التحكيم كوسيلة لحل المنازعات في العقود الإدارية الدولية - دراسة مقارنة .

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫التحكيم كوسيلة لحل املنازعات في العقود اإلدارية الدولية‪ -‬دراسة مقارنة‪.

‬‬

‫مريني فاطمة الزهرة‪.‬‬


‫أستاذة مساعدة قسم أ‬
‫بودواو جامعة بومرداس ‪،‬الجزائر‪.‬‬
‫ ‬
‫امللخص‪:‬‬
‫يعد موضوع اللجوء للتحكيم كوسيلة لحل املنازعات في العقود اإلدارية الدولية‪ ،‬من املوضوعات الحديثة و التي بدأت‬
‫مختلف التشريعات توليها إهتماما كبيرا‪ ،‬فلم يعد التحكيم يقتصرعلى املنازعات الناتجة عن العقود املدنية و العقود التجارية‬
‫الدولية‪ ،‬بل إتسع مجاله ليشمل املنازعات اإلدارية و التي تكون الدولة أو أحد أشخاص القانون العام طرفا فيها بوصفها سلطة‬
‫عامة‪ .‬ولقد إختلف التشريع و القضاء حول إمكانية حل املنازعات اإلدارية الدولية عن طريق التحكيم‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬التحكيم‪ ،‬الطرق البديلة‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬التشريع‪ ،‬القضاء‪.‬‬
‫‪Abstract ‬‬
‫‪The topic of refering to arbitration as a mean to solve conflicts in international administrative contracts ,is a‬‬
‫‪modern topic ,wich legislator,judiciary and administrative jurisprudence began to pay attention to it all over the‬‬
‫‪world ,wich arbitration is not confined to civil and international trade conflicts ,but it has expanded to include‬‬
‫‪new areas as the case in adminitrative conflicts which the state or one of the public law people is a party ,as‬‬
‫‪a public authority.Jurist and jurisprudence differed on the possibility of resolving international administrative‬‬
‫‪conflicts throught arbitration .‬‬
‫‪KEYWORDS: arbitration ,alternative methods ,administrative contracts ,legislation,judiciary.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يعد موضوع اللجوء للتحكيم كوسيلة لحل املنازعات في العقود اإلدارية الدولية‪ ،‬من املوضوعات الحديثة و التي بدأت‬
‫مختلف التشريعات توليها اهتماما كبيرا‪ ،‬فلم يعد التحكيم يقتصر على املنازعات الناتجة عن العالقات التجارية الدولية‪ ،‬بل‬
‫اتسع مجاله ليشمل املنازعات اإلدارية التي تكون الدولة أو أحد أشخاص القانون العام طرفا فيها‪.‬‬
‫فهناك من يرى أن لجوء اإلدارة إلى التحكيم في العقود اإلدارية يتعارض مع مبدأ سيادة الدولة و يعد اعتداءا على اختصاص‬
‫القضاء اإلداري و يتعارض مع املبادئ التي يقوم عليها العقد اإلداري حيث يكمن الهدف األسا�سي من إبرام اإلدارة لهذه العقود‬
‫تحقيق الصالح العام‪ ،‬لذلك خصت هذه العقود بقواعد قانونية قائمة مختلفة عن القواعد التي تحكم العقود الخاصة‪.‬‬
‫لكن تبين في السنوات األخيرة أهمية التحكيم كوسيلة لحل املنازعات التي تكون الدولة طرفا فيها‪ ،‬ويرجع ذلك لزيادة تدخل‬

‫‪418‬‬
‫الدولة في املجال االقتصادي و إبرامها لكثير من العقود مع األشخاص الطبيعية أو املعنوية الخاصة من رعايا الدول األخرى ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى عدم تقبل الدولة فكرة خضوعها لقضاء دولة أخرى لحسم املنازعات الناشئة عن العقود التي تبرمها‪ ،‬و بالتالي‬
‫أصبح التحكيم هو الوسيلة املثلى للفصل في منازعات العقود اإلدارية الدولية‪ ،‬فما هي مبررات اللجوء إلى التحكيم في العقود‬
‫اإلدارية الدولية و ماهو موقف التشريعات املختلفة والقضاء منه؟‬
‫لإلجابة على هذه اإلشكالية قسمنا ورقة بحثنا إلى مبحثين كل مبحث إلى مطلبين‪ ،‬حيث خصصنا املبحث األول إلى مفهوم‬
‫التحكيم في العقود اإلدارية الدولية و خصصنا املطلب األول إلى مفهوم التحكيم و املطلب الثاني مبررات التحكيم في العقود‬
‫اإلدارية الدولية‪ ،‬أما املبحث الثاني موقف التشريعات و القضاء من التحكيم في العقود اإلدارية الدولية‪ ،‬املطلب األول موقف‬
‫بعض التشريعات من التحكيم في العقود اإلدارية الدولية و املطلب الثاني موقف القضاء من التحكيم في العقود اإلدارية‬
‫الدولية‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم التحكيم في العقود اإلدارية الدولية‪.‬‬
‫لقد أصبح التحكيم يلعب دورا هاما كوسيلة لحل املنازعات الناتجة عن العقود اإلدارية الدولية‪ ،‬و ذلك يرجع بالدرجة األولى‬
‫لزيادة تدخل الدولة في مجال التنمية االقتصادية و إبرامها لكثير من العقود مع األشخاص الطبيعية أو املعنوية الخاصة من‬
‫رعايا الدول األخرى‪ ،‬باإلضافة إلى صعوبة تقبل الدولة لفكرة خضوعها لقضاء دولة أخرى‪ ،‬بالتالي أصبح التحكيم الحل البديل‬
‫األمثل ‪ ،‬و عليه البد من التطرق ملفهوم التحكيم (املطلب األول)‪ ،‬ثم نتطرق ملبررات التحكيم في العقود اإلدارية الدولية (املطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم التحكيم‪.‬‬
‫التحكيم هو طريق خاص لحل املنازعات قوامه الخروج عن طرق التقا�ضي العادية‪ ،‬و يعتمد أساسا على أن أطراف النزاع هم‬
‫الذين يختارون قضاتهم بدال من االعتماد على القضاء‪ ،‬و هكذا ينشأ التحكيم من إرادة طرفي الخصومة فهذه اإلرادة هي التي‬
‫تحقق التحكيم وهي قوام وجوده و بغيرها ال يتصور وجوده‪ ،‬فالتحكيم وردت فيه عدة تعريفات (الفرع ‪ ،)1‬كما أنه اختلفت‬
‫صوره(الفرع ‪ ،)2‬و اختلف الفقه أيضا في تحديد طبيعته (الفرع ‪.)3‬‬
‫الفرع األول‪:‬تعريف التحكيم‪.‬‬
‫يقصد بالتحكيم في االصطالح القانوني‪ ،‬اتفاق أطراف عالقة قانونية معينة‪ ،‬عقدية أو غير عقدية‪ ،‬على أن يتم الفصل في‬
‫املنازعة التي ثارت بينهم بالفعل‪ ،‬أو التي يحتمل أن تثور عن طريق أشخاص يتم اختيارهم كمحكمين‪ ،‬و يتولى األطراف تحديد‬
‫أشخاص املحكمين أو على األقل يضمنون إتفاقهم على التحكيم بيانا لكيفية اختيار املحكمين‪ ،‬أو أن يعهدوا لهيئة أو مركز من‬
‫‪1‬‬
‫الهيئات أو مراكزالتحكيم الدائمة لتتولى تنظيم عملية التحكيم وفقا للقواعد أو اللوائح الخاصة بهذه الهيئات أو املراكز‬
‫اقترح الفقه عدة تعريفات للتحكيم من بينها (اتفاق أطراف عالقة قانونية معينة عقدية أو غيرعقدية على أن يتم الفصل في‬
‫املنازعة التي ثارت بينهم بالفعل أو التي يحتمل أن تثور عن طريق أشخاص يتم اختيارهم كمحكمين‪ ،‬و يتولى األطراف تحديد‬
‫أشخاص املحكمين أو على األقل يضمنون اتفاقهم على التحكيم بيانا لكيفية اختيار املحكميين‪ ،‬أو أن يعهدوا لهيئة أو مركز‬

