Professional Documents
Culture Documents
1 PB
1 PB
تأثير التحصيل الدراسي على غياب التلميذات والتالميذ بالتعليم الثانوي -ثانوية محمد
الخامس بالمديرية االقليمية بالرشيدية نموذجا
The effect of academic success on the absence of students in
secondary education - Mohamed V from secondary school to the
regional office of Errachidia as a model
مـحمد أتانوت ،1زايـد فاسكـة ،*2سي محمد بوزين*3
1الثانوية التأهيلية محمد الخامس ،المديرية االقليمية لوزارة التربية الوطنية بالرشيدية ،المغرب.
2فريق التوجهات الحديثة في ديداكتيك العلوم ،المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرشيدية ،المغرب
3فريق البحث في سبل االرتقاء بالتربية والتكوين ،المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرشيدية ،المغرب
* مختبر الدراسات واالبحاث في علوم التربية والديداكتيك والتدريس ،المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرشيدية،
المغرب.
faskacfi@yahoo.fr
االستالم 9:يناير2021م ،القبول 30يونيو 2021م
— Abstract
The study achieved a set of results through the application of statistical tools used, in order to
answer the subject of the study, and the question related to the direct relationship between academic
success and repeated absence among students of the Muhammad V qualification secondary in
Gulmima.
128
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
After a study investigating the records of students and students affected by the phenomenon of
repeated absences, and after using the computer system the research intention path in the academic
results of the group concerned, it was confirmed that most of students affected by repeated absences
have suffered from a lack of education in recent years.
And through direct meetings with the studies target group, it was confirmed that school
performance has a direct effect on frequent absence, especially in certain school subjects.
From the analysis, the results of the questionnaire presented to the students, it was shown that
academic and institutional reasons are among the main reasons for the frequent absence of
students. After carrying out sociometric measurements of the elements of the two axes, it was found
that they are interconnected and form a single structure requiring concerted efforts from all
educational and administrative actors, all partners and civil society.
As for the questionnaire presented to educational executives, it showed that a set of measures
contributing to reducing the phenomenon of frequent absences required other additional measures
which hamper the measures taken. The executives of administrative and educational institutions
)can work to implement them in order to reduce this phenomenon (frequent absences.
At the end of the research, a set of practical and procedural suggestions and recommendations were
identified to mitigate the impact of prior learning and gains on the phenomenon of repeated
absence.
Key word : Academic achievement, frequent absenteeism, and school wastage
-1مقدمــــة:
التربية عملية بناء واعداد للفرد في المجتمع ،والوسيلة الوحيدة التي تنقل اإلنسان من مجرد فرد إلى إنسان
يشعر باالنتماء إلى المجتمع ،وله قيمته .وينصب االهتمام على التربية ،ألنها تزود الفرد بأنماط سلوكية تمكنه من
تعرف حاجات الفرد والمجتمع ومشكالتهم، التكيف مع المحيط االجتماعي الذي يعيش فيه ،وهي تسعى دائماً إلى ّ
1
وايجاد الحلول المنطقية المناسبة لها بوسائل مختلفة انطالقاً من القول :أنن التربية هي الحياة نفسها أ
متغير ،تتطور فلسفاته ونهدافه ومؤسساته
إن مسؤولية التربية في المجتمع المعاصر هي إعداد األجيال لعالم ّ
باستمرار فالشباب هم عصب الحياة واألمل المنشود في تجديد بناء األمة ونهضتها ،وهـم رجال الغد وبنات اليوم
والمستقبل ،يعلق عليهم المجتمع اآلمال العريضة وتظهر نهمية الشباب جليا في الثورة الجديدة التي يطرحها
علينا هذا القرن الجديد ،إذ ستكـون قيـادة العالم في المرحلة القادمة فـي نيديهم ،فثورة المعلومات وتراكمها جعلت
هذا الجيل الشاب يفيد من إنجازاتها من خالل االنخراط الفعال في ننشطة الحياة المدرسية
تعد الحياة المدرسية بيئة مالئمة للنمو ،إذ تهيئ المدرسة الفرص لتالميذها الكتساب خبرات متنوعة تؤدي إلى
تغيير مرغوب في سلوكهم فك ار وعمال ،فالتربية هي الحياة نفسها 2،والنمو بطبيعته عملية مستمرة يمكن نن تتعثر
إذا لم يتوفر لها ع نصر االستمرار ومعنى ذلك نن التلميذ(ة) الذي ال يتابع دراسته بانتظام فإنه يكون عرضة
لت عثرات قد تعوقه عن النمو النفسي السليم وهذا بدوره ال ينعكس على الفرد فحسب بل يمتد للمجتمع ككل وتعد
ظاهرة غياب التالميذ في المرحلة الثانوية واحدة من األسباب التي قد تعرقل النمو الطبيعي للمتعلم(ة) في هذه
المرحلة الحساسة من عمره لما لها من تأثير مباشر على العملية التعليمية التعلمية ككل
بوية
تنبهت إليها المؤسسات التر ّ
تعتبرظاهرة الغياب من الظواهر اآلخذة باالنتشار في المجتمعات ،وقد ّ
تسبب الكثير من المشاكل للتلميذ(ة) نفسه وللمجتمع ،ففي هذه الدراسة
ألنها ّ
وحاولت دراستها للقضاء عليهاّ ،
1المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،التربية البيئية في مناهج التعليم العام بالوطن العربي ،مطبعة المنظمة العربية العربية،
تونس1 ،1987 ،
2
نفس المرجع
129
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
سنتناول نسباب الغياب المدرسي وعالقته بالنتائج الدراسية ،وكيف يمكن نن تتكاثف الجهود للحد نو التخفيف منها
تدريجيا
-2مشكلة الدراسة:
تعد ظاهرة الغي اب المتكرر من الظواهر التي تشغل كل الفاعلين في الحياة المدرسية ،فالغياب المتكرر
مشكلة سلوكية تواجه نطراف العملية التعليمية التعلمية من إدارة تربوية ومدرسين وآباء وفاعلين تربويين ،ولها عدة
نسباب (دراسية واقتصادية واجتماعية وصحية ونفسية) تمنع نو تحول دون حضور التلميذ(ة) إلى قاعة الدرس
مشكلة الدراسة تحوم حول دراسة النتائج المدرسية والتحصيل الدراسي ومدى تأثيرهما المباشر في الغياب
طبيعي ،واقتراح الحلول للمعالجة. ٍ
بشكل غير المتكرر عن المدرسة
ّ ّ
-3أهمية الدراسة:
تعرف مشكلة الغياب المتكرر المؤدي الى الهدر المدرسي تطو ار خطي ار في المراحل الثانوية نظ ار لطبيعة
هذه المرحلة ،ومما هو جدير بالذكر نن مشكلة الهروب المدرسي ما هي إال عرضاً لوجود مشكالت نخرى دراسية
ومؤسساتية نو نسرية نو اقتصادية ،وهذه الظاهرة نصبحت من الظواهر الواضحة في مجتمعنا المغربي ونصبحت
تشكل خط اًر كبي اًر على المجتمع واهدا ار كبي ار لميزانيات الدولة ،تستوجب من العاملين في الحقل التربوي
واالجتماعي دراستها ومعرفة األسباب والعوامل المؤدية إليها ووضع نتائج هذه الدراسة نمام الفاعلين والمسؤولين
حتى يمكن إيجاد حلول مناسبة لها من خالل النتائج التي تم التوصل إليها من خالل هذه الدراسة.
