Professional Documents
Culture Documents
التحكيم كوسيلة لحل المنازعات في العقود الإدارية الدولية - دراسة مقارنة .
التحكيم كوسيلة لحل المنازعات في العقود الإدارية الدولية - دراسة مقارنة .
التحكيم كوسيلة لحل المنازعات في العقود الإدارية الدولية - دراسة مقارنة .
418
الدولة في املجال االقتصادي و إبرامها لكثير من العقود مع األشخاص الطبيعية أو املعنوية الخاصة من رعايا الدول األخرى ،
باإلضافة إلى عدم تقبل الدولة فكرة خضوعها لقضاء دولة أخرى لحسم املنازعات الناشئة عن العقود التي تبرمها ،و بالتالي
أصبح التحكيم هو الوسيلة املثلى للفصل في منازعات العقود اإلدارية الدولية ،فما هي مبررات اللجوء إلى التحكيم في العقود
اإلدارية الدولية و ماهو موقف التشريعات املختلفة والقضاء منه؟
لإلجابة على هذه اإلشكالية قسمنا ورقة بحثنا إلى مبحثين كل مبحث إلى مطلبين ،حيث خصصنا املبحث األول إلى مفهوم
التحكيم في العقود اإلدارية الدولية و خصصنا املطلب األول إلى مفهوم التحكيم و املطلب الثاني مبررات التحكيم في العقود
اإلدارية الدولية ،أما املبحث الثاني موقف التشريعات و القضاء من التحكيم في العقود اإلدارية الدولية ،املطلب األول موقف
بعض التشريعات من التحكيم في العقود اإلدارية الدولية و املطلب الثاني موقف القضاء من التحكيم في العقود اإلدارية
الدولية.
املبحث األول :مفهوم التحكيم في العقود اإلدارية الدولية.
لقد أصبح التحكيم يلعب دورا هاما كوسيلة لحل املنازعات الناتجة عن العقود اإلدارية الدولية ،و ذلك يرجع بالدرجة األولى
لزيادة تدخل الدولة في مجال التنمية االقتصادية و إبرامها لكثير من العقود مع األشخاص الطبيعية أو املعنوية الخاصة من
رعايا الدول األخرى ،باإلضافة إلى صعوبة تقبل الدولة لفكرة خضوعها لقضاء دولة أخرى ،بالتالي أصبح التحكيم الحل البديل
األمثل ،و عليه البد من التطرق ملفهوم التحكيم (املطلب األول) ،ثم نتطرق ملبررات التحكيم في العقود اإلدارية الدولية (املطلب
الثاني).
املطلب األول :مفهوم التحكيم.
التحكيم هو طريق خاص لحل املنازعات قوامه الخروج عن طرق التقا�ضي العادية ،و يعتمد أساسا على أن أطراف النزاع هم
الذين يختارون قضاتهم بدال من االعتماد على القضاء ،و هكذا ينشأ التحكيم من إرادة طرفي الخصومة فهذه اإلرادة هي التي
تحقق التحكيم وهي قوام وجوده و بغيرها ال يتصور وجوده ،فالتحكيم وردت فيه عدة تعريفات (الفرع ،)1كما أنه اختلفت
صوره(الفرع ،)2و اختلف الفقه أيضا في تحديد طبيعته (الفرع .)3
الفرع األول:تعريف التحكيم.
يقصد بالتحكيم في االصطالح القانوني ،اتفاق أطراف عالقة قانونية معينة ،عقدية أو غير عقدية ،على أن يتم الفصل في
املنازعة التي ثارت بينهم بالفعل ،أو التي يحتمل أن تثور عن طريق أشخاص يتم اختيارهم كمحكمين ،و يتولى األطراف تحديد
أشخاص املحكمين أو على األقل يضمنون إتفاقهم على التحكيم بيانا لكيفية اختيار املحكمين ،أو أن يعهدوا لهيئة أو مركز من
1
الهيئات أو مراكزالتحكيم الدائمة لتتولى تنظيم عملية التحكيم وفقا للقواعد أو اللوائح الخاصة بهذه الهيئات أو املراكز
اقترح الفقه عدة تعريفات للتحكيم من بينها (اتفاق أطراف عالقة قانونية معينة عقدية أو غيرعقدية على أن يتم الفصل في
املنازعة التي ثارت بينهم بالفعل أو التي يحتمل أن تثور عن طريق أشخاص يتم اختيارهم كمحكمين ،و يتولى األطراف تحديد
أشخاص املحكمين أو على األقل يضمنون اتفاقهم على التحكيم بيانا لكيفية اختيار املحكميين ،أو أن يعهدوا لهيئة أو مركز
419
2
من الهيئات أو مراكزالتحكيم الدائمة لتتولى تنظيم عملية التحكيم وفقا للقواعد أو للوائح الخاصة بهذه الهيئات أو املراكز).
وهناك من عرفه على أنه (تقنية ترمي إلى إعطاء حل ملسألة تكون محل اهتمام عالقات بين شخصين أو أكثر و الذي يتواله
شخص أو أكثر محكم أو محكمان يستمدون سلطتهم من اتفاق خاص يحكمون على أساسه دون أن تقلدهم الدولة هذه
3
املهمة).
هناك من التشريعات من وضع تعريفا للتحكيم من بينها املشرع التون�سي و ذلك في نص املادة األولى و التي جاء فيها( التحكيم
هو طريقة خاصة لفصل أصناف النزاعات من قبل هيئة تحكيم يسند إليها األطراف مهمة البت بموجب إتفاقية التحكيم)،4
وكذلك املشرع الفرن�سي حيث عرفه على أنه (إجراء خاص لتسوية بعض الخالفات بواسطة محكمة تحكيم يعهد إليها األطراف
بمهمة القضاء فيها بمقت�ضى اتفاق التحكيم) .أما املشرع الجزائري فلم يضع تعريفا التفاق التحكيم بل ميزبين شرط التحكيم
و مشارطته كوسيلة التفاق االطراف على سلوك طريق التحكيم لتسوية ما ثار أو قد يثور بينهم من نزاع بشأن تنفيذ عقد أو
5
إتفاق ما.
عرف املشرع الجزائري شرط التحكيم في نص املادة 1007من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية املادة (1007االتفاق الذي
يلتزم بموجبه األطراف في عقد متصل بحقوق متاحة بمفهوم املادة 1006أعاله لعرض النزاعات التي قد تثار بشأن هذا العقد
على التحكيم) ،6 .و عرف إتفاق التحكيم في املادة 1011من نفس القانون والتي جاء فيها( اتفاق التحكيم هو االتفاق الذي يقبل
األطراف بموجبه عرض نزاع سبق نشؤه على التحكيم) ،7.يتضح من نص املادة 1011أن املشرع الجزائري قد وضع تعريفا
ملشارطة التحكيم ،و ليس التفاق التحكيم ،وعليه البد من تدخل املشرع الجزائري لتصحيح الوضعية ،وذلك باستبدال لفظ
8
اتفاق التحكيم بلفظ مشارطة التحكيم ،مع ضرورة وضع تعريف شامل التفاق التحكيم.
