي مكة } كانت آمنة { من غارات العداء } مطمئنة { ل‬
‫ينتابها فزع ول خوف‪ ،‬لما جعل ال تعالى في قلوب العرب من تعظيم الحرم وسكانه‪ } ،‬يأتيها رزقها رغدا‪{ N‬‬
‫أي واسعا‪ } N‬من كل مكان { حيث يأتيها من الشام واليمن في رحلتيهما في الصيف والشتاء } فكفرت بأنعم ال {‬
‫وهي تكذيبها برسول ال صلى ال عليه وسلم وإنكارها للتوحيد‪ ،‬وإصرارها على الشرك وحرب السلم‬
‫} فأذاقها ال لباس الجوع { فدعا عليهم الرسول اللهم اجعلها عليهم سنين كسنين السبع الشداد‪ ،‬فأصابهم القحط‬
‫سبع سنوات فجاعوا حتى اكلوا الجيف والعهن‪ ،‬وأذاقها لباس الخوف إذ أصبحت سرايا السلم تعترض طريق‬
‫تجارتها والخوف بسبب صنيعهم الفاسد وهو اضطهاد المؤمنين بعد كفرهم وشركهم وإصرارهم على ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬ولقد جاءهم رسول منهم { هو محمد صلى ال عليه وسلم )فكذبوه( أي اجحدوا رسالته وانكروا‬
‫نبوته وحابروا دعوته } فأخذهم العذاب { عذاب الجوع والخوف والحال أنهم } ظالمون { أي مشركون‬
‫وظالمون لنفسهم حيث عرضوها بكفرهم الى عذاب الجوع والخوف‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬فضل الهجرة والجهاد والصبر‪ ،‬وما تكفر هذه العبادات من الذنوب وما تمحو من خطايا‪.‬‬

‫‪ -2‬وجوب التذكير باليوم الخر وما يتم فيه من ثواب وعقاب للتجافي عن الدنيا والقبال على الخرة‪.‬‬

‫‪ -3‬استحسان ضرب المثال من أهل العلم‪.‬‬

‫‪ -4‬كفر النعم بسبب زوالها والنتقام من أهلها‪.‬‬

‫‪ -5‬تكذيب الرسول صلى ال عليه وسلم في ما جاء به‪ ،‬ولو بالعراض عنه وعدم العمل به يجر البلء‬
‫والعذاب‪.‬‬
‫} فكلوا مما رزقكم ٱلله حلل‪ S‬طي‪#‬با‪ S‬وٱشكروا نع‪%‬مت ٱلله إن كنتم‪ %‬إياه تع‪%‬بدون { * } إنما حرم‬
‫علي‪%‬كم ٱلمي‪%‬تة وٱلدم ولح‪%‬م ٱلخنزير ومآ أ)هل لغي‪%‬ر ٱلله به فمن ٱض‪%‬طر غي‪%‬ر باغ@ ول عاد@ فإن ٱلله‬
‫غفور‪ V‬رحيم‪ } * { V‬ول تقولوا لما تصف ألسنتكم ٱلكذب هـذا حلل‪ Z‬وهـذا حرام‪ V‬ل‪R‬تفتروا على‬
‫ٱلله ٱلكذب إن ٱلذين يفترون على ٱلله ٱلكذب ل يفلحون { * } متاع‪ V‬قليل‪ Z‬ولهم‪ %‬عذاب‪ V‬أليم‪* { V‬‬
‫} وعلى ٱلذين هادوا حرم‪%‬نا ما قصص‪%‬نا علي‪%‬ك من قب‪%‬ل) وما ظلم‪%‬ناهم‪ %‬ولـكن كانو*ا أنفسهم‬
‫يظلمون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} فكلوا {‪ :‬أي أيها الناس‪.‬‬

‫} حلل‪ N‬طيب‪N‬ا {‪ :‬أي غير حرام ول مستقذر‪.‬‬

‫} واشكروا نعمة ال عليكم {‪ :‬أي بعبادته وبالنتهاء الى ما أحل لكم عما حرمه عليكم‪.‬‬

‫} إن كنتم إياه تعبدون {‪ :‬أي إن كنتم تعبدونه وحده فامتثلوا أمره‪ ،‬فكلوا مما أحل لكم وذروا ما حرم عليكم‪.‬‬

‫} الميتة {‪ :‬أي ما مات من الحيوان حتف أنفه من غير تذكية شرعية‪.‬‬

‫} والدم {‪ :‬أي الدم المسفوح السائل ل المختلط باللحم والعظم‪.‬‬

‫} وما أهل لغير ال به {‪ :‬أي ما ذكر عليه غير اسم ال تعالى‪.‬‬

‫} غير باغ‪ o‬ول عاد‪ :{ o‬أي غير باغ على احد‪ ،‬ول عاد اي متجاوز حد الضرورة‪.‬‬

‫} ول تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب {‪ :‬أي ل تحللوا ول تحرموا بألسنتكم كذبا‪ N‬على ال فتقولوا هذا حلل‬
‫وهذا حرام بدون تحليل ول تحريم من ال تعالى‪.‬‬

‫} وعلى الذين هادوا {‪ :‬أي اليهود‪.‬‬


‫} حرمنا ما قصصنا عليك من قبل {‪ :‬أي في سورة النعام‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫امتن ال عز وجل على عباده‪ ،‬فأذن لهم أن يكلوا مما رزقهم من الحلل الطيب ويشكروه على ذلك بعبادته‬
‫وحده وهذا شأن من يعبد ال تعالى وحده‪ ،‬فإنه يشكره على ما أنعم به عليه‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬إنما حرم عليكم‬
‫الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير ال به { فل ترحموا ما يحرم عليكم كالسائبة والبحيرة والوصيلة التي‬
‫حرمها المشركون افتراء على ال وكذبا‪ .‬وقوله } فمن اضطر { منكم أي خاف على نفسه ضرر الهلك‬
‫بالموت لشدة الجوع وكان } غير باغ { على أحد ول معتد ما أحل له ما حرم عليه‪ .‬فليأكل ما يدفع به غائلة‬
‫الجوع ول إثم عليه } فإن ال غفور رحيم { فيغفر للمضطر كما يغفر للتائب ويرحم المضطر فيأذن له في‬
‫الكل دفعا‪ N‬للضرر رحمة به كما يرحم من أناب إليه‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬ول تقولوا لما تضف ألسنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا على ال الكذب { أي ينهاهم عن‬
‫التحريم والتحليل من تلقاء أنفسهم بأن يصفوا الشيء بأنه حلل أو حرام لمجرد قولهم بألسنتهم الكذب‪ :‬هذا‬
‫حلل وهذا حرام كما يفعل المشركون فحللوا وحرموا بدون وحي إلهي ول شرع سماوي‪ .‬ليؤول قولهم‬
‫وصنيعهم ذلك الى الفتراء على ال والكذب عليه‪ .‬مع ان الكاذب على ال ل يفلح ابدا‪ N‬لقوله } إن الذين يفترون‬
‫على ال الكذب ل يفلحون متاع قليل { وإن تمتعوا قليل‪ N‬في الدنيا بمال أو ولد أو عزة وسلطان فإن ذلك متاع‬
‫قليل جدا‪ N‬ول يعتبر صاحبه مفلحا‪ N‬ول فائزا‪ .‬فإن وراء ذلك العذاب الخروي الليم الدائم الذي ل ينقطع‪ .‬وقوله‬
‫تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل‬
‫يخاطب ال تعالى رسوله فيقول‪ :‬كما حرمنا على هذه المة المسلمة الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير‬
‫ال‪ ،‬حرمنا على اليهود ما قصصنا عليك من قبل في سورة النعام‪.‬‬

‫إذ قال تعالى } وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها ال ما حملت‬
‫ظهورها أو الحوايا أو ما اختلط بعظم {‪ .‬وحرم هذا الذي حرم عليهم بسبب ظلم منهم فعاقبهم ال فحرم عليهم‬
‫هذه الطيبات التي أحلها لعباده المؤمنين‪ .‬ولذا قال تعالى } وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون {‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬يجب مقابلة النعم بالشكر فمن غير العدل أن يكفر العبد نعم ال تعالى عليه قل يشكره عليها بذكره وحمده‬
‫وطاعته بفعل محابه وترك مساخطه‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان المحرمات من المطاعم وهي الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير ال‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان الرخصة في الكل من المحرمات المذكورة لدفع غائلة الموت‪.‬‬

‫‪ -4‬حرمة التحريم والتحليل بغير دليل شرعي قطعي ول ظني ال ما غلب على الظن تحريمه‪.‬‬

‫‪ -5‬حرمة الكذب على ال وان الكاذب على ال ل يفلح في الخرة وفلحه في الدنيا جزيء ‪ -6‬قد يحرم العبد‬
‫النعم بسبب ظلمه فكم حرمت أمة السلم من نعم بسبب ظلمها في عصور انحطاطها‪.‬‬

‫} ثم إن ربك للذين عملوا ٱلس‪O‬و*ء بجهالة@ ثم تابوا من بع‪%‬د ذلك وأص‪%‬لحو*ا إن ربك من بع‪%‬دها‬
‫لغفور‪ V‬رحيم‪ } * { V‬إن إب‪%‬راهيم كان أ)مة‪ S‬قانتا‪ S‬لله حنيفا‪ S‬ولم‪ %‬يك من ٱلمشركين { * } شاكرا‬
‫ط م‪O‬س‪%‬تقيم@ { * } وآتي‪%‬ناه في ٱلد‪O‬نيا حسنة‪ S‬وإنه في ٱلخرة لمن‬
‫لنعمه ٱج‪%‬تباه وهداه إلى صرا @‬
‫ٱلصالحين { * } ثم أو‪%‬حي‪%‬نآ إلي‪%‬ك أن ٱتبع‪ %‬ملة إب‪%‬راهيم حنيفا‪ S‬وما كان من ٱلمشركين { * } إنما‬
‫جعل ٱلسب‪%‬ت على ٱلذين ٱختلفوا فيه وإن ربك ليح‪%‬كم بي‪%‬نهم‪ %‬يو‪%‬م ٱلقيامة فيما كانوا فيه‬
‫يختلفون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ثم إن للذين عملوا السوء بجالهة {‪ :‬اي ثم ان ربك غفور رحيم للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا‪.‬‬

‫} من بعدها {‪ :‬أي من بعد الجهالة والتوبة‪.‬‬

‫} إن إبراهيم كان امة {‪ :‬اي إماما‪ N‬جامعا‪ N‬لخصال الخير كلها قدوة يقتدى به في ذلك‪.‬‬

‫} قانتا‪ N‬ل حنيفا‪ :{ N‬اي مطيعا‪ N‬ل حنيفا‪ :N‬مائل‪ N‬الى الدين القيم الذي هو السلم‪.‬‬

‫} اجتباه {‪ :‬اي ربه اصطفاه للخلة بعد الرسالة والنبوة‪.‬‬

‫} وآتيناه في الدنيا حسنة {‪ :‬هي الثناء الحسن من كل أهل الديان السماوية‪.‬‬


‫} إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه {‪ :‬أن اليهود أمروا بتعظيم الجمعة فرفضوا وأبوا ال السبت ففرض‬
‫ال عليهم ذلك وشدد لهم فيه عقوبة لهم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعدما نددت اليات في سياق طويل بالشرك وإنكار البعث والنبوة من قبل المشركين الجاحدين المعاندين‪ ،‬وقد‬
‫أوشك سياق السورة على النتهاء فتح ال تعالى باب التوبة لهم وقال‪ } :‬ثم إن ربك { أي بالمغفرة والرحمة‬
‫} للذين عملوا السوء بجهالة { فأشكروا بال غيره وأنكروا وحيه وكذبوا بلقائه } ثم تابوا من بعد ذلك { فوحدوه‬
‫تعالى بعبادته وأقروا بنبوة رسوله وآمنوا بلقائه واستعدوا له بالصالحات } وأصلحوا { ما كانوا قد أفسدوه من‬
‫قلوبهم وأعمالهم وأحوالهم } إن ربك من بعدها { من بعد هذه التوبة والوبة الصحيحة } لغفور رحيم { بهم‪.‬‬
‫فكانت بشرى لهم على لسان كتاب ربهم‪ .‬شاكر‪N‬ا لنعمه اجتباه وهداه الى صراط مستقيم‪ .‬وآتيناه في الدنيا‬
‫حسنة وإنه في الخرة لمن الصالحين‪ .‬ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا‪ N‬وما كان من المشركين { إنه‬
‫لما كان من شبه المشركين انهم على دين أبيهم إبراهيم باني البيت وشارع المناسك ومحرم الحرم‪ ،‬واليهود‬
‫والنصارى كذلك يدعون أنهم على ملة إبراهيم فأصر الجميع على أنه متبع لملة إبراهيم وأنه على دينه‬
‫ورفضوا السلم بدعوى ما هم هو دين اله الذي جاء به إبراهيم أبو النبياء عليه السلم‪ ،‬ومن باب إبطال‬
‫الباطل وإزاحة ستار الشبه وتنقية الحق لدعوة الحق والدين الحق ذكر تعالى جملة من حياة إبراهيم الروحية‬
‫والدينية كمثال حي ناطق لكل عاقل إذا نظر اليه عرف هل هو متبع لبراهيم يعيش على ملته أو هو على غير‬
‫ذلك‪ .‬فقال تعالى } إن إبراهيم كامة أمة { أي أماما‪ N‬صالحا‪ N‬جامعا‪ N‬لخصال الخير‪ ،‬يقتدي به كل راغب في‬
‫الخير‪ .‬هذا أول‪ N‬وثانيا‪ N‬انه كان قانتا‪ N‬أي مطيعا‪ N‬لربه فل يعصى له امرا‪ N‬ول نهيا‪ N‬ثالثا‪ N‬لم يك من المشركين بحال‬
‫من الحوال بل هو برئ من الشرك وأهله‪ ،‬ورابعا‪ N‬كان شاكرا‪ N‬لنعم ال تعالى عليه أي صارفا‪ N‬نعم ال فيما‬
‫يرضي ال‪ ،‬خامسا‪ N‬اجتباه ربه أي اصطفاه لرسالته وخلته لنه أحب ال أكثر من كل شيء فتخلل حب ال قلبه‬
‫فلم يبق لغيره في قلبه مكان‪.‬‬

‫فخالة ال أي بادلة خلة فكان خليل الرحمن‪ .‬سادسا‪ N‬وهداه الى صراط مستقيم الذي هو السلم‪ ،‬سابعا‪ N‬وآتاه في‬
‫الدنيا حسنة وهي الثناء الحسن والذكر الجميل من جميع أهل الديان اللهية الصل‪ .‬ثامنا‪ N‬وأنه في الخرة لمن‬
‫الصالحين الذين قال ال تعالى فيهم‪ :‬اعددت لعبادي الصالحين ما ل عين رأت ول اذن سمعت ول خطر على‬
‫قلب بشر‪ ،‬وهي منزلة من أشرف المنازل وأسماها‪ .‬تاسعا‪ N‬مع جلل قدر النبي محمد صلى ال عليه وسلم‬
‫ورفعة مكانته أمره ال تعالى أن يتبع ملة إبراهيم حنيفا‪.‬‬

‫هذا هو إبراهيم فمن أحق بالنسبة إليه‪ ،‬المشركون؟ ل! اليهود؟ ل‪ ،‬النصارى؟ ل! المسلمون الموحدون؟ نعم نعم‬
‫اللهم اجعلنا منهم واحشرنا في زمرتهم وأكرمنا يوم تكرمهم‪.‬‬
‫وقالى تعالى‪ } :‬إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه { فيه دليل على بطلن دعوى اليهود أنهم على ملة‬
‫إبراهيم ودينه العظيم‪ ،‬إذ تعظيم السبت لم يكن من دين إبراهيم‪ ،‬وإنما سببه ان ال تعالى اوحى الى أحد انبيائهم‬
‫ان يأمر بني إسرائيل بتعظيم الجمعة فاختلفوا في ذلك وآثروا السبت عنادا‪ N‬ومكابرة فكتب ال عليهم تعظيم‬
‫السبت‪ .‬وقوله } وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون { فيه وعد لهم وأنه سيجزيهم سوءا‬
‫على تمردهم على أنبيائهم واختلفهم عليهم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬باب التوبة مفتوح لكل ذي ذنب عظم أو صغر على شرط صدق التوبة بالقلع الفوري والندم والستغفار‬
‫الدائم وإصلح الفاسد‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير التوحيد والعلن من شأن إبراهيم عليه السلم وبيان كمالته وإنعام ال عليه‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان أن سبت اليهود هو من نقم ال عليهم ل من نعمه وافضاله عليهم‪.‬‬

‫} ٱد‪%‬ع إلى سبيل رب‪#‬ك بٱلحكمة وٱلمو‪%‬عظة ٱلحسنة وجادلهم بٱلتي هي أح‪%‬سن إن ربك هو أع‪%‬لم‬
‫بمن ضل عن سبيله وهو أع‪%‬لم بٱلمه‪%‬تدين { * } وإن‪ %‬عاقب‪%‬تم‪ %‬فعاقبوا بمثل ما عوقب‪%‬تم‪ %‬به ولئن‬
‫صبر‪%‬تم‪ %‬لهو خ ‪%‬ير‪ V‬ل‪R‬لصابرين { * } وٱص‪%‬بر‪ %‬وما صب‪%‬رك إل بٱلله ول تح‪%‬زن‪ %‬علي‪%‬هم‪ %‬ول تك في‬
‫ضي‪%‬ق@ م‪#‬ما يم‪%‬كرون { * } إن ٱلله مع ٱلذين ٱتقوا وٱلذين هم م‪O‬ح‪%‬سنون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} إلى سبيل ربك {‪ :‬أي الى طاعته إذ طاعة ال موصلة الى رضوانه وإنعامه فهي سبيل ال‪.‬‬

‫} بالحكمة {‪ :‬أي بالقرآن والمقالة المحكمة الصحيحة ذات الدليل الموضح للحق‪.‬‬

‫} والموعظة الحسنة {‪ :‬هي مواعظ القرآن‪ ،‬والقول الرقيق الحسن‪.‬‬

‫} وجادلهم بالتي هي أحسن {‪ :‬أي بالمجادلة التي هي أحسن من غيرها‪.‬‬


‫} لهو خير للصابرين {‪ :‬أي خير‪ q‬من النتقام عاقبة‪.‬‬

‫} ول تك في ضيق مما يمكرون {‪ :‬أي ل تهتم بمكرهم‪ ،‬ول يضيق صدرك به‪.‬‬

‫} مع الذين اتقوا {‪ :‬أي اتقوا الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫} والذين هم محسنون {‪ :‬أي في طاعة ال‪ ،‬ومعيته تعالى هي نصره وتأييده لهم في الدنيا‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يخاطب الرب تعالى رسوله تشريفا‪ N‬وتكليفا‪ } :N‬ادع الى سبيل ربك { أي الى دينه وهو السلم سائر الناس‪،‬‬
‫وليكن دعاؤك } بالحكمة { التي هي القرآن الكريم الحكيم‪ } .‬والموعظة الحسنة { وهي مواعظ القرآن وقصصه‬
‫وأمثاله‪ ،‬وترغيبه وترهيبه‪ } ،‬وجادلهم بالتي هي أحسن { أي خاصمهم بالمخاصمة التي هي أحسن وهي الخالية‬
‫من السب والشتم والتعريض بالسوء‪ ،‬فإن ذلك ادعى لقبول الخصم الحق وما يدعى اليه‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬إن‬
‫ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله { من الناس } وهو أعلم بالمهتدين { وسيجزيهم المهتدي بهداه‪ ،‬والضال‬
‫بضلله‪ ،‬كما هو أعلم بمن ضل واهتدى أزل‪ .‬فهون على نفسك ول تشطط في دعوتك فتضر بنفسك‪ ،‬والمر‬
‫ليس إليك‪ .‬بل لربك يهدي من يشاء ويضل من يشاء وما عليك ال الدعوة بالوصف الذي وصف لك‪ ،‬بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة‪ ،‬والمجادلة بالتي هي أحسن‪ ،‬وقوله تعالى } وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به { ل أكثر‪،‬‬
‫} ولئن صبرتم { وتركتم المعاقبة } لهو { أي صبركم } خي ‪q‬ر { لكم من المعاقبة على الذنب والجناية‪ ،‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬واصبر { على ترك ما عزمت عليه أيها الرسول من التمثيل بالمشركين جزاء تمثيلهم بعمك حمزه‪،‬‬
‫فأمره بالصبر ولزمه ترك المعاقبة والتمثيل معا‪ ،N‬وقوله‪ } :‬وما صبرك ال بال { أي إل بتوفيقه وعونه‪ ،‬فكن‬
‫مع ربك تستمد منه الصبر كما تستمد منه العون والنصر‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ول تحزن عليهم { أي على عدم‬
‫اهتدائهم الى الحق والخذ به والسير في طريقة الذي هو السلم } ول تك في ضيق { نفسي يؤلمك } مما‬
‫يمكرون { بك فإن ال تعالى كافيك مكرهم وشرهم إنه معك فل تخف ول تحزن لنه مع الذين اتقوا والذين هم‬
‫محسنون‪ ،‬وأنت منهم‪ .‬وقوله )إن ال مع الذين اتقوا والذين هم محسنون( يخبر تعالى رسوله والمؤمنين أنه‬
‫عزوجل بنصره وتأييد ومعونته وتوفيقه مع الذين اتقوا الشرك والمعاصي فلم يتركوا فرائض دينه‪ ،‬ولم يغشوا‬
‫محارمه والذين هم محسنون في طاعة ربهم اخلصا‪ N‬في النية والقصد‪ ،‬وأداء على نحو ما شرع ال وبين‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫هداية اليات‬
‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب الدعوة الى ال تعالى أي الى السلم وهو واجب كفائى‪ ،‬إذا قامت به جماعة أجزأ ذلك عنهم‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان اسلوب الدعوة وهو أن يكون بالكتاب والسنة وأن يكون خاليا‪ N‬من العنف والغلظة والشدة‪ ،‬وأن تكون‬
‫المجادلة بالتي هي أحسن من غيرها‪.‬‬

‫‪ -3‬جواز المعاقبة بالخذ بقدر ما أخذ من المرء‪ ،‬وتركها صبرا‪ N‬واحتسابا‪ N‬أفضل‪.‬‬

‫‪ -4‬معية ال تعالى ثابتة لهل التقوى والحسان‪ ،‬وهي معية نصر وتأييد وتسديد‪.‬‬

‫سورة السراء‬
‫} سب‪%‬حان ٱلذي أس‪%‬رى بعب‪%‬ده لي‪%‬ل‪ S‬م‪#‬ن ٱلمس‪%‬جد ٱلحرام إلى ٱلمس‪%‬جد ٱلقصى ٱلذي باركنا حو‪%‬له‬
‫لنريه من‪ %‬آياتنآ إنه هو ٱلسميع ٱلبصير {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} سبحان {‪ :‬أي تنزه وتقدس عن كل ما ل يليق بجلله وكماله وهو ال جل جلله‪.‬‬

‫} بعبده {‪ :‬أي بعبده ورسوله محمد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} من المسجد الحرام {‪ :‬أي الذي بمكة‪.‬‬

‫} الى المسجد القصى {‪ :‬أي الذي ببيت المقدس‪.‬‬

‫} من آياتنا {‪ :‬أي من عجائب قدرتنا ومظاهرها في الملكوت العلى‪.‬‬

‫معنى الية الكريمة‪:‬‬

‫نزه الرب تبارك وتعالى نفسه عما نسب إليه المشركون من الشركاء والبنات وصفات المحدثين‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫} سبحان الذي أسرى بعبده { أي محمد بن عبدال بن عبدالمطلب بن هاشم القرشي العدناني " ليل‪ N‬من المسجد‬
‫الحرام " أي بالليل من المسجد الحرام بمكة اذا خرج من بيت أم هانئ وغسل قلبه بماء زمزم وحشي إيمانا‬
‫وحكمة‪ ،‬ثم أسرى به من المسجد الحرام الى المسجد القصى بيت المقدس‪ ،‬وأخبر صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫جمع ال تعالى له النبياء في المسجد القصى وصلى بهم إماما‪ N‬فكان بذلك إمام النبياء وخاتمهم ثم عرج به‬
‫الى السماء سماء يجد في كل سماء مقربيها الى أن انتهى الى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ثم عرج به الى‬
‫ان انتهى الى مستوى سمع فيه صرير القلم وقوله تعالى‪ } :‬الذي باركنا حوله { أي حول المسجد القصى‬
‫معنى حوله خارجة وذلك بالشجار والنهار والثمار أما داخلة فالبركة الدينية بمضاعفة الصلة فيه أي أجرها‬
‫اذ الصلة فيه بخمسمائة صلة أجر‪N‬ا ومثوبة وقوله تعالى } لنريه من أياتنا { تعليل للسراء والمعراج وهو أنه‬
‫تعالى اسرى بعبده وعرج به ليريه من عجائب صنعه في مخلوقاته في الملكوت العلى‪ ،‬وليكون ما عمله من‬
‫طريق الوحي قد عمله بالرؤية والمشاهدة‪ .‬وقوله تعالى } إنه هو السميع البصير { يعني تعالى نفسه بأنه هو‬
‫السميع لقوال عباده البصير باعمالهم وأحوالهم فاقتضت حكمته هذا السراء العجيب ليزداد الذين آمنوا إيمانا‬
‫وليرتاب المرتابون ويزدادون كفر‪N‬ا وعنادا‪.‬‬

‫هداية الية الكريمة‪:‬‬

‫من هداية الية الكريمة‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عقيدة السراء والمعراج بالنبي صلى ال عليه وسلم بالروح والجسد معا‪ N‬من المسجد الحرام الى‬
‫المسجد القصى‪ ،‬ثم الى السماوات العلى‪ ،‬الى مستوى سمع فيه صرير القلم وأوحى إليه تعالى ما اوحى‬
‫وفرض عليه وعلى أمته الصلوات الخمس‪.‬‬

‫‪ -2‬شرف المساجد الثلثة‪ :‬الحرام‪ ،‬ومسجد النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬والمسجد القصى أما المسجدان الحرام‬
‫والقضى فقد ذكرا بالنص وأما مسجد الرسول صلى ال عليه وسلم فقد ذكر بالشارة واليماء إذ قول القصى‬
‫يقتضي قصيا‪ ،N‬فالقصي هو المسجد النبوي والقصى هو مسجد بيت المقدس‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان الحكمة في السراء والمعراج وهي أن يرى الرسول صلى ال عليه وسلم بعيني رأسه ما كان آمن به‬
‫وعلمه من طريق الوحي فاصبح الغيب لدى رسول ال شهادة‪.‬‬

‫} وآتي‪%‬نآ موسى ٱلكتاب وجعلناه هد‪g‬ى ل‪R‬بني إس‪%‬رائيل أل تتخذوا من دوني وكيل‪ } * { S‬ذر‪#‬ية من‬
‫حملنا مع نوح@ إنه كان عب‪%‬دا‪ S‬شكور‪S‬ا { * } وقضي‪%‬نآ إلى بني إس‪%‬رائيل في ٱلكتاب لتفسدن في‬
‫ٱلر‪%‬ض مرتي‪%‬ن ولتع‪%‬لن علو‪Sj‬ا كبيرا‪ } * { S‬فإذا جآء وع‪%‬د أ)ولهما بعثنا علي‪%‬كم‪ %‬عبادا‪ S‬لنآ أ)و‪%‬لي‬
‫بأس@ شديد@ فجاسوا خلل ٱلد‪#‬يار وكان وع‪%‬دا‪ S‬مفعو ‪S‬ل { * } ثم ردد‪%‬نا لكم ٱلكرة علي‪%‬هم‪ %‬وأم‪%‬دد‪%‬ناكم‬
‫بأم‪%‬وال@ وبنين وجعلناكم‪ %‬أكثر نفير‪S‬ا {‬
‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وآتينا موسى الكتاب {‪ :‬أي التوراة‪.‬‬

‫} وجعلناه هدى {‪ :‬أي جعلنا الكتاب أو موسى هدى أي هاديا‪ N‬لبني إسرائيل‪.‬‬

‫} وكيل‪ :{ N‬أي حفيظا‪ N‬أو شريكا‪.N‬‬

‫} من حملنا {‪ :‬أي في السفينة‪.‬‬

‫} وقضينا {‪ :‬أي أعلمناهم قضاء نافيهم‪.‬‬

‫} في الكتاب {‪ :‬أي التوارة‪.‬‬

‫} علوا‪ N‬كثيرا‪ :{ N‬أي بغيا‪ N‬عظيما‪.N‬‬

‫} أولهما {‪ :‬أي أولى المرتين‪.‬‬

‫} فجاسوا خلل {‪ :‬أي ترددوا جائين ذاهبين وسط الديار يقتلون ويفسدون‪.‬‬

‫} وعدا‪ N‬مفعول‪ :{ N‬أي منجزا‪ N‬لم يتخلف‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يخبر تعالى أنه هو الذي أسرى بعبده ليل‪ N‬من المسجد الحرام الى المسجد القصى وأنه هو الذي آتى موسى‬
‫الكتاب أي التوارة فهو تعالى المتفضل على محمد صلى ال عليه وسلم وعلى أمته بالسراء به والمعراج‬
‫وعلى موسى بإعطائه الكتاب ليكون هدى وبيانا‪ N‬لبني إسرائيل فهو متفضل أيضا‪ N‬على بني إسرائيل فله الحمد‬
‫وله المنة‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬جعلناه { أي الكتاب } هدى { أي بيانا‪ N‬لبني إسرائيل يهتدون الى سبل الكمال والسعاد وقوله‪ } :‬ال‬
‫تتخذوا من دوني وكيل‪ { N‬أي آتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل من أجل ال يتخذوا من غيري‬
‫حفيظ‪N‬ا لهم يشركونه بي التوكل عليه وتفويض أمرهم إليه ناسين لي وأنا ربهم وولي نعمتهم‪ .‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫} ذرية من حملنا مع نوح { أي يا ذرية من حملنا مع نوح اشكورني كما شكرني نوح على انجائي إياه في‬
‫السفينة مع أصحابه فيها‪ ،‬إنه أي نوحا‪ } N‬كان عبدا‪ N‬شكورا‪ { N‬فكونوا انتم مثله فاشكروني بعبادتي ووحدوني ول‬
‫تتركوا طاعتي ول تشركوا بي سواي‪.‬‬

‫وقوله تعالى } وقضينا الى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدون في الرض مرتين ولتعلن علوا‪ N‬كبيرا‪ { N‬يخبر‬
‫تعالى بأنه أعلم بني إسرائيل بقضائه فيهم وذلك في كتابهم التوارة أنهم يفسدون في الرض بارتكاب المعاصي‬
‫وغشيان الذنوب‪ ،‬ويعلون في الرض بالجراءة على ال وظلم الناس } علوا‪ N‬كبيرا‪ { N‬أي عظيما‪ .N‬ول بد أن ما‬
‫قضاه وقوله تعالى‪ } :‬فإذا جاء وعد أولهما { أي وقت المرة الولى وظلموا بانتهاك حدود الشرع والعراض‬
‫عن طاعة ال تعالى حتى قتلوا نبيهم " أرميا " عليه السلم وكان هذا على يد الطاغية جالوت فغزاهم من أرض‬
‫الجزيرة ففعل بهم مع جيوشه ما أخبر تعالى به في قوله‪ } :‬فجاسوا خلل الديار { ذاهبين جائين قتل‪ N‬وفتكا‬
‫وإفسادا‪ N‬نقمة ال على بني إسرائيل لفسادهم وبغيهم البغي العظيم‪.‬‬

‫ووقوله تعالى‪ } :‬وكان وعدا‪ N‬مفعول‪ { N‬أي ما حصل لهم في المرة الولى من الخراب والدمار ومن أسبابه كان‬
‫بوعد من ال تعالى منجز‪N‬ا فوفاة لهم‪ ،‬لنه قضاه وأعلمهم به في كتابهم‪ .‬وقوله‪ } :‬ثم رددنا لكم الكرة عليهم {‬
‫أي بعد سنين طويلة وبنو إسرائيل مضطهدون مشردون نبتت منهم نابتة وطالبت بأن يعين لهم ملكا‪ N‬يقودهم الى‬
‫الجهاد وكان ذلك كما تقدم في سورة البقرة جاهدوا وقتل داود جالوت وهذا معنى } ثم رددنا لكم الكرة عليهم {‬
‫وقوله‪ } :‬وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا‪ { N‬أي رجال‪ N‬في الحروب وكثرت أموالهم وأولدهم‬
‫وتكونت لهم دولة سادت العالم على عهد داود وسليمان عليهما السلم‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان إفضال ال تعالى على المتين السلمية والسرائيلية‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان سر إنزال الكتب وهو هداية الناس الى عبادة ال تعالى وتوحيده فيها‪.‬‬

‫‪ -3‬وجوب شكر ال على نعمه إذ كان نوح عليه السلم إذا أكل الكلة قال الحمد ل‪ ،‬وإذا شرب الشربة قال‬
‫الحمد ل‪ ،‬وإذا لبس حذاءه قال الحمد ل وإذا قضى حاجة قال الحمد ل فسمى عبدا‪ N‬شكورا‪ N‬وكذا كان رسول ال‬
‫والصالحون من أمته الى اليوم‪.‬‬

‫‪ -4‬ما قضاء ال تعالى كائن‪ ،‬وما وعد به ناجز‪ ،‬واليمان بذلك واجب‪.‬‬

‫‪ -5‬التنديد بالفساد والظلم والعلو في الرض‪ ،‬وبيان سوء عاقبتها‪.‬‬


‫} إن‪ %‬أح‪%‬سنتم‪ %‬أح‪%‬سنتم‪ %‬لنفسكم‪ %‬وإن‪ %‬أسأتم‪ %‬فلها فإذا جآء وع‪%‬د ٱلخرة ليسوءوا وجوهكم‬
‫وليد‪%‬خلوا ٱلمس‪%‬جد كما دخلوه أول مرة@ وليتب‪#‬روا ما علو‪%‬ا تتبير‪S‬ا { * } عسى رب‪O‬كم‪ %‬أن ير‪%‬حمكم‬
‫وإن‪ %‬عدتم‪ %‬عد‪%‬نا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} إن احسنتم {‪ :‬أي طاعة ال وطاعة رسوله بالخلص فيها وبأدائها على الوجه المشروع لها‪.‬‬

‫} أحسنتم لنفسكم {‪ :‬أي أن الجر والمثوبة والجزاء الحسن يعود عليكم ل على غيركم‪.‬‬

‫} وإن أساءتم {‪ :‬أي في الطاعة فإلى أنفكسم سوء عاقبة الساءة‪.‬‬

‫} وعد الخرة {‪ :‬أي المرة الخرة المقابلة للولى وقد تقدمت‪.‬‬

‫} ليسوءوا وجوهكم {‪ :‬اي يقبحوها بالكرب واسوداد الحزن وهم الذل‪.‬‬

‫} وليتبروا ما علو تيبيرا {‪ :‬أي وليدمروا ما غلبوا عليه من ديار بني إسرائيل تدميرا‪.N‬‬

‫} وإن عدتم عدنا {‪ :‬أي وأن رجعتم الى الفساد والمعاصي عدنا بالتسليط عليكم‪.‬‬

‫} حصيرا‪ :{ N‬أي محبس‪N‬ا وسجنا‪ N‬وفراشهم يجلسون عليها فهي من فوقهم ومن تحتهم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في الحديث عن بني إسرائيل فبعد ان أخبرهم تعالى بما حكم به عليهم في كتابهم أنهم يفسدون‬
‫في الرض مرتين ويعلون علوا‪ N‬كثيرا‪ .‬وأنه اذ جاء مقيات أولى المرتين بعث عليهم عبادا‪ N‬أشداء أقوياء وهم‬
‫جالوت وجنوده فقتلوهم وسبوهم‪ ،‬أنه تعالى رد لهم الكرة عليهم فانتصروا عليهم وقتل داود جالوت وتكونت لهم‬
‫ل واوسعها سلطان‪N‬ا وذلك لرجوعهم الى ال تعالى بتطبيق كتابه والتزام‬
‫دولة عظيمة كانت أكثر الدول رجا ‪N‬‬
‫شرائعه وهناك قال تعالى لهم‪ } :‬إن أحسنتم احسنتم لنفسكم { أي أن أحسنتم باتباع الحق والتزام الطاعة ل‬
‫ورسوله بفعل المأمورات واجتناب المنهيات والخذ بسنن ال تعالى في الصلح البشري ان أساتم بتعطيل‬
‫الشريعة والنغماس في الملذ والشهوات فإن نتائج ذلك عائدة على أنفسكم حسب سنة ال تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} ومن يعمل سوءا‪ S‬يجز به ول يجد له من دون ال وليا‪ S‬ول نصيرا‪S‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬فإذا جاء وعد الخرة { أي وقتها لها‪ ،‬وهي المرة الخرة بعد الولى بعث أيضا‪ N‬عليهم عبادا‪ N‬له‬
‫وهم بختنصر وجنوده بعثهم عليهم ليسودوا وجوههم بما يصيبونهم به من الهم والحزن والمهانة والذل‬
‫} وليدخلوا المسجد { أي بيت المقدس كما دخلوه أول مرة } وليتبروا { أي يدمروا ما علو أي ما غلبوا عليه‬
‫من ديارهم )تتبيرا( أي تدميرا‪ N‬كامل‪ N‬وتحطيما تاما‪ N‬وحصل لهم هذا لما قتلوا زكريا ويحيى عليهما السلم‬
‫وكثيرا‪ N‬من العلماء وبعد أن ظهر فيهم الفسق وفي نسائهم التبرج والفجور واتخاذ الكعب العالي‪ .‬كما اخبر بذلك‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬عسى ربكم ان يرحمكم { فهذا خير عظيم لهم لو طلبوه بصدق لفازوا به ولكنهم أعرضوا عنه‬
‫وعاشوا على التمرد على الشرع والعصيان ل ورسله‪ .‬وقوله وإن عدتم عدنا أي وإن عدتم الى الفسق والفجور‬
‫عدنا بتسليط من نشاء من عبادنا فانجزهم ال تعالى ما وعدهم فسلط عليهم رسوله محمدا‪ N‬صلى ال عليه وسلم‬
‫والمؤمنين فاجلى بني قينقاع وبني النضير من المدنية وقتل بني قريضة كما سلط عليهم ملوك أروبا فطاردهم‬
‫وساموهم الخسف وأذاقوهم سوء العذاب في قرون طويلة وقوله تعالى‪ } :‬وجعلنا للكافرين حصيرا‪ { N‬أي كان‬
‫عذاب الدنيا بالتسلط على الظالمين وسلبهم حريتهم وإذاقتهم عذاب القتل والسر والتشريد فإن عذاب الخرة هو‬
‫الحبس والسجن في جهنم تكون حصيرا‪ N‬للكافرين ل يخرجون منها للكافرين أي الذين يكفرون شرائع ال ونعمه‬
‫عليهم بتعطيل الحكام وتضييع الفرائض وإهمال السنن والنغماس في الملذ والشهوات‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬صدق وعد ال تعالى‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير نبوة النبي صلى ال عليه وسلم اذ مثل هذه النباء ل يقصها ال نبي يوحى إليه‪.‬‬

‫‪ -4‬وجوب الرجاء في ال وهو انتظار الفرج والخير منه وان طال الزمن‪.‬‬

‫‪ -5‬قد يجمع ال تعالى للكافرين بين عذاب الدنيا وعذاب الخرة‪ ،‬وكذا الفاسقون من المؤمنين‪.‬‬

‫} إن هـذا ٱلقر‪%‬آن يه‪%‬دي للتي هي أقوم ويبش‪R‬ر ٱلمؤمنين ٱلذين يع‪%‬ملون ٱلصالحات أن لهم‪ %‬أج‪%‬را‬
‫كبير‪S‬ا { * } وأن ٱلذين ل يؤمنون بٱلخرة أع‪%‬تد‪%‬نا لهم‪ %‬عذابا‪ S‬أليما‪ } * { S‬ويد‪%‬ع ٱلنسان بٱلشر‬
‫دعآءه بٱلخي‪%‬ر وكان ٱلنسان عجول‪ } * { S‬وجعلنا ٱللي‪%‬ل وٱلنهار آيتي‪%‬ن فمحو‪%‬نآ آية ٱللي‪%‬ل وجعلنآ‬
‫يء@ فصلناه‬
‫آية ٱلنهار مب‪%‬صرة‪ S‬لتب‪%‬تغوا فض‪%‬ل‪ S‬م‪#‬ن رب‪#‬كم‪ %‬ولتع‪%‬لموا عدد ٱلس‪#‬نين وٱلحساب وكل ش ‪%‬‬
‫تفصيل‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} للتي هي اقوم {‪ :‬أي الطريقة التي هي أعدل وأصوب‪.‬‬

‫} إن لهم أجرا‪ N‬كبيرا‪ :{ N‬أنه الجنة دار السلم‪.‬‬

‫} اعتدنا لهم كبيرا‪ :{ N‬انه عذاب النار يوم القيامة‪.‬‬

‫} ويدع النسان بالشر {‪ :‬أي على نفسه وأهله إذا هو ضجر وغضب‪.‬‬

‫} وكان النسان بالشر {‪ :‬أي سريع التأثر بما يخطر على باله فل يتروى ول يتأمل‪.‬‬

‫} آيتين {‪ :‬أي علمتين دالتين على وجود ال وقدرته وعلمه ورحمته وحكمته‪.‬‬

‫} فمحونا آية الليل {‪ :‬أي طمسنا نورها بالظلم الذي يعقب غياب الشمس‪.‬‬

‫} عدد السنين والحساب {‪ :‬أي عدد السنين وانقضائها وابتداء دخولها وحساب ساعات النهار والليل وأوقاتها‬
‫كاليام والسابيع والشهور‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يخبر تعالى ان هذا القرآن الكريم الذي أنزله على عبده ورسوله محمد صلى ال عليع وسلم الذي أسرى به ليل‬
‫من المسجد الحرام الى المسجد القصى يهدي بما فيه من الدلئل والحجج والشرائع والمواعظ للطريقة والسبيل‬
‫التي هي أقزم أي أعدل واقصد من سائر الطرق والسبيل انها الدين القيم السلم سبيل السعادة والكمال في‬
‫الدارين‪ } ،‬وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات { أي وبشر القرآن الذين أمنوا بال ورسوله ولقاء ال ووعده‬
‫ووعيده وعملوا الصالحات وهي الفرائض والنوافل بعد تركهم الكبائر والمعاصي بأن لهم أجرا‪ N‬كبيرا‪ N‬ال وهو‬
‫الجنة‪ ،‬كما يخبر الذين ل يؤمنون بالخرة ان ال تعالى أعد أي هيأ لهم عذابا‪ N‬أليما‪ N‬في جهنم‪.‬‬

‫وقوله تعالى } ويدع النسان بالشر دعاءه بالخير { يخبر تعالى عن النسان في ضعفه وقلة إدراكه لعواقب‬
‫المور من أنه اذا ضجر او غضب يدعو على نفسه وأهله بالشر غير مفكر في عاقبة دعائه لو استجاب ال‬
‫تعالى له‪ .‬يدعو بالشر دعاءه بالخير أي كدعائه بالخير‪ ،‬وقوله‪ } :‬وكان النسان عجول‪ { N‬أي كثير العجلة‬
‫يستعجل في المور كلها هذا طبعه ما لم يتأدب بآداب القرآن ويتخلق بأخلقه فإن هو استقام على منهج القرآن‬
‫تبدل طبعه وأصبح ذا توارة وحلم وصبر وأناة‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وجعلنا الليل والنهار آيتين { أي علمتين على‬
‫وجودنا وقدرتنا وعلمنا وحكمتنا‪ ،‬وقوله } فمحونا آية الليل { أي بطمس نورها‪ ،‬وجعلنا آية النهار مبصرة أي‬
‫مضيئة وبين علة ذلك بقوله‪ } :‬لتبتغوا فضل‪ N‬من ربكم { أي لتطلبوا رزقكم بالسعي والكسب في النهار‪ ،‬هذا من‬
‫جهة ومن جهة اخرى } لتعلموا عدد السنين والحساب { أي عدد السنين وانقضائها وابتداء دخولها وحساب‬
‫ساعات النهار والليل وأوقاتها كاليام والسابيع والشهور‪ .‬لتوقف مصالحكم الدينية والدنيوية على ذلك‪ .‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬وكل شيء فصلناه تفصيل‪ { N‬أي وكل يحتاج اليه في كمال النسان وسعادته بيناه تبينا‪ N‬أي في هذا‬
‫الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان فضل القرآن الكريم‪ ،‬بهدايته الى السلم الذي هو سبيل السعادة للنسان‪.‬‬

‫‪ -2‬الوعد والوعيد بشارة المؤمنين العاملين للصالحات‪ ،‬ونذارة الكافرين باليوم الخر‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان طبع النسان قبل تهذيبه بالداب القرآنية والخلق النبوية‪.‬‬

‫‪ -4‬كون الليل والنهار آيتين تدلن على ال تعالى وتقرران علمه وقدرته وتدبيره‪.‬‬

‫‪ -5‬مشروعية علم الحساب وتعلمه‪.‬‬

‫} وكل إنسان@ ألزم‪%‬ناه طآئره في عنقه ونخرج له يو‪%‬م ٱلقيامة كتابا‪ S‬يلقاه منشورا‪ } * { S‬ٱقرأ‬
‫كتبك كفى بنفسك ٱليو‪%‬م علي‪%‬ك حسيبا‪ } * { S‬من ٱه‪%‬تدى فإنما يه‪%‬تدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل‬
‫علي‪%‬ها ول تزر وازرة‪ U‬وز‪%‬ر أ)خرى وما كنا معذ‪R‬بين حتى نب‪%‬عث رسول‪ } * { S‬وإذآ أرد‪%‬نآ أن نه‪%‬لك‬
‫قر‪%‬ية‪ S‬أمر‪%‬نا مترفيها ففسقوا فيها فحق علي‪%‬ها ٱلقو‪%‬ل) فدمر‪%‬ناها تد‪%‬مير‪S‬ا { * } وكم‪ %‬أه‪%‬لكنا من‬
‫ٱلقرون من بع‪%‬د نوح@ وكفى برب‪#‬ك بذنوب عباده خبيرا‪ S‬بصير‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} طائره {‪ :‬أي عمله وما قدر له من سعادة وشقاء‪.‬‬

‫} في عنقه {‪ :‬أي ملزم له ل يفارقه حتى يفرغ منه‪.‬‬

‫} عليك حسيبا {‪ :‬أي كفى نفسك حاسبا‪ N‬عليك‪.‬‬

‫} ول تزر وازرة وزر اخرى {‪ :‬أي ل تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى‪.‬‬

‫} مترفيها {‪ :‬منعميها من أغنياء ورؤساء‪.‬‬

‫} فحق عليها القول {‪ :‬أي بالعذاب‪.‬‬

‫} وكم أهلكنا {‪ :‬أي اهاكنا كثيرا‪.N‬‬

‫} من القرون {‪ :‬أي من أهل القرون السابقة‪.‬‬

‫} خبيرا بصيرا {‪ :‬أي عليما‪ N‬بصيرا بذنوب العباد‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يخبر تعالى أنه عزوجل لعظيم قدرته‪ ،‬وسعة علمه‪ ،‬وحكمته في تدبيره ألزم كل انسان ما قضى به له من عمل‬
‫وما يترتب على العمل من سعادة أو شقاء في الدراين‪ ،‬الزمه ذلك بحيث ل يخالفه ول يتأخر عنه بحال حتى‬
‫كأنه مربوط بعنقه‪ .‬هذا معنى قوله تعالى‪ } :‬وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه {‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ونخرج له‬
‫يوم القيامة كتابا‪ N‬يلقاه منشورا‪ { N‬أي وفي يوم القيامة يخرج ال تعالى لكل انسان كتاب عمله فيلقاه منشورا‪ N‬أي‬
‫مفتوحا‪ N‬أمامه‪ .‬ويقال له‪ :‬إقرأ كتابك الذي أحصى لك عملك كله فلم يرد يغادر صغيرة ول كبيرة‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫} كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا‪ { N‬أي يكفيك نفسك حاسبا‪ N‬لعمالك محصي‪N‬ا لها عليك أيها النسان‪ .‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫} من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه { ‪ ،‬أي بعد هذا العلم والبيان ينبغي ان يعلم ان من اهتدى اليوم فآمن بال‬
‫ورسوله‪ ،‬ولقاء ال‪ ،‬ووعده ووعيده وعمل صالحا‪ N‬وتخلى عن الشرك والمعاصي فإنما عائد ذلك له‪ ،‬هو الذي‬
‫ينجو من العذاب‪ ،‬ويسعد في دار السعادة‪ ،‬وان من ضل طريق الهدى فكذب ولم يؤمن‪ ،‬وأشرك ولم يوحد‪،‬‬
‫وعصى ولم يطع فإن ذلك الضلل عائد عليه‪ ،‬هو الذي يشقى به ويعذب في جهنم دار العذاب والشقاء‪ .‬وقوله‬
‫} ول تزر وازرة وزر اخرى { الوزر الثم والذنب والوازرة الحاملة له لتؤخذ به ومعنى الكلم ول تحمل يوم‬
‫القيامة نفس آثمة إثم نفس أخرى‪ ،‬بل كل نفس تتحمل مسئوليتها بنفسها‪ ،‬والكلم تقرير لقوله‪ } :‬من اهتدى فإنما‬
‫يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها {‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وما كنا معذبين حتى نبعث رسول { أي لم يكن من‬
‫شأن ال تعالى وهو العدل الرحيم أن يهلك أمة بعذاب إبادة واستئصال قبل أن يبعث فيها رسول‪ N‬يعرفها بربها‬
‫وبمحابة ومساخطه‪ ،‬ويأمرها بفعل المحارب وترك المساخط التي هي الشرك والمعاصي‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وإذا‬
‫أردنا أن نهلك قربة { أي أهل قرية } أمرنا مترفيها { أي أمرنا منعميها من اغنياء ورؤساء وأشراف من أهل‬
‫الحل والعقد أمرناهم بطاعتنا بإقامة الشرع وأداء الفرائض والسنن واجتناب كبائر الثم والفواحش فلم يستجيبوا‬
‫للمر ول للنهي وهو معنى } ففسقوا فيها فحق عليها القول { أي وجب عليها العذاب } فدمرناها تدميرا‪ { N‬أي‬
‫اهلكناها إهلكا‪ N‬كامل‪ ،N‬وهذا الكلم بيان لقوله تعالى‪ } :‬وما كنا معذبين حتى نبعث رسول‪ { N‬إذ الرسول يامر‬
‫وينهى بإذن ال تعالى فإن لم يطع استوجب الناس العذاب فعذبوا‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح { هو تقرير لهذا الحكم أيضا‪ N‬إذ علمنا تعالى ان ما اخبر به‬
‫كان واقعا‪ N‬بالفعل فكثيرا‪ N‬من المم اهلكها من بعد هلك قوم نوح كعاد وثمود وقوم لوط واصحاب اليكة وآل‬
‫فرعون‪ ..‬وقوله‪ } :‬وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا‪ N‬بصيرا‪ :{ N‬فإن القول وإن تضمن علم ال تعالى بذنوب‬
‫عباده فإن معناه الوعيد الشديد والتهديد الكيد‪ ،‬فإنه تعالى ل يرضى باستمرار الجرائم والثام انه يمهل لعل‬
‫القوم يستفيقون‪ ،‬لعل الفساق يكفون‪ ،‬ثم اذا استمروا بعد العلم إليهم والتنديد بذنوبهم والتخويف بظلمهم يأخذهم‬
‫أخذ عزيز مقتدر‪ .‬ال فليحذر ذلك المصرون على الشرك والمعاصي!!‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عقيدة القضاء والقدر‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير عقيدة البعث والجزاء‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير العدالة اللهية يوم القيامة فل تظلم نفس شيئا‪.N‬‬

‫‪ -4‬بيان سنة ال تعالى في إهلك المم غير انها ل تهلك ال بعد النذار والعذار إليها‪.‬‬

‫‪ -5‬التخدير من كثرة التنعم والترف فإنه يؤدي الى الفسق بترك الطاعة ثم يؤدي الفسق الى الهلك والدمار‪.‬‬
‫} من كان يريد ٱلعاجلة عجلنا له فيها ما نشآء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يص‪%‬لها مذموما‬
‫مد‪%‬حورا‪ } * { S‬ومن‪ %‬أراد ٱلخرة وسعى لها سع‪%‬يها وهو مؤمن‪ V‬فأ)ولئك كان سع‪%‬يهم مشكور‪S‬ا {‬
‫* } كل} نمد‪ O‬هـؤ)ل*ء وهـؤ)ل*ء من‪ %‬عطآء رب‪#‬ك وما كان عطآء رب‪#‬ك مح‪%‬ظور‪S‬ا { * } ٱنظر‪ %‬كي‪%‬ف‬
‫فضلنا بع‪%‬ضهم‪ %‬على بع‪%‬ض@ وللخرة أكبر درجات@ وأكبر تفضيل‪ } * { S‬ل تج‪%‬عل مع ٱلله إلـها‬
‫آخر فتقعد مذموما‪ S‬مخذول‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‬

‫} العاجلة {‪ :‬أي الدنيا لسرعة انقضائها‪.‬‬

‫} يصلها مذموما‪ N‬مدحور {‪ :‬أي يدخلها ملوما‪ N‬مبعدا‪ N‬من الجنة‪.‬‬

‫} وسعى لها سعيها {‪ :‬أي عمل لها العمل المطلوب لدخولها وهو اليمان والعمل الصالح‪.‬‬

‫} كان سعيهم مشكورا {‪ :‬أي عملهم مقبول‪ N‬مثابا‪ N‬عليه من قبل ال تعالى‪.‬‬

‫} كل نمد هؤلء وهؤلء {‪ :‬أي كل فريق من الفريقين نعطي‪.‬‬

‫} وما كان عطاء ربك محظورا {‪ :‬أي لم يكن عطاء ال في الدنيا محظورا‪ N‬أي ممنوعا‪ N‬عن أحد‪.‬‬

‫} كيف فضلنا بعضهم على بعض {‪ :‬اي في الرزق والجاه‪.‬‬

‫} ل تجعل مع ال إلها‪ N‬آخر {‪ :‬أي ل تعبد مع ال تعالى غيره من سائر المعبودات الباطلة‪.‬‬

‫} فتقعد ملوما‪ N‬مخذول‪ :{ N‬أي فتصير مذموما‪ N‬من الملئكة والمؤمنين مخذول‪ N‬من ال تعالى‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في أخبار ال تعالى الصادقة والمتضمنة لنواع من الهدايات اللهية التي ل يحرمها ال‬
‫هالك‪ ،‬فقال تعالى في الية الكريمة )‪ } (18‬من كان يريد العاجلة { أي الدنيا } عجلنا له فيها ما نشاء { ‪ ،‬ل ما‬
‫يشاؤه العبد‪ ،‬وقوله } لمن نريد { ل من يريد غيرنا فالمر كله لنا‪ } ،‬ثم { بعد ذلك } جعلنا له جهنم يصلها‬
‫مذموما‪ { N‬اي ملوما } مدحورا‪ { N‬أي مطرودا‪ N‬من رحمتنا التي هي الجنة دار البرار أي المطعين الصادقين‪.‬‬
‫وقوله تعالى في الية الثانية )‪ } (19‬ومن أراد الخرة { يخبر تعالى ان من أراد الخرة أس سعادة الخرة‬
‫} وسعى لها سعيها { أي عمل لها عملها اللئق بها وهو اليمان الصحيح والعمل الصالح الموافق لما شرع ال‬
‫في كتابه وعلى لسان رسوله‪ ،‬واجتنب الشرك والمعاصي وقوله } وهو مؤمن { قيد في صحة العمل الصالح‬
‫أي ل يقبل من العبد صلة ول جهاد ال بعد إيمانه بال ورسوله وبكل ما جاء به رسوله وأخبر به من الغيب‪.‬‬

‫وقوله } فأولئك { أي المذكورن باليمان والعمل الصالح } كان سعيهم مشكورا‪ { N‬أي كان عملهم متقبل‪ N‬يثابون‬
‫عليه بالجنة ورضوان ال تعالى‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬كل نمد هؤلء وهؤلء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك‬
‫محظورا‪ { N‬أي أن كل من مريدي الدنيا ومريدي الخرة يمد ال هؤلء وهؤلء من عطائه أي فضله الواسع‬
‫فالكل يأكل ويشرب ويكتسي بحسب ما قدر له من الضيق والوسع ثم يموت وثم يقع التفاضل بحسب السعى‬
‫الفاسد أو الصالح وقوله } وما كان عطاء ربك محظورا‪ { N‬يعنى ان من أراد ال إعطاءه شيئ‪N‬ا ل يمكن لحد أن‬
‫يصرفه منه ويحرمه منه بحال من الحوال وقوله تعالى‪ } :‬أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض { أي انظر يا‬
‫رسولنا ومن يفهم خطابنا كيف فضلنا بعض الناس على بعض في الرزق الذي شمل الصحة والعافية والمال‬
‫والذرية والجاه‪ ،‬فإذا عرفت هذا فاعرف ان الخرة أكبر درجات واكبر تفضيل وذلك عائد الى فضل ال اول‬
‫ثم الى الكسب صلحا‪ N‬وفسادا‪ N‬وكثرة وقلة كما هي الحال أيضا‪ N‬في الدنيا فبقدر كسب النسان الصالح للدنيا‬
‫يحصل عليها ولو كان كافرا‪ N‬لقوله تعالى من سورة هود } من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف‬
‫{‬ ‫إليهم اعمالهم وهم فيها ل يبخسون‬
‫أي ل ينقصون ثمرات عملهم لكونهم كفارا‪ N‬مشركين‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ل تجعل مع ال إلها‪ N‬آخر { أي ل تجعل يا رسولنا مع ال إلها‪ N‬اخر تؤمن به وتعبده وتقرر‬
‫إلهيته دوننا فإنك ان فعلت ‪ -‬وحاشاه ان يفعل لن ال ل يريد له ذلك } فتقعد في جهنم مذموما‪ { N‬اي ملوما‬
‫يلومك الؤمنون والملئكة مخذول‪ N‬من قبل ربك ل ناصر لك والسياق وان كان في خطاب الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم فإن المراد به كل انسان فال تعالى ينهى عبده ان يعبد معه غيره فيترتب على ذلك شقاؤة والعياذ‬
‫بال تعالى‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬كل الدارين السعادة فيها أو الشقاء متوقف على الكسب والعمل هذه سنة ال تعالى في العباد‪.‬‬

‫‪ -2‬سعى الدينا التجارة والفلحة والصناعة‪.‬‬


‫‪ -3‬سعى الخرة اليمان وصالح العمال والتخلية عن الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫‪ -4‬يعطي ال تعالى الدنيا من يحب ومن ل يحب وعطاؤه قائم على سنن له في الحياة يجب معرفتها والعمل‬
‫بمقتضاها لمن أراد الدنيا والخرة‪.‬‬

‫‪ -5‬ما اعطاه ال ل يمنعه أحد فوجب التوكل على ال والعراض عما سواه‪.‬‬

‫‪ -6‬تحريم الشرك والوعيد بالخلود في نار جهنم‪.‬‬

‫} وقضى رب‪O‬ك أل تع‪%‬بدو*ا إل إياه وبٱلوالدي‪%‬ن إح‪%‬سانا‪ S‬إما يب‪%‬لغن عندك ٱلكبر أحدهما أو‪ %‬كلهما فل‬
‫ف ول تنهر‪%‬هما وقل لهما ق ‪%‬ول‪ S‬كريما‪ } * { S‬وٱخفض‪ %‬لهما جناح ٱلذل‪ R‬من ٱلرح‪%‬مة‬
‫تقل لهمآ أ) ‪y‬‬
‫وقل رب‪ #‬ٱر‪%‬حم‪%‬هما كما ربياني صغير‪S‬ا { * } رب‪O‬كم‪ %‬أع‪%‬لم بما في نفوسكم‪ %‬إن تكونوا صالحين‬
‫فإنه كان للوابين غفور‪S‬ا { * } وآت ذا ٱلقر‪%‬بى حقه وٱلمس‪%‬كين وٱب‪%‬ن ٱلسبيل ول تبذ‪R‬ر‪ %‬تب‪%‬ذير‪S‬ا {‬
‫* } إن ٱلمبذ‪R‬رين كانو*ا إخوان ٱلشياطين وكان ٱلشي‪%‬طان لرب‪#‬ه كفور‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وقضى ربك {‪ :‬اي امر وأوصى‪.‬‬

‫} وبالوالدين إحسانا‪ :{ N‬أي وان تحسنوا بالوالدين إحسانا‪ N‬وذلك ببرورهما‪.‬‬

‫} فل تقل لهما أف {‪ :‬أي تبأ أو قبحا‪ N‬أو خسرانا‪.N‬‬

‫} ول تنهمرهما {‪ :‬أي ول تزجرهما بالكلمة القاسية‪.‬‬

‫ل كريما {‪ :‬جميل‪ N‬لينا‪.N‬‬


‫} قو ‪N‬‬

‫} جناح الذل {‪ :‬أي ألن لهما جانبك وتواضع لهما‪.‬‬

‫} كان للوابين {‪ :‬أي الرجاعين الى الطاعة بعد المعصية‪.‬‬


‫} وآت ذا القربى {‪ :‬أي اعط أصحاب القرابات حقوقهم من البر والصلة‪.‬‬

‫} ول تبذر تبذيرا {‪ :‬أي ول تنفق المال في غير طاعة ال ورسوله‪.‬‬

‫} لربه كفورا {‪ :‬أي كثير الكفر كبير ‪n‬ه لنعم ربه تعالى‪ ،‬فكذلك المبذر اخوه‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫لما حرم ال تعالى الشرك ونهى عنه رسوله بقوله‬


‫{‬ ‫} ول تجعل مع ال إلها‪ S‬آخر فتقعد مذموما‪ S‬مخذول‪S‬‬
‫أمر بالتوحيد فقال‪ } :‬وقضى ربك { أي حكم وأمر ووصى } أل تعبدوا ال إياه { أي بأن ل تعبدوا ال ال‬
‫عزوجل‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وبالوالدين إحسانا‪ { N‬أي وأوصى بالوالدين وهما الم والب إحسانا‪ N‬وهو برهما وذلك‬
‫بإيصال الخير إليهما وكف الذى عنهما‪ ،‬وطاعتهما في غير معصية ال تعالى‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬إما يبلغن عندك‬
‫الكبر أحدهما او كلهما فل تقل لهما اف ول تنهمرهما { أي ان يبلغ سن الكبر عندك واحد منهما الب او الم‬
‫او يكبران معا‪ N‬وانت حي موجود بينهما في هذه الحال يجب ان تخدمهما خدمتهما لك وأنت طفل فتغسل بولهما‬
‫وتطهر نجاستها وتقدم لهما ما يحتاجان اليه ول تتتضجر او تتأفف من خدمتهما كما كانا هما يفعلن ذلك معك‬
‫وأنت طفل تبول وتخرأ وهما يغسلن وينظفان ول يتضجران أو يتأففان‪ ،‬وقوله‪ } :‬ول تنهمرهما { اي ل‬
‫تزجرهما بالكلمة العالية النابية } وقل لهما قول‪ N‬كريما‪ { N‬أي جميل‪ N‬سهل‪ N‬لينا يشعران معه الكرامة والكرام‬
‫لهما وقوله تعالى‪ } :‬واخفض لهما جناح الذل من الرحمة { أي ألن لهما وتطامن وتعطف عليهما وترحم‪ .‬وادع‬
‫لهما طوال حياتك بالمغفرة والرحمة ان كانا موحدين )وماتا على ذلك لقوله تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى‬
‫وهو معنى قوله تعالى‪ } :‬وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا { ‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ربكم أعلم بما في نفوسكم‬
‫ان تكونوا صالحين فإنه كان للوابين غفورا‪ { N‬يخبر تعالى أنه أعلم بنا من أنفسنا فمن كان يضمر عدم الرضاء‬
‫عن والديه والسخط عليهما فال يعلمه منه‪ ،‬ومن كان يضمر حبهما واحترامهما والرضا بهما وعنهما فال‬
‫تعالى يعلمه ويجزيه فالمحسن يجزيه بالحسان والمسئ يجزيه بالساءة‪ ،‬وقوله } إن تكونوا صالحين فإنه كان‬
‫للوابين غفورا‪ { N‬بحكم ضعف النسان فإنه قد يضمر مرة السوء لوالديه او تبدر منه البادرة السئية من قول أو‬
‫عمل وهو صالح مؤد لحقوق ال تعالى وحقوق والديه وحقوق الناس فهذا العبد الصالح يخبر تعالى انه غفور‬
‫له متى آب الى ال تعالى مستغفر‪N‬ا مما صدر منه نادما‪ N‬عليه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل { هذا أمر ال للعبد المؤمن بايتاء قرابته حقوقهم من‬
‫البر والصلة وكذا المساكين وهو الفقراء الذين مسكنتهم الفاقة وأذلهم الفقر فهؤلء أمر تعالى المؤمن باعطائهم‬
‫حقهم من الحسان إليهم بالكساء او الغذاء والكلمة الطيبة‪ ،‬وكذا ابن السبيل وهو المسافر يعطي حقه من‬
‫الضيافة والمساعدة على سفره ان احتاج الى ذلك مع تأمينه وإرشاده الى طريقه‪ .‬وقوله تعالى } ول تبذر تبذيرا‬
‫{ اي ول تنفق مالك ول تفرقه في غير طاعة ال تعالى‪ .‬وقوله } إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين { لنهم‬
‫بتبذيرهم المال في المعاصي كانوا عصاة ال فاسقين عن أمره وهذه حال الشياطين فتشابهوا فكانوا إخوانا‪،N‬‬
‫وقوله ان الشيطان كان لربه كفورا‪ N‬لنه عصى ال تعالى وكفر نعمه عليه ولم يشكره بطاعته فالمبذر للمال في‬
‫المعاصي فسق عن أمر ربه ولم يشكر نعمه عليه فهو إذا شيطان فهل يرضى عبدال المسلم ان يكون شيطانا‪N‬؟‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب عبادة ال تعالى وحده ووجوب بر الوالدين‪ ،‬وهو الحسان بهما‪ ،‬وكف الذى عنهما‪ ،‬وطاعتهما في‬
‫المعروف‪.‬‬

‫‪ -2‬وجوب الدعاء للوالدين بالمغفرة والرحمة‪.‬‬

‫‪ -3‬وجوب مراقبة ال تعالى وعدم إضمار أي سوء في النفس‪.‬‬

‫‪ -4‬من كان صالحا‪ N‬وبدرت منه البادرة وتاب منها فإن ال يغفر له ذلك‪.‬‬

‫‪ -5‬وجوب إعطاء ذوي القربى حقوقهم من البر والصلة‪ ،‬وكذا المساكين وابن السبيل‪.‬‬

‫‪ -6‬حرمة التبذير وحقيقته إنفاق المال في المعاصي والمحرمات‪.‬‬

‫} وإما تع‪%‬رضن عنهم ٱب‪%‬تغآء رح‪%‬مة@ م‪#‬ن رب‪#‬ك تر‪%‬جوها فقل لهم‪ %‬قو‪%‬ل‪ S‬مي‪%‬سورا‪ } * { S‬ول تج‪%‬عل‬
‫يدك مغلولة‪ S‬إلى عنقك ول تب‪%‬سطها كل ٱلبس‪%‬ط فتقعد ملوما‪ S‬مح‪%‬سورا‪ } * { S‬إن ربك يب‪%‬سط ٱلر‪#‬ز‪%‬ق‬
‫لمن يشآء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا‪ S‬بصيرا‪ } * { S‬ول تقتلو*ا أو‪%‬لدكم‪ %‬خشية إم‪%‬لق@ نح‪%‬ن‬
‫نر‪%‬زقهم‪ %‬وإياكم إن قتلهم‪ %‬كان خطئا‪ S‬كبير‪S‬ا { * } ول تقربوا ٱلز‪#‬نى إنه كان فاحشة‪ S‬وسآء‬
‫سبيل‪ } * { S‬ول تقتلوا ٱلنفس ٱلتي حرم ٱلله إل بٱلحق‪ R‬ومن قتل مظلوما‪ S‬فقد‪ %‬جعلنا لولي‪#‬ه‬
‫سلطانا‪ S‬فل يس‪%‬رف ف‪R‬ي ٱلقتل إنه كان منصورا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} وإما تعرضن عنهم {‪ :‬أي عن المذكورين من ذي القربى والمساكين وابن السبيل فلم تعطهم شيئا‪.N‬‬

‫} ابتغاء رحمة من ربك ترجوها {‪ :‬أي طلبا‪ N‬لرزق ترجوه من ال تعالى‪.‬‬

‫ل ميسورا‪ :{ N‬أي لينا‪ N‬سهل‪ N‬بان تعدهم بالعطاء عند وجود الرزق‪.‬‬
‫} قو ‪N‬‬

‫} مغلولة الى عنقك {‪ :‬أي ل تمسك عن النفقة كأن يدك مربوطةالى عنقك فل تستطيع ان تعطي شيئا‪.N‬‬

‫} ول تبسطها كل البسط {‪ :‬أي ول تنفق كل ما بيدك ولم تبق شيئا‪.N‬‬

‫} فتقعدوا ملوما‪ :{ N‬أي يلومك من حرمتهم من النفاق‪.‬‬

‫} محسورا‪ :{ N‬أي منقطعا‪ N‬عن سيرك في الحياة اذا لم تبق لك شيئا‪.N‬‬

‫} يبسط الرزق ويقدر {‪ :‬أي توسعه‪ ،‬ويقدر اي يضيقه امتحان‪N‬ا وابتلء‪.‬‬

‫} خشية املق {‪ :‬اي خوف الفقر وشدته‪.‬‬

‫} خطئا‪ N‬كبيرا‪ :{ N‬أي خصلة قبيحة شديدة القبح‪ ،‬وسبيل‪ N‬بئس السبيل‪.‬‬

‫} لوليه سلطان {‪ :‬أي لوارثه تسلطا‪ N‬على القاتل‪.‬‬

‫} فل يسرف في القتل {‪ :‬أي ل يقتل غير القاتل‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في وصايا الرب تبارك وتعالى والتي هي حكم أوحاها ال تعالى الى رسوله للهتداء‬
‫بها‪ ،‬والكمال والسعاد عليها‪ .‬فقوله تعالى‪ } :‬وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قول‬
‫ميسورا‪ { N‬أي إن أعرضت عن قرابتك أو عن مسكين سألك أو ابن سبيل احتاج اليك ولم تجد ما تعطيهم‬
‫فاعرضت عنهم بوجهك ايها الرسول } فقل لهم قول‪ N‬ميسورا‪ { N‬أي سهل‪ N‬لينا‪ N‬وهو العدة الحسنة كقولك إن‬
‫رزقي ال سأعطيك أو عما قريب سيحصل لي كذا وأعطيك وما اشبه ذلك من الوعد الحسن‪ ،‬فيكون ذلك عطاء‬
‫منك عاجل‪ N‬لهم يسرون به‪ ،‬ول يحزنون‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ول تجعل يدك مغلولة الى عنقك { اي ل تبخل بما‬
‫أتاك ال فتمنع ذوي الحقوق حقوقهم كأن يدك مشدودة الى عنقك فل تستطيع ان تنفق‪ ،‬وقوله‪ } :‬ول تبسطها كل‬
‫البسط { أي تفتح يديك بالعطاء فتخرج كل ما بجيبك أو خزانتك فل تبق شيئا‪ N‬لك ولهلك‪ .‬وقوله‪ } :‬فتقعد ملوما‬
‫محسورا‪ { N‬أي ان أنت امسكت ولم تنفق لمك سائلوك اذ لم تعطهم‪ ،‬وان انت انفقت كل شيء عندك انقطعت‬
‫بك الحياة ولم تجد ما تواصل به سيرك في بيقة عمرك فتكون كالبعير الذي أعياه السير فانقطع عنه وترك‬
‫محسورا‪ N‬في الطريق ل يستطيع صاحبه رده الى اهله‪ ،‬ول مواصلة السير عليه الى وجهته‪ .‬وقوله‪ } :‬إن ربك‬
‫يبسط الرزق لمن يشاء { أي يوسع على من يشاء امتحانا‪ N‬له أيشكر أم يكفر ويقدر لمن يشاء ابتلء له أيصبر أم‬
‫يضجر ويسخط‪ } ،‬إنه كان بعباده خبيرا‪ N‬بصيرا‪ { N‬فلذا هو يوسع ويضيق بحسب علمه وحكمته‪ ،‬إذ من عباده‬
‫من ل يصلحه ال السعة‪ ،‬ومنهم من ل يصلحه ال الضيق‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ول تقتلوا أولدكم خشية إملق { أي‬
‫ومما حكم به وقضى ووصى } أل تقتلوا أولدكم { أي اطفالكم } خشية إملق { أي مخافة الفاقه والفقر‪ ،‬أذ كان‬
‫العرب يئدون البنات خشية العار ويقتلون الولد كالناث مخافة الفاقه فأوصى تعالى بمنع ذلك وقال متعهدا‬
‫متكفل‪ N‬برزق الولد وآبائهم فقال‪ } :‬نحن نرزقهم وإياكم { واخبر تعالى ان قتل الولد } كان خطئا‪ N‬كبيرا‪{ N‬‬
‫أي إنما عظيما‪ N‬فكيف يقدم عليه المؤمن‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬ول تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيل‪ { N‬أي ومن جملة ما حكم به ووصى أن ل تقربوا أيها‬
‫المؤمنون الزنا محرد قرب منه قبل فعله‪ ،‬لن الزنا كان في حكم ال فاحشة أي خصلة قبيحة شديدة القبح‬
‫ممجوجة طبعا‪ N‬وعقل‪ N‬وشرعا‪ ،N‬وساء هذه الفاحشة سبيل‪ N‬أي بئس الطريق الموصل الى الزنا طريقا‪ N‬للثار‬
‫السيئة والنتائج المدمرة التي تترتب عليه أولها أذية المؤمنين في أعراضهم وآخرها جهنم والصطلء بحرها‬
‫والبقاء فيها أحقابا‪ N‬طويلة‪ .‬وقوله‪ } :‬ول تقتلوا النفس التي حرم ال ال بالحق { أي ومما حكم تعالى به وأوصى‬
‫ان ل تقتلوا أيها الؤمنون النفس التي حرم ال أي قتلها ال بالحق‪ ،‬وقد بين رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫الحق الذي تقتل به نفس المؤمن وهو واحدة من ثلث‪ :‬القتل العمد العدوان‪ ،‬الزنا بعد الحصان‪ ،‬الكفر بعد‬
‫اليمان‪ .‬وقوله } ومن قتل مظلوما‪ N‬فقد جعلنا لوليه سلطان‪N‬ا { أي من قتل له قتيل ظلما‪ N‬وعدوانا‪ N‬أي غير خطأ فقد‬
‫أعطاه تعالى سلطة كاملة على قاتل وليه ان شاء قتله أو شاء اخذ دية منه‪ ،‬وان شاء عفا عنه لوجه ال تعالى‪:‬‬
‫وقوله‪ } :‬فل يسرف في القتل إنه كان منصورا‪ { N‬أي ل يحل لولي الدم اي لمن قتل له قتيل ان يسرف في القتل‬
‫فيقتل بدل الواحد أكثر من واحد أو بدل المرأة رجل‪ .‬او يقتل غير القاتل‪ ،‬وذلك ان ال تعالى اعطاه سلطة‬
‫تمكنه من قتل قاتله فل يجوز ان يقتل غير قاتله كما كانوا في الجاهلية يفعلون‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬العدة الحسنة تقوم مقام الصدفة لمن لم يجد ما يتصدق به على من سأله‪.‬‬
‫‪ -2‬حرمة البخل‪ ،‬والسراف معا‪ N‬وفضيلة العتدال والقصد‪.‬‬

‫‪ -3‬تجلى حكمة ال تعالى في التوسعة على أناس‪ ،‬والتضيق على آخرين‪.‬‬

‫‪ -4‬حرمة القتل قتل الولد بعد الولدة أو اجهاضها قبلها خوفا‪ N‬من الفقر أو العار‪.‬‬

‫‪ -5‬حرمة مقدمات الزنا كالنظر بشهوة والكلم مع الجنبية ومسها وحرمة الزنا وهو أشد‪.‬‬

‫‪ -6‬حرمة قتل النفس التي حرم ال قتلها ال بالحق والحق قتل عمد عدوانا‪ ،N‬وزنا‪ N‬بعد احصان‪ ،‬وكفر بعد‬
‫إيمان‪.‬‬

‫} ول تقربوا مال ٱليتيم إل بٱلتي هي أح‪%‬سن حتى يب‪%‬لغ أشده وأو‪%‬فوا بالعه‪%‬د إن ٱلعه‪%‬د كان‬
‫مس‪%‬ؤ)ول‪ } * { S‬وأو‪%‬فوا ٱلكي‪%‬ل إذا كلتم‪ %‬وزنوا بٱلقس‪%‬طاس ٱلمس‪%‬تقيم ذلك خي‪%‬ر‪ V‬وأح‪%‬سن تأويل‪} * { S‬‬
‫ول تقف ما لي‪%‬س لك به علم‪ V‬إن ٱلسم‪%‬ع وٱلبصر وٱلفؤاد كل أ)ولـئك كان عنه مس‪%‬ؤ)ول‪* { S‬‬
‫} ول تم‪%‬ش في ٱلر‪%‬ض مرحا‪ S‬إنك لن تخرق ٱلر‪%‬ض ولن تب‪%‬لغ ٱلجبال طول‪ } * { S‬كل ذلك كان‬
‫س ‪#‬يئ)ه عند رب‪#‬ك مكروها‪ } * { S‬ذلك ممآ أو‪%‬حى إلي‪%‬ك رب‪O‬ك من ٱلحكمة ول تج‪%‬عل مع ٱلله إلـها‬
‫آخر فتلقى في جهنم ملوما‪ S‬مد‪%‬حور‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ال بالتي هي أحسن {‪ :‬أي أل بالخصلة التي هي أحسن من غيرها وهي تنميته والنفاق عليه منه بالمعروف‪.‬‬

‫} حتى يبلغ أشده {‪ :‬أي بلوغه سن التكليف وهو عاقل رشيد‪.‬‬

‫} وأوفوا بالعهد {‪ :‬أي اذا عاهدتم ال او العباد فأوفوا بما عاهدتم عليه‪.‬‬

‫} إن العهد كان مسؤل‪ :{ N‬أي عنه وذلك بأن يسال العبد يوم القيامة لم نكث عهدك؟‬

‫} أوافوا الكيل {‪ :‬أي اتموه ول تنقصوه‪.‬‬


‫} بالقسطاس {‪ :‬أي الميزان السوي المعتدل‪.‬‬

‫} واحسن تاويل‪ :{ N‬أي مآل‪ N‬وعاقبة‪.‬‬

‫} ول تقف {‪ :‬أي ول تتبع‪.‬‬

‫} والفؤاد {‪ :‬اي القلب‪.‬‬

‫} كان عنه مسئول‪ :{ N‬أي عن واحد من هذه الحواس يوم القيامة‪.‬‬

‫} مرحا‪ :{ N‬أي ذا مرح بالكبر والخيلء‪.‬‬

‫} لن تخرق الرض {‪ :‬أي لن تثقبها أو تشقها بقدميك‪.‬‬

‫} من الحكمة {‪ :‬أي التي هي معرفة المحاب ل تعالى للتقرب بها إليها ومعرفة المساخط لتتجنبها تقربا‪ N‬إليه‬
‫تعالى بذلك‪.‬‬

‫} ملوما‪ N‬مدحورا‪ :{ N‬أي تلوم نفسك على شركك بربك مبعدا‪ N‬من رحمة ال تعالى‪ .‬معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في بيان ما قضى به ال تعالى على عباده المؤمنين ووصاهم به فقال تعالى‪ } :‬ول‬
‫تقربوا { أي أيها المؤمنون } مال اليتيم ال بالتي هي أحسن { اي بالفعلة التي هي أجمل وذلك بأن تتصرفوا فيه‬
‫بالتثمير له والصلح فيه‪ ،‬والنفاق منه على اليتيم بالمعروف أما أن تقربوه لتأكلوه إسرافا‪ N‬وبدارا‪ N‬فلل‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬حتى يبلغ أشده أي حتى يبلغ سن الرشد فتحاسبوه وتعطوه ماله يتصرف فيه حسب المشروع من‬
‫التصرفات المالية‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وأوفوا بالعهد { أي ومما أوصاكم به أن توفوا بعهودكم التي بينكم وبين‬
‫ربكم وبينكم وبين سائر الناس مؤمنهم وكافرهم فل يحل لكم ان ل توفوا بالعهد وأنتم قادرون على الوفاء بحال‬
‫من الحوال‪ .‬وقوله } إن العهد كان مسئول‪ { N‬تأكيد للنهي عن نكث العهد إذ أخبر تعالى ان العبد سيسأل عن‬
‫عهده الذي لم يف به يوم القيامة‪ ،‬ومثل العهد سائر العقود من نكاح وبيع وايجار وما الى ذلك لقوله تعالى‪ :‬يا‬
‫أيها الذين آمنوا اوفوا بالعقود أي بالعهود‪ ،‬وقوله‪ } :‬وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم { هذا مما‬
‫أمر ال تعالى وهو إيفاء الكيل والوزن أي توفيتهما وعدم بخسهما ونقصها شيئا‪ N‬ولو يسيرا‪ N‬ما دام في المكان‬
‫عدم نقصه‪ ،‬أما ما يعسر التحرز منه فهو من العفو لقوله تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} ل نكلف نفسا‪ S‬ال وسعها‬
‫وقوله } ذلك خير وأحسن تاويل‪ { N‬أي ذلك الوفاء والتوفية في الكيل والوزن خير لبراءة الذمة وطيب النفس به‬
‫وأحسن تاويل‪ N‬أي عاقبة إذ يبارك ال تعالى في ذلك المال بأنواع من البركات ل يعلمها ال هو عز وجل‪ .‬ومن‬
‫ذلك أجر الخرة وهو خير فان من ترك المعصية وهو قادرعليها أثابه ال تعالى على ذلك بأحسن ثواب‪ ،‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬ول تقف ما ليس لك به علم { اي ل تتبع بقول ول عمل ما ل تعلم‪ ،‬ول تقل رأيت كذا وانت لم تر‪،‬‬
‫ول سمعت كذا وانت لم تسمع‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬إن السمع والبصر والفؤاد { أي القلب } كل أولئك كان عنه مسئول‪ { N‬أي ل تقف ما ليس لك به‬
‫علم‪ ،‬لن ال سائل هذه العضاء يوم القيامة عما قال صاحبها أو عمل فتشهد عليه بما قال او عمل مما ل يحل‬
‫له القول فيه أو العمل‪ .‬ومعنى اولئك اي تلك المذكورات من السمع والبصر والفؤاد‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ول تمش‬
‫في الرض مرحا‪ { N‬أي خيلء وتكبرا‪ N‬أي مما حرم تعالى ل يدخل الجنة‪ ،‬وقوله } إنك لن تخترق الرض {‬
‫طول‪ N‬مهما تعاليت وتطاولت فإنك كغيرك من الناس ل تخرق الرض أي تثقبها أو تقطعها برجليك ول تبلغ‬
‫علو الجبال فلذا أترك مشية الخيلء والتكبر‪ ،‬لن ذلك معيب ومنقصة ول يأتيه ال ذو حماقة وسفه‪ .‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها‪ { N‬أي كل ذلك المأمور به والمنهي عنه من قوله تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} وقضى ربك‬
‫الى قوله } كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها { سيئة كالتبذير والبخل وقتل الولد والزنا وقتل النفس وأكل‬
‫مال اليتيم‪ ،‬وبخس الكيل والوزن‪ ،‬والقول بل علم كالقذف وشهادة الزور‪ ،‬والتكبر كل هذا الشيء مكروه عند‬
‫ال تعالى اذا فل تفعله يا عبدال وما كان من حسن فيه كعادة ال تعالى وحده وبر الوالدين والحسان الى ذوي‬
‫القربى والمساكين وابن سبيل والعدة الحسنة فكل هذا الحسن هو عند ال حسن فأته يا عبدال ول تتركه ومن‬
‫قرأ كنافع كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها فإنه يريد ما اشتملت عليه اليات من التبذير والبخل وقتل النفس‬
‫الى آخر المنهيات‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ذلك مما أوحى اليك ربك من الحكمة { أي ذلك الذي بينا لم يا رسولنا من الخلق الفاضلة‬
‫والخلل الحميدة التي أمرناك بالخذ بها والدعوة الى التمسك بها‪ ،‬ومن الخلل القبيحة والخصال الذميمة التي‬
‫نهيناك عن فعلها وحرمنا إيتانها مما أوحينا إليك في كتابنا هذا من أنواع الحكم وضروب العلم والمعرفة‪ ،‬فلله‬
‫الحمد وله المنة‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬ول تجعل مع ال إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما‪ N‬مدحور‪N‬ا هذه أم الحكم بدأ بها السياق وختمه بها‬
‫تقريرا‪ N‬وتأكيدا‪ N‬اذ تقدم قوله تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} ول تجعل مع ال إلها آخر فتقعد مذموما‪ S‬مخذول‪S‬‬
‫والخطاب وان كان لرسول ال صلى ال عليه وسلم فان كل أحد معني به فأي إنسان يشرك بربه أحدا‪ N‬مبعدا‬
‫من رحمة به التي هي الجنة‪ .‬وهذا اذا مات قبل ان يتوب فيوحد ربه في عباداته‪ .‬إذ التوبة إذا صحت جبت ما‬
‫قبلها‪.‬‬
‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬حرمة مال اليتيم أكل‪ N‬وإفسادا‪ N‬أو تضييعا‪ N‬وإهمال‪.N‬‬

‫‪ -2‬وجوب الوفاء بالعهود وسائر العقود‪.‬‬

‫‪ -3‬وجوب توفية الكيل والوزن وحرمة بخس الكيل والوزن‪.‬‬

‫‪ -4‬حصول البركة لمن يتمثل امر ال في كيله ووزنه‪.‬‬

‫‪ -5‬حرمة القول أو العمل لما يفضي اليه ذلك من المفاسد ولن ال تعالى سائل كل الجوارح ومستشهدها على‬
‫صاحبها يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ -6‬حرمة الكبر ومقت المتكبرين‪.‬‬

‫‪ -7‬إنتظام هذا السياق لخمس وعشرين حكمة الخذ بها خير من الدنيا وما فيها‪ ،‬والتفريط فيها هو سبب‬
‫خسران الدنيا والخرة‪.‬‬

‫} أفأص‪%‬فاكم‪ %‬رب‪O‬كم بٱلبنين وٱتخذ من ٱلمل*ئكة إناثا‪ S‬إنكم‪ %‬لتقولون قو‪%‬ل‪ S‬عظيما‪ } * { S‬ولقد‪ %‬صرفنا‬
‫في هـذا ٱلقر‪%‬آن ليذكروا وما يزيدهم‪ %‬إل نفورا‪ } * { S‬قل لو‪ %‬كان معه آلهة‪ U‬كما يقولون إذا‬
‫لب‪%‬تغو‪%‬ا إلى ذي ٱلعر‪%‬ش سبيل‪ } * { S‬سب‪%‬حانه وتعالى عما يقولون علو‪Sj‬ا كبيرا‪ } * { S‬تسب‪#‬ح له‬
‫ٱلسماوات ٱلسب‪%‬ع وٱلر‪%‬ض ومن فيهن وإن م‪#‬ن شي‪%‬ء@ إل يسب‪#‬ح بحم‪%‬ده ولـكن ل تفقهون‬
‫تس‪%‬بيحهم‪ %‬إنه كان حليما‪ S‬غفور‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} أفاصفاكم {‪ :‬الستفهام للتوبيخ والتقريع ومعنى اصفاكم خصكم بالنين واختارهم لكم‪.‬‬

‫} ولقد صرفنا في هذا القرآن {‪ :‬أي بينا فيه من الوعد والوعيد والمثال والعظات والحكام والعبر‪.‬‬
‫} ليذكروا {‪ :‬أي ليذكروا فيتعظوا فيؤمنوا ويطيعوا‪.‬‬

‫} لبتغوا الى ذي العرش سبيل {‪ :‬اي لطلبوا طريقا الى ال تعالى للتقرب إليه وطلب المنزلة عنده‪.‬‬

‫} ومن فيهن {‪ :‬أي في السموات من الملئكة والرض من انسان وجان وحيوان‪.‬‬

‫} وإن من شيء ال يسبح {‪ :‬أي وما شيء ال يسبح بحمده من سائر المخلوقات‪.‬‬

‫} حليما‪ N‬غفورا‪ :{ N‬حيث لم يعاجلكم بالعقوبة على معصيتكم إياه وعدم طاعتكم له‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يقول تعالى مقرعا‪ N‬موبخا‪ N‬للمشركين الذين يئدون البنات ويكرهونهن ثم هم يجعلون الملئكة إناثا‪ } N‬أفأصفاكم‬
‫ربكم بالبنين { أي أخصكم بالبنين } واتخذ من الملئكة إناث‪N‬ا إنكم لتقولون قول‪ N‬عظيما‪ { N‬أيها المشركون إذ‬
‫تجعلون ل ما تكرهون افترء‪ a‬وكذبا‪ N‬على ال تعالى‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ولقد صرفنا في هذا القرآن { أي من‬
‫الحجج والبينات والمثال والمواعظ الشيء الكثير من أجل ان يذكروا فيذكروا ويتعظوا فيبينوا الى ربهم‬
‫فيوحدونه وينزهونه عن الشريك والولد‪ ،‬ولكن ما يزيدهم القرآن وما في من البينات والهدى ال نفورا‪ N‬وبعدا‬
‫عن الحق‪ .‬وذلك لغلبة التقليد عليهم‪ ،‬والعناد والمكابرة والمجاحدة‪ .‬وقوله تعالى } قل لو كان معه آلهة كما‬
‫تقولون { أي قل يا نبينا لهؤلء المشركين المتخذين ل أندادا‪ N‬يزعمون أنها آلهة مع ال قل لهم لو كان مع ال‬
‫قل لهم لو كان مع ال آلهة كما تقولون وان كان الواقع يكذبكم اذ ليس هناك آلهة مع ال ولكن على فرض انه‬
‫لو كان مع ال آلهة } لبتغوا الى ذي العرش سبيل‪ { N‬اي لطلبوا طريقا‪ N‬الى ذي العرش سبحانه وتعالى يلتمسون‬
‫فيها رضاه ويطلبون القرب منه والزلفى اليه لجلله وكماله‪ ،‬وغناه وحاجتهم وافتقارهم اليه‪ .‬ثم نزه سبحانه‬
‫وتعالى نفسه ان يكون معه آلهة فقال } سبحانه وتعالى عما يقولون علوا‪ N‬كبيرا‪ .{ N‬وقوله‪ } :‬تسبح له السموات‬
‫السبع والرض ومن فيهن { فأخبر تعالى منزها‪ N‬نفسه مقدسا‪ N‬ذاته عن الشبيه والشريك والولد والعجز‪ ،‬فأخبر‬
‫أنه لعظمته وكماله تسبح له السموات السبع والرض ومن فيهن بكلمة‪ ..‬سبحان ال وبحمده } وإن من شيء ال‬
‫يسبح بحمده { كما أخبر أنه ما من شيء من المخلوقات ال وسبح بحمده بلسان قاله وحاله معا‪ N‬فيقول سبحان‬
‫ال وبحمده وقوله‪ } :‬ولكن ل تفقهون تسبيحهم { لختلف اللسنة واللغات‪ .‬وقوله ان كان أي } ال حليما‪:{ N‬‬
‫اي ل يعاجل بالعقوبة من عصاه } غفورا‪ { N‬يغفر ذنوب وزلت من تاب اليه واناب طلبا‪ N‬مغفرته ورضاه‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬


‫‪ -1‬حرمة القول على ال تعالى بالباطل ونسبة النقص اليه تعالى كاتخاذه ولدا‪ N‬او شريكا‪.N‬‬

‫‪ -2‬مشروعية الستدلل بالعقليات‪ ،‬على إحقاق الحق وإبطال الباطل‪.‬‬

‫‪ -3‬فضيلة التسبيح وهو قول‪ :‬سبحان ال وبحمده حتى إن من قالها مائة غفرت ذنوبه ولو كانت في الكثرة مثل‬
‫زبد البحر‪.‬‬

‫‪ -4‬كل المخلوقات في العوالم كلها تسبح ال تعالى أي تنزهه عن الشريك والولد والنقص والعجز ومشابهة‬
‫الحوادث إذ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‪.‬‬

‫‪ -5‬حلم ال يتجلى في عدم تعجيل عقوبة من عصاه ولول حلمه لعجل عقوبة مشركي مكة وأكابر مجرميها‪.‬‬
‫ولكن ال أمهلهم حتى تاب أكثرهم‪.‬‬

‫} وإذا قرأت ٱلقرآن جعلنا بي‪%‬نك وبي‪%‬ن ٱلذين ل يؤمنون بٱلخرة حجابا‪ S‬مس‪%‬تور‪S‬ا { * } وجعلنا‬
‫ي آذانهم‪ %‬وقر‪S‬ا وإذا ذكر‪%‬ت ربك في ٱلقر‪%‬آن وح‪%‬ده ولو‪%‬ا على‬
‫على قلوبهم‪ %‬أكنة‪ S‬أن يفقهوه وف *‬
‫أد‪%‬بارهم‪ %‬نفورا‪ } * { S‬نح‪%‬ن أع‪%‬لم بما يس‪%‬تمعون به إذ يس‪%‬تمعون إلي‪%‬ك وإذ هم‪ %‬نج‪%‬وى إذ يقول‬
‫ٱلظالمون إن تتبعون إل رجل‪ S‬مس‪%‬حورا‪ } * { S‬ٱنظر‪ %‬كي‪%‬ف ضربوا لك ٱلم‪%‬ثال فضلوا فل‬
‫يس‪%‬تطيع‪%‬ون سبيل‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} حجابا‪ N‬مستورا {‪ :‬أي سائرا‪ N‬فل يسمعون كلم ال تعالى‪.‬‬

‫} وجعلنا على قلوبهم أكنة {‪ :‬أي أغطية على القلوب فل تعي ول تفهم‪.‬‬

‫} وفي آذانهم وقرا‪ :{ N‬أي ثقل‪ N‬فل يسمعون القرآن ومواعظه‪.‬‬

‫} ولو على أدبارهم نفورا‪ :{ N‬أي فرارا‪ N‬من السماع حتى ل يمسعوا‪.‬‬

‫} بما يستمعون به {‪ :‬أي بسببه وهو الهزء بالنبي صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫} وإذ هم نجوى {‪ :‬أي يتناجون بينهم يتحدثون سرا‪.N‬‬

‫} رجل‪ N‬مسحورا‪ :{ N‬أ ي مغلوبا‪ N‬على عقله مخدوعا‪.N‬‬

‫} ضربوا لك المثال {‪ :‬أي قالوا ساحر‪ ،‬وقالوا كاهن وقالوا شاعر‪.‬‬

‫} فضلوا {‪ :‬أي عن الهدى فل يستطيعون سبيل‪.N‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى‪ } :‬وإذا قرأت القرآن { يخبر تعالى رسوله محمدا‪ N‬صلى ال عليه وسلم إنه أن قرأ القرآن على‬
‫المشركين ليدعوهم به الى ال تعالى ليؤمنوا به ويعبدوه وحده جعل ال تعالى بينه وبين المشركين حجابا‬
‫ساترا‪ ،N‬أو مستورا‪ N‬ل يرى وهو حقا‪ N‬حائل بينهم وبين الرسول صلى ال عليه وسلم حتى ل يسمعوا القرآن الذي‬
‫يقرأ عليهم فل ينتفعون به‪ .‬وهذا الحجاب ناتج عن شدة بغضهم للرسول صلى ال عليه وسلم وكراهيتهم‬
‫لدعوته فهم لذلك ل يرونه ول يسمعون قراءته‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه { جميع‬
‫كنان وهو الغطاء حتى ل يصل المعنى المقروء من اليات الى قلوبهم فيفقهوه‪ ،‬وقوله‪ } :‬وفي آذانهم وقرا‪ { N‬أي‬
‫وجعل تعالى في آذان أولئك المشركين الخصوم ثقل‪ N‬في آذانهم فل يسمعون القرآن الذي يتلى عليهم‪ ،‬وهذا كله‬
‫من الحجاب السائر والكنة‪ ،‬والوقر في الذان عقوبة من ال تعالى لهم حرمهم بها من الهداية بالقرآن السابقة‬
‫الشر لهم وما ظلمهم ال ولكن كانوا هم الظالمين ببعضهم للرسول وما جاء به وحربهم له ولما به من التوحيد‬
‫والدين الحق‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وإذا ذكرت بك في القرآن وحده { بأن قلت ل إله ال ال‪ ،‬أو ما أفهم معنى ل إله‬
‫ال ال ولي المشركون على أدبارهم نفورا‪ N‬من سماع التوحيد لحبهم الوثنية وتعلق قلوبهم بالشرك‪.‬‬

‫وقوله تعالى } نحن أعلم بما يستمعون به { يقول تعالى لرسوله نحن أعلم بما يستمع به المشركون أي بسبب‬
‫أنهم يستمعون من أجل الستهزاء بك والسخرية منك ومما تتلوه ل انهم يستمعون للعلم والمعرفة ولطلب الحق‬
‫والهتداء إليه‪ .‬وقوله‪ } :‬إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى { أي يناجي بعضهم بعضا‪ } N‬إذ يقول الظالمون { أي‬
‫المشركون } إن تتبعون { أي ل تتبعون } إل رجل‪ N‬مسحورا‪ { N‬أي مخدوعا‪ N‬مغلوبا‪ N‬على أمره‪ ،‬فكيف تتبعونه‬
‫إذا‪N‬؟‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬انظر كيف ضربوا لك المثال { أي انظر يا رسولنا كيف ضرب لك وهؤلء المشركون‬
‫المعاندون المثال فقالوا عنك‪ :‬ساحر‪ ،‬شاعر‪ ،‬وكاهن ومجنون فضلوا في طريقهم )فل يهتدون سبيل‪ (N‬إنهم‬
‫عاجزون عن الخروج من حيرتهم هذه التي أوقعهم فيها كفرهم وعنادهم‪.‬‬
‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير قاعدة حبك الشيء يعمى ويصم‪ :‬فإن الحجاب المذكور في الية وكذا الكنة والثقل في الذان هذا‬
‫كلها حالت دون سماع القرآن من أجل بغضهم للرسول صلى ال عليه وسلم وللقرآن وما جاء به عن الدعوة‬
‫الى التوحيد‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان مدى كراهية المشركين للتوحيد وكلمة الخلص ل إله ال ال‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان مدى ما كان عليه المشركون من السخرية والستهزاء بالرسول والقرآن‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان اتهامات المشركين للرسول صلى ال عليه وسلم بالسحر مرة والكهانة ثانية والجنون ثالثا‪ N‬بحثا‪ N‬عن‬
‫الخلص من دعوة التوحيد فلم يعثروا على شيء كما قال تعالى‪ } :‬فضلوا فل يستطيعون سبيل‪.{ N‬‬

‫} وقالو*ا أإذا كنا عظاما‪ S‬ورفاتا‪ S‬أإنا لمب‪%‬عوثون خلقا‪ S‬جديدا‪ } * { S‬قل كونوا حجارة‪ S‬أو‪ %‬حديدا‪* { S‬‬
‫} أو‪ %‬خلقا‪ S‬م‪#‬ما يكبر في صدوركم‪ %‬فسيقولون من يعيدنا قل ٱلذي فطركم‪ %‬أول مرة@ فسينغضون‬
‫إلي‪%‬ك رؤ)وسهم‪ %‬ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا‪ } * { S‬يو‪%‬م يد‪%‬عوكم‪ %‬فتس‪%‬تجيبون‬
‫بحم‪%‬ده وتظنون إن لبثتم‪ %‬إل قليل‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا {‪ :‬الستفهام اللنكسار والستعباد والرفات الجزاء المتفرقة‪.‬‬

‫} مما يكبر في صدوركم {‪ :‬أي يعظم عن قبول الحياة في اعتقادكم‪.‬‬

‫} فطركم {‪ :‬خلقكم‪.‬‬

‫} فسينغضون {‪ :‬أي يحركون رؤوسهم تعجبا‪.N‬‬

‫} متى هو؟ {‪ :‬الستفهام للستهزاء أي متى هذا البعث الذي تعدنا‪.‬‬


‫} يوم يدعوكم {‪ :‬أي يناديكم من قبوركم على لسان إسرافيل‪.‬‬

‫} فتستجيبون {‪ :‬أي تجيبون دعوته قائلين سبحانك ال وبحمدك‪.‬‬

‫} وتظنون إن لبثتم ال قليل {‪ :‬وتظنون أنكم ما لبثتم في قبوركم ال قليل‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في تقرير العقيدة في اليات قبل هذه كان تقرير التوحيد والوحي وفي هذه اليات تقرير البعث‬
‫والجزاء الخر ففي الية )‪ (47‬يخبر تعالى عن إنكار المشركين للبعث واستبعادهم له بقوله‪ } :‬وقالوا أئذا كنا‬
‫عظاما‪ N‬ورفاتا‪ { N‬أي أجزاء متفرقة كالحطام } أئنا لمبعوثون خلقا‪ N‬جديدا‪ { N‬وفي الية )‪ (48‬يأمر تعالى الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم أن يقول لهم كونوا ما شئتم فإن ال تعالى قادر على إحيائكم وبعثكم للحساب والجزاء وهو‬
‫قوله تعالى؟ قل كونوا حجارة أو حديدا‪ N‬أو خلقا‪ N‬مما يبكر في صدروكم أي مما يعظم في نفوسكم أن يقبل الحياة‬
‫كالموت مثل‪ N‬فغن ال تعالى سيحييكم ويبعثكم‪ .‬وقوله تعالى‪ :‬فسيقولون من يعيدنا؟ يخبر تعالى رسوله أن‬
‫منكري البعث سيقولون له مستبعدين البعث‪ :‬من يعيدنا وعمله الجواب فقال له قل الذي فطركم أي خلقكم أول‬
‫وهو جواب مسكت فالذي خلقكم ثم أماتكم هو الذي يعيدكم كما بدأكم وهو أهون عليه‪ .‬وقوله تعالى‬
‫} فسينغضبون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو؟ { يخبر تعالى رسوله بما سيقوله منكروا البعث له فيقول تعالى‬
‫)فسينغضون( أي يحركون إليك رؤوسهم خفضا‪ N‬ورفعا‪ N‬استهزاء ويقولون‪ } :‬متى هو؟ { أي متى البعث أي في‬
‫أي يوم هو كائن‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬قل عسى أن يكون قريبا‪ { N‬علمه تعالى كيف يجيب المكذبين‪ .‬وقوله } يوم‬
‫يدعوكم بأمر ال تعالى إسرافيل من قبوركم فتستجيبون أي فتجيبونه بحمد ال وتظنون إن لبثتم ال قليل { أي‬
‫ما لبثتم في قبوركم ال قليل من اللبث لما تعانيون من الهوال وتشاهدون من الحوال المفزعة المرعبة‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عقيدة البعث والجزاء وبيان حتميتها‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان ما كان عليه المشركون من شدة إنكارهم للبعث الخر‪.‬‬

‫‪ -3‬تعليم ال تعالى لرسوله كيف يجيب المنكرين المستهزئين بالتي هي أحسن‪.‬‬


‫‪ -4‬بيان السلوب الحواري الهادي الخالي من الغلظة والشدة‪.‬‬

‫‪ -5‬استقصار مدة اللبث في القبور مع طولها لما يشاهد من أهوال البعث‪.‬‬

‫} وقل ل‪R‬عبادي يقولوا ٱلتي هي أح‪%‬سن إن ٱلشي‪%‬طان ينزغ بي‪%‬نهم‪ %‬إن ٱلشي‪%‬طان كان للنسان عدو‪j‬ا‬
‫م‪O‬بينا‪ } * { S‬رب‪O‬كم‪ %‬أع‪%‬لم بكم‪ %‬إن يشأ ير‪%‬حم‪%‬كم‪ %‬أو‪ %‬إن يشأ يعذ‪R‬ب‪%‬كم‪ %‬ومآ أر‪%‬سلناك علي‪%‬هم‪ %‬وكيل‪} * { S‬‬
‫ورب‪O‬ك أع‪%‬لم بمن‪ %‬في ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض ولقد‪ %‬فضلنا بع‪%‬ض ٱلنبي‪#‬ين على بع‪%‬ض@ وآتي‪%‬نا داوود‬
‫زبور‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} التي هي أحسن {‪ :‬أي الكلمة التي هي أحسن من غيرها للطفها وحسنها‪.‬‬

‫} ينزغ {‪ :‬أي يفسد بينهم‪.‬‬

‫} عدوا‪ N‬مبين‪N‬ا {‪ :‬أي بين العداوة وظاهرها‪.‬‬

‫} ربكم أعلم بكم {‪ :‬هذه هي الكلمة التي هي أحسن‪.‬‬

‫} وما أرسلناك عليهم وكيل {‪ :‬أي فيلزمك إجبارهم على اليمان‪.‬‬

‫} فضلنا بعض النبيين {‪ :‬أي بتخصيص كل منهم بفضائل أو فضيلة خاصة به‪.‬‬

‫} وآتينا داود زبورا‪ :{ N‬أي كتابا‪ N‬هو الزبور هذا نوع من التفضيل‪ .‬معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في طلب هداية أهل مكة‪ ،‬من طريق الحوار والمجادلة وحدث أن بعض المؤمنين واجه بعض‬
‫الكافرين اثناء الجدال بغلظة لفظ كأن توعده بعذاب النار فأثار ذلك حفائظ المشركين فأمر تعالى رسوله يقول‬
‫للمؤمنين إذا خاطبوا ان ل يغلظوا لهم القول فقال تعالى‪ } :‬وقل لعبادي { أي المؤمنين } يقولوا التي هي أحسن‬
‫{ من الكلمات لتجد طريقا‪ N‬الى قلوب الكافرين‪ ،‬وعلل ذلك تعالى فقال } إن الشيطان ينزغ بينهم { الوسواس‬
‫فيفسد العلئق التي كان في المكان التوصل بها الى هداية الضالين‪ ،‬وذلك ان الشيطان كان وما زال للنسان‬
‫عدوا‪ N‬مبينا‪ N‬أي بين العداوة ظاهر فهو ل يريد للكافر أن يسلم‪ ،‬ول يريد للمسلم أن يؤجر ويثاب في دعوته‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم { فيتوب عليكم فتسلموا‪ } .‬إو أن يشأ يعذبكم { بأن يترككم‬
‫تموتون على شرككم فتدخلوا النار‪ .‬مثل هذا الكلم ينبغي أن يقول المؤمنون للكافرين ل أن يصدروا الحكم‬
‫عليهم بأنهم أهل النار والمخلدون فيها فيزعج ذلك المشركين فيتمادوا في العناد والمكابرة‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وما‬
‫أرسلناك عليهم وكيل {‪ .‬يقول تعالى لرسوله إنا لم نرسلك رقيب‪N‬ا عليهم فتجبرهم على السلم وإنما أرسلناك‬
‫مبلغا‪ N‬دعوتنا إليهم بالسلوب الحسن وهدايتهم إلينا‪ ،‬وفي هذا تعليم للمؤمنين كيف يدعون الكافرين الى السلم‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وربك أعلم بمن في السموات والرض { يخبر تعالى لرسوله والمؤمنين ضمنا‪ N‬أنه تعالى أعلم‬
‫بمن في السموات والرض فضل‪ N‬عن هؤلء المشركين فهو أعلم بما يصلحهم وأعلم بما كتب لهم أو عليهم من‬
‫سعادة أو شقاء‪ ،‬وأسباب ذلك من اليمان أو الكفر‪ ،‬وعليه فل تحزنوا على تكذيبهم ول تيأسوا من إيمانهم‪ ،‬ول‬
‫تتكلفوا ما ل تطيقون في هدايتهم فقولوا التي هي أحسن واتركوا أمر هدايتهم ل تعالى هو ربهم وقوله تعالى‪} :‬‬
‫ولقد فضلنا بعض النبين على بعض وآتينا داود زبور‪N‬ا { ‪ ،‬يخبر تعالى عن انعامه بين عباده فالذي فاضل بين‬
‫النبيين وهو أكمل الخلق وأصفاهم فهذا فضله بالخلة كإبراهيم وهذا بالتكليم كموسى‪ ،‬وهذا بالكتاب الحافل‬
‫بالتسابيح والمحامد والعبر والمواعظ كداود‪ ،‬وأنت يا محمد بمغفرته لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر‪ ،‬وبإرسالك‬
‫الى الناس كافة إلى غير ذلك من الفضالت وإذا تجلت هذه الحقيقة لكم وعرفتم أن ال أعلم بمن يستحق‬
‫الهداية وبمن يستحق الضللة‪ ،‬وكذا الرحمة والعذاب ففوضوا المر إليه‪ ،‬وادعوا عباده برفق ولين وبالتي هي‬
‫أحسن من غيرها من الكلمات‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬النهي عن الكلمة الخشنة المسيئة الى المدعو الى السلم‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان أن الشيطان يسعى للفساد دائما‪ N‬فل يمكن من ذلك بالكلمات المثيرة للغضب والحاملة على اللجج‬
‫والخصومة الشديدة‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان نوع الكلمة التي هي أحسن مثل } ربكم أعلم بكم أن يشأ يرحمكم وإن يشأ يعذبكم {‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان ان ال تعالى أعلم بخلقه فهو يهب كل عبد ما أهله له حتى إنه فاضل بين أنبيائه ورسله عليهم السلم‬
‫في الكمالت الروحية والدرجات العالية‪.‬‬

‫} قل ٱد‪%‬عوا ٱلذين زعم‪%‬تم م‪#‬ن دونه فل يم‪%‬لكون كشف ٱلض‪O‬ر‪ #‬عنكم‪ %‬ول تح‪%‬ويل‪ } * { S‬أ)ولـئك‬
‫ٱلذين يد‪%‬عون يب‪%‬تغون إلى رب‪#‬هم ٱلوسيلة أي‪O‬هم‪ %‬أقرب وير‪%‬جون رح‪%‬مته ويخافون عذابه إن عذاب‬
‫رب‪#‬ك كان مح‪%‬ذورا‪ } * { S‬وإن م‪#‬ن قر‪%‬ية@ إل نح‪%‬ن مه‪%‬لكوها قب‪%‬ل يو‪%‬م ٱلقيامة أ ‪%‬و معذ‪R‬بوها عذابا‬
‫شديدا‪ S‬كان ذلك في ٱلكتاب مس‪%‬طور‪S‬ا { * } وما منعنآ أن نر‪%‬سل بٱليات إل أن كذب بها ٱلولون‬
‫وآتي‪%‬نا ثمود ٱلناقة مب‪%‬صرة‪ S‬فظلموا بها وما نر‪%‬سل) بٱليات إل تخويفا‪ } * { S‬وإذ قلنا لك إن ربك‬
‫أحاط بٱلناس وما جعلنا ٱلر‪O‬ؤيا ٱلتي أري‪%‬ناك إل فتنة‪ S‬ل‪R‬لناس وٱلشجرة ٱلملعونة في ٱلقر‪%‬آن‬
‫ونخو‪#‬فهم‪ %‬فما يزيدهم‪ %‬إل طغيانا‪ S‬كبير‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} فل يملكون {‪ :‬أي ل يستطيعون‪.‬‬

‫} كشف الضر {‪ :‬أي بإزالته بشفاء المريض‪.‬‬

‫} ول تحويل {‪ :‬أي للمرض من شخص مريض الى آخر صحيح ليمرض به‪.‬‬

‫} يدعون {‪ :‬أي ينادونهم طالبين منهم أو متوسلين بهم‪.‬‬

‫} يبتغون إلى ربهم الوسلية {‪ :‬أي يطلبون القرب منه باالطاعات وأنواع القربات‪.‬‬

‫} كان محذورا‪ :{ N‬أي يحذره المؤمنون ويحترسون منه بترك معاصي ال تعالى‪.‬‬

‫} في الكتاب مسطورا‪ :{ N‬أي في كتاب المقادير الذي هو اللوح المحفوظ مكتوبا‪.N‬‬

‫} أن نرسل باليات {‪ :‬أي باليات التي طلبها أهل مكة كتحويل الصفا الى جبل ذهب‪ .‬أو إزالة جبال مكة‬
‫لتكون أرضا‪ N‬زراعية وإجراء العيون فيها‪.‬‬

‫} إل ان كذب بها الولون {‪ :‬إذ طالب قوم بالية ولما جاءتهم كفروا بها فأهلكهم ال تعالى‪.‬‬

‫} الناقة مبصرة {‪ :‬أي وأعطينا قوم صالح الناقة آية مبصرة واضحة بينة‪.‬‬

‫} فظلموا بها {‪ :‬أي كفروا بها وكذبوا فأهلكهم ال تعالى‪.‬‬

‫} إل تخويفا‪ :{ N‬إل من أجل تخويف العباد بأنا إذا أعطيناهم اليات ولم يؤمنوا أهلكناهم‪.‬‬
‫} أحاط بالناس {‪ :‬أي قدرة وعلما فهم في قبضته وتحت سلطانه فل تخفهم‪.‬‬

‫} وما جعلنا الرؤيا {‪ :‬هي ما رآه الرسول صلى ال عليه وسلم ليلة السراء والمعراج عن عجائب خلق ال‬
‫تعالى‪.‬‬

‫} والشجرة المعلونة {‪ :‬هي شجرة الزقوم الوارد لفظها في الصافات والدخان‪.‬‬

‫} ونخوفهم {‪ :‬بعذابنا في الدنيا والخرة والبادة وفي الخرة بالزقوم والعذاب الليم‪.‬‬

‫} فما يزيدهم {‪ :‬أي التخويف إل طغينانا وكفرا‪.N‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في تقرير التوحيد فيقول تعالى لرسوله قل يا محمد صلى ال عليه وسلم لولئك المشركين‬
‫أدعوا الذين زعمتم أنهم آلهة من دون ال سبحانه وتعالى فإنهم ل يملكون أن يكشفوا الضر عن مريض ول‬
‫يستطيعون تحويله عنه إلى آخر عدو له يريد أن يمسه الضر لنهم أصنام وتماثيل ل يسمعون ول يبصرون‬
‫فضل‪ N‬على أن يستجيبوا دعاء من دعاهم لكشف ضر أو تحويله الى غيره‪ ،‬هذا ما دلت عليه الية الوى )‪(54‬‬
‫} قل ادعوا الذين زعمتم من دونه‪ ،‬فل يملكون كشف الضر عنكم ول تحويل‪.{ N‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬أولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته { } ويخافون عذابه {‪.‬‬
‫يخبرهم تعالى بان أولئك الذين يعبدونهم من الجن أو الملئكة أو النبياء أو الصالحين هم أنفسهم يدعون ربهم‬
‫ويتوسلون للحصول على رضاه‪ .‬بشتى أنواع الطاعات والقربات فالذي ‪l‬يع‪r‬ب‪n‬د‪ n‬ل ي‪n‬ع‪r‬ب‪l‬د‪ ،‬والذي يتقرب الى ال‬
‫بالطاعات ل يتقرب إليه وإنما يتقرب إلى من هو يتقرب إليه ليحظى بالمنزلة عنده‪ ،‬وقوله } يرجون رحمته‬
‫ويخافون عذابه { ‪ ،‬أي أن أولئك الذين يدعوهم الجهال من الناس ويطلبون منهم قضاء حاجاتهم هم أنفسهم‬
‫يطلبون ال ويرجون رحمته ويخافون عذابه‪ .‬لن عذابه تعالى كان وما زال يحذره العقلء‪ ،‬لنه شديد ل‬
‫يطاق‪ .‬فكيف ي‪n‬دعى وي‪n‬رجى وي‪n‬خاف من هو ي‪l‬دعو وي‪l‬رجو وي‪l‬خاف لو كان المشركون يعقلون‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وإن من قرية { أي مدينة من المدن } ال نحن مهلكوها { أي بعذاب إبادة قبل يوم القيامة‪ } ،‬أو‬
‫معذبوها عذابا‪ N‬شديدا‪ { N‬بمرض أو قحط أو خوف من عدو } كان ذلك في الكتاب مسطور‪N‬ا { أي مكتوبا‪ N‬في‬
‫اللوح المحفوظ‪ ،‬فلذا ل يستعجل أهل مكة العذاب فإنه إن كان قد كتب عليهم فإنه نازل بهم ل محالة وان لم‬
‫يكن قد كتب عليهم فل معنى لستعجاله فإنه غير واقع بهم وهم مرجون للتوبة أو لعذاب يوم القيامة وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬وما منعنا أن نرسل باليات { أي بالمعجزات وخوارق العادات } إل أن كذب بها { أي بالمعجزات‬
‫الولون من المم فأهلكناهم بتكذيبهم بها‪ ،‬فلو أرسلنا نبينا محمدا‪ N‬بمثل تلك اليات وكذبت بها قريش لهلكهم‪،‬‬
‫وهو تعالى ل يريد أهلكهم بل يريد هدايتهم ليهتدي على أيهديهم خلقا‪ N‬كثيرا‪ N‬من العرب والعجم والبيض‬
‫والصفر فسبحان ال العليم الحكيم وقوله تعالى } وآتينا ثمود الناقة مبصرة { أي آية مبصرة أي مضيئة بينة‬
‫فظلموا بها أي كذبوا بها فعقورها فظلموا بذلك أنفسهم وعرضوها لعذاب البادة فأبادهم ال فأخذتهم الصيحة‬
‫وهو ظالمون هذا دليل على ان المانع من الرسال باليات هو ما ذكر تعالى في هذه الية وقوله تعالى‪ } :‬وما‬
‫نرسل باليات إل تخويفا‪ { N‬يخبر تعالى أنه ما يرسل الرسل مؤيدين باليات التي هي المعجزات والعبر‬
‫والعظات إل لتخويف الناس عاقبة الكفر والعصيان لعلهم يخافون فيؤمنون ويطيعون قوله تعالى } وإذا قلنا لك‬
‫إن ربك أحاط بالناس { أي اذكر يا محمد إذ قلنا لك بواسطة وحينا هذا إن ربك أحاط بالناس‪ .‬فهم في قبضته‬
‫وتحت قهره وسلطانه فل ترهبهم ول تخش منهم أحدا‪ N‬فإن ال ناصرك عليهم‪ ،‬ومنزل نقمته بمن تمادى في‬
‫الظلم والعناد‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وما جلعنا الرؤيا التي أريناك { يريد رؤيا السراء والمعراج حيث أراه من آياته‬
‫وعجائب صنعه وخلقه‪ ،‬ما أراه } إل فتنة للناس { أي لهل مكة اختبارا‪ N‬لهم هل يصدقون أو يكذبون‪ ،‬إذ ليس‬
‫لزما‪ N‬لتقرير نبوتك وإثبات رسالتك وفضلك أن نريك الملكوت العلى وما فيه من مظاهر القدرة والعلم‬
‫والحكمة والرحمة‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬والشجرة الملعونة { أي وما جعلنا الشجرة الملعونة في القرآن الكريم وهي شجرة الزقزم وأنها‬
‫{‬ ‫} تخرج في أصل الجحيم‬
‫إل فتنة كذلك لهل مكة حيث قالوا كيف يصح وجود نخلة ذات طلع في وسط النار‪ ،‬كيف ل تحرقها النار‬
‫قياس‪N‬ا للغائب على الشاهد وهو قياس فاسد‪ ،‬وقوله تعالى } ونخوفهم { بالشجرة الملعونة وأنها‬
‫{‬ ‫} طعام الثيم تغلي في البطون كغلي الحميم‬
‫وبغيرها من أنواع العذاب الدنيوي والخروي‪ ،‬وما يزيدهم ذلك إل طغيانا‪ N‬كبيرا‪ N‬أي ارتفاعا‪ N‬وتكبرا‪ N‬عن قول‬
‫الحق والستجابة له لما سبق في علم ال من خزيهم وعذابهم فاصبر أيها الرسول وامض في دعوتك فإن‬
‫العاقبة ذلك‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير التوحيد بالحكم على عدم استجابة اللهة المدعاة لعابديها‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان حقيقة عقيلة وهي أن الولياء والستغاثة بهم والتوسل إليهم بالذبح والنذر هو أمر بالطل ومضحك في‬
‫نفس الوقت‪ ،‬إذ الولياء كانوا قبل موتهم يطلبون الوسيلة الى ربهم بأنواع الطاعات والقربات ومن كان ي‪l‬ع‪r‬ب‪n‬د‪ r‬ل‬
‫ي‪n‬ع‪r‬ب‪l‬د‪ .‬ومن كان يقترب إليه‪ ،‬ومن كان يتوسل ل يتوسل اليه بل يعبد الذي كان يعبد ويتوسل الى الذي كان‬
‫يتوسل إليه ويتقرب الى الذي كان يتقرب اليه‪ ،‬وهو ال سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير عقيدة القضاء والقدر‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان المانع من عدم إعطاء الرسول صلى ال عليه وسلم اليات على قريش‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان علة السراء والمعراج‪ ،‬وذكر شجرة الزقزم في القرآن الكريم‪.‬‬

‫} وإذ قلنا للمل*ئكة ٱس‪%‬جدوا لدم فسجدوا إل إب‪%‬ليس قال أأس‪%‬جد لمن‪ %‬خلقت طينا‪ } * { S‬قال‬
‫أرأي‪%‬تك هـذا ٱلذي كرم‪%‬ت علي لئن‪ %‬أخر‪%‬تن إلى يو‪%‬م ٱلقيامة لح‪%‬تنكن ذر‪#‬يته إل قليل‪ } * { S‬قال‬
‫ٱذهب‪ %‬فمن تبعك منهم‪ %‬فإن جهنم جزآؤ)كم‪ %‬جزاء‪ g‬مو‪%‬فور‪S‬ا { * } وٱس‪%‬تفزز‪ %‬من ٱس‪%‬تطع‪%‬ت منهم‬
‫بصو‪%‬تك وأج‪%‬لب‪ %‬علي‪%‬هم بخي‪%‬لك ورجلك وشاركهم‪ %‬في ٱلم‪%‬وال وٱلو‪%‬لد وعد‪%‬هم‪ %‬وما يعدهم ٱلشي‪%‬طان‬
‫إل غرور‪S‬ا { * } إن عبادي لي‪%‬س لك علي‪%‬هم‪ %‬سلطان‪ V‬وكفى برب‪#‬ك وكيل‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} لمن خلقت طينا‪ :{ N‬أي من الطين‪.‬‬

‫} أرأيتك {‪ :‬أي أخبرني‪.‬‬

‫} كرمت على {‪ :‬أي فضلته علي بالمر بالسجود له‪.‬‬

‫} لحتنكن {‪ :‬لستولين عليهم فأقودهم الى الغواية كالدابة إذا جعل الرسن في حنكها‪ ،‬تقاد حيث شاء راكبها!‪.‬‬

‫} اذهب {‪ :‬أي وافرا‪ N‬كامل‪.N‬‬

‫} جزاء‪ a‬موفورا‪ :{ N‬أي وافرا‪ N‬كامل‪.N‬‬

‫} بصوتك {‪ :‬أي بدعائك إياهم الى طاعتك ومعصيتي بأصوات المزامير والغاني واللهو‪.‬‬

‫} واجلب عليهم {‪ :‬أي صح فيهم بركبانك وم‪n‬شاتك‪.‬‬


‫} وشاركهم في الموال {‪ :‬بحملهم على أكل الربا وتعاطيه‪.‬‬

‫} والولد {‪ :‬بتزيين الزنا ودفعهم إليه‪.‬‬

‫} وعدهم {‪ :‬أي بان ل بعث ول حساب ول جزاء‪.‬‬

‫} إل غروا‪ :{ N‬أي باطل‪.N‬‬

‫} ليس لك عليهم سلطان {‪ :‬أي إن عبادي المؤمنين ليس لك قوة تتسلط عليهم بها‪.‬‬

‫} وكفى بربك وكيل {‪ :‬أي حافظا‪ N‬لهم منك أيها العدو‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى‪ } :‬وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لدم { أي اذكر يا رسولنا لهؤلء المشركين الجلهة الذين اطاعوا‬
‫عدوهم وعدو أبيهم من قبل‪ ،‬وعصوا ربهم‪ ،‬اذكر لهم كيف صدقوا ظن إبليس فيهم‪ ،‬واذكر لهم } إذ قلنا‬
‫للملئكة اسجدوا لدم { فامتثلوا أمرنا } وسجدوا ال إبليس { قال منكر‪ a‬أمرنا‪ ،‬مستكبرا‪ N‬عن آدم عبدنا } أأسجد‬
‫لمن خلقت طينا‪{ N‬؟ أي لمن خلقته من الطين لن آدم خلقه ال تعالى من أديم الرض عذبها وملحها ولذا سمى‬
‫آدم آدم ثم قال في صلفه وكبريائه } أأرايتك { أي أخبرني أهذا } الذي كرمت علي {؟! قال هذا استصغار لدم‬
‫واستخفافا بشأنه‪) ،‬لئن أخرتني( أي وعزتك لئن أخرت موتي } إلى يوم يبعثون لحتنكن ذريته { أي لستولين‬
‫عليهم وأسوقهم الى أودية الغواية والضلل حتى يهلكوا مثلي } إل قليل‪ { N‬منهم ممن تستخلصهم لعبادتك فأجابه‬
‫الرب تبارك وتعالى‪ } :‬قال اذهب { أي منظر ومهمل‪ N‬الى وقت النفخة الولى وقوله تعالى‪ } :‬فمن تبعك منهم {‬
‫أي عصاني وأطاعك } فإن جهنم جزاؤكم جزآء‪ a‬موفورا‪ { N‬أي وافرا‪.N‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬واستفزز من استطعت منهم بصوتك { قال هذا لبليس بعد ان انظره الى يوم الوقت المعلوم‬
‫أذن له في أن يعمل ما استطاع في إضلل أتباعه‪ } ،‬واستفزز من استطعت منهم بصوتك { أي واستخفف منهم‬
‫بدعائك الى الباطل بأصوات المزامير والغاني وصور الملهي وأنديتها وجمعياتها‪ } ،‬وأجلب عليهم { أي‬
‫صح على خيلك ورجلك الركبان والمشأة وسقهم جميعا‪ N‬على بني آدم لغوائهم وإضللهم } وشاركهم في‬
‫الموال { بحملهم على الربا وجمع الموال من الحرام وفي } الولد { بتزيين الزنا وتحسين الفجور وعدهم‬
‫بالماني الكاذبة وبأن ل بعث يوم القيامة ول حساب ول جزاء قال تعالى‪ } :‬وما يعدهم الشيطان إل غرورا‪{ N‬‬
‫أي باطل‪ N‬وكذبا‪ N‬وزورا‪ .N‬وقوله تعالى‪ } :‬إن عبادي { أي المؤمنين بي‪ ،‬المصدقين بلقائي ووعدي ووعيدي ليس‬
‫لك عليهم قوة تتسلط عليهم بها‪ } ،‬وكفى بربك وكيل { أي حافظا‪ N‬لهم‪ :‬منك فل تقدر على إضللهم ول أغوائهم‬
‫يا عدوي وعدهم‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬مشروعية التذكير بالحداث الماضية للتحذير من الوقوع في الهلك‪.‬‬

‫‪ -2‬ذم الكبر وأنه من شر الصفات‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير عداوة إبليس والتحذير منها‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان مشاركة إبليس أتباعه في أموالهم وأولدهم ونساءهم‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان أن أصوات الغاني والمزامير والملهي وأندية الملهي وجمعياتها الجميع من جند إبليس الذي‬
‫يحارب به الدمي المسكين الضعيف‪.‬‬

‫‪ -6‬بيان حفظ ال تعالى لوليائه‪ ،‬وهم المؤمنون المتقون‪ ،‬وجعلنا ال تعالى منهم وحفظنا بما يحفظهم به إنه بر‬
‫كريم‪.‬‬

‫} رب‪O‬كم ٱلذي يز‪%‬جي لكم ٱلفلك في ٱلبح‪%‬ر لتب‪%‬تغوا من فض‪%‬له إنه كان بكم‪ %‬رحيما‪ } * { S‬وإذا مسكم‬
‫ٱلض‪O‬ر‪ O‬في ٱلبح‪%‬ر ضل من تد‪%‬عون إل إياه فلما نجاكم‪ %‬إلى ٱلبر‪ #‬أع‪%‬رض‪%‬تم‪ %‬وكان ٱلنسان كفور‪S‬ا { *‬
‫} أفأمنتم‪ %‬أن يخسف بكم‪ %‬جانب ٱلبر‪ #‬أو‪ %‬ير‪%‬سل علي‪%‬كم‪ %‬حاصبا‪ S‬ثم ل تجدوا لكم‪ %‬وكيل‪ } * { S‬أم‬
‫أمنتم‪ %‬أن يعيدكم‪ %‬فيه تارة‪ S‬أ)خرى فير‪%‬سل علي‪%‬كم‪ %‬قاصفا‪ S‬م‪#‬ن ٱلر‪#‬يح فيغرقكم بما كفر‪%‬تم‪ %‬ثم ل تجدوا‬
‫لكم‪ %‬علي‪%‬نا به تبيعا‪ } * { S‬ولقد‪ %‬كرم‪%‬نا بني ءادم وحملناهم‪ %‬في ٱلبر‪ #‬وٱلبح‪%‬ر ورزقناهم‪ %‬م‪#‬ن‬
‫ٱلطي‪#‬بات وفضلناهم‪ %‬على كثي @ر م‪#‬من‪ %‬خلقنا تفضيل‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} يزجي لكم الفلك {‪ :‬أي يسوقها فتسير فيه‪.‬‬


‫} لتبتغوا من فضله {‪ :‬أي لتطلبوا رزق ال بالتجارة من إقليم الى آخر‪.‬‬

‫} وإذا مسكم الضر {‪ :‬أي الشدة والبلء والخوف من الغرق‪.‬‬

‫} ضل من تدعون إل إياه {‪ :‬أي غاب عنكم من كنتم تدعونهم من آلهتكم‪.‬‬

‫} أعرضتم {‪ :‬أي من دعاء ال وتوحيده في ذلك‪.‬‬

‫} أو يرسل عليكم حاصبا‪ :{ N‬أي ريحا‪ N‬ترمي بالحصباء لشدتها‪.‬‬

‫} ثم ل تجدوا لكم ريحا‪ :{ N‬أي حافظا‪ N‬منه أي من الخسف أو الريح الحاصب‪.‬‬

‫} قاصفا‪ N‬من الريح {‪ :‬أي ريحا‪ N‬شديدة تقصف الشجار وتكسرها لقوتها‪.‬‬

‫} علينا به تبيعا‪ :{ N‬أي نصيرا‪ N‬ومعينا‪ N‬ليثأر لكم منا‪.‬‬

‫} وقد كرمنا بني آدم {‪ :‬أي فضلناهم بالعلم والنطق واعتدال الخلق‪.‬‬

‫} حملناهم في البر والبحر {‪ :‬في البر على البهائم والبحر على السفن‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد والدعوة إليه‪ .‬فقوله تعالى‪ } :‬ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر‬
‫لتبتغوا من فضله { يخبرهم تعالى بأن ربهم الحق الذي يجب ان يعبدوه ويطيعوه بعد أن يؤمنوا هو الذي‬
‫} يزجي لهم بالفلك { أي السفينة } في البحر { أي يسوقها فتسير بهم في البحر الى حيث يريدون من أجل أن‬
‫يطلبوا رزق ال لهم بالتجارة من إقليم لخر‪ .‬هذا هو إلهكم الحق‪ ،‬أما الصنام والوثان فهي مخلوقة ل مربوية‬
‫له‪ ،‬ل تملك لنفسها فضل‪ N‬عن غيرها‪ ،‬نفعا‪ N‬ول ضرا‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬إنه كان بكم رحيما‪ { N‬ومن رحمته تعالى تسخيره البحر لهم وإزحاء السفن وسوقها فيه ليحصلوا‬
‫على أقواتهم عن طريق السفر والتجارة‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إل إياه {‬
‫يذكرهم بحقيقة واقعة لهم وهي أنهم إذا ركبوا في الفلك وأصابتهم شدة من مرض او ضلل طريق أو‬
‫عواصف بحرية واضطربت لها السفن وخافوا الغرق دعوا ال وحده لم يبق من يدعوه سواه تعالى لكنهم إذا‬
‫نجاهم من الهلكة التي خافوها ونزلوا بشاطئ السلمة اعرضوا عن ذكر ال آلهتهم ونسوا ما كانوا يدعونه وهو‬
‫ال من قبل } وكان النسان كفروا‪ { N‬هذا طبعه وهذه حاله سرعة النسيان‪ ،‬وشدة الكفران وقوله تعالى‪ :‬وهو‬
‫يخاطبهم لهدايتهم } أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر { يقرعهم على إعراضهم فيقول } أفأمنتم { ال تعالى } أن‬
‫يخسف بكم { جانب الرض الذي نزلمتوه عند خروجكم من البحر } أو يرسل عليكم حاصب‪N‬ا { أي ريحا‪ N‬شديدة‬
‫تحمل الحصباء فيهلككم كما أهلك عادا‪ } N‬ثم ل تجدوا لكم { من غير ال } وكيل‪ { N‬يتولى دفع العذاب عنكم‬
‫ويقول‪ } :‬أم أمنتم { ال تعالى } أن يعيدكم فيه { أي في البحر } تارة أخرى { أي مرة أخرى } فيرسل عليكم‬
‫قاصفا‪ N‬من الريح { أي ريحا‪ N‬شديدة تقصف الشجار وتحطمها } فيغركم بما كفرتم { أي بسبب كفركم كما‬
‫أغرق آل فرعون )ثم ل تجدوا لكم علينا به تبيعا‪ (N‬أي تابعا‪ N‬يثأر لكم منا ويتبعنا مطالبا‪ N‬بما نلنا منكم من‬
‫العذاب‪.‬‬

‫فما لكم إذا ل تؤمنون وتوحدون وبالباطل تكفرون‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ولقد كرمنا بني آدم { ففضلناهم بالنطق‬
‫والعقل والعلم واعتدال الخلق } وحملناهم في البر والبحر { على ما سخرنا لهم من المراكب } ورزقناهم من‬
‫الطيبات { أي المستلذان من اللحوم والحبوب والفواكه والخضر والمياه العذبة الفرات‪ .‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫} وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيل { فالدميون أفضل من الجن وسائر الحيوانات‪ ،‬وخواصهم أفضل من‬
‫الملئكة‪ ،‬وعامة الملئكة أفضل من عامة الدميين ومع هذا فإن الدمي إذا كفر به وأشرك في عبادته غيره‪،‬‬
‫وترك عبادته‪ ،‬وتخلى عن محبته ومراقبته أصبح شر الخليقة كلها‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها‪ ،‬أولئك هم شر البرية‬
‫من هداية اليات‪ :‬من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف ال تعالى بذكر صفائه الفعلية والذاتية‪.‬‬

‫‪ -2‬تذكير المشركين بحالهم في الشدة والرخاء حيث يعرفون ال في الشدة ويخلصون له الدعاء‪ ،‬وينكرونه في‬
‫الرخاء ويشركون به سواه‪.‬‬

‫‪ -3‬تخويف المشركين بان ال تعالى قادر على أن يخسف بهم الرض أو يرسل عليهم حاصبا‪ N‬من الريح‬
‫فيهلكهم أو يردهم الى البحر مرة أخرى ويرسل عليهم قاصفا‪ N‬فيغرقهم بسبب كفرهم بال‪ ،‬وعودتهم الى الشرك‬
‫بعد دعائه تعالى والتضرع إليه حال الشدة‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان من ال تعالى على النسان وافضاله عليه في تكريمه وتفضيله‪.‬‬

‫‪ -5‬حال الرخاء أصعب على الناس من حال الشدة بالقحط والمرض‪ ،‬أو غيرهما من المصائب‪.‬‬
‫‪ -6‬العلن عن كرامة الدمي وشرفه على سائر المخلوقات الرضية‪.‬‬

‫} يو‪%‬م ند‪%‬عوا كل أ)ناس@ بإمامهم‪ %‬فمن‪ %‬أ)وتي كتابه بيمينه فأ)و‪%‬لـئك يقرؤون كتابهم‪ %‬ول يظلمون‬
‫فتيل‪ } * { S‬ومن كان في هـذه أع‪%‬مى فهو في ٱلخرة أع‪%‬مى وأضل سبيل‪ } * { S‬وإن كادوا‬
‫ليفتنونك عن ٱلذي أو‪%‬حي‪%‬نآ إلي‪%‬ك لتفتري علي‪%‬نا غي‪%‬ره وإذا‪ S‬لتخذوك خليل‪ } * { S‬ولو‪%‬ل أن ثبتناك‬
‫لقد‪ %‬كدت تر‪%‬كن إلي‪%‬هم‪ %‬شي‪%‬ئا‪ S‬قليل‪ } * { S‬إذا‪ S‬لذقناك ضع‪%‬ف ٱلحياة وضع‪%‬ف ٱلممات ثم ل تجد لك‬
‫علي‪%‬نا نصيرا‪ } * { S‬وإن كادوا ليس‪%‬تفز‪O‬ونك من ٱلر‪%‬ض ليخرجوك منها وإذا‪ S‬ل يلبثون خلفك إل‬
‫قليل‪ } * { S‬سنة من قد‪ %‬أر‪%‬سلنا قب‪%‬لك من ر‪O‬سلنا ول تجد لسنتنا تح‪%‬ويل‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} بإمامهم {‪ :‬أي الذين كانوا يقتدون به ويتبعونه في الخير أو الشر‪.‬‬

‫} فتيل‪ :{ N‬أي مقدار فتيل وهو الخيط الذي يوجد وسط النواة‪.‬‬

‫} ومن كان في هذه أعمى {‪ :‬من كان في الدنيا أعمى عن حجج ال تعالى الدالة على وجوده وعمله وقدرته‪،‬‬
‫فلم يؤمن به ولم يعبده فهو في الخرة أشد عمى وأضل سبيل‪.‬‬

‫} وإن كادوا {‪ :‬أي قاربوا‪.‬‬

‫} ليفتنونك {‪ :‬أي يستتنزلونك عن الحق‪ ،‬أي يطلبون نزولك عنه‪.‬‬

‫} لتفتري علينا غيره {‪ :‬أي لتقول علينا افتراء‪ a‬غير الذي أوحينا إليك‪.‬‬

‫} إذا تخذوك خليل‪ :{ N‬أي لو فعلت علينا افتراء‪ a‬غير الذي الذي أوحينا إليك‪.‬‬

‫} إذا لتخذوك خليل‪ :{ N‬أي لو فعلت الذي طلبوا منك فعله لتخذوك خليل‪ N‬لهم‪.‬‬

‫} ضعف الحياة وضعف الممات {‪ :‬أي لعذبناك عذاب الدنيا مضاعفا‪ N‬وعذاب الخرة كذلك‪.‬‬
‫} ليستفزونك من الرض {‪ :‬أي ليستخفونك من الرض أرض مكة‪.‬‬

‫} ل يلبثون خلفك {‪ :‬أي ل يبقون خلفك أي بعدك ال قليل‪ N‬ويهلكهم ال‪.‬‬

‫} سنة من قد أرسلنا من قبلك {‪ :‬أي لو أخرجوك لعذبناهم بعد خروجك بقليل‪ ،‬سنتنا في المم‪.‬‬

‫} ول تجد لسنتنا تحويل {‪ :‬أي عما جرت به في المم السابقة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يقول تعالى لرسوله في تقرير عقيدة البعث والجزاء‪ ،‬اذكر يا رسولنا } يوم ندعو كل أناس بإمامهم { الذين‬
‫كانوا يقتدون به ويتبعونه فيتقدم ذلك المام ووراءه أتباعه وتوزع الكتب عليهم واحدا‪ N‬واحدا‪ N‬فمن أعطى كتابه‬
‫بيمينه تشريفا‪ N‬له وتكريما‪ ،N‬فأولئك الذين أكرموا بإعطائهم كتبهم يأيمانهم‪ ،‬يقرأون كتابهم ويحاسبون بما فيه‬
‫} ول يظلمون { أي ل ينقصون مقدار فتيل ل تنقص حسناتهم‪ ،‬ول بزيادة سيئاتهم‪ .‬واذكر هذا لهم تعظم به‬
‫لعلهم يتعظون‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ومن كان في هذه { أي الدنيا } أعمى { ل يبصر هذه الحجج واليات والدلئل‬
‫وأصر على الشرك‪ ،‬والتكذيب والمعاصي } فهو في الخرة أعمى { أي أشد عمى } وأضل سبيل { فل يرى‬
‫طريق النجاة ول يسلكه حتى يقع في جهنم‪ .‬وقوله‪ } :‬وإن كادوا ليفتنونك { أي يصرفونك } عن الذي أوحينا‬
‫إليك { من توحيدنا والكفر بالباطل وأهله‪ } .‬لتفتري علينا غيره { أي لتقول علينا غير الحق الذي أوحيناه إليك‪،‬‬
‫وإذا لو فعلت بأن وافقتهم على ما طلبوا منك‪ ،‬من الغضاء على شركهم والتسامح معهم إقرارا‪ N‬لباطلهم‪ ،‬ولو‬
‫مؤقتا‪ } ،N‬لتخذوك خليل‪ { N‬لهم وكانوا أولياء لك‪ ،‬وذلك أن المشركين في مكة والطائف‪ ،‬واليهود في المدينة‬
‫كانوا يحاولون جهدهم أن يستنزلوا الرسول على شيء من الحق الذي يأمر به ويدعو إليه مكرا‪ N‬منهم وخديعة‬
‫سياسية إذ لو وافقهم على شيء لطالبوا بآخر‪ ،‬ولقالوا قد رجع إلينا‪ ،‬فهو إذا يتقول‪ ،‬وليس بالذي يوحى إليه‬
‫بدليل قبوله منا كذا وكذا وتنازله عن كذا وكذا‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ولول أن ثبتناك { أي على الحق حيث‬
‫عصمناك } لقد كدت { أي قاربت } تركن { أي تميل } إليهم شيئا‪ N‬قليل‪ { N‬بقبول بعض اقتراحاتهم } إذا‪ { N‬أي لو‬
‫ملت إليهم‪ ،‬وقبلت منهم ولو شيئا‪ N‬يسيرا‪ } N‬لذقناك ضعف الحياة وضعف الممات { ‪ ،‬أي لضاعفنا عليك إليك‬
‫العذاب في الدينا والخرة ثم ل تجد لك نصيرا‪ N‬ينصرك إذا نحن خذلناك وعذبناك وقوله تعالى في حادثة أخرى‬
‫وهي أنهم لما فشلوا في المحاولت السلمية أرادوا استعمال القوة فقرروا إخراجه من مكة بالموت أو الحياة‬
‫فأخبر تعالى رسوله بذلك إعلما‪ N‬وإنذارا‪ ،N‬فقال‪ } :‬وإن كادوا ليستفزونك من الرض { أرض مكة } ليخرجونك‬
‫منها وإذ‪N‬ا { أي لو فعلوا لم يلبثوا بعد إخراجك ال زمنا‪ N‬ونهلكهم كما هي سنتنا في المم السابقة التي أخرجت‬
‫أنبياءها أو قتلهم هذا معنى قوله تعالى‪ } :‬وإن كادوا ليستفزونك { أي يستخفونك } من الرض يخرجونك منها‬
‫وإذا ل يلبثوا خلفك ال قليل من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ول تجد لسنتنا تحويل { اي عما جرت به في المم‬
‫السابقة‪.‬‬
‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬الترغيب في القتداء بالصالحين ومتابعتهم والترهيب من القتداء بأهل الفساد ومتابعتهم‪.‬‬

‫‪ -2‬عدالة ال تعالى في الموقف بإقامة الحجة على العبد وعدم ظلمه شيئا‪.N‬‬

‫‪ -3‬عمى الدنيا عن الحق وشواهده سبب عمى الخرة وموجباته من السقوط في جهنم‪.‬‬

‫‪ -4‬حرمة الركون أي الميل لهل الباطل بالتنازل عن شيء من الحق الثابت إرضاء لهم‪.‬‬

‫‪ -5‬الوعيد الشديد بمكن يرضى أهل الباطل تملقا‪ N‬لهم طمعا‪ N‬في دنياهم فيترك الحق لجلهم‪.‬‬

‫‪ -6‬إمضاء سنن ال تعالى وعدم تخلفها بحال من الحوال‪.‬‬

‫} أقم ٱلصلة لدلوك ٱلشم‪%‬س إلى غسق ٱللي‪%‬ل وقر‪%‬آن ٱلفج‪%‬ر إن قر‪%‬آن ٱلفج‪%‬ر كان مشهودا‪* { S‬‬
‫} ومن ٱللي‪%‬ل فتهجد‪ %‬به نافلة‪ S‬لك عسى أن يب‪%‬عثك رب‪O‬ك مقاما‪ S‬مح‪%‬مودا‪ } * { S‬وقل رب‪ #‬أد‪%‬خلني‬
‫مد‪%‬خل صد‪%‬ق@ وأخرج‪%‬ني مخرج صد‪%‬ق@ وٱج‪%‬عل ل‪R‬ي من لدنك سلطانا‪ S‬نصير‪S‬ا { * } وقل جآء ٱلحق‬
‫وزهق ٱلباط )ل إن ٱلباطل كان زهوقا‪ } * { S‬ونن ‪#‬زل) من ٱلقر‪%‬آن ما هو شفآء‪ V‬ورح‪%‬مة‪ U‬ل‪R‬لمؤمنين‬
‫ول يزيد ٱلظالمين إل خسار‪S‬ا { * } وإذآ أنعم‪%‬نا على ٱلنسان أع‪%‬رض ونأى بجانبه وإذا مسه‬
‫ٱلشر‪ O‬كان يئ)وسا‪ } * { S‬قل كل| يع‪%‬مل) على شاكلته فرب‪O‬كم‪ %‬أع‪%‬لم بمن‪ %‬هو أه‪%‬دى سبيل‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} لدلوك الشمس {‪ :‬أي زوالها من كبد السماء ودحوضها الى جهة الغرب‪.‬‬

‫} إلى غس الليل {‪ :‬أي الى ظلمة الليل‪ ،‬إذ الغسق الظلمة‪.‬‬

‫} وقرآن الفجر {‪ :‬صلة الصبح‪.‬‬


‫} كان مشهودا‪ :{ N‬تشهده الملئكة‪ ،‬ملئكة الليل وملئكة النهار‪.‬‬

‫} مقاما‪ N‬محمودا‪ :{ N‬هو الشفاعة العظمى يوم القيامة حيث يحمده الولون والخرون‪.‬‬

‫} أدخلني مدخل صدق {‪ :‬أي المدينة‪ ،‬إدخال‪ N‬مرضيا‪ N‬ل أرى فيه مكروها‪.N‬‬

‫} وأخرجني مخرج صدق {‪ :‬أي من مكة إخراجا‪ N‬ل ألتفت بقلبي إليها‪.‬‬

‫} وقل جاء الحق وزهق الباطل {‪ :‬أي عند دخولك مكة فاتحا‪ N‬لها بإذن ال تعالى‪.‬‬

‫} زهق الباطل {‪ :‬أي ذهب واضمحل‪.‬‬

‫} أعرض ونأ بجانبه {‪ :‬أعرض عن الشكر فلم يشكر‪ ،‬ونأ بجانبه‪ :‬أي ثنى عطفه متبخرا‪ N‬في كبرياء‪.‬‬

‫} على شاكلته {‪ :‬أي طريقته ومذهبه الذي يشاكل حاله في الهدى والضلل‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد ذلك العرض الهائل لتلك الحداث الجسام أمر تعالى رسوله بإقام الصلة فأنها مأمن الخائفين‪ ،‬ومنار‬
‫السالكين‪ ،‬ومعراج الرواح الى ساحة الفراج فقال‪ } :‬أقم الصلة لدلوك الشمس { أي لول دلوكها وهو ميلها‬
‫من كبد السماء الى الغرب وهو وقت الزوال ودخول وقت الظهر‪ ،‬وقوله } إلى غسق الليل { أي الى ظلمته‪،‬‬
‫ودخلت صلة العصر فيما بين دلوك الشمس وغسق الليل‪ ،‬ودخلت صلة المغرب وصلة العشاء في غسق‬
‫الليل الذي هو ظلمته‪ ،‬وقوله‪ :‬النبي وأتباعه سواء وقوله } إن قرآن الفجر كان مشهودا‪ { N‬يعني محضورا‪،N‬‬
‫تحضره ملئكة النهار لتنصرف ملئكة الليل‪ ،‬لحديث الصحيح " يتعاقب فيكم ملئكة بالليل وملئكة بالنهار‪...‬‬
‫" وقوله } ومن الليل فتهجد به نافلة لك { أي صلة زائدة على الفرائض الخمس وهي قيام الليل‪ ،‬وهو واجب‬
‫عليه صلى ال عليه وسلم بهذه الية‪ ،‬وعلى أمته مندوب إليه‪ ،‬مرغوب فيه‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬عسى أن يبعثك ربك مقاما‪ N‬محمودا‪ { N‬عسى من ال تفيد الوجوب‪ ،‬ولذا فقد أخبر تعالى رسوله مبشرا‬
‫إياه بان يقيمه يوم القيامة } مقاما‪ N‬محمودا‪ { N‬يحمده عليه الولون والخرون‪ .‬وهو الشفاعة العظمى حيث يتخلى‬
‫عنها آدم فمن دونه‪ ..‬حتى تنتهي إليه صلى ال عليه وسلم فيقول‪ :‬أنالها‪ ،‬أنالها‪ ،‬ويأذن له ربه فيشفع للخليفة في‬
‫ضل القضاء‪ ،‬ليدخل أهل الجنة الجنة‪ ،‬وأهل النار النار‪ ،‬وتستريح الخلقية من عناء الموقف وطوله وصعوبته‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق {‪ .‬هذه بشارة أخرى أن ال تعالى أذن‬
‫لرسوله بالهجرة من تلقاء نفسه ل بإخراج قومه وهو كاره‪ .‬فقال له‪ :‬قل في دعائك ربي أدخلني المدينة دار‬
‫هجرتي } مدخل صدق { بحيث ل أرى فيها مكروها‪ ،N‬وأخرجني من مكة يوم تخرجني } مخرج صدق { غير‬
‫ملتفت إليها بقلبي شوقا‪ N‬وحنينا‪ N‬إليها‪.‬‬

‫} واجعل لي من لدنك سلطانا‪ N‬نصيرا‪ { N‬أي وسلني أن أجعل لك من لدني سلطانا‪ N‬نصيرا‪ N‬لك على من بغاك‬
‫بسوء‪ ،‬وكادك بمكر وخديعة‪ ،‬وحاول منعك من إقامة دينك‪ ،‬ودعوتك الى ربك‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وقل جاء الحق‬
‫وزهق الباطل { هذه بشارة أخرى بأن ال تعالى سيفتح له مكة‪ ،‬ويدخلها ظافرا‪ N‬منتصرا‪ N‬وهو يكسر الصنام‬
‫حول الكعبة وكانت ثلثمائة وستين صنما! ويقول جاء الحق وزهق الباطل أي ذهب الكفر واضمحل‪.‬‬

‫} إن الباطل كان زهوقا‪ .{ N‬ل بقاء له ول ثبات إذا صاول الحق‪ ،‬ووقف في وجهه‪ ،‬وجائز أن يكون المراد‬
‫الحق‪ ،‬القرآن وبالباطل الكذب والفتراء‪ ،‬وجائز ان يكون الحق السلم والباطل الكفر والشرك وأعم من ذلك‪،‬‬
‫أن الحق هو كل ما هو طاعة ال عز وجل‪ ،‬والباطل كل طاعة للشيطان من الشرك والظلم وسائر المعاصي‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين { أي وننزل عليك يا رسولنا محمد من القرآن‬
‫ما هو شفاء أي ما يستشفى به من مرض الجهل والضلل والشك والوساوس ورحمة للمؤمنين دون الكافرين‪،‬‬
‫لن المؤمنين يعلمون به فيرحمهم ال تعالى بعملهم بكتابة‪ ،‬وأما الكافرون‪ ،‬فل رحمة لهم فيه‪ ،‬لنهم مكذبون به‬
‫تاركون للعمل بما فيه‪ .‬وقوله } ول يزيد الظالمين ال خسارا‪ { N‬أي ول يزيد القرآن الظالمين وهو المشركون‬
‫المعاندون الذين أصروا على الباطل عنادا‪ N‬ومكابرة‪ ،‬هؤلء ل يزيدهم ما ينزل من القرآن ويسمعونه ال خسارا‬
‫لزدياد كفرهم وظلمهم وعنادهم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وإذا أنعمنا على النسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر‬
‫كان يؤوسا‪ { N‬يخبر ال تعالى عن النسان الكافر المحروم من النور اليمان وهداية السلم أنه إذا أنعم عليه‬
‫بنعمة النجاة من الهلك وقد أشرف عليه بغرق أو مرض أو جوع أو نحوه‪ ،‬أعرض عن ذكر ال ودعائه كما‬
‫كان يدعوه في حال الشدة‪ ،‬ونأى بجانبه أي بعد عنا فل يلتفت إلينا بقلبه‪ ،‬وذهب في خيلئه وكبريائه وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬إذا مسه الشر كان يؤوسا‪ { N‬أي قنوطا‪ .N‬هذا هو الكافر‪ ،‬ذو ظلمة النفس لكفرة وعصيانه‪ ،‬إذا مسه الشر‬
‫من جوع أو مرض أو خوف أحاط به كان يؤوسا‪ N‬أي كثير اليأس والقنوط تامهما‪ ،‬لعدم إيمانه بال ورحمته‬
‫وقدرته على إنجائه وخلصه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيل‪ { N‬أي قل يا رسولنا للمشركين‪ ،‬كل‬
‫منا ومنكم يعمل عل طريقته ومذهبه بحسب حالة هداية وضلل‪ .‬وال تعالى ربكم أعلم بمن هو أهدى منا‬
‫ومنكم سبيل‪ .‬ويجزي الكل بحسب عمله وسلوكه‪ .‬وهذه كلمة مفاصلة قاطعة‪ ،‬للنزاع الناجم عن كون كل يدعى‬
‫أنه على الحق وان دينه أصوب‪ ،‬وطريقته أمثل وسبيله أجدى وأنفع‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬
‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب إقامة الصلة وبيان أوقاتها المحددة لها‪.‬‬

‫‪ -2‬الترغيب في النوافل‪ ،‬وخاصة التهجد أي " نافلة الليل "‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير الشفاعة العظمى للنبي صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -4‬ضعف الباطل وسرعة تلشيه إذا صاوله الحق ووقف في وجهه‪.‬‬

‫‪ -5‬القرآن شفاء لمراض القلوب عامة ورحمة بالمؤمنين خاصة‪.‬‬

‫‪ -6‬بيان طبع المرء الكافر وبيان حال الضعف الملزم له‪.‬‬

‫‪ -7‬تعليم الرسول صلى ال عليه وسلم والمؤمنين كيف يتخلصون من الجدال الفارغ والحوار غير المثمر‪.‬‬

‫} ويس‪%‬ألونك عن ٱلر‪O‬وح قل ٱلر‪O‬وح من‪ %‬أم‪%‬ر رب‪#‬ي ومآ أ)وتيتم م‪#‬ن ٱلعلم إل قليل‪ } * { S‬ولئن شئنا‬
‫لنذهبن بٱلذي أو‪%‬حي‪%‬نا إلي‪%‬ك ثم ل تجد لك به علي‪%‬نا وكيل‪ } * { S‬إل رح‪%‬مة‪ S‬م‪#‬ن رب‪#‬ك إن فض‪%‬له كان‬
‫علي‪%‬ك كبير‪S‬ا { * } قل لئن ٱج‪%‬تمعت ٱلنس وٱلجن‪ O‬على أن يأتوا بمثل هـذا ٱلقر‪%‬آن ل يأتون‬
‫بمثله ولو‪ %‬كان بع‪%‬ضهم‪ %‬لبع‪%‬ض@ ظهير‪S‬ا { * } ولقد‪ %‬صرفنا للناس في هـذا ٱلقر‪%‬آن من كل‪ R‬مثل‬
‫فأبى أكثر ٱلناس إل كفورا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} يسألونك عن الروح {‪ :‬أي يسألك المشركون بواسطة أهل الكتاب عن الروح الذي يحيا به البدن‪.‬‬

‫} من أمر ربي {‪ :‬أي من شأنه وعلمه الذي استأثر به ولم يعلمه غيره‪.‬‬

‫} لنذهبن بالذي أوحينا إليك {‪ :‬أي القرآن بأن نمحوه من الصدور والمصاحف لفعلنا‪.‬‬

‫} لك به علينا وكيل {‪ :‬يمنع ذلك منا ويحول دون ما أردناه منك‪.‬‬


‫} إل رحمة من ربك {‪ :‬أي لكن أبقيناه عليك رحمة من ربك فلم نذهب به‪.‬‬

‫} بمثل هذا القرآن {‪ :‬من الفصاحة والبلغة والمحتوى من الغيوب والشرائع والحكام‪.‬‬

‫} صرفنا {‪ :‬بينا للناس مثل‪ N‬من جنس كل مثل ليتعظوا به فيؤمنوا ويوحدوا‪.‬‬

‫} فأبى أكثر الناس {‪ :‬أي أهل مكة إل كفورا‪ N‬أي جحودا‪ N‬للحق وعنادا‪ N‬فيه‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يقول تعالى‪ } :‬ويسألونك عن الروح { إذ قد سأله المشركون عن الروح وعن أصحاب الكهف‪ ،‬وذي القرنين‬
‫بإيعاز من يهود المدينة فأخبره تعالى‪ :‬بذلك وعلمه الرد عليهم فقال‪ } :‬قل الروح من أمر ربي { وعلمه الذي ل‬
‫يعلمه ال هو‪ ،‬وما أوتيتم من العلم ال قليل لن سؤالهم هذا ونظائره دال على إدعائهم العلم فاعلمهم أن ما‬
‫أوتوه من العلم ال قليل بجانب علم ال تعالى وقوله تعالى‪ } :‬ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك { هذا امتنان‬
‫من ال على رسوله الذي انزل عليه القرأن شفاء ورحمة للمؤمنين بأنه قادر على محوه من صدره‪ .‬وسطره‪،‬‬
‫فل تبقى منه آية ثم ل يجد الرسول وكيل‪ N‬له يمنعه من ف‪p‬ف‪w‬ل‪ p‬ال به ذلك ولكن رحمة منه تعالى لم يشأ ذلك بل‬
‫يبقيه إلى قيام الساعة حجة ال على عباده وآية على نبوة محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وصدق رسالته‪ ،‬وليس‬
‫هذا بأول إفضال من ال تعالى على رسوله‪ ،‬بل فضل ال عليه كبير‪ ،‬ولنذكر من ذلك طرفا‪ N‬وهو عموم‬
‫رسالته‪ ،‬كونه خاتم النبياء‪ ،‬العروج به الى الملكوت العلى‪ ،‬إمامته للنبياء الشفاعة العظمى‪ ،‬والمقام المحمود‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬قل لئن اجتمعت النس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثله‪ ،‬ولو كان بعضهم‬
‫لبعض ظهيرا‪ { N‬ل شك ان هذا الذي علم ال رسوله ان يقوله له سبب وهو ادعاء بعضهم أنه في إمكانه ان‬
‫يأتي بمثل هذا القرآن الذي هو صدق نبوة محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وبذلك تبطل الدعوى‪ ،‬وينتصر باطلهم‬
‫على الحق‪ .‬فأمر تعالى رسوله أن يرد على هذا الزعم الباطل بقوله‪ :‬قل يا رسولنا لهؤلء الزاعمين اليتان‪،‬‬
‫بمثل هذا القرآن لئن اجتمعت النس والجن متعاونين متظاهرين على اليتان بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثله‪،‬‬
‫ذلك لنه وحى ال وكتابه‪ ،‬وحجته على خلقه‪ .‬وكفى‪ .‬فكيف إذا يمكن للنس والجن أن يأتوا بمثله؟!‬

‫وقوله‪:‬‬
‫{‬ ‫} ولد صرفنا في هذا القرآن‬
‫أي بينا مثل‪ N‬من جنس كل مثل من أجل هداية الناس وإصلحهم علهم يتذكرون فيتعظون‪ ،‬فيؤمنون ويوحدون‬
‫فأبى أكثر الناس ال كفروا أي جحودا‪ N‬بالحق‪ ،‬وإنكارا‪ N‬للقرآن وتكذيبا‪ N‬به وبما جاء فيه من الحق والهدى والنور‪،‬‬
‫لما سبق القضاء اللهي من امتلء جهنم بالغاوين وجنود إبليس أجمعين‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬علم الروح مما استأثر ال تعالى به‪ -2 .‬ما علم أهل العلم الى علم ال تعالى إل كما يأخذ الطائر بمنقاره‬
‫من ماء المحيط‪.‬‬

‫‪ -3‬حفظ القرآن في الصدور والسطور الى قرب الساعة‪.‬‬

‫‪ -4‬عجز النس والجن عن اليتان بقرآن كالقرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -5‬لما سبق في علم ال من شقاوة الناس تجد أكثرهم ل يؤمنون‪.‬‬