-4أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى تحديد نسباب غياب التالميذ والتلميذات بعد جمع البيانات وتحليلها ،وتقديـم
المقترحات التربوية والنفسية واالجتماعية التي تساعد في معالجة هذه الظاهرة.
-5فرضيات الدراسة:
من خالل تجربة الباحث ،وبعد عقد لقاءات مع عدد من المتعلمين الذين يعانون من مجموعة من الظواهر
المدرسية كالتسرب الدراسي والغياب المتكرر واالنقطاع عن الدراسة ،تم اقتراح فرضية مفادها :ضعف نتائج
التحصيل الدراسي للمتعلم(ة) يؤدي إلى ارتفاع الغياب المتكرر
-6حدود الدراسة:
يقتصر البحث الحالي على متغيري التحصيل الدراسي (المتغير المستقل) والغياب المتكرر (المتغير التابع)
من خالل دراسة عينة غير عشوائية(عينة قصدية) من تالميذ ثانوية محمد الخامس بكلميمة الجذع المشترك علوم
خيار فرنسي خالل الموسم الدراسي 2019-2018
-7اإلطار المفاهيمي:
130
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
يعرف التحصيل لغويا 3بأنه حصل الشيء ،يحصل حصوال ،وقد حصلت الشيء تحصيال ني تجمع و
ثبت وتربويا يعرف التحصيل الدراسي بأنه إنجاز تعليمي نو تحصيل دراسي للمادة ،ويعني بلوغ مستوى معين من
الكفاءة في الدراسة سواء نكان في المدرسة نو الجامعة ،ويحدد ذلك اختبارات مقننة نو تقارير األستاذات واألساتذة
نو االثنين معا .ويعرف الدكتور فاخر عاقل كلمة التحصيل ننه "اكتساب وهو الحصول على المعارف والمهارات
ونن التحصيل الدراسي هو مجموعة الخبرات المعرفية والمهارات التي يستطيع التلميذ نن يستوعبها ويحفظها
ويتذكرها عند الضرورة ،مستخدما في ذلك عوامل متعددة كالفهم واالنتباه على فترات زمنية معينة ،والقدرة على
4
فهم الدروس واستيعابها ،يربطونه نيضا بالنتائج المحصل عليهأ.
ومن هنا نستنتج نن التحصيل الدراسي هو مقدار ما يستوعبه المتعلم(ة) من المادة الدراسية ومستواه
التعليمي في هذه المادة الذي يسمح له إما باالنتقال إلى القسم األعلى نو الرسوب وهذا بعد إجراء" :االختبارات
التحصيلية التي تنجز في نهاية السنة ،وهو ما يعبر عنه بالمجموع العام لدرجات التلميذ في جميع المواد الد ارسـية"
5
في جميع المراحل التعليمية من المدرسة إلى الجامعة ،فهو إذن مقياس يمكن من خالله قياس مستوى
التلميذ(ة)
6
الغياب والتغيب:
الغياب :هو االنقطاع عن الحضور لمدة زمنية معينة بسبب طارئ خارج عن إرادة الفرد ألسباب عديدة
وهذا الصنف ال يعتبر مشكلة بحد ذاتها لندرتها ،ويمكن نن ندرجها تحت الظروف الطبيعية نو القاهرة للغياب
التغيب :فعل إرادي يتعمد المتعلم(ة) عدم الحضور كلياً نو جزئياً في الوقت المحدد الذي من المفترض
نن يكون فيه طبقا لنظام الحصص المعمول به ،فيلجأ المتعلم(ة) إلى التغيب بدوافع شخصية نو نفسية نو
اجتماعية نو اقتصادية نو ألسباب مفتعلة نو غير مفتعلة .وله عدة ننماط منها:
حصول ظرف طارئ ولكن وفق اختيار المتعلم(ة) كالتأخر في النوم
عدم حصول نو وقوع ني طارئ وغياب التلميذ(ة) باختياره بدون مؤثرات عليه إن هذا الصنف هو األسون
نو األخطر ،ألن التلميذ(ة) يبحث عن نتفه األسباب كي يتخذها ذريعة لغيابه عن الدراسة
الهدر المدرسي:
إن األدبيات التربوية المغربية التي تتناول أالهدر المدرسيأ تميل إلى اختزال هذا المشكل في مجرد حالة نو
وضعية خاصة هي االنقطاع نو التسرب المدرسي ،في حين نن الهدر حالة عامة تشمل في الحقيقة مجموع
االختالالت واالكراهات التي تعيق نداء النظام التربوي لوظائفه ،وتحول دون تحقيق نهدافه التعليمية والتربوية،
مهما كانت تلك المعوقات فالهدر ال يتعلق فقط بسلوك التالميذ المنقطعين عن الدراسة ،بل يتعلق بسلوك كل
الفاعلين في المدرسة
إن الهدر المدرسي كمفهوم شامل يحيل ،إذن ،على ضياع الموارد المرصودة ،سواء كانت مادية نو بشرية
نو بيد اغوجية نو تنظيمية ،والتي يعيق ضياعها تحقيق غايات ونهداف المنظومة التربوية ،وينتج عن كل ذلك
3فاخر عاقل .)1971( ،معجم علم النفس(انجليزي –فرنسي-عربي ) دار الماليين بيروت .)100( 2
4فاخر عاقل )1971( .معجم علم النفس(انجليزي –فرنسي-عربي ) .دار الماليين بيروت.)206( 2 ،
5سيد خير هللا )1981( .بحوث نفسية وتربوية .دار النهضة ،لبنان.76 ،
6محمد سليمان الحميد )2006( .ظاهرة الغياب المرتفع ،مدير عام يحاسب مدير إدارة الموارد البشرية.3 ،
131
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
ضعف في المردودية الداخلية للنظام ،تتجلى في التعثر ،ثم في التأخر الدراسي المفضي حتما إلى الفشل الدراسي
واالنقطاع المبكر عن الدراسة 7
االنقطاع عن الدراسة:
يعتبر منقطعا عن الدراسة كل طفل ابتدن مرحلة تعليمية ولم يتممها بنجاح واالنقطاع ثالثة ننواع:
-التسرب :يصنف تلميذ(ة) في خانة متسرب إذا سجل نفسه بالمدرسة وغادرها إراديا ،دون الحصول على شهادة
المغادرة ،خالل السنة الدراسية لسبب من األسباب
-عدم االلتحاق :غير الملتحق هو كل تلميذ(ة) نجح نو كرر مستوى دراسي ولم يلتحق في الموسم الدراسي
الموالي بالمدرسة ولم يحصل على شهادة المغادرة رغم توفره على المؤهالت واإلمكانات النظامية والتربوية المتاحة
-الفصل :يكون التلميذ(ة) فيه مرغما على مغادرة المدرسة على إثر الفشل والتأخر الدراسيين نو ألسباب نخالقية