كما وردت بعض التعريفات للتحكيم في القضاء من بينها ما عرفته محكمة النقض املصرية في قرارصادربتاريخ 20/11/1998
طعن رقم 1430و الذي جاء فيه (ماهيته طريق لفض الخصومات ،قوامه الخروج عن طريق التقا�ضي العادية ،وعدم التقيد
9
بإجراءات املرافعات أمام املحاكم األصول األساسية في التقا�ضي و عدم مخالفة ما نص عليه في باب التحكيم).
أشارت املحكمة الدستورية العليا في مصر إلى تحديد املقصود بالتحكيم بأنه(عرض النزاع املعين بين طرفين على محكم من
االغيار يعين بإختيارها أو بتفويض منهما في صور شروط يحددانها ليفصل هذا املحكم في ذلك النزاع بقرار يكون نائيا عن شبهة
املماالة مجردا من التمايل و قاطعا لدابر الخصومة في جوانبها التي أحالت الطرفان إليه بعد أن يدلي كل منهما بوجهة نظره
10
تفصيال من خالل ضمانات التقا�ضي الرئيسية).
يمكن القول بأن التحكيم (تقنية قانونية تهدف إلى إعطاء حل للمسألة أوالنزاع من قبل هيئة محكم أومحكمين تتمتع بسلطة
الحكم أو القضاء و ذلك ليس تفويضا من دولة و ال من سلطة تشريعية بل تستمد واليتها من إتفاق األطراف على اللجوء إلى
التحكيم ،هؤوالء املحكمين القضاة يمكن أن يكونوا مجرد أشخاص طبيعين أو أشخاص إعتبارية خاصة ،هيئة أو مركز دائم
11
للتحكيم يخول حق الفصل في النزاع الذي ينشأ بين الطرفين بعيدا عن اللجوء إلى القضاء العادي وفقا إلتفاق األطراف).
الفرع الثاني :أنواع التحكيم.
420
يمكن تقسيم التحكيم من حيث إرادة املحتكمين إلى تحكيم اختياري و تحكيم اجباري ،ومن حيث طبيعة العقد و نطاقه إلى
تحكيم وطني و تحكيم دولي ،و من حيث حرية املحكم و سلطاته إلى تحكيم حرو تحكيم مؤس�سي.
-1التحكيم االختياري و التحكيم اإلجباري:
األصل في التحكيم أنه اختياري و أن املرجع لحل النزاعات هو القضاء و التحكيم طريق استثنائي ال يلجأ إليه إال بمحض إرادة
األطراف إال أن هناك حاالت يكون فيها التحكيم إجباري إذ تجبر فيها منشأة و شركات ووزارات العامة و املؤسسات و شركات
12
القطاع العام.
-2التحكيم الوطني و التحكيم الدولي:
تتعدد االجتهادات بشأن املعيار املقترح لحسم وتحديد وصف التحكيم إذا ما كان وطني أو محلي ،و ما إذا كان أجنبي أو دولي،
فهناك عدة معايير من بينها معيار املكان و معيار القانون الواجب التطبيق و معيار طبيعة النزاع ،و معيار جنسية األطراف و
طبيعة النزاع فيكون التحكيم دوليا وفقا لقانون التحكيم املصري إذا كان موضوعه يتعلق بالتجارة الدولية ،ويرى املشرع
13
الجزائري بأن التحكيم يكون دوليا إذا كان يخص النزاعات املتعلقة باملصالح االقتصادية لدولتين على األقل.
-3التحكيم الحرو التحكيم املؤس�سي:
التحكيم الحر يعطي للخصوم حرية اختيار من يشاء من املحكمين مع تجديد القواعد و اإلجراءات التي يتبعونها ،و كذلك
القانون الواجب التطبيق و مكان التحكيم و هوية املحكم ،و هو تحكيم خاص بحالتهم دون غيرهم ،أما التحكيم املؤس�سي يكون
من خالل هيئات أو مؤسسات أو منظمات دولية أو وطنية ،ويطبق بشأنه قواعد و اجراءات محددة مسبقا من قبل االتفاقيات
14
الدولية أو القرارات املنشئة لها.
-4 التحكيم بالقانون والتحكيم بالصلح:
التحكيم بالقانون هو التحكيم الذي يلتزم فيه املحكم بتطبيق القواعد اإلجرائية و املوضوعية للقانون الذي يحكم النزاع،
،أما التحكيم بالصلح فهو الذي يعفي املحكم من التقيد بأحكام القانون و يفصل في النزاع وفقا ملبدأ العدالة ،وصوال إلى حكم
يحفظ التوازن بين مصالح املحتكمين ،حتى ولو كان في هذا الحكم مخالفة ألحكام القانون الذي يحكم وقائع النزاع و الذي يلتزم
القا�ضي بتطبيقه فيما لو عرض النزاع عليه إال أنه مقيد في ذلك بااللتزام باملبادئ األساسية في التقا�ضي و أهمها احترام حقوق
15
الدفاع ليتمتع حكمه بقوة إلزامية في مواجهة املحتكمين.
الفرع الثالث:طبيعة التحكيم.
هناك اختالف فقهي حول تحديد الطبيعة القانونية للتحكيم فهناك من يرى بأنه ذو طبيعة تعاقديه فالتحكيم عقد رضائي
ملزم للجانبين وهومن عقود املعاوضة ،ويعتبرحكم التحكيم جزءا ال يتجزأ من اتفاق التحكيم واملحكم يعهد إليه بمهمة تنفيذ
االتفاق و ال يرقى إلى درجة القضاة ،و هناك من يرى بأن التحكيم ذو طبيعة تعاقدية ،حيث أنه قضاء إجباري ملزم للخصوم متى
16
اتفقوا عليه ،وأن عمل املحكم عمل قضائي و هو ال يعمل بإرادة الخصوم وحدها .
يرى اتجاه ثالث أن التحكيم ذو طبيعة مختلطة يبدأ باتفاق ثم يصير إجراءات ثم ينتهي بقرار هو قرار التحكيم فهو يجمع
421
بين الطابعين القضائي و الرضائي ،17إذ أن التحكيم يغير من طبيعته التعاقدية إلى طبيعة قضائية بفضل تدخل قضاء الدولة
عندما يلجأ إليه األطراف إلعطاء قرار التحكيم القوة التنفيذية ،إذ بهذا األمر يتحول التحكيم إلى عمل قضائي وبدءا من أمر
18
التنفيذ يتحول قرارالتحكيم إلى حكم قضائي.
وترتب على هذه النظرية نتائج قانونية تختلف عن النتائج التي تترتب على األخذ بالنظريتين السابقتين السيما عند تنفيذ
قرارات التحكيم إذ تظل هذه القرارات بمثابة عقد أو اتفاق و لو حازت القرارات على القوة التنفيذية أي األمر بالتنفيذ طبقا
للنظرية التعاقدية البحتة ،أوأن هذه القرارات طبقا للنظرية القضائية تعتبرأحكاما قضائية بغض النظرعن عدم شمولها ألمر
التنفيذ إما طبقا للطبيعة املختلفة أو النظرية املزدوجة ،فإن هذه القرارات و إن اعتبرت عقدا أمر التنفيذ إال أنها تصبح بهذا
19
األمربمثابة الحكم القضائي ومن ثم تخضع بالضرورة عند تنفيذها لقواعد تنفيذ األحكام القضائية األجنبية.