‫‪419‬‬
‫‪2‬‬
‫من الهيئات أو مراكزالتحكيم الدائمة لتتولى تنظيم عملية التحكيم وفقا للقواعد أو للوائح الخاصة بهذه الهيئات أو املراكز)‪.‬‬
‫وهناك من عرفه على أنه (تقنية ترمي إلى إعطاء حل ملسألة تكون محل اهتمام عالقات بين شخصين أو أكثر و الذي يتواله‬
‫شخص أو أكثر محكم أو محكمان يستمدون سلطتهم من اتفاق خاص يحكمون على أساسه دون أن تقلدهم الدولة هذه‬
‫‪3‬‬
‫املهمة)‪.‬‬
‫هناك من التشريعات من وضع تعريفا للتحكيم من بينها املشرع التون�سي و ذلك في نص املادة األولى و التي جاء فيها( التحكيم‬
‫هو طريقة خاصة لفصل أصناف النزاعات من قبل هيئة تحكيم يسند إليها األطراف مهمة البت بموجب إتفاقية التحكيم)‪،4‬‬
‫وكذلك املشرع الفرن�سي حيث عرفه على أنه (إجراء خاص لتسوية بعض الخالفات بواسطة محكمة تحكيم يعهد إليها األطراف‬
‫بمهمة القضاء فيها بمقت�ضى اتفاق التحكيم)‪ .‬أما املشرع الجزائري فلم يضع تعريفا التفاق التحكيم بل ميزبين شرط التحكيم‬
‫و مشارطته كوسيلة التفاق االطراف على سلوك طريق التحكيم لتسوية ما ثار أو قد يثور بينهم من نزاع بشأن تنفيذ عقد أو‬
‫‪5‬‬
‫إتفاق ما‪.‬‬
‫عرف املشرع الجزائري شرط التحكيم في نص املادة ‪ 1007‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية املادة ‪ (1007‬االتفاق الذي‬
‫يلتزم بموجبه األطراف في عقد متصل بحقوق متاحة بمفهوم املادة ‪ 1006‬أعاله لعرض النزاعات التي قد تثار بشأن هذا العقد‬
‫على التحكيم)‪ ،6 .‬و عرف إتفاق التحكيم في املادة ‪ 1011‬من نفس القانون والتي جاء فيها( اتفاق التحكيم هو االتفاق الذي يقبل‬
‫األطراف بموجبه عرض نزاع سبق نشؤه على التحكيم)‪ ،7.‬يتضح من نص املادة ‪ 1011‬أن املشرع الجزائري قد وضع تعريفا‬
‫ملشارطة التحكيم‪ ،‬و ليس التفاق التحكيم‪ ،‬وعليه البد من تدخل املشرع الجزائري لتصحيح الوضعية‪ ،‬وذلك باستبدال لفظ‬
‫‪8‬‬
‫اتفاق التحكيم بلفظ مشارطة التحكيم‪ ،‬مع ضرورة وضع تعريف شامل التفاق التحكيم‪.‬‬
‫كما وردت بعض التعريفات للتحكيم في القضاء من بينها ما عرفته محكمة النقض املصرية في قرارصادربتاريخ ‪20/11/1998‬‬
‫طعن رقم ‪ 1430‬و الذي جاء فيه (ماهيته طريق لفض الخصومات‪ ،‬قوامه الخروج عن طريق التقا�ضي العادية‪ ،‬وعدم التقيد‬
‫‪9‬‬
‫بإجراءات املرافعات أمام املحاكم األصول األساسية في التقا�ضي و عدم مخالفة ما نص عليه في باب التحكيم)‪.‬‬
‫أشارت املحكمة الدستورية العليا في مصر إلى تحديد املقصود بالتحكيم بأنه(عرض النزاع املعين بين طرفين على محكم من‬
‫االغيار يعين بإختيارها أو بتفويض منهما في صور شروط يحددانها ليفصل هذا املحكم في ذلك النزاع بقرار يكون نائيا عن شبهة‬
‫املماالة مجردا من التمايل و قاطعا لدابر الخصومة في جوانبها التي أحالت الطرفان إليه بعد أن يدلي كل منهما بوجهة نظره‬
‫‪10‬‬
‫تفصيال من خالل ضمانات التقا�ضي الرئيسية)‪.‬‬
‫يمكن القول بأن التحكيم (تقنية قانونية تهدف إلى إعطاء حل للمسألة أوالنزاع من قبل هيئة محكم أومحكمين تتمتع بسلطة‬
‫الحكم أو القضاء و ذلك ليس تفويضا من دولة و ال من سلطة تشريعية بل تستمد واليتها من إتفاق األطراف على اللجوء إلى‬
‫التحكيم‪ ،‬هؤوالء املحكمين القضاة يمكن أن يكونوا مجرد أشخاص طبيعين أو أشخاص إعتبارية خاصة‪ ،‬هيئة أو مركز دائم‬
‫‪11‬‬
‫للتحكيم يخول حق الفصل في النزاع الذي ينشأ بين الطرفين بعيدا عن اللجوء إلى القضاء العادي وفقا إلتفاق األطراف)‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع التحكيم‪.‬‬

‫‪420‬‬
‫يمكن تقسيم التحكيم من حيث إرادة املحتكمين إلى تحكيم اختياري و تحكيم اجباري‪ ،‬ومن حيث طبيعة العقد و نطاقه إلى‬
‫تحكيم وطني و تحكيم دولي‪ ،‬و من حيث حرية املحكم و سلطاته إلى تحكيم حرو تحكيم مؤس�سي‪.‬‬
‫‪-1‬التحكيم االختياري و التحكيم اإلجباري‪:‬‬
‫األصل في التحكيم أنه اختياري و أن املرجع لحل النزاعات هو القضاء و التحكيم طريق استثنائي ال يلجأ إليه إال بمحض إرادة‬
‫األطراف إال أن هناك حاالت يكون فيها التحكيم إجباري إذ تجبر فيها منشأة و شركات ووزارات العامة و املؤسسات و شركات‬
‫‪12‬‬
‫القطاع العام‪.‬‬
‫‪-2‬التحكيم الوطني و التحكيم الدولي‪:‬‬
‫تتعدد االجتهادات بشأن املعيار املقترح لحسم وتحديد وصف التحكيم إذا ما كان وطني أو محلي‪ ،‬و ما إذا كان أجنبي أو دولي‪،‬‬
‫فهناك عدة معايير من بينها معيار املكان و معيار القانون الواجب التطبيق و معيار طبيعة النزاع‪ ،‬و معيار جنسية األطراف و‬
‫طبيعة النزاع فيكون التحكيم دوليا وفقا لقانون التحكيم املصري إذا كان موضوعه يتعلق بالتجارة الدولية‪ ،‬ويرى املشرع‬
‫‪13‬‬
‫الجزائري بأن التحكيم يكون دوليا إذا كان يخص النزاعات املتعلقة باملصالح االقتصادية لدولتين على األقل‪.‬‬
‫‪-3‬التحكيم الحرو التحكيم املؤس�سي‪:‬‬
‫التحكيم الحر يعطي للخصوم حرية اختيار من يشاء من املحكمين مع تجديد القواعد و اإلجراءات التي يتبعونها‪ ،‬و كذلك‬
‫القانون الواجب التطبيق و مكان التحكيم و هوية املحكم‪ ،‬و هو تحكيم خاص بحالتهم دون غيرهم‪ ،‬أما التحكيم املؤس�سي يكون‬
‫من خالل هيئات أو مؤسسات أو منظمات دولية أو وطنية ‪ ،‬ويطبق بشأنه قواعد و اجراءات محددة مسبقا من قبل االتفاقيات‬
‫‪14‬‬
‫الدولية أو القرارات املنشئة لها‪.‬‬
‫‪-4 ‬التحكيم بالقانون والتحكيم بالصلح‪:‬‬
‫التحكيم بالقانون هو التحكيم الذي يلتزم فيه املحكم بتطبيق القواعد اإلجرائية و املوضوعية للقانون الذي يحكم النزاع‪،‬‬
‫‪ ،‬أما التحكيم بالصلح فهو الذي يعفي املحكم من التقيد بأحكام القانون و يفصل في النزاع وفقا ملبدأ العدالة‪ ،‬وصوال إلى حكم‬
‫يحفظ التوازن بين مصالح املحتكمين‪ ،‬حتى ولو كان في هذا الحكم مخالفة ألحكام القانون الذي يحكم وقائع النزاع و الذي يلتزم‬
‫القا�ضي بتطبيقه فيما لو عرض النزاع عليه إال أنه مقيد في ذلك بااللتزام باملبادئ األساسية في التقا�ضي و أهمها احترام حقوق‬
‫‪15‬‬
‫الدفاع ليتمتع حكمه بقوة إلزامية في مواجهة املحتكمين‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬طبيعة التحكيم‪.‬‬
‫هناك اختالف فقهي حول تحديد الطبيعة القانونية للتحكيم فهناك من يرى بأنه ذو طبيعة تعاقديه فالتحكيم عقد رضائي‬
‫ملزم للجانبين وهومن عقود املعاوضة‪ ،‬ويعتبرحكم التحكيم جزءا ال يتجزأ من اتفاق التحكيم واملحكم يعهد إليه بمهمة تنفيذ‬
‫االتفاق و ال يرقى إلى درجة القضاة‪ ،‬و هناك من يرى بأن التحكيم ذو طبيعة تعاقدية‪ ،‬حيث أنه قضاء إجباري ملزم للخصوم متى‬
‫‪16‬‬
‫اتفقوا عليه‪ ،‬وأن عمل املحكم عمل قضائي و هو ال يعمل بإرادة الخصوم وحدها ‪.‬‬
‫يرى اتجاه ثالث أن التحكيم ذو طبيعة مختلطة يبدأ باتفاق ثم يصير إجراءات ثم ينتهي بقرار هو قرار التحكيم فهو يجمع‬