وتربوية يحدث هذا االنقطاع على إثر قرار إداري وهو ما يعبر عنه أبالفصل عن الدراسةأ ،وتكون المدرسة
8
مسؤولة عن هذا النوع من االنقطاع
التسرب المدرسي:
يتعلق التسرب المدرسي بظاهرة التخلي عن النظام المدرسي قبل انتهاء السلك الدراسي نو المستوى الدراسي
نو دون الحصول على شهادة مدرسية ،فهو مؤشر إحصائي عن المردودية المدرسية وقد يمس سيرورة التعلم كله
ومن جهة ومن جهة نسبابه فهي كثيرة منها األسباب االقتصادية والتربوية والفكرية والذهنية واألخالقية والثقافية
9
نتائجه فهي عديدة كذلك منها التربوية واالجتماعية والسياسية واالقتصادية
-8الدراسات السابقة:
دراسات محلية:
يظهر جليا نن جميع الفاعلين التربويين واعون بظاهرة الهدر المدرسي بكل تجلياته من خالل عدة
دراسات حول ظاهرة الغياب المتكرر كالبحث الميداني الذي قامت به نطر التوجيه التربوي والفاعلين التربويين
خلصت إلى هيمنة نسباب متعددة األبعاد واإلداريين بمديرية ابن امسيك وجمعيات المجتمع المدني والتي
الموضوعية والذاتية ذات طابع اجتماعي اقتصادي بيداغوجي تربوي نبرزها الهشاشة االجتماعية والعوامل
السيكولوجية المرتبطة بشخصية المتعلم(ة) وبعدم انخراط اآلباء وبغياب التتبع لدى األسر ،إال ننها وضعت
العوامل البيداغوجية في مؤخرة األسباب المؤدية إلى الغياب المتكرر إال نن الدكتور عبد اهلل بن نهنية ومن خالل
مقاربة سوسيوثقافية يرى نن نسباب النفور من المدرسة قد تكون لها عالقة وراثية باآلباء نو األجداد ،وهي نسباب
10
خارجة عن إرادة الطفل ،بل وحتى المدرسة والمجتمع
دراسات عربية
اعتمدت الباحثة ناهد رمزي على مقاربة النوع االجتماعي في معالجة ظاهرة التسرب الدراسي ،من خالل
انقطاع التلميذات عن الدراسة دون إتمام السلك األساسي ،حيث خلصت إلى نن األسباب المؤسساتية هي السبب
7عبد هللا الخياري ،)2013( .مجلة علوم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة ،مارس ،العدد .)18-17( 53
8عبد الدايم ،ع .)1976( .سلسلة علوم التربية ،10-9معجم علوم التربية ،مطبعة علوم التربية)7( 2 ،
9الحسن اللحية ( .) 2006موسوعة الكفايات ،األلفاظ والمفاهيم واالصطالحات ،مطبعة ")14 ( 1 ،"Digi Edition
10عبد هللا بن أهنيةhttps://www.hespress.com/opinions/387264.html 16H15 2019/04/20 ،
132
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
الرئيسي النقطاع التلميذات عن الدراسة كالعنف نما مجلة الجامعة اإلسالمية والتي اعتمدت المنهج الوصفي
التحليلي عبر برنام SPSSقامت (فقامت) بدراسة ظاهرة الغياب إال ننها اقتصرت على عينة من المتعلمين إال
11
اعتمدت على عينة من نن الدراسة التي ننجزت في منطقة الشارقة التعليمية اإلمارات العربية المتحدة 2014
نظر الطلبة واألساتذة واألستاذات واالختصاصيين والمشرفين اإلداريين وذلك لقديم مقترحات للحد من نسبة الغياب
في المدارس باستخدام المنهج النوعي لدراسة ظاهرة الغياب ،والتي خلصت إلى نن نكثر األسباب مساهمة في
غياب الطلبة هي األسباب األسرية
دراسات أجنبية:
اعتمدت دراسة 1997 Dollingerعلى المنهج النوعي من خالل إجراء مقابلة مع 12طالبا واثنين من
إدارة المدرسة ،حيث توصلت الدراسة إلى نن قلة دافعية الطالب نحو الدراسة والحضور للمدرسة وعدم وجود
نهداف وطموحات تجعل المتعلم(ة) يمتنع عن الحضور إلى الحصص الدراسية إال نن دراسة Asobiereonwu
2003و دراسة 2006 Jonesاعتمدتا على االستبانة ،حيث (وقد) توصلت الدراسة األخيرة إلى العالقة
الطردية بين نتائج التحصيل الدراسي والغياب المتكرر للتالميذ والتلميذات
التعليق على الدراسات السابقة:
إن معظم الدراسات ركزت على موضوع الهدر المدرسي بشكل عام والغياب المتكرر بشكل خاص وعالقته
بمتغيرات الدراسة :التحصيل الدراسي الغياب المتكرر
استخدمت معظم الدراسات السابقة نداة اإلحصاء عبر االستبانة ألنها وسيلة مناسبة ألجراء البحوث التي
تتعلق باآلراء ومعرفة األسباب الحقيقية في الهدر المدرسي ،وقد اعتمدت الدراسة الحالية كذلك على مجموعة من
األدوات من بينها نداة االستبانة وهي نداة تناسب طبيعة البحث وتحقق نهدافه
واختلفت الدراسات السابقة فيما بينها من حيث النتائج التي توصلت إليها ويعزى ذلك إلى اختالف األطر
الثقافية واالجتماعية واالقتصادية لمجتمعات الدراسة فضال عن اختالف المعالجات اإلحصائية التي عولجت بها
واختالف العينات من حيث نحجامها وننواعها
وقد خلصت نتائج بحثنا إلى نن هناك تقاطعات كبيرة مع الدراسات األجنبية من حيث العالقة بين متغيري
الغياب والتحصيل الدراسي للمتعلمات والمتعلمين
-9منهج الدراسة الميدانية واجراءاته:
يتمثل الجانب الميداني الذي تناوله هذا البحث في التمكن من كشف حقائق موضوعية متعلقة نساسا
بموضوع الدراسة ،من خالل دراسة استطالعية للكشف عن الوسائل التي تمكن من جمع البيانات ،وكذا اختيار
المنهج بطريقة واضحة ،واختيار عينة الدراسة من نجل تطبيق األدوات المناسبة لها بعد التحقق من الخصائص
السيكومترية
11فاطمة راشد الحميدي & علي اليماحي .)2014( .ظاهرة الغياب لدى طلبة المرحلة الثانوية في منطقة الشارقة التعليمية اإلمارات العربية
المتحدة.