يرى جانب من الفقه أن التحكيم وسيلة قانونية متميزة لفض املنازعات و نظام مستقل بذاته ،وذلك العتبارات عديدة ،منها
أن العقد ليس هو جوهر التحكيم ،و ليس إال أداة خاصة تحقق الهدف الذي يسعى إليه الخصوم ،و تدعيما لهذه النظرية
إتجه البعض إلى الربط بين الهدف الذي يسعى إليه الخصوم ،وهو السعي إلى العدالة على أسس تختلف عن املفهوم التقليدي
لها أمام املحاكم ،وبين استقالليته على األنظمة األخرى ،ويرى عدم تفسير التحكيم في ضوء املبادئ التقليدية ومحاولة ربطه
20
بالعقد أو بالحكم القضائي.
استند أنصار نظرية الطبيعة املستقلة لنظام التحكيم على مجموعة من األسانيد من أهمها ،االتفاق ليس هو جوهر نظام
التحكيم بدليل أن القانون قد يستبعد في بعض الحاالت القضاء العام في الدولة ،ويفرض على املتنازعين االلتجاء إلى نظام
التحكيم لحل منازعاتهم التي تدخل أصال في الوالية القضائية املقررة للقضاء العام في الدولة ،فيما يعرف بنظام التحكيم
اإلجباري .االختالف بين وظيفة نظام التحكيم ووظيفة نظام القضاء.عدم خضوع هيئة التحكيم لنظام القا�ضي في الدولة في
القانون إذا كانت املجتمعات البدائية قد عرفت نظام التحكيم قبل نظام القضاء في الدولة ،ونشأ نشأة مستقلة عنه ،و استمر
قائما بعد ظهوره ،فإن هذا يقت�ضي تمييزه عن القضاء العام في الدولة ،و خضوعه لنظام قانوني خاص يحتفظ له بمرونته،
21
بعيدا عن نظام القضاء في الدولة بضماناته الشكلية الكثيرة ،وقواعده الجامدة.
في تقديرنا أن التحكيم له طبيعته الخاصة فهو يجمع في ذاته بين حقيقتين ،حقيقة كونه يتبع األسس واإلجراءات القضائية
املتبعة أمام املحاكم ،وحقيقة كونه يقوم على أساس اتفاق منشئه أراء الخصوم ويطبق بشأنه القواعد القانونية الواجبة
التطبيق ،وبالتالي يكون حكم التحكيم ليست له طبيعة تعاقدية ألنه وإن كان قد بدأ بداية إرادية باتفاق الخصوم إال أنه ينتهي
بحكم قضائي نافذ جبرا على املحتكمين في حين أن العقود ال تنفذ جبرا .و مهما كانت طبيعة التحكيم إال أن هناك أسباب و
مبررات تشجع على اللجوء إلى التحكيم كطريق بديل لحل النزاعات املتعلقة بالعقود اإلدارية الدولية.
املطلب الثاني :مفهوم العقد اإلداري الدولي و مبررات التحكيم فيه.
تعد العقود اإلدارية الدولية من الظواهر القانونية املستحدثة في مجال العالقات التعاقدية الدولية ،فبالرغم من حداثة
مشكلة العقود التي تبرمها الدول مع األشخاص األجانب تاريخيا إال أن الفقه قد إهتم بها اهتماما كبيرا ،و خاصة الفقه الغربي
422
على عكس دول العالم الثالث بصفة عامة ،و العالم العربي بصفة خاصة ، 22و بما أن هذا النوع من العقود له خصوصية تميزه
عن باقي أنواع العقود األخرى فال بد من اإلملام بمفهوم العقد اإلداري الدولي (الفرع )1و مبررات التحكيم فيه (الفرع .)2
الفرع األول :مفهوم العقد اإلداري الدولي.
العقد اإلداري الدولي هو (العقد الذي تبرمه الدولة بوصفها سلطة عامة ،أو يبرمه شخص طبيعي أو معنوي من رعايا دولة
أخرى ،و قد يكون موضوعه مثال استغالل الثروات الطبيعية للدولة ،حيث تبرم مع دولة أخرى تعاقدا بهذا الصدد لعدم
امتالكها تقنية علمية تمكنها من ذلك فهو عقد يجمع بين مقومات العقد اإلداري من كون أحد أطرافه شخصا معنويا عاما ،و
يتعلق بمرفق عام و تظهرفيه إرادة الشخص املعنوي العام في األخذ بأحكام القانون العام من خالل احتواء العقد على شروط
23
استثنائية غيرمعروفة بالنسبة للعقود املدنية و بين الصفة الدولية من حيث اتصال العقد بمصالح التجارة الدولية).
فتعد العقود اإلدارية من أهم العقود التي تبرمها الدولة ألنها تنصب على تنفيذ مشروعات كبرى و مهمة منها استثمارالثروات
الطبيعية كالنفط و الغازو املعادن و عقود إنشاء املطارات و البنية التحتية و عقود إنشاء و التشغيل و نقل امللكية.
ذهب جانب من الفقه إلى حصر الخصائص التي تميز العقود اإلدارية الدولية عن عقود التجارة الدولية ،و تتمثل هذه
الخصائص بكون أن هذه العقود تبرم باسم الدولة ،إما عن طريق رئيس الدولة أو رئيس الحكومة من جهة و بين شخص أجنبي
يتمتع بالشخصية القانونية بناءا على أحكام قانون الدولة التي يتبعها ،أن تتعلق هذه العقود باستغالل الثروات الطبيعية
للدولة ،أو تتعلق بامللكية العامة أو بإدارة املرافق العامة للدولة و مشروعات البنية األساسية ،تتميز هذه العقود بطول املدة،
تخضع هذه العقود لبعض قواعد القانون الخاص و قواعد غير مألوفة في القانون الخاص ،يتمتع الطرف األجنبي املتعاقد مع
الدولة ببعض املزايا ،تتميز هذه العقود بفكرة الحماية الديبلوماسية للدولة األجنبية التي يتبعها الطرف املتعاقد مع الدولة
24
األجنبية.
يتنازع تمييزالعقد اإلداري الوطني عن العقد اإلداري الدولي معياريين أولهما قانوني ووفقا له يعد العقد اإلداري دوليا إذا كانت
العناصرالقانونية للعقد على اتصال بأكثرمن نظام قانوني واحد و يقصد بالعناصرالقانونية جنسية األطراف و مكان إقامتهم،
ومكان إبرام و تنفيذ العقد هذا إلى جانب لغة التعاقد و العملة املستخدمة في الوفاء املقابل ألداء االلتزام التعاقدي و من ثم فإن
25
العقد يكتسب الصفة الدولية ،متى تطرقت الصفة األجنبية إلى عنصرمؤثرفي العالقة التعاقدية و العكس صحيح.
يرى املعيار الثاني و هو املعيار اقتصادي أن العقد يعد عقدا دوليا متى اتصل بمصالح التجارة الدولية ،بمعنى وجود رابطة
تتجاوز االقتصاد الداخلي لدولة معينة ،فيترتب عليه انتقال حركة األموال و الخدمات بين الدول ،كما يرى بعض الفقه أن
املعيار االقتصادي ال يتعارض مع املعيار القانوني ،حيث أن الرابطة العقدية التي يترتب عليها انتقال األموال أو الخدمات عبر
26
الحدود ،و التي تتعلق بمصالح التجارة الداخلية هي رابطة تتصل بأكثرمن نظام قانوني.