‫} وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من ٱلر‪%‬ض ينبوعا‪ } * { S‬أو‪ %‬تكون لك جنة‪ U‬م‪#‬ن نخيل‬
‫وعنب@ فتفج‪#‬ر ٱلنهار خللها تفجيرا‪ } * { S‬أو‪ %‬تس‪%‬قط ٱلسمآء كما زعم‪%‬ت علي‪%‬نا كسفا‪ S‬أو‪ %‬تأتي‬
‫بٱلله وٱلمل*ئكة قبيل‪ } * { S‬أو‪ %‬يكون لك بي‪%‬ت‪ U‬م‪#‬ن زخرف@ أو‪ %‬تر‪%‬قى في ٱلسمآء ولن نؤمن لرقي‪#‬ك‬
‫حتى تنز‪#‬ل علي‪%‬نا كتابا‪ S‬نقرؤ)ه قل سب‪%‬حان رب‪#‬ي هل كنت إل بشرا‪ S‬رسول‪ } * { S‬وما منع ٱلناس‬
‫أن يؤمنو*ا إذ جآءهم ٱلهدى إل أن قالو*ا أبعث ٱلله بشرا‪ S‬رسو ‪S‬ل { * } قل ل ‪%‬و كان في ٱلر‪%‬ض‬
‫مل*ئكة‪ U‬يم‪%‬شون مطمئن‪R‬ين لنزلنا علي‪%‬هم م‪#‬ن ٱلسمآء ملكا‪ S‬رسول‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ينبوعا‪ :{ N‬عينا‪ N‬ل ينضب ماؤها فهي دائمة الجريان‪.‬‬

‫} جنة {‪ :‬بستان كثير الشجار‪.‬‬

‫} كسفا‪ :{ N‬قطعا‪ N‬جمع كسفة كقطعة‪.‬‬


‫} قبيل‪ :{ N‬مقابلة لنراهم عيانا‪.N‬‬

‫} من زخرف {‪ :‬من ذهب‪.‬‬

‫} ترقى {‪ :‬تصعد في السماء‪.‬‬

‫} مطمئنين {‪ :‬ساكنين في الرض ل يبرحون منها‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في الدعوة الى التوحيد والنبوة والبعث وتقرير ذلك‪ .‬فقال تعالى مخبرا‪ N‬عن قيلهم لرسول‬
‫ال وهم يجادلون في نبوته‪ :‬فقالوا‪ } :‬لن نؤمن لك { أي لن نتابعك على ما تدعو إليه من التوحيد والنبوة لك‬
‫والبعث والجزاء لنا } حتى تفجر لنا من الرض ينبوعا‪ { N‬أي عينا‪ N‬يجري ماؤها على وجه الرض ل ينقطع‬
‫} أو تكون لك جنة { أي بستان من نخيل وعنب‪ } ،‬فتنفجر النهار خللها { أي خلل الشجار تفجيرا‪ } ،N‬أو‬
‫تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا‪ { N‬أي قطعا‪ } ،N‬أو تأتي بال والملئكة قبيل‪ { N‬أي مقابلة نراهم معاينة‪ } ،‬أو‬
‫يكون لك بيت من زخرف { أي من ذهب تسكنه بيننا } أو ترقى في السماء { أي تصعد بسلم ذي درج في‬
‫السماء‪ } ،‬ولن نؤمن لرقيك { إن أنت رقيت } حتى تنزل علينا كتابا‪ { N‬من عند ال } نقرأه { يأمرنا فيه باليمان‬
‫بك واتباعك! هذه ست طلبات كل واحدة اعتبروها آية متى شاهدوها زعموا أنهم يؤمنون‪ ،‬وال يعلم أنهم ل‬
‫يؤمنون‪ ،‬فلذا لم يستجب لهم وقال لرسوله‪ :‬قل يا محمد لهم‪ } :‬سبحان ال { متعجبا‪ N‬من طلباتهم } هل كنت ال‬
‫بشر‪N‬ا رسول‪{ N‬؟! أي هل كنت غير بشر رسول؟ وإل كيف يطلب مني هذا الذي طلبوا‪ ،‬ان ما تطلبونه ل يقدر‬
‫عليه عبد مأمور مثلي‪ ،‬وإنما يقدر عليه رب عظيم قادر‪ ،‬يقول للشيء كن‪ ...‬فيكون! وأنا ما ادعيت ربوبية‪،‬‬
‫وإنما أصرح دائما‪ N‬بأني عبدال ورسوله إليكم لبلغكم رسالته بان تعبدوه وحده ول تشركوا به سواه وتؤمنوا‬
‫بالبعث الخر وتعلموا به بالطاعات وترك المعاصي‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى‬
‫{ أي وما منع أهل مكة أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى على يد رسولهم } إل أن قالوا { أي إل قلولهم } أبعث ال‬
‫بشر‪N‬ا رسول‪{ N‬؟ منكرين على ال أن يبعث رسول‪ N‬من البشر!‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬قل لو كان في الرض ملئكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا‪ N‬رسول‪ { N‬أي قل يا‬
‫رسولنا لهؤلء المنكرين أن يكون الرسول بشرا‪ ،N‬المتعجبين من ذلك‪ ،‬قل لهم‪ :‬لو كان في الرض ملئكة‬
‫يمشون مطمئنين ساكنين في الرض ل يغادرونها لنزلنا عليهم من السماء ملكا‪ N‬رسول‪ N‬يهديهم بأمرنا ويعلمهم‬
‫ما يطلب منهم فعله بإذننا لنهم يفهمون عنه لرابطة الجنس بينهم والتفاهم الذي يتم لهم‪ .‬ولذا بعثنا إليكم رسول‬
‫من جنسكم تفهمون ما يقول لكم يقدر على إفهامكم والبيان لكم فكيف إذ‪N‬ا تنكرون الرسالة للبشر وهي أمر ل بد‬
‫منه؟!‬

‫هداية اليات‪ :‬من هداية اليات‪ -1 :‬تقرير نبوة الرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان شدة عناد مشركي قريش‪ ،‬وتصلبهم وتحزبهم إزاء دعوة التوحيد‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان سخف عقول المشركين برضاهم لللوهية بحجر وإنكارهم الرسالة للبشر!‬

‫‪ -4‬تقرير أن التفاهم حسب سنة ال ل يتم ال بين المتجانسين فإذا اختلفت الجناس فل تفاهم ال أن يشاء ال‬
‫فل يتفاهم انسان مع حيوان أو جان‪.‬‬

‫} قل كفى بٱلله شهيدا‪ S‬بي‪%‬ني وبي‪%‬نكم‪ %‬إنه كان بعباده خبير‪S‬ا بصيرا‪ } * { S‬ومن يه‪%‬د ٱلله فهو‬
‫ٱلمه‪%‬تد ومن يض‪%‬لل فلن تجد لهم‪ %‬أو‪%‬ليآء من دونه ونح‪%‬شرهم‪ %‬يو‪%‬م ٱلقيامة على وجوههم‪ %‬عم‪%‬يا‬
‫وبكما‪ S‬وصم‪j‬ا‪ S‬مأواهم‪ %‬جهنم كلما خبت زد‪%‬ناهم‪ %‬سعيرا‪ } * { S‬ذلك جزآؤ)هم بأنهم‪ %‬كفروا بآياتنا‬
‫وقالوا أإذا كنا عظاما‪ S‬ورفاتا‪ S‬أإنا لمب‪%‬عوثون خلقا‪ S‬جديدا‪ } * { S‬أولم‪ %‬يرو‪%‬ا أن ٱلله ٱلذي خلق‬
‫ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض قادر‪ V‬على أن يخلق مثلهم‪ %‬وجعل لهم‪ %‬أجل‪ S‬ل ري‪%‬ب فيه فأبى ٱلظالمون إل‬
‫كفور‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} شهيدا‪ :{ N‬على أني رسول ال إليكم وقد بلغتكم وعلى أنكم كفرتم وعاندتم‪.‬‬

‫} فلن تجد لهم أولياء {‪ :‬أي يهدونهم‪.‬‬

‫} على وجوهم {‪ :‬أي يمشون على وجوهم‪.‬‬

‫} عميا‪ N‬وبكما‪ N‬وصما‪ :{ N‬ل يبصرون ول ينطقون ول يسمعون‪.‬‬

‫} كلما خبت {‪ :‬أي سكن لهبها زدناهم سعيرا‪ N‬أي تلهبا‪ N‬واستعارا‪.N‬‬

‫} مثلهم {‪ :‬أي أناسا‪ N‬مثلهم‪.‬‬


‫} أجل‪ :{ N‬وقتا‪ N‬محددا‪.N‬‬

‫معنى اليات‪ :‬ما زال السياق في تقرير النبوة المحمدية إذ يقول تعالى لرسوله محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬قل‬
‫لولئك المنكرين ان يكون الرسول بشرا‪ } ،N‬كفى بال شهيدا‪ N‬بيني وبينكم { على أني رسوله وأنتم منكورن علي‬
‫ذلك‪.‬‬

‫إنه تعالى كان وما زال } بعباده خبيرا‪ { N‬أي ذا خبرة تامة بهم } بصيرا‪ { N‬بأحوالهم يعلم المحق منهم من‬
‫المبطل‪ ،‬والصادق من الكاذب وسيجزي كل‪ N‬بعمله ورحمته‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ومن يهد ال فهو المهتد { يخبر‬
‫تعالى أن الهدايه بيده تعالى فمن يهده ال فهو المهتدي بحق‪ } ،‬ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه { أي‬
‫يهدونهم بحال من الحوال‪ ،‬وفي هذا الكلم تسلية للرسول وعزاء في قومه المصرين على الجحود والنكار‬
‫لرسالته‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬ونحشرهم يوم القيامة { أي أولئك المكذبين الضالين الذين ماتوا على ضللهم وتكذيبهم فلم يتوبوا‬
‫نحشرهم يوم القيامة‪ ،‬يمشون على وجوههم حال كونهم عميا‪ N‬ل يبصرون‪ ،‬بكما‪ N‬ل ينطقون‪ ،‬صما‪ N‬ل يسمعون‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬مأواهم جهنم { أي محل استقرارهم في ذلك اليوم جهنم الموصوفة بأنها } كلما خبت { أي سكن‬
‫لهبها عنهم زادهم ال سعيرا أي تلهبا‪ N‬واستعارا‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ذلك جزاؤهم { أي ذلك العذاب المذكور بأنهم‬
‫جزاؤهم بأنهم كفروا بآيات ال أي سبب كفرهم بآيات ال‪ .‬وقولهم إنكارا‪ N‬لليعث الخر واستبعاد‪N‬ا له‪ } :‬أإذا كنا‬
‫عظاما‪ N‬ور‪n‬فاتا‪ { N‬أي ترابا‪ } N‬أئنا لمبعوثون خلقا‪ N‬جديدا‪ { N‬ورد ال تعالى على هذا الستبعاد منهم للحياة الثانية‬
‫فقال‪ } :‬أو يروا { أي أينكرون البعث الخر؟ ولم يروا بعيون قلوبهم } أن الذي خلق السموات والرض قادر‬
‫على أن يخلق مثلهم {؟؟! بلى إنه لقادر لو كانوا يعلمون!‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وجعل لهم أجل‪ { N‬أي وقتا‪ N‬محدودا‪ N‬معين‪N‬ا لهلكهم وعذابهم } ل ريب فيه { وهم صائرون إليه ل‬
‫محالة‪ ،‬وقوله‪ } :‬فأبى الظالمون إل كفورا‪ { N‬أي مع هذا البيان والستدلل العقلي أبى الظالمون إل الجحود‬
‫والكفران ليحق عليهم كلمة العذاب فيذوقوه والعياذ بال تعالى‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬عظم شهادة ال تعالى ووجوب الكتفاء بها‪.‬‬


‫‪ -2‬الهداية والضلل بيد ال فيجب طلب الهداية منه والستعاذة به من الضلل‪.‬‬

‫‪ -3‬فظاعة عذاب يوم القيامة إذ يحشر الظالمون يمشون على وجودهم كالحيات وهو صم بكم عمي والعياذ بال‬
‫تعالى من حال أهل النار‪.‬‬

‫‪ -4‬جهنم جزاء الكفر بآيات ال والنكار للبعث والجزاء يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ -5‬دليل البعث عقلي كما هو نقلي فالقادر على البدء‪ ،‬قادر عقل‪ N‬على العادة بل العادة ‪-‬عقل‪ -N‬أهون من‬
‫البدء للخلق من ل شيء‪.‬‬

‫} قل لو‪ %‬أنتم‪ %‬تم‪%‬لكون خزآئن رح‪%‬مة رب‪#‬ي إذا‪ S‬لم‪%‬سكتم‪ %‬خشية ٱلنفاق وكان ٱلنسان قتور‪S‬ا { *‬
‫} ولقد‪ %‬آتي‪%‬نا موسى تس‪%‬ع آيات@ بي‪#‬نات@ فس‪%‬ئل بني إس‪%‬رائيل إذ جآءهم‪ %‬فقال له فر‪%‬عون إن‪R‬ي لظنك‬
‫يموسى مس‪%‬حورا‪ } * { S‬قال لقد‪ %‬علم‪%‬ت مآ أنزل هـؤ)ل*ء إل رب‪ O‬ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض بصآئر‬
‫وإن‪R‬ي لظنك يفر‪%‬عون مثبور‪S‬ا { * } فأراد أن يس‪%‬تفزهم م‪#‬ن ٱلر‪%‬ض فأغرقناه ومن معه جميعا‪{ S‬‬
‫* } وقلنا من بع‪%‬ده لبني إس‪%‬رائيل ٱس‪%‬كنوا ٱلر‪%‬ض فإذا جآء وع‪%‬د ٱلخرة جئنا بكم‪ %‬لفيفا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} خزائن رحمة ربي {‪ :‬أي من المطر والرزاق‪.‬‬

‫} لمسكتم {‪ :‬أي منعتم النفاق‪.‬‬

‫} خشية النفاق {‪ :‬خوف النفاد‪.‬‬

‫} قتورا‪ :{ N‬أي كثير القتار أي البخل والمنع للمال‪.‬‬

‫} تسع آيات بينات {‪ :‬أي معجزات بينات أي واضحات وهو اليد والعصا والطمس الخ‪.‬‬

‫} مسحورا‪ :{ N‬أي مغلويا‪ N‬على عقلك‪ ،‬مخدوعا‪.N‬‬

‫} ما أنزل هؤلء {‪ :‬أي اليات التسع‪.‬‬


‫} مثبورا‪ :{ N‬أي يستخفهم ويخرجهم من ديار مصر‪.‬‬

‫} اسكنوا الرض {‪ :‬أي أرض القدس والشام‪.‬‬

‫} الخرة {‪ :‬أي الساعة‪.‬‬

‫} لفيفا‪ :{ N‬أي مختلطين من أحياء وقبائل شتى‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬يقول تعالى لرسوله صلى ال عليه وسلم قل يا محمد لولئك الذين يطالبون بتحويل جبل الصفا‬
‫الى ذهب‪ ،‬وتحويل المنطقة حول مكة ال بساتين من نخيل وأعناب تجري النهار من خللها‪ ،‬قل لهم‪ ،‬لو كنتم‬
‫أنتم تملكون الخزائن رحمة ربي من الموال والرزاق لمسكتم بخلبها ولم تنفقوها خوفا‪ N‬من نفاذها إذ هذا‬
‫طبعكم‪ ،‬وهو البخل‪ } ،‬وكان النسان { قبل هدايته وإيمانه } قتور‪N‬ا { أي كثير التقتير بخل‪ N‬نفسيا‪ N‬ملزما‪ N‬حتى‬
‫يعالج هذا الشح بما وضع ال تعالى من دواء نافع جاء بيانه في سورة المعارج هذا الكتاب الكريم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات { أي‪ ،‬ولقد أعطينا موسى بن عمران نبي بني إسرائيل تسع‬
‫آيات وهي‪ :‬اليد‪ ،‬والعصا والدم‪ ،‬وانفلق البحر‪ ،‬والطمس على أموال آل فرعون‪ ،‬والطوفان والجراد والقمل‬
‫والضفادع‪ ،‬فهل أمن عليها أى فرعون؟! ل‪ ،‬إذا‪ ،‬فلو اعطيناك ما طالب به قومك المشركون من اليات الست‬
‫التي اقترحوها وتقدمت في هذه السياق الكريم مبينة‪ ،‬ما كانوا ليؤمنوا‪ ،‬ومن هنا فل فائدة من إعطائك إياها‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬فاسأل بني إسرائيل { أي سل يا نبينا علماء بن اسرائيل كعبدال بن سلم وغيره‪ ،‬إذ جاءهم‬
‫موسى بطالب فرعون بإرسالهم معه ليخرج بهم الى بلد القدس‪ ،‬وأرى فرعون اليات الدالة على صدق نبوته‬
‫ورسالته وأحقية ما يطالب به فقال له فرعون‪ } :‬إني لظنك يا موسى مسحورا‪ { N‬أي ساحرا‪ N‬لظهارك ما‬
‫أظهرت من هذه الخوارق‪ ،‬ومسحورا‪ N‬بمعنى مخدوعا‪ N‬مغلويا‪ N‬على عقلك فتقول الذي تقول مما ل يقوله العقلء‬
‫فرد عليه موسى بقوله بما أخبر تعالى به في قوله } لقد علمت { أي فرعون ما أنزل هؤلء اليات البينات ال‬
‫رب السماوات أي خالقها ومالكها والمدبر لها } بصائر { أي آيات واضحات مضيئات هاديات لمن طلب‬
‫الهداية‪ ،‬فعميت عنها وأنت تعلم صدقها } وإني لظنك يا فرعون مثبور‪N‬ا { أي من أجل هذا اظنك يا فرعون‬
‫ملعونا‪ ،N‬من رحمة ال مبعدا‪ N‬مثبورا‪ N‬هالكا‪ .‬فلما أعيته أي فرعون الحجج والبينات لجأ الى القوة‪ } ،‬فأراد أن‬
‫يستفزهم من الرض { أي يستخفهم من أرض مصر بالقتل الجماعي استئصال‪ N‬لهم‪ ،‬أو بالنفي والطرد‬
‫والتشريد‪ ،‬فعامله الرب تعالى بنقيض‪ ،‬قصده فأغرقه ال تعالى هو وجنوده أجمعين‪ ،‬وهو معنى قوله تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} فأغرقناه ومن معه { أي من الجنود } أجمعين‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وقلنا من بعده { أي من بعد هلك فرعون وجنوده لبني اسرائيل على لسان موسى عليه السلم‬
‫} اسكنوا الرض { أي أرض القدس والشام الى نهاية آجالكم بالموت‪ } .‬فإذا جاء وعد الخرة { أي يوم القيامة‬
‫بعثناكم أحياء كغيركم‪ } ،‬وجئنا بكم لفيفا‪ { N‬أي مختلطين من أحياء وقبائل وأجناس شتى ل ميزة لحد على‬
‫آخر‪ ،‬حفاة عراة لفصل القضاء ثم الحساب والجزاء‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬الشح من طبع النسان ال أن يعالجه باليمان والتقوى فيقيه ال منه‪.‬‬

‫‪ -2‬اليات وحدها ل تكفي لهداية النسان بل ل بد من توفيق إلهي‪.‬‬

‫‪ -3‬مظاهر قدرة ال تعالى وانتصاره لوليائه وكبت أعدائه‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان كيفية حشر الناس يوم القيامة لفيفا‪ N‬أخلطا‪ N‬من قبائل وأجناس شتى‪.‬‬

‫ق نزل ومآ أر‪%‬سلناك إل مبش‪R‬ر‪S‬ا ونذيرا‪ } * { S‬وقر‪%‬آنا‪ S‬فرقناه لتقرأه على‬


‫ق أنزلناه وبٱلح ‪R‬‬
‫} وبٱلح ‪R‬‬
‫ٱلناس على مكث@ ونزلناه تنزيل‪ } * { S‬قل آمنوا به أ ‪%‬و ل تؤمنو*ا إن ٱلذين أ)وتوا ٱلعلم من قب‪%‬له‬
‫إذا يتلى علي‪%‬هم‪ %‬يخر‪O‬ون للذقان سجدا‪ } * { S‬ويقولون سب‪%‬حان رب‪#‬نآ إن كان وع‪%‬د رب‪#‬نا لمفعول‪{ S‬‬
‫* } ويخر‪O‬ون للذقان يب‪%‬كون ويزيدهم‪ %‬خشوعا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وبالحق أنزلناه {‪ :‬أي القرآن‪.‬‬

‫} وبالحق نزل {‪ :‬أي نزل ببيان الحق في العبادات والعقائد والخبار والمواعظ والحكم والحكام‪.‬‬

‫} وقرآنا‪ N‬فرقناه {‪ :‬أن نزلناه مفرقا‪ N‬في ظرف ثلث وعشرين سنة لحكمة اقتضت ذلك‪.‬‬

‫} على مكث {‪ :‬أي على مهل وتؤده ليفهمه المستمع إليه‪.‬‬

‫} ونزلناه تنزيل‪ :{ N‬أي شيئا‪ N‬فشيئا‪ N‬حسب مصالح المة لتكمل به ولتسعد عليه‪.‬‬
‫} أوتوا العلم من قبله {‪ :‬أي مؤمنوا أهل الكتاب من اليهود والنصارى كعبدال بن سلم‪ ،‬وسلمان الفارسي‪.‬‬

‫} للذقان سجدا‪ :{ N‬أي سجدا‪ N‬على وجوهم‪ ،‬ومن سجد على وجهه فقد خر على ذقنه ساجدا‪.N‬‬

‫} إن كان وعد ربنا لمفعول‪ :{ N‬منجزا‪ ،N‬واقعا‪ ،N‬فقد ارسل النبي المي الذي بشرت به كتبه وأنزل عليه كتابه‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يقول تعالى‪ } :‬وبالحق أنزلناه { أي ذلك الكتاب الذي جحد به الجاحدون‪ ،‬وكذب به المشركون أنزلناه بالحق‬
‫الثابت حيث ل شك انه كتاب ال ووحيه الى رسوله‪ } ،‬بالحق نزل { فكل ما جاء فيه ودعا اليه وأمر به‪.‬‬
‫وأخبر عنه عقائد وتشريع وأخبار ووعد ووعيد كله حق ثابت ل خلف فيه ول ريبة منه‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وما‬
‫أرسلناك إل مبشرا‪ N‬ونذيرا‪ { N‬أي لم نرسلك لخلق الهداية في قلوب عبادنا ول لجبارهم بقوة السلطان على‬
‫اليمان بنا وتوحيدنا‪ ،‬وإنما أرسلناك للدعوة والتبليغ } مبشرا‪ { N‬من أطاعنا بالجنة ومنذرا‪ N‬من عصانا مخوفا‪ N‬من‬
‫النار‪ .‬وفي هذا تقرير لرسالته صلى ال عليه وسلم ونبوته تعالى‪ } :‬وقرآنا‪ N‬فرقناه لتقرأه على الناس على‬
‫مكث { أي أنزلناه القرآن وفرقناه في خلل ثلث وعشرين سنة لحكمة منا اقتضت ذلك وقوله } لتقرأه على‬
‫الناس على مكث { آيات بعد آيات ليكون ذلك أدعى الى فهم من يسمعه ويستمع اليه‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ونزلناه‬
‫تنزيل‪ { N‬أي شيئا‪ N‬فشيئا‪ N‬حسب مصالح العباد وما تتطلبه تربيتهم الروحية والنسانية ليكملوا به‪ ،‬عقول‪ N‬وأخلقا‬
‫وأرواحا‪ N‬ويسعدوا به في الدارين وقوله تعالى‪ } :‬قل آمنوا به أو ل تؤمنوا { أي قل يا رسولنا للمنكرين للوحي‬
‫القرآني من قومك‪ ،‬آمنوا أو ل تؤمنوا فإن إيمانكم بهد كعدمه ل يغير من واقعه شيئا‪ N‬فسوف يؤمن به ويسعد‬
‫عليه غيركم إن لم تؤمنوا أنتم به وهاهم أولء الذين أوتوا العلم من قبله من علماء أهل الكتابين اليهود‬
‫والنصارى قد آمنوا به‪ ،‬يريد أمثال عبدال بن سلم وسلمان الفارسي والنجاشي أصحم الحبشي وإنهم } إذا يتلى‬
‫عليهم { أي يقرأ عليهم } يخرون للذقان سجدا‪ { N‬أي يخرون ساجدين على أذقانهم ووجوهم ويقولون حال‬
‫سجودهم } سبحان ربنا { أي تزيها‪ N‬له أن يخلف وعد أنه يبعث نبي آخر الزمان وينزل عليه قرآنا‪ } ،N‬إن كان‬
‫وعد ربنا لمفعول‪ { N‬إقرارا‪ N‬منهم بالنبوة المحمدية والقرآن العظيم‪ ،‬أي ناجزا‪ N‬إذ وعد بإرسال النبي الخاتم وإنزال‬
‫الكتاب عليه فأنجز ما وعد‪ ،‬وهكذا وعد ربنا دائما‪ N‬ناجز ل يختلف‪ ،‬وقوله } ويخرون للذقان يبكون { أي‬
‫عندما يسمعون القرآن ل يسجون فحسب بل يخرون يبكون ويزيدهم سماع القرآن وتلوته خشوعا‪ N‬في قلوبهم‬
‫واطمئنانا‪ N‬في جوارهم لنه الحق سمعوه من ربهم‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬


‫‪ -1‬القرآن حق من ال وما نزل به كله الحق‪.‬‬

‫‪ -2‬الندب الى ترتيل القرآن ل سيما عند قراءته على الناس لدعوتهم الى ال تعالى‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير نزول مفرقا‪ N‬في ثلث وعشرين سنة‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير النبوة المحمدية بنزول القرآن وإيمان من آمن به من أهل الكتاب‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان حقيقة السجود وأنه وضع على الرض‪.‬‬

‫‪ -6‬مشروعية السجود للقارئ أو المستمع وسنية ذلك عند قراءة هذه الية وهي } يخرون للذقان يبكون‬
‫ويزيدهم خشوعا‪ { N‬فيخر ساجدا‪ N‬مكبرا‪ N‬في الخفض وفي الرفع قائل‪ :N‬ال أكبر ويسبح ويدعو في سجوده بما‬
‫يشاء‪.‬‬

‫} قل ٱد‪%‬عوا ٱلله أو ٱد‪%‬عوا ٱلرح‪%‬مـن أي‪j‬ا‪ S‬ما تد‪%‬عوا فله ٱلس‪%‬مآء ٱلحس‪%‬نى ول تج‪%‬هر‪ %‬بصلتك ول‬
‫تخافت بها وٱب‪%‬تغ بي‪%‬ن ذلك سبيل‪ } * { S‬وقل ٱلحم‪%‬د لله ٱلذي لم‪ %‬يتخذ ولدا‪ S‬ولم يكن‪ %‬له شريك‪ V‬في‬
‫ٱلملك ولم‪ %‬يكن‪ %‬له ولي‪ s‬م‪#‬ن ٱلذل‪ R‬وكب‪#‬ر‪%‬ه تكبيرا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ادعوا ال أو ادعوا الرحمن {‪ :‬أي سموه بأيهما ونادوه بكل واحد منهما ال أو الرحمن‪.‬‬

‫} أياما تدعوا {‪ :‬أي إن تدعوه بأيهما فهو حسن لن له السماء الحسنى وهذا منها‪.‬‬

‫} ول تجهر بصلتك {‪ :‬أي بقراءتك في الصلة كراهة أن يسمعها المشركون فيسبوك ويسبوا القرآن ومن‬
‫أنزله‪.‬‬

‫} ول تخافت بها {‪ :‬أي ل تسر إسرارا‪ N‬حتى ينتفع بقراءتك أصحابك الذين يصلون وراءك بصلتك‪.‬‬

‫} وابتغ ذلك سبيل‪ :{ N‬أي اطلب بين السر والجهر طريقا‪ N‬وسطا‪.N‬‬

‫} لم يتخذ ولدا‪ :{ N‬كما يقول الكافرون‪.‬‬


‫} ولم يكن له شريك {‪ :‬كما يقول المشركون‪.‬‬

‫} ولم يكن له ولي من الذل {‪ :‬أي لم يكن ولي ينصره من اجل الذي إذ هو العزيز الجبار مالك الملك ذو‬
‫الجلل والكرام‪.‬‬

‫} وكبره تكبيرا {‪ :‬أي عظمه تعظيما‪ N‬كامل‪ N‬عن اتخاذ الولد والشريك والولي من الذل‪ .‬معنى اليات‪:‬‬

‫كان صلى ال عليه وسلم يقول في دعائه يا ال‪ .‬يا رحمن‪ ،‬يا رحمن يا رحيم فسمعه المشركون وهم يتصيدون‬
‫له أية شبهة ليثيروها ضده فلما سمعوه يقول‪ :‬يا ال‪ ،‬يا رحمن قالوا‪ :‬أنظروا اليه كيف يدعو إليهن وينهانا عن‬
‫ذلك فأنزل ال تعالى‪ } :‬قل ادعوا ال أو ادعوا الرحمن { أي قل لهم يا نبينا ادعوا ال اوادعوا الرحمن فال هو‬
‫الرحمن الرحيم } فأياما تدعوا { منهما ال او الرحمن فهو ال ذو السماء الحسنى والصفات العلة وقوله تعالى‪:‬‬
‫} ول تجهر بصلتك ول تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيل‪ { N‬اي وسطا‪ N‬بين السر والجهر‪ ،‬وذلك ان المشركين‬
‫كانوا اذا سمعوا القرآن سبوا قارئه ومن أنزله‪ ،‬فأمر ال تعالى رسوله والمؤمنون تابعون له إذا قرأوا في‬
‫صلتهم أن ل يجهروا حتى ل يسمع المشركون ول يسروا حتى ل يحرم سماع القرآن من يصلي وراءهم‬
‫فأمر رسول ال بالتوسط بين الجهر والسر‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وقل الحمد ل الذي لم يتخذ ولدا‪ N‬له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا‪.{ N‬‬
‫أي أمر ال تعالى الرسول أن يحمد ال لم يتخذ ولدا‪ N‬كما زعم ذلك بعض العرب‪ ،‬إذ قالوا الملئكة بنات ال!‬
‫وكما زعم ذلك اليهود أذ قالوا عزير بن ال والنصارى إذ قالوا عيسى بن ال! } ولم يكن له شريك في الملك {‬
‫كما قال المشركون من العرب‪ :‬لبيك اللهم لبيك لبيك ل شريك لك لبيك ال شريكا‪ N‬هو لك‪ ،‬تملكه وما ملك!‬

‫} ولم يكن له ولي من الذل { كما قال الصابئون والمجوس‪ :‬لول أولياء ال لذل ال!‬

‫} وكبره { أنت أو عظمه يا رسولنا تعظيما‪ N‬من أن يكون له وصف النقص والفتقار والعجز‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬إن ل السماء الحسنى وهي مائة اسم ال اسما‪ N‬واحدا‪ N‬فيدعى ال تعالى وينادي بأيها‪ ،‬وكلها حسنى كما قال‬
‫تعالى في سورة العراف‪:‬‬
‫{‬ ‫} ول السماء الحسنى فادعوه بها‬
‫‪ -2‬بيان ما كان عليه المشركون في مكة من بغض للرسول والقرآن والمؤمنين‪.‬‬

‫‪ -3‬مشروعية الخذ بالحتياط للدين كما هو للدنيا‪.‬‬

‫‪ -4‬وجوب حمد ل تعالى والثناء عليه وتنزيهه عن كل عجز ونقص‪.‬‬

‫‪ -5‬هذه الية } وقل الحمد ل الذي لم يتخذ ولد‪N‬ا ولم يكن له شريك في الملك‪ ،‬ولم يكن له ولي من الذل {‬
‫تسمى آية العز هكذا سماها رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫سورة الكهف‬
‫} ٱلحم‪%‬د لله ٱلذي أنزل على عب‪%‬ده ٱلكتاب ولم‪ %‬يج‪%‬عل له عوجا { * } قي‪#‬ما‪ S‬ل‪R‬ينذر بأسا‪ S‬شديدا‪ S‬م‪#‬ن‬
‫لدنه ويبش‪R‬ر ٱلمؤمنين ٱلذين يع‪%‬ملون ٱلصالحات أن لهم‪ %‬أج‪%‬ر‪S‬ا حسنا‪ } * { S‬ماكثين فيه أبدا‪} * { S‬‬
‫وينذر ٱلذين قالوا ٱتخذ ٱلله ولدا‪ } * { S‬ما لهم‪ %‬به من‪ %‬علم@ ول لبائهم‪ %‬كبرت كلمة‪ S‬تخرج من‬
‫أفواههم‪ %‬إن يقولون إل كذبا‪ } * { S‬فلعلك باخع‪ V‬نفسك على آثارهم‪ %‬إن لم‪ %‬يؤمنوا بهـذا ٱلحديث‬
‫أسفا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} الحمد ل {‪ :‬الحمد الوصف بالجميل‪ ،‬وال علم على ذات الرب تعالى‪.‬‬

‫} الكتاب {‪ :‬القرآن الكريم‪.‬‬

‫} ولم يجعل لع عوجا‪ :{ N‬اي ميل‪ N‬عن الحق والعتدال في ألفاظه ومعانيه‪.‬‬

‫} قيما {‪ :‬أي ذا اعتدال ل إفراط فيه ول تفريط في كل ما حواه ودعا إليه من التوحيد والعبادة والداب‬
‫والشرائع والحكام‪.‬‬

‫} بأسا‪ N‬شديدا‪ :{ N‬عذابا‪ N‬ذا شدة وقسوة وسوء عذاب في الخرة‪.‬‬

‫} من لدنه {‪ :‬من عنده سبحانه وتعالى‪.‬‬


‫} أجرأ حسن‪N‬ا {‪ :‬أي الجنة إذ هي أجر المؤمنين العاملين بالصالحات‪.‬‬

‫} غن يقولون ال كذبا‪ :{ N‬أي ما يقولون ال كذبا‪ N‬بحتا‪ N‬ل واقع له من الخارج‪.‬‬

‫} باخع نفسك {‪ :‬قاتل نفسك كالمنتحر‪.‬‬

‫} بهذا الحديث أسفا‪ :{ N‬أي بالقرآن من أجل السف الذي هو الحزن الشديد‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫أخبر تعالى في فاتحة سورة الكهف بانه المستحق للحمد‪ ،‬وأن الحمد ل وذكر موجب ذلك‪ ،‬وهو إنزاله على‬
‫عبده ورسوله محمد صلى ال عليه وسلم الكتاب الفخم العظيم وهو القرآن العظيم الكريم فقال‪ } :‬الحمد ل الذي‬
‫أنزل على عبده الكتاب { وقوله تعالى‪ } ،‬ولم يجعل له عوجا‪ { N‬أي ولم يجعل لذلك الكتاب العظيم عوجا‪ N‬أي‬
‫ميل‪ N‬عن الحق والعتدال في ألفاظه ومعانية فهو كلم مستقيم محقق للخذ به كل الكتب السابقة مهيمنا‪ N‬عليها‬
‫الحق فيها ما احقه والباطل وما أبطله‪.‬‬

‫وقوله } لينذر بأسا‪ N‬شديدا‪ N‬من لدنه { أي انزل الكتاب الخالي من العوج القيم من أجل أن ينذر الظالمين من اهل‬
‫الشرك والمعاصي عذابا‪ N‬شديدا‪ N‬في الدنيا والخرة ينزل بهم عن ربهم الذين كفروا به وأشركوا وعصوه وكذبوا‬
‫رسوله وعصوه‪ .‬ومن أجل ان يبشر بواسطته أيضا‪N‬‬
‫{‬ ‫} الذين آمنوا وعملوا الصالحات‬
‫أي يخبرهم بما يسرهم ويفرح قلوبهم وهو أن لهم عند ربهم جنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها أبدا‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬لينذر { بصورة خاصة أولئك المتقولين على ال المفترين عليه بنستهم الولد اليه فقالوا‪ } :‬اتخذ‬
‫ال ولدا‪ { N‬وهو اليهود والنصارى وبعض مشركي العرب الذين قالوا ان الملئكة بنات ال! هذا ما دل عليه‬
‫قوله تعالى‪ } :‬وينذر الذين قالوا اتخذ ال ولدا‪ { N‬وهو قول توارثوه ل علم لحد منهم‪ ،‬وإنما هو مجرد كذب‬
‫يتناقلونه بينهم لذا قبح ال قولهم هذا وعجب نته القعلء‪ ،‬فقال‪ } :‬كبرت كلمة تخرج من أفواههم { أي عظم‬
‫قولهم } اتخذ ال ولدا‪ { N‬كلمة قالوها تخرج من أفواههم ل غير اذ ل واقع لها أبدا‪ ،N‬وقرر النكار عليهم فقال‪:‬‬
‫} إن يقولون ال كذب‪N‬ا { أي ما يقولون ال الكذب البحت الذي ل يعتمد على شيء من الصحة البتة‪ .‬وقوله‬
‫} فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا‪ { N‬يعاتب ال تعالى رسوله ويخفف عنه ما يجده‬
‫في نفسه من الحزن على عدم إيمانه قومه واشتدادهم ي الكفر والتكذيب وما يقترحونه عليه من اليات أي‬
‫فلعلك يا رسولنا قاتل نفسك على إثر تفعل واصبر لحكم ربك فإنه منجز وعده لك بالنصر على قومك المكذبين‬
‫لك‪.‬‬
‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب حمد ال تعالى على آلئه وعظيم نعمه‪.‬‬

‫‪ -2‬ل يحمد إل من له يقتضي حمده‪ ،‬وإل كان المدح كذبا‪ N‬وزورا‪.N‬‬

‫‪ -3‬عظيم شأن القرآن الكريم وسلمته من الفراط والتفريط والنحراف في كل ما جاء به‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان مهمة القرآن وهي البشارة لهل اليمان والنذار لهل الشرك والكفران‪.‬‬

‫‪ -5‬التنديد بالكذب على ال ونسبة ما ل يليق بجلله وكماله إليه كالولد ونحوه‪.‬‬

‫‪ -6‬تحريم النتحار وقتل النفس من الحزن أو الخوف ونحوه من الغضب والحرمان‪.‬‬

‫} إنا جعلنا ما على ٱلر‪%‬ض زينة‪ S‬لها لنب‪%‬لوهم‪ %‬أي‪O‬هم أح‪%‬سن عمل‪ } * { S‬وإنا لجاعلون ما علي‪%‬ها‬
‫صعيدا‪ S‬جرز‪S‬ا { * } أم‪ %‬حسب‪%‬ت أن أص‪%‬حاب ٱلكه‪%‬ف وٱلرقيم كانوا من‪ %‬آياتنا عجبا‪ } * { S‬إذ أوى‬
‫ٱلفتية إلى ٱلكه‪%‬ف فقالوا ربنآ آتنا من لدنك رح‪%‬مة‪ S‬وهي‪#‬ىء‪ %‬لنا من‪ %‬أم‪%‬رنا رشدا‪ } * { S‬فضرب‪%‬نا‬
‫ي الحز‪%‬بي‪%‬ن أح‪%‬صى لما لبثوا أمدا‪{ S‬‬
‫على آذانهم‪ %‬في ٱلكه‪%‬ف سنين عددا‪ } * { S‬ثم بعثناهم‪ %‬لنع‪%‬لم أ ‪O‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} صعيدا‪ N‬جزر‪N‬ا {‪ :‬أي ترابا‪ N‬ل نبات فيه‪ ،‬فالصعيد هو التراب والجزر الذي ل نبات فيه‪.‬‬

‫} الكهف {‪ :‬النقب الواسع في الجبل والضيق منه يقال له " غار "‪.‬‬

‫} والرقيم {‪ :‬لوح حجري رقمت فيه أسماء أصحاب الكهف‪.‬‬

‫} أوى الفتية الى الكهف {‪ :‬اتخذوه مأوى لهم ومنزل‪ N‬نزلوا فيه‪.‬‬
‫} الفتية {‪ :‬جمع فتى وهم شبان مؤمنون‪.‬‬

‫} هيئ لنا من أمرنا رشدا‪ :{ N‬أي ييسر لنا طريق رشد وهدايته‪.‬‬

‫} فضربنا على آذانهم {‪ :‬أي ضربنا على آذانهم حجابا‪ N‬يمنعهم من سماع الصوات والحركات‪.‬‬

‫} سنين عددا‪ :{ N‬أي اعواما‪ N‬عدة‪.‬‬

‫} ثم بعثناهم {‪ :‬أي من نومهم بمعنى أيقظناهم‪.‬‬

‫} أحصى لما لبثوا {‪ :‬أي أضبط لوقات بعثهم في الكهف‪.‬‬

‫} أمدا‪ :{ N‬أي مدة محدودية معلومة‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬قوله تعالى‪ } :‬إنا جعلنا ما على الرض زينة لها { من حيوان وأشجار ونبات وأنهار وبحار‪،‬‬
‫وقوله } لنبلوهم { أي لنختبرهم } أيهم أحين عمل‪ { N‬اي أيهم اترك لها وأتبع لمرنا ونهينا وأعمل فيها بطاعتنا‬
‫وقوله‪ } :‬وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا‪ N‬جرزا‪ { N‬أي وإنا لمخربوها في يوم‪ ،‬من اليام بعد عمارتها ونضارتها‬
‫وزينتها نجعلها } صعيدا‪ N‬جرزا‪ { N‬أي ترابا‪ N‬ل نبات فيه‪ ،‬إذا فل تحزن با رسولنا ول تغتم مما تلقيه من قومك‬
‫فإن مآل الحياة من أجلها عادوك وعصوننا الى أن تصبح صعيدا‪ N‬جزرا‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬أم حسبت أن أصحاب‬
‫الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا‪ { N‬أي أظننت أيها النبي أن أصحاب الكهف أي الغار في الكهف والرقيم‬
‫وهو اللوح الذي كتبت عليه ورقم أصحاب الكهف وأنسابهم وقصتهم } كانوا من آياتنا عجبا‪ { N‬أي كان أعجب‬
‫من آياتنا في خلق المخلوقات‪ ،‬السموات والرض بل من مخلوقات ال ما هو أعجب بكثير‪ .‬وقوله‪ } :‬إذ أوى‬
‫الفتية إلى الكهف { هذا شروع في ذكر قصتهم العجيبة‪ ،‬أي اذكر للسائلين لك عن قصة هؤلء الفتية‪ ،‬إذا أووا‬
‫الى الغار في الكهف فنزلوا فيه‪ ،‬واتخذوه مأوى لهم ومنزل‪ N‬هروبا‪ N‬من قومهم الكفار أن يفتوهم في دينهم وهم‬
‫سبعة شبان ومعهم كلب لهم فقالوا سائلين ربهم‪ } :‬ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا { أي‬
‫أعطنا من عندك رحمة تصبحنا في هجرتنا هذه للشرك والمشركين } وهيء لنا من أمرنا رشدا { أي ويسر لنا‬
‫من أمرنا في فرارنا من ديار المشركين خوفا‪ N‬على ديننا } رشدا‪ { N‬أي سدادا‪ N‬وصلحا‪ N‬ونجاة من أهل الكفر‬
‫والباطل‪ ،‬قال ابن جرير الطبري في تفسيره لهذه اليات وقد اختلف أهل العلم في سبب مصير هؤلء الفتية الى‬
‫الكهف الذي ذكر ال في كتابه فقال بعضهم‪ :‬كان سبب ذلك أنهم كانوا مسلمين على دين عيسى وكان لهم ملك‬
‫عابد وثن دعاهم الى عبادة الصنام فهربوا بدينهم منه خشية أن يفتنهم عن دينهم او يقتلهم فاستخفوا منه في‬
‫الكهف وقوله تعالى‪ } :‬فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا‪ { N‬اي فضربنا على آذانهم حجابا‪ N‬يمنعهم من‬
‫سماع الصوات والحركات فناموا في كهفهم سنين معدودة أي ثلثمائة وتسع سنين‪ ،‬وكانوا يتقلبون بلطف ال‬
‫وتدبيره هم من جنب الى جنب حتى بعثهم من نومهم وهذا استجابة ال تعالى لهم إذ دعوه قائلين‪ } :‬رنبا آتنا‬
‫من لدنك رحمة { وقوله تعالى‪ } :‬ثم بعثناهم { أي من نومهم ورقادهم } لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا {‬
‫أي في الكهف } أمدا‪ { N‬أي لنعلم علم مشاهدة ولينظر عبادي فيعلموا أي الطائفتين اللتين اختلفتا في قدر لبثهم‬
‫في الكهف كانت أحصى لمدة لبثهم الى مدى أي غاية كذا من السنين‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان العلة في وجود الزينة على هذه الرض‪ ،‬وهي البتلء والختبار للناس ليظهر الزاهد فيها‪ ،‬العارف‬
‫بتفاهتها وسرعة زوالها‪ ،‬وليظهر الراغب فيها المتكالب عليها الذي عصى ال من اجلها‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير فناء كل ما على الرض حتى تبقى صعيدا‪ N‬جرز‪N‬ا وقاعا‪ N‬صفصفا‪ N‬ل يرى فيها عوج ول أمت‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير نبوة الرسول صلى ال عليه وسلم بإجابة السائلين عن أصحاب الكهف باليجاز والتفصيل‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير التوحيد ضمن قصة أصحاب الكهف إذ فروا بدينهم خوفا‪ N‬من الشرك الصغر‪.‬‬

‫‪ -5‬استجابة ال دعاء عباده المؤمنين الموحدين حيث استجاب للفتية فآواهم الغار ورعاهم حتى بعثهم بعد تغير‬
‫الحوال وتبدل العباد والبلد‪.‬‬

‫} نح‪%‬ن نقص‪ O‬علي‪%‬ك نبأهم بٱلحق‪ R‬إنهم‪ %‬فتية‪ U‬آمنوا برب‪#‬هم‪ %‬وزد‪%‬ناهم‪ %‬هد‪g‬ى { * } وربطنا على‬
‫قلوبهم‪ %‬إذ قاموا فقالوا رب‪O‬نا رب‪ O‬ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض لن ند‪%‬عوا من دونه إلـها‪ S‬لقد‪ %‬قلنا إذا‬
‫شططا‪ } * { S‬هـؤ)ل*ء قو‪%‬منا ٱتخذوا من دونه آلهة‪ S‬لو‪%‬ل يأتون علي‪%‬هم بسلطان@ بي‪#‬ن@ فمن‪ %‬أظلم‬
‫ممن ٱفترى على ٱلله كذبا‪ } * { S‬وإذ ٱع‪%‬تزلتموهم‪ %‬وما يع‪%‬بدون إل ٱلله فأووا إلى ٱلكه‪%‬ف ينشر‬
‫لكم‪ %‬رب‪O‬كم م‪#‬ن رح‪%‬مته ويهي‪#‬ئ لكم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬أم‪%‬ركم‪ %‬م‪#‬ر‪%‬فقا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} نبأهم بالحق {‪ :‬أي خبرهم العجيب بالصدق واليقين‪.‬‬

‫} وزنادهم هدى {‪ :‬أي إيمانا‪ N‬وبصيرة في دينهم ومعرفة ربهم حتى صبروا على الهجرة‪ } .‬وربطنا على قلوبهم‬
‫{‪ :‬أي شددنا عليها فقويت عزائمهم حتى قالوا كلمة الحق عند سلطان جائر‪.‬‬

‫} لن ندعوا من دونه إلها {‪ :‬لن نعبد من دونه إلها‪ N‬آخر‪.‬‬

‫} لول يأتون عليهم بسلطان {‪ :‬أي هل يأتون بحجة قوية تثبت صحة عبادتهم‪.‬‬

‫} على ال كذبا‪ :{ N‬أي باتخاذ آلهة من دونه تعالى يدعوها ويعبدها‪.‬‬

‫} فأووا إلى الكهف {‪ :‬أي انزلوا في الكهف تسترون به على أعين أعدائكم المشركين‪.‬‬

‫} ينشر لكم ربكم من رحمته {‪ :‬أي يبسط من رحمته عليكم بنجاتكم مما فررتم منه‪.‬‬

‫} ويهيء لكم من أمركم {‪ :‬وييسر لكم من أموالكم الذي أنتم فيه من الغم والكرب‪.‬‬

‫} مرفقا {‪ :‬أي ما ترتفقون به وتنتفعون من طعام وشراب وإواء‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد أن ذكر تعالى موجز قصة أصحاب الكهف أخذ في تفصيلها } نحن نقص عليكم نبأهم بالحق { أي نحن‬
‫رب العزة والجلل نقص عليك أيها الرسول خبر أصحاب الكهف بالحق الثابت الذي ل شك فيه } إنهم فتية { ‪،‬‬
‫جمع فتى } آمنوا بربهم { أي صدقوا بوجوده ومكارهه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وربطنا على قلوبهم { أي قوينا عزائمهم بما شددنا على قلوبهم حتى قاموا وقالوا على رؤوس‬
‫المل وأمام ملك كافر } ربنا رب السموات والرض { أي ليس لنا رب سواء‪ ،‬لن ندعو من دونه إلها‪ N‬مهما كان‬
‫شأنه‪ ،‬إذ لو اعترفنا بعبادة غيره لكنا قد قلنا إذا شططا‪ N‬من القول وهو الكذب والغلو فيه وقوله تعالى‪ } :‬هؤلء‬
‫قومنا اتخذوا دونه آلهة { يخبر تعالى عن قبل الفتية لما ربط ال على قلوبهم إذ قاموا في وجه المشركين‬
‫الظلمة وقولوا‪ } :‬هؤلء قومنا اتخذوا من دون ال آلهة‪ ،‬لول يأتون عليهم بسلطان بين { أي هل يأتون عليهم‬
‫بسلطان بين أي بحجة واضحة تثبت عبادة هؤلء الصنام من دون ال؟ ومن أين ذلك الحال أنه ل إله إل ال؟!‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬فمن أظلم ممن افترى { ينفي ال عز وجل أن يكون هناك أظلم ممن افترى على ال كذبا‪ N‬باتخاذ‬
‫آلهة يعبدها معه باسم التوسل بها وشعار التشفع والتقرب الى ال زلفى بواسطتها!! وقوله تعالى عن قيل‬
‫أصحاب الكهف لبعضهم‪ } :‬وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون إل ال { من الصنام والوثان } فأووا إلى الكهف {‬
‫أي فيصروا الى غار الكهف المسمى " بنجلوس " } ينشر لكم ربكم من رحمته { أي يبسط لكم من رحمته‬
‫بتيسيره لكم المخرج من المر الذي رميتم به من الكفار " دقينوس " } ويهيئ لكم من أمركم مرفقا‪ { N‬أي ما‬
‫ترتفقون به من طعام وشراب وأمن في مأواكم الجديد الذي أويتم إليه فرارا‪ N‬بدينكم واستخفائكم من طالبكم‬
‫المتعقب لكم ليفتنكم في دينكم أو يقتلكم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير النبوة المحمدية بذكر قصة أصحاب الكهف‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير زيادة اليمان ونقصانه‪.‬‬

‫‪ -3‬فضيلة الجرأة في الحق والتصريح به ولو أدى الى القتل أو الضرب أو السجن‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير التوحيد وأنه ل إل ال على لسان أصحاب الكهف‪.‬‬

‫‪ -5‬بطلن عبادة غير ال لعدم وجود دليل عقلي أو نقلي عليها‪.‬‬

‫‪ -6‬الشرك ظلم وكذب والمشرك ظالم مفتر كاذب‪.‬‬

‫‪ -7‬تقرير فرض الهجرة في سبيل ال‪.‬‬

‫‪ -8‬فضيلة اللتجاء الى ال تعالى وطلب حمايته لعبده وكفاية ال من لجأ إليه في صدق‪.‬‬

‫} وترى ٱلشم‪%‬س إذا طلعت تزاور عن كه‪%‬فهم‪ %‬ذات ٱليمين وإذا غربت تقرضهم‪ %‬ذات ٱلش‪R‬مال وهم‬
‫في فج‪%‬وة@ م‪#‬نه ذلك من‪ %‬آيات ٱلله من يه‪%‬د ٱلله فهو ٱلمه‪%‬تد ومن يض‪%‬لل فلن تجد له ولي‪j‬ا‪ S‬م‪O‬ر‪%‬شدا‪{ S‬‬
‫* } وتح‪%‬سبهم‪ %‬أي‪%‬قاظا‪ S‬وهم‪ %‬رقود‪ V‬ونقل‪R‬بهم‪ %‬ذات ٱليمين وذات ٱلش‪R‬مال وكلبهم‪ %‬باسط‪ U‬ذراعي‪%‬ه‬
‫بٱلوصيد لو ٱطلع‪%‬ت علي‪%‬هم‪ %‬لولي‪%‬ت منهم‪ %‬فرار‪S‬ا ولملئت منهم‪ %‬رع‪%‬با‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} تزاور {‪ :‬أي تميل‪.‬‬

‫} تقرضهم {‪ :‬تتركهم وتتجاوز عنهم فل تصيبهم‪.‬‬

‫} في فجوة منه {‪ :‬متسع من الكهف ينالهم برد الريح ونسيمها‪.‬‬

‫} من آيات ال {‪ :‬أي دلئل قدرته‪.‬‬

‫} أيقاظا‪ :{ N‬جمع يقظ أي منتبهن لن أعينهم منفتحة‪.‬‬

‫} بالوصيد {‪ :‬فناء الكهف‪.‬‬

‫} ر‪n‬عبا‪ :{ N‬منعهم ال بسببه من الدخول عليهم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم غي عرض قصة أصحاب الكهف يقول تعالى في خطاب رسوله صلى ال عليه وسلم‬
‫} وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم { أي تميل عنه ذات اليمين } وإذا غربت تقرضهم { أي تتركهم‬
‫وتتجاوز عنهم فل تصيبهم ذات الشمال‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وهم في فجوة منه { أي متسع من الكهف ينالهم برد‬
‫الريح ونسيمها‪ ،‬وقوله } ذلك من آيات ال { أي وذلك المذكور من ميلن الشمس عنهم إذا طلعت وقرضا‪ N‬لهم‬
‫اذا غربت من دلئل قدرة ال تعالى ورحمته بأوليائه ولطفه بهم‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ومن يهد ال فهو المهتد ومن‬
‫يضلل فلن تجد له وليا‪ N‬مرشدا‪ { N‬يخبر تعالى ان الهداية بيده وكذلك الضلل فليطلب العبد من ربه الهداية إلى‬
‫صراطه المستقيم‪ ،‬وليستعذ من الضلل المبين‪ ،‬إذ من يضله ال لن يوجد له ولي يرشده بحال من الحوال‪،‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وتحسبهم أيقاظا‪ N‬وهم رقود { أي أنك إذا نظرت إليهم تظنهم أيقاظا‪ N‬أي منتبهين لن أعينهم‬
‫متفتحة وهم رقود نائمون ل يحسون بأحد ول يشعرون‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ونقلبهم ذات اليمين { أي جهة اليمين }‬
‫وذات الشمال { أي جهة الشمال حتى ل تعدو التربة على أجسادهم فتبليها‪ .‬وقوله } وكلبهم باسط ذراعيه‬
‫بالوصيد { أي‪ :‬وكلبهم الذي خرج معهم‪ ،‬وهو كلب صيد } باسط ذراعيه بالوصيد { أي‪ :‬بفناء الكهف‪ .‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬لو اطلعت عليهم { أي لو شاهدتهم وهم رقود أعينهم مفتحة } لوليت منهم فرارا‪ { N‬لرجعت فارا‪ N‬منهم }‬
‫ولملئت منهم رعبا‪ { N‬أي خوف‪N‬ا وفزعا‪ ،N‬ذلك ان ال ألقى عليهم من الهيبة والوقار حتى ل يدنومنهم أحد ويسمهم‬
‫بسوء الى أن يوقظهم عند نهاية الجل الذي ضرب لهم‪ ،‬ليكون أمرهم آية من آيات ال الدالة على قدرته‬
‫وعظيم سلطانه وعجيب تدبيره في خلقه‪.‬‬
‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان لطف ال تعالى بأوليائه بإكرامهم في هجرتهم إليه‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير أن الهداية بيد ال فالمهتدي من هداه ال والضال من أضله ال ولزم ذلك طلب الهداية من ال‪،‬‬
‫والتعوذ به من الضلل لنه مالك ذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان عجيب تدبير ال تعالى وتصرفه في مخلوقاته فسبحانه من إله عظيم عليم حكيم‪.‬‬

‫} وكذلك بعثناهم‪ %‬ليتسآءلوا بي‪%‬نهم‪ %‬قال قائل‪ Z‬م‪#‬نهم‪ %‬كم لبثت ‪%‬م قالوا لبثنا يو‪%‬ما‪ S‬أو‪ %‬بع‪%‬ض يو‪%‬م@ قالوا‬
‫رب‪O‬كم‪ %‬أع‪%‬لم بما لبثتم‪ %‬فٱب‪%‬عثوا أحدكم‪ %‬بورقكم‪ %‬هـذه إلى ٱلمدينة فلينظر‪ %‬أي‪O‬هآ أز‪%‬كى طعاما‪ S‬فليأتكم‬
‫برز‪%‬ق@ م‪#‬نه وليتلطف ول يشعرن بكم‪ %‬أحدا‪ } * { S‬إنهم‪ %‬إن يظهروا علي‪%‬كم‪ %‬ير‪%‬جموكم‪ %‬أو‪ %‬يعيدوكم‬
‫في ملتهم‪ %‬ولن تفلحو*ا إذ‪S‬ا أبدا‪ } * { S‬وكذلك أع‪%‬ثر‪%‬نا علي‪%‬هم‪ %‬ليع‪%‬لمو*ا أن وع‪%‬د ٱلله حق| وأن‬
‫ٱلساعة ل ري‪%‬ب فيها إذ يتنازعون بي‪%‬نهم‪ %‬أم‪%‬رهم‪ %‬فقالوا ٱب‪%‬نوا علي‪%‬هم‪ %‬بنيانا‪ S‬رب‪O‬هم‪ %‬أع‪%‬لم بهم‪ %‬قال‬
‫ٱلذين غلبوا على أم‪%‬رهم‪ %‬لنتخذن علي‪%‬هم‪ %‬مس‪%‬جدا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} كذلك بعثناهم {‪ :‬أي كما أنمناهم تلك النومة الطويلة الخارقة للعادة بعثناهم من رقادهم بعث‪N‬ا خارق‪N‬ا للعادة أيضا‬
‫فكان في منامهم آية وفي إقافتهم آية‪.‬‬

‫} كم لبثتم {‪ :‬أي في الكهف نائمين‪.‬‬

‫} يوما‪ N‬أو بعض يوم {‪ :‬لنهم دخلوا الكهف صباحا‪ N‬واستيقظوا عشية‪.‬‬

‫} بورقكم {‪ :‬بدراهم الفضة التي عندكم‪.‬‬

‫} الى المدينة {‪ :‬أي المدينة التي كانت تسمى افسوس وهي طرسوس اليوم‪.‬‬

‫} أزكى طعاما‪ :{ N‬أي أي‪ x‬أطعمة المدينة أحل‪ u‬أي أكثر حلية‪.‬‬

‫} وليتلطف {‪ :‬أي يذهب يشتري الطعام ويعود في لطف وخفاء‪.‬‬


‫} يرجموكم {‪ :‬أي يقتلوكم رميا‪ N‬بالحجارة‪.‬‬

‫} أعثرنا عليهم {‪ :‬أطلعنا عليهم أهل بلدهم‪.‬‬

‫} ليعلموا {‪ :‬أي قومهم أن البعث حق للجساد والرواح معا‪.N‬‬

‫} إذ يتنازعون {‪ :‬أي الكفار قالوا ابنوا عليهم أي حولهم بناء يسترهم‪.‬‬

‫} فقالوا {‪ :‬أي المؤمنون والكافرون في شأن البناء عليهم‪.‬‬

‫} وقال الذين غلبوا على امرهم‪ :‬وهو المؤمنون لنتخذن حولهم مسجد‪N‬ا يصلى فيه‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في الحديث عن أصحاب الكهف فقوله‪ } :‬وكذلك بعثناهم ليتسألوا بينهم { أي كما أنمناهم‬
‫ثلثمائة سنة وتسعا‪ N‬وحفظنا أجسادهم وثيابهم من البلى ومنعناهم من وصول أحد إليهم‪ ،‬وهذا من مظاهر قدرتنا‬
‫وعظيم سلطاننا بعثناهم من نومهم الطويل ليتساءلوا بينهم فقال قائل منهم مستفهما‪ N‬كم لبثتم يا إخواننا فأجاب‬
‫بعضهم قائل‪ } N‬لبثنا يوما‪ N‬أو بعض يوم { لنهم آووا الى الكهف في الصباح وبعثوا من رقادهم في المساء‬
‫وأجاب بعض آخر بقول مرض للجميع وهو قوله‪ } :‬ربكم أعلم بما لبثتم { فسلموا المر إليه‪ ،‬وكانوا جياعا‬
‫فقالوا لبعضهم } فابعثوا أحدكم بورقكم هذه { يشيرون الى عملة من فضة كانت معهم } الى المدينة { وهي‬
‫أفسوس التي خرجوا منها هاربين بدينهم‪ ،‬وقوله‪ } :‬فلينظر أيها أزكى طعاما‪ N‬فليأتكم برزق منه { أي فلينظر‬
‫الذي تبعثونه لشراء الطعام أي أنواع الطعمة أزكى أي أطهر من الحرام والستقذار } فليأتكم برزق منه {‬
‫لتأكلوا سدا‪ N‬لجوعكم وليتلطف في شرائه وذهابه وإيابه حتى ل يشعر بكم أحد وعلل لقوله هذا بقوله } إنهم سدا‬
‫أن يظهروا عليكم { أي يطلعوا } يرجموكم { أو يقتلوكم رجم‪N‬ا بالحجارة } أو يعيدوكم في ملتهم { ملة الشرك‬
‫بالقسر والقوة‪ } .‬ولن تفلحوا إذا‪ N‬أبدا‪ { N‬أي ولن تفلحوا بالنجاة من النار ودخول الجنة إذا أنتم عدتم للكفر‬
‫والشرك‪ ..‬فكفرتم وأشركتم بربكم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وكذلك أعثرنا عليهم { أي وكما أنمناهم تلك المدة الطويلة وبعثناهم ليتساءلوا بينهم فيزدادوا‬
‫إيمانا‪ N‬ومعرفة بولية ال تعالى وحمايته لوليائه } أعثرنا عليهم { أهل مدينتهم الذين انقسموا الى فريقين فريق‬
‫يعتمد ان البعث حق وأنه بالجسام والرواح‪ ،‬وفريق يقول البعث الخر للرواح دون الجسام كما هي عقيدة‬
‫النصارى الى اليوم‪ ،‬فأنام ال الفتية وبعثهم وأعثر عليهم هؤلء القوم المختلفين فاتضح لهم أن ال قادر على‬
‫بعث الناس أحياء أجساما‪ N‬وأرواحا‪ N‬كما بعث أصحاب الكهف وهو معنى قوله تعالى‪ } :‬وكذلك أعثرنا عليهم‬
‫ليعلموا { أي أولئك المختلفون في شأن البعث أن وعد ال حق وهو ما وعد به الناس من أنه سيبعثهم بعد‬
‫موتهم يوم القيامة ليحاسبهم ويجزيهم بعملهم‪.‬‬

‫} وأن الساعة ل ريب فيها { وقوله تعالى‪ } :‬إذ يتنازعون بينهم أمرهم { أي أعثرناهم عليهم في وقت كان اهل‬
‫البلد يتنازعون في شأن البعث والحياة الخرة هل هي بالجسام والرواح أو بألرواح دون الجسام‪ .‬فتبين لهم‬
‫بهذه الحادثة أن البعث حق وأنه بالجسام والرواح معا‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬فقالوا ابنوا عليهم بنيانا‪ { N‬واتركوهم‬
‫في الكهف أي سدوا عليهم باب الكهف واتركوهم فيه لنهم بعد أن عثروا عليهم ماتوا } ربهم أعلم بهم {‬
‫وبحالهم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا‪ { N‬أي قال الذين غلبوا على أمر الفتية لكون‬
‫الملك كان مسلما‪ N‬معهم } لنتخذن عليهم مسجدا‪ { N‬أي للصلة فيه وفعل‪ N‬بنوة على مقربة من فم الغار بالكهف‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬مظاهر قدرة ال تعالى وعلمه وحكمته‪.‬‬

‫‪ -2‬وحوب طلب الحلل في الطعام والشراب وغيرهما‪.‬‬

‫‪ -3‬الموت على الشرك والكفر مانع من الفلح يوم القيامة أبدا‪.N‬‬

‫‪ -4‬تقرير معتقد البعث والجزاء الذي ينكره أهل مكة‪.‬‬

‫‪ -5‬مصداق قول الرسول صلى ال عليه وسلم " لعن ال اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "‬
‫وقوله " إن أولئك إذ كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا‪ N‬وصوروا‪ N‬فيه تلك الصور أولئك‬
‫شرار الخلق الخلق يوم القيامة " " في الصحيحين "‪ -6 .‬مصدق قول الرسول صلى ال عليه وسلم " لتتبعن‬
‫سنن من قبلكم شبرا‪ S‬وذراعا‪ S‬بذراع "‪ .‬إذ قد بنى المسلمون على قبور الولياء والصالحين المساجد‪ .‬بعد القرون‬
‫المفضلة حتى أصبح يندر وجود مسجد عتيق خال من قبر أو قبور‪.‬‬
‫} سيقولون ثلثة‪ U‬رابعهم‪ %‬كلبهم‪ %‬ويقولون خم‪%‬سة‪ U‬سادسهم‪ %‬كلبهم‪ %‬رج‪%‬ما‪ S‬بٱلغي‪%‬ب ويقولون سب‪%‬عة‬
‫وثامنهم‪ %‬كلبهم‪ %‬قل رب‪#‬ي أع‪%‬لم بعدتهم ما يع‪%‬لمهم‪ %‬إل قليل‪ Z‬فل تمار فيهم‪ %‬إل مرآء‪ g‬ظاهرا‪ S‬ول‬
‫تس‪%‬تفت فيهم‪ %‬م‪#‬نهم‪ %‬أحدا‪ } * { S‬ول تقولن لشي‪%‬ء@ إن‪R‬ي فاعل‪ Z‬ذلك غدا‪ } * { S‬إل أن يشآء ٱلله‬
‫وٱذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يه‪%‬دين رب‪#‬ي لقرب من‪ %‬هـذا رشدا‪ } * { S‬ولبثوا في كه‪%‬فهم‬
‫ثلث مئة@ سنين وٱز‪%‬دادوا تس‪%‬عا‪ } * { S‬قل ٱلله أع‪%‬لم بما لبثوا له غي‪%‬ب ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض أب‪%‬صر‬
‫به وأس‪%‬مع‪ %‬ما لهم م‪#‬ن دونه من ولي‪ m‬ول يشرك في حكمه أحدا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} رجما‪ N‬بالغيب {‪ :‬أي قذفا‪ N‬بالظن غير يقين علم‪.‬‬

‫} ما يعلمهم إل قليل {‪ :‬أي من الناس‪.‬‬

‫} فل تمار فيهم {‪ :‬ل تجادل في عدتهم‪.‬‬

‫} ول تستفت فيهم منهم أحدا‪ :{ N‬أي من أهل الكتاب‪ ،‬الستفتاء‪ :‬الستفهام والسؤال‪.‬‬

‫} إل أن يشاء ال {‪ :‬أي إل أن تقول إن شاء ال‪.‬‬

‫} لقرب من هذا رشدا‪ :{ N‬هداية وأظهر دللة على نبوتي من قصة أصحاب الكهف‪.‬‬

‫} له غيب السموات والرض {‪ :‬أي علم غيب السموات والرض وهو ما غاب فيهما‪.‬‬

‫} أبصر به وأسمع {‪ :‬أي أبصر بال واسمع بع صيغة تعجب! والصل ما أبصره وما أسمعه‪.‬‬

‫} ما لهم من دونه من ولي {‪ :‬أي ليس لهل السموات والرض من دون ال أي من ناصر‪.‬‬

‫} ول يشرك في حكمه أحدا‪ :{ N‬لنه غني عما سواه ول شريك له‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫ما زال السياق في الحديث عن أصحاب الكهف يخبر تعالى بأن الخائضين في شأن أصحاب الكهف سيقول‬
‫بعضهم بأنهم ثلثة رابعهم كلبهم ويقول بعض آخرهم خمسة سادسهم كلبهم } رجما‪ N‬بالغيب { أي قذفا‪ N‬بالغيب‬
‫من غير علم يقيني‪ ،‬ويقول بعضهم هم سبعة وثامنهم كلبهم‪ ،‬ثم أمر ال تعالى رسوله أن يقول لصحابه تلك‬
‫القوال‪ } :‬ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إل قليل { أي ما يعلم عددهم إل قليل من الناس قال ابن عباس من ذلك‬
‫القليل والثاني قالوا ما قالوه من باب الرجم بالغيب ل من باب العلم والمعرفة‪ ،‬وسكت عن الفريق الثالث‪ ،‬فدل‬
‫ذلك على أنهم سبعة وثامنهم كلبهم وال أعلم‪ .‬وقوله تعالى } فل تمار فيهم إل مراء‪ a‬ظاهر‪N‬ا { أي ول تجادل‬
‫أهل الكتاب } أحدا‪ { N‬وذلك لنهم يعلمون عدتهم وإنما يقولون بالخرص والتخمين ل بالعلم واليقين‪ .‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬ول تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا‪ N‬إل أن يشاء ال { أي ل تقل يا محمد في شأن تريد فعله مستقبل‬
‫أي سأفعل كذا إل أن تقول إن شاء ال‪ ،‬وذلك أنه صلى ال عليه وسلم لما سأله وفد قريش بإيعاز من اليهود‬
‫عن المسائل الثلث‪ :‬الروح‪ ،‬وأصحاب الكهف وذي القرنين‪ ،‬قال لسائليه‪ :‬أجيبكم غدا‪ N‬انتظارا‪ N‬للوحي ولم يقل‬
‫إن شاء ال‪ ،‬فأدبه به تعالى بانقطاع الوحي عنه نصف شهر‪ ،‬وأنزل هذه السورة وفيها تأديب له صلى ال عليه‬
‫وقوله‪ } :‬واذكر ربك إذا نسيت { أي إذا نسيت الستثناء الذي علمناك فاذكره ولو بعد حين لتخرج من الحرج‪.‬‬

‫أما الكفارة فلزمة إل أن يكون الستثناء متصل‪ N‬وقوله تعالى‪ } :‬وقل عسى أن يهديني ربي لقرب من هذا‬
‫رشدا‪ { N‬أي وقل بعد النسيان والستثناء المطلوب منك } عسى أن يهديني ربي لقرب من هذا رشدا‪ { N‬أي لعل‬
‫ال تعالى أن يهديني فيسددني ل‪y‬س‪l‬د‪ m‬ما وعدتكم أن أخبركم به مما هو أظهر دللة على نبوتي مما سألتموني عنه‬
‫اختبارا‪.‬‬

‫وقوله تعالى } ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا { يخبر تعالى أن الفتية لبثوا في كهفهم رقودا‪ N‬من‬
‫ساعة دخلوه إلى أن أعثر عليهم قومهم ثلثمائة سنين بالحساب الشمسي وزيادة بالحساب القمري‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬قل ال أعلم بما لبثوا { رد به على من قال من أهل الكتاب إن الثلثمائة والتسع سنين هي من ساعة‬
‫دخولهم الكهف إلى عهد النبي صلى ال عليه وسلم فأبطل ال هذا بتقرير الثلثمائة والتسع أول‪ N‬وبقوله } ال‬
‫أعلم بما لبثوا { وثانيا‪ N‬وبقوله‪ } :‬له غيب السموات والرض { أي ما غاب فيهما‪ ،‬ثالثا‪ ،N‬وبقوله‪ } :‬أبصر به‬
‫وأسمع { أي ما أبصره بخلفه وما أسمعه لقوالهم حيث ل يخفى عليه شيء من أمورهم وأحوالهم خامسا‪،N‬‬
‫وقوله } ليس لهم { أي لهل السموات والرض من دونه تعالى } من ولي { أي‪ r‬ول ناصر } ول يشرك في‬
‫حكمه أحدا‪ { N‬لغناه عما سواه ولعدم وجود شريك له بحال من الحوال‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬


‫‪ -1‬بيان اختلف أهل الكتاب وعدم ضبطهم للحداث التاريخية‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان عدد فتية أصحاب الكهف وأنهم سبعة وثامنهم كلبهم‪.‬‬

‫‪ -3‬من الدب مع ال تعالى أن ل يقول العبد سأفعل كذا مستقبل‪ N‬إل قال بعدها إن شاء ال‪.‬‬

‫‪ -4‬من الدب من نسي الستثناء أن يستثني ولو بعد حين فإن ل ينفعه الستثناء إل إذا كان متصل‪ N‬بكلمه‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير المدة التي لبثها في كهفهم وهي ثلث مائة وتسع سنين بالحساب القمري‪.‬‬

‫} وٱتل) مآ )أو‪%‬حي إلي‪%‬ك من كتاب رب‪#‬ك ل مبد‪#‬ل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا‪ } * { S‬وٱص‪%‬بر‬
‫نفسك مع ٱلذين يد‪%‬عون ربهم بٱلغداة وٱلعشي‪ #‬يريدون وج‪%‬هه ول تع‪%‬د عي‪%‬ناك عنهم‪ %‬تريد زينة‬
‫ٱلحياة ٱلد‪O‬نيا ول تطع‪ %‬من‪ %‬أغفلنا قلبه عن ذكرنا وٱتبع هواه وكان أم‪%‬ره فرطا‪ } * { S‬وقل ٱلحق‬
‫من رب‪#‬كم‪ %‬فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر‪ %‬إنا أع‪%‬تد‪%‬نا للظالمين نار‪S‬ا أحاط بهم‪ %‬سرادقها وإن‬
‫يس‪%‬تغيثوا يغاثوا بمآء@ كٱلمه‪%‬ل يشوي ٱلوجوه بئس ٱلشراب وسآءت مر‪%‬تفقا‪ } * { S‬إن ٱلذين‬
‫آمنوا وعملوا ٱلصالحات إنا ل نضيع أج‪%‬ر من‪ %‬أح‪%‬سن عمل‪) } * { S‬أو‪%‬لـئك لهم‪ %‬جنات عد‪%‬ن‬
‫تج‪%‬ري من تح‪%‬تهم ٱلنهار يحلو‪%‬ن فيها من‪ %‬أساور من ذهب@ ويلبسون ثيابا‪ S‬خض‪%‬را‪ S‬م‪#‬ن سندس‬
‫وإس‪%‬تب‪%‬رق@ م‪O‬تكئين فيها على ٱلرآئك نع‪%‬م ٱلثواب وحسنت مر‪%‬تفقا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} واتل ما أوحي إليك من الكتاب {‪ :‬أي أقرأ تعبدا‪ N‬ودعوة وتعليما‪.N‬‬

‫} ل مبدل لكلماته {‪ :‬أي ل مغير لكلمات ال في ألفاظها ول معانيها وأحكامها‪.‬‬

‫} ملتحدا‪ :{ N‬أي إحبسها‪.‬‬

‫} يريدون وجهه {‪ :‬أي طاعته ورضاه‪ ،‬ل عرضا‪ N‬من عرض الدنيا‪.‬‬

‫} ول تعد عيناك عنهم {‪ :‬أي ل تتجاوزهم بنظرك الى غيرهم من أبناء الدنيا‪.‬‬
‫} تريد زيمة الحياة الدنيا {‪ :‬أي بمجالستك الغنياء تريد الشرف والفخر‪.‬‬

‫} من أغفلنا قبله {‪ :‬أي جعلناه غافل‪ N‬عما يجب عليه من ذكرنا وعبادتنا‪.‬‬

‫} وكان أمره فرطا‪ :{ N‬أي ضياعا‪ N‬وهلكا‪.N‬‬

‫} أحاط بهم سرادقها {‪ :‬حائط من نار أحيط بهؤلء المعذبين في النار‪.‬‬

‫} بماء كالمهل {‪ :‬أي كعكعر الزيت أي الدردي وهو ما يبقى في أسفل الناء ثخنا‪ N‬رديئا‪.N‬‬

‫} من سندس واستبرق {‪ :‬أي مارق من الديباج‪ ،‬والستبرق ما غلظ منه أي من الديباج‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد نهاية الحديث عن أصحاب الكهف أمر تعالى رسوله بتلوة كتابه فقال‪ } :‬واتل { أي وأقرأ } ما أوحي إليك‬
‫من كتاب ربك { تعبد‪N‬ا ودعوة للناس الى ربهم به وتعليما‪ N‬للمؤمنين بما جاء فيه من الهدى‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬ل مبدل لكلماته { أي ل تتركن تلوته والعمل به والدعوة إليه فتكون من الهالكين فإن ما وعد ربك به‬
‫المعرضين عنه المكذبين به كائن حقا‪ N‬وواقع صدقا‪ N‬فإن ربك } ل مبدل لكلماته { الشتملة على وعده لوليائه‬
‫ووعيده لعدائه ممن كفورا به وكذبوا بكتابه فلم يحلوا حلله ولم يحرموا حرامه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ولن تجد من دون ملتحدا‪ { N‬أي انك إن لم تتل كتابه الذي أوحاه إليك وتعمل بما فيه فنالك ما‬
‫أوعد به الكافرين المعرضين عن ذكره‪ } .‬لن تجد من دون ال ملتحدا‪ { N‬أي موئلل‪ N‬تميل إليه وملجأ تحتمي به‬
‫وإذا كان مثل هذا الوعيد الشديد يوجه الى رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو المعصوم فغيره ممن تركوا‬
‫تلوة القرآن والعمل به فل أقاموا حدوده ول أحلوا حلله ول حرموا حرامه أولى بهذا الوعيد وهو حائق بهم‬
‫ل محالة إن لم يتوبوا قبل موتهم وقوله تعالى‪ } :‬واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم الغداة والعشي يريدون‬
‫وجهه { نزل هذا التوجيه للرسول صلى ال عليه وسلم عندما عرض عليه المشركون إبعاد أصحابه الفقراء‬
‫كبلل وصهيب وغيرهما ليجلسوا إليه ويسمعوا منه فنهاه ربه عن ذلك وأمره أن يحبس نفسه مع أولئك الفقراء‬
‫المؤمنين } الذين يدعون { ربهم في صلتهم في الصباح والمساء ل يريدون بصلتهم وتسبيحهم ودعائهم‬
‫عرضا‪ N‬من اعراض الدينا وإنما يريدون رضا ال ومحبته بطاعته في ليلهم ونهارهم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ول تعد عيناك عنهم { أي ل تتجاوز ببصرك هؤلء المؤمنين الفقراء الى أولئك الغنياء تريد‬
‫مجالستهم للشرف والفخر وقوله } ول تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا { فجعلناه غافل‪ N‬عن ذكرنا وذكر وعدنا‬
‫ووعيدنا ليكون من الهالكين لعناده وكبريائه ظلمه‪.‬‬

‫} وكان أمره فرطا‪ { N‬أي ضياعا‪ N‬وهلكا‪ ،N‬وقوله تعالى في الية الثالثة من هذا السياق } وقل الحق من ربكم‬
‫فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر { أي هذا الذي جئت به وأدعوا إليه من اليمان والتوحيد والطاعة ل بالعمل‬
‫الصالح هو )الحق من ربكم( أيها الناس‪ } .‬فمن شاء { ال هدايته فآمن وعمل صالحا‪ N‬فقد نجاه ومن لم يشأ ال‬
‫هدايته فبقي على كفره فلم يؤمن فقد خاب وخسر‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬إنا أعتدنا للظالمين نارا‪ N‬أحاط بهم سرادقها { أي جدرانها النارية‪ } ،‬وإن يستغيثوا { من شدة العطش }‬
‫يغاثوا بماء كالمهل { ردئيا‪ N‬ثخينا‪ } N‬يشوي الوجوه { إذا أدناه الشارب من وجهه ليشرب شوى جلده ووجهه ولذا‬
‫قيل فيه ذم له‪ } .‬بئس الشراب وساءت { أي جهنم } مرتفقا‪ { N‬في منزلها وطعامها وشرابها إذ كله سوء وعذاب‬
‫هذا وعيد من اختار الكفر على اليمان وأما وعد من آمن وعمل صالحا‪ N‬وقد تضمنته اليتان )‪ (32-31‬إذ قال‬
‫تعالى‪ } :‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا ل نضيع أجر من أحسن عمل‪ { N‬هذا حكمنا الذي ل تبديل له‬
‫وبين تعالى أجرهم على إيمانهم وإحسان اعمالهم فقال‪ } :‬أولئك لهم جنات عدن { أي إقامة دائمة } تجري من‬
‫تحتهم النهار يحلون فيها أساور من ذهب ويلبسون ثياب‪N‬ا خضرا‪ N‬من سندس واستبرق‪ ،‬متكئين فيها على‬
‫الرائك { وهي السرة بالحجلة‪ .‬ثم أثنى ال تعالى على نعيمهم الذي أعده لهم بقولهم‪ } :‬نعم الثواب { الذي‬
‫أثيبوا } وحسنت { الجنة في حيلها وثيابها وفرشها وأسرتها وطعامها وشرابها وحورها ورضوان ال فيها‬
‫} حسنت مرتفقا‪ { N‬يرتفقون فيه وبه‪ ،‬جعلنا ال من أهلها‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان خيبة وخسران المعرضين عن كتاب ال فلم يتلوه ولم يعملوا بما جاء فيه من شرائع وأحكام‪.‬‬

‫‪ -2‬الترغيب في مجالسة أبناء الخرة الفقراء الصابرون وترك أبناء الدنيا والعراض عما هم فيه‪.‬‬

‫‪ -3‬على الداعي الى ال تعالى أن يبين الحق‪ ،‬والناس بعد بحسب ما كتب لهم أو عليهم‪.‬‬

‫‪ -4‬الترغيب والترهيب بذكر جزاء الفريقين الؤمنين والكافرين‪.‬‬

‫‪ -5‬عذاب النار شر عذاب‪ ،‬ونعيم الجنة‪ ،‬نعم النعيم ول يهلك على ال إل هالك‪.‬‬
‫} وٱض‪%‬رب‪ %‬لهم‪ %‬مثل‪ S‬رجلي‪%‬ن جعلنا لحدهما جنتي‪%‬ن من‪ %‬أع‪%‬ناب@ وحففناهما بنخ @ل وجعلنا بي‪%‬نهما‬
‫زر‪%‬عا‪ } * { S‬كلتا ٱلجنتي‪%‬ن آتت أ)كلها ولم‪ %‬تظلم م‪#‬نه شي‪%‬ئا‪ S‬وفجر‪%‬نا خللهما نهرا‪ } * { S‬وكان له‬
‫ثمر‪ V‬فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مال‪ S‬وأعز‪ O‬نفر‪S‬ا { * } ودخل جنته وهو ظالم‬
‫ل‪R‬نفسه قال مآ أظن‪ O‬أن تبيد هـذه أبدا‪ } * { S‬ومآ أظن‪ O‬ٱلساعة قائمة‪ S‬ولئن ر‪O‬ددت إلى رب‪#‬ي‬
‫لجدن خي‪%‬را‪ S‬م‪#‬نها منقلبا‪ } * { S‬قال له صاحبه وهو يحاوره أكفر‪%‬ت بٱلذي خلقك من تراب@ ثم‬
‫من نطفة@ ثم سواك رجل‪ } * { S‬لكنا هو ٱلله رب‪#‬ي ول أ)شرك برب‪#‬ي أحدا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وأضرب بهم مثل‪ :{ N‬أي أجعل لهم مثل‪ N‬هو رجلين‪ ...‬الخ‪ } .‬جنتين {‪ :‬أي بستانين‪.‬‬

‫} وحففناهما بنخل {‪ :‬أي أحطناهما بخل‪.‬‬

‫} آتت أكلها {‪ :‬أي أعطت ثمارها وهو ما يؤكل‪.‬‬

‫} ولم تظلم منهم شيئا‪ :{ N‬أي ولم تنقص منه شيئ‪N‬ا بل أتت به كامل‪ N‬ووافيا‪.N‬‬

‫} خللهما نهر‪N‬ا {‪ :‬اي خلل الشجار والنخيل نهرا‪ N‬جاريا‪.N‬‬

‫} وهو يحاوره {‪ :‬أي يحادثه ويتكلم معه‪.‬‬

‫} وأعز نفرا‪ :{ N‬أي عشيرة ورهطا‪.N‬‬

‫} تبيد {‪ :‬أي تفنى وتذهب‪.‬‬

‫} خيرا‪ N‬منها منقلبا‪ :{ N‬أي مرجعا‪ N‬في الخرة‪.‬‬

‫} أكفرت بالذي خلقك من تراب؟! {‪ :‬الستفهام للتوبيخ والخلق من تراب باعتبار الصل هو آدم‪.‬‬

‫} من نطفة {‪ :‬أي مني‪.‬‬


‫} ثم سواك {‪ :‬أي عدلك وصيرك رجل‪.N‬‬

‫} لكنا {‪ :‬أي لكن أنا‪ ،‬حذفت اللف وأدغمت النون في النون فصارت لكنا‪.‬‬

‫} هو ال ربي {‪ :‬أي أنا أقول ال ربي‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يقول تعالى لرسوله صلى ال عليه وسلم واضرب لولئك المشركين المتكبرين الذين اقترحوا عليك أن تطرد‬
‫الفقراء المؤمنين من حولك حتى يجلسوا إليك ويسمعوا منك } اضرب لهم { أي اجعل لهم مثل‪ } :‬رجلين {‬
‫مؤمنا‪ N‬وكافرا } جعلنا لحدكما { وهو الكافر } جنتين من أعناب وحففناهما بنخل { أي أحطناهما بنخل‪،‬‬
‫} وجعلنا بينهما { أي بين الكروم والنخيل } زرعا‪ } { N‬كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا‪ { N‬أي لم تنقص‬
‫منه شيئا‪ } N‬وفجرنا خللهما نهرا‪ { N‬ليسقيهما‪ } .‬وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره { أي في الكلم‬
‫يراجعه‪ ،‬ويفاخره‪ } :‬أنا أكثر منك مال‪ N‬وأعز نفرا‪ { N‬أي عشيرة ورهطا‪ ،N‬قال هذا فخرا‪ N‬وتعاظما‪ } .N‬ودخل‬
‫جنته { والحال أنه } ظالم نفسه { بالكفر والكبر وقال‪ } :‬ما أظن أن تبيد هذه { يشير إلى جنته } أبدا‪ { N‬أي ل‬
‫تفنى‪ } .‬وما أظن الساعة قائمة ولئن ردت الى ربي { كما تقول أنت } لجدن خيرا‪ N‬منها { أي من جنتي‬
‫} منقلبا‪ { N‬أي مرجعا‪ N‬إن قامت الساعة وبعث الناس معهم‪ .‬هذا القول من هذا الرجل هو ما يسمى بالغرور‬
‫النفسي الذي يصاب به أهل الشرك والكبر‪ .‬وهنا قال له صاحبه المسلم } وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من‬
‫تراب { وهو ال عز وجل حيث خلق أباك آدم من )تراب ثم من نطفة( أي ثم خلقك أنت من نطفة أي من مني‬
‫} ثم سواك رجل‪ { N‬وهذا توبيخ من المؤمن للكافر المغرور ثم قال له‪ } :‬لكنا هو ال ربي { أي لكن أنا أقول‬
‫هو ال ربي‪ } ،‬ول أشرك بربي أحد‪N‬ا { من خلقه في عبادته‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬استحسان ضرب المثال للوصول بالمعاني الخفية الى الذهان‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان صورة مثالية لغرس بساتين النخل والكروم‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير عقيدة التوحيد والبعث والجزاء‪.‬‬


‫‪ -4‬التنديد بالكبر والغرور حيث يفيضان بصاحبهما الى الشرك الكفر‪.‬‬

‫} ولو‪%‬ل* إذ دخلت جنتك قلت ما شآء ٱلله ل قوة إل بٱلله إن ترن أنا أقل منك مال‪ S‬وولدا‪* { S‬‬
‫} فعسى رب‪#‬ي أن يؤتين خي‪%‬ر‪S‬ا م‪#‬ن جنتك وير‪%‬سل علي‪%‬ها حس‪%‬بانا‪ S‬م‪#‬ن ٱلسمآء فتص‪%‬بح صعيد‪S‬ا زلقا‪{ S‬‬
‫* } أو‪ %‬يص‪%‬بح مآؤ)ها غو‪%‬ر‪S‬ا فلن تس‪%‬تطيع له طلبا‪ } * { S‬وأ)حيط بثمره فأص‪%‬بح يقل‪R‬ب كفي‪%‬ه على‬
‫مآ أنفق فيها وهي خاوية‪ U‬على عروشها ويقول) يلي‪%‬تني لم‪ %‬أ)شرك‪ %‬برب‪#‬ي أحدا‪ } * { S‬ولم‪ %‬تكن له‬
‫ق هو خي‪V %‬ر ثوابا‬
‫فئة‪ U‬ينصرونه من دون ٱلله وما كان منتصر‪S‬ا { * } هنالك ٱلولية لله ٱلح ‪R‬‬
‫وخي‪%‬ر‪ V‬عقبا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ما شاء ال {‪ :‬أي يكون وما لم يشأ لم يكن‪.‬‬

‫} حسبانا من السماء {‪ :‬أي عذابا‪ N‬ترمى به فتؤول الى أرض ملساء دحضا‪ N‬ل يثبت عليها قدم‪.‬‬

‫} او يصبح ماؤها غورا‪ :{ N‬أي غائرا‪ N‬في اعماق الرض فل يقدر عل ى استنباطه وإخراجه‪.‬‬

‫} واحيط بثمره {‪ :‬أي هلكت ثماره‪ ،‬فلم يبقى منها شيء‪.‬‬

‫} يقلب كفيه {‪ :‬ندما‪ N‬وحسرة على ما أنفق من جهد كبير ومال طائل‪.‬‬

‫} وهي خاوية على عروشها {‪ :‬أي ساقطة على أعمدتها التي كان يعرش بها للكرم‪ ،‬وعلى جدران مبانيها‪.‬‬

‫} فئة {‪ :‬جماعة من الناس قوية كعشيرته من قومه‪.‬‬

‫} هنالك {‪ :‬أي حين حل العذاب بصاحب الجنتين أي يوم القيامة‪.‬‬

‫} االولية {‪ :‬أي الملك والسلطان ل تعالى‪.‬‬

‫} خير ثوابا‪ N‬وخير عقبا‪ :{ N‬أي ال تعالى خير من يثبت وخير من يعقب أي يخزي بخير‪.‬‬
‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في المثل المضرورب للمؤمن الفقير والكافر الغني فقد قال المؤمن للكافر ما أخبر تعالى‬
‫به في قوله‪ } :‬ولول إذ دخلت جنتك { أي هل إذ دخلت بستانك قلت عند تعجبك من حسنه وكماله } ما شاء ال‬
‫{ أي كان } ل قوة إل بال { أي ل قوة لحد على فعل شيء أو تركه بإقدار ال تعالى له وإعانته عليه قلل هذا‬
‫المؤمن نصحا‪ N‬للكافر وتوبيخا‪ N‬له‪ .‬ثم قال له } إن ترن أنا أقل منك مال‪ N‬وولدا‪ { N‬اليوم } فعسى ربي { أي‬
‫فرجائي في ال } أن يؤتيني خيرا‪ N‬من جنتك ويرسل عليها { أي على جنة الكافر } حسبانا‪ N‬من السماء { أي‬
‫عذابا‪ N‬ترمى به‪) .‬فتصبح صعيدا‪ N‬زلقا‪ :(N‬أي ترابا‪ N‬أملس ل ينبت زرعا‪ N‬ول يثبت عليه قدم‪ } .‬أو يصبح ماؤها‬
‫غورا‪ { N‬الذي تسقى به غائر‪N‬ا في أعماق الرض فلن تقدر على إستخراجه مرة أخرى‪ ،‬وهو معنى } فلن‬
‫تستطيع له طلبا‪.{ N‬‬

‫وقوله تعالى‪ :‬في اليات )‪ (42) ،(41) ،(40‬يخبر تعالى أن رجاء المؤمن قد تحقق إذ قد احيط فعل‪ N‬ببستان‬
‫الكافر فهلك ما فيه من ثمر } فأصبح يقلب كفيه { ندما‪ N‬وتحسرا‪ } N‬على ما أنفق فيها { من جهد ومال في جنته }‬
‫وهي خاوية على عروشها { أي ساقطة على أعمدة الكرم التي كان يعرشها للكرم أي يحمله عليها كما سقطت‬
‫جدران مبانيها على سقوفها وهو يتحسر ويتندم ويقول‪ } :‬يا ليتني لم أشرك بربي أحدا‪ ،N‬ولم تكن له { جماعة‬
‫قوية تنصره } من دون ال وما كان { المنهزم } هنالك { أي يوم القيامة } الولية { اي القوة والملك والسلطان‬
‫} ل { أي المعبود } الحق { ل لغيره من الصنام والحجار } هو { تعالى } خير ثوابا‪ { V‬اي خير من يثبت‬
‫على اليمان والعمل الصالح‪ } .‬وخير عقبا‪ { N‬أي خير يعقب أي يجزي بحسن العواقب‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان مآل المؤمنين كصهيب وسلمان وبلل‪ ،‬وهو الجنة ومآل الكافرين كأبي جهل وعقبة بن أبي معيط‬
‫وهو النار‪.‬‬

‫‪ -2‬استحباب قول من أعجبه شيء‪ } :‬ما شاء ال‪ ،‬ل قوة إل بال { ل يرى فيه مكروها‪ N‬إن شاء ال‪.‬‬

‫‪ -3‬استجابة ال تعالى لعباده المؤمنين وتحقيق رجائهم فيه سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫‪ -4‬المخذول من خذله ال تعالى فإنه ل ينصر أبدا‪.N‬‬


‫‪ -5‬الولية بمعنى الموالة النافعة للعبد هي موالة ال تعالى ل موالة غيره‪.‬‬

‫‪ -6‬الولية بمعنى الملك والسلطان ل يوم القيامة ليست لغيره إذ الملك والمر كلهما ل تعالى‪.‬‬

‫} وٱض‪%‬رب‪ %‬لهم مثل ٱلحياة ٱلد‪O‬نيا كمآء@ أنزلناه من ٱلسماء فٱختلط به نبات ٱلر‪%‬ض فأص‪%‬بح‬
‫هشيما‪ S‬تذروه ٱلر‪#‬ياح وكان ٱلله على كل‪ R‬شي‪%‬ء@ م‪O‬قتدرا‪ } * { S‬ٱلمال) وٱلبنون زينة ٱلحياة ٱلد‪O‬نيا‬
‫وٱلباقيات ٱلصالحات خي‪%‬ر‪ V‬عند رب‪#‬ك ثوابا‪ S‬وخي‪%‬ر‪ V‬أمل‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} المثل {‪ :‬الصفة المعجبة‪.‬‬

‫} تذروه الرياح {‪ :‬أي تنثره وتفرقه لخفته ويبوسته‪.‬‬

‫} مقتدرا‪ :{ N‬أي كامل القدرة ل يعجزه شيء‪.‬‬

‫} زينة الحياة الدنيا {‪ :‬أي يتجمل بما فيها‪.‬‬

‫} والباقيات الصالحات {‪ :‬هي العمال الصالحة من سائر العبادات والقربات‪.‬‬

‫} وخير أمل‪ :{ N‬أي ما يأمله النسان وينتظره من الخير‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذا مثل آخر مضروب أي مجعول للحياة الدنيا اغتر بها الناس وخدعتهم فصرفتهم عن ال تعالى ربهم فلم‬
‫يذكروه ولم يشكروه فاستوجبوا غصبه وعقابه‪.‬‬

‫قال تعالى‪ :‬في خطاب رسوله محمد صلى ال عليه وسلم‪ } :‬واضرب لهم { أي لولئك المغرورين بالمال‬
‫والسلطان } مثل الحياة الدنيا { أي صفتها الحقيقية التي ل تختلف عنها بحال } كماء أنزلناه من السماء‪ ،‬فاختلط‬
‫به نبات الرض { فزها وازدهر واخضر وأنظر‪ ،‬فأعجب أصحابه‪ ،‬وأفرحهم وسرهم ما يأملون منه‪ .‬وفجأة‬
‫أتاه أمر ال برياح لحقة‪ ،‬محرقة‪ } ،‬فأصبح هشيما‪ { N‬أي يابسا‪ N‬متهشما‪ N‬متكسرا‪ } N‬تذروه الرياح { هنا وهناك‬
‫} وكان ال على كل شيء مقتدرا‪ { N‬أي قادر‪N‬ا كامل القدرة‪ ،‬فأصبح أهل الدنيا مبلسين أيسين من كل خير‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا‪ N‬وخير أمل‪ { N‬انه بعد‬
‫أن ضرب المثل للحياة الدنيا التي غرت ابناءها فأوردتهم موارد الهلك أخبر بحقيقة أخرى‪ ،‬يعلم فيها عباده‬
‫لينتفعوا بها‪ ،‬وهي أن } المال والبنون { أو الولد } زينة الحياة الدنيا { ل غير أن يتجمل بهما ساعة ثم يبيدان‬
‫ويذهبان‪ ،‬فل يجوز الغترار بهما‪ ،‬بحيث يصبحان هم النسان في هذه الحياة فيصرفانه عن طلب سعادة‬
‫الخرة باليمان وصالح العمال‪ ،‬هذا جزء الحقيقة في هذه الية‪ ،‬والجزء الثاني هو أن } الباقيات الصالحات {‬
‫المراد بها أفعال البر وضروب العبادات ومنا سبحان ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال‪ ،‬وال أكبر‪ ،‬ول حول ول‬
‫قوة ال بال‪ ،‬اي هذه } خير ثوابا‪ { N‬أي جزاء‪ a‬وثمارا‪ ،N‬يجنبه العبد من الكدح المتواصل في طلب الدنيا مع‬
‫العراض عن طلب الخرة‪ } ،‬وخيرا‪ N‬أمل‪ { N‬يأمله النسان من الخير ويرجوه ويرغب في تحصيله‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان حقارة الدنيا وسوء عاقبتها‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير أن المال والبنين ل يعدوان كونهما زينة‪ ،‬والزينة سريعة الزوال وهما كذلك فل يجوز الغترار‬
‫بهما‪ ،‬وعلى العبد ان يطلب ما يبقى على ما ينفى وهو الباقيات الصالحات من أنواع البر والعبادات من صلة‬
‫وذكر وتسبيح وجهاد‪ .‬ورباط‪ ،‬وصيام وزكاة‪.‬‬

‫} ويو‪%‬م نسي‪#‬ر ٱلجبال وترى ٱلر‪%‬ض بارزة‪ S‬وحشر‪%‬ناهم‪ %‬فلم‪ %‬نغادر‪ %‬منهم‪ %‬أحدا‪ } * { S‬وعرضوا‬
‫على رب‪#‬ك صفا‪ S‬لقد‪ %‬جئتمونا كما خلقناكم‪ %‬أول مرة@ بل زعم‪%‬تم‪ %‬ألن نج‪%‬عل لكم‪ %‬مو‪%‬عدا‪ } * { S‬ووضع‬
‫ٱلكتاب فترى ٱلمج‪%‬رمين مشفقين مما فيه ويقولون يوي‪%‬لتنا مال هـذا ٱلكتاب ل يغادر صغيرة‬
‫ول كبيرة‪ S‬إل أح‪%‬صاها ووجدوا ما عملوا حاضر‪S‬ا ول يظلم رب‪O‬ك أحدا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ن‪V‬سير الجيال {‪ :‬أي تقتلع من أصولها وتصير هباء‪ a‬منبثا‪.N‬‬

‫} بارزة {‪ :‬ظاهرة إذ فنى كل ما كان عليها من عمران‪.‬‬


‫} فلم نغادر {‪ :‬لم نترك منهم أحدا‪.N‬‬

‫} موعدا‪ :{ N‬أي ميعادا‪ N‬لبعثكم أحياء للحساب والجزاء‪.‬‬

‫} ووضع الكتاب {‪ :‬كتاب الحسنات وكتاب السئيات فيؤتاه بيمينه والكافر بشماله‪..‬‬

‫} مشفقين {‪ :‬خائفين‪.‬‬

‫} يا ويلتنا {‪ :‬أي يا هلكنا احضري هذا أوان حضورك‪.‬‬

‫} ل يغادر صغيرة {‪ :‬أي ل يترك صغيرة من ذنوبنا ول كبيرة ال جمعها عدا‪.N‬‬

‫} ما عملوا حاضرا‪ :{ N‬مثبتا‪ N‬في كتابهم‪ ،‬مسجل‪ N‬فيها‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫لما ذكر تعالى مآل الحياة الدنيا وأنه الفناء والزوال ورغب في الصالحات وثوابها المرجوا يوم القيامة‪ ،‬ناسب‬
‫ذكر نبذة عن يوم القيامة‪ ،‬وهو يوم الجزاء على الكسب في الحياة الدنيا قال تعالى‪ } :‬ويوم نسير الجبال { أي‬
‫اذكر } يوم نسير { أي تقتلع من أصولها وتصير هباء‪ a‬منبثا‪ } ،N‬وترى الرض بارزة { ظاهرة ليس عليها‬
‫شيء‪ ،‬فهي قاع صفصف } وحشرناهم { أي جمعناهم من قبورهم للموقف } فلم نغادر منه احدا‪ { N‬أي لم نترك‬
‫منهم أحدا‪ N‬كائنا‪ N‬من كان‪ } ،‬وعرضوا على ربك { أيها الرسول صفا‪ N‬وقونا‪ N‬اذلء‪ ،‬وقيل لهم توبيخ‪N‬ا وتقريعا } لقد‬
‫جئتمنونا كما خلقناكم أول مرة { ل مال معكم ول سلطان لكم بل حفاة عراة غرل‪ ،N‬جمع اغرل‪ ،‬وهو الذي لم‬
‫يختتن‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬بل زعمتم { أي ادعيتم كذبا‪ N‬أنا ل نجمعكم ليوم القيامة‪ ،‬ولن نجعل لكم موعدا‪ N‬فها أنتم‬
‫مجموعون لدينا تنتظرون الحساب والجزاء‪ ،‬وفي هذا من التوبيخ والتقريع ما فيه‪ ،‬وقوله تعالى في الية‬
‫} ووضع الكتاب { يخبر تعالى عن حال العرض عليه فقال‪ } :‬ووضع الكتاب { أي كتاب الحسنات والسيئات‬
‫واعطى كل واحد كتابه فالمؤمن يأخذه بيمينه والكافر بشماله‪ } ،‬فترى المجرمين { في تلك الساعة } مشفقين {‬
‫أي خائفين } مما فيه { اي في الكتاب من السيآت } ويقولون‪ :‬آيا وليتنا { ندما‪ N‬وتحسرا‪ N‬ينادون يا ويلتهم وهي‬
‫هلكهم قائلين‪ } :‬مال لهذا الكتاب ل يغادر ل صغيرة ول كبيرة { من ذنوبنا } إل أحصاها { أي أثبتها عدا‪.N‬‬

‫وقوله تعالى‪ :‬في آخر العرض } ووجدوا ما عملوا حاضرا‪ { N‬أي من خير وشر مثبتا‪ N‬في كتابهم وحوسبوا به‪،‬‬
‫وجوزوا عليه } ول يظلم ربك أبدا‪ { N‬بزيادة سيئة على سيئاته أو بنقص حسنة من حسناته‪ ،‬ودخل أهل الجنة‬
‫الجنة‪ ،‬وأهل النار النار‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عقيدة البعث والجزاء بعرضها على مسامع المنكرين لها‪.‬‬

‫‪ -2‬يبعث النسان كما خلقه ال ليس معه شيء‪ ،‬حافيا‪ N‬عاريا‪ N‬لم يقطع منه غفلة الذكر‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير عقيدة كتب العمال في الدنيا وإعطائها أصحابها في الخرة تحقيقا‪ N‬للعدالة اللهية‪.‬‬

‫‪ -4‬نفي الظلم عن ال تعالى وهو غير جائز عليه لغناه المطلق وعدم حاجته الى شيء‪.‬‬

‫} وإذ قلنا للمل*ئكة ٱس‪%‬جدوا لدم فسجدو*ا إل إب‪%‬ليس كان من ٱلجن‪ #‬ففسق عن‪ %‬أم‪%‬ر رب‪#‬ه‬
‫أفتتخذونه وذر‪#‬يته أو‪%‬ليآء من دوني وهم‪ %‬لكم‪ %‬عدو‪ s‬بئس للظالمين بدل‪ } * { S‬مآ أشهدتهم‪ %‬خلق‬
‫ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض ول خلق أنفسهم‪ %‬وما كنت متخذ ٱلمضل‪R‬ين عضدا‪ } * { S‬ويو‪%‬م يقو )ل نادوا‬
‫شركآئي ٱلذين زعم‪%‬تم‪ %‬فدعو‪%‬هم‪ %‬فلم‪ %‬يس‪%‬تجيبوا لهم‪ %‬وجعلنا بي‪%‬نهم مو‪%‬بقا‪ } * { S‬ورأى ٱلمج‪%‬رمون‬
‫ٱلنار فظنو*ا أنهم‪ %‬م‪O‬واقعوها ولم‪ %‬يجدوا عنها مص‪%‬رفا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} اسجدوا لدم {‪ :‬أي حيوه بالسجود كما أمرتكم طاعة لي‪.‬‬

‫} إل إبليس {‪ :‬أي الشيطان أبى السجود ورفضه وهو معنى } فسق عن أمر ربه { أي خرج عن طاعته‪ ،‬ولم‬
‫يكن من الملئكة‪ ،‬بل كان من الجن‪ ،‬لذا أمكنه أن يعصي ربه!‬

‫} أفتتخذونه وذريته أولياء؟ {‪ :‬الستفهام للستنكار‪ ،‬ينكر تعالى على بني آدم اتخاذ الشيطان وأولده أولياء‬
‫يطاعون ويوالون بالمحبة والمناصرة‪ ،‬وهم لهم عدو‪ ،‬عجبا‪ N‬لحال بني آدم كيف يفعلون ذلك!؟‪.‬‬

‫} بئس للظاليمن بدل‪ :{ N‬قبح بدل‪ N‬طاعة إبليس وذريته عن طاعة ال ورسوله‪.‬‬
‫} المضلين عضدا‪ :{ N‬أي ما كنت متخذ الشياطين من النس والجن أعوانا‪ N‬في الخلق والتدبير‪ ،‬فكيف تطيعونهم‬
‫وتعصونني‪.‬‬

‫} موبقا‪ :{ N‬أي وادي‪N‬ا من أودية جهنم يهلكون فيه جميعا‪ N‬إذا دخلوا النار‪ ،‬أما ما قبلها فالموبق‪ ،‬حاجز بين‬
‫المشركين‪ ،‬وما كانوا يعبدون بدليل قوله‪ } :‬ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها {‪.‬‬

‫} مواقعوها {‪ :‬أي واقعوان فيها ول يخرجون منها أبدا‪.N‬‬

‫} ولم يجدوا عنها مصرفا‪ :{ N‬أي مكان‪N‬ا غيرها ينصرفون اليه لينجوا من عذابها‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في إرشاد بني آدم وتوجيههم الى ما ينجيهم من العذاب ويحقق لهم السعادة في الدارين‪،‬‬
‫قال تعالى في خطاب رسوله واذكر لهم } إذ قلنا للملئكة { وهم عبادنا المكرمون } اسجدو لدم { فامتثلوا‬
‫أمرنا وسجدوا ال إبليس‪ .‬لكن إبليس الذي يطيعه الناس اليوم كان من الجن وليس من الملئكة لم يسجد‪ ،‬ففسق‬
‫بذلك عن أمرنا وخرج عن طاعتنا‪ } .‬أفتتخذونه { أي أيصح منكم يا بني آدم أن تتخذوا عدو أبيكم وعدو ربكم‬
‫وعدوكم أيضا‪ N‬وليا‪ N‬توالونه وذريته بالطاعة لهم والستجابة لما يطلبون منكم من انواع الكفر والفسق } بئس‬
‫ل { طاعة الشيطان وذريته ووليتهم عن طاعة ال ورسوله ووليتهما‪.‬‬
‫للظالمين { أنفسهم } بد ‪N‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ما أشهدتهم خق السموات والرض ول خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا‪ { N‬يخبر‬
‫تعالى بأنه المنفرد والتدبير ليس له وزير معين فكيف يعبد الشيطان وذريته‪ ،‬وأنا الذي خلقتهم وخلقت السموات‬
‫والرض وخلقت هؤلء الذين يعبدون الشيطان‪ ،‬ولم أكن } متخذ المضلين { وهم الشياطين من الجن والنس‬
‫الذين يضلون عبادنا عن طريقنا الموصل الى رضانا وجنتنا‪ ،‬أي لم أكن لجعل منهم معينا‪ N‬لي يعضدني ويقوي‬
‫أمري وخلصة ما في الية ان ال تعالى ينكر على الناس عبادة الشياطين وهي طاعتهم وهم مخلوقون وهو‬
‫خالقهم وخالق كل شيء‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم { أي أذكر يا رسولنا لهؤلء المشركين المعرضين عن‬
‫عبادة ال الى عبادة عدوه الشيطان‪ ،‬اذكر لهم يوم يقال لهم في عرصات القيامة } نادوا شركائي الذين {‬
‫اشركتموهم في عبادتي زاعمين أنهم يشفعون لكم في هذا اليوم فيخلصونكم من عذابنا‪.‬‬

‫قال تعالى } فدعوهم { يا فلن!! يا فلن‪.‬‬


‫‪ } ..‬فلم يستجيبوا لهم { إذ ل يجرؤ أحد ممن عبد من دون ال أن يقول رب هؤلء كانوا يعبدونني‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫} وجعلنا بينهم موبقا‪ { N‬أي حاجزا‪ N‬وفاصل‪ N‬من عداوتهم لبعضهم‪ .‬وحتى ل يتصل بعضهم ببعض في عرصات‬
‫القيامة‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ورأى المجرمون النار { أي يؤتى بها تجر بالسلسل حتى تبرز لهل الموقف‬
‫فيشاهدونها وعندئذ يظن المجرمون اي يوقنوا } أنهم مواقعوها { أي داخلون فيها‪ } .‬ولم يجدوا عنها مصرفا‪{ N‬‬
‫أي مكانا‪ N‬ينصرفون إليه لنهم محاطون بالزبانية‪ ،‬والعياذ بال من النار وعذابها‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عداوة إبليس وذريته لبني آدم‪.‬‬

‫‪ -2‬العجب من بني آدم كيف يطيعون عدوهم ويعصون ربهم!!‬

‫‪ -3‬ل يستحق العبادة العبادة أحد سوى ال عز وجل لنه الخالق لكل مبعود مما ع‪n‬بد من سائر المخلوفات‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان خزي المشركين يوم القيامة حيث يطلب إليهم أن يدعوا شركاءهم لغاثتهم فيدعونهم فل يستجيبون‬
‫لهم‪.‬‬

‫‪ -5‬جمع ال تعالى المشركين وما كانوا يعبدون من الشياطين في موبق واحد في جهنم وهو وادي من شر‬
‫أودية جهنم وأسواها‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬صرفنا في هـذا ٱلقر‪%‬آن للناس من ك ‪R‬ل مثل@ وكان ٱلنسان أكثر شي‪%‬ء@ جدل‪ } * { S‬وما‬
‫منع ٱلناس أن يؤمنو*ا إذ جآءهم ٱلهدى ويس‪%‬تغفروا ربهم‪ %‬إل أن تأتيهم‪ %‬سنة ٱلولين أو‪ %‬يأتيهم‬
‫ٱلعذاب قبل‪ } * { S‬وما نر‪%‬سل) ٱلمر‪%‬سلين إل مبش‪R‬رين ومنذرين ويجادل) ٱلذين كفروا بٱلباطل‬
‫ليد‪%‬حضوا به ٱلحق وٱتخذو*ا آياتي وما أ)نذروا هزو‪S‬ا { * } ومن‪ %‬أظلم ممن ذك‪R‬ر بآيت رب‪#‬ه‬
‫فأع‪%‬رض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم‪ %‬أكنة‪ S‬أن يفقهوه وفي آذانهم‪ %‬وقرا‬
‫وإن تد‪%‬عهم‪ %‬إلى ٱلهدى فلن‪ %‬يه‪%‬تدو*ا إذا‪ S‬أبدا‪ } * { S‬ورب‪O‬ك ٱلغفور ذو ٱلرح‪%‬مة لو‪ %‬يؤاخذهم بما‬
‫كسبوا لعجل لهم ٱلعذاب بل لهم مو‪%‬عد‪ V‬لن يجدوا من دونه مو‪%‬ئل‪ } * { S‬وتلك ٱلقرى أه‪%‬لكناهم‬
‫لما ظلموا وجعلنا لمه‪%‬لكهم مو‪%‬عدا‪{ S‬‬
‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} صرفنا {‪ :‬أي بين{ا وكررنا البيان‪.‬‬

‫} من كل مثل {‪ :‬المثل الصفة المستغربة العجيبة‪.‬‬

‫} جدل‪ :{ N‬أي مخاصمة بالقول‪.‬‬

‫} سنة الولين {‪ :‬أي العذاب بالبادة الشاملة والستئصال التام‪.‬‬

‫} قبل‪ :{ N‬عيانا‪ N‬ومشاهدة‪.‬‬

‫} ليدحضوا به الحق {‪ :‬أي يبطلوا به الحق‪.‬‬

‫} هزوا‪ :{ N‬أي مهزوءا‪ N‬به‪.‬‬

‫} أكنة {‪ :‬أغطية‪.‬‬

‫} وفي آذانهم وقرا‪ :{ N‬أي ثقل‪ N‬فهم ل يسمعون‪.‬‬

‫} موئل‪ :{ N‬أي مكانا‪ N‬يلجأون إليه‪.‬‬

‫} لمهلكهم موعدا‪ :{ N‬أي وقتا‪ N‬معينا‪ N‬لهلكهم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في بيان حجج ال تعالى على عباده ليؤمنوا به ويعبدوه وحده فينجوا من عذابه ويدخلوا‬
‫دار كرامته فقال تعالى‪ } :‬ولقد صرفنا في هذا القرآن من كل مثل { أي ضربنا فيه المثال الكثيرة وبينا فيه‬
‫الحجج العديدة‪ } ،‬وصرفنا فيه { من الوعد والوعيد ترغيبا‪ N‬وترهيبا‪ ،N‬وقابلوا كل ذلك بالجحود والمكابرة‪،‬‬
‫} وكان النسان أكثر شيء جدل‪ { N‬فأكثر هم النسان يصرفه في الجدل والخصومات حتى ل يذعن للحق ويسلم‬
‫به ويؤديه ان كان عليه‪ .‬هذا ما دلت عليته الية الولى‪ (54) :‬أما الية الثانية فقد أخبر تعالى فيها ان الناس ما‬
‫منعهم } أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى { وهو بيان طريق السعادة والنجاة باليمان وصالح العمال بعد التخلي‬
‫عن الكفر والشرك وسوء العمال } ويستغفروا ربهم إل أن تأتيهم سنة الولين { بعذاب الستئصال والبادة‬
‫الشاملة‪ } ،‬أو يأتيهم { عذاب يوم القيامة معاينة وهو معنى قوله تعالى‪ } :‬أو يأتيهم العذاب قبل‪ { N‬وحينئذ ل ينفع‬
‫اليمان‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وما نرسل المرسلين ال مبشرين ومنذرين { أي دعاة هداة يبشرون من آمن وعمل‬
‫صالحا‪ N‬بالجنة وينذرون من كفر‪ ،‬وعمل سوءا‪ N‬بالنار‪ .‬فلم نرسلهم جبارين ولم نكلفهم بهداية الناس أجمعين‪ ،‬لكن‬
‫الذين كفروا يتعامون عن هذه الحقيقة ويجادلون } الباطل ليدحضوا به الحق {‪ } .‬واتخذوا { آيات ال وحججه }‬
‫وما أنذر { به من العذاب اللزم لكفرهم وعنادهم اتخذوه سخرية وهزءا‪ N‬يهزءون به ويسخرون منه وبذلك‬
‫أصبحوا من أظم الناس‪ .‬وهو ما قررته الية )‪ (57‬إذ قال تعالى فيها‪ } :‬ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه‬
‫فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه { أي من الجرام والشر والشرك‪ .‬اللهم إنه ل أحد اظلم من هذا النسان‬
‫الكافر العنيد‪ .‬ثم ذكر تعالى سبب ظلم وإعراض ونسيان هؤلء الظلمة المعرضين الناسين وهو أنه تعالى‬
‫حسب سنته فيمن توغل في الشر والظلم والفساد يجعل على قلبه كنانا‪ N‬يحيط به فيصبح ل يفقه شيئا‪ .‬ويجعل في‬
‫أذنيه فل يسمع الهدى‪ .‬ولذا قال لرسوله صلى ال عليه وسلم‪ } :‬وإن تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا إذا‪ { N‬أي بعد‬
‫ما جعل على قلوبهم من الكنة وفي آذانهم من الوقر } أبدا‪.{ N‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا { أي لو يؤاخذ هؤلء الظلمة المعرضين‬
‫} لعجل لهم العذاب { ‪ ،‬ولكن مغفرته ورحمته تأبيان ذلك وإل لعجل لهم العذاب فأهلكهم أمامكم وأنتم تنظرون‪.‬‬

‫ولكن } لهم موعد لن يجدوا من دونه موئل‪ { N‬يئلون اليه ول ملجأ يلجأون إليه‪ .‬ويرجح أن يكون يكون ذلك يوم‬
‫بدر لن السياق في الظلمة العاندين المحرومين من هداية ال كأبي جهل ابن أبي معيط والخنس بن شريق‪،‬‬
‫هذا أول‪ .‬وثانيا‪ N‬قوله تعالى‪ } :‬وتلك القرى أهلكناهم لما ظلملوا { يريد أهل القرى من قوم هود وقوم صالح وقم‬
‫لوط‪ } .‬وجعلنا لمهلكهم موعدا‪ { N‬أي لهلكهم موعدا‪ N‬محددا‪ N‬فكذلك هؤلء المجرمون من قريش‪ ،‬وقد اهلكهم‬
‫ببدر ولعنهم الى البد‪.‬‬

‫هداية اليات‪ -1 :‬لقد أعذر ال تعالى الى الناس بما يبين في كتابه من الحجج وما ضرب فيه من المثال‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان غزيزة الجدل في النسان والمخاصمة‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان مهمة الرسل وهي البشارة والنذارة وليست إكراه الناس على اليمان‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان عظم ظلم من يذكر بالقرآن فيعوض ويواصل جرائمه ناسي‪N‬ا ما قدمت يداه‪.‬‬
‫‪ -5‬بيان سنة ال في أن العبد إذا واصل الشر والفساد يحجب عن اليمان والخير ويحرم الهداية ابدا‪ N‬حتى يهلك‬
‫كافرا‪ N‬ظالما‪ N‬فيخلد في العذاب المهين‪.‬‬

‫} وإذ قال موسى لفتاه ل* أب‪%‬رح حتى أب‪%‬لغ مج‪%‬مع ٱلبح‪%‬ري‪%‬ن أو‪ %‬أم‪%‬ضي حقبا‪ } * { S‬فلما بلغا مج‪%‬مع‬
‫بي‪%‬نهما نسيا حوتهما فٱتخذ سبيله في ٱلبح‪%‬ر سربا‪ } * { S‬فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غدآءنا لقد‬
‫لقينا من سفرنا هـذا نصبا‪ } * { S‬قال أرأي‪%‬ت إذ أوي‪%‬نآ إلى ٱلصخرة فإن‪R‬ي نسيت ٱلحوت ومآ‬
‫أنسانيه إل ٱلشي‪%‬طان أن‪ %‬أذكره وٱتخذ سبيله في ٱلبح‪%‬ر عجبا‪ } * { S‬قال ذلك ما كنا نب‪%‬غ فٱر‪%‬تدا‬
‫على آثارهما قصصا‪ } * { S‬فوجدا عب‪%‬دا‪ S‬م‪#‬ن‪ %‬عبادنآ آتي‪%‬ناه رح‪%‬مة‪ S‬م‪#‬ن‪ %‬عندنا وعلم‪%‬ناه من لدنا‬
‫علما‪ } * { S‬قال له موسى هل أتبعك على أن تعل‪R‬من مما عل‪R‬م‪%‬ت رشدا‪ } * { S‬قال إنك لن‬
‫تس‪%‬تطيع معي صب‪%‬را‪ } * { S‬وكي‪%‬ف تص‪%‬بر على ما لم‪ %‬تحط به خب‪%‬ر‪S‬ا { * } قال ستجدني* إن شآء‬
‫ٱلله صابر‪S‬ا ول أع‪%‬صي لك أم‪%‬ر‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وإذ قال موسى لفتاه {‪ :‬أي أذكر إذ قال موسى بن عمران نبي بني إسرائيل لفتاه يوشع بن نون بن افرايم بن‬
‫يوسف عليه السلم‪.‬‬

‫} مجمع البحرين { ‪ :‬أي حيث ألتقى البحران بحر فارص وبحر الروم‪.‬‬

‫} حقبا‪ : { N‬الحقب الزمن وهو ثمانون سنة والجمع أحقاب‪.‬‬

‫} سبيله في البحر سريا‪ : { N‬أي طريقه في البحر سربا‪ N‬أي طريقا‪ N‬كالنفق‪.‬‬

‫} فلما جاوزا { ‪ :‬أي المكان الذي فيه الصخرة ومنه اتخذ الحوت طريقه في البحر سريا‪.N‬‬

‫} في البحر عجبا‪ : { N‬أي عجبا‪ N‬لموسى حيث تعجب من إحياء الحوت وإتخاذه في البحر طريقا‪ N‬كالنفق في‬
‫الجبل‪.‬‬

‫} قصصا‪ : { N‬أي يتتبعان آثار أقدامهما‪.‬‬

‫} عبد‪N‬ا من عبادنا { ‪ :‬هو الخضر عليه السلم‪.‬‬


‫} مما عملت رشدا‪ : { N‬أي ما هو رشاد الى الحق ودليل على الهدى‪.‬‬

‫} ما لم تحط به خر‪N‬ا { ‪ :‬اي علما‪.N‬‬

‫} ول أعصي لك أمرا‪ : { N‬أي انتهى الى ما تأمرني به وإن لم يكن موافقا‪ N‬هواي‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذه قصة موسى مع الخضر عليهما السلم وهي تقرر نبوة محمد صلى ال عليه وسلم وتؤكدها‪ .‬إذ مثل هذا‬
‫القصص الحق ل يتأنى لحد أن يقصه مالم يتلقه وحيا‪ N‬من ال عزوجل‪ .‬قال تعالى‪ } :‬وإذ قال موسى { أي‬
‫أذكر يا رسولنا تدليل‪ N‬على توحيدنا ولقائنا ونبوتك‪ .‬إذ قال موسى بن عمران نبينا الى نبي إسرائيل لفتاه يوشع‬
‫بن نون } ل أبرح { أي سائرا‪ } N‬حتى أبلغ مجمع البحرين { حيث أرشدني ربي الى لقاء عبد هناك من عباده‬
‫هو أكثر مني علما‪ N‬حتى اتعلم منه علما‪ N‬ازيده على علمي‪ } ،‬أو أمضي حقبا‪ { N‬أي أواصل سيري زمنا‪ N‬طويل‬
‫حتى أظفر بهذا العبد الصالح لتعلم عنه‪ .‬قوله تعالى‪ } :‬فلما بلغا مجمع بينهما { أي بين البحرين وهما بحر‬
‫فارس عند باب المندب حيث التقى البحر الحمر والبحر الهندي‪ .‬أو البحر البيض والطلنطي عند طنجة وال‬
‫أعلم بأيها أراد‪ .‬وقوله } نسيا‪ N‬حوتمها { أي نسي الفتى الحوت‪ ،‬إذ هو الذي كان يحمله‪ ،‬ولكن نسب النسيان‬
‫إليهما جريا‪ N‬على المتعارف من لغة العرب‪ ،‬وهذا الحوت قد جلعه ال تعالى علمة لموسى على وجود الخضر‬
‫حيث يفقد الحوت‪ ،‬إذ القصة كما في البخاري تبتدئ بأن موسى خطب يوما‪ N‬في بنى إسرائيل فأجاد وأفاد‬
‫فاعجب به شاب من بني إسرائيل فقال له‪ :‬هل يوجد من هو اعلم منك موسى؟ فقال‪ :‬ل‪ .‬فأوحى إليه ربه فورا‬
‫بلى عبدنا خضر‪ ،‬فتاقت نفسه للقياه للتعلم عنه‪ ،‬فسأل ربه ذلك‪ ،‬فأرشده الى مكان لقياه وهو مجمع البحرين‪،‬‬
‫وجعل له الحوت علمة فأمره ان ياخذ طعامه حوتا‪ N‬وأعلمه أنه إذا فقد الحوت فثم يوجد عبدال خضر ومن هنا‬
‫لما بلغا مجمع البحرين واستراحا فنام موسى والفتى شبه نائم وإذا بالحوت يخرج من المكتل )وعاء( ويشق‬
‫طريقه الى البحر فينجاب عنه البحر فيكون كالطاق أو النفق آية موسى‪.‬‬

‫ويغلب النوم على يوشع فينام فلما استراحا قاما مواصلين سيرهما ونسي الفتى وذهب من نفسه خروج الحوت‬
‫من المكتل ودخوله في البحر لغلبة النوم فلما مشيا مسافة بعيدة وشعرا بالجوع وقد جاوزا المنطقة التي هي‬
‫مجمع البحرين قال موسى للفتى } آتنا غذاءنا { وعلل ذلك بقوله‪ } :‬لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا‪ { N‬أي تعبا‪ .N‬هنا‬
‫قال الفتى لموسى ما قص ال تعالى‪ :‬قال مجيبا‪ N‬لموسى } أرأيت { أي أتذكر } إذ أوينا الى الصخرة { التي‬
‫استراحا عندها } فإني نسيت الحوت { وقال كالمعتذر‪ } ،‬وما أنسانيه ال الشيطان أن أذكره‪ ،‬واتخذ سبيله { أي‬
‫طريقه } في البحر عجبا‪ { N‬أي حيي بعد موت ومشى حتى انتهى الى البحر وانجاب له البحر فكان كالسرب فيه‬
‫أي النفق فأجابه موسى بما قص تعالى‪ } :‬قال ذلك ما كنا نبغ { وذلك لن ال تعالى جعل لموسى فقدان الحوت‬
‫علمة على مكان الخضر الذي يوجد فيه } فارتدا { أي رجعا } على آثارهما قصصا‪ { N‬أي يتتبعان آثار‬
‫أقدامهما } فوجدا { خضرا‪ N‬كما قال تعالى‪ } :‬فوجدا عبدا‪ N‬من عبادنا { وهو خضر } آتيناه رحمة من لدنا { أي‬
‫نبوة } وعلمناه من لدنا علما‪ { N‬وهو علم غيب خاص به } وقال له موسى { مستعطفا‪ N‬له } هل أتبعك على أن‬
‫تعلمني مما علمت رشدا‪ { N‬أي مما علمك ال رشدا‪ N‬أي رشادا‪ N‬يدلني على الحق وتحصل لي به هداية فأجابه‬
‫خضر بما قال تعالى‪ } :‬قال إنك لن تستطيع معي صبرا‪ { N‬يريد أن يرى منه امورا‪ N‬ل يقره عليها وخضر ل بد‬
‫يفعلها فيتضايق موسى لذلك ول يطيق الصبر‪ ،‬وعلل له عدم استطاعته الصبر بقوله } وكيف تصبر على ما لم‬
‫تحط به خبر‪N‬ا { أي علما‪ N‬كامل‪ .N‬فأجابه موسى وقد صمم على الرحلة لطلب العلم مهما كلفه الثمن فقال‬
‫} ستجدني إن شاء ال صابرا‪ N‬ول أعصي لك أمرا‪ { N‬أي سأنتهي الى ما تأمرني وإن لم يكن موافقا‪ N‬لما أحب‬
‫وأهوى‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬عتب ال تعالى على رسوله يا موسى عليه السلم سئل هل هناك من هو اعلم منك فقال ل وكان‬
‫المفروض أن يقول على القل ال أعلم‪ .‬فعوقب لذللك فكلف هذه الرحلة الشاقة‪.‬‬

‫‪ -2‬استحباب الرفقة في السفر‪ ،‬وخدمة التلميذ للشيخ‪ ،‬إذ كان يوشع يخدم موسى بحمل الزاد‪ -3 .‬طروء‬
‫النسيان على النسان مهما كان صالحا‪.‬‬

‫‪ -4‬مراجعة الصواب بعد الخطأ خير من التمادي على الخطأ } فارتدا على آثارهما قصصا {؟‬

‫‪ -5‬تجلى قدرة ال تعالى في إحياء الحوت بعد الموت‪ ،‬وانجياب الماء عليه حتى كان كالطاق فكان للحوت‬
‫سربا‪ N‬ولموسى وفتاه عجبا‪ .‬وبه استدل موسى اي بهذا العجب على مكان خضر فوجده هناك‪.‬‬

‫‪ -6‬استحباب طلب المزيد من العلم مهما كان المرء عالما‪ N‬وهنا أورد الحديث التالي وهو خير من قنطار ذهبا‬
‫لمن حفظه وعمل به وهو قول ابن عباس رضي ال عنه قال سأل موسى ربه‪ :‬قال رب أي عبادك احب إليك؟‬
‫قال‪ :‬الذي يذكرني ول ينساني‪ ،‬قال‪ :‬فأي عبيدك أقضى؟ قال الذي يقضي بالحق ول يتبع الهوى‪ ،‬قال‪ :‬أي رب‬
‫عبادك اعلم؟ قال‪ :‬الذي يبتغي علم الناس الى علم نفسه عسى ان يصيب كلمة تهديه الى هدى أو ترده عن‬
‫ردى‪ ،‬وللثر بقية ذكراه ابن جرير عند تفسير هذه اليات‪.‬‬

‫} قال فإن ٱتبع‪%‬تني فل تس‪%‬ألني عن شيء@ حتى )أح‪%‬دث لك منه ذكرا‪ } * { S‬فٱنطلقا حتى إذا ركبا‬
‫في ٱلسفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أه‪%‬لها لقد‪ %‬جئت شي‪%‬ئا‪ S‬إم‪%‬را‪ } * { S‬قال ألم‪ %‬أقل إنك لن‬
‫تس‪%‬تطيع معي صب‪%‬را‪ } * { S‬قال ل تؤاخذني بما نسيت ول تر‪%‬هقني من‪ %‬أم‪%‬ري عس‪%‬را‪* { S‬‬
‫} فٱنطلقا حتى إذا لقيا غلما‪ S‬فقتله قال أقتلت نفسا‪ S‬زكية‪ S‬بغي‪%‬ر نفس@ لقد‪ %‬جئت شي‪%‬ئا‪ S‬نكر‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ذكرا‪ :{ N‬أي بيانا‪ N‬وتفصيل‪ N‬لما خفي عليك‪.‬‬

‫} لقد جئت شيئا‪ N‬إمرا‪ :{ N‬أي فعلت شيئا‪ N‬منكرا‪.N‬‬

‫} ل ترهقني {‪ :‬أي ل تغشيني بما يعسر علي ول أطيق حمله علي صحبتي إياك‪.‬‬

‫} نفسا‪ N‬زكية {‪ :‬أي طاهرة لم تتلوث روحها بالذنوب‪.‬‬

‫} بغير نفس {‪ :‬أي بغير قصاص‪.‬‬

‫} نكرا‪ :{ N‬المر الذي تنكره الشرائع والعقول من سائر المناكر! وهو المنكر الشديد النكارة‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬ما زال السياق الكريم في الحوار الذي بين موسى السلم والعالم الذي أراد أن يصحبه لطلب‬
‫العلم منه وهو خضر‪ .‬قوله تعالى‪ } :‬قال { أي خضر } فإن اتبعني { مصاحبا‪ N‬لي لطلب العلم } فل تسألني عن‬
‫شيء { أفعله مما ل تعرف له وجها‪ N‬شرعيا‪ } N‬حتى أحدث لك منه ذكرا‪ { N‬أي حتى أكون أنا الذي يبين لك‬
‫حقيقته وما جهلت منه‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬فانطلقا { أي بعد رضا موسى بطلب خضر انطلقا يسيران في الرض‬
‫فوصل ميناء من المواني البحرية‪ ،‬فركبا سفينة كان خضر يعرف أصحابها فلم يأخذوا منهما أجر الركاب فلما‬
‫أقلعت السفينة‪ ،‬وتوغلت في البحر أخذ خضر فأسا‪ N‬فخرق السفينة‪ ،‬فجعل موسى يحشو بثوب له الخرق ويقول‪:‬‬
‫} أخرقتها لتغرق أهلها { على انهما حملنا بدون نول } لقد جئت شيئا‪ N‬إمرا‪ { N‬أي أتيت يا عالم منكرا‪ N‬فظيعا‬
‫فأجابه خضر بما قص تعالى‪ } :‬قال ألم أقل إنك لن تستطيع صبرا‪ { N‬فأجاب موسى بما ذكر تعالى عنه‪ } :‬قال‬
‫ل تؤاخذني بما نسيت ول ترهقني من أمري عسرا‪ { N‬أي ل تعاقبني بالنسيان فإن الناسي ل حرج عليه‪ .‬وكانت‬
‫هذه من موسى نسيان‪N‬ا حقا‪ N‬ول تغشني بما يعسر علي ول أطيقه فاتضايق من صحبتي إياك‪.‬‬

‫قال تعالى‪ } :‬فانطلقا { بعد نزولهما ومن البحر الى البر فوجدا غلما‪ N‬جميل‪ N‬وسيما‪ N‬يلعب مع الغلمان فأخذه‬
‫خضر جانبا‪ N‬وأضجعه وذبحه فقال له موسى بما أخبر تعالى عنه‪ } :‬أقتلت نفسا‪ N‬زكية بغير نفس { زاكية طاهرة‬
‫لم يذنب صاحبها ذنبا‪ N‬تلوث به روحه ولم يقتل نفسا‪ N‬يستوجب بها القصاص } لقد جئت شيئا‪ N‬نكر‪N‬ا { أي أتيت‬
‫منكرا‪ N‬عظيما‪ N‬بقتلك نفسا‪ N‬طاهرة ولم تذنب ولم تكن هذه نسيانا‪ N‬من موسى بل كان عمدا‪ N‬أنه لم يطق فعل منكر‬
‫كهذا لم يعرف له وجها‪ N‬ول سببا‪.‬‬
‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬جواز الشتراط في الصحبة وطلب العلم وغيرهما للمصلحة الراجحة‪.‬‬

‫‪ -2‬جواز ركوب السفن في البحر‪.‬‬

‫‪ -3‬مشروعية إنكار المنكر على من علم أنه منكر‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية القصاص وهو النفس بالنفس‪.‬‬

‫} قال ألم‪ %‬أقل لك إنك لن تس‪%‬تطيع معي صب‪%‬ر‪S‬ا { * } قال إن سألتك عن شي‪%‬ء@ بع‪%‬دها فل‬
‫تصاحب‪%‬ني قد‪ %‬بلغت من لدن‪R‬ي عذرا‪ } * { S‬فٱنطلقا حتى إذآ أتيآ أه‪%‬ل قر‪%‬ية@ ٱس‪%‬تطعمآ أه‪%‬لها فأبو‪%‬ا‬
‫أن يضي‪#‬فوهما فوجدا فيها جدار‪S‬ا يريد أن ينقض فأقامه قال لو‪ %‬شئت لتخذت علي‪%‬ه أج‪%‬ر‪S‬ا { *‬
‫} قال هـذا فراق بي‪%‬ني وبي‪%‬نك سأ)نب‪#‬ئ)ك بتأويل ما لم‪ %‬تس‪%‬تطع علي‪%‬ه صب‪%‬ر‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} قال ألم أقل لك { ‪ :‬أي قال خصر لموسى عليهما السلم‪.‬‬

‫} بعدها { ‪ :‬أي بعد هذه المرة‪.‬‬

‫} فل تصاحبني { ‪ :‬أي ل تتركني أتبعك‪.‬‬

‫} من لدني عذرا‪ : { N‬أي من قبلي " جهتي " عذرا‪ N‬في عدم مصاحبتي لك‪.‬‬

‫} أهل قرية { ‪ :‬مدنية أنطاكية‪.‬‬

‫} استطعما أهلها { ‪ :‬أي طلبا منهم الطعام الواجب للضيف‪.‬‬


‫} يريد أن ينقض { ‪ :‬أي قارب السقوط لميلنه‪.‬‬

‫} فأقامه { ‪ :‬أي الخضر بمعنى أصلحه حتى ل يسقط‪.‬‬

‫} أجرا‪ : { N‬أي جعل على إقامته وإصلحه‪.‬‬

‫} هذا فراق بيني وبينك { ‪ :‬أي قولك هذا } لو شئت لتخذت عليه أجرا‪ { N‬هو نهاية الصحبة وبداية المفارقة‪.‬‬

‫} بتأويل { ‪ :‬أي تفسير ما كنت تنكره على حسب علمك‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬ما زال السياق في محاورة الخضر مع موسى عليهما السلم‪ ،‬فقد تقدم إنكار موسى على الخضر‬
‫قتله الغلم بغير نفس‪ ،‬ول جرم إرتكبه‪ ،‬وبالغ موسى في إنكاره الى أن قال‪:‬‬
‫{‬ ‫} لقد جئت شيئا‪ S‬نكر‪S‬ا‬
‫فأجابه خضر بما أخبر تعالى به في قوله‪ } :‬ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا { لما سألتني الصحبة‬
‫للتعليم‪ ،‬فأجاب موسى بما أخبر تعالى له في قوله‪ } :‬قال إن سألتك عن شيء بعدها( أي بعد هذه المرة } فل‬
‫تصاحبني { أي أترك صحبتي فإنك } قد بلغت من لدني { أي من جهتي وقبلي عذرا‪ N‬في تركك إياي‪.‬‬

‫قال تعالى‪ } :‬فانطلقا { في سفرهما } حتى أتيا أهل قرية { " أي مدينة " قيل إنها انطاكية ووصلها في الليل‬
‫والجو بارد فاستطعما أهلها أي طلبا‪ N‬منهم الضيف الواجب له } فأبوا أن يضيفوهما‪ ،‬فوجدا فيها { أي في القرية‬
‫} جدارا‪ N‬يريد أن ينقض { أي يسقط فأقامة الخضر وأصلحه فقال موسى له‪ } :‬لو شئت لتخذت عليه أجرا‪ { N‬أي‬
‫جعل مقابل إصلحه‪ ،‬ل سيما أن اهل هذه القرية لم يعطونا حقنا من الضيافة‪ .‬وهنا قال الخضر لموسى‪ } :‬هذا‬
‫فراق بيني وبينك { لنك تعهدت إنك اذا سألتني بعد حادثة قتل الغلم عن شيء ان ل تطلب صحبتي وها انت‬
‫قد سألتني‪ ،‬فهذا وقت فراقك إذ‪N‬ا } سأنبئك { أي أخبرك } بتأويل ما لم تستطيع عليه صبرا‪ { N‬من خرق السفينة‬
‫الغلم وإقامة الجدار‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب الوفاء بما التزم به النسان لخر‪.‬‬

‫‪ -2‬وجوب الضيافة لمن استحقها‪.‬‬


‫‪ -3‬جواز التبرع بأي خير أو عمل إبتغاء وجه ال تعالى‪.‬‬

‫} أما ٱلسفينة فكانت لمساكين يع‪%‬ملون في ٱلبح‪%‬ر فأردت أن‪ %‬أعيبها وكان ورآءهم ملك‪ V‬يأخذ كل‬
‫سفينة@ غص‪%‬با‪ } * { S‬وأما ٱلغلم فكان أبواه مؤمني‪%‬ن فخشينآ أن ير‪%‬هقهما طغيانا‪ S‬وكفر‪S‬ا { *‬
‫} فأرد‪%‬نآ أن يب‪%‬دلهما رب‪O‬هما خي‪%‬را‪ S‬م‪#‬نه زكـاة‪ S‬وأقرب رح‪%‬ما‪ } * { S‬وأما ٱلجدار فكان لغلمي‪%‬ن‬
‫يتيمي‪%‬ن في ٱلمدينة وكان تح‪%‬ته كنز‪ V‬لهما وكان أبوهما صالحا‪ S‬فأراد رب‪O‬ك أن يب‪%‬لغآ أشدهما‬
‫ويس‪%‬تخرجا كنزهما رح‪%‬مة‪ S‬م‪#‬ن رب‪#‬ك وما فعلته عن‪ %‬أم‪%‬ري ذلك تأويل) ما لم‪ %‬تس‪%‬طـع علي‪%‬ه صب‪%‬ر‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} المساكين { ‪ :‬جمع مسكين وهو الضعيف العاجز عن الكسب‪.‬‬

‫} يعلمون في البحر { ‪ :‬أي يؤجرون سفينتهم للركاب‪.‬‬

‫} أعيبها { ‪ :‬أي أجعلها معيبة حتى ل يرغب فيها‪.‬‬

‫} غضبا‪ : { N‬أي قهرا‪.N‬‬

‫} أن يرهقهما طغيانا‪ N‬وكفرا‪ : { N‬أي يغشاهما‪ :‬ظلما‪ N‬وجحودا‪.N‬‬

‫} وأقرب رحما { ‪ :‬أي رحمة إذ الرحم والرحمة بمعنى واحد‪.‬‬

‫} وما فعلته عن امري { ‪ :‬أي عن اختيار مني بل بأمر ربي جل جلله وعظم سلطانه‪ .‬معنى اليات‪:‬‬

‫هذا آخر حديث موسى والخضر عليهما السلم‪ ،‬فقد واعد الخضر موسى عندما اعلن له عن فراقه أن يبين له‬
‫تأويل مالم يستطع عليه صبرا‪ ،N‬وهذا بيانه قال تعالى " حكاية عن الخضر " } أما السفينة { التي خرقتها‬
‫وأنكرت علي ذلك } فكانت لمساكين يعملون في البحر { يؤجرون سفينتهم بما يحصل لهم بعض القوت‬
‫} فأردت أن أعيبها { ل لغرق أهلها‪ } ،‬وكان رواءهم ملك { ظالم } يأخذ كل سفينة { صالحة } غصب‪N‬ا { أي‬
‫قهرا‪ N‬وإنما أردتان أبقيها لهم إذ الملك المذكور ل يأخذ إل السفن الصالحة } وأما الغلم { الذي قتلت وأنكرت‬
‫علي‪ b‬قتله } فكان أبواه مؤمنين فخشيا‪ { N‬إن كبر } أن يرهقهما { أي يغشيهما } طغيا‪ N‬وكفرا‪ N‬فأردنا أن يبدلهما‬
‫ربهما خيرا‪ N‬منه زكاة { أي طهرا‪ N‬وصلحا‪ } N‬وأقرب رحما‪ { N‬أي رحمة وبرا‪ N‬فلذا قتته‪ } ،‬وأما الجدار فكان‬
‫لغلمين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما‪ ،‬وكان ابوهما صالحا‪ N‬فأراد ربك ان يبلغا أشدهما { أي سن‬
‫الرشد } ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك { أي كان ذلك رحمة } وما فعلته عن أمري { أي عن إرادتي‬
‫وإختياري بل كان بأمر ربي وتعليمه‪ } .‬ذلك { أي هذا } تأويل ما لم تسطع عليه صبرا‪.{ N‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان ضروب من خفي ألطاف ال تعال فعلى المؤمن أن يرضى بقضاء ال تعالى وإن كان ظاهره ضارا‪.N‬‬

‫‪ -2‬بيان حسن تدبير ال تعالى لوليائه بما ظاهره عذاب ولكن في باطنه رحمة‪.‬‬

‫‪ -3‬مراعاة صلح الباء في إصلح حال البناء‪.‬‬

‫‪ -4‬كل ما أتاه الخضر كان بوحي إلهي وليس هو مما يدعيه جهال الناس ويسمونه بالعلم اللدني وأضافوه الى‬
‫من يسمونهم الولياء‪ ،‬وقد يسمونه كشفا‪ ،N‬ويؤكد بطلن هذا أن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬إن الخضر قال‬
‫لموسى‪ :‬أنا على علم علمني رب وأنت على علم مما علمك ال وإن علمي وعلمك الى علم ال ال كما يأخذ‬
‫الطائر بمنقاره من البحر‪.‬‬

‫} ويس‪%‬ألونك عن ذي ٱلقر‪%‬ني‪%‬ن قل سأتلوا علي‪%‬كم م‪#‬نه ذكرا‪ } * { S‬إنا مكنا له في ٱلر‪%‬ض وآتي‪%‬ناه‬
‫يء@ سببا‪ } * { S‬فأتبع سببا‪ } * { S‬حتى إذا بلغ مغرب ٱلشم‪%‬س وجدها تغرب في عي‪%‬ن‬
‫من كل‪ R‬ش ‪%‬‬
‫حمئة@ ووجد عندها قو‪%‬ما‪ S‬قلنا يذا ٱلقر‪%‬ني‪%‬ن إمآ أن تعذ‪R‬ب وإمآ أن تتخذ فيهم‪ %‬حس‪%‬نا‪ } * { S‬قال أما‬
‫من ظلم فسو‪%‬ف نعذ‪R‬به ثم يرد‪ O‬إلى رب‪#‬ه فيعذ‪R‬به عذابا‪ S‬نكر‪S‬ا { * } وأما من‪ %‬آمن وعمل صالحا‪ S‬فله‬
‫جزآء‪ g‬ٱلحس‪%‬نى وسنقو )ل له من‪ %‬أم‪%‬رنا يس‪%‬را‪ } * { S‬ثم أتبع سببا‪ } * { S‬حتى إذا بلغ مطلع‬
‫ٱلشم‪%‬س وجدها تطلع على قو‪%‬م@ لم‪ %‬نج‪%‬عل لهم‪ %‬م‪#‬ن دونها ستر‪S‬ا { * } كذلك وقد‪ %‬أحطنا بما لدي‪%‬ه‬
‫خب‪%‬را‪ } * { S‬ثم أتبع سببا‪ } * { S‬حتى إذا بلغ بي‪%‬ن السدي‪%‬ن وجد من دونهما قو‪%‬ما‪ S‬ل يكادون‬
‫يفقهون قو‪%‬ل‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ويسألونك { ‪ :‬أي كفار قريش بتعليم يهود لهم‪.‬‬


‫} ذي القرنين { ‪ :‬السكندر باني السكندرية المصرية الحميري أحد الملوك التبابعة وكان عبدا‪ N‬صالحا‪.N‬‬

‫} سأتلوا عليكم منه ذكرا‪ : { N‬سأقص عليكم من حاله خيرا‪ N‬يحمل موعظة وعلما‪.N‬‬

‫} مكنا له في الرض { ‪ :‬بالحكم والتصرف في ممالكها‪.‬‬

‫} من كل شئ سببا { ‪ :‬أي يحتاج إليه سببا‪ N‬موصل‪ N‬الى مراده‪.‬‬

‫} فأتبع سببا { ‪ :‬أي فأتبع السبب سببا‪ N‬آخر حتى انتهى الى مراده‪.‬‬

‫} تغرب في عين حمئة { ‪ :‬ذات حماة وهي الطين السود وغروبها إنما هو نظر العين وأل فالشمس في السماء‬
‫والبحر في الرض‪.‬‬

‫} قوما‪ : { N‬أي كافرين‪.‬‬

‫} عذابا‪ N‬نكرا { ‪ :‬أي عظيما‪ N‬فظيعا‪.N‬‬

‫} يسرا { ‪ :‬أي لين‪N‬ا من القول سهل‪ N‬من العمل‪.‬‬

‫} قوم لم نجعل لهم من دونها { ‪ :‬القوم هو الزنج ولم يكن لهم يومئذ ثياب يلبسونها ول منازل يسكنونها وإنما‬
‫لهم أسراب في الرض يدخلون فيها‪.‬‬

‫} كذلك { ‪ :‬أي المر كما قلنا لك ووصفنا‪.‬‬

‫} بين السدين { ‪ :‬السدان جبلن شمال شرق بلد الترك سد ذو القرنين ما بينهما فقيل فيهما سدان‪.‬‬

‫} قوما‪ N‬ل يكادون يفقهون قول‪ : { N‬ل يفهمون كلم من يخاطبهم ال بشدة وبط وهم يأجوح ومأجوج‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬هذه قصة العبد الصالح ذي القرنين الحميري التعبي على الراجح من أقوال العلماء‪ ،‬وهو‬
‫السنكدر باني السكندرية المصرية‪ ،‬ولمر ما لقب بذي القرنين‪ ،‬وكان قد تضمن سؤال قريش النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم بإيعاذ من يهود المدينة ذا القرنين إذ قالوا لقريش سلوه عن الروح وأصحاب الكهف وذي القرنين‬
‫فإن أجابكم عنها فإنه نبي‪ ،‬وإل فهو غير نبي فروا رأيكم فيه فكان الجواب عن الروح في سورة السراء وعن‬
‫الفتية وذي القرنين في سورة الكهف هذه وقد تقدم الحديث التفصيلي عن أصحاب الكهف في أول السورة وهذا‬
‫بدء الحديث المتضمن للجابة عن الملك ذي القرنين عليه السلم قال تعالى‪ } :‬ويسألونك { يا نبينا } عن ذي‬
‫القرنين قل { للسائلين من مشركي قريش } سأتلوا عليكم منه ذكرا { أي سأقرأ عليكم من أمره وشأنه العظيم‬
‫ذكرا‪ N‬خبرا‪ N‬يحمل الموعظة والعلم والمعرفة‪ :‬وقوله تعالى‪ } :‬إنا مكنا له في الرض وآتيناه من كل شيء‬
‫سببا‪ { .‬هذه بداية الحديث عنه فأخبر تعالى أنه مكن له في الرض بالملك والسلطان‪ ،‬واعطاه من كل شيء‬
‫يحتاج إليه في فتحه الرض ونشر العدل والخير فيها سببا‪ N‬يوصله الى ذلك‪ ،‬وقوله } فأتبع سببا‪ { N‬حسب سنة‬
‫ال في تكامل الشياء فمن صنع إبرة وتابع السباب التي توصل بها الى صنع البرة فإنه يصنع المسلة‪ ،‬وهكذا‬
‫تابعه بين أسباب الغزو والفتح والسير في الرض } حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة {‬
‫وهي على ساحل المحيط الطلنطي‪ ،‬وكونها تغرب فيها هو بحسب رأي العين‪ ،‬وال فالشمس في السماء والعين‬
‫الحمئة والمحيط الى جنبها في الرض وقوله تعالى‪ } :‬ووجد عندها { أي عند تلك العين في ذلك القليم‬
‫المغربي } قوما‪ { N‬أي كافرين غير مسلمين فأذن ال تعالى له في التحكم والتصرف فيهم إذ يسر له أسباب‬
‫الغلبة عليهم وهن معنى قوله تعالى‪ } :‬قلنا يا ذا القرنين { وقد يكون نبيا‪ N‬ويكون قوله ال تعالى هذا له وحيا‬
‫وهو } إما أن تعذب { بالسر والقتل‪ } ،‬وإما أن تتخذ فيهم حسنا‪ { N‬وهذا بعد حربهم والتغلب عليهم فأجاب ذو‬
‫القرنين ربما أخبر تعالى به‪ } :‬أما من ظلم { أي بالشرك والكفر } فسوف نعذبه { بالقتل والسر‪ } ،‬ثم يرد الى‬
‫ربه { بعد موته } فيعذبه عذاب‪N‬ا نكرا‪ { N‬أي فظيعا‪ N‬أليما‪.N‬‬

‫} وأما من آمن وعمل صالحا‪ { N‬أي يسلم وحسن اسلمه } فله جزاء { على إيمانه وصالح أعماله } الحسنى {‬
‫أي الجنة في الخرة } وسنقول له من أمرنا يسرا { فل نغلظ له في القول ول نكلفه ما يشق عليه ويرهقه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ثم أتبع سببا‪ { N‬أي ما تحصل عليه من القوة فتح المغرب استخدمه في مواصلة الغزو والفتح في‬
‫المشرق } حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم { بدائيين لم تساعدهم الرض التي يعشيون عليها‬
‫على التحضر فلذا هم ل يبنون الدور ول يلبسون الثياب‪ ،‬ولكن يسكنون الكهوف والمغارات والسراديب وهو‬
‫ما دل عليه قوله تعالى‪ } :‬لم نجعل من دونها { أي الشمس } سترا‪ .{ N‬وقوله تعالى‪ } :‬كذلك { أي القول الذي‬
‫قلنا والوصف الذي وصفنا لك من حال ذي القرنين } وقد أحطنا { من قوة وأسباب مادية وروحية } خبرا { اي‬
‫علما كامل‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ثم أتبع { أي ذو القرنين } سببا { أي واصل طريقه في الغزو والفتح } حتى إذا بلغ‬
‫بين السدين { وهما جبلن بأقصى الشمال الشرقي للرض بنى ذو القرنين بينهما سدا‪ N‬عظيما‪ N‬حال به دون غزو‬
‫يأجوج ومأجوج للقليم المجاور لهم‪ ،‬وهم القوم الذين قال تعالى عنهم )وجد من دونهما قوما‪ N‬ل يكادون يفقهون‬
‫قول( فل يفهمون ما يقال لهم ويخاطبون به إل بشدة وبطء كبير‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬
‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير نبوة النبي محمد صلى ال عليه وسلم إذ هذا جواب آخر أسئلة قريش الثلثة‪ .‬قرأه عليهم قرآنا‬
‫موحى به إليه‪.‬‬

‫‪ -2‬إتباع السبب السبب ويصل به ذو الرأي والرادة الى تحقيق ما هو كالمعجزات‪.‬‬

‫‪ -3‬قول‪ :‬ذو القرنين‪ } :‬أما من ظلم‪ .....‬الخ { يجب ان يكون مادة دستورية يحكم به الفراد والجماعات‬
‫لصدقها وإجابيتها وموافقتها لحكم ال تعالى ورضاه‪ ،‬ومن السف أن يعكس هذا القول السديد والحكم الرشيد‬
‫فيصبح اهل الظلم مكرمين لدى الحكومات‪ ،‬وأهل اليمان والستقامة مهانين!!‬

‫‪ -4‬بيان وجود أمم بدائية الى عهد ما بعد ذي القرنين ل يلبسون ثيابا‪ N‬ول يسكنون سوى الكهوف والمغارات‬
‫ويوجد في البلد الكيئية الى الن قبائل ل يرتدون الثياب‪ ،‬وإنما يضعون على فروجهم خيوط وسيور ل غير‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير أن هذا الملك الصالح قد ملك الرض فهو أحد أربعة حكموا شرقا‪ N‬وغربا‪.N‬‬

‫} قالوا يذا ٱلقر‪%‬ني‪%‬ن إن يأجوج ومأجوج مفسدون في ٱلر‪%‬ض فهل نج‪%‬عل) لك خر‪%‬جا‪ S‬على أن تج‪%‬عل‬
‫بي‪%‬ننا وبي‪%‬نهم‪ %‬سد‪j‬ا‪ } * { S‬قال ما مكن‪R‬ي فيه رب‪#‬ي خ ‪%‬ير‪ V‬فأعينوني بقوة@ أج‪%‬عل بي‪%‬نكم‪ %‬وبي‪%‬نهم‪ %‬رد‪%‬ما‪{ S‬‬
‫* } آتوني زبر ٱلحديد حتى إذا ساوى بي‪%‬ن ٱلصدفي‪%‬ن قال ٱنفخوا حتى إذا جعله نار‪S‬ا قال آتوني‬
‫أ)فرغ علي‪%‬ه قطرا‪ } * { S‬فما ٱس‪%‬طاعو*ا أن يظهروه وما ٱس‪%‬تطاعوا له نقبا‪ } * { S‬قال هـذا رح‪%‬مة‬
‫م‪#‬ن رب‪#‬ي فإذا جآء وع‪%‬د رب‪#‬ي جعله دكآء وكان وع‪%‬د رب‪#‬ي ح {قا‪ } * { S‬وتركنا بع‪%‬ضهم‪ %‬يو‪%‬مئذ@ يموج‬
‫في بع‪%‬ض@ ونفخ في ٱلص‪O‬ور فجمع‪%‬ناهم‪ %‬جم‪%‬عا‪ } * { S‬وعرض‪%‬نا جهنم يو‪%‬مئذ@ ل‪R‬لكافرين عر‪%‬ضا‪} * { S‬‬
‫ٱلذين كانت أع‪%‬ينهم‪ %‬في غطآء@ عن ذكري وكانوا ل يس‪%‬تطيعون سم‪%‬عا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫يأجوج ومأجوج ‪ :‬قبيلتان من أولد يافث بن نوح عليه السلم وال أعلم‪.‬‬

‫} نجعل لك مخرجا‪ : { N‬أي جعل مقابل العمل‪.‬‬

‫} سدا‪ : { N‬السد بالفتح والضم الحاجز المانع بين شيئين‪.‬‬


‫} ردما‪ : { N‬حاجزا‪ N‬حصينا‪ N‬وهو السد‪.‬‬

‫} زبر الحديد { ‪ :‬جمع زبرة قطعة من حديد على قدر الحجرة التي يبنى بها‪.‬‬

‫} بين الصدفين { ‪ :‬اي صدف الجبلين اي جانبهما‪.‬‬

‫} قطرا { ‪ :‬القطر النحاس المذاب‪.‬‬

‫} فما ااستطاعوا أن يظهروه { ‪ :‬أي عجزوا عن الظهور فوقه لعلوه وملسته‪.‬‬

‫} نقبا‪ : { N‬أي فتح ثغرة تحت تحته ليخرجوا معها‪.‬‬

‫} جعله دكا { ‪ :‬أي ترابا‪ N‬مساويا‪ N‬للرض‪.‬‬

‫} وتركنا بعضهم { ‪ :‬أي يأجوج ومأجوج أي يذهبون ويجيئون في اضطراب كموج البحر‪.‬‬

‫} أعينهم في غطاء عن ذكري { ‪ :‬أي عن القرآن ل يفتحون أعينهم فيما تقرأه عليهم بغضا‪ N‬له أو أعين قلوبهم‬
‫وهي البصائر فهي في أكنة ل تبصر الحق ول تعرفه‪.‬‬

‫} ل يستطيعون سمعا‪ : { N‬لبغضهم للحق والداعي إليه‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في حديث ذي القرنين إذ شكا إليه سكان المنطقة الشمالية الشرقية من الرض‪ ،‬بما أخبر تعالى‬
‫به عنهم إذ قال‪ } :‬قالوا يا ذا القرنين أن يأجوج وماجوج مفسدون في الرض { أي القتل والكل والتدمير‬
‫والتخريب‪ } ،‬فهل نجعل لك مخرج‪N‬ا { أي أجرا‪ } N‬على أن تجعل بيننا وبينهم سدا‪ { N‬أي حاجزا‪ N‬قوي‪N‬ا ل يصلون‬
‫معه إلينا‪ .‬فأجابهم ذو القرنين بما أخبر ال تعالى به في قوله‪ } :‬قال ما مكني فيه ربي { من المال القوة‬
‫والسلطان } خير { أي من جعلكم وخرجكم } فأعيوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما‪ { N‬أي أي سدا‪ N‬قوي‪N‬ا وحاجزا‬
‫مانعا‪ } N‬آتوني زبر الحديد { أي قطع الحديد كل قطعة كاللبنة المضروية‪ ،‬فجاءوا به إليه فأخذ يضع الحجارة‬
‫وزبر الحديد ويبني حتى ارتفع البناء فساوى بين الصدفين جابني الجبلين‪ ،‬وقال لهم } انفخوا { أي النار على‬
‫الحديد } حتى إذا جعله نارا { قال آتوني بالنحاس المذاب أفرغ عليه قطرا فأتوه به فأفرغ عليه من القطر ما‬
‫جعله كأنه صفيحة واحدة من نحاس } فما اسطاعوا { أي يأجوج وماجوج } أن يظهروه { أي يعلوا فوقه‪،‬‬
‫} وما استطاعوا له نقبا‪ { N‬أي خرقا‪ N‬فلما نظر إليه وهو جبل شامخ وحصن حصين قال هذا من رحمة ربي أي‬
‫من أثر رحمة ربي علي‪ b‬وعلى الناس وأردف قائل‪ } N‬فإذا جاء وعد ربي { وهو خروج يأجوج ومأجوج عند‬
‫قرب الساعة } جعله دكا { أي ترابا‪ N‬مساويا‪ N‬للرض‪ } ،‬وكان وعد ربي حقا { وهذا مما وعد به وأنه كائن ل‬
‫محالة قال تعالى‪ } :‬وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض { أي مختلطين مضطرين أنسهم وجنهم } ونفخ في‬
‫الصور { نفخة البعث } فجمعناهم { للحساب والجزاء } جمعا وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا‪ { N‬حقيقيا‬
‫يشاهدونها فيه من قرب‪ ،‬ثم ذكر ذنب الكافرين وعلة عرضهم على النار فقال‪ :‬وقوله الحق‪ } :‬الذين كانت‬
‫أعينهم في غطاء عن ذكري { أي أعين قلوبهم وهي البصائر فلذا هم ل ينظرون في آيات ال الكونية فيستدلون‬
‫بها على وجود ال ووجوب عبادته وتوحيده فيها‪ ،‬ول في آيات ال القرآنية فيهتدون بها الى أنه ل إله إل ال‬
‫ويعبدونه بما تضمنته اليات القرآنية‪ } ،‬وكانوا ل يستطيعون سمعا‪ { N‬للحق ولما يدعوا إليه رسل ال من الهدى‬
‫والمعروف‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬مشروعية الجعالة للقيام بالمهام من العمال‪.‬‬