133
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
12
القحطاني& سالم سعيد & آخرون .)2010( .منهج البحث في العلوم السلوكية ،جامعة الملك سعود ،الرياض ،المملكة العربية السعودية205 ،
134
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
من خالل الجدول ،1يتبين نن العينة تتكون من 95فردا ،يمثل التالميذ والتلميذات نسبة 65,27%فيما
تمثل األطر اإلدارية 34,73%
حدود الدارسة:
)1الحدود المكانية:
تم إجراء الدراسة بالثانوية التأهيلية محمد الخامس بمدينة كلميمة المديرية االقليمية لو ازرة التربية الوطنية
بالرشيدية ،المغرب
)2الحدود الزمنية:
تم تطبيق اإلجراءات الميدانية خالل الموسم الدراسي 2019-2018
أدوات الدراسة:
بعد دراسة استطالعية للميدان والبحث نظريا في الظاهرة موضوع البحث ،وجدت نن األدوات األكثر
مالئمة لتحقيق نهداف هذه الدراسة هي:
سجالت وملفات المتعلمات والمتعلمين؛ -
المقابالت الشخصية؛ -
االستبانة -
عرض النتائج وتحليلها: -11
دراسة سجالت وملفات التلميذات والتالميذ:
بعد االطالع على ملفات الغياب على مستوى الحراسة العامة للمستوى الجذع مشترك علوم خالل الفترة
الممتدة من نكتوبر 2018إلى يناير ، 2019تم االكتفاء على التالميذ األكثر تغيبا حسب المواد التعليمية ،فكانت
النتائج على الشكل التالي:
اجتماعيات
تربية بدنية
اعالميات
المجموع
انجليزية
بالساعة
اسالمية
العربية
فرنسية
التالميذ
الجنس
SVT
فلسفة
تربية
PC
91 12 12 3 13 6 12 6 9 6 9 3 أنثى 23
20 2 2 0 2 6 1 0 2 1 2 2 ذكر 19
17 0 2 0 5 3 1 0 2 0 4 0 ذكر 21
16 0 2 0 4 2 2 0 1 0 3 2 ذكر 1
14 0 2 0 2 4 1 0 1 1 3 0 أنثى 11
13 0 1 0 2 1 1 2 1 2 2 1 ذكر 12
12 0 3 0 4 0 1 0 2 1 1 0 أنثى 4
12 2 0 3 2 0 0 2 0 0 0 3 ذكر 38
9 2 1 0 1 2 1 0 1 1 0 0 أنثى 9
8 0 0 0 2 0 2 1 0 0 1 2 ذكر 22
135
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
انجليزية
بدنية
تربية
فرنسية
PC
SVT
الرياضيات
انجليزية
فلسفة
اجتماعيات
اسالمية
تربية
العربية
الجنس
التالميذ
أرقام
71 6 0 26 6 8 14 0 1 3 6 1 ذكر 14
56 4 2 12 4 7 13 0 1 5 5 1 ذكر 5
47 4 3 6 8 7 6 0 3 2 6 0 أنثى 24
32 4 3 8 0 4 6 0 0 2 1 2 ذكر 4
22 3 2 4 0 4 3 0 0 1 2 3 ذكر 13
17 0 1 5 2 1 5 0 0 1 2 0 ذكر 3
11 2 0 3 0 0 3 0 0 0 0 1 ذكر 1
8 0 1 2 0 0 2 0 0 1 1 1 أنثى 30
7 0 0 0 0 0 4 0 0 1 0 2 ذكر 20
7 1 2 2 0 0 0 0 1 0 1 0 ذكر 37
بعد ذلك تم االطالع على النتائج الدراسية للمعنيين باألمر عبر المنظومة اإلعالمية مسار فكانت على
الشكل التالي:
تم االعتماد في تقويم مستوى التحصيل الدراسي:
المعدل السنوي للسنة الثالثة إعدادي -
النتائج الدراسية الخاصة بالمواد العلمية واللغة الفرنسية -
الجدول :4نتائج التحصيل الدراسي للتالميذ والتلميذات كثيري التغيب
التكرار
مستوى التحصيل
جذع الثالثة الثانية الجنس أرقام التالميذ القسم
الدراسي
مشترك إعدادي إعدادي
0 0 جيد أنثى 23
0 1 0 ضعيف ذكر 19
0 1 0 ضعيف ذكر 21
0 2 0 ضعيف ذكر 1
0 1 0 ضعيف أنثى
األول
11
0 0 0 ضعيف ذكر 12
0 1 0 ضعيف أنثى 4
0 0 0 جيد ذكر 38
0 0 0 متوسط أنثى 9
0 1 0 ضعيف ذكر 22
136
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
30% إناث
70% ذكور
يالحظ من خالل المبيان 1نن نسبة الذكور في معدالت الغياب مرتفعة بالنسبة لإلناث ،ويعزى ذلك إلى
عدة نسباب منها التنشئة االجتماعية ودور األسرة في محاربة ظاهرة الغياب ،كما نن العديد من الدراسات ،نثبتت
نن اإلناث نظهرن تفوقًا ملحوظًا فيما يتعلق بمهارات القراءة والكتابة وتعلم اللغات ،ما جعلها تصف تلك المهارات
13
بـأاألنثوية ".وتبين للباحثين نن التفوق األنثوي يظهر بوضوح في عمر يتراوح بين 18-10عاما
نما فيما يخص التحصيل الدراسي للمتعلمات والمتعلمين تم تسجيل ما يلي 55% :من التالميذ والتلميذات
األكثر تغيبا كرروا في إحدى السنتين السابقتين ،كما نن 65%تعاني من نقص حاد في المواد األساسية،
خصوصا نن الفئة المستهدفة جذع مشترك علوم خيار فرنسي ،وبعد االطالع على النتائج الدراسية للمواد العلمية
واللغة الفرنسية تبين نن عددا كبي ار منهم يعاني من نقص في المكتسبات السابقة (نتائج دراسية دون المتوسط)،
رغم وجود حاالت استثنائية كالتلميذة التي تحمل الرقم ،23فرغم غيابها المتكرر ( 91ساعة) ونتائجها الجيدة،
فبعد البحث والتقصي تبين ننها كانت تعاني من مرض دون تقديم شواهد طبية لتبرير غيابها
137
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
المقابالت المباشرة:
تم إجراء مقابالت مع تالميذ الفئة المستهدفة حيث نكد معظمهم نن السبب المباشر في التغيبات هو ضعف
مستوى التحصيل الدراسي نظ ار لمجموعة من التراكمات وعدم قدرة التالميذ على مسايرة مستوى الزمالء
ومتطلبات الحياة الدراسية
االستبانة الخاصة بالتالميذ والتلميذات:
جدول :5معامل االرتباط بين محاور االستبانة ومجموع العناصر المكونة لالستبانة
أسباب أسرية أسباب ذاتية أسباب مؤسساتية أسباب دراسية المحاور
إن الترابط الخطي اإليجابي بين األبعاد المكونة ألسباب الغياب تؤكد نن بنود األبعاد تقيس نفس الظاهرة
ني نن هناك اتساقا داخليا (الجدول)5
ب -حساب االتساق الداخلي باستعمال ألفا كرونباخ:
جدول: 6صدق و ثبات االستبانة الخاصة للتالميذ المعتمدة لجمع البيانات
إحصائيات الثبات Statistiques de fiabilité
Alpha de Cronbach Nombre d'éléments
معامل ألفاكرونباخ عدد العناصر
67,80 40
138
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
إن درجة االتساق الداخلي بين البنود المكونة لالستبيان تؤكد نن مستوى ثبات نداة القياس مقبولة بشكل
جيد (جدول)6
إن نداة القياس المعتمدة تتسم بمصداقية جيدة ألن المؤشرات التي تقيس ثبات االستبيان تتسم باتساق
داخلي جيد مما يفيد القول نن نداة البحث تقيس ما نعدت لقياسه بمستوى مقبول من الدقة واألمانة
)3تحليل نتائج االستبانة المعروضة على التالميذ والتلميذات:
من نجل تحليل النتائج اقتصرت دراستنا على حساب التكرار والنسب المئوية لكل عبارة فكانت النتائج على الشكل
التالي:
الجدول :7تكرار العبارات والنسب المئوية ومعامل "بيرسون"
المتوسط الحسابي ال أحيانا نعم العبارة ر.ت
17 15 30 التردد
2,21 صعوبة المقررات والدروس 1
27,4 24,2 48,4 النسب %
31 12 19 التردد
1,81 كثرة المواد 2
50 19,4 30,6 النسب %
32 18 12 التردد
1,68 عدم التوفر على المقرر الدراسي (الكتب) 3
51,6 29,0 19,4 النسب %
28 26 8 التردد
1,68 كثرة التحاضير والتمارين المنزلية 4
45,2 41,9 12,9 النسب %
23 12 27 التردد
2,06 الطرق والوسائل المعتمدة في التدريس 5
37,1 19,4 43,5 النسب %
32 16 14 التردد ظروف صحية (حاسة السمع -البصر –
1,71 6
51,6 25,8 22,6 النسب % الصحة الجسمية)...
30 9 23 التردد
1,76 عدم الرغبة في الدراسة 7
48,4 14,5 37,1 النسب %
28 14 20 التردد
1,87 التفكير في الهجرة نحو الخارج 8
45,2 22,6 32,3 النسب %
20 30 12 التردد
1,78 الشرود داخل القسم 9
32,3 48,4 19,4 النسب %
23 24 15 التردد
1,87 انعدام الثقة بالنفس 10
37,1 38,7 24,2 النسب %
25 12 25 التردد
2,00 بعد المؤسسة عن السكن 11
40,3 19,4 40,3 النسب %
22 16 24 التردد
2,03 إهمال األسرة ألبنائهم وعدم مواكبتهم 12
35.5 25,8 38,7 النسب %
12 19 31 التردد
2,31 عدم تشجيع األساتذة واألستاذات للتالميذ 13
19,4 30,6 50,0 النسب %
26 8 28 التردد غياب األنشطة الموازية – الرياضية –
2,03 14
41,9 12,9 45,2 النسب % الفنية....
15 16 31 التردد
2,26 العقاب اللفظي في حق المتعثرين 15
24,2 25,8 50,0 النسب %
26 26 10 التردد
1,74 الظروف الجوية والمناخية 16
41,9 41,9 16,1 النسب %
15 27 20 التردد
2,08 العمل لمساعدة األسرة 17
24,2 43,5 32,3 النسب %
17 36 9 التردد
1,87 عدم القدرة على استيعاب مادة أو مواد معينة 18
27,4 58,1 14,5 النسب %
1,90 23 22 17 التردد الخوف من اإلحراج بسبب أسئلة األستاذ(ة) 19
139
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
140
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
الجدول :8ترتيب العبارات األكثر ترددا من خالل االستبانة الخاصة بالتالميذ والتلميذات
المحور العبارة الترتيب
أسباب دراسية ضعف المستوى يشعرني بالملل داخل القسم 1
أسباب مؤسساتية عدم تشجيع األساتذة للتالميذ 2
أسباب دراسية العقاب اللفظي في حق المتعثرين 3
أسباب ذاتية تأثير الوسائل التكنولوجية الحديثة ( الهاتف – الحاسوب )... 4
أسباب دراسية صعوبة المقررات والدروس 5
أسباب مؤسساتية التفرقة في معاملة التالميذ من طرف األساتذة 6
أسباب مؤسساتية كثرة عدد الحصص خالل اليوم الدراسي 7
أسباب دراسية صعوبة الفروض واالمتحانات 8
أسباب مؤسساتية عدم تشجيع التالميذ 9
أسباب دراسية مشكل التوجيه المدرسي (أدبي – علمي )..... - 10
من خالل الجدول ، 8والذي يبين العشر عبارات األكثر ترددا ومن خالل مقارنتها مع المحاور المتضمنة
لها ،يمكن االستنتاج نن محوري األسباب الدراسية والمؤسساتية هي المتحكم الرئيسي في الغياب المتكرر
للمتعلمات والمتعلمين حيث نن نسب العبارات األكثر ترددا في تحديد األسباب الرئيسية للغياب بالنسبة لكل محور
على الشكل التالي:
الجدول :9األسباب الرئيسية للغياب حسب المحاور
العبارات المسببة
النسبة المئوية مجموع عبارات المحور المحور
للغياب
%50 8 5 أسباب دراسية
%40 15 4 أسباب مؤسساتية
%10 12 1 أسباب ذاتية
%00 5 0 أسباب أسرية
يظهر جليا نن األسباب الدراسية تتصدر األسباب المؤدية للغياب كما عبر عنه تالميذ وتلميذات الجذع
المشترك علوم خيار فرنسي
ويمكن تفسير األسباب الدراسية حسب عبارات المحور بضعف التحصيل الدراسي ومستوى المتعلمات
والمتعلمين من خالل النتائج الدراسية مما يؤدي بالتالميذ إلى عدم القدرة على متابعة التعليم والتعلم في الفصول
الدراسية وخصوصا في بعض المواد التي يعانون نقصا حادا فيها
يتضح من الجدول َّ
نن ضعف مستوى التحصيل الدراسي الذي يسبب للمتعلم الملل داخل المؤسسة جاء
في الترتيب األول ،إذ إن ضعف النتائج تضع المتعلم محل انتقاد واستهزاء وسخرية من طرف الزمالء والمدرسين،
فيفقد الرغبة في الدراسة مما يولد لديه الكراهية اتجاه المؤسسة نو المادة الدراسية نو نستاذ معين ،مما يدعوا إلى
اعتماد نساليب تشجيعية
لقد تبين من خالل تقاسم عبارة أعدم تشجيع األساتذة للتالميذأ المرتبة األولى مع العبارة نعاله ،نن هناك