هناك اختالف فقهي حول تحديد الطبيعة القانونية للعقود اإلدارية الدولية ،فهناك اتجاهين ،اتجاه يرى بأن هذه العقود هي
عقود إداريه حيث أن أحد أطراف العقد يكون الدولة أو أحد األشخاص املعنوية العامة ،و تتصل هذه العقود بنشاط مرفق
عام ،و تتضمن شروطا استثنائية غير معروفة في عقود القانون الخاص ،أما االتجاه الثاني يرى بأن هذه العقود ذات طبيعة
423
خاصة إذ تحتوي على شروط استثنائية غيرمألوفة في العقود اإلدارية .
27
424
شرط التحكيم ،و إذا كانت هذه األسباب التي تدفع الطرف املتعاقد مع الدولة إلى التمسك بشرط التحكيم ،إال أنه هناك سبب
يقوم في جانب الدولة ذاتها و يحفز على التحكيم الذي يعتبر ضمانة إجرائية لتشجيع االستثمار فتقبل الدولة على التحكيم
كضمانة لتشجيع االستثمارعلى إقليمها وهو األمرالذي دفع بالكثيرمن الدول إلى تضمين قوانينها نصوصا صريحة تفيد بقبول
32
التحكيم.
قام املشرع الجزائري بدوره بتضمين القانون العام لالستثمار مجموعة من الحوافز و الضمانات و عناصر الثقة لتوفير مناخا
اقتصاديا أمنا مريحا لرؤوس األموال الوافدة و التي من أهمها ،حرية االستثمار و حرية اختيار الشكل القانوني للشركة و نوع
النشاط و مكان إقامة املشروع ،صنع الحوافز املالية و الجبائية و اإلعفاءات من الرسوم الجمركية ،حرية اللجوء إلى التحكيم
33
الدولي في حالة وقوع نزاع بين املستثمرو الدولة.
-عدم وجود محكمة دولية متخصصة لفض مثل هذه النزاعات:ال توجد في العالم محكمة دولية متخصصة لفض مثل هذه
املنازعات ،فال يمكن للطرف األجنبي املتعاقد مع الدولة أن يلجأ إلى محكمة العدل الدولية لفض الخالفات التي تنشأ بينه و بين
34
الدولة.
-يعتبر التحكيم متالئما مع ما تقتضيه التجارة و خاصة التجارة الدولية :خالفا للقضاء الوطني يقوم التحكيم على إجراءات
بسيطة ال مكانة للشكلية فيها ،و ال للتعقيد في اختيار اإلجراءات و القانون املنطبق هكذا يقدم التحكيم على أنه قضاء ير�ضي
األطراف و يحاول الوصول إلى الحل األمثل يضاف إلى هذه املنافع املرجوة من التحكيم أنه يجنب األطراف متاهات تنازع
35
االختصاص القضائي في العالقات الدولية و ما تثيره من تعقيدات .
و عليه يمكن القول أنه من أهم مبررات اللجوء إلى التحكيم في العقود اإلدارية الدولية تخوف الطرف املتعاقد مع الدولة
من افتقاد قضائها لحياده و أيضا خشية من تمسك الدولة بالحصانة القضائية ،ألن تمتع الدولة بالحصانة القضائية تمنع
القضاء الوطني ألية دولة أخرى عن نظر املنازعات التي تكون طرفا فيها ،فتجعل من التحكيم الوسيلة املثالية لحسم منازعاتها
مع الطرف األجنبي .باإلضافة إلى عدم وجود هيئة قضائية ذات اختصاص دولي لفض منازعات العقود اإلدارية ،حيث ال يمكن
للطرف األجنبي املتعاقد مع اإلدارة أن يقف خصما لإلدارة املتعاقدة أمام محكمة العدل الدولية ،حيث ال تختص تلك املحكمة
سوى بالنظرفي منازعات الدول.كما أن الدولة تقدم التحكيم كضمانة إجرائية من أجل تشجيع االستثمارعلى أراضيها
انتقد البعض التحكيم في العقود اإلدارية الدولية ،ألنه يضع املنازعة في أغلب الحاالت إن لم يكن كلها ،بين يدي محكمين
أجانب يطبقون قانونا أجنبيا ،األمر الذي يصبح أكثر خطرا عندما يتعلق التحكيم بعقود تتصل باستغالل الثروات الطبيعية،
أو عقود االمتيازالتي تتعلق بها ،و التي قد تمتد سنين طويلة ،أو عقود تمس األمن القومي مثل عقود التنمية و نقل التكنولوجيا،
ففي كل هذه األحوال يعتبراللجوء إلى التحكيم خطرا ال يتناسب مع الفائدة املرجوة ،و قد انتهى هذا الرأي رغبة منه في التقليل
من مخاطرالتحكيم في العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي ،املتعلقة بمصالح الدولة العليا أو باألمن القومي إلى تطلب أن تصدر
املوافقة بتسوية منازعاتها عن طريق التحكيم بقرار من رئيس مجلس الوزراء ،و ذلك ضمانا لعدم إساءة استخدام التحكيم
36
كطريق بديل لحل النزاعات في مثل هذه العقود.
425
املبحث الثاني :موقف التشريعات و القضاء من التحكيم في العقود اإلدارية الدولية.
تختلف التشريعات بين مؤيد للتحكيم في العقود اإلدارية و بين راف�ضي للتحكيم في العقود اإلدارية الدولية (املطلب األول) و
منه يختلف أيضا دور القضاء (املطلب الثاني).
املطلب األول :موقف بعض التشريعات من التحكيم في العقود اإلدارية الدولية.
تناول املشرع املصري التحكيم من خالل القانون رقم 27لسنة 1994املنظم للتحكيم ،و لقد تضمنت املادة األولى والتي جاء
فيها (مع عدم اإلخالل بأحكام االتفاقيات الدولية املعمول بها في جمهورية مصر العربية ،تسري أحكام هذا على كل تحكيم بين
أطراف من أشخاص القانون العام أو القانون الخاص أيا كانت طبيعة العالقة القانونية التي يدور حولها النزاع إذا كان هذا
37
التحكيم يجري في مصرأو كان تحكيما تجاريا دوليا يجري في الخارج و اتفق أطرافه على إخضاعه ألحكام هذا القانون).
فوفقا لقانون التحكيم في املواد املدنية و التجارية رقم 27لسنة 1994يجوز التحكيم في الخارج في املنازعات املثارة بشأن
هذه العقود إال أنه بالنسبة للحكم الصادرفي الخارج يشترط إلصدارأمربتنفيذه في القضاء املصري شرطين ،أن يكون صادرا في
مسألة يجوز فيها التحكيم في القانون املصري ،و عدم اختصاص املحاكم املصرية بنظرالنزاع.