‫‪ -2‬فضيلة التبرع بالجهد الذاتي والعقلي‪.‬‬

‫‪ -3‬مشروعية التعاون على ما هو خير‪ ،‬أو دفع للشر‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير وجود أمة يأجوج ومأجوج وأن خروجهم من أشراط الساعة‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير البعث والجزاء‪.‬‬

‫} أفحسب ٱلذين كفرو*ا أن يتخذوا عبادي من دوني* أو‪%‬ليآء إنآ أع‪%‬تد‪%‬نا جهنم للكافرين نزل‪} * { S‬‬
‫قل هل ننب‪#‬ئ)كم بٱلخسرين أع‪%‬مال‪ } * { S‬ٱلذين ضل سع‪%‬يهم‪ %‬في ٱلحياة ٱلد‪O‬نيا وهم‪ %‬يح‪%‬سبون أنهم‬
‫يح‪%‬سنون صنعا‪) } * { S‬أو‪%‬لـئك ٱلذين كفروا بآيات رب‪#‬هم‪ %‬ولقائه فحبطت أع‪%‬مالهم‪ %‬فل نقيم لهم‬
‫يو‪%‬م ٱلقيامة وز‪%‬نا‪ } * { S‬ذلك جزآؤ)هم‪ %‬جهنم بما كفروا وٱتخذو*ا آياتي ورسلي هزوا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} أفحسب الذين كفروا { ‪ :‬الستفهام للتقريع والتوبيخ‪.‬‬

‫} أن يتخذوا عبادي { ‪ :‬كالملئكة وعيسى بن مريم والعزير وغيرهم‪.‬‬

‫} أولياء { ‪ :‬أربابا‪ N‬يعبدونهم بأنواع من العبادات‪.‬‬

‫} نزل‪ :{ N‬النزل ‪ :‬ما يعد للضيف من قرى وهو طعامه وشرابه ومنامه‪.‬‬

‫} ضل سعيهم { ‪ :‬أي بطل عملهم وفسد عليهم فلم ينتفعوا به‪.‬‬

‫} يحسنون صنعا‪ : { N‬أي بعمل يجازون عليه بالخير وحسن الجزاء‪.‬‬

‫} بآيات ربهم { ‪ :‬أي بالقرآن وما فيه من دلئل التوحيد والحكام الشرعية‪.‬‬

‫} ولقائه { ‪ :‬أي كفروا بالبعث والجزاء‪.‬‬

‫} وزنا‪ : { N‬أي ل نجعل لهم قدرا‪ N‬ول قيمة بل نزدريهم ونذلهم‪.‬‬

‫} ذلك { ‪ :‬أي أولئك جزاؤهم وأطلق لفظ ذلك بدل أولئك‪ ،‬لنهم بكفرهم وحبوط أعمالهم أصبحوا غثاء كغثاء‬
‫السيل ل خير فيه ول وزن له فحسن أن يثار إليه بذلك‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ينكر تعالى على المشركين شركهم ويوبخهم مقرعا‪ N‬لهم عاى ظنهم ان اتخاذهم عباده من دونه أولياء يعبدونهم‬
‫كالملئكة حيث عبدهم بعض العرب والمسيح حيث عبده النصارى‪ ،‬والعزير حيث عبده بعض اليهود‪ ،‬ل‬
‫ل أي دار ضيافة‬
‫يغضبه تعالى ول يعاقبهم عليه‪ .‬وكيف ل يغضبه ول يعاقبهم عليه وقد أعد جهنم للكافرين نز ‪N‬‬
‫لهم فيها طعامهم وفيها شرابهم وفيها فراشهم كما قال تعالى‬
‫{‬ ‫} لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش‬
‫هذا ما دلت عليه الية الولى )‪ (102‬وهي قوله } أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء‪ .‬إنا‬
‫أعتدنا جهنم للكافرين نزل {‪ .‬وقوله تعالى في الية الثانية )‪ (103‬يخبر تعالى بأسلوب الستفهام للتشويق للخبر‬
‫فيقول } قل هل ننبئكم { أيها المؤمنون } بالخسرين أعمال‪ { N‬إنهم } الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم‬
‫يحسبون أنهم يحسنون صنعا { أي عمل‪ ،N‬ويعرفهم فيقول } أولئك الذي كفروا بآيات ربهم { فلم يؤمنوا بها‪،‬‬
‫وبلقاء ربهم فلم يعلموا العمل الذي يرضيه عنهم ويسعدهم به وهو اليمان الصحيح والعمل الصالح الذي شرعه‬
‫ال لعباده المؤمنين به يتقربون به إليه‪ .‬فلذلك حبطت أعمالهم لنها شرك وكفر وشر الباطلة فإن أحدهم ل يزن‬
‫جناح بعوضة لخفته‪.‬‬

‫وأخيرا‪ N‬أعلن تعالى عن حكمه فيهم وعليهم فقال } ذلك { أي المذكور من غثاء الخلق } جزاؤهم جهنم‪ { .‬وعلل‬
‫للحكم فقال‪ } :‬بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا‪ { N‬أي سبب كفرهم واستهزائهم بآيات ربهم وبرسله فكان‬
‫الحكم عادل‪ ،N‬والجزاء موافقا‪ N‬والحمد ال رب العالمين‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير شرك من يتخذ الملئكة أو النبياء أو الولياء آلهة يعبدوهم تحت شعار التقرب الى ال تعالى‬
‫والستشفاع بهم والتوسل الى ال تعالى بحبهم والتقرب إليهم‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير هلك أصحاب الهواء الذين يعبدون ال تعالى بغير ما شرع ويتوسلون إليه بغير ما جعله وسلية‬
‫لرضاه وجنته‪ .‬كالخوارج والرهبان من النصارى والمبتدعة الروافض والسماعيلية‪ ،‬والنصيرية والدروز ومن‬
‫إليهم من غلة المبتدعة في القعائد والعبادات والحكام الشرعية‪.‬‬

‫‪ -3‬ل قيمة ول ثقل ول وزن لعمل ل يوافق رضا ال تعالى وقبوله له‪ ،‬كما وزن عند ال تعالى لصاحبه‪ ،‬وإن‬
‫مات خوفا‪ N‬من ال أو شوقا‪ N‬إليه‪.‬‬

‫} إن ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات كانت لهم‪ %‬جنات ٱلفر‪%‬دو‪%‬س نزل‪ } * { S‬خالدين فيها ل‬
‫يب‪%‬غون عنها حول‪ } * { S‬قل لو‪ %‬كان ٱلبح‪%‬ر مدادا‪ S‬ل‪R‬كلمات رب‪#‬ي لنفد ٱلبح‪%‬ر قب‪%‬ل أن تنفد كلمات‬
‫رب‪#‬ي ولو‪ %‬جئنا بمثله مددا‪ } * { S‬قل إنمآ أنا بشر‪ V‬م‪#‬ثلكم‪ %‬يوحى إلي أنمآ إلـهكم‪ %‬إلـ ‪V‬ه واحد‪ V‬فمن‬
‫كان ير‪%‬جوا لقآء رب‪#‬ه فليع‪%‬مل عمل‪ S‬صالحا‪ S‬ول يشرك‪ %‬بعبادة رب‪#‬ه أحدا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} كانت لهم { ‪ :‬أي جزاء إيمانهم وعملهم الصالح‪.‬‬


‫ل { ‪ :‬هو وسط الجنة وأعلها ونزل‪ N‬منزل إكرام وإنعام‪.‬‬
‫} الفردوس نز ‪N‬‬

‫ل { ‪ :‬أي ل يطلبون تحول‪ N‬منها لنها ل خير منها أبدا‪.N‬‬


‫} ل يبغون عنها حو ‪N‬‬

‫} لو كان البحر { ‪ :‬أي ولم تنفذ هي أي لم تفرغ‪.‬‬

‫} يرجو لقاء ربه { ‪ :‬يأمل وينتظر البعث والجزاء يوم القيامة حيث يلقى ربه تعالى‪.‬‬

‫} ول يشرك بعبادة ربه أحدا‪ : { N‬أي ل يرائي بعمله أحدا‪ N‬ول يشرك في عبادة ال تعالى غيره تعالى‪.‬‬

‫معنى البات‪:‬‬

‫بعدما ذكر تعالى جزاء اهل الشرك والهواء وأنه جهنم ناسب ذكر جزاء اهل اليمان والتقوى التي هي عمل‬
‫الصالحات واجتناب المحرمات فقال‪ } :‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات { أي صدقدوا ال ورسوله وآمنوا‬
‫بلقاء ال‪ ،‬ووعد لوليائه‪ ،‬ووعيده لعدائه من أهل الشرك والمعاصي‪ ،‬وعملوا الصالحات فأدوا الفرائض‬
‫والواجبات وسارعوا في النوافل والخيرات هؤلء } كانت لهم { في علم ال وحكمه } جنات الفردوس { أي‬
‫بساتين الفردوس منزل‪ N‬ينزلونه ودار كرامة يكرمون فيها وينعمون‪ ،‬والفردوس أعلى الجنة وأوسطها قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم واصفا‪ N‬لها ومرغبا‪ N‬فيها وقد ارتادها وانتهى الى مستوى فوقها ليلة السراء‬
‫والمعراج قال‪ " :‬إن سألتم ال فسالوه الفردوس فغنها أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقها عرش الرحمن‬
‫تبارك وتعالى‪ ،‬ومنه تفجر أنهار الجنة " ‪ ،‬كما في الصحيح‪ ،‬وقوله تعالى } خالدين فيها ل يبغون عنها حول‪{ N‬‬
‫أي ماكثين فيها أبدا‪ N‬ل يطلبون متحول‪ N‬عنها إذ نعيمها ل يمل وسعادتها ل تنقص‪ ،‬وصفوها ل يكدر وسرورها‬
‫ل ينغص بموت ول بمرض ول نصب ول تعب جعلني ال ومن قال أمين من أهلها‪ .‬آمين‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬قل‬
‫لو كان البحر مدادا‪ N‬لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا { تضمنت هذه الية‬
‫ردا‪ N‬على اليهود الذين لما نزل قول ال تعالى‬
‫{‬ ‫} وما أوتيتم من العلم ال قليل‬
‫في الرد عليهم لما سألوا عن الروح بواسطة وفد قريش اليهم‪ .‬فقالوا‪ :‬أوتينا التوارة وفيها علم كل شيء فأنزل‬
‫ل لمزاعمهم فأعلمهم وأعلم كل من يدعي العلم الذي ما‬
‫ال تعالى قل لو كان البحر مدادا‪ N‬الية ردا‪ N‬عليهم وإبطا ‪N‬‬
‫فوقه علم بأنه لو كان البحر مدادا وكان كل غصن وعود في أشجار الدنيا كلها قلما‪ ،N‬وكتب بهما لنفذ ماء البحر‬
‫وأغصان الشجر ولم تنفذ كلمات ربي التي تحمل العلوم والمعارف اللهية وتدل عليها وتهدي إليها فسبحان ال‬
‫وبحمده‪ ،‬سبحانه ال العظيم سبحان ال الذي انتهى إليه كل شيء وهو على كل شيء قدير‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬قل‬
‫إنما أنا بشر مثلكم يوحي الي أنما إلهكم إله واحد {‪ .‬يأمر تعالى رسوله بأن يقول للمشركين الذين يطلبون منه‬
‫المعجزات كالتي أوتى موسى وعيسى‪ :‬إنما أنا بشر مثلكم ل أقدر على ما ل تقدرون عليه أنتم‪ ،‬والفرق بيننا‬
‫هو أنه يوحى الى المر من ربي وأنتم ل يوحى اليكم يوحى الي أنما إلهكم أي معبودكم الحق وربكم الصدق‬
‫هو إله واحد ال ربكم ورب آبائكم الولين‪.‬‬

‫وقوله } فمن كان يرجو { أي يأمل وينتظر } لقاء ربه { خوفا‪ N‬منه وطمعا‪ N‬فيه } فليعمل عمل‪ N‬صالحا‪ { N‬وهو‬
‫مؤمن موقن‪ } ،‬ول يشرك بعبادة ربه أحدا‪ { N‬فإن الشرك محبط للعمل مبطل له‪ ،‬وبهذا يكون رجاء صادقا‬
‫وانتظاره صالحا‪ N‬صائبا‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عقيدة البعث والجزاء‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان أفضل الجنان وهو الفردوس العلى‪.‬‬

‫‪ -3‬علم ال غير متناهي لن كلماته غير متناهية‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير صفة الكلم ل تعالى‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير بشرية النبي )صلى ال عليه وسلم وأنه ليس روحا‪ N‬ول نورا‪ N‬فحسب كما يقول الغلة الباطنية‪-6 .‬‬
‫تقرير التوحيد والتنديد بالشرك‪.‬‬

‫‪ -7‬تقرير ان الرياء شرك لما ورد ان الية نزلت في بيان حكم المرء ويجاهد يريد وجه ال ويرغب ان يرى‬
‫مكانة بين الناس‪ ،‬يصلى ويصوم ويجب أن يثنى عليه بذلك‪.‬‬

‫سورة مريم‬
‫} ك*هيع*ص* { * } ذكر رح‪%‬مة رب‪#‬ك عب‪%‬ده زكريآ { * } إذ نادى ربه ندآء‪ g‬خفي‪j‬ا‪ } * { S‬قال رب‬
‫إني وهن ٱلعظم من‪R‬ي وٱشتعل ٱلرأس شي‪%‬با‪ S‬ولم‪ %‬أكن‪ %‬بدعآئك رب‪ #‬شقي‪j‬ا‪ } * { S‬وإن‪R‬ي خفت ٱلموالي‬
‫من ورآئي وكانت ٱم‪%‬رأتي عاقرا‪ S‬فهب‪ %‬لي من لدنك ولي‪j‬ا‪ } * { S‬يرثني ويرث من‪ %‬آل يع‪%‬قوب‬
‫وٱج‪%‬عله رب‪ #‬رض ‪j‬يا‪ } * { S‬يزكريآ إنا نبش‪R‬رك بغلم@ ٱس‪%‬مه يح‪%‬يى لم‪ %‬نج‪%‬عل له من ق ‪%‬بل) سمي‪j‬ا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} ك‪j‬ه‪l‬ي‪l‬ع‪l‬ص { ‪ :‬هذه من الحروف المقطعة تكتب كهيعص كاف‪ ،‬هاء يا عين صاد‪ .‬ومذهب السلف أن يقال فيها‪:‬‬
‫ال أعلم بمراده بذلك‪.‬‬

‫} ذكر رحمة ربك ‪ :‬أي هذا ذكر رحمة ربك‪.‬‬

‫} نادى ربه { ‪ :‬أي قال‪ :‬يا رب ليسأله الولد‪.‬‬

‫} نداء‪ a‬خفيا { ‪ :‬أي سر بعدا‪ N‬عن الرياء‪.‬‬

‫} وهن العظم مني { ‪ :‬أي رق وضعف لكبر سني‪.‬‬

‫} واشتعل الرأس شيبا‪ : { N‬أي انتشر الشيب في شعر انتشارا‪ N‬النار في الحطب‪.‬‬

‫} ولم أكن بدعائك رب شقيا { ‪ :‬أي إنك لم تخيبني فما دعوتك فيه قبل فل تخيبني اليوم فيما أدعوك فيه‪.‬‬

‫} وإني خفت الموالي { ‪ :‬أي خشيت بني عمر أن يضيعوا الدين بعد موتي‪.‬‬

‫} إمرأتي عاقرا‪ : { N‬ل تلد واسمها أشاع وهي أخت حنة أم مريم‪.‬‬

‫} فهب لي من لدنك وليا‪ : { N‬أي ارزقني من عندك ولدا‪.N‬‬

‫} ويرث من آل يعقوب { ‪ :‬أي جدي يعقوب العلم والنبوة‪.‬‬

‫} واجلعه رب رضيا { ‪ :‬أي مرضيا عندك‪.‬‬

‫} سمي‪N‬ا { ‪ :‬أي مسمى يحيى‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫أما قوله تعالى‪ :‬ك‪j‬ه‪l‬عيص فإن هذا من الحروف المقطعة والراجح أنها من المتشابه الذي نؤمن به ونفوض فهم‬
‫معناه لمنزله سبحانه وتعالى فنقول‪ } :‬كهيعص { ال أعلم بمراده به‪ .‬وأما قوله تعالى‪ } :‬ذكر رحمة ربك عبده‬
‫زكريا { فإن معناه‪ :‬مما تتلو عليك في هذا القرآن يا نبينا فيكون دليل‪ N‬على نبوتك ذكر رحمة ربك التي رحم‬
‫بها عبده زكريا حيث كبرت سنه‪ ،‬وأمراته عاقر ل يولد لها ورغب في الولد لمصلحة الدعوة السلمية إذ ل‬
‫يوجد من يخلفه فيها إذا مات نظرا‪ N‬الى ان الموجود من بني عمه ومواليه ليس بينهم كفؤ لذلك بل هم دعاة الى‬
‫السوء فنادى ربه ندا‪ N‬خفيا‪ N‬قائل‪ } :‬رب إني وهن العظم مني { أي رق وضعف‪ } ،‬واشتعل الرأس شيبا‪ { N‬أي‬
‫شاب شعر رأسي لكبر سني‪ } ،‬ولم أكن بدعائك رب شقيا { أي في يوم من اليام بمعنى أنك عودتي الستجابة‬
‫لما ادعوك له ولم تحرمني استجابة دعائي فأشقى به دون الحصول على رغبتي‪ } .‬وإني { يا ربي قد } حفت‬
‫الموالي { أن يضيعوا هذه الدعوة دعوة الحق التي هي عبادتك بما شرعت وحدك ل شريك لك‪ ،‬وذلك بعد‬
‫موتي } فهب لي من لدنك { أي من عندك تفضل‪ N‬به على إذ السباب غير متوفرة للولد‪ :‬المرأة عاقر وأنا شيخ‬
‫كبير هرم‪ } ،‬وليا‪ { N‬أمر هذه الدعوة بعد وفاتي فيرثني فيها } ويرث من آل يعقوب { جدي ما تركوه بعدهم من‬
‫دعوة أبيهم وهي الحنفية عبادة ال وحده ل شريك له } واجله رب رضيا { أي وأجعل الرب تبارك وتعالى بما‬
‫في قوله‪ } :‬يا زكريا إنا نبشرك بغلم اسمه يحيى‪ ،‬لم نجعل له من قبل سميا { أي من سمي باسمه يحيى قط‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير نبوة محمد صلى ال عليه وسلم بإخباره بهذا الذي أخبر به عن زكريا عليه السلم‪.‬‬

‫‪ -2‬استحباب السرية في الدعاء لنه أقرب الى الستجابة‪.‬‬

‫‪ -3‬وجود العقم في بعض النساء‪.‬‬

‫‪ -4‬قدرة ال تعالى فوق السباب إن شاء تعالى أوقف السباب وأعطى بدونها‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير مبدأ أن النبياء ل يورثون فيما يخلفون من المال كالشاه والبعير وإنما يورثهم ال أولدهم في النبوة‬
‫والعلم والحكمة‪.‬‬

‫} قال رب‪ #‬أنى يكون لي غلم‪ V‬وكانت ٱم‪%‬رأتي عاقرا‪ S‬وقد‪ %‬بلغت من ٱلكبر عت ‪j‬يا‪ } * { S‬قال كذلك‬
‫قال رب‪O‬ك هو علي هي‪#‬ن‪ V‬وقد‪ %‬خلقتك من ق ‪%‬بل) ولم‪ %‬تك شي‪%‬ئا‪ } * { S‬قال رب‪ #‬ٱج‪%‬عل لي* آية‪ S‬قال آيتك‬
‫أل تكل‪R‬م ٱلناس ثلث ليال@ سوي‪j‬ا‪ } * { S‬فخرج على قو‪%‬مه من ٱلمح‪%‬راب فأو‪%‬حى إلي‪%‬هم‪ %‬أن سب‪#‬حوا‬
‫بكرة‪ S‬وعشي‪j‬ا‪ } * { S‬ييح‪%‬يى خذ ٱلكتاب بقوة@ وآتي‪%‬ناه ٱلحكم صبي‪j‬ا‪ } * { S‬وحنانا‪ S‬م‪#‬ن لدنا وزكاة‬
‫وكان تقي‪j‬ا‪ } * { S‬وبر‪Sj‬ا بوالدي‪%‬ه ولم‪ %‬يكن جبارا‪ S‬عصي‪j‬ا‪ } * { S‬وسلم‪ V‬علي‪%‬ه يو‪%‬م ولد ويو‪%‬م يموت‬
‫ويو‪%‬م يب‪%‬عث حيا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} أنى يكون لي غلم؟ { ‪ :‬أي من أي وج ‪o‬ه و‪l‬ج‪p‬ه‪l‬ة‪ o‬يكون لي ولد‪.‬‬

‫} عتيا‪ : { N‬أي يبست مفاصلي وعظامي‪.‬‬

‫} آية { ‪ :‬أي علمة تدلني على حمل أمراتي‪.‬‬

‫} سويا‪ : { N‬أي حال كونك سوي الخلق ما بك عليه خرس‪.‬‬

‫} من المحراب { ‪ :‬المصلى الذي يصلي فيه وهو المسجد‪.‬‬

‫} فأوحى إليهم { ‪ :‬أومأ إليهم وأشار عليهم‪.‬‬

‫} وآتيناه الحكم صبيا‪ : { N‬الحكم الحكمة بمعنى واحد وهما الفقه في الدين ومعرفة اسرار الشرع‪.‬‬

‫} وحنانا‪ N‬من لدنا { ‪ :‬أي عطفا‪ N‬على الناس موهوبا‪ N‬له من عندنا‪.‬‬

‫} وزكاة { ‪ :‬اي طهارة من الذنوب والثام‪.‬‬

‫} جبرا عصيا‪ : { N‬أي متعاليا ل يقبل الحق عصيا‪ N‬ل يطيع أمر ال عز وجل وأمر والديه‪.‬‬

‫} وسلم عليه { ‪ :‬أي أمان له من الشيطان أن يمسه بسوء يوم يولد‪ ،‬وأمان له من فتاني القبر يوم يموت‪،‬‬
‫وأمان له من الفزع الكبر يوم يبعث حيا‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في ذكر رحمة ال وعبده زكريا إنه لما بشره ربه تعالى بيحيى قال‪ :‬ما أخبر به تعالى‬
‫عنه في قوله‪ } :‬قال رب أنى يكون لي غلم وكانت امراتي عاقر‪N‬ا وقد بلغت من الكبر عتيا‪ { N‬أي من أي وجه‬
‫يأتيني الولد أمن غير أمراتي‪ ،‬أم منها ولكن تهبني قوة على مباضعتها وتجعل رحمها قادرة على العلوق‪ ،‬لني‬
‫كما تعلم يا ربي قد بلغت من الكبر حدا‪ N‬بس فيه عظمي ومفاصلي وهو العتى كما أن امراتي عاقر ل يولد لها‪.‬‬
‫فأجابه الرب تبارك وتعالى بما في قوله عزوجل‪ } :‬قال كذلك { أي المر كما قلت يا زكريا‪ ،‬ولكن } قال ربك‬
‫هو على هين { أي إعطاؤك الولد على ما أنت عليه من الضعف والكبر وامرأتك من العقر سهل يسير ل‬
‫صعوبة فيه ويدلك على ذلك أني } قد خلقتك من قبل ولم تك شيئا‪ { N‬فكما قدر ربك على خلقك ولم تك شيئا‪ N‬فهو‬
‫قادر على هبتك الولد على ضعفك وعقر امرأتك وهنا طالب زكريا ربه بان يجعل له علمة تدل على وقت‬
‫حمل امرأته بالولد فقال ما أخبر به تعال في قوله‪ } :‬قال رب اجعل لي آية قال آيتك أل تكلم الناس ثلث ليال‬
‫سويا‪ { N‬فأعطاه تعالى علمة على وقت حمل امراته وهي ان يصبح يوم بداية الحمل ل يقدر على الكلم وهو‬
‫سوي البدن ما به خرس ول مرض يمنعه من الكلم‪ } ،‬فخرج على قومه من المحراب { أي المصلى الذي‬
‫يصلي فيه } فأوحى إليهم { أي أومأ وأشار إليهم } ان سبحوا بكرة وعشيا‪ { N‬أي اذكروا ال في هذين الوقتين‬
‫بالصلة والتسبيح‪ .‬وهنا علم بحمل ارمرأته إذا إمتناعه عن الكلم مع سلمة جسمه وحواسه آية على بداية‬
‫الحمل‪ ،‬وهنا علم بحمل أمراته إذ إمتناعه عن الكلم مع سلمة جسمه وحواسه آية على بداية الحمل‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬يا يحيى خذا الكتاب بقوة { هذا قول ال تعالى للغلم بعد بلوغه ثلث سنين أمره ال تعالى أن‬
‫يتعلم التوارة ويعمل بها بقوة جد وحزم وقوله } وآتيناه الحكم صبيا‪ { N‬أي وهبناه الفقه في الكتاب ومعرفة‬
‫أسرار الشرع وهو صبي لم يبلغ سن الحتلم‪ .‬وقوله تعالى } وحنانا‪ N‬من لدنا وزكاة وكان تقيا‪ { N‬أي ورحمة‬
‫منا به ومحبة له آتيناه الحكم صبيا‪ N‬أنه عليه السلم كان ذا حنان على أبويه وغيرهما من المسلمين وقوله‬
‫} وزكاة { أي طهارة من الذنوب باستعمال بدنه في طاعة ربه عزوجل } وكان تقي‪N‬ا { أي خائفا‪ N‬من ربه فل‬
‫يعصه بترك فريضة ول يفعل حرام‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وبرا‪ N‬بوالديه { أي محسنا بهما مطيعا‪ N‬لهما ل يؤذيهما أدنى أذى وقوله } ولم يكن جبارا‪ N‬عصيا‪{ N‬‬
‫أي لم يكن عليه السلم مستكبرا‪ N‬ول ظالما‪ ،N‬ول متمردا‪ N‬عاصيا‪ N‬لربه ول لبويه وقوله‪ } :‬وسلم عليه يوم ولد {‬
‫أي أمان له من الشيطان يوم ولد‪ ،‬وأمان له من فتانى القبر يوم يموت‪ ،‬وأمان له من الفزع الكبر يوم يبعث‬
‫حيا‪ ،N‬فسبحان ال ما أعظم فضله وأجزل عطاءه على أوليائه‪ ،‬اللهم أمنا كما أمنته فإنك ذو فضل عظيم‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬طلب معرفة السبب الذي يتأتى به الفعل غير قادح في صاحبه فسؤال زكريا عن الوجه الذي يأتي به الولد‪،‬‬
‫كسؤال إبراهيم عن كيفية إحياء الموتى‪.‬‬

‫‪ -2‬جواز طلب العلمات الدالة على الشيء‪.‬‬


‫‪ -3‬آية عجيبة أن يصبح زكريا ل يتكلم فيفهم غيره بالشارة فقط‪.‬‬

‫‪ -4‬فضل التسبيح في الصباح والمساء‪.‬‬

‫‪ -5‬وجوب أخذ القرآن بجد وحزم وحفظا‪ N‬وعمل‪ N‬بما فيه‪.‬‬

‫‪ -6‬صدق قول أهل العلم من حفظ القرآن في سن ما قبل البلوغ فقد أوتي الحكم صبيا‪.N‬‬

‫‪ -7‬وجوب البر بالوالدين ورحمتهما والحنان عليهما والتواضع لهما‪.‬‬

‫} وٱذكر‪ %‬في ٱلكتاب مر‪%‬يم إذ ٱنتبذت من‪ %‬أه‪%‬لها مكانا‪ S‬شر‪%‬قيا‪ } * { S‬فٱتخذت من دونهم حجابا‬
‫فأر‪%‬سلنآ إلي‪%‬هآ روحنا فتمثل لها بشرا‪ S‬سو ‪j‬يا‪ } * { S‬قالت إن‪R‬ي* أعوذ بٱلرح‪%‬مـن منك إن كنت‬
‫تق ‪j‬يا‪ } * { S‬قال إنمآ أنا رسول) رب‪#‬ك لهب لك غلما‪ S‬زك ‪j‬يا‪ } * { S‬قالت أنى يكون لي غلم‪ V‬ولم‬
‫يم‪%‬سس‪%‬ني بشر‪ V‬ولم‪ %‬أك بغي‪j‬ا‪ } * { S‬قال كذلك قال رب‪O‬ك هو علي هي‪#‬ن‪ V‬ولنج‪%‬عله آية‪ S‬ل‪R‬لناس ورح‪%‬مة‬
‫م‪#‬نا وكان أم‪%‬را‪ S‬مقضي‪j‬ا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} واذكر في الكتاب { ‪ :‬أي القرآن مريم أي خبرها وقصتها‪.‬‬

‫} مريم { ‪ :‬هي بنت عمران والدة عيسى عليه السلم‪.‬‬

‫} إذا انتبذت { ‪ :‬أي حين اعتزلت أهلها باتخاها مكان‪N‬ا خاصا‪ N‬تخلو فيه بنفسها‪.‬‬

‫} شرقيا { ‪ :‬أي شرق الدار التي بها أهلها‪.‬‬

‫} حجابا { ‪ :‬أي ساترا‪ N‬يسترها عن أهلها وذيها‪.‬‬

‫} روحنا { ‪ :‬جبريل عيله السلم‪.‬‬

‫} بشرا‪ N‬سويا‪ : { N‬أي تام الخلق حتى ل تفزع ول تروع منه‪.‬‬


‫} إن كنت تقيا‪ : { N‬أي عامل‪ N‬بإيمانك وتقواك ل فابتعد عني ول تؤذني‪.‬‬

‫} ولم يمسني بشر { ‪ :‬أي لم أتزوج‪.‬‬

‫} ولم أك بغيا‪ : { N‬أي زانية‪.‬‬

‫} قال كذلك { ‪ :‬أي المر كذلك وهو خلق غلم منك من غير أب‪.‬‬

‫} هو على هين { ‪ :‬ما هو إل أن ينفخ رسولنا كم درعك حتى يكون الولد‪.‬‬

‫} ولنجعله آية للناس { ‪ :‬أي وليكون الولد رحمة بمن آمن به واتبع ما جاء به‪.‬‬

‫} أمرا‪ N‬مقضيا { ‪ :‬أي حكم ال به وفرغ منه فهو كائن حتما‪ N‬ل محالة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذه بداية قصة مريم عليها السلم إذ قال تعالى لرسوله صلى ال عليه وسلم } واذكر في الكتاب { أي القرآن‬
‫الكريم } مريم { أي نبأها وخبرها ليكون ذلك دليل‪ N‬على نبوتك وصدقك في رسالتك وقوله } إذا انتبذت { أي‬
‫اعتزلت } من أهلها { هذا بداية القصة وقوله } مكانا‪ N‬شرقيا‪ { N‬أي موضعا‪ N‬شرقي دار قومها وشرق المسجد‪،‬‬
‫ولذا اتخذ النصارى المشرق قبله لهم في صلتهم ول حجة لهم في إل البتداع وإل فقبلة كل مصلي ل الكعبة‬
‫بيت ال الحرام قوله تعالى‪ } :‬فاتخذت من دونهم { أي من دون أهلها } حجابا‪ { N‬ساترا‪ N‬عن أعينهم‪ ،‬ولما فعلت‬
‫ذلك أرسل ال تعالى إليها جبريل في صورة بشر سوي الخلقة معتدلها‪ ،‬فدخل عليها فقالت ما قص ال تعالى‬
‫في كتابه } إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا‪ { N‬أي أحتمي بالرحمن الذي يرحم الضعيفات مثلي إن كنت‬
‫مؤمنا‪ N‬تقيا‪ N‬فاذهب عني ول تروعني أو تمسني بسوء‪ .‬فقال لها جبريل عليه السلم ما أخبر تعالى به وهو } قال‬
‫إنما أنا رسول ربك لهب لك غلما‪ N‬زكيا‪ { N‬أي طاهرا‪ N‬ل يتلوث بذنب قط‪ .‬فأجابت بما أخبر تعالى عنها في‬
‫قوله‪ } :‬أنى يكون لي غلم { أي من أي وجه يأتيني الولد‪ } ،‬ولم يمسني بشر { أي وأنا لم أتزوج‪ } ،‬ولم أك‬
‫بغيا‪ { N‬أي ولم أك زانية‪ ،‬فأجابها جبريل بما أخبر تعالى به في قوله‪ } :‬قال كذلك { أي المر كما قلت ولكن‬
‫ربك قال‪ } :‬هو علي هين { أي خلقه بدون أب من نكاح أو سفاح‪ ،‬لنه هين علينا من جهة‪ } ،‬ولنجعلنه آية‬
‫للناس { دالة على قدرتنا على خلق آدم بدون أب ول أم‪ ،‬والبعث الخر من جهة أخرى‪ ،‬وقوله تعالى } رحمة‬
‫منا وكان أمرا‪ N‬مقضيا‪ { N‬أي ولنجعل الغلم المبشر به رحمة منا لكل من آمن به واتبع طريقته في اليمان‬
‫والستقامة وكان هذا الخلق للغلم وهبته لك امرا‪ N‬مقضيا‪ N‬أي حكم ال فيه وقضى به فهو كائن ل محالة ونفخ‬
‫جبريل في جيب قميصها فسرت النفخة في جسمها فحملت به وكما سيأتي بيانه في اليات التالية‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪ -1 :‬بيان شرف مريم وكرامتها على ربها‪.‬‬

‫‪ -2‬فضيلة العفة والحياء‪.‬‬

‫‪ -3‬كون الملئكة يتشكلون كما أذن ال تعالى لهم‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية التعوذ بال من كل ما يخاف من إنسان أو جان‪.‬‬

‫‪ -5‬التقوى مانعة من فعل الذة بالناس أو إدخال الضرر عليهم‪.‬‬

‫‪ -6‬خلق عيس آية مبصرة تتجلى فيها قدرة ال تعالى على الخلق بدأ وإعادة‪.‬‬

‫} فحملته فٱنتبذت به مكانا‪ S‬قصي‪j‬ا‪ } * { S‬فأجآءها ٱلمخاض إلى جذع ٱلنخلة قالت يلي‪%‬تني مت قب‪%‬ل‬
‫هـذا وكنت نس‪%‬يا‪ S‬منسي‪j‬ا‪ } * { S‬فناداها من تح‪%‬تهآ أل تح‪%‬زني قد‪ %‬جعل رب‪O‬ك تح‪%‬تك سري‪j‬ا‪* { S‬‬
‫} وهز‪#‬ى* إلي‪%‬ك بجذع ٱلنخلة تساقط علي‪%‬ك رطبا‪ S‬جني‪j‬ا‪ } * { S‬فكلي وٱشربي وقر‪#‬ي عي‪%‬نا‪ S‬فإما ترين‬
‫من ٱلبشر أحدا‪ S‬فقولي* إن‪R‬ي نذر‪%‬ت للرح‪%‬مـن صو‪%‬ما‪ S‬فلن‪ %‬أ)كل‪R‬م ٱليو‪%‬م إنسي‪j‬ا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات ‪:‬‬

‫} فانتبذت به { ‪ :‬فاعتزلت به‪.‬‬

‫} مكانا‪ N‬قضي‪b‬ا { ‪ :‬أي بعيد‪a‬ا من أهلها‪.‬‬

‫} فأج‪l‬اءها المخاض { ‪ :‬أي ألجأها الطلق و اضطرها وجع الولدة‪.‬‬

‫} إلى جذع النخلة { ‪ :‬لتعتمد عليها و هي تعاني من آلم الولدة‪.‬‬

‫} نسيا‪ N‬منسيا‪ : { N‬أي شيئا متروكا ل يعرف و ل يذكر‪.‬‬

‫} فناداها من تحتها { ‪ :‬أي عيسى عليه السلم بعدما وضعته‪.‬‬


‫} تحتك سريا { ‪ :‬أي نهرا‪ N‬ي‪n‬قال له سري‪.‬‬

‫} رطبا جنيا { ‪ :‬الرطب الجني ‪ :‬ما طاب و صلح للجتناء‪.‬‬

‫} فكلي و اشربي { ‪ :‬أي كلي من الرطب و اشربي من السري‪.‬‬

‫} و قر‪b‬ي عينا { ‪ :‬أي و طيبي نفسا و افرحي بزلدتك إياي و ل تحزني ‪.‬‬

‫} نذرت للرحمن صوما‪ : { N‬أي إمساكا عن الكلم و صمتا‪.N‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫مازال السياق الكريم في قصة مريم إنه بعد أن بشرها جبريل بالولد و قال لها و كان أمرا‪ N‬مقضيا‪ N‬و نفخ في كم‬
‫در‪r‬عها أو جيب قميصها فحملته فورا‪ } N‬و انتبذت به مكانا قصيا { أي فاعتزلت به في مكان بعيد } فأجاءها‬
‫المخاض { أي ألجأها وجع النفاس } إلى جذع النخلة { لتعتمد عليه و هي تعاني من آلم الطلق و أوجاعه ‪ ،‬و‬
‫لما وضعته قالت متأسفة متحسرة ما أخبر تعالى به ‪ } :‬قالت يا ليتني مت قبل هذا { أي الوقت الذي أصبحت‬
‫فيه أم ولد ‪ } ،‬و كنت نسيا منسيا { أي شيئا‪ N‬متروكا ل يذكر و ل يعرف و هنا } فناداها { عيسى عليه السلم }‬
‫من تحتها أل تحزني { يحملها على الصبر و العزاء و قوله تعالى ‪ } :‬قد جعل ربك تحتك سريا { أي نهر ماء‬
‫يقال له سري‪ } ،‬و هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي و اشربي { أي كلي من الرطب و‬
‫اشربي من ماء النهر‪ } ،‬و قري عينا { أي طيبي نفسا و افرحي بولدك ‪ } ،‬فإما ترين‪ b‬من البشر أحدا‪ { N‬أي‬
‫فسألك عن حالك أو عن ولدك فل تكلميه و اكتفي بقولك } إني نذرت للرحمن صوما‪ { N‬أي صمتا‪ } N‬فلن أكلم‬
‫اليوم إنسي‪N‬ا { هذا كله من قول عيسى لها أنطقه ال كرامة لها ليذهب عنها حزنها و ألمها النفسي من جراء‬
‫الولدة و هي بكر لم تتزوج ‪.‬‬

‫} فأتت به قو‪%‬مها تح‪%‬مله قالوا يمر‪%‬يم لقد‪ %‬جئت شي‪%‬ئا‪ S‬فري‪j‬ا‪ } * { S‬يأ)خت هارون ما كان أبوك ٱم‪%‬رأ‬
‫سو‪%‬ء@ وما كانت )أم‪O‬ك بغي‪j‬ا‪ } * { S‬فأشارت إلي‪%‬ه قالوا كي‪%‬ف نكل‪R‬م من كان في ٱلمه‪%‬د صبي‪j‬ا‪* { S‬‬
‫} قال إن‪R‬ي عب‪%‬د ٱلله آتاني ٱلكتاب وجعلني نبي‪j‬ا‪ } * { S‬وجعلني مباركا‪ S‬أي‪%‬ن ما كنت وأو‪%‬صاني‬
‫بٱلصلة وٱلزكاة ما دم‪%‬ت حي‪j‬ا‪ } * { S‬وب ‪j‬را‪ S‬بوالدتي ولم‪ %‬يج‪%‬علني جبارا‪ S‬شقي‪j‬ا‪ } * { S‬وٱلسلم علي‬
‫يو‪%‬م ولد‪%‬ت ويو‪%‬م أموت ويو‪%‬م )أب‪%‬عث حي‪j‬ا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} فأتت به { ‪ :‬أي بولدها عيسى عليه وعليها السلم‪.‬‬


‫} جئت شيئا فريا { ‪ :‬أي عظيما‪ N‬حيث أتيت بولد من غير أب‪.‬‬

‫} يا أخت هارون { ‪ :‬أي يا أخت الرجل الصالح هارون‪.‬‬

‫} امرأ سوء { ‪ :‬أي رجل‪ N‬يأتي الفواحش‪.‬‬

‫} فأشارت إليه { ‪ :‬أي إلى عيسى وهو في المهد‪.‬‬

‫} آتاني الكتاب { ‪ :‬أي النجيل باعتبار ما يكون مستقبل‪.N‬‬

‫} مباركا‪ N‬أينما كنت { ‪ :‬أي حيثما وجدت كانت البركة في‪ m‬ومعي ينتفع الناس بي‪.‬‬

‫} وبرا بوالداتي { ‪ :‬أي محسنا‪ N‬بها مطيعا‪ N‬لها ل ينالها مني أدنى أذى‪.‬‬

‫} جبارا شقيا { ‪ :‬ظالما‪ N‬متعاليا‪ N‬ول عاصيا‪ N‬لربي خارجا‪ N‬عن طاعته‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في قصة مريم مع قومها‪ :‬إنها بعد أن تماثلت للشفاء حملت ولدها وأتت به قومها وما ان‬
‫رأوهما حتى قال قائلهم‪ } :‬يا مريم لقد جئت شيئا‪ N‬فريا‪ { N‬أي أمرا‪ N‬عظيما‪ N‬وهو إيتانك بولد من غير أب‪ } .‬يا‬
‫أخت هارون { نسبوها الى عبد صالح يسمى هارون‪ } :‬ما كان أبوك { عمران } أمرأ سوء { يأتي الفواحش‬
‫} وما كانت أمك { " حنة " } بغيا { أي زانية فكيف حصل لك هذا وأنت بنت البيت الطاهر والسرة الشريفة‪.‬‬
‫وهنا أشارت إلى عيسى الرضيع في قماطته أي قالت لهم سلوه يخبركم الخبر وينبئكم بالحق‪ ،‬لنها علمت أنه‬
‫يتكلم لما سبق أن ناداها ساعة وضعه من تحتها وقال ما ذكر تعالى في اليات السابقة فردوا عليها مستخفين‬
‫بها منكرين عليها متعجبين منها‪ } :‬كيف نكلم من كان في المهد صبيا‪N‬؟ { فأنطق ال عيسى الرضيع فأجابهم بما‬
‫أخبر تعالى عنه في قوله‪ } :‬قال إني عبدال آتاني الكتاب وجعلني نبيا‪ N‬وجعلني مباركا‪ N‬أينما كنت وأوصاني‬
‫بالصلة والزكاة ما دمت حيا‪ N‬وبرا‪ N‬بوالدتي ولم يجعلني جبارا‪ N‬شقيا‪ { N‬فأجابهم بكل ما كتب ال وأنطقه به‪ ،‬وكان‬
‫عيسى كما أخبر عن نفسه لم ينقص من ذلك شيئا‪ N‬كان عبدا‪ N‬ال وأنزل عليه النجيل ونبأه وأرسله الى نبي‬
‫إسرائيل وكان مباركا‪ N‬يشفي المرضى ويحيى الموتى بإذن ال تنال البركة من صحبته وخدمته واليمان به‬
‫وبمحبته وكان مقيما‪ N‬للصلة مؤديا‪ N‬للزكاة طوال حياته وما كان ظالما‪ N‬ول متكبرا‪ N‬عاتب‪N‬ا ول جبارا‪ N‬عصيا‪ .‬فعليه‬
‫كما أخبر السلم أي المان التام يوم ولد فلم يقربه شيطان ويوم يموت فل يفتن قبره ويوم يبعث حيا‪ N‬فل يحزنه‬
‫الفزع الكبر‪ ،‬ويكون من المنين السعداء في دار السلم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير نبوة محمد صلى ال عليه وسلم وعبودية عيسى ونبوته عليهما السلم‪.‬‬

‫‪ -2‬آية نطق عيسى في المهد وإخباره بما أوله ال من الكمالت‪.‬‬

‫‪ -3‬وجوب بر الوالدين بالحسان بهما وطاعتهما والمعروف وكف الذى عنهما‪.‬‬

‫‪ -4‬التنديد بالتعالى والكبر والظلم والشقاوة التي هي التمرد والعصيان‪.‬‬

‫ق ٱلذي فيه يم‪%‬ترون { * } ما كان لله أن يتخذ من ولد‬


‫} ذلك عيسى ٱب‪%‬ن مر‪%‬يم قو‪%‬ل ٱلح ‪R‬‬
‫سب‪%‬حانه إذا قضى أم‪%‬ر‪S‬ا فإنما يقو )ل له كن فيكون { * } وإن ٱلله رب‪#‬ي ورب‪O‬كم‪ %‬فٱع‪%‬بدوه هـذا‬
‫صراط‪ U‬م‪O‬س‪%‬تقيم‪ } * { V‬فٱختلف ٱلح‪%‬زاب من بي‪%‬نهم‪ %‬فو‪%‬ي‪%‬ل‪ Z‬ل‪R‬لذين كفروا من مشهد يو‪%‬م@ عظيم@ { *‬
‫} أس‪%‬مع‪ %‬بهم‪ %‬وأب‪%‬صر‪ %‬يو‪%‬م يأتوننا لـكن ٱلظالمون ٱليو‪%‬م في ضل @ل م‪O‬بين@ { * } وأنذر‪%‬هم‪ %‬يو‪%‬م‬
‫ٱلحس‪%‬رة إذ قضي ٱلم‪%‬ر وهم‪ %‬في غفلة@ وهم‪ %‬ل يؤمنون { * } إنا نح‪%‬ن نرث ٱلر‪%‬ض ومن‪ %‬علي‪%‬ها‬
‫وإلي‪%‬نا ير‪%‬جعون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ذلك عيسى ابن مريم {‪ :‬أي هذا الذي بينت لكم صفته وأخبرتكم خبره هو عيسى بن مريم‪.‬‬

‫} قول الحق {‪ :‬أي وهو قول الحق الذي أخبر تعالى به‪.‬‬

‫} يمترون {‪ :‬يشكون‪.‬‬

‫} ماك ل أن يتخذ من ولد {‪ :‬أي ليس من شأن ال أن يتخذ ولدا‪ N‬وهو الذي يقول للشيء كن فيكون‪.‬‬
‫} سبحانه {‪ :‬أي تنزيها‪ N‬له عن الولد والشريك والشبيه والنظير‪.‬‬

‫} صراط مستقيم {‪ :‬أي طريق مستقيم ل يضل سالكه‪.‬‬

‫} فاختلف الحزاب {‪ :‬أي في شأن عيسى فقال اليهود هو ساحر وابن زنا‪ ،‬وقالت النصارى هو ال وابن ال‬
‫تعالى عما يصفون‪.‬‬

‫} من مشهد يوم عظيم {‪ :‬هو يوم القيامة‪.‬‬

‫} وأنذرهم يوم الحسرة {‪ :‬أي خوفهم بما يقع في يوم القيامة من الحسرة والندامة وذلك عندما يشاهدون أهل‬
‫الجنة قد ورثوا منازلهم فيها وهم ورثوا منازل أهل الجنة في النار الحسرة ويشتد الندم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد أن قص ال تعالى قصة مريم من ساعة أن اتخذت من دون أهلها حجابا‪ N‬معتزلة أهلها منقطعة إلى ربها إلى‬
‫أن أشرت إلى عيسى وهو في مهده فتكلم فقال‪ :‬إني عبد ال‪ ،‬فبين تعالى أن جبريل بشرها‪ ،‬وأنه نفخ في كم‬
‫درعها فحملت بعيسى وأنه ولد في ساعة من حمله وأنها وضعته تحت جذع النخلة وأنه ناداها من تحتها‪ :‬أن ل‬
‫تحزني‪ ،‬وأرشدها إلى القول الذي تفول لقومها إذا سألوها عن ولدتها المولود بدون أب‪ ،‬وهو أن تشير إليه‬
‫تطلب منهم أن يسألوه وسألوه فعل‪ N‬فأجاب بأنه عبد ال وأنه آتاه الكتاب وجعله نبيا‪ N‬ومباركا‪ N‬وأوصاه بالصلة‬
‫والزكاة ما دام حي‪N‬ا وأنه بر بوالدته‪ ،‬ولم يكن جبار‪N‬ا شقي‪N‬ا فأشار تعالى إلى هذا بقوله في هذه الية } ذلك { أي‬
‫هذا الذي بينت لكم صفته وأخبرتكم خبره هو } عيسى ابن مريم { ‪ ،‬وما أخبرتكم به هو } قول الحق الذي فيه‬
‫تمترون { أي يشكون إذ قال اليهود في عيسى أنه ابن زنا وانه ساحر وقال ت النصارى هو ال وابن ال‬
‫وثالث ثلثة حسب فرقهم وطوائهم المتعددة وقوله تعالى‪ } :‬ما كان ال أن يتخذ من ولد سبحانه { ينفي تعالى‬
‫عند اتخاذ الولد وكيف يصح ذلك له أو ينبغي وهو الغني عما سواه والمفتقر إليه كل ما عداه‪ ،‬وأنه يقول‬
‫للشيء كن فيكون فعيسى عليه السلم كان بكلمة ال تعالى له كن فكان وهو معنى قوله تعالى } إذا قضى أمرا‬
‫فإنما يقول له كن فيكون {‪ .‬وقد نزه تعالى نفسه عن الولد والشريك والشبيه والنظير‪ ،‬والفتقار والحاجة إلى‬
‫مخلوقاته بقوله‪ :‬سبحانه أي تنزيها‪ N‬له عن صفات المحدثين وقوله تعالى‪ } :‬وأن ال ربي وربكم فاعبدوه هذا‬
‫صراط مستقيم {‪ .‬هذا من قول عيسى عليه السلم لبني إسرائيل أخبرهم عبد ال وليس ل ول بإله مع ال‬
‫وأخبرهم أن ال تعالى هو ربه وربهم فليعبدوه جميعا‪ N‬بما شرع لهم ول يعبدون معه غيره إذ ل إله إل هو‬
‫سبحانه وتعالى‪ ،‬وأعلمهم أن هذا العتقاد الحق والعبادة بما شرع ال هو الطريق المفضي بسالكه إلى السعادة‬
‫ومن تنكب عنه وسلك طريق الشرك والظلل أفضى به إلى الخسران وقوله تعالى } فاختلف الحزاب من‬
‫بينهم { أي في شأن عيسى فمن قائل هو ال‪ ،‬ومن قائل هو ابن ال ومن قائل هو وامه الهين من دون ال‬
‫والقائلون بهذه المقالت كفروا فتوعدهم ال تعالى بالعذاب الليم فقال } فويل للذين كفروا { بنس ‪l‬بت‪p‬هم الولد‬
‫والشريك ل‪ ،‬والويل واد في جهنم فهم إذ داخلوها ل محالة‪ ،‬وقوله } من مشهد يوم عظيم { يعني به يوم القيامة‬
‫وهو يوم ذو أهوال وشدائد ل يقادر قدرها‪.‬‬

‫وقوله تعالى في الية " ‪ } " 38‬أسمع بهم وأبصر يأتوننا { يخبر تعالى أن هؤلء المتعامين اليوم عن الحق ل‬
‫يريدون أن يبصروا آثاره الدالة عليه فيؤمنوا ويوحدوا ويعبدوا‪ ،‬والمتصاممين عن سماع الحجج والبراهين‬
‫وتوحيد ال وتنزيهه عن الشريك والولد هؤلء يوم يقدمون عليه تعالى في عرصات القيامة يصبحون أقوى ما‬
‫يكون أبصارا‪ N‬وسمعا‪ ،N‬ولكن حين ل ينفعهم الشرك والكفر وهم الظالمون في ضلل مبين أي عن طريق الهدى‬
‫وهو سبب عدم إبصارهم للحق وسماعهم لحججه التي جاءت بها رسل ال ونزلت بها كتبه‪.‬‬

‫وقوله تعالى في آية " ‪ } " 39‬وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي المر وهو في غفلة وهو ل يؤمنون { يأمر تعالى‬
‫رسوله محمدا‪ N‬صلى ال عليه وسلم بأن ينذر الكفار والمشركين أي يخوفهم عاقبة شركهم وكفرهم وضللهم يوم‬
‫القيامة حيث تشتد فيه الحسرة وتعظم الندامة وذلك عندما يتوارث الموحدون مع المشركين فالموحدون يرثون‬
‫منازل المشركين في الجنة‪ ،‬والمشركون يرثون منازل الموحدين في الناؤ‪ ،‬وعندما يؤتى بالموت في صورة‬
‫كبش فيذبح بين الجنة والنار‪ ،‬وينادي منا ‪o‬د يا أهل الجنة خلود فل موت؟ ويا أهل النار فل موت عندها تشتد‬
‫الحسرة ويعظم الندم هذا معنى قوله تعالى } وهم ل يؤمنون { بالبعث ول بما يتم فيه من نعيم مقيم وعذاب‬
‫أليم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬إنا نحن نرث الرض ومن عليها‪ ،‬وإلينا يرجعون { يخبر تعالى عن نفسه بأنه الوارث‬
‫للرض ومن عليها ومعنى هذا أنه حكم بفناء‪ ،‬هذه المخلوقات وأن يوما‪ N‬سيأتي يفنى فيه كل من عليها‪،‬‬
‫والجميع سيرجعون إليه ويقفون بين يديه ويحاسبهم بكا كتبت أيديهم ويجزيهم‪ ،‬ولذا فل تحزن أيها الرسول‬
‫وامض في دعوتك تبلغ عن ربك ول يضرك تكذيب المكذبين ول شرك المشركين‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير أن عيسى عبد ال ورسوله‪ ،‬وليس كما قال اليهود‪ ،‬ول قالت النصارى‪.‬‬

‫‪ -2‬استحالة اتخاذ ال الولد الذي يقول للشيء كن فيكون‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير التوحيد على لسان عليه السلم‪.‬‬

‫‪ -4‬الخبار بما عليه النصارى من خلف في شأن عيسى عليه السلم‪.‬‬


‫‪ -5‬بيان سبب الحسرة يوم القيامة وهو الكفر بال والشرك به‪.‬‬

‫‪ -6‬تقرير فناء الدنيا‪ ،‬ورجوع الناس إلى ربهم بعد بعثهم وهو تقرير لعقيدة البعث والجزاء التي تعالجها السور‬
‫المكية في القرآن الكريم‪.‬‬

‫} وٱذكر‪ %‬في ٱلكتاب إب‪%‬راهيم إنه كان صد‪#‬يقا‪ S‬نبي‪j‬ا‪ } * { S‬إذ قال لبيه يأبت لم تع‪%‬بد ما ل يس‪%‬مع‬
‫ول يب‪%‬صر ول يغني عنك شي‪%‬ئا‪ } * { S‬يأبت إن‪R‬ي قد‪ %‬جآءني من ٱلعلم ما لم‪ %‬يأتك فٱتبع‪%‬ني* أه‪%‬دك‬
‫صراطا‪ S‬سو ‪j‬يا‪ } * { S‬يأبت ل تع‪%‬بد ٱلشي‪%‬طان إن ٱلشي‪%‬طان كان للرح‪%‬مـن عصي‪j‬ا‪ } * { S‬يأبت إن‪R‬ي‬
‫أخاف أن يمسك عذاب‪ V‬م‪#‬ن ٱلرح‪%‬مـن فتكون للشي‪%‬طان ولي‪j‬ا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} اذكر في الكتاب { ‪ :‬أي في القرآن‪.‬‬

‫} إنه كان صديقا‪ : { N‬أي كثير الصدق بالغ الحد العلى فيه‪.‬‬

‫} يا أبت { ‪ :‬يا أبي وهو آزر‪.‬‬

‫} صراطا سويا { ‪ :‬أي طريقا‪ N‬مستقيما‪ N‬ل اعوجاج فيه يفضي بك إلى الجنة‪.‬‬

‫} ل تعبد الشيطان { ‪ :‬أي ل تطعه في دعوته إياك إلى عبادة ألصنام‪.‬‬

‫} عصيا‪ : { N‬أي عاصيا‪ N‬ل تعالى فاسقا‪ N‬عن أمره‪.‬‬

‫} فتكون للشيطان وليا { ‪ :‬أي قريبا‪ N‬منه قرينا له فيها أي النار‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذه بداية قصة إبراهيم الخليل عليه السلم مع والده آزر عليه لعائن الرحمن قال تعالى لرسوله محمد صلى ال‬
‫عليه وسلم } واذكر { يا نبينا } في الكتاب { أي القرآن الكريم } إبراهيم { خليلنا } إنه كان صديقا { أي صادقا‬
‫في أقواله وأعماله بالغا‪ N‬مستوى عظيما‪ N‬في الصدق } نبيا { من أنبيائنا فهو جدير بالذكر في القرآن ليكون قدرة‬
‫صالحة للمؤمنين‪ .‬واذكره } إذ قال لبيه { آزر } يا أبت لم تعبد { أي تسأله بالدعاء والتقرب بأنواع القربات ما‬
‫ل يسمع ول يبصر من الصنام أي ل يبصرك ول يسمعك } ول يغني عنك شيئا { ل يدفع عنك ضرا‪ N‬ول‬
‫يجلب لك نفعا‪ N‬فأي حاجة لك إلى عبادته } يا أبت إني قد جاءني من العلم { أي من قبل ربي تعالى } ما لم يأتك‬
‫{ أنت } فاتبعني { فيما أعتقده وأعلمه وادعو إليه } أهدك صراطا‪ N‬سويا‪ { N‬أي مستقيما‪ N‬يفضي بك إلى السعادة‬
‫والنجاة‪ } ،‬يا أبت ل تعبد الشيطان { أي بطاعته فيما يدعوك إليه من عبادة غير ال تعالى من هذه الصنام‬
‫التي ل تضر ول تنفع لنها ل تسمع ول تبصر ول تعطي ول تمنع‪ } ،‬إن الشيطان كان للرحمن عصيا‪ { N‬أي‬
‫عاصيا‪ N‬أمره فأبى طاعته وفسق عن أمره‪ .‬تتب منهما حتى مت فيمسك عذاب من الرحمن } فتكون { أي بذلك‬
‫} للشيطان وليا‪ { N‬أي قريبا‪ N‬منه قرينا له في جهنم فتهلك وتخسر‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير التوحيد بالدعوة إليه‪.‬‬

‫‪ -2‬كمال إبراهيم بذكره في الكتاب‪.‬‬

‫‪ -3‬بطلن عبادة غير ال تعالى‪.‬‬

‫‪ -4‬عبادة الوثان والصنام وكل عبادة لغير تعتبر عبادة للشيطان لنه المر بها والداعي إليها‪.‬‬

‫} قال أراغب‪ V‬أنت عن‪ %‬آلهتي يإب‪%‬راهيم لئن لم‪ %‬تنته لر‪%‬جمنك وٱه‪%‬جر‪%‬ني ملي‪j‬ا‪ } * { S‬قال سلم‬
‫علي‪%‬ك سأس‪%‬تغفر لك ر ‪#‬بي* إنه كان بي حف ‪j‬يا‪ } * { S‬وأع‪%‬تزلكم‪ %‬وما تد‪%‬عون من دون ٱلله وأد‪%‬عو‬
‫رب‪#‬ي عسى* أل أكون بدعآء رب‪#‬ي شق ‪j‬يا‪ } * { S‬فلما ٱع‪%‬تزلهم‪ %‬وما يع‪%‬بدون من دون ٱلله وهب‪%‬نا له‬
‫إس‪%‬حاق ويع‪%‬قوب وكل} جعلنا نبي‪j‬ا‪ } * { S‬ووهب‪%‬نا له‪%‬م‪ %‬م‪#‬ن رح‪%‬متنا وجعلنا لهم‪ %‬لسان صد‪%‬ق@ علي‪j‬ا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‬

‫} لئن لم تنته {‪ :‬أي عن التعرض لها وعيبها‪.‬‬

‫} لرجمنك {‪ :‬بالحجارة أو القول القبيح فاحذرني‪.‬‬


‫} واهجرني مليا {‪ :‬أي سليما من عقوبتي‪.‬‬

‫} سلم عليك {‪ :‬أي أمنة| مني لك أن أعاودك فيما كرهت مني‪.‬‬

‫} إنه كان بي حفيا {‪ :‬أي لطيفا‪ N‬بي مكرما‪ N‬لي يجيبني لما أدعوه له‪.‬‬

‫} عسى أل أكون بدعاء ربي شقيا {‪ :‬بل يجيب دعائي ويعطني مسألتني‪.‬‬

‫} فلما اعتزلهم {‪ :‬بأن هاجر إلى أرض القدس وتركهم‪.‬‬

‫} ووهبنا لهم من رحمتنا {‪ :‬خيرا‪ N‬المال والولد بعد النبوة والعلم‪.‬‬

‫} لسان صدق عليا {‪ :‬أي رفيعا‪ N‬بأن يثنى عليهم ويذكرون بأطيب الخصال‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في قصة إبراهيم مع أبيه آزر بعد تلك الدعوة الرحيمة باللفاظ الطيبة الكريمة التي وجهها‬
‫إبراهيم لبيه آزر ليؤمن ويوحد فينجو ويسعد قال آزر ردا‪ N‬عليه بعبارات خالية من الرحمة والدب بل ملؤها‬
‫الغلظة والفظاظة والوعيد والتهديد وهي ما أخبر به تعالى عنه قوله‪ :‬في الية )‪ } (46‬قال أرأغب أنت عن‬
‫آلهتي يا إبراهيم { أي أكاره لها تعيبها‪ } ،‬لئن لم تنته { أي عن التعرض لها بأي سوء } لرجمنك { بأبشع‬
‫اللفاظ وأقبحها‪ } ،‬واهجرني مليا‪ { N‬أي وأبعد عني ما دمت معافى سليم البدن سويه قبل أن ينالك مني ما تكره‪.‬‬
‫كان هذا رد آزر الكافر المشرك‪ .‬فيما أجاب إبراهيم المؤمن الموحد أجاب بما أخبر تعالى به عنه في قوله في‬
‫آية )‪ } (47‬قال سلم عليك { أي أمان لك مني يا أبتاه فل أعاودك فيما كرهت مني قط وسأقبل إساءتك‬
‫بإحسان } سأستغفر لك ربي { أي أطلب منه أن يهديك لليمان والتوحيد فتتوب فيغفر لك } إنه كان { سبحانه‬
‫وتعالى } بي حفيا { لطيفا‪ N‬بي مكرما‪ N‬لي ل يخييني فيما أدعوه فيه‪.‬‬

‫وقوله تعالى حكاية عن قبل إبراهيم‪ } :‬واعتزلكم وما تدعون من دون ال { أي أذهب بعيدا‪ N‬عنكم تاركا‪ N‬لكم‬
‫ولما تعبدون من دون ال من أصنام وأوثان‪ } ،‬وأدعو ربي عسى أل أكون بدعاء ربي شقيا‪ { N‬أي رجائي في‬
‫ربي كبير أن ل أشقى بعبادته كما شقيتم أنتم بعبادة الصنام‪ .‬قال تعالى مخبرا‪ N‬عنه فلما حقق ما واعدهم به من‬
‫هجرته لديارهم الى ديار القدس تاركا‪ N‬أباه وأهله وداره كافأه بأحسن حيث أعطيناه ولدين يأنس بهما في وحشته‬
‫وهما إسحق ويعقوب وكل منهما جعلناه نبيا رسول‪ .‬ووهبنا لجمعيهم وهم ثلثة الوالد إبراهيم وولداه اسحق‬
‫ويعقوب بن اسحق عليهم السلم من رحمتنا الخير العظيم من المال والولد والرزق الحسن هذا معنى قوله‬
‫تعالى‪ } :‬فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون ال وهبنا له إسحق ويعقوب { وهو ابن ولده اسحق } وكل جعلنا‬
‫نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا {‪ .‬وقوله تعالى عنهم )وجعلنا لهم لسان صدق عليا‪ (N‬هذا إنعام آخر مقابل الهجرة في‬
‫سبيل ال حيث يجعل ال تعالى لهم لسان الصدق في الخرة فسائر أهل اليمان اللهية يثنون على إبراهيم‬
‫وذريته بأطيب الثناء واحسنه وهو لسان الصدق العلي الرفيع الذي حظى به إبراهيم وولديه إكراما‪ N‬من ال‬
‫تعالى وإنعاما‪ N‬عليهم جزاء صدق إبراهيم وصبره وبالتالي هجرته للصنام وعابديها‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان الفرق بين ما يخرج من فم المؤمن الموحد من طيب القول وسلمة اللفظ ولين الجانب والكلم‪ ،‬وبين‬
‫ما يخرج من فم الكافر المشرك من سوء القول وقبح اللفظ وقسوة الجانب وفظاظة الكلم‪.‬‬

‫‪ -2‬مشرعية المتاركة والموادعة وهو أن يقال للسيء من الناس سلم عليك وهو ل يريد بذلك تحيته ولكن‬
‫تركه وما هو فيه‪.‬‬

‫‪ -3‬مشروعية الهجرة وبيان فضلها وهجرة إبراهيم هذه أول هجرة كانت في الرض‪.‬‬

‫‪ -4‬الترغيب في حسن الحدوثة بان يكون للمرء حسن ثناء بين الناس لما يقدم من جميل وما يورث من خير‬
‫وإفضال‪.‬‬

‫} وٱذكر‪ %‬في ٱلكتاب موسى إنه كان مخلصا‪ S‬وكان رسو ‪S‬ل نب ‪j‬يا‪ } * { S‬ونادي‪%‬ناه من جانب ٱلطور‬
‫ٱلي‪%‬من وقرب‪%‬ناه نج ‪j‬يا‪ } * { S‬ووهب‪%‬نا له من رح‪%‬متنآ أخاه هارون نب ‪j‬يا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} واذكر في الكتاب {‪ :‬أي في القرآن تشريفا‪ N‬وتعظيما‪.N‬‬

‫} موسى {‪ :‬أي ابن عمران نبي إسرائيل عليه السلم‪.‬‬

‫} مخلص‪N‬ا {‪ :‬أي مختارا ‪i‬مصطفى على قراءة فتح اللم " مخلصا‪ " N‬وموحدا‪ N‬لربه مفرد‪N‬ا اياه بعبادته بالغافي ذلك‬
‫أعلى المقامات على قراءة كسر اللم‪.‬‬
‫} جانب الطور {‪ :‬الطور جبل سيناء بين مدين ومصر‪.‬‬

‫} وقربناه نجيا {‪ :‬أي أدنيناه إدناه وتكريم مناجي‪N‬ا لنا مكلما من قبلنا‪.‬‬

‫} أخاه هارون نبيا {‪ :‬إذ سأل ربه لخيه الرسالة فأعطاه فنباه وأرسله معه الى فرعون‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذا موجز قصة موسى عليه السلم قال تعالى في ذلك وهو يخاطب نبيه محمد صلى ال عليه وسلم } واذكر {‬
‫في هذه السلسلة الذهبية من عباد ال الصالحين أهل التوحيد واليقين موسى ابن عمران انه جدير بالذكر في‬
‫القرآن وعلة ذلك في قوله تعالى‪ } :‬إنه كان مخلصا‪ { N‬أي مختارا‪ N‬مصطفى للبلغ عنا عبادنا ما خلقناهم لجله‬
‫وهو ذكرنا وشكرنا ذكرنا بالسنتهم وقلوبهم وشكرهم لنا بجوارحهم وذلك بعبادتنا وحدنا دون من سوانا‪ ،‬وكان‬
‫موسى كذلك‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وكان رسول نبيا { أي ومن افضالنا عليه وإكرامنا له ان جعلناه نبيا‪ N‬رسول‪ N‬نبأناه‬
‫وأرسلناه الى فرعون وملئه‪ } ،‬وناديناه { وهو في طريقه من مدين الى مصر في جانب الطور اليمن حيث‬
‫نبأناه وأرسلنا وبذلك } وقربناه نجيا { فصار يناجينا ف‪V‬نسمعه كلمنا ونسمع كلمه وأعظم بهذا التكريم من‬
‫تكريم‪ ،‬وقوله‪ } :‬ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا { هذا إنعام آخر من ال تعالى على موسى النبي إذ‬
‫سأل ربه أن يرسل مع أخاه هارون الى فرعون فبرحمة من ال تعالى استجاب له ونبأ هارون وأرسله معه‬
‫رسول‪ N‬وما كان هذا ال برحمة خاصة إذ النبوة ل تطلب ول يتوصل اليها بالجتهاد في العبادة ول بالدعاء‬
‫والصراعة إذ هي هبة إلهية خاصة‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬فضيلة الخلص‪ ،‬وهو إرادة ال تعالى بالعبادة ظاهرا‪ N‬وباطنا‪.N‬‬

‫‪ -2‬إثبات صفة الكلم والمناجاة ال تعالى‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان إكرام ال تعالى وإنعامه على موسى إذ أعطاه ما لم يعط أحدا‪ N‬من العالمين باستجابة دعائه بأن جعل‬
‫أخاه هارون رسول‪ N‬نبيا‪.‬‬
‫‪ -4‬تقرير أن كل رسول نبي‪N‬ا والعكس ل أي ليس كل نبي رسول‪.N‬‬

‫} وٱذكر‪ %‬في ٱلكتاب إس‪%‬ماعيل إنه كان صادق ٱلوع‪%‬د وكان رسول‪ S‬نبي‪j‬ا‪ } * { S‬وكان يأمر أه‪%‬له‬
‫بٱلصـلة وٱلزكـاة وكان عند رب‪#‬ه مر‪%‬ضي‪j‬ا‪ } * { S‬وٱذكر‪ %‬في ٱلكتاب إد‪%‬ريس إنه كان صد‪#‬يقا‪ S‬نبيا‬
‫{ * } ورفع‪%‬ناه مكانا‪ S‬علي‪j‬ا‪ } * { S‬أ)ولـئك ٱلذين أنعم ٱلله علي‪%‬هم م‪#‬ن ٱلنبي‪#‬ي‪%‬ن من ذر‪#‬ية ءادم‬
‫وممن‪ %‬حملنا مع نوح@ ومن ذر‪#‬ية إب‪%‬راهيم وإس‪%‬رائيل وممن‪ %‬هدي‪%‬نا وٱج‪%‬تبي‪%‬نآ إذا تتلى علي‪%‬هم‪ %‬آيات‬
‫ٱلرح‪%‬مـن خر‪O‬وا سجدا‪ S‬وبكي‪j‬ا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} واذكر في الكتاب اسماعيل { ‪ :‬أي ذكر في القرآن تشريفا‪ N‬وتعظيا‪ N‬اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلم‪.‬‬

‫} صادق الوعد { ‪ :‬لم يخلف وعد قط‪.‬‬

‫} مرضيا { ‪ :‬أي رضى ال تعالى قوله وعمله ليقينه وإخلصه‪.‬‬

‫} إدريس { ‪ :‬هو جد أبي نوح عليه السلم‪.‬‬

‫} ورفعناه مكانا‪ N‬عليا { ‪ :‬الى السماء الرابعة‪.‬‬

‫} إسرائيل { ‪ :‬أي يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم السلم‪.‬‬

‫} وممن هدينا واجتبينا { ‪ :‬أي من جملة من هديناهم لطريقنا واجتبيناهم بنبوتنا‪.‬‬

‫} إذا تتلى عليهم آيات الرحمن { ‪ :‬أي تقرأ عليهم وهم يسمعون إليها‪.‬‬

‫} سجدا‪ N‬وبكيا { ‪ :‬جمع ساجد وباك أي ساجدين وهم يبكون‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يقول تعالى لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم كما ذكرت من ذكرت من مريم وابنها وابراهيم وموسى اذكر‬
‫كذلك اسماعيل فإنه } كان صادق الوعد { لم يخلف وعدا‪ N‬قط وكان ينتظر الموعود الليالي حتى يجئ وهو قائم‬
‫في مكانه ينتظره‪ } ،‬وكان رسول‪ N‬نبيا { نبأة تعالى بمكة المكرمة إذ عاش بها وأرسله الى قبيلة جرهم العربية‬
‫ومنا تزوج وأنجب وكان من ذريته محمد صلى ال عليه وسلم وقوله تعالى‪ } :‬وكان يأمر أهله بالصلة والزكاة‬
‫{ المراد من الهل أسرته وقومه من قبيلة جرهم والمراد من الصلة إقامتها ومن الزكاة أداؤها‪ ،‬وهذا مما‬
‫أعلى شأنه ورفع قدره فأستحق ذكره في القرآن العظيم‪ ،‬وقوله‪ } :‬كان عند ربه مرضيا‪ { N‬موجب آخر لكرامه‬
‫والنعام عليه بذكره في القرآن الكريم في سلسلة النبياء والمرسلين‪ ،‬ومعنى } كان عند ربه مرضيا‪ { N‬أي‬
‫أقواله وأفعاله كلها كانت مقبولة مرضية فكان بذلك هو مرضي‪N‬ا من قبل ربه عزوجل‪ .‬وقوله تعالى } واذكر في‬
‫الكتاب إدريس { وهو جد أبي نوح واستوجب الذكر في القرآن لنه } كان صديقا‪ { N‬كثير الصدق مبالغ فيه حتى‬
‫إنه لم يجر على لسانه كذب قط‪ ،‬وصديقا‪ N‬في أفعاله وما يأتيه فلم يعرف غير الصدق في قول ول عمل وكان‬
‫نبيا‪ N‬من أنبياء ال‪ ،‬وقوله } ورفعناه مكان‪N‬ا عليا‪ { N‬الى السماء الرابعة في حياته كما رفع تعالى عيسى ورفع‬
‫محمد الى ما فوق السماء السابعة‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬أولئك الذين أنعم ال عليهم من النبيين من ذرية آدم {‬
‫كأدريس‪ } ،‬وممن حملنا مع نوح { أي في الفلك كأبراهيم‪ } ،‬ومن ذرية ابراهيم { كاسحق واسماعيل‪،‬‬
‫} واسرائيل { أي ومن ذرية إسرائيل كموسى وهارون وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى‪ } ،‬وممن‬
‫هدينا { لمعرفتنا وطريقنا الموصل الى رضانا وذلك بعبادتنا والخلص لنا فيها } واجتباه { لوحينا وحمل‬
‫رسالتنا‪ .‬وقوله } إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا { أي أولئك الذين هديناهم واجتبينا من اجتبينا‬
‫منهم‪ .‬والجتباء الختبار والصطفاء بأخذ الصفوة } إذا تتلى عليهم آيات الرحمن { الحاملة للعظات والعبر‬
‫والدلئل والحجج } خروا سجدا { ل ربهم } وبكيا‪ { N‬عما يرون من التقصير أو التفريط في جنب ربهم جل‬
‫وعظم سلطانه‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير النبوة الذي نبأ هؤلء وأرسلهم ل ينكر عليه أن ينبئ محمدا‪ N‬ويرسله‪.‬‬

‫‪ -2‬فضيلة المر بالصلة والزكاة‪.‬‬

‫‪ -3‬فضيلة الوفاء بالوعد والصدق في القول والعمل‪.‬‬

‫‪ -4‬س‪n‬نية السجود لمن تل هذه الية أو تليت وهو يستمع إليها‪ } .‬خروا سجدا‪ N‬وبكيا {‬

‫‪ -5‬فضيلة البكاء حال السجود فقد كان عمر إذا تل هذه الية سجد ثم يقول هذا السجود فأين البكي يعني‬
‫البكاء‪.‬‬
‫} فخلف من بع‪%‬دهم‪ %‬خلف‪ U‬أضاعوا ٱلصلة وٱتبعوا ٱلشهوات فسو‪%‬ف يلقون غي‪j‬ا‪ } * { S‬إل من‬
‫تاب وآمن وعمل صالحا‪ S‬فأ)و‪%‬لـئك يد‪%‬خلون ٱلجنة ول يظلمون شي‪%‬ئا‪ } * { S‬جنات عد‪%‬ن@ ٱلتي وعد‬
‫ٱلرح‪%‬مـن عباده بٱلغي‪%‬ب إنه كان وع‪%‬ده مأتي‪j‬ا‪ } * { S‬ل يس‪%‬معون فيها لغوا‪ S‬إل سلما‪ S‬ولهم‪ %‬رز‪%‬قهم‬
‫فيها بكرة‪ S‬وعشي‪j‬ا‪ } * { S‬تلك ٱلجنة ٱلتي نورث من‪ %‬عبادنا من كان تقي‪j‬ا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} خلف { ‪ :‬أي عقب سوء‪.‬‬

‫} أضاعوا الصلة { ‪ :‬أهملوها فتركوها فكانوا بذلك كافرين‪.‬‬

‫} اتبعوا الشهوات { ‪ :‬انغمسوا في الذنوب والمعاصي كالزنا وشرب الخمر‪.‬‬

‫} يلقون غيا‪ : { N‬أي واديا‪ N‬في جهنم يلقون فيه‪.‬‬

‫} ول يظلمون شيئا‪ : { N‬أي ل ينقصون شيئا من ثواب حسناتهم‪.‬‬

‫} جنات عدن { ‪ :‬أي إقامة دائمة‪.‬‬

‫} بالغيب { ‪ :‬أي وعدهم بها وهي غائبة عن أعينهم لغيابهم عنها إذ هي في السماء وهم في الرض‪.‬‬

‫} مأتيأ { ‪ :‬أي موعود وهو ما يعد به عباده آتيا‪ N‬ل محالة‪.‬‬

‫} لغوا‪ : { N‬أي فضل الكلم وهو ما ل فائدة فيه‪.‬‬

‫} بكرة وعشيا‪ : { N‬أي بقدرهما في الدنيا وإل فالجنة ليس فيها شمس فيكون فيها نهار وليل‪.‬‬

‫} من كان تقيا‪ : { N‬أي من كان في الحياة الدنيا تقيا‪ N‬لم يترك الفرائض ولم يغش المحارم‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬قوله تعالى‪ } :‬فخلف من بعدهم خلف { يخبر تعالى عن اولئك الصالحين ممن اجتبى وهدى من‬
‫النبيين وذرياتهم‪ ،‬انه خلف من بعدهم خلف سوء كان من شأنهم أنهم } اضاعوا الصلة { فمنهم من أخرها عن‬
‫أوقاتها ومنهم من تركها } واتبعوا الشهوات { فانغمسوا في حمأة الرذائل فشربوا الخمور وشهدوا الزور وأكلوا‬
‫الحرام ولهوا ولعبوا وزنوا وفجروا‪ ،‬بعد ذهاب اولئك الصالحين كا هو حال النصارى واليهود اليوم وحتى‬
‫كثير من المسلمين‪ ،‬فهؤلء الخلف السوء يخبر تعالى أنهم } فسوف يلقون غيا‪ { N‬بعد دخولهم نار جهنم‪ .‬والغي‪:‬‬
‫ورد عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه بئر في جهنم وعن ابن مسعود أنه واد في جهنم‪ ،‬والكل صحيح إذ البئر‬
‫توجد في الوادي وكثيرا‪ N‬ما توجد البار في الودية‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬إل من تاب وأمن وعمل صالحا‪ N‬فأولئك يدخلون الجنة ول يظلمون شيئا‪ { N‬أي لكن من تاب من‬
‫هذا الخلف السوء وآمن حقق إيمانه وعمل صالحا‪ N‬فأدى الفرائض وترك غشيان المحارم‪ .‬فأولئك أي هؤلء‬
‫التائبون المنيبون } يدخلون الجنة { مع سلفهم الصالح‪ } ،‬ول يظلمون شيئا‪ { N‬أي ول ينقصون ول يبخسون شيئا‬
‫من ثواب أعمالهم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬جنات عدن { أي بساتين إقامة أبدية } التي وعد الرحمن عباده بالغيب { أي وعدهم بها وهي‬
‫غائبة عنهم لم يروها لنها في السماء وهم في الرض‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬إنه كان وعده مأتيا { أي كونهم ما رأوها غير ضار لن ما وعد به الرحمن ل يختلف أبدا‪ N‬ل بد من‬
‫الحصول عليه ومعنى مأتيا‪ N‬ياتيه صاحبه قطعا‪.‬‬

‫وقوله تعالى في الية)‪ } (62‬ل يسمعون فيها لغوا‪ { N‬يخبر تعالى أن أولئك التائبين الذين آمنوا وعملوا‬
‫الصالحات ودخلوا الجنة ل يسمعون فيها أي في الجنة وهو الباطل من القول وما ل خير فيه من الكلم اللهم‬
‫ال السلم فإنهم يتلقونه من الملئكة فيسمعونه منهم وهو من النعيم الروحاني في الجنة دار النعيم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا‪ { N‬أي ولهم طعامهم فيها وهو ما تشتيهيه أنفسم من لذيذ الطعام‬
‫والشراب } بكرة وعشيا‪ { N‬أي في وقت الغداة في الدنيا وفي وقت العشى في الدنيا إذ ل ليل في الجنة ول‬
‫نهار‪ ،‬وإنما هي أنوار وجائز إذا وصل وقت الغداء أو العشاء تغير النوار من لون الى آخر أو تغلق البواب‬
‫وترخى الستائر ويكون ذلك علمة على وقت الغداء والعشاء‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬تلك الجنة { آية )‪ (63‬يشير تعالى الى الجنة دار السلم تلك الجنة العالية } التي نورث من‬
‫عبادنا من كان تقيا‪ { N‬منهم‪ ،‬أما الفاجر فإن منزلته فيها نورثها المتقي كما أن منزل التقي في النار نورثه فأجرا‬
‫من الفجار‪ ،‬إذ هذا معنى التوارث‪ :‬هذا يرث هذا وذاك يرث ذا‪ ،‬إذ ما من إنسان ال وله منزلة في الجنة‬
‫ومنزل في النار فمن آمن وعمل صالحا‪ N‬دخل الجنة ونزل في منزلته‪ ،‬ومن كفر وأشرك وعمل سوء‪N‬ا دخل‬
‫النار ونزل في منزله فيها‪ ،‬ويورث ال تعالى التقياء منازل الفجار التي كانت لهم في الجنة‪.‬‬
‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬التنديد بخلف السوء وهو من يضيع الصلة ويتبع الشهوات‪.‬‬

‫‪ -2‬الوعد الشديد لمن ينغمس في الشهوات ويترك الصلة فيموت على ذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬باب التوبة مفتوح والتوبة مقبولة من كل من أرادها وتاب‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان نعيم الجنة دار المتقين البرار‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير مبدأ التوارث بين أهل الجنة وأهل النار‪.‬‬

‫‪ -6‬بيان أن ورثة الجنة هم التقياء‪ ،‬وأن ورثة النار هم الفجار‪.‬‬

‫} وما نتنزل) إل بأم‪%‬ر رب‪#‬ك له ما بي‪%‬ن أي‪%‬دينا وما خلفنا وما بي‪%‬ن ذلك وما كان رب‪O‬ك نسي‪j‬ا‪* { S‬‬
‫} رب‪ O‬ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض وما بي‪%‬نهما فٱع‪%‬بد‪%‬ه وٱص‪%‬طبر‪ %‬لعبادته هل تع‪%‬لم له سمي‪j‬ا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وما نتنزل {‪ :‬التنزل النزول وقت‪N‬ا بعد وقت‪.‬‬

‫} إل بأمر ربك {‪ :‬أي إل بإذنه لنا في النزول على من يشاء‪.‬‬

‫} له ما بين أيدينا {‪ :‬أي مما هو مستقبل عن أمر الخرة‪.‬‬

‫} وما خلفنا {‪ :‬أي ما مضى من الدنيا‪.‬‬

‫} وما بين ذلك {‪ :‬مما لم يمض من الدنيا الى يوم القيامة أي له علم ذلك كله‪.‬‬

‫} وما كان ربك نسيا‪ :{ N‬أي ذا نسيان فإنه تعالى ل ينسى فكيف ينساك ويتركك؟‬
‫} رب السموات والرض {‪ :‬أي مالكهما والمتصرف فيهما‪.‬‬

‫} واصطبر لعبادته {‪ :‬أي أصبر وتحمل الصبر في عبادته حتى الموت‪.‬‬

‫} هل تعلم له سميا‪ :{ N‬أي ل سمي‪ m‬له ول مثل ول نظير فهو ال أحد‪ ،‬لم يكن له كفوا‪ N‬أحد‪.‬‬

‫معنى اليتين‪:‬‬

‫لنزول هاتين اليتين سبب وهو ما روى واستفاض أن الوحي تأخر عن النبي صلى ال عليه وسلم والذي يأتي‬
‫بالوحي جبريل عليه السلم فلما جاء بعد بطء‪ o‬قال له النبي صلى ال عليه وسلم " ما يمنعك أن تزورنا أكثر‬
‫مما تزورنا " فأنزل ال تعالى قوله‪ :‬جوابا‪ N‬لسؤال النبي صلى ال عليه وسلم } وما نتنزل { أي نحن الملئكة‬
‫وقتا بعد وقت على من يشاء ربنا } إل بأمر ربك { أيها الرسول أي إلبإذنه لنا فليس لحد منا أن ينزل من‬
‫سماء الى سماء أو إلى أرض إل بإذن عزوجل‪ } ،‬له ما بين أيدينا وما خلقنا وما بين ذلك { أي له أمر وعلم ما‬
‫بين أيدننا أي ما أمامنا عن أمور الخرة وما خلفنا أي مما مضى من الدنيا علما‪ N‬وتدبيرا‪ ،N‬وما بين ذلك الى يوم‬
‫القيامة علما‪ N‬وتدبيرا‪ ،N‬وما كان ربك عز وجل يا رسول ال ناسيا‪ N‬لك ول تاركا‪ N‬فإنه تعالى لم يكن النسيان وصفا‬
‫له فينسى‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬رب السموات والرض وما بينهما { يخبر تعالى رسوله بإنه تعالى مالك السموات والرض‬
‫وما بينهما والمتصرف فيهما فكل شيء له بيده وفي قبضته وعليه } فاعبده { أيها الرسول بما أمرك بعبادته به‬
‫} واصطبر لعبادته { أي تحمل لها المشاق‪ ،‬فإنه ل إله إل هو‪ ،‬فـ } هل تعلم لم سميا‪ { N‬أي نظيرا‪ N‬أو مثيل‬
‫والجواب‪ :‬إذا‪ N‬فاعبده وحده وتحمل في سبيل ذلك ما استطعت تحمله‪ .‬فإنه ل معبود بحق ال هو اذ كل ما عداه‬
‫مربوب له خاضع لحكمه وتدبيره فيه‪.‬‬

‫هداية اليتين‪ -1 :‬تقرير سلطان ال على الخلق وعلمه بكل الخلق وقدرته على كل ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬استحالة النسيان على ال عزوجل‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير ربوبية ال تعالى للعالمين‪ ،‬وبذلك وجبت له اللوهية على سائر العالمين‪.‬‬

‫‪ -4‬وجوب عبادة ال تعالى ووجوب الصبر عليها حتى الموت‪.‬‬


‫‪ -5‬نفي الشبيه والمثل والنظير ال إذ هو ال أحد لم يكن له كفوا‪ N‬أحد‪.‬‬

‫} ويقول) ٱلنسان أإذا ما مت لسو‪%‬ف أ)خرج حي‪j‬ا‪ } * { S‬أول يذكر ٱلنسن أنا خلقناه من قب‪) %‬ل ولم‬
‫يك شي‪%‬ئا‪ } * { S‬فورب‪#‬ك لنح‪%‬شرنهم‪ %‬وٱلشياطين ثم لنح‪%‬ضرنهم‪ %‬حو‪%‬ل جهنم جث ‪j‬يا‪ } * { S‬ثم لننزعن‬
‫من كل‪ R‬شيعة@ أي‪O‬هم‪ %‬أشد‪ O‬على ٱلرح‪%‬مـن عتي‪j‬ا‪ } * { S‬ثم لنح‪%‬ن أع‪%‬لم بٱلذين هم‪ %‬أو‪%‬لى بها صلي‪j‬ا‪* { S‬‬
‫} وإن م‪#‬نكم‪ %‬إل واردها كان على رب‪#‬ك حتما‪ S‬مقض ‪j‬يا‪ } * { S‬ثم ننج‪#‬ي ٱلذين ٱتقوا ونذر ٱلظالمين‬
‫فيها جثي‪j‬ا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ويقول النسان { ‪ :‬أي الكافر بلقاء ال تعالى‪.‬‬

‫} ولم يك شيئا‪ : { N‬أي قبل خلقه فل ذات له ول اسم ول صفة‪.‬‬

‫} جثيا‪ : { N‬أي جاثمين على ركبهم في ذل وخوف وجزن‪.‬‬

‫} من كل شيعة { ‪ :‬أي طائفة تعاونت على الباطل وتشيع بعضها لبعض فيه‪.‬‬

‫} عتيا‪ : { N‬أي تكبرا‪ N‬عن عبادته وظلما لعباده‪.‬‬

‫} أولى بها صليا { ‪ :‬أي أحق بها اصطلء واحتراقا‪ N‬وتعذيبا‪ N‬في النار‪.‬‬

‫} إل واردها { ‪ :‬أي مارا‪ N‬بها إن وقع بها هلك‪ ،‬وإن مر ولم يقع نجا‪.‬‬

‫} حتما‪ N‬مقتضيا‪ : { N‬أي أمرا‪ N‬قضى به ال تعالى وحكم به وحتمه فهو كائن ل بد‪.‬‬

‫} فيها جثيا { ‪ :‬أي في النار جاثمين على ركبهم بعضهم الى بعض‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫اليات في سياق تقرير عقيدة البعث والجزاء يقول تعالى قوله وقوله الحق‪ } :‬ويقول النسان { أي المنكر‬
‫للبعث للبعث والدار الخرة وقد يكون القائل أبي بن خلف أو العاص بن وائل وقد يكون غيرهما إذ هذه قولة‬
‫كل من ل يؤمن بالخرة يقول‪ } :‬إأذا مت لسوف أخرج حيا‪ { N‬يقول هذا استنكارا وتكذبي‪N‬ا قال تعالى‪ :‬راد‪N‬ا على‬
‫هذا النسان قولته الكافرة } أو ل يذكر النسان { أي المنكر للبعث الخر } أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئ‪N‬ا {‬
‫أيكذب بالبعث وينكره ول يذكر خلقنا له من قبل‪ ،‬ولم يك شيئا‪.N‬‬

‫أليس الذي قدر على خلقه قبل أن يكون شيئا‪ N‬قادرا‪ N‬على إعادة خلقه مرة أخرى أليست العادة أهون من الخلق‬
‫الول واليجاد من العدم‪ ،‬ثم يقسم ال تبارك وتعالى لرسوله على أنه معيدهم كما كانوا ويحشرهم مع شياطينهم‬
‫الذين يضلونهم ثم يحضرنهم حول جهنم جثيا على ركبهم أذلء صاغرين‪ .‬هذا معنى قوله تعالى في الية )‪(68‬‬
‫} فوربك لنحشرنهم والشياطين حول جهنم جثيا {‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا { يخبر تعالى بعد حشرهم إلى ساحة فصل‬
‫القضاء أحياء مع الشياطين الذين كانوا يضلونهم‪ ،‬يحضرهم حول جهنم جثيا‪ ،N‬ثم يأخذ تعالى من كل طائفة من‬
‫تلك الطوائف التي أحضرت حول جهنم وهي جاثمة تنتظر حكم ال تعالى فيها أيهم كان أشد على الرحمن عتيا‬
‫أي تمردا‪ N‬عن طاعته وتكبرا‪ N‬عن اليمان به وبرسوله ووعده وهو معنى قوله تعالى في الية )‪ } (69‬ثم‬
‫لننزعن من كل شيعة أيهم الرحمن عتيا { وقوله تعالى‪ } :‬ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا { يخبر تعالى‬
‫بعلمه بالذين هم اجدر وأحق بالصطلء بعذاب النار‪ ،‬وسوف يدخلهم النار قبل غيرهم ثم يدخل باقيهم بعد ذلك‬
‫وهو معنى قوله عزوجل‪ } :‬ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا {‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬وإن منكم إل واردها كان على ربك حتما‪ N‬مقتضيا { ‪ ،‬فإنه يخبر عز وجل عن حكم‪ o‬حكم به وقضاء‬
‫قضى به وهو أنه مامن واحد منا معشر بني آدم ال وارد جهنم وبيان ذلك كما جاء في الحديث أن الصراط‬
‫جسر يمد على ظهر جهنم والناس يمرون فوقه فالمؤمنون يمرون ول يسقطون في النار والكافرون يمرون‬
‫فيسقطون في جهنم‪ ،‬وهو معنى قوله في الية )‪ } (72‬ثم ننجي الذين أوتوا { أي ربهم فلم يشركوا به ولم‬
‫يعصوه بترك واجب ول بارتكاب محرم )ونذر الظالمين( بالتكبر والكفر وغشيان الكبائر من الذنوب } فيها‬
‫جثي‪N‬ا { أي ونترك الظالمين فيها أي جهنم جاثمين على ركبهم يعانون أشد أنواع العذاب‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عقيدة البعث والجزاء بالحشر والحضار حول جهنم والمرور على الصراط‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير معتقد الصراط في العبور عليه الى الجنة‪.‬‬


‫‪ -3‬تقديم رؤساء الضلل وأئمة الكفر الى جهنم قبل التباع الضالين‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير حتمية المرور على الصراط‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان نجاة التقياء‪ ،‬وهلك الفاجرين الظالمين بالشرك والمعاصي‪.‬‬

‫ي ٱلفريقي‪%‬ن خ ‪%‬ير‪ V‬مقاما‪ S‬وأح‪%‬سن‬


‫} وإذا تتلى علي‪%‬هم‪ %‬آياتنا بي‪#‬نت@ قال ٱلذين كفروا للذين آمنو*ا أ ‪O‬‬
‫ندي‪j‬ا‪ } * { S‬وكم‪ %‬أه‪%‬لكنا قب‪%‬لهم‪ %‬م‪#‬ن قر‪%‬ن@ هم‪ %‬أح‪%‬سن أثاثا‪ S‬ورء‪%‬يا‪ } * { S‬قل من كان في ٱلضللة‬
‫فليم‪%‬دد‪ %‬له ٱلرح‪%‬مـن مد‪j‬ا‪ S‬حتى إذا رأو‪%‬ا ما يوعدون إما ٱلعذاب وإما ٱلساعة فسيع‪%‬لمون من‪ %‬هو‬
‫شر‪ s‬مكانا‪ S‬وأض‪%‬عف جند‪S‬ا { * } ويزيد ٱلله ٱلذين ٱه‪%‬تدوا هد‪g‬ى وٱلباقيات ٱلصالحات خ ‪%‬ير‪ V‬عند‬
‫رب‪#‬ك ثوابا‪ S‬وخي‪%‬ر‪ V‬مرد‪j‬ا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} آياتنا بينات { ‪ :‬أي آيات القرآن البينات الدلئل الواضحات الحجج‪.‬‬

‫} خير مقاما { ‪ :‬نحن أم أنتم والمقام المنزل ومحل القامة والمراد هنا المنزلة‪.‬‬

‫} وأحسن نديا‪ : { N‬أي ناديا وهو مجتمع الكرام ومحل المشورة وتبادل الراء‪.‬‬

‫} أحسن أثاثا‪ N‬ورئيا { ‪ :‬أي مال ومتاعا ومنظرا‪.N‬‬

‫} إما العذاب وإما الساعة { ‪ :‬أي بالقتل والسر وأما الساعة القيامة المشتملة على نار جهنم‪.‬‬

‫} من هو شر مكانا‪ : { N‬أي منزلة‪.‬‬

‫} وأضعف جندا‪ : { N‬اي أقل اعوانا‪.N‬‬

‫} وخير مردا‪ : { N‬أي ما يرد إليه ويرجع وهو نعيم الجنة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫ما زال السياق في تقرير النبوة والتوحيد والبعث الخر يقول تعالى } وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات { أي وإذا‬
‫قرئت على كفار قريش المنكرين للتوحيد والنبوة المحمدية والبعث والجزاء يوم القيامة إاذ قرأ عليهم رسول ال‬
‫أو أحد المؤمنين من أصحابه بعض اليات من القرآن البينات في معانيها ودلئلها على التوحيد والنبوة والبعث‬
‫} قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما‪ N‬وأحسن نديا { ‪ ،‬وقولهم هذا هو رد فعل ل غير‪ ،‬إذ أنهم‬
‫لما يسمعون اليات تحمل الوعد للمؤمنين والوعيد للكافرين مثلهم ل يجدون ما يخففون به ألم نفوسهم فيقولون‬
‫هذا الذي أخبر تعالى به عنهم } أي الفريقين { أي فريق المؤمنين أو فريق الكافرين خير مقاما‪ N‬أي منزل‬
‫ومسكنا‪ N‬وأحسن نديا ومجتمعا‪ N‬يجتمع فيه‪ ،‬لنهم يقارنون بين منازل فقراء المؤمنين ودار الرقم بن أبي الرقم‬
‫التي يجتمع فيها الرسول صلى ال عليه وسلم والمؤمنون وبين دور ومنازل أبي سفيان وأغنياء مكة ونادي‬
‫قريش وهو مجلس شوراهم فرد تعالى عليهم بقوله‪ } :‬وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا‪ N‬ورئي‪N‬ا { أي ل‬
‫ينبغي ان يغرهم هذا الذين يتبجحون به ويتطاولون فإنه ل يدوم ما داموا يحاربون دعوة الحق والقائمين عليها‬
‫فكم من أهل قرون اهلكناهم لما ظلموا وكانوا أحسن من هؤلء مال ومتاعا ومناظر حسنة جميلة‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬قل من كان في الضللة فليمدد له الرحمن مدا‪ { N‬أي اذكر لهم سنتنا في عبادنا يا رسولنا وهي‬
‫أن من كان في ضللة الشرك والظلم والمكابرة والعناد فإن سنة الرحمن فيه أن يمد له بمعنى يمهله ويملي له‬
‫استدراجا حتى إذا انتهوا الى ما حدد لهم من زمن يؤخذون فيه بالعذاب جزاء كفرهم ظلمهم وعنادهم وهو إما‬
‫عذاب دنيوى بالقتل والسر ونحوهما أو عذاب الخرة بقيام الساعة حيث يحشرون الى جهنم عميا‪ N‬وبكما‬
‫وصما‪ N‬جزاء التعالي والتبجح بالكلم وهو معنى قوله تعالى‪ } :‬حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما‬
‫الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا‪ N‬وأضعف جندا‪ { N‬أي شر منزلة وأقل ناصرا‪ N‬أهم الكافرون أم المؤمنون‪،‬‬
‫ولكن حين ل ينفع العلم‪ .‬إذ التدارك أصبح غير ممكن وإنما هي الحسرة والندامة ل غير‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ويزيد ال الذين اهتدوا هدى { أي إذا كان تلوة اليات البينات تحمل المشركين على العناد‬
‫والمكابرة وذلك لظلمة كفرهم فيزدادون كفرا‪ N‬وعنادا‪ N‬فإن المؤمنين المهتدين يزدادون بها هداية لنها تحمل لهم‬
‫الهدى في كل جملة وكلمة منها وهم لشراق نفوسهم باليمان يرون ما تحمل اليات من الدلئل والحجج‬
‫والبراهين فيزداد إيمانهم وتزداد هدايتهم في السير في طريق السعادة والكمال بأداء الفرائض واجتناب المناهي‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬والباقيات الصالحات خير عند ربك { أيها الرسول } ثوابا‪ N‬وخير مرد‪b‬ا‪ { N‬في هذه الية تسلية‬
‫للرسول والمؤمنين بأن ما يتبجح به المشركون من المال والمتاع وحسن الحال ل يساوي شيئا‪ N‬أمام اليمان‬
‫وصالح العمال لن المال فان‪ ،o‬والصالحات باقية فثواب الباقيات الصالحات من العبادات والطاعات خير من‬
‫كل متاع الدنيا وخير مردا‪ N‬مردود‪N‬ا على صاحبها إذ هو الجنة دار السلم والتكريم والنعام‪.‬‬

‫هداية اليات‬
‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬الكشف عن نفسيات الكافرين وهي العتزاز بالمال والقوة إذا اعتز المؤمنون باليمان وثمراته في الدنيا‬
‫والخرة من حسن العاقبة‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان سنة ال تعالى في امهال الظلمة والملء لهم استدراجا‪ N‬لهم حتى يهلكوا خاسرين‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان سنة ال تعالى في زيادة إيمان الؤمنين عند سماع القرآن الكريم‪ ،‬أو مشاهدة أخذ ال تعالى للظالمين‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان فضيلة الباقيات الصالحات ومنها‪ :‬سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر ول حول ول قوة إل‬
‫بال‪.‬‬

‫} أفرأي‪%‬ت ٱلذي كفر بآياتنا وقال ل)وتين مال‪ S‬وولدا‪ } * { S‬أطلع ٱلغي‪%‬ب أم ٱتخذ عند ٱلرح‪%‬مـن‬
‫عه‪%‬دا‪ } * { S‬كل سنكتب ما يقول) ونمد‪ O‬له من ٱلعذاب مد‪j‬ا‪ } * { S‬ونرثه ما يقول) ويأتينا فر‪%‬دا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات ‪:‬‬

‫} الذي كفر بآياتنا {‪ :‬هو العاص بن وائل‪.‬‬

‫ل وولدا‪ :{ N‬يريد في الخرة‪.‬‬


‫} لوتين ما ‪N‬‬

‫} أطلع الغيب {‪ :‬أي فعرف أنه يعطى مال‪ N‬وولدا‪ N‬يوم القيامة‪.‬‬

‫} كل {‪ :‬ردع ورد فإنه لم يطلع الغيب ولم يكن له عند ال عهدا‪.N‬‬

‫} ونمد له من العذاب مدا‪ :{ N‬أي نضاعف له العذاب يوم القيامة‪.‬‬

‫} ونرثه ما يقول {‪ :‬أي نسليه ما تبجح به من المال والولد ويبعث فردا‪ N‬ليس معه مال ول ولد‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يقول تعالى لنبيه صلى ال عليه وسلم معجبا‪ N‬له } أفرأيت الذي كفر بآياتنا { اي كذب بالوحي وما يدعوا له من‬
‫التوحيد والبعث والجزاء وترك الشرك والمعاصي‪ .‬وهو العاص بن وائل المسمى أبو عمرو بن العاص‪.‬‬
‫} وقال لوتين مال‪ N‬وولدا‪ { N‬قال هذا لخباب بن الرت حينما طالبه بدين له عليه فأبى أن يعطيه استصغارا‪ N‬له‬
‫لنه قي‪m‬ن " حداد‪N‬ا " وقال له ل أعطيكه حتى تكفر بمحمد فقال له خباب وال ما أكفر بمحمد صلى ال عليه وسلم‬
‫حتى تموت ثم تبعث فقال له العاص إذا أنا م‪p‬ت‪ t‬ثم ب‪n‬عتث كما تقول ثم جئتني ولي مال وولد قضيتك دينك فأكذبه‬
‫ال تعالى ورد عليه قوله بقوله عز وجل‪ } :‬أطلع الغيب { فعرف ان له يوم القيامة مال‪ N‬وولدا‪ } .N‬أم اتخذ عند‬
‫ل وولدا‪ N‬يوم القيامة } كل { لم يطلع على الغيب ولم يكن له عند الرحمن‬
‫الرحمن عهدا‪ { N‬بذلك بأن سيعطيه ما ‪N‬‬
‫عهدا‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬سنكتب ما يقول { من الكذب والفتراء ونحاسبه به ونضاعف له العذاب به العذاب وهو‬
‫معنى قوله تعالى‪ } :‬ونمد له من العذاب مدا‪ ، { N‬وقوله تعالى‪ } :‬ونرثه ما يقول ويأتنيا فردا { أي ونسلبه ما‬
‫يقول من المال والولد حيث يموت ويترك ذلك أو ينصر رسوله على قومه فيسلبهم المال والوليد‪ .‬ويأتينا في‬
‫عرصات القيامة للحساب فردا‪ N‬ل مال ول ولد‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬الكشف عن نفسيات الكافرين ل سيما إذا كانوا أقوياء بمال او لد أوسلطان فإنهم يعيشون على الغطرسة‬
‫منه والستعلء وتجاهل الفقراء واحتقارهم‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير البعث والحساب والجزاء‪.‬‬

‫‪ -3‬مضاعفة العذاب على الكافرين الظالمين بعد كفرهم‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير معنى آية‪ :‬إنا نحن نرث الرض ومن عليها وإلينا يرجعون‪.‬‬

‫} وٱتخذوا من دون ٱلله آلهة‪ S‬ل‪R‬يكونوا لهم‪ %‬عز‪j‬ا‪ } * { S‬كل سيكفرون بعبادتهم‪ %‬ويكونون علي‪%‬هم‬
‫ضد‪j‬ا‪ } * { S‬ألم‪ %‬تر أنآ أر‪%‬سلنا ٱلشياطين على ٱلكافرين تؤ)ز‪O‬هم‪ %‬أز‪Sj‬ا { * } فل تع‪%‬جل علي‪%‬هم‪ %‬إنما‬
‫نعد‪ O‬لهم‪ %‬عد‪j‬ا‪ } * { S‬يو‪%‬م نح‪%‬شر ٱلمتقين إلى ٱلرح‪%‬مـن وفدا‪ } * { S‬ونسوق ٱلمج‪%‬رمين إلى جهنم‬
‫ور‪%‬دا‪ } * { S‬ل يم‪%‬لكون ٱلشفاعة إل من ٱتخذ عند ٱلرح‪%‬مـن عه‪%‬دا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ليكونوا لهم عزا‪ : { N‬أي منعة لهم وقوة يشفعون لهم عند ال حتى ل يعذبوا‪.‬‬
‫} سيكفرون بعبادتهم { ‪ :‬أي يوم القيامة أنهم كانوا يعبدونهم‪.‬‬

‫} ضدا‪ : { N‬أي أعداء لهم واعوانا‪ N‬عليهم‪.‬‬

‫} تؤزهم أزا‪ : { N‬أي تزعجهم ازعاجا‪ N‬وترحكهم حراكا‪ N‬شديدا‪ N‬نحو الشهوات والمعاصي‪.‬‬

‫} وفدا { ‪ :‬أي راكبين على الن~ن‪V‬جب تحوطهم الملئكة حتى ينتهوا الى ربهم فيكرمهم‪.‬‬

‫} ال جهنم وردا‪ : { N‬أي يساق المجرمون كما تساق البهائم مشاة عطاشا‪.N‬‬

‫} عهدا‪ : { N‬هو شهادة أن ل إله إل ال محمد رسول ال ول حول قوة إل بال‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يخبر تعالى مندد‪N‬ا المشركين فيقول‪ } :‬واتخذوا من دون ال آلهة { أي معبودات من الصنام فعبدوها بأنواع من‬
‫العبادات‪ } ،‬ليكونوا لهم { ‪ -‬في نظرهم الفاسد ‪ } -‬عز‪N‬ا { أي شفعاء لهم عندنا يعزون بواسطتهم ول ي‪n‬هانون‪} ،‬‬
‫كل { أي ليس المر كما يظنون } سيكفرون بعبادتهم { وذلك يوم القيامة حيث ينكرون أنهم أمروهم بعبادتهم‪،‬‬
‫} ويكونون عليهم ضدا‪ { N‬أي خصوما‪ ،N‬ومن ذلك قولهم‪.‬‬
‫{‬ ‫} وقال شركائهم ما كنتم إيانا تعبدون‬
‫وقولهم‪.‬‬
‫{‬ ‫} بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون‬
‫وقوله تعالى في الية الثانية )‪ } (83‬ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا { يقول تعالى لرسوله‬
‫ألم ينته إلى علمك يا رسولنا أنا أرسلنا الشياطين أي شياطين الجن والنس على الكافرين بنا وبآياتنا ورسولنا‬
‫ولقائنا تؤزهم ازا أي تحركهم بشدة نجو الشهوات والجرائم والمفاسد‪ ،‬وتزعجهم الى ذلك بالغراء إزعاجا‬
‫كبيرا‪ .‬أي فل تعجب من حال مسارعتهم إلى الشر والفساد ول تعجل عليهم بمطالبتنا بهلكهم إنما نعد لهم كل‬
‫أعمالهم ونحصيها عليهم حتى أنفاسهم على كل ذلك ونجزيهم به‪ .‬هذا معنى قوله تعالى‪ } :‬فل تعجل عليهم إنما‬
‫نعد لهم عدا {‪.‬‬

‫وقوله تعالى في الية )‪ } (85‬يوم نحشر المتقين { أي أذكر يا رسولنا نحشر المتقين } إلى الرحمن وفدا‪.{ N‬‬
‫والمتقون هم أهل اليمان بال وطاعته وتوحيده ومحبته وخشيته وطاعة رسوله ومحبته وفدا‪ N‬اي راكبين على‬
‫النجائب من النوق عليها رحال الذهب الى الرحمن الى جوار الرحمن عز وجل في دار المتقين الجنة دار‬
‫البرار والسلم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ونسوق المجرمين الى جهنم ورد‪N‬ا {‪ :‬أي ونسوق المجرمين على أنفسهم بالشرك والمعاصي‬
‫مشاة على أرجلهم عطاش‪N‬ا يساقون سوق البهائم الى جهنم وبئس الورد المورود جهنم‪.‬‬

‫وقوله تعالى } ل يمكلون الشفاعة إل من اتخذ عند الرحمن عهدا‪ { N‬أخبر تعالى أن المشركين المجرمين على‬
‫أنفسهم بالشرك والمعاصي فدسوها ل يملكون الشفاعة يوم القيامة ل يشفع بعضهم في بعض كالمتقين ول يشفع‬
‫لهم أحد أبدا‪ N‬لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا‪ N‬باليمان به وبطاعته بأداء الفرائض وترك المحرمات يملك أن‬
‫شاء ال الشفاعة بأن يشفعه ال في غيره إكراما‪ N‬له أو يشفع فيه غيره إكراما‪ N‬للشافع أيض‪N‬ا وإنعاما‪ N‬على المشفوع‬
‫له‪.‬‬

‫كما أن أهل ل إله إل ال محمد رسول ال المتبرئين من حولهم وقوتهم الى ال الراجين ربهم يمكلون الشفاعة‬
‫أن دخلوا النار بذنوبهم فيخرجون منها شفاعة من أراد ال أن يشفعه فيهم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬براءة سائر المعبودات من دون ال من عابديها يوم القيامة خزيا‪ N‬وإحقاقا‪ N‬للعذاب عليهم‪.‬‬

‫‪ -2‬ل عحب مما يشاهد من مسارعة الكافرين الى الشر والفساد والشهوات لوجود شياطين تحركهم بعنف الى‬
‫ذلك وتدفعهم إليه‪.‬‬

‫‪ -3‬ل ينبغي طلب العذاب العاجل لهل الظلم لنهم كلما ازدادوا ظلما ازداد عذابهم شدة يوم القيامة إذ كل‬
‫شيء محصى عليهم أنفاسهم محاسبون عليه ومجزيون به‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان كرامة المتقين‪ ،‬ومهانة المجرمين‪.‬‬

‫} وقالوا ٱتخذ ٱلرح‪%‬مـن ولدا‪ } * { S‬لقد‪ %‬جئتم‪ %‬شي‪%‬ئا‪ S‬إد‪j‬ا‪ } * { S‬تكاد ٱلسماوات يتفطر‪%‬ن منه‬
‫وتنشق ٱلر‪%‬ض وتخر‪ O‬ٱلجبال) هد‪j‬ا‪ } * { S‬أن دعو‪%‬ا للرح‪%‬مـن ولدا‪ } * { S‬وما ينبغي للرح‪%‬مـن‬
‫أن يتخذ ولدا‪ } * { S‬إن كل من في ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض إل آتي ٱلرح‪%‬مـن عب‪%‬دا‪ } * { S‬لقد‬
‫أح‪%‬صاهم‪ %‬وعدهم‪ %‬عد‪j‬ا‪ } * { S‬وكلهم‪ %‬آتيه يو‪%‬م ٱلقيامة فر‪%‬دا‪{ S‬‬
‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وقالوا اتخذ الرحمن ولدا‪ : { N‬أي قال العرب الملئكة بنات ال وقال النصارى عيسى ابن ال‪.‬‬

‫} جئتم شيئ‪N‬ا إدا‪ : { N‬أي منكر‪N‬ا عظيما‪.N‬‬

‫} يتفطرن { ‪ :‬يتشققن من عظم هذا القول وشدة قبحه‪.‬‬

‫} وتخر الجبال هدا { ‪ :‬أي تسقط وتتهدم وتنهدم‪.‬‬

‫} أن دعوا للرحمن ولد‪N‬ا { ‪ :‬أي من أجل إدعائهم أن الرحمن عزوجل ولدا‪.‬‬

‫} ول ينبغي { ‪ :‬أي ل يصلح ول يليق به ذلك لنه رب كل شيء ومليكه‪.‬‬

‫} إل آتى الرحمن عبدا‪ : { N‬أي خاضعا‪ N‬منقادا‪ N‬من كان‪.‬‬

‫} فردا‪ : { N‬أي ليس معه شيء ل مال ول سلطان ول ناصر‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في ذكر مقولت أهل الشرك والجهل والرد عليها من قبل الحق تبارك وتعالى قال تعالى مخبرا‬
‫عنهم‪ } :‬وقالوا { أي أولئك الكافرون } اتخذ الرحمن ولدا‪ { N‬إذ قالت بعض القبائل العربية بنات ال‪ ،‬وقالت‬
‫اليهود عزيز بن ال وقالت النصارى المسيح بن ال‪ .‬يقول تعالى لهم بعد أن ذكر قولهم } لقد جئتم شيئا‪ N‬إد‪N‬ا {‬
‫أي أتيتم بشيء منكر عظيم‪ } ،‬تكاد السموات يتفطرن منه { أي يتشققن منه لقبح هذا القول وسوئه‪ } ،‬وتنشق‬
‫الرض وتخر الجبال هدا { أي تسقط لعظم هذا القول لنه مغضب للجبار عزوجل ولول حلمه ورحمته لمس‬
‫الكون كله عذاب أليم‪ .‬وقوله‪ } :‬أن دعوا للرحمن ولدا‪ { N‬أي أن نسبوا للرحمن ولدا‪ } ،N‬وما ينبغي للرحمن { أي‬
‫ل يصلح له ول يليق بجلله وكماله الولد‪ ،‬لن الولد نتيجة شهوة بهيمية عارمة تدفع الذكر الى إيتان النثى‬
‫فيكون بإذن ال الولد‪ ،‬وال عزوجل منزه عن مشابهته لمخلوقاته وكيف يشبههم وهو خالقهم وموجدهم من‬
‫العدم؟‬

‫وقوله تعالى } إن كل من في السموات والرض إل آتى الرحمن عبدا‪ { N‬هذا برهان على بطلن قوله الكافرين‬
‫الجاهلين‪ ،‬إذ الذي ما من أحد في السموات أو في الرض من ملئكة وإنس وجن إل آتى الرحمن عبدا‪ N‬خاضعا‬
‫ذليل‪ N‬منقادا‪ N‬يوم القيامة كيف يعقل اتخاذه ولدا‪ ،N‬إذ الولد يطلب للحاجة إليه‪ ،‬والغنى عن كل خلقه ما هي حاجته‬
‫إلى عبد من عباده يقول هذا ولدي اللهم إنا نبرؤا إليك مما يقوله الجاهلون بك الضالون عن طريق هدايتك‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬لقد أحصاهم وعدهم عدا‪ { N‬أي عملهم واحدا‪ N‬واحدا‪ N‬فلو كان بينهم إله معه أو ولد لعلمه‪ ،‬فهذا‬
‫برهان آخر على بطلن تلك الدعوة الجاهلية الباطلة الفاسدة وقوله‪ } :‬وكلهم آتية يوم القيامة فردا‪ { N‬هذا رد عن‬
‫اولئك الذين يدعون أنهم إن بعثوا يكون لهم المال والولد والشفيع والنصير‪ .‬فأخبر تعالى أنه ما من أحد إل‬
‫ويأتيه يوم القيامة فرد‪N‬ا ليس معه شافع ول ناصر‪ ،‬ول مال ول سلطان‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‬

‫‪ -1‬عظم الكذب على ال بنسبة الولد أو الشريك إليه أو القول عليه بدون علم‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان أن كل المخلوقات من أجلها الى أحقرها ليس فيها غير عبدل فنسبة النسان أو الجان أو الملك إلى ال‬
‫تعالى هي عبد لرب مالك قاهر عزيز حكيم‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان إحاطة ال بخلقه ومعرفته لعددهم فل يغيب عن عمله أحد منهم‪ ،‬ول يختلف عن موقف القيامة فرد‬
‫منهم إذ الكل يأتي ال تعالى يوم القيامة فردا‪.‬‬

‫} إن ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات سيج‪%‬عل) لهم ٱلرح‪%‬مـن ود‪j‬ا‪ } * { S‬فإنما يسر‪%‬ناه بلسانك‬
‫لتبش‪R‬ر به ٱلمتقين وتنذر به قو‪%‬ما‪ S‬لد‪j‬ا‪ } * { S‬وكم‪ %‬أه‪%‬لكنا قب‪%‬لهم‪ %‬م‪#‬ن قر‪%‬ن@ هل تحس‪ O‬منهم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬أحد‬
‫أ ‪%‬و تس‪%‬مع لهم‪ %‬ركز‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ودا‪ :{ N‬أي حبا فيعيشون متحابين فيما بينهم ويحبهم ربهم تعالى‪.‬‬

‫} فإنما يسرناه بلسانك {‪ :‬أي يسرنا القرآن اي قراءته وفهمه بلغتك العربية‪.‬‬

‫} قوما‪ N‬لدا‪ :{ N‬أي ألداء شديدوا الخصومة والجدل بالباطل وهم كفار قريش‪.‬‬
‫} وكم اهكنا {‪ :‬أي كثيرا‪ N‬من اهل القرون من قبلهم اهلكناهم‪.‬‬

‫} أو تسمع لهم ركزا {‪ :‬أي صوتا خفيا‪ N‬والجواب ل لن الستفهام إنكاري‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يخبر تعالى أن الذين بال وبرسوله وبوعد ال ووعيده فتخلوا عن الشرك والكفر وعملوا الصالحات وهي أداء‬
‫الفرائض وكثير من النوافل هؤلء يخبر تعالى أنه سيجعل لهم في قلوب عباده المؤمنين محبة وودا‪ N‬وقد فعل‬
‫سبحانه وتعالى فأهل اليمان والعمل الصالح متحابون متوادون‪ ،‬وهذا التوادد بينهم ثمرة لحب ال تعالى لهم‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬فإنما يسرناه { أي هذا القرآن الذي كذب به المشركون سهلنا قراءته عليك إذا أنزلناه بلسانك‬
‫} لتبشر به المتقين { من عبادنا المؤمنين وهم الذين اتقوا عذاب ال باليمان وصالح العمال بعد ترك الشرك‬
‫والمعاصي‪ } ،‬وتنذر به قوما‪ N‬لدا‪ { N‬وهم كفار قريش وكانوا ألداء اشداء في الجدل والخصومة‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫} وكم أهلكنا قبلهم من قرن { أي وكثيرا‪ N‬من أهل القرون السابقة لقومك أهلكناهم لما كذبوا رسلنا وحاربوا‬
‫دعوتنا } فهل تحس منهم من أحد { فتراه بعينك أو تمسه بيدك‪ } ،‬أو تسمع لهم ركزا‪ { N‬أي صوتا‪ N‬خفيا‪ N‬اللهم ل‬
‫فهل يذكر هذا قومك فيتعظوا فيتوبوا الى ربهم باليمان به وبرسوله ولقائه ويتركوا الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬أعظم بشرى تحملها الية الولى وهي حب ال وأوليائه لمن آمن وعمل صالحا‪.N‬‬

‫‪ -2‬بيان كون القرآن ميسرا‪ N‬أن نزل بلغة النبي صلى ال عليه وسلم من أجل البشارة لهل اليمان والعمل‬
‫الصالح والنذارة لهل الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫‪ -3‬إنذار العتاة والطغاة من الناس ان يحل بهم ما حل بمن قبلهم من هلك ودمار والواقع شاهد أين أهل‬
‫القرون الولى؟‬

‫سورة طه‬
‫} طه { * } مآ أنزلنا علي‪%‬ك ٱلقر‪%‬آن لتشقى { * } إل تذكرة‪ S‬ل‪R‬من يخشى { * } تنزيل‪ S‬م‪#‬من‪ %‬خلق‬
‫ٱلر‪%‬ض وٱلسماوات ٱلعلى { * } ٱلرح‪%‬مـن على ٱلعر‪%‬ش ٱس‪%‬توى { * } له ما في ٱلسماوات وما‬
‫في ٱلر‪%‬ض وما بي‪%‬نهما وما تح‪%‬ت ٱلثرى { * } وإن تج‪%‬هر‪ %‬بٱلقو‪%‬ل فإنه يع‪%‬لم ٱلس‪#‬ر وأخفى { *‬
‫} ٱلله ل* إلـه إل هو له ٱلس‪%‬مآء ٱلحس‪%‬نى {‬

‫شرح الكلمات‬

‫} طه {‪ :‬أي يا رجل‪.‬‬

‫} إل تذكرة {‪ :‬أي يتذكر بالقرآن من يخشى عقاب ال عزوجل‪.‬‬

‫} على العرش استوى {‪ :‬أي ارتفع عليه وعل‪.‬‬

‫} وما تحت الثرى {‪ :‬الثرى التراب الندي ما هو أسفل الرضين السبع‪.‬‬

‫} واخفى {‪ :‬أي من السر‪ ،‬وهو ما علمه ال وقدر وجوده وهو كائن ولكن لم يكن بعد‪.‬‬

‫} الحسنى {‪ :‬الحسنى مؤنث الحسن المفضل على الحسن‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى } طه { لفظ طه جائز أن يكون من الحروف المقطعة‪ ،‬وجائز أن يكون معناه يا رجل ورجح المر‬
‫ابن جرير لوجوده في لغة العرب طه بمعنى يا رجل وعلى هذا فمعنى الكلم يا رجل ما أنزلنا عليك القرآن‬
‫لتشقى ردا‪ N‬على النضر بن الحارث الذي قال إن محمدا‪ N‬شقي بهذا القران الذي أنزل عليه لما فيه من التكاليف‬
‫فنفى الحق عزوجل ذلك وقال } ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إل تذكرة لمن يخشى { وإنما انزلناه ليكون تذكرة‬
‫ذكرى يذكر بها من يخشى ربه فيقبل على طاعته متحمل‪ N‬في سبيل ذلك كل ما قد يلقي في طريقه من أذى‬
‫قومه المشركين بال الكافرين بكتابه والمكذبين لرسوله‪ ،‬وقوله‪ } :‬تنزيل‪ N‬ممن خلق الرض والسموات العلى {‬
‫أي هذا القرآن الذي ما أنزلناه لتشقى به ولكن تذكرة لمن يخشى ن‪V‬زل تنزيل‪ N‬من ال الذي خلق الرض‬
‫والسموات العلى‪ } :‬الرحمن على العرش استوى { أي رحمن الدنيا والخرة ورحيمهما الذي استوى على‬
‫عرشه استواء‪ q‬يليق بد يدبر أمر مخلوقاته‪ ،‬الذي } له في السموات وما في الرض وما بينهما وما تحت‬
‫الثرى { من الرضين السبع‪ .‬وقوله } وإن تجهر بالقول { أيها الرسول أو ت‪V‬س‪p‬ر } فإنه يعلم السر وأخفى { من‬
‫السر‪ ،‬وهو ما قدره ال وهو واقع في وقته المحدد له فعلمه تعالى ولم يعلمه النسان بعد‪ .‬وقوله‪ } :‬ال ل إله‬
‫إل هو { أي ال المعبود بحق الذي ل معبود بحق سواه } له السماء الحسنى { التي ل تكون إل له‪ ،‬ول تكون‬
‫لغيره من مخلوقاته‪ .‬وهكذا عرف تعالى عباده به ليعرفوه فيخافونه ويحبونه فيؤمنون به ويطيعونه فيكملون‬
‫على ذلك ويسعدون فلله الحمد وله المنة‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬إبطال نظرية أن التكاليف الشرعية شاقة ومرهقة للعبد‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير عقيدة الوحي وإثبات النبوة المحمدية‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير الصفات اللهية كالستواء ووجوب اليمان بها بدون تأويل أو تعطيل أو تشبيه بل اثباتها على الوجه‬
‫الذي يليق بصاحبها عزوجل‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير ربوبية ال لكل شيء‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير التوحيد وإثبات أسماء ال تعالى الحسنى وصفاته العلى‪.‬‬

‫} وهل أتاك حديث موسى { * } إذ رأى نار‪S‬ا فقال له‪%‬له ٱم‪%‬كثو*ا إ ‪R‬ني* آنس‪%‬ت نار‪S‬ا لعل‪R‬ي* آتيكم‬
‫ي أنا رب‪O‬ك فٱخلع‬
‫م‪#‬نها بقبس@ أو‪ %‬أجد على ٱلنار هد‪g‬ى { * } فلمآ أتاها نودي يموسى { * } إن‪* R‬‬
‫ي أنا ٱلله ل‬
‫نع‪%‬لي‪%‬ك إنك بٱلواد ٱلمقدس طو‪g‬ى { * } وأنا ٱختر‪%‬تك فٱس‪%‬تمع‪ %‬لما يوحى* { * } إنن *‬
‫إلـه إل* أنا فٱع‪%‬بد‪%‬ني وأقم ٱلصلة لذكري* { * } إن ٱلساعة آتية‪ U‬أكاد أ)خفيها لتج‪%‬زى كل نفس‬
‫بما تس‪%‬عى { * } فل يصدنك عنها من ل يؤمن بها وٱتبع هواه فتر‪%‬دى {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} هل أتاك { ‪ :‬قد أتاك فالستفهام للتحقيق‪.‬‬

‫} حديث موسى { ‪ :‬أي خبره وموسى هو ابن عمران نبي بني إسرائيل‪.‬‬

‫} إذ رأى نارا‪ : { N‬أي حين رؤيته نارا‪.N‬‬

‫} لهله { ‪ :‬زوجته بنت شعيب ومن معها من خادم أو ولد‪.‬‬


‫} آنست نارا‪ : { N‬أي ابصرتها من بعد‪.‬‬

‫} بقبس { ‪ :‬القبس عود في رأسه نار‪.‬‬

‫} على النار هدى { ‪ :‬أي ما يهديني الطريق وقد ضل الطريق الى مصر‪.‬‬

‫} فلما أتاها { ‪ :‬أي النار وكانت في شجرة من العوسج ونحوه تتللؤ نورا‪ N‬ل نارا‪.N‬‬

‫} نودي يا موسى ‪ :‬أي ناداه ربه قائل‪ N‬له يا موسى‪!....‬‬

‫} المقدس طوى { ‪ :‬طوى اسم للوادي المقدس المطهر‪.‬‬

‫} اخترتك { ‪ :‬من قومك لحمل رسالتي الى فرعون وبني إسرائيل‪.‬‬

‫} فاستمع لما يوحى { ‪ :‬اي إليك وهو قوله تعالى‪ } :‬إنني أنا ال ل إله إل أنا {‪.‬‬

‫} لذكري { ‪ :‬أي لجل أن تذكرني فيها‪.‬‬

‫} أكاد أخفيها { ‪ :‬أي أبالغ في إخفائها حتى ل يعلم وقت مجيئها أحد‪.‬‬

‫} بما تسعى { ‪ :‬أي سعيها في الخير أو في الشر‪.‬‬

‫} فتردى { ‪ :‬أي تهلك‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد ففي نهاية الية السابقة )‪ (8‬كان قوله تعالى‬
‫{‬ ‫} ال ل إله إل هو له السماء الحسنى‬
‫تقريرا‪ N‬للتوحيد وإثباتا‪ N‬له وفي هذه الية )‪ (9‬يقرره تعالى عن طريق الخبار عن موسى‪ ،‬وأن أول ما أوحاه‬
‫إليه من كلمه كان أخباره بأنه ل إله إل هو أي ل معبود غيره وأمره بعبادته‪ .‬فقال تعالى‪ } :‬وهل أتاك { أي‬
‫يا نبينا } حديث موسى إذ رأى نارا‪ ، { N‬وكان في ليلة مظلمة شاتية وزنده الذي معه لم يقدح له نارا‪ } N‬فقال‬
‫لهله { أي زوجته ومن معها وقد أضلوا طريقهم لظلمة الليل‪ } ،‬امكثوا { اي ابقوا فقد آنست نارا‪ N‬أي أبصرتها‬
‫لعلي آتيكم منها بقبس فنوقد به نارا‪ N‬تصطلون بها أي تستدفئون بها‪ } ،‬أو أجد على النار هدى { أي أجد حولها‬
‫ما يهدينا طريقنا الذي ظللناه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬فلما أتاها { أي أتى النار ووصل إليها وكانت شجرة تتللؤ نورا‪ } N‬نودي يا موسى { أي ناداه‬
‫ربه تعالى قائل‪ N‬يا موسى } إني أنا ربك { أي خالقك ورازقك ومدبر أمرك } فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس‬
‫طوى { وذلك من أجل أن يتبرك بملمسة الوادي المقدس بقدميه‪ .‬وقوله تعالى } وأنا أخترتك { أي لحمل‬
‫رسالتي إلى من أرسلك إليهم‪ } .‬فاستمع لما يوحى { أي إليك وهو‪ } :‬إنني أنا ال ل إله إل أنا { أي أنا ال‬
‫المعبود بحق ول معبود بحق غيري وعليه فاعبدني وحدي‪ } ،‬وأقم الصلة لذكري { ‪ ،‬أي لجل أن تذكرني‬
‫فيها وبسببها‪ .‬فلذا من لم يصل لم يذكر ال تعالى وكان بذلك كافرا‪ N‬لربه تعالى‪ .‬وقوله } إن الساعة آتية { أي‬
‫أن الساعة التي يقوم فيها الناس أحياء من قبروهم للحساب والجزاء آتية ل محالة‪ .‬من أجل مجازاة العباد على‬
‫أعمالهم وسعيهم طوال أعمارهم من خير وشر‪ ،‬وقوله‪ } :‬أكاد أخفيها { أي أبالغ في إخفائها حتى أكاد أخفيها‬
‫عن نفسي‪.‬‬

‫وذلك لحكمة أن يعمل الناس ما يعلمون وهو ل يدرون متى يموتون ول متى يبعثون فتكون أعمالهم بإراداتهم‬
‫ل إكراه عليهم فيها فيكون الجزاء على أعمالهم عادل‪ ،N‬وقوله‪ } :‬فل يصدنك عنها من ل يؤمن بها فتردى {‬
‫ينهى تعال موسى ان يقبل صد صاد من المنكرين للبعث متعبي الهوى عن اليمان بالبعث والجزاء والتزود‬
‫بالعمال الصالحة لذلك اليوم العظيم الذي تجزى فيه كل نفس بما كسبت وهو ل يظلمون‪ ،‬فإن من ل يؤمن بها‬
‫ول يتزود لها يردى أي يهلك‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير النبوة لمحمد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير التوحيد وإثباته‪ ،‬وأن الدعوة إلى ل إله إل ال دعوة كافة الرسل‪.‬‬

‫‪ -3‬إثبات صفة الكلم ل تعالى‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية التبرك بما جلعه ال تعالى مباركا‪ ،N‬والتبرك التماس البركة حسب بيان الرسول وتعليمه‪.‬‬

‫‪ -5‬وجوب إقام الصلة وبيان علة ذلك وهو ذكر ال تعالى‪.‬‬


‫‪ -6‬بيان الحكمة في إخفاء الساعة مع وجوب اتيانها وحتميته‪.‬‬

‫} وما تلك بيمينك يموسى { * } قال هي عصاي أتوكأ) علي‪%‬ها وأهش بها على غنمي ولي فيها‬
‫مآرب أ)خرى { * } قال ألقها يموسى { * } فألقاها فإذا هي حية‪ U‬تس‪%‬عى { * } قال خذها ول‬
‫تخف سنعيدها سيرتها ٱل)ولى { * } وٱض‪%‬مم‪ %‬يدك إلى جناحك تخرج‪ %‬بي‪%‬ضآء من‪ %‬غي‪%‬ر سو*ء@ آية‬
‫أ)خرى { * } لنريك من‪ %‬آياتنا ٱلكب‪%‬رى { * } ٱذهب‪ %‬إلى فر‪%‬عو‪%‬ن إنه طغى {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وما تلك بيمينك يا موسى {‪ :‬الستفهام للتقرير به ليرتب عليه المعجزة وهي انقلبها حية‪.‬‬

‫} أتوكأ عليها {‪ :‬أي أعتمد عليها‪.‬‬

‫} وأهش بها على غنمي {‪ :‬أخبط بها ورق الشجر فيتساقط فتأكله الغنم‪.‬‬

‫} ولي فيها مآرب أخرى {‪ :‬أي حاجات أخرى كحمل الزاد بتعلقيه فيها ثم حمله على عاتقه‪ ،‬وقتل الهوام‪.‬‬

‫} حية تسعى {‪ :‬أي ثعبان عظيم‪ ،‬تمشي على بطنها بسرعة كالثعبان الصغير المسمى بالجان‪.‬‬

‫} سيرتها الولى {‪ :‬أي إلى حالتها الولى قبل أن تنقلب حية‪.‬‬

‫} إلى جناحك {‪ :‬أي إلى جنبك اليسر تحت العضد الى البط‪.‬‬

‫} بيضاء من غير سوء {‪ :‬أي من غير برص تضيء كشعاع الشمس‪.‬‬

‫} إذهب إلى فرعون {‪ :‬أي رسول‪ N‬إليه‪.‬‬

‫} انه طغى {‪ :‬تجاوز الحد في الكفر حتى ادعى اللوهية‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫ما زال السياق الكريم مع موسى وربه تعالى إذ سأله الرب تعالى وهو أعلم به وبما عنده قائل‪ } :‬وما تلك‬
‫بيمينك يا موسى؟ { يسأله ليقرر بأن ما بيده عصا من خشب يابسة‪ ،‬فإذا تحولت إلى حية تسعى علم أنها آية له‬
‫أعطاه إياها ربه ذو القدرة الباهرة ليرسله الى فرعون وملئه‪ .‬وأجاب موسى ربه قائل‪ } :‬هي عصاي أتوكأ‬
‫عليها وأهش بها على غنمي { يريد يخبط بها الشجر اليابس فيتساقط الورق فتأكله الغنم } ولي فيها مآرب { أي‬
‫حاجات )أخرى( كحمل الزاد والماء بها ويضعه على عاتقه كعادة الرعاة وقد يقتل بها الهوام الضارة كالعقرب‬
‫والحية‪ .‬فقال له ربه عزوجل } ألقها يا موسى فألقاها { من يده } فإذا هي حية تسعى { أي ثعبان عظيم تمشي‬
‫على بطنها كالثعبان الصغير المسمى بالجان فخاف موسى منها وولى هاربا‪ N‬فقال له الرب تعالى‪ } :‬خذها ول‬
‫تخف سنعيدها سيرتها الولى { أي نعيدها عصا كما كانت قبل تحولها الى حية وفعل‪ N‬أخذها فإذا هي عصاه‬
‫التي كانت بيمينه‪ .‬ثم أمره عصا كما كانت قبل تحولها إلى حية وفعل‪ N‬أخذها فإذا هي عصاه التي كانت بيمينه‪.‬‬
‫ثم أمره تعالى بقوله‪ } :‬واضم يدك { أي اليمنى } الى جناحك { اليسر } تخرج بيضاء من غير سوء { أي‬
‫برص وفعل فضم تحت عضده إلى ابطه ثم استخرجها فإذا هي تتللؤ كأنها فلقة قمر‪ ،‬أو كأنها الثلج بياضا‪ N‬أو‬
‫أشد‪ ،‬وقوله تعالى } آية أخرى { أي آية لك دالة على رسالتك أخرى إذ الولى هي انقلب العصا الى حية‬
‫تسعى كأنها جان‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬لنريك من آياتنا الكبرى { أي حولنا له العصا حية وجعلنا يدك تخرج بيضاء‬
‫من أجل أن نريك من دلئل قدرتنا وعظيم سلطاننا‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬اذهب الى فرعون أنه طغى { لما اراه من‬
‫عجائب قدرته أمره ان يذهب الى فرعون رسول‪ N‬إليه يأمره بعبادة ال حده وأن يرسل معه بني إسرائيل ليخرج‬
‫بهم الى أرض المعاد بالشام وقوله } إنه طغى { أي تجاوز قدره‪ ،‬وتعدى حده كبشر إذ أصبح يدعى الربوبية‬
‫واللوهية إذ فقال‪:‬‬
‫{‬ ‫} أنا ربكم العلى‬
‫وقال‪:‬‬
‫{‬ ‫} ما علمت لكم من إله غيري‬
‫‪ ،‬فأي طغيان أكبر من هذا الطغيان‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير نبوة الرسول محمد صلى ال عليه وسلم إذ مثل هذه الخبار ل تصح إل ممن يوحى إليه‪-2 .‬‬
‫استحباب تناول الشياء غير المستقذرة باليمين‪.‬‬

‫‪ -3‬مشروعية حمل العصا‪.‬‬

‫‪ -4‬سنة رعي الغنم للنبياء‪.‬‬


‫‪ -5‬مشروعية التدريب على السلح قبل استعماله في المعارك‪.‬‬

‫‪ -6‬آية موسى في انقلب العصا حية وخروج اليد البيضاء كأنها الثلج أو شعاع شمس‪.‬‬

‫‪ -7‬بيان الطغيان‪ :‬وهو ادعاء العبد ما ليس له كاللوهية ونحوها‪.‬‬

‫ي أم‪%‬ري { * } وٱح‪%‬لل عقدة‪ S‬م‪#‬ن ل‪R‬ساني { *‬


‫} قال رب‪ #‬ٱشرح‪ %‬لي صد‪%‬ري { * } ويس‪#‬ر‪ %‬ل *‬
‫} يفقهوا قو‪%‬لي { * } وٱج‪%‬عل ل‪R‬ي وزير‪S‬ا م‪#‬ن‪ %‬أه‪%‬لي { * } هارون أخي { * } ٱشدد‪ %‬به أز‪%‬ري {‬
‫ي نسب‪#‬حك كثيرا‪ } * { S‬ونذكرك كثيرا‪ } * { S‬إنك كنت بنا‬
‫ي أم‪%‬ري { * } ك ‪%‬‬
‫* } وأشركه ف *‬
‫بصيرا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} اشرح لي صدري {‪ :‬أي وسعه لتحمل الرسالة‪.‬‬

‫} ويسر لي أمري {‪ :‬أي سهله حتى أقوى على القيام به‪.‬‬

‫} واحلل عقدة من لساني {‪ :‬أي حبسة حتى أفهم من أخاطب‪.‬‬

‫} أشدد بها أزري {‪ :‬أي قوي به ظهري‪.‬‬

‫} وأشركه في أمري {‪ :‬أي اجعله نبيا‪ N‬كما نبأتني‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في حديث موسى عليه السلم مع ربه سبحانه وتعالى بعد أن أمر ال تعالى موسى‬
‫بالذهاب الى فرعون ليدعوه الى عبادة ال وحده وارسال بني إسرائيل مع موسى ليذهب به إلى أرض القدس‬
‫عليه السلم لربه تعالى } اشرح لي صدري { لتحمل أعباء الرسالة } ويسر لي أمري { أي سهل مهمتي علي‬
‫وارزقني العون عليها فإنها صعبة شاقة‪ } .‬واحلل عقدة من لساني { تلك العقدة التي نشأت بسبب الجمرة التي‬
‫ألقاها في فمه بتدبير ال عزوجل حيت عزم فرعون على قتله لما وضعه في حجره يلعبه فأخذ موسى بلحية‬
‫فرعون ونتفها فغضب فقالت له آسية إنه ل يعقل لصغر سنه وقالت له تختبره بوضع جواهر في طبق وجمر‬
‫في طست فإن أخذ الجواهر فهو عاقل ودونك افعل ما شئت‪ ،‬وإن أخذ الجمر فهو عاقل فل تحفل به ول تغتم‬
‫لفعله‪ ،‬وقدم لموسى الطبق والطست فمد يده الى الطست بتدبير ال فأخذ جمرة فكانت سبب هذه العقدة فسأل‬
‫موسى ربه أن يحلها من لسانه فيصفح إذا خاطب فرعون وبين فيف‪V‬هم قوله‪ ،‬وبذلك يؤدي رسالته‪ .‬هذا معنى‬
‫قوله‪ } :‬واحلل عقدة من لسان يفقهوا قولي {‪.‬‬

‫وقوله تعالى فيما أخبر عن موسى } واجعل لي وزيرا‪ N‬من أهلي هارون أخي { أي طلب من ال تعالى أن‬
‫يجعل له من أخيه هارون معينا‪ N‬على تبيلغ الرسالة وتحمل أعبائها‪ .‬وقوله‪ } :‬اشدد به أزري { أي قو به‬
‫ظهري‪ .‬وقوله‪ } :‬أشركه في أمري { وذلك بتنبئته وإرساله ليكون هارون نبيا‪ N‬رسول‪ .N‬وعلل موسى عليه‬
‫الصلة والسلم لطلبه هذا بقوله‪ } :‬كي نسبحك كثيرا‪ N‬ونذكرك كثيرا‪ ، { N‬وقوله } إنك كنت بنا نصيرا { أي أنك‬
‫كنت ذا بصر منا من ربه توسل إليه بعمله تعالى به وبأخيه وبحالهما‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب اللجأ الى ال تعالى في كل ما يهم العبد‪.‬‬

‫‪ -2‬مشروعية الخذ بالهبة والستعداد لما يعتزم العبد القيام به‪.‬‬

‫‪ -3‬فضيلة التسبيح والذكر‪ ،‬والتوسل بأسماء ال وصفاته‪.‬‬

‫} قال قد‪ %‬أ)وتيت سؤلك يموسى { * } ولقد‪ %‬مننا علي‪%‬ك مرة‪ S‬أ)خرى { * } إذ أو‪%‬حي‪%‬نآ إلى أ)م‪#‬ك ما‬
‫يوحى { * } أن ٱقذفيه في ٱلتابوت فٱقذفيه في ٱليم‪ #‬فليلقه ٱليم‪ O‬بٱلساحل يأخذه عدو‪ s‬ل‪R‬ي وعدو‬
‫ي { * } إذ تم‪%‬شي* أ)ختك فتقو )ل هل أدلكم‪ %‬على من‬
‫له وألقي‪%‬ت علي‪%‬ك محبة‪ S‬م‪#‬ن‪R‬ي ولتص‪%‬نع على عي‪%‬ن *‬
‫يكفله فرجع‪%‬ناك إلى )أم‪#‬ك كي‪ %‬تقر عي‪%‬نها ول تح‪%‬زن وقتلت نفسا‪ S‬فنجي‪%‬ناك من ٱلغم‪ #‬وفتناك فتونا‬
‫ي أه‪%‬ل مد‪%‬ين ثم جئت على قدر@ يموسى { * } وٱص‪%‬طنع‪%‬تك لنفسي {‬
‫فلبثت سنين ف *‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} قد أوتيت سؤلك { ‪ :‬أس مسؤولك من انشراح صدرك وتيسير أمرك وانحلل عقدة لسانك‪ ،‬وتنبئة أخيك‪.‬‬

‫} ولقد مننا عليك مرة أخرى { ‪ :‬أي أنعمنا علية مرة أخرى قبل هذه‪.‬‬
‫} ما يوحى { ‪ :‬أي في شأنك وهو قوله‪ :‬أن اقذفيه الخ‪.‬‬

‫} في التابوت { ‪ :‬أي الصندوق‪.‬‬

‫} فاقذفيه في اليم { ‪ :‬أي في نهر النيل‪.‬‬

‫} ولتصنع على عيني { ‪ :‬تربى بمرأى مني ومحبة وإرادة‪.‬‬

‫} على من يكلفه { ‪ :‬ليكمل له رضاعه‪.‬‬

‫} وقتلت نفسا‪ : { N‬هو القبطي الذي قتلته بمصر وهو بيت فرعون‪.‬‬

‫} فنجيناك من الغم { ‪ :‬إذا استغفرنا فغفرنا لك وأئتمر بك ليقتلوك فنجيناك منهم‪.‬‬

‫} وفتناك فتونا { ‪ :‬أي اختبرناك اختبارا وابتليناك ابتلء عظيما‪.‬‬

‫} جئت على قدر { ‪ :‬أي جئت للوقت الذي أردنا إرسالك الى فرعون‪.‬‬

‫} واصطفيناك لنفسي { ‪ :‬أي أنعمت عليك بتلك النعم اجتباء‪ a‬منا لك لتحمل رسالتنا‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في حديث موسى مع ربه تعالى فقد تقدم أن موسى عليه السلم سأل ربه أمورا‪ N‬لتكون عونا‪ N‬له‬
‫على حمل رسالته فأجابه تعالى بقوله‪ :‬في هذه الية )‪ } (36‬قال قد أوتيت سؤلك يا موسى { أي قد أعطيت ما‬
‫طلبت‪ } ،‬ولقد مننا عليك مرة أخرى { أي قبل هذه الطلبات وهي أنه لما أمر فرعون بذبح أبناء بني إسرائيل‬
‫} إذ أوحينا إلى أمك أن اقذفيه في التابوت { أي في الصندوق } فاقذفيه في اليم { أي نهر النيل } فليلقه اليم‬
‫بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له { فهذه النجاة نعمة‪ ،‬ونعمة أخرى تضمنها قوله تعالى‪ } :‬ألقيت عليك محبة‬
‫مني { أي أضفيت عليك محبتي فأصبح من يراك يحبك‪ ،‬ونعمة أخرى وهي‪ :‬من أجل أن ت‪V‬ربى وتغذى على‬
‫مرأى مني وإرادة لي أرجعتك بتدبيري الى أمك لترضعك وتقر عينها ول تحزن على فراقك‪ ،‬وهو ما تضمنه‬
‫قوله تعالى‪ } :‬إذ تمشي أختك { فتقول‪ } :‬هل أدلكم على من يكفله { لكم أي لرضاعه وتربيته‪ } .‬فرجعناك الى‬
‫إمك كي تقر عينها ول تحزن { ‪ ،‬ونعمة أخرى وهي أعظم إنجاؤنا لك من الغم الكبير بعد قتلك النفس وائتمار‬
‫آل فرعون على قتلك } فنجيناك من الغم { من القتل وغفرنا لك خطيئة القتل‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وفتناك فتونا‪{ N‬‬
‫أي ابتليناك ابتلء‪ a‬عظيما وها هي خلصته في الرقام التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬حمل أمك بك في السنة التي يقتل فيها أطفال بني إسرائيل‪.‬‬

‫‪ -2‬إلقاء أمك بك في اليم‪.‬‬

‫‪ -3‬تحريم المراضع عليك حتى رجعت الى أمك‪.‬‬

‫‪ -4‬أخذك بلحية فرعون وهمه بقتلك‪.‬‬

‫‪ -5‬قتلك القبطي وائتمار آل فرعون بقتلك‪.‬‬

‫‪ -6‬إقامتك في مدين وما عانيت من آلم الغربة‪.‬‬

‫‪ -7‬ضللك الطريق بأهلك وما أصابك من الخوف والتعب‪.‬‬

‫هذه بعض ما يدخل تحت قوله تعالى‪ :‬وفتناك فتونا‪ } N‬فلبث سنين في أهل مدين { ترعى غنم شعيب عشرا‪ N‬من‬
‫السنين } ثم جئت { من مدين الى طور سينا } على قدر { منا مقدر ووعيد محدد ما كنت تعمله حتى لقيته‪.‬‬

‫واصطنعتك لنفسي أي خلقتك وربيتك وإبتليتك واتيت بك على موعد قدرته لحملك عبء الرسالة الى فرعون‬
‫وبني إسرائيل‪ :‬الى فرعون لتدعوه الى عبادتنا وإرسال بني إسرائيل معك الى أرض المعاد‪ .‬والى بني إسرائيل‬
‫لهدايتهم وإصلحهم وإعدادهم للسعاد والكمال في الدارين إن هم آمنوا واستقاموا‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬مظاهر لطف ال تعالى وحسن تدبيره في خلقه‪.‬‬

‫‪ -2‬مظاهر اكرام ال تعالى ولطفه بعبده ورسوله موسى عليه السلم‪.‬‬


‫‪ -3‬آية حب ال تعالى لموسى‪ ،‬وأثر ذلك في حب الناس له‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير نبوة محمد صلى ال عليه وسلم بإخباره في كتابه بمثل هذه الحداث في قصص موسى عليه السلم‪.‬‬

‫} ٱذهب‪ %‬أنت وأخوك بآياتي ول تنيا في ذكري { * } ٱذهبآ إلى فر‪%‬عو‪%‬ن إنه طغى { * } فقول‬
‫له قو‪%‬ل‪ S‬لي‪#‬نا‪ S‬لعله يتذكر أ ‪%‬و يخشى { * } قال ربنآ إننا نخاف أن يفرط علي‪%‬نآ أو‪ %‬أن يطغى { * }‬
‫قال ل تخافآ إنني معكمآ أس‪%‬مع وأرى { * } فأتياه فقول* إنا رسول رب‪#‬ك فأر‪%‬سل معنا بني‬
‫إس‪%‬رائيل ول تعذ‪R‬ب‪%‬هم‪ %‬قد‪ %‬جئناك بآية@ م‪#‬ن رب‪#‬ك وٱلسلم على من ٱتبع ٱلهدى { * } إنا قد‪ %‬أ)وحي‬
‫إلي‪%‬نآ أن ٱلعذاب على من كذب وتولى {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} بآياتي { ‪ :‬أي المعجزات التي آتيتك كالعصا واليد وغيرها‪.‬‬

‫} ول تنيا في ذكري { ‪ :‬أي ل تفترا ول تقصرا في ذكري فإنه سر الحياة وعونكما على أداء رسالتكما‪.‬‬

‫} انه طغى { ‪ :‬تجاوز قدره بادعائه اللوهية والربوبية‪.‬‬

‫} قول لينا { ‪ :‬أي خاليا‪ N‬من الغلظة والعنف‪.‬‬

‫} لعله يتذكر { ‪ :‬أي فيما تقولن فيهتدي الى معرفتنا فيخشانا فيؤمن ويسلم ويرسل معكما بني إسرائيل‪.‬‬

‫} يفرط علينا { ‪ :‬أي يعجل بعقوبتنا قبل أن ندعوه ونبين له‪.‬‬

‫} أو أن يطغى { ‪ :‬أي يزداد طغيانا‪ N‬وظلما‪.‬‬

‫} اسمع وأرى { ‪ :‬أي اسمع ما تقولنه وما يقال لكما‪ ،‬وأرى ما تعملن وما يعمل لكما‪.‬‬

‫} فأرسل معنا بني إسرائيل { ‪ :‬أي لنذهب بهم إلى أرض المعاد أرض أبيهم ابراهيم‪.‬‬

‫} بآية { ‪ :‬أي معجزة تدل على صدقنا في دعوتنا وأنا رسول ربك حق‪N‬ا وصدقا‪.N‬‬
‫} والسلم على من اتبع الهدى { ‪ :‬أي النجاة من العذاب في الدارين لمن آمن واتقى‪ ،‬إذ الهدى إيمان وتقوى‪.‬‬

‫} من كذب وتولى { ‪ :‬أي كذب بالحق ودعوته وأعرض عنهما فلم يقبلهما‪.‬‬

‫معنى الكلمات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في الحديث عن موسى مع ربه تبارك وتعالى فقد أخبره تعالى في الية السابقة أنه‬
‫صنعه لنفسه‪ ،‬فأمره في هذه الية بالذهاب مع أخيه هارون مزودين بآيات ال وهي حججه التي أعطاهما من‬
‫العصا واليد البيضاء‪ .‬ونهاهما عن التواني في ذكر ال بأن يضعفا في ذكر وعده ووعيده فيقصرا في الدعوة‬
‫إليه تعالى فقال‪ } :‬اذهب أنت وأخوك بآياتي ول تنيا في ذكري { وبين لهما الى من يذهبا وعلة فقال‪ } :‬إذها‬
‫إلى فرعون انه طغى { أي تجاوز قدره وتعدى حده من إنسان يعبد ال إلى إنسان كفار ادعى أنه رب وإله‪،‬‬
‫ل لينا‪ { N‬أي خاليا‪ N‬من الغلظة والجفا وسوء اللقاء وعلل ذلك‬
‫وعلمهما اسلوب الدعوة فقال لهما‪ } :‬فقول له قو ‪N‬‬
‫فيراجع نفسه فيؤمن ويهتدي أو يخشى العذاب ان بقى على كفره وظلمه فيسلم لكما بني إسرائيل ويرسلهم‬
‫معكما‪ ،‬فأبدى موسى وأخوه هارون تخوفا‪ N‬فقال ما أخبر تعالى به عنهما في قوله‪ } :‬غفال إنا نخاف أن يفرط‬
‫علينا { أي يجعل بعقوبتنا بالضرب أو القتل‪ } ،‬أو أن يطغى { أي يزداد طغيانا‪ N‬وظلما‪ .‬فطمأنهما ربهما‬
‫عزوجل بأنه معهما بنصره وتأييده وهدايته الى كل من تقولن لفرعون وما يقول لكما‪ .‬وأرى ما تعملن من‬
‫عمل وما يعمل فرعون وإني أنصركما عليه فأحق عملكما وأبطل عمله‪ .‬فاتياه إذا‪ N‬ول تترددا فقول أي لفرعون‬
‫} إنا رسول ربك { أي إليك } فأرسل معنا بني إسرائيل { لنخرج بهما حيث أمر ال‪ } ،‬ول تعذبهم { بقتل‬
‫رجالهم واستيحاء نسائهم واستعمالهم في أسوء العمال وأحطها‪ } ،‬قد جئناك بآية من ربك { أي بحجة من ربك‬
‫دالة على أنا رسول ربك إليك وأنه يأمرك بالعدل والتوحيد وينهاك عن الظلم والكفر ومنع بني إسرائيل من‬
‫الخروج الى أرض المعاد معنا‪.‬‬

‫} والسلم على من اتبع الهدى { أي واعلم يا فرعون أن المان والسلمة يحصلن لمن اتبع الهدى الذي جئناك‬
‫به‪ ،‬فاتبع الهدى تسلم‪ ،‬وإل فأنت عرضة للمخاوف والهلك والدمار وذلك لنه } قد أوحى إلينا { أي أوحى إلينا‬
‫ربنا‪ } ،‬إن العذاب على من كذب { بالحق الذي جئناك به )وتولى( عنه فأعرض عنه ولم يقبله كبرياء‪ a‬وعنادا‪.N‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬عظم شأن الذكر بالقلب واللسان والجوارح أي بالطاعة فعل‪ N‬وتركا‪.N‬‬


‫‪ -2‬وجوب مراعاة الحكمة في دعوة الناس الى ربهم‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير معية ال تعالى مع أوليائه وصالحى عباده بنصرهم وتأييدهم‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير أن السلمة من عذاب الدنيا والخرة هي من نصيب متبعي الهدى‪.‬‬

‫‪ -5‬شرعية إيتان الظالم وأمره ونهيه والصبر على اذاه‪.‬‬

‫‪ -6‬عدم المؤاخذة على الخوف حيث وجدت اسبابه‪.‬‬

‫} قال فمن رب‪O‬كما يموسى { * } قال رب‪O‬نا ٱلذي* أع‪%‬طى كل شيء@ خلقه ثم هدى { * } قال فما‬
‫بال) ٱلقرون ٱل)ولى { * } قال علمها عند رب‪#‬ي في كتاب@ ل يضل رب‪#‬ي ول ينسى { * } ٱلذي‬
‫جعل لكم ٱلر‪%‬ض مه‪%‬دا‪ S‬وسلك لكم‪ %‬فيها سبل‪ S‬وأنزل من ٱلسمآء مآء‪ g‬فأخرج‪%‬نا به أز‪%‬واجا‪ S‬م‪#‬ن‬
‫نبات@ شتى { * } كلوا وٱر‪%‬عو‪%‬ا أنعامكم‪ %‬إن في ذلك ليات@ ل)و‪%‬لي ٱلنهى { * } منها خلقناكم‬
‫وفيها نعيدكم‪ %‬ومنها نخرجكم‪ %‬تارة‪ S‬أ)خرى {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} أعطى كل شيء خلقه {‪ :‬أي خلقه الذي هو عليه متميز به عن غيره‪.‬‬

‫} ثم هدى {‪ :‬أي الحيوان منه إلى طلب مطعمه ومشربه ومسكنه ومنكحه‪.‬‬

‫} قال فما بال القرون الولى {‪ :‬أي قال فرعون لموسى ليصرفه عن ادلئه بالحجج حتى ل يفتضح فما بال‬
‫القرون الولى كقوم نوح وعاد وثمود في عبادتهم الوثان؟‬

‫} قال علمها عند ربي {‪ :‬أي علم أعمالهم وجزائهم عليها عند ربي دعنا من هذا فإنه ل يعنينا‪.‬‬

‫} في كتاب ل يضل ربي {‪ :‬أي أعمال المم في كتاب محفوظ عند ربي وسيجزيهم بأعمالهم إن ربي ل يخطئ‬
‫ول ينسى فإن عذب أو أخر العذاب فإن ذلك لحكمة اقتضت منه ذلك‪.‬‬

‫} مهادا‪ N‬وسلك لكم فيها سبل‪ :{ N‬مهادا‪ ،N‬فراشا‪ N‬وسلك‪ :‬سهل‪ ،‬وسبل‪ N‬طرقا‪.‬‬
‫} أزواجا‪ N‬من نبات شتى {‪ :‬أزواجا‪ :N‬أصنافا‪ :N‬شتى‪ :‬مختلفة اللوان والطعوم‪.‬‬

‫} ان في ذلك ليات {‪ :‬لدلئل واضحات على قدرة ال وعلمه وحكمته ورحمته‪.‬‬

‫} لولى النهى {‪ :‬أي أصحاب العقول لن النهية العقل وسمى نهية لنه ينهى صاحبه عن ارتكاب القبائح‬
‫كالشرك والمعاصي‪.‬‬

‫} منها خلقناكم {‪ :‬أي من الرض وفيها نعيدكم بعد الموت ومنها نخرجكم عند البعث يوم القيامة‪.‬‬

‫} تارة أخرى {‪ :‬أي مرة أخرى إذ الولى كانت خلقا‪ N‬من طين الرض وهذه اخراجا‪ N‬من الرض‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫السياق الكريم في الحوار الذي دار بين موسى عليه السلم وفرعون إذ وصل موسى وأخوه الى فرعون‬
‫ود‪l‬ع‪l‬و‪l‬اه‪ n‬إلى ال تعالى ليؤمن به ويعبده وبأسلوب هادئ لين كما أمرهما ال تعالى‪ :‬فقال له‪:‬‬
‫{‬ ‫} والسلم على من اتبع الهدى إنا قد اوحي علينا أن العذاب على من كذب وتولى‬
‫ولم يقول له ل سلم عليك‪ ،‬ول أنت مكذب ومعذب‪ .‬وهنا قال لهما فرعون ما أخبر به تعالى في قوله‪ } :‬قال‬
‫فمن ربكما يا موسى؟ { أفرد اللعين موسى بالذكر لدلئه عليه بنعمة التربية في بيته ولنه الرسول الول‬
‫فأجابه موسى بما أخبر تعالى به بقوله‪ } :‬ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى { أي كل مخلوق خلقه الذي‬
‫هو عليه متميز به من شكل ولون وصفة وذات ثم هدى الحياء من مخلوقاته الى طلب رزقها من طعام‬
‫وشراب‪ ،‬وطلب بقائها بما سن لها وهداها إليه من طرق التناسل إبقاء لنواعها‪ .‬وهنا وقد أفحم موسى فرعون‬
‫وقطع حجته بما ألهمه ال من علم وبيان قال فرعون صارفا‪ N‬موسى عن المقصود خشية الفضيحة من الهزيمة‬
‫أمام ملئه قال‪ } :‬فما بال القرون الولى { أخبرنا عن قوم نوح وهود وصالح وقد كانوا يعبدون الوثان‪.‬‬
‫وعرف موسى ان اللعين يريد صرفه عن الحقيقة فقال له ما أخبر تعالى به في قوله‪ } :‬علمها عند ربي في‬
‫كتاب‪ ،‬ل يضل ربي ول ينسى { فإن ما سألت عنه ل يعنينا فعلم حال تلك المم الخالية عند ربي في لوح‬
‫محفوظ عنده وسيجزيها بعملها‪ ،‬وما عجل لها من العقوبة أو أخر إنما الحكمة يعلمها فإن ربي ل يخطئ ول‬
‫ينسى وسيجزى كل‪ N‬بكسبه‪.‬‬