عالقة طردية بين المتغيرين فالعمل على تشجيع التالميذ والتلميذات ودعمهم نفسيا وتربويا واجتماعيا ،يجعلهم
141
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
يحسون باالنتماء ويزيد في رغبتهم في التعلم والتحصيل الدراسي وهذا يوضح ما وجده علماء النفس من َّ
نن
تكوين اإلنسان وعملياته الديناميكية تتطلب إشباع حاجات معينة في ظروف خاصة وبأساليب معينة ،حتى يتمكن
نن ينشأ نشأةً صحيحةً من الناحيتين النفسية والجسمية ،والمراهق يحتاج إلى الترويح عن نفسه بشكل كبير
من ْ
إال ننه ومن خالل االستبانة ،فعوض تحفيز وتشجيع المتعلمين الذين يعانون نقصا في التعلمات ،نجد
عبارة أالعنف اللفظي في حق المتعثرينأ في المرتبة الثالثة نن العنف اللفظي ،عبارة عن كلمات قاسية وموجعة،
يوجهها بعض األساتذة نحيانا في حالة من الغضب والعصبية إلى التالميذ ،ومن الصعب مالحظته في غمرة
الحياة المدرسية ومشاغلها ،فضالً عن تحديد آثاره التي قد تترسب عميقاً في نفسية المتعلم(ة)
إذاً ال يكفي نن يكون العقاب البدني ممنوعاً ،ألن هناك ما هو نكثر إيذاء وتدمي اًر من الضرب ،فوصف
تلميذ(ة) بالغباء ،نو البالدة ،نو نعته بنعوت تثير السخرية عليه من قبل زمالئه ،نو تشبيهه بإحدى الحيوانات،
إهانة قاسيه لذاته وكرامته ،فقد ينسى التلميذ آالم الضرب بعد دقائق ،لكن من الصعب عليه سيان اإلهانة اللفظية
التي قد تترك في نفسه آثا ار تجعله يمتنع عن الحضور إلى الحصص الدراسية
إن العقاب بشتى ننواعه وخصوصا اللفظي منه وكيفما كان مصدره ،يسبب عاهات نفسية تؤدي بالمتعلمين
إلى االكتئاب والخوف مما يجعلهم يمتنعون على القيام بواجباتهم الدراسية ثم الغياب المتكرر وسلوكات عدوانية
اتجاه المؤسسة بكل مكوناتها
جاءت عبارة أتأثير الوسائل التكنولوجية الحديثةأ كعبارة وحيدة في محور األسباب الذاتية حيث احتلت
المرتبة الرابعة
ال ننكر االستفادة الكبيرة التي تتيحها األنترنيت ووسائل التكنولوجيا الحديثة والمواقع االلكترونية
لكننا معنيون نيضا بالكشف عن الوجه واالجتماعية في التحصيل والمعرفة والخدمات والتواصل االجتماعي
اآلخر لهذه الوسائل بالوقوف على آثارها السلبية على تعليمنا ,والمتمثلة على العموم في سوء استعمال التالميذ في
المؤسسات التعليمية المغربية للوسائل التكنولوجية الحديثة ،ومن بينها على سبيل المثال ،ال الحصر ،إدمان
التالميذ على مواقع التواصل االجتماعي (الفايسبوك وتويتر واليوتوب والمدونات ومواقع الدردشة) وهذا له آثار
سلبية على حياة المتمدرسين التعليمية
يتضح من الجدولَّ 8
نن العبارة أصعوبة المقررات والدروسأ في المرتبة الخامسة وكذا صعوبة التقويم
واالمتحاناتأ في المرتبة الثامنة ،وهذا ما يؤكده نيضا الجدول المتعلق بإحصاء غياب التالميذ والتلميذات حسب
المادة الدراسية ،مم ا يؤكد فرضية الدراسة بوجود عالقة ترابطية متينة بين المتغيرين ،إذ نن ضعف التحصيل
الدراسي تجعل التلميذ(ة) يعاني صعوبة في التركيز واالنتباه ،وهي مشكلة من المشكالت التعليمية الخاصة ومنها
اضطراب الذاكرة ،مما يجعل المتعلم(ة) في وضع يجعله يمتنع عن الحضور إلى المؤسسة التعليمية
وجاءت العبارة :أكثرة الحصص خالل اليوم الدراسيأ في المرتبة السابعة من حيث األسباب المؤدية إلى
الغياب المتكرر ،مما يجعل المتعلم(ة) يحس بالتعب والملل وينقص تركيزه خالل الساعات األخيرة من اليوم
فتجاوب التلميذ(ة) مع األستاذ(ة) يكون في الحصص األولى من بداية النهار ويخزن المعلومات ،نما في
الحصص المتأخرة مثل السابعة نو الثامنة فنجده ال يتجاوب وال يتقبل عقله ني مواد فيحس بالشرود والملل وكأنه
لم يكن حاض ار في الفصل
142
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
احتلت عبارة :أالعنف داخل المؤسسةأ ،المرتبة األخيرة من حيث األسباب المؤدية إلى الغياب لذى التالميذ
والتلميذات التخاذ اإلدارة التربوية مجموعة من التدابير لمحاربة الظاهرة من خالل عدة إجراءات من بينها حضور
الباحث لجلسة مناقشة حالة عنف بين التلميذات بحضور نولياء نمورهن
بينما يعود احتالل عبارة :أاكتساب الغياب عن طريق مرافقة التالميذ كثيري التغيبأ ،المراتب األخيرة إلى
المجهودات المبذولة من طرف نولياء األمور من نجل حماية نبنائهم وبناتهم من رفقاء السوء
نما عبارة :أاستعمال المواد المخدرةأ ،التي جاءت في المراتب األخيرة ،فالفضل يعود إلى تنسيق اإلدارة
التربوية مع المصالح األمنية ،هذه األخيرة التي تقوم بحمالت تمشيطية بين الفينة واألخرى في محيط المؤسسة
التعليمية لمحاربة مجموعة من الظواهر من بينها الترويج للمخدرات
دراسة نتائج االستبانة الخاصة باألطر التربوية وتحليل نتائجها:
)1مكونات االستبانة
تتكون االستبانة المعروضة على األطر التربوية من 18عنص ار تتمحور حول اإلجراءات المتخذة من نجل
الحد من ظاهرة الغياب المتكرر بالثانوية التأهيلية محمد الخامس بكلميمة ثم بعض االقتراحات والتوصيات ،وقد
عبر 33منهم عن وجهة نظرهم ،نفصل النتائج نسفله
)2الصدق والثبات:
جدول :11صدق و ثبات االستبانة الخاصة باألطر التربوية
معامل ألفاكرونباخ عدد العناصر
0,725 16
من خالل معامل نلفاكرونباخ وهو نحد المقاييس الذي يبين ثبات وصدق االستبيان والذي بلغ 72,5%
يعتبر مقبوال للحكم على ثبات وصدق االستبانة المعتمدة في بحثنا هذا.