‫‪421‬‬
‫بين الطابعين القضائي و الرضائي‪ ،17‬إذ أن التحكيم يغير من طبيعته التعاقدية إلى طبيعة قضائية بفضل تدخل قضاء الدولة‬
‫عندما يلجأ إليه األطراف إلعطاء قرار التحكيم القوة التنفيذية‪ ،‬إذ بهذا األمر يتحول التحكيم إلى عمل قضائي وبدءا من أمر‬
‫‪18‬‬
‫التنفيذ يتحول قرارالتحكيم إلى حكم قضائي‪.‬‬
‫وترتب على هذه النظرية نتائج قانونية تختلف عن النتائج التي تترتب على األخذ بالنظريتين السابقتين السيما عند تنفيذ‬
‫قرارات التحكيم إذ تظل هذه القرارات بمثابة عقد أو اتفاق و لو حازت القرارات على القوة التنفيذية أي األمر بالتنفيذ طبقا‬
‫للنظرية التعاقدية البحتة‪ ،‬أوأن هذه القرارات طبقا للنظرية القضائية تعتبرأحكاما قضائية بغض النظرعن عدم شمولها ألمر‬
‫التنفيذ إما طبقا للطبيعة املختلفة أو النظرية املزدوجة‪ ،‬فإن هذه القرارات و إن اعتبرت عقدا أمر التنفيذ إال أنها تصبح بهذا‬
‫‪19‬‬
‫األمربمثابة الحكم القضائي ومن ثم تخضع بالضرورة عند تنفيذها لقواعد تنفيذ األحكام القضائية األجنبية‪.‬‬
‫يرى جانب من الفقه أن التحكيم وسيلة قانونية متميزة لفض املنازعات و نظام مستقل بذاته‪ ،‬وذلك العتبارات عديدة‪ ،‬منها‬
‫أن العقد ليس هو جوهر التحكيم‪ ،‬و ليس إال أداة خاصة تحقق الهدف الذي يسعى إليه الخصوم‪ ،‬و تدعيما لهذه النظرية‬
‫إتجه البعض إلى الربط بين الهدف الذي يسعى إليه الخصوم‪ ،‬وهو السعي إلى العدالة على أسس تختلف عن املفهوم التقليدي‬
‫لها أمام املحاكم‪ ،‬وبين استقالليته على األنظمة األخرى‪ ،‬ويرى عدم تفسير التحكيم في ضوء املبادئ التقليدية ومحاولة ربطه‬
‫‪20‬‬
‫بالعقد أو بالحكم القضائي‪.‬‬
‫استند أنصار نظرية الطبيعة املستقلة لنظام التحكيم على مجموعة من األسانيد من أهمها‪ ،‬االتفاق ليس هو جوهر نظام‬
‫التحكيم بدليل أن القانون قد يستبعد في بعض الحاالت القضاء العام في الدولة‪ ،‬ويفرض على املتنازعين االلتجاء إلى نظام‬
‫التحكيم لحل منازعاتهم التي تدخل أصال في الوالية القضائية املقررة للقضاء العام في الدولة‪ ،‬فيما يعرف بنظام التحكيم‬
‫اإلجباري‪ .‬االختالف بين وظيفة نظام التحكيم ووظيفة نظام القضاء‪.‬عدم خضوع هيئة التحكيم لنظام القا�ضي في الدولة في‬
‫القانون إذا كانت املجتمعات البدائية قد عرفت نظام التحكيم قبل نظام القضاء في الدولة‪ ،‬ونشأ نشأة مستقلة عنه‪ ،‬و استمر‬
‫قائما بعد ظهوره‪ ،‬فإن هذا يقت�ضي تمييزه عن القضاء العام في الدولة‪ ،‬و خضوعه لنظام قانوني خاص يحتفظ له بمرونته‪،‬‬
‫‪21‬‬
‫بعيدا عن نظام القضاء في الدولة بضماناته الشكلية الكثيرة‪ ،‬وقواعده الجامدة‪.‬‬
‫في تقديرنا أن التحكيم له طبيعته الخاصة فهو يجمع في ذاته بين حقيقتين‪ ،‬حقيقة كونه يتبع األسس واإلجراءات القضائية‬
‫املتبعة أمام املحاكم‪ ،‬وحقيقة كونه يقوم على أساس اتفاق منشئه أراء الخصوم ويطبق بشأنه القواعد القانونية الواجبة‬
‫التطبيق‪ ،‬وبالتالي يكون حكم التحكيم ليست له طبيعة تعاقدية ألنه وإن كان قد بدأ بداية إرادية باتفاق الخصوم إال أنه ينتهي‬
‫بحكم قضائي نافذ جبرا على املحتكمين في حين أن العقود ال تنفذ جبرا‪ .‬و مهما كانت طبيعة التحكيم إال أن هناك أسباب و‬
‫مبررات تشجع على اللجوء إلى التحكيم كطريق بديل لحل النزاعات املتعلقة بالعقود اإلدارية الدولية‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬مفهوم العقد اإلداري الدولي و مبررات التحكيم فيه‪.‬‬
‫تعد العقود اإلدارية الدولية من الظواهر القانونية املستحدثة في مجال العالقات التعاقدية الدولية‪ ،‬فبالرغم من حداثة‬
‫مشكلة العقود التي تبرمها الدول مع األشخاص األجانب تاريخيا إال أن الفقه قد إهتم بها اهتماما كبيرا‪ ،‬و خاصة الفقه الغربي‬

‫‪422‬‬
‫على عكس دول العالم الثالث بصفة عامة‪ ،‬و العالم العربي بصفة خاصة‪ ، 22‬و بما أن هذا النوع من العقود له خصوصية تميزه‬
‫عن باقي أنواع العقود األخرى فال بد من اإلملام بمفهوم العقد اإلداري الدولي (الفرع ‪ )1‬و مبررات التحكيم فيه (الفرع ‪.)2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم العقد اإلداري الدولي‪.‬‬
‫العقد اإلداري الدولي هو (العقد الذي تبرمه الدولة بوصفها سلطة عامة‪ ،‬أو يبرمه شخص طبيعي أو معنوي من رعايا دولة‬
‫أخرى‪ ،‬و قد يكون موضوعه مثال استغالل الثروات الطبيعية للدولة‪ ،‬حيث تبرم مع دولة أخرى تعاقدا بهذا الصدد لعدم‬
‫امتالكها تقنية علمية تمكنها من ذلك فهو عقد يجمع بين مقومات العقد اإلداري من كون أحد أطرافه شخصا معنويا عاما‪ ،‬و‬
‫يتعلق بمرفق عام و تظهرفيه إرادة الشخص املعنوي العام في األخذ بأحكام القانون العام من خالل احتواء العقد على شروط‬
‫‪23‬‬
‫استثنائية غيرمعروفة بالنسبة للعقود املدنية و بين الصفة الدولية من حيث اتصال العقد بمصالح التجارة الدولية)‪.‬‬
‫فتعد العقود اإلدارية من أهم العقود التي تبرمها الدولة ألنها تنصب على تنفيذ مشروعات كبرى و مهمة منها استثمارالثروات‬
‫الطبيعية كالنفط و الغازو املعادن و عقود إنشاء املطارات و البنية التحتية و عقود إنشاء و التشغيل و نقل امللكية‪.‬‬
‫ذهب جانب من الفقه إلى حصر الخصائص التي تميز العقود اإلدارية الدولية عن عقود التجارة الدولية‪ ،‬و تتمثل هذه‬
‫الخصائص بكون أن هذه العقود تبرم باسم الدولة‪ ،‬إما عن طريق رئيس الدولة أو رئيس الحكومة من جهة و بين شخص أجنبي‬
‫يتمتع بالشخصية القانونية بناءا على أحكام قانون الدولة التي يتبعها‪ ،‬أن تتعلق هذه العقود باستغالل الثروات الطبيعية‬
‫للدولة‪ ،‬أو تتعلق بامللكية العامة أو بإدارة املرافق العامة للدولة و مشروعات البنية األساسية‪ ،‬تتميز هذه العقود بطول املدة‪،‬‬
‫تخضع هذه العقود لبعض قواعد القانون الخاص و قواعد غير مألوفة في القانون الخاص‪ ،‬يتمتع الطرف األجنبي املتعاقد مع‬
‫الدولة ببعض املزايا‪ ،‬تتميز هذه العقود بفكرة الحماية الديبلوماسية للدولة األجنبية التي يتبعها الطرف املتعاقد مع الدولة‬
‫‪24‬‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫يتنازع تمييزالعقد اإلداري الوطني عن العقد اإلداري الدولي معياريين أولهما قانوني ووفقا له يعد العقد اإلداري دوليا إذا كانت‬
‫العناصرالقانونية للعقد على اتصال بأكثرمن نظام قانوني واحد و يقصد بالعناصرالقانونية جنسية األطراف و مكان إقامتهم‪،‬‬
‫ومكان إبرام و تنفيذ العقد هذا إلى جانب لغة التعاقد و العملة املستخدمة في الوفاء املقابل ألداء االلتزام التعاقدي و من ثم فإن‬
‫‪25‬‬
‫العقد يكتسب الصفة الدولية‪ ،‬متى تطرقت الصفة األجنبية إلى عنصرمؤثرفي العالقة التعاقدية و العكس صحيح‪.‬‬
‫يرى املعيار الثاني و هو املعيار اقتصادي أن العقد يعد عقدا دوليا متى اتصل بمصالح التجارة الدولية‪ ،‬بمعنى وجود رابطة‬
‫تتجاوز االقتصاد الداخلي لدولة معينة‪ ،‬فيترتب عليه انتقال حركة األموال و الخدمات بين الدول‪ ،‬كما يرى بعض الفقه أن‬
‫املعيار االقتصادي ال يتعارض مع املعيار القانوني‪ ،‬حيث أن الرابطة العقدية التي يترتب عليها انتقال األموال أو الخدمات عبر‬
‫‪26‬‬
‫الحدود‪ ،‬و التي تتعلق بمصالح التجارة الداخلية هي رابطة تتصل بأكثرمن نظام قانوني‪.‬‬
‫هناك اختالف فقهي حول تحديد الطبيعة القانونية للعقود اإلدارية الدولية‪ ،‬فهناك اتجاهين‪ ،‬اتجاه يرى بأن هذه العقود هي‬
‫عقود إداريه حيث أن أحد أطراف العقد يكون الدولة أو أحد األشخاص املعنوية العامة‪ ،‬و تتصل هذه العقود بنشاط مرفق‬
‫عام‪ ،‬و تتضمن شروطا استثنائية غير معروفة في عقود القانون الخاص‪ ،‬أما االتجاه الثاني يرى بأن هذه العقود ذات طبيعة‬

‫‪423‬‬
‫خاصة إذ تحتوي على شروط استثنائية غيرمألوفة في العقود اإلدارية ‪ .‬‬
‫‪27‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبررات التحكيم في العقود اإلدارية الدولية‪.‬‬