‫ثم أخذ موسى يصف ربه ويعرفهم به وهي فرصة سنحت فقال } الذي جعل لكم الرض مهادا‪ { N‬أي فراشا‬
‫مبسطوطة للحياة عليها } وسلك لكم فيها سبل‪ { N‬أي سهل لكم للسير عليا طرقا تمكنكم من الوصول الى‬
‫حاجاتكم فوقها‪ } ،‬وأنزل من السماء ماء { وهو المطر المكون للنهار والمغذي للبار‪ .‬هذا هو ربي وربكم‬
‫فاعرفوه واعبدوه ول تعبدوا معه سواه‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬فأخرجنا به أزواجا‪ N‬من نبات شتى { أي بالمطر أزواجا‬
‫أي أصنافا‪ N‬من نبات شتى أي مختلفة اللوان والطعوم والروائح والخصائص‪ .‬كان هذا من قول ال تعالى‬
‫تتميما‪ N‬لكلم موسى وتذكيرا‪ N‬لهل مكة المتجاهلين ل وحقه في التوحيد‪ .‬وقوله‪ } :‬كلوا وارعوا أنعامكم { أي‬
‫مما ذكرنا لكم من أزواج النبات وارعوا إبكلم واغنامكم وسائر بهائمكم واشكروا لنا هذا النعام بعبادتنا وترك‬
‫عبادة غيرنا‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬إن في ذلك ليات لولي النهى { أي أن في ذلك المذكور من إنزال المطر وإنبات‬
‫النبات لتغذية النسان والحيوان لدللت على قدرة ال وعلمه وحكمته وأنه بذلك مستحق للعبادة دون سواه ال‬
‫أن هذه الدلئل ل يعقلها ال أصحاب العقول وذوو النهى فهم الذي يستدلون بها علم معرفة ال ووجوب عبادته‬
‫وترك عبادة غيره‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬منها { أي من الرض التي فيها حياة النبات والحيوان خلقناكم أي بخلق‬
‫أصلكم الول وهو آدم‪ ،‬وفيها نعيدكم بالموت فتقبرون أحياء للحساب والجزاء بالنعيم المقيم أو العذاب المهين‬
‫بحسب صفات نفوسكم فذو النفس الطاهرة ينعم وذو النفس الخبيثة من الشرك والمعاصي يعذب‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تعين إجابة السائل ولتكن بالعلم الصحيح النافع‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير مبدأ من حسن إسلم المرء تركه ما ل يعنيه‪.‬‬

‫‪ -3‬تنزه الرب تعالى عن الخطأ والنسيان‪.‬‬

‫‪ -4‬الستدلل باليات الكونية على الخالق عزوجل وقدرته وألوهيته‪.‬‬

‫‪ -5‬احترام العقول وتقديرها لنها تعقل صاحبها دون الباطل والشر‪.‬‬

‫‪ -6‬تسمية العقل نهية لنه ينهى صاحبه عن القبائح‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬أري‪%‬ناه آياتنا كلها فكذب وأبى { * } قال أجئتنا لتخرجنا من‪ %‬أر‪%‬ضنا بسح‪%‬رك يموسى { *‬
‫} فلنأتينك بسح‪%‬ر@ م‪#‬ثله فٱج‪%‬عل بي‪%‬ننا وبي‪%‬نك مو‪%‬عدا‪ S‬ل نخلفه نح‪%‬ن ول أنت مكانا‪ S‬سو‪g‬ى { * } قال‬
‫مو‪%‬عدكم‪ %‬يو‪%‬م ٱلز‪#‬ينة وأن يح‪%‬شر ٱلناس ضح‪g‬ى { * } فتولى فر‪%‬عو‪%‬ن فجمع كي‪%‬ده ثم أتى {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} أريناه آياتنا { ‪ :‬أي أبصرناه حججنا وأدلتنا على حقيقة ما أرسلنا به رسولينا موسى وهارون إليه كلها‬
‫فرفضها وأبى أن يصدق بأنهما رسولين إليه من ري العالمين‪.‬‬

‫} من أرضنا { ‪ :‬أي أرض مصر التي فرعون ملك عليها‪.‬‬

‫} بسحرك يا موسى { ‪ :‬يشير إلى العصا واليد البيضاء‪.‬‬

‫} مكانا‪ N‬سوى { ‪ :‬أي مكان عدل بيننا وبينك ون‪j‬ص‪l‬ف‪ ،o‬صالحا‪ N‬للمباراة بحيث يكون ساحة كبرى مكشوفة مستوية‬
‫يرى ما فيها كل ناظر إليها‪.‬‬

‫} يوم الزينة { ‪ :‬أي يوم عيد يتزينون فيه ويقعدون عن العمل‪.‬‬

‫} وأن يحشر الناس ضحى { ‪ :‬أي وأن يؤتى بالناس من كل انحاء البلد للنظر في المباراة‪.‬‬

‫} فتولى فرعون { ‪ :‬أي انصرف من مجلس الحوار بينه وبين موسى وهارون في كبرياء وإعراض‪.‬‬

‫} فجمع كيده { ‪ :‬أي ذوى كيده وقوته من السحرة‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬ما زال السياق الكريم في الحوار بين موسى وهارون من جهة وفرعون وملئه من جهة أخرى‬
‫فقال تعالى‪ } :‬ولقد أريناه { أي أرينا فرعون } آياتنا كلها { أي أدلتنا وحججنا على أن موسى وهارون رسولن‬
‫من‬
‫{‬ ‫} قبلنا‬
‫أرسلناهما إليه‪ ،‬فكذب برسالتهما وأبى العتراف بهما‪ ،‬وقال ما أخبر تعالى به عنه‪ } :‬قال أجئتنا { أي يا‬
‫موسى } لتخرجنا من أرضنا { أي منازلنا وديارنا ومملكتنا } بسحرك { الذي انقلبت به عصاك حية تسعى‪،‬‬
‫} فلنأتينك بسحر مثله‪ ،‬فاجعل بيننا وبينك موعدا‪ { N‬نتقابل فيه‪ } ،‬ل نخلفه نحن ول أنت مكانا‪ N‬سوى { عدل‪ N‬بيننا‬
‫وبينك يكون من العتدال والتساع بحيث كل من ينظر إليه يرى ما يجرى فيه وهو يوم عيد للقباط يتجملون‬
‫فيه ويقعدون عن العمل‪ } ،‬وأن يحشر الناس ضحى { أي في يوم يجمع فيه الناس ضحى للتفرج في المباراة‬
‫من كل أنحاء الممكلة وهنا تولى فرعون بمعنى انصرف من مجلس المحاورة وكله كبر وعناد فجمع قواته من‬
‫السحرة لنفاذ كيده في موسى وهارون‪ .‬وفي اليات التالية تظهر الحقيقة‪.‬‬

‫هداية اليات‬
‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان كبر فرعون وصلفه وطغيانه‪.‬‬

‫‪ -2‬للسحر آثار وله مدارس يتعلم فيها ورجال يحذقونه ويعلمونه‪.‬‬

‫‪ -3‬مشروعية المبارزة والمباراة لظهار الحق وإبطال الباطل‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية اختيار المكان والزمان اللئق للقتال والمباراة ونحوهما‪.‬‬

‫} قال لهم‪ %‬م‪O‬وسى وي‪%‬لكم‪ %‬ل تفتروا على ٱلله كذبا‪ S‬فيس‪%‬حتكم بعذاب@ وقد‪ %‬خاب من ٱفترى { *‬
‫} فتنازعو*ا أم‪%‬رهم‪ %‬بي‪%‬نهم‪ %‬وأسر‪O‬وا ٱلنج‪%‬وى { * } قالو*ا إن‪ %‬هـذان لساحران يريدان أن يخرجاكم‬
‫م‪#‬ن‪ %‬أر‪%‬ضكم‪ %‬بسح‪%‬رهما ويذهبا بطريقتكم ٱلمثلى { * } فأج‪%‬معوا كي‪%‬دكم‪ %‬ثم ٱئتوا صف{ا‪ S‬وقد‪ %‬أفلح‬
‫ٱليو‪%‬م من ٱس‪%‬تع‪%‬لى { * } قالوا يموسى إمآ أن تلقي وإمآ أن نكون أول من‪ %‬ألقى { * } قال بل‬
‫ألقوا فإذا حبالهم‪ %‬وعصي‪O‬هم‪ %‬يخيل) إلي‪%‬ه من سح‪%‬رهم‪ %‬أنها تس‪%‬عى {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ويلكم { ‪ :‬دعاء عليهم معناه‪ :‬ألزمكم ال الويل وهو الهلك‪.‬‬

‫} فيسحتكم بعذاب { ‪ :‬أي يهلككم بعذاب من عنده‪.‬‬

‫} فتنازعوا أمرهم { ‪ :‬أي في شأن موسى وهارون أي هل هما رسولن أو ساحران‪.‬‬

‫} وأسروا النجوى { ‪ :‬وهي قولهم‪ :‬ان هذان لساحران يريدان الخ‪...‬‬

‫} بطريقتكم المثلى { ‪ :‬أي ويغلبا على طريقة قومكم وهما أشرافهم وساداتهم‪.‬‬

‫} فأجمعوا كيدكم { ‪ :‬أي أحكموا أمر كيدكم حتى ل تختلفوا فيه‪.‬‬

‫} قد أفلح من استعلى { ‪ :‬أي قد فاز من غلب‪.‬‬


‫} إما أن تلقي { ‪ :‬أي عصاك‪.‬‬

‫} فخيل إليه أنها تسعى { ‪ :‬أي فخيل إلى موسى انها حية تسعى‪ ،‬لنهم طلوها بالزئبق فلما ضربت الشمس‬
‫عليها اضطربت واهتزت فخيل الى موسى انها تتحرك‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في الحوار الدائر بين موسى عليه السلم والسحرة الذين جمعهم فرعون للمباراة فأخبر تعالى‬
‫عن موسى أنه قال لهم مخوفا‪ N‬إياهم علهم يتوبون‪ } :‬ويلكم ل تفتروا على ال كذبا‪ { N‬أي ل تتقولوا على ال‬
‫فتنسبوا إليه ما هو كذب } فيسحتكم بعذاب { أي يهلككم بعذاب إبادة واستئصال‪ } .‬وقد خاب من افترى { أي‬
‫خسر من كذب على ال أو على الناس‪ .‬ولما سمعوا كلم موسى هذا اختلفوا فيما بينهم هل صاحب هذا الكلم‬
‫ساحر أو هو كلم رسول من في السماء؟ وهو ما أخبر تعالى به عنهم في قوله‪:‬‬

‫} فتنازعوا أمرهم بينهم { وقوله } وأسروا النجوى { أي أخفوا ما تناجوا به بينهم وهو ما أخبر تعالى به في‬
‫قوله‪ } :‬إن هذان لساحران { أي موسى وهارون } يريدان أن يخرجكم من أرضكم { أي دياركم المصرية‪،‬‬
‫} ويذهبا يطريقتكم المثلى { أي باشرافكم وساداتكم من بني إسرائيل وغيرهم فيتابعوهما على ما جاءا به‬
‫ويدينون بديهما‪ ،‬وعليه فأجمعوا أمركم حتى ل تختلفوا فيما بينكم‪) ،‬ثم ائتوا صفا( واحدا متراصا‪ } ،N‬وقد أفلح‬
‫اليوم من استعلى { أي غلب‪ ،‬وهذا بعد أن اتفقوا على أسلوب المباراة قالوا بأمر فرعون‪ } :‬يا موسى إما أن‬
‫تلقي { عصاك‪ ،‬وإما أن نلقي نحن فنكون أول من ألقى‪ .‬فقال لهم موسى‪ } :‬بل ألقوا { ‪ ،‬فالقوا عندئذ } فإذا‬
‫حبالهم وعصيهم { وكانت ألوفا‪ N‬فغطت الساحة وهي تتحرك وتضطرب لنها‪ .‬مطلية بالزئبق فلما سخنت بحر‬
‫الشمس صارت تتحرك وتضظرب المر الذي خيل فيه لموسى انها تعسى " باقي الحديث في اليات بعد "‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬حرمة الكذب على ال تعالى‪ ،‬وإنه ذنب عظيم يسبب دمار الكاذب وخسرانه‪.‬‬

‫‪ -2‬من مكر النسان وخداعه أن يحول القضية الدينية البحتة إلى سياسة خوفا‪ N‬من التأثير على النفوس فتؤمن‬
‫وتهتدي الى الحق‪.‬‬

‫‪ -3‬معية ال تعالى لموسى وهارون تجلت في تصرفات موسى إذ الذن لهم باللقاء أول‪ N‬من الحكمة وذلك أن‬
‫الذي يبقى في نفوس المتفرجين والنظارة هو المشهد الخير والكلمة الخيرة التي تقال‪ ..‬ل سيما في موقف‬
‫كهذا‪.‬‬

‫} فأو‪%‬جس في نفسه خيفة‪ S‬م‪O‬وسى { * } قلنا ل تخف إنك أنت ٱلع‪%‬لى { * } وألق ما في يمينك‬
‫تلقف ما صنعو*ا إنما صنعوا كي‪%‬د ساحر@ ول يفلح ٱلساحر حي‪%‬ث أتى { * } فأ)لقي ٱلسحرة سجدا‬
‫قالو*ا آمنا برب‪ #‬هارون وموسى { * } قال آمنتم‪ %‬له قب‪%‬ل أن‪ %‬ءاذن لكم‪ %‬إنه لكبيركم ٱلذي علمكم‬
‫ٱلس‪#‬ح‪%‬ر فل)قط‪R‬عن أي‪%‬ديكم‪ %‬وأر‪%‬جلكم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬خلف@ ول)صل‪R‬بنكم‪ %‬في جذوع ٱلنخل ولتع‪%‬لمن أي‪O‬نآ أشد‪ O‬عذابا‬
‫وأب‪%‬قى {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} فأوجس في نفسه خفية { ‪ :‬أي أحس بالخوف في نفسه‪.‬‬

‫} أنت العلى { ‪ :‬أي الغالب المنتصر‪.‬‬

‫} تلقف { ‪ :‬أي تبتلع بسرعة ما صنع السحرة من تلك الحبال والعصي‪.‬‬

‫} كيد ساحر { ‪ :‬أي كيد سحر ل بقاء له ول ثبات‪.‬‬

‫} ل يلفح الساحر { ‪ :‬أي ل يفوز بمطلوبه حيثما كان‪.‬‬

‫} فألقي السحرة سجدا‪ : { N‬أي ألقوا بأنفسهم ورؤوسهم على الرض ساجدين‪.‬‬

‫} إنه لكبيركم { ‪ :‬أي لمعلمكم الذي علمكم السحر‪.‬‬

‫} من خلف { ‪ :‬أي يد يمنى مع رجل يسرى‪.‬‬

‫} في جذوع النخل { ‪ :‬أي على أخشاب النخل‪.‬‬

‫} أينا أشد عذابا‪ N‬وأبقى { ‪ :‬يعني نفسه ‪ -‬لعنه ال ‪ -‬ورب موسى اشد عذابا‪ N‬وأدومه على مخالفته وعصيانه‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫ما زال السياق في الحديث عن المباراة التي بين موسى عليه السلم وسحرة فرعون إنه لما ألقة السحرة حبالهم‬
‫وعصيهم وتحركت واضطربت وامتلت بها الساحة شعر موسى بخوف في نفسه فأوحى إليه ربه تعالى في‬
‫نفس اللحظة‪ } :‬ل تخف إنك أنت العلى { أي الغالب القاهر لهم‪.‬‬

‫هذا ما دلت عليه الية الولى )‪ (67‬فأوجس في نفسه خفية موسى والثانية )‪ } (68‬قلنا ل تخف إنك أنت‬
‫العلى { وقوله تعالى‪ } :‬وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا { أي تبتلع بسرعة وعلل لذلك فقال‪ } :‬إنما صنعوا‬
‫كيد ساحرا { أي هو مكر وخدعة من ساحر } ول يفلح الساحر حيث أتى { أي ل يفوز الساحر بما أراد ول‬
‫يظفر له أبدا‪ N‬لنه مجرد تخيلت يريها غيره‪ .‬وليس لها حقيقة ثابتة ل تتحول ولما شاهد السحرة ابتلع العصا‬
‫لكل حبالهم وعصيتهم عرفوا أن ما جاء به موسى ليس سحرا‪ N‬وإنما هو معجزة سماوية ألقوا بأنفسهم على‬
‫الرض ساجدين ل رب العالمين لما بهر نفوسهم من عظمة المعجزة وقالوا في وضوح } آمنا برب هارون‬
‫وموسى {‪ .‬وهنا صاح فرعون مزمجرا‪ N‬مهددا‪ N‬ليتلفى في نظره شر الهزيمة فقال للسحرة } آمنتم له قبل أن‬
‫آذن لكم { بذلك } إنه لكبيركم { أي معلمكم العظيم } الذي علمكم السحر { فتواطأتهم معه على الهزيمة‪.‬‬
‫} فلقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف { تعذيبا‪ N‬وتنكيل‪ N‬فاقطع يمين أحدكم مع يسرى رجليه‪ ،‬أو العكس‬
‫} ولصلبنكم في جذوع النخل { أي لشدنكم على أخشاب النخل واترككم معلقين عبرة ونكال لغيركم } ولتعلمن‬
‫أينا أشد عذاب‪N‬ا وأبقى { أي أدومه‪ :‬رب موسى الذي آمنتم به أو أنا " فرعون عليه لعائن ال "‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬الشعور بالخوف والحساس به عند معاينة أسبابه ل يقدح في اليمان‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير أن ما يظهر السحرة من تحويل الشيء الى آخر إنما هو مجرد تخييل ل حقيقة له‪.‬‬

‫‪ -3‬حرمة السحر لنه تزوير وخداع‪.‬‬

‫‪ -4‬قوة تأثير المعجزة في نفس السحرة لما ظهر لهم من الفرق بين الية والسحر‪.‬‬

‫‪ -5‬شجاعة المؤمن ل يرهبها خوف بقتل ول بصلب‪.‬‬


‫} قالوا لن نؤثرك على ما جآءنا من ٱلبي‪#‬نات وٱلذي فطرنا فٱقض مآ أنت قاض@ إنما تقضي‬
‫سح‪%‬ر وٱلله‬
‫هـذه ٱلحياة ٱلد‪O‬نيآ { * } إنآ آمنا برب‪#‬نا ليغفر لنا خطايانا ومآ أكره‪%‬تنا علي‪%‬ه من ٱل ‪#‬‬
‫خي‪V %‬ر وأب‪%‬قى { * } إنه من يأت ربه مج‪%‬رما‪ S‬فإن له جهنم ل يموت فيها ول يح‪%‬يى { * } ومن‬
‫يأته مؤمنا‪ S‬قد‪ %‬عمل ٱلصالحات فأ)و‪%‬لـئك لهم ٱلدرجات ٱلعلى { * } جنات عد‪%‬ن@ تج‪%‬ري من تح‪%‬تها‬
‫ٱلنهار خالدين فيها وذلك جزآء من تزكى {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} لن نؤثرك { ‪ :‬أي لن نفضلك ونختارك‪.‬‬

‫} والذي فطرنا { ‪ :‬أي خلقنا ولم نكن شيئا‪.N‬‬

‫} فاقض ما أنت قاض { ‪ :‬أي اصنع ما قلت إنك تصنعه بنا‪.‬‬

‫} وال خير وأبقى { ‪ :‬أي خير منك ثواب‪N‬ا إذا أطيع وأبقى منك عذاب‪N‬ا إذا عصى‪.‬‬

‫} مجرما‪ : { N‬مجرما‪ N‬أي على نفسه مفسدا‪ N‬لها بآثار الشرك والكفر والمعاصي‪.‬‬

‫} جزاء من تزكى { ‪ :‬أي ثواب من تتطهر من آثار الشرك والمعاصي وذلك باليمان والعمل الصالح‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق مع فرعون والسحرة المؤمنين انه لما هددهم فرعون بالقتل والصلب على جذوع النخل ليمانهم‬
‫بال وكفرهم به وهو الطاغوت قالوا له ما أخبر تعالى به عنهم في هذه الية )‪ } (72‬قالوا لن نؤثرك { يا‬
‫فرعون } على ما جاءنا من البينات { الدلئل والحجج القاطعة على أن رب موسى وهارون هو الرب الحق‬
‫الذي تجب عبادته وطاعته فلن نختارك على الذي خلقنا فتؤمن بك ونكفر به لن يكون هذا أبدا‪ N‬واقض ما أنت‬
‫عازم على قضائه علينا من القتل والصلب‪ } .‬إنما تقضى هذه الحياة الدنيا { في هذه الحياة الدنيا لما لك من‬
‫السلطان فيها أما الخرة فسوف يقضى عليك فيها بالخلد في العذاب المهين‪.‬‬

‫وأكدوا إيمانهم في غير خوف ول وجل فقالوا‪ } :‬إنا آمنا بربنا { أي خالقنا ورازقنا ومدبر أمرنا } ليغفر لنا‬
‫خطايانا { أي ذنوبنا‪ } ،‬وما أكرهتنا عليه من السحر { أي من تعلمه والعمل به‪ ،‬ونحن ل نريد ذلك ول شك ان‬
‫فرعون كان قد ألزمهم بتعلم السحر والعمل به من أجل محاربة موسى وهارون لما رأى من معجزة العصا‬
‫واليد‪ .‬وقولهم } وال خير وأبقى { أي خير ثوابا وجزاء حسنا لمن آمن به وعمل صالحا‪ ،N‬وأبقى عذابا‪ N‬لمن كفر‬
‫به وبآمن بغيره وعصاه‪ .‬هذا ما دلت عليه اليتان )‪ (72‬و )‪.(73‬‬

‫أما الية الثالثة )‪ (74‬وهي قوله تعالى‪ } :‬أنه من يأت ربه مجرما‪ { N‬أي على نفسه بإفسادها بالشرك والمعاصي‬
‫} فإن له جهنم ل يموت فيها { فيستريح من العذاب فيها‪ } ،‬ول يحيى { حياة يسعد فيها‪.‬‬

‫وقولهم } ومن يأته مؤمنا‪ N‬قد عمل الصالحات { أي مؤمنا‪ N‬به كافرا‪ N‬بالطاغوت قد عمل بشرائعه فأدى الفرائض‬
‫واجتنب المناهي } فأولئك لهم { جزاء إيمانهم وعملهم الصالح } الدرجات العلى جنات عدن { أي في جنات‬
‫عدن } تجري من تحتها النهار خالدين فيها { ل يموتون ول يخرجون منها‪ } ،‬وذلك جزاء من تزكى { أي‬
‫تتطهر باليمان وصالح العمال بعد تخليه عن الشرك والخطايا والذنوب‪ .‬ل شك ان هذا العلم الذي عليه‬
‫السحرة كان قد حصل لهم من طريق دعوة موسى وهارون إذا أقاموا بينهم زمنا‪ N‬طويل‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬ل يؤثر الكفر على اليمان والباطل على الحق والخرافة على الدين الصحيح إل احمق جاهل‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير مبدأ أن عذاب الدنيا يتحمل ويصبر عليه بالنظر الى عذاب الخرة‪.‬‬

‫‪ -3‬الكراه نوعان‪ :‬ما كان بالضرب الذي ل يطاق يغفر لصاحبه وما كان لمجرد تهديد ومطالبة فإنه ل يغفر‬
‫إل بالتوبة الصادقة وإكراه السحرة كان من النوع الخر‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان جزاء كل من الكفر والمعاصي‪ ،‬واليمان والعمل الصالح في الدار الخرة‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬أو‪%‬حي‪%‬نآ إلى موسى أن‪ %‬أس‪%‬ر بعبادي فٱض‪%‬رب‪ %‬لهم‪ %‬طريقا‪ S‬في ٱلبح‪%‬ر يبسا‪ S‬ل تخاف دركا‪ S‬ول‬
‫تخشى { * } فأتبعهم‪ %‬فر‪%‬عو‪%‬ن بجنوده فغشيهم‪ %‬م‪#‬ن ٱليم‪ #‬ما غشيهم‪ } * { %‬وأضل فر‪%‬عو‪%‬ن قو‪%‬مه‬
‫وما هدى { * } يبني إس‪%‬رائيل قد‪ %‬أنجي‪%‬ناكم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬عدو‪#‬كم‪ %‬وواعد‪%‬ناكم‪ %‬جانب ٱلطور ٱلي‪%‬من ونزلنا‬
‫علي‪%‬كم ٱلمن وٱلسلوى { * } كلوا من طي‪#‬بات ما رزقناكم‪ %‬ول تطغو‪%‬ا فيه فيحل علي‪%‬كم‪ %‬غضبي‬
‫ومن يح‪%‬لل علي‪%‬ه غضبي فقد‪ %‬هوى { * } وإن‪R‬ي لغفار‪ V‬ل‪R‬من تاب وآمن وعمل صالحا‪ S‬ثم ٱه‪%‬تدى {‬
‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ان أسر بعبادي { ‪ :‬أي سر ليل‪ N‬من أرض مصر‪.‬‬

‫} طريق‪N‬ا في البحر يبسا‪ : { N‬طريقا‪ N‬في وسط البحر يابسا‪ N‬ل ماء فيه‪.‬‬

‫} ل تخاف دركا‪ : { N‬أي ل تخش أن يدركك فرعون‪ ،‬ول تخشى غرقا‪.N‬‬

‫} فغشيهم من اليم { ‪ :‬أي فغطاهم من ماء البحر ما غطاهم حتى غرقوا فيه‪.‬‬

‫} وأضل فرعون قومه { ‪ :‬أي بدعائهم الى اليمان به والكفر بال رب العالمين‪ } .‬وما هدى { ‪ :‬أي لم يهدهم‬
‫كما وعدهم بقوله‪:‬‬
‫{‬ ‫} وما أهديكم ال سبيل الرشاد‪.‬‬
‫} جانب الطور اليمن { ‪ :‬أي لجل إعطاء موسى التوارة التي فيها نظام حياتهم دينا ودنيا‪.‬‬

‫} المن والسلوى { ‪ :‬المن‪ :‬شيء أبيض كالثلج‪ ،‬والسلوى طائر يقال له السماني‪.‬‬

‫} ول تطغوا فيه { ‪ :‬أي بالسراف فيه‪ ،‬وعدم شكر ال تعالى عليه‪.‬‬

‫} ثم اهتدى { ‪ :‬أي بالستقامة على اليمان والتوحيد والعمل الصالح حتى الموت‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫إنه بعد الجدال الطويل والخصومة الشديدة التي دامت زمنا‪ N‬غير قصير وأبى فيها فرعون وقومه قبول الحق‬
‫والذعان له أوحى تعالى الى موسى عليه السلم بما أخبر به في قوله عز وجل‪ } :‬ولقد أوحينا إلى موسى {‬
‫وبأي شيء أوحى إليه‪ .‬بالسرى ببني إسرائيل وهو قوله تعالى } ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي { قوله‬
‫} فاضرب لهم طريقا‪ N‬في البحر يبسا‪ { N‬أي اجعل لهم طريقا‪ N‬وسطه يابسا‪ N‬ل ماء فيه حتى اجتاز بنو إسرائيل‬
‫البحر‪ ،‬ولما تابعهم فرعون ودخل البحر بجنود أطبق ال تعالى عليهم البحر فأغرقهم أجمعين‪ ،‬بعد أن نجى‬
‫موسى وبني إسرائيل‪ ،‬وهو معنى قوله تعالى‪ } :‬فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم { أي من ماء البحر‬
‫} ما غشيهم { أي الشيء العظيم من مياه البحر‪ .‬وقوله لموسى } ل تخاف دركا‪ N‬ول تخشى { أي ل تخاف أن‬
‫يدركك فرعون من ورائك ول تخشى غرقا‪ N‬في البحر‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وأضل فرعون قومه وما هدى { إخبار منه تعالى أن فرعون أضل أتباعه حيث حرمهم من‬
‫اليمان بالحق واتباع طريقه‪ ،‬ودعاهم الى الكفر بالحق وتجنب طريقه فاتبعوه على ذلك فضلوا وما اهتدوا‪،‬‬
‫وكان يزعم أنه ما يهديهم إل سبيل الرشاد وكذب‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬يا بني إسرائيل قد انجيناكم من عدوكم { أي فرعون‪ } ،‬وواعدناكم جانب الطور اليمن { أي‬
‫مع نبينا موسى لنزال التوارة لهدايتكم وحكمهم بشرائعها‪ ،‬وأنزلنا عليكم المن والسلوى غذاء لكم في التيه‪،‬‬
‫} كلوا من طيبات ما رزقناكم { أي قلنا لكم‪ :‬كلوا من طيبات ما رزقناكم من حلل الطعام والشراب‪ } ،‬ول‬
‫تطغوا فيه { بترك الحلل الى الحرام وبالسراف في تناوله وبعدم شكر ال تعالى‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬فيحل عليكم‬
‫غضبي { أي أن أنتم طغيتم فيه‪ } .‬ومن يحلل عليه غضبي { أي ومن يجب عليه غضبي } فقد هوى { أي في‬
‫قعر جهنم وهلك‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا‪ N‬ثم اهتدى { يعدهم تعالى بأن يغفر لمن تاب منهم ومن‬
‫غيرهم وعمل صالحا‪ N‬أي أدى الفرائض واجتنب المناهي ثم استمر على ذلك ملزما‪ N‬له حتى مات‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير النبوة المحمدية إذ مثل هذا القصص ل يقصه إل بوحي إليه إذ ل سبيل إلى معرفته إل من طريق‬
‫الوحي اللهي‪.‬‬

‫‪ -2‬آية انفلق البحر ووجود طريق يابس فيه لبني إسرائيل حتى اجتازوه دالة على جود ال تعالى وقدرته‬
‫وعلمه ورحمته وحكمته‪.‬‬

‫‪ -3‬تذكير اليهود المعاصرين للدعوة السلمية بإنعام ال تعالى على سلفهم لعلهم يشكرون فيتوبون فيسلمون‪.‬‬

‫‪ -4‬تحريم الشراف والظلم‪ ،‬وكفر النعم‪.‬‬

‫‪ -5‬الغضب صفة ل تعالى كما يليق ذلك بجلله وكماله ل صفات المحدثين‪.‬‬

‫} ومآ أع‪%‬جلك عن قومك يموسى { * } قال هم‪) %‬أو‪%‬ل*ء على أثري وعجلت إلي‪%‬ك رب‪ #‬لتر‪%‬ضى { *‬
‫} قال فإنا قد‪ %‬فتنا قو‪%‬مك من بع‪%‬دك وأضلهم ٱلسامري‪ } * { O‬فرجع موسى إلى قو‪%‬مه غض‪%‬بان‬
‫أسفا‪ S‬قال يقو‪%‬م ألم‪ %‬يعد‪%‬كم‪ %‬رب‪O‬كم‪ %‬وع‪%‬دا‪ S‬حسنا‪ S‬أفطال علي‪%‬كم ٱلعه‪%‬د أم‪ %‬أردتم‪ %‬أن يحل علي‪%‬كم‪ %‬غضب‬
‫م‪#‬ن رب‪#‬كم‪ %‬فأخلفتم‪ %‬مو‪%‬عدي { * } قالوا مآ أخلفنا مو‪%‬عدك بملكنا ولـكنا حم‪#‬لنآ أو‪%‬زار‪S‬ا م‪#‬ن زينة‬
‫ٱلقو‪%‬م فقذفناها فكذلك ألقى ٱلسامري‪ } * { O‬فأخرج لهم‪ %‬عج‪%‬ل‪ S‬جسدا‪ S‬له خوا ‪V‬ر فقالوا هـذآ‬
‫إلـهكم‪ %‬وإلـه موسى فنسي { * } أفل يرو‪%‬ن أل ير‪%‬جع إلي‪%‬هم‪ %‬ق ‪%‬ول‪ S‬ول يم‪%‬لك لهم‪ %‬ضر‪j‬ا‪ S‬ول‬
‫نفعا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وما أعجلك { ‪ :‬أي شيء جعلك تترك قومك وتأتي قبلهم‪.‬‬

‫} هم على أثري { ‪ :‬أي آتون بعدي وليسوا ببعيدين مني‪.‬‬

‫} وعجلت إليك ربي لترضى { ‪ :‬أي استعجلت المجئ إليك طلبا‪ N‬لرضاك عني‪.‬‬

‫} قد فتنا قومك { ‪ :‬أي ابتليناهم أي بعادة العجل‪.‬‬

‫} وأضلهم السامري { ‪ :‬أي عن الهدى الذي هو السلم إلى الشرك وعبادة غير الرب تعالى‪.‬‬

‫} غضبان أسفا‪ : { N‬أي شديد الغضب والحزن‪.‬‬

‫} وعدا‪ N‬حسنا‪ : { N‬أي بأن يعطيكم التوارة فيها نظام حياتكم وشريعة ربكم لتكملوا عليها وتسعدوا‪.‬‬

‫} أفطال عليكم العهد { ‪ :‬أي مدة الموعد وهي ثلثون يوما‪ N‬قبل أن يكملها ال تعالى أربعين يوما‪.N‬‬

‫} بملكنا { ‪ :‬أي بأمرنا وطاقنا‪ ،‬ولكن غلب علينا الهوى فلم نقدر على انجاز الوعد بالسير وراءك‪.‬‬

‫} أوزارا‪ : { N‬أي احمال‪ N‬من حلي نساء القباط وثيابهن‪.‬‬

‫} فقذفناها { ‪ :‬أي ألقيناها في الحفرة بأمر هارون عليه السلم‪.‬‬

‫} ألقى السامري { ‪ :‬السامري هو موسى بن ظفر من قبيلة سامرة السرائيلية‪ ،‬وما ألقاه هو التراب الذي أخذه‬
‫من تحت حافز فرس جبريل ألقاه أي قذفه على الحلي‪.‬‬

‫} عجل‪ N‬جسدا‪ : { N‬أي ذا جثة‪.‬‬

‫} له خوار { ‪ :‬الخوار صوت البقر‪.‬‬

‫} فنسي { ‪ :‬أي موسى ربه هنا وذهب يطلبه‪.‬‬

‫} أل يرجع إليهم قول‪ : { N‬أنه ل يكلمهم إذا كلموه لعدم نطقه بغير الخوار‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬بعد أن نجى ال تعالى بني إسرائيل من فرعون وملئه حيث اجتاز بهم موسى البحر وأغرق ال‬
‫فرعون وجنوده أخبرهم موسى أن ربه تعالى قد أمره أن يأتيه ببني اسرائيل وهم في طريقهم إلى أرض المعاد‬
‫إلى جبل الطور ليؤتيهم التوارة فيها شريعتهم ونظام حياتهم دنيا ودينا وأنه واعدهم جانب الطور اليمن‪،‬‬
‫واستعجل موسى في المسير إلى الموعد فاستخلف أخاه هارون على بني اسرائيل ليسير بهم وراء موسى ببطء‬
‫حتى يلحقوا به عند جبل الطور‪ ،‬وحدث أن بني إسرائيل فتنهم السامري بضع العجل ودعوتهم الى عبادته‬
‫وترك المسير وراء موسى عليه السلم فقوله تعالى‪ } :‬وما أعجلك عن قومك يا موسى { هو سؤال من ال‬
‫تعالى لموسى ليخبره بما جرى قومه بعده وهو ل يدري فلما قال تعالى لموسى‪ } :‬وما أعجلك { عن المجئ‬
‫وحدك دون بني إسرائيل مع ان المر أنك تأتي معهم أجاب موسى بقوله } هم اولء على أثري { آتون بعدي‪،‬‬
‫وعجلت المجئ إليك لترضى عني‪ .‬هنا أخبره تعالى بما حدث لقومه فقال عز وجل‪ } :‬إنا قد فتنا قومك من‬
‫بعدك وأضلهم السامري { أي بصنع العجل لهم ودعوتهم الى عبادته بحجة انه الرب تعالى وأن موسى لم يهتد‬
‫إليه‪ .‬ولما انتهت المناجاة وأعطى ال تعالى موسى اللواح التي فيه التوارة } فرجع موسى إلى قومه غضبان‬
‫أسفا‪ { N‬أي حزينا إلى قومه فقال لهم لما أخبر تعالى عنه بقوله‪ } :‬قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا‪ N‬حسنا‪{ N‬‬
‫فذكرهم بوعد ال تعالى لهم بإنجائهم من آل فرعون وإكرامهم بالملك والسيادة موبخا‪ N‬لهم على خطيئتهم بتخلفهم‬
‫عن السير وراءه وانشغالهم بعبادة العجل والخلفات الشديدة بينهم‪ ،‬وقوله } أفطال عليكم العهد { أي لم يطل‬
‫فالمدة هي ثلثون يوما‪ N‬فلم تكتمل حتى فتنتم وعبدتم غير ال تعالى‪ ،‬قوله } أم أرتم أن يحل عليكم غضب من‬
‫ربكم { أي بل أردتم بصنعيكم الفاسد أن يجب عليكم غضب من ربكم فحل بكم‪ } ،‬فأخلفتم موعدي { بعكوفكم‬
‫على عبادة العجل وترككم السير على أثرى لحضور موعد الرب تعالى الذي واعدكم‪.‬‬
‫وقوله تعالى } قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا { هذا ما قاله قوم موسى كالمعتذرين به إليه فزعموا أنهم ما قدروا‬
‫على عدم اخلف الموعد لغلبة الهوى عليهم فلم يطيقوا السير وراءه مع وجود العجل وما ظللهم به السامري‬
‫من أنه هو إلههم وأن موسى أخطأ الطريق إليه‪ .‬هذا معنى قولهم‪ } :‬ما أخلفنا موعدك بملكنا { أي بامرنا‬
‫وقدرتنا إذ كنا مغلوبين على أمرنا‪.‬‬
‫وقولهم‪ } :‬ولكنا حملنا أوزارا‪ N‬من زينة القوم فقذفناها { هذا بيان لوجه الفتنة وسببها وهي أنهم لما كانوا‬
‫خارجين من مصر استعار نسائهم حليا‪ N‬من نساء القبط بدعوى عيد لهم‪ ،‬واصبحوا خارجين مع موسى في‬
‫طريقهم الى القدس‪ ،‬وتم إنجاؤهم واغراق فرعون ولما نزلوا بالساحل استعجل موسى موعد ربه وتركهم تحت‬
‫إمره هارون أخيه على ان يواصلوا سيرهم وراء موسى إلى جبل الطور غير أن موسى الملقب بالسامري‬
‫استغل الفرصة وقال لنساء بني إسرائيل هذا الحلى الذي عندكن ل يحل لكن أخذه إذ هي ودائع كيف تستحلونها‬
‫وحفر لهم حفرة وقال ألقوها فيها وأوقد فيها النار لتحترق ول ينتفع بها بعد‪ ،‬هذا ما دل عليه قولهم )ولكنا حملنا‬
‫أوزارا‪ N‬من زينة القوم( أي قوم فرعون فقذفناها أي في الحفرة التي أمر بها السامري وقوله تعالى } فكذلك ألقى‬
‫السامرى { ما معه من التراب الذي أخذه من تحت حافر فرس جبريل‪ ،‬فصنع السامري العجل فأخرجه لهم‬
‫عجل‪ N‬جسدا‪ N‬له خوار أي صوت فقال بعضهم لبعض هذا إلهكم وإله موسى الذي ذهب الى موعده فنسي وضل‬
‫الطريق اليه فاعبدوه حتى يأتي موسى‪ .‬قال تعالى موبخا‪ N‬إياهم } أفل يرون أل يرجع اليهم قول‪ { N‬إذا كلموه‪،‬‬
‫} ول يملك لهم ضرا‪ N‬ول نفعا { فكيف يعقلون أنه إله وهو ل يجيبهم إذا سألوه‪ ،‬ول يعطيهم إذا طلبوه‪ ،‬ول‬
‫ينصرهم إذا استنصروه ولكنه الجهل والضلل واتباع الهوى‪ .‬والعياذ بال تعالى‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫‪ -1‬ذم العجلة وبيان آثارها الضارة فاستعجال موسى الموعد وتركه قومه وراءه كان سببا‪ N‬في أمر عظيم وهو‬
‫عبادة العجل وما تترب عليها من آثار جسام‪.‬‬

‫‪ -2‬مشروعية طلب رضا ال تعالى ولكن بما يجب أن يقترب به إليه‪.‬‬

‫‪ -3‬مشروعية الغضب ل تعالى والحزن على ترك عبادته بمخالفة أمره ونهيه‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية استعارة الحلي للنساء والزينة‪ ،‬وحرمة جحدها وأخذها بالباطل‪.‬‬

‫‪ -5‬وجوب استعمال العقل واستخدام الفكر للتمييز بين الحق والباطل‪ ،‬والخير والشر‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬قال لهم‪ %‬هارون من قب‪) %‬ل يقو‪%‬م إنما فتنتم‪ %‬به وإن ربكم ٱلرح‪%‬مـن فٱتبعوني وأطيعو*ا أم‪%‬ري‬
‫{ * } قالوا لن نب‪%‬رح علي‪%‬ه عاكفين حتى ير‪%‬جع إلي‪%‬نا موسى { * } قال يهرون ما منعك إذ‬
‫رأي‪%‬تهم‪ %‬ضلو*ا { * } أل تتبعن أفعصي‪%‬ت أم‪%‬ري { * } قال يب‪%‬نؤ)م ل تأخذ بلح‪%‬يتي ول برأسي إن‪R‬ي‬
‫خشيت أن تقول فرقت بي‪%‬ن بني* إس‪%‬رآئيل ولم‪ %‬تر‪%‬قب‪ %‬قو‪%‬لي {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} فتنتم به {‪ :‬أي ابتليتم به أي بالعجل‪.‬‬

‫} لن نبرح عليه عاكفين {‪ :‬أي لن نزال عاكفين على عبادته‪.‬‬

‫} إذ رأيتهم ضلوا {‪ :‬أي بعبادة العجل واتخاذه الها‪ N‬من دون ال تعالى‪.‬‬

‫} ل تأخذ بلحيتي {‪ :‬حيث أخذ موسى من شدة غضبه بلحية أخيه وشعر رأسه يجره إليه يعذله ويلوم عليه‪.‬‬

‫} ولم ترقب قولي {‪ :‬أي ولم تنتظر قولي فيما رأيته في ذلك‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في الحوار الذي دار بين موسى وقومه بعد رجوعه إليهم من المناجاة فقوله تعالى‪ } :‬ولقد قال‬
‫لهم هارون من قبل { أي من قبل رجوع موسى قال لهم أثناء عبادتهم العجل يا قوم إن العجل ليس إلهكم ول‬
‫إله موسى وإنما هو فتنة فتنتم به ليرى ال تعالى صبركم على عبادته ولزوم طاعة رسوله‪ ،‬وليرى خلف ذلك‬
‫فيجزى كل‪ N‬بما يستحق وقال لهم‪ } :‬وإن ربكم الرحمن { الذي شاهدتم آثار رحمته في حياتكم كلها فاذكروها‬
‫} فاتبعون { في عبادة ال وحده وترك عبادة غيره } وأطيعوا أمري { فإني خليفة موسى الرسول فيكم فأجاب‬
‫القوم الضالون بما أخبر تعالى عنهم بقوله‪ } :‬قالوا لن نبرح عليه عاكفين { أي لن نزول عن عبادته والعكوف‬
‫حوله } حتى يرجع إلينا موسى {‪ .‬ولما سمع موسى من قومه ما سمع التفت إلى هارون قائل‪ N‬معاتبا‪ N‬عازل‬
‫لئما‪ } N‬يا هرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا { أي بعبادة العجل } أل تتبعني { أي بمن معك من المسلمين وتترك‬
‫المشركين‪ } ،‬أفعصيت أمري { ‪ ،‬ومن شدة الوجد وقوة اللوم والعذل أخذ بشعر رأسي أخيه بيمينه وأخذ بلحيته‬
‫بيساره وجره إليه وهو يعاتبه ويلوم عليه فقال هارون‪ } :‬يا ابن أم ل تأخذ بلحيتي ول برأسي { إن لي عذرا‬
‫في عدم متابعتك وهو إني خشيت إن أتيتك ببعض قومك وهم المسلمون وتركت بعضا‪ N‬آخر وهو عباد العجل }‬
‫أن تقول فرقت بين بني إسرائيل { وذلك ل يرضيك‪ } .‬ولم ترقب قولي { أي ولم تنظر قولي فيما رأيت في‬
‫ذلك‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬معصية الرسول تؤدي إلى فتنة العاص في دينه ونياه‪.‬‬


‫‪ -2‬جواز العذل والعتاب للحبيب عند تقصيره فيما عهد به إليه‪.‬‬

‫‪ -3‬جواز العتذار لمن اتهم بالتقصير وان حقا‪.‬‬

‫‪ -4‬قد يخطئ المجتهد في اجتهاده وقد يصيب‪.‬‬

‫} قال فما خطبك يسامري‪ } * { O‬قال بصر‪%‬ت بما لم‪ %‬يب‪%‬صروا به فقبض‪%‬ت قب‪%‬ضة‪ S‬م‪#‬ن‪ %‬أثر ٱلرسول‬
‫فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي { * } قال فٱذهب‪ %‬فإن لك في ٱلحياة أن تقول ل مساس وإن‬
‫لك مو‪%‬عدا‪ S‬لن تخلفه وٱنظر‪ %‬إلى إلـهك ٱلذي ظلت علي‪%‬ه عاكفا‪ S‬لنحر‪#‬قنه ثم لننسفنه في ٱليم‪ #‬نس‪%‬فا‬
‫{ * } إنمآ إلـهكم ٱلله ٱلذي ل* إلـه إل هو وسع كل شي‪%‬ء@ علما‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} فما خطبك { ‪ :‬أي ما شأنك وما هذا المر العظيم الذي صدر منك‪.‬‬

‫} بصرت بما لم يبصروا به { ‪ :‬أي علمت من طريق البصار والنظر ما لم يعلموا به لنهم لم يروه‪.‬‬

‫} { قبضة من أثر الرسول ‪ :‬أي قبضت قبضة من تراب حافر فرس الرسول جبريل عليه السلم‪.‬‬

‫} فنبذتها { ‪ :‬أي القيتها وطرحتها على الحلى المصنوع عجل‪.N‬‬

‫} سولت لي نفسي { ‪ :‬أي زينت لي هذا العمل الذي هو صنع العجل‪.‬‬

‫} أن تقول ل مساس { ‪ :‬أي اذهب تائها في الرض طول حياتك وأنت تقول ل مساس أي ل يمسني أحد ول‬
‫أمسه لما يحصل من الضرر العظيم لمن تمسه أو يمسك‪.‬‬

‫} إلهك { ‪ :‬أي العجل‪.‬‬

‫} ظلت { ‪ :‬أي ظللت طوال الوقت عاكفا‪ N‬عليه‪.‬‬

‫} في اليم نسفا‪ : { N‬أي في البحر ننسفه بعد إحراقه وجعله كالنشارة نسفا‪.N‬‬
‫} إنما الهكم ال { ‪ :‬أي ل معبود إل ال ل إله إل هو‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في الحوار بين موسى وقومه فبعد لومه أخاه وعذله له التفت إلى السامرى المنافق إذ هو من‬
‫عباد البقر وأظهر السلم في بني إسرائيل‪ ،‬ولما اتيحت له الفرصة عاد الى عبادة البقر فصنع العجل وعبده‬
‫ودعا الى عبادته فقال له‪ :‬في غضب } فما خطبك يا سامري { أي ما شأنك وما الذي دعاك الى فعلك القبيح‬
‫الشنيع هذا فقال السامري كالمعتذر } بصرت بما لم يبصروا به { أي علمت ما لم يعمله قومك } فقبضت قبضة‬
‫من أثر { حافز فرس } الرسول فنبذتها { في الحلي المصنوع عجل‪ N‬فخار كما تخور البقر‪ } .‬وكذلك سولت لي‬
‫نفسي { ذلك أي زينته لي وحسنته ففعلته‪ ،‬وهنا أجابه موسى عليه السلم بما أخبر تعالى به في قوله‪ } :‬قال‬
‫فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول ل مساس { أي لك مدة حياتك أن تقول لمن أراد أن يقربك ل مساس أي ل‬
‫تمسني ول أمسك لتتيه طول عمرك في البرية مع السباع والحيوان عقوبة لك على جريمتك‪ ،‬ول شك أن فراره‬
‫من الناس وفرار الناس منه ل يكون مجرد أنه ل يرقب في ذلك‪ ،‬لعله قيل إنها الحمى فإذا مس أحد حما معا‬
‫أي أصابتهما الحمى معا‪ N‬كأنه اسلك كهربائية مكشوفة من مسها تكهرب منها‪ .‬وقوله له‪ } :‬وإن لك موعدا‪ N‬لن‬
‫تخلفه { ‪ ،‬أي ذاك النفي والطرد عذاب الدنيا‪ ،‬وإن لك عذابا‪ N‬آخر يوم القيامة في موعد لن تخلفه أبدا‪ N‬فهو آت‬
‫وواقع ل محالة‪.‬‬

‫وقوله‪ :‬أي موسى للسامري‪) :‬وانظر إلى الهك( المزعوم )الذي ظلت عليه عاكفا‪ (N‬تعبده ل تفارقه‪ ،‬وال‬
‫)لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا‪ (N‬وفعل‪ N‬حرقه ثم جعله كالنشارة وذره في البحر تذرية حتى يعثر له على أثر‪،‬‬
‫ثم قال لولئك الذين عبدوا العجل المغرر بهم المضللين‪) :‬إنما الهكم( الحق الذي تجب له العبادة والطاعة )ال‬
‫الذي ل إله إل هو وسع كل شيء علما( أي وسع علمه فهو عليم بكل شيء وقدير على كل شيء وما عداه‬
‫فليس له ذلك ولم لم يكن ذا قدرة على شيء وعلم بكل شيء فكيف ي‪n‬عبد وي‪n‬طاع ‪.‬؟!‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬مشروعية الستنطاق للمتهم والستجواب له‪.‬‬

‫‪ -2‬ما سولت النفس لحد ول زينت له شيئا‪ N‬إل تورط فيه إن هو عمل بما سولته له‪،‬‬
‫‪ -3‬قد يجمع ال تعالى للعبد ذي الذنب العظيم بين عذاب الدنيا وعذاب الخرة‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية هجران المبتدع ونفيه وطرده فل يسمح لحد بالتصال به والقرب منه‪.‬‬

‫‪ -5‬كسر الصنام والوثان والصور وآلت اللهو والباطل الصارفة عن عباد ال تعالى‪.‬‬

‫} كذلك نقص‪ O‬علي‪%‬ك من‪ %‬أنبآء ما قد‪ %‬سبق وقد‪ %‬آتي‪%‬ناك من لدنا ذكرا‪ } * { S‬من‪ %‬أع‪%‬رض عنه فإنه‬
‫يح‪%‬م )ل يو‪%‬م ٱلقيامة وز‪%‬ر‪S‬ا { * } خالدين فيه وسآء لهم‪ %‬يو‪%‬م ٱلقيامة حم‪%‬ل‪ } * { S‬يو‪%‬م ينفخ في‬
‫ٱلص‪O‬ور ونح‪%‬شر ٱلمج‪%‬رمين يو‪%‬مئذ@ زر‪%‬قا‪ } * { S‬يتخافتون بي‪%‬نهم‪ %‬إن لبثتم‪ %‬إل عشرا‪ } * { S‬نح‪%‬ن‬
‫أع‪%‬لم بما يقولون إذ يقو )ل أم‪%‬ثلهم‪ %‬طريقة‪ S‬إن لبثتم‪ %‬إل يو‪%‬ما‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} كذلك { ‪:‬أي كما قصصنا عليك هذه القصة قصة موسى وفرعون وموسى وبني إسرائيل نقص عليك من أنباء‬
‫الرسل‪.‬‬

‫} من لدنا ذكرا‪ : { N‬أي قرآنا‪ N‬وهو القرآن الكريم‪.‬‬

‫} من أعرض عنه { ‪ :‬أي لم يؤمن به وبم يقرأه ولم يعمل به‪.‬‬

‫} وزرا‪ : { N‬أي حمل‪ N‬ثقيل‪ N‬من الثام‪.‬‬

‫} يوم ينفخ في الصور { ‪ :‬أي النفخة الثانية وهي نفخة البعث‪ ،‬والصور هو القرن‪.‬‬

‫} زرقا { ‪ :‬أي عيونهم زرق ووجوههم سود آية أنهم أصحاب الجحيم‪.‬‬

‫} يتخافتون بينهم { ‪ :‬أي يخفضون أصواتهم يتسارون بينهم من شدة الهول‪.‬‬

‫} أمثلهم طريقة { ‪ :‬أي أعدلهم رأي‪N‬ا في ذلك‪ ،‬وهذا كله لعظم الموقف وشدة الهول والفزع‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫بعد نهاية الحديث بين موسى وفرعون‪ ،‬وبين موسى‪ ،‬وبني اسرائيل قال تعالى لرسوله محمد صلى ال عليه‬
‫وسلم } كذلك نقص عليك { أي كما قصصنا عليك ما قصصنا من نبأ موسى وفرعون وخبر موسى وبني‬
‫إسرائيل نقص عليك } من أنباء قد سبق { أي أحداث المم السابقة ليكون ذلك آية نبوتك ووحينا إليك‪ ،‬وعبرة‬
‫وذكرى للمؤمنين‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وقد آتيناك من لدنا ذكرا‪ { N‬أي وقد أعطيناك تفضل منا ذكرا وهو القرآن‬
‫العظيم يذكر به العبد ويهتدي به الى سبيل النجاة والسعادة‪ ،‬وقوله } من أعرض عنه { أي عن القرآن فلم يؤمن‬
‫به ولم يعمل بما فيه } فإنه يحمل يوم القيامة وزرا‪ { N‬أي اثما‪ N‬عظيما‪ N‬لنه لم يعمل صالحا‪ N‬ولك عمله كان سيئا‬
‫لكفره وعدم إيمانه‪ } ،‬خالدين فيه { أي في ذلك الوزر في النار‪ ،‬وقوله } وساء لهم يوم القيامة حمل‪ { N‬أي قبح‬
‫ذلك الحمل حمل‪ N‬يوم القيامة إذ صاحبه ل ينجو من العذاب بل بطرح معه في جهنم يخلد فيها وقوله } يوم ينفخ‬
‫في الصور ونحشر المجرمين { أي المكذبين بالدين الحق العاملين بالشرك والمعاصي } يومئذ { أي يوم ينفخ‬
‫في الصور النفخة الثانية } زرقا { أي العين مع اسوداد الوجوه وقوله‪ } :‬يتخافتون بينهم { أي يتهامسون بينهم‬
‫يسأل بعضهم بعضا‪ N‬كما لبثتم في الدنيا وفي القبور فيقول البعض‪ } :‬إن لبثتم ال عشر‪N‬ا { أي ما لبثتم إل عشر‬
‫ليال‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة { أي أعدلهم رأيا‪ } N‬إن لبثتم إل يوما‪ ، { N‬وهذا‬
‫التقال للزمن الطويل سببه هول القيامة وعظم ما يشاهدون فيها من ألوان الفزع والعذاب‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير نبوة محمد صلى ال عليه وسلم يقص تعالى انباء ما قد سبق بعد قصه عليه أنباء موسى وفرعون‬
‫بالحق‪ ،‬وايتائه القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -2‬كون القرآن للذاكرين لما يحمل من الحجج والدلئل والبراهين‪.‬‬

‫‪ -3‬سوء حال المجرمين يوم القيامة‪ ،‬الذين أعرضوا عن القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -4‬عظم أهوال يوم القيامة حتى يتقال معها المرء مدة الحياة الدنيا التي هي آلف العوام‪.‬‬

‫} كذلك نقص‪ O‬علي‪%‬ك من‪ %‬أنبآء ما قد‪ %‬سبق وقد‪ %‬آتي‪%‬ناك من لدنا ذكرا‪ } * { S‬من‪ %‬أع‪%‬رض عنه فإنه‬
‫يح‪%‬م )ل يو‪%‬م ٱلقيامة وز‪%‬ر‪S‬ا { * } خالدين فيه وسآء لهم‪ %‬يو‪%‬م ٱلقيامة حم‪%‬ل‪ } * { S‬يو‪%‬م ينفخ في‬
‫ٱلص‪O‬ور ونح‪%‬شر ٱلمج‪%‬رمين يو‪%‬مئذ@ زر‪%‬قا‪ } * { S‬يتخافتون بي‪%‬نهم‪ %‬إن لبثتم‪ %‬إل عشرا‪ } * { S‬نح‪%‬ن‬
‫أع‪%‬لم بما يقولون إذ يقو )ل أم‪%‬ثلهم‪ %‬طريقة‪ S‬إن لبثتم‪ %‬إل يو‪%‬ما‪{ S‬‬
‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} كذلك { ‪:‬أي كما قصصنا عليك هذه القصة قصة موسى وفرعون وموسى وبني إسرائيل نقص عليك من أنباء‬
‫الرسل‪.‬‬

‫} من لدنا ذكرا‪ : { N‬أي قرآنا‪ N‬وهو القرآن الكريم‪.‬‬

‫} من أعرض عنه { ‪ :‬أي لم يؤمن به وبم يقرأه ولم يعمل به‪.‬‬

‫} وزرا‪ : { N‬أي حمل‪ N‬ثقيل‪ N‬من الثام‪.‬‬

‫} يوم ينفخ في الصور { ‪ :‬أي النفخة الثانية وهي نفخة البعث‪ ،‬والصور هو القرن‪.‬‬

‫} زرقا { ‪ :‬أي عيونهم زرق ووجوههم سود آية أنهم أصحاب الجحيم‪.‬‬

‫} يتخافتون بينهم { ‪ :‬أي يخفضون أصواتهم يتسارون بينهم من شدة الهول‪.‬‬

‫} أمثلهم طريقة { ‪ :‬أي أعدلهم رأي‪N‬ا في ذلك‪ ،‬وهذا كله لعظم الموقف وشدة الهول والفزع‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد نهاية الحديث بين موسى وفرعون‪ ،‬وبين موسى‪ ،‬وبني اسرائيل قال تعالى لرسوله محمد صلى ال عليه‬
‫وسلم } كذلك نقص عليك { أي كما قصصنا عليك ما قصصنا من نبأ موسى وفرعون وخبر موسى وبني‬
‫إسرائيل نقص عليك } من أنباء قد سبق { أي أحداث المم السابقة ليكون ذلك آية نبوتك ووحينا إليك‪ ،‬وعبرة‬
‫وذكرى للمؤمنين‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وقد آتيناك من لدنا ذكرا‪ { N‬أي وقد أعطيناك تفضل منا ذكرا وهو القرآن‬
‫العظيم يذكر به العبد ويهتدي به الى سبيل النجاة والسعادة‪ ،‬وقوله } من أعرض عنه { أي عن القرآن فلم يؤمن‬
‫به ولم يعمل بما فيه } فإنه يحمل يوم القيامة وزرا‪ { N‬أي اثما‪ N‬عظيما‪ N‬لنه لم يعمل صالحا‪ N‬ولك عمله كان سيئا‬
‫لكفره وعدم إيمانه‪ } ،‬خالدين فيه { أي في ذلك الوزر في النار‪ ،‬وقوله } وساء لهم يوم القيامة حمل‪ { N‬أي قبح‬
‫ذلك الحمل حمل‪ N‬يوم القيامة إذ صاحبه ل ينجو من العذاب بل بطرح معه في جهنم يخلد فيها وقوله } يوم ينفخ‬
‫في الصور ونحشر المجرمين { أي المكذبين بالدين الحق العاملين بالشرك والمعاصي } يومئذ { أي يوم ينفخ‬
‫في الصور النفخة الثانية } زرقا { أي العين مع اسوداد الوجوه وقوله‪ } :‬يتخافتون بينهم { أي يتهامسون بينهم‬
‫يسأل بعضهم بعضا‪ N‬كما لبثتم في الدنيا وفي القبور فيقول البعض‪ } :‬إن لبثتم ال عشر‪N‬ا { أي ما لبثتم إل عشر‬
‫ليال‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة { أي أعدلهم رأيا‪ } N‬إن لبثتم إل يوما‪ ، { N‬وهذا‬
‫التقال للزمن الطويل سببه هول القيامة وعظم ما يشاهدون فيها من ألوان الفزع والعذاب‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير نبوة محمد صلى ال عليه وسلم يقص تعالى انباء ما قد سبق بعد قصه عليه أنباء موسى وفرعون‬
‫بالحق‪ ،‬وايتائه القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -2‬كون القرآن للذاكرين لما يحمل من الحجج والدلئل والبراهين‪.‬‬

‫‪ -3‬سوء حال المجرمين يوم القيامة‪ ،‬الذين أعرضوا عن القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -4‬عظم أهوال يوم القيامة حتى يتقال معها المرء مدة الحياة الدنيا التي هي آلف العوام‪.‬‬

‫} ويس‪%‬ألونك عن ٱلجبال فقل ينسفها رب‪#‬ي نس‪%‬فا‪ } * { S‬فيذرها قاعا‪ S‬صفصفا‪ } * { S‬ل ترى فيها‬
‫عوجا‪ S‬ول* أم‪%‬تا‪ } * { S‬يو‪%‬مئذ@ يتبعون ٱلداعي ل عوج له وخشعت ٱلص‪%‬وات للرح‪%‬مـن فل تس‪%‬مع‬
‫إل هم‪%‬سا‪ } * { S‬يو‪%‬مئذ@ ل تنفع ٱلشفاعة إل من‪ %‬أذن له ٱلرح‪%‬مـن ورضي له قو‪%‬ل‪ } * { S‬يع‪%‬لم ما‬
‫بي‪%‬ن أي‪%‬ديهم‪ %‬وما خلفهم‪ %‬ول يحيطون به علما‪ } * { S‬وعنت ٱلوجوه للحي‪ #‬ٱلقي‪O‬وم وقد‪ %‬خاب من‬
‫حمل ظلما‪ } * { S‬ومن يع‪%‬مل من ٱلصالحات وهو مؤمن‪ V‬فل يخاف ظلما‪ S‬ول هض‪%‬ما‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} يسألونك عن الجبال { ‪ :‬أي المشركون عن الجبال كيف تكون يوم القيامة‪.‬‬

‫} فقل ينسفها ربي نسفا { ‪ :‬أي يفتتها ثم تذرها الرياح فتكون هباء منثا‪.N‬‬

‫} قاعا‪ N‬صفصفا { ‪ :‬أي مستويا‪.N‬‬

‫} عوجا ول أمتا { ‪ :‬اي ل ترى فيها انخفاضا‪ N‬ول ارتفاعا‪.N‬‬


‫} الداعي { ‪ :‬أي إلى المحشر يدعوهم إليه للعرض على الرب تعالى‪.‬‬

‫} وخشعت الصوات { ‪ :‬أي سكنت فل يسمع الهمس وهو صوت القدام الخلفي‪.‬‬

‫} ورضى له قول‪ : { N‬بأن قال ل إله إل ال من قلبه صادقا‪.N‬‬

‫} ول يحيطون به علما { ‪ :‬ال تعالى ما بين أيدي الناس وما خلفهم‪ ،‬وهو ل يحيطون به علما‪.‬‬

‫} وعنت الوجوه للحي القيوم { ‪ :‬أي ذلت وخضعت للرب الحي الذي ل يموت‪.‬‬

‫} من حمل ظلما { ‪ :‬أي جاء يوم القيامة يحمل أوزار الظلم وهو الشرك‪.‬‬

‫} ظلما ول هضما { ‪ :‬أي ل يخاف ظلما بأن يزاد في سيئاته ول هضما‪ N‬بأن ينقص من حسناته‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يقول تعالى لرسوله‪ } :‬ويسألونك { أي المشركين من قومك المكذبين بالبعث الخر والجزاء } عن الجبال { عن‬
‫مصيرها يوم القيامة فقل له‪ } :‬ينسفها ربي نسفا‪ ،‬فيذرها قاعا‪ N‬صفصفا‪ N‬ل ترى فيها عوجا ول أمتا { أي أجبهم‬
‫بان ال تعالى يفتتها ثم ينسفها فتكون هباء منبثا‪ ،N‬فيترك أماكنها قاعا‪ N‬صفصفا‪ N‬أي أرضا‪ N‬مستوية ل ترى فيها‬
‫عوجا‪ N‬ول أمتا أي ل انخفاضا‪ N‬ول ارتفاعا‪ .‬وقوله } يومئذ يتبعون الداعي ل عوج له وخشعت الصوات‬
‫للرحمن فل تسمع إل همسا‪ { N‬أي يوم تقوم القيامة فينشرون يدعوهم الداعي هلموا الى أرض المحشر فل‬
‫يميلون عن صوته يمنة ول يسرة وهو معنى ل عوج له‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وخشعت الصوات للرحمن { أي‬
‫ذلت وسكنت } فل تسمع إل همسا‪ { N‬وهو صوت خفي كأصوات خفاف البل إذا مشت وقوله تعالى‪ } :‬يومئذ ل‬
‫تنفع الشفاعة إل من أذن له الرحمن ورضي له قول { أي يخبر تعالى انهم يوم جمعهم للمحشر لفصل القضاء‬
‫ل تنفع شفاعة أحد‪ q‬أحدا‪ N‬إل من أذن له الرحمن في الشفاعة‪ ،‬ورضى له قول أي وكان المشفوع فيه من أهل‬
‫التوحيد ل إله إل ال وقوله } يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم‪ ،‬ول يحيطون به علما‪ { N‬أي يعلم ما بين أيدي أهل‬
‫المحشر أي ما يسيحكم به عليهم من جنة او نار‪ ،‬وما خلفهم مما تركوه من أعمال في الدنيا‪ ،‬وهم ل يحيطون‬
‫به عزوجل علما‪ ،N‬فلذا سيكون الجزاء عادل‪ N‬رحيما‪ ،N‬وقوله‪ } :‬وعنت الوجوه للحي القيوم { أي ذلت وخضعت‬
‫كما يعنو بوجهه السير‪ ،‬والحي القيوم هو ال جل جلله وقوله تعالى‪ } :‬وقد خاب { أي خسر } من حمل ظلما‬
‫{ أل وهو الشرك والعياذ بال وقوله تعال‪ } :‬ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن { والحال أنه مؤمن بال‬
‫وملئكته وكتبه ورسوله واليوم الخر والبعث الخر فهذا ل يخاف ظلما بالزيادة في سيآته‪ ،‬ول هضما بنقص‬
‫من حسناته‪ ،‬وهي عدالة ال تعالى تتجلى في موقف الحساب والجزاء‪.‬‬
‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان جهل المشركين في سؤالهم عن الجبال‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير مبدأ البعث الخر‪.‬‬

‫‪ -3‬ل شفاعة لغير أهل التوحيد فل ي‪l‬شفع مشرك‪ ،‬ول ي‪n‬شفع لمشرك‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان خيبة المشركين وفوز الموحدين يوم القيامة‪.‬‬

‫} وكذلك أنزلناه قر‪%‬آنا‪ S‬عربي‪j‬ا‪ S‬وصرفنا فيه من ٱلوعيد لعلهم‪ %‬يتقون أو‪ %‬يح‪%‬دث لهم‪ %‬ذكرا‪* { S‬‬
‫} فتعلى ٱلله ٱلملك ٱلحق ول تع‪%‬جل بٱلقر‪%‬آن من قب‪%‬ل أن يقضى إلي‪%‬ك وح‪%‬يه وقل رب‪ #‬زد‪%‬ني‬
‫علما‪ } * { S‬ولقد‪ %‬عهد‪%‬نآ إلى ءادم من ق ‪%‬بل) فنسي ولم‪ %‬نجد‪ %‬له عز‪%‬ما‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وكذلك أنزلنا { ‪ :‬أي مثل ذلك النزال أنزلنا قرآنا‪ N‬عربيا‪ N‬أي بلغة العرب ليفهموه‪.‬‬

‫} وصرفنا فيه من الوعيد { ‪ :‬أي من أنواع الوعيد‪ ،‬وفنون العذاب الدنيوي والخروى‪.‬‬

‫} أو يحدث لهم ذكرا { ‪ :‬أي بهلك المم السابقة فيتعظون فيتوبون ويسلمون‪.‬‬

‫} فتعالى ال الملك الحق { ‪ :‬أي عما يقول المفترون ويشرك المشركون‪.‬‬

‫} ول تعجل بالقرآن { ‪ :‬أي بقرءاته‪.‬‬

‫} من قبل أن يقضى إليك وحيه { ‪ :‬أي من أن يفرغ جبريل من قراءته عليك‪.‬‬

‫} عهدنا إلى آدم { ‪ :‬أي وصيناه أن ل يأكل من الشجرة‪.‬‬


‫} فنسي { ‪ :‬أي عهدنا وتركه‪.‬‬

‫} ولم نجد له عزما { ‪ :‬أي حزما وصبرا‪ N‬عما نهياه عنه‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يقول تعالى } وكذلك أنزلناه قرآنا‪ N‬عربيا‪ { N‬أي ومثل ما أنزلنا من تلك اليات المشتملة على الوعد والوعيد‬
‫أنزلنا القرآن بلغة العرب ليفهموه ويهتدوا به } وصرفنا فيه من الوعيد { أي بينا فيه من أنواع الوعيد وكررنا‬
‫فنون العذاب الدنيوي والخروى لعل قومك أيها الرسول يتقون ما كان سببا في اهلك المم السابقة وهو‬
‫الشرك والتكذيب والمعاصي } أو يحدث لهم ذكرا { أي يوجد لهم ذكرا في أنفسهم فيتعظون فيتوبون من الشرك‬
‫والتكذيب للرسول ويطيعون ربهم فيكملون ويسعدون هذا ما دلت عليه الية الولى )‪.(113‬‬

‫وأما الية الثانية وهي قوله تعالى } فتعالى ال الملك الحق { فإن ال تعالى يخبر عن علوه من سائر خلقه‬
‫وملكه لهم وتصرفه فيهم وقهره لهم‪ ،‬ومن ثم فهو منزه عن الشريك والولد وعن كل نقص يصفه به المفترون‬
‫الكذابون‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬ول تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه { يعلم تعالى رسوله كيفية تلقي القرآن عن جبريل‬
‫عليه السلم فيرشده إلى أنه ل ينبغي أن يستعجل في قراءة اليات ول في إملئها على أصحابها ول في الحكم‬
‫بها حتى يفرغ جبريل من قراءتها كاملة عليه وبيان مراد ال تعالى منها في إنزالها عليه‪ .‬وطلب إليه أن يسأله‬
‫المزيد من العلم بقوله‪ } :‬وقل رب زدني علما { ‪ ،‬وفيه إشعار بأنه دائما‪ N‬في حاجة الى المزيد‪ ،‬ولذا فل‬
‫يستعجل ولكن يتريث ويتمهل‪ ،‬وهذا علماء أمته أحوج منه صلى ال عليه وسلم فالستعجال في الفيتا وفي‬
‫اصدار الحكم كثيرا‪ N‬ما يخطئ صاحبهما‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما { يقول تعالى مخبرا‪ N‬رسوله والمؤمنين ولقد‬
‫وصينا آدم من قبل هذه المم التي أمرناها ونهيناها فلم يطع أكثرها وصيناه بأن ل يطيع عدوه ابليس وأن ل‬
‫يأكل من الشجرة فترك وصيتنا ناسيا لها غير مبال بها وأطاع عدوه وأكل من الشجرة‪ ،‬ولم نجد له عزما‪ N‬بل‬
‫ضعف أمام الغراء والتزيين فلم يحفظ العهد ولم يصبر على الطاعة‪ ،‬فكيف إذا‪ N‬بغير آدم من سائر ذرياته فلذا‬
‫ينبغي أن ل تأسى ول تحزن على عدم ايمان قومك بك واستجابتهم لدعوتك‪.‬‬

‫هداية اليات‬
‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان الحكمة من إنزال القرآن باللسان العربي وتصريف الوعيد فيه‪.‬‬

‫‪ -2‬اثبات علو ال تعالى وقهره لعباده وملكه لهم وتنزهه عن الولد والشريك كل نقص يصفه به المبطلون‪.‬‬

‫‪ -3‬استحباب التريث والتأني في قراءة القرآن وتفسيره وإصدار الحكم والفيتا منه‪.‬‬

‫‪ -4‬الترغيب في طلب العلم والمزيد من التحصيل العلمي وإشعار النفس بالجهل والحاجة الى العلم‪.‬‬

‫‪ -5‬التسلية بنسيان آدم وضعف قلبه أمام الغراء الشيطاني‪.‬‬

‫} وإذ قلنا للملئكة ٱس‪%‬جدوا لدم فسجدو*ا إل إب‪%‬ليس أبى { * } فقلنا يآءادم إن هـذا عدو‪ s‬لك‬
‫ولزو‪%‬جك فل يخرجنكما من ٱلجنة فتشقى { * } إن لك أل تجوع فيها ول تع‪%‬رى { * } وأنك ل‬
‫تظمأ) فيها ول تض‪%‬حى { * } فوس‪%‬وس إلي‪%‬ه ٱلشي‪%‬طان قال يآدم هل أدلك على شجرة ٱلخلد وملك‬
‫ل يب‪%‬لى { * } فأكل منها فبدت لهما سو‪%‬ءاتهما وطفقا يخصفان علي‪%‬هما من ورق ٱلجنة وعصى‬
‫ءادم ربه فغوى { * } ثم ٱج‪%‬تباه رب‪O‬ه فتاب علي‪%‬ه وهدى {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وإذ قلنا للملئكة { ‪ :‬أي اذكر قولنا للعظة والعتبار‪.‬‬

‫} إل ابليس أبى { ‪ :‬أي امتنع من السجود لكبر في نفسه إذ هو ليس من الملئكة وإنما هو ابن الجان كان مع‬
‫الملئكة يعبد ال معهم‪.‬‬

‫} عدو لك ولزوجك { ‪ :‬أي حواء ومعنى عدو أنه ل يحب لكما الخير بل يريد لكما الشر‪.‬‬

‫} فتشقى { ‪ :‬أي بالعمل في الرض إذ ترزع وتحصد وتطحن وتخبز حتى تتغذى‪.‬‬

‫} ل تظمأ فيها ول تضحى { ‪ :‬أي ل تعطش ول يصيبك حر شمس الضحى المؤلم في الرض‪.‬‬

‫} شجرة الخلد { ‪ :‬أي التي يخلد من أكل منها‪.‬‬


‫} وملك ل يبلى { ‪ :‬أي ل يفنى ول يبيد ولزم ذلك الخلود‪.‬‬

‫} فبدت لهما سواءتهما { ‪ :‬أي ظهر كل منها ق‪n V‬بل• صاحبه ود‪n‬ب‪l‬ره‪ n‬فاستاءا لذلك‪.‬‬

‫} وطفقا يخصفان { ‪ :‬أي أخذا وجعل يلزقان ورق الشجر عليهما ستر‪N‬ا لسوءاتهما } فغوى { ‪ :‬أي بالكل من‬
‫الشجرة المهني عنها‪.‬‬

‫} فاجتباه ربه فتاب عليه { ‪ :‬أي اختاره لوليته فهداه فتاب ليكون عبدا‪ N‬صالحا‪.N‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫لما ذكر تعالى ضعف آدم عليه السلم حيث عهد ال إليه بعدم طاعة إبليس حتى ل يخرجه هو وزوجه من‬
‫الجنة‪ ،‬وأن آدم نسي العهد فأكل من الشجرة ناسب ذكر قصة آدم بتمامها ليكون موعظة للمتقين وهدى‬
‫للمؤمنين فقال تعال لرسوله محمد صلى ال عليه وسلم واذكر } وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لدم { وسجودهم‬
‫عبادة ال تعالى وتحية لدم لشرفه وعلمه‪ .‬فامتثلت الملئكة أمر ال } فسجدوا { كلهم اجمعون } إل إبليس‬
‫أبى { أن يسجد لما داخله من الكبر ولنه لم يكن من الملئكة بل كان من الجن إل أنه يتعبد ال تعالى مع‬
‫الملئكة في السماء‪ .‬هذا ما دلت عليه الية الولى )‪.(116‬‬

‫وقوله تعالى } فقلنا يا آدم { أي بعد أن تكبر إبليس عن السجود لدم نصحنا آدم وقلنا له } إن هذا { أي إبليس }‬
‫عدو لك ولزوجك فل يخرجنكما من الجنة فتشقى { أي فل تطيعانه فأن طاعته تكون سبب أخراجكما من الجنة‬
‫ومتى خرجتما منها شقيتما‪ ،‬ووجه الخطاب الى آدم في قوله تعالى‪ :‬فتشقى لن المراد من الشقاء هنا العمل‬
‫كالزرع والحصاد وغيرهما مما هو ضروري للعيش خارج الجنة والزوج هو المسئول عن إعاشة زوجته فهو‬
‫الذي يشقى دونها‪ ،‬وقوله تعالى لدم } إن لك أل تجوع فيها { أي في الجنة } ول تعرى { ‪ } ،‬وإنك ل تظمأ‬
‫فيها { أي ل تعطش } ول تضحى { أي ل تتعرض لحر الشمس ضحى كما هي في الرض والخطاب وإن‬
‫كان لدم فحواء تابعة له بحكم رئاسة الزوج على زوجته‪ ،‬ومن الدب خطاب الرجل دون امرأته إذ هي تابعة‬
‫له وقوله تعالى‪ } :‬فوسوس إليه الشيطان { أي ناداه من طريق الوسوسة‪ } .‬يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد‬
‫وملك ل يبلى { فقبل منه ذلك آدم واستجاب لوسوسته فأكلت حواء أول‪ N‬ثم أكل آدم وهو قوله تعالى } فأكل‬
‫منها { فترتب على ذلك انكشاف سوءاتهما لهما بذهاب النور الساتر لهما بمعصية ل تعالى وقوله تعالى‬
‫} فطفقا يخصفان عليهما { من ورق الشجر أي فأخذا يشدان ورق الشجر على عوراتهما سترا‪ N‬لهما لن منظر‬
‫العورة يسوء الدمي ولذلك سميت العورة سوءة وهكذا عصى آدم ربه باستجابته لوسواس عدوه وأكله من‬
‫الشجرة فبذلك غوى‪ ،‬إل أن ربه تعالى اجتباه أي نبيا‪ N‬وقربه وليا‪ } N‬فتاب عليه وهدى { وهداه للعمل بطاعته‬
‫ليكون من جملة أصفيائه وصالح عباده‪.‬‬

‫والحمد ل ذي النعام والفضال‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير النبوة المحمدية بذكر مثل هذا القصص الذي ل يعلم إل بالوحي اللهي‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير عداوة إبليس لبني آدم‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان أن الجنة ل نصب فيها ول تعب‪ ،‬وإنما ذلك في الرض‪.‬‬

‫‪ -4‬التحذير من أخطار الستجابة لوسوسة إبليس فإنها ت‪V‬ردى صاحبها‪.‬‬

‫‪ -5‬ضعف المرأة وقلة عزمها فقد أكلت قبل آدم فسهلت عليه المعصية‪.‬‬

‫‪ -6‬كون المرأة تابعة للرجل وليس لها أن تستقل بحال من الحوال‪.‬‬

‫‪ -7‬حرمة كشف العورات ووجوب سترها‪.‬‬

‫‪ -8‬إثبات نبوة آدم وتوبة ال عليه وقبولها منه وهدايته إلى العمل بمحابة وترك مكارهه‪.‬‬

‫} قال ٱه‪%‬بطا منها جميعا‪ S‬بع‪%‬ضكم‪ %‬لبع‪%‬ض@ عدو‪ s‬فإما يأتينكم م‪#‬ن‪R‬ي هد‪g‬ى فمن ٱتبع هداي فل يضل‬
‫ول يشقى { * } ومن‪ %‬أع‪%‬رض عن ذكري فإن له معيشة‪ S‬ضنكا‪ S‬ونح‪%‬شره يو‪%‬م ٱلقيامة أع‪%‬مى { *‬
‫} قال رب‪ #‬لم حشر‪%‬تني* أع‪%‬مى وقد‪ %‬كنت بصيرا‪ } * { S‬قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك ٱليو‪%‬م‬
‫تنسى { * } وكذلك نج‪%‬زي من‪ %‬أس‪%‬رف ولم‪ %‬يؤمن بآيات رب‪#‬ه ولعذاب ٱلخرة أشد‪ O‬وأب‪%‬قى {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} قال اهبطا منها جميعا { ‪ :‬أي آدم وحواء من الجنة وإبليس سبق أن أبلس وهبط‪.‬‬
‫} بعضكم لبعض عدو { ‪ :‬أي آدم وحواء وذريتها عدو لبليس وذريته‪ ،‬وإبليس وذريته عدو لدم وحواء‬
‫وذريتهما‪.‬‬

‫} فإما يأتينكم مني هدى { ‪ :‬أي فإن يأتيكم مني هدى وهو كتاب ورسول‪.‬‬

‫} فمن اتبع هداي { ‪ :‬أي الذي أرسلت به رسولي وهو القرآن‪.‬‬

‫} فل يضل { ‪ :‬أي في الدنيا‪.‬‬

‫} ول يشقى { ‪ :‬في الخرة‪.‬‬

‫} ومن أعرض عن ذكري { ‪ :‬أي عن القرآن فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه‪.‬‬

‫} معيشة ضنكا { ‪ :‬أي ضيقة تضيق بها نفسه ولم يسعد بهل ولو كانت واسعة‪.‬‬

‫} أعمى { ‪ :‬أي أعمى البصر ل يبصر‪.‬‬

‫} وقد كنت بصيرا { ‪ :‬أي ذا بصر في الدنيا وعند البعث‪.‬‬

‫} قال كذلك { ‪ :‬أي المر كذلك أتتك آياتنا فنسيتها فكما نسيتها تنسى في جهنم‪.‬‬

‫} وكذلك نجزي من أسرف { ‪ :‬أي وكذلك الجزاء الذي جازينا به من نسي آياتنا نجزي من أسرف في‬
‫المعاصي ولم يقف عند حد‪ ،‬ولم يؤمن بآيات ربه سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫} أشد وأبقى { ‪ :‬أي أشد من عذاب الدنيا وأدوم فل ينقضي ول ينتهي‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في قصة آدم إنها لما أكل آدم وحواء من الشجرة وبدت لهما سواءتهما وعاتبهما ربهما‬
‫بقوله في آية غير هذه‬
‫{‬ ‫} ألم أنهكما عن تلكم الشجرة وأقل إن الشيطان لكما عدو مبين‬
‫وأنزل على آدم كلمة التوبة فقالها مع زوجته فتاب ال عليهما لما تم كل ذلك قال } اهبطا منها { أي من الجنة‬
‫} جميعا‪ { N‬إذ إبليس العدو قد ‪V‬اب‪r‬ل‪p‬س من قبل وط‪V‬رد من الجنة فهبطوا جميعا‪ .N‬وقوله } فإما يأتينكم مني هدى‪ { a‬أي‬
‫بيان عبادتي تحمله كتبي وتبينه رسلي‪ } ،‬فمن اتبع هداي { فآمن به وعمل بما فيه } فل يضل { في حياته‬
‫} ول يشقى { في آخرته } ومن أعرض عن ذكري { أي فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه } فإن له { أي جزاء‬
‫منا له } معيشة ضنكا { أي ضيقة تضيق بها نفسه فلم يشعر بالغبطة والسعادة وإن اتسع رزقه كما يضيق عليه‬
‫قبره ويشقى فيه طيلة حياة البرزخ‪ ،‬ويحشر يوم القيامة أعمى ل حجة له ول بصر يبصر به‪ .‬وقد يعجب لحاله‬
‫ويسأل ربه } لم حشرتني أعمى وقد كنت { في الدنيا وفي البعث } بصيرا { فيجيبه ربه تعالى‪ } :‬كذلك { أي‬
‫المر كذلك بصيرا وأصبحت أعمى لنك } أتتك آياتنا { تحملها كتبنا وتبينها رسلنا } فنسيتها { أي تركتها ولم‬
‫تلتفت إليها معرضا عنها فاليوم تترك في جهنم منسيا‪ N‬كذلك وقوله تعالى في الية الخرة )‪ } (127‬وكذلك‬
‫نجزي من أسرف { في معاصينا فلم يقف عند حد ولم يؤمن بآيات ربه فنجعل له معيشة ضنكا‪ N‬في حياته الدنيا‬
‫وفي البرزخ } ولعذاب الخرة أشد { من عذاب الدنيا } وأبقى { أي أدوم حيث ل ينقضي ول ينتهي‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عداوة الشيطان للنسان‪.‬‬

‫‪ -2‬ع‪p‬د‪l‬ة‪ V‬ال تعالى لمن آمن بالقرآن وعمل بما فيه أن ل يضل في حياته ول يشقى في آخرته‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان جزاء من أعرض عن القرآن في الدنيا والخرة‪.‬‬

‫‪ -4‬التنديد بالسراف في الذنوب والمعاصي مع الكفر بآيات ال‪ ،‬وبيان جزاء ذلك‪.‬‬

‫} أفلم‪ %‬يه‪%‬د لهم‪ %‬كم‪ %‬أه‪%‬لكنا قب‪%‬لهم‪ %‬م‪#‬ن ٱلقرون يم‪%‬شون في مساكنهم‪ %‬إن في ذلك ليات@ ل)و‪%‬لي ٱلنهى‬
‫{ * } ولو‪%‬ل كلمة‪ U‬سبقت من رب‪#‬ك لكان لزاما‪ S‬وأج ‪Z‬ل م‪O‬سم‪N‬ى { * } فٱص‪%‬بر‪ %‬على ما يقولون‬
‫وسب‪#‬ح‪ %‬بحم‪%‬د رب‪#‬ك قب‪%‬ل طلوع ٱلشم‪%‬س وقب‪%‬ل غروبها ومن‪ %‬آنآء ٱللي‪%‬ل فسب‪#‬ح‪ %‬وأطراف ٱلنهار لعلك‬
‫تر‪%‬ضى { * } ول تمدن عي‪%‬ني‪%‬ك إلى ما متع‪%‬نا به أز‪%‬واجا‪ S‬م‪#‬نهم‪ %‬زه‪%‬رة ٱلحياة ٱلد‪O‬نيا لنفتنهم‪ %‬فيه‬
‫ورز‪%‬ق رب‪#‬ك خي‪%‬ر‪ V‬وأب‪%‬قى { * } وأمر‪ %‬أه‪%‬لك بٱلصلة وٱص‪%‬طبر‪ %‬علي‪%‬ها ل نس‪%‬ألك رز‪%‬قا‪ S‬نح‪%‬ن نر‪%‬زقك‬
‫وٱلعاقبة للتقوى {‬
‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} أفلم يهد لهم { ‪ :‬أي أفلم ي‪n‬بين‪ r‬لهم‪.‬‬

‫} من القرون { ‪ :‬أي من أهل القرون‪.‬‬

‫} ليات لولى النهى { ‪ :‬أي أصحاب العقول الراجحة إذ النهية العقل‪.‬‬

‫} ولول كلمة سبقت { ‪ :‬أي بتأخير العذاب عنهم‪.‬‬

‫} لكان لزاما { ‪ :‬أي العذاب لزما ل يتأخر عنهم بحال‪.‬‬

‫} ما يقولون { ‪ :‬من كلمات الكفر‪ ،‬ومن مطالبتهم باليات‪.‬‬

‫} ومن آناء الليل { ‪ :‬أي ساعات الليل واحدها إني أوإنو‪.‬‬

‫} لعلك ترضى { ‪ :‬أي رجاء أن تثاب الثواب الحسن الذي ترضى به‪.‬‬

‫ل منهم من الكافرين‪.‬‬
‫} إلى ما متعنا به ازواجا‪ N‬منهم { ‪ :‬أي رجا ‪N‬‬

‫} زهرة الحياة الدنيا { ‪ :‬أي زينة الحياة الدنيا وقيل فيها زهرة لنها سرعان ما تذبل وتذوى‪.‬‬

‫} لنفتنهم فيه { ‪ :‬أي لنبتليهم في ذلك أيشكرون أم يكفرون‪.‬‬

‫} والعاقبة للتقوى { ‪ :‬العاقبة الحميدة في الدنيا والخرة لهل التقوى‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد ذكر قصة آدم عليه السلم وما تضمنته من هداية اليات قال تعالى } أفلم يهد { لهل مكة المكذبين‬
‫المشركين أي أغ‪j‬ف‪j‬لوا فلم يهد لهم أي يتبين } كم اهلكنا قبلهم من القرون { أي اهلكنا للعديد من أهل القرون‬
‫الذين هم يمشون في مساكنهم ذاهبين جائين كثمود وأصحاب مدين والمؤتفكات أهلكناهم بكفرهم ومعاصيهم‬
‫فيؤمنوا ويوحدوا ويطيعوا فينجوا ويسعدوا‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬إن في ذلك { المذكور من الهلك للقرون الولى }‬
‫ليات { أي دلئل واضحة على وجوب اليمان بال ورسوله وطاعتهما‪ } ،‬لولى النهى { أي لصحاب العقول‬
‫أما الذين ل عقول لهم لنهم عطلوها فلم يفكروا بها فل يكون في ذلك آيات لهم‪ .‬وقوله تعالى } ولول كلمة‬
‫سبقت من ربك { بأن ل تموت نفسه حتى تستوفي اجلها‪ ،‬وأجل مسمى عند ال في كتاب المقادير ل يتبدل ول‬
‫يتغير لكان عذابهم لزما‪ N‬لهم لما هم عليه من الكفر والشرك والعصيان‪ .‬وعليه } فاصبر { يا رسولنا } على ما‬
‫يقولون { من أنك ساحر وشاعر وكاذب وكاهن من كلمات الكفر‪ ،‬واستعن على ذلك بالصلة ذات الذكر‬
‫والتسبيح } قبل طلوع الشمس { وهو صلة الصبح } وقبل غروبها { وهو صلة العصر } ومن آناء الليل { أي‬
‫ساعات الليل وهما صلتا المغرب والعشاء‪ } ،‬وأطراف النهار { وهو صلة الظهر لنها تقع بين طرفي النهار‬
‫أي نصفه الول ونصفه الثاني وذلك عند زوال الشمس‪ ،‬لعلك بذلك ترضى بثواب ال تعالى لك‪.‬‬

‫وقوله تعالى } ول تمدن عينيك { أي ل تتطلع ناظرا‪ } N‬إلى ما متعنا به أزواجا‪ N‬منهم { أشكال‪ N‬في عقائدهم‬
‫وأخلقهم وسلوكهم } زهرة الحياة الدنيا { أي من زينة الحياة الدنيا } لنفتنهم فيه { أي لنختبرهم في ذلك الذي‬
‫متعناهم به من زينة الحياة الدنيا وقوله تعالى‪ } :‬ورزق ربك { أي ما لك عند ال من أجر ومثوبة } خير وأبقى‬
‫{ خيرا‪ N‬في نوعه وأبقى في مدته‪ ،‬واختيار الباقي على الفاني مطلب العقلء‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وأمر أهلك بالصلة واصطبر عليها { أي من أزواجك وبناتك وأتباعك المؤمنين بالصلة ففيها‬
‫الملذ وفيها الشفاء من آلم الحاجة والخصاصية واصطبر عليها واحمل نفسك على الصبر على إقامتها‪.‬‬

‫وقوله } ل نسألك رزقا‪ { N‬أي ل نكلفك ما ل ‪j‬تع‪r‬ط‪p‬يناه ولكن تكلف صلة فأدها على أكمل وجوهها‪ } .‬نحن‬
‫نرزقك { أي رزقك علينا‪ } ،‬والعاقبة للتقوى { أي العاقبة الحميدة في الدنيا والخرة لهل التقوى من عبادنا‬
‫وهم الذين يخشوننا فيؤدون ما أوجبنا عليهم ويجتنبون ما حرمنا عليهم رهبة منا ورغبة فينا‪ .‬هؤلء لهم أحسن‬
‫العواقب ينتهون إليها نصر في الدنيا وسعادة في الخرة‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير مبدأ العاقل من اعتبر بغيره‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان فضيلة العقل وشرف صاحبه وانتفاعه به‪.‬‬

‫‪ -3‬وجوب الصبر على دعوة ال والستعانة على ذلك بالصلة‪.‬‬


‫‪ -4‬بيان أوقات الصلوات الخمس والحصول على رضى النفس بثوابها‪.‬‬

‫‪ -5‬وجوب عدم تعلق النفس بما عند أهل الكفر من مال ومتاع لنهم ممحنون به‪.‬‬

‫‪ -6‬وجوب الرضا بما قسم ال للعبد من رزق إنتظارا‪ N‬لرزق الخرة الخالد الباقي‪.‬‬

‫‪ -7‬وجوب المر بالصلة بين الهل والولد والمسلمين والصبر على ذلك‪.‬‬

‫‪ -8‬فضل التقوى وكرامة أصحابها وفوزهم بحسن العاقبة في الدنيا والخرة‪.‬‬

‫‪ -9‬إقام الصلة بين أفراد السرة المسلمة ييسر ال تعالى به أسباب الرزق وتوسعته عليهم‪.‬‬

‫} وقالوا لو‪%‬ل يأتينا بآية@ م‪#‬ن رب‪#‬ه أولم‪ %‬تأتهم‪ %‬بي‪#‬نة ما في ٱلص‪O‬حف ٱل)ولى { * } ول ‪%‬و أنآ أه‪%‬لكناهم‬
‫بعذاب@ م‪#‬ن قب‪%‬له لقالوا ربنا ل ‪%‬ول* أر‪%‬سلت إلي‪%‬نا رسول‪ S‬فنتبع آياتك من قب‪%‬ل أن نذل ونخزى { *‬
‫} قل كل| م‪O‬تر ‪#‬بص‪ V‬فتربصوا فستع‪%‬لمون من‪ %‬أص‪%‬حاب ٱلص‪#‬راط ٱلسوي‪ #‬ومن ٱه‪%‬تدى {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} لول { ‪ :‬أي ه‪l‬ل فهي أداة تخيض وحث على وقوع ما يذكر بعدها‪.‬‬

‫} بآية من ربه { ‪ :‬أي معجزة تدل على صدقه في نبوته ورسالته‪.‬‬

‫} بينة ما في الصحف الولى { ‪ :‬أي المشتمل عليها القرآن العظيم من أنباء المم الماضية وهلكهم بتكذيبهم‬
‫لرسلهم‪.‬‬

‫} من قبله { ‪ :‬من قبل ارسالنا رسولنا محمد صلى ال عليه وسلم وانزالنا القرآن‪.‬‬

‫} من قبل أن ندل ونخزى { ‪ :‬أي من قبل أن يصينبا الذل والخزي يوم القيامة في جهنم‪.‬‬

‫} متربص { ‪ :‬أي منتظر ما يؤول إليه المر‪.‬‬

‫} فستعلمون { ‪ :‬أي يوم القيامة‪.‬‬


‫} الصراط السوي { ‪ :‬أي الدين الصحيح وهو السلم‪.‬‬

‫} ومن اهتدي { ‪ :‬أي ممن ضل نحن أم أنتم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق مع المشركين طلبا‪ N‬لهدايتهم فقال تعالى مخبرا‪ N‬عن أولئك المشركين الذين متع ال رجال‪ N‬منهم‬
‫بزهرة الحياة الدنيا أنهم أصروا على الشرك والتكذيب } وقالوا لول يأتينا بآية { أي هل يأتينا محمد بمعجزة‬
‫كالتي أتى بها صالح وموسى وعيسى بن مريم تدل على صدقه في نبوته ورسالته إلينا‪ .‬فقال تعالى رادا‪ N‬عليهم‬
‫قولتهم الباطلة‪ } :‬أو لم تأتهم ب‪l‬ي‪b‬نة ما في الصحف الولى؟ { أيطالبون باليات وقد جاءتهم بينة ما في الصحف‬
‫الولى بواسطة القرأن الكريم فعرفوا ما حل بالمم التي طالبت باليات ولما جاءتهم اليات كذبوا بها فأهلكهم‬
‫ال بتكذيبهم فما يؤمن هؤلء المشركين المطالبين باليات أنها لو جاءتهم ما آمنوا بها فأهلكوا كما أهلك‬
‫المكذبين من قبلهم‪.‬‬

‫وقوله تعالى في الية الثانية )‪ } (134‬ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله { أي من قبل ارسالنا محمد وانزالنا‬
‫الكتاب عليه لقالوا للرب تعالى إذا وقفوا بين يديه‪ } :‬ربنا لول أرسلت إلينا رسول‪ N‬فنتبع آياتك { فيما تدعونا إليه‬
‫من التوحيد واليمان والعمل الصالح وذلك من قبل أن نذل هذا الذل ونخزى هذا الخزي في نار جهنم‪ .‬فإن‬
‫كان هذا قولهم ل محالة فلم ل يؤمنون ويتبعون آيات ال فيعلمون بما جاء فيها من الهدى قبل حلول العذاب‬
‫بهم؟ وفي الية الخيرة قال تعالى لرسوله بعد هذا الرشاد الذي أرشدهم إليه } قل كل متربص { أي كل منا‬
‫متربص أي منتظر ما يؤول إليه المر } فتربصوا {‪ .‬فستعلمون في نهاية المر وعندنا توقفون في عرصات‬
‫القيامة } من { هم } أصحاب الصراط السوي { الي ل اعوجاج فيه وهو السلم الدين الحق‪ } ،‬ومن اهتدى {‬
‫إلى سبيل النجاة والسعادة ممن ضل ذلك فخسر وهلك‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬المطالبة باليات سنة متبعة للمم والشعوب عندما تعرض عن الحق للعقل وهدايته‪.‬‬

‫‪ -2‬الذلة والخزي تصيب أهل النار يوم القيامة لما فرطوا فيه من اليمان والعمل الصالح‪ -3 .‬في الية إشادة‬
‫الى حديث أبي سعيد الخدري رضى ال عنه‪ " :‬يحتج به على ال يوم القيامة ثلثة‪ :‬الهالك في الفترة‪،‬‬
‫والمغلوب على عقله‪ ،‬والصبي الصغير‪ ،‬فيقول المغلوب على عقله لم تجعل لي عقل‪ N‬انتفع به‪ ،‬ويقول الهالك‬
‫في الفترة لم يأتني رسول ول نبي ولو أتاني لك رسول أو نبي لكنت أطوع خلقك إليك‪ ،‬وقرأ صلى ال عليه‬
‫وسلم } لول أرسلت إلينا رسول‪ { N‬ويقول الصبي الصغير كنت صغيرا‪ N‬ل أعقل ‪ ،‬قال فترفع لهم نار ويقال لهم‪:‬‬
‫ر‪p‬د‪n‬وها قال ف‪j‬ير‪p‬د‪n‬ها من كان في علم ال أنه سعيد‪ ،‬ويتلكأ عنها من كان في علم ال أنه شقي فيقول إياي عصيتم‬
‫فكيف برسلي لو أتتكم "‪ .‬رواه ابن جرير عند تفسير هذه الية } ربنا لول أرسلت إلينا رسول {‪.‬‬

‫سورة النبياء‬
‫} ٱقترب للناس حسابهم‪ %‬وهم‪ %‬في غفلة@ م‪O‬ع‪%‬رضون { * } ما يأتيهم‪ %‬م‪#‬ن ذكر@ م‪#‬ن رب‪#‬هم‪ %‬م‪O‬ح‪%‬دث@ إل‬
‫ٱس‪%‬تمعوه وهم‪ %‬يلعبون { * } لهية‪ S‬قلوبهم‪ %‬وأسر‪O‬وا ٱلنج‪%‬وى ٱلذين ظلموا هل هـذآ إل بشر‬
‫م‪#‬ثلكم‪ %‬أفتأتون ٱلس‪#‬ح‪%‬ر وأنتم‪ %‬تب‪%‬صرون { * } قال رب‪#‬ي يع‪%‬لم ٱلقو‪%‬ل في ٱلسمآء وٱلر‪%‬ض وهو‬
‫ٱلسميع ٱلعليم { * } بل قالو*ا أض‪%‬غاث أح‪%‬لم@ بل ٱفتراه بل هو شاعر‪ V‬فليأتنا بآية@ كمآ )أر‪%‬سل‬
‫ٱلولون { * } مآ آمنت قب‪%‬لهم‪ %‬م‪#‬ن قر‪%‬ية@ أه‪%‬لكناهآ أفهم‪ %‬يؤمنون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} اقترب للناس حسابهم { ‪ :‬أي قرب زمن حسابهم وهو يوم القيامة‪.‬‬

‫} وهم في غفلة { ‪ :‬أي عماهم صائرون إليه‪.‬‬

‫} معرضون { ‪ :‬أي عن التأهب ليوم الحساب بصالح العمال بعد ترك الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫} من ذكر من ربهم محدث { ‪ :‬أي من قرآن نازل من ربهم محدث جديد النزول‪.‬‬

‫} وهم يلعبون { ‪ :‬أي ساخرين مستهزئين‪.‬‬

‫} لهية قلوبهم { ‪ :‬مشغولة عند بما ل يغني من الباطل والشر والفساد‪.‬‬

‫} واسروا النجوى { ‪ :‬أي أخفوا مناجاتهم بينهم‪.‬‬

‫} أضغاث أحلم { ‪ :‬أي أخلط رآها في المنام‪.‬‬


‫} بل لفتراه { ‪ :‬أي اختلقه وكذبه ولم يوح إليه‪.‬‬

‫} أفهم يؤمنون { ‪ :‬أي ل يؤمنون فالستفهام للنفي‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يخبر تعالى فيقول وقوله الحق‪ } :‬اقترب للناس حسابهم { أي دنا وقرب وقت حسابهم على أعمالهم خيرها‬
‫وشرها } وهم في غفلة { عما ينتظرهم من حساب وجزاء } معرضون { عما يدعون إليه من التأهب ليوم‬
‫الحساب بترك الشرك والمعاصي والتزود باليمان وصالح العمال‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ما يأتيهم من ذكر من‬
‫ربهم محدث { أي ما ينزل ال من قرآن يعظهم به‪ ،‬ويذكرهم بما فيه } إل استمعوه وهو يلعبون { أي استمعوه‬
‫وهم هازئون ساخرون لعبون غير متدبرين له ول متفكرين فيه‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬لهية قلوبهم { أي مشغولة‬
‫عنه منصرفة عما تحمل اليات المحدثة النزول من هدى ونور‪ } ،‬وأسروا النجوى الذين ظلموا { وهو‬
‫المشركون قالوا في تناجيهم بينهم‪ } :‬هل هذا إل بشر مثلكم { أي ما محمد إل انسان مثلكم فكيف تؤمنون به‬
‫وتتابعونه على ما جاء به‪ ،‬إنه ما هو إل ساحر } أفتأتون السحر وأنتم تبصرون { ما لكم أين ذهبت عقولكم؟‬
‫قال تعالى لرسوله‪ } :‬قل ربي يعلم القول في السماء والرض وهو السميع‪ { ....‬لقول عباده } العليم {‬
‫بأعمالهم فهو تعالى سميع لما تقولون من الكذب عليم بصدقي وحقيقة ما أدعوكم إليه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬بل قالوا { أي أولئك المتناجون الظالمون } أضغاث أحلم { أي قالوا في القرآن يأتيهم من ربهم‬
‫محدث لهم؛ ليهتدوا به قالوا فيه أضغاث أي أخلط رؤيا منامية وليس بكلم ال ووحيه‪ } ،‬بل افتراه { انتقلوا‬
‫من قول إلى آخر لحيرتهم } بل هو شاعر { أي صلى ال عليه وسلم وما يقوله ليس من جنس الشعر الذي ذكر‬
‫أشياء ل واقع لها ول حقيقة‪ .‬وقوله تعالى عنه‪ } :‬فليأتنا بآية كما أرسل الولون { أي إن كان رسول‪ N‬كما يدعي‬
‫وليس بشاعر ول ساحر فليأتنا بآية أي معجزة كآية صالح أو موسى أو عيسى كما أرسل بها النبياء الولون‪.‬‬
‫قال تعالى‪ } :‬ما آمنت قبلهم من قرية { أي أهل قرية } أهلكناها { بالعذاب لما جاءتها الية فكذبت أفهم يؤمنون‬
‫أي ل يؤمنون إذ شأنهم شأن غيرهم‪ ،‬فلذا ل معنى لعطائهم الية من أجل اليمان ونحن نعلم أنهم ل يؤمنون‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬قرب الساعة‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان ما كان عليه المشركون من غفلة ولهو وإعراض‪ ،‬والناس اليوم أكثر منهم في ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬بيان حيرة المشركين إزاء الوحي اللهي والنبي صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -4‬المعجزات لم تكن يوما‪ N‬سببا‪ N‬في هداية الناس بل كانت سبب اهلكهم إذ هذا طبع النسان إذا لم يرد اليمان‬
‫والهداية فإنه ل يهتدي ولو جاءته كل آية‪.‬‬

‫} ومآ أر‪%‬سلنا قب‪%‬لك إل رجال‪ S‬نوحي* إلي‪%‬هم‪ %‬فاس‪%‬ئلو*ا أه‪%‬ل ٱلذ‪R‬كر إن كنتم‪ %‬ل تع‪%‬لمون { * } وما‬
‫جعلناهم‪ %‬جسدا‪ S‬ل يأكلون ٱلطعام وما كانوا خالدين { * } ثم صدقناهم ٱلوع‪%‬د فأنجي‪%‬ناهم‪ %‬ومن‬
‫نشآء وأه‪%‬لكنا ٱلمس‪%‬رفين { * } لقد‪ %‬أنزلنآ إلي‪%‬كم‪ %‬كتابا‪ S‬فيه ذكركم‪ %‬أفل تع‪%‬قلون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} قبلك { ‪ :‬يا محمد‪.‬‬

‫} أهل الذكر { ‪ :‬أي الكتاب الول وهم أهل الكتاب‪.‬‬

‫} جسدا‪ : { N‬أي أجسادا‪ N‬آدمية‪.‬‬

‫} الوعد { ‪ :‬أي الذي واعدناهم‪.‬‬

‫} المسرفين { ‪ :‬أي في الظلم والشرك والمعاصي‪.‬‬

‫} كتابا‪ : { N‬هو القرآن العظيم‪.‬‬

‫} فيه ذكركم { ‪ :‬أي ما تذكرون به ربكم وما تذكرون به من الشرف بين الناس‪ .‬معنى اليات‪ :‬كانت مطالب‬
‫قريش من اعتراضاتهم تدور ح‪l‬و‪r‬ل• ل‪p‬م‪ l‬يكون الرسول بشرا‪ ،N‬ول‪p‬م‪ l‬يكون رسول‪ N‬ويأكل الطعام لم ل يكون له كنز‬
‫أو جنة يأكل منها‪ ،‬لم ل يأتينا بآية كما أرسل بها الولون‪ ،‬وهكذا‪ .‬قال قتادة قال أهل مكة النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم " وإذا كان ما تقوله حقا‪ N‬يسرك أن نؤمن فحول لنا الصفا ينظروا " أي ينزل بهم العذاب فورا‪ " N‬وإن شئت‬
‫استأنيت بقومك‪ ،‬قال بل استأني بقومي فأنزل ال‬
‫{‬ ‫} ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وما أرسلنا قبلك { يا رسولنا } إل رجال‪ N‬نوحي إليهم { ما نريد إبلغه عبادنا من أمرنا ونهينا‪.‬‬
‫} فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون { أي فليسأل قومك أهل الكتاب من قبلهم وهم أحبار اليهود ورهبان‬
‫النصارى إن كانوا ل يعلمون فإنهم يعلمون أن الرسل من قبلهم لم يكونوا إل بشرا‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وما‬
‫جعلناهم { أي الرسل } جسدا‪ { N‬أي أجساد‪N‬ا ملئكية أو بشرية ل يأكل أصحابها الطعام بل جعلناهم اجسادا‪ V‬آدمية‬
‫تفتقر في بقاء حياتها الى الطعام والشراب فلم يعترض هؤلء المشركون على كون الرسول بشرأ يأكل الطعام‬
‫ويمشي في السواق؟ وقوله تعالى‪ } :‬ثم صدقناهم { أي أولئك الرسل } الوعد { الذي وعدناهم وهو أنا إذا آتينا‬
‫أقوامهم ما طالبوا به من المعجزات ثم كذبوا ولم يؤمنوا أهلكناهم } فأنجيناهم ومن نشاء { أي أنجينا رسلنا ومن‬
‫آمن بهم واتبعهم‪ ،‬وأهلكنا المكذبين المسرفين في الكفر والعناد والشرك والشر والباطل‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬لقد أنزلنا إليكم كتابا‪ N‬فيه ذكركم أفل تعقلون؟ { يقول تعالى لولئك المشركين المطالبين باليات‬
‫التي قد تكون سبب هلكهم ودمارهم } لقد أنزلنا إليكم { لهدايتكم وإصلحكم ثم إسعادكم } كتابا‪ { N‬عظيم الشأن‬
‫} فيه ذكركم { أي ما تذكرون به وتتعظون فتهتدون إلى سبيل سلمتكم وسعادتكم‪ ،‬فيه ذكركم بين المم‬
‫والشعوب لنه نزل بلغتكم الناس لكم فيه تبع وهو شرف أي شرف لكم‪ .‬أتشتطون في المكايدة والعناد فل‬
‫تعقلون‪ ،‬ما خير لكم مما هو شر لكم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير مبدأ أن الرسل ل يكونون إل بشر‪N‬ا ذكورا‪ N‬ل إناثا‪.N‬‬

‫‪ -2‬تعين سؤال أهل العلم في كل ما ل يعلم إل من طريقهم‪ ،‬من أمور الدين والخرة‪.‬‬

‫‪ -3‬ذم السراف في كل شيء وهو كالغلو في الشرك والظلم‪.‬‬

‫‪ -4‬القرآن ذكر يذكر به ال تعالى لما فيه من دلئل التوحيد وموعظة لما فيه من قصص الولين وشرف أي‬
‫شرف لمن آمن به وعمل بما فيه من شرائع وآداب وأخلق‪.‬‬

‫} وكم‪ %‬قصم‪%‬نا من قر‪%‬ية@ كانت ظالمة‪ S‬وأنشأنا بع‪%‬دها قو‪%‬ما‪ S‬آخرين { * } فلمآ أحس‪O‬وا بأسنآ إذا هم‬
‫م‪#‬نها ير‪%‬كضون { * } ل تر‪%‬كضوا وٱر‪%‬جعو*ا إلى مآ أ)ترفتم‪ %‬فيه ومساكنكم‪ %‬لعلكم‪ %‬تس‪%‬ألون { *‬
‫} قالوا يوي‪%‬لنآ إنا كنا ظالمين { * } فما زالت تلك دع‪%‬واهم‪ %‬حتى جعلناهم‪ %‬حصيدا‪ S‬خامدين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} وكم قصمنا { ‪ :‬أي وكثيرا‪ N‬من أهل القرى قصمناهم بإهلكهم وتفتيت أجسامهم‪.‬‬

‫} كانت ظالمة { ‪ :‬أي كان أهلها ظالمين‪.‬‬

‫} يركضون { ‪ :‬أي فارين هاربين‪.‬‬

‫} إلى ما أترفتم فيه { ‪ :‬أي من وافر الطعام والشراب والمسكين والمركب‪.‬‬

‫} تسألون { ‪ :‬أي عن شيء من دنياكم على عادتكم‪.‬‬

‫} تلك دعواهم { ‪ :‬أي دعوتهم التي يرددونها وهي‪ } :‬يا ويلنا إنا كنا ظالمين {‪.‬‬

‫} حصيدا‪ N‬خامدين { ‪ :‬أي لم يبق منهم قائدهم فهم كالزرع المحصود خامدين ل حراك لهم كالنار إذا أخمدت‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يقول تعالى منذرا‪ N‬قريشا‪ N‬أن يحل بها ما حل بغيرها ممن أصروا على التكذيب والعناد } وكم قصمنا { أي‬
‫أهلكنا وأبدنا إبادة كاملة } من قرية { أي أهل قرية } كانت ظالمة { أي كان أهلها ظالمين بالشرك والمعاصي‬
‫والمكابرة والعناد‪ } ،‬وأنشأنا بعدها قوما‪ N‬آخرين { هم خير من أولئك الهالكين‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬فلما أحسوا بأسنا‬
‫س أولئك الظالمون } بأسنا { أي شعروا به وادركوه بحواسهم بأسماعهم‬
‫إذا هم منها يركضون { أي فلما أح ‪m‬‬
‫وأبصارهم )إذ هم منها( من تلك القرية يركضون هاربين فرارا‪ N‬من الموت‪ .‬والملئكة تقول لهم توبيخا‪ N‬لهم‬
‫وتقريعا‪ :‬ل تركضوا هاربين } وارجعوا إلى ما أترفتم فيه { ن‪V‬ع‪p‬م‪r‬ت‪V‬م فيه من واف‪p‬ر الطعام والشراب والكساء‬
‫والمسكن والمركب } لعلكم تسألون { على العادة عن شيء من أموركم وأمور دنياكم‪ ،‬فكان جوابهم ما أخبر‬
‫تعالى به عنهم‪ } :‬قالوا يا ويلنا { أي يا هلكنا أحضر هذا أو آن حضورك إنا كنا ظالمين أنفسنا بالشرك‬
‫والمعاصي والتكذيب والعناد‪ .‬قال تعالى‪ } :‬فما زالت تلك دعواهم { أي ما زال قولهم } يا ويلنا إنا كنا‬
‫ظالمين { تلك دعوتهم التي يرددونها } حتى جعلناهم حصيدا‪ N‬خامدين { أي م‪n‬جتثين من أصولهم ساقطين في‬
‫الرض خامدين ل حراك لهم كالنار إذا أ‪u‬خمدت فلم يبق لها لهيب‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬


‫‪ -1‬التنديد بالظلم وأعلى درجاته الشرك بال‪.‬‬

‫‪ -2‬جواز الستهزاء بالمشرك الظالم إذا حل به العذاب تقريعا‪ N‬له وتوبيخا‪.N‬‬

‫‪ -3‬ل تنفع التوبة عند معاينة العذاب لو طلبها الهالكون‪.‬‬

‫‪ -4‬شدة الهول ورؤية العذاب قد تفقد صاحبها رشده وصوابه فيه‪r‬ذ‪n p‬ر ولى يدري ما يقول‪.‬‬

‫} وما خلقنا ٱلسمآء وٱلر‪%‬ض وما بي‪%‬نهما لعبين { * } لو‪ %‬أرد‪%‬نآ أن نتخذ له‪%‬وا‪ S‬لتخذناه من‬
‫لدنآ إن كنا فاعلين { * } بل نقذف بٱلحق‪ R‬على ٱلباطل فيد‪%‬مغه فإذا هو زاهق‪ U‬ولكم ٱلوي‪%‬ل) مما‬
‫تصفون { * } وله من في ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض ومن‪ %‬عنده ل يس‪%‬تكبرون عن‪ %‬عبادته ول‬
‫يس‪%‬تح‪%‬سرون { * } يسب‪#‬حون ٱللي‪%‬ل وٱلنهار ل يفترون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} لعبين {‪ :‬أي عابثين ل مقصد ح‪l‬س‪l‬ن لنا في ذلك‪.‬‬

‫} لهوا {‪ :‬أي زوجة وولدا‪.N‬‬

‫} من لدنا {‪ :‬أي من عندنا من الحور العين أو الملئكة‪.‬‬

‫} بل نقذف بالحق {‪ :‬أي نرمي بالحق على الباطل‪.‬‬

‫} فيدمغه {‪ :‬أي يشج رأسه حتى تبلغ الشجة دماغه فيهلك‪.‬‬

‫} فإذا هو زاهق {‪ :‬أي ذاهب م‪n‬ض‪r‬مح‪p‬ل‪.‬‬

‫} ولكم الويل مما تصفون {‪ :‬أي ولكم العذاب الشديد من أجل وصفكم الكاذب للديان بأن له زوجة وولدا‬
‫وللرسول بأنه ساحر ومفتر‪.‬‬

‫} ول يستحسرون {‪ :‬أي ل يعيون ول يتعبون فيتركون التسبيح‪.‬‬


‫} ل يفترون {‪ :‬عن التسبيح لنه منهم كالنفس منا ل يتعب أحدنا من التنفس ول يشغله عنه شيء‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫كونه تعالى يهلك المم الظالمة بالشرك والمعاصي دليل أنه لم يخلق النسان والحياة لعبأ وعبثا‪ N‬بل خلق‬
‫النسان وخلق الحياة ليذكر ويشكر فمن أعرض عن ذكره وترك شكره أذاقه بأساءه في الدنيا والخرة وهذا ما‬
‫دلت عليه الية السابقة وقررته الية وهي قوله تعالى‪ } :‬وما خلقنا السماء والرض وما بينهما لعبين { أي‬
‫عابثين ل قصد حسن لنا بل خلقناهما بالحق وهو وجوب عبادتنا بالذكر والشكر لنا وقوله تعالى‪ } :‬لو أردنا أن‬
‫نتخذ لهوا‪ { N‬أي صاحبة أو ولدا كما يقول المبطلون من العرب القائلون بأن ال أصهر الى الجن فأنجب‬
‫الملئكة وكما يقول ض‪n‬ل{ل النصارى أن ال اتخذ مريم زوجته فولدت له عيسى البن‪ ،‬تعالى ال عما يأفكون‬
‫فرد تعالى هذا الباطل بالمعقول من القول فقال لو أردنا أن نتخذ لهوا‪ N‬نتلهى به من صاحبة وولدا‪ N‬لتخذنا من‬
‫لدنا من الحور العين والملئكة ولكنا لم نرد ذلك ول ينبغي لنا أن إنا نملك كل من السموات ومن في الرض‬
‫عبيدا‪ N‬لنا فكيف يعقل اتخاذ مملوك لنا ولدا‪ N‬ومملوكة زوجة والناس العجزة الفقراء ل يجيزون ذلك فالرجل ل‬
‫يعجل مملوكته زوجة له ول عبده ولدا‪ N‬بحال من الحوال وقوله تعالى‪ } :‬بل نقذف بالحق على الباطل فيذمغه‬
‫فاذا هو زاهق { فتلك الباطيل والترهات تنزل حجج القرآن عليها فتدمغها فإذا هي ذاهبة مضمحلة ل يبقى‬
‫منها شيء } ولكم الويل { أيها الكاذبون مما تصفون ال بالزوجة والولد والشريك والرسول بالسحر والشعر‬
‫الكهانة والكذب العذاب لزم لكم من أجل كذبكم وافترائكم على ربكم ورسوله‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وله من في‬
‫السموات والرض { برهان آخر على بطلن دعوى أن له تعالى زوجة وولدا‪ N‬فالذي يملك من في السموات‬
‫ومن في الرض غني عن الصاحبة والولد إذا الكل له ملكا‪ N‬وتصرفا‪ .‬وقوله‪ } :‬ومن عنده ل يستكبرون عن‬
‫عبادته ول يستسحرون { برهان آخر } يسبحون الليل والنهار ول يفترون { أي فكيف يفتقر الى الزوجة‬
‫والولد‪ ،‬ومن عنده من الملئكة وهم ل يحصون عدا‪ N‬يعبدونه ل يستكبرون عن عبادته ول يملون منها ول‬
‫يتعبون من القيام بها‪ ،‬يسبحونه الليل والنهار‪ ،‬والدهر كله } ل يفترون { أي ل يسأمون فيتركون التسبيح فترة‬
‫بعد فترة للستراحة‪ ،‬إنهم في تسبيحهم وعدم سآمتهم منه وعدم انشغالهم عند كالميين في تنفسهم وطرف‬
‫أعينهم هل يشغل عن التنفس شاغل أو طرف العين آخر وهل يسأم النسان من ذلك والجواب ل‪ ،‬فكذلك‬
‫الملئكة يسبحون الليل والنهار ول يفترون‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تنزه الرب تعالى عن اللهو واللعب والصاحبة والولد‪.‬‬


‫‪ -2‬حجج القرآن هي الحق متى رمى بها الباطل دمغته فذهب واضمحل‪.‬‬

‫‪ -3‬إقامة البراهين العقلية على إبطال أمر محمود‪ ،‬وقد يكون ل بد منه‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان غنى ال المطلق عن كل مخلوقاته‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان حال الملئكة في عبادتهم وتسبيحهم ل تعالى‪.‬‬

‫} أم ٱتخذو*ا آلهة‪ S‬م‪#‬ن ٱلر‪%‬ض هم‪ %‬ينشرون { * } لو‪ %‬كان فيهمآ آلهة‪ U‬إل ٱلله لفسدتا فسب‪%‬حان‬
‫ٱلله رب‪ #‬ٱلعر‪%‬ش عما يصفون { * } ل يس‪%‬أل) عما يفعل) وهم‪ %‬يس‪%‬ألون { * } أم ٱتخذوا من دونه‬
‫آلهة‪ S‬قل هاتوا بر‪%‬هانكم‪ %‬هـذا ذكر من معي وذكر من قب‪%‬لي بل أكثرهم‪ %‬ل يع‪%‬لمون ٱلحق فهم‬
‫م‪O‬ع‪%‬رضون { * } ومآ أر‪%‬سلنا من قب‪%‬لك من رسول@ إل نوحي* إلي‪%‬ه أنه ل* إلـه إل أنا فٱع‪%‬بدون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} أم اتخذوا آلهة من الرض { ‪ :‬أي من معادنها كالذهب والفضة والنحاس والحجر‪.‬‬

‫} هم ينشرون { ‪ :‬أي يحيون الموات إذ ل يكون إلها‪ N‬حقا‪ N‬إل من يحيي الموتى‪.‬‬

‫} لو كان فيهما { ‪ :‬أي في السموات والرض‪.‬‬

‫} لفسدتا { ‪ :‬أي السموات والرض لن تعدد اللهة يقتضى التنازع عادة وهو يقضي بفساد النظام‪.‬‬

‫} فسبحان ال { ‪ :‬أي تنزيه ل عما ل يليق بحلله وكماله‪.‬‬

‫} رب العرش { ‪ :‬أي خالقه ومالكه والمختص به‪.‬‬

‫} عما يصفون { ‪ :‬أي ال تعالى من صفات النقص كالزوجة والولد والشريك‪.‬‬

‫} ل يسأل عما يفعل { ‪ :‬إذ هو الملك المتصرف‪ ،‬وغيره يسأل عن فعله لعجزه وجهله وكونه مربوبا‪.N‬‬

‫} قل هاتوا برهانكم { ‪ :‬أي على ما اتخذتم من دونه من آلهة ول برهان لهم على ذلك فهم كاذبون‪.‬‬
‫} هذا ذكر من معي { ‪ :‬أي القرآن ذكر أمتى‪.‬‬

‫} وذكر من قبلي { ‪ :‬أي التوارة والنجيل وغيرهما من كتب ال الكل يشهد أنه ل إله إل ال‪.‬‬

‫} ل يعلمون الحق { ‪ :‬أي توحيد ال ووجوبه على العباد فلذا هم معرضون‪.‬‬

‫} فاعبدون { ‪ :‬أي وحدوني في العبادة فل تعبدوا معي غيري إذ ل يستحق العبادة سواي‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يوبخ تعالى المشركين على شركهم فيقول‪ } :‬أم اتخذوا آلهة من الرض { أي من أحجارها ومعادنها آلهة } هم‬
‫ينشرون { أي يحيون الموتى‪ ،‬والجواب كل إنهم ل يحيون والذي ل يحيي الموتى ل يستحق اللوهية بحال من‬
‫الحوال‪ .‬هذا ما دل عليه قوله تعالى‪ } :‬أم اتخذوا آلهة من الرض هم ينتشرون { وفي الية الثانية )‪ (21‬يبطل‬
‫تعالى دعواهم في اتخاذ آلهة مع ال فيقول‪ } :‬لو كان فيهما { أي في السموات والرض آلهة غير ال تعالى‬
‫لفسدتا لنه تعدد اللهة يقتضى التنازع والتمانع هذا يريد أن يخلق كذا وهذا ل يريده هذا يريد أن يعطى كذا‬
‫وذاك ل يريده فيختل نظام الحياة وتفسد‪ ،‬ومن هنا كان انتظام الحياة هذه القرون العديدة دال على وحدة الخالق‬
‫الواجب الوجود الذي يجب له العبادة وحده والولد فقال‪ } :‬فسبحان ال رب العرش عما يصفون { وقرر ألوهيته‬
‫وربويته المطلقة بقوله‪ } :‬ل يسأل عما يفعل وهم ي‪n‬سئلون { فالذي يفعل ول ي‪n‬سأل لعلمه وقدرته وملكه هو الله‬
‫الحق والذي يسأل عن عمله لم فعلت ولم تركت ويحاسب عليه ويجزئ به لن يكون إل عبدا‪ N‬مربويا‪ ،N‬وقوله في‬
‫توبيخ آخر للمشركين‪ :‬أم اتخذوا من دونه عزوجل آلهة يعبدونها؟ قل لهم يا رسولنا هاتوا برهانكم على صدق‬
‫دعواكم في أنها آلهة‪ ،‬ومن أين لهم البرهان على احقاق الباطل؟ وقوله تعالى‪ } :‬هذا ذكر من معي { أي من‬
‫المؤمنين وهو القرآن الكريم به يذكرون ال ويعبدونه وبه يتعظون } وذكر من قبلي { أي التوارة والنجيل هل‬
‫في واحد منها ما يثبت وجود آلهة مع ال تعالى‪.‬‬

‫والجواب ل‪ .‬إذا فما هي حجة هؤلء المشركين على صحة دعواهم‪ ،‬والحقيقة أن المشركين جهلة ل يعرفون‬
‫منطقا‪ N‬ول برهان‪N‬ا فلذا هم م‪n‬ع‪r‬رض‪n‬ون وهذا الدلة والبراهين لجهلهم فلذا هم معرضون عن قبول التوحيد وتقرير‬
‫أدلته وحججه وبراهينه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون { فلو كان المشركون‬
‫يعملون هذا لما أشركوا وجادلوا عن الشرك‪ ،‬ولكنهم جهلة مغررون‪.‬‬
‫هداية اليات‪:‬‬

‫} من هداية اليات {‪:‬‬

‫‪ -1‬من أخص صفات الله أن يخلق ويرزق ويحيي ويميت فإن لم يكن كذلك فليس بإله‪.‬‬

‫‪ -2‬وحدة النظام دالة على وحدة المنظم‪ ،‬ووحدة الوجود دالة على وحدة الموجد وهذا برهان التمانع الذي يقرر‬
‫منطقيا‪ N‬وجود ال ووجوب عبادته وحده‪.‬‬

‫‪ -3‬ل برهان على الشرك أبدا‪ ،N‬ول يصح في الذهن وجود دليل على صحة عبادة غير ال تعالى‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير توحيد ال تعالى وإبطال الشرك والتنديد بالمشركين‪.‬‬

‫} وقالوا ٱتخذ ٱلرح‪%‬مـن ولدا‪ S‬سب‪%‬حانه بل عباد‪ V‬م‪O‬كرمون { * } ل يس‪%‬بقونه بٱلقو‪%‬ل وهم‪ %‬بأم‪%‬ره‬
‫يع‪%‬ملون { * } يع‪%‬لم ما بي‪%‬ن أي‪%‬ديهم‪ %‬وما خلفهم‪ %‬ول يشفعون إل لمن ٱر‪%‬تضى وهم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬خشيته‬
‫مشفقون { * } ومن يقل منهم‪ %‬إن‪R‬ي* إلـه‪ V‬م‪#‬ن دونه فذلك نج‪%‬زيه جهنم كذلك نج‪%‬زي ٱلظالمين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ولد‪N‬ا { ‪ :‬أي من الملئكة حيث قالوا الملئكة بنات ال‪ ،‬تعالى ال عن ذلك علوا‪ N‬كبيرا‪.N‬‬

‫} سبحانه { ‪ :‬تنزيه له تعالى عن اتخاذ الولد‪.‬‬

‫} بل عباد مكرمون { ‪ :‬هم الملئكة‪ ،‬ومن كان عبدا‪ N‬ل يكون ابن‪N‬ا ول بنتا‪.N‬‬

‫} ل يسبقونه بالقول { ‪ :‬أي ل يقولون حتى يقول هو وهذا شأن العبد ل يتقدم سيده بشيء‪.‬‬

‫} ول يشفعون إل لمن ارتضى { ‪ :‬أي إل لمن رضي تعالى أن يشفع له‪.‬‬

‫} مشفقون { ‪ :‬أي خائفون‪.‬‬

‫} من دونه { ‪ :‬أي من دون ال كإبليس عليه لعائن ال‪.‬‬


‫} كذلك نجزي الظالمين { ‪ :‬أي لنفسهم بالشرك والمعاصي‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد أن أبطلت اليات السابقة الشرك ونددت بالمشركين جاءت هذه اليات في إبطال باطل آخر للمشركين وهو‬
‫نسبتهم الولد ل تعالى فقال تعالى عنهم و } قالوا اتخذ الرحمن ولدا‪ { N‬وهو زعمهم أن الملئكة بنات ال فنزه‬
‫تعالى نفسه عن هذا النقص فقال } سبحانه { وأبطل دعواهم وأضرب عنها فقال } بل عباد مكرمون { أي فمن‬
‫نسبوهم ل بناته هم عباد له مكرمون عنده ووصفهم تعالى تعالى بقوله‪ } :‬ل يسبقونه بالقول { فهم لكمال‬
‫عبوديتهم ل يقولون حتى يقول هو سبحانه وتعالى‪ ،‬وهم يعلمون بأمره فل يقولون ول يعلمون إل بعد إذنه‪،‬‬
‫وأخبر تعالى أنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم فعلمه عز وجل محيط بهم ول يشفعون لحد من خلقه إل لمن‬
‫ارتضى أن يشفع له فقال تعالى‪ } :‬ول يشفعون إل لمن ارتضى { وزيادة على ذلك أنهم } من خشيته مشفقون {‬
‫خائفون‪ ،‬وعلى فرض أن أحد‪N‬ا منه قال إنى إله من دون ال فإن ال تعالى يجزيه بذلك القول جهنم وكذلك‬
‫الجزاء نجزي الظالمين أي أنفسهم بالشرك والمعاصي‪ ،‬وبهذا بطلت قرية المشركين في جعلهم الملئكة بنات‬
‫ل وفي عبادتهم ليشفعوا عنده تعالى‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬إبطال نسبة الولد إلى ال تعالى من قبل المشركين وكذا اليهود والنصارى‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان كمال عبودية الملئكة ل تعالى وكمال أدبهم وطاعتهم لربهم سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫‪ -3‬بطلن دعوى المشركين في شفاعة الملئكة لهم‪ ،‬إذ الملئكة ل يشفعون إل لمن رضى ال تعالى أن‬
‫يشفعوا له‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير وجود شفاعة يوم القيامة ولكن بشرطها وهي أن يكون الشافع قد أذن له بالشفاعة‪ ،‬وأن يكون‬
‫المشفوع له من أهل التوحيد فأهل الشرك ل تنفعهم شفاعة الشافعين‪.‬‬

‫} أولم‪ %‬ير ٱلذين كفرو*ا أن ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض كانتا رتقا‪ S‬ففتقناهما وجعلنا من ٱلمآء كل شي‪%‬ء‬
‫ي أفل يؤمنون { * } وجعلنا في ٱلر‪%‬ض رواسي أن تميد بهم‪ %‬وجعلنا فيها فجاجا‪ S‬سبل‪ S‬لعلهم‬
‫ح‪m‬‬
‫يه‪%‬تدون { * } وجعلنا ٱلسمآء سقفا‪ S‬مح‪%‬فوظا‪ S‬وهم‪ %‬عن‪ %‬آياتها مع‪%‬رضون { * } وهو ٱلذي خلق‬
‫ٱللي‪%‬ل وٱلنهار وٱلشم‪%‬س وٱلقمر ك |ل في فلك@ يس‪%‬بحون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} كانتا رتقا { ‪ :‬أي كتلة واحدة منسدة ل انفتاح فيها‪.‬‬

‫} ففتقناهما { ‪ :‬أي جعلنا السماء سبع سموات والرض سبع أرضين‪.‬‬

‫ل ثابتة‪.‬‬
‫} رواسي { ‪ :‬أي جبا ‪N‬‬

‫} أي تميد بهم { ‪ :‬أي تتحرك فتميل بهم‪.‬‬

‫} فجاجا سبل { ‪ :‬أي طرقا‪ N‬واسعة يسلكونها تصل بهم الى حيث يريدون‪.‬‬

‫} وهم عن آياتها { ‪ :‬من الشمس والقمر والليل والنهار معرضون‪.‬‬

‫} كل في فلك يسبحون { ‪ :‬الفلك كل شيء دائر‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد ووجوب تنزيه ال تعالى عن صفات النقص والعجز فقال تعالى‪ } :‬أو‬
‫لم ير الذين كفروا { أي الكافرون بتوحيد ال وقدرته وعلمه ووجوب عبادته إلى مظاهر قدرته وعامه وحكمته‬
‫في هذه المخلوقات العلوية والسفلية فالسموات والرض كانتا واحدة من سديم فخلق ال تعالى منها السموات‬
‫والرضين كما أن السماء تتفتق بإذنه تعالى عن المطار‪ ،‬والرض تتفتق عن النباتات المختلفة اللوان‬
‫والروائح والطعوم والمنافع‪ ،‬وأن كل شيء حي في هذه الرض من إنسان وحيوان ونبات هو من الماء أليست‬
‫هذه كلها دالة على وجود ال ووجوب عبادته وتوحيده فيها؟‬

‫فماللناس ل يؤمنون؟ هذا ما دل عليه قوله تعالى في الية الولى )‪ } (30‬أو لم ير الذين كفروا أن السموات‬
‫والرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفل يؤمنون؟ { وقوله تعالى‪ } :‬وجعلنا في الرض‬
‫ل ثوابت كيل تميد أي تتحرك وتضطرب بسكانها‪ } ،‬وجعلنا فيها { أي في الرض } فجاجا‬
‫رواسي { أي جبا ‪N‬‬
‫سبل‪ { N‬أي طرقا‪ N‬سابلة للسير فيها } لعلهم يهتدون { أي كي يهتدوا إلى مقاصدهم في أسفارهم‪ ،‬وقوله } وجعلنا‬
‫السماء سقفا‪ N‬محفوظا‪ { N‬من السقوط ومن الشياطين‪ .‬وقوله‪ } :‬وهم عن آياتها { من الشمس والقمر والليل والنهار‬
‫إذ هذه آيات قائمة بها } معرضون { أي ل يفكرون فيها فيهتدوا إلى معرفة الحق عز وجل ومعرفة ما يجب له‬
‫من العبادة والتوحيد فيها‪ ،‬وقوله‪ } :‬وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون { أي كل‬
‫من الشمس والقمر في فلك خاص به يسبح الدهر كله‪ ،‬والفلك عبارة عن دائرة كفلكة المغزل يدور فيها الكوكب‬
‫من شمس وقمر ونجم يسبح فيها ل يخرج عنها إذ لو خرج يحصل الدمار الشامل للعوالم كلها‪ ،‬فسبحان العليم‬
‫الحكيم‪ ،‬هذه كلها مظاهر القدرة والعلم والحكمة اللهية وهي موجبة للتوحيد مقررة له‪ ،‬ولكن المشركين عنها‬
‫معرضون ل يفكرون ول يهتدون‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته الموجبة لتوحيده واليمان به وطاعته‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان الحكمة من خلق الجبال الرواسي‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان دقة النظام اللهي‪ ،‬وعظيم العلم والحكمة له سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫‪ -4‬إعراض أكثر الناس عن آيات ال في الفاق كإعراضهم عن آياته القرآنية هو سبب جهلهم وشركهم‬
‫وشردهم وفسادهم‪.‬‬

‫} وما جعلنا لبشر@ م‪#‬ن قب‪%‬لك ٱلخلد أفإن‪ %‬م‪#‬ت فهم ٱلخالدون { * } كل نفس@ ذآئقة ٱلمو‪%‬ت ونب‪%‬لوكم‬
‫بٱلشر‪ #‬وٱلخي‪%‬ر فتنة‪ S‬وإلي‪%‬نا تر‪%‬جعون { * } وإذا رآك ٱلذين كفرو*ا إن يتخذونك إل هزو‪S‬ا أهـذا‬
‫ٱلذي يذكر آلهتكم‪ %‬وهم‪ %‬بذكر ٱلرح‪%‬مـن هم‪ %‬كافرون { * } خلق ٱلنسان من‪ %‬عج @ل سأ)و‪%‬ريكم‬
‫آياتي فل تس‪%‬تع‪%‬جلون { * } ويقولون متى هـذا ٱلوع‪%‬د إن كنتم‪ %‬صادقين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} الخلد { ‪ :‬أي البقاء في الدنيا‪.‬‬

‫} ذائقة الموت { ‪ :‬أي مرارة مفارقة الجسد‪.‬‬


‫} ونبلوكم { ‪ :‬أي نختبركم‪.‬‬

‫} بالشر والخير { ‪ :‬فالشر كالفقر والمرض‪ ،‬والخير كالغنى والصحة‪.‬‬

‫} فتنة { ‪ :‬أي لجل الفتنة لننظر أتصبرون وتشكرون أم تجزعون وتكفرون‪.‬‬

‫} إن يتخذونك إل هزوا‪ : { N‬أي ما يتخذونك إل هزوا‪ N‬أي مهزوءا‪ N‬بك‪.‬‬

‫} يذكر آلهتكم { ‪ :‬أي يعيبها‪.‬‬

‫} بذكر الرحمن هم كافرون { ‪ :‬حيث أنكروا اسم الرحمن ل تعالى وقالوا‪ :‬ما الرحمن؟‬

‫} خلق النسان من عجل { ‪ :‬حيث خلق ال آدم في آخر ساعة من يوم الجمعة على عجل‪ ،‬فروث بنوه طبع‬
‫العلجة عنه‪.‬‬

‫} سأوريكم آياتي { ‪ :‬أي سأريكم ما حملته آياتي من وعيد لكم بالعذاب في الدنيا والخرة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫كأن المشركين قالوا شامتين إن محمدا‪ N‬سيموت‪ ،‬وقالوا نتربص به ريب المنون فأخبر تعالى أنه لم يجعل لبشر‬
‫من قبل نبيه ول من بعده الخلد حتى يخلد هو صلى ال عليه وسلم فكل نفس زائقة الموت‪ ،‬ولكن إن مات‬
‫رسوله فهل المشركون يخلدون والجواب ل‪ ،‬إذا فل وجه للشماتة بالموت لو كانوا يعقلون‪ .‬هذا ما دلت عليه‬
‫الية الولى )‪ } (34‬وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون { وقوله تعالى‪ } :‬كل نفس ذائقة‬
‫الموت { أي كل نفس منفوسة ذائقة مرارة الموت بمفارقة الروح للبدن‪ ،‬والحكمة في ذلك أن يتلقى العبد بعد‬
‫الموت جزاء عمله خيرا‪ N‬كان أو شرا‪ ،N‬دل عليه قوله بعد‪ } :‬ونبلوكم بالشر والخير { من غ‪p‬نى وفقر ومرض‬
‫وصحة وشدة ورخاء } فتنة { أي لجل فتنتكم أي أختباركم ليرى الصابر الشاكر والجزع الكافر‪ .‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫} وإلينا ترجعون { أي بعد الموت للحساب والجزاء على كسبكم خيره وشره‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذوك إل هزوا‪ { N‬يخبر تعالى رسوله بأن المشركين إذا رأوه ما‬
‫يتخذونه إل هزوا‪ N‬وذلك لجهلهم بمقامه وعدم معرفتهم فضله عليهم وهو حامل الهدى لهم‪ ،‬وبين وجه استهزائهم‬
‫به صلى ال عليه وسلم بقوله‪ } :‬أهذا الذي يذكر آلهتكم { أي بعيبها وانتقاصها‪ ،‬قال تعالى‪ } :‬وهم بذكر‬
‫الرحمن هم كافرون { أي عجبا‪ N‬لهم يتألمون لذكر ألهتم بسوء وهي محط السوء فعل‪ ،N‬ول يتألمون لكفرهم‬
‫بالرحمن ربهم ال رحمن اليمامة‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬خلق النسان من عجل { قال تعالى هذا لما استعجل المشركون العذاب وقالوا للرسول‬
‫والمؤمنين‪ } :‬متى هذا الوعد إن كنتم صادقين { فأخبر تعالى أن الستعجال من طبع النسان الذي خلق عليه‪،‬‬
‫وأخبرهم أنه سيريهم آياته فيهم بإنزال العذاب بهم وأراهم ذلك في بدر الكبرى وذلك في قوله } سأريكم آياتي‬
‫فل تستعجلون { أي فل داعي إلى الستعجال وقوله تعالى } ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين { أخبر‬
‫تعالى عن قيلهم للرسول والمؤمنين وهم يستعجلون العذاب‪ :‬متى هذا الوعد إن كنتم صادقين؟ وهذا عائد الى ما‬
‫فطر عليه النسان من العجلة من جهة‪ ،‬والى جهلهم وكفرهم من جهة اخرى وإل فالعاقل ل يطالب بالعذاب بل‬
‫يطالب بالرحمة والخير‪ ،‬ل بالعذاب والشر‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬إبطال ما شاع من أن الخضر حي‪ m‬مخلد ل يموت لنفيه تعالى ذلك عن كل البشر‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان العلة من وجود خير وشر في هذه الدنيا وهي الختبار‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان ما كان عليه المشركون من الستهزاء بالرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير حقيقة أن النسان مطبوع على العجلة فلذا من غير طبعه بالتربية فأصبح ذا أناة وتؤدة كان من‬
‫أكمل الناس وأشرافهم‪.‬‬

‫} لو‪ %‬يع‪%‬لم ٱلذين كفروا حين ل يكفون عن وجوههم ٱلنار ول عن ظهورهم‪ %‬ول هم‪ %‬ينصرون {‬
‫* } بل تأتيهم بغتة‪ S‬فتب‪%‬هتهم‪ %‬فل يس‪%‬تطيعون ردها ول هم‪ %‬ينظرون { * } ولقد ٱس‪%‬ته‪%‬زىء برسل‬
‫م‪#‬ن قب‪%‬لك فحاق بٱلذين سخروا منهم‪ %‬ما كانوا به يس‪%‬ته‪%‬زئ)ون { * } قل من يكلؤ)كم بٱللي‪%‬ل وٱلنهار‬
‫من ٱلرح‪%‬مـن بل هم‪ %‬عن ذكر رب‪#‬هم‪ %‬م‪O‬ع‪%‬رضون { * } أم‪ %‬لهم‪ %‬آلهة‪ U‬تم‪%‬نعهم‪ %‬م‪#‬ن دوننا ل‬
‫يس‪%‬تطيعون نص‪%‬ر أنفسهم‪ %‬ول هم‪ %‬م‪#‬نا يص‪%‬حبون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ل يكفون { ‪ :‬أي ل يمنعون ول يدفعون النار عن وجوههم‪.‬‬


‫} بل تأتيهم بغتة { ‪ :‬أي تأتيهم القيامة بغتة أي فجأة‪.‬‬

‫} فتبهتهم { ‪ :‬أي ت‪V‬حيرهم‪.‬‬

‫} ول هم ينظرون { ‪ :‬أي يمهلون ليتوبوا‪.‬‬

‫} وحاق بهم { ‪ :‬أي نزل بهم العذاب الذي كانوا به يستهزءون‪.‬‬

‫} من يكلؤكم { ‪ :‬أي من يحفظكم ويحرسكم‪.‬‬

‫} من الرحمن { ‪ :‬أي من عذابه إن أراد إنزاله بكم‪.‬‬

‫} بل هم عن ذكر ربهم معرضون { ‪ :‬أي هم عن القرآن معرضون فل يستمعون إليه ول يفكرون فيه‪.‬‬

‫} ول هم منا يصبحون { ‪ :‬أي ل يجدون من يجيرهم من عذابنا‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يقول تعالى } لو يعلم الذي كفروا { المستعجلون بالعذاب المطالبون به حين أي الوقت الذي ي‪n‬لقون فيه في جهنم‬
‫والنار تأكل وجوهم وظهروهم‪ ،‬ول يستطيعون أن يمنعوا أنفسهم منها ول هم ينصرون بمن يدفع العذاب عنهم‬
‫لو عملوا هذا وأيقنوا به لما طالبوا بالعذاب ول استعجلوا يومه وهو يوم القيامة‪ ،‬هذا ما دل عليه قوله تعالى‪} :‬‬
‫لو يعلم الذين كفروا حين ل يكفون عن وجوهم النار ول عن ظهورهم ول هم ينصرون { وقوله تعالى‪ } :‬بل‬
‫تأتيهم بغتة فتبهتهم فل يستطيعون ردها ول هم ينظرون { أي أن القيامة ل تأتيهم على علم منهم يوقتها‬
‫وساعتها فيمكنهم بذلك التوبة‪ ،‬وإنما تأتيهم } بغتة { أي فجاة } فتبهتهم { أي فتحيرهم } فل يستطيعون ردها‪،‬‬
‫ول هم ينظرون { أي يمهلون ليتوبوا من الشرك والمعاصي فينجوا من عذاب النار‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ولقد‬
‫استهزئ برسل من قبلك فحاق الذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون { وهو العذاب هذا القول للرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم تعزية له وتسلية ليبصر على ما يلقيه من استهزاء قريش به واستعجالهم العذاب‪ ،‬إذ‬
‫حصل مثله للرسل قبله فصبروا حتى نزل العذاب بالمستهزئين بالرسل عليهم السلم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن { يأمر تعالى رسوله أن يقول للمطالبين بالعذاب‬
‫المستعجلين له‪ } :‬من يكلؤكم بالليل والنهار { أي من يجيركم من الرحمن أن أراد أن يعذبكم‪ ،‬إن أراد أن‬
‫يعذبكم‪ ،‬أنه ل أحد يقدر على ذلك إذا‪ N‬فلم ل تتوبون إليه باليمان والتوحيد والطاعة له ولرسوله‪ ،‬وقوله‪ } :‬بل‬
‫هم عن ذكر ربهم معرضون { إن علة عدم استجابتهم للحق هي إعراضهم عن القرآن الكريم وتدبر آياته وتفهم‬
‫معانيه وقوله‪ } :‬أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا { ينكر تعالى أن يكون للمشركين آلهة تمنعهم من عذاب ال متى‬
‫نزل بهم ويقرر ان آلهتهم ل تستطيع نصرهم } ول هم منا يصبحون { أي وليس هناك من يجيرهم من عذاب‬
‫ال من آلهتهم ول من غيرها فل يقدر أحد على إجارتهم من عذاب ال متى حل بهم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير أن الساعة ل تأتي إل بغتة‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير عقيدة البعث والجزاء‪.‬‬

‫‪ -3‬تسلية الرسول صلى ال عليه وسلم بما كان عليه الرسل من قبله وما لقوه من أ‪u‬ممهم‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان عجز آلهة المشركين عن نصرتهم بدفع العذاب عنهم متى حل بهم‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان أن علة إصرار المشركين على الشرك والكفر هو عدم إقبالهم على تدبر القرآن الكريم وتفكرهم في‬
‫آياته وما تحمله من هدى ونور‪.‬‬

‫} بل متع‪%‬نا هـؤ)ل*ء وآبآءهم‪ %‬حتى طال علي‪%‬هم ٱلعمر أفل يرو‪%‬ن أنا نأتي ٱلر‪%‬ض ننقصها من‬
‫أطرافهآ أفهم ٱلغالبون { * } قل إنمآ أ)نذركم بٱلوح‪%‬ي ول يس‪%‬مع ٱلص‪O‬م‪ O‬ٱلد‪O‬عآء إذا ما ينذرون {‬
‫* } ولئن مستهم‪ %‬نفحة‪ U‬م‪#‬ن‪ %‬عذاب رب‪#‬ك ليقولن يوي‪%‬لنآ إنا كنا ظالمين { * } ونضع ٱلموازين‬
‫ٱلقس‪%‬ط ليو‪%‬م ٱلقيامة فل تظلم نفس‪ V‬شي‪%‬ئا‪ S‬وإن كان مثقال حبة@ م‪#‬ن‪ %‬خر‪%‬دل@ أتي‪%‬نا بها وكفى بنا‬
‫حاسبين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} متعنا هؤلء وآباءهم {‪ :‬أي بما أنعمنا عليهم من الخيرات‪.‬‬

‫} حتى طال عليهم العمر {‪ :‬فانغروا بذلك‪.‬‬


‫} ننقصها من أطرافها {‪ :‬أي بالفتح على النبي صلى ال عليه وسلم وأصحابه المؤمنين‪.‬‬

‫} إنما أنذركم بالوحي {‪ :‬أي بإخبار ال تعالى التي يوحيها إلي وليس هناك شيء من عندي‪.‬‬

‫} نفحة {‪ :‬أي وقعة من عذاب خفيقة‪.‬‬

‫} يا ويلنا إنا كنا ظالمين {‪ :‬أي يقولون يا ويلنا أي يا هلكنا‪.‬‬

‫} إنا كنا ظالمين {‪ :‬أي بالشرك والتكذيب للرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} الموازين {‪ :‬أي العادلة‪.‬‬

‫} فل تظلم نفس شيئا‪ :{ N‬ل ينقص حسنة ول بزيادة سئية‪.‬‬

‫} مثقال حبة {‪ :‬أي زنة حبة من خردل‪.‬‬

‫} وكفى بنا حاسبين {‪ :‬أي محصين لكل شيء‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في إبطال دعاوي المشركين فقال تعالى‪ } :‬بل متعنا هؤلء { بما أنعمنا عليهم هو وآباؤهم فظنوا‬
‫أن آلهتهم هي الحافظة لهم بل ال هو الحافظ حتى طال عليهم العمر فانغروا بذلك‪ } .‬أفل يرون أنا نأتي‬
‫الرض { أرض الجزيرة بلدهم } ننقصها من أطرافها { بدخول أهلها في السلم بعد بلد‪ } .‬أفهم الغالبون {‬
‫ال هو الغالب حيث مكن لرسوله والمؤمنين وفتح عليهم‪ ،‬ثم أمر رسوله أن يقول لهم أيها المكذبون إنما أنذركم‬
‫العذاب وأخوفكم من عاقبة شرككم بالوحي اللهي ل من تلقاء نفسي‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ول يسمع الصم الدعاء‬
‫إذا ما ينذرون { فالصم لحبهم الباطل الذي هم عليه ل يسمعون الدعاء إذا ما ينذرون وفي الخبر حبك الشيء‬
‫يعمي ويصم فحبهم للشرك وآلهته جعلهم ل يسمعون فاستوى انذارهم وعدمه وقوله تعالى‪ } :‬ولئن م‪l‬س‪m‬ته‪n‬م‪ r‬نفحة‬
‫من عذاب ربك { أي وقعة خفيفة من العذاب لصاحوا يدعون بالويل على أنفسهم قائلين } يا ويلنا إنا كنا‬
‫ظالمين { فكيف بهم إذا وضعت الموازين العدل ليوم القيامة حيث ل تظلم نفس شيئا‪ N‬وإن قل وإن كان مثقال‬
‫حبة من حسنة أو سيئة اتيانها ووزناها } وكفى بنا حاسبين { أي محصين لعمال العباد لعلمنا المحيط بكل‬
‫شيء وقدرتنا التي ل يعجزها شيء‪ ..‬أل فلنتق ال أيها العقلء!!‬
‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬طول العمر والرزق الواسع كثير‪N‬ا ما ي‪n‬سبب الغرور لصاحبه‪.‬‬

‫‪ -2‬حب الشيء يمعي صاحبه حتى ل يرى إل ما أحبه ويصمه بحيث ل يسمع إل ما أحبه‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان ضعف النسان وأن أدنى عذاب ينزل به ل يتحمله ويصرخ داعي‪N‬ا يا هلكاه‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير البعث والحساب والجزاء‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬آتي‪%‬نا موسى وهارون ٱلفر‪%‬قان وضيآء‪ g‬وذكرا‪ S‬للمتقين { * } ٱلذين يخشو‪%‬ن ربهم‪ %‬بٱلغي‪%‬ب‬
‫وهم‪ %‬م‪#‬ن ٱلساعة مشفقون { * } وهـذا ذكر‪ V‬م‪O‬بارك‪ V‬أنزلناه أفأنتم‪ %‬له منكرون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} الفرقان { ‪ :‬التوارة لنها فارقة بين الحق والباطل كالقرآن‪.‬‬

‫} وضياء { ‪ :‬أي يهدي إلى الحق في العقائد والشرائع‪.‬‬

‫} وذكرا‪ : { N‬أي موعظة‪.‬‬

‫} يخشون ربهم بالغيب { ‪ :‬أي يخافون ربهم وهم ل يرونه في الدنيا فل يعصونه بترك واجب ول بفعل حرام‪.‬‬

‫} وهم من الساعة مشفقون { ‪ :‬أي وهم أهوال يوم القيامة وعذابه خائفون‪.‬‬

‫} وهذا ذكر مبارك { ‪ :‬أي القرآن الكريم تنال بركته قارئة والعامل به‪.‬‬

‫} أفأنتم له منكرون { ‪ :‬الستفهام للتوبيخ يوبخ تعالى من أنكر أن القرآن كتاب ال‪.‬‬
‫وبين الباطل فرعون‪ ،‬كما فرق بين التوحيد والشرك يوم بدر يوم الفرقان وآتاهما التوارة ضياء يستضاء بها‬
‫في معرفة الحلل والحرام والشرائع والحكام وذكرا‪ N‬أي موعظة للمتقين‪ ،‬ووصف المتقين بصفتين‪ :‬الولى‬
‫انهم يخشون ربهم أي يخافونه بالغيب أي وهم ل يرونه والثانية‪ :‬أنهم مشفقون من الساعة أي مما يقع فيها من‬
‫أهوال وعذاب وقوله تعالى‪:‬‬

‫} وهذا ذكر مبارك { يشير الى القرآن الكريم ويصفه بالبركة فبركته ل ترفع فكل من قرأه وعمل بما فيه نالته‬
‫بركته قراءة الحرف الواحد منه بشعر حسنات ل تنقضى عجائبه ولتكتنه اسراره ول تكتشف كل حقائقه‪ ،‬هدى‬
‫لمن استهدى‪ ،‬وشفاء لمن استشفى وقوله تعالى‪ } :‬أفأنتم له منكرون { يوبخ به العرب الذين آمنوا بكتاب اليهود‬
‫إذ كانوا يسألونهم عما في كتابهم‪ ،‬وكفروا بالقرآن الذي هو كتابهم فيه ذكرهم وشرفهم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬إظهار منه ال تعالى على موسى وقومه ومحمد وأمته بانزال التوارة على موسى والقرآن على محمد‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان صفات المتقين وهم الذين يخشون ربهم بالغيب فل يعصونه بترك واجب ول بفعل محرم‪ :‬وهم دائما‬
‫في اشفاق وخوف من يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ -3‬الشادة بالقرآن الكريم حيث أنزله تعالى مباركا‪.N‬‬

‫‪ -4‬توبيخ وتقريع من يفكر بالقرآن وينكر ما فيه من الهدى والنور‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬آتي‪%‬نآ إب‪%‬راهيم رشده من ق ‪%‬بل) وكنا به عالمين { * } إذ قال لبيه وقو‪%‬مه ما هـذه‬
‫ٱلتماثيل) ٱلتي* أنتم‪ %‬لها عاكفون { * } قالوا وجد‪%‬نآ آبآءنا لها عابدين { * } قال لقد‪ %‬كنتم‪ %‬أنتم‬
‫وآبآؤ)كم‪ %‬في ضلل@ م‪O‬بين@ { * } قالو*ا أجئتنا بٱلحق‪ R‬أم‪ %‬أنت من ٱللعبين { * } قال بل رب‪O‬كم‪ %‬رب‬
‫ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض ٱلذي فطرهن وأنا على ذلكم‪ %‬م‪#‬ن ٱلشاهدين { * } وتٱلله لكيدن أص‪%‬نامكم‬
‫بع‪%‬د أن تولوا مد‪%‬برين { * } فجعلهم‪ %‬جذاذا‪ S‬إل كبيرا‪ S‬لهم‪ %‬لعلهم‪ %‬إلي‪%‬ه ير‪%‬جعون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} رشده { ‪ :‬أي هداه بمعرفة ربه واليمان به ووجوب طاعته والتقرب إليه‪.‬‬

‫} التماثيل { ‪ :‬جمع تمثال وهو الصورة المصنوعة على شبه إنسان أو حيوان‪.‬‬

‫} التي أنتم لها عاكفون { ‪ :‬أي مقبلون عليها ملزمون لها تعبدا‪.N‬‬

‫} أم أنت من اللعبين { ‪ :‬أي الهازلين غير الجادين فيما يقولون أو يفعلون‪.‬‬

‫} الذي فطرهن { ‪ :‬أي أنشأهن خلقا‪ N‬وإيجاد على غير مثال سابق‪.‬‬

‫} لكيدن أصنامكم { ‪ :‬أي لحتالن على كسر أصنامكم وتحطيمها‪.‬‬

‫} جذاذا‪ : { N‬فتانا‪ N‬وقطعا‪ N‬صغيرة‪.‬‬

‫} إل كبيرا‪ N‬لهم { ‪ :‬إل أكبر صنم لهم فأنه لم يكسره‪.‬‬

‫} لعلهم إليه يرجعون { ‪ :‬كي يرجعوا إليه فيؤمنوا بال ويوح‪b‬دوه بعد أن يظهر لهم عجز آلهتهم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫على ذكر مامن‪ b‬به تعالى على موسى وهارون ومحمد صلى ال عليه وسلم من إيتائه التوارة والقرآن ذكر أنه‬
‫امتن قبل ذلك على إبراهيم فآتاه رشده في صباه فعرفه به وبجلله وكماله ووجوب اليمان به تعالى وعبادته‬
‫وحده‪ ،‬وإن عبادة من سواه باطلة‪ ،‬فقال تعالى‪ } :‬ولقد آتينا ابراهيم رشده من قبل { وقوله‪ } :‬وكنا به عالمين {‬
‫أي بأهليته للدعوة والقيام بها لما علمناه } إذ قال { أي في الوقت الذي قال لبيه أي آزر‪ ،‬وقومه منكرا‪ N‬عليهم‬
‫عبادة غير ال } وما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون { أي مقبلون عليها ملزمون لها فأجابوه بما أخبر‬
‫تعالى به عنهم في قوله‪ } :‬قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين { فاعلنوا عن جهلهم إذ لم يذكروا برهانا‪ N‬على صحة‬
‫او فائدة عبادتها واكتفوا بالتقليد العمى وشأنهم في هذا شأن سائر من يعبد غير ال تعالى فإنه ل برهان له‬
‫على صحة عبادة من يعبد إل التقليد لمن رآه يعبده‪.‬‬

‫فرد عليهم ابراهيم بما أخبره تعالى عنه في قوله } قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم { أي الذين قلدتموهم في عبادة‬
‫الصنام } في ضلل { أي عن الهدى الذي يجب أن تكونوا عليه } مبين { ل يحتاج إلى إقامة دليل عليه‪،‬‬
‫وردوا على إبراهيم قوله هذا فقالوا بما أخبر تعالى به عنهم } قالوا أجئتنا بالحق { أي فيما قلت لنا من أنا‬
‫وآباءنا في ضلل مبين } أم أنت من اللعبين { أي في قولك الذي قلت لنا فلم تكن جادا‪ N‬فينا تقول وإنما أنت‬
‫لعب ل غير ورد إبراهيم عليهم بما أخبر تعالى به في قوله‪ } :‬قال بل ربكم رب السموات والرض الذي‬
‫فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين { أي ليس ربكم تلك التماثيل بل ربكم الحق الذي يستحق عبادتكم الذي‬
‫فطر السموات والرض فأنشأهن خلقا‪ N‬عجيبا‪ N‬من غير مثال سابق وأنا على كون ربكم رب السموات والرض‬
‫من الشاهدين إذ ل رب لكم غيره‪ ،‬ول إله حق لكم سواه‪ } ،‬وتال { قسما‪ N‬به تعالى } لكيدن أصنامكم { أي‬
‫لحتالن عليها فأكسرها } بعد أن تولوا مدبرين { أي بعد أن تراجعوا عنها وتتركوها وحدها‪.‬‬

‫وفعل‪ N‬لما خرجوا إلى عيد لهم يقضون يوما‪ N‬خارج المدينة أتى تلك التماثيل فكسرها فجعلها قطعا‪ N‬متناثرة هنا‬
‫وهناك إل صنما‪ N‬كبيرا‪ N‬لهم تركه } لعلهم إليه يرجعون { أي يرجعون إلى إبراهيم فيعبدون معه ربه سبحانه‬
‫وتعالى عندما يتبين لهم بطلن عبادة الصنام لنها لم تستطع أن تدفع عن نفسها فكيف تدفع عن غيرها‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬مظاهر إنعام ال وإكرامه لمن اصطفى من عباده‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير النبوة والتوحيد‪ ،‬والتنديد بالشرك والمشركين‪.‬‬

‫‪ -3‬ذم التقليد وأنه ليس بدليل ول برهان للمقلد على ما يعتقد أو يفعل‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية الشهادة وفضلها في مواطن تعز فيها ويحتاج إليها‪.‬‬

‫‪ -5‬تغيير المنكر باليد لمن قدر عليه مقدم على تغييره باللسان بينهما أفضل‪.‬‬

‫} قالوا من فعل هـذا بآلهتنآ إنه لمن ٱلظالمين { * } قالوا سمع‪%‬نا فت‪S‬ى يذكرهم‪ %‬يقال) له إب‪%‬راهيم‬
‫{ * } قالوا فأتوا به على أع‪%‬ين ٱلناس لعلهم‪ %‬يشهدون { * } قالو*ا أأنت فعلت هـذا بآلهتنا‬
‫يإب‪%‬راهيم { * } قال بل فعله كبيرهم‪ %‬هـذا فاس‪%‬ألوهم‪ %‬إن كانوا ينطقون { * } فرجعو*ا إلى‬
‫أنفسهم‪ %‬فقالو*ا إنكم‪ %‬أنتم ٱلظالمون { * } ثم نكسوا على رءوسهم‪ %‬لقد‪ %‬علم‪%‬ت ما هـ )ؤل*ء‬
‫ينطقون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} بآلهتنا { ‪ :‬أي بأصنامكم التي سموها آلهة لنهم يعبدونها ويؤلهونها‪.‬‬