لكن بالرجوع إلى املادة األولى الفقرة الثانية من قانون التحكيم املصري املعدلة بالقانون رقم 9لسنة 1997والتي جاء فيها(
وبالنسبة إلى منازعات العقود اإلدارية يكون االتفاق على التحكيم بموافقة الوزير املختص أو من يتولى اختصاصه بالنسبة
لألشخاص االعتبارية العامة و ال يجوز التفويض في ذلك) ،38نجد بأن املشرع املصري أعطى صراحة لألشخاص االعتبارية
العامة الحق في إبرام اتفاق التحكيم واشترط أخذ املوافقة من الوزير املختص أو من يتولى اختصاصه بالنسبة لألشخاص
39
االعتبارية ،واملالحظ أن تعديل نص هذه املادة أدى إلى عودة إشكالية التحكيم في منازعات العقود اإلدارية في القضاء املصري.
انتقد التعديل الذي جاء به القانون رقم 9لسنة 1997على أساس أنه لم يحقق ما كان منتظرا أن يحققه في املعامالت القانونية
الخاضعة لنظام التحكيم ،ولهذا وجب على املشرع أن يتدارك الصعوبات التي كشفت عنها األحكام القضائية واألحكام الصادرة
40
من الهيئات التحكيمية ،حيث أن االستقراراالجتماعي يتطلب استقرارا في املعامالت االقتصادية واالجتماعية.
أما بالنسبة للمشرع الفرن�سي ،فإن القاعدة العامة للتحكيم في العقود اإلدارية في القانون الفرن�سي هي عدم جواز التحكيم
في هذه العقود ما لم يوجد نص قانوني يجيز ذلك ،و رغبة من املشرع الفرن�سي في استقطاب رؤوس األموال األجنبية فقد
استثنى العقود اإلدارية الدولية من هذه القاعدة ،و ذلك بعد رفض مجلس الدولة الفرن�سي في الفتوى الصادرة منه بتاريخ 6
مارس 1986االعتراف بمشروعية شرط التحكيم الوارد في العقد املبرم بين إحدى املحافظات الفرنسية و شركة (والت ديزني)
األمريكية بهدف إنشاء مدينة مالهي في هذه املحافظة و بناءا على ذلك صدرالقانون رقم 972الصادربتاريخ 19أغسطس 1986
الذي أجاز للدولة و املقاطعات و املؤسسات العامة أن تقبل شرط التحكيم في العقود الدولية املبرمة مع شركات أجنبية و ذلك
41
استثناءا من أحكام املادة 2060من القانون املدني.
بالنسبة لقانون التحكيم السعودي من خالل نص املادة 3و الذي جاء فيها ( ال يجوز للجهات الحكومية اللجوء للتحكيم
لفض منازعاتها مع اآلخرين إال بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء و يجوز بقرار من مجلس الوزراء تعديل هذا الحكم)،42و عليه
426
ال يجوز للجهات الحكومية اللجوء للتحكيم لفض منازعاتها مع اآلخرين إال بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء و يجوز بقرار من
43
مجلس الوزراء تعديل هذا الحكم.
قد أعطى قانون التحكيم األردني الجديد و بصراحة تامة األحقية لألشخاص االعتبارية العامة بأن يكونوا أطرافا في اتفاق
التحكيم و ذلك في املادة 3و التي جاء فيها ( تسري أحكام هذا القانون على كل تحكيم اتفاقي يجري في اململكة و يتعلق بنزاع مدني
أو تجاري بين أطراف أشخاص القانون العام أو القانون الخاص أيا كانت طبيعة العالقة القانونية التي يدور حولها النزاع عقدية
44
كانت أو غيرعقدية).
انتقدت هذه املادة على أساس أنه من الناحية السياسية السماح لألشخاص االعتبارية العامة بالدخول في اتفاقيات
التحكيم قد يعرض األموال العامة و ثروات الدول و خصوصا النامية منها للضياع ،و حجة هذا الجانب أن األطراف األجنبية و
غالبا ما يكونوا مستثمرين أجانب يمكن لهم من خالل التحكيم الحصول على مكتسبات و مزايا لن يستطيعوا الحصول عليها
45
إذا ما أحيل النزاع إلى القضاء الوطني لهذه الدول.
نص املشرع املغربي في الفقرة األولى من املادة 308من القانون رقم 05-08املتعلق بالتحكيم و الوساطة االتفاقية ( يجوز
لجميع األشخاص من ذوي األهلية الكاملة سواء كانوا طبيعيين أو معنويين ،أن يبرموا اتفاق تحكيم في الحقوق الي يملكون حرية
التصرف فيها ضمن الحدود ووفق اإلجراءات و املساطر املنصوص عليها).46املشرع املغربي سمح لكل األشخاص سواء كانوا
أشخاص طبيعية أو معنوية اللجوء إلى التحكيم كطريق بديل لحل النزاعات ،و عليه لديهم الحق أن يبرموا اتفاق التحكيم في
الحقوق التي يملكون حرية التصرف فيها ،فلم يميزاملشرع املغربي بين أشخاص القانون العام و أشخاص القانون الخاص ،مما
يفيد أن املشرع املغربي قد سمح ألشخاص القانون العام باللجوء إلى التحكيم.
سماح املشرع املغربي لهؤالء األشخاص باللجوء إلى التحكيم قيده بشروط و ذلك من خالل نص املادة 310من القانون 05-
،08حيث نجد أن املشرع قد منع التحكيم في النزاعات املتعلقة بالتصرفات األحادية للدولة أو الجماعات املحلية أو غيرها من
الهيئات املتمتعة باختصاصات السلطة العمومية من جهة أولى ،ومن جهة ثانية قيد اللجوء إلى التحكيم في النزاعات املتعلقة
بالعقود اإلدارية بضرورة التقيد باملقتضيات الخاصة باملراقبة و الوصاية ،سواء تعلق األمر بالدولة أو الجماعات املحلية أو
املؤسسات العمومية أو حتى املقاوالت العمومية كل حسب مضمون الوصاية املقررة له.
املشرع الجزائري و من خالل نص املادة 442الفقرة 3كان يحظر على األشخاص املعنوية العامة اللجوء إلى التحكيم ،إال
أنه من الناحية العملية كان الوضع مختلفا ،فقد أبرمت الجزائر عدة عقود في مجال البترول مع الشركات األجنبية الخاصة
تضمنت شرط التحكيم ،منها العقد الذي أبرم مع شركة األمريكية و الذي استمر حتى بعد تأميم املحروقات سنة ،1971
ونظام التحكيم الجزائري الفرن�سي املوقع في 27/3/1983والذي يعتبر تجسيدا لالتفاق املبرم بين الحكومتين في ،21/6/1982
اتفاق 29جويلية 1965املتعلق بالتعاون في مجال استغالل الثروات الهيدروكربونية والذي اشتمل على نظام التوفيق و نظام
47
التحكيم ،اتفاقية إيفيان لسنة .1962
فوفقا للقانون الجزائري القديم فليس للدولة وال لألشخاص العمومية حق اللجوء إلى التحكيم ،وكل لجوء إلى التحكيم
427
يعتبرباطال ألن الرضا صادرمن عديم األهلية ،وهذا نفس اتجاه القانون الفرن�سي القديم ،إال أن هذا املنع لم يعد موجودا بعد
صدور املرسوم الذي يعدل قانون اإلجراءات املدنية و عليه ألغيت املادة .442
سمح املشرع الجزائري للدولة و هيئاتها العامة اللجوء إلى التحكيم في عالقاتهم التجارية و ذلك من خالل املرسوم التشريعي
،93/09و لقد أكد هذا املوقف و ذلك من خالل قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية الجديد ،48إذ جاء في نص املادة (1006يمكن
لكل شخص اللجوء إلى التحكيم في الحقوق التي له مطلق التصرف فيها.اليجوز التحكيم في املسائل املتعلقة بالنظام العام و
حالة األشخاص و أهليتهم.و ال يجوز لألشخاص املعنوية العامة أن تطلب التحكيم ،ماعدا في عالقاتها االقتصادية الدولية أو
في إطارالصفقات العمومية).