‫التحكيم كنظام بديل لحل املنازعات‪ ،‬و إن كانت له أهميته الخاصة بالنسبة للعقود اإلدارية الوطنية‪ ،‬إال أن تلك األهمية‬
‫تظهر بصفة أكبر عندما يتعلق األمر بعقد إداري دولي‪ ،‬حيث أن تسوية منازعات هذا العقد عن طريق التحكيم قد يكون شرطا‬
‫يفرضه الطرف األجنبي ال ينعقد العقد بدونه‪ ،‬و قد تقبل الدولة هذا الشرط مكرهة رغبة منها في اإلستحواد على االستثمارات‬
‫األجنبية و على رؤوس األموال األجنبية التي أصبح استقطابها في العصر الحالي يحظى بمنافسة واسعة بين كافة دول العالم‪.‬‬
‫وعليه من أهم أسباب و مبررات االلتجاء إلى التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الدولية مايلي‪:‬‬
‫‪-‬اختيارهيئة التحكيم و انعدام الثقة في املحاكم الوطنية للدول املضيفة‪:‬يعتبراختيارهيئة التحكيم و انعدام الثقة في املحاكم‬
‫الوطنية من بين أهم أسباب تفضيل أطراف النزاع أسلوب التحكيم ألنه بخالف القضاء يمكن من خالله اختيار أشخاص‬
‫محددين لتسوية هذه املنازعات‪ ،‬باإلضافة إلى أن السبب الحقيقي وراء اللجوء إلى التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الدولية‬
‫هو انعدام ثقة املستثمرين األجانب باملحاكم الوطنية ‪.‬‬
‫‪ -‬تمتع الدولة بالحصانة القضائية‪ :‬من أجل إبعاد املخاطراملتولدة عن سيادة الدولة‪ ،‬و املتمثلة في إمكانية إهدارحياد القضاء‬
‫‪28‬‬
‫الوطني أوإعمال الحصانة القضائية‪ ،‬وعليه يفضل الطرف املتعاقد مع الدولة إلى عدم إبرام العقد إال بوجود شرط التحكيم‪.‬‬
‫‪-‬السرعة في اإلجراءات و قلة التكاليف‪ :‬إن أهم ما يميز التحكيم كوسيلة لفض املنازعات هو بساطة و سرعة اإلجراءات‪ ،‬إذ‬
‫أن مرونة إجراءات التحكيم تؤدي إلى توفير الكثيرمن الوقت مقارنة مع النظم القضائية التي تتميز بطول اإلجراءات التي تعوق‬
‫الفصل السريع في النزاع‪ ،‬وبالتالي يصبح التحكيم هوالوسيلة األفضل للفصل في مختلف املنازعات ملا يقدمه من عدالة سريعة‪،‬‬
‫و هذه العدالة ترجع إلى عاملين‪ ،‬األول هو إلزام املحكم بالفصل في املنازعة املعروضة عليه في زمن معين يحدده األطراف‪ ،‬أما‬
‫العامل الثاني فإنه يتعلق في التحكيم باعتباره نظام للتقا�ضي من درجة واحدة‪ ،‬فالحكم الصادر عن هيئة التحكيم يتمتع‬
‫‪29‬‬
‫بحجية األمراملق�ضي فيه‪ ،‬و ال يجوز الطعن فيه بأي طريق من طرق الطعن العادية‪.‬‬
‫يرى الكثير أن التحكيم يتميز بكثرة املصاريف مقارنة بالقضاء‪ ،‬إال أنه بالعكس فأهم مميزات التحكيم قلة النفقات و ذلك‬
‫ألن طبيعة أغلب املنازعات تكون برأسمال كبير يقدرباملاليين و ربما باملليارات و بالتالي يكون حسم النزاع في مدة معقولة مقارنة‬
‫‪30‬‬
‫باملبالغ املدفوعة‪.‬‬
‫‪-‬السرية‪:‬تنص معظم عقود التجارة الدولية على اختيارالتحكيم كحل بديل لتسوية املنازعات لتجنب مبدأ العلنية الذي يعتبر‬
‫من أسس النظام القضائي‪ ،‬فالتحكيم يكون سريا ‪ ،‬حيث يحق لألطراف كذلك اشتراط عدم نشر األحكام و هو األمر الغير‬
‫موجود في القضاء ‪ ،‬حيث يعد مبدأ العالنية من أسس التقا�ضي وضمانة لتحقيق العدالة‪ ،31‬و تزداد السرية أهمية في منازعات‬
‫االستثمارو ذلك ملا يترتب على هذه العقود من أثارسياسية و اقتصادية كبيرة تؤثرفي مصالح الدول و املستثمرين األجانب‪.‬‬
‫‪-‬التحكيم ضمانة إجرائية لتشجيع االستثمار تجنب املخاطر املتولدة عن السيادة و املتمثلة في إمكانية إهدار حياد القضاء‬
‫الوطني و إعمال الحصانة القضائية تعد من األسباب التي تدفع الطرف املتعاقد مع الدولة إلى عدم إبرام العقد إال بوجود‬

‫‪424‬‬
‫شرط التحكيم‪ ،‬و إذا كانت هذه األسباب التي تدفع الطرف املتعاقد مع الدولة إلى التمسك بشرط التحكيم‪ ،‬إال أنه هناك سبب‬
‫يقوم في جانب الدولة ذاتها و يحفز على التحكيم الذي يعتبر ضمانة إجرائية لتشجيع االستثمار فتقبل الدولة على التحكيم‬
‫كضمانة لتشجيع االستثمارعلى إقليمها وهو األمرالذي دفع بالكثيرمن الدول إلى تضمين قوانينها نصوصا صريحة تفيد بقبول‬
‫‪32‬‬
‫التحكيم‪.‬‬
‫قام املشرع الجزائري بدوره بتضمين القانون العام لالستثمار مجموعة من الحوافز و الضمانات و عناصر الثقة لتوفير مناخا‬
‫اقتصاديا أمنا مريحا لرؤوس األموال الوافدة و التي من أهمها‪ ،‬حرية االستثمار و حرية اختيار الشكل القانوني للشركة و نوع‬
‫النشاط و مكان إقامة املشروع‪ ،‬صنع الحوافز املالية و الجبائية و اإلعفاءات من الرسوم الجمركية‪ ،‬حرية اللجوء إلى التحكيم‬
‫‪33‬‬
‫الدولي في حالة وقوع نزاع بين املستثمرو الدولة‪.‬‬
‫‪-‬عدم وجود محكمة دولية متخصصة لفض مثل هذه النزاعات‪:‬ال توجد في العالم محكمة دولية متخصصة لفض مثل هذه‬
‫املنازعات‪ ،‬فال يمكن للطرف األجنبي املتعاقد مع الدولة أن يلجأ إلى محكمة العدل الدولية لفض الخالفات التي تنشأ بينه و بين‬
‫‪34‬‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪-‬يعتبر التحكيم متالئما مع ما تقتضيه التجارة و خاصة التجارة الدولية‪ :‬خالفا للقضاء الوطني يقوم التحكيم على إجراءات‬
‫بسيطة ال مكانة للشكلية فيها‪ ،‬و ال للتعقيد في اختيار اإلجراءات و القانون املنطبق هكذا يقدم التحكيم على أنه قضاء ير�ضي‬
‫األطراف و يحاول الوصول إلى الحل األمثل يضاف إلى هذه املنافع املرجوة من التحكيم أنه يجنب األطراف متاهات تنازع‬
‫‪35‬‬
‫االختصاص القضائي في العالقات الدولية و ما تثيره من تعقيدات ‪.‬‬
‫و عليه يمكن القول أنه من أهم مبررات اللجوء إلى التحكيم في العقود اإلدارية الدولية تخوف الطرف املتعاقد مع الدولة‬
‫من افتقاد قضائها لحياده و أيضا خشية من تمسك الدولة بالحصانة القضائية‪ ،‬ألن تمتع الدولة بالحصانة القضائية تمنع‬
‫القضاء الوطني ألية دولة أخرى عن نظر املنازعات التي تكون طرفا فيها‪ ،‬فتجعل من التحكيم الوسيلة املثالية لحسم منازعاتها‬
‫مع الطرف األجنبي‪ .‬باإلضافة إلى عدم وجود هيئة قضائية ذات اختصاص دولي لفض منازعات العقود اإلدارية‪ ،‬حيث ال يمكن‬
‫للطرف األجنبي املتعاقد مع اإلدارة أن يقف خصما لإلدارة املتعاقدة أمام محكمة العدل الدولية‪ ،‬حيث ال تختص تلك املحكمة‬
‫سوى بالنظرفي منازعات الدول‪.‬كما أن الدولة تقدم التحكيم كضمانة إجرائية من أجل تشجيع االستثمارعلى أراضيها‬
‫انتقد البعض التحكيم في العقود اإلدارية الدولية‪ ،‬ألنه يضع املنازعة في أغلب الحاالت إن لم يكن كلها‪ ،‬بين يدي محكمين‬
‫أجانب يطبقون قانونا أجنبيا‪ ،‬األمر الذي يصبح أكثر خطرا عندما يتعلق التحكيم بعقود تتصل باستغالل الثروات الطبيعية‪،‬‬
‫أو عقود االمتيازالتي تتعلق بها‪ ،‬و التي قد تمتد سنين طويلة‪ ،‬أو عقود تمس األمن القومي مثل عقود التنمية و نقل التكنولوجيا‪،‬‬
‫ففي كل هذه األحوال يعتبراللجوء إلى التحكيم خطرا ال يتناسب مع الفائدة املرجوة‪ ،‬و قد انتهى هذا الرأي رغبة منه في التقليل‬
‫من مخاطرالتحكيم في العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي‪ ،‬املتعلقة بمصالح الدولة العليا أو باألمن القومي إلى تطلب أن تصدر‬
‫املوافقة بتسوية منازعاتها عن طريق التحكيم بقرار من رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬و ذلك ضمانا لعدم إساءة استخدام التحكيم‬
‫‪36‬‬
‫كطريق بديل لحل النزاعات في مثل هذه العقود‪.‬‬