)3تحليل نتائج االستبانة:
من نجل تحليل النتائج اقتصرت الدراسة على حساب التكرار والنسب المئوية مع ترتيب العبارات اعتمادا
على المتوسط الحسابي ونسفرت النتائج على الشكل التالي:
143
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
الجدول :12تردد العبارات والنسب المئوية لكل عبارة حسب عينة البحث ( األطر التربوية)
المتوسط العبارة
ال أحيانا نعم رت
الحسابي
13 15 5 التردد
1,76 إحصاء المتعلمين كثيري التغيب 1
39.4 45.5 15,2 النسب %
3 18 12 التردد
2,27 العمل على تنظيم لقاءات تواصلية مع المتغيبين 2
9.1 54.5 36.4 النسب %
17 15 1 التردد
1,52 التواصل مع أولياء أمور التالميذ 3
51.5 45.5 3.0 النسب %
23 9 1 التردد
1,33 تفعيل لجنة اليقظة 4
69,7 27,27 3,03 النسب %
28 3 2 التردد
1,21 تفعيل خلية االنصات 5
84,84 9,09 6,06 النسب %
00 24 9 التردد
2,27 دراسة حاالت على مستوى مجالس األقسام 6
00 72,7 27,3 النسب %
5 16 12 التردد
2,21 تفعيل القانون الداخلي للمؤسسة 7
15,2 48,5 36,4 النسب %
2 4 27 التردد
2,76 اطالع المتعلمين على القانون الداخلي للمؤسسة 8
6,06 12,12 81,81 النسب %
11 4 18 التردد
2,27 دراسة نتائج التقويم التشخيصي 9
33,3 12,1 54,5 النسب %
18 5 10 التردد
1,76 دعم المتعثرين 10
54,5 15,2 30,3 النسب %
5 21 7 التردد
2,06 التحسيس بخطورة ظاهرة الغياب المتكرر 11
15,2 63,6 21,2 النسب %
3 28 2 التردد
1,97 دراسة ملفات التالميذ والتلميذات كثيري التغيب 12
9,1 84,8 6,1 النسب %
19 11 3 التردد عرض حاالت على جمعية اآلباء وأولياء أمور
1,52 13
57,6 33,3 9و1 النسب % التلميذات والتالميذ
26 4 3 التردد
1,30 تقليص ساعات العمل إلجراء الدعم التربوي 14
78,78 12,1 9,1 النسب %
27 3 3 التردد
1,27 مراجعة البرامج والمناهج التعليمية 15
81,8 9,1 9,1 النسب %
25 5 3 التردد
1,33 إعادة النظر في التقويم التربوي 16
75,8 15,2 9,1 النسب %
من خالل نتائج االستمارة (الجدول )12حول محور اإلجراءات المتخذة من نجل الحد من ظاهرة الغياب
المتكرر للتلميذات والتالميذ بالثانوية التأهيلية محمد الخامس من وجهة نظر بعض األطر التربوية ،وبعد التعرف
على التك اررات والنسب المئوية لكل العبارات والمتوسط الحسابي ،يمكن استنتاج العبارات الثالث األكثر تك ار ار على
الشكل التالي:
الجدول :14ترتيب العبارات األكثر تداوال
ترتيب العبارات العبارة رقم العبارة
1 اطالع المتعلمين على القانون الداخلي للمؤسسة 8
2 دراسة نتائج التقويم التشخيصي 9
3 دراسة حاالت على مستوى مجالس األقسام 6
4 العمل على تنظيم لقاءات تواصلية مع المتغيبين 2
144
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
من خالل النتائج ،يظهر جليا نن اإلدارة التربوية بالمؤسسة نولت اهتماما للقانون الداخلي للمؤسسة ،فرغم
اطالع المتعلمات والمتعلمين على بنوده باعتبار العبارة الخاصة بذلك تحتل المرتبة األولى في اإلجراءات المتخذة
في الحد من ظاهرة الغياب الم تكرر حسب وجهة نظر األطر التربوية ،يبقى تفعيل بنوده على نرض الواقع في
حاجة إلى مجهودات وانخراط كل الفاعلين التربويين
نما أدراسة نتائج التقويم التشخيصيأ ،فقد احتلت المرتبة الثانية في اإلجراءات المتخذة ،إال نن استثمار
نتائج التقويم تبقى ضعيفة نظ ار لعدم برمجة ساعات الدعم للمتعثرين نتيجة مجموعة من اإلكراهات كساعات
العمل اليومي لألستاذ ومطالبته بإتمام المقرر المبرمج طيلة السنة الدراسية مما يستوجب إجراء تدابير كتقليص
ساعات العمل إلجراء الدعم التربوي ومراجعة البرامج والمناهج التعليمية والتي جاءت في المراتب األخيرة ،يمكن
اعتبارها توصيات للو ازرة الوصية على القطاع
العمل على تنظيم لقاءات تواصلية مع المتغيبين مع دراسة حاالت على مستوى مجالس األقسام إجراءان
يأتيان في المرتبة الثالثة والرابعة لمحاربة ظاهرة الغياب المتكرر ،إال نن المؤسسة مدعوة إلى تفعيل خلية
اإلنصات ولجنة اليقظة اللتان احتلتا المراتب األخيرة من حيث اإلجراءات المتخذة ،لما لهما من ندوار مهمة
نوجزها فيما يلي:
للجنة اليقظة دور كبير في تشخيص وضعية المؤسسة من حيث االنقطاع والتكرار والغياب وضبط قوائم
المتعثرين وتحديد نوع الدعم المناسب لهم نما اإلنصات فإنه يعتبر مهمة تربوية تتجلى في عقد مقابلة مع
التلميذ(ة) قصد جمع معلومات حول شخصه كتلميذ وكفرد في المجتمع للتعرف عليه تربويا ومدرسيا واجتماعيا
وتمكينه من معرفة نفسه.