سمح املشرع الجزائري من خالل قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية الجديد لألشخاص املعنوية العامة املتمثلة في مؤسسات
الدولة و الشركات العمومية و املؤسسات االقتصادية العامة الحق في اللجوء إلى التحكيم فيما يتعلق بعالقاتها االقتصادية
الدولية لتسوية املنازعات التي قد تنشأ عن هذه العالقات خصوصا مع تزايد هذه املعامالت ،مع اإلشارة إلى املشرع الجزائري
أجاز التحكيم ألشخاص القانون العام في عالقاتهم االقتصادية عوض التجارية في املرسوم التشريعي لسنة 1993كما سبق
اإلشارة إليه.49أجازاملشرع الجزائري أيضا لألشخاص املعنوية العامة إمكانية اللجوء إلى التحكيم فيما يتعلق بإبرام الصفقات
العمومية و ما ينشأ عنها من منازعات.
يمكن أن نستنتج أنه كانت معظم التشريعات وفي مقدمتها القانون الفرن�سي ،تحظرعلى األشخاص املعنوية العامة التحكيم،
ألن التحكيم في املنازعات اإلدارية من شأنه أن يجعل االختصاص بنظر هذه املنازعات لغير القضاء اإلداري ،كما يؤدي إلى
خضوع هذه املنازعات إلى قوانين أخرى غير القانون اإلداري األمر الذي يعرض األموال العامة والثروة القومية للخطر ،ولكن
مع األخذ بسياسة الخصخصة والتحول إلى النظام الرأسمالي الحر وانسحاب الدولة من مجال االقتصاد ،ومع مطالبة الدول
الرأسمالية الكبرى لكافة الدول بفتح أسواقها أمام االستثمارات األجنبية ،وإزالة كافة العراقيل التي تمنع انتقال رؤوس األموال
من مكان إلى آخر .وعليه كان البد من التوسع في األخذ بنظام التحكيم كطريق بديل لحل النزاعات اإلدارية ،وبإجازة التحكيم في
املنازعات اإلدارية ،تكون الدول قد تنازلت عن التمسك بقواعد قانونها الداخلي ،التي تمثل عقبة في طريق االستثمارات األجنبية
.هذا هو موقف أغلب التشريعات فهل أخذ القضاء بما جاء في مختلف التشريعات.
املطلب الثاني :موقف القضاء من التحكيم في العقود اإلدارية
اختلفت التطبيقات القضائية في النظام القضائي الفرن�سي حول إمكانية لجوء الدولة و أشخاص القانون العام األخرى
للتحكيم في العقود اإلدارية ما بين مؤيد ومعارض ،فبالنسبة للقضاء العادي فبالرغم من أن املنع الوارد على التحكيم في العقود
اإلدارية نص عليه املشرع الفرن�سي في قانون اإلجراءات املدنية ،إال أن القضاء العادي لم يسلم بذلك ،حيث تم استبعاد هذا
الحظربشكل نهائي في إطارالتحكيم الدولي ،وذلك على أساس وجود قاعدة مادية في مجال القانون الدولي الخاص مفادها صحة
50
تقريراتفاق التحكيم في املعامالت الدولية التي تجريها األشخاص العامة و استقالل هذا االتفاق عن حكم أي قانون داخلي.
و قد أقرت جهات القضاء الفرن�سي العادي على مختلف درجاته هذا املوقف و من أمثلة ذلك ،ما ذهبت إليه محكمة النقض
428
الفرنسية في قرارها الصادرفي 14/04/1964في قضية سان كارلو ،كما قررت في حكم أخرصادربتاريخ 1966 /02/05في قضية
وزارة النقل البحري الفرنسية و مالك سفينة يوناني ،حيث قضت بصحة شرط التحكيم الوارد في العقد و أن الحظر الوارد في
51
نصوص القانون الفرن�سي قاصرعلى العقود الداخلية.
ترجع وقائع قضية (سان كارلو ) إلى وجود شرط التحكيم في سند الشحن طرفه أحد األشخاص املعنوية العامة و طبقا
لشرط التحكيم يتم إحالة كافة املنازعات للتحكيم ،وقد قام الشخص املعنوي العام بالطعن أمام محكمة النقض الفرنسية
ببطالن شرط التحكيم على أساس أن املسألة تتعلق باألهلية و من ثم يطبق القانون الفرن�سي لتحديد أهلية هذه املنشأة
العامة ،وقد صدر حكم النقض في 14أفريل 1964مقررا صحة شرط التحكيم الذي تبرمه الدولة أو أحد األشخاص املعنوية
العامة على أساس أن املنع من التحكيم ال يشكل مشكلة األهلية في معنى املادة 3فقرة 3وأن هذه املسألة تخضع لقانون جنسية
األطراف املتعاقدة ،و من ثم فإن املنع املقرر في املادتين 1004و 83من قانون املرافعات الفرن�سي القديم ال يشكل عقبة أمام
52
املنشآت العامة و خضوعها كباقي أطراف القانون الخاص لقانون أجنبي يجيزصحة شرط التحكيم عندما يكون العقد دوليا.
ففي قضية السفينة ( )GALAKISوالتي تتعلق بنزاع خاص بعقد مشارطة تم إبرامه في لندن 1940بين وزارة النقل البحري
الفرنسية ومالك السفينة اليونانية ()GALAKISوكان من بين بنود املشارطة شرطا يق�ضي بإحالة أي نزاع ينشأ عن هذا العقد
للتحكيم في لندن وصدرحكم التحكيم ،إال أن وزارة النقل البحري دفعت بعدم أهليتها للتحاكم وفقا ألحكام القانون الفرن�سي و
من ثم امتنعت عن التحكيم ،وقد رفضت محكمة النقض الفرنسية في 21ماي 1966هذا الدفع مقررة صحة شرط التحكيم،
ومن ثم أقرت بوجود قاعدة موضوعية في القانون الفرن�سي تق�ضي بصحة شرط التحكيم في العقود الدولية املبرمة لحاجات
53
ووفقا لشروط و مقتضيات التجارة البحرية.
وعلى النقيض من موقف القضاء العادي حرص مجلس الدولة على التطبيق الدقيق ملبدأ الحظر ،لكن لم يكن من املتصور
أن يظل مجلس الدولة الفرن�سي متمسكا بالتطبيق الحرفي ملبدأ حظر لجوء الدولة و أشخاص القانون العام للتحكيم الذي
نصت عليه املادتان 83و 1004من قانون املرافعات و املادة 2060من القانون املدني ،فقد كان من املتوقع أن يغير مجلس
الدولة االتجاه الذي استقر عليه لزمن طويل ،و بالفعل فقد قدم مجلس الدولة تقريرا للحكومة عام 1993بشأن الوسائل
54
البديلة لحسم املنازعات اإلدارية ،و أهمها التوفيق و الصلح و التحكيم.