‫‪425‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬موقف التشريعات و القضاء من التحكيم في العقود اإلدارية الدولية‪.‬‬
‫تختلف التشريعات بين مؤيد للتحكيم في العقود اإلدارية و بين راف�ضي للتحكيم في العقود اإلدارية الدولية (املطلب األول) و‬
‫منه يختلف أيضا دور القضاء (املطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬موقف بعض التشريعات من التحكيم في العقود اإلدارية الدولية‪.‬‬
‫تناول املشرع املصري التحكيم من خالل القانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬املنظم للتحكيم‪ ،‬و لقد تضمنت املادة األولى والتي جاء‬
‫فيها (مع عدم اإلخالل بأحكام االتفاقيات الدولية املعمول بها في جمهورية مصر العربية‪ ،‬تسري أحكام هذا على كل تحكيم بين‬
‫أطراف من أشخاص القانون العام أو القانون الخاص أيا كانت طبيعة العالقة القانونية التي يدور حولها النزاع إذا كان هذا‬
‫‪37‬‬
‫التحكيم يجري في مصرأو كان تحكيما تجاريا دوليا يجري في الخارج و اتفق أطرافه على إخضاعه ألحكام هذا القانون)‪.‬‬
‫فوفقا لقانون التحكيم في املواد املدنية و التجارية رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬يجوز التحكيم في الخارج في املنازعات املثارة بشأن‬
‫هذه العقود إال أنه بالنسبة للحكم الصادرفي الخارج يشترط إلصدارأمربتنفيذه في القضاء املصري شرطين‪ ،‬أن يكون صادرا في‬
‫مسألة يجوز فيها التحكيم في القانون املصري‪ ،‬و عدم اختصاص املحاكم املصرية بنظرالنزاع‪.‬‬
‫لكن بالرجوع إلى املادة األولى الفقرة الثانية من قانون التحكيم املصري املعدلة بالقانون رقم ‪ 9‬لسنة ‪ 1997‬والتي جاء فيها(‬
‫وبالنسبة إلى منازعات العقود اإلدارية يكون االتفاق على التحكيم بموافقة الوزير املختص أو من يتولى اختصاصه بالنسبة‬
‫لألشخاص االعتبارية العامة و ال يجوز التفويض في ذلك)‪ ،38‬نجد بأن املشرع املصري أعطى صراحة لألشخاص االعتبارية‬
‫العامة الحق في إبرام اتفاق التحكيم واشترط أخذ املوافقة من الوزير املختص أو من يتولى اختصاصه بالنسبة لألشخاص‬
‫‪39‬‬
‫االعتبارية‪ ،‬واملالحظ أن تعديل نص هذه املادة أدى إلى عودة إشكالية التحكيم في منازعات العقود اإلدارية في القضاء املصري‪.‬‬
‫انتقد التعديل الذي جاء به القانون رقم ‪ 9‬لسنة ‪ 1997‬على أساس أنه لم يحقق ما كان منتظرا أن يحققه في املعامالت القانونية‬
‫الخاضعة لنظام التحكيم‪ ،‬ولهذا وجب على املشرع أن يتدارك الصعوبات التي كشفت عنها األحكام القضائية واألحكام الصادرة‬
‫‪40‬‬
‫من الهيئات التحكيمية‪ ،‬حيث أن االستقراراالجتماعي يتطلب استقرارا في املعامالت االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمشرع الفرن�سي‪ ،‬فإن القاعدة العامة للتحكيم في العقود اإلدارية في القانون الفرن�سي هي عدم جواز التحكيم‬
‫في هذه العقود ما لم يوجد نص قانوني يجيز ذلك‪ ،‬و رغبة من املشرع الفرن�سي في استقطاب رؤوس األموال األجنبية فقد‬
‫استثنى العقود اإلدارية الدولية من هذه القاعدة‪ ،‬و ذلك بعد رفض مجلس الدولة الفرن�سي في الفتوى الصادرة منه بتاريخ ‪6‬‬
‫مارس ‪ 1986‬االعتراف بمشروعية شرط التحكيم الوارد في العقد املبرم بين إحدى املحافظات الفرنسية و شركة (والت ديزني)‬
‫األمريكية بهدف إنشاء مدينة مالهي في هذه املحافظة و بناءا على ذلك صدرالقانون رقم ‪ 972‬الصادربتاريخ ‪ 19‬أغسطس ‪1986‬‬
‫الذي أجاز للدولة و املقاطعات و املؤسسات العامة أن تقبل شرط التحكيم في العقود الدولية املبرمة مع شركات أجنبية و ذلك‬
‫‪41‬‬
‫استثناءا من أحكام املادة ‪ 2060‬من القانون املدني‪.‬‬
‫بالنسبة لقانون التحكيم السعودي من خالل نص املادة ‪ 3‬و الذي جاء فيها ( ال يجوز للجهات الحكومية اللجوء للتحكيم‬
‫لفض منازعاتها مع اآلخرين إال بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء و يجوز بقرار من مجلس الوزراء تعديل هذا الحكم)‪،42‬و عليه‬

‫‪426‬‬
‫ال يجوز للجهات الحكومية اللجوء للتحكيم لفض منازعاتها مع اآلخرين إال بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء و يجوز بقرار من‬
‫‪43‬‬
‫مجلس الوزراء تعديل هذا الحكم‪.‬‬
‫قد أعطى قانون التحكيم األردني الجديد و بصراحة تامة األحقية لألشخاص االعتبارية العامة بأن يكونوا أطرافا في اتفاق‬
‫التحكيم و ذلك في املادة ‪ 3‬و التي جاء فيها ( تسري أحكام هذا القانون على كل تحكيم اتفاقي يجري في اململكة و يتعلق بنزاع مدني‬
‫أو تجاري بين أطراف أشخاص القانون العام أو القانون الخاص أيا كانت طبيعة العالقة القانونية التي يدور حولها النزاع عقدية‬
‫‪44‬‬
‫كانت أو غيرعقدية)‪.‬‬
‫انتقدت هذه املادة على أساس أنه من الناحية السياسية السماح لألشخاص االعتبارية العامة بالدخول في اتفاقيات‬
‫التحكيم قد يعرض األموال العامة و ثروات الدول و خصوصا النامية منها للضياع‪ ،‬و حجة هذا الجانب أن األطراف األجنبية و‬
‫غالبا ما يكونوا مستثمرين أجانب يمكن لهم من خالل التحكيم الحصول على مكتسبات و مزايا لن يستطيعوا الحصول عليها‬
‫‪45‬‬
‫إذا ما أحيل النزاع إلى القضاء الوطني لهذه الدول‪.‬‬
‫نص املشرع املغربي في الفقرة األولى من املادة ‪ 308‬من القانون رقم ‪ 05-08‬املتعلق بالتحكيم و الوساطة االتفاقية ( يجوز‬
‫لجميع األشخاص من ذوي األهلية الكاملة سواء كانوا طبيعيين أو معنويين‪ ،‬أن يبرموا اتفاق تحكيم في الحقوق الي يملكون حرية‬
‫التصرف فيها ضمن الحدود ووفق اإلجراءات و املساطر املنصوص عليها)‪.46‬املشرع املغربي سمح لكل األشخاص سواء كانوا‬
‫أشخاص طبيعية أو معنوية اللجوء إلى التحكيم كطريق بديل لحل النزاعات‪ ،‬و عليه لديهم الحق أن يبرموا اتفاق التحكيم في‬
‫الحقوق التي يملكون حرية التصرف فيها‪ ،‬فلم يميزاملشرع املغربي بين أشخاص القانون العام و أشخاص القانون الخاص‪ ،‬مما‬
‫يفيد أن املشرع املغربي قد سمح ألشخاص القانون العام باللجوء إلى التحكيم‪.‬‬
‫سماح املشرع املغربي لهؤالء األشخاص باللجوء إلى التحكيم قيده بشروط و ذلك من خالل نص املادة ‪ 310‬من القانون ‪05-‬‬
‫‪ ،08‬حيث نجد أن املشرع قد منع التحكيم في النزاعات املتعلقة بالتصرفات األحادية للدولة أو الجماعات املحلية أو غيرها من‬
‫الهيئات املتمتعة باختصاصات السلطة العمومية من جهة أولى‪ ،‬ومن جهة ثانية قيد اللجوء إلى التحكيم في النزاعات املتعلقة‬
‫بالعقود اإلدارية بضرورة التقيد باملقتضيات الخاصة باملراقبة و الوصاية‪ ،‬سواء تعلق األمر بالدولة أو الجماعات املحلية أو‬
‫املؤسسات العمومية أو حتى املقاوالت العمومية كل حسب مضمون الوصاية املقررة له‪.‬‬
‫املشرع الجزائري و من خالل نص املادة ‪ 442‬الفقرة ‪ 3‬كان يحظر على األشخاص املعنوية العامة اللجوء إلى التحكيم‪ ،‬إال‬
‫أنه من الناحية العملية كان الوضع مختلفا‪ ،‬فقد أبرمت الجزائر عدة عقود في مجال البترول مع الشركات األجنبية الخاصة‬
‫تضمنت شرط التحكيم‪ ،‬منها العقد الذي أبرم مع شركة األمريكية و الذي استمر حتى بعد تأميم املحروقات سنة ‪،1971‬‬
‫ونظام التحكيم الجزائري الفرن�سي املوقع في ‪ 27/3/1983‬والذي يعتبر تجسيدا لالتفاق املبرم بين الحكومتين في ‪،21/6/1982‬‬
‫اتفاق ‪ 29‬جويلية ‪ 1965‬املتعلق بالتعاون في مجال استغالل الثروات الهيدروكربونية والذي اشتمل على نظام التوفيق و نظام‬
‫‪47‬‬
‫التحكيم‪ ،‬اتفاقية إيفيان لسنة ‪.1962‬‬
‫فوفقا للقانون الجزائري القديم فليس للدولة وال لألشخاص العمومية حق اللجوء إلى التحكيم‪ ،‬وكل لجوء إلى التحكيم‬