‫} فتى يذكرهم { ‪ :‬أي بالعيب والنتقاص‪.‬‬

‫} على أعين الناس { ‪ :‬أي ظاهرا‪ N‬يرونه بأعينهم‪.‬‬

‫} يشهدون { ‪ :‬أي عليه بأنه الذي كسر اللهة‪ ،‬ويشهدون العقوبة التي ننزلها به‪.‬‬

‫} أأنت فعلت هذا { ‪ :‬هذه صيغة الستنطاق والستجواب‪.‬‬

‫} بل فعله كبيرهم هذا { ‪ :‬أشار الى أصبعه نحو الصنم الكبير الذي علق به الفاس قائل‪ N‬بل فعله كبيرهم هذا‬
‫و‪l‬و‪l‬ر‪m‬ى بإصبعه تحاشيا للكذب‪.‬‬

‫} فرجعوا إلى أنفسهم { ‪ :‬أي بعد التفكر والتأمل حكموا على أنفسهم بالظلم لعبادتهم مال ينطق‪.‬‬

‫} نسكوا على رؤوسهم { ‪ :‬أي بعد اعترافهم بالحق رجعوا إلى اقرار الباطل فكانوا كمن نكس فجعل رأسه‬
‫أسفل ورجله أعلى‪.‬‬

‫} ما هؤلء ينطقون {‪:‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم فيما دار بين إبراهيم الخليل وقومه من حوار حول العقيدة انه لما استغل ابراهيم فرصة‬
‫خروج القوم إلى عيدهم خارج البلد ودخل البهر فكسر اللهة فجعلها قطع‪N‬ا متناثرة وعلق الفأس بكبير اللهة‬
‫المزعومة وعظيمها وخرج فلما جاء المساء وعادوا الى البلد ذهبوا إلى اللهة المزعومة لخذ الطعام‬
‫الموضوع بين يديها لتباركه في زعمهم واعتقادهم الباطل وجدوها مهشمة مكسرة صاحوا قائلين‪ } :‬من فعل‬
‫هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين { فأجاب بعضهم بعضا‪ N‬قائل‪ } :N‬سمعنا فتى يذكرهم { أي شابا‪ N‬يذكر اللهة بعيب‬
‫وازدراء‪ ،‬واسمه إبراهيم‪ ،‬وهنا قالوا إذا‪ } N‬فأتوا به على أعين الناس { لنشاهده ونحقق معه فإذا ثبت أنه هو‬
‫عاقبناه وتشهد الناس عقوبته فيكون ذلك نكال‪ N‬لغيره‪ ،‬وجاءوا به عليه السلم وأخذوا في استنطاقه فقالوا ما‬
‫أخبر تعالى به عنهم‪ } :‬أأنت فعلت هذا { أي التكسير والتحطيم } يا إبراهيم {؟ فأجابهم بما أخبر تعالى به عنه‬
‫بقوله‪ } :‬قال بل فعله كبيرهم هذا { يشير بأصبعه الى كبير اللهة تورية‪ } ،‬فاسألوهم إن كانوا ينطقون { تقريعا‬
‫لهم وتوبيخا‪ N‬وهنا رجعوا الى أنفسهم باللئمة فقالوا‪ } :‬إنكم أنتم الظالمون { أي حيث تألهون مال ينطق ول‬
‫يجيب ول يدفع عن نفسه فكيف عن غيره‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ثم نكسو على رؤوسهم { أي قلبهم ال رأسا‪ N‬على‬
‫عقب فبعد أن عرفوا فبعد أن عرفوا الحق ولموا على أنفسهم عادوا إلى الجدال بالباطل فقالوا‪ } :‬لقد عملت {‬
‫أي يا إبراهيم ما } هؤلء ينطقون { فكيف تطلب منا أن نسألهم وأنت تعلم أنهم ل ينطقون‪ .‬كما أن اعترافهم‬
‫بعدم نطق اللهة المدعاة إنتكاس منهم إذ اعترفوا ببطلن تلك اللهة‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬الظلم معروف لدى البشر كلهم ومنكر بينهم ولول ظلمة النفوس لما أقروه بينهم‪.‬‬

‫‪ -2‬إقامة البين{ة على الدعاوي أمر مقرر في عوف الناس وجاءت به الشرائع من قبل‪.‬‬

‫‪ -3‬أسلوب المحاكمة يعتمد على الستنطاق والستجواب اول‪.N‬‬

‫‪ -4‬مشروعية التورية خشية القول بالكذب‪.‬‬

‫} قال أفتع‪%‬بدون من دون ٱلله ما ل ينفعكم‪ %‬شي‪%‬ئا‪ S‬ول يضر‪O‬كم‪) } * { %‬أف‪ y‬لكم‪ %‬ولما تع‪%‬بدون من‬
‫دون ٱلله أفل تع‪%‬قلون { * } قالوا حر‪#‬قوه وٱنصرو*ا آلهتكم‪ %‬إن كنتم‪ %‬فاعلين { * } قلنا ينار‬
‫كوني بر‪%‬دا‪ S‬وسلما‪ S‬على إب‪%‬راهيم { * } وأرادوا به كي‪%‬دا‪ S‬فجعلناهم ٱلخسرين { * } ونجي‪%‬ناه‬
‫ولوطا‪ S‬إلى ٱلر‪%‬ض ٱلتي باركنا فيها للعالمين { * } ووهب‪%‬نا له إس‪%‬حاق ويع‪%‬قوب نافلة‪ S‬وكل‬
‫جعلنا صالحين {‬

‫شرح الكلمات‬

‫} مال ينفعكم شيئا‪ : { N‬أي آلهة ل تنفعكم شيئا‪ N‬ول تضركم إن أرادت ضركم‪.‬‬

‫ف لكم { ‪ :‬أي قبحا‪ N‬ولما تعبدون من دون ال‪.‬‬


‫}أ ‪o‬‬

‫} قالوا‪ :‬حرقوه { ‪ :‬أي أحرقوه بالنار إنتصارا‪ N‬للهتكم التي كسرها‪.‬‬


‫} بردا‪ N‬وسلما‪ : { N‬أي على إبراهيم فكانت كذلك فلم يحرق منه غير وثاقه " الحبل الذي وثق به "‪.‬‬

‫} كيدا‪ : { N‬وهو تحريقه بالنار للتخلص منه‪.‬‬

‫} فجعلناهم الخسرين { ‪ :‬حيث خرج من النار ولم تحرقه ونجا من قبضتهم وذهب كيدهم ولم يحصلوا عل‬
‫شيء‪.‬‬

‫} ونجيناه ولوطا‪ : { N‬أي ابن أخيه هاران‪.‬‬

‫} التي باركنا فيها { ‪ :‬وهي أرض الشام‪.‬‬

‫} ويعقوب نافلة { ‪ :‬زيادة على طلبه الولد فطلب ولدا‪ N‬فأعطاه ما طلب وزاده آخر‪.‬‬

‫} وكل‪ N‬جعلنا صالحين { ‪ :‬أي وجعلنا كل واحد منهم صالح‪N‬ا من الصالحين الذين يؤدون حقوق ال كاملة‬
‫وحقوق الناس كذلك‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يخبر تعالى أن إبراهيم عليه السلم قال لقومه منكرا‪ N‬عليهم عبادة ألهتهم } أفتعبدون من دون ال مال ينفعكم‬
‫شيئا‪ N‬ول يضركم { أي أتعبدون آلهة دون ال علمتم أنها ل تنفعكم شيئا‪ N‬ول تضركم ول تنطق إذا استنطقت ول‬
‫تجيب إذا سئلت } أف لكم ولما تعبدون من دون ال { أي قبحا‪ N‬لكم ولتلك التماثيل التي تعبدون من دون ال‬
‫الخالق الرازق الضار النافع } أفل تعقلون { قبح عبادتها وباطل تأليهها وهي جماد ل تسمع ول تنطق ول تنفع‬
‫ول تضر وهنا أجابوا بما أخبر تعالى به عنهم فقالوا‪ } :‬حرقوه { أي أحرقوا إبراهيم بالنار } وانصروا آلهتكم {‬
‫التي أهانها وكسرها } إن كنتم فاعلين { أي مريدين نصرتها حقا‪ N‬وصدقا‪ .N‬ونفذوا ما أجمعوا عليه وجمعوا‬
‫الحطب وأججوا النار في بنيان خاص وألقوه فيه بواسطة منجنيق لقوة لهبها وشدة حرها وقال تعالى للنار ما‬
‫أخبر به في قوله‪ } :‬قلنا يا نار كوني بردا‪ N‬وسلما‪ N‬على إبراهيم { فكانت كما طلب منها ولم تحرق غير وثاقه‬
‫الحبل الذي شدت به يداه‪ ،‬ورجله‪ ،‬ولو لم يقل وسلما‪ N‬لكان من الجائز أن تنقلب النار جبل‪ N‬من ثلج ويهلك به‬
‫إبراهيم عليه السلم‪ .‬روى أو والد إبراهيم لما رأى إبراهيم لم تحرقه النار وهو يتفصد عرقا‪ N‬قال‪ :‬نعم الرب‬
‫ربك يا إبراهيم! وقوله تعالى‪ } :‬وأرادوا به كيدا‪ N‬فجعلناهم هم الخسرين { أي أرادوا بإبراهيم مكر‪N‬ا وهو‬
‫إحراقه بالنار فخ‪t‬يب ال مسعاهم وأنجى عبده وخليله من النار وأحبط عليهم ما كانوا يأملون فخسروا في كل‬
‫أعمالهم التي أرادوا بها إهلك إبراهيم‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ونجيناه ولوطا‪ { N‬أي ونجينا إبراهيم وابن أخيه هاران‬
‫وهو لوط )إلى الرض التي باركنا فيها للعالمين( وهي أرض الشام فنزل إبراهيم بفلسطين ونزل لوط‬
‫بالمؤتفكة وهي قرى قوم لوط التي بعد دمارها استحالت الى بحيرة غير صالحة للحياة فيها وقوله‪ } :‬باركنا‬
‫فيها للعالمين { أي بارك في أرزاقها بكثرة الشجار والنهار والثمار لكل من ينزل بها من الناس كافرهم‬
‫ومؤمنهم لقوله‪ } :‬للعالمين { وقوله تعالى‪ } :‬ووهبنا له { أي لبراهيم اسحق حيث سأل ال تعالى الولد‪ ،‬وزاده‬
‫يعقوب نافلة وقوله‪ } :‬وكل جعلنا صالحين { أي وجعلنا كل واحد منهم من الصالحين الذين يعبدون ال بما‬
‫شرع لهم فأدوا حقوق الرب‪ m‬تعالى كاملة‪ ،‬وأدوا حقوق الناس كاملة وهذا نهاية الصلح‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان قوة حجة إبراهيم عليه السلم‪ ،‬ومتانة أسلوبه في دعوته وذلك مما آتاه ربه‪.‬‬

‫‪ -2‬مشروعية توبيخ أهل الباطل وتأنيبهم‪.‬‬

‫‪ -3‬آية إبطال مفعول النار فلم تحرق إبراهيم إل وثاقه لما أراد ال تعالى ذلك‪.‬‬

‫‪ -4‬قوة التوكل على ال كانت سبب تلك المعجزة إذ قال إبراهيم حسبي ال ونعم والوكيل‪.‬‬

‫فقال ال تعالى للنار‪ } :‬كوني بردا‪ N‬وسلما‪ N‬على إبراهيم { فكانت‪ ،‬وكفاه ما أهمه بصدق توكله عليه‪ ،‬ويؤثر أن‬
‫جبريل عرض له قبل أن يقع في النار فقال هل لك يا إبراهيم من حاجة؟ فقال إبراهيم‪ :‬أما إليك فل‪ ،‬حسبي ال‬
‫ونعم الوكيل‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير التوحيد والتنديد بالشرك والمشركين‪.‬‬

‫‪ -6‬خروج إبراهيم من أرض العراق إلى أرض الشام كانت أول هجرة في سبيل ال في التاريخ‪.‬‬

‫} وجعلناهم‪ %‬أئمة‪ S‬يه‪%‬دون بأم‪%‬رنا وأو‪%‬حي‪%‬نآ إلي‪%‬هم‪ %‬فع‪%‬ل ٱلخي‪%‬رات وإقام ٱلصلة وإيتآء ٱلزكـاة‬
‫وكانوا لنا عابدين { * } ولوطا‪ S‬آتي‪%‬ناه حكما‪ S‬وعلما‪ S‬ونجي‪%‬ناه من ٱلقر‪%‬ية ٱلتي كانت تع‪%‬مل) ٱلخبائث‬
‫إنهم‪ %‬كانوا قو‪%‬م سو‪%‬ء@ فاسقين { * } وأد‪%‬خلناه في رح‪%‬متنآ إنه من ٱلصالحين { * } ونوحا‪ S‬إذ‬
‫نادى من ق ‪%‬بل) فٱس‪%‬تجب‪%‬نا له فنجي‪%‬ناه وأه‪%‬له من ٱلكر‪%‬ب ٱلعظيم { * } ونصر‪%‬ناه من ٱلقو‪%‬م ٱلذين‬
‫كذبوا بآياتنا إنهم‪ %‬كانوا قو‪%‬م سو‪%‬ء@ فأغرقناهم‪ %‬أج‪%‬معين {‬
‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} أئمة { ‪ :‬أي يقتدى بهم في الخير‪.‬‬

‫} يهدون بأمرنا { ‪ :‬أي يرشدون الناس ويعلمونهم ما به كمالهم ونجاتهم وسعادتهم بإذن ال تعالى لهم بذلك‬
‫حيث جعلهم رسل‪ N‬مبلغين‪.‬‬

‫} وكانوا لنا عابدين { ‪ :‬أي خاشعين مطيعين قائمين بأمرنا‪.‬‬

‫} ولوطا‪ N‬آتياه حكما‪ N‬وعلما‪ : { N‬أي أعطينا لوطا‪ N‬حكما‪ N‬أي فصل‪ N‬بين الخصوم وفقها‪ N‬في الدين وكل هذا يدخل‬
‫تحت النبوة والرسالة وقد نبأه وأرسله‪.‬‬

‫} تعمل الخبائث { ‪ :‬كاللواط وغيره من المفاسد‪.‬‬

‫} فاسقين { ‪ :‬أي عصاه متمردين عن الشرع تاركين للعمل به‪.‬‬

‫} ونوحا‪ N‬إذ نادى من قبل { ‪ :‬أي واذكر نوحا‪ N‬إذ دعا ربه على قومه الكفرة‪.‬‬

‫} من الكرب العظيم { ‪ :‬أي من الغرق الناتج عن الطوفان الذي عم سطح الرض‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في ذكر أفضال ال تعالى على إبراهيم وولده فقال تعالى‪ } :‬وجعلناهم { أي إبراهيم‬
‫واسحق ويعقوب أئمة هداة يقتدى بهم في الخير ويهدون الناس الى دين ال تعالى الحق بتكليف ال تعالى لهم‬
‫بذلك حيث نبأهم وأرسلهم‪ .‬وهو بمعنى قوله تعالى‪ } :‬وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا { وقوله‪ } :‬وأوحينا إليهم‬
‫فعل الخيرات وإقام الصلة وإيتاء الزكاة { أي أوحينا إليهم لن يفعلوا الخيرات جمع خير وهو كل نافع غير‬
‫ضار فيه مرضاة ل تعالى وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وكانوا لنا عابدين { أي امتثلوا أمرنا‬
‫فيما أمرناهم به وكانوا لنا مطعين خاشعين وهو ثناء عليهم بأجمل الصفات وأحسن الحوال وقوله تعالى‪:‬‬
‫} ولوطا‪ N‬آتينا حكما‪ N‬وعلما‪ N‬ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين { أي وكما‬
‫آتينا إبراهيم وولديه ما آتيناهم من الفضال والنعام الذي جاء ذكره في هذا السياق آتينا لوطا‪ N‬وقد خرج‬
‫مهاجرا‪ N‬مع عمه إبراهيم آتيناه أيضا‪ N‬حكما‪ N‬وعلما‪ N‬ونبوة ورسالة متضمنة حسن الحكم والقضاء وأسرار الشرع‬
‫والفقه في الدين‪ .‬هذه منة وأخرى أنا نجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث وأهلكنا أهلها لنهم كانوا قوم‬
‫سوء ل يصدر عنهم ال ما يسوء إلى الخلق فاسقين عن أمرنا خارجين عن طاعتنا‪ ،‬وقوله‪ } :‬وأدخلناه في‬
‫رحمتنا إنه من الصالحين { وهذا إنعام آخر أعظم وهو ادخاله في سلك المرحومين برحمة ال الخاصة لنه من‬
‫عباد ال الصالحين‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ونوحا‪ { N‬اي واذكرنا يا رسولنا في سلك هؤلء الصالحين عبدنا ورسولنا‬
‫نوحا‪ N‬الوقت الذي نادى ربه من قبل إبراهيم فقال إني مغلوب فانتصر‪ } ،‬فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب‬
‫العظيم { حيث نجاه تعالى وأهله إل امرأته وولده كنعان فإنهما لم يكونا من أهله لكفرهما وظلمهما فكانا من‬
‫المغرقين‪ .‬وقوله‪ } :‬ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا { أي ونصرنا بإنجائنا له منهم فلم يمسوه بسوء‪،‬‬
‫وأغرقناهم أجمعين لنهم كانوا قوم سوء فاسقين ظالمين‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬فضل الدعوة إلى ال تعالى وشرف القائمين بها‪.‬‬

‫‪ -2‬فضل إقام الصلة وإيتاء الزكاة وفعل الخيرات‪.‬‬

‫‪ -3‬ثناء ال تعالى على أوليائه وصالحي عباده بعبادتهم‪ ،‬وخشوعهم له‪.‬‬

‫‪ -4‬الخبث إذا كثر في المة استوجبت الهلك والدمار‪.‬‬

‫‪ -5‬التنديد بالفسق والتحذير من عواقبه فإنها مدمرة والعياذ بال‪.‬‬

‫‪ -6‬تقرير النبوة المحمدية وتأكيدها إذ مثل هذا القصص ل يتأنى ال لمن يوحى إليه‪.‬‬

‫} وداوود وسلي‪%‬مان إذ يح‪%‬كمان في ٱلحر‪%‬ث إذ نفشت فيه غنم ٱلقو‪%‬م وكنا لحكمهم‪ %‬شاهدين { * }‬
‫ففهم‪%‬ناها سلي‪%‬مان وكل} آتي‪%‬نا حكما‪ S‬وعلما‪ S‬وسخر‪%‬نا مع داوود ٱلجبال يسب‪#‬ح‪%‬ن وٱلطي‪%‬ر وكنا فاعلين‬
‫{ * } وعلم‪%‬ناه صنعة لبوس@ لكم‪ %‬لتح‪%‬صنكم‪ %‬م‪#‬ن بأسكم‪ %‬فهل أنتم‪ %‬شاكرون { * } ولسلي‪%‬مان ٱلر‪#‬يح‬
‫عاصفة‪ S‬تج‪%‬ري بأم‪%‬ره إلى ٱلر‪%‬ض ٱلتي باركنا فيها وكنا بك ‪R‬ل شي‪%‬ء@ عالمين { * } ومن‬
‫ٱلشياطين من يغوصون له ويع‪%‬ملون عمل‪ S‬دون ذلك وكنا لهم‪ %‬حافظين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} في الحرث { ‪ :‬أي في الكرم الذي رعته الماشية ليل‪.N‬‬

‫} نفشت فيه { ‪ :‬أي رعته ليل‪ N‬بدون راع‪.‬‬

‫} شاهدين { ‪ :‬أي حاضرين صدور حكمهم في القضية ل يخفى علينا شيء من ذلك‪.‬‬

‫} ففهمناها { ‪ :‬أي القضية التي جرى فيها الحكم‪.‬‬

‫} وكل‪ N‬آتينا حكما‪ N‬وعلما‪ : { N‬أي كل‪ N‬من داود وولده سليمان أعطيناه حكما‪ N‬أي النبوة وعلما‪ N‬بأحكام ال وفقهها‪.‬‬

‫} يسبحن { ‪ :‬أي معه إذا سبح‪.‬‬

‫} وكنا فاعلين { ‪ :‬أي لما هو أغرب وأعجب من تسبيح الجبال والطير فل تعجبوا‪.‬‬

‫} صنعة لبوس لكم { ‪ :‬هي الدروع وهي لباس الحرب‪.‬‬

‫} فهل أنتم شاكرون { ‪ :‬أي تقيكم وتحفظكم من ضرب السيوف وطعن الرماح‪.‬‬

‫} إلى الرض التي باركنا { ‪ :‬أي أرض الشام‪.‬‬

‫} يغوصون { ‪ :‬أي في أعماق البحر لستخراج الجواهر‪.‬‬

‫} ويعلمون عمل‪ N‬دون ذلك { ‪ :‬أي دون الغوص كالبناء وغيره وبعض الصناعات‪.‬‬

‫} وكنا لهم حافظين { ‪ :‬أي لعمالهم حتى ل يفسدوها‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬ما زال السياق الكريم في ذكر إفضالت ال تعالى وإنعامه على من يشاء من عباده‪ ،‬وفي ذلك‬
‫تقرير لنبوة نبيه محمد صلى ال عليه وسلم التي كذبت بها قريش فقال تعالى‪ } :‬وداود وسليمان { أي واذكر يا‬
‫نبينا داود وسليمان } إذ يحكمان في الحرث { اي اذكرهما في الوقت الذي كانا يحكمان في الحرث الذي‬
‫} نفشت فيه غنم القوم { أي رعت فيه ليل‪ N‬بدون راع فأكلته وأتلفته } وكنا لحكمهم شاهدين { حاضرين ل‬
‫يخفى علينا ما حكم به كل منهما‪ ،‬إذ حكم داود بأن يأخذ صاحب الحرث الماشية مقابل ما أتلفته لن المتلف‬
‫يعادل قيمة الغنم التي أتلفته‪ ،‬وحكم سليمان بأن يأخذ صاحب الماشية الرزع يقوم عليه حتى يعود كما كان‪،‬‬
‫ويأخذ صاحب الحرث الماشية يستغل صوفها ولبنها وسخالها فإذا ردت إليه كرومة كما كانت أخدها ورد‬
‫الماشية لصاحبها لم ينقص منها شيء هذا الحكم أخبر تعالى أنه فهم فيه سليمان وهو أعدل من الول وهو قوله‬
‫تعالى‪ } :‬ففهمناها { أي الحكومة أو القضية أو الفتيا سليمان‪ ،‬ولم يعاتب داود على حكمه‪ ،‬وقال‪ } :‬وكل آتينا‬
‫حكما‪ N‬وعلما‪ { N‬تلفيا‪ N‬لما قد يظن بعضهم أن داود دون ولده في العلم والحكم‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير { هذا ذكر لبعض ما أنعم به على داود عليه السلم وهو أنه‬
‫سخر الجبال والطير تسبح معه إذا سبح سواء أمرها بذلك فأطاعته أو لم يأمرها فإنه إذا صلى وسبح صلت‬
‫معه وسبحت‪ ،‬وقوله‪ } :‬وكنا فاعلين { أي لما هو أعجب من تسخير الجبال والطير تسبح مع سليمان لنا ل‬
‫يعجزنا شيء وقد كتب هذا في كتاب المقادير فأخرجه في حينه‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وعلمناه { أي داود } صنعة‬
‫لبوس لكم { وهي الدروع السابغة التي تقي ل سبها طهن الرماح وضرب السيوف بإذن ال تعالى فهي آلة‬
‫حرب ولذا قال تعالى } لتحصنكم من بأسكم { } فهل أنتم شاركرون؟ { أمر لعباده بالشكر على إنعامه عليهم‬
‫والشكر يكون بحمد ال تعالى والعتراف بإنعامه‪ ،‬وطاعته وصرف النعمة فيما من أجله أنعم بها على عبده‪،‬‬
‫وقوله )ولسليمان( أي وسخرنا لسليمان } الريح عاصفة { شديدة السرعة } تجري بأمره إلى الرض التي‬
‫باركنا فيها { إذ يخرج غازيا‪ N‬أول النهار وفي آخره تعود به الريح بساطه الذي هو كأكبر سفينة حربية اليوم‬
‫إلى الرض التي بارك ال وهي أرض الشام‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬وكنا بكل شيء عالمين { يخبر تعالى أنه وما زال عليما‪ N‬بكل شيء ما ظهر للناس وما غاب عنهم‬
‫فكل أحداث الكون تتم حسب علم ال وإذنه وتقديره وحكمته فلذا وجبت له الطاعة واستحق اللوهة والعبادة‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬ومن الشياطين من يغوصون له { أي وسخرنا لسليمان من الشياطين من يغوضون له في أعماق‬


‫البحار لستخراج الجواهر‪ } ،‬ويعلمون عمل دون ذلك { كالبناء وصنع التماثيل والمحاريب والجفان وغير‬
‫ذلك‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وكنا لهم حافظين { أي وكنا لعمال أولئك العاملين من الجن حافظين لها عالمين بها حتى‬
‫ل يفسدوها بعد عملها مكرا‪ N‬منهم أو خديعة فقد روى أنهم كانوا يعملون ثم يفسدون ما عملوه حتى ل ينتفع به‪.‬‬

‫وهذا كله من إنعام ال تعالى على داود وسليمان وغيره كثير فسبحان ذي النعام والفضال إله الحق ورب‬
‫العالمين‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب نصب القضاة للحكم بين الناس‪.‬‬


‫‪ -2‬بيان حكم الماشية ترعى في حرث الناس وإن كان شرعنا على خلف شرع من سبقنا فالحكم عندنا إن‬
‫رعت الماشية ليل‪ N‬قوم المتلف على صاحب الماشية ودفعه لصاحب الرزع‪ ،‬وإن رعت نهارا‪ N‬فل شيء‬
‫لصاحب الزرع لن عليه أن يحفظ زرعه من أن ترعى فيه مواشي الناس لحديث العجماء‪ ،‬جبار وحديث ناقة‬
‫البراء بن عازب‪.‬‬

‫‪ -3‬فضل التسبيح‪.‬‬

‫‪-4‬وجوب صنع آلة الحرب وإعدادها للجهاد في سبيل ال‪.‬‬

‫‪ -5‬وجوب شكر ال تعالى على كل نعمة تستجد للعبد‪.‬‬

‫‪ -6‬بيان تسخير ال تعالى الجن لسليمان يعملون له أشياء‪.‬‬

‫‪ -7‬تقرير نبوة الرسول صلى ال عليه وسلم إذ من أرسل هؤلء أرسل وأنعم عليهم بما أنعم ل يستنكر عليه‬
‫ل وقد أرسل من قبله رسل‪.‬‬
‫إرسال محمد رسو ‪N‬‬

‫‪ -8‬كل ما يحدث في الكون من أحداث يحدث بعلم ال تعالى وتقديره ولحكمة تقتضيه‪.‬‬

‫} وأي‪O‬وب إذ نادى ربه أن‪R‬ي مسني ٱلض‪O‬ر‪ O‬وأنت أر‪%‬حم ٱلراحمين { * } فٱس‪%‬تجب‪%‬نا له فكشفنا ما به‬
‫من ضر‪ m‬وآتي‪%‬ناه أه‪%‬له ومثلهم‪ %‬معهم‪ %‬رح‪%‬مة‪ S‬م‪#‬ن‪ %‬عندنا وذكرى للعابدين { * } وإس‪%‬ماعيل‬
‫وإد‪%‬ريس وذا ٱلكفل كل| م‪#‬ن ٱلصابرين { * } وأد‪%‬خلناهم‪ %‬في رح‪%‬متنا إنهم‪ %‬م‪#‬ن ٱلصالحين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وأيوب { ‪ :‬أي واذكر أيوب‪.‬‬

‫} إذ نادى ربه { ‪ :‬أي دعاه لما ابتلى بفقد ماله وولده ومرض جسده‪.‬‬

‫} مسني الضر { ‪ :‬هو ما ضر بجسمه أو ماله أو ولده‪.‬‬

‫} وذكرى للعابدين { ‪ :‬أي عظة للعابدين‪ ،‬ليصبروا فيثابوا‪.‬‬


‫} وأدخلناهم في رحمتنا { ‪ :‬بأن نبأناهم فانخرطوا في سلك النبياء إنهم من الصالحين‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في ذكر إفضالت ال تعالى وإنعامه على من شاء من عباده الصالحين فقوله تعالى في‬
‫الية الولى )‪ } (83‬وأيوب { أي واذكر عبدنا في شكره وصبره وسرعة أو‪r‬ب‪p‬ت‪j‬ه‪ ،‬وقد ابتليناه بالعافية والمال‬
‫والولد‪ ،‬فشكر وابتليناه بالمرض وذهاب المال والهل والولد فصبر‪ .‬أذكره } إذ نادى ربه { أي داعيا‪ N‬ضارعا‬
‫بعد بلوغ البلء منتهاه رب‪ b‬أي يا رب } أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين { } فاستجبنا له { دعاءه‬
‫} فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله { من زوجة وولد } ومثلهم معهم { أي ضاعف له ما أخذه منه بالبتلء‬
‫جر‪l‬اد‪ o‬من ذهب فكان أيوب‬
‫جل‪ N‬من ‪l‬‬
‫بعد الصبر واما المال فقد ذكر النبي صلى ال عليه وسلم انه أنزل عليه ر‪r l‬‬
‫يحثو في ثوبه فقال له ربه في ذلك فقال من ذا الذي يستغنى عن بركتك يا رب‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬رحمة من‬
‫عندنا { أي رحمناه رحمة خاصة‪ ،‬وجعلنا قصته ذكرى وموعظة للعابدين لنا لما نبتليهم بالسراء والضراء‬
‫فيشكرون ويصبرون ائتساء بعبدنا أيوب‬
‫{‬ ‫} إنا وجدناه صابرا‪ S‬نعم العبد إنه أواب‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وإسماعيل وإدريس وذا الكفل { أي واذكر في عداد المصطفين من أهل الصبر والشكر‬
‫اسماعيل بن إبراهيم الخليل‪ ،‬وادريس وهو اخنوخ وذا الكفل } كل من الصابرين { على عبادتنا الشاكرين‬
‫لنعمائنا‪ ،‬وادخلناهم في رحمتنا فنبأنا منهم من نبأنا وأنعمنا عليهم وأكرمناهم بجوارنا إنهم من الصالحين‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬علو مقام الصبر ومثله الشكر فالول على البأساء والثاني على النعماء‪.‬‬

‫‪ -2‬فضيلة الدعاء وهو باب الستجابة وطريقها من ألهمه ألهم الستجابة‪.‬‬

‫‪ -3‬في سير الصالحين مواعظ وفي قصص الماضيين عبر‪.‬‬

‫‪ -4‬من ابتلى بفقد أو أهل أو ولد ف‪j‬ص‪l‬ب‪l‬ر كان له من ال الخلف وما يقال عند المصيبة " إنا ل وإنا إليه‬
‫لراجعون اللهم أجرني في مصيبتى واخلف لي خيرا‪ N‬منها "‪.‬‬
‫} وذا ٱلنون إذ ذهب مغاضبا‪ S‬فظن أن لن نقدر علي‪%‬ه فنادى في ٱلظلمات أن ل إلـه إل أنت‬
‫سب‪%‬حانك إن‪R‬ي كنت من ٱلظالمين { * } فٱس‪%‬تجب‪%‬نا له ونجي‪%‬ناه من ٱلغم‪ #‬وكذلك ننجـي ٱلمؤمنين {‬
‫* } وزكريآ إذ نادى ربه رب‪ #‬ل تذر‪%‬ني فر‪%‬دا‪ S‬وأنت خي‪%‬ر ٱلوارثين { * } فٱس‪%‬تجب‪%‬نا له ووهب‪%‬نا له‬
‫يح‪%‬يى وأص‪%‬لح‪%‬نا له زو‪%‬جه إنهم‪ %‬كانوا يسارعون في ٱلخي‪%‬رات ويد‪%‬عوننا رغبا‪ S‬ورهبا‪ S‬وكانوا لنا‬
‫ي أح‪%‬صنت فر‪%‬جها فنفخنا فيها من ر‪O‬وحنا وجعلناها وٱب‪%‬نهآ آية‪ S‬ل‪R‬لعالمين {‬
‫خاشعين { * } وٱلت *‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وذا النون { ‪ :‬هو يونس بن متى عليه السلم وأضيف الى النون الذي هو الحوت في قوله تعالى‬
‫{‬ ‫} ول تكن كصاحب الحوت‬
‫لن حوتة كبيرة ابتلعته‪.‬‬

‫} إذ ذهب مغاضبا‪ : { N‬أي لربه تعالى حيث لم يرجع إلى قومه لما بلغه أن ال رفع عنهم العذاب‪.‬‬

‫} فظن أن لن نقدر عليه { ‪ :‬أي أن لن نحبسه ونضيق عليه في بطن الحوت من أجل مغاضبته‪.‬‬

‫} في الظلمات { ‪ :‬ظلمة الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل‪.‬‬

‫} ونجيناه من الغم { ‪ :‬أي الكرب الذي أصابه وهو في بطن الحوت‪.‬‬

‫} ل تذرني فردا‪ : { N‬أي بلء ولد يرث عني النبوة والعلم والحكمة بقرينه ويرث من آل يعقوب‪.‬‬

‫} رغبا‪ N‬ورهبا‪ : { N‬أي طعما‪ N‬فينا ورهبن‪N‬ا منا أي خوفا‪ N‬ورجاءا‪.N‬‬

‫} أحصنت فرجها { ‪ :‬أي صانته وحفظته من الفاحشة‪.‬‬

‫} من روحنا { ‪ :‬أي جبريل حيث نفخ في كم درعها عليها السلم‪.‬‬

‫} آية العالمين { ‪ :‬أي علمة على قدرة ال تعالى ووجوب عبادته بذكره وشكره‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫ما زال السياق الكريم في ذكر افضال ال تعالى وإنعامه على من يشاء من عباده فقال تعالى‪ } :‬وذا النون { أي‬
‫واذكر ذا النون أي يونس بن متى } إذ ذهب معاضبا‪ { N‬لربه تعالى حيث لم يصبر على بقائه مع قومه يدعوهم‬
‫إلى توحيد ال وعبادته وطاعته وطاعة رسوله فسأل لهم العذاب‪ ،‬ولما تابوا ورفع عنهم العذاب بتوبتهم وعلم‬
‫بذلك فلم يرجع إليهم فكان هذا منه مغاضبة لربه تعالى وقوله تعالى عنه‪ } :‬فظن أن لن نقدر عليه { أي ظن‬
‫منه في ربه سبحانه وتعالى‪ ،‬ولكن لمغاضبته ربه بعدم العودة إلى قومه بعد أن رفع عنهم العذاب أصابه ريه‬
‫تطهيرا‪ N‬له من أمر المخالفة الخفيفة بأن ألقاه في ظلمات ثلث‪ ،‬ظلمة الحوت والبحر والليل ثم ألهمه الدعاء‬
‫الذي به النجاة فكان يسبح في الظلمات الثلث } ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين { فاستجاب ال‬
‫تعالى له وهو معنى قوله‪ } :‬وإذ النون إذ ذهب مغاضبا‪ N‬فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن ل إله إل‬
‫أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم { الذي أصابة من وجوده في ظلمات محبوسا‬
‫ل أنيس ول طعام ول شراب مع غم نفسه من جراء عدم عودته الى قومه وقد أنجاهم ال من العذاب‪ .‬وهو‬
‫سبب المصيبة‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وكذلك ننجي المؤمنين { مما قد يحل بهم من البلء وقوله تعالى‪ } :‬وزكريا {‬
‫ب { أي يا رب } ل تذرني فردا‪{ N‬‬
‫أي اذكر يا رسولنا زكريا في الوقت الذي نادى ربه داعيا‪ N‬ضارعا‪ N‬قائل‪ } :N‬ر ‪b‬‬
‫أي ل تتركني فردا‪ N‬ل ولد لي يرثني في نبوتي وعلمي وحكمتي ويرث ذلك من آل يعقوب حتى ل تنقطع منهم‬
‫النبوة والصلح وقوله‪ } :‬وأنت خير الوارثين { ذكر هذا اللفظ توسل‪ N‬به الى ربه ليستجيب له دعاءه واستجاب‬
‫له والحمد ل‪.‬‬

‫فوهبه يحيى وأصلح له زوجه بأن جعلها ولودا‪ N‬بعد العقر حسنة الخلق والخ‪V‬لق‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬أنهم كانوا‬
‫يسارعون { أي زكريا ويحيى ووالدته كانوا يسارعون في الطاعات والقربات أي في فعلها والمبادرة إليها‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬ويدعوننا رغبا‪ N‬ووهبا‪ { N‬هذا ثناء عليهم أيضا‪ N‬إذ كانوا يدعون ال رغبة في رحمته ورهبة وخوفا‪ N‬من‬
‫عذابه وقوله‪ } :‬وكانوا لنا خاشعين { أي معطيعين ذليلين متواضعين وهم يعبدون ربهم بأنواع العبادات‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا { أي واذكر يا نبينا تلك المؤمنة التي أحصنت‬
‫فرجها أي منعته مما حرم ال تعالى عليها وهي مريم بنت عمران اذكرها في عداد من أنعمنا عليهم وأكرمناهم‬
‫وفضلناهم على كثير من عبادنا الصالحين‪ ،‬حيث نفخنا فيها من روحنا إذ أمرنا جبريل روح القدس ينتفخ في‬
‫كم درعها فسرت النفخة إلى فرجها فحبلت وولدت في ساعة من نهار‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وجعلنا وابنها { أي‬
‫عيسى كلمة ال وروحه } آية { أي علمة كبرى على وجودنا وقدرتنا وعلمنا وحكمتنا وإنعامنا وواجب عبادتنا‬
‫وتوحيدنا فيها حيث ل يعبد غيرنا } للعالمين { أي للناس أجمعين يستدلون بها على ذكرنا آنفا‪ N‬من وجود ال‬
‫وقدرته وعلمه وحكمته ووجوب عبادته وتوحيده فيها‪.‬‬

‫هداية اليات‬
‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬فضيلة دعوة ذي النون‪ } :‬ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين {‪ .‬إذ ورد أنه ما دعا بها مؤمن‬
‫إل استجيب له‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وكذلك ننجي المؤمنين { يقوي هذا الخبر‪.‬‬

‫‪ -2‬استحباب سؤال الولد لغرض صالح ل من أجل الزينة واللهو به فقط‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير أن الزوجة الصالحة من حسنة الدنيا‪.‬‬

‫‪ -4‬فضيلة المسارعة في الخبرات والدعاء برغبة ورهبة والخشوع في العبادات وخاصة في الصلة والدعاء‪.‬‬

‫‪ -5‬فضيلة العفة والحصان للفرج‪.‬‬

‫‪ -6‬كون مريم وابنها آية لن مريم ولدت من غير محل‪ ،‬ولن عيسى كان كذلك وكلم الناس في المهد‪ ،‬وكان‬
‫يحيى الموتى بإذن ال تعالى‪.‬‬

‫} إن هـذه أ)متكم‪ %‬أ)مة‪ S‬واحدة‪ S‬وأنا رب‪O‬كم‪ %‬فٱع‪%‬بدون { * } وتقطعو*ا أم‪%‬رهم‪ %‬بي‪%‬نهم‪ %‬كل| إلي‪%‬نا راجعون‬
‫{ * } فمن يع‪%‬مل من ٱلصالحات وهو مؤمن‪ V‬فل كفران لسع‪%‬يه وإنا له كاتبون { * } وحرام‬
‫على قر‪%‬ية@ أه‪%‬لكناهآ أنهم‪ %‬ل ير‪%‬جعون { * } حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم‪ %‬م‪#‬ن كل‪ R‬حدب‬
‫ينسلون { * } وٱقترب ٱلوع‪%‬د ٱلحق فإذا هي شاخصة‪ U‬أب‪%‬صار ٱلذين كفروا يوي‪%‬لنا قد‪ %‬كنا في‬
‫غفلة@ م‪#‬ن‪ %‬هـذا بل كنا ظالمين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} إن هذه أمتكم {‪ :‬أي ملتكم وهي السلم ملة واحدة من عهد آدم إلى العهد المحمدي إذ دين النبياء واحد وهو‬
‫عبادة ال تعالى وحده بما يشرع لهم‪.‬‬

‫} وأنا ربكم فاعبدون { ‪ :‬أنا الهكم الحق حيث خلقتكم ورزقتكم فل تنبغي العبادة ال لي فاعبدون ول تعبدوا‬
‫معي غيري‪.‬‬

‫} وتقطعوا أمرهم بينهم { ‪ :‬أي وتفرقوا في دينهم فأصبح لكل فرقة دين كاليهودية والنصرانية والمجوسية‬
‫والوثنيات وما أكثرها‪.‬‬
‫} كل إلينا راجعون { ‪ :‬أي كل فرقة من تلك الفرق التي قطعت السلم راجعة الينا وسوف نجزيها بكسبها‪.‬‬

‫} فل كفران لسعيه { ‪ :‬أي ل نكران ول جحود لعمله بل سوف يجزى به وافيا‪.N‬‬

‫} وإنا له كاتبون { ‪ :‬إذ الكرام الكاتبون أعمال العباد خيرها وشرها‪.‬‬

‫} وحرام { ‪ :‬أي ممتنع رجوعهم إلى الدنيا‪.‬‬

‫} يأجوج ومأجوج { ‪ :‬قبيلتان وراء سدهما الذي سيفتح عند قرب الساعة‪.‬‬

‫} حدب { ‪ :‬أي مرتفع من الرض‪.‬‬

‫} ينسلون { ‪ :‬أي يسرعون المشي‪.‬‬

‫} الوعد الحق { ‪ :‬يوم القيامة‪.‬‬

‫} في غفلة من هذا { ‪ :‬أي من يوم القيامة وما فيه من أحداث‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد ذكر أولئك النبياء وما أكرمهم ال تعالى به من افضالت وما كانوا عليه من كمالت قال تعالى مخاطبا‬
‫الناس كلهم‪ } :‬إن هذه أمتكم { أي ملتكم } أمة واحدة { أي ملة واحدة من عهد أول الرسل إلى خاتمهم وهو‬
‫السلم القائم على ال‪p‬خلص ل في العبادة والخلوص من الشرك وقوله تعالى‪ } :‬وتقطعوا أمرهم بينهم { ينعي‬
‫تعالى على النس تقطيعهم السلم إلى ملل شتى كاليهودية والنصرانية وغيرهما‪ ،‬وتمزيقه إلى طوائف ونحل‪،‬‬
‫وقوله } وكل إلينا راجعون { إخبار منه تعالى أنهم راجعون إليه ل محالة بعد موتهم وسوف يجزيهم بما كانوا‬
‫يكسبون ومن ذلك تقطيعهم للدين السلمي وتمزيقهم له فذهبت كل فرقة بقطعة منه‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬فمن يعمل‬
‫من الصالحات { والحال أنه مؤمن‪ ،‬والمراد من الصالحات ما شرعه ال تعالى من عبادات قلبية وقولية وفعلية‬
‫} فل كفران لسعيه { أي لعمله فل يجحد ول ينكر بل يراه ويجزى به كامل‪ .N‬وقوله تعالى‪ } :‬وإنا له كاتبون {‬
‫يريد أن الملئكة تكتب أعماله الصالحة بأمرنا ونجزيه بها أيضا‪ N‬أحسن جزاء وهذا وعد من ال تعالى لهل‬
‫ال‪p‬يمان والعمل الصالح جعلنا ال منهم وحشرنا في زمرتهم‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وحرام على قرية أهلكناهها أنهم ل يرجعون { يخبر تعالى أنه ممتنع امتناعا‪ N‬كامل‪ N‬أن يهلك أمة‬
‫بذنوبها في الدنيا ثم يردها إلى الحياة في الدنيا‪ ،‬وهذا بناء على أن } ل { مزيدة لتقوية الكلم ويحتمل الكلم‬
‫معنى آخر وهي ممتنع على أهل قرية قضى الهل تعالى بعذابهم في الدنيا أو في الخرة أنهم يرجعون إلى‬
‫اليمان والطاعة والتوبة الصادقة وذللك بعد أن كذبوا وعاندوا وظلموا وفسقوا فطبع على قلوبهم فهم ل‬
‫يرجعون إلى التوبة بحال‪ ،‬ومعنى ثالث وهو حرام على أهل قرية أهلكههم ال بذنوبهم فأبادهم إنهم ل يرجون‬
‫إلى ال تعالى يوم القيامة بل يرجعون للحساب والجزاء فهذه المعانى كلها صحيحة‪ ،‬والمعنى الخير ل تكلف‬
‫فيه بكون } ل { صلة بل هي نافية ويرجع المعنى الخير قوله تعالى‪ } :‬حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج {‬
‫فهوبيان لطريق رجوعهم إلى ال تعالى وذلك يوم القيءامة وبدايته بظهور علماته الكبرى ومنها إنكسار سد‬
‫يأجوج ومأجوج وتدفقهم في الرض يخربون ويدمرون } وهم من كل حدب { وصوب } ينسلون { مسرعين‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬واقترب الوعد الحق { وهوي وم الدين والحساب والجزاء وقوله‪ } :‬فإذا هي شاخصة أبصارهم‬
‫الذين كفروا { وذلك بعد قيامهم من قبورهم وحشرهم إلى أرض المحشر وهم يقولون في تأسف وتحسر } يا‬
‫ويلنا { أي يا هلكنا } قد كنا في غفلة { أي في دار الدنيا } بل كنا ظالمين { فاعترفوا بذنبهم حيث ل ينفعهم‬
‫العتراف إذ ل توبة تقبل يومئذ‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‬

‫‪ -1‬وحجة الدين وكون السلم هو دين البشرية كافة لنه قائم على أساس توحيد ال تعالى في عبادته التي‬
‫شرعها ليعبد بها‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان ما حدث للبشرية من تمزيق الدين بينها بحسب الهواء والطماع والغراض‪.‬‬

‫‪ -3‬وعد ال لهل اليمان والعمل الصالح بالجزاء الحسن وهو الجنة‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير حقيقة وهي إذا ق‪V‬ض‪p‬ى بهلك أمة تعذرت عليها التوبة‪ ،‬وأن أمة يهلكها ال تعالى ل تعود إلى الحياة‬
‫الدنيا بحال وإن البشرية عائدة إلى ربها فممتنع عدم عودة الناس إلى ربهم‪ ،‬وذلك لحسابهم وجزائهم يوم‬
‫القيامة‪.‬‬

‫} إنكم‪ %‬وما تع‪%‬بدون من دون ٱلله حصب جهنم أنتم‪ %‬لها واردون { * } ل ‪%‬و كان هـؤ)ل*ء آلهة‪ S‬ما‬
‫وردوها وك |ل فيها خالدون { * } لهم‪ %‬فيها زفير‪ V‬وهم‪ %‬فيها ل يس‪%‬معون { * } إن ٱلذين سبقت‬
‫لهم‪ %‬م‪#‬نا ٱلحس‪%‬نى )أو‪%‬لـئك عنها مب‪%‬عدون { * } ل يس‪%‬معون حسيسها وهم‪ %‬في ما ٱشتهت أنفسهم‬
‫خالدون { * } ل يح‪%‬زنهم ٱلفزع ٱلكبر وتتلقاهم ٱلملئكة هـذا يو‪%‬مكم ٱلذي كنتم‪ %‬توعدون { *‬
‫} يو‪%‬م نطوي ٱلسمآء كطي‪ #‬ٱلس‪#‬ج ‪R‬ل للكتب كما بدأنآ أول خلق@ نعيده وع‪%‬دا‪ S‬علي‪%‬نآ إنا كنا فاعلين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وما تعبدون من دون ال { ‪ :‬أي من الوثان والصنام‪.‬‬

‫} حصب جهنم { ‪ :‬أي ما توقد به جهنم‪.‬‬

‫} لو كان هؤلء آلهة { ‪ :‬أي الوثان التي يعبدها المشركون من قريش‪.‬‬

‫} ما وردوها { ‪ :‬أي لحالوا بين عابديهم ودخول النار لنهم آلهة قادرون على ذلك ولكنهم ليسوا آلهة حق فلذا‬
‫ل يمنعون عابديهم من دخول النار‪.‬‬

‫} وكل فيها خالدون { ‪ :‬أي العابدون من الناس والمعبودون من الشياطين والوثان‪.‬‬

‫} لهم فيها زفير { ‪ :‬أي لهل النار فيها أنين وتنفس شديد وهو الزفير‪.‬‬

‫ل أنهم أهل الجنة‪.‬‬


‫} سبقت لهم منا الحسنى { ‪ :‬أي كتب ال تعالى أز ‪N‬‬

‫س صوتها‪.‬‬
‫} حسيسها { ‪ :‬أي ح‪b p‬‬

‫} ل يحزنهم الفزع الكبر { ‪ :‬أي عند النفخة الثانية نفخة البعث فإنهم يقومون من قبورهم آمنين غير خائفين‪.‬‬

‫} كطي السجل للكتب { ‪ :‬أي يطوي الجبار سبحانه وتعالى السماء طي‪ b‬الورقة لتدخل في الظرف‪.‬‬

‫} كما بدأنا أول خلق نعيده { ‪ :‬أي يعيد ال الخلئق كما بدأهم أول مرة فيبعث الناس من قبورهم حفاة عراة‬
‫غرل‪ ،‬كما ولدوا لم ينقص منهم شيء‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫يقول تعالى لمشركين الذين بدأت السورة الكريمة بالحديث عنهم‪ ،‬وهم مشركوا قريش يقول لهم م‪n‬وعدا‪ } :N‬إنكم‬
‫وما تعبدون من دون ال { من أصنام وأوثان } حصب جهنم { أي ستكونون أنتم وما تعبدون من أصنام وقودا‬
‫لجهنم التي أنتم واردوها ل محالة‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬لو كان هؤلء آلهة { لو كان هؤلء التماثيل من الحجار‬
‫التي يعبدها المشركون لو كانوا آلهة حقا‪ N‬ما ورد النار عابدوها لنهم يخلصونهم منها ولما ورد النار‬
‫المشركون ودخلوها دل ذلك على أن آلهتهم كانت آلهة باطلة ل تستحق العبادة بحال‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬كل فيها‬
‫خالدون { أي المعبودات الباطلة وعابدوهات الكل في جهنم خالدون‪ .‬وقوله‪ } :‬لهم فيها زفير وهم فيها ل‬
‫يسمعون { يخبر تعالى أن للمشركين في النار زفيرا‪ N‬وهو النبين الشديد من شدة العذاب وأنهم فيها ل يسمعون‬
‫لكثرة النين وشدة الصوات وفظاعة ألوان العذاب وقوله تعالى‪ } :‬إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها‬
‫مبعدون‪،‬ل يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون { نزلت هذه الية ردا‪ N‬على ابن ال •زب‪l‬ع‪r‬ر‪l‬ى عندما‬
‫قال إن كان ما يقوله محمد حقا‪ N‬بأننا وآلهتنا في جهنم فإن الملئكة معنا في جهنم لننا نعبدهم‪ ،‬وأن عيسى‬
‫والعزيز في جهنم لن اليهود عبدوا العزيز والنصارى عبدوا المسيح‪ ،‬فأخبر تعالى أن من عبد بغير رضاه‬
‫بذلك وكانا يعبدنا ويتقرب إلينا بالطاعات فهو ممن سبقت لهم منا الحسنى بأنهم من أهل الجنة هؤلء عنها أي‬
‫عن جهنم مبعدون } ل يسمعون حسيسها { أي حس صوتها وهم في الجنة ولهم فيها ما يشتهون خلدون‪ ،‬ل‬
‫يحزنهم الفزع الكبر عند قيامهم من قبورهم بل هم آمنون } تتلقاهم الملئكة { عند القيام من قبورهم بالتحية‬
‫والتهنئة قائلة لهم‪ } :‬هذا يومكم الذي كنتم توعدون { وقوله تعالى‪ } :‬يوم نطوي السماء { أي يتم لهم ذلك يوم‬
‫يطوي الجبار جل جلله السماء بيمينه } كطى السجل { أي الصحيفة للكتب‪.‬‬

‫وذلك يوم القيامة حيث تبدل الرض غير الرض والسموات غير السموات‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬كما بدأنا أول خلق‬
‫نعيده { أي يعيد النسان كما بدأ خلقه فيخرج الناس من قبورهم حفاتة عراة غرل‪ .‬وقوله‪ } :‬وعدا‪ N‬علينا إنا كنا‬
‫فاعلين { أي وعدنا بإعادة الخلق بعد فنائهم وبلهم وعدا‪ ،N‬إنا كنا فاعلين فأنجزنا ما وعدنا‪ ،‬وإنا على ذلك‬
‫لقادرون‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‬

‫‪ -1‬تقرير التوحيد والنبوة والبعث والجزاء‪.‬‬

‫‪ -2‬من عبد من دون ال بأمره أو برضاه سيكون ومن ع‪l‬ب‪a‬ده وقودا‪ N‬لجهنم ومن لم يأمر ولم يرض فل يدخل‬
‫النار مع من عبده بل العابد له وحده في النار‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان عظمة ال وقدرته إذ يطوي السماء بيمينه‪ ،‬والرض في قبضته يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ -4‬بعث الناس حفاة عراة غرل لم ينزع منهم شيء ول غلفة الذكر إنجاز ال وعده في قوله‪:‬‬
‫{‬ ‫} كما بدأكم تعودون‬
‫فسبحان الواحد القهار العزيز الجبار‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬كتب‪%‬نا في ٱلزبور من بع‪%‬د ٱلذ‪R‬كر أن ٱلر‪%‬ض يرثها عبادي ٱلصالحون { * } إن في هـذا‬
‫لبلغا‪ S‬ل‪R‬قو‪%‬م@ عابدين { * } ومآ أر‪%‬سلناك إل رح‪%‬مة‪ S‬ل‪R‬لعالمين { * } قل إنمآ يوحى إلي أنمآ‬
‫إلـهكم‪ %‬إلـه‪ V‬واحد‪ V‬فهل أنتم‪ %‬م‪O‬س‪%‬لمون { * } فإن تولو‪%‬ا فقل آذنتكم‪ %‬على سوآء@ وإن‪ %‬أد‪%‬ري‬
‫أقريب‪ V‬أم بعيد‪ V‬ما توعدون { * } إنه يع‪%‬لم ٱلجه‪%‬ر من ٱلقو‪%‬ل ويع‪%‬لم ما تكتمون { * } وإن‪ %‬أد‪%‬ري‬
‫لعله فتنة‪ U‬لكم‪ %‬ومتاع‪ V‬إلى حين@ { * } قال رب‪ #‬ٱح‪%‬كم بٱلحق‪ R‬ورب‪O‬نا ٱلرح‪%‬مـن ٱلمس‪%‬تعان على ما‬
‫تصفون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ولقد كتبنا في الزبور { ‪ :‬أي في الكتب التي أنزلنا كصحف إبراهيم والتوراة والنجيل والقرآن‪.‬‬

‫} من بعد الذكر { ‪ :‬أي من بعد أن كتبنا ذلك في الذكر الذي هو اللوح المحفوظ‪.‬‬

‫} أن الرض { ‪ :‬أي أرض الجنة‪.‬‬

‫} عبادي الصالحون { ‪ :‬هم أهل اليمان والعمل الصالح من سائر المم من أتباع الرسل عامة‪.‬‬

‫} إن في هذا لبلغنا { ‪ :‬أي إن في القرآن لبلغا‪ N‬أي لكفاية وبلغة لدخول الجنة فكل من آمن به وعمل بما فيه‬
‫دخل الجنة‪.‬‬

‫} لقوم عابدين { ‪ :‬أي مطيعين ال ورسوله‪.‬‬

‫} رحمة للعالمين { ‪ :‬أي النس والجن فالمؤمنون المتقون يدخلون الجنة والكافرون ينجون‪ .‬من عذا الستئصال‬
‫والبادة الذي كان يصيب المم السابقة‪.‬‬

‫} فهل أنتم مسلمون { ‪ :‬أي أسلموا فالستفهام للمر‪.‬‬


‫} وان ادرى { ‪ :‬أي ما أدري‪.‬‬

‫} فتنة لكم { ‪ :‬أي اختبرا لكم‪.‬‬

‫} على ما تصفون { ‪ :‬من الكذب من أن النبي ساحر‪ ،‬وأن ال اتخذ ولدا‪ N‬وأن القرآن شعر‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬يخبر تعالى رسوله والمؤمنين بوعده الكريم الذي كتبه المنزلة بعد كتابته في الذكر الذي هو‬
‫كتاب المقادير المسمى باللوح المحفوظ أن أرض الجنة يرثها عباده الصالحون هذا ما دلت عليه الية الولى )‬
‫‪ (105‬وقوله تعالى‪ } :‬إن في هذا لبلغا لقوم عابدين { أي في هذا القرآن علظيم لبلغا‪ N‬لمن كان من العابدين‬
‫ل بأداء فرائضه واجتناب نواهيه لكفاية في الوصول به إلى بغيته وهي رضوان ال والجنة وقوله تعالى } وما‬
‫أرسلناك ال رحمة للعالمين { يخبر تعالى انه ما ارسل رسوله محمدا‪ N‬صلى ال عليه وسلم إل رحمة للعالمين‬
‫إنسهم وجنهم مؤمنهم وكافرهم فالمؤمنون باتباعه يدخلون رحمة ال وهي الجنة والكافرون يأمنون من عذاب‬
‫البادة والستئصال في الدنيا ذلك العذاب الذي كان ينزل بالمم والشعوب عندما يكذبون رسلهم وقوله تعالى‬
‫} قل إنما يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون { يأمر تعالى رسوله أن يقول لقومه ولمن يبلغهم‬
‫خطابه إن الذي يوحى إلى هو أن إلهكم إله واحد أي معبودكم الحق واحد وهو ال تعالى ليس غيره وعليه‬
‫} فهل أنتم مسلمون { أي أسلموا له قلوبكم ووجوهكم فاعبدوه ول تعبدوا معه سواه فبلغهم يا رسولنا هذا } فإن‬
‫تولوا { أي أعرضوا عن هذا الطلب ولم يقبلوه } فقل اذنتكم { أي اعلمتكم } على سواء { أنا وأنتم انه ل تلقي‬
‫بيننا فأنا حرب عليكم وأنتم حرب علي‪ m‬وقوله تعالى‪ } :‬وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون { أي وق للهم يا‬
‫رسولنا‪ :‬إني ما أدري أقريب ما توعدون من العذاب أم بعيد فالعذاب كائن ل محالة ما لم تسلموا إل أني ل‬
‫أعلم وقته‪ .‬وفي الية وعيد واضح وتهديد شديد وقوله‪ } :‬إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون { أي يعلم‬
‫طعنكم العلني في السلم وكتابه ونبيه‪ ،‬كما يعلم ما تكتمونه في نفوسكم من عداوتي وبغضي وما تخفون من‬
‫إ‪p‬ح‪l‬ن‪ o‬وفي هذا إنذار لهم وتهديد‪ ،‬وهم مستحقون لذلك‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬وإن أدري { أي وما أدري } لعله { أي تأخير العذاب عنكم بعد استحقاقكم له يحر‪p‬بكم للسلم ونبيه‬
‫} فتنة لكم { أي اختبار لعلكم تتوبون فيرفع عنكم العذاب أو هو متاع لكم بالحياة إلى آجالكم‪ ،‬ثم تعذبون بعد‬
‫موتكم‪ .‬فهذا علمه إلى ربي هو يعلمه‪ ،‬وبهذا أمرني بأن أقوله لكم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬قال رب احكم بالحق { وفي‬
‫قراءة ق‪V‬ل‚ رب احكم بالحق أي قال الرسول بعد أمر ال تعالى بذلك يا رب احكم بينى وبين قومى المكذبين لي‬
‫المحاربين لدعوتك وعبادك المؤمنين‪ .‬بالحق وذلك بنصري عليهم أو بإنزال نقمتك بهم‪ ،‬وقوله‪ } :‬وربنا‬
‫الرحمان المستعان على ما تصفون { أي وربنا الرحمن عز وجل‪ y‬هو الذي يستعان به على إبطال باطلكم أيها‬
‫المشركون حيث جعلتم ل ولدا‪ ،N‬وشركاء‪ ،‬ووصفتم رسوله بالسحر والكذب‪.‬‬

‫هداية اليات‬
‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬المؤمنون المتقون وهم الصالحون هم ورثة الجنة دار النعيم المقيم‪.‬‬

‫‪ -2‬في القرآن الكريم الب‪n‬لعة الكافية لمن آمن به وعمل بما فيه بتحقيق ما يصبوا إليه من سعادة الدار الخرة‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان فضل النبي صلى ال عليه وسلم وكرامته على ربه حيث جعله رحمة للعالمين‪.‬‬

‫‪ -4‬وجوب المفاصلة بين أهل الشرك وأهل التوحيد‪.‬‬

‫‪ -5‬وجوب الستعانة بال على كل ما يواجه العبد من صعاب وأتعاب‪.‬‬

‫سورة الحج‬
‫} يأي‪O‬ها ٱلناس ٱتقوا ربكم‪ %‬إن زلزلة ٱلساعة شي‪%‬ء‪ V‬عظيم‪ } * { V‬يو‪%‬م ترو‪%‬نها تذهل) كل مر‪%‬ضعة‬
‫عمآ أر‪%‬ضعت وتضع كل ذات حم‪%‬ل@ حم‪%‬لها وترى ٱلناس سكارى وما هم بسكارى ولـكن عذاب‬
‫ٱلله شديد‪ } * { V‬ومن ٱلناس من يجادل) في ٱلله بغي‪%‬ر علم@ ويتبع كل شي‪%‬طان@ مريد@ { * } كتب‬
‫علي‪%‬ه أنه من توله فأنه يضله ويه‪%‬ديه إلى عذاب ٱلسعير {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} اتقوا ربكم { ‪ :‬أي عذاب ربكم وذلك باليمان والتقوى‪.‬‬

‫} إن زلزلة الساعة { ‪ :‬أي زلزلة الرض عند مجىء الساعة‪.‬‬

‫} تذهل كل مرضعة { ‪ :‬أي من شدة الهول والخوف تنسى رضيعها وتغفل عنه‪.‬‬

‫} وتضع كل ذات حمل حملها { ‪ :‬أي تسقط الحوامل ما في بطونهن من الخوف والفزع‪.‬‬

‫} سكارى وما هم بسكارى { ‪ :‬أي ذاهلون فاقدون رشدهم وصوابهم كالسكارى وما هم بسكارى‪.‬‬
‫} يجادل في ال بغير علم { ‪ :‬أي يقول إن الملئكة بنات ال وإن ال ل يحيي الموتى‪.‬‬

‫} شيطان مريد { ‪ :‬أي متجرد من كل خير ل خير فيه البتة‪.‬‬

‫} كتب عليه أنه من توله { ‪ :‬فرض فيه أن من توله أي اتبعه يضله عن الحق‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد ذلك البيان اللهي في سورة النبياء وما عر‪l‬ض تعالى من أدلة الهداية وما بين من سبل النجاة نادى تعالى‬
‫بالخطاب العام الذي يشمل العرب والعجم والكافر والمؤمن انذارا‪ N‬وتحذيرا‪ N‬فقال في فاتحة هذه السورة سورة‬
‫الحج المكية المدنية لوجود آي كثير فيها نزل في مكة وآخر نزل بالمدينة‪ } :‬يا أيها الناس اتقوا ربكم { أي‬
‫خافوا عذابه‪ ،n‬وذلك بطاعته بامتثال أمره واجتناب نهيه فآمنوا به وبرسوله وأطيعوهما في المر والنهي وبذلك‬
‫تقوا أنفسكم من العذاب‪ .‬وقوله‪ } :‬إن زلزلة الساعة شيء عظيم { فكيف بالعذاب الذي يقع فيها لهل الكفر‬
‫والمعاصي‪ ،‬إن زلزلة لها تتم قبل قيامها تذهل فيها كل مرضعة عما أرضعت أي تنسى فيها الم ولدها‪،‬‬
‫} وتضع كل ذات حمل حملها { فتسقط من شدة الفزع لتلك الزلزلة المؤذنة بخراب الكون وفناء العوالم ويرى‬
‫الناس فيها سكارى أي فاقدين لعقولهم وما هم بسكارى بشرب سكر } ولكن عذاب ال شديد { فخافوه لظهور‬
‫أماراته ووجود بوادره‪.‬‬

‫هذا ما دلت عليه اليتان )‪ (1‬و )‪ (2‬وأما الية الثالثة فينعى تعالى على النضر بن الحارث وأمثله ممن‬
‫يجادلون في ال بغير علم فينسبون ل الولد والبنت ويزعمون أنه ما أرسل محمدا‪ N‬رسول‪ ،N‬وأنه ل يحيى الموتى‬
‫بعد فناء الجسام وتفتتها قال تعالى‪ } :‬ومن الناس من يجادل في ال بغير علم { بجلل ال وكماله ولشرائعه‬
‫وأحكامه وسننه في خلقه‪ } ،‬ويتبع { أي في جداله وما يقوله من الكذب والباطل } كل شيطان مريد { أي متجرد‬
‫من الحق والخير‪ } ،‬كتب عليه { أي على ذلك الشيطان في قضاء ال أن من توله بالطاعة والتباع فإنه يضله‬
‫عن الحق ويهديه بذلك إلى عذاب السعير في النار‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر أحوالهما وأهوالهما‪.‬‬

‫‪ -2‬حرمة الجدال بالباطل لدحاض الحق وإبطاله‪.‬‬


‫‪ -3‬حرمة الكلم في ذات ال وصفاته بغير علم من وحي إلهي أو كلم نبوي صحيح‪.‬‬

‫‪ -4‬مولة الشياطين واتباعهم يفض‪p‬ى بالموالي المتابع لهم إلى جهنم وعذاب السعير‪.‬‬

‫} يأي‪O‬ها ٱلناس إن كنتم‪ %‬في ري‪%‬ب@ م‪#‬ن ٱلبع‪%‬ث فإنا خلقناكم‪ %‬م‪#‬ن تراب@ ثم من نطفة@ ثم من‪ %‬علقة@ ثم‬
‫من م‪O‬ض‪%‬غة@ م‪O‬خلقة@ وغي‪%‬ر مخلقة@ ل‪R‬نبي‪#‬ن لكم‪ %‬ونقر‪ O‬في ٱلر‪%‬حام ما نشآء إلى أجل@ م‪O‬سم‪N‬ى ثم‬
‫نخرجكم‪ %‬طفل‪ S‬ثم لتب‪%‬لغو*ا أشدكم‪ %‬ومنكم‪ %‬من يتوفى ومنكم‪ %‬من يرد‪ O‬إلى أر‪%‬ذل ٱلعمر لكي‪%‬ل يع‪%‬لم من‬
‫بع‪%‬د علم@ شي‪%‬ئا‪ S‬وترى ٱلر‪%‬ض هامدة‪ S‬فإذآ أنزلنا علي‪%‬ها ٱلمآء ٱه‪%‬تزت وربت وأنبتت من كل‪ R‬زو‪%‬ج‬
‫بهيج@ { * } ذلك بأن ٱلله هو ٱلحق وأنه يح‪%‬يـي ٱلمو‪%‬تى وأنه على كل‪ R‬شي‪%‬ء@ قدير‪ } * { V‬وأن‬
‫ٱلساعة آتية‪ U‬ل ري‪%‬ب فيها وأن ٱلله يب‪%‬عث من في ٱلقبور {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} في ريب من البعث { ‪ :‬الريب الشك مع اضطراب النفس وحيرتها‪ ،‬والبعث الحياة بعد الموت‪.‬‬

‫} من نطفة { ‪ :‬قطرة المن{ي التي يفرزها الزوجان‪.‬‬

‫} علقة { ‪ :‬أي قطعة دم متجمد تتحول إليه النطفة في خلل أربعين يوما‪.N‬‬

‫} مضغة { ‪ :‬أي قطعة لحم قدر ما يمضغ المرء تتحول العلقة اليها بعد أربعين يوما‪.‬‬

‫} وغير مخلقة { ‪ :‬أي مصورة خلقا‪ N‬تاما‪ ،N‬مخلقة وغير مخلقة هي السقط يسقط قبل تمام خلقه‪.‬‬

‫} لنبين لكم { ‪ :‬أي قدرتنا على ما نشاء ونعرفكم بابتداء خلقكم كيف يكون‪.‬‬

‫} ونقر في الرحام ما نشاء { ‪ :‬أي ونبقي في الرحم نمن نريد له الحياة والبقاء إلى نهاية مدة الحمل ثم نخرجه‬
‫طفل‪ N‬سويا‪.‬‬

‫} لتبلغوا أشدكم { ‪ :‬أي كمال أبدانكم وتمام عقولكم‪.‬‬


‫} إلى ارذل العمر { ‪ :‬أي سن الشيخوخة والهرم فيخرف‪.‬‬

‫} لكيل يعلم من بعد علم شيئا‪ : { N‬أي فيصير كالطفل في معارفة إذ ينسى كل علم علمه‪.‬‬

‫} هامدة { ‪ :‬خامدة ل حراك لها ميتة‪.‬‬

‫} اهتزت وربت { ‪ :‬أي تحركت بالنبات وارتفعت ترتبها وأنبتت‪.‬‬

‫} زوج يهيج { ‪ :‬أي من كل نوع من أنواع النباتات جميل المنظر حسنه‪.‬‬

‫} ذلك بأن ال هو الحق { ‪ :‬أي الله الحق الذ ل إله سواه‪ ،‬فعبادة ال حق وعبادة غير ال باطل‪.‬‬

‫} وان الساعة آتية { ‪ :‬أي القيامة‪.‬‬

‫} يبعث من في قبور { ‪ :‬أي يحييهم ويخرجهم من قبورهم احياء كما كانوا قبل موتهم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫لما ذكر تعالى بعض أحوال القيامة وأهوالها‪ ،‬وكان الكفر بالبعث الخر هو العائق عن الستجابة للطاعة وفعل‬
‫الخير نادى تعالى الناس مرة أخرى ليعرض عليهم أدلة البعث العقلية لعلهم يؤمنون فقال‪ } :‬يا أيها الناس إن‬
‫كنتم في ريب من البعث { أي في شك وحيرة وقلق نفسى من شأن بعث الناس أحياء من قبورهم بعد موتهم‬
‫وفنائهم لجل حسابهم ومجازاتهم على أعمالهم التي عملوها في دار الدنيا فاليكم ما يزيل شككم ويقطع حيرتم‬
‫فى هذه القضية العقدية وهو أن ال تعالى قد خلقكم من تراب أي خلق أصلكم وهو أبوكم آدم من تراب وبل‬
‫شك‪ ،‬ثم خلقكم أنتم من نطفة أي ماء الرجل ماء المراة وبل شك‪ ،‬ثم من علقة بعد تحول النطفة إليها ثم من‬
‫مضغة بعد تحول العلقة إليها وهذا بل شك أيضا‪ ،N‬ثم المضغة إن شاء ال تحويلها إلى طفل خلقها وجعلها طفل‪،N‬‬
‫وإن لم يشأ ذلك لم يخلقها وأسقطها من الرحم كما هو معروف و مشاهد‪ ،‬وفعل ال ذلك من اجل أن يبين لكم‬
‫قدرته وعلمه وحسن تدبيره لترهبوه تعظموه وتحبوه وتطيعوه وقوله‪ } :‬ونقر في الرحام ما نشاء إلى أجل‬
‫مسمى ثم نخرجكم طفل‪ { N‬أ يونقر تلك المضغة الملخقة في الرحم إلى أجل مسمى وهو ميعاد ولدة الولد‬
‫وانهاء حمله ونخرجكم طفل‪ N‬أي اطفال‪ N‬صغارا‪ N‬ل علم لكم ول حلم‪ ،‬ثم ننميكم ونربيكم بما تعلمون من سننا في‬
‫ذلك } ثم لتبلغوا أشدكم { أي تمام نماء أبدانكم وعقولكم } ومنكم من يتوفى { قبل بلوغه أشده لن الحكمة‬
‫اللهية اقتضت وفاته ومنكم من يعيش ول يموت حتى يرد إلى ارذل العمر فيهرم ويخرف ويصبح كالطفل ل‬
‫يعلم بعد علم‪ o‬كان له قبل هرمه إذ الذي خلقهم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة يوجب العقل‬
‫قدرته على إحيائهم بعد موتهم‪ ،‬إذ ليست العادة بأصعب من البداية‪.‬‬

‫ودليل عقلي آخر هو ما تضمنه قوله تعالى‪ } :‬وترى الرض { أيها النسان } هامدة { خامدة مميتة لحراك‬
‫فيها ول حياة فإذا أنزل ال تعالى عليها الماء من السماء } اهتزت { أي تحركت } وربت { أي ارتفعت‬
‫وانتفخت تربتها وأخرجت من النباتات المختلفة اللوان والطعوم والروائح } من كل زوج بهيج { جميل المنظر‬
‫حسنه‪ ،‬أليس وجود تربة صالحة كوجود رحم صالحة وماء المطر كماء الفحل وتخلق النطفة في الرحم كتخلق‬
‫البذرة في التربة وخروج الزرع حيا‪ N‬نامي‪N‬ا كخروج الولد حيا‪ N‬ناميا‪ N‬وهكذا إلى حصاد الزرع وموت النسان‬
‫فهذان دليلن عقليان على صحة البعث الخر وأنه كائن ل محالة وفوق ذلك كله إخبار الخالق وإعلمه خلقه‬
‫بأنه سيعيدهم بعد موتهم فهل من العقل والمنطق أو الذوق أن نقول له ل فإنك ل تقدر على ذلك قوله كهذه قذرة‬
‫عفنة ل يود أن يسمعها عقلء الناس وأشرافهم‪ .‬ولما ضرب تعالى هذين المثالين أو ساق هذين الدليلين على‬
‫قدرته وعلمه وحكمته المقتضية لعادة الناس أحياء بعد الموت والفناء للحساب والجزاء قال وقوله الحق } ذلك‬
‫بأن ال هو الحق { أي الرب الحق والله المعبود الحق‪ ،‬وما عداه فباطل } وأنه يحيى الموتى وأنه على كل‬
‫شيء قدير‪ ،‬وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث من في القبور { ومن شك فليراجع الدليلين السابقين في‬
‫تدبر وتعقل فانه يسلم ل تعالى ما أخبر به عن نفسه في قوله ذلك } بأن ال هو الحق { الخ‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‬

‫‪ -1‬تقرير عقيدة البعث الخر والجزاء على العمال يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان تطور خلق النسان ودللته على قدرة ال وعلمه وحمته‪.‬‬

‫‪ -3‬الستدلل على الغائب بالحاضر المحسوس وهذا من شأن العقلء فإن المعادلت الحسابية والجبرية قائمة‬
‫على مثل ذلك‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير عقيدة التوحيد وهي أنه ل إله إل ال وأن محمدا‪ N‬رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} ومن ٱلناس من يجادل) في ٱلله بغي‪%‬ر علم@ ول هد‪g‬ى ول كتاب@ م‪O‬نير@ { * } ثاني عطفه ليضل‬
‫عن سبيل ٱلله له في ٱلد‪O‬نيا خ ‪%‬زي‪ V‬ونذيقه يو‪%‬م ٱلقيامة عذاب ٱلحريق { * } ذلك بما قدمت يداك‬
‫وأن ٱلله لي‪%‬س بظلم@ ل‪R‬لعبيد { * } ومن ٱلناس من يع‪%‬بد ٱلله على حر‪%‬ف@ فإن‪ %‬أصابه خي‪%‬ر‪ V‬ٱطمأن‬
‫به وإن‪ %‬أصابته فتنة‪ U‬ٱنقلب على وج‪%‬هه خسر ٱلد‪O‬نيا وٱل)خرة ذلك هو ٱلخس‪%‬ران ٱلمبين { *‬
‫} يد‪%‬عو من دون ٱلله ما ل يضر‪O‬ه وما ل ينفعه ذلك هو ٱلضلل) ٱلبعيد { * } يد‪%‬عو لمن‪ %‬ضر‪O‬ه‬
‫أقرب من نفعه لبئس ٱلمو‪%‬لى ولبئس ٱلعشير {‬

‫شرح الكلمات‬

‫} يجادل في ال { ‪ :‬أي في شأن ال تعالى فينسب إلى ال تعالى ما هو منه براء كالشريك والولد والعجز عن‬
‫إحياء الموتى‪ ،‬وهذا المجادل هو أبو جهل‪.‬‬

‫} بغير علم { ‪ :‬أي بدون علم من ال ورسوله‪.‬‬

‫} ول كتاب منير { ‪ :‬أي ول كتاب من كتب ال ذي نور يكشف الحقائق ويقرر الحق ويبطل الباطل‪.‬‬

‫} ثاني عطفه { ‪ :‬أي لوى عنقه تكبرا‪ ،N‬لن العطف الجانب من النسان‪.‬‬

‫} له في الدنيا خزي { ‪ :‬وقد أذاقه ال تعالى يوم بدر إذ ذبح هناك واحتز رأسه‪.‬‬

‫} بظلم للعبيد { ‪ :‬أي بذي ظلم للعبيد فيعذبهم بغير ظلم منهم لنفسهم‪.‬‬

‫} يعبد ال على حرف { ‪ :‬أي على شك في السلم هل هو حق أو باطل وذلك لجهلهم به وأغلب هؤلء‬
‫أعراب البادية‪.‬‬

‫} اطمأن به { ‪ :‬اي سكنت نفسه إلى السلم ورضي به‪.‬‬

‫} وإن أصابته فتنة { ‪ :‬أي ابتلء بنقص مال أو مرض في جسم ونحوه‪.‬‬

‫} إنقلب على وجهه { ‪ :‬أي رجع عن السلم إلى ما كان عليه من الكفر الجاهلي‪.‬‬

‫} مال يضره ول ينفعه { ‪ :‬أي صنما‪ N‬ل يضره إن لم يعبده‪ ،‬ول ينفعه إن ع‪l‬ب‪l‬د‪l‬ه‪.‬‬

‫} لبئس المولى { ‪ :‬أي قبح هذا الناصر من ناصر‪.‬‬

‫} ولبئس العشير { ‪ :‬أي المعاشر وهو الصاحب الملزم‪.‬‬


‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى‪ } :‬ومن الناس من يجادل في ال بغير علم { هذه شخصية ثانية معطوفة على الولى التي تضمنها‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} ومن الناس من يجادل في ال بغير علم ويتبع كل شيطان مريد‬
‫وهي شخصية النضر بن الحارث أحد رؤساء الفتنة في مكة‪ ،‬وهذ‪p‬ه الشخصية هي فرعون هذه المة عمرو بن‬
‫هشام الملقب بأبي جهل يخبر تعالى عنه فيقول‪ } :‬ومن الناس من يجادل في ال بغير علم ول هدى ول كتاب‬
‫منير { بل يجادل بالجهل وما أقبح جدال الجهل والجه‪m‬ال ويجادل في ال عز وجل يا للعجب أفيريد ان يثبت ل‬
‫تعالى الولد والبنت والعجز والشركاء والشفعاء‪ ،‬ول علم من وحي عنده‪ ،‬ول من كتاب إلهي موحى به إلى أحد‬
‫أنبيائه‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ثاني عطفه { وصف له في حال مشيه وهو يجر رداءه مصعر‪N‬ا خده مائل إلى أحد‬
‫جنبيه كبرا‪ N‬وغرورا‪ ،N‬وجداله ل لطلب الهدى أو لمجرد حب النتصار للنفس بل ليضل غيره عن سبيل ال‬
‫تعالى الذي هو السلم حتى ل يدخلوا فيه فيكملوا ويسعدوا عليه في لحياتين‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬له في الدنيا‬
‫خزى { أي ذل وهوان وقد ناله حيث قتل في بدر شر قتلة فقد احتز رأسه وف‪V‬صل عن جئته ونال منه الذين كان‬
‫يسخر منهم ويعذبهم من ضعفة المؤمنين‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق { وقد أذاقه ذلك‬
‫بمجرد أن قتل فروحه في النار ويوم القيامة يدخلها بجسمه وروحه وقوله تعالى‪ } :‬وذلك بما قدمت يداك { أي‬
‫يقال له يوم القيامة ذلك الخزي والهوان وعذاب الحريق بما قدمت يداك من الشرك والظلم والمعاصي‪ } ،‬وأن‬
‫ال ليس بظلم للعبيد { ‪ ،‬وأنت منهم وال ما ظلمك بل ظلمت نفسك‪ ،‬وال متنزه عن الظلم لكمال قدرته وغناه‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬ومن الناس من يبعد ال على حرف { أي على شك هذه شخصية ثالثة عطفت على سابقتيها‬
‫وهي شخصية بعض العراب كانوا يدخلون في السلم ل عن علم واقتناع بل عن شك وطمع وهو معنى على‬
‫حرف فإن أصابهم خير من مال وصحة وعافية اطمأنوا إلى السلم وسكنت نفوسهم واستمروا لعيه‪ ،‬وإن‬
‫أصابتهم فتنة أي اختبرا في نفس أو مال أو ولد انقلبوا على وجوههم أي ارتدوا عن السلم ورجعوا عنه‬
‫فخسروا بذلك الدنيا والخرة فل الدنيا حصلوا عليها ول الخرة فازوا فيها‪ ،‬قال تعالى‪ } :‬ذلك هو الخسران‬
‫المبين { أي البين الواضح إذ لو بقوا على السلم لفازوا بالخرة‪ ،‬ولخلف ال عليهم ما فقدوه من مال أو‬
‫نفس‪ ،‬وقوله تعالى } يدعو من دون ال { أي ذلك المنقلب على وجهه المرتد يدعوا } مال يضره { أي صنما‪ N‬ل‬
‫يضره لو ترك عبادته } وما ل ينفعه { إن عبده وقوله تعالى‪ } :‬ذلك هو الضلل البعيد { أي دعاء وعبادة مال‬
‫يضر ول ينفع ضلل عن الهدى والخير والنجاح والربح وبعيد‪ q‬أيضا‪ N‬قد ل يرجع صاحبه ول يهتدي‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬يدعو لمن ضره أقرب من نفعه { أي يدعو ذلك المرتد عن التوحيد إلى الشرك من ضره يوم القيامة‬
‫أقرب من نفقعه فقد يتبرأ منه ويحشر معه في جهنم ليكونا معا‪ N‬وقودا‪ N‬لها‪ ،‬قال تعالى‪ } :‬لبئس المولى ولبئس‬
‫العشير { المعاشر والصاحب الملزم فذم تعالى وقبح ما كان المشركون يؤملون فيهم ويرجون شفاعتهم يوم‬
‫القيامة‪ ،‬تنفيرا‪ N‬لهم من الشرك وعبادة غير سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫هداية اليات‬

‫من هداية الياة‪:‬‬

‫‪ -1‬قبح جدال الجاهل فيام ليس له به علم‪.‬‬

‫‪ -2‬ذم الكبر والخيلء وسواء من كافر أو من مؤمن‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم اجدوى ع‪p‬ب‪l‬ادة‪ o‬صاحب‪n‬ها شاك في نفعها غير مؤمن بوجوبها ومشروعيتها‪.‬‬

‫‪ -4‬ل يصح دين مع الشك‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير التوحيد والتنديد بالشرك والمشركين‪.‬‬

‫} إن ٱلله يد‪%‬خل) ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات جنات@ تج‪%‬ري من تح‪%‬تها ٱلنهار إن ٱلله يفع )ل ما‬
‫يريد { * } من كان يظن‪ O‬أن لن ينصره ٱلله في ٱلد‪O‬نيا وٱلخرة فليم‪%‬دد‪ %‬بسبب@ إلى ٱلسمآء ثم‬
‫ليقطع‪ %‬فلينظر‪ %‬هل يذهبن كي‪%‬ده ما يغيظ { * } وكذلك أنزلناه آيات@ بي‪#‬نات@ وأن ٱلله يه‪%‬دي من‬
‫يريد { * } إن ٱلذين آمنوا وٱلذين هادوا وٱلصابئين وٱلنصارى وٱلمجوس وٱلذين أشركو*ا إن‬
‫ٱلله يفصل) بي‪%‬نهم‪ %‬يو‪%‬م ٱلقيامة إن ٱلله على كل‪ R‬شي‪%‬ء@ شهيد‪{ V‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وعملوا الصالحات { ‪ :‬أي الفرائض والنوافل وأفعال الخير‪.‬‬

‫} يفعل ما يريد { ‪ :‬من إكرام المطيع وإهانة العاصي وغير ذلك ممن رحمة المؤمن وعذاب الكافر‪.‬‬

‫} أن لن ينصره ال { ‪ :‬أي محمدا‪ N‬صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} فليمدد بسبب { ‪ :‬أي بحبل‪.‬‬

‫} إلى السماء { ‪ :‬اي سقف بينه وليختنق غيظا‪.N‬‬


‫} هل يذهبن كيده { ‪ :‬أي في عدم نصرة النبي صلى ال عليه وسلم الذى يغيظه‪.‬‬

‫} وكذلك أنزلناه { ‪ :‬أي ومثل إنزالنا تلك اليات السابقة أنزلنا القرآن‪.‬‬

‫} هادوا { ‪ :‬أي اليهود‪.‬‬

‫} والصابئين { ‪ :‬فرقة من النصارى‪.‬‬

‫} والمجوس { ‪ :‬عبدة النار والكواكب‪.‬‬

‫} على كل شيء شهيد { ‪ :‬أي عالم به حافظ له‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬بعدما ذكر تعال جزاء الكافرين والمترددين بين الكفر واليمان أخبر أنه تعالى يدخل الذين آمنوا‬
‫به وبرسوله ولقاء ربهم ووعده ووعيده وعملوا الصالحات وهي الفرائض التي افترضها ال عليهم والنوافل‬
‫التي رغبهم فيها يدخلهم جزاء لهم على إيمانهم وصالح أعمالهم جنات تجري من تحتها النهار وقوله تعالى‪} :‬‬
‫إن ال يفعل ما يريد { ومن ذلك تعذيبه من كفر به وعصاه ورحمة من آمن به وأطاعةه وقوله تعالى‪ } :‬من‬
‫كان يظن أن لن ينصره ال { أي من كان يظن أن ال ل ينصر رسوله ودينه وعباده المؤمنين فلذا هو يتردد‬
‫ولم يؤمن ولم ينخرط في سلك المسلمين كبني أسد وغطفان فإنا نرشده إلى ما يذهب عنه غيظه حيث يسوءه‬
‫نصر ال تعالى لرسوله وكتابه ودينه وعباده المؤمنين وهو أن يأتي بحبل وليربطه بخشبة في سقف بيته ويشده‬
‫على عنقه ثم ليقطع الحبلن وينظر بعد هذه العملية النتحارية هل كيده هذا يذهب عنه الذي يغيظه؟‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وكذلك أنزلناه آيات بينات { أي ومثل ذلك النزال لليات التي تقدمت في بيان قدرة ال وعلمه‬
‫في الخلق وإحياء الرض وإعادة الحياة بعد الفناء أنزلنا القرآن آيات واضحات تحمل الهدى والخير لمن آمن‬
‫بها وعمل بما فيها من شرائع وأحكام وقوله تعالى‪ } :‬وإن ال يهدي من يريد { أي هدايته بأن يوفقه للنظر‬
‫والتفكر فيعرف الحق فيطلبه ويأخذ به عقيدة وقول‪ j‬وعمل‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬إن الذين آمنوا { وهم المسلمون } والذين هادوا { وهم اليهود } والصابئين { وهم فرقة من‬
‫النصارى يقرأون الزبور ويعبدون الكواكب } والنصارى { وهم عبدة الصليب } والمجوس { وهم عبدة النار‬
‫والكواكب } والذين أشركوا { وهم عبدة الوثان هؤلء جميعا سيحكم ال بينهم يوم القيامة فيدخل المؤمنين‬
‫الجنة ويدخل أهل تلك الملل الباطلة النار هذا هو الفصل الحق فالديان ستة دين واحد للرحمن وخمسة‬
‫للشيطان فأهل دين الرحمن يدخلهم في رحمته‪ ،‬وأهل دين الشيطان يدخلهم النار مع الشيطان وقوله‪ } :‬إن ال‬
‫على كل شيء شهيد { أي علمل بكل شيء ل يخفى عليه شيء وسيجزى كل عامل بما عمل‪ ،‬ول يهلك على‬
‫ال إل هالك فقد أنزل كتابه وبعث رسوله ورغب ورهب وواعد وأوعد والناس يختارون ما قدر لهم أو عليهم‬
‫وسبحان ال العظيم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬كل الديان هي من وحي الشيطان وأهلها خاسرون إل السلم فهو دين ال الحق وأهله هم الفائزون‪ ،‬أهله‬
‫هم القائمون عليه عقيدة وعبادة وحكما‪ N‬وقضاء‪.‬‬

‫‪ -2‬ان ال ناصر دينه‪ ،‬ومكرم أهله‪ ،‬ومن غاظه ذلك ولم يرضه فليختنق‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير عقيدة البعث والجزاء‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير إرادة ال ومشيئته فهو تعالى يفعل ما يشاء ويهدي من يريد‪.‬‬

‫} ألم‪ %‬تر أن ٱلله يس‪%‬جد له من في ٱلسماوات ومن في ٱلر‪%‬ض وٱلشم‪%‬س وٱلقمر وٱلنجوم‬
‫وٱلجبال) وٱلشجر وٱلدوآب‪ O‬وكثير‪ V‬م‪#‬ن ٱلناس وكثير‪ V‬حق علي‪%‬ه ٱلعذاب ومن يهن ٱلله فما له من‬
‫م‪O‬كرم@ إن ٱلله يفعل) ما يشآء {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ألم تر { ‪ :‬أي ألم تر بقلبك فتعلم‪.‬‬

‫} يسجد له { ‪ :‬أي يخضع ويذل له بوضع وجهه على الرض بين يدي الرب تعالى‪.‬‬

‫} من في السموات { ‪ :‬من الملئكة‪.‬‬

‫} والدواب { ‪ :‬من سائر الحيوانات التي تدب على الرض‪.‬‬

‫} حق عليه العذاب { ‪ :‬وجب عليه العذاب فل بد هو واقع به‪.‬‬


‫} ومن يهن ال { ‪ :‬أي ي‪n‬شق‪p‬ه في عذاب مهين‪.‬‬

‫} فماله من مكرم { ‪ :‬أي ليس له من مركم أي مسعد ليسعده‪ ،‬وقد أشقاه ال‪.‬‬

‫معنى الية الكريمة‪:‬‬

‫يقول تعالى لرسوله صلى ال عليه وسلم } ألم تر { أيها الرسول بقلبك فتلعم } أن ال يسجد له من في السموات‬
‫{ من الملئكة } ومن في الرض { من الجن والدواب } والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب‬
‫وكثير من الناس { وهم المؤمنون المطيعون وكثير أي من الناس حق عليهم العذاب اي وجب لهم العذاب‬
‫وثبت‪ ،‬فهو ل يسجد سجوده عبادة وقربة لنا أما سجود الخضوع فظللهم تسج‪p‬د لنا بالصباح والمساء‪ ،‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬ومن يهن ال فماله من مكرم { أي ومن أراد ال إشقاءه وعذابه فما له من مركم يكرمه ‪p‬بر‪l‬ف‪w‬ع العذاب‬
‫عنه واسعاده في دار السعادة وقوله‪ } :‬إن ال يفعل ما يشاء { فمن شاء أهانه ومن شاء أكرمه فالخق خلقه وهو‬
‫المتصرف فيهم مطلق التصرف فمن شاء أعزه‪ ،‬ومن شاء أذله فعلى عباده أن يرجعوا إليه بالتوبة بائلين‬
‫رحمته مشفقين من عذابه فهذا أنجى لهم من عذابه وأقرب الى رحمته‪.‬‬

‫هداية الية الكريمة‬

‫من هداية الية الكريمة‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير ربوبية ال وألوهيته‪.‬‬

‫‪ -2‬سجود المخلوقات بحسب ذواتها‪ ،‬وما أراد ال تعالى منها‪.‬‬

‫‪ -3‬كل شيء خاضع ل إل ال‪p‬نسان فاكثر افراده عصاة له متمردون عليه وبذلك استوجبوا العذاب المهين‪.‬‬

‫‪ -4‬التالي لهذه الية والمستمع لتلوته يسن لهم أن يسجدوا ل تعالى إذا بلغوا قوله تعالى‪ } :‬إن ال يفعل ما‬
‫يشاء {‪.‬‬
‫} هـذان خص‪%‬مان ٱختصموا في رب‪#‬هم‪ %‬فٱلذين كفروا قط‪R‬عت لهم‪ %‬ثياب‪ V‬م‪#‬ن نار يصب‪ O‬من فو‪%‬ق‬
‫رءوسهم ٱلحميم { * } يص‪%‬هر به ما في بطونهم‪ %‬وٱلجلود { * } ولهم‪ %‬مقامع من‪ %‬حديد@ { *‬
‫} كلمآ أرادو*ا أن يخرجوا منها من‪ %‬غم‪ m‬أ)عيدوا فيها وذوقوا عذاب ٱلحريق { * } إن ٱلله يد‪%‬خل‬
‫ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات جنات@ تج‪%‬ري من تح‪%‬تها ٱلنهار يحلو‪%‬ن فيها من‪ %‬أساور من ذهب‬
‫ولؤلؤ‪S‬ا ولباسهم‪ %‬فيها حرير‪ } * { V‬وهدو*ا إلى ٱلطي‪#‬ب من ٱلقو‪%‬ل وهدو*ا إلى صراط ٱلحميد {‬

‫شرح الكلمات‬

‫} خصمان { ‪ :‬خصم مؤمن وخصم كافر كل واحد يريد أن يخصم صاحبه‪.‬‬

‫} اختصموا في ربهم { ‪ :‬أي في دينه‪.‬‬

‫} قطعت لهم ثياب { ‪ :‬أي فصلت لهم ثياب على قدر أجسامهم‪.‬‬

‫} يصهر به ما فى بطونهم { ‪ :‬أي يذاب بالحميم وهوالماء الحار من شحوم وغيرها‪.‬‬

‫} مقامع من حديد { ‪ :‬جمع مقمعة وهى آلة من حديد كالمجن‪.‬‬

‫} وذوقوا عذاب الحريق { ‪ :‬أي يقال لهم توبيخا‪ N‬وتقريعا‪ :N‬ذوقوا عذاب النار‪.‬‬

‫} ولؤلؤا { ‪ :‬أي أساروا من لؤلؤ محلة بالذهب‪.‬‬

‫} إلى الطيب من القول { ‪ :‬هو الشهاد أن ل إله إل ال‪.‬‬

‫} إلى صراط الحميد { ‪ :‬أي إلى السلم إذ هو طريق ال الموصل الى رضاه وجنته‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى‪ } :‬هذان خصمان { الخصم الول المسلمون والثاني أهل الشرك والكفر } اختصموا في ربهم { أي‬
‫في دينه تعالى كل خصم يدعي أنه على الدين الحق‪ ،‬وماتوا على ذلك وفصل ال تعالى بينهم يوم القيامة‬
‫} فالذين كفروا { وهم أهل الدين الباطل ادخلوا النار وفصلت لهم ثياب من نار } يصب من فوق رؤوسهم‬
‫الحميم { أي الماء الحار المنتهي في الحراة‪ } ،‬يصهر به ما في بطونهم والجلود { من لحم وشحم‪ } ،‬ولهم‬
‫مقامع من حديد { يضربون بها و } كلما أرادوا أن يخرجوا منها { أي من النار بسبب ما ينالهم من غم عظيم }‬
‫أعيدوها فيها { أي تجبرهم الزبانية على العودة إليها ولم تمكنهم من الخروج منها‪ ،‬ويقولون لهم‪ } :‬وذوقوا‬
‫عذاب الحريق { أي ل تخرجوا منها وذوقوا عذاب الحريق‪ .‬فهذا جزاء الخصم الكافر‪ ،‬وأما الخصم المؤمن‬
‫فهذا جزاؤه وهو في قوله تعالى‪ } :‬إن ال أساور من ذهب ولؤلؤا { أي أ‪o‬اور من لؤلؤ محلة بالذهب } ولباسهم‬
‫فيه { أي في الجنة } حرير { وقوله تعالى‪ } :‬وهدوا إلى الطيب من القول { في الدنيا وهو ل إله إل ال وسائر‬
‫الذكار والتسابيح وكل كلم طيب‪ } ،‬وهدوا إلى صراط الحميد { وهذا الطريق الموصل إلى رضا ربهم وهو‬
‫السلم‪ ،‬وكل ذلك بتوفيق ربهم الذي آمنوا له وبرسوله وأطاعوه بفعل محابه وترك مساخطه‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬إثبات حقيقة هي أن المؤمن خصم الكافر والكافر خصم المؤمن في كل زمان ومكان حيث إن‪ b‬الية نزلت‬
‫في على وحمزة وعبيدة بن الحارث هذا الخصم المؤمن‪ ،‬وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة‬
‫وهذا الخصم الكافر وذلك أنهم تقاتلوا يوم بدر بالمبارزة ونصر ال الخصم المؤمن على الكافر‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان جزاء كل من الكافرين والمؤمنين في الدار الخرة‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر أحوال الخرة وما للناس فيها‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان الطيب من القول وهو كلمة التوحيد وذكر ال تعالى‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان صراط الحميد وهو السلم جعلنا ال من أهله‪.‬‬

‫} إن ٱلذين كفروا ويصد‪O‬ون عن سبيل ٱلله وٱلمس‪%‬جد ٱلحرام ٱلذي جعلناه للناس سوآء‪ g‬ٱلعاكف‬
‫فيه وٱلباد ومن يرد‪ %‬فيه بإلحاد@ بظلم@ نذقه من‪ %‬عذاب@ أليم@ {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} كفروا { ‪ :‬جحدوا توحيد ال وكذ‪t‬بوا رسوله وما جاءهم به من عند ربهم‪.‬‬

‫} ويصدون عن سبيل ال { ‪ :‬يمنعون الناس من السلم‪ ،‬ويصرفونهم عنه‪.‬‬

‫} والمسجد الحرام { ‪ :‬مكة المكرمة والمسجد الحرام ضمنها‪.‬‬


‫} العاكف { ‪ :‬المقيم بمكة للتعبد في المسجد الحرام‪.‬‬

‫} والباد { ‪ :‬الطارىء عن مكة النازح إليها‪.‬‬

‫} بإلحاد بظلم { ‪ :‬أي إلحادا‪ N‬أي ميل‪ N‬عن الحق م‪n‬لتبسا‪ N‬بظلم لنفسه أو لغيره‪.‬‬

‫معنىالية الكريمة‪ :‬قوله تعالى‪ } :‬إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل ال { هذه الية الكريمة تحمل تهديدا‬
‫ووعيدا‪ N‬شديدا‪ N‬لكل م نكفر بتوحيد ال وكذب رسوله وما جاء به من الهدى والدين الحق وصد‪ m‬عن سبيل ال أي‬
‫صرف الناس عن الدخول في السلم‪ ،‬وعن دخول المسجد الحرام للطواف بالبيت والقامة بمكة للتعبد في‬
‫المسجد الحرام والية وإن تناولت المشركين الذين صدوا رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه عن دخول‬
‫مكة عام الحديبية فإنها عامة فى كل من كفر وصد‪ m‬إلى يوم القيامة وقوله تعالى‪ } :‬الذي جعلناه للناس سواء‬
‫العاكف فيه والباد‪ { p‬هو وصف للمسجد الحرام إذ جعله ال تعالى موضع تنس‪x‬ك لكل من أتاه وأقام به أو يأتيه‬
‫للعبادة ثم يخرج منه‪ ،‬فالعاكف أي المقيم فيه كالبادي الطارىء القدوم إليه هم سواء في حق القامة في مكة‬
‫والمسجد الحرام للتعبد‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ومن يرد فيه بإلحاد بظلم { أي يرد بمعنى يعتزم الميل عن الحق فيه بظلم يرتكبه كالشرك‬
‫وسائر الذنوب والمعاصي القاصرة على الفاعل أو المتعدية إلى غيره‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬نذقه من عذاب أليم {‬
‫هذا جزاء من كفر وصد عن سبيل ال والمسجد الحرام ومن أراد فيه إلحادا‪ N‬بظلم لنفسه أو لغيره‪.‬‬

‫هداية الية الكريمة‬

‫من هداية الية الكريمة‪:‬‬

‫‪ -1‬التنديد بالكفر والص ‪m‬د عن سبيل ال والمسجد الحرام والظلم فيه والوعيد الشديد لفاعل ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬مكة بلد ال وحرمه من حق كل مسلم أن يقيم بها للتعبد والتنسك ما لم يظلم وينتهك حرمة الحرم بالذنوب‬
‫والمعاصي‪ ،‬وخاصة الشرك والظلم والضلل‪.‬‬

‫‪ -3‬عظيم شأن الحرم حيث يؤاخذ فيه على مجرد العزم على الفعل ولو لم يفعل‪.‬‬

‫} وإذ بوأنا لب‪%‬راهيم مكان ٱلبي‪%‬ت أن ل تشرك‪ %‬بي شي‪%‬ئا‪ S‬وطه‪#‬ر‪ %‬بي‪%‬تي للطآئفين وٱلقآئمين وٱلر‪O‬كع‬
‫ٱلس‪O‬جود { * } وأذ‪R‬ن في ٱلناس بٱلحج‪ #‬يأتوك رجال‪ S‬وعلى ك ‪R‬ل ضامر@ يأتين من كل‪ R‬فج‪ m‬عميق@ {‬
‫* } ل‪R‬يشهدوا منافع لهم‪ %‬ويذكروا ٱس‪%‬م ٱلله في* أيام@ مع‪%‬لومات@ على ما رزقهم‪ %‬م‪#‬ن بهيمة ٱلنعام‬
‫فكلوا منها وأطعموا ٱلبآئس ٱلفقير { * } ثم ليقضوا تفثهم‪ %‬وليوفوا نذورهم‪ %‬وليطوفوا بٱلبي‪%‬ت‬
‫ٱلعتيق {‬

‫شرح الكلمات‬

‫} وإذ بوأنا لبراهيم { ‪ :‬أي أذكر يا رسولنا إذ بوأنا‪ :‬أي أنزلنا إبراهيم بمكة مبينين له مكان البيت‪.‬‬

‫} أن ل تشرك بي شيئا‪ : { N‬أي ووصيناه بأن ل تشرك بي شيئا‪ N‬من الشرك والشركاء‪.‬‬

‫} وطهر بيتي { ‪ :‬ونظف بيتي من أقذار الشرك وأنجاس المشركين‪.‬‬

‫} وأذن في الناس بالحج { ‪ :‬أعلن في الناس بأعلى صوتك‪.‬‬

‫} رجال‪ N‬وعلى كل ضامر { ‪ :‬مشاة وركبانا‪ N‬على ضوامر البل‪.‬‬

‫} فج عميق { ‪ :‬طريق واسع بعيد الغور في قارات الرض‪.‬‬

‫} في أيام معلومات { ‪ :‬هي أيام التشريق‪.‬‬

‫} بهيمة النعام { ‪ :‬أي البل والبقر والغنم إذ ل يصح الهدى إل منها‪.‬‬

‫} البائس الفقير { ‪ :‬أي الشديد الفقر‪.‬‬

‫} ليقضوا تفثهم { ‪ :‬أي ليزيلوا أوساخهم المترتبة على مدة الحرام‪.‬‬

‫} وليوفوا نذورهم { ‪ :‬أي بأن يذبحوا وينحروا ما نذروه ل من هدايا وضحايا‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬قوله تعالى‪ } :‬وإذ بوأنا لبراهيم { أي اذكر يا رسولنا لقومك المنتسبين إلى ابراهيم باطل‪ N‬وزورا‬
‫حيث كان موحدا‪ N‬وهم مشركون اذكر لهم كيف بوأه رب‪x‬ه مكان اليبت ل‪p‬ي‪l‬ب‪r‬ن‪p‬يه ويرفع بناءه وكيف عهد ال إليه‬
‫ووصاه بأن يطهره من القذار الحسية كالنجاسات من دماء وأوساخ والمعنوية كالشرك والمعاصي وسائر‬
‫الذنوب وذلك من أجل الطائفين به والقائمين في الصلة والراكعين والساجدين فيه إذ الر‪x‬كع جمع راكع والسجد‬
‫جمع ساجد حتى ل يتأذوا بأي أذى معنوي أو حسي‪ b‬وهم حول بيت ربهم وفي بلده وحرمه‪ ،‬ليذكر قومك هذا‬
‫وهم قد نصبوا حول البيت التماثيل والصنام‪ ،‬ويحاربون كل من يقول ل إله إل ال وقد صدوك وأصحابك في‬
‫المسجد الحرام ومنعوك من الطواف بالبيت العتيق‪ ،‬فأين يذهب بعقولهم عندما يدعون أنهم على دين إبراهيم‬
‫وإسماعيل‪ .‬هذا ما دل عليه قوله تعالى‪ } :‬وإذ بوأنا ل‪p‬براهيم مكان البيت أن ل تشرك بي شيئا‪ N‬وطهر بيتي‬
‫للطائفين والقائمين والركع السجود {‪.‬‬

‫وقوله تعالى } وأذن في الناس بالحج { أي وعهدنا إليه آمرين إياه أن يؤذن في الناس بأن ينادي معلنا معلما‪:N‬‬
‫أيها الناس إن ربك قد بنى لكم بيتا‪ N‬فحجوه ففعل ذلك فأسمع ال صوته من شاء ن عباده ممن كتب لهم أزل أن‬
‫يح‪n‬جوا وسهل طريقهم حجوا فعل‪ N‬ول الحمد والمنة‪.‬‬

‫ل { أي عليك النداء وعلينا البلغ فناد‪ } p‬يأتوك رجال‪ { N‬أي مشاة } وعلى كل ضامر‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬يأتوك رجا ‪N‬‬
‫{ من النوق المهازيل } يأتين من كل فج عميق { أي طريق بعيد في أغوار الرض وأبعادها كالندلس غربا‬
‫وأندونيسيا شرقا‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ليشهدوا منافع لهم { أي يأتوك ليشهدوا منافع لهم ديني‪m‬ة كمغفرة ذنوبهم‬
‫واستجابة دعائهم والفوز برضا ربهم‪ ،‬وتعلم دينهم من علمائهم‪ ،‬ودينوي‪b‬ة كربح تجارة ببيع وشراء وعرض سلع‬
‫وأنواع صناعات‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ويذكروا اسم ال { شاكرين ل تعالى إنعامه عليهم وإفضاله وذلك في أيام‬
‫الحج كلها من العشر الول من ذي الحجة إلى نهاية أيام التشريق بالصلة والذكر والدعاء‪ ،‬كما يذكروا اسم ال‬
‫على ما رزقهم من بهيمة النعام عند نحر البل وذبح البقر والغنم بأن يقول الناحر أو الذابح بسم ال وال أكبر‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬فكلوا منها { أي من بهيمة النعام التي نحرتموها أو ذبحتموها تقربا‪ N‬إلينا كهدى التمتع أو‬
‫التطوع‪ } ،‬واطعموا البائس الفقير { وهو من اشتد به الفقر وقوله تعالى‪ } :‬ثم ليقضوا تفثهم { بإزالة التسعث‬
‫والوسخ الذي لزمهم طيلة مدة ال‪p‬حرام‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬وليوفوا نذورهم { أن من كان منهم قد نذر هديا‪ N‬بذبحه في الحرم فليوف بذلك إذ هذا أوان الوفاء بما‬
‫نذر أن ينحره أو يذبحه بالحرم‪ .‬وقوله } وليطوفوا بالبيت العتيق { أي وليطوفوا طواف الفاضة وهو ركن‬
‫الحج ول يصح ال بعد الوقوف بعرفة ورمي جمرة العقبة صباح العيد عيد الضحى‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‬

‫‪ -1‬وجوب بناء البيت وإعلئه كلما سقط وتهدم ووجوب تطهيره من كل ما يؤذي الطائفين والعاكفين في‬
‫المسجد الحرام من الشرك والمعاصي وسائر الذنوب ومن القذار كالبوال والدماء ونحوها‪.‬‬
‫‪ -2‬مشروعية فتح مكاتب للدعاية للحج‪.‬‬

‫‪ -3‬جواز التجار أثناء إقامته في الحج‪.‬‬

‫‪ -4‬وجوب شكر ال تعالى ذكره‪.‬‬

‫‪ -5‬جواز الكل من الهدي ومن ذبائح التطوع بل استحبابه‪.‬‬

‫‪ -6‬وجوب الحلق أو التقصير بعد رمي حمة العقبة‪.‬‬

‫‪ -7‬وجوب الوفاء بالنذور الشرعية أما النذور للولياء فهي شرك وليجوز الوفاء بها‪.‬‬

‫‪ -8‬تقرير طواف الفاضة وبيان زمنه وهو بعد الوقوف بعرفة ورمي جمرة العقبة‪.‬‬

‫} ذلك ومن يعظ‪R‬م‪ %‬حرمات ٱلله فهو خي‪%‬ر‪ V‬له عند رب‪#‬ه وأ)حلت لكم ٱلنعام إل ما يتلى علي‪%‬كم‬
‫فٱج‪%‬تنبوا ٱلر‪#‬ج‪%‬س من ٱلو‪%‬ثان وٱج‪%‬تنبوا قو‪%‬ل ٱلز‪O‬ور { * } حنفآء لله غي‪%‬ر مشركين به ومن‬
‫يشرك‪ %‬بٱلله فكأنما خر من ٱلسمآء فتخطفه ٱلطي‪%‬ر أو‪ %‬ته‪%‬وي به ٱلر‪#‬يح في مكان@ سحيق@ { *‬
‫} ذلك ومن يعظ‪R‬م‪ %‬شعائر ٱلله فإنها من تقوى ٱلقلوب { * } لكم‪ %‬فيها منافع إلى أجل@ م‪O‬سم‪N‬ى ثم‬
‫محلهآ إلى ٱلبي‪%‬ت ٱلعتيق {‬

‫شرح الكلمات‬

‫} ذلك { ‪ :‬أي ألمر هذا مثل قول المتكلم هذا أي ما ذكرت‪..‬وكذا وكذا‪..‬‬

‫} حرمات ال { ‪ :‬جمع حرمة ما حر‪m‬م ال إنتهاكه من قول أو فعل‪.‬‬

‫} فهو خير له عند ربه { ‪ :‬أي خير في الخرة لمن يعظم حرمات ال فل ينتهكها‪.‬‬

‫} إل ما يتلى عليكم { ‪ :‬أي تحريمه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أ‪u‬هل‪ p‬لغير ال به‪.‬‬

‫} فاجتنبوا الرجس { ‪ :‬أي اجتنبوا عبادة الوثان‪.‬‬


‫} واجتنبوا قول الزور { ‪ :‬وهو الكذب وأعظم الكذب ما كان على ال تعالى والشرك وشهادة الزور‪.‬‬

‫} حنفاء ل { ‪ :‬موحدين له مائلين عن كل دين إلى السلم‪.‬‬

‫} خ ‪m‬ر من السماء { ‪ :‬أي سقط‪.‬‬

‫} فتخطفه الطير { ‪ :‬أي تأخذه بسرعة‪.‬‬

‫} شعائر ال { ‪ :‬أعلم دينه وهي هنا الب‪n‬د‪r‬ن بأن تختار الحسنة السمينة منها‪.‬‬

‫} فإنها منت تقوى القلوب { ‪ :‬أي تعظيمها ناشىء من تقوى قلوبهم‪.‬‬

‫} لكم فيها منافع { ‪ :‬منها ركوبها والحمل عليها بما ل يضرها وشرب لبنها‪.‬‬

‫} إلى أجل مسمى { ‪ :‬أي وقت معين وهو نحرها بالحرم أيام التشريق‪.‬‬

‫} ثم محلها إلى البيت { ‪ :‬أي عند البيت العتيق وهو مكة والحرم العتيق‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في مناسك الحج قوله تعالى )ذلك( أي لمر ذاك الذي علمتم من قضاء التفث أي إزالة شعر‬
‫الرأس وقص الشارب وقلم الظافر ولباس الثياب ونحر وذبح الهدايا والضحايا‪ } ،‬ومن يعظم { منكم } حرمات‬
‫ال { فل ينهكها } فهو خير له { أي ذلك التعظيم لها باحترامها وعدم انتهاكها خير له عند رب‪b‬ه يوم يلقاه وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬وأحلت لكم النعام { أي البل والقر والغعنم أحل ال تعالى لكم أكلها والنتفاع بها وقوله تعالى‪ } :‬إل‬
‫ما يتلى عليكم { تحريمه كما جاء في سورة البقرة والمائدة والنعام‪ ،‬ومن ذلك قوله تعلى‪:‬‬
‫} حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير ال به والمخنقة والموقوذة والمتردية‬
‫{‬ ‫والنطيحة وما أكل السبع إل ما ذكيتم‪ %‬وما ذبح على النصب‬
‫وقوله‪ } :‬فاجتنبوا الرجس من الوثان { أي اجتنبوا عبادة الوثان فإناه رجس فل تقربوها بالعبادة ول بغيرها‬
‫غضبا ل وعدم رضا‪ N‬بها وبعبادتها‪ ،‬وقوله‪ } :‬واجتنبوا قول الزور { وهو الكذب مطلقا‪ N‬وشهادة الزور وأعظم‬
‫الكذب ما كان على ال بوصفه بما هو منزه عنه أو بنسبه شيء إليه كالولد والشريك وهو عنه منزه‪ ،‬أو وصفه‬
‫بالعجز أو بأي نقص وقوله‪ } ،‬حنفاء ل غير مشر‪p‬كين { أي موحدين ل تعالى في ذاته وصفاته وعباداته مائلين‬
‫عن كل الديان إلى دينه السلم‪ ،‬غير مشركين به أي شيء من الشرك أو الشركاء وقوله تعالى‪ } :‬ومن‬
‫يشرك بال { إلها‪ N‬آخر فعبده أو صرف له بعض العبادات التي هي ل تعالى فحاله في خسرانه وهلكه هلك‬
‫من خ ‪m‬ر من السماء أي سقط منها بعدما رفع إليها فتخطفه الطير أي تأخذه بسرعة وتمزقه أشلء كما تفعل‬
‫البازات والعقبان بصغار الطيور‪ ،‬وتهوى به الريح في مكان سحيق بعيد فل يعثر عليه أبد‪N‬ا فهو بين أمرين إما‬
‫اختطاف الطير له أو هوى الريح به فهو خاسر هالك هذا شأن من يشرك بال تعالى فيعبد معه غيره بعد أن‬
‫كان في سماء الطهر والصفاء الروحي بسلمة فطرته وطيب نفسه فانتكس في حمأة الشرك والعياذ بال وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬ذلك ومن يعظم شعائر ال فإنها من تقوى القلوب { أي المر ذلك من تعظيم حرمات ال واجتناب‬
‫قول الزور والشرك وبيان خسران المشرك ومن يعظم شعائر ال وهي أعلم دينه من سائر المناسك وبخاصة‬
‫البدن التي تهدى للحرم وتعظيمها باستحسانها واستسمانها ناشىء عن تقوى القلوب فمن عظمها طاعة ل تعالى‬
‫وتقرب‪N‬ا إليه دل ذلك على تقوى قلبه لربه تعالى والرسول يشير الى صدره ويقول التقوى ها هنا التقوى ها هنا‬
‫ثلث مرات وقوله تعالى‪ } :‬لكم فهيا منافع إلى أجل مسمى { أي أذن ال تعالى للمؤمنين أن ينتفعوا بالهدايا‬
‫وهم سائيقوها إلى الحرم بأن يركبوها ويحملوا عليها ما ل يضرها ويشربوا من ألبانها وقوله تعالى‪ } :‬ثم محلها‬
‫إلى البيت العتيق { أي محلها عند البيت العتيق وهو الحرم حيث تنحر إن كان مما ينحر أو تذبح إن كان مما‬
‫يذبح‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب تعظيم حرمات ال لما فيها من الخير العظيم‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير حل‪ƒ‬ي‪m‬ة بهيمة النعام بشرط ذكر اسم ال عند ذبحها أو نحرها‪.‬‬

‫‪ -3‬حرمة قول الزور وشهادة الزور وفي الثر عدلت شهادة الزور الشرك بال‪.‬‬

‫‪ -4‬وجوب ترك عبادة الوثان ووجوب البعد عنها وترك كل ما يمت إليها بصلة‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان عقوبة الشرك وخسران المشرك‪.‬‬

‫‪ -6‬تعظيم شعائر ال وخاصة البدن من تقوى قلوب أصحابها‪.‬‬

‫‪ -7‬جواز النتفاع بالبدن الهدايا بركوبها وشرب لبنها والحمل عليها إلى غاية نحرها بالحرم‪.‬‬
‫} ولكل‪ R‬أ)مة@ جعلنا منسكا‪ S‬ل‪R‬يذكروا ٱس‪%‬م ٱلله على ما رزقهم‪ %‬م‪#‬ن بهيمة ٱلنعام فإلـهكم‪ %‬إلـه‬
‫واحد‪ V‬فله أس‪%‬لموا وبش‪R‬ر ٱلمخبتين { * } ٱلذين إذا ذكر ٱلله وجلت قلوبهم‪ %‬وٱلصابرين على مآ‬
‫أصابهم‪ %‬وٱلمقيمي ٱلصلة ومما رزقناهم‪ %‬ينفقون { * } وٱلبد‪%‬ن جعلناها لكم‪ %‬م‪#‬ن شعائر ٱلله لكم‬
‫فيها خ ‪%‬ير‪ V‬فٱذكروا ٱس‪%‬م ٱلله علي‪%‬ها صوآف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا ٱلقانع‬
‫وٱلمع‪%‬تر كذلك سخر‪%‬ناها لكم‪ %‬لعلكم‪ %‬تشكرون { * } لن ينال ٱلله لحومها ول دمآؤ)ها ولـكن‬
‫يناله ٱلتقوى منكم‪ %‬كذلك سخرها لكم‪ %‬لتكب‪#‬روا ٱلله على ما هداكم‪ %‬وبش‪R‬ر ٱلمح‪%‬سنين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} منسكا‪ : { N‬أي ذبائح من بهيمة النعام يتقربون بها إلى ال تعالى‪ ،‬ومكان الذبح يقال له منسك‪.‬‬

‫} فله اسلموا { ‪ :‬أي انقادوا ظاهرا‪ N‬وباطنيا‪ N‬لمره ونهيه‪.‬‬

‫} وبشر المخبتين { ‪ :‬أي المطيعين المتواضعين الخاشعين‪.‬‬

‫} وجلت قلوبهم { ‪ :‬أي خافت من اله تعالى أن تكون قص‪m‬رت‪ w‬في طاعته‪.‬‬

‫} والبدن { ‪ :‬جمع بدنة وهو ما يساق للحرم من إبل وبقر ليذبح تقربا‪ N‬إلى ال تعالى‪.‬‬

‫} من شعار ال { ‪ :‬أي من أعلم دينه‪ ،‬ومظاهر عبادته‪.‬‬

‫} صوآف { ‪ :‬جمع صاف‪t‬ة وهي القائمة على ثلث معقولة اليد اليسرى‪.‬‬

‫} فإذا وجبت جنوبها { ‪ :‬أي بعد أن تسقط على جنوبها على الرض ل روح فيها‪.‬‬

‫} القانع المعتمر { ‪:‬القانع السائل والمعتر الذي يتعرض للرجل ول يسأله حياء وعفة‪.‬‬

‫} كذلك سخرناهم { ‪ :‬أي مثل هاذ التسخير سخرناهم لكم لتركبوا عليها وتحملوا وتحلبوا‪.‬‬

‫} لعلكم تشكرون { ‪ :‬أي لجل أن تشكروا ال تعالى بحمده وطاعته‪.‬‬


‫} لن ينال ال لحومها { ‪ :‬أي ل يرفع إلى ال لحم ول دم‪ ،‬ولكن تقواه بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه‪.‬‬

‫} لتكبروا ال على ‪ :‬أي تقولون ال أكبر بعد الصوات الخمس أيام التشريق ما هداكم { شكرا‪ N‬له على هدايته‬
‫اياكم‪.‬‬

‫} وبشر المحسنين { ‪ :‬أي الذين يريدون بالعبادة وجه ال تعالى وحده ويؤدونها على الوجه المشروع‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬ما زال السياق في توجيه المؤمنين وإرشادهم إلى ما يكملهم ويسعدهم في الدارين فقوله تعالى‪} :‬‬
‫ولكل أمة جعلنا منسكا‪ { N‬اي ولكل أمة من المم السابقة من أهل اليمان والسلم جعلنا لهم مكان نسك‬
‫يتعبدوننا فيه ومنسكا‪ N‬أي ذبح قربان ليتقربوا به إلينا‪ ،‬وقوله‪ } :‬ليذكروا اسم ال على ما رزقهم من بهيمة النعام‬
‫{ أي فمعبودكم أيها الناس معبود القربان لحكمة‪ :‬وهو أن يذكروا اسمنا على ذبح ما يذبحون ونحر ما ينحرون‬
‫بأن يقولوا بسم ال وال أكبر‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬فإلهكم إله واحد { أي فمعبودكم أيها الناس معبود واحد } فله‬
‫أسلموا { وجوهكم وخصوه بعبادتكم ثم قال لرسوله محمد صلى ال عليه وسلم } وبشر المختبين { برضواننا‬
‫ودخول دار كرامتنا ووصف المخبتين معرفا‪ N‬بهم الذين تنالهم البشرى على لسان رسول ال فقال } الذين اذا‬
‫ذكر ال { لهم أو بينهم } وجلت قلوبهم { أي خافت شعورا‪ N‬بالتقصير في طاعته وعدم أداء شكره والغفلة عن‬
‫ذكره } والصابرين على ما أصابهم { من البلء فل يجزعون ول يتسخطون ولكن يقولون إنا ل وإنا إليه‬
‫راجعون } والمقيمي { الصلة أي بأدائها في أوقاتها في بيوت ال مع عباده المؤمنين ومع كامل شرائطها‬
‫وأركانها وسننها } ومما رزقناهم ينفقون { مما قل أو كثيرينفقون في مرضاة ربهم شكرا‪ N‬ل على ما آتاهم‬
‫وتسليما‪ N‬بما شرع لهم وفرض عليهم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬والبدن جعلناها لكم من شعائر ال { أي البل والبقر مما ي‪n‬هدى إلى الحرم جعلنا ذلك من شعائر‬
‫ديننا ومظاهر عبادتنا‪ } ،‬لكم فيها خير { عظيم وأجر كبير عند ربكم يوم تلقوه إذا ما تقرب متقرب يوم عيد‬
‫الضحى بأفضل من دم يهرقه في سبيل ال وعليه } فاذكروا اسم ال عليها { اي قولوا بسم ال وال أكبر عند‬
‫نحرها‪ ،‬وقوله‪ } :‬صوآف { أي قائمة على ثلثة معقولة اليد اليسرى‪ ،‬فإذا نحرتموها ووجبت أي سقطت على‬
‫جنوبها فوق الرض ميتة } فكلوا منها وأطعموا القانع { الذي يسألكم } والمعتر { الذي يتعرض لكم ول يسألكم‬
‫حياءا‪ ،N‬وقوله تعالى‪ } :‬سخرناهم لكم { أي مثل ذلك التسخير الذي سخرناهم لكم فتركبوا وتحلبوا وتذبحوا‬
‫وتأكلوا سخرناهم لكم من أجل أن تشكرونا بالطاعة والذكر‪.‬‬

‫وقوله تعالى في آخر آية في هذا السياق وهي )‪ (37‬قوله‪ } :‬لن ينال ال لحومها ول دماؤها { أي لن يرفع‬
‫إليه لحم ول دم ولن يبلغ الرضا منه‪ ،‬ولكن التقوى بالخلص وفعل الواجب والمندوب وترك الحرام‬
‫والمكروه هذا الذي يرفع إليه ويبلغ مبلغ الرضا منه‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬كذلك سخرها لكم { أي كذلك التسخير الذي سخرها لكم لعل‪t‬ة أن تكبروا ال على ما هداكم إليه‬
‫من ال‪p‬يمان وال‪p‬سلم فتكبروا ال عند نحر البدن وذبح الذبائح وعند أداء المناسك وعقب الصلوات الخمس أيام‬
‫التشريق‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وبشر المحسنين { أمر ال تعالى رسوله والمبلغ عنه محمدا‪ N‬صلى ال عليه وسلم أن‬
‫يبشر باسمه المحسنين الذين أحسنوا اليمان وال‪p‬سلم فوحدوا ال وعبدوه بما شرع وعلى نحو ما شرع متبعين‬
‫في ذلك هدى رسوله وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‬

‫‪ -1‬ذبح القربان مشروع في سائر الديان ال‪p‬لهية وهو دليل على أنه ل غله إل ال إذا وحدة التشريع تدل على‬
‫وحدة المشرع‪.‬‬

‫وسر مشروعية ذبح القربان هو أن يذكر ال تعالى‪ ،‬ولذا وجب ذكر اسم ال عند ذبح ما يذبح ونحر ما ينحر‬
‫بلفظ بسم ال وال أكبر‪.‬‬

‫‪ -2‬تعريف المخبتين أهل البشارة السارة برضوان ال وجواره الكريم‪.‬‬

‫‪ -3‬وجوب ذكر اسم ال على بهيمة النعام‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان كيفية نحر البدن‪ ،‬وحرمة الخذ منها قبل موتها وخروج روحها‪.‬‬

‫‪ -5‬الندب إلى الكل من الهدايا ووجوب إطعام الفقراء والمساكين منها‪.‬‬

‫‪ -6‬وجوب شكر ال على كل إنعام‪.‬‬

‫‪ -7‬مشروعية التكبير عند أداء المناسك كرمي الجمار وذبح ما يذبح وبعد الصلوات الخمس ايام التشريق‪.‬‬

‫‪ -8‬فضيلة الحسان وفوز المحسنين ببشرى على لسان رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} إن ٱلله يدافع عن ٱلذين آمنو*ا إن ٱلله ل يحب‪ O‬كل خوان@ كفور@ { * } أ)ذن للذين يقاتلون‬
‫بأنهم‪ %‬ظلموا وإن ٱلله على نص‪%‬رهم‪ %‬لقدير‪ } * { V‬ٱلذين أ)خرجوا من ديارهم بغي‪%‬ر حق‪ y‬إل أن‬
‫ت ومساجد‬
‫يقولوا رب‪O‬نا ٱلله ولو‪%‬ل دفع ٱلله ٱلناس بع‪%‬ضهم‪ %‬ببع‪%‬ض@ لهد‪#‬مت صوامع وبيع‪ V‬وصلوا ‪U‬‬
‫ي عزيز‪ } * { V‬ٱلذين إن‬
‫يذكر فيها ٱسم ٱلله كثيرا‪ S‬ولينصرن ٱلله من ينصره إن ٱلله لقو ‪s‬‬
‫مكناهم‪ %‬في ٱلر‪%‬ض أقاموا ٱلصلة وآتوا ٱلزكـاة وأمروا بٱلمع‪%‬روف ونهو‪%‬ا عن ٱلمنكر ولله‬
‫عاقبة ٱل)مور {‬

‫شرح الكلمات‬

‫} يدافع { ‪V :‬قر‪p‬ىء يدفع أي غوائل المشركين وما يكيدون به المؤمنين‪.‬‬

‫} خوان { ‪ :‬كثير الخيانة لمانته وعهوده‪.‬‬

‫} كفور { ‪ :‬أي جحود لربه وكتابه ورسوله ونعمه عليه‪.‬‬

‫} بأنهم ظلموا { ‪ :‬أي بسبب ظلم المشركين لهم‪.‬‬

‫} بغير حق { ‪ :‬أي بسبب ظلم المشركين لهم‪.‬‬

‫} إل أن يقولوا ربنا ال { ‪ :‬أي ال قولهم‪ :‬ربنا ال وال احق‪ ،‬وهل قول الحق ي‪n‬س‪l‬رغ إخراج قائله؟‬

‫} صوامع وبيع { ‪ :‬معابد الرهبان وكنائس النصارى‪.‬‬

‫} وصلوات { ‪ :‬معابد اليهود‪ ،‬باللغة العبرية مفردها صلوثا‪.‬‬

‫} ومساجد { ‪ :‬أي بيوت الصلة للمسلمين‪.‬‬

‫} من ينصره { ‪ :‬أي ينصر دينه وعباده المؤمنين‪.‬‬

‫} قوي عزيز { ‪ :‬قادر على ما يريد عزيز ل يمانع فيما يريد‪.‬‬

‫} إن مكناهم في الرض { ‪ :‬أي نصرناهم على عدوهم ومكنا لهم في البلد بأن جعلنا السلطة بأيديهم‪.‬‬
‫} ول عاقبة المور { ‪ :‬أي آخر أمور الخلق مردها إلى ال تعالى الذي يثيب وي‪n‬عاقب‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في إرشاد المؤمنين وتعليمهم وهدايتهم قوله تعالى‪ } :‬إن ال يدافع عن الذين آمنوا { أي يدفع‬
‫عنهم غوائل المشركين ويحميهم من كيدهم ومكرهم‪ .‬وقوله‪ } :‬إن ال ل يجب كل خو‪m‬ان كفور { تعليل وهم‬
‫المشركين الذين صدوا رسول ال والمؤمنين وبما جاء به‪ ،‬ولما كان ل يحبهم فهو عليهم‪ ،‬وليس لهم‪ ،‬ومقابلة‬
‫أنه يحب كل مؤمن صادق في إيمانه محافظ على أماناته وعهوده مطيع لربه‪ ،‬ومن أحب‪n m‬ه دافع عنه وحماه من‬
‫أعدائه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬أ‪u‬ذن للذين يقاتلون { باسم للفاعل أي القادرين على القتال ويقاتلون باسم المفعول وهما قراءاتان‬
‫أي قاتلهم المشركون هؤلء أذ‪ p‬ال تعالى لهم في قتال أعدائهم المشركين بعدما كانوا ممنوعين من ذلك لحكمة‬
‫يعلمها ربهم‪ ،‬وهذه أول آية في القرآن تحمل طابع الحرب بال‪p‬ذن فيه للمؤمنين‪ ،‬وقوله‪ } :‬وإن ال على نصرهم‬
‫لقدير { طمأنهم على أنه معهم بتأييده ونصره وهو القدير على ذلك وقوله تعالى‪ } :‬الذين أخرجوا من ديارهم‬
‫بغير حق { أي بدون موجب إخراجهم اللهم إل قولهم‪ :‬ربنا ال وهذا حق وليس بموجب ل‪p‬خراجهم من ديارهم‬
‫وطردهم من منازلهم وبلدهم هذه الجملة بيان لمقتضى الذن لهم بالقتال‪ ،‬ونصرة ال تعالى لهم‪ .‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫} ولول دفع ال الناس بعضهم ببعض { أي يدفع بأهل الحق أهل الباطل لول هذا لتغلب أهل الباطل و } لهدمت‬
‫صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم ال كثيرا { وهذا تعليل أيضا‪ N‬وبيان لحكمة المر بالقتال أي لول‬
‫أن ال تعالى يدفع بأهل اليمان أهل الكفر لتغلب أهل الكفر وهدموا المعابد ولم يسمحوا للمؤمنين أن يعبدوا ال‬
‫‪ -‬وفي شرح الكلمات بيان للمعابد المذكورة فليرجع اليها‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ولينصرن ال من ينصره إن ال لقوي { أي قدير } عزيز { غالب فمن أراد نصرته ن‪j‬ص‪l‬ره‪ n‬ولو‬
‫اجتمع عليه من بأقطار الرض‪ ،‬والذي يريد ال نصرته هو الذي يقاتل من أجل ال بأن ي‪n‬عبد في الرض ول‬
‫ي‪n‬عبد معه سواه فذلك وجه نصر ال فليعلم وقوله } الذين إن مكناهم { أي وطأنا لهم في الرض وملكناهم بعد‬
‫قهر أعدائهم المشركين فحكموا وسادوا أقاموا الصلة على الوجه الملطوب منهم‪ ،‬وآتوا الزكاة المفروضة في‬
‫أموالهم‪ ،‬وأمروا بالمعروف أي بالسلم والدخول فيها وإقامته‪ ،‬ونهوا عن المنكر وهو الشرك والكفر ومعاص‪p‬ى‬
‫ال ورسوله هؤلء الحقون بنصر ال تعالى لهم لنهم يقاتلون لنصرة ال عز وجل‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ول عاقبة‬
‫المور { يخبر تعالى بأن مرد كل أمر إليه تعالى يحكم فيه بما هو الحق والعدل فيثيب على العمل الصالح‬
‫ويعاقب على العمل الفاسد‪ ،‬وذلك يوم القيامة‪ ،‬وعليه فليراقب ال ولي‪n‬تق في السر والعلن ولي‪n‬توكل عليه‪ ،‬ولي‪n‬نب‬
‫إليه‪ ،‬فإن مرد كل أمر إليه‪.‬‬
‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وعد ال الصادق بالدفاع عن المؤمنين الصادقين في إيمانهم‪.‬‬

‫‪ -2‬كره ال تعالى لهل الكفر والخيانة‪.‬‬

‫‪ -3‬مشروعية القتال لعلء كلمة ال بأن يعبد وحده ول يضطهد أولياؤه‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان سر الذن بالجهاد ونصرة ال لوليائه الذين يقاتلون من أجله‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان أسس الدولة التي ورث‪ j‬ال أهلها البلد وملكهم فيها وهي‪:‬‬

‫إقام الصلة ‪ -‬إتياء الزكاة ‪ -‬المر بالمعروف ‪ -‬النهي عن المنكر‪.‬‬

‫ح وعاد‪ V‬وثمود { * } وقو‪%‬م إب‪%‬راهيم وقو‪%‬م لوط@ { *‬


‫} وإن يكذ‪R‬بوك فقد‪ %‬كذبت قب‪%‬لهم‪ %‬قو‪%‬م نو @‬
‫} وأص‪%‬حاب مد‪%‬ين وكذ‪R‬ب موسى فأم‪%‬لي‪%‬ت للكافرين ثم أخذتهم‪ %‬فكي‪%‬ف كان نكير { * } فكأي‪#‬ن م‪#‬ن‬
‫قر‪%‬ية@ أه‪%‬لكناها وهي ظالمة‪ U‬فهي خاوية‪ U‬على عروشها وبئر@ م‪O‬عطلة@ وقص‪%‬ر@ مشيد@ { * } أفلم‬
‫يسيروا في ٱلر‪%‬ض فتكون لهم‪ %‬قلوب‪ V‬يع‪%‬قلون بهآ أو‪ %‬آذان‪ V‬يس‪%‬معون بها فإنها ل تع‪%‬مى ٱلب‪%‬صار‬
‫ولـكن تع‪%‬مى ٱلقلوب ٱلتي في ٱلص‪O‬دور {‬

‫شرح الكلمات‬

‫} وإن يكذبوك { ‪ :‬أي إن يكذبك قومك فقد كذبت قبلهم قوم نوح إذ‪N‬ا فل تأس إذا لست وحدك المكذب‪.‬‬

‫} وأصحاب مدين { ‪ :‬هم قوم شعيب لعيه السلم‪.‬‬

‫} وكذب موسى { ‪ :‬أي كذبة فرعون وآله القباط‪.‬‬

‫} فأمليت للكافرين { ‪ :‬أي أملهتهم فلم أ‪u‬عجل العقوبة لهم‪.‬‬


‫} ثم أخذتهم { ‪ :‬أي بالعذاب المستأصل لهم‪.‬‬

‫} فكيف كان نكير { ‪ :‬أي كيف كان إنكاري عليهم تكذيبهم وكفرهم أكان واقعا‪ N‬موقعه؟ نعم إذ الستفهام‬
‫للتقرير‪.‬‬

‫} فهي خاوية علىعروشها { ‪ :‬أي ساقطة على سقوفها‪.‬‬

‫} بئر معطلة { ‪ :‬أي متروكة ل يستخر منها ماء لموت أهلها‪.‬‬

‫} وقصر مشيد { ‪ :‬مرتفع مجصص بالجص‪.‬‬

‫} فإنها ل تعمى { ‪ :‬أي فانها أي القصة ل تعمى البصار فإن الخلل ليس في } البصار { ‪ :‬أبصارهم ولكن‬
‫في قلوبهم حيث أعماها الهوى وأفسدتها الشهوة والتقليد لهل الجهل والضلل‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫مازال السياق الكريم في دعوة قريش إلى اليمان والتوحيد وإن تخللته إرشادات للمؤمنين فإنه لما •أذ‪p‬ن للمؤمنين‬
‫بقتال المشركين بين مقتضيات هذا الذن وضمن النصرة لهم وأعلم أن عاقبة المور إليه ل إلى غيره وسوف‬
‫يقضي بالحق والعدل بين عباده يوم يلقونه‪ .‬قال لرسوله صلى ال عيله وسلم مسليا‪ N‬عن تكذيب المشركين له‪} :‬‬
‫وإن يكذبوك { أيها الرسول فيما جئت به نم التويحد والرسالة والبعث والجزاء يوم القيامة فل تأس ول تحزن }‬
‫فقد كذبت قبلهم { أي قبل م‪n‬كذ‪ƒ‬بيك من قريش والعرب واليهود } قوم نوح وعاد { قوم هود } وثمود { قوم صالح‬
‫} وقوم إبراهيم وقوم لوط‪ ،‬وأصحاب مدين‪ ،‬وك‪V‬ذ‪ƒ‬ب موسى { أيضا‪ N‬مع ما آتيناه من اليات البينات‪ ،‬وكانت‬
‫سنتي فيهم أني أمليت ألهم أي مددت لهم في الزمن وأرخيت لهم الرسن حتى إذا بلغوا غاية الكفر والعناد‬
‫والظلم والستبداد وحقت عليهم كلمة العذاب أخذتهم أخذ العزيز المقتدر } فكيف كان نكير { ‪ ،‬أي انكاري‬
‫عليهم؟ كان ورب‪b‬ك واقعا‪ N‬موقعه‪ ،‬وليس المذكورون أخذت فقط‪ } ..‬فكأين من قرية { عظيمة غانية برجالها‬
‫ومالها وسلطانها } أهلكناها وهي ظالمة { أي ضالغة في الظلم أي الشرك والتكذيب } فهي خاوية على‬
‫عروشها { أي ساقطة على سقوفها‪ ،‬وكم من بئر ماء عذب كانت سقيا لهم في الن معطلة‪ ،‬وكم من قصر‬
‫مشيد أي رفيع مشيد ب‪p‬الجص إذ مات أهله وتركوه هذا ما تضمنته اليات الربع )‪ (42،43،44،45‬أما الية‬
‫الخيرة من هذا السياق فالحق عز وجل يقول } أفلم يسيروا في الرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان‬
‫يسمعون بها { حاثا‪ N‬المكذبين من كفار قريش ولعرب على السير في البلد ليقفوا على آثار الهالكين فلعل ذلك‬
‫يكسبهم حياة جديدة في تفكيرهم ونظرهم فتكون له قلوب حية واعية يعقلون بها خطابنا إليهم نحن ندعوهم إلى‬
‫نجاتهم وسعادتهم أو تكون لهم آذان يسمعون بها نداء النصح ولخير الذي نوجهه إليهم بواسطة كتابنا‬
‫ورسولنا‪ ،‬وما لهم من عيون مبصرة بدون قلوب واعية وآذان صاغية فإن ذلك غير نافع } فإنها ل تعمى‬
‫البصار‪ ،‬ولكن تعمى القلوب التي في الصدور { وهذا حاصل القول أل فليسيروا لعلهم يسكبون عبرا‪ N‬وعظات‬
‫تحيي قلوبهم وسائر حواسهم المتبلدة‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هدابة اليات‬

‫‪ -1‬تكذيب الرسل والدعاة إلى الحق والخير سنة مطردة في البشر لها عواملها من أبرزها التقليد والمحافظة‬
‫على المنافع المادية‪ ،‬وظلمات القلب النائشة عن الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫‪ -2‬مظاهر قدرة ال تعالى في إهلك المم والشعوب الظالمة بعد ال‪p‬مهال والعذار‪.‬‬

‫‪ -3‬مشروعية طلب العبر وتصيدها من ثار الهالكين‪.‬‬

‫‪ -4‬العبرة بالبصيرة القلبية ل بالبصر فكم من أعمى هو أبصر للحقائق وطرق النجاة من ذي بصر حاد حديد‪.‬‬
‫ومن هنا كان المفروض على العبد أن يحافظ على بصيرته أكثر من المحافظة على عبينيه‪ ،‬وذلك بأن يتجنب‬
‫مدمرات القلوب من الكذب والترهات والخرافات‪ ،‬والكبر والعجب والحب والبغض في غير ال‪.‬‬

‫} ويس‪%‬تع‪%‬جلونك بٱلعذاب ولن يخلف ٱلله وع‪%‬ده وإن يو‪%‬ما‪ S‬عند رب‪#‬ك كألف سنة@ م‪#‬ما تعد‪O‬ون { * }‬
‫وكأي‪#‬ن م‪#‬ن قر‪%‬ية@ أم‪%‬لي‪%‬ت لها وهي ظالمة‪ U‬ثم أخذتها وإلي ٱلمصير { * } قل يأي‪O‬ها ٱلناس إنمآ أنا‬
‫لكم‪ %‬نذير‪ V‬م‪O‬بين‪ } * { V‬فٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات لهم‪ %‬مغفرة‪ U‬ور ‪%‬زق‪ U‬كريم‪ } * { V‬وٱلذين‬
‫سعو‪%‬ا في* آياتنا معاجزين أ)و‪%‬لـئك أص‪%‬حاب ٱلجحيم {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} يستعجلونك بالعذاب { ‪ :‬أي يطالبونك مستعجلينك بما حذ{رتهم منه من عذاب ال‪.‬‬

‫} كألف سنة مما تعدون { ‪ :‬أي من أيام الدنيا ذات الرشع والعشرين ساعة‪.‬‬

‫} وكأين من قرية { ‪ :‬أي وكثير من القرى أي العواصم والحواضر الجاخعة لكل أسباب الحضارة‪.‬‬
‫} أمليت لها { ‪ :‬أي أملهتها فمد‪m‬دت أيام حياتها ولم استعجلها بالعذاب‪.‬‬

‫} نذير مبين { ‪ :‬منذر أي مخو•ف عاقبة الكفر والظلم بي‪m‬ن‪ n‬النذارة‪.‬‬

‫} لهم مغفرة ورزق كريم { ‪ :‬أي ستر لذنوبهم ورزق حسن في الجنة‪.‬‬

‫} سمعوا في آياتنا معاجزين { ‪ :‬أي عملوا بجد واجتهاد في شأن إبعاد الناس عن اليمان بآياتنا وما تحمله من‬
‫دعوة إلى التوحيد وترك الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫مازال السياق الكريم في إرشاد الرسول صلى ال عليه وسلم وتوجيهه في دعوته إلى الصبر والتحمل فيقول‬
‫له‪ } :‬ويستعجلونك بالعذاب { أي يستعجلك المشركون من قومك بالعذاب الذي خوفتهم به وحذرتهم منه‪ } ،‬ولن‬
‫يخلف ال وعده { وقد وعدهم فهو واقع بهم ل بد وقد تم ذلك في بدر وقوله تعالى‪ } :‬وإن يوما‪ N‬عند ربك كألف‬
‫سنة مما تعدون { فلذا تعالى ل يستعجل وهم يستعجلون فيوم ال بألف سنة‪ ،‬وأيامهم بأربع وعشرين ساعة فإذا‬
‫حدد تعالى لعذابهم يوما‪ N‬معناه أن العذاب ل ينزل بهم إل بعد ألف سنة‪ ،‬ونصف يوم بخمسمائة سنة‪ ،‬وربع يوم‬
‫بمائتين وخمسين سنة وهكذا فلذا يستعجل النسان ويستبطىء‪ ،‬وال عز وجل ينجز وعده يف الوقت الذي حدده‬
‫فل يستخفه استعجال المجرمين العذاب ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} ولو ل أجل مسمى لجاءهم العذاب‬
‫من سورة العنكبوت هذا ما دلت عليه الية الولى )‪ (47‬وقوله تعالى‪ } :‬وكأين من قرية { أي مدينة كبرى‬
‫} أمليت لها { أي أملهتها وزدت لها في أيام بقائها والحال أنها ظالمة بالشرك والمعاصي ثم بعد ذلك الملء‬
‫وال‪p‬مهال وأخذتها } وإلي‪ b‬المصير { أي مصير كل شيء ومرده إلي فل إله غيري ول رب سواي فل معنى‬
‫ل‪p‬ستعجال هؤلء المشركين العذاب فإنهم عذبوا في الدنيا أو لم يعذبوا فإن مصيرهم إلى ال تعالى وسوف‬
‫يجزيهم بما كانوا يكسبون الجزاء العادل في دار الشقاء والعذاب البدي وقوله تعالى‪ } :‬قل يا أيها الناس إنما‬
‫أنا لكم نذير مبين { ‪ ،‬فلست بإله ول رب بيدي عذابكم إن عصيتموني وإنعامكم إن أطعتموني‪ ،‬وإنما أنا عبد‬
‫مأمور بأن أنذر عصاة الرب بعذابه‪ ،‬وابشر أهل طاعته برحمته‪ ،‬وهو معنى الية )‪ (50‬فالذين آمنوا وعملوا‬
‫الصالحات ولز‪p‬مه أنهم تركوا الشرك والمعاصي لهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم عند ربهم وهو الجنة دار‬
‫النعيم } والذين سعوا ي آياتنا معاجزين { أي عملوا جادين مسرعين في صرف الناس عن آيات ال حتى ل‬
‫يؤمنوا بها ويعملوا بما فيها من هدى ونور معاجزين ل يظنون أنهم يعجزونه وال غالب على أمره ناصر دينه‬
‫وأوليائه‪ ،‬أولئك البعداء في الشر والشرك أصحاب الجحيم الملزمون لها أبد البدين‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬
‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬العجلة من طبع ال‪p‬نسان ولكن استعجال ال ورسوله بالعذاب حمق وطيش وضلل وكفر‪.‬‬

‫‪ -2‬ما عند ال في الملكوت العلى يختلف تماما‪ N‬عما في هذا الملكوت السفلي‪.‬‬

‫‪ -3‬عاقبة الظلم وخيمة وفي الخبر الظلم يترك الديار بلقع أي خرابا‪ N‬خالية‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان مهمة الرسل وهي البلغ مع ال‪p‬نذار والتبشير ليس غير‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان مصير المؤمنين والكافرين يوم القيامة‪.‬‬

‫ي )أم‪%‬نيته فينسخ ٱلله ما‬


‫} ومآ أر‪%‬سلنا من قب‪%‬لك من رسول@ ول نبي‪ m‬إل إذا تمنى ألقى ٱلشي‪%‬طان ف *‬
‫يلقي ٱلشي‪%‬طان ثم يح‪%‬كم ٱلله آياته وٱلله عليم‪ V‬حكيم‪ } * { V‬ل‪R‬يج‪%‬عل ما يلقي ٱلشي‪%‬طان فتنة‪ S‬ل‪R‬لذين‬
‫في قلوبهم مرض‪ V‬وٱلقاسية قلوبهم‪ %‬وإن ٱلظالمين لفي شقاق@ بعيد@ { * } وليع‪%‬لم ٱلذين أ)وتوا‬
‫ٱلعلم أنه ٱلحق من رب‪#‬ك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم‪ %‬وإن ٱلله لهاد ٱلذين آمنو*ا إلى صراط‬
‫م‪O‬س‪%‬تقيم@ { * } ول يزال) ٱلذين كفروا في مر‪%‬ية@ م‪#‬نه حتى تأتيهم ٱلساعة بغتة‪ S‬أو‪ %‬يأتيهم‪ %‬عذاب‬
‫يو‪%‬م@ عقيم@ { * } ٱلملك يو‪%‬مئذ@ لله يح‪%‬كم بي‪%‬نهم‪ %‬فٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات في جنات‬
‫ٱلنعيم { * } وٱلذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأ)و‪%‬لـئك لهم‪ %‬عذاب‪ V‬م‪O‬هين‪{ V‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} من رسول ول نبي { ‪ :‬ألرسول ذكر من بني آدم أوحي إليه بشرع وأمر بابلغه والنبي مقرر لشرع من‬
‫قبله‪.‬‬

‫} تمنى في أمنيته { ‪ :‬أي قرأ في أمنيته‪ ،‬أي في قراءته‪.‬‬

‫} ثم ي‪a‬حكم ال آياته { ‪ :‬أي بعد إزالة ما ألقاه الشيطان في القراءة بح‪n‬كم ال آياته أي يثبتها‪.‬‬

‫} فتنة الذين في قلوبهم مرض { ‪ :‬أي اختبارا‪ N‬للذين في قلوبهم مرض الشرك والشك‪.‬‬
‫} والقاسية قلوبهم { ‪ :‬هم المشركون‪.‬‬

‫} فتخبت له قلوبهم { ‪ :‬أي تتطامن وتخشع له قلوبهم‪.‬‬

‫} في مرية منه { ‪ :‬أي في شك منه وريب من القرآن‪.‬‬

‫} عذاب يوم عقيم { ‪:‬هو عذاب يوم بدر إذ كان يوما‪ N‬عقيما‪ N‬ل خير فيه‪.‬‬

‫} في جنات النعيم { ‪ :‬أي جنات ذات نعيم ل يبلغ الوصف مداه‪.‬‬

‫} فلهم عذاب مهين { ‪ :‬أي يهان فيه صاحبه فهو عذاب جثماني نفساني‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬بعد التسلية الولى للنبي صلى ال عليه وسلم التي تضمنها قوله تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح‪ ..‬الخ‬
‫ذكر تعالى تسلية ثانية وهي أنه صلى ال عليه وسلم كان يقرأ حول الكعبة في صلته سورة النجم والمشركون‬
‫حول الكعبة يسمعون فلما بلغ قوله تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} أفرأيتم اللت والعزى‪ ،‬ومناة الثالثة الخرى‬
‫ألقى الشيطان في مسامع المشركين الكلمات التالية‪ " :‬تلك الغرانيق العل‪ ،‬وإن شفاعتهم لترتجى " ففرج‬
‫المشركون بما سمعوا ظنا‪ N‬منهم أن يقدر على السجود فأخذ حيثة من تراب وسجد عليها وشاع أن محمدا‪ N‬قد‬
‫اصطلح مع قومه حتى رجع المهاجرون من الحبشة فكرب لذلك رسول ال وحزن فأنزل ال تعالى هذه الية‬
‫تسلية له فقال‪ } :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول { ذي رسالة يبلغها ول نبى‪ b‬مقرر لرسالة نبي قلبه } إل إذا‬
‫تمنى { أي قرأ } ألقى للشيطان في أمنيته { أي في قراءته } فينسخ ال { أي يزيل ويبطل } ما يلقي الشيطان {‬
‫من كلمات في قلوب الكافرين أوليائه } ثم ي‪n‬حكم ال آياته { بعد إزالة ما قاله الشيطان فيثبتها فل تقبل زيادة ول‬
‫نقصانا‪ ،‬وال عليم بخلقه وأحوالهم وأعمالهم ل يخفى عليه شيء من ذلك حكيم في تدبيره وشرعه هذه سنته‬
‫تعالى في رسله وأنبيائه‪ ،‬فل تأس يا رسول ال ول تحزن ثم بين تعالى الحكمة في هذه السنة فقالك‪ } :‬ليجعل‬
‫ما يلقى للشياطين { أي من كلمات في قراءة النبي أو الرسول } فتنة للذين في قلوبهم مرض { الشك والنفاق‬
‫} والقاسية قلوبهم { وهم المشركون ومعنى فتنة هنا محنة يزدادون بها ضلل‪ N‬على ضللهم وب‪n‬عدا‪ N‬عن الحق‬
‫فوق بعدهم إذ ما يلقى الشيطان في قلوب أوليائه إل للفتنة أي زيادة في الكفر والضلل‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وإن‬
‫الظالمين لفي شقاق بعيد { هو إخبار منه تعالى عن حال المشركين بأنهم في خلف ل ورسوله‪ ،‬بعيدون فميا‬
‫يعتقدونه وما يعملونه وما يقولونه‪ ،‬وما يتصورونه مخالف تمام المخالفة لما يأمر تعالى به ويدعوهم إليه من‬
‫العتقاد والقول والعمل والتصور والدراك‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وليعلم الذين أ‪u‬وتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم { هذا جزء العلة التي‬
‫تضمنتها سنة ال في إلقاء الشيطان في قراءة الرسول أو النبي فالجزء الول تضمنه قوله تعالى‪ } :‬ليجعل ما‬
‫يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم { وهذا هو الجزء الثاني أي } وليعلم الذين أوتوا‬
‫العلم { بال وآياته وتدبيره } أنه الحق من ربك { أي ذلك اللقاء والنسخ وإحكام اليات بعده } فيؤمنوا به‬
‫فتخبت له قلوبهم { أي تطمئن وتسكن عنده وتخشع فيزدادون هدى‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وإن ال لهاد الذين آمنوا‬
‫إلى صراط مستقيم { هذا إخبار منه تعالى عن فعله مع أوليائه المؤمنين به المتقين له وأنه هعاديهم في حياتهم‬
‫وفي كل أحوالهم إلى صراط مستقيم يفضي بهم إلى رضاه وجنته‪ ،‬وذلك بحمايتهم من الشيطان وتوفيقهم‬
‫وإعانتهم على طاعة الرحمن سبحانه وتعالى‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ول يزال الذين كفروا في مرية منه { أي من‬
‫القرآن هل هو كلم ال هل هو حق هل اتباعه نافع وتستمر هذه المرية والشك بأولئك القساة القلوب أصحاب‬
‫الشقاق البعيد } حتى تأتيهم الساعة بغتة { أي فجأة وهي القيامة } أو يأتيهم عذاب يوم عقيم { أي ل خير فيه‬
‫لهم وهو يوم بدر وقد تم لهم ذلك وعندها زالت ريبتهم وعلموا أنه الحق حيث ل ينفع العلم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬الملك يومئذ ل { أي يوم تأتي الساعة يتمحض الملك ل وحده فل يملك معه أحد فهو الحاكم‬
‫العدل الحق يحكم بين عباده بما ذكر في الية وهو أن الذين آمنوا به وبرسوله وبما جاء به وعملوا الصالحات‬
‫من فرائض ونوافل بعد تخليهم عن الشرك والعاصي يدخلهم جنات النعيم‪ ،‬والذين كفروا به وبرسوله وبما جاء‬
‫به‪ ،‬وكذبوا بآيات ال المتضمنة شرائعه وبيان طاعاته فلم يؤمنوا ولم يعملوا الصالحات وعملوا العكس وهون‬
‫السيئات فأولئك البعداء في الحطة والخسة لهم عذاب مهين يكسر أنوفهم ذلة لهم ومهانة لنفسهم‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان سنة ال في إلقاء الشيطان في قراءة الرسول أو النبي للفتنة‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان أن الفتنة يهلك فيها مرضى القلوب وقساتها‪ ،‬ويخرج منها المؤمنون أكثر يقينا‪ N‬وأعظم هدى‪.a‬‬

‫‪ -3‬بيان حكم ال تعالى بين عباده يوم القيامة بإكرام أهل اليمان والتقوى وإهانة أهل الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫‪ -4‬ظهور مصداق ما أخبر به تعالى عن مجرمي قريش فقد استمروا على ريبهم حتى هلكوا في بدر‪.‬‬
‫} وٱلذين هاجروا في سبيل ٱلله ثم قتلو*ا أو‪ %‬ماتوا لير‪%‬زقنهم ٱلله رز‪%‬قا‪ S‬حسنا‪ S‬وإن ٱلله لهو خي‪%‬ر‬
‫ٱلرازقين { * } ليد‪%‬خلنهم‪ %‬م‪O‬د‪%‬خل‪ S‬ير‪%‬ضو‪%‬نه وإن ٱلله لعليم‪ V‬حليم‪ } * { V‬ذلك ومن‪ %‬عاقب بمثل ما‬
‫عوقب به ثم بغي علي‪%‬ه لينصرنه ٱلله إن ٱلله لعفو‪ s‬غفور‪ } * { V‬ذلك بأن ٱلله يولج ٱللي‪%‬ل في‬
‫ٱلنهار ويولج ٱلنهار في ٱللي‪%‬ل وأن ٱلله سميع‪ V‬بصير‪ } * { V‬ذلك بأن ٱلله هو ٱلحق وأن ما‬
‫يد‪%‬عون من دونه هو ٱلباطل) وأن ٱلله هو ٱلعلي‪ O‬ٱلكبير {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} والذين هاجروا { ‪ :‬أي هجروا ديار الكفر وذهبوا الى دار اليمان المدينة المنورة‪.‬‬

‫} في سبيل ال { ‪ :‬أي هجروا ديارهم ل لدنيا ولكن ليعبدوا ال وينصروا دينه وأولياءه‪.‬‬

‫} ليرزقهم رزقا‪ N‬حسنا‪ : { N‬أي في الجنة إذ أرواحهم ي حواصل طير خضر ترعى في الجنة‪.‬‬

‫} ليدخلنهم مدخل يرضونه { ‪ :‬أي الجنة يوم القيامة‪.‬‬

‫} ذلك { ‪ :‬أي المر ذلك المذكور فاذكروه ول تنسوه‪.‬‬

‫} ثم بغى عليه { ‪ :‬أي ظ‪V‬لم بعد أن عاقب عدوه بمثل ما ظلم به‪.‬‬

‫} يولج الليل في النهار { ‪ :‬أي يدخل جزءا‪ N‬من الليل في النهار والعكس بحسب فصول السنة كما أنه يوميا‬
‫يدخل الليل في النهار إذا جاء النهار ويدخل النهار في الليل إذا جاء الليل‪.‬‬

‫} بأن ال هو الحق { ‪ :‬أي الله الحق الذي تجب عبادته دون سواه‪.‬‬

‫} من دونه { ‪ :‬أي من أصنام وأوثان وغيرها هو الباطل بعينه‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في بيان حكم ال تعالى بين عباده فذكر تعالى ما حكم به لهل اليمان والعمل الصالح‬
‫وما حكم به لهل الكفر والتكذيب‪ ،‬وذكر هنا ما حكم به لهل الهجرة والجهاد فقال عز وجل‪ } :‬والذين هاجروا‬
‫في سبيل ال { أي خرجوا من ديارهم لجل طاعة ال ونصرة دينه } ثم قتلوا { من ق‪p‬بل‪ p‬أعداء ال المشركين‬
‫} أو ماتوا { حتف أنوفهم بدون قتل } ليرزقنهم ال رزق‪N‬ا حسنا‪ { N‬في الجنة إذا أرواحهم في حواصل طير خضر‬
‫ترعى في الجنة وتأوي إلى قناديل معلقة في العرش } ليدخلنهم { يوم القيامة } مدخل‪ N‬يرضونه { وهو الجنة‪،‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وإن ال لهو خير الرازقين { أي لخير من يرزق فما رزقهم به هو خير زرق وأطيبه وأوسعه‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬وإن ال لعليم حليم { عليم بعباده وبأعمالهم الظاهرة والباطنة حليم يعفو ويصفح عن بعض زلت‬
‫عباده المؤمنين فيغفرها ويسترها عليهم إذ ل يخلو العبد من ذنب ال من عصمهم ال من أنبيائه ورسله‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ذلك ومن عاقب { أي المر ذلك الذي بينت لكم‪ } ،‬ومن عاقب بمثل ما عوقب به { أي ومن‬
‫أخذ من ظالمه بقدرما أخذ منه قصاصا‪ ،N‬ثم المعاقب ظلم بعد ذلك من عاقبة فإن المظلوم أول‪ j‬وآخرا‪ N‬تعهد ال‬
‫تعالى بنصره‪ ،‬وقوله‪ } :‬إن ال لعفو غفور { فيه إشارة إلى ترغيب المؤمن في العفو عن أخيه إذا ظلمه فإن‬
‫العفو خير من المعاقبة وهذا كقوله تعالى‬
‫} وجزاء سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على ال إنه ل يحب الظالمين ولمن انتصر بعد‬
‫{‬ ‫ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيلهم‬
‫وقوله‪ } :‬ذلك بأن ال يولج الليل والنهار ويولج النهار في الليل وأن ال سميع بصير { أي أن القادر على‬
‫ادخال الليل في النهار والنهار في الليل بحيث إذ جاء أحدهما غاب الخر‪ ،‬وإذا قصر أحدهما طال الخر‬
‫والسميع لقوال عباده البصير بأعمالهم وأحوالهم قادر على نصرة من ب‪n‬غي عليه من أوليائه‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫} ذلك بأن ال هو الحق { أي المعبود الحق المستحق للعبادة‪ ،‬وإن ما يدعون من دونه من أصنام وأوثان هو‬
‫الباطل أي ذلك المذكور من قدرة ال وعلمه ونصرة أوليائه كان لن ال هو ال‪p‬له الحق وأن ما يعبدون من‬
‫دونه من آلهة هو الباطل‪ ،‬وأن ال هو العلى على خلقه القاهر لهم عليهم الكبير العظيم الذي ليس شيء أعظم‬
‫منه‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان فضل الهجرة في سبيل ال حتى إنها تعدل الجهاد في سبيل ال‪.‬‬

‫‪ -2‬جواز المعاقبة بشرط المماثلة‪ ،‬والعفو أولى من المعاقبة‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان مظاهر الربوبية من العلم والقدرة الموجبة لعبادة ال تعالى وحده وبطلن عبادة غيره‪.‬‬
‫‪ -4‬إثبات صفات ال تعالى‪ :‬العلم والحلم والمغفرة والسمع والبصر والعفو والعلو على الخلق والعظمة الموجبة‬
‫لعبادته وترك عباده من سواه‪.‬‬