خالصة ومقترحات. -11
توصلت الدراسة لمجموعة من النتائج من خالل التطبيق الميداني لألدوات المستخدمة ،وذلك لإلجابة على
موضوع الدراسة ،ويتعلق األمر بالعالقة الطردية بين التحصيل الدراسي والغياب المتكرر عند تالميذ الثانوية
التأهيلية محمد الخامس بكلميمة
بناء على نتائج الدراسة نثبتت بالملموس تأثير التحصيل الدراسي على الغياب المتكرر لدى التعلمين
والمتعلمات ،فيمكن معالجة هذه الظاهرة اجرائيا من خالل المقترحات التالية:
برمجة الدعم التربوي في استعماالت زمن األطر التربوية؛
االنخراط الفعال لكل الفاعلين التربويين في الدعم التربوي؛
تحديد نوعية الصعوبة وتحديد ما إذا كان التلميذ(ة) يتمتع بقدرة عقلية عادية ومع ذلك يقل تحصيله عن
المستوى المتوقع؛
اقتراح البرنامج العالجي وتحديد األهداف التعليمية والمواد التعليمية والطرق المناسبة مع األخذ في االعتبار
نقاط القوة والضعف؛
البرمجة الفعلية للدعم التربوي؛
إدراج الدعم ضمن مجاالت مشروع المؤسسة لدعم التالميذ المتعثرين؛
إحداث نقسام خاصة بالدعم في بعض المواد يتكلف بها نساتذة معنيون؛
145
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
تخصيص نسبوع للدعم التأهيلي قبيل امتحانات الدورة األولى والدورة الثانية وكذا قبيل االمتحانات اإلشهادية
خالل األسابيع المخصصة للدعم في نسابيع السنة الدراسية؛
شراكات مع جمعيات تنموية نو هيئات تتولى دعم التالميذ والتلميذات المحتاجين للدعم؛
االهتمام بالجانب النفسي للمتعلمات والمتعلمين؛
وضع البرامج واألنشطة التي تزيد من دافعية التالميذ للتعلم وتجاوز الصعوبات التي يمكن نن تؤدي الى
الغيابات المتكررة؛
تفعيل االندية التربوية؛
توعية التالميذ بأضرار الغياب؛
على األطر التربوية تحسين نساليب التعامل مع التالميذ ،واإللمام بخصوصيات المراهق وآليات ارساء
التواصل معه؛
االنفتاح ،التنشيط وتبادل الثقة مع التالميذ ،والعمل بتفان واخالص وتنشيط االندية التربوية المشاركة بجدية في
مجالس المؤسسة؛
تفعيل ميثاق القسم؛
الحرص على تجنب األقوال التربوية والجارحة لمشاعر التالميذ؛
السؤال عن التلميذ(ة) المتغيب ،وتتبع نحواله؛
استخدام طرق التدريس الحديثة؛
على نولياء األمور تتبع نحوال نبنائهم داخل المؤسسة بانتظام (النتائج والغياب )
إكماال للفائدة المرجوة للبحث الحالي نقترح الباحث إجراء بعض الدراسات الجديدة نذكر منها:
إجراء دراسة تستهدف الكشف عن طبيعة العالقة بين الغياب ومتغيرات نخرى منها السمات الشخصية،
؛ والثقة بالنفس ،ومفهوم الذات ،والضغوط النفسية
إجراء دراسة نخرى يتم فيها استطالع نراء عينات نخرى كآراء اإلدارات التربوية والمدرسين والمشرفين
االجتماعيين والتربويين واإلخصائيين؛
إقامة الندوات داخل المدرسة مع نولياء األمور لتحديد العالقة بين التحصيل الدراسي والغياب المتكرر
المؤدي إلى الهدر المدرسي ،وتكريم المتعلمات والمتعلمين واألسر التي تعزز من تواصل نبنائها وانتظامهم على
الدراسة وذلك بشهادات تكريم معنوية مما قد يسهم في الحد من تفشي هذه الظاهرة
المراجع
146
مسالك التربية والتكوين ،المجلد 4العدد 147-128A )2021( 1 مـحمد أتانوت
الزبيدي ،سلمان عاشور ،اإلدارة الصفية الفعالة في ضوء اإلدارة المدرسية الحديثة ،مطابع الثورة العربية الليبية
.2001
أمجد قاسم ،اإلدارة المدرسية ،التربية والثقافة 2002
الرؤية االستراتيجية لإلصالح 2030-2015
المرسوم رقم 2.02.376الصادر في 6جمادى األولى 1423الموافق ل 17يوليوز 2002بمثابة النظام
األساسي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم العمومي كما تم تغييره وتتميمه1998
الحسن اللحية ،موسوعة الكفايات ،األلفاظ والمفاهيم واالصطالحات ،مطبعة " ،"Digi Editionالطبعة األولى
2006
القحطاني ،سالم سعيد ،وآخرون ،منهج البحث في العلوم السلوكية ،جامعة الملك سعود ،الرياض ،المملكة العربية
السعودية2010،
الميثاق الوطني للتربية والتكوين 1999
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،التربية البيئية في مناهج التعليم العام بالوطن العربي ،مطبعة المنظمة
العربية العربية ،تونس1987 ،
خليل ميخائيل معوض ،القدرات العقلية ،مركز اإلسكندرية للكتاب 2010
عبد هللا الخياري ،مجلة علوم التربية ،العدد ،53مطبعة النجاح الجديدة ،مارس 2013
عبد الدايم ع .سلسلة علوم التربية 1976ص ،10-9معجم علوم التربية ،مطبعة علوم التربية ،الطبعة الثانية
عمر عبد الرحيم ،تدني مستوى التحصيل واإلنجاز المدرسي ،أسبابه وعالجه ،مطبعة دار وائل للنشر عمان،
2004
فاطمة راشد الحميدي علي اليماحي ظاهرة الغياب لدى طلبة المرحلة الثانوية في منطقة الشارقة التعليمية
اإلمارات العربية المتحدة 2014
محمد محسن المعايرة ،مبادئ اإلدارة المدرسية ،مطبعة دار المسيرة عمان ،الطبعة الثانية 2002
محمد سليمان الحميد ،ظاهرة الغياب المرتفع ،مدير عام ،إدارة الموارد البشرية2006 ،
محمد محسن العمايرة ،مبادئ اإلدارة المدرسية ،مطبعة دار المسيرة عمان ،الطبعة الثانية 2002
مشاريع البرنامج االستعجالي 2012-2009
محمد الدريج ،مشروع المؤسسة والتجديد التربوي في المدرسة المغربية ،منشورات رمسيس،ج ،1ط،1996 ،1
الرباط
محمد جاسم العبيدي وأالء محمد العبيدي ،اإلرشاد والتوجيه النفسي ،المنهل 2010
مصطفى فهمي ،سيكولوجية الطفولة والمراهقـة ،مكتبـة مصر ،دار مصر للطباعة ،الطبعة الثانية 2011
سلسلة علوم التربية ،معجم علوم التربية ،مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة
الثانية 1998
147