‫‪427‬‬
‫يعتبرباطال ألن الرضا صادرمن عديم األهلية‪ ،‬وهذا نفس اتجاه القانون الفرن�سي القديم‪ ،‬إال أن هذا املنع لم يعد موجودا بعد‬
‫صدور املرسوم الذي يعدل قانون اإلجراءات املدنية و عليه ألغيت املادة ‪.442‬‬
‫سمح املشرع الجزائري للدولة و هيئاتها العامة اللجوء إلى التحكيم في عالقاتهم التجارية و ذلك من خالل املرسوم التشريعي‬
‫‪ ،93/09‬و لقد أكد هذا املوقف و ذلك من خالل قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية الجديد‪ ،48‬إذ جاء في نص املادة ‪ (1006‬يمكن‬
‫لكل شخص اللجوء إلى التحكيم في الحقوق التي له مطلق التصرف فيها‪.‬اليجوز التحكيم في املسائل املتعلقة بالنظام العام و‬
‫حالة األشخاص و أهليتهم‪.‬و ال يجوز لألشخاص املعنوية العامة أن تطلب التحكيم‪ ،‬ماعدا في عالقاتها االقتصادية الدولية أو‬
‫في إطارالصفقات العمومية)‪.‬‬
‫سمح املشرع الجزائري من خالل قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية الجديد لألشخاص املعنوية العامة املتمثلة في مؤسسات‬
‫الدولة و الشركات العمومية و املؤسسات االقتصادية العامة الحق في اللجوء إلى التحكيم فيما يتعلق بعالقاتها االقتصادية‬
‫الدولية لتسوية املنازعات التي قد تنشأ عن هذه العالقات خصوصا مع تزايد هذه املعامالت‪ ،‬مع اإلشارة إلى املشرع الجزائري‬
‫أجاز التحكيم ألشخاص القانون العام في عالقاتهم االقتصادية عوض التجارية في املرسوم التشريعي لسنة ‪ 1993‬كما سبق‬
‫اإلشارة إليه‪.49‬أجازاملشرع الجزائري أيضا لألشخاص املعنوية العامة إمكانية اللجوء إلى التحكيم فيما يتعلق بإبرام الصفقات‬
‫العمومية و ما ينشأ عنها من منازعات‪.‬‬
‫يمكن أن نستنتج أنه كانت معظم التشريعات وفي مقدمتها القانون الفرن�سي‪ ،‬تحظرعلى األشخاص املعنوية العامة التحكيم‪،‬‬
‫ألن التحكيم في املنازعات اإلدارية من شأنه أن يجعل االختصاص بنظر هذه املنازعات لغير القضاء اإلداري ‪ ،‬كما يؤدي إلى‬
‫خضوع هذه املنازعات إلى قوانين أخرى غير القانون اإلداري األمر الذي يعرض األموال العامة والثروة القومية للخطر‪ ،‬ولكن‬
‫مع األخذ بسياسة الخصخصة والتحول إلى النظام الرأسمالي الحر وانسحاب الدولة من مجال االقتصاد ‪،‬ومع مطالبة الدول‬
‫الرأسمالية الكبرى لكافة الدول بفتح أسواقها أمام االستثمارات األجنبية‪ ،‬وإزالة كافة العراقيل التي تمنع انتقال رؤوس األموال‬
‫من مكان إلى آخر‪ .‬وعليه كان البد من التوسع في األخذ بنظام التحكيم كطريق بديل لحل النزاعات اإلدارية‪ ،‬وبإجازة التحكيم في‬
‫املنازعات اإلدارية‪ ،‬تكون الدول قد تنازلت عن التمسك بقواعد قانونها الداخلي‪ ،‬التي تمثل عقبة في طريق االستثمارات األجنبية‬
‫‪.‬هذا هو موقف أغلب التشريعات فهل أخذ القضاء بما جاء في مختلف التشريعات‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬موقف القضاء من التحكيم في العقود اإلدارية‬
‫اختلفت التطبيقات القضائية في النظام القضائي الفرن�سي حول إمكانية لجوء الدولة و أشخاص القانون العام األخرى‬
‫للتحكيم في العقود اإلدارية ما بين مؤيد ومعارض‪ ،‬فبالنسبة للقضاء العادي فبالرغم من أن املنع الوارد على التحكيم في العقود‬
‫اإلدارية نص عليه املشرع الفرن�سي في قانون اإلجراءات املدنية‪ ،‬إال أن القضاء العادي لم يسلم بذلك‪ ،‬حيث تم استبعاد هذا‬
‫الحظربشكل نهائي في إطارالتحكيم الدولي‪ ،‬وذلك على أساس وجود قاعدة مادية في مجال القانون الدولي الخاص مفادها صحة‬
‫‪50‬‬
‫تقريراتفاق التحكيم في املعامالت الدولية التي تجريها األشخاص العامة و استقالل هذا االتفاق عن حكم أي قانون داخلي‪.‬‬
‫و قد أقرت جهات القضاء الفرن�سي العادي على مختلف درجاته هذا املوقف و من أمثلة ذلك‪ ،‬ما ذهبت إليه محكمة النقض‬

‫‪428‬‬
‫الفرنسية في قرارها الصادرفي ‪ 14/04/1964‬في قضية سان كارلو‪ ،‬كما قررت في حكم أخرصادربتاريخ ‪ 1966 /02/05‬في قضية‬
‫وزارة النقل البحري الفرنسية و مالك سفينة يوناني‪ ،‬حيث قضت بصحة شرط التحكيم الوارد في العقد و أن الحظر الوارد في‬
‫‪51‬‬
‫نصوص القانون الفرن�سي قاصرعلى العقود الداخلية‪.‬‬
‫ترجع وقائع قضية (سان كارلو ) إلى وجود شرط التحكيم في سند الشحن طرفه أحد األشخاص املعنوية العامة و طبقا‬
‫لشرط التحكيم يتم إحالة كافة املنازعات للتحكيم ‪ ،‬وقد قام الشخص املعنوي العام بالطعن أمام محكمة النقض الفرنسية‬
‫ببطالن شرط التحكيم على أساس أن املسألة تتعلق باألهلية و من ثم يطبق القانون الفرن�سي لتحديد أهلية هذه املنشأة‬
‫العامة‪ ،‬وقد صدر حكم النقض في ‪ 14‬أفريل ‪ 1964‬مقررا صحة شرط التحكيم الذي تبرمه الدولة أو أحد األشخاص املعنوية‬
‫العامة على أساس أن املنع من التحكيم ال يشكل مشكلة األهلية في معنى املادة ‪ 3‬فقرة ‪ 3‬وأن هذه املسألة تخضع لقانون جنسية‬
‫األطراف املتعاقدة‪ ،‬و من ثم فإن املنع املقرر في املادتين ‪1004‬و ‪ 83‬من قانون املرافعات الفرن�سي القديم ال يشكل عقبة أمام‬
‫‪52‬‬
‫املنشآت العامة و خضوعها كباقي أطراف القانون الخاص لقانون أجنبي يجيزصحة شرط التحكيم عندما يكون العقد دوليا‪.‬‬
‫ففي قضية السفينة (‪ )GALAKIS‬والتي تتعلق بنزاع خاص بعقد مشارطة تم إبرامه في لندن ‪ 1940‬بين وزارة النقل البحري‬
‫الفرنسية ومالك السفينة اليونانية (‪)GALAKIS‬وكان من بين بنود املشارطة شرطا يق�ضي بإحالة أي نزاع ينشأ عن هذا العقد‬
‫للتحكيم في لندن وصدرحكم التحكيم‪ ،‬إال أن وزارة النقل البحري دفعت بعدم أهليتها للتحاكم وفقا ألحكام القانون الفرن�سي و‬
‫من ثم امتنعت عن التحكيم‪ ،‬وقد رفضت محكمة النقض الفرنسية في ‪ 21‬ماي ‪ 1966‬هذا الدفع مقررة صحة شرط التحكيم‪،‬‬
‫ومن ثم أقرت بوجود قاعدة موضوعية في القانون الفرن�سي تق�ضي بصحة شرط التحكيم في العقود الدولية املبرمة لحاجات‬
‫‪53‬‬
‫ووفقا لشروط و مقتضيات التجارة البحرية‪.‬‬
‫وعلى النقيض من موقف القضاء العادي حرص مجلس الدولة على التطبيق الدقيق ملبدأ الحظر‪ ،‬لكن لم يكن من املتصور‬
‫أن يظل مجلس الدولة الفرن�سي متمسكا بالتطبيق الحرفي ملبدأ حظر لجوء الدولة و أشخاص القانون العام للتحكيم الذي‬
‫نصت عليه املادتان ‪ 83‬و ‪ 1004‬من قانون املرافعات و املادة ‪ 2060‬من القانون املدني‪ ،‬فقد كان من املتوقع أن يغير مجلس‬
‫الدولة االتجاه الذي استقر عليه لزمن طويل‪ ،‬و بالفعل فقد قدم مجلس الدولة تقريرا للحكومة عام ‪ 1993‬بشأن الوسائل‬
‫‪54‬‬
‫البديلة لحسم املنازعات اإلدارية‪ ،‬و أهمها التوفيق و الصلح و التحكيم‪.‬‬
‫بالنسبة ملوقف القضاء الجزائري من التحكيم في العقود اإلدارية‪ ،‬فقد سايرالقضاء الجزائري موقف املشرع الجزائري املجيز‬
‫للتحكيم في العقود اإلدارية الدولية التي تكون الدولة الجزائرية أوإحدى هيئاتها العامة طرفا فيها‪ ،‬فقد رضيت الجزائربالتحكيم‬
‫في كثيرمن عقودها التجارية ‪ ،‬و على سبيل املثال أخذت عينة من هذه العقود‪ ،‬حيث أنه في سبعة عشرعقدا من عقود التجارة‬
‫الدولية فإن عشرة عقود تضمنت شرطا تحكيميا يحيل إلى تحكيم غرفة التجارة الدولية‪ ،‬و أربعة عقود فقط أحالت النزاع‬
‫‪55‬‬
‫للقضاء‪ ،‬ثالثة منها للقضاء الجزائري وواحد للقضاء اإلنجليزي‪.‬‬
‫ومهما يكن من أمر‪ ،‬فإن الجزائر عرفت التحكيم منذ عدة سنوات و لو بشكل بسيط‪ ،‬و من أمثلة ذلك النزاع الذي قام بين‬
‫مؤسسة جزائرية و شركة يوغسالفية‪ ،‬فعرض النزاع على املحاكم الجزائرية‪ ،‬فأصدر مجلس قضاء الجزائر قرارا يق�ضي فيه‬