‫} ألم‪ %‬تر أن ٱلله أنزل من ٱلسمآء مآء‪ g‬فتص‪%‬بح ٱلر‪%‬ض مخضرة‪ S‬إن ٱلله لطيف‪ U‬خبير‪ } * { V‬له‬
‫ما في ٱلسماوات وما في ٱلر‪%‬ض وإن ٱلله لهو ٱلغني‪ O‬ٱلحميد { * } ألم‪ %‬تر أن ٱلله سخر لكم ما‬
‫في ٱلر‪%‬ض وٱلفلك تج‪%‬ري في ٱلبح‪%‬ر بأم‪%‬ره ويم‪%‬سك ٱلسمآء أن تقع على ٱلر‪%‬ض إل بإذنه إن‬
‫ٱلله بٱلناس لرءوف‪ U‬رحيم‪ } * { V‬وهو ٱلذي* أح‪%‬ياكم‪ %‬ثم يميتكم‪ %‬ثم يح‪%‬ييكم‪ %‬إن ٱلنسان لكفور‪{ V‬‬

‫شرح الكلمات‬

‫} ألم تر { ‪ :‬أي ألم تعلم‪.‬‬

‫} مخضرة { ‪ :‬أي بالعشب والكل والنبات‪.‬‬

‫} الغني الحميد { ‪ :‬الغني عن كل ما سواه المحمود في أرضه وسمائه‪.‬‬

‫} سخر لكم ما في الرض { ‪ :‬أي سهل لكم تملكه والتصرف فيه والنتفاع به‪.‬‬

‫} أحياكم { ‪ :‬أي أوجدكم أحياء بعدما كنتم عدما‪.‬‬

‫} لكفور { ‪ :‬أي وكثير الكفر والجحود لر‪m‬به ونعمه عليه‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد بذكر مظاهر القدرة والعلم والحكمة قال تعالى‪ } :‬ألم تر { يا رسولنا‬
‫} أن ال أنزل من السماء ماءا‪ { N‬أي مطرا‪ N‬فتصبح الرض بعد نزول المطر عليها مخضرة بالعشب والنباتات‬
‫والزروع‪ ،‬وقوله‪ } :‬إن ال لطيف { بعباده } خبير { بما يصلحهم ويضرهم وينفعهم‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬به ما في السموات وما في الرض { من الدواب والبهائم على إنعامه وقوله تعالى‪ } :‬ألم تر أن ال‬
‫سخر لكم ما في الرض { من الدواب والبهائم على اختلفها } والفلك { أي وسخر لكم الفلك أي السفن‬
‫} تجري في البحر بأمره { أي بإذنه وتسخيره‪ } ،‬ويمسك السماء أن تقع على الرض { أي كيل تقع على‬
‫الرض } إل بإذنه { أي ل تقع إل إذا أذن لها في ذلك وقوله‪ } :‬إن ال بالناس لرؤوف رحيم { من مظاهر‬
‫رأفته ورحمته بهم تلك الرحمة المتجلية في كل جانب من جوانب حياتهم في حملهم في ارضاعهم في غذائهم‬
‫في نومهم في يقظتهم في تحصيل أرزاقهم في عفوه عن زلتهم في عدم تعجيل العقوبة لهم بعد استحقاقهم لها‬
‫في إرسال الرسل في إنزال الكتب فسبحان ال والحمد ل ول إله ال وال أكبر‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وهو الذي‬
‫أحياكم { بالنشاء واليجاد من العدم‪ ،‬ثم يميتكم عند انتهاء آجالكم } ثم يحييكم { ويبعثكم ليجزيكم بكسبكم كل‬
‫هذه النعم يكفرها النسان فيترك ذكر ربه وشكره ويذكر غيره ويشكر سواه فهذه المظاهرلقدرة الرب وعلمه‬
‫وحكمته وتلك اللء والنعم الظاهرة والباطنة توجب اليمان بال وتحتم عبادته وتوحيده وذكره وشكره‪ ،‬وتجعل‬
‫عبادة غيره س‪n‬خفا‪ N‬وضلل‪ N‬عقليا‪ N‬ل ي‪n‬قادر قدره ول ي‪n‬عرف مداه‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير التوحيد بذكر مقتضياته من القدرة والنعمة‪.‬‬

‫‪ -2‬إثبات صفات ال تعالى‪ :‬اللطيف الخبير الغني الحميد الرؤوف الرحيم المحيي المميت‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان إنعام ال وإفضاله على خلقه‪.‬‬

‫‪ -4‬مظاهر قدرة ال تعالى في إمساك السماء أن تقع على الرض‪،‬وفي الحياء والماتة والبعث‪.‬‬

‫} ل‪R‬كل‪ R‬أ)مة@ جعلنا منسكا‪ S‬هم‪ %‬ناسكوه فل ينازعنك في ٱلم‪%‬ر وٱد‪%‬ع إلى رب‪#‬ك إنك لعلى هد‪g‬ى م‪O‬س‪%‬تقيم‬
‫{ * } وإن جادلوك فقل ٱلله أع‪%‬لم بما تع‪%‬ملون { * } ٱلله يح‪%‬كم بي‪%‬نكم‪ %‬يو‪%‬م ٱلقيامة فيما كنتم‪ %‬فيه‬
‫تختلفون { * } ألم‪ %‬تع‪%‬لم‪ %‬أن ٱلله يع‪%‬لم ما في ٱلسمآء وٱلر‪%‬ض إن ذلك في كتاب@ إن ذلك على‬
‫ٱلله يسير‪ } * { V‬ويع‪%‬بدون من دون ٱلله ما لم‪ %‬ينز‪#‬ل به سلطانا‪ S‬وما لي‪%‬س لهم‪ %‬به علم‪ V‬وما‬
‫للظالمين من نصير@ { * } وإذا تتلى علي‪%‬هم‪ %‬آياتنا بي‪#‬نات@ تع‪%‬رف في وجوه ٱلذين كفروا ٱلمنكر‬
‫يكادون يس‪%‬طون بٱلذين يتلون علي‪%‬هم‪ %‬آيتنا قل أفأ)نب‪#‬ئ)كم بشر‪ m‬م‪#‬ن ذلكم ٱلنار وعدها ٱلله ٱلذين‬
‫كفروا وبئس ٱلمصير {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} جعلنا منسكا‪ : { N‬أي مكانا‪ N‬يتعبدون فيه بالذبائح أو غيرها‪.‬‬


‫} فل ينازعنك { ‪ :‬أي ل ينبغي أن ينازعوك‪.‬‬

‫} هدى‪ a‬مستقيم { ‪ :‬أي دين مستقيم هو السلم دين ال الحق‪.‬‬

‫} في كتاب { ‪ :‬هو اللوح المحفوظ‪.‬‬

‫} ما لم ينزل به سلطانا‪ : { N‬أي حجة وبرهانا‪.N‬‬

‫} المنكر { ‪ :‬أي النكار الدال عليه عبوس الوجه وتقطيبه‪.‬‬

‫} يسطون { ‪ :‬يبطشون‪.‬‬

‫} بشر من ذلكم { ‪ :‬هو النار‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫مازال السياق الكريم في بيان هداية ال تعالى لرسوله والمؤمنين ودعوة المشركين الى ذلك قال تعالى‪ } :‬ولكل‬
‫أمة جعلنا منسكا‪ { N‬أي ولك أمة من المم التي مضت والحاضرة أيضا‪ N‬جعلنا لهم منسكا‪ N‬أي مكانا‪ N‬يتنسكون فيه‬
‫ويتعبدون } هم ناسكوه { أي الن‪ ،‬فل تلتفت إلى ما يقوله هؤلء المشركون‪ ،‬ول تقبل منهم منازعة في أمر‬
‫واضح ل يقبل الجدل‪ ،‬وذلك أن المشركين انتقدوا ذبائح الهدى والضحايا أيام التشريق‪ ،‬واعترضوا على تحريم‬
‫الميتة وقالوا كيف تأكلون ما تذبحون ول تأ‪:‬لون ما ذبح ال بيمينه وقوله تعالى لرسوله‪ } :‬وادع إلى ربك { أي‬
‫أعرض عن هذا الجدل الفارغ وادع إلى توحيد ربك وعبادته } إنك لعلى هدى مسقيم { أي طريق قاصد هاد‬
‫إلى ال‪p‬سعاد والكمال وهو ال‪p‬سلم وقوله‪ } :‬وإن جادلوك { في بيان بعض المناسك والنسك فاتركهم فإنهم جهلة‬
‫ل يعلمون وقل‪ } :‬ال أعلم بما تعملون { أي وسيجزيكم بذلك حسنة وسيئة } وال يحكم بينكم { أي يقضي بينكم‬
‫أيها المشركون فيما كنتم فيه تختلفون وعندها تعرفون المحق من المبطل منا وذلك يوم القيامة‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ألم تعلم أن ال يعلم ما في السماء والرض { بلى إن ال يعلم كل ما في السموات والرض من‬
‫جليل ودقيق وجلي‪ b‬وخفي وكيف ل وهو اللطيف الخبير‪ } .‬إن ذلك في كتاب { وهو اللوح المحفوظ فكيف‬
‫يجهل أو ينسى‪ ،‬و } إن ذلك { أي كتبه وحفظه في كتاب المقادير } على ال يسير { أي هين سهل‪ ،‬لنه تعالى‬
‫على كل شيء قدير‪ .‬هذا ما دلت عليه اليات الربع )‪ (70 ،69 ،68 ،67‬وقوله تعالى‪ } :‬ويعبدون من دون‬
‫ال ما لم ينزل به سطانا‪ { N‬أي ويعبد أولئك المشركون المجادلون في بعض المناسك أصناما‪ N‬لم ينزل ال تعالى‬
‫في جواز عبادتها ح‪n‬ج‪m‬ة ول برهانا‪ N‬بل ما هو إل إفك افتروه‪ ،‬ليس له مبه علم ول لبائهم‪ ،‬وسوف يحاسبون‬
‫على هذا الفك ويجزون به في ساعة ل يجدون فيها وليا‪ N‬ول نصيرا‪ N‬إذ هم ظالمون بشركهم بال آلهة مفتراة‬
‫ويوم القيامة ما للظالمين من نصير‪ .‬هذا ما دلت عليه الية )‪ (71‬وأما قوله تعالى‪ } :‬وإذا تتلى عليهم آياتنا‬
‫بينات { يخبر تعالى عن أولئك المشركين المجادلين بالباطل أنهم إذا قرأ عليهم أحد المؤمنين آيات ال وهى‬
‫بينات في مدلوها تهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم } تعرف { يا رسولنا } في وجوه الذين كفروا المنكر {‬
‫أي تتغي‪b‬ر وجوههم ويظهر عليها النكار على التالي عليهم اليات } يكادون يسطون { أي يبطشون ويقعون بمن‬
‫يتلون عليهم آيات ال لهدايتهم وصلحهم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬قل أفأ‪u‬نبئكم ب‪p‬شر‪ o‬من ذلكم { أي قل لهم ييا رسولنا أفأنبكم بشر من ذلك الذي تكرهون وهو من‬
‫يتلون عليكم آيات ال أنه النار التى وعدها ال الذيبن كفروا أي من أمثالكم‪ ،‬وبئس المصير تصيرون إليه النار‬
‫إن لم تتوبوا من شرككم وكفركم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير حقيقة وهي أن كل أمة من المم بعث ال فيها رسول‪ N‬وشرع لها عبادات تعبده بها‪.‬‬

‫‪ -2‬استحسان ترك الجدال في البدهيات والعراض عن ما فيها‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير علم ال تعالى بكل خفي وجلي وصغير وكبير في السموات والرض‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير عقيدة القضاء والقدر بتقرير الكتاب الحاوي لذلك وهو اللوح المحفوظ‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان شدة بغض المشركين للموحدين إذا دعوهم إلى التوحيد وذكروهم باليات‪.‬‬

‫‪ -6‬مشروعية إغاظة الظالم بما يغيظيه من القول الحق‪.‬‬

‫} يأي‪O‬ها ٱلناس ضرب مثل‪ Z‬فٱس‪%‬تمعوا له إن ٱلذين تد‪%‬عون من دون ٱلله لن يخلقوا ذبابا‪ S‬ولو‬
‫ٱج‪%‬تمعوا له وإن يس‪%‬لب‪%‬هم ٱلذباب شي‪%‬ئا‪ S‬ل يس‪%‬تنقذوه منه ضعف ٱلطالب وٱلمطلوب { * } ما قدروا‬
‫ٱلله حق قد‪%‬ره إن ٱلله لقوي‪ s‬عزيز‪ } * { V‬ٱلله يص‪%‬طفي من ٱلملئكة رسل‪ S‬ومن ٱلناس إن ٱلله‬
‫سميع‪ V‬بصير‪ } * { V‬يع‪%‬لم ما بي‪%‬ن أي‪%‬ديهم‪ %‬وما خلفهم‪ %‬وإلى ٱلله تر‪%‬جع ٱل)مور {‬
‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ضرب مثل { ‪ :‬أي جعل مثل هو ما تئمنه قوله تعالى‪ } :‬إن الذين تدعون‪ ..‬الخ {‪.‬‬

‫} لن يخلقوا ذبابا‪ : { N‬أي لن يستطيعوا خلق ذبابة وهي أحقر الحيوانات تتخلق من العفونات‪.‬‬

‫} ولو اجتمعوا { ‪ :‬أي على خلقه فإنهم ل يقدرون‪ ،‬فغكيف إذا لم يتجمعوا فهم أعجز‪.‬‬

‫} ل يستنقذوه منه { ‪ :‬أي ل يستردوه منه وذلك لعجزهم‪.‬‬

‫} ضعف الطالب والمطلوب { ‪ :‬أي العابد والمعبود‪.‬‬

‫} ما قدروا ال حق قدره { ‪ :‬أي ما عظم المشركون ال تعالى حق قدره أي عظمته‪.‬‬

‫} يصطفي من الملئكة رسل‪ : { N‬أي يجتبي ويختار كجبريل‪.‬‬

‫} ومن الناس { ‪ :‬كمحمد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬ما زال السياق الكريم في الدعوة إلى التوحيد والتنديد بالشرك والمشركين يقول تعالى‪ } :‬يا أيها‬
‫الناس ضرب مثل فاستمعوا له { أي يا أيها المشركون بال آلهة أصناما‪ N‬ضرب للهتكم في حقارتها وضعفها‬
‫وقلة نفعها مثل رائع فاستمعوا له‪ .‬وبينه بقوله‪ } :‬إن الذين تدعون من دون ال { من أوثان وأصنام } لن يخلقوا‬
‫ذبابا‪ { N‬وهو أحقر حيوان وأخبث أي اجتمعوا واتحدوا متعاونين على خلقه‪ ،‬ألو يم يجتمعوا له فإنهم ل يقدرون‬
‫على خلقه وشيء آخر وهو إن يسلب الذاب الحقير شيئا‪ N‬من طيب آلهتكم التي تضم‪b‬خونها به‪ ،‬ل تستطيع آلهتكم‬
‫أن تسترده منه فما أضعفها إذا‪ N‬وما أحقرها إذا كان الذباب أقدر منها وأعز وأمنع‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ضعف الطالب والمطلوب { أي ضعف الصنم والذباب معا‪ N‬كما ضعف العابد المشرك والمعبود‬
‫الصنم } إن ال لقوي‪ q‬عزيز { أي قوي قادر على كل شيء عزيز غالب ل يمانع في أمر يريده فكيف ساغ‬
‫للمشركين أن يؤلهوا غيره ويعبدونه معه ويجعلونه له مثل‪ .‬هذا ما دلت عليه اليتان الولى )‪ (73‬والثانية )‬
‫‪ (74‬وقوله تعالى‪ } :‬ال يصطفي من الملئكة رسل‪ N‬ومن الناس { هذا رد على المشركين عندما قالوا‪ } :‬أأنزل‬
‫عليه الذكر من بيننا { وقالوا‪:‬‬
‫{‬ ‫} أبعث ال بشرا‪ S‬رسول‪S‬‬
‫فأخبر تعالى أنه يصطفي أي يختار من الملئكة رسل‪ N‬كما اختار جبرائيل وميكائيل‪ ،‬ومن الناس كما اختار‬
‫نوحا‪ N‬وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلى ال عليه وسلم‪ } ،‬إن ال سميع { لقوال عباده طيبها وخبيثها‬
‫} بصير { بأعمالهم صالحا‪ N‬وفاسدها وعلمه بخلقه وبصره بأحوالهم وحاجاتهم اقتضى أن يصطفي منهم رسل‬
‫وقوله‪ } :‬يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم { أي ما بين أيدي رسله من الملئكة ومن الناس وما خلفهم ماضيا‬
‫ومستقبل‪ N‬إذ علمه أحاط بكل شيء فلذا حق له أن يختار لرسالته من يشاء فكيف يصح العتراض عليه لول‬
‫سفه المشركين وجهالتهم وقوله تعالى‪ } :‬وإلى ال ترجع المور { هذا تقرير لما تضمنته الجملة السابقة من ان‬
‫ال الحق المطلق في إرسال الرسل من الملئكة أو من الناس ول إعتراض عليه في ذلك إذ مرد المور كلها‬
‫ب كل شيء ومليكه ل إله غيره ول رب سواه‪.‬‬
‫إليه بدءا‪ N‬ونهاية إذا هو ر ‪b‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬استحسان ضرب المثال لتقريب المعاني إلى الذهان‪.‬‬

‫‪ -2‬التنديد بالشرك وبطلنه وبيان سفه المشركين‪.‬‬

‫‪ -3‬ما قدر ال حق قدره من سوى به أحقر مخلوقاته وجعل له من عباده جزاءا‪ N‬وشبها‪ N‬ومثل‪.N‬‬

‫‪ -4‬إثبات الرسالت للملئكة وللناس معا‪.N‬‬

‫‪ -5‬ذكر صفات الجلل والكمال ل تعالى المقتضية لربوبيته والموجبة للوهيته وهى القوة والعزة‪ ،‬والسمع‬
‫والبصر لكل شيء وبكل شيء والعلم بكل شيء‪.‬‬

‫} يأي‪O‬ها ٱلذين آمنوا ٱر‪%‬كعوا وٱس‪%‬جدوا واع‪%‬بدوا ربكم‪ %‬وٱفعلوا ٱلخي‪%‬ر لعلكم‪ %‬تفلحون { *‬
‫ج م‪#‬لة أبيكم‬
‫} وجاهدوا في ٱلله حق جهاده هو ٱج‪%‬تباكم‪ %‬وما جعل علي‪%‬كم‪ %‬في ٱلد‪#‬ين من‪ %‬حر @‬
‫إب‪%‬راهيم هو سماكم ٱلمس‪%‬لمين من قب‪%‬ل) وفي هـذا ليكون ٱلرسول) شهيدا‪ S‬علي‪%‬كم‪ %‬وتكونوا شهدآء‬
‫على ٱلناس فأقيموا ٱلصلة وآتوا ٱلزكـاة وٱع‪%‬تصموا بٱلله هو مو‪%‬لكم‪ %‬فنع‪%‬م ٱلمو‪%‬لى ونع‪%‬م‬
‫ٱلنصير {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} واعبدوا ربكم { ‪ :‬أي أطيعوه في أمره ونهيه في تعظيم هو غاية التعظيم وذل له هو غاية الذل‪.‬‬

‫} وافعلوا الخير { ‪:‬أي من كل ما انتدبكم ال لفعله ورغبكم فيه من صالح القوال والعمال‪.‬‬

‫} لعلكم تفلحون { ‪ :‬أي كي تفوزوا بالنجاة من النار ودخول الجنة‪.‬‬

‫} حق جهاده { ‪ :‬أي الجهاد الحق الذي شرعه ال تعالى وأمر به وهو جهاد الكفر والشيطان والنفس والهوى‪.‬‬

‫} اجتباكم { ‪ :‬أي اختاركم لحمل دعوة ال إلى الناس كافة‪.‬‬

‫} من حرج { ‪ :‬أي من ضيق وتكليف ل يطاق‪.‬‬

‫} ملة أبيكم { ‪ :‬أي الزموا ملة أبيكم إبراهيم وهي عبادة ال وحده ل شريك له‪ } .‬وفي هذا { ‪ :‬أي القرآن‪.‬‬

‫} اعتصموا بال { ‪ :‬أي تمسكوا بدينه وثقوا في نصرته وحسن مثوبته‪.‬‬

‫} ونعم النصير { ‪ :‬أي هو تعالى نعم النصير أي الناصر لكم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد تقرير العقيدة بأقسامها الثلث‪ :‬التوحيد والنبوة والبعث والجزاء‪ ،‬نادى الرب‪ b‬تبارك وتعالى المسلمين بعنوان‬
‫اليمان فقال‪ } :‬يا أيها الذين آمنوا { أي ما من آمنتنم بال ربا‪ j‬وبمحمد رسول‪ N‬وبالسلم دينا‪ } ،N‬اركعوا‬
‫واسجدوا { أمرهم بإقام الصلة } واعبدوا ربكم { أي أطيعوه فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه معظمين له غاية‬
‫التعظيم خاشعين له غاية الخشوع } وافعلوا الخير { من كل ما انتدبكم ال إليه ورغبكم فيه من أنواع البر‬
‫وضروب العبادات } لعلكم تفلحون { أي لتتأهلوا بذلك للفلح هو الذي هو الفوز بالجنة بعد النجاة من النار‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬وجاهدوا في سبيل ال حق جهاده { أي أمرهم أيضا‪ N‬بأمر هام وهو جهاد الكفار حتى ل تكون فتنة‬
‫ويكون الدين كله ل ومعنى حق جهاده أي كما ينبغي الجهاد من استفزاغ الجهد والطاقة كلها نفسا‪ N‬ومال‪ N‬ودعوة‬
‫وقوله‪ } :‬وما جعل عليكم في الدين من حرج { هذه م‪p‬ن‪t‬ة ذك‪j‬ر بها تعالى المؤمنين حتى يشكروا ال بفعل ما‬
‫أمرهم به أي لم يضيق عليكم فيما أمركم به بل وسع فجعل التوبة لكل ذنب‪ ،‬وجعل الكفارة لبعض الذنوب‪،‬‬
‫ورخص للمسافر والمريض في قصر الصلة والصيام‪ ،‬ولمن لم يجد الماء أو عجز عن استعماله في التيم‪n‬م‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬ملة أبيكم ابراهيم { أي الزموا ملة أبيكم وقوله‪ } :‬هو سماكم المسلمين { أي ال جل جلله هو الذي‬
‫سماهم المسلمين في الكتب السابقة وفي القرآن وهو معنى قوله‪ } :‬هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا { أي‬
‫القرآن وقوله‪ } :‬ليكون الرسول شهيد‪N‬ا عليكم وتكونوا شهداء على الناس { أي اجتباكم أيها المؤمنون لدينه‬
‫السلمي وسماكم المسلمين ليكون الرسول شهيدا‪ N‬عليكم يوم القيامة بأنه قد بلغكم ما أرسل به إليكم وتكونوا أنتم‬
‫شهداء حينئذ على الرسل أجميعين أنهم قد بلغوا أممهم ما أرسل به إليهم وعليه فاشكروا هذا النعام وال‪p‬كرام ل‬
‫تعالى } فأقيموا الصلة وآتوا الزكاة واعتصموا بال { أي تمسكوا بشرعه عقيدة وعبادة وخلقا‪ N‬وأدبا‪ ij‬وقضاءا‬
‫وحكما‪ ،N‬وقوله تعالى‪ } :‬هو مولكم { أي سيدكم ومالك أمركم } فنعم المولى { هو سبحانه وتعالى } ونعم‬
‫النصير { أي الناصر لكم ما دمتم أولياءه تعيشون على اليمان والتقوى‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬فضيلة الصلة وشرف العبادة وفعل الخير‪.‬‬

‫‪ -2‬مشروعية السجود عند تلوة هذه الية } وافعلوا الخير لعلكم تفلحون {‪.‬‬

‫‪ -3‬فضل الجهاد في سبيل ال وهو جهاد الكفار‪ ،‬وان ل تأخذ المؤمن في ال لومة لئم‪.‬‬

‫‪ -4‬فضيلة هذه المة المسلمة حيث أعطيت ثلثا‪ N‬لم يعطها إل نبي كان يقال للنبي عليه السلم اذهب فليس‬
‫علك حرج فقال ال لهذه المة‪ } :‬وما جعل عليكم في الدين من حرج { وكان يقال للنبي عليه السلم أنت شهيد‬
‫على قومك وقال ال‪ } :‬لتكونوا شهداء على الناس { وكان يقال للنبي سل تعطه وقال ال لهذه المة‪:‬‬
‫{‬ ‫} ادعوني استجب لكم‬
‫دل على هذا قوله تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج‬
‫‪ -5‬فرضية الصلة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والتمسك بالشريعة‪.‬‬

‫سور ة المؤمنون‬
‫} قد‪ %‬أفلح ٱلمؤمنون { * } ٱلذين هم‪ %‬في صلتهم‪ %‬خاشعون { * } وٱلذين هم‪ %‬عن ٱللغو‬
‫م‪O‬ع‪%‬رضون { * } وٱلذين هم‪ %‬للزكـاة فاعلون { * } وٱلذين هم‪ %‬لفروجهم‪ %‬حافظون { * } إل‬
‫على أز‪%‬واجهم‪ %‬أو‪ %‬ما ملكت أي‪%‬مانهم‪ %‬فإنهم‪ %‬غي‪%‬ر ملومين { * } فمن ٱب‪%‬تغى ورآء ذلك فأ)و‪%‬لـئك هم‬
‫ٱلعادون { * } وٱلذين هم‪ %‬لماناتهم‪ %‬وعه‪%‬دهم‪ %‬راعون { * } وٱلذين هم‪ %‬على صلواتهم‪ %‬يحافظون‬
‫{ * } )أو‪%‬لـئك هم ٱلوارثون { * } ٱلذين يرثون ٱلفر‪%‬دو‪%‬س هم‪ %‬فيها خالدون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} قد أفلح المؤمنون { ‪ :‬أي فاز قطعا‪ N‬بالنجاة من النار ودخول الجنة المؤمنون‪.‬‬

‫} في صلتهم خاشعون { ‪ :‬أي ساكنون متطامنون ل يتلفتون بعين ول قلب وهم بين يدي ربهم‪.‬‬

‫} عن اللغو معرضون { ‪ :‬اللغو كل ما ل ر‪p‬ضى‪ a‬فيه ل من قول وعمل وتفكير‪ ،‬معرضون أي منصرفون عنه‪.‬‬

‫} للزكاة فاعلون { ‪ :‬أي مؤدون‪.‬‬

‫} لفروجهم حافظون { ‪ :‬أي صائنون لها عن النظر إليها ل يكشفونها وعن إتيان الفاحشة‪.‬‬

‫} أو ما ملكت أيمانهم { ‪ :‬من الجواري والس‪m‬راري إن وجد‪.‬‬

‫} فمن ابتغى وراء ذلك { ‪ :‬أي طلب ما دون زوجته وجاريته المملوكة شرعيا‪.N‬‬

‫} فأولئك هم العادون { ‪ :‬أي الظالمون المعتدون على حدود الشرع‪.‬‬

‫} راعون { ‪ :‬أي حافظون لماناتهم وعهودهم‪.‬‬

‫} الفردوس { ‪ :‬أعلى درجة في الجنة في أعلى جنة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى‪ } :‬قد أفلح المؤمنون { يخبر تعالى وهو الصادق الوعد بفلح المؤمنين وقد بين تعالى في آية آل‬
‫عمران معنى الفلح وهو الفوز بالنجاة من النار ودخول الجنة ووصف هؤلء المؤمنين المفحلين بصفات من‬
‫جمعها متصفا‪ N‬بها فقد ثبت له الفلح وأصبح من الوارثين الذين يؤثون الفردوس يخلدون فيها وتلك الصفات‬
‫هي‪:‬‬
‫)‪ (1‬الخشوع في الصلة بأن يسكن فيها المصلي فل يلتفت فيها برأسه ول بطرفه ول بقلبه مع رقة قلب‬
‫ودموع عين وهذه أكمل حالت الخشوع في الصلة‪ ،‬ودونها أن يطمئن ول يتلفت برأسه ول بعينه ول بقلبه في‬
‫أكثرها‪ .‬هذه الصفة تتضمنها قوله تعالى‪ } :‬الذين هم في صلتهم خاشعون {‪.‬‬

‫)‪ (2‬أعراضهم عن اللغو وهو كل قول وعمل وفكر لم يكن فيه ل تعالى إذن به ول رضى فيه ومعنى‬
‫إعراضهم عنه‪ :‬إنصرافهم عنه وعدم التفاتهم إليه‪ ،‬وقد تضمن هذه الصفة قوله تعالى‪ } :‬والذين هم عن اللغو‬
‫معرضون {‪.‬‬

‫)‪ (3‬فعلهم الزكاة أي أداؤهم لفريضة الزكاة الواجبة من أموالهم الناطقة كالمواشي والصامتة كالنقدين والحبوب‬
‫والثمار‪ ،‬وفعلهم لكل ما يزكي النفس من الصالحات وقد تضمن هذه الصفة قوله تعالى‪ } :‬والذين هم للزكاة‬
‫فاعلون {‪.‬‬

‫)‪ (4‬حفظ فروجهم من كشفها ومن وطء غير الزوج أو الجارية المملةكة بوجه شرعي وقد تضمن هذه الصفة‬
‫قوله تعالى‪ } :‬والذين هم لفروجهم حافظون إل على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين { في إتيان‬
‫أزواجهم وما ملكت أيمانهم‪ ،‬ولكن الدوم والعقوبة على ما طلب هذا المطلب من غير زوجه وجاريته } فأولئك‬
‫هم العادون { أي الظالمون المعتدون حيث تجاوزوا ما أحل ال لهم ما حرم عليهم‪.‬‬

‫)‪ (5‬مراعاة المانات والعهود بمعنى محافظتهم على ما ائتمنوا عليه من قول أو عمل ومن ذلك سائر التكاليف‬
‫الشرعية حتى الغسل من الجنابة فإنه من المانة وعلى عهودهم وسائر عقودهم الخاصة والعامة فل خيانة ول‬
‫نكث ول خ‪V‬ل‪w‬ف وقد تضمن هذا قوله تعالى‪ } :‬والذين هم لماناتهم وعهدهم راعون { أي حافظون‪.‬‬

‫)‪ (6‬المحافظة على الصلوات الخمس بأدائها ي أوقاتها المحددة لها فل يقدمونها ول يؤخرونها مع المحافظة‬
‫على شروطها من طهارة الخبث وطهارة الحدث وإتمام ركوعها وسجودها واستكمال أكثر سننها وآدابها وقد‬
‫تضمن هذه الصفة قوله تعالى‪ } :‬والذين هم على صلتهم يحافظون {‪.‬‬

‫فهذه ست صفات إجمال‪ N‬وسبع صفات تفصيل‪ N‬فمن اتصف بها كمل إيمانه وصدق عليه اسم المؤمن وكان من‬
‫المفلحين الوارثين للفردوس العلى جعلنا ال تعالى منهم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬


‫‪ -1‬وجوب الخشوع في الصلة‪.‬‬

‫‪ -2‬تحريم نكاح المتعة لن المتمتع بها ليست زوجة لنها ل ترث ول تورث بخلف الزوجة فإنها لها الربع‬
‫والثمن‪ ،‬ولزوجها النصف والربع‪ ،‬لن نكاح المتعة هو النكاح إلى أجل معين قد يكون شهرا‪ N‬أو اكثر أو أقل‪.‬‬

‫‪ -3‬تحريم العادة السري‪b‬ة وهي نكاح اليد وسحاق المرأة لن ذلك ليس بنكاح زوجة ول جارية مملوكة‪.‬‬

‫‪ -4‬وجوب أداء الزكاة ووجوب حفظ المانات ووجوب الوفاء بالعهود ووجوب المحافظة على الصلوات‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير حكم التوارث بين أهل الجنة وأهل النار فأهل الجنة يرثون منازل أهل النار وأهل النار يرثون‬
‫منازل أهل الجنة اللهم اجعلنا من الوارثين الذين يرثون الفردوس‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬خلقنا ٱلنسان من سللة@ م‪#‬ن طين@ { * } ثم جعلناه نطفة‪ S‬في قرار@ مكين@ { * } ثم خلقنا‬
‫ٱلنطفة علقة‪ S‬فخلقنا ٱلعلقة مض‪%‬غة‪ S‬فخلقنا ٱلمض‪%‬غة عظاما‪ S‬فكسو‪%‬نا ٱلعظام لح‪%‬ما‪ S‬ثم أنشأناه خلقا‬
‫آخر فتبارك ٱلله أح‪%‬سن ٱلخالقين { * } ثم إنكم‪ %‬بع‪%‬د ذلك لمي‪#‬تون { * } ثم إنكم‪ %‬يو‪%‬م ٱلقيامة‬
‫تب‪%‬عثون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} من سللة {‪ :‬السللة ما يستل من الشيء والمراد بها هنا ما استل من الطين لخلق آدم‪.‬‬

‫} نطفة في قرار مكين { النطفة قطرة الماء أي المني الذي يفرزه الفحل‪ ،‬والقرار المكين الرحم المصون‪.‬‬

‫} العلقة {‪ :‬الدم المتجمد الذي يعلق بال‪p‬صبع لو حاول أحد أن يرفعه بأصبعه كمح البيض‪.‬‬

‫} والمضغة {‪ :‬قطعة لحم قدر ما يمضغ الكل‪.‬‬

‫} خلقا‪ N‬آخر {‪ :‬أي غير تلك المضغة إذ بعد نفخ الروح فيها صارت إنسانا‪.N‬‬

‫} أحسن الخالقين {‪ :‬أي الصانعين فال يصنع والناس يصنعون وال أحسن الصانعين‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫يخبر تعالى عن خلقه النسان آدم وذريته وفي ذلك تتجلى مظاهر قدرته وعلمه وحكمته والتي أوجبت عبادته‬
‫وطاعته ومحبته وتعظيمه وتقديره فقال‪ } :‬ولقد خلقنا النسان { يعني آدم عليه السلم } من سللة من طين {‬
‫أي من خلصة طين جمعه فأصبح كالحمإ المسنون فاستل منه خلصته ومنها خلق آدم ونفخ فهي من روحه‬
‫فكان بشرا‪ N‬سويا‪ N‬ول الحمد والمنة قوله‪ } :‬ثم جعلناه نطفة في قرار مكين { أي ثم جعلنا النسان الذي هو ولد‬
‫آدم نطفة من ص‪n‬ل‪w‬ب‪ p‬آدم } في قرار مكين { هو رحم حواء } ثم خلقنا النطفة { المنحدرة من صلب ادم } علقة {‬
‫أي قطعة دم جامدة تعلق بال‪p‬صبع لو حاول النسان أن يرفعها بإصبعه‪ } ،‬فخلقنا العلقة مضغة { وهي قطعة‬
‫لحم قدر ما يمضغ الكل‪ } ،‬فخلقنا المضغة عظاما‪ N‬فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا‪ N‬شيئا‪ N‬آخر { أي إنسانا‬
‫آخر غير آدم الب‪ ،‬وهكذا خلق ال عز وجل آدم وذريته‪ } ،‬فتبارك ال أحسن الخالقين {‪ .‬وقد يصدق هذا على‬
‫كون النسان هو خلصة عناصر شتى استحالت إلى نطفة الفحل ثم استحالت إلى علقة فمضغة فنفخ فيها‬
‫الروح فصارت إنسانا‪ N‬آخر بعد أن كانت جمادا‪ N‬ل روح فيها وقوله تعالى‪ } :‬فتبارك ال أحسن الخالقين { فأنثى‬
‫ال تعالى على نفسه بما هو أهله أي تعاظم أحسن الصانعين‪ ،‬إذ ل خالق إل هو ويطلق لفظ الخلق على‬
‫الصناعة فحسن التعبير بلفظ أحسن الخالقين‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ثم إنكم بعد ذلك لميتون { أي بعد خلقنا لكم تعيشون المدة التي حددناها لكم ثم تموتون‪ } ،‬ثم‬
‫إنكم يوم القيامة بتعثون { أحياء للحساب والجزاء لتحيوا حياة أبدية ل يعقبها موت ول فناء ول بلء‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان خلق النسان والطوار التي يمر بها‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان مآل النسان بعد خلقه‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير عقيدة البعث والجزاء التي أنكرهاالملحدة والمشركون‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬خلقنا ٱلنسان من سللة@ م‪#‬ن طين@ { * } ثم جعلناه نطفة‪ S‬في قرار@ مكين@ { * } ثم خلقنا‬
‫ٱلنطفة علقة‪ S‬فخلقنا ٱلعلقة مض‪%‬غة‪ S‬فخلقنا ٱلمض‪%‬غة عظاما‪ S‬فكسو‪%‬نا ٱلعظام لح‪%‬ما‪ S‬ثم أنشأناه خلقا‬
‫آخر فتبارك ٱلله أح‪%‬سن ٱلخالقين { * } ثم إنكم‪ %‬بع‪%‬د ذلك لمي‪#‬تون { * } ثم إنكم‪ %‬يو‪%‬م ٱلقيامة‬
‫تب‪%‬عثون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} من سللة {‪ :‬السللة ما يستل من الشيء والمراد بها هنا ما استل من الطين لخلق آدم‪.‬‬

‫} نطفة في قرار مكين { النطفة قطرة الماء أي المني الذي يفرزه الفحل‪ ،‬والقرار المكين الرحم المصون‪.‬‬

‫} العلقة {‪ :‬الدم المتجمد الذي يعلق بال‪p‬صبع لو حاول أحد أن يرفعه بأصبعه كمح البيض‪.‬‬

‫} والمضغة {‪ :‬قطعة لحم قدر ما يمضغ الكل‪.‬‬

‫} خلقا‪ N‬آخر {‪ :‬أي غير تلك المضغة إذ بعد نفخ الروح فيها صارت إنسانا‪.N‬‬

‫} أحسن الخالقين {‪ :‬أي الصانعين فال يصنع والناس يصنعون وال أحسن الصانعين‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يخبر تعالى عن خلقه النسان آدم وذريته وفي ذلك تتجلى مظاهر قدرته وعلمه وحكمته والتي أوجبت عبادته‬
‫وطاعته ومحبته وتعظيمه وتقديره فقال‪ } :‬ولقد خلقنا النسان { يعني آدم عليه السلم } من سللة من طين {‬
‫أي من خلصة طين جمعه فأصبح كالحمإ المسنون فاستل منه خلصته ومنها خلق آدم ونفخ فهي من روحه‬
‫فكان بشرا‪ N‬سويا‪ N‬ول الحمد والمنة قوله‪ } :‬ثم جعلناه نطفة في قرار مكين { أي ثم جعلنا النسان الذي هو ولد‬
‫آدم نطفة من ص‪n‬ل‪w‬ب‪ p‬آدم } في قرار مكين { هو رحم حواء } ثم خلقنا النطفة { المنحدرة من صلب ادم } علقة {‬
‫أي قطعة دم جامدة تعلق بال‪p‬صبع لو حاول النسان أن يرفعها بإصبعه‪ } ،‬فخلقنا العلقة مضغة { وهي قطعة‬
‫لحم قدر ما يمضغ الكل‪ } ،‬فخلقنا المضغة عظاما‪ N‬فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا‪ N‬شيئا‪ N‬آخر { أي إنسانا‬
‫آخر غير آدم الب‪ ،‬وهكذا خلق ال عز وجل آدم وذريته‪ } ،‬فتبارك ال أحسن الخالقين {‪ .‬وقد يصدق هذا على‬
‫كون النسان هو خلصة عناصر شتى استحالت إلى نطفة الفحل ثم استحالت إلى علقة فمضغة فنفخ فيها‬
‫الروح فصارت إنسانا‪ N‬آخر بعد أن كانت جمادا‪ N‬ل روح فيها وقوله تعالى‪ } :‬فتبارك ال أحسن الخالقين { فأنثى‬
‫ال تعالى على نفسه بما هو أهله أي تعاظم أحسن الصانعين‪ ،‬إذ ل خالق إل هو ويطلق لفظ الخلق على‬
‫الصناعة فحسن التعبير بلفظ أحسن الخالقين‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ثم إنكم بعد ذلك لميتون { أي بعد خلقنا لكم تعيشون المدة التي حددناها لكم ثم تموتون‪ } ،‬ثم‬
‫إنكم يوم القيامة بتعثون { أحياء للحساب والجزاء لتحيوا حياة أبدية ل يعقبها موت ول فناء ول بلء‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان خلق النسان والطوار التي يمر بها‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان مآل النسان بعد خلقه‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير عقيدة البعث والجزاء التي أنكرهاالملحدة والمشركون‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬خلقنا فو‪%‬قكم‪ %‬سب‪%‬ع طرآئق وما كنا عن ٱلخلق غافلين { * } وأنزلنا من ٱلسمآء مآء‬
‫بقدر@ فأس‪%‬كناه في ٱلر‪%‬ض وإنا على ذهاب@ به لقادرون { * } فأنشأنا لكم‪ %‬به جنات@ م‪#‬ن نخيل‬
‫وأع‪%‬ناب@ لكم‪ %‬فيها فواكه كثيرة‪ U‬ومنها تأكلون { * } وشجرة‪ S‬تخرج من طور سي‪%‬نآء تنبت‬
‫بٱلد‪O‬ه‪%‬ن وصب‪%‬غ@ ل‪R‬لكلين { * } وإن لكم‪ %‬في ٱلنعام لعب‪%‬رة‪ S‬نس‪%‬قيكم‪ %‬م‪#‬ما في بطونها ولكم‪ %‬فيها‬
‫منافع كثيرة‪ U‬ومنها تأكلون { * } وعلي‪%‬ها وعلى ٱلفلك تح‪%‬ملون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} سبع طرائق { ‪ :‬أي سبع سموات كل سماء يقال لها طريقة لن بعضها مطروق فوق بعض‪.‬‬

‫} ماء بقدر { ‪ :‬أي بمقدار معين ل يزيد ول ينقص‪.‬‬

‫} من طور سيناء { ‪ :‬جبل يقال له جبل طور سيناء‪.‬‬

‫} تنبت بالدهن { ‪ :‬أي تنبت بثمر فيه الدهن وهو الزيت‪.‬‬

‫} وصبغ للكلين { ‪ :‬أي يغمس الكل فيه اللقمة ويأكلها‪.‬‬


‫} في التعام لعبرة { ‪ :‬النعام البل والبقر والغنم والعبرة فيها تحصل لمن تأمل خلقها ومنافعها‪.‬‬

‫} مما في بطونها { ‪ :‬أي من اللبن‪.‬‬

‫} منافع كثيرة { ‪ :‬كالوبر والصوف واللبن والركوب‪.‬‬

‫} ومنها تأكلون { ‪ :‬أي من لحومها‪.‬‬

‫} تحملون { ‪ :‬أي تركبون البل في البر وتركبون السفن في البحر‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في ذكر نعمه تعالى على النسان لعل هذا النسان يذكر فيشكر فقال تعالى‪ } :‬ولقد خلقنا فوقكم‬
‫سبع طرائق { أي سموات سماء فوق سماء أي طريقة فوق طريقة وطبقا‪ N‬فوق طبق وقوله تعالى‪ } :‬وما كنا‬
‫عن الخلق غافلين { أي ولم نكن غافلين عن خلقنا وبذلك انتظم الكون والحياة‪ ،‬وإل لخرب كل شيىء وفسد‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وأنزلنا من السماء ما ‪a‬ء بقدر { هو ماء المطر أي بكميات على قدر الحاجة وقوله } فأسكناه في‬
‫الرض وإنا على ذهاب به لقادرون * فأنشأنا لكم به جنات { أي أوجدنا لكم به بساتين من نخيل وأعناب } لكم‬
‫فيها { أي في تلك البساتين } فواكه كثيرة‪ ،‬ومنها تأكلون { أي ومن تلك الفواكه تأكلون وذكر النخيل والعنب‬
‫دون غيرهما لودودهما بين العرب فهم يعرفونهما أكثر من غيرهما فالنخيل بالمدينة والعنب بالطائف‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬وشجرة تخرج من طور سيناء { أي وأنتب لكم به شجرة الزيتون وهي } تنبت بالدهن وصبغ للكلين‬
‫{ فبزيتها يدهن ويؤتدم فتصبغ اللقمة به وتؤكل‪ .‬وقوله‪ } :‬وإن لكم في النعام لعبرة { فتأملوها في خلقها‬
‫وحياتها ومنافعها تعبرون بها إلى اليمان والتوحيد والطاعة‪ .‬وقوله‪ } :‬نسقيكم مما في بطونها { من ألبان‬
‫تخرج من بين فرث ودم‪ ،‬وقوله‪ } :‬ولكن فيها منافع كثيرة { كصوفها ووبرها ولبنها وأكل لحومها‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫} وعليها وعلى الفلك تحملون { وعلى بعضها كالبل تحملون في البر وعلى السفن في البحر‪ ،‬أفل تشكرون ل‬
‫هذه النعم فتذكروه وتشكروه أليست هذه النعم موجبة لشكر المنعم بها في‪n‬عبد وبوحد في عبادته؟‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬لبيان قدرة ال تعالى وعظمته في خلق السموات طرائق وعدم غفلته عن سائر خلقه فسار كل شيء لما‬
‫خلق له فثبت الكون وانتظمت الحياة‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان إفضال ال تعالى في إنزال الماء بقدر وإسكانه في الرض وعدم إذهابه مما يوجب الشكر ل تعالى‬
‫على عباده‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان منافع الزيت حيث هو للدهن والئتدام والستصباح‪.‬‬

‫‪ -4‬فضل ال على العباد في خلق النعام والسفن للنتفاع بالنعام في جوانب كثيرة منها‪ ،‬وفي السفن للركوب‬
‫عليها وحمل السلع والبضائع من إقليم إلى إقليم‪.‬‬

‫‪ -5‬وجوب شكر ال تعالى على انعامه وذلك باليمان به وعبادته وتوحيده فيها‪.‬‬

‫} ولقد‪ %‬أر‪%‬سلنا نوحا‪ S‬إلى قو‪%‬مه فقال يقو‪%‬م ٱع‪%‬بدوا ٱلله ما لكم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬إلـه@ غي‪%‬ره أفل تتقون { *‬
‫} فقال ٱلمل) ٱلذين كفروا من قو‪%‬مه ما هـذا إل بشر‪ V‬م‪#‬ثلكم‪ %‬يريد أن يتفضل علي‪%‬كم‪ %‬ول ‪%‬و شآء ٱلله‬
‫ي آبآئنا ٱلولين { * } إن‪ %‬هو إل رجل‪ Z‬به جنة‪ U‬فتربصوا به‬
‫لنزل ملئكة‪ S‬ما سمع‪%‬نا بهـذا ف *‬
‫حتى حين@ { * } قال رب‪ #‬ٱنصر‪%‬ني بما كذبون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} اعبدوا ال { ‪ :‬أي وحدوه بالعبادة إذ ليس لكم من إله غيره‪.‬‬

‫} افل تعقلون { ‪ :‬أي أتعبدون معه غيره فغل تخافون غضبه وعقابه‪.‬‬

‫} المل { ‪ :‬أي أعيان البلد وكبراء القوم‪.‬‬

‫} ما هذا إل بشر مثلكم { ‪ :‬أي مانوح إل بشر مثلكم فكيف تطيعونه بقبول ما يدعوكم إليه‪.‬‬

‫} ولو شاء ال لنزل ملئكة { ‪ :‬أي لو شاء ال إرسال رسول لنزل ملئكة رسل‪.‬‬

‫} رجل به جنة { ‪ :‬أي مصاب بمس من جنون‪.‬‬

‫} فتربصوا به حتى حين { ‪ :‬أي فل تسمعوا له ول تطيعوه وانتظروا به هلكه أو شفاءه‪.‬‬


‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذا السياق بداية عدة قصص ذكرت على إثر قصة بدأ خلق النسان الول آدم عليه السلم فقال تعالى‪ } :‬ولقد‬
‫أرسلنا نوحا‪ { N‬أي قبلك يا رسولنا فكذبوه‪ .‬كما كذبك قومك وإليك قصته إذ قال يا قوم ابعدوا ال أي وحدوه في‬
‫العبادة‪ ،‬ول تعبدوا معه غيره } مالكم من إله غيره { أي إذ ليس لكم من إله غيره يتسحق عبادتكم‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫} أفل تتقون { أي أتعبدون معه غيره أفل تخافون غضبه عليكم ثم عقابه لكم؟‪.‬‬

‫فأجابه قومه المشركون بما أخبر تعالى به عنهم في قوله‪ } :‬فقال المل الذين كفروا من قومه { أي فرد عليه‬
‫قوله أشرافهم وأهل الحل والعقد فيهم من أغنياء وأعيان ممن كفروا من قومه } ما هذا { أي نوح } إل بشر‬
‫مثلكم يريد أن يتفضل عليكم { أي يسود ويشرف فادعى أنه رسول ال إليكم } ولو شاء ال { أي أن ل نعبد‬
‫معه سواه } لنزل ملئكة { تخبرنا بذلك } ما سمعنا بهذا { أي بالذي جاء به نوح ودعا إليه من ترك عبادة‬
‫آلهتنا } في آبائنا الولين { أي لم يقل به أحد من أجدادنا السابقين } إن هو إل رجل به جنة { أي ما نوح إل‬
‫رجل به مس من جنون‪ ،‬وإل لما قال هذا الذي يقول من تسفيهنا وتسفيه آبائنا } فتربصوا به حتى حين { أي‬
‫انتظروا به أجله حتى يموت‪ ،‬ول تتركوا دينكم لجله وهنا وبعد قرون طويلة بلغت ألف سنة إل خمسين شكا‬
‫ب انصرني بما كذبون { أي أهلكهم بسبب‬
‫نوح إلى ربه وطلب النصر منه فقال ما أخبر تعالى به عنه } قال ر ‪b‬‬
‫تكذيبهم إياي وانصرني عليهم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬إثبات النبوة المحمدية بذكر أخبار الغيب التي ل تعلم إل من طريق الوحي‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير التوحيد بذكر دعوة الرسل أقوامهم إليه‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان سنة نم سنن البشر وهي أن دعوة الحق أول من يردها الكبراء من أهل الكفر‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان كيف يرد لالمون دعوة الحق بإتهام الدعاة بما هم براء منه كالجنون وغيره من التهامات كالعمالة‬
‫لفلن والتملق لفلن‪..‬‬
‫} فأو‪%‬حي‪%‬نآ إلي‪%‬ه أن ٱص‪%‬نع ٱلفلك بأع‪%‬يننا ووح‪%‬ينا فإذا جآء أم‪%‬رنا وفار ٱلتنور فٱس‪%‬لك‪ %‬فيها من كل‬
‫زو‪%‬جي‪%‬ن ٱثني‪%‬ن وأه‪%‬لك إل من سبق علي‪%‬ه ٱلقو‪%‬ل) منهم‪ %‬ول تخاطب‪%‬ني في ٱلذين ظلمو*ا إنهم‪ %‬م‪O‬غرقون‬
‫{ * } فإذا ٱس‪%‬توي‪%‬ت أنت ومن معك على ٱلفلك فقل ٱلحم‪%‬د لله ٱلذي نجانا من ٱلقو‪%‬م ٱلظالمين {‬
‫* } وقل رب‪ #‬أنزلني منز ‪S‬ل م‪O‬باركا‪ S‬وأنت خي‪%‬ر ٱلمنزلين { * } إن في ذلك ليات@ وإن كنا لمب‪%‬تلين‬
‫{‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} فأوحينا إليه أن اصنع { ‪ :‬أي أعلمناه بطريق سريع خفي أي اصنع الفلك‪.‬‬

‫} بأعيننا ووحيينا { ‪ :‬أي بمرأى منا ومنظر‪ ،‬وبتعليمنا إياك صنعها‪.‬‬

‫} وفار التنور { ‪ :‬تنور الخباز فاز منه الماء آيية بداية الطوفان‪.‬‬

‫} فاسلك فيها { ‪ :‬أي أدخل في السفينة‪.‬‬

‫} وأهلك { ‪ :‬أولدك ونساءك‪.‬‬

‫} ول تخاطبنى في الذين ظلموا { ‪ :‬أي ل تكلمني في شأن الظالمين فإني حكمت بإغراقهم‪.‬‬

‫} وقل رب { ‪ :‬أي وادعني قائل‪ N‬يا رب أنزلني منزل‪ j‬مباركا‪ j‬من الرض‪.‬‬

‫} إن في ذلك ليات { ‪ :‬أى لدلئل وعبر‪.‬‬

‫} وإن كنا لمبتلين { ‪ :‬أي لمختبرين‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في ذكر قصة نوح عليه السلم مع قومه فقد جاء في اليات السابقة أن نوحا‪ j‬عليه السلم‬
‫دعا ربه مستنصرا‪ N‬إياه لينصره على قومه الذين كذبوه قائل‪:‬‬
‫{‬ ‫} رب انصرني بما كذبوا‬
‫فاستجاب ال تعالى دعاءه فأوحى إليه أي أعلمه بطريق الوحي الخاص } أن أصنع الفلك { أي السفينة } بأعيننا‬
‫ووحينا { أي بمرأى منا ومنظر وبتعليمنا إياك وجعل له علمة على بداية هلك القوم أن يفور التنور تنور‬
‫طبخ الخبز بالماء وأمره إذا راى تلك العلمة أن يدخل في السفينة من كل زوج أي ذكر وأنثى اثنين من سائر‬
‫الحيوانات التي أمكنه ذلك منه وأن يركب فهيا أيضا‪ N‬أهله من زوجة وولد إل من قضى ال بهلكه ونهاه أن‬
‫يكلمه في شأن الظالمين لنهم مغرقون قطعا‪ .‬هذا ما تضمنته الية الولى )‪ } (27‬فأوحينا إليه أن اصنع الفلك‬
‫بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا { أي بإهلك الظالمين المشركين } وفار التنور‪ ،‬فاسلك فيها { أي في السفينة‬
‫} من كل زوجين اثنين‪ ،‬وأهلك { أي أزواجك وأولدك } إل من سبق عليه القول منهم { أ•ي بإهلكهم كامرأته‪،‬‬
‫} ول تخاطبين في الذين ظلموا { أي ل تسألني عنهم فإني مهلكهم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك { أي إذا ركبت واستقرر‪r‬ت على متن السفينة أنت ومن‬
‫معك من المؤمنين فاحمدنا فقل الحمد ل الذي نجانا من القوم الظالمين وادعنا ضارعا‪ N‬إلينا قائل‪ } N‬رب أنزلني‬
‫منزل‪ N‬مباركا‪ { N‬أي من الرض‪ ،‬و‪l‬أث‪w‬ن علينا خيرا‪ N‬فقل } وأنت خير المنزلين { وقوله تعالى‪ } :‬إن في ذلك ليات‬
‫{ أي المذكور من قصة نوح لدلئل على قدرة ال تعلمه ورحمته وحكمته ووجوب اليمان به وتوحيده في‬
‫عبادته‪ .‬وقوله‪ } :‬وإن كنا لمبتلين { أي مختبرين عبادنا بالخير والشر ليرى الكافر من المؤمن‪ ،‬والمطيع من‬
‫العاصي ويتم الجزاء حسب ذلك بإظهار للعدالة اللهية والرحمة الربانية‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬إثبات الوحي اللهي وتقرير النبوة المحمدية‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير حادثة الطوفان المروفة لدى المؤرخين‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان عاقبة الظلم وأنه هلك للظالمين‪.‬‬

‫‪ -4‬سنية قول بسم ال والحمد ل سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‪ ،‬وإنا إلى ربنا لمنقلبون عند‬
‫ركوب الدابة أو السفينة ونحوها كالسيارة والطيارة‪.‬‬

‫‪ -5‬استحباب الدعاء وسؤال ال تعالى ما العبد في حاجة إليه من خير الدنيا‪.‬‬

‫‪ -6‬بيان سر ذكر قصة نوح وهو ما فيها من العظات والعبر‪.‬‬


‫} ثم أنشأنا من بع‪%‬دهم‪ %‬قر‪%‬نا‪ S‬آخرين { * } فأر‪%‬سلنا فيهم‪ %‬رسول‪ S‬م‪#‬نهم‪ %‬أن ٱع‪%‬بدوا ٱلله ما لكم‪ %‬م‪#‬ن‬
‫إلـه@ غي‪%‬ره أفل تتقون { * } وقال ٱلمل) من قو‪%‬مه ٱلذين كفروا وكذبوا بلقآء ٱلخرة وأترفناهم‬
‫في ٱلحيـاة ٱلد‪O‬نيا ما هـذا إل بشر‪ V‬م‪#‬ثلكم‪ %‬يأكل) مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون { *‬
‫} ولئن‪ %‬أطع‪%‬تم‪ %‬بشرا‪ S‬م‪#‬ثلكم‪ %‬إنكم‪ %‬إذا‪ S‬لخاسرون { * } أيعدكم‪ %‬أنكم‪ %‬إذا متم‪ %‬وكنتم‪ %‬ترابا‪ S‬وعظاما‬
‫أنكم‪ %‬م‪O‬خرجون { * } هي‪%‬هات هي‪%‬هات لما توعدون { * } إن‪ %‬هي إل حياتنا ٱلد‪O‬نيا نموت ونح‪%‬يا‬
‫وما نح‪%‬ن بمب‪%‬عوثين { * } إن‪ %‬هو إل رجل‪ Z‬ٱفترى على ٱلله كذبا‪ S‬وما نح‪%‬ن له بمؤمنين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ثم أنشأنا من بعدهم ق‪j‬ر‪r‬نا‪ N‬آخرين { ‪ :‬أي خلقنا من بعد قوم نوح الهالكين قوما‪ N‬آخرين هم عاد قوم هود‪.‬‬

‫} رسول‪ N‬منهم { ‪ :‬هو هود عليه السلم‪.‬‬

‫} أن اعبدوا ال ما لكم من إله غيره { ‪ :‬أي قولوا ل إله إل ال فاعبدوا ال وحده‪.‬‬

‫} وأترفناهم { ‪ :‬أي أنعمنا عليهم بالمال وسعة العيش‪.‬‬

‫} أنكم مخرجون { ‪ :‬أي أحياء من قبوركم بعد موتكم‪.‬‬

‫} هيهات هيهات { ‪ :‬أي ب‪l‬ع‪n‬د‪n l‬بع‪r‬دا‪ N‬كبيرا‪ N‬وقوع‪ n‬ما يعدكم‪.‬‬

‫} إن هي إل حياتنا الدنيا { ‪ :‬أي ما هي إل حياتنا الدنيا وليس وراءها حياة أخرى‪.‬‬

‫} إن هو إل رجل { ‪ :‬أي ما هو إل رجل… افترى على ال كذبا‪ N‬أي كذب على ال تعالى‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذه بداية قصة هود عليه السلم بعد قصة نوح عليه السلم أيضا‪ N‬فقال تعالى‪ } :‬ثم أنشأنا من بعدهم { أي خلقنا‬
‫وأوجدنا من بعد قوم نوح الهالكين قوما‪ N‬آخرين هم عاد قوم هود } فأرسلنا فيهم رسول‪ j‬منهم { هو هود عليه‬
‫السلم بأن قال لهم‪ } :‬أن اعبدوا ال ما لكم من إله غيره { أي اعبدوا ال بطاعته وإفراده بالعبادة إذا ل يوجد‬
‫لكم إله غير ال تصح عبادته إذ الخالق لكم الرازق ال وحده فغيره ل يستحق العبادة بحال من الحوال وقوله‪:‬‬
‫} أفل تتقون { يحثهم على الخوف من ال ويأمرهم به قبل أن تنزل بهم عقوبته‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وقال المل من قومه الذين كفروا { أي وقال أعيان البلد وأشرافها من قوم هود ممن كفروا‬
‫بال ورسوله وكذبوا بالبعث والجزاء في الدار الخرة وقد أترفهم ال تعالى‪ :‬بالمال وسعة الرزق فأسرفوا في‬
‫الملذ والشهوات‪ :‬قالوا‪ :‬وماذا قالوا؟‪:‬‬

‫قالوا ما أخبرنا تعالى به عنهم بقوله‪ } :‬ما هذا إل بشر مثلكم { أي ما هذا الرسول إل بشر مثلكم } يأكل مما‬
‫تأكلون منه { من أنواع الطعام } ويشرب مما تشربون { من ألوان الشراب أي فل فرق بينكم وبينه فكيف‬
‫ترضون بسيادته عليكم يأمركم وينهاهم‪ .‬وقالوا‪ } :‬ولئن أطعتم بشرا‪ N‬مثلكم إنكم إذا‪ N‬لخاسرون { أي خاسرون‬
‫حياتكم ومكانتكم‪ ،‬وقالوا‪ } :‬أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا‪ N‬وعظاما‪ { N‬أي فنيتم وصرتم ترابا‪ } N‬أنكم م‪n‬خ‪w‬ر‪p‬جون {‬
‫أي أحياء من قبوركم‪ .‬وقالوا‪ } :‬هيهات هيهات { أي ب‪l‬ع‪n‬د ‪n‬بع‪r‬دا‪ N‬كبيرا‪ N‬ما يعدكم به هود إنهاما } هي إل حياتنا‬
‫الدنيا { أي } نموت ونحيا { جبل يموت وجيل يحيا } وما نحن بمبعوثين { وقالوا‪ } :‬إن هو إل رجل افترى‬
‫على ال كذبا‪ { N‬أي اختلق الكذب على ال وقال عنه أنه يبعثكم ويحاسبكم ويجزيكم بكسبكم‪ } .‬وقالوا ما نحن‬
‫بمبعوثين { هذه مقالتهم ذكرها تعالى عنهم وهي مصرحة بكفرهم وتكذيبهم وإلحادهم وما سيقوله هود عليه‬
‫السلم سيأتي في اليات بعد‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان سنة ال تعالى في إرسال الرسل‪ ،‬وما تبتدىء به دعوتهم وهو ل إله إل ال‪.‬‬

‫‪ -2‬أهل الكفر ل يصدر عنهم إل ما هو شر وباطل لفساد قلوبهم‪.‬‬

‫‪ -3‬الترف يسبب كثيرا‪ N‬من المفاسد والشرور‪ ،‬ولهذا يجب أن ي‪n‬حذ‪j‬ر‪ r‬بالقتصاد‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير عقيدة البعث والجزاء وإثباتها وهي ما ينكره الملحدة هروبا‪ N‬من الستقامة‪.‬‬

‫‪ -5‬ت‪V‬كأة عامة المشتركين وهي كيف يكون الرسول رجل‪ j‬من البشر‪ ،‬دفعا‪ N‬للحق وعدم قبوله‪.‬‬
‫} قال رب‪ #‬ٱنصر‪%‬ني بما كذبون { * } قال عما قليل@ ليص‪%‬بحن نادمين { * } فأخذتهم ٱلصي‪%‬حة‬
‫بٱلحق‪ R‬فجعلناهم‪ %‬غثآء‪ g‬فبع‪%‬دا‪ S‬ل‪R‬لقو‪%‬م ٱلظالمين { * } ثم أنشأنا من بع‪%‬دهم‪ %‬قرونا‪ S‬آخرين { * } ما‬
‫تس‪%‬بق من‪ %‬أ)مة@ أجلها وما يس‪%‬تأخرون { * } ثم أر‪%‬سلنا رسلنا تترى كل ما جآء أ)مة‪ S‬رسولها‬
‫كذبوه فأتبع‪%‬نا بع‪%‬ضهم‪ %‬بع‪%‬ضا‪ S‬وجعلناهم‪ %‬أحاديث فبع‪%‬دا‪ S‬ل‪R‬قو‪%‬م@ ل يؤمنون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} عما قليل { ‪ :‬أي عن قليل من الزمن‪.‬‬

‫} ليصبحن نادمين { ‪ :‬ليصيرن نادمين على كفرهم وتكذيبهم‪.‬‬

‫} فأخذتهم الصيحة { ‪ :‬أي صيحة العذاب والهلك‪.‬‬

‫} فجعلناهم غثاء { ‪ :‬كغثاء السيل وهو ما يجمعه الوادي من العيدان والنبات اليابس‪ } .‬فبعدا‪ : { N‬أي هلكا‪ N‬لهم‪.‬‬

‫} ثم أنشأنا { ‪ :‬أي أوجدنا من بعدهم أهل قرون آخرين كقوم صالح وإبراهيم‪ .‬ولوط وشعيب‪.‬‬

‫} تترا { ‪:‬أي يتبع بعضها بعضا‪ N‬الواحدة عقب الخرى‪.‬‬

‫} وجعلناهم أحاديث { ‪ :‬أي أهلكناهم وتركناهم قصصا‪ N‬تقص وأخبارا‪ N‬تتناقل‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذا ما قال هود عليه السلم بعد الذي ذكر تعالى من أقوال قومه الكافرين } قال رب { أي يا رب } انصرني‬
‫بما كذبون { أي بسبب تكذيبهم لي وردهم دعوتي وإصرارهم على الكفر بك وعبادة غيرك فأجابه الرب تبارك‬
‫وتعالى بقوله‪ } :‬عما قليل ليصبحن نادمين { أي بعد قليل من الوقت وعزتنا وجللنا ليصبحن نادمين أي‬
‫ليصيرن نادمين على كفرهم بي وإشراكهم في عبادتي وتكذيبهم إياك ولم يمض إل قليل زمن حتى أخذتهم‬
‫الصيحة صيحة الهلك ضمن ريح صرصر في أيام نحسات فإذا هم غثاء كغثاء السبيل ل حياة فيهم ول فائدة‬
‫ترجى منهم } فبعدا‪ N‬للقوم الظالمين { أي هلكا‪ N‬للظالمين بالشرك والتكذيب والمعاصي وقوله تعالى‪ } :‬ثم أنشأنا‬
‫من بعدهم قرونا‪ N‬آخرين { أي ثم أوجدنا بعد إهلكنا عاد‪N‬ا أهل قرون آخرين كقوم صالح وقوم إبراهيم وقوم‬
‫لوط وقوم شعيب‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون { أي أن كل أمة حكمنا بهلكها ل‬
‫يمكنها أن تسبق أجلها أي وقتها المحدود لها فتتقدمه كما ل يمكنها أن تتأخر عنه بحال‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ثم أرسلنا رسلنا تترا { أي يتبع بعضها بعضا‪ } N‬كلما جاء أمة رسولها كذبوه فاتبعنا بعضهم‬
‫بعضا‪ { N‬أي في الهلك فكلما كذبت أمة روسلها ورفضت التوبة إلى ال والنابة إليه أهلكها‪،‬وقوله تعالى‬
‫} وجعلناهم أحاديث { أي لمن بعدهم يذكرون أحوالهم ويروون أخبارهم } فبعدا‪ { N‬أي هلكا‪ N‬منا } لقوم ل‬
‫يؤمنون { في هذا تهديد قوي لقريش المصرة على الشرك والتكذيب والعناد‪ .‬وقد مضت فيهم سنة ال فأهلك‬
‫المجرمين منها‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬استجابة ال دعوة المظلومين من عباده ل سيما إن كانوا عبادنا صالحين‪.‬‬

‫‪ -2‬الجال للفراد أو المم ل تتقدم ول تتأخر سنة من سنن ال تعالى في خلقه‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير حقيقة تاريخية علمية وهي أن المم السابقة كلها هلكت بتكذيبها وكفرها ولم ينج منها عند نزول‬
‫العذاب بها إل المؤمنون مع رسولهم‪.‬‬

‫‪ -4‬كرامة هذه المة المحمدية أن ال تعالى ل يهلكها هلكا‪ N‬عاما‪ j‬بل تبقى بقاء الحياة تقوم بها الحجة ل تعالى‬
‫على المم والشعوب المعاصرة لها طيلة الحياة‪.‬‬

‫} ثم أر‪%‬سلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان@ م‪O‬بين@ { * } إلى فر‪%‬عو‪%‬ن وملئه فٱس‪%‬تكبروا‬
‫وكانوا قو‪%‬ما‪ S‬عالين { * } فقالو*ا أنؤمن لبشري‪%‬ن مثلنا وقو‪%‬مهما لنا عابدون { * } فكذبوهما‬
‫فكانوا من ٱلمه‪%‬لكين { * } ولقد‪ %‬آتي‪%‬نا موسى ٱلكتاب لعلهم‪ %‬يه‪%‬تدون { * } وجعلنا ٱب‪%‬ن مر‪%‬يم‬
‫وأ)مه آية‪ S‬وآوي‪%‬ناهمآ إلى رب‪%‬وة@ ذات قرار@ ومعين@ {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} بآياتنا وسلطان مبين { ‪ :‬اليات هي التسع اليات وهي الحدة والسلطان المبين‪.‬‬

‫} وكانوا قوما‪ N‬عالين { ‪ :‬أي علوا أهل تلك البلد قهرا‪ N‬واستبداد‪N‬ا وتحكما‪.N‬‬
‫} وقومهما لنا عابدون { ‪ :‬أي مطيعون ذليلون نستخدمهم فيما نشاء وكيف نشاء‪.‬‬

‫} ولقد آتينا موسى الكتاب { ‪ :‬أي التوراة‪.‬‬

‫} وجعلنا ابن مريم { ‪ :‬أي عيسى حجة وبرهانا‪ N‬على وجود ال وقدرته وعلمه ووجوب توحيده‪.‬‬

‫} إلى ربوة ذات فرار معين { ‪ :‬إلى مكان مرتفع ذي استقرار وفيه ماء جار عذب وفواكه وخضر‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في ذكر نبذ من قصص الولين للعظة والعتبار‪ ،‬ولقامة الحجة على مشركي قريش‬
‫فقال تعالى‪ } :‬ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين { أي بعد تلك المم الخالية أرسلنا موسى بن‬
‫عمران وأخاه هارون بسلطان مبين أي بحجج وبراهين بينة دالة على صدق موسى وما يدعو إليه من عبادة‬
‫ال وتوحيده فيها والخروج بيني إسرائيل إلى الرض المباركة أرض الشام إلى فرعون ملك مصر يومئذ وملئه‬
‫من أشراف قومه وعليتهم فاستكبروا عن قبول دعوة الحق وكانوا عالين على أهل تلك البلد فاهرين لها‬
‫مستبدين بها وقالوا ردا‪ N‬على دعوة موسى وهارون ما أخبر تعالى به في قوله‪ } :‬فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا‬
‫وقومهما لنا عابدون { أي خاضعون مطيعون‪ .‬هكذا أعلنوا متعجبين من دعوة موسى وهارون إلى اليمان‬
‫برسالتهما فقالوا‪ :‬أنؤمن لبشر من مثلنا أي كيف يكون هذا أنتبع رجلين مثلنا فنصبح نأتمر بأمرهما وننتهي‬
‫بنهيمهما وكيف يتم ذلك وقومهما يعنون بني إسرائيل لنا عابدون‪ .‬أي خاضعون لنا ومطيعون لمرنا ونهينا‪.‬‬
‫قال تعالى‪ } :‬فكذبوهما { ‪ ،‬فيما دعواهما إليه من اليمان والتوحيد وإرسال بني إسرائيل إلى أرض الميعاد‬
‫فترتب على تكذيبهم لرسولي ال موسى وهارون هلكهم فكانوا من المهلكين حيث أغرقهم ال أجمعين‪ ،‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون { ‪ ،‬ويخبر تعالى أنه بعد إهلك فرعون ونجاة بني غسرائيل‬
‫آتى موسى التوراة من أجل هداية بني إسرائيل عليها لنها تحمل النور والهدى‪ .‬هذه أيدى ال على خلقه وآياته‬
‫فيهم فسبحانه من إله عزيز رحيم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وجعلنا ابن مريم وأمه { أي جعل عيسى ووالدته مريم } آية { حيث ونجاة بني إسرائيل آتى‬
‫موسى التوراة من أجل هداية بني إسرائيل عليها لنها تحمل النور والهدى‪ .‬هذه أيادي ال علىخلقه وآياته فيهم‬
‫فسبحانه من إله عزيز رحيم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وجعلنا ابن مريم وأمه { أي جعل عيسى ووالدته مريم } آية {‬
‫حيث خلق عيسى من غير أب فهي آية دالة على قدرة ال وعلمه ورحمته وحكمته وهذه موجبة اليمان به‬
‫عبادته وتوحيده والتوكل عليه والنابة والتوبة إليه‪.‬قوله تعالى‪ } :‬وآويناهما إلى ربوة ذات قرار و‪ l‬معين { أي‬
‫أنزلنا مريم وولدها بعد اضطهاد اليهود لهما ربوة عالية صالحة للستقرار عليها بها فاكهة وماء عذب جار‬
‫إكرام ال تعالى له ولوالدته فسبحان المنعم على عباده المكرم لوليائه‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير نبوة كل من موسى وأخيه هارون عليهما السلم‪.‬‬

‫‪ -2‬التنديد بالستكبار‪ ،‬وأنه علة مانعة من قبول الحق‪.‬‬

‫‪ -3‬مظاهر قدرة ال وعلمه ورحمته في إرسال الرسل باليات وفي إهلك المكذبين‪.‬‬

‫‪ -4‬آية ولدة عيسى من غير أب مقررة قدرة ال تعالى على إحياء الموتى‪ ،‬وبعث الناس من قبورهم للحساب‬
‫والجزاء‪.‬‬

‫} يأي‪O‬ها ٱلر‪O‬سل) كلوا من ٱلطي‪#‬بات وٱع‪%‬ملوا صالحا‪ S‬إن‪R‬ي بما تع‪%‬ملون عليم‪ } * { V‬وإن هـذه أ)متكم‬
‫أ)مة‪ S‬واحدة‪ S‬وأنا رب‪O‬كم‪ %‬فٱتقون { * } فتقطعو*ا أم‪%‬رهم‪ %‬بي‪%‬نه ‪%‬م زبر‪S‬ا كل ح ‪%‬زب@ بما لدي‪%‬هم‪ %‬فرحون { *‬
‫} فذر‪%‬هم‪ %‬في غم‪%‬رتهم‪ %‬حتى حين@ { * } أيح‪%‬سبون أنما نمد‪O‬هم‪ %‬به من مال@ وبنين { * } نسارع‬
‫لهم‪ %‬في ٱلخي‪%‬رات بل ل يشعرون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} كلوا من الطيبات { ‪ :‬أي من الحلل‪.‬‬

‫} واعلموها صالحا‪ : { ij‬أي بأداء الفرائض وكثير من النوافل‪.‬‬

‫} وإن هذه أمتكم { ‪ :‬أي ملتكم السلمية‪.‬‬

‫} فاتقون { ‪ :‬أي بامتثال أمري واجتناب نهيي‪.‬‬

‫} فتقطعوا أمرهم { ‪ :‬أي اختلفوا في دينهم فأصبحوا طوائف هذه يهودية وتلك نصرانية‪.‬‬
‫} في غمرتهم { ‪ :‬أي في ضللتهم‪.‬‬

‫} نسارع لهم { ‪ :‬أي نعجل‪.‬‬

‫} بل ل يشعرون { ‪ :‬أن ذلك استدراج منا لهم‪.‬‬

‫معنى الكلمات‪:‬‬

‫بعد أن أكرم ال تعالى عيسى ووالدته بما أكرمهما به من إيوائهما إلى ربوة ذات قرار ومعين خاطب عيسى‬
‫عبده ورسوله قائل‪ } :‬يا أيها الرسل كلوا من الطيبات { أي الحلل فكان عيسى عليه السلم يأكل من غزل أمه‬
‫إذا كانت تغزل الصوف بأجرة فكانا يأكلن من ذلك أكل من الطيب كما أمرهما ال تعالى وقوله‪ } :‬واعملوا‬
‫صالحا‪ { ij‬كلوا من الحلل واعملوا صالحا‪ N‬بأداء الفرائض والكثار من النوافل‪ ،‬وقوله‪ } :‬إني بما تعملون عليم {‬
‫فيه وعد بأن ال تعالى سيثيبهم على ما يعلمون من الصالحات‪ .‬وقوله‪ } :‬وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم‬
‫فاتقون { أعلمهم أن ملتهم وهي الدين السلمي دين واحد فل ينبغي الختلف فيه واعلمهم أيضا‪ N‬أنه ربهم أي‬
‫مالك أمرهم والحاكم عليهم فليبتغوه بفعل ما أمرهم به وترك ما نهاهم عنه‪ ،‬لينجوا من عذابه ويظفروا برحمته‬
‫ودخول جنته‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬فتقطعوا أمرهم بينهم { أي دينهم } زبرا‪ N‬كل حزب بما لديهم فرحون { أي فرقوا دينهم فرقا‬
‫فذهب كل فرقة بقطعة منه وقسموا الكتاب إلى كتب فهذه يهودية وهذه نصرانية واليهودية فرق والنصرانية‬
‫ل فيه‪} ..‬‬
‫فرق والنجيل أصبح أناجيل متعددة وصارت كل جماعة فرحة بما عندها مسرورة به ل ترى الحق إ ‪t‬‬
‫كل حزب بما لديهم فرحون { وهنا أمر ال رسوله أن يتركهم في غمرة ضللتهم إلى حين أن ينزل بهم ما‬
‫قضى به الرب تعالى على أهل الختلف في دينه } فذرهم في غمرتهم حتى حين { إذ قال له في سورة النعام‬
‫{‬ ‫} إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا‪ S‬لست منهم في شيىء‬
‫وفيه من التهديد ما فيه‪ .‬وهذا الذي نعاه تعالى على تلك المم قد وقعت فيه أمة السلم فاختلفوا في دينهم‬
‫مذاهب وطرقا‪ N‬عديدة‪ ،‬وياللسف وقد حلت بهم المحن ونزل بهم البلء نتيجة ذلك الخلف‪ .‬وقوله‪ } :‬أيحسبون‬
‫أنما نمدهم به من مال وبنين { مع اختلفهم وانحرافهم مسارعة لهم منا في الخيرات ل بل ذلك استدراج لهم‬
‫ليهلكوا ولكنهم ل يشعرون بذلك‪ .‬لشدة غفلتهم واستيلء غمرة الضللة عليهم‪.‬‬

‫هداية اليات‪.‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬


‫‪ -1‬وجوب الكل من الحلل‪ ،‬ووجوب الشكر بالطاعة ل ورسوله‪.‬‬

‫‪ -2‬السلم دين البشرية جمعاء ول يحل الختلف فيه بل يجب التمسك به وترك ما سواه‪.‬‬

‫‪ -3‬حرمة الختلف في الدين وأنه سبب الكوارث والفتن والمحن‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا انحرفت المة عن دين ال‪ ،‬ثم رزقت المال وسعة العيش كان ذلك استدراجا‪ N‬لها‪ ،‬ولم يكن إكراما‪ j‬من‬
‫ل على رضى ربها عنها بل ما هو إل فتنة ليس غير‪.‬‬
‫ال لها دا ‪j‬‬

‫} إن ٱلذين هم م‪#‬ن‪ %‬خشية رب‪#‬هم‪ %‬م‪O‬شفقون { * } وٱلذين هم بآيات ربهم‪ %‬يؤمنون { * } وٱلذين‬
‫هم برب‪#‬هم‪ %‬ل يشركون { * } وٱلذين يؤتون مآ آتوا وقلوبهم‪ %‬وجلة‪ U‬أنهم‪ %‬إلى رب‪#‬هم‪ %‬راجعون { *‬
‫} أ)و‪%‬لـئك يسارعون في ٱلخي‪%‬رات وهم‪ %‬لها سابقون { * } ول نكل‪R‬ف نفسا‪ S‬إل وس‪%‬عها ولدي‪%‬نا‬
‫كتاب‪ V‬ينطق بٱلحق‪ R‬وهم‪ %‬ل يظلمون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} مشفقون { ‪ :‬أي خائفون‪.‬‬

‫} ل يشركون { ‪ :‬أي بعبادته أحدا‪.N‬‬

‫} يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة { ‪ :‬أي خائفون أن ل يقبل منهم ذلك‪.‬‬

‫} أنهم إلى ربهم راجعون { ‪ :‬أي لنهم إلى ربهم راجعون فيحاسبهم ويسألهم ويجزيهم‪.‬‬

‫} وهم لها سابقون { ‪ :‬أي بإذن ال وفي علمه‪.‬‬

‫} ول نكلف نفسا‪ N‬إل‪ t‬وسعها { ‪ :‬إل طاقتها وما تقدر عليه‪.‬‬

‫} ولدينا كتاب ينطق بالحق { ‪ :‬وهو ما كتبه الكرام الكاتبون فإنه ناطق بالحق‪.‬‬

‫} وهم ل يظلمون { ‪ :‬أي بنقض حسنة من حسناتهم ول بزيادة سيئة على سيآتهم‪.‬‬
‫معنى اليات‪:‬‬

‫لما ذكر تعالى حال الذين فرقوا الذين فرقوا دينهم فذهبت كل فرقة منهم بكتاب ومذهب ولقب ونعى عليهم ذلك‬
‫التفرق وأمر رسوله أن يتركهم في غمرة خلفاتهم ويدعهم إلى حين يلقون جزاءهم عاجل‪ N‬أو آجل‪ :‬أثنى‬
‫تبارك وتعالى على عباده المؤمنين من أهل الخشية‪ ،‬فقال وقوله الحق‪ } :‬إن الذين هم من خشية ربهم‬
‫مشفقون { أي من عذابه خائفون من الوقوف بين يديه فهذه صفة لهم وآخرى } والذين هم بآيات ربهم‬
‫يؤمنون { أي بحجج ال تعالى التي تضمنتها آياته يؤمنون أي يوقنون وثالثة‪ } :‬والذين هم بربهم ل يشركون {‬
‫أى في ذاته ول صفاته ولعباداته فيعبدونه بما شرع لهم موحدينه في ذلك ورابعة‪ } :‬والذين يؤتون ما آتوا‬
‫وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون {‪ .‬أي يؤتون الزكاة وسائر الحقوق والواجبات وقلوبهم خائفة من ربهم‬
‫أن يكونوا قد قصروا فيما أوجب عليهم وخائفة أن ل يقبل منهم عملهم‪ ،‬وذلك ناجم لهم من قوة إيمانهم‬
‫برجوعهم إلى ربهم ووقوفهم بين يديه ومساءلته لهم‪ :‬لم قدمت؟ لم أخرت؟ وقوله تعالى‪ } :‬أولئك يسارعون في‬
‫الخيرات وهم لها سابقون { في هذا بشرى لهم إذ أخبر تعالى أنهم يسارعون في الخيرات‪ ،‬وأنهم سبق ذلك لهم‬
‫في الزل فهنيئا‪ N‬لهم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ول نكلف نفسا‪ N‬إل وسعها { فيه قبول عذر من بذل جهده في المسارعة‬
‫في الخيرات ولم يلحق بغيره أعذره ربه فإنه ل خوف عليه ما دام قد بذلك جهده إذ هو تعالى } ل يكلف نفسا‬
‫إل وسعها { أي طاقتها وما يتسع له جهده‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم ل يظلمون { فيه وعد‪ q‬لولئك المسارعين بالخيرات بأن‪ m‬أعمالهم مكتوبة‬
‫لهم في كتاب ينطق بالحق ل يخفى حسنة من حسناتهم ويستوفونها كاملة وفيه وعيد لهل الشرك واللمعاصي‬
‫بأن‪ m‬أعمالهم محصاة عليهم قد ضمها كتاب صادق وسوف يجزون بها وهم ل يظلمون فل تكتب عليهم سيئة لم‬
‫ل بما كانا يكسبون‪.‬‬
‫يعملوها قط ول يجزون إ ‪t‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬فضيلة الخشية واليمان والتوحيد والتواضع والمراقبة ل تعالى‪.‬‬

‫‪ -2‬بشرى ال تعالى لهل اليمان والتقوى‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير قاعدة رفع الحرج في الدين‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير كتابة أعمال العباد وإحصاء أعمالهم ومجازاتهم العادلة‪.‬‬


‫} بل قلوبهم‪ %‬في غم‪%‬رة@ م‪#‬ن‪ %‬هـذا ولهم‪ %‬أع‪%‬مال‪ Z‬م‪#‬ن دون ذلك هم‪ %‬لها عاملون { * } حتى إذآ‬
‫أخذنا مترفيهم‪ %‬بٱلعذاب إذا هم‪ %‬يج‪%‬أرون { * } ل تج‪%‬أروا ٱليو‪%‬م إنكم‪ %‬م‪#‬نا ل تنصرون { * } قد‬
‫كانت آياتي تتلى علي‪%‬كم‪ %‬فكنتم‪ %‬على أع‪%‬قابكم‪ %‬تنكصون { * } مس‪%‬تكبرين به سامرا‪ S‬ته‪%‬جرون { *‬
‫} أفلم‪ %‬يدبروا ٱلقو‪%‬ل أم‪ %‬جآءهم‪ %‬ما لم‪ %‬يأت آبآءهم ٱلولين { * } أم‪ %‬لم‪ %‬يع‪%‬رفوا رسولهم‪ %‬فهم‪ %‬له‬
‫منكرون { * } أم‪ %‬يقولون به جنة‪ U‬بل جآءهم‪ %‬بٱلحق‪ R‬وأكثرهم‪ %‬للحق‪ R‬كارهون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} في غمرة من هذا { ‪ :‬أي جهالة من القرآن وعمى‪.‬‬

‫} ولهم أعمال من دون ذلك { ‪ :‬أي من دون أعمال المؤمنين التي هي الخشية واليمان باليات والتوحيد‬
‫والمراقبة‪.‬‬

‫} هم لها عاملون { ‪ :‬أي سيعملونها لتكون سبب نهايتهم حيث يأخذهم ال تعالى بها‪.‬‬

‫} إذا هم يجأرون { ‪ :‬أي يصرخون بأعلى أصواتهم ضاجين‪ b‬مستغيثين مم‪m‬ا حل‪ t‬تعالى بهم‪.‬‬

‫} تنكصون { ‪ :‬أي ترجعون على أعقابكم كراهة سماعة القرآن‪.‬‬

‫} مستكبرين به { ‪ :‬أي بالحرم أي كانوا يقولون‪ :‬ل يظهر علينا فيه أحد لن{ا أهل الحرم‪.‬‬

‫} سامرا‪ j‬تهجرون { ‪ :‬اي تسمرون بالحرم ليل‪ j‬هاجرين الحق وسماعه على قراءة فتح التاء وعلى قراءة ضمها‬
‫تهجرون أي تقولوا الهجر من القول كالفحش والقبح‪.‬‬

‫} رسولهم { ‪ :‬أي محمدا‪ N‬صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} به جن{ة { ‪ :‬أي مجنون‪.‬‬

‫معنى اليات‪ } :‬بل قلوبهم في غمرة من هذا { أي ليس المر كما يحسب هؤلء المشركون أن{ا نمدهم بالمال‬
‫مسارعة منا لهم في الخيرات لرضانا عنهم ل بل إن قلوبهم في غمرة وعمى من القرآن } ولهم أعمال من‬
‫دون ذلك { أي دون عمل المؤمنين } هم لها عاملون { حتى تنتهي بمترفيهم إلى هلكهم ودمارهم وقوله تعالى‪:‬‬
‫} حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون { أي استمرت العمال الشركية ال‪p‬جرامية حتى أخذ ال تعالى‬
‫مترفيهم في بدر بعذاب القتل والسر } إذا هم يجأرون { يضجون بالصراخ مستغيثين‪ ،‬وال تعالى يقول لهم‪:‬‬
‫} ل تجأروا اليوم إنكم منا ل تنصرون { وذكر تعالى لهم ما كانوا عليه من التكذيب والستكبار وقول الهجر‬
‫موبخا‪ N‬إياهم } قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون { هروبا‪ N‬من سماعها حال كونكم‬
‫} مستكبرين به { أي بالحرم زاعمين أنكم أهل الحرم‪ ،‬وأن أحدا‪ j‬ل يظهر عليكم فيه لنكم أهله وقوله‪ } :‬سامرا‬
‫تهجرون { أي تسمرون بالليل تهجرون بذلك سماع الحق ودعوة الحق التي ت‪V‬تلى بها عليكم آيات ال‪ .‬وقد‬
‫قرىء ت‪V‬هجرون بضم التاء وكسر الجيم أي تقولن أنثاء سمركم في الليل الهجر من القول كالكفر وقول الفحش‬
‫وما ل خير فيه من الكلم‪ ،‬وكانوا كذلك‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬أفلم يدبروا القول { الذي يسمعونه من نبينا محمد صلى ال عليه وسلم فيعرفوا أنه حق وخير‬
‫وأنه فيه صلحهم } أم جاءهم { من الدين والشرع } ما لم يأت أباءهم الولين { فقد جاءت رسل ونزلت كتب‬
‫وهم يعرفون ذلك‪ .‬أم لم يعرفوا رسولهم محمدا‪ N‬صلى ال عليه وسلم فهم له منكرون إنهم يعرفونه بصدقه‬
‫وطهارته وكماله منذ نشأته وصباه إلى يوم أن دعاهم إلى ال } أم يقولون به جن{ة { أي جنون وأين الجنون من‬
‫رجل ينطق بالحكمة ويعمل بها ويدعو إليها } بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون { ‪ ،‬وهذا هو سر‬
‫إعراضهم واستكبارهم ‪ -‬إنه كراهيتهم للحق لطول ما ألفوا الباطل وعاشوا عليه‪ ،‬وهذه سنة البشر في كل‬
‫زمان ومكان‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬غمرة الجهل والتعصب وعمى التقليد هي سبب إعراض الناس عن الحق ومعارضتهم له‪.‬‬

‫‪ -2‬ل تنفع التوبة عند معاينة العذاب أو نزوله‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان الذنوب التي أخذ بها مترفو مكة ببدر وهي هروبهم من سماع القرآن ونكوصهم عند سماعه على‬
‫أعقابهم حتى ل يسمعوه واستكبارهم بالحرم واعتزارهم به جهل‪ N‬وضلل واجتماعهم في الليالي الطوال‬
‫يسمرون على اللهو وقول الباطل هاجرين سماع القرآن وما يدعو إليه من هدى وخير‪.‬‬

‫} ولو ٱتبع ٱلحق أه‪%‬وآءهم‪ %‬لفسدت ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض ومن فيهن بل أتي‪%‬ناهم‪ %‬بذكرهم‪ %‬فهم‪ %‬عن‬
‫ذكرهم‪ %‬م‪O‬ع‪%‬رضون { * } أم‪ %‬تس‪%‬ألهم‪ %‬خر‪%‬جا‪ S‬فخراج رب‪#‬ك خ ‪%‬ير‪ V‬وهو خي‪%‬ر ٱلرازقين { * } وإنك‬
‫ط م‪O‬س‪%‬تقيم@ { * } وإن ٱلذين ل يؤمنون بٱلخرة عن ٱلص‪#‬راط لناكبون { *‬
‫لتد‪%‬عوهم‪ %‬إلى صرا @‬
‫} ولو‪ %‬رحم‪%‬ناهم‪ %‬وكشفنا ما بهم‪ %‬م‪#‬ن ضر‪ m‬للج‪O‬وا في طغيانهم‪ %‬يع‪%‬مهون { * } ولقد‪ %‬أخذناهم‬
‫بٱلعذاب فما ٱس‪%‬تكانوا لرب‪#‬هم‪ %‬وما يتضرعون { * } حتى إذا فتح‪%‬نا علي‪%‬هم‪ %‬بابا‪ S‬ذا عذاب@ شديد@ إذا‬
‫هم‪ %‬فيه مب‪%‬لسون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} لو اتبع الحق أهواءهم { ‪ :‬أي ما يهوونه ويشتهونه‪.‬‬

‫} أتيناهم بذكرهم { ‪ :‬أي بالقرآن العظيم الذي فيه ذكرهم فيه يذكرون وي‪n‬ذكرون‪.‬‬

‫} أم تسألهم خرجا‪ : { N‬أي مال‪ N‬مقابل إبلغك لهم دعوة ربهم‪.‬‬

‫} فخراج ربك خير { ‪ :‬أي ما يرزقكه ال خير وهو خير الرازقين‪.‬‬

‫} إلى صراط مستقيم { ‪ :‬أي إلى السلم‪.‬‬

‫} عن الصراط لناكون { ‪ :‬أي عن السلم أي متنكبونه جاعلوه على منكب أي جانب عادلون عنه‪.‬‬

‫} للجو‪x‬ا في طغيانهم يعمهون { ‪ :‬لتمادوا في طغيانهم مصرين عليه‪.‬‬

‫} فما استكانوا { ‪ :‬أي ماذلوا ول خضعوا‪.‬‬

‫} إذا هم فيه مبلسون { ‪ :‬أي آيسون قنطون‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في دعوة المشركين إلى التوحيد واليمان بالبعث والجزاء فقوله تعالى‪ } :‬ولو اتبع الحق‬
‫أهواءهم لفسدت السموات والرض ومن فيهن { هذا كلم مستأنف لبيان حقائق أخرى منها أن هؤلء‬
‫ق النازل من عند ال والذي يمثله القرآن أهواءهم أي ما يهوونه ويشتهونه فكان يوافقهم‬
‫المشركين لو اتبع الح ~‬
‫عليه لدى ذلك إلى فساد الكون كلع علويه وسفليه‪ ،‬وذلك لنهم أهل باطل ل يرون إل الباطل ويصبح سيرهم‬
‫معاكسا‪ N‬للحق فيؤدي حتما إلى خراب الكون وقوله تعالى‪ } :‬بل أتيناهم بذكرهم { أي جئناهم بذكرهم الذي هو‬
‫القرآن الكريم إذ به يذكرون وبه ي‪n‬ذكرون لنه سبب شرفهم‪ ،‬وقوله ك } فهم عن ذكرهم معرضون { ‪ ،‬فهم‬
‫لسوء حالهم وفساد قلوبهم معرضون عما به يذكرون ويذكرون ‪ ،,‬وقوله تعالى‪ } :‬أم تسألهم خر‪r‬جا‪ { N‬أي أجرا‬
‫ومال‪ } N‬فخراج رب‪b‬ك خير { أي ثواب رب•ك الذي يثيبك به خير وهو تعالى خير الرازقين وحاشا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أن يسألهم عن التبليغ أجرا‪ N‬وقوله تعالى‪ } :‬وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم { أي إلى‬
‫السلم طريق السعادة والكمال في الدنيا والخرة‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وإن الذين ل يؤمنون بالخرة عن الصراط‬
‫الناكبون { أي علة تنكب‪l‬هم أي ابتعادهم عن السلم هو عدم إيمانهم بالخرة‪ ،‬وهو كذلك فالقلب الذي ل يعمره‬
‫اليمان بلقاء ال والجزاء يوم القيامة صاحبه ضد كل خير ومعروف ول يؤمل منه ذلك لعلة كفره بالخرة‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ولو رحمنا وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون { يخبر تعالى أنه لو رحم أولئك‬
‫المشركين المكذبين بالخرة‪ ،‬وكشف ما بهم من ضر أصابهم من قحط وجدب وجوع ومرض ل يشكرون ال‪،‬‬
‫بل يتمادون في عتوهم وضللهم وظلمهم يعمهون حيارى يترددون‪ ،‬وقوله تعالى‪ :‬ولقد أخذناهم بالعذاب { وهي‬
‫سنوات الجدب والقحط بدعوة رسول ال صلى ال عليه وسلم وما أصابهم من قتل وجراحات وهزائم في بدر‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬فما استكانوا لربهم وما يتضرعون { فما ذلوا لربهم وما دعوه ول تضرعوا إليه بل بقوا على طغيانهم‬
‫في ضللهم ومرد هذا ظلمة النفوس الناتجة عن الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬حتى إذا فتحنا عليهم بابا‪ N‬ذا عذاب شديد { وهو معركة بدر وما أصاب المشركين من القتل } إذ‬
‫هم فيه ملبسون { أي آيسون من كل خير حزنون قنطون وذلك لظلمة نفوسهم بالشرك والمعاصى‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬خطر اتباع الهوى وما يفضي إليه من الهلك والخسران‪.‬‬

‫‪ -2‬الصراط المسقيم الموصل إلى السعادة والكمال هو السلم ل غير‪.‬‬

‫‪ -3‬التكذيب بيوم القيامة وما يتم فيه من حساب وجزاء هو الباغث على كل شر والمانع من كل خير‪.‬‬

‫‪ -4‬من آثار ظلمة النفس نتيجة الكفر اليأس والقنوط والتمادي في الشر والفساد‪.‬‬

‫} وهو ٱلذي* أنشأ لكم ٱلسم‪%‬ع وٱلب‪%‬صار وٱلفئدة قليل‪ S‬ما تشكرون { * } وهو ٱلذي ذرأكم‪ %‬في‬
‫ٱلر‪%‬ض وإلي‪%‬ه تح‪%‬شرون { * } وهو ٱلذي يح‪%‬يي ويميت وله ٱختلف ٱللي‪%‬ل وٱلنهار أفل تع‪%‬قلون {‬
‫* } بل قالوا مثل ما قال ٱلولون { * } قالو*ا أإذا متنا وكنا ترابا‪ S‬وعظاما‪ S‬أإنا لمب‪%‬عوثون { * }‬
‫لقد‪ %‬وعد‪%‬نا نح‪%‬ن وآبآؤ)نا هـذا من قب‪%‬ل) إن‪ %‬هـذآ إل أساطير ٱلولين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} أنشأ لكم السمع { ‪ :‬أي خلق وأوجد لكم السماع والبصار‪.‬‬

‫} والفئدة { ‪ :‬جمع فؤاد وهو القلب‪.‬‬

‫ل قليل‪.‬‬
‫} قليل ما تشكرون { ‪ :‬أي ما تشكرون إ {‬

‫} ذرأكم { ‪ :‬أي خلقكم‪.‬‬

‫} وإليه تحشرون { ‪ :‬أي تجمعون إليه بعد إحيائكم وخروجكم من قبوركم‪.‬‬

‫} وله اختلف الليل والنهار { ‪ :‬أي إليه تعالى إيجاد الليل والنهار وظلمة الليل وضياء النهار‪.‬‬

‫} أفل تعقلون { ‪ :‬فتعرفوا أن ال هو المعبود الحق إذ هو الرب الحق‪.‬‬

‫} إل أساطير الولين { ‪ :‬أي ما تقولون من البعث والحياة الثانية ما هو إل حكايات وأساطير وأخبار الولين‪،‬‬
‫والساطير جمع أسطورة أي حكاية مسطرة مكتوبة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في دعوة المنكرين للبعث الخر إلى اليمان به بعرض الدلة العقلية عليهم لعلهم يؤمنون‬
‫فقال تعالى لهم‪ } :‬وهو الذي أنشأ لكم السمع والبصار والفئدة { أي ال الذي خلق لكم أسماعكم وأبصاركم‬
‫وقلوبكم قادر على إحيائكم بعد موتكم وحشركم إليه تعالى ليحاسبكم ويجزيكم‪ ،‬وقوله‪ } :‬قليل‪ N‬ما تشكرون {‬
‫يوبخهم تعالى على كفرانهم نعمه عليهم‪ ،‬إذ أوجد لهم أسماعا‪ N‬وأبصارا‪ N‬وأفئدة ولم يحمدوه على ذلك ولم يشكروه‬
‫باليمان به وبطاعته‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬وهو الذي ذرأكم في الرض { أي خلقكم في الرض‪ } ،‬وإليه تحشرون {‬
‫إذ الذي قدر على خلقكم في الرض قادر على خلقكم في أرض أخرى بعد أن يميتكم ويحشركم أي يجمعكم‬
‫إليه ليحاسبكم ويجزيكم‪ .‬وقوله‪ } :‬وهو الذي يحيى ويميت { أي يحيي النطفة بجعلها مضغة لحم ثم ينفخ فيها‬
‫الروح فتكون بشرا‪ ،N‬ويميتكم بعد انقضاء آجالكم أليس هذا قادرا‪ N‬على إحيائكم بعد موتكم‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وله اختلف الليل والنهار أفل تعقلون { أي ول تعالى اختلف الليل والنهار بإيجادهما‬
‫وتعاقبهما وإدخال أحدهما في الخر أفل تعقلون أن‪ m‬من هذه قدرته وتصاريفه في خلقه قادر على بعثكم بعد‬
‫إماتتكم وقوله تعالى‪ } :‬بل مقالوا مثل ما قال الولون { أي بدل أن يؤمنوا باليوم الخر ل‪p‬ما د‪l‬ل‚ عليه من هذه‬
‫الدلة التي ل يردها عاقل ول ينكرها عقل عادوا فقالوا قوله المنكرين من المم قبلهم‪ } :‬قالوا أإذا متنا وكنا‬
‫ترابا‪ N‬إنا لمبعوثون { وهو انكار صريح منهم للعبث الخر‪ .‬وقالوا أيضا‪ N‬ما أخبر تعالى عنهم‪ ،‬وهم يعلنون‬
‫تكذيبهم ل تعالى ورسوله‪ } :‬ولقد وعدنا نحن وأباؤنا هذا من قبل إن هذا إل أساطير الولين { أي لقد وعد هذا‬
‫آباؤبا من قبل ولم يحصل ما هذا الذي يقال إل أساطير أي حكايات سطرها الولون في كتبهم فهي تروى‬
‫ويتناقلها الناس ول حقيقة لها ول وجود‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب الشكر ل تعالى بطاعته على نعمه ومن بينها نعمة السمع والبصر والقلب‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير عقدية البعث والجزاء بما تضمنت اليات من الدلة العديدة على ذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬سوء التقليد وآثارة في السلوك النساني بحيث ينكر المقلد عقله‪.‬‬

‫} قل ل‪R‬من ٱلر‪%‬ض ومن فيهآ إن كنتم‪ %‬تع‪%‬لمون { * } سيقولون لله قل أفل تذكرون { * } قل‬
‫من رب‪ O‬ٱلسماوات ٱلسب‪%‬ع ورب‪ O‬ٱلعر‪%‬ش ٱلعظيم { * } سيقولون لله قل أفل تتقون { * } قل من‬
‫بيده ملكوت كل‪ R‬شي‪%‬ء@ وهو يج‪%‬ير ول يجار علي‪%‬ه إن كنتم‪ %‬تع‪%‬لمون { * } سيقولون لله قل فأنى‬
‫تس‪%‬حرون { * } بل أتي‪%‬ناهم‪ %‬بٱلحق‪ R‬وإنهم‪ %‬لكاذبون { * } ما ٱتخذ ٱلله من ولد@ وما كان معه من‬
‫إلـه@ إذا‪ S‬لذهب كل إلـه@ بما خلق ولعل بع‪%‬ضهم‪ %‬على بع‪%‬ض@ سب‪%‬حان ٱلله عما يصفون { *‬
‫} عالم ٱلغي‪%‬ب وٱلشهادة فتعالى عما يشركون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} قل أفل تذكرون { ‪ :‬فتعلمون أن من له الرض ومن فيها خلقا‪ N‬وملكا‪ N‬قادر على البعث وأنه ل إله إل هو‪.‬‬

‫} قل أفل تتقون { ‪ :‬أي كيف ل تتقونه باليمان به وتوحيده وتصديقه في البعث والجزاء‪.‬‬
‫} من بيده ملكوت كل شيء { ‪ :‬أي ملك كل شيء يتصرف فيه كيف يشاء‪.‬‬

‫} وهو يجير ول يجار عليه { ‪ :‬يحفظ وحيمي من يشاء ول ي‪n‬حمى عليه ويحفظ من أراده بسوء‪.‬‬

‫} فأنى تسحرون { ‪ :‬أي كيف تخدعون وتصرفون عن الحق‪.‬‬

‫} بل أتيناهم بالحق { ‪ :‬أي بما هو الحق والصدق في التوحيد والنبوة والبعث والجزاء‪.‬‬

‫} ولعل بعضهم على بعض { ‪ :‬أي قهرا‪ N‬وسطانا‪.N‬‬

‫} عما يصفون { ‪ :‬أي من الكذب كزعمهم أن ل ولدا‪ N‬وأن له شريكا‪ N‬وأنه غير قادر على البعث‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في دعوة المشركين إلى التوحيد واليمان بالبعث والجزاء فقال تعالى لرسوله قل لهؤلء‬
‫المشركين المنكرين للبعث والجزاء } لمن الرض ومن فيها { من المخلوقات } إن كنتم تعلمون { من هي له‬
‫فسموه‪ .‬ولما لم يكن لهم من ب‪n‬د‡ أن يقولوا } ل { أخبر تعالى أنهم سيقولون ل‪ .‬إذا‪ ij‬قل لهم‪ } :‬أفل تذكرون {‬
‫فتعلموا أن من له الرض ومن فيها خلقا‪ N‬وملكا‪ N‬وتصرف‪N‬ا ل يصلح أن يكون له شريك من عباده‪ ،‬وهو رب كل‬
‫شيء ومليكه‪ ،‬وقوله‪ } :‬قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم { أي س‪l‬ل‪w‬ه‪n‬م‪ r‬من هو رب السموات‬
‫السبع ورب‪ b‬العرش العظيم‪ .‬الذي أحاط بالملكوت كله‪ ،‬أي من هو خالق السموات السبع‪ ،‬ومن فيهن ومن خالق‬
‫العرش العظيم ومالك ذلك كله والمنصرف فيه‪ ،‬ولما لم يكن من جواب سوى ال أخبر تعالى أنهم سيقلون ال‬
‫أي خالقها وهي ل ملكا وتدبيرا وتصريفا إذا قل لهم يا رسولنا } أفل تتقون { أي ال وأنتم تنكرون عليه قدرته‬
‫في إحياء الناس بعد موتهم وتجعلون له أندادا تعبدونها معه‪ ،‬أما تخافون عقابه أما تخشون عذابه وقوله تعالى‪:‬‬
‫} قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ول يجار عليه { أي سلهم يا رسولنا فقل لهم من بيده ملكوت كل‬
‫شيء أي ملك كل شيء وخزائنه؟ وهو يجير من يشاء أي يحمي ويحفظ من يشاء فل يستطيع أحد أن يمسه‬
‫بسوء ول يجار عليه‪ ،‬أي ول يستطيع أحد أن يجير أي يحمي ويحفظ عليه أحدا‪ N‬أراده بسور وقوله‪ } :‬إن كنتم‬
‫تعلمون { أي إن كنتم تعلمون أحدا‪ N‬غير ال بيده ملكوت كل شيء ويجير ول يجار عليه فاذكروه‪ ،‬ولما لم يكن‬
‫لهم أن يقولوا غير ال‪ ،‬أخبر تعالى أ‪،‬هم سيقلون ال أي هو الذي بيده ملكوت كل شيء وهي ل خلقا‪ N‬وملكا‬
‫وتصرفا‪ N‬إذا‪ N‬قل لهم } فأنى تسحرون؟ { أي كيف تخدعون فتصرفون عن الحق فتعبدون غير الخالق الرازق‪،‬‬
‫وتنكرون على الخالق إحياء الموات وبعثهم وهو الذي أحياهم أول‪ N‬ثم أماتهم ثانيا‪ N‬فكيف ينكر عليه إحياءهم‬
‫مرة أخرى وقوله تعالى‪ } :‬بل أتيناهم بالحق { أي ليس المر كما يتوهمون ويخيل إليهم بل أتيناهم بذكرهم‬
‫الذي هو القرآن به يذكرون لنه ذكرى وذكر‪ ،‬وبه يذكرون لنه شرف لهم وإنهم لكاذبون في كل ما يدعون‬
‫ويقولون‪.‬‬

‫} ما اتخذ ال من ولد { ول بنت‪ } ،‬وما كان معه من إله { ول ينبغي ذلك‪ ،‬والدليل المنطقي العقلي الذي ل يرد‬
‫و أنه لو كان مع ال إله آخر لقاسمه الملك وذهب كل إله بما خلق‪ ،‬ولحارب بعضهم بعضا‪ N‬وعل بعضهم على‬
‫بعض غلبة وقهرا‪ N‬وقوله تعالى‪ } :‬سبحان ال { تنزيها‪ N‬ل تعالى عما يصفه به الواصفون من صفات العجز‬
‫كاتخاذ الولد والشريك‪ ،‬والعجز عن البعث‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬عالم الغيب والشهادة { أي ما ظهر وما بطن‪ ،‬وما‬
‫غاب وما حضر فلو كان معه آلهة أخرى لعرفهم وأخبر عنهم ولكن هيهات هيهات أن يكون مع ال إله آخر‬
‫وهو الخالق لكل شيء والمالك لكل شيء } فتعالى عما يشركون { علوا‪ N‬كبيرا‪ N‬وتنزه تنزها‪ N‬عظيما‪.N‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬مشروعية توبيخ المتغافل المتجاهل وتأنيب المتعامي عن الحق وهو قادر على رؤيته‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير ربوبية ال تعالى وألوهيته‪.‬‬

‫‪ -3‬تنزيه ال تعالى عن الصاحبة والولد وإبطال ترهات المفترين‪.‬‬

‫‪ -4‬الستدلل العقلي ومشروعيته والعمل به لحقاق الحق وإبطال الباطل‪.‬‬

‫} قل رب‪ #‬إما ترين‪R‬ي ما يوعدون { * } رب‪ #‬فل تج‪%‬علني في ٱلقو‪%‬م ٱلظالمين { * } وإنا على أن‬
‫نريك ما نعدهم‪ %‬لقادرون { * } ٱد‪%‬فع‪ %‬بٱلتي هي أح‪%‬سن ٱلسي‪#‬ئة نح‪%‬ن أع‪%‬لم بما يصفون { * } وقل‬
‫رب‪ #‬أعوذ بك من‪ %‬همزات ٱلشياطين { * } وأعوذ بك رب‪ #‬أن يح‪%‬ضرون { * } حتى إذا جآء‬
‫أحدهم ٱلمو‪%‬ت قال رب‪ #‬ٱر‪%‬جعون { * } لعل‪R‬ي* أع‪%‬مل) صالحا‪ S‬فيما تركت كل إنها كلمة‪ U‬هو قآئلها‬
‫خ إلى يو‪%‬م يب‪%‬عثون {‬
‫ومن ورآئهم‪ %‬بر‪%‬ز ‪U‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} إما تريني ما يوعدون { ‪ :‬أي إن ت‪V‬ريني من العذاب‪.‬‬


‫} ادفع بالتي هي أحسن { ‪ :‬اي ادفع بالخصلة التي هي أحسن وذلك كالصفح وال‪p‬عراض عنهم‪.‬‬

‫} من همزات الشياطين { ‪ :‬أي من وساوسهم التي تخطر بالقلب فتكاد تفسده‪.‬‬

‫} أن يحضرون { ‪ :‬أي في أموري حتى ل يفسدوها علي‪.‬‬

‫} جاء أحدهم الموت { ‪ :‬أي رأى علماته ورآه‪.‬‬

‫} برزخ { ‪ :‬أي حاجز يمنع وهو مدة الحياة الدنيا‪ ،‬وإن عاد بالبعث فل عما يقبل‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫في هذا السياق تهديد للمشركين الذين لم ينتفعوا بتلك التوجيهات التي تقدمت في اليات قبل هذه‪ ،‬فأمر ال‬
‫تعالى رسوله أن يدعوه ويضرع إليه إن هو أبقاه حتى يحين هلك قومه‪ ،‬أن ل يهلكه معهم فقال‪ } :‬قل رب إما‬
‫تريني { أي أن تريني } ما يوعدون { أي من العذاب‪ } ،‬رب فل تجعلني في القوم الظالمين { بل أخرجني منهم‬
‫وأبعدني عنهم حتى ل أهلك معهم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون { يخبر تعالى رسوله‬
‫بأنه قادر على إنزال العذاب الذي وعد به المشركين إذا لم يتوبوا قبل حلوله بهم‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬ادفع بالتي هي أحسن { هذا قل أمره بقتالهم‪ :‬أمره بأن يدفع ما يقولونه له في الكفر والتكذيب بالخ‪V‬ل‪t‬ة‬
‫والخصلة التي هي أحسن وذلك كالصفح والعراض عنهم وعدم اللتفاف إليهم‪ .‬وقوله‪ } :‬ونحن أعلم بما‬
‫يصفون { أي من قولهم ل شريك وله ولد‪ ،‬وأنه ما أرسل محمدا‪ N‬رسول‪ ،N‬وأنه ل بعث ول حياة ول نشور يوم‬
‫القيامة وقوله‪ } :‬وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين‪ ،‬وأعوذ بك رب أن يحضرون { لما علمه الحتراز‬
‫والتحص‪x‬ن من المشركين بالصفح والعراض أمره أن يتحصن من الشياطين بالستعاذة بال تعالى فأمره أن‬
‫يقول } رب { أي يا رب } أعوذ بك { أي استجير بك من همزات الشياطين أي وساوسهم حتى ل يفتنوني عن‬
‫ديني وأعوذ بك أن يحضروا أمري فيفسدوه على‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬حتى إذا جاء أحدهم الموت { أي إذا حضر أحد أولئك المشركين الموت أي رأى ملك الموت‬
‫وأعوانه وقد حضروا لقبض روحه } قال رب ارجعون { أي أخروا موتي كي أعمل صالحا‪ N‬فيما تركت العمل‬
‫فيه بالصلح‪ ،‬وفيما ضيعت من واجبات قال تعالى ردا‪ N‬عليه } كل { أي ل رجوع أبدا‪ } ،N‬إنها كلمة هو قائلها {‬
‫ل فائدة منها ول نفع فيها‪ } ،‬ومن ورائهم برزخ { أي حاجز مانع من العودة إلى الحياة وهو أيام الدنيا كلها‬
‫حتى إذا انقضت عادوا إلى الحياة‪،‬ولكن ليست حياة عمل وإصلح ولكنها حياة حساب وجزاء هذا معنى قوله‪:‬‬
‫} ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون {‪.‬‬
‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬مشروعية الدعاء والترغيب فيه وإنه لذو جدوى للمؤمن‪.‬‬

‫‪ -2‬استحباب دفع السيء من القول أو الفعل بالصفح والعراض عن صاحبه‪.‬‬

‫‪ -3‬مشروعية الستعاذة بال تعالى من وساوس الشياطين ومن حضورهم أمر العبد الهام حتى ل يفسدوه عليه‬
‫بالخواطر السيئة‪.‬‬

‫‪ -4‬موعظة المؤمن بحال من يتمنى العمل الصالح عند الموت فل ي‪n‬مكن منه فيموت بندمه وحسرته ويلقى‬
‫جزاء تفريطه حرمانا‪ N‬وخسران‪N‬ا في الدار الخرة‪.‬‬

‫} فإذا نفخ في ٱلص‪O‬ور فل أنساب بي‪%‬نهم‪ %‬يو‪%‬مئذ@ ول يتسآءلون { * } فمن ثقلت موازينه‬
‫فأ)و‪%‬لـئك هم ٱلمفلحون { * } ومن‪ %‬خفت موازينه فأ)و‪%‬لـئك ٱلذين خسرو*ا أنفسهم‪ %‬في جهنم‬
‫خالدون { * } تلفح وجوههم ٱلنار وهم‪ %‬فيها كالحون { * } ألم‪ %‬تكن‪ %‬آياتي تتلى علي‪%‬كم‪ %‬فكنتم‬
‫بها تكذ‪R‬بون { * } قالوا ربنا غلبت علي‪%‬نا شقوتنا وكنا قو‪%‬ما‪ S‬ضآل‪R‬ين { * } ربنآ أخرج‪%‬نا منها‬
‫فإن‪ %‬عد‪%‬نا فإنا ظالمون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} في الصور { ‪ :‬أي في القرن المعبر عنه بالبوق نفخة القيام من القبور للحساب والجزاء‪.‬‬

‫} المفلحون { ‪ :‬أي الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنة‪.‬‬

‫} تلفح وجوههم النار { ‪ :‬أي تحرقها‪.‬‬

‫} وهم فيها كالحون { ‪ :‬الكالح من أحرقت النار جلدة وجهه وشفتيه فظهرت أسنانه‪.‬‬

‫} ألم تكن آياتي تتلى عليكم { ‪ :‬أي يوبخون ويذكرون بالماضى ليحصل لهم الندم والمراد باليات آيات القرآن‪.‬‬
‫} غلبت علينا شقوتنا { ‪ :‬أي الشقاوة الزلية التى تكتب على العبد في كتاب المقادير قبل وجوده‪.‬‬

‫} أخرجنا منها فإن عدنا { ‪ :‬أي من النار فإن عدنا إلى الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في تقرير التوحيد والنبوة والبعث والجزاء والدعوة إلى ذلك وعرض الدلة وتبيينها وتنويعها‪،‬‬
‫إذ ل يمكن استقامة إنسان في تفكيره وخلقه وسلوكه على مناهج الحق والخبر إل إذا آمن إيمانا‪ N‬راسخا‪ N‬بوجود‬
‫ال تعالى ووجوب طاعته وتوحيده في عباداته‪ ،‬وبالواسطة في ذلك وهو الوحي والنبي الموحي إليه‪ ،‬وبالبعث‬
‫الخر الذي هو دور الحصاد لما زرع النسان في هذه الحياة من خير وشر فقوله تعالى‪ } :‬فإذا نفخ في الصور‬
‫فل أنساب بينهم يومئذ ول يتساءلون { هذا عرض لما يجرى في الخرة فيخبر تعالى أنه إذا نفخ اسرافيل بإذن‬
‫ال في الصور الذي هو القرن أي كقرن الشاة لقوله تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير‬
‫فلشدة الهول وعظيم الفزع لم يبق نسب يراعى أو يلتفت إليه بل كل واحد همه نفسه فقط‪ ،‬ول يسأل حميم‬
‫حميما‪ N‬وسألت عائشة رضى ال عنها رسول ال صلى ال عليه وسلم قالت‪ :‬هل تذكرون أهليكم يا رسول ال‬
‫يوم القيامة فقال " أما عند ثلثة فل‪ :‬إذا تطايرت الصحف‪ ،‬وإذا وضع الميزان وإذا نصب الصراط " ومعنى‬
‫هذا الحديث واضح والشاهد منه ظاهر وهو أنهم ل يتساءلون‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون { أي من رجحت كفة حسناته على كفة سيئآته أفلح أي‬
‫نجا من النار وأدخل الجنة و‪l‬من خفت موازينه بأن حصل العكس فقد خسر و‪ l‬أبعد عن الجنة وأدخل النار وهذا‬
‫معنى قوله تعالى } ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون‪ ،‬تلفح وجوههم النار وهم‬
‫فيها كالحون { أي تحرق وجوههم النار فيكلحون باحتراق شفاههم وتظهر أسنانهم وهو أبشع منظر وأسوأه‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون؟ { هذا يقال لهم تأنبيا‪ N‬وتوبيخا‪ N‬وهم في جهنم وهو‬
‫عذاب نفساني مع العذاب الجثماني } ألم تكن آياتي تتلى عليكم { أما كان رسلنا يتلون عليكم آياتنا } فكنتم بها‬
‫تكذبون { بأقوالكم وأعمالكم أو بأعمالكم دون أقوالكم فلم تحرموا ما حرم ال ولم تؤدوا ما أوجب ال‪ ،‬ولم‬
‫تنتهوا عما نهاكم عنه‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا { هذا جوابهم كالمعتذرين بأن شقاءهم كان‬
‫بقضاء وقدر فلذا حيل بينهم وبين اليمان والعمل الصالح‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وكنا قوما‪ N‬ضالين { هذا قولهم أيضا‬
‫وهو اعتراف صريح بأنهم كانوا ضالين‪ .‬ثم قالوا ما أخبر تعالى به عنهم بقوله‪ } :‬ربنا أخرجنا منها فإن عدنا‬
‫فإنا ظالمون { هذا دعؤهم وهم في جهنم يس‪r‬ألون ربهم أن يردهم إلى الدنيا ليؤمنوا ويستقيموا على صراط ال‬
‫المستقيم الذي هو السلم وسوف ينتظرون جواب ال تعالى ألف سنة‪ ،‬وهو ما تضمنته اليات التالية‪.‬‬
‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عقيدة البعث والجزاء من خلل عرض أحداثها في هذه اليات‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير أن وزن العمال يوم القيامة حق وإنكاره بدعة مكفرة‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير أن إسرافيل ينفخ في الصور وإنكار ذلك وتأويله بلفظ الصور كما فعل المراغي‪ .‬عند تفسيره هذه‬
‫الية مع السف بدعة من البدع المنكرة ولذا نبهت عليها هنا حتى ل يغتر بها المؤمنون‪.‬‬

‫‪ -4‬العتذار بالقدر ل ينفع صاحبه‪ ،‬إذ القدر مستور فل ينظر إليه والعبد مأمور فليؤتمر بأمر ال ورسوله‬
‫ولينته بنهيهما ما دام العبد قادرا‪ N‬على ذلك فإن عجز فهو معذور‪.‬‬

‫} قال ٱخسئ)وا فيها ول تكل‪R‬مون { * } إنه كان فريق‪ U‬م‪#‬ن‪ %‬عبادي يقولون ربنآ آمنا فٱغف ‪%‬ر لنا‬
‫وٱر‪%‬حم‪%‬نا وأنت خي‪%‬ر ٱلراحمين { * } فٱتخذتموهم‪ %‬سخري‪j‬ا‪ S‬حتى أنسو‪%‬كم‪ %‬ذكري وكنتم‪ %‬م‪#‬نهم‬
‫تض‪%‬حكون { * } إن‪R‬ي جزي‪%‬تهم ٱليو‪%‬م بما صبرو*ا أنهم‪ %‬هم ٱلفآئزون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} إخسأوا {‪ :‬أي أبعدوا في النار أذلء مخزيين‪.‬‬

‫} فريق من عبادي { ‪ :‬هم المؤمنون المتقون‪.‬‬

‫} فاتخذتموهم سخريا‪ : { N‬أي جعلتموهم محط سخريتكم واستهزائكم‪.‬‬

‫} بما صبروا { ‪ :‬أي على اليمان والتقوى‪.‬‬

‫} هم الفائزون { ‪ :‬أي الناجون عن النار المنعمون في الجنة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫قوله تعالى‪ } :‬قال اخسأوا فيها ول تكلمون { هذا جواب سؤالهم المتقدم حيث قالوا‪ } :‬ربنا أخرجنا منها فإن‬
‫عدنا فإنا ظالمون { وعلل تعالى لحكمه فيهم بال‪o‬بعاد في جهنم أذلء مخزيين يقوله‪ } :‬إنه كان فريق من عبادي‬
‫{ وهو فريق المؤمنين المتقين يقولون } ربنا آمنا فاغفر لنا { ذنوبنا } وارحمنا وأنت خير الراحمين { أي‬
‫يعبدوننا ويتقربون إلينا ويتوسلون بإيمانهم وصالح أعمالهم ويسألوننا المغفرة والرحمة وكنتم أنتم تضحكون من‬
‫عبادتهم ودعائهم وضراعتهم إلينا وتسخرون منهم إني جزيتهم اليوم بصبرهم على طاعتنا مع ما يلقون منكم‬
‫من اضطهاد وسخرية‪ } .‬أنهم هم الفائزون { برضواني في جناتي ل غيرهم‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان مدى حسرة أهل النار لما يجابون بكلمة‪ } :‬اخسأوا فيها ول تكلمون {‪.‬‬

‫‪ -2‬فضيلة التضرع إلى ال تعالى ودعائه والتوسل إليه باليمان وصالح العمال‪.‬‬

‫‪ -3‬حرمة السخرية بالمسلم والستهزاء به والضحك منه‪.‬‬

‫‪ -4‬فضيلة الصبر ولذا ورد أن منزلة الصبر من اليمان كمنزلة الرأس من الجسد‪.‬‬

‫} قال كم‪ %‬لبثتم‪ %‬في ٱلر‪%‬ض عدد سنين { * } قالوا لبثنا يو‪%‬ما‪ S‬أو‪ %‬بع‪%‬ض يو‪%‬م@ فس‪%‬ئل ٱلعآد‪#‬ين { * }‬
‫قال إن لبثتم‪ %‬إل قليل‪ S‬لو‪ %‬أنكم‪ %‬كنتم‪ %‬تع‪%‬لمون { * } أفحسب‪%‬تم‪ %‬أنما خلقناكم‪ %‬عبثا‪ S‬وأنكم‪ %‬إلي‪%‬نا ل‬
‫تر‪%‬جعون { * } فتعالى ٱلله ٱلملك ٱلحق ل إلـه إل هو رب‪ O‬ٱلعر‪%‬ش ٱلكريم { * } ومن يد‪%‬ع مع‬
‫ٱلله إلـها آخر ل بر‪%‬هان له به فإنما حسابه عند رب‪#‬ه إنه ل يفلح ٱلكافرون { * } وقل رب‬
‫ٱغفر‪ %‬وٱر‪%‬حم‪ %‬وأنت خي‪%‬ر ٱلراحمين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} كم لبثتم في الرض { ‪ :‬أي كم سنة لبثتموها في الرض أحياء وأمواتا‪ N‬في قبوركم؟‬

‫} فاسأل العادين { ‪ :‬يريدون الملئكة التي كانت تعد‪ ،‬وهم الكرام الكاتبون أو من يعد أما نحن فلم نعرف‪.‬‬

‫} خلقناكم عبثا‪ : { N‬أي ل لحكمة بل لمجرد العيش واللعب كل‪.‬‬


‫} فتعالى ال الملك الحق { ‪ :‬أي تنزه ال عن العبث‪.‬‬

‫} ل برهان له { ‪ :‬الجملة صفة لـ " إلها‪ N‬آخر " ل مفهوم إذ ل يوجد برهان ول حدة على صحة عبادة غير ال‬
‫تعالى إذا الخق كله مربوب ل مملوك له‪.‬‬

‫} حسابه عند ربه { ‪ :‬أي مجازاته عند ربه هو الذي يجازيه بشركه به ودعاء غيره‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم مع أهل النار المنكرين للبعث والتوحيد بقوله تعالى‪ } :‬قال كم لبثتم في الرض عدد‬
‫سنين؟ { هذا سؤال طرح عليهم أي سألهم ربهم وهو أعلم بلبثهم كم لبثتم من سنة في الدنيا مدة حياتكم فيها‬
‫ومدة لبثكم أمواتا‪ N‬في قبوركم؟ فأجابوا قائلين } لبثنا يوما‪ N‬أو بعض يوم فاسأل العادين { أي من كان يعد من‬
‫الملئكة أو من غيرهم‪ ،‬وهذا الضطراب منهم عائد إلى نكرانهم للبعث وكفرهم في الدنيا به أول‪ N‬وثاني‪N‬ا أهوال‬
‫الموقف وصعوبة الحال وآلم العذاب جعلتهم ل يعرفون أما أهل اليمان فقد جاء في سورة الروم أنهم يجيبون‬
‫إجابة صحيحة إذ قال تعالى‪:‬‬
‫} ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين أوتوا‬
‫{‬ ‫العلم واليمان لقد لبثتم في كتاب ال إلى يوم البعث فهذا يو م البعث ولكنكم كنتم ل تعلمون‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬إن لبثتم إل قليل‪ N‬لو أنكم كنتم تعلمون { هذا بالنظر إلى ما تقدم من عمر الدنيا‪ ،‬فمدة حياتهم‬
‫وموتهم إلى بعثهم ما هي إل قليل وقوله تعالى‪ } :‬أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا‪ N‬وأنكم إلينا ل ترجعون { ‪ ،‬هذا منه‬
‫تعالى توبيخ لهم وتأنيب على إنكارهم للبعث أنكر تعالى عليهم حسبانهم وظنهم أنهم لم يخلقوا للعبادة وإنما‬
‫خلقوا للكل والشر والنكاح كما هو ظن كل الكافرين وأنهم ل يبعثون ول يحاسبون ول يجزون بأعمالهم‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬فتعالى ال الملك الحق { أي عن العبث وعن كل ما ل يليق بجلله وكماله وقوله‪ } :‬ل إله إل‬
‫هو رب العرش الكريم { أي ل معبود بحق إل هو } رب العرش الكريم { أي مالك العرش الكريم ووصف‬
‫العرش بالكرم سائغ كوصفه بالعظيم والعرش سرير الملك وهو كريم لما فيه من الخير وعظيم إذ هو أعظم من‬
‫الكرسي والكرسي وسع السموات والرض‪ ،‬ولم ل يكون العرش كريما‪ N‬وعظيما‪ N‬ومالكه جل جلله هو مصدر‬
‫كل كرم وخير وعظمة‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ومن يدع مع ال إلها‪ N‬آخر ل برهان له { أي ومن يعبد مع ال إلها‪ N‬آخر بالدعاء أو الخوف أو‬
‫الرجاء أو النذر والذبح‪ ،‬وقوله‪ :‬ل برهان له أي ل حجة له ول سلطان على ومليكه وقوله تعالى‪ } :‬فإنما‬
‫حسابه عند ربه { أي ال تعالى ربه يتولى حسابه ويجزيه بحسب عمله وسيخسر خسرانا‪ N‬مبينا لنه كافر‬
‫والكافرون ل يفلحون أبدا‪ N‬فل نجاة من النار ول دخول للجنة بل حسبهم جهنم وبئس المهاد‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وقل رب اغفر وارحم { أي أمر ال تعالى رسوله أن يدعو بهذا الدعاء‪ :‬رب اغفر لي‬
‫وارحمني واغفر لسائر المؤمنين وارحمهم أجمعين فأنت خير الغافرين والراحمين‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬عظم هول يوم القيامة وشدة الفزع فيه فليتق ذلك باليمان وصالح العمال‪.‬‬

‫‪ -2‬تنزه ال تعالى عن العبث واللهو واللعب‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير عقيدة البعث والجزاء‪.‬‬

‫‪ -4‬كفر وشرك من يدعو مع ال إلها‪ N‬آخر‪.‬‬

‫‪ -5‬الحكم بخسران الكافرين وعدم فلحهم‪.‬‬

‫‪ -6‬استحباب الدعاء بالمغفرة والرحمة للمؤمنين والمؤمنات‪.‬‬

‫سورة النور‬
‫} سورة‪ U‬أنزلناها وفرض‪%‬ناها وأنزلنا فيهآ آيات@ بي‪#‬نات@ لعلكم‪ %‬تذكرون { * } ٱلزانية وٱلزاني‬
‫فٱج‪%‬لدوا كل واحد@ م‪#‬نهما مئة جلدة@ ول تأخذكم‪ %‬بهما رأفة‪ U‬في دين ٱلله إن كنتم‪ %‬تؤمنون بٱلله‬
‫وٱليو‪%‬م ٱلخر وليشهد‪ %‬عذابهما طآئفة‪ U‬م‪#‬ن ٱلمؤمنين { * } ٱلزاني ل ينكح إل زانية‪ S‬أو‪ %‬مشركة‬
‫وٱلزانية ل ينكحهآ إل زان@ أو‪ %‬مشرك‪ V‬وحر‪#‬م ذلك على ٱلمؤمنين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} سورة أنزلناها { ‪ :‬أي هذه سورة أنزلناها‪.‬‬

‫} وفرضناها { ‪ :‬أي فرضنا ما فيها من أحكام‪.‬‬


‫} وأنزلنا فيها آيات بينات { ‪ :‬أي وأنزلنا ضمنها آيات أي حججا‪ N‬واضحات تهديد إلى الحق وإلى صراط‬
‫مستقيم‪.‬‬

‫} لعلكم تذكرون { ‪ :‬أي تتعظون فتعملون بما في السورة من أحكام‪.‬‬

‫} الزانية { ‪ :‬من أفضت إلى رجل بغير نكاح شرعي وهي غير محصنة‪.‬‬

‫} مائة جلدة { ‪ :‬أي ضربة على جلد ظهره‪.‬‬

‫} رأفة { ‪ :‬شفقة ورحمة‪.‬‬

‫} وليشهد عذابهما { ‪ :‬أي اقامة الحد عليهما‪.‬‬

‫} طائفة { ‪ :‬أي عدد ل يقل عن ثلثة أنفار من المسلمين والربعة أولى من الثلثة‪.‬‬

‫} الزاني ل ينكح إل زانية { ‪ :‬أي إل زانية مثله أو مشركة ل يقع وطء إل‪ t‬على مثله‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى‪ } :‬سورة أنزلناها { أي هذه سورة من كتاب ال أنزلناها أي على عبدنا ورسولنا محمد صلى ال‬
‫عليه وسلم } وفرضناها { أي وفرضنا ما اشتملت عليه من أحكام على أمة السلم‪ ،‬وقوله‪ } :‬لعلكم تذكرون {‬
‫أي تتعظون فتعملون بما حوته هذه السورة من أوامر ونواه وآداب وخلق وقوله تعالى‪ } :‬الزانية والزاني‬
‫فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة { أي من زنت برجل منكم أيها المسلمون وهما بكران ح‪n‬ر‪m‬ان غير محصنين‬
‫ول مملوكين فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة بعصا ل تشين جارحة ول تكسر عضوا‪ N‬أي جلدا‪ N‬غير مبرح‪،‬‬
‫وزادت السنة تغريب سنة‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ول تأخذكم بهما رأفة في دين ال { ‪ ،‬أي ل تشفقوا عليهما فتعلطوا‬
‫ح‪l‬د‪ m‬ال تعالى وتحرموهما من التطهير بهذا الحد لن الحدود كفارة لصحابها‪ ،‬وقوله‪ } :‬إن كنتم تؤمنون بال‬
‫واليوم الخر { أي فأقيموا عليهما الحد وقوله‪ } :‬وليشهد عذابهما { أي إقامة الحد } طائفة من المؤمنين { أي‬
‫ثلثة أنفار فأكثر وأربعة أولى لن شهادة الزنا تثبت بأربعة شهداء وكلما كثر العدد كان أولى وأفضل‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬الزاني ل ينكح إل زانية أو مشركة { أي ل يطأ مثله من الزواني أو مشركة ل دين لها‪،‬‬
‫والزانية أيضا‪ N‬ل يطأها إل زان‪ o‬مثلها أو مشرك } وحرم ذلك على المؤمنين { أي حرم ال الزنا على المؤمنين‬
‫والمؤمنات ولزم هذا ان ل نزوج زانيا‪ N‬من عفيفة إل بعد توبته‪ ،‬ول تزوج زانية من عفيف إل بعد توبتها‪.‬‬
‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان حكم الزانية والزاني البكرين الحرين وهو جلد مائة وتغريب عام وأما الثيبان فالرجم إن كانا حرين أو‬
‫جلد خمسين جلدة لكل واحد منهما إن كانا غير حرين‪.‬‬

‫‪ -2‬وجوب إقامة هذا الحد أمام طائفة من المؤمنين‪.‬‬

‫‪ -3‬ل يحل تزويج الزاني إل بعد توبته‪ ،‬ول الزانية إل بعد توبتها‪.‬‬

‫} وٱلذين ير‪%‬مون ٱلمح‪%‬صنات ثم لم‪ %‬يأتوا بأر‪%‬بعة شهدآء فٱج‪%‬لدوهم‪ %‬ثمانين جلدة‪ S‬ول تقبلوا لهم‬
‫شهادة‪ S‬أبدا‪ S‬وأ)و‪%‬لـئك هم ٱلفاسقون { * } إل ٱلذين تابوا من بع‪%‬د ذلك وأص‪%‬لحوا فإن ٱلله غفور‬
‫رحيم‪{ V‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} يرمون { ‪ :‬أي يقذفون‪.‬‬

‫} المحصنات { ‪ :‬أي العفيفات والرجال هنا كالنساء‪.‬‬

‫} فاجلدوهم { ‪ :‬أي حدا‪ N‬عليهم واجبا‪.N‬‬

‫} ول تقبلوا لهم شهادة أبدا‪ : { N‬لسقوط عدالتهم بالقذف للمؤمنين والمؤمنات‪.‬‬

‫} إل الذين تابوا { ‪ :‬فإنهم بعد توبتهم يعود إليهم اعتبارهم وتصح شهادتهم‪.‬‬

‫معنى اليتين‪:‬‬

‫بعد بيان حكم الزناة بين تعالى حكم القذف فقال‪ } :‬والذين يرمون المحصنات { أي والذين يرمون المؤمنين‬
‫والمؤمنات بالفاحشة وهي الزنا واللواط بأن يقول فلن زان أو لئط فيقذفه بهذه الكلمة الخبيثة فإن عليه أن‬
‫يحضر شهودا‪ N‬أربعة يشهدون أمام الحاكم على صحة ما رمى به أخاه المؤمن فإن لم يأت بالربعة شهود أقيم‬
‫عليه الحد المذكور في الية‪ :‬وهو جلد ثمانين جلدة على ظهره وتسقط عدابته حتى يتوب وهو معنى قوله‬
‫تعالى‪ } :‬والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلد ‪N‬ة ول تقبلوه لهم شهادة أبدا‬
‫وأولئك هم الفاسقون { أي عن طاعة ال ورسوله } إل الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا { بأن كذبوا أنفسهم‬
‫بأنهم ما رأوا الفاحشة وقوله‪ } :‬فإن ال غفور { فيغفر لهم بعد التوبة } رحيم { بهم يرحمهم ول يعذبهم بهذا‬
‫الذنب العظيم بعدما تابوا منه‪.‬‬

‫هداية اليتين‬

‫من هداية اليتين‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان حد القذف وهو جلد ثمانين جلدة لمن قذف مؤمنا‪ N‬أو مؤمنة بالفاحشة وكان المقذوف بالغا‪ N‬عاقل‪ N‬مسلما‬
‫عفيفا‪ N‬أي لم يعرف بالفاحشة قبل رمية بها‪.‬‬

‫‪ -2‬سقوط عدالة القاذف إل أن يتوب فإنه تعود إليه عدالته‪.‬‬

‫‪ -3‬قبول توبة التائب إن كانت توبته صادقة نصوحا‪.N‬‬

‫} وٱلذين ير‪%‬مون أز‪%‬واجهم‪ %‬ولم‪ %‬يكن‪ %‬لهم‪ %‬شهدآء إل أنفسهم‪ %‬فشهادة أحدهم‪ %‬أر‪%‬بع شهادات@ بٱلله‬
‫إنه لمن ٱلصادقين { * } وٱلخامسة أن لع‪%‬نة ٱلله علي‪%‬ه إن كان من ٱلكاذبين { * } ويد‪%‬رؤ)ا عنها‬
‫ٱلعذاب أن تشهد أر‪%‬بع شهادات@ بٱلله إنه لمن ٱلكاذبين { * } وٱلخامسة أن غضب ٱلله علي‪%‬هآ‬
‫إن كان من ٱلصادقين { * } ولو‪%‬ل فض‪) %‬ل ٱلله علي‪%‬كم‪ %‬ورح‪%‬مته وأن ٱلله تواب‪ V‬حكيم‪{ V‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} يرمون أزواجهم { ‪ :‬أي يقذفونهن بالزنا كأن يقول زنت أو الحمل الذي في بطنها ليس منه‪.‬‬

‫} إنه لمن الصادقين { ‪ :‬اي فيما رماها به من الزنى‪.‬‬

‫} ويدرأ عنها العذاب { ‪ :‬أي يدفع عنها حد القذف وهو هنا الرجم حتى الموت‪.‬‬

‫} أن تشهد أربع شهادات { ‪ :‬أي شهادتها أربع شهادات‪.‬‬


‫} والخامسة { ‪ :‬هي قولها غضب ال علهيا إن كان من الصادقين‪.‬‬

‫} ولول فضل ال عليكم { ‪ :‬أي لفضح القاذف أو المقذوف ببيان كذب أحدهما‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد بيان حكم حد القذف العام ذكر تعالى حكم القذف الخاص وهو قذف الرجل زوجته فقال تعالى‪ } :‬والذين‬
‫يرمون أزواجهم { أي بالفاحشة } ولم يكن لهم شهداء { أي من يشهد معهم إل أنفسهم أي إل القاذف وحده‬
‫فالذي يقول مقام الربعة شهود هو أن يشهد أربع شهادات قائل‪ :‬أشهد بال لقد رأيتها تزني أو زنت أو هذا‬
‫الولد أو الحمل ليس لي ويلتعن فيقول في الخامسة } لعنة ال عليه إن كان من الكاذبين { أي فيما رمى به‬
‫زوجته‪ ،‬وهنا يعرض على الزوجة أن تقر بما رماها به زوجها ويقام عليها حد القذف وهو هنا الرجم‪ ،‬أو‬
‫تشهد أربع شهادات بال أنها ما زنت‪ ،‬والخامسة تدعو على نفسها بغضب ال فتقول } أن غضب اللهعليها إن‬
‫كان من الصادقين { فيما رماها به‪ ،‬وبذلك درأت عنها العذاب الذي هو الحد ويفرق بينهما فل يجتمعان أبدا‪.N‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬ولول فضل ال عليكم ورحمته { جواب لول محذوف تقديره لعاجلكم بالعقوبة ولفضح أحد‬
‫الكاذبين‪ :‬ولكن ال تواب رحيم فستر عليكم ليتوب من يتوب منكم ورحمكم بهذا التشريع العادل الرحيم‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان حكم قذف الرجل امرأته ولم يكن له أربعة شهود يشهدون معه على ما رمى به زوجته وهو اللعان‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان كيفية اللعان‪ ،‬وأنه موجب لقامة الحد‪ ،‬إن لم ترد الزوجة الدعوى بأربع شهادات والدعاء عليها في‬
‫الخامسة وقولها } أن غضب ال عليها إن كان من الصادقين {‪.‬‬

‫‪ -3‬في مشروعية اللعان مظهر من مظاهر حسن التشريع السلمي وكماله وأن مثله لن يكون إل بوحي إلهي‬
‫وفيه إشارة إلى تقرير النبوة والمحمدية‪.‬‬

‫} إن ٱلذين جآءوا بٱلفك عص‪%‬بة‪ U‬م‪#‬نكم‪ %‬ل تح‪%‬سبوه شر‪j‬ا‪ S‬لكم‪ %‬بل هو خ ‪%‬ير‪ V‬لكم‪ %‬لكل‪ R‬ٱم‪%‬رىء@ م‪#‬نهم‪ %‬ما‬
‫ٱكتسب من ٱلثم وٱلذي تولى كب‪%‬ره منهم‪ %‬له عذاب‪ V‬عظيم‪ } * { V‬ل ‪%‬ول* إذ سمع‪%‬تموه ظن ٱلمؤمنون‬
‫وٱلمؤمنات بأنفسهم‪ %‬خي‪%‬ر‪S‬ا وقالوا هـذآ إفك‪ V‬م‪O‬بين‪ } * { V‬لو‪%‬ل جآءوا علي‪%‬ه بأر‪%‬بعة شهدآء فإذ لم‬
‫يأتوا بالشهدآء فأ)و‪%‬لـئك عند ٱلله هم ٱلكاذبون { * } ولو‪%‬ل فض‪%‬ل) ٱلله علي‪%‬كم‪ %‬ورح‪%‬مته في ٱلد‪O‬نيا‬
‫وٱلخرة لمسكم‪ %‬في مآ أفض‪%‬تم‪ %‬فيه عذاب‪ V‬عظيم‪ } * { V‬إذ تلقو‪%‬نه بألسنتكم‪ %‬وتقولون بأفواهكم‪ %‬ما‬
‫لي‪%‬س لكم‪ %‬به علم‪ V‬وتح‪%‬سبونه هي‪#‬نا‪ S‬وهو عند ٱلله عظيم‪ } * { V‬ولو‪%‬ل* إذ سمع‪%‬تموه قلتم‪ %‬ما يكون‬
‫لنآ أن نتكلم بهـذا سب‪%‬حانك هـذا به‪%‬تان‪ V‬عظيم‪ } * { V‬يعظكم ٱلله أن تعودوا لمثله أبدا‪ S‬إن كنتم‬
‫م‪O‬ؤمنين { * } ويبي‪#‬ن ٱلله لكم ٱليات وٱلله عليم‪ V‬حكيم‪{ V‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} بالفك عصبة { ‪ :‬الفك الكذب المقلوب وهو أسوأ الكذب‪ ،‬والعصبة الجماعة‪.‬‬

‫} شرا‪ N‬لكم بل هو خير { ‪ :‬الشر ما غلب ضرره على نفعه‪ ،‬والخير ما غلب نفعه على ضرره‪،‬‬

‫} لكم { ‪ :‬والشر المحض النار يوم القيامة والخير المحض الجنة دار البرار‪.‬‬

‫} والذي تولى كبره { ‪ :‬أي معظمه وهو ابن أبي كبير المنافقين‪.‬‬

‫} لول { ‪ :‬أداة تحضيض وحث بمعنى ه‪l‬ل{‪.‬‬

‫} فيما أفضتم فيه { ‪ :‬أي فيما تحدثتم بتوسع وعدم تحفظ‪.‬‬

‫} إذ تلقونه { ‪ :‬أي تتلقونه أي يتلقاه بعضكم من بعض‪.‬‬

‫} وتحسبونه هينا‪ : { N‬أي من صغائر الذنوب وهو عند ال من كبائرها لنه عرض مؤمنة هي زوج رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} سبحانك { ‪ :‬كلمة تقال عند التعجب والمراد بها تنزيه ال تعالى عما ل يليق به‪.‬‬

‫} بهتان عظيم { ‪ :‬البهتان الكذب الذي يحي‪b‬ر من قيل فيه‪.‬‬

‫} يعظكم ال { ‪ :‬أي ينهاكم نهيا‪ N‬مقرونا‪ N‬بالوعيد حتى لتعودوا لمثله أبدا‪.N‬‬
‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد أن ذكر تعالى حكم القذف العام والخاص ذكر حادثة الفك التي هلك فيها خلق ل يحصون عددا‪ N‬إذا طائفة‬
‫الشيعة الروافض ما زالوا يهلكون فهيا جيل‪ N‬بعد جيل إلى اليوم إذ و‪l‬ر‪m‬ث‪ j‬فيهم رؤوساء الفتنة الذين اقتطعوا من‬
‫السلم وأمته جزءا‪ N‬كبيرا‪ N‬سموه شيعة آل البيت تضليل‪ N‬وتغريرا‪ N‬فأخرجوهم من السلم باسم السلم وأوردهم‬
‫النار باسم الخوف من النار فكذبوا ال ورسوله وسبوا زوج رسول ال واتهموها بالفاحشة وأهانوا أباها ولوثوا‬
‫شرف زوجها صلى ال عليه وسلم بنسبة زوجه إلى الفاحشة‪.‬‬

‫وخلصة الحادثة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد أن فرض الحجاب على النساء المؤمنات خرج إلى‬
‫غزوة تدعى غزوة بني المصطلق او المريسيع‪ ،‬ولما كان عائدا‪ N‬منها وقارب المدينة النبوية نزل ليل‪ N‬وارتحل‪،‬‬
‫ولما كان الرجال يرحلون النساء على الهوادج وجدوا هودج عائشة رضي ال عنها لنها ذكرت عقدا‪ N‬لها قد‬
‫سقط منها في مكان تبرزت فيها فعادت تلتمس عقدها فوجدت الجيش قد رحل فجلست في مكانها لعلهم إذا‬
‫افتقدوها رجعوا إليها وما زالت جالسة تنظر حتى جاء صفوان بن معطل السلمي رضى ال عنه وكان الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم قد عينه في الساقة وهم جماعة يمشون وراء الجيش بعيدا‪ N‬عنه حتى إذا تأخر شخص أو‬
‫ترك متاع أو ضاع شيء يأخذونه ويصلون به إلى المعسكر فنظر فرآها من بعيد فأخذ يسترجع أي يقول إنا ل‬
‫وإنا إليه راجعون آسفا‪ N‬لتخلف عائشة عن الركب قالت رضي ال عنها فتجلبت بثيابي وغطيت وجهي وجاء‬
‫فأناخ راحلته فركبتها وقادها بي حتى انتهينا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم في المعسكر‪ ،‬وما إن رآني‬
‫ابن أبي لعنة ال لعيه حتى قال وال ما نجت منه ول نجا منه‪ ،‬وروج للفتنة فاستجاب له ثلثة أنفار فرددوا ما‬
‫قال وهم حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة‪ ،‬وحمنة بنت جحش‪ } ،‬والذي تولى كبره { هو ابن أبي المنافق‬
‫وتورط آخرون ولكن هؤلء الربعة هم الذين أشاعوا وراجت الفتنة في المدينة واضطربت لها نفس رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ونفوس أصحابه وآل بيته فأنزل ال هذه اليات في براءة أم المرمنين عائشة رضى ال‬
‫عنها وبراءة صفوان رضى ال عنه‪ ،‬ومن خلل شرح اليات تتضح جوانب القصة‪.‬‬

‫قال تعالى‪ } :‬إن الذين جاءوا بالفك عصبة منكم { أي إن الذين جاءوا بهذا الكذب المقلوب إذ المفروض أن‬
‫يكون الطهر والعفاف لكل من أم المؤمنين وصفوان بدل الرمي بالفاحشة القبيحة فقلبوا القضية فلذا كان كذبهم‬
‫إفكا‪ N‬وقوله‪ } :‬عصبة { أي جماعة ل يقل عادة عدده على عشرة أنفار إل أن الذين روجوا الفتنة وتورطوا فيها‬
‫حقيقة وأقيم عليهم الحد أربعة ابن أبي وهو الذي تولى كبره منهم وتوعده ال بالعذاب العظيم لنه منافق كافر‬
‫مات على كفره ونفاقه‪ ،‬ومسطح بن أثاثة‪ ،‬وحمنة بنت جحش اخت أم المؤمنين زينب رضى ال عنها وحسان‬
‫بن ثابت رضى ال عنه‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ل تحسبوه شرا‪ N‬لكم { لما نالكم من هم وغم وكرب من جرائه } بل‬
‫هو خير لكم { لما كان له من العاقبة الحسنة وما نالكم من الجر العظيم من أجل عظم المصاب وشدة الفتنة‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬لكل امرىء منهم ما اكتسب من الثم { على قدر ما قال وروج وسيجزي به إن لم يتب ال‬
‫تعالى عليه ويعفو عنه‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم { وهو عبد ال بن أبي بن سلول رئيس المنافقين عليه لعنة‬
‫ال‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬لول إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا‪ N‬وقالوا هذا غفك مبين { هذا شروع في‬
‫عتاب القوم وتأديبهم وتعليم المسلمين وتربيتهم فقال عز وجل‪ } :‬لول { أي هل وهي للحض والحث على فعل‬
‫الشيء إذ سمعتم قول الفك ظننتم بأنفسكم خيرا‪ N‬إذ المؤمنون والمؤمنات كنفس واحدة‪ ،‬وقلتم لن يكون هذا وإنما‬
‫هو إفك مبين أي ظاهر ل يقبل ول يقر عليه هكذا كان الواجب عليكم ولكنكم ما فعلتم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬لول جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فألوئك عند ال عن الكاذبون { أي كان‬
‫المفروض فيكم أيها المؤمنون أنكم تقولون هذا لمن جاء بالفك فإنهم ل يأتون بشاهد فضل‪ N‬عن أربعة وبذلك‬
‫تسجلونعليهم لعنة الكذب في حكم ال‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ولول فضل ال عليكم ورحمته في الدنيا والخرة لمسكم‬
‫في ما أفضتم فيه عذاب عظيم { هذه منة من ال تحمل أيضا‪ N‬عتابا‪ N‬واضحا‪ N‬غذ بولوغكم في عرض أم‬
‫المؤمنين‪ ،‬وما كان لكم أن تفعلوا ذلك قد استوجبتم العذاب لول فضل ال عليكم ورحمته لمسكم العذاب العظيم‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬إذ تلقونه بألسنتكم { أي يتلقاه بعضكم من بعض‪ } ،‬وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم { وهذا‬
‫عتاب وتأديب‪.‬وقوله‪ } :‬وتحسبونه هينا { أي ليس بذنب كبير ول تبعة فيه } وهو عند ال عظيم { ‪ ،‬وكيف‬
‫وهو يمس عرض رسول ال وعائشة والصديق وآل البيت آجمعين‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ولول إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا { إذ هذه مما ل يصح لمؤمن أن يقول فيه‬
‫لخطره وعظم شأنه‪ ،‬وقلتم متعجبين من مثله كيف يقع } سبحانك { أي يا رب } هذا { أي الفك } بهتان‬
‫عظيم { بهتوا به أم المؤمنين وصفوان‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬يعظكم ال { أي ينهاكم ال مخوفا‪ N‬لكم بذكر العقوبة الشديدة } أن تعودوا لمثله أبدا‪ { N‬أي طول الحياة‬
‫فأياكم إياكم إن كنتم مؤمنين حقا‪ N‬وصدقا‪ N‬فل تعودوا لمثله أبدا‪ ،N‬وقوله‪ } :‬ويبين ال لكم اليات { التي تحمل‬
‫الهدى والنور لترشدوا وتكملوا وال عليم بخلقه وأعمالهم وأحوالهم حكيم فيما يشرع لهم من أمر ونهي‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬قضاء ال تعالى للمؤمن كله خير له‪.‬‬


‫‪ -2‬بشاعة الفك وعظيم جرمه‪.‬‬

‫‪ -3‬العقوبة على قدر الجرم كبرا‪ N‬وصغرا‪ N‬قلة وكثرة‪.‬‬

‫‪ -4‬واجب المؤمن أن ل يصدق من يرمي مؤمنا‪ N‬بفاحشة‪ ،‬وأن يقول له هل تستطيع أن تأتي بأربعة شهداء على‬
‫قولك فإن قال ل قال له إذا‪ N‬أنت عند ال من الكاذبين‪.‬‬

‫‪ -5‬حرمة القول بدون علم والخوض في ذلك‪.‬‬

‫} إن ٱلذين يحب‪O‬ون أن تشيع ٱلفاحشة في ٱلذين آمنوا لهم‪ %‬عذاب‪ V‬أليم‪ V‬في ٱلد‪O‬نيا وٱلخرة وٱلله‬
‫ف رحيم‪ } * { V‬يأي‪O‬ها‬
‫ضل) ٱلله علي‪%‬كم‪ %‬ورح‪%‬مته وأن ٱلله رءو ‪U‬‬
‫يع‪%‬لم وأنتم‪ %‬ل تع‪%‬لمون { * } ولو‪%‬ل ف ‪%‬‬
‫ٱلذين آمنوا ل تتبعوا خطوات ٱلشي‪%‬طان ومن يتبع‪ %‬خطوات ٱلشي‪%‬طان فإنه يأمر بٱلفح‪%‬شآء‬
‫ضل) ٱلله علي‪%‬كم‪ %‬ورح‪%‬مته ما زكا منكم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬أحد@ أبدا‪ S‬ولـكن ٱلله يزك‪R‬ي من يشآء‬
‫وٱلمنكر ولو‪%‬ل ف ‪%‬‬
‫وٱلله سميع‪ V‬عليم‪ } * { V‬ول يأتل أ)و‪%‬لوا ٱلفض‪%‬ل منكم‪ %‬وٱلسعة أن يؤتو*ا )أو‪%‬لي ٱلقر‪%‬بى وٱلمساكين‬
‫وٱلمهاجرين في سبيل ٱلله وليع‪%‬فوا وليص‪%‬فحو*ا أل تحب‪O‬ون أن يغفر ٱلله لكم‪ %‬وٱلله غفو ‪V‬ر رحيم‪{ V‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} أن تشيع الفاحشة { ‪ :‬أي تعم المجتمع وتنتشر فيه والفاحشة هي الزنا‪.‬‬

‫} ولول فضل ال عليكم ورحمته { ‪ :‬جواب لول محذوف تقديره‪ :‬لعاجلكم بالعقوبة أيها العصبة‪.‬‬

‫} خطوات الشيطان { ‪ :‬نزغاته ووساوسه‪.‬‬

‫} ما زكى منكم من أحد أبدا‪ : { N‬أي ما طهر ظاهره وباطنه وهي خلو النفس من دنس الثم‪.‬‬

‫} ول يأتل أولوا الفضل منكم { ‪ :‬أي ول يحلف صاحب الفضل منكم وهو أبو بكر الصديق رضى ال عنه‪.‬‬

‫} والسعة { ‪ :‬أي سعة الرزق والفضل والحسان إلى الغير‪.‬‬


‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في عتاب لمؤمنين الذين خاضوا في الفك فقوله تعالى‪ } :‬إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة {‬
‫أي تنتشر وتشتهر } في الذين آمنوا { أي في المؤمنين } هم عذاب أليم في الدنيا { بإقامة حد القذف عليهم‬
‫وإسقاط عدالتهم وفي الخرة إن لم يتوبوا بإدخالهم نار جهنم‪ ،‬وكفى بهذا الوعد زاجرا‪ N‬ورادعا‪ N‬وقوهل تعالى‪} :‬‬
‫وال يعلم وأنتم ل تعلمون { أي ما يترتب على حب إشاعة الفاحشة بين المؤمنين من الثار السيئة فلذا توعد‬
‫من يحبها بالعذاب الليم في الدارين‪ ،‬وأوجب رد المور إليه تعالى وعدم العتراض على ما يشرع وذلك‬
‫لعلمه المحيط بكل شيء وجهلنا لكل شيء إل ما علمناه فأزال به جهلنا وقوله‪ } :‬ولول فضل ال عليكم ورحمته‬
‫وأن ال رؤوف رحيم { لهلكتم بجهلكم وسوء عملكم‪ ،‬ولكن لما أحاطكم ال به من فضل لم تستوجبوه إل برأفته‬
‫بكم ورحمته لكم عفا عنكم ولم يعاقبكم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتبعوا خطوات الشيطان { أي يا من صدقتم ال ورسوله ل تتبعوا خطوات‬
‫الشيطان فإنه عدوكم فكيف تمشون وراءه وتتبعونه فميا يزين لكم من قبيح المعاصي وسيء القوال والعمال‬
‫فإن من يتبع خطوات الشيطان ل يلبث أن يصبح شيطانا‪ N‬يأمر بالفحشاء والمنكر‪ ،‬ففاصلوا هذا العدو‪ ،‬واتركوا‬
‫الجري وراءه فإنه ل يأمر بخير قط فاحذروا وسواسه وقاوموا نزغاته بالستعاذة بال السميع العليم فإنه ل‬
‫ينجكم منه إل هو سبحانه وتعالى وقوله تعالى‪ } :‬ولول فضل ال عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا‪{ N‬‬
‫وهذه منة أخرى وهي أنه لول فضل ال على المؤمنين ورحمته رحفظهم ودفع الشيطان عنهم ما كان ليطهر‬
‫منهم أحد‪،‬وذلك لضعفهم واستعدادهم الفطر للستجابة لعدوهم‪ ،‬فعلى الذين شعروا بكمالهم؛ لنهم نجوما مما‬
‫وقع فيه عصبة الفك من الثم أن يستغفروا لخوانهم وأن يقللوا من لومهم وعتابهم‪ ،‬فإنه لول فضله عليهم‬
‫ورحمته بهم لوقعوا فيما وقع فيه اخوانهم‪ ،‬فليحمدوا ال الذين نجاهم وليتطامنوا تواضعا‪ N‬ل وشكر‪N‬ا له‪ ،‬وقوله‪} :‬‬
‫ولكن ال يزكي من يشاء وال سميع عليم { أي فمن شاء الهل تزكيته زكاه وعليه فليلجأ إليه وليطلب التزكية‬
‫منه‪ ،‬وهو تعالى يزكي من كان أهل‪ N‬للتزكية‪ ،‬ومن ل فل‪ ،‬لنه السميع لقوال عباده والعليم بأعمالهم ونياتهم‬
‫وأحوالهم وهي حال تقضي التضرع إليه والتذلل وقوله تعالى‪ } :‬ول يأتل أولوو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا‬
‫أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل ال‪ ،‬وليعفوا وليصفحوا { هذه الية نزلت في أبي بكر الصديق‬
‫لما منع مسطح بن أثاثة وهوالنور ابن خالته‪ ،‬وكان رجل‪ N‬فقيرا‪ N‬من المهاجرين‪ ،‬ووقع في الفك فغضب عليه‬
‫أبو بكر وحلف أن يمنعه ما كان يرفده به من طعام وشراب‪ ،‬فأنزل ال تعالى هذه الية ول يأتل أي ول يحلف‬
‫أصحاب الفضل والحسان والسعة في الرزق والمعاش أن يؤتوا أولى القربى أي أن يعطوا أصحاب القرابة‪،‬‬
‫والمساكين والمهاجرين في سبيل ال كمسطح‪ ،‬وليعفو أي وعليهم أن يعفوا عما صدر من أولئك القرباء من‬
‫الفقراء والمهاجرين‪ ،‬وليصفحوا أي يعرضوا عما قالوه فل يذكروه لهم ول يذكرونهم به فإنه يحزنهم ويسوءهم‬
‫ول سيما وقد تابوا وأقيم الحد عليهم وقوله تعالى‪ } :‬أل تحبون أن يغفر ال لكم؟ { فقال أبو بكر بلى وال أحب‬
‫أن يغفر ال لي فعندها صفح وعفا وسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن يمينه فقال كفر عن يمينك ورد‬
‫الذي كنت تعطيه لمسطح‪.‬‬
‫وتقرر بذلك أن من حلف يمينا‪ N‬على شيء فرأى غيره خيرا‪ N‬منه كفر عن يمينه وتى الذي هو خير‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وال غفور رحيم { فهذا إخبار منه تعالى أنه ذو المغفرة والرحمة وهما من صفاته الثابة له‬
‫وفي هذا الخبر تطميع للعباد لن يرجوا مغفرة ال ورحمته وذلك بالتوبة الصادقة والطلب الحثيث المتواصل‬
‫لن ال تعالى ل يغفر لمن ل يستغفره‪ ،‬ول يرحمن من ل يرجو ويطلب رحمته‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬لقبح فاحشة الزنى وضع ال تعالى لمقاومتها أمورا‪ N‬منها وضع حد شرعي لها‪ ،‬ومنع تزويج الزاني من‬
‫عفيفة أو عفيفة من زان‪ o‬إل بعد التوبة‪ ،‬ومنها شهود عدد من المسلمين إقامة الحد ومنها حد القذف ومنها اللعان‬
‫بين الزوجين‪ ،‬ومنها حرمة ظن السوء بالمؤمنين‪ ،‬ومنها حرمة حب ظهور الفاحشة وإشاعتها في المؤمنين‪،‬‬
‫ومنها وجوب ال‪p‬ستئذان عند دخول البيوت المسكونة‪ ،‬ومنها وجبو غض البصر وحرمة لنظر إلى الجنبية‪،‬‬
‫ومنها احتجاب المؤمنة عن الرجال الجانب ومنها حرمة حركة ما كضرب الرض بالرجل لظهار الزينة‪.‬‬
‫ومنها وجوب تزويج العزاب والمساعدة على ذلك حتى في العبيد بشروطها‪ ،‬ومنها وجوب استئذان الطفال إذا‬
‫بلغوا الحلم‪ ،‬وهذه وغيرها كلها أسباب واقية من أخطر فاحشة وهي الزنى‪.‬‬