بالنسبة ملوقف القضاء الجزائري من التحكيم في العقود اإلدارية ،فقد سايرالقضاء الجزائري موقف املشرع الجزائري املجيز
للتحكيم في العقود اإلدارية الدولية التي تكون الدولة الجزائرية أوإحدى هيئاتها العامة طرفا فيها ،فقد رضيت الجزائربالتحكيم
في كثيرمن عقودها التجارية ،و على سبيل املثال أخذت عينة من هذه العقود ،حيث أنه في سبعة عشرعقدا من عقود التجارة
الدولية فإن عشرة عقود تضمنت شرطا تحكيميا يحيل إلى تحكيم غرفة التجارة الدولية ،و أربعة عقود فقط أحالت النزاع
55
للقضاء ،ثالثة منها للقضاء الجزائري وواحد للقضاء اإلنجليزي.
ومهما يكن من أمر ،فإن الجزائر عرفت التحكيم منذ عدة سنوات و لو بشكل بسيط ،و من أمثلة ذلك النزاع الذي قام بين
مؤسسة جزائرية و شركة يوغسالفية ،فعرض النزاع على املحاكم الجزائرية ،فأصدر مجلس قضاء الجزائر قرارا يق�ضي فيه
429
بإلغاء حكم محكمة بئرمرادرايس محكمة أول درجة الذي فصل في النزاع مستندا إلى املادة 442من قانون اإلجراءات املدنية،
56
مقررا عدم االختصاص باملوضوع و معترفا بذلك بصحة شرط التحكيم الدولي الذي يربط األطراف.
الخاتمة:
من خالل الدراسة اتضح أن التحكيم أصبح من أهم الوسائل لفض املنازعات ،و هذا الواقع فرضته ظروف العوملة و
االتجاهات العاملية الحديثة ،حتى شمل بنطاقه عقود الدولة اإلدارية.
ونظرا ألهمية التحكيم و ما يتميز به نظام التحكيم من مزايا منها حرية األطراف املتعاقدة و التحرر من القيود التشريعية،
و كذلك سرعة الفصل في املنازعات و غيرها من العوامل التي ساعدت على انتشار التحكيم ،أصبح يشمل منازعات العقود
اإلدارية الدولية ،هذا ما أثارجدال فقهيا و قانونيا و قضائيا في مختلف األنظمة القانونية.
هناك من التشريعات من تؤيد التحكيم في منازعات العقود اإلدارية ،و هناك من يرفض اللجوء إلى التحكيم في العقود
اإلدارية ،لكن من خالل الدراسة اتضح أن التحكيم أصبح ضرورة يفرضها الواقع ،لهذا البد للمشرع الجزائري أن يساير هذا
الواقع ،و ذلك من خالل وضع نصوص قانونية واضحة تسمح بإبرام اتفاق التحكيم في العقود اإلدارية الدولية.
الهوامش:
- 1الخالدي(إيناس)،التحكيم اإللكتروني ،بدون طبعة ،2009 ،دارالنهضة العربية ،القاهرة ،ص.30
-3بوختالة منى ،التحكيم كوسيلة لتسوية املنازعات في مجال اإلستثمار ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير ،القانون العام ،كلية الحقوق،
- 4قانون عدد 42لسنة 1993مؤرخ في 26أفريل 1993يتعلق بإصدارمجلة التحكيم ،الرائد الرسمي العدد 3 ، 33ماي .1993
- 5بن سعيد لزهر ،التحكيم التجاري الدولي وفقا لقانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية و القوانين املقارنة ،دارهومه ،الجزائر ،2012 ،ص .50
- 6قانون رقم 08-09املؤرخ في 25فبراير ،2008املتضمن قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ،الجريدة الرسمية ،العدد ، 21لسنة .2008
- 7نفس املرجع.
- 9الدسوقي عامر ،الحماية القانونية لالستثمارات االجنبية املباشرة و دور التحكيم في تسوية املنازعات الخاصة بها ،الطبعة األولى ،املركزالقومي
- 10عي�سى حسام عبد الحليم ،التحكيم في العقود اإلدارية و دوره في تسوية منازعات اإلسنتثمار ،املؤتمرالعلمي الثاني بعنوان القانون و
االستثمار ،كلية الحقوق ،جامعة طنطا ،من 29إلى 30أفريل ،2015 ،ص.21.1ص .5
430
- 14الدسوقي عامر ،مرجع سابق ،ص ص .295-296
- 16مناني فراح ،التحكيم طريق بديل لحل النزاعات حسب أخرتعديل لقانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية الجزائري ،دارالهدى ،الجزائر،2010 ،
ص ص .36-40
-17البستاني(سعيد يوسف) ،القانون الدولي الخاص ،تطور وتعدد طرق حل النزاعات الخاصة الدولية ،الطبعة األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية،
،2004ص .271
-18جاء في أحد أحكام املحكمة الدستورية العليا املصرية أن إتفاق التحكيم يمر بمراحل ،إذ جاء في الحكم مايلي( ...و إنما يتعين التمييز في نطاق
التحكيم بين مراحل ثالث تتصل حلقاتها و تتكامل ،بما مؤداه تضامنها فيما بينها ،و عدم جوازفصلها عن بعضها البعض ،و إال كان التحكيم مجاوزا
إرادة الطرفين املتخاصمين متنكبا مقاصدهما ،ذلك أن أولى مراحل التحكيم يمثلها اإلتفاق عليه ،ويرتد متراجعا في مرحلته الوسطى ،وهي مرحلة
التداعي التي يدخل بها التحكيم في عداد األعمال القضائية..... ،و تلك مهمة ال شأن إلرادة هذين الطرفين بها بل تتوالها أصال الدولة التي يقع التنفيذ
في إقليمها و تلك هي املرحلة الثالثة للتحكيم التي تتمثل في إجتناء الفائدة املقصودة منه ،و التي تتعلق بها الهدف من التحكيم و يدور حولها ،و بدونها
يكون عبثا) الفقرة رقم 9من الطعن رقم 13سنة قضائية 15مكتب فني 6تاريخ الجلسة 17/12/1994صفحة رقم ،408شهاب (محمد) ،أساسيات
التحكيم التجاري الدولي و القوانين و اإلتفاقيات املنظمة للتحكيم عربيا و عامليا ،الطبعة األولى ،مكتبة الوفاء القانونية ،مصر ،ص ص .306 -305
- 21التحيوي محمود السيد عمر ،الطبيعة القانونية لنظام التحكيم ،منشأة املعارف ،اإلسكندرية ،2003 ،ص ص .258-259
-22قمرعبد الوهاب ،التحكيم في منازعات العقود اإلدارية في القانون الجزائري ،دراسة مقارنة ،داراملعرفة ،الجزائر ،2009 ،ص193
- 25خليفة عبد العزيزعبد املنعم ،التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الداخلية و الدولية ،الطبعة األولى ،2006 ،ص ص .130-131
- 29املراغي أحمد عبد الاله ،دور التحكيم في تشجيع و حماية اإلستثمارات االجنبية،دراسة مقارنة ،املكتب الجامعي الحديث ،مصر ،2015 ،ص ص
.66-67
431
- 33نفس املرجع ،ص ص .213-214
- 34يجب اإلشارة في هذا الصدد إلى أنه توجد مراكزلتسوية منازعات اإلستثمار ،ومن أهمها املركزالدولي لتسوية منازعات اإلستثماراألكسيد والذي