‫‪429‬‬
‫بإلغاء حكم محكمة بئرمرادرايس محكمة أول درجة الذي فصل في النزاع مستندا إلى املادة ‪ 442‬من قانون اإلجراءات املدنية‪،‬‬
‫‪56‬‬
‫مقررا عدم االختصاص باملوضوع و معترفا بذلك بصحة شرط التحكيم الدولي الذي يربط األطراف‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫من خالل الدراسة اتضح أن التحكيم أصبح من أهم الوسائل لفض املنازعات‪ ،‬و هذا الواقع فرضته ظروف العوملة و‬
‫االتجاهات العاملية الحديثة‪ ،‬حتى شمل بنطاقه عقود الدولة اإلدارية‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية التحكيم و ما يتميز به نظام التحكيم من مزايا منها حرية األطراف املتعاقدة و التحرر من القيود التشريعية‪،‬‬
‫و كذلك سرعة الفصل في املنازعات و غيرها من العوامل التي ساعدت على انتشار التحكيم ‪ ،‬أصبح يشمل منازعات العقود‬
‫اإلدارية الدولية‪ ،‬هذا ما أثارجدال فقهيا و قانونيا و قضائيا في مختلف األنظمة القانونية‪.‬‬
‫هناك من التشريعات من تؤيد التحكيم في منازعات العقود اإلدارية‪ ،‬و هناك من يرفض اللجوء إلى التحكيم في العقود‬
‫اإلدارية‪ ،‬لكن من خالل الدراسة اتضح أن التحكيم أصبح ضرورة يفرضها الواقع‪ ،‬لهذا البد للمشرع الجزائري أن يساير هذا‬
‫الواقع‪ ،‬و ذلك من خالل وضع نصوص قانونية واضحة تسمح بإبرام اتفاق التحكيم في العقود اإلدارية الدولية‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ - 1‬الخالدي(إيناس)‪،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬بدون طبعة‪ ،2009 ،‬دارالنهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.30‬‬

‫‪ - 2‬بريري مختارمحمود‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دارالنهضة‪ ،2007 ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪ -3‬بوختالة منى‪ ،‬التحكيم كوسيلة لتسوية املنازعات في مجال اإلستثمار‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير‪ ،‬القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬

‫جامعة قسنطينة‪ ،2013-2014 ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪ - 4‬قانون عدد ‪ 42‬لسنة ‪ 1993‬مؤرخ في ‪ 26‬أفريل ‪ 1993‬يتعلق بإصدارمجلة التحكيم‪ ،‬الرائد الرسمي العدد ‪ 3 ، 33‬ماي ‪.1993‬‬

‫‪ - 5‬بن سعيد لزهر‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي وفقا لقانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية و القوانين املقارنة‪ ،‬دارهومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.50‬‬

‫‪ - 6‬قانون رقم ‪ 08-09‬املؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ ،2008‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪، 21‬لسنة ‪.2008‬‬

‫‪ - 7‬نفس املرجع‪.‬‬

‫‪ - 8‬بن سعيد لزهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪ - 9‬الدسوقي عامر ‪ ،‬الحماية القانونية لالستثمارات االجنبية املباشرة و دور التحكيم في تسوية املنازعات الخاصة بها‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬املركزالقومي‬

‫لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،2011 ،‬ص ص ‪.283-284‬‬

‫‪ - 10‬عي�سى حسام عبد الحليم‪ ،‬التحكيم في العقود اإلدارية و دوره في تسوية منازعات اإلسنتثمار‪ ،‬املؤتمرالعلمي الثاني بعنوان القانون و‬

‫االستثمار‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة طنطا‪ ،‬من ‪ 29‬إلى ‪ 30‬أفريل‪ ،2015 ،‬ص‪.21.1‬ص ‪.5‬‬

‫‪ - 11‬بوختالة منى‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪ -12‬بن سعيد لزهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪ - 13‬نفس املرجع‪ ،‬نفس املوضع‬

‫‪430‬‬
‫‪- 14‬الدسوقي عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.295-296‬‬

‫‪ - 15‬بن سعيد لزهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.29-31‬‬

‫‪ - 16‬مناني فراح‪ ،‬التحكيم طريق بديل لحل النزاعات حسب أخرتعديل لقانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية الجزائري‪ ،‬دارالهدى‪ ،‬الجزائر‪،2010 ،‬‬

‫ص ص ‪.36-40‬‬

‫‪ -17‬البستاني(سعيد يوسف)‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬تطور وتعدد طرق حل النزاعات الخاصة الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬

‫‪ ،2004‬ص‪ .271‬‬

‫‪ -18‬جاء في أحد أحكام املحكمة الدستورية العليا املصرية أن إتفاق التحكيم يمر بمراحل‪ ،‬إذ جاء في الحكم مايلي(‪ ...‬و إنما يتعين التمييز في نطاق‬

‫التحكيم بين مراحل ثالث تتصل حلقاتها و تتكامل‪ ،‬بما مؤداه تضامنها فيما بينها‪ ،‬و عدم جوازفصلها عن بعضها البعض‪ ،‬و إال كان التحكيم مجاوزا‬

‫إرادة الطرفين املتخاصمين متنكبا مقاصدهما‪ ،‬ذلك أن أولى مراحل التحكيم يمثلها اإلتفاق عليه‪ ،‬ويرتد متراجعا في مرحلته الوسطى‪ ،‬وهي مرحلة‬

‫التداعي التي يدخل بها التحكيم في عداد األعمال القضائية‪..... ،‬و تلك مهمة ال شأن إلرادة هذين الطرفين بها بل تتوالها أصال الدولة التي يقع التنفيذ‬

‫في إقليمها و تلك هي املرحلة الثالثة للتحكيم التي تتمثل في إجتناء الفائدة املقصودة منه‪ ،‬و التي تتعلق بها الهدف من التحكيم و يدور حولها‪ ،‬و بدونها‬

‫يكون عبثا) الفقرة رقم ‪ 9‬من الطعن رقم ‪ 13‬سنة قضائية ‪ 15‬مكتب فني ‪ 6‬تاريخ الجلسة ‪ 17/12/1994‬صفحة رقم ‪ ،408‬شهاب (محمد)‪ ،‬أساسيات‬

‫التحكيم التجاري الدولي و القوانين و اإلتفاقيات املنظمة للتحكيم عربيا و عامليا‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ص ‪.306 -305‬‬

‫‪-19‬الدسوقي عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.293‬‬


‫‪ -20‬راشد سامية‪ ،‬التحكيم في العالقات الدولية الخاصة‪ ،‬دارالنهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1984 ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪ - 21‬التحيوي محمود السيد عمر‪ ،‬الطبيعة القانونية لنظام التحكيم‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص ص ‪.258-259‬‬

‫‪ -22‬قمرعبد الوهاب‪ ،‬التحكيم في منازعات العقود اإلدارية في القانون الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬داراملعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪193‬‬

‫‪ - 23‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.193‬‬

‫‪- 24‬نفس املرجع‪ ،‬ص ص ‪.195-197‬‬

‫‪ - 25‬خليفة عبد العزيزعبد املنعم‪ ،‬التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الداخلية و الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2006 ،‬ص ص ‪.130-131‬‬

‫‪ - 26‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.131‬‬

‫‪ - 27‬قمرعبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.197-198‬‬

‫‪-28‬األحدب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.340‬‬

‫‪- 29‬املراغي أحمد عبد الاله‪ ،‬دور التحكيم في تشجيع و حماية اإلستثمارات االجنبية‪،‬دراسة مقارنة‪ ،‬املكتب الجامعي الحديث‪ ،‬مصر‪ ،2015 ،‬ص ص‬

‫‪.66-67‬‬

‫‪ - 30‬نفس املرجع‪ ،‬ص ص ‪.68-69‬‬

‫‪ - 31‬بن سعيد لزهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪ - 32‬قمرعبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬

‫‪431‬‬
‫‪ - 33‬نفس املرجع‪ ،‬ص ص ‪.213-214‬‬

‫‪ - 34‬يجب اإلشارة في هذا الصدد إلى أنه توجد مراكزلتسوية منازعات اإلستثمار‪ ،‬ومن أهمها املركزالدولي لتسوية منازعات اإلستثماراألكسيد والذي‬

‫تم إنشاءه بموجب إتفاقية واشنطن املؤرخة في ‪ 18‬مارس ‪ ،1965‬و لدينا كذلك اتفاقية تسوية منازعات اإلستثمار بين الدول العربية املضيفة‬

‫لالستثمارات العربية و مواطني الدول العربية األخرى لعام ‪ ،1974‬شهاب محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.276-288‬‬

‫‪ - 35‬الشادلي لطفي‪ ،‬التصدي للمماطلة و التعطيل في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬موسوعة الفكرالقانوني‪ ،‬العدد ‪ ،5‬دارالهالل للخدمات اإلعالمية‪،‬‬

‫ص ‪.66‬‬

‫‪ - 36‬خليفة عبد املنعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.138‬‬

‫‪ -37‬قانون التحكيم املصري‪،‬قانون رقم ‪ 27‬سنة ‪ ،1994‬صدربرئاسة الجمهورية في ‪ 7‬ذي القعدة سنة ‪ 1414‬املوافق ل ‪ 18‬أفريل ‪ ،1994‬منشور على‬