‫‪ -2‬حرمة إتباع الشيطان فيما يزينه من الباطل والسوء والفحشاء والمنكر‪.‬‬

‫‪ -3‬متابعة الشيطان والجري وراءه في كل ما يدعو إليه يؤدي بالعبد أن يصبح شيطانا‪ N‬يأمر بالفحشاء والمنكر‪.‬‬

‫‪ -4‬على من حفظه ال من الوقوع في السوء أن يتطامنوا ول يشعروا بالكبر فإن عصمتهم من ال تعالى ل من‬
‫أنفسهم‪.‬‬

‫‪ -5‬من حلق على شيء ل يفعله أو يفعله ورأى أن غيره خير‪ q‬منه كفر عن يمينه وفعل الذي هو خير‪.‬‬

‫‪ -6‬وجوب العفو والصفح على ذوي المروءات وإقالة عثرتهم إن هم تابوا وأصلحوا‪.‬‬

‫} إن ٱلذين ير‪%‬مون ٱلمح‪%‬صنات ٱلغافلت ٱلمؤمنات لعنوا في ٱلد‪O‬نيا وٱلخرة ولهم‪ %‬عذاب‪ V‬عظيم‪{ V‬‬
‫* } يو‪%‬م تشهد علي‪%‬هم‪ %‬ألسنتهم‪ %‬وأي‪%‬ديهم‪ %‬وأر‪%‬جلهم‪ %‬بما كانوا يع‪%‬ملون { * } يو‪%‬مئذ@ يوف‪R‬يهم ٱلله‬
‫دينهم ٱلحق ويع‪%‬لمون أن ٱلله هو ٱلحق ٱلمبين { * } ٱلخبيثات للخبيثين وٱلخبيثون للخبيثات‬
‫وٱلطي‪#‬بات للطي‪#‬بين وٱلطي‪#‬بون للطي‪#‬بات )أو‪%‬لـئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة‪ U‬ورز‪%‬ق‪ U‬كريم‪{ V‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} يرمون المحصنات { ‪ :‬أي العفيفات بالزنى‪.‬‬

‫} الغافلت { ‪ :‬أي عن الفواحش بحيث لم يقع في قلوبهن فعله‪.‬‬

‫} المؤمنات { ‪ :‬أي بال ورسوله ووعد ال ووعيده‪.‬‬

‫} يعملون { ‪ :‬أي من قول أو عمل‪.‬‬

‫} يوفيهم ال دينهم الحق { ‪ :‬أي يجازيهم جزاءهم الواجب عليهم‪.‬‬

‫} الخبيثات { ‪ :‬الخبيثات من النساء والكلمات‪.‬‬

‫} للخبيثين { ‪ :‬للخبيثين من الرجال‪.‬‬

‫} والطيبات { ‪ :‬من النساء والكلمات‪.‬‬

‫} للطيبين { ‪ :‬أي من الرجال‪.‬‬

‫} أولئك مبرءون مما يقولون {‪ :‬أي صفوان بن المعطل وعائشة رضى ال عنهما أي مبرءون عصبة الفك‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى‪ } :‬إن الذين يرمون المحصنات الغافلت المؤمنات لعنوا في الدنيا والخرة { هذه الية وإن تناولت‬
‫ابتداء‪ a‬عبد ال بن أبي فإنها عامة في كل من يقذف مؤمنة محصنة أي عفيفة غافلة لسلمة صدرها من‬
‫الفواحش ل تخطر ببالها } لعنوا { أي أبعدوا من الرحمة اللهية } في الدنيا والخرة‪ ،‬ولهم عذاب عظيم { في‬
‫الدنيا بإقامة الحد عليهم وفي الخرة بعذاب النار‪ ،‬وذلك } يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا‬
‫يعملون { من سوء الفعال وقوله تعالى‪ } :‬يومئذ يوفيهم ال دينهم الحق { أي يتم ذلك يوم يوفيهم ال دينهم‬
‫الحق أي جزاءهم الواجب عليهم ويعلمون حينئذ أن ال هو الحق المبين أي الله الحق الواجب اليمان به‬
‫والطاعة له والعبودية الكاملة له ل لغيره‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬الخبيثات للخبيثين { أي الخبيثات من النساء والكلمات للخبيثين من الرجال كابن أبي‪،‬‬
‫} والخبيثون للخبيثات { أي والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء والكلمات وقوله‪ } :‬والطيبات للطيبين {‬
‫أي والطيبات من النساء والكلمات للطيبين من الرجال كالنبي صلى ال عليه وسلم وعائشة رضى ال عنها‬
‫وقوله‪ } :‬والطيبون للطيبات { أي والطيبون من الرجال كالطيبات من النساء والكلمات تأكيد للخبر السابق‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬أولئك مبرؤون مما يقولون { أولئك إشارة إلى صفوان بن المعطل وعائشة رضى ال عنها‪،‬‬
‫ومبرؤون أي من قالة السوء الت يقالها ابن أ‪u‬بي ومن أذاعها معه‪ .‬وقوله‪ } :‬لهم مغفرة ورزق كريم { هذه‬
‫بشرى لهم بالجنة مقابل ما نالهم من ألم الفك الذي جاءت به العصبة المتقدم ذكرها إذ أخبر تعالى أن لهم‬
‫مغفرة لذنوبهم التي ل يخلو منها مؤمن وهو الستر عناه ومحوها ورزقا‪ N‬كريما‪ N‬في الجنة‪.‬‬

‫وبهذه تمت براءة أم المؤمنين عائشة رضى ال عنها والحمد ل أول‪ N‬وآخرا‪.N‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬ع‪l‬ظ‪p‬م‪ n‬ذنب قذف المحصنات الغافلت المؤمنات وقد عده رسول ال صلى ال عليه وسلم في السبع‬
‫الموبقات‪ ،‬والعياذ بال تعالى‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير الحساب وما يتم فيه من استنطاق واستجواب‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير التوحيد بأنه ل إله إل ال‪.‬‬

‫‪ -4‬استحقاق الخبث أهله‪ .‬فالخبيث هو الذي يناسبه القول الخبيث والفعل الخبيث‪.‬‬

‫‪ -5‬استحقاق الطيب أهله فالطيب هو الذي يناسبه القول الطيب والفعل الطيب‪.‬‬

‫‪ -6‬براءة أم المؤمنين وصفوان مما رماها به أهل الفك‪.‬‬

‫‪ -7‬بشارة أم المؤمنين وصفوان بالجنة بعد مغفرة ذنوبهما‪.‬‬


‫} يأي‪O‬ها ٱلذين آمنوا ل تد‪%‬خلوا بيوتا‪ S‬غي‪%‬ر بيوتكم‪ %‬حتى تس‪%‬تأنسوا وتسل‪R‬موا على أه‪%‬لها ذلكم‪ %‬خي‪%‬ر‬
‫لكم‪ %‬لعلكم‪ %‬تذكرون { * } فإن لم‪ %‬تجدوا فيهآ أحدا‪ S‬فل تد‪%‬خلوها حتى يؤذن لكم‪ %‬وإن قيل لكم‬
‫ٱر‪%‬جعوا فٱر‪%‬جعوا هو أز‪%‬كى لكم‪ %‬وٱلله بما تع‪%‬ملون عليم‪ } * { V‬لي‪%‬س علي‪%‬كم‪ %‬جناح‪ V‬أن تد‪%‬خلوا بيوتا‬
‫غي‪%‬ر مس‪%‬كونة@ فيها متاع‪ V‬لكم‪ %‬وٱلله يع‪%‬لم ما تب‪%‬دون وما تكتمون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} آمنوا { ‪ :‬ي صدقوا ال ورسوله فميا أخبرا به من الغيب والشرع‪.‬‬

‫} تستأنسوا { ‪ :‬أي تستأذنوا إذ الستئذان من عمل النسان والدخول بدونه من عمل الحيوان الوحشي‪.‬‬

‫} وتسلموا على أهلها { ‪ :‬أي تقولوا السلم علسكم أأدخل ثلثا‪.‬‬

‫} تذكرون { ‪ :‬أي تذكرون أنكم مؤمنون‪ ،‬وأن ال أمركم بالستذان‪.‬‬

‫} أزكى لكم { ‪ :‬أي أطهر وأبعد عن الريبة والثم‪.‬‬

‫} ليس عليكم جناح { ‪ :‬أي إثم ول حرج‪.‬‬

‫} فيها متاع لكم { ‪ :‬أي ما تتمتعون به كالنزول بها أو شراء حاجة منها‪ } .‬ما تبدون { ‪ :‬أي ما تظهرونه‪.‬‬

‫} وما تكتمون { ‪ :‬أي ما تخفونه إذا‪ N‬فراقبوه تعالى ول تضمروا ما ل يرضى فإنه يعلمه‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫نظرا‪ N‬إلى خطر الرمي بالفاحشة وفعلها وحرمة ذلك كان المناسب هنا ذكر وسيلة من وسائل الوقاية من الوقوع‬
‫في مثل ذلك ففرض ال تعالى على المؤمنين الستئذان فقال‪ } :‬يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوتا‪ N‬غير بيوتكم‬
‫حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها { أي يا من آمنتم بال ربا‪ N‬وبالسلم دينا‪ N‬وبمحمد رسول‪ N‬ل تدخلوا بيوتا‬
‫على أهلها حتى تسلموا عليهم قائلين السلم عليكم وتستأذنوا قائلين أندخل ثلث مرات فإن أذن لكم بالدخول‬
‫دخلتم وإن قيل لكم ارجعوا أي لم يأذنوا لكم لحاجة عندهم فارجعوا وعبر عن الستئذان بالستئناس لمرين‬
‫أولهما أن لفظ الستئناس وارد في لغة العرب بمعنىالستئذان وثانيهما‪ :‬أن الستئذان من خصائص ال‪p‬نسان‬
‫الناطق وعدمه من خصائص الحيوان المتوحش إذ يدخل على المنزل بدون إذن إذ ذاك ليس من خصائصه‪.‬‬

‫وقوله } ذلك خير لكم { أي ال‪p‬ستئذان خير لكم أي من عدمه لما فيه من الوقاية من الوقوع في الثم وقوله‪:‬‬
‫} لعلكم تذكرون { أي تذكرون أنكم مؤمنون وأن ال تعالى أمركم بال‪p‬ستئذان حتى ل يحصل لكم ما يضركم‬
‫وبذلك يزداد إيمانكم وتسموا أرواحكم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وإن قيل لكم ارجعوا { ل‪p‬مر‪ o‬اقتضى ذلك } فارجعوا {‬
‫وأنتم راضون غير ساخطين‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬هو أزكى لكم { أي أطهر لنفوسكم وأكثر عائدة خير عليكم‪,‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وال بما تعملون عليم { أي مطلع على أ؛والكم فتشريعه لكم الستئذان واقع موقعه إذا‪ N‬فأطيعوه‬
‫فيه وفي غيره تكملوا وتسعدوا‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا‪ N‬غير مسكونة فيها متاع لكم {‪ .‬هذه رخصة منه تعالى لعباده‬
‫المؤمنين بأن ل يستأذنوا عند جخولهم بيوتا‪ N‬غير مسكونة أي ليس فيها نساء من زوجات وسريات يحرم النظر‬
‫إليهن وذلك كالدكاكين والفنادق وما إلى ذلك فللعبد أن يدخل لقضاء حاجاته المعبر عنها بالمتاع بدون استئذان‬
‫لنها مفتوحة للعموم من أصحاب الغراض والحاجات أما السلم فسنة على من دخل على دكان أو فندق فليقل‬
‫السلم عليكم والذي يسقط هو الستئذان أي طلب الذن ل غير‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وال يعلم ما تبدون وما تكتمون { أي يعلم ما تظهرون من أقوالكم وأعمالكم وما تخفون إذا‬
‫فراقبوه تعالى في أوامره وفاعلوا المأمور واتركوا المنهي تكملوا وتسعدوا في الدنيا الخرة‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬مشروعية الستئذان ووجوبه على كل من أراد أن يدخل بيتا‪ N‬مسكونا‪ N‬غير بيته‪.‬‬

‫‪ -2‬الرخصة في عدم الستئذان من دخول البيوت والمحلت غير المسكونة للعبد فيها غرض‪.‬‬

‫‪ -3‬من آداب الستئذان أن يقف بجانب الباب فل يعترضه‪ ،‬وأن يرفع صوته بقدر الحاجة وأن يقرع الباب‬
‫قرعا‪ N‬خفيفا‪ N‬وأن يقول السلم عليكم أأدخل ثلث مرات‪.‬‬

‫‪ -4‬في كل طاعة خير وبركة وإن كانت كلمة طيبة‪.‬‬


‫} قل ل‪R‬لمؤمنين يغض‪O‬وا من‪ %‬أب‪%‬صارهم‪ %‬ويح‪%‬فظوا فروجهم‪ %‬ذلك أز‪%‬كى لهم‪ %‬إن ٱلله خبير‪ V‬بما‬
‫يص‪%‬نعون { * } وقل ل‪R‬لمؤمنات يغضض‪%‬ن من‪ %‬أب‪%‬صارهن ويح‪%‬فظن فروجهن ول يب‪%‬دين زينتهن إل‬
‫ما ظهر منها وليض‪%‬رب‪%‬ن بخمرهن على جيوبهن ول يب‪%‬دين زينتهن إل لبعولتهن أو‪ %‬آبآئهن أو‬
‫آبآء بعولتهن أو‪ %‬أب‪%‬نآئهن أو‪ %‬أب‪%‬نآء بعولتهن أو‪ %‬إخوانهن أو‪ %‬بني* إخوانهن أو‪ %‬بني أخواتهن أو‬
‫نسآئهن أو‪ %‬ما ملكت أي‪%‬مانهن أو ٱلتابعين غي‪%‬ر أ)و‪%‬لي ٱلر‪%‬بة من ٱلر‪#‬جال أو ٱلط‪R‬فل ٱلذين لم‬
‫يظهروا على عو‪%‬رات ٱلن‪R‬سآء ول يض‪%‬رب‪%‬ن بأر‪%‬جلهن ليع‪%‬لم ما يخفين من زينتهن وتوبو*ا إلى ٱلله‬
‫جميعا‪ S‬أي‪O‬ه ٱلمؤمنون لعلكم‪ %‬تفلحون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} يغضوا من أبصارهم { ‪ :‬أي يخفضوا من أبصارهم حتى ل ينظروا إلى نساء ل يحل لهم أن ينظروا إليهن‪.‬‬

‫} ويحفظوا فروجهم { ‪ :‬أي يصونونها من النظر إليها ومن إتيان الفاحشة الزنى واللواط‪.‬‬

‫} أزكى لهم { ‪ :‬أي أكثر تزكية لنفوسهم من فعل المندوبات والمستحبات‪.‬‬

‫} ول يبدين زينتهن { ‪ :‬أي مواضع الزينة الساقين حيث يوضع الخلخال‪ ،‬وكالكفين والذراعين حيث الساور‬
‫والخواتم والحناء والرأس حيث الشعر والقراط في الذنين والتزجيج في الحاجبين والكحل في العينين والعنق‬
‫والصدر حيث السخاب والقلئد‪.‬‬

‫} إل ما ظهر منها { ‪ :‬أي بالضرورة دون اختيار وذلك كالكفين لتناول شيئا‪ N‬والعين الواحدة أو الثنتين للنظر‬
‫بهام‪ ،‬والثياب الظاهرة كالخمار العجار والعباءة‪.‬‬

‫} بخمرهن على جيوبهن { ‪ :‬أي ولتضرب المرأة المسلمة الحرة بخمارها على جيوب أي فتحات الثياب في‬
‫الصدر وغيره حتى ل يبدو شيىء من جسمها‪.‬‬

‫} إل لبعولتهن { ‪ :‬البعل الزوج والجمع بعول‪.‬‬

‫} أو نسائهن { ‪ :‬أي المسلمات فيخرج الذميات فل تتكشف المسلمة أمامهن‪.‬‬

‫} أو ما ملكت أيمانهن { ‪ :‬أي العبيد والجواري فللمسلمة أن تكشف وجهها لخادمها المملوك‪.‬‬
‫} أو التابعين غيرأولي الربة { ‪ :‬أي التابعين لهل البيت يطعمونهم ويسكنونهم ممن ل حاجة لهم إلى النساء‪.‬‬

‫} أو الطفل { ‪ :‬أي الطفال الصغار قبل التمييز والبلوغ‪.‬‬

‫} لم يظهروا على عورات النساء { ‪ :‬أي لم يبلغوا سنا‪ N‬تدعوهم إلى الطلع على عورات النساء للتلذذ بهن‪.‬‬
‫} ليعلم ما يخفين من زينتهن { ‪ :‬أي الخلخل في الرجلين‪.‬‬

‫} تفلحون { ‪ :‬أي تفوزون بالنجاة من العار والنار‪ ،‬وبالظفر بالطهر والشرف وعالي الغرف في دار النعيم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫سبق أن ذكرنا أنه لقبح وفساد الزنى وسوء اثره على النفس والحياة البشرية وضع الشارع عدة اسباب واقية‬
‫من الوقوع فيه ومنها المر بغض البصر للرجال والنساء فقوله تعالى‪ } :‬قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم‬
‫ويحفظوا فروجهم { أي م‪n‬ر‪ r‬يا رسولنا المؤمنين بأن يغضوا من أبصارهم أي بأن يخفضوا أجفانهم على أعينهم‬
‫حتى ل ينظروا إلى الجنبيات عنهم من النساء ويحفظوا فروجهم عنالنظر إليها فل يكشفوها لحد إل ما كان‬
‫من الزوج لزوجه فل حرج وعدم النظر أولى وأطيب‪ ،‬وقوله‪ } :‬ذلك أزكى لهم { أي أطهر لنفوسهم من نوافل‬
‫العبادات ‪ ،‬وقوله‪ } :‬إن ال خبير بما يصعنون { فليراقبوه تعالى في ذلك المأمور به من غض البصر وحفظ‬
‫الفرج إنه يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن { إذ شأنهن شأن الرجال في كل ما أمر به الرجال من‬
‫غض البصر وحفظ الفرج وقوله تعالى‪ } :‬ول يبدين زينتهن { أي م‪n‬ر‪r‬ه‪n‬ن بغض البصر وحفظ الفرج وعدم‬
‫إظهار الزينة } إل ما ظهر منها { مما ل يمكنها ستره وإخفاؤه كالكفين عند تناول شيء أو إعطائه أو العينين‬
‫تنظر بهما وإن كان في اليد خاتم وحناء وفي العينين كحل وكالثياب الظاهرة من خمار على الرأس وعباءة‬
‫تستر الجسم فهذا معفو عنه إذ ل يمكنها ستره‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وليضربن بخمرهن على جيوبهن { كانت المرأة تضع خمارها على رأسها مسبل‪ N‬على كتفيها‬
‫فأمرت أن تضرب به على فتحات درعها حتى تستر العنق والصدر سترا‪ N‬كامل‪ N‬وقوله‪ } :‬ول يبدين زينتهن {‬
‫أعاد اللفظ ليرتب عليه ما بعده من المحارم الذي يباح للمؤمنة أن تبدي زينتها إليهم وهم الزوج‪ ،‬والب والجد‬
‫وإن عل وأب الزوج وإن عل وابنها وإن سفل وأبناء الزوج وإن نزلوا‪ ،‬والخ لب أو الشقيق أو لم وأبناؤه‬
‫وأن نزلوا‪ ،‬وابن الخ وان نزل وسواء كان لب أو لم أو شقيق‪ ،‬وابن الخت شقيقة أو لب أو أم‪ .‬والمرأة‬
‫المسلمة من نساء المؤمنات‪ ،‬وعبدها المملوكط لها دون شريك لها فيه والتابع لهل بيتها من شيخ هرم أصابه‬
‫الخرف‪ ،‬وعنين ومعتوه وطفل صغير لم يميز البلوغ ممن ل حاجة لهم في النساء لعدم الشهوة عندهم لكبر‬
‫ومرض وصغر‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ول يضر بن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن { نهى تعالى المؤمنات أن يضربن الرض‬
‫بأرجلهن التي فيها الخلخل لكي يعلم أنها ذات زينة في رجلها‪ ،‬فل يحل لها ذلك ولو لم تقصد إظهار زينتها‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وتوبوا إلى ال جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون { أمر تعالى المؤمنين والمؤمنات بالتوبة‬
‫وهي ترك ما من شأنه أن يغضب ال تعالى‪ ،‬وفعل ما وجب فعله ومن ذلك غض البصر وحفظ الفرج‬
‫واللتزام بالعفة والتسر والتنزه عن الثم صغيره وكبيرة وبذلك يتأهل المؤمنون للفلح الذي هو الفوز بالنجاة‬
‫من المرهوب والظفر بالمحبوب المرغوب‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب غض البصر وحفظ الفرج‪.‬‬

‫‪ -2‬وجبو ستر المرأة زينتها ومواضع ذلك ما عدا ما يتعذر ستره للضرورة‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان المحارم الذين للمرأة المؤمنة أن تبدي زينتها عندهم بل حرج‪.‬‬

‫‪ -4‬الرخصة في إظهار الزينة للهرم المخرف من الرجال والمعتوه والطفل الصغير الذي لم يعرف عن‬
‫عورات النساء شيئا‪.‬‬

‫‪ -5‬حرمة ضرب ذات الخلخل الرض برجلها حتى ل يعلم ما تخفى من زينتها‪.‬‬

‫‪ -6‬وجوب التوبة من كل ذنب وعلى الفور للحصول على الفلح العاجل والجل‪.‬‬

‫} وأنكحوا ٱليامى منكم‪ %‬وٱلصالحين من‪ %‬عبادكم‪ %‬وإمائكم‪ %‬إن يكونوا فقرآء يغنهم ٱلله من فض‪%‬له‬
‫وٱلله واسع‪ V‬عليم‪ } * { V‬وليس‪%‬تع‪%‬فف ٱلذين ل يجدون نكاحا‪ S‬حتى يغنيهم ٱلله من فض‪%‬له وٱلذين‬
‫يب‪%‬تغون الكتاب مما ملكت أي‪%‬مانكم‪ %‬فكاتبوهم‪ %‬إن‪ %‬علم‪%‬تم‪ %‬فيهم‪ %‬خي‪%‬ر‪S‬ا وآتوهم‪ %‬م‪#‬ن مال ٱلله ٱلذي‬
‫آتاكم‪ %‬ول تكرهوا فتياتكم‪ %‬على ٱلبغآء إن‪ %‬أرد‪%‬ن تحص‪O‬نا‪ S‬ل‪R‬تب‪%‬تغوا عرض ٱلحياة ٱلد‪O‬نيا ومن يكرههن‬
‫فإن ٱلله من بع‪%‬د إكراههن غفور‪ V‬رحيم‪ } * { V‬ولقد‪ %‬أنزلنآ إلي‪%‬كم‪ %‬آيات@ م‪O‬بي‪#‬نات@ ومثل‪ S‬م‪#‬ن ٱلذين‬
‫خلو‪%‬ا من قب‪%‬لكم‪ %‬ومو‪%‬عظة‪ S‬ل‪R‬لمتقين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وأنكحوا اليامى منكم { ‪ :‬أي زوجوا من ل زوجة له من رجالكم ومن ل زوج لها من نسائكم‪.‬‬

‫} والصالحين من عبادكم وإمائكم { ‪ :‬أي وزوجوا أيضا‪ N‬القادرين والقادرات على أعباء الزواج من عبيدكم‬
‫وإمائكم‪.‬‬

‫} إن يكونوا فقراء يغنيهم ال من فضله { ‪ :‬أي إن يكن اليامى فقراء فل يمنعكم ذلك من تزويجهم فإن ال‬
‫يغنيهم‪.‬‬

‫} إن ال واسع عليم { ‪ :‬أي واسع الفضل عليم بحاجة العبد وخلته فيسدها تكرما‪.N‬‬

‫} وليتسعفف { ‪ :‬أي وليطلب عفة نفسه بالصبر والصيام‪.‬‬

‫} يبغون الكتاب { ‪ :‬أي يطلبون المكاتبة من المماليك‪.‬‬

‫} إن علمتم فيهم خير‪N‬ا { ‪ :‬أي قدرة على السداد والستقلل عنكم‪.‬‬

‫} وآتوهم من مال ال { ‪ :‬أي اعينوهم بثمن نجم من نجوم المكاتبة من الزكاة وغيرها‪.‬‬

‫} على البغاء إن أردن تحصنا‪ : { N‬أي الزنى تحصنا‪ N‬أي تعففا‪ N‬وتحفظا‪ N‬من فاحشة الزنا‪.‬‬

‫} عرض الحياة الدنيا { ‪ :‬أي المال‪.‬‬

‫} ومن يكرههن { ‪ :‬أي على البغاء " الزنى "‪.‬‬

‫} مبينات { ‪ :‬للحكام موضحة لما يطلب منكم فعله وتركه‪.‬‬

‫} مثل‪ N‬من الذين خلوا من قبلكم { ‪ :‬أي قبلكم‪ :‬اي قصصا‪ N‬من أخبار الولين كقصة يوصف وقصة مريم وهما‬
‫شبيهتان بحادثة الفك‪.‬‬

‫} وموعظة {‪ :‬الموعظة ما يتعظ به فيسلك سبيل النجاة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في ذكر السباب الواقية من وقوع الفاحشة فأمر تعالى في الية الولى من هذا السياق )‪(32‬‬
‫أمر جماعه المسلمين أن يزوجوا اليامى من رجالهم ونسائهم بالمساعدة على ذلك واإلعانة عليه حتى ل يبقى‬
‫في البلد أو القرية عزب‪ q‬إل نادرا‪ N‬ول فرق بين البكر والثيب في ذلك فقال تعالى‪ } :‬وأنكحوا { والمر لل‪p‬رشاد‬
‫} اليامى { جمع أي‪b‬م وهو من ل زوج له من رجل أو امرأة بكرا‪ N‬كان أو ثيبا‪ } ،N‬منكم { أي من جماعات‬
‫المسلمين ل من غيرهم كأهل الذمة من الكافرين‪ .‬وقوله‪ } :‬والصالحين من عبادكم وإمائكم { أي وزوجوا‬
‫القادرين على مؤونة الزواج وتبعاته‪،‬وتكاليفه من مماليككم وقوله‪ } :‬إن يكونوا فقراء { غير موسرين ل يمنعكم‬
‫ذلك من تزويجهم فقد تكفل ال بغناهم بعد تزويجهم بقوله‪ } :‬يغنهم ال من فضله وال واسع عليم { أي واسع‬
‫الفضل عليم بحاجة المحتاجين وأمر تعالى في هذه الية من ل يجد نكاحا‪ N‬لنعدام الزوج أو الزوجة مؤقت‪N‬ا أو‬
‫انعدام مؤونة الزواج من مهر ووليمة أن يستعفف أي يعف نفسه بالصبر والصيام والصلة حتى ل يتطلع إلى‬
‫الحرام فيهلك فقال تعالى } وليستعفف الذين ل يجدون نكاحا‪ N‬حتى يغنيهم ال من فضله وال واسع عليم { أي‬
‫واسع الفضل مطلق الغنى عليم بحال عباده وحاجة المحتاجين منهم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬والذين يبتغون الكتاب {‬
‫هذه مسألة ثالثة تضمنتها هذه الية ويه إذا كان للمسلم عبد وطلب منه أن يكاتبه‪ ،‬وكان أهل للتحرر بأن يقدر‬
‫على تسديد مال المكاتبة‪ ,‬ويستطيع أن يستقل بنفسه فعلى مالكه أن يكتبه‪ ،‬وأن يعينه على ذلك بإسقاط نجم من‬
‫نجوم الكتابة‪ ،‬وهذا معنى قوله تعالى‪ } :‬والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم وإن علمتم فيهم خيرا‬
‫وآتوهم من مال ال الذي آتاكم { وقوله تعالى‪ } :‬ول تكرهوا فتياتكم على البغاء { أي على الزنا وهي مسألة‬
‫رابعة تضمنتها هذه الية وهي أن جاريتين كانتا لعبد ال بن أبي بن سلول المنافق يقال لهما معاذة ومسيكه قد‬
‫أسلمتا فأمرهما بالزنا لتكسبا له بفرجيهما كما هي عادة أهل الجاهلية قبل السلم فشكتا ذلك لرسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فأنزل ال تعالى‪ } :‬ول تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا {‬
‫أي لجل مال قليل يعرض لكم ويزول عنكم بسرعة‪ ،‬وقوله‪ } :‬ومن يكرهن فإن ال من بعد إكراههن غفور‬
‫رحيم { أي لهن رحيم بهن لن المكره ل إثم عليه فيما يقول ول فيما يفعل فامتنع المنافق من ذلك‪.‬‬

‫وقوله تعالى في الية الثانية )‪ } (34‬ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات { أي ولقد أنزلنا إليكم أيها المسلمون آيات‬
‫أي قرآني‪b‬ة مبينات أي موضحات للشرائع والحكام والداب فاعملوا بها تكملوا في حياتكم وتسعدوا في دنياكم‬
‫وآخرتكم‪.‬وقوله‪ } :‬ومثل‪ N‬من الذين خلوا من قبلكم { أي قصصا‪ N‬من أخبار الولين كقصة يوسف ومريم عليهما‬
‫السلم وهما شبيهتان بحادثة الفك وقوله‪ } :‬وموعظة للمتقين { وهي ما تضمنته اليات من الوعيد والوعد‬
‫والترغيب والترهيب وكونها للمتقين بحسب الواقع وهو أن المتقين هم الذين ينتفعون بالمواعظ دون الكافرين‬
‫والفاجرين‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬انتداب المسلمين حاكمين ومحكومين للمساعدة على تزويج اليامى من المسلمين أحرارا‪ N‬وعبيدا‪.N‬‬

‫‪ -2‬وجوب الستعفاف على من لم يجد نكاحا‪ N‬ولصبر حتى ييسر ال أمره‪.‬‬

‫‪ -3‬عدة ال للفقير إذا تزوج بالغنى‪.‬‬

‫‪ -4‬تعين مكاتبة العبد إذا توف{رت فيه شروط المكاتبة‪.‬‬

‫‪ -5‬حرمة الزنا بال‪p‬كراه أو بالختبار ومنع ذلك بإقامة الحدود‪.‬‬

‫‪ -6‬صيغة المكاتبة أن يقول السيد للعبد لقد كاتبتك على ثلثة آلف دنيار منجمة أي مقسطة على ستة نجوم‬
‫تدفع في كل شهر نجما‪ ij‬أي قسطا‪ .‬على أنك إذا وفيتها في آجالها فأنت حر‪ ،‬وعليه أشهدنا وحرر بتاريخ كذا‬
‫وكذا‪.‬‬

‫‪ -7‬بيان فضل سورة النور لما احتوته من أحكام في غاية الهمية‪.‬‬

‫} ٱلله نور ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض مثل) نوره كمشكاة@ فيها مص‪%‬باح‪ V‬ٱلمص‪%‬باح في زجاجة@ ٱلز‪O‬جاجة‬
‫كأنها كو‪%‬كب‪ V‬در‪#‬ي‪ s‬يوقد من شجرة@ م‪O‬باركة@ زي‪%‬تونة@ ل شر‪%‬قية@ ول غر‪%‬بية@ يكاد زي‪%‬تها يضي*ء ولو‬
‫لم‪ %‬تم‪%‬سس‪%‬ه نار‪ V‬نور‪ V‬على نور@ يه‪%‬دي ٱلله لنوره من يشآء ويض‪%‬رب ٱلله ٱلم‪%‬ثال للناس وٱلله بكل‬
‫شي‪%‬ء@ عليم‪ } * { V‬في بيوت@ أذن ٱلله أن تر‪%‬فع ويذكر فيها ٱس‪%‬مه يسب‪#‬ح له فيها بٱلغدو‪ #‬وٱلصال‬
‫{ * } رجال‪ Z‬ل تلهيهم‪ %‬تجارة‪ U‬ول بي‪%‬ع‪ V‬عن ذكر ٱلله وإقام ٱلصلة وإيتآء ٱلزكـاة يخافون يو‪%‬ما‬
‫تتقلب فيه ٱلقلوب وٱلب‪%‬صار { * } ليج‪%‬زيهم ٱلله أح‪%‬سن ما عملوا ويزيدهم‪ %‬م‪#‬ن فض‪%‬له وٱلله‬
‫ير‪%‬زق من يشآء بغي‪%‬ر حساب@ {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} ال نور السموات { ‪ :‬أي منورهما فلوله لما كان نور في السموات ول في الرض‪ ،‬وال تعالى نور‪ q‬وحجابه‬
‫النور‪.‬‬

‫} مثل نوره { ‪ :‬أي في قلب عبده المؤمن‪.‬‬

‫} كمشكاة { ‪ :‬أي كوة‪.‬‬

‫} كوكب دري { ‪ :‬أي مضى اضاءة الدر الوهاج‪.‬‬

‫} نور على نور { ‪ :‬أي نور النار على نور الزيت‪.‬‬

‫} يهدي ال لنوره { ‪ :‬أي لليمان به والعمل بطاعته من يشاء له ذلك لعلمه برغبته وصدق نيته‪.‬‬

‫} ويضرب ال المثال { ‪ :‬أي ويجعل ال المثال للناس من أجل ان يفهموا عنه ويعقلوا ما يدعوهم إليه‪.‬‬

‫} في بيوت أذن ال أن ترفع { ‪ :‬هي المساجد ورفعها إعلء شأنها من بناء وطهارة وصيانة‪.‬‬

‫} يوما‪ N‬تتقلب فيه القلوب والبصار { ‪ :‬يوم القيامة‪.‬‬

‫} يرزق من يشاء بغير حساب { ‪ :‬أي بل ع‪l‬د‡ ول كيل ول وزن وهذا شأن العطاء إن كان كثيرا‪.N‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى‪ } :‬ال نور السموات والرض { يخبر تعالى أنه لوله لما كان في الكون نور ول هداية في‬
‫السموات ول في الرض فهو تعالى منورهما فكتابه نور ورسوله نور أي يهتدي بهما في ظلمات الحياة كما‬
‫يهتدي بالنور الحسي وال ذاته نور وحجابه نور فكل نور حسي أو معنوي ال خالقه وموهبه وهاد‪ o‬إليه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬مثل نوره كمشكاة { أي كوة في جدار } فيها مصباح المصباح في زجاجة { من بلور‪،‬‬
‫} والزجاجة { في صفائها وصقالتها مشرقة } كأنها كوكب دري { والكوكب الدري هو المضيء المشرق كأنه‬
‫درة بيضاء صافية‪ ،‬وقوله‪ } :‬يوقد من شجرة مباركة { أي وزيت المصباح من شجرة مباركة وهي الزيتونة‬
‫والزيتونة ل شرقية ول غربية في موقعها من البستان ل ترى الشمس إل في الصباح‪ ،‬ول غربية ل ترى‬
‫الشمس إل في المساء بل هي وسط البستان تصيبها الشمس في كامل النهار فلذا كان زيتها في غاية الجودة‬
‫يكاد يشتعل لصفائه‪ ،‬ولو لم تمسه نار‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬نور على نور { أي نور النار على نور الزيت وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬يهدي ال لنوره من يشاء { يخبر تعالى أنه يهدي لنوره الذي هو اليمان والسلم والحسان من يشاء‬
‫من عباده ممن علم أنهم يرغبون في الهداية ويطلبونها ويكملون ويسعدون عليها‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬ويضرب ال المثال للناس وال بكل شيء عليم { يخبر تعالى‪ :‬أنه يضرب المثال للناس كهذا المثل‬
‫الذي ضربه لليمان وقلب عبده المؤمن وأنه عليم بالعباد وأحوال القلوب‪ ،‬ومن هو أهل لهداية ومن ليس لها‬
‫بأهل‪ ،‬إذ هو بكل شيء عليم‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬في بيوت أذن ال أن ترفع { أي المصباح في بيوت أذن ال أي أمر و‪l‬و‪l‬ص‪m‬ى أن ترفع حس‪N‬ا ومعنى‬
‫وهي المساجد فتطهر من النجاسات ومن اللغو فيها وكلم الدنيا‪ ،‬وتصان وتحفظ من كل ما يخل بمقامها الرفيع‬
‫لنها بيوت ال تعالى‪،‬وقوله‪ } :‬ويذكر فيها اسمه { أي بالذان والقامة والصلة ولتسبيح والدعاء وقراءة‬
‫القرآن‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬يسبح له فيها { أي ل في تلك البيوت } بالغدو { أي بالصباح } والصال { أي المساء‬
‫} رجال { مؤمنون صادقون أبرار متقون } ل تلهيهم تجارة ول بيع { أي ل شراء ول بيع } عن ذكر ال {‬
‫فقلوبهم ذاكرة غير غافلة وألسنتهم ذاكرة غير لهية ول لغية } وإقام الصلة وإيتاء الزكاة { أي ل تلهيهم‬
‫دنياهم عن آخرتهم فهم يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬يخافون يوما‪ N‬تتقلب فيه القلوب والبصار { أي من شدة الخوف وعظم الفزع والهول وهو يوم القيامة‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬ليجزيهم ال أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله { أي إنهم فعلوا ما فعلوا من التسبيح وإقام‬
‫الصلة وإيتاء الزكاة معرضين عن كل ما يشغلهم عن عبادة ربهم فتأهلوا بذلك للثواب العظيم ليجزيهم ال‬
‫أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله فوق ما استحقوه بأعمالهم وتقواهم لربهم‪ ،‬وال يرزق من يشاء بغير حساب‬
‫وذلك لعظيم فضله وسابق رحمته فيعطي بدون ع‪l‬د ول كيل ول وزن وذلك لعظم العطاء وكثرته‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬كل خير وكل نور وكل هداية مصدرها ال تعالى فهو الذي يطلب منه ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬استحسان ضرب المثال لتقريب المعاني إلى الذهان والفهوم‪.‬‬


‫‪ -3‬الشارة إلى أن ملة السلم ل يهودية ول نصرانية‪ ،‬ل اشتراكية ول رأسمالية‪ .‬بل هي الملة الحنيفية من‬
‫دان بها هدى ومن كفرها ضل‪.‬‬

‫‪ -4‬وجوب تعظيم بيوت ال تعالى‪ " :‬المساجد " بتطهيرها ورفع بنيانها وإخلئها إل من ذكر ال والصلة‬
‫وطلب العلم فيها‪.‬‬

‫‪ -5‬ثناء ال تعالى على من ل تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر ال وإقام الصلة وإيتاء الزكاة‪.‬‬

‫} وٱلذين كفرو*ا أع‪%‬مالهم‪ %‬كسراب@ بقيعة@ يح‪%‬سبه ٱلظم‪%‬آن مآء‪ g‬حتى إذا جآءه لم‪ %‬يجد‪%‬ه شي‪%‬ئا‪ S‬ووجد‬
‫ج م‪#‬ن‬
‫جي‪ m‬يغشاه مو‪V %‬‬
‫حر@ ل ‪#‬‬
‫ٱلله عنده فوفاه حسابه وٱلله سريع ٱلحساب { * } أو‪ %‬كظلمات@ في ب ‪%‬‬
‫فو‪%‬قه مو‪%‬ج‪ V‬م‪#‬ن فو‪%‬قه سحاب‪ V‬ظلمات‪ U‬بع‪%‬ضها فو‪%‬ق بع‪%‬ض@ إذآ أخرج يده لم‪ %‬يكد‪ %‬يراها ومن لم‬
‫يج‪%‬عل ٱلله له نور‪S‬ا فما له من نور@ { * } ألم‪ %‬تر أن ٱلله يسب‪#‬ح له من في ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض‬
‫وٱلطي‪%‬ر صآفات@ ك |ل قد‪ %‬علم صلته وتس‪%‬بيحه وٱلله عليم‪ V‬بما يفعلون { * } ولله ملك ٱلسماوات‬
‫وٱلر‪%‬ض وإلى ٱلله ٱلمصير {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} كسراب بقيعة { ‪ :‬السراب شعاع أبيض يرى في نصف النهار وكأنه ماء‪ ،‬والقيعة جمع قاع وهو ما انبسط‬
‫من الرض‪.‬‬

‫} الظمآن { ‪:‬العطشان‪.‬‬

‫} بحر لجي { ‪ :‬أي ذو لجج واللجة معظم الماء وغزيره كما هي الحال في المحيطات‪.‬‬

‫} يغشاه موج { ‪ :‬يعلوه ويغطيه موج آخر‪.‬‬

‫} يسبح له { ‪ :‬ينزه ويقدس بألفاظ التسبيح والتقديس كسبحان ال ونحوه والصلة من التسبيح‪.‬‬

‫} صافات { ‪ :‬باسطات أجنحتها‪.‬‬


‫} قد علم صلته { ‪ :‬أي كل من في السموات والرض قد علم ال صلته وتسبيحه كما أن كل مسبح ومصل‬
‫قد علم صلة وتسبيح نفسه‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى‪ } :‬والذين كفروا أعمالهم كسراب { لما بين تعالى حال المؤمنين وأنه تعالى وفاهم أجرهم بأحسن‬
‫مما كانوا يعملون وزادهم من فضله ذكر هنا حال الكافرين وهو أن أعمالهم في خسرانها وعدم النتفاع بها‬
‫كسراب وهو شعاع أبيض يرى في نصف النهار وكأنه ماء } بقيعة { أي بقاع من الرض وهو الرض‬
‫المنبسطة } يحسبه الظمآن ماء { أي يظنه العطشاء ماء وما هو بماء ولكنه سراب خادع } حتى إذا جاءه لم‬
‫يجد شيئا‪ { N‬لنه سراب ل غير‪.‬فيا للخيبة‪ ،‬خيبة ظمآن يقتله العطش فرأى سرابا‪ N‬فجرى وراءه يظنه ماء فإذا به‬
‫لم يجد الماء‪ ،‬ووجد الحق تبارك وتعالى فحاسبه على كل أعماله وهي في جملتها أعمال إجرام وشر وفساد‬
‫فوفاه إياها فخسر خسرانا‪ N‬مبينا‪ } ،N‬وال سريع الحساب { فما هي إل لحظات والكافر في سواء الجحيم‪ .‬هذا م‪l‬ث‪j‬ل‬
‫تضمنته الية الولى )‪ (39‬ومثل آخر تضمنته الية الثانية )‪ (40‬وهو مثل مضروب لضلل الكافر وحيرته في‬
‫حياته وما يعيش عليه من ظلمة الكفر ظلمة العمل اليء والعتقاد الباطل وظلمة الجهل بربه وما يريده منه‪،‬‬
‫وما أعده له قال تعالى‪ } :‬أو كظلمات في بحر لجي { أي ذي لجج من الماء } يغشاه { أي يعلوه } موج من‬
‫فوقه موج { أي من فوق الموج موج آخر } من فوقه سحاب { والسحاب عادة مظلم فهي } ظلمات بعضها فوق‬
‫بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها { لشدة الظلمة هذه حال الكافر في هذه الحياة الدنيا‪ ،‬وهي ناتجة عن إعراضه‬
‫عن ذكر ربه وتوغله في الشر والفساد وقوله تعالى‪ } :‬ومن لم يجعل ال له نورا‪ N‬فماله من نور { أعلم تعالى‬
‫عباده أن النور له وبيده فنم لم يطلبه منه حرمه وعاش في الظلمات والعياذ بال‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ألم تر أن ال يسبح له من في السموات والرض والطير صافات { أي ألم ينته إلى علمك يا‬
‫رسولنا أن ال تعالى يسبح له من في السموات من الملئكة والرض أي ومن في الرض بلسان القال والحال‬
‫معا‪ N‬والطير صافات أي باسطات أجنحتها تسبح ال تعالى بمعنى تنزهه بألفاظ التنزيه كسبحان ال‪.‬‬

‫فإن امتنع المشركون أهل الظلمات من اليمان بال وعبادته وتوحيده فيها فإن ال تعالى يسبح له الخلق كله‬
‫عليويه وسفليه فالكافر وإن لم يسبح بلسانه فحاله تسبح فخلقه وتركيبه وأقواله وأعماله كلها تسبح ال خالقه فهي‬
‫شاهدة على قدرة ال وعلمه وحكمته وأنه ل إله إل هو ول رب سواه وقوله تعالى‪ } :‬كل { أي ممن في‬
‫السموات والرض والطير قد علم ال صلته وتسبيحه كما أن كل‪ N‬منهم قد علم صلته ل تعالى وتسبيحه له‬
‫} وال عليم بما يفعلون { أي وال عليم بأفعال عباده‪،‬ويجزيهم بها وهو على ذلك قدير إذ له ملك السموات‬
‫والرض وإليه المصير أي مصير كل شيء إليه تعالى فهو الذي يحكم فيه بحكمه العادل‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬
‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬استحسان ضرب المثال لتقريب المعاني البعيدة إلى الذهان‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان خسران الكافرين في أعمالهم وحياتهم كلها‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان حال الكافرين في هذه الدنيا وأنهم يعيشون في ظلمات الجهل والكفر والظلم‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير حقيقة وهي أن من لم يجعل ال له نورا‪ N‬في قلبه لن يكن له نور في حياته كلها‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان أن الكون كله يسبح ل كقوله تعالى‪ } :‬يسبح له ما في السموات وما في الرض وقوله‪:‬‬
‫{‬ ‫} وإن من شيء إل يسبح بحمده‪.‬‬

‫} ألم‪ %‬تر أن ٱلله يز‪%‬جي سحابا‪ S‬ثم يؤل‪R‬ف بي‪%‬نه ثم يج‪%‬عله ركاما‪ S‬فترى ٱلود‪%‬ق يخرج من‪ %‬خلله‬
‫وينز‪#‬ل) من ٱلسمآء من جبا @ل فيها من برد@ فيصيب به من يشآء ويص‪%‬رفه عن من يشآء يكاد‬
‫سنا بر‪%‬قه يذهب بٱلب‪%‬صار { * } يقل‪R‬ب ٱلله ٱللي‪%‬ل وٱلنهار إن في ذلك لعب‪%‬رة‪ S‬ل)و‪%‬لي ٱلب‪%‬صار { *‬
‫} وٱلله خلق كل دآبة@ م‪#‬ن مآء@ فمنهم‪ %‬من يم‪%‬شي على بطنه ومنهم‪ %‬من يم‪%‬شي على رج‪%‬لي‪%‬ن‬
‫ومنهم‪ %‬من يم‪%‬شي على أر‪%‬بع@ يخلق ٱلله ما يشآء إن ٱلله على كل‪ R‬شي‪%‬ء@ قدير‪ } * { V‬لقد‪ %‬أنزلنآ‬
‫ط م‪O‬س‪%‬تقيم@ {‬
‫آيات@ م‪O‬بي‪#‬نات@ وٱلله يه‪%‬دي من يشآء إلى صرا @‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} يزجي سحابا‪ : { N‬أي يسوق برفق ويسر‪.‬‬

‫} ثم يؤلف بينه { ‪ :‬أي يجمع بين أجزائه وقطعه‪.‬‬

‫} ثم يجعله ركاما‪ : { N‬أي متراكما‪ N‬بعضه فوق بعض‪.‬‬

‫} الودق { ‪ :‬أي المطر‪.‬‬


‫} يخرج من خلله { ‪ :‬أي من فرجه ومخارجه‪.‬‬

‫} من جبال فيها من برد { ‪ :‬أي من جبال من برد في السماء والبرد حجارة بيضاء كالثلج‪.‬‬

‫} فيصيب به من يشاء { ‪ :‬أي فيصيب بالبرد من يشاء‪.‬‬

‫} سنا برقه { ‪ :‬أي لمعانه‪.‬‬

‫} يذهب بالبصار { ‪ :‬أي الناظرة إل‪j‬ي‪r‬ه‪.l‬‬

‫} لعبرة { ‪ :‬أي داللة على وجود ال تعالى وقدرته وعلمه ووجوب توحيده‪.‬‬

‫} كل دابة من ماء { ‪ :‬أي حيوان من نطفة‪.‬‬

‫} على بطنه { ‪ :‬كالحيات والهوام‪.‬‬

‫} على رجلين { ‪ :‬كالنسان والطير‪.‬‬

‫} على أربع { ‪ :‬أي كالنعام والبهائم‪.‬‬

‫} إلى صراط مستقيم { ‪ :‬أي إلى السلم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في عرض مظاهر القدرة والعلم والحكمة اللهية وهي الموجبة ل تعالى العبادة دون سواه فقال‬
‫تعالى‪ } :‬ألم تر أن ال يزجي سحابا‪ { N‬أي ألم ينته إلى علمك يا رسولنا أن ال يزجي سحاب‪N‬ا أي يسوقه برفق‬
‫وسهولة } ثم يؤلف { أي يجمع بين أجزائه فيجعله ركاما‪ N‬أي متراكما‪ N‬بعضه على بعض } فترى الودق { أي‬
‫المطر } يخرج من خلله { أي من فتوقه وشقوقه‪ .‬والخلل جمع خلل كجبال جمع جبل وهو الفتوق بين أجزاء‬
‫السحاب وهو مظهر من مظاهر القدرة والعلم‪ .‬وقوله‪ } :‬وينزل من السماء من جبال فيها من برد { أي ينزل‬
‫بردا‪ N‬من جبال البرد المتراكمة في السماء فيصيب بذلك البرد من يشاء فيهلك به زرعه أو ماشيته‪ ،‬ويصرفه‬
‫عمن يشاء عن عباده فل يصيبه شيء من ذلك وهذا مظهر آخر من مظاهر القدرة واللطف ال‪p‬لهي وقوله‪:‬‬
‫} يكاد سنا برقه { أي يقرب لمعان البرق الذي هو سناه يذهب بالبصار التي تنظر إليه أي يخطفها بشدة‬
‫لمعانه‪.‬‬

‫وقوله تعالى } يقلب ال الليل والنهار { بأن يظهر هذا ويخفي هذا فإذا ظهر النهار اختفى الليل‪ ،‬وإذا ظهر الليل‬
‫اختفى النهار فيقلب أحدهما على الخر فيخفيه ويستره به وقوله‪ } :‬إن في ذلك لعبرة لولى البصار { أي إن‬
‫في إنزال البرد ولمعان البرق وتقليب الليل والنهار لعظة عظيمة لولى البصائر تهديهم إلى اليمان بال‬
‫وجلله وكما فيعبدونه ويوحدونه م‪n‬ح‪p‬بين له معظمين راجعين خائفين إن هذه ثمرة الهداية هذا ما دلت عليه‬
‫اليتان الولى )‪ (43‬والثانية )‪ (44‬أما الية )‪ (45‬فقد اشتملت على أعظم مظهر من مظاهر القدرة اللهية فقال‬
‫تعالى‪ } :‬وال خالق كل دابة { أي من إنسان وحيوان } من ماء { أي نطفة من نطف النسان والحيوان‪،‬‬
‫} فمنهم من يمشي على بطنه { كالحيات والثعابين والسماك‪ } ،‬ومنهم من يمشي على رجلين { كالنسان‬
‫والطير‪ } ،‬ومنهم من يمشي على أربع { كالنعام والبهائم‪ ،‬وقوله‪ } :‬يخلق ال ما يشاء { إذ‪ w‬بعض الحيوانات لها‬
‫أكثر من أربع وقوله‪ } :‬إن ال على كل شيء قدير { أي على فعل وإيجاد ما يريده قدير ل يعجزه شيىء فأين‬
‫ال الخالق العليم الحكيم من تلك الصنام والوثان التي يؤلهها الجاهلون من أهل الشرك والكفر؟‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬لقد أنزلنا آيات مبينات { أي واضحات لجل هداية العباد إلى طريق سعادتهم وكمالهم وهي هذه‬
‫اليات التي اشتملت عليها سورة النور وغيرها من آيات القرآن الكريم فمن آمن بها ونظر فيها وأخذ بما تدعو‬
‫إليه من الهدى اهتدى‪ ،‬ومن أعرض عنها فضل وشقى فل يلومن إل نفسه‪ } ،‬وال يهدي من يشاء { هدايته‬
‫ممن رغب في الهداية وطلبها وسلك لها مسالكها } إلى صراط مستقيم { أل وهو السلم طريق الكمال‬
‫والسعادة في الحياتين ال اجعلنا من أهله إنك قدير‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬مظاهر قدرة ال وعلمه وحكمته وهي موجبات اليمان والتقوى‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان كيفية نزول المطر والبرد‪.‬‬

‫‪ -3‬مظاهر لطف ال بعباده في صرف البرد عن الزرع والماشية وبعض عباده‪.‬‬

‫‪ -4‬مظاهر القدرة والعلم في تقليب الليل والنهار على بعضهما بعضا‪.N‬‬

‫‪ -5‬بيان أصناف المخلوقات في مشيها على الرض بعد خلقها من ماء وهو مظهر العلم والقدرة‪.‬‬
‫‪ -6‬امتنان ال تعالى على العباد بإنزاله اليات المبينات للهدى وطريق السعادة والكمال‪.‬‬

‫} ويقولون آمنا بٱلله وبٱلرسول وأطع‪%‬نا ثم يتولى فريق‪ U‬م‪#‬نهم‪ %‬م‪#‬ن بع‪%‬د ذلك ومآ )أو‪%‬لـئك‬
‫بٱلمؤمنين { * } وإذا دعو*ا إلى ٱلله ورسوله ليح‪%‬كم بي‪%‬نهم‪ %‬إذا فريق‪ U‬م‪#‬نهم‪ %‬م‪O‬ع‪%‬رضون { * } وإن‬
‫يكن‪ %‬لهم ٱلحق يأتو*ا إلي‪%‬ه مذعنين { * } أفي قلوبهم‪ %‬مرض‪ V‬أم ٱر‪%‬تابو*ا أم‪ %‬يخافون أن يحيف ٱلله‬
‫علي‪%‬هم‪ %‬ورسوله بل أ)و‪%‬لـئك هم ٱلظالمون { * } إنما كان قو‪%‬ل ٱلمؤمنين إذا دعو*ا إلى ٱلله‬
‫ورسوله ليح‪%‬كم بي‪%‬نهم‪ %‬أن يقولوا سمع‪%‬نا وأطع‪%‬نا و)أو‪%‬لـئك هم ٱلمفلحون { * } ومن يطع ٱلله‬
‫ورسوله ويخش ٱلله ويتقه فأ)و‪%‬لـئك هم ٱلفآئزون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ويقولون { ‪ :‬أي المنافقون‪.‬‬

‫} آمنا بال وبالرسول { ‪ :‬اي صدقنا بتوحيد ال وبنبوة الرسول محمد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} ثم يتول فريق منهم { ‪ :‬أي يعرض‪.‬‬

‫} إذا فريق منهم معرضون { ‪ :‬أي عن المجىء إلى الرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} مذعنين { ‪ :‬أي مسرعين منقادين مطيعين‪.‬‬

‫} في قلوبهم مرض { ‪ :‬أي كفر ونفاق وشرك‪.‬‬

‫} أم ارتابوا { ‪:‬أي بل شكوا في نبوة الرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} أن يحيف ال عليهم ورسوله { ‪ :‬أي في الحكم فيظلموا فيه‪.‬‬

‫} إنما كان قول المؤمنين { ‪ :‬هو قولهم سمعنا وأطعنا أي سمعا‪ N‬وطاعة‪.‬‬

‫} المفلحون { ‪ :‬أي الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنة‪.‬‬


‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد عرض تلك المظاهر لقدرة ال وعلمه وحكمته والموجبة لليمان بال ورسوله‪ ،‬وما عند ال من نعيم مقيم‪،‬‬
‫وما لديه من عذاب مهين فاهتدى عليها من شاء ال هدايته وأعرض عنها من كتب ال شقاؤته من المنافقين‬
‫بال ر‪m‬با‪ N‬وإلها‪ N‬وبمحمد نبيا‪ N‬ورسول‪ ،N‬وأطعناهما } ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك { أي من بعد تصريحهم‬
‫باليمان والطاعة يقولون معرضين بقلوبهم عن اليمان بال وآياته ورسوله‪ } ،‬وما أولئك بالمؤمنين { فأكذبهم‬
‫ال في دعوة إيمانهم هذا ما دلت عليه الية الولى )‪ (47‬وقوله تعالى‪ } :‬وإذا دعوا إلى ال ورسوله ليحكم‬
‫بينهم { أي في قضية من قضايا دنياهم‪ } ،‬إذا فريق منهم معرضون { أي فاجأك فريق منهم بالعراض عن‬
‫التحاكم إلى الرسول صلى ال عليه وسلم وقوله‪ } :‬وإن يكن لهم الحق { أي وإن يكن لهم في الخصومة التي‬
‫بينهم وبين غيرهم } يأتوا إليه { أي إلى رسول ال } مذعنين { أي منقادين طائعين أي لعلمهم أن الرسول‬
‫يقضي بينهم بالحق وسوف يأخذون حقهم وافيا‪ N‬وقوله تعالى‪ } :‬أفي قلوبهم مرض { أي بل في قلوبهم مرض‬
‫الكفر والنفاق } أم ارتابوا { أي بل ارتابوا أي شكوا في نبوة رسول ال صلى ال عليه وسلم } أم يخافون أن‬
‫يحيف ال عليهم ورسوله { ل‪ ،‬ل‪ } ،‬بل أولئك هم الظالمون { ‪ ،‬ولما كانوا ظالمين يخافون حكم ال ورسوله‬
‫فيهم لنه عادل فيأخذ منهم ما ليس لهم ويعطيه لمن هو لهم من خصومهم وقوله تعالى‪ } :‬إنما كان قول‬
‫المؤمنين { أي الصادقين في إيمانهم } إذا دعوا ال ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا { أي لم يكن‬
‫للمؤمنين الصادقين من قول يقولونه إذا دعوا إلى كتاب ال ورسوله ليحكم يبنهم إل قولهم‪ :‬سمعنا وأطعنا‬
‫فيجيبون الدعوة ويسلمون بالحق قال تعالى في الثناء عليهم } وأولئك هم المفلحون { أي الناجحون في دنياهم‬
‫وآخرتهم دون غيرهم من أهل النفاق‪ .‬وقوله تعالى‪ :‬في الية الكريمة الخيرة )‪ } (52‬ومن يطع ال ورسوله {‬
‫أي فيما يأمران به وينهيان عنه‪ } ،‬ويخش ال { أي يخافه في السر والعلن‪ } ،‬ويتقه { أي يتق مخالفته فل‬
‫يقصر في واجب ول ‪l‬يغ‪w‬ش‪j‬ى محرما‪ } ،N‬فأولئك هم الفائزون { فقصر الفوز عليهم أي هم المنون من عذاب ال‬
‫يوم القيامة المنعمون في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‪ .‬اللهم اجعلنا منهم واحشرنا‬
‫في زمرتهم إنك ربنا وربهم‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب التحاكم إلى الكتاب والسنة‪.‬‬

‫‪ -2‬من د‪n‬ع‪p‬ي‪ l‬إلى الكتاب والسنة فأعرض فهو منافق معلوم النفاق‪.‬‬
‫‪ -3‬اتخاذ قوانين وضعية للتحاكم إليها دون كتاب ال وسنة رسوله آية الكفر والنفاق‪.‬‬

‫‪ -4‬فضل طاعة ال ورسوله وتقوى ال عز وجل وأن أهلها هم الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنان‪.‬‬

‫} وأقسموا بٱلله جه‪%‬د أي‪%‬مانهم‪ %‬لئن‪ %‬أمر‪%‬تهم‪ %‬ليخرجن قل ل تقسموا طاعة‪ U‬مع‪%‬روفة‪ U‬إن ٱلله خبير‬
‫بما تع‪%‬ملون { * } قل أطيعوا ٱلله وأطيعوا ٱلرسول فإن تولو‪%‬ا فإنما علي‪%‬ه ما حم‪#‬ل وعلي‪%‬كم‪ %‬ما‬
‫حم‪#‬لتم‪ %‬وإن تطيعوه ته‪%‬تدوا وما على ٱلرسول إل ٱلبلغ ٱلمبين { * } وعد ٱلله ٱلذين آمنوا‬
‫منكم‪ %‬وعملوا ٱلصالحات ليس‪%‬تخلفنهم‪ %‬في ٱلر‪%‬ض كما ٱس‪%‬تخلف ٱلذين من قب‪%‬لهم‪ %‬وليمك‪R‬نن لهم‬
‫دينهم ٱلذي ٱر‪%‬تضى لهم‪ %‬وليبد‪#‬لنهم‪ %‬م‪#‬ن بع‪%‬د خو‪%‬فهم‪ %‬أم‪%‬نا‪ S‬يع‪%‬بدونني ل يشركون بي شي‪%‬ئا‪ S‬ومن كفر‬
‫بع‪%‬د ذلك فأ)و‪%‬لـئك هم ٱلفاسقون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وأقسموا بال جهد أيمانهم {‪ :‬أي حلفوا بال بالغين غاية الجهد في حلفهم‪.‬‬

‫} لئن أمرتهم {‪ :‬أي بالخروج إلى الجهاد‪.‬‬

‫} طاعة معروفة {‪ :‬أي طاعة معروفة للنبى فيما يأمركم وينهاكم خير من إقسامكم بال‪.‬‬

‫} فإن تولوا {‪ :‬أي فإن تتولوا أي تعرضوا عن الطاعة‪.‬‬

‫} عليه ما حمل {‪ :‬اي من ابلغ الرسالة وبيانها بالقول والعمل‪.‬‬

‫} وعليكم ما حملتم {‪ :‬أي من وجوب قبول الشرع والعمل به عقيدة وعبادة وحكما‪.‬‬

‫} وإن تطيعوه تهتدوا {‪ :‬أي وإن تطيعوا الرسول في أمره ونهيه وإرشاده تهتدوا إلى خيركم‪.‬‬

‫} ليستخلفنهم {‪ :‬أي يجعلهم خلفاء لغيرهم فيها بأن ي‪n‬د‪p‬يل• لهم من أهلها فيسودون فيها ويحكمون‪.‬‬

‫} وليمكنن لهم دينهم {‪ :‬أي بأن يظهر السلم على سائر الديان ويحفظه من الزوال‪.‬‬
‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في ذكر أحوال المنافقين فأخبر تعالى عنهم بقوله‪ } :‬وأقسموا ال جهد أيمانهم { أي‬
‫أقسموا للرسول صلى ال عليه وسلم مبالغين في ذلك حتى بلغوا غاية الجهد قائلين لئن أمرتنا بالخروج إلى‬
‫الجهاد لنخرجن معكم‪ .‬وهان أمر تعالى رسوله أن يقول لهم‪ } :‬لتقسموا { أي ما هناك حاجة إلى الحلف‬
‫وتأكيده‪ ،‬وإنما هي طاعة منكم معروفة لنا تغنيكم عن اليمان وقوله تعلى‪ } :‬إن ال خبير بما تعملون { تأنيب‬
‫لهم وتأديب حيث أخبرهم تعالى بأنه مطلع على أسرارهم وما يقولونه ويعملونه في الخفاء ضد الرسول‬
‫والمؤمنين ثم أمر تعالى رسوله أن يقول لهم‪ :‬أطيعوا ال وأطيعوا الرسول في كل ما يأمران به وينهيان عنه‪} ،‬‬
‫فإن تولوا { أي تعرضوا عن الطاعة وترفضوها‪ ،‬فإنما على الرسول ما حمل من البلغ والبيان‪ ،‬وعليكم ما‬
‫حملتم من وجوب النقياد والطاعة‪ ،‬ومن أخل بواجبه الذي أنيط به فسوف يلقى جزءاه وافيا‪ N‬عند ربه وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬وإن تطيعوه تهتدوا { هذه الجملة عظيمة الشأن جليلة القدر للمؤمن أن يحلف بال ول يحنث على أن‬
‫من أطاع رسول ال في أمره ونهيه لن يضل أبدا‪ N‬ولن يشقى فالهداية إلى كل خير كامنة في طاعة رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وما على الرسول إل البلغ المبين { أي ليس على الرسول هداية القلوب‪ ،‬وإنما عليه البلغ‬
‫المبين ل غير فل تلحق الرسول تبعة من عصى ف‪j‬ض‪l‬ل‪ t‬و ‪l‬هل‪j‬ك‪.‬‬

‫وقوله تعالى في الية )‪ } (55‬وعد ال الذين آمنوا منكم { أي صدقوا ال والرسول } وعملوا الصالحات {‬
‫فأقاموا الصلة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر‪ ،‬وعدهم بأن يستخلفهم في الرض أي يجعلهم‬
‫خلفاء حاكيمن في أهلها سائدين سكانها استخلفا‪ N‬كاستخلف الذين من قبلهم من بني إسرائيل حيث أجلى‬
‫الكنعانيين والعمالقة من أرض القدس وورثها بني إسرائيل وقول‪ } :‬وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم { وهو‬
‫السلم فيظهره على الدين كله ويحفظه من التغيير والتبديل والزوال إلى قرب الساعة وقوله تعالى‪ } :‬وليبدلهم‬
‫من بعد خوفهم أمنا‪ { N‬إذا نزلت هذه الية والمسلمون خائفون بالمدينة ل يقدر أحدهم أن ينام وسيفه بعيد عنه‬
‫من شدة الخوف من الكافرين والمنافقين وتألب الحزاب عليهم ولقد أنجز تعالى لهم ما وعدهم فاستخلفهم‬
‫وأمكن لهم وبدلهم بعد خوفهم أمنا‪ N‬فلله الحمد والمنة‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬يعبدونني ل يشركون بي شيئا‪ { N‬هذا ثناء عليهم‪ ،‬وتعليل لما وهبهم وأعطاهم يعبدونه ل يشركون به‬
‫شيئا‪ N‬وقد فعلوا وما زال بقاياهم من الصالحين إلى اليوم يعبدون ال وحده ول يشركون به شيئا‪ N‬اللهم اجعلنا‬
‫منهم‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون { وعيد وتهديد لمن كفر بعد ذلك النعام العظيم‬
‫والعطاء الجزيل فأولئك هم الفاسقون عن أمر ال الخارجون عن طاعته المتسوجبون لعذاب ال ونقمته‪ .‬عياذا‬
‫بال ول حول ول قوة إل بال‪.‬‬
‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬مشروعية القسام بال تعالى وحرمه الحلف بغيره تعالى‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم الثقة في المنافقين لخلوهم من موجب الصدق في القول والعمل وهو اليمان‪.‬‬

‫‪ -3‬طاعة رسول ال موجبة للهداية لما فيه من سعادة الدارين ومعصيته موجبة للضلل والخسران‪.‬‬

‫‪ -4‬صدق وعد ال تعالى لهل اليمان وصالح العمال من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -5‬وجوب الشكر على النعم بعبادة ال تعالى وحده بما شرع من أنواع العبادات‪.‬‬

‫‪ -6‬الوعيد الشديد لمن أنعم ال عليه بنعمة أمن ورخاء وسيادة وكرامة فكفر تلك النعم ولم يشكرها ‪j‬فع‪m‬رضها‬
‫للزوال‪.‬‬

‫} وأقيموا ٱلصـلة وآتوا ٱلزكـاة وأطيعوا ٱلرسول لعلكم‪ %‬تر‪%‬حمون { * } ل تح‪%‬سبن ٱلذين‬
‫كفروا مع‪%‬جزين في ٱلر‪%‬ض ومأواهم ٱلنار ولبئس ٱلمصير {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وأقيموا الصلاة { ‪ :‬أي أدوها أداء‪N‬ا كامل‪ N‬تامأ‪ i‬مراعين فيها شروطها وأركانها وواجباتها وسننها حتى تثمر‬
‫الزكاة والطهر في نفوسكم‪.‬‬

‫} وآتوا الزكاة { ‪ :‬أي المفروضة من المال الصامت كالذهب والفضة والحرث والناطق كالنعام من إبل وبقر‬
‫وغنم‪.‬‬

‫} وأطيعوا الرسول { ‪ :‬أي محمدا‪ N‬صلىة ال عليه وسلم في أمره ونهيه والخذ بإرشاده وتوجيهه‪.‬‬

‫} لعلكم ترحمون { ‪ :‬أي رجاء أن يرحمكم ربكم في دنياكم وآخرتكم فل يعذبكم فيهما‪.‬‬
‫} معجزين في الرض { ‪ :‬أي معجزين ال تعالى بحيث ل يدركهم ول ينزل بهم نقمته وعذابه‪.‬‬

‫} ولبئس المصير { ‪ :‬أي النار إذا هي المأوى الذي يأوون إليه ويصيرون إليه‪.‬‬

‫معنى اليتين‬

‫يأمر تعالى عباده المؤمنين من أصحاب الرسول الكريم بإقام الصلة وإيتاء الزكاة الزكاة وطاعة الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم في أمره ونهيه وإرشاده وتوجيهه وذلك رجاء أن يرحموا في الدارين‪ ،‬ول يعذبوا فيهما‪ ،‬وهذا‬
‫وإن كان موجها‪ N‬ابتداء‪ a‬إلى أصحاب الرسول فإنه عام بعد ذلك فيشمل كل مؤمن ومؤمنة في الحياة وقوله } ل‬
‫تحسبن الذين كفروا معجزين في الرض { هذا خطاب للرسول صلى ال عليه وسلم ينهاه ربه تعالى أن يظن‬
‫أن الذين كفروا مهما كانت قوتهم سيفوتون ال تعالى ويهربون مما أراد بهم من خزي وعذاب‪ ،‬ل‪ ،‬ل بل‬
‫سيخزيهم ويذلهم ويسلط عليهم‪ ،‬وقد فعل } ومأواهم النار { يوم القيامة } ولبئس المصير { نار جهنم يصيرون‬
‫إليها‪.‬‬

‫هداية اليتين‪:‬‬

‫من هداية اليتين‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب إقام الصلة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول صلى ال عليه وسلم للحصول على رحمة ال تعالى في‬
‫الدنيا والخرة في الدنيا بالنصر والتمكين والمن والسيادة وفي الخرة بدخول الجنة‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير عجز الكافرين وأنهم لن يفوتوا ال تعالى مهما كانت قوتهم وسينزل بهم نقمته ويحل عليهم عذابه‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان مصير أهل الكفر وأنه النار والعياذ بال تعالى‪.‬‬

‫} يأي‪O‬ها ٱلذين ءامنوا ليس‪%‬تأذنكم ٱلذين ملكت أي‪%‬مـنكم‪ %‬وٱلذين لم‪ %‬يب‪%‬لغوا ٱلحلم منكم‪ %‬ثلث مرات‬
‫م‪#‬ن قب‪%‬ل صـلوة ٱلفج‪%‬ر وحين تضعون ثيـبكم‪ %‬م‪#‬ن ٱلظهيرة ومن بع‪%‬د صلوة ٱلعشآء ثلث‬
‫ح بع‪%‬دهن طوفون علي‪%‬كم‪ %‬بع‪%‬ضكم‪ %‬على بع‪%‬ض@ كذلك يبي‪#‬ن‬
‫عو‪%‬رات@ لكم‪ %‬لي‪%‬س علي‪%‬كم‪ %‬ول علي‪%‬هم‪ %‬جنا ‪V‬‬
‫ٱلله لكم ٱل|يـت وٱلله عليم‪ V‬حكيم‪ } * { V‬وإذا بلغ ٱلطفال) منكم ٱلحلم فليس‪%‬تأذنوا كما ٱس‪%‬تأذن‬
‫ٱلذين من قب‪%‬لهم‪ %‬كذلك يبي‪#‬ن ٱلله لكم‪ %‬آياته وٱلله عليم‪ V‬حكيم‪ } * { V‬وٱلقواعد من ٱلن‪R‬سآء ٱللتي ل‬
‫ير‪%‬جون نكاحا‪ S‬فلي‪%‬س علي‪%‬هن جناح‪ V‬أن يضع‪%‬ن ثيابهن غي‪%‬ر متبر‪#‬جات بزينة@ وأن يس‪%‬تع‪%‬ففن خي‪%‬ر‬
‫لهن وٱلله سميع‪ V‬عليم‪{ V‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ليسأذنكم { ‪ :‬أي ليطلب الذن منكم في الدخول عليكم‪.‬‬

‫} ملكت أيمانكم { ‪ :‬من عبيد وإماء‪.‬‬

‫} لم يبلغوا الحلم منكم { ‪ :‬أي سن التكليف وهو وقت الحتلم خمسة عشر سنة فما فوق‪.‬‬

‫} تضعون ثيابكم { ‪ :‬أي وقت القيلولة لل‪p‬ستراحة والنوم‪.‬‬

‫} ثلث عورات لكم { ‪ :‬العورة ما يتسحي من كشفه‪ ،‬وهذه الوقات الثلثة ينكشف فيها النسان في فراشه‬
‫فكانت بذلك ثلث عورات‪.‬‬

‫} بعدهن { ‪ :‬أي بعد الوقات الثلثة المذكورة‪.‬‬

‫} طوافون عليكم { ‪ :‬أي للخدمة‪.‬‬

‫} بعضكم على بعض { ‪ :‬أي بعضكم طائف على بعض‪.‬‬

‫} فليسنأذنوا { ‪ :‬أي في جميع الوقات لنهم أصبحوا رجال‪ N‬مكلفين‪.‬‬

‫} والقواعد من النساء { ‪ :‬أي اللتي قعدن عن الحيض والولدة لكبر سنهن‪.‬‬

‫} أن يضعن ثيابهن { ‪ :‬كالجلباب والعباءة والقناع والخمار‪.‬‬

‫} غير متبرجات بزينة { ‪ :‬أي يغر مظهرات زينة خفية كقلدة وسوار وخلخال‪.‬‬

‫} وأن يستعففن خير لهن { ‪ :‬بأن ل يضعن ثيابهن خير لهم من الخذ بالرخصة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫قوله تعالى‪ } :‬يا أيها الذين آمنوا { روى في نزول هذه الية أن النبي صلى ال عليه وسلم بعث غلما‪ N‬من‬
‫النصار يقال له مدلج إلى عمر بن الخطاب يدعوه له فوجده نائما‪ N‬في وقت الظهيرة فدق الباب ودخل فاستيقظ‬
‫عمر فانكشف منه شىء فقال عندما عمر وددت أن ال نهى أبناءنا ونساءنا وخدمنا أن ل يدخلوا علينا في هذه‬
‫الساعة إل بإذن‪ ،‬ثم انطلق إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فوجد هذه الية قد أنزلت فخر ساجد‪N‬ا شكرا‪ N‬ل‬
‫تعالى‪.‬‬

‫فقوله تعالى‪ } :‬يا أيها الذين آمنوا { هو نداء لكل المؤمنين في كل عصورهم وديارهم‪ .‬وقوله } ليستأذنكم الذي‬
‫ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم { أي علموا أطفالكم وخدمكم الستئذان عليكم في هذه الوقات الثلثة‬
‫وأمروهم بذلك‪ .‬وقوله‪ } :‬ثلث مرات { هي المبينة في قوله‪ } :‬من قبل صلة الفجر { وهي ساعات النوم من‬
‫الليل‪ } ،‬وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة { ويه القيلولة‪ } ،‬ومن بعد صلة العشاء { وهي بداية نوم الليل‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬ثلث عورات لكم { أي هي منطقة انكشاف العورة فيها فاطلق عليها اسم العورة والعورة ما يستحي‬
‫من كشفه وقوله‪ } :‬ليس عليكم ول عليهم { أي ول على الطفال والخدم } جناح بعدهن { أي بعد المرات‬
‫الثلث وقوله‪ } :‬طوافون عليكم { أي يدخلون ويخرجون عليكم للخدمة‪ } .‬بعضكم على بعض { أي بعضكم‬
‫يدخل على بعض للخدمة فل غنى عنه فلذا فل حرج عليكم في غير الوقات الثلثة‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬كذلك يبين ال لكم اليات { أي كهذا التبيين الذي بين لكم حكم الستئذان يبين ال لكم اليات‬
‫المتضمنة للشرائع والحكام والداب فله الحمد وله المنة وقوله‪ } :‬وال عليم { أي بخلقه وما يحتاجون إليه في‬
‫إكمالهم وإسعادهم } حكيم { فيما يشرع لهم ويفرض عليهم‪.‬‬

‫وقوله تعالى في الية الثانية )‪ } (59‬وإذا بلغ الطفال منكم الحلم { أي إذا بلغ الطفل سن الحتلم وهو البلوغ‬
‫واحتلم فعليه أن ل يدخل على غيرمحارمه إل بعد الستئذان كما يفعل ذلك الرجال من قبله إذ قد أصبح بالبلوغ‬
‫الذي علمته الحتلم أو بلوغ خمس عشرة سنة فأكثر أصبح رجل‪ N‬تماما‪ N‬فعليه أن ل يدخل بيت أحد إل بعد أن‬
‫يستأذن هذا معنى قوله تعالى‪ } :‬وإذا بلغ الطفال منكم الحلم فليستئذنوا كما استأذن الذين من قبلهم { وهم‬
‫الرجال وقوله تعالى‪ } :‬كذلك يبين ال لكم آياته { أي المتضمنة لحكامه وشرائعه } وال عليم { بخلقه وما‬
‫يصلح لهم } حكيم { في شرعه وهذه حال توجب طاعته تعالى فيما يأمر به وينهى عنه وقوله تعالى‪:‬‬
‫} والقواعد من النساءاللتي ل يرجون نكاحا‪ { N‬أي والتي قعدت عن الحيض والولدة لكبر سنها بحيث أصبحت‬
‫ل ترجو نكاحا‪ N‬ول يرجى منها ذلك فهذه ليس عليها إثم ول حرج في أن تضع خمارها من فوق رأسها‪ ،‬أو‬
‫عباءتها من فوق ثيابها التي على جسمها حال كونها غير متبرجة آي مظهرة زينة لها كخضاب اليدين‬
‫والساور في المعصمين والخلخل في الرجلين‪ ،‬أو أحمر الشفتين‪ ،‬وما إلى ذلك مما هو زينة يجب ستره‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬وأن يستعففن خير لهن { أي ومن لزمت خمارها وعجارها ولم تظهر للجانب كاشفة وجهها‬
‫ومحاسنها خير هل حال‪ N‬ومآل‪ ،N‬وحسبها ان يختار ال لها فما اختاره لها لن يكون إل خيرا‪ N‬في الدنيا والخرة‬
‫فعلى المؤمنات أن يختار ال لها فما اختاره لها لن يكون إل خيرا‪ N‬في الدنيا والخرة فعلى المؤمنات أن يخترن‬
‫ما اختار ال لهن‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬وال سميع عليم { أي سميع لقوال عباده عليم بأعمالهم وأحوالهم ف‪j‬ليتق فيطاع ول يعصى‪ ،‬ويذكر فل‬
‫ينسى‪ ،‬ويشكر فل يكفر‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب تعليم الباء والسادة والطفال ولخدم الستئذان عليهم في الوقات الثلثة المذكورة والمعبر عنها‬
‫بالعوراة‪.‬‬

‫‪ -2‬وجوب استئذان الولد إذا احتلموا الستئذان على من يريدون الدخول عليه في بيته لنهم أصبحوا رجال‬
‫مكلفين‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان رخصة كشف الوجه لمن بلغت سنا‪ N‬ل تحيض فيها ول تلد للرجال الجانب ولو أبقت على سترها‬
‫واحتجابها لكان خيرا‪ N‬لها كما قال تعالى‪ } :‬وأن يستعففن خير لهن {‪.‬‬

‫} لي‪%‬س على ٱلع‪%‬مى حرج‪ V‬ول على ٱلع‪%‬رج حرج‪ V‬ول على ٱلمريض حرج‪ V‬ول على أنفسكم‪ %‬أن‬
‫تأكلوا من بيوتكم‪ %‬أو‪ %‬بيوت آبآئكم‪ %‬أو‪ %‬بيوت أ)مهاتكم‪ %‬أو‪ %‬بيوت إخوانكم‪ %‬أو‪ %‬بيوت أخواتكم‪ %‬أو‬
‫بيوت أع‪%‬مامكم‪ %‬أو‪ %‬بيوت عماتكم‪ %‬أو‪ %‬بيوت أخوالكم‪ %‬أو‪ %‬بيوت خالتكم‪ %‬أو‪ %‬ما ملكتم‪ %‬مفاتحه أو‬
‫صديقكم‪ %‬لي‪%‬س علي‪%‬كم‪ %‬جناح‪ V‬أن تأكلوا جميعا‪ S‬أو‪ %‬أشتاتا‪ S‬فإذا دخلتم‪ %‬بيوتا‪ S‬فسل‪R‬موا على أنفسكم‬
‫تحية‪ S‬م‪#‬ن‪ %‬عند ٱلله مباركة‪ S‬طي‪#‬بة‪ S‬كذلك يبي‪#‬ن ٱلله لكم ٱليات لعلكم‪ %‬تع‪%‬قلون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} الحرج { ‪ :‬الضيق والمراد به هنا اإثم أي ل إثم على المذكورين يف مؤاكلة غيرهم‪.‬‬

‫} أو ملكتم مفاتحة { ‪ :‬أي مما هو تحت تصرفكم بالصالة أو بالوكالة كوكالة على بستان أو ماشية‪.‬‬

‫} أو صديقكم { ‪ :‬أي من صدقكم الود وصدقتموه‪.‬‬


‫} جميعا‪ N‬أو أشتاتا‪ : { N‬أي مجتمعين على الطعام أو متفرقين‪.‬‬

‫} من عند ال { ‪ :‬لنه هو الذي شرعها وأمر بها‪ ،‬وما كان من عند ال فهو خير عظيم‪.‬‬

‫} طيبة { ‪ :‬أي تطيب بها نفس المسلم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في هداية المؤمنين وبيان ما يكملهم ويسعدهم ف‪j‬ف‪p‬ي هذه الية الكريمة‪ .‬رفع تعالى عنهم حرجا‬
‫عظيما‪ N‬كانوا قد شعروا به فآلمهم وهو أنهم قد رأوا أن الكل مع ذوي العاهات وهم العميان والعرجان‬
‫والمرضى وأهل الزمانة قد يترتب عليه أن يأكلوا ما ل يحل لهم أكله لن أصحاب هذه العاهات ل يأكلون كما‬
‫يأكل اأصحاء كما‪ N‬وكيفا‪ N‬وال يقول‪:‬‬
‫{‬ ‫} ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل‬
‫كما أن أصحاب العاهات قد تحرجوا أيضا‪ N‬عن مؤاكلة الصحاء معهم خوفا‪ N‬أن يكونوا يتقذرونهم فآلمهم ذلك‬
‫فأنزل ال تعالى هذه الية فرفع الحرج عن الجميع الصحاء وأصحاب العاهات فقال تعالى‪ } :‬ليس على‬
‫العمى حرج ول ع‪l‬لى العرج حرج ول على المريض حرج ول على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت‬
‫آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم‪ ،‬أو بيوت‬
‫أخوالكم أو بيوت أو بيوت إخوانكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم‪ ،‬أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالتكم أو‬
‫ما ملكتم مفاتحه { بوكالة وغيرها‪ } ،‬أو صديقكم { وهو من صدقكم الموجة وصدقتموه فيها ما دام الرضا‬
‫حاصل‪ ،N‬وإن لم يحضروا ول استئذان وإن حضروا‪.‬‬

‫ورفع تعالى عنهم حرج‪N‬ا آخر وهو أن منهم من كان يتحرج في الكل وحده‪ ،‬ويرى أنه ل يأكل إل مع غيره‬
‫وقد يوجد من يتحرج أيضا‪ N‬في الكل الجماعي خشية أن يؤذي الكل معه فرفع تعالى ذلك كله بقوله‪ } :‬وليس‬
‫عليكم جناح أن تأكلوا جميعا‪ { N‬أي مجتمعين على قطعة واحدة } أو أشتات‪N‬ا { أي متفرقين كل يأكل وحده متى بدا‬
‫له ذلك وهذا كله ناجم عن تقواهم ل تعالى وخوفهم من معاصيه إذ قد حرم عليهم أكل أموالهم بينهم بالباطل‬
‫في قوله‪:‬‬
‫{‬ ‫} ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬فإذا دخلتم بيوتا‪ N‬فسلموا على أنفسكم { فأرشدهم إلى ما يجلب محبتهم وصفاء نفوسهم ويدخل‬
‫السرور عليهم وهو أن من دخل بيتا‪ N‬من البيوت بيته كان أو بيت غيره عليه أن يسلم علينا وعلى عباد ال‬
‫الصالحين وقوله‪ } :‬تحية من عند ال { إذ هو تعالى الذي أمر بها وأرشد إليها وقوله } مباركة { أي ذات بركة‬
‫تعود على الجميع وكونها طيبة أن نفوس الم‪n‬س‪l‬ل‪t‬م عليها تطيب بها‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ } :‬كذلك يبين الهل لكم اليات لعلكم تعقلون { أي كذلك البيان الذي بين لكم من الحكام والداب‬
‫يبين ال لكم اليات الحاملة للشرائع والحكام رجاء أن تفهموا عن ال تعالى شرائعه وأحكامه فتعملوا بها‬
‫فتكملوا وتسعدوا عليها‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬الذن العام في الكل مع ذوي العاهات بل تحرد من الفريقين‪.‬‬

‫‪ -2‬الذن في الكل من بيوت من ذكر في الية من القارب والصدقاء‪.‬‬

‫‪ -3‬جواز الكل الجاعي والنفرادي بل تحرج‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية التحية عند الدخول على البيوت وأن فهيا خيرا‪ N‬وفضل‪.N‬‬

‫} إنما ٱلمؤمنون ٱلذين آمنوا بٱلله ورسوله وإذا كانوا معه على أم‪%‬ر@ جامع@ لم‪ %‬يذهبوا حتى‬
‫يس‪%‬تأذنوه إن ٱلذين يس‪%‬تأذنونك )أو‪%‬لـئك ٱلذين يؤمنون بٱلله ورسوله فإذا ٱس‪%‬تأذنوك لبع‪%‬ض‬
‫شأنهم‪ %‬فأذن ل‪R‬من شئت منهم‪ %‬وٱس‪%‬تغفر‪ %‬لهم ٱلله إن ٱلله غفور‪ V‬رحيم‪ } * { V‬ل تج‪%‬علوا دعآء‬
‫ٱلرسول بي‪%‬نكم‪ %‬كدعآء بع‪%‬ضكم‪ %‬بع‪%‬ضا‪ S‬قد‪ %‬يع‪%‬لم ٱلله ٱلذين يتسللون منكم‪ %‬لواذا‪ S‬فليح‪%‬ذر ٱلذين‬
‫يخالفون عن‪ %‬أم‪%‬ره أن تصيبهم‪ %‬فتنة‪ U‬أو‪ %‬يصيبهم‪ %‬عذاب‪ V‬أليم‪ } * { V‬أ *ل إن لله ما في ٱلسماوات‬
‫وٱلر‪%‬ض قد‪ %‬يع‪%‬لم مآ أنتم‪ %‬علي‪%‬ه ويو‪%‬م ير‪%‬جعون إلي‪%‬ه فين ‪#‬بئ)هم‪ %‬بما عملوا وٱلله بك ‪R‬ل شي‪%‬ء@ عليم {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} أمر جامع {‪ :‬كخطبة الجمعة ونحوها مما يجب حضوره كاجتماع لمر هام كحرب ونحوها‪.‬‬

‫} يستأذنوه {‪ :‬أي يطلبوا منه صلى ال عليه وسلم الذن‪.‬‬

‫} لبعض شأنهم {‪ :‬أي لبعض أمورهم الخاصة بهم‪.‬‬


‫} دعاء الرسول {‪ :‬أي نداءه فل ينادي بيا محمد ولكن بيانبي ال ورسول ال‪.‬‬

‫} كدعاء بعضكم بعضا‪ :{ N‬أي كما ينادي بعضكم بعض‪N‬ا بيا عمر ويا سعيد مثل‪.N‬‬

‫} يتسللون منكم لواذا‪ :{ N‬أي ينسلون واحدا‪ N‬بعد واحد يستر بعضهم بعضا‪ N‬حتى يخرجوا خفية‪.‬‬

‫} أن تصيبهم فتنة {‪ :‬أي زيغ في قلوبهم فيكفروا‪.‬‬

‫} قد يعلم ما أنتم عليه {‪ :‬أي من اليمان والنفاق وإرادة الخير أو إرادة الشر‪ ،‬وقد هنا للتأكيد عوملت معاملة‬
‫رب إذ هي للتقليل وتكون للتكثير أحيانا‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يخبر تعالى أن المؤمنين الكاملين في إيمانهم هم الذين آمنوا بال ورسوله محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وإذا‬
‫كانوا معه صلى ال عليه وسلم في أمر جامع يتطلب حضورهم كالجمعة واجتماعات الحروب‪ ،‬لم يذهبوا حتى‬
‫يستأذنوه صلى ال عليه وسلم ويأذن لهم هذا معنى قوله تعالى‪ } :‬إنما المؤمنون الذين آمنوا بال ورسوله وإذا‬
‫كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه {‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬إن الذين يستذنوك أولئك الذين يؤمنون بال ورسوله فإذا استئذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت‬
‫منهم واستغفر لهم ال إن ال غفور رحيم { في هذا تعليم للرسول والمؤمنين وتعريض بالمنافقين‪ .‬فقد أخبر‬
‫تعالى أن الذين يستأذنون النبي هم المؤمنون بال ورسوله‪ ،‬ومقابله أن الذين ل يستأذنون ويخرجون بدون إذن‬
‫هم ل يؤمنون بال ورسوله وهم المنافقون حقا‪ ،N‬وأمر رسول ال إذا استأذنه المؤمنون لبعض شأنهم أن يأذن‬
‫لمن شاء منهم ممن ل أهمية لحضوره كما أمره أن يستغفر ال لهم لم قد يكون غير عذر شرعي يبيح لهم‬
‫الستئذان وطمعهم ي المغفرة بقوله إن ال غفور رحيم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ل تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا { هذا يحتمل أمورا‪ N‬كلها حق الول أن‬
‫يحاذر المؤمنون إغضاب رسول ال بمخالفته فإنه إن دعا عليهم هلكوا لن دعاء الرسول ل يرد ليس هو‬
‫كدعاء غيره‪ ،‬والثاني أن ل يدعوا الرسول باسمه يا محمد ويا أحمد بل عليهم أن يقولوا يا نبي ال ويا رسول‬
‫ال‪ ،‬والثالث أن ل يغلظوا في العبارة بل عليهم أن يلينوا اللفظ ويرتققوا العبارة إكبار‪N‬ا وتعظيما‪ N‬لرسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم هذا ما تضمنه قوله تعالى‪ } :‬ل تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا {‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬قد يعلم ال الذين يتسللون منكم لوذا‪ { N‬أعلمهم تعالى أنه يعلم قطعا‪ N‬أولئك المنافقين الذين يكونون في‬
‫أمر جامع مع رسول ال صلى ال عليه وسلم واحدا‪ N‬بعد آخر بدون أن يستأذوا متلوذين في هروبهم من‬
‫المجلس يستر بعضهم بعضا‪ ،N‬وفي هذا تهديد بالغ الخطورة لولئك المنافقين‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬فليحذر الذين يخالفون عن أمره { أي أمر رسول ال وهذا عام للمؤمنين والمنافقين وإلى يوم القيامة‬
‫فليحذروا أن تصيبهم فتنة وهي زيغ في قلوبهم فيموتوا كافرين‪ ،‬أو يصيبهم عذاب أليم في الدنيا والعذاب ألوان‬
‫وصنوف‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬أل إن ل ما في السموات والرض { أي خلقا‪ N‬وملكا‪ N‬وعبيدا‪ N‬يتصرف كيف يشاء ويحكم ما يريد‬
‫أل ف‪j‬ل‪w‬ي‪l‬تق‪ t‬ال‪ u‬عز وجل في رسول فل يخالف أمره ول يعصي في نهيه فإن ال لم يرسل رسول‪ N‬إل ليطاع‬
‫بإذنه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬قد يعلم ما أنتم عليه { إخبار يحمل التهديد والوعيد أيضا‪ N‬فما عليه الناس من أقوال ظاهرة‬
‫وباطنة معلومة ل تعالى‪ ،‬ويوم يرجعون إلى ال بعد موتهم فينبئهم بما عملوا من خير وشر ويجزيهم به الجزاء‬
‫الوفى‪ } ،‬وال بكل شيء عليم { فليحذر أن يخالف رسوله أو يعصي وليتق في أمره ونهيه فإن نقمته صعبة‬
‫وعذابه شديد‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب الستئذان من إمام المسلمين إذا كان المر جامعا‪ ،N‬ولل‪p‬مام أن يأذن لمن شاء ويترك من يشاء حسب‬
‫المصلحة العامة‪.‬‬

‫‪ -2‬وجوب تعظيم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وحرمه إساءة الدب معه حيا‪ N‬وميتا‪.N‬‬

‫‪ -3‬وجوب طاعة رسول ال وحرمة مخالفة أمره ونهيه‪.‬‬

‫‪ -4‬المتجرىء على الستهانة بسنة الرسول صلى ال عليه وسلم ي‪n‬خشى عليه أن يموت على سوء الخاتمة‬
‫والعياذ بال‪.‬‬

‫سورة الفرقان‬
‫} تبارك ٱلذي نزل ٱلفر‪%‬قان على عب‪%‬ده ليكون للعالمين نذيرا‪ } * { S‬ٱلذي له ملك ٱلسماوات‬
‫يء@ فقدره تقديرا‪* { S‬‬
‫وٱلر‪%‬ض ولم‪ %‬يتخذ ولدا‪ S‬ولم‪ %‬يكن له شريك‪ V‬في الملك وخلق كل ش ‪%‬‬
‫} وٱتخذوا من دونه آلهة‪ S‬ل يخلقون شي‪%‬ئا‪ S‬وهم‪ %‬يخلقون ول يم‪%‬لكون لنفسهم‪ %‬ضر‪j‬ا‪ S‬ول نفعا‪ S‬ول‬
‫يم‪%‬لكون مو‪%‬تا‪ S‬ول حيـاة‪ S‬ول نشور‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} تبارك { ‪ :‬أي تكاثرت بركته وعمت الخلئق كلها‪.‬‬

‫} الذي نزل الفرقان { ‪ :‬أي ال الذي نزل القرآن فارقا‪ N‬بين الحق والباطل‪.‬‬

‫} على عبده { ‪ :‬أي محمد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫} ليكون للعالمين نذيرا { ‪ :‬أي ليكون محمد صلى ال عليه وسلم نذيرا‪ N‬للعالمين من النس والجن أي مخوفا‪ N‬لهم‬
‫من عقاب ال وعذابه إن كفروا به ولم يعبدوه ويوحدوه‪.‬‬

‫} فقدره تقديرا { ‪ :‬أي سواه تسوية قائمة على أساس ل اعوجاج فيه ول زيادة ول نقص عما تقتيه الحكمة‬
‫والمصلحة‪.‬‬

‫} ضرا‪ N‬ول نفعا‪ : { N‬أي ل دفع ضر ول جلب نفع‪.‬‬

‫} موتا‪ N‬ول حياة ول نشورا‪: { N‬أي ل يقدرون على إماتة أحد ول إحيائه ول بعثا‪ N‬للموات‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يثني الرب تبارك وتعالى على نفسه بأنه ع‪l‬ظ‪V‬م خيره وعمت بركته المخلوقات كلها الذي نزل الفرقان الكتاب‬
‫العظيم الذي فرق به بين الحق والباطل والتوحيد والشرك والعدل والظلم أنزله على عبده ورسوله محمد صلى‬
‫ال عليه وسلم ليكون للعالمين النس والجن نذير‪N‬ا ينذرهم عواقب الكفر والشرك والظلم والشر والفساد وهي‬
‫عقاب ال وعذابه في الدنيا والخرة وقوله‪ } :‬الذي له ملك السموات والرض { خلقا‪ N‬وملكا‪ N‬وعبيدا‪ N‬وهو ثناء‬
‫بعد ثناء وقوله‪ } :‬ولم يتخذ ولدا‪ N‬ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا‪ { N‬وهو ثناء آخر‬
‫عظيم أثنى تبارك وتعالى فيه على نفسه بالملك والقدرة والخلق والعلم والحكمة وقوله‪ } :‬واتخذوا من دونه آلهة‬
‫{ أصناما‪ } N‬ل يخلقون شيئا‪ N‬وهو يخلقون ول يملكون لنفسهم { فضل‪ N‬عن غيرهم من عابديهم } ضر‪b‬ا‪ N‬ول‬
‫نفعا‪ { N‬أي دفع ضر‪ o‬ول جلب نفع‪ ،‬ول يملكون موتا‪ j‬لحد ول حياة لخر ول نشور‪N‬ا للناس يوم القيامة‪ .‬أليس‬
‫هذا موضع تعجب واستغراب أمع ال الذي عمت بركته الكوان وأنزل الفرقان ملك ما في السموات والرض‬
‫تنزه عن الولد والشريك وتعالى عن ذلك علوا‪ N‬كبيرا‪ ،N‬وخلق كل شيء فقدره تقديرا‪ N‬تيخذون من دونه آلهة‬
‫أصناما‪ N‬ل تدفع عن نفسها ضرا‪ N‬ول تجلب لها نفعا‪ N‬ول تملك موتا‪ N‬ول حياة ول نشورا‪ N‬فسبحان ال أين يذهب‬
‫بعقول الناس‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬مظاهر ربوبية ال تعالى الموجبة للوهيته وهو إفاضة الخير على الخلق والملك والقدرة والعلم والحكمة‪.‬‬

‫‪ -2‬التنديد بالشرك والمشركين‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير التوحيد والنبوة والبعث والجزاء‪.‬‬

‫} وقال ٱلذين كفرو*ا إن‪ %‬هـذا إل إفك‪ V‬ٱفتراه وأعانه علي‪%‬ه قو‪%‬م‪ V‬آخرون فقد‪ %‬جآءوا ظلما‪ S‬وزورا‪{ S‬‬
‫* } وقالو*ا أساطير ٱلولين ٱكتتبها فهي تم‪%‬لى علي‪%‬ه بكرة‪ S‬وأصيل‪ } * { S‬قل أنزله ٱلذي يع‪%‬لم‬
‫ٱلس‪#‬ر في ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض إنه كان غفور‪S‬ا رحيما‪ } * { S‬وقالوا مال هـذا ٱلرسول يأكل‬
‫ٱلطعام ويم‪%‬شي في ٱلس‪%‬واق ل ‪%‬ول* أ)نزل إلي‪%‬ه ملك‪ V‬فيكون معه نذير‪S‬ا { * } أو‪ %‬يلقى إلي‪%‬ه كنز‪ V‬أو‬
‫تكون له جنة‪ U‬يأكل) منها وقال ٱلظالمون إن تتبعون إل رجل‪ S‬مس‪%‬حور‪S‬ا { * } ٱنظ ‪%‬ر كي‪%‬ف ضربوا‬
‫لك ٱلم‪%‬ثال فضلوا فل يس‪%‬تطيعون سبيل‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} افك افتراه {‪ :‬أي ما القرآن إل كذبا‪ N‬افتراه محمد وليس هو بكلم ال تعالى هكذا قالوا‪.‬‬

‫} ظلما‪ N‬وزورا‪ :{ N‬أي فرد ال عليهم قولهم بقوله فقد جاءوا ظلما‪ N‬حيث جعلوا الكلم المعجز الهادي إلى السعاد‬
‫والكمال البشري إفكا مختلقا‪ N‬وزورا‪ N‬بنسبة ما هو برىء منه إليه‪.‬‬
‫} اكتتبها {‪ :‬أي طلب كتابتها له فكتبت له‪.‬‬

‫} يعلم السر {‪ :‬أي ما يسره أهل السماء والرض وما يخفونه في نفوسهم‪.‬‬

‫} أو يلقى إليه كنز {‪ :‬أي من السماء فينفق منه ول يحتاج معه إلى الضرب في السواق‪.‬‬

‫} جنة يأكل منها { ‪ :‬بستان فيه ما يغنيه من أنواع الحبوب والثمار‪.‬‬

‫} رجل‪ N‬مسحورا‪: { N‬مخدوعا‪ N‬مغلوبا‪ N‬على عقله‪.‬‬

‫} ضربوا لك المثال { ‪ :‬أي بالسحر والجنون والشعر والكهانة والكذب وما إلى ذلك‪.‬‬

‫} فضلوا فل يستطيعون سبيل‪ : { N‬فضلوا الطريق الحق وهو أنه ل إله إل ال وأن محمدا‪ N‬رسول ال فل‬
‫يهتدون‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫يخبر تعالى عن أولئك المشركين الحمقى الذين اتخذوا من دون ال رب العالمين آلهة أصناما‪ N‬ل تضر ول تنفع‬
‫أنهم زيادة على سفههم في اتخاذ الحجار آهلة يعبدونها قالوا في القرآن الكريم والفرقان العظيم ما هو إل إفك‬
‫أي كذب اختلقه محمد وأعانه عليه قوم آخرون يعنون اليهود ساعدوه على التيان بالقرآن‪ .‬فقد جاءوا بهذا‬
‫القول الكذب الممقوت ظلما‪ N‬وزورا‪ N‬ظلما‪ N‬لنهم جعلوا القرآن المعجز الحامل للهدى والنور جعلوه كذبا وجعلوا‬
‫البريء من الكذب والذي لم يكذب قط كاذبا‪ N‬فكان قولهم فيه زورا‪ N‬وباطل‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وقالوا أساطير‬
‫الولين اكتتبها فهي تملي عليه بكرة وأصيل { هذه الية نزلت ردا‪ N‬على شيطان قريش النضر بن الحارث إذ‬
‫كان يأتي الحرة ويتعلم أخبار ملوك فارس ورستم‪ .‬وإذا حدث محمد صلى ال عليه وسلم قومه محذرا‪ N‬إياهم أن‬
‫يصيبهم ما أصاب المم قبلهم فإذا قام صلى ال عليه وسلم من المجلس جاء هو فجلس وقال تعالوا أقص عليكم‬
‫إني أحسن حديثا‪ N‬من محمد‪ ،‬ويقول إن ما يقوله محمد هو من أكاذيب القصاص وأساطيرهم التي سطروها في‬
‫كتبهم فهو يحدث بها وهي تملى عليه أي يمليها عليه غيره صباحا‪ N‬ومساء‪N‬ا فرد تعالى هذه الفرية بقوله لرسوله‪:‬‬
‫} قل أنزله { أي القرآن } الذي يعلم السر في السموات والرض { أي سر ما يسره أهل السموات وأهل‬
‫الرض فهو علم الغيب المطلع على الضمائر العالم بالسرائر‪ ،‬ولول أن رحمته سبقت غضبه لهلك من كفر‬
‫به وأشرك به سواه } إنه كان غفورا‪ N‬رحيما‪ { N‬يستر زلت من تاب إليه ويرحمه مهما كانت ذنوبه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وقالوا‪ :‬ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في السواق لول أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا‬
‫أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل مناه وقال الظالمون إن تتبعون إل رجل‪ N‬مسحورا‪ { N‬هذه كلمات رؤوساء‬
‫قريش وزعمائها لما عرضوا على رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يترك دعوته إلى ربه مقابل ما يشاء من‬
‫ملك أو مال أو نساء أو جاه فرفض كل ذلك فقالوا له إذا‪ N‬فخذ لنفسك لماذا وأنت رسول ال تأكل الطعام وتمشي‬
‫في السواق تطلب العيش مثلنا فسل ربك ينزل إليك ملكا‪ N‬فيكون معك نذير‪N‬ا أو يلقي إليك بكنز من ذهب وفضة‬
‫تعيش بهما أغنى الناس‪ ،‬أو يجعل لك جنة من نخيل وعنب‪ ،‬أو يجعل لك قصورا‪ N‬من ذهب تتميز بها عن‬
‫الناس وتمتاز فيعرف قدرك وتسود قومك وقوله تعالى‪ } :‬وقال الظالمون { أي للمؤمنين من أصحاب الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم إن تتبعون إل رجل‪ N‬مسحور‪N‬ا أي انكم باتباعكم محمدا‪ N‬فيما جاء به ويدعو إليه ما تتبعون‬
‫إل رجل‪ N‬مسحورا‪ ،N‬أي مخدوعا‪ N‬مغلوبا‪ N‬على عقله ل يدري ما يقول ول ما يفعل أي فاتركوه ول تفارقوا ما‬
‫عليه آباؤكم وقومكم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬انظر كيف ضربوا كيف شبهوا لك الشباه وضربوا لك المثال الباطلة فقالوا فيك مرة هو‬
‫ساحر‪ ،‬وشاعر وكاهن ومجنون فضاعوا في هذه التخرصات وضلوا طريق الحق فل يرجى لهم هداية بعد‪،‬‬
‫وذلك ‪p‬لب‪n‬ع‪r‬د‪ p‬ضللهم فل يقدرون على الرجوع إلى الحق وهو معنى قوله‪ } :‬فل يستطيعون سبيل‪.{ N‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان ما قابل به المشركون دعوة التوحيد من جلب كل قول وباطل ليصدوا عن سبيل ال وما زال هذا دأب‬
‫المشركين إزاء دعوة التوحيد إلى اليوم وإلى يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير الوحي اللهي والنبوة المحمدية‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان حيرة المشركين إزاء دعوة الحق وضربهم المثال الواهية الرخيصة للص‪m‬د• عن سبيل ال‪ ،‬وقد باءت‬
‫كل محاولتهم بالفشل والخيبة المرة‪.‬‬

‫} تبارك ٱلذي* إن شآء جعل لك خي‪%‬را‪ S‬م‪#‬ن ذلك جنات@ تج‪%‬ري من تح‪%‬تها ٱلنهار ويج‪%‬عل لك قصورا‬
‫{ * } بل كذبوا بٱلساعة وأع‪%‬تد‪%‬نا لمن كذب بٱلساعة سعير‪S‬ا { * } إذا رأتهم‪ %‬م‪#‬ن مكان@ بعيد‬
‫سمعوا لها تغي‪O‬ظا‪ S‬وزفير‪S‬ا { * } وإذآ أ)لقوا منها مكانا‪ S‬ضي‪#‬قا‪ S‬م‪O‬قرنين دعو‪%‬ا هنالك ثبور‪S‬ا { * } ل‬
‫تد‪%‬عوا ٱليو‪%‬م ثبورا‪ S‬واحدا‪ S‬وٱد‪%‬عوا ثبورا‪ S‬كثير‪S‬ا { * } قل أذلك خ ‪%‬ير‪ V‬أم‪ %‬جنة ٱلخلد ٱلتي وعد‬
‫ٱلمتقون كانت لهم‪ %‬جزآء‪ g‬ومصير‪S‬ا { * } لهم‪ %‬فيها ما يشآءون خالدين كان على رب‪#‬ك وع‪%‬دا‬
‫مس‪%‬ئ)ول‪{ S‬‬
‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} تبارك { ‪ :‬أي تقدس وكثر خيره وعمت بركته‪.‬‬

‫} خيرا‪ N‬من ذلك { ‪ :‬أي الذي اقترحه المشركون عليك‪.‬‬

‫} ويجعل لك قصورا‪ : { N‬أي كثيرة ل قصرا‪ N‬واحدا‪ N‬كما قال المشركون‪.‬‬

‫} بل كذبوا بالساعة { ‪ :‬أي لم يكن المانع لهم من اليمان كونك تأكل الطعام وتمشي في السواق بل تكذيبهم‬
‫بالبعث والجزاء هو السبب في ذلك‪.‬‬

‫} تغيظا‪ N‬وزفيرا‪ : { N‬أي صوتا‪ N‬مزعجا‪ N‬من تعظيها على أصحابها المشركين بال الكافرين به‪.‬‬

‫} مقرنين { ‪ :‬أي مقرونة أيديهم مع أعناقهم في الصفاد‪.‬‬

‫} دعوا هنالك ثبورا‪ : { N‬أي نادوا يا ثبورنا أي يا هلكنا إذ الثبور الهلك‪.‬‬

‫} كانت لهم جزاء‪ a‬ومصيرا‪ : { N‬أي ثوابا‪ N‬على إيمانهم وتقواهم‪ ،‬ومصيرا‪ N‬صاروا إليها ل يفارقونها‪.‬‬

‫} وعدا‪ N‬مسؤل { ‪ :‬أي مطالبا‪ N‬به إذ المؤمنون يطالبون به قائلين ربنا وآتنا وعدتنا والملئكة تقول ربنا وأدخلهم‬
‫جنات عدن التي وعدتهم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في الرد على مقترحات المشركين على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬إذ قالوا لول‬
‫أنزل إليه ملك‪ ،‬أو يلقى إليه كنز‪ q‬وتكون له جنة يأكل منها فقال تعالى‪ :‬لرسول صلى ال عليه وسلم‪ } :‬تبارك‬
‫الذي إن شاء جعل لك خيرا‪ N‬من ذلك { أي الذي اقترحوه وقالوا خذ لنفسك من ربك بعد أن رفضت طلبهم بترك‬
‫دعوتك والتخلي عن رسالتك } جنات تجري من تحتها النهار { أي من خلل أشجارها وقصورها‪ } ،‬ويجعل‬
‫لك قصورا‪ { N‬ل قصرا‪ N‬واحدا‪ N‬كما قالوا‪ ،‬ولكنه لم يشأ ذلك لك من هذه الدار لنها دار عمل ليست دار جزاء‬
‫وراحة ونعيم فربك قادر على أن يجعل لك ذلك ولكنه لم يشأه والخير فيما يشاءه‪ ،‬فاصبر فإن المشركين لم يكن‬
‫المانع لهم من اليمان هو كونك بشرا‪ N‬تأكل الطعام وتمشي في السواق‪ ،‬أو أن ال تعالى لم ينزل إليك ملكا‪ N‬بل‬
‫المانع هو تكذيبهم بالساعة فعلة كفرهم وعنادهم هي عدم إيمانهم بالبعث والجزاء فلو آمنوا بالحياة الثانية لطلبوا‬
‫كل سبب ينجي من عذابها ويحصل نعيمها } بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة { أي القيامة } سعيرا‬
‫{ أي نارا‪ N‬مستعرة أو هي دركة من دركات النار تسمى سعيرا‪.N‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا‪ N‬وزفيرا‪ { N‬هذا وصف للسعير وهو أنها إذا رأت أهلها‬
‫من ذوي الشرك والظلم والفساد من مكان بعيد تغيظت عليهم تغيظا‪ N‬وزفرت زفيرا‪ N‬مزعجا‪ N‬فيسمعونه فترتعد له‬
‫فرائضهم‪ } ،‬وإذا ألقوا منها مكانا‪ N‬ضيقا‪ N‬مقرنين { مشدودة أيديهم إلى أعناقهم بالصفاد } ‪l‬دع‪l‬و‪r‬ا هنالك { أي نادوا‬
‫بأعلى اصواتهم يا ثبوراه أي يا هلكاه أحضر فهذا وقت حضورك‪ :‬فيقال لهم‪ :‬خزي‪N‬ا وتبكيتا وتحسيرا‪ } :N‬ل‬
‫تدعوا اليوم ثبورا‪ N‬واحد‪N‬ا وادعوا ثبورا‪ N‬كثيرا‪ ، { N‬فهذا أوآن هلككم وهزيكم وعذابكم وهنا تعالى لرسوله محمد‬
‫صلى ال عليه وسلم } قل { لولئك المشركين المكذبين بالبعث والجزاء‪ } :‬أذلك { أي المذكور من السعير‬
‫واللقاء فيها مقرونة اليدي بالعناق وهم يصرخون يدعون بالهلك } خير أم دنة الخلد التي وعد المتقون {‬
‫أي التي وعد ال تعالى بها عباده الذين اتقوا عذابه باليمان به وبرسوله وبطاعة ال ورسوله قطعا‪ N‬جنة الخلد‬
‫خير ول مناسبة بينها وبين السعير‪ ،‬وإنما هو التذكير ل غير وقوله‪ } :‬كانت لهم { أي جنة الخلد كانت لهل‬
‫اليمان والتقوى } جزاء { أي ثوابا‪ } ،N‬ومصيرا‪ { N‬يصيرون إليه ل يفارقونه وقوله تعالى‪ } :‬لهم فيها ما يشاءون‬
‫{ أي فيها من أنواع المطاعم والمشارب والملبس والمساكن وقوله‪ } :‬خالدين { أي فيها ل يموتون ول‬
‫يخرجون‪ ،‬وقوله‪ } :‬كان على ربك وعدا‪ N‬مسئول‪ { N‬أي تفضل ربك أيها الرسول بها فوعد بها عباده المتقين‬
‫وعدا‪ N‬يسألونه إياه فينجزه لهم فهم يقولون‪:‬‬
‫{‬ ‫} ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك‬
‫‪،‬‬
‫} والملئكة تقول ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم‬
‫{‬ ‫وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم‬
‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان أن مرد كفر الكافرين وظلم الظالمين وفساد المفسدين إلى تكذيبهم بالبعث والجزاء في الدار الخرة‬
‫فإن من آمن بالبعث الخر سارع إلى الطاعة والستقامة‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير عقيدة البعث الخر بوصف بعض ما يتم فيه من الجزاء بالنار والجنة‪.‬‬

‫‪ -3‬فضل التقوى وأنها ملك المر فمن آمن واتقى فقد استوجب الدرجات العلى جعلنا ال تعالى من أهل‬
‫التقوى والدرجات العلى‪.‬‬
‫} ويو‪%‬م يح‪%‬شرهم‪ %‬وما يع‪%‬بدون من دون ٱلله فيقول) أأنتم‪ %‬أض‪%‬للتم‪ %‬عبادي هؤ)لء أم‪ %‬هم‪ %‬ضلوا‬
‫ٱلسبيل { * } قالوا سب‪%‬حانك ما كان ينبغي لنآ أن نتخذ من دونك من‪ %‬أو‪%‬ليآء ولـكن متع‪%‬تهم‬
‫وآبآءهم‪ %‬حتى نسوا ٱلذ‪R‬كر وكانوا قو‪%‬ما‪ S‬بورا‪ } * { S‬فقد‪ %‬كذبوكم‪ %‬بما تقولون فما تس‪%‬تطيعون‬
‫صر‪%‬فا‪ S‬ول نص‪%‬ر‪S‬ا ومن يظلم م‪#‬نكم‪ %‬نذقه عذابا‪ S‬كبيرا‪ } * { S‬ومآ أر‪%‬سلنا قب‪%‬لك من ٱلمر‪%‬سلين إل‬
‫إنهم‪ %‬ليأكلون ٱلطعام ويم‪%‬شون في ٱلس‪%‬واق وجعلنا بع‪%‬ضكم‪ %‬لبع‪%‬ض@ فتنة‪ S‬أتص‪%‬برون وكان رب‪O‬ك‬
‫بصيرا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} يحشرهم { ‪ :‬أي يجمعهم‪.‬‬

‫} وما يعبدون من دون ال { ‪ :‬من الملئكة والنبياء والولياء والجن‪.‬‬

‫} أم هم ضلوا السبيل { ‪ :‬أي طريق الحق بأنفسهم بدون دعوتكم إياهم إلى ذلك‪.‬‬

‫} سبحانك { ‪ :‬أي تنزيها‪ N‬لك عما ل يليق بجللك وكمالك‪.‬‬

‫} ولكن متعتهم { ‪ :‬أي بأن أطلت أعمارهم ووسعت عليهم أرزاقهم‪.‬‬

‫} وكانوا قوما‪ N‬بورا‪ : { N‬أي هلكى‪ ،‬إذ البوار الهلك‪.‬‬

‫} ومن يظلم منكم { ‪ :‬أي ومن يشرك منكم أيها الناس‪.‬‬

‫} وجعلنا بعضكم لبعض فتنة { ‪ :‬أي بلي‪b‬ة فالغني مبتل‪j‬ى بالفقير‪ ،‬والصحيح بالمريض‪ ،‬والشريف بالوضيع فالفقير‬
‫يقول ما لي ل أكون كالغني والمريض يقول مالي ل أكون كالصحيح‪ ،‬والوضيع يقول ما لي ل أكون كالشريف‬
‫مثل‪.‬‬

‫} أتصبرون { ‪ :‬أي اصبروا على ما تسمعون م‪p‬م‪m‬ن ابتليتم بهم‪ ،‬إذ الستفهام للمر هنا‪.‬‬

‫} وكان ربك بصيرا‪ : { N‬أي بمن يصبر وبمن يجزع ول يصبر‪.‬‬


‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر مظاهر لها في القيامة إذ إنكار هذه العقيدة هو‬
‫سبب كل شر وفساد في الرض فقوله تعالى‪ } :‬ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون ال { أي اذكر يا رسولنا‬
‫يوم يحشر ال المشركين وما كانوا يعبدونهم من دوننا كالملئكة والمسيح والولياء والجن‪ } .‬فيقول { لمن كانوا‬
‫يعبدونهم } آنتم اضللتم عبادي هؤلء أم هم ضلوا السبيل؟ { أي ما أضللتموهم ولكنهم ضلوا طريق الحق‬
‫بأنفسهم فلم يهتدوا إلى عبادتي وحدي دون سواي‪ ،‬فيقول المعبودون } سبحانك { أي تنزيها‪ N‬لك وتقديسا‪ N‬عن كل‬
‫ما ل يليق بجللك وكمالك } ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء { أي ل يصح منا اتخاذ أولياء من‬
‫دونك فندعو عبادك إلى عبادتهم فنضلهم بذلك‪ } ،‬ولكن متعهم { يا ربنا } وآباءهم { من قبلهم بطول العمار‬
‫وسعة الرزاق فانغمسوا في الشهوات والملذ } حتى نسوا الذكر { أي نسوا ذكرك وعبادتك وما جاءتهم به‬
‫رسلك فكانوا بذلك قوما‪ N‬بورا‪ N‬أي هلكى خاسرين‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬فقد كذبوكم بما تقولون { يقول تعالى للمشركين فقد كذبكم من كنتم تشركون به‪ ،‬فقامت الحجة‬
‫عليكم فانتم الن ل تستطيعون صرفا للعذاب عنكم ول نصرا‪ N‬أي ول تجدون من ينصركم فيمنع العذاب عنكم‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ومن يظلم منكم نذقه عذابا‪ N‬كبيرا‪ { N‬هذا خطاب عام لسائر الناس يقول تعالى للناس ومن يشرك‬
‫منكم بي أي يعبد غيري نذقه أي يوم القيامة عذابا‪ N‬كبيرا‪ N‬وقوله تعالى‪ } :‬وما أرسلناك قبلك { أي يا رسولنا‬
‫} من المرسلين إل إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في السواق إذا‪ N‬فل تهتم بقول المشركين ما لهذا الرسول يأكل‬
‫الطعام { ول تحفل به فإنهم يعرفون ذلك ولكنهم يكابرون ويجاحدون‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وجعلنا بعضكم لبعض فتنة { أي هذه سنتنا في خلقنا نبتلي بعضهم ببعض فنبتلي المؤمن بالكافر‬
‫والغني بالفقير والصحيح بالمريض والشريف بالوضيع‪ ،‬وننظر من يصبر ومن يجزع ونجزي الصابرين بما‬
‫يستحقون والجزعين كذلك‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬أتصبرون { هذا الستفهام معناه المر أي اصبروا إذا‪ N‬ول تجزعوا أيها المؤمنون من أذى‬
‫المشركين والكافرين لكم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وكان ربك بصيرا { أي وكان ربك أيها الرسول بصيرا‪ N‬بمن يصبر‬
‫وبمن يجزع فاصبر ول تجزع فإنها دار الفتنة والمتحان وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬


‫‪ -1‬تقرير عقيدة البعث والجزاء‪.‬‬

‫‪ -2‬يالهول الموقف إذا سئل المعبودون عمن عبدوهم‪ ،‬والمظلومون عمن ظلموهم‪.‬‬

‫‪ -3‬براءة الملئكة والنبياء والولياء من عبادة من عبدوهم‪.‬‬

‫‪ -4‬خطورة طول العمر وسعة الرزق إذ غالبا‪ N‬ما ينسى العبد بهما ربه ولقاءه‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير أن الدنيا دار ابتلء فعلى أولى الحزم أن يعرفوا هذا ويخلصوا منها بالصبر والتحمل في ذات ال‬
‫حتى يخرجوا منها ولو كفافا‪ N‬ل لهم ول عليهم‪.‬‬

‫ي أنفسهم‬
‫} وقال ٱلذين ل ير‪%‬جون لقآءنا لو‪%‬ل أ)نزل علي‪%‬نا ٱلملئكة أ ‪%‬و نرى ربنا لقد ٱس‪%‬تكبروا ف *‬
‫وعتو‪%‬ا عتو‪j‬ا‪ S‬كبير‪S‬ا { * } يو‪%‬م يرو‪%‬ن ٱلملئكة ل بشرى يو‪%‬مئذ@ ل‪R‬لمج‪%‬رمين ويقولون حج‪%‬را‬
‫مح‪%‬جورا‪ } * { S‬وقدم‪%‬نآ إلى ما عملوا من‪ %‬عمل@ فجعلناه هبآء‪ g‬منثورا‪ } * { S‬أص‪%‬حاب ٱلجنة‬
‫يو‪%‬مئذ@ خي‪%‬ر‪ V‬م‪O‬س‪%‬تقر‪j‬ا‪ S‬وأح‪%‬سن مقيل‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ل يرجون لقاءنا { ‪ :‬أي المكذبون بالبعث إذ لقاء العبد ربه يكون يوم القيامة‪.‬‬

‫} لول أنزل علينا الملئكة { ‪ :‬أي هل‪ t‬أنزلت علينا ملئكة تشهد لك بأنك رسول ال‪.‬‬

‫} أو نرى ربنا { ‪ :‬أي فيخبرنا بأنك رسول وأن علينا أن نؤمن بك‪.‬‬

‫} استكبروا في أنفسهم { ‪ :‬أي في شأن أنفسهم ورأوا أنهم أكبر شيء وأعظمه غرورا‪ N‬منهم‪.‬‬

‫} وعتوا عتوا‪ N‬كبيرا‪ : { N‬أي طغوا طغيانا‪ N‬كبيرا‪ N‬حتى طالبوا بنزول الملئكة ورؤية الرب تعالى‪.‬‬

‫} ويقولون حجرا‪ N‬محجورا‪ : { N‬أي تقول لهم الملئكة حراما‪ N‬محرما‪ N‬عليكم البشرى‪.‬‬

‫} وقدمنا إلى ما عملوا { ‪ :‬أي عمدنا إلى أعمالهم الفاسدة التي لم تكن على علم وإخلص‪.‬‬
‫} هباء منثورا‪ : { N‬الهباء ما يرى من غبار في شعاع الشمس الداخل من الكوى‪.‬‬

‫} وأحسن مقيل‪ : { N‬المقيل مكان الستراحة في نصف النهار في أيام الحر‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في ذكر أقوال المشركين من قريش فقال تعالى } وقال الذين ل يرجون لقاءنا { وهم‬
‫المكذبون بالبعث المنكرون للحياة الثانية بكل ما فيها من نعيم وعذاب } لول أنزل عيلنا الملئكة { أي هل أنزل‬
‫ال علينا الملئكة تشهد لمحمد بالنبوة } أو نرى ربنا { فيخبرنا بأن محمدا‪ N‬رسوله وأن علينا أن نؤمن به وبما‬
‫جاء به ودعا إليه‪ .‬قال تعالى } لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا‪ N‬كبيرا‪ { N‬أي وعزتنا وجللنا لقد استكبر‬
‫هؤلء المشركون المكذبون بالبعث في شأن أنفسهم ورأوا أنهم شيء كبير وعتوا أي طغوا طغيانا‪ N‬كبيرا‪ N‬في‬
‫قولهم هذا الذي ل داعي إليه إل الشعور بالكبر‪ ،‬والطغيان النفسي الكبير‪ ،‬وقوله } يوم يرون الملئكة { أي‬
‫الذين يطالبون بنزولهم عليهم‪ ،‬وذلك يوم القيامة‪ .‬ل بشرى يومئذ للمجرمين أي الذين أجرموا على أنفسهم‬
‫فأفسدوها بالشرك والظلم الفساد‪ } :‬ويقولون { أي وتقول لهم الملئكة } حجرا‪ N‬محجورا‪ { N‬أي حراما‪ N‬محرما‬
‫عليكم البشرى بل هي للمؤمنين المتقين‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا‪ { N‬أي وعمدنا إلى أعمالهم التي لم تقم على‬
‫مبدأ اليمان والخلص والموافقة للشرع فصيرناها هباء‪ a‬منثورا‪ N‬كالغبار الذي يرى في ضوء الشمس الداخل‬
‫مع كوة أو نافذة ل يقبض باليد ول يلمس بالصابع لدقته وتفرقه فكذلك أعمالهم ل ينتفعون منها بشيء لبطلنها‬
‫وعدم العتراف بها‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬أصحاب الجنة { أي أهلها الذين تأهلوا لها باليمان والتقوى يومئذ أي يوم القيامة الذي كذب به‬
‫المكذبون خير مستقرا‪ N‬أي مكان استقرار وإقامة وأحسن مقيل أي مكان استراحة من العناء في نصف النهار‬
‫أي خير وأحسن من أهل النار المشركين المكذبين وفي هذا التعبير إشارة إلى أن الحساب قد ينقضي في نصف‬
‫يوم الحساب وذلك أن ال سريع الحساب‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان ما كان عليه غلة المشركين من قريش من كبر وعتو وطغيان‪.‬‬


‫‪ -2‬إثبات رؤية الملئكة عند قبض الروح‪ ،‬ويوم القيامة‪.‬‬

‫‪ -3‬نفي البشرى عن المجرمين وإثباتها للمؤمنين المتقين‪.‬‬

‫‪ -4‬حبوط عمل المشركين وبطلنه حيث ل ينتفعون بشيء منه البتة‪.‬‬

‫‪ -5‬انتهاء حساب المؤمنين قبل نصف يوم الحساب الذي مقداره خمسون ألف سنة‪.‬‬

‫} ويو‪%‬م تشقق ٱلسمآء بٱلغمام ونز‪#‬ل ٱلملئكة تنزيل‪ } * { S‬ٱلملك يو‪%‬مئذ@ ٱلحق للرح‪%‬مـن وكان‬
‫يو‪%‬ما‪ S‬على ٱلكافرين عسيرا‪ } * { S‬ويو‪%‬م يعض‪ O‬ٱلظالم على يدي‪%‬ه يقول) يلي‪%‬تني ٱتخذت مع ٱلرسول‬
‫سبيل‪ } * { S‬يوي‪%‬لتى لي‪%‬تني لم‪ %‬أتخذ فلنا‪ S‬خليل‪ } * { S‬لقد‪ %‬أضلني عن ٱلذ‪R‬كر بع‪%‬د إذ جآءني وكان‬
‫ٱلشي‪%‬طان للنسان خذول‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} بالغمام { ‪ :‬أي عن الغمام وهو سحاب أيض رقيق كالذي كان لبني إسرائيل في التيه‪.‬‬

‫} الملك { ‪ :‬أي الملك الحق ل ولم يبق لملوك الرض وماليكها ملك في شيء ول لشيء‪.‬‬

‫} على الكافرين عسيرا‪ : { N‬أي صعبا‪ N‬شديدا‪.N‬‬

‫} يعض الظالم على يديه { ‪ :‬أي ندما‪ N‬وأسفا‪ N‬على ما فرط ف جنب ال‪.‬‬

‫} سبيل { ‪:‬أي طريقا‪ N‬إلى النجاة باليمان والطاعة‪.‬‬

‫} لم أتخذ فلنا‪ N‬خليل‪ : { N‬أي أبي بن خلف خليل‪ N‬صديقا‪ N‬ودودا‪.N‬‬

‫} لقد أضلني عن الذكر { ‪ :‬أي عن القرآن وما يدعو إليه من اليمان والتوحيد والعمل الصالح‪.‬‬

‫} وكان الشيطان { ‪ :‬شيطان الجن وشيطان النس معا‪.N‬‬


‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في عرض مظاهر القيامة وبيان أحوال المكذبين بها فقال تعالى } ويوم { أي اذكر } يوم‬
‫تشقق السماء بالغمام { أي عن الغمام و‪V‬نز‪b‬ل الملئكة تنزيل‪ N‬وذلك لمجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء‪،‬‬
‫وقوله تعالى } الملك يومئذ الحق { أي الثابت للرحمن عز وجل ل لغيره من ملوك الدنيا ومالكيها‪ ،‬وكان ذلك‬
‫اليوم يوما‪ N‬على الكافرين عسير‪N‬ا ل يطاق ول يحتمل ما فيه من العذاب والهوال وقوله } يوم يعض الظالم على‬
‫يديه { أي المشرك الكافر بيان لعسر اليوم وشدته حيث يعض الظالم على يديه تندما‪ N‬وتحسرا‪ N‬وأسفا‪ N‬على‬
‫تفريطه في الدنيا في اليمان وصالح العمال‪ ...‬يقول يا ليتني أي متمنيا‪ } :N‬اتخذت مع الرسول سبيل { أي‬
‫طريقا‪ N‬إلى النجاة من هول هذا اليوم وذلك باليمان والتقوى‪ .‬وينادي مرة أخرى قائل‪ } N‬يا ليتني { أى يا هلكتي‬
‫احضري فهذا وقت حضورك‪ ،‬ويتمنى مرة أخرى فيقول } يا ليتني لم اتخذ فلنا‪ N‬خليل‪ { N‬وهو شيطان من‬
‫النس أو الجن كان قد صافاه وواله في الدنيا فغرر به وأضله عن الهدى‪ .‬فال في تحسر } لقد أضلني عن‬
‫الذكر { أي القرآن بعد إذ جاءني من ربي بواسطة الرسول وفيه هداي وبه هديتي‪ ،‬قال تعالى‪ } :‬وكان الشيطان‬
‫للنسان خذول‪ { N‬أي يورطه ثم يتخلى عنه وتيركه في غير موضع وموطن‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر البعث والجزاء وبذكر أحوالها وبعض أهوالها‪.‬‬

‫‪ -2‬إثبات مجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ -3‬تندم الظلمة وتحسرهم على ما فاتهم من اليمان والطاعة ل ورسوله‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان سوء عاقبة موالة شياطين النس والجن وطاعتهم في معصية ال ورسوله‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير مبدأ أن العبرة بعموم اللفظ ل بخصوص السبب إذ عقبة بن أبي معيط هو الذي أطاع أبي بن خلف‬
‫حيث آمن‪ ،‬ثم لمه أ‪u‬بي‪ x‬بن خلف فارتد عن السلم فهو المتندم المتحسر القائل } يا ليتني لم أتخذ فلنا‪ N‬خليل‬
‫لقد أضلني عن الذكر‪.{ ...‬‬

‫ي عدو‪j‬ا‬
‫} وقال ٱلرسول) يرب‪ #‬إن قو‪%‬مي ٱتخذوا هـذا ٱلقر‪%‬آن مه‪%‬جور‪S‬ا { * } وكذلك جعلنا لكل‪ R‬نب ‪m‬‬
‫م‪#‬ن ٱلمج‪%‬رمين وكفى برب‪#‬ك هاديا‪ S‬ونصير‪S‬ا { * } وقال ٱلذين كفروا لو‪%‬ل نز‪#‬ل علي‪%‬ه ٱلقر‪%‬آن جم‪%‬لة‬
‫ق وأح‪%‬سن‬
‫واحدة‪ S‬كذلك لنثب‪#‬ت به فؤادك ورتلناه تر‪%‬تيل‪ } * { S‬ول يأتونك بمثل@ إل جئناك بٱلح ‪R‬‬
‫تفسير‪S‬ا { * } ٱلذين يح‪%‬شرون على وجوههم‪ %‬إلى جهنم )أو‪%‬لـئك شر‪ s‬مكانا‪ S‬وأضل سبيل‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} مهجورا‪ : { N‬أي شيئا‪ N‬متروكا‪ N‬ل يلفت إليه‪.‬‬

‫} هاديا‪ N‬ونصيرا‪ : { N‬أي هاديا‪ N‬لك إلى طريق الفوز والنجاح وناصرا‪ N‬لك على كل إعدائك‪.‬‬

‫} جملة واحدة { ‪ :‬أي كما نزلت التوراة والنجيل والزبور دفعة واحدة فل تجزئه ول تفريق‪.‬‬

‫} لتثبت به فؤادك { ‪ :‬أي نقوي قلبك لتتحمل أعباء الرسالة وأبلغها‪.‬‬

‫} ورتلناه ترتيل‪ : { N‬أي أنزلناه شيئا‪ N‬فشيئا‪ N‬آيات بعد آيات وسورة بعد أخرى ليتيسر فهمه وحفظه‪.‬‬

‫} شر مكانا‪ : { N‬أي ينزلونه وهو جهنم والعياذ بال منها‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في عرض أحوال البعث الخر الذي أنكره المشركون وكذبوا فقال تعالى } وقال‬
‫الرسول‪ :‬يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا‪ { N‬هذه شكوى الرسول صلى ال عليه وسلم بقومه إلى‬
‫ربه ليأخذهم بذلك‪ .‬وهجرهم للقرآن تركهم سماعه وتفهمه والعمل بما فيه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا‪ N‬من المجرمين { أي وكما جعلنا لك أيها الرسول أعداء لك من‬
‫مجرمي قومك جعلنا لكل نبي قبلك عدوا‪ N‬من مجرمي قومه‪ ،‬إذا‪ N‬فاصبر وتحمل حتى تبلغ رسالتك وتؤدي‬
‫أمانتك‪ ،‬وال هاديك إلى سبيل نجاحك وناصرك على أعدائك‪ .‬وهذا معنى قوله تعالى } وكفى بربك هاديا‬
‫ونصيرا‪ .{ N‬وقوله تعالى‪ } :‬وقال الذين كفروا لول ن‪V‬زل• عليه القرآن جملة واحدة { أي وقال المكذبون بالبعث‬
‫المنكرون للنوبة المحمدية المشركون بال آلهة من الصنام هل نزل عليه القرآن مرة واحدة مع بعضه بعضا‬
‫ل مفرقا‪ N‬آيات وسورا‪ N‬أي كما نزلت التوراة جملة واحدة والنجيل الزبور وهذا من باب التعنت منهم‬
‫والقتراحات التي ل معنى لها إذ هذا ليس من شأنهم ول مما يحق لهم الخوض فيه‪ ،‬ولكنه الكفر والعناد‪ .‬ولما‬
‫كان هذا مما قد يؤلم الرسول صلى ال عليه وسلم رد تعالى عليهم بقوله } كذلك { أي أنزلناه كذلك منجما‬
‫ومفرقا‪ N‬لحكمة عالية وهي تقوية قلبك وتثبيته لنه كالغيث كلما أنزل أحيا موات الرض وازدهرت به ونزوله‬
‫مرة بعد مرة أنفع من نزول المطر دفعة واحدة‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬ورتلناه ترتيل { أي أنزله مرتل‪ N‬أي شيئا‪ N‬فشيئا‬
‫ليتيسر حفظه وفهمه والعمل به‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬ول يأتونك بمثل إل جئناك بالحق وأحسن تفسير‪N‬ا { هذا بيان الحكمة في نزول القرآن مفرقا‪ N‬ل‬
‫جملة واحدة وهو أنهم كلما جاءوا بمثل أو عرض شبهة ينزل القرآن الكريم بإبطال دعواهم وتفنيد كذبهم‪،‬‬
‫وإلغاء شبهتهم‪ ،‬وإحقاق الحق في ذلك وبأحسن تفسير لما اشتبه عليهم واضطربت نفوسهم فيه وقوله تعالى‬
‫} الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا‪ N‬وأضل سبيل‪ { N‬أي أولئك المنكرون للبعث‬
‫المقترحون نزول القرآن جملة واحدة هم الذين يحشرون على وجوههم تسحبهم الملئكة على وجوههم إلى‬
‫جهنم لنهم مجرمون بالشرك والتكذيب والكفر والعناد أولئك البعداء شر مكانا‪ N‬يوم القيامة‪ ،‬واضل سبيل‪ N‬في‬
‫الدنيا‪ ،‬إذ مكانهم جهنم‪ ،‬وسبيلهم الغواية والضللة والعياذ بال من ذلك‪.‬‬
‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬شهادة الرسول صلى ال عليه وسلم على من هجروا القرآن الكريم فلم يسمعوه ولم يتفهموه ولم يعملوا به‪،‬‬
‫وشكواه إياهم إلى ال عز وجل‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان سنة ال في العباد وهي أنه ما من نبي ول هاد ول منذر إل وله ع‪l‬د‪̂n‬و من الناس وذلك لتعارض الحق‬
‫مع الباطل‪ ،‬فينجم عن ذلك عداء لزم من أهل الباطل لهل الحق‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان الحكمة في نزول القرآن منجما‪ N‬شيئا‪ N‬فشيئا‪ N‬مفرقا‪.N‬‬

‫‪ -4‬بيان أن المجرمين يحشرون على وجوههم ل على أرجلهم إلى جهنم إهانة لهم وتعذيبا‪.N‬‬

‫} ولقد‪ %‬آتي‪%‬نا موسى ٱلكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا‪ } * { S‬فقلنا ٱذهبآ إلى ٱلقو‪%‬م ٱلذين‬
‫كذبوا بآياتنا فدمر‪%‬ناهم‪ %‬تد‪%‬ميرا‪ } * { S‬وقو‪%‬م نوح@ لما كذبوا ٱلر‪O‬سل أغرقناهم‪ %‬وجعلناهم‪ %‬للناس آية‬
‫وأع‪%‬تد‪%‬نا للظالمين عذابا‪ S‬أليما‪ } * { S‬وعادا‪ S‬وثمودا وأص‪%‬حاب ٱلرس‪ #‬وقرونا‪ S‬بي‪%‬ن ذلك كثيرا‪* { S‬‬
‫} وكل} ضرب‪%‬نا له ٱلم‪%‬ثال وكل} تبر‪%‬نا تتبير‪S‬ا { * } ولقد‪ %‬أتو‪%‬ا على ٱلقر‪%‬ية ٱلتي* أ)م‪%‬طرت مطر‬
‫ٱلسو‪%‬ء أفلم‪ %‬يكونوا يرو‪%‬نها بل كانوا ل ير‪%‬جون نشور‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} الكتاب {‪ :‬أي التوراة‪.‬‬

‫} وزير‪N‬ا {‪ :‬أي يشد أزره ويقويه ويتحمل معه أعباء الدعوة‪.‬‬

‫} إلى القوم الذين كذبوا {‪ :‬هم فرعو وآله‪.‬‬

‫} لما كذبوا الرسل {‪ :‬أي نوحا‪ N‬عليه السلم‪.‬‬

‫} وجعلناهم للناس آية {‪ :‬أي علمة على قدرتنا في إهلك وتدمير الظالمين وعبرة للمعتبرين‪.‬‬

‫} وعادا‪ N‬وثمود {‪ :‬أي اذكر قوم عاد وثمود إلخ‪..‬‬

‫} وأصحاب الرس {‪ :‬الرس بئر رس فيها قوم نبيهم‪ ،‬أي رموه فيها ودسوه في التراب‪.‬‬

‫} وقرونا‪ N‬بين ذلك كثير‪N‬ا {‪ :‬أي ودمرنا بين من ذكرنا من المم قرون‪N‬ا كثيرا‪.N‬‬

‫} تبرنا تتبيرا {‪ :‬أي دمرناهم تدميرا‪.N‬‬

‫} التي أمطرت مطر السوء {‪ :‬هي سدوم قرية قوم لوط‪.‬‬

‫} ل يرجون نشورا‪ :{ N‬أي ل يؤمنون بالبعث والجزاء الخر‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى } ولقد آتينا موسى الكتاب { هذا شروع في عرض أمم كذبت رسلها وردت دعوة الحق التي جاءوا‬
‫بها فأهلكهم ال تعالى ليكون هذا عظة للمشركين لعلهم يتعظون فقال تعالى وعزتنا لقد آتينا موسى بن عمران‬
‫الكتاب الذي هو التوراة } وجعلنا معه أهاه هارون وزيرا‪ { N‬أي معينا‪ ،N‬فقلنا أي لهما } اذهبا إلى القوم الذين‬
‫كذبوا بآياتنا { وهم فرعون ومله فأتوهم فكذبوهما فدمرناهم تدمير‪N‬ا كامل‪ N‬حيث أغرقوا في البحر‪ ،‬وقوله‬
‫تعالى‪ } :‬وقوم نوح { أي اذكر قوم نوح أيضا‪ V‬فإنهم لما كذبوا الرسل أي كذبوا نوحا‪ N‬ومن كذب رسول‪ N‬فكأنما‬
‫كذب عامة الرسل أغرقناهم بالطوفان وجعلناهم للناس بعدهم آية أي عبرة للمعتبرين وقوله } وأعتدنا { أي‬
‫وهيأنا للظالمين في الخرة عذابا‪ N‬أليما‪ N‬أي موجعا‪ N‬زيادة على هلك الدنيا‪ ،‬وقوله } وعادا‪ N‬وثمود وأصحاب‬
‫الرس { أي أهلكنا الجميع ودمرناهم تدميرا‪ N‬لما كذبوا رسلنا وردوا دعوتنا‪ ،‬وقرونا‪ N‬أي وأهلكنا قرونا‪ N‬بين ذلك‬
‫الذي ذكرنا كثيرا‪.‬‬

‫وقوله } وكل‪ N‬ضربنا له المثال { أي إقامة للحجة عليهم فما أهلكناهم إل بعد النذار والعذار لهم‪ .‬وقوله‬
‫} وكل‪ N‬تبرنا تبتيرا‪ { iN‬أي أهلكناهم إهلكا‪ N‬لتكذيبهم رسلنا وردهم دعوتنا‪ .‬وقوله‪ } :‬ولقد أتوا على القرية التي‬
‫أمطرت مطر السوء { أي ولقد مر أي كفار قريش على القرية التي أمطرت مطر السوء أي الحجارة وهي‬
‫قرى قوم لوط سدوم وعمورة وغيرها فأهلكهم لتكذيبهم رسولهم وإتيانهم الفاحشة وقوله تعالى } أفلم يكونوا‬
‫يرونها { في سفرهم إلى الشام وفلسطين‪ .‬فيعتبروا بها فيؤمنوا وهو استفهام تقريري وإذا كانوا يمرون بها‬
‫وفكنهم لم يعتبروا لعلة وهي أنهم ل يؤمنون بالبعث الخر وهو معنى قوله تعالى } بل كانوا ل يرجون‬
‫نشورا‪ { N‬فالذي ل يرجو أن يبعث ويحاسب ويجزى ل يؤمن ول يستقيم أبدا‪.N‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان سنة ال تعالى في إهلك المم بعد النذار والعذار إليها‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان عاقبة المكذبين وما حل بهم ومن دمار وعذاب‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان علة تكذيب قريش للرسول صلى ال عليه وسلم وما جاء به وهي تكذيبهم بالبعث والجزاء فلهذا لم‬
‫تنفعهم المواعظ ولم تؤثر فيهم العبر‪.‬‬

‫} وإذا رأو‪%‬ك إن يتخذونك إل هزو‪S‬ا أهـذا ٱلذي بعث ٱلله رسو ‪S‬ل { * } إن كاد ليضلنا عن‬
‫آلهتنا لو‪%‬ل أن صب‪%‬رنا علي‪%‬ها وسو‪%‬ف يع‪%‬لمون حين يرو‪%‬ن ٱلعذاب من‪ %‬أضل سبيل‪ } * { S‬أرأي‪%‬ت‬
‫من ٱتخذ إلـهه هواه أفأنت تكون علي‪%‬ه وكيل‪ } * { S‬أم‪ %‬تح‪%‬سب أن أكثرهم‪ %‬يس‪%‬معون أو‪ %‬يع‪%‬قلون‬
‫إن‪ %‬هم‪ %‬إل كٱلنعام بل هم‪ %‬أضل سبيل‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} إن يتخذونك { ‪ :‬أي ما يتخذونك‪.‬‬

‫} إل هزوا‪ : { N‬أي مهزوءا‪ N‬به‪.‬‬


‫} أهذا الدي بعث ال رسول‪ : { N‬أي في دعواه ل أنهم معترفون برسالته والستفهام للتهكم والحتقار‪.‬‬

‫} ن كان ليضلنا عن آلهتنا { ‪ :‬أي قارب أن يصرفنا عن آلهتنا‪.‬‬

‫} لول أن صبرنا عليها { ‪ :‬أي لصرفنا عنها‪.‬‬

‫} أرأيت من اتخذ آلهه هواه { ‪ :‬أي أخبرني عمن جعل هواه معبوده فأطاع هواه‪ .‬فهل تقدر على هدايته‪.‬‬

‫} إن هم إل كالنعام { ‪ :‬أي ما هم إل كالنعام في عدم الوعي والدراك‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى } وإذا رأوك إن يتخذونك إل هزوا‪ { N‬يخبر تعالى رسوله عن أولئك المشركين المكذبين بالبعث أنهم‬
‫إذا رأوه في مجلس أو طريق ما يتخذونه ل هزوا أي مهزوءا‪ N‬به احتقارا‪ N‬وازداء‪ a‬له فيقولون فيما بينهم‪ } ،‬أهذا‬
‫الذي بعث ال رسول‪ { N‬وهو استفهام احتقار وزدراء لنهم ل يعتقدون أنه رسول ال ويقولون } إن كاد ليضلنا‬
‫عن آلهتنا { أي يصرفنا عن عبادة آلهتنا لول أن صبرنا وثبتنا على عبادتها‪ .‬وهذا القول منهم نابج عن ظلمة‬
‫الكفر والتكذيب بالبعث وقوله تعالى } وسوف يعلمون حين يرون العذاب { في الدنيا أو في الخرة أي عندما‬
‫يعاينون العذاب يعرفون من كان أضل سبيل‪ N‬هم أم الرسول والمؤمنون‪ ،‬وفي هذا تهديد ووعيد بقرب عذابهم‬
‫وقد حل بهم في بدر فذلوا وأسروا وقتلوا وتبين لهم أنهم أضل سبيل‪ N‬من النبى‪ b‬وأصحابه‪ .‬وقوله تعالى لرسوله‬
‫وهو يسليه ويخفف عنه آلم إعراض المشركين عن دعوته } أرأيت من اتخذ إلهه هواه { أخبرني عمن جعل‬
‫معبوده هواه فل يعبد غيره فكلما اشتهى شيئا‪ V‬فعله بل عقل ول روية ول فكر فقد يكون لحدهم حجر يعبده‬
‫فإذا رأى حجرا‪ N‬احسن منه عبده وترك الول فهذا لم يعبد إل هواه وشهوته فهل مثل هذا النسان الهابط على‬
‫مستوى دون البهائم تقدر على هدايته يا رسولنا؟ } أفأنت تكون عليه وكيل‪ { N‬أي حفيظا‪ N‬تتولى هدايته أم أنك ل‬
‫تقدر فاتركه لنا يمضي فيه حكمنا‪.‬‬

‫وقوله } أم تحسب { أيها الرسول أن أكثر هؤلء المشركين يسمعون ما يقال لهم ويعقلون ما يطلب منهم إن هم‬
‫إل كالنعام فقط بل هم أضل سبيل‪ N‬من النعام إذ النعام تعرف طريق مرعاها وتستجيب لنداء راعيها وهم‬
‫على خلف ذلك فجهلوا ربهم الحق ولم يتسجيبوا لنداء رسوله إليهم‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬


‫‪ -1‬بيان ما كان الرسول صلى ال عليه وسلم يلقي في سبيل الدعوة من سخرية به واستهزاء‪.‬‬

‫‪ -2‬يتجاهل النسان الضال الحق وينكره حتى إذا عاين العذاب عرف ما كان ينكر‪ ،‬وآمن بما كان يكفر‪.‬‬

‫‪ -3‬هداية النسان ممكنة حتى إذا كفر بعقله وآمن بشهوته وعبد هواه تعذرت هدايته وأصبح أضل من الحيوان‬
‫وأكثر خسرانا‪ N‬منه‪.‬‬

‫} ألم‪ %‬تر إلى رب‪#‬ك كي‪%‬ف مد ٱلظ‪R‬ل ولو‪ %‬شآء لجعله ساكنا‪ S‬ثم جعلنا ٱلشم‪%‬س علي‪%‬ه دليل‪ } * { S‬ثم‬
‫قبض‪%‬ناه إلي‪%‬نا قب‪%‬ضا‪ S‬يسير‪S‬ا { * } وهو الذي جعل لكم ٱللي‪%‬ل لباسا‪ S‬وٱلنو‪%‬م سباتا‪ S‬وجعل ٱلنهار‬
‫نشور‪S‬ا { * } وهو ٱلذي* أر‪%‬سل ٱلر‪#‬ياح بشرى بي‪%‬ن يدي‪ %‬رح‪%‬مته وأنزلنا من ٱلسمآء مآء‬
‫طهورا‪ } * { S‬ل‪R‬نح‪%‬يـي به بلدة‪ S‬مي‪%‬تا‪ S‬ونس‪%‬قيه مما خلقنآ أنعاما‪ S‬وأناسي كثيرا‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ألم تر إلى ربك كيف مد الظل { ‪ :‬أي ألم تنظر إلى صنيع ربك في الظل كيف بسطه‪.‬‬

‫} ولو شاء ال لجعله ساكنا‪ : { N‬أي ثابتا‪ N‬على حاله ي الطول والمتداد ول يقصر ول يطول‪.‬‬

‫} ثم جعلنا الشمس عليه دليل‪ : { N‬أي علمة على وجوده إذ لول الشمس لما عرف الظل‪.‬‬

‫} ثم قبضناه إلينا قبضا‪ N‬يسيرا { ‪ :‬أي أزلناه بضوء الشمس على مهل جزءا‪ N‬فجزءا‪ N‬حتى ينتهي‪.‬‬

‫} ثم جعلنا الليل لباسا‪ : { N‬أي يستركم بظلمه كما يستركم اللباس‪.‬‬

‫} والنوم سباتا‪ : { N‬أي راحة لبدانكم من عناء عمل النهار‪.‬‬

‫} وجعل النهار نشورا‪ : { N‬أي حياة إذ النوم بالليل كالموت والنتشار بالنهار كالبعث‪.‬‬

‫} بشرا‪ N‬بين يدي رحمته { ‪ :‬أي مبشرة بالمطر قبل نزوله‪ ،‬والمطر هو الرحمة‪.‬‬

‫} ماء طهورا‪ : { N‬أي تتطهرون به من الحداث والوساخ‪.‬‬


‫} لنحيي به بلدة ميتا‪ : { N‬أي بالزروع والنباتات المختلفة‪.‬‬

‫} أنعاما‪ N‬وأناسي كثيرا‪ : { N‬أي حيوانا‪ N‬وأناسا‪ N‬كثيرين‪.‬‬

‫} ولقد صرفناه بينهم { ‪ :‬أي المطر فينزل بأرض قوم ول ينزل بأخرى لحكم عالية‪.‬‬

‫} ليذكروا { ‪ :‬أي يذكروا فضل ال عليهم فيشكروا فيؤمنوا ويوحدوا‪.‬‬

‫} فأبى أكثر الناس إل كفورا‪ : { N‬أي فلم يذكروا وأبى أكثرهم إل كفورا‪ N‬جحودا‪ N‬للنعمة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى } ألم تر إلى ربك كيف مد الظل { هذا شروع في ذكر مجموعة من أدلة التوحيد وهي مظاهر‬
‫لربوبية ال تعالى المقتضية للوهيته فأول‪ N‬الظل وهو المشاهد من وقت السفار إلى طلوع الشمس وقد مد‪b‬ه‬
‫الخالق عز وجل أي بسطه في الكون‪ ،‬ثم تطلع الشمس فتأخذ في زواله وانكماشه شيئا‪ N‬فشيئا‪ ،N‬ولو شاء ال‬
‫تعالى لجعله ساكنا‪ N‬ل يبارح ول يغادر ولكنه حسب مصلحة عباد جعله يتقاصر ويقبض حتى تقف الشمس في‬
‫كبد السماء فيستقر ثم لما تدحض الشمس مائلة إلى الغروب يفيء أي يرجع شيئا‪ N‬فشيئا‪ N‬فيطول تدريجيا‪ N‬لتعرف‬
‫به ساعات النهار وأوقات الصلوات حتى يبلغ من الطول حدا‪ N‬كبيرا‪ N‬كما كان في أول النهار ثم يقبض قبضا‬
‫يسيرا‪ N‬خفيا‪ N‬سريعا‪ N‬حين تغرب الشمس ويغشاه ظلم الليل‪ .‬هذه آية من آيات قدرة ال وعلمه حكمته ورحمته‬
‫بعباده تجلت في الظل الذي قال تعالى فيه } ألم تر { أيها الرسول أي تنظر إلى صنيع ربك جل جلله } كيف‬
‫مد الظل‪ ،‬ولو شاء لجعله ساكنا‪ { N‬ينتقل‪ } ،‬ثم جعلنا الشمس عليه دليل‪ { N‬إذ بضوءها يعرف‪ ،‬فلول الشمس لما‬
‫عرف الظل وقوله تعالى } ثم قبضناه إلينا قبضا‪ V‬يسيرا‪ { N‬حسب سنته ففي خفاء كامل وسرعة تامة يقبض الظل‬
‫نهائي‪N‬ا ويحل محله الظلم الحالك‪.‬‬

‫وثانيا‪ :N‬في الليل والنهار قال تعالى‪ } :‬وهو الذي جعل لكم الليل لباسا‪ { N‬أي ساترا‪ N‬يستركم بظلمه كما تستركم‬
‫الثياب‪ } ،‬والنوم سبات‪N‬ا { أي حياة بعد وفاة والنوم فيتنشر فيه الناس لطلب الرزق بالعمل بالسباب والسنن التي‬
‫وضع ال تعالى لذلك‪.‬‬

‫وثالثا‪ :‬إرسال الرياح للقاح السحب لل‪p‬مطار لحياء الرض بعد موتها بالقحط والجدب قال تعالى‪ } :‬وهو الذي‬
‫أرسل الرياح { هو ل غيره من اللهة الباطلة } أرسل الرياح بشرا‪ N‬بين يدي رحمته { أي مبشرات بالمطر‬
‫متقدمة عليه وهو الرحمة وهي بين يديه فمن يفعل هذا غير ال؟ ال إنه ل أحد‪.‬‬
‫ورابعا‪ :N‬إنزال الماء الطهور العذب الفرات للتطهير به وشرب الحيوان والنسان قال تعالى } وأنزلنا من‬
‫السماء ماء طهورا‪ N‬لنحيي به بلدة ميتا‪ N‬ونسقيه مما خلقنا أنعاما‪ { N‬أي إبل‪ N‬وبقرا‪ N‬وغنما‪ } N‬وأناسي كثيرا‪ { N‬أي‬
‫وأناسا‪ N‬كثيرين وهم الدميون ففي خلق الماء وإنزاله وإيجاد حاجة في الحيوان والنسان إليه ثم هدايتهم لتناوله‬
‫وشربه كل هذا آيات الربوبية الموجبة لتوحيد ال تعالى‪.‬‬

‫وخامسا‪ :N‬تصريف المطر بين الناس فيمطر في أرض ول يمطر في أخرى حسب الحكمة اللهية والتربية‬
‫الربانية‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} ولقد صرفناه بينهم‬
‫أي بين الناس كما هو مشاهد إقليم يسقى وآخر يحرم‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫{‬ ‫} فأبى أكثر الناس إل كفورا‪†S‬‬
‫أي جحودا‪ N‬لنعام ال عليهم وربوبيته عليهم وأولهيته لهم‪ .‬وهو أمر يقتضي التعجب والستغراب هذه مظاهر‬
‫الربوبية المقتضية لللوهية‪،‬‬
‫{‬ ‫} وأبى أكثر الناس إل كفور‪S‬ا‬
‫والعياذ بال تعالى‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬عرض الدلة الحسية على وجوب عبادة ال تعالى وتوحيده فيها ووجوب اليمان بالبعث والجزاء الذي‬
‫أنكره المشركون فضلوا ضلل‪ N‬بعيدا‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان فائدة الظل إذ به تعرف ساعات النهار وبه يعرف وقت صلة الظهر والعصر فوقت الظهر من بداية‬
‫الفيء‪ ،‬أي زيادة الظل بعد توقفه من النقصان عند وقوف الشمس في كبد السماء‪ ،‬ووقت العصر من زيادة‬
‫الظل مثله بمعنى إذا دخل الظهر والظل أربعة أقدام أو ثلثة أو أقل أو أكثر فإذا زاد مثله دخل وقت العصر‬
‫فإن زالت الشمس على أربعة أقدام فالعصر يدخل عندما يكون الظل ثمانية أقدام وإن زالت الشمس على ثلثة‬
‫أقدام فالعصر على ستة أقدام وهكذا‪.‬‬

‫‪ -3‬الماء الطهور وهو الباقي على أصل خلقته فلم يخالطه شيء يغير طعمه أو لونه أو ريحه‪ ،‬وبه ترفع‬
‫الحداث وتغسل النجاسات‪ ،‬ويحرم منعه عمن احتاج إليه من شرب أو طهارة‪.‬‬
‫} ولقد‪ %‬صرفناه بي‪%‬نهم‪ %‬ليذكروا فأبى أكثر ٱلناس إل كفور‪S‬ا { * } ولو‪ %‬شئنا لبعثنا في كل‪ R‬قر‪%‬ية‬
‫نذيرا‪ } * { S‬فل تطع ٱلكافرين وجاهد‪%‬هم‪ %‬به جهادا‪ S‬كبيرا‪ } * { S‬وهو ٱلذي مرج ٱلبح‪%‬ري‪%‬ن هـذا‬
‫عذب‪ V‬فرات‪ U‬وهـذا ملح‪ V‬أ)جاج‪ V‬وجعل بي‪%‬نهما بر‪%‬زخا‪ S‬وحج‪%‬را‪ S‬مح‪%‬جورا‪ } * { S‬وهو ٱلذي خلق من‬
‫ٱلمآء بشر‪S‬ا فجعله نسبا‪ S‬وصه‪%‬ر‪S‬ا وكان رب‪O‬ك قديرا‪ } * { S‬ويع‪%‬بدون من دون ٱلله ما ل ينفعهم‬
‫ول يضر‪O‬هم‪ %‬وكان ٱلكافر على رب‪#‬ه ظهير‪S‬ا { * } ومآ أر‪%‬سلناك إل مبش‪R‬را‪ S‬ونذير‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫لبعثنا في كل قرية نذيرا‪ : N‬أي رسول‪ N‬ينذر أهلها عواقب الشرك والكفر‪.‬‬

‫} وجاهدهم به جهادا‪ N‬كبيرا‪ : { N‬أي بالقرآن جهاد‪N‬ا كبيرا‪ N‬تبلغ فيه أقصى غاية جهدك‪.‬‬

‫} مرج البحرين { ‪ :‬أي خلط بينهما وفي نفس الوقت منع الماء الملح أن يفسد الماء العذب‪.‬‬

‫} وجعل بينهما برزخا‪ : { N‬أي القرآن جهادا‪ N‬كبيرا‪ N‬تبلغ فيه أقصى غاية جهدك‪.‬‬

‫} مرج البحرين {‪ :‬أي خلط بينهما وفي نفس الوقت منع الماء الملح أن يفسد الماء العذب‪.‬‬

‫} وجعل بينهما برزخا‪ :{ N‬أي حاجزا‪ N‬بين الملح منهما والعذب‪.‬‬

‫} وحجرا‪ N‬محجورا‪ :{ N‬أي وجعل بينهما سدا‪ N‬مانعا‪ N‬فل يحلو الملح‪ ،‬ول يملح العذب‪.‬‬

‫} خلق من الماء بشرا‪ :{ N‬أي خلق من الماء النسان والمراد من الماء النطفة‪.‬‬

‫} فجعله نسبا‪ N‬وصهرا‪ :{ N‬أي ذكر‪N‬ا وأنثى أي نسبا‪ N‬ينسب إليه‪ ،‬وصهرا‪ N‬يصهر إليه أي يتزوج منه‪.‬‬