تم إنشاءه بموجب إتفاقية واشنطن املؤرخة في 18مارس ،1965و لدينا كذلك اتفاقية تسوية منازعات اإلستثمار بين الدول العربية املضيفة
لالستثمارات العربية و مواطني الدول العربية األخرى لعام ،1974شهاب محمد ،مرجع سابق ،ص ص .276-288
- 35الشادلي لطفي ،التصدي للمماطلة و التعطيل في التحكيم التجاري الدولي ،موسوعة الفكرالقانوني ،العدد ،5دارالهالل للخدمات اإلعالمية،
ص .66
-37قانون التحكيم املصري،قانون رقم 27سنة ،1994صدربرئاسة الجمهورية في 7ذي القعدة سنة 1414املوافق ل 18أفريل ،1994منشور على
املوقعorg.damascusbar.www :
- 38قانون رقم 27لسنة 1994بشأن التحكيم في املواد املدنية و التجارية بصيغته املعدلة بالقانون رقم 9لسنة ،1997منشور على املوقع.www:
int.wipo
- 39املهدي محمد أمين ،عودة إشكالية التحكيم في منازعات العقود اإلدارية ،مجلة التحكيم العاملية ،2013 ،العدد ،20ص ص ،31-50ص .34
- 44قانون التحكيم األردني رقم 31لعام 2001و املنشور بالجريدة الرسمية رقم 4496بتاريخ 16/7/2001وبدأ العمل به بتاريخ .16/8/2001
int.wipo.www
-45الجاز(عمرمشهور حديثة) ،إتفاق التحكيم في ظل قانون التحكيم األردني رقم 31لسنة ،2001املجلة اللبنانية للتحكيم العربي و الدولي،
48 -Issad(Mohand ,)La nouvelle loi algérienne relative à larbitrage international,Revue de larbitrage, N3 , Juillet- Septembre,
2008, P422
49- trari tani( Mustapha), le nouveau droit algerien de l arbitrage commercial international (2008-2009) compare au nouveau
- 50بن عمرحمد ،أثرالتحكيم على العقود اإلدارية في التشريع الجزائري و املقارن ،الصفقات العمومية نموذجا ،مذكرة ماجستيرفي الحقوق،
تخصص قانون إداري ،جامعة محمد بوضياف ،املسيلة 09 ،جوان ،2015ص .10
432
- 51نفس املرجع ،ص .10
- 52بودالي خديجة ،إتفاق التحكيم في عقد النقل البحري ،دراسة مقارنة ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص ،جامعة أبو بكر
الكتب:
-البستاني سعيد يوسف ،القانون الدولي الخاص ،تطور و تعدد طرق حل النزاعات الخاصة الدولية ،الطبعة األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية،
.2004
-التحيوي محمود السيد عمر ،الطبيعة القانونية لنظام التحكيم ،منشأة املعارف ،اإلسكندرية2003 ،
-الدسوقي عامر ،الحماية القانونية لالستثمارات االجنبية املباشرة و دور التحكيم في تسوية املنازعات الخاصة بها ،الطبعة األولى ،املركز القومي
املراغي أحمد عبد الاله ،دور التحكيم في تشجيع و حماية االستثمارات األجنبية،دراسة مقارنة ،املكتب الجامعي الحديث ،مصر. 2015 ،
-بن سعيد لزهر ،التحكيم التجاري الدولي وفقا لقانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية و القوانين املقارنة ،دارهومه ،الجزائر ،2012 ،ص .50
-خليفة عبد العزيزعبد املنعم ،التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الداخلية و الدولية ،الطبعة األولى2006 ،
-قمرعبد الوهاب ،التحكيم في منازعات العقود اإلدارية في القانون الجزائري ،دراسة مقارنة،داراملعرفة ،الجزائر.2009 ،
-مناني فراح ،التحكيم طريق بديل لحل النزاعات حسب أخرتعديل لقانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية الجزائري ،دارالهدى ،الجزائر.2010 ،
املقاالت:
-الجازعمرمشهور حديثة ،إتفاق التحكيم في ظل قانون التحكيم األردني رقم 31لسنة ،2001املجلة اللبنانية للتحكيم العربي و الدولي،2003 ،
العدد .22
الشادلي لطفي ،التصدي للمماطلة و التعطيل في التحكيم التجاري الدولي ،موسوعة الفكرالقانوني ،العدد ،5دارالهالل للخدمات اإلعالمية..
-املهدي محمد أمين ،عودة إشكالية التحكيم في منازعات العقود اإلدارية ،مجلة التحكيم العاملية ،2013 ،العدد .20
433
-عي�سى حسام عبد الحليم ،التحكيم في العقود اإلدارية و دوره في تسوية منازعات اإلسنتثمار ،املؤتمرالعلمي الثاني بعنوان القانون و االستثمار،
القوانين:
-قانون رقم 08-09املؤرخ في 25فبراير ،2008املتضمن قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ،الجريدة الرسمية ،العدد 21لسنة .2008
القانون رقم 08-05الذي نشرفي الجريدة الرسمية ،رقم ،5584بتاريخ 6ديسمبرcom.blogspot.ecoledroitmarocaine//:https .2007
-قانون التحكيم األردني رقم 31لعام 2001و املنشور بالجريدة الرسمية رقم 4496بتاريخ 16/7/2001وبدأ العمل به بتاريخ .www.16/8/2001
int.wipo
-قانون رقم 27لسنة 1994بشأن التحكيم في املواد املدنية و التجارية بصيغته املعدلة بالقانون رقم 9لسنة ،1997منشور على املوقع.www:
int.wipo
-قانون التحكيم املصري،قانون رقم 27سنة ،1994صدربرئاسة الجمهورية في 7ذي القعدة سنة 1414املوافق ل 18أفريل ،1994منشور على
املوقعorg.damascusbar.www :
-قانون عدد 42لسنة 1993مؤرخ في 26أفريل 1993يتعلق بإصدارمجلة التحكيم ،الرائد الرسمي ،العدد 3 ، 33ماي .1993
األطروحات:
-بودالي خديجة ،اتفاق التحكيم في عقد النقل البحري ،دراسة مقارنة ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص ،جامعة أبو بكر
-بن عمرحمد ،أثرالتحكيم على العقود اإلدارية في التشريع الجزائري و املقارن ،الصفقات العمومية نموذجا ،مذكرة ماجستيرفي الحقوق،
-بوختالة منى ،التحكيم كوسيلة لتسوية املنازعات في مجال اإلستثمار ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير ،القانون العام ،كلية الحقوق،
Livre :
Article :
--Issad(Mohand ,)La nouvelle loi algérienne relative à larbitrage international,Revue de larbitrage, N3 , Juillet- Septembre, 2008
- trari tani( Mustapha), le nouveau droit algerien de l arbitrage commercial international (2008-2009) compare au nouveau droit
434