‫املوقع‪org.damascusbar.www :‬‬

‫‪ - 38‬قانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬بشأن التحكيم في املواد املدنية و التجارية بصيغته املعدلة بالقانون رقم ‪ 9‬لسنة ‪ ،1997‬منشور على املوقع‪.www:‬‬

‫‪int.wipo‬‬

‫‪ - 39‬املهدي محمد أمين‪ ،‬عودة إشكالية التحكيم في منازعات العقود اإلدارية‪ ،‬مجلة التحكيم العاملية‪ ،2013 ،‬العدد ‪ ،20‬ص ص ‪ ،31-50‬ص ‪.34‬‬

‫‪- 40‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.50‬‬

‫‪ - 41‬قمرعبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬

‫‪ 42-‬قانون التحكيم السعودي‪ ،‬املرسوم امللكي م‪ 46/‬بتاريخ ‪org.damascusbar.www.12/07/1403‬‬

‫‪ - 43‬عي�سى حسام عبد الحليم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪ - 44‬قانون التحكيم األردني رقم ‪ 31‬لعام ‪ 2001‬و املنشور بالجريدة الرسمية رقم ‪ 4496‬بتاريخ ‪ 16/7/2001‬وبدأ العمل به بتاريخ ‪.16/8/2001‬‬

‫‪int.wipo.www‬‬

‫‪ -45‬الجاز(عمرمشهور حديثة)‪ ،‬إتفاق التحكيم في ظل قانون التحكيم األردني رقم ‪ 31‬لسنة ‪ ،2001‬املجلة اللبنانية للتحكيم العربي و الدولي‪،‬‬

‫‪ ،2003‬العدد ‪ ، ،22‬ص ‪.3‬‬


‫‪ - 46‬القانون رقم ‪ 08-05‬الذي نشرفي الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ ،5584‬بتاريخ ‪ 6‬ديسمبر‪com.blogspot.ecoledroitmarocaine//:https .2007‬‬

‫‪47-Terki Nour eddine,l’arbitrage commercial en Algerie,office des publications universitaires,Alger,pp4-6.‬‬

‫‪48 -Issad(Mohand ,)La nouvelle loi algérienne relative à larbitrage international,Revue de larbitrage, N3 , Juillet- Septembre,‬‬

‫‪2008, P422 ‬‬

‫‪49- trari tani( Mustapha), le nouveau droit algerien de l arbitrage commercial international (2008-2009) compare au nouveau‬‬

‫‪droit francais de larbitrage, annales de la faculte de droit, universite d oran, N 3, 2011, p63‬‬

‫‪ - 50‬بن عمرحمد‪ ،‬أثرالتحكيم على العقود اإلدارية في التشريع الجزائري و املقارن‪ ،‬الصفقات العمومية نموذجا‪ ،‬مذكرة ماجستيرفي الحقوق‪،‬‬

‫تخصص قانون إداري‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ 09 ،‬جوان ‪ ،2015‬ص ‪.10‬‬

‫‪432‬‬
‫‪ - 51‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ - 52‬بودالي خديجة‪ ،‬إتفاق التحكيم في عقد النقل البحري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة أبو بكر‬

‫بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،2014-2015 ،‬ص ص ‪.97-98‬‬

‫‪- 53‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.98‬‬

‫‪ - 54‬قمرعبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.235-236‬‬

‫‪ - 55‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.248‬‬

‫‪- 56‬نفس املرجع‪ ،‬نفس املوضع‪.‬‬

‫املراجع بالغة العربية‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬األحدب عبد الحميد‪ ،‬التحكيم أحكامه و مصادره‪ ،‬الجزء ‪،1‬لبنان‪1990،‬‬

‫‪ -‬البستاني سعيد يوسف‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬تطور و تعدد طرق حل النزاعات الخاصة الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬

‫‪.2004‬‬

‫‪ -‬التحيوي محمود السيد عمر‪ ،‬الطبيعة القانونية لنظام التحكيم‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪2003 ،‬‬

‫‪ -‬الخالدي(إيناس)‪،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬بدون طبعة‪ ،2009 ،‬دارالنهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬الدسوقي عامر ‪ ،‬الحماية القانونية لالستثمارات االجنبية املباشرة و دور التحكيم في تسوية املنازعات الخاصة بها‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬املركز القومي‬

‫لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪2011 ،‬‬

‫املراغي أحمد عبد الاله‪ ،‬دور التحكيم في تشجيع و حماية االستثمارات األجنبية‪،‬دراسة مقارنة‪ ،‬املكتب الجامعي الحديث‪ ،‬مصر‪. 2015 ،‬‬

‫‪ -‬بن سعيد لزهر‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي وفقا لقانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية و القوانين املقارنة‪ ،‬دارهومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.50‬‬

‫‪ -‬بريري مختارمحمود‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دارالنهضة‪.2007 ،‬‬

‫‪ -‬حسان نوفل‪ ،‬التحكيم في منازعات عقود االستثمار‪ ،‬دارهومه‪ ،‬الجزائر‬

‫‪-‬خليفة عبد العزيزعبد املنعم‪ ،‬التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الداخلية و الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪2006 ،‬‬

‫‪-‬قمرعبد الوهاب‪ ،‬التحكيم في منازعات العقود اإلدارية في القانون الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬داراملعرفة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪-‬مناني فراح‪ ،‬التحكيم طريق بديل لحل النزاعات حسب أخرتعديل لقانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية الجزائري‪ ،‬دارالهدى‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫املقاالت‪:‬‬

‫‪-‬الجازعمرمشهور حديثة‪ ،‬إتفاق التحكيم في ظل قانون التحكيم األردني رقم ‪ 31‬لسنة ‪ ،2001‬املجلة اللبنانية للتحكيم العربي و الدولي‪،2003 ،‬‬

‫العدد ‪.22‬‬

‫الشادلي لطفي‪ ،‬التصدي للمماطلة و التعطيل في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬موسوعة الفكرالقانوني‪ ،‬العدد ‪ ،5‬دارالهالل للخدمات اإلعالمية‪..‬‬

‫‪-‬املهدي محمد أمين‪ ،‬عودة إشكالية التحكيم في منازعات العقود اإلدارية‪ ،‬مجلة التحكيم العاملية‪ ،2013 ،‬العدد ‪.20‬‬

‫‪433‬‬
‫‪-‬عي�سى حسام عبد الحليم‪ ،‬التحكيم في العقود اإلدارية و دوره في تسوية منازعات اإلسنتثمار‪ ،‬املؤتمرالعلمي الثاني بعنوان القانون و االستثمار‪،‬‬

‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة طنطا‪ ،‬من ‪ 29‬إلى ‪ 30‬أفريل‪.2015 ،‬‬

‫القوانين‪:‬‬

‫‪-‬قانون رقم ‪ 08-09‬املؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ ،2008‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 21‬لسنة ‪.2008‬‬
‫القانون رقم ‪ 08-05‬الذي نشرفي الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ ،5584‬بتاريخ ‪ 6‬ديسمبر‪com.blogspot.ecoledroitmarocaine//:https .2007‬‬

‫‪-‬قانون التحكيم األردني رقم ‪ 31‬لعام ‪ 2001‬و املنشور بالجريدة الرسمية رقم ‪ 4496‬بتاريخ ‪ 16/7/2001‬وبدأ العمل به بتاريخ ‪.www.16/8/2001‬‬

‫‪int.wipo‬‬

‫‪-‬قانون التحكيم السعودي‪ ،‬املرسوم امللكي م‪ 46/‬بتاريخ ‪org.damascusbar.www.12/07/1403‬‬

‫‪-‬قانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬بشأن التحكيم في املواد املدنية و التجارية بصيغته املعدلة بالقانون رقم ‪ 9‬لسنة ‪ ،1997‬منشور على املوقع‪.www:‬‬

‫‪int.wipo‬‬

‫‪-‬قانون التحكيم املصري‪،‬قانون رقم ‪ 27‬سنة ‪ ،1994‬صدربرئاسة الجمهورية في ‪ 7‬ذي القعدة سنة ‪ 1414‬املوافق ل ‪ 18‬أفريل ‪ ،1994‬منشور على‬

‫املوقع‪org.damascusbar.www :‬‬

‫‪-‬قانون عدد ‪ 42‬لسنة ‪ 1993‬مؤرخ في ‪ 26‬أفريل ‪ 1993‬يتعلق بإصدارمجلة التحكيم‪ ،‬الرائد الرسمي‪ ،‬العدد ‪ 3 ، 33‬ماي ‪.1993‬‬

‫األطروحات‪:‬‬
‫‪-‬بودالي خديجة‪ ،‬اتفاق التحكيم في عقد النقل البحري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة أبو بكر‬

‫بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪.2014-2015 ،‬‬

‫‪-‬بن عمرحمد‪ ،‬أثرالتحكيم على العقود اإلدارية في التشريع الجزائري و املقارن‪ ،‬الصفقات العمومية نموذجا‪ ،‬مذكرة ماجستيرفي الحقوق‪،‬‬

‫تخصص قانون إداري‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ 09 ،‬جوان ‪.2015‬‬

‫‪ -‬بوختالة منى‪ ،‬التحكيم كوسيلة لتسوية املنازعات في مجال اإلستثمار‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير‪ ،‬القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬

‫جامعة قسنطينة‪.2013-2014 ،‬‬

‫املراجع بالغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪Livre :‬‬

‫‪Terki Nour eddine, l’arbitrage commercial en Algerie,office des publications universitaires,Alger‬‬

‫‪Article :‬‬

‫‪--Issad(Mohand ,)La nouvelle loi algérienne relative à larbitrage international,Revue de larbitrage, N3 , Juillet- Septembre, 2008‬‬

‫‪- trari tani( Mustapha), le nouveau droit algerien de l arbitrage commercial international (2008-2009) compare au nouveau droit‬‬

‫‪francais de larbitrage, annales de la faculte de droit, universite d oran, N 3, 2011.‬‬

‫‪434‬‬

You might also like