‫} ما ل يضرهم ول ينفعهم {‪ :‬أي أصناما‪ N‬ل تضر ول تنفع‪.‬‬

‫} وكان الكافر على ربه ظهيرا {‪ :‬اي معينا‪ N‬للشيطان على معصية الرحمن‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫ما زال السياق في تعداد مظاهر الربوبية المستلزمة للتوحيد قال تعالى } ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا‪{ N‬‬
‫ل ينذر الناس عواقب الشرك والكفر‪ ،‬ولكنا لم نشأ لحكمة اقتضتها ربوبيتنا‬
‫أي في كل مدينة نذيرا‪ N‬أي رسو ‪N‬‬
‫وهي أن تكون أيها الرسول أفضل الرسل وأعظم منزلة وأكثرهم ثوابا‪ N‬فحبوناك بهذا الفضل فكنت رسول كل‬
‫القرى أبيضتها وأسودها فاصبر وتحمل‪ ،‬واذكر شرف منزلتك } فل تطع الكافرين { في أمر أرادوه منك‬
‫} وجاهدهم { به أي بالقرآن وكله حجج وبينات جهادا‪ N‬كبيرا‪ N‬تبلغ فيه اقصى جهدك‪ .‬بعد هذه الجملة‬
‫العتراضية من الكلم اللهي قال تعالى مواصل‪ N‬ذكر مظاهر ربوبيته تعالى على خلقه‪ } .‬وهو الذي مرج‬
‫البحرين { الملح والعذب أي أرسلهما مع بعضهما بعضا‪ } N‬هذا عذب فرات { أي حلو } سائغ شرابه‪ ،‬وهذا ملح‬
‫اجاج { أي ل يشرب } وجعل بينهما برزخا‪ N‬وحجر‪N‬ا محجورا‪ { N‬أي ساترا‪ N‬مانعا من اختللط العذب بالملح مع‬
‫وجودهما في مكان واحد‪ ،‬فل يبغي هذا على هذا بأن يعذب الملح أو يملح العذب‪ .‬وقوله تعالى } وهو الذي‬
‫خلق من الماء بشرا‪ N‬أي من المني ونطفته خلق النسان وجعله ذكرا‪ N‬وأنثى وهو معنى قوله نسبا‪ N‬وصهرا‪ N‬أي‬
‫ذوي نسب ينسب إليهم وهم الذكور‪ ،‬وذوات صهر يصاهر بهن وهن الناث‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬وكان ربك‬
‫قديرا‪ { N‬أي على فعل ما يريده من الخلق واليجاد أو التحويل والتبديل‪ ،‬والسلب والعطاء هذه مظاهر الربوبية‬
‫المقتضية لعبادته وتوحيده والمشركون يعبدون من دونه أصناما‪ N‬ل تنفعهم إن عبدوها‪ ،‬ول تضرهم إن لم‬
‫يعبدوها وذلك لجهلهم وظلمة نفوسهم فيعبدون الشيطان إذ هو الذي زين لهم عبادة الصنام وبذلك كان الكافر‬
‫على ربه ظهيرا إذ بعبادته للشيطان يعينه على معصية الرب تبارك وتعالى وهو معنى قوله تعالى‪ ،‬ويعبدون‬
‫من دون ال ما ل يضرهم ول ينفعهم وكان الكافر على ربه ظهيرا‪.‬‬

‫أي معينا‪ N‬للشيطان على الرحمن والعياذ بال تعالى‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬وما أرسلناك إل مبشرا‪ N‬ونذيرا‪ { N‬يقول تعالى لرسوله إنا لم نرسلك لغير بشارة المؤمنين بالجنة‬
‫ونذارة الكافرين بالنار أما هداية القلوب فهي إلينا من شئنا هدايته اهتدى ومن لم نشأها ضل‪ .‬إل أن ال يهدي‬
‫ويضل حسب سنن له قد مر ذكرها مرات‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬الشارة إلى الحكمة في عدم تعدد الرسل في زمن البعثة المحمدية والكتفاء بالرسول محمد صلى ال عليه‬
‫وسلم‪.‬‬

‫‪ -2‬حرمة طاعة الكافرين في أمور الدين والشرع‪.‬‬


‫‪ -3‬من الجهاد جهاد الكفار والملحدة بالحجج القرآنية واليات التنزيلية‪.‬‬

‫‪ -4‬مظاهر العلم والقدرة اللهية في عدم اختلط البحرين مع وجودهما في مكان واحد‪.‬‬

‫وفي خلق ال تعالى النسان من ماء وجعله ذكرا‪ N‬وأنثى للتناسل وحفظ النوع‪.‬‬

‫‪ -5‬التنديد بالمشركين والكافرين المعينين للشيطان على الرحمن‪.‬‬

‫} قل مآ أس‪%‬ألكم‪ %‬علي‪%‬ه من‪ %‬أج‪@ %‬ر إل من شآء أن يتخذ إلى رب‪#‬ه سبيل‪ } * { S‬وتوكل على ٱلحي‬
‫ٱلذي ل يموت وسب‪#‬ح‪ %‬بحم‪%‬ده وكفى به بذنوب عباده خبيرا‪ } * { S‬ٱلذي خلق ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض‬
‫وما بي‪%‬نهما في ستة أيام@ ثم ٱس‪%‬توى على ٱلعر‪%‬ش ٱلرح‪%‬مـن فس‪%‬ئل به خبير‪S‬ا { * } وإذا قيل لهم‬
‫ٱس‪%‬جدوا للرح‪%‬مـن قالوا وما ٱلرح‪%‬مـن أنس‪%‬جد لما تأمرنا وزادهم‪ %‬نفور‪S‬ا { * } تبارك ٱلذي جعل‬
‫في ٱلسمآء بروجا‪ S‬وجعل فيها سراجا‪ S‬وقمرا‪ S‬م‪O‬نير‪S‬ا { * } وهو ٱلذي جعل ٱللي‪%‬ل وٱلنهار خلفة‬
‫ل‪R‬من‪ %‬أراد أن يذكر أو‪ %‬أراد شكور‪S‬ا {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} عليه من أجر { ‪ :‬أي على البلغ من أجر اتقاضاه منكم‪.‬‬

‫} سبيل { ‪ :‬أي طريق‪N‬ا يصل به إلى مرضاته والفوز بجواره‪ ،‬وذلك بإنفاق ماله في سبيل ال‪.‬‬

‫} وسبح بحمده { ‪ :‬أي قل سبحان ال وبحمده‪.‬‬

‫} في ستة أيام { ‪ :‬أي من أيام الدنيا التي قدرها وهي الحد‪ ...‬والجمعة‪.‬‬

‫} ثم استوى على العرش { ‪ :‬العرش سرير الملك والستواء معلوم والكيف مجهول واليمان به واجب‪.‬‬

‫} فاسأل به خبيرا‪ : { N‬أي أيها النسان إسأل خبير‪N‬ا بعرش الرحمن ينبئك فإنه عظيم‪.‬‬

‫} وزادهم نفورا‪ : { N‬أي القول لهم اسجدوا للرحمن زادهم نفورا‪ N‬من اليمان‪.‬‬
‫} جعل في السماء بروجا‪ : { N‬هي إنثا عشر برجا‪ N‬انظر تفصيلها في معنى اليات‪.‬‬

‫} سراجا‪ : { N‬أي شمسا‪.N‬‬

‫} خلفة { ‪ :‬أي يخلف كل منهما الخر كما هو مشاهد‪.‬‬

‫} أن يذكر { ‪ :‬أي ما فاته في أحدهما فيفعله في الخر‪.‬‬

‫} أو أراد شكورا‪ : { N‬أي شكرا‪ N‬لنعم ربه عليه فيهما بالصيام والصلة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫بعد هذا العرض العظيم لمظاهر الربوبية الموجبة لللوهية أمر ال تعالى رسوله أن يقول للمشركين ما أسألكم‬
‫على هذا البيان بينت لكم ما تعرفون به إلهكم الحق فتعبدونه وتكملون على عبادته وتسعدون أجرا‪ N‬أي مال‪،N‬‬
‫لكن من شاء أن ينفق من ماله في وجوه البر والخير يتقرب به إلى فله ذلك ليتخذ بنفقته في سبيل ال طريقا‬
‫إلى رضا ربه عنه ورحمته له‪.‬‬

‫وقوله } وتوكل على الحي الذي ل يموت { يأمر تعالى رسوله أن يمضي في طريق دعوته مبلغا‪ N‬عن ربه‬
‫داعيا‪ N‬إليه متوكل‪ N‬أي مفوضا‪ N‬أمره إليه إذ هو الحي الذي ليموت وغيره يموت‪ ،‬وأمره أن يستعين على دعوته‬
‫وصبره عليها بالتسبيح فقال } وسبح بحمده { أي قل سبحان ال وبحمده‪ ،‬وسبحانك اللهم وبحمدك وهو أمر‬
‫بالذكر والصلة وسائر العبادات فإنها العون الكبير للعبد على الثبات والص‪m‬ب‪r‬ر‪ .‬وقوله تعالى } وكفى به بذنوب‬
‫عباده خبيرا‪ { N‬أي فل تكرب لهم ول تحزن عليهم من أجل كفرهم وتكذيبهم وشركهم فإن ربك عالم بذنوبهم‬
‫محص عليهم أعمالهم وسيجزيهم بها في عاجل أمرهم أو آجله‪ ،‬ثم أثنى تبارك وتعالى على نفسه بقوله } الذي‬
‫خلق السموات والرض وما بينهما في ستة أيام { مقدرة بأيام الدنيا أولها الحد وآخرها الجمعة‪ ،‬ثم استوى‬
‫على العرش العظيم استواء يليق بجلله وكماله‪ } .‬الرحمن { الذي عم‪m‬ت رحمته العالمين } فاسأل به خبيرا‪{ N‬‬
‫أي فاسأل يا محمد بالرحمن خبيرا‪ N‬بخلقه فإنه خالق كل شيء والعليم بكل شيء فهو وحده العليم بعظمة عرشه‬
‫وسعة ملكه وجلل وكمال نفسه ل إله إل هو ول رب سواه وقوله } وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن { أي وإذا‬
‫قال لهم الرسول أيها المشرك اسجدوا للرحمن ول تسجدوا لسواه من المخلوقات‪ .‬قالوا منكرين متجاهلين } ما‬
‫الرحمن؟ { أنسجد لما تأمرنا أي أتريد أن تفرض علينا طاعتك } وزادهم { هذا القول } نفورا‪ ، { N‬أي عبدا‬
‫واستنكارا‪ N‬للحق العياذ بال تعالى‪.‬‬
‫وقوله تعالى } تبارك الذي جعل في السماء بروجا‪ { N‬أي تقدس وتنزه أن يكون له شريك في خلقه أو في عبادته‬
‫الذي بعظمته جعل في السماء بروجا‪ N‬وهي البروج الثنا عشر بالحمل والثور والجوزاء والسرطان والسد‬
‫والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت‪ .‬والكواكب السبعة السيارة هي‪ :‬المريخ‪ ،‬والزهرة‬
‫وعطارد‪ ،‬والقمر‪ ،‬والشمس‪ ،‬والمشتري‪ ،‬وزحل فهذه الكواكب تنزل في البروج كالقصور لها‪.‬‬

‫وقوله تعالى } وجعل فيها سراجا‪ { N‬هو الشمس } وقمرا‪ N‬منيرا‪ { N‬هو القمر أي تعاظم وتقدس الذي جعل في‬
‫السماء بروجا‪ N‬وجعل فيها سراجا‪ N‬وقمرا‪ N‬منيرا‪ N‬وقوله } وهو الذي جعل الليل والنهار خلفه { أي يخلف بعضهما‬
‫بعضا‪ N‬فل يجتمعان أبدا‪ ij‬وفي ذلك من المصالح والفوائد مال يقادر قدره ومن ذلك أن من نسي عمل‪ N‬بالنهار‬
‫يذكره في الليل فيعمله‪ ،‬ومن نسي عمل‪ N‬بالليل يذكره بالنهار فيعمله‪ ،‬وهو معنى قوله } لمن أراد أن يذكر {‬
‫وقوله } أو أراد شكورا‪ { N‬فإن الليل والنهار ظرفان للعبادة الصيام بالنهار والقيام بالليل فمن أراد أن يشكر ال‬
‫تعالى على نعمه فقد وهبنا له فرصة لذلك وهو الليل للتهجد والقيام والنهار للجهاد والصيام‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬دعوة ال ينبغي أن ل يأخذ الداعي عليها أجرا‪ N‬ممن يدعوهم إلى ال تعالى ومن أراد أن يتطوع من نفسه‬
‫فينفق في سبيل ال فذلك له‪.‬‬

‫‪ -2‬وجوب التوكل على ال فإنه الحي الذى ل يموت وغيره يموت‪.‬‬

‫‪ -3‬وجوب التسبيح والذكر والعبادة وهو هي زاد العبد وعدته وعونه‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية السجود عند قوله تعالى وزادهم نفورا‪ N‬للقارىء والمستمع‪.‬‬

‫‪ -5‬صفة استواء الرحمن على عرشه فيجب اليمان بها على ما يليق بجلل ال وكماله ويحرم تأويلها‬
‫بالستيلء والقهر ونحوهما‪.‬‬

‫‪ -6‬الترغيب في الذكر والشكر‪ ،‬واغتنام الفرص للعبادة والطاعة‪.‬‬

‫} وعباد ٱلرح‪%‬مـن ٱلذين يم‪%‬شون على ٱلر‪%‬ض هو‪%‬نا‪ S‬وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما‪* { S‬‬
‫} والذين يبيتون لرب‪#‬هم‪ %‬سجدا‪ S‬وقياما‪ } * { S‬وٱلذين يقولون ربنا ٱص‪%‬رف عنا عذاب جهنم إن‬
‫عذابها كان غراما‪ } * { S‬إنها سآءت مس‪%‬تقر‪Sj‬ا ومقاما‪ } * { S‬وٱلذين إذآ أنفقوا لم‪ %‬يس‪%‬رفوا ولم‬
‫يقتروا وكان بي‪%‬ن ذلك قواما‪ } * { S‬وٱلذين ل يد‪%‬عون مع ٱلله إلـه‪g‬ا آخر ول يقتلون ٱلنفس‬
‫ٱلتي حرم ٱلله إل بٱلحق‪ R‬ول يز‪%‬نون ومن يفعل ذلك يلق أثاما‪ } * { S‬يضاعف له ٱلعذاب يو‪%‬م‬
‫ٱلقيامة ويخلد‪ %‬فيه مهانا‪ } * { S‬إل من تاب وآمن وعمل عمل‪ S‬صالحا‪ S‬فأ)و‪%‬لـئك يبد‪#‬ل) ٱلله‬
‫سي‪#‬ئاتهم‪ %‬حسنات@ وكان ٱلله غفور‪S‬ا رحيما‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} يمشون على الرض هونا‪ : { N‬في سكينة ووقار‪.‬‬

‫} وإذا خاطبهم الجاهلون { ‪ :‬أي بما يكرهون من القوال‪.‬‬

‫} قالوا سلما‪ : { N‬أي قول‪ N‬يسلمون به من الثم‪ ،‬ويسمى هذا سلم المتاركة‪.‬‬

‫} سجدا‪ N‬وقياما‪ : { N‬أي يصلون بالليل سجدا‪ N‬جمع ساجد‪.‬‬

‫} إن عذابها كان غراما‪ : { N‬أي عذاب جهنم كان لزما‪ N‬ل يفارق صاحبه‪.‬‬

‫} إنها ساءت متسقرا‪ N‬ومقاما‪ : { N‬أي بئست مستقرا‪ N‬وموضع إقامة واستقرار‪.‬‬

‫} لم يسرفوا ولم يقتروا { ‪ :‬أي لم يبذروا ولم يضيقوا‪.‬‬

‫} وكان بين ذلك قواما‪: { N‬أي بين السراف والتقتير وسطا‪.N‬‬

‫} التي حرم ال { ‪ :‬وهي كل نفس آدمية إل نفس الكافر المحارب‪.‬‬

‫} إل بالحق { ‪ :‬وهو واحد من ثلث‪ :‬كفر بعد إيمان أو زنى بعد إحصان أو قتل ظلم وعدوان‪.‬‬

‫} يلق أثاما‪ : { N‬أي عقوبة شديدة‪.‬‬

‫} يبدل ال سيئاتهم حسنات { ‪ :‬بأن يمحو بالتوبة سوابق معاصيهم‪ ،‬ويثبت مكانها لواحق طاعاتهم‪.‬‬
‫معنى اليات‪:‬‬

‫لما أنكر المشركون الرحمن‬


‫{‬ ‫} وقالوا وما الرحمن‬
‫وأبوا أن يسجدوا للرحمن‪ ،‬وقالوا أن محمدا‪ N‬ينهانا عن الشرك وهو يدعو مع ال الرحمن فيقول يا ال يا‬
‫رحمن‪ ،‬ناسب لتجاهلهم هذا السم الرحمن أن يذكر لهم صفات عباد الرحمن ليعرفوا الرحمن بعباده على حد "‬
‫خيركم من إذا ر‪n‬ؤي ذ‪V‬كر ال " فقال تعالى } وعباد الرحمن { ووصفهم بثمان صفات وأخبر عنهم بما أعده لهم‬
‫من كرامة يوم القيامة‪ ،‬الولى في قوله } الذي يمشون على الرض هونا‪ { N‬أي ليسوا جبابرة متكبرين‪ ،‬ول‬
‫عصاة مفسدين ولكن يمشون متواضعين عليهم السكينة والوقار‪ } ،‬وإذا خاطبهم الجاهلون { أي السفهاء بما‬
‫يكرهون من القول قالوا قول‪ N‬يسلمون به من الثم فلم يردوا السيئة بالسيئة ولكن بالحسنة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬في قوله } والذين يبيتون لربهم سجدا‪ N‬وقياما‪ { N‬أي يقضون ليلهم بين السجود والقيام يصفون أقدامهم‬
‫ويذرفون دموعهم على خدودهم خوفا‪ N‬من عذاب ربهم‪.‬‬

‫والثالثة‪ :‬في قوله } والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم { إنهم لقوة يقينهم كأنهم شاعرون بلهب جهنم‬
‫يدنو من وجوههم فقالوا } ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما { أي م‪n‬لح‪b‬ا‪ N‬لزما‪ N‬ل يفارق‬
‫صاحبه‪ } ،‬إنها ساءت { أي جهنم } مستقرا‪ N‬ومقاما‪ { N‬أي بئست موضع إقامة واستقرار‪.‬‬

‫والرابعة‪ :‬في قوله } والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا { في إنفاقهم فيتجاوزوا الحد المطلوب منهم‪ ،‬ولم يقتروا‬
‫ل وسطا‪.‬‬
‫فيقصروا في الواجب عليهم وكان إنفاقهم بين السراف والتقتير قواما‪ N‬أي عد ‪N‬‬

‫والخامسة‪ } :‬والذين ل يدعون مع ال إلها‪ N‬آخر { أي ل يسألون غير ربهم قضاء حوائجهم كما ل يشركون‬
‫بعبادة ربهم أحدا‪ } N‬ول يقتلون النفس التي حرم ال { قتلها وهي كل نفس آدمية ما عدا نفس الكافر المحارب‬
‫فإنها مباحة القتل غير محرمة‪ } .‬إل بالحق { وهو واحدة من ثلث خصال بينها الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫في حديث الصحيحين " ل يحل دم امرىء مسلم إل بإحدى ثلث‪ :‬الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه‬
‫المفارق للجماعة "‬

‫} ول يزنون { أي ل يرتكبون فاحشة الزنا والزنا نكاح على غير شرط النكاح المباح وقوله تعالى } ومن يفعل‬
‫ذلك { هذا كلم معترض بين صفات عباد الرحمن‪ .‬أي ومن يفعل ذلك المذكور من الشرك بدعاء غير الرب‬
‫أو قتل النفس بغير حق‪ ،‬أو زنا } يلق إثاما‪ { N‬أي عقابا‪ } N‬يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه { أي في‬
‫العذاب } مهانا‪ { N‬مخزيا‪ N‬ذليل‪ ،N‬وقوله تعالى } إل من تاب { من الشرك وآمن بال وبلقائه وبرسوله وما جاء به‬
‫من الدين الحق } وعمل صالحا‪ { N‬من إقامة الصلة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج بيت ال الحرام‬
‫} فأولئك { المذكورون أي التائبون } يبدل ال سيئاتهم حسنات { أي يمحو سيآتهم بتوبتهم ويكتب لهم مكانهم‬
‫صالحات أعمالهم وطاعاتهم بعد توبتهم } وكان ال غفورا‪ N‬رحيما‪ { N‬ذا مغفرة للتائبين من عباده ذا رحمة بهم‬
‫فل يعذبهم بعد توبته عليهم‪ ،‬وقوله‬
‫{‬ ‫} ومن تاب‬
‫من غير هؤلء المذكورين أي رجع إلى ال تعالى بعد غشيانه الذنوب‬
‫{‬ ‫} وعمل صالحا‪S‬‬
‫بعد توبته‬
‫{‬ ‫} فإنه يتوب إلى ال متابا‪S‬‬
‫أي يرجع إليه تعالى مرجعا‪ N‬مرضيا‪ N‬حسنا‪ V‬فيكرمه وينعمه في دار كرامته‪.‬‬

‫هدايته اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان صفات عباد الرحمن الذين بهم يعرف الرحمن عز وجل‪.‬‬

‫‪ -2‬فضيلة التواضع والسكينة في المشي والوقار‪.‬‬

‫‪ -3‬فضيلة رد السيئة بالحسنة والقول السليم من الثم‪.‬‬

‫‪ -5‬فضيلة العتدال والقصد في النفقة وهي الحسنة بين السيئتين‪.‬‬

‫‪ -6‬حرمة الشرك وقتل النفس والزنى وأنها أمهات الكبائر‪.‬‬

‫‪ -7‬التوبة تجب ما قبلها‪.‬والندب إلى التوبة وأنها مقبولة ما لم يغرغر‪.‬‬

‫} ومن تاب وعمل صالحا‪ S‬فإنه يتوب إلى ٱلله متابا‪ } * { S‬وٱلذين ل يشهدون الز‪O‬ور وإذا مر‪O‬وا‬
‫باللغو مر‪O‬وا كراما‪ } * { S‬والذين إذا ذك‪R‬روا بآيات رب‪#‬هم‪ %‬لم‪ %‬يخر‪O‬وا علي‪%‬ها صم‪j‬ا‪ S‬وعم‪%‬يانا‪* { S‬‬
‫} وٱلذين يقولون ربنا هب‪ %‬لنا من‪ %‬أز‪%‬واجنا وذر‪#‬ياتنا قرة أع‪%‬ين@ وٱج‪%‬علنا للمتقين إماما‪* { S‬‬
‫} أ)و‪%‬لـئك يج‪%‬زو‪%‬ن ٱلغر‪%‬فة بما صبروا ويلقو‪%‬ن فيها تحية‪ S‬وسلما‪ } * { S‬خالدين فيها حسنت‬
‫مس‪%‬تقر‪j‬ا‪ S‬ومقاما‪ } * { S‬قل ما يع‪%‬بأ) بكم‪ %‬رب‪#‬ي لو‪%‬ل دعآؤ)كم‪ %‬فقد‪ %‬كذب‪%‬تم‪ %‬فسو‪%‬ف يكون لزاما‪{ S‬‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ل يشهدون الزور {‪ :‬أي ل يحضرون مجالسة ول يشهدون بالكذب والباطل‪.‬‬

‫} وإذا مروا باللغو {‪ :‬أي بالكلم السيء القبيح وكل مال خير فيه‪.‬‬

‫} مروا كراما‪ :{ N‬أي معرضين عنه مكرمين أنفسهم عن سماعة أو المشاركة فيه‪.‬‬

‫} وإذا ذكروا بآيات ربهم {‪ :‬أي إذا وعظوا بآيات القرآن‪.‬‬

‫} لم يخروا عليها صما‪ N‬وعميانا‪ : { N‬أي لم يطأطئوا رؤوسهم حال سماعها عميا‪ N‬ل يبصرون ول يصما‪ N‬ل‬
‫يسمعون بل يصغون يسمعون ويعون ما تدعو إليه ويبصرون ما تعرضه‪.‬‬

‫} قرة أعين { ‪ :‬أي ما تقر به أعيننا وهو أن تراهم مطيعين لك يعبدونك وحدك‪.‬‬

‫} واجعلنا للمتقين إماما‪ : { N‬أي من عبادك الذين يتقون سخطك بطاعتك قدوة يقتدون بنا في الخير‪.‬‬

‫} يجزون الغرفة { ‪ :‬أي الدرجة العليا في الجنة‪.‬‬

‫} بما صبروا { ‪ :‬أي على طاعتك بامتثال المر واجتناب النهي‪.‬‬

‫} حسنت مستقرا‪ N‬ومقاما‪ : { N‬أي صلحت وطابت مستقرا‪ N‬لهم أي موضع استقرار وإقامة‪.‬‬

‫} ما يعبأ بكم ربي { ‪ :‬أي ما يكترث ول يعتد بكم ول يبالي‪.‬‬

‫} لول دعاؤكم { ‪ :‬إياه‪ ،‬ودعاؤه إياكم لعبادته بذكره وشكره‪.‬‬

‫} فسوف يكون لزاما‪ : { N‬أي العذاب لزاما‪ N‬أي لزما‪ N‬لكم في بدر ويوم القيامة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫ما زال السياق الكريم في ذكر صفات عباد الرحمن الذي تجاهله المشركون وقالوا‪ :‬وما الرحمن فها هي ذي‬
‫صفات عباده دالة عليه وعلى جلله وكماله‪ ،‬وقد مضى ذكر خمس صفات‪:‬‬

‫والسادسة‪ :‬في قوله تعالى } والذين ل يشهدون الزور { الزور هو الباطل والكذب وعباد الرحمن ل يحضرون‬
‫مجالسة ول يقولونه ول يشهدونه ولينطقون به } وإذا أمروا باللغو { وهو كل عمل وقول ل خير فيه } مروا‬
‫كراما‪ { N‬أي مكرمين أنفسهم من التلوث به‪ ،‬بالوقوع فيه‪.‬‬

‫والسابعة‪ :‬في قوله تعالى } والذين إذا ذكروا بآيات ربهم { أي إذا ذكرهم أحد بآيات القرآن كتاب ربهم عز‬
‫وجل لم يحنوا رؤوسهم عليها صما‪ N‬حتى ل يسمعوا مواعظها ول عميان‪N‬ا حتى ل يشاهدوا آثار آياتها بل يحنون‬
‫رؤوسهم سامعين لها واعين لما تقوله وتدعو إليه مبصرين آثارها مشاهدين وقائعها متأثرين بها‪.‬‬

‫والثامنة‪ :‬فى قوله تعالى } والذين يقولون { أي في دعائهم } ربنا هب لنا { أي أعطنا } من أزواجنا وذرياتنا‬
‫قرة أعين { أي ما تقر به أعيننا وذلك بأن نراهم يتعلمون الهدى ويعملون به طلبا‪ N‬لمرضاتك يا ربنا } واجعلنا‬
‫للمتقين { من عبادك الذين يتقون سخطك بطاعتك بفعل أمرك وأمر رسولك واجتناب نهيك ونهي رسولك‬
‫} واجعلنا للمتقين إماما { أي قدوة صالحة يقتدون بنا في الخير يا ربنا‪ .‬قال تعالى مخبرا‪ N‬عنهم بما أنعم به‬
‫عليهم‪ } .‬أولئك { أي السامون أنفسا‪ N‬العالون أرواح‪N‬ا } يجزون الغرقة { وهي الدرجة العليا في الجنة } بما‬
‫صبروا { على طاعة مولهم‪ ،‬وما يلحقهم من أذى في ذات ربهم } ويلقون فيها { أي تتلقاهم الملئكة بالتهاني‬
‫والتحيات } تحية وسلما‪ { N‬أي بالدعاء بالحياة السعيدة والسلمة من الفات إذ هي حياة بل ممات‪ ،‬وسعادة بل‬
‫منغصات‪.‬‬

‫وقوله تعالى } خالدين فيها { أي في تلك الغرفة في أعلى الجنة } حسنت مستقر‪N‬ا { أي طابت موضع إقامة‬
‫واستقرار‪ .‬إلى هنا انتهى الحديث عن صفات عباد الرحمن وبيان جزائهم عند ربهم‪ .‬وقوله تعالى‪ } :‬قل ما يعبأ‬
‫بكم ربي لول دعاؤكم { أي قل يا رسولنا لولئك المشركين المنكرين للرحمن } ما يعبأ بكم ربي { أي ما‬
‫يكترث لكم أو يبالي بكم } لول دعاؤكم { إياه أي عبادة من يعبده منكم إذ الدعاء هو العبادة ما أبالي بكم ول‬
‫أكترث لكم‪ .‬أما وقد كذبتم بي وبرسولى فلم تعبدوني ولم توحدوني وإذا‪ } N‬فسوف يكون { العذاب } لزاما‪ { N‬وقد‬
‫أذقتموه يوم بدر‪ ،‬وسوف يلزمهم في قبورهم إلى نشورهم‪ ،‬وسوف يلحقهم حتى مستقرهم في جهنم‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬


‫‪ -1‬حرمة شهود الزور وحرمة شهادته‪.‬‬

‫‪ -2‬فضيلة العراض عن اللغو فعل‪ N‬كان أو قول‪.N‬‬

‫‪ -3‬فضيلة تدبر القرآن وحسن الستماع لتلوته والتعاظ بمواعه والعمل بهدايته‪.‬‬

‫‪ -4‬فضيلة علو الهمة وسمو الروح وطلب الكمال والقدوة في الخير‪.‬‬

‫‪ -5‬ل قيمة للنسان وهو أشرف الحيوانات لول عبادته ال عز وجل فإذا لم يعبده كان شر الخليقة‪.‬‬

‫سورة الشعراء‬
‫} طس*م* { * } تلك آيات ٱلكتاب ٱلمبين { * } لعلك باخع‪ V‬نفسك أل يكونوا مؤمنين { * } إن‬
‫نشأ ننز‪#‬ل علي‪%‬هم‪ %‬م‪#‬ن ٱلسمآء آية‪ S‬فظلت أع‪%‬ناقهم‪ %‬لها خاضعين { * } وما يأتيهم م‪#‬ن ذكر@ م‪#‬ن‬
‫ٱلرح‪%‬مـن مح‪%‬دث@ إل كانوا عنه مع‪%‬رضين { * } فقد‪ %‬كذبوا فسيأتيهم‪ %‬أنباء ما كانوا به‬
‫يس‪%‬ته‪%‬زئ)ون { * } أولم‪ %‬يرو‪%‬ا إلى ٱلر‪%‬ض كم‪ %‬أنبتنا فيها من كل‪ R‬زو‪%‬ج@ كريم@ { * } إن في ذلك‬
‫لية‪ S‬وما كان أكثرهم‪ %‬م‪O‬ؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز ٱلرحيم {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} طسم { ‪ :‬ال أعلم بمراده بذلك‪.‬‬

‫} الكتاب المبين { ‪ :‬أي القرآن المبين للحق من الباطل‪.‬‬

‫} باخع نفسك { ‪ :‬أي قاتلها من الغم‪.‬‬

‫} أل يكونوا مؤمنين { ‪ :‬أي من أجل عدم إيمانهم بك‪.‬‬

‫} آية { ‪ :‬أي نخوفهم بها‪.‬‬


‫} من ذكر { ‪ :‬أي من قرآن‪.‬‬

‫} معرضين { ‪ :‬أي غير ملتفتين إليه‪.‬‬

‫} زوج كريم { ‪ :‬أي صنف حسن‪.‬‬

‫} العزيز { ‪ :‬الغالب على أمره ومراده‪.‬‬

‫} الرحيم { ‪ :‬بالمؤمنين من عباده‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫طسم هذه أحد الحروف المقطعة تكتب طسم‪ ،‬وتقرأ طا سين ميم بإدغام النون من سين في الميم الولى من ميم‬
‫وال أعلم بمراده منها‪ ،‬وفيها إشارة إلى أن القرآن مؤلف من مثل هذه الحروف وعجز العرب عن تأليف مثله‬
‫بل سورة واحدة من مثله دال قطعا‪ N‬على أنه كلم ال ووحيه إلى رسوله صلى ال عليه وسلم‪ .‬وقوله } تلك‬
‫آيات الكتاب { أي اليات المؤلفة من مثل هذه الحروف هي آيات الكتاب أي القرآن } المبين { أي المبين للحق‬
‫من الباطل والهدى من الضلل‪ ،‬والشرائع والحكام‪ .‬وقوله تعالى } لعلك باخع نفسك { أي قاتلها ومهلكها } أل‬
‫يكونوا مؤمنين { أي إن لم يؤمن بك وبما جئت به قومك‪ ،‬فأشفق على نفسك يا رسولنا ول تعرضها للغم القاتل‬
‫فإنه ليس عليك هدايتهم وإنما عليك البلغ وقد بلغت‪ ،‬إنا لو أردنا هدايتهم بالقسر والقهر لما عجزنا عن ذلك‬
‫} إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين { أي إنا لقادرون على أن ننزل عليهم من‬
‫السماء آية كرفع جبل أو إنزال كوكب أو رؤية ملك فظلت أي فتظل طوال النهار أعناقهم خاضعة‪ ،‬تحتها‬
‫تتوقع فى كل لحظة نزولها عليهم فتهلكهم فيؤمنوا حينئذ إيمان قسر وإكراه ومثله ل ينفع صاحبه فل يزكي‬
‫نفسه ول يطهر روحه لنه غير إرادي له ول اختياري‪.‬‬

‫وقوله تعالى } وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث { أي وما يأتي قومك المكذبين لك من موعظة قرآنية‬
‫وحجج وبراهين تنزيلية تدل على صدقك وصحة دعوتك م̂ما يحدثه ال إليك ويوحي به إليك لتذكرهم به إل‬
‫أعرضوا فل يستمعون إليه ول يفكرون فيه‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬فقد كذبوا به { يخبر تعالى رسوله بأن قومه قد كذبوا بما أتاهم من ربهم من ذكر محدث وعليه‬
‫} فسيأتيهم أنباء { أي أخبار } ما كانوا به يستهزئون { وهو عذاب ال تعاغلى الذي كذبوا برسوله ووحيه‬
‫وجحدوا وأنكروا طاعته وفي الية وعيد شديد وهم عرضة له في أية لحظة إن لم يتوبوا‪.‬‬
‫وقوله تعالى } أو لم يروا إلى الرض كم أنبتنا فهيا من كل زوج كريم { إن كانت علة هذا التكذيب من هؤلء‬
‫المشركين هي إنكارهم للبعث والجزاء وهو كذلك فلم ل ينظرون إلى الرض الميتة بالقحط بنزل ال تعالى‬
‫عليها ماء من السماء فتحيا به بعد موتها فينبت ال فيها من كل زوج أي صنف من أصناف النباتات كريم أي‬
‫حسن‪.‬‬

‫أليس في ذلك آية على قدرة ال تعالى على إحياء الموتى وبعثهم من قبورهم وحشرهم للحساب والجزاء‪ ،‬فلم ل‬
‫ينظرون؟ } إن في ذلك لية { أي علمة واضحة للمشركين على صحة البعث والجزاء‪ .‬ففي إحياء الرض‬
‫بعد موتها دليل على إحياء الناس بعد موتهم‪ .‬وقوله تعالى } وما كان أكثرهم مؤمنين { يخبر تعالى أن‪ m‬فيما ذكر‬
‫من إنباته أصناف النباتات الحسنة آية على البعث والحياة الثانية ولكن قضى ال أزل‪ N‬أن أكثر هؤلء المشركين‬
‫ل يؤمنون وقوله } وإن ربك لهو العزيز الرحيم { يقول تعالى لرسوله محمد صلى ال عليه وسلم } وإن ربك‬
‫لهو العزيز { وواصل دعوتك في غير غم ول هم ول حزن وإن العاقبة لك وللمؤمنين بك المتبعين لك‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان أن القرآن الكريم معجز لنه مؤلف من مثل طا سين ميم ولم يستطع أحد أن يؤلف مثله‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان ما كان الرسول صلى ال عليه وسلم يناله من الغم والحزن وتكذيب قومه له‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان أن إيمان المكره ل ينفعه‪ ،‬ولذا لم يكره ال تعالى الكفار على اليمان بواسطة اليات‪.‬‬

‫‪ -4‬التحذير من عاقبة التكذيب بآيات ال وعدم الكتراث بها‪.‬‬

‫‪ -5‬في إحياء الرض بالماء وإنبات النباتات المختلفة فيها دليل على البعث الخر‪.‬‬

‫} وإذ نادى رب‪O‬ك موسى أن ٱئت ٱلقو‪%‬م ٱلظالمين { * } قو‪%‬م فر‪%‬عو‪%‬ن أل يتقون { * } قال رب‬
‫ي أخاف أن يكذ‪R‬بون { * } ويضيق صد‪%‬ري ول ينطلق لساني فأر‪%‬سل إلى هارون { * } ولهم‬
‫إن‪* R‬‬
‫علي ذنب‪ V‬فأخاف أن يقتلون { * } قال كل فٱذهبا بآياتنآ إنا معكم‪ %‬م‪O‬س‪%‬تمعون { * } فأتيا‬
‫فر‪%‬عو‪%‬ن فقول* إنا رسو )ل رب‪ #‬ٱلعالمين { * } أن‪ %‬أر‪%‬سل معنا بني* إس‪%‬رائيل {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} وإذ نادى ربك { ‪ :‬أي اذكر لقومك يا رسولنا إذ نادى ربك موسى‪.‬‬

‫} إن ايت { ‪ :‬أي بأن ائت القوم الظالمين‪.‬‬

‫} أل يتقون { ‪ :‬أل يخافون ال ربهم ورب آبائهم الولين منا لهم ما دهاهم؟‬

‫} ويضيق صدري { ‪ :‬أي من تكذيبهم لي‪.‬‬

‫} ول ينطلق لساني { ‪ :‬أي للعقدة التي به‪.‬‬

‫} فأرسل إلى هرون { ‪ :‬أي إلى أخي هرون ليكون معي في أبلغ رسالتي‪.‬‬

‫} ولهم على ذنب { ‪ :‬أي ذنب القبطي الذي قتله موسى قبل خروجه إلى مدين‪.‬‬

‫} قال كل { ‪ :‬أي قال ال تعالى له كل أي ل يقتلونك‪.‬‬

‫} فاذهبا { ‪ :‬أنت وهرون‪.‬‬

‫} إنا رسول رب العالمين { ‪ :‬أي إليك‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى } وإذ نادى ربك موسى { هذا بداية سلسة من القصص بدئت بقصة موسى وختمت بقصة شعيب‬
‫وقصها على المشركين ليشاهدوا أحداثها ويعرفوا نتائجها وهي دمار المكذبين وهلكهم مهما كانت قوتهم‬
‫وطالت أعمارهم قال تعالى في خطاب رسوله محمد صلى ال عليه وسلم } وإذ نادى ربك موسى { أي اذكر إذ‬
‫نادى ربك موسى في ليلة باردة شاتية بالواد اليمن من البقعة المباركة من الشجرة } أن ائت القوم الظالمين‬
‫قوم فرعون { إذ ظلموا أنفسهم بالكفر والشرك وظلموا بني إسرائيل باضطهادهم وتعذيبهم } أل يتقون { أي قل‬
‫لهم أل تتقون أي يأمرهم بتقوى ربهم باليمان به وأدعوهم إليه‪ } ,‬ويضيق صدري { فالستفهام معناه المر‪.‬‬
‫وقوله تعالى } قال رب إني أخاف أن يكذبون { أي قال موسى بعد تكليفه رب إني أخاف أن يكذبون فيما‬
‫أخبرهم به وأدعوهم إليه‪ } ،‬ويضيق صدري { لذلك } ول ينطلق لساني { للعقدة التي به‪ ،‬وعليه } فأرسل إلى‬
‫هرون { أي جبريل يبلغه أن يكون معي معين‪N‬ا لي على إبلغ رسالتي‪ ،‬وقوله } ولهم على ذنب فأخاف أن‬
‫يقتلون { هذا قول موسى عليه السلم لربه تعالى شكا إليه خوفه من قتلهم له بالنفس التي قتلها أيام كان بمصر‬
‫قبل خروجه إلى مدين فأجابه الرب تعالى } كل { أي لن يقتلوك‪ .‬وأمرهما بالسير إلى فرعون فقال } فاذهبا‬
‫بآياتنا { وهي العصا واليد } إنا معكم مستمعون { أي فبلغاه ما أمرتكما ببلغه وإنا معكم مستمعون لما تقولن‬
‫ولما يقال لكما منه مفادها أن ترسل معنا بني إسرائيل لنخرج بهم إلى أرض الشام التي وعد ال بها بني‬
‫إسرائيل هذا ما قاله موسى وهرون رسول‪ N‬رب العالمين أما جواب فرعون ففي اليات التالية‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬إثبات صفة الكلم ل تعالى بندائه موسى عليه السلم‪.‬‬

‫‪ -2‬ل بأس بإبداء التخوف عند القدام على المر الصعب ول يقدح فى اليمان ول في التوكل‪.‬‬

‫‪ -3‬مشروعية طلب العون والمساعدة من المسؤلين إذا كلفوا المرء بما يصعب‪.‬‬

‫} قال ألم‪ %‬نرب‪#‬ك فينا وليدا‪ S‬ولبثت فينا من‪ %‬عمرك سنين { * } وفعلت فع‪%‬لتك ٱلتي فعلت وأنت من‬
‫ٱلكافرين { * } قال فعلتهآ إذا‪ S‬وأنا من ٱلضال‪R‬ين { * } ففرر‪%‬ت منكم‪ %‬لما خفتكم‪ %‬فوهب لي رب‪#‬ي‬
‫حكما‪ S‬وجعلني من ٱلمر‪%‬سلين { * } وتلك نع‪%‬مة‪ U‬تمنها علي أن‪ %‬عبدت بني إس‪%‬رائيل {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} قال { ‪ :‬أي قال فرعون ردا‪ N‬على كلم موسى في السياق السابق‪.‬‬

‫} ألم نريك فينا وليدا‪ : { N‬أي في منازلنا وليدا‪ N‬أي صغيرا‪ N‬قريبا‪ N‬من أيام الولدة‪.‬‬

‫} ولبثت فينا من عمرك سنين { ‪ :‬أي أقمت بيننا قرابة ثلثين سنة وكان موسى يفرعون لجهل الناس به‬
‫ورؤيتهم له في قصره يلبس ملبسه ويركب مراكبه‪.‬‬

‫} وفعلت فعلتك التي فعلت { ‪ :‬أي قتلت الرجل القبطي‪.‬‬

‫} وأنت من الكافرين { ‪ :‬أي الجاحدين لنعمتي عليك بالتربية وعدم الستعباد‪.‬‬


‫} وأنا من الضالين { ‪ :‬إذ لم يكن عندي يومئذ لبني إسرائيل يعد نعمة فتمن بها علي؟‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق والحوار الدائر بين موسى عليه السلم وفرعون عليه لعائن الرحمن فرد فرعون على موسى‬
‫بما أخبر تعالى به عنه في قوله } قال ألم نر بك فينا وليدا‪ { N‬أي أتذكر معترف‪N‬ا أنا ربيناك وليدا‪ N‬أي صغيرا‪ N‬وأنت‬
‫في حال الرضاع } ولبثت فينا { أي في قصرنا مع السرة المالكة } سنين { ثلثين سنة قضيتها من عمرك في‬
‫ديارنا } وفعلت فعلتك { أي الشنعاء } التي فعلت { وهي قتل موسى القبطي } وأنت من الكافرين { أي لنعمنا‬
‫عليك الحاجد بها‪ ،‬كان هذا رج فرعون فلنستمع إلى رد موسى عليه السلم كما أخبر به ال تعالى عنه في‬
‫قوله‪ } :‬قال فعلتها إذا‪ { N‬أي يومئذ } وأنا من الضالين { أي الجاهلين لنه لم يكن قد علمنى ربي ما علمنى الن‬
‫ل } ففرت منكم لما خفتكم { من أجل قتلي النفس التي قتلت وأنا من‬
‫وما أوحى إلي ول أرسلني إليكم رسو ‪N‬‬
‫الجاهلين } فوهب لي ربي حكما‪ { N‬أي علما‪ N‬نافعا‪ N‬يحكمني دون فعل ما ل ينبغي فعله } وجعلني من المرسلين {‬
‫أي من أنبيائه ورسله إلى خلقه ثم قال له ردا‪ N‬على ما أمتن به فرعون بقوله } ألم نربك فينا وليدا‪ N‬ولبثت فينا‬
‫من عمرك سنين { فقال } وتلك نعمة { أي أو تلك نعمة تمنها علي وهي } أن عبدت بني إسرائيل { أي‬
‫استعبدتهم أي اتخذتهم عيبدا‪ N‬لك يخدمونك تستملهم كما تشاء كالعبيد لك ولم تستعبدني أنا لتخاذك إياي ولدا‬
‫حسب زعمك فأين النعمة التي تمنها علي يا فرعون‪ ،‬نترك رد فرعون إلى اليات التالية‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬قبح جريمة القتل عند كافة الناس مؤمنهم وكافرهم وهو أمر فطري‪.‬‬

‫‪ -2‬جوار التذكير بالحسان لمن أنكره ولكن ل على سبيل المتنان فإنه محبط للعمل‪.‬‬

‫‪ -3‬جواز إطلق لفظ الضلل على الجهل كما قال تعالى‬


‫{‬ ‫} ووجدك ضال†‬
‫كم قال موسى } وأنا من الضالين { أي الجاهلين قبل أن يعلمني ربي‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية الفرار من الخوف إذا لم يكن في البلد قضاء عادل‪ ،‬وإل لما جاز الهرب من وجه العدالة‪.‬‬
‫} قال فر‪%‬عو‪%‬ن وما رب‪ O‬ٱلعالمين { * } قال رب‪ O‬ٱلسماوات وٱلر‪%‬ض وما بي‪%‬نهمآ إن كنتم‪ %‬م‪O‬وقنين‬
‫{ * } قال لمن‪ %‬حو‪%‬له أل تس‪%‬تمعون { * } قال رب‪O‬كم‪ %‬ورب‪ O‬آبآئكم ٱلولين { * } قال إن رسولكم‬
‫ٱلذي* )أر‪%‬سل إلي‪%‬كم‪ %‬لمج‪%‬نون‪ } * { V‬قال رب‪ O‬ٱلمشرق وٱلمغرب وما بي‪%‬نهمآ إن كنتم‪ %‬تع‪%‬قلون { *‬
‫} قال لئن ٱتخذت إلـها‪ S‬غي‪%‬ري لج‪%‬علنك من ٱلمس‪%‬جونين { * } قال أولو‪ %‬جئتك بشيء@ م‪O‬بين@ { *‬
‫} قال فأت به إن كنت من ٱلصادقين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وما رب العالمين { ‪ :‬أي الذي قلت إنك لرسوله من أي جنس هو؟‬

‫} رب السموات والرض وما بينهما { ‪ :‬أي خالق ومالك السموات والرض ما بينهما‪.‬‬

‫} إن كنتم موقنين { ‪ :‬بأن السموات والرض وما بينهما من سائر المخلوقات مخلوقة قائمة فخالقها ومالكها هو‬
‫رب العالمين‪.‬‬

‫} لمن حوله { ‪:‬أي من أشراف قومه ورجال دولته‪.‬‬

‫} أل تستمعون { ‪ :‬أي جوابه الذي لم يطابق السؤال في نظره‪.‬‬

‫} أو لو جئتك بشيء مبين { ‪ :‬أي أتسجنني ولو جئتك ببرهان وحجة على رسالتي‪.‬‬

‫} فأت به إن كنت من الصادقين { ‪:‬أي فأت بهذا الشيء إن كنت من الصادقين فيما تقول‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في الحوار الدائر بين موسى عليه السلم وفرعون عليه لعائن الرحمن لما قال موسى‬
‫{‬ ‫} إني رسول رب العالمين‬
‫في أول الحوار قال فرعون مستفسرا‪ N‬في عناد ومكابرة } وما رب العالمين {؟ أي أي‪ x‬شيء هو أو من أي‬
‫جنس من أجناس المخلوقات فأجابه موسى بما أخبر تعالى به عنه } قال رب السموات والرض وما بينهما {‬
‫أي خالق السموات والرض وخالق ما بينهما‪ .‬ومالك ذلك كله‪ ،‬إن كنتم موقنين بأن كل مخلوق ل بد له من‬
‫خالق خلقه‪ ،‬وهو أمر ل تنكره العقول‪ .‬وهنا قال فرعون في استخفاف وكبرياء لمن حوله من رجال دولته‬
‫وأشراف قومه‪ } :‬أل تستمعون { كأن ما قاله موسى أمر عجب أو مستنكر فعرف موسى ذلك فقال } ربكم‬
‫ورب آبائكم الولين { أي خالقكم وخالق آبائكم الولين الكل مربوب له خاضع لحكمه وتصرفه‪ .‬وهو اغتاظ‬
‫فرعون فقال } إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون { أراد أن ينال من موسى لنه أغاظه بقوله } ربكم ورب‬
‫آبائكم الولين { فرد موسى أيضا‪ N‬قائل‪ } N‬رب المشرق والمغرب وما بينهما { أي رب الكون كله } إن كنتم‬
‫تعقلون { أي ما تخاطبون به ويقال لكم وفي هذا الجواب ما يتقطع له قلب فرعون فلذا رد بما أخبر به تعالى‬
‫عنه في قوله } قال لئن اتخذت إلها‪ N‬غيري { أي ربا‪ N‬سواي } لجعلك من المسجونين { أي لسجننك وأجعلك‬
‫في قعر تحت الرض مع المسجونين‪ ،‬فرد موسى عليه السلم قائل } أولو جئتك بشيء مبين { أي أتسجنني‬
‫ولو جئت بحجة بينة وبرهان ساطع على صدقي فيما قلت وأدعوكم إليه؟ وهنا قال فرعون ما أخبر به } قال‬
‫فأت به إن كنت من الصادقين { أي فيما تدعي وتقول‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير الربوبية المقتضية لللوهية من طريق هذا الحوار ليسمع ذلك المشركون‪ ،‬وليعلموا أنهم مسبوقون‬
‫بالشرك والكفر وأنهم ضالون‪.‬‬

‫‪ -2‬سنة أهل الباطل أنهم يفجرون في الخصومة وفي الحديث " وإذا خاصم فجر "‪.‬‬

‫‪ -3‬أهل الكبر والعلو في الرض إذا أعيتهم الحجج لجأوا إلى التهديد والوعيد واستخدام القوة‪.‬‬

‫} فألقى عصاه فإذا هي ثع‪%‬بان‪ V‬م‪O‬بين‪ } * { V‬ونزع يده فإذا هي بي‪%‬ضآء للناظرين { * } قال للمل‬
‫حو‪%‬له إن هـذا لساحر‪ V‬عليم‪ } * { V‬يريد أن يخرجكم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬أر‪%‬ضكم‪ %‬بسح‪%‬ره فماذا تأمرون { *‬
‫} قالو*ا أر‪%‬جه‪ %‬وأخاه وٱب‪%‬عث في ٱلمدآئن حاشرين { * } يأتوك بكل‪ R‬سحار@ عليم@ { * } فجمع‬
‫ٱلسحرة لميقات يو‪%‬م@ مع‪%‬لوم@ { * } وقيل للناس هل أنتم‪ %‬م‪O‬ج‪%‬تمعون { * } لعلنا نتبع ٱلسحرة إن‬
‫كانوا هم ٱلغالبين { * } فلما جآء ٱلسحرة قالوا لفر‪%‬عو‪%‬ن أإن لنا لج‪%‬را‪ S‬إن كنا نح‪%‬ن ٱلغالبين {‬
‫* } قال نعم‪ %‬وإنكم‪ %‬إذا‪ S‬لمن ٱلمقربين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ثعبان مبين { ‪ :‬أي ثعبان ظاهر أنه ثعبان ل شك‪.‬‬


‫} ونزع يده { ‪ :‬أي أخرجها من جيبه بعد أن أدخلها فيه‪.‬‬

‫} لساحر عليم { ‪ :‬أي متفوق في علم السحر‪.‬‬

‫} أرجه وأخاه { ‪ :‬أي أخر‪ b‬أمرهما‪.‬‬

‫} حاشرين { ‪ :‬أي جامعين للسحرة‪.‬‬

‫} سحار عليم { ‪ :‬أي متفوق في الفن أكثر من موسى‪.‬‬

‫} يوم معلوم { ‪ :‬هو ضحى يوم الزينة عندهم‪.‬‬

‫} هل أنتم مجتمعون { ‪ :‬أي اجتمعوا كي نتبع السحرة على دينهم إن كانوا هم الغالبين‪.‬‬

‫} وإنكم إذا‪ N‬لمن المقربين { ‪ :‬أي لكم الجر وهو الجعل الذي جعل لهم وزادهم مزية القرب منه‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في الحوار الدائر بين موسى عليه لسلم وفرعون عليه لعائن الرحمن لقد تقدم في‬
‫السياق أن فرعون طالب موسى بالتيان بالية أي الحجة على صدق دعواه وها هو ذا موسى عليه السلم يلقي‬
‫عصاه أمام فرعون وملئه فإذا هي ثعبان ظاهر ل شك فيه‪ ،‬وأخرج يده من جيبه فإذا هي بيضاء للناظرين ل‬
‫يشك في بياضها وأنه بياض خارق للعادة هذا ما دلت عليه اليتان الولى )‪ (32‬والثانية )‪ } (33‬فألقى عصاه‬
‫فإذا هي ثعبان مبين‪, ،‬نزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين { واعترف فرعون بأن ما شاهده من العصا واليد أمر‬
‫خارق للعادة ولكنه راوغ فقال } إن هذا { أي موسى } لساحر عليم { أي ذو خبرة بالسحر وتفوق فيه قال هذا‬
‫للمل حوله قال تعالى عنه } قال للمل حوله إن هذا لساحر عليم { وقوله تعالى عنه } يريد أن يخرجكم من‬
‫أرضكم بسحره { قال فرعون هذا تهيجا‪ N‬للمل ليثوروا ضد موسى عليه السلم وهذا من المكر السياسي إذ جعل‬
‫القضية سياسية بحتة وأن موسى يريد الستيلء على الحكم والبلد ويطرد أهلها منها بواسطة السحر‪ ،‬وقال لهم‬
‫كالمستشير لهم } فماذا تأمرون؟ { فأشاروا عليه بما أخبر تعالى به عنهم } قالوا أرجه وأخاه { أي أخر أمرهما‬
‫} وابعث في المدائن { أي مدن المملكة رجال } حاشرين { أي جامعين } يأتوك { أيها الملك } بكل سحار‬
‫عليم { أي ذو خبرة في السحر متفوقة‪ ،‬وفعل‪ N‬أخذ بمشورة رجاله } فجمع السحرة لميقات يوم معلوم { أي‬
‫لموعد معلوم وهو ضحى يوم العيد عندهم واستحثوا الناس على الحضور من كافة أنحاء البلد وهو ما أخبر‬
‫تعالى به في قوله } قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم { فجمع السحرة‬
‫لميقات يوم معلوم‪ ،‬وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة { فنبقى على ديننا ول نتبع موسى وأخاه‬
‫على دينهما الجديد } إن كانوا { أي السحرة } هم الغالبين { وهذا من باب الستحثاث والتحريض على اللتفات‬
‫حول فرعون وملئه‪ .‬وقوله تعالى } فلما جاء السحرة { أي من كافة أنحاء البلد قالوا لفرعون ما أخبر تعالى‬
‫به عنهم } أئن لنا لجرا‪ { N‬أي جعل‪ N‬إن كنا نحن الغالبين؟ { فأجابهم فرعون قائل‪ } N‬نعم وإنكم إذا‪ N‬لمن‬
‫المقربين { أي زيادة على الجر مكافأة أخرى وهي أن تكونوا من المقربين لدينا‪ ،‬وفي هذا إغراء كبير لهم‬
‫على أن يبذلوا أقصى جهدهم في النتصار على موسى عليه السلم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬إثبات المعجزات للنبياء كمعجزة العصا واليد لموسى عليه السلم‪.‬‬

‫‪ -2‬مشروعية استشارة المير رجاله في المور ذات البال‪.‬‬

‫‪ -3‬ثبوت السحر وأنه فن من فنون المعرفة وإن كان تعلمه وتعليمه محرمين‪.‬‬

‫‪ -4‬إعطاء المكافأة للفائزين في المباراة وغيرها ومن ذلك السباق في السلم‪.‬‬

‫} قال لهم‪ %‬م‪O‬وسى ألقوا مآ أنتم‪ %‬م‪O‬لقون { * } فألقو‪%‬ا حبالهم‪ %‬وعصيهم‪ %‬وقالوا بعزة فر‪%‬عون إنا‬
‫لنح‪%‬ن ٱلغالبون { * } فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون { * } فأ)لقي ٱلسحرة‬
‫ساجدين { * } قالوا آمنا برب‪ #‬ٱلعالمين { * } رب‪ #‬موسى وهارون { * } قال آمنتم‪ %‬له قب‪%‬ل أن‬
‫آذن لكم‪ %‬إنه لكبيركم ٱلذي علمكم ٱلس‪#‬ح‪%‬ر فلسو‪%‬ف تع‪%‬لمون ل)قط‪R‬عن أي‪%‬ديكم‪ %‬وأر‪%‬جلكم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬خلف‬
‫ول)صل‪R‬بنكم‪ %‬أج‪%‬معين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ألقوا ام أنتم ملقون { ‪ :‬أمرهم باللقاء توسل‪ N‬إلى ظهور الحق‪.‬‬

‫} ما يأفكون { ‪ :‬أي ما يقلبونه بتمويههم من أن حبالهم وعصيهم حيات تسعى‪.‬‬


‫} رب موسى وهرون { ‪ :‬أي لعلمهم بأن ما شاهدوه من العصا ل يأتي بواسطة السحر‪.‬‬

‫} من خلف { ‪ :‬أي يد كل واحد اليمنى ورجله اليسرى‪.‬‬

‫} ولصلبنكم أجمعين { ‪ :‬أي أشدنكم بعد قطع أيديكم وأرجلكم من خلف على الخشاب‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في الحوار الذي دار بين موسى عليه السلم وفرعون عليه لعائن الرحمن إنه بعد إرجاء‬
‫السحرة فرعون وسؤالهم له‪ :‬هل لهم من أجر على مباراتهم موسى إن هم غلبوا وبعد أن طمأنهم فرعون على‬
‫الجر والجائزة قال لهم موسى } ألقوا ما أنتم ملقون { من الحبال والعصي في الميدان } فألقوا حبالهم وعصيهم‬
‫{ وأقسموا بعزة فرعون إنهم هم الغالبون وفعل‪ N‬انقلبت الساحة كلها حيات وثعابين حتى أوجس موسى في نفسه‬
‫خيفة فأوحى إليه ربه تعالى أن ألق عصاك فألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون‪ .‬هذا معنى قوله تعالى في هذا‬
‫السياق } فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون فألقى مسوى عصاة فإذا هي تلقف ما‬
‫يأفكون { ومعنى تلقف ما يأفكون أي تبتلع في جوفها من حيات وثعابين‪ ،‬وقوله تعالى } وألقي السحرة ساجدين‬
‫{ أي أنهم لندهاشهم وما بهرهم من الحق ألقوا بأنفسهم على الرض ساجدين ل تعالى مؤمنين به‪ ،‬فسئلوا عن‬
‫حالهم تلك فقالوا } آمنا برب العالمين رب موسى وهرون { وهنا خاف فرعون تفلت الزمام من يده وأن يؤمن‬
‫الناس بموسى وهرون ويكفرون به فقال للسحرة‪ } :‬آمنتم به قل أن آذن لكم { بذلك أي كيف تؤمنون بدون‬
‫إذني؟ على أنه يملك ذلك منهم وهي مجرد مناورة مكشوفة‪ ،‬ثم قال لهم } إنه { أي موسى } لكبيركم الذي‬
‫علمكم السحر { أي انه لما كان استاذكم تواطأتم معه على الغلب فأظهرتم أنه غلبكم‪ ،‬تمويها‪ N‬وتضليل‬
‫للجماهير‪ ..‬ثم تهددهم قائل‪ } N‬فلسوف تعلمون { عقوبتي لكم على هذا التواطؤ وهي } لقطعن أيديكم وأرجلكم‬
‫من خلف { أي أقطع من الواحد منكم يده اليمنمى ورجله اليسرى } ولصلبنكم أجمعين { فل أبقي منكم أحدا‬
‫إل أشده على خشبة حتى يموت مصلوبا‪ ،N‬هل فعل فرعون ما توعد به؟ ال أعلم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫ل لن المسألة مسألة علم ل مسألة حرب ففي الحرب تنفع المبادرة بافتكاك‬
‫‪ -1‬لم يبادر موسى بإلقاء عصاه أو ‪N‬‬
‫زمام المعركة‪ ،‬وأما في العلم فيحسن تقديم الخصم‪ ،‬فإذا أظهر ما عنده كر عليه بالحجج والبراهين فأبطله‬
‫وظهر الحق وانتصر على الباطل‪ ،‬هذا السلوب الذي اتبع موسى بإلهام من ربه تعالى‪.‬‬
‫‪ -2‬مظهر من مظاهر الهداية اللهية هداية السحرة إذ هم فى أول النهار سحرة كفرة وفي آخره مؤمنون‬
‫بررة‪.‬‬

‫‪ -3‬ما سلكه فرعون مع السحرة كله من باب المناورات السياسية الفاشلة‪.‬‬

‫} قالوا ل ضي‪%‬ر إنآ إلى رب‪#‬نا منقلبون { * } إنا نطمع أن يغفر لنا رب‪O‬نا خطايانآ أن كنآ أول‬
‫ٱلمؤمنين { * } وأو‪%‬حي‪%‬نآ إلى موسى أن‪ %‬أس‪%‬ر بعبادي* إنكم م‪j‬تبعون { * } فأر‪%‬سل فر‪%‬عون في‬
‫ٱلمدآئن حاشرين { * } إن هـؤ)ل*ء لشر‪%‬ذمة‪ U‬قليلون { * } وإنهم‪ %‬لنا لغآئظون { * } وإنا‬
‫لجميع‪ V‬حاذرون { * } فأخرج‪%‬ناهم‪ %‬م‪#‬ن جنات@ وعيون@ { * } وكنوز@ ومقام@ كريم@ { * } كذلك‬
‫وأو‪%‬رثناها بني* إس‪%‬رائيل { * } فأتبعوهم م‪O‬شرقين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} ل ضير { ‪ :‬أي ل ضرر علينا‪.‬‬

‫} لمنقلبون { ‪ :‬أي راجعون بعد الموت وذلك يسر ول يضر‪.‬‬

‫} إن كنا أول المؤمنين { ‪ :‬أي رجو أن يكفر ال عنهم سيئاتهم لنهم سبقوا باليمان‪.‬‬

‫} أن أسر بعبادي { ‪ :‬السرى المشي ليل‪ N‬والمراد من العباد بنو إسرائيل‪.‬‬

‫} إنكم متبعون { ‪ :‬أي من قبل فرعون وجيوشه‪.‬‬

‫} لشرذمة { ‪ :‬أي طائفة من الناس‪.‬‬

‫} لغائظون { ‪ :‬أي فاعلون ما يغيظنا ويغضبنا‪.‬‬

‫} حذرون { ‪ :‬أي متيقظون مستعدون‪.‬‬

‫} ومقام كريم { ‪ :‬أي مجلس حسن كان للمراء والوزراء‪.‬‬

‫} كذلك { ‪ :‬أي كان إخراجنا كذلك أي على تلك الصورة‪.‬‬


‫} مشرقين { ‪ :‬أي وقت شروق الشمس‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى } قالوا ل ضير { هذا قول السحرة لفرعون بعد أن هددهم وتوعدهم } قالوا ل ضير { أي ل ضرر‬
‫علينا بتقطيعك أيدينا وأرجلنا وتصليبك إيانا } إنا إلى ربنا منقلبون { أي راجعون إن كل الذي تفعله معنا إنك‬
‫تعجل برجعوعنا إلى ربنا وذاك أحب شيء إلينا‪ .‬وقالوا } إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا { أي ذنوبنا } إن‬
‫كنا أول المؤمنين { في هذه البلد برب العالمين رب موسى وهرون‪.‬‬

‫بعد هذا النتصار العظيم الذي تم لموسى وهرون أوحى تعالى إلى موسى } أن أسر بعبادي { أي امش بهم ليل‬
‫} إنكم متبعون { أي من قبل فرعون وجنوده‪ .‬وعلم فرعون بعزم موسى على لخروج ببني إسرائيل فأرسل‬
‫في المدائن وكانت له مآت المدن حاشرين من الرجال أي جامعين وكأنها تعبئة عامة‪ .‬يقولون محرضين } إن‬
‫هؤلء { أي موسى وبني إسرائيل } ل‪j‬ش ‪r‬رذ‪p‬مة| { أي طائفة أفرادها قليلون } وإنهم لنا لغائظون { أي لفاعلون ما‬
‫يغيظنا ويغضبنا } وإنا { أي حكومة وشعبا‪ } N‬لجميع حذرون { أي متيقظون مستعدون فهلم إلى ملحقتهم‬
‫وردهم إلى الطاعة‪ ،‬وعجل تعالى بالمسرة في هذا الخبر فقال تعالى } فأخرجناهم { أي آل فرعون } من جنات‬
‫وعيون وكنوز { أي كنوز الذهب والفضة التي كانت مدفونة تحت التراب‪ ،‬إذ الطمس كان على العملة فسدت‬
‫وأما مخزون الذهب والفضة فما زال تحت الرض‪ ،‬إذ الكنز يطلق على المدفون تحت الرض وإن كان شرعا‬
‫هو الكنز ما لم تؤد زكاته سواء كانت تحت الرض أو فوقها‪.‬‬

‫وقوله تعالى } كذلك { أي إخراجنا لهم كان كذلك‪ } ،‬وأورثناها { أي تلك النعم بنى إسرائيل أي بعد هلك‬
‫فرعون وجنوده أجميعن‪ .‬وقوله تعالى } فاتبعوهم مشرقين { أي فاتبع آل فرعون بنى إسرائيل أ•ن‪w‬ف‪V‬س‪l‬هم في وقت‬
‫شروق الشمس ليردوهم ويحولوا بينهم وبين الخروج من البلد‪.‬‬

‫هداية اليات‪:‬‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬قوة اليمان مصدر شجاعة خارقة للعادة بحيث يفرح المؤمن بالموت لنه يوصله إلى ربه‪.‬‬

‫‪ -2‬حسن الرجاء في ال والطمع في رحمته‪ ،‬وفضل السبقية في الخير‪.‬‬


‫‪ -3‬مشروعية التعبئة العامة واستعمال أسلوب خاص في الحرب يهديء من مخاوف المة حكومة وشعبا‪.N‬‬

‫‪ -4‬دمار الظالمين وهلك المسرفين في الكفر والشر والفساد‪.‬‬

‫} فلما تراءى ٱلجم‪%‬عان قال أص‪%‬حاب موسى إنا لمد‪%‬ركون { * } قال كل إن معي رب‪#‬ي سيه‪%‬دين {‬
‫* } فأو‪%‬حي‪%‬نآ إلى موسى أن ٱض‪%‬رب ب‪#‬عصاك ٱلبح‪%‬ر فٱنفلق فكان كل فر‪%‬ق@ كٱلطو‪%‬د ٱلعظيم { *‬
‫} وأز‪%‬لفنا ثم ٱلخرين { * } وأنجي‪%‬نا موسى ومن معه أج‪%‬معين { * } ثم أغرقنا ٱلخرين { * }‬
‫إن في ذلك لية‪ S‬وما كان أكثرهم م‪O‬ؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز ٱلرحيم {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} فلما تراءى الجمعان { ‪ :‬أي رأى بعضهما بعضا‪ N‬لتقاربهما والجمعان جمع بني إسرائيل وجمع فرعون‪.‬‬

‫} إنا لمدركون { ‪ :‬أي قال أصحاب موسى من بني إسرائيل إنا لمدركون أي سيلحقنا فرعون وجنده‪.‬‬

‫} قال كل { ‪ :‬أي قال موسى عليه السلم كل أي لن يدركونا ولن يلحقوا بنا‪ } .‬فانفلق { ‪ :‬انشق‪.‬‬

‫} فكان كل فرق كالطود { ‪ :‬أي شق‪ ‰‬أي الجزء المنفرق والطود‪ :‬الجبل‪.‬‬

‫} وأزلفنا ثم الخرين { ‪ :‬أي قربنا هنا لك الخرين أي فرعون وجنده‪.‬‬

‫} إن في لية { ‪ :‬أي عظة وعبرة توجب اليمان برب العالمين برب موسى وهرون‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذا آخر قصة موسى عليه السلم مع فرعون قال تعالى في بيان نهاية الظالمين وفوز المؤمنين } فلما تراءى‬
‫الجمعان { جمع موسى وجمع موسى وجمع فرعون وتقاربا بحيث رأى بعضها بعضا } قال أصحاب موسى {‬
‫أي بنو إسرائيل } إنا لمدركون { أي خافوا لما رأوا جيوش فرعون تتقدم نحوهم صاحوا } إنا لمدركون {‬
‫فطمأنهم موسى بقوله } كل { أي لن تدركوا‪ ،‬وعلل ذلك بقوله } إن معي ربي سيهدين { إلى طريق نجاتي قال‬
‫تعالى } فأوحينا إلى موسى أن اضرب { أي اضرب بعصاك البحر فضرب امتثال‪ N‬لمر ربه فانفلق البحر‬
‫فرقتين كل فرقة منه كالجبل العظيم } وأزلفنا { أي قربنا } ثم الخرين { أي أدلينا هناك الخرين وهم فرعون‬
‫وجيوشه } وأنجينا موسى ومن معه { أي من بني إسرائيل } أجمعين { } ثم أغرقنا الخرين { المعادين لبني‬
‫إسرائيل وهم فرعون وجنده‪.‬وقوله تعالى } إن في ذلك { المذكور من أهلك فرعون وإنجاء موسى وبني‬
‫إسرائيل } لية { أي علمة واضحة بارز لربوبية ال وألوهيته وقدرته وعلمه ورحمته وهي عبرة وعظة أيضا‬
‫للمعتبرين‪ ،‬وما كان أكثر قومك يا محمد مؤمنين مع موجب اليمان ومقتضيه لنه سبق في علم ال أنهم ل‬
‫يؤمنون‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬وإن ربك لهو العزيز الرحيم { أي وإن ربك يا محمد لهو الغالب على أمره الذي ل يمانع في شيء‬
‫يريده ول يحال بين مراده الرحيم بعباده فاصبر على دعوته وتوكل عليه فإنه ناصرك ومذل أعدائك‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬ظهور آثار الستعباد في بني إسرائيل متجلية في خوفهم مع مشاهدة اليات‪.‬‬

‫‪ -2‬ثبوت صفة المعية ال‪p‬لهية في قول موسى } إن معي ربي { إذ قال له عند إرساله‬
‫{‬ ‫} إنني معكما‬
‫‪ -3‬ثبوت الوحي ال‪p‬لهي‪ -4 .‬آية انفلق البحر من أعظم اليات‪ -5 .‬تقير نبوة محمد صلى ال عليه وسلم‬
‫بقصة مثل هذا القصص الذي ل يتأتى إل بوحي خاص‪.‬‬

‫} وٱتل) علي‪%‬هم‪ %‬نبأ إب‪%‬راهيم { * } إذ قال لبيه وقو‪%‬مه ما تع‪%‬بدون { * } قالوا نع‪%‬بد أص‪%‬ناما‪ S‬فنظل‬
‫لها عاكفين { * } قال هل يس‪%‬معونكم‪ %‬إذ تد‪%‬عون { * } أ ‪%‬و ينفعونكم‪ %‬أو‪ %‬يضر‪O‬ون { * } قالوا بل‬
‫وجد‪%‬نآ آبآءنا كذلك يفعلون { * } قال أفرأي‪%‬تم‪ %‬ما كنتم‪ %‬تع‪%‬بدون { * } أنتم‪ %‬وآبآؤ)كم ٱلقدمون {‬
‫ي إل رب ٱلعالمين { * } ٱلذي خلقني فهو يه‪%‬دين { * } وٱلذي هو يطعمني‬
‫* } فإنهم‪ %‬عدو‪ s‬ل *‬
‫ويس‪%‬قين { * } وإذا مرض‪%‬ت فهو يشفين { * } وٱلذي يميتني ثم يح‪%‬يين { * } وٱلذي* أطمع أن‬
‫يغفر لي خطيئتي يو‪%‬م ٱلد‪#‬ين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} واتل عليهم نبأ إبراهيم { ‪ :‬أي اقرأ يا رسولنا على قومك خبر إبراهيم وشأنه العظيم‪.‬‬

‫} لبيه وقومه { ‪ :‬أي آزر والبابليين‪.‬‬


‫} فنظل لها عاكفين { ‪ :‬أي فنقيم أكثر النهار عاكفين على عبادتها‪.‬‬

‫} قالوا بل وجدنا { ‪ :‬أي ل تسمع ول تنفع ول تضر به وجدنا آباءنا لها عابدين فنحن تبع لهم‪.‬‬

‫} فإنهم عدو لي { ‪:‬أي أعداء لي يوم القيامة إذا أنا عبدتهم لنهم يتبرءون من عابديهم‪.‬‬

‫} إل رب العالمين { ‪ :‬فإن من يعبده ل يتبرأ منه يوم القيامة بل ينجيه من النار ويكرمه بالجنة‪.‬‬

‫} فهو يهدين { ‪ :‬أي إلى ما ينجيني من العذاب ويسعدني في دنياي وأخراي‪.‬‬

‫} والذي يميتني ثم حيين { ‪ :‬أي يميتني عند انتهاء أجلي‪ ،‬ثم يحييني ليوم الدين‪.‬‬

‫} يوم الدين { ‪ :‬أي يوم الجزاء والحساب وهو يوم القيامة والبعث الخر‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذا بداية قصص إبراهيم عليه السلم والقصد منه عرض ياة إبراهيم الدعوية على مسامع قريش قوم محمد‬
‫صلى ال عليه وسلم يتعظون بها فيؤمنوا ويوحدوا فيسلموا ويسلموا من خزي الدنيا وعذاب الخرة قال تعالى }‬
‫واتل عليهم نبأ ابراهيم { أي اقرأ على قومك من قريش خبر إبراهيم في الوقت الذي قال لبيه وقومه } ما‬
‫تعبدون { مستفهما‪ N‬إياهم ليرد على جوانبهم وهو أسلوب حكيم في الدعوة والتعليم يسألهم وجيبهم بناء على‬
‫مقتضى سؤالهم فيكون ذلك أدعى للفهم وقبول الحق‪ } :‬قالوا نعبد أصناما‪ { N‬أي في صور تماثيل } فنظل لها‬
‫عاكفين { فنقيم أكثر النهار عاكفين حولها نتقرب إليها ونتبرك بها خاشعين خاضعين عندها‪ .‬ولما سمع جوابهم‬
‫وقد صدقوا يه قال لهم } هل يسمعونكم إذ تدعون { أي إذ تدعونها } أو ينفعونكم { إن طلبتم منها منفعة } أو‬
‫يضرون { إن طلبتم منهم أن يضروا أحدا‪ N‬تريدون ضره أنتم؟ فأجابوا قائلين في كل ذلك ل‪ ،‬ل‪ ،‬ل‪ .‬وإنما وجنا‬
‫آباءنا كذلك يفعلون ففعلنا مثلهم اقتداء‪ a‬بهم واتباعا‪ N‬لطريقتهم‪ ،‬وهنا صارحهم إبراهيم بما يريد أن يفهموه عنه‬
‫فقال } أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم القدمون { الذي هم أجدادكم الذين ورث ععنهم آباؤكم هذا الشرك‬
‫والباطل } فإنهم عدو لي { أي أعداء لي وذلك يوم القايمة إن أنا عبدتهم معكم‪ ،‬لن كل م‪l‬ن‪ r‬ع‪n‬بد من دون ال‬
‫يتبرأ يوم القيامة ممن عبده ويعلن عداوته له طلبا‪ N‬لنجاة نفسه من عذاب ال‪ .‬وقوله } إل رب العالمين { فإنه ل‬
‫يكون عدوا‪ N‬لمن عبده بل يكون ودودا‪ N‬له رحيما‪ N‬به‪ .‬أل فاعبدوه يا قوم واتركوا عبادة من يكون عدوا‪ N‬لكم يوم‬
‫القيامة!!‬
‫ثم أخذ إبراهيم يذكر ربه ويثني عليه ويمجده تعريفا‪ N‬به وتذكيرا‪ N‬لولئك الجهلة المشركين فقال } الذي خلقني‬
‫فهو يهدين { أي إلى طريق نجاتي وكمالي وسعادتي وذلك ببيانه لي محابة لتيها‪ ،‬ومساخطه لتجنبها‪ } ،‬والذي‬
‫هو يطعمني ويسقين { أي يغذونى بأنواع الطعمة ويسقيني بما خلق ويسر لي من أنواع الشربة من ماء ولبن‬
‫وعسل‪ } ،‬وإذا مرضت { بأن اعتل جسمي وسقم فهو ل غيره يشفيني‪ } ،‬والذي يميتني { يوم يريد إماتتي عند‬
‫انتهاء ما حدد لي من أجل تنتهي به حياتي‪ ،‬ثم يحييني يوم البعث والنشور‪ } ،‬والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي‬
‫{ أي يسترها ويمحو أثرها من نفسي يوم الدين أي يوم الجزاء والحساب علىعمل ال‪p‬نسان في هذه الدار إذ هي‬
‫دار عمل والخرة دار جزاء‪.‬‬

‫وإذا قيل ما المراد من الخطيئة التي ذكر إبراهيم لنفسه؟ فالجواب إنها الكذبات الثلث التي كانت ل‪p‬براهيم‬
‫طوال حياته الولى قوله‬
‫{‬ ‫} إني سقيم‬
‫والثانية‬
‫{‬ ‫} بل فعله كبيرهم هذا‬
‫والثالثة قولي للطاغية إنه أخي ول تقولي إنه زوجي‪ ،‬هذه الكذبات التي كانت ل‪p‬براهيم فهو خائف منها ويوم‬
‫القيامة لما تطلب منه البشرية الشفاعة عند ربها يذكر هذه الكذبات ويقول إنما أنا من وراء وراء فاذهبوا إلى‬
‫موسى‪.‬‬

‫أل فليتعظ المؤمنون الذي كذبهم ل يعد كثرة!!‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير النبوة المحمدية بذكر هذا القصص‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير التوحيد بالحوار الذي دار بين إبراهيم إمام الموحدين وقومه المشركين‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان أن كل من عبد معبودا‪ N‬غير ال تعالى سيكون له عدوا‪ N‬لدود‪N‬ا يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان أن العكوف على الضرحة والتمرغ في تربتها وطلب الشفاء منها شرك‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان السلوب الحكيم في الدعوة إلى ال تعالى من طريق السؤال والجواب‪.‬‬


‫} رب‪ #‬هب‪ %‬لي حكما‪ S‬وألحقني بٱلصالحين { * } وٱج‪%‬عل ل‪R‬ي لسان صد‪%‬ق@ في ٱلخرين { *‬
‫} وٱج‪%‬علني من ورثة جنة ٱلنعيم { * } وٱغفر‪ %‬لبي* إنه كان من ٱلضآل‪R‬ين { * } ول تخزني يو‪%‬م‬
‫يب‪%‬عثون { * } يو‪%‬م ل ينفع مال‪ Z‬ول بنون { * } إل من‪ %‬أتى ٱلله بقلب@ سليم@ { * } و)أز‪%‬لفت‬
‫ٱلجنة للمتقين { * } وبر‪#‬زت ٱلجحيم للغاوين { * } وقيل لهم‪ %‬أي‪%‬ن ما كنتم‪ %‬تع‪%‬بدون { * } من‬
‫دون ٱلله هل ينصرونكم‪ %‬أو‪ %‬ينتصرون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} رب هب لي حكما‪ : { N‬أي يا رب أعطني من فضلك حكما‪ N‬أي علما‪ N‬نافعا‪ N‬وارزقني العمل به‪.‬‬

‫} وألحقني بالصالحين { ‪ :‬لعمل عملهم في الدنيا وأكون معهم في الدار الخرة‪.‬‬

‫} واجعل لي لسان صدق في الخرين { ‪ :‬أي اجعل لي ذكرا‪ N‬حسن‪N‬ا أذكر به فيمن يأتي بعدي } واغفر لبي { ‪:‬‬
‫كان هذا منه قبل أن يتبين له أنه عدو ل‪.‬‬

‫} ول تخزني يوم يبعثون { ‪ :‬أي ل تفضحني‪.‬‬

‫} بقلب سليم { ‪ :‬أي من الشرك والنفاق‪.‬‬

‫} وأزلفت الجنة { ‪ :‬أي أدنيت وقربت للمتقين‪.‬‬

‫} وبرزت الجحيم للغاوين { ‪ :‬أي أظهرت وجليت للغاوين‪.‬‬

‫} هل ينصروكم { ‪ :‬أي ب‪p‬د‪l‬ف‪w‬ع العذاب عنكم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذا آخر قصص إبراهيم وخاتمته لما ذكر إبراهيم قومه ووعظهم رفع يديه إلى ربه يسأله ويتضرع إليه فقال }‬
‫رب هب لي حكما‪ { N‬أي علما‪ N‬نافعا‪ N‬يمنعني من فعل ما يسخطك عني ويدفعني إلى فعل ما يرضيك عني‪،‬‬
‫} وألحقني بالصالحين { في أعمالهم الخيرية في الدنيا وبمرافقتهم في الجنة‪ } .‬واجعل لي لسان صدق في‬
‫الخرين { أي اجعل لي ذكرا‪ N‬حسنا‪ N‬أذكر به فيمن يأتي من عبادك المؤمنين‪ } ،‬واجعلني من ورثة جنة النعيم {‬
‫الذين يرثونها ال‪p‬يمان والتقوى بعد فضلك عليهم ورحمتك بهم‪ } ،‬واغفر لبي إنه كان من الضالين { أي‬
‫الجاهلين بك وبمحابك ومكارهك فما عبدوك ول تقربوا إليك‪ .‬وكان هذا من إبراهيم قبل العلم بأن أباه عدو ل‬
‫حيث سبق له ذلك أزل‪ ،N‬إذ قد تبرأ منه بعد أن علم ذلك وقوله } ول تخزني { أي ل تذلني } يوم يبعثون { أي‬
‫من قبورهم للحساب والجزاء على أعمالهم } يوم ل ينفع مال ول بنون { وهو يوم القيامة } إل من أتى ال‬
‫بقلب سليم { أي لكن من أتى ال أى جاءه يوم القيامة وقلبه سليم من الشرك والنفاق فهذا ينفعه عمله الصالح‬
‫لخلوه مما يحبطه وهو الشرك والكفر الظاهر والباطن وقوله تعالى } وأزلفت الجنة { أي قربت وأدنيت للمتقين‬
‫ال ربهم فلم يشركوا به في عبادته ولم يجاهروا بمعاصيه‪ } ،‬وبرزت الجحيم { أي أظهرت وارتفعت } للغاوين‬
‫{ أي أهل الغواية والضللة في الدنيا من المشركين والمسرفين في الجرام والشر والفساد } وقيل لهم { أي‬
‫سئلوا فى عرصات القيامة } أين ما كنتم تعبدون من دون ال {؟ أروناهم } هل ينصرونكم { مما أنتم فيه‬
‫فيدفعون عنكم العذاب‪ } ،‬أو ينتصرون { لنفسهم فيدفعون عنها العذاب إن كانوا من أهل النار لنهم رضوا بأن‬
‫يعبدوا ودعوا الناس إلى عبادتهم كالشياطين والمجرمين من ال‪p‬نس والجن‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان أن الجنة تورث ويذكر تعالى سبب إرثها وهو التقوى في قوله‬
‫{‬ ‫} تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا‪S‬‬
‫‪ -2‬مشروعية الستغفار للوالدين إن ماتا على التوحيد‪ -3 .‬بطلن النتفاع يوم القيامة بغير ال‪p‬يمان والعمل‬
‫الصالح بعد فضل ال ورحمته‪ -4 .‬الترغيب في التقوى والتحذير من الغواية‪.‬‬

‫} فكب‪%‬كبوا فيها هم‪ %‬وٱلغاوون { * } وجنود إب‪%‬ليس أج‪%‬معون { * } قالوا وهم‪ %‬فيها يختصمون {‬
‫* } تٱلله إن كنا لفي ضل @ل م‪O‬بين@ { * } إذ نسو‪#‬يكم‪ %‬برب‪ #‬ٱلعالمين { * } ومآ أضلنآ إل‬
‫ٱلمج‪%‬رمون { * } فما لنا من شافعين { * } ول صديق@ حميم@ { * } فل ‪%‬و أن لنا كرة‪ S‬فنكون من‬
‫ٱلمؤمنين { * } إن في ذلك لية‪ S‬وما كان أكثرهم م‪O‬ؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز‬
‫ٱلرحيم {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} فكبكبوا فيها { ‪ :‬أي ألقوا على وجوههم في جهنم ودحرجوا فيها حتى انتهوا إلى قعرها‪.‬‬
‫} والغاوون { ‪ :‬جمع غاو‪ o‬وهو الفاسد القلب المدنس الروح من الشرك والمعاصي‪.‬‬

‫} وجنود إبليس { ‪ :‬أي أتباعه وأنصاره وأعوانه من ال‪p‬نس والجن‪.‬‬

‫} إذ نسويكم برب العالمين { ‪ :‬أي في العبادة فعبدناكم كما يعبد ال جل جلله‪.‬‬

‫} ول صديق حميم { ‪ :‬أي يهمه أمرنا وتنفعنا صداقته نحتمى به من أن نعذب‪.‬‬

‫} فلو أن لنا كرة { ‪ :‬أي رجعة إلى الدنيا لنؤمن ونوحد ونعبد ربنا بما شرع لنا‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫قوله تعالى } فكبكبوا { بعد ذلك الستفهام التوبيخي التقريعي الذي تقدم في قوله تعالى‬
‫{‬ ‫} وقيل له أين ما كنتم تعبدون من دون ال هل ينصرونكم أو ينتصرون‬
‫وفشلوا في الجواب ولم يجيدوه إذ هو غير ممكن فأخبر تعالى عنه مبأنهم كبكبوا في جهنم ‪-‬أي كبوا على‬
‫جوههم ودحرجوا فيها هم والغاوون جمع غاو‪ o‬أ يفاسد العقيدة والعمل وجنود إبليس أجمعون من أتابع الشيطان‬
‫وأعوانه من دعاة الشرك والمعاصي والجريمة في الرض من ال‪p‬نس والجن قوله تعالى } قالوا وهم فيها‬
‫يختصمون { أي وهم في جهنم يختصمون كل واحد يحمل الثاني التبعة والمسؤولية فقال المشركون لمن‬
‫أشركوا بهم } تال إن كنا لفي ضلل مبين { أي ظاهر بين ل يختلف فيه‪ ،‬وذلك } إذ كنا نسويكم برب العالمين‬
‫{ عز وجل فنعبدكم معه‪ } ،‬وما أضلنا إل المجرمون { وهم دعاء الشرك والشر والضلل الذين أجرموا على‬
‫أنفسهم فأفسدوها‪ ،‬وأجرموا علينا فأفسدوا نفوسنا بالشرك والمعاصي‪ ،‬وقوله تعالى } فما لنا من شافعين ول‬
‫صديق حميم { هذا قولهم أيضا‪ N‬قرروا فيه حقيقة أخرى وهي أنه ليس لهم في هذا اليوم من شافعين يشفعون لهم‬
‫عند ال تعالى ل من الملئكة ول من ال‪p‬نس والجن إذ ل شفاعة تنفع من مات على الشرك والكفر‪ ،‬وقولهم ول‬
‫صديق حميم أي وليس لنا أي من صديق حميم تنفعنا صداقته ووليته‪.‬‬

‫وقالوا متمنين بعد اليأس من وجود شافعين } فلو أن‪ b‬لنا كر‪b‬ة { أي رجعة إلى دار الدنيا } فنكون من المؤمنين {‬
‫فنؤمن ونوحد ونتبع الرسل‪ .‬وهذا آخر ما أخبر تعالى به عنهم من كلمهم في جهنم وقوله تعالى‪ } :‬إن في ذلك‬
‫{ أي المذكور من كبكبة المشركين والغوين وجنود إبليس أجمعين في جهنم وخصومتهم فيها وما قالوا وتمنوه‬
‫وحرمانهم من الشفاعة وخلودهم في النار } لية { أي لعبرة لمن يعتبر بغيره‪ } ،‬وما كان أكثرهم مؤمنين { ولم‬
‫يكن أكثر قومك يا رسولنا مؤمنين وإل لنتفعوا بهذه العبر فآمنوا ووحدوا وأسلموا } وإن ربك لهو العزيز‬
‫الرحيم { أي الغالب على أمره يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد الرحيم بعباده إن‪ r‬أنابوا إليه وأخلصوا العبادة له‬
‫يكرمهم في جواره في جنات النعيم‪.‬‬
‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير أن دعاة الزنى والربا والخرافة والشركيات من الناس هم من جند إبليس‪.‬‬

‫‪ -2‬تقرير أن المجرمين هم الذين أفسدوا نفوسهم ونفوس غيرهم بدعوتهم إلى الضلل‪ .‬وحملهم عل المعاصي‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير أن الشفاعة لن تكون لمن مات على الشرك والكفر‪.‬‬

‫‪ -4‬ل تنفع العبر والمواعظ واليات في هداية قوم كتب ال أزل‪ N‬شقاءهم وعلم منهم أنهم ل يؤمنون فكتب ذلك‬
‫عليهم‪.‬‬

‫ح أل تتقون { * } إن‪R‬ي لكم‪ %‬رسول‬


‫} كذبت قو‪%‬م نوح@ ٱلمر‪%‬سلين { * } إذ قال لهم‪ %‬أخوهم‪ %‬نو ‪V‬‬
‫جر@ إن‪ %‬أج‪%‬ري إل على رب‬
‫أمين‪ } * { V‬فٱتقوا ٱلله وأطيعون { * } ومآ أس‪%‬ألكم‪ %‬علي‪%‬ه من‪ %‬أ ‪%‬‬
‫ٱلعالمين { * } فٱتقوا ٱلله وأطيعون { * } قالو*ا أنؤمن لك وٱتبعك ٱلر‪%‬ذلون { * } قال وما‬
‫علمي بما كانوا يع‪%‬ملون { * } إن‪ %‬حسابهم‪ %‬إل على رب‪#‬ي ل ‪%‬و تشعرون { * } ومآ أنا بطارد‬
‫ٱلمؤمنين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} كذبت قوم نوح المرسلين { ‪ :‬قوم نوح المة التي بعث فيها‪ ،‬والمراد من المرسلين نوح عليه السلم‪.‬‬

‫} أخوهم نوح { ‪ :‬أي في النسب‪.‬‬

‫} أل تتقون { ‪ :‬أي اتقوا ال ربكم فل تعصوه بالشرك والمعاصي‪.‬‬

‫} رسول أمين { ‪ :‬أي على ما أمرني ربي بإبلغه إليكم‪.‬‬

‫} من أجر { ‪ :‬أل أسألكم على إبلغ رسالة ال أجرة مقابل البلغ‪.‬‬


‫} أنؤمن لك واتعبك الرذلون { ‪ :‬أي كيف نتبعك على ما تدعونا إليه وقد اتبعك أراذل الناس أي سفلتهم وأهل‬
‫الخسة فيهم‪.‬‬

‫} إن حسابهم إل على ربي { ‪ :‬أي ما حسابهم إل على ربي‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذه بداية قصص نوح عليه السلم فقال تعالى } كذبت قوم نوح { أي بما جاءهم به نوح من المر بالتوحيد‬
‫وترك الشرك } إذ قال لهم أخوهم { أي في النسب } نوح أل تتقون { أي عقاب ال وأنتم تشركون به‪ ،‬وتكذبون‬
‫رسوله } إني لكم رسول أمين { على ما أبلغكم من وحي ال تعالى فاتقوا ال بترك الشرك وأطيعوني فيما‬
‫أدعوكم إليه وآمركم به } وما أسألكم عليه من أجر { أي على البلغ من أجر أتقاضاه منكم مقابل ما أبلغكم من‬
‫رسالة ربكم‪ } .‬إن أجرى إل على ال { إذ هو الذي كلفني } فاتقوا ال { أي خافوا عقابه أن يحل بكم وأنتم‬
‫تكفرون به وتكذبون برسوله وأطيعون فيما آمركم به وأنهاكم عنه‪ .‬بعد هذا الذي أمرهم به وكرره عليهم من‬
‫تقوى ال وطاعة لرسوله كان جوابهم ما أخبر به تعالى عنهم في قوله‪ } :‬قالوا أنؤمن لك { أي أنصدقك‬
‫ونتابعك على ما جئت به من الدين } واتبعك الرذلون { أي سفلة الناس وأخساؤهم؟‬

‫فأجابهم نوح قوله } وما علمي بما كانوا يعملون { فيما يعملونه بعيدين عن من‪ l‬الباطن أو الظاهر أنا ل أعلمه‬
‫ول أسأل عنه ول أحاسب عليه‪ } ،‬إن حسابه إل على ربي { هو الذي يحاسبهم ويجزيهم لو تشعرون بهذه‬
‫الحقيقة لما عبتموهم لي وحملتموني مسئولية عملهم } وما أنا بطارد المؤمنين { أي من حولي‪،‬‬
‫{‬ ‫} إن أنا إل نذير مبين‬
‫فلست بجبار ول ذي سلطان فأطرد الناس وظيفتي أنى أنذر الناس عاقبة تالكفر والمعاصي ليقلعوا عن ذلك‬
‫فينجوا من عذاب ال ويسلموا‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان أن من كذب رسول‪ N‬فكأنما كذب كل الرسل وذلك باعتبار أن دعوتهم واحد وهي أن ي‪n‬ع‪r‬ب‪l l‬د ال وحده بما‬
‫شرع للناس من عبادات تطهرهم وتزكيهم‪.‬‬

‫‪ -2‬إثبات أخوة النسب‪،‬ول تعارض بينهما وبين أخوة الدين‪.‬‬


‫‪ -3‬عدم جواز أخذ أجرة على دعوة ال تعالى‪ .‬ووجوب إبلغها مجانا‪.‬‬

‫‪ -4‬وجوب التقوى ل تعالى‪ ،‬وطاعة الرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -5‬ل يجوز طرد الفقراء من مجالس العلم ليجلس مجالسهم الغنياء وأهل الج‪l‬اه‪.‬‬

‫} إن‪ %‬أنا إل نذير‪ V‬م‪O‬بين‪ } * { V‬قالوا لئن‪ %‬لم‪ %‬تنته ينوح لتكونن من ٱلمر‪%‬جومين { * } قال رب‪ #‬إن‬
‫قو‪%‬مي كذبون { * } فٱفتح‪ %‬بي‪%‬ني وبي‪%‬نهم‪ %‬فتحا‪ S‬ونج‪#‬ني ومن معي من ٱلمؤمنين { * } فأنجي‪%‬ناه‬
‫ومن معه في ٱلفلك ٱلمشحون { * } ثم أغرقنا بع‪%‬د ٱلباقين { * } إن في ذلك لية‪ S‬وما كان‬
‫أكثرهم م‪O‬ؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز ٱلرحيم {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫لئن لم تنته ‪ :‬أي عن دعوتنا إلى ترك آلهتنا وعبادة إلهك وحده‪.‬‬

‫} من المرجومين { ‪ :‬أي المقتولين رجما‪ N‬بالحجارة‪.‬‬

‫} فافتح بيني وبينهم فتحا‪ : { N‬أي أحكم بيني وبينهم حكما‪ N‬بأن تهلكهم وتنجيني ومن معي من المؤمنين‪.‬‬

‫} في الفلك المشحون { ‪ :‬أي المملوء بالركاب وأزواج المخلوقات الخرى‪.‬‬

‫} بعد الباقين { ‪ :‬أي بعد إنجائنا نوحا‪ N‬والمؤمنين بركوبهم في السفينة أغرقنا الكافرين إذ إغراقهم كان بعد نجاة‬
‫المؤمنين‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق في الحوار الدائر بين نوح وقومه إنه دعاهم إلى التوحيد وكرر عليهم الدعوة وأفحمهم في‬
‫مواطن كثيرة وأعيتهم الحج لجأوا إلى التهديد والوعيد فقالوا ما أخبر تعالى به عنهم في قوله } قالوا لئن لم تنته‬
‫يا نوح { أي قسما‪ N‬بآلهتنا لئن لم تنته يا نوح من تسفيهنا وسب آلهتنا ومطالبتنا بترك عبادتها } لتكونن من‬
‫المرجومين { أي لنقتلنك رميا‪ N‬بالحجارة‪ .‬وهنا وبعد دعوة دامت ألف سنة إل خمسين عاما‪ N‬رفع نوح شكواه إلى‬
‫ال قائل‪ } :‬رب إن قومي كذبون فافتح بيني وبينهم فتحا‪ { N‬أي احكم بيننا وافصل في قضية وجودنا مع بعضنا‬
‫بعضا فأهلكهم } ونجني ومن معي من المؤمنين { قال تعالى } فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون { أي‬
‫المملوء بأنواع الحيوانات } ثم أغرقنا بعد الباقين { أي بعد إنجائنا نوحا‪ N‬ومن معه من المؤمنين بأن ركبوا في‬
‫الفلك وما زال الماء يرتفع النازل من السماء والنابع من الرض حتى غرق كل من على الرض الجبال ولم‬
‫ينج أحد إل نوح‪ q‬وأصحاب السفينة‪ ،‬قال تعالى } إن في ذلك { أي المذكور من الصراع الذي دار بين التوحيد‬
‫والشرك وفي عاقبة التوحيد وهي نجاة أهله والشرك وهي دمار أهله } لية { أي عبرة‪ .‬ولكن أهل مكة لم‬
‫يعتبروا } وما كان أكثرهم مؤمنين { لما سبق في علم ال تعالى من عدم إيمانهم إذا‪ N‬فل تحزن عليهم‪ } .‬وإن‬
‫ربك { أيها الرسول الكريم لهو ل غيره العزيز الغالب الرحيم بمن تاب من عباده فإنه ل يعذبه بل يرحمه‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان سنة أن الظلمة ووالطغاة إذا أعيتهم الحجج يلجأون إلى القوة‪.‬‬

‫‪ -2‬جواز الستنصار بال تعالى وطلب الفتح بين المظلوم والظالمين‪.‬‬

‫‪ -3‬سرعة استجابة ال تعالى لعبده نوح وذلك لصبره قرونا‪ N‬طويلة فلما انتهى صبره ورفع شكاته الى ربه‬
‫أجابه فورا‪ N‬فأنجاه وأهلك أعداءه‪.‬‬

‫} كذبت عاد‪ V‬ٱلمر‪%‬سلين { * } إذ قال لهم‪ %‬أخوهم‪ %‬هود‪ V‬أل تتقون { * } إن‪R‬ي لكم‪ %‬رسول‪ Z‬أمين‪* { V‬‬
‫} فٱتقوا ٱلله وأطيعون { * } ومآ أس‪%‬ألكم‪ %‬علي‪%‬ه من‪ %‬أج‪@ %‬ر إن‪ %‬أج‪%‬ري إل على رب‪ #‬ٱلعالمين { *‬
‫} أتب‪%‬نون بكل‪ R‬ريع@ آية‪ S‬تع‪%‬بثون { * } وتتخذون مصانع لعلكم‪ %‬تخلدون { * } وإذا بطشتم‪ %‬بطشتم‬
‫جبارين { * } فٱتقوا ٱلله وأطيعون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} كذبت عاد { ‪ :‬عاد اسم أبي القبيلة وسميت القبيلة به‪.‬‬

‫} أخوهم هود { ‪ :‬أخوهم في النسب‪.‬‬

‫} فاتقوا ال { ‪ :‬أي خافوا عقابه فل تشركوا به شيئا‪.N‬‬

‫} أتبنون بكل ريع { ‪ :‬أي مكان عال مرتفع‪.‬‬


‫} آية { ‪ :‬أي قصرا‪ N‬مشيدا‪ N‬عاليا‪ N‬مرتفعا‪.N‬‬

‫} وتتخذون مصانع { ‪ :‬أي حصونا‪ N‬منيعة وقصورا‪ N‬رفيعة‪.‬‬

‫} لعلكم تخلدون { ‪ :‬أي كأنكم تأملون الخلود في الرض وترجونه‪.‬‬

‫} وإذا بطشتم { ‪ :‬أي أخذتم أحدا‪ N‬سطوتم عليه بعنف وشدة‪.‬‬

‫} جبارين { ‪ :‬أي عتاة متسلطين‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذه بداية قصص هود عليه السلم يقول تعالى } كذبت عاد { أي قبيلة عاد } المرسلين { أي رسول ال هودا‪،N‬‬
‫} إذ قال له أخوهم هود أل تتقون { أي أل تتقون عقاب ال بترككم الشرك والمعاصي بمعنى اتقوا ال ربكم فل‬
‫تشركوا به‪ ،‬وقوله } إني لكم رسول أمين { يخبرهم بأنه رسول ال إليهم يبلغهم عن ال أمره ونهيه وأنه أمين‬
‫على ذلك فل يزيد ول ينقص فيما أمره ربه بإبلغه إليهم‪ ،‬وعليه } فاتقوا ال وأطيعون { أي بوصفي رسول‬
‫ال إليكم فإن طاعتي واجبة عليكم حتى أبلغكم ما أرسلت به إليكم‪.‬‬

‫وقوله } وما أسألكم عليه من أجر { أي على إبلغ رسالتي إليكم من أجر أي من أي أجر كان‪ .‬ولو قال } إن‬
‫أجري { أي ما أجري إلا على رب العالمين سبحانه وتعالى إذ هو الذي أرسلني وكلفني فهو الذي أرجو أن‬
‫يثييني على حمل رسالتي إليكم وإبلغها إي‪b‬اكم‪ .‬وعليه فاتقوا ال إي خافوا عقابه بترك الشرك به والمعاصي‬
‫وأطيعوني بقبول ما أبلغكم به لتكملوا وتسعدوا‪.‬‬

‫وقوله‪ } :‬أتبنون بكل ريع آية تعبثون { ينكر هود على قومه إنهماكهم في الدنيا وانشغالهم بما ل يعني‬
‫وإعراضهم عمان يعنيهم لهم كالمنكر عليهم أتبنون بكل ريع أي مكان عال مرتفع آية أي قصرا‪ N‬مشيدا‪ N‬في‬
‫ارتفاعه وعلوه‪ .‬تعبثون حيث ل تسكنون فيما تبنون فهو لمجرد اللهو العبث وقوله } وتتخذون مصانع { وهي‬
‫مبان عالية كالحصون أو خزانات الماء أو الحصون } لعلك تخلدون { أي كيما تخلدون‪ ،‬وما أنتم بخالدين‪.‬‬
‫وإنما مقامكم فيها قليل‪ .‬وقوله } وإذا بطشتم ببطشتم جبارين { أي إذا سطوتم على أحد تسطون عليه سطو‬
‫العتاة الجبارين فتأخذون بعنف وشدة بل رحمة ول رفق } فاتقوا ال يا قوم فخافوا عقابه وأليم عذابه‪،‬‬
‫} وأطيعون { فيما أدعوكم إليه وأبلغكموه عن ربي فإن ذلك خير لكم من ال‪p‬عراض والتمادي في الباطل‪.‬‬
‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬المر بالتقوى من النصح للمأمور بها‪ ،‬لن النجاة والفوز ل يتمان للعبد إل عليها‪.‬‬

‫‪ -2‬الرسل أمنا على ما يحملون وما يبلغون الناس‪.‬‬

‫‪ -3‬حرمة أخذ الجرة على بيان الشرع والدعوة إلى ذلك‪.‬‬

‫‪ -4‬ينبغي للعبد أن ل يسرف فيبني ما ل يسكن ويدخر ما ل يأكل‪.‬‬

‫‪ -5‬استنكار العنف والشدة في الخذ وعند المؤاخذة‪.‬‬

‫} وٱتقوا ٱلذي* أمدكم‪ %‬بما تع‪%‬لمون { * } أمدكم‪ %‬بأنعام@ وبنين { * } وجنات@ وعيون@ { * } إن‪R‬ي‬
‫أخاف علي‪%‬كم‪ %‬عذاب يو‪%‬م@ عظيم@ { * } قالوا سوآء‪ V‬علي‪%‬نآ أوعظت أم‪ %‬لم‪ %‬تكن‪ %‬م‪#‬ن ٱلواعظين { * }‬
‫إن‪ %‬هـذا إل خلق ٱلولين { * } وما نح‪%‬ن بمعذبين { * } فكذبوه فأه‪%‬لكناهم‪ %‬إن في ذلك لية‬
‫وما كان أكثرهم م‪O‬ؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز ٱلرحيم {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} أمدكم { ‪ :‬أي أعطاكم منعما‪ N‬عليكم‪.‬‬

‫} بأنعام { ‪ :‬هي ال‪p‬بل والبقرة والغنم‪.‬‬

‫} عذاب يوم عظيم { ‪ :‬هو يوم هلكهم في الدنيا ويوم بعثهم يوم القيامة‪.‬‬

‫} سواء علينا { ‪ :‬أي مستو عندنا وعظك وعدمه فإنا ل نطيعك‪.‬‬

‫} إن هذا إل خلق الولين { ‪ :‬أي ما هذا الذي تعظنا فيه من البناء وغيره إل دأب وعادة الولين فنحن على‬
‫طريقتهم‪ ،‬وما نحن بمعذبين‪.‬‬
‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في الحوار الذي دار بين نبي ال هود عليه السلم وبين قومه المشركين إذ أمرهم‬
‫بالتقوى وبطاعته وأمرهم أيضا‪ N‬بتقوى ال الذي أمدهم أي أنعم عليهم بما يعلمونه من أنواع النعم فإن طاعة‬
‫المنعم شكر له على إنعامه ومعصيته كفر ل‪p‬نعامه فقال } واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون { وبين ذلك بقوله‬
‫} أمدكم بأنعام { أي مواشي من إبل وبقر وغنم } وبنين { أي أولد ذكور وإناث } وجنات { أي بساتين‬
‫} وعيون { لسقيها وسقيكم وتطهيركم‪ ،‬ثم قال لهم في إشفاق عليهم } إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم { إن‬
‫أنتم أصررتم على الشرك والمعاصي وقد يكون عذابا‪ N‬في الدنيا وعذابا‪ N‬في الخرة‪ ،‬وقد عذبوا في الدنيا‬
‫بإهلكهم ويعذبون في الخرة لنهم ماتوا كفارا‪ N‬مشركين عصاة مجرمين‪ ،‬كان هذا ما وعظهم به نبيهم هود‬
‫عليه السلم‪ ،‬وكان ردهم على وعظه ما أخبر تعالى به في قوله } قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من‬
‫الواعظين { أي مستو‪ o‬عندنا وعظك أي تخويفك وتذكيرك وعدمه فما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك‪ ،‬وما نحن‬
‫لك بمؤمنين وقالوا } إن هذا { الذي نحن عليه من البناء وال‪p‬شادة وعبادة آلهتنا } إل خلق الولين { أي دأب‬
‫وعادة من سبقنا من الناس‪ ،‬وما نحن بمعذبين عليه قال تعالى مخبرا‪ N‬عن نتيجة ذلك الحوار وتلك الدعوة التي‬
‫قام بها نبي ال هود } فكذبوه { أي كذبوا هود‪N‬ا فيما جاءهم به ودعاهم إليه وحذرهم منه‪ } ،‬فأهلكناهم { أي‬
‫بتكذيبهم وإعراضهم } إن في ذلك { الهلك للمكذبين عبرة لقومك يا محمد لو كانوا يعتبرون } وما كان‬
‫أكثرهم مؤمنين { لما سبق في علم ال من ع‪l‬د‪l‬م إيمانهم فلذا لم تنفعهم المواعظ والعبر‪ ،‬وإن ربك لهو العزيز‬
‫الرحيم فقد أخذ الجبابرة العتاة فأنزل بهم نقمته وأذاقهم مر عذابه‪ ،‬ورحم أولياءه فأنجاهم وأهلك أعداءهم‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تنويع أسلوب الدعوة وتذكير الجاحدين بما هو محسوس لديهم مرأي لهم‪.‬‬

‫‪ -2‬التخويف من عذاب ال والتحذير من عاقبة عصيانه من أساليب الدعوة‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان سنة الناس في التقليد واتباع آبائهم وإن كانوا ضلل‪ N‬جاهلين‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير التوحيد والنبوة البعث إذ هو المقصود من هذا القصص‪.‬‬

‫} كذبت ثمود ٱلمر‪%‬سلين { * } إذ قال لهم‪ %‬أخوهم‪ %‬صالح‪ V‬أل تتقون { * } إن‪R‬ي لكم‪ %‬رسول‬
‫جر@ إن‪ %‬أج‪%‬ري إل على رب‬
‫أمين‪ } * { V‬فٱتقوا ٱلله وأطيعون { * } ومآ أس‪%‬ألكم‪ %‬علي‪%‬ه من‪ %‬أ ‪%‬‬
‫ٱلعالمين { * } أتتركون في ما هاهنآ آمنين { * } في جنات@ وعيون@ { * } وزروع@ ونخل‬
‫طلعها هضيم‪ } * { V‬وتنحتون من ٱلجبال بيوتا‪ S‬فارهين { * } فٱتقوا ٱلله وأطيعون { * } ول‬
‫تطيعو*ا أم‪%‬ر ٱلمس‪%‬رفين { * } ٱلذين يفسدون في ٱلر‪%‬ض ول يص‪%‬لحون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} كذبت ثمود المرسلين { ‪ :‬أي كذبت قبيلة ثمود نبي‪b‬ها صالحا‪.N‬‬

‫} فيما ها هنا آمنين { ‪ :‬أي من الخيرات والنعم غير خائفين من أحد‪.‬‬

‫} طالعها هضيم { ‪ :‬أي طلع النخلة لين ناعم ما دام في ك‪V‬فر‪m‬ا ‪n‬ه أي غطاؤه الذي عليه‪.‬‬

‫} وتنحتون من الجبال بيوتا‪ : { N‬أي تن‪w‬ج‪n‬رون بآلت النحت الصخور في الجبل وتتخذون منها بيوتا‪.N‬‬

‫} فرهين { ‪ :‬أي حذقين من جهة وبطرين متكبرين مغترين بصنيعكم من جهة أخرى‪.‬‬

‫} وأطيعون { ‪ :‬أي فيما أمرتكم به‪.‬‬

‫} المسرفين { ‪ :‬أي في الشر والفساد بالكفر والعناد‪.‬‬

‫} الذين يفسدون في الرض { ‪ :‬أي بارتكاب الذنوب العظام فيها‪.‬‬

‫} ول يصلحون فيها { ‪ :‬أي بفعل الطاعات والقربات‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذا بداية قصص نبي ال صالح عليه السلم قال تعالى } كذبت ثمود المرسلين { أي جحدت قبيلة ثمود ما‬
‫جاءها به رسولها صالح‪ } ،‬إذ قال لهم أخوهم { في النسب لفي الدين إذ هو مؤمن وهم كافرون } أل تتقون {‬
‫أي يحضهم على التقوى ويأمرهم بها لن فيها نجاتهم والمراد من التقوى اتقاء عذاب ال بال‪p‬يمان به وتوحيده‬
‫وطاعته وطاعة رسوله وقوله } إني لكم رسول أمين { يعلمهم بأنه مرسل من قبل ال تعالى إليهم أمين على‬
‫رسالة ال وما تحمله من العلم والبيان والهدى إليهم‪ } .‬فاتقوا ال وأطيعون { كرر المر بالتقوى وبطاعته إذ‬
‫هما معظم رسالته وم‪l‬ت‪j‬ى حق{قها المرسل إليهم اهتدوا وأفلحوا } وما أسألكم عليه من أجر { أبعد تهمة المادة لما‬
‫قد يقال أنه يريد مال‪ N‬فأخبرهم في صراحة أنه يطلب على إبلغهم دعوة ربهم أجرا‪ N‬من أحد إل من ال رب‬
‫العالمين إذ هو الذي يثيب ويجزي العاملين له وفى دائرة طاعته وقوله فيما أخبر تعالب به عنه } أتتركون فيما‬
‫ههنا { بين أيديكم من الخيرات } آمنين { غير خائفين‪ ،‬وبين ما أشار إليه بقوله فيما ها هنا فقال } في جنات {‬
‫أي بساتين ومزارع بمدائنهم وهي إلى الن قائمة } وعيون وزروع‪ ،‬ونخل طلعها هضيم { أي لين ناعم ما دام‬
‫في كفراه أي غلفه } وتنحتون من الجبال بيوتا‪ { N‬لما خولكم ال من قوة ومعرفة بفن النحت حتى أصبحتم‬
‫تتخذون من الجبال الصم بيوتا‪ N‬تسكنونها شتاء فتقيكم البرد‪ .‬وقوله } فرهين { هذا حال من قوله } وتنحتون من‬
‫الجبال { ومعنى } فرهين { حذقين فن النحت وبطرين تكبرين مغترين بقوتكم وصناعتكم‪ ،‬إذا‪ } N‬فاتقوا ال { يا‬
‫قوم بترك الشرك والمعاصي‪ } .‬وأطيعون { فيما آمركم به وأنهاكم عنه وأدعوكم إليه } ول تطيعوا أمر‬
‫المسرفين { أي على أنفسهم بارتكاب الكبائر وغشيان الذنوب‪ } .‬الذين يفسدون في الرض { أي بمعاصي ال‬
‫ورسوله فيها } ول يصلحون { أي جمعوا بين الفساد والفساد‪ ،‬وترك الصلة وال‪p‬صلح‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬دعوة الرسل واحدة ولذا التكذيب برسول يعتبر تكذيبا‪ N‬بكل الرسل‪.‬‬

‫‪ -2‬المانة شعار كل الرسل والدعاة الصادقين الصالحين في كل المم والعصور‪.‬‬

‫‪ -3‬مشروعية التذكير بالنعم ليذكر المنعم في‪n‬حب وي‪n‬طاع‪.‬‬

‫‪ -4‬التحذير من طاعة المسرفين في الذنوب والمعاصي لوخامة عاقبة طاعتهم‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير أن الفساد في الرض يكون بارتكاب المعاصي فيها‪.‬‬

‫} قالو*ا إنمآ أنت من ٱلمسحرين { * } مآ أنت إل بشر‪ V‬م‪#‬ثلنا فأت بآية@ إن كنت من ٱلصادقين {‬
‫* } قال هـذه ناقة‪ U‬لها شر‪%‬ب‪ V‬ولكم‪ %‬شر‪%‬ب يو‪%‬م@ مع‪%‬لوم@ { * } ول تمس‪O‬وها بسو*ء@ فيأخذكم‪ %‬عذاب‬
‫يو‪%‬م@ عظيم@ { * } فعقروها فأص‪%‬بحوا نادمين { * } فأخذهم ٱلعذاب إن في ذلك لية‪ S‬وما كان‬
‫أكثرهم م‪O‬ؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز ٱلرحيم {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} إنما أنت من المسحرين { ‪ :‬الذين سحروا وب‪n‬ولغ في سحرهم حتى غلب عقولهم‪.‬‬

‫} فأت بآية إن كنت من الصادقين { ‪ :‬إن كنت من الصادقين في أنك رسول فأتنا بآية تدل على ذلك‪.‬‬

‫} لها شرب ولكم شرب يوم معلوم { ‪ :‬أي لها يوم تشرب فيه من العين ولكم يوم آخر معلوم‪.‬‬

‫} فعقروها فأصبحوا نادمين { ‪ :‬أي فلم يؤمنوا فقتلوها فأصبحوا نادمين لما شاهدوا العذاب‪.‬‬

‫معنى اليات‪ :‬ما زال السياق في الحوار الذي دار بين صالح عليه السلم وقومه ثمود فلما ذكرهم ووعظهم‬
‫ردوا عليه بما أخبر تعالى عنهم في قوله } قالوا غنما أنت من المسحرين { أي الذين سروا وبولغ في سحرهم‬
‫حتى غلب على عقولهم فهم ل يعرفون ما يقولون } ما أنت إل بشر مثلنا { تأكل الطعام وتشرب الشراب فل‬
‫أنت رب ول ملك فنخضع لك ونطيعك } فأت بآية { علمة قوية ودللة صادقة تدل على أنك رسول ال حقا‬
‫وأنت من الرسل الصادقين‪ ،‬فأجابهم صالح بما أخبر تعالى به عند في قوله‪ } :‬قال هذه ناقة { أي عظيمة الخلقة‬
‫سأل ربه آية فأعطاه هذه الناقة فما زال قائما‪ N‬يصلي ويدعو وهم يشاهدون حتى أنفلق الجبل وخرجت منه هذه‬
‫الناقة الية العظيمة فقال } هذه ناقة لها شرب { أي حظ ونصيب من ماء البلد تشربه وحدها ل يرد معها أحد‬
‫ولكم أنتم شرب يوم معلوم لكم تردونه وحدكم‪ } .‬ول تمسها بسوء { وحذرهم أن يمسوها بسوء ل بضرب ول‬
‫بقتل ول بمنع من شرب‪ ،‬فإنه يأخذكم عذاب يوم عظيم قال تعالى } فعقروها { أي فكذبوه وعصوه وعقروها‬
‫بأن ضربوها في يديها ورجلها فبركت وقتلوها‪ .‬فلما عقروها قال لهم صالح‬
‫{‬ ‫} تمتعوا ي داركم ثلثة أيام ذلك وعد غير مكذوب‬
‫فأصبحوا بذلك نادمين ففي صبيحة اليوم الثالث أخذتهم الصيحة مع شروق الشمس فاهلكوا أجمعين ونجى ال‬
‫تعالى صالحا‪ N‬ومن معه من المؤمنين } إن في ذلك لية { أي علمة كبرى على قدرة ال تعالى وعلمه وأنه‬
‫واجب اللوهية } وما كان أكثرهم مؤمنين { مع وضوح الدلة لنه لم يسبق لهم إيمان في قضاء ال وق‪l j‬در‪p‬ه‬
‫} وإن ربك { أيها الرسول لهو وحده العزيز الغالب الذي ل يغالب الرحيم بأوليائه وصالحي عباده‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير أن السحر من عمل الناس وأنه معلوم لهم معمول به منذ القدم‪.‬‬

‫‪ -2‬سنة الناس في المطالبة باليات عند دعوتهم إلى الدين الحق‪.‬‬


‫‪ -3‬وجود اليات ل يستلزم بالضرورة إيمان المطالبين بل أكثرهم ل يؤمنون‪.‬‬

‫‪ -4‬الندم من التوبة ولكن ل ينفع ندم ول توبة عند معاينة العذاب أو أماراته‪.‬‬

‫ط أل تتقون { * } إن‪R‬ي لكم‪ %‬رسول‪ Z‬أمين‬


‫} كذبت قو‪%‬م لوط@ ٱلمر‪%‬سلين { * } إذ قال لهم‪ %‬أخوهم‪ %‬لو ‪U‬‬
‫جر@ إن‪ %‬أج‪%‬ري إل على رب‪ #‬ٱلعالمين {‬
‫{ * } فٱتقوا ٱلله وأطيعون { * } ومآ أس‪%‬ألكم‪ %‬علي‪%‬ه من‪ %‬أ ‪%‬‬
‫* } أتأتون ٱلذكران من ٱلعالمين { * } وتذرون ما خلق لكم‪ %‬رب‪O‬كم‪ %‬م‪#‬ن‪ %‬أز‪%‬واجكم‪ %‬بل أنتم‪ %‬قو‪%‬م‬
‫عادون {‬

‫شرح الكلمات‬

‫} قوم لوط { ‪ :‬هم سكان مدن سدوم وعمورية وقرى أخرى ولوط هو نبي ال لوط بن هاران ابن أخى‬
‫إبراهيم‪.‬‬

‫} أخوهم لوط { ‪ :‬هذه أخوة بلد وسكنى ل أخوة نسب ول دين‪.‬‬

‫} إني لكم رسول أمين { ‪ :‬أي إني مرسل إليكم ل إلى غيركم أمين في إبلغكم رسالتي فل أنقص ول أزيد‪.‬‬

‫} فاتقوا ال { ‪ :‬بال‪p‬يمان به وعبادته وحده وترك معاصيه‪.‬‬

‫} وما أسألكم عليه { ‪ :‬أي على البلغ من أجرة مقابل إرشادكم وتعليمكم‪.‬‬

‫} أتأتون الذكران من العالمين { ‪ :‬أي أتأتون الفاحشة من الرجال وتتركون النساء‪.‬‬

‫} بل أنتم قوم عادون { ‪ :‬أي معتدون ظالمون متجاوزون الحد في ال‪p‬سراف في الشر‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذه بداية قصص لوط مع قومه أصحاب المؤتفكات قال تعالى } كذبت قوم لوط المرسلين { أي كذبوا لوطا‬
‫الرسول وتكذيبه يعتبر تكذيبا‪ N‬لكافة الرسل لن دعوة ال واحدة كذبوه لما دعاهم إلى عبادة ال تعالى وحده‬
‫وترك الفواحش والظلم الشر والفساد إذ قال لهم أخوه لوط هذه أخوة الوطن ل غير إذ لوط بابلي الموطن ودينه‬
‫ال‪p‬سلم وأبوه هاران أخو إبراهيم عليه السلم‪ ،‬وإنما لما أرسل لوط إلى أهل هذه البلد وسكن معهم قيل لهم‬
‫أخوهم بحكم المعاشرة والمواطنة الحاصلة } أل تتقون { يأمرهم بتقوى ال ويحضهم عليها لنهم قائمون على‬
‫عظائم الذنوب فخاف عليهم الهلك فدعاه إلى أسباب النجاة وهي تقوى ال بطاعته وترك معاصيه‪ .‬وقال لهم }‬
‫إني لكم رسول أمين { فل تشكوا في رسالتي وأطيعون‪ ،‬وإني غير سائلكم أجرا‪ N‬على تبلغي رسالتي إليكم إن‬
‫أجري آخذه من رب العالمين الذي حملني هذه الرسالة وأمرني بإبلغكم إياها وهنا أنكر عليه أعظم منكر فقال‬
‫موبخا‪ N‬مقرعا‪ } N‬أتأتون الذكران من العالمين { فترتكبون الفاحشة معهم } وتذرون { أي تتركون ما خلق ال لكم‬
‫من أزواجكم } بل أنتم قوم عادون { أي متجاوزون الحدود التي رسمها الشرع والعقل والدمية‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬جواز إطلق أخوة الوطن دون الدين والنسب‪.‬‬

‫‪ -2‬المانة من مستلزمات الرسالة‪ ،‬إذ كل رسول يقول } إني لكم رسول أمين {‪.‬‬

‫‪ -3‬سبيل نجاة الفرد والجماعة في تقوى ال تعالى وطاعة الرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -4‬وجوب إنكار المنكر وتقبيحه على فاعله لعله يرعوي‪.‬‬

‫‪ -5‬أكبر فاحشة وقعت في الرض هي فاحشة اللواط‪ .‬والعياذ بال تعالى‪.‬‬

‫} قالوا لئن لم‪ %‬تنته يلوط لتكونن من ٱلمخرجين { * } قال إن‪R‬ي لعملكم‪ %‬م‪#‬ن ٱلقالين { * } رب‬
‫نجني وأه‪%‬لي مما يع‪%‬ملون { * } فنجي‪%‬ناه وأه‪%‬له أج‪%‬معين { * } إل عجوز‪S‬ا في ٱلغابرين { *‬
‫} ثم دمر‪%‬نا ٱلخرين { * } وأم‪%‬طر‪%‬نا علي‪%‬هم مطر‪S‬ا فسآء مطر ٱلمنذرين { * } إن في ذلك لية‬
‫وما كان أكثرهم م‪O‬ؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز ٱلرحيم {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} لئن لم تنته { ‪ :‬أي عن إنكارك علينا ما نأتيه من الفاحشة‪.‬‬

‫} من المخرجين { ‪ :‬أي من بلدنا وطردك من ديارنا‪.‬‬


‫} لعملكم من القالين { ‪ :‬أي المبغضين له البغض الشديد‪.‬‬

‫} رب نجني وأهلي مما يعملون { ‪ :‬اي من عقوبة وعذاب ما يعملونه من الفواحش‪.‬‬

‫} فنجيناه وأهله { ‪ :‬أي نجينا لوطا‪ N‬الذي دعانا وأهله وهم امرأته المؤمنة وابنتاه‪.‬‬

‫} إل عجوزا‪ N‬في الغابرين { ‪ :‬أي فإنا لم ننجها إذ حكمنا بإهلكها مع الظالمين فرتكناها معهم حتى ه‪l‬ل‪j‬ك‪j‬ت‪ w‬بينهم‬
‫لنها كانت كافرة وراضية بعمل القوم‪.‬‬

‫} وأمطرنا عليهم مطرا‪ : { N‬أي أنزل عليهم حجارة من السماء فأمطروا بها بعد قلب البلد عاليها سافلها‪.‬‬

‫} فساء مطر المنذرين { ‪ :‬أي فقبح مطر المنذرين ولم يمتثلوا فما كفوا عن الشر الفساد‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق فيما دار بين نبي ال لوط وقومه المجرمين فإنه لما ذكرهم ووعظهم وأمرهم ونهاهم وسمعوا‬
‫ذلك كله منه أجابوا بما أخبر تعالى به عنهم } قالوا لئن لم تنته يا لوط { أي عن إنكارك علينا ما نأتيه من‬
‫الفاحشة } لتكونن من المخرجين { أي نخرجك من بلدنا ونطردك من بيننا ول تبقى ساعة واحدة عندنا إنتبه يا‬
‫رجل‪ ..‬فأجابهم لوط الرسول عليه السلم بقوله } إن يلعملكم من القالين { أي إني لعملكم الفاحشة من‬
‫المبغضين أشد البغض‪ ،‬ثم التفت إلى ربه داعيا‪ N‬ضارعا‪ N‬فقال } رب نجني وأهلي مما يعلمون { وهذا بعد أن‬
‫أقام يدعوهم ويتحمل سنين عديدة فلم يجد بدا‪ N‬من الفزع إلى ربه ليخلصه منهم فقال } ربي نجني وأهلي { من‬
‫عقوبة وعذاب ما يعملونه من إتيان الفاحشة من العالمين قال تعالى } فنجيناه وأهله { وهم امرأته المسلمة‬
‫وابنتاه المسلمتان طبعا‪ N‬إل عجوزا‪ N‬وهي امرأته الكفارة المتواطئة مع الظلمة الراضية بالفعلة الشنعاء كانت في‬
‫جملة الغابرين أي المتروكين بعد خروج لوط من البلد لتهلك مع الهالكين قال تعالى } ثم دمرنا الخرين { أي‬
‫بعد أن نجينا لوطا‪ N‬وأهله أجمعين باستثناء العجوز الكافرة دمرنا أي أهلكنا الخرين } وأمطرنا عليهم مطرا‬
‫فساء مطر المنذرين { إنه بعد قلب البلد سافلها على عاليها أمطر عليهم مطر حجارة من السماء لتصيب من‬
‫كان خارج المدن المأفوكة المقلوبة‪.‬‬

‫قوله تعالى } إن في ذلك لية { أي في هذا الذي ذكرنا من إهلك المكذبين والمسرفين الظالمين آية وعلمة‬
‫كبرى لمن يسمع ويرى } وما كان أكثرهم مؤمنين { لما سبق في علم ال تعالى أنهم ل يؤمنون فسبحان ال‬
‫العظيم‪ .‬وقوله } وإن ربك لهو العزيز الرحيم { وإن ربك يا رسولنا هو ل غيره العزيز الغالب القاهر لكل‬
‫الظلمة والمسرفين الرحيم بأولياءئه وعباده المؤمنين‪.‬‬
‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬التهديد بالنفي سنة بشرية قديمة‪.‬‬

‫‪ -2‬وجوب بغض الشر والفساد في أي صورة من صورهما‪.‬‬

‫‪ -3‬استابة دعوة المظلوم ل سيما إن كان من الصالحين‪.‬‬

‫‪ -4‬توقع العذاب إذا انتشر الشر وعظم الظلم والفساد‪.‬‬

‫‪ -5‬اليات مهما كانت عظيمة ل تستلزم اليمان والطاعة‪.‬‬

‫‪ -6‬من لم يسبق له ال‪p‬يمان ل يؤمن ولو جلب عليه كل آية‪.‬‬

‫‪ -7‬مظاهر قدرة ال وعلمه ورحمته‪.‬‬

‫} كذب أص‪%‬حاب ٱلي‪%‬كة ٱلمر‪%‬سلين { * } إذ قال لهم‪ %‬شعي‪%‬ب‪ V‬أل تتقون { * } إن‪R‬ي لكم‪ %‬رسول‪ Z‬أمين‬
‫جر@ إن‪ %‬أج‪%‬ري إل على رب‪ #‬ٱلعالمين {‬
‫{ * } فٱتقوا ٱلله وأطيعون { * } ومآ أس‪%‬ألكم‪ %‬علي‪%‬ه من‪ %‬أ ‪%‬‬
‫* } أو‪%‬فوا ٱلكي‪%‬ل ول تكونوا من ٱلمخسرين { * } وزنوا بٱلقس‪%‬طاس ٱلمس‪%‬تقيم { * } ول‬
‫تب‪%‬خسوا ٱلناس أشيآءهم‪ %‬ول تع‪%‬ثو‪%‬ا في ٱلر‪%‬ض مفسدين { * } وٱتقوا ٱلذي خلقكم‪ %‬وٱلجبلة‬
‫ٱلولين {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} أصحاب اليكة { ‪ :‬أي الغيضة وهي الشجرة الملتف‪.‬‬

‫} إذ قال لهم شعيب { ‪ :‬النبي المرسل شعيب عليه السلم‪.‬‬

‫} أوفوا الكيل { ‪ :‬أي أتموه‪.‬‬


‫} ول تكونوا من المخسرين { ‪ :‬الذين ينقصون الكيل والوزن‪.‬‬

‫} بالقسطاس المستقيم { ‪ :‬أي الميزان السوي المعتدل‪.‬‬

‫} ول تبخسوا الناس أشياءهم { ‪ :‬أي ل تنقصوهم من حقوقهم شيئا‪.N‬‬

‫} ول تعثوا في الرض مفسدين { ‪ :‬أي بالقتل والسلب والنهب‪.‬‬

‫} والجبلة الولين { ‪ :‬أي والخليقة أي الناس من قبلكم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫هذه بداية قصص شعيب عليه السلم مع أصحاب اليكة واليكة الشجرة الملتف كشجر الدوم وهذه الغيضة‬
‫قريبة من مدينة وشعي بأرسل لهما معا‪ N‬وفي سورة هود‬
‫{‬ ‫} وإلى مدين أخاهم شعيبا‪S‬‬
‫لنه منهم ومن مدينتهم فقيل له أخوهم‪ ،‬وأما أصحاب اليكة جماعة من بادية مدين كانت لهم أيكة من الشجرة‬
‫يعبدونها تحت أي عنوان كعبدة الشجار والحجار في كل زمان ومكان‪ ،‬فبعث ال تعالى إليهم شعيبا‪ N‬فدعاهم‬
‫إلى عبادة ال وحده وترك عبادة ما سواه فكذبوه وهو قوله تعالى } كذب أصحاب اليكة المرسلين إذ قال لهم‬
‫شعيب أل تتقون { أي اتقوا ال وخافوا عقابه } إني لكم رسول أمين { فاتقوا ال بعبادته وترك عبادة ما واسه‬
‫وأطيعون أهدكم الى ما فيه كمالكم وسعادتكم } وما أسألكم عليه { أي على بلغ رسالة ربي إليكم أجرا‪ N‬أي‬
‫جزاء وأجرة } إن أجري { أي ما أجري إل على ربي العالمين‪ :‬وأمرهم بترك أشهر معصية كانت شائعة بينهم‬
‫وهي تطفيف الكيل والوزن فقال لهم } أوفوا الكيل { أي أتموها ول تنقصوها } ول تكونوا من المخسرين { أي‬
‫الذين ينقصون الكيل والوزن } وزنوا { أي إذا وزنتم } بالقسطاس المستقيم { أي بالميزان العادل‪ } ،‬ول‬
‫تبخسوا الناس أشاءهم { أي ل تنقصوهم من حقوقهم شيئا‪ N‬فما يساوي دينارا‪ N‬ل تعطوا فيه نصف دينار وما‬
‫يساوي عشرة ل تأخذوه بخمسة مثل‪ N‬ومن أجرته اليومية عشرون ل تعطوه عشرة مثل‪ } ،N‬ول تعثوا في‬
‫الرض مفسدين { أي ول تفسدوا في البلد بأي نوع من الفساد كالقتل والسلب ومنع الحقوق وارتكاب‬
‫المعاصي والذنوب } واتقوا الذي خلقكم { أي ال فخافوا عقابه } والجبلة الولين { أي وخلق الخليقة من قبلكم‬
‫اتقوه بترك الشرك والمعاصي تنجوا من عذابه‪ ،‬وتظفروا برضاه وإنعامه‪.‬‬

‫هداية اليات‬
‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬المر بالتقوى فريضة كل داع إلى ال تعالى وسنة الدعاة والهداة إذ طاعة ال واجبة‪.‬‬

‫‪ -2‬ل يصح لداع إلى ال أن يطلب أجره ممن يدعوهم فإن ذلك ينفرهم‪.‬‬

‫‪ -3‬وجوب توفية الكيل والوزن وحرمة التطفيف فيهما‪.‬‬

‫‪ -4‬حرمة بخس الناس حقوقهم ونقصها بأي حال من الحوال‪.‬‬

‫‪ -5‬حرمة الفساد في الرض بارتكاب المعاصي وغشيان الذنوب‪.‬‬


‫} قالو*ا إنمآ أنت من ٱلمسحرين { * } ومآ أنت إل بشر‪ V‬م‪#‬ثلنا وإن نظنك لمن ٱلكاذبين { *‬
‫} فأس‪%‬قط علي‪%‬نا كسفا‪ S‬م‪#‬ن ٱلسمآء إن كنت من ٱلصادقين { * } قال رب‪#‬ي* أع‪%‬لم بما تع‪%‬ملون { * }‬
‫فكذبوه فأخذهم‪ %‬عذاب يو‪%‬م ٱلظلة إنه كان عذاب يو‪%‬م@ عظيم@ { * } إن في ذلك لية‪ S‬وما كان‬
‫أكثرهم م‪O‬ؤمنين { * } وإن ربك لهو ٱلعزيز ٱلرحيم {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} إنما أنت من المسحرين { ‪ :‬أي ممن يأكلون الطعام ويشربون فلست بملك تطاع‪.‬‬

‫} وإن نظنك لمن الكاذبين { ‪ :‬أي وما نحبسك إل واحدا‪ N‬من الكاذبين‪.‬‬

‫} فأسقط علينا كسفا‪ : { N‬أي قطعا‪ N‬من السماء تهلكنا بها إن كنت من الصادقين فيما تقول‪.‬‬

‫} عذاب يوم الظلة { ‪ :‬أي السحابة التي أظلتهم ثم التهبت عليهم نارا‪.N‬‬

‫} إن في ذلك لية { ‪ :‬أي لعبرة وعلمة عبرة لمن يعتبر وعلمة دالة على صدق الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬
‫ما زال السياق الكريم في قصص عليه السلم مع أصحاب اليكة وأهل مدين إنه لما ذكرهم ووعظهم وأمرهم‬
‫كان جوابهم ما أخبر به تعالى عنهم في قوله } قالوا إنما أنت { أي يا شعيب } من المسحرين { الذي غلب‬
‫السحر على عقولهم فل يدرون ما يفعلون وما ل يقولون كما أنك بشر مثلنا تأكل الطعام وتشرب الشراب فما‬
‫أنت بملك من الملئكة حتى نطيعك‪ } .‬وإن نظنك { أي وما نظنك إل من الكاذبين من الناس } فأسقط علينا‬
‫كسفا‪ { N‬أي قطعا‪ N‬من السماء تهلكنا بها } إن كنت من الصادقين { في دعوى أنك رسول من ال إلينا‪ .‬فأجابهم‬
‫قائل‪ N‬بما ذكر تعالى } قال ربي ألعم بما تعملون { ولزم ذلك أنه سيجازيكم بعملكم قال تعالى } فكذبوه { في‬
‫كل ما جاءهم به واستوجبوا لذلك العذاب } فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم { فقد أنزل ال‬
‫تعالى عليهم حر‪N‬ا شديدا‪ N‬التهب منه الجو‪ b‬أو كاد فلجأ وإلى المنازل والكهوف والسراديب تحت الرض فلم تغن‬
‫عنهم شيئا‪ ،N‬ثم اتفعت في سماء بلدهم سحابة فذهب إليها بعضهم فوجدها روحا‪ N‬وبردا‪ N‬وطيبا‪ N‬فنادى الناس أن‬
‫هلموا فجاءوا فلما اجتمعوا تحتها كلهم انقلبت نارا‪ N‬فأحرقتهم ورجفت بهم من تحتهم فهلكوا عن آخرهم‪.‬‬

‫قال تعالى } إن في ذلك لية { أي علمة لقومك يا محمد على قدرتنا وعلمنا ووجوب عبادتنا وتصديق رسولنا‬
‫ولكن أكثرهم ل يؤمنون لما سبق في علمنا أنهم ل يمؤمنون‪ ،‬وإن ربك يا محمد لهو العزيز أي الغالب على‬
‫أمره الرحيم بمن تاب من عباده‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬هذا آخر سبع قصص ذكرت بإيجاز تسلية للنبي صلى ال عليه وسلم وتهديدا‪ N‬للمشركين المكذبين‪.‬‬

‫‪ -2‬دعوة الرسل واحدة وأسلوبهم يكاد يكون واحدا‪ :N‬المر بتقوى ال وطاعة رسوله‪.‬‬

‫‪ -3‬سنة تعلل الناس بأن الرسول ل ينبغي أن يكون بشر‪N‬ا فلذا هم ل يؤمنون‪.‬‬

‫‪ -4‬المطالبة باليات تكاد تكون سنة مطردة‪ ،‬وقل من يؤمن عليها‪.‬‬

‫‪ -5‬تقرير التوحيد والنبوة والبعث وهي ثمرة كل قصة تقص في هذا القرآن العظيم‪.‬‬

‫} وإنه لتنزيل) رب‪ #‬ٱلعالمين { * } نزل به ٱلر‪O‬وح ٱلمين { * } على قلبك لتكون من‬
‫ٱلمنذرين { * } بلسان@ عربي‪ m‬م‪O‬بين@ { * } وإنه لفي زبر ٱلولين { * } أو لم‪ %‬يكن لهم‪ %‬آية‪ S‬أن‬
‫ي إس‪%‬رائيل { * } ولو‪ %‬نزلناه على بع‪%‬ض ٱلع‪%‬جمين { * } فقرأه علي‪%‬هم ما كانوا‬
‫يع‪%‬لمه علماء بن *‬
‫به مؤمنين { * } كذلك سلكناه في قلوب ٱلمج‪%‬رمين { * } ل يؤمنون به حتى يروا ٱلعذاب‬
‫ٱلليم {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} وإنه لتنزيل رب العالمين { ‪ :‬أي القرآن الكريم تنزيل رب العالمين‪.‬‬

‫} الروح المين { ‪ :‬جبريل عليه السلم أمين على وحي ال تعالى‪.‬‬

‫} وإنه لفي زبر الولين { ‪ :‬أي كتب الولين‪ ،‬واحد الزبر‪ :‬زبرة وكصفحة وصحف‪.‬‬

‫} أولم يكن لهم آية { ‪ :‬أي علمة ودليل‪ N‬علم بني إسرائيل بالعربية‪.‬‬

‫} على بعض العجمين { ‪ :‬العجمي من ل يقدر على التكلم بالعربية‪.‬‬

‫} كذلك سلكناه { ‪ :‬أي التكذيب في قلوب المجرمين من كفار مكة‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫لقد أنكر كفار مكة أن يكون القرآن وحيا‪ N‬أوحاه ال تعالى وبذلك أنكروا أن يكون محمد رسول ال‪ ،‬ومن هنا‬
‫ردوا عليه كل ما جاءهم به من التوحيد وغيره‪ ،‬فإيراد هذا القصص يتلوه محمد صلى ال عليه وسلم وهو ل‬
‫يقرأ ول يكتب دال دللة قطعية على أنه وحى إلهي أوحاه إلى محمد صلى ال عليه وسلم وهو بذلك رسوله‪.‬‬
‫فقوله تعالى } وإنه { أي القرآن الذي كذب به المشركون } تنزيل رب العالمين نزل به الروح المين { جبريل‬
‫عليه السلم } على قلبك { أي الرسول لن القلب هو الذي يتلقى الوحي إذ هو محط ال‪p‬دراك والوعي والحفظ‪،‬‬
‫وقوله } لتكون من المنذرين { هو علة لنزول القرآن عليه وبه كان من الرسل المنذرين‪ .‬وقوله } وإنه لفي زبر‬
‫الولين { أي القرآن مذكور في الكتب ال‪p‬لهية التي سبقته كالتوراة وال‪p‬نجيل‪ .‬وقوله تعالى } أو لم يكن لهم { أي‬
‫لكفار قريش } آية { أي علمة على أن القرآن وحي ال وكتابه وأن محمدا‪ N‬عبد ال ورسوله } أن يعلمه علماء‬
‫بنى إسرائيل { أي علم بني إسرائيل به كعبد ال بن سلم فقد قال وال إني لعلم أن محمدا‪ N‬رسول أكثر مما‬
‫أعلم أن فلنا‪ N‬ولدي‪ ،‬لن ولدي في ال‪p‬مكان أن تكون أمه قد خانتني أما محمد فل يمكن أن يكون غير رسول‬
‫ال وفيهم قال تعالى‬
‫{‬ ‫} يعرفونه كما يعرفون أبناءهم‬
‫ومن عرف محمدا‪ N‬رسول‪ N‬عرف القرآن وحي‪N‬ا إليها‪.N‬‬
‫وقوله تعالى } ولو نزلناه على بعض العجمين { أي وبلسان عربي مبين فكان ذلك آية‪ ،‬وقرأه عليهم‬
‫العجمي‪ ،‬ما كانوا به مؤمنين‪ .‬أي من أجل النفة والحمية إذ يقولون أعجمي وعربي؟ وقوله تعالى‪ } :‬كذلك‬
‫سلكناه { أي التكذيب وعدم ال‪p‬يمان } في قلوب المجرمين { أي كما سلكنا التكذيب في قلوب المجرمين لو قرأ‬
‫القرآن عليهم أعجمي سلكناه أي التكذيب في قلوب المجرمين إن قرأه عليهم محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬والعلة‬
‫في ذلك هي أن ال‪p‬جرام على النفس بارتكاب عظائم الذنوب من شأنه أن يحول بين النفس وقبول الحق لما ران‬
‫عليها من الذنوب وأحاط بها من الخطايا‪ .‬وقوله } ل يؤمنون به { تأكيد لنفي ال‪p‬يمان حتى يروا العذاب الليم‬
‫أي يستمر تكذيبهم بالقرآن والمنزل عليه حتى يروا العذاب الموجع‪ ،‬وحينئذ ل ينفعهم إيمانهم ول هم ينظرون‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير معتقد الوحي ال‪p‬لهي والنبوة المحمدية‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان أن جبريل هو الذي كان ينزل بالوحي القرآني على النبي صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير النبوة المحمدية وأن محمدا‪ N‬من المنذرين‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان أن القرآن مذكور في الكتب السابقة بشهادة علماء أهل الكتاب‪.‬‬

‫‪ -5‬إذا تراكمت آثار الذنوب والجرائم على النفس حجبتها عن التوبة ومنعتها من ال‪p‬يمان‪.‬‬

‫} فيأتيهم بغتة‪ S‬وهم‪ %‬ل يشعرون { * } فيقولوا هل نح‪%‬ن منظرون { * } أفبعذابنا يس‪%‬تع‪%‬جلون {‬
‫* } أفرأي‪%‬ت إن متع‪%‬ناهم‪ %‬سنين { * } ثم جآءهم ما كانوا يوعدون { * } مآ أغنى عنهم‪ %‬ما‬
‫كانوا يمتعون { * } ومآ أه‪%‬لكنا من قر‪%‬ية@ إل لها منذرون { * } ذكرى وما كنا ظالمين { *‬
‫} وما تنزلت به ٱلشياطين { * } وما ينبغي لهم‪ %‬وما يس‪%‬تطيعون { * } إنهم‪ %‬عن ٱلسم‪%‬ع‬
‫لمع‪%‬زولون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} هل نحن منظرون { ‪ :‬أي ممهلون لنؤمن‪ .‬والجواب قطعا‪ :N‬ل ل‪..‬‬


‫} أفرأيت { ‪ :‬أي أخبرني‪.‬‬

‫} إن متعناهم سنين { ‪ :‬أي أبقينا على حياته يأكلون ويشربون وينكحون‪.‬‬

‫} ما كانوا يوعدون { ‪ :‬أي من العذاب‪.‬‬

‫} ما إغنى عنهم { ‪ :‬أي أي شيء أغنى عنهم ذلك التمتع الطويل ل بدفع العذاب ول بتخفيفه‪.‬‬

‫} إل لها منذرون { ‪ :‬أي رسل ينذرون أهلها عاقبة الكفر والشرك‪.‬‬

‫} ذكرى { ‪ :‬أي عظة‪.‬‬

‫} وما تنزلت به الشياطين { ‪ :‬أي ل يتأتى لهم ول يصلح له أن تنزلوا به‪.‬‬

‫} وما يستطيعون { ‪ :‬أي ل يقدرون‪.‬‬

‫} إنهم عن السمع { ‪ :‬أي لكلم الملئكة لمعزولون‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في تقرير النبوة المحمية واثبات الوحي‪ .‬لقد جاء في السياق أن المجرمين ل يؤمنون بهذا‬
‫القرآن حتى يروا العذاب الليم‪ .‬فيأتيهم بغتة أي فجأة وهم ل يشعرون أي ل يعلمون به حتى يفاجئهم‪ .‬فيقولون‬
‫حينئذ‪ } :‬هل نحن منظرون { أي يتمنون أن لو يمهلوا حتى يؤمنوا ويصلحوا ما أفسدوا‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ } :‬أفبعذابنا يستعجلون { عندما قالوا للرسول‬


‫{‬ ‫} لن نؤمن لك حتى تنزل علينا كسفا‪ S‬من السماء‬
‫أي قطعا‪ ،N‬أح‪n‬مق هم أم مجانين يستعجلون عذاب ال الذي إن جاءهم كان فيه حتفهم أجمعين؟ ثم قال لرسوله‪} :‬‬
‫أفرأيت { يا رسولنا } إن متعناهم سنين { بأن أطلنا أعمارهم ووسعنا في أرزقاهم فعاشوا سنين عديدة ثم جاءه‬
‫عذابنا أي أخبرنى هل يغني ذلك التمتع عنهم سيئا‪N‬؟ ما إغنى عنهم ما كانوا يمتعون أي لم ‪n‬يغ‪w‬ن‪ p‬عنهم شيئا‪ N‬ل‬
‫بدفع العذاب ول بتأخيره ول بتخفيه‪.‬‬
‫وقوله تعالى } وما أهلكنا من قرية { كتلك القرى التي مر ذكرها في هذه السورة } إل لها منذرون { أي كان‬
‫لها رسل ينذرون أهلها عقاب ال إن أصروا على الشرك والكفر والشر والفساد‪ .‬وقوله } وذكرى { أي عظة‬
‫لعلهم يتعظون‪ .‬وقوله } وما كنا ظالمين { في إهلك من أهلكنا بعد أن أنذرنا‪.‬‬

‫ونزل ردا‪ N‬على المشركين المجرمين الذين قالوا إن الشياطين يلقون القرآن على لسان محمد كما يأتون للكهان‬
‫بأخبار السماء‪ } .‬وما تنزلت به الشياطين { كما يزعم المكذبون } وما ينبغي لهم { أي للشياطين أي ل يصلح‬
‫لهم ول يتأت‪t‬ى منهم ذلك لنهم معزولون عن السمع‪ ،‬أي سماع كلم الملئكة إذ أرصد ال تعالى شبها‪ N‬حالت‬
‫بينهم وبين السماع من السماء‪ .‬فلذا دعوى المشركين بطالة من أساسها‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان أن المجرمين إذا شاهدوا العهذاب تمنوا التوبة ول يمكنون منها‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان أن ساتعجال عذاب ال حمق ونزغ في الرأي وفساد في العقل‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان أن طول العمر وسعة الرزق ل يغنيان عن صاحبها شيئا‪ N‬من عذاب ال إذا نزل به‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان سنة ال تعالى في أنه ل يهلك أمة إل بعد ال‪p‬نذار والبيان‪.‬‬

‫‪ -5‬إبطال مزاعم المشركين في أن القرآن من جنس ما يقوله الكهان‪ .‬وأن الشياطين تتنزل به‪.‬‬

‫} فل تد‪%‬ع مع ٱلله إلـها‪ S‬آخر فتكون من ٱلمعذبين { * } وأنذر‪ %‬عشيرتك ٱلقربين { *‬


‫يء‪ V‬م‪#‬ما تع‪%‬ملون { *‬
‫} وٱخفض‪ %‬جناحك لمن ٱتبعك من ٱلمؤمنين { * } فإن‪ %‬عصو‪%‬ك فقل إن‪R‬ي بر *‬
‫} وتوكل على ٱلعزيز ٱلرحيم { * } ٱلذي يراك حين تقوم { * } وتقلبك في ٱلساجدين { *‬
‫} إنه هو ٱلسميع ٱلعليم {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬

‫} فل تدع مع ال إلها‪ N‬آخر { ‪ :‬أي ل تعبد مع ال إلها‪ N‬آخر‪ ،‬لن الدعاء هو العبادة‪.‬‬
‫} وأنذر عشيرتك القربين { ‪ :‬وهم بنو هاشم ونبو عبد المطلب‪.‬‬

‫} واخفض جناحك { ‪ :‬أي ألن جانبك‪.‬‬

‫} فإن عصوك { ‪ :‬أي أبوا قبول دعوتك إلى التوحيد‪ ،‬ورفضوا ما تدعوهم إليه‪.‬‬

‫} فقل إني بريء مما تعملون { ‪ :‬أي من عبادة غير ال سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫} الذي يراك حين تقوم { ‪ :‬أي إلى الصلة فتصلي متهجدا‪ N‬بالليل وحدك‪.‬‬

‫} وتقلبك في الساجدين { ‪ :‬أي ويرى تقلبك مع المصلين راكعا‪ N‬ساجدا‪ N‬قائما‪.N‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫ما زال السياق الكريم في طلب هداية قريش قوم محمد صلى ال عليه وسلم فقوله تعالى } فل تدع مع ال إلها‬
‫آخر فتكون من المعذبين { فيه إيحاء وإشارة واضحة بأنه تعريض بالمشركين الذين يدعون آلهة أصناما‪ N‬وهي‬
‫دعوة توقظهم من نومتهم إنه إذا كان رسول ال ينهى عن عبادة غي رال وإل يعذب مع المعذبين فغيره من‬
‫باب أولى ‪j‬فك‪j‬أن الكلم جرى على حد إياك أعني واسمعي يا جارة!! وقوله تعالى } وأنذر عشيرتك القربين {‬
‫أمر من ال لرسوله أن يخص أول‪ N‬بإنذاره قرابته لنهم أولى بطلب النجاة لهم من العذاب‪ ،‬وقد امتثل الرسول‬
‫أمر ربه فقد ورد في الصحاح عن أبي هريرة رضى ال عنه أنه صلى ال عليه وسلم لما أنزل عليه } وأنذر‬
‫عشيرتك القربين { قال " يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من ال )يعني بال‪p‬يمان والعمل الصالح بعد التخلي‬
‫عن الشرك والمعاصي( فإ‪p‬ني ل أغني من ال شيئا‪ ،N‬يا بني عبد المطلب ل أغني عنكم من ال اي من عذابه‬
‫شيئا‪ ،N‬يا عباس بن عبد المطلب‪ ،‬ل أغني عنك من ال شيئا‪ ،N‬يا صفية عمة رسول ال ل إني عنك من ال شيئا‪،N‬‬
‫يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت ل إني عنك من ال شيئا‪." N‬‬

‫وقوله تعالى } واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين { أمره أن يلين جانبه للمؤمنين وأن يعطف عليهم‬
‫وي‪n‬طايبهم ليرسخ ال‪p‬يمان في قلوبهم ويسلموا من غائلة الردة فيما لو عوملوا بالقسوة والشدة وهم في بداءة‬
‫الطريق الى ال تعالى وقوله تعالى } فإن عصوك { أي من أمرت بدعوتهم إلى توحيد ال وعبادته وخلع النداد‬
‫ض بذلك منكم ول‬
‫والتخلي عن عبادتها } فقل إني برىء مما تعملون { أي من عبادة غير ال تعالى وغير را ‪o‬‬
‫موافق عليه لنه شرك حرام وابطل مذموم‪ .‬وقوله تعالى } وتوكل على العزيز { أي الغالب القاهر الذي ل‬
‫يمانع في شيء يريده الرحيم بالمؤمنين من عباده‪ ،‬والمر بالتوكل هنا ضروري لنه أمره بالبراءة من الشرك‬
‫المشركين وهي حال تقتضي عداوته والكيد له بل ومحاربته ومن هنا وجب التوكل على ال والعتماد عليه‪،‬‬
‫وإل فل طاقة له بحرب قوم وهو فرد واحد وقوله } الذي يراك حين تقوم { أي في صلتك وحدك } وتقلبك في‬
‫الساجدين { أي ويرى تقلبك قائما‪ N‬وراكعا‪ N‬وساجدا‪ N‬مع المصلين من المؤمنين‪.‬‬

‫بمعنى أنه معك يسمع ويرى فتوكل عليه ول تخف غيره وامض في دعوتك ومفاصلتك للمشركين‪ .‬وقوله } إنه‬
‫هو السميع العليم { تقرير لتلك المعية الخاصة إذ السميع لكل صوت والعيم بكل حركة وسكون يحق للعبد‬
‫التوكل عليه وتفويض المر إليه‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير التوحيد‪ ،‬وحرمة دعاء غير ال تعالى من سائر مخلوقاته لنه الشرك الحرام‪.‬‬

‫‪ -2‬من مات يدعو غير ال فهو معذب ل محالة مع المعذبين‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير قاعدة البدء بالقارب في كل شيء لنهم ألصق بقريبهم من غيرهم‪.‬‬

‫‪ -4‬مشروعية لين الجانب والتواضع للمؤمنين ل سيما الحديثو عهد بال‪p‬سلم‪.‬‬

‫‪ -5‬وجوب البراءة من الشرك وأهله‪.‬‬

‫‪ -6‬وجوب التوكل على ال والقيام بما أوجبه ال تعالى‪.‬‬

‫‪ -7‬فضل قيام الليل وصلة الجماعة لما يحصل للعبد من معية ال تعالى‪.‬‬

‫} هل أ)نب‪#‬ئ)كم‪ %‬على من تنزل) ٱلشياطين { * } تنز )ل على ك ‪R‬ل أفاك@ أثيم@ { * } يلقون ٱلسم‪%‬ع‬
‫وأكثرهم‪ %‬كاذبون { * } وٱلشعرآء يتبعهم ٱلغاوون { * } ألم‪ %‬تر أنهم‪ %‬في كل‪ R‬واد@ يهيمون { *‬
‫} وأنهم‪ %‬يقولون ما ل يفعلون { * } إل ٱلذين آمنوا وعملوا ٱلصالحات وذكروا ٱلله كثيرا‬
‫وٱنتصروا من بع‪%‬د ما ظلموا وسيع‪%‬لم‪ %‬ٱلذين ظلمو*ا أي منقلب@ ينقلبون {‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫} أنبئكم { ‪ :‬أي أخبركم‪.‬‬

‫} أفاك أثيم { ‪ :‬أي كذاب يقلب الكذب فيكون إفكا‪ N‬أثيم غارق في الثام‪.‬‬

‫} يلقون السمع { ‪ :‬أي يلقون أسماعه ويصغون أشد ال‪p‬صغاء للشياطين فيتلقون منهم مما أكثره كذب وباطل‪.‬‬

‫} الغاوون { ‪ :‬جمع غاو‪ :o‬الضال عن الهدى الفاسد القلب والنية‪.‬‬

‫} في كل واد { ‪:‬أي من أودية الكلم وفنونه‪.‬‬

‫} يهيمون { ‪ :‬أي يمضون في كل شعب وواد من الكل ممدحا‪ N‬أو ذما كان صدقا‪ N‬أو كذبا‪.N‬‬

‫} يقولون مال يفعلون { ‪ :‬أي يقولون فعلنا وهم لم يفعلوا‪.‬‬

‫} وانتصروا من بعدما ظلموا { ‪ :‬أي قالوا الشعر انتصارا‪ N‬للحق بأن ردوا على من هجا المسلمين‪.‬‬

‫} أي منقلب ينقلبون { ‪ :‬أي مرجع يرجعون بعد الموت وهو دار جهنم‪.‬‬

‫معنى اليات‪:‬‬

‫لما ادعى المبطلون من مشركي قريش أن الرسول صلى ال عليه وسلم يتلقى من الشياطين كما تتلقى الكهان‬
‫منهم رد تعالى عليهم بقوله } هل أنبئكم على من تنزل الشياطين؟ { وأجاب عن السؤال قائل‪ } N‬تنزل على كل‬
‫أفاك { كذا يقلب الكذب قلبا‪ N‬فيقول في الظالم عادل‪ ،‬وفي الخبيث طيب‪ ،‬وفي الفاسد صالح‪ } ،‬أثيم { أي كثير‬
‫الثام إذ لم يترك جريمة إل يقارفها ول سيئة إل يجترحها حتى يغرق في ال‪p‬ثم فهذا الذي تتحد معه الشياطين‬
‫وتلقي إليه بما تسمعه من السماء لكونه مثلها في ظلمة النفس وخبث الروح‪ ،‬وأما محمد صلى ال عليه وسلم‬
‫فهو أبعد الناس عن الكذب وال‪p‬ثم فلم يجرب عليه كذب قط ولم يعرف منه ذنب أبدا‪ N‬فكيف السمع وأكثرهم‬
‫كاذبون { أي إن الشياطين قبل أن يحال بينهم وبين استراق السمع بإرصاد الشهب لهم‪ .‬كانوا يلقون أسماعهم‬
‫للحصول على الخبر وأكثرهم كاذبون حيث يخلطون مع الكلمة التي سمعوها مائة كلمة كلها كذب منهم ويلقون‬
‫ذلك الكذب إلى إخوانهم في الكفر والخبث من كهنة الناس‪.‬‬

‫وقوله تعالى } والشعراء يتبعهم الغاوون { أي أهل الغواية والضلل هم الذين يتبعون الشعراء فيروون لهم‬
‫وينقلون عنهم‪ :‬ويصدقونهم فيما يقولون‪ .‬والدليل على ذلك } أنهم { أي الشعراء } في كل واد { من أودية‬
‫الكلم وفنونه } يهيمون { على وجوههم ماضين في قولهم فيمدحون ويذمون‪ ،‬يهجون‪ ،‬ويفخرون‪ ،‬ويدعون أنهم‬
‫فعلوا كذا وكذا وما فعلوا فهل محمد صلى ال عليه وسلم الذي اتهمتموه بأنه شاعر وما يقوله من جنس الشعر‬
‫أتباعه غاوون انظروا إليهم واسألوا عنهم فإنهم أهدى الناس وأبرهم فعل‪ N‬وأصدقهم حديثا‪ N‬وأبعدهم عن الريبة‪،‬‬
‫فلو كان محمد شاعرا‪ N‬لكان أتباعه الغوين فبذا بطلت الدعوى من أساسها‪.‬‬

‫وقوله } إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا ال كثيرا‪ N‬وانتصروا من بعدما ظلموا { إنه لما ذم الشعراء‪،‬‬
‫استثنى منهم أمثال‪ :‬عبد ال بن رواحة وحسان بن ثابت ممن آمنوا وعملوا الصالحات وانتصروا يردون هجاء‬
‫المشركين لرسول ال صلى ال عليه وسلم وينافحون عن ال‪p‬سلم وأهله بشعرهم الصادق النقي الطاهر الوفي‪.‬‬

‫وقوله تعالى } وسيعلم الذين ظلموا { رسول ال باتهامه بالكهانة مرة وبالشعر مرة أخرى وظلموا الوحي‬
‫ال‪p‬لهي بوصفه بما هو بعيد عنه من الكهانة والشعر } أي منقلب ينقلبون { أي أي مرجع يرجعون إليه‪ ،‬إنه‬
‫النار وبئس القرار‪.‬‬

‫هداية اليات‬

‫من هداية اليات‪:‬‬

‫‪ -1‬إبطال فرية المشركين من أن القرآن من جنس ما يقوله الكهان‪.‬‬

‫‪ -2‬إبطال أن الرسول صلى ال عليه وسلم كاهن وشاعر‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان أن الشياطين تتحد مع ذوي الرواح الخبيثة بال‪p‬فك والثام‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان أن الشعراء المبطلين أتباعهم في كل زمان ومكان الغاوون الضالون‪.‬‬

‫‪ -5‬جواز وظم الشعر وقوله في تقرير علم أو تسجيل حكمة‪ ،‬أو انتصار لل‪p‬سلم والمسلمين‪.‬‬

‫‪ -6‬التحذير من عاقبة الظلم فإنها وخيمة‪.‬‬

You